آثار و برکات طلب العلم و عقاب تضییع العلم

اشارة

سرشناسه : موسوی جزایری،سید هاشم، 1340 -

عنوان قراردادی : آثار و برکات طلب العلم و عقاب تضییع العلم .فارسی

عنوان و نام پديدآور : آثار و برکات طلب العلم و عقاب تضییع العلم / السیدهاشم الناجی الموسوی الجزایری

مشخصات نشر : قم: ذوی القربی، 1398.

مشخصات ظاهری : 306 ص.

شابک : : 978-964-518-637-9

وضعیت فهرست نویسی : فاپا

یادداشت : کتابنامه: ص. 495-496؛ همچنین به صورت زیرنویس.

موضوع : دانش و دانش اندوزی -- احادیث

موضوع : Learning and scholarship -- Hadiths

موضوع : دانش و دانش اندوزی اسلامی

موضوع : Islamic learning and scholarship

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع : Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع : حدیث -- اجازه ها

موضوع : Hadith -- *Permissions

شناسه افزوده : اردلان، محمد صادق، 1369-، مترجم

شناسه افزوده : Ardalan , Mohamad Sadeg

رده بندی کنگره : BP141/5

رده بندی دیویی : 297/218

شماره کتابشناسی ملی : 5746285

اطلاعات رکورد کتابشناسی : فاپا

ص :1

اشارة

ص :2

فهرس العناوين

1 - آثار و بركات و منافع و ثمرات طلب العلم في دار الدنيا.

2 - آثار و بركات و منافع و ثمرات طلب العلم في دار الآخرة.

3 - جزاء تضييع العلم في دار الدنيا.

4 - عقاب تضييع العلم في دار الآخرة.

5 - علم التفسير.

6 - علم الحديث.

7 - علم الفقه.

8 - علم القضاء.

9 - علم الكلام(1).

10 - النوادر.

ص:3


1- - لم نذكر في هذا الكتاب ما يتعلّق بسائر العلوم. ك علم الطبّ و الحساب و الصناعات و اللغة و النجوم و باقي العلوم. و كذلك لم نتعرّض فيه إلى ما يتعلّق بالعلوم الممدوحة و العلوم المذمومة.

أسماء مصادر الكتاب

الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب المستطاب منقولة عن هذه الكتب و المصادر:

1 - الكافي ج 1 إلى 8 - تأليف: الشيخ الكليني - رضوان اللّه تعالى عليه -.

2 - الأمالي - تأليف: الشيخ الصدوق - رضوان اللّه تعالى عليه -.

3 - التوحيد.

4 - ثواب الأعمال و عقاب الأعمال.

5 - الخصال.

6 - صفات الشيعة.

7 - علل الشرائع.

8 - عيون الأخبار.

9 - فضائل الشيعة.

10 - كمال الدين.

11 - مصادقة الإخوان.

12 - معاني الأخبار.

13 - من لا يحضره الفقيه ج 1 إلى 4.

14 - المواعظ.

15 - منية المريد - تأليف: الشهيد الثاني - رضوان اللّه تعالى عليه -(1).

ص:4


1- - والأحاديث المذكورة في الجزء الثاني من هذا الكتاب المستطاب منقولة عن سائر الكتب و المصادر. و سيطبع فيما بعد - إن شاء اللّه تعالى -. فيكون استدراكاً لهذا الجزء.

مقدمة المولف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على سيّد الأنبياء و المرسلين محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.

و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين. من الآن الى قيام يوم الدين.

امّا بعد: إنّ هذا الكتاب الّذي بين يديك - أيّها العزيز - يسّمى ب:

العلماء المرحومون و العلماء الملعونون

ونذكر فيه الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث الشريفة التي تتعلّق بهذا الموضوع.

أسأل اللّه العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير - والإقدام الأقل من القليل - خالصاً لكريم وجهه. و احياءاً لأمر أهل بيته عليهم السلام و اقتصاصاً لآثار هم. و مذاكرة لأحاديثهم. و تخليداً لذكرهم عليهم السلام. و ذريعةً للتمسّك بولائهم (صلوات اللّه تعالى عليهم). و البرائة من اعدائهم.

و أسأله عزّ و جلّ بحقّهم - عليهم السّلام - أن يرزقنى البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه. و ينفعنى - به - يوم لا ينفع مال و لا بنون الاّ من أتى اللّه بقلب سليم.

و أسأله - تبارك و تعالى - أن يشارك - في أجره و ثوابه و خيره و نفعه -: والدي

ص:5

و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق عليّ.

- و كذلك - من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف. و يؤيّد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.

لا يدّعي مؤلّف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة في الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوين التى تليقها.

و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض تلك الآيات والروايات في أبوابها المناسبة لها - غفلةً و سهواً و خطاءاً منه -.

إذ الإنسان محلّ الخطأ و السهو و النسيان.

و العصمة مخصوصة بأهلها - عليهم صلوات الرحمان -.

و هذا لا يكون الّا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبّع الكامل في هذا المجال.

العبد الفقير الى رحمة ربّه الغني

السيّد هاشم الناجى الموسوي الجزائري

ص:6

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى السّيد عبدالأعلى الموسوي السبزواري - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:7

كلمة حول الكتاب تفضّل بها سماحة آية اللّه الشيخ مرتضى المقتدائي الإصفهاني - دامت بركاته -

الحمد للّه الواحد الأحد الّذي لا شريك له الفرد الصمد الّذي لا شبيه له. الأوّل القديم الّذي لا غاية له الآخر الباقي الّذي لا نهاية له. العليم الّذي لا يخفى عليه شيء.

و أشهد أن لا إله إلّااللّه ربّ العالمين. و أشهد أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله عبده و رسوله.

و أشهد أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام سيّد الوصيّين و إمام المتّقين و أنّ الأئمّة من ولده حجج اللّه تعالى على الخلق إلى يوم الدين - صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين -.

أمّا بعد فمن الواضح المعلوم أنّ بعد القرآن الكريم - الّذي هو كلام اللّه العزيز و كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: فيه علم ما يأتي و الحديث عن الماضي و دواء دائكم و نظم ما بينكم (1)- كان التمسّك بأحاديث أهل البيت عليهم السلام و الروايات الصادرة عن مهابط الوحي و معادن التنزيل و العمل بها هو الطريق الوحيد للوصول إلى السعادة الأبديّة - دنيويّةً و اخرويّةً - و السلوك إلى اللّه و التقّرب إليه عزّ و جلّ.

و معلوم أنّ الاُنس بكلمات أهل البيت عليهم السلام النيّرة والإستضائة بأنوار ولايتهم و السير على نهجهم يوجب الحشر معهم و القرب بجوارهم في جنّات النعيم.

و من فضل اللّه و عناياته عزّ و جلّ على حجّة الإسلام و المسلمين السيّد هاشم الناجي الموسويّ الجزائري - دامت إفاضاته و زيدت توفيقاته - أن وفّقه الباري تعالى للغور في أحاديث أهل البيت عليهم السلام المنقولة في الكتب الروائيّة المعتبرة عند الإماميّة و إستخراج مجموعات منها في مواضيع مختلفة وتحت عناوين متنوّعة - على حسب متطلّبات العصر و احتياج أهل الإيمان -.

ص:8


1- - نهج البلاغة.

إذ وفّقه اللّه تعالى لتأليف موسوعات متنوّعة وكتب مختلفة نادرة في موضوعها بحيث لم يسبقه إليه سابق. كموسوعة جزاء الأعمال وآثار الأعمال في دار الدنيا.

و كهذا السفر العزيز و الكتاب الشريف الّذي بين يديك المسمّى ب

العلماء المرحومون و العلماء الملعونون

إذ جمع فيه الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة حول هذا الموضوع مع رعاية حُسن الذوق و الإبتكار في هذا المجال. حيث لم نشاهد كهذا التأليف لأحد من العلماء الكبار.

و هذه التأليفات - من هذا السيّد الجليل - من أبرز مصاديق إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.

حيث قالوا عليهم السلام: رحم اللّه من أحيا أمرنا.

و كلّ شخص من المؤمنين لو طالع أحد هذه الكتب لتطلّع على علوم أهل البيت عليهم السلام و معارفهم الإلهيّة و كان ذلك سبباً لإستفادته و هدايته و الإستنارة بأنوار علوم أهل البيت عليهم السلام المقدّسة.

و من اللازم على هذا السيّد الجليل و الأخ العزيز أن يشكر اللّه تعالى على هذه النعمة و يحمد الباري عزّ و جلّ على حصول هذه الكرامة والمنزلة العالية و الوصول إلى هذه الدرجة الرفيعة والسامية. و التوفيق للقيام بتأليف أمثال هذه الكتب والأسفار و الإقدام بجمع روايات و أحاديث المصطفين الأخيار عليهم السلام.

حيث قال عزّ و جلّ: لئن شكرتم لأزيدنّكم.

أسأل اللّه تعالى أن يحفظ هذا الأخ العزيز و السيّد الجليل و أن يكثّر اللّه عزّ و جلّ من أمثاله في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة و سائر الحوزات العلميّة.

مدير الحوزات العلميّة مرتضى المقتدائي الإصفهاني

ص:9

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى السّيد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم - دامت بركاته -

ص:10

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى السيّد موسى الحسيني الزنجاني - دامت بركاته -

ص:11

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الشيخ محمّد فاضل اللنكراني - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:12

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الشيخ محمّد تقي بهجت الغروي - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:13

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الشيخ يد اللّه الدوزدوزاني التبريزي - دامت بركاته -

ص:14

ذكر خاطرة - حول هذا الكتاب - لا تخلو من لطف

إنّ الأخ العزيز سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ جلال جابريان الأهوازي - دام عزّه العالي - في طريق ذهابه إلى مدينة مشهد المقدّسة لزيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام و إلقاء المنبر الحسيني عليه السلام في صحن الغدير من ذلك المشهد الشريف. وصل إلى مدينة قم المقدّسة لزيارة مرقد السيّدة المعصومة عليها السلام. فنزل في دارنا عدّة أيّام.

و في ليلة من الليالي - الّتى كنّا في خدمة زوّار السيّدة المعصومة عليها السلام - اقترح عليّ الشيخ - دام عزّه - أن نذهب معاً إلى مسجد جكمران المقدّس الواقع قرب مدينة قم و نصلّي هناك. و ندعو اللّه تبارك و تعالى لقضاء حوائجنا و حوائج المؤمنين.

فأجبت طلبه و ذهبت معه إلى ذلك المسجد المقدّس.

و لمّا وصلنا إلى المسجد. صلّينا فيه ركعتي صلاة تحيّة المسجد.

و قمنا بالآداب. و الأعمال المخصوصة به.

ثمّ بعد إتمام الأعمال خرجنا من المسجد و كنّا نمشي معاً في صحن المسجد. و في هذا الحين قال لي سماحة الشيخ جلال: - يا سيّد هاشم - إنّي لمّا شرعت في قنوت صلاة تحيّة المسجد و كنت مشغولاً بالدعاء. خلج في خاطري. و جال في ذهني أن أقترح عليك أن تكتب كتاباً حول موضوع: العلماء المرحومون والعلماء الملعونون.

لأنّك مشغول بجمع الروايات و تبويبها و ترتيبها.

فما رأيك حول تأليف كتاب في هذا الموضوع؟

ص:15

و إنّي لمّا سمعت هذا الكلام و الإقتراح من هذا الشيخ الجليل تعجّبت وحمدت اللّه تعالى و تبسّمت.

و لمّا رأى هذا الشيخ الجليل تبسّمي و تعجّبي و تحميدي للّه عزّ و جلّ قال لي: ما رأيك حول هذا الموضوع؟

و أنا قلت في جوابه: - أيّها الشيخ العزيز و الجليل - اقسم باللّه عزّ و جلّ بأنّ هذا الأمر كان في خاطري. و كان تأليف كتاب حول هذا الموضوع في جدول أعمالي.

و كان من جملة موسوعتي الّتي ألّفتها تحت عنوان:

جزاء الأعمال و آثار الأعمال في دار الدنيا.

و لكن لم اقدم - إلى هذا الحين - على تأليفه و جمع الأحاديث المتعلّقة به.

و حينئذٍ - لمّا سمعت هذا الأمر منك - حمدت اللّه تعالى على ذلك.

وصمّمت لتسريع هذا التأليف و القيام بجمع الروايات الّتي تكون حول هذا الموضوع.

و أسأله تعالى أن يوفّقني لإنجازه و القيام بتأليفه.

و أطلب منك أن تدعو لي بالتوفيق. لأنّك - بهذا الإقتراح في هذه الليلة و في هذا المسجد المقدّس - شوّقتني لهذا الأمر.

و سأقدم على ذلك - إن شاء اللّه تعالى -.

ص:16

تمهيد

أهل البيت عليهم السلام هم معدن العلم

1 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّا - أهل البيت - شجرة النبوّة. و موضع الرسالة.

و مختلف الملائكة. و بيت الرحمة. و معدن العلم (الكافي ج 1 ص 221).

2 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: نحن - و اللّه - شجرة النبوّة. و بيت الرحمة. و معدن العلم.

و مختلف الملائكة (الكافي ج 1 ص 221).

3 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العلم الّذي انزل مع آدم عليه السلام لم يرفع.

و ما مات - منّا - عالم. إلّاورّث علمه من بعده.

إنّ الأرض لا تبقى بغير عالم (كمال الدين وتمام النعمة ص 224).

4 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إن العلم الّذي أهبط مع آدم عليه السلام لم يرفع.

و العلم يتوارث.

و كلّ شيء من العلم و آثار الرسل و الأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت. فهو باطل...

(كمال الدين وتمام النعمة ص 223).

5 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّا لخزّان علم اللّه في السماء.

و إنّا لخزّان علم اللّه في الأرض (الكافي ج 8 ص 334).

6 - عن سورة بن كليب قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: - و اللّه - إنّا لخزّان اللّه في سمائه و أرضه. - لا على ذهب و لا على فضّة - إلّاعلى علمه (الكافي ج 1 ص 192).

ص:17

7 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نحن حجج اللّه في عباده. و خزّانه على علمه.

و القائمون بذلك (الكافي ج 1 ص 193).

8 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: ليس بين اللّه و بين حجّته حجاب. فلا للّه دون حجّته ستر.

نحن أبواب اللّه. و نحن الصراط المستقيم. و نحن عيبة علمه. و نحن تراجمة وحيه.

و نحن أركان توحيده. و نحن موضع سرِه (معاني الأخبار ص 35).

9 - عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: - جعلت فداك - ما أنتم؟

قال عليه السلام: نحن خزّان علم اللّه. و نحن تراجمة وحي اللّه.

و نحن الحجّة البالغة على من دون السماء و من فوق الأرض (الكافي ج 1 ص 192).

10 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نحن ولاة أمر اللّه. و خزنة علم اللّه.

و عيبة وحي اللّه (الكافي ج 1 ص 192).

11 - عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمّد عليهم السلام أنّه قال: - يا أبا بصير - نحن شجرة العلم. و نحن أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله. و في دارنا مهبط جبرئيل.

و نحن خزّان علم اللّه. و نحن معادن وحي اللّه.

من تبعنا نجا و من تخلّف عنّا هلك. حقّاً على اللّه عزّ و جلّ (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 382).

12 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: نحن الخزّان لدين اللّه. و نحن مصابيح العلم.

إذا مضى منّا علم. بدا علم.

لا يضلّ من اتبعنا. و لا يهتدي من أنكرنا (الخصال ص 631).

13 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ عندنا علم ما كان. و علم ما هو كائن. إلى أن تقوم الساعة (الكافي ج 1 ص 240).

ص:18

14 - عن خيثمة قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا خيثمة - نحن شجرة النبوّة.

و بيت الرحمة. و مفاتيح الحكمة. و معدن العلم.

و موضع الرسالة. و مختلف الملائكة. و موضع سرّ اللّه.

و نحن وديعة اللّه في عباده. و نحن حرم اللّه الأكبر.

و نحن ذمّة اللّه. و نحن عهد اللّه. ف من وفى بعهدنا. فقد وفى بعهد اللّه.

و من خفرها. فقد خفر ذمّة اللّه و عهده (الكافي ج 1 ص 221).

15 - (قال محمّد بن الفضيل: سألت أبا عبداللّه عليه السلام) عن قول اللّه عزّ و جلّ:

بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم.

قال عليه السلام: هم الأئمّة عليهم السلام - خاصّةٌ - (الكافي ج 1 ص 214).

16 - عن ربعي بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السلام أ نّه قال: أبى اللّه أن يجري الأشياء إلّا بأسباب. ف جعل لكلّ شيء سبباً. و جعل لكلّ سبب شرحاً. و جعل لكلّ شرح علماً.

و جعل لكلّ علم باباً ناطقاً. عرفه من عرفه. و جهله من جهله.

ذاك رسول اللّه صلى الله عليه و آله و نحن (الكافي ج 1 ص 183).

17 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

قال الّذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك(1).

قال: ففرّج أبو عبد اللّه عليه السلام بين أصابعه. فوضعها في صدره.

ثمّ قال عليه السلام: و عندنا - و اللّه - علم الكتاب. كلّه (الكافي ج 1 ص 229).

ص:19


1- - النمل: 40.

18 - قال عبدالسلام بن صالح الهروي قلت للإمام الرضا عليه السلام: - يا ابن رسول اللّه - فقد روي لنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء.

أو يباهي به العلماء.

أو ليقبل بوجوه الناس إليه.

فهو في النّار.

فقال عليه السلام: صدق جدّي عليه السلام.

أفتدري من السفهاء؟

فقلت: لا - يا ابن رسول اللّه -.

فقال عليه السلام: هم قصّاص من مخالفينا.

و تدري من العلماء؟

فقلت: لا. - يا ابن رسول اللّه -.

قال: فقال عليه السلام: هم علماء آل محمّد عليهم السلام الّذين فرض اللّه عزّ و جلّ طاعتهم.

و أوجب مودّتهم.

ثمّ قال عليه السلام: أتدري ما معنى قوله: أو ليقبل بوجوه النّاس إليه؟

قلت: لا.

قال عليه السلام: عنى بذلك - و اللّه - ادّعاء الإمامة بغير حقّها.

و من فعل ذلك فهو في النار (معاني الأخبار ص 180).

ص:20

19 - كتب الإمام الباقر عليه السلام إلى سعد الخير:...

- يا أخي - إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل في كلّ من الرسل بقايا من أهل العلم.

يدعون - من ضلّ - إلى الهدى.

و يصبرون معهم على الأذى.

يجيبون داعي اللّه.

و يدعون إلى اللّه.

ف أبصرهم - رحمك اللّه - فإنّهم في منزلة رفيعة - و إن أصابتهم في الدنيا و ضيعة -.

أنهم يحيون - بكتاب اللّه - الموتى.

و يبصرون - بنور اللّه - من العمى.

كم من قتيل لإبليس قد أحيوه.

و كم من تائه ضالّ قد هدوه. يبذلون دمائهم دون هلكة العباد.

و ما أحسن أثرهم على العباد.

و أقبح آثار العباد عليهم (الكافي ج 8 ص 56).

ص:21

أميرالمؤمنين عليه السلام باب مدينة علم رسول اللّه صلى الله عليه و آله

20 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إن العلم الّذي أهبط مع آدم لم يرفع.

و العلم يتوارث.

و كلّ شيء من العلم و آثار الرسل و الأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت. فهو باطل...

و إنّ عليّاً عليه السلام عالم هذه الاُمّة.

و إنّه لم يمت منّا عالم إلّاخلف - من بعده - من يعلم مثل علمه - أو ما شاء اللّه - (كمال الدين وتمام النعمة ص 223).

21 - عن زرارة و الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ العلم الّذي نزل مع آدم عليه السلام لم يرفع.

و العلم يتوارث.

و كان عليّ عليه السلام عالم هذه الاُمّة.

و إنّه لم يهلك - منّا - عالم. قطّ. إلّاخلفه - من أهله - مَن علم مثل علمه.

أو ما شاء اللّه (الكافي ج 1 ص 222).

22 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ عليّاً عليه السلام عالم هذه الاُمّة.

و العلم يتوارث.

و ليس يهلك منّا أحد. إلّاترك من أهل بيته من يعلم مثل علمه - أو ما شاء اللّه - (كمال الدين وتمام النعمة ص 223).

ص:22

23 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: أنا مدينة العلم. و عليّ بابها.

و لن تدخل المدينة إلّامن بابها (الخصال ص 574).

24 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - أنا مدينة العلم و أنت بابها.

و هل تؤتى المدينة إلّامن بابها؟! (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 655).

25 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أنا خزانة العلم. و عليّ مفتاحها.

و من أراد الخزانة. فليأت المفتاح (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 341).

26 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: - أيّها الناس - سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول:

أنا مدينة العلم. و عليّ بابها.

و هل تدخل المدينة إلّامن بابها؟ (التوحيد ص 307).

27 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام:... إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله علّمني باباً من العلم.

ففتح لي - ذلك الباب - ألف باب... (الخصال ص 189).

28 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام:... إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله علّمني ألف باب من العلم.

يفتح كلّ باب ألف باب.

و لم يعلّم ذلك أحداً غيري... (الخصال ص 572).

29 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله علّم عليّاً عليه السلام ألف باب.

يفتح كلّ باب ألف باب (الخصال ص 644).

ص:23

30 - يحيى بن سعيد القطان قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول في قوله عزّ و جلّ:

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ:

قال: عليّ و فاطمة عليهما السلام بحران من العلم عميقان. لا يبغي أحدهما على صاحبه

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ: الحسن و الحسين عليهما السلام (1)(الخصال ص 65).

31 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام:

- يا بنيّة - إنّ ل بعلك مناقب: إيمانه باللّه و رسوله - قبل كلّ أحد -.

فلم يسبقه إلى ذلك أحد من امّتي. و علمه بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّتي.

و ليس أحد - من امّتي - يعلم جميع علمي غير عليّ عليه السلام.

و إنّ اللّه - جلّ و عزّ - علّمني علماً لا يعلمه غيري. و علّم ملائكته و رسله علماً.

فكلّما علّمه ملائكته و رسله. فأنا أعلمه.

و أمرني اللّه أن اعلّمه إيّاه.

ف فعلت.

فليس أحد - من امّتي - يعلم جميع علمي و فهمي و حكمتي غيره.

و إنّك - يا بنيّة - زوجته.

و ابناه سبطاي - حسن و حسين - و هما سبطا امّتي (كمال الدين وتمام النعمة ص 263).

ص:24


1- - عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى ملك. فأنطق به لسان محمّد صلى الله عليه و آله. فسمّاها: فاطمة. ثمّ قال: إنّي فطمتك بالعلم. و فطمتك عن الطمث. ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: - واللّه - لقد فطمها اللّه تبارك و تعالى بالعلم. و عن الطمث (علل الشرائع ج 1 ص 240).

32 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أعطاني اللّه تبارك و تعالى خمساً و أعطى عليّاً خمساً:

أعطاني جوامع الكلم. و أعطى عليّاً جوامع العلم.

و جعلني نبيّاً. و جعله وصيّاً.

و أعطاني الكوثر. و أعطاه السلسبيل.

و أعطاني الوحي. و أعطاه الإلهام.

و أسرى بي إليه.

و فتح له أبواب السماوات و الحجب حتّى نظر إلى ما نظرت إليه (الخصال ص 293).

33 - عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام - يا بن رسول اللّه - لِمَ سُمّي عليّ عليه السلام أمير المؤمنين؟

و هو اسم ما سُمّي به أحد قبله. و لا يحلّ لأحد بعده؟

قال عليه السلام: لأنّه ميرة العلم. يُمتار منه.

و لا يمتار من أحد غيره... (علل الشرائع ج 1 ص 217).

34 - عن جابر بن يزيد(1) عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له - جعلت فداك -: لِمَ سمّي أميرالمؤمنين عليه السلام. أمير المؤمنين؟

قال عليه السلام: لأنه يميرهم العلم.

أما سمعت كتاب اللّه عزّ و جلّ: وَ نَمِيرُ أَهْلَنا (معاني الأخبار ص 63 وعلل الشرائع ج 1 ص 219).

35 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: اوتيت علم المنايا. و البلايا. و الأنساب.

و فصل الخطاب (عيون الأخبار ج 2 الباب 47 ح 7).

ص:25


1- - في علل الشرائع: عن يعقوب بن سويد عن أبي جعفر عليه السلام.

36 - قال الإمام الباقر عليه السلام:... فلمّا قضى محمّد صلى الله عليه و آله نبوّته و استكملت أيّامه.

أوحى اللّه تبارك و تعالى إليه: - يا محمّد - قد قضيت نبوّتك. و استكملت أيّامك.

ف اجعل العلم الّذي عندك - والإيمان والاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة - في أهل بيتك. عند عليّ بن أبي طالب.

فإنّي لم أقطع العلم - و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة - من العقب من ذرّيتك.

كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء - الّذين كانوا بينك و بين أبيك آدم -.

و ذلك قوله اللّه تبارك و تعالى: إنّ اللّه اصطفى آدم و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين ذرّية بعضها من بعض واللّه سميع عليم (الكافي ج 8 ص 117).

37 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: - يا معشر الناس - سلوني قبل أن تفقدوني.

هذا سفط العلم. هذا لعاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله. هذا ما زقّني رسول اللّه صلى الله عليه و آله زقّاً زقّاً.

سلوني. فإنّ عندي علم الأوّلين و الآخرين(1).

أما - و اللّه - لو ثنّيت لي الوسادة - فجلست عليها - لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول: صدق عليّ. ما كذب. لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ.

و أفتيت أهل الإنجيل. بإنجيلهم. حتّى ينطق الإنجيل. فيقول: صدق عليّ. ما كذب.

لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ.

و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم. حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ. ما كذب.

لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ... (التوحيد ص 305).

ص:26


1- - الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 422.

38 - قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة: أيّها(1) الاُمّة الّتي خدعت. فإنخدعت.

و عرفت خديعة من خدعها. فأصرّت على ما عرفت. و اتّبعت أهوائها.

و ضربت في عشواء غوايتها.

و قد استبان لها الحقّ. ف صدّت(2) عنه. و الطريق الواضح. فتنكّبته.

أما و الّذي فلق الحبّة و برأ النسمة. لو اقتبستم العلم من معدنه.

و شربتم الماء بعذوبته. وادّخرتم الخير من موضعه. و أخذتم الطريق من واضحه.

و سلكتم من الحقّ نهجه. لنهجت بكم السُبُل. و بدت لكم الأعلام. و أضاء لكم الإسلام.

فأكلتم رغداً. و ما عال فيكم عائل. و لا ظلم منكم مسلم. و لا معاهد.

ولكن سلكتم سبيل الظلام.

فأظلمت عليكم دنياكم برحبها.

و سدّت عليكم أبواب العلم.

فقلتم بأهوائكم. و اختلفتم في دينكم.

فأفتيتم في دين اللّه بغير علم.

و اتبعتم الغواة. فأغوتكم.

وتركتم الأئمّة. فتركوكم.

فأصبحتم تحكمون بأهوائكم.

إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر. فإذا أفتوكم. قلتم هو العلم بعينه.

ص:27


1- - هكذا في المصدر. و الظاهر: أيّتها.
2- - في بعض النسخ: صدعت.

فكيف و قد تركتموه. و نبذتموه. وخالفتموه؟

رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم.

و تجدون وخيم ما اجترمتم. و ما اجتلبتم.

و الّذي فلق الحبّة. و برأ النسمة. لقد علمتم أنّي صاحبكم والّذي به أمرتم.

و أنّي عالمكم. و الّذي بعلمه نجاتكم.

و وصي نبيّكم. و خيرة ربّكم. و لسان نوركم. و العالم بما يصلحكم.

ف عن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم. و ما نزل بالاُمم قبلكم.

و س يسألكم اللّه عزّ و جلّ عن أئمّتكم.

معهم تحشرون.

و إلى اللّه عزّ و جلّ - غداً - تصيرون (الكافي ج 8 ص 32).

39 - عن زرارة قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال: له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام: سلوني عمّا شئتم.

فلا تسألوني عن شيء إلّاأنبأتكم به.

قال عليه السلام: إنّه ليس أحد عنده علم شيء إلّاخرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام.

فليذهب الناس حيث شاؤوا.

ف واللّه ليس الأمر إلّامن ههنا.

و أشار عليه السلام بيده إلى بيته (الكافي ج 1 ص 399).

ص:28

النوادر

40 - عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

هل يستوي الّذين يعلمون و الّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب.

قال أبو جعفر عليه السلام: إنّما نحن الّذين يعلمون.

و الّذين لا يعلمون: عدوّنا(1).

و شيعتنا: أولو الألباب (الكافي ج 1 ص 212).

41 - قال الإمام الصادق عليه السلام: يغدوا النّاس على ثلاثة أصناف(2):

عالم. و متعلّم. و غثاء.

ف نحن العلماءّ.

و شيعتنا المتعلّمونّ.

و سائر الناس غثاء (الكافي ج 1 ص 34 و الخصال ص 123).

42 - قال الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله عزّ و جلّ:

فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكاً عظيماً.

ف أمّا الكتاب: فهو النبوّة.

و أمّا الحكمة: ف هم الحكماء من الأنبياء من الصفوةّ

و أمّا الملك العظيم: ف هم الأئمّة الهداة من الصفوة.

و كلّ هؤلاء من الذرّيّة الّتي بعضها من بعض.

ص:29


1- - في موضع آخر من الكافي ج 1 ص 212 هكذا: و عدوّنا: الّذين لا يعلمون.
2- - في الخصال هكذا: الناس يغدون على ثلاثة...

و العلماء الّذين جعل اللّه فيهم البقيّة و فيهم العاقبة.

و حفظ الميثاق حتّى تنقضي الدنيا والعلماء.

ولولاة الأمر. استنباط العلم. و للهداة.

فهذا شأن الفضل من الصفوة و الرسل و الأنبياء و الحكماء. و أئمّة الهدى و الخلفاء الّذين هم ولاة أمر اللّه عزّ و جلّ. و استنباط علم اللّه. و أهل آثار علم اللّه من الذرّيّة الّتي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء عليهم السلام من الآباء والإخوان والذرّيّة من الأنبياء.

فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم.

و نجا بنصرتهم.

و من وضع ولاة أمر اللّه عزّ وجلّ و أهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء عليهم السلام فقد خالف أمر اللّه عزّ و جلّ.

و جعل الجهّال ولاة أمر اللّه و المتكلّفين بغير هدى من اللّه عزّ وجلّ.

و زعموا أ نّهم أهل استنباط علم اللّه.

فقد كذبوا على اللّه و رسوله و رغبوا عن وصيّه عليه السلام و طاعته.

و لم يضعوا فضل اللّه حيث وضعه اللّه تبارك و تعالى.

ف ضلّوا.

و أضلّوا أتباعهم.

و لم يكن لهم حجّة يوم القيامة.

إنّما الحجّة في آل إبراهيم عليه السلام لقول اللّه عزّ و جلّ: ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكم و النبوّة و آتيناهم ملكاً عظيماً.

ص:30

فالحجّة: الأنبياء عليهم السلام وأهل بيوتات الأنبياء عليهم السلام حتّى تقوم الساعة.

لأنّ كتاب اللّه ينطق بذلك.

وصيّة اللّه بعضها من بعض الّتي وضعها على الناس.

فقال عزّ و جل: في بيوت أذن اللّه أن ترفع.

و هي بيوتات الأنبياء و الرسل و الحكماء و أئمّة الهدى.

فهذا بنيان عروة الإيمان الّتي نجا بها من نجا قبلكم.

و بها ينجو من يتّبع الأئمّة عليهم السلام (الكافي ج 8 ص 118-119).

43 - عن أبي مريم قال قال: أبو جعفر عليه السلام ل سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة:

شرّقا و غرّبا.

فلا تجدان علماً صحيحاً إلّاشيئاً خرج من عندنا أهل البيت (الكافي ج 1 ص 399).

44 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الحكم بن عتيبة ممّن قال اللّه:

و من الناس من يقول آمنّا باللّه و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين.

ف ليشرّق الحكم. و ل يغرّب.

أما - و اللّه - لا يصيب العلم إلّامن أهل بيت نزل عليهم جبرئيل (الكافي ج 1 ص 400).

45 - قال الإمام الباقر عليه السلام:... فليذهب الحكم يميناً و شمالاً.

ف و اللّه لا يؤخذ العلم إلّامن أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام (الكافي ج 1 ص 400).

ص:31

العنوان الأول: آثار و بركات و منافع و ثمرات طلب العلم في دار الدنيا

اشارة

46 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: لو يعلم الناس ما في طلب العلم ل طلبوه و لو ب سفك المهج و خوض اللجج (الكافي ج 1 ص 35 و منية المريد ص 111).

إرث الأنبياء - على نبيّنا و آله و عليهم السلام -

47 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... إنّ العلماء ورثة الأنبياء. (و)(1) إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً. و لكن ورّثوا العلم. فمن أخذ منهم(2). أخذ بحظّ وافر (ثواب الأعمال ص 160 والأمالى ص 116 والكافي ج 1 ص 34).

48 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العلم أفضل من المال ب سبعة:

الأوّل: أ نّه ميراث الأنبياء. و المال ميراث الفراعنة.

الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة. و المال ينقص بها.

الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ. و العلم يحفظ صاحبه.

الرابع: العلم يدخل في الكفن. و يبقى المال.

الخامس: المال يحصل للمؤمن و الكافر. و العلم لا يحصل إلّاللمؤمن.

السادس: جميع الناس يحتاجون إلى العالم في أمردينهم و لا يحتاجون إلى صاحب المال.

السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط. والمال يمنعه (منية المريد ص 110).

ص:32


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و الكافي. 2 - في الكافي: منه.
2-

استغفار من في السماء و من في الأرض لطالب العلم

49 - قال الإمام الصادق عليه السلام قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّه يستغفر لطالب العلم من في السماء(1) و من في الأرض حتّى الحوت في البحر (الكافي ج 1 ص 34 وثواب الأعمال ص 159 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 116).

50 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ العالم ل يستغفر له من في السماوات و من في الأرض.

حتّى الحيتان في الماء (منية المريد ص 107).

51 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ طالب العلم يستغفر له من في السماوات و الأرض.

حتّى الطير في جوّ السماء. و الحوت في البحر (الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

52 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: معلّم الخير. يستغفر له دواب الأرض.

و حيتان البحور. و كلّ صغيرة و كبيرة في أرض اللّه و سمائه (ثواب الأعمال ص 159).

53 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... ف وا الّذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلّا كتب اللّه له - بكلّ قدم - عبادة سنة.

و بنى اللّه له - بكلّ قدم - مدينة في الجنّة.

و يمشي - على الأرض - و هي تستغفر له.

و يمسي و يصبح مغفوراً له.

و شهدت الملائكة أ نّه من عتقاء اللّه من النار (منية المريد ص 100).

ص:33


1- - في ثواب الأعمال: السماوات.

54 - قال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

ف اطلبوا العلم في مظانّه.

و اقتبسوه من أهله.

فإنّ تعلّمه - للّه تعالى - حسنة.

و طلبه عبادة.

و المذاكرة به تسبيح.

و العمل به جهاد.

و تعليمه من لا يعلمه صدقة.

و بذله لأهله قربة إلى اللّه تعالى.

لأ نّه معالم الحلال و الحرام.

و منار سبيل الجنّة.

و المؤنس في الوحشة. و الصاحب في الغربة والوحدة. و المحدّث في الخلوة.

و الدليل على السرّاء والضرّاء.

و السلاح على الأعداء.

و الزين عند الأخلّاء.

يرفع اللّه به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة.

تقتبس آثارهم و يقتدى بفعالهم.

و ينتهى إلى آرائهم.

ترغب الملائكة في خلّتهم. و بأجنحتها تمسحهم. و في صلواتها تبارك عليهم.

و يستغفر لهم كلّ رطب و يابس - حتّى حيتان البحر و هوامه وسباع البرّ وأنعامه -...

(منية المريد ص 108)

ص:34

55 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: علماء هذه الاُمّة رجلان:

رجل آتاه اللّه علماً.

فبذله للناس.

و لم يأخذ عليه طعماً.

و لم يشر به ثمناً.

فذلك. يستغفر له حيتان البحر. و دوابّ البرّ. و الطير في جوّ السماء.

و يقدم - على اللّه عزّ و جلّ - سيّداً شريفاً. حتّى يرافق المرسلين.

و رجل آتاه اللّه علماً.

ف بخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طعماً.

و شرى به ثمناً.

فذلك يلجم - يوم القيامة - ب لجام من نار.

و ينادي منادٍ: هذا الّذي أتاه اللّه علماً. ف بخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طعماً.

و اشترى به ثمناً.

و كذلك حتّى يفرغ من الحساب (منية المريد ص 136).

الأمانة

56 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العلماء امناء (الكافي ج 1 ص 33).

ص:35

الأمان من الخزي - الأمان من الشقاء

57 - (جاء في بعض الكتب السماويّة): اطلبوا العلم. و تعلّموه.

فإنّ العلم - إن لم يسعد كم - لم يشقكم.

و إن لم يرفعكم. لم يضعكم.

و إن لم يغنكم. لم يفقركم.

و إن لم ينفعكم. لم يضرّكم.

و لا تقولوا: نخاف أن نعلم. فلا نعمل.

و لكن قولوا: نرجو أن نعلم و نعمل.

و العلم يشفع لصاحبه. و حقّ على اللّه أن لا يخزيه (منية المريد ص 120).

الأمان من هجوم اللوابس

58 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس (الكافي ج 1 ص 27).

الأمان من الهلاك

59 - (مكتوب في الزبور عن اللّه عزّ و جلّ): قل لأحبار بني إسرائيل و رهبانهم: حادثوا - من الناس - الأتقياء.

فإن لم تجدوا - فيهم - تقيّاً. فحادثوا العلماء.

فإن لم تجدوا عالماً. فحادثوا العقلاء.

فإنّ التقى و العلم والعقل ثلاث مراتب. ما جعلت واحدة منهنّ - في خلقي - و أنا اريد هلاكه (منية المريد ص 120).

ص:36

البركة

60 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من غدا - في طلب العلم - أظلّت عليه الملائكة.

و بورك له في معيشته. و لم ينقص من رزقه (منية المريد ص 103).

61 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اغدوا في طلب العلم.

فإنّي سألت ربّي أن يبارك لاُمّتي في بكورها (منية المريد ص 266).

البقاء

62 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل رحمه الله: - يا كميل - مات خزّان الأموال - و هم أحياء -.

و العلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة. و أمثالهم في القلوب موجودة... (كمال الدين وتمام النعمة ص 291 والخصال ص 186).

ترحيب المعصوم عليه السلام بطالب العلم

63 - عن صفوان بن عسال رضى الله عنه قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه و آله - و هو في المسجد متّكي على برد على أحمر - فقلت له: - يا رسول اللّه - إنّي جئت أطلب العلم.

فقال صلى الله عليه و آله: مرحباً ب طالب العلم... (منية المريد ص 107).

64 - كان الإمام السجّاد عليه السلام إذا جائه طالب علم. فقال عليه السلام: مرحباً بوصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله (الخصال ص 518).

65 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ما من عبد يغدو في طلب العلم - أو يروح - إلّاخاض الرحمة. و هتفت به الملائكة: مرحباً بزائر اللّه.

و سلك من الجنّة مثل ذلك المسلك (ثواب الأعمال ص 160).

ص:37

تحفيف الملائكة طالب العلم بأجنحتها

66 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة بأجنحتها.

ثمّ يركب بعضها بعضاً حتّى يبلغوا سماء الدنيا - من محبّتهم لما يطلب - (منية المريد ص 107).

تشييع الملائكة طالب العلم

67 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء (الخصال ص 504).

تظليل الملائكة على طالب العلم

68 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من غدا - في طلب العلم - أظلّت عليه الملائكة... (منية المريد ص 103).

تواضع الملائكة لطالب العلم

69 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً به (الكافي ج 1 ص 34 وثواب الأعمال ص 159 والأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 116).

تسبيح الأرض لطالب العلم

70 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: إنّ طالب العلم إذا خرج - من منزله - لم يضع رجله على رطب و لا يابس - من الأرض - إلّاسبّحت له إلى الأرضين السابعة (الخصال ص 518).

ص:38

التشبيه بالأنبياء عليهم السلام

71 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (منية المريد ص 182).

تعظيم طالب العلم في ملكوت السماء

72 - قال عيسى عليه السلام: من علّم و عمل. فذاك يدعى: عظيماً - في ملكوت السماء - (منية المريد ص 121).

73 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من تعلّم العلم. و عمل به. و علّم للّه. دُعي - في ملكوت السماوات -: عظيماً.

فقيل: تعلّم للّه. و عمل للّه. و علم للّه (الكافي ج 1 ص 35).

التفضيل عند اللّه عزّ و جلّ

74 - قال الإمام الهادي عليه السلام: لولا من يبقى - بعد غيبة قائمكم - من العلماء الداعين إليه. و الدالّين عليه.

و الذابّين - عن دينه - بحجج اللّه.

و المنقذين لضعفاء عباد اللّه.

من شباك إبليس. و مردته. و من فخاخ النواصب.

الّذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة - كما يمسك السفينة سكّانها -.

لما بقي أحد إلّاارتدّ عن دين اللّه.

أولئك هم الأفضلون عند اللّه عزّ وجلّ (منية المريد ص 118).

ص:39

التفضيل على الخلق

75 - إنّ اللّه تعالى قال لعيسى عليه السلام: عظّم العلماء.

و أعرف فضلهم.

فإنّي فضّلتهم على جميع خلقي - إلّاالنبيّين و المرسلين - ك فضل الشمس على الكواكب.

و ك فضل الآخرة على الدنيا.

و ك فضلي على كلّ شيء (منية المريد ص 121).

تكفّل الربّ عزّ و جلّ برزق طالب العلم - خاصّةً -

76 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تعالى قد تكفّل لطالب العلم برزقه - خاصّة - عمّا ضمّنه لغيره (منية المريد ص 160).

الجُنّة

77 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العلم جُنّة (الكافي ج 1 ص 26).

حبّ الملائكة لطالب العلم

78 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة بأجنحتها.

ثمّ يركب بعضها بعضاً حتّى يبلغوا سماء الدنيا - من محبّتهم لما يطلب - (منية المريد ص 107).

ص:40

حبّ اللّه تعالى لطالب العلم

79 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه يحبّ بغاة العلم (الكافي ج 1 ص 30).

80 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى دانيال: إنّ أمقت عبيدي (1)- إليّ - الجاهل. المستخفّ بحقّ أهل العلم. التارك للاقتداء بهم.

و إنّ أحبّ عبيدي - إليّ - التقيّ. الطالب للثواب الجزيل. اللازم للعلماء. التابع للحلماء.

القابل عن الحكماء (الكافي ج 1 ص 35 ومنية المريد ص 111).

الحظّ الوافر

81 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً.

ولكنّهم ورّثوا العلم.

فمن أخذ منه. أخذ بحظّ وافر (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

82 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ العلماء ورثة الأنبياء.

إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً.

إنّما ورّثوا العلم. فمن أخذ به. فقد أخذ ب حظّ وافر (منية المريد ص 107).

الحراسة

83 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العلم خير من المال.

العلم يحرسك(2) و أنت تحرس المال... (الخصال ص 168 و كمال الدين ص 290 و منية المريد ص 110).

ص:41


1- - في منية المريد: عبادي.
2- - أي: من مخاوف الدنيا و الآخرة. و الفتن و الشكوك. والوساوس الشيطانيّة (نقلاً عن بحار الأنوار ج 1 ص 89 للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي -).

حقيقة الإيمان

84 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - ثلاث(1) من حقائق الإيمان:

الإنفاق في الإقتار(2). و إنصاف الناس من نفسك.

و بذل العلم للمتعلّم (الخصال ص 125 والمواعظ ص 55).

85 - قال الإمام الباقر عليه السلام: زكاة العلم أن تعلّمه عباد اللّه (3)(منية المريد ص 185 والكافي ج 1 ص 41).

الحكمة

86 - طريق الجنّة في أيدي أربعة: العالم. و الزاهد. و العابد. و المجاهد.

فإذا صدق العالم - في دعواه - رزق الحكمة. و الزاهد يرزق الأمن.

و العابد. الخوف. و المجاهد الثناء (منية المريد ص 124).

حيات القلوب

87 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: تذاكر العلم بين عبادي ممّا تحيا عليه القلوب الميّتة - إذا هم انتهوا فيه إلى أمري - (منية المريد ص 169 والكافي ج 1 ص 41).

88 - قال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ العلم حيات القلوب من الجهل...

(منية المريد ص 108).

ص:42


1- - في المواعظ: ثلاثة.
2- - في المواعظ: من الإقتار.
3- - قال الإمام الصادق عليه السلام: قرأت في كتاب عليّ عليه السلام: إنّ اللّه لم يأخذ على الجهّال عهداًبطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال. لأنّ العلم كان قبل الجهل (منية المريد ص 185).

خلافة الربّ عزّ و جلّ

89 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل رحمه الله:... اللّهمّ بلى. لا تخلو الأرض من قائم بحجّة.

(إمّا) * ظاهر مشهور. أو خاف مغمور.

لئلّا تبطل حجج اللّه و بيّناته.

و كم (ذا)(1) و أين؟!

أولئك (و اللّه) * الأقلّون عدداً. (و) * الأعظمون خطراً.

بهم يحفظ اللّه حججه و بيّناته حتّى يودعوها نظرائهم.

و يزرعوها في قلوب أشباههم.

هجم بهم العلم على حقائق الاُمور.

و باشروا(2) روح اليقين.

و استلانوا ما استوعره المترفون.

و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون.

و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحل الأعلى.

- يا كميل - أولئك خلفاء اللّه (في أرضه)(3). و الدّعاة إلى دينه.

آه آه(4) شوقاً إلى رؤيتهم.

و أستغفر اللّه لي و لكم (كمال الدين وتمام النعمة ص 291 و الخصال ص 186).

ص:43


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.
2- - في الخصال: فباشروا.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.
4- - في الخصال هكذا: هاي. هاي.

الخُلّة

90 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العلم خليل المؤمن.

والحلم وزيره.

و الصبر أمير جنوده.

و الرفق أخوه. و اللين والده (الخصال ص 406 و الكافي ج 2 ص 47 و ص 231).

الخير

91 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خير العلم ما نفع (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 576).

خير خلف

92 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث:

ولد صالح يدعو له.

و صدقة تجري يبلغه أجرها.

و علم يعمل به من بعده (منية المريد ص 103).

93 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّامن ثلاث:

صدقة جارية.

أو علم ينتفع به.

أو ولد صالح يدعو له (منية المريد ص 103).

ص:44

الخير في العيش

94 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا خير في العيش إلّالرجلين:

عالم مطاع.

أو مستمع واع (الكافي ج 1 ص 33).

خير من المال

95 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل: - يا كميل - العلم خير من المال(1).

العلم يحرسك. و أنت تحرس المال.

و المال تنقصه النفقة.

و العلم يزكو على الإنفاق (الخصال ص 168 وكمال الدين وتمام النعمة ص 290).

96 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العلم حاكم.

و المال محكوم عليه (منية المريد ص 110).

97 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وإنّ باباً من العلم يتعلّمه الرجل. خيرٌ له من أن يكون أبو قبيس ذهباً فأنفقه في سبيل اللّه (منية المريد ص 100).

98 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: محادثة العالم على المزابل. خير من محادثة الجاهل على الزرابي (الكافي ج 1 ص 39).

ص:45


1- - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: منفعة المال. تزول بزواله (الخصال ص 186). قال أميرالمؤمنين عليه السلام: صنيع المال يزول بزواله (كمال الدين ص 291).

الدرجات العُلى

99 - قال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ العلم حياة القلوب من الجهل.

و ضياء الأبصار من الظلمة.

و قوّة الأبدان من الضعف.

يبلغ بالعبد منازل الأخيار.

و مجالس الأبرار.

و الدرجات العلا في الآخرة والاُولى.

الذكر فيه يعدل بالصيام.

و مدارسته بالقيام.

به يطاع الربّ ويعبد.

و به توصل الأرحام.

و يعرف الحلال و الحرام.

والعلم إمام. و العمل تابعه.

يلهمه السعداء.

و يحرمه الأشقياء.

ف طوبى لمن لم يحرمه اللّه من حظّه (منية المريد ص 108-109).

ص:46

الدليل

100 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: إنّ لقمان قال لابنه... - يا بنيّ - إنّ الدنيا بحر عميق.

قد غرق فيها عالَم(1).

فلتكن سفينتك - فيها -: تقوى اللّه.

و حشوها: الإيمان.

و شراعها: التوكّل.

و قيّمها: العقل.

و دليلها: العلم.

و سكّانها: الصبر (الكافي ج 1 ص 16).

الذكر الجميل بعد الوفات

101 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل: - يا كميل - محبّة العالم دين يدان به.

تكسبه الطاعة في حياته.

و جميل الاُحدوثة بعد وفاته (الخصال ص 186).

102 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: محبّة العلم دين يدان به.

يكسب الإنسان به الطاعة - في حياته -.

و جميل الاُحدوثة بعد وفاته (كمال الدين ص 290).

ص:47


1- - أي: ناس و خلق كثير.

الرحمة

103 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ما من عبد يغدو في طلب العلم - أو يروح - إلّاخاض الرحمة. و هتفت به الملائكة: مرحباً بزائر اللّه.

و سلك من الجنّة مثل ذلك المسلك (ثواب الأعمال ص 160).

104 - عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: رحم اللّه عبداً أحيا العلم.

قال: قلت: و ما إحياؤه؟

قال عليه السلام: أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع (الكافي ج 1 ص 41).

(و راجع: منية المريد ص 169).

105 - قال لقمان لإبنه: - يا بنيّ - اختر المجالس على عينك. فإن رأيت قوماً يذكرون اللّه عزّ و جلّ. فاُجلس معهم(1). فإن تكن عالماً. نفعك علمك. و إن تكن جاهلاً. علّموك.

و لعلّ اللّه أن يظلّهم برحمته. فيعمّك معهم.

و إذا رأيت قوماً لا يذكرون اللّه. فلا تجلس معهم.

فإن تكن عالماً. لم ينفعك علمك. و إن كنت جاهلاً. يزيدوك جهلاً.

و لعلّ اللّه أن يظلّهم بعقوبة. فيعمّك معهم (الكافي ج 1 ص 39).

ص:48


1- - يقول الناجي الموسوي الجزائري: و الظاهر أنّ المراد من هذه المجالس: مجالس العلماء. بدليل قوله: فإن تكن عالماً نفعك علمك. و لذا ذكر الشيخ الكلينيّ - رضوان اللّه تعالى عليه - هذا الحديث في باب: مجالسة العلماء و صحبتهم. و معلوم أنّ تذاكر العلم في مثل هذه المجالس يعدّ من مصاديق ذكر اللّه تبارك و تعالى.

106 - من جلس عند العالم - و لم يطق الحفظ من علمه - فله سبع كرامات:

ينال فضل المتعلّمين.

و تحبس عنه الذنوب ما دام عنده.

و تنزل الرحمة عليه إذا خرج من منزله طالباً للعلم.

و إذا جلس في حلقة العالم نزلت الرحمة عليه.

فحصل له منها نصيب.

و ما دام في الاستماع يكتب له طاعة.

و إذا استمع ولم يفهم. ضاق قلبه بحرمانه عن إدراك العلم.

فيصير ذلك الغمّ وسيلة إلى حضرة اللّه تعالى لقوله تعالى:

أنا عند المنكسرة قلوبهم (منية المريد ص 122).

رضى الملائكة من طالب العلم

107 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ الملائكة ل تضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع (منية المريد ص 103).

108 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضىً لطالب العلم (منية المريد ص 107).

ص:49

الرفعة

109 - قوله عزّ و جلّ: يَرْفَعِ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (1)«11» (المجادلة).

110 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعلموا. أنّ صحبة العالم (2)- و اتّباعه - دين. يدان اللّه به

و طاعته. مكسبة للحسنات. ممحات للسيّئات. و ذخيرة للمؤمنين.

و رفعة(3) فيهم - في حياتهم -. و جميل - بعد مماتهم (4)- (الكافي ج 1 ص 188).

سبيل اللّه عزّ و جلّ

111 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللّه حتى يرجع (منية المريد ص 101).

ص:50


1- - فضّل عزّ و جلّ العلماء على جميع الأصناف بدرجات. فوجب كون العلماء أفضل الناس (منية المريد ص 98).
2- - العالم - هنا - يحتمل معنيين: أحدهما: الإمام المعصوم عليه السلام. و الثاني: الأعمّ منه و من كلّ عالم يعمل بعلمه. و الأوّل أظهر (نقلاً عن هامش الكافي).
3- - في بعض النسخ: و رحمة.
4- - أي: ذكر جميل أو أجر جميل (نقلاً عن هامش الكافي).

السعادة

112 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: تعلّموا العلم. فإنّ تعلّمه حسنة.

و مدارسته. تسبيح. و البحث عنه. جهاد. و تعليمه من لا يعلمه صدقة. و بذله لأهله قربة(1). لأنّه معالم الحلال و الحرام. و سالك بطالبه سبيل الجنّة.

و هو أنيس في الوحشة. و صاحب في الوحدة. (و دليل على السرّاء و الضرّاء)(2).

و سلاح على الأعداء. و زين للأخلّاء(3).

يرفع اللّه به أقواماً يجعلهم في الخير أئمّة. يقتدى بهم. ترمق أعمالهم. و تقتبس آثارهم.

و ترغب الملائكة في خلّتهم. يمسحونهم - في صلاتهم - بأجنحتهم(4).

(و يستغفر لهم كلّ شيء حتّى حيتان البحور و هوامها. و سباع البرّ و أنعامها) *.

لأنّ العلم حياة القلوب. و نور الأبصار من العمى. و قوّة الأبدان من الضعف.

ينزل اللّه حامله منازل الأخيار(5). و يمنحه مجالس الأبرار في الدنيا و الآخرة.

بالعلم يطاع اللّه و يعبد. و بالعلم يعرف اللّه و يوحّد(6).

و بالعلم توصل الأرحام. و به يعرف الحلال و الحرام.

و العلم أمام العمل(7) و العمل تابعه.

يلهمه اللّه السعداء و يحرمه الأشقياء (الخصال ص 522-523 و الأمالي ص 713).

ص:51


1- - في الأمالي هكذا: و هو عند اللّه لأهله قربة.
2- - في الأمالي: الأخلّاء.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.
4- - في الأمالي هكذا: يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم.
5- - في الأمالي هكذا: منازل الأبرار و يمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا و الآخرة.
6- - في الخصال: يؤخذ. - و هو سهو مطبعيّ ظاهراً -.
7- - في الأمالي هكذا: أمام العقل. و العقل تابعه.

شدّ الركن

113 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طلبة العلم ثلاثة - فأعرفوهم(1) بأعيانهم. و صفاتهم -:

صنف يطلبه للجهل و المراء.

و صنف يطلبه للإستطالة و الختل.

و صنف يطلبه للتفقّه(2) والعمل.

ف صاحب الجهل و المراء. مؤذ ممارٍ. متعرّض للمقال - في أندية الرجال - بتذاكر العلم و صفة الحلم. قد تسربل بالخشوع. و تخلّى من الورع.

ف دقّ اللّه - من هذا - خيشومه. و قطع منه حيزومه.

و صاحب الإستطالة و الختل - ذو خبّ و ملق - يستطيل على مثله من أشباهه.

و يتواضع للأغنياء من دونه. ف هو ل حلوائهم هاضم. و ل دينه حاطم.

ف أعمى اللّه - على هذا - خبره. و قطع - من آثار العلماء - أثره.

و صاحب الفقه و العمل(3). ذو كآبة. و حزن و سهر.

قد تحنّك في برنسه. و قام الليل في حندسه.

يعمل و يخشى. وجلاً. داعياً. مشفقاً. مقبلاً على شأنه. عارفاً بأهل زمانه.

مستوحشاً من أوثق إخوانه.

ف شدّ اللّه - من هذا - أركانه.

و أعطاه - يوم القيامة - أمانه. (منية المريد ص 139 والكافي ج 1 ص 49).

ص:52


1- - في الكافي: فأعرفهم.
2- - في الكافي: للفقه و العقل.
3- - في الكافي: العقل.

الشرف

114 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم. رضاً به.

و فيه شرف الدنيا.

و الفوز بالجنّة يوم القيامة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

115 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه.

و يفرح به إذا نسب إليه.

و كفى بالجهل ذمّاً. أن يبرء منه من هو فيه (منية المريد ص 110).

شهادة الملائكة لطالب العلم بأنّه تعلّم للّه عزّ و جلّ

116 - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق:... و حقّ سائسك بالعلم: التعظيم له و التوقير لمجلسه. و حُسن الاستماع إليه. و الإقبال عليه.

وأن لا ترفع عليه صوتك(1). ولا(2) تجيب أحداً يسأله عن شيء حتّى يكون هو الّذي يجيب

و لا تحدّث في مجلسه أحداً. و لا تغتاب عنده أحداً.

و أن تدفع عنه - إذا ذكر عندك بسوء - و أن تستر عيوبه. و تظهر مناقبه.

و لا تجالس له عدوّاً. و لا تعادي له وليّاً.

فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة اللّه: بأنّك قصدته. و تعلّمت علمه للّه عزّ و جلّ.

لا للناس... (الخصال ص 567 و الفقيه ج 2 ص 377 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 452 و منية المريد ص 234).

ص:53


1- - في الفقيه: صوتك عليه.
2- - في الفقيه: و أن لا.

الشهادة - الموت شهيداً

117 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا جاء الموت طالب العلم - و هو على هذه الحال - مات شهيداً (منية المريد ص 122).

الصدقة

118 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أفضل الصدقة أن يعلم المرء علماً ثمّ يعلّمه أخاه (منية المريد ص 105).

119 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما تصدّق الناس بصدقه مثل علم ينشر (منية المريد ص 105).

صلاة الربّ عزّ و جلّ و صلاة الملائكة على طالب العلم

صلاة أهل السماوات و الأرض على طالب العلم

120 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تعالى و ملائكته و أهل السماوات والأرض - حتّى النملة في حجرها و حتّى الحوت في الماء - ل يصلّون على معلّم الناس الخير (منية المريد ص 101).

الصلاة الحسنة

121 - قال الإمام الباقر عليه السلام: تذاكر العلم دراسة. والدراسة صلاة حسنة (منية المريد ص 170 و الكافي ج 1 ص 41).

ص:54

طاعة ربّ عزّ وجلّ

122 - قال الإمام الكاظم عليه السلام لهشام: - يا هشام - نصب الحقّ لطاعة اللّه.

و لا نجاة إلّابالطاعة.

و الطاعة بالعلم.

و العلم بالتّعلّم.

و التّعلّم بالعقل يعتقد.

و لا علم إلّامن عالم ربّاني.

و معرفة العلم بالعقل (الكافي ج 1 ص 17).

العبادة

123 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من خرج يطلب باباً من العلم ليردّ به باطلاً إلى حقّ.

و ضالّاً إلى هدى. كان عمله كعبادة أربعين عاماً (منية المريد ص 101).

124 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب العلم فهو ك الصائم نهاره.

القائم ليله (منية المريد ص 100).

العلم

125 - قال أمير المؤمنين عليه السلام أعلم الناس: من جمع علم الناس إلى علمه (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 282 و المواعظ ص 106 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 73 و معاني الأخبار ص 571) (راجع: الخصال ص 5).

ص:55

العلم بشرائع الحكم

126 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العدل على أربع شعب: غامض الفهم. و غمر العلم.

و زهرة الحكم و روضة الحلم.

فمن فهم. فسّر جميع العلم.

و من علم. عرف شرائع الحكم.

و من حلم. لم يفرط في أمره. و عاش في الناس حميداً (الكافي ج 2 ص 51).

العقل - زيادة العقل

127 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: إنّ العقل مع العلم (الكافي ج 1 ص 14).

128 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: مجالسة(1) الصالحين. داعية إلى الصلاح.

و آداب(2) العلماء(3) زيادة في العقل (الكافي ج 1 ص 20 و تحف العقول ص 283 و ص 390 و بحار الأنوار ج 1 ص 142).

129 - قال الإمام الصادق عليه السلام: دعامة الإنسان: العقل.

و العقل منه: الفطنة و الفهم و العلم و الحفظ و العلم.

و بالعقل يكمّل. و هو دليله. و مبصره. و مفتاح أمره.

فإذا كان تأييد عقله - من النور - كان عالماً. حافظاً. ذاكراً. فطناً. فهماً.

ص:56


1- - في تحف العقول: مجالس.
2- - في بحار الأنوار و تحف العقول ص 390: أدب.
3- - أي: مجالستهم و تعلّم آدابهم - و النظر إلى أفعالهم و أخلاقهم - موجبة لزيادة العقل (من بيان العلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي - في البحار ج 1 ص 142).

ف علم - بذلك - كيف؟ و لِمَ؟ و حيث؟

و عرف من نصحه. و من غشّه.

فإذا عرف - ذلك - عرف مجراه. و موصوله. و مفصوله.

و أخلص الوحدانيّة للّه. و الإقرار بالطاعة.

فإذا فعل ذلك كان مستدركاً لما فات. و وارداً على ما هو آت.

يعرف ما هو فيه؟ و لأيّ شيء هو ههنا؟ و من أين يأتيه؟ و إلى ما هو صائر.

و ذلك - كلّه - من تأييد العقل (الكافي ج 1 ص 25).

130 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما عُبد اللّه بشيء أفضل من العقل.

و ما تمّ عقل امرء. حتّى يكون فيه خصال شتّى: الكفر و الشرّ منه مأمونان.

و الرشد و الخير منه مأمولان.

و فضل ماله مبذول.

و فضل قوله مكفوف.

و نصيبه من الدنيا القوت.

لا يشبع من العلم دهره.

الذلّ أحبّ إليه - مع اللّه - من العزّ مع غيره.

و التواضع أحبّ إليه من الشرف.

يستكثر قليل المعروف من غيره. و يستقل كثير المعروف من نفسه.

و يرى الناس - كلّهم - خيراً منه. وأ نّه شرّهم في نفسه.

و هو تمام الأمر (الكافي ج 1 ص 18).

ص:57

فضل الربّ عزّ و جلّ

131 - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق:... و أمّا حقّ رعيتك بالعلم.

فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما جعلك قيّماً لهم. فيما آتاك من العلم.

و فتح لك من خزانة الحكمة(1).

فإن أحسنت في تعليم الناس - و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم - زادك اللّه من فضله و إن أنت منعت الناس علمك - أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك - كان حقّاً على اللّه عزّ و جلّ أن يسلبك العلم و بهاوه. و يسقط من القلوب محلّك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 453 و الخصال ص 567 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 377).

الفضل على الجهاد

132 - قال الإمام الصادق عليه السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الّذي يلي إبليس وعفاريته. و يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا.

و عن أن يتسلّط إبليس - و شيعته النواصب -.

ألا فمن انتصب لذلك - من شيعتنا - كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرّة. لأنّه يدفع عن أديان محبّينا. و ذاك يدفع عن أبدانهم (منية المريد ص 117)

133 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل اللّه (الخصال ص 504).

134 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد (منية المريد ص 109).

ص:58


1- - في الفقيه و الخصال هكذا: و فتح لك من خزائنه.

الفضل على العبادة

135 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: نوم العالم أفضل من عبادة العابد... (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 265)

136 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فضل العالم على العابد سبعون درجة.

بين كلّ درجتين حضر الفرس سبعين عاماً.

و ذلك لأنّ الشيطان يضع البدعة للناس. فيبصرها العالم. فيزيلها.

و العابد يقبل على عبادته (منية المريد ص 100).

137 - قال الإمام الجواد عليه السلام: إنّ من تكفّل بأيتام آل محمّد. المنقطعين عن إمامهم.

المتحيّرين في جهلهم. الاُسراء في أيدي شياطينهم. و في أيدي النواصب من أعدائنا.

فإستنقذهم منهم.

و أخرجهم من حيرتهم.

و قهر الشياطين ب ردّ وسواسهم.

و قهر الناصبين بحجج ربّهم. و دليل أئمّتهم.

ل يفضلوا - عند اللّه - على العابد. بأفضل المواقع. بأكثر من فضل السماء على الأرض.

و العرش على الكرسي. و الحجب على السماء.

و فضلهم - على هذا العابد - ك فضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء (منية المريد ص 118).

138 - قال الإمام الباقر عليه السلام: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (منية المريد ص 111 و الكافي ج 1 ص 33).

ص:59

139 - قال الإمام الصادق عليه السلام: عالم أفضل من ألف عابد و ألف زاهد.

و العالم ينتفع بعلمه خير و أفضل من عبادة سبعين ألف عابد (ثواب الأعمال ص 159).

140 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فضل العلم أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من فضل العبادة.

و أفضل دينكم الورع (الخصال ص 4).

141 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد (منية المريد ص 109).

142 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فضل العالم على العابد ك فضلي على أدناكم (منية المريد ص 101).

143 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فضل العالم على العابد ك فضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر (الكافي ج 1 ص 34 و ثواب الأعمال ص 159 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 116).

144 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فضل العالم على العابد ك فضل القمر على سائر الكواكب (منية المريد ص 107).

145 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قليل العلم خير من كثير العبادة (منية المريد ص 105).

146 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ركعتين(1) يصلّيهما العالم. أفضل من ألف ركعة يصلّيها العابد (المواعظ ص 66 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 266).

147 - قال أبوذرّ - عليه الرحمة -: باب من العلم نتعلّمه أحبّ إلينا من ألف ركعة - تطوّعاً - (منية المريد ص 121).

ص:60


1- - هكذا في المصدرين. و يحتمل تقدير كلمة: إنّ.

الفوز

148 - قال الإمام الباقر عليه السلام لجابر - عليه الرحمة -: - يا جابر - إنّ المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها.

و لم يأمنوا قدومهم الآخرة.

- يا جابر - الآخرة دار قرار. و الدنيا دار فناء و زوال.

و لكن أهل الدنيا. أهل غفلة.

و كأنّ المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة و عبرة.

لم يصمّهم عن ذكر اللّه جلّ اسمه ما سمعوا بآذانهم.

و لم يعمهم عن ذكر اللّه ما رأوا من الزينة بأعينهم.

ف فازوا بثواب الآخرة. كما فازوا - بذلك - العلم (الكافي ج 2 ص 133).

قبول العمل - مضاعفة العمل

149 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: قليل العمل - من العالم - مقبول مضاعف.

و كثير العمل - من أهل الهوى و الجهل - مردود (الكافي ج 1 ص 17).

القدر - المنزلة

150 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قدر كلّ أمرء ما يحسن.

فتكلّموا في العلم. تبيّن أقداركم (الكافي ج 1 ص 51).

ص:61

القيمة

151 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أكثر الناس قيمة. أكثرهم علماً.

و أقلّ الناس قيمة. أقلّهم علماً (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 282).

(راجع: الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 73).

152 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قيمة كلّ امرىء ما يعلمه (منية المريد ص 110).

الكفاية

153 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من عمل بما علم. كفي ما لم يعلم (ثواب الأعمال ص 161 و التوحيد ص 416).

الكمال

154 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: - أيّها الناس - اعلموا أنّ كمال الدين. طلب العلم و العمل به.

ألا وإنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال.

إنّ المال مقسوم مضمون لكم.

قد قسّمه عادل بينكم. و (قد)(1) ضمنه. و س يفي لكم.

و العلم مخزون عند أهله. و قد أمرتم بطلبه من أهله.

فاُطلبوه (منية المريد ص 109 و الكافي ج 1 ص 30).

ص:62


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

الكنز النافع

155 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا كنز أنفع من العلم (الكافي ج 8 ص 19 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 291 و التوحيد ص 73 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 399).

المنار

156 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العلماء منار (الكافي ج 1 ص 33).

النجاة

157 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام:... النّاس ثلاثة: عالم ربّاني.

و متعلّم على سبيل نجاة.

و همج رعاع.

أتباع كلّ ناعق. يميلون مع كلّ ريح. لم يستضيئوا بنور العلم.

و لم يلجئوا إلى ركن وثيق (كمال الدين وتمام النعمة ص 290 و الخصال ص 186).

158 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العلماء رجلان:

رجل عالم آخذ بعلمه.

ف هذا ناج.

و (رجل)(1) عالم تارك لعلمه.

ف هذا هالك (منية المريد ص 146 و الخصال ص 51 و الكافي ج 1 ص 44).

ص:63


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و منية المريد.

159 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: - يا طالب العلم - إنّ العلم ذو فضائل كثيرة.

ف رأسه: التواضع.

و عينه: البرائة من الحسد.

و اذُنه: الفهم.

و لسانه: الصدق.

و حفظه: الفحص.

و قلبه: حسن النيّة.

و عقله: معرفة الأسباب(1) والاُمور.

و يده: الرحمة.

و رجله: زيارة العلماء.

و همّته: السلامة.

و حكمته: الورع.

و مستقرّه: النجاة.

و قائده: العافية.

و مركبه: الوفاء.

و سلاحه: لين الكلمة.

و سيفه: الرضا. و قوسه: المداراة.

و جيشه: محاورة العلماء. و ماله: الأدب.

و ذخيرته: اجتناب الذنوب. و رداؤه(2): المعروف.

و مأواه: الموادعة. و دليله: الهدى.

و رفيقه: محبّة الأخيار (منية المريد ص 148 و الكافي ج 1 ص 48).

ص:64


1- - في الكافي: الأشياء.
2- - في الكافي: زاده.

160 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أخذ العلم من أهله. و عمل به. نجا.

و من أراد به الدنيا. فهي حظّه (منية المريد ص 138 و الكافي ج 1 ص 46).

161 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الناس آلوا (1)- بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله - إلى ثلاثة:

آلوا إلى عالم على هدىً من اللّه. قد أغناه اللّه - بما علم - عن علم غيره.

و جاهل مدّع للعلم. لا علم له. معجب بما عنده. قد فتنته الدنيا. و فتن غيره.

و متعلّم - من عالم - على سبيل هدى من اللّه. و نجاة.

ثمّ هلك من ادّعى. و خاب من افترى (الكافي ج 1 ص 33).

162 - عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت بِمَ يعرف الناجي؟

قال عليه السلام: مَن كان فعله لقوله موافقاً. فأثبت له الشهادة.

و من لم يكن فعله لقوله موافقاً. فإنّما ذلك مستودع (الكافي ج 1 ص 45).

(و راجع: منية المريد ص 146).

163 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... ألا و إنّ العمل خير من العلم. و ملاك الدين الورع.

ألا و إنّ العالم من يعمل بالعلمّ و إن كان قليل العمل... (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 346).

نداء الربّ عزّ و جلّ لطالب العلم

164 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... ما من مؤمن يقعد - ساعة - عند العالم إلّاناداه ربّه عزّ و جلّ: جلست إلى حبيبي. و عزّتي و جلالي لأسكنتك الجنّة معه - و لا أبالي - (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91) (و راجع: منية المريد ص 341).

ص:65


1- - أي: رجعوا.

النور

165 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الظلمة في الجهل.

و إنّ النور في العلم (الكافي ج 1 ص 29).

166 - قال الإمام الكاظم عليه السلام إنّ اللّه خلق قلوب المؤمنين (مطوية)(1) مبهمة على الإيمان.

فإذا أراد استنارة ما فيها. فتحها(2) بالحكمة. و زرعها بالعلم.

و زارعها و القيّم عليها ربّ العالمين (الكافي ج 2 ص 421 و 322).

167 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ليس العلم بكثرة التعلّم.

و إنّما هو نور يقذفه اللّه تعالى في قلب من يريد اللّه أن يهديه (منية المريد ص 167).

168 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ليس العلم بكثرة التعلّم.

إنّما هو نور يقع في قلب من يريد اللّه أن يهديه.

فإذا أردت العلم. فاُطلب أوّلاً - في نفسك - حقيقة العبوديّة.

و اطلب العلم بإستعماله. و استفهم اللّه. يفهمك (منية المريد ص 149).

وزير الإيمان

169 - قال رسول اللّه عليه السلام: نعم وزير الإيمان: العلم. و نعم وزير العلم: الحلم.

و نعم وزير الحلم: الرفق. و نعم وزير الرفق: الصبر (الكافي ج 1 ص 48).

ص:66


1- - ما بين القوسين لم يذكر في ص 421 من الكافي.
2- - في الكافي ص 421: نضحها.

الهداية

170 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: - أيّها الناس - إذا علمتم. فإعملوا بما علمتم.

لعلّكم تهتدون (منية المريد ص 147 والكافي ج 1 ص 45).

171 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ مثل العلماء - في الأرض - كمثل النجوم في السماء.

يهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر.

فإذا انطمست. أو شكّ أن تضل الهداة (منية المريد ص 104).

172 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الناس آلوا (1)- بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله - إلى ثلاثة:

آلوا إلى عالم على هدىً من اللّه. قد أغناه اللّه - بما علم - عن علم غيره.

و جاهل مدّع للعلم. لا علم له. معجب بما عنده. قد فتنته الدنيا. و فتن غيره.

و متعلّم - من عالم - على سبيل هدى من اللّه. و نجاة.

ثمّ هلك من ادّعى.

و خاب من افترى (الكافي ج 1 ص 33).

النوادر

173 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة (الخصال ص 504).

174 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا مات العالم. ثلم - في الإسلام - ثلمة لا يسدّها إلّاخلف منه (منية المريد ص 109).

ص:67


1- - أي: رجعوا.

العنوان الثاني: آثار و بركات و منافع و ثمرات طلب العلم في دار الآخرة

الأجر

175 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الّذي يعلّم العلم - منكم - له أجر المتعلّم.

و له الفضل عليه.

فتعلّموا العلم من حملة العلم.

و علّموه إخوانكم كما علّمكموه العلماء (الكافي ج 1 ص 35 و منية المريد ص 111).

176 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العالم والمتعلّم شريكان في الأجر.

و لا خير في سائر الناس (منية المريد ص 105).

177 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب علماً فأدركه. كتب اللّه له كفلين من الأجر.

و من طلب علماً فلم يدركه. كتب اللّه له كفلاً من الأجر (منية المريد ص 99).

178 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من علّم باب هدى. ف له مثل أجر من عمل به.

و لا ينقص أولئك من اجورهم شيئاً.

و من علّم باب ضلالة. كان عليه مثل أوزار من عمل به.

و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً (منية المريد ص 111).

ص:68

179 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من علّم خيراً. ف له مثل أجر من عمل به.

قلت: ف إن علّمه غيره يجري ذلك له؟

قال عليه السلام: إن علّمه النّاس - كلّهم - جرى له.

قلت: فإن مات؟

قال عليه السلام: وإن مات (الكافي ج 1 ص 35 و منية المريد ص 111).

180 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العلم خزائن. و مفاتيحه السؤال.

فاسألوا يرحمكم اللّه.

فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل. و المعلّم. و المستمع. و المجيب له (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 23).

181 - قال الإمام الباقر عليه السلام: العلم خزائن. و المفاتيح السؤال.

فإسألوا - يرحمكم اللّه -. فإنّه يؤجر في العلم أربعة:

السائل. و المتكلّم. و المستمع. و المحبّ لهم (الخصال ص 245).

182 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه (الكافي ج 1 ص 37 و منية المريد ص 234).

183 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من غدا إلى المسجد لا يريد إلى ليتعلّم خيراً - أو ليعلّمه - كان له أجر معتمر تامّ العمرة.

و من راح إلى المسجد لا يريد إلّاليتعلّم خيراً - أو ليعلّمه -.

ف له أجر حاجّ تامّ الحجّة (منية المريد ص 106).

ص:69

الأمان

184 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طلبة العلم ثلاثة - فأعرفوهم(1) بأعيانهم. و صفاتهم -:

صنف يطلبه للجهل و المراء.

و صنف يطلبه للإستطالة و الختل.

و صنف يطلبه للتفقّه(2) والعمل.

ف صاحب الجهل و المراء. مؤذ ممارٍ. متعرّض للمقال - في أندية الرجال - بتذاكر العلم و صفة الحلم. قد تسربل بالخشوع. و تخلّى من الورع.

ف دقّ اللّه - من هذا - خيشومه. و قطع منه حيزومه.

و صاحب الإستطالة و الختل - ذو خبّ و ملق - يستطيل على مثله من أشباهه.

و يتواضع للأغنياء من دونه. ف هو ل حلوائهم هاضم. و ل دينه حاطم.

ف أعمى اللّه - على هذا - خبره. و قطع - من آثار العلماء - أثره.

و صاحب الفقه و العمل(3). ذو كآبة. و حزن و سهر.

قد تحنّك في برنسه. و قام الليل في حندسه.

يعمل و يخشى. وجلاً. داعياً. مشفقاً مقبلاً على شأنه. عارفاً بأهل زمانه.

مستوحشاً من أوثق إخوانه.

ف شدّ اللّه - من هذا - أركانه.

و أعطاه - يوم القيامة - أمانه. (منية المريد ص 139 والكافي ج 1 ص 49).

ص:70


1- - في الكافي: فأعرفهم.
2- - في الكافي: للفقه و العقل.
3- - في الكافي: العقل.

ترجيح مداد العلماء على دماء الشهداء

185 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه عزّ و جلّ النّاس في صعيد واحد - و وضعت الموازين - فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء.

فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 284).

الثواب

186 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أيّما ناشٍ نشأ في العلم و العبادة - حتّى يكبر - أعطاه اللّه تعالى يوم القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقاً (منية المريد ص 104).

187 - قال الإمام الباقر عليه السلام: العالم كمن معه شمعة تضيء للنّاس.

ف كلّ من أبصر بشمعته دعا له بخير.

كذلك العالم. معه شمعة يزيل بها ظلمة الجهل والحيرة.

ف كلّ من أضائت له. ف خرج بها من حيرة - أو نجا بها من جهل - فهو من عتقائه من النّار.

و اللّه تعالى يعوّضه عن ذلك - بكلّ شعرة لمن أعتقه - ما هو أفضل به من الصدقة بمائة ألف قنطار - على غير الوجه الّذي أمر اللّه عزّ وجلّ به -.

بل تلك الصدقة وبال على صاحبها.

و لكن يعطيه اللّه(1) ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة (منية المريد ص 117).

ص:71


1- - أي: من الثواب.

188 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى موسى عليه السلام: حبّبني إلى خلقي.

و حبّب خلقي إليّ.

قال: - يا ربّ - كيف أفعل؟

قال عزّ وجلّ: ذكّرهم آلائي. و نعمائي. ليحبّوني.

ف لأن ترد آبقاً عن بابي - أو ضالّاً عن فنائي - أفضل لك من عبادة مائة سنة.

صيام نهارها و قيام ليلها.

قال موسى عليه السلام: و من هذا العبد الآبق منك؟

قال عزّ وجلّ: العاصي المتمرّد.

قال: فمن الضالّ عن فنائك؟

قال عزّ وجلّ: الجاهل بإمام زمانه.

تعرّفه.

- الغائب عنه بعد ما عرفه -.

الجاهل بشريعة دينه.

تعرّفه شريعته. و ما يعبد به ربّه. و يتوصّل به إلى مرضاته.

ثمّ قال الإمام السجّاد عليه السلام: فأبشروا - معاشر علماء شيعتنا - بالثواب الأعظم.

والجزاء الأوفر (منية المريد ص 116-117).

ص:72

الجنّة

189 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً.

سلك اللّه به طريقاً إلى الجنّة... (الكافي ج 1 ص 34 و ثواب الأعمال ص 159 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 116).

190 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يلتمس - فيه - علماً. سلك اللّه به طريقاً إلى الجنّة (منية المريد ص 107).

191 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يلتمس - به - علماً سهّل اللّه له طريقاً إلى الجنّة (منية المريد ص 104).

192 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم. رضاً به.

و فيه شرف الدنيا.

و الفوز بالجنّة يوم القيامة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

193 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلّاناداه ربّه عزّ و جلّ:

جلست إلى حبيبي.

و عزّتي و جلالي لأسكنتك الجنّة معه - و لا أبالي - (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91) (راجع: منية المريد ص 341).

194 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ما من عبد يغدو في طلب العلم - أو يروح - إلّاخاض الرحمة.

و هتفت به الملائكة: مرحباً بزائر اللّه.

و سلك من الجنّة مثل ذلك المسلك (ثواب الأعمال ص 160).

ص:73

195 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء اللّه من النار فلينظر إلى المتعلّمين.

ف وا الّذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلّاكتب اللّه له - بكلّ قدم - عبادة سنة. و بنى اللّه له - بكلّ قدم - مدينة في الجنّة.

و يمشي - على الأرض - و هي تستغفر له. و يمسي و يصبح مغفوراً له.

و شهدت الملائكة أ نّه من عتقاء اللّه من النار (منية المريد ص 100).

196 - قال الإمام الحسين عليه السلام: من كفّل لنا يتيماً. قطعته عنّا محنتنا - بإستتارنا - فواساه من علومنا الّتي سقطت إليه - حتّى أرشده بهداه - و هداه.

قال له اللّه عزّ وجلّ: - يا أيّها العبد الكريم المواسي - إنّي أولى بهذا الكرم.

اجعلوا له - يا ملائكتي - في الجنان بعدد كلّ حرف علّمه. ألف ألف قصر.

و ضمّوا إليها ما يليق بها من سائر النعم (منية المريد ص 116).

197 - إنّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة: - يا معشر العلماء - ما ظنّكم بربّكم؟

فيقولون: ظننّا أن يرحمنا و يغفر لنا.

فيقول تعالى: فإنّي قد فعلت. إنّي قد استودعتكم حكمتي لا ل شرّ أردته بكم.

بل ل خير أردته بكم.

ف ادخلوا - في صالح عبادي - إلى جنّتي برحمتي (منية المريد ص 120).

198 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة.

و المجتهدون(1) قوّاد أهل الجنّة.

و الرسل سادة أهل الجنّة (الكافي ج 2 ص 606).

ص:74


1- - المبالغون في إرشاد الناس و ترويج الحقّ (نقلاً عن هامش المصدر).

199 - قال الإمام العسكري عليه السلام: يأتي علماء شيعتنا. القوّامون بضعفاء محبّينا. و أهل ولا يتنا - يوم القيامة - و الأنوار تسطع من تيجانهم.

و على رأس كلّ واحد - منهم - تاج بهاء. قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة.

و دورها مسيرة ثلاث مائة ألف سنة.

ف شعاع تيجانهم ينبث.

فلا يبقى - هناك - يتيم قد كفلّوه من ظلمة الجهل. و علّموه - و من حيرة التيه أخرجوه - إلّا تعلّق ب شعبة من أنوارهم.

ف رفعتهم - إلى العلوّ - حتّى يحاذي بهم فوق الجنان.

ثمّ ينزلونهم على منازلهم المعدّة لهم في جوار أستاذيهم ومعلّميهم.

و بحضرة أئمّتهم الّذين كانوا إليهم يدعون.

و لا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلّاعميت عيناه.

و صمت أذناه. و أخرس لسانه.

و تحوّل عليه أشدّ من لهب النيران.

فتحملهم حتّى تدفعهم إلى الزبانية.

فتدعوهم إلى سواء الجحيم (منية المريد ص 119).

200 - طريق الجنّة في أيدي أربعة: العالم. و الزاهد. و العابد. و المجاهد.

فإذا صدق العالم - في دعواه - رزق الحكمة.

و الزاهد يرزق الأمن.

و العابد. الخوف.

والمجاهد الثناء (منية المريد ص 124).

ص:75

201 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة له: اللّهم و إنّي لأعلم أنّ العلم. لا يأرز كلّه.

و لا ينقطع موادّه. وإنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك. ظاهر ليس بالمطاع.

أو خائف مغمور. كيلا تبطل حججك. و لا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم.

بل أين هم و كم؟

أولئك الأقلّون عدداً. و الأعظمون عند اللّه جلّ ذكره قدراً. المتّبعون لقادة الدين:

الأئمّة الهادين. الّذين يتأدّبون بآدابهم. و ينهجون نهجهم.

فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان.

فتستجيب أرواحهم لقادة العلم.

و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم. و يأنسون بما استوحش منه المكذّبون. و أباه المسرفون.

أولئك أتباع العلماء. صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللّه تبارك و تعالى و أوليائه.

و دانوا بالتقيّة عن دينهم. و الخوف من عدوّهم. فأرواحهم معلّقة بالمحل الأعلى.

ف علماؤهم و أتباعهم خرس صمت في دولة الباطل. منتظرون لدولة الحقّ.

و سيحقّ اللّه الحقّ بكلماته. و يمحق الباطل.

ها. ها. طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم. و يا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم.

و سيجمعنا اللّه و إيّاهم في جنّات عدن و من صلح من آبائهم و أزواجهم وذرّيّاتهم (الكافي ج 1 ص 235).

202 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من جائه الموت و هو يطلب العلم - ليحيي به الإسلام - كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنّة (منية المريد ص 100).

ص:76

الحشر و الكينونة مع أهل البيت: في الرفيق الأعلى

203 - قال الإمام العسكري عليه السلام: حثّ اللّه تعالى على برّ اليتامى لإنقطاعهم عن آبائهم.

فمن صانهم. صانه اللّه.

و من أكرمهم. أكرمه اللّه.

و من مسح يده برأس يتيم - رفقاً به - جعل اللّه تعالى له في الجنّة - بكلّ شعرة مرّت تحث يده - قصراً أوسع من الدنيا بما فيها.

و فيها ما تشتهي الأنفس. و تلذّ الأعين. و هم فيها خالدون.

وأشدّ من يتم هذا اليتيم. يتيم انقطع عن إمامه. لا يقدر على الوصول إليه.

و لا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه.

ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا - فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره -.

ألا فمن هداه و أرشده و علّمه شريعتنا. كان معنا في الرفيق الأعلى.

حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله (منية المريد ص 114).

ص:77

الدرجات العُلى

204 - قال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

ف اطلبوا العلم في مظانّه. و اقتبسوه من أهله...

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل. و ضياء الأبصار من الظلمة.

و قوّة الأبدان من الضعف.

يبلغ بالعبد منازل الأخيار. و مجالس الأبرار. و الدرجات العلا في الآخرة والاُولى.

الذكر فيه يعدل بالصيام. و مدارسته بالقيام. به يطاع الربّ ويعبد.

و به توصل الأرحام. و يعرف الحلال والحرام.

والعلم إمام. والعمل تابعه. يلهمه السعداء. و يحرمه الأشقياء.

ف طوبى لمن لم يحرمه اللّه من حظّه (منية المريد ص 108-109).

الستر من النار

205 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: المؤمن إذا مات و ترك ورقة واحدة - عليها علم - تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه و بين النار.

و أعطاه اللّه تبارك و تعالى - بكلّ حرف مكتوب عليها - مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات... (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91).

206 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ المؤمن إذا مات. و ترك ورقة واحدة عليها علم.

كانت الورقة ستراً فيما بينه و بين النّار.

و أعطاه اللّه تعالى - بكلّ حرف - مدينة أوسع من الدنيا و ما فيها (منية المريد ص 341).

ص:78

الشفاعة

207 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاثة يشفعون إلى اللّه عزّ و جلّ فيشفّعون:

الأنبياء. ثمّ العلماء. ثمّ الشهداء (الخصال ص 156).

208 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة بعث اللّه عزّ و جلّ العالم و العابد.

فإذا وقفا - بين يدي اللّه عزّ و جلّ - قيل للعابد: انطلق إلى الجنّة.

و قيل للعالم: قف. تشفّع للناس بحسن تأديبك لهم (علل الشرائع ج 2 ص 110).

209 - (جاء في بعض الكتب السماوية): اطلبوا العلم. و تعلّموه.

فإنّ العلم - إن لم يسعد كم - لم يشقكم.

و إن لم يرفعكم. لم يضعكم.

و إن لم يغنكم. لم يفقركم.

و إن لم ينفعكم. لم يضرّكم.

و لا تقولوا: نخاف أن نعلم. فلا نعمل.

و لكن قولوا: نرجو أن نعلم و نعمل.

و العلم يشفع لصاحبه.

و حقّ على اللّه أن لا يخزيه (منية المريد ص 120).

ص:79

العتق من النار

210 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء اللّه من النار فلينظر إلى المتعلّمين.

ف وا الّذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلّاكتب اللّه له - بكلّ قدم - عبادة سنة.

و بنى اللّه له - بكلّ قدم - مدينة في الجنّة.

و يمشي - على الأرض - و هي تستغفر له.

و يمسي و يصبح مغفوراً له.

و شهدت الملائكة أ نّه من عتقاء اللّه من النار (منية المريد ص 100).

الغفران

211 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يقول اللّه عزّ وجلّ للعلماء - يوم القيامة -: إنّي لم أجعل علمي و حلمي فيكم إلّاو أنا اريد أن أغفر لكم على ما كان منكم - و لا ابالي - (منية المريد ص 104).

ص:80

الكرامة

212 - (قالت سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء - صلوات اللّه تعالى عليها):

سمعت أبي صلى الله عليه و آله يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون. فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم. و جدّهم في إرشاد عباد اللّه.

حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور.

ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: - أيّها الكافلون لأيتام آل محمّد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم - هؤلاء تلامذتكم. و الأيتام الّذين كفلتموهم.

و نعشتموهم.

فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا.

فيخلعون على كلّ واحد من أولئك الأيتام على قدر ما اخذ عنهم من العلوم.

حتّى أنّ فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف حلّة.

و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم.

ثمّ إنّ اللّه تعالى يقول: اعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتّى تتمّوا لهم خلعهم. و تضعّفوها.

فيتمّ لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم. و يضاعف لهم.

و كذلك مرتبتهم ممّن خلع عليهم على مرتبتهم.

ثمّ قالت فاطمة الزهراء عليها السلام: إنّ سلكاً من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة.

و ما فضل ما طلعت عليه الشمس؟

فإنّه مشوب بالتنغيص والكدر (منية المريد ص 115-116).

ص:81

مرافقة المرسلين عليهم السلام

213 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: علماء هذه الاُمّة رجلان:

رجل آتاه اللّه علماً فبذله للناس.

و لم يأخذ عليه طعماً.

و لم يشر به ثمناً.

فذلك. يستغفر له حيتان البحر. و دوابّ البرّ. و الطير في جوّ السماء.

و يقدم - على اللّه عزّ و جلّ - سيّداً شريفاً. حتّى يرافق المرسلين.

و رجل آتاه اللّه علماً. ف بخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طُعماً.

و شرى به ثمناً.

فذلك يلجم - يوم القيامة - ب لجام من نار.

و ينادي منادٍ: هذا الّذي أتاه اللّه علماً. ف بخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طعماً.

و اشترى به ثمناً.

و كذلك حتّى يفرغ من الحساب (منية المريد ص 136).

ص:82

المرور على الصراط بقوّة

214 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العلم أفضل من المال ب سبعة:

الأوّل: أ نّه ميراث الأنبياء. و المال ميراث الفراعنة.

الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة. و المال ينقص بها.

الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ. و العلم يحفظ صاحبه.

الرابع: العلم يدخل في الكفن. و يبقى المال.

الخامس: المال يحصل للمؤمن و الكافر. و العلم لا يحصل إلّاللمؤمن.

السادس: جميع الناس يحتاجون إلى العالم - في أمر دينهم - و لا يحتاجون إلى صاحب المال.

السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط. و المال يمنعه (منية المريد ص 110).

النور

215 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا. فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم - الّذي حبوناه به - جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضيء لأهل تلك العرصات. و حلّة لا يقوم لأقلّ سلك منها الدنيا بحذافيرها.

ثمّ ينادي منادٍ: هذا عالم من بعض تلامذة آل محمّد.

ألا. فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله. فليتشبّث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان. فيخرج كلّ من كان علّمه في الدنيا خيراً. أو فتح عن قلبه من الجهل قفلاً. أو أوضح له عن شبهة (منية المريد ص 115).

ص:83

العنوان الثالث: جزاء تضييع العلم في دار الدنيا

تمهيد

216 - قال الإمام الصادق عليه السلام:... إنّ جيلاً من هذا الخلق - الّذي ترون - رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم.

و أخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه.

ف صاروا - إلى ما قد ترون - من الضلال و الجهل بالعلم (علل الشرائع ج 1 ص 26).

217 - عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال: - يا حفص - يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد (الكافي ج 1 ص 47).

218 - عن جميل بن درّاج قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إذا بلغت النفس ههنا - وأشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة.

ثمّ قرأ عليه السلام: إنّما التوبة على اللّه للّذين يعملون السوء بجهالة (الكافي ج 1 ص 47).

219 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اغد عالماً أو متعلّما أو مستمعاً أو محبّاً.

و لا تكن الخامسة فتهلك (منية المريد ص 106).

ص:84

اختتال الدّنيا بالدّين

العالم الّذي يختتل الدنيا بالدين

220 - عن جعفر عن أبيه عليهما السلام: أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل كتاباً - من كتبه - على نبيّ من الأنبياء و فيه: يكون خلق من خلقي يختتلون الدنيا بالدين.

يلبسون مسوح الضأن على قلوب. كقلوب الذئاب. أشدّ مرارة من الصبر.

و ألسنتهم أحلى من العسل. و أعمالهم الباطنة أنتن من الجيف.

ف بي يغترّون؟! أم إياي يخادعون؟! أم عليّ يتجرّئون؟!

ف بعزّتي حلفت. لأبعثنّ عليهم فتنةً. تطأهم في خطامها. حتّى تبلغ أطراف الأرض.

تترك الحكيم منها حيران. فيها رأى ذي الرائي و حكمة الحكيم.

ألبسهم شيعاً. و أذيق بعضهم بأس بعض. أنتقم من أعدائي بأعدائي - فلا أبالي -.

[بما اعذّبهم جميعاً و لا ابالي] (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 304).

221 - عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: ويل للذين يختلون الدّنيا بالدّين.

و ويل للّذين يقتلون الّذين يأمرون بالقسط من الناس.

و ويل للّذين يسير المؤمن فيهم بالتقيّة.

أبي يغترّون؟!

أم عليّ يجترؤون؟!

ف بي حلفت. لأتيحنّ لهم فتنة. تترك الحليم منهم حيران (الكافي ج 2 ص 299).

ص:85

استعمال آلة الدّين للدّنيا

العالم الّذي يستعمل آلة الدّين للدّنيا

222 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل رحمه الله: - يا كميل - مات خزّان الأموال - و هم أحياء -.

و العلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة. و أمثالهم في القلوب موجودة.

هاه (و)(1). إنّ هاهنا - و أشار عليه السلام بيده إلى صدره - ل علماً جمّاً.

لو أصبت له حملة.

بل(2) أصبت لقناً غير مأمون (عليه)(3). يستعمل آلة الدين للدنيا(4).

و مستظهراً(5) بحجج اللّه عزّ و جلّ على خلقه. و بنعمه على أوليائه.

ليتّخذه الضعفاء وليجة دون وليّ الحقّ.

أو منقاداً لحملة العلم. لا بصيرة له في أحنائه.

ينقدح(6) الشكّ في قلبه بأوّل عارض من شبهة.

ألا لا ذا و لا ذاك.

(أو) * منهوماً(7) باللّذات. سلس القياد (للشهوات) *. أو مغرماً(8) بالجمع و الإدّخار.

ليسا من رعاة الدين (في شيء) *. أقرب (شيء) * شبهاً - بهما -: الأنعام السائمة.

كذلك يموت العلم بموت حامليه (كمال الدين وتمام النعمة ص 291 والخصال ص 186).

ص:86


1- - ما بين القوسين لم يذكر في كمال الدين.
2- - في الخصال: بلى.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.
4- - في الخصال: في الدنيا.
5- - في الخصال: و يستظهر.
6- - في الخصال: يقدح.
7- في الخصال هكذا: فمنهوم.
8- - في الخصال: مغري.

الاستطالة - الختل - الجدل - المراء

العالم الّذي يتعلّم العلم للإستطالة و الختل و الجدل و المراء

223 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف.

- ألا فأعرفوهم بصفاتهم و أعيانهم -:

صنف منهم يتعلّمون (العلم)(1) للمراء و الجدل(2).

و صنف منهم يتعلّمون للإستطالة و الختل.

و صنف منهم يتعلّمون للفقه و العمل(3).

فأمّا صاحب المراء و الجدل. تراه موذياً ممارياً للرجال في أندية المقال.

(و) * قد تسربل بالتخشّع. و تخلّى من الورع.

ف دقّ اللّه من هذا حيزومه. و قطع منه خيشومه.

(و)(4) أمّا صاحب الاستطالة و الختل. فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله.

و يتواضع للأغنياء من دونهم.

فهو لحلوائهم هاضم. و لدينه حاطم.

فأعمى اللّه من هذا بصره. و قطع من آثار العلماء أثره.

و أمّا صاحب الفقه و العمل. تراه ذا كآبة و حزن. قد قام الليل في حندسه. و قد انحنى في برنسه. يعمل و يخشى. خائفاً وجلاً من كلّ أحد - إلّامن كلّ(5) ثقة من إخوانه -.

ف شدّ اللّه من هذا أركانه. و أعطاه يوم القيامة أمانه (الأمالي ص 728 و الخصال ص 194).

ص:87


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.
2- - في الخصال: الجهل.
3- - في الخصال: العقل.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.
5- - في الخصال هكذا: إلّامن كلّ فقيه من إخوانه.

البدعة - الفتنة

العالم الّذي مشعوف بكلام بدعة

العالم الّذي يرتكب الفتنة

224 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ من أبغض الخلق - إلى اللّه عزّ وجلّ - ل رجلين:

رجل وكله اللّه تعالى إلى نفسه. فهو جائر عن قصد السبيل. مشعوف(1) بكلام بدعة.

قد لهج بالصّوم و الصّلاة.

ف هو فتنة لمن افتتن به. ضالّ عن هدي من كان قبله. مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد موته. حمّال خطايا غيره. رهن بخطيئته.

و رجل قمش جهلاً في جهّال النّاس. عانٍ بأغباش الفتنة.

قد سمّاه أشباه الناس: عالماً.

و لم يغن فيه يوماً سالماً.

بكر. فإستكثر.

ما قلّ منه خير ممّا كثر.

حتّى إذا ارتوى من آجن. و اكتنز من غير طائل. جلس - بين النّاس - قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره.

و إن خالف قاضياً سبقه. لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده. ك فعله بمن كان قبله.

و إن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات. هيّأ لها حشواً من رأيه. ثمّ قطع به.

فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت.

ص:88


1- - في منية المريد: مشغوف.

لا يدري أصاب أم أخطأ.

لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر.

و لا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهباً.

إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره.

و إن أظلم عليه أمر اكتتم به. لما يعلم من جهل نفسه.

لكيلا يقال له: لا يعلم.

ثمّ جسر. ف قضى.

فهو مفتاح عشوات. ركّاب شبهات. خبّاط جهالات.

لا يعتذر ممّا لا يعلم. ف يسلم.

و لا يعضّ في العلم بضرسٍ قاطع. ف يغنم.

يذري(1) الروايات. ذرو الريح الهشيم.

تبكي منه المواريث.

و تصرخ منه الدماء.

يستحلّ - بقضائه - الفرج الحرام.

و يحرّم - بقضائه - الفرج الحلال.

لا ملىء بإصدار ما عليه ورد.

و لا هو أهل لما منه فرط.

من ادّعائه علم الحقّ (الكافي ج 1 ص 55 و منية المريد ص 282).

ص:89


1- - في منية المريد: يذرو.

225 - قال الإمام الصادق عليه السلام: كان رجل - في الزمن الأوّل - طلب الدنيا من حلال.

فلم يقدر عليها. فطلبها(1) من حرام. فلم يقدر عليها. فأتاه الشيطان فقال له: - يا هذا - إنّك قد طلبت الدنيا من حلال. فلم تقدر عليها. و طلبتها من حرام. فلم تقدر عليها.

أ فلا أدلّك على شيء. يكثر(2) به (مالك. و)(3) دنياك. و تكثر(4) به تبعك؟

قال: بلى.

قال: تبتدع ديناً. و تدعو إليه الناس.

ففعل. فإستجاب له الناس. و أطاعوه. و أصاب من الدنيا. ثمّ إنّه فكّر. فقال: (بئس) ما صنعت! ابتدعت ديناً. و دعوت الناس إليه.

و ما أرى لي توبة إلّاأن آتي من دعوته إليه فأرده عنه.

فجعل يأتي أصحابه الّذين أجابوه. فيقول (لهم)(5): إنّ الّذي دعوتكم إليه باطل.

و إنّما ابتدعته.

فجعلوا يقولون (له) *: كذبت(6). هذا هوالحقّ. ولكنّك شككت في دينك. فرجعت عنه.

فلمّا رأى ذلك عمد إلى سلسلة. فوتد لها وتداً. ثمّ جعلها في عنقه. و قال: لا احلّها حتّى يتوب اللّه عزّ و جلّ عليّ.

فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من الأنبياء: قل لفلان: - و عزّتي (وجلالي) *- لو دعوتني حتّى ينقطع(7) أوصالك. ما استجبت لك. حتّى تردّ من مات ممّا دعوته إليه فيرجع عنه (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 306 وعلل الشرائع ج 2 ص 242).

ص:90


1- - في علل الشرائع: و طلبها.
2- - في علل الشرائع: تكثر.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في علل الشرائع.
4- - في علل الشرائع: يكثر.
5- - ما بين القوسين لم يذكر في عقاب الأعمال.
6- - في العلل هكذا: كذبت. و هو الحقّ.
7- - في العلل: تنقطع.

التجبّر

العالم المتجبّر

226 - قال الإمام الصادق عليه السلام: اطلبوا العلم. و تزيّنوا - معه - بالحلم و الوقار.

و تواضعوا لمن تعلّمونه العلم.

و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم.

و لا تكونوا علماء جبّارين. فيذهب(1) باطلكم بحقّكم (الكافي ج 1 ص 36 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 440 و منية المريد ص 162).

227 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا يكون السفه و الغرّة(2) في قلب العالم (الكافي ج 1 ص 36).

ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

العالم الّذي يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

228 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما هلك من كان قبلكم. حيث ما عملوا من المعاصي.

و لم ينههم الربّانيّون و الأحبار عن ذلك.

و إنّهم لمّا تمادوا في المعاصي. و لم ينههم الربّانيّون و الأحبار - عن ذلك - نزلت بهم العقوبات (الكافي ج 5 ص 57).

ص:91


1- - في الأمالي: فذهب.
2- - الغرّة - بكسر الغين المعجمة - الغفلة. و في بعض النسخ - بالمهملة و الزاي المعجمة - و هي: التكبّر (نقلاً عن هامش الكافي).

ترك إظهار العلم عند ظهور البدعة

العالم الّذي لم يظهر علمه عند ظهور البدعة

229 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا ظهرت البدع - في امتي - ف ل يظهر العالم علمه.

فمن لم يفعل. فعليه لعنة اللّه (الكافي ج 1 ص 54 و منية المريد ص 187).

230 - روي عن الصادقين عليهما السلام أنّهم قالوا: إذا ظهرت البدع ف على العالم أن يظهر علمه.

فإن لم يفعل. سُلب نور الإيمان (عيون الأخبار ج 1 الباب 10 ح 2)..

ترك التعلّم

العالم الّذي يترك التعلّم

231 - قال سعيد بن جبير رحمه الله: لا يزال الرجل عالماً ما تعلّم.

فإذا ترك التعلّم. و ظنّ أ نّه قد استغنى - و اكتفى بما عنده - فهو أجهل ما يكون (منية المريد ص 74).

232 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الحياء حياءان: حياء عقل. و حياء حمق.

فحياء العقل. هو العلم.

و حياء الحمق. هو الجهل (الكافي ج 2 ص 106).

233 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من رقّ وجهه. رقّ علمه (1)(الكافي ج 2 ص 106).

ص:92


1- - المراد ب رقّة الوجه. الاستحياء عن السؤال و طلب العلم. و هو مذموم. فإنّه لا حياء في طلب العلم. و لا في إظهار الحقّ. و إنّما الحياء من الأمر القبيح. قال اللّه تعالى: إنّ اللّه لا يستحي من الحقّ. و رقّة العلم كناية عن قلّته (نقلاً عن هامش الكافي و هو مأخوذ من مرآة العقول للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي -).

ترك العمل بالعلم

العالم الّذي يترك العمل بالعلم

234 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه. زلّت موعظته عن القلوب.

كما يزلّ المطر عن الصفا (منية المريد ص 146 و ص 181 و الكافي ج 1 ص 44).

235 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ العالم العامل بغيره. كالجاهل الحائر. الّذي لا يستفيق عن جهله.

بل قد رأيت أنّ الحجّة عليه أعظم. و الحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحيّر في جهله.

و كلاهما حائر بائر (منية المريد ص 147 و الكافي ج 1 ص 45).

236 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العلماء رجلان:

رجل عالم آخذ بعلمه. ف هذا ناج.

و (رجل)(1) عالم تارك لعلمه. ف هذا هالك (منية المريد ص 146 و الكافي ج 1 ص 44 و الخصال ص 51).

237 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: مثل الّذي يعلّم الناس الخير. و ينسى نفسه. مثل الفتيلة تضيء للناس و تحرق نفسه (2)(منية المريد ص 135).

و في راوية: كمثل السراج (منية المريد ص 136).

ص:93


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و منية المريد.
2- - هكذا في المصدر. أثبتناه كما وجدناه.

238 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعلمون(1).

و لمّا تعملوا بما علمتم.

فإنّ العلم إذا لم يعمل به. لم يزد صاحبه إلّاكفراً.

و لم يزدد من اللّه إلّابُعداً (منية المريد ص 146 و الكافي ج 1 ص 44).

239 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا ظهر العلم و احترز العمل.

و ائتلفت الألسن و اختلفت القلوب.

و تقاطعت الأرحام.

هنالك لعنهم اللّه.

فأصمّهم. و أعمى أبصارهم (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 289).

240 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا تعلّم الناس العلم.

و تركوا العمل.

و تحابوا بالألسن. و تباغضوا بالقلوب.

و تقاطعوا في الأرحام.

لعنهم اللّه - عند ذلك - فأصمّهم. و أعمى أبصارهم (منية المريد ص 334).

241 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما بدء وقوع الفتن: من أهواء تتّبع. و أحكام تبتدء.

يخالف فيها حكم اللّه. يتولّى فيها رجال رجالاً... يتفقّهون لغير اللّه.

و يتعلّمون لغير العمل.

و يطلبون الدنيا بأعمال الآخرة... (الكافي ج 8 ص 58-59).

ص:94


1- - دقّت و الظاهر ما لا تعملون.

242 - قال الإمام الصادق عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ: إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء:

من صدّق فعله قوله.

و من لم يصدّق قوله فعله. ف ليس بعالم (منية المريد ص 181).

243 - عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ:

إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء.

قال عليه السلام: يعني بالعلماء: من صدّق فعله قوله.

و من لم يصدّق فعله. قوله. فليس بعالم (الكافي ج 1 ص 35).

244 - عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت بِمَ يعرف الناجي؟

قال عليه السلام: مَن كان فعله لقوله موافقاً. فأثبت له الشهادة.

و من لم يكن فعله لقوله موافقاً. فإنّما ذلك مستودع (الكافي ج 1 ص 45).

(و راجع: منية المريد ص 146).

245 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العلم مقرون إلى العمل.

فمن علم عمل. و من عمل علم.

و العلم يهتف بالعمل.

فإن أجابه. و إلّاارتحل (منية المريد ص 181).

246 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العلم مقرون إلى العمل.

فمن علم عمل. و من عمل علم.

و العلم يهتف بالعمل. فإن أجابه وإلّا ارتحل عنه (الكافي ج 1 ص 44).

ص:95

247 - (قوله تعالى في وصف العالم التارك لعلمه): كمثل الكلب.

كان في حضرة بلعم بن باعورا اثنا عشر ألف محبرة. يكتبون عنه العلم. مع ما آتاه اللّه من الآيات المتعدّدة الّتي كان من جملتها أنّه كان بحيث - إذا نظر - يرى العرش.

فمثله. كمثل الكلب. إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث (منية المريد ص 151-152).

248 - قوله تعالى: مثل الذين حملوا التورية ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار.

أي لم يفعلوا الغاية المقصودة من حملها - و هو العمل بها - كمثل الحمار يحمل أسفاراً.

فأيّ خزي أعظم من تمثيل حاله بالكلب و الحمار؟! (منية المريد ص 152).

249 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الدنيا كلّها جهل. إلّامواضع العلم.

و العلم كلّه حجّة. إلّاما عمل به.

و العمل كلّه رياء. إلّاما كان مخلصاً.

و الإخلاص على خطر. حتّى ينظر العبد بما يختم له (التوحيد ص 371 و عيون الأخبار ج 1 ص 253 الباب 28).

ترك التفهّم

العلم الّذي ليس فيه تفهّم

250 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا خير في علم ليس فيه تفهّم (الكافي ج 1 ص 36 و معاني الأخبار ص 226 و منية المريد ص 162).

ترك الهداية

العالم الّذي إزداد علماً و لم يزدد هدى

251 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من إزداد علماً. و لم يزدد هدىً. لم يزدد من اللّه إلّابُعداً (منية

المريد ص 152).

ص:96

تضييع العلم

العالم الّذي يضيّع العلم

252 - قال الإمام الصادق عليه السلام: كان لموسى بن عمران عليه السلام جليسٌ من أصحابه.

قد وعى علماً كثيراً.

فإستأذن موسى عليه السلام في زيارة أقارب له.

فقال له موسى عليه السلام: إنّ ل صلة القرابة ل حقّاً.

و لكن. إيّاك أن تركن إلى الدّنيا.

فإنّ اللّه قد حمّلك علماً. فلا تضيّعه. و تركن إلى غيره.

فقال الرجل: لا يكون إلّاخيراً.

و مضى نحو أقاربه.

فطالت غيبته.

فسأل موسى عليه السلام عنه؟

فلم يخبره أحد بحاله.

فسأل جبرئيل عليه السلام عنه. فقال له: أخبرني عن جليسي - فلان - ألك به علم؟

قال: نعم هو ذا - على الباب - قد مسخ قرداً. في عنقه سلسلة.

ففزع موسى عليه السلام إلى ربّه.

و قام إلى مصلّاه يدعو اللّه و يقول: - يا ربّ - صاحبي و جليسي؟

فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: - يا موسى - لو دعوتني - حتّى تنقطع ترقوتاك - ما استجبت لك فيه.

إنّي كنت حمّلته علماً. فضيّعه. و ركن إلى غيره (منية المريد ص 147-148).

ص:97

الخرق

العالم الّذي يخرق بطالب العلم

253 - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق:... و أمّا حقّ رعيتك بالعلم.

فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العلم.

و فتح لك من خزائنه(1).

فإن أحسنت في تعليم الناس - و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم - زادك اللّه من فضله و إن أنت منعت الناس علمك - أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك - كان حقّاً على اللّه عزّ و جلّ أن يسلبك العلم و بهاؤه. و يسقط من القلوب محلّك (الخصال ص 567 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 377 والأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 453).

دعوى العلم - ترك الإقرار بالجهل

العالم الّذي يقول: أنا عالم

العالم الّذي يترك قول: لا أدرى

254 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من قال أنا عالم. فهو جاهل (منية المريد ص 137).

255 - قال ابن عبّاس رضى الله عنه: إذا ترك العالم - لا أدري - أصيبت مقاتله (منية المريد ص 216).

256 - قال ابن مسعود رضى الله عنه: إذا سُئل أحدكم عمّا لا يدري. فليقل: لا أدري.

فإنّه ثلث العلم (منية المريد ص 216).

257 - قال آخر: لا أدري ثلث العلم (منية المريد ص 216).

ص:98


1- - في الأمالي هكذا: من خزانة الحكمة.

258 - قال بعض الفضلاء: ينبغي للعالم أن يورّث أصحابه: لا أدري.

و معناه: أن يكثر منها لتسهل عليهم و يعتادوها. فيستعملوها في وقت الحاجة.

و قال آخر: تعلّم لا أدري.

فإنّك إن قلت: لا أدري. علّموك حتّى تدري.

و إن قلت: أدري. سألوك حتّى لا تدري (منية المريد ص 216).

259 - واعلم أن قول العالم: لا أدري. لا يضع منزلته. بل يزيدها رفعة. و يزيده في قلوب الناس عظمة. تفضّلاً من اللّه تعالى عليه. و تعويضاً له بالتزامه الحقّ.

و هو دليل واضح على عظمة محلّه و تقواه و كمال معرفته (منية المريد ص 217).

260 - عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: إيّاك و خصلتين - ففيهما هلك من هلك -: إيّاك أن تفتي الناس برأيك.

أو تدين بما لا تعلم (الكافي ج 1 ص 42).

261 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه عيّر(1) عباده بآيتين من كتابه.

أن لا يقولوا حتّى يعلموا.

و لا يردّوا ما لم يعلموا.

قال اللّه عزّ وجلّ: ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على اللّه إلّاالحقّ.

و قال عزّ و جلّ: بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لمّا يأتهم تأويله (منية المريد ص 216 و الأمالي ص 506).

ص:99


1- - في منية المريد: خصّ.

262 - عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما حقّ اللّه(1) على العباد؟

قال عليه السلام: أن يقولوا ما يعلمون.

و يقفوا عند ما لا يعلمون (منية المريد ص 215 و ص 282 و الأمالي ص 506 و التوحيد ص 459).

263 - عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ما حقّ اللّه على خلقه؟

فقال عليه السلام: أن يقولوا ما يعلمون. و يكفّوا عمّا لا يعلمون.

فإذا فعلوا - ذلك - فقد أدّوا إلى اللّه حقّه (الكافي ج 1 ص 50).

264 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: خمس لو رحلتم فيهنّ ما قدرتم على مثلهنّ(2):

لا يخاف عبد إلّاذنبه.

و لا يرجو إلّاربّه عزّ و جلّ.

و لا يستحيي الجاهل - إذا سئل عمّا لا يعلم - أن يتعلّم.

و لا يستحيي أحدكم إذا سئل - عمّا لا يعلم - أن يقول: لا أعلم.

و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.

و لا إيمان لمن لا صبر له (الخصال ص 315).

ص:100


1- - في التوحيد هكذا: ما حجّة اللّه.
2- - في موضع آخر من الخصال هكذا: خذوا عنّي كلمات لو ركبتم المطي - فأنضيتموها - لم تصيبوا مثلهنّ. و في عيون الأخبار هكذا: خمسة لو رحلتم فيهنّ المطايا لم تقدروا على مثلهنّ.

265 - (و في حديث آخر هكذا): و لا يستحيي العالم إذا لم يعلم أن يتعلّم.

و لا يستحيي إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: اللّه أعلم... (الخصال ص 315).

266 - (و في حديث آخر هكذا): و لا يستحيي الجاهل إذا سئل - عمّا لا يعلم - أن يقول:

لا أعلم.

و لا يستحيي أحدكم - إذا لم يعلم - أن يتعلّم... (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 الحديث 155).

267 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تقل ما لا تعلم. بل لا تقل كلّ ما تعلم.

فإنّ اللّه تبارك و تعالى قد فرض على جوارحك - كلّها - فرائض. يحتجّ بها عليك يوم القيامة. و يسألك عنها (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 281).

268 - عن وهب بن عبد ربّه قال: سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام يقول: من قال يعلم اللّه لما لا يعلم اللّه. اهتزّ العرش. إعظاماً للّه عزّ و جلّ (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 439).

269 - عن شهاب بن عبد ربّه عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: من قال اللّه يعلم - فيما لم يعلم - اهتزّ العرش. إعظاماً له (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 506).

270 - عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما علمتم. فقولوا.

و ما لم تعلموا. فقولوا: اللّه أعلم.

إنّ الرجل لينتزع(1) الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد ما بين السماء و الأرض (الكافي ج 1 ص 42).

ص:101


1- - أي: يستخرجها ليستدلّ بها على مطلوبه.

الدنيا

العالم الّذي يكون مفتوناً بالدنيا

271 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه السلام: لا تجعل بيني و بينك عالماً مفتوناً بالدنيا. ف يصدّك عن طريق محبّتي.

فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين.

إنّ أدنى ما أنا صانع - بهم - أن أنزع حلاوة مناجاتي من(1) قلوبهم (منية المريد ص 138 و ص 142 و الكافي ج 1 ص 46 و علل الشرائع ج 2 ص 111).

العالم الّذي يريد بالعلم الدنيا

272 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أخذ العلم من أهله. و عمل به. نجا.

و من أراد به الدنيا. فهي حظّه (منية المريد ص 138 و الكافي ج 1 ص 46).

العالم الّذي يطلب الدنيا بأعمال الآخرة

273 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما بدء وقوع الفتن: من أهواء تتّبع. و أحكام تبتدء.

يخالف فيها حكم اللّه. يتولّى فيها رجال رجالاً...

... يتفقّهون لغير اللّه.

و يتعلّمون لغير العمل.

و يطلبون الدنيا بأعمال الآخرة... (الكافي ج 8 ص 58-59).

ص:102


1- - في الكافي: عن.

العالم الّذي يكون محبّاً للدنيا

274 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا(1). فإتّهموه على دينكم.

فإنّ كلّ محبّ يحوط بما(2) أحبّ (علل الشرائع ج 2 ص 111 و الكافي ج 1 ص 46 و منية المريد ص 138).

275 - عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال:

قال أمير المؤمنين عليه السلام عشرة يفتنون أنفسهم و غيرهم:

ذو العلم القليل. يتكلّف أن يعلّم الناس كثيراً.

و الرجل الحليم ذو العلم الكثير. ليس بذي فطنة.

و الّذي يطلب ما لا يدرك. و لا ينبغي له.

و الكادّ غير المتئدّ.

و المتئدّ الّذي ليس له مع تؤدّته علم.

و عالم غير مريد للصلاح.

و مريد للصلاح و ليس بعالم.

و العالم يحبّ الدنيا.

و الرحيم بالناس يبخل بما عنده.

و طالب العلم يجادل فيه من هو أعلم.

فإذا علّمه لم يقبل منه (الخصال ص 437).

ص:103


1- - في الكافي: لدنياه.
2- - في منية المريد: ما.

العالم الّذي تكون الدنيا عنده آثر من الآخرة

276 - قال عيسى عليه السلام: تعملون للدّنيا. و أنتم ترزقون - فيها - بغير عمل؟

و لا تعملون للآخرة. و أنتم لا ترزقون - فيها - إلّابالعمل؟

وإنّكم - علماء السوء - الأجر تأخذون. و العمل تضيّعون؟

يوشك ربّ العمل. أن يطلب عمله.

و توشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر و ضيقه.

اللّه تعالى نهاكم عن الخطايا. كما أمركم بالصيام و الصلاة.

كيف يكون من أهل العلم. من سخط رزقه. و احتقر منزلته!؟

و قد علم أنّ ذلك من علم اللّه. و قدرته.

كيف يكون من أهل العلم. مَن اتّهم اللّه فيما قضى له. فليس يرضى شيئاً أصابه؟

كيف يكون من أهل العلم. مَن دنياه - عنده - آثر من آخرته.

و هو مقبل على دنياه.

و ما يضرّه أحبّ إليه ممّا ينفعه؟

كيف يكون من أهل العلم. من يطلب الكلام ليخبر به.

و لا يطلب ليعمل به!؟ (منية المريد ص 141).

العالم الّذي يزداد رغبةً في الدنيا

277 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما إزداد عبدٌ علماً. فإزداد في الدنيا رغبة. إلّاإزداد من اللّه بُعداً (منية المريد ص 135).

ص:104

العالم الّذي مقبل على دنياه

278 - قال الإمام الصادق - صلوات اللّه تعالى عليه -: قال عيسى بن مريم - صلوات اللّه عليه -: تعملون للدنيا. و أنتم ترزقون فيها بغير عمل.

و لا تعملون للآخرة. و أنتم لا ترزقون فيها إلّابالعمل.

ويلكم - علماء سوء - الأجر تأخذون. و العمل تضيّعون. يوشك ربّ العمل أن يقبل عمله(1). و يوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر.

كيف يكون من أهل العلم - من هو في مسيره إلى آخرته - و هو مقبل على دنياه؟!

و ما يضرّه أحبّ إليه ممّا ينفعه؟! (الكافي ج 2 ص 319).

الذنب

العالم الّذي يرتكب الذنب

279 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ليس في البرق الخاطف مستمع لمن يخوض في الظلمة (2)(الكافي ج 8 ص 23).

ص:105


1- - اريد ب ربّ العمل: العابد الّذي تقلّد أهل العلم في عبادته. أعني: يعمل بما يأخذ عنهم. و فيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل. و قرء بعضهم: يقيل - بالباء المثنّاة - من الإقالة. أي: يرد عمله. فإنّ المقيل يردّ المتاع (نقلاً عن هامش الكافي).
2- - لعلّ المراد أ نّه لا ينفعك ما يقرع سمعك من العلوم النادرة كالبرق الخاطف. بل ينبغي أن تواظب على سماع المواعظ و تستضيء دائماً بأنوار الحكم لتخرجك من ظلم الجهالات. ويحتمل أن يكون المراد لا ينفع سماع العلم مع الإنغماس في ظلمات المعاصي و الذنوب (نقلاً عن هامش الكافي و هو مأخوذ من مرآت العقول للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي -).

الزلّة

العالم الّذي تصدر منه الزلّة

280 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أشدّ ما يتخوّف - على امّتي - ثلاثة:

زلّة عالم. أو جدال منافق بالقرآن. أو دنيا تقطع رقابكم.

فإتهمّوها(1) على أنفسكم (الخصال ص 163).

السمعة

العالم الّذي يتعلّم العلم للسمعة

281 - قال الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام: - يا موسى - تعلّم ما تعلم. لتعمل به.

و لا تعلّمه لتحدّث به.

فيكون عليك بوره.

و يكون على غيرك نوره (منية المريد ص 141).

282 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الناس على أربعة أصناف:

جاهل متردّي معانق لهواه.

و عابد متقوّي كلّما إزداد عبادةً. إزداد كبراً.

و عالم يريد أن يوطأ عقباه. و يحبّ محمدة الناس.

و عارف على طريق الحقّ يحبّ القيام به. فهو عاجز. أو مغلوب.

فهذا أمثل أهل زمانك. و أرجحهم عقلاً (الخصال ص 262).

ص:106


1- - هكذا في المصدر: والظاهر فاهتمّوه. من الاهتمام. أي: خذوا حذركم عند هذه الاُمور.

السوء - الشرّ

علماء السوء - شرار العلماء

283 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: شرّ الناس. العلماء السوء (منية المريد ص 153).

284 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ألا إنّ شرّ الشرّ. شرار العلماء.

و إنّ خير الخير. خيار العلماء (منية المريد ص 137).

الصد عن دين اللّه عزّ و جلّ

العالم الّذي يصدّ الناس عن دين اللّه عزّ و جلّ

285 - عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام و هو داخل. و أنا خارج. و أخذ بيدي.

ثمّ استقبل البيت. فقال عليه السلام: - يا سدير - إنّما امر الناس أن يأتوا هذه الأحجار. فيطوفوا بها. ثمّ يأتونا. فيعلّمونا ولايتهم لنا.

و هو قول اللّه: و إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثمّ اهتدى.

- ثمّ أومأ عليه السلام بيده إلى صدره - إلى ولايتنا.

ثمّ قال عليه السلام: - يا سدير - ف اريك الصادّين عن دين اللّه؟!

ثمّ نظر عليه السلام إلى أبي حنيفة. و سفيان الثوري - في ذلك الزمان -. و هم حلق في المسجد.

فقال عليه السلام: هؤلاء الصادّون عن دين اللّه. بلا هدى من اللّه. و لا كتاب مبين.

إنّ هؤلاء الأخابث. لو جلسوا في بيوتهم. فجال الناس. فلم يجدوا أحداً يخبرهم عن اللّه تبارك و تعالى و عن رسوله صلى الله عليه و آله حتّى يأتونا.

ف نخبرهم عن اللّه تبارك و تعالى و عن رسوله صلى الله عليه و آله (الكافي ج 1 ص 393).

ص:107

الضلالة

العالم الّذي يعلّم الضلالة

286 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من علّم باب هدى. ف له مثل أجر من عمل به.

و لا ينقص أولئك من اجورهم شيئاً.

و من علّم باب ضلالة(1). كان عليه مثل أوزار من عمل به.

و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً (منية المريد ص 111 و الكافي ج 1 ص 35).

العُجب

العالم الّذي فيه العُجب

287 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الناس آلوا (2)- بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله - إلى ثلاثة:

آلوا إلى عالم على هدىً من اللّه. قد أغناه اللّه - بما علم - عن علم غيره.

و جاهل مدّع للعلم. لا علم له. معجب بما عنده. قد فتنته الدنيا. و فتن غيره.

و متعلّم - من عالم - على سبيل هدى من اللّه. و نجاة.

ثمّ هلك من ادّعى. و خاب من افترى (الكافي ج 1 ص 33).

العمل على غير العلم

العالم الّذي يعمل على غير علم

288 - قال الإمام الصادق عليه السلام قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عمل على غير علم كان ما يفسد.

أكثر ممّا يصلح (الكافي ج 1 ص 44).

289 - قال الإمام الصادق عليه السلام: العامل على غير بصيرة. ك السائر على غير الطريق.

لا يزيده سرعة السير إلّابعداً (الكافي ج 1 ص 43).

ص:108


1- - في الكافي: ضلال.
2- - أي: رجعوا.

الفسق

العالم الفاسق

290 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: قطع ظهري رجلان - من الدنيا -:

رجل عليم اللسان. فاسق. و رجل جاهل القلب. ناسك.

هذا يصدّ بلسانه عن فسقه. و هذا بنسكه عن جهله.

فاتّقوا الفاسق من العلماء. و الجاهل من المتعبّدين. أولئك فتنة كلّ مفتون.

فإنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: - يا عليّ - هلاك امّتي على يدي كلّ منافق عليم اللسان (الخصال ص 69).

كتمان العلم عن أهله

بذل العلم لغير أهله

العالم الّذي يكتم العلم عن أهله

العالم الّذي يبذل العلم لغير أهله

291 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق. مستعمل لعلمه.

و بغنيّ. لا يبخل بماله على أهل دين اللّه. و بفقير صابر.

فإذا كتم العالم علمه.

و بخل الغنيّ.

و لم يصبر الفقير.

فعندها الويل و الثبور.

و عندها يعرف العارفون باللّه: إنّ الدار قد رجعت إلى بدئها.

أيّ: الكفر بعد الإيمان (التوحيد ص 306).

ص:109

292 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قوام الدين بأربعة:

بعالم ناطق. مستعمل له. و بغنيّ لا يبخل بفضله على أهل دين اللّه.

و بفقير لا يبيع آخرته بدنياه. و بجاهل لا يتكبّر عن طلب العلم.

فإذا كتم العالم علمه. و بخل الغني بماله. و باع الفقير آخرته بدنياه.

و استكبر الجاهل عن طلب العلم.

رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى.

فلا تغرّنّكم كثرة المساجد. و أجساد قوم مختلفة.

قيل: - يا أمير المؤمنين - كيف العيش في ذلك الزمان؟

فقال عليه السلام: خالطوهم بالبرّانيّة - يعني في الظاهر -.

و خالفوهم في الباطن.

للمرء ما اكتسب و هو مع من أحبّ.

و انتظروا - مع ذلك - الفرج من اللّه عزّ و جلّ (الخصال ص 197).

293 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قام عيسى بن مريم عليهما السلام خطيباً في بني إسرائيل.

فقال: - يا بني إسرائيل - لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة(1). فتظلموها.

و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم (2)(منية المريد ص 184 و الكافي ج 1 ص 42 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 285 و المواعظ ص 113).

ص:110


1- - في الفقيه و المواعظ هكذا: لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال.
2- - و إلى ذلك أشار أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله: لا تعلّقوا الجواهر في أعناق الخنازير (منية المريد ص 184). ولقد أحسن القائل: و من منح الجهال علماً أضاعهو من منع المستوجبين فقد ظلم (منية المريد ص 184)

294 - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق:... و أمّا حقّ رعيتك بالعلم.

فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العلم.

و فتح لك من خزانة الحكمة(1).

فإن أحسنت في تعليم الناس - و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم - زادك اللّه من فضله و إن أنت منعت الناس علمك - أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك - كان حقّاً على اللّه عزّ و جلّ أن يسلبك العلم و بهاوه. و يسقط من القلوب محلّك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 453 و الخصال ص 567 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 377).

295 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أربعة يذهبن ضياعاً:

مودّة تمنحها من لا وفاء له.

و معروف عند من لا يشكر له.

و علم عند من لا استماع له.

و سرّ تودعه عند من لا حصانة له (الخصال ص 264).

ص:111


1- - في الفقيه و الخصال هكذا: و فتح لك من خزائنه.

كثرة المنطق و الكلام

العالم الّذي يكثر الكلام و المنطق

296 - قال الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام: - يا موسى - تفرّغ للعلم. إن كنت تريده.

فإنّما العلم لمن تفرّغ له.

و لا تكوننّ مكثاراً بالمنطق. مهذاراً.

إنّ كثرة المنطق تشين العلماء. و تبدئ مساوئ السخفاء.

و لكن عليك بذي اقتصاد. فإنّ ذلك من التوفيق و السداد.

و أعرض عن الجهّال. و أحلم عن السفهاء.

فإنّ ذلك فضل الحلماءّ و زين العلماء.

إذا شتمك الجاهل. ف اسكت عنه سلماً. و جانبه حزماً.

فإنّ ما بقي من جهله عليك - و شتمه إيّاك - أكثر (منية المريد ص 140).

297 - قال الإمام الصادق عليه السلام: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: - يا طالب العلم - إنّ للعالم ثلاث علامات: العلم. و الحلم. و الصمت.

و للمتكلّف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية. و يظلم من دونه بالغلبة.

و يظاهر(1) الظلمة (الكافي ج 1 ص 37).

298 - قال الإمام الصادق عليه السلام إنّ من حقيقة الإيمان: أن تؤثر الحقّ - و إن ضرّك - على الباطل. و إن نفعك. و أن لا تجوز منطقك. علمك (الخصال ص 53).

ص:112


1- - أي: يعاونهم في الظلم.

المال - الدينار - الدرهم

العالم الّذي يجرّ المال إلى نفسه

299 - قال عيسى ابن مريم عليه السلام: الدينار داء الدين. و العالم طبيب الدين.

فإذا رأيتم الطبيب يجرّ الداء إلى نفسه. فإتّهموه.

و اعلموا أنّه غير ناصح لغيره (الخصال ص 113).

المراء - المماراة

العالم الّذي يماري

300 - عن أبي الدرداء و أبي أمامة. و واثلة و أنس قالوا: خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوماً.

ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين.

فغضب صلى الله عليه و آله غضباً شديداً لم يغضب مثله. ثمّ قال صلى الله عليه و آله: إنّما هلك - من كان قبلكم - بهذا.

ذروا المراء. فإنّ المؤمن لا يماري.

ذروا المراء. فإنّ المماري قد تمّت خسارته.

ذروا المراء. فإنّ المماري. لا أشفع له يوم القيامة.

ذروا المراء.

فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنّة - في رباضها و أوسطها و أعلاها - لمن ترك المراء و هو صادق.

ذروا المراء.

فإنّ أوّل ما نهاني عنه ربّي - بعد عبادة الأوثان - المراء (منية المريد ص 316).

ص:113

301 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إيّاكم و المراء و الخصومة.

فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان.

و ينبت عليهما النفاق (منية المريد ص 317).

302 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الشيطان ل يوسوس للرجل و يناجيه و يقول:

ناظر الناس لئلا يظنّوا بك العجز و الجهل.

ثمّ المراء لا يخلو من أربعة أوجه: إمّا أن تتمارى أنت و صاحبك فيما تعلمان.

فقد تركتما - بذلك - النصيحة. و طلبتما الفضيحة. و أضعتما ذلك العلم.

أو تجهلانه. فأظهرتما جهلاً و خاصمتما جهلاً.

و إمّا تعلمه أنت. فظلمت صاحبك بطلب عثرته.

أو يعلمه صاحبك. فتركت حرمته. و لم تنزله منزلته.

و هذا - كلّه - محال.

فمن أنصف. و قبل الحقّ و ترك المماراة فقد أوثق إيمانه.

وأحسن صحبة دينه. و صان عقله (1)(منية المريد ص 171).

ص:114


1- - واعلم أن حقيقة المراء: الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه لفظاً أو معنىً أو قصداً - لغير غرض ديني أمر اللّه به -. و ترك المراء يحصل بترك الإنكار و الاعتراض بكلّ كلام يسمعه. فإن كان حقّاً وجب التصديق به بالقلب و إظهار صدقه حيث يطلب منه. و إن كان باطلاً - و لم يكن متعلقاً باُمور الدين - فاُسكت عنه ما لم يتمحّض النهي عن المنكر بشروطه (منية المريد ص 172).

303 - قال الإمام الصادق عليه السلام: المراء داء دوي.

و ليس في الإنسان خصلة شرّ منه.

و هو خلق إبليس و نسبته.

فلا يماري - في أيّ حال كان - إلّامن كان جاهلاً بنفسه و بغيره. محروماً من حقائق الدين (1)(منية المريد ص 171).

الهتك

العالم المتهتّك

304 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قصم ظهري: عالم متهتّك. و جاهل متنسّك.

ف الجاهل. يغشّ الناس ب تنسّكه.

و العالم. ينفرهم. ب تهتّكه (منية المريد ص 181).

ص:115


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ذروا المراء. فإنّه لا تفهم حكمته. و لا تؤمن فتنته (منية المريد ص 170). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يدع المراء - وإن كان محقّا - (منية المريد ص 171). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاث من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ دخل الجنّة من أي باب شاء: من حسن خلقه. و خشي اللّه في المغيب و المحضر. و ترك المراء. وإن كان محقّاً (منية المريد ص 316).

العنوان الرابع: عقاب تضييع العلم في دار الآخرة

تمهيد

305 - عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: - يا ابن رسول اللّه - فقد روي لنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء. أو يباهي به العلماء. أو ليقبل بوجوه الناس إليه. فهو في النّار

فقال عليه السلام: صدق جدّي عليه السلام.

أفتدري من السفهاء؟

فقلت: لا. - يا ابن رسول اللّه -.

قال عليه السلام: هم قصّاص مخالفينا.

أو تدري من العلماء؟

فقلت: لا. - يا ابن رسول اللّه -.

فقال عليه السلام: هم علماء آل محمّد عليهم السلام الّذين فرض اللّه طاعتهم. و أوجب مودّتهم.

ثمّ قال عليه السلام: أو تدري ما معنى قوله: أو ليقبل بوجوه الناس إليه؟

فقلت: لا.

فقال عليه السلام: يعني - و اللّه - بذلك ادّعاء الإمامة بغير حقّها.

و من فعل ذلك فهو في النّار (عيون الأخبار ج 1 الباب 28 ح 69).

306 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تعلّم علماً لغير اللّه. و أراد به غير اللّه. فليتبوّأ مقعده من النار (منية المريد ص 134).

ص:116

الاشتهار

العالم الّذي يتعلّم العلم ليقال له: إنّه عالم

307 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أوّل الناس يقضى يوم القيامة - عليه - رجل استشهد فاُتي به. فعرّفه نعمه. ف عرفها.

قال: فما عملت فيها؟

قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت.

قال: كذبت. و لكنّك قاتلت. ل يقال: جرئ.

فقد قيل ذلك.

ثمّ امر به.

ف سحب على وجهه حتّى القي في النار.

و رجل تعلّم العلم و علّمه. و قرء القرآن.

فاُتي به. فعرّفه نعمه. ف عرفها.

قال: فما عملت فيها؟

قال: تعلّمت العلم و علّمته.

و قرأت فيك القرآن.

قال: كذبت.

و لكنّك. تعلّمت. ل يقال: عالم.

و قرأت القرآن. ل يقال: قارئ القرآن.

فقد قيل ذلك.

ثمّ امر به. ف سحب على وجهه حتّى القي في النار (منية المريد ص 134).

ص:117

الأخذ من الاُمراء

من طلب العلم ليأخذ به من الاُمراء

308 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب العلم لأربع. دخل النار:

ليباهي به العلماء.

أو يماري به السفهاء.

أو ليصرف به وجوه الناس إليه.

أو يأخذ به من الاُمراء (منية المريد ص 135).

البخل ببذل العلم لأهله

العالم الّذي يبخل ببذل العلم لأهله

309 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: علماء هذه الاُمّة رجلان: رجل آتاه اللّه علماً فبذله للناس.

و لم يأخذ عليه طعماً. و لم يشر به ثمناً.

فذلك. يستغفر له حيتان البحر. و دوابّ البرّ. و الطير في جوّ السماء.

و يقدم - على اللّه عزّ و جلّ - سيّداً شريفاً. حتّى يرافق المرسلين.

و رجل آتاه اللّه علماً. ف بخل به عن عباد اللّه. و أخذ عليه طعماً. و شرى به ثمناً.

فذلك يلجم - يوم القيامة - ب لجام من نار.

و ينادي منادٍ: هذا الّذي أتاه اللّه علماً. ف بخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طعماً. و اشترى به ثمناً.

و كذلك حتّى يفرغ من الحساب (منية المريد ص 136).

ص:118

التأنيف

العالم الّذي إذا وُعظ أنف

310 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من إذا وعظ. أنف(1).

و إذا وعظ عنف.

فذاك في الدرك الثاني من النار (الخصال ص 352 و منية المريد ص 139).

التبعيض بين ذوي الثروة و المساكين

العالم الّذي يضع العلم عند ذوي الثروة و لا يضعه عند المساكين

311 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة و الشرف. و لا يرى له في المساكين وضعاً.

فذاك في الدرك الثالث من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

التجبّر و التسلّط

العالم الّذي يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين

312 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين. فإنّ ردّ عليه (شيء من قوله)(2). أو قصر في شيء من أمره. غضب.

فذاك في الدرك الرابع من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

ص:119


1- - أنف من الشيء أي: استكبر. و هو الاستكبار (مجمع البحرين ج 1 ص 123). يعني: إذا وعظ الناس استكبر و لم يقبل منه.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في منية المريد.

ترك طلب العلم

العالم الّذي يترك طلب العلم

313 - (جاء في بعض الكتب السماويّة):... ويل لمن سمع بالعلم. و لم يطلبه.

كيف يحشر - مع الجهّال - إلى النار (منية المريد ص 120).

ترك العمل بالعلم

العالم الّذي يترك العمل بالعلم

314 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أهل النّار ل يتأذّون من ريح(1) العالم التارك لعلمه (منية المريد ص 146 و الكافي ج 1 ص 44 و الخصال ص 51).

315 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يلقى العالم(2) في النار. فتندلق أقتابه. فيدور به كما يدور الحمار في الرحا (منية المريد ص 152).

316 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: (إنّ)(3) أشدّ الناس عذاباً - يوم القيامة - عالم لم ينفعه اللّه بعلمه (منية المريد ص 153 و ص 135).

317 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: كلّ علم وبال على صاحبه - يوم القيامة - إلّامن عمل به (منية المريد ص 135).

ص:120


1- - في الخصال هكذا: ليتأذّون بريح.
2- - أي: العالم التارك لعلمه.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في ص 135 من منية المريد.

318 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أشدّ أهل النّار ندامة و حسرة:

رجل. دعا عبداً إلى اللّه تبارك و تعالى. فإستجاب له. و قبل منه. فأطاع(1) اللّه عزّ و جلّ.

فأدخله (اللّه)(2) الجنّة.

و أدخل الداعي. النّار. بتركه علمه. و اتّباعه الهوى. و (طول الأمل)(3).

أمّا اتّباع الهوى. ف يصدّ عن الحقّ.

و طول الأمل ينسي الآخرة (منية المريد ص 146 و الكافي ج 1 ص 44 و الخصال ص 51).

319 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم. خصلتين:

اتّباع الهوى.

و طول الأمل.

أمّا اتباع الهوى. فيصدّ عن الحقّ.

و طول الأمل. ينسي الآخرة (الخصال ص 51).

الجدل

العالم الّذي طلب العلم ليجادل به العلماء

320 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء. أو يجادل به العلماء.

أو ليدعو(4) الناس إلى نفسه. فهو من أهل النار (الفقيه ج 4 ص 262 و المواعظ ص 61).

ص:121


1- - في الخصال: و أطاع.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و منية المريد.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.
4- - في المواعظ: يدعو.

جمع العلم و ترك نشره

العالم الّذي يجمع علمه و لا يحبّ أن يؤخذ عنه ذلك

321 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ من العلماء من يحبّ أن يجمع علمه.

و لا يحبّ أن يؤخذ عنه.

فذاك في الدرك الأوّل من النار (منية المريد ص 139).

حديث اليهود و النصارى

العالم الّذي يطلب أحاديث اليهود و النصارى ليغزر به علمه

322 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يطلب أحاديث اليهود و النصارى ليغزر به (علمه)(1). و يكثر به حديثه.

فذاك في الدرك الخامس من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

الحسد

العالم الّذي يحسد الآخرين

323 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ستّة يدخلون النّار - قبل الحساب - ب ستّة.

قيل: - يا رسول اللّه - من هم؟

قال صلى الله عليه و آله: الاُمراء بالجور. و العرب بالعصبيّة. و الدهّاقين بالكبر.

و التجّار بالخيانة. و أهل الرستاق بالجهالة. و العلماء بالحسد (منية المريد ص 324).

ص:122


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.

خزن العلم

العالم الّذي يخزن علمه عن أهله

324 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يحبّ أن يخزن علمه.

و لا يؤخذ عنه.

فذاك في الدرك الأوّل من النار (الخصال ص 352).

دعوى الأعلميّة

العالم الّذي يدّعي الأعلميّة و يقول: من أعلم منّا

325 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يظهر الدين حتّى يجاوز البحار. وتخاض البحار في سبيل اللّه.

ثمّ يأتي - من بعدكم - أقوام يقرؤون القرآن.

يقولون: قرأنا القرآن.

مَن أقرأ منّا!

و من أفقه منّا!

و من أعلم منّا!

ثمّ التفت صلى الله عليه و آله إلى أصحابه.

فقال صلى الله عليه و آله: هل في أولئك من خير؟

قالوا: لا.

قال صلى الله عليه و آله: أولئك منكم من هذه الاُمّة.

و أولئك هم وقود النار (منية المريد ص 137).

ص:123

الدنيا

العالم الّذي يتعلّم علم ليصيب به غرضاً من الدنيا

326 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه اللّه عزّ وجلّ.

لا يتعلّمه إلّاليصيب به غرضاً من الدنيا. لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة (منية المريد ص 134).

327 - عن أبي ذرّ رضى الله عنه قال: مَن تعلّم علماً - من علم الآخرة - ل يريد به عرضاً من عرض الدنيا. لم يجد ريح الجنّة (منية المريد ص 142).

الرياسة

العالم الّذي يطلب العلم للرياسة

328 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من طلب العلم ليباهي به العلماء.

أو يماري به السفهاء.

أو يصرف به وجوه الناس إليه.

ف ل يتبوّء مقعده من النّار.

إنّ الرئاسة لا تصلح إلّالأهلها (الكافي ج 1 ص 47 و منية المريد ص 138).

329 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب العلم لأربع. دخل النار:

ليباهي به العلماء.

أو يماري به السفهاء.

أو ليصرف به وجوه الناس إليه.

أو يأخذ به من الاُمراء (منية المريد ص 135).

ص:124

السوء

عالم السوء

330 - قال عيسى عليه السلام: ويل لعلماء السوء. تصلى عليهم النّار (منية المريد ص 141).

331 - قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال عيسى بن مريم على نبيّنا وآله و عليه السلام:

ويلٌ للعلماء السوء. كيف تلظّى عليهم النّار؟! (الكافي ج 1 ص 47).

العنف

العالم الّذي إذا وعظ عنف

332 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من إذا وعظ. أنف.

و إذا وعظ عنف.

فذاك في الدرك الثاني من النار (الخصال ص 352 و منية المريد ص 139).

الغضب

العالم الّذي إن ردّ عليه شيء من أمره غضب

333 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين. فإنّ ردّ عليه (شيء من قوله)(1). أو قصر في شيء من أمره. غضب.

فذاك في الدرك الرابع من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

ص:125


1- - ما بين القوسين لم يذكر في منية المريد.

الفجور

العالم الفاجر

334 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ في جهنم رحى. تطحن خمساً.

أفلا تسألون ما طحنها؟

فقيل له: فما طحنها - يا أمير المؤمنين -؟

قال عليه السلام: العلماء الفجرة. و القرّاء الفسقة. و الجبابرة الظلمة. و الوزراء الخونة.

و العرفاء الكذبة (الخصال ص 296).

335 - مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّ عليّاً عليه السلام قال: إنّ في جهنّم رحى تطحن.

أ فلا تسألوني ما طحنها؟

فقيل: و ما طحنها - يا أمير المؤمنين -؟

فقال عليه السلام: العلماء الفجرة. و القراء الفسقة. و الجبابرة الظلمة. و الوزراء الخونة.

و العرفاء الكذبة... (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 302).

المباهات

العالم الّذي يطلب العلم ليباهي به العلماء

336 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب العلم لأربع. دخل النار: ليباهي به العلماء.

أو يماري به السفهاء. أو ليصرف به وجوه الناس إليه.

أو يأخذ به من الاُمراء (منية المريد ص 135).

ص:126

المماراة

العالم الّذي يطلب العلم ليماري به السفهاء

337 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء.

أو يباهي به العلماء.

أو ليقبل بوجوه الناس إليه.

فهو في النّار (معاني الأخبار ص 180).

338 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب العلم. ل يجاري به العلماء.

أو ل يماري به السفهاء.

أو يصرف به وجوه الناس إليه.

أدخله اللّه النار. (1)(منية المريد ص 134).

و في رواية: فليتبوّأ مقعده من النار (منية المريد ص 134).

ص:127


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا تعلّموا العلم لتماروا به السفهاء. و تجادلوا به العلماء. و لتصرفوا به وجوه الناس إليكم. و ابتغوا - بقولكم - ما عند اللّه. فإنّه يدوم و يبقى. و ينفذ ما سواه. كونوا ينابيع الحكمة. مصابيح الهدى. أحلاس البيوت. سرج الليل. جدد القلوب. خلقان الثياب. تعرفون في أهل السماء. و تخفون في أهل الأرض (منية المريد ص 135).

المروّة

العالم الّذي يتّخذ علمه مروءةً

339 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يتّخذ علمه مروءة و عقلاً.

فذاك في الدرك السابع من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

كتمان العلم عن أهله

العالم الّذي يكتم العلم عن أهله

340 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من كتم علماً ألجمه اللّه بلجام من نار (منية المريد ص 136).

الضلال

العالم الّذي يضلّ الناس

341 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة:... رجل يضلّ الناس بغير علم... (منية المريد ص 281).

342 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه.

لا ينقض ذلك من اجورهم شيئاً.

و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه.

لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً (منية المريد ص 102).

ص:128

الهوى - طول الأمل

العالم الّذي يتّبع الهوى

العالم الّذي يتّبع طول العمل

343 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أشدّ أهل النّار ندامة و حسرة:

رجل. دعا عبداً إلى اللّه تبارك و تعالى. فإستجاب له. و قبل منه. فأطاع(1) اللّه عزّ و جلّ.

فأدخله (اللّه)(2) الجنّة.

و أدخل الداعي. النّار. بتركه علمه. و اتّباعه الهوى. و (طول الأمل)(3).

أمّا اتّباع الهوى. ف يصدّ عن الحقّ.

و طول الأمل ينسي الآخرة (منية المريد ص 146 و الكافي ج 1 ص 44 و الخصال ص 51).

344 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم. خصلتين:

اتّباع الهوى.

و طول الأمل.

أمّا اتباع الهوى. فيصدّ عن الحقّ.

و طول الأمل. ينسي الآخرة (الخصال ص 51).

ص:129


1- - في الخصال: و أطاع.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و منية المريد.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.

العنوان الخامس: علم التفسير

تمهيد

345 - قال أميرالمؤمنين صلوات اللّه تعالى عليه: إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا.

و جعلنا شهداء على خلقه. و حجّته في أرضه.

و جعلنا مع القرآن. و جعل القرآن معنا. - لا نفارقه و لا يفارقنا - (الكافي ج 1 ص 191).

346 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام:... إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّامن ذاق طعمه...

فأطلبوا ذلك من عند أهله - خاصّة -.

فإنّهم - خاصّة - نور يستضاء به.

و أئمّة يقتدى بهم.

و هم عيش العلم. و موت الجهل.

هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم.

و صمتهم عن منطقهم.

و ظاهرهم عن باطنهم... (الكافي ج 8 ص 390-391).

347 - عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: - جعلت فداك - ما أنتم؟

قال عليه السلام: نحن خزّان علم اللّه. و نحن تراجمة وحي اللّه.

و نحن الحجّة البالغة على من دون السماء و من فوق الأرض (الكافي ج 1 ص 192).

ص:130

348 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نحن ولاة أمر اللّه.

و خزنة علم اللّه.

و عيبة وحي اللّه (الكافي ج 1 ص 192).

349 - قال الإمام الباقر عليه السلام: نحن المثاني الّتي أعطاها اللّه نبيّنا صلى الله عليه و آله.

و نحن وجه اللّه. نتقلّب في الأرض بين أظهركم.

عرفنا من عرفنا.

و من جهلنا فأمامه اليقين (1)(التوحيد ص 150).

قال الشيخ الصدوق - عليه الرحمة -: معنى قوله عليه السلام: نحن المثاني.

أي: نحن الّذين قرننا النبيّ صلى الله عليه و آله إلى القرآن.

و أوصى بالتمسّك بالقرآن و بنا.

فأخبر امّته بأن لا نفترّق حتّى نرد عليه حوضه (التوحيد ص 151).

350 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

قال الّذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك(2).

قال: ففرّج أبو عبد اللّه عليه السلام بين أصابعه. فوضعها في صدره.

ثمّ قال عليه السلام: و عندنا - و اللّه - علم الكتاب. كلّه (الكافي ج 1 ص 229).

ص:131


1- - أي: يتيقّن بعد الموت الّذي أمامه. وفي نسخة هكذا: من عرفنا فأمامه اليقين. و من جهلنا فأمامه السعير (نقلاً عن هامش المصدر).
2- - النمل: 40.

351 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه سأله عن قول اللّه عزّ وجلّ:

و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر.

ما الزبور؟ و ما الذكر؟

قال عليه السلام: الذكر: عند اللّه.

و الزبور: الّذي انزل على داود.

و كلّ كتاب نزل. فهو عند أهل العلم. و نحن هم (الكافي ج 1 ص 226).

352 - عن عبد الرحمن بن كثير. عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى:

هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ امّ الكتاب.

قال عليه السلام: أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة عليهم السلام.

و اخر متشابهات.

قال عليه السلام: فلان و فلان.

فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ.

قال عليه السلام: أصحابهم. و أهل ولايتهم.

فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلّااللّه و الراسخون في العلم.

قال عليه السلام: أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة عليهم السلام (الكافي ج 1 ص 414).

353 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الراسخون في العلم: أمير المؤمنين عليه السلام.

و الأئمّة عليهم السلام من بعده عليهم السلام (الكافي ج 1 ص 213).

354 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نحن الراسخون في العلم.

و نحن نعلم تأويله (الكافي ج 1 ص 213).

ص:132

355 - قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي حنيفة: أنت فقيه أهل العراق؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: بما تفتيهم؟

قال: بكتاب اللّه و سنّة نبيّه.

قال عليه السلام: - يا أبا حنيفة - تعرف كتاب اللّه حقّ معرفته؟

و تعرف الناسخ من المنسوخ؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: - يا أبا حنيفة - لقد ادّعيت علماً. - ويلك - ما جعل اللّه ذلك إلّاعند أهل الكتاب الّذين أنزل عليهم.

- ويلك - و لا هو إلّاعند الخاصّ من ذرّيّة نبيّنا صلى الله عليه و آله.

ما ورّثك اللّه - من كتابه - حرفاً... (علل الشرائع ج 1 ص 119).

356 - الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال:

قلت لأبي عبداللّه عليه السلام: إنّ اللّه أجلّ. و أكرم. من أن يعرف بخلقه.

بل الخلق يعرفون باللّه.

قال عليه السلام: صدقت.

قلت: إنّ من عرف أنّ له ربّاً. فينبغي له أن يعرف أن لذلك الربّ رضاً. و سخطاً.

و أنّه لا يعرف رضاه و سخطه إلّاب وحي أو رسول.

فمن لم يأته الوحي. فقد ينبغي له أن يطلب الرسل.

فإذا لقيهم. عرف أنّهم الحجّة. و أنّ لهم الطاعة المفترضة.

ص:133

و قلت للناس: تعلمون(1) أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان هو الحجّة من اللّه على خلقه؟

قالوا: بلى.

قلت: ف حين مضى رسول اللّه صلى الله عليه و آله من كان الحجّة على خلقه؟

فقالوا: القرآن.

ف نظرت في القرآن. فإذاً هو يخاصم به المرجي. و القدري. و الزنديق الّذي لا يؤمن به. - حتّى يغلب الرجال بخصومته -. ف عرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة. إلّاب قيم.

فما قال فيه من شيء كان حقّاً.

فقلت لهم: من قيّم القرآن؟

فقالوا: ابن مسعود. قد كان يعلم. و عمر. يعلم. و حذيفة. يعلم.

قلت: كلّه؟

قالوا: لا.

فلم أجد أحداً. يقال: إنّه يعرف - ذلك - كلّه إلّاعليّاً عليه السلام.

وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لا أدري. و قال هذا: لا أدري. و قال هذا: لا أدري.

و قال(2) هذا: أنا أدري.

ف أشهد أنّ عليّاً عليه السلام كان قيّم القرآن. و كانت طاعته مفترضة. و كان الحجّة - على الناس - بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

وأنّ ما قال - في القرآن - ف هو حقّ.

فقال عليه السلام: رحمك اللّه (الكافي ج 1 ص 168 وراجع ص 189 منه و علل الشرائع ج 1 ص 258).

ص:134


1- - في بعض النسخ - مكان تعلمون -: أليس تزعمون (نقلاً عن هامش الكافي).
2- - أي: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا أدري كلّ القرآن.

357 - عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام - يا أمير المؤمنين - إنّي سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذرّ شيئاً من تفسير القرآن.

و أحاديث عن نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله - غير ما في أيدي الناس -.

ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم.

و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و من الأحاديث عن نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله أنتم تخالفونهم فيها.

و تزعمون أنّ ذلك - كلّه - باطل.

أ فترى الناس يكذبون على رسول اللّه صلى الله عليه و آله متعمّدين؟!

و يفسّرون القرآن بآرائهم؟!

قال: فأقبل عليّ فقال عليه السلام: قد سألت. ف إفهم الجواب.

إنّ في أيدي الناس حقّاً. و باطلاً. و صدقاً. و كذباً. و ناسخاً. و منسوخاً. و عامّاً.

و خاصّاً. و محكماً. و متشابهاً. و حفظاً. و وهماً.

و قد كذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله على عهده. حتّى قام خطيباً.

فقال صلى الله عليه و آله: - أيّها الناس - قد كثرت عليّ الكذّابة.

فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار.

ثمّ كذب عليه صلى الله عليه و آله - من بعده -.

إنّما أتاكم الحديث من أربعة - ليس لهم خامس -:

رجل منافق يظهر الإيمان. متصنّع بالإسلام. لا يتألّم.

و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله متعمّداً.

ص:135

فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب. لم يقبلوا منه. و لم يصدّقوه.

و لكنّهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله. و رآه. و سمع منه.

فأخذوا عنه - و هم لا يعرفون حاله -.

و قد أخبره اللّه عن المنافقين بما أخبره.

و وصفهم بما وصفهم.

فقال عزّ و جلّ: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ.

ثمّ بقوا - بعده -.

فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة. و الدعاة إلى النار. بالزور و الكذب و البهتان.

ف ولّوهم الأعمال.

و حملوهم على رقاب الناس.

و أكلوا بهم الدنيا.

و إنّما الناس مع الملوك و الدنيا - إلّامن عصم اللّه -.

فهذا أحد الأربعة.

و رجل سمع من رسول اللّه صلى الله عليه و آله شيئاً. لم يحفظه على وجهه.

و وهم فيه - و لم يتعمّد كذباً -.

فهو في يده يقول به. و يعمل به. و يرويه.

و يقول: أنا سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

فلو علم المسلمون أنّه وهم. لم يقبلوه.

و لو علم هو أنّه وهم. ل رفضه.

ص:136

و رجل ثالث: سمع من رسول اللّه صلى الله عليه و آله شيئاً أمر به. ثمّ نهى عنه - و هو لا يعلم -.

أو سمعه ينهى عن شيء. ثمّ أمر به - و هو لا يعلم -.

ف حفظ منسوخه.

و لم يحفظ الناسخ.

فلو علم أنّه منسوخ. ل رفضه.

و لو علم المسلمون أنّه منسوخ. ل رفضوه.

و آخر رابع: لم يكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

مبغض للكذب. خوفاً من اللّه عزّ و جلّ. و تعظيماً لرسول اللّه صلى الله عليه و آله.

لم يسه - بل حفظ ما سمع على وجهه -.

فجاء به - كما سمع -. لم يزد فيه.

و لم ينقص منه.

و علم الناسخ من المنسوخ.

ف عمل بالناسخ.

و رفض المنسوخ.

فإنّ أمر النبيّ صلى الله عليه و آله مثل القرآن.

ناسخ. و منسوخ. و خاصّ. و عامّ. و محكم. و متشابه.

و قد كان يكون من رسول اللّه صلى الله عليه و آله الكلام له وجهان.

و كلام عامّ.

و كلام خاصّ.

مثل القرآن.

ص:137

و قد قال اللّه عزّ و جلّ - في كتابه -: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

فيشتبه على من لم يعرف - و لم يدر - ما عنى اللّه به و رسوله صلى الله عليه و آله.

و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله يسأله عن الشيء. ف يفهم.

كان منهم: من يسأله. و لا يستفهم حتّى إن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابي - و الطاري - فيسأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله. حتّى يسمعوا.

و كنت أدخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلّ يوم دخلة. و كلّ ليلة دخلة. فيخليني فيها.

أدور معه حيثما دار.

و قد علم أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري.

فربّما كان ذلك في بيتي.

يأتيني رسول اللّه صلى الله عليه و آله أكثر ذلك في بيتي.

و كنت إذا دخلت عليه - بعض منازله - أخلاني. و أقام عنّي نسائه.

فلا يبقى عنده أحد غيري.

و إذا أتاني للخلوة معي - في بيتي -. لم تقم عنه فاطمة عليها السلام و لا أحد من بنيّ.

و كنت - إذا سألته - أجابني.

و إذا سكت - و فنيت مسائلي - ابتدأني.

فما نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله آية - من القرآن - إلّاأقرأنيها. و أملاها عليّ.

فكتبتها بخطّي.

و علّمني تأويلها. و تفسيرها. و ناسخها. و منسوخها. و محكمها. و متشابهها.

و خاصّها. و عامّها.

ص:138

و دعا اللّه لي أن يؤتيني فهمها و حفظها.

فما نسيت آية من كتاب اللّه. و لا علماً أملاه عليّ.

و كتبته منذ دعا صلى الله عليه و آله اللّه عزّ و جلّ لي بما دعا.

و ما ترك شيئاً علّمه اللّه من حلال. و لا حرام. و لا أمر و لا نهي - كان أو يكون - و لا كتاب منزل على أحد قبله - في أمر بطاعة أو نهي عن معصية - إلّاعلّمنيه.

و حفظته.

فلم أنس حرفاً واحداً.

ثمّ وضع عليه السلام يده على صدري.

و دعا صلى الله عليه و آله اللّه عزّ و جلّ لي أن يملأ قلبي علماً و فهماً و حكماً و نوراً.

فقلت: - يا نبيّ اللّه - بأبي أنت و امّي. إنّي منذ دعوت اللّه لي - بما دعوت -. لم أنس شيئاً.

و لم يفتني شيء - لم أكتبه -.

أ فتتخوّف عليّ النسيان - فيما بعد -؟!

فقال صلى الله عليه و آله: لا.

لست أخاف عليك النسيان. و لا الجهل (الخصال ص 255-256-257).

ص:139

1 - المفسّرون المرحومون

358 - روي عن ابن عبّاس رضى الله عنه مرفوعاً في قوله تعالى:

يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

قال: الحكمة: القرآن.

و روي عنه رضى الله عنه أ نّه يعني: تفسيره.

فإنّه قد قرأه البرّ و الفاجر.

و عنه رضى الله عنه في تفسير الآية أ نّه قال: الحكمة: المعرفة بالقرآن. ناسخه و منسوخه.

و محكمه و متشابهه. و مقدّمه. و مؤخّره. و حلاله. و حرامه. وأمثاله (منية المريد ص 368).

359 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً.

فقال عليه السلام: طاعة اللّه عزّ و جلّ و معرفة الإمام (الكافي ج 1 ص 185).

360 - عن أبي حيّون - مولى الرضا عليه السلام - قال: من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه. هدي إلى صراط مستقيم.

ثمّ قال عليه السلام: إنّ في أخبارنا متشابهاً ك متشابه القرآن.

و محكماً كمحكم القرآن.

ف ردّوا متشابهها إلى محكمها.

و لا تتّبعوا متشابهها - دون محكمها -. ف تضلّوا (عيون الأخبار ج 1 الباب 28 ح 39).

ص:140

361 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... من تعلّم القرآن(1). و تواضع في العلم.

و علّم عباد اللّه - و هو يريد ما عند اللّه -.

لم يكن له في الجنّة أعظم ثواباً منه.

و لا أعظم منزلة منه.

و لم يكن في الجنّة منزلةٌ و لا درجة رفيعة و لا نفيسة إلّاكان له فيها أوفر النصيب و أشرف المنازل (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 346).

362 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا حامل القرآن (2)- تواضع به يرفعك اللّه.

و لا تعزّز به. فيذلك اللّه.

- يا حامل القرآن - تزيّن به للّه. يزيّنك اللّه به.

و لا تزيّن به للناس. فيشينك اللّه به (الكافي ج 2 ص 604).

363 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حملة القرآن(3) عرفاء أهل الجنّة..

و المجتهدون(4) قوّاد أهل الجنّة.

و الرسل سادة أهل الجنّة (الكافي ج 2 ص 606).

364 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أشراف امّتي: حملة القرآن * و أصحاب الليل (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 305).

ص:141


1- - يشمل علم تفسير القرآن أيضاً - فلا تغفل -.
2- - يشمل: العالم بتفسير القرآن أيضاً - فلا تغفل -.
3- - يشمل حملة علم تفسير القرآن - أيضاً -.
4- - المبالغون في إرشاد الناس و ترويج الحقّ (نقلاً عن هامش المصدر).

2 - المفسّرون الملعونون

تمهيد

365 -... إنّ القرآن مع العترة. والعترة مع القرآن.

و هما حبل اللّه المتين. لا يفترقان - كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله -.

و في ذلك دليل. لمن فتح اللّه مسامع قلبه. و منحه حسن البصيرة في دينه.

على أنّ من التمس علم القرآن و التأويل و التنزيل. و المحكم. و المتشابه. و الحلال.

والحرام. و الخاصّ. و العامّ من عند غير من فرض اللّه طاعتهم - و جعلهم ولاة الأمر من بعد نبيّه. و قرنهم الرسول صلى الله عليه و آله بأمر اللّه بالقرآن. و قرن القرآن بهم دون غيرهم.

و استودعهم اللّه علمه. و شرائعه. و فرائضه. و سننه -. فقد تاه. و ضلّ. و هلك. و أهلك.

والعترة عليهم السلام هم الّذين ضرب بهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله مثلاً لاُمّته.

فقال صلى الله عليه و آله: مثل أهل بيتي - فيكم - ك مثل سفينة نوح.

من ركبها نجا. و من تخلّف - عنها - غرق.

و قال صلى الله عليه و آله: مثل أهل بيتي - فيكم - ك مثل باب حطّة في بني إسرائيل.

الّذي من دخله غفرت ذنوبه. و استحقّ الرحمة. و الزيادة من خالقه.

كما قال عزّ و جلّ: ادخلوا الباب سجّداً و قولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم.

و سنزيد المحسنين...

فترك الناس من هذه صفتهم. و هذا المدح فيهم. و هذا الندب إليهم.

و ضربوا عنهم صفحاً. و طووا دونهم كشحاً.

و اتّخذوا أمر الرسول صلى الله عليه و آله هزواً.

و جعلوا كلامه لغواً.

ص:142

ف رفضوا من فرض اللّه تعالى - على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله - طاعته و مسألته و الإقتباس عنه.

بقوله: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

و قوله: أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم.

و دلّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله - على النجاة - في التمسّك به. و العمل بقوله. و التسليم لأمره.

و التعليم منه. و الإستضائة بنوره.

ف ادّعوا ذلك ل سواهم.

و عدلوا عنهم إلى غيرهم.

و رضوا به بدلاً منهم.

و قد أبعدهم اللّه عن العلم.

و تأوّل كلّ لنفسه هواه.

و زعموا أنّهم استغنوا بعقولهم - و قياساتهم و آرائهم - عن الأئمّة عليهم السلام الّذين نصبهم اللّه لخلقه هداة.

ف وكلهم اللّه عزّ و جلّ بمخالفتهم أمره - و عدولهم عن اختياره و طاعته و طاعة من اختاره لنفسه - فولّاهم إلى اختيارهم و آرائهم. و عقولهم.

فتاهوا. و ضلّوا. ضلالاً بعيداً.

و أضلّوا. و هلكوا. و أهلكوا.

و هم عند أنفسهم - كما قال اللّه عزّ و جلّ -: قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً.

الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً (الغيبة للشيخ النعماني - رضوان اللّه تعالى عليه - ص 43-44-45).

ص:143

366 - و قال الرسول(1) يا ربّ إنّ قومي اّتخذوا هذا القرآن مهجوراً «30» (الفرقان).

367 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا... القرآن الّذي إيّاه هجر... (الكافي ج 8 ص 28).

368 - كتب الإمام الباقر عليه السلام إلى سعد الخير:... ف أعرف أشباه الأحبار و الرهبان الّذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه - فما ربحت تجارتهم. و ما كانوا مهتدين -.

ثمّ أعرف أشباههم - من هذه الاُمّة - الّذين أقاموا حروف الكتاب. و حرّفوا حدوده.

فهم مع السادة و الكبرة.

فإذا تفرّقت قادة الأهواء. كانوا مع أكثرهم دنياً.

- و ذلك مبلغهم من العلم لا يزالون كذلك في طبع و طمع -.

لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير.

يصبر منهم العلماء على الأذى و التعنيف. و يعيبون على العلماء بالتكليف.

و العلماء في أنفسهم خانة - إن كتموا النصيحة -.

إن رأوا تائهاً ضالّاً لا يهدونه. أو ميّتاً لا يحيونه - فبئس ما يصنعون -.

لأنّ اللّه تبارك و تعالى أخذ عليهم الميثاق - في الكتاب - أن يأمروا بالمعروف.

و بما أمروا به. و أن ينهوا عمّا نهوا عنه.

و أن يتعاونوا على البرّ و التقوى.

و لا يتعاونوا على الإثم و العدوان... (الكافي ج 8 ص 54).

ص:144


1- - قال اللّه عزّ و جلّ حكاية لما يقوله النبيّ صلى الله عليه و آله يوم القيامة - عند ذلك -... أي: اتّخذوا هذا القرآن الّذي أمرتهم بالتّمسّك به و بأهل بيتي - و أن لا يتفرّقوا عنهما - مهجوراً... (الغيبة للشيخ النعماني - رضوان اللّه تعالى عليه - ص 46.

369 - (من رسالة الإمام الصادق عليه السلام إلى جماعة الشيعة):... - أيّتها العصابة المرحومة المفلحة - إنّ اللّه تعالى أتمّ لكم ما آتاكم من الخير.

و اعلموا أنّه ليس من علم اللّه - و لا من أمره - أن يأخذ أحد من خلق اللّه - في دينه - ب هوى. و لا رأي. و لا مقائيس.

قد أنزل اللّه القرآن. و جعل فيه تبيان كلّ شيء. و جعل للقرآن و ل تعلّم(1) القرآن أهلاً.

لا يسع أهل علم القرآن - الّذين آتاهم اللّه علمه - أن يأخذوا فيه ب هوى. و لا رأي.

و لا مقائيس.

أغناهم اللّه عن ذلك بما آتاهم من علمه. و خصّهم به. و وضعه عندهم. كرامة(2) من اللّه تعالى أكرمهم بها. و هم أهل الذكر الّذين أمر اللّه هذه الاُمّة ب سؤالهم.

و هم الّذين من سألهم - و قد سبق في علم اللّه أن يصدقهم و يتبع أثرهم - أرشدوه.

و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى اللّه بإذنه. و إلى جميع سبل الحقّ.

و هم الّذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم - الّذي أكرمهم اللّه به. و جعله عندهم - إلّامن سبق عليه - في علم اللّه - الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلّة(3).

ف أولئك الّذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر.

- و الّذين آتاهم اللّه علم القرآن. و وضعه عندهم و أمر بسؤالهم -.

و أولئك(4) الّذين يأخذون بأهوائهم. و آرائهم. و مقائيسهم. حتّى دخلهم الشيطان.

لأ نّهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن - عند اللّه - كافرين.

ص:145


1- - في ص 399 هكذا: و تعلّم. 2 - في ص 399 هكذا: و كرامة.
2-
3- - أي: يوم الميثاق و عالم الذرّ.
4- - في ص 401 هكذا: فأولئك.

و جعلوا أهل الضلالة في علم القرآن - عند اللّه - مؤمنين.

و حتّى جعلوا ما أحلّ اللّه - في كثير من الأمر - حراماً. و جعلوا ما حرّم اللّه - في كثير من الأمر - حلالاً. فذلك أصل ثمرة أهوائهم.

و قد عهد إليهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله - قبل موته -(1).

فقالوا: نحن - بعد ما قبض اللّه عزّ و جلّ رسوله - يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس.

بعد ما قبض اللّه عزّ و جلّ رسوله صلى الله عليه و آله وبعد عهده الّذي عهده إلينا وأمرنا به(2).

مخالفاً(3) للّه و لرسوله صلى الله عليه و آله.

فما أحد أجرأ على اللّه - و لا أبين ضلالة - ممّن أخذ بذلك. و زعم أنّ ذلك يسعه.

- و اللّه - إنّ للّه على خلقه. أن يطيعوه. و يتّبعوا أمره في حياة محمّد صلى الله عليه و آله و بعد موته.

هل يستطيع أولئك - أعداء اللّه - أن يزعموا أن أحداً ممّن أسلم مع محمّد صلى الله عليه و آله أخذ بقوله و رأيه و مقائيسه؟

فإن قال: نعم.

ص:146


1- - أي: بالنصّ على ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام و لزوم التمسّك بها.
2- - هكذا في المصدر - أثبتناه كما وجدناه -. و الظاهر وقوع سهو مطبعي في البين و تكرار بعض الفقرات حين الطبع. و الصحيح هكذا: فقالوا: نحن - بعد ما قبض اللّه عزّ و جلّ رسوله صلى الله عليه و آله و بعد عهده الّذي عهده إلينا و أمرنا به - يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس. مخالفة للّه تعالى و لرسوله صلى الله عليه و آله.
3- - في ص 400 هكذا: مخالفةً.

فقد كذب على اللّه. و ضلّ ضلالاً بعيداً.

و إن قال: لا.

لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه و هواه. و مقائيسه.

فقد أقرّ بالحجّة على نفسه.

و هو ممّن يزعم أن اللّه يطاع. و يتّبع أمره - بعد قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله -(1).

و قد قال اللّه عزّ وجلّ - و قوله الحقّ -:

وما محمّد إلّارسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئاً و سيجزي اللّه الشاكرين.

و ذلك لتعلموا(2) أنّ اللّه يطاع. و يتّبع أمره في حياة محمّد صلى الله عليه و آله وبعد قبض اللّه محمّداً صلى الله عليه و آله و كما لم يكن لأحد من النّاس مع محمّد صلى الله عليه و آله أن يأخذ بهواه. و لا رأيه و لا مقائيسه - خلافاً لأمر محمّد صلى الله عليه و آله -.

فكذلك لم يكن لأحد من النّاس - بعد محمّد صلى الله عليه و آله - أن يأخذ بهواه. و لا رأيه و لا مقائيسه... (الكافي ج 8 ص 5 و ص 399-400).

من يبتغى علم تفسير القرآن من عند غير أميرالمؤمنين عليه السلام

370 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل - عليّ - القرآن.

و هو الّذي من خالفه. ضلّ.

و من ابتغى علمه عند غير عليّ عليه السلام هلك (الأمالي ص 121).

ص:147


1- - في ص 400 هكذا: بعد قبض اللّه رسوله.
2- - في ص 400 هكذا: ليعلموا.

من يفسّر القرآن برأيه و من تلقاء نفسه

371 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه عزّ و جلّ:

ما آمن بي من فسّر ب رأيه كلامي.

و ما عرفني. من شبّهني بخلقي.

و ما على ديني من استعمل القياس في ديني (التوحيد ص 68 و عيون الأخبار ج 1 ص 107 الباب 11 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 55).

372 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من فسّر القرآن برأيه. فقد إفترى - على اللّه - الكذب (كمال الدين وتمام النعمة ص 257).

373 - عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ف ورد عليه رجل من أهل الشام. فقال: إنّي رجل صاحب كلام. و فقه. و فرائض. و قد جئت لمناظرة أصحابك

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: كلامك. من كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله. أو من عندك؟

فقال: من كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله. و من عندي.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: فأنت - إذاً - شريك رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟

قال: لا.

قال عليه السلام: ف سمعت الوحي عن اللّه عزّ وجلّ يخبرك؟

قال: لا.

قال عليه السلام: ف تجب طاعتك. كما تجب طاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟

قال: لا.

ف التفت أبو عبد اللّه عليه السلام إليّ فقال عليه السلام: - يا يونس بن يعقوب - هذا قد خصم نفسه - قبل أن يتكلّم - (الكافي ج 1 ص 171).

ص:148

374 - عن زيد الشحّام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام.

فقال عليه السلام: - يا قتادة - أنت فقيه أهل البصرة؟

قال: هكذا يزعمون.

فقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني أنّك تفسّر القرآن؟

فقال له قتادة: نعم.

فقال له أبو جعفر عليه السلام: ب علم تفسّره أم ب جهل؟

قال: لا. ب علم.

فقال له أبو جعفر عليه السلام: فإنّ كنت تفسّره ب علم. فأنت أنت.

و أنا أسألك؟

قال قتادة: سل.

قال عليه السلام: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ في سبأ:

و قدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أيّاماً آمنين.

فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و راحلة و كراء حلال.

يريد هذا البيت.

كان آمنا حتّى يرجع إلى أهله.

فقال أبو جعفر عليه السلام: نشدتك اللّه - يا قتادة - هل تعلم أنّه قد يخرج الرجل - من بيته - ب زاد حلال. و راحلة. و كراء حلال - يريد هذا البيت - فيقطع عليه الطريق.

فتذهب نفقته.

و يضرب - مع ذلك - ضربة. فيها اجتياحه؟

ص:149

قال قتادة: اللّهمّ نعم.

فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك - يا قتادة - إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك.

فقد هلكت. و أهلكت.

و إن كنت قد أخذته من الرجال.

فقد هلكت. و أهلكت.

ويحك - يا قتادة - ذلك من خرج من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال. يروم هذا البيت عارفاً بحقّنا. يهوانا قلبه.

كما قال اللّه عزّ و جلّ: و اجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم.

ولم يعن البيت.

فيقول: إليه.

فنحن - و اللّه - دعوة إبراهيم عليه السلام الّتي من هوانا قلبه قبلت حجّته. وإلّا فلا،

- يا قتادة - فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة.

قال قتادة: لا جرم - و اللّه - لا فسّرتها إلّاهكذا.

فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك - يا قتادة - إنّما يعرف القرآن من خوطب به (الكافي ج 8 ص 311).

ص:150

375 - قال الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله عزّ و جلّ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ.

قال عليه السلام: يقول: أرشدنا إلى الصراط المستقيم.

أرشدنا للزوم الطريق المؤدّي إلى محبّتك. و المبلّغ إلى دينك.

و المانع من أن نتّبع أهوائنا. ف نعطب.

أو نأخذ بآرائنا. ف نهلك.

ثمّ قال عليه السلام: فإنّ من اتّبع هواه. و أعجب برأيه. كان ك رجل سمعت غثاء العامّة تعظّمه - و تسفه -.

فأحببت لقائه - من حيث لا يعرفني - لأنظر مقداره و محلّه.

فرأيته قد أحدق به خلق كثير - من غثاء العامّة -.

فوقفت منتبذاً عنهم - متغشّياً بلثام - أنظر إليه و إليهم.

فما زال يراوغهم حتّى خالف طريقهم. و فارقهم. و لم يقر.

فتفرّقت العوام عنه لحوائجهم.

و تبعته أقتفي أثره.

فلم يلبث أن مرّ ب خبّاز. فتغفّله. فأخذ - من دكّانه - رغيفين. مسارقةً.

فتعجّبت منه. ثمّ قلت - في نفسي -: لعلّه معاملة.

ثمّ مرّ - بعده - بصاحب رمّان.

فما زال به حتّى تغّفله. فأخذ - من عنده - رمّانتين. مسارقةً.

فتّعجبت منه. ثمّ قلت - في نفسي -: لعلّه معاملة.

ثمّ أقول: و ما حاجته إذاً إلى المسارقة.

ص:151

ثمّ لم أزل أتبعه. حتّى مرّ بمريض. فوضع الرغيفين و الرمانتين بين يديه.

و مضى.

و تبعته. حتّى استقرّ في بقعة من الصحراء.

فقلت له - يا عبد اللّه -: لقد سمعت بك. و أحببت لقائك. فلقيتك.

و لكنّي رأيت منك ما شغل قلبي.

و إنّي سائلك عنه. ليزول به شغل قلبي.

قال: ما هو؟

قلت: رأيتك مررت بخبّاز. و سرقت منه رغيفين.

ثمّ بصاحب الرمّان. و سرقت منه رمانتين.

قال: فقال لي - قبل كلّ شيء -: حدّثني من أنت؟

قلت: رجل من ولد آدم عليه السلام. من امّة محمّد صلى الله عليه و آله.

قال: حدّثني من أنت؟

قلت: رجل من أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

قال: أين بلدك؟

قلت: المدينة.

قال: لعلّك جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

قلت: بلى.

فقال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به و تركك علم جدّك و أبيك.

لئلّا تنكر ما يجب أن يحمد. و يمدح عليه فاعله.

ص:152

قلت: و ما هو؟

قال: القرآن - كتاب اللّه -.

قلت: و ما الّذي جهلت منه؟

قال: قول اللّه عزّ و جلّ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلّا مِثْلَها.

و إنّي لما سرقت الرغيفين. كانت سيّئتين. و لمّا سرقت الرمانتين. كانت سيّئتين.

فهذه أربع سيّئات.

فلمّا تصدّقت بكلّ واحد - منهما - كان لي بها أربعين حسنة. فإنتقص من أربعين حسنة.

أربع بأربع سيّئات. بقي لي ستّ و ثلاثون حسنة.

قلت: ثكلتك امّك. أنت الجاهل بكتاب اللّه.

أما سمعت أنّه عزّ و جلّ يقول: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.

إنّك لما سرقت رغيفين. كانت سيّئتين.

و لمّا سرقت رمّانتين. كانت أيضاً سيّئتين.

و لمّا دفعتهما إلى غير صاحبيهما - بغير أمر صاحبيهما - كنت إنّما أضفت أربع سيّئات إلى أربع سيّئات. و لم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيّئات.

فجعل يلاحظني. فإنصرفت. و تركته.

قال الإمام الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل - القبيح المستكره - يَضلّون.

و يُضلّون (معاني الأخبار ص 33).

ص:153

من يضرب القرآن بعضه ببعض

376 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال (لي)(1) أبي عليه السلام: ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّاكفر (معاني الأخبار ص 190 و الكافي ج 2 ص 632 و 633 و منية المريد ص 369).

377 - (قال الشيخ الصدوق رحمه الله): و سألت محمّد بن الحسن رحمه الله عن معنى هذا الحديث؟

فقال: هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اخرى (معاني الأخبار ص 190).

يعني: تفسيره برأيه من غير علم (منية المريد ص 369).

من يتكلّم في القرآن بغير علم

378 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من قال في القرآن بغير ما يعلم. جاء - يوم القيامة - ملجماً ب لجام من نار (منية المريد ص 369).

379 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من قال في القرآن - بغير علم - فليتبوّأ مقعده من النار (منية المريد ص 368).

380 - عن محمّد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ اناساً تكلّموا في هذا القرآن بغير علم.

و ذلك أنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ امّ الكتاب وآخر متشابهات فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّااللّه - الآية.

فالمنسوخات من المتشابهات.

و المحكمات من الناسخات (الكافي ج 2 ص 28).

ص:154


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و منية المريد.

من يشبّه كلام اللّه عزّ و جلّ ب كلام البشر

381 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لرجل:... فلا تشبّه كلام اللّه بكلام البشر. ف تهلك.

و تضلّ (التوحيد ص 265).

من يجادل في القرآن

382 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من جادل في آيات اللّه. فقد كفر.

قال اللّه عزّ و جلّ: و ما يجادل في آيات اللّه إلّاالّذين كفروا.

فلا يغرّنّك تقلّبهم في البلاد (كمال الدين وتمام النعمة ص 257).

383 - محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني. قال: كتب عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم اللّه الرحمن الرحيم.

عصمنا اللّه و إيّاك من الفتنة. فإن يفعل. فقد أعظم بها نعمة. و إن لا يفعل. فهي الهلكة.

نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة.

اشترك فيها السائل و المجيب.

فيتعاطى السائل ما ليس له.

و يتكلّف المجيب ما ليس عليه.

و ليس الخالق إلّااللّه عزّ و جلّ. و ما سواه مخلوق.

و القرآن كلام اللّه.

لا تجعل له اسماً من عندك. فتكون من الضالّين.

جعلنا اللّه و إيّاك من الّذين يخشون ربّهم بالغيب.

و هم من الساعة مشفقون (التوحيد ص 224).

ص:155

من يقول في القرآن بغير علم

384 - قال الإمام الحسين عليه السلام:... فلا تخوضوا في القرآن. و لا تجادلوا فيه.

و لا تتكلّموا فيه بغير علم.

فقد سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: من قال في القرآن بغير علم. فليتبوّأ مقعده من النّار (التوحيد ص 91).

385 - عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما علمتم. فقولوا.

و ما لم تعلموا. فقولوا: اللّه أعلم.

إنّ الرجل لينتزع(1) الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد ما بين السماء و الأرض (الكافي ج 1

من يغيّر كتاب اللّه عزّ و جلّ

386 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: سبعة لعنهم اللّه. و كلّ نبي مجاب:

المغيّر لكتاب اللّه.

و المكذّب بقدر اللّه.

و المبدّل سنّة رسول اللّه.

و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه عزّ و جلّ.

و المتسلّط في سلطانه ليعزّ من أذلّ اللّه. و يذلّ من أعزّ اللّه.

و المستحلّ ل حُرم اللّه.

و المتكبّر على عباد اللّه عزّ و جلّ (الخصال ص 350).

ص:156


1- - أي: يستخرجها ليستدلّ بها على مطلوبه. و في منية المريد هكذا: إنّ الرجل ليسرع بالآية من القرآن.

من يزيد في كتاب اللّه عزّ و جلّ

387 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خمسة لعنتهم. و كلّ نبيّ مجاب: الزائد في كتاب اللّه(1).

و التارك لسنّتي. و المكذّب بقدر اللّه. و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.

و المستأثر بالفيء. و المستحلّ له (الكافي ج 2 ص 293).

388 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ستّة لعنهم اللّه و كلّ نبي مجاب: الزائد في كتاب اللّه.

و المكذّب بقدر اللّه. و التارك لسنّتي.

و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.

و المتسلّط بالجبروت ليذلّ من أعزّه اللّه. و يعزّ من أذلّه اللّه.

و المستأثر بفيء المسلمين. المستحلّ له (الخصال ص 338).

389 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّي لعنت سبعة - لعنهم اللّه و كلّ نبيّ مجاب قبلي -.

فقيل: و من هم؟

فقال صلى الله عليه و آله: الزائد في كتاب اللّه.

و المكذّب بقدر اللّه. و المخالف لسنّتي.

و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.

و المتسلّط بالجبريّة ليعزّ من أذلّ اللّه. و يذلّ من أعزّ اللّه.

و المستأثر على المسلمين بفيئهم. مستحلّاً له (الخصال ص 349).

ص:157


1- - أي: من يدخل فيه ما ليس منه أو يتأوّله. و الزيادة - في كتاب اللّه - كفر. و تأويله بما يخالف الكتاب و السنّة بدعة (نقلاً عن هامش الخصال).

من يقول في القرآن وليس له علم بناسخ القرآن و منسوخه و محكمه

و متشابهه

390 - دخل سفيان الثوري و جماعة من الصوفية على الإمام الصادق عليه السلام.

فقال عليه السلام لهم: أخبروني - أيّها النفر - أ لكم علم بناسخ القرآن من منسوخه؟

و محكمه من متشابهه الّذي - في مثله - ضلّ من ضلّ و هلك من هلك من هذه الاُمّة؟

فقالوا له: أو بعضه. فأمّا كلّه. فلا.

فقال عليه السلام لهم: فمن هنا أوتيتم(1).

و كذلك أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله (2)(الكافي ج 5 ص 66).

من يجعل للقرآن اسماً من عند نفسه

391 - قال الإمام الرضا عليه السلام لرجل: القرآن كلام اللّه.

لا تجعل له اسماً - من عندك - فتكون من الضالّين (الأمالي ص 639).

من يتكلّم في القرآن برأيه

392 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تكلّم - في القرآن - ب رأيه. فأصاب. فقد أخطأ (منية المريد ص 369).

ص:158


1- - بالبناء للمفعول. أي: دخل عليكم البلاء و أصابكم ما أصابكم.
2- - أي: فيها - أيضاً - ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه. و أنتم لا تعرفونها (نقلاً عن هامش الكافي و هو منقول من مرآة العقول).

من يتعلّم علم تفسير القرآن للرّياء و السمعة و الممارات و المباهات

393 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... من تعلّم القرآن(1) يريده رياءً. و سمعةً. ليماري به السفهاء.

و يباهي به العلماء. و يطلب به الدنيا. بدّد اللّه عزّ و جلّ عظامه يوم القيامة.

و لم يكن في النار أشدّ عذاباً منه.

و ليس نوع من أنواع العذاب إلّاو يعذّب به من شدّة غضب اللّه عليه و سخطه (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 346).

394 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا حامل القرآن (2)- تواضع به يرفعك اللّه.

و لا تعزّز به. فيذلك اللّه.

- يا حامل القرآن - تزيّن به للّه. يزيّنك اللّه به.

و لا تزيّن به للناس. فيشينك اللّه به (الكافي ج 2 ص 604).

ص:159


1- - يشمل الّذي يتعلّم تفسير القرآن - أيضاً -.
2- - يشمل العالم بتفسير القرآن - أيضاً -.

من يتأوّل القرآن على غير تأويله

395 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّما أتخوّف على امّتي - من بعدي - ثلاث خصال: أن يتأوّلوا القرآن على غير تأويله. أو يتّبعوا زلّة العالم. أو يظهر فيهم المال حتّى يطغوا و يبطروا.

و سأنبّئكم المخرج من ذلك. أمّا القرآن. فإعملوا بمحكمه. و آمنوا بمتشابهه.

و أمّا العالم. فإنتظروا فيئته. و لا تتّبعوا زلّته(1).

و أمّا المال. فإنّ المخرج منه. شكر النعمة. و أداء حقّه (الخصال ص 164).

396 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أكثر ما أخاف على امّتي - من بعدي - رجل يتأوّل القرآن يضعه على غير مواضعه (منية المريد ص 369).

النوادر

397 - عن عبد اللّه بن فرقد و المعلّى بن خنيس قالا: كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام - و معنا ربيعة الرأي - فذكرنا فضل القرآن.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قرائتنا فهو ضالّ.

فقال ربيعة: ضال؟

فقال عليه السلام: نعم. ضال.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام: أمّا نحن ف نقرأ على قرائة أبي (الكافي ج 2 ص 634).

398 - عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد اللّه عليه السلام - و أنا أستمع - حروفاً من القرآن - ليس على ما يقرؤها الناس -.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: كفّ عن هذه القرائة. اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم.

فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ على حدّه (الكافي ج 2 ص 633).

ص:160


1- - أي: فإنتظروا رجوعه عن الزلّة إلى الحقّ و الإستقامة (نقلاً عن هامش المصدر).

العنوان السادس: علم الحديث

اشارة

تمهيد

399 - عن الفضيل بن يسار قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: - يا فضيل - إنّ حديثنا يحيي القلوب (1)(الخصال ص 22).

400 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: تذاكروا. و تلاقوا. و تحدّثوا. فإنّ الحديث جلاء القلوب(2).

إنّ القلوب ل ترين(3). - كما يرين السيف -.

جلاؤها: الحديث (منية المريد ص 372 و الكافي ج 1 ص 41).

401 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العلماء. ورثة الأنبياء.

(و ذاك)(4) أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهماً و لا ديناراً.

وإنّما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم. فمن أخذ بشيء منها. فقد أخذ حظّاً وافراً.

فانظروا علمكم - هذا - عمّن تأخذونه.

فإنّ فينا أهل البيت - في كلّ خلف - عدولاً. ينفون عنه. تحريف الغالين. و انتحال المبطلين. و تأويل الجاهلين (الكافي ج 1 ص 32 و منية المريد ص 373 و ص 112).

ص:161


1- - عن خيثمة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: تزاوروا في بيوتكم. فإنّ ذلك حياة لأمرنا. رحم اللّه عبداً أحيا أمرنا (الخصال ص 22).
2- - في الكافي: للقلوب.
3- - الرين: الدنس و الوسخ.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في منية المريد ص 112.

1 - المحدّثون المرحومون

الأخذ بأحاديث أهل البيت عليهم السلام

402 - عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: تزاوروا. فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكراً لأحاديثنا.

و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض.

فإن أخذتم بها. رشدتم. و نجوتم.

و إن تركتموها. ضللتم. و هلكتم.

فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم (الكافي ج 2 ص 186).

أداء أحاديث أهل البيت عليهم السلام

403 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أدّى إلى امّتي حديثاً يقام به سنّة - أو يثلم به بدعة - ف له الجنّة (منية المريد ص 371).

الإقرار و الإعتقاد بأحاديث أهل بيت عليهم السلام

404 - قال الإمام الصادق عليه السلام: التقيّة ترس المؤمن. و التقيّة حرز المؤمن.

و لا إيمان لمن لا تقيّة له.

إنّ العبد ليقع إليه الحديث - من حديثنا - ف يدين اللّه عزّ و جلّ به فيما بينه و بينه.

فيكون له عزّاً في الدنيا. و نوراً في الآخرة.

و إنّ العبد ليقع إليه الحديث - من حديثنا - فيذيعه. فيكون له ذلّاً في الدنيا.

و ينزع اللّه عزّ و جلّ ذلك النور منه (الكافي ج 2 ص 221).

ص:162

الإيمان بأحاديث أهل بيت عليهم السلام

405 - عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب. لا يؤمن به إلّاملك مقرّب. أو نبيّ مرسل. أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان.

فما ورد عليكم من حديث آل محمّد عليهم السلام ف لانت له قلوبكم. و عرفتموه. ف اقبلوه.

و ما اشمأزّت منه قلوبكم. و أنكرتموه. ف ردّوه إلى اللّه و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمّد عليهم السلام.

و إنّما الهالك أن يحدّث أحدكم بشيء منه. لا يحتمله. فيقول: - و اللّه - ما كان هذا.

و اللّه ما كان هذا.

و الإنكار هو الكفر (الكافي ج 1 ص 401).

من أراد بالحديث خير الآخرة

406 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أراد الحديث لمنفعة الدّنيا. لم يكن له في الآخرة نصيب.

و من أراد به خير الآخرة. أعطاه اللّه خير الدنيا والآخرة (1)(منية المريد ص 138).

ص:163


1- - عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من استأكل بعلمه افتقر. فقلت له: - جعلت فداك - إنّ في شيعتك و مواليك قوماً يتحمّلون علومكم و يبثّونها في شيعتكم. فلا يعدمون على ذلك منهم البرّ و الصلة و الإكرام. فقال عليه السلام: ليس أولئك بمستأكلين. إنّما المستأكل بعلمه: الّذي يفتي بغير علم. و لا هدى من اللّه عزّ و جلّ. ليبطل به الحقوق. طمعاً في حطام الدنيا (معاني الأخبار ص 181).

تبليغ أحاديث أهل البيت عليهم السلام

407 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ ارحم خلفائي - ثلاثاً -.

قيل: - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يبلّغون(1) حديثي و سنّتي.

ثمّ يعلّمونها امّتي (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 247).

408 - قال الإمام الصادق عليه السلام: خطب رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الناس في حجّة الوداع بمنى في المسجد الخيف. فحمد اللّه و أثنى عليه.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: نضر اللّه عبداً سمع مقالتي. فوعاها. ثمّ بلغها. من لم يسمعها.

فربّ حامل فقه غير فقيه.

و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 432).

409 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي. ف وعاها. و حفظها.

و بلّغها من لم يسمعها. ف ربّ حامل فقه غير فقيه.

و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه (الكافي ج 1 ص 403).

410 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي. فوعاها. ثمّ بلّغها إلى من لم يسمعها

ف رُبّ حامل فقهٍ غير فقيه.

و ربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه (الخصال ص 149).

411 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: نضّر اللّه امرءً سمع منّا حديثاً. فحفظه. حتّى يبلغه غيره.

ف ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. و ربّ حامل فقه ليس بفقيه (منية المريد ص 371).

ص:164


1- - في نسخة: يتّبعون.

تحمّل أحاديث أهل البيت عليهم السلام

412 - عن البرقي عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ حديثنا صعب مستصعب. لا يحتمله إلّاصدور منيرة. أو قلوب سليمة. أو أخلاق حسنة.

إنّ اللّه أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم: ألست بربّكم.

فمن وفى لنا. وفى اللّه له بالجنّة.

و من أبغضنا. و لم يؤدّ إلينا حقّنا. ف في النّار خالداً مخلّداً (الكافي ج 1 ص 401).

413 - قال الإمام الصادق عليه السلام:... إنّ علم العلماء(1) صعب مستصعب.

لا يحتمله إلّانبيّ مرسل.

أو ملك مقرّب.

أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان... (الكافي ج 1 ص 401).

414 - عمرو بن اليسع عن شعيب الحدّاد قال سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول:

إنّ حديثنا صعب مستصعب.

لا يحتمله إلّاملك مقرّب. أو نبيّ مرسل. أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان.

أو مدينة حصينة.

قال عمرو: فقلت لشعيب: - يا أبا الحسن - و أيّ شيء المدينة الحصينة؟

قال: فقال: سألت الصادق عليه السلام عنها؟

فقال عليه السلام لي: القلب المجتمع (2)(الأمالي ص 52 و الخصال ص 208 و المعاني ص 189).

ص:165


1- - أي: أهل البيت - صلوات اللّه تعالى عليهم -.
2- - أي: القلب الّذي لا يتفرّق بمتابعة الشكوك و الأهواء. و لا يدخل فيه الأوهام.

415 - عن محمّد بن عبدالخالق و أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا أبا محمّد - إنّ عندنا - و اللّه - سرّاً من سرّ اللّه. و علماً من علم اللّه.

- و اللّه - ما يحتمله ملك مقرّب. و لا نبي مرسل. و لا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان.

- و اللّه - ما كلّف اللّه ذلك أحداً غيرنا. و لا استعبد بذلك أحداً غيرنا.

و إنّ عندنا سرّاً من سرّ اللّه. و علماً من علم اللّه.

أمرنا اللّه بتبليغه. فبلّغنا عن اللّه عزّ و جلّ ما أمرنا بتبليغه.

فلم نجد له موضعاً و لا أهلاً و لا حمالة. يحتملونه حتّى خلق اللّه لذلك أقواماً.

خلقوا من طينة خلق منها محمّد وآله و ذرّيّته عليهم السلام.

و من نور خلق اللّه منه محمّداً و ذرّيته.

و صنعهم بفضل رحمته الّتي صنع منها محمداً و ذرّيته.

فبلّغنا عن اللّه ما أمرنا بتبليغه.

فقبلوه. و احتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنّا فقبلوه و احتملوه].

وبلغهم ذكرنا. فمالت قلوبهم إلى معرفتنا و حديثنا.

فلو لا أنّهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك.

لا - و اللّه - ما احتملوه.

ثمّ قال: إنّ اللّه خلق أقواماً لجهنّم و النّار.

فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم. و اشمأزّوا من ذلك. و نفرت قلوبهم. و ردّوه علينا.

و لم يحتملوه. و كذّبوا به. و قالوا: ساحرٌ كذّاب.

فطبع اللّه على قلوبهم و أنساهم ذلك (الكافي ج 1 ص 402).

ص:166

التحدّث مع الناس بما يعرفون من أحاديث أهل البيت عليهم السلام والستر عنهم بما ينكرون من ذلك

416 - عن مدرك بن الهزهاز قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا مدرك - رحم اللّه عبداً اجترّ مودّة الناس إلى نفسه(1).

ف حدّثهم بما يعرفون.

و ترك ما ينكرون (الخصال ص 25 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 159).

417 - عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول - فقط -.

من احتمال أمرنا: ستره. و صيانته من غير أهله.

فاقرئهم السلام.

و قل لهم: رحم اللّه عبداً اجتر مودّة الناس إلى نفسه.

حدّثوهم بما يعرفون.

و استروا عنهم ما ينكرون... (الكافي ج 2 ص 223).

ص:167


1- - في الأمالي هكذا: مودّة الناس إلينا.

التسليم لأحاديث أهل البيت عليهم السلام

418 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه تبارك و تعالى:

و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً.

قال عليه السلام: الإقتراف: التسليم لنا.

و الصدق. علينا.

و أن لا يكذب علينا (الكافي ج 1 ص 391).

419 - عن زيد الشحّام عن عبد اللّه عليه السلام قال قلت له: إنّ عندنا رجلاً يقال له: كليب.

فلا يجييء عنكم شيء إلّاقال: أنا أسلّم.

فسمّيناه: كليب تسليم.

قال: فترّحم عليه السلام عليه.

ثمّ قال: أتدرون ما التسليم؟

ف سكتنا.

فقال عليه السلام: هو - و اللّه - الإخبات.

قول اللّه عزّ و جلّ: الّذين آمنوا و عملوا الصالحات و أخبتوا إلى ربّهم (الكافي ج 1 ص 391).

ص:168

التسليم و الأخذ بالأخير من أحاديث أهل البيت عليهم السلام

420 - عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أرأيتك لو حدّثتك بحديث - العامّ -.

ثمّ جئتني - من قابل -. فحدّثتك بخلافه.

بأيّهما كنت تأخذ؟

قال: قلت: كنت آخذ بالأخير.

فقال عليه السلام لي: رحمك اللّه (الكافي ج 1 ص 67).

421 - عن أبي عمرو الكناني قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا أبا عمرو - أرأيتك لو حدّثتك بحديث - أو أفتيتك بفتيا - ثمّ جئتني بعد ذلك. فسألتني عنه.

فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك. أو أفتيتك بخلاف ذلك. بأيّهما كنت تأخذ؟

قلت: بأحدثهما وأدع الآخر.

فقال عليه السلام: قد أصبت - يا أبا عمر -.

و أبى اللّه إلّاأن يعبد سرّاً. أما - و اللّه - لئن فعلتم ذلك إنّه ل خير لي و لكم.

و أبى اللّه عزّ و جلّ لنا و لكم - في دينه - إلّاالتقيّة (الكافي ج 2 ص 218).

422 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن مسألته.

فأبى. و أمسك.

ثمّ قال عليه السلام: لو أعطيناكم كلّما تريدون. كان شرّاً لكم.

واُخذ برقبة صاحب هذا الأمر (الكافي ج 2 ص 224).

ص:169

تعليم و تعلّم أحاديث أهل البيت عليهم السلام

423 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ ارحم خلفائي - ثلاثاً -.

قيل: - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يبلّغون(1) حديثي و سنّتي.

ثمّ يعلّمونها امّتي (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 247).

424 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: رحم اللّه خلفائي.

فقيل: - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يحيون سنّتي(2). و يعلّمونها عباد اللّه (منية المريد ص 101).

425 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تعلّم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه. أو يعلّمهما غيره.

- فينتفع بهما - كان خيراً له من عبادة ستّين سنة (منية المريد ص 372).

426 - عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول:

رحم اللّه عبداً أحيا أمرنا.

فقلت له: فكيف(3) يحيي أمركم.

قال عليه السلام: يتعلّم علومنا. و يعلّمها الناس.

فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا. لأتّبعونا (معاني الأخبار ص 180 و عيون الأخبار ج 1 الباب 28 الحديث 69).

ص:170


1- - في نسخة: يتّبعون.
2- - و السنّة عبارة عن: قول المعصوم عليه السلام و فعل المعصوم عليه السلام و تقرير المعصوم عليه السلام و وصف المعصوم عليه السلام.
3- - في عيون الأخبار: و كيف.

حفظ أحاديث أهل البيت عليهم السلام

427 - قال النبيّ صلى الله عليه و آله: من حفظ من امّتي أربعين حديثاً - ممّا يحتاجون إليه من أمر دينهم - بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة فقيهاً عالماً (ثواب الأعمال ص 162 و الخصال ص 541).

428 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - من حفظ من امّتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه اللّه عزّ و جلّ و الدار الآخرة. حشره اللّه يوم القيامة مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين. و حسن أولئك رفيقاً (الخصال ص 543).

429 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من حفظ على امّتي أربعين حديثاً - من أمر دينها - بعثه اللّه يوم القيامة فقيهاً. و كنت له شافعاً و شهيداً (منية المريد ص 371).

430 - عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: من حفظ من امّتي أربعين حديثاً - من السنّة - كنت له شفيعاً يوم القيامة (الخصال ص 542).

431 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من حفظ عنّي من امّتي أربعين حديثاً في أمر دينه - يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ و الدار الآخرة - بعثه اللّه يوم القيامة فقيهاً عالماً (الخصال ص 542).

432 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من حفظ من امّتي أربعين حديثاً - ينتفعون بها - بعثه اللّه يوم القيامة فقيهاً عالماً (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 99).

433 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حفظ عنّا أربعين حديثاً من أحاديثنا في الحلال و الحرام بعثه اللّه يوم القيامة فقيهاً عالماً و لم يعذّبه (الخصال ص 542).

434 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً. بعثه اللّه - يوم القيامة - عالماً فقيهاً (الكافي ج 1 ص 49).

435 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حفظ - من شيعتنا - أربعين حديثاً. بعثه اللّه - يوم القيامة - عالماً فقيهاً و لم يعذّبه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 382).

ص:171

دراية أحاديث أهل البيت عليهم السلام

436 - عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: حديث تدريه. خير من ألف حديث ترويه.

و لا يكون الرجل - منكم - فقيهاً. حتّى يعرف معاريض كلامنا.

و إنّ الكلمة - من كلامنا - لتنصرف على سبعين وجهاً.

لنا - من جميعها - المخرج (معاني الأخبار ص 2).

437 - عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: أنتم أفقه الناس - إذا عرفتم معاني كلامنا -.

إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه.

فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء.

و لا يكذب (معاني الأخبار ص 1).

438 - قال الصادق عليه السلام: طوبى للّذين هم كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله.

و ينفون عنه تحريف الغالين. و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين (معاني الأخبار ص 35).

439 - قال الإمام الصادق عليه السلام: رواة الكتاب كثير. و رعاته قليل.

فكم مستنسخٍ للحديث. مستغشّ ٍ للكتاب.

و العلماء تجزيهم الدراية.

و الجهّال تجزيهم الرواية (منية المريد ص 370).

ص:172

رعاية الأمانة في نقل أحاديث أهل البيت عليهم السلام

440 - عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

قال عليه السلام: هم المسلّمون لآل محمّد عليهم السلام.

الّذين إذا سمعوا الحديث. لم يزيدوا فيه. و لم ينقصوا منه.

جاؤوا به كما سمعوه (الكافي ج 1 ص 392).

441 - عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام قول اللّه جلّ ثناؤه:

فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه؟

قال عليه السلام: هو الرجل يسمع الحديث. فيحدّث به كما سمعه.

لا يزيد فيه و لا ينقص منه (الكافي ج 1 ص 51 و منية المريد ص 373).

442 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول: رحم اللّه عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغّضنا إليهم.

أما - و اللّه - لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعزّ.

و ما استطاع أحد أن يتعلّق عليهم بشيء.

و لكن أحدهم يسمع الكلمة. ف يحطّ إليها عشراً (الكافي ج 8 ص 229).

ص:173

رواية أحاديث أهل البيت عليهم السلام

443 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ ارحم خلفائي.

(اللّهمّ ارحم خلفائي. اللّهمّ ارحم خلفائي)(1).

قيل (له)(2): - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يأتون - من بعدي - يروون حديثي و سنّتي (معاني الأخبار ص 375 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 302).

444 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ ارحم خلفائي - ثلاث مرّات -.

قيل له: و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يأتون - من بعدي - و يروون أحاديثي و سنّتي.

فيعلّمونها النّاس من بعدي (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 94).

445 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: رحم اللّه خلفائي.

قيل: و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يأتون - من بعدي - ف يروون أحاديثي.

و يعلّمونها الناس (منية المريد ص 371).

446 - عن بريد الرزّاز عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: - يا بنيّ - اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم و معرفتهم.

فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية.

و بالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان (معاني الأخبار ص 1).

ص:174


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه.

447 - عن معاوية بن عمّار قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: رجل راوية لحديثكم.

يبثّ ذلك في الناس. و يشدّده في قلوبهم. و قلوب شيعتكم.

و لعلّ عابداً - من شيعتكم - ليست له هذه الرواية.

أيّهما أفضل؟

قال عليه السلام: الراوية لحديثنا - يشدّ به قلوب شيعتنا - أفضل من ألف عابد (الكافي ج 1 ص 33 و منية المريد ص 373 و ص 112).

448 - عن عليّ بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: اعرفوا منازل النّاس. على قدر روايتهم عنّا (الكافي ج 1 ص 50 و منية المريد ص 372).

كتمان و ستر و صيانة أسرار أحاديث أهل البيت عليهم السلام عن غير أهله

449 - عن أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: - و اللّه - إنّ أحبّ أصحابي إليّ: أورعهم. و أفقههم. و أكتمهم لحديثنا.

و إنّ أسوأهم عندي - حالاً - و أمقتهم: ل الّذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا - و يروى عنّا - فلم يقبله. اشمأزّ منه. و جحده. و كفر من دان به.

و هو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج. و إلينا اسند.

فيكون - بذلك - خارجاً عن ولايتنا (1)(الكافي ج 2 ص 223).

ص:175


1- - عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: إنّ حديثكم هذا لتشمئزّ منه قلوب الرجال. فمن أقرّ به. ف زيدوه. و من أنكره. ف ذروه (الكافي ج 1 ص 370).

450 - عن جابر بن يزيد قال: حدّثني محمّد بن عليّ عليهما السلام سبعين حديثاً.

لم احدّث بها أحداً قطّ و لا احدّث بها أحداً أبداً.

فلمّا مضى محمّد بن عليّ عليهما السلام ثقلت على عنقي. و ضاق بها صدري.

فأتيت أبا عبد اللّه عليه السلام فقلت: - جعلت فداك - إنّ أباك حدّثني سبعين حديثاً.

لم يخرج منّي شيئاً منها.

و لا يخرج شيء منها إلى أحد.

و أمرني بسترها.

و قد ثقلت على عنقي.

و ضاق بها صدري.

فما تأمرني؟

فقال عليه السلام: - يا جابر - إذا ضاق بك - من ذلك - شيء. فاُخرج إلى الجبّانة(1).

و احتفر حفيرة.

ثمّ دلّ رأسك فيها.

و قل: حدّثني محمّد بن عليّ بكذا و كذا.

ثمّ طمّه. فإنّ الأرض تستر عليك.

قال: جابر ففعلت ذلك. فخفّ عنّي ما كنت أجده (الكافي ج 8 ص 157).

ص:176


1- - الجبّانة: الصحراء.

الكفّ و التثبّت و ردّ الصعب من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إليهم

451 - عن حمزة بن الطيّار أ نّه عرض على أبي عبد اللّه عليه السلام بعض خطب أبيه عليه السلام - حتّى إذا بلغ موضعاً منها - قال عليه السلام له: كفّ و اسكت.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا يسعكم فيما ينزل بكم - ممّا لا تعلمون - إلّاالكفّ عنه و التثبّت. و الردّ إلى أئمّة الهدى عليهم السلام حتّى يحملوكم فيه على القصد.

و يجلوا عنكم - فيه - العمى.

و يعرّفوكم فيه الحقّ.

قال اللّه تعالى: فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (الكافي ج 1 ص 50).

452 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون.

ف ردّوه إلينا. و قفوا عنده.

و سلّموا حتّى يتبيّن لكم الحقّ (الخصال ص 627).

453 - قال الإمام الكاظم عليه السلام ل عليّ بن سويد:... وال آل محمّد.

و لا تقل لما بلغك عنّا - و نسب إلينا - هذا باطل.

و إن كنت تعرف منّا خلافه.

فإنّك لا تدري لما قلناه.

و على أيّ وجهٍ وصفناه... (الكافي ج 8 ص 125).

ص:177

454 - عن عبد اللّه بن بكير عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخلنا عليه جماعة. فقلنا:

- يا ابن رسول اللّه - إنّا نريد العراق. ف أوصنا.

فقال أبو جعفر عليه السلام: ل يقوّ شديدكم. ضعيفكم.

و ل يعد غنيكم على فقيركم.

و لا تبثّوا سرّنا. و لا تذيعوا أمرنا.

و إذا جائكم عنّا حديث. فوجدتم عليه شاهداً - أو شاهدين - من كتاب اللّه. ف خذوا به.

و إلّاف قفوا عنده. ثمّ ردّوه إلينا حتّى يستبين لكم.

و اعلموا أنّ المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم.

و من أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدوّنا كان له مثل أجر عشرين شهيداً.

و من قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة و عشرين شهيداً (الكافي ج 2 ص 222).

ص:178

نقل أحاديث أهل البيت عليهم السلام

455 - عن محمّد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عزّ ذكره:

و من يتّق اللّه يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب.

قال عليه السلام: هؤلاء قوم - من شيعتنا - ضعفاء. ليس عندهم ما يتحمّلون به إلينا.

فيسمعون حديثنا و يقتبسون من علمنا.

ف يرحل قومٌ فوقهم(1). و ينفقون أموالهم و يتبعون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا.

فيسمعوا حديثنا. فينقلونه إليهم.

ف يعيه هؤلاء(2).

و تضيّعه هؤلاء.

فاُولئك الّذين يجعل اللّه عزّ ذِكره لهم مخرجاً و يرزقهم من حيث لا يحتسبون(3).

ص:179


1- - أي: في القدرة و المال.
2- - أي: الفقراء.
3- - و الحاصل: أن البدن كما يتقوى بالرزق الجسماني وتبقى حياته به فكذلك الروح يتقوى وتحيى بالأغذية الروحانية من العلم و الإيمان و الهداية و الحكمة. و بدونها ميّت في لباس الأحياء. فمراده عليه السلام: أنّ الآية كما تدلّ على أن التقوى سبب لتيسّر الرزق الجسماني وحصوله من غير احتساب. فكذلك تدلّ على أنها تصير سبباً لتيسّر الرزق الروحاني الّذي هو العلم و الحكمة من غير احتساب. وهي تشتملها معاً (نقلاً عن هامش الكافي و هو منقول من مرآة العقول).

التحدّث بأحاديث فضائل و مناقب أهل البيت عليهم السلام

456 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ للّه ملائكة سيّاحين - سوى الكرام الكاتبين -. فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمّداً و آل محمّد. قالوا: قفوا فقد أصبتم حاجتكم.

ف يجلسون. فيتفقّهون معهم.

فإذا قاموا. عادوا مرضاهم. و شهدوا جنائزهم. و تعاهدوا غائبهم.

فذلك المجلس الّذي لا يشقى به جليس (الكافي ج 2 ص 187).

457 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ من الملائكة - الّذين في سماء الدنيا - ليطّلعون على الواحد و الاثنين و الثلاثة.

و هم يذكرون فضل آل محمّد عليهم السلام.

فيقولون: أما ترون هؤلاء - في قلّتهم و كثرة عدوّهم - يصفون فضل آل محمّد عليهم السلام؟

فتقول الطائفة الاُخرى من الملائكة: ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.

- و اللّه - ذو الفضل العظيم (الكافي ج 8 ص 334) (و راجع: الكافي ج 2 ص 187).

458 - قال الإمام الباقر عليه السلام: اجتمعوا. و تذاكروا.

تحفّ بكم الملائكة. رحم اللّه من أحيا أمرنا (مصادقة الإخوان ص 38).

459 - عن بكر بن محمّد الأزدي عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: تجلسون و تتحدّثون؟

قال: قلت - جعلت فداك -: نعم.

قال عليه السلام: إنّ تلك المجالس أحبّها. فأحيوا أمرنا.

إنّه من ذكرنا - و ذكرنا عنده - فخرج من عينه مثل جناح الذبابة. غفر اللّه ذنوبه - و لو كانت أكثر من زبد البحر - (ثواب الأعمال ص 223).

ص:180

460 - قال الإمام الرضا عليه السلام: من تذكّر مصابنا. و بكى - لما ارتكب منّا - كان معنا في درجتنا يوم القيامة.

و من ذكر بمصابنا فبكى و أبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون.

و من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 131).

461 - قالت امّ سلمة - عليها الرحمة - سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: ما قوم اجتمعوا يذكرون فضل عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلّاهبطت عليهم ملائكة السماء حتّى تحفّ بهم.

فإذا تفرّقوا. عرجت الملائكة إلى السماء.

فيقول لهم الملائكة: إنّا نشمّ من رائحتكم ما لا نشّمه من الملائكة.

فلم نر رائحة أطيب منها.

فيقولون: كنّا عند قوم يذكرون محمّداً و أهل بيته عليهم السلام.

ف علق فينا من ريحهم. فتعطّرنا.

فيقولون: إهبطوا بنا إليهم.

فيقولون: تفرّقوا.

و مضى كلّ واحد منهم إلى منزله.

فيقولون: إهبطوا بنا حتّى نتعطّر بذلك المكان (الفضائل لإبن شاذان - عليه الرحمة - ص 541).

ص:181

462 - عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ليس شيء أنكى لإبليس - و جنوده - من زيارة الإخوان - في اللّه - بعضهم لبعض.

قال عليه السلام: وإنّ المؤمنين يلتقيان. فيذكران اللّه. ثمّ يذكران فضلنا أهل البيت.

فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلّاتخدّد.

حتّى أن روحه لتستغيث من شدّة ما يجد من الألم. فتحسّ ملائكة السماء و خزّان الجنان. فيلعنونهّ حتّى لا يبقى ملك مقرّب إلّالعنه.

فيقع خاسئاً حسيراً مدحوراً (الكافي ج 2 ص 188).

463 - عن ميسّر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: أتخلون؟

و تتحدّثون؟

و تقولون ما شئتم؟

فقلت: إي - و اللّه - إنّا لنخلو. و نتحدّث. و نقول ما شئنا.

فقال: أما - و اللّه - لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن.

أما - و اللّه - إنّي لأحب ريحكم و أرواحكم.

و إنّكم على دين اللّه و دين ملائكته.

فأعينوا بورع و اجتهاد (الكافي ج 2 ص 187).

ص:182

التحدّث بأحاديث فضائل و مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام خاصّةً

464 - عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن آبائه الصادقين عليهما السلام قال:

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل.

لا يحصي عددها غيره.

فمن ذكر فضيلة من فضائله - مقرّاً بها - غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

- و لو وافى القيامة بذنوب الثقلين -.

و من كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم.

و من استمع إلى فضيلة من فضائله. غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالإستماع.

و من نظر إلى كتابة في فضائله. غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر... (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 201).

ص:183

التحدّث بأحاديث فضائل الصدّيقة الشهيدة الزهراء عليها السلام

465 - عبد اللّه بن سالم عن حسين بن زيد عن عليّ بن عمر بن عليّ عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنه قال: - يا فاطمة - إنّ اللّه تبارك و تعالى ليغضب لغضبك.

و يرضى لرضاك.

قال: فجاء صندل. فقال لجعفر بن محمّد عليهما السلام - يا أبا عبد اللّه - إنّ هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة؟!

فقال له جعفر عليه السلام: و ما ذاك - يا صندل -؟

قال: جائنا عنك أنّك حدّثتهم: أنّ اللّه يغضب لغضب فاطمة. و يرضى لرضاها.

قال: فقال جعفر عليه السلام: - يا صندل - ألستم رويتم - فيما تروون -:

إنّ اللّه تبارك و تعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن. و يرضى لرضاه؟!

قال عليه السلام: بلى.

قال: فما تنكرون أن تكون فاطمة عليها السلام مؤمنة يغضب اللّه لغضبها. و يرضى لرضاها.

قال: فقال: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 467).

ص:184

النوادر

466 - قال الشهيد الثاني - عليه الرحمة - في آداب كتابة الحديث:

و كلّما كتب اسم اللّه تعالى. أتبعه بالتعظيم.

مثل: تعالى. أو سبحانه. أو عزّ و جلّ. أو تقدّس و نحو ذلك.

و يتلّفظ بذلك أيضاً.

و كلّما كتب اسم النبيّ صلى الله عليه و آله كتب - بعده -: الصلاة عليه و على آله و السلام.

و يصلّي و يسلّم هو بلسانه أيضاً.

و لا يختصر الصلاة في الكتاب. و لا يسأم من تكريرها - ولو وقعت في السطر مراراً - كما يفعل بعض المحرومين المتخلّفين من كتابة - صلعم - أو - صلّم - أو - صم -.

أو - صلسم - أو - صله -.

فإنّ ذلك - كلّه - خلاف الأولى و المنصوص.

بل قال بعض العلماء: إنّ أوّل من كتب - صلعم -. قطعت يده.

و أقلّ ما في الإخلال - بإكمالها - تفويت الثواب العظيم عليها.

فقد ورد عنه صلى الله عليه و آله أ نّه قال: من صلّى عليّ - في كتاب - لم تزل الملائكة تستغفر له.

ما دام اسمي في ذلك الكتاب (منية المريد ص 346-347).

ص:185

2 - المحدّثون الملعونون

من أراد الحديث لمنفعة الدنيا

467 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أراد الحديث لمنفعة الدّنيا. لم يكن له في الآخرة نصيب.

و من أراد به خير الآخرة. أعطاه اللّه خير الدنيا والآخرة (1)(منية المريد ص 138).

ترك الأخذ بأحاديث أهل البيت عليهم السلام

468 - عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: تزاوروا. فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكراً لأحاديثنا.

و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض.

فإن أخذتم بها. رشدتم. و نجوتم.

و إن تركتموها. ضللتم. و هلكتم.

فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم (الكافي ج 2 ص 186).

ص:186


1- - عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من استأكل بعلمه افتقر. فقلت له: - جعلت فداك - إنّ في شيعتك و مواليك قوماً يتحمّلون علومكم و يبثّونها في شيعتكم. فلا يعدمون على ذلك منهم البرّ و الصلة و الإكرام. فقال عليه السلام: ليس أولئك بمستأكلين. إنّما المستأكل بعلمه: الّذي يفتي بغير علم. و لا هدى من اللّه عزّ و جلّ. ليبطل به الحقوق. طمعاً في حطام الدنيا (معاني الأخبار ص 181).

إنكار و جحود و ردّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام

469 - عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب.

لا يؤمن به إلّاملك مقرّب. أو نبيّ مرسل. أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان.

فما ورد عليكم من حديث آل محمّد عليهم السلام ف لانت له قلوبكم. و عرفتموه. ف اقبلوه.

و ما اشمأزّت منه قلوبكم. و أنكرتموه. ف ردّوه إلى اللّه و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمّد عليهم السلام.

و إنّما الهالك أن يحدّث أحدكم بشيء منه. لا يحتمله. فيقول: - و اللّه - ما كان هذا.

و اللّه ما كان هذا.

و الإنكار هو الكفر (الكافي ج 1 ص 401).

470 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من ردّ حديثاً - بلغه عنّي - ف أنا مخاصمه يوم القيامة.

فإذا بلغكم عنّي حديث - لم تعرفوه - فقولوا: اللّه أعلم (منية المريد ص 372).

471 - عن أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: - و اللّه - إنّ أحبّ أصحابي إليّ: أورعهم. و أفقههم. و أكتمهم لحديثنا.

و إنّ أسوأهم عندي - حالاً - و أمقتهم: ل الّذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا - و يروى عنّا - فلم يقبله. اشمأزّ منه. و جحده. و كفر من دان به.

و هو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج. و إلينا اسند.

فيكون - بذلك - خارجاً عن ولايتنا (الكافي ج 2 ص 223).

ص:187

الإستهزاء بأحاديث أهل البيت عليهم السلام و الضحك منها

472 - قال أبوداود السجستاني: كان في أصحاب الحديث رجل خليع إلى أن سمع بحديث النبيّ صلى الله عليه و آله: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم.

فجعل - في رجليه - مسمارين من حديد.

و قال: اريد أن أطأ أجنحة الملائكة.

فأصابته الآكلة في رجليه (منية المريد ص 108).

473 - و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل التميمي هذه الحكاية في شرح مسلم.

و قال: ف شلّت رجلاه و سائر أعضائه (منية المريد ص 108).

474 - قال: زكريا بن يحيى الساجي: كنّا نمشي في أزقّة البصرة إلى باب بعض المحدّثين - فأسرعنا في المشي -.

و كان معنا رجل ماجنٌ فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة.

ك المستهزىء.

فما زال - عن مكانه - حتّى جفّت رجلاه (منية المريد ص 107).

475 - عن جابر قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السلام: ما ندري كيف نصنع بالناس؟!

إن حدّثناهم - بما سمعنا من رسول اللّه صلى الله عليه و آله - ضحكوا.

و إن سكتنا. لم يسعنا.

قال: فقال ضمرة بن معبد: حدّثنا.

فقال عليه السلام: هل تدرون ما يقول عدوّ اللّه - إذا حمل على سريره -؟

قال: فقلنا: لا.

ص:188

قال عليه السلام: فإنّه يقول - لحملته -: ألا تسمعون أنّي أشكو إليكم عدوّ اللّه.

خدعني. و أوردني. ثمّ لم يصدرني.

و أشكو إليكم إخواناً واخيتهم. فخذلوني.

و أشكو إليكم أولاداً. حاميت عنهم. فخذلوني.

و أشكو إليكم داراً. أنفقت فيها حريبتي. فصار سكّانها غيري.

ف أرفقوا بي. و لا تستعجلوا.

قال: فقال ضمرة: - يا أبا الحسن - إن كان هذا يتكلّم - بهذا الكلام -. يوشك أن يثب على أعناق الّذين يحملونه؟!

قال: فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: اللّهمّ أن كان ضمرة هزء من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ف خذه أخذة أسفٍ.

قال: فمكث أربعين يوماً.

ثمّ مات. فحضره مولى له.

قال: فلمّا دفن أتى عليّ بن الحسين عليهما السلام فجلس إليه.

فقال عليه السلام له: من أين جئت - يا فلان -؟

قال: من جنازة ضمرة.

ف وضعت وجهي عليه - حين سوّي عليه - فسمعت صوته.

- و اللّه - أعرفه كما كنت أعرفه - و هو حيّ - يقول: ويلك - يا ضمرة بن معبد - اليوم خذلك كلّ خليل. و صار مصيرك إلى الجحيم. فيها مسكنك و مبيتك و المقيل.

قال: فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: أسأل اللّه العافية.

هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله (الكافي ج 3 ص 234).

ص:189

إذاعة الأسرار من أحاديث أهل البيت عليهم السلام

476 - عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من أذاع علينا حديثنا سلبه اللّه الإيمان (الكافي ج 2 ص 370).

477 - يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأً. و لكن قتلنا قتل عمد (الكافي ج 2 ص 370).

478 - عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول - فقط -.

من احتمال أمرنا: ستره. و صيانته من غير أهله.

فاقرئهم السلام. و قل لهم: رحم اللّه عبداً اجتر مودّة الناس إلى نفسه.

حدّثوهم بما يعرفون. و استروا عنهم ما ينكرون.

ثمّ قال عليه السلام: - و اللّه - ما الناصب لنا - حربّاً - بأشدّ علينا - مؤونةً - من الناطق علينا بما نكره.

فإذا عرفتم من عبد إذاعة. فامشوا إليه. و ردّوه عنها.

فإن قبل منكم. وإلّا فتحمّلوا عليه بمن يثقل عليه. و يسمع منه.

فإنّ الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتّى تقضى له.

ف ألطفوا في حاجتي. كما تلطفون في حوائجكم.

فإن هو قبل منكم. وإلّا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم.

و لا تقولوا: إنّه يقول و يقول.

فإنّ ذلك يحمل عليّ و عليكم.

أما - و اللّه - لو كنتم تقولون ما أقول. لأقررت أنّكم أصحابي (الكافي ج 2 ص 223).

ص:190

479 - عن محمّد الخزّاز عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من أذاع علينا حديثنا. فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا.

قال: و قال عليه السلام لمعلّى بن خنيس: المذيع حديثنا كالجاحد له (الكافي ج 2 ص 370).

480 - قال الإمام الصادق عليه السلام: التقيّة ترس المؤمن. و التقيّة حرز المؤمن.

و لا إيمان لمن لا تقيّة له. إنّ العبد ليقع إليه الحديث - من حديثنا - ف يدين اللّه عزّ و جلّ به فيما بينه و بينه. فيكون له عزّاً في الدنيا. و نوراً في الآخرة.

و إنّ العبد ليقع إليه الحديث - من حديثنا - فيذيعه. فيكون له ذلّاً في الدنيا.

و ينزع اللّه عزّ و جلّ ذلك النور منه (الكافي ج 2 ص 221).

481 - قال الإمام الصادق عليه السلام في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه.

مقبلاً على شأنه. عارفاً بأهل زمانه.

فاتّقوا اللّه. و لا تذيعوا حديثنا. فلو لا أنّ اللّه يدافع عن أوليائه.

و ينتقم لأوليائه من أعدائه (الكافي ج 2 ص 224).

482 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ولاية اللّه أسرّها إلى جبرئيل عليه السلام.

و أسرّها جبرئيل إلى محمّد صلى الله عليه و آله.

و أسرّها محمّد صلى الله عليه و آله إلى عليّ عليه السلام. و أسرّها عليّ عليه السلام إلى من شاء اللّه.

ثمّ أنتم تذيعون ذلك؟!

مَن الّذي أمسك حرفاً سمعه؟ (الكافي ج 2 ص 224).

483 - عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول لأبي بصير: أما - و اللّه - لو أنّي أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي. ما استحللت أن أكتمهم حديثاً (الكافي ج 2 ص 242).

ص:191

تحريف أحاديث أهل البيت عليهم السلام

484 - عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا عليه السلام - يا ابن رسول اللّه - إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: إنّ اللّه خلق آدم على صورته؟!

فقال عليه السلام: قاتلهم اللّه.

لقد حذفوا أوّل الحديث.

إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجلين يتسابّان.

فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح اللّه وجهك. و وجه من يشبّهك.

فقال صلى الله عليه و آله (له)(1): - يا عبد اللّه - لا تقل هذا لأخيك.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ خلق آدم على صورته (عيون الأخبار ج 1 ص 110 الباب 11 و التوحيد ص 153).

485 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: سمع النبيّ صلى الله عليه و آله رجلاً يقول لرجل: قبّح اللّه وجهك. و وجه من يشبّهك.

فقال صلى الله عليه و آله: مه. لا تقل هذا.

فإنّ اللّه خلق آدم على صورته (التوحيد ص 152).

قال الشيخ الصدوق - عليه الرحمة -: تركت المشبّهة من هذا الحديث أوّله.

و قالوا: إنّ اللّه خلق آدم على صورته.

فضلّوا في معناه. و أضلّوا (التوحيد ص 152).

ص:192


1- - ما بين القوسين لم يذكر في التوحيد.

486 - عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني عن إبراهيم بن أبي محمود. قال: قلت للرضا عليه السلام - يا ابن رسول اللّه - ما تقول في الحديث الّذي يرويه الناس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أنّه قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا؟

فقال عليه السلام: لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه.

- و اللّه - ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذلك.

إنّما قال صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا - كلّ ليلة - في الثلث الأخير.

و ليلة الجمعة في أوّل الليل.

فيأمره. فينادي: هل من سائل. فأعطيه؟!

هل من تائب. فأتوب عليه؟!

هل من مستغفر فأغفر له.

- يا طالب الخير - أقبل.

- يا طالب الشرّ - أقصر.

فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر.

فإذا طلع الفجر. عاد إلى محلّه من ملكوت السماء (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 496).

ص:193

487 - عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام: - يا ابن رسول اللّه - ما تقول في الحديث الّذي يرويه الناس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل كلّ ليلة(1) إلى السماء الدنيا؟!

فقال عليه السلام: لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه.

- و اللّه - ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذلك(2).

إنّما قال صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزّل ملكاً إلى السماء(3) الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير - و ليلة الجمعة في أوّل اللّيل -. فيأمرهّ فينادي: هل من سائل فأعطيه؟

هل من تائب. فأتوب عليه؟ هل من مستغفر. فأغفر له؟

- يا طالب الخير - أقبل.

(و)(4) - يا طالب الشرّ - أقصر.

فلا يزال ينادي بهذا. حتّى يطلع الفجر.

فإذا طلع الفجر. عاد إلى محلّه من ملكوت السماء.

حدّثني بذلك أبي عن جدّي (عن آبائه عليهم السلام)(5) عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله (التوحيد ص 176 و الفقيه ج 1 ص 271 و عيون الأخبار ج 1 ص 116 الباب 11).

ص:194


1- - في العيون هكذا: ينزل كلّ ليلة جمعة. و في الفقيه هكذا: ينزل في كلّ ليلة جمعة إلى سماء الدنيا.
2- - في الفقيه: ذلك.
3- - في الفقيه: سماء.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في العيون و التوحيد.
5- - ما بين القوسين لم يذكر في التوحيد.

التكذيب بأحاديث أهل البيت عليهم السلام

488 - عن محمّد بن عبدالخالق و أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا أبا محمّد - إنّ عندنا - و اللّه - سرّاً من سرّ اللّه. و علماً من علم اللّه.

- و اللّه - ما يحتمله ملك مقرّب. و لا نبي مرسل. و لا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان.

- و اللّه - ما كلّف اللّه ذلك أحداً غيرنا. و لا استعبد بذلك أحداً غيرنا.

و إنّ عندنا سرّاً من سرّ اللّه. و علماً من علم اللّه.

أمرنا اللّه بتبليغه. فبلّغنا عن اللّه عزّ و جلّ ما أمرنا بتبليغه.

فلم نجد له موضعاً و لا أهلاً و لا حمالة. يحتملونه حتّى خلق اللّه لذلك أقواماً.

خلقوا من طينة خلق منها محمّد وآله و ذرّيّته عليهم السلام و من نور خلق اللّه منه محمّداً و ذرّيته.

و صنعهم بفضل رحمته الّتي صنع منها محمداً و ذرّيته.

فبلّغنا عن اللّه ما أمرنا بتبليغه.

فقبلوه. و احتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنّا فقبلوه و احتملوه].

وبلغهم ذكرنا. فمالت قلوبهم إلى معرفتنا و حديثنا.

فلو لا أنّهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك.

لا - و اللّه - ما احتملوه.

ثمّ قال: إنّ اللّه خلق أقواماً لجهنّم و النّار.

فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم. و اشمأزّوا من ذلك. و نفرت قلوبهم. و ردّوه علينا.

و لم يحتملوه. و كذّبوا به. و قالوا: ساحرٌ كذّاب.

فطبع اللّه على قلوبهم و أنساهم ذلك (الكافي ج 1 ص 402).

ص:195

489 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من بلغه عنّي حديث. ف كذّب به. فقد كذّب ثلاثة:

اللّه و رسوله. و الّذي حدّث به (منية المريد ص 372).

490 - عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قالوا: لا تكذّبوا بحديث أتاكم به مرجئي و لا قدري و لا خارجي نسبه إلينا.

فإنّكم لا تدرون. لعلّه شيء من الحقّ.

فتكذّبوا اللّه عزّ و جلّ فوق عرشه (علل الشرائع ج 2 ص 111).

491 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اتّقوا تكذيب اللّه.

قيل: - يا رسول اللّه - و كيف ذاك؟

قال صلى الله عليه و آله: يقول أحدكم: قال اللّه.

فيقول اللّه: كذبت. لم أقله.

أو يقول: لم يقل اللّه.

فيقول اللّه عزّ و جلّ: كذبت. قد قلته (معاني الأخبار ص 390).

492 - عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ألا هل عسى رجل يكذبني و هو على حشاياه متكّىء.

قالوا: - يا رسول اللّه - و من الّذي يكذّبك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذي يبلغه الحديث فيقول: ما قال هذا رسول اللّه - قطّ -.

فما جائكم عنّي من حديث موافق للحقّ. فأنا قلته.

و ما أتاكم عنّي من حديث لا يوافق الحقّ فلم أقله.

و لن أقول إلّاالحقّ (معاني الأخبار ص 390).

ص:196

الكذب على أهل البيت عليهم السلام في الحديث

493 - عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا قال العبد: علم اللّه - فكان كاذباً - قال اللّه عزّ و جلّ: أما وجدت أحداً تكذب عليه غيري؟! (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 506).

494 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من كذب عليّ متعمّداً - أو ردّ شيئاً أمرت به - فليتبوّأ بيتاً في جهنّم (منية المريد ص 372).

495 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... من كذب عليّ متعمّداً. فليتبوّء مقعده من النّار (الكافي ج 1 ص 62 و المواعظ ص 63).

496 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ الكذبة. ل تفطر الصائم.

قلت: و أيّنا لا يكون ذلك منه؟!

قال عليه السلام: ليس حيث ذهبت.

إنّما ذلك. الكذب على اللّه و على رسوله. و على الأئمّة - صلوات اللّه عليه و عليهم - (الكافي ج 2 ص 340).

497 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: الكذبة تفطر الصائم.

قال: فقلت له: هلكنا.

قال عليه السلام: لا.

إنّما أعني: الكذب على اللّه عزّ و جلّ و على رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و على الأئمّة عليهم السلام (معاني الأخبار ص 165).

ص:197

498 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الكذب على اللّه و على رسوله صلى الله عليه و آله و على الأئمّة عليهم السلام يفطر الصائم (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 67).

499 - عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

ذُكر الحائك لأبي عبد اللّه عليه السلام أ نّه ملعون.

فقال عليه السلام: إنّما ذاك. الّذي يحوك الكذب على اللّه و على رسوله صلى الله عليه و آله (الكافي ج 2 ص 340).

500 - قال الإمام الصادق عليه السلام: خمسة أشياء تفطر الصائم:

الأكل. و الشرب. و الجماع. و الإرتماس في الماء.

و الكذب على اللّه و على رسوله. و على الأئمّة عليهم السلام (الخصال ص 286).

501 - عن أبي النعمان قال: قال أبو جعفر عليه السلام: - يا أبا النعمان - لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفيّة.

و لا تطلبن أن تكون رأساً. فتكون ذنباً.

و لا تستأكل الناس بنا. فتفتقر.

فإنّك موقوف - لا محالة - و مسؤول.

فإن صدقت. صدّقناك.

و إن كذبت. كذّبناك (الكافي ج 2 ص 338).

ص:198

502 - عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: ويحك - يا أبا الربيع - لا تطلبن الرئاسة.

و لا تكن ذئباً. و لا تأكل بنا الناس. فيفقرك اللّه.

و لا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا.

فإنّك موقوف و مسؤول - لا محالة -.

فإن كنت صادقاً. صدّقناك. و إن كنت كاذباً. كذّبناك (الكافي ج 2 ص 298).

503 - عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن - صلوات اللّه عليه - قال: إنّ اللّه خلق النبيّين على النبوّة.

فلا يكونون إلّاأنبياء.

و خلق المؤمنين على الإيمان.

فلا يكونون إلّامؤمنين.

و أعار قوماً إيماناً.

فإن شاء. تمّمه لهم.

و إن شاء سلبهم إيّاه.

قال عليه السلام: و فيهم جرت: فمستقرّ و مستودع.

و قال عليه السلام لي: إنّ فلاناً كان مستودعاً إيمانه.

فلمّا كذب علينا. سلب إيمانه ذلك (الكافي ج 2 ص 418).

ص:199

جعل الحديث - وضع الحديث

504 - قال الإمام الرضا عليه السلام:... إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا.

و جعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها: الغلوّ.

و ثانيها: التقصير في أمرنا.

و ثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا.

فإذا سمع الناس الغلوّ - فينا - كفّروا شيعتنا. و نسبوهم إلى القول بربوبيتنا.

و إذا سمعوا التقصير. اعتقدوه فينا.

و إذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم. ثلبونا بأسمائنا.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ... (عيون الأخبار ج 1 الباب 28 ح 63).

505 - يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمتد بن سيّار عن أبويهما أنّهما قالا:

قلنا للحسن بن عليّ عليهما السلام:... قد روي لنا: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا نصّ عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالإمامة. عرض اللّه عزّ و جلّ ولايته في السماء على فئام من الناس و فئام من الملائكة

فأبوها. فمسخهم اللّه ضفادع؟!

فقال عليه السلام: معاذ اللّه. هؤلاء المكذبّون لنا المفترون علينا. الملائكة هم رسل اللّه.

ف هم كسائر أنبياء اللّه و رسله إلى الخلق.

أفيكون منهم الكفر باللّه؟

قلنا: لا.

قال عليه السلام: فكذلك الملائكة. إنّ شأن الملائكة لعظيم.

و إنّ خطبهم لجليل (عيون الأخبار ج 1 الباب 27 ح 1).

ص:200

506 - عن جبلة المكّيّة قالت: سمعت ميثم التمّار - قدّس اللّه روحه - يقول:

- و اللّه - لتقتل هذه الاُمّة ابن نبيّها في المحرّم ل عشر يمضين منه.

و ليتّخذنّ أعداء اللّه - ذلك اليوم - يوم بركة.

و إنّ ذلك لكائن - قد سبق في علم اللّه تعالى ذكره -.

أعلم ذلك بعهد عهده إليّ مولاي أمير المؤمنين عليه السلام.

و لقد أخبرني أ نّه يبكي عليه كلّ شيء حتّى الوحوش في الفلوات.

و الحيتان في البحر.

و الطير في السماء.

و يبكى عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الأرض.

و مؤمنوا الإنس و الجن.

و جميع ملائكة السماوات والأرضين.

و رضوان. و مالك. و حملة العرش.

و تمطر السماء دماً و رماداً.

ثمّ قال عليه السلام: وجبت لعنة اللّه على قتلة الحسين عليه السلام.

كما وجبت على المشركين الّذين يجعلون مع اللّه إلهاً آخر.

و كما وجبت على اليهود و النصارى و المجوس.

قالت جبلة: فقلت له - يا ميثم - فكيف يتّخذ الناس ذلك اليوم - الّذي قتل فيه الحسين عليه السلام - يوم بركة؟

فبكى ميثم رضي اللّه عنه.

ص:201

ثمّ قال: يزعمون لحديث يضعونه: أنّه اليوم الّذي تاب اللّه فيه على آدم.

و إنّما تاب اللّه على آدم في ذي الحجّة.

و يزعمون: أ نّه اليوم الّذي قبل اللّه فيه توبة داود.

و إنّما قبل اللّه عزّ و جلّ توبته في ذي الحجّة.

و يزعمون: أ نّه اليوم الّذي إخرج اللّه فيه يونس من بطن الحوت.

و إنّما أخرج اللّه عزّ و جلّ يونس من بطن الحوت في ذي الحجّة.

و يزعمون: أ نّه اليوم الّذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي.

و إنّما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجّة.

و يزعمون: أ نّه اليوم الّذي فلق اللّه تعالى فيه البحر لبني إسرائيل.

و إنّما كان ذلك في ربيع الأوّل.

ثمّ قال ميثم: - يا جبلة - أعلمي أنّ الحسين بن عليّ عليه السلام سيّد الشهداء يوم القيامة.

و لأصحابه - على سائر الشهداء - درجة.

- يا جبلة - إذا نظرت السماء حمراء - كأ نّها دم عبيط - ف أعلمي أنّ سيّد الشهداء الحسين عليه السلام قد قتل.

قالت جبلة: فخرجت - ذات يوم - فرأيت الشمس على الحيطان كأ نّها الملاحف المعصفرة.

ف صحت حينئذٍ و بكيت و قلت: قد - و اللّه - قتل سيّدنا الحسين عليه السلام (علل الشرائع ج 1 الباب 162 الحديث 2 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 189 المجلس 27).

ص:202

507 - قال عبد اللّه بن الفضل الهاشمي قلت للإمام الصادق عليه السلام: - يابن رسول اللّه - فكيف سمّت العامّة يوم عاشوراء. يوم بركة.

فبكى عليه السلام.

ثمّ قال عليه السلام: لمّا قتل الحسين عليه السلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد.

فوضعوا له الأخبار.

و أخذوا عليه الجوائز من الأموال.

فكان ممّا وضعوا له أمر هذا اليوم.

و أ نّه يوم بركة.

ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور و التبرّك والاستعداد فيه.

حكم اللّه بيننا و بينهم.

قال: ثمّ قال عليه السلام - يا ابن عمّ - و إنّ ذلك لأقلّ ضرراً على الإسلام و أهله ممّا وضعه قوم انتحلوا مودّتنا. و زعموا أنّهم يدينون بموالاتنا.

و يقولون بإمامتنا.

زعموا: أنّ الحسين عليه السلام لم يقتل.

و أ نّه شبّه للناس أمره. ك عيسى بن مريم.

فلا لائمة - إذن - على بني اميّة. و لا عتب - على زعمهم -.

- يا ابن عمّ - من زعم أنّ الحسين عليه السلام لم يقتل. فقد كذّب رسول اللّه صلى الله عليه و آله و عليّاً عليه السلام و كذّب - من بعده - الأئمّة عليهم السلام في أخبارهم بقتله.

و من كذّبهم. فهو كافر باللّه العظيم... (علل الشرائع ج 1 ص 304 الباب 162).

ص:203

التحدّث بالحديث الّذي لا يوافق كتاب اللّه عزّ و جلّ

508 - عن أيّوب بن الحرّ قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة.

و كلّ حديث لا يوافق كتاب اللّه(1). فهو زخرف (الكافي ج 1 ص 69).

509 - عن أيّوب بن راشد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ما لم يوافق - من الحديث - القرآن ف هو زخرف (الكافي ج 1 ص 69).

510 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خطب النبيّ صلى الله عليه و آله بمنى فقال: - أيّها النّاس - ما جاءكم - عنّي - يوافق كتاب اللّه. ف أنا. قلته.

و ما جائكم يخالف كتاب اللّه. فلم أقله (الكافي ج 1 ص 69).

دسّ أحاديث اليهود و النصارى في الحديث

511 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يطلب أحاديث اليهود و النصارى ليغزر به (علمه)(2). و يكثر به حديثه.

فذاك في الدرك الخامس من النار (الخصال ص 353 و منية المريد ص 139).

ص:204


1- - يقول الناجي الموسوي الجزائري: و يحمتل - قويّاً - أن يكون المراد من كتاب اللّه في أمثال هذه الروايات - و عرض الحديث عليه - كتاب اللّه الناطق و هو الإمام المعصوم - صلوات اللّه تعالى عليه -.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال.

النوادر

512 - دخل سفيان الثوري و جماعة من الصوفية على الإمام الصادق عليه السلام.

فقال عليه السلام لهم: أخبروني - أيّها النفر - أ لكم علم بناسخ القرآن من منسوخه؟

و محكمه من متشابهه الّذي - في مثله - ضلّ من ضلّ و هلك من هلك من هذه الاُمّة؟

فقالوا له: أو بعضه. فأمّا كلّه. فلا.

فقال عليه السلام لهم: فمن هنا أوتيتم(1).

و كذلك أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله (2)(الكافي ج 5 ص 66).

513 - عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ رواة الكتاب كثير.

و إنّ رعاته قليل.

و كم من مستنصح للحديث. مستغشٍّ للكتاب.

فالعلماء. يحزنهم ترك الرعاية. و الجهّال يحزنهم حفظ الرواية.

ف راع يرعى حياته. و راع يرعى هلكته.

فعند ذلك اختلف الراعيان. و تغاير الفريقان (الكافي ج 1 ص 49).

ص:205


1- - بالبناء للمفعول. أي: دخل عليكم البلاء و أصابكم ما أصابكم.
2- - أي: فيها - أيضاً - ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه. و أنتم لا تعرفونها (نقلاً عن هامش الكافي و هو منقول من مرآة العقول).

العنوان السابع: علم الفقه

اشارة

تمهيد

514 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ للّه ملائكة سيّاحين - سوى الكرام الكاتبين -. فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمّداً و آل محمّد. قالوا: قفوا فقد أصبتم حاجتكم.

ف يجلسون. فيتفقّهون معهم.

فإذا قاموا. عادوا مرضاهم. و شهدوا جنائزهم. و تعاهدوا غائبهم.

فذلك المجلس الّذي لا يشقى به جليس (الكافي ج 2 ص 187).

515 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ من الحقّ أن تفقّهوا.

و من الفقه أن لا تغترّوا (منية المريد ص 147 والكافي ج 1 ص 45).

516 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت.

و فقه في الدين (منية المريد ص 374).

ص:206

1 - الفقهاء المرحومون

الأدلّاء على اللّه تبارك و تعالى

الدعاة إلى الجنان

517 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الفقهاء هم الدعاة إلى الجنان.

و الأدلّاء على اللّه تبارك و تعالى (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 99).

استغفار ملائكة السماء و أهل الأرض للفقيه

518 - روي: إنّ الفقيه يستغفر له ملائكة السماء و أهل الأرض.

و الوحش و الطير و حيتان البحر (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 338).

تحفيف الملائكة بمجلس الفقه

519 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا مررتم في رياض الجنّة. فارتعوا.

قالوا: - يا رسول اللّه - و ما رياض الجنّة؟

قال صلى الله عليه و آله: حلق الذكر.

فإنّ للّه سيّارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر.

فإذا أتوا عليهم حفّوا بهم.

قال بعض العلماء: حلق الذكر. هي مجالس الحلال والحرام.

كيف تشتري و تبيع. و تصلّي و تصوم. و تنكح وتطلّق. وتحجّ. و أشباه ذلك (منية المريد ص 106).

ص:207

حصن الإسلام

520 - قال الإمام الكاظم عليه السلام:... إنّ المؤمنين الفقهاء. حصون الإسلام. ك حصن سور المدينة لها (منية المريد ص 113 و ص 376 و الكافي ج 1 ص 38).

الحسنة

521 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من حسن فقهه. فله حسنة (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 70).

الخير

522 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من يرد اللّه به خيراً يفقّهه في الدين (منية المريد ص 374 و 99).

523 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا أراد اللّه بعبد خيراً. فقّهه في الدين (منية المريد ص 375 و ص 112 و الكافي ج 1 ص 32).

524 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا أراد اللّه بعبد خيراً. زهّده في الدنيا.

و فقّهه في الدين. و بصّره عيوبها (الكافي ج 2 ص 130).

خير المجالس

525 - خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله فإذاً - في المسجد - مجلسان: مجلس يتفقّهون.

و مجلس يدعون اللّه تعالى. و يسألونه.

فقال صلى الله عليه و آله: كلا المجلسين إلى خير. أمّا هؤلاء. فيدعون اللّه.

و أمّا هؤلاء. فيتعلّمون. و يفقّهون الجاهل. هؤلاء أفضل.

بالتّعليم ارسلت. ثمّ قعد صلى الله عليه و آله معهم (منية المريد ص 106).

ص:208

الشفاعة

526 - قال الإمام الرضا عليه السلام: يقال للعابد يوم القيامة:

نعم الرجل كنت.

همّتك ذات نفسك.

و كفيت الناس مؤونتك.

فاُدخل الجنّة.

ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره.

و أنقذهم من أعدائهم.

و وفّر عليهم نعم جنان اللّه.

و فصّل(1) لهم رضوان اللّه تعالى.

و يقال للفقيه: - أيّها الكافل لأيتام آل محمّد الهادي لضعفاء محبيه و مواليه - قف. حتّى تشفع لكلّ من أخذ عنك. أو تعلّم منك.

فيقف.

فيدخل الجنّة معه فئام و فئام - حتّى قال عشراً -.

و هم الّذين أخذوا عنه علومه.

و أخذوا عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة.

فاُنظروا كم فرق ما بين المنزلتين؟ (منية المريد ص 118).

ص:209


1- - في نسخة: و حصّل.

شدّ الركن - الأمان في يوم القيامة

527 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طلبة العلم ثلاثة - فأعرفوهم(1) بأعيانهم. و صفاتهم -:

صنف يطلبه للجهل و المراء.

و صنف يطلبه للإستطالة و الختل.

و صنف يطلبه للتفقّه(2) والعمل.

ف صاحب الجهل و المراء. مؤذ ممارٍ. متعرّض للمقال - في أندية الرجال - بتذاكر العلم و صفة الحلم. قد تسربل بالخشوع. و تخلّى من الورع.

ف دقّ اللّه - من هذا - خيشومه. و قطع منه حيزومه.

و صاحب الإستطالة و الختل - ذو خبّ و ملق - يستطيل على مثله من أشباهه.

و يتواضع للأغنياء من دونه. ف هو ل حلوائهم هاضم. و ل دينه حاطم.

ف أعمى اللّه - على هذا - خبره. و قطع - من آثار العلماء - أثره.

و صاحب الفقه و العمل(3). ذو كآبة. و حزن و سهر.

قد تحنّك في برنسه. و قام الليل في حندسه.

يعمل و يخشى. وجلاً. داعياً. مشفقاً مقبلاً على شأنه. عارفاً بأهل زمانه.

مستوحشاً من أوثق إخوانه.

ف شدّ اللّه - من هذا - أركانه.

و أعطاه - يوم القيامة - أمانه. (منية المريد ص 139 والكافي ج 1 ص 49).

(راجع: الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 728).

ص:210


1- - في الكافي: فأعرفهم.
2- - في الكافي: للفقه و العقل.
3- - في الكافي: العقل.

صلاح الفقهاء

528 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: صنفان - من امّتي - إذا صلحا.

صلحت امّتي. و إذا فسدا. فسدت امّتي.

قيل: - يا رسول اللّه - و من هما؟

قال صلى الله عليه و آله: الفقهاء و الاُمراء (الخصال ص 37).

العبادة - أفضل العبادة

529 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أفضل العبادة الفقه.

و أفضل الدين الورع (منية المريد ص 374).

فضل عبادة الفقيه

530 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: فقيه أشدّ على الشيطان من ألف عابد (منية المريد ص 104 و ص 374).

531 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا - المنقطعين عن مشاهدتنا. و التعلّم من علومنا - أشدّ على إبليس من ألف عابد.

لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط.

و هذا همّه - مع ذات نفسه - ذات عباد اللّه وإمائه. لينقذهم من يد إبليس و مردته.

و كذلك هو أفضل عند اللّه من ألف ألف عابد. و ألف ألف عابدة (منية المريد ص 117).

ص:211

الفقيه حقّ الفقيه

532 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الفقيه حقّ الفقيه: الزاهد في الدنيا.

الراغب في الآخرة.

المتمسّك بسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله (الكافي ج 1 ص 70).

533 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه؟

مَن لم يقنط الناس من رحمة اللّه. و لم يؤمنهم من عذاب اللّه.

و لم يرخّص لهم في معاصي اللّه.

و لم يترك القرآن رغبةً عنه في غيره.

ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم.

ألا لا خير في قرائة ليس فيها تدبّر.

ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكّر (منية المريد ص 162).

534 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا اخبركم بالفقيه حقّاً؟

قالوا: بلى - يا أمير المؤمنين -.

قال عليه السلام: من لم يقنط الناس من رحمة اللّه. و لم يؤمنهم من عذاب اللّه.

و لم يرخّص لهم في معاصي اللّه.

و لم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره.

ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم.

ألا لا خير في قرائة ليس فيها تدبّر.

ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه (معاني الأخبار ص 226).

ص:212

الكمال

535 - قال الإمام الباقر عليه السلام: الكمال كلّ الكمال: التفقّه في الدين.

و الصبر على النائبة.

و تقدير المعيشة (الكافي ج 1 ص 32 و منية المريد ص 376).

ورثة الأنبياء عليهم السلام

536 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: تفقّه في الدين.

فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء عليهم السلام (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

الوقار

537 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من تفقّه. وقّر (الكافي ج 8 ص 20).

النوادر

538 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا مات المؤمن الفقيه. ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء (الكافي ج 1 ص 38 و منية المريد ص 113 و ص 376).

539 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من موت فقيه (الكافي ج 1 ص 38 و منية المريد ص 113 و ص 376).

ص:213

2 - الفقهاء الملعونون

التفقّه لغير الدين

540 - عن حمّاد بن عثمان عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

الشعراء يتبعهم الغاوون.

قال عليه السلام: هل رأيت شاعراً يتّبعه أحد؟

إنّما هم قوم تفقّهوا لغير الدين.

ف ضلّوا. و أضلّوا (معاني الأخبار ص 385).

541 - (من جملة ما قاله الإمام الصادق عليه السلام في خبر حول علائم آخر الزمان و أشراط الساعة):... و رأيت الفقيه يتفقّه لغير الدين.

يطلب الدنيا و الرئاسة...

... فكن على حذر.

و اطلب إلى اللّه عزّ وجلّ النجاة.

و اعلم أنّ الناس في سخط اللّه عزّ وجلّ.

و إنّما يمهلهم لأمر يراد بهم.

فكن مترقّباً.

واجتهد ليراك اللّه عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه.

فإن نزل بهم العذاب - و كنت فيهم - عجّلت إلى رحمة اللّه.

وإن أخّرت. ابتلوا - و كنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ وجلّ -.

و اعلم أنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين.

و أنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين (الكافي ج 8 ص 40 و ص 32).

ص:214

التفقّه لغير اللّه عزّ و جلّ

542 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما بدء وقوع الفتن: من أهواء تتّبع. و أحكام تبتدء.

يخالف فيها حكم اللّه. يتولّى فيها رجال رجالاً... يتفقّهون لغير اللّه.

و يتعلّمون لغير العمل. و يطلبون الدنيا بأعمال الآخرة... (الكافي ج 8 ص 58-59).

الحسد

543 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ اللّه يعذّب الستّة بالستّة(1): العرب بالعصبيّة.

و الدهّاقين(2) بالكبر. و الاُمراء بالجور. و الفقهاء بالحسد. و التجّار بالخيانة.

و أهل الرساتيق(3) بالجهل (الكافي ج 8 ص 163 و الخصال ص 325).

دعوى الفقاهة

544 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يظهر الدين حتّى يجاوز البحار. وتخاض البحار في سبيل اللّه.

ثمّ يأتي - من بعدكم - أقوام يقرؤون القرآن.

يقولون: قرأنا القرآن. مَن أقرأ منّا! و من أفقه منّا! و من أعلم منّا!

ثمّ التفت صلى الله عليه و آله إلى أصحابه. فقال صلى الله عليه و آله: هل في أولئك من خير؟

قالوا: لا.

قال صلى الله عليه و آله: أولئك منكم من هذه الاُمّة. و أولئك هم وقود النار (منية المريد ص 137).

ص:215


1- - في الخصال هكذا: ستّة بستّة.
2- - في الخصال: الدهاقنة.
3- - في الخصال: الرستاق.

الدنيا طلب الدنيا - طلب الرئاسة - اتّباع السلطان

545 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الفقهاء امناء الرسل. ما لم يدخلوا في الدّنيا.

قيل: - يا رسول اللّه - و ما دخولهم في الدنيا؟

قال صلى الله عليه و آله: اتّباع السلطان.

فإذا فعلوا ذلك. فإحذروهم على دينكم (منية المريد ص 138 و ص 164 و الكافي ج 1 ص 46).

546 - (من جملة ما قاله الإمام الصادق عليه السلام في خبر حول علائم آخر الزمان و أشراط الساعة):... و رأيت الفقيه يتفقّه لغير الدين.

يطلب الدنيا و الرئاسة...

... فكن على حذر. و اطلب إلى اللّه عزّ وجلّ النجاة.

و اعلم أنّ الناس في سخط اللّه عزّ وجلّ.

و إنّما يمهلهم لأمر يراد بهم. فكن مترقّباً.

واجتهد ليراك اللّه عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه.

فإن نزل بهم العذاب - و كنت فيهم - عجّلت إلى رحمة اللّه.

وإن أخّرت. ابتلوا - و كنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ وجلّ -.

و اعلم أنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين.

و أنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين (الكافي ج 8 ص 40 و ص 32).

ص:216

الفتوى

الجرأة على الفتوى

547 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أجرؤكم على الفتوى. أجرؤكم على النّار (منية المريد ص 281).

الفتوى بغير علم

548 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أفتى الناس بغير علم. لعنته ملائكة السماوات و الأرض (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 173 و كمال الدين ص 257).

549 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عمل بالمقائيس. فقد هلك و أهلك.

و من أفتى الناس (بغير علم)(1) - و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه - فقد هلك و أهلك (الكافي ج 1 ص 43 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 507 و منية المريد 283).

550 - عن مفضّل بن مزيد(2) قال: قال (لي)(3) أبو عبد اللّه عليه السلام: أنهاك عن خصلتين. فيهما هلك(4) الرجال: أن تدين اللّه بالباطل. وتفتي الناس بما لاتعلم (الخصال ص 52 و المنية ص 283 والكافي ج 1 ص 42).

551 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ... من العلماء من يضع نفسه للفتيا. و يقول: سلوني.

ولعلّه لا يصيب حرفاً واحداً - و اللّه لا يحبّ المتكلّفين -.

فذاك في الدرك السادس من النّار. (منية المريد ص 139 و الخصال ص 353)

ص:217


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و منية المريد.
2- - في الكافي: يزيد.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الخصال و منية المريد.
4- - في الكافي: هلاك.

552 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من أفتى الناس بغير علم - و لا هدى (من اللّه)(1) - لعنته ملائكة الرحمة. و ملائكة العذاب. و لحقه وزر من عمل بفتياه (الكافي ج 7 ص 409 و الكافي ج 1 ص 42 و منية المريد ص 283).

553 - قال رسول اللّه عليه السلام: إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعاً. ينتزعه من النّاس.

و لكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتّى إذا لم يبق عالماً. اتّخذ الناس رؤساء جهّالاً.

فسُئلوا. فأفتوا بغير علم. ف ضلّوا. و أضلّوا (منية المريد ص 281).

554 - عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من استأكل بعلمه افتقر فقلت له: - جعلت فداك - إنّ في شيعتك و مواليك قوماً يتحمّلون علومكم و يبثّونها في شيعتكم.

فلا يعدمون على ذلك منهم البرّ و الصلة و الإكرام.

فقال عليه السلام: ليس أولئك بمستأكلين. إنّما المستأكل بعلمه: الّذي يفتي بغير علم. و لا هدى من اللّه عزّ و جلّ. ليبطل به الحقوق. طمعاً في حطام الدنيا (معاني الأخبار ص 181).

الفتوى بالباطل

555 - (من جملة ما جاء في خبر حول الفتاوى الباطلة الّتي كان يفتي بها أبو حنيفة):

(قال الراوي):... أخبرت أبا عبداللّه عليه السلام بما أفتى به أبو حنيفة.

فقال عليه السلام: في مثل هذا القضاء - و شبهه - تحبس السماء مائها.

و تمنع الأرض بركتها... (الكافي ج 5 ص 291).

ص:218


1- - مابين القوسين لم يذكر في منية المريد و الكافي ج 1.

الفتوى بالرأي

556 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من أفتى النّاس برأيه. فقد دان اللّه بما لا يعلم.

و من دان اللّه بما لا يعلم. فقد ضادّ اللّه - حيث أحلّ وحرّم - فيما لا يعلم (الكافي ج 1 ص 58)

557 - عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: إيّاك و خصلتين.

ففيهما هلك من هلك.

إيّاك أن تفتي الناس برأيك. أو تدين بما لا تعلم (الخصال ص 52).

الفتوى من غير تثبيت

558 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أفتي بفتيا من غير تثبيت(1) فإنّما إثمه على من أفتاه (منية المريد ص 281).

الفتوى في كلّ ما يُسئل عنه

559 - قال ابن عبّاس رضى الله عنه: من أفتى الناس في كلّ ما يسألونه فهو مجنون (منية المريد ص 284).

560 - عن ثوبان مرفوعاً: سيكون أقوام من امّتي يتعاطى فقهاؤهم عضل المسائل.

أولئك شرار امّتي (منية المريد ص 285).

ص:219


1- - و في لفظ: بغير علم.

الكذب في الفتوى

561 - عن إسحاق بن موسى قال: حدّثني أخي و عمّي عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: ثلاثة مجالس يمقتها اللّه. و يرسل نقمته على أهلها.

فلا تقاعدوهم. و لا تجالسوهم:

مجلساً فيه من يصف لسانه كذباً في فتياه.

و مجلساً ذكر أعدائنا فيه جديد. و ذكرنا فيه رثّ.

و مجلساً فيه من يصدعنا و أنت تعلم.

قال: ثمّ تلا أبو عبد اللّه عليه السلام ثلاث آيات من كتاب اللّه كأ نّما كنّ في فيه.

- أو قال في كفّه -:

و لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم.

و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره.

و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على اللّه الكذب (الكافي ج 2 ص 378).

ص:220

الفتنة

562 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: سيأتي على الناس(1) زمان لا يبقى من القرآن إلّارسمه. و من الإسلام إلّااسمه. يسمّون به و هم أبعد الناس منه.

مساجدهم عامرة. و هي خراب من الهدى.

فقهاء ذلك الزمان. شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء.

منهم خرجت الفتنة. و إليهم تعود (الكافي ج 8 ص 308 و ثواب الأعمال ص 301).

الفساد

563 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: صنفان - من امّتي - إذا صلحا.

صلحت امّتي. و إذا فسدا. فسدت امّتي.

قيل: - يا رسول اللّه - و من هما؟

قال صلى الله عليه و آله: الفقهاء و الاُمراء (الخصال ص 37).

ص:221


1- - في ثواب الأعمال هكذا: سيأتي على امّتي.

القياس - الرأي

564 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من نصب نفسه للقياس. لم يزل دهره في التباس.

و من دان اللّه بالرأي. لم يزل دهره في ارتماس (الكافي ج 1 ص 58).

565 - عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام ومعي النعمان.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: من الّذي معك؟

فقلت: - جعلت فداك - هذا رجل من أهل الكوفة. له نظر و نقاد و رأي.

يقال له: النعمان.

قال عليه السلام: فلعلّ. هذا الّذي يقيس الأشياء برأيه.

فقلت: نعم...

ثم قال عليه السلام: - يا نعمان - إيّاك و القياس.

فقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: من قاس شيئاً بشيء قرنه اللّه عزّ و جلّ مع إبليس في النّار.

فإنّه أوّل من قاس على ربّه.

ف دع الرأي و القياس.

فإنّ الدين لم يوضع بالقياس. و لا بالرأي (علل الشرائع ج 1 ص 122).

ص:222

566 - عن ابن أبي ليلى قال: دخلت أنا و النعمان على جعفر بن محمّد عليهما السلام.

ف رحّب بنا. و قال عليه السلام: - يا بن أبي ليلى - من هذا الرجل؟

قلت: - جعلت فداك - هذا رجل من أهل الكوفة. له رأى و نظر و نقاد.

قال عليه السلام: ف لعلّه الّذي يقيس الأشياء برأيه.

ثمّ قال عليه السلام له: - يا نعمان - هل تحسن تقيس رأسك؟

قال: لا.

قال عليه السلام: فما أراك تحسن تقيس شيئاً. و لا تهتدي إلّامن عند غيرك.

فهل عرفت ممّا الملوحة في العينين؟

و المرارة في الأذنين؟

و البرودة في المنخرين؟

و العذوبة في الفم؟

قال: لا.

قال عليه السلام: فهل عرفت كلمة أوّلها كفر و آخرها إيمان؟

قال: لا.

قال ابن أبي ليلى: فقلت: - جعلت فداك - لا تدعنا في عمى ممّا وصفت لنا.

قال عليه السلام: نعم. حدّثني أبي عن آبائه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق عيني ابن آدم على شحمتين.

فجعل فيها الملوحة.

و لولا ذلك لذابتا. و لم يقع فيهما شيء من القذى إلّاأذابهما.

ص:223

و الملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى.

و جعل المرارة في الاُذنين حجاباً للدماغ.

فليس من دابّة تقع في الاُذنين إلّاالتمست الخروج.

و لولا ذلك لوصلت إلى الدماغ.

و جعل البرودة في المنخرين حجاباً للدماغ.

و لولا ذلك لسال الدماغ.

و جعل اللّه العذوبة في الفم منّاً من اللّه على ابن آدم. ليجد لذّة الطعام والشراب.

و رأمّا كلمة أوّلها كفر. و آخرها إيمان. فقول: لا إله إلّااللّه.

أوّلها كفر. و آخرها إيمان.

ثمّ قال عليه السلام: - يا نعمان - إيّاك و القياس. فإنّ أبى حدّثني عن آبائه أن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: من قاس شيئاً من الدين برأيه. قرنه اللّه مع إبليس في النار.

فإنّه أوّل من قاس. حين قال: خلقتني من نار و خلقته من طين.

ف دعوا الرأي و القياس. و ما قال قوم ليس له في دين اللّه برهان.

فإنّ دين اللّه لم يوضع بالآراء و المقاييس (علل الشرائع ج 1 ص 118).

ص:224

567 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: إنّ دين اللّه عزّ و جلّ لا يصاب بالعقول الناقصة. و الآراء الباطلة. و المقاييس الفاسدة.

و لا يصاب إلّابالتسليم.

فمن سلم لنا. سلم.

و من اقتدى بنا. هدي.

و من كان يعمل بالقياس و الرأي. هلك.

و من وجد في نفسه شيئاً ممّا نقوله - أو نقضي به - حرجاً. كفر بالّذي أنزل السبع المثاني و القرآن العظيم.

و هو لا يعلم (كمال الدين وتمام النعمة ص 324).

568 - عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب اللّه. و لا سنّة.

ف ننظر فيها؟

فقال عليه السلام: لا.

أمّا إنّك إن أصبت. لم تؤجر.

و إن أخطأت. كذبت على اللّه عزّ و جلّ (الكافي ج 1 ص 56).

ص:225

القياس

569 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه عزّ و جلّ: ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي.

و ما عرفني. من شبّهني بخلقي.

و ما على ديني من استعمل القياس في ديني (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 55 و التوحيد ص 68 و عيون الأخبار ج 1 ص 107 الباب 11).

570 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عمل بالمقائيس. فقد هلك و أهلك.

و من أفتى الناس (بغير علم)(1) - و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه - فقد هلك و أهلك (الكافي ج 1 ص 43 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 507 و منية المريد ص 283).

571 - عن أبي شيبة الخراساني قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس.

فلم تزدهم المقائيس - من الحقّ - إلّابعداً.

و إنّ دين اللّه لا يصاب بالمقائيس (الكافي ج 1 ص 56).

572 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أصحاب القياس. طلبوا العلم بالقياس. فلم يزدادوا من الحقّ إلّابعداً.

إنّ دين اللّه لا يصاب بالقياس (الكافي ج 1 ص 57).

ص:226


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و منية المريد.

573 - عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ السنّة لا تقاس.

ألا ترى أنّ امرأة تقضي صومها. ولا تقضي صلاتها.

- يا أبان - إنّ السنّة إذا قيست. محق الدين (الكافي ج 1 ص 57).

574 - عن عثمان بن عيسى قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن القياس؟

فقال عليه السلام: ما لكم و القياس؟!

إنّ اللّه لا يسأل كيف أحلّ. و كيف حرّم (الكافي ج 1 ص 57).

575 - قال الإمام الحسين عليه السلام:... إنّ من وضع دينه على القياس. لم يزل الدهر في الإرتماس.

مائلاً عن المنهاج.

ظاعناً في الاعوجاج.

ضالّاً عن السبيل.

قائلاً غير الجميل... (التوحيد ص 80).

576 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تقيسوا الدّين. فإنّ من الدّين ما لا ينقاس.

و سيأتي أقوام يقيسون. و هم أعداء الدين.

و أوّل من قاس إبليس (الخصال ص 615).

577 - قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي حنيفة:... أيّهما أعظم. الصلاة أم الصوم؟

قال أبو حنيفة: الصلاة.

قال الإمام الصادق عليه السلام: فما بال الحائض تقضي الصيام. و لا تقضي الصلاة؟!

فكيف يقوم لك القياس. ف اتّق اللّه. و لا تقس (علل الشرائع ج 1 ص 116).

ص:227

578 - عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت: - أصلحك اللّه - إنّا نجتمع. ف نتذاكر ما عندنا. فلا يرد علينا شيء إلّاو عندنا فيه شيء مسطّرو.

و ذلك ممّا أنعم اللّه به علينا بكم.

ثمّ يرد علينا الشيء الصغير. ليس عندنا فيه شيء.

فينظر بعضنا إلى بعض.

و عندنا ما يشبهه.

ف نقيس على أحسنه؟

فقال عليه السلام: و مالكم و للقياس؟

إنّما هلك من هلك - من قبلكم - بالقياس.

ثمّ قال عليه السلام: إذا جائكم ما تعلمون. فقولوا به.

وإن جائكم ما لا تعلمون فها و أهوى بيده إلى فيه.

ثمّ قال عليه السلام: لعن اللّه أبا حنيفة. كان يقول: قال عليّ و قلت أنا.

و قالت الصحابة. و قلت.

ثمّ قال عليه السلام: أكنت تجلس إليه؟

فقلت: لا. و لكن هذا كلامه.

فقلت: - أصلحك اللّه - أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله النّاس بما يكتفون به في عهده؟

قال عليه السلام: نعم. و ما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة.

فقلت: ف ضاع من ذلك شيء؟

فقال عليه السلام: لا. هو عند أهله (الكافي ج 1 ص 57).

ص:228

579 - عن أحمد بن محمّد عن جعفر بن المثنّى الخطيب عن محمّد بن الفضيل و بشر بن إسماعيل قال: قال لي محمّد [بن إسماعيل(1)] ألا أسرّك - يا ابن مثنّى -؟

قال: قلت: بلى.

و قمت إليه.

قال: دخل هذا الفاسق (2)- آنفاً - فجلس قبالة أبي الحسن عليه السلام ثمّ أقبل عليه فقال له:

- يا أبا الحسن - ما تقول في المحرم. أيستظلّ على المحمل؟

فقال عليه السلام له: لا.

قال: فيستظلّ في الخبأ؟

فقال عليه السلام له: نعم.

فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك. فقال: يا أبا الحسن فما فرق بين هذا و هذا؟

فقال عليه السلام: - يا أبا يوسف - إنّ الدين ليس بقياس. ك قياسكم. أنتم تلعبون بالدين.

إنّا صنعنا كما صنع رسول اللّه صلى الله عليه و آله. و قلنا كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يركب راحلته. فلا يستظلّ عليها و تؤذيه الشمس. فيستر جسده بعضه ببعض. و ربّما ستر وجهه بيده.

و إذا نزل. استظلّ بالخبأ. و فيئ البيت. و فيئ الجدار (الكافي ج 4 ص 350).

ص:229


1- - كذا في أكثر النسخ. و في التهذيب قال محمّد: ألا أسرّك إلخ - كما في بعض نسخ الكتاب - و هو الصواب. (نقلاً عن هامش الكافي و هو منقول من مرآة العقول».
2- - المراد - بالفاسق - أبو يوسف القاضي. و قيل: إنّه أوّل من لقب بقاضي القضاة. و أوّل من جعل الامتياز بين لباس العلماء و العوام. و هو تلميذ أبي حنيفة. و من أتباعه. توفّي سنة 182 ه.

580 - عن محمد بن الفضيل قال: كنّا في دهليز يحيى بن خالد بمكّة.

و كان - هناك - أبو الحسن موسى عليه السلام و أبو يوسف.

فقام إليه أبو يوسف. و تربّع بين يديه. فقال: يا أبا الحسن - جعلت فداك -. المحرم يظلّل؟

قال عليه السلام: لا.

قال: فيستظلّ بالجدار و المحمل و يدخل البيت و الخبأ؟

قال عليه السلام: نعم.

قال: فضحك أبو يوسف - شبه المستهزئ -.

فقال له أبو الحسن عليه السلام: - يا أبا يوسف - إنّ الدين ليس بالقياس كقياسك و قياس أصحابك.

إنّ اللّه عزّ وجلّ أمر في كتابه بالطلاق و أكّد فيه بشاهدين. و لم يرض بهما إلّاعدلين.

و أمر في كتابه بالتزويج. و أهمله بلا شهود.

فأتيتم بشاهدين فيما أبطل اللّه.

و أبطلتم شاهدين فيما أكّد اللّه عزّ و جلّ.

و أجزتم طلاق المجنون. و السكران.

حجّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله فأحرم. و لم يظلّل. و دخل البيت و الخبأ.

و استظلّ بالمحمل و الجدار.

فعلنا كما فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله

ف سكت (الكافي ج 4 ص 352).

ص:230

581 - عن ابن شبرمة قال: دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمّد عليهما السلام.

فقال عليه السلام لأبي حنيفة: اتّق اللّه. و لا تقس الدين برأيك. فإنّ أوّل من قاس إبليس.

أمره اللّه عزّ و جلّ بالسجود لآدم. فقال: أنا خير منه.

خلقتني من نار. و خلقته من طين... (علل الشرائع ج 1 ص 115).

582 - عن عيسى بن عبد اللّه القرشيّ رفعه قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه عليه السلام.

فقال عليه السلام له: - يا أبا حنيفة - بلغني أنّك تقيس.

قال: نعم. أنا أقيس.

فقال عليه السلام: - ويلك - لا تقس. إنّ أوّل من قاس إبليس.

قال: خلقتني من نار و خلقته من طين.

قاس ما بين النّار و الطين.

و لو قاس نوريّة آدم. بنور النّار. عرف فضل ما بين النورين. و صفاء أحدهما على الآخر... (علل الشرائع ج 1 ص 116).

583 - عن عيسى بن عبد اللّه القرشيّ رفع الحديث قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبداللّه عليه السلام فقال عليه السلام له: - يا أبا حنيفة - بلغني أنّك تقيس.

قال: نعم. أنا أقيس.

قال عليه السلام: لا تقس. فإنّ أوّل من قاس إبليس. حين قال: خلقتني من نار و خلقته من طين ف قاس ما بين النّار و الطين.

و لو قاس نوريّة آدم عليه السلام. بنوريّة النار. عرف الفضل ما بين النورين.

و صفاء أحدهما على الآخر... (علل الشرائع ج 1 ص 115 و الكافي ج 1 ص 58).

ص:231

584 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أمر اللّه - تعالى ذكره - لا يحمل على المقاييس.

و من حمل أمر اللّه على المقاييس هلك. و أهلك.

إنّ أوّل معصية ظهرت: الأنانيّة عن إبليس اللعين.

حين أمر اللّه - تعالى ذكره - ملائكته بالسجود لآدم.

ف سجدوا.

و أبى إبليس اللعين أن يسجد.

فقال عزّ و جلّ: ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك؟!

قال: أنا خير منه.

خلقتني من نار. و خلقته من طين.

فكان أوّل كفرة قوله: أنا خير منه.

ثمّ قياسه بقوله: خلقتني من نار و خلقته من طين.

ف طرده اللّه عزّ و جلّ عن جواره. و لعنه.

و سمّاه: رجيماً.

و أقسم بعزّته. لا يقيس أحد - في دينه - إلّاقرنه مع عدوّه إبليس. في أسفل درك من النار (علل الشرائع ج 1 ص 84).

ص:232

585 - عن محمّد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: - جعلت فداك - فُقّهنا في الدين. و أغنانا اللّه - بكم - عن النّاس.

حتّى أنّ الجماعة منّا لتكون في المجلس. ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة.

و يحضره جوابها فيما منّ اللّه علينا بكم.

فربّما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك و لا عن آبائك شيء. فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا. و أوفق الأشياء لما جاءنا عنكم.

فنأخذ به؟

فقال عليه السلام: هيهات هيهات.

في ذلك - و اللّه - هلك من هلك يا ابن حكيم.

قال: ثمّ قال عليه السلام: لعن اللّه أبا حنيفة. كان يقول: قال عليّ. و قلت.

قال محمّد بن حكيم لهشام بن الحكم: - و اللّه - ما أردت إلّاأن يرخّص لي في القياس (الكافي ج 1 ص 56).

586 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أوّل من قاس: إبليس الملعون (علل الشرائع ج 1 ص 119).

ص:233

النوادر

587 - روى بشير الدهّان قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا خير في من لا يتفقّه من أصحابنا.

- يا بشير - إنّ الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه. احتاج إليهم.

فإذا احتاج إليهم. أدخلوه في باب ضلالتهم. و هو لا يعلم (منية المريد ص 375 و الكافي ج 1 ص 33).

588 - قال الإمام الصادق عليه السلام: عليكم بالتفقّه في دين اللّه.

و لا تكونوا أعراباً.

فإنّه من لم يتفّقه في دين اللّه. لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة.

و لم يزكّ له عملاً (منية المريد ص 112 و ص 375 و الكافي ج 1 ص 31).

589 - قال الإمام الصادق عليه السلام: تفقّهوا في الدين. فإنّ من لم يتفّقه منكم في الدين فهو أعرابيّ.

وإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول في كتابه: ليتفّقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون (منية المريد ص 112 وص 376 و الكافي ج 1 ص 31).

590 - قال الراوي للإمام الصادق عليه السلام: رجل عرف هذا الأمر. لزم بيته.

و لم يتعرّف إلى أحد من إخوانه؟!

فقال عليه السلام: كيف يتفقّه هذا في دينه؟ (منية المريد ص 375 و الكافي ج 1 ص 31).

ص:234

العنوان الثامن: علم القضاء

اشارة

تمهيد

591 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الحكم حكمان: حكم اللّه. و حكم الجاهليّة.

فمن أخطأ حكم اللّه. حكم بحكم الجاهليّة (الكافي ج 7 ص 407).

592 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الحكم حكمان: حكم اللّه. و حكم أهل الجاهليّة.

فمن أخطأ حكم اللّه. حكم بحكم أهل الجاهليّة (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 3).

593 - قال إبليس لنوح عليه السلام: اذكرني في ثلاثة مواطن.

فإنّي أقرب ما أكون إلى العبد - إذا كان في إحداهنّ -:

اذكرني إذا غضبت.

و اذكرني إذا حكمت بين اثنين.

و اذكرني إذا كنت مع امرأة خالياً ليس معكما أحد (الخصال ص 132).

ص:235

1 - القضاة المرحومون

القضاء بالحقّ مع العلم

594 - قال الإمام الصادق عليه السلام: القضاة أربعة - ثلاثة في النّار و واحد في الجنّة -:

رجل قضى ب جور - و هو يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى ب جور - و هو لا يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى بالحقّ - و هو لا يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى بالحقّ - و هو يعلم - ف هو في الجنّة (الكافي ج 7 ص 407 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 3).

595 - قال الإمام الصادق عليه السلام: القضاة أربعة:

قاضٍ قضى بالحقّ. و هو لا يعلم أنّه حقّ.

فهو في النارّ

و قاضٍ قضى بالباطل. و هو لا يعلم أنّه باطل.

فهو في النار.

و قاضٍ قضى بالباطل. و هو يعلم أنّه باطل.

فهو في النار.

و قاضٍ قضى بالحقّ و هو يعلم أنّه حقّ.

فهو في الجنّة (الخصال ص 247).

ص:236

العدل في الحكم

596 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يد اللّه فوق رأس الحاكم.

ترفرف بالرحمة.

فإذا حاف (في الحكم)(1). وكله اللّه عزّ و جلّ إلى نفسه (الكافي ج 7 ص 410 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 3).

النوادر

597 - عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن رجلين - من أصحابنا - يكون بينهما منازعة في دين - أو ميراث - فتحاكما إلى السلطان - أو إلى القضاة -.

أ يحلّ ذلك؟

فقال عليه السلام: من تحاكم إلى الطاغوت. ف حكم له. فإنّما يأخذ سحتاً - وإن كان حقّه ثابتاً - لأنّه أخذ بحكم الطاغوت. و قد أمر اللّه أن يكفر به.

قلت: كيف يصنعان؟

قال عليه السلام: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا. و نظر في حلالنا و حرامنا.

و عرف أحكامنا. فاُرضوا به حكماً.

فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً.

فإذا حكم بحكمنا. فلم يقبله منه. فإنّما بحكم اللّه قد استخف. و علينا ردّ.

و الرادّ علينا. الرادّ على اللّه. و هو على حدّ الشرك باللّه (الكافي ج 7 ص 412).

ص:237


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

2 - القضاة الملعونون

أخذ الرزق على القضاء من السلطان

598 - عن عبد اللّه بن سنان قال: سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن قاضٍ - بين قريتين - يأخذ من السلطان - على القضاء - الرزق؟!

فقال عليه السلام: ذلك السحت (الكافي ج 7 ص 409 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 4).

ترك العدالة في القضاء

599 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان الحاكم يقول - لمن عن يمينه و لمن عن يساره - : ما ترى؟ ما تقول؟(1) ف على(2) ذلك لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.

الّا يقوم من مجلسه و تجلسهم(3) مكانه (الكافي ج 7 ص 414 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 7).

ص:238


1- - في الفقيه: ما تقول؟ ما ترى؟
2- - قال العلّامة المجلسيّ عليه الرحمة كلمة - ألا - بالفتح. للتحضيض.
3- - هكذا في المصدر. والظاهر: يجلسهم. و في الفقيه: يجلسهما.

600 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل قاضٍ.

كان يقضي بالحقّ فيهم.

فلمّا حضره الموت قال لإمرأته: إذا - أنا - متّ ف أغسليني. و كفّنيني.

و ضعيني على سريري. و غطّي وجهي.

فإنّك لا ترين سوءً.

فلمّا مات. فعلت ذلك.

ثمّ مكثت - بذلك - حيناً.

ثمّ إنّها كشفت - عن وجهه - لتنظر إليه.

فإذاً - هي - ب دودة. تقرض منخره.

ف فزعت من ذلك.

فلمّا كان الليل. أتاها في منامها.

فقال لها: أفزعك ما رأيت؟

قالت: أجل. لقد فزعت.

فقال لها: أمّا لئن كنت فزعت. ما كان الّذي رأيت إلّافي أخيك - فلان -.

أتاني - و معه خصم له - فلمّا جلسا إليّ قلت: اللّهمّ اجعل الحقّ له.

و وجّه القضاء على صاحبه.

فلمّا اختصما إليّ كان الحقّ له.

و رأيت ذلك بيّناً في القضاء. فوجّهت القضاء له على صاحبه.

ف أصابني ما رأيت - لموضع هواي - كان مع موافقة الحقّ (الكافي ج 7 ص 410).

ص:239

الجهل بأحكام القضاء و شرائطه

601 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ من أبغض الخلق - إلى اللّه عزّ وجلّ - ل رجلين:

رجل وكله اللّه تعالى إلى نفسه. فهو جائر عن قصد السبيل. مشعوف(1) بكلام بدعة.

قد لهج بالصّوم و الصّلاة.

ف هو فتنة لمن افتتن به. ضالّ عن هدي من كان قبله. مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد موته. حمّال خطايا غيره. رهن بخطيئته.

و رجل قمش جهلاً في جهّال النّاس. عانٍ بأغباش الفتنة.

قد سمّاه أشباه الناس: عالماً.

و لم يغن فيه يوماً سالماً.

بكر. فإستكثر.

ما قلّ منه خير ممّا كثر.

حتّى إذا ارتوى من آجن. و اكتنز من غير طائل. جلس - بين النّاس - قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره.

و إن خالف قاضياً سبقه. لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده. ك فعله بمن كان قبله.

و إن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات. هيّأ لها حشواً من رأيه.

ثمّ قطع به.

فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت. لا يدري أصاب أم أخطأ.

لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر.

ص:240


1- - في منية المريد: مشغوف.

و لا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهباً.

إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره.

و إن أظلم عليه أمر اكتتم به. لما يعلم من جهل نفسه. لكيلا يقال له: لا يعلم.

ثمّ جسر. ف قضى. فهو مفتاح عشوات. ركّاب شبهات. خبّاط جهالات.

لا يعتذر ممّا لا يعلم. ف يسلم.

و لا يعضّ في العلم بضرسٍ قاطع. ف يغنم.

يذري(1) الروايات. ذرو الريح الهشيم.

تبكي منه المواريث.

و تصرخ منه الدماء.

يستحلّ - بقضائه - الفرج الحرام. و يحرّم - بقضائه - الفرج الحلال.

لا ملىء بإصدار ما عليه ورد. و لا هو أهل لما منه فرط.

من ادّعائه علم الحقّ (الكافي ج 1 ص 55 و منية المريد ص 282).

الجور و الحيف في الحكم

602 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يد اللّه فوق رأس الحاكم.

ترفرف بالرحمة.

فإذا حاف (في الحكم)(2). وكله اللّه عزّ و جلّ إلى نفسه (الكافي ج 7 ص 410 و من

ص:241


1- - في منية المريد: يذرو.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

الجور في الحكم

603 - قال الإمام الصادق عليه السلام: القضاة أربعة - ثلاثة في النّار و واحد في الجنّة -:

رجل قضى ب جور - و هو يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى ب جور - و هو لا يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى بالحقّ - و هو لا يعلم - ف هو في النّار.

و رجل قضى بالحقّ - و هو يعلم - ف هو في الجنّة (الكافي ج 7 ص 407 و من لا يضحره الفقيه ج 3 ص 3).

604 - قال الإمام الصادق عليه السلام: القضاة أربعة:

قاضٍ قضى بالحقّ. و هو لا يعلم أنّه حقّ.

فهو في النارّ

و قاضٍ قضى بالباطل. و هو لا يعلم أنّه باطل.

فهو في النار.

و قاضٍ قضى بالباطل. و هو يعلم أنّه باطل.

فهو في النار.

و قاضٍ قضى بالحقّ و هو يعلم أنّه حقّ.

فهو في الجنّة (الخصال ص 247).

ص:242

605 - قال الإمام الباقر عليه السلام: وجدنا في كتاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا ظهر الزنا - من بعدي - كثر موت الفجأة. و إذا طففت المكيال و الميزان. أخذهم اللّه بالسنين و النقص.

و إذا منعوا الزكاة. منعت الأرض بركتها من الزرع و الثمار و المعادن كلّها.

و إذا جاروا في الأحكام. تعاونوا على الظلم و العدوان.

و إذا نقضوا العهد. سلّط اللّه عليهم عدوّهم.

و إذا قطعوا الأرحام. جعلت الأموال في أيدي الأشرار.

و إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر. و لم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي.

سلّط اللّه عليهم شرارهم. فيدعوا خيارهم. فلا يستجاب لهم (الكافي ج 2 ص 374).

606 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا فشت أربعة. ظهرت أربعة: إذا فشى الزنا. ظهرت الزلازل. و إذا أمسكت الزكاة. هلكت الماشية.

و إذا جار الحكّام - في القضاء - أمسك القطر من السماء.

و إذا خفرت الذمّة. نصر المشركون على المسلمون (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 332).

الجور في الحكم و الجبر عليه

607 - عن عبد اللّه بن مسكان رفعه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من حكم في درهمين بحكم جور - ثمّ جبر عليه - كان من أهل هذه الآية:

و من لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون.

فقلت: و كيف يجبر عليه؟

فقال عليه السلام: يكون له سوط - و سجن - فيحكم عليه.

فإذا رضي بحكومته. و إلّاضربه بسوطه و حبسه في سجنه (الكافي ج 7 ص 408).

ص:243

الحكم بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ

608 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ ف هو كافر باللّه العظيم (الكافي ج 2 ص 408 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 3).

609 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حكم - في درهمين - بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ - ممّن له سوط أو عصا - ف هو كافر بما أنزل اللّه عزّ و جلّ على محمّد صلى الله عليه و آله (الكافي ج 7 ص 407).

610 - قال الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خمس إن أدركتموهنّ. فتعوّذوا باللّه منهنّ:

لم تظهر الفاحشة في قوم - قطّ - حتّى يعلنوها. إلّاظهر فيهم الطاعون و الأوجاع الّتي لم تكن في أسلافهم الّذين مضوا.

و لم ينقصوا المكيال و الميزان. إلّااُخذوا بالسنين و شدّة المؤونة. و جور السلطان.

و لم يمنعوا الزكاة. إلّامنعوا القطر من السماء.

- و لولا البهائم لم يمطروا -.

ولم ينقضوا عهد اللّه و عهد رسوله إلّاسلّط اللّه عليهم عدوّهم.

و أخذوا بعض ما في أيديهم.

و لم يحكموا بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ إلّاجعل اللّه عزّ و جلّ بأسهم بينهم (الكافي ج 2 ص 373).

ص:244

الخطأ في الحكم

611 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أيّ قاضٍ. قضى - بين اثنين - فأخطأ. سقط أبعد من السماء (الكافي ج 7 ص 408 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 5).

612 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من حكم في درهمين. فأخطأ. كفر (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 5).

الرشوة في الحكم

613 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الرشا في الحكم هو الكفر باللّه (الكافي ج 7 ص 409).

614 - عن يزيد بن فرقد. قال: سألت: أبا عبد اللّه عليه السلام عن السحت؟

فقال عليه السلام: (هو)(1) الرشا في الحكم (الكافي ج 7 ص 409 وج 5 ص 127).

615 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الرشا - في الحكم - فهو الكفر باللّه العظيم (الكافي ج 5 ص 127).

616 - قال الإمام الباقر عليه السلام: أمّا الرشا - في الحكم - فإنّ ذلك الكفر باللّه العظيم.

و برسوله صلى الله عليه و آله (الكافي ج 5 ص 126).

617 - قال الإمام الصادق عليه السلام: السحت... و الرشوة في الحكم (الكافي ج 5 ص 127).

618 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: السُّحت... الرشوة في الحكم (الخصال ص 329 و المواعظ ص 61).

ص:245


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي ج 5.

619 - عن عمّار بن مروان قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: السُّحت أنواع كثيرة.

منها: ما اصيب من أعمال الولاة الظلمة.

و منها: اجور القضاة.

و اجور الفواجر. و ثمن الخمر. و النبيذ المسكر. و الربا بعد البيّنة.

فأمّا الرشاء - يا عمّار - في الأحكام. فإنّ ذلك الكفر باللّه العظيم و برسوله (الخصال ص 330).

620 - عن عمّار بن مروان قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الغلول؟

فقال عليه السلام: كلّ شيء غلّ من الإمام فهو سحت.

و أكل مال اليتيم سحت.

و السحت أنواع كثيرة.

منها: ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة.

و منها: اجور القضاة. و اجور الفواجر. و ثمن الخمر. و النبيذ و المسكر و الربا بعد البيّنة.

فأمّا الرشوة - يا عمّار - في الأحكام. فإنّ ذلك الكفر باللّه العظيم و رسوله (معاني الأخبار ص 211).

ص:246

شهادة الزور

621 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ دانيال كان يتيماً لا امّ له و لا أب.

وإن امرأة من بني إسرائيل عجوزاً كبيرة ضمّته. فربّته.

وأنّ ملكاً - من ملكوك بني إسرائيل - كان له قاضيان. و كان لهما صديق. و كان رجلاً صالحاً.

- و كانت له امرأة بهيّة جميلة -. و كان يأتي الملك. فيحدّثه.

واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض اموره.

فقال للقاضيين: اختارا رجلاً. أرسله في بعض اموري.

فقالا: فلان.

فوجّهه الملك.

فقال الرجل للقاضيين: اوصيكما بإمرأتي خيراً.

فقالا: نعم.

فخرج الرجل.

فكان القاضيان يأتيان باب الصديق. فعشقا امرأته. فراوداها عن نفسها. فأبت.

فقالا لها: - و اللّه - لئن لم تفعلي. ل نشهدنّ عليك - عند الملك - بالزنى. ثمّ ل نرجمنّك.

فقالت: إفعلا ما أحببتما.

فأتيا الملك. فأخبراه. و شهدا عنده أنّها بغت.

فدخل الملك - من ذلك - أمر عظيم. و اشتدّ بها غمّه. و كان بها معجباً.

فقال لهما: إنّ قولكما مقبول. و لكن ارجموها - بعد ثلاثة أيّام -.

ص:247

و نادى - في البلد الّذي هو فيه -: احضروا قتل فلانة العابدة. فإنّها قد بغت.

فإنّ القاضيين قد شهدا - عليها - بذلك - فأكثر الناس في ذلك -.

و قال الملك لوزيره: ما عندك - في هذا - من حيلة؟

فقال: ما عندي - في ذلك - من شيء.

فخرج الوزير يوم الثالث - و هو آخر أيّامها - فإذا هو ب غلمان عُراة. يلعبون.

و فيهم دانيال - و هو لا يعرفه -.

فقال دانيال: - يا معشر الصبيان - تعالوا حتّى أكون - أنا - الملك.

و تكون أنت - يا فلان - العابدة. و يكون - فلان و فلان - القاضيين الشاهدين عليها.

ثمّ جمع تراباً. و جعل سيفاً من قصب. و قال للصبيان: خذوا بيد هذا. ف نحّوه إلى مكان كذا و كذا.

و خذوا بيد هذا. ف نحّوه إلى مكان كذا وكذا.

ثمّ دعا بأحدهما. و قال له: قل حقّاً. فإنّك إن لم تقل حقّاً قتلتك.

و الوزير قائم ينظر و يسمع.

فقال: أشهد أنّها بغت.

فقال: متى؟

قال: يوم كذا وكذا.

فقال: ردّوه إلى مكانه. و هاتوا الآخر.

ف ردّوه إلى مكانه. و جاؤوا بالآخر. فقال له: بما تشهد؟

فقال: أشهد أنّها بغت.

ص:248

قال: متى؟

قال: يوم كذا و كذا.

قال: مع من؟

قال: مع فلان ابن فلان.

قال: و أين؟

قال: بموضع كذا و كذا.

فخالف أحدهما صاحبه.

فقال دانيال: اللّه أكبر. شهدا بزور.

يا فلان ناد - في الناس -: أنّهما شهدا - على فلانة - ب زور. ف أحضروا قتلهما.

فذهب الوزير إلى الملك - مبادراً - فأخبره الخبر.

فبعث الملك إلى القاضيين. ف إختلفا كما اختلف الغلامان.

فنادى الملك - في الناس -. و أمر ب قتلهما (1)(الكافي ج 7 ص 426).

(راجع: من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 13 و تهذيب الأحكام ج 6 ص 354 الباب 6).

القضاء بغير حكم اللّه عزّ و جلّ

622 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أيّما مؤمن قدّم مؤمناً - في خصومة - إلى قاضٍ أو سلطانٍ جائر.

فقضى عليه بغير حكم اللّه. فقد شركه في الإثم (الكافي ج 7 ص 411).

ص:249


1- - في تهذيب الأحكام هكذا: ب صلبهما.

القضاء بغير الحقّ

623 - (من جملة ما جاء في خبر حول الفتاوى الباطلة الّتي كان يفتي بها أبو حنيفة):

(قال الراوي):... أخبرت أبا عبداللّه عليه السلام بما أفتى به أبو حنيفة.

فقال عليه السلام: في مثل هذا القضاء - و شبهه - تحبس السماء مائها.

و تمنع الأرض بركتها... (الكافي ج 5 ص 291).

624 - عن داود بن فرقد قال: حدّثني رجل عن سعيد بن أبي الخضيب البجلي قال: كنت مع ابن أبي ليلى - مزاملة - حتّى جئنا إلى المدينة. فبينا نحن في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله إذ دخل جعفر بن محمّد عليهما السلام فقلت لابن أبي ليلى: تقوم بنا إليه؟!

فقال: و ما نصنع عنده؟

فقلت: نسائله و نحدّثه.

فقال: قُم.

فقمنا إليه. فسائلني عن نفسي و أهلي. ثمّ قال عليه السلام: من هذا معك؟

فقلت: ابن أبي ليلى - قاضي المسلمين -.

فقال عليه السلام له: أنت ابن أبي ليلى - قاضي المسلمين -؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: تأخذ مال هذا. فتعطيه هذا؟ و تقتل و تفرّق بين المرء و زوجه؟

لا تخاف في ذلك أحداً؟!

قال: نعم.

قال عليه السلام: فبأيّ شيء تقضي؟

ص:250

قال: بما بلغني عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله و عن عليّ عليه السلام و عن أبي بكر و عمر.

قال عليه السلام: فبلغك عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: إنّ عليّاً عليه السلام أقضاكم؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: فكيف تقضي بغير قضاء عليّ عليه السلام - و قد بلغك هذا -؟

فما تقول: إذا جيئ بأرض من فضّة و سماء من فضّة ثم أخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بيدك ف أوقفك بين يدي ربّك. فقال: - يا ربّ - إنّ هذا قضى بغير ما قضيت؟

قال: ف إصفرّ وجه ابن أبي ليلى - حتّى عاد مثل الزعفران -.

ثمّ قال عليه السلام لي: التمس لنفسك زميلاً.

- و اللّه - لا أكلّمك من رأسي كلمة - أبداً - (الكافي ج 7 ص 408).

625 - روي في خبر: إنّ شرّ البقاع: دور الاُمراء الّذين لا يقضون بالحقّ (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 4).

626 - عن محمد بن مسلم قال: مرّ بي أبو جعفر وأبو عبد اللّه عليهما السلام و أنا جالس عند قاضٍ بالمدينة.

فدخلت - عليه - من الغدّ. فقال عليه السلام لي: ما مجلس رأيتك فيه أمس؟

قال: قلت له: - جعلت فداك - إنّ هذا القاضي لي مكرم.

فربّما جلست إليه.

فقال عليه السلام لي: و ما يؤمنك أن تنزل اللعنة. ف تعمّ من في المجلس (الكافي ج 2 ص 410).

ص:251

العنوان التاسع: علم الكلام

اشارة

تمهيد

627 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة.

و ما خلاهنّ فهو فضل (الكافي ج 1 ص 32).

يقول الناجي الموسوي الجزائري: ف المباحث و المخاصمات والمجادلات الكلامية لم تكن مصداقاً لأيّ نوع من أنواع العلم.

و لم تندرج تحت أي قسم منها.

ف إطلاق لفظ - العلم - عليها. و التعبير عنها ب علم الكلام. إنّما هو مجاز. و مماشاة و مسامحة. فلا تغفل.

قال سيّد بن طاووس (رضوان اللّه تعالى عليه): رأيت - في عمري - ممّن ينتسب إلى علم الكلام. و قد أعقبهم ذلك العلم شكوكاً في مهمّات الإسلام.

... إنّه طريق بعيد في معرفة ربّ الأرباب (كشف المحجّة ص 19).

628 - عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:

و أنّ إلى ربّك المنتهى.

ف إذا انتهى الكلام إلى اللّهّ ف أمسكوا (الكافي ج 1 ص 92).

629 - عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال: اذكروا من عظمة اللّه ما شئتم.

و لا تذكروا ذاته. فإنّكم لا تذكرون منه شيئاً إلّاو هو أعظم منه (التوحيد ص 455).

ص:252

630 - عن بريد العجلي قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أصحابه.

فقال صلى الله عليه و آله: ما جمعكم؟

قالوا: اجتمعنا نذكر ربّنا. و نتفكّر في عظمته.

فقال صلى الله عليه و آله: لن تدركوا التفكّر في عظمته (التوحيد ص 455).

631 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إيّاكم و التفكّر في اللّه.

و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته. فاُنظروا إلى عظيم خلقه (الكافي ج 1 ص 93).

632 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إيّاكم و التفكّر في اللّه.

و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمة اللّه فانظروا إلى عظم خلقه (التوحيد ص 458).

633 - قال الإمام الصادق عليه السلام:... ف متى تفكّر العبد في ماهيّة الباري - و كيفيته - أله فيه

و تحيّر.

و لم تحط فكرته بشيء يتصوّر له.

لأنّه عزّ و جلّ خالق الصور.

فإذا نظر إلى خلقه. ثبت له أنّه عزّ و جلّ: خالقهم. و مركّب أرواحهم في أجسادهم...

(معاني الأخبار ص 8).

634 - عن محمد بن حكيم قال: كتب أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى أبي: إنّ اللّه أعلا و أجلّ و أعظم. من أن يبلغ كُنه صفته.

ف صفوه بما وصف به نفسه.

و كفّوا عمّا سوى ذلك (الكافي ج 1 ص 102).

ص:253

635 - عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إنّ الناس - قِبلنا - قد أكثروا في الصفة.

فما تقول؟

فقال عليه السلام: مكروه.

أما تسمع اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى.

تكلّموا فيما دون ذلك (التوحيد ص 458).

636 - عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السلام - في قول اللّه عزّ و جلّ -:

وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى.

قال عليه السلام: إذا انتهى الكلام إلى اللّه عزّ و جلّ. فأمسكوا (التوحيد ص 456).

637 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: تكلّموا في كلّ شيء.

و لا تكلّموا في اللّه (1)(التوحيد ص 455).

638 - عن محمّد بن زيد قال: جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد.

ف أملى عليه السلام عليّ: الحمد للّه فاطر الأشياء إنشاءً. و مبتدعها ابتداعاً. بقدرته و حكمته.

لا من شيء. فيبطل الاختراع. و لا لعلّة. فلا يصحّ الابتداع.

خلق ما شاء كيف شاء. متوحّداً بذلك لإظهار حكمته. و حقيقة ربوبيته.

لا تضبطه العقول. و لا تبلغه الأوهام. و لا تدركه الأبصار. و لا يحيط به مقدار.

عجزت دونه العبارة. و كلّت دونه الأبصار. و ضلّ فيه تصاريف الصفات.

احتجب بغير حجاب محجوب. و استتر بغير ستر مستور.

عرف بغير رؤية. و وصف بغير صورة. و نعت بغير جسم.

لا إله إلّااللّه الكبير المتعال (الكافي ج 1 ص 105).

ص:254


1- - أي: في ذاته تعالى. أنّه ما هو؟ وكيف هو؟ (نقلاً عن هامش المصدر).

639 - محمّد بن أبي عبد اللّه رفعه قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا ابن آدم - لو أكل قلبك طائر. لم يشبعه.

و بصرك. لو وضع عليه خرق أبرة. ل غطّاه.

تريد أن تعرف - بهما - ملكوت السماوات و الأرض؟!

إن كنت صادقاً. فهذه الشمس. خلق من خلق اللّه.

فإن قدرت أن تملأ عينيك - منها - ف هو كما تقول (1)(الكافي ج 1 ص 93).

640 - عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: - يا ابن آدم - لو أكل قلبك طائر لم يشبعه.

و بصرك لو وضع عليه خرق إبرة. ل غطّاه.

تريد أن تعرف بهما ملكوت السموات و الأرض؟!

إن كنت صادقاً فهذه الشمس. خلق من خلق اللّه. فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول (التوحيد ص 455).

ص:255


1- - عن عاصم ابن حميد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ذاكرت أبا عبد اللّه عليه السلام فيما يروون من الرؤية. فقال عليه السلام: الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي. و الكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش. و العرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب. و الحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور الستر. فإن كانوا صادقين. ف ل يملأوا أعينهم من الشمس - ليس دونها سحاب - (الكافي ج 1 ص 98).

641 - محمّد بن عيسى قال: قرأت في كتاب عليّ بن بلال أنّه سأل الرجل - يعني أبا الحسن عليه السلام -: أنّه روي عن آبائك عليهم السلام: أنّهم نهوا عن الكلام في الدين.

فتأوّل مواليك - المتكلّمون -: بأنّه إنّما نهي من لا يحسن أن يتكلّم فيه.

فأمّا من يحسن أن يتكلّم فيه. فلم ينه.

فهل ذلك كما تأوّلوا أو لا؟!

فكتب عليه السلام: المحسن. و غير المحسن. لا يتكلّم فيه.

فإنّ إثمه أكثر من نفعه (التوحيد ص 459).

642 - قال الإمام الجواد عليه السلام في حديث حول التوحيد:... ف ربّنا تبارك و تعالى لا شبه له و لا ضدّ و لا ندّ. و لا كيفّ و لا نهايةّ و لا تبصار بصر.

و محرّم على القلوب أن تمثلهّ و على الأوهام أن تحدّهّ و على الضمائر أن تكوّنه.

جلّ وعزّ عن أدات خلقه. و سمات بريّته.

و تعالى - عن ذلك - علوّاً كبيراً (الكافي ج 1 ص 117).

643 - عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول لأبي الطفيل - عامر بن واثلة الكناني -: - يا أبا الطفيل - العلم علمان:

علم لا يسع الناس إلّاالنظر فيه.

و هو: صبغة الإسلام.

و علم يسع الناس ترك النظر فيه.

و هو: قدرة اللّه عزّ و جلّ (الخصال ص 41).

ص:256

النوادر

644 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا سمعتم العلم. فإستعملوه. و ل تتّسع قلوبكم.

فإنّ العلم إذا كثر في قلب رجل - لا يحتمله - قدر الشيطان عليه.

فإذا خاصمكم الشيطان. فأقبلوا عليه بما تعرفون.

فإنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً.

فقلت: و ما الّذي نعرفه؟

قال عليه السلام: خاصموه بما ظهر لكم من قدرة اللّه عزّ وجلّ (الكافي ج 1 ص 45).

645 - عن محمّد بن عبيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال عليه السلام لي: قل للعبّاسي:

يكفّ عن الكلام في التوحيد - و غيره -.

و يكلّم الناس بما يعرفون.

و يكفّ عمّا ينكرون.

و إذا سألوك عن التوحيد فقل - كما قال اللّه عزّ و جلّ -: قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوّاً أحد.

و إذا سألوك عن الكيفيّة. فقل - كما قال اللّه عزّ و جلّ -: ليس كمثله شيء.

و إذا سألوك عن السمع. فقل - كما قال اللّه عزّ و جلّ -: هو السميع العليم.

فكلّم الناس بما يعرفون (التوحيد ص 95).

ص:257

1 - المتكلّمون المرحومون

646 - عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: إنّما يعبد اللّه من يعرف اللّه.

فأمّا من لا يعرف اللّه. فإنّما يعبده هكذا. ضلالاً.

قلت: - جعلت فداك - فما معرفة اللّه؟

قال عليه السلام: تصديق اللّه عزّ وجلّ و تصديق رسوله صلى الله عليه و آله وموالاة عليّ عليه السلام. و الائتمام به.

وبأئمّة الهدى عليهم السلام.

و البرائة - إلى اللّه عزّ وجلّ - من عدوّهم.

هكذا يعرف اللّه عزّ و جلّ (الكافي ج 1 ص 180).

647 - عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّما يعرف اللّه عزّ و جلّ و يعبده. من عرف اللّه. و عرف إمامه. منّا أهل البيت.

و من لا يعرف اللّه عزّ و جلّ و لا يعرف الإمام منّا أهل البيت. فإنّما يعرف. و يعبد غير اللّه.

هكذا - و اللّه - ضلالاً (الكافي ج 1 ص 181).

648 - عن يونس بن عبد الرحمن. قال: قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام: بما أوحّد اللّه؟

فقال عليه السلام: - يا يونس - لا تكوننّ مبتدعاً.

من نظر ب رأيه هلك.

و من ترك أهل بيت نبيّه صلى الله عليه و آله ضلّ.

و من ترك كتاب اللّه - و قول نبيّه صلى الله عليه و آله - كفر (الكافي ج 1 ص 56).

ص:258

649 - عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ اليهود سألوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقالوا: إنسب لنا ربّك.

فلبث صلى الله عليه و آله - ثلاثاً - لا يجيبهم.

ثمّ نزل: قل هو اللّه أحد - إلى آخرها - (الكافي ج 1 ص 91).

650 - عن عاصم بن حميد. رفعه قال: سُئل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن التوحيد؟

فقال عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون.

فأنزل اللّه عزّ و جلّ: قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ.

و الآيات من سورة الحديد - إلى قوله -: وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.

فمن رام ما وراء هنالك هلك (التوحيد ص 283).

651 - عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد؟

فقال عليه السلام: كلّ من قرأ قل هو اللّه أحد - و آمن بها - فقد عرف التوحيد.

قلت: كيف يقرؤها؟

قال عليه السلام: كما يقرأ الناس.

و زاد فيه: كذلك اللّه ربّي. كذلك اللّه ربّي. كذلك اللّه ربّي (التوحيد ص 284).

652 - عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد؟

فقال عليه السلام: كلّ من قرأ قل هو اللّه أحد. و آمن بها. فقد عرف التوحيد.

قلت: كيف يقرؤها؟

قال عليه السلام: كما يقرؤها النّاس. و زاد فيه: كذلك اللّه ربّي. [كذلك اللّه ربّي] (الكافي ج 1 ص 91).

ص:259

653 - عن عاصم بن حميد قال: قال: سُئل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن التوحيد؟

فقال عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ علم أنّه يكون - في آخر الزمان - أقوام متعمّقون.

فأنزل اللّه تعالى: قل هو اللّه أحد. و الآيات من سورة الحديد إلى قوله: و هو عليم بذات الصدور.

ف من رام وراء ذلك. فقد هلك (الكافي ج 1 ص 91).

654 - عن ابن عبّاس قال: جاء أعرابي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله. فقال: - يا رسول اللّه - علّمني من غرائب العلم.

قال صلى الله عليه و آله: ما صنعت في رأس العلم حتّى تسأل عن غرائبه؟!

قال الرجل: ما رأس العلم - يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: معرفة اللّه حقّ معرفته.

قال الأعرابي: و ما معرفة اللّه حقّ معرفته؟

قال صلى الله عليه و آله: تعرفه بلا مثل و لا شبه و لا ندّ.

و أ نّه واحد. أحد. ظاهر. باطن. أوّل. آخر.

لا كفو له. و لا نظير.

فذلك حقّ معرفته (منية المريد ص 367 و التوحيد ص 284).

655 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يهلك أصحاب الكلام.

و ينجو المسلّمون.

إنّ المسلّمين هم النجباء (التوحيد ص 458).

ص:260

656 - عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

قال: ذكر عنده الجبر. و التفويض.

فقال عليه السلام: ألا أعطيكم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه.

و لا تخاصمون عليه أحداً. إلّاكسرتموه؟

قلنا: إن رأيت ذلك.

فقال عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يطع بإكراه. و لم يعص بغلبة. و لم يهمل العباد في ملكه

هو المالك لما ملّكهم. و القادر على ما أقدرهم عليه.

فإن ائتمر العباد بطاعته. لم يكن اللّه عنها صادّاً. و لا منها مانعاً.

و إن ائتمروا بمعصيته. فشاء أن يحول بينهم و بين ذلك. فعل.

و إن لم يحلّ. و فعلوه. فليس هو الّذي أدخلهم فيه.

ثمّ قال عليه السلام: من يضبط حدود هذا الكلام. فقد خصم من خالفه (التوحيد ص 361).

657 - عن حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: الناس في القدر على ثلاثة أوجه:

رجل يزعم أنّ اللّه عزّ و جلّ أجبر الناس على المعاصي.

فهذا قد ظلم اللّه عزّ و جلّ في حكمه. فهو كافر.

و رجل يزعم أنّ الأمر مفوّض إليهم.

فهذا قد وهن اللّه في سلطانه. فهو كافر.

و رجل يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ كلّف العباد ما يطيقون. و لم يكلّفهم ما لا يطيقون.

فإذا أحسن. حمد اللّه. و إذا أساء. استغفر اللّه.

فهذا مسلم بالغ. و اللّه الموفّق (الخصال ص 195).

ص:261

658 - عن حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ الناس في القدر. على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أنّ اللّه عزّ و جلّ أجبر الناس على المعاصي.

فهذا قد ظلم اللّه في حكمه. فهو كافر.

و رجل يزعم أنّ الأمر مفوّض إليهم. فهذا قد أوهن اللّه في سلطانه. فهو كافر.

و رجل يزعم أنّ اللّه كلّف العباد ما يطيقون. و لم يكلّفهم ما لا يطيقون.

و إذا أحسن. حمد اللّه. و إذا أساء. استغفر اللّه. فهذا مسلم بالغ (التوحيد ص 360).

659 - عن ابن رئاب و عن غير واحد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من عبد اللّه بالتوهّم(1).

فقد كفر.

و من عبد الإسم - دون المعنى - فقد كفر.

و من عبد الإسم والمعنى فقد كفر.

و من عبد الإسم والمعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته - الّتي وصف بها نفسه -. ف عقد عليه قلبه. و نطق به لسانه - في سرائره و علانيته - فأولئك أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام - حقّاً.

و في حديث آخر: أولئك هم المؤمنون - حقّاً - (الكافي ج 1 ص 87).

ص:262


1- - أي: من غير أن يكون على يقين في وجوده تعالى و صفاته. أو بأن يتوهّمه محدوداً مدركاً بالوهم. و إنّما كفر. لأنّ الشكّ كفر. و لأنّ كلّ محدود ومدرك بالوهم غيره سبحانه. فمن عبده كان عابداً لغيره. فهو كافر. (نقلاً عن هامش الكافي و هو مأخوذ من مرآة العقول).

660 - سهل قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام سنة خمس و خمسين و مأتين:

قد اختلف - يا سيّدي - أصحابنا في التوحيد.

منهم من يقول: هو جسم.

و منهم من يقول: هو صورة.

فإن رأيت - يا سيّدي - أن تعلّمني من ذلك. ما أقف عليه - و لا أجوزه - فعلت متطوّلاً على عبدك.

فوقّع عليه السلام بخطّه: سألت عن التوحيد.

و هذا عنكم معزول(1).

اللّه واحد. أحد. لم يلد. ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد.

خالق و ليس بمخلوق.

يخلق تبارك و تعالى ما يشاء من الأجسام و غير ذلك. و ليس بجسم.

و يصوّر ما يشاء. و ليس بصورة.

جلّ ثناؤه و تقدّست أسماؤه أن يكون له شبه.

هو لا غيره.

ليس كمثله شيء.

و هو السميع البصير (الكافي ج 1 ص 103).

ص:263


1- - أي: لستم مكلّفين بأن تخوضوا فيه بعقولكم. بل اعتقدوا ما نزل اللّه تعالى إليكم من صفاته. أو ليس لكم السؤال. بل بيّن اللّه تعالى لكم (نقلاً عن هامش الكافي).

661 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام و دخل(1) عليه رجل من الخوارج.

فقال (له)(2): - يا أبا جعفر - أيّ شيء تعبد؟!

قال عليه السلام: اللّه تعالى.

قال: رأيته؟

قال عليه السلام: لم تره العيون بمشاهدة العيان.

و رأته القلوب بحقائق الإيمان.

لا يعرف بالقياس. و لا يشبه بالناس. موصوف بالآيات. معروف بالعلامات.

لا يجور في حكمه.

ذلك اللّه لا إله إلّاهو.

قال: فخرج الرجل و هو يقول: اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 352 و الكافي ج 1 ص 97).

ص:264


1- - في الكافي: فدخل.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.

662 - عن عبيد بن زرارة قال: حدّثني حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الاستطاعة.

فلم يجبني.

فدخلت عليه عليه السلام دخلة اخرى.

فقلت: - أصلحك اللّه - إنّه قد وقع في قلبي - منها - شيء. لا يخرجه إلّاشيء أسمعه منك قال عليه السلام: فإنّه لا يضرّك ما كان في قلبك.

قلت: - أصلحك اللّه - إنّي أقول: إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يكلّف العباد ما لا يستطيعون.

و لم يكلّفهم إلّاما يطيقون.

و إنّهم لا يصنعون شيئاً - من ذلك - إلّابإرادة اللّه. و مشيئته. و قضائه. و قدره.

قال: فقال عليه السلام: هذا دين اللّه الّذي أنا عليه و آبائي (الكافي ج 1 ص 162).

663 - عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا محمّد - إنّ الناس لا يزال(1) بهم(2) المنطق. حتّى يتكلّموا في اللّه.

فإذا سمعتم ذلك(3) فقولوا: لا إله إلّااللّه الواحد الّذي ليس كمثله شيء (الكافي ج 1 ص 92 و التوحيد ص 456).

ص:265


1- - لعلّ الصحيح: لا يزل بهم المنطق.
2- - في بعض النسخ: لهم المنطق (نقلاً عن هامش الكافي).
3- - أي: إذا سمعتم الكلام في اللّه. فاقتصروا على التوحيد. و نفي الشرك. منبّهاً على أ نّه لا يجوز الكلام و تبيين معرفته إلّابسلب التشابه والتشارك بينه وبين غيره (نقلاً عن هامش الكافي).

664 - عن عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: اسم اللّه غيره.

و كلّ شيء وقع عليه إسم شيء. فهو مخلوق. ما خلا اللّه.

فأمّا ما عبّرته الألسن. أو عملت الأيدي. فهو مخلوق. و اللّه غاية من غاياته.

و المغيّى غير الغاية. و الغاية موصوفة.

و كلّ موصوف مصنوع. و صانع الأشياء. غير موصوف ب حدّ مسمّى.

لم يتكوّن. فيعرف كينونيته بصنع غيره. و لم يتناه إلى غاية إلّاكانت غيره.

لا يزل(1) من فهم هذا الحكم أبداً. و هو التوحيد الخالص.

ف أرعوه. و صدّقوه. و تفهّموه بإذن اللّه.

من زعم أ نّه يعرف اللّه بحجاب أو بصورة. أو بمثال. فهو مشرك. لأنّ حجابه و مثاله و صورته غيره. و إنّما هو واحد متوحّد.

فكيف يوحّده من زعم أ نّه عرفه بغيره.

و إنّما عرف اللّه من عرفه باللّه. فمن لم يعرفه به. فليس يعرفه. إنّما يعرف غيره.

ليس بين الخالق و المخلوق شيء. و اللّه خالق الأشياء. لا من شيء كان.

و اللّه يسمّى بأسمائه. و هو غير أسمائه. و الأسماء غيره (الكافي ج 1 ص 113-114).

ص:266


1- - في بعض النسخ: لا يذل. أي: لا يذل ذلّ الجهل و الضلال. من فهم هذا الحكم و عرف سلب جميع ما يغايره عنه. و علم أنّ كلّ ما يصل إليه أفهام الخلق. فهو غيره تعالى (نقلاً عن هامش الكافي و هو مأخوذ من مرآة العقول).

2 - المتكلّمون الملعونون

اشارة

665 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يهلك أصحاب الكلام.

و ينجو المسلّمون.

إنّ المسلّمين هم النجباء (التوحيد ص 458).

666 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من نصب نفسه للقياس. لم يزل دهره في التباس.

و من دان اللّه بالرأي. لم يزل دهره في ارتماس (الكافي ج 1 ص 58).

667 - قال الإمام الصادق عليه السلام: متكلّمو هذه العصابة من شرّ من هم منه من كلّ صنف (التوحيد ص 460).

668 - عن عاصم بن حميد. رفعه قال: سُئل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن التوحيد؟

فقال عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون.

فأنزل اللّه عزّ و جلّ: قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ.

و الآيات من سورة الحديد - إلى قوله -: وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.

فمن رام ما وراء هنالك هلك (التوحيد ص 283).

669 - عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من التوحيد؟

فرفع عليه السلام يديه إلى السماء.

و قال عليه السلام: تعالى اللّه الجبّار.

إنّ من تعاطى ما ثمّ. هلك (التوحيد ص 456).

ص:267

670 - عن زكريّا بن عمران عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: لا يكون شيء في السماوات و لا في الأرض إلاّ ب سبع: ب قضاء. و قدر. و إرادة. و مشيئة. و كتاب.

و أجل. وإذن.

ف من زعم غير هذا. فقد كذب على اللّه.

أو ردّ على اللّه عزّ وجلّ (الكافي ج 1 ص 149).

671 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: - يا أبا عبيدة - إيّاك و أصحاب الخصومات. و الكذّابين علينا. فإنّهم تركوا ما امروا بعلمه. و تكلّفوا علم السماء.

- يا أبا عبيدة - خالقوا الناس بأخلاقهم. و زايلوهم بأعمالهم.

إنّا لا نعدّ الرجل - فينا - عاقلاً. حتّى يعرف لحن القول.

ثمّ قرأ عليه السلام هذه الآية: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (التوحيد ص 459).

672 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم: إنّه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة.

قال: قلت: - جعلت فداك - يزعم قوم من أهل العراق أ نّه يسمع بغير الّذي يبصر.

و يبصر بغير الّذي يسمع؟!

قال: فقال عليه السلام: كذبوا. و ألحدوا. و شبّهوا.

تعالى اللّه عن ذلك. إنّه سميع بصير. يسمع بما يبصر. و يبصر بما يسمع.

قال: قلت: يزعمون أنّه بصير على ما يعقلونه.

قال: فقال عليه السلام: تعالى اللّه.

إنّما يعقل ما كان بصفة المخلوق.

و ليس اللّه كذلك (الكافي ج 1 ص 108).

ص:268

673 - عن هشام بن الحكم قال: قال أبو شاكر الديصاني: إنّ في القرآن آية - هي قولنا (1)-. قلت: ما هي؟

فقال: و هو الّذي في السماء إله. و في الأرض إله.

فلم أدر بما أجبه(2).

فحججت. فخبّرت أبا عبد اللّه عليه السلام.

فقال عليه السلام: هذا كلام زنديق خبيث.

إذا رجعت إليه. فقل له: ما إسمك بالكوفة؟

فإنّه يقول: فلان.

فقل (له)(3): ما إسمك بالبصرة؟

فإنّه يقول: فلان.

فقل: كذلك اللّه ربّنا.

في السماء إله. و في الأرض إله. و في البحار إله. (و في القفار إله)(4). و في كلّ مكان إله.

قال: فقدمت. فأتيت أبا شاكر. فأخبرته.

فقال: هذه نقلت من الحجاز (الكافي ج 1 ص 128 والتوحيد ص 133).

ص:269


1- - في التوحيد هكذا: هي قوّة لنا.
2- - في التوحيد: بما اجيبه.
3- - مابين القوسين لم يذكر في التوحيد.
4- - مابين القوسين لم يذكر في التوحيد.

674 - قال أميرالمؤمنين - صلوات اللّه عليه - بُني الكفر على أربع دعائم: الفسق. و الغلو.

و الشكّ. و الشبهة...

و الغلوّ على أربع شعب:

على التعمّق بالرأي.

و التنازع فيه.

و الزيغ.

و الشقّاق.

فمن تعمّق لم ينب إلى الحقّ. و لم يزدد إلّاغرقاً في الغمرات.

و لم تنحسر عنه فتنة إلّاغشيته اخرى. و انخرق دينه.

فهو يهوي في أمر مريج.

و من نازع في الرأي و خاصم شهر بالعثل من طول اللجاج.

و من زاغ. قبحت عنده الحسنة و حسنت عنده السيّئة.

و من شاقّ أعورت عليه طرقه و اعترض عليه أمره.

فضاق عليه مخرجه إذا لم يتّبع سبيل المؤمنين... (الكافي ج 2 ص 392).

675 - عن مفضّل بن عمر. و عبد المؤمن الأنصاريّ عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال اللّه عزّ وجلّ: أنا اللّه لا إله إلّاأنا. خالق الخير و الشرّ.

فطوبى لمن أجريت على يديه الخير.

و ويل لمن أجريت على يديه الشرّ.

و ويل لمن يقول: كيف ذا؟ و كيف هذا؟... (الكافي ج 1 ص 154).

ص:270

676 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة في التوحيد:... إنّ اللّه تبارك و تعالى كلّف تخييراً. و نهى تحذيراً. و أعطى على القليل كثيراً.

و لم يعص مغلوباً.

و لم يطع مكرهاً.

و لم يملك مفوّضاً.

و لم يخلق السماوات والأرض - و ما بينهما - باطلاً.

و لم يبعث النبيّين - مبشّرين و منذرين - عبثاً.

ذلك ظنّ الّذين كفروا(1).

فويل للّذين كفروا من النار (الكافي ج 1 ص 155).

677 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من زعم أنّ اللّه يأمر بالفحشاء. فقد كذب على اللّه.

و من زعم أنّ الخير و الشرّ إليه. فقد كذب على اللّه (الكافي ج 1 ص 156).

678 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام - في قول اللّه عزّ و جلّ -:

وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً.

قال عليه السلام: من لم يدلّه خلق السماوات و الأرض. و اختلاف اللّيل و النهار. و دوران الفلك و الشمس و القمر - و الآيات العجيبات - على أنّ وراء ذلك أمراً أعظم منه.

فهو في الآخرة أعمى و أضلّ سبيلاً.

قال عليه السلام: فهو عمّا لم يعاين. أعمى و أضلّ (التوحيد ص 455).

ص:271


1- - تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان. و خصماء الرحمن. و حزب الشيطان. و قدريّة هذه الاُمّة. و مجوسها.

679 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من زعم أن اللّه يأمر بالسوء والفحشاء. فقد كذب على اللّه.

و من زعم أنّ الخير و الشرّ بغير مشيئة اللّه. فقد أخرج اللّه من سلطانه.

و من زعم أنّ المعاصي بغير قوّة اللّه. فقد كذب على اللّه(1).

و من كذب على اللّه. أدخله اللّه النار (الكافي ج 1 ص 158).

ص:272


1- - عن أبي طالب القمّي عن رجل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت: أجبر اللّه العباد على المعاصي؟ قال عليه السلام: لا. قلت: ف فوّض إليهم الأمر؟ قال عليه السلام: قال: لا. قال: قلت فماذا؟ قال عليه السلام: لطف من ربّك بين ذلك (الكافي ج 1 ص 159). قال رجل للإمام الصادق عليه السلام: الناس مجبورون؟ قال عليه السلام: لو كانوا مجبورين. كانوا معذورين. قال: ف فوّض إليهم؟ قال عليه السلام: لا. قال: فما هم؟ قال عليه السلام: علم منهم فعلاً. فجعل فيهم آلة الفعل. فإذا فعلوا. كانوا مع الفعل مستطيعين (الكافي ج 1 ص 161).

680 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام - في قول اللّه عزّ و جلّ -:

وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً.

قال عليه السلام: من لم يدلّه خلق السماوات و الأرض. و اختلاف اللّيل و النهار. و دوران الفلك و الشمس و القمر - و الآيات العجيبات - على أنّ وراء ذلك أمراً أعظم منه.

فهو في الآخرة أعمى و أضلّ سبيلاً.

قال عليه السلام: فهو عمّا لم يعاين. أعمى و أضلّ (التوحيد ص 455).

681 - عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّه قد كان - فيمن كان قبلكم - قوم تركوا علم ما وكّلوا بعلمه.

و طلبوا علم ما لم يوكّلوا بعلمه.

فلم يبرحوا حتّى سألوا عمّا فوق السماء.

ف تاهت قلوبهم.

فكان أحدهم يدعى - من بين يديه - فيجيب من خلفه.

و يدعى - من خلفه - فيجيب من بين يديه (التوحيد ص 456).

682 - عن منصور بن حازم. قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام: هل يكون اليوم شيء. لم يكن في علم اللّه بالأمس؟

قال عليه السلام: لا.

من قال هذا. فأخزاه اللّه.

قلت: أرأيت ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم اللّه؟

قال عليه السلام: بلى. قبل أن يخلق الخلق (الكافي ج 1 ص 148).

ص:273

683 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ليس في البرق الخاطف مستمع لمن يخوض في الظلمة (1)(الكافي ج 8 ص 23).

684 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من زعم أنّ اللّه من شيء. أو في شيء. أو على شيء.

فقد كفر.

قلت: فسّر لي؟

قال عليه السلام: أعني بالحواية من الشيء له. أو بإمساك له. أو من شيء سبقه.

و في رواية اخرى: من زعم أنّ اللّه من شيء فقد جعله محدثاً.

و من زعم أ نّه في شيء فقد جعله محصوّراً.

و من زعم أ نّه على شيء فقد جعله محمولاً (الكافي ج 1 ص 128).

685 - عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم اللّه تعالى بالأمس؟

قال عليه السلام: لا.

من قال هذا. فأخزاه اللّه.

قلت أرأيت ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم اللّه؟

قال عليه السلام: بلى. قبل أن يخلق الخلق (التوحيد ص 334).

ص:274


1- - لعلّ المراد أ نّه لا ينفعك ما يقرع سمعك من العلوم النادرة كالبرق الخاطف. بل ينبغي أن تواظب على سماع المواعظ و تستضيء دائماً بأنوار الحكم لتخرجك من ظلم الجهالات. ويحتمل أن يكون المراد لا ينفع سماع العلم مع الإنغماس في ظلمات المعاصي و الذنوب (نقلاً عن هامش الكافي و هو مأخوذ من مرآت العقول للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي -).

686 - عن أبان بن عثمان الأحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أخبرني عن اللّه تبارك و تعالى. لم يزل سميعاً بصيراً عليماً قادراً؟

قال عليه السلام: نعم.

فقلت له: فإنّ رجلاً ينتحل موالاتكم - أهل البيت - يقول: إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل سميعاً بسمع. و بصيراً ببصر. و عليماً بعلم. و قادراً بقدرة.

قال: فغضب عليه السلام. ثمّ قال عليه السلام: من قال ذلك - و دان به - فهو مشرك. و ليس من ولايتنا على شيء. إنّ اللّه تبارك و تعالى ذاتٌ علّامة سميعة بصيرة قادرة (الأمالي ص 708).

687 - عن هشام بن الحكم قال: قال أبو شاكر الديصاني: إنّ في القرآن آية - هي قولنا -.

قلت: ما هي؟

فقال: و هو الّذي في السماء إله. و في الأرض إله.

فلم أدر بما أجبه. فحججت. فخبّرت أبا عبد اللّه عليه السلام.

فقال عليه السلام: هذا كلام زنديق خبيث.

إذا رجعت إليه. فقل له: ما إسمك بالكوفة؟

فإنّه يقول: فلان.

فقل له: ما إسمك بالبصرة؟

فإنّه يقول: فلان.

فقل: كذلك اللّه ربّنا.

في السماء إله. و في الأرض إله. و في البحار إله. و في القفار إله. و في كلّ مكان إله.

قال: فقدمت. فأتيت أبا شاكر. فأخبرته.

فقال: هذه نقلت من الحجاز (الكافي ج 1 ص 128).

ص:275

688 - عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بمرو. فقلت له: - يا ابن رسول اللّه - روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: إنّه لا جبر و لا تفويض. بل أمر بين أمرين.

فما معناه؟

قال عليه السلام: من زعم: أنّ اللّه يفعل أفعالنا. ثمّ يعذّبنا عليها. فقد قال بالجبر.

و من زعم: أنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض أمر الخلقّ و الرزق إلى حججه عليهم السلام. فقد قال بالتفويض.

و القائل بالجبر كافر.

و القائل بالتفويض مشرك.

فقلت له: - يا ابن رسول اللّه - فما أمر بين أمرين؟

فقال عليه السلام: وجود السبيل إلى إتيان ما امروا به. و ترك ما نهوا عنه.

فقلت له: فهل للّه عزّ و جلّ مشيّة. و إرادة في ذلك؟

فقال عليه السلام: فأمّا الطاعات. فإرادة اللّه و مشيّته - فيها -: الأمر بها. و الرضا لها.

و المعاونة عليها.

و إرادته. و مشيّته في المعاصي: النهي عنها. و السخط لها. و الخذلان عليها.

قلت: فهل للّه فيها القضاء؟

قال عليه السلام: نعم. ما من فعل يفعله العباد - من خير أو شرّ - إلّاو للّه فيه قضاء.

قلت: ما معنى هذا القضاء؟

قال عليه السلام: الحكم عليهم بما يستحقّونه على أفعالهم من الثواب و العقاب. في الدنيا و الآخرة (عيون الأخبار ج 1 الباب 11 ح 17).

ص:276

689 - قال الإمام الرضا عليه السلام:... إيّاك و قول الجهّال (من)(1) أهل العمى و الضلال.

الّذين يزعمون: أنّ اللّه عزّ و جلّ - و تقدّس - موجود في الآخرة للحساب و الثواب و العقاب.

و ليس بموجود في الدنيا للطاعة و الرجاء.

و لو كان في الوجود للّه عزّ و جلّ نقص و اهتضام لم يوجد في الآخرة أبداً.

و لكنّ القوم تاهوا. و عموا. و صمّوا عن الحقّ من حيث لا يعلمون.

و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً.

يعني: أعمى عن الحقائق الموجودة.

و قد علم ذوو الألباب. أنّ الاستدلال على ما هناك لا يكون إلّابما هاهنا.

و من أخذ علم ذلك برأيه. و طلب وجوده و إدراكه عن نفسه - دون غيرها - لم يزدد من علم ذلك إلّابُعداً.

لأنّ اللّه عزّ و جلّ جعل علم ذلك خاصّة عند قوم يعقلون. و يعلمون و يفهمون (التوحيد ص 438 و عيون الأخبار ج 1 ص 156 الباب 12).

ص:277


1- - ما بين القوسين لم يذكر في التوحيد.

690 - عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ف ورد عليه رجل من أهل الشام. فقال: إنّي رجل صاحب كلام. و فقه. و فرائض. و قد جئت لمناظرة أصحابك

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: كلامك. من كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله. أو من عندك؟

فقال: من كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله. و من عندي.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: فأنت - إذاً - شريك رسول اللّه؟

قال: لا.

قال عليه السلام: ف سمعت الوحي عن اللّه عزّ وجلّ يخبرك؟

قال: لا.

قال عليه السلام: ف تجب طاعتك. كما تجب طاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟

قال: لا.

ف التفت أبو عبد اللّه عليه السلام إليّ فقال عليه السلام: - يا يونس بن يعقوب - هذا قد خصم نفسه - قبل أن يتكلّم -.

ثمّ قال: - يا يونس - لو كنت تحسن الكلام كلّمته.

قال يونس: ف يالها من حسرة.

فقلت: - جعلت فداك - إنّي سمعتك تنهى عن الكلام. و تقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد. و هذا لا ينقاد. و هذا ينساق. و هذا لا ينساق. و هذا نعقله.

و هذا لا نعقله.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّما قلت: ف ويل لهم. إن تركوا ما أقول. و ذهبوا إلى ما يريدون (1)(الكافي ج 1 ص 171).

ص:278


1- - أي: تركوا ما ثبت منّا و صحّ نقله عنّا من مسائل الدين و أخذوا بآرائهم فيها فنصروها بمثل هذه المجادلات (نقلاً عن هامش الكافي).

التجاوز في التوحيد ما ذكره اللّه عزّ و جلّ في كتابه

691 - عن محمّد بن أبي عمير قال: دخلت على سيّدي موسى بن جعفر عليهم السلام.

فقلت له: - يا ابن رسول اللّه - علّمني التوحيد.

فقال عليه السلام: - يا أبا أحمد - لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره اللّه تعالى ذكره في كتابه.

فتهلك (التوحيد ص 76).

692 - عن المفضّل قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن شيء من الصفة؟

فقال عليه السلام: لا تجاوز ما في القرآن (الكافي ج 1 ص 102).

693 - عن عبد الرحيم بن عتيك القصير قال: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ قوماً - بالعراق - يصفون اللّه. بالصورة و بالتخطيط.

فإن رأيت - جعلني اللّه فداك - أن تكتب إليّ بالمذهب الصحيح من التوحيد؟

ف كتب عليه السلام إليّ: سألت - رحمك اللّه - عن التوحيد. و ما ذهب إليه من قبلك.

ف تعالى اللّه الّذي ليس كمثله شيء. و هو السميع البصير.

تعالى عمّا يصفه الواصفون. المشبّهون اللّه بخلقه. المفترون على اللّه.

ف اعلم - رحمك اللّه - إنّ المذهب الصحيح - في التوحيد - ما نزل به القرآن. من صفات اللّه جلّ و عزّ.

ف أنف عن اللّه تعالى البطلان. و التشبيه. فلا نفي. و لا تشبيه. هو اللّه الثابت الموجود.

تعالى اللّه عمّا يصفه الواصفون.

و لا تعدّوا القرآن. ف تضلّوا بعد البيان (الكافي ج 1 ص 100).

ص:279

تقدّر عظمة الربّ عزّ و جلّ على قدر العقل

694 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لرجل - ضمن خطبة - في التوحيد:... اعلم أنّ الراسخين في العلم هم الّذين أغناهم اللّه عن الاقتحام في السدد. المضروبة دون الغيوب.

فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.

فقالوا: آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا.

فمدح اللّه عزّ و جلّ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً.

و سمّى تركهم التعمّق - في ما لم يكلّفهم البحث عنه منهم - رسوخاً.

فإقتصر على ذلك.

و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك. فتكون من الهالكين (التوحيد ص 55-56).

ص:280

التفكّر في ذات اللّه عزّ و جلّ

695 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من أفكر(1) في ذات اللّه. تزندق (2)(الكافي ج 8 ص 22).

696 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: دعوا التفّكر في اللّه.

فإنّ التفكّر في اللّه لا يزيد إلّاتيهاً.

لأنّ اللّه تبارك و تعالى لا تدركه الأبصار. و لا تبلغه الأخبار (التوحيد ص 457).

697 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ ارحم خلفائي - ثلاثاً -.

قيل: - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يبلّغون(3) حديثي و سنّتي.

ثمّ يعلّمونها امّتي (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 247).

698 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من فكّر في اللّه. كيف كان. هلك (التوحيد ص 460).

699 - عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إيّاكم و التفكّر في اللّه.

فإنّ التفكّر في اللّه لا يزيد إلّاتيهاً.

لأنّ اللّه عزّ و جلّ لا تدركه الأبصار. و لا يوصف بمقدار (التوحيد ص 457).

ص:281


1- - أفكر في الشيء و فكّر و تفكّر. بمعنى واحد.
2- - أي: صار زنديقاً (نقلاً عن هامش الكافي و هو منقول عن مرآة العقول).
3- - في نسخة: يتّبعون.

التكلّم في ذات اللّه عزّ و جلّ

700 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكلّموا في ما دون العرش.

و لا تكلّموا في ما فوق العرش.

فإنّ قوماً تكلّموا في اللّه عزّ و جلّ. ف تاهوا.

حتّى كان الرجل ينادي - من بين يديه - فيجيب من خلفه.

و ينادى - من خلفه - فيجيب من بين يديه (التوحيد ص 455).

701 - عن أبي عبيدة الحذّاء قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: - يا زياد - إيّاك و الخصومات.

فإنّها تورث الشكّ. و تحبط العمل. و تردي صاحبها.

و عسى أن يتكلّم بالشيء. فلا يغفر له.

إنّه كان - فيما مضى - قوم. تركوا علم ما وكّلوا به. و طلبوا علم ما كفوه.

حتّى انتهى كلامهم إلى اللّه عزّ و جلّ.

فتحيّروا.

فأن كان الرجل ل يدعى - من بين يديه - فيجيب من خلفه.

و يدعى - من خلفه - فيجيب من بين يديه (التوحيد ص 456).

702 - عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: دخل عليه قوم من هؤلاء الّذين يتكلّمون في الربوبيّة.

فقال عليه السلام: اتّقوا اللّه. و عظّموا اللّه. و لا تقولوا ما لا نقول.

فإنّكم إن قلتم و قلنا. متّم و متناً.

ثمّ بعثكم اللّه و بعثنا. فكنتم حيث شاء اللّه. و كنّا (التوحيد ص 457).

ص:282

703 - عن منذر الثوري عن محمّد بن الحنفية قال: إنّ هذه الاُمّة لن تهلك. حتّى تتكلّم في ربّها (التوحيد ص 457).

704 - عن ضريس الكناسي قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إيّاكم و الكلام في اللّه.

تكلّموا في عظمته.

و لا تكلّموا فيه.

فإنّ الكلام في اللّه لا يزداد إلّاتيهاً (1)(التوحيد ص 457).

705 - عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: تكلّموا في خلق اللّه.

و لا تكلّموا في اللّه.

فإنّ الكلام في اللّه لا يزيد إلّاتحيّراً (التوحيد ص 454).

706 - عن أبي عبيدة الحذّاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: - يا زياد - إيّاك و الخصومات.

فإنّها تورث الشكّ. و تحبط العمل. و تردي صاحبها.

و عسى أن يتكلّم الرجل بالشيء. لا يغفر له.

- يا زياد - إنّه كان فيما مضى قوم. تركوا علم ما وكّلوا به.

و طلبوا علم ما كفوه. حتّى انتهى بهم الكلام إلى اللّه عزّ و جلّ. فتحيّروا.

فإن كان الرجل ليدعى - من بين يديه - فيجيب من خلفه.

أو يدعى - من خلفه - فيجيب من بين يديه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 503).

ص:283


1- - في نسخة: فإنّ الكلام فيه لا يزداد صاحبه إلّاتيهاً (نقلاً عن هامش المصدر).

707 - عن أبي عبيدة الحذّاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: - يا زياد - إيّاك و الخصومات.

فإنّها تورث الشكّ. و تحبط العمل. و تردي صاحبها.

و عسى أن يتكلّم بالشيء. فلا يغفر له.

إنّه كان - فيما مضى - قوم تركوا علم ما وكّلوا به. و طلبوا علم ما كفّوه. حتّى انتهى كلامهم إلى اللّه. ف تحيّروا.

حتّى أن كان الرجل ل يدعى - من بين يديه -. ف يجيب من خلفه.

و يدعى - من خلفه - ف يجيب. من بين يديه.

و في رواية اخرى: حتّى تاهوا في الأرض (1)(الكافي ج 1 ص 92).

708 - عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: تكلّموا في خلق اللّه.

و لا تتكلّموا في اللّه.

فإنّ الكلام - في اللّه - لا يزداد صاحبه إلّاتحيّراً.

و في رواية اخرى عن حريز: تكلّموا في كلّ شيء.

و لا تتكلّموا في ذات اللّه (الكافي ج 1 ص 92).

ص:284


1- - أي: تحيّروا. ولم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات - و المبصرات -. فضلاً عن الخفايا من المعقولات (نقلاً عن هامش الكافي).

التطلّع إلى قضاء و قدر الربّ عزّ و جلّ

709 - عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام - في القدر -:

ألا إنّ القدر سرّ من سرّ اللّه.

و ستر من ستر اللّه.

و حرز من حرز اللّه.

مرفوع في حجاب اللّه.

مطوي عن خلق اللّه.

مختوم بخاتم اللّه.

سابق في علم اللّه.

وضع اللّه العباد عن علمه.

و رفعه فوق شهاداتهم. و مبلغ عقولهم. لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربّانيّة.

و لا بقدرة الصمدانيّة. و لا بعظمة النورانيّة. و لا بعزّة الوحدانيّة.

لأ نّه بحر زاخر. خالص للّه تعالى.

عمقه ما بين السماء و الأرض. عرضه ما بين المشرق و المغرب.

أسود. ك اللّيل الدامس. كثير الحيّات و الحيتان.

يعلو مرّةً. و يسفل اخرى.

في قعره شمس تضيىء.

لا ينبغي أن يطّلع إليها إلّااللّه الواحد الفرد.

فمن تطّلع إليها. فقد ضادّ اللّه عزّ و جلّ في حكمه. و نازعه في سلطانه.

و كشف عن ستره و سرّه.

و باء بغضب من اللّه. و مأواه جهنّم و بئس المصير (التوحيد ص 383).

ص:285

710 - جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: - يا أمير المؤمنين - أخبرني عن القدر؟

قال عليه السلام: بحر عميق. فلا تلجّه.

قال: - يا أمير المؤمنين - أخبرني عن القدر؟

قال عليه السلام: طريق مظلم. فلا تسلكه.

قال عليه السلام: - يا أمير المؤمنين - أخبرني عن القدر؟

قال عليه السلام: سرّ اللّه. فلا تكلّفه... (التوحيد ص 365).

711 - سأل رجل الإمام الصادق عليه السلام عن الجبر و القدر؟

فقال عليه السلام: لا جبر و لا قدر. و لكن منزلة بينهما.

فيها لحق الّتي بينهما.

لا يعلمها إلّاالعالم. أو من علّمها إيّاه العالم (الكافي ج 1 ص 159).

ص:286

التكذيب بقدر اللّه عزّ و جلّ

712 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خمسة لعنتهم. و كلّ نبيّ مجاب: الزائد في كتاب اللّه.

و التارك لسنّتي. و المكذّب بقدر اللّه. و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.

و المستأثر بالفيء. و المستحلّ له (الكافي ج 2 ص 293).

713 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّي لعنت سبعة - لعنهم اللّه و كلّ نبيّ مجاب قبلي -.

فقيل: و من هم؟

فقال صلى الله عليه و آله: الزائد في كتاب اللّه. و المكذّب بقدر اللّه. و المخالف لسنّتي. و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه. و المتسلّط بالجبريّة ليعزّ من أذلّ اللّه. و يذلّ من أعزّ اللّه.

و المستأثر على المسلمين بفيئهم. مستحلّاً له (الخصال ص 349).

714 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: سبعة لعنهم اللّه. و كلّ نبي مجاب:

المغيّر لكتاب اللّه. و المكذّب بقدر اللّه. و المبدّل سنّة رسول اللّه.

و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه عزّ و جلّ.

و المتسلّط في سلطانه ليعزّ من أذلّ اللّه. و يذلّ من أعزّ اللّه.

و المستحلّ ل حُرم اللّه.

و المتكبّر على عباد اللّه عزّ و جلّ (الخصال ص 350).

715 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ستّة لعنهم اللّه و كلّ نبي مجاب: الزائد في كتاب اللّه.

و المكذّب بقدر اللّه. و التارك لسنّتي. و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.

و المتسلّط بالجبروت ليذلّ من أعزّه اللّه. و يعزّ من أذلّه اللّه.

و المستأثر بفيء المسلمين. المستحلّ له (الخصال ص 338).

ص:287

716 - عن إسماعيل بن مسلم أنّه سُئل الصادق عليه السلام عن الصلاة خلف من يكذّب بقدر اللّه عزّ و جلّ؟

قال عليه السلام: فليعد كلّ صلاة. صلّاها خلفه (التوحيد ص 383).

717 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أربعة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة:

عاقّ. و منّان. و مكذّب بالقدر. و مدمن خمر (الخصال ص 203).

718 - عن عليّ بن أبي حمزة قال: حدّثني أبي أنّه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: يحشر المكذّبون بقدر اللّه - من قبورهم - قد مسخوا قردة و خنازير (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 253).

719 - عن إسماعيل بن جابر قال: كان في مسجد المدينة رجل يتكلّم في القدر. و الناس مجتمعون.

قال: فقلت: - يا هذا - أسألك؟

قال: سل.

قلت: يكون في ملك اللّه تبارك و تعالى ما لا يريد؟

قال: فأطرق طويلاً. ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: - يا هذا -. لئن قلت: إنّه يكون في ملكه ما لا يريد. إنّه لمقهور.

و لئن قلت: لا يكون في ملكه إلّاما يريد. أقررت لك بالمعاصي.

قال: فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: سألت هذا القدري. فكان - من جوابه - كذا وكذا.

فقال عليه السلام: لنفسه نظر.

أما لو قال غير ما قال. ل هلك (الكافي ج 1 ص 158).

ص:288

النظر في اللّه عزّ و جلّ كيف هو

720 - عن الحسين ابن الميّاح عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من نظر في اللّه كيف هو؟

هلك (الكافي ج 1 ص 92).

وصف الربّ عزّ و جلّ بصفة المخلوقين

721 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه جلّ جلاله: ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي.

و ما عرفني من شبّهني بخلقي.

و ما على ديني من استعمل القياس في ديني (التوحيد ص 68 و الأمالي ص 55 و عيون الأخبار ج 1 ص 107 الباب 11).

722 - قال الإمام الرضا عليه السلام في شأن التوحيد:... و إنّما اختلف الناس في هذا الباب.

حتّى تاهوا. و تحيّروا. و طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة. في وصفهم اللّه بصفة أنفسهم.

فإزدادوا من الحقّ بعداً.

و لو وصفوا اللّه عزّ و جلّ بصفاته و وصفوا المخلوقين بصفاتهم. لقالوا بالفهم واليقين.

و لما اختلفوا.

فلمّا طلبوا من ذلك ما تحيّروا فيه. ارتبكوا.

و اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (التوحيد ص 439).

ص:289

723 - قام رجل إلى الرضا عليه السلام فقال له: - يا ابن رسول اللّه - صفّ لنا ربّك.

فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.

فقال الرضا عليه السلام: إنّه من يصفّ ربّه بالقياس. لا يزال الدهر في الالتباس.

مائلاً عن المنهاج.

ظاعناً في الاعوجاج.

ضالّاً عن السبيل.

قائلاً غير الجميل.

اعرّفه بما عرف به نفسه. من غير رؤية.

و أصفه بما وصف به نفسه. من غير صورة... (التوحيد ص 47).

724 - عن عبد الرحمن بن عتيك القصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من الصفة.

ف رفع عليه السلام يده إلى السماء.

ثمّ قال عليه السلام: تعالى الجبّار.

من تعاطي ما ثمّ. هلك (1)(الكافي ج 1 ص 94).

725 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: إنّ اللّه تعالى لا يشبهه شيء.

أيّ فحش أو خنى أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة.

أو بتحديد و أعضاء؟!

تعالى اللّه - عن ذلك - علوّاً كبيراً (الكافي ج 1 ص 105).

ص:290


1- - أي من تناول بيان ما هنالك من صفاته الحقيقيّة العينيّة. هلك. و ضلّ ضلالاً بعيداً. و في القاموس: التعاطي: التناول. و تناول ما لا بحقّ. و التنازع في الأخذ و ركوب الأمر (نقلاً عن هامش الكافي).

726 - عن إبراهيم الكرخي قال: قلت للصادق عليه السلام: إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ و جلّ في منامه.

فما يكون ذلك؟

فقال عليه السلام: ذلك رجل لا دين له.

إنّ اللّه تبارك و تعالى لا يرى في اليقظة و لا في المنام. و لا في الدنيا و لا في الآخرة (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 708).

727 - قال أبو الصلت للإمام الرضا عليه السلام: - يابن رسول اللّه - فما معنى الخبر الّذي رووه:

إنّ ثواب لا إله إلّااللّه. النظر إلى وجه اللّه؟

فقال عليه السلام: - يا أبا الصلت - من وصف اللّه - بوجه كالوجوه - فقد كفر.

و لكن وجه اللّه: أنبياؤه و رسله و حججه - صلوات اللّه عليهم -.

هم الّذين بهم يتوجّه إلى اللّه. و إلى دينه و معرفته.

و قال اللّه عزّ و جلّ: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ.

و قال عزّ و جلّ: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ.

فالنظر إلى أنبياء اللّه و رسله و حججّه عليهم السلام - في درجاتهم - ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 545 والتوحيد ص 117 و عيون الأخبار ج 1 ص 106 الباب 11) (دقت).

ص:291

728 - عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟!

فقال: إنّه خالي.

فقال عليه السلام: إنّه يقول في اللّه قولاً عظيماً.

يصف اللّه. و لا يوصف.

فإمّا جلست معه. و تركتنا.

و إمّا جلست معنا. و تركته.

فقلت: هو يقول ما شاء.

أي شيء عليّ منه إذا لم أقل. ما يقول؟

فقال أبو الحسن عليه السلام: أما تخاف أن تنزل به نقمة. فتصيبكم جميعاً.

أما علمت بالّذي كان من أصحاب موسى عليه السلام - و كان أبوه من أصحاب فرعون -.

فلمّا لحقت خيل فرعون موسى عليه السلام تخلّف عنه ليعظ أباه - فيلحقه بموسى -.

فمضى أبوه. و هو يراغمه حتّى بلغا طرفاً من البحر.

ف غرقا جميعاً.

فأتي موسى عليه السلام الخبر.

فقال: هو في رحمة اللّه.

و لكن النقمة - إذا نزلت - لم يكن لها عمّن قارب المذنِب. دفاع (الكافي ج 2 ص 375).

ص:292

729 - قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة في التوحيد: الحمد للّه الواحد الأحد. الصمد المتفرّد. الّذي لا من شيء كان. و لا من شيء خلق ما كان.

قدرة بان بها من الأشياء. و بانت الأشياء منه.

فليست له صفة تنال. و لا حدّ تضرب له فيه الأمثال.

كَلّ دون صفاته. تحبير اللغات.

و ضلّ هناك تصاريف الصفات.

و حار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير.

و انقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير.

و حال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب.

تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول في لطيفات الاُمور.

فتبارك اللّه الّذي لا يبلغه بعد الهمم. و لا يناله غوص الفطن.

و تعالى الّذي ليس له وقت معدود. و لا أجل ممدود. و لا نعت محدود.

سبحان الّذي ليس له أول مبتدأ. و لا غاية منتهى. و لا آخر يفنى.

سبحانه هو كما وصف نفسه.

و الواصفون لا يبلغون نعته... (الكافي ج 1 ص 134).

ص:293

730 - كتب محمّد بن فرج إلى الإمام الكاظم عليه السلام حول ما قال بعض في وصف ربّ عزّ و جلّ بالصورة و الجسم.

فكتب عليه السلام: دع عنك حيرة الحيران. و استعذ باللّه من الشيطان... (الكافي ج 1 ص 105 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 351 و التوحيد ص 97).

731 - قال الإمام الرضا عليه السلام: من قال بالتشبيه و الجبر. فهو كافر مشرك.

و نحن منه برآء في الدنيا و الآخرة (عيون الأخبار ج 1 الباب 11 ح 45).

732 - قال الإمام الجواد عليه السلام: من قال بالجسم. فلا تعطوه شيئاً من الزكاة.

و لا تصلّوا خلفه (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 248).

733 - قال الإمام الهادي عليه السلام: ليس منّا من زعم أنّ اللّه جسم.

نحن منه براء في الدنيا و الآخرة (الأمالي ص 251 و التوحيد ص 104).

734 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة في التوحيد:... من وصف اللّه. فقد حدّه.

و من حدّه. فقد عدّه.

و من عدّه. فقد أبطل أزله.

و من قال: أين؟

فقد غيّاه.

و من قال: على مَ؟

فقد أخلا منه.

و من قال في مَ؟

فقد ضمنه (الكافي ج 1 ص 140).

ص:294

735 - قال الإمام الكاظم عليه السلام حول التوحيد: أوّل الديانة به. معرفته. و كمال معرفته.

توحيده. و كمال توحيده. نفي الصفات عنه. بشهادة كلّ صفة. أ نّها غير الموصوف. و شهادة الموصوف. أ نّه غير الصفة. و شهادتهما - جميعاً - بالتثنية الممتنع منه الأزل.

فمن وصف اللّه. فقد حدّه.

و من حدّه. فقد عدّه.

و من عدّه. فقد أبطل أزله.

و من قال: كيف؟

فقد استوصفه.

و من قال: فيم؟

فقد ضمنه.

و من قال على م؟

فقد جهله.

و من قال: أين؟

فقد أخلا منه.

و من قال: ما هو؟

فقد نعته.

و من قال: إلى م؟

فقد غاياه.

عالم إذ لا معلوم. و خالق إذ لا مخلوق. و ربّ إذ لا مربوب.

و كذلك يوصف ربّنا. و فوق ما يصفه الواصفون (الكافي ج 1 ص 140).

ص:295

736 - عن الحسن بن عبدالرحمن الحمّاني. قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام:

إنّ هشام بن الحكم زعم أنّ اللّه جسم ليس كمثله شيء. عالم سميع بصير قادر متكلّم ناطق. و الكلام و القدرة و العلم تجري مجرى واحداً - ليس شيء منها مخلوقاً -؟!

فقال عليه السلام: قاتله اللّه. أما علم أن الجسم محدود. و الكلام غير المتكلّم(1).

معاذ اللّه. و أبرأ إلى اللّه من هذا القول.

لا جسم و لا صورة و لا تحديد. و كلّ شيء سواه مخلوق.

و إنّما تكون الأشياء بإرادته و مشيّته من غير كلام. و لا تردّد في نفس و لا نطق بلسان (التوحيد ص 100).

737 - عن الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام يقول: لم يزل اللّه تبارك و تعالى عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً.

فقلت له: - يا ابن رسول اللّه - إنّ قوماً يقولون(2): إنّه عزّ و جلّ لم يزل عالماً بعلم. و قادراً بقدرة. و حيّاً بحياة. و قديماً بقدم. و سميعاً بسمع. و بصيراً ببصر.

فقال عليه السلام: من قال بذلك (3)- و دان به - فقد اتّخذ مع اللّه آلهة اخرى. و ليس من ولايتنا على شيء. ثمّ قال عليه السلام: لم يزل اللّه عزّ و جلّ عالماً(4) قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً لذاته. تعالى عمّا يقول المشركون و المشبهون علوّاً كبيراً (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 352 و عيون الأخبار ج 1 ص 109 الباب 11).

ص:296


1- - تعرّض عليه السلام لإبطال شيئين - في كلام هشام - ليسا بالحقّ: كونه تعالى جسماً. و كلامه تعالى كالعلم و القدرة من صفات الذات. و سكت عن الباقي لكونه حقّاً (نقلاً عن هامش التوحيد).
2- - في عيون الأخبار هكذا: يقولون: لم يزل اللّه عالماً بعلم و قادراً.
3- - في عيون الأخبار: ذلك.
4- - في عيون الأخبار: عليماً.

738 - عن يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: ذكر عنده قوم يزعمون أنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل إلى السماء الدنيا.

فقال عليه السلام: إنّ اللّه لا ينزل. و لا يحتاج إلى أن ينزل.

إنّما منظره - في القرب و البعد - سواء.

لم يبعد منه قريب. و لم يقرب منه بعيد. ولم يحتج إلى شيء بل يحتاج إليه.

و هو ذو الطول. لا إله إلّاهو العزيز الحكيم.

أمّا قول الواصفين: إنّه ينزل تبارك و تعالى.

فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة.

و كلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به.

ف من ظنّ باللّه الظنون هلك.

فأحذروا في صفاته. من أن تقفوا له على حدّ تحدونه بنقص أو زيادة. أو تحريك.

أو تحرّك. أو زوال. أو استنزال. أو نهوض. أو قعود.

فإنّ اللّه جلّ و عزّ عن صفة الواصفين. و نعت الناعتين. و توهّم المتوهّمين.

و توكّل على العزيز الرحيم الّذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين (الكافي ج 1 ص 125).

ص:297

النوادر

نصب الربّ عزّ و جلّ غرضاً للخصومات

739 - قال عليه السلام: من نصب اللّه غرضاً للخصومات. أو شكّ أن يكثر الإنتقال (1)(الكافي ج 2 ص 301).

740 - قال الإمام الصادق عليه السلام: لا يخاصم إلّامن قد ضاق بما في صدره (التوحيد ص 461).

741 - قال الإمام الصادق عليه السلام: لا يخاصم إلّاشاكّ. أو من لا ورع له (التوحيد ص 460).

742 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخصومة تمحق الدين.

و تحبط العمل. و تورث الشكّ (التوحيد ص 458).

743 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: لا يخاصم إلّارجل ليس له ورع. أو رجل شاكّ (التوحيد ص 458).

ص 213).

744 - عن عنبسة العابد عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: إيّاكم و الخصومة في الدين.

فإنّها تشغل القلب عن ذكر اللّه عزّ و جلّ.

و تورث النفاق.

و تكسب الضغائن.

و تستجيز الكذب (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 503).

745 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال:

ص:298


1- - أي: من الحقّ إلى الباطل (نقلاً عن هامش الصمدر).

لعن اللّه الّذين اتّخذوا دينهم شحّاً.

يعني: الجدال. ليدحضوا الحقّ بالباطل (التوحيد ص 461).

746 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ المخاصمة ممرضة للقلب (الكافي ج 1 ص 166 و ج 2

747 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إيّاكم و المراء و الخصومة.

فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان.

و ينبت عليهما النفاق (منية المريد ص 317).

748 - قال الإمام الصادق عليه السلام: المراء داء دوي.

و ليس في الإنسان خصلة شرّ منه.

و هو خلق إبليس و نسبته.

فلا يماري - في أيّ حال كان - إلّامن كان جاهلاً بنفسه و بغيره. محروماً من حقائق الدين (1)(منية المريد ص 171).

ص:299


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ذروا المراء. فإنّه لا تفهم حكمته. و لا تؤمن فتنته (منية المريد ص 170). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يدع المراء - وإن كان محقّا - (منية المريد ص 171).

749 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الشيطان ل يوسوس للرجل و يناجيه و يقول: ناظر الناس لئلا يظنّوا بك العجز و الجهل.

ثمّ المراء لا يخلو من أربعة أوجه: إمّا أن تتمارى أنت و صاحبك فيما تعلمان.

فقد تركتما - بذلك - النصيحة. و طلبتما الفضيحة. و أضعتما ذلك العلم.

أو تجهلانه. فأظهرتما جهلاً و خاصمتما جهلاً.

و إمّا تعلمه أنت. فظلمت صاحبك بطلب عثرته.

أو يعلمه صاحبك. فتركت حرمته. و لم تنزله منزلته.

و هذا - كلّه - محال.

فمن أنصف. و قبل الحقّ و ترك المماراة فقد أوثق إيمانه.

وأحسن صحبة دينه. و صان عقله (1)(منية المريد ص 171).

ص:300


1- - واعلم أن حقيقة المراء: الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه لفظاً أو معنىً أو قصداً - لغير غرض ديني أمر اللّه به. و ترك المراء يحصل بترك الإنكار و الاعتراض بكلّ كلام يسمعه. فإن كان حقّاً وجب التصديق به بالقلب و إظهار صدقه حيث يطلب منه. و إن كان باطلاً - و لم يكن متعلقاً باُمور الدين - فاُسكت عنه ما لم يتمحّض النهي عن المنكر بشروطه (منية المريد ص 172). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاث من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ دخل الجنّة من أي باب شاء: من حسن خلقه. و خشي اللّه في المغيب و المحضر. و ترك المراء. وإن كان محقّاً (منية المريد ص 316).

750 - عن أبي الدرداء و أبي أمامة. و واثلة و أنس قالوا: خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوماً.

ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين.

فغضب صلى الله عليه و آله غضباً شديداً لم يغضب مثله.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: إنّما هلك - من كان قبلكم - بهذا.

ذروا المراء.

فإنّ المؤمن لا يماري.

ذروا المراء.

فإنّ المماري قد تمّت خسارته.

ذروا المراء.

فإنّ المماري. لا أشفع له يوم القيامة.

ذروا المراء.

فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنّة - في رباضها و أوسطها و أعلاها - لمن ترك المراء و هو صادق.

ذروا المراء.

فإنّ أوّل ما نهاني عنه ربّي - بعد عبادة الأوثان - المراء (منية المريد ص 316).

ص:301

العنوان العاشر: النوادر

751 - عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله.

فقال: - يا رسول اللّه - ما العلم؟

قال صلى الله عليه و آله: الإنصات.

قال: ثمّ مه (يا رسول اللّه)(1) ؟

قال صلى الله عليه و آله: الإستماع له.

قال: ثمّ مه؟

قال صلى الله عليه و آله: الحفظ له.

قال: ثمّ مه (يا رسول اللّه)(2) ؟

قال صلى الله عليه و آله: العمل به.

قال: ثمّ مه؟

قال صلى الله عليه و آله: ثمّ نشره (الخصال ص 287 و الكافي ج 1 ص 48 و منية المريد ص 147).

ص:302


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و الخصال.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و الخصال.

752 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله المسجد. فإذاً جماعة قد أطافوا برجل فقال صلى الله عليه و آله: ما هذا؟

فقيل(1): علّامة.

فقال صلى الله عليه و آله: و ما العلّامة؟

فقالوا (2)(له)(3): أعلم الناس بأنساب العرب. و وقائعها. و أيّام الجاهليّة. و الأشعار (العربيّة)(4).

(قال عليه السلام)(5): فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: ذاك علم لا يضرّ من جهله. و لا ينفع من علمه(6).

ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه و آله: إنّما العلم ثلاثة:

آية محكمة.

أو فريضة عادلة.

أو سنّة قائمة.

و ما خلاهنّ فهو فضل (منية المريد ص 113 و الكافي ج 1 ص 32).

ص:303


1- - في معاني الأخبار و الأمالي هكذا: فقالوا: علّامة - يا رسول اللّه -.
2- - في معاني الأخبار و الأمالي: قالوا.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في منية المريد و معاني الأخبار و الأمالي.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و معاني الأخبار.
5- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و معاني الأخبار.
6- - معاني الأخبار ص 141 و الأمالي ص 340.

753 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّي لأرحم ثلاثة.

و حقّ لهم أن يرحموا:

عزيز أصابته مذلّة - بعد عزّ (1)-.

و غنيّ أصابته حاجة - بعد الغنى -.

و عالم يستخفّ به أهله و الجهلة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 281 و المواعظ ص 105 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 62).

754 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ثلاثة يشكون إلى اللّه عزّ و جلّ:

مسجد خراب لا يصلّي فيه أهله.

و عالم بين جهّال.

و مصحف معلّق قد وقع عليه غبار. لا يقرء فيه (الخصال ص 142).

755 - قال الإمام الصادق عليه السلام: سبعة يفسدون أعمالهم:

الرجل الحليم ذو العلم الكثير. لا يعرف بذلك. و لا يذكر به... (الخصال ص 348).

ص:304


1- - في المواعظ: العزّ.

756 - قال الإمام السجّاد عليه السلام:... إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته. و هديه.

و تماوت في منطقه. و تخاضع في حركاته. ف رويداً. لا يغرّنكم.

فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا - و ركوب المحارم منها - لضعف بنيته.

و مهانته. و جُبن قلبه. فنصب الدين فخّاً لها. فهو لا يزل يختل الناس بظاهره.

فإن تمكّن من حرام. اقتحمه.

فإذا وجدتموه يعفّ من المال الحرام. ف رويداً. لا يغرّنكم.

فإنّ شهوات الخلق مختلفة. فما أكثر من ينبو عن المال الحرام - وإن أكثر -.

و يحمل نفسه على شوهاء قبيحة. فيأتي منها محرّماً.

فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك. ف رويداً. لا يغرّنكم. حتّى تنظروا ما عقدة(1) عقله.

فما أكثر من يترك ذلك أجمع. ثمّ لا يرجع إلى عقل متين.

فيكون ما يفسده - بجهله - أكثر ممّا يصلحه - بعقله -.

فإذا وجدتم عقله متيناً. ف رويداً. لا يغرّنكم. حتّى تنظروا - مع هواه - يكون على عقله

أو يكون - مع عقله - على هواه؟ و كيف محبّته للرئاسات الباطلة و زهده فيها؟

فإنّ في الناس من خسر الدنيا و الآخرة بترك الدنيا للدنيا.

و يرى أنّ لذّة الرئاسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال و النعم المباحة المحلّلة.

فيترك ذلك - أجمع - طلباً للرئاسة. حتّى إذا قيل له: إتّق اللّه. أخذته العزّة بالإثم.

فحسبه جهنّم ولبئس المهاد.

فهو يخبط خبط عشواء.

ص:305


1- - في نسخة: عقده.

يقوده أوّل باطل إلى أبعد غايات الخسارة.

و يمدّ يده - بعد طلبه لما لا يقدر عليه - في طغيانه.

فهو يحلّ ما حرّم اللّه. و يحرّم ما أحلّ اللّه.

لا يبالي ما فات من دينه. إذا سلمت له رئاسته الّتي قد شقي من أجلها.

فأولئك مع الّذين غضب اللّه عليهم و لعنهم و أعدّ لهم عذاباً مهيناً.

و لكنّ الرجل. كلّ الرجل. نعم الرجل: هو الّذي جعل هواه تبعاً لأمر اللّه.

و قواه مبذولة في رضاء اللّه تعالى.

يرى الذلّ - مع الحقّ - أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل.

و يعلم أنّ قليل ما يحتمله - من ضرائها - يؤدّيه إلى دوام النعم. في دار لا تبيد.

و لا تنفد.

و إنّ كثير ما يلحقه من سرّائها - إن اتّبع هواه - يؤدّيه إلى عذاب. لا انقطاع له و لا زوال.

فذلكم الرجل.

نعم الرجل.

ف به. فتمّسكوا.

و ب سنّته. فإقتدوا.

و إلى ربّكم ف به. فتوسّلوا.

فإنّه لا تردّ له دعوة.

و لا تخيب له طلبة (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 53).

ص:306

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.