ثواب الاعمال فی القرآن

اشارة

عنوان و نام پديدآور:ثواب الاعمال فی القرآن [کتاب]/هاشم الناجی الموسوی الجزایری

مشخصات نشر:قم: ناجی جزایری، 1390

مشخصات ظاهری:456ص.

فروست:موسوعه آثار الاعمال؛ 31

وضعیت فهرست نویسی:در انتظار فهرستنویسی (اطلاعات ثبت)

يادداشت:چاپ اول

شماره کتابشناسی ملی:2716793

ص :1

اشارة

ص :2

مقدمة المؤلف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على سيّد الأنبياء و المرسلين محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.

و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين. من الآن الى قيام يوم الدين.

امّا بعد: فهذا هو الكتاب المسّمى ب: ثواب الأعمال في القرآن(1)

ونذكر فيه الآيات الكريمة الّتي تتعرّض لذكر ثواب الأعمال في الآخرة(2).

يشمل هذا الكتاب الذى بين يديك - أيها العزيز - على العناوين التالية:

1 - ثواب الأعمال و المواضيع(3) 2 - ثواب الأنبياء عليهم السلام و الأوصياء عليهم السلام والأولياء

3 - ثواب الطوائف و الفِرَق و الجماعات

ص:3


1- - و نذكر في الجزء الثاني من هذا الكتاب ما يتعلّق ب: عقاب الأعمال في القرآن. و سيطبع في ما بعد - إن شاء اللّه تعالى - بحقّ محمّد و آله المعصومين عليهم السلام.
2- - ونذكر - تكميلاً للفائدة - بعض الأحاديث الشريفة الّتي تناسب موضوع الآيات الكريمة.
3- - نذكر تلك الأعمال والمواضيع - في كتابنا هذا - على ترتيب حروف الهجاء. واعلم أيّها العزيز إنّه طبع و نشر - في السابق - بحمد اللّه تعالى و ببركات أهل البيت عليهم السلام - من جملة موسوعة: آثار الأعمال في دار الدنيا - كتابنا الموسوم ب: آثار الأعمال و منافع الأفعال في القرآن

أسأل اللّه العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير - والإقدام الأقل من القليل - خالصاً لكريم وجهه. و احياءاً لأمر أهل بيته عليهم السلام و اقتصاصاً لآثار هم. و مذاكرة لأحاديثهم. و تخليداً لذكرهم عليه السلام. و ذريعةً للتمسّك بولائهم (صلوات اللّه تعالى عليهم). و البرائة من اعدائهم.

و أسأله عزّ و جلّ بحقّهم عليهم السلام أن يرزقنى البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه.

و ينفعنى به يوم لا ينفع مال و لا بنون الاّ من أتى اللّه بقلب سليم.

و أسأله تبارك و تعالى أن يشارك في أجره و ثوابه و خيره و نفعه: والدي و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق عليّ. و من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف. و يؤيّد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.

لا يدّعي مؤلّف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الآيات القرآنية الكريمة في الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوين التى تليقها.

و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض تلك الآيات في أبوابها المناسبة لها - غفلةً و سهواً و خطاءاً منه -.

إذ الإنسان محلّ الخطأ و السهو و النسيان. و العصمة مخصوصة بأهلها - عليهم صلوات الرحمان -.

و هذا لا يكون الّا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبّع الكامل في هذا المجال.

العبد الفقير الى رحمة ربّه الغني

السيّد هاشم الناجى الموسوي الجزائري

ص:4

ص:5

الصورة

ص:6

الصورة

ص:7

الصورة

ص:8

الصورة

ص:9

الصورة

ص:10

الصورة

ص:11

الصورة

ص:12

الصورة

ص:13

الصورة

ص:14

الصورة

ص:15

تمهيد

1 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل - عليّ - القرآن.

و هو الّذي من خالفه. ضلّ.

و من ابتغى علمه عند غير عليّ عليه السلام هلك (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 121).

2 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا.

و جعلنا شهداء على خلقه. و حجّته في أرضه.

و جعلنا مع القرآن. و جعل القرآن معنا.

لا نفارقه و لا يفارقنا (الكافي ج 1 ص 191).

3 - قال الإمام الباقر عليه السلام: نحن خزّان علم اللّه. و نحن تراجمة وحي اللّه.

و نحن الحجّة البالغة على من دون السماء و من فوق الأرض (الكافي ج 1 ص 192).

4 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام:... إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّامن ذاق طعمه...

فأطلبوا ذلك من عند أهله - خاصّة -.

فإنّهم - خاصّة - نور يستضاء به.

و أئمّة يقتدى بهم.

و هم عيش العلم. و موت الجهل.

هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم.

و صمتهم عن منطقهم.

و ظاهرهم عن باطنهم... (الكافي ج 8 ص 390-391).

ص:16

العنوان الأول: ثواب الأعمال و المواضيع الإحسان

اشارة

1 -... وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 1«58» [1] (البقرة)

2 -... بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ2 فَلَهُ أَجْرُهُ3 عِنْدَ رَبِّهِ4 وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ5 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 6«112» [2] (البقرة)

ص:17

3 - الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ 1«172» [1] (آل عمران).

4 - فَأَثابَهُمُ اللّهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ «85» [2] (المائدة).

5 -... إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ2 مِنَ الْمُحْسِنِينَ 3«56» [3] (الأعراف).

6 -... إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 4«120» [4] (التوبة).

ص:18

7 - لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا1 الْحُسْنى2 وَ زِيادَةٌ3 وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ4 وَ لا ذِلَّةٌ5 أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «26» [1] (يونس).

ص:19

8 -... فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 1«115» [1] (هود).

9 -... وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 2«56» [2] (يوسف).

10 -... لِلَّذِينَ3 أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ4 وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ «30» [3]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ «31» [4] (النحل).

11 -... وَ بَشِّرِ5 الْمُحْسِنِينَ 6«37» [5] (الحجّ).

12 -... وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ 7«69» [6] (العنكبوت).

ص:20

13 - وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ1 مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً «29» [1] (الأحزاب).

14 -... لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا2 فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ3... «10» [2] (الزمر).

15 - لَهُمْ ما يَشاؤُنَ4 عِنْدَ رَبِّهِمْ5 ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ 6«34» [3] (الزمر).

16 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «15» [4]

آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ7 إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ «16» [5]

كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ «17» [6]

وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ «18» [7]

وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ «19» [8] (الذاريات).

ص:21

17 -... وَ يَجْزِيَ1 الَّذِينَ أَحْسَنُوا2 بِالْحُسْنَى 3«31» [1] (النجم).

18 - هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ 4,5«60» [2] (الرحمن).

ص:22

19 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ «41» [1]

وَ فَواكِهَ مِمّا يَشْتَهُونَ «42» [2]

كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 1«43» [3]

إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «44» [4] (المرسلات).

ص:23

20 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: اعلموا - يا عباد اللّه - إنّ المؤمن يعمل لثلاث من الثواب:

إمّا لخير الدنيا. فإنّ اللّه سبحانه يثيبه بعمله في دنياه.

قال اللّه سبحانه لإبراهيم: وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ.

فمن عمل للّه تعالى أعطاه أجره في الدنيا و الآخرة. و كفاه المهمّ فيهما.

و قد قال اللّه تعالى: يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ. [1]

فما أعطاهم اللّه في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة.

قال اللّه تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ [2] .

و الحسنى(1): هي الجنّة. و الزيادة: هي الدنيا.

و إمّا لخير الآخرة. فإنّ اللّه تعالى يكفّر بكلّ حسنة سيّئة.

قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ [3] .

حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم. ثمّ أعطاهم - بكلّ واحدة - عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

قال اللّه عزّ و جلّ: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً [4] .

و قال عزّ و جلّ: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ [5] .

فأرغبوا في هذا - رحمكم اللّه - و اعملوا له. و تحاضّوا عليه (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 25 المجلس 1 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 262 المجلس 31). (راجع: الغارات ج 1 ص 146).

ص:24


1- - في الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة -: فالحسنى.

الإحسان إلى من أساء

21 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ1 أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ 2«22» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [2]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [3] (الرعد).

22 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ3 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «54» [4]

وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ «55» [5] (القصص).

ص:25

الإحسان بعد الإسائة

23 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ1 أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ 2«22» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [2]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [3] (الرعد).

ص:26

الإخبات إلى الربّ عزّ و جلّ

24 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا1 إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «23» [1] (هود).

25 -... وَ بَشِّرِ2 الْمُخْبِتِينَ 3«34» [2] (الحجّ).

ص:27

الإخلاص - الخلوص

26 -... مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ1 وَ هُوَ مُحْسِنٌ2 فَلَهُ أَجْرُهُ3 عِنْدَ رَبِّهِ4 وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ5 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 6«112» [1] (البقرة)

ص:28

27 -... فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ1 فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً2 وَ لا يُشْرِكْ3 بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 4«110» [1] (الكهف).

28 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر.

قالوا: و ما الشرك الأصغر - يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: الرياء (تنبيه الخواطر ج 1 ص 187).

29 - قال عليه السلام: لو أنّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه اللّه و الدار الآخرة. ثمّ أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركاً (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 126).

30 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّه ليس من أحد يعمل شيئاً من البرّ لا يطلب به وجه اللّه.

إنّما يطلب تزكية الناس - و يشتهي أن يسمع به الناس - فذاك الّذي أشرك بعبادة ربّه (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 125).

31 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من صلّى أو صام أو اعتق أو حجّ - يريد محمدة الناس - فقد أشرك في عمله. و هو شرك مغفور (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 125).

(يقول السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري): و يحتمل - أيضاً - أن يكون المراد من الشرك في العبادة - في هذه الآية الكريمة -: الإستعانة بالآخرين - و طلب

ص:29

المشاركة منهم - في الأعمال العباديّة الفرديّة من دون ضرورة - أو حاجة أو مصلحة - توجب ذلك.

و الشاهد على هذا الأمر الأحاديث الشريفة الّتي نذكرها - ذيلاً -.

32 - كان أميرالمؤمنين عليهم السلام إذا توضّأ. لم يدع أحداً يصبّ عليه الماء.

فقيل له: - يا أمير المؤمنين - لِمَ لا تدع يصبّون عليك الماء؟

فقال عليه السلام: لا احبّ أن اشرك - في صلاتي - أحداً.

و قال اللّه تبارك و تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [1] (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 27).

33 - روي: إنّ أبا الحسن الرضا عليه السلام دخل - يوماً - على المأمون. فرآه يتوضّأ للصلاة.

و الغلام يصبّ على يده الماء. فقال عليه السلام: لا تشرك بعبادة ربّك أحداً.

فصرف المأمون الغلام. و تولّى إتمام وضوئه بنفسه (مجمع البيان ج 6 ص 771).

ولكن توجد أعمال عباديّة اخرى تقتضي المصلحة الاستعانة بالآخرين في فعلها.

فلو شارك الآخرون في تحقّق أمثال هذه الأعمال يحصل لهم الثواب - أيضاً - كما يحصل الثواب لصاحب ذلك العمل.

و الشاهد على ذلك الأحاديث الشريفة الّتي نذكرها - ذيلاً -.

34 - قال الإمام الصادق عليه السلام: لو جرى المعروف على ثمانين كفّاً لاُجروا - كلّهم - فيه من غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئاً (الكافي ج 4 ص 18).

35 - قال الإمام الصادق عليه السلام: لو جرى ثواب المعروف على ثمانين كفّاً لاُجروا - كلّهم - من غير أن ينقص من صاحبه - من أجره - شيئاً (ثواب الأعمال ص 170).

36 - عن جميل بن درّاج عن أبي عبداللّه عليه السلام في الرجل يعطي الدراهم - يقسّمها -؟

قال عليه السلام: يجري له ما يجري للمعطي و لا ينقص المعطي من أجره شيئاً (الكافي 18/4).

ص:30

37 - إِلاّ عِبادَ اللّهِ1 الْمُخْلَصِينَ 2«40» [1]

أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ «41» [2]

فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ «42» [3]

فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ «43» [4] (الصافات).

38 - وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى «17» [5]

اَلَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى «18» [6]

وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى «19» [7]

إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى «20» وَ لَسَوْفَ يَرْضى 3«21» [8] (اللّيل).

39 - قال رسول اللّه عليه السلام لإبن مسعود: - يا ابن مسعود - إذا عملت عملاً فإعمله للّه عزّ و جلّ خالصاً لأنّه لا يقبل - من عباده - الأعمال إلّاما كان له خالصاً. فإنّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى [9] (المكارم 352/2).

40 - قال رسول اللّه عليه السلام لإبن مسعود: - يا ابن مسعود - كلّ ما أبصرته بعينك.

و استخلاه قلبك. فإجعله للّه. فذلك تجارة الآخرة. لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللّهِ باقٍ [10] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 357).

ص:31

أداء الشهادة

41 - وَ الَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ1 قائِمُونَ 2«33» [1] (المعارج).

... أُولئِكَ3 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 4«35» [2] (المعارج).

ص:32

الإسلام

42 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ1 وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً2 وَ أَجْراً عَظِيماً 3«35» [1] (الأحزاب).

43 - يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ4 وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ 5«68» [2]

اَلَّذِينَ6 آمَنُوا بِآياتِنا7 وَ كانُوا مُسْلِمِينَ 8«69» [3]

اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ9 تُحْبَرُونَ 10«70» [4]

يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ «71» [5] (الزخرف).

ص:33

44 - عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين عليهم السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ:

يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [1] .

قال عليه السلام: إذا قالها لم يبق أحد إلّارفع رأسه.

فإذا قال: اَلَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَ كانُوا مُسْلِمِينَ [2] .

لم يبق أحد إلّاطأطأ رأسه إلّاالمسلمين المحبّين(1).

قال: ثمّ ينادي منادٍ: هذه فاطمة - بنت محمّد - تمرّ بكم. هي و من معها إلى الجنّة.

ثمّ يرسل: فطأطؤا رؤوسكم.

فلا يبقى أحد إلّاطأطأ رأسه حتّى تمرّ فاطمة عليها السلام و من معها إلى الجنّة.

ثمّ يرسل اللّه عزّ و جلّ إليها ملكاً. فيقول: - يا فاطمة - سلي حاجتك.

فتقول: - يا ربّ - حاجتي أن تغفر لمن نصر ولدي (الفرات رحمه الله ص 409).

45 -... فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً 2«14» [3] (الجن).

46 - عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهم السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [4] .

الّذين أقرّوا بولايتنا. فأولئك تحرّوا رشداً (القمّي رحمه الله 411/2 و الفرات رحمه الله ص 511).

ص:34


1- - يقول الناجي الموسوي الجزائري: المراد من المحبّين - ها هنا -: المحبّون لسيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء - صلوات اللّه تعالى عليها و على أبيها و بعلها و بنيها و شيعتها و محبيّها -.

الإصلاح بين الناس

47 - لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ1 إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ2 أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ3 وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ4 ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ5 فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ6 أَجْراً عَظِيماً 7«114» [1] (النساء).

48 -... إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ 8«170» [2] (الأعراف).

49 -... فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ... «40» [3] (الشورى).

50 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إصلاح ذات البين شعبة من شعب النبوّة (عوالي اللئالي ج 1 ص 266).

51 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ اللّه فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم (مجمع البيان ج 3 ص 168).

ص:35

52 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ألا انبّئكم بصدقة يسيرة يحبّها اللّه عزّ و جلّ؟

فقالوا: و ما هي؟

قال صلى الله عليه و آله: إصلاح ذات البين - إذا تقاطعوا - (عوالي اللئالي ج 1 ص 266).

53 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة و الصوم (1)(الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 522 المجلس 18 و ثواب الأعمال ص 178).

54 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لأن أصلح بين اثنين أحبّ إليّ من أتصدّق بدينارين (ثواب الأعمال ص 178).

55 - قال عيسى عليه السلام: طوبى للمصلحين بين الناس - في الدنيا -.

هم الّذين يرثون الفردوس يوم القيامة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 201).

56 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الكذب مذموم إلّافي أمرين: دفع شرّ الظلمة.

و إصلاح ذات البين (جامع الأخبار ص 417 الفصل 111).

57 - عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: الكلام ثلاثة:

صدق. و كذب. و إصلاح بين الناس.

قال: قيل له: - جعلت فداك - ما الإصلاح بين الناس؟

قال: تسمع من الرجل كلاماً يبلغه. فتخبث نفسه.

فتلقاه فتقول: سمعت من فلان. قال فيك من الخير كذا وكذا.

خلاف ما سمعت منه (الكافي ج 2 ص 341).

ص:36


1- - في ثواب الأعمال: و الصيام.

58 - ذكر الكوفيّون: أنّ سعيد بن القيس الهمداني رأى - يوماً - أمير المؤمنين عليه السلام في شدّة الحرّ في فناء حائط.

فقال: - يا أمير المؤمنين - بهذه الساعة؟

قال عليه السلام: ما خرجت إلّالاُعين مظلوماً. أو أغيث ملهوفاً.

فبينا هو كذلك. إذ أتته امرأة قد خلع قلبها. لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتّى وقفت عليه.

فقالت: - يا أمير المؤمنين - ظلمني زوجي. و تعدّى عليّ. و حلف ليضربني.

فإذهب معي إليه.

فطأطأ عليه السلام رأسه. ثمّ رفعه. و هو يقول: لا - و اللّه - حتّى يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتّع(1) و أين منزلك؟

قالت: في موضع كذا وكذا.

فإنطلق عليه السلام معها. حتّى انتهت إلى منزلها.

فقالت: هذا منزلي.

قال: فسلّم عليه السلام. فخرج شابّ عليه إزار ملوّنة.

فقال عليه السلام: اتّق اللّه. فقد أخفت زوجتك.

فقال: و ما أنت و ذاك؟ - و اللّه - لأحرقنّها بالنّار لكلامك.

قال: و كان عليه السلام إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرّة بيده. و السيف معلّق تحت يده.

فمن حلّ عليه حكم - بالدرّة - ضربه.

ص:37


1- - أي: من غير عنف.

و من حلّ عليه حكم - بالسيف - عاجله.

فلم يعلم الشابّ إلّاو قد أصلت السيف.

و قال عليه السلام له: آمرك بالمعروف و أنهاك عن المنكر. و تردّ المعروف.

تُب و إلّاقتلتك.

قال: و أقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين عليه السلام حتّى وقفوا عليه.

قال: فاُسقط في يد الشابّ(1).

و قال: - يا أمير المؤمنين - اعف عنّي. عفا اللّه عنك.

- و اللّه - لأكوننّ أرضاً تطأني.

فأمرها بالدخول إلى منزلها.

وانكفأ. و هو عليه السلام يقول: لا خير في كثير من نجواهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.

الحمد للّه الّذي أصلح بي بين مرأة و زوجها.

يقول اللّه تبارك و تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.

و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة اللّه فسوف نؤتيه أجراً عظيماً (الاختصاص ص 157).

ص:38


1- - أي: ندم الشابّ على فعله.

إطعام الطعام لوجه اللّه عزّ و جلّ

59 - وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ1 مِسْكِيناً2 وَ يَتِيماً3 وَ أَسِيراً 4«8» [1]

إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ5 لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً 6«9» [2]

إِنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً «10» [3]

فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً «11» [4] (الإنسان).

60 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة. نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام. و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

ص:39

61 - فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 1«11» وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ «12» [1]

فَكُّ رَقَبَةٍ «13» أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ 2«14» [2]

يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ 3«15» أَوْ مِسْكِيناً4 ذا مَتْرَبَةٍ 5«16» [3]

ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «17» [4]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «18» [5] (البلد).

ص:40

62 - عن معمّر بن خلّاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل اتي بصحفة. فتوضع ب قرب(1) مائدته. فيعمد إلى أطيب الطعام - ممّا يؤتى به - فيأخذ من كلّ شيء شيئاً.

فيضع(2) في تلك الصحفة. ثمّ يأمر بها للمساكين.

ثمّ يتلو عليه السلام هذه الآية: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [1] .

ثمّ يقول عليه السلام: علم اللّه عزّ و جلّ أ نّه(3) ليس كلّ إنسان يقدر على عتق رقبة.

فجعل لهم(4) السبيل(5) إلى الجنّة (الكافي ج 4 ص 52 و المحاسن ج 2 ص 151).

63 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أطعم مؤمناً(6) حتّى يشبعه لم يدر أحد - من خلق اللّه - ما له من الأجر في الآخرة.

لا ملك مقرّب. و لا نبيّ المرسل. إلّااللّه ربّ العالمين (الكافي ج 2 ص 201 و إرشاد القلوب ج 1 ص 288 الباب 47 وثواب الأعمال ص 165 و المحاسن ج 1 ص 145).

64 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من موجبات الجنّة و المغفرة: إطعام الطعام السغبان(7).

ثمّ تلا عليه السلام قول اللّه عزّ وجلّ: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. [2]

أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ [3] (المحاسن ج 2 ص 145).

ص:41


1- - في المحاسن: قربة.
2- - في المحاسن: فيوضع.
3- - في المحاسن: أن.
4- - في المحاسن: له.
5- - في المحاسن: سبيلاً.
6- - في المحاسن و ثواب الأعمال: مسلماً.
7- - أي: الجائع.

65 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أشبع جائعاً - في يوم سغب - أدخله اللّه يوم القيامة من باب من أبواب الجنّة. لا يدخلها إلّامن فعل مثل ما فعل (مجمع البيان ج 10 ص 750).

66 - عن معمّر بن خلّاد قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يأكل. فتلا عليه السلام هذه الآية:

فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. [1]

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. [2]

أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ [3] .

ثمّ قال عليه السلام: علم اللّه أن ليس كلّ خلقه يقدر على عتق رقبة.

فجعل لهم سبيلاً إلى الجنّة بإطعام الطعام (المحاسن ج 2 ص 146).

67 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أشبع جوعة مؤمن وضع اللّه له مائدة في الجنّة.

يصدر عنها الثقلان - جميعاً - (ثواب الأعمال ص 166).

68 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من موجبات المغفرة: إطعام المسلم السغبان (الكافي ج 2 ص 201 و إرشاد القلوب ج 1 ص 288 و ثواب الأعمال ص 165 ومجمع البيان ج 10 ص 750 و المحاسن ج 2 ص 146).

69 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أشبع كبداً جائعة وجبت له الجنّة (المحاسن ج 2 ص 146).

ص:42

70 - عن ربعي عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: من أطعم أخاه في اللّه كان له من الأجر مثل من أطعم فئاماً من الناس.

قلت: و ما الفئام [من الناس]؟

قال عليه السلام: مأة ألف من الناس (الكافي ج 2 ص 202).

71 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما من مسلم أطعم مسلماً - على جوع - إلّاأطعمه اللّه من ثمار الجنّة.

و ما من مسلم كسا أخاه - على عري - إلّاكساه اللّه من خضر الجنّة.

و من سقى مسلماً - على ظمأ - سقاه اللّه من الرحيق (مجمع البيان ج 10 ص 617).

72 - قال الإمام الصادق عليه السلام: جمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله بني عبد المطّلب فقال:

- يا بني عبدالمطلّب - أفشوا السلام. و صلوا الأرحام. و تهجّدوا و الناس نيام.

و أطعموا الطعام. و أطيبوا الكلام. تدخلوا الجنّة بسلام (المحاسن ج 2 ص 142).

73 - قال الإمام الصادق عليه السلام: المنجيات ثلاث:

إطعام الطعام. و إفشاء السلام. و الصلاة بالليل و الناس نيام (مكارم الأخلاق ج 1 ص 292).

(راجع: الكافي ج 4 ص 51 و الفقيه ج 2 ص 35 و المحاسن ج 2 ص 141).

74 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين أطعمه اللّه من ثلاث جنان في ملكوت السماء:

الفردوس. و جنّة عدن.

و طوبى - و هي شجرة من جنّة عدن غرسها ربّي عزّ و جلّ بيده - (ثواب الأعمال ص 165).

(راجع الكافي ج 2 ص 200 و المحاسن ج 2 ص 152 و إرشاد القلوب ج 1 ص 228).

ص:43

الإعتصام باللّه عزّ و جلّ

75 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ1 وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ2 وَ فَضْلٍ3 وَ يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً «175» [1] (النساء).

ص:44

الإعراض عن اللغو

76 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1«1» [1] (المؤمنون).

... وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ 2«3» [2] (المؤمنون).

... أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» [3]

... اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [4] (المؤمنون).

77 - قال الإمام الصادق عليه السلام:... فرض اللّه على السمع التنزّه عمّا لا يحلّ له.

و فرض اللّه على البصر أن لا ينظر إلى ما حرّم اللّه و أن يغضّ عمّا نهى اللّه عنه.

ممّا لا يحلّ له... (دعائم الإسلام ج 1 ص 6).

(راجع: الكافي ج 2 ص 35 و تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 452).

78 - قال الإمام الصادق عليه السلام: فرض على السمع. الإصغاء إلى ما أمر اللّه به.

و أن يتنزّه عن الإستماع إلى ما حرّم اللّه و ما لا يحلّ له - ممّا نهى اللّه عزّ و جلّ عنه -.

و عن الإصغاء إلى ما أسخط اللّه عزّ و جلّ (دعائم الإسلام ج 1 ص 6).

ص:45

79 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «54» [1]

وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ1 أَعْرَضُوا عَنْهُ2 وَ قالُوا3 لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ4 سَلامٌ عَلَيْكُمْ5 لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ 6«55» [2] (القصص).

ص:46

80 - (قال رجل للإمام الصادق عليه السلام): هل في الجنّه غناء؟

قال عليه السلام: إنّ في الجنّة شجرة يأمر اللّه سبحانه رياحها. فتهب. فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسناً.

ثمّ قال عليه السلام: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا من مخافة اللّه عزّ و جلّ (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 170).

81 - قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا رسول اللّه - إنّي رجل حبّب إليّ الصوت.

فهل لي في الجنّة صوت حسن؟

فقال صلى الله عليه و آله: أي - و الّذي نفسي بيده - إنّ اللّه تعالى يوحي إلى شجرة في الجنّة: أن أسمعي عبادي الّذين اشتغلوا بعبادتي و ذكري - عن عزف البرابط و المزامير - فترفع صوتاً لم يسمع الخلائق بمثله - قطّ - من تسبيح الربّ *.

82 - عن أبي أمامة الباهلي أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: ما من عبد يدخل الجنّة إلّاو يجلس - عند رأسه و عند رجليه - ثنتان من الحور العين. تغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس و الجنّ. و ليس بمزمار الشيطان. و لكن بتمجيد اللّه و تقديسه *.

83 - قال أعرابيّ لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا رسول اللّه - هل في الجنّة من سماع؟

قال صلى الله عليه و آله: نعم - يا أعرابي - إنّ في الجنّة نهراً حافّتاه الأبكار - من كلّ بيضاء - يتغنّين بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها - قطّ - فذلك أفضل نعيم الجنّة.

قال الراوي: سألت أبا الدرداء: بِمَ يتغنّين؟

قال: بالتسبيح *.

84 - عن إبراهيم: إنّ في الجنّة لأشجاراً عليها أجراس من فضّة. فإذا أراد أهل الجنّة السماع. بعث اللّه ريحاً من تحت العرش. فتقع في تلك الأشجار. فتحرّك تلك الأجراس بأصوات لو و سمعها أهل الدنيا لماتوا طرباً ** (مجمع البيان ج 8 ص 467).

ص:47

الأمانة - أداء الأمانة - رعاية الأمانة

85 - وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ 1«8» [1] (المؤمنون).

... أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» [2]

اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [3] (المؤمنون).

86 - وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ2 وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ «32» [4] (المعارج).

... أُولئِكَ3 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 4«35» [5] (المعارج).

ص:48

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

87 - وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 1«104» [1] (آل عمران).

88 - وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ2 إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «71» [2] (التوبة).

89 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى3 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 4«111» [3]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ5 وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ6 وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 7«112» [4] (التوبة).

ص:49

الإنفاق في سبيل اللّه عزّ وجلّ

90 - مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ «261» [1]

اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا1 وَ لا أَذىً2 لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ3 وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ4 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 5«262» [2] (البقرة)

ص:50

91 -... وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ1 وَ ما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللّهِ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ2 وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ «272» [1] (البقرة).

92 - الَّذِينَ3 يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً4 فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ5 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 6«274» [2] (البقرة).

ص:51

93 - قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ1 لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ2 وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ «15» [1]

اَلَّذِينَ3 يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النّارِ «16». [2]

اَلصّابِرِينَ وَ الصّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «17» [3] (آل عمران).

94 - وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «133» [4]

اَلَّذِينَ4 يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَ الضَّرّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 5«134» [5] (آل عمران).

95 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «2» [6]

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «3» [7]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ6 وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 7«4» [8] (الأنفال).

ص:52

96 -... وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ1 وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ «60» [1] (الأنفال).

97 - وَ مِنَ الْأَعْرابِ2 مَنْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللّهِ3 وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ4 أَلا إِنَّها5 قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ6 إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «99» [2] (التوبة).

98 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ7 وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً8 وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [3]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [4] (الرعد).

ص:53

99 -... وَ بَشِّرِ1 الْمُخْبِتِينَ «34» [1]

اَلَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ 2«35» [2] (الحجّ).

100 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ 3«54» [3] (القصص).

101 - فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ4 وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ5 ذلِكَ خَيْرٌ6 لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ7 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 8«38» [4] (الروم).

ص:54

102 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ «15» [1]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ 1«16» [2]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «17» [3] (السجدة).

103 - إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا2 مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا3 وَ عَلانِيَةً4 يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ 5«29» [4]

لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ6 وَ يَزِيدَهُمْ7 مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ8 شَكُورٌ 9«30» [5] (فاطر).

ص:55

104 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «15» [1]

آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ1 إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ «16» [2]

كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ «17» [3]

وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ «18» [4]

وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ «19» [5] (الذاريات).

105 - آمِنُوا بِاللّهِ2 وَ رَسُولِهِ3 وَ أَنْفِقُوا4 مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ5 فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ6 وَ أَنْفَقُوا7 لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ 8«7» [6] (الحديد).

ص:56

106 - وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ «24» [1]

لِلسّائِلِ1 وَ الْمَحْرُومِ 2«25» [2] (المعارج).

... أُولئِكَ فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ «35» [3] (المعارج).

107 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الحقّ المعلوم: غير الزكاة.

و هو شيء يفرضه الرجل على نفسه. إنّه من ماله و نفسه.

و يجب له أن يفرضه على قدر طاقته و سعته (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 26).

108 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الحقّ المعلوم: ليس من الزكاة.

هو الشيء الّذي تخرجه من مالك. إن شئت كلّ جمعة. و إن شئت كلّ شهر.

و لكلّ ذي فضل فضله (الفقيه ج 2 ص 25 و مجمع البيان ج 10 ص 535).

109 - قال الإمام الصادق عليه السلام: هو الشيء يخرجه الرجل من ماله - ليس من الزكاة - فيكون للنائبة و الصلة (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 114).

110 - قال الإمام الصادق عليه السلام: هو أن تصل القرابة. و تعطي من حرمك.

و تصدّق على من عاداك (مجمع البيان ج 10 ص 535).

ص:57

111 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض للفقراء - في أموال الأغنياء - فريضة - لا يحمدون إلّابأدائها - و هي: الزكاة.

بها حقنوا دمائهم. و بها سمّوا: مسلمين.

و لكنّ اللّه عزّ و جلّ فرض في أموال الأغنياء حقوقاً - غير الزكاة -.

فقال عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ [1] .

فالحقّ المعلوم. من غير الزكاة. و هو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ماله.

يجب عليه أن يفرضه على قدر طاقته و سعة ماله. فيؤدّي الّذي فرض على نفسه.

إن شاء في كلّ يوم. و إن شاء في كلّ جمعة. و إن شاء في كلّ شهر (الكافي 498/3).

112 - عن أبي بصير قال: كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام - و معنا بعض أصحاب الأموال فذكروا الزكاة - فقال: أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ الزكاة ليس يحمد بها صاحبها.

و إنّما هو شيء ظاهر.

إنّما حقن بها دمه. و سمّي بها مسلماً. و لو لم يؤدّها. لم تقبل له صلاة.

و إنّ عليكم في أموالكم غير الزكاة.

فقلت: - أصلحك اللّه - و ما علينا في أموالنا غير الزكاة؟

فقال عليه السلام: - سبحان اللّه -. أما تسمع اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه:

وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. [2]

لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ [3] .

قال: قلت: ماذا الحقّ المعلوم الّذي علينا؟

قال عليه السلام: هو الشيء يعمله الرجل في ماله. يعطيه في اليوم. أو في الجمعة. أو في الشهر - قلّ أو كثر - غير. أنّه يدوم عليه (الكافي ج 3 ص 499).

ص:58

113 - عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ [1] .

أهو سوى الزكاة؟

فقال عليه السلام: هو الرجل يؤتيه اللّه الثروة - من المال - فيخرج منه الألف والألفين والثلاثة الآلاف - و الأقلّ و الأكثر -.

فيصل به رحمه. و يحمل به الكَلّ عن قومه (الكافي ج 3 ص 499-500).

114 - عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ رجلاً جاء إلى أبي عليّ بن الحسين عليهما السلام. فقال له: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. [2]

لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ؟ [3]

ما هذا الحقّ المعلوم؟

فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: الحقّ المعلوم: الشيء يخرجه الرجل من ماله.

ليس من الزكاة. و لا من الصدقة المفروضتين.

قال: فإذا لم يكن من الزكاة - و لا من الصدقة - فما هو؟

فقال عليه السلام: هو الشيء يخرجه الرجل - من ماله - إن شاء أكثر. و إن شاء أقلّ.

على قدر ما يملك.

فقال له الرجل: فما يصنع به؟

قال عليه السلام: يصل به رحماً. و يقري به ضيفاً. و يحمل به كلّاً.

أو يصل به أخاً له في اللّه. أو لنائبة تنوبه.

فقال الرجل: اللّه يعلم حيث يجعل رسالاته (الكافي ج 3 ص 500).

ص:59

115 - فَأَمّا مَنْ أَعْطى1 وَ اتَّقى «5» [1]

وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى «6» [2]

فَسَنُيَسِّرُهُ2 لِلْيُسْرى 3«7» [3] (اللّيل).

ص:60

116 - وَ سَيُجَنَّبُهَا1 الْأَتْقَى «17» [1]

اَلَّذِي يُؤْتِي مالَهُ2 يَتَزَكّى 3«18» [2]

وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى 4«19» [3]

إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى 5«20» [4]

وَ لَسَوْفَ يَرْضى 6«21» [5] (اللّيل).

ص:61

الإنفاق - في الجهاد - في سبيل اللّه عزّ وجلّ

117 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 1«20» [1]

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ «21» [2]

خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ «22» [3] (التوبة).

118 - لكِنِ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ2 وَ أَنْفُسِهِمْ3 وَ أُولئِكَ4 لَهُمُ الْخَيْراتُ5 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 6«88» [4]

أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 7«89» [5] (التوبة).

ص:62

119 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى1 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ2 وَ أَمْوالَهُمْ3 بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ4 يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ5 وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا6 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» [1]

اَلتّائِبُونَ7 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«112» [2] (التوبة).

ص:63

120 - وَ لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً1 وَ لا يَقْطَعُونَ وادِياً2 إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ3 لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ 4«121» [1] (التوبة).

ص:64

121 - وَ ما لَكُمْ أَلاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ1 وَ لِلّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ2 لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ3 أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى4 وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ «10» [1] (الحديد).

ص:65

122 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ 1«10» [1]

تُؤْمِنُونَ2 بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ3 إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 4«11» [2]

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «12» [3] (الصفّ).

ص:66

الإيمان باللّه عزّ و جلّ التوحيد

123 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «62» [1] (البقرة).

124 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً «152» [2] (النساء).

125 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ1 وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ2 وَ فَضْلٍ3 وَ يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً «175» [3] (النساء).

126 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 4«69» [4] (المائدة).

127 - وَ مِنَ الْأَعْرابِ5 مَنْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ6 إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «99» [5] (التوبة).

ص:67

128 - هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ 1«60» [1] (الرحمن).

129 - عن أنس بن مالك قال: قرء رسول اللّه صلى الله عليه و آله هذه الآية.

فقال صلى الله عليه و آله: هل تدرون ما يقول ربّكم؟

قالوا: اللّه و رسوله أعلم.

قال صلى الله عليه و آله: فإنّ ربّكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلّاالجنّة(1) 130 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ.

قال عليه السلام: سمعنا النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلّاالجنّة (الاختصاص ص 225 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 471 المجلس 61 و التوحيد ص 28 و الجعفريّات ص 293 و روضة الواعظين ج 1 ص 122 ومنية المريد ص 366 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 430 المجلس 15 و ص 569).

131 - آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ أَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ «7» [2] (الحديد).

132 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ «19» [3] (الحديد).

133 - سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ «21» [4] (الحديد).

ص:68


1- * (مجمع البيان ج 9 ص 315).

134 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ «10» [1]

تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ «11» [2]

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «12» [3] (الصف).

135 - يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «9» [4] (التغابن).

136 -... وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللّهُ لَهُ رِزْقاً 1«11» [5] (الطلاق).

137 -... فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ2 فَلا يَخافُ3 بَخْساً4 وَ لا رَهَقاً 5«13» [6] (الجنّ).

ص:69

الإستقامة على التوحيد

138 - إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ1 ثُمَّ اسْتَقامُوا2 تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ3 أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا4 وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ 5«30» [1]

ص:70

نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ1 فِي الْحَياةِ الدُّنْيا2 وَ فِي الْآخِرَةِ3 وَ لَكُمْ فِيها4 ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ «31» نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ 5«32» [1] (فصّلت).

139 - عن أبي مريم قال: سمعت أبان بن تغلب يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا؟ [2]

قال عليه السلام: استقاموا على ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 382).

ص:71

140 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا؟ [1]

يقول: استكملوا طاعة اللّه و رسوله. و ولاية آل محمّد عليهم السلام. ثمّ استقاموا عليها.

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ [2] - يوم القيامة - أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [3] (تأويل الآيات ج 2 ص 537).

141 - عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر صلى الله عليه و آله عن قول اللّه عزّ وجلّ:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا؟ [4]

قال عليه السلام: هو - و اللّه - ما أنتم عليه.

و هو قوله تعالى: وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً [5] .

قلت: متى تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ؟ [6]

فقال عليه السلام: عند الموت و يوم القيامة.

معناه: عند الموت في الدنيا و يوم القيامة في الآخرة (تأويل الآيات ص 537).

142 - عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا؟ [7]

قال عليه السلام: - يا أبا محمّد - هم الأئمّة من آل محمّد.

فقلت له: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ [8] - عند الموت - بالبشرى أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا؟ [9]

[10] (قال عليه السلام): و هي - و اللّه - تجري فيمن استقام من شيعتنا و سكت(1) لأمرنا. و كتم حديثنا. و لم يوزعه عند عدوّنا (بصائر الدرجات ص 136 الباب 17 الحديث 19).

ص:72


1- - هكذا في المصدر. و الظاهر: و سلّم.

143 - عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا؟ [1]

فقال أبو عبداللّه عليه السلام: إستقاموا على الأئمّة - واحداً(1) بعد واحد - (الكافي ج 1 ص 420 و ج 1 ص 220 و تأويل الآيات ص 537 و المناقب ج 4 ص 357).

144 - روى محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الإستقامة؟

فقال عليه السلام: هي - و اللّه - ما أنتم عليه (مجمع البيان ج 9 ص 17).

145 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا2 تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا [2] .

قال عليه السلام: هم الأئمّة. و يجري في من استقام من شيعتنا. و سلّم لأمرنا و كتم حديثنا عن عدوّنا. فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من اللّه تعالى بالجنّة.

و قد - و اللّه - مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين. فإستقاموا و سلّموا لأمرنا و كتموا حديثنا. و لم يذيعوه عند عدوّنا.

و لم يشكّوا فيه - كما شككتم - فإستقبلتهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة (بصائر الدرجات ص 680 الباب 20 الحديث 22 و مختصر البصائر الدرجات ص 274).

146 - (قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة):... و قد قلتم: - ربّنا اللّه - فإستقيموا على كتابه. و على منهاج أمره. و على الطريقة الصالحة من عبادته. ثمّ لا تمرقوا منها و لا تبتدعوا فيها. و لا تخالفوا عنها. فإنّ أهل المروق منقطع بهم - عند اللّه - يوم القيامة (أعلام الدين ص 106 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 25).

ص:73


1- - في الكافي ج 1 ص 220 هكذا: واحدٍ بعد واحدٍ.

147 - إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «13» [1]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «14» [2] (الأحقاف).

148 - وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ1 لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً 2«16» [3] (الجن).

149 - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى: وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً [4] .

قال عليه السلام: لو إستقاموا على ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما ضلّوا - أبداً (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 512).

ص:74

الإيمان بالأنبياء و الرسل عليهم السلام النبوّة

150 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ1 وَ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ2 أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ3 أُجُورَهُمْ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً «152» [1] (النساء).

151 - وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ4 وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي5 وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ6 وَ أَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ7 وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ8 مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ 9«12» [2] (المائدة).

152 - وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا10 وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ11 وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنّاتِ النَّعِيمِ «65» [3] (المائدة).

ص:75

153 - آمِنُوا بِاللّهِ1 وَ رَسُولِهِ2 وَ أَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ3 آمَنُوا مِنْكُمْ4 وَ أَنْفَقُوا5 لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ 6«7» [1] (الحديد).

154 - وَ الَّذِينَ7 آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ8 أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ9 وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ10 لَهُمْ أَجْرُهُمْ11 وَ نُورُهُمْ12... «19» [2] (الحديد).

ص:76

155 - سابِقُوا1 إِلى مَغْفِرَةٍ2 مِنْ رَبِّكُمْ3 وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ4 لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ «21» [1] (الحديد).

156 -... فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا5 مِنْهُمْ6 أَجْرَهُمْ... «27» [2] (الحديد).

157 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا7 اتَّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ8 يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ9 وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً10 تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «28» [3] (الحديد).

ص:77

158 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ 1«10» [1]

تُؤْمِنُونَ2 بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ3 إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 4«11» [2]

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «12» [3] (الصفّ).

159 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: - معاشر الناس - إنّ اللّه عزّ و جلّ قد دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. و تشفي بكم على الخير العظيم:

الإيمان باللّه عزّ و جلّ و برسوله صلى الله عليه و آله. و الجهاد في سبيله.

و جعل ثوابه: مغفرة الذنب. و مساكن طيّبة في جنّات عدن (الإرشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ج 1 ص 265).

ص:78

الإيمان بآيات اللّه عزّ وجلّ

160 -... وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها1 لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ 2«156» [1] (الأعراف).

161 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا3 الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ «15» [2]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «16» [3]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «17» [4] (السجدة).

ص:79

162 - يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ1 وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ 2«68» [1]

اَلَّذِينَ3 آمَنُوا بِآياتِنا4 وَ كانُوا مُسْلِمِينَ 5«69» [2]

اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ 6«70» [3]

يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ 7«71» [4] (الزخرف).

ص:80

الإيمان بالآخرة و يوم القيامة المعاد

163 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ1 وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ2 عِنْدَ رَبِّهِمْ3 وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «62» [1] (البقرة)

164 -... وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ4 سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً 5«162» [2] (النساء).

165 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ6 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «69» [3] (المائدة).

166 - وَ مِنَ الْأَعْرابِ7 مَنْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ8 إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «99» [4] (التوبة).

ص:81

167 - وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ 1«26» [1] (المعارج)

... أُولئِكَ2 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 3«35» [2] (المعارج).

168 - فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى «5» [3]

وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى 4«6» [4]

فَسَنُيَسِّرُهُ5 لِلْيُسْرى 6«7» [5] (اللّيل).

169 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: نجا من اتّقى و صدّق بالحسنى (البحار ج 34 ص 138).

ص:82

الخوف من أهوال يوم القيامة

170 - رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ 1«37» [1]

لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ2 وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «38» [2] (النور).

171 - وَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ 3«27» [3]

... أُولئِكَ فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 4«35» [4] (المعارج).

ص:83

172 - يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ1 مُسْتَطِيراً «7» [1]

وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً «8» [2]

إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً «9» [3]

إِنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً 2«10» [4]

فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً «11» [5] (الإنسان).

173 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة. نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام. و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

ص:84

من أراد الآخرة و سعى لها سعيها

174 - وَ مَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ1 وَ سَعى لَها سَعْيَها2 وَ هُوَ مُؤْمِنٌ3 فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 4«19» [1] (الإسراء).

175 - وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ5 وَ الدّارَ الْآخِرَةَ6 فَإِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً «29» [2] (الأحزاب).

176 - مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ7 نَزِدْ لَهُ8 فِي حَرْثِهِ9 وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا10 نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ «20» [3] (الشورى).

ص:85

177 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): من كانت نيّته الدنيا. فرّق اللّه عليه أمره.

و جعل الفقر بين عينيه.

و لم يأته من الدنيا إلّاما كتب له.

و من كانت نيّته الآخرة. جمع اللّه شمله.

و جعل غناه في قلبه.

و أتته الدنيا و هي راغمة (مجمع البيان ج 9 ص 41).

178 - قال الإمام الصادق عليه السلام: المال و البنون حرث الدنيا.

و العمل الصالح حرث الآخرة.

و قد يجمعهما لأقوام (1)(تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 279).

ص:86


1- - إن جعلوا المال و الولد سبباً للحصول على الثواب في الآخرة. كما جاء ذلك في أمثال هذه الأحاديث الشريفة: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا مات الإنسان إنقطع عمله إلّامن ثلاث: علم ينتفع به. أو صدقة تجري له. أو ولد صالح يدعو له (روضة الواعظين ج 1 ص 52). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلّامن ثلاث: صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له (منية المريد ص 103). (راجع: جامع الأخبار ص 283 الفصل 62 و إرشاد القلوب ج 1 ص 46 و عوالي اللئالي ج 1 ص 97 و ج 2 ص 53 و ج 3 ص 260 و 283).

الإيمان الّذين آمنوا المؤمنون

179 - وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ1 مِنْ عِنْدِ اللّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «103» [1] (البقرة)

180 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا2 وَ الَّذِينَ هاجَرُوا3 وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ4 أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ5 وَ اللّهُ غَفُورٌ6 رَحِيمٌ 7«218» [2] (البقرة)

181 -... وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«223» [3] (البقرة)

ص:87

182 - أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ «162» [1] (آل عمران).

183 - عن عمّار(1) بن مروان قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى:

أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ [2] .

فقال عليه السلام: الّذين اتّبعوا رضوان اللّه هم الأئمّة - و اللّه - يا عمّار.

- درجات - للمؤمنين - عند اللّه - و بموالاتهم(2) و بمعرفتهم إيّانا يضاعف اللّه للمؤمنين حسناتهم. و يرفع لهم الدرجات العُلى(3).

و أمّا قوله يا عمّار - كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ - إلى قوله: - المصير -.

فهم - و اللّه - الّذين جَحَدوا حقّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام و حقّ الأئمّة منّا أهل البيت.

فباؤوا - لذلك - بسخط من اللّه (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 349).

(راجع: تأويل الآيات ج 1 ص 129 و المناقب ج 4 ص 194).

ص:88


1- - في الكافي: عن عمّار الساباطي.
2- - في الكافي هكذا: و بولايتهم و معرفتهم إيّانا يضاعف اللّه لهم أعمالهم. و يرفع اللّه لهم الدرجات العُلى.
3- - الكافي ج 1 ص 430.

184 - يَوْمَ تَبْيَضُّ1 وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ2 بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ3 بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ 4«106» [1]

وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ5 فَفِي رَحْمَتِ اللّهِ6 هُمْ فِيها خالِدُونَ «107» [2] (آل عمران).

ص:89

185 -... فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ 1«179» [1] (آل عمران).

186 -... وَ سَوْفَ2 يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً «146» [2] (النساء).

187 - وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنّاتِ النَّعِيمِ «65» [3] (المائدة).

188 - الَّذِينَ آمَنُوا3 وَ لَمْ يَلْبِسُوا4 إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ5 أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ6 وَ هُمْ مُهْتَدُونَ 7«82» [4] (الأنعام).

189 - قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «32» [5] (الأعراف).

ص:90

190 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 1«74» [1] (الأنفال).

191 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 2«20» [2]

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ «21» [3]

خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ «22» [4] (التوبة).

192 - وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ3 مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ4 ذلِكَ5 هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «72» [5] (التوبة).

ص:91

193 -... وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا1 أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ2 عِنْدَ رَبِّهِمْ3... «2» [1] (يونس).

ص:92

194 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ «63» [1]

لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا1 وَ فِي الْآخِرَةِ2 لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 3«64» [2] (يونس).

195 -... وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 4«87» [3] (يونس).

196 - ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ 5«103» [4] (يونس).

ص:93

197 - وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ1 خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ «57» [1] (يوسف).

198 - لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ2 الْحُسْنى3... «18» [2] (الرعد).

199 - يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا4 بِالْقَوْلِ الثّابِتِ5 فِي الْحَياةِ الدُّنْيا6 وَ فِي الْآخِرَةِ7... «27» [3] (إبراهيم).

200 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الشيطان ليأتي الرجل - من أوليائنا - عند موته.

- عن يمينه و عن شماله - ليضلّه عمّا هو عليه. فيأبى اللّه عزّ و جلّ له ذلك.

و ذلك قول اللّه تعالى: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ [4] (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 80-81).

ص:94

201 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الشيطان ليأتي الرجل - من أوليائنا - فيأتيه عند موته. - عن يمينه و عن يساره - ليصدّه عمّا هو عليه. فيأبى اللّه عزّ و جلّ له ذلك.

و كذلك قال اللّه تعالى: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ [1] (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 407).

202 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ الميّت إذا اخرج من بيته. شيّعته الملائكة إلى قبره - يترحّمون عليه - حتّى إذا انتهى إلى قبره قالت الأرض له:

مرحباً بك. و أهلاً و سهلاً. - و اللّه - لقد كنت احبّ أن يمشى - عليّ - مثلك.

لا جرم ل ترينّ ما أصنع بك.

فيوسّع له مدّ بصره. و يدخل عليه - في قبره - قعيدا القبر: منكر و نكير.

فيلقى فيه الروح إلى حقويه. فيقعدانه. ويسألانه. فيقولان له: من ربّك؟

فيقول: اللّه.

فيقولان: و ما دينك؟

فيقول: الإسلام.

فيقولان: و مَن نبيّك؟

فيقول: محمّد صلى الله عليه و آله.

فيقولان: و من إمامك؟

فيقول: عليّ عليه السلام(1).

ص:95


1- - في مصدر آخر هكذا: فيقول: عليّ عليه السلام. فيقال: كيف علمت بذلك؟ فيقول: أمر هداني اللّه له. و ثبّتني عليه (الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله ص 196).

فينادي منادٍ - من السماء -: صدق عبدي.

افرشوا له في القبر من الجنّة.

و ألبسوه من ثياب الجنّة.

و افتحوا له في قبره باباً إلى الجنّة حتّى يأتينا.

و ما عندنا خير له.

ثمّ يقولان له: نُم نومة العروس.

نُم نومة. لا حلم فيها.

و إن كان كافراً اخرجت له ملائكة يشيّعونه إلى قبره يلعنونه حتّى إذا انتهى إلى الأرض قالت الأرض: لا مرحباً بك و لا أهلاً.

أما - و اللّه - لقد كنت أبغض أن يمشي - عليّ - مثلك.

لا جرم لترينّ ما أصنع بك اليوم.

فتضايق عليه حتّى تلتقي جوانحه.

و يدخل عليه ملكا القبر و هما قعيدا القبر: منكر و نكير.

قال: قلت له: - جُعلت فداك - يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟

فقال عليه السلام: لا.

فيقعدانه فيقولان له: مَن ربّك؟

فيقول: سمعت الناس يقولون.

فيقولان: لا دريت.

فما دينك؟

ص:96

فيقول: سمعت الناس يقولون.

و يتلجلج لسانه.

فيقولان: لا دريت.

فمن نبيّك؟

فيقول: سمعت الناس يقولون.

و يتلجلج لسانه.

فيقولان: لا دريت.

فينادي منادٍ من السماء: كذب عبدي. افرشوا له في قبره من النار.

و ألبسوه من ثياب النار. و افتحوا له باباً إلى النار حتّى يأتينا.

و ما له عندنا شرّ له.

قال عليه السلام: ثمّ يضربانه بمرزبة - معهما - ثلاث ضربات.

ليس منها ضربة إلّاتطاير قبره ناراً.

و لو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميماً.

قال أبو عبد اللّه عليه السلام: و يسلّط اللّه عليه في قبره الحيّات و العقارب تنهشه نهشاً.

و الشياطين تغمّه غمّاً يسمع عذابه - من خلق اللّه - إلّاالجنّ و الإنس.

و إنّه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم.

و هو قول اللّه: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [1] - قال عند موته - وَ فِي الْآخِرَةِ [2] .

قال عليه السلام: في قبره (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 407-408).

(راجع: المناقب ج 3 ص 259).

ص:97

203 -... وَ إِنَّ اللّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 1«54» [1] (الحجّ).

204 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 2«1» [2] (المؤمنون).

... أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» [3]

اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [4] (المؤمنون).

205 - (إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله تلا قوله عزّ و جلّ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [5] ).

ثمّ قال صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: قد أفلحوا بك. أنت - و اللّه - أميرهم.

تميرهم - من علومك - فيمتارون.

أنت - و اللّه - دليلهم. و بك (و اللّه)(1) يهتدون (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 708 المجلس 42 و المناقب ج 2 ص 198).

206 - قال الإمام الباقر عليه السلام: قد أفلح المؤمنون. المسلّمون.

إنّ المسلّمين هم النجباء (الكافي 391/1 وراجع: بصائر الدرجات ص 679 و 682).

207 - عن كامل التمّار قال: قال أبو جعفر عليه السلام: - يا كامل - أتدري ما قول اللّه عزّ و جلّ:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ؟ [6]

قلت: - جعلت فداك - قد أفلحوا. و فازوا. و دخلوا الجنّة.

فقال عليه السلام: قد أفلح المسلّمون.

إنّ المسلّمين هم النجباء (المحاسن ج 1 ص 423 و بصائر الدرجات ص 676).

ص:98


1- - مابين القوسين لم يذكر في الأمالي.

208 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ1 وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً2 وَ أَجْراً عَظِيماً 3«35» [1] (الأحزاب).

209 - وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللّهِ فَضْلاً كَبِيراً 4«47» [2] (الأحزاب).

ص:99

210 - الَّذِينَ1 يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ2 يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ3 وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ4 وَ يَسْتَغْفِرُونَ5 لِلَّذِينَ آمَنُوا6 رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً7 فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا8 وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ9 وَ قِهِمْ10 عَذابَ الْجَحِيمِ «7» [1]

رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ11 جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «8» [2]

وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ12 وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ13 يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 14«9» [3] (غافر).

ص:100

211 - عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال اللّه عزّ و جلّ في كتابه:

اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [1] .

قال عليه السلام: يستغفرون لشيعة آل محمّد عليهم السلام - و هم الّذين آمنوا -.

يقولون: رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ [2] .

يعني: الّذين اتّبعوا ولاية عليّ عليه السلام.

و عليّ عليه السلام هو السبيل (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 376).

212 - قال الإمام الصادق عليه السلام لسليمان الأعمش: إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة يستغفرون لكم حتّى يتساقط ذنوبكم - كما يتساقط ورق الشجر في يوم ريح -.

و ذلك قول اللّه تعالى: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [3] .

هم شيعتنا.

و هي - و اللّه - لهم (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 377).

213 - قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: - يا أبا محمّد - إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه.

و ذلك قوله عزّ و جلّ: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [4] .

- و اللّه - ما أراد بهذا غيركم (الكافي ج 8 ص 304 و أعلام الدين ص 452).

214 - و في حديث آخر هكذا:... استغفارهم - و اللّه - لكم دون هذا الخلق (الكافي ج 8 ص 304 و دعائم الإسلام ج 1 ص 76 و تأويل الآيات ج 2 ص 528).

ص:101

215 - إِنّا لَنَنْصُرُ1 رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا2 فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ 3«51» [1] (غافر).

216 -... أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ4 خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً5 يَوْمَ الْقِيامَةِ... «40» [2] (فصّلت).

ص:102

217 - لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ1 وَ كانَ ذلِكَ عِنْدَ اللّهِ فَوْزاً عَظِيماً «5» [1] (الفتح).

218 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا2 وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ3 أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ4 وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ5 كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ «21» [2]

وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمّا يَشْتَهُونَ «22» [3]

يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ «23» وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ «24» [4] (الطور).

219 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ المؤمنين و أولادههم في الجنّة. ثمّ قرء صلى الله عليه و آله هذه الآية * 220 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة *

* (مجمع البيان ج 9 ص 251).

ص:103

221 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى كفّل إبراهيم و سارة أطفال المؤمنين. يغذونهم بشجرة في الجنّة - لها أخلاف ك أخلاف البقر - في قصر من درّة.

فإذا كان يوم القيامة البسوا و طيّبوا و اهدوا إلى آبائهم.

فهم ملوك في الجنّة مع آبائهم.

و هو قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [1] (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 316 و عوالي اللئالي ج 3 ص 287).

222 - عن أبي بكر الحضرمي(1) عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [2] .

قال عليه السلام: قصرت الأبناء عن أعمال(2) الآباء. فألحق(3) اللّه عزّ و جلّ الأبناء بالآباء لتقرّ(4) بذلك أعينهم (الفقيه ج 3 ص 316 والتوحيد ص 394 و الكافي ج 3 ص 249).

223 - عن ابن عبّاس قال: يرفع اللّه للمسلم ذرّيته - و إن كانوا دونه في العمل - لتقرّ بذلك عينه (شواهد التنزيل ج 2 ص 324).

224 - قال: إنّ العبد يكون له درجة في الجنّة لا يبلغها ولده - و أهل بيته -.

فيرفعون معه في درجته لكرامة المؤمن على اللّه. ليقرّ اللّه عينه.

و ليجمع له شمله (شواهد التنزيل ج 2 ص 324).

ص:104


1- - في الكافي: عن ابن بكير.
2- - في التوحيد و الكافي: عن عمل.
3- - في الكافي هكذا: فاُلحقوا الأبناء بالآباء.
4- - في التوحيد: ليقرّ.

225 - يَوْمَ1 تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ2 بَيْنَ أَيْدِيهِمْ3 وَ بِأَيْمانِهِمْ4 بُشْراكُمُ5 الْيَوْمَ جَنّاتٌ6 تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 7«12» [1] (الحديد).

ص:105

226 - عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبداللّه عليه السلام و هو يقول في قوله عزّ و جلّ:

يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم.

قال عليه السلام: نور أئمّة المؤمنين - يوم القيامة - يسعى بين أيدي المؤمنين و بأيمانهم حتّى ينزلوا بهم منازلهم من الجنّة (تأويل الآيات ج 2 ص 659).

(راجع: الكافي ج 1 ص 195).

227 - جابر بن عبد اللّه قال(1): بينا نحن عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذ التفت صلى الله عليه و آله إلى عليّ عليه السلام.

فقال صلى الله عليه و آله: - يا أبا الحسن - هذا جبرئيل عليه السلام يقول: إنّ اللّه تعالى أعطى شيعتك و محبّيك سبع خصال: الرفق عند الموت.

و الاُنس عند الوحشة.

و النور عند الظلمة.

و الأمن عند الفزع.

و القسط عن الميزان.

و الجواز على الصراط.

و دخول الجنّة قبل الناس - يسعى نورهم بين أيديهم - (اعلام الدين ص 450).

ص:106


1- - قال جابر بن عبداللّه عليه السلام: كنت ذات يوم عند النبيّ صلى الله عليه و آله إذ أقبل بوجهه على عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فقال له: ألا ابشّرك - يا أبا الحسن -. فقال عليه السلام: بلى - يا رسول اللّه -. قال صلى الله عليه و آله: هذا جبرئيل يخبرني عن اللّه جلّ جلاله: أ نّه أعطى شيعتك و محبّيك سبع خصال:... (مشكاة الأنوار ج 1 ص 178 الفصل 4 و الخصال ص 402 و ص 413 و تأويل الآيات ج 2 ص 660 و روضة الواعظين ج 2 ص 91).

228 -... يَرْفَعِ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ1 وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ «11» [1] (المجادلة).

229 -... يَوْمَ2 لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا3 مَعَهُ4 نُورُهُمْ5 يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا6 وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «8» 7 [2] (التحريم).

230 - ثُمَّ كانَ8 مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا9 وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «17» [3]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «18» [4] (البلد).

ص:107

الإيمان و العمل الصالح - الّذين آمنوا و عملوا الصالحات

231 - وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ1 وَ أُتُوا بِهِ2 مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «25» [1] (البقرة).

232 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً3 فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ4 عِنْدَ رَبِّهِمْ5 وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «62» [2] (البقرة)

ص:108

233 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «82» [1] (البقرة).

234 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ3 لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ4 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 5«277» [2] (البقرة).

235 - وَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ6 أُجُورَهُمْ... «57» [3] (آل عمران).

236 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا7 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ8 سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً «57» [4] (النساء).

237 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً «122» [5] (النساء).

ص:109

238 - وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ1 فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً 2«124» [1] (النساء).

239 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ... «173» [2] (النساء).

240 - وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا3 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ4 لَهُمْ مَغْفِرَةٌ5 وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ 6«9» [3] (مائدة)

241 -... مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ7 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «69» [4] (المائدة).

242 - وَ ما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ8 وَ أَصْلَحَ9 فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ10 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 11«48» [5] (الأنعام).

ص:110

243 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها3 أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «42» [1]

وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ4 تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا5 وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ6 لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ7 لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «43» [2] (الأعراف).

ص:111

244 -... لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ1 بِالْقِسْطِ2... «4» [1] (يونس).

245 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ3 رَبُّهُمْ4 بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ «9» [2]

دَعْواهُمْ فِيها5 سُبْحانَكَ اللّهُمَّ6 وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ7 وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «10» [3] (يونس).

ص:112

246 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «23» [1] (هود).

247 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ3 وَ حُسْنُ مَآبٍ «29» [2] (الرعد).

ص:113

248 - وَ أُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ «23» [1] (إبراهيم).

249 - الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ1 يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ2 ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 3«32» [2] (النحل).

250 - عن زيد بن عليّ عليه السلام قال: ينادي منادٍ - يوم القيامة - أين: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُم تَعْمَلُونَ.

قال: فيقوم قوم مبياضي الوجوه.

فيقال لهم: من أنتم؟

فيقولون: نحن المحبّون لأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فيقال لهم: بما أحببتموه؟

يقولون: - يا ربّنا - بطاعته لك و لرسولك.

فيقال لهم: صدقتم. ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون (الفرات رحمه الله ص 234).

ص:114

251 - إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي1 لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ2 وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً 3«9» [1] (الإسراء).

252 - الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً «1» [2]

قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ4 الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ5 أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً 6«2» [3]

ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً 7«3» [4] (الكهف).

ص:115

253 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً «30» [1]

أُولئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً «31» [2] (الكهف).

254 - وَ أَمّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى1 وَ سَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً 2«88» [3] (الكهف).

255 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً 3«107» [4]

خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً 4«108» [5] (الكهف).

ص:116

256 - إِلاّ مَنْ تابَ1 وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً2 فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً «60» [1]

جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا «61» [2]

لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاّ سَلاماً وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا «62» [3] (مريم).

257 - وَ مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى 3«75» [4]

جَنّاتُ عَدْنٍ4 تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكّى 5«76» [5] (طه).

ص:117

258 - وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى 1«82» [1] (طه).

259 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ التوبة والإيمان و العمل الصالح لا يقبلها(1) إلّابالإهتداء

أمّا التوبة. فمن الشرك باللّه.

و أمّا الإيمان. فهو التوحيد للّه.

و أمّا العمل الصالح. فهو أداء الفرائض.

و أمّا الإهتداء. فبولاة الأمر - و نحن هم -.

إنّما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل.

فإذا إحتاجوا إلى تفسيره. فالإهتداء بنا و إلينا (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 257).

260 - عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [2] .

قال عليه السلام: من تاب من ظلم. و آمن من كفر. و عمل صالحاً. ثمّ إهتدى إلى ولايتنا.

و أومأ عليه السلام - ب يده - إلى صدره (بصائر الدرجات ص 215).

261 - قال الإمام الباقر عليه السلام: - و اللّه - لو أ نّه تاب و آمن و عمل صالحاً. و لم يهتد إلى ولايتنا و مودّتنا و لم يعرف فضلنا. ما أغنى عنه ذلك شيئاً (الفرات رحمه الله ص 258).

ص:118


1- - أي: لا يقبلها اللّه عزّ و جلّ.

262 - عن الحارث بن يحيى عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [1] .

قال عليه السلام: ألا ترى كيف اشترط؟!

و لم تنفعه التوبة و الإيمان و العمل الصالح حتّى إهتدى.

- و اللّه - لو جهد أن يعمل. ما قبل منه. حتّى يهتدي.

قال: قلت: إلى من - جعلني اللّه فداك -؟

قال عليه السلام: إلينا (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 60).

263 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لعبد اللّه بن جندب): - يا ابن جندب - أحبب في اللّه.

و أبغض في اللّه. و استمسك بالعروة الوثقى. و اعتصم بالهدى. يقبل عملك.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [2] .

فلا يقبل إلّاالإيمان. و لا إيمان إلّابعمل. و لا عمل إلّابيقين. و لا يقين إلّابالخشوع.

و ملاكها - كلّها - الهدى.

فمن اهتدى. يقبل عمله. و صعد إلى الملكوت متقبّلاً (تحف العقول ص 303).

264 - عن داود بن كثير قال: دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقلت له: - جعلت فداك - قوله تعالى: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [3] .

فما هذا الإهتداء(1) بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح؟

فقال عليه السلام: معرفة الأئمّة - و اللّه -.

إمام بعد إمام (تأويل الآيات ج 1 ص 315 و فضائل الشيعة ص 299).

ص:119


1- - في فضائل الشيعة: الهدى.

265 - وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ1 فَلا يَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً 2«112» [1] (طه).

266 - فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ3 وَ إِنّا لَهُ كاتِبُونَ «94» [2] (الأنبياء).

267 - إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ... «14» [3] (الحجّ).

268 - إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ 4«23» [4]

وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ5 وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ 6«24» [5] (الحجّ).

ص:120

269 - فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 1«50» [1] (الحجّ).

270 -... فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ «56» [2] (الحجّ).

271 - وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً3 يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً... «55» [3] (النور).

272 - إِلاّ مَنْ تابَ4 وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً5 رَحِيماً 6«70» [4] (الفرقان).

273 -... ثَوابُ اللّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ لا يُلَقّاها إِلاَّ الصّابِرُونَ «80» [5] (القصص).

274 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ7 عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ8 وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ9 أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ 10«7» [6] (العنكبوت).

ص:121

275 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ 2«9» [1] (العنكبوت).

276 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ3 مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «58» [2] (العنكبوت).

277 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ4 يُحْبَرُونَ 5«15» [3] (الروم).

278 - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ6... «45» [4] (الروم).

279 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتُ النَّعِيمِ «8» [5]

خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «9» [6] (لقمان).

280 - أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ7 فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ 8«19» [7] (السجدة).

ص:122

281 - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ1 أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ2 وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 3«4» [1] (سبأ).

282 - وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى4 إِلاّ مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً5 فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا6 وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ7 آمِنُونَ 8«37» [2] (سبأ).

ص:123

283 - ذكر رجل - عند أبي عبداللّه عليه السلام - الأغنياء. و وقع فيهم.

فقال أبو عبداللّه عليه السلام: اسكت. فإنّ الغنيّ إذا كان وصولاً لرحمه - بارّاً بإخوانه - أضعف اللّه له الأجر ضعفين (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 204).

284 - عن أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي جعفر عليه السلام من الأغنياء - من الشيعة -.

فكأنّه عليه السلام كره ما سمع منّا فيهم.

فقال عليه السلام: - يا أبا محمّد - إذا كان المؤمن غنيّاً رحمياً و صولاً - له معروف إلى أصحابه - أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر ما ينفق - في البرّ - مرّتين ضعفين. لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه:

وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاّ مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ [1] (علل الشرائع ج 2 ص 386 الباب 385 الحديث 73 و وسائل الشيعة ج 16 ص 289).

ص:124

285 -... وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ1 وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ 2«7» [1] (فاطر).

286 -... وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ3 فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ 4«40» [2] (غافر).

287 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا5 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ6 لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ 7«8» [3] (فصّلت).

ص:125

288 -... وَ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ2 هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ «22» [1]

ذلِكَ3 الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً4 إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى5 وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ «23» [2] (الشورى).

289 - عن ابن عباس قال: لمّا نزلت: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [3] .

قالوا: - يا رسول اللّه - من هؤلاء الّذين أمرنا اللّه بمودّتهم؟

قال صلى الله عليه و آله: عليّ و فاطمة و ولدهما (1)(مجمع البيان ج 9 ص 43 و شواهد التنزيل ج 2 ص 231 و كشف الغمّة ج 1 ص 112).

ص:126


1- - في كشف الغمّة: و إبناهما.

290 - عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتّى. و خلقت أنا و عليّ من شجرة واحدة. فأنا أصلها. و عليّ فرعها. و فاطمة لقاحها. و الحسن و الحسين ثمارها. و أشياعنا أوراقها.

فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا. و من زاغ عنها هوى.

و لو أنّ عبداً عبد اللّه بين الصفا و المروة ألف عام. ثمّ ألف عام. ثمّ ألف عام. حتّى يصير ك الشنّ البالي. ثمّ لم يدرك محبّتنا - أهل البيت -. أكبّه اللّه على منخريه في النار.

ثمّ تلا صلى الله عليه و آله: قل لا أسألكم عليه أجراً إلّاالمودّة في القربى (مجمع البيان ج 9 ص 43 و شواهد التنزيل ج 1 ص 643 و ج 2 ص 243).

291 - (قال الإمام الرضا عليه السلام: أهل البيت هم) الّذين فرض اللّه تعالى مودّتهم.

و وعد الجزاء عليها.

إنّه ما وفى أحد بهذه المودّة - مؤمناً مخلصاً - إلّااستوجب الجنّة لقول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. [1]

ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [2] (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 621 المجلس 79 و عيون الأخبار ج 1 2 212 الباب 23 و بشارة المصطفى ص 232).

292 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: أنا من أهل البيت الّذين إفترض اللّه مودّتهم على كلّ مسلم.

فقال عزّ و جلّ: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى.

و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً.

فإقتراف الحسنة: مودّتنا أهل البيت (مجمع البيان ج 9 ص 44 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 30 و المناقب ج 4 ص 6).

ص:127

293 - وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ3... «26» [1] (الشورى).

294 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ «30» [2] (الجاثية).

ص:128

295 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ2 وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ3 عَلى مُحَمَّدٍ4 وَ هُوَ الْحَقُّ5 مِنْ رَبِّهِمْ6 كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ7 وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ 8«2» [1] (محمّد صلى الله عليه و آله).

296 - إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ... «12» [2] (محمّد صلى الله عليه و آله).

ص:129

297 -... وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «29» [1] (الفتح).

298 - عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً؟ [2]

قال: سأل قوم النبيّ صلى الله عليه و آله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية - يا نبيّ اللّه؟

قال صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض.

و نادى منادٍ: ليقم سيّد المؤمنين - و معه الّذين آمنوا - فقد بعث محمّد صلى الله عليه و آله.

فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده.

تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار - و لا يخالطهم غيرهم - حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة.

و يعرض الجميع عليه - رجلاً رجلاً - فيعطى أجره و نوره.

فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم و منازلكم من الجنّة.

إنّ ربّكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة و أجر عظيم.

يعني: الجنّة.

فيقوم عليّ بن أبي طالب - و القوم تحت لوائه معه - حتّى يدخل الجنّة.

ثمّ يرجع إلى منبره. و لا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين.

فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة - و يترك أقواماً على النار -.

فذلك قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا [3] و عملوا الصالحات لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ [4] .

يعني: السابقين. الأوّلين و المؤمنين و أهل الولاية له... (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 378 المجلس 13 و تأويل الآيات ج 1 ص 600).

ص:130

299 - يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً1 يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 2«9» [1] (التغابن).

300 -... قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً 3«10» [2]

رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ... «11» [3] (الطلاق).

301 -... وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللّهُ لَهُ رِزْقاً 4«11» [4] (الطلاق).

302 -... الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ 5«25» [5] (الإنشقاق).

303 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ6 الْكَبِيرُ 7«11» [6] (البروج).

ص:131

304 - إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ1 فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «6» [1] (التين).

305 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا2 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ3 هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ 4«7» [2]

جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ5 وَ رَضُوا عَنْهُ6 ذلِكَ7 لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ 8,9«8» [3] (البيّنة).

ص:132

306 - عن خالد بن معدان عن معاذ في قوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [1] .

قالا: هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام - ما يختلف فيها أحد - (شواهد التنزيل ج 2 ص 550).

307 - عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [2] .

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ل عليّ عليه السلام: هم أنت و شيعتك.

تأتي أنت و شيعتك - يوم القيامة - راضين مرضيين... (شواهد التنزيل ج 2 ص 537).

(راجع: تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 584 و بحارالأنوار ج 35 ص 346).

308 - (قال رسول اللّه لأمير المؤمنين عليه السلام في ذيل هذه الآية المباركة): هم - و اللّه - أنت و شيعتك - يا عليّ -.

وميعادك و ميعادهم الحوض - غداً - (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 405 المجلس 14).

(راجع: روضة الواعظين ج 1 ص 247 و إرشاد القلوب ج 2 ص 81).

309 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لمّا اسري بي إلى السماء. و انتهيت إلى سدرة المنتهى.

شممت - و هبت منها - ريح نبقها.

فقلت لجبرئيل: ما هذا؟

فقال: هذه سدرة المنتهى. اشتاقت إلى ابن عمّك - حين نظرت إليك -.

فسمعت منادياً ينادي - من عند ربّي -: محمّد خير الأنبياء و المرسلين.

و أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب خير الأوصياء(1). و أهل ولايته خير البريّة.

جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْري مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (البحار ج 36 ص 146 و تفسير الفرات رحمه الله ص 586).

ص:133


1- - في بحار الأنوار: خير الأولياء.

310 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: عليّ خير البريّة (كشف الغمّة ج 1 ص 297 و شواهد التنزيل ج 2 ص 549).

311 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: أنت و شيعتك - يا عليّ - خير البريّة (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 583).

312 - قال جابر: كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله - إذا أقبل عليّ عليه السلام - قالوا: قد جاء خير البريّة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 252 المجلس 9 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 122 و ص 192 و كشف الغمّة ج 1 ص 298 و جلد 2 ص 49).

(راجع: تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 585 و شواهد التنزيل ج 2 ص 544).

313 - قال السيّد ابن طاووس - عليه الرحمة - في كتاب سعد السعود(1): رأيت في تفسير محمّد بن عبّاس بن مروان في تفسير قوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [1] .

إنّها نزلت في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام و شيعته.

رواه من نحو ستّة و عشرين طريقاً - أكثرها برجال المخالفين - (البحار ج 36 ص 190).

314 - إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ «2» [2]

إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ 2«3» [3] (العصر).

ص:134


1- - سعد السعود ص 218.

الباقيات الصالحات

315 -... وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً1 وَ خَيْرٌ مَرَدًّا 2«76» [1] (مريم).

316 - الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا3 وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً 4«46» [2] (الكهف).

ص:135

317 - يقول السيّد هاشم الناجي الموسويّ الجزائري: إنّني - بحمد اللّه تعالى و حسن توفيقه عزّ و جلّ و ببركات أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم - مشغول بتأليف كتاب تحت عنوان: الباقيات الصالحات في القرآن و الحديث

فأحببت - بالمناسبة - أن أذكر من ذلك الكتاب بعض الأحاديث الشريفة الّتي تتعلّق بهذا الموضوع. فنذكر هاهنا معاني الباقيات الصالحات على ترتيب حروف الهجاء:

البنات الصالحات

318 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: رحم اللّه أبا البنات.

البنات. مباركات. محبّبات. و هنّ الباقيات الصالحات *

319 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من كان له ابنة. فاللّه في عونه و نصرته وبركته ومغفرته(1).

320 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عال ابنتين - أو ثلاثاً - كان معي في الجنّة *.

321 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عال ثلاث بنات. يعطى ثلاث روضات من رياض الجنّة.

كلّ روضة أوسع من الدنيا و ما فيها (مستدرك الوسائل ج 15 ص 115).

322 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما من بيت فيه البنات إلّانزلت كلّ يوم عليه أثنتا عشرة بركة. و رحمة من السماء. و لا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت.

و يكتبون لأبيهم - كلّ يوم و ليلة - عبادة سنة (مستدرك الوسائل ج 15 ص 116).

323 - (من جملة ما جاء في فقرات التوسّل بالإمام المهدي عليه السلام إلى اللّه عزّ و جلّ):...

أتوسّل إليك بآبائك الطاهرين الخيّرين المنتجبين. و امّهاتك الطاهرات الباقيات الصالحات (بحار الأنوار ج 91 ص 28).

ص:136


1- *- مستدرك الوسائل ج 15 ص 115.

قيل: إنّ الباقيات الصالحات: هنّ البنات الصالحات (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الحسنات

324 - قيل: الباقيات الصالحات: جميع الحسنات. لأنّ ثوابها يبقى أبداً (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الدعاء في الأسحار

325 - عن أبي عبداللّه عليه السلام: أنّ قوله تعالى: اَلْباقِياتُ الصّالِحاتُ [1] .

هي: القيام آخر الليل لصلاة الليل.

و الدعاء في الأسحار (فقه القرآن ج 1 ص 129).

ذكر اللّه عزّ و جلّ

326 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: عليك بذكر اللّه عزّ و جلّ.

و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول: وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً [2] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

ذكر التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير

327 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الباقيات الصالحات:

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر (مستدرك الوسائل ج 5 ص 327).

328 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الباقيات الصالحات هو: قول المؤمن: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر (مستدرك الوسائل ج 5 ص 325 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 51).

ص:137

329 - روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه. و عن العدو أن تجاهدوه. فلا تعجزوا عن قول: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

فإنّهنّ من الباقيات الصالحات. فقولوها (مجمع البيان ج 6 ص 273).

330 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أكثروا من قول:

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر.

فإنّهنّ يأتين - يوم القيامة - لهنّ مقدّمات و مؤخّرات و معقّبات.

و هنّ الباقيات الصالحات (ثواب الأعمال ص 23).

(راجع: ثواب الأعمال ص 26 و جامع الأخبار ص 141 الفصل 25 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 75 و عوالي اللئالي ج 1 ص 349 و أعلام الدين ص 358).

331 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله خُذوا جُننكم.

قالوا: - يا رسول اللّه - عدوّ حضر؟

فقال صلى الله عليه و آله: لا. ولكن خُذوا جُننكم من النار.

فقالوا: بِمَ نأخذُ جُننا - يا رسول اللّه - من النار؟

قال صلى الله عليه و آله: قولوا: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر.

فانّهنّ يأتين - يوم القيامة - و لهنّ مقدّمات و مؤخّرات و منجيات و معقّبات.

و هنّ الباقيات الصالحات (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 94 و ثواب الأعمال ص 26 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 75).

ص:138

332 - قال الإمام الباقر عليه السلام: مرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله برجل يغرس غرساً في حائط له. فوقف له(1). و قال صلى الله عليه و آله: ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع إيناعاً. وأطيب ثمراً و أبقى؟

قال: بلى. فدلّني - يا رسول اللّه -.

فقال صلى الله عليه و آله: إذا أصبحت و أمسيت فقل: سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر

فإنّ لك - إن قلته - بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة.

و هنّ من الباقيات الصالحات... (2)(الكافي ج 2 ص 506 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 270 المجلس 36 و المحاسن ج 1 ص 107 و روضة الواعظين ج 222 ص 248 و عدّة الداعي ص 263).

ص:139


1- - في الأمالي و المحاسن: عليه.
2- - عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من قال: سبحان اللّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. و من قال: الحمد للّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. و من قال: لا إله إلّااللّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. فقال رجل من قريش: - يا رسول اللّه - إنّ شجرنا في الجنّة لكثير. قال صلى الله عليه و آله: نعم. و لكن إيّاكم أن ترسلوا نيراناً فتحرقوها. فقال: كيف نحرقها؟ قال صلى الله عليه و آله: بعداوة عليّ بن أبي طالب عليه السلام. و ذلك أنّ اللّه تعالى يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (جامع الأخبار ص 141 الفصل 25).

ذكر التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و الحوقلة

333 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ألا أعلّمكم خمس كلمات؟

خفيفات على اللسان. ثقيلات في الميزان. يرضين الرحمن. و يطردن الشيطان.

وهنّ من كنوز الجنّة من تحت العرش. و هنّ الباقيات الصالحات.

قالوا: بلى - يا رسول اللّه -.

فقال صلى الله عليه و آله: قولوا: سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

و لا حول و لا قوّه إلّاباللّه العليّ العظيم (عدّة الداعي ص 263).

334 - قال أبو ذرّ: أوصاني رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن أكثر من قول:

سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر. و لا حول و لا قوّه إلّاباللّه العليّ العظيم.

فهنّ الباقيات الصالحات (إرشاد القلوب ج 1 ص 154 الباب 19).

335 - قال الإمام الصادق عليه السلام: كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ملأ من أصحابه. فقال صلى الله عليه و آله: خذوا جُنتكم.

فقالوا: - يا رسول اللّه - حضر عدوّ؟

قال صلى الله عليه و آله: لا. جنّتكم من النار.

قال صلى الله عليه و آله: قولوا سبحان اللّه ه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه العليّ العظيم.

فإنّهنّ - يوم القيامة - مقدّمات. منجيّات و معقبّات.

و هنّ - عند اللّه - الصالحات الباقيات (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 677 المجلس 37 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 83).

ص:140

ذكر التسبيحات الأربع بعد الفراغ من الصلاة الفريضة

336 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأصحابه - ذات يوم -: أترون لو جمعتم ما عندكم من الآنية و المتاع. أكنتم ترونه يبلغ السماء؟

قالوا: لا - يا رسول اللّه -.

قال صلى الله عليه و آله: أفلا أدلّكم على شيء أصله في الأرض و فرعه في السماء؟

قالوا: بلى - يا رسول اللّه -.

قال صلى الله عليه و آله: يقول أحدكم - إذا فرغ من صلاته الفريضة -:

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر - ثلاثين مرّة -.

فإنّ أصلهنّ في الأرض. و فرعهنّ. في السماء.

و هنّ يدفعنّ الحرق و الغرق و الهدم و التردّي في البئر و ميتة السوء.

و هنّ الباقيات الصالحات (معاني الأخبار ص 324 و ثواب الأعمال ص 26 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 76 و جامع الأخبار ص 142 الفصل 25 و أعلام الدين ص 359 و عوالي اللئالي ج 1 ص 350).

الصلاة

337 - عن إدريس القمّي قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الباقيات الصالحات؟

فقال عليه السلام: هي الصلاة.

فحافظوا عليها (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 94).

قيل: الباقيات الصالحات: هي الصلوات الخمس (مجمع البيان ج 6 ص 273).

ص:141

صلاة الليل

338 - عن أبي عبداللّه عليه السلام: أنّ قوله تعالى: اَلْباقِياتُ الصّالِحاتُ [1] .

هي: القيام آخر الليل لصلاة الليل. و الدعاء في الأسحار (فقه القرآن ج 1 ص 129).

339 - قال الإمام الصادق عليه السلام: المال و البنون زينة الحياة الدنيا.

و ثمان ركعات - من آخر الليل - و الوتر. زينة الآخرة.

و قد يجمعهما اللّه عزّ و جلّ لأقوام (معاني الأخبار ص 324).

340 - عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال: قال اللّه عزّ و جلّ: اَلْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا [2] .

كما أنّ ثماني ركعات يصلّيها العبد - آخر الليل - زينة الآخرة (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 95).

341 - روي عن أبي عبداللّه عليه السلام: أنّ من الباقيات الصالحات: القيام بالليل لصلاة الليل (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الطاعات

342 - قيل: الباقيات الصالحات: هي الطاعات للّه تعالى و جميع الحسنات. لأنّ ثوابها يبقى أبداً.

و إنّما سمّيت الطاعات صالحات. لأنّها أصلح الأعمال للمكلّف من حيث أمر بها.

و وعد الثواب عليها. و توعّد بالعقاب على تركها (مجمع البيان ج 6 ص 273).

العمل الصالح

343 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: عليك بذكر اللّه عزّ و جلّ و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول: وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً [3] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

ص:142

كلمات الإيمان

قوله تعالى: اَلْباقِياتُ الصّالِحاتُ [1] .

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: هي كلمات الإيمان.

قيل: كيف - يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: هي إيمان الملائكة: جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل.

قال صلى الله عليه و آله: من قالها مخلصاً يكون له(1). ب عدد تسبيحهم و تحميدهم و تهليلهم و تكبيرهم (مستدرك الوسائل ج 5 ص 327).

مودّة أهل البيت - صلوات اللّه تبارك و تعالى عليهم أجمعين -

344 - قال الإمام الصادق عليه السلام للحصين بن عبد الرحمن: - يا حصين -.

لا تستصغر مودّتنا. فإنّها من الباقيات الصالحات.

قال: - يا ابن رسول اللّه - ما استصغرها و لكن أحمد اللّه عليها (المناقب ج 4 ص 234 و الاختصاص ص 85 و مجمع البيان ج 6 ص 273 و تأويل الآيات ج 1 ص 297).

345 - هم البركات النازلات على الورى تعمّ جميع المؤمنين و تكنف

هم الباقيات الصالحات بذكرها لذاكرها خير الثواب المضعف(2)

ص:143


1- - من الثواب.
2- للعوني - عليه الرحمة - (المناقب ج 4 ص 342).

البرّ - الأبرار

346 -... وَ ما عِنْدَ اللّهِ1 خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ 2«198» [1] (آل عمران).

347 - إِنَّ الْأَبْرارَ3 يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً «5» [2]

عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً «6» [3] (الإنسان).

348 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة. نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام. و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

349 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: كلّ ما في كتاب اللّه عزّ و جلّ: - إِنَّ الْأَبْرارَ [4] -.

ف - و اللّه - ما أراد به إلّاعليّ بن أبي طالب عليه السلام و فاطمة عليها السلام و أنا و الحسين عليه السلام.

لأ نّا - نحن - أبرار بآبائنا و امّهاتنا.

و قلوبنا علت بالطاعات و البرّ. و تبرّأت من الدنيا و حبّها. و أطعنا اللّه عزّ و جلّ في جميع فرائضه. و آمنّا بوحدانيّته عزّ و جلّ. و صدّقنا برسوله صلى الله عليه و آله (المناقب 5/4).

350 - قال الإمام الباقر عليه السلام: الأبرار نحن هم (تأويل الآيات ج 2 ص 771).

ص:144

351 - إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ 1«13» [1] (الانفطار).

352 - كَلاّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ 2«18» [2]

وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ 3«19» [3]

كِتابٌ مَرْقُومٌ 4«20» [4]

يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ 5«21» [5]

إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ «22» [6] (المطففين).

ص:145

البرّ بالوالدين

353 - يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ1 بِقُوَّةٍ2 وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 3«12» [1]

وَ حَناناً4 مِنْ لَدُنّا وَ زَكاةً5 وَ كانَ تَقِيًّا 6«13» [2]

ص:146

وَ بَرًّا بِوالِدَيْهِ1 وَ لَمْ يَكُنْ جَبّاراً2 عَصِيًّا 3«14» [1]

وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا 4«15» [2] (مريم).

354 - قال الإمام الرضا عليه السلام: إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن:

يوم يولد - و يخرج من بطن امّه - فيرى الدنيا.

و يوم يموت. فيرى الآخرة و أهلها.

و يوم يبعث. فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا.

و قد سلّم اللّه عزّ و جلّ على يحيى في هذه الثلاثة المواطن. و آمن روعته.

فقال: وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا [3] .

و قد سلّم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن.

فقال: وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [4] (الخصال ص 107 و عيون الأخبار ج 1 الباب 26 ص 233 و روضة الواعظين ج 2 ص 525).

ص:147

355 - وَ بَرًّا بِوالِدَتِي1 وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّاراً2 شَقِيًّا 3«32». [1]

وَ السَّلامُ عَلَيَّ4 يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 5«33» [2] (مريم).

356 - وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «15» [3]

أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «16» [4] (الأحقاف).

357 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: برّ الوالدين و صلة الرحم يهوّنان(1) الحساب (مشكاة الأنوار ج 1 ص 371 و الدعوات ص 126 و تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 385).

358 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يقال للعاقّ: اعمل ما شئت. فإنّي لا اغفر لك.

و يقال للبارّ: اعمل ما شئت. فإنّي سأغفر لك (جامع الأخبار ص 214 و روضة الواعظين ج 2 ص 243).

ص:148


1- - في التفسير: يهوّن.

359 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لن يدخل النار. البارّ بوالديه (مستدرك ج 15 ص 175).

360 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاثة لا تمسّهم النار: المرأة المطيعة لزوجها. و الولد البارّ بوالديه. و السخي بحسن خُلقه (إرشاد القلوب ج 1 ص 367 الباب 53).

361 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: كن بارّاً. واقتصر على الجنّة.

و إن كنت عاقّاً [فظّاً] فإقتصر على النار (الكافي ج 2 ص 348).

362 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: بين الأنبياء عليهم السلام و البارّ. درجة.

و بين العاقّ و الفراعنة. دركة (مستدرك الوسائل ج 15 ص 176).

363 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من رزق - من أربعة خصال - واحدة. دخل الجنّة:

برّ الوالدين. أو صلة الرحم. أو حسن الجوار. أو حسن الخُلق (جامع الأخبار ص 287).

364 - قال رجل لعيسى بن مريم عليه السلام: - يا معلّم الخير - دلّني على عمل ادخل به الجنّة؟

فقال عليه السلام له: إتّق اللّه في سرّك و علانيتك. و برّ والديك (مستدرك ج 15 ص 175).

365 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أربعة تدعو إلى الجنّة: كتمان المصيبة. و كتمان الصدقه.

و برّ الوالدين.

و الإكثار من قول: لا إله إلّااللّه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 276).

366 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: البارّ يطير مع الكرام البررة (المستدرك ج 15 ص 176).

367 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث حول الجنّة وأهلها):... ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم: من صدق حديثه. و انجز وعده(1). و أدّى أمانته. و برّ والديه. و وصل رحمه. و استغفر من ذنبه. فهو مؤمن (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 347 المجلس 46 و روضة الواعظين ج 2 ص 540).

ص:149


1- - في روضة الواعظين: موعوده.

368 - قال الإمام الباقر عليه السلام:... أربع من كنّ فيه - من المؤمنين - أسكنه اللّه في أعلى علّيين. في غرف (فوق غرف)(1) في محلّ الشرف كلّ الشرف: من آوى اليتيم. ونظر له. فكان له أباً (رحيماً)(2). و من رحم الضعيف و أعانه و كفاه.

و من أنفق على والديه و رفق بهما. و برّهما. و لم يحزنهما.

و (من)(3) لم يخرق بمملوكه(4) و أعانه على ما يكلّفه. و لم يستسعه(5) فيما لا يطيق (الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 167 المجلس 21 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 189 المجلس 7).

369 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: دخلت الجنّة. فسمعت صوت إنسان. فقلت: من هذا؟

قالوا: الحارث بن النعمان الأنصاري. كان بارّاً بوالديه.

فصار من أهل الدرجات العلى (مستدرك الوسائل ج 15 ص 176).

370 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: بينا أنا في الجنّة. إذ سمعت قارئاً.

فقلت: من هذا؟

قالوا: حارثة بن النعمان.

فقال صلى الله عليه و آله: كذلك البرّ. كذلك البرّ.

و كان أبرّ الناس باُمّه (ميزان الحكمة تأليف سماحة العلّامة حجّة الإسلام و المسلمين الشيخ محمّد الري شهري - دامت بركاته - ج 11 ص 4888 نقله عن كنز العمّال).

ص:150


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة -.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة -.
3-
4- في الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة -: لمملوكه.
5- - أي: لم يكلّفه ما لا يطيق به. و يحتمل أن يكون الصحيح هكذا: و لم يستعمله فيما لا يطيق.

التأسّى برسول اللّه صلى الله عليه و آله

371 -... لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ1 لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللّهَ2 وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً 3,4«21» [1] (الأحزاب).

ص:151

التبرّي من أعداء اللّه عزّ و جلّ

372 - لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ1 وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ2 وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ3 وَ يُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ4 أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ5 هُمُ الْمُفْلِحُونَ 6«22» [1] (المجادلة).

ص:152

تحمّل الأذى في سبيل اللّه عزّ و جلّ

373 -... فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ «195» [1] (آل عمران).

ص:153

تزكية النفس

374 - وَ مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى 1«75» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ2 تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكّى 3«76» [2] (طه).

375 - قَدْ أَفْلَحَ4 مَنْ زَكّاها 5«9» [3] (الشمس).

376 - إصلاح النفس يوجب الترقّي في الكمال و اليقين.

و يوجب الفلاح في الآخرة (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - عليه الرحمة - ج 66 ص 194).

ص:154

التقوى

377 - وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ1 مِنْ عِنْدِ اللّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «103» [1] (البقرة)

378 - قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ2 لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ3 وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ 4«15» [2] (آل عمران).

379 - وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «133» [3] (آل عمران).

380 - الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ 5«172» [4] (آل عمران).

381 -... فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ 6«179» [5] (آل عمران).

382 - لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ ما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ «198» [6] (آل عمران).

383 -... وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى... «77» [7] (النساء).

ص:155

384 - وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا1 وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ2 وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنّاتِ النَّعِيمِ «65» [1] (المائدة).

385 -... وَ لَلدّارُ الْآخِرَةُ3 خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ... «32» [2] (الأنعام).

386 -... فَمَنِ اتَّقى وَ أَصْلَحَ4 فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 5«35» [3] (الأعراف).

387 -... وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها6 لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ «156» [4] (الأعراف).

388 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً7 وَ يُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ «29» [5] (الأنفال).

ص:156

389 - الَّذِينَ1 آمَنُوا2 وَ كانُوا يَتَّقُونَ «63» [1]

لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ3 لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ4 ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 5«64» [2] (يونس).

ص:157

390 - وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ1 خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ «57» [1] (يوسف).

391 -... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ2 وَ يَصْبِرْ3 فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 4«90» [2] (يوسف).

392 -... وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَ فَلا تَعْقِلُونَ «109» [3] (يوسف).

393 - مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا... «35» [4] (الرعد).

ص:158

394 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «45» [1]

اُدْخُلُوها بِسَلامٍ1 آمِنِينَ 2«46» [2]

وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ3 إِخْواناً4 عَلى سُرُرٍ5 مُتَقابِلِينَ 6«47» [3]

لا يَمَسُّهُمْ فِيها7 نَصَبٌ8 وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ 9«48» [4] (الحجر).

395 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: التقوى مطايا ذلل. حمل علييها أهلها. و أعطوا ازمّتها.

فأوردتهم الجنّة. و فتحت لهم أبوابها. و وجدوا ريحها و طيبها.

و قيل لهم: ادخلوها بسلام آمنين (الكافي ج 8 ص 67).

396 - قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: - يا أبا محمّد - لقد ذكركم اللّه في كتابه.

فقال: إخواناً على سرر متقابلين.

- و اللّه - ما أراد بهذا(1) غيركم (الكافي ج 8 ص 35 و تفسير الفرات رحمه الله ص 226).

ص:159


1- - في التفسير: بها.

397 - وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً1 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ2 وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ 3«30» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ «31» [2] (النحل).

398 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: عليكم بتقوى اللّه. فإنّها تجمع(1) من الخير ما لا يجمع غيرها.

و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها - من خير الدنيا و خير الآخرة - (الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 261 المجلس 31 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 25 المجلس 1 و تحف العقول ص 176).

ص:160


1- - في الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - هكذا: تجمع الخير - و لا خير غيرها - و يدرك بها من الخير...

399 - يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا «12» [1]

وَ حَناناً مِنْ لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيًّا 1«13» [2]

وَ بَرًّا بِوالِدَيْهِ2 وَ لَمْ يَكُنْ جَبّاراً3 عَصِيًّا 4«14» [3]

وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا «15» [4] (مريم).

400 - تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا «63» [5] (مريم).

401 - ثُمَّ نُنَجِّي5 الَّذِينَ اتَّقَوْا... «72» [6] (مريم).

402 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: نجا من اتّقى و صدّق بالحسنى (البحار ج 34 ص 138).

403 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... فاتّقوا اللّه في عاجل أمركم(1) و آجله - في السرّ و العلانيّة - فإنّه من يتّق اللّه يكفّر عنه سيّئاته. و يعظم له أجراً.

و من يتّق اللّه فقد فاز فوزاً عظيماً.

و إنّ تقوى اللّه توقي مقته. و توقي عقوبته. و توقي سخطه.

و إنّ تقوى اللّه تبيّض الوجوه. و ترضي الربّ. و ترفع الدرجة (البحار ج 19 ص 126 و ج 86 ص 232).

ص:161


1- - في بحار الأنوار ج 19: أمره.

404 - يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ1 إِلَى الرَّحْمنِ2 وَفْداً 3«85» [1] (مريم).

405 -... وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى 4«132» [2] (طه).

406 - وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ5 وَ رَسُولَهُ6 وَ يَخْشَ اللّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 7«52» [3] (النور).

407 - قُلْ أَ ذلِكَ8 خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِيراً «15» [4]

لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً «16» [5] (الفرقان).

408 - وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ9 لِلْمُتَّقِينَ «90» [6] (الشعراء).

ص:162

409 -... وَ الْعاقِبَةُ1 لِلْمُتَّقِينَ 2«83» [1] (القصص).

410 -... اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ3 وَ ما خَلْفَكُمْ4 لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 5«45» [2] (يس).

411 - وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ 6«49» جَنّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ «50» [3] (ص).

412 - لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللّهِ لا يُخْلِفُ اللّهُ الْمِيعادَ «20» [4] (الزمر).

413 - وَ يُنَجِّي اللّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ7 لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 8«61» [5] (الزمر).

ص:163

414 - وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً1 حَتّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها2 سَلامٌ عَلَيْكُمْ3 طِبْتُمْ4 فَادْخُلُوها5 خالِدِينَ 6«73» [1]

وَ قالُوا7 الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ8 نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ 9«74» [2] (الزمر).

415 -... وَ الْآخِرَةُ10 عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ 11«35» [3] (الزخرف).

ص:164

416 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ1 فِي مَقامٍ أَمِينٍ 2«51» فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «52» [1]

يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ «53» [2]

كَذلِكَ3 وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ «54» [3]

يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ 4«55» [4]

لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى5 وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «56» [5]

فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «57» [6] (الدخان).

417 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أيّما عبد مؤمن أقبل قِبل ما يحبّ اللّه عزّ و جلّ.

أقبل اللّه عزّ و جلّ قِبل كلّ ما يحبّ.

و من اعتصم باللّه و بتقواه. عصمه اللّه.

و من أقبل اللّه قبله و عصمه. لم يبال لو سقطت السماء على الأرض - أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة - و كان في حرز اللّه بالتقوى من كلّ بليّة.

أليس اللّه عزّ و جلّ يقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ [7] (عدّة الداعي ص 307 و مشكاة الأنوار ص 41 الفصل الرابع و الكافي ج 2 ص 65).

ص:165

418 - مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ «15» [1] (محمّد صلى الله عليه و آله).

419 - وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا1 زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ 2«17» [2] (محمّد صلى الله عليه و آله).

420 -... وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 3«10» [3] (الحجرات).

421 -... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ4 عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ... «13» [4] (الحجرات).

422 - وَ أُزْلِفَتِ5 الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ6 غَيْرَ بَعِيدٍ 7«31» [5] (ق).

423 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «15» [6] (الذاريات).

424 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أكثر ما يدخل الناس الجنّة: تقوى اللّه. و حسن الخلق (إرشاد القلوب ج 1 ص 365 الباب 53).

ص:166

425 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَعِيمٍ «17» [1]

فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «18» [2]

كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «19» [3]

مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ «20» [4] (الطور).

426 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ 1«54» [5]

فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ2 عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ 3«55» [6] (القمر).

427 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: أبشر - يا عليّ -. ما من عبد يحبّك و ينتحل مودّتك إلّابعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة معنا. ثمّ قرء النبيّ صلى الله عليه و آله هذه الآية * 428 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: أبشر - يا عليّ -. إنّه من أحبّك و انتحل محبّتك و أقرّ بولايتك أسكنه اللّه عزّ و جلّ معنا. ثمّ تلا صلى الله عليه و آله هذه الآية *

* (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 457).

429 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: - يا عليّ -. من أحبّك و تولّاك أسكنه اللّه معنا في الجنّة.

ثمّ تلا النبيّ صلى الله عليه و آله هذه الآية (تأويل الآيات ص 629 و كشف الغمّة ج 1 ص 535).

ص:167

430 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا1 اتَّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ2 يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ3 مِنْ رَحْمَتِهِ4 وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً5 تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ6 وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «28» [1] (الحديد).

431 -... وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً 7«2» [2] (الطلاق).

432 - عن ابن عبّاس قال: قرء رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وَمَن يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً.

قال صلى الله عليه و آله: من شبهات الدنيا. و من غمرات الموت. و شدائد يوم القيامة (مجمع البيان ج 10 ص 460).

433 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: - اعلموا - إنّه من يتّق اللّه. يجعل له مخرجاً من الفتن.

و نوراً من الظُلَم. و يخلّده فيما اشتهت نفسه. و ينزله منزل الكرامة - عنده - في دار اصطنعها لنفسه. ظلّها: عرشه. و نورها: بهجته. و زوارها: ملائكته.

و رفقاؤها: رسله (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 115 الخطبة 183).

ص:168

434 -... وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً 1«4» [1] (الطلاق).

435 -... وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً «5» [2] (الطلاق).

436 - إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتِ2 النَّعِيمِ 3«34» [3] (القلم).

437 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ4 فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ «41» وَ فَواكِهَ مِمّا يَشْتَهُونَ «42» [4]

كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 5«43» [5] (المرسلات).

438 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: اتّقوا اللّه - عباد اللّه - و اعلموا أ نّه من يتّق اللّه يجعل له مخرجاً من الفتن. و يسدّده في أمره.

و يهييء له رشده و يفلجه بحجّته و يبيّض وجهه و يعطيه رغبته(1) مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً (تحف العقول ص 232).

ص:169


1- - في الجنّة.

439 - إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً 1«31» [1]

حَدائِقَ وَ أَعْناباً «32» [2]

وَ كَواعِبَ أَتْراباً «33» [3]

وَ كَأْساً دِهاقاً «34» [4]

لا يَسْمَعُونَ فِيها2 لَغْواً3 وَ لا كِذّاباً «35» [5]

جَزاءً مِنْ رَبِّكَ4 عَطاءً5 حِساباً 6«36» [6] (النبأ).

440 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: التقوى باب كلّ توبة. و رأس كلّ حكمة و شرف كلّ عمل

بالتقوى فاز من فاز من المتّقين (تحف العقول ص 232).

ص:170

441 - فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى «5» [1]

وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى «6» [2]

فَسَنُيَسِّرُهُ1 لِلْيُسْرى 2«7» [3] (اللّيل).

442 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خصلة من لزمها. أطاعته الدنيا و الآخرة.

و ربح الفوز في الجنّة(1).

قيل: و ما هي - يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: التقوى (بحار الأنوار ج 74 ص 171 و كنز الفوائد ج 2 ص 10).

443 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: خصلة من لزمها. أطاعته الدنيا و الآخرة.

و ربح الفوز بقرب اللّه تعالى في دار السلام.

قيل: و ما هي - يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: التقوى (تنبيه الخواطر ج 2 ص 117 و معدن الجواهر ص 21).

ص:171


1- - في كنز الفوائد: بالجنّة.

444 - وَ سَيُجَنَّبُهَا1 الْأَتْقَى 2«17» [1]

اَلَّذِي يُؤْتِي مالَهُ3 يَتَزَكّى 4«18» [2]

وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى 5«19» [3]

إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى 6«20» [4]

وَ لَسَوْفَ يَرْضى 7«21» [5] (اللّيل).

ص:172

التقيّة

445 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ1 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «54» [1]

وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ «55» [2] (القصص).

446 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا [3] .

قال عليه السلام: بما صبروا على التقيّة.

ويدرؤن بالحسنة السيّئة.

قال عليه السلام: الحسنة: التقيّة. و السيّئة: الإذاعة (الكافي ج 2 ص 217).

447 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّيِّئَةُ [4] .

قال عليه السلام: الحسنة: التقيّة. و السيئة: الإذاعة.

و قوله عزّ و جلّ: اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [5] .

قال عليه السلام: الّتي هي أحسن: التقيّة.

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ. كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [6] (الكافي ج 2 ص 218).

ص:173

448 -... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ1 عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ... «13» [1] (الحجرات).

449 - عن عبداللّه بن حبيب عن أبي الحسن عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ [2] .

قال عليه السلام: أشدّكم تقيّة (المحاسن ج 1 ص 402).

450 - عن هشام عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ [3] .

قال عليه السلام: أعملكم بالتقيّة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 661 المجلس 35).

451 - عن معلّى بن خنيس قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: - يا معلّى - اكتم أمرنا و لا تذعه.

فإنّه من كتم أمرنا. ولم يذعه. أعزّه اللّه في الدنيا.

و جعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة.

- يا معلّى - من أذاع حديثنا و أمرنا. و لم يكتمها أذلّه اللّه به في الدنيا.

و نزع النور من بين عينيه في الآخرة. و جعله ظلمة تقوده إلى النار.

- يا معلّى - إنّ التقيّة ديني و دين آبائي.

و لا دين لمن لا تقيّة له.

- يا معلّى - إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السرّ كما يجب أن يعبد في العلانية.

- يا معلّى - إنّ المذيع لأمرنا كالجاحد به (المحاسن ج 1 ص 397).

ص:174

452 - قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ما بلغت تقيّة أحد. تقيّة أصحاب الكهف.

إن كانوا ليشهدون الأعياد. و يشدون الزنانير. فأعطاهم اللّه أجرهم مرّتين (الكافي ج 2 ص 218).

453 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الشرك.

فأتاهم اللّه أجرهم مرّتين.

و إنّ أبا طالب. أسرّ الإيمان. و أظهر الشرك. فأتاه اللّه أجره مرّتين (بحار الأنوار ج 35 ص 158).

454 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف. أسرّوا الإيمان و أظهروا الشرك. فأتاهم اللّه أجرهم مرّتين (الكافي ج 1 ص 448 ومعاني الأخبار ص 285).

455 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أتى جبرئيل - في بعض ما كان عليه - فقال: - يا محمّد - إنّ ربّك يقرئك السلام و يقول لك: إنّ أصحاب الكهف. أسرّوا الإيمان و أظهروا الشرك

فأتاهم اللّه أجرهم مرّتين.

و إنّ أبا طالب أسرّ الإيمان. و أظهر الشرك. فأتاه اللّه أجره مرّتين.

و ما خرج من الدنيا حتّى أتته البشارة - من اللّه تعالى - بالجنّة (بحار الأنوار ج 35 ص 111).

ص:175

التواضع - الّذين لا يريدون علوّاً - في الأرض - و لا فساداً

456 - تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ1 وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ «83» [1] (القصص).

457 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... اوصيكم بتقوى اللّه. وأوصى اللّه بكم. واستخلفه عليكم.

إنّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ [2] . أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللّهِ [3] في عباده و بلاده.

فإنّه قال لي و لكم: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [4] (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 13 ص 30).

(راجع: الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 206 المجلس 8).

458 - قال رجل للإمام الصادق عليه السلام: - يا أبا عبداللّه - ما حقيقة العبوديّة؟!

قال عليه السلام: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه - فيما خوّله اللّه إليه - ملكاً. لأنّ العبيد لا يكون لهم ملك. يرون المال. مال اللّه. يضعونه حيث أمرهم اللّه تعالى به.

و لا يدبّر العبد لنفسه تدبيراً - و جملة اشتغاله فيما أمره اللّه تعالى به و نهاه عنه -.

فإذا لم ير العبد لنفسه - فيما خوّله اللّه تعالى - ملكاً. هان عليه الإنفاق فيما أمره اللّه تعالى أن ينفق فيه. و إذا فوّض العبد تدبير نفسه على مدبّره. هان عليه مصائب الدنيا.

وإذا اشتغل العبد بما أمره اللّه تعالى. ونهاه لايتفرّغ منها إلى المراء والمباهاة مع الناس.

فإذا أكرم اللّه العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا وإبليس والخلق. و لا يطلب الدنيا تكاثراً و تفاخراً. و لا يطلب عند الناس عزّاً و علوّاً. و لا يدع أيّامه باطلاً.

فهذا أوّل درجة المتّقين. قال اللّه تعالى: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [5] (مشكاة الأنوار ج 2 ص 319 الباب 9).

ص:176

459 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طوبى لمن تواضع من غير منقصة (مستدرك الوسائل ج 11 ص 301).

460 - عن زاذان قال: رأيت عليّاً عليه السلام يمسك الشسوع بيده. ثمّ يمرّ بالأسواق. فيناول الرجل الشسع. و يرشد الضالّ. و يعين الحمّال على الحمولة. و هو عليه السلام يقرء هذه الآية:

تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [1] .

ثمّ يقول عليه السلام: هذه الآية نزلت في الولاة. و ذوي القدرة من الناس (العمدة ص 308).

461 - كان أمير المؤمنين عليه السلام يمشي في الأسواق وحده و هو دالّ يرشد الضالّ و يعين الضعيف. و يمرّ بالبيّاع و البقّال. فيفتح عليه القرآن.

و يقرء عليه السلام: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً (المناقب ج 2 ص 120).

462 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل في هذه الآية (سعد السعود ص 177).

463 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ الرجل ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الآية.

يعني: أنّ من تكبّر على غيره بلباس يعجبه. فهو ممّن يريد علوّاً في الأرض (مجمع البيان ج 7 ص 420).

464 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: مكتوب في الإنجيل: طوبى للمتواضعين في الدنيا.

اولئك يرتقون(1) منابر الملك يوم القيامة (تحف العقول ص 394 و ص 501).

465 - قال الإمام العسكري عليه السلام: من تواضع - في الدنيا - لإخوانه فهو عند اللّه من الصدّيقين (تنبيه الخواطر ج 2 ص 107).

ص:177


1- - في ص 501: يرثون.

466 - قال الإمام العسكري عليه السلام: من تواضع مع المتواضعين. فإعترف بنبوّة محمّد صلى الله عليه و آله و ولاية عليّ عليه السلام و الطيّبين من آلهما.

ثمّ تواضع لإخوانه. و بسطهم و آنسهم.

كلّما إزداد بهم برّاً. إزداد لهم استيناساً و تواضعاً.

باهى اللّه عزّ و جلّ به كرام ملائكته من حملة عرشه و الطائفين به.

فقال لهم: أما ترون عبدي - هذا - المتواضع لجلال عظمتي.

ساوى نفسه بأخيه المؤمن الفقير. و بسطه.

فهو لا يزداد به برّاً إلّاإزداد له تواضعاً.

أشهدكم أنّي قد أوجبت له جناني - و من رحمتي و رضواني - ما يقصر عنه أمانيّ المتمنّي.

و لأرزقنّه من محمّد سيّد الورى و من عليّ المرتضى - و من خيار عترته مصابيح الدجى - الإيناس(1) و البركة في جناني.

و ذلك أحبّ إليه من نعيم الجنان - و لو تضاعف ألف ألف ضعفها - جزاءً على تواضعه لأخيه المؤمن (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 233).

467 - قال عيسى عليه السلام: طوبى للمتواضعين - في الدنيا - هم أصحاب المنابر يوم القيامة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 201).

468 - قال سلمان - عليه الرحمة -: من تواضع للّه - في الدنيا - رفعه اللّه يوم القيامة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 202).

ص:178


1- - في نسخة: الإستيناس.

469 - قال الإمام الصادق عليه السلام: فساد الظاهر من فساد الباطن.

و من أصلح سريرته. أصلح اللّه علانيّته.

و من خاف اللّه في السرّ لم يهتك اللّه علانيته.

و من خان اللّه في السرّ هتك اللّه ستره في العلانية.

و أعظم الفساد: أن يرضى العبد بالغفلة عن اللّه تعالى.

و هذا الفساد يتولّد من طول الأمل والحرص والكبر.

كما أخبر اللّه تعالى في قصّة قارون في قوله تعالى:

وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [1] .

و قوله تعالى: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [2] .

و هذه الخصال من صنع قارون - و اعتقاده -.

و أصلها من حبّ الدنيا و جمعها. و متابعة النفس وإقامة شهواتها و حبّ المحمدة و موافقة الشيطان. و اتّباع خطواته.

و كلّ ذلك يجتمع بحسب الغفلة عن اللّه و نسيان مننه.

و علاج ذلك: الفرار من الناس. و رفض الدنيا و طلاق الراحة والانقطاع عن العادات.

و قطع عروق منابت الشهوات بدوام الذكر للّه عزّ و جلّ و لزوم الطاعة له.

و احتمال جفاء الخلق. و ملازمة القرين و شماتة العدوّ من الأهل و الولد و القرابة.

فإذا فعلت ذلك. فقد فتحت عليك باب عطف اللّه و حسن نظره إليك بالمغفرة و الرحمة

و خرجت من جملة الغافلين. و فككت قلبك من أسر الشيطان.

و قدمت باب اللّه في معشر الواردين إليه. و سلكت مسلكاً رجوت الإذن بالدخول على الكريم الجواد الرحيم (مصباح الشريعة الباب 81).

ص:179

التوبة

470 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى1 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 2«111» [1]

اَلتّائِبُونَ3 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 4«112» [2] (التوبة).

471 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ5 أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ 6«22» [3]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [4] (الرعد).

ص:180

472 - إِلاّ مَنْ تابَ1 وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً «60» [1]

جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا «61» [2]

لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاّ سَلاماً وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا «62» [3] (مريم).

473 - وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى 2«82» [4] (طه).

474 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ التوبة والإيمان و العمل الصالح لا يقبلها(1) إلّابالإهتداء

أمّا التوبة. فمن الشرك باللّه.

و أمّا الإيمان. فهو التوحيد للّه.

و أمّا العمل الصالح. فهو أداء الفرائض.

و أمّا الإهتداء. فبولاة الأمر - و نحن هم -.

إنّما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل.

فإذا إحتاجوا إلى تفسيره. فالإهتداء بنا و إلينا (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 257).

475 - قال الإمام الباقر عليه السلام: - و اللّه - لو أ نّه تاب و آمن و عمل صالحاً. و لم يهتد إلى ولايتنا و مودّتنا - و لم يعرف فضلنا - ما أغنى عنه ذلك شيئاً (الفرات رحمه الله ص 257).

ص:181


1- - أي: لا يقبلها اللّه عزّ و جلّ.

476 - عن الحارث بن يحيى عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [1] .

قال عليه السلام: ألا ترى كيف اشترط؟!

و لم تنفعه التوبة و الإيمان و العمل الصالح حتّى إهتدى.

- و اللّه - لو جهد أن يعمل بعمل. ما قبل منه. حتّى يهتدي.

قال: قلت: إلى من - جعلني اللّه فداك -؟

قال عليه السلام: إلينا (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 60).

477 - عن يعقوب بن شعيب قال: و سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [2] .

قال عليه السلام: و من تاب من ظلم. و آمن من كفر. و عمل صالحاً. ثمّ إهتدى إلى ولايتنا.

و أومأ عليه السلام - ب يده - إلى صدره (بصائر الدرجات ص 115).

478 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لعبد اللّه بن جندب): - يا ابن جندب - أحبب في اللّه.

و أبغض في اللّه. و استمسك بالعروة الوثقى. و اعتصم بالهدى. يقبل عملك.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [3] .

فلا يقبل إلّاالإيمان. و لا إيمان إلّابعمل. و لا عمل إلّابيقين. و لا يقين إلّابالخشوع.

و ملاكها - كلّها - الهدى. فمن اهتدى. يقبل عمله. و صعد إلى الملكوت متقبّلاً (بحار الأنوار ج 75 ص 282 و تحف العقول ص 303).

479 - قال الإمام الباقر عليه السلام في ذيل قوله عزّ و جلّ: إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً [4] .

- و اللّه - لو أ نّه تاب و آمن و عمل صالحاً. و لم يهتد إلى ولايتنا - و مودّتنا و معرفة فضلنا - ما أغنى عنه ذلك شيئاً (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 259 المجلس 10).

ص:182

480 -... وَ تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 1«31» [1] (النور).

481 - إِلاّ مَنْ تابَ2 وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً3 رَحِيماً 4«70» [2] (الفرقان).

482 - عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ5 وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً؟ [3]

فقال عليه السلام: يؤتى بالمؤمن المذنب - يوم القيامة - حتّى يقام بموقف الحساب.

فيكون اللّه تعالى هو الّذي يتولّى حسابه - لا يطلع على حسابه أحداً من الناس - فيعرّفه ذنوبه. حتّى إذا أقرّ بسيّئاته قال اللّه عزّ و جلّ للكتبة: بدّلوها حسنات.

و أظهروها للناس. فيقول الناس - حينئذٍ -: أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة؟

ثمّ يأمر اللّه عزّ و جلّ به إلى الجنّة. فهذا تأويل الآية. و هي في المذنبين - من شيعتنا - خاصّة (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 298 المجلس 35 والأمالى للشيخ الطوسي رحمه الله ص 72 المجلس 3). (راجع: بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 7 و ص 90 و المحاسن ج 1 الباب 36 ص 273 و المناقب ج 2 ص 176 و تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 117).

ص:183

483 - وَ مَنْ تابَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللّهِ مَتاباً 1«71» [1] (الفرقان).

484 - الَّذِينَ2 يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ3 لِلَّذِينَ آمَنُوا4 رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا5 وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ6 وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «7» [2]

رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ7 جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ8 مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «8» [3]

وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ9 وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ10 يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 11«9» [4] (غافر).

ص:184

485 - وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «15» [1]

أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «16» [2] (الأحقاف).

486 - وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ «31» [3]

هذا ما تُوعَدُونَ1 لِكُلِّ أَوّابٍ2 حَفِيظٍ 3«32» [4]

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ4 وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ 5«33» [5]

اُدْخُلُوها بِسَلامٍ6 ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ «34» [6]

لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «35» [7] (ق).

ص:185

487 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا عملت سيّئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعاً (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 393).

488 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ أعطى التائبين ثلاث خصال - لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها -:

قوله عزّ و جلّ: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ1 [1] .

فمن أحبّه اللّه لم يعذّبه.

و قوله: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. [2]

رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. [3]

وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ2 [4] .

و قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً3. [5]

يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً. [6]

إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً [7] (مشكاة الأنوار ج 1 ص 247 و الكافي ج 2 ص 432).

(راجع: ذكر الإستغفار - من كتابنا هذا -).

ص:186

التوبة النصوح

489 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً1 عَسى2 رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ3 وَ يُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ... «8» [1] (التحريم).

ص:187

490 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا تاب العبد توبة نصوحاً. أحبّه اللّه. فستر عليه في الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 430).

491 - قال معاذ بن جبل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا رسول اللّه - ما التوبة النصوح؟

قال صلى الله عليه و آله: أن يتوب التائب. ثمّ لا يرجع في ذنب. كما لا يعود اللبن إلى الضرع (مجمع البيان ج 10 ص 477).

492 - عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً1 [1] .

قال عليه السلام: يتوب العبد من الذنب ثمّ لا يعود فيه (الكافي ج 2 ص 432).

493 - (و جاء في حديث آخر هكذا): هو الذنب الّذي لا يعود فيه أبداً (الكافي ج 2 ص 432 و الزهد ص 158 الباب 12).

494 - روي: أنّ التوبة النصوح هو: أن يتوب الرجل من ذنب.

و ينوي أن لا يعود إليه أبداً (معاني الأخبار ص 174).

495 - عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عزّ وجلّ:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [2] .

قال عليه السلام: يتوب العبد ثمّ لا يرجع فيه.

و إنّ أحبّ عباد اللّه إلى اللّه: المتّقي التائب (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 394).

ص:188

496 - أبو بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [1] .

قال عليه السلام: يتوب العبد من الذنب. ثمّ لا يعود إليه.

قال: فشقّ ذلك عليّ.

فلمّا رأى عليه السلام مشقّته عليّ قال عليه السلام: إنّ اللّه يحبّ - من عباده - المفتّن التواب (الاُصول الستّة عشر. أصل عاصم بن حميد الحنّاط - عليه الرحمة - ص 178).

497 - عن أبي جميلة قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام: إنّ اللّه يحبّ العبد المفتّن التوابّ.

و من لم يكن ذلك(1) منه كان أفضل (الكافي ج 2 ص 435).

498 - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ: تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [2] .

قال عليه السلام: هو صوم الأربعاء و الخميس و الجمعة (معاني الأخبار ص 174).

قال الشيخ الصدوق - عليه الرحمة -: معناه: أن يصوم هذه الأيّام ثمّ يتوب (معاني الأخبار ص 174).

499 - قال الإمام الصادق عليه السلام: التوبه النصوح: أن يكون باطن الرجل ك ظاهره.

و أفضل (معاني الأخبار ص 174).

500 - عن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي؟

فكتب عليه السلام: أن يكون الباطن ك الظاهر - و أفضل من ذلك - (معاني الأخبار ص 174).

ص:189


1- - أي: المعصية.

التوكّل على اللّه عزّ و جلّ

501 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 1«2» [1]

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «3» [2]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ2 وَ مَغْفِرَةٌ3 وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 4«4» [3] (الأنفال).

502 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «41» [4]

اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «42» [5] (النحل).

503 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «58» [6]

اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «59» [7] (العنكبوت).

(راجع: ذكر الحسبلة - حسبنا اللّه و نعم الوكيل - من هذا الكتاب).

ص:190

ثقل الموازين من ثقلت موازينه

504 - وَ الْوَزْنُ1 يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ2 فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ3 فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 4«8» [1] (الأعراف).

ص:191

505 - فَمَنْ ثَقُلَتْ1 مَوازِينُهُ2 فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 3«102» [1] (المؤمنون).

506 - فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ4 مَوازِينُهُ 5«6» [2]

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ 6«7» [3] (القارعة).

507 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تأويل الآيات ج 2 ص 849).

508 - عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: أوّل من ترجّح كفّة حسناته في الميزان - يوم القيامة -: عليّ بن أبي طالب عليه السلام. و ذلك أنّ ميزانه لا يكون فيه إلّاالحسنات.

و تبقى كفّة السيّئات فارغة - لا سيّئة فيها -. لأنّه عليه السلام لم يعص اللّه طرفة عين.

فذلك قوله عزّ و جلّ: فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ [4] .

أي: في عيش - في جنّة - قد رضي عيشه فيها (شواهد التنزيل ج 2 ص 552).

ص:192

الجهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ

509 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا1 وَ الَّذِينَ هاجَرُوا2 وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ3 أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ4 وَ اللّهُ غَفُورٌ5 رَحِيمٌ 6«218» [1] (البقرة)

ص:193

510 - أَمْ حَسِبْتُمْ1 أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصّابِرِينَ «142» [1] (آل عمران).

511 - فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ2 الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ3 وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ4 فَيُقْتَلْ5 أَوْ يَغْلِبْ6 فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 7«74» [2] (النساء).

ص:194

512 - لا1 يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ2 غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ3 وَ الْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ4 بِأَمْوالِهِمْ5 وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً6 وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى7 وَ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ8 أَجْراً عَظِيماً 9«95» [1]

ص:195

دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً1 وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً «96» [1] (النساء).

513 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 2«74» [2] (الأنفال).

ص:196

514 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 1«20» [1]

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ «21» [2]

خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ «22» [3] (التوبة).

515 - لكِنِ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ2 وَ أَنْفُسِهِمْ3 وَ أُولئِكَ4 لَهُمُ الْخَيْراتُ5 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 6«88» [4]

أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 7«89» [5] (التوبة).

ص:197

516 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ1 أَنْفُسَهُمْ2 وَ أَمْوالَهُمْ3 بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ4 يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ5 وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا6 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ7 وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 8«111» [1]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 9«112» [2] (التوبة).

ص:198

517 - وَ الَّذِينَ جاهَدُوا1 فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا2... «69» [1] (العنكبوت).

518 - وَ ما لَكُمْ أَلاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ3 وَ لِلّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ4 لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ5 أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى6 وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ «10» [2] (الحديد).

ص:199

519 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ 1«10» [1]

تُؤْمِنُونَ2 بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ3 إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 4«11» [2]

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «12» [3] (الصفّ).

520 - مالك بن أعين قال: حرّض أميرالمؤمنين عليه السلام الناس بصفّين.

فقال عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم.

و تشفي بكم على الخير: الإيمان باللّه. و الجهاد في سبيل اللّه.

و جعل ثوابه: مغفرة للذنب. و مساكن طيّبة في جنّات عدن (الكافي ج 5 ص 39).

ص:200

521 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: للجنّة باب يقال له: باب المجاهدين.

يدخلون منه. و الملائكة تترحّب بهم.

و أهل الجمع ينظرون إليهم بما أكرمهم اللّه عزّ و جلّ (إرشاد القلوب ج 1 ص 193 الباب 25).

522 - أتى رجل رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّي راغب نشيط في الجهاد.

قال صلى الله عليه و آله: فجاهد في سبيل اللّه.

فإنّك إن تقتل كنت حيّاً عند اللّه ترزق.

و إن متّ. فقد وقع أجرك على اللّه.

و إن رجعت. خرجت من الذنوب (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 350).

523 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ الجهاد أشرف الأعمال - بعد الإسلام -.

و هو قوام الدين.

و الأجر فيه عظيم - مع العزّة و المنعة -.

و هو الكرّة.

فيه الحسنات و البشرى بالجنّة - بعد الشهادة -.

و بالرزق - غداً - عند الربّ و الكرامة (الكافي ج 5 ص 37).

ص:201

الجهاد الأكبر جهاد النفس و الهوى في سبيل اللّه عزّ و جلّ نهي النفس عن اتّباع الهوى

524 - وَ مَنْ جاهَدَ1 فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ2 إِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ 3«6» [1] (العنكبوت).

525 - وَ الَّذِينَ جاهَدُوا4 فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا5... 6«69» [2] (العنكبوت).

ص:202

526 - وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ1 وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى 2«40» [1]

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى 3«41» [2] (النازعات).

527 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ أفضل الجهاد: مجاهدة المرء نفسه (1)(غرر الحكم).

528 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: جهاد النفس مهر الجنّة (غرر الحكم).

529 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: جهاد النفس ثمن الجنّة. فمن جاهدها ملكها.

و هي أكرم ثواب اللّه لمن عرفها (غرر الحكم).

530 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: المجاهد: من جاهد نفسه (وسائل الشيعة ج 15 ص 163).

531 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من ملك نفسه إذا رغب. و إذا رهب. و إذا اشتهى.

و إذا غضب. و إذا رضي. حرّم اللّه جسده على النار (وسائل الشيعة ج 15 ص 163).

ص:203


1- - من أراد السلامة من الشيطان فليجاهد نفسه و يحاسبها محاسبة الشريك لشريكه (إرشاد القلوب ج 1 ص 194 الباب 25). إنّ للجدّ و المجاهدة و التوجّه إلى اللّه تعالى - و الإنقطاع إليه - أثراً بيّناً في إفاضتها من الجناب القدسي (منية المريد للشهيد الثاني - عليه الرحمة - ص 387).

532 - إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعث ب سرّية (1)- فلمّا رجعوا - قال صلى الله عليه و آله: مرحباً ب قوم قضوا الجهاد الأصغر. و بقي (عليهم)(2) الجهاد الأكبر.

قيل(3): - يا رسول اللّه - و ما الجهاد الأكبر؟

قال صلى الله عليه و آله: جهاد النفس (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 553 و الكافي ج 5 ص 12 و الإختصاص ص 240 و معاني الأخبار ص 160 و الجعفريّات ص 134 و روضة الواعظين ج 2 ص 356 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 148 و النوادر ص 141).

533 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لقوم - قدموا من الجهاد -: مرحباً بكم.

قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.

فقالوا: و ما الجهاد الأكبر - يا رسول اللّه -؟

فقال صلى الله عليه و آله: جهاد النفس (تنبيه الخواطر ج 1 ص 96).

534 - إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله رأى بعض أصحابه منصرفاً من بعث كان بعثه.

و قد انصرف ب شثعه و غبار سفره - و سلاحه عليه - يريد منزله.

فقال صلى الله عليه و آله: إنصرفت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.

فقال له: أو جهاد فوق الجهاد بالسيف؟

قال صلى الله عليه و آله: نعم. جهاد المرء نفسه (بحار الأنوار ج 67 ص 68).

ص:204


1- - السرّيّة: طائفة من الجيش. في الأمالي و معاني الأخبار و الجعفريّات و مشكاة الأنوار و النوادر: سرّيّة.
2- - مابين القوسين لم يذكر في الكافي و النوادر. و في الإختصاص هكذا: و بقي لهم الجهاد الأكبر.
3- - في الجعفريّات و النوادر: فقيل.

535 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أفضل الجهاد. مجاهدة الرجل نفسه عن معاصي اللّه (جامع الأحاديث للشيخ جعفر بن أحمد القمّي - عليه الرحمة - ص 209).

536 - قال الإمام الصادق عليه السلام: مجاهدة الرجل نفسه عن معاصي اللّه عزّ و جلّ هو من أعظم الجهاد (الكافي ج 5 ص 9 و تهذيب الأحكام ج 6 ص دقت و مشكاة الأنوار ج 2 ص 149 و جامع الأحاديث للشيخ جعفر بن أحمد القمّي - عليه الرحمة - ص 209).

537 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أعظم الجهاد: جهاد النفس. لأنّها أمّارة بالسوء. راغبة بالشرّ.

ميّالة إلى الشهوات. متثاقلة عن الخيرات. كثيرة الآمال. ناسية الأهوال. محبّة للرئاسة. و طالبة للراحة (إرشاد القلوب ج 1 ص 194 الباب 25).

538 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ردع النفس عن الهوى: الجهاد الأكبر (غرر الحكم).

539 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أفضل الجهاد: جهاد النفس عن الهوى.

و فطامها عن لذّات الدنيا (غرر الحكم).

540 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إعلموا أنّ الجهاد الأكبر: جهاد النفس.

فإشتغلوا ب جهاد أنفسكم. تسعدوا (غرر الحكم).

541 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: اللّه اللّه في الجهاد للأنفس. فهي أعدى العدوّ لكم.

فإنّه قال اللّه تبارك و تعالى قال: إنّ النّفس لأمّارة بالسوء إلّاما رحم ربّي.

و إنّ أوّل المعاصي: تصديق النفس و الركون إلى الهوى (دعائم الإسلام ج 2 ص 352).

542 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أفضل الجهاد: من جاهد نفسه الّتي بين جنبيه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 553 المجلس 71 و معاني الأخبار ص 160 و الجعفريّات ص 134 و روضة الواعظين ج 2 ص 356 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 148).

ص:205

543 - دخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله رجل - اسمه: مجاشع - فقال: - يا رسول اللّه - كيف الطريق إلى معرفة الحقّ؟

فقال صلى الله عليه و آله: معرفة النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى موافقة الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: مخالفة النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى رضاء الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: سخط النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى وصل الحقّ؟

فقال صلى الله عليه و آله: هجر(1) النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى طاعة الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: عصيان النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى ذكر الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: نسيان النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى قرب الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: التباعد من النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى أنس الحقّ؟

قال صلى الله عليه و آله: الوحشة من النفس.

فقال: - يا رسول اللّه - فكيف الطريق إلى ذلك؟

قال صلى الله عليه و آله: الإستعانة بالحقّ على النفس (عوالي اللئالي ج 1 ص 246 و بحار الأنوار ج 67 ص 72 و مستدرك الوسائل ج 11 ص 138).

ص:206


1- - في مستدرك الوسائل: هجرة.

544 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طوبى لعبد جاهد للّه نفسه. و هواه.

و من هزم جند نفسه و هواه ظفر ب رضى اللّه.

و من جاوز عقله نفسه الأمّارة بالسوء بالجهد والاستكانة والخضوع على بساط خدمة اللّه تعالى فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً [1]

و لا حجاب أظلم وأوحش بين العبد و بين اللّه تعالى من النفس والهوى.

و ليس لقتلهما و قطعهما سلاح و آلة مثل الإفتقار إلى اللّه سبحانه و الخشوع و الجوع والظمأ بالنهار. و السهر بالليل.

فإن مات صاحبه. مات شهيداً.

و إن عاش واستقام. أدّاه عاقبته إلى الرضوان الأكبر.

قال اللّه عزّ من قائل: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [2] .

وإذا رأيت مجتهداً أبلغ منك - في الإجتهاد - فوبّخ نفسك. ولُمها. و عيّرها تحثيثاً على الإزدياد عليه.

و اجعل لها زماماً من الأمر. و عناناً من النهي. و سقها كالرايض للفاره الّذي لا يذهب عليه خطوة من خطواتها إلّاوقد صحّح أوّلها وآخرها.

و كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يصلّي حتّى يتورّم قدماه.

ويقول صلى الله عليه و آله: أفلا أكون عبداً شكوراً؟!

أراد صلى الله عليه و آله به أن يعتبر بها امّته. و لا يغفلوا عن الإجتهاد والتعبّد والرياضة بحال.

ألا إنّك لو وجدت حلاوة عبادة اللّه. و رأيت بركاتها. و استضئت بنورها. لم تصبر عنها ساعةً واحدةً - و لو قطعت إرباً إرباً -.

فما أعرض - من أعرض عنها - إلّابحرمان فوائد السلف من العصمة والتوفيق (مصباح الشريعة الباب 80).

ص:207

545 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إعلموا أنّ الجهاد الأكبر: جهاد النفس.

فإشتغلوا بجهاد أنفسكم تسعدوا (غرر الحكم).

546 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ردع النفس و جهادها - عن أهويتها - يرفع الدرجات و يضاعف الحسنات (غرر الحكم).

547 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: لن يحوز الجنّة إلّامن جاهد نفسه (غرر الحكم).

548 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ المجاهد نفسه و المغالب غضبه و المحافظ على طاعة ربّه يرفع اللّه سبحانه له ثواب الصائم القائم.

و ينيله درجة المرابط الصابر (غرر الحكم).

549 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: جاهد شهوتك و غالب غضبك و خالف سوء عادتك.

تزك نفسك و يكمل عقلك. و تستكمل ثواب ربّك (غرر الحكم).

550 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّك إن جاهدت نفسك حزت رضى اللّه عزّ و جلّ (غرر الحكم).

551 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: جهاد الهوى ثمن الجنّة (غرر الحكم).

ص:208

الجود - السخاء - ترك البخل - ترك الحرص - من يوق شحّ نفسه

552 -... وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ1 فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 2«9» [1] (الحشر)

553 - (قال الإمام الصادق عليه السلام):... انّ ممّا خصّ الله عزوجل به المؤمن أن يعرّفه برّ اخوانه - و ان قل - و ليس(1) البر بالكثرة. و ذلك أنّ الله عزوجل يقول - في كتابه -:

وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [2]

ثمّ قال: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [3]

و من عرّفه اللّه ذلك (2)(فقد)(3) أحبّه اللّه و من أحبّه اللّه وافاه(4) أجره - يوم القيامة - بغير حساب... (الكافي ج 2 ص 206 و مصادقة الإخوان ص 66)

ص:209


1- في مصادقة الإخوان: فليس. 4 - في الكافي: بذلك
2-
3- ما بين القوسين لم يذكر في الكافي
4- - في مصادقة الإخوان: أوفاه.

حسن الظنّ باللّه عزّ و جلّ

554 - وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ... «23» [1] (فصّلت).

555 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا يموتونّ أحدكم إلّاو هو يحسن الظنّ باللّه.

فإنّ حسن الظنّ باللّه ثمن الجنّة (جامع الأخبار ص 264 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 77 و روضة الواعظين ج 2 ص 536 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 379 المجلس 13).

556 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّه خوفاً كأ نّه يشرف على النار و يرجوه رجاء كأ نّه من أهل الجنّة.

إنّ اللّه تعالى يقول: وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ [2] .

ثمّ قال عليه السلام: إنّ اللّه عند ظنّ عبده به. إن خيراً. فخير.

و إن شرّاً فشرّ (مجمع البيان ج 9 ص 14).

557 - محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أحسن الظنّ باللّه(1).

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي.

إن خيراً. فخيراً. و إن شرّاً فشرّاً (الكافي ج 2 ص 73).

ص:210


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام: حسن الظنّ باللّه أن لا ترجوا إلّااللّه. و لا تخاف إلّاذنبك (الكافي ج 2 ص 72). فيه إشارة إلى أنّ حسن الظنّ باللّه ليس معناه - و مقتضاه - ترك العمل. و الاجتراء على المعاصي - اتّكالاً على رحمة اللّه -. بل معناه: أ نّه مع العمل لا يتّكل على عمله. وإنّما يرجوا قبوله من فضله و كرمه. و يكون خوفه من ذنبه و قصور عمله لا من ربّه. فحسن الظنّ لا ينافي الخوف. بل لابدّ من الخوف و ضمّه مع الرجاء و حسن الظنّ (نقلاً عن هامش الكافي و هو مذكور من مرآت العقول للعلّامة المجلسي - عليه الرحمة -).

558 - عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه تبارك وتعالى: لا يتّكل العاملون على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي.

فأ نّهم لو اجتهدوا و أتّعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مقصّرين.

غير بالغين. في عبادتهم كُنه عبادتي. فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جنّاتي و رفيع الدرجات العُلى في جواري.

و لكن ب رحمتي فليثقوا. و فضلي فليرجوا. و إلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا.

فإنّ رحمتي - عند ذلك - تدركهم. و منّي يبلغهم رضواني. و مغفرتي تلبسهم عفوي

فإنّي أنا اللّه الرحمن الرحيم. و بذلك تسمّيت (الكافي ج 2 ص 71).

559 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال - و هو على منبره -: و الّذي لا إله إلّاهو. ما اعطي مؤمن - قطّ - خير الدنيا و الآخرة إلّابحسن ظنّه باللّه. و رجائه له. و حسن خلقه. والكفّ عن اغتياب المؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يعذّب اللّه مؤمناً - بعد التوبة و الاستغفار - إلّابسوء ظنّه باللّه و تقصيره من رجائه. و سوء خلقه. و اغتيابه للمؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه. إلّاكان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن.

لأنّ اللّه كريم. بيده الخيرات. يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ.

ثمّ يخلف ظنّه و رجائه. فأحسنوا باللّه الظنّ. و ارغبوا إليه (الكافي ج 2 ص 71 ومشكاة الأنوار ج 1 ص 76 و جامع الأخبار ص 263).

(راجع: الاختصاص ص 227 وأعلام الدين ص 255 و ص 455 و عدّة الداعي ص 147 الباب الرابع).

ص:211

560 - قال الإمام الباقر عليه السلام: يوقف عبد بين يدي اللّه تعالى - يوم القيامة - فيأمر به إلى النار.

فيقول: لا - و عزّتك -. ما كان هذا ظنّي بك.

فيقول عزّ و جلّ: ما كان ظنّك بي؟

فيقول: كان ظنّي بك أن تغفر لي.

فيقول عزّ و جلّ: قد غفرت لك.

ثمّ قال الإمام الباقر عليه السلام: أما - و اللّه - ما ظنّ به في الدنيا طرفة عين.

و لو كان ظنّ به في الدنيا - طرفة عين - ما أوقفه ذلك الموقف. لما رأى من العفو (المحاسن ج 1 ص 94).

561 - عن عليّ بن رئاب قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة - ظالم لنفسه -.

فيقول اللّه تعالى له: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟

فيقول: بلى - يا ربّ - و لكن غلبت عليّ شهوتي. فإن تعذّبني. فبذنبي.

لم تظلمني.

فيأمر اللّه به إلى النار.

فيقول: ما كان هذا ظنّي بك.

فيقول عزّ و جلّ: ما كان ظنّك بي؟

قال: كان ظنّي بك أحسن الظنّ.

فيأمر اللّه به إلى الجنّة.

فيقول اللّه تبارك و تعالى: لقد نفعك حُسن ظنّك - بي - الساعة (المحاسن ج 1 ص 94).

ص:212

562 - عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار. فيلتفت.

فيقول اللّه عزّ و جلّ له: ردّوه.

فإذا أتي به. قال له: - عبدي - لِمَ التفت؟

فيقول: - يا ربّ - ما كان ظنّي بك هذا!

فيقول اللّه جلّ جلاله: - عبدي - و ما كان ظنّك بي؟

فيقول: - يا ربّ - كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي.

و تدخلني جنّتك.

فيقول اللّه عزّ و جلّ: - ملائكتي - و عزّتي و جلالي و آلائي و ارتفاع مكاني. ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً - قطّ -.

و لو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً. ما روّعته بالنار.

أجيزوا له كذبه.

و أدخلوه الجنّة.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ما ظنّ عبد باللّه خيراً إلّاكان اللّه تعالى عند ظنّه به.

ولا ظنّ به سوءاً إلّاكان اللّه عند ظنّه به.

و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ [1] (جامع الأخبار ص 265 الفصل 55 و ثواب الأعمال ص 206 باب: ثواب حسن الظنّ باللّه تعالى).

(راجع: الزهد ص 224 الباب 18 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 268).

563 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من حسن ظنّه باللّه فاز بالجنّة (غرر الحكم).

ص:213

الحُسنى

564 - إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى1 أُولئِكَ عَنْها2 مُبْعَدُونَ «101» [1]

لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ3 خالِدُونَ «102» [2]

لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ4 وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ5 هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ 6«103» [3] (الأنبياء).

565 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام):... - يا عليّ - أنت و شيعتك على الحوض تسقون من أحببتم. و تمنعون من كرهتم.

و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش.

يفزع الناس و لا تفزعون. و يحزن الناس و لا تحزنون.

فيكم نزلت هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ [4] و فيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [5] (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 561 المجلس 83 و فضائل الشيعة ص 288. و تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 266 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 180).

ص:214

566 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن شيعة أمير المؤمنين عليه السلام):

... إنّهم ليخرجون - يوم القيامة - من قبورهم.

و هم يقولون: لا إله إلّااللّه. محمّد رسول اللّه. عليّ بن أبي طالب حجّة اللّه.

فيؤتون ب حلل خضر من الجنّة. و أكاليل من الجنّة. و تيجان من الجنّة. و نجايب من الجنّة.

فيلبس كلّ واحد منهم حلّة خضراء.

و يوضع على رأسه تاج الملك و إكليل الكرامة.

ثمّ يركبون النجايب. فتطير بهم إلى الجنّة.

لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ. [1]

وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [2] (من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ج 4 ص 295).

ص:215

الحسنة

567 - إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها1 وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ2 أَجْراً عَظِيماً 3«40» [1] (النساء).

568 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ4 فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها5 وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ6 فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ «160» [2] (الأنعام).

569 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «84» [3] (القصص).

ص:216

570 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ1 فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها2 وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ 3«89» [1] (النمل).

571 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: دخل أبو عبد اللّه الجدلي على أميرالمؤمنين عليه السلام. فقال عليه السلام: - يا أبا عبد اللّه - ألا اخبرك بقول اللّه عزّ و جلّ:

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟ [2]

قال: بلى - يا أمير المؤمنين - جعلت فداك.

فقال عليه السلام: الحسنة: معرفة الولاية. و حبّنا أهل البيت.

و السيّئة: إنكار الولاية. و بغضنا أهل البيت.

ثمّ قرء عليه السلام عليه هذه الآية (الكافي ج 1 ص 185).

(راجع: تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 312).

ص:217

572 - عن أنس قال: سألت النبيّ صلى الله عليه و آله عن قوله تعالى:

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ؟ [1]

قال صلى الله عليه و آله لي: - يا أنس - أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه - عند يوم القيامة - و أخرج.

و يكسوني جبرئيل سبع حلل من حلل الجنّة - طول كلّ حلّة ما بين المشرق إلى المغرب -. و يضع على رأسي تاج الكرامة. و رداء الجمال. و يجلسني على البراق.

و يعطيني لواء الحمد - طوله مسيرة مائة عام فيه ثلاثمائة -. و ستّون حلّة من الحرير الأبيض. مكتوب عليه: لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب وليّ اللّه.

فآخذه بيدي. و أنظر - يمنةً و يسرةً - فلا أرى أحداً. فأبكي.

و أقول: - يا جبرئيل - ما فعل أهل بيتي و أصحابي؟

فيقول: - يا محمّد - إنّ اللّه تعالى أوّل من أحيا - اليوم - من أهل الأرض: أنت.

فانظر كيف يحيي اللّه - بعدك - أهل بيتك و أصحابك.

فأوّل من يقوم - من قبره - أمير المؤمنين عليه السلام. و يكسوه جبرئيل حُللاً من الجنّة.

و يضع على رأسه تاج الوقار و رداء الكرامة. و يجلسه على ناقتي العضباء.

و أعطيه لواء الحمد. فيحمله بين يدي.

و نأتي - جميعاً - و نقوم تحت العرش (المناقب لإبن شهرآشوب رحمه الله ج 3 ص 260).

573 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - أنت و شيعتك على الحوض.

تسقون من رضيتم. و تمنعون من كرهتم.

و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش.

يفزع الخلائق و لا يفزعون.

و يحزن الناس. و لا يحزنون.

و فيهم نزلت هذه الآية: وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [2] (تفسير الفرات رحمه الله ص 266).

ص:218

574 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال لي جبرئيل عليه السلام: - يا محمّد - إذا كان يوم القيامة حشرك اللّه و أهل بيتك و من يتولّاك و شيعتك حتّى يقفوا بين يدي اللّه تعالى.

و يستر اللّه عوراتهم و يؤمنهم من الفزع الأكبر بحبّهم لك و لأهل بيتك و لعليّ بن أبي طالب عليه السلام (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 311).

575 - (قال الإمام الباقر عليه السلام - في حديث - حول مواقف يوم القيامة):

... رسول اللّه صلى الله عليه و آله و أميرالمؤمنين عليه السلام و شيعته على كثبان من المسك الأذفر على منابر من نور - يحزن الناس. و لا يحزنون و يفزع الناس. و لا يفزعون -.

ثمّ تلا عليه السلام هذه الآية: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [1] (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 76.

576 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - شيعتك - و اللّه - آمنون.

فرحون (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 312).

577 - (قال عبد اللّه بن أبي يعفور للإمام الصادق عليه السلام): أليس اللّه تعالى قال:

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [2] .

فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولّى أئمّة الجور؟

فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام: و هل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه الآية؟

هي - و اللّه -: معرفة الإمام و طاعته.

و قال عزّ و جلّ: وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [3] .

و إنّما أراد - بالسيئة -: إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام من جاء - يوم القيامة - بولاية إمام جائر ليس من اللّه.

و جاء منكراً لحقّنا - جاحداً بولايتنا - أكبّه اللّه تعالى يوم القيامة في النار (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 417 المجلس 14).

ص:219

578 -... وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً1 نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً2 إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ «23» [1] (الشورى).

579 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: إنّها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء *.

580 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: أنا من أهل البيت الّذين إفترض اللّه مودّتهم على كلّ مسلم. فقال عزّ و جلّ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [2] .

و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً. فإقتراف الحسنة: مودّتنا أهل البيت *

581 - عن السدي قال: إنّ اقتراف الحسنة: المودّة لآل محمّد صلى الله عليه و آله (مجمع البيان ج 9 ص 44 و شواهد التنزيل ج 2 ص 257).

582 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز وجل:

وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً [3] .

قال عليه السلام: من تولّى الأوصياء من آل محمّد - و اتّبع آثارهم - فذلك يزيده ولاية من مضى من النبيّين. والمؤمنين الأوّلين. حتّى تصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام.

و هو قول اللّه عزّ و جلّ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها [4] . يدخله الجنّة.

و هو قول اللّه عزّ وجلّ: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ [5] .

يقول: أجر المودّة الّذي لم أسألكم غيره. فهو لكم. تهتدون به. و تنجون من عذاب يوم القيامة (الكافي ج 8 ص 379 و تأويل الآيات ج 2 ص 547).

ص:220

حفظ حدود اللّه عزّ و جلّ

583 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ1 أَنْفُسَهُمْ2 وَ أَمْوالَهُمْ3 بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ4 يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا5 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» [1]

اَلتّائِبُونَ6 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ7 وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«112» [2] (التوبة).

ص:221

حفظ الفرج - العفاف - العفّة

584 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1«1» [1] (المؤمنون).

... وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ 2«5» [2]

إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ «6» [3] (المؤمنون).

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [4] (المؤمنون).

585 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ3 وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «35» [5] (الأحزاب).

586 - وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ «29» [6]

إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ4 فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ 5«30» [7] (المعارج).

... أُولئِكَ6 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 7«35» [8] (المعارج).

ص:222

الخشوع للّه عزّ و جلّ

587 - وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً1 أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ2 إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ «199» [1] (آل عمران).

588 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ3 وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً4 وَ أَجْراً عَظِيماً 5«35» [2] (الأحزاب).

ص:223

الخشية و الخوف و الوجل من الربّ عزّ و جلّ

589 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ1 وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً2 وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 3«2» [1]

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ 4«3» [2]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ5 وَ مَغْفِرَةٌ6 وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 7«4» [3] (الأنفال).

ص:224

590 - وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ1 وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ 2«21» [1]

وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [2]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [3]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [4] (الرعد).

591 - وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ3 وَ رَسُولَهُ4 وَ يَخْشَ اللّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 5«52» [5] (النور).

ص:225

592 - إِنَّما تُنْذِرُ1 مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ2 وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ3 فَبَشِّرْهُ4 بِمَغْفِرَةٍ5 وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ 6«11» [1] (يس).

593 - وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ «31» [2]

هذا ما تُوعَدُونَ7 لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ «32» [3]

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ8 وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ «33» [4]

اُدْخُلُوها بِسَلامٍ9 ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ «34» لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «35» [5] (ق).

594 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: - يا ابن مسعود - اخشى اللّه تعالى بالغيب كأنّك تراه. فإن لم تكن تراه. فإنّه يراك. يقول اللّه تعالى: مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ [6] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 360 و جامع الأخبار ص 260 الفصل 54).

ص:226

595 - وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ1 جَنَّتانِ 2«46» [1] (الرحمن).

596 - (قال الإمام الباقر عليه السلام): هو أنّ الرجل يهجم على شهوة من شهوات الدنيا و هي معصية فيذكر مقام ربّه تعالى. فيدعها من مخافته. فهذه الآية فيه (الاختصاص 356).

597 - إنّما السلامة - غداً - للخائفين المشفقين الوجلين. دلّ على ذلك القرآن المجيد بقوله تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ [2] (اعلام الدين ص 243).

ص:227

598 - عن داود الرقّي عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ [1] .

قال عليه السلام: من علم أنّ اللّه عزّ و جلّ يراه و يسمع ما يقول(1) و يعلم ما يعمله - من خير أو شرّ - فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال.

فذلك الّذي خاف مقام ربّه. و نهى النفس عن الهوى (الكافي ج 2 ص 70 و ص 80).

(راجع: مشكاة الأنوار ج 1 ص 346 الفصل 13 و مجمع البيان ج 9 ص 314).

599 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عرضت له فاحشة أو شهوة فإجتنبها من مخافة اللّه تعالى حرّم اللّه عليه النار. و آمنه من الفزع الأكبر.

و أنجز له ما وعده في كتابه - في قوله تبارك و تعالى -: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ [2] (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 7 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 514 المجلس 66 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 260 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 314).

600 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من ترك معصية للّه - مخافة اللّه تبارك و تعالى - أرضاه اللّه يوم القيامة (الكافي ج 2 ص 81).

601 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من اجتهد في امّتي بترك شهوة من شهوات الدنيا. فتركها من مخافة اللّه عزّ و جلّ. آمنه اللّه من الفزع الأكبر و أدخله الجنّة (إرشاد القلوب ج 1 ص 355 الباب 53).

602 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاث من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ دخل الجنّة من أيّ باب شاء:

من حسن خلقه. و خشي اللّه في المغيب و المحضر.

و ترك المراء - و إن كان محقّاً - (الكافي ج 2 ص 300 و منية المريد ص 316).

ص:228


1- - في الكافي ص 80 هكذا: ما يقوله و يفعله من خير أو شرّ فيحجزه.

603 - إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ «12» [1] (الملك).

604 - وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ1 وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى 2«40» [2]

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى 3«41» [3] (النازعات).

605 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه تبارك و تعالى: و عزّتي و جلالي لا أجمع على عبدي خوفين. و لا أجمع له أمنين. فإذا آمنيني - في الدنيا - أخفته يوم القيامة.

و إذا خافني - في الدنيا - آمنته يوم القيامة (الخصال ص 79 و جامع الأخبار ص 261 الفصل 54 و روضة الواعظين ج 2 ص 423 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 55 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 269 الفصل 4 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 367).

(راجع: الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 529 المجلس 19 و أعلام الدين ص 192 و ص 273 و إرشاد القلوب ج 1 ص 40 و ص 210).

606 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من بكى من خشيّة اللّه أدخله اللّه جنّات النعيم (مكارم الأخلاق ج 1 ص 476).

ص:229

607 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ 1«7» [1]

جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ 2«8» [2] (البيّنة).

608 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: عليك بخشية اللّه و أداء الفرائض.

فإنّه عزّ و جلّ يقول: هو أهل التقوى و أهل المغفرة.

و يقول: رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ 3 [3] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 249).

609 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: إخش اللّه بالغيب كأنّك تراه.

فإن لم تكن تراه. فإنّه يراك (مكارم الأخلاق ج 2 ص 360).

610 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من خرج من عينه مثل الذباب - من الدمع - من خشية اللّه آمنه اللّه به يوم الفزع الأكبر (جامع الأخبار ص 261 الفصل 54).

611 - قال الإمام الحسين عليه السلام: البكاء من خشية اللّه نجاة من النار (جامع الأخبار ص 259 الفصل 54).

612 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حرمت النار على عين بكت من خشية اللّه تعالى (جامع الأخبار ص 260 الفصل 54).

ص:230

الخمس

613 - فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ1 وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ2 ذلِكَ خَيْرٌ3 لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ4 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5«38» [1] (الروم).

614 - روى أبو سعيد الخدري و غيره: إنّه لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليها السلام فدكاً. و سلّمه إليها (مجمع البيان ج 8 ص 478 و كشف الغمّة ج 2 ص 194 و تأويل الآيات ج 1 ص 435).

615 - عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليها السلام فدكاً؟

قال عليه السلام: كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقفها.

فأنزل اللّه تعالى: فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ [2] .

فأعطاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله حقّها عليها السلام.

قلت: رسول اللّه صلى الله عليه و آله أعطاها؟

قال عليه السلام: بل اللّه تعالى أعطاها (العيّاشي رحمه الله ج 3 ص 45 و كشف الغمّة ج 2 ص 195).

ص:231

الخير

616 -... وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ1 تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ2 إِنَّ اللّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 3«110» [1] (البقرة)

617 - يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ «30» [2] (آل عمران).

618 - وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 4«104» [3] (آل عمران).

ص:232

619 - ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ1 الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا2 فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ3 [1]

ص:233

______________

ص:234

بِإِذْنِ اللّهِ1 ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ 2«32» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها3 يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ «33» [2]

وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ «34» [3]

اَلَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ4 مِنْ فَضْلِهِ5 لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ6 وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ 7«35» [4] (فاطر).

620 - قال الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ [5] .

- و اللّه - ل هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام (المناقب ج 2 ص 140).

621 - قال الإمام الصادق عليه السلام: السابق بالخيرات: عليّ عليه السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام.

و الإمام منّا (تأويل الآيات ج 2 ص 481).

(راجع: سعد السعود ص 216).

ص:235

622 -... وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ1 تَجِدُوهُ2 عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَيْراً3 وَ أَعْظَمَ أَجْراً4 وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «20» [1] (المزّملّ).

623 - يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتاً5 لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ 6«6» [2]

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ 7«7» [3]

وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8«8» [4] (الزلزلة).

ص:236

الدعاء

624 - فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا1 وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ2. «200» [1]

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً3 وَ قِنا عَذابَ النّارِ «201» [2]

أُولئِكَ4 لَهُمْ نَصِيبٌ5 مِمّا كَسَبُوا6 وَ اللّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ «202» [3] (البقرة)

ص:237

625 - قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ1 لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ2 وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ «15» [1]

اَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النّارِ «16» [2] (آل عمران).

626 - وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ «146» [3]

وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ «147» [4]

فَآتاهُمُ اللّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ «148» [5] (آل عمران).

627 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ «15» [6]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ3 خَوْفاً4 وَ طَمَعاً5 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «16» [7]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ 6«17» [8] (السجدة).

ص:238

628 - وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي1 إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «15» [1]

أُولئِكَ2 الَّذِينَ3 نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «16» [2] (الأحقاف).

629 - وَ أَقْبَلَ4 بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ 5«25» [3]

قالُوا6 إِنّا كُنّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ 7«26» [4]

فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ «27» [5]

إِنّا كُنّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ8 إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ «28» [6] (الطور).

ص:239

ذكر اللّه عزّ و جلّ

630 - رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ1 تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ «37» [1]

لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ2 وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «38» [2] (النور).

631 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ3 أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «35» [3] (الأحزاب).

632 -... وَ اذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 4«10» [4] (الجمعة).

633 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى «14» [5]

وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى «15» [6] (الأعلى).

634 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أكثر ذكر اللّه. أظلّه اللّه في جنّته (الكافي 122/2).

ص:240

اتّباع الذكر

635 - إِنَّما تُنْذِرُ1 مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ2 وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ3 فَبَشِّرْهُ4 بِمَغْفِرَةٍ5 وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ 6«11» [1] (يس).

636 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ [2] .

يعني: أميرالمؤمنين.

وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ [3] .

- يا محمّد -

بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ [4] (الكافي ج 1 ص 432 و تأويل الآيات ج 2 ص 487).

ص:241

الّذين إذا ذكر اللّه عزّ و جلّ وجلت قلوبهم

637 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ1 وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً2 وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «2» [1]

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «3» [2]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ3 وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 4«4» [3] (الأنفال).

638 -... وَ بَشِّرِ5 الْمُخْبِتِينَ «34» [4]

اَلَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ6 وَ الصّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «35» [5] (الحجّ).

ص:242

الأذكار: ذكر الإسترجاع عند المصائب

639 - الَّذِينَ1 إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ2 قالُوا إِنّا لِلّهِ3 وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 4«156» [1]

أُولئِكَ5 عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ6 وَ رَحْمَةٌ7 وَ أُولئِكَ8 هُمُ الْمُهْتَدُونَ 9«157» [2] (البقرة)

ص:243

640 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه تبارك و تعالى:

إني جعلت الدنيا - بين عبادي - قرضاً.

فمن أقرضني - منها - قرضاً. أعطيته بكلّ واحدة (منهنّ)(1) عشراً - إلى سبعمأة ضعف - وما شئت - من ذلك -.

و من لم يقرضني - منها - قرضاً. وأخذت(2) منه (شيئاً)(3) قسراً (فصبر)(4) أعطيته ثلاث خصال - لو أعطيت واحدة منهنّ ملائكتي لرضوا بها منّي -.

ثمّ(5) قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم - فهذه واحدة من ثلاث خصال - ورحمة - اثنتان - وأولئك هم المهتدون - ثلاث -.

(ثمّ)(6) قال أبو عبد اللّه عليه السلام: هذا لمن أخذ اللّه شيئاً (7)- منه - قسراً (8)(الكافي ج 2 ص 92 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 218 و مسكّن الفؤاد ص 51).

641 - قال ابن عبّاس: المؤمن إذا سلّم الأمر للّه. و رجع. و استرجع - عند المصيبة - كتب له ثلاث خصال - من الخير -: الصلاة من اللّه - و هي المغفرة -.

و الرحمة. و تحقيق سبيل الهدى (بحار الأنوار ج 87 ص 126).

ص:244


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و مسكّن الفؤاد.
2- - في الكافي و مسكّن الفؤاد: فأخذت.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار و مسكّن الفؤاد.
5- - في الكافي و مسكّن الفؤاد هكذا: ثمّ تلا أبو عبداللّه عليه السلام قول اللّه عزّ و جلّ.
6- - ما بين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
7- - في الكافي هكذا:... منه شيئاً...
8- - في مسكّن الفؤاد هكذا: هذا لمن أخذ منه شيئاً قسراً.

642 - عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: أربع من كنّ فيه(1) كتبه اللّه من أهل الجنّة:

من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلّااللّه.

و من إذا أنعم اللّه عليه النعمة(2). قال: الحمد للّه.

و من إذا أصاب ذنباً. قال: أستغفر اللّه.

و من إذا أصابته مصيبة. قال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون (مجمع البيان ج 1 ص 437 و دعائم الإسلام ج 1 ص 223).

643 - جاء في الحديث: من استرجع عند المصيبة جبّر اللّه مصيبته.

و أحسن عقباه. و جعل له خلفاً صالحاً يرضاه (مجمع البيان ج 10 ص 437).

644 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

اللّهم آجرني في مصيبتي. و أخلف لي خيراً منها.

إلّا آجره اللّه تعالى في مصيبته.

و أخلف له خيراً منها (مسكّن الفؤاد ص 53).

645 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من صبر و استرجع و حمد اللّه تعالى فقد رضي بما صنع اللّه.

و وقع أجره على اللّه عزّ و جلّ.

و من لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء - و هو ذميم -.

و أحبط اللّه عزّ و جلّ أجره (مسكّن الفؤاد ص 57 و الكافي ج 3 ص 223).

ص:245


1- - في دعائم الإسلام هكذا: كنّ فيه أوجب اللّه له الجنّة.
2- - في دعائم الإسلام: بنعمة.

646 - قال الإمام الحسين عليه السلام: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: من أصابته مصيبة فقال - إذا ذكرها -:

إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [1] .

جدّد اللّه عزّ و جلّ له أجرها مثل ما كان له يوم إصابتها (مسكّن الفؤاد ص 54).

647 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من ذكر مصيبة - و لو بعد حين - فقال:

إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. [2]

وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. [3]

اللهمّ آجرني على مصيبتي و أخلف عليّ أفضل منها.

كان له من الأجر مثل ما كان عند أوّل صدمة (الكافي ج 3 ص 224).

648 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ما من عبد يصاب بمصيبة. فيسترجع - عند ذِكره المصيبة - فيسترجع حين تفجأه إلّاغفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه.

و كلّ ما ذكر مصيبته فإسترجع - عند ذكر المصيبة - غفر اللّه عزّ و جلّ له كلّ ذنب اكتسب فيما بينهما (الكافي ج 3 ص 224).

649 - قال عليه السلام: من اصيب بمصيبة فأحدث استرجاعاً - و إن تقادم عهدها - كتب اللّه له من الأجر مثل يوم أصيب (مجمع البيان ج 1 ص 437).

650 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من استرجع - بعد المصيبة - جدّد اللّه عزّ وجلّ له أجرها ك يوم اصيب بها (مسكّن الفؤاد ص 53 تحقيق و نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحت إشراف سماحة العلّامة حجّة الإسلام و المسلمين السيّد جواد الحسيني الشهرستاني - دامت بركاته -).

ص:246

ذكر الإستغفار

651 - وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً1 أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ2 فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ3 وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا4 وَ هُمْ يَعْلَمُونَ 5«135» [1]

أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ 6«136» [2] (آل عمران).

ص:247

652 -... اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً «10» [1]

يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً «11» [2]

وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ1 وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً 2«12» [3] (نوح).

653 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيّ دعاء أفضل من الإستغفار و أعظم بركة منه في الدنيا و الآخرة (مستدرك الوسائل ج 6 ص 185).

654 - قال الإمام السجّاد عليه السلام لبعض أصحابه: قل - في طلب الولد -:

رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ3. [4]

و اجعل لي من لدنك وليّاً يرثني في حياتي و يستغفر لي بعد موتي(1).

و اجعله (لي)(2) خلقاً سويّاً. و لا تجعل للشيطان فيه نصيباً.

اللّهمّ إنّي استغفرك و أتوب إليك. إنّك أنت الغفور الرحيم - سبعين مرّة -.

فإنّه من أكثر من هذا القول رزقه اللّه تعالى ما تمنّى من مال و ولد و من خير الدنيا و الآخرة.

فإنّه تعالى يقول: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً «10» [5]

يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً «11» [6]

وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً [7] (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 304 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 481 و عوالي اللئالي ج 3 ص 308 و المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 217 الفصل 19).

ص:248


1- - في العوالي: بعد وفاتي.
2- - مابين القوسين لم يذكر في مكارم الأخلاق و العوالي.

ذكر الإستغفار بالأسحار

655 - قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ «15» [1]

اَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النّارِ «16» [2]

اَلصّابِرِينَ وَ الصّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «17» [3] (آل عمران).

656 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «15» [4]

آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ «16» [5]

كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ «17» [6]

وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ «18» [7] (الذاريات).

657 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من قال - في وتره -: استغفر اللّه و أتوب إليه - سبعين مرّة - و هو قائم.

و واظب على ذلك - حتّى يمضي له سنة - كتب عنده تعالى من المستغفرين بالأسحار.

و وجبت له الجنّة (بحار الأنوار ج 84 ص 224).

658 - (و جاء في رواية اخرى هكذا): وجبت له المغفرة (بحار الأنوار ج 84 ص 225).

ص:249

ذكر التسبيح

659 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً1 وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ2 وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ 3«15» [1]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «16» [2]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «17» [3] (السجدة).

ذكر تسبيح

سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء عليها السلام

... وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً 4«35» [4] (الأحزاب).

660 - روي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين اللّه كثيراً و الذاكرات (مجمع البيان ج 8 ص 561).

ص:250

ذكر التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل

661 - هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ 1«60» [1] (الرحمن).

662 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثواب لا إله إلّااللّه. الجنّة.

ذلك قوله عزّ و جلّ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ [2] (الاختصاص ص 34).

663 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قوله عزّ وجلّ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ [3] .

يقول: هل جزاء لا إله إلّااللّه إلّاالجنّة؟ (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 256 المجلس 35).

664 - قول: لا إله إلّااللّه. يعني: وحدانيّته عزّ و جلّ.

لا يقبل اللّه الأعمال إلّابها.

و لا يدخل الجنّة إلّابه. و هي كلمة التقوى.

يثقّل اللّه عزّ و جلّ بها الموازين يوم القيامة (علل الشرائع ج 1 ص 335 و الاختصاص ص 34).

665 - قال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال جبرئيل عليه السلام: يقول اللّه عزّ و جلّ:

لا إله إلّااللّه حصني. فمن دخل حصني أمن من عذابي.

ثمّ قال الإمام الرضا عليه السلام: بشروطها.

و أنا من شروطها (روضة الواعظين ج 1 ص 121).

ص:251

666 - إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ 1«29» [1]

لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ2 وَ يَزِيدَهُمْ3 مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ4 شَكُورٌ 5«30» [2] (فاطر).

667 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود): - يا ابن مسعود - والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ من يدع الدنيا و يقبل على تجارة الآخرة. فإنّ اللّه تعالى يتّجر له من وراء تجارته.

و يربح اللّه تجارته. يقول اللّه تعالى: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ [3] .

فقال ابن مسعود: بأبي أنت و امّي - يا رسول اللّه - كيف لي بتجارة الآخرة؟

فقال صلى الله عليه و آله و سلم: لا تريحن لسانك عن ذكر اللّه. و ذلك أن تقول: سبحان اللّه. و الحمد للّه.

و لا إله إلّااللّه. و اللّه اكبر. فهذه التجارة المربحة.

و قال اللّه تعالى: يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [4] .

- يا ابن مسعود -: كلّ ما أبصرته بعينك و استخلاه قلبك فإجعله للّه. فذلك تجارة الآخرة. لأنّ اللّه يقول: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللّهِ باقٍ [5] .

- يا ابن مسعود -: إذا تكلّمت ب لا إله و لم تعرف حقّها(1). فإنّه مردود عليك (مكارم الأخلاق ج 2 ص 356).

ص:252


1- - يقول الناجي الموسوي الجزائري: و الظاهر أنّ المراد من معرفة حقّها: التمسّك بولاية أهل البيت عليهم السلام كما أشار الإمام الرضا عليه السلام إلى ذلك في حديث سلسلة الذهب. إذ قال عليه السلام في آخر الحديث: بشروطها. و أنا من شروطها.

ذكر الحسبلة: حسبنا اللّه و نعم الوكيل

668 - الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً1 وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ2 وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ 3«173» [1]

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ4 لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ 5«174» [2] (آل عمران).

669 - قال الإمام الصادق عليه السلام: عجبت لمن خاف * كيف. لا يفزع إلى قوله: حسبنا اللّه و نعم الوكيل. فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها: فانقلبوا بنعمة من اللّه و فضل لم يمسسهم سوء (مجمع البيان ج 2 ص 889).

(راجع: و الخصال ص 218 و الفقيه ج 4 ص 280 و المواعظ ص 103 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 55 المجلس 2 و روضة الواعظين ج 2 ص 419 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 271).

* في الأمالي: خاف العدو.

ص:253

رضى اللّه عزّ و جلّ - الّذين رضي اللّه عزّ و جلّ عنهم

670 - قالَ اللّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ1 وَ رَضُوا عَنْهُ2 ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [1]

«119» [2] (المائدة).

671 - وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «100» [3] (التوبة).

672 - قال الإمام الصادق عليه السلام: بُني الدين على اتّباع النبيّ صلى الله عليه و آله:

قل: إن كنتم تحبّون اللّه فإتّبعوني يحببكم اللّه(1).

و اتّباع الكتاب: فمن اتّبع هداى فلا يضلّ و لا يشقى(2).

و اتّباع الأئمّة من ولده:

و الّذين اتّبعوهم بإحسان. رضي اللّه عنهم و رضوا عنه(3).

فاتّباع النبيّ صلى الله عليه و آله يورث المحبّة.

و اتّباع الكتاب يورث السعادة.

و اتّباع الأئمّة عليهم السلام يورث الجنّة (المناقب ج 4 ص 309).

ص:254


1- - آل عمران: 31.
2- - طه: 123.
3- - التوبة: 100.

673 - لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ «22» [1] (المجادلة).

674 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «7» [2]

جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ «8» [3] (البيّنة).

675 - قال الإمام الصادق عليه السلام: اللّه عزّ و جلّ راضٍ عن المؤمن - في الدنيا و الآخرة -.

و المؤمن وإن كان راضياً - عن اللّه - فإنّ في قلبه ما فيه - لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص -. فإذا عاين الثواب - يوم القيامة - رضي عن اللّه الحق - حقّ الرضا - (تأويل الآيات ج 2 ص 830 و بحار الأنوار ج 23 ص 369).

ص:255

الزكاة

676 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ1 لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ2 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 3«277» [1] (البقرة).

677 -... وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ4 سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً5 عَظِيماً 6«162» [2] (النساء).

678 -... وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها7 لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ8 وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ 9«156» [3] (الأعراف).

ص:256

679 - وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ1 وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ2 لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ3 وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ وَ أَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ4 وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ... [1]

«12» [2] (المائدة).

680 - وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ5 إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «71» [3] (التوبة).

681 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 6«1» [4] (المؤمنون).

... وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ 7«4» [5] (المؤمنون).

... أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» [6]

اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [7] (المؤمنون).

ص:257

682 - رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ «37» [1]

لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ1 وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «38» [2] (النور).

683 -... وَ ما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ2 تُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ3 فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ 4«39» [3] (الروم).

684 -... وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «20» [4] (المزّمّل).

685 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى «14» [5]

وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى «15» [6] (الأعلى).

ص:258

سبيل اللّه عزّ و جلّ - اتّباع سبيل اللّه عزّ و جلّ

686 - الَّذِينَ1 يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ2 لِلَّذِينَ آمَنُوا3 رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا4 وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ5 وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «7» [1]

رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ6 جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ7 مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «8» [2]

وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ8 وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9«9» [3] (غافر).

ص:259

السجود للّه عزّ و جلّ

687 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً1 وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ2 وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ 3«15» [1]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «16» [2]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «17» [3] (السجدة).

688 - وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً 4«64» [4] (الفرقان).

689 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» [5]

اَلتّائِبُونَ5 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 6«112» [6] (التوبة).

ص:260

690 - أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ1... «9» [1] (الزمر).

691 - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ2... «29» [2] (الفتح).

692 -... وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ 3«19» [3] (العلق).

693 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سجد سجدة حطّ عنه بها خطيئة. و رفع له بها درجة (ثواب الأعمال ص 55).

694 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا سجد أحدكم فليباشر بكفّيه الأرض.

لعلّ يصرف عنه الغلّ يوم القيامة (ثواب الأعمال ص 55).

ص:261

السعادة

695 - وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا1 فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ «108» [1] (هود).

696 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ السعيد من اختار باقية - يدوم نعيمها - على فانية لا ينفد عذابها (اعلام الدين ص 345).

697 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّما السعيد من خاف العقاب. فآمن.

و رجى الثواب. فأحسن.

و اشتاق إلى الجنّة. فأدلج (غرر الحكم).

698 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: فتفكّروا - أيّها الناس - و تبصرّوا.

و اعتبروا. و اتّعظوا. و تزوّدوا للآخرة. تسعدوا (غرر الحكم).

699 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - أيّها الناس - توبوا إلى اللّه توبة نصوحاً - قبل أن تموتوا -.

و بادروا بالأعمال الصالحة - قبل أن تشتغلوا (1)-.

و أصلحوا(2) بينكم و بين ربّكم. تسعدوا (إرشاد القلوب ج 1 ص 106 و اعلام الدين ص 333).

700 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من السعادة: التوفيق لصالح الأعمال (غرر الحكم).

ص:262


1- - في إرشاد القلوب: تشغلوا.
2- - في اعلام الدين هكذا: اصلحوا الّذي بينكم و بين ربّكم.

السير و السياحة

701 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ1 أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا2 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 3«111» [1]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ4 الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 5«112» [2] (التوبة).

702 - عن الحسين الصيقل قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة؟

قال عليه السلام: نعم. قال رسول اللّه عليه السلام: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة.

قلت: كيف يتفكّر؟

قال عليه السلام: يمرّ بالخربة - أو بالدار - فيتفكّر. فيقول: أين ساكنوك؟ أين بانوك؟

ما لك(1) لا تتكلّمين (الزهد ص 44 الباب 12). (راجع: المحاسن ج 1 ص 94 و الكافي ج 2 ص 54 و تبيه الخواطر ج 2 ص 183 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 79 الفصل 9).

ص:263


1- - في الكافي: ما بالك.

703 - قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ «69» [1] (النمل).

704 -... فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ «36» [2] (النحل).

705 - إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام مرّ على المدائن. فلمّا رأى آثار كسرى و قرب خرابها قال رجل - ممّن معه -:

جرت الرياح على رسوم ديارهمفكأ نّهم كانوا على ميعادٍ

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أفلا قلت: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ [3]

وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ [4]

فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ [5] (1) إنّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين. إنّ هؤلاء لم يشكروا النعمة. فسلبوا دنياهم بالمعصية. إيّاكم و كفر النعم. لا تحلّ بكم النقم (كنز الفوائد ج 1 ص 315 و وقعة صفّين ص 143 و شرح نهج البلاغة ج 3 ص 203).

706 - عن جرير السهمي قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في مسيره إلى الشام. فمررت على مدائن كسرى و قلت:

جرت الرياح على رسوم ديارهم فكأ نّهم كانوا على ميعادٍ

و أرى النعيم و كلّما يلهى به يوماً يصير إلى بلا و نفادٍ

قال عليه السلام: هلّا قلت أحسن من هذا؟

قلت: و ما هو يا أميرالمؤمنين؟

فقال عليه السلام: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ... [6]

- يا ابن أخ - هؤلاء قوم كفروا النعم و نزلت بهم النقم (تنبيه الخواطر ج 2 ص 280).

ص:264


1- - الدخان: 25 إلى 29.

الشفاعة الحسنة

707 - مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً1 يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها2 وَ مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً3 يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ4 مِنْها5 وَ كانَ اللّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً «85» [1] (النساء).

ص:265

708 - قال رسول اللّه عليه السلام: اشفعوا تؤجروا (مجمع البيان ج 3 ص 129).

709 - و من يشفع شفاعة حسنة كان له فيها أجر و ثواب - و إن لم يشفّع - لأنّ اللّه عزّ و جلّ قال: و من يشفع.

و لم يقل: و من يشفّع (مجمع البيان ج 3 ص 129).

710 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله من شفّع لأخيه شفاعة - طلبها إليه - نظر اللّه عزّ و جلّ إليه.

و كان حقّاً على اللّه أن لا يعذّبه - أبداً -.

فإن هو شفّع لأخيه - من غير أن يطلبها - كان له أجر سبعين شهيداً (ثواب الأعمال ص 344).

711 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من يشفع شفاعة(1) حسنة أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك(2).

و من أمر بسوء(3) أو دلّ عليه أو أشار به(4) فهو شريك (5)(بحار الأنوار ج 97 ص 87 و النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي - عليه الرحمة - ص 143).

712 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله من شفّع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف. فإنّ الدالّ على الخير كفاعله (مستدرك الوسائل ج 7 ص 208).

ص:266


1- - في النوادر: بشفاعة.
2- - في ثوابه.
3- - في نسخة: بشرّ.
4- - في البحار: أشار عليه.
5- - في عقابه.

الشكر للّه عزّ و جلّ

713 -... وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ 1«144» [1] (آل عمران).

714 -... وَ سَنَجْزِي الشّاكِرِينَ 2«145» [2] (آل عمران).

715 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ3 أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ4 يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا5 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» [3]

اَلتّائِبُونَ6 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ7 السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«112» [4] (التوبة).

ص:267

716 -... كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ «35» [1] (القمر).

717 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا قال العبد: الحمد للّه.

أنعم اللّه عليه بنعيم الدنيا موصولاً ب نعيم(1) الآخرة. و هي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنّة - إذا دخلوها -. و ينقطع الكلام الّذي يقولونه - في الدنيا - ما خلا: الحمد للّه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 255 المجلس 35 و علل الشرايع ج 1 ص 336).

718 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا قال العبد الحمد للّه.

أنعم اللّه عليه بنعيم الدنيا حتّى يلقاه بنعيم الآخرة (الاختصاص ص 34).

719 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ أطيب شيء في الجنّة - و الّذه -: حبّ اللّه.

و الحبّ في اللّه.

و الحمد للّه.

قال اللّه عزّ وجلّ: و آخر دعواهم أن الحمد للّه ربّ العالمين (مصباح الشريعة الباب 93).

720 - ما أنعم اللّه عزّ و جلّ على عبد نعمة في الدنيا. فشكرها للّه - و تواضع بها للّه - إلّا أعطاه اللّه رفعة في الدنيا.

و رفع له بها درجة في الآخرة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 202).

721 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الطاعم الشاكر له من الأجر ك أجر الصائم المحتسب.

والمعافي الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر.

والمعطي الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع (الكافي ج 2 ص 94).

ص:268


1- - في علل الشرائع: ب نعم.

من حقّ الشكر للّه تعالى الشكر عن المخلوق الّذي جرت النعمة على يده

722 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 383 المجلس 13).

723 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من حقّ الشكر للّه تعالى (على عبده)(1) أن تشكر من أجرى تلك النعمة على يده (الحكايات للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 96 و وسائل الشيعة ج 16 ص 311 و مستدرك الوسائل ج 12 ص 358).

724 - قال الإمام الرضا عليه السلام: من لم يشكر المنعم من المخلوقين. لم يشكر اللّه عزّ وجلّ (عيون الأخبار ج 2 ص 27 الباب 31).

725 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ. فيأمر به إلى النار.

فيقول: - أي ربّ - أمرت بي إلى النار. و قد قرأت القرآن؟!

فيقول اللّه عزّ و جلّ: - أي عبدي - إنّي أنعمت عليك. فلم تشكر نعمتي.

فيقول: - أي ربّ - أنعمت عليّ بكذا. فشكرتك بكذا.

و أنعمت عليّ بكذا. و شكرتك بكذا.

فلا يزال يحصي النعمة. و يعدّد الشكر.

فيقول اللّه تعالى: صدقت عبدي. إلاّ أنّك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه.

و إنّي قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة - أنعمتها عليه - حتّى يشكر من ساقها - من خلقي - إليه (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 450 المجلس 16).

ص:269


1- - مابين القوسين لم يذكر في الوسائل و المستدرك.

726 - عن عمّار الدهني قال: سمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ كلّ قلب حزين.

و يحبّ كلّ عبد شكور.

يقول اللّه تبارك و تعالى لعبد - من عبيده - يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟

فيقول: بل شكرتك - يا ربّ -.

فيقول عزّ و جلّ: لم تشكرني إذ لم تشكره.

ثمّ قال عليه السلام: أشكر كم للّه أشكر كم للناس (الكافي ج 2 ص 99).

ص:270

الصبر

727 - وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ1 الصّابِرِينَ 2«155» [1] (البقرة).

اَلَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ «156» [2]

أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ «157» [3] (البقرة).

728 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قال اللّه جلّ جلاله: إنّي أعطيت الدنيا - بين عبادي - قيضاً. فمن أقرضني - منها - قرضاً. أعطيته بكلّ واحدة منهنّ عشراً - إلى سبعمأة ضعف -. و ما شئت من ذلك.

و من لم يقرضني منها قرضاً - فأخذت منه قسراً - أعطيته ثلاث خصال.

- لو أعطيت واحدة منهنّ ملائكتي لرضوا -: الصلاة و الهداية و الرحمة.

إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: اَلَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ [4] - واحدة من الثلاث -

وَ رَحْمَةٌ [5] - اثنتين -.

وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [6] - ثلاثة -.

ثمّ قال الإمام الصادق عليه السلام: هذا لمن أخذ اللّه منه شيئاً قسراً (الخصال ص 130).

(راجع: دعائم الإسلام ج 1 ص 223).

ص:271

729 - أَمْ حَسِبْتُمْ1 أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصّابِرِينَ «142» [1] (آل عمران).

730 - وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ2 كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ «146» [2]

وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ «147» [3]

فَآتاهُمُ اللّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ3 وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ «148» [4] (آل عمران).

731 -... إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا4 وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ 5«11» [5] (هود).

ص:272

732 - وَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 1«115» [1] (هود).

733 -... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ2 وَ يَصْبِرْ3 فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 4«90» [2] (يوسف).

734 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ5 وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [3]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [4]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ6 بِما صَبَرْتُمْ7 فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ 8«24» [5] (الرعد).

ص:273

735 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة و صار أهل الجنّة في الجنّة استأذن الملائكة على أهل الجنّة.

- فيؤذن لهم -.

فيدخلون عليهم.

فيسلّمون عليهم.

و يقولون لهم: سلام عليكم بما صبرتم (بحار الأنوار ج 8 ص 141).

736 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: كأنّي أنظر إلى عليّ عليه السلام و شيعته - يوم القيامة - يزفون على نوق من رياض الجنّة.

- شباب متوجّون مكحلون -.

لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

قد ايّدوا برضوان من اللّه أكبر.

ذلك هو الفوز العظيم.

حتّى سكنوا حظيرة القدس من جوار ربّ العالمين.

لهم فيها ما تشتهى الأنفس و تلذّ الأعين.

و هم فيها خالدون.

و يقول لهم الملائكة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ [1] (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي - ج 37 ص 167).

ص:274

737 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «41» [1]

اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «42» [2] (النحل).

738 -... وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «96» [3] (النحل).

739 -... وَ بَشِّرِ1 الْمُخْبِتِينَ «34» [4]

اَلَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ2 وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «35» [5] (الحجّ).

740 - إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا3 أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ 4«111» [6] (المؤمنون).

741 - أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ5 بِما صَبَرُوا6 وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً7 وَ سَلاماً 8«75» [7]

خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ9 مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً (10) «76» [8] (الفرقان).

ص:275

742 -... ثَوابُ اللّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ لا يُلَقّاها إِلاَّ الصّابِرُونَ 1«80» [1] (القصص).

743 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا2 وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «54» [2]

وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ «55» [3] (القصص).

744 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «58» [4]

اَلَّذِينَ صَبَرُوا3 وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «59» [5] (العنكبوت).

745 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «35» [6] (الأحزاب).

ص:276

746 -... إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ1 بِغَيْرِ حِسابٍ 2«10» [1] (الزمر).

747 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا نشرت الدواوين و نصبت الموازين. لم ينصب لأهل البلاء ميزان. و لم ينشر لهم ديوان.

(ثمّ)(1) تلا(2) هذه الآية: إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ [2] (مجمع البيان ج 8 ص 767 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 260).

748 - عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس. فيأتون باب الجنّة. فيضربونه.

فيقال لهم: من أنتم؟

فيقولون: نحن أهل الصبر.

فيقال لهم: على ما صبرتم؟

فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه. و نصبر عن معاصي اللّه.

فيقول اللّه عزّ و جلّ: صدقوا. أدخلوهم الجنّة.

و هو قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ [3] (الكافي ج 2 ص 75).

749 - عن الحسن بن عليّ عليهما السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: إنّ في الجنّة شجرة يقال لها: شجرة البلوى. يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة. فلا يرفع لهم ديوان. و لا ينصب لهم ميزان.

يصبّ عليهم الأجر صبّاً.

و قرء عليه السلام: إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ [4] (مسكّن الفؤاد ص 48 الباب 2).

ص:277


1- - مابين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
2- - في مشكاة الأنوار: و تلا.

750 - وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً «12» [1] (الإنسان).

751 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة. نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام. و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

752 - ثُمَّ كانَ1 مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا2 وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ3 وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «17» [2]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «18» [3] (البلد).

753 - إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ 4«3» [4] (العصر).

754 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من صبر و احتسب ظفر بكمال ثوابه (مسكّن الفؤاد ص 47).

755 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: المصائب مفاتيح الأجر (مسكّن الفؤاد ص 49).

ص:278

756 - (قال ابن مسعود: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله):... إنّي قرأت كتاب اللّه الّذي انزل عليّ - و على من كان قبلي - فما وجدت من يدخلون الجنّة إلّاالصابرون.

- يا ابن مسعود -: قال اللّه تعالى: إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ [1] .

أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا [2] .

ب إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ. [3]

- يا ابن مسعود -: قول اللّه تعالى: وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً [4] .

أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا. [5]

يقول اللّه تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرّاءُ [6] .

وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ. [7]

قلنا: - يا رسول اللّه - فمن الصابرون؟

قال صلى الله عليه و آله: الّذين يصبرون على طاعة اللّه و عن معصيته.

الّذين كسبوا طيباً. وأنفقوا قصداً. و قدّموا فضلاً. فأفلحوا وأنجحوا.

- يا ابن مسعود - عليهم الخشوع. و الوقار والسكينة و التفّكر و اللين و العدل و التعليم و الاعتبار و التدبير و التقوى و الإحسان والتحرّج.

و الحبّ في اللّه. و البغض في اللّه.

و أداء الأمانة. و العدل في الحكم. و إقامة الشهادة. ومعاونة أهل الحقّ والبغية على المسيء. و العفو لمن ظلم.

ص:279

- يا ابن مسعود -: إذا ابتلوا. صبروا. و إذا أعطوا شكروا. و إذا حكموا عدلوا.

و إذا قالوا. صدقوا. و إذا عاهدوا. وفوا. و إذا أساؤوا. استغفروا.

و إذا أحسنوا استبشروا.

وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً [1] . وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [2] .

وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً [3] .

و يقولون لِلنّاسِ حُسْناً [4] .

- يا ابن مسعود -: والّذي بعثني بالحقّ. إنّ هؤلاء هم الفائزون (مكارم الأخلاق ج 2 ص 338).

757 - قال الإمام الباقر عليه السلام: الجنّة محفوفة بالمكاره و الصبر.

فمن صبر على المكاره - في الدنيا - دخل الجنّة... (الكافي ج 2 ص 89 و مسكّن الفؤاد ص 51).

758 - قال الإمام الصادق عليه السلام: اصبروا - و وطّنوا أنفسكم على الصبر - تؤجروا (مسكّن الفؤاد ص 51 و الكافي ج 2 ص 89).

759 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الصبر كنز من كنور الجنّة (مسكّن الفؤاد ص 47).

760 - سئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله: هل من رجل يدخل الجنّة بغير حساب؟

قال صلى الله عليه و آله: نعم. كلّ رحيم صبور (مسكّن الفؤاد ص 50).

761 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاث من رزقهنّ فقد رزق خير الدارين:

الرضا بالقضاء. و الصبر على البلاء. و الدعاء في الرخاء (مسكّن الفؤاد ص 49).

762 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من ابتلي - من المؤمنين - ببلاء. فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد (الكافي ج 2 ص 92).

ص:280

الصدق

763 - قالَ اللّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ1 لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ2 وَ رَضُوا عَنْهُ3 ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 4«119» [1] (المائدة).

764 - لِيَجْزِيَ اللّهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ5... «24» [2] (الأحزاب).

765 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ6 وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «35» [3] (الأحزاب).

ص:281

766 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أربع من كنّ فيه و كان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدّلها اللّه حسنات:

الصدق و الحياء و حسن الخُلق و الشكر (الكافي ج 2 ص 107).

767 - جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله: فقال: - يا رسول اللّه - ما عمل أهل الجنّة؟

قال صلى الله عليه و آله: الصدق.

إذا صدق العبد برّ. و إذا برّ آمن. و إذا آمن دخل الجنّة (إرشاد القلوب ج 1 ص 350).

768 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: أربع من كنّ فيه كمل إسلامه و محيت ذنوبه و لقي ربّه - و هو عنه راض -:

وفاء للّه بما يجعل على نفسه للناس.

و صدق لسانه مع الناس.

و الإستحياء من كلّ قبيح - عند اللّه و عند الناس -.

و حسن خُلقه مع أهله (مستدرك الوسائل ج 8 ص 456).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أقربكم منّي - غداً -. و أوجبكم عليّ - شفاعةً -:

أصدقكم للحديث.

و أدّاكم للأمانة.

و أحسنكم خُلقاً.

و أقربكم من الناس (وسائل الشيعة ج 12 ص 66).

ص:282

769 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أربع من كنّ فيه كمل إيمانه.

و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوباً - لم ينقصه ذلك -.

قال عليه السلام: هو: الصدق و أداء الأمانة و الحياء و حسن الخُلق (وسائل الشيعة ج 12 ص 149)

770 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: اكفلوا لي ستّاً(1). أكفل لكم بالجنّة.

إذا تحدّث أحدكم فلا يكذب.

و إذا وعد فلا يخلف (مستدرك الوسائل ج 8 ص 406).

771 - الصدق عماد الدين و نجاة المسلمين.

و هو ثاني درجات النبوّة.

و رأس أمر الفتوّة.

و موجب مرافقة النبيّين.

قال اللّه تعالى: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً [1] (إرشاد القلوب ج 1 ص 260 الباب 42).

ص:283


1- - هكذا في المصدر. أثبتناه كما وجدناه. من دون ذكر و تعرّض لباقي الأعمال.

الصدقة

772 - يَمْحَقُ1 اللّهُ الرِّبا2 وَ يُرْبِي الصَّدَقاتِ3... «276» [1] (البقرة).

773 - لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ4 إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ5 أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ6 ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ7 فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ8 أَجْراً عَظِيماً 9«114» [2] (النساء).

ص:284

774 -... إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ 1«88» [1] (يوسف).

775 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ2 وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً3 وَ أَجْراً عَظِيماً 4«35» [2] (الأحزاب).

776 - إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ وَ أَقْرَضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَ لَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ «18» [3] (الحديد).

777 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تعالى يقبل الصدقات - و لا يقبل منها إلّاالطيّب - و يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله.

حتّى أنّ اللقمة لتصير مثل احُد (مجمع البيان ج 2 ص 671).

778 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أعطى درهماً في سبيل اللّه كتب اللّه له سبعمأة حسنة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 183 المجلس 7).

779 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من تصدّق بصدقة فله بوزن كلّ درهم مثل جبل احد من نعيم الجنّة (الفقيه ج 4 ص 10 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 66).

ص:285

780 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم و الكسل. إنّ ربّكم رحيم يشكر القليل.

إنّ الرجل... ليتصدّق بالدرهم تطوّعاً - يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ - فيدخله اللّه به الجنّة (ثواب الأعمال ص 62 و تهذيب الأحكام ج 2 ص 254 الباب 12).

781 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أرض القيامة نار - ما خلا ظلّ المؤمن - فإنّ صدقته تظلّه (الكافي ج 4 ص 3 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 37 و ثواب الأعمال ص 69 و عوالي اللئالي ج 1 ص 378).

782 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه - يوم لا ظلّ إلّاظلّه -.

... و رجل تصدّق بصدقه فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما يتصدّق بيمينه (الخصال ص 343).

783 - قال موسى عليه السلام للربّ عزّ و جلّ: - إلهي - اريد الجواز على الصراط.

قال عزّ و جلّ: ذلك لمن تصدّق - بصدقة - ليلة القدر (وسائل الشيعة ج 8 ص 20).

ص:286

الصلاة

784 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ1 لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «277» [1] (البقرة).

785 -... وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ2 سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً3 عَظِيماً 4«162» [2] (النساء).

786 - وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ5 وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ6 لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ وَ أَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ7 وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ8 مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ «12» [3] (المائدة).

ص:287

787 - الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ 1«3» [1]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ2 وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ «4» [2] (الأنفال).

788 - وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ3 إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «71» [3] (التوبة).

789 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا4 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» اَلتّائِبُونَ5 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ6 الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 7«112» [4] (التوبة).

ص:288

790 - وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ1 وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [1]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [2]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [3] (الرعد).

791 -... وَ بَشِّرِ2 الْمُخْبِتِينَ «34» [4]

اَلَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ3 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «35» [5] (الحجّ).

792 - وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ 4«9» [6]

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» [7]

اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [8] (المؤمنون).

ص:289

793 - رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ1 تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ2 وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ 3«37» [1]

لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ4 وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «38» [2] (النور).

794 - (هذه الآية تصف) المؤمنين الّذين لا يشغلهم عنها زين متاع و لا قرّة عين.

و لا مالٍ (الكافي ج 5 ص 36).

795 - عن روح بن عبدالرحيم عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ:

رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ [3]

قال عليه السلام: كانوا أصحاب تجارة. فإذا حضرت الصلاة. تركوا التجارة. و إنطلقوا إلى الصلاة. و هم أعظم أجراً ممّن لم يتّجر (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 119).

(راجع: مجمع البيان ج 7 ص 228 و الكافي ج 5 ص 75 و التهذيب ج 6 ص 374).

ص:290

796 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: - والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً - إنّ من يدع الدنيا و يقبل على تجارة الآخرة فإنّ اللّه تعالى يتّجر له من وراء تجارته. و يربح اللّه تجارته.

يقول اللّه تعالى: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ [1] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 356).

797 - قال الإمام الرضا عليه السلام: إذا كنت في تجارتك. و حضرت الصلاة. فلا يشغلك عنها متجرك. فإنّ اللّه عزّ و جلّ وصف قوماً و مدحهم.

فقال: رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه.

و كان هؤلاء القوم يتجرون. فإذا حضرت الصلاة. تركوا تجارتهم. و قاموا إلى صلاتهم.

و كانوا أعظم أجراً ممّن لا يتّجر. و يصلّي (1)(الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 250 الباب 36 و بحارالأنوار ج 100 ص 100 و مستدرك الوسائل ج 13 ص 256).

798 - قوله عزّ و جلّ: لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ [2] .

إنّهم كانوا حدّادين و خرّازين.

فكان أحدهم إذا رفع المطرقة. أو غرز الأشفى. فيسمع الأذان. لم يخرج الأشفى من المغرز. و لم يضرب بالمطرقة. و رمى بها. و قام إلى الصلاة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 43).

ص:291


1- - في بحار الأنوار و المستدرك هكذا: فيصلّي. و في مستدرك الوسائل ج 13 ص 10 هكذا: ممّن لا يتحرّف. و يصلّي.

799 - قال الإمام الصادق عليه السلام: يقول القصاص: إنّ القوم لم يكونوا يتّجرون.

- كذبوا - و لكنّهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها.

و هم أفضل ممّن حضر الصلاة و لم يتّجر (الكافي ج 5 ص 75 و تهذيب الأحكام ج 6 ص الباب 93).

800 - قال عليه السلام: هم التّجار. الّذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه.

إذا دخل مواقيت الصلاة أدّوا إلى اللّه حقّه فيها (الكافي ج 5 ص 154).

801 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: تعاهدوا أمر الصلاة. و حافظوا عليها. و استكثروا منها.

وتقرّبوا بها. فإنّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً.

ألا تسمعون إلى جواب أهل النار - حين سئلوا -: ما سلككم في سقر؟!

قالوا لم نك من المصلّين.

و إنّها لتحتّ الذنوب حتّ الورق. و تطلقها إطلاق الربق.

و شبّهها رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالحمّة - تكون على باب الرجل -.

فهو يغتسل منها - في اليوم و الليلة - خمس مرّات.

فما عسى أن يبقى عليه من الدرن.

و قد عرف حقّها رجال من المؤمنين الّذين لا تشغلهم عنها زينة متاع. و لا قرّة عين.

- من ولد و لا مال -. يقول اللّه سبحانه: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ [1] .

و كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله نصباً بالصلاة بعد التبشير له بالجنّة. لقول اللّه سبحانه:

و أمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. فكان صلى الله عليه و آله يأمر أهله. و يصبّر نفسه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 202).

ص:292

802 - إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً1 لَنْ تَبُورَ 2«29» [1]

لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ3 وَ يَزِيدَهُمْ4 مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ5 شَكُورٌ 6«30» [2] (فاطر).

803 - وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ 7«34» [3]

أُولئِكَ8 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 9«35» [4] (المعارج).

804 - (قال الإمام الكاظم عليه السلام: في هذه الآية المباركة):

أولئك أصحاب الخمس صلوات - من شيعتنا - (تأويل الآيات ج 2 ص 724).

805 - عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ؟ [5]

قال عليه السلام: هي الفريضة.

قلت: اَلَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ؟ [6]

قال عليه السلام: هي النافلة (الكافي ج 3 ص 269 و التهذيب ج 2 ص 256 الباب 12).

ص:293

806 -... وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «20» [1] (المزملّ).

807 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى «14» [2]

وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى «15» [3] (الأعلى).

808 - روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذه الفريضة.

مَن صلّاها لوقتها. عارفاً بحقهّا. لا يؤثر عليها غيرها. كتب اللّه له بها برائة لا يعذّبه.

و من صلّاها لغير وقتها - مؤثراً عليها غيرها - فإنّ ذلك إليه.

إن شاء غفر له. و إن شاء عذّبه (مجمع البيان ج 10 ص 536).

809 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الصلوات الخمس المفروضات. من أقام حدودهنّ.

و حافظ على مواقيتهنّ. لقي اللّه - يوم القيامة - و له عنده عهد يدخله به الجنّة (تهذيب الأحكام ج 2 ص 255 الباب 12).

810 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من قبل اللّه عزّ و جلّ منه صلاة واحدةً لم يعذّبه...

(تهذيب الأحكام ج 2 ص 255 الباب 12).

811 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من أتى الصلاة - عارفاً بحقّها - غفر اللّه له (تحف العقول ص 117 و الخصال ص 628).

812 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: انتظار الصلاة - بعد الصلاة - كنز من كنوز الجنّة (تهذيب الأحكام ج 2 ص 254 الباب 12).

ص:294

الصلاة النافلة

813 - الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ 1«23» [1] (المعارج).

... أُولئِكَ2 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 3«35» [2] (المعارج).

814 - عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ؟ [3]

قال عليه السلام: هي الفريضة.

قلت: اَلَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ؟ [4]

قال عليه السلام: هي النافلة (الكافي ج 3 ص 269 و التهذيب ج 2 ص 256 الباب 12).

815 - روى محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام أ نّه قال: اولئك (وا للّه)(1) أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا (مجمع ج 10 ص 535 و تأويل الآيات ج 2 ص 724).

ص:295


1- - ما بين القوسين لم يذكر في مجمع البيان.

816 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم و الكسل.

إنّ ربّكم رحيم يشكر القليل.

إنّ الرجل ل يصلّي الركعتين - تطوّعاً - يريد بهما: وجه اللّه عزّ و جلّ. فيدخله اللّه تعالى بهما الجنّة... (تهذيب الأحكام ج 2 ص 254 الباب 12 و ثواب الأعمال ص 62).

817 - قال الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: تنفّلوا في ساعة الغفلة - و لو بركعتين خفيفتين - فإنّهما تورثان(1) دار الكرامة(2).

قيل: - يا رسول اللّه - و ما(3) ساعة الغفلة؟

قال صلى الله عليه و آله: ما بين المغرب و العشاء (تهذيب الأحكام ج 2 ص 260 الباب 12 و معاني الأخبار ص 265 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 648 المجلس 82 و روضة الواعظين ج 2 ص 135).

(راجع: علل الشرائع ج 2 ص 42 الباب 45).

ص:296


1- - في التهذيب و علل الشرائع: يورثان.
2- - في خبر آخر: دار السلام. و هي الجنّة (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 357).
3- - في معاني الأخبار هكذا: و متى ساعة الغفلة.

صلاة اللّيل - نافلة الليل

818 - وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ1 بِهِ2 نافِلَةً لَكَ3 عَسى4 أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً5 مَحْمُوداً 6«79» [1] (الإسراء).

ص:297

819 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ «15» [1]

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ1 يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً2 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «16» [2]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «17» [3] (السجدة).

820 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من عمل حسن يعمله العبد إلّاوله ثواب - في القرآن - إلّا صلاة اللّيل. فإنّ اللّه سبحانه لم يبيّن ثوابها. لعظم خطرها عنده.

فقال عزّ و جلّ: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ [4] (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 169).

ص:298

821 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من حسنة (يعملها العبد)(1) إلّاو لها ثواب مبين - في القرآن - إلّاصلاة اللّيل. فإنّ اللّه عزّ و جلّ لم يبيّن ثوابها. لعظم خطرها (عنده)(2).

فقال عزّ و جلّ: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. [1]

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ [2] (مجمع البيان ج 8 ص 518 و مستدرك الوسائل ج 6 ص 333).

822 - عن معاذ بن جبل قال بينما نحن مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في غزوة تبوك و قد أصابنا الحرّ فتفرّق القوم. فإذاً رسول اللّه صلى الله عليه و آله أقربهم منّي.

فدنوت منه. فقلت: - يا رسول اللّه - أنبئني بعمل يدخلني الجنّة. و يباعدني من النار.

قال صلى الله عليه و آله: لقد سألت عن عظيم - و إنّه ل يسير على من يسّره اللّه عليه -.

تعبد اللّه و لا تشرك به شيئاً و تقيم الصلاة المكتوبة و تؤدّي الزكاة المفروضة.

و تصوم شهر رمضان.

قال صلى الله عليه و آله: و إن شئت. أنبأتك بأبواب الخير.

قال: قلت: أجل - يا رسول اللّه -.

قال صلى الله عليه و آله: الصوم جُنّة.

و الصدقة تكفّر الخطيئة.

و قيام الرجل - في جوف الليل - يبتغي وجه اللّه.

ثمّ قرء صلى الله عليه و آله هذه الآية: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [3] (مجمع البيان ج 8 ص 517).

ص:299


1- - ما بين القوسين لم يذكر في مجمع البيان.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في مجمع البيان.

823 - (قال سليمان بن خالد: قال لي أبو جعفر الباقر عليه السلام: ألا اخبرك بأبواب الخير؟)

قلت: نعم - جعلت فداك -.

قال عليه السلام: الصوم جُنّة (من النار)(1).

و الصدقة تذهب بالخطيئة.

و قيام الرجل - في جوف الليل - بذكر(2) اللّه عزّ و جلّ.

ثمّ قرء عليه السلام: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [1] (الكافي ج 2 ص 24 و المحاسن ج 1 ص 451).

824 - (قال عليّ بن عبدالعزيز: قال لي الإمام أبو عبداللّه الصادق عليه السلام: ألا اخبرك بأبواب الخير؟)

قلت: نعم (جعلت فداك)(3).

قال عليه السلام: الصوم جُنّة (من النار)(4).

و الصدقة تحطّ الخطيئة.

و قيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه.

ثمّ تلا عليه السلام: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [2] (المحاسن ج 1 ص 450 الباب 46 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 345 الفصل 12).

ص:300


1- - ما بين القوسين لم يذكر في المحاسن.
2- - في المحاسن: يذكر.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.

825 - روى أبو عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ. [1]

فقال عليه السلام: فلعلّك ترى أنّ القوم لم يكونوا ينامون؟

فقلت: اللّه و رسوله أعلم.

فقال عليه السلام: لابدّ لهذا البدن أن تريحه حتّى يخرج نفسه.

فإذا خرج النفس استراح البدن و رجعت الروح فيه. و فيه قوّة على العمل.

فإنّما ذكرهم. فقال: تتجافى جنوبهم على المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً.

انزلت في أمير المؤمنين عليه السلام و أتباعه - من شيعتنا - ينامون في أوّل الليل.

فإذا ذهب ثلثا اللّيل - أو ما شاء اللّه - فزعوا إلى ربّهم.

راغبين راهبين طامعين فيما عنده.

فذكرهم اللّه عزّ و جلّ في كتابه لنبيّه صلى الله عليه و آله. وأخبرهم بما أعطاهم.

و أنّه أسكنهم في جواره. و أدخلهم جنّته. و آمن خوفهم. و آمن روعتهم.

قلت: - جعلت فداك - إن أنا قمت في آخر الليل أي شيء أقول - إذا قمت -؟

فقال عليه السلام: قل الحمد للّه ربّ العالمين و إله المرسلين و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و يبعث من في القبور.

فإنّك إذا قلتها. ذهب عنك رجز الشيطان. و وسواسه - إن شاء اللّه تعالى - (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 305 الباب 67).

826 - قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: أخبرني عن أبواب الخير؟

قال صلى الله عليه و آله: الصيام جُنّة. و الصدقة تذهب الخطيئة.

و قيام الرجل في جوف اللّيل يناجي ربّه (تهذيب الأحكام ج 2 ص 259 الباب 12).

ص:301

827 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً 1«35» [1] (الأحزاب).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا أيقظ الرجل أهله من اللّيل فتوضّئا - و صلّيا - كتبا من الذاكرين اللّه كثيراً و الذاكرات (مجمع البيان ج 8 ص 561).

828 - أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ2 آناءَ اللَّيْلِ3 ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ4... «9» [2] (الزمر).

829 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

أخبر اللّه سبحانه بفضله و عبادته و علمه و عمله و عظيم منزلته عنده (تأويل الآيات ج 2 ص 512).

830 - قال عليه السلام: مدح اللّه تبارك و تعالى أمير المؤمنين عليه السلام - في كتابه - بقيام صلاة الليل.

فقال عزّ و جلّ: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ [3] (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 299).

ص:302

831 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ «15» [1]

آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ1 إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ «16» [2]

كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ 2«17» [3]

وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ «18» [4]

وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ «19» [5] (الذاريات).

832 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من ختم له بقيام اللّيل - ثمّ مات - فله الجنّة (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 300).

833 - قال عليه السلام: سبب النور - في القيامة - الصلاة في جوف اللّيل (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 24).

834 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ثمان ركعات من آخر اللّيل - و الوتر - زينة الآخرة (معاني الأخبار ص 324).

835 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الثمان ركعات الّتي يصلّيها العبد - آخر اللّيل - زينة الآخرة (ثواب الأعمال ص 64).

(راجع: تهذيب الأحكام الباب 8 ج 2 ص 129).

836 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قيام اللّيل مصحّة للبدن.

و رضاء الربّ. و تمسّك بأخلاق النبيّين.

و تعرّض لرحمة اللّه تعالى (ثواب الأعمال ص 64).

(راجع: تهذيب الأحكام ج 2 ص 130 الحديث 225 و المحاسن ج 1 ص 125).

ص:303

837 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من قال في وتره - إذا أوتر -:

استغفر اللّه ربّي و أتوب إليه - سبعين مرّة -.

و واظب على ذلك - حتّى تمضي سنة - كتبه اللّه عنده من المستغفرين بالأسحار.

و وجبت له الجنّة و المغفرة من اللّه عزّ و جلّ (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 309).

838 - عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام: إنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قيام اللّيل بالقرآن؟

فقال عليه السلام له: أبشر. من صلّى - من اللّيل - عُشر ليلة للّه مخلصاً. ابتغاء ثواب اللّه.

قال اللّه عزّ و جلّ لملائكته: اكتبوا لعبدي - هذا - من الحسنات عدد ما أنبت (من النبات)(1) في اللّيل من حبّة و ورقة و شجرة. و عدد كلّ قصبة و خوص(2) و مرعى.

و من صلّى تُسع ليلة أعطاه اللّه عشر دعوات مستجابات.

و أعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة.

و من صلّى ثُمن ليلة أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر شهيد صابر صادق النيّة.

و شفّع في أهل بيته.

و من صلّى سُبع ليلة. خرج من قبره - يوم يبعث - و وجهه كالقمر ليلة البدر حتّى يمرّ على الصراط مع الآمنين.

و من صلّى سُدس ليلة. كتب مع الأوّابين. و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

و من صلّى خُمس ليلة زاحم إبراهيم خليل اللّه في قبّته.

و من صلّى ربع ليلة كان في أوّل الفائزين حتّى يمرّ على الصراط كالريح العاصف.

و يدخل الجنّة بغير حساب.

ص:304


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه.
2- - في ثواب الأعمال: و خوط.

و من صلّى ثلث ليلة لم يلق ملكاً إلّاغبطه بمنزلته من اللّه عزّ و جلّ.

و قيل له: ادخل من أيّ أبواب الجنّة - الثمانية - شئت.

و من صلّى نصف ليلة. فلو اعطي ملأ الأرض ذهباً سبعين ألف مرّة. لم يعدل جزاؤه و كان له - بذلك - أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل.

و من صلّى ثلثَي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج.

أدناها حسنة أثقل من جبل احُد عشر مرّات.

و من صلّى ليلة تامّة تالياً لكتاب اللّه عزّ و جلّ راكعاً و ساجداً و ذاكراً اعطي - من الثواب - أدناها أن يخرج من الذنوب ك يوم ولدته امّه(1).

و يكتب له عدد ما خلق اللّه من الحسنات و مثلها درجات. و يثبت النور في قبره.

و ينزع الإثم و الحسد من قلبه. و يجار من عذاب القبر.

و يعطى برائةً من النار. و يبعث من الآمنين.

و يقول الربّ تبارك و تعالى لملائكته: - يا ملائكتي - انظروا إلى عبدي. أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي.

اسكنوه الفردوس.

و له فيها مائة ألف مدينة.

في كلّ مدينة جميع ما تشتهي الأنفس و تلذّ الأعين. و ما لا يخطر على بالٍ.

سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 300 - 301 و ثواب الأعمال ص 66-67).

ص:305


1- - في ثواب الأعمال هكذا: كما ولدته امّه.

الصلاة الخشوع في الصلاة

839 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1«1» [1]

اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ 2«2» [2] (المؤمنون).

840 - قال الإمام الصادق عليه السلام:... إذا قمت إلى الصلاة. فلا تأت بها شِبَعاً.

و لا متكاسلاً. و لا متناعساً. و لا مستعجلاً. و لكن على سكون و وقار.

فإذا دخلت في صلاتك. فعليك بالتخشّع. و الإقبال على صلاتك.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [3] (الفقيه ج 1 ص 197).

ص:306

841 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كنت دخلت في صلاتك. فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك. فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [1] (الكافي ج 3 ص 300).

842 - قال الإمام الباقر عليه السلام: لا تقم - إلى الصلاة - متكاسلاً و لا متناعساً - و لا متثاقلاً (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 452).

843 - الخاشع - في الصلاة - من تكون نفسه في المحراب.

و قلبه عند الملك الوهّاب (المناقب ج 2 ص 26).

ص:307

صلة الرحم

844 - وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ1 وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ «21» [1]

وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [2]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [3]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [4] (الرعد).

ص:308

845 - روى الوليد بن أبان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: هل على الرجل في ماله سوى الزكاة؟

قال عليه السلام: نعم. أين ما قال اللّه: و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل (مجمع البيان ج 6 ص 444).

846 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الرحم معلّقة بالعرش.

تقول: اللّهمّ صل من وصلني. و إقطع من قطعني.

و هي رحم آل محمّد عليهم السلام.

و هو قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ [1] .

و رحم كلّ ذي رحم (الكافي ج 2 ص 151).

847 - عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السلام: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ. [2]

قال عليه السلام: نزلت في رحم آل محمّد عليه و آله السلام.

و قد يكون في قرابتك.

ثمّ قال عليه السلام: فلا تكوننّ ممّن يقول للشيء: إنّه في شيء واحد (الكافي ج 2 ص 156).

848 - عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ. [3]

فقال عليه السلام: قرابتك (الكافي ج 2 ص 156).

849 - و ممّا فرض اللّه عزّ و جلّ أيضاً في المال - من غير الزكاة - قوله عزّ و جلّ:

وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ [4] (الكافي ج 3 ص 498).

ص:309

850 - فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ1 وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ2 ذلِكَ خَيْرٌ3 لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ4 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5«38» [1] (الروم).

851 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ أعجل الخير ثواباً: صلة الرحم (الكافي ج 2 ص 152).

852 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حافّتا الصراط - يوم القيامة -: الرحم و الأمانة.

فإذا مرّ الوصول للرحم. المؤدّي للإمانة. نفذ إلى الجنّة.

و إذا مرّ الخائن للأمانة. القطوع للرحم. لم تنفعه معهما عمل.

و تكفّأ به الصراط في النار (الكافي ج 2 ص 152).

ص:310

الصوم

853 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «111» [1]

اَلتّائِبُونَ1 الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ2 الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 3«112» [2] (التوبة).

854 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ4 وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً «35» [3] (الأحزاب). 855 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم و الكسل. إنّ ربّكم رحيم. يشكر القليل.

إنّ الرجل... ليصوم تطوّعاً يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة (التهذيب 254/2).

856 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طوبى لمن ظمأ - أو جاع - للّه عزّ و جلّ.

اولئك الّذين يشبعون يوم القيامة (وسائل الشيعة ج 10 ص 410).

ص:311

طاعة اللّه عزّ و جلّ

*

طاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله

857 - وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 1«132» [1] (آل عمران).

858 -... وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «13» [2] (النساء).

859 - وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ2 مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ3 مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «69» [3] (النساء).

860 - روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: - يا أبا محمّد - لقد ذكركم اللّه في كتابه. ثمّ تلا عليه السلام هذه الآية.

و قال عليه السلام: فالنبيّون(1): رسول اللّه صلى الله عليه و آله. و نحن: الصدّيقون و الشهداء.

و أنتم: الصالحون. فتسمّوا(2) بالصلاح. كما سمّاكم اللّه تعالى (مجمع ج 3 ص 111).

(راجع: تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 417 و الفرات رحمه الله ص 114 و الكافي ج 8 ص 35 و الإختصاص ص 106 و أعلام الدين ص 452 و دعائم الإسلام ج 1 ص 76 و فضائل الشيعة ص 296). * راجع: القنوت - أيضاً -.

ص:312


1- - في مجمع البيان: فالنبيّ صلى الله عليه و آله. و في تفسير العيّاشي رحمه الله هكذا: فرسول اللّه - في هذه الآية - من النبيّين.
2- - في تفسير الفرات - عليه الرحمة -: فسمّوا.

861 - وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ1 إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «71» [1] (التوبة).

862 - إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا2 وَ أَطَعْنا3 وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 4«51» [2] (النور).

863 - وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ5 وَ يَخْشَ اللّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 6«52» [3] (النور).

864 - وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ7 وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ8 وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً 9«31» [4] (الأحزاب).

ص:313

865 -... وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ1 فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً 2«71» [1] (الأحزاب).

866 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام: في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ [2] .

- في ولاية عليّ عليه السلام و الأئمّة عليهم السلام من بعده -.

فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً [3] .

هكذا نزلت (1)(الكافي ج 1 ص 414 و المناقب ج 3 ص 127 و تأويل الآيات ج 2 ص 496).

(راجع: تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 198).

867 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبة عيد الغدير): - معاشر الناس - إنّ فضائل عليّ بن أبي طالب عند اللّه تعالى - و قد أنزلها في القرآن - أكثر من أن احصيها في مقام واحد.

فمن أنبأكم بها - و عرّفها - فصدّقوه.

- معاشر الناس - من يطع اللّه و رسوله و عليّاً - و الأئمّة الّذين ذكرتهم - فقد فاز فوزاً عظيماً.

- معاشر الناس - السابقون إلى مبايعته و موالاته - و التسليم عليه بإمرة المؤمنين - اولئك الفائزون في جنّات النعيم (بحار الأنوار ج 37 ص 217).

ص:314


1- - في المناقب: انزلت.

868 -... فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللّهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً «16» [1] (الفتح).

869 -... وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً «17» [2] (الفتح).

870 - وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ «31» [3]

هذا ما تُوعَدُونَ1 لِكُلِّ أَوّابٍ2 حَفِيظٍ 3«32» [4]

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ4 وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ 5«33» [5]

اُدْخُلُوها بِسَلامٍ6 ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ «34» [6]

لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «35» [7] (ق).

ص:315

الطمأنينة النفس المطئنّة

871 - يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ 1«27» [1]

اِرْجِعِي2 إِلى رَبِّكِ3 راضِيَةً4 مَرْضِيَّةً 5«28» [2]

فَادْخُلِي فِي عِبادِي 6«29» [3]

وَ ادْخُلِي جَنَّتِي 7«30» [4] (الفجر).

ص:316

872 - قال عليه السلام: إذا حضر المؤمن الوفاة. نادى منادٍ - من عند اللّه عزّ و جلّ -:

يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ1اِرْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً2. [1]

- بولاية عليّ عليه السلام -.

مَرْضِيَّةً. [2]

- بالثواب -.

فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي [3] (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 452).

873 - قال الإمام الصادق عليه السلام: هذه السورة نزلت في الحسين بن عليّ عليه السلام و شيعة آل محمّد عليهم السلام - خاصّةً - (تأويل الآيات ج 2 ص 796).

ص:317

عبادة الربّ عزّ و جلّ

874 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 1«111» [1]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ2 الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 3«112» [2] (التوبة).

875 - (جاء في الحديث القدسي): - عبادي الصدّيقين - تنعّموا بعبادتي - في الدنيا - فإنّكم بها تتنعّمون في الجنّة (عدّة الداعي ص 208).

ص:318

العبادة حبّاً للّه عزّ و جلّ

876 -... وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ «89» [1] (النمل).

877 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الناس يعبدون اللّه عزّ و جلّ على ثلاثة أوجه:

فطبقة يعبدونه رغبةً في ثوابه. فتلك عبادة الحرصاء. و هو الطمع.

و آخرون يعبدونه خوفاً(1) من النار. فتلك عبادة العبيد. و هي رهبة.

و لكنّي أعبده حبّاً له عزّ و جلّ فتلك عبادة الكرام. و هو الأمن.

لقوله عزّ و جلّ: وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ. [2]

و لقوله عزّ و جلّ: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [3]

فمن أحبّ اللّه عزّ و جلّ أحبّه اللّه.

و من أحبّه اللّه عزّ و جلّ كان من الآمنين (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91 المجلس 10 و الخصال ص 188 و علل الشرائع ج 1 الباب 9 الحديث 8 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 279 و روضة الواعظين ج 2 ص 349).

ص:319


1- - في الخصال: فرقاً.

عتق الرقبة

878 - فَلاَ1 اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 2«11» وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ 3«12» [1]

فَكُّ رَقَبَةٍ 4«13» أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ «14» [2]

يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ «15» أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «16» [3]

ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «17» [4]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «18» [5] (البلد).

ص:320

879 - جاء أعرابي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: - يا رسول اللّه - علّمني عملاً يدخلني الجنّة.

قال صلى الله عليه و آله: إن كنت أقصرت الخطبة. لقد عرضت المسألة.

أعتق النسمة. و فكّ الرقبة.

فقال: أو ليسا واحداً؟

قال صلى الله عليه و آله: لا.

عتق النسمة: أن تنفرد بعتقها.

و فكّ الرقبة: أن تعين في ثمنها.

و الفيء على ذي الرحم الظالم.

فإن لم يكن ذلك. فأطعم الجائع. و اسق الظمآن.

و ائمُر بالمعروف. و أنه عن المنكر.

فإن لم تطق ذلك. فكفّ لسانك إلّامن الخير (مجمع البيان ج 10 ص 750).

880 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أعتق مسلماً أعتق اللّه بكلّ عضو منه عضواً من النار (ثواب الأعمال ص 166).

881 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أعتق مؤمناً أعتق اللّه بكلّ عضو منه عضواً من النار (ثواب الأعمال ص 166).

882 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من أعتق نسمة صالحة - لوجه اللّه - كفّر اللّه عنه مكان كلّ عضو - منه - عضواً من النار (ثواب الأعمال ص 166).

ص:321

العفو

883 - وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «133» [1]

اَلَّذِينَ1 يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَ الضَّرّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 2«134» [2] (آل عمران).

884 - وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ «21» [3]

وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ3 أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ 4«22» [4]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» [5]

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [6] (الرعد).

ص:322

885 -... فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ1... «40» [1] (الشورى).

886 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ:

من كان أجره على اللّه فليدخل الجنّة.

فيقال: من ذا الّذي أجره على اللّه؟

فيقال: العافون عن الناس.

فيدخلون الجنّة بغير حساب (مجمع البيان ج 9 ص 51).

887 - عن أبي حمزة الثمالي عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول:

إذا كان يوم القيامة جمع اللّه تبارك و تعالى الأوّلين والآخرين في صعيد واحد.

ثمّ ينادي منادٍ: أين أهل الفضل؟

قال: فيقوم عنق من الناس فتلقّاهم الملائكة. فيقولون: و ما كان فضلكم؟

فيقولون: كنّا نصل من قطعنا. و نعطي من حرمنا. و نعفو عمّن ظلمنا.

قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة (الكافي ج 2 ص 107).

888 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟

تصل من قطعك. و تعطي من حرمك. و تعفو عمّن ظلمك (الكافي ج 2 ص 107).

889 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبته: ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟

العفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و الإحسان إلى من أساء إليك.

و إعطاء من حرمك (الكافي ج 2 ص 107).

ص:323

890 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة:

تعفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و تحلم إذا جهل عليك (الكافي ج 2 ص 107).

891 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من عفا عن مظلمة أبدله اللّه بها عزّاً في الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 182 المجلس 7).

892 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا عنت لكم غضبة. فأدرؤها بالعفو.

إنّه ينادي منادٍ - يوم القيامة -: من كان له على اللّه أجر. فليقم.

فلا يقوم إلّاالعافون.

ألم تسموا قوله تعالى: فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ [1] (أعلام الدين ص 337).

893 - قال الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الخلائق في صعيد واحد. و ينادي منادٍ من عند اللّه - يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم -...

فيقول: أين أهل الفضل؟

فيقوم عنق من الناس. فتستقبلهم زمرة من الملائكة.

فيقولون: ما فضلكم هذا الّذي نوديتم به؟

فيقولون: كنّا يجهل علينا - في الدنيا - فنحتمّل. و يساء إلينا فنعفو.

قال: فينادي منادٍ - من عند اللّه تعالى -: صدق عبادي.

خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 103).

894 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ مكارم الدنيا و الآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب اللّه عزّ و جلّ: خذ العفو. و أمر بالمعروف و أعرض عن الجاهلين.

و تفسيره: أن تصل من قطعك.

و تعفو عمّن ظلمك. و تعطي من حرمك (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 644).

ص:324

العلم

895 - لكِنِ الرّاسِخُونَ1 فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ2 وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ3 سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً4 عَظِيماً 5«162» [1] (النساء).

896 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 6«111» [2]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ7 الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«112» [3] (التوبة).

897 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من مات و ميراثه الدفاتر و المحابر وجبت له الجنّة (إرشاد القلوب ج 1 ص 334 الباب 52).

ص:325

898 -... يَرْفَعِ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ1 وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ «11» [1] (المجادلة).

899 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الّذي يعلّم العلم - منكم - له أجر المتعلّم.

و له الفضل عليه. فتعلّموا العلم من حملة العلم.

و علّموه إخوانكم كما علّمكموه العلماء (الكافي ج 1 ص 35 و منية المريد ص 111).

900 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من طلب علماً فأدركه. كتب اللّه له كفلين من الأجر.

و من طلب علماً فلم يدركه. كتب اللّه له كفلاً من الأجر (منية المريد ص 99).

901 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من علّم باب هدى. فله مثل أجر من عمل به.

و لا ينقص أولئك من اجورهم شيئاً.

و من علّم باب ضلالة. كان عليه مثل أوزار من عمل به.

و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً (منية المريد ص 111).

ص:326

902 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العالم والمتعلّم شريكان في الأجر.

و لا خير في سائر الناس (منية المريد ص 105).

903 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من علّم خيراً. فله مثل أجر من عمل به.

قلت: فإن علّمه غيره يجري ذلك له؟

قال عليه السلام: إن علّمه النّاس - كلّهم - جرى له.

قلت: فإن مات؟

قال عليه السلام: وإن مات (الكافي ج 1 ص 35 و منية المريد ص 111).

904 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: العلم خزائن. و مفاتيحه السؤال. فاسألوا يرحمكم اللّه.

فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل. و المعلّم. و المستمع. و المجيب له (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 ح 23).

905 - قال الإمام الباقر عليه السلام: العلم خزائن. و المفاتيح السؤال.

فإسألوا - يرحمكم اللّه -. فإنّه يؤجر في العلم أربعة:

السائل. و المتكلّم. و المستمع. و المحبّ لهم (الخصال ص 245).

906 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه (الكافي ج 1 ص 37 و منية المريد ص 234).

907 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من غدا إلى المسجد لا يريد إلى ليتعلّم خيراً - أو ليعلّمه - كان له أجر معتمر تامّ العمرة.

و من راح إلى المسجد لا يريد إلّاليتعلّم خيراً - أو ليعلّمه -.

فله أجر حاجّ تامّ الحجّة (منية المريد ص 106).

ص:327

908 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طلبة العلم ثلاثة - فأعرفوهم(1) بأعيانهم. و صفاتهم -:

صنف يطلبه للجهل و المراء. و صنف يطلبه للإستطالة و الختل.

و صنف يطلبه للتفقّه(2) والعمل.

فصاحب الجهل و المراء. مؤذ ممارٍ. متعرّض للمقال - في أندية الرجال - بتذاكر العلم و صفة الحلم. قد تسربل بالخشوع. و تخلّى من الورع.

فدقّ اللّه - من هذا - خيشومه. و قطع منه حيزومه.

و صاحب الإستطالة و الختل - ذو خبّ و ملق - يستطيل على مثله من أشباهه.

و يتواضع للأغنياء من دونه. فهو ل حلوائهم هاضم. و ل دينه حاطم.

فأعمى اللّه - على هذا - خبره. و قطع - من آثار العلماء - أثره.

و صاحب الفقه و العمل(3). ذو كآبة. و حزن و سهر.

قد تحنّك في برنسه. و قام الليل في حندسه.

يعمل و يخشى. وجلاً. داعياً. مشفقاً مقبلاً على شأنه. عارفاً بأهل زمانه.

مستوحشاً من أوثق إخوانه. فشدّ اللّه - من هذا - أركانه.

و أعطاه - يوم القيامة - أمانه. (منية المريد ص 139 والكافي ج 1 ص 49).

909 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه عزّ و جلّ النّاس في صعيد واحد - و وضعت الموازين - فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء.

فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 284).

ص:328


1- - في الكافي: فأعرفهم.
2- - في الكافي: للفقه و العقل.
3- - في الكافي: العقل.

910 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أيّما ناشٍ نشأ في العلم و العبادة - حتّى يكبر - أعطاه اللّه تعالى يوم القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقاً (منية المريد ص 104).

911 - قال الإمام الباقر عليه السلام: العالم كمن معه شمعة تضيء للنّاس.

فكلّ من أبصر بشمعته دعا له بخير.

كذلك العالم. معه شمعة يزيل بها ظلمة الجهل والحيرة.

فكلّ من أضائت له. فخرج بها من حيرة - أو نجا بها من جهل - فهو من عتقائه من النّار.

و اللّه تعالى يعوّضه عن ذلك - بكلّ شعرة لمن أعتقه - ما هو أفضل به من الصدقة بمائة ألف قنطار - على غير الوجه الّذي أمر اللّه عزّ وجلّ به -.

بل تلك الصدقة وبال على صاحبها. و لكن يعطيه اللّه(1) ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة (منية المريد ص 117).

912 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً.

سلك اللّه به طريقاً إلى الجنّة... (الكافي ج 1 ص 34 و ثواب الأعمال ص 159 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 116).

913 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يلتمس - فيه - علماً. سلك اللّه به طريقاً إلى الجنّة (منية المريد ص 107).

914 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من سلك طريقاً يلتمس - به - علماً سهّل اللّه له طريقاً إلى الجنّة (منية المريد ص 104).

ص:329


1- - أي: من الثواب.

915 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى موسى عليه السلام: حبّبني إلى خلقي.

و حبّب خلقي إليّ.

قال: - يا ربّ - كيف أفعل؟

قال عزّ وجلّ: ذكّرهم آلائي. و نعمائي. ليحبّوني.

فلأن ترد آبقاً عن بابي - أو ضالّاً عن فنائي - أفضل لك من عبادة مائة سنة.

صيام نهارها و قيام ليلها.

قال موسى عليه السلام: و من هذا العبد الآبق منك؟

قال عزّ وجلّ: العاصي المتمرّد.

قال: فمن الضالّ عن فنائك؟

قال عزّ وجلّ: الجاهل بإمام زمانه.

تعرّفه.

- الغائب عنه بعد ما عرفه -.

الجاهل بشريعة دينه.

تعرّفه شريعته. و ما يعبد به ربّه. و يتوصّل به إلى مرضاته.

ثمّ قال الإمام السجّاد عليه السلام: فأبشروا - معاشر علماء شيعتنا - بالثواب الأعظم.

والجزاء الأوفر (منية المريد ص 116-117).

916 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم. رضاً به.

و فيه شرف الدنيا.

و الفوز بالجنّة يوم القيامة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97).

ص:330

917 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله:... ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلّاناداه ربّه عزّ و جلّ:

جلست إلى حبيبي.

و عزّتي و جلالي لأسكنتك الجنّة معه - و لا أبالي - (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91) (راجع: منية المريد ص 341).

918 - قال الإمام الباقر عليه السلام: ما من عبد يغدو في طلب العلم - أو يروح - إلّاخاض الرحمة.

و هتفت به الملائكة: مرحباً بزائر اللّه.

و سلك من الجنّة مثل ذلك المسلك (ثواب الأعمال ص 160).

919 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء اللّه من النار فلينظر إلى المتعلّمين.

فوا الّذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلّاكتب اللّه له - بكلّ قدم - عبادة سنة. و بنى اللّه له - بكلّ قدم - مدينة في الجنّة.

و يمشي - على الأرض - و هي تستغفر له. و يمسي و يصبح مغفوراً له.

و شهدت الملائكة أ نّه من عتقاء اللّه من النار (منية المريد ص 100).

920 - قال الإمام الحسين عليه السلام: من كفّل لنا يتيماً. قطعته عنّا محنتنا - بإستتارنا - فواساه من علومنا الّتي سقطت إليه - حتّى أرشده بهداه - و هداه.

قال له اللّه عزّ وجلّ: - يا أيّها العبد الكريم المواسي - إنّي أولى بهذا الكرم.

اجعلوا له - يا ملائكتي - في الجنان بعدد كلّ حرف علّمه. ألف ألف قصر.

و ضمّوا إليها ما يليق بها من سائر النعم (منية المريد ص 116).

ص:331

921 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة.

و المجتهدون(1) قوّاد أهل الجنّة.

و الرسل سادة أهل الجنّة (الكافي ج 2 ص 606).

922 - قال الإمام العسكري عليه السلام: يأتي علماء شيعتنا. القوّامون بضعفاء محبّينا. و أهل ولا يتنا - يوم القيامة - و الأنوار تسطع من تيجانهم.

و على رأس كلّ واحد - منهم - تاج بهاء. قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة.

و دورها مسيرة ثلاث مائة ألف سنة.

فشعاع تيجانهم ينبث.

فلا يبقى - هناك - يتيم قد كفلّوه من ظلمة الجهل. و علّموه - و من حيرة التيه أخرجوه - إلّا تعلّق ب شعبة من أنوارهم.

فرفعتهم - إلى العلوّ - حتّى يحاذي بهم فوق الجنان.

ثمّ ينزلونهم على منازلهم المعدّة لهم في جوار أستاذيهم ومعلّميهم.

و بحضرة أئمّتهم الّذين كانوا إليهم يدعون.

و لا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلّاعميت عيناه.

و صمت أذناه. و أخرس لسانه.

و تحوّل عليه أشدّ من لهب النيران.

فتحملهم حتّى تدفعهم إلى الزبانية.

فتدعوهم إلى سواء الجحيم (منية المريد ص 119).

ص:332


1- - المبالغون في إرشاد الناس و ترويج الحقّ (نقلاً عن هامش المصدر).

923 - طريق الجنّة في أيدي أربعة: العالم. و الزاهد. و العابد. و المجاهد.

فإذا صدق العالم - في دعواه - رزق الحكمة. و الزاهد يرزق الأمن. و العابد. الخوف.

والمجاهد الثناء (منية المريد ص 124).

924 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة له: اللّهم و إنّي لأعلم أنّ العلم. لا يأرز كلّه.

و لا ينقطع موادّه. وإنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك. ظاهر ليس بالمطاع.

أو خائف مغمور. كيلا تبطل حججك. و لا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم.

بل أين هم و كم؟

أولئك الأقلّون عدداً. و الأعظمون عند اللّه جلّ ذكره قدراً. المتّبعون لقادة الدين:

الأئمّة الهادين. الّذين يتأدّبون بآدابهم. و ينهجون نهجهم.

فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان.

فتستجيب أرواحهم لقادة العلم.

و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم. و يأنسون بما استوحش منه المكذّبون. و أباه المسرفون.

أولئك أتباع العلماء. صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللّه تبارك و تعالى و أوليائه.

و دانوا بالتقيّة عن دينهم. و الخوف من عدوّهم. فأرواحهم معلّقة بالمحل الأعلى.

فعلماؤهم و أتباعهم خرس صمت في دولة الباطل. منتظرون لدولة الحقّ.

و سيحقّ اللّه الحقّ بكلماته. و يمحق الباطل.

ها. ها. طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم. و يا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم. و سيجمعنا اللّه و إيّاهم في جنّات عدن و من صلح من آبائهم و أزواجهم وذرّيّاتهم (الكافي ج 1 ص 235).

ص:333

925 - إنّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة: - يا معشر العلماء - ما ظنّكم بربّكم؟

فيقولون: ظننّا أن يرحمنا و يغفر لنا.

فيقول تعالى: فإنّي قد فعلت. إنّي قد استودعتكم حكمتي لا ل شرّ أردته بكم.

بل ل خير أردته بكم.

فادخلوا - في صالح عبادي - إلى جنّتي برحمتي (منية المريد ص 120).

926 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من جائه الموت و هو يطلب العلم - ليحيي به الإسلام - كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنّة (منية المريد ص 100).

927 - قال الإمام العسكري عليه السلام: حثّ اللّه تعالى على برّ اليتامى لإنقطاعهم عن آبائهم.

فمن صانهم. صانه اللّه.

و من أكرمهم. أكرمه اللّه.

و من مسح يده برأس يتيم - رفقاً به - جعل اللّه تعالى له في الجنّة - بكلّ شعرة مرّت تحث يده - قصراً أوسع من الدنيا بما فيها.

و فيها ما تشتهي الأنفس. و تلذّ الأعين. و هم فيها خالدون.

وأشدّ من يتم هذا اليتيم. يتيم انقطع عن إمامه. لا يقدر على الوصول إليه.

و لا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه.

ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا - فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره -.

ألا فمن هداه و أرشده و علّمه شريعتنا. كان معنا في الرفيق الأعلى.

حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله (منية المريد ص 114).

ص:334

928 - قال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

فاُطلبوا العلم في مظانّه. و اقتبسوه من أهله...

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل. و ضياء الأبصار من الظلمة.

و قوّة الأبدان من الضعف.

يبلغ بالعبد منازل الأخيار. و مجالس الأبرار. و الدرجات العلا في الآخرة والاُولى.

الذكر فيه يعدل بالصيام. و مدارسته بالقيام. به يطاع الربّ ويعبد.

و به توصل الأرحام. و يعرف الحلال والحرام.

والعلم إمام. والعمل تابعه. يلهمه السعداء. و يحرمه الأشقياء.

فطوبى لمن لم يحرمه اللّه من حظّه (منية المريد ص 108-109).

929 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: المؤمن إذا مات و ترك ورقة واحدة - عليها علم - تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه و بين النار.

و أعطاه اللّه تبارك و تعالى - بكلّ حرف مكتوب عليها - مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات... (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 91).

930 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ المؤمن إذا مات. و ترك ورقة واحدة عليها علم.

كانت الورقة ستراً فيما بينه و بين النّار.

و أعطاه اللّه تعالى - بكلّ حرف - مدينة أوسع من الدنيا و ما فيها (منية المريد ص 341).

931 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ثلاثة يشفعون إلى اللّه عزّ و جلّ فيشفّعون: الأنبياء. ثمّ العلماء. ثمّ الشهداء (الخصال ص 156).

ص:335

932 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة بعث اللّه عزّ و جلّ العالم و العابد.

فإذا وقفا - بين يدي اللّه عزّ و جلّ - قيل للعابد: انطلق إلى الجنّة.

و قيل للعالم: قف. تشفّع للناس بحسن تأديبك لهم (علل الشرائع ج 2 ص 110).

933 - (جاء في بعض الكتب السماوية): اطلبوا العلم. و تعلّموه.

فإنّ العلم - إن لم يسعد كم - لم يشقكم.

و إن لم يرفعكم. لم يضعكم.

و إن لم يغنكم. لم يفقركم.

و إن لم ينفعكم. لم يضرّكم.

و لا تقولوا: نخاف أن نعلم. فلا نعمل.

و لكن قولوا: نرجو أن نعلم و نعمل.

و العلم يشفع لصاحبه.

و حقّ على اللّه أن لا يخزيه (منية المريد ص 120).

934 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء اللّه من النار فلينظر إلى المتعلّمين.

فوا الّذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلّاكتب اللّه له - بكلّ قدم - عبادة سنة.

و بنى اللّه له - بكلّ قدم - مدينة في الجنّة.

و يمشي - على الأرض - و هي تستغفر له. و يمسي و يصبح مغفوراً له.

و شهدت الملائكة أ نّه من عتقاء اللّه من النار (منية المريد ص 100).

ص:336

935 - (قالت سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء - صلوات اللّه تعالى عليها):

سمعت أبي صلى الله عليه و آله يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون. فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم. و جدّهم في إرشاد عباد اللّه.

حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور.

ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: - أيّها الكافلون لأيتام آل محمّد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم - هؤلاء تلامذتكم. و الأيتام الّذين كفلتموهم.

و نعشتموهم.

فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا.

فيخلعون على كلّ واحد من أولئك الأيتام على قدر ما اخذ عنهم من العلوم.

حتّى أنّ فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف حلّة.

و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم.

ثمّ إنّ اللّه تعالى يقول: اعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتّى تتمّوا لهم خلعهم. و تضعّفوها.

فيتمّ لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم. و يضاعف لهم.

و كذلك مرتبتهم ممّن خلع عليهم على مرتبتهم.

ثمّ قالت فاطمة الزهراء عليها السلام: إنّ سلكاً من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة.

و ما فضل ما طلعت عليه الشمس؟

فإنّه مشوب بالتنغيص والكدر (منية المريد ص 115-116).

ص:337

936 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: علماء هذه الاُمّة رجلان: رجل آتاه اللّه علماً فبذله للناس.

و لم يأخذ عليه طعماً. و لم يشر به ثمناً. فذلك. يستغفر له حيتان البحر. و دوابّ البرّ. و الطير في جوّ السماء. و يقدم - على اللّه عزّ و جلّ - سيّداً شريفاً. حتّى يرافق المرسلين.

و رجل آتاه اللّه علماً. فبخل به عن عباد اللّه. و أخذ عليه طُعماً. و شرى به ثمناً.

فذلك يلجم - يوم القيامة - ب لجام من نار.

و ينادي منادٍ: هذا الّذي أتاه اللّه علماً. فبخل به عن عباد اللّه.

و أخذ عليه طعماً. و اشترى به ثمناً.

و كذلك حتّى يفرغ من الحساب (منية المريد ص 136).

937 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يقول اللّه عزّ وجلّ للعلماء - يوم القيامة -: إنّي لم أجعل علمي و حلمي فيكم إلّاو أنا اريد أن أغفر لكم على ما كان منكم - و لا ابالي - (منية المريد ص 104).

938 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعلموا. أنّ صحبة العالم (1)- و اتّباعه - دين. يدان اللّه به

و طاعته. مكسبة للحسنات. ممحات للسيّئات. و ذخيرة للمؤمنين.

و رفعة(2) فيهم - في حياتهم -. و جميل - بعد مماتهم (3)- (الكافي ج 1 ص 188).

ص:338


1- - العالم - هنا - يحتمل معنيين: أحدهما: الإمام المعصوم عليه السلام. و الثاني: الأعمّ منه و من كلّ عالم يعمل بعلمه. و الأوّل أظهر (نقلاً عن هامش الكافي).
2- - في بعض النسخ: و رحمة.
3- - أي: ذكر جميل أو أجر جميل (نقلاً عن هامش الكافي).

939 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: العلم أفضل من المال ب سبعة:

الأوّل: أ نّه ميراث الأنبياء. و المال ميراث الفراعنة.

الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة. و المال ينقص بها.

الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ. و العلم يحفظ صاحبه.

الرابع: العلم يدخل في الكفن. و يبقى المال.

الخامس: المال يحصل للمؤمن و الكافر. و العلم لا يحصل إلّاللمؤمن.

السادس: جميع الناس يحتاجون إلى العالم - في أمر دينهم - و لا يحتاجون إلى صاحب المال.

السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط. و المال يمنعه (منية المريد ص 110).

940 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا. فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم - الّذي حبوناه به - جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضيء لأهل تلك العرصات. و حلّة لا يقوم لأقلّ سلك منها الدنيا بحذافيرها.

ثمّ ينادي منادٍ: هذا عالم من بعض تلامذة آل محمّد.

ألا. فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله. فليتشبّث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان. فيخرج كلّ من كان علّمه في الدنيا خيراً. أو فتح عن قلبه من الجهل قفلاً. أو أوضح له عن شبهة (منية المريد ص 115).

941 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طالب العلم يكون رفيق خضر في الجنّة (جامع الأخبار ص 110 الفصل 20).

ص:339

942 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: طوبى لطالب العلم يوم القيامة (جامع الأخبار ص 110).

943 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ العلم وجبت له الجنّة (جامع الأخبار ص 110).

944 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من خرج من بيته يلتمس باباً من العلم كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ قدم ثواب شهيد من شهداء البدر (جامع الأخبار ص 110 الفصل 20).

945 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من خرج من بيته يلتمس باباً من العلم كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ قدم ثواب نبيّ من الأنبياء.

و أعطاه اللّه بكلّ حرف يسمع - أو يكتب - مدينة في الجنّة (جامع الأخبار ص 110).

946 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: من مشى في طلب العلم خطوتين.

و جلس عند العالم ساعتين.

و سمع من العلم كلمتين.

أوجب اللّه عزّ و جلّ له جنّتين.

كما قال تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ [1] (إرشاد القلوب ج 1 ص 365 الباب 53).

و للتعرّف على سائر الأحاديث الشريفة الّتي تتعلّق بهذا الموضوع العزيز راجع كتابنا الموسوم ب: آثار و بركات طلب العلم.

ص:340

العمل الصالح

* العمل الصالح(1)

947 -... فَمَنِ اتَّقى وَ أَصْلَحَ2 فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 3«35» [1] (الأعراف).

948 -... الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ 4«11» [2] (هود).

949 - الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ5 يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ6 ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 7,8«32» [3] (النحل).

ص:341


1- راجع - أيضاً -: الإيمان و العمل الصالح - الّذين آمنوا و عملوا الصالحات -.

950 -... فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ1 فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً2 وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 3«110» [1] (الكهف).

951 - وَ مَنْ تابَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللّهِ مَتاباً 4«71» [2] (الفرقان).

952 - وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ5 وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ6 وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً 7«31» [3] (الأحزاب).

953 - لِيُكَفِّرَ اللّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا8 وَ يَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ9 بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ «35» [4] (الزمر).

ص:342

954 -... وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ 1«44» [1] (الروم).

955 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران.

فمهّدوه بالعمل الصالح.

فمثل أحدكم يعمل الخير ك مثل الرجل ينفذ غلامه يمهّد له.

قال اللّه تعالى: فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [2] (إرشاد القلوب ج 1 ص 155 الباب 19).

956 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العمل الصالح ليمهّد لصاحبه - في الجنّة - كما يرسل الرجل غلامه بفراشه. فيفرش له.

ثمّ قرء عليه السلام: وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [3] (عدّة الداعي ص 231).

957 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العمل الصالح ليذهب إلى الجنّة فيسهّل(1) لصاحبه كما يبعث الرجل غلاماً(2) فيفرش له.

ثمّ قرء عليه السلام: وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [4] (الزهد ص 58 الباب 2 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 195 المجلس 23).

958 - روي منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ العمل الصالح ليسبق صاحبه - إلى الجنّة - فيمهّد له كما يمهّد لأحدكم خادمه فراشه (مجمع البيان ج 8 ص 481).

ص:343


1- - في الأمالي: فيمهّد.
2- - في الأمالي: غلامه.

959 -... إِلَيْهِ يَصْعَدُ1 الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ2 يَرْفَعُهُ3,4... «10» [1] (فاطر).

ص:344

960 - عن عمّار الأسدي عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ1. [1]

قال عليه السلام: ولايتنا أهل البيت(1). و أهوى عليه السلام - ب يده - إلى صدره. فمن لم يتولّنا.

لم يرفع اللّه له عملاً (المناقب ج 4 ص 6 و الكافي ج 1 ص 430).

961 - (قال الإمام الرضا عليه السلام في قوله تعالى): - إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ - [2] :

قول لا إله إلّااللّه. محمّد رسول اللّه. علىّ ولي اللّه. و خليفة محمّد رسول اللّه حقّاً.

و خلفاؤه خلفاء اللّه. و العمل الصالح يرفعه: علمه(2) في قلبه بأنّ هذا (الكلام)(3) صحيح كما قلته بلساني (تفسير الإمام عليه السلام ص 328 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 109).

(راجع: تأويل الآيات ج 2 ص 479 و البحار ج 24 ص 358 و ج 67 ص 198 و 211).

ص:345


1- - يعني: أنّ الولاية هي العمل الصالح الّذي يرفع الكلم الطيّب إلى اللّه تعالى (تأويل الآيات ج 2 ص 479). الظاهر: أنّ قوله عليه السلام: - ولايتنا - تفسير للعمل الصالح. فالمستتر في قوله: - يرفعه - راجع إليه. و البارز. إلى الكلم. و المراد به: كلمة الإخلاص و الأذكار كلّها. و بصعوده: بلوغه إلى محلّ الرضاء و القبول. أي: العمل الصالح - و هو الولاية - يرفع الكلم الطيّب. و يبلغ حدّ القبول. و يحتمل: أن يكون تفسيراً للكلم الطيّب و إشارة إلى أنّ المراد به: الولاية و الإقرار به (بحارالأنوار للعلّامة المجلسي - عليه الرحمة - ج 24 ص 358). قال: كلمة الإخلاص - و الإقرار بما جاء من عند اللّه من الفرائض - و الولاية. ترفع العمل الصالح إلى اللّه عزّ و جلّ (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 208-209).
2- - في تنبيه الخواطر: أ نّه علمه.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في تنبيه الخواطر.

962 - مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ1 وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها2 وَ ما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ «46» [1] (فصّلت).

963 - وَ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 3«72» [2]

لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ «73» [3] (الزخرف).

964 - وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «15» [4]

أُولئِكَ4 الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «16» [5] (الأحقاف).

965 - يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ «17» بِأَكْوابٍ وَ أَبارِيقَ وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ «18» لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا يُنْزِفُونَ «19» وَ فاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيَّرُونَ «20» وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهُونَ «21» وَ حُورٌ عِينٌ «22» كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ «23» جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «24» لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا تَأْثِيماً «25» إِلاّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً «26» [6] (الواقعة).

ص:346

966 - وُجُوهٌ1 يَوْمَئِذٍ2 ناضِرَةٌ 3«22» إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ 4«23» [1] (القيامة).

967 - عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام في قول اللّه تعالى:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ [2] .

قال عليه السلام: يعني: مشرقة. تنتظر ثواب ربّها (الأمالى للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 494 المجلس 64 و عيون الأخبار ج 1 ص 105 الباب 11 و التوحيد ص 116 و روضة الواعظين ج 1 ص 103).

968 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ينظرون إلى ربّهم عزّ و جلّ كيف يثيبهم.

969 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: يعني بالنظر إليه عزّ و جلّ: النظر إلى ثوابه تبارك و تعالى (التوحيد ص 261).

ص:347

970 - وُجُوهٌ1 يَوْمَئِذٍ2 مُسْفِرَةٌ 3«38» [1]

ضاحِكَةٌ4 مُسْتَبْشِرَةٌ 5«39» [2] (عبس).

971 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: عليك بذكر اللّه و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول: وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً [3] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

972 - (جاء في الحديث): إنّ العمل الصالح يقول لصاحبه - عند أهوال يوم القيامة -:

إركبني - و لطال ما ركبتك في الدنيا -.

فيركبه. و يتخطّى به شدائدها (عدّة الداعي ص 231).

973 - (جاء في الحديث): العمل الصالح إذا كتمه العبد - و أخفاه - أبى اللّه عزّ و جلّ إلّا أن يظهره.

ليزيّنه به مع ما ادّخر له من ثواب الآخرة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 279 الباب 6).

ص:348

974 - وُجُوهٌ1 يَوْمَئِذٍ2 ناعِمَةٌ 3«8» [1]

لِسَعْيِها4 راضِيَةٌ 5«9» [2]

فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ 6«10» [3]

لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً «11» [4]

فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ «12» [5]

فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ «13» [6]

وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ «14» [7]

وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ «15» [8]

وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ «16» [9] (الغاشية).

ص:349

العهد - رعاية العهد - الوفاء بالعهد

975 -... وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي1 أُوفِ بِعَهْدِكُمْ2,3... «40» [1] (البقرة).

976 - وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ 4«8» [2] (المؤمنون).

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ «10» اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «11» [3] (المؤمنون).

977 - وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ5 وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ «32» [4] (المعارج).

أُولئِكَ6 فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ 7«35» [5] (المعارج).

ص:350

978 - الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ1 وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ 2«20» [1]

وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ «21» [2]

وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ «22» [3]

جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ «23» سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ «24» [4] (الرعد).

979 -... وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً «10» [5] (الفتح).

ص:351

غضّ الصوت عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله

980 - إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ1 أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى2 لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ «3» [1] (الحجرات).

981 - (قال أميرالمؤمنين عليه السلام في عظمة مرتبة و علوّ شأن رسول اللّه صلى الله عليه و آله):... إنّه كان من فضله صلى الله عليه و آله عند ربّه تبارك و تعالى - و شرفه - ما أوجب المغفرة و العفو لمن خفض الصوت عنده.

فقال جلّ ثناؤه في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ [2] (إرشاد القلوب ج 2 ص 300).

ص:352

قبول الوعظ من اللّه عزّ و جلّ و من الرسول صلى الله عليه و آله

982 -... وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ1 لَكانَ2 خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً 3«66» [1]

وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ4 مِنْ لَدُنّا5 أَجْراً عَظِيماً «67» [2]

وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً 6«68» [3] (النساء).

ص:353

القتل في سبيل اللّه عزّ و جل - الشهادة

983 - وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ1 فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ2 لَمَغْفِرَةٌ3 مِنَ اللّهِ وَ رَحْمَةٌ4 خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ 5«157» [1] (آل عمران).

984 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ؟ [2]

قال: فقال عليه السلام: أتدري ما سبيل اللّه؟

قال: قلت: لا - و اللّه - إلّاأن أسمعه منك.

قال عليه السلام: سبيل اللّه. هو عليّ عليه السلام و ذرّيته.

[و سبيل اللّه:] من قتل في ولايته قتل في سبيل اللّه.

و من مات في ولايته. مات في سبيل اللّه (معاني الأخبار ص 167).

(راجع: تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 344 و ص 345 و تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 98 و مختصر بصائر الدرجات ص 111).

ص:354

985 - وَ لا تَحْسَبَنَّ1 الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ2 أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 3«169» [1]

فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ4 وَ يَسْتَبْشِرُونَ5 بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ «170» [2]

يَسْتَبْشِرُونَ6 بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ «171» [3] (آل عمران).

986 -... فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ «195» [4] (آل عمران).

ص:355

987 - فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ1 فَيُقْتَلْ2 أَوْ يَغْلِبْ3 فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 4«74» [1] (النساء).

988 -... وَ الَّذِينَ قُتِلُوا5 فِي سَبِيلِ اللّهِ6 فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ 7«4» [2]

سَيَهْدِيهِمْ8 وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ 9«5» [3]

وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ 10«6» [4] (محمّد صلى الله عليه و آله).

ص:356

989 - إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ1 أَنْفُسَهُمْ2 وَ أَمْوالَهُمْ3 بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ4 يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ5 وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا6 فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 7«111» [1]

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 8«112» [2] (التوبة).

990 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ «58» [3]

لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ «59» [4] (الحج).

ص:357

القرآن الإيمان - بالقرآن

991 - لكِنِ الرّاسِخُونَ1 فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ2 وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ3 وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ4 وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ5 سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً6 عَظِيماً 7«162» [1] (النساء).

992 - وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ8 إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ9 يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنّا10 فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ «83» [2]

وَ ما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ ما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَ نَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا11 مَعَ الْقَوْمِ الصّالِحِينَ «84» [3]

فَأَثابَهُمُ اللّهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ «85» [4] (المائدة).

ص:358

993 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ1 وَ هُوَ الْحَقُّ2 مِنْ رَبِّهِمْ3 كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ4 وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ 5«2» [1] (محمّد صلى الله عليه و آله).

ص:359

اتّباع القرآن

994 - وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «155» [1] (الأنعام).

995 - إِنَّما تُنْذِرُ1 مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ2 وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ3 فَبَشِّرْهُ4 بِمَغْفِرَةٍ5 وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ 6«11» [2] (يس).

996 -... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ7 وَ لا يَشْقى 8«123» [3] (طه).

997 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: في اتّباع ما جائكم - من اللّه - الفوز العظيم.

و في تركه: الخطأ المبين. قال عزّ و جلّ: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى [4] .

فجعل في اتّباعه كلّ خير يرجى في الدنيا و الآخرة.

فالقرآن آمر و زاجر (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 81 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 28).

ص:360

تلاوة القرآن

998 - إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ1 وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً2 لَنْ تَبُورَ 3«29» [1]

لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ4 وَ يَزِيدَهُمْ5 مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ 6«30» [2] (فاطر).

999 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من قرء القرآن ابتغاء وجه اللّه - و تفقّهاً في الدين - كان له من الأجر و الثواب مثل جميع ما يُعطى الملائكة والأنبياء و المرسلون (اعلام الدين ص 426). (راجع: ثواب الأعمال ص 346).

1000 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من قرء القرآن - قائماً في صلاته - كتب اللّه له بكلّ حرف مأة حسنة.

و من قرئه في صلاته - جالساً - كتب اللّه له بكلّ حرف خمسين حسنة.

و من قرئه في غير صلاته كتب اللّه له بكلّ حرف عشر حسنات (الكافي ج 2 ص 611 و ثواب الأعمال ص 126 و عدّة الداعي ص 288). (راجع: الكافي ج 8 ص 214).

ص:361

زيادة الإيمان عند تلاوة القرآن

1001 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ1 وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً2 وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «2» [1]

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «3» [2]

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ3 وَ مَغْفِرَةٌ4 وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 5«4» [3] (الأنفال).

1002 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: - يا ابن مسعود - إذا تلوت كتاب اللّه تعالى فأتيت على آية فيها أمر و نهي. تردّدها - نظراً و اعتباراً فيها - و لا تسه عن ذلك. فإنّ نهيه يدلّ على ترك المعاصي. و أمره يدلّ على عمل البرّ والصلاح (البحار 103/74).

ص:362

القرض الحسن

1003 - مَنْ ذَا الَّذِي1 يُقْرِضُ اللّهَ2 قَرْضاً حَسَناً3 فَيُضاعِفَهُ لَهُ4 أَضْعافاً كَثِيرَةً5 وَ اللّهُ يَقْبِضُ6 وَ يَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 7«245» [1] (البقرة)

ص:363

1004 - وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ1 لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ2 وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي3 وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ4 وَ أَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً5 لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ6 وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ7 مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ 8«12» [1] (المائدة).

ص:364

1005 - مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ1 قَرْضاً حَسَناً2 فَيُضاعِفَهُ لَهُ3 وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ 4«11» [1] (الحديد).

1006 - عن الخبيري و يونس بن ظبيان قالا: سمعنا أبا عبداللّه عليه السلام يقول: ما من شيء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من إخراج الدراهم إلى الإمام. و إنّ اللّه عزّ و جلّ ليجعل له الدرهم (يوم القيامة)(1) في الجنّة مثل جبل احد. ثمّ قال عليه السلام: إنّ اللّه تعالى يقول:

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً6 فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. [2]

قال عليه السلام: هو - و اللّه - في صلة الإمام - خاصّة - (الكافي ج 1 ص 537 تأويل الآيات ج 2 ص 658).

ص:365


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

1007 - عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً1 فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. [1]

قال عليه السلام: ذاك في صلة الرحم.

و الرحم. رحم آل محمّد عليهم السلام - خاصّة - (تأويل الآيات ج 2 ص 658).

1008 - سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. [2]

قال عليه السلام: نزلت في صلة الإمام عليه السلام (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 42).

1009 - (قال أميرالمؤمنين عليه السلام في ذيل قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً [3] ):

... لم يستقرضكم من قلٍّ.

استقرضكم و له خزائن السماوات و الأرض. و هو الغنيّ الحميد.

و إنّما أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملاً.

فبادروا بأعمالكم. تكونوا مع جيران اللّه في داره. رافق بهم رسله. و أزارهم ملائكته (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 10 ص 122).

1010 - قال الإمام الصادق عليه السلام: مكتوب على باب الجنّة: الصدقة ب عشرة.

و القرض ب ثمانية عشر (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 31).

1011 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من مؤمن أقرض مؤمناً - يلتمس به وجه اللّه عزّ وجلّ - إلّا حسب له أجرها - بحساب الصدقة - حتّى يرجع ماله إليه (الفقيه ج 2 ص 32).

ص:366

1012 - إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ وَ أَقْرَضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً1 يُضاعَفُ لَهُمْ2 وَ لَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ 3«18» [1] (الحديد).

1013 - إِنْ تُقْرِضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً4 يُضاعِفْهُ5 لَكُمْ6 وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ «17» [2] (التغابن).

1014 -... وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «20» [3] (المزّمّل).

ص:367

القنوت

*

1015 - وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ1 وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ2 وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً 3«31» [1] (الأحزاب).

1016 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ4 وَ الْقانِتاتِ5 وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً6 وَ أَجْراً عَظِيماً 7«35» [2] (الأحزاب).

1017 - أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ8 آناءَ اللَّيْلِ9 ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ10... «9» [3] (الزمر). * راجع: الطاعة - أيضاً -.

ص:368

القلب السليم - صاحب القلب السليم

1018 - يَوْمَ1 لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ 2«88» [1]

إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ3 بِقَلْبٍ سَلِيمٍ 4«89» [2] (الشعراء).

1019 - سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن القلب السليم؟

فقال صلى الله عليه و آله: هذا قلب من لا يدخل الجنّة بكثرة الصلاة و الصيام.

و لكن يدخلها برحمة اللّه و سلامة الصدر. و سخاوة النفس. و الشفقة على المسلمين (مستدرك الوسائل ج 15 ص 260).

1020 - عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [3] .

قال عليه السلام: هو القلب الّذي سلم من حبّ الدنيا (مستدرك الوسائل ج 12 ص 40).

1021 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة (مجمع البيان ج 7 ص 305).

1022 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: خلوّ القلب من التقوى. يملأه من فتن الدنيا (غرر الحكم).

ص:369

1023 - (سأل سفيان بن عيينة الإمام الصادق عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [1] )؟

قال عليه السلام: القلب السليم: الّذي يلقي ربّه و ليس فيه أحد سواه.

قال عليه السلام: و كلّ قلب فيه شرك أو شكّ فهو ساقط.

و إنّما أرادو الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة (الكافي ج 2 ص 16).

1024 - قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: ما القلب السليم؟

فقال صلى الله عليه و آله: دين بلا شكّ و هوى. و عمل بلا سمعة و رياء (مستدرك الوسائل ج 1 ص 113).

1025 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: شرّ القلوب: الشاك في إيمانه (غرر الحكم).

1026 - قال الإمام الصادق عليه السلام: صاحب النيّة الصادقة صاحب القلب السليم. لأنّ سلامة القلب - من هواجس المحذورات - تخلّص النيّة للّه تعالى في الاُمور كلّها.

قال اللّه تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [2] (مصباح الشريعة).

1027 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود: - يا ابن مسعود - لا تحملنّك الشفقة على أهلك و وُلدك على الدخول في المعاصي و الحرام.

فإنّ اللّه تعالى يقول: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. [3]

و عليك بذكر اللّه و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول: وَ الْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً [4] (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

1028 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: طوبى لمن خلا من الغلّ صدره.

و سلم من الغشّ قلبه (غرر الحكم).

ص:370

1029 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لمّا خلق اللّه إبراهيم الخليل عليه السلام كشف اللّه عن بصره - فنظر إلى جانب العرش - فرأى نوراً. فقال: - إلهي و سيّدي - ما هذا النور؟

قال: - يا إبراهيم - هذا محمّد صفيّي.

فقال: - إلهي و سيّدي - إنّي أرى بجانبه نوراً آخر.

قال: - يا إبراهيم - هذا عليّ ناصر ديني.

قال: - إلهي و سيّدي - إنّي أرى بجانبهما نوراً - ثالثاً - يلي النورين.

قال: - يا إبراهيم - هذه فاطمة - تلي أباها و بعلها - فطمت محبّيها من النار.

قال: - إلهي و سيّدي - إنّي أرى نورين يليان الثلاثة الأنوار.

قال: - يا إبراهيم - هذان: الحسن و الحسين يليان أباهما و امّهما و جدّهما.

قال: - إلهي و سيّدي - إنّي أرى تسعة أنوار. قد أحدقوا بالخمسة الأنوار.

قال: - يا إبراهيم - هؤلاء الأئمّة من ولدهم.

قال: - إلهي و سيّدي - و بمن يعرفون؟

قال: - يا إبراهيم - أوّلهم: عليّ بن الحسين. و محمّد ولد عليّ. و جعفر ولد محمّد.

و موسى ولد جعفر. و عليّ ولد موسى. و محمّد ولد عليّ. و عليّ ولد محمّد.

و الحسن ولد عليّ. و محمّد ولد الحسن القائم المهديّ.

قال: - إلهي و سيّدي - و أرى عدّة أنوار حولهم لا يحصي عدّتهم إلّاأنت.

قال: - يا إبراهيم - هؤلاء شيعتهم و محبّوهم.

قال: - إلهي و سيّدي - بِمَ يعرف شيعتهم و محبّوهم؟

قال: - يا إبراهيم - بصلاة الإحدى و الخمسين. و الجهر ب بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

و القنوت قبل الركوع. و سجدتي الشكر. و التختّم باليمين.

ص:371

قال إبراهيم: إجعلني - إلهي - من شيعتهم و محبّيهم. قال: قد جعلتك منهم.

فأنزل اللّه تعالى فيه: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [1] (الفضائل لإبن شاذان - عليه الرحمة - ص 458). (راجع: بحارالأنوار ج 36).

1030 - قال رجل ل عليّ بن الحسين عليهما السلام: - يا إبن رسول اللّه - أنا من شيعتكم الخلّص فقال عليه السلام له: - يا عبد اللّه - فإذن أنت كإبراهيم الخليل عليه السلام الّذي قال اللّه فيه:

وإنّ من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربّه بقلب سليم.

فإن كان قلبك ك قلبه. فأنت من شيعتنا.

وإن لم يكن قلبك كقلبه - و هو طاهر من الغشّ والغلّ - فأنت من محبّينا.

وإلّا فإنّك - إن عرفت أنّك بقولك كاذب فيه - إنّك لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام. ليكون كفّارة لكذبك هذا (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 309).

1031 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر اللّه سبحانه.

فمن طهر قلبه. نظر إليه (غرر الحكم).

1032 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: طهّروا قلوبكم من درن السيّئات.

تضاعف لكم الحسنات (غرر الحكم).

1033 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من عري من الشرّ قلبه. سلم له دينه. و صدق يقينه (غرر الحكم).

1034 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا أحبّ اللّه سبحانه عبداً. رزقه قلباً سليماً.

و خُلقاً قويماً (غرر الحكم).

1035 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا يصدر عن القلب السليم إلّاالمعنى المستقيم (غرر الحكم).

ص:372

القلب المنيب - صاحب القلب المنيب

1036 - وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ1 غَيْرَ بَعِيدٍ 2«31» [1]

هذا ما تُوعَدُونَ3 لِكُلِّ أَوّابٍ4 حَفِيظٍ 5«32» [2]

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ6 وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ 7«33» [3]

اُدْخُلُوها بِسَلامٍ8 ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ «34» [4]

لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «35» [5] (ق).

ص:373

كظم الغيظ

1037 - وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «133» [1]

اَلَّذِينَ1 يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَ الضَّرّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 2«134» [2] (آل عمران).

1038 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من عبد كظم غيظاً إلّازاده اللّه عزّ و جلّ عزّاً في الدنيا والآخرة.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [3] .

و أثابه اللّه مكان غيظه ذلك (الكافي ج 2 ص 110).

1039 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من كظم غيظاً - و لو شاء أن يمضيه أمضاه - أملأ اللّه قلبه - يوم القيامة - رضاه (الكافي ج 2 ص 110).

1040 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من كظم غيظاً - و هو يقدر على إمضائه - حشا اللّه قلبه أمناً و إيماناً يوم القيامة (الكافي ج 2 ص 110 و تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 228).

1041 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ثلاث من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر على الظلم. و كظم غيظه. و احتسب و عفا و غفر. كان ممّن يدخله اللّه عزّ و جلّ الجنّة بغير حساب. و يشفّعه في مثل ربيعة و مضر (الخصال ص 104).

1042 - قال الإمام الباقر عليه السلام: من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا غضب حرّم اللّه جسده على النار (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 282).

ص:374

الكلم الطيّب

1043 -... إِلَيْهِ يَصْعَدُ1 الْكَلِمُ الطَّيِّبُ2 وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ... «10» [1] (فاطر).

1044 - عن عمّار الأسدي عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ:

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ [2] .

قال عليه السلام: ولايتنا أهل البيت(1). و أهوى عليه السلام - ب يده - إلى صدره.

فمن لم يتولّنا. لم يرفع اللّه له عملاً (المناقب ج 4 ص 6 و الكافي ج 1 ص 430).

1045 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الكلم الطيّب: قول المؤمن: لا إله إلّااللّه. محمّد رسول اللّه عليٌّ ولي اللّه و خليفة رسول اللّه.

و العمل الصالح: الاعتقاد بالقلب. أنّ هذا هو الحقّ من عند اللّه - لا شكّ فيه - من ربّ العالمين (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 209).

ص:375


1- - يعني: أنّ الولاية هي العمل الصالح الّذي يرفع الكلم الطيّب إلى اللّه تعالى (تأويل الآيات ج 2 ص 479).

المداراة

1046 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ1 وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «54» [1]

وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ «55» [2] (القصص).

1047 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أمرني ربّي عزّ و جلّ بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض.

1048 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ قوماً - من الناس - قلّت مدارتهم للناس. فاُنفوا من قريش - و ايم اللّه ما كان بأحسابهم بأس -.

و إنّ قوماً - من غير قريش - حسنت مداراتهم. فاُلحقوا بالبيت الرفيع *.

1049 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: مداراة الناس نصف الإيمان. و الرفق بهم نصف العيش *

1050 - قال الإمام الصادق عليه السلام: خالطوا الأبرار - سرّاً - و خالطوا الفجّار - جهاراً - و لا تميلوا عليهم فيظلموكم. فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوى الدين إلّا من ظنّوا أ نّه أبله. و صبّر نفسه على أن يقال له: أبله. لا عقل له *

* الكافي ج 2 ص 117.

ص:376

المرحمة - الترحّم على العباد

1051 - فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 1«11» [1]

وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ «12» [2]

فَكُّ رَقَبَةٍ «13» أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ «14» [3]

يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ «15» [4]

أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «16» [5]

ثُمَّ كانَ2 مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا3 وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ4 وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ 5«17» [6]

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ 6«18» [7] (البلد).

1052 - سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله: هل من رجل يدخل الجنّة بغير حساب؟

قال صلى الله عليه و آله: نعم. كلّ رحيم صبور (مسكّن الفؤاد ص 50).

ص:377

المعروف

1053 - لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ1 أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ2 وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ3 ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ4 فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ5 أَجْراً عَظِيماً 6«114» [1] (النساء).

1054 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أوّل من يدخل الجنّة: المعروف و أهله.

و أوّل من يرد عليّ الحوض (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 29 و الكافي ج 4 ص 28).

1055 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ للجنة باباً يقال له: المعروف.

لا يدخله إلّاأهل المعروف.

وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة (الكافي ج 4 ص 30).

ص:378

1056 - قال الإمام الصادق عليه السلام: قال أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا رسول اللّه فداك آباؤنا وامُهاتنا - إنّ أصحاب المعروف في الدنيا عرفوا بمعروفهم.

فبِمَ يعرفون في الآخرة؟

فقال صلى الله عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أدخل أهل الجنّة - الجنّة - أمر ريحاً عبقة طيّبة فلزقت بأهل المعروف.

فلا يمرّ أحد منهم بملأ - من أهل الجنّة - إلّاوجدوا ريحه.

فقالوا: هذا من أهل المعروف (الكافي ج 4 ص 29).

1057 - قال الإمام الصادق عليه السلام: أهل المعروف - في الدنيا - هم أهل المعروف في الآخرة.

يقال لهم: إنّ ذنوبكم قد غفرت لكم.

فهبوا حسناتكم لمن شئتم (الكافي ج 4 ص 29).

ص:379

الموت في سبيل اللّه عزّ و جلّ

1058 - وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ1 فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ2 لَمَغْفِرَةٌ3 مِنَ اللّهِ وَ رَحْمَةٌ4 خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ 5«157» [1] (آل عمران).

1059 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ؟ [2]

قال: فقال عليه السلام: أتدري ما سبيل اللّه؟

قال: قلت: لا - و اللّه - إلّاأن أسمعه منك.

قال عليه السلام: سبيل اللّه. هو عليّ عليه السلام و ذرّيته.

[و سبيل اللّه:] من قتل في ولايته قتل في سبيل اللّه.

و من مات في ولايته. مات في سبيل اللّه (معاني الأخبار ص 167).

(راجع: تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 344 و ص 345 و تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 98 و مختصر بصائر الدرجات ص 111).

ص:380

1060 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا1 لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزْقاً حَسَناً2 وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ «58» [1]

لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ3 وَ إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ «59» [2] (الحجّ).

1061 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ4 لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ... «19» [3] (الحديد).

1062 - عن منهال القصّاب قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ادع اللّه أن يرزقني الشهادة.

فقال عليه السلام: إنّ المؤمن شهيد.

و قرء عليه السلام هذه الآية (مجمع البيان ج 9 ص 359).

1063 - قال الإمام الصادق عليه السلام: - و اللّه - ما الشهداء إلّاشيعتنا - و إن ماتوا على فراشهم - (المحاسن ج 1 ص 266 باب: المؤمن صدّيق شهيد).

ص:381

1064 - عن الحرث بن المغيرة قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فقال: العارف منكم هذا الأمر.

المنتظر له - المحتسب فيه الخير - ك من جاهد - و اللّه - مع قائم آل محمّد عليه السلام بسيفه.

ثمّ قال عليه السلام: بل - و اللّه - ك من جاهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله بسيفه.

ثمّ قال عليه السلام - الثالثة -: بل - و اللّه - ك من استشهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فسطاطه.

و فيكم آية من كتاب اللّه.

قلت: و أيّ آية - جعلت فداك -؟

قال عليه السلام: قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ. [1]

ثمّ قال عليه السلام: صرتم - و اللّه - صادقين. شهداء. عند ربّكم (مجمع البيان ج 9 ص 359).

1065 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الميّت من شيعتنا صدّيق شهيد.

صدق بأمرنا. و أحبّ فينا. و أبغض فينا. يريد - بذلك - اللّه عزّ و جلّ.

مؤمن باللّه عزّ وجلّ و برسوله صلى الله عليه و آله.

قال اللّه تعالى: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ 1 [2] (الخصال ص 636 و تأويل الآيات ج 2 ص 667).

1066 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم.

فإنّه من مات منكم على فراشه. هو على معرفة حقّ ربّه. و حقّ رسوله و أهل بيته مات شهيداً و وقع أجره على اللّه.

و استوجب ثواب ما نوى من صالح عمله (نهج البلاغة). (راجع غرر الحكم).

ص:382

النذر - الوفاء بالنذر

1067 - يُوفُونَ بِالنَّذْرِ1 وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً «7» [1]

وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً «8» [2]

إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً «9» [3]

إِنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً «10» [4]

فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً «11» [5]

وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً «12» [6] (الإنسان).

1068 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة. نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

ص:383

نصرة الربّ عزّ و جلّ

1069 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ1 يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ 2«7» [1] (محمّد صلى الله عليه و آله).

ص:384

الورع - إجتناب الكبائر

1070 - إِنْ تَجْتَنِبُوا1 كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ2 نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ3 وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً 4«31» [1] (النساء).

1071 - قال اللّه تعالى لموسى عليه السلام: - يا موسى - ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي. فإنّي ابيحهم جنّات عدن. لا أشرك معهم أحداً (الكافي ج 2 ص 80).

1072 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من اجتنب ما أوعد اللّه عليه النار - إذا كان مؤمناً - كفّر اللّه عنه سيّئاته.

و يدخله مدخلاً كريماً (ثواب الأعمال ص 158 باب: ثواب من إجتنب الكبائر).

ص:385

الهجرة في سبيل اللّه عزّ و جلّ

1073 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ1 أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ2 وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 3«218» [1] (البقرة)

1074 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من فرّ بدينه من أرض إلى أرض - و إن كان شبراً من الأرض - استوجب الجنّة.

و كان رفيق إبراهيم و محمّد (مجمع البيان ج 3 ص 153).

ص:386

1075 -... فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ «195» [1] (آل عمران).

1076 - وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ 1«74» [2] (الأنفال).

1077 - الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 2«20» [3]

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ «21» [4]

خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ «22» [5] (التوبة).

1078 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «41» [6]

اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 3«42» [7] (النحل).

1079 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزْقاً حَسَناً4 وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ «58» [8]

لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ5 وَ إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ «59» [9] (الحجّ).

ص:387

1080 - وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ1 مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ2 وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «100» [1] (التوبة).

1081 - لمّا نزلت هذه الآية سئل عنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟

فقال صلى الله عليه و آله: أنزلها اللّه تعالى في الأنبياء و أوصيائهم. فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله.

و عليّ بن أبي طالب - وصيّي - أفضل الأوصياء (كتاب سُليم - عليه الرحمة - ص 643).

1082 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل - في كتابه - السابق على المسبوق في غير آية(1).

و إنّي لم يسبقني إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلى الله عليه و آله أحد من هذه الاُمّة (كتاب سليم - عليه الرحمة - ص 643).

1083 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: فكما أنّ للسابقين فضلهم على من بعدهم. كذلك لأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فضله على السابقين - بسبقه السابقين - (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 170).

ص:388


1- - إشارة إلى قوله عزّ و جلّ: اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ. و قوله عزّ و جلّ: اَلسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ.

1084 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة. عقد لواء من نور أبيض. و نادى منادٍ:

ل يقم سيّد المؤمنين - و معه الّذين آمنوا - فقد بعث محمّد.

فيقوم عليّ بن أبي طالب.

فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده.

تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار - و لا يخالطهم غيرهم - حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة.

و يعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً. فيعطى أجره و نوره.

فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم و منازلكم من الجنّة.

إنّ ربّكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة و أجر عظيم.

يعني: الجنّة.

فيقوم عليّ بن أبي طالب. و القوم تحت لوائه معه. حتّى يدخل الجنّة.

ثمّ يرجع إلى منبره.

و لا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين. فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة.

و يترك أقواماً على النار.

فذلك قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا [1] و عملوا الصالحات لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ [2] .

يعني: السابقين الأولين و المؤمنين و أهل الولاية له.

و قوله: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ [3] .

هم الّذين قاسم عليهم النار. فإستحقّوا الجحيم (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 378 المجلس 13 الحديث 61).

(راجع: كشف اليقين ص 411 و التحصين ص 556 الباب 6 و تأويل الآيات ص 582).

ص:389

الموت في طريق الهجرة في سبيل اللّه عزّ و جلّ

1085 - وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ «58» [1]

لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ «59» [2] (الحجّ).

1086 -... وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ1 فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ2 وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً «100» [3] (النساء).

1087 - عن محمّد بن أبي عمير حدّثني محمّد بن حكيم قال: وجّه زرارة بن أعين ابنه - عبيداً - إلى المدينة ليستخبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام و عبد اللّه.

فمات قبل أن يرجع إليه - عبيد - ابنه.

قال محمّد بن أبي عمير حدّثني محمّد بن حكيم قال: ذكرت لأبي الحسن عليه السلام زرارة و توجيهه عبيداً - ابنه - إلى المدينة.

فقال عليه السلام: إنّي لأرجو أن يكون زرارة ممّن قال اللّه فيهم:

وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ3 فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ4 عَلَى اللّهِ [4] (مجمع البيان ج 3 ص 153).

(راجع: اختيار معرفة الرجال - الرقم 255 صفحة 234).

ص:390

الهُدى - اتّباع هدى الربّ عزّ و جلّ

1088 -... فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ1 فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ2 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 3«38» [1] (البقرة)

1089 -... وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى 4«47» [2] (طه).

1090 -... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ5 فَلا يَضِلُّ6 وَ لا يَشْقى 7«123» [3] (طه).

1091 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا أيّها الناس - اتّبعوا هدى اللّه. تهتدوا و ترشدوا.

و هو هداي و هدى عليّ بن أبي طالب. فمن اتّبع هداه - في حياتي و بعد موتي - فقد اتّبع هداي. و من اتّبع هداي. فقد اتّبع هدى اللّه.

و من اتّبع هدى اللّه. فلا يضلّ و لا يشقى (تأويل الآيات ص 320).

1092 - اتّباع الأئمّة عليهم السلام يورث الجنّة (المناقب ج 4 ص 309).

ص:391

الهداية

1093 - وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ 1«17» [1] (محمّد صلى الله عليه و آله).

1094 - وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى 2«82» [2] (طه).

1095 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: - يا عليّ -... و لقد ضلّ من ضلّ عنك.

و لن يهتدي إلى اللّه عزّ و جلّ من لم يهتد إليك و إلى ولايتك.

و هو قول ربّي عزّ و جلّ: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [3] .

يعني: إلى ولايتك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 583 المجلس 74 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 178).

1096 - قال الإمام الباقر عليه السلام: - و اللّه - لو أ نّه تاب و آمن و عمل صالحاً. و لم يهتد إلى ولايتنا و مودّتنا و لم يعرف فضلنا. ما أغنى عنه ذلك شيئاً (الفرات رحمه الله ص 258).

1097 - قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: ثمّ اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت عليهم السلام.

ف - و اللّه - لو أنّ رجلاً عبد اللّه - عمره - ما بين الركن و المقام. ثمّ مات. و لم يجيء بولايتنا لأكبّه اللّه في النار على وجهه (مجمع البيان ج 7 ص 39).

ص:392

1098 - قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ التوبة والإيمان و العمل الصالح لا يقبلها(1) إلّابالإهتداء

أمّا التوبة. فمن الشرك باللّه.

و أمّا الإيمان. فهو التوحيد للّه.

و أمّا العمل الصالح. فهو أداء الفرائض.

و أمّا الإهتداء. فبولاة الأمر. و نحن هم.

إنّما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل.

فإذا إحتاجوا إلى تفسيره. فالإهتداء بنا و إلينا (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 257).

1099 - عن الحارث بن يحيى عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [1] .

قال عليه السلام: ألا ترى كيف اشترط؟!

و لم تنفعه التوبة و الإيمان و العمل الصالح حتّى إهتدى.

- و اللّه - لو جهد أن يعمل. ما قبل منه. حتّى يهتدي.

قال: قلت: إلى من - جعلني اللّه فداك -؟

قال عليه السلام: إلينا (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 60).

1100 - عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [2] .

قال عليه السلام: من تاب من ظلم. و آمن من كفر. و عمل صالحاً. ثمّ إهتدى إلى ولايتنا.

و أومأ عليه السلام - ب يده - إلى صدره (بصائر الدرجات ص 115).

ص:393


1- - أي: لا يقبلها اللّه عزّ و جلّ.

1101 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لعبد اللّه بن جندب): - يا ابن جندب - أحبب في اللّه.

و أبغض في اللّه. و استمسك بالعروة الوثقى. و اعتصم بالهدى. يقبل عملك.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [1] .

فلا يقبل إلّاالإيمان. و لا إيمان إلّابعمل. و لا عمل إلّابيقين.

و لا يقين إلّابالخشوع. و ملاكها - كلّها - الهدى.

فمن اهتدى. يقبل عمله. و صعد إلى الملكوت متقبّلاً (تحف العقول ص 303 و بحارالأنوار ج 75 ص 282).

1102 - عن داود الرقّي قال: دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام. فقلت له: - جعلت فداك - قوله تعالى: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى [2] .

فما هذا الإهتداء - بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح -؟

قال: فقال عليه السلام: معرفة الأئمّة - و اللّه -.

إمام بعد إمام (تأويل الآيات ج 1 ص 315 و فضائل الشيعة ص 299).

ص:394

العنوان الثاني: ثواب الأنبياء عليهم السلام و الأوصياء عليهم السلام و الأولياء ثواب الأنبياء عليهم السلام

اشارة

العنوان الثاني: ثواب الأنبياء عليهم السلام و الأوصياء عليهم السلام و الأولياء ثواب الأنبياء عليهم السلام(1)

إبراهيم عليه و على نبيّنا و آله السلام

1103 -... وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ «130» [1] (البقرة).

1104 - إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ2 حَنِيفاً3 وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ «120» [2]

شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «121» [3]

وَ آتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ «122» [4] (النحل).

1105 - وَ وَهَبْنا لَهُ4 إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا5 وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ 6«27» [5] (العنكبوت).

ص:395


1- نذكر أسمائهم المقدّسة و المباركة على ترتيب حروف الهجاء.

إدريس على نبيّنا و آله و عليه السلام

1106 - وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا «56» [1]

وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا 1«57» [2] (مريم).

إسماعيل على نبيّنا و آله و عليه السلام

1107 - وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا «54» [3]

وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا 2«55» [4] (مريم).

ذو الكفل على نبيّنا و آله و عليه السلام

1108 - وَ إِسْماعِيلَ وَ إِدْرِيسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصّابِرِينَ «85» [5]

وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا3 إِنَّهُمْ مِنَ الصّالِحِينَ «86» [6] (الأنبياء).

داود على نبيّنا و آله و عليه السلام

1109 -... وَ إِنَّ لَهُ4 عِنْدَنا لَزُلْفى (5) وَ حُسْنَ مَآبٍ (6) «25» [7] (ص).

سليمان على نبيّنا و آله و عليه السلام

1110 -... وَ إِنَّ لَهُ5 عِنْدَنا لَزُلْفى (8) وَ حُسْنَ مَآبٍ (9) «40» [8] (ص).

ص:396

عيسى على نبيّنا و آله و عليه السلام

1111 - إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 1«45» [1] (آل عمران).

1112 - وَ بَرًّا بِوالِدَتِي2 وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّاراً3 شَقِيًّا 4«32» [2]

وَ السَّلامُ عَلَيَّ5 يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 6«33» [3] (مريم).

1113 - قال الإمام الرضا عليه السلام: إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن:

يوم يولد - و يخرج من بطن امّه - فيرى الدنيا.

و يوم يموت. فيرى الآخرة و أهلها.

و يوم يبعث. فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا.

و قد سلّم اللّه عزّ و جلّ على يحيى في هذه الثلاثة المواطن. و آمن روعته.

فقال: وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا [4] .

و قد سلّم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن.

فقال: وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [5] (الخصال ص 107 و عيون الأخبار ج 1 الباب 26 ص 233 و روضة الواعظين ج 2 ص 525).

ص:397

محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله

1114 - وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ1 بِهِ2 نافِلَةً لَكَ3 عَسى4 أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً5 مَحْمُوداً 6«79» [1] (الإسراء).

ص:398

1115 - عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوماً مقبلاً على عليّ بن أبي طالب عليه السلام و هو يتلو (هذه الآية)(1):

وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً [1] .

فقال صلى الله عليه و آله: - يا عليّ - إنّ ربّي عزّ و جلّ ملّكني الشفاعة في أهل التوحيد من امتّي.

و حظر(2) ذلك على من(3) ناصبك أو(4) ناصب وُلدك من بعدك (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 455 المجلس 16 و كشف الغمّة ج 2 ص 58).

(راجع: تأويل الآيات ج 1 ص 285).

1116 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام حول مواقف الناس في يوم القيامة):... ثمّ يجتمعون في موطن آخر. يكون فيه مقام محمّد صلى الله عليه و آله - و هو المقام المحمود -.

فيثني صلى الله عليه و آله على اللّه تبارك و تعالى بما لم يثن عليه أحد قبله.

ثمّ يثني على الملائكة - كلّهم -.

فلا يبقى ملك إلّااثنى عليه محمّد صلى الله عليه و آله.

ثمّ يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله.

ثمّ يثني على كلّ مؤمن و مؤمنة. يبدأ بالصدّيقين و الشهداء. ثمّ بالصالحين.

فيحمده أهل السماوات و الأرض.

فذلك قوله عزّ و جلّ: عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً [2] .

فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظّ.

و ويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظّ و لا نصيب (التوحيد ص 261).

ص:399


1- - ما بين القوسين لم يذكر في كشف الغمّة و تأويل الآيات.
2- - أي: منع.
3- - في الأمالي هكذا: ذلك عن مَن.
4- - في الأمالي: و.

1117 -... يَوْمَ1 لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا2 مَعَهُ3 نُورُهُمْ4 يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا5 وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «8» [1] (التحريم).

1118 - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى: نُورُهُمْ6 يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ [2] .

قال عليه السلام: أئمّة المؤمنين. نورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم حتّى ينزلوا منازلهم (في الجنّة) (1)(تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 395 و البحار ج 23 ص 304 و تأويل الآيات ج 2 ص 700).

ص:400


1- - مابين القوسين لم يذكر في التفسير.

1119 - وَ إِنَّ لَكَ1 لَأَجْراً2 غَيْرَ مَمْنُونٍ 3«3» [1] (القلم).

1120 - قال الإمام الصادق عليه السلام: لمّا نزلت ولاية عليّ عليه السلام أقامه رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال:

من كنت مولاه ف عليّ مولاه.

فقال رجل: لقد فتن بهذا الغلام.

فأنزل اللّه تعالى: ن وَ الْقَلَمِ4 وَ ما يَسْطُرُونَ «1» ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ «2» [2]

وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً5 غَيْرَ مَمْنُونٍ «3» وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ «4» [3]

فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ «5» بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ «6» [4] (القلم).

1121 - عن الضحّاك بن مزاحم قال: لمّا رأت قريش تقديم النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام و إعظامه له - نالوا من عليّ عليه السلام - و قالوا: قد افتتن به محمّد.

فأنزل اللّه تعالى:... فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ [5] (تأويل الآيات ص 711).

1122 - قال أبو أيّوب الأنصاري: لمّا أخذ النبيّ صلى الله عليه و آله ب يد عليّ بن أبي طالب عليه السلام و قال:

من كنت مولاه ف عليّ مولاه.

قال ناس من الناس: إنّما فتن بإبن عمّه.

فنزلت الآية: فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ [6] (الفرات رحمه الله ص 496).

ص:401

1123 - وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى 1«4» [1]

وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى 2«5» [2] (الضحى).

1124 - قال الإمام الصادق عليه السلام: دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على فاطمة عليها السلام و عليها كساء من ثُلّة الإبل(1). و هي تطحن بيدها و ترضع ولدها. فدمعت عينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله - لمّا أبصرها -. فقال صلى الله عليه و آله: - يا بنتاه - تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة(2).

فقد أنزل اللّه تعالى عليّ: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى 5 [3] (المجمع ج 10 ص 765 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 256 و ص 503 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 230 و المناقب ج 3 ص 390 و تأويل الآيات ج 2 ص 811 و شواهد التنزيل ج 2 ص 519 و ص 520).

ص:402


1- - الثلّة: الصوف و الوبر (مكارم الأخلاق ج 1 ص 503). و في المناقب و تأويل الآيات و تنبيه الخواطر هكذا: من أجلّة الإبل. و في شواهد التنزيل هكذا: من أجلاد الإبل.
2- - في تأويل الآيات هكذا: تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة - غداً -. و في تنبيه الخواطر هكذا: تجرّعي مرارة الدنيا - اليوم - لنعيم الآخرة - غداً -. و في شواهد التنزيل ص 520 هكذا: تعجّلي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة.

1125 - إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 1«1» [1] (الكوثر).

ص:403

1126 - عن سعيد بن جبير عن عبداللّه بن العبّاس قال: لمّا نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله:

إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ. [1]

قال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ما هو الكوثر (1)- يا رسول اللّه -؟

قال صلى الله عليه و آله: نهر أكرمني اللّه به.

قال عليّ عليه السلام: إنّ هذا ل نهر شريف(2). ف أنعته لنا - يا رسول اللّه -.

قال صلى الله عليه و آله: نعم - يا عليّ -.

الكوثر: نهر يجري تحت عرش اللّه تعالى.

ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن. و أحلى من العسل. و الين من الزبد.

حصاه: الزبرجد و الياقوت و المرجان.

حشيشه: الزعفران.

ترابه: المسك الأذفر.

ثمّ ضرب رسول اللّه صلى الله عليه و آله يده على جنب أمير المؤمنين عليه السلام و قال(3): - يا عليّ - إنّ هذا النهر لي و لك و لمحبّيك من بعدي (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 69 المجلس 3 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 294 المجلس 35 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 24 و تأويل الآيات ج 2 ص 858).

ص:404


1- - في تأويل الآيات هكذا: ما هذا الكوثر؟
2- - في الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله هكذا: إنّ هذا النهر شريف. و في تأويل الآيات هكذا: إنّ هذا النهر لشريف.
3- - في تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 609 هكذا: فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: و اللّه - يا علىّ - ما هو لي وحدي. و إنّما هو لي و لك. و لمحبّيك - من بعدي -.

1127 - عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: لمّا اسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل: تقدّم - يا محمّد - أمامك.

و أراني الكوثر.

و قال: - يا محمّد - هذا الكوثر لك - دون النبيّين -.

فرأيت عليه قصوراً كثيرة من اللؤلؤ و الياقوت و الدرّ.

و قال: - يا محمّد - هذه مساكنك. و مساكن وزيرك و وصيّك عليّ بن أبي طالب.

و ذرّيته الأبرار (تأويل الآيات ج 2 ص 857).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أراني جبرئيل عليه السلام منازلي في الجنّة. و منازل أهل بيتي على الكوثر (تأويل الآيات ج 2 ص 856).

1128 - قال ابن عبّاس في قوله عزّ و جلّ: إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [1] .

نهر في الجنّة.

خصّ اللّه تعالى به نبيّه و أهل بيته - صلوات اللّه عليهم - دون الأنبياء (تأويل الآيات ج 2 ص 856).

ص:405

لوط على نبيّنا و آله و عليه السلام

1129 - وَ أَدْخَلْناهُ1 فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ «75» [1] (الأنبياء).

موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام

هارون على نبيّنا و آله و عليه السلام

1130 - وَ لَقَدْ مَنَنّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ «114» [2]

وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ «115» [3]

وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ «116» [4]

وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ «117» [5]

وَ هَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ 2«118» [6] (الصافات).

نوح على نبيّنا و آله و عليه السلام

1131 - سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ 3«79» [7]

إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 4«80» [8]

إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ «81» [9] (الصافّات).

ص:406

يحيى على نبيّنا و آله و عليه السلام

1132 - يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ1 بِقُوَّةٍ2 وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 3«12» [1]

وَ حَناناً4 مِنْ لَدُنّا وَ زَكاةً5 وَ كانَ تَقِيًّا 6«13» [2]

ص:407

وَ بَرًّا بِوالِدَيْهِ1 وَ لَمْ يَكُنْ جَبّاراً2 عَصِيًّا 3«14» [1]

وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا 4«15» [2] (مريم).

1133 - قال الإمام الرضا عليه السلام: إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن:

يوم يولد - و يخرج من بطن امّه - فيرى الدنيا.

و يوم يموت. فيرى الآخرة و أهلها.

و يوم يبعث. فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا.

و قد سلّم اللّه عزّ و جلّ على يحيى في هذه الثلاثة المواطن. و آمن روعته.

فقال: وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا [3] .

و قد سلّم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن.

فقال: وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [4] (الخصال ص 107 و عيون الأخبار ج 1 الباب 26 ص 233 و روضة الواعظين ج 2 ص 525).

ص:408

ثواب الأوصياء عليهم السلام

أهل البيت - صلوات اللّه تبارك و تعالى عليهم أجمعين -

1134 - إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ 1«13» [1] (الانفطار).

1135 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: كلّ ما في كتاب اللّه عزّ و جلّ: - إنّ الأبرار -.

ف - و اللّه - ما أراد به إلّاعليّ بن أبي طالب عليه السلام و فاطمة عليها السلام و أنا و الحسين عليه السلام.

لأ نّا - نحن - أبرار بآبائنا و امّهاتنا. و قلوبنا علت بالطاعات و البرّ. و تبرّأت من الدنيا و حبّها. و أطعنا اللّه عزّ و جلّ في جميع فرائضه.

و آمنّا بوحدانيّته عزّ و جلّ. و صدّقنا برسوله صلى الله عليه و آله (المناقب ج 4 ص 5).

1136 - قال الإمام السجّاد عليه السلام: إنّ الأبرار منّا - أهل البيت - (تأويل الآيات ج 1 ص 444 و بحار الأنوار ج 24 ص 168).

1137 - قال الإمام الباقر عليه السلام: الأبرار. نحن هم (تأويل الآيات ج 2 ص 771).

1138 - قالت العامّة: إنّ الأبرار أربعة نفر: عليّ بن أبي طالب عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام (الإختصاص ص 97).

1139 - عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: لمّا اسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل: تقدّم - يا محمّد - أمامك. و أراني الكوثر.

و قال: - يا محمّد - هذا الكوثر لك - دون النبيّين -.

فرأيت عليه قصوراً كثيرة من اللؤلؤ و الياقوت و الدرّ.

و قال: - يا محمّد - هذه مساكنك. و مساكن وزيرك و وصيّك عليّ بن أبي طالب.

و ذرّيته الأبرار (تأويل الآيات ج 2 ص 857).

ص:409

1140 - إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً «5» [1]

عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً «6» [2]

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً «7» [3]

وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً «8» [4]

إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً «9» [5]

إِنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً «10» [6]

فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً «11» [7]

وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً «12» [8] (الإنسان).

... إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً «22» [9] (الإنسان).

1141 - قد روى الخاصّ و العامّ: أنّ الآيات من هذه السورة.

و هي قوله عزّ و جلّ: إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً [10] .

إلى قوله عزّ و جلّ: إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً [11] .

نزلت في عليّ عليه السلام و فاطمة عليها السلام و الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام.

و جارية - لهم - تسمّى: فضّة.

و هو المروي عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح (مجمع البيان ج 10 ص 611).

و هي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك للّه عزّ و جلّ (مجمع البيان ج 10 ص 612).

1142 - (قال أميرالمؤمنين عليه السلام للقوم في يوم المناشدة):... نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه - و في ولده: إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً [12] .

غيري؟!

قالوا: لا... (الإحتجاج ج 1 ص 326 و بحارالأنوار ج 31 ص 336).

ص:410

1143 - مرض الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام. فعادهما جدّهما صلى الله عليه و آله و وجوه العرب.

و قالوا: - يا أبا الحسن - لو نذرت على ولديك نذراً.

فنذر عليه السلام صوم ثلاثة أيّام. إن شفاهما اللّه سبحانه. و نذرت فاطمة عليها السلام كذلك.

و كذلك فضّة.

فبرءا - و ليس عندهم شيء -. فإستقرض عليّ عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي(1). و جاء به إلى فاطمة عليها السلام. فطحنت عليها السلام صاعاً منها. فإختبزته.

و صلّى عليّ عليه السلام المغرب. و قرّبته إليهم. فأتاهم مسكين. يدعو لهم. و سألهم.

فأعطوه. و لم يذوقوا إلّاالماء.

فلمّا كان اليوم الثاني. أخذت عليها السلام صاعاً. فطحنته. و خبزته. و قدّمته إلى عليّ عليه السلام.

فإذاً يتيم في الباب. يستطعم. فأعطوه. و لم يذوقوا إلّاالماء.

فلمّا كان اليوم الثالث. عمدت عليها السلام إلى الباقي. فطحنته. و اختبزته.

و قدّمته إلى عليّ عليه السلام. فإذاً أسيرٌ بالباب. يستطعم. فأعطوه. و لم يذوقوا إلّاالماء.

فلمّا كان اليوم الرابع - و قد قضوا نذورهم - أتى عليّ عليه السلام و معه الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام إلى النبيّ صلى الله عليه و آله - و بهما ضعف -. فبكى رسول اللّه صلى الله عليه و آله.

و نزل جبرائيل عليه السلام بسورة هل أتى (مجمع البيان ج 10 ص 611).

(راجع: الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 329 المجلس 44 و روضة الواعظين ج 1 ص 367 و كشف الغمّة ج 1 ص 529 و تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 520 و شواهد التنزيل ج 2 ص 460 و تأويل الآيات ج 2 ص 749).

ص:411


1- - و روي: أنّه أخذها ليغزل له صوفاً.

1144 - كَلاّ1 إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ2 لَفِي عِلِّيِّينَ 3«18» [1]

وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ 4«19» [2]

كِتابٌ5 مَرْقُومٌ 6«20» [3]

يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ 7«21» [4] (المطففين).

1145 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نزلت الآيات في النبيّ و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم الصلاة و السلام (البحار ج 36 ص 145 و راجع: الفرات رحمه الله 544).

ص:412

1146 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لسيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء عليها السلام): - يا فاطمة - إنّ اللّه عزّ و جلّ أعطاني في عليّ سبع خصال:

هو أوّل من ينشقّ عنه القبر معي.

و أوّل من يقف معي على الصراط.

فيقول للنار: خذي ذا. و ذري ذا.

و أوّل من يكسى - إذا كسيت -.

و أوّل من يقف معي على يمين العرش.

و أوّل من يقرع معي باب الجنّة.

و أوّل من يسكن معي علّيين.

و أوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم.

ختامه مسك - و في ذلك فليتنافس المتنافسون -.

- يا فاطمة - هذا ما أعطى اللّه عزّ و جلّ عليّاً في الآخرة. و أعدّ له في الجنّة (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 346-347).

1147 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: أبشر - يا عليّ - فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي.

و أنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى علّيين (الخصال ص 577).

1148 - قال أمير المؤمنين عليه السلام لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا رسول اللّه - و ما أعلى علّيّون؟

فقال صلى الله عليه و آله: قبّة من درّة بيضاء. لها سبعون ألف مصراع.

مسكن لي و لك - يا عليّ - (الخصال ص 577).

ص:413

1149 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - إنّ اللّه تبارك و تعالى أعطاني فيك سبع خصال:

أنت أوّل من ينشق عنه القبر معي.

و أنت أوّل من يقف على الصراط معي.

و أنت أوّل من يكسى - إذا كسيت -.

و يحيى - إذا حييت -.

و أنت أوّل من يسكن معي في علّيين.

و أنت أوّل يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك (الخصال ص 342 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 271 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 336).

1150 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلقنا من نور مبتدع من نور.

رسخ ذلك النور في طينة من أعلى علّيين.

و خلق قلوب شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا.

و خلق أبدانهم من طينة دون ذلك.

فقلوبهم تهوي إلينا لأنّها خلقت ممّا خلقنا منه (علل الشرايع ج 1 ص 158 الباب 96 الحديث 14).

(راجع: الكافي ج 1 ص 390 و الكافي ج 2 ص 4 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 438 و بصائر الدرجات ص 28 الباب 9 و تأويل الآيات ج 2 ص 772).

ص:414

1151 - إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ 1«22» عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ 2«23» [1]

تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ 3«24» يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ 4«25». [2]

خِتامُهُ مِسْكٌ5 وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ 6«26» [3]

وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ 7«27» عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ 8«28» [4] (المطفّفين).

ص:415

1152 - (جاء في الحديث القدسي): عليّ - و أهل بيته - هم المخصوصون برحمة اللّه.

الملبسون نور اللّه. المقرّبون إلى اللّه. طوبى لهم. ثمّ طوبى لهم.

يغبطهم الخلائق يوم القيامة بمنزلتهم عند ربّهم (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 578).

1153 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: - يا عليّ - إنّ اللّه عزّ و جلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر عنه معي.

و أنت أوّل من يقف معي على الصراط. فيقول للنار: خذي هذا. فهو لك.

و ذري هذا. فليس هو لك.

و أنت أوّل من يكسى. اذا كسيت. و يحيا إذا حييت.

و أنت أوّل من يقف معي على يمين العرش. و أوّل من يقرع معي باب الجنّة.

و أوّل من يسكن معي عليّيين. و أوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 643 المجلس 32).

1154 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أنا أوّل من يخرج من قبره - و عليّ معي -.

و أنا أوّل من يجوز على الصراط - و عليّ معي -.

و أنا أوّل من يقرع باب الجنّة - و عليّ معي -.

و أنا أوّل من يسكن علّيين - و عليّ معي -.

و أنا أوّل من يزوّج من الحور العين - و عليّ معي -.

و أنا أوّل من يسقى من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك - و عليّ معي - (تأويل الآيات ج 2 ص 777).

(راجع: تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 394).

ص:416

ثواب الأولياء

آسية بنت مزاحم

1155 - وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ * إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ «11» [1] (التحريم).

*- هي: آسية بنت مزاحم.

قيل: إنّها لمّا عاينت المعجز - من عصا موسى و غلبته السحرة - أسلمت.

فلمّا ظهر لفرعون - إيمانها - نهاها.

فأبت.

فأوتد يديها و رجليها بأربعة أوتاد.

و ألقاها في الشمس.

ثمّ أمر أن يلقى - عليها - صخرة عظيمة.

فلمّا قرب أجلها قالت: ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة.

فرفعها اللّه تعالى إلى الجنّة.

فهي فيها تأكل وتشرب - عن الحسن و ابن كيسان -.

و قيل: إنّها أبصرت بيتاً في الجنّة - من درّة -. و انتزع اللّه روحها.

فاُلقيت الصخرة على جسدها - و ليس فيه روح -. فلم تجد ألماً من عذاب فرعون.

و قيل: إنّها كانت تعذّب بالشمس. و إذا انصرفوا - عنها - أظلّتها الملائكة.

و جعلت ترى بيتها في الجنّة - عن سلمان - (مجمع البيان ج 10 ص 479).

ص:417

1156 - عن ابن عبّاس: قال: أخذ فرعون إمرأته آسية - حين تبيّن له إسلامها - يعذّبها لتدخل في دينه. فمرّ بها موسى - و هو يعذّبها - فشكت إليه بإصبعها.

فدعا اللّه موسى أن يخفّف عنها. فلم تجد للعذاب ألماً. وإنّها ماتت من عذاب فرعون.

فقالت - و هي في العذاب - ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة.

و أوحى اللّه إليها: أن إرفعي رأسك.

فرفعت. فرأت البيت في الجنّة بُني لها - من درّ -. فضحكت.

فقال فرعون: انظروا إلى الجنون الّذي بها. تضحك و هي في العذاب (1)(قصص الأنبياء عليهم السلام للعلّامة السيّد نعمة اللّه الموسويّ الجزائري - عليه الرحمة - ص 296 الفصل 5). (و راجع: بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - عليه الرحمة - ج 13 ص 163).

ص:418


1- - قال ابن عبّاس:... وأمّا إمرأة فرعون آسية فكانت من بني إسرائيل. وكانت مؤمنة خالصة. و كانت تعبد اللّه سرّاً إلى أن قتل فرعون إمرأة حزقيل. فعاينت حينئذٍ الملائكة يعرجون بروحها. فزادت يقيناً وإخلاصاً. فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع. فقالت: الويل لك - يا فرعون - ما أجرأك على اللّه جلّ و علا؟ فقال لها: لعلّك قد اعتراك الجنون الّذي اعترى صاحبتك؟! فقالت: ما اعتراني جنون. لكن آمنت باللّه تعالى ربّي و ربّك و ربّ العالمين. فدعا فرعون امّها. فقال لها: إنّ ابنتك أخذها الجنون. فأقسم لتذوقنّ الموت أو لتكفرنّ بإله موسى. فخلت بها امّها فسألتها موافقته في ما أراد. فأبت و قالت: أمّا أن أكفر باللّه. فلا. فأمر بها فرعون حتّى مدّت بين أربعة أوتاد. ثمّ لا زالت تعذّب حتّى ماتت (قصص الأنبياء عليهم السلام للسيّد نعمة اللّه الموسويّ الجزائري - عليه الرحمة - ص 296 الفصل 5).

حبيب النجّار - مؤمن آل يس - صاحب يس

1157 - وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى1 قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 2«20» [1]

اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً3 وَ هُمْ4 مُهْتَدُونَ 5«21» [2]

وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي6 وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 7«22» [3]

أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ8 لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً9 وَ لا يُنْقِذُونِ 10«23» [4]

ص:419

إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ 1«24» [1]

إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ2 فَاسْمَعُونِ 3«25» [2]

قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ «26» [3]

بِما غَفَرَ لِي رَبِّي4 وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ 5«27» [4] (يس).

ص:420

1158 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الصدّيقون ثلاثة:

حبيب النجّار - مؤمن آل يس - الّذي قال: اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ [1] .

و حزقيل (1)- مؤمن آل فرعون - الّذي قال: أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ [2] .

و عليّ بن أبي طالب - و هو أفضلهم - (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 354 و كشف الغمّة ج 1 ص 175 و بحار الأنوار ج 89 ص 296).

(راجع: الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 563 المجلس 72 و الخصال ص 184 و المناقب ج 3 ص 108 و نهج الحقّ ص 378 و تأويل الآيات ج 2 ص 663 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله 208).

1159 - في تفسير الثعلبي بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: سبّاق الاُمم. ثلاثة - لم يكفروا باللّه طرفة عين -:

عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

و صاحب يس.

و مؤمن آل فرعون.

فهم الصدّيقون.

و عليّ عليه السلام أفضلهم (مجمع البيان ج 8 ص 659).

ص:421


1- - في كشف الغمّة: حزبيل. و في مصدر آخر: خرقيل.

العنوان الثالث: ثواب الجماعات و الطوائف و الفِرَق

أصحاب الجنّة

1160 - أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ1 خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا2 وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً «24» [1] (الفرقان).

1161 - إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ3 فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ «55» [2]

هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ «56» [3]

لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما يَدَّعُونَ «57» [4]

سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ 4«58» [5] (يس).

1162 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: أنت و أتباعك - يا عليّ - في الجنّه (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 57 المجلس 2).

1163 - قال الإمام الصادق عليه السلام: ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة و تذكر أهلها بخير إلّا و هي فينا و في شيعتنا.

و ما من آية نزلت تذكر أهلها بسوء و تسوق إلى النار إلّاو هي في عدوّنا و من خالفنا (فضائل الشيعة ص 297 تحقيق و نشر مؤسّسة المعارف الإسلامية).

ص:422

1164 - لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ1 هُمُ الْفائِزُونَ 2«20» [1] (الحشر).

1165 - إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله تلا هذه الآية: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ [2] .

فقال صلى الله عليه و آله: أصحاب الجنّة: من أطاعني.

و سلّم ل عليّ بن أبي طالب - بعدي - و أقرّ بولايته -.

و أصحاب النار: من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله - بعدي - (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 193 و عيون الأخبار ج 1 باب 28 حديث 22).

1166 - إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله تلا هذه الآية:

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ [3] .

فقال صلى الله عليه و آله: أصحاب الجنّة: من أطاعنيّ

و سلّم ل عليّ بن أبي طالب - بعدي - و أقرّ بولايته.

فقيل: و أصحاب النار؟

قال صلى الله عليه و آله: من سخط الولاية. و نقض العهد و قاتله بعدي (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 363).

(راجع: تأويل الآيات ج 2 ص 682).

ص:423

1167 - عن امّ سلمة - زوجة النبيّ صلى الله عليه و آله - أ نّها قالت: أقرأني رسول اللّه صلى الله عليه و آله:

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ [1] .

فقلت: - يا رسول اللّه - من أصحاب النار؟

قال عليه السلام: مبغضي عليّ و ذرّيته و منقصّوهم.

فقلت: - يا رسول اللّه - فمن الفائزون منهم؟

قال صلى الله عليه و آله: هم شيعة عليّ عليه السلام (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 156).

1168 - عن أبي سعيد الخدري - رضي اللّه عنه - قال: تلا رسول اللّه صلى الله عليه و آله هذه الآية:

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ [2] .

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: أصحاب الجنّة: من أطاعني و سلّم ل عليّ الولاية - بعدي -.

و أصحاب النار: من نقض البيعة و العهد و قاتل عليّاً - بعدي -.

ألا إنّ عليّاً بضعة منّي. فمن حاربه فقد حاربني.

ثمّ دعا صلى الله عليه و آله عليّاً فقال صلى الله عليه و آله: - يا عليّ - حربك حربي و سلمك سلمي.

و أنت العلم بيني و بين امّتي (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 477).

1169 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): ألا و من أحبّ عليّاً وضع - على رأسه - تاج الكرامة.

مكتوباً عليه: أصحاب الجنّة هم الفائزون... (مشارق الأنوار ص 93).

1170 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): إنّ عليّاً و شيعته هم الفائزون (الإرشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ج 1 ص 41).

1171 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): عليّ و شيعته الفائزون - يوم القيامة - (كشف الغمّة ج 1 ص 269)

ص:424

1172 - عن عطيّة بن سعد العوفي عن محدوج بن زيد الذهلي - و كان في وفد قومه إلى النبيّ صلى الله عليه و آله - تلا هذه الآية:

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ [1] .

قال: فقلت: - يا رسول اللّه - من أصحاب الجنّة؟

قال صلى الله عليه و آله: من أطاعني و سلّم لهذا - من بعدي -.

قال: و أخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ب كفّ عليّ عليه السلام - و هو يومئذٍ إلى جنبه - فرفعها.

و قال صلى الله عليه و آله: ألا إنّ علياً منّي. و أنا منه.

فمن حادّه. فقد حادّني. و من حادّني فقد أسخط اللّه عزّ وجلّ.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: - يا عليّ - حربك حربي. و سلمك سلمي.

و أنت العلم بيني و بين امّتى... (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 485).

(راجع: تأويل الآيات ج 2 ص 682).

1173 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لمّا اسري بي - إلى السماء - دخلت الجنّة... و على الباب ستر.

فرفعت رأسي. فإذاً مكتوب - على الستر -: شيعة علي هم الفائزون (جامع الأحاديث للشيخ جعفر بن أحمد القمّي - عليه الرحمة - ص 250).

1174 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): شيعة عليّ هم الفائزون - يوم القيامة - (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 44 و 99 و 255 والخصال ص 496 و الأمالى للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 442 و عيون الأخبار ج 2 ص 57 و روضة الواعظين ج 2 ص 90).

1175 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن اميرالمؤمنين عليه السلام): هذا و شيعته هم الفائزون (فضائل الشيعة ص 283).

ص:425

1176 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام):... إنّ هذا و شيعته هم الفائزون - يوم القيامة - (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 149 و ص 196 و ص 296).

1177 - (قال الإمام الباقر عليه السلام): إنّ شيعتنا هم الفائزون يوم القيامة (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 109).

1178 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): عليّ و شيعته هم الفائزون يوم القيامة (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 187 و كشف الغمّة ج 1 ص 110).

1179 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام): - يا عليّ - شيعتك هم الفائزون - يوم القيامة -... (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 256 و روضة الواعظين ج 2 ص 88 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 66).

1180 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله):... عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة. و شيعته هم الفائزون - يوم القيامة - غداً - في الجنّة - (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 270).

1181 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله): شيعة عليّ هم الفائزون (مشكاة الأنوار ج 1 ص 204)(1).

ص:426


1- - (قال جابر بن عبداللّه الأنصاري رحمه الله): انّ شيعة عليّ و الأئمّة من ولده - بعده - هم الفائزون و الآمنون - يوم القيامة - (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 277). - والحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.

أصحاب اليمين - من أوتي كتابه بيمينه

1182 -... فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ1 فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ2 وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً 3«71» [1] (الإسراء).

1183 - وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ4 ما أَصْحابُ الْيَمِينِ 5«27» [2]

فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «28» وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ «29» وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ «30» وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ «31» [3]

وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ «32» لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ «33» [4]

وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ «34» [5] (الواقعة).

1184 - قال الإمام الباقر عليه السلام:... أمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه (الكافي ج 2 ص 32).

1185 - قال الإمام الصادق عليه السلام: عليّ عليه السلام و شيعته يؤتون كتبهم بأيمانهم (تأويل الآيات ص 782).

ص:427

1186 - وَ أَمّا إِنْ كانَ1 مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ 2«90» [1]

فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ 3«91» [2] (الواقعة).

1187 - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. [3]

فقال عليه السلام: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ل عليّ عليه السلام: هم شيعتك (الكافي ج 8 ص 260).

1188 - قال الإمام الباقر عليه السلام: هم شيعتنا و محبّونا (تأويل الآيات ج 2 ص 651).

ص:428

1189 - فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ1 كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ2 هاؤُمُ3 اقْرَؤُا كِتابِيَهْ «19» [1]

إِنِّي ظَنَنْتُ4 أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ 5«20» [2]

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ 6«21» فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ 7«22» قُطُوفُها دانِيَةٌ 8«23» [3]

كُلُوا وَ اشْرَبُوا9 هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ10 فِي الْأَيّامِ الْخالِيَةِ 11«24» [4] (الحاقّة).

1190 - قال الإمام الباقر عليه السلام: نزلت في عليّ عليه السلام.

و جرت لأهل الإيمان مثلاً (تأويل الآيات ج 2 ص 717).

ص:429

1191 -... إِلاّ أَصْحابَ الْيَمِينِ 1«39» [1]

فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ 2«40» [2] (المدّثّر).

1192 - قال الإمام الباقر عليه السلام: نحن و شيعتنا أصحاب اليمين (مجمع البيان ج 10 ص 591 و تأويل الآيات ج 2 ص 738 و شواهد التنزيل ج 2 ص 453).

1193 - قال الإمام الباقر عليه السلام: شيعة عليّ عليه السلام - و اللّه - هم أصحاب اليمين (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 514).

1194 - قال رجل لإمام الباقر عليه السلام: مَن أصحاب اليمين؟

قال عليه السلام: شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 162).

1195 - قال الإمام الكاظم عليه السلام: هم - و اللّه - شيعتنا (الكافي ج 1 ص 434).

1196 - قال الإمام الباقر عليه السلام: هم شعيتنا أهل البيت (تأويل الآيات ج 2 ص 737 و المحاسن ج 1 ص 275 و تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 513 و شواهد التنزيل ج 2 ص 453).

ص:430

1197 - فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ1 كِتابَهُ2 بِيَمِينِهِ 3«7» [1]

فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً 4«8» [2]

وَ يَنْقَلِبُ5 إِلى أَهْلِهِ6 مَسْرُوراً 7«9» [3] (الانشقاق).

1198 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه تعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه. و حاسبه فيما بينه و بينه... (الزهد ص 210 الباب 17).

ص:431

1199 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: حدّثني أخي و حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو مقبل عليه - غير معرض عنه - فليتوالك - يا عليّ -.

و من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ - و هو راض عنه - فليتوال ابنك الحسن.

و من أحبّ أن يلقى اللّه - و لا خوف عليه - فليتوال ابنك الحسين.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ - و قد محا اللّه ذنوبه عنه - فليوال عليّ بن الحسين.

فإنّه ممّن قال اللّه عزّ و جلّ: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [1] .

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ - و هو قرير العين - فيتوال محمّد بن عليّ الباقر.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و يعطيه كتابه بيمينه فليتوال جعفر بن محمّد الصادق.

و من أحبّ أن يلقى اللّه - طاهراً مطهّراً - فليتوال موسى بن جعفر الكاظم.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ - و هو ضاحك - فليتوال عليّ بن موسى الرضا.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد رفعت درجاته - و بدّلت سيّئاته حسنات - فليتوال محمّد بن عليّ الجواد.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و يحاسبه حِساباً يَسِيراً [2] . و يدخله جنّات عدن عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [3] . فليتوال عليّ بن محمّد الهادي.

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو من الفائزين فليتوال الحسن بن عليّ العسكري

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد كمل إيمانه و حسن إسلامه فليتوال الحجّة بن الحسن المنتظر.

هؤلاء أئمّة الهدى و أعلام التقى.

من أحبّهم و توالاهم كنت ضامناً له على اللّه عزّ و جلّ الجنّة (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تبارك و تعالى روحه القدّوسي - ج 27 ص 107-108).

ص:432

أصحاب الميمنة

1200 - فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 1«11» [1]

وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ «12» فَكُّ رَقَبَةٍ «13» [2]

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ «14» [3]

يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ «15» أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «16» [4]

ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «17» [5]

أُولئِكَ أَصْحابُ2 الْمَيْمَنَةِ 3«18» [6] (البلد).

1201 - عن أبان بن تغلب عن أبي عبداللّه عليه السلام قلت له: - جعلت فداك -: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ؟ [7]

فقال عليه السلام: من أكرمه اللّه تعالى بولايتنا. فقد جاز العقبة.

و نحن تلك العقبة الّتي من اقتحمها نجا (الكافي ج 1 ص 430 و فضائل الشيعة ص 297).

1202 - قال الإمام الصادق عليه السلام: من انتحل ولايتنا فقد جاز العقبة.

فنحن تلك العقبة الّتي من اقتحمها نجا (أعلام الدين ص 455 و فضائل الشيعة ص 297).

1203 - قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّه تعالى فكّ رقابكم - من النار - بولايتنا أهل البيت (الكافي ج 1 ص 430 و فضائل الشيعة ص 298 و تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة ص 559 و أعلام الدين ص 455).

ص:433

أولياء اللّه عزّ و جلّ

1204 - أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ1 لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ2 وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 3«62» [1] (يونس).

1205 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولايتي ولاية اللّه. و شيعتي أولياء اللّه.

و أنصاري أنصار اللّه (الفقيه 302/4 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 703).

ص:434

1206 - عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: أنا سيّد الأوّلين و الآخرين.

و عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين. و هو أخي و وارثي و خليفتي على امّتي.

ولايته فريضة. و اتّباعه فضيلة. و محبّته إلى اللّه وسيلة. فحزبه حزب اللّه. و شيعته أنصار اللّه. و أولياؤه أولياء اللّه. و أعداؤه أعداء اللّه. و هو إمام المسلمين. و مولى المؤمنين. و أميرهم بعدي (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 678 المجلس 85).

1207 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولاية اللّه. و حبّه عبادة اللّه.

و اتّباعه فريضة اللّه. و أولياؤه أولياء اللّه. و أعداؤه أعداء اللّه. و حزبه حزب اللّه.

و سلمه سلم اللّه (بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 16).

1208 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: - يا عليّ - شيعتك شيعة اللّه. و أنصارك أنصار اللّه.

و أولياؤك أولياء اللّه. و حزبك حزب اللّه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 67 المجلس 4 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 18).

1209 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: تدرون من أولياء اللّه؟

قالوا: من هم - يا أميرالمؤمنين -؟

فقال عليه السلام: هم نحن و أتباعنا. فمن تبعنا - من بعدنا - طوبى لنا و طوبى لهم.

و طوبى لهم أفضل من طوبى لنا.

قيل: - يا أميرالمؤمنين - ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟

ألسنا - نحن - و هم على أمرٍ؟!

قال عليه السلام: لا إنّهم حمّلوا ما لم تحملوا عليه و أطاقوا ما لم تطيقوا (العيّاشي رحمه الله 280/2).

1210 - قال الإمام الصادق عليه السلام: طوبى لشيعة قائمنا. المنتظرين لظهوره - في غيبته -.

و المطيعين له في ظهوره.

اولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون (كمال الدين ص 357).

ص:435

حزب اللّه

1211 -... أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ1 وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ2 وَ يُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ3 أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ4 هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5«22» [1] (المجادلة).

1212 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: من والاك و والى من هو منك - من بعدك - كان من حزب اللّه.

و حزب اللّه هم المفلحون (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 181).

1213 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن الإمام المهديّ عليه السلام): طوبى للصابرين في غيبته.

اولئك حزب اللّه. ألا و إنّ حزب اللّه هم المفلحون (بحار الأنوار ج 52 ص 143).

ص:436

السابقون

1214 - وَ السّابِقُونَ1 الْأَوَّلُونَ2 مِنَ الْمُهاجِرِينَ3 وَ الْأَنْصارِ4 وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ5 رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ6 وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 7«100» [1] (التوبة).

ص:437

1215 - قال الإمام الباقر عليه السلام لجماعة من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام:... إعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّابالورع و الإجتهاد.

و من إئتم منكم بعبد(1) فليعمل بعمله.

و أنتم شيعة اللّه.

و أنتم أنصار اللّه.

و أنتم السابقون الأوّلون.

و السابقون الآخرون.

و السابقون في الدنيا (إلى محبّتنا)(2) و السابقون في الآخرة إلى الجنّة (الكافي ج 8 ص 213 و فضائل الشيعة ص 279 الحديث 8).

1216 - قال الإمام الصادق عليه السلام: اللّه عزّ و جلّ راضٍ عن المؤمن - في الدنيا و الآخرة -.

و المؤمن وإن كان راضياً - عن اللّه - فإنّ في قلبه ما فيه - لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص -.

فإذا عاين الثواب - يوم القيامة - رضي عن اللّه الحق - حقّ الرضا - (تأويل الآيات ج 2 ص 830 و بحار الأنوار ج 23 ص 369).

ص:438


1- - في الفضائل هكذا: بقوم فيعمل بعملهم.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

1217 - وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ 1«10» [1]

أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 2«11» [2]

فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ «12» [3] (الواقعة).

ص:439

1218 - سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [1] .

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أنزلها اللّه تعالى في الأنبياء و أوصيائهم.

و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله(1).

و أخي و وصيّي - عليّ بن أبي طالب - أفضل الأوصياء (كتاب سليم - عليه الرحمة - ص 757 و ص 644 و كمال الدين ص 276 و التحصين للسيّد ابن طاوس - عليه الرحمة - ص 632 الباب 25).

1219 - قال الإمام الصادق عليه السلام: الأئمّة عليهم السلام الّذين قال اللّه تبارك و تعالى فيهم:

وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 2 [2] (الكافي ج 1 ص 419).

1220 - عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ؟ [3]

فقال صلى الله عليه و آله: قال لي جبرئيل: ذاك عليّ عليه السلام و شيعته.

هم السابقون إلى الجنّة. المقرّبون من اللّه(2) بكرامته لهم (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 72 المجلس 3 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 298 المجلس 35 و تأويل الآيات ج 2 ص 643 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 89 و كشف الغمّة ج 1 ص 536).

ص:440


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أنا من السابقين. و أنا خير السابقين (كشف الغمّة ج 1 ص 28 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 358 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 729 المجلس 92).
2- - في الأمالي للشيخ الفيد - عليه الرحمة -: إلى اللّه.

1221 - قال الإمام الصادق عليه السلام: السابقون هم رسل اللّه و خاصّة اللّه من خلقه (الكافي ج 1 ص 271).

1222 - قال الإمام الباقر عليه السلام: نحن السابقون (كمال الدين ص 206 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 654 المجلس 34).

1223 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّي أسبق السابقين إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلى الله عليه و آله.

و أقرب المقرّبين إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلى الله عليه و آله (كتاب سليم - عليه الرحمة - ص 936).

1224 - قال الإمام المجتبى عليه السلام: كان أبي عليه السلام سابق السابقين إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلى الله عليه و آله.

و أقرب الأقربين (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 563 المجلس 21).

1225 - قال ابن عبّاس في قوله عزّ و جلّ: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ1 [1] .

سابق هذه الاُمّة: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 463 و تأويل الآيات ج 2 ص 641).

ص:441

المقرّبون

1226 - فَأَمّا إِنْ كانَ1 مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 2«88» [1]

فَرَوْحٌ3 وَ رَيْحانٌ4 وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ 5«89» [2] (الواقعة).

1227 - عن ابن عبّاس في قوله تعالى: فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ [3] .

قال: نزلت في عليّ عليه السلام و أصحابه (المناقب ج 3 ص 266).

1228 - قال الإمام الصادق عليه السلام: نزلت في أهل ولايتنا (تأويل الآيات ج 2 ص 653).

(راجع: الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 561 المجلس 72 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 200 و روضة الواعظين ج 2 ص 39).

ص:442

1229 - إِنَّ الْأَبْرارَ1 لَفِي نَعِيمٍ 2«22» [1]

عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ 3«23» [2]

تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ 4«24» [3]

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ «25» [4]

خِتامُهُ مِسْكٌ5 وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ 6«26» [5]

وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ 7«27» [6]

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ 8«28» [7] (المطففين).

ص:443

1230 - قال النبيّ صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: أنت أوّل من يقف معي عن(1) يمين العرش.

و أوّل من يقرع معي باب الجنّة.

و أوّل من يسكن معي علّيين.

وأوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك.

وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ [1] (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 643 المجلس 32 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 347.

-

و في الختام أوصي وصيّي - و من يقوم بتجهيزي و تكفيني - أن يجعل نسخة من هذا السفر الشريف و التأليف المنيف معي في قبري في جوار جسدي ليكون لي - بفضل اللّه تعالى و لطفه و ببركات أهل بيته عليهم السلام - نوراً و ذخراً و شرفاً و فخراً و شفاعةً يوم لا ينفع مال و لا بنون إلّامن أتى اللّه بقلب سليم.

السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري

رحمة اللّه تعالى و رضوانه عليه

و على والديه و على من كان له حقّ عليه

بشرى سارة

سيطبع كتابنا الموسوم ب: ثواب الأعمال في الحديث

إن شاء اللّه تعالى بحقّ محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين عليهم السلام.

والحمد للّه ربّ العالمين

ص:444


1- - في التفسير: على.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.