نور الليل في شرح دعاء الكميل

اشارة

نور الليل في شرح دعاء الكميل

السيّد محمّد كاظم الموسوي آل طيّب

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

ص: 4

الاهداء

إلى عمود الدين ومولى الموحّدين وسيّد الوصيّين وإمام المتّقين وصالح المؤمنين وحياة العارفين ومحيي الليل البهيم بالتهجّد والاكتياب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه أفضل صلوات المصلّين

ص: 5

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحیم

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ، وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَ بِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَ بِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ، يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ ، وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَ نْبٍ أَذْ نَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي

ص: 7

مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقَسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَواضِعاً، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَأَ نْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيَما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ، وَعَلَا مَكَانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلَا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ، اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً، وَلَا لِقَبائِحِي سَاتِراً، وَلَا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَ نْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ، اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي ، وَأَ فْرَطَ بِي سُوءُ حالِي، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي ، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي [آمالِي]، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها، وَمِطالِي يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي، وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلَا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِساءَتِي، وَدَوامِ تَفْرِيطِي

ص: 8

وَجَهالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي، وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوالِ رَءُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً، إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي، وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي، إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ [الحُجَّةُ] عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلَا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ، وَأَ لْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرافِي عَلى نَفْسِي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُو لِكَ عُذْرِي وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي، يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَ تُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ أَ نْتَ

ص: 9

أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلَاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَ تُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً، وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً، وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً، وَعَلَى جَوارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً، وَ أَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلَا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ، يَا رَبِّ وَأَ نْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمَا يَجْرِي فِيها مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤُهُ، قَصِيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لَا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَ نَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ يَا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَ لِمَا مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لِأَلِيمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلَاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلَائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْ لِيائِكَ،

ص: 10

فَهَبْنِي يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلَى عَذابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِراقِكَ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نَارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الْآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَلَأَ بْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَ لِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَايَةَ آمالِ الْعارِفِينَ، يَا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِلهَ الْعالَمِينَ أَفَتُراكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ يَا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْ لِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَ نْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَ نْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَ نْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها، هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ

ص: 11

فَضْلِكَ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَ إِحْسانِكَ، فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ، لَوْلَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَمَا كانَ لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلَا مُقاماً، لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعانِدِينَ، وَأَ نْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْ نَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَ نْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي، مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أنْزَلتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَ نْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَاً تَسْتُرُهُ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي

ص: 12

وَفاقَتِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يَا سَيِّدِي يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البَارِزِينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يُنالُ ذلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي

ص: 13

دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي، وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائِي، يَا سَرِيعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ، يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنىً، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ، يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي مَا أَ نْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُو لِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً(1).

ص: 14


1- الإقبال بالأعمال الحسنة ( ط - الحديثة ): 3/331، فصل 51.

المقدمه

الحمد للَّه الذي الذي أمر عباده بالدعاء والتضرّع في العافية والبلاء ووعدهم الاستجابة في الشدّة والرخاء والصلاة والسلام على من أرسله بالهدى ودين الحقّ محمّد المصطفى وعلى آله الطيّبين الطاهرين، الأئمّة الهداة، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وورثة الأنبياء، بهم يفوز الفائزون، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

كميل بن زياد النخعي

كميل بن زياد النخعي من خواص أميرالمؤمنين عليه السلام وأصحاب أسراره(1).

كميل بن زياد النخعي من أصحاب أميرالمؤمنين وأصحاب الإمام المجتبى عليهما السلام ومن السابقين المقرّبين من أميرالمؤمنين عليه السلام ومن ثقاته وخواصّه وجلالته واختصاصه به عليه السلام من الواضحات لا يدخلها ريب، قتله الحجّاج - لعنه اللَّه - في حبّ عليّ عليه السلام(2).

ص: 15


1- روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه: 12/154.
2- معجم رجال الحديث: 15/131، ض 97776، الطبعة الخامسة.

كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ( أميرالمؤمنين عليه السلام ) ومحبّيه(1).

كميل بن زياد بن سهيل بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد كان من أصحاب علي عليه السلام و شيعته و خاصته و قتله الحجاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة و كان كميل بن زياد عامل علي عليه السلام على هيت(2).

عن المغيرة قال: لَمَّا وَلِيَ الْحَجَّاجُ طَلَبَ كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ فَهَرَبَ مِنْهُ فَحَرَمَ قَوْمَهُ عَطَاهُمْ فَلَمَّا رَأَى كُمَيْلٌ ذَلِكَ قَالَ أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَقَدْ نَفِدَ عُمُرِي لا يَنْبَغِي أَنْ أَحْرِمَ قَوْمِي عَطَاهُمْ فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَجِدَ عَلَيْكَ سَبِيلاً فَقَالَ لَهُ كُمَيْلٌ لا تَصْرِفْ عَلَيَّ أَنْيَابَكَ وَلا تَهْدِمْ عَلَيَّ فَوَ اللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي إِلّا مِثْلُ كَوَاهِلِ الْغُبَارِ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَإِنَّ الْمَوْعِدَ للَّهِ ِ وَبَعْدَ الْقَتْلِ الْحِسَابُ، وَلَقَدْ خَبَّرَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّكَ قَاتِلِي فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ الْحُجَّةُ عَلَيْكَ إِذاً فَقَالَ لَهُ كُمَيْلٌ: ذَاكَ إِذَا كَانَ الْقَضَاءُ إِلَيْكَ قَالَ: بَلَى قَدْ كُنْتَ فِيمَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ اضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ(3).

شهر شعبان

قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله شَعْبَانُ شَهْرِي وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَهْرِي

ص: 16


1- إرشاد القلوب إلى الصواب للديلمي: 2/226 ؛ بحار الأنوار: 33/399، ح 620.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 17/149.
3- الإرشاد: 1/327 ؛ بحار الأنوار: 42/148، ح 12.

كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَهْرِي غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِي قِيلَ لَهُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَل(1).

أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه قال: سمعت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي شَعْبَانَ سَبْعِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ النُّجُومِ(2).

عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: هِيَ لَيْلَةٌ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ مِنَ النَّارِ وَيَغْفِرُ فِيهَا الذُّنُوبَ الْكِبَارَ قُلْتُ: فَهَلْ فِيهَا صَلاةٌ زِيَادَةً عَلَى سَائِرِ اللَّيَالِي فَقَالَ: لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ مُوَظَّفٌ وَلَكِنْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَتَطَوَّعَ فِيهَا بِشَيْ ءٍ فَعَلَيْكَ بِصَلاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَأَكْثِرْ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ فَإِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ يَقُولُ الدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَاب(3).

ليلة الجمعة

روى أبو بصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُنَادِي كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُونِي لِدِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُجِيبَهُ؟ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَتُوبُ إِلَيَّ مِنْ ذُنُوبِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟

أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ قَدْ قَتَّرْتُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَأَزِيدَهُ وَأُوَسِّعَ عَلَيْهِ؟ أَلا عَبْدٌ سَقِيمٌ يَسْأَلُنِي

ص: 17


1- الأمالي للصدوق: 19/م 6، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 93/356، ح 24.
2- الأمالي للصدوق: 17/م 5، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 94/90، ح 1.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/292، ح 45 ؛ بحار الأنوار: 94/84، ح 2.

أَنْ أَشْفِيَهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا عَبْدُ مُؤْمِنٌ مَحْبُوسٌ مَغْمُومٌ يَسْأَلُنِي أَنْ أُطْلِقَهُ مِنْ سِجْنِهِ فَأُخَلِّيَ سَرْبَهُ؟ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مَظْلُومٌ يَسْأَلُنِي أَنْ آخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَنْتَصِرَ لَهُ وَآخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ؟ قَالَ عليه السلام: فَلا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ(1).

وعن أبي جعفر وعن أبي عبداللَّه عليهما السلام أنّهما قالا: إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَلَكاً يُنَادِي مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ وَيُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ غَيْرِ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ الآْخَرِ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ إِلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ يَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِر(2).

وقال الصادق عليه السلام: اجْتَنِبُوا الْمَعَاصِيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّ السَّيِّئَةَ مُضَاعَفَةٌ وَالْحَسَنَةَ مُضَاعَفَةٌ وَمَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ مَا سَلَفَ فِيهِ وَقِيلَ لَهُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَمَنْ بَارَزَ اللَّهَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِمَعْصِيَتِهِ أَخَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ وَضَاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ بِهَذِهِ الْمَعْصِيَة(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَحُرْمَةً... وَذَكَرَ أنَّ يَوْمَهُ مِثْلُ لَيْلَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيَيَهَا بِالدُّعَاءِ وَالصَّلاةِ فَافْعَل(4).

وعن الرضا عليه السلام: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَيَأْمُرُهُ فَيُنَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ

ص: 18


1- من لا يحضره الفقيه: 1/420 ح 1239 ؛ بحار الأنوار: 84/166، ح 9.
2- دعائم الاسلام: 1/180 ؛ بحار الأنوار: 86/279 ذيل ح 25.
3- بحار الأنوار: 86/283.
4- الكافي: 3/414، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 86/275، ذيل ح 21.

الْخَيْرِ أَقْبِلْ يَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ فَلا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ إِلَى مَحَلِّهِ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاء(1).

وروى محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول يعقوب لبنيه: « سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي » قَالَ: أَخَّرَهَا إِلَى السَّحَرِ لَيْلَةَ الْجُمُعَة(2).

يوم الجمعة

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ يُضَاعِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدَّعَوَاتِ وَيَكْشِفُ فِيهِ الْكُرُبَاتِ وَيَقْضِي فِيهِ الْحَاجَاتِ الْعِظَامَ وَهُوَ يَوْمُ الْمَزِيدِ للَّهِ ِ فِيهِ عُتَقَاءُ وَطُلَقَاءُ مِنَ النَّارِ، مَا دَعَا اللَّهَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَعَرَفَ حَقَّهُ وَحُرْمَتَهُ إِلّا كَانَ حَتْماً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ عُتَقَائِهِ وَطُلَقَائِهِ مِنَ النَّار(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَاجِباً فَإِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ أَوْ تُقَصِّرَ فِي شَيْ ءٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ تَعَالَى بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَتَرْكِ الْمَحَارِمِ كُلِّهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَات(4).

ص: 19


1- الأمالي للصدوق: 410/م 64، ح 5؛ بحار الأنوار: 84/163، ح 1.
2- من لا يحضره الفقيه: 1/422، ح 1242 ؛ بحار الأنوار: 86/271، ح 13.
3- الكافي: 3/414، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 86/274، ذيل ح 20.
4- الكافي: 3/414، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 86/275، ذيل ح 21.

القرآن والدعاء

قال تعالى: « قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ »(1).

وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ »(2).

وقال تعالى: « وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(3).

وقال تعالى: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ »(4).

الأنبياء والدعاء

قال تعالى حكاية عن قول ابراهيم عليه السلام: « الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ » وحكاية عن قول زكريّا عليه السلام: « فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً »(5).

ص: 20


1- الفرقان: 77.
2- البقرة: 186.
3- ق: 16.
4- غافر: 60.
5- مريم: 5 - 9.

وحكاية عن قول عيسى عليه السلام: « إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ »(1).

الروايات والدعاء

قال النبي صلى الله عليه وآله: أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِي بَعْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الدُّعَاءُ ثُمَّ قَرَأَ صلى الله عليه وآله: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » أَلا تَرَى أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ(2).

وقال صلى الله عليه وآله: الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ(3).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاء(4).

وعن حنّان بن سدير، عن أبيه قال: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يُسْئَلَ وَيُطْلَبَ مِمَّا عِنْدَهُ وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّنْ يَسْتَكْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْأَلُ مَا عِنْدَهُ(5).

ص: 21


1- المائدة: 112 - 115.
2- الدعوات للراوندي: 19، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 90/300.
3- الدعوات للراوندي: 18، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 90/300.
4- الكافي: 2/466، ح 1 ؛ عدّة الداعي: 39.
5- الكافي: 2/466، ح 2، روضة الواعظين: 12/31.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ(1).

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَمَقَالِيدُ الْفَلاحِ وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَقَلْبٍ تَقِيٍّ وَفِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ وَبِالْإِخْلاصِ يَكُونُ الْخَلاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ(2).

وقال أبو الحسن موسى عليه السلام: فَإِذَا نَزَلَ الْبَلاءُ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(3).

وقال الصادق عليه السلام: عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاء(4).

استحباب الاجتماع في الدعاء

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ(5).

وقال النبي صلى الله عليه وآله: لا يَجْتَمِعُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ إِلّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَتَّى لَوْ دَعَوْا عَلَى جَبَلٍ لأَزَالُوهُ(6).

وروي: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِيسَى عليه السلام يَا عِيسَى تَقَرَّبْ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَمُرْهُمْ أَنْ يَدْعُونِي مَعَكَ(7).

ص: 22


1- جامع الأخبار للشعيري: 131.
2- الكافي: 2/468، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 90/341.
3- الكافي: 2/471، ح 2 ؛ عدّة الداعي: 40.
4- مكارم الأخلاق: 371 ؛ بحار الأنوار: 90/295.
5- الكافي: 2/487، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 90/394، ح 4.
6- الدعوات للراوندي: 30 ؛ بحار الأنوار: 90/394.
7- وسائل الشيعة: 7/104، ح 3 ؛ الأمالي للصدوق: 517/م 78، ح 1.

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَأَمَّنُوا(1).

اليأس من روح اللَّه حال الكفّار

قال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(2).

وقال تعالى: « لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(3).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الفاجر الراجي لرحمة اللَّه تعالى أقرب منها من العابد المقنط(4).

وعن أبي عبداللَّه الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ الزَّمْهَرِير(5).

ص: 23


1- الكافي: 2/487، ح 3 ؛ عدّة الداعي: 158.
2- يوسف: 87.
3- الزمر: 53.
4- نهج الفصاحة: ش 2062.
5- الأمالي للصدوق: 245/م 43، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 75/191، ح 2.

بسم الله الرحمن الرحیم

شرح دعاى كميل

اشارة

عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام أنّه قال: إِنَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَقْرَبُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا(1).

قال الصادق عليه السلام: لَقَدْ دَخَلَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُرْسِيٌّ فَأَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ عَلَيْهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَمَالَ بِهِ حَتَّى سَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ فَأَوْضَحَ عَنْ عَظْمِ رَأْسِهِ وَسَالَ الدَّمُ فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ عَنْهُ ذَلِكَ الدَّمَ ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مُوضِحَتِهِ وَقَدْ كَانَ يَجِدُ مِنْ أَلَمِهَا مَا لا صَبْرَ لَهُ مَعَهُ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَتَفَلَ فِيهَا فَمَا هُوَ أَنْ فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى انْدَمَلَ فَصَارَ كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْهُ شَيْ ءٌ قَطُّ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: يَا عَبْدَاللَّهِ الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي جَعَلَ تَمْحِيصَ ذُنُوبِ شِيعَتِنَا فِي الدُّنْيَا بِمِحَنِهِمْ لِتَسْلَمَ لَهُمْ طَاعَاتُهُمْ وَيَسْتَحِقُّوا عَلَيْهَا ثَوَابَهَا فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَفَدْتَنِي وَعَلَّمْتَنِي فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُعَرِّفَنِي ذَنْبِيَ الَّذِي امْتُحِنْتُ بِهِ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ حَتَّى لا أَعُودَ إِلَى مِثْلِهِ قَالَ: تَرْكُكَ حِينَ جَلَسْتَ أَنْ تَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَجَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لِسَهْوِكَ عَمَّا نُدِبْتَ إِلَيْهِ تَمْحِيصاً بِمَا أَصَابَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله حَدَّثَنِي عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ أَنَّهُ

ص: 24


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/5، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 90/232، ح 4.

قَالَ: كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَر(1).

عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أَوَّلُ كُلِّ كِتَابٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(2).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: لا تَدَعْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِنْ كَانَ بَعْدَهُ شِعْرٌ(3).

انّ رجلاً قال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ قَوْلَكَ « اللَّه » أَعْظَمُ الْأَسْمَاءِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي لا يَنْبَغِي أَنْ يَتَسَمَّى بِهِ غَيْرُ اللَّه(4).

عن الصادق عليه السلام: الرحمن اسم خاص بصفة عامّة والرحيم اسم عام بصفة خاصّة(5).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام حين سئل عن الرحمن قال: الرَّحْمَنِ ( هو ) الَّذِي يَرْحَمُ بِبَسْطِ الرِّزْقِ عَلَيْنَا، الرَّحِيمِ بِنَا فِي أَدْيَانِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا خَفَّفَ عَلَيْنَا الدِّينَ وَجَعَلَهُ سَهْلاً خَفِيفاً وَهُوَ يَرْحَمُنَا بِتَمَيُّيزِنَا عَنْ أَعدائِه(6).

وعن النبي صلى الله عليه وآله: ان عيسى بن مريم قال: الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة(7).

وعن النبي صلى الله عليه وآله: أنّ للَّه تعالى مائة رحمة وأنّه أنزل منها رحمة واحدة إلى

ص: 25


1- بحار الأنوار: 73/305، ح 1 ؛ تفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 25، ح 7.
2- الكافي: 3/313، ح 3 ؛ وسائل الشيعة: 6/59، ح 7343 - 8.
3- الكافي: 2/672، ح 1.
4- تفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 27، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 89/244.
5- المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى: 29 ؛ تفسير نور الثقلين: 1/14، ح 54.
6- التوحيد للصدوق: 232، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 89/233، ح 14.
7- تفسير نور الثقلين: 1/14، ح 53.

الأرض فقسّمها بين خلقه، فيها يتعاطفون وبها يتراحمون، وأخّر تسعاً وتسعين رحمة لنفسه، بها يرحم عباده يوم القيامة(1).

وروى: إنّ اللَّه قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة(2).

عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إِذَا قَالَ الْمُعَلِّمُ لِلصَّبِيِّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ الصَّبِيُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كَتَبَ اللَّهُ بَرَاءَةً لِلصَّبِيِّ وَبَرَاءَةً لأَبَوَيْهِ وَبَرَاءَةً لِلْمُعَلِّمِ مَنَ النار(3).

وعن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللَّهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ فَلْيَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فانّها تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً لِيَجْعَلَ اللَّهُ كُلَّ حَرْفٍ مِنْهَا جُنَّةً مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ(4).

ص: 26


1- روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه ( ط - القديمة: 2/318.
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ( خوئي ): 4/244.
3- جامع الأخبار للشعيري: 43 ؛ بحار الأنوار: 89/257، ح 53.
4- جامع الأخبار للشعيري: 42 ؛ تفسير البرهان: 1/99، ح 28.

قال كميل بن زياد: كنت جالسا مع مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم: ما معنى قول اللَّه عزّ وجلّ « فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ »(1)؟ قال عليه السلام: ليلة النصف من شعبان والذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا أجيب له.

فلمّا انصرف طرقته ليلا فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أميرالمؤمنين دعاء الخضر فقال: اجلس يا كميل إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة أو في الشهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة تكف وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثم قال: اكتب:

ص: 27


1- الدخان: 4.

اللَّهُمَ

عن الحسن بن خرزاد قال: كتبت إلى الصادق عليه السلام أسأل عن معنى « اللَّه » فقال: اسْتَوْلَى عَلَى مَا دَقَّ وَجَلَّ(1).

عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبداللَّه عليه السلام عن أسماء اللَّه... اللَّه مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَكُلُّهَا غَيْرُه(2).

إِنِّي

قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ عليّاً ممسوسٌ في ذاتِ اللَّه(3).

قال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(4).

أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ »(5).

إنّ كلّ ذنب يرتكبها المؤمن لعلّ اللَّه يغفر له إلّا السؤال عن الخلق فلا يغفر له أبداً(6).

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ »(7).

ص: 28


1- تفسير العيّاشي: 1/21، ح 15؛ بحار الأنوار: 89/238، ح 39.
2- الكافي: 1/87، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 4/158، ح 2.
3- بحار الأنوار: 107/31 ؛ مناقب آل أبي طالب: 3/221.
4- الضحى: 11.
5- النساء: 32.
6- علل الشرائع، ترجمه مسترحمى: 94 ( تعليقة).
7- النساء: 48.

قال تعالى: « وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ »(1).

« فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ »(2).

يا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَه(3).

في الحديث القدسي: رحمتي تغلب على غضبي(4).

قال تعالى: « وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ »(5).

اللهمّ إن لم أكن أهلاً أن ترحَمَني فرحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأنّها وسعت كلّ شي ء(6).

عبدي بقيت فريداً وحيداً... فأنا أرحمك اليوم رحمة تتعجّب الخلائق منها(7).

ص: 29


1- الأعراف: 156.
2- الأنعام: 147.
3- كتاب المزار - مناسك المزار للمفيد: 161 ؛ بحار الأنوار: 95/232.
4- مجمع البحرين: 6/70.
5- الانبياء: 107.
6- بحار الأنوار: 83/38.
7- در آثار آمده كه چون بنده مؤمن را به قبر در آورند و سر قبر را استوار كرده، دوستان و مصاحبان همه بازگردند و او را در كنج لحد تنگ و تاريك تنها بگذارند، حق سبحانه وتعالى از روى لطف و بنده نوازى خطاب كند به او كه: ( عبدي بقيت فريداً وحيداً ) اى بنده من در اين كنج لحد تنها مانده، آن دوستان و ياران كه از براى ايشان در حق من عصيان مى كردى و رضاى ايشان را به رضاى من اختيار مى كردى تو را اينجا تنها بگذاشتند ( فانا ارحمك اليوم رحمة تتعجّب الخلائق منها ) امروز تو را به رحمت شامله خود بنوازم چنان كه همه خلايق از آن تعجب نمايند پس خطاب فرمايد به فرشتگان كه اى ملائكه من اين غريبى است بى كس و بى يار و از وطن و ديار خود جدا افتاده و از همنشينان خود دور شده و الحال در اين كنج لحد مهمان من است آنچه مقدور شما مى شود بر وى كرم و احسان نماييد و درى از جنّت بر او گشائيد و قبر او را موسع و منوّر سازيد و انواع رياحين و موائد نزد او حاضر كنيد و بعد از آن او را به من واگذاريد كه به مقتضاى ( اللَّه مونس كلّ وحيد ) مونس و همنشين او خواهم بود تا روز قيامت. تفسير كبير منهج الصادقين في إلزام المخالفين: 1/31.

وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « أَنَّ الْقُوَّةَ للَّهِ ِ جَمِيعاً ».

لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم(1).

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ »(3).

وقال تعالى: « وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ »(4).

وقال تعالى: « وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ »(5).

وقال تعالى: « قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ »(6).

وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ

وقال تعالى: « سَبَّحَ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ »(7).

وقال تعالى: « يُسَبِّحُ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ »(8).

ص: 30


1- الكافي: 1/330، ح 1.
2- الذاريات: 58.
3- هود: 66.
4- الحج: 40.
5- الأنعام: 18.
6- الرعد: 16.
7- الحشر: 1.
8- الجمعة: 1.

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ »(1).

من كلام لأميرالمؤمنين عليه السلام: كلّ شي ء خاضع له(2).

وقال تعالى: « يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ »(3).

وقال تعالى: « وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ »(5).

وقال تعالى: « وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ »(6).

وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ

وقال تعالى: « وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً »(7).

وقال تعالى: « فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ »(8).

ص: 31


1- النحل: 49.
2- نهج البلاغة: خ 108 ؛ منهاج البراعة للخوئي رحمه الله.
3- سبأ: 10.
4- الإسراء: 44.
5- الأنفال: 22.
6- الأعراف: 179.
7- آل عمران: 83.
8- فصّلت: 11.

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ »(1).

وقال تعالى: « أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ ءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً للَّهِ ِ وَهُمْ دَاخِرُونَ »(2).

وقال تعالى: « يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ »(3).

وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ »(4).

وقال تعالى: « وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ »(5).

وقال تعالى: « لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ».

اللهمّ انّي أسألك بما أنتَ فيه من الشأن والجبروت(6).

ص: 32


1- الرعد: 15.
2- النحل: 48.
3- القلم: 43 - 44.
4- الحشر: 23.
5- الأنعام: 18.
6- اقبال الاعمال ( ط - القديمة ): 1/78 ؛ بحار الأنوار: 95/95.

وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ

وقال تعالى: « إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »(1).

وقال تعالى: « فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً »(2).

وقال تعالى: « رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ »(3).

يا من ذلّ كلّ شي ء لعزّته(4).

وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ

قال النبي صلى الله عليه وآله: ما عرفناكَ حقّ معرفتك(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:... اللَّهُ أكبرُ مِن أن يُوصف(6).

وقال تعالى: « وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ »(7).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ للَّهِ ِ عَزَّ وَ جَلَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ كُلُّ عَالَمٍ مِنْهُمْ أَكْبَرُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ مَا يَرَى عَالَمٌ مِنْهُمْ أَنَّ للَّهِ ِ عَزَّ وَ جَلَّ عَالَماً غَيْرَهُم(8).

ص: 33


1- آل عمران: 6.
2- فاطر: 10.
3- الصافّات: 180.
4- البلد الأمين: 402 ؛ بحار الأنوار: 91/385.
5- عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة: 4/132 ؛ بحار الأنوار: 68/23.
6- الكافي: 1/117، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 90/219، ح 2.
7- لقمان: 27.
8- الخصال: 2/639، ح 14 ؛ بحار الأنوار: 27/41، ح 1.

وروي: أنّ اللَّه تعالى خلق مائة ألف قنديل وعلّقها والعرش والسماوات والأرض وما فيها حتّى الجنّة والنار كلّها في قنديل واحد ولا يعلم ما في القناديل إلّا اللَّه(1).

وروى ابن عبّاس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ للَّه تعالى أرضا بيضاء مسيرة الشمس فيها ثلاثون يوما هي مثل أيّام الدنيا ثلاثون مرّة مشحونة خلقاً لا يعلمون أن اللَّه عزّ وجلّ يعصى في الأرض ولا يعلمون أن اللَّه تعالى خلق آدم وإبليس(2).

وَ بِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ »(3).

وقال تعالى: « للَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ »(4).

وقال تعالى: « تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ »(5).

وقال تعالى: « إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ »(6).

يا من هو في سلطانه قديم، ويا من لا سلطان إلّا سلطانه(7).

ص: 34


1- نور الأنوار في شرح الصحيفة السجّاديّة للسيّد نعمة اللَّه بن عبداللَّه الجزائري: 280.
2- أعلام الدين في صفات المؤمنين: 280.
3- آل عمران: 26.
4- المائدة: 120.
5- الملك: 1.
6- النحل: 99 - 100.
7- البلد الأمين: 403 - 404 ؛ بحار الأنوار: 91/386.

وَ بِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ

وقال تعالى: « اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ »(1).

وقال تعالى: « كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ »(2).

وقال تعالى: « كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ »(3).

وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « وَللَّهِ ِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا »(4).

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب: قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنَّ للَّهِ ِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مِائَةً إِلّا وَاحِدَةً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْأَوَّلُ الآْخِرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْقَدِيرُ الْقَاهِرُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْبَاقِي الْبَدِيعُ الْبَارِئُ الْأَكْرَمُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْحَيُّ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ الْحَفِيظُ الْحَقُّ الْحَسِيبُ الْحَمِيدُ الْحَفِيُّ الرَّبُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الذَّارِئُ الرَّازِقُ الرَّقِيبُ الرَّءُوفُ الرَّائِي السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ الشَّهِيدُ الصَّادِقُ الصَّانِعُ الطَّاهِرُ الْعَدْلُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْغَنِيُّ

ص: 35


1- البقرة: 255.
2- الرحمن: 26 - 27.
3- القصص: 88.
4- الأعراف: 180.

الْغِيَاثُ الْفَاطِرُ الْفَرْدُ الْفَتَّاحُ الْفَالِقُ الْقَدِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْقَوِيُّ الْقَرِيبُ الْقَيُّومُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ قَاضِي الْحَاجَاتِ الْمَجِيدُ الْمَوْلَى الْمَنَّانُ الْمُحِيطُ الْمُبِينُ الْمُقِيتُ الْمُصَوِّرُ الْكَرِيمُ الْكَبِيرُ الْكَافِي كَاشِفُ الضُّرِّ الْوَتْرُ النُّورُ الْوَهَّابُ النَّاصِرُ الْوَاسِعُ الْوَدُودُ الْهَادِي الْوَفِيُّ الْوَكِيلُ الْوَارِثُ الْبَرُّ الْبَاعِثُ التَّوَّابُ الْجَلِيلُ الْجَوَادُ الْخَبِيرُ الْخَالِقُ خَيْرُ النَّاصِرِينَ الدَّيَّانُ الشَّكُورُ الْعَظِيمُ اللَّطِيفُ الشَّافِي(1).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ اسْماً بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتٍ وَبِاللَّفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ وَبِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ وَبِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ وَبِاللَّوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ مَنْفِيٌّ عَنْهُ الْأَقْطَارُ مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلَى أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآْخَرِ فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً وَهُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ فَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِي ظَهَرَتْ فَالظَّاهِرُ هُوَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا ثَلاثِينَ اسْماً فِعْلاً مَنْسُوباً إِلَيْهَا فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكِيمُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الْمُقْتَدِرُ الْقَادِرُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْبَارِئُ الْمُنْشِئُ الْبَدِيعُ الرَّفِيعُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّازِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ فَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى حَتَّى تَتِمَّ ثَلاثَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً فَهِيَ نِسْبَةٌ لِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاثَةِ وَهَذِهِ

ص: 36


1- عدّة الداعي ونجاح الساعي: 318 ؛ المصباح للكفعمي: 312.

الْأَسْمَاءُ الثَّلاثَةُ أَرْكَانٌ وَحَجَبَ الاسْمَ الْوَاحِدَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاثَةِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (1).

عن مولانا الصادق عليه السلام: نحن واللَّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللَّه من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا(2).

نسبة إلى مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام عن أُمّه فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وجدناه باسناد صحيح أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال للزهراء فاطمة عليها السلام: يا بُنيّة... وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْكُرْسِيَّ وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرُّوحَانِيِّين(3).

وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ »(4).

وقال تعالى: « وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً »(5).

وقال تعالى: « وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ »(6).

ص: 37


1- الكافي: 1/112، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 4/166، ح 8.
2- تفسير الصافي للفيض الكاشاني: 1/113.
3- مهج الدعوات ومنهج العبادات: 139 ؛ بحار الأنوار: 92/405، ح 35.
4- الملك: 14.
5- الطلاق: 12.
6- آل عمران: 29.

وقال تعالى: « وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا »(1).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ »(2).

وقال تعالى: « يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ »(3).

وقال تعالى: « وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ »(4).

وقال تعالى: « لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ »(5).

وقال تعالى: « أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطٌ »(6).

وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطاً »(7).

عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْعَالِمُ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ كَوْنِ الْأَشْيَاء(8).

وفي دعاء عديلة: وكان عليماً قبل ايجاد العلم والعلّة(9).

ص: 38


1- الأنعام: 59.
2- النحل: 19.
3- سبأ: 2.
4- يونس: 61.
5- سبأ: 3.
6- فصّلت: 54.
7- النساء: 126.
8- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/118، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 4/78، ح 1.
9- زاد المعاد - مفتاح الجنان: 423.

وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ

قال تعالى: « قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ »(1).

وقال تعالى: « إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ »(2).

روي: أنّ للَّه سبعين ألف حجاب، ( وفي رواية ) سبعمائة ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه ما دونه(3).

يَا نُورُ

قال تعالى: « اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ »(4).

في دعاء الجوشن الكبير: يا من له نورٌ لا يُطفى(5).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: اللهمّ اني أسألك باسمك المخزون المكنون العظيم الأعظم الأجل الأكبر البرهان الحق المهيمن القدوس الذي هو نور من نور ونور مع نور ونور على نور ونور فوق نور ونور في نور ونور أضاء به كلّ ظلمة(6).

وفي دعاء الجوشن الكبير: يَا نُورَ النُّورِ، يَا مُنَوِّرَ النُّورِ، يَا خالِقَ النُّورِ، يَا مُدَبِّرَ النُّورِ، يَا مُقَدِّرَ النُّورِ، يَا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً لَيْسَ كَمِثْلِهِ نُورٌ(7).

ص: 39


1- المائدة: 15.
2- المائدة: 44.
3- روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه: 2/6.
4- النور: 35.
5- المصباح للكفعمي: 256 ؛ بحار الأنوار: 91/393.
6- المصباح الكفعمي: 311 ؛ الصحفية العلويّة والتحفة المرتضويّة: 74.
7- المصباح للكفعمي: 253 ؛ بحار الأنوار: 91/390.

وفي دعاء السحر: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ(1).

وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: انّ اللَّه خلق الخلق في ظلمة ثمّ رشّ عليهم من نوره(2).

يَا قُدُّوسُ

قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ »(3).

وقال تعالى: « يُسَبِّحُ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ »(4).

سُبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح(5).

يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ

قال تعالى: « هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ »(6).

أَنْتَ الاَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْ ءٌ وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْ ءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْ ء(7).

ص: 40


1- اقبال الأعمال ( ط - القديمة ): 1/77 ؛ بحار الأنوار: 95/94.
2- شرح اُصول الكافي ( صدرا ): 2/587.
3- الحشر: 23.
4- الجمعة: 1.
5- تفسير العيّاشي: 2/280، ح 14 ؛ بحار الأنوار: 18/386، ح 92.
6- الحديد: 3.
7- مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد: 2/543 ؛ بحار الأنوار: 88/81.

عن النبي صلى الله عليه وآله من قوله: كان اللَّه ولم يكن معه شي(1).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: لَيْسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ وَ لا لِأَزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَ لَمْ يَزَلْ وَ الْبَاقِي بِلا أَجَلٍ(2).

قال سيّد الشهداء حسين بن علي عليهما السلام في دعاء العرفة: أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتَى غِبْتَ حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ وَمَتَى بَعُدْتَ حَتَّى تَكُونَ الآْثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْك(3).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ

اشارة

قال اللَّه تعالى: « وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(4).

يقول اللَّه تعالى: أتاك عبدي يا محمّد تائباً فطردته فأين يذهب وإلى من يقصد ومن يسأل أن يغفر له ذنبه غيري(5).

وقال تعالى: « فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا »(6).

وقال تعالى: « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً »(7).

روى عن مولانا الرضا عليه السلام: الْكَبَائِرِ وَهِيَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 41


1- شرح أُصول الكافي ( صدرا ): 3/101.
2- نهج البلاغة ( دشتى )، خ 163 فيض الاسلام، خ 162 ؛ بحار الأنوار: 4/306.
3- إقبال الأعمال ( ط - القديمة ): 1/349 ؛ بحار الأنوار: 59/266.
4- آل عمران: 135.
5- تفسير الصافي للفيض الكاشاني: 1/384.
6- آل عمران: 193.
7- النساء: 31.

وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَأَكْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَالسُّحْتُ وَ الْمَيْسِرُ وَهُوَ الْقِمَارُ وَالْبَخْسُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ وَاللِّوَاطُ وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَالاَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَمَعُونَةُ الظَّالِمِينَ وَالرُّكُونُ إِلَيْهِمْ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ وَحَبْسُ الْحُقُوقِ مِنْ غَيْرِ عُسْرٍ وَ الْكَذِبُ وَالْكِبْرُ وَالاِْسْرَافُ وَالتَّبْذِيرُ وَالْخِيَانَةُ وَالاسْتِخْفَافُ بِالْحَجِّ وَالْمُحَارَبَةُ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالاشْتِغَالُ بِالْمَلاهِي وَالاِْصْرَارُ عَلَى الذُّنُوبِ(1).

بعض آثار الذنوب

عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: إِنَّ الذَّنْبَ يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ(2).

وعن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ اللَّهَ الْحَاجَةَ فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ أَوْ إِلَى وَقْتٍ بَطِي ءٍ فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ ذَنْباً فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَكِ لا تَقْضِ حَاجَتَهُ وَاحْرِمْهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَاسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلاةَ اللَّيْلِ وَإِنَّ

ص: 42


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 20/126 ( باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين ) ح 1 ؛ بحار الأنوار: 10/359، ح 1.
2- الكافي: 2/271، ح 11 ؛ تفسير نور الثقلين: 4/583، ح 107.
3- الكافي: 2/271 ؛ بحار الأنوار: 70/329، ح 11.

الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ(1).

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ خَرَجَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِنْ تَابَ انْمَحَتْ وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَغْلِبَ عَلَى قَلْبِهِ فَلا يُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَداً(2).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ وَلا نَكْبَةٍ وَلا صُدَاعٍ وَلا مَرَضٍ إِلّا بِذَنْبٍ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: « وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِير »(3).(4)

وعن الرضا عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الاَْنْبِيَاءِ إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ وَإِذَا عُصِيتُ غَضِبْتُ وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَرَى(5).

قوله: « لعنت » أي أبعدتهم من رحمتي ولعنتي أي أثرها تبلغ السابع من الوراء في الصحاح والقاموس الوراء ولد الولد ويستشكل بأنه أي تقصير لأولاد الأولاد حتى تبلغ اللعنة إليهم إلى البطن السابع فمنهم من حمله على أنه قد يبلغهم وهو إذا رضوا بفعل آبائهم كما ورد أن القائم عليه السلام يقتل أولاد قتلة الحسين عليه السلام لرضاهم بفعل آبائهم. وأقول يمكن أن يكون المراد به الآثار الدنيوية كالفقر والفاقة والبلايا والأمراض والحبس والمظلومية كما نشاهد أكثر ذلك في أولاد الظلمة وذلك

ص: 43


1- الكافي: 2/271، ح 16 ؛ بحار الأنوار: 70/330، ح 13.
2- الكافي: 2/271، ح 13 ؛ بحار الأنوار: 70/327، ح 10.
3- الشورى: 30.
4- الكافي: 2/269، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 70/315، ح 3.
5- الكافي: 2/275، ح 26 ؛ بحار الأنوار: 70/341، ح 23.

عقوبة لآبائهم فإن الناس يرتدعون عن الظلم بذلك لحبهم لأولادهم ويعوض اللَّه الأولاد في الآخرة كما قال تعالى: « وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ »(1) الآية وهذا جائز على مذهب العدلية بناء على أنه يمكن إيلام شخص لمصلحة الغير مع التعويض بأكثر منه بحيث يرضى من وصل إليه الألم مع أن في هذه الأمور مصالح للأولاد أيضا فإن أولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم يصير ذلك سببا لبغيهم وطغيانهم أكثر من غيرهم(2).

الاصرار على الذنوب

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرُ المُؤمنينَ عليه السلام: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلّا وَعَلَيْهِ أَرْبَعُونَ جُنَّةً(3) حَتَّى يَعْمَلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً فَإِذَا عَمِلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً انْكَشَفَتْ عَنْهُ الْجُنَنُ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ مَنِ الْحَفَظَةُ الَّذِينَ مَعَهُ يَا رَبَّنَا هَذَا عَبْدُكَ قَدِ انْكَشَفَتْ عَنْهُ الْجُنَنُ

ص: 44


1- النساء: 9.
2- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: 9/427.
3- الجنّة بالضم: السترة والجمع جنن بضم الجيم وفتح النون وكأنّ المراد بالجنن ألطافه سبحانه التي تصير سبباً لترك المعاصي وامتناعه فبكل كبيرة كانت من نوع واحد أو أنواع مختلفة يستحقّ منع لطف من ألطافه أو رحماته تعالى وعفوه وغفرانه فلا يفضحه اللَّه بها فاذا استحقّ غضب اللَّه سلبت عنه لكن يرحمه سبحانه ويأمر الملائكة بستره ولكن ليس سترهم كستر اللَّه تعالى أو المراد بالجنن ترك الكبائر فان تركها موجب لغفران الصغائر عند اللَّه وسترها عن الناس فاذا عمل بكبيرة لم يتحتّم على اللَّه مغفرة صغائره وشرع الناس في تجسّس عيوبه وهكذا إلى أن يعمل جميع الكبائر وهي أربعون تقريباً فيفتضح عند اللَّه وعند الناس بكبائره وصغائره أو أراد بالجنن الطاعات التي هي مكفرة لذنوبه عند اللَّه وساترة لعيوبه عند الناس ويؤيّده ما ورد عن الصادق عليه السلام أن الصلاة سترة وكفّارة لما بينها من الذنوب فهذه ثلاثة وجوه خطر بالبال على سبيل الإمكان والاحتمال ؛ الكافي: 2/279 ؛ مرآة العقول 10/21.

فَيُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ فَتَسْتُرُهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فَمَا يَدَعُ شَيْئاً مِنَ الْقَبِيحِ إِلّا قَارَفَهُ(1) حَتَّى يَتَمَدَّحَ إِلَى النَّاسِ بِفِعْلِهِ الْقَبِيحِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ مَا يَدَعُ شَيْئاً إِلّا رَكِبَهُ وَإِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِمَّا يَصْنَعُ فَيُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ ارْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ فَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْتِكُ اللَّهُ سِتْرَهُ فِي السَّمَاءِ وَيَسْتُرُهُ فِي الاَْرْضِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا عَبْدُكَ قَدْ بَقِيَ مَهْتُوكَ السِّتْرِ فَيُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ لَوْ كَانَ لِي فِيهِ حَاجَةٌ مَا أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَرْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ(2).

عصمة الأنبياء والأئمّة سلام اللَّه عليهم أجمعين

حدّثنا أبو الصلت الهرويّ قال: لَمَّا جَمَعَ الْمَأْمُونُ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أَهْلَ الْمَقَالاتِ مِنْ أَهْلِ الاِْسْلامِ وَالدِّيَانَاتِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَالصَّابِئِينَ وَسَائِرِ أَهْلِ الْمَقَالاتِ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلّا وَقَدْ أُلْزِمَ حُجَّتَهُ كَأَنَّهُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَقُولُ بِعِصْمَةِ الاْنْبِيَاءِ قَالَ بَلَى قَالَ فَمَا تَعْمَلُ ( فما تقول خ ل ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى »(3) وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ

ص: 45


1- اقترف الذنب: أتاه وفعله، وقارفه: قاربه وقوله: « حتّى يمتدح » في القاموسى تمدح: تكلف أن يمدح وافتخر وتشبع بما ليس عنده وقال: مدحه كمنعه: أحسن الثناء عليه كمدحه وامتدحه وتمدحه. فالامتداح استعمل هنا بمعنى التمدح وفي بعض النسخ « يتمدح » وهو أظهر. الكافي: 2/279.
2- الكافي: 2/280، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 70/355، ح 61.
3- طه: 121.

نَقْدِرَ عَلَيْهِ »(1) وَقَوْلِهِ فِي يُوسُفَ: « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها »(2) وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي دَاوُدَ: « وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ »(3) وَقَوْلِهِ فِي نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله: « وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ »(4) فَقَالَ مَوْلانَا الرِّضَا عليه السلام: وَيْحَكَ يَا عَلِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَنْسُبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْفَوَاحِشَ وَلا تَتَأَوَّلْ كِتَابَ اللَّهِ بِرَأْيِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »(5) أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آدَمَ عليه السلام: « وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى »(6) فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فِي أَرْضِهِ وَخَلِيفَتَهُ فِي بِلادِهِ لَمْ يَخْلُقْهُ لِلْجَنَّةِ وَكَانَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنْ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ لا فِي الاْرْضِ لِتَتِمَّ مَقَادِيرُ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الاْرْضِ وجُعِلَ حُجَّةً وَخَلِيفَةً عُصِمَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ »(7).

وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » إِنَّمَا ظَنَّ بمعنى استيقن أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَلا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ (8)» أَيْ ضَيَّقَ عَلَيْهِ وَلَوْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَكَانَ قَدْ كَفَرَ وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي يُوسُفَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها فَإِنَّهَا

ص: 46


1- الأنبياء: 87.
2- يوسف: 24.
3- ص: 24.
4- الأحزاب: 37.
5- آل عمران: 7.
6- طه: 121.
7- آل عمران: 33.
8- الفجر: 16.

هَمَّتْ بِالْمَعْصِيَةِ وَهَمَّ يُوسُفُ بِقَتْلِهَا إِنْ أَجْبَرَتْهُ لِعِظَمِ مَا دَاخَلَهُ فَصَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ قَتْلَهَا وَالْفَاحِشَةَ وَهُوَ قَوْلُهُ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ يَعْنِي الْقَتْلَ وَالْفَحْشاءَ يَعْنِي الزِّنَا وَأَمَّا دَاوُدُ فَمَا يَقُولُ مَنْ قِبَلَكُمْ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ يَقُولُونَ إِنَّ دَاوُدَ كَانَ فِي مِحْرَابِهِ يُصَلِّي إِذْ تَصَوَّرَ لَهُ إِبْلِيس فَسَقَطَ الطَّيْرُ فِي دَارِ أُورِيَاظ بْنِ حَنَانٍ فَأَطْلَعَ دَاوُدُ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ فَإِذَا بِامْرَأَةِ أُورِيَا تَغْتَسِلُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَوَاهَا وَكَانَ أُورِيَا قَدْ أَخْرَجَهُ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ أَنْ قَدِّمْ أُورِيَا أَمَامَ الْحَرْبِ فَقَدَّمَ فَظَفِرَ أُورِيَا بِالْمُشْرِكِينَ فَصَعُبَ ذَلِكَ عَلَى دَاوُدَ فَكَتَبَ الثَّانِيَةَ أَنْ قَدِّمْهُ أَمَامَ التَّابُوتِ(1) فَقُتِلَ أُورِيَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَزَوَّجَ دَاوُدُ بِامْرَأَتِهِ قالَ(2): فَضَرَبَ الرِّضَا عليه السلام بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: إِنَّا للَّهِ ِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لَقَدْ نَسَبْتُمْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ إِلَى التَّهَاوُنِ بِصَلاتِهِ حَتَّى(3) خَرَجَ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ ثُمَّ بِالْفَاحِشَةِ ثُمَّ بِالْقَتْلِ فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ خَطِيئَتُهُ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّ دَاوُدَ إِنَّمَا ظَنَّ أَنْ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقاً هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَيْنِ « فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ »(4) فَقَالا:

ص: 47


1- وفي نسخة: « الحرب » أي أمام التابوت لحرب المخالفين. التبوت والتابوت وهما لغتان: الصندوق من الخشب ومنه تابوت الميّت والمراد هاهنا التابوت السكينة المشهورة وكان إذا وضع بين بني إسرائيل وبين أعدائهم ورجع عن التابوت إنسان كفر وقتل ( عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/193 تعليقة ).
2- أي قال الراوي وهو أبو الصلت الهروي: فضرب الرضا عليه السلام بيده على جبهته لعظم هذه التهمة!
3- وفي نسخة: « حين ». ولا يخفى ان هذه الحكاية ونحوها ممّا يقبح أن يتحدّث به عن بعض المتسمين بالصلاح والعفاف من افناء المسلمين فضلاً عن بعض أعلام الأنبياء والأولياء.
4- فتسوّرا في المحراب » خ. ل. قال عليّ بن إبراهيم: أي نزلا من المحراب والآيات المشار إليها في المتن المربوطة بقصّة داود عليه السلام كلّها مذكورة في سورة ص الآية 20 - 26.

« خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ » فَلَمْ يَسْأَلِ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يُقْبِلْ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَيَقُولَ مَا تَقُولُ فَكَانَ هَذَا خَطِيئَةَ حُكْمِهِ لا مَا ذَهَبْتُمْ إِلَيْهِ أَلا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: « يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى » إِلَى آخِرِ الآْيَةِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا قِصَّتُهُ مَعَ أُورِيَا؟ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام: إِنَّ الْمَرْأَةَ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ كَانَتْ إِذَا مَاتَ بَعْلُهَا أَوْ قُتِلَ لا تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ أَبَداً وَأَوَّلُ مَنْ أَبَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ قُتِلَ بَعْلُهَا كانَ دَاوُدُ عليه السلام فَتزوّج بامرأة أُوريا لمّا قُتل وانقضت عدّتها منه فَذَلِكَ الَّذِي شَقَّ عَلَى الناس(1) من قِبل أُورِيَا وَأَمَّا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَ نَبِيَّهُ أَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَأَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي الآْخِرَةِ وَأَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَحَدُ مَنْ سَمَّى لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَ هِيَ يَوْمَئِذٍ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَأَخْفَى صلى الله عليه وآله اسْمَهَا فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِ لَهُ لِكَيْلا يَقُولَ ( خ ل لئلّا يقول ) أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلٍ إِنَّهَا أَحَدُ أَزْوَاجِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَخَشِيَ قَوْلَ الْمُنَافِقِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَتَخْشِى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » يعني فِي نَفْسِكَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا

ص: 48


1- أي على قبيلته خصوصاً على النساء من الناس.

تَوَلَّى تَزْوِيجَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلّا تَزْوِيجَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ عليه السلام وَزَيْنَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله بقوله: « فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا »(1) وَفَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ عليهما السلام قَالَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَنْطِقَ فِي أَنْبِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا إِلّا بِمَا ذَكَرْتَهُ(2).

وعن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: الاِْمَامُ مِنَّا لا يَكُونُ إِلّا مَعْصُوماً وَلَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا فَلِذَلِكَ لا يَكُونُ إِلّا مَنْصُوصاً فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَى الْمَعْصُومِ فَقَالَ هُوَ الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللَّهِ(3) وَحَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ لا يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالاِْمَامُ يَهْدِي إِلَى الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ يَهْدِي إِلَى الاِْمَامِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ »(4).(5)

الذنوب التي تهتك العصم

اشارة

وهي كما روي عن الصادق عليه السلام: شُرْبُ الْخَمْرِ وَاللَّعِبُ بِالْقِمَارِ وَتَعَاطِي مَا يُضْحِكُ النَّاسَ مِنَ اللَّغْوِ وَالْمِزَاحِ وَذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْب(6).

ص: 49


1- الأحزاب: 37. الوطر بالتحريك: الحاجة. قضى منه وطره: نال منه بغيته.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/191 ح 1 ؛ بحار الأنوار: 11/72، ح 1.
3- أي أن معصوميّته بسبب اعتصامه بالقرآن وعدم مفارقته عنه. معاني الأخبار: 132.
4- الإسراء: 9. أي للملّة التي هي أقوم الملل والطريقة التي هي أقوم الطرائق وأوّل في الخبر بالامام لأنّه الهادي إلى تلك الملّة والمبين لتلك الطريقة والداعي إليها. معاني الأخبار: 132.
5- معاني الأخبار: 132، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 25/194، ح 5.
6- مجمع البحرين: 6/116.

شرب الخمر

قال تعالى: « رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ »(1).

وقال تعالى: « يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا »(2).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي الْخَمْرِ عَشَرَةً غَارِسَهَا وَحَارِسَهَا وَعَاصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَإِنَّ الْخَمْرَ رَأْسُ كُلِّ إِثْم(4).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مُدْمِنُ الْخَمْرِ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ كَافِراً(5).

قِيلَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ فَقَالَ عليه السلام: نَعَمْ إِنَّ صَاحِبَ الزِّنَا لَعَلَّهُ لا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ وَإِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ زَنَى وَسَرَقَ وَقَتَلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَتَرَكَ الصَّلاةَ(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ بَعْدَ مَا حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِي فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُزَوَّجَ إِذَا خَطَبَ وَلا

ص: 50


1- المائدة: 90.
2- البقرة: 219.
3- الخصال: 2/445 ؛ بحار الأنوار: 76/130، ح 19.
4- الكافي: 6/403، ح 4.
5- الكافي: 6/404، ح 5.
6- الكافي: 6/403، ح 8.

يُشَفَّعَ إِذَا شَفَعَ وَلا يُصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ وَلا يُؤْتَمَنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَمَنِ ائْتَمَنَهُ بَعْدَ عِلْمِهِ فِيهِ فَلَيْسَ لِلَّذِي ائْتَمَنَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ضَمَانٌ وَلا لَهُ أَجْرٌ وَلا خَلَف(1).

القمار

قال تعالى: « يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ »(2).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ يَنْهَى عَنِ الْجَوْزِ يَجِي ءُ بِهِ الصِّبْيَانُ مِنَ الْقِمَارِ أَنْ يُؤْكَلَ وَقَالَ هُوَ سُحْتٌ(3).

فعل ما يضحك الناس من المزاح واللهو

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أبعد الناس من النجاح المستهتر باللهو والمزاح(4).

وعنه عليه السلام: احذر الهزل واللعب وكثرة المزح والضحك والترهات(5).

وعن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال في وصيّة له لبعض وُلده أو قال أبي لبعض وُلده: إِيَّاكَ وَالْمِزَاحَ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِنُورِ إِيمَانِكَ وَيَسْتَخِفُّ بِمُرُوءَتِكَ(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِيَّاكُمْ وَالْمِزَاحَ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِمَاءِ الْوَجْهِ وَمَهَابَةِ

ص: 51


1- الكافي: 6/396، ح 2.
2- البقرة: 219.
3- الكافي: 5/123، ح 6.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 460، ش 10542.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 461/10547.
6- الكافي: 2/665، ح 19.

الرِّجَالِ(1).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تغرنك العاجلة بزور الملاهي فإن اللهو ينقطع ويلزمك ما اكتسبت من المآثِمِ(2).

وعنه عليه السلام: لا تفن عمرك في الملاهي فتخرج من الدنيا بلا أمل(3).

وذكر عيوب الناس

عن أبي جعفر وأبي عبداللَّه عليهما السلام قالا: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى الْكُفْرِ أَنْ يُوَاخِيَ الرَّجُلَ عَلَى الدِّينِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلّاتِهِ لِيُعَنِّفَهُ بِهَا يَوْماً مَا(4).

عن اسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَخْلُصِ الاِْيمَانَ إِلَى قَلْبِهِ لا تَذُمُّوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ(5) تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي بَيْتِهِ(6).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: تأمل العيب عيب(7).

ص: 52


1- الكافي: 2/665، ح 16.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 461، ش 10563.
3- نفس المصدر: ش 10562.
4- الكافي: 2/354، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 72/217، ح 20.
5- التتبع: التطلّب شيئاً فشيئاً في مهلة، والعورة: كلّ أمر قبيح والمراد بتتبع اللَّه سبحانه عورته منع لطفه وكشف ستره ومنع الملائكة عن ستر ذنوبه وعيوبه فهو يفتضح في السماء والأرض ولو أخفاها وفعلها في جوف بيته واهتمّ باخفائها ( آت ). الكافي: 2/354.
6- المافي: 2/354، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 72/218، ح 21.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 451، ش 10371.

وعنه عليه السلام: لا تبتهجن بخطاء غيرك فإنك لن تملك الإصابة أبدا(1).

ومجالسة أهل الريب

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِساً يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ وَلا يَقْدِرُ عَلَى تَغْيِيرِهِ(2).

عن بكر بن محمّد عن الجعفري(3) قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: مَا لِي رَأَيْتُكَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ(4) فَقَالَ: إِنَّهُ خَالِي فَقَالَ إِنَّهُ يَقُولُ فِي اللَّهِ قَوْلاً عَظِيماً يَصِفُ اللَّهَ وَلا يُوصَفُ فَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَهُ وَتَرَكْتَنَا وَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَنَا وَتَرَكْتَهُ فَقُلْتُ هُوَ يَقُولُ مَا شَاءَ، أَيُّ شَيْ ءٍ عَلَيَّ مِنْهُ إِذَا لَمْ أَقُلْ مَا يَقُولُ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ بِهِ نَقِمَةٌ فَتُصِيبَكُمْ جَمِيعاً أَمَا عَلِمْتَ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى عليه السلام وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَلَمَّا لَحِقَتْ خَيْلُ فِرْعَوْنَ مُوسَى عليه السلام تَخَلَّفَ عَنْهُمْ لِيَعِظَ أَبَاهُ فَيُلْحِقَهُ بِمُوسَى عليه السلام فَمَضَى أَبُوهُ وَهُوَ يُرَاغِمُهُ(5) حَتَّى بَلَغَا طَرَفاً مِنَ الْبَحْرِ فَغَرِقَا جَمِيعاً فَأَتَى مُوسَى الْخَبَرُ فَقَالَ هُوَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ

ص: 53


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 301، ش 6843.
2- الكافي: 2/374، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 71/199، ح 38.
3- الجعفري هو أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وهو من أجلّة أصحابنا ويقال: إنّه لقى الرضا إلى آخر الأئمّة: وأبو الحسن يحتمل الرضا والهادي عليهما السلام ويحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفري كما صرّح به في مجالس المفيد. الكافي: 2/374.
4- فقال » أي ذلك الرجل وكونه كلام بكر والضمير للجعفري بعيد وفي المجالس: « يقول لأبي » وهو أظهر ويؤيّد الأوّل. الكافي: 2/374.
5- المراغمة : الهجران والتباعد والمغاضبة ، أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه ويذكر ما يغضبه ( آت ) . الكافي : 2/375 .

وَلَكِنَّ النَّقِمَةَ إِذَا نَزَلَتْ لَمْ يَكُنْ لَهَا عَمَّنْ قَارَبَ الْمُذْنِبَ دِفَاعٌ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرالمُؤمنينَ عليه السلام: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلا يَقُومُ مَكَانَ رِيبَةٍ(2).(3)

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَعَدَ عِنْدَ سَبَّابٍ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تعالى(4).

قال النبي صلى الله عليه وآله: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ تَحَبَّبُوا إِلَى اللَّهِ وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ قَالُوا يَا رُوحَ اللَّهِ بِمَا ذَا نَتَحَبَّبُ إِلَى اللَّهِ وَنَتَقَرَّبُ قَالَ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْتَمِسُوا رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِهِمْ قَالُوا يَا رُوحَ اللَّهِ فَمَنْ نُجَالِسُ إِذًا؟ قَالَ مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَيَزِيدُ فِي عَمَلِكِمْ مَنْطِقُهُ وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الآْخِرَةِ عَمَلُهُ(5).

عن الصادق جعفر بن محمّد أنّه قال: أَوْلَى النَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ التُّهَمَة(6).

وعن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه: قال: قالَ أميرالمؤمنينَ عليه السلام: مَنْ وَقَفَ نَفْسَهُ مَوْقِفَ التُّهَمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ(7).

ص: 54


1- الكافي: 2/378، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 71/214، ح 47.
2- أي مقام تهمة وشكّ وكأنّ المراد النهي عن حضور موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر أو بذمائم الأخلاق أعم من أن يكون بالقيام أو المشي أو القعود أو غيرها فانّه يتّهم بتلك الصفات ظاهراً عند الناس ويتلوّث به باطناً ( آت ). الكافي: 2/378.
3- الكافي: 2/378، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 71/214، ح 47.
4- الكافي: 2/379، ح 14 ؛ بحار الأنوار: 71/219، ح 51.
5- تحف العقول: 44 ؛ بحار الأنوار: 74/149، ح 60.
6- الأمالي للصدوق: 21/م 6، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 74/113، ح 2.
7- الأمالي للصدوق: 304/م 50، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 72/90، ح 4.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ

اشارة

عن زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ عِصْيَانُ الْعَارِفِ بِالْبَغْيِ وَالتَّطَاوُلُ عَلَى النَّاسِ وَالاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ وَالسُّخْرِيَّةُ مِنْهُم(1).

البغي

قال تعالى: « إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ »(2).

وقال تعالى: « وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ »(3).

وقال تعالى: « يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً »(4).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَإِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْي(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سِتَّةٌ لا تَكُونُ فِي مُؤْمِنٍ قِيلَ وَمَا هِيَ قَالَ الْعُسْرُ وَالنَّكَدُ وَاللَّجَاجَةُ وَالْكَذِبُ وَالْحَسَدُ وَالْبَغْي(6).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الْبَغْيُ يَسْلُبُ النِّعْمَة(7).

ص: 55


1- معاني الأخبار: 270 ؛ بحار الأنوار: 70/375، ح 12.
2- القصص: 76.
3- الشورى: 27.
4- مريم: 28.
5- الكافي: 2/459، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 75/189، ح 43.
6- المحاسن: 1/158، ح 96 ؛ بحار الأنوار: 64/301، ح 29.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 345، ش 7935.

وعنه عليه السلام: الْبَغْيُ يُوجِبُ الدَّمَارَ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرُالمؤمنين عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْبَغْيَ يَقُودُ أَصْحَابَهُ إِلَى النَّار(2).

والتطاول على الناس

قال تعالى: « اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ »(3).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ »(4).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه أوحى إلى أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد(5).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَهْلَكَ النَّاسَ اثْنَانِ خَوْفُ الْفَقْرِ وَطَلَبُ الْفَخْر(6).

وعن عليه السلام: مَنْ صَنَعَ شَيْئاً لِلْمُفَاخَرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسْوَدَ الوَجْه(7).

وعنه عليه السلام: ضَعْ فَخْرَكَ وَاحْطُطْ كِبْرَكَ وَاذْكُرْ قَبْرَك(8).

وعنه عليه السلام: إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاتِ الْوُلاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ

ص: 56


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 345، ش 7936.
2- الكافي: 2/327، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 2/277، ح 16.
3- الحديد: 20.
4- لقمان: 18.
5- مصباح الشريعة ( ترجمه مصطفوى ): 243.
6- الخصال: 1/69، ح 102 ؛ بحار الأنوار: 69/39، ح 34.
7- ثواب الأعمال: 255 ؛ بحار الأنوار: 70/292، ح 20.
8- مجموعة ورّام: 1/87.

الْفَخْرِ، وَيُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْر(1).

وعنه عليه السلام: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا ذَكَرَ لِنَفْسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَلا فَخْر(2).

إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَادَ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ فِي مَرَضِهِ فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: يَا صَعْصَعَةُ لا تَفْتَخِرَنَّ عَلَى إِخْوَانِكَ بِعِيَادَتِي إِيَّاكَ وَاتَّقِ اللَّهَ(3).

عن عبداللَّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: ثَلاثَةٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ وَزَيْنُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ الصَّلاةُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَيَأْسُهُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَوَلايَتُهُ الاِْمَام مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ:(4).

والاستهزاء بهم والسخريّة منهم

قال تعالى: « وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ »(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِي(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ نَابَذَنِي(7) مَنْ أَذَلَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ(8).

ص: 57


1- الكافي: 8/355، ح 550 ؛ بحار الأنوار: 34/185، ش 983.
2- ارشاد القلوب: 2/407 ؛ بحار الأنوار: 16/341، ح 23.
3- رجال الكشي: 588، ش 1099 ؛ بحار الأنوار: 70/292، ح 22.
4- الكافي: 8/234، ح 311 ؛ بحار الأنوار: 72/107، ح 6.
5- البقرة: 14.
6- الكافي: 2/351، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 72/155، ح 24.
7- المنابذة : المعاداة جهاراً .
8- الكافي: 2/352، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 72/158، ح 28.

قال تعالى: « الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »(1).

جَاءَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ لَيْلَتِي أَخْبِزُ لِجَرِيرٍ حَتَّى نِلْتُ صَاعَيْنِ تَمْراً أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَمْسَكْتُهُ وَأَمَّا الآْخَرُ فَأَقْرَضْتُهُ رَبِّي فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنْ يَنْثُرَهُ فِي الصَّدَقَاتِ فَسَخِرَ مِنْهُ الْمُنَافِقُونَ فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُغْنِي عَنْ هَذَا الصَّاعِ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِصَاعِهِ شَيْئاً وَلَكِنَّ أَبَا عَقِيلٍ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ نَفْسَهُ لِيُعْطَى مِنَ الصَّدَقَاتِ فَقَالَ: سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيم(2).

قيل أتاه ( أي: رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ) عبدالرحمن بن عوف بصرة من دراهم تملأ الكف وأتاه عقبة بن زيد الحارثي بصاع من تمر وقال: يا رسول اللَّه عملت في النخل بصاعين فصاعاً تركته لأهلي وصاعاً أقرضته ربّي وجاء زيد بن أسلم بصدقة فقال معتب بن قشير وعبداللَّه بن نبتل: إنّ عبدالرحمن رجل يحبّ الرياء ويبتغي الذكر بذلك وإنّ اللَّه غني عن الصاع من التمر فعابوا المكثر بالرياء والملقل بالإقلال(3).

قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ »(4).

ص: 58


1- التوبة: 79.
2- تفسير القمي: 1/302 ؛ بحار الأنوار: 22/96.
3- مجمع البيان للطبرسي: 5/84.
4- الحجرات: 11.

نزل قوله: « لا يسخر قومٌ من قومٍ » في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنه وقر وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتّى يقعد عند النبيّ فيسمع ما يقول فدخل المسجد يوماً والناس قد فرغوا من الصلاة وأخذوا مكانهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول تفسحوا تفسحوا حتّى انتهى إلى رجل فقال له أصبت مجلساً فاجلس فجلس خلفه مغضباً فلمّا انجلت الظلمة قال: من هذا؟ قال الرجل: أنا فلان فقال ثابت: ابن فلانة ذكر أمّا له كان يعير بها في الجاهليّة فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية عن ابن عبّاس وقوله: « ولا نساءٌ من نساءٍ » نزل في نساء النبي صلى الله عليه وآله سخرن من أُمّ سلمة عن أنس وذلك أنّها ربطت حقويها بسبيبة وهي ثوب أبيض وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجره فقالت عائشة لحفصة: انظري ماذا تجر خلفها كأنّه لسان كلب فلهذا كانت سخريتهما وقيل أنّها عيّرتها بالقصر وأشارت بيدها أنّها قصيرة عن الحسن(1).

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ان المستهزئين يفتح لأحدهم باب الجنّة فيقال: هلم فيجي ء بكربه وغمه فاذا جاء اغلق دونه ثمّ يفتح له باب آخر... فما يزال كذلك حتّى ان الرجل ليفتح له الباب فيقال له: هلم هلم فما يأتيه(2).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ

اشارة

قال تعالى: « وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا »(3).

ص: 59


1- مجمع البيان للطبرسي: 9/202.
2- كنز العمّال: 3/650، ح 8328.
3- النحل: 18.

وقال تعالى: « قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ »(1).

وقال تعالى: « وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ »(2).

وقال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(3).

وقال تعالى: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ »(4).

وقال تعالى: « اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ »(5).

أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ: الذُّنُوبُ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ الْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَالزَّوَالُ عَنِ الْعَادَةِ فِي الْخَيْرِ وَاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ وَكُفْرَانُ النِّعَمِ وَتَرْكُ الشُّكْرِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِم »(6).(7)

البغي على الناس

قال اللَّه تعالى: « وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ »(8).

عن مسمع أبي سيّار: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَتَبَ إِلَيْهِ فِي كِتَابٍ انْظُرْ أَنْ لا تَكَلَّمَ

ص: 60


1- النساء: 77.
2- العنكبوت: 64.
3- الضحى: 11.
4- إبراهيم: 7.
5- سبأ: 13.
6- الرعد: 11.
7- معاني الأخبار: 270 ؛ بحار الأنوار: 70/375، ح 12.
8- الأنبياء: 47.

بِكَلِمَةِ بَغْيٍ أَبَداً وَإِنْ أَعْجَبَتْكَ نَفْسَكَ وَعَشِيرَتَكَ(1).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لو بغى جبل على جبل لهدّ اللَّه الباغي(2).

البغي يسلب النعمة(3).

البغي يوجب الدمار(4).

عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: ثَلاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَلا تُؤَخَّرُ إِلَى الآْخِرَةِ: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَكُفْرُ الْإِحْسَانِ(5).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أيّها الناس إنّ البغي يقودُ أصحابَه إلى النار(6).

الزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى فَأَعْطُوهُ وَاسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ بِاللَّهِ فَأَجِيبُوهُ وَمَنِ اصْطَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ(7).

ص: 61


1- الكافي: 2/327، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 72/279، ح 18.
2- مرآة العقول: 11/340، ح 1.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 345، ش 7935 و7936.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 345، ش 7935 و7936.
5- الأمالي للمفيد: 237/م 28، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 70/73، ح 7.
6- الكافي: 2/327، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 72/277، ح 16.
7- الجعفريّات ( الأشعثيّات ): 152.

قال الإمام الكاظم عليه السلام: قلّة الشكر تزهد في اصطناع المعروف(1).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا يزهدنك في اصطناع المعروف قلة من يشكره فقد يشكرك عليه من لا ينتفع بشي ء منه وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر(2).

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: وأما علامة المسرف فأربعة الفخر بالباطل ويأكل ما ليس عنده ويزهد في اصطناع المعروف وينكر من لا ينتفع بشي ء منه(3).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّينِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ الْخَيْرِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ بَرٍّ وَفَاجِرٍ(4).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ لَهُ الْمَعْرِفَةُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَالْمَلَكُ يَنْطَلِقُ بِهِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ أَغِثْنِي فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَيْكَ الْمَعْرُوفَ فِي الدُّنْيَا وَأَسْعَفُكَ فِي الْحَاجَةِ تَطْلُبُهَا مِنِّي فَهَلْ عِنْدَكَ الْيَوْمَ مُكَافَأَةٌ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ خَلِّ سَبِيلَهُ قَالَ فَيَسْمَعُ اللَّهُ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَيَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ يُجِيزَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَيُخَلِّيَ سَبِيلَهُ(5).

قال الصادق عليه السلام: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآْخِرَةِ يُقَالُ لَهُمْ إِنَّ ذُنُوبَكُمْ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ فَهَبُوا حَسَنَاتِكُمْ لِمَنْ شِئْتُمْ وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ بِيَدِهِ فَبِقَلْبِهِ

ص: 62


1- مجموعة ورّام: 123، ح 12.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 389، ش 8916.
3- تحف العقول: 22.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/35، ح 77 ؛ بحار الأنوار: 71/409، ح 13.
5- ثواب الأعمال: 172 ؛ بحار الأنوار: 71/305، 53.

وَلِسَانِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ بِلِسَانِهِ فَلْيَنْوِهِ بِقَلْبِهِ(1).

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: أوّل من يدخل الجنّة المعروف وأهله(2).

كفران النعمة

قال تعالى: « وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ »(3).

وقال تعالى: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ »(4).

وقال تعالى: « لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ »(5).

وقال تعالى: « وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ »(6).

ص: 63


1- الاختصاص: 240 ؛ بحار الأنوار: 71/418، ح 41.
2- الجعفريّات: 152.
3- إبراهيم: 7.
4- البقرة: 152.
5- سبأ: 15 - 17.
6- النحل: 112.

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عن عليّ: قال: قالَ رسولُ اللَّه: ضَغْطَةُ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ تَضْيِيعِ النِّعَمِ(1).

كفران النعمة من أقسام الكفر

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الكفر في كتاب اللَّه على خمسة أوجه - إلى أن قال عليه السلام: - الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ كُفْرُ النِّعَمِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السلام: « هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ » وَقَالَ: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ » وَقَالَ: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون »(2).

وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ عليه السلام: وَلا تَكْفُرْ نِعْمَةً فَإِنَّ كُفْرَ النِّعْمَةِ مِنْ أَلْأمِ الْكُفْرِ(3).

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: أَسْرَعُ الذُّنُوبِ عُقُوبَةً كُفْرَانُ النِّعْمَةِ(4).

وعن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: ثَلاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَلا تُؤَخَّرُ إِلَى الآْخِرَةِ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَكُفْرُ الْإِحْسَانِ(5).

ص: 64


1- الأمالي للصدوق: 540/م 80، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 6/221، ح 16.
2- الكافي: 2/389، ح 1.
3- مستدرك الوسائل: 12/357، ح 2.
4- الأمالي للطوسي: 450/م 16، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 66/70، ح 25.
5- الأمالي للمفيد: 237/م 28، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 70/373، ح 7.

أحبّ الناس إلى اللَّه سبحانه العامل فيما أنعم به عليه بالشكر وأبغضهم إليه العامل في نعمه بكفرها(1).

كفران الوسائط

عن عمّار الدهني قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَكَرْتَ فُلاناً فَيَقُولُ بَلْ شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْكَرُكُمْ للَّهِ ِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ(2).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: مِنْ حَقِّ الشُّكْرِ للَّهِ ِ أَنْ تَشْكُرَ مَنْ أَجْرَى تِلْكَ النِّعْمَةَ عَلَى يَدِهِ(3).

وقال الرضا عليه السلام: مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ(4).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَمَرْتَ بِي إِلَى النَّارِ وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَيَقُولُ اللَّهُ أَيْ عَبْدِي إِنِّي أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا فَشَكَرْتُكَ بِكَذَا وَأَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا وَشَكَرْتُكَ بِكَذَا فَلا يَزَالُ يُحْصِي النِّعَمَ وَيُعَدِّدُ الشُّكْرَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى صَدَقْتَ عَبْدِي إِلّا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ لَكَ نِعْمَتِي عَلَى

ص: 65


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 277/6115.
2- الكافي: 2/99، ح 30 ؛ بحار الأنوار: 68/38، ح 25.
3- وسائل الشيعة: 16/311، ح 21632.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/24، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 68/44، ح 47.

يَدَيْهِ وَإِنِّي قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدٍ لِنِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَشْكُرَ سَائِقَهَا مِنْ خَلْقِي إِلَيْهِ(1).

كيفيّة شكر الواسطة

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً أَنْ تَقُولَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمَجْلِسِ أَنْ تَقُولَ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْراً فَإِذاً أَنْتَ قَدْ كَافَيْتَهُ(2).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اللَّهَ لَهُ حَتَّى تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ(3).

قال تعالى: « هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ »(4).

الولاية أكبر النعم

عن عثمان بن عيسى، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً »(5) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْأَفْجَرَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ فَأَمَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ ثُمَّ

ص: 66


1- الأمالي للطوسي: 450/م 16 ؛ بحار الأنوار: 7/224، ح 142.
2- وسائل الشيعة: 16/307، ح 1618 ؛ بحار الأنوار: 72/43، ح 9.
3- وسائل الشيعة: 16/307، ح 1618 ؛ بحار الأنوار: 72/47، ح 9.
4- الرحمن: 60.
5- إبراهيم: 28.

قَالَ وَنَحْنُ وَاللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ وَبِنَا يَفُوزُ مَنْ فَاز(1).

وعن جميل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ: « لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »(2) قَالَ: تُسْأَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ثُمَّ بِأَهْلِ بَيْتِهِ المعصومين:(3).

كفران وجود العلماء

عن أبي حمزة قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ الْعُلَمَاءَ وَلا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ(4).

عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَانِيَالَ عليه السلام أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ التَّارِكُ لِلاقْتِدَاءِ بِهِمْ وَأَنَّ أَحَبَّ عَبِيدِي إِلَيَّ التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ اللّازِمُ لِلْعُلَمَاءِ التَّابِعُ لِلْحُلَمَاءِ الْقَابِلُ عَنِ الْحُكَمَاءِ(5).

ترك الشكر

الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ، لَتَصَرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ،

ص: 67


1- تفسير القمي: 1/371 ؛ بحار الأنوار: 24/51، ح 2.
2- التكاثر: 8.
3- تفسير القمي: 2/440 ؛ بحار الأنوار: 7/272، ح 39.
4- الكافي: 1/34، ح 3؛ بحار الأنوار: 1/187، ح 2.
5- الكافي 1/35، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 14/378، ح 23.

وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ.

وَلَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: « إِنْ هُمْ إِلّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا »(1).(2)

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ فَلَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالا(3).

وقال الصادق عليه السلام: لَعَنَ اللَّهُ قَاطِعِي سَبِيلِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ الرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ فَتُكَفِّرُهُ فَيَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ(4).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ

اشارة

في الدعاء: أعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء. وهي كما جاءت به الرواية عن سيّد العابدين عليه السلام سُوءُ النِّيَّةِ وَخُبْثُ السَّرِيرَةِ وَالنِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَتَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَتَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا(5).

سوء النيّة

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْزُقْنِي حَتَّى أَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْبِرِّ وَوُجُوهِ الْخَيْرِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِيَّةٍ

ص: 68


1- الفرقان: 44.
2- الصحيفة السجّاديّة: 29/د1.
3- التمحيص: 60، ح 128 ؛ بحار الأنوار: 68/94، ح 55.
4- الاختصاص: 241 ؛ بحار الأنوار: 72/43، ح 10.
5- مجمع البحرين: 4/60.

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيمُ(1).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا أَنْ يَعْصُوا اللَّهَ أَبَداً وَإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ أَبَداً فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ ثُمَّ تَلا قَوْلَهُ تَعَالَى: « قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ »(2) قَالَ عَلَى نِيَّتِهِ(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: سوءُ النيّة داءٌ دفينٌ(4).

وعنه عليه السلام: إذا فسدت النيّة وقعت البليّة(5).

وعنه عليه السلام: عند فساد النيّة ترتفع البركة(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه(7).

خبث السريرة

عن أبي جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبداً [ عبدٌ ] هُمزةٌ لمزةٌ يقبل بوجهه ويدبر بآخر(8).

ص: 69


1- الكافي: 2/85، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 67/199، ح 4.
2- الإسراء: 84.
3- الكافي: 2/85، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 67/201، ح 5.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 92، ش 1609.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 92، ش 1608.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 92، ش 1610.
7- ثواب الأعمال: 241 ؛ بحار الأنوار: 68/247، ح 6.
8- ثواب الأعمال: 269.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْداً [عَبْدٌ] يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَيَأْكُلُهُ غَائِبا(1)

النفاق مع الاخوان

محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: « إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ - إلى قوله - سَبِيلاً » لَيْسُوا مِنْ عِتْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَيْسُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَالتَّكْذِيبَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ(2).

قال الصادق عليه السلام: أَرْبَعٌ مِنْ عَلامَاتِ النِّفَاقِ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَجُمُودُ الْعَيْنِ وَالْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا(3).

ترك التصديق بالاجابة

قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ »(4).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ: وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ لا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ إِلّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَتَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ وَسُوءِ خُلُقِهِ وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِين(5).

ص: 70


1- ثواب الأعمال: 269 ؛ اعلام الدين في صفات المؤمنين: 408.
2- الزهد: 66، ش 176.
3- الاختصاص: 228 ؛ بحار الأنوار: 69/176، ح 4.
4- الحجرات: 12.
5- الكافي: 2/71، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 47/365، ح 14.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إيّاك أن تُسي ء الظنّ فانّ سوء الظنّ يُفسد العبادة ويُعظم الوزر(1).

تأخير الصلاة المفروضة حتّى تذهب أوقاتها

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّلاةِ فَلا يَشْغَلَنَّكُمْ عَنْ أَوْقَاتِهَا شَيْ ءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ أَقْوَاماً فَقَالَ: « الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ »(2) يَعْنِي أَنَّهُمْ غَافِلُونَ اسْتَهَانُوا بِأَوْقَاتِهَا(3).

عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَنَالُ شَفَاعَتِي غَداً مَنْ أَخَّرَ الصَّلاةَ الْمَفْرُوضَةَ بَعْدَ وَقْتِهَا(4).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَنْ صَلَّى الصَّلاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا رُفِعَتْ لَهُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً تَقُولُ ضَيَّعَكَ اللَّهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي(5).

وعن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه:، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَزَالُ الشَّيْطَانُ هَائِباً لابْنِ آدَمَ ذَعِراً مِنْهُ مَا صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِوَقْتِهِنَّ فَإِذَا ضَيَّعَهُنَّ اجْتَرَأَ عَلَيْهِ فَأَدْخَلَهُ فِي الْعَظَائِمِ(6).

ص: 71


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 363، ش 5668.
2- الماعون: 5.
3- الخصال: 2/621 ؛ بحار الأنوار: 80/13، ح 21.
4- الأمالي للصدوق: 399/م 62، ح 15 ؛ بحار الأنوار: 80/11، ح 11.
5- المحاسن: 1/81، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 80/19، ح 32.
6- الأمالي للصدوق: 484/م 73، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 80/11، ح 12.

عن عبداللَّه بن مسعود قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا(1).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: امْتَحِنُوا شِيعَتَنَا عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ كَيْفَ مُحَافَظَتُهُمْ عَلَيْهَا(2).

عن زين العابدين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ سُوءُ النِّيَّةِ وَخُبْثُ السَّرِيرَةِ وَالنِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَتَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَتَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا وَتَرْكُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَةِ وَاسْتِعْمَالُ الْبَذَاءِ وَالْفُحْشُ فِي الْقَوْل(3).

ترك البر والصدقة:الفرق بين البرّ والصدقة

أنك تصدق على الفقير لسد خلّته، وتبر ذا الحق لاجتلاب مودّته ومن ثمّ قيل برّ الوالدين ويجوز أن يقال: البر هو النفع الجليل(4).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: الْبِرُّ وَالصَّدَقَةُ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَزِيدَانِ فِي الْعُمُرِ وَيَدْفَعَانِ سَبْعِينَ مِيتَةَ سَوْءٍ(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الصَّدَقَةُ بِالْيَدِ تَقِي مِيتَةَ السَّوْءِ وَتَدْفَعُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ

ص: 72


1- الخصال: 1/163، ح 213 ؛ بحار الأنوار: 80/13، ح 18.
2- قرب الاسناد: 78، ح 253 ؛ بحار الأنوار: 80/23، ح 42.
3- معاني الأخبار: 271، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 70/376، ح 12.
4- الفروق في اللغة: 164.
5- ثواب الأعمال: 141 ؛ بحار الأنوار: 93/119، ح 17.

أَنْوَاعِ الْبَلاء(1).

عن العالم عليه السلام قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم من السماء(2).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: الصدقة تسدّ بها سبعين باباً من الشرّ(3).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: داووا مرضاكم بالصدقة(4).

استعمال البذاء والفحش في القول

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه(5).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: البذاء من الجفاء والجفاء في النار(6).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ اللَّه يُبغض الفاحش المتفحّش(7).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ من شرّ عباد اللَّه من تكره مجالسته لفحشه(8).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ غُلاماً ثَلاثَ سِنِينَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ اللَّهَ لا يُجِيبُهُ قَالَ يَا رَبِّ أَبَعِيدٌ أَنَا مِنْكَ فَلا تَسْمَعُنِي أَمْ قَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَلا تُجِيبُنِي قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ إِنَّكَ تَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 73


1- مكارم الأخلاق: 137 ؛ بحار الأنوار: 93/129، ح 55.
2- مكارم الأخلاق: 388 ؛ بحار الأنوار: 93/130.
3- الدعوات للراوندي: 107، ح 237 ؛ بحار الأنوار: 93/132، ح 64.
4- الكافي: 4/3، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 59/269، ح 64.
5- روضة الواعظين: 2/469.
6- الكافي: 2/325، ح 9.
7- الكافي: 2/324، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 75/176.
8- الكافي: 2/325، ح 8.

مُنْذُ ثَلاثِ سِنِينَ بِلِسَانٍ بَذِيٍّ وَقَلْبٍ عَاتٍ غَيْرِ تَقِيٍّ وَنِيَّةٍ غَيْرِ صَادِقَةٍ فَاقْلَعْ عَنْ بَذَائِكَ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ قَلْبُكَ وَلْتَحْسُنْ نِيَّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ فَوُلِدَ لَهُ الْغُلامُ(1).

قال: مَنْ فَحُشَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ بَرَكَةَ رِزْقِهِ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ(2).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءً

اشارة

عن عليّ بن الحسين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِغَيْرِ اللَّهِ وَالتَّكْذِيبُ بِوَعْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَل(3).

قال تعالى: « فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ »(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قُلْتُ لَهُ مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟ قَالَ: كَانَ فِيهَا الْأَعَاجِيبُ وَكَانَ أَعْجَب مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لابْنِهِ: خَفِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ

ص: 74


1- الكافي: 2/324، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 58/172، ح 28.
2- الكافي: 2/326، ح 13.
3- معاني الأخبار: 271 ؛ بحار الأنوار: 70/376، ح 12.
4- الكهف: 110.
5- البقرة: 218.

بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ وَارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ(1) ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: كَانَ أَبِي عليه السلام يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلّا فِي قَلْبِهِ نُورَانِ نُورُ خِيفَةٍ وَنُورُ رَجَاءٍ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا(2).

عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: إِنَّ رَجُلاً رَكِبَ الْبَحْرَ بِأَهْلِهِ فَكُسِرَ بِهِمْ فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ كَانَ فِي السَّفِينَةِ إِلّا امْرَأَةُ الرَّجُلِ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ حَتَّى أُلْجِئَتْ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَلَمْ يَدَعْ للَّهِ ِ حُرْمَةً إِلّا انْتَهَكَهَا فَلَمْ يَعْلَمْ إِلّا وَالْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلَى رَأْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ إِنْسِيَّةٌ أَمْ جِنِّيَّةٌ فَقَالَتْ إِنْسِيَّةٌ فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً حَتَّى جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا اضْطَرَبَتْ فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ تَضْطَرِبِينَ فَقَالَتْ أَفْرَقُ(3) مِنْ هَذَا وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَصَنَعْتِ مِنْ هَذَا شَيْئاً قَالَتْ لا وَعِزَّتِهِ قَالَ فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ هَذَا الْفَرَقَ وَ لَمْ تَصْنَعِي مِنْ هَذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهْتُكِ اسْتِكْرَاهاً فَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِهَذَا الْفَرَقِ وَالْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ قَالَ فَقَامَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَلَيْسَ لَهُ هِمَّةٌ إِلّا التَّوْبَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّمْسُ

ص: 75


1- يدلّ على أنّه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس ولا تنافي بينهما فان ملاحظة سعة رحمة اللَّه وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب الرجاء والنظر إلى شدّة بأس اللَّه وبطشه وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف مع أن أسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره وسوء أعماله عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال، وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال وأسباب الرجاء تؤول إلى لطف اللَّه ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه وكلّ منهما في أعلى مدارج الكمال ( آت ) الكافي: 2/67.
2- الكافي: 2/67، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 67/352، ح 1.
3- الفرق بالتحريك: الخوف. الكافي: 2/70.

فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلشَّابِّ ادْعُ اللَّهَ يُظِلّنَا بِغَمَامَةٍ فَقَدْ حَمِيَتْ عَلَيْنَا الشَّمْسُ فَقَالَ الشَّابُّ مَا أَعْلَمُ أَنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلَى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً قَالَ فَأَدْعُو أَنَا وَتُؤَمِّنُ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَدْعُو وَالشَّابُّ يُؤَمِّنُ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً(1) مِنَ النَّهَارِ ثُمَّ انْفَرَقَتِ الْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ فَأَخَذَ الشَّابُّ فِي وَاحِدَةٍ وَأَخَذَ الرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ فَإِذَا السَّحَابُ مَعَ الشَّابِّ فَقَالَ الرَّاهِبُ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي لَكَ اسْتُجِيبَ وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي فَخَبِّرْنِي مَا قِصَّتُكَ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى حَيْثُ دَخَلَكَ الْخَوْفُ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ(2).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أعظم البلاء انقطاع الرجاء(3).

عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَلا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلاً لِمَا يَخَافُ وَيَرْجُو(4).

اليأس من روح اللَّه

قال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(5).

ص: 76


1- مليا من النهار أي ساعة طويلة. نفس المصدر.
2- الكافي: 2/69، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 67/361، ح 6.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 83، ش 1323.
4- الكافي: 2/71، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 67/365، ح 9.
5- يوسف: 87.

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: اليأس من روح اللَّه أشدّ برداً من الزمهرير(1).

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: « لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ »(2).

ومن وصيّة أميرالمؤمنين لابنه الحسين عليهما السلام: أَيْ بُنَيَّ لا تُؤْيِسْ مُذْنِباً فَكَمْ مِنْ عَاكِفٍ عَلَى ذَنْبِهِ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ وَكَمْ مِنْ مُقْبِلٍ عَلَى عَمَلِهِ مُفْسِدٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ صَائِرٌ إِلَى النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا(3).

القنوط من رحمة اللَّه

قال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(4).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: ما في القرآن آية أوسع من «يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا»(5).

وقال تعالى: « وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ »(6).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة اللَّه، الحديث(7).

ص: 77


1- الخصال: 2/348 ؛ بحار الأنوار: 69/338، ح 1.
2- روضة الواعظين وبصيرة المتعظين ( ط - القديمة ): 2/502 ؛ بحار الأنوار: 67/399، ح 71.
3- تحف العقول: 91 ؛ بحار الأنوار: 74/239.
4- الزمر: 53. وعن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: ما في القرآن آية أوسع من « يا عبادي الذين أسرفوا » الآية. مجمع البيان: 8/784 ؛ تفسير الصافي: 4/326 ؛ تفسير نور الثقلين: 4/491، ح 73.
5- مجمع البيان: 8/784 ؛ تفسير الصافي: 4/326 ؛ تفسير نور الثقلين: 4/491، ح 73.
6- الحجر: 56.
7- الكافي: 1/36، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 2/56، ح 34.

الثقة بغير اللَّه

من وثق باللَّه توكّل عليه(1).

من وثق باللَّه غني(2).

من وثق باللَّه صان يقينه(3).

عن عليّ عليه السلام قال: مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ أَرَاهُ السُّرُورَ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ الْأُمُورَ وَالثِّقَةُ بِاللَّهِ حِصْنٌ لا يَتَحَصَّنُ فِيهِ إِلّا مُؤْمِنٌ أَمِين(4).

التكذيب بوعد اللَّه عزّوجلّ

قال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ »(5).

وقال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ »(6).

وقال تعالى: « رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ »(7).

وقال تعالى: « فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ

ص: 78


1- تصنيف غرر الحكم: 96، ش 3854.
2- نفس المصدر، ش 3929.
3- نفس المصدر، ش 3930.
4- كشف الغمة ( ط - القديمة ): 2/346 ؛ بحار الأنوار: 75/79، ح 56.
5- المائدة: 9.
6- التوبة: 68.
7- آل عمران: 9.

فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ »(1).

من وصيّة لقمان لابنه: عليك يا بنيّ باليأس عمّا في أيدي الناس والوثوق بوعد اللَّه(2).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ

اشارة

أبو خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاءَ تَرْكُ إِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَتَرْكُ مُعَاوَنَةِ الْمَظْلُومِ وَتَضْيِيعُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر(3).

ترك اغاثة الملهوف

عن زيد الشحّام قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ(4) اللَّهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى نَجَاحِ حَاجَتِهِ أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِذَلِكَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ يُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً يُصْلِحُ بِهَا أَمْرَ مَعِيشَتِهِ وَيَدَّخِرُ لَهُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ رَحْمَةً لأَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهِ(5).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى يُخْرِجَهُ مِنْ هَمٍّ وَكُرْبَةٍ وَوَرْطَةٍ

ص: 79


1- الزمر: 32.
2- ارشاد القلوب للديلمي: 1/73.
3- معاني الأخبار: 271 ؛ بحار الأنوار: 70/375، ح 12.
4- اللهفان صفة مشبهة كاللهثان وفي النهاية: اتّقوا دعوة اللهفان وهو المكروب ( النهاية في غريب الحديث والأثر: 4/282 ) وفي القاموس اللهثان: العطشان.
5- الكافي: 2/199، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 71/319، ح 85.

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَأَعْطَاهُ ثَوَابَ عِتْقِ عَشْرِ نَسَمَاتٍ وَدَفَعَ عَنْهُ عَشْرَ نَقِمَاتٍ وَأَعَدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرَ شَفَاعَاتٍ(1).

في خبر مناهي النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال: أَلا وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآْخِرَةِ وَاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا أَهْوَنُهَا الْمَغْصُ [ الْمَعْضُ (2)].

عن مسمع أبي سيّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الآْخِرَةِ وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَمَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ(3).

قال عليه السلام: مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَى مَلْهُوفاً فِي طَرِيقٍ بِمَرْكُوبٍ لَهُ قَدْ سَقَطَ وَهُوَ يَسْتَغِيثُ فَلا يُغَاثُ فَأَغَاثَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى مَرْكُوبِهِ وَسَوَّى لَهُ إِلّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَدَدْتَ نَفْسَكَ وَبَذَلْتَ جُهْدَكَ فِي إِغَاثَةِ أَخِيكَ [ هَذَا الْمُؤْمِنِ ] لأَكُدَّنَّ مَلائِكَةً... لِيَبْنُوا لَكَ الْقُصُورَ وَالْمَسَاكِينَ وَيَرْفَعُوا لَكَ الدَّرَجَاتِ فَإِذَا أَنْتَ فِي جِنَانِي كَأَحَدِ مُلُوكِهَا الْفَاضِلِين(4).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ أَصْبَحَ لا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ

ص: 80


1- ثواب الأعمال: 148 ؛ بحار الأنوار: 72/21، ح 18.
2- الأمالي للصدوق: 432/م 66، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 72/18، ح 8.
3- الكافي: 2/199، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 71/321، ح 87.
4- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 81 ؛ بحار الأنوار: 72/22، ح 28.
5- نهج البلاغة دشتى: كلمة 24 ؛ بحار الأنوار: 72/21، ح 21.

الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ(1).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال: من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم(2).

ترك معاونة المظلوم

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعِينُ مُؤْمِناً مَظْلُوماً إِلّا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَاعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصُرُ أَخَاهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ إِلّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَة(3).

قال عليه السلام: مَنْ دَفَعَ عَنْ مَظْلُومٍ قُصِدَ بِظُلْمٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُرُوفِ أَقْوَالِهِ وَحَرَكَاتِ أَفْعَالِهِ وَسُكُونِهَا أَمْلاكاً... كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ يَقْصِدُونَ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ لإِغْوَائِهِ فَيَشجونهم ضرباً بالأحجار الدامغة ( فَيُثْخِنُونَهُمْ ضَرْباً بِالْأَحْجَارِ الدَّافِعَةِ ) وَأَوْجَبَ اللَّهُ بِكُلِّ ذَرَّةِ ضَرَرٍ دَفَعَ عَنْهُ وَبِأَقَلِّ قَلِيلِ جُزْءِ أَلَمِ الضَّرَرِ الَّذِي كَفَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفٍ مِنْ خُدَّامِ الْجِنَانِ وَمِثْلَهُمْ مِنَ الْحُورِ الْحِسَانِ يَدُلُّونَهُ هُنَاكَ وَيُشَرِّفُونَهُ وَيَقُولُونَ هَذَا بِدَفْعِكَ عَنْ فُلانٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ(4).

الإمام عليّ عليه السلام للحسنين عليهما السلام: كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً(5).

ص: 81


1- الكافي: 2/163، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 71/339، ح 120.
2- الكافي: 2/164، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 17/339، ح 120.
3- ثواب الأعمال: 147 72/20، ح 17
4- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 81 ؛ بحار الأنوار: 72/23، ح 28.
5- نهج البلاغة ( دشتى ): كتاب 47 ؛ بحار الأنوار: 42/256، ح 58.

روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: مَنْ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ مُصَاحِبا(1).

عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْذُلُ أَخَاهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ إِلّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ(2).

تضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال تعالى: « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »(3).

وقال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ »(4).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليسلّطنّ اللَّه عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم(5).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: إيّاكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، انّما هي مجالسنا نتحدّث فيها، قال صلى الله عليه وآله: فاذا أبيتم إلّا المجالس فاعطوا الطريق حقّها، قالوا: وما حقّ الطريق؟ قال صلى الله عليه وآله: غض البصر وكفّ الأذى وردّ السلام والأمر

ص: 82


1- كنز الفوائد: 1/135 ؛ بحار الأنوار: 72/359، ح 74.
2- الأمالي للصدوق: 486/م 73، ح 16 ؛ بحار الأنوار: 72/17، ح 1.
3- آل عمران: 104.
4- التوبة: 71.
5- نهج الفصاحة، ش 2218.

بالمعروف والنهي عن المنكر(1).

وعن النبيّ صلى الله عليه وآله: كَلامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ لا لَهُ إِلّا أَمْراً بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْراً للَّهِ ِ تَعَالَى(2).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ فَقَالَ عليه السلام يَا رَبِّ هَؤُلاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام: أَنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَا أَفْضَلُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ(4).

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَ نْبٍ أَذْ نَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها

قال تعالى: « لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(5).

ص: 83


1- المجازات النبويّة: 345، ش 299 ؛ الدرّ المنثور: 5/41.
2- مشكاة الأنوار: 57 ؛ بحار الأنوار: 90/165.
3- الكافي: 5/56، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 12/386، ح 12.
4- الكافي: 5/58، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 69/106، ح 4.
5- الزمر: 53.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ

اشارة

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عن الأشياء لا بالمزايلة عال في دنوّه ودان في علوّه(1).

معاني الذكر

1 - فكر: قال تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي »(2).

الشيخ البهائي قدس سره في أربعينه عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه وآله: أي لفكري(3).

2 - القرآن: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ »(4).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّار(5).

قال عليّ بن الحسين عليه السلام: لَوْ مَاتَ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي(6).

قال عليّ بن الحسين عليه السلام: آيَاتُ الْقُرْآنِ خَزَائِنُ فَكُلَّمَا فُتِحَتْ خِزَانَةٌ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنْظُرَ مَا فِيهَا(7).

ص: 84


1- شرح الأسماء الحسنى للسبزواري: 2/96.
2- طه: 14.
3- شرح دعاى كميل سيّد علينقي أمين : ص 80.
4- الحجر: 9.
5- الكافي: 2/599، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 89/17، ح 16.
6- الكافي: 2/602، ح 13 ؛ بحار الأنوار: 46/107، ح 101.
7- الكافي: 2/609، ح 2.

3 - رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قال تعالى: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ »(1).

عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الذكر أنا والأئمّة أهل الذكر(2).

عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قُلْتُ لَهُ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ إِذاً يَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِهِمْ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ وَنَحْنُ الْمَسْئُولُونَ(3).

قال تعالى: « إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ »(4). أي: فعظ يا محمّد إنّما أنت واعظ(5).

4 - الصلاة: قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ »(6).

قال الإمام عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِهِ عِنْدَهُ أَبُوذَرٍّ الْغِفَارِيُّ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي غُنَيْمَاتٍ قَدْرَ سِتِّينَ شَاةً فَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدُوَ فِيهَا وَأُفَارِقَ حَضْرَتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَأَكْرَهُ أَنْ أَكِلَهَا إِلَى رَاعٍ فَيَظْلِمَهَا وَيُسِي ءَ رِعَايَتَهَا فَكَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ابْدُ فِيهَا

ص: 85


1- النحل: 43.
2- الكافي: 1/210، ح 1.
3- بصائر الدرجات: 1/41، ح 17 ؛ بحار الأنوار: 23/180، ح 30.
4- الغاشية: 21.
5- تفسير القمي: 2/418.
6- الجمعة: 9.

فَبَدَا فِيهَا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وآله مَا فَعَلَتْ غُنَيْمَاتُكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَهَا قِصَّةً عَجِيبَةً قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا فِي صَلاتِي إِذْ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى غَنَمِي فَقُلْتُ يَا رَبِّ صَلاتِي وَيَا رَبِّ غَنَمِي فَآثَرْتُ صَلاتِي عَلَى غَنَمِي وَأَحْضَرَ الشَّيْطَانُ بِبَالِي يَا أَبَا ذَرٍّ أَيْنَ أَنْتَ إِذْ عَدَتِ الذِّئَابُ عَلَى غَنَمِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي فَأَهْلَكَتْهَا وَمَا يَبْقَى لَكَ فِي الدُّنْيَا مَا تَعِيشُ بِهِ فَقُلْتُ لِلشَّيْطَانِ يَبْقَى لِي تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِيمَانُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَمُوَالاةُ أَخِيهِ سَيِّدِ الْخَلْقِ بَعْدَهُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُوَالاةُ الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ وَمُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ فَكُلُّ مَا فَاتَ مِنَ الدُّنْيَا بَعْدَ ذَلِكَ جَلَلٌ فَأَقْبَلْتُ عَلَى صَلاتِي فَجَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلاً فَذَهَبَ بِهِ وَأَنَا أَحُسُّ بِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَى الذِّئْبِ أَسَدٌ فَقَطَعَهُ نِصْفَيْنِ وَاسْتَنْقَذَ الْحَمَلَ وَرَدَّهُ إِلَى الْقَطِيعِ ثُمَّ نَادَانِي يَا أَبَا ذَرٍّ أَقْبِلْ عَلَى صَلاتِكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَنِي بِغَنَمِكَ إِلَى أَنْ تُصَلِّيَ فَأَقْبَلْتُ عَلَى صَلاتِي وَقَدْ غَشِيَنِي مِنَ التَّعَجُّبِ مَا لا يَعْلَمُهُ إِلّا اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهَا فَجَاءَنِي الْأَسَدُ وَقَالَ لِي امْضِ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَكْرَمَ صَاحِبَكَ الْحَافِظَ لِشَرِيعَتِكَ وَوَكَّلَ أَسَداً بِغَنَمِهِ يَحْفَظُهَا فَعَجِبَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَلَقَدْ آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ هَذَا لَمُوَاطَاةٌ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَبِي ذَرٍّ يُرِيدُ أَنْ يَخْدَعَنَا بِغُرُورِهِ وَاتَّفَقَ مِنْهُمْ رِجَالٌ عِشْرُونَ رَجُلاً وَقَالُوا نَذْهَبُ إِلَى غَنَمِهِ وَنَنْظُرُ إِلَيْهَا إِذَا صَلَّى هَلْ يَأْتِي الْأَسَدُ فَيَحْفَظُ غَنَمَهُ فَيَتَبَيَّنُ بِذَلِكَ كَذِبُهُ فَذَهَبُوا وَنَظَرُوا وَأَبُوذَرٍّ قَائِمٌ يُصَلِّي وَالْأَسَدُ يَطُوفُ حَوْلَ غَنَمِهِ وَيَرْعَاهَا وَيَرُدُّ إِلَى الْقَطِيعِ مَا شَذَّ عَنْهُ مِنْهَا الحديث(1).

ص: 86


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 73 ؛ بحار الأنوار: 81/231، ح 5.

5 - الاجتناب من الحرام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال في وصيّته له: يَا عَلِيُّ ثَلاثٌ لا تُطِيقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِي مَالِهِ وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَلَيْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَى مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ وَتَرَكَهُ(1).

لا تدع ذكر اللَّه على كلّ حال

قال تعالى: « أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »(2).

وقال تعالى: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ »(3).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ أَنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ يَا رَبِّ أَقَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي(4).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى عليه السلام لا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَلا تَدَعْ ذِكْرِي عَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ تُنْسِي الذُّنُوبَ وَإِنَّ تَرْكَ ذِكْرِي يُقْسِي الْقُلُوبَ(5).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي مَلإٍ أَذْكُرْكَ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِكَ(6).

ص: 87


1- الخصال: 1/125 ؛ بحار الأنوار: 90/151، ح 4.
2- الرعد: 28.
3- البقرة: 152.
4- الكافي: 2/496، ح 4 ؛ النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين: 304.
5- الكافي: 2/497، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 13/342، ح 19.
6- الكافي: 2/498 ؛ بحار الأنوار: 57/300، ح 9.

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ مِنَ النَّاسِ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ(1).

ذكر اللَّه عزوجل كثيراً

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ(2).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليه السلام مِنَ الذِّكْرِ الْكَثِيرِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآْيَةَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(4) فَقَالَ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَآكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَمَا يَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَكُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا

ص: 88


1- الكافي: 2/498، ح 13.
2- الكافي: 2/500، ح 3.
3- الكافي: 2/500، ح 4.
4- الأحزاب: 41 - 42.

بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا وَمَنْ كَانَ لا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ وَالْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَيُذْكَرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ وَتَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَيُضِي ءُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِي ءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ لأَهْلِ الْأَرْضِ وَالْبَيْتُ الَّذِي لا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَلا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ وَتَهْجُرُهُ الْمَلائِكَةُ وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ لَكُمْ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَيَقْتُلُوكُمْ فَقَالُوا بَلَى فَقَالَ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَقَالَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَكْثَرُهُمْ للَّهِ ِ ذِكْراً وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: « وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ »(1) قَالَ: لا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ للَّهِ ِ(2).

عن زين العابدين عليه السلام ( مناجات الذاكرين ): وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنَا جَرَيَانُ ذِكْرِكَ عَلَى أَلْسِنَتِنَا وَإِذْنُكَ لَنَا بِدُعَائِكَ وَتَنْزِيهِكَ وَ تَسْبِيحِكَ إِلَهِي فَأَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ فِي الْخَلإِ وَالْمَلإِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْإِعْلانِ وَالْإِسْرَارِ وَفِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَآنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ - إلى أن قال عليه السلام: - إِلَهِي أَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ

ص: 89


1- المدّثّر: 6.
2- الكافي: 2/498، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/161.

فَأَمَرْتَنَا بِذِكْرِكَ وَوَعَدْتَنَا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنَا تَشْرِيفاً لَنَا وَتَفْخِيماً وَإِعْظَاماً، وَهَا نَحْنُ ذَاكِرُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا يَا ذَاكِرَ الذَّاكِرِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ لا أَعْنِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَإِنْ كَانَ مِنْهُ وَلَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَحَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَإِنْ كَانَ مَعْصِيَةً تَرَكَهَا(2).

وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ

اشارة

قال زين العابدين عليه السلام: وحبّي لك شفيعي إليك(3).

قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: مَنْ أَنْكَرَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ فَلَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِعْرَاجَ وَالْمُسَاءَلَةَ فِي الْقَبْرِ وَالشَّفَاعَةَ(4).

أسباب الشفاعة يوم القيامة

الايمان، العمل الصالح، القرآن، الأنبياء، الأئمّة، العلماء، الشهداء، المؤمنون...

قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(5).

ص: 90


1- بحار الأنوار: 91/151.
2- الكافي: 2/80، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 68/204، ح 9.
3- مصباح المتهجّد: 2/583 ؛ بحار الأنوار: 95/83، ح 2.
4- الأمالي للصدوق: 394/م 49، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 8/37، ح 13.
5- الحديد: 28.

وقال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ »(1).

قال النبي صلى الله عليه وآله: الشُّفَعَاءُ خَمْسَةٌ الْقُرْآنُ وَالرَّحِمُ وَالْأَمَانَةُ وَنَبِيُّكُمْ وَأَهْلُ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ(2).

عن أبي عبداللَّه، عن آبائه: قال: قالَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله في حديث: إِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّق(3).(4)

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه: عن عليّ عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله ثَلاثَةٌ يَشْفَعُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ فَيُشَفَّعُونَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ(5).

عن سماعة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَأَلْتُهُ عَنْ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: يُلْجِمُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَرَقُ فَيَقُولُونَ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ يَشْفَعُ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذَنْباً وَخَطِيئَةً فَعَلَيْكُمْ بِنُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَرُدُّهُمْ إِلَى مَنْ يَلِيهِ وَيَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى مَنْ يَلِيهِ حَتَّى يَنْتَهُونَ إِلَى عِيسَى فَيَقُولُ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَيَعْرِضُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ وَيَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُ انْطَلِقُوا فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْتَقْبِلُ بَابَ الرَّحْمَنِ

ص: 91


1- المائدة: 9.
2- مناقب آل أبي طالب: لابن شهر آشوب: 2/164 ؛ بحار الأنوار: 8/43، ح 39.
3- ماحل: من محل به القرآن يوم القيامة، صدق أي صدق به، يقال محل فلان بفلان إذا قال عليه قولاً يوقعه في مكروه ( مجمع البحرين: 5/472.
4- وسائل الشيعة: 6/171، ح 7657.
5- الخصال: 1/156، ح 197 ؛ بحار الأنوار: 8/34، ح 2.

وَيَخِرُّ سَاجِداً فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: « عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً »(1).(2)

عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إِنِّي أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِي فَيُشَفَّعُونَ وَإِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ فِي أَرْبَعِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ كُلٌّ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ(3).

عن أبي عبداللَّه وأبي جعفر عليهما السلام قالا: وَاللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ فِي الْمُذْنِبِينَ مِنْ شِيعَتِنَا حَتَّى تَقُولَ أَعْدَاؤُنَا إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيم(4).

قال الرضا عليه السلام: مَنْ زَارَنِي عَلَى بُعْدِ دَارِي أَتَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ثَلاثَةِ مَوَاطِنَ حَتَّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا إِذَا تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ يَمِيناً وَشِمَالاً وَعِنْدَ الصِّرَاطِ وَعِنْدَ الْمِيزَانِ(5).

عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليه السلام قال: قَالَ جَابِرٌ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ فِي فَضْلِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ عليها السلام إِذَا أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الشِّيعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِلْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَيَكُونُ مِنْبَرِي أَعْلَى مَنَابِرِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ اخْطُبْ فَأَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ [ خُطْبَةً ]لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنْصَبُ لِلْأَوْصِيَاءِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَيُنْصَبُ لِوَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَوْسَاطِهِمْ مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ فَيَكُونُ مِنْبَرُهُ [ منبر علي ] أَعْلَى مَنَابِرِهِمْ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ[ يقول له ]: يَا عَلِيُّ اخْطُبْ فَيَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ [ خطبة ] لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنْصَبُ لأَوْلادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ

ص: 92


1- الإسراء: 79.
2- تفسير القمي: 2/25 ؛ بحار الأنوار: 8/35، ح 7.
3- بحار الأنوار: 8/30.
4- تفسير القمي: 2/123 ؛ بحار الأنوار: 8/37، ح 15.
5- الخصال: 1/168، ح 220 ؛ بحار الأنوار: 99/34، ح 14.

فَيَكُونُ لابْنَيَّ وَسِبْطَيَّ وَرَيْحَانَتَيَّ أَيَّامَ حَيَاتِي مِنْبَرٌ [ منبران ] مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُمَا اخْطُبَا فَيَخْطُبَانِ بِخُطْبَتَيْنِ لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنَادِي الْمُنَادِي[ منادٍ ] وَهُوَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام أَيْنَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَيْنَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ أَيْنَ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ أَيْنَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فَيَقُمْنَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا أَهْلَ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ [ وفاطمة ] للَّهِ ِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَهْلَ الْجَمْعِ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ الْكَرَمَ لِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ يَا أَهْلَ الْجَمْعِ طَأْطِئُوا الرُّءُوسَ وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّ [ ان ] هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الْمُخْفَقِ الرَّطْبِ عَلَيْهَا رَحْلٌ مِنَ الْمَرْجَانِ فَتُنَاخُ بَيْنَ يَدَيْهَا فَتَرْكَبُهَا فَيَبْعَثُ اللَّهُ مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ لِيَسِيرُوا عَنْ يَمِينِهَا وَيَبْعَثُ إِلَيْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ عَنْ يَسَارِهَا وَيَبْعَثُ إِلَيْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ يَحْمِلُونَهَا عَلَى أَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يُصَيِّرُوهَا [ يسيروها ] عِنْدَ [ عَلَى ] بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا صَارَتْ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ تَلْتَفِتُ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا بِنْتَ حَبِيبِي مَا الْتِفَاتُكِ وَقَدْ أَمَرْتُ بِكِ إِلَى جَنَّتِي [ الجنّة ] فَتَقُولُ: يَا رَبِّ أَحْبَبْتُ أَنْ يُعْرَفَ قَدْرِي فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا بِنْتَ حَبِيبِي ارْجِعِي فَانْظُرِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حُبٌّ لَكِ أَوْ لأَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّتِكِ خُذِي بِيَدِهِ فَأَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَاللَّهِ يَا جَابِرُ إِنَّهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ لَتَلْتَقِطُ شِيعَتَهَا وَمُحِبِّيهَا كَمَا

ص: 93

يَلْتَقِطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ الْجَيِّدَ مِنَ الْحَبِّ الرَّدِي ءِ فَإِذَا صَارَ شِيعَتُهَا مَعَهَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَلْتَفِتُوا فَإِذَا الْتَفَتُوا يَقُولُ اللَّهُ يَا أَحِبَّائِي مَا الْتِفَاتُكُمْ وَقَدْ شَفَّعْتُ فِيكُمْ فَاطِمَةَ بِنْتَ حَبِيبِي فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ أَحْبَبْنَا أَنْ يُعْرَفَ قَدْرُنَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا أَحِبَّائِي ارْجِعُوا وَانْظُرُوا مَنْ أَحَبَّكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ أَطْعَمَكُمُ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ كَسَاكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً فِي حُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ رَدَّ عَنْكُمْ غَيْبَةً فِي حُبِّ فَاطِمَةَ فَخُذُوا بِيَدِهِ وَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَاللَّهِ لا يَبْقَى فِي النَّاسِ إِلّا شَاكٌّ أَوْ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَيْنَ الطَّبَقَاتِ نَادُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيم »(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَالِمَ وَالْعَابِدَ فَإِذَا وَقَفَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قِيلَ لِلْعَابِدِ انْطَلِقْ إِلَى الْجَنَّةِ وَقِيلَ لِلْعَالِمِ قِفْ تَشْفَعْ لِلنَّاسِ بِحُسْنِ تَأْدِيبِكَ لَهُمْ(2).

لا تشمل الشفاعة الكفّار والمشركين والمنافقين

قال تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي

ص: 94


1- تفسير فرات الكوفي: 298، ح 403 ؛ بحار الأنوار: 8/51، ح 59.
2- علل الشرايع: 2/394، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 2/16، ح 36.

قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ »(1).

وقال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ »(2).

وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ

اشارة

أنت الجواد الذي لا يبخل(3).

مولاي يا مولاي أنت الجواد وأنا البخيل، وهل يرحم البخيل إلّا الجواد(4).

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام وَهُوَ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَوَادِ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِكَلامِكَ وَجْهَيْنِ فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّ

ص: 95


1- البقرة: 6 - 15.
2- المدّثّر: 38 - 48.
3- بحار الأنوار: 95/241.
4- المزار الكبير لابن المشهدي: 175، مناجاة أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام ؛ بحار الأنوار: 97/420.

الْجَوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقَ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى وَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لأَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ وَإِنْ مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ(1).

مدح صفة الجود والسخاء في القرآن والروايات

الآيات:

قال تعالى: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ »(2).

عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا » الآية قال: إِنَّ رَهْطاً مِنَ الْيَهُودِ أَسْلَمُوا مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلّامٍ وَأَسَدٌ وَثَعْلَبَةُ وَابْنُ يَامِينَ وَابْنُ صُورِيَا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مُوسَى أَوْصَى إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَمَنْ وَصِيُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ وَلِيُّنَا بَعْدَكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآْيَةُ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قُومُوا فَقَامُوا فَأَتَوُا الْمَسْجِدَ فَإِذَا سَائِلٌ خَارِجٌ فَقَالَ يَا سَائِلُ أَمَا أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئاً قَالَ نَعَمْ هَذَا الْخَاتَمَ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ أَعْطَانِيهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي يُصَلِّي قَالَ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَعْطَاكَ قَالَ كَانَ رَاكِعاً فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَكَبَّرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي قَالُوا رَضِينَا بِاللَّهِ رَبّاً وَبِالْإِسْلامِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً وَبِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:

ص: 97


1- الكافي: 4/38، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 4/172، ح 1.
2- المائدة: 55.

« وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ »(1).(2)

قال تعالى: « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ »(3).

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَشَكَا إِلَيْهِ الْجُوعَ فَبَعَثَ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ فَقُلْنَ مَا عِنْدَنَا إِلّا الْمَاءُ فَقَالَ مَنْ لِهَذَا الرَّجُلِ اللَّيْلَةَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَأَتَى فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا مَا عِنْدَكِ فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلّا قُوتُ الصِّبْيَةِ لَكِنَّا نُؤْثِرُ ضَيْفَنَا فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام نَوِّمِي الصِّبْيَةَ وَأَطْفِئِي الْمِصْبَاحَ وَجَعَلا يَمْضَغَانِ بِأَلْسِنَتِهِمَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَكْلِ أَتَتْ فَاطِمَةُ بِسِرَاجٍ فَوَجَدَ الْجَفْنَةَ مَمْلُوءَةً مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله مِنْ صَلاتِهِ نَظَرَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَبَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ عَجِبَ الرَّبُّ مِنْ فِعْلِكُمُ الْبَارِحَةَ اقْرَأْ « وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ » أَيْ مَجَاعَةٌ « وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ » يَعْنِي عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ: فَأُولئِكَ « هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(4).

قال تعالى: « وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً »(5).

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام في قوله عزّوجلّ: « يُوفُونَ بِالنَّذْرِ » قَال مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليه السلام وَهُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ فَعَادَهُمَا رَسُولُ

ص: 98


1- المائدة: 56.
2- الأمالي للصدوق: 124/م 26، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 35/183، ح 1.
3- الحشر: 9.
4- مناقب آل أبي طالب: لابن شهر آشوب: 2/74.
5- الانسان: 8 - 9.

اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَمَعَهُ رَجُلانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ فِي ابْنَيْكَ نَذْراً إِنَّ اللَّهَ عَافَاهُمَا فَقَالَ أَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً للَّهِ ِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَقَالَ الصَّبِيَّانِ وَنَحْنُ أَيْضاً نَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَكَذَلِكَ قَالَتْ جَارِيَتُهُمْ فِضَّةُ فَأَلْبَسَهُمَا اللَّهُ عَافِيَتَهُ فَأَصْبَحُوا صِيَاماً وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ طَعَامٌ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى جَارٍ لَهُ يُعَالِجُ الصُّوفَ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلُهَا لَكَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ بِثَلاثَةِ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَالشَّعِيرِ وَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَبِلَتْ وَأَطَاعَتْ ثُمَّ عَمَدَتْ فَغَزَلَتْ ثُلُثَ الصُّوفِ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ عليه السلام مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَوُضِعَ الْخِوَانُ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا مِسْكِينٌ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:

فَاطِمُ ذَاتَ الْمَجْدِ وَالْيَقِينِ * يَا بِنْتَ خَيْرِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ

أَ مَا تَرَيْنَ الْبَائِسَ الْمِسْكِينَ * جَاءَ إِلَى الْبَابِ لَهُ حَنِينٌ

يَشْكُو إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَكِينُ * يَشْكُو إِلَيْنَا جَائِعاً حَزِينٌ

كُلُّ امْرِئٍ بِكَسْبِهِ رَهِينٌ * مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ يَقِفْ سَمِينٌ

مَوْعِدُهُ فِي جَنَّةٍ رَهِينٌ * حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى الضَّنِينِ

وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ يَقِفْ حَزِ * ينٌ تَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى سِجِّينٍ

شَرَابُهُ الْحَمِيمُ وَالْغِسْلِينُ

فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَقُولُ:

ص: 99

أَمْرُكَ سَمْعٌ يَا ابْنَ عَمِّ وَطَاعَةٌ *

مَا بِيَ مِنْ لُؤْمٍ وَلا وَضَاعَةٍ[ولاضراعة]

غَدَّيْتُ بِاللُّبِّ وَبِالْبَرَاعَةِ

أَرْجُو إِذَا أَشْبَعْتُ مِنْ مَجَاعَةٍ

أَنْ أَلْحَقَ الْأَخْيَارَ وَالْجَمَاعَةَ

وَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فِي شَفَاعَةٍ

وَعَمَدَتْ إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ فَدَفَعَتْهُ إِلَى الْمِسْكِينِ وَبَاتُوا جِيَاعاً وَأَصْبَحُوا صِيَاماً لَمْ يَذُوقُوا إِلّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى الثُّلُثِ الثَّانِي مِنَ الصُّوفِ فَغَزَلَتْهُ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ وَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرِصَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَلَمَّا وُضِعَ الْخِوَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ عَلِيٌّ عليه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:

فَاطِمُ بِنْتَ السَّيِّدِ الْكَرِيمِ * بِنْتَ نَبِيٍّ لَيْسَ بِالزَّنِيمِ

قَدْ جَاءَنَا اللَّهُ بِذَا الْيَتِيمِ * مَنْ يَرْحَمِ الْيَوْمَ فَهُوَ الرَّحِيمُ

مَوْعِدُهُ فِي جَنَّةِ النَّعِيمِ * حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى اللَّئِيمِ

وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ يَقِفْ ذَمِيمٌ * تَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى الْجَحِيمِ

شَرَابُهُ الصَّدِيدُ وَالْحَمِيمُ

فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَهِيَ تَقُولُ:

ص: 100

فَسَوْفَ أُعْطِيهِ وَلا أُبَالِي * وَأُؤْثِرُ اللَّهَ عَلَى عِيَالِي

أَمْسَوْا جِيَاعاً وَهُمْ أَشْبَالِي * أَصْغَرُهُمْ يُقْتَلُ فِي الْقِتَالِ

بِكَرْبَلاءَ يُقْتَلُ بِاغْتِيالٍ * لِقَاتِلِيهِ الْوَيْلُ مَعْ وَبَالٍ

يَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى سَفَالٍ * كُبُولُهُ زَادَتْ عَلَى الْأَكْبَاِل

ثُمَّ عَمَدَتْ فَأَعْطَتْهُ عليها السلام جَمِيعَ مَا عَلَى الْخِوَانِ وَبَاتُوا جِيَاعاً لَمْ يَذُوقُوا إِلّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ وَأَصْبَحُوا صِيَاماً وَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فَغَزَلَتِ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ مِنَ الصُّوفِ وَطَحَنَتِ الصَّاعَ الْبَاقِيَ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ عليه السلام الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَّبَ إِلَيْهِ الْخِوَانَ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا أَسِيرٌ مِنْ أُسَرَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَتَشُدُّونَنَا وَلا تُطْعِمُونَنَا فَوَضَعَ عَلِيٌّ عليه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:

فَاطِمُ يَا بِنْتَ النَّبِيِّ أَحْمَدَ * بِنْتَ نَبِيٍّ سَيِّدٍ مُسَدَّدٍ

قَدْ جَاءَكِ الْأَسِيرُ لَيْسَ يَهْتَدِي * مُكَبَّلاً فِي غُلِّهِ مُقَيَّدٌ

يَشْكُو إِلَيْنَا الْجُوعَ قَدْ تَقَدَّدَ * مَنْ يُطْعِمِ الْيَوْمَ يَجِدْهُ فِي غَدٍ

عِنْدَ الْعَلِيِّ الْوَاحِدِ الْمُوَحَّدِ * مَا يَزْرَعُ الزَّارِعُ سَوْفَ يَحْصُدُ

فَأَعْطِي [فَأَعْطِهِ] وَلا تَجْعَلِيهِ يَنْكُدُ

فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَهِيَ تَقُولُ:

لَمْ يَبْقَ مِمَّا كَانَ غَيْرُ صَاعٍ * قَدْ دَبَّرَتْ كَفِّي مَعَ الذِّرَاعِ

شِبْلايَ وَاللَّهِ هُمَا جِيَاعٌ * يَا رَبِّ لا تَتْرُكْهُمَا ضِيَاعٌ

أَبُوهُمَا لِلْخَيْرِ ذُو اصْطِنَاعٍ * عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ طَوِيلُ الْبَاعِ

ص: 101

وَ مَا عَلَى رَأْسِيَ مِنْ قِنَاعٍ * إِلّا عَبَا نَسَجْتُهَا بِصَاعٍ

وَعَمَدُوا إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ فَأَعْطَوْهُ وَبَاتُوا جِيَاعاً وَأَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْ ءٌ قَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليه السلام نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَهُمَا يَرْتَعِشَانِ كَالْفَراخِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ شَدَّ مَا يَسُوؤُنِي مَا أَرَى بِكُمْ انْطَلِقْ إِلَى ابْنَتِي فَاطِمَةَ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا وَهِيَ فِي مِحْرَابِهَا قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَغَارَتْ عَيْنَاهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ضَمَّهَا إِلَيْهِ وَقَالَ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلاثٍ فِيمَا أَرَى فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ خُذْ مَا هَيَّأَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ وَمَا آخُذُ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ « هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ »(1) حَتَّى إِذَا بَلَغَ « إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورا »(2).(3)

الروايات:

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما سادةُ أهلِ الدنيا [ والآخرة ] الأجواد(4).

وعنه عليه السلام: من جاد ساد(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه أيّ الناس أفضلهم ايماناً؟ قال: أبسطهم كفّاً(6).

ص: 102


1- الانسان: 1.
2- الانسان: 22.
3- الأمالي للصدوق: 257/م 44، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 35/237، ح 1.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 378/8546.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 379/8559.
6- الكافي: 4/40، ح 7.

عن عليّ بن إبراهيم رفعه قال: أوحى اللَّه عزّوجلّ إلى موسى عليه السلام أن لا تقتل السامريّ فانّه سخيّ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ كَانَ أَعْظَمَهُمْ كَلاماً وَأَشَدَّهُمْ اسْتِقْصَاءً فِي مُحَاجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله حَتَّى الْتَوَى عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ(2) فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذَا رَجُلٌ سَخِيٌّ يُطْعِمُ الطَّعَامَ فَسَكَنَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله الْغَضَبُ وَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ لَهُ لَوْلا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّكَ سَخِيٌّ تُطْعِمُ الطَّعَامَ لَشَرَدْتُ(3) بِكَ وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً لِمَنْ خَلْفَكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيُحِبُّ السَّخَاءَ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا رَدَدْتُ مِنْ مَالِي أَحَداً(4).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: شَابٌّ سَخِيٌّ مُرَهّقٌ فِي الذُّنُوبِ(5) أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ شَيْخٍ عَابِدٍ بَخِيلٍ(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي كَلامٍ لَهُ: وَمَنْ يَبْسُطْ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ يُخْلِفِ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ(7).

ص: 103


1- الكافي: 4/41، ح 13 بحار الأنوار: 13/330، ح 40.
2- الالتواء: الالتفات والتربد: التغير والاطراق: السكوت وأطرق إلى الأرض أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ( الكافي: 4/39 ).
3- أي طردتك أو سمعت الناس بعيوبك « حديثاً لمن خلفك » يحدثون عنك بالشر.
4- الكافي: 4/39، ح 5 بحار الأنوار: 22/83، ح 33.
5- المرهق: المفرط في الشر. ( ق ).
6- الكافي: 4/41، ح 14 بحار الأنوار: 70/307 ذيل ح 34.
7- الكافي: 4/43، ح 4 بحار الأنوار: 71/122، ح 86.

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام أو أبي جعفر عليه السلام قال: يُنْزِلُ اللَّهُ الْمَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَبْدِ بِقَدْرِ الْمَئُونَةِ فَمَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ سَخَتْ نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ(1).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام لمحمّد ابنه: يَا بُنَيَّ كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ قَالَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً قَالَ اخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا قَالَ تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْلِفُهَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مِفْتَاحاً وَمِفْتَاحُ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ فَتَصَدَّقْ بِهَا فَفَعَلَ فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلافِ دِينَارٍ فَقَالَ يَا بُنَيَّ أَعْطَيْنَا للَّهِ ِ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ(2).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: سُلَّمُ الشرف التواضع والسخاء(3).

عن الحسن بن عليّ الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّار(4).

و روي أنّه ( أي عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب ) دخل ذات يوم إلى حائط له و فيه عبد لجاره و بين يديه ثلاثة أقراص فدخل إليه كلب فرمى له بواحد ثم الآخر ثم الآخر فقال له هلا أكلت منها و أطعمته فقال إنه غريب جائع فآثرته على نفسي فقال عبد اللَّه يلومني على السخاء و هذا أسخى مني ثم اشتراه و أعتقه و ملكه هذا الحائط(5).

وفي دعاء العرفة:

ص: 104


1- الكافي: 4/44، ح 8.
2- الكافي: 4/9، ح 3 بحار الأنوار: 93/134، ح 6.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 249، ش 5147.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/12، ح 27 بحار الأنوار: 68/352، ح 7.
5- ارشاد القلوب: 1/137.

فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ يَا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي، وَنَفَّسَ كُرْبَتِي، وَأَجابَ دَعْوَتِي، وَسَتَرَ عَوْرَتِي، وَغَفَرَ ذُ نُوبِي، وَبَلَّغَنِي طَلِبَتِي، وَنَصَرَنِي عَلَى عَدُوِّي، وَ إِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لَا أُحْصِيها، يَا مَوْلايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ، أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ...(1)

وفي دعاء أبي حمزة الثمالي: سَيِّدِي أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ، وَأَ نَا الْجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ، وَأَ نَا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ، وَأَ نَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ، وَأَ نَا الْخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ ، وَالْجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَ نَا الْقَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ، وَأَ نَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ(2).

ص: 105


1- البلد الأمين والدرع الحصين: 255، ذو الحجّة، مفاتيح الجنان، دعاء العرفة.
2- مصباح المتهجد: 2/589 بحار الأنوار: 95/87 ومفاتيح الجنان، دعاء أبي حمزة الثمالي.

مقام القرب

في الحديث: أنا ملك حي لا أموت أبداً، عبدي أطعني أجعلك ملكاً حيّاً لا يموت أبداً(1).

عنه صلى الله عليه وآله قال: إنَّ اللَّه تعالى يقول: مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً وَمَنْ أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة(2).

ان اللَّه يقول: لا يزال عبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه فأكون أنا سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به وقلبه الذي يعقل به فاذا دعاني أجبته وإذا سئلني أعطيته(3).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: كلام المتّقين بمنزلة الوحي من السماء إذا وجدت كلمة على لسان بعضهم فقيل له من حدثك بهذه؟ فيقول: حدّثني قلبي عن فكري عن سرّي عن ربّي(4).

وعنه صلى الله عليه وآله: انّه قال: من رآني فقد رأى الحق(5).

وقوله صلى الله عليه وآله: لي مع اللَّه وقت لا يسعه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل(6).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: معرفتي بالنورانيّة معرفة اللَّه عزّوجلّ(7).

ص: 96


1- روح البيان: 2/194 ( النساء: 29 ).
2- عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة: 1/56، ح 81.
3- كنز العمّال: 1/229، ش 1155.
4- بحر المعارف: 1/ فصل 3/40.
5- شرح أُصول الكافي ( صدرا ): 2/569.
6- بحار الأنوار: 18/360.
7- بحار الأنوار: 26/1، ح 1.

مراتب القرب

قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: « إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ »(1).

أعلى مراتب القرب

قال تعالى: « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى »(2).

في الحديث عن أبي الحسن صلوات اللَّه عليه : ثمّ دنى يعني رسول اللَّه من ربّه عزّوجلّ فقدلى، الحديث(3).

عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: جَاءَ العَلاء إِلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُعِينَهُمْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدِهِمْ قَالَ: مَا كُنْتُ بِالَّذِي أُعِينُ فِي بِنَاءِ شَيْ ءٍ وَيَقَعُ مِنْهُ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَيَمُوتُ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمْ يُبَخِّلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَمُّوا الدَّرَاهِمَ وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي الْبِنَاءِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ زَلَّتْ قَدَمُ الْبَنَّاءِ فَوَقَعَ فَمَاتَ(4).

عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: جَاءَ العَلاءُ بْنُ شَرِيكٍ بِرَجُلٍ مِنْ جُعْفِيٍّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ جَابِرٍ لَمَّا طَلَبَهُ هِشَامٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّوَادِ قَالَ فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ وَرَاعِي قَرِيبٌ مِنَّا إِذْ لَفَتَتْ نَعْجَةٌ مِنْ شَائِهِ إِلَى حَمَلٍ فَضَحِكَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا يُضْحِكُكَ يَا بَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ إِنَّ هَذِهِ النَّعْجَةَ دَعَتْ حَمَلَهَا فَلَمْ يَجِئْ فَقَالَتْ لَهُ تَنَحَّ عَنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَإِنَّ الذِّئْبَ عَامَ أَوَّلَ أَخَذَ أَخَاكَ مِنْهُ فَقُلْتُ لأَعْلَمَنَّ حَقِّيَّةَ هَذَا أَوْ كَذِبَهُ

ص: 106


1- الأنعام: 79.
2- النجم: 8 - 9.
3- تفسير القمي: 2/334، تفسير نور الثقلين: 5/148، ح 16.
4- رجال الكشي: 1/195، ش 345.

فَجِئْتُ إِلَى الرَّاعِي فَقُلْتُ يَا رَاعِي تَبِيعُنِي هَذَا الْحَمَلَ قَالَ فَقَالَ لا فَقُلْتُ وَلِمَ قَالَ لأَنَّ أُمَّهُ أَفْرَهُ شَاةٍ فِي الْغَنَمِ وَأَغْزَرُهَا دِرَّةً وَكَانَ الذِّئْبُ أَخَذَ حَمَلاً لَهَا مُنْذُ عَامِ الْأَوَّلِ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَمَا رَجَعَ لَبَنُهَا حَتَّى وَضَعَتْ هَذَا فَدَرَّتْ فَقُلْتُ صَدَقَ ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَلَمَّا صِرْتُ عَلَى جِسْرِ الْكُوفَةِ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مَعَهُ خَاتَمُ يَاقُوتٍ فَقَالَ لَهُ يَا فُلانُ خَاتَمُكَ هَذَا الْبَرَّاقُ أَرِنِيهِ قَالَ فَخَلَعَهُ فَأَعْطَاهُ فَلَمَّا صَارَ فِي يَدِهِ رَمَى بِهِ فِي الْفُرَاتِ قَالَ الآْخَرُ مَا صَنَعْتَ قَالَ تُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَالَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَاءِ فَأَقْبَلَ الْمَاءُ يَعْلُو بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى إِذَا قَرُبَ تَنَاوَلَهُ وَأَخَذَهُ(1).

وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ

الايزاع لشكرك: أي الالهام له(2).

قال المجلسي رحمه الله: الشكر الاعتراف بالنعمة ظاهراً وباطناً ومعرفة المنعم وصرفها فيما أمر به(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: فيما أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ فَكَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلّا وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ قَالَ يَا مُوسَى الآْنَ شَكَرْتَنِي حِينَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي(4).

ومن الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن عليّ عليهما السلام: أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَالْأَحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَةٍ

ص: 107


1- رجال الكشي: 1/195، ش 346.
2- مجمع البحرين: 4/402.
3- بحار الأنوار: 64/269.
4- الكافي: 2/98، ح 27 بحار الأنوار: 68/36، ح 22.

مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلَّا بِمَنِّكَ(1).

روى عن داود عليه السلام قال: يَا رَبِّ كَيْفَ أَشْكُرُكَ وَأَنَا لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَشْكُرَكَ إِلّا بِنِعْمَةٍ ثَانِيَةٍ مِنْ نِعَمِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَقَدْ شَكَرْتَنِي(2).

خطبة الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه في كربلاء قبل عاشوراء:... فاجعلنا من الشاكرين(3).

قال تعالى: « وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ».

عن مسمع بن عبدالملك قال: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بِمِنىً وَبَيْنَ أَيْدِينَا عِنَبٌ نَأْكُلُهُ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ بِعُنْقُودٍ(4) فَأَعْطَاهُ فَقَالَ السَّائِلُ لا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا إِنْ كَانَ دِرْهَمٌ قَالَ يَسَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ رُدُّوا الْعُنْقُودَ فَقَالَ يَسَعُ اللَّهُ لَكَ وَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئاً ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَرُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ثَلاثَ حَبَّاتِ عِنَبٍ فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ فَحَشَا(5) مِلْ ءَ كَفَّيْهِ عِنَباً فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ يَا غُلامُ أَيُّ شَيْ ءٍ مَعَكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَإِذَا مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَماً فِيمَا حَزَرْنَاهُ(6) أَوْ نَحْوِهَا فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ هَذَا مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ

ص: 108


1- إقبال الأعمال ( ط - القديمة ): 1/341.
2- بحار الأنوار: 68/36.
3- الارشاد: 2/91.
4- العنقود: ما تراكم وتعقد من حبّة العنب في عرق واحد.
5- الحشا ما رفعت به يدك.
6- بالحاء والزاي ثمّ الراء المهملة أي فيما قدرناه فنظرنا وحدسنا.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ فَخَلَعَ قَمِيصاً كَانَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْبَسْ هَذَا فَلَبِسَهُ فَقَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي كَسَانِي وَ سَتَرَنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً لَمْ يَدْعُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِلّا بِذَا ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَدْعُ لَهُ لَمْ يَزَلْ يُعْطِيهِ لأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ يُعْطِيهِ حَمِدَ اللَّهَ أَعْطَاهُ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَجْدَةُ الشُّكْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ تُتِمُّ بِهَا صَلاتَكَ وَتُرْضِي بِهَا رَبَّكَ وَتَعْجَبُ الْمَلائِكَةُ مِنْكَ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَتَحَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحِجَابَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْمَلائِكَةِ فَيَقُولُ يَا مَلائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي أَدَّى فَرْضِي وَأَتَمَّ عَهْدِي ثُمَّ سَجَدَ لِي شُكْراً عَلَى مَا أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْهِ، مَلائِكَتِي! مَا ذَا لَهُ عِنْدِي؟ قَالَ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا رَحْمَتُكَ ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا لَهُ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا جَنَّتُكَ ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا كِفَايَةُ مُهِمِّهِ فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا قَالَ وَلا يَبْقَى شَيْ ءٌ مِنَ الْخَيْرِ إِلّا قَالَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا مَلائِكَتِي ثُمَّ مَا ذَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ رَبَّنَا لا عِلْمَ لَنَا قَالَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَشْكُرُ لَهُ كَمَا شَكَرَ لِي وَ أُقْبِلُ إِلَيْهِ بِفَضْلِي وَأُرِيهِ وَجْهِي(2).

وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ

سئل أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه عن لفظ الوحي في كتاب اللَّه تعالى فقال: مِنْهُ وَحْيُ النُّبُوَّةِ وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِلْهَامِ وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِشَارَةِ وَمِنْهُ وَحْيُ أَمْرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ

ص: 109


1- الكافي: 4/49 بحار الأنوار: 47/42، ح 56.
2- الوافي: 8/817، ح 1 ؛ من لا يحضره الفقيه: 1/333، ح 979.

كَذِبٍ وَمِنْهُ وَحْيُ تَقْدِيرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ خَبَرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ الرِّسَالَةِ فَأَمَّا تَفْسِيرُ وَحْيِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: « إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ »(1) إِلَى آخِرِ الآْيَةِ وَأَمَّا وَحْيُ الْإِلْهَامِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ »(2) وَمِثْلُهُ: « وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ »(3) وَأَمَّا وَحْيُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً »(4) أَيْ أَشَارَ إِلَيْهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: « أَلّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلّا رَمْزاً »(5) وَأَمَّا وَحْيُ التَّقْدِيرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: « وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها »(6) وَأَمَّا وَحْيُ الْأَمْرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: « وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي »(7) وَأَمَّا وَحْيُ الْكَذِبِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ »(8) إِلَى آخِرِ الآْيَةِ وَأَمَّا وَحْيُ الْخَبَرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ

ص: 110


1- النساء: 163.
2- النحل: 68.
3- القصص: 7.
4- مريم: 11.
5- آل عمران : 41.
6- فصّلت: 12.
7- المائدة: 111.
8- الأنعام: 112.

الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِين »(1).(2)

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا ابن مسعود لاتختارن على ذكر اللَّه شيئاً فانّه يقول: « وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ »(3).(4)

وعن زين العابدين عليه السلام: وآنسنا بالذكر الخفي واستعملنا بالعمل الزكيّ والسعي المرضيّ(5).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: قال موسى: يا ربّ انّي أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها فقال: يا موسى اذكرني على كلّ حال(6).

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ

قال تعالى: « وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ »(7).

وقال تعالى: « تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »(8).

وقال تعالى: « إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ »(9).

ص: 111


1- الأنبياء: 73.
2- بحار الأنوار: 90/16.
3- العنكبوت: 45.
4- الوافي: 26/219 بحار الأنوار: 74/107.
5- بحار الأنوار: 91/151، مناجاة الذاكرين.
6- علل الشرايع: 1/284، ح 1 بحار الأنوار: 81/175، ح 6.
7- الحجر: 88.
8- القصص: 83.
9- النحل: 23.

وقال تعالى: « أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ »(1).

قال الصادق عليه السلام: التواضع أن ترضى من المجلس بدون شرفك وأن تسلّم على من لاقيت وأن تترك المراء وإن كنت محقّاً ورأس الخير التواضع(2).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة؟ قالوا: وما حلاوة العبادة؟ قال: التواضع(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: عليك بالتواضع فانّه من أعظم العبادة(4).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنَّ أفضل الناس عبداً من تواضع عن رفعة(5).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم اللَّه(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من تواضع للَّه رفعه اللَّه(7).

وقال الصادق عليه السلام: من تواضع للَّه شرّفه اللَّه على كثير من عباده(8).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام أَنْ يَا مُوسَى أَتَدْرِي لِمَا اصْطَفَيْتُكَ بِكَلامِي دُونَ خَلْقِي قَالَ يَا رَبِّ وَلِمَ ذَاكَ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ

ص: 112


1- الزمر: 60.
2- بحار الأنوار: 72/123، ح 20.
3- مجموعة ورّام: 1/201.
4- بحار الأنوار: 72/119، ح 5.
5- بحار الأنوار: 74/119، ح 15.
6- الكافي: 2/121، ح 1 بحار الأنوار: 72/124، ح 23.
7- الكافي: 1/122، ح 3 بحار الأنوار: 16/265، ح 64.
8- مصباح الشريعة: 72 بحار الأنوار: 72/121، ح 12.

لِي نَفْساً مِنْكَ يَا مُوسَى إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ عَلَى التُّرَابِ أَوْ قَالَ عَلَى الْأَرْضِ(1).(2)

نهج البلاغة: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِين(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا عزّ إلّا لمن تذلّل للَّه(4).

في حديث المعراج: ما عرفني عبدٌ وخشع لي إلّا خشع له كلّ شي ء(5).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: من خشع قلبه للَّه عزّ وجلّ خشعت جوارحه(6).

نعم عون الدعاء الخشوع(7).

قال الصادق عليه السلام: كان فيما ناجى اللَّه عزّ وجلّ به موسى بن عمران عليه السلام أن قال له: يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينيك الدموع في ظلم الليل وادعني فانّك تجدني قريباً مجيبا(8).

ص: 113


1- الترديد من الراوي.
2- الكافي: 2/123، ح 7 بحار الأنوار: 72/129، ح 29.
3- بحار الأنوار: 14/468 ؛ نهج البلاغة دشتى: خطبة 192 ( ترجمه فيض الإسلام ) خطبه 234، ش 21، ص 789. ومن خطبة له تسمّى القاصعة.
4- مشكاة الأنوار في غرر الأخبار: 226.
5- إرشاد القلوب إلى الصواب للديلمي: 1/203بحار الأنوار: 74/27.
6- الخصال: 2/628 بحار الأنوار: 10/106.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 193، ش 3759.
8- الأمالي للصدوق: 357/م 57، ح 1 بحار الأنوار: 13/330، ح 7.

قال زين العابدين عليه السلام: واجعلني لك من الخاشعين(1).

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذِي قَارٍ وَهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذِهِ النَّعْلِ فَقُلْتُ لا قِيمَةَ لَهَا قَالَ وَاللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلا(2).

أَنْ تُسامِحَنِي

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْش(3).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ يَكُونُ سَهْلَ الْبَيْعِ سَهْلَ الشِّرَاءِ سَهْلَ الْقَضَاءِ سَهْلَ الاقْتِضَاءِ(4).(5)

عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلّا ظِلُّهُ قَالَهَا ثَلاثاً فَهَابَهُ النَّاسُ أَنْ يَسْأَلُوهُ فَقَالَ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِراً أَوْ لِيَدَعْ لَهُ مِنْ حَقِّهِ(6).

عن أبي مسعود قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: حوسب رجل عمّا كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شي ء إلّا أنّه كان يخالط الناس وكان موسراً وكان يأمر غلمانه

ص: 114


1- مصباح المتهجّد: 2/595 بحار الأنوار: 95/91.
2- نهج البلاغة: خ 33 بحار الأنوار: 32/76، ح 50.
3- الكافي: 2/117، ح 5 بحار الأنوار: 72/440، ح 108.
4- يعني سهل القضاء للدين الذي عليه وسهل الاقتضاء للدين الذي له على غيره.
5- من لا يحضره الفقيه: 3/196، ح 3737.
6- الكافي: 4/35، ح 1 ؛ وسائل الشيعة: 16/319، ح 21654 - 1.

أن يتجاوزوا عن المعسرين فقال اللَّه عزّ وجلّ: نحن أحقّ بذلك منه تجاوزوا عنه(1).

عن حذيفة قال: قال أتى اللَّه بعبد من عباده أتاه اللَّه مالاً فقال له: ما فعلت في الدنيا وهو قوله: « وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً » قال: ربّ أتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خُلقي الجاز فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر فقال اللَّه: أنا أحقّ بهذا منك تجاوزوا عن عبدي(2).

عن حمّاد بن عثمان قال: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ الْمَشْكُوُّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَا لِفُلانٍ يَشْكُوكَ فَقَالَ لَهُ يَشْكُونِي أَنِّي اسْتَقْضَيْتُ مِنْهُ(3) حَقِّي قَالَ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مُغْضَباً ثُمَّ قَالَ كَأَنَّكَ إِذَا اسْتَقْضَيْتَ حَقَّكَ لَمْ تُسِئْ أَرَأَيْتَ مَا حَكَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: « يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ »(4) أَتَرَى أَنَّهُمْ خَافُوا اللَّهَ أَنْ يَجُورَ عَلَيْهِمْ لا وَاللَّهِ مَا خَافُوا إِلّا الاسْتِقْضَاءَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُوءَ الْحِسَابِ فَمَنِ اسْتَقْضَى بِهِ فَقَدْ أَسَاءَ(5).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: ألا وان للَّه أواني في أرضه وهي القلوب وأحبّ الأواني إلى اللَّه أصفاها واصلبها وأرقها: اصفاها من الذنوب، واصلبها في الدين، وارقها على الاخوان(6).

ص: 115


1- تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورّام: 2/266.
2- المصدر السابق.
3- أي طلبت منه حقّي. وفي بعض النسخ بالصاد المهملة في الموضعين أي بلغت الغاية في المطالبة.
4- الرعد: 21.
5- الكافي: 5/100، ح 1.
6- المحجّة البيضاء: 3/322 ؛ بحار الأنوار: 67/56، ح 26.

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض(1).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُن فِيهِ لَمْ يَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(2).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ ءٍ إِلّا زَانَهُ وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا شَانَهُ(3).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرَى مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ شَيْ ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ(4).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثمرة العقل مداراة الناس(5).

وعنه عليه السلام: مداراة الرجال من أفضل الأعمال(6).

وعنه عليه السلام: دار الناس تستمتع باخائهم والقهم بالبشر تمت اضغانهم(7).

وعن النبي صلى الله عليه وآله: اسمح يسمح لك(8).

ص: 116


1- الكافي: 2/117 بحار الأنوار: 18/213، ح 43.
2- الكافي: 2/116، ح 1 بحار الأنوار: 72/437، ح 104.
3- الكافي: 2/119، ح 6 بحار الأنوار: 72/60، ح 25.
4- الكافي: 2/120، ح 13 بحار الأنوار: 72/63، ح 32.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 53، ش 416.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم 465، ش 10174.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 445، ش 10180.
8- نهج الفصاحة مجموعة كلمات قصار رسول اللَّه صلى الله عليه وآله با ترجمه فارسى: 211، ش 293.

وقال صلى الله عليه وآله: تخلّقوا بأخلاق اللَّه(1).

وَتَرْحَمَنِي

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: إن للَّه مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس و الجن و البهائم و الهوام فبها يتعاطفون و بها يتراحمون و بها يعطف الوحش على ولدها فأخر اللَّه تسعا و تسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة(2).

وعنه صلى الله عليه وآله: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(3).

روى انّ موسى عليه السلام كان يرعى أغنام شعيب فانهزم من قطيعته تيس فصعد الجبال فبقي موسى تابعاً له عامة يومه في رؤوس الجبال فلمّا لزمه قبّل وجهه ومسح التراب من فوقه وقال معتذراً عنده: أيّها الحيوان أتعبتك هذا اليوم يوم من جهة الطلب ولا كان المقصود منك القيامة ( القيمة ) ولكن الخوف عليك من الذئب ثمّ حمله على عاتقه حتّى أوصله الحيوانات. وفي المجالس كان ذلك اليوم صائف من قلب الأسد والأرض حمرت من حرّ الشمس كالتنّور. وفي الأخبار: ان موسى عليه السلام قال: يا ربّ بما استحققت النبوّة واخترتني لكلامك؟ فقال اللَّه: لشفقتك على التيس في يوم كذا فذكر له القصّة(4).

ص: 117


1- روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه ( ط - القديمة ): 6/402.
2- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 2/322.
3- بحار الأنوار ( ط - بيروت ): 74/167، ح 4.
4- لئالي الأخبار: 2/152.

وعن النبي صلى الله عليه وآله: تعرّضوا لرحمة اللَّه بما أمركم به من طاعته(1).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة(2).

وعنه عليه السلام: رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة(3).

وَتَجْعَلَنِي بِقَسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً

اشارة

قال تعالى: « وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً »(5).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة(6).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: مواساة الأخ في اللَّه عزّ وجلّ يزيد في الرزق(7).

وعنه عليه السلام: استعمال الأمانة يزيد في الرزق(8).

حمران بن أعين قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أوصني فقال:

ص: 118


1- مجموعة ورّام: 2/120.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 450، ش 10344.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 499، ض 10333.
4- هود: 6.
5- الإسراء: 30.
6- جامع الأخبار للشعيري: 139 بحار الأنوار: 100/9، ح 35.
7- الخصال: 2/505، ح 2 بحار الأنوار: 71/395، ح 22.
8- نفس المصدر ؛ بحار الأنوار: 72/172، ح 8.

عليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب فانّه يهيل الرزق(1).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَمَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي عُمُرِهِ وَمَنْ حَسُنَ بِرُّهُ أَهْلَ بَيْتِهِ زِيدَ فِي رِزْقِهِ(2).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: حسن الخلق يزيد في الرزق(3).

قال صلى الله عليه وآله: العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال(4).

تقسيم الأرزاق

نهج البلاغة: وَقَدَّرَ الْأَرْزَاقَ فَكَثَّرَهَا وَقَلَّلَهَا وَقَسَّمَهَا عَلَى الضِّيقِ وَالسَّعَةِ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِيَ مَنْ أَرَادَ بِمَيْسُورِهَا وَمَعْسُورِهَا وَلِيَخْتَبِرَ بِذَلِكَ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ مِنْ غَنِيِّهَا وَفَقِيرِهَا(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الحسن بن عليّ عليه السلام: كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَهُوَ يَسْخَطُ قِسْمَهُ وَيُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَالْحَاكِمُ عَلَيْهِ اللَّه(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ إِيماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَيَقِيناً(7) حَتَّى

ص: 119


1- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي: 3/637 بحار الأنوار: 73/60، ح 14.
2- الدعوات للراوندي، سلوة الحزين: 127 بحار الأنوار: 66/408، ح 117.
3- الزهد: 30، ح 76 بحار الأنوار: 68/396، ح 77.
4- جامع الأخبار للشعيري: 139 بحار الأنوار: 100/9، ح 37.
5- نهج البلاغة ( ترجمه دشتى ): خ 91 تعرف بخطبة الأشباح ؛ بحار الأنوار: 5/148، ح 11.
6- الكافي: 2/62، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 43/351، ح 25.
7- تباشر به قلبى: أي تجده في قلبي ولا يكون ايماناً ظاهريّاً بمحض اللسان أو تلى باثباته في قلبي بنفسك. يقال: باشر الأمر إذا وليه بنفسه.

أَعْلَمَ أَنَّهُ لا يُصِيبنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي، وَرَضِّنِي مِنَ الْعَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي(1).

في صحيفة ادريس على نبيّنا وآله وعليه السلام: أَلا تَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ الَّتِي تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً(2) أَلَهَا زَرْعٌ تَزْرَعُهُ أَوْ مَالٌ تَجْمَعُهُ أَوْ كَسْبٌ تَسْعَى فِيهِ أَوِ احْتِيَالٌ تَتَوَسَّمُ بِتَعَاطِيهِ اعْلَمْ أَيُّهَا الْغَافِلُ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِتَقْدِيرِي لا أُنَادُّ وَلا أُضَادُّ فِي تَدْبِيرِي وَلا يُنْقَصُ وَلا يُزَادُ مِنْ تَقْدِيرِي ذَلِكَ أَنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحِيمُ الْحَكِيمُ(3).

قال النبي صلى الله عليه وآله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَنْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لِطَائِفَةٍ مِنْ أُمَّتِي أَجْنِحَةً فَيَطِيرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْجِنَانِ يَسْرَحُونَ فِيهَا وَيَتَنَعَّمُونَ كَيْفَ شَاءُوا فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ هَلْ رَأَيْتُمُ الْحِسَابَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا حِسَاباً فَيَقُولُونَ هَلْ جُزْتُمُ الصِّرَاطَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا صِرَاطاً فَيَقُولُونَ هَلْ رَأَيْتُمْ جَهَنَّمَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا شَيْئاً فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ مِنْ أُمَّةِ مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَيَقُولُونَ نَشَدْنَاكُمُ اللَّهَ حَدِّثُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ خَصْلَتَانِ كَانَتَا فِينَا فَبَلَّغَنَا اللَّهُ هَذِهِ الدَّرَجَةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ فَيَقُولُونَ وَمَا هُمَا؟ فَيَقُولُونَ كُنَّا إِذَا خَلَوْنَا نَسْتَحِي أَنْ نَعْصِيَهُ وَنَرْضَى بِالْيَسِيرِ مِمَّا قُسِمَ لَنَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يحَقٌّ لَكُمْ هَذَا(4).

قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل: ما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيّده أصاب من الدنيا أو لم يصب ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل(5).

ص: 120


1- الكافي: 2/524، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 83/289، ح 51.
2- الخماص: جمع الخميص يعني خميص البطن من الجوع. والبطان جمع البطين يعني من كثرة الأكل.
3- بحار الأنوار: 92/456.
4- مجموعة ورّام: 1/230 ؛ بحار الأنوار: 100/25، ح 31.
5- معاني الأخبار: 261، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 74/20، ح 4.

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: من رضي من اللَّه بما قسم له استراح بدنه(1).

وعن الصادق عليه السلام قال: أرض بما قسم اللَّه لك تكن غنيّاً(2).

وقال الصادق عليه السلام: من لم يرض بما قسم اللَّه له عزّ وجلّ اتّهم اللَّه تعالى في قضائه(3).

القناعة

قوله تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً »(4) قال: القنوع بما رزقه اللَّه(5).

عن أبي جعفر قال: أكل عليّ عليه السلام من تمر دقل(6) ثمّ شرب عليه الماء ثمّ ضرب على بطنه وقال: من ادخله بطنه في النار فأبعده اللَّه ثمّ تمثّل:

فانّك مهما تعط بطنك سؤله

وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا(7)

عن أبي جعفر أو أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قنع بما رزقه اللَّه فهو من أغنى الناس(8).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ لِرَجُلٍ اقْنَعْ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَا عِنْدَ

ص: 121


1- الخصال: 2/632 ؛ بحار الأنوار: 68/139، ح 27.
2- الخصال: 1/169، ح 222 ؛ بحار الأنوار: 68/135، ح 15.
3- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ( ط - القديمة ): 2/158 ؛ بحار الأنوار: 75/202، ح 33.
4- النحل: 97.
5- تفسير القمي: 1/390.
6- الدقل محركة: أردأ التمر.
7- بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرسالة العثمانيّة: 247.
8- الكافي: 2/139، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 70/178، ح 21.

غَيْرِكَ وَلا تَتَمَنَّ مَا لَسْتَ نَائِلَهُ فَإِنَّهُ مَنْ قَنِعَ شَبِعَ وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ لَمْ يَشْبَعْ وَخُذْ حَظَّكَ مِنْ آخِرَتِك(1).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: كيف يستطيع صلاح نفسه من لا يقنع بالقليل(2).

وعنه عليه السلام: انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوّك بالقصاص(3).

وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَواضِعاً

ذكر أحمد في الفضائل باسناده إلى ابن عبّاس قال: دخلت عليه ( أي أميرالمؤمنين عليه السلام ) يوماً وهو يخصف نعله فقلت له: ما قيمة هذا النعل حتّى تخصفها؟ فقال: هي واللَّه أحبّ إليّ من دنياكم أو امرتكم هذه إلّا أن أقيم حقّاً أو أدفع باطلاً ثمّ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يخصف نعله ويرقع ثوبه ويركب الحمار ويردف خلفه، قال ابن عبّاس: أقام أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة مدّة خمس سنين لم يأكل من طعامهم وما كان يأكل إلّا من شي ء يأتيه من المدينة، قال: وقدم إليه فالوذة فلم يأكله فقلت أحرام هو؟ قال: لا ولكنّي أكره أن أعود نفسي ما لم تعتدّ وما أكل منه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله(4).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا ينبغي لمن عرف عظمة اللَّه أن يتعظّم فان رفعة الذين يعلمون ما عظمة اللَّه أن يتواضعوا له(5).

ص: 122


1- الكافي: 8/243، ح 337.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم 238، ش 8981.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 238، ش 8981.
4- تذكرة الخواص: 110.
5- الكافي: 5/390 ؛ بحار الأنوار: 74/369، ح 34.

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ اللَّه لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده(1).

وعن الصادق عليه السلام: إيّاكم والعظمة والكبر فانّ الكبر رداء اللَّه فمن نازع اللَّه رداءه قصمه اللَّه وأذلّه يوم القيامة(2).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلّم على من تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقّاً وأن لا تحبّ أن تحمد على التقوى(3).

وفي وصيّة أميرالمؤمنين عليه السلام عند موته: عليك بالتواضع فانّه من أعظم العبادة(4).

عن أبي الحسن الجهم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحبّ أن تعطاه(5).

وفي حديث آخر قال: قلت: ما حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً؟ فقال عليه السلام: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه، ان رأى سيّئة درأها بالحسنة كاظم الغيظ عافٍ عن الناس واللَّه يحبّ المحسنين(6).

ص: 123


1- تحف العقول: 399 ؛ بحار الأنوار: 75/314.
2- تحف العقول: 315 ؛ بحار الأنوار: 75/294.
3- الكافي: 2/122، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 72/129، ح 28.
4- بحار الأنوار: 72/119، ح 5.
5- الكافي: 2/124، ح 13 ؛ بحار الأنوار: 72/135، ح 36.
6- الكافي: 2/124، ذيل ح 13؛ بحار الأنوار: 72/135، ح 36.

اللَّهُمَّ وَأَسْأَ لُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ

قال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ »(1).

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ »(2).

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ »(3).

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ... »(4).

وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »(5).

وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ

انّ اللَّه تعالى يقول: وَ عِزَّتِي وَجَلالِي وَمَجْدِي وَارْتِفَاعِي عَلَى عَرْشِي لأُقطعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَيْرِي بِالْيَأْسِ وَلأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ وَلأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ قُرْبِي وَلأُبَعِّدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي أَيُؤَمِّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي وَيَرْجُو غَيْرِي وَيَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَيْرِي وَبِيَدِي مَفَاتِيحُ الْأَبْوَابِ وَهِيَ مُغْلَقَةٌ وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا وَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي لِعَظِيمَةٍ فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي مَحْفُوظَةً فَلَمْ يَرْضَوْا

ص: 124


1- آل عمران: 189.
2- المائدة: 18.
3- الحديد: 2.
4- الفتح: 14.
5- فاطر: 15.

بِحِفْظِي وَمَلأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لا يَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لا يُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي أَلَمْ يَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ لا يَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي؟ إلّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِي، فَمَا لِي أَرَاهُ لاهِياً عَنِّي؟ أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ فَلَمْ يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ غَيْرِي أَفَيَرَانِي أَبْدَأُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلا أُجِيبُ سَائِلِي أَبَخِيلٌ أَنَا فَيُبَخِّلُنِي عَبْدِي أَوَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي أَوَلَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي أَوَلَيْسَ أَنَا مَحَلَّ الآْمَالِ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي أَفَلا يَخْشَى الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُوا غَيْرِي فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ فَيَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي وَيَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي(1).

وَعَظُمَ فِيَما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ

اشارة

قال تعالى: « وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ »(3).

وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا »(4).

ص: 125


1- الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة ( كليّات حديث قدسى ): 644.
2- الأعراف: 170.
3- التوبة: 120.
4- الكهف: 30.

وقال تعالى: « لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ »(1).

وقال تعالى: « إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ »(3).

وقال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ »(4).

وقال تعالى: « أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ »(5).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثَوابُ عَمَلكَ [ عِلْمِكَ] أَفضلُ مِنْ عَمَلِك(6).

وعنه عليه السلام: ثَوابُ الصبرِ أعلَى الثواب(7).

وعنه عليه السلام: إنَّ أعظمَ المثوبة مثوبة الانصاف(8).

وعنه عليه السلام: ثَوابُ الجِهادِ أعظمُ الثواب(9).

ص: 126


1- آل عمران: 172.
2- الحديد: 18.
3- فصّلت: 8.
4- فاطر: 7.
5- القصص: 54.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 156، ش 2945.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 281، ش 6240.
8- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 394، ش 9106.
9- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 333، ش 7663.

قال الباقر عليه السلام: النَّائِمُ بِمَكَّةَ كَالْمُجْتَهِدِ فِي الْبُلْدَانِ وَالسَّاجِدُ بِمَكَّةَ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَنْ خَلَفَ حَاجّاً فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يَسْتَلِمُ الْأَحْجَارَ(1).

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في فضل الجهاد وتوابعه: انَّ رِبَاطَ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ سَنَةً ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ يَوْماً كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ(2).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: حرس ليلة في سبيل اللَّه عزّ وجلّ أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها(3).

وعن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه: قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّى بِسَيِّدِهِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَنَاجَاهُ أَثْبَتَ اللَّهُ النُّورَ فِي قَلْبِه(4).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام... عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةُ الْبَدَنِ وَرِضَا الرَّبِّ وَتَمَسُّكٌ بِأَخْلاقِ النَّبِيِّينَ وَتَعَرُّضٌ لِرَحْمَتِهِ(5).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُسْحَبُ(6) فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ يَا رَبّ هَذَا الَّذِي كَانَ يَدْعُو لَنَا فَشَفِّعْنَا فِيهِ فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَيَنْجُو(7).

ص: 127


1- لوامع صاحبقران مشهور به شرح فقيه: 7/163.
2- بحار الأنوار ( ط - بيروت ): 54/221.
3- نهج الفصاحة ( مجموعة كلمات قصار رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ): 439، ش 1355.
4- الأمالي للصدوق: 279/م 47 ؛ بحار الأنوار: 38/99، ح 18.
5- تهذيب الأحكام: 2/121، ح 225.
6- سحبه كمنعه: جرّه على وجه الأرض ومنه سحب ذيله فانسحب.
7- الكافي: 2/508، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 90/385، ح 10.

بعض ما عند اللَّه

اشارة

قال تعالى: « لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ »(1).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ »(2).

وقال تعالى: « لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ »(3).

وقال تعالى: « نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ »(5).

وقال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ »(6).

وقال تعالى: « فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(7).

قال تعالى: « وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ »(8).

ص: 128


1- الأنعام: 127.
2- آل عمران: 195.
3- آل عمران: 15.
4- آل عمران: 198.
5- القلم: 34.
6- التوبة: 20 - 21.
7- النساء: 134.
8- آل عمران: 133.

وقال تعالى: « سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(1).

وقال تعالى: « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ »(2).

وقال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »(3).

عن زين العابدين عليه السلام: اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْحَسَنَاتِ وَسَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ(4) وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ بَادَرَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِهِ وَرَاجَعَ عَنِ الْمَحَارِم(5).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثمنُ الجنّة العملُ الصالح(6).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: عَشْرٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ

ص: 129


1- الحديد: 21.
2- غافر: 40.
3- التوبة: 71 - 72.
4- سلا عن الشي ء: نسيه وهجره. واشفق: خاف وحذر.
5- تحف العقول: 281 ؛ بحار الأنوار: 75/139.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 154، ش 2876.

وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَحِجُّ الْبَيْتِ وَالْوَلايَةُ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَالْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَاجْتِنَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ(1).

الجنّة
الرحمة

قال تعالى: « فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ »(2).

وقال تعالى: « وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ »(3).

وقال تعالى: « فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ »(4).

وقال تعالى: « وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ »(5).

عن الباقر عليه السلام: تَعَرَّضْ لِلرَّحْمَةِ وَعَفْوِ اللَّهِ بِحُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ وَاسْتَعِنْ عَلَى حُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ بِخَالِصِ الدُّعَاءِ وَالْمُنَاجَاةِ فِي الظُّلَم(6).

ص: 130


1- الخصال: 3/432، ح 15 ؛ بحار الأنوار: 65/377، ح 24.
2- النساء: 175.
3- الأنعام: 54.
4- الأنعام: 147.
5- الأعراف: 156.
6- بحار الأنوار: 75/164، ح 1.
العفو

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً »(1).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةُ يَقْضِي بِعِلْمٍ وَيَعْفُو بِحِلْم(2).

قال أعرابيّ: يا رسول اللَّه من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: اللَّه عزّ وجلّ، قال: نجونا وربّ الكعبة، قال: وكيف ذاك يا أعرابي؟ قال: لأنّ الكريم إذا قدر عفا(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَنَزَّهَ عَنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ سَارَعَ إِلَيْهِ عَفْوُ اللَّه(4).

قال تعالى: « مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ »(5).

اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ

يا من لا سلطان إلّا سلطانه(6).

يا من هو في سلطانه قديم(7).

ص: 131


1- النساء: 43.
2- نهج البلاغة ( دشتى ): خ 160.
3- مجموعة ورّام: 1/9.
4- كنز الفوائد: 1/278 ؛ بحار الأنوار: 75/90، ح 95.
5- النحل: 96.
6- المصباح للكفعمي ( جنّة الأمان الوافية ): 249 دعاء الجوشن الكبير ؛ بحار الأنوار: 91/386.
7- نفس المصدر.

وَعَلَا مَكَانُكَ

قال تعالى: « سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى »(1).

في الحديث يقول اللَّه عزّوجلّ: أنا الأعلى فوق كلّ شي ء(2).

قال تعالى: « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ »(3).

والمتعالي عن الخلق بلا تباعد(4).

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: سَبَقَ فِي الْعُلُوِّ فَلا شَيْ ءَ أَعْلَى مِنْهُ وَقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلا شَيْ ءَ أَقْرَبُ مِنْهُ فَلا اسْتِعْلاؤُهُ بَاعَدَهُ عَنْ شَيْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ وَلا قُرْبُهُ سَاوَاهُمْ فِي الْمَكَان(5).

وَخَفِيَ مَكْرُكَ

قال تعالى: « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »(6).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الاسْتِغْفَارَ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ الاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادَى بِهَا وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ بِالنِّعَمِ عِنْدَ الْمَعَاصِي(7).

ص: 132


1- الأعلى: 1.
2- تفسير روض الجنان وروح الجنان: 20/233.
3- الشورى: 11.
4- التوحيد ( للصدوق ): 33 ؛ بحار الأنوار: 4/266.
5- نهج البلاغة ( دشتى ): خ 49، فيض الاسلام: خ 49 ؛ بحار الأنوار: 4/308، ح 36.
6- آل عمران: 54.
7- الكافي: 2/452، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 5/217، ح 9.

وقال عليه السلام: إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَبْدَ يَتَفَقَّدُ الذُّنُوبَ مِنَ النَّاسِ نَاسِياً لِذَنْبِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِه(1).

وَظَهَرَ أَمْرُكَ

معاني الأمر

قال تعالى: « أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ »(2).

وقال تعالى: « وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ »(3).

وقال تعالى: « إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ ِ »(4).

وقال تعالى: « بَلْ للَّهِ ِ الْأَمْرُ جَمِيعاً »(5).

وقال تعالى: « إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ »(6).

وقال تعالى: « أَتَى أَمْرُ اللَّهِ »(7).

وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ

قال تعالى: « وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ »(8).

ص: 133


1- تحف العقول: 364 ؛ بحار الأنوار: 75/246.
2- الأعراف: 54.
3- القمر: 50.
4- آل عمران: 154.
5- الرعد: 31.
6- يس: 82.
7- النحل: 1.
8- يوسف: 21.

وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً »(1).

وقال تعالى: « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ ءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً »(2).

وتقدّم تفسير القهر والقدرة في ابتداء الكتاب.

وَلَا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ

عن عليّ بن الحسين عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ طَالِبِي إِنْ أَنَا هَرَبْتُ ، وَمُدْرِكِي إِنْ أَنَا فَرَرْت(3).

رُوِيَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام جَاءَهُ رَجُلٌ وَقَالَ أَنَا رَجُلٌ عَاصٍ وَلا أَصْبِرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ عليه السلام افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ لا تَأْكُلْ رِزْقَ اللَّهِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالثَّانِي اخْرُجْ مِنْ وَلايَةِ اللَّهِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالثَّالِثُ اطْلُبْ مَوْضِعاً لا يَرَاكَ اللَّهُ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالرَّابِعُ إِذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالْخَامِسُ إِذَا أَدْخَلَكَ مَالِكٌ فِي النَّارِ فَلا تَدْخُلْ فِي النَّارِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ(4).

اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً

وقال تعالى: « وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(5).

ص: 134


1- الأحزاب: 27.
2- فاطر: 44.
3- الصحيفة السجّاديّة: 50/248.
4- جامع الأخبار للشعيري: 130 ؛ بحار الأنوار: 75/126، ح 7.
5- آل عمران: 135.

وقال تعالى: « إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(1).

وقال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً »(3).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(4).

وقال تعالى: « فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(5).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ »(6).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَمَّا عَلامَةُ التَّائِبِ فَأَرْبَعَةٌ النَّصِيحَةُ للَّهِ ِ فِي عَمَلِهِ(7) وَتَرْكُ الْبَاطِلِ وَلُزُومُ الْحَقِّ وَالْحِرْصُ عَلَى الْخَيْرِ(8).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ(9).

ص: 135


1- يوسف: 87.
2- الزمر: 53.
3- النساء: 23.
4- النساء: 25.
5- المائدة: 39.
6- الأنفال: 69.
7- النصيحة: الإخلاص أي يخلص عمله للَّه، وترك الباطل أعم من ترك ما لا ينفعه ولا يضرّه.
8- تحف العقول: 20 ؛ بحار الأنوار: 1/120.
9- نهج البلاغة: حكمة 427 ؛ بحار الأنوار: 68/54، ح 85.

وَلَا لِقَبائِحِي سَاتِراً

عن الحسين بن علي عليه السلام في دعاء يوم عرفة: وَلَوْلا سَتْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ(1).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأُمِرَتْ جَوَارِحُهُ أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ وَبِقَاعُ الْأَرْضِ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيْهِ وَنَسِيَتِ الْحَفَظَةُ مَا كَانَتْ كَتَبَتْ عَلَيْهِ(2).

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا تَابَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ قُلْتُ وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ قَالَ يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَأَوْحَى إِلَى جَوَارِحِهِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ وَأَوْحَى إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ اكْتُمِي عَلَيْهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ فَيَلْقَى اللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْ ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِالذُّنُوبِ(3).

وروى: عبدي بقيت فريداً وحيداً...(4).

ص: 136


1- البلد الأمين: 244 ؛ زاد المعاد - مفتاح الجنان: 177.
2- ثواب الأعمال: 179 ؛ بحار الأنوار: 6/28، ح 32.
3- ثواب الأعمال: 171 ؛ بحار الأنوار: 6/28، ح 31.
4- تفسير كبير منهج الصادقين في إلزام المخالفين: 1/31. در آثار آمده كه چون بنده مؤمن را به قبر درآورند و سر قبر را استوار كرده دوستان و مصاحبان همه بازگردند و او را در كنج لحد تنگ و تاريك تنها بگذارند حقّ سبحانه وتعالى از روى لطف و بنده نوازى خطاب كند به او كه ( عبدي بقيت فريداً وحيداً ) اى بنده من در اين كنج لحد تنها مانده؟ آن دوستان و ياران كه از براى ايشان در حق من عصيان مى كردى و رضاى ايشان را به رضاى من اختيار مى كردى تو را اينجا تنها بگذاشتند ( فانا رحمك اليوم رحمة تتعجّب الخلائق منها ) امروز تو را به رحمت شامله خود بنوازم چنان كه همه خلايق از آن تعجب نمايند پس خطاب فرمايد به فرشتگان كه اى ملائكه من اين غريبى است بى كس و بى يار و از وطن و ديار خود جدا افتاده و از همنشينان خود دور شده و الحال در اين كنج لحد مهمان من است آنچه مقدور شما مى شود بر وى كرم و احسان نمائيد و درى از جنّت بر او گشائيد و قبر او را موسع و منور سازيد و انواع رياحين و موايد نزد او حاضر كنيد و بعد از آن او را به من واگذاريد كه به مقتضاى ( اللَّه مونس كلّ وحيد ) مونس و همنشين او خواهم بود تا روز قيامت. و نيز از حضرت رسالت صلى الله عليه وآله منقول است كه چون روز قيامت شود بنده را حاضر كنند فرمان آيد كه قبه زنيد و بنده مرا در آنجا بنشانيد بعد از آن او سبحانه به وى خطاب نمايد كه اى بنده من نعمت مرا سرمايه معصيت ساختى و چندان كه نعمت را بر تو زياده گردانيدم تو بيشتر در عصيان افزودى بنده سر خجالت در پيش افكند خطاب آيد كه اى بنده من سر بردار كه همان ساعت كه معصيت كردى من تو را آمرزيدم و قلم عفو بر سر آن كشيدم.

وَلَا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ

قال تعالى: « إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً »(1).

وقال تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ »(2).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ قُومُوا فَقَدْ بَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ وَغَفَرْتُ لَكُمْ جَمِيعا(3).

عن سليمان بن خالد قال: كُنْتُ فِي مَحْمِلٍ أَقْرَأُ إِذْ نَادَانِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام اقْرَأْ يَا سُلَيْمَانُ... فَقَرَأْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: « إِلّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ » قَالَ: قِفْ هَذِهِ فِيكُمْ إِنَّهُ يُؤْتَى بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَلِي حِسَابَهُ فَيُوقِفُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ شَيْئاً شَيْئاً فَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا فِي سَاعَةِ

ص: 137


1- الفرقان: 70.
2- هود: 114.
3- روضة الواعظين: 391/2 ؛ بحار الأنوار: 90/162، ذح 42.

كَذَا فَيَقُولُ أَعْرِفُ يَا رَبِّ قَالَ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كُلِّهَا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَعْرِفُ فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ أَبْدِلُوهَا لِعَبْدِي حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرْفَعُ صَحِيفَتُهُ لِلنَّاسِ فَيَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا كَانَتْ لِهَذَا الْعَبْدِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنات(1).

عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَنَحُّوا عَنْهُ كِبَارَهَا فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ مُقِرٌّ لا يُنْكِرُ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ فَيُقَالُ أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَيَقُولُ إِنَّ لِي ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثمّ تلا: « فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ »(2).(3)

لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ

اشارة

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَا جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلّا الْجَنَّةُ(4).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ دَخَلَ الْجَنَّةَ(5).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قولُ لا إله إلّا اللَّهُ ثمنُ الجنّة(6).

قال النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِخْلاصُهُ أَنْ يَحْجُزَهُ لا

ص: 138


1- المحاسن: 1/170 ؛ بحار الأنوار: 24/387، ح 111.
2- الفرقان: 70.
3- عوالي اللئالي: 1/124، ح 56 ؛ بحار الأنوار: 7/286.
4- جامع الأخبار للشعيري: 6 ؛ بحار الأنوار: 3/5، ح 12.
5- التوحيد للصدوق ل 29، ح 30 ؛ بحار الأنوار: 3/10، ح 20.
6- التوحيد للصدوق: 21، ح 13 ؛ بحار الأنوار: 90/196، ح 15.

إِلَهَ إِلّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عزّ وجلّ(1).

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: لَمَّا وَافَى أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام نَيْسَابُورَ وَأَرَادَ أَنْ يَرْحَلَ مِنْهَا إِلَى الْمَأْمُونِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَقَالُوا لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَرْحَلُ عَنَّا وَلا تُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ فَنَسْتَفِيدَهُ مِنْكَ وَقَدْ كَانَ قَعَدَ فِي الْعَمَّارِيَّةِ فَأَطْلَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَقُولُ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ عليه السلام يَقُولُ سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي فَلَمَّا مَرَّتِ الرَّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَأَنَا مِنْ شُرُوطِهَا(2).

روي أنّ رجلاً أتى أبا جعفر فسأله عن الحديث الذي روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: من قال لا إله إلّا اللَّه دخل الجنّة فقال أبو جعفر عليه السلام: حق فولى الرجل مدبراً فلمّا خرج أمر بردّه ثمّ قال: يا هذا إن للا إله إلّا اللَّه شروطاً وانّي من شروطها(3).

لماذا بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله

جاء جبريل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله: يا جبريل صف لي جهنّم.

ص: 139


1- التوحيد للصدوق: 28، ح 27 ؛ بحار الأنوار: 90/197، ح 22.
2- الأمالي للصدوق: 235/م 41، ح 8؛ بحار الأنوار: 49/123، ح 4.
3- فقه الرضا: 390 باب النوادر ؛ بحار الأنوار: 3/13، ح 28.

قال: انّ اللَّه تعالى لمّا خلق جهنّم أوقد عليها ألف سنة... لها سبعة أبواب... لكلّ باب منهم مقسوم من الرجال والنساء - إلى أن قال: - ثمّ أمسك جبريل حياء من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال له عليه السلام: ألا تخبرني من سكّان الباب السابع؟ فقال جبريل: فيه أهل الكبائر من أُمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا...

فخرّ النبيّ صلى الله عليه وآله مغشياً عليه فوضع جبريل رأسه على حجره حتّى أفاق فلمّا أفاق قال عليه الصلاة والسلام: يا جبريل عظمت مصيبتي واشتدّ حزني أَوَ يدخل أحد من أُمّتي النار؟

قال جبريل: نعم أهل الكبائر من أُمّتك.

ثمّ بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وبكى جرئيل ودخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منزله واحتجب عن الناس فكان لا يخرج إلّا إلى الصلاة يصلّي ويدخل ولم يكلّم أحداً ويأخذ في الصلاة ويبكي ويتضرّع إلى اللَّه تعالى.

فلمّا كان اليوم الثالث اشتلمت فاطمة بعباءة قطوانيّة وأقبلت حتّى وقفت على باب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ثمّ سلّمت وقالت فاطمة: يا رسول اللَّه أنا فاطمة ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله ساجدٌ يبكي فرفع رأسه وقال صلى الله عليه وآله: ما بال قرّة عيني فاطمة حجبت عنّي؟ افتحوا لها الباب ففتح لها الباب فدخلت فلمّا نظرت إلى رسول اللَّه بكت بكاءاً شديداً لمّا رأت من حاله مصفرّاً متغيّراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن فقالت: يا رسول اللَّه ما الذي نزل عليك؟

فقال: يا فاطمة جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنّم وأخبرني انّ في أعلى بابها أهل الكبائر من أُمّتي فذلك الذي أبكاني وأحزنني.

قالت: يا رسول اللَّه كيف تقودهم الملائكة؟

ص: 140

قال: أمّا الرجال فباللحى وأمّا النساء فبالذوائب والنواصي(1).

وروي في خبر آخر انّهم لمّا قادتهم الملائكة... فاذا وقف بهم على شفير جهنّم ونظروا إلى النار وإلى الزبانيّة قالوا: يا مالك ائذن لنا لنبكي على أنفسنا فيأذن لهم فيبكون الدموع حتّى لم يبق لهم دموع فيبكون الدم.

فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا فلو كان هذا البكاء في الدنيا من خشية اللَّه ما مسّتكم النار اليوم.

فيقول مالك للزبانيّة: ألقوهم ألقوهم في النار فاذا القوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلّا اللَّه فترجع النار عنهم فيقول مالك: يا نار خذيهم فتقول النار: كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلّا اللَّه؟ قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء اللَّه فيها...

فاذا أنفذ اللَّه تعالى حكمه، قال اللَّه تعالى: يا جبريل ما فعل العاصون من أُمّة محمّد؟

فيقول جبريل: اللهمّ أنت أعلم بهم فيقول انطلق فانظر ما حالهم.

فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك فيأمر مالك الخزنة فيرفعون الطبق عنهم فاذا نظروا إلى جبريل وإلى حسن خلقه علموا انّه ليس من ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟

فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمّداً بالوحي فاذا سمعوا ذكر محمّد صاحوا بأجمعهم: اقرئ محمّداً صلى الله عليه وآله منّا السلام وأخبره انّ معاصينا

ص: 141


1- عوالم العلوم: 11/349 ؛ تنبيه الغافلين: 70، ش 59.

فرقت بيننا وبينك وأخبره بسوء حالنا...

فينطلق جريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب لكلّ باب مصراعان من ذهب فيقول جبريل: يا محمّد قد جئتك من عند العصابة الذين يعذبون من أُمّتك في النار وهم يقرئونك السلام ويقولون ما أسوء حالنا وأضيق مكاننا.

فيأتي النبي صلى الله عليه وآله إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على اللَّه تعالى ثناء لم يثن عليه أحد مثله.

فيقول اللَّه تعالى: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.

فيقول صلى الله عليه وآله: يا ربّ الأشقياء من أُمّتي قد أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفّعني فيهم.

فيقول اللَّه تعالى: قد شفّعتك فيهم، فأتِ النار فأخرج منها من قال لا إله إلّا اللَّه.

فينطلق النبي فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنّة يسمّى نهر الحيوان فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جرداً مرداً مكحّلين وكأنّ وجوههم مثل القمر مكتوب على جباههم: « عتقاء الرحمن من النار »... الخبر(1).

سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ

سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ فِي هَذَا الْحَائِطِ رَجُلاً كَانَ إِذَا سُئِلَ أَنْبَأَ وَإِذَا سَكَتَ ابْتَدَأَ فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي

ص: 142


1- تنبيه الغافلين: 73، ذ ش 59.

طَالِبٍ عليه السلام فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَفْسِيرُ سُبْحانَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ تَعْظِيمُ جَلالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا قَالَ فِيهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهُ الْعَبْدُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ(1).

قال تعالى: « وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ »(2).

علقمة وابن مسعود: كنّا نجلس مع النبيّ صلى الله عليه وآله ونسمع الطعام يسبّح ورسول اللَّه يأكل وأتاه مكرز العامري وسأله آيةً فدعا تسع حصاة فسبّحن في يده(3).

وقال تعالى: « فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ »(4).

عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعٍ - إلى أن قال عليه السلام: - وَعَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ: « لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: « وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين »(5).

وروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله: ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلّا استجيب له(6).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: التسبيح ينصف الميزان والحمد للَّه يملأ الميزان(7).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ

ص: 143


1- معاني الأخبار: 9، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 90/177، ح 3.
2- الإسراء: 44.
3- مناقب آل أبي طالب: 1/90 ؛ بحار الأنوار: 17/379، ح 49.
4- الأنبياء: 87 - 88.
5- الخصال: 1/218، ح 43 ؛ بحار الأنوار: 90/184، ح 1.
6- تفسير الصافي: 3/353.
7- مكارم الأخلاق: 309.

للَّهِ ِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ عَلَى كُلِّ حَالٍ(1).

ظَلَمْتُ نَفْسِي

قال تعالى: « وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ »(2).

وقال تعالى: « وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ »(3).

وقال تعالى: « وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ »(4).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَلا وَإِنَّ الظُّلْمَ ثَلاثَةٌ فَظُلْمٌ لا يُغْفَرُ وَظُلْمٌ لا يُتْرَكُ وَظُلْمٌ مَغْفُورٌ لا يُطْلَبُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيد(5).

وعنه عليه السلام: بالظلم تزول النعم(6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال كانَ أبي يقول: اتَّقُوا الظلم فانَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ(7).

وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: واللَّه ما ينجو من الذنب إلّا من أقرّ به(8).

ص: 144


1- الكافي: 2/97، ح 19 ؛ بحار الأنوار: 68/32، ح 14.
2- الأنفال: 51.
3- إبراهيم: 42.
4- الشعراء: 227.
5- نهج البلاغة: 255، خ 176 ؛ بحار الأنوار: 7/271، ح 36.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 456، ش 10413.
7- الكافي: 2/509، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 90/358.
8- الزهد: 72، ح 193 ؛ بحار الأنوار: 6/38، ح 66.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لا واللَّه ما أراد اللَّهُ تعالى من الناس إلّا خصلتين: أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم(1).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: المقرّ بالذنب تائب(2).

وقال عليه السلام: شافع المذنب اقراره وتوبته اعتذاره(3).

وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: كفى بالمرء جهلاً أن يرتكب ما نهي عنه(4).

وعنه عليه السلام: إنّما الجاهل من استعبدته المطالب(5).

عن زين العابدين عليه السلام: إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِينَ عَصَيْتُكَ وَأَ نَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ، وَلَا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلَا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لَكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَغَلَبَنِي هَوايَ، وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ(6).

وعنه عليه السلام: الجهل داء وعياء(7).

وعنه عليه السلام: الجهل أدوأ الداء(8).

ص: 145


1- الكافي: 2/426، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 6/36، ح 55.
2- مستدرك الوسائل: 12/116، ح 13671.
3- نفس المصدر.
4- بحار الأنوار: 75/8، ح 64.
5- شرح آقا جمال خوانسارى بر غرر الحكم ودرر الكلم: 3/75، ش 3864.
6- مصباح المتهجّد: 2/589 ؛ بحار الأنوار: 95/88.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 73، ش 1094.
8- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 73، ش 1095.

وعنه عليه السلام: الجهل مُميت الأحياء ومخلّد الشقاء(1).

وعنه عليه السلام: الجاهل لا يعرف تقصيره ولا يقبل من النصيح له(2).

وعنه عليه السلام: الجاهل ميّت وإن كان حيّاً(3).

وعنه عليه السلام: الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها وشجرة لا يخضرّ عودها وأرضٌ لا يظهر عشبها(4).

وعنه عليه السلام: أَنَا الْجَاهِلُ عَصَيْتُكَ بِجَهْلِي وَارْتَكَبْتُ الذُّنُوبَ بِجَهْلِي وَسَهَوْتُ عَنْ ذِكْرِكَ بِجَهْلِي وَرَكَنْتُ إِلَى الدُّنْيَا بِجَهْلِي(5).

وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَ

عن زين العابدين عليه السلام: إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَ إِحْسانِكَ صَغِيراً(6).

وعنه عليه السلام: أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ، وَأَ نَا الْجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ، وَأَ نَا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ، وَأَ نَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ، وَأَ نَا الْخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ ، وَالْجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَ نَا الْقَلِيلُ الَّذِي

ص: 146


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 75، ش 1164.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 75، ش 1152.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 75، ش 1163.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 74، ش 1123.
5- بحار الأنوار ( ط - بيروت ): 94/219، اليوم التاسع والعشرون.
6- مصباح المتهجّد: 2/583 ؛ بحار الأنوار: 95/83.

كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ، وَأَ نَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ(1).

وفي دعاء السمات: وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ(2).

وعن زين العابدين عليه السلام: أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلَى أَهْلِ مَمْلكَتِكَ(3).

اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ

قال تعالى: « فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ »(4).

عن عبدالعظيم بن عبداللَّه الحسنى قال: قُلْتُ: لأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ عَنْ آبَائِكَ عليه السلام، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ: قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُم(5).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ما سترَ اللَّهُ على عبدٍ في الدنيا إلّا سترَ عليهِ في الآخرة(6).

عن النبي صلى الله عليه وآله أَنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلَيْهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنَ السَّمَاءِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَدِيَّةٍ، قَالَ: وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ: كَلِمَاتٌ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهَا، قَالَ: وَمَا هُنَّ يَا جَبْرَئِيلُ، قَالَ: قُلْ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ يَا عَظِيمَ

ص: 147


1- مصباح المتهجّد: 2/589 ؛ بحار الأنوار: 95/87.
2- مصباح المتهجّد: 1/418 ؛ بحار الأنوار: 87/98.
3- المصباح للكفعمي: 589 ؛ بحار الأنوار: 95/83 ؛ زاد المعاد: 93.
4- الأنفال: 40.
5- الأمالي للصدوق: 446/م 68، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 74/385، ح 10.
6- مجموعة ورّام: 1/189.

الْعَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ يَا عَظِيمَ الْمَنِّ يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا يَا رَبَّنَا وَيَا سَيِّدَنَا وَيَا مَوْلانَا وَيَا غَايَةَ رَغْبَتِنَا أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ أَنْ لا تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِجَبْرَئِيلَ، مَا ثَوَابُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ انْقَطَعَ الْعَمَلُ لَوِ اجْتَمَعَ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعُ أَرَضِينَ عَلَى أَنْ يَصِفُوا ثَوَابَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا وَصَفُوا مِنْ كُلِّ جُزْءٍ جُزْءاً وَاحِداً فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ سَتَرَهُ اللَّهُ وَرَحِمَهُ فِي الدُّنْيَا وَجَمَّلَهُ فِي الآْخِرَةِ وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ سِتْرٍ فِي الدُّنْيَا وَ الآْخِرَةِ وَإِذَا قَالَ يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرَهُ يَوْمَ تُهْتَكُ السُّتُورُ وَإِذَا قَالَ: يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ خَطِيئَتُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَإِذَا قَالَ: يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى السَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَهَاوِيلِ الدُّنْيَا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكَبَائِرِ وَإِذَا قَالَ: يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الرَّحْمَةِ فَهُوَ يَخُوضُ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَإِذَا قَالَ: يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ بَسَطَ اللَّهُ يَدَهُ عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ وَإِذَا قَالَ: يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ ثَوَابَ كُلِّ مُصَابٍ وَكُلِّ سَالِمٍ وَكُلِّ مَرِيضٍ وَكُلِّ ضَرِيرٍ وَكُلِّ مِسْكِينٍ وَكُلِّ فَقِيرٍ وَكُلِّ صَاحِبِ مُصِيبَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِذَا قَالَ: يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ كَرَامَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِذَا قَالَ: يَا عَظِيمَ الْمَنِّ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْيَتَهُ وَمُنْيَةَ الْخَلائِقِ وَإِذَا قَالَ: يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ شَكَرَ نَعْمَاءَهُ وَإِذَا قَالَ: يَا رَبَّنَا وَيَا سَيِّدَنَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اشْهَدُوا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَعْطَيْتُهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ

ص: 148

خَلَقْتُهُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَقَطْرِ الْأَقْطَارِ وَأَنْوَاعِ الْخَلْقِ وَالْجِبَالِ وَ الْحَصَى وَالثَّرَى وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَإِذَا قَالَ: يَا مَوْلانَا مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِذَا قَالَ: يَا غَايَةَ رَغْبَتِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَغْبَتَهُ وَمِثْلَ رَغْبَةِ الْخَلائِقِ وَإِذَا قَالَ: أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ أَنْ لا تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ قَالَ الْجَبَّارُ: اسْتَعْتَقَنِي عَبْدِي مِنَ النَّارِ اشْهَدُوا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُهُ مِنَ النَّارِ وَأَعْتَقْتُ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ وَأَهْلَهُ وَوُلْدَهُ وَجِيرَانَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِمَّنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ وَآجَرْتُهُ مِنَ النَّارِ فَعَلِّمْهُنَّ يَا مُحَمَّدُ الْمُتَّقِينَ وَلا تُعَلِّمْهُنَّ الْمُنَافِقِينَ فَإِنَّهَا دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ لِقَائِلِهِنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَهُوَ دُعَاءُ أَهْلِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ حَوْلَهُ إِذَا كَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ(1).

وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ

قال تعالى: « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ »(2).

وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ

في دعاء الجوشن الكبير: يا مَن أظهرَ الجميل(3).

وفي دعاء أبي حمزة: أجميل ما تَنشُر(4).

ص: 149


1- التوحيد للصدق: 221، ح 14 ؛ بحار الأنوار: 92/198، ح 32.
2- يوسف: 24.
3- البلد الأمين: 404 ؛ زاد المعاد - مفتاح الجنان: 432.
4- مصباح المتهجّد: 585 ؛ زاد المعاد: مفتاح الجنان: 94.

اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي

عن زين العابدين عليه السلام في مناجاة التائبين: أماتَ قلبي عظيمُ جنايَتي(1).

روي أنّ عثمان بن عفّان دخل على عبداللَّه بن مسعود يعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: ما تشتهي؟ قال: رحمة ربّي، قال: أفلا ندعو الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أفلا نأمر بعطائك؟ قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه، قال: يكون لبناتك، قال: لا حاجة لهنّ فيه فقد أمرتهنّ أن يقرأن سورة الواقعة فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من قرأ سورة الواقعة كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبداً(2).

وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي

قال تعالى: « كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ »(3).

وقال تعالى: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا »(4).

عن زين العابدين عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فمَن يكُونُ أسوءَ حالاً منّي(5).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البُخل وسوءُ الخُلُق(6).

ص: 150


1- بحار الأنوار: 91/142.
2- مجمع البيان: 9/321.
3- المطفّفين: 15.
4- الشمس: 9 - 10.
5- المصباح للكفعمي: 588 ؛ بحار الأنوار: 95/89.
6- معدن الجواهر ورياضة الخواطر: 26.

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا وحشة أوحش من سوء الخُلُق(1).

وعنه عليه السلام: سوء الخُلُق شرّ قرين(2).

قال النبي صلى الله عليه وآله: انّ العبد ليبلغ من سوء خلقه أسفل درك جهنّم(3).

وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَبُعْدِ السَّفَرِ وَوَحْشَةِ الطَّرِيق(4).

وعنه عليه السلام: احذر قلّة الزاد وأكثر من الاستعداد لرحلتك [ تسعد برحلتك (5)].

وعنه عليه السلام: سَيِّدِي إِنْ أُجْحِفَ بِي زَادُ الطَّرِيقِ فِي الْمَسِيرِ إِلَيْكَ فَقَدْ أَوْصَلْتُهُ بِذَخَائِرِ مَا أَعْدَدْتُهُ مِنْ فَضْلِ تَعْوِيلِي عَلَيْك(6).

وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي

جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين انّي قد حرمت الصلاة بالليل، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك(7).

وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي ( آمالِي )

قِيلَ بَيْنَمَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام جَالِسٌ وَشَيْخٌ يَعْمَلُ بِمِسْحَاةٍ وَيُثِيرُ الْأَرْضَ

ص: 151


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 265، ش 5722.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 264، ش 5697.
3- محجّة البيضاء: 5/93.
4- مناقب لابن شهر آشوب: 2/103 ؛ بحار الأنوار: 84/156، ح 41.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 150، ش 2742.
6- بحار الأنوار: 91/163.
7- الكافي: 3/450، ح 34 ؛ بحار الأنوار: 80/127، ح 78.

فَقَالَ عِيسَى عليه السلام اللَّهُمَّ انْزِعْ مِنْهُ الْأَمَلَ فَوَضَعَ الشَّيْخُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعَ فَلَبِثَ سَاعَةً فَقَالَ عِيسَى اللَّهُمَّ ارْدُدْ إِلَيْهِ الْأَمَلَ فَقَامَ فَجَعَلَ يَعْمَلُ فَسَأَلَهُ عِيسَى عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَعْمَلُ إِذْ قَالَتْ لِي نَفْسِي إِلَى مَتَى تَعْمَلُ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَأَلْقَيْتُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعْتُ ثُمَّ قَالَتْ لِي نَفْسِي وَاللَّهِ لا بُدَّ لَكَ مِنْ عَيْشٍ مَا بَقِيتَ فَقُمْتُ إِلَى مِسْحَاتِي(1).

قال صلى الله عليه وآله: الْأَمَلُ رَحْمَةٌ لأُمَّتِي وَلَوْلا الْأَمَلُ مَا رَضَعَتْ وَالِدَةٌ وَلَدَهَا وَلا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَراً(2).

عن زين العابدين عليه السلام: أسألك من الآمال أوفقها(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الأمل كالسراب يغرُّ من رآه ويُخلفُ من رَجاه(4).

وعنه عليه السلام: الأمل خادعٌ غارّ ضار(5).

وعنه عليه السلام: الأمانيّ تُعمي عيون البصائر(6).

وعنه عليه السلام: الأملُ سلطانُ الشياطين على قلوبِ الغافلين(7).

فيما ناجى اللَّه عزّوجلّ به موسى عليه السلام: يا موسى لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب منّي بعيدٌ(8).

ص: 152


1- مجموعة ورّام: 1/272 ؛ بحار الأنوار: 14/329، ح 57.
2- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 21، ح 51 ؛ بحار الأنوار: 74/173.
3- بحار الأنوار: 91/155، ح 22.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 312، ش 7207.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 313، ش 7245.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 65، ش 860.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 312، ش 7206.
8- الكافي: 2/329، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 70/398، ح 3.

وعن الصادق عليه السلام: أعوذُ بكَ من دَنيا تمنعُ الآخرة ومن حياةٍ تمنعُ المماتِ ومن أملٍ يمنعُ خيرَ العمل(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن آبائه، عن أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قال: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ يُفَارِقُ الْأَحْبَابَ وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الْحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا خَلَفَ وَيَفْتَقِرُ إِلَى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيّاً بِقَصْرِ الْأَمَلِ وَطُولِ الْعَمَلِ(2).

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الْأَمَلِ لأَنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَطُولَ الْأَمَلِ يَنْسَى الآْخِرَة(3).

وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها

قال تعالى: « وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ »(5).

قال عليّ بن الحسين عليه السلام: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: حدّثني أميرُالمؤمنين عليه السلام قال: إِنِّي كُنْتُ بِفَدَكَ فِي بَعْضِ حِيطَانِهَا وَقَدْ صَارَتْ لِفَاطِمَةَ عليه السلام إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ هَجَمَتْ عَلَيَّ وَفِي يَدِي مِسْحَاةٌ وَأَنَا أَعْمَلُ بِهَا فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهَا

ص: 153


1- اقبال الأعمال: 1/390 ؛ بحار الأنوار: 95/260.
2- كنز الفوائد: 1/351 ؛ بحار الأنوار: 70/167.
3- الإرشاد: 1/236 ؛ بحار الأنوار: 74/419، ح 39.
4- آل عمران: 185.
5- لقمان: 33.

طَارَ قَلْبِي مِمَّا تَدَاخَلَنِي مِنْ جَمَالِهَا فَشَبَّهْتُهَا بِبُثَيْنَةَ بِنْتِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لِي يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ هَلْ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَنِي وَأُغْنِيَكَ عَنْ هَذِهِ الْمِسْحَاةِ وَأَدُلَّكَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَيَكُونَ لَكَ الْمُلْكُ مَا بَقِيتَ؟ فَقُلْتُ لَهَا مَنْ أَنْتِ حَتَّى أَخْطُبَكِ مِنْ أَهْلِكِ فَقَالَتْ أَنَا الدُّنْيَا فَقُلْتُ لَهَا ارْجِعِي فَاطْلُبِي زَوْجاً غَيْرِي فَلَسْتِ مِنْ شَأْنِي وَأَقْبَلْتُ عَلَى مِسْحَاتِي وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:

لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنْيَا دَنِيَّةٌ * وَمَا هِيَ إِنْ غَرَّتْ قُرُوناً بِنَائِلٍ

أَتَتْنَا عَلَى زِيِّ الْعَزِيزِ بُثَيْنَةَ * وَزِينَتُهَا فِي مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ

فَقُلْتُ لَهَا غُرِّي سِوَايَ فَإِنَّنِي * عَزُوفٌ عَنِ الدُّنْيَا وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ

وَ مَا أَنَا وَالدُّنْيَا فَإِنَّ مُحَمَّداً * احلّ صريعاً بَيْنَ تِلْكَ الْجَنَادِلِ

وَ هَبْهَا أَتَتْنَا بِالْكُنُوزِ وَدُرِّهَا * وَأَمْوَالِ قَارُونَ وَمُلْكِ الْقَبَائِلِ

أَ لَيْسَ جَمِيعاً لِلْفَنَاءِ مَصِيرُهَا * وَيُطْلَبُ مِنْ خُزَّانِهَا بِالطَّوَائِلِ

فَغُرِّي سِوَايَ إِنَّنِي غَيْرُ رَاغِبٍ * لِمَا فِيكِ مِنْ عِزٍّ وَمُلْكٍ وَنَائِلٍ

وَ قَدْ قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا قَدْ رُزِقْتُهُ * فَشَأْنَكِ يَا دُنْيَا وَأَهْلَ الْغَوَائِلِ

فَإِنِّي أَخَافُ اللَّهَ يَوْمَ لِقَائِهِ * وَأَخْشَى عِتَاباً دَائِماً غَيْرَ زَائِل(1)

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً إِلَى دَارِ السَّلامِ(2).

ص: 154


1- كشف الريبة: 90 ؛ بحار الأنوار: 70/84.
2- الكافي: 2/128 ؛ بحار الأنوار: 70/48، ح 19.

إنّ لقمان قال لابنه: إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ وَحَشْوُهَا الْإِيمَانَ(1) وَشِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَقَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَدَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَسُكَّانُهَا الصَّبْر(2).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَصْحَابِ الْقُبُورِ(3).

قال الصادق عليه السلام: يا ابن جَندب إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُجَاوِرَ الْجَلِيلَ فِي دَارِهِ وَتَسْكُنَ الْفِرْدَوْسَ فِي جِوَارِهِ فَلْتَهُنْ عَلَيْكَ الدُّنْيَا(4).

وَنَفْسِي بِجِنايَتِها

أوصاف النفس في القرآن

قال تعالى: « فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا »(5).

قال تعالى: « إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي »(6).

وقال تعالى: « وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا »(7).

ص: 155


1- وحشوها » أي مع ما يحشى فيها وتملأ منها والشراع ككتاب: الملاءة الواسعة فوق خشبة تصفقها الريح فتمضي بالسفينة. والقيم: مدبر أمر السفينة.
2- الكافي: 1/16 ؛ بحار الأنوار: 75/299، حخ 1.
3- الأمالي للطوسي: 381/م 13، ح 70 ؛ بحار الأنوار: 70/99، ح 86.
4- تحف العقول: 304 ؛ بحار الأنوار: 75/281.
5- الشمس 8.
6- يوسف: 53.
7- الشمس: 10.

وقال تعالى: « وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ »(1).

وقال تعالى: « قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً »(2).

وقال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ »(3).

وقال تعالى: « وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ »(4).

وقال تعالى: « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ »(5).

وقال تعالى: « وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى »(6).

وقال تعالى: « أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »(7).

وقال تعالى: « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي »(8).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك(9).

ص: 156


1- البقرة: 130.
2- يوسف: 18.
3- المدّثّر: 38.
4- القيامة: 2.
5- الفجر: 27.
6- النازعات: 40 - 40.
7- الرعد: 28.
8- الفجر: 27 - 30.
9- عدّة الداعي: 314 ؛ بحار الأنوار: 67/64، ح 1.

اصلاح النفس

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا رغبت في صلاح نفسك فعليك بالاقتصاد والقنوع والتقلُّل(1).

وعنه عليه السلام: صلاحُ النفس مجاهدةُ الهوى(2).

وعنه عليه السلام: سبب صلاح النفس العزوفُ عن الدنيا(3).

وعنه عليه السلام: دواء النفس الصوم عن الهوى والحميّة عن لذّات الدنيا(4).

وعنه عليه السلام: سبب صلاح النفس الورع(5).

وعنه عليه السلام: فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ وَبَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ وَشِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ وَصَلاحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ وَطَهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُم(6).

وعنه عليه السلام: آفة النفس الوله بالدنيا.

وعنه عليه السلام: رأس الآفات الوله باللذات(7).

وعنه عليه السلام: طهّروا أنفسكم من دنس الشهوات تُدركوا رفيع الدرجات(8).

ص: 157


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 237، ش 4766.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 241، ش 4881.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 136، ش 2386.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 235، ش 4718.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 271، ش 5912.
6- بحار الأنوار: 67/284 ؛ نهج البلاغة: 312، خ 198.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 136، ش 2385.
8- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 303، ش 6923.

وَمِطالِي

المطل: التسويف بالعدة والدَّين(1).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ بِأَمَلِكَ فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ فَإِنْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ فَكُنْ فِي الْغَدِ كَمَا كُنْتَ فِي الْيَوْمِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي الْيَوْم(2).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى بعض أصحابه يعظه... فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ وَلا تَقُلْ غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتَّى أَتَاهُمْ أَمْرُ اللَّهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُون(3).

عن الإمام زين العابدين عليه السلام في مناجاته: وَ أَعِنِّي بِالْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِي فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآْمَالِ عُمُرِي وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآْيِسِينَ مِنْ خَيْرِي(4).

عن الإمام الباقر عليه السلام: إيّاك والتسويف فانّه بحرٌ يغرقُ فيهِ الهلكى(5).

يَا سَيِّدِي فَأَسْأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه خطب في يوم جمعة خطبة بليغة... فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ... نَسْأَلُكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ

ص: 158


1- المحيط الأعظم: 9/185 ؛ لسان العرب 11/624 ( فرهنگ ابجدى: 833 المطال: كسى كه بسيار امروز و فردا كند و كارى را به تأخير اندازت، سهل انگار ).
2- الأمالي للطوسي: 526/م 19 ؛ بحار الأنوار: 74/75، ح 3.
3- الكافي: 2/136 ح 23.
4- بحار الأنوار: 95/88، ح 2.
5- تحف العقول: 285 ؛ بحار الأنوار: 75/166 ح 1.

لَكُمْ »(1) فَمَا بَالُنَا نَدْعُو فَلا يُجَابُ قَالَ إِنَّ قُلُوبَكُمْ خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَالٍ أَوَّلُهَا: أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَيْئاً وَالثَّانِيَةُ: أَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ وَأَمَتُّمْ شَرِيعَتَهُ فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيمَانِكُمْ وَالثَّالِثَةُ: أَنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ وَالرَّابِعَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَقْدَمُونَ إِلَيْهَا بِمَعَاصِيكُمْ فَأَيْنَ خَوْفُكُمْ وَالْخَامِسَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَرْغَبُونَ فِي الْجَنَّةِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُمْ مِنْهَا فَأَيْنَ رَغْبَتُكُمْ فِيهَا وَالسَّادِسَةُ: أَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلَى وَلَمْ تَشْكُرُوا عَلَيْهَا وَالسَّابِعَةُ: أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِعَدَاوَةِ الشَّيْطَانِ وَقَالَ: « إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا »(2) فَعَادَيْتُمُوهُ بِلا قَوْلٍ وَوَالَيْتُمُوهُ بِلا مُخَالَفَةٍ وَالثَّامِنَةُ: أَنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُيُوبَ النَّاسِ نُصْبَ عُيُونِكُمْ وَعُيُوبَكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ باللَّوْمِ مِنْهُ فَأَيُّ دُعَاءٍ يُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هَذَا وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ(3).

وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي

قال الصادق عليه السلام: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ فَلا يَجْرِيَنَّ مِنْ غَيْرِ أَوْدَاجِكَ(4).

عن الهادي عليه السلام قال: فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك

ص: 159


1- غافر: 60.
2- فاطر: 6.
3- اعلام الدين في صفات المؤمنين: 269 ؛ بحار الأنوار: 90/376، ح 17.
4- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 112، ح 40 ؛ بحار الأنوار: 72/71، ح 15.

حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه، فقال: يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا انزع قميصك فقلت لهم: يا إخوتي اتقوا اللَّه ولا تجردوني فسلوا عليّ السكين وقالوا لئن لم تنزع لنذبحنّك فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأُغمي عليه، فلمّا أفاق قال: يا بنيّ حدّثني، فقال: يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلّا أعفيتني فأعفاه.

وروي قال: لا تسألني عن صنيع اخوتي واسأل عن صنيع اللَّه بي(1).

قال الصادق عليه السلام لبعض أصحابه: لا تطلِعْ صَدِيقَكَ مِنْ سِرِّكَ إِلّا عَلَى مَا لَوِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ عَدُوُّكَ لَمْ يَضُرَّكَ فَإِنَّ الصَّدِيقَ قَدْ يَكُونُ عَدُوَّكَ يَوْماً مَا(2).

عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ فَالسُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ كِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ »(3).(4)

ولَا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِساءَتِي

قال تعالى: « وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً »(5).

ص: 160


1- الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين: 3/309.
2- الأمالي للصدوق: 670/م 95 ؛ بحار الأنوار: 71/177، ح 15.
3- الجن: 26 - 27.
4- الخصال: 1/82، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 72/68، ح 2.
5- النساء: 110.

وقال تعالى: « إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »(1).

وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: التفريطُ مصيبةُ القادر(2).

وقال عليه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلامَةُ(3).

وقال عليه السلام: الجنّة غاية السابقين والنار غاية المفرّطين(4).

عن الصادق عليه السلام: من فرّط تورّط(5).

وَكَثْرَةِ شَهَواتِي

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعِدٍ لَمْ يَرَهُ(6).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَات(7).

عن أبي بصير قال: قال رجل لأبي جعفر عليه السلام: إِنِّي ضَعِيفُ الْعَمَلِ قَلِيلُ الصِّيَامِ وَلَكِنِّي أَرْجُو أَنْ لا آكُلَ إِلّا حَلالاً قَالَ فَقَالَ لَهُ أَيُّ الاجْتِهَادِ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ(8).

ص: 161


1- النساء: 17.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 479، ش 11009.
3- بحار الأنوار: 68/361.
4- نهج البلاغة ( فيض الإسلام ): 494، خ 156.
5- الكافي: 1/27، ح 29 ؛ بحار الأنوار: 75/269، ح 109.
6- تحف العقول: 49 ؛ بحار الأنوار: 74/153، ح 119.
7- روضة الواعظين: 2/421 ؛ بحار الأنوار: 68/72.
8- الكافي: 2/79، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 68/269، ح 4.

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي النَّارَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ(1).

وَغَفْلَتِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الْغَفْلَةُ أَضَرّ الأَعداء(2).

وعنه عليه السلام: ويلٌ لمن غلبت عليه الغفلة فنسي الرحلة ولم يستعدّ(3).

وعنه عليه السلام: من غلبت عليه الغفلة مات قلبه(4).

وعنه عليه السلام: دوام الغفلة يُعمي [ تُعمي ] البصيرة(5).

عن مولانا الحسن عليه السلام: الغفلة تركك المسجد وطاعتك المفسد(6).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى شِقْوَة(7).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِكَيْ لا تُكْتَبَ مِنَ الْغَافِلِينَ(8).

ص: 162


1- الكافي: 2/79، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 68/269، ح 5.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 265، ش 5744.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 146، ش 2656.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 266، ش 5765.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 266، ش 5765.
6- بحار الأنوار: 75/115، ح 10.
7- الكافي: 1/299 ؛ بحار الأنوار: 42/207، ح 11.
8- الأمالي للطوسي: 536/م 19، ح 1.

وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوالِ ( في الأحوال كلّها ) رَءُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ »(1).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ »(2).

إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي

يا عيسى ادْعُنِي دُعَاءَ الْغَرِيقِ الْحَزِينِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُغِيث(3).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا عِنْدَ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُ(4).

قال تعالى حكاية عن أيّوب: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ »(5).

إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ(6).

ص: 163


1- البقرة: 143.
2- البقرة: 207.
3- الكافي: 8/138 ؛ بحار الأنوار: 14/295.
4- الكافي: 2/148، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 72/109، ح 15.
5- الأنبياء: 82 - 83.
6- عدّة الداعي: 314 ؛ بحار الأنوار: 67/64، ح 1.

عن مولانا الرضا عليه السلام: سَأَلَنِي رَجُلٌ عَمَّا يَجْمَعُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ فَقُلْتُ خَالِفْ نَفْسَكَ(1).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أفضلُ الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه(2).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَصَى هَوَاهُ وَأَفْضَلُ مِنْهُ مَنْ رَفَضَ دُنْيَاهُ. وَأَشْقَى النَّاسِ مَنْ غَلَبَهُ هَوَاهُ فَمَلَكَتْهُ دُنْيَاهُ وَ أَفْسَدَ أُخْرَاهُ(3).

وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي

قال تعالى: « إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً »(4).

وقال تعالى: « وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا »(5).

وقال تعالى: « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ »(6).

وقال تعالى: « وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ »(7).

وقال تعالى: « تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ

ص: 164


1- بحار الأنوار: 67/68، ح 13.
2- بحار الأنوار: 67/65، ح 7 ؛ معاني الأخبار: 160، ح 1.
3- غرر الحكم ودرر الكلم: 207، ش 412.
4- الإسراء: 53.
5- الفرقان: 29.
6- يس: 60.
7- البقرة: 168 - 169.

فَهُوَ وَلِيُّهُمُ »(1).

وقال تعالى: « وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2).

فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أشقى الناس من غلبه هواه(3).

قال تعالى: « إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ »(4).

فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ ( نَقْضِ ) بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ

قال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا »(5).

وقال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ »(6).

وقال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(7).

ص: 165


1- النحل: 63.
2- الأنعام: 43.
3- غرر الحكم: 207، ش 412.
4- لقمان: 33.
5- البقرة: 187.
6- النساء: 13 ؛ المجادلة: 4 ؛ الطلاق: 1.
7- البقرة: 229.

فَلَكَ الْحَمْد (الحُجَّةُ) عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلَا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ

عن عبدالأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبداللَّه يقول: يُؤْتَى بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّتِي قَدِ افْتُتِنَتْ فِي حُسْنِهَا فَتَقُولُ: يَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتَّى لَقِيتُ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِمَرْيَمَ عليه السلام فَيُقَالُ: أَنْتِ أَحْسَنُ أَوْ هَذِهِ قَدْ حَسَّنَّاهَا فَلَمْ تُفْتَتَنْ وَيُجَاءُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الَّذِي قَدِ افْتُتِنَ فِي حُسْنِهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتَّى لَقِيتُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِيُوسُفَ عليه السلام فَيُقَالُ: أَنْتَ أَحْسَنُ أَوْ هَذَا قَدْ حَسَّنَّاهُ فَلَمْ يُفْتَتَنْ وَيُجَاءُ بِصَاحِبِ الْبَلاءِ الَّذِي قَدْ أَصَابَهُ الْفِتْنَةُ فِي بَلائِهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ شَدَّدْتَ عَلَيَّ الْبَلاءَ حَتَّى افْتُتِنْتُ فَيُجَاءُ بِأَيُّوبَ عليه السلام فَيُقَالُ أَبَلِيَّتُكَ أَشَدُّ أَوْ بَلِيَّةُ هَذَا فَقَدِ ابْتُلِيَ فَلَمْ يُفْتَتَنْ(1).

وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرافِي عَلى نَفْسِي

عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال لبعض ولده: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْجِدِّ لا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ مِنَ حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ(2).

قال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(3).

ص: 166


1- الكافي: 8/228، ح 291 ؛ بحار الأنوار: 7/285، ح 3.
2- الكافي ( ط - الاسلاميّة ): 2/72، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 68/235، ح 16.
3- الزمر: 53.

وقال تعالى: « رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا »(1).

عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: قالَ أميرالمؤمنين عليه السلام: لِلْمُسْرِفِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَأْكُلُ مَا لَيْسَ لَهُ وَيَشْتَرِي مَا لَيْسَ لَهُ وَيَلْبَسُ مَا لَيْسَ لَهُ(2).

مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً

عن جميل قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: مَا رَدَّ اللَّهُ الْعَذَابَ إِلّا عَنْ قَوْمِ يُونُسَ وَكَانَ يُونُسُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ فَيَأْبَوْنَ ذَلِكَ فَهَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلانِ عَابِدٌ وَعَالِمٌ وَكَانَ اسْمُ أَحَدِهِمَا مَلِيخَا وَالآْخَرُ اسْمُهُ رُوبِيلُ فَكَانَ الْعَابِدُ يُشِيرُ عَلَى يُونُسَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الْعَالِمُ يَنْهَاهُ وَيَقُولُ لا تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَجِيبُ لَكَ وَلا يُحِبُّ هَلاكَ عِبَادِهِ فَقَبِلَ قَوْلَ الْعَابِدِ وَلَمْ يَقْبَلْ مِنَ الْعَالِمِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَرُبَ الْوَقْتُ خَرَجَ يُونُسُ مِنْ بَيْنِهِمْ مَعَ الْعَابِدِ وَبَقِيَ الْعَالِمُ فِيهَا فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَزَلَ الْعَذَابُ فَقَالَ الْعَالِمُ لَهُمْ يَا قَوْمِ افْزَعُوا إِلَى اللَّهِ فَلَعَلَّهُ يَرْحَمُكُمْ وَيَرُدُّ الْعَذَابَ عَنْكُمْ فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: اجْتَمِعُوا وَاخْرُجُوا إِلَى الْمَفَازَةِ وَفَرِّقُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالْأَوْلادِ وَبَيْنَ الْإِبِلِ وَأَوْلادِهَا وَبَيْنَ الْبَقَرِ وَأَوْلادِهَا وَبَيْنَ الْغَنَمِ وَأَوْلادِهَا ثُمَّ ابْكُوا وَادْعُوا فَذَهَبُوا وَفَعَلُوا ذَلِكَ وَضَجُّوا وَبَكَوْا فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وَصَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَفَرَّقَ الْعَذَابَ عَلَى الْجِبَالِ وَقَدْ كَانَ نَزَلَ وَقَرُبَ مِنْهُم(3).

ص: 167


1- آل عمران: 147.
2- الخصال: 1/98، ح 45 ؛ بحار الأنوار: 72/304، ح 1.
3- تفسير القمي: 1/317 ؛ بحار الأنوار: 14/380، ح 2.

عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي بَعْضِ كُتُبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام حَدَّثَهُ أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى عليه السلام بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثِينَ سَنَةً وَأَنَّهُ أَقَامَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالتَّصْدِيقِ بِهِ وَاتِّبَاعِهِ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ سَنَةً فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ وَلَمْ يَتَّبِعْهُ مِنْ قَوْمِهِ إِلّا رَجُلانِ اسْمُ أَحَدِهِمَا رُوبِيلُ وَاسْمُ الآْخَرِ تَنُوخَا وَكَانَ رُوبِيلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْعِلْمِ وَالحِلْم وَكَانَ قَدِيمَ الصُّحْبَةِ لِيُونُسَ قَبْلِ أَنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَكَانَ صاحب غنم يرعاها ويتقوّت منها والثاني تَنُوخَا رَجُل عَابِد زَاهِد ليس له عِلْمٌ وَلا حُكْمٌ وَكَانَ يَحْتَطِبُ وَيَأْكُلُ مِنْ كَسْبِهِ فَلَمَّا رَأَى يُونُسُ عليه السلام أَنَّ قَوْمَهُ لا يُجِيبُونَهُ وخافَ أن يقتلوه شَكَا ذَلِكَ إِلَى رَبِّهِ تعالى فَأَوْحَى اللَّهُ إِليه أَنَّ فِيهِمُ الْحَمْلَ وَالْجَنِينَ وَالطِّفْلَ الصغير وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَالْمَرْأَةَ الضَّعِيفَةَ أُحِبُّ أَنْ أَرْفُقَ بِهِمْ وَأَنْتَظِرُ تَوْبَتَهُمْ كَهَيْئَةِ الطَّبِيبِ الْمُدَاوِي الْعَالِمِ بِمُدَاوَاةِ الدَّاءِ فانّي أنزل العَذَابٌ يوم الأربعاء في وسط شَوَّالٍ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فأخبر يونس عليه السلام تنوخا العابد به وروبيل ليعلماهم فَقَالَ تَنُوخَا أرى لكم أن تعزلوا الأطفال عن الامّهات في أسفل الجبل في طريق الأودية فاذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق فعجّوا بالصراخ والتوبة إلى اللَّه تعالى جلّت قدرته بالاستغفار وارفعوا رؤوسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا فاقبل توبتنا ولا تملن من التضرّع إلى اللَّه جلّت عظمته والبكاء حتّى تتوارى الشمس بالحجاب ويكشف اللَّه عنكم العذاب ففعلوا ذلك فتاب عليهم ولم يكن اللَّه اشترط على يونس أنّه يهلكهم بالعذاب إذا أنزله فأوحى اللَّه جلّ جلاله إلى إسرافيل أن اصرف عنهم ما قد نزل بهم من العذاب فهبط إسرافيل عليهم فنشر

ص: 168

أجنحته فاستاق(1) بها العذاب حتّى ضرب بها الجبال التي بناحية الموصل فصارت حديداً إلى يوم القيامة فلمّا رأى قوم يونس أنّ العذاب صرف عنهم حمدوا اللَّه وهبطوا إلى منازلهم وضمّوا إليهم نساءهم وأولادهم وغاب يونس عليه السلام عن قومه ثمانية وعشرين يوماً سبعة في ذهابه وسبعة في بطن الحوت وسبعة بالعراء وسبعة في رجوعه إلى قومه فأتاهم فآمنوا به وصدّقوه واتّبعوه(2).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: كفى بالندم توبة(3).

عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْباً فَنَدِمَ عَلَيْهِ إِلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَمَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ(4).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: انّ الندم على الشر يدعو إلى تركه(5).

في الحديث القدسي: أنا عند المنكسرة قلوبهم(6).

قال عليه السلام: طوبى للمنكسرة قلوبهم من أجل اللَّه(7).

قال تعالى: « وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا

ص: 169


1- أي دفع بأجنحته العذاب إلى الخلف. عكس: جرّه بها.
2- قصص الأنبياء للراوندي: 251، ش 294 ؛ بحار الأنوار: 14/392، ح 12.
3- الخصال: 1/16، ح 57 ؛ بحار الأنوار: 6/20، ح 9.
4- الكافي: 2/427، ح 8.
5- الكافي: 2/427، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 68/328، ح 27.
6- منية المريد: 123 ؛ بحار الأنوار: 70/157.
7- غرر الحكم: 427، ش 3.

لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(1).

وقال تعالى: « وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً »(2).

وقال تعالى: « وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ »(3).

وقال تعالى: « وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ »(4).

مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُو لِكَ عُذْرِي

عن أبي جعفر عليه السلام قال: واللَّه ما ينجو من الذنب إلّا من أقرّ به(5).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا واللَّه ما أراد اللَّه تعالى من الناس إلّا خصلتين أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم(6).(7)

عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: المقرّ بالذنب تائب(8).

ص: 170


1- آل عمران: 135.
2- النساء: 110.
3- الزمر: 54.
4- الشورى: 13.
5- الكافي: 2/426، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 6/38، ح 66.
6- المراد بالاقرار بالنعم معرفة المنعم وقدر نعمته وأنّها منه تفضّلاً وهو شكر والشكر يوجب الزيادة لقوله تعالى: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزيدَنَّكُمْ » وبالإقرار بالذنوب الإقرار بها مجملاً ومفصّلاً وهو ندامة منها والندامة توبة والتوبة توجب غفران الذنوب ويمكن أن يكون الحصر حقيقيّاً لا يمكن ادخال كلّما أراد اللَّه فيها ( آت ).
7- الكافي: 2/426، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 6/36، ح 55.
8- مستدرك الوسائل: 12/116، ح 13671.

وعنه: شافع المذنب إقراره وتوبته اعتذاره(1).

عن السجّاد عليه السلام في دعاء السحر: وإلى مَن الفرار من الذنوب(2).

قال تعالى: « فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ »(3). أي من معصية اللَّه إلى طاعته وفرّوا إلى اللَّه أي من ذنوبكم.

ولوذوا باللَّه، أي اهربوا إلى رحمة اللَّه من عقاب اللَّه(4).

وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ ( ن ل مِنْ ) رَحْمَتِكَ

قد مضى شرح « رحمتك » من كلامه عليه السلام.

اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي

في دعاء الجوشن الكبير: يا من يقبل عذر التائبين(5).

وفي وصيّة النبيّ عليه السلام لأميرالمؤمنين عليه السلام: يا عليّ مَن لَم يقبل العذر من متنصّل صادقاً كان أو كاذباً لم تنله شفاعتي(6).

وفي وصيّة أميرالمؤمنين عليه السلام لابنه محمّد بن الحنفيّة رضى الله عنه: اقبل من متنصّل عذره فتنالك الشفاعة(7).

ص: 171


1- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 195، ش 3811.
2- مصباح المتهجّد: 2/893 ؛ بحار الأنوار: 95/90.
3- الذاريات: 50.
4- مجمع البحرين: 3/436.
5- البلد الأمين: 407 ؛ بحار الأنوار: 91/392.
6- من لا يحضره الفقيه: 4/353 ؛ بحار الأنوار: 74/47.
7- من لا يحضره الفقيه: 4/391.

وعن النبيّ صلى الله عليه وآله: من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض(1).

يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي

قال تعالى: « وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً »(2).

وقال تعالى: « اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً »(3).

وقال تعالى: « رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ »(4).

يَا مَنْ بَدَأَخَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي

قال تعالى: « إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ »(5).

وقال تعالى: « اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ »(6).

عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: تبدئ بالاحسان نعماً(7).

وعنه عليه السلام: إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَ إِحْسانِكَ صَغِيراً، وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً،

ص: 172


1- أساس البلاغة: 636 ؛ رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين: 284/386.
2- النساء: 28.
3- الروم: 54.
4- البقرة: 286.
5- يونس: 4.
6- الروم: 11.
7- مصباح المتهجّد: 2/585 ؛ زاد المعاد: 94.

فَيا مَنْ رَبَّانِي فِي الدُّنْيا بِإِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ، وَأَشارَ لِي فِي الْآخِرَةِ إِلى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ(1).

يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ

أميرالمؤمنين عليه السلام: أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَمَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَمَنْ قَالَ عَلا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ كَائِنٌ لا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لا عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لا بِمُقَارَنَةٍ وَغَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالآْلَةِ بَصِيرٌ إِذْ لا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ مُتَوَحِّدٌ إِذْ لا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَلا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ(2).

وعنه عليه السلام: فَاللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى وَلَمْ يَدَعْكُمْ فِي جَهَالَةٍ وَلا عَمًى قَدْ سَمَّى آثَارَكُمْ وَعَلِمَ أَعْمَالَكُمْ وَكَتَبَ آجَالَكُمْ وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ

ص: 173


1- مصباح المتهجّد: 2/583، زاد المعاد - مفتاج الجنان: 93.
2- نهج البلاغة، خ 1.

تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَأَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ وَنَوَاهِيَهُ وَأَوَامِرَهُ وَأَلْقَى إِلَيْكُمُ الْمَعْذِرَةَ وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ وَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ وَأَنْذَرَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَاسْتَدْرِكُوا بَقِيَّةَ أَيَّامِكُمْ وَاصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُم(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: خَيْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ(2).

عن أبي عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه: قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ مَاتَ وَلا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً أَحْسَنَ أَوْ أَسَاءَ دَخَلَ الْجَنَّةَ(3).

عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَعْظَمَ ثَوَاباً مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَعْدِلُهُ شَيْ ءٌ وَ لا يَشْرَكُهُ فِي الْأَمْرِ أَحَدٌ(4).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ أَجْسَادَ الْمُوَحِّدِينَ عَلَى النَّارِ(5).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قولُ لا إله إلّا اللَّه ثَمنُ الجنّة(6).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَالَهَا مُخْلِصاً اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ وَمَنْ قَالَهَا كَاذِباً عَصَمَتْ مَالَهُ وَدَمَهُ وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ(7).

ص: 174


1- نهج البلاغة ( فيض الإسلام )، خ 85.
2- الكافي: 2/506، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 90/208، ح 14.
3- التوحيد: 19/5 ؛ بحار الأنوار: 3/4، ح 7.
4- ثواب الأعمال: 3 ؛ بحار الأنوار: 3/3، ح 5.
5- التوحيد: 20، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 3/4، ح 9.
6- التوحيد: 21، ح 13 ؛ بحار الأنوار: 90/196، ح 15.
7- التوحيد: 23، ح 18 ؛ بحار الأنوار: 3/5، ح 13.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: والّذي بعثنىِ بالحقّ بشيراً لا يعذّب اللَّهُ بالنار موحّداً أبداً(1).

عن السجّاد في دعاء أبي حمزة: وانّا آمنّا بألستنا وقلوبنا لتعفُوَ عنّا(2).

في دعاء أبي حمزة: بك عرفتُكَ وأنتَ دللتَني عليك(3).

هَيْهاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلَاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ

اشارة

قال تعالى: « قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ »(4).

عن السجّاد عليه السلام: سيّدي أنا الصغير الذي ربّيته(5).

وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ »(6).

وقال تعالى: « وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(7).

قوله عزّوجلّ قيل في خطاب للمؤمنين: ناديتموني فلبّيتكم، سألتموني فأعطيتكم، بارزتموني فأمهلتكم، تركتموني فرعيتكم، عصيتموني فسترتكم،

ص: 175


1- الأمالي للصدوق: 396/م 49، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 3/1، ح 1.
2- مصباح المتهجّد: 2/590 ؛ بحار الأنوار: 95/88.
3- المصباح للكفعمي: 588 ؛ بحار الأنوار: 95/82.
4- يونس: 31.
5- مصباح المتهجّد: 2/589 ؛ بحار الأنوار: 95/87.
6- البقرة: 186.
7- ق: 16.

فان رجعتم إليّ قبلتكم، وإن أدبرتم عنّي انتظرتكم، أنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين(1).

وعن زين العابدين عليه السلام في دعاء أبي حمزة: وَاَنَا الطَّريدُالَّذي آوَيْتَهُ(2).

قال تعالى: « أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ »(3).

موسى عليه السلام وقارون

فَلَمَّا طَالَ الْأَمْرُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التِّيهِ وَالتَّوْبَةِ وَكَانَ قَارُونُ قَدِ امْتَنَعَ أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُمْ فِي التَّوْبَةِ وَكَانَ مُوسَى يُحِبُّهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ مُوسَى فَقَالَ لَهُ: يَا قَارُونُ قَوْمُكَ فِي التَّوْبَةِ وَأَنْتَ قَاعِدٌ هَاهُنَا ادْخُلْ مَعَهُمْ وَإِلّا نَزَلَ بِكَ الْعَذَابُ فَاسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَهَزَأَ بِقَوْلِهِ فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ عِنْدِهِ مُغْتَمّاً فَجَلَسَ فِي فِنَاءِ قَصْرِهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ شَعْرٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ شِرَاكُهُمَا مِنْ خُيُوطِ شَعْرٍ بِيَدِهِ الْعَصَا فَأَمَرَ قَارُونُ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ قَدْ خُلِطَ بِالْمَاءِ فَصُبَّ عَلَيْهِ فَغَضِبَ مُوسَى غَضَباً شَدِيداً وَكَانَ فِي كَتِفِهِ شَعَرَاتٌ كَانَ إِذَا غَضِبَ خَرَجَتْ مِنْ ثِيَابِهِ وَقَطَرَ مِنْهَا الدَّمُ فَقَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ إِنْ لَمْ تَغْضَبْ لِي فَلَسْتُ لَكَ بِنَبِيٍّ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: قَدْ أَمَرْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ فَمُرْهُمَا بِمَا شِئْتَ وَقَدْ كَانَ قَارُونُ أَمَرَ أَنْ يُغْلَقَ بَابُ الْقَصْرِ، فَأَقْبَلَ مُوسَى فَأَوْمَأَ إِلَى الْأَبْوَابِ فَانْفَرَجَتْ وَدَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَارُونُ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِيَ بِالْعَذَابِ فَقَالَ: يَا مُوسَى أَسْأَلُكَ بِالرَّحِمِ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَقَالَ لَهُ

ص: 176


1- تفسير كشف الأسرار 3/374 ذيل آية « إن تَستَفتحُوا فقد جائكم الفتح ».
2- مصباح المتهجّد: 2/589 ؛ زاد المعاد: 97.
3- الزمر: 36.

مُوسَى: يَا ابْنَ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ! يَا أَرْضُ خُذِيهِ، فَدَخَلَ الْقَصْرُ بِمَا فِيهِ فِي الْأَرْضِ وَدَخَلَ قَارُونُ فِي الْأَرْضِ إِلَى الرُّكْبَةِ فَبَكَى وَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا ابْنَ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ يَا أَرْضُ خُذِيهِ فَابْتَلَعَتْهُ بِقَصْرِهِ وَخَزَائِنِهِ.

وَهَذَا مَا قَالَ مُوسَى لِقَارُونَ يَوْمَ أَهْلَكَهُ اللَّهُ فَعَيَّرَهُ اللَّهُ بِمَا قَالَهُ لِقَارُونَ فَعَلِمَ مُوسَى أَنَّ اللَّهَ قَدْ عَيَّرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ قَارُونَ دَعَانِي بِغَيْرِكَ وَلَوْ دَعَانِي بِكَ لأَجَبْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ « ما قلت »(1) يَا ابْنِ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَكَ رِضاً لأَجَبْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا مُوسَى وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَجُودِي وَمَجْدِي وَعُلُوِّ مَكَانِي لَوْ أَنَّ قَارُونَ كَمَا دَعَاكَ دَعَانِي لأَجَبْتُهُ وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَعَاكَ وَكَلْتُهُ إِلَيْك(2).

وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً، وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً، وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً، وَعَلَى جَوارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً، وَ أَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلَا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ،

اشارة

سئل النبيّ صلى الله عليه وآله عن الصلاة فقال: الصَّلاةُ مِنْ شَرَائِعِ الدِّينِ وَفِيهَا مَرْضَاةُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَهِيَ مِنْهَاجُ الْأَنْبِيَاء(3).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُرَّةَ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ وَحَبَّبَ إِلَيَّ

ص: 177


1- عبارة « ما قلت » ليست بموجودة في البحار.
2- تفسير القمي: 2/145 ؛ بحار الأنوار: 13/250.
3- الخصال: 2/522، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 79/231، ح 56.

الصَّلاةَ كَمَا حَبَّبَ إِلَى الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَإِلَى الظَّمْآنِ الْمَاءَ وَإِنَّ الْجَائِعَ إِذَا أَكَلَ شَبِعَ وَإِنَّ الظَّمْآنَ إِذَا شَرِبَ رَوِيَ وَأَنَا لا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلاة(1).

وقال صلى الله عليه وآله: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ وَتَوَجَّهْتَ وَقَرَأْتَ أُمَّ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ مِنَ السُّوَرِ ثُمَّ رَكَعْتَ فَأَتْمَمْتَ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَتَشَهَّدْتَ وَسَلَّمْتَ غُفِرَ لَكَ كُلُّ ذَنْبٍ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الَّتِي قَدَّمْتَهَا إِلَى الصَّلاةِ الْمُؤَخَّرَة(2).

الصلاة تستنزل الرحمة(3).

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قُربانُ كَلّ تقيّ(4).

عن عليّ عليه السلام: أُوصِيكُمْ بِالصَّلاةِ وَحِفْظِهَا فَإِنَّهَا خَيْرُ الْعَمَلِ وَهِيَ عَمُودُ دِينِكُم(5).

وعنه عليه السلام قال: إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ وَكُلَّ شَيْ ءٍ حَوْلَهُ يُسَبِّحُ(6).

وعنه عليه السلام: يَا كُمَيْلُ لَيْسَ الشَّأْنُ أَنْ تُصَلِّيَ وَتَصُومَ وَتَتَصَدَّقَ، الشَّأْنُ أَنْ تَكُونَ الصَّلاةُ بِقَلْبٍ تَقِيٍّ وَعَمَلٍ عِنْدَ اللَّهِ مَرْضِيٍّ وَخُشُوعٍ سَوِي(7).

قال تعالى: « قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ

ص: 178


1- الأمالي للصدوق: 549/م 81، ح 22 ؛ بحار الأنوار: 79/205، ح 6.
2- مكارم الأخلاق: 261 ؛ بحار الأنوار: 74/77.
3- شرح آقا جمال خوانساري بر غرر الحكم ودرر الكلم: 2/166، ش 2214.
4- الكافي: 3/265، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 79/307، ح 4.
5- الأمالي للصدوق: 522/م 18، ح 64 ؛ بحار الأنوار: 74/405، ح 36.
6- علل الشرايع: 2/336، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 79/213، ح 25.
7- تحف العقول: 174 ؛ بحار الأنوار: 81/230، ح 2.

تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ »(1).

عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَ لْسِنَتِهِمْ لِيَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ فَأَدْرَكُوا مَا أَمَّلُوا، وَ إِنَّا آمَنَّا بِكَ بِأَ لْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنَّا(2).

قال تعالى: « رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا »(3).

وقال تعالى: « وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا »(4).

عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه: قال: يَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِجَالٍ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ لِمَالِكٍ: قُلْ لِلنَّارِ لا تُحْرِقِي لَهُمْ أَقْدَاماً فَقَدْ كَانُوا يَمْشُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ أَيْدِياً فَقَدْ كَانُوا يَرْفَعُونَهَا إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ أَلْسِنَةً فَقَدْ كَانُوا يُكْثِرُونَ تِلاوَةَ الْقُرْآَنِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ وُجُوهاً فَقَد كَانُوا يُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ فَيَقُولُ مَالِكٌ يَا أَشْقِيَاءُ فَمَا كَانَ حَالُكُمْ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَقِيلَ لَنَا: خُذُوا ثَوَابَكُمْ مِمَّنْ عَمِلْتُمْ لَهُ(5).

حسن الظنّ باللَّه

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: حُسْنُ الظَّنِّ أَنْ تُخْلِصَ الْعَمَلَ وَتَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ الزَّلَلِ(6).

ص: 179


1- المائدة: 119.
2- مصباح المتهجّد: 2/590 ؛ بحار الأنوار: 95/88.
3- آل عمران: 193.
4- البقرة: 286.
5- مسائل عليّ بن جعفر ومستدركاتها: 341، ح 839.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 83، ش 1327.

عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ أَنْ لا تَرْجُوَ إِلّا اللَّهَ وَلا تَخَافَ إِلّا ذَنْبَكَ(1).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ... وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ لا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ لأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاهُ فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ(2).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ(3).

قال صلى الله عليه وآله: حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ(4).

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ بِي إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(5).

يَا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمَا يَجْرِي فِيها مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤُهُ، قَصِيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ

ص: 180


1- الكافي: 2/72، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 67/367، ح 16.
2- الكافي: 2/72 ح 2 ؛ بحار الأنوار: 67/366، ح 14.
3- الأمالي للطوسي: 379/م 13، ح 65 ؛ بحار الأنوار: 67/385، ح 46.
4- نزهة الناظر: 19/44 ؛ بحار الأنوار: 74/166، ح 14.
5- الكافي: 2/72، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 67/366، ح 15.

وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لَا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ

قال تعالى: « وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ »(1).

وقال تعالى: « وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للَّهِ ِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »(2).

عن عليّ عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: الصَّبْرُ ثَلاثَةٌ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وَصَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَة(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: المعصية تجلب العقوبة(4).

عنه عليه السلام: العقاب ثمار السيّئات(5).

وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: الهي لا تؤدّبني بعقوبتك(6).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: وَ إِذَا كَانَ لِرَبِّهِ عَدُوّاً فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ أَقْبَحَ خَلْقِ اللَّهِ رِيَاشاً وَأَنْتَنَهُ رِيحاً فَيَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ وَيُنَاشِدُ حَامِلَهُ أَنْ يَحْبِسَهُ فَإِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ أَتَيَاهُ مُمْتَحِنَا الْقَبْرِ فَأَلْقَيَا عَنْهُ أَكْفَانَهُ ثُمَّ قَالا لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ وَمَا دِينُكَ فَيَقُولُ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا دَرَيْتَ وَلا هَدَيْتَ فَيَضْرِبَانِهِ بِمِرْزَبَةٍ(7) ضَرْبَةً مَا خَلَقَ اللَّهُ دَابَّةً إِلّا وَتَذْعَرُ لَهَا مَا خَلا الثَّقَلَيْنِ ثُمَّ

ص: 181


1- الأنفال: 46.
2- البقرة: 155 - 157.
3- الكافي: 2/91، ح 15 ؛ بحار الأنوار: 79/139، ح 23.
4- غرر الحكم: 57، ش 1114.
5- غرر الحكم: 815، ش 21.
6- مصباح المتهجّد: 2/582 ؛ بحار الأنوار: 95/82.
7- المرزبة بكسر الميم وتشديد الباء: عصية حديد.

يَفْتَحَانِ لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ ثُمَّ يَقُولانِ لَهُ نَمْ بِشَرِّ حَالٍ فَهُوَ مِنَ الضَّيْقِ مِثْلُ مَا فِيهِ الْقَنَا مِنَ الزُّجِّ(1) حَتَّى إِنَّ دِمَاغَهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ظُفُرِهِ وَلَحْمِهِ وَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ حَيَّاتِ الْأَرْضِ وَعَقَارِبَهَا وَهَوَامَّهَا فَتَنْهَشُهُ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِه(2).

عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام قال: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَتَعَاوَوْنَ فِيهَا كَمَا يَتَعَاوَى الْكِلابُ وَالذِّئَابُ مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنْ أَلَمِ [أَلِيمِ] الْعَذَابِ فَمَا ظَنُّكَ يَا عَمْرُو بِقَوْمٍ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها عِطَاشٍ فِيهَا جِيَاعٍ كَلِيلَةٍ أَبْصَارُهُمْ صُمٍّ بُكْمٍ عُمْيٍ مُسْوَدَّةٍ وُجُوهُهُمْ خَاسِئِينَ فِيهَا نَادِمِينَ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ فَلا يُرْحَمُونَ مِنَ الْعَذَابِ وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ وَمِنَ الْحَمِيمِ يَشْرَبُونَ وَمِنَ الزَّقُّومِ يَأْكُلُونَ وَبِكَلالِيبِ النَّارِ يُحْطَمُونَ وَبِالْمَقَامِعِ يُضْرَبُونَ وَالْمَلائِكَةُ الْغِلاظُ الشِّدَادُ لا يَرْحَمُونَ فَهُمْ فِي النَّارِ يُسْحَبُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ مَعَ الشَّيَاطِينِ يُقَرَّنُونَ وَفِي الْأَنْكَالِ وَالْأَغْلالِ يُصَفَّدُونَ إِنْ دَعَوْا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُمْ وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً لَمْ تُقْضَ لَهُمْ هَذِهِ حَالُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَهُوَ قَاطِبٌ(4) وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَجِي ءُ وَهُوَ مُتَبَسِّمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا جَبْرَئِيلُ جِئْتَنِي الْيَوْمَ قَاطِباً فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قَدْ وُضِعَتْ مَنَافِخُ النَّارِ فَقَالَ وَمَا مَنَافِخُ النَّارِ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَنُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَوْ أَنَّ قَطْرَةً

ص: 182


1- الزج بالضم: حديدة في أسفل الرمح.
2- تفسير القمي: 1/370 ؛ بحار الأنوار: 6/224، ح 26.
3- الأمالي للصدوق: 557/م 82، ح 14 ؛ بحار الأنوار: 8/281، ح 3.
4- في الحديث قطب أبو عبداللَّه عليه السلام أي قبض ما بين عينيه كما يفعل العبوس.

مِنَ الضَّرِيعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً وَاحِدَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي طُولُهَا سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَذَابَتِ الدُّنْيَا مِنْ حَرِّهَا وَلَوْ أَنَّ سِرْبَالاً مِنْ سَرَابِيلِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ رِيحِهِ قَالَ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَبَكَى جَبْرَئِيلُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ رَبَّكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلامَ وَيَقُولُ قَدْ أَمِنْتُكُمَا أَنْ تُذْنِبَا ذَنْباً أُعَذِّبُكُمَا عَلَيْه(1).

يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ

عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: إلى مَن يذهب العبد إلّا إلى مولاه(2).

وعنه عليه السلام: وإلى من يلتجئ المخلوق إلّا إلى خالقه(3).

قال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »(4).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ »(5).

يَا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَ لِمَا مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لِأَلِيمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلَاءِ وَمُدَّتِهِ . فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلَائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ

اشارة

ص: 183


1- تفسير القمي: 2/81.
2- مصباح المتهجّد: 2/590 ؛ بحار الأنوار: 95/88.
3- المصدر السابق.
4- فاطر: 15.
5- محمّد: 38.

وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْنِي يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلَى عَذابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِراقِكَ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نَارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ

أدعية الأُسبوع لفاطمة عليها السلام: دعاء يوم الخميس: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وَالْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قُوَّتِكَ لِضَعْفِنَا وَمِنْ غِنَاكَ لِفَقْرِنَا وَفَاقَتِنَا وَمِنْ حِلْمِكَ وَعِلْمِكَ لِجَهْلِنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَطَاعَتِكَ وَعِبَادَتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين(1)

نوح عليه السلام

قال تعالى: « فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً »(2).

قال تعالى: « قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ

ص: 184


1- بحار الأنوار: 87/339، ش 53.
2- العنكبوت: 14.

لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للَّهِ ِ وَقَاراً »(1).

وقال تعالى: « قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً »(2).

وقال تعالى: « وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً »(3).

أيّوب عليه السلام

قال تعالى: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ »(4).

وقال تعالى: « وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ »(5).

البكاء من خشية اللَّه عزّ وجلّ

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه عليهما السلام: أُوصيك يا عليّ في نفسكَ

ص: 185


1- نوح: 2 - 13.
2- نوح: 21.
3- نوح: 26 - 27.
4- الأنبياء: 83 - 84.
5- ص: 41 - 43.

بِخصالٍ فَاحْفَظْهَا اللَّهُمَّ أَعِنْهُ... وَالرَّابِعَةُ الْبُكَاءُ للَّهِ ِ يُبْنَى لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ بَيْتٌ فِي الْجَنَّة(1).

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله طُوبَى لِصُورَةٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهَا تَبْكِي عَلَى ذَنْبٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ الذَّنْبِ غَيْرُهُ(2).

في خطبة الوداع لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله: وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ يَكُونُ فِي مِيزَانِهِ مِنَ الْأَجْر(3).

قال النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ خَرَجَ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ آمَنَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ(4).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: بُكَاءُ الْعُيُونِ وَخَشْيَةُ الْقُلُوبِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ فَإِذَا وَجَدْتُمُوهَا فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاء(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلّا الدُّمُوعُ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ تُطْفِئُ بِحَاراً مِنْ نَارٍ فَإِذَا اغْرَوْرَقَتِ الْعَيْنُ بِمَائِهَا لَمْ يَرْهَقْ وَجْهاً قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَلَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرُحِمُوا(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلّا جَعَلَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلاً وَفِي النَّارِ

ص: 186


1- المحاسن: 1/17، ح 48 ؛ بحار الأنوار: 66/391، ح 68.
2- ثواب الأعمال: 167 ؛ بحار الأنوار: 90/331، ح 15.
3- عدّة الداعي: 172 ؛ بحار الأنوار: 73/371.
4- بحار الأنوار: 60/339، ح 30.
5- مكارم الأخلاق: 317 ؛ بحار الأنوار: 90/336 ح 30.
6- عدّة الداعي: 170 ؛ بحار الأنوار: 90/331 ح 14.

مَنْزِلاً فَإِذَا سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَشْرِفُوا فَيُشْرِفُونَ عَلَى النَّارِ وَتُرْفَعُ لَهُمْ مَنَازِلُهُمْ فِيهَا ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِي لَوْ عَصَيْتُمُ اللَّهَ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَرَحاً لِمَا صُرِفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ النَّارِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ فَيُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِي لَوْ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ حُزْنا(1).

فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ

اشارة

قال تعالى: « وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ »(2).

وقال تعالى: « يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ »(3).

وقال تعالى: « وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ »(4).

وقال تعالى: « فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ »(5).

وقال تعالى: « وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ »(6).

وقال تعالى: « فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ »(7).

ص: 187


1- تفسير القمي: 2/89 ؛ بحار الأنوار: 8/287، ح 19.
2- آل عمران: 28.
3- التغابن: 9.
4- فصّلت: 19.
5- البقرة: 98.
6- الروم: 14.
7- الشورى: 7.

وقال تعالى: « وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ »(1).

وقال تعالى: « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا »(2).

وأمّا المتّقين

قال تعالى: « إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ »(3).

وقال تعالى: « عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ »(4).

في حديث المعراج: يَا أَحْمَدُ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فَوْقَ لُؤْلُؤَةٍ وَدُرَّةٍ فَوْقَ دُرَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلا وَصْلٌ فِيهَا الْخَوَاصُّ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً وَأُكَلِّمُهُمْ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ أَزِيدُ فِي مُلْكِهِمْ سَبْعِينَ ضِعْفاً وَإِذَا تَلَذَّذَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَلَذَّذُوا بِكَلامِي وَذِكْرِي وَحَدِيثِي قَالَ يَا رَبِّ مَا عَلامَاتُ أُولَئِكَ قَالَ هُمْ فِي الدُّنْيَا مَسْجُونُونَ قَدْ سَجَنُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ فُضُولِ الْكَلامِ وَبُطُونَهُمْ مِنْ

ص: 188


1- الزخرف: 36 - 39.
2- الفرقان: 27 - 29.
3- القمر: 54 - 55.
4- الواقعة: 15 - 16.

فُضُولِ الطَّعَام(1).

العفو

قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(2).

قال زين العابدين عليه السلام: أنت الذي سمّيت نفسك بالعفو، فاعف عنّي(3).

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ »(4).

وقال تعالى: « وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ».

قال زين العابدين عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتَابِكَ الْعَفْوَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَقَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنَّا(5).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: إِلهي إِن أخذتني بجُرمي أخذتُكَ بعفوك(6).

فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الْآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَلَأَ بْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَ لِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَايَةَ آمالِ الْعارِفِينَ، يَا

اشارة

ص: 189


1- ارشاد القلوب: 1/200 ؛ بحار الأنوار: 74/23، ح 6.
2- البقرة: 218.
3- الصحيفة السجّاديّة: 80/161.
4- المجادلة: 2.
5- اقبال الاعمال ( ط - القديمة ): 1/76 ؛ بحار الأنوار: 95/93.
6- بحار الأنوار: 91/98.

غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِلهَ الْعالَمِينَ

في دعاء السحر في شهر رمضان: إِلهِي وَسَيِّدِي وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنِي بِذُ نُوبِي لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ، وَلَئِنْ طالَبْتَنِي بِلُؤْمِي لَأُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ، وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النَّارِ بِحُبِّي لَكَ . إِلهِي وَسَيِّدِي إِنْ كُنْتَ لَا تَغْفِرُ إِلَّا لِأَوْ لِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ فَإِلى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ وَإِنْ كُنْتَ لَا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُونَ إِلهِي إِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَ إِنْ أَدْخَلْتَنِي الْجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ، وَأَنَا وَاللَّهِ أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ(1).

لئن تركتني ناطقاً

قال تعالى: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ »(2).

وقال تعالى: « هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ »(3).

وقال تعالى: « يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ »(4).

وقال تعالى: « كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ

ص: 190


1- مصباح المتهجّد: 2/596 ؛ بحار الأنوار: 95/92.
2- يس: 65.
3- المرسلات: 35 - 36.
4- النحل: 111.

ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ »(1).

وقال تعالى: « أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ »(2).

وقال تعالى: « يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ »(3).

يا وليّ المؤمنين

بعض معاني الولاية

الف - المحبّة

قال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ »(4).

وقال تعالى: « لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ

ص: 191


1- الأعراف: 38 - 39.
2- المؤمنون: 105 - 108.
3- هود: 105 - 108.
4- التوبة: 71.

يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ »(1).

وفي خطبة الغدير قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله(2).

ب - الولاية التشريعيّة

قال تعالى: « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ ِ »(3).

وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ »(4).

وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(5).

وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ »(6).

وقال تعالى: « أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(7).

وفي التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِم(8).

ص: 192


1- آل عمران: 28.
2- بحار الأنوار: 21/387.
3- الأنعام: 57.
4- المائدة: 44.
5- المائدة: 45.
6- المائدة: 47.
7- النساء: 59.
8- كمال الدين وتمام النعمة: 2/484، ح 4؛ بحار الأنوار: 53/181، ح 10.
ج - الزعامة

قال تعالى: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ »(1).

روى عن أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام: مَجَارِيَ الْأُمُورِ وَالْأَحْكَامِ عَلَى أَيْدِي الْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ الْإِمْنَاءِ عَلَى حَلالِهِ وَحَرَامِه(2).

قال تعالى: « إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ »(3).

وقال تعالى: « اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ »(4).

يا غاية آمال العارفين

قال الصادق عليه السلام: الْعَارِفُ شَخْصُهُ مَعَ الْخَلْقِ وَقَلْبُهُ مَعَ اللَّهِ لَوْ سَهَا قَلْبُهُ عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ لَمَاتَ شَوْقاً إِلَيْه(5).

وفي مناجاة أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام:

تركت الخلق طرّاً في هواكا * وأيتمت العيال لكي أراكا(6)

ص: 193


1- المائدة: 55.
2- تحف العقول: 238.
3- آل عمران: 31.
4- البقرة: 257.
5- مصباح الشريعة: 191 ؛ بحار الأنوار: 3/14، ح 35.
6- منهاج البراعة ( خوئي ): 13/340.

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: حبّه ناراً أحرق كلّ شي ء(1).

ويا إله العالمين

قال تعالى: « سَبَّحَ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ »(2).

وقال تعالى: « تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً »(3).

أَفَتُراكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَرَّ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَدَّادِينَ بِالْكُوفَةِ فَرَأَى شَابّاً قَدْ صَعِقَ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الشَّابُّ قَدْ صَرَعَ فَلَوْ قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ قَالَ فَدَنَا مِنْهُ سَلْمَانُ فَلَمَّا رَآهُ الشَّابُّ أَفَاقَ وَقَالَ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ بِي مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ وَلَكِنِّي مَرَرْتُ بِهَؤُلاءِ الْحَدَّادِينَ وَهُمْ

ص: 194


1- شرح دعاى كميل حسين مظاهرى: 3/56.
2- الحديد: 1 - 3.
3- الإسراء: 44.

يَضْرِبُونَ الْمِرْزَبَاتِ(1) فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى: « وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ »(2) فَذَهَبَ عَقْلِي خَوْفاً مِنْ عِقَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَاتَّخَذَهُ سَلْمَانُ أَخاً وَدَخَلَ قَلْبَهُ حَلاوَةُ مَحَبَّتِهِ فِي اللَّهِ تَعَالَى فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى مَرِضَ الشَّابُّ فَجَاءَهُ سَلْمَانُ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِأَخِي قَالَ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ(3).

ونقل خبر في تفسير كبير منهج الصادقين في الزام المخالفين ( ج 5، ص 163 )(4).

ص: 195


1- المرزبات جمع المرزبة: المطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد.
2- الحج: 21.
3- الأمالي للمفيد: 136/م 16 ح 4 ؛ بحار الأنوار: 22/385، ح 27.
4- در خبر است كه روزى رسول صلى الله عليه وآله در مسجد تنها نماز مى گذارد و زن اعرابيه مى گذشت رسول را در مسجد بديد بيامد و ده ركعت نماز در عقب آن حضرت بگذارد و رسول نمى دانست كه كسى در پس او نماى مى گذارد و بعد از فاتحه به قرائت اين سوره اشتغال فرمود چون بدين آيه رسيد زن اعرابيه نعره زد و بى هوش شد چون رسول از نماز فارغ شد و آن حال را مشاهده فرمود امر كرد تا آب حاضر كردند بر روى او زدند تا بهوش آمد حضرت فرمود اى اعرابيه تو را چه حالت است؟ گفت: يا رسول اللَّه چون تو را در نماز ديدم و خاطرم ميل كرد كه در پس تو دو ركعت نماز بگذارم چون بدين آيه رسيدى كه: « وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ » ( الحجر: 43 - 44 ) بى طاقت شده بى هوش گشتم بعد از آن گفت واويلا هر عضوى از اعضاى من منقسم خواهد شد بهر درى از درهاى هفتگانه دوزخ. رسول فرمود: نه چنان است مراد آن است كه هر فرقه از مكلفان را بر درى از درهاى دوزخ عذاب كنند بر قدر كردار ايشان. گفت: يا رسول اللَّه من زنى درويشم و مال ندارم مگر هفت بنده، تو را گواه گرفتم كه همه را آزاد كردم هر يكى براى خلاصى درى از درهاى دوزخ، جبرئيل نازل شد و گفت: يا رسول اللَّه بشارت ده اعرابيه را كه حق تعالى همه درهاى دوزخ را بر تو حرام كرده و درهاى بهشت بر تو بگشاد. روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن: 1/327، تفسير منهج الصادقين في الزام المخالفين: 5/163.

قال تعالى: « إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ »(1).

وقال تعالى: « إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ »(2).

وقال تعالى: « خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ

* وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ »(3).

وقال تعالى: « فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ »(4).

وقال تعالى: « هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ »(5).

يَا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْ لِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ

قال تعالى: « وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ »(6).

ص: 196


1- النساء: 145.
2- غافر ( المؤمن ): 71 - 72.
3- الحاقّة: 30 - 37.
4- الحجّ: 19 - 22.
5- الرحمن: 43.
6- البقرة: 263.

وقال تعالى: « وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ »(1).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ »(2).

وقال تعالى: « وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ »(3).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ »(4).

وقال تعالى: « وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً »(5).

روى أنّ [ أنَّهُ ] كَانَ يَأْمُرُ الرِّيحَ الْعَاصِفَ يُسَيّرُهُ وَالرَّخَاءَ يَحْمِلُهُ فَأَوحى اللَّه إليه وَهُوَ يسير بين السماء والأرض أنّي قد زدت في ملكك أن لا يتكلّم أحد بشي ءٍ إلّا ألقَتهُ الريح في سَمعِك، فَيُحْكَى أَنَّهُ مَرَّ بِحَرَّاثٍ فَقَالَ لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ دَاوُدَ مُلْكاً عَظِيماً فَأَلْقَاهُ الرِّيحُ فِي أُذُنِهِ فَنَزَلَ وَمَشَى إِلَى الْحَرَّاثِ وَقَالَ إِنَّمَا مَشَيْتُ إِلَيْكَ لِئَلّا تَتَمَنَّى مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَتَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ يَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى خَيْرٌ مِمَّا أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ لأَنَّ ثَوَابَ التَّسْبِيحَةِ يَبْقَى وَمُلْكَ سُلَيْمَانَ يَفْنَى(6).

عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِيَّاكُمْ وَالْكَسَلَ إِنَّ رَبَّكُمْ رَحِيمٌ يَشْكُرُ الْقَلِيلَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِمَا وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّةَ وَإِنَّهُ لَيَتَصَدَّقُ بِالدِّرْهَمِ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَإِنَّهُ لَيَصُومُ الْيَوْمَ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ(7).

ص: 197


1- آل عمران: 155.
2- البقرة: 243.
3- البقرة: 251.
4- آل عمران: 152.
5- الأحزاب: 47.
6- عدّة الداعي: 262 ؛ بحار الأنوار: 90/184، ح 26.
7- ثواب الأعمال: 39 ؛ بحار الأنوار: 93/252، ح 19.

قال النبي صلى الله عليه وآله: الصلاة عمود الدين وفيها عشر خصال: زين الوجه، ونور القلب، وراحة البدن، وانس القبور، ومنزل الرحمة، ومصباح السماء، وثقل الميزان، ومرضات الرب، وثمن الجنّة، وحجاب من النار، ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين(1).

عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا مِنْ صَلاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلاتِكُمْ(2).

عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: كَانَ الصَّادِقُ عليه السلام فِي طَرِيقٍ وَمَعَهُ قَوْمٌ مَعَهُمْ أَمْوَالٌ وَذُكِرَ لَهُمْ أَنَّ بَارِقَةً فِي الطَّرِيقِ يَقْطَعُونَ عَلَى النَّاسِ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ فَقَالَ لَهُمُ الصَّادِقُ مَا لَكُمْ قَالُوا مَعَنَا أَمْوَالٌ نَخَافُ أَنْ تُؤْخَذَ مِنَّا أَفَتَأْخُذُهَا مِنَّا فَلَعَلَّهُمْ يَنْدَفِعُونَ عَنْهَا إِذَا رَأَوْا أَنَّهَا لَكَ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ غَيْرِي وَلَعَلَّكُمْ تَعْرِضُونِي بِهَا لِلتَّلَفِ فَقَالُوا فَكَيْفَ نَصْنَعُ نَدْفِنُهَا قَالَ ذَاكَ أَضْيَعُ لَهَا فَلَعَلَّ طَارِئاً يَطْرَأُ عَلَيْهَا فَيَأْخُذُهَا أَوْ لَعَلَّكُمْ لا تَهْتَدُونَ إِلَيْهَا بَعْدُ فَقَالُوا فَكَيْفَ نَصْنَعُ دُلَّنَا قَالَ أَوْدِعُوهَا مَنْ يَحْفَظُهَا وَيَدْفَعُ عَنْهَا وَيُرَبِّيهَا وَيَجْعَلُ الْوَاحِدَ مِنْهَا أَعْظَمَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا وَيُوَفِّرُهَا عَلَيْكُمْ أَحْوَجَ مَا تَكُونُونَ إِلَيْهَا قَالُوا مَنْ ذَاكَ قَالَ ذَاكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالُوا وَكَيْفَ نُودِعُهُ قَالَ تَتَصَدَّقُونَ بِهَا عَلَى ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا وَأَنَّى لَنَا الضُّعَفَاءُ بِحَضْرَتِنَا هَذِهِ قَالَ فَاعْزِمُوا عَلَى أَنْ تَتَصَدَّقُوا بِثُلُثِهَا لِيَدْفَعَ اللَّهُ عَنْ بَاقِيهَا مَنْ تَخَافُونَ قَالُوا قَدْ عَزَمْنَا قَالَ فَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ اللَّهِ فَامْضُوا فَمَضَوْا وَظَهَرَتْ لَهُمُ الْبَارِقَةُ فَخَافُوا فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام فَكَيْفَ تَخَافُونَ وَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ

ص: 198


1- المواعظ العددية، الباب العاشر: 224.
2- الأمالي للصدوق: 496/م 75، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 79/209، ح 21.

اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَقَدَّمَ الْبَارِقَةُ وَتَرَجَّلُوا وَقَبَّلُوا يَدَ الصَّادِقِ عليه السلام وَقَالُوا رَأَيْنَا الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَأْمُرُنَا بِعَرْضِ أَنْفُسِنَا عَلَيْكَ فَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَنَصْحَبُكَ وَهَؤُلاءِ لِيَنْدَفِعَ عَنْهُمُ الْأَعْدَاءُ وَاللُّصُوصُ فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام لا حَاجَةَ بِنَا إِلَيْكُمْ فَإِنَّ الَّذِي دَفَعَكُمْ عَنَّا يَدْفَعُهُمْ فَمَضَوْا سَالِمِينَ وَتَصَدَّقُوا بِالثُّلُثِ وَبُورِكَ فِي تِجَارَاتِهِمْ فَرَبِحُوا لِلدِّرْهَمِ عَشَرَةً فَقَالُوا مَا أَعْظَمَ بَرَكَةَ الصَّادِقِ عليه السلام فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام قَدْ تَعَرَّفْتُمُ الْبَرَكَةَ فِي مُعَامَلَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَدُومُوا عَلَيْهَا(1).

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام يَا أَبَا جَعْفَرٍ بَلَغَنِي أَنَّ الْمَوَالِيَ إِذَا رَكِبْتَ أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ بُخْلٍ مِنْهُمْ لِئَلّا يَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ خَيْراً وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لا يَكُنْ مَدْخَلُكَ وَمَخْرَجُكَ إِلّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِيرِ فَإِذَا رَكِبْتَ فَلْيَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ثُمَّ لا يَسْأَلُكَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلّا أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ فَلا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ فَلا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَرْفَعَكَ اللَّهُ فَأَنْفِقْ وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْتَاراً(2).(3)

ص: 199


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/4، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 93/120، ح 23.
2- قتر على عياله: ضيّق عليهم.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/8، ح 20 ؛ بحار الأنوار: 50/102، ح 16.

أمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ

قال اللَّه: « هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »(1).

أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها

قال تعالى: « سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ »(2).

وقال تعالى: « عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ »(3).

« عليها تسعة عشر » من الملائكة هم خزنتها مالك ومعه ثمانية عشر(4).

وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(5).

ص: 200


1- المائدة: 119.
2- العلق: 18.
3- المدثّر: 30.
4- طبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن 10 جلد: 9/586.
5- التحريم: 6 - 7.

هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَ إِحْسانِكَ

عن النبي صلى الله عليه وآله: إنَّ حُسن الظنّ باللَّه مِن حُسنِ عبادةِ اللَّه(1).

وعنه صلى الله عليه وآله: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِب(2).

وقال الصادق عليه السلام: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ خَوْفاً كَأَنَّهُ يُشْرِفُ عَلَى النَّارِ وَيَرْجُوَهُ رَجَاءً كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ الآْيَةَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(3).

وقال تعالى: « فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً »(4).

وروي أن اللَّه سبحانه قال لموسى حين أرسله إلى فرعون يتوعده وأخبره أني إلى العفو و المغفرة أسرع مني إلى الغضب و العقوبة(5).

الإمام العسكري عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا جَهْلٍ أَمَا عَلِمْتَ قِصَّةَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عليه السلام لَمَّا رُفِعَ فِي الْمَلَكُوتِ وَذَلِكَ قَوْلُ رَبِّي وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ قَوَّى اللَّهُ بَصَرَهُ لَمَّا رَفَعَهُ دُونَ السَّمَاءِ حَتَّى أَبْصَرَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ظَاهِرِينَ وَمُسْتَتِرِينَ فَرَأَى رَجُلاً وَامْرَأَةً عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِمَا بِالْهَلاكِ

ص: 201


1- مجموعة ورّام: 1/52.
2- مجمع البيان: 12/343 ؛ تفسير كبير منهج الصادقين: 8/183.
3- بحار الأنوار: 7/311 ؛ تفسير نور الثقلين: 4/545، ح 30.
4- النساء: 175.
5- عدّة الداعي: 145.

فَهَلَكَا ثُمَّ رَأَى آخَرَيْنِ فَدَعَا عَلَيْهِمَا بِالْهَلاكِ فَهَلَكَا ثُمَّ رَأَى آخَرَيْنِ فَهَمَّ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ اكْفُفْ دَعْوَتَكَ عَنْ عِبَادِي وَإِمَائِي فَإِنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الْجَبَّارُ الْحَلِيمُ لا تَضُرُّنِي ذُنُوبُ عِبَادِي وَإِمَائِي كَمَا لا تَنْفَعُنِي طَاعَتُهُمْ وَلَسْتُ أَسُوسُهُمْ بِشِفَاءِ الْغَيْظِ كَسِيَاسَتِكَ فَاكْفُفْ دَعْوَتَكَ عَنْ عِبَادِي فَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ نَذِيرٌ لا شَرِيك فِي الْمَمْلَكَةِ وَلا مُهَيْمِن عَلَيَّ وَعِبَادِي مَعِي بَيْنَ خِلالٍ ثَلاثٍ إِمَّا تَابُوا إِلَيَّ فَتُبْتُ عَلَيْهِمْ وَغَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ وَسَتَرْتُ عُيُوبَهُمْ وَإِمَّا كَفَفْتُ عَنْهُمْ عَذَابِي لِعِلْمِي بِأَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّاتٌ مُؤْمِنُونَ فَأَرْفُقُ بِالآْبَاءِ الْكَافِرِينَ وَأَتَأَنَّى بِالْأُمَّهَاتِ الْكَافِرَاتِ وَأَرْفَعُ عَنْهُمْ عَذَابِي لِيَخْرُجَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ مِنْ أَصْلابِهِمْ فَإِذَا تَزَايَلُوا حَقَّ بِهِمْ عَذَابِي وَحَاقَ بِهِمْ بَلائِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا وَلا هَذَا فَإِنَّ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ لَهُمْ مِنْ عَذَابِي أَعْظَمُ مِمَّا تُرِيدُهُ بِهِمْ فَإِنَّ عَذَابِي لِعِبَادِي عَلَى حَسَبِ جَلالِي وَكِبْرِيَائِي يَا إِبْرَاهِيمُ فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَإِنِّي أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْكَ وَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَإِنِّي أَنَا الْجَبَّارُ الْحَلِيمُ الْعَلّامُ الْحَكِيمُ أُدَبِّرُهُمْ بِعِلْمِي وَأُنَفِّذُ فِيهِمْ قَضَائِي وَقَدَرِي(1).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: بَيْنَا دَاوُدُ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ شَابٌّ رَثُّ الْهَيْئَةِ يُكْثِرُ الْجُلُوسَ عِنْدَهُ وَيُطِيلُ الصَّمْتَ إِذْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَحَدَّ مَلَكُ الْمَوْتِ النَّظَرَ إِلَى الشَّابِّ فَقَالَ دَاوُدُ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ نَظَرْتَ إِلَى هَذَا فَقَالَ نَعَمْ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ رُوحِهِ إِلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَرَحَّمَهُ دَاوُدُ فَقَالَ يَا شَابُّ هَلْ لَكَ امْرَأَةٌ قَالَ لا وَمَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ قَالَ دَاوُدُ فَأْتِ فُلاناً رَجُلاً كَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ دَاوُدَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَنِي

ص: 202


1- البرهان في تفسير القرآن للسيّد هاشم البحراني: 2/435، ح 9.

ابْنَتَكَ وَتُدْخِلَهَا اللَّيْلَةَ وَخُذْ مِنَ النَّفَقَةِ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَكُنْ عِنْدَهَا فَإِذَا مَضَتْ سَبْعَةُ أَيَّامٍ فَوَافِنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَمَضَى الشَّابُّ بِرِسَالَةِ دَاوُدَ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ فَزَوَّجَهُ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ وَأَدْخَلُوهَا عَلَيْهِ وَأَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ وَافَى دَاوُدَ يَوْمَ الثَّامِنِ فَقَالَ لَهُ: دَاوُدُ يَا شَابُّ كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ قَالَ مَا كُنْتُ فِي نِعْمَةٍ وَلا سُرُورٍ قَطُّ أَعْظَمَ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ قَالَ دَاوُدُ اجْلِسْ فَجَلَسَ وَدَاوُدُ يَنْتَظِرُ أَنْ يُقْبَضَ رُوحُهُ فَلَمَّا طَالَ قَالَ انْصَرِفْ إِلَى مَنْزِلِكَ فَكُنْ مَعَ أَهْلِكَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّامِنِ فَوَافِنِي هَاهُنَا فَمَضَى الشَّابُّ ثُمَّ وَافَاهُ يَوْمَ الثَّامِنِ وَجَلَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ أُسْبُوعاً آخَرَ ثُمَّ أَتَاهُ وَجَلَسَ فَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ دَاوُدَ فَقَالَ دَاوُدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَلَسْتَ حَدَّثْتَنِي بِأَنَّكَ أُمِرْتَ بِقَبْضِ رُوحِ هَذَا الشَّابِّ إِلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ قَالَ بَلَى فَقَالَ قَدْ مَضَتْ ثَمَانِيَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَثَمَانِيَةٌ قَالَ يَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَحِمَهُ بِرَحْمَتِكَ لَهُ فَأَخَّرَ فِي أَجَلِهِ ثَلاثِينَ سَنَةً(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله بِأُسَارَى فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ خَلا رَجُلٍ مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ الرَّجُلُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّي مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ فِيكَ خَمْسَ خِصَالٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ الْغَيْرَةَ الشَّدِيدَةَ عَلَى حَرَمِكَ وَالسَّخَاءَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَصِدْقَ اللِّسَانِ وَالشَّجَاعَةَ فَلَمَّا سَمِعَهَا الرَّجُلُ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ وَقَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قِتَالاً شَدِيداً حَتَّى اسْتُشْهِدَ(2).

ص: 203


1- قصص الأنبياء للراوندي: 204/265 ؛ بحار الأنوار: 4/111، ح 31.
2- الأمالي للصدوق: 271/م 46، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 66/383، ح 45.

فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ، لَوْلَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَمَا كانَ لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلَا مُقاماً

مراتب اليقين

1 - علم اليقين
2 - عين اليقين

قال تعالى: « كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ »(1).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام لذعلب اليماني وقد سأله هل رأيت ربّك فقال: أَفَأَعْبُدُ مَا لا أَرَى قَالَ وَكَيْفَ تَرَاهُ قَالَ لا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ وَلَكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَان(2).

3 - حقّ اليقين

قال تعالى: « إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ »(3).

قال عليّ عليه السلام: لو كُشف الغطاءُ ما ازددتُ يَقيناً(4).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لَيْسَ شَيْ ءٌ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ

ص: 204


1- التكاثر: 5 - 7.
2- اعلام الدين في صفات المؤمنين: 65 ؛ بحار الأنوار: 4/52، ح 27.
3- الواقعة: 95.
4- كشف الغمّة ( ط - القديمة ): 1/170 ؛ بحار الأنوار: 66/209.

التَّوَكُّلِ قَالَ الْيَقِينُ قُلْتُ فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ قَالَ أَنْ لا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً(1).

عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِيلَ عَلَى الْيَقِينِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِيرِ عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ(2).

عن عليّ بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كَانَ فِي الْكَنْزِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما كَانَ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَرْكَنُ إِلَيْهَا(3).

عن جابر قال: قال لي أبو عبداللَّه عليهما السلام: يَا أَخَا جُعْفٍ إِنَّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِسْلامِ وَإِنَّ الْيَقِينَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ وَمَا مِنْ شَيْ ءٍ أَعَزَّ مِنَ الْيَقِينِ(4).

قال عليه السلام: وَ قَد سَمِعَ رَجُلاً مِنَ الْحَرُورِيَّةِ يَتَهَجَّدُ وَيَقْرَأُ فَقَالَ نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ فِي شَكٍّ(5).

لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ

قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ... »(6).

وقال تعالى: « تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ »(7).

ص: 205


1- الكافي: 2/57، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 67/142.
2- الكافي: 2/57، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 67/147، ح 8.
3- الكافي: 2/59، ح 9؛ بحار الأنوار: 67/156، ح 8.
4- الكافي: 2/51، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 67/135، ح 1.
5- خصائص الأئمّة: ( خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ): 95.
6- الحشر: 23.
7- الرحمن: 78.

وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا »(1).

الدرّ المنثور للسيوطي، عن أبي نعيم باسناده عن محمّد بن جعفر قال: سَأَلْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عليه السلام عَنِ الْأَسْمَاءِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: هِيَ فِي الْقُرْآنِ فَفِي الْفَاتِحَةِ خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مَالِكُ وَفِي الْبَقَرَةِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ اسْماً هُمْ يَا مُحِيطُ يَا قَدِيرُ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا تَوَّابُ يَا بَصِيرُ يَا وَلِيُّ يَا وَاسِعُ يَا كَافِي يَا رَءُوفُ يَا بَدِيعُ يَا شَاكِرُ يَا وَاحِدُ يَا سَمِيعُ يَا قَابِضُ يَا بَاسِطُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا غَنِيُّ يَا حَمِيدُ يَا غَفُورُ يَا حَلِيمُ يَا إِلَهُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ يَا عَزِيزُ يَا نَصِيرُ يَا قَوِيُّ يَا شَدِيدُ يَا سَرِيعُ يَا خَبِيرُ وَفِي آلِ عِمْرَانَ يَا وَهَّابُ يَا قَائِمُ يَا صَادِقُ يَا بَاعِثُ يَا مُنْعِمُ يَا مُتَفَضِّلُ وَفِي النِّسَاءِ يَا رَقِيبُ يَا حَسِيبُ يَا شَهِيدُ يَا مُقِيتُ يَا وَكِيلُ يَا عَلِيُّ يَا كَبِيرُ وَفِي الْأَنْعَامِ يَا فَاطِرُ يَا قَاهِرُ يَا لَطِيفُ يَا بُرْهَانُ وَفِي الْأَعْرَافِ يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ وَفِي الْأَنْفَالِ يَا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيَا نِعْمَ النَّصِيرُ وَفِي هُودَ يَا حَفِيظُ يَا مَجِيدُ يَا وَدُودُ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ وَفِي الرَّعْدِ يَا كَبِيرُ يَا مُتَعَالِ وَفِي إِبْرَاهِيمَ يَا مَنَّانُ يَا وَارِثُ وَفِي الْحِجْرِ يَا خَلّاقُ وَفِي مَرْيَمَ يَا فَرْدُ وَفِي طه يَا غَفَّارُ وَفِي قَدْ أَفْلَحَ يَا كَرِيمُ وَفِي النُّورِ يَا حَقُّ يَا مُبِينُ وَفِي الْفُرْقَانِ يَا هَادِي وَفِي سَبَأَ يَا فَتَّاحُ وَفِي الزُّمَرِ يَا عَالِمُ وَفِي غَافِرٍ يَا غَافِرُ يَا قَابِلَ التَّوْبِ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا رَفِيعُ وَفِي الذَّارِيَاتِ يَا رَزَّاقُ يَا ذَا الْقُوَّةِ يَا مَتِينُ وَفِي الطُّورِ يَا بَرُّ وَفِي اقْتَرَبَتْ يَا مُقْتَدِرُ يَا مَلِيكُ وَفِي الرَّحْمَنِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ يَا رَبَّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبَّ الْمَغْرِبَيْنِ يَا بَاقِي يَا مُعِينُ وَفِي الْحَدِيدِ يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ وَفِي الْحَشْرِ يَا مَلِكُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلامُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا

ص: 206


1- الأعراف: 180.

مُتَكَبِّرُ يَا خَالِقُ يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ وَفِي الْبُرُوجِ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ وَفِي الْفَجْرِ يَا وَتْرُ وَفِي الْإِخْلاصِ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ(1).

أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعانِدِينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً

قال تعالى: «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»(2).

وقال تعالى: « إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا »(3).

وقال تعالى: « وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »(4).

وقال تعالى: « وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »(5).

وقال تعالى: « فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ »(6).

وقال تعالى: « وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ »(7).

وقال تعالى: « فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ

ص: 207


1- بحار الأنوار: 90/273، ح 4.
2- البقرة: 24.
3- الكهف: 102.
4- هود: 119.
5- السجدة: 13.
6- ص: 84 - 85.
7- إبراهيم: 15.

الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(1).

وقال تعالى: « ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ »(2).

أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ

قال تعالى: « قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ »(3).

وقال تعالى: « وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ

* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ »(4).

وقال تعالى: « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ »(5).

وقال تعالى: « وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ »(6).

وقال تعالى: « أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »(7).

وقال تعالى: « أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ »(8).

ص: 208


1- السجدة: 14.
2- فصّلت: 28.
3- المائدة: 100.
4- فاطر: 19 - 20.
5- الزمر: 9.
6- فصّلت: 34.
7- القلم: 35 - 36.
8- السجدة: 19 - 20.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الآية الشريفة بالمناسبة: « أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ »(1).

إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسْأَ لُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ

قال تعالى: « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ ءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً »(2).

وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً »(3).

وقال تعالى: « وَخَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً »(4).

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام جَالِساً بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فَجَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ(5) ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِنَا إِلَى أَهْلِ الشَّامِ أَبِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَقَدَرٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَجَلْ يَا شَيْخُ مَا عَلَوْتُمْ تَلْعَةً وَلا هَبَطْتُمْ بَطْنَ وَادٍ إِلّا بِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَقَدَرٍ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَائِي(6) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ مَهْ يَا شَيْخُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَظَّمَ اللَّهُ الْأَجْرَ فِي مَسِيرِكُمْ وَأَنْتُمْ سَائِرُونَ وَفِي مَقَامِكُمْ وَأَنْتُمْ مُقِيمُونَ وَفِي مُنْصَرَفِكُمْ وَأَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ وَلَمْ تَكُونُوا

ص: 209


1- السجدة: 18.
2- فاطر: 44.
3- الأحزاب: 27.
4- الفرقان: 2.
5- جثا يجثوا جثوا وجثيا بضمهما جلس على ركبته وأقام على أطراف أصابعه. والتلعة ما ارتفع من الأرض ( ق ).
6- أي منه أطلب أجر مشقّتي ( ق ).

فِي شَيْ ءٍ مِنْ حَالاتِكُمْ مُكْرَهِينَ وَلا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ وَكَيْفَ لَمْ نَكُنْ فِي شَيْ ءٍ مِنْ حَالاتِنَا مُكْرَهِينَ وَلا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ وَكَانَ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ مَسِيرُنَا وَمُنْقَلَبُنَا وَمُنْصَرَفُنَا فَقَالَ لَهُ وَتَظُنُّ أَنَّهُ كَانَ قَضَاءً حَتْماً وَقَدَراً لازِماً إِنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ وَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالزَّجْرُ مِنَ اللَّهِ وَسَقَطَ مَعْنَى الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ فَلَمْ تَكُنْ لائِمَةٌ لِلْمُذْنِبِ وَلا مَحْمَدَةٌ لِلْمُحْسِنِ وَلَكَانَ الْمُذْنِبُ أَوْلَى بِالْإِحْسَانِ مِنَ الْمُحْسِنِ وَلَكَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلَى بِالْعُقُوبَةِ مِنَ الْمُذْنِبِ تِلْكَ مَقَالَةُ إِخْوَانِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَخُصَمَاءِ الرَّحْمَنِ وَحِزْبِ الشَّيْطَانِ وَقَدَرِيَّةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَجُوسِهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَلَّفَ تَخْيِيراً وَنَهَى تَحْذِيراً وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً وَلَمْ يُمَلِّكْ مُفَوِّضاً وَلَمْ يَخْلُقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً وَلَمْ يَبْعَثِ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ عَبَثاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ(1) فَأَنْشَأَ الشَّيْخُ يَقُولُ:

ص: 210


1- قال العلّامة الطباطبائي قدس سره: مسألة القضاء والقدر من أقدم الأبحاث في تاريخ الإسلام، اشتغل به المسلمون في أوائل انتشار الدعوة الإسلاميّة وتصادفها مع أنظار الباحثين من علماء الملل والأديان. ولما كان تعلّق القضاء الحتم بالحوادث ومن بينها بالأفعال الاختياريّة من الإنسان يوجب بحسب الانظار العامية الساذجة ارتفاع تأثير الإرادة في الفعل وكون الإنسان مجبوراً في فعله غير مختار، تشعب جماعة الباحثين ( وهم قليل البضاعة في العلم يومئذٍ ) على فرقتين: إحداهما وهم المجبرة أثبتوا تعلّق الإرادة الحتميّة الإلهيّة بالأفعال كسائر الأشياء وهو القدر وقالوا بكون الإنسان مجبوراً غير مختار في أفعاله والأفعال مخلوقة للَّه تعالى وكذا أفعال سائر الأسباب التكوينيّة مخلوقة له. وثانيتهما وهم المفوّضة أثبتوا اختياريّة الأفعال ونفوا تعلّق الإرادة الإلهيّة بالأفعال الإنسانيّة فاستنتجوا كونها مخلوقة للإنسان، ثمّ فرع كلّ من الطائفتين على قولهم فروعاً ولم يزالوا على ذلك حتّى تراكمت هناك أقوال وآراء يشمئزّ منها العقل السليم، كارتفاع العليّة بين الأشياء وخلق المعاصي والإرادة الجزافيّة ووجود الواسطة بين النفي والاثبات وكون العالم غير محتاج في بقائه إلى الصانع إلى غير ذلك من هوساتهم. والأصل في جميع ذلك عدم تفقّههم في فهم تعلّق الإرادة الإلهيّة بالأفعال وغيرها والبحث فيه طويل الذيل لا يسعه المقام على ضيقه، غير أنا نوضح المطلب بمَثَل نضربه ونشير به إلى خطأ الفرقتين والصواب الذي غفلوا عنه فلنفرض إنساناً اوتي سعة من المال والمنال والضياع والدار والعبيد والإماء ثمّ اختار واحداً من عبيده وزوجه احدى جواريه وأعطاه من الدار والأثاث ما يرفع جوائجه المنزليّة ومن المال والضياع ما يسترزق به في حياته بالكسب والتعمير. فان قلنا: إنّ هذا الاعطاء لا يؤثّر في تملّك العبد شيئاً والمولى هو المالك وملكه بجميع ما أعطاه قبل الاعطاء وبعده على السواء كان ذلك قول المجبرة. وإن قلنا: ان العبد صار مالكاً وحيداً بعد الاعطاء وبطل به ملك المولى وإنّما الأمر إلى العبد يفعل ما يشاء في ملكه كان ذلك قول المفوّضة. وإن قلنا كما هو الحقّ ان العبد يتملّك ما وهبه له المولى في ظرف ملك المولى وفي طوله لا في عرضه فالمولى هو المالك الأصلي والذي للعبد ملك في ملك، كما ان الكتابة فعل اختياري منسوب إلى يد الإنسان وإلى نفس الإنسان، بحيث لا يبطل احدى النسبتين الأُخرى، كان ذلك القول الحق الذي يشير عليه السلام إليه في هذا الخبر. فقوله عليه السلام: لو كان لذلك لبطل الثواب والعقاب إلى قوله: وأعطى على القليل كثيراً اشارة إلى نفس مذهب الجبر بمحاذير ذكرها عليه السلام ومعناها واضح. وقوله: ولم يعص مغلوباً اه. اشارة إلى نفس مذهب التفويض بمحاذيرها اللازمة فانّ الإنسان لو كان خالقاً لفعله، كان مخالفته لما كلّفه اللَّه من الفعل غلبة منه على اللَّه سبحانه. وقوله: ولم يطع مكرها اه. نفي للجبر ومقابلة للجملة السابقة فلو كان الفعل مخلوقاً للَّه وهو الفاعل فقد أكره العبد على الإطاعة. وقوله: ولم يملك مفوضاً اه. بالبناء للفاعل وصيغة اسم الفاعل نفي للتفويض أي لم يملك اللَّه ما ملكه العبد من الفعل بتفويض الأمر إليه وابطال ملك نفسه. وقوله عليه السلام: « ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ولم يبعث النبيّين مبشّرين ومنذرين عبثا » الجملتان يحتمل أن يشار بهما إلى نفي كلّ من الجبر والتفويض فانّ الأفعال إذا كانت مخلوقة للَّه قائمة به سبحانه كان المعاد الذي هو غاية الخلقة أمراً باطلاً لبطلان الثواب والعقاب إلى آخر ما ذكره عليه السلام وكان بعث الرسل لاقامة الحجّة وتقدّمة القيامة عبثاً ولا معنى لأن يقيم تعالى حجّة على فعل نفسه وإذا كانت مخلوقة للإنسان ولا تأثير للَّه سبحانه فيها لزم أن تكون الخلقة لغاية لا يملك اللَّه تعالى منه شيئاً وهو الباطل وبعث الرسل لغرض الهداية التي لا يملكها إلّا الإنسان ليس للَّه فيها شأن وهو العبث. واعلم ان البحث عن القضاء والقدر كان في أوّل الأمر مسألة واحدة ثمّ تحوّلت ثلاث مسائل أصليّة: الأولى: مسألة القضاء وهو تعلّق الإرادة الإلهيّة الحتمية بكلّ شي ء، والأخبار تقضي فيها بالاثبات كما مرّ في الأبواب السابقة. الثانية: مسألة القدر وهو ثبوت تأثير ما له تعالى في الأفعال، والأخبار تدلّ فيها أيضاً على الاثبات. الثالثة مسألة الجبر والتفويض والأخبار تشير فيها إلى نفي كلا القولين وتثبت قولا ثالثاً وهو الأمر بين الأمرين، لا ملكا للَّه فقط من غير ملك الإنسان ولا بالعكس، بل ملكا في طول ملك وسلطنة في ظرف سلطنة. واعلم أيضاً أن تسمية هؤلاء بالقدريّة مأخوذة ممّا صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله « أن القدريّة مجوس هذه الأُمّة » فأخذت المجبرة تسمى المفوّضة بالقدريّة لأنّهم ينكرون القدر ويتكلّمون عليها والمفوّضة تسمّى المجبرة بالقدريّة لأنّهم يثبتون القدر والذي يتحصّل من أخبار أئمّة أهل البيت: أنّهم يسمّون كلتا الفرقتين بالقدريّة ويطبقون الحديث النبوي عليهما. أمّا المجبرة فلأنّهم ينسبون الخير والشر والطاعة والمعصية جميعاً إلى غير الانسان كما انّ المجوس قائلون بكون فاعل الخير والشر جميعاً غير الانسان، وقوله عليه السلام في هذا الخبر مبنيّ على هذا النظر. وأمّا المفوّضة فلأنّهم قائلون بخالقين في العالم هما الإنسان بالنسبة إلى أفعاله واللَّه سبحانه بالنسبة إلى غيرها، كما أنّ المجوس قائلون بإله الخير وإله الشر، وقوله عليه السلام في الروايات التالية: لا جبر ولا قدر اه ناظر إلى هذا الاعتبار. الطباطبائي. الكافي: 1/377، ح 1.

ص: 211

أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ * يَوْمَ النَّجَاةِ مِنَ الرَّحْمَنِ غُفْرَاناً

ص: 212

أَوْضَحْتَ مِنْ أَمْرِنَا مَا كَانَ مُلْتَبِساً * جَزَاكَ رَبُّكَ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَانا(1)

حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد بن علي، قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا أبي الحسين بن علي: قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ: الْأَعْمَالُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ فَرَائِضُ وَفَضَائِلُ وَمَعَاصِي فَأَمَّا الْفَرَائِضُ فَبِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَبِرِضَى اللَّهِ وَبِقَضَائِهِ وَتَقْدِيرِهِ وَمَشِيَّتِهِ وَعِلْمِهِ وَأَمَّا الْفَضَائِلُ فَلَيْسَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَكِنْ بِرِضَى اللَّهِ وَبِقَضَاءِ اللَّهِ وَبِقَدَرِ اللَّهِ وَبِمَشِيَّةِ اللَّهِ وَبِعِلْمِ اللَّهِ وَأَمَّا الْمَعَاصِي فَلَيْسَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَكِنْ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَبِقَدَرِ اللَّهِ وَبِمَشِيَّةِ اللَّهِ وَبِعِلْمِهِ ثُمَّ يُعَاقِبُ عَلَيْهَا(2).

قال تعالى: « وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ »(3).

بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام: انّ ليلة النصف من شعبان أفضل الليالي بعد ليلة القدر ويتفضّل اللَّه تعالى في هذه الليلة على عباده ويغفر لهم ذنوبهم باحسانه فاسعوا في عبادة هذه الليلة فانّها ليلة آلى اللَّه عزّ وجلّ على نفسه أن لا يردّ فيها سائلاً ما لم يسأل اللَّه معصيةً(4).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الدنيا ساعةٌ فاجعلها طاعة(5).

ص: 213


1- الكافي: 1/377، ح 1 ؛ البرهان في تفسير القرآن: 4/651، ش 9086.
2- التحيد للصدوق: 370، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 5/29، ح 36.
3- يوسف: 21.
4- زاد المعاد: 56 ؛ بحار الأنوار: 95/409.
5- مصباح الشريعة: 23، الباب التاسع في الرعاية.

كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْ نَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ

قال تعالى: « إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ »(1).

وقال تعالى: « وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ »(2).

وقال تعالى: « وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً »(3).

وقال تعالى: « هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(5).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً »(6).

وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ

قال تعالى: « إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »(7).

ص: 214


1- السجدة: 22.
2- إبراهيم: 49.
3- مريم: 86.
4- الرحمن: 43.
5- الزمر: 53.
6- النساء: 48.
7- النساء: 17.

وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي

قال تعالى: « وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ»(1).

وقال تعالى: « إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ »(2).

وقال تعالى: « أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ »(3).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: كاتب الحسنات عن يمين الرجل وكاتب السيّئات عن يساره، وصاحب اليمين الأمير على صاحب الشمال، فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشراً، وإذا عمل سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات فلعلّه يتوب أو يستغفر(4).

قال تعالى: « وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً »(5).

وقال تعالى: « وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً »(6).

ص: 215


1- الانفطار: 10 - 12.
2- ق: 17 - 18.
3- الزخرف: 80.
4- مجمع البحرين: 2/72.
5- الإسراء: 13 - 14.
6- الكهف: 49.

وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ

قال تعالى: « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا »(1).

وقال تعالى: « حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ »(2).

وقال تعالى: « يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(3).

وقال تعالى: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ »(4).

وقال تعالى: « مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ »(5).

وقال تعالى: « يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا »(6).

وقال تعالى: « وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ »(7).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيداً »(8).

ص: 216


1- الإسراء: 36.
2- فصّلت: 20 - 21.
3- نور: 24.
4- يس: 65.
5- ق: 18.
6- الزلزال: 4 - 5.
7- البروج: 20.
8- النساء: 33.

وقال تعالى: « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ * وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(1).

وقال تعالى: « وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ »(2).

وقال تعالى: « اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً »(3).

وقال تعالى: « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ »(4).

وقال تعالى: « فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ »(5).

وقال تعالى: « وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ »(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى الْإِنْسَانِ كِتَابُهُ ثُمَّ قِيلَ لَهُ اقْرَأْه قُلْتُ: فَيَعْرِفُ مَا فِيهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُذَكِّرُهُ فَمَا مِنْ لَحْظَةٍ وَلا كَلِمَةٍ وَلا نَقْلِ قَدَمٍ وَلا شَيْ ءٍ فَعَلَهُ إِلّا ذَكَرَهُ كَأَنَّهُ فَعَلَهُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَالُوا يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلّا أَحْصاها(7).

قوله: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ » إِلَى قَوْلِهِ « بِما كانُوا

ص: 217


1- التوبة: 105 - 106.
2- التكوير: 10.
3- الإسراء: 14.
4- الزلزلة 7 - 8.
5- الحاقة: 17 - 21.
6- الحاقّة: 25 - 26.
7- تفسير العيّاشي: 2/328 ؛ بحار الأنوار: 7/315، ح 10.

يَكْسِبُونَ » قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَفَعَ إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ فَيَنْظُرُونَ فِيهِ فَيُنْكِرُونَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ مَلائِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَهُوَ قَوْلُهُ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَيَنْطِقُ جَوَارِحُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(1).

وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأُمِرَتْ جَوَارِحُهُ أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ وَبِقَاعُ الْأَرْضِ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيْهِ وَنَسِيَتِ الْحَفَظَةُ مَا كَانَتْ كَتَبَتْ عَلَيْهِ(2).

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَانَا يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ وَ يُوحِي اللَّهُ إِلَى جَوَارِحِهِ وَ إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ أَنِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ فَيَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حِينَ يَلْقَاهُ وَ لَيْسَ شَيْ ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْ ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ(3).

وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي، مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَ نْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَاً تَسْتُرُهُ

في دعاء السحر في شهر رمضان: وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصِيباً فِي

ص: 218


1- تفسير القمي: 2/216 ؛ بحار الأنوار: 7/312، ح 3.
2- ثواب الأعمال: 179 ؛ بحار الأنوار: 6/28، ح 32.
3- الكافي: 2/436 ، ح 12 ؛ بحار الأنوار: 7/317، ح 12.

كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1).

قال تعالى: « وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ »(3).

وقال تعالى: « وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى »(4).

وقال تعالى: « اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ »(5).

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِ

قال تعالى: « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ »(6).

وقال تعالى: « فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً »(7).

وقال تعالى: « رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ »(8).

وقال تعالى: « رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً »(9).

ص: 219


1- مصباح المتهجّد: 2/595.
2- النحل: 30.
3- الذاريات: 58.
4- طه: 131.
5- الرعد: 26.
6- العلق: 1.
7- النصر: 3.
8- الأعراف: 23.
9- نوح: 26.

وقال تعالى: « رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ »(1).

وقال تعالى: « رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ »(2).

وقال تعالى: « رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي »(3).

وقال تعالى: « رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ »(4).

وقال تعالى: « رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ »(5).

وقال تعالى: « أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »(6).

وقال تعالى: « وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ »(7).

وقال تعالى: « رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا »(8).

وقال تعالى: « رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »(9).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قال: يا ربّ حتّى ينقطع نفسه قيل له لبّيك ما

ص: 220


1- الشعراء: 83.
2- القصص: 24.
3- ص: 35.
4- الأنبياء: 101.
5- يوسف: 101.
6- الأنبياء: 83.
7- المؤمنون: 118.
8- آل عمران: 191.
9- آل عمران: 8.

حاجتك وروي من يقولها عشر مرّات قيل له لبّيك ما حاجتك(1).

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: مَنْ قَالَ يَا اللَّهُ يَا رَبِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ سَأَلَ مَا شَاءَ أُسْتُجِيبَ لَهُ(2).

وعنه صلى الله عليه وآله: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ يَا رَبِّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَبَّيْكَ وَإِذَا قَالَهَا ثَانِياً وَثَالِثاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَبَّيْكَ عَبْدِي سَلْ تُعْطَ(3).

يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي

في مناجات أميرالمؤمنين عليه السلام: مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْمَوْلَى وَأَنَا الْعَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلّا الْمَوْلَى مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلّا الْمَالِكُ مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلّا الْعَزِيزُ مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَأَنَا الْمَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلّا الْخَالِق(4).

في مناجات أميرالمؤمنين عليه السلام: إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب(5).

ص: 221


1- المحاسن: 1/36، ح 32.
2- مستدرك الوسائل: 5/219، ح 3.
3- نفس المصدر: 5/220، ح 6.
4- المزار الكبير لابن المشهدي: 174 ؛ بحار الأنوار: 91/110.
5- إقبال الأعمال ( ط - القديمة ): 2/687 ؛ بحار الأنوار: 91/99.

يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفاقَتِي

قال تعالى: « مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا »(1).

وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ »(2).

قَالَ الْفُقَرَاءُ لِرَسُولِ اللَّهِ: إِنَّ الْأَغْنِيَاءَ ذَهَبُوا بِالْجَنَّةِ يَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ صلى الله عليه وآله: إِنَّ مَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ مِنْكُمْ تَكُنْ لَهُ ثَلاثُ خِصَالٍ لَيْسَ لِلْأَغْنِيَاءِ أَحَدُهَا أَنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَنْظُرُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا يَنْظُرُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ لا يَدْخُلُهَا إِلّا نَبِيٌّ فَقِيرٌ أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ وَثَانِيهَا يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَثَالِثُهَا إِذَا قَالَ الْغَنِيُّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَقَالَ الْفَقِيرُ مِثْلَ ذَلِكَ لَمْ يَلْحَقِ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ أَنْفَقَ فِيهَا عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا فَقَالُوا رَضِينَا(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نَقِيُّ الثَّوْبِ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ الثَّوْبِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ الْمُوسِرِ فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْ ءٌ قَالَ لا قَالَ فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْ ءٌ قَالَ لا قَالَ فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ قَالَ لا قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرِيناً يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَنٍ وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِلْمُعْسِرِ أَتَقْبَلُ قَالَ لا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَلِمَ قَالَ أَخَافُ

ص: 222


1- هود: 56.
2- فاطر: 15.
3- جامع الأخبار للشعيري: 110 ؛ بحار الأنوار: 69/48.

أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ(1).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَأْتُوا بَابَ الْجَنَّةِ فَيَضْرِبُوا بَابَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْفُقَرَاءُ فَيُقَالُ لَهُمْ: أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئاً تُحَاسِبُونا عَلَيْهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقُوا ادْخُلُوا الْجَنَّةَ(2).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ يَدَيْهِ أَيْنَ الْفُقَرَاءُ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ كَثِيرٌ فَيَقُولُ عِبَادِي فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا فَيَقُولُ إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ لِهَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ وَلَكِنْ إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ فَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ يَصْنَعْهُ إِلّا فِيَّ فَكَافُوهُ عَنِّي بِالْجَنَّةِ(3).

وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَ جَلالِي مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ وَلَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّة(4).

الفقر على ثلاثة أصناف:

1 - فقر إلى اللَّه دون غيره، قال نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله: الفقر فخري وبه أفتخر(5).

ص: 223


1- الكافي: 2/262، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 22/130، ح 108.
2- الكافي: 2/264، ح 19 ؛ بحار الأنوار: 69/25، ح 21.
3- الكافي: 2/263، ح 15 ؛ بحار الأنوار: 69/24، ح 17.
4- الكافي: 2/261، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 69/11، ح 11.
5- عدّة الداعي: 123 ؛ بحار الأنوار: 69/30.

2 - وفقر إلى الغير دون اللَّه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كادَ الفقر أن يكون كُفراً(1).

3 - وفقر إلى اللَّه مع غيره، قال صلى الله عليه وآله: الفقر سواد الوجه في الدارين(2).

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مَنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً

قال تعالى: « ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ »(3).

وقال تعالى: « الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ »(4).

وقال تعالى: « وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً »(5).

وقال تعالى: « يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ »(6).

في الحديث القدسي: يا موسى اذكرني فانّ ذكري حسنٌ على كلّ حالٍ(7).

قال تعالى: « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ »(8).

وقال تعالى: « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي

ص: 224


1- الكافي: 2/307، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 70/266، ح 4.
2- روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه ( ط - القديمة ): 6/448.
3- الأنعام: 62.
4- البقرة: 147.
5- الإسراء: 12.
6- النور: 44.
7- مجمع البحرين: 1/342.
8- الأحزاب: 35.

خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرُ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجُّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ فِيهِ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(2) فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ أَبِي كَثِيرَ الذِّكْر(3).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من أعطي لساناً ذاكراً فقد أُعطي خير الدنيا والآخرة(4).

وقال تعالى: « وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ »(5).

وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً

قال تعالى: « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ »(6).

ص: 225


1- آل عمران: 191.
2- الأحزاب: 41 - 42.
3- الكافي: 2/498، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/161 ذيل ح 42.
4- الكافي: 2/498، ح 1 ؛ تفسير نور الثقلين: 4/285 ح 147.
5- الحشر: 19.
6- غافر: 40.

وقال تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً »(1).

وقال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ »(2).

وقال تعالى: « الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ »(3).

عن عليّ عليه السلام: الشرف عند اللَّه سبحانه بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال(4).

وعنه عليه السلام: العمل شعارُ المؤمن(5).

قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: المداومة المداومة فانّ اللَّه لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلّا الموت(6).

وعنه عليه السلام: أعلى الأعمال إخلاص الإيمان وصدق الورع والإيقان(7).

وعن الصادق عليه السلام: دَعَا اللَّهُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا بِآبَائِهِمْ لِيَتَعَارَفُوا وَفِي الآْخِرَةِ بِأَعْمَالِهِمْ لِيُجَازُوا فَقَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا(8).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كانَ فيما أوصى به رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله عليّاً: يَا عَلِيُّ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ مِنْ نَفْسِكَ وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ وَذِكْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ

ص: 226


1- النحل: 97.
2- محمّد: 2.
3- محمّد: 1.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 153، ش 2838.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 151، ش 2777.
6- مستدرك الوسائل: 1/130، ح 3.
7- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 155، ش 2899.
8- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ( ط - القديمة ): 2/207 ؛ بحار الأنوار: 75/208، ح 72.

وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ(1).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ للَّهِ ِ عَمَلَهُ وَعِلْمَهُ وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ وَأَخْذَهُ وَتَرْكَهُ وَكَلامَهُ وَصَمْتَهُ وَفِعْلَهُ وَقَوْلَه(2).

قال النبي صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقْوَى أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْكَ بِالْعَمَلِ فَإِنَّهُ لا يَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقْوَى وَكَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ يُتَقَبَّلُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين »(3).(4)

عن عليّ عليه السلام: انّك لن يُتقبّل من عملك إلّا ما أخلصت فيه(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَلاةً وَاحِدَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ وَمَنْ قَبِلَ مِنْهُ حَسَنَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قبل اللَّه منه حسنة واحدة لم يعذّبه أبداً ودخل الجنّة(7).

يَا سَيِّدِي يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ »(8).

ص: 227


1- الخصال: 1/125، ح 121 ؛ بحار الأنوار: 71/392، ح 9.
2- تحف العقول: 91 ؛ بحار الأنوار: 74/241، ح 1.
3- المائدة: 27.
4- مكارم الأخلاق: 468 ؛ بحار الأنوار: 74/86.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 155، ش 2913.
6- الكافي: 3/266، ح 11.
7- مجموعة ورّام: 2/86.
8- آل عمران: 159.

وقال تعالى: « وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا »(1).

وَلَمَّا أَمَرَ الْمَلِكُ بِحَبْسِ يُوسُفَ فِي السِّجْنِ أَلْهَمَهُ اللَّهُ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا فَكَانَ يُعَبِّرُ لأَهْلِ السِّجْنِ فَلَمَّا سَأَلاهُ الْفَتَيَانِ الرُّؤْيَا وَعَبَّرَ لَهُمَا « وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ »(2) وَلَمْ يَفْزَعْ فِي تِلْكَ الْحَالِ إِلَى اللَّهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَنْ أَرَاكَ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَهَا قَالَ يُوسُفُ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَى أَبِيكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ وَجَّهَ إِلَيْكَ السَّيَّارَةَ الَّتِي رَأَيْتَهَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ حَتَّى جَعَلْتُ لَكَ مِنَ الْجُبِّ فَرَجاً قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ الصَّبِيِّ بِعُذْرِكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ أَلْهَمَكَ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ اسْتَعَنْتَ بِغَيْرِي وَلَمْ تَسْتَعِنْ بِي وَأَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِي لِيَذْكُرَكَ إِلَى مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِي وَفِي قَبْضَتِي وَلَمْ تَفْزَعْ إِلَيَّ وَلَبِثْتَ فِي السِّجْنِ(3) بِضْعَ سِنِينَ فَقَالَ يُوسُفُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ آبَائِي عَلَيْكَ إِلّا فَرَّجْتَ عَنِّي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يُوسُفُ وَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِكَ عَلَيَّ إِنْ كَانَ أَبُوكَ آدَمَ خَلَقْتُهُ بِيَدِي وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي وَأَسْكَنْتُهُ جَنَّتِي وَأَمَرْتُهُ أَنْ لا يَقْرُبَ شَجَرَةً مِنْهَا فَعَصَانِي وَسَأَلَنِي فَتُبْتُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ نُوحٌ انْتَجَبْتُهُ مِنْ بَيْنِ خَلْقِي وَجَعَلْتُهُ رَسُولاً إِلَيْهِمْ فَلَمَّا عَصَوْا وَدَعَانِي فَاسْتَجَبْتُ لَهُ وَغَرَّقْتُهُمْ وَأَنْجَيْتُهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمَ اتَّخَذْتُهُ خَلِيلاً وَأَنْجَيْتُهُ مِنَ النَّارِ وَجَعَلْتُهَا عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ يَعْقُوبَ وَهَبْتُ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ وَلَداً فَغَيَّبْتُ عَنْهُ وَاحِداً فَمَا زَالَ يَبْكِي حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ وَقَعَدَ

ص: 228


1- الأحزاب: 3.
2- يوسف: 42.
3- في البحار : البث في السجن .

عَلَى الطَّرِيقِ يَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي فَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِكَ عَلَيَّ قَالَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ قُلْ يَا يُوسُفُ أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ وَإِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ وَلُطْفِكَ الْعَمِيمِ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ فَقَالَهَا فَرَأَى الْمَلِكُ الرُّؤْيَا فَكَانَ فَرَجُهُ فِيهَا(1)

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي

شرائط افاضة هذه النعمة العظيمة

المعاشرة والمعاشر

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أوحشُ الوحشة قرينُ السوء(2).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: احذر مجالسة قرين السوء فانّه يهلك مقارنه ويُردي مصاحبه(3).

قال الجواد عليه السلام: إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةَ الشَّرِيرِ فَإِنَّهُ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ يَحْسُنُ مَنْظَرُهُ وَيَقْبُحُ أَثَرُهُ(4).

قال الصادق عليه السلام: احْذَرْ مِنَ النَّاسِ ثَلاثَةً الْخَائِنَ وَالظَّلُومَ وَالنَّمَّامَ لأَنَّ مَنْ خَانَ لَكَ خَانَكَ وَمَنْ ظَلَمَ لَكَ سَيَظْلِمُكَ وَمَنْ نَمَّ إِلَيْكَ سَيَنُمُّ عَلَيْكَ(5).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: صاحب الحكماء وجالس الحلماء وأعرض عن الدنيا تسكن جنّة المأوى(6).

ص: 229


1- تفسير القمي: 1/353 ؛ بحار الأنوار: 12/246، ح 12.
2- بحار الأنوار: 71/167، ح 32.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 431، ش 9816.
4- نزهة الناظر: 136، ح 10؛ بحار الأنوار: 71/198، ح 34.
5- تحف العقول: 316 ؛ بحار الأنوار: 75/229، ح 107.
6- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 430، ش 9789.
ترك لقمة الحرام

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: مَنْ أَكَلَ لُقْمَةَ حَرَامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَة(1).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله إنّ اللَّه حرّم الجنّة أن يدخلها جسدٌ غُذّي بحرام(2).

وقال صلى الله عليه وآله: إِذَا وَقَعَتِ اللُّقْمَةُ مِنْ حَرَامٍ فِي جَوْفِ الْعَبْدِ لَعَنَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض(3).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَصَابَ مَالاً مِنْ حَرَامٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ حَجٌّ وَلا عُمْرَةٌ وَلا صِلَةُ رَحِم(4).

الاستغاذة من المكاره وسيّئ الأخلاق

اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَانِ الْحِرْصِ ، وَسَوْرَةِ الْغَضَبِ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وَضَعْفِ الصَّبْرِ، وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ، وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ، وَإِلْحَاحِ الشَّهْوَةِ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ وَمُتَابَعَةِ الْهَوَى، وَمُخَالَفَةِ الْهُدَى، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ، وَإِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ، وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَأْثَمِ، وَاسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ، وَاسْتِكْبَارِ الطَّاعَةِ، وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ، وَالْإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ، وَسُوءِ الْوِلايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا، وَتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفا(5).

قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلُق تؤذي

ص: 230


1- بحار الأنوار: 63/314، ح 7.
2- مجموعة ورّام: 1/61.
3- روضة الواعظين: 2/457 ؛ بحار الأنوار: 63/314، ح 6.
4- الأمالي للطوسي: 680/م 37، ح 26 ؛ بحار الأنوار: 96/125، ح 2.
5- الصحيفة السجّاديّة: دعاء 8.

جيرانها بلسانها فقال: لا خير فيها هي من أهل النار(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل(2).

ترك البطنة

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: من كثر طعمه سقم بدنه وقسا قلبه(3).

وعن عليّ عليه السلام: من كثر أكلُهُ قلت صحّته وثقلت على نفسه مئونته(4).

وعنه عليه السلام: كثرة الأكل من الشره والشره شرّ العيوب(5).

وقال الصادق عليه السلام: لَيْسَ شَيْ ءٌ أَضَرَّ لِقَلْبِ الْمُؤْمِنِ مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ وَهِيَ مُورِثَةٌ لِشَيْئَيْنِ قَسْوَةِ الْقَلْبِ وَهَيَجَانِ الشَّهْوَةِ(6).

كثرة النوم بالليل

قال أبو جعفر: كانَ فيما ناجى اللَّه تعالى به موسى عليهما السلام: أيّ عبادك أبغض إليك؟ قال: جيفة بالليل بطال بالنهار(7).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَيْمَانَ عليه السلام يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ

ص: 231


1- مجموعة ورّام: 1/90 ؛ بحار الأنوار: 68/394 ذيل ح 63.
2- الكافي: 2/321، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 70/296، ح 1.
3- مجموعة ورّام: 2/229 ؛ بحار الأنوار: 63/338، ح 35.
4- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 360، ش 8168.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 361، ش 8177.
6- بحار الأنوار: 63/337، ح 33.
7- قصص الأنبياء للراوندي: 163، ش 185 ؛ بحار الأنوار: 13/354، ح 52.

النَّوْمِ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ(1).

عن عليّ عليه السلام: بئس الغريم النوم يفني قصير العمر ويفوت كثير الأجر(2).

عبادة الحقّ

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَشِقَ الْعِبَادَةَ فَعَانَقَهَا وَأَحَبَّهَا بِقَلْبِهِ وَبَاشَرَهَا بِجَسَدِهِ وَتَفَرَّغَ لَهَا فَهُوَ لا يُبَالِي عَلَى مَا أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى عُسْرٍ أَمْ عَلَى يُسْرٍ(3).

عن أميرالمؤمنين عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: قالَ اللَّهُ تعالى لهُ في ليلة المعراج: يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي مَتَى يَكُونُ لِيَ الْعَبْدُ عَابِداً؟ قَالَ: لا يَا رَبِّ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ فِيهِ سَبْعُ خِصَالٍ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَصَمْتٌ يَكُفُّهُ عَمَّا لا يَعْنِيهِ وَخَوْفٌ يَزْدَادُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ بُكَائِهِ وَحَيَاءٌ يَسْتَحِي مِنِّي فِي الْخَلاءِ وَأَكْلُ مَا لا بُدَّ مِنْهُ وَيُبْغِضُ الدُّنْيَا لِبُغْضِي لَهَا وَيُحِبُّ الْأَخْيَارَ لِحُبِّي إيّاهُم(4).

روي أنّ اللَّه تعالى يقول في بعض كتبه: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لا أَمُوتُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ حَتَّى أَجْعَلَكَ حَيّاً لا تَمُوتُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ(5).

ص: 232


1- الخصال: 1/28، ح 99 ؛ بحار الأنوار: 73/179، ح 3.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 159، ش 3030.
3- الكافي: 2/83، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 67/253، ح 10.
4- ارشاد القلوب للديلمي: 2/205 ؛ بحار الأنوار: 74/30.
5- ارشاد القلوب للديلمي: 1/75 ؛ بحار الأنوار: 90/376.
خدمة الخلق

عن النبيّ صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل عليه السلام قال: قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وَتَعالى: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَة(1).

عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّة، عن أميرالمؤمنين: قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ دَهْرَه(2).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام: مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَة مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّة(3).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمْشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فَيُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مَلَكَيْنِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ رَبَّهُ يَدْعُوَانِ لَهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِه(4).

في الحديث: قيل أي الأعمال أفضل؟ قال عليه السلام: ادخالك السرور على المؤمن، قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: اشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء دينه(5).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقُ عِيَالِي فَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ

ص: 233


1- علل الشرائع: 1/12، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 67/16، ح 8.
2- الأمالي للطوسي: 481/م 17، ح 20 ؛ بحار الأنوار: 71/302، ح 40.
3- الكافي: 2/193، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 71/322، ح 90.
4- الكافي: 2/195، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 71/328، ح 99.
5- عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحادث الدينيّة: 1/277، ح 109.

وَأَسْعَاهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ(1).

اليقين

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: خير ما أُلقي في القلب اليقين(2).

عن عليّ عليه السلام: اليقين عمادُ الإيمان(3).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَمَّا عَلامَةُ الْمُوقِنِ فَسِتَّةٌ أَيْقَنَ باللَّهِ حقّاً فَآمَنَ بِهِ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَحَذرَهُ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ فَخَافَ الْفَضِيحَةَ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ فَاشْتَاقَ إِلَيْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَظَهَرَ سَعْيُهُ لِلنَّجَاةِ مِنْهَا وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ فَحَاسَبَ نَفْسَهُ(4).

عن عليّ عليه السلام: يُسْتَدَلُّ عَلَى الْيَقِينِ بِقِصَرِ الْأَمَلِ وَإِخْلاصِ الْعَمَلِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا(5).

قال أبو جعفر عليه السلام: لم يقسم بين الناس شي ء أقلّ من اليقين(6).

قال الصادق عليه السلام: الْيَقِينُ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى كُلِّ حَالٍ سَنِيٍّ وَمَقَامٍ عَجِيبٍ كَذَلِكَ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عَنْ عِظَمِ شَأْنِ الْيَقِينِ حِينَ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ لَوْ زَادَ يَقِينُهُ لَمَشَى فِي الْهَوَاءِ يَدُلُّ بِهَذَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعَ

ص: 234


1- الكافي: 2/199، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 71/326، ح 114.
2- بحار الأنوار: 67/173، ح 25 ؛ الأمالي للصدوق: 488/م 74، ح 1.
3- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 62، ش 731.
4- تحف العقول: 20 ؛ بحار الأنوار: 1/120، ح 11.
5- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 62، ش 750.
6- الكافي: 2/52، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 67/138، ح 4.

جَلالَةِ مَحَلِّهِمْ مِنَ اللَّهِ كَانَتْ تَتَفَاضَلُ عَلَى حَقِيقَةِ الْيَقِينِ لا غَيْر وَلا نِهَايَةَ بِزِيَادَةِ الْيَقِينِ عَلَى الْأَبَدِ وَالْمُؤْمِنُونَ أَيْضاً مُتَفَاوِتُونَ فِي قُوَّةِ الْيَقِينِ وَضَعْفِهِ فَمَنْ قَوِيَ مِنْهُمْ يَقِينُهُ فَعَلامَتُهُ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلّا بِاللَّهِ وَالاسْتِقَامَةُ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَعِبَادَتُهُ ظَاهِراً وَبَاطِناً قَدِ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ حَالَة الْعَدَمِ وَالْوُجُودِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ وَالْعِزِّ وَالذُّلِّ لأَنَّهُ يَرَى كُلَّهَا مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَة(1).

عن عليّ عليه السلام: لو كَشف الغطاءُ ما ازددتُ يَقيناً(2).

وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ

قال تعالى: « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ »(3).

في الحديث: أعلمكم باللَّه أشدّكم له خشية(4).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أنا أخوفكم من اللَّه(5).

وفي دعاء المصباح: مَنْ ذَا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلَا يَخافُكَ، وَمَنْ ذَا يَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلَا يَهابُكَ(6).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ مِنَ الْعِبَادَةِ شِدَّةَ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل(7).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: يَا إِسْحَاقُ خَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَإِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

ص: 235


1- مصباح الشريعة: 177 ؛ بحار الأنوار: 67/179، ح 45.
2- تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 119، ش 2086.
3- فاطر: 28.
4- زبدة التفاسير للفتح اللَّه الكاشاني: 5/478.
5- معراج السعادة: 133.
6- بحار الأنوار: 84/341.
7- الكافي: 2/69، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 67/359، ح 5.

فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزْتَ لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ(1).

عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَلا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلاً لِمَا يَخَافُ وَيَرْجُو(2).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ اللَّهَ وَمَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا(3).(4)

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنَ اللَّهِ أَخْوَف(5).

وقال عليه السلام: من خافَ اللَّهَ تعالى خافَ عنهُ كلّ شي ء(6).

حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البَارزينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ

المخلصين

اشارة

قال اللَّه عزّ وجلّ: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(7)

ص: 236


1- الكافي: 2/68، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 67/355، ح 2.
2- الكافي: 1/42، ح 11 ؛ بحار الأنوار: 67/365، ح 9.
3- أي تركها.
4- الكافي: 2/68، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 67/357، ح 3.
5- جامع الأخبار للشعيري: 96 ؛ بحار الأنوار: 67/393، ح 64.
6- نفس المصدر: 96.
7- البيّنة: 5.
مراتب الاخلاص

1 - قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ »(1).

2 - قال الصادق عليه السلام: أَدْنَى حَدِّ الْإِخْلاصِ بَذْلُ الْعَبْدِ طَاقَتَهُ ثُمَّ لا يَجْعَلُ لِعَمَلِهِ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً فَيُوجِبَ بِهِ عَلَى رَبِّهِ مُكَافَاة(2).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: هيهات أن يغلبني هواي(3).

وقال عليه السلام: وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ(4).

قال عليّ عليه السلام في جيرانكم: ما زال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوصي بهم حتّى ظننا أنّه سيورّثُهُم(5).

عن أبي عبداللَّه، عن أبيه عليهما السلام قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَتَبَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ أَنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرُ مُضَارٍّ وَلا آثِمٍ وَحُرْمَةُ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ(6).

عن الكاهلي قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ يَعْقُوبَ عليه السلام لَمَّا ذَهَبَ مِنْهُ بِنْيَامِينُ نَادَى يَا رَبِّ أَمَا تَرْحَمُنِي أَذْهَبْتَ عَيْنَيَّ وَأَذْهَبْتَ ابْنَيَّ فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ

ص: 237


1- البقرة: 264.
2- مصباح الشريعة: 37 ؛ بحار الأنوار: 67/245، ح 18.
3- نهج البلاغة « دشتى » كتاب 45 ؛ بحار الأنوار: 33/474، ح 686.
4- نهج البلاغة « دشتى »: خ 224 ؛ بحار الأنوار: 41/162، ح 57.
5- الكافي: 7/51، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 42/249.
6- الكافي: 2/666، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 19/167، ح 15.

وَتَعَالَى لَوْ أَمَتُّهُمَا لأَحْيَيْتُهُمَا لَكَ حَتَّى أَجْمَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمَا وَلَكِنْ تَذْكُرُ الشَّاةَ الَّتِي ذَبَحْتَهَا وَشَوَيْتَهَا وَأَكَلْتَ وَفُلانٌ وَفُلانٌ إِلَى جَانِبِكَ صَائِمٌ لَمْ تُنِلْهُ مِنْهَا شَيْئاً(1).

وفي رواية أُخرى قال: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْقُوبُ عليه السلام يُنَادِي مُنَادِيهِ كُلَّ غَدَاةٍ مِنْ مَنْزِلِهِ عَلَى فَرْسَخٍ أَلا مَنْ أَرَادَ الْغَدَاءَ فَلْيَأْتِ إِلَى يَعْقُوبَ وَإِذَا أَمْسَى نَادَى أَلا مَنْ أَرَادَ الْعَشَاءَ فَلْيَأْتِ إِلَى يَعْقُوبَ(2).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: حُسْنُ الْجِوَارِ زِيَادَةٌ فِي الْأَعْمَارِ وَعِمَارَةُ الدِّيَارِ(3).

عن عبد صالح عليه السلام قال: لَيْسَ حُسْنُ الْجِوَارِ كَفَّ الْأَذَى وَلَكِنَّ حُسْنَ الْجِوَارِ صَبْرُكَ عَلَى الْأَذَى(4).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ قَالَ وَمَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يَبِيتُ وَفِيهِمْ جَائِعٌ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(5).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كُلُّ أَرْبَعِينَ دَاراً جِيرَانٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ(6).

مع المؤمنين

قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ »(7).

ص: 238


1- الكافي 2/667، ح 4.
2- نفس المصدر: ح 5.
3- نفس المصدر: ح 7.
4- الكافي: 2/667، ح 9.
5- نفس المصدر: 668، ح 14.
6- نفس المصدر: 669، ح 1.
7- النساء: 136.

وقال تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ »(1).

عن أبي عبداللَّه، عن أبيه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللَّهِ وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(2).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: عَلامَاتُ الْمُؤْمِنِ أَرْبَعَةٌ نَوْمُهُ كَنَوْمِ الْغَرْقَى وَأَكْلُهُ كَأَكْلِ الْمَرْضَى وَبُكَاؤُهُ كَبُكَاءِ الثَّكْلَى وَقُعُودُهُ كَقُعُودِ الْوَاثِبِ(3).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الصِّيَامُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ(4).

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: علامة المؤمن ثلاثة، قلّة الأكل لاختيار الصوم وقلّة فضول الكلام لاختيار الذكر وقلّة النوم لاختيار الصلاة(5).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَةٌ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَةٌ فَهُوَ مُؤْمِن(6).

عن طاوس بن اليمان قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: عَلامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ قُلْتُ وَمَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْوَرَعُ فِي الْخَلْوَةِ وَالصَّدَقَةُ فِي الْقِلَّةِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالْحِلْمُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالصِّدْقُ عِنْدَ الْخَوْفِ(7).

ص: 239


1- البقرة: 8.
2- الكافي: 2/47، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 65/340، ح 12.
3- جامع الأخبار للشعيري: 84.
4- تحف العقول: 10 ؛ بحار الأنوار: 74/64، ح 5.
5- المواعظ العديدة: الباب الثالث، الفصل الثالث: 69.
6- الكافي: 2/232، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 64/350، ح 53.
7- الخصال: 1/269، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 64/293، ح 15.

اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ

قال تعالى: « إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ »(1).

وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ

قال تعالى: « إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ »(2).

الكيد: السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال(3).

قال تعالى: « إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ »(4).

وفي الحديث: أعوذ بك من كيد الشيطان(5).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لو لا أنّ المكر والخديعة في النار لكنتُ أمكر الناس(6).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ليس منّا من ماكر مسلماً(7).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من حفر بئراً لأخيه وقع فيها(8).

قال تعالى: « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »(9).

ص: 240


1- يس: 82.
2- القلم: 45.
3- مجمع البحرين: 3/139.
4- يوسف: 28.
5- مجمع البحرين: 3/139.
6- الكافي: 2/336، ح 1.
7- الكافي: 2/337، ح 3.
8- تحف العقول: 88 ؛ بحار الأنوار: 74/237، ح 1.
9- آل عمران: 54.

وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يُنالُ ذلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ

قال تعالى: « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »(1).

وقال تعالى: « ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ حَفِيظٌ »(3).

وقال تعالى: « فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »(4).

وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً

اشارة

سئل أميرالمؤمنين عليه السلام: أَيُّ شَيْ ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ أَحْسَنُ فَقَالَ عليه السلام الْكَلامُ فَقِيلَ أَيُّ شَيْ ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ أَقْبَحُ قَالَ الْكَلامُ ثُمَّ قَالَ بِالْكَلامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ وَبِالْكَلامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ(5).

بالكلام ابيضّت الوجوه

1 - قال تعالى: « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً »(6).

ص: 241


1- الحجرات: 13.
2- الحديد: 21.
3- هود: 57.
4- يوسف: 64.
5- تحف العقول: 216 ؛ بحار الأنوار: 75/55، ح 101.
6- البقرة: 83.

2 - وقال تعالى: « وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ »(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ لا تُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتَّى تَدْعُوَهُ وَايْمُ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَت(2).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ عَابِدٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُقَارِفْ(3) مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا شَيْئاً فَنَخَرَ إِبْلِيسُ نَخْرَةً(4) فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُنُودُهُ فَقَالَ: مَنْ لِي بِفُلانٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَا لَهُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ فَقَالَ مِنْ نَاحِيَةِ النِّسَاءِ، قَالَ: لَسْتَ لَهُ لَمْ يُجَرِّبِ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُ آخَرُ: فَأَنَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: مِنْ نَاحِيَةِ الشَّرَابِ وَاللَّذَّاتِ، قَالَ: لَسْتَ لَهُ لَيْسَ هَذَا بِهَذَا، قَالَ آخَرُ: فَأَنَا لَهُ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: مِنْ نَاحِيَةِ الْبِرِّ، قَالَ: انْطَلِقْ فَأَنْتَ صَاحِبُهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَوْضِعِ الرَّجُلِ فَأَقَامَ حِذَاهُ يُصَلِّي، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَنَامُ وَالشَّيْطَانُ لا يَنَامُ وَيَسْتَرِيحُ وَالشَّيْطَانُ لا يَسْتَرِيحُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَقَدْ تَقَاصَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ(5) وَاسْتَصْغَرَ عَمَلَهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بِأَيِّ شَيْ ءٍ قَوِيتَ عَلَى هَذِهِ الصَّلاةِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْباً وَأَنَا تَائِبٌ مِنْهُ فَإِذَا ذَكَرْتُ الذَّنْبَ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِذَنْبِكَ حَتَّى أَعْمَلَهُ وَأَتُوبَ فَإِذَا فَعَلْتُهُ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ: ادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَسَلْ عَنْ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَعْطِهَا دِرْهَمَيْنِ وَنَلْ مِنْهَا، قَالَ وَمِنْ أَيْنَ لِي

ص: 242


1- فصّلت: 33.
2- الكافي: 5/28، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 21/361، ح 3.
3- أي: يكتسب.
4- نخر ينخر - بالفتح - وينخر - بالضم - مدّ الصوت في خياشيمه.
5- أي أظهر له التقصير من نفسه، يقال: تقاصر أي أظهر القصور. ( أت ).

دِرْهَمَيْنِ؟ مَا أَدْرِي مَا الدِّرْهَمَيْنِ؟ فَتَنَاوَلَ الشَّيْطَانُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ دِرْهَمَيْنِ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُمَا فَقَامَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بِجَلابِيبِهِ(1) يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَرْشَدَهُ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ جَاءَ يَعِظُهَا فَأَرْشَدُوهُ فَجَاءَ إِلَيْهَا فَرَمَى إِلَيْهَا بِالدِّرْهَمَيْنِ وَقَالَ قُومِي فَقَامَتْ فَدَخَلَتْ مَنْزِلَهَا وَقَالَتِ ادْخُلْ وَقَالَتْ إِنَّكَ جِئْتَنِي فِي هَيْئَةٍ لَيْسَ يُؤْتَى مِثْلِي فِي مِثْلِهَا فَأَخْبِرْنِي بِخَبَرِكَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ تَرْكَ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ التَّوْبَةَ وَجَدَهَا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا شَيْطَاناً مُثِّلَ لَكَ فَانْصَرِفْ فَإِنَّكَ لا تَرَى شَيْئاً فَانْصَرَفَ وَمَاتَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا فَأَصْبَحَتْ فَإِذَا عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبٌ احْضُرُوا فُلانَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَارْتَابَ النَّاسُ فَمَكَثُوا ثَلاثاً لَمْ يَدْفِنُوهَا ارْتِيَاباً فِي أَمْرِهَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لا أَعْلَمُهُ إِلّا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام(2) أَنِ ائْتِ فُلانَةَ فَصَلِّ عَلَيْهَا وَمُرِ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهَا فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهَا وَأَوْجَبْتُ لَهَا الْجَنَّةَ بِتَثْبِيطِهَا(3) عَبْدِي فُلاناً عَنْ مَعْصِيَتِي(4).

3 - وقال تعالى: « وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى »(5).

4 - وقال تعالى: « وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيماً »(6).

ص: 243


1- الجلباب - بالكسر كسرداب -: القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطّي به ثيابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار. ( القاموس ).
2- الشكّ من الراوي.
3- ثبطه عن الأمر تثبيطا: شغله عنه.
4- الكافي: 8/384، ح 584 ؛ بحار الأنوار: 14/495، ح 20.
5- الأنعام: 152.
6- الإسراء: 23.

5 - وقال تعالى: « فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى »(1).

6 - وقال تعالى: « قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا »(2).

7 - وقال تعالى: « وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً »(3).

8 - وقال تعالى: « وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً »(4).

9 - وقال تعالى: « وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً »(5).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: خَرَجَ ثَلاثُ نَفَرٍ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ فَبَيْنَا هُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ فِي كَهْفٍ فِي قُلَّةِ جَبَلٍ حَتَّى بَدَتْ صَخْرَةٌ مِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ حَتَّى الْتَقَمَتْ بَابَ الْكَهْفِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عِبَادَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا يُنْجِيكُمْ مِمَّا وَقَعْتُمْ إِلّا أَنْ تَصْدُقُوا اللَّهَ فَهَلُمَّ مَا عَمِلْتُمْ للَّهِ ِ خَالِصاً فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ بِالذُّنُوبِ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي طَلَبْتُ امْرَأَةً لِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا فَأَعْطَيْتُ فِيهَا مَالاً ضَخْماً حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا وَجَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ذَكَرْتُ النَّارَ فَقُمْتُ عَنْهَا فَرَقاً مِنْكَ اللَّهُمَّ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَانْصَدَعَتْ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى الصَّدْعِ ثُمَّ قَالَ الآْخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ قَوْماً يَحْرُثُونَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا فَرَغُوا أَعْطَيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ قَدْ عَمِلْتُ عَمَلَ اثْنَيْنِ وَاللَّهِ لا آخُذُ إِلّا دِرْهَماً وَاحِداً وَتَرَكَ مَالَهُ عِنْدِي فَبَذَرْتُ بِذَلِكَ النِّصْفِ الدِّرْهَمِ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ رِزْقاً وَ جَاءَ صَاحِبُ النِّصْفِ الدِّرْهَمِ فَأَرَادَهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ثَمَانَ

ص: 244


1- طه: 44.
2- البقرة: 136.
3- النساء: 9.
4- النساء: 5.
5- النساء: 63.

عَشْرَةَ آلافٍ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّمَا فَعَلْتُهُ مَخَافَةً مِنْكَ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ عَنْهُمْ حَتَّى نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ إِنَّ الآْخَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبِي وَأُمِّي كَانَا نَائِمَيْنِ فَأَتَيْتُهُمَا بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ فَخِفْتُ إِنْ أَضَعْهُ أَنْ تَمُجَّ فِيهِ هَامَّةٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا فَيَشُقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اسْتَيْقَظَا وَشَرِبَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ طَرِيقَهُمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: مَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا(1).

روى: أمر اللَّه تعالى لكليمه موسى عليه السلام أن يسأله ليستسقي لبني إسرائيل بعد أن قحطوا سبع سنين وخرج موسى ليستسقي لهم في سبعين ألفا فأوحى اللَّه إليه كيف أستجيب لهم وقد أظلت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة يدعونني على غير يقين ويأمنوا مكري ارجع إلى عبد من عبادي يقال له برخ يخرج حتى أستجيب له فسأل عنه موسى عليه السلام فلم يعرف فبينما موسى عليه السلام ذات يوم يمشي في طريق فإذا هو بعبد أسود بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه فعرفه موسى بنور اللَّه تعالى فسلم عليه فقال ما اسمك قال اسمي برخ فقال أنت طلبتنا منذ حين أخرج استسق لنا فخرج فقال في كلامه ما هذا كلامه اللهم ما هذا من فعالك و ما هذا من حلمك و ما الذي بدا لك أنقصت عليك عيونك أم عاندت الرياح عن طاعتك أم نفد ما عندك أم اشتد غضبك على المذنبين ألست كنت غفارا قبل خلق الخاطئين خلقت الرحمة و أمرت بالعطف أم ترينا أنك ممتنع أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة فما برح برخ حتى أفاضت

ص: 245


1- المحاسن: 1/253، ح 277 ؛ بحار الأنوار: 67/244، ح 170.

و خاضت بنو إسرائيل بالقطر(1).

روي عن سعيد بن المسيّب قال: قَحَطَ النَّاسُ يَمِيناً وَشِمَالاً فَمَدَدْتُ عَيْنِي فَرَأَيْتُ شَخْصاً أَسْوَدَ عَلَى تَلٍّ قَدِ انْفَرَدَ فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَلَمْ يُتِمَّ دُعَاؤَهُ حَتَّى أَقْبَلَتْ غَمَامَةٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا حَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ وَأَدْرَكَنَا الْمَطَرُ حَتَّى ظَنَنَّا الْغَرَقَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي فِي دَارِكَ غُلامٌ أَسْوَدُ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِبَيْعِهِ فَقَالَ: يَا سَعِيدُ وَلِمَ لا يُوهَبُ لَكَ ثُمَّ أَمَرَ الْقَيِّمَ عَلَى غِلْمَانِهِ بِعَرْضِ كُلِّ مَنْ فِي الدَّارِ عَلَيْهِ فَجُمِعُوا فَلَمْ أَرَ صَاحِبِي بَيْنَهُمْ فَقُلْتُ لَهُ: فَلَمْ أَرَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلّا فُلانٌ السَّائِسُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُحْضِرَ فَإِذَا هُوَ صَاحِبِي فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا هُوَ فَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ إِنَّ سَعِيداً قَدْ مَلِكَكَ فَامْضِ مَعَهُ فَقَالَ لِيَ الْأَسْوَدُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ مَوْلايَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ مَا كَانَ مِنْكَ عَلَى التَّلِّ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ مُبْتَهِلاً ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَتْ سَرِيرَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَدْ أَذَعْتَهَا عَلَيَّ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَبَكَى مَنْ حَضَرَهُ وَخَرَجْتُ بَاكِياً فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَافَانِي رَسُولُهُ عليه السلام فَقَالَ لِي: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْضُرَ جَنَازَةَ صَاحِبِكَ فَافْعَلْ فَوَجَدْتُ الْعَبْدَ قَدْ مَاتَ بِحَضْرَتِهِ(2).

عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام ، عن جدّه صلى الله عليه وآله قال: جَاءَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَشَكَوْا إِلَيْهِ إِمْسَاكَ الْمَطَرِ وَقَالُوا لَهُ اسْتَسْقِ لَنَا فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام قُمْ وَاسْتَسْقِ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَقَالَ اللَّهُمَّ مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ وَمُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً وَاسْقِنَا غَيْثاً مِغْزَاراً وَاسِعاً غَدَقاً مُجَلِّلاً سَحّاً

ص: 246


1- مسكن الفؤاد: 69.
2- اثبات الوصيّة: 174.

سَفُوحاً فِجَاجاً تُنَفِّسُ بِهِ الضَّعْفَ مِنْ عِبَادِكَ وَتُحْيِي بِهِ الْمَيْتَ مِنْ بِلادِكَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَمَا فَرَغَ عليه السلام مِنْ دُعَائِهِ حَتَّى غَاثَ اللَّهُ تَعَالَى غَيْثاً بَغْتَةً وَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَعْضِ نَوَاحِي الْكُوفَةِ فَقَالَ تَرَكْتُ الْأَوْدِيَةَ وَالآْكَامَ يَمُوجُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ(1).

وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: والحمد للَّه الذي تحبّب إليّ(2).

وعنه عليه السلام: يا حبيب من تحبّب إليك(3).

قال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ ِ »(4).

ومُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي

قال تعالى: « وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ »(5).

وقال تعالى: « وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ »(6).

فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ

قال تعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ »(7).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا

ص: 247


1- عيون المعجزات: 64 ؛ بحار الأنوار: 44/187، ح 16.
2- مصباح المتهجّد: 2/582 ؛ بحار الأنوار: 95/83.
3- مصباح المتهجّد: 2/585 ؛ زاد المعاد: 94.
4- البقرة: 165.
5- إبراهيم: 11.
6- الشورى: 26.
7- الذاريات: 56.

النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلّا لِيَعْرِفُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاه(1).

قال تعالى: « وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »(2).

وقال تعالى: « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ ِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »(3).

وقال تعالى: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ »(4).

وقال تعالى: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(5).

وقال تعالى: « وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ »(6).

وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ »(7).

وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي

اشارة

قال تعالى: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ »(8).

وقال تعالى: « ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً »(9).

ص: 248


1- علل الشرايع: 9/1 ؛ بحار الأنوار: 5/312 ح 1.
2- الإسراء: 23.
3- يوسف: 40.
4- التوبة: 31.
5- البيّنة: 5.
6- النحل: 36.
7- البقرة: 21.
8- البقرة: 186.
9- غافر: 60.

وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ »(1).

عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ »(2) قَالَ: هُوَ الدُّعَاءُ وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ قُلْتُ: « إِنَّ إِبْراهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ »(3) قَالَ: الْأَوَّاهُ هُوَ الدَّعَّاءُ(4).

عن حمّاد بن عيسى، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: ادْعُ وَلا تَقُلْ قَدْ فُرِغَ مِنَ الْأَمْرِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » وَقَالَ: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ »(5).

فضيلة الدعاء

قال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ »(6).

وقال تعالى: « وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ »(7).

وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ »(8).

ص: 249


1- الأعراف: 55.
2- المؤمن: 60.
3- التوبة: 115.
4- الكافي: 2/466، ح 1.
5- نفس المصدر: 2/467، ح 5.
6- البقرة: 186.
7- الأعراف: 56.
8- هود: 61.

وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ »(1).

وقال تعالى: « وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ »(2).

وقال تعالى: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ »(3).

وقال تعالى: « أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ »(4).

وقال تعالى: « يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً »(5).

وقال تعالى: « فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ »(6).

وقال تعالى: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ »(7).

وقال تعالى: « فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(8).

وقال تعالى: « وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ »(9).

ص: 250


1- إبراهيم: 39.
2- الأنبياء: 76.
3- الأنبياء: 83 - 84.
4- النمل: 62.
5- السجدة: 16.
6- المؤمن: 14.
7- المؤمن: 60.
8- المؤمن 65.
9- الشورى: 26.

وقال تعالى: « إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ »(1).

وقال تعالى: « يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ »(2).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ قَالَ وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام رَجُلاً دَعَّاءً(3).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الدُّعَاءُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ وَعَمُودُ الدِّينِ وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ(4).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَمَقَالِيدُ الْفَلاحِ وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَقَلْبٍ تَقِي(5).

عن الرضا عليه السلام كان يقول لأصحابه: عَلَيْكُمْ بِسِلاحِ الْأَنْبِيَاءِ فَقِيلَ وَمَا سِلاحُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ الدُّعَاءُ(6).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إنَّ الدعاء أنفذ من السنان(7).

عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل(8).

ص: 251


1- الطور: 28.
2- الرحمن: 29.
3- نفس المصدر: 2/467، ح 8.
4- نفس المصدر: 2/468، ح 1.
5- الكافي: 2/468، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 90/341.
6- نفس المصدر: 2/468، ح 5 ؛ بحار الأنوار: 90/295.
7- نفس المصدر: 2/469، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 90/295.
8- نفس المصدر: 2/469، ح 5.

عن علاء بن كامل قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ(1).

عن سماعة قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ(2).

عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَادْفَعُوا أَبْوَابَ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاة(3).

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلاءِ عَنْكُمْ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ وُرُودِ الْبَلاءِ(4).

عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَيُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنَّ سِلاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ(5).

من كتاب معاوية بن عمّار قال: قلت له: رَجُلانِ دَخَلا الْمَسْجِدَ جَمِيعاً افْتَتَحَا الصَّلاةَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَلا هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَ كَانَتْ تِلاوَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ دُعَائِهِ وَدَعَا هَذَا وَكَانَ دُعَاؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ تِلاوَتِهِ ثُمَّ انْصَرَفَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ كُلٌّ فِيهِ فَضْلٌ كُلٌّ حَسَنٌ قَالَ قُلْتُ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلّاً حَسَنٌ وَأَنَّ كُلّاً فِيهِ فَضْلٌ قَالَ فَقَالَ الدُّعَاءُ أَفْضَلُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ

ص: 252


1- نفس المصدر: 2/470، ح 1.
2- نفس المصدر: 2/477، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 90/382.
3- قرب الاسناد: 117، ح 410 ؛ بحار الأنوار: 90/388، ح 3.
4- الخصال: 2/621 ؛ بحار الأنوار: 90/289، ح 5.
5- ثواب الأعمال: 26 ؛ بحار الأنوار: 90/291، ح 14.

هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ أَلَيْسَ هِيَ الْعِبَادَةَ أَلَيْسَتْ أَشَدَّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ(1).

آداب الدعاء

الثناء قبل الدعاء والبكاء حالة الدعاء

عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ فِي كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ فَإِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَمَجِّدْهُ قُلْتُ كَيْفَ أُمَجِّدُهُ قَالَ تَقُولُ يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى يَا مَنْ هُوَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ(2).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام لأبي بصير: إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا فَابْدَأْ بِاللَّهِ وَمَجِّدْهُ وَأَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلْ حَاجَتَكَ وَتَبَاكَ وَلَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ إِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ يَقُولُ إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ(3).

الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته:

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَالَ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قُضِيَتْ لَهُ مِائَةُ حَاجَةٍ ثَلاثُونَ لِلدُّنْيَا وَالْبَاقِي لِلآْخِرَةِ(4).

ص: 253


1- السرائر: 3/551 ؛ بحار الأنوار: 90/292، ح 19.
2- الكافي: 2/484، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 90/315، ح 20.
3- نفس المصدر: 2/483، ح 10 ؛ بحار الأنوار: 90/334.
4- الكافي: 2/493، ح 9.

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحْجَبُ عَنْهُ(1).(2)

الاستغفار وذكر النعم والشكر عليها

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله خير الدعاء الاستغفار(3).

قال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(4).

وقال تعالى: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ »(5).

اخفاء الدعاء

قال تعالى: « إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً »(6).

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: خير الدعاء الخفيّ قال تعالى: « ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً »(7).

ص: 254


1- أي معروف إلى اللَّه مقبولة أبدا.
2- الكافي 2/494، ح 16 ؛ بحار الأنوار: 90/316.
3- الكافي: 2/504، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/284، ح 32.
4- الضحى: 11.
5- إبراهيم: 7.
6- مريم: 3.
7- ارشاد القلوب: 1/154.
الالحاح في الدعاء

قال أبو جعفر عليه السلام: وَ اللَّهِ لا يُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ إِلّا قَضَاهَا لَهُ(1).

تسمية الحاجة في الدعاء

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ تُبَثَّ إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمِّ حَاجَتَكَ(2).

مَن دعا استجيب له

قال الصادق عليه السلام: ما أبرز أحد يديه إلى اللَّه العزيز الجبّار إلّا استحيي اللَّه أن يردّها صفراً حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فاذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسح على وجهه ورأسه وفي خبر آخر: على وجهه وصدره(3).

الاقبال على الدعاء

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجَابَةِ(4).

ص: 255


1- الكافي: 2/475، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 90/374.
2- الكافي: 2/476، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/312، ح 17.
3- هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة:: 3/104، ح 626.
4- مكارم الأخلاق: 270.
اليقين في الدعاء

قال عليه السلام: إِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ وَظنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ(1).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَيَأْمُرُهُ فَيُنَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِر له(2).

الاجتماع في الدعاء والتأمين على دعاء الغير

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَا مِنْ رَهْطٍ أَرْبَعِينَ رَجُلاً اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرٍ إِلّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُم(3).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ(4).

وعنه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَأَمَّنُوا(5).

وعنه عليه السلام قال: الداعي والمؤمِّن في الأجر شريكان(6).

ص: 256


1- نفس المصدر: 271.
2- الأمالي للصدوق: 411/م 64 ؛ بحار الأنوار: 3/314، ح 7.
3- الكافي: 2/487، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/340.
4- نفس المصدر: 2/487، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 90/341.
5- الكافي: 2/487، ح 3 ؛ بحار الأنوار: 46/297، ح 28.
6- الكافي: 2/487، ح 4.
الدعاء مع الطهارة والصلاة والصوم

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ »(1).

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قربان كلّ تقي(2).

قال تعالى: « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين »(3).

عن الحسين بن سعيد رفعه إلى الصادق عليه السلام قال: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ اللَّهِ عزّ وجلّ(4).

تقديم أربعين رجلاً قبل أن يدعو لنفسه

عن أبي عبداللَّه الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: مَنْ قَدَّمَ فِي دُعَائِهِ أَرْبَعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ دَعَا لِنَفْسِهِ اسْتُجِيبَ لَهُ(5).

الدعاء مع أكل الحرام

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: لِمَنْ قَالَ لَهُ أُحِبُّ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعَائِي طَهِّرْ مَأْكَلَكَ وَلا تُدْخِلْ بَطْنَكَ الْحَرَام(6).

ص: 257


1- البقرة: 222.
2- الكافي: 3/365، ح 6 ؛ بحار الأنوار: 79/307، ح 4.
3- المائدة: 27.
4- بحار الأنوار: 93/248، ح 7.
5- الأمالي للصدوق: 456/م 70، ح 4 ؛ بحار الأنوار: 90/384، ح 6.
6- عدّة الداعي: 139 ؛ بحار الأنوار: 90/373.
لبس الداعي خاتم عقيق

فقد روي أنّه لا تردّ يدٌ فيها العقيق.

وقال: ما رفعت إلى اللَّه كفّ أحبّ إليه من كفّ فيها عقيق(1).

الأوقات والأمكنة

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَيْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ وَشَمَّ شَيْئاً مِنْ طِيبٍ وَرَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَدَعَا فِي حَاجَتِهِ بِمَا شَاءَ اللَّهُ(2).

روي أن من الذنوب ما لا يعفو [ يغفر ] إلّا بعرفة والمشعر الحرام قال اللَّه تعالى: « فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ »(3).

سمع عليّ بن الحسين عليه السلام يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال له: وَيْحَكَ أَغَيْرَ اللَّهِ تَسْأَلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ إِنَّهُ لَيُرْجَى لِمَا فِي بُطُونِ الْحَبَالَى فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْ يَكُونَ سَعِيداً(4).

عن أبي هاشم الجعفري قال: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام فِي مَرَضِهِ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَا زَالَ يَقُولُ ابْعَثُوا إِلَى الْحَائِرِ ابْعَثُوا إِلَى الْحَائِرِ فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ أَلا قُلْتَ لَهُ أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ فَقَالَ انْظُرُوا فِي ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً

ص: 258


1- ارشاد القلوب: 1/154 ؛ بحار الأنوار: 80/187.
2- الكافي: 2/477، ح 7 ؛ بحار الأنوار: 80/362، ح 15.
3- عدّة الداعي: 55 ؛ بحار الأنوار: 96/261، ح 37.
4- من لا يحضره الفقيه: 2/211، ح 2182.

لَيْسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيِّ بْنِ بِلالٍ فَقَالَ مَا كَانَ يَصْنَعُ بِالْحَائِرِ وَهُوَ الْحَائِرُ فَقَدِمْتُ الْعَسْكَرَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي اجْلِسْ حِينَ أَرَدْتُ الْقِيَامَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَنِسَ بِي ذَكَرْتُ قَوْلَ عَلِيِّ بْنِ بِلالٍ فَقَالَ لِي أَ لا قُلْتَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَحُرْمَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَالْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْبَيْتِ وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ إِنَّمَا هِيَ مَوَاطِنُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُدْعَى لِي حَيْثُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُدْعَى فِيهَا وَالحائر [الْحَيْرُ ]مِنْ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ(1).

عن الصادق عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقِفْ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَلْيَقُلْ: يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ تَشْهَدُ مَقَامِي وَتَسْمَعُ كَلَامِي وَأَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ فَاسْأَلْ رَبَّكَ وَرَبِّي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي، فَإِنَّهَا تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى(2).

فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: نال المنى من عمل لدار البقاء(3).

وعنه عليه السلام: من لم يكن همّه ما عند اللَّه سبحانه لم يدرك مناه(4).

وعنه عليه السلام: من صبر نال المنى(5).

ص: 259


1- كامل الزيارات: 273 باب 90، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 98/112، ح 32.
2- عدّة الداعي: 64.
3- غرر الحكم: 719، ش 2.
4- غرر الحكم: 651، ش 1318.
5- غرر الحكم: 577، ش 80.

وعنه عليه السلام: من اغترّ بالدنيا اغتص بالمنى(1).

وعنه عليه السلام: من كثر مناه كثر عناؤه(2).

وعنه عليه السلام: من كثر مناه قلّ رضاه(3).

وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائِي

قال تعالى: « وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ »(4).

وقال تعالى: « وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ »(5).

وقال تعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ »(6).

وقال تعالى: « يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي »(7).

وقال تعالى: « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ »(8).

وقال تعالى: « وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً »(9).

وقال تعالى: « وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ »(10).

ص: 260


1- غرر الحكم: 611، ش 702.
2- غرر الحكم: 625، ش 948.
3- غرر الحكم: 616، ش 798.
4- الرحمن: 15.
5- الحجر: 27.
6- الذاريات: 56.
7- الأنعام: 130.
8- الجن: 1.
9- الجن: 5.
10- الأحقاف: 29.

وقال تعالى: « قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ »(1).

وقال تعالى: « وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ »(2).

وقال تعالى: « فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ »(3).

وقال تعالى: « فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ »(4).

وقال تعالى: « إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً »(5).

وقال تعالى: « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ »(6).

یَا سَرِيعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ

وكان من دعائه عليه السلام: وَيَا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسِيرِ(7).

في دعاء السحر في شهر رمضان: يَا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ، اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الْكَثِيرَ(8).

ص: 261


1- الإسراء: 88.
2- سبأ: 12.
3- سبأ: 14.
4- الكهف: 50.
5- الإسراء: 53.
6- الناس: 1 - 6.
7- الصحيفة السجّاديّة: 62 (12).
8- مصباح المتهجّد: 2/598.

قال تعالى: « قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ »(1).

وقال تعالى: « وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(2).

وقال تعالى: « إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً »(3).

وقال تعالى: « رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ »(4).

وقال تعالى: « فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ »(5).

وقال تعالى: « وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ »(6).

يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنىً

قال تعالى: « وَللَّهِ ِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا »(7)

وقال تعالى: « قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى »(8).

ص: 262


1- الفرقان: 77.
2- الأنعام: 54.
3- الفرقان: 70.
4- آل عمران: 193.
5- التوبة: 96.
6- الزمر: 7.
7- الأعراف: 180.
8- الاسراء: 110.

قال تعالى: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى »(1).

وقال تعالى: « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »(2).

وقال تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً »(3).

وقال تعالى: « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ »(4).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآْيَةَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(5) فَقَالَ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْر(6).

ص: 263


1- الأعلى: 14 - 15.
2- آل عمران: 191.
3- الأنفال: 2 - 4.
4- النور: 36 - 37.
5- الأحزاب: 42.
6- الكافي: 2/498، ح 1.

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَة(1).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَدُبُرِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ أَهْوَنُهَا الرِّيحُ وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ وَإِنْ كَانَ شَقِيّاً مُحِيَ مِنَ الشَّقَاءِ وَكُتِبَ فِي السُّعَدَاءِ(2).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ أَوْ بَلاءٌ أَوْ لاوَاءٌ(3) فَلْيَقُلِ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ(4).

وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: يا مولاي بذكرك عاش قلبي(5).

وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: انّ اللَّه سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب(6).

قال تعالى: « فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ »(7).

ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ

وقال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(8).

ص: 264


1- الكافي: 2/499، ح 1.
2- الكافي: 2/531، ح 25 ؛ بحار الأنوار: 83/132، ح 9.
3- اللأواء: الشدّة في المعيشة.
4- الكافي: 2/556، ح 2 ؛ بحار الأنوار: 92/208 ذيل ح 39.
5- إقبال الأعمال ( ط - القديمة ): 1/73 ؛ زاد المعاد - مفتاح الجنان: 99.
6- نهج البلاغة ( دشتى )، خ 222، ( فيض الإسلام )، خ 213.
7- الزمر: 22.
8- الزمر: 53.

وقال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(1).

وقال تعالى: « فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً »(2).

يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ

وقال تعالى: « وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي »(3).

وقال تعالى: « وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا »(4).

وقال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(5).

وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا »(6).

وقال تعالى: « اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(7).

يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَبَّنَا وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلا مَعْلُومَ وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلا مَسْمُوعَ وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلا مُبْصَرَ وَالْقُدْرَةُ

ص: 265


1- يوسف: 87.
2- الكهف: 110.
3- المائدة: 3.
4- النحل: 18.
5- الضحى: 11.
6- الحج: 38.
7- البقرة: 257.

ذَاتُهُ وَلا مَقْدُورَ فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْيَاءَ وَكَانَ الْمَعْلُومُ وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَى الْمَعْلُوم(1).(2)

عن حمّاد بن عيسى قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام فقلت: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَعْلَمُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ يَعْلَمُ وَلا مَعْلُومَ قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَسْمَعُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَلا مَسْمُوعَ قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلْ يُبْصِرُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَلا مُبْصَرَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَلِيماً سَمِيعاً بَصِيراً ذَاتٌ عَلّامَةٌ سَمِيعَةٌ بَصِيرَةٌ(3).

عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه: قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلى الله عليه وآله بسبعة أيّام... فقال: الحمد للَّه... وعلمها ( أي الأشياء ) لا بِأَدَاةٍ لا يَكُونُ الْعِلْمُ إِلّا بِهَا وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَيْرِه(4).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: لا يزال الناس يسألون عن كلّ شي ء حتّى يقولوا هذا اللَّه كان قبل كلّ شي ء، فماذا كان قبل اللَّه؟ فان قالوا لكم ذلك فقولوا هو الأوّل قبل كلّ شي ء وهو الآخر فليس بعده شي ء وهو الظاهر فوق كلّ شي ء وهو الباطن دون

ص: 266


1- أي فلمّا وجد الذي كان معلوماً له تعالى في الأزل انطبق علمه على معلومه في ظرف الوجود الخارجي لكون علمه حقا لا جهل فيه، وليس معنى الوقوع التعلّق لأنّه قبل وجوده فكان قبل وجوده في الخارج معلوماً، ويعبّر عن هذا الانطباق بالعلم الفعلي في قبال الذاتي، ومن هذا يظهر أنّ العلم المنفي قبل وجود المعلوم في الحديث الثاني هو الفعلي أي أنى يقع علمه على المعلوم ولا معلوم في الخارج، وكذا غير العلم. وبعبارة أُخرى لا يصحّ أن يقال: اللَّه يعلم بالشي ء في الأزل، بل يصحّ أن يقال: إنّه عالم بالشي ء في الأزل لأن صيغة المضارع تدلّ على النسبة التلبسية وهذه النسبة تقتضي وجود الطرفين في ظرف واحد. التوحيد للصدوق: 136.
2- التوحيد للصدوق: 139، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 4/71، ح 18.
3- نفس المصدر: ح 2 ؛ نفس المصدر: 72، ح 19.
4- التوحيد للصدوق: 73، ح 27 ؛ بحار الأنوار: 4/221، ح 1.

كلّ شي ء وهو بكلّ شي ء عليم(1).

صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

عن أميرالمؤمنين عليه السلام: قوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً » وَلِهَذِهِ الآْيَةِ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ فَالظَّاهِرُ قَوْلُهُ صَلُّوا عَلَيْهِ وَ الْبَاطِنُ قَوْلُهُ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً أَيْ سَلِّمُوا لِمَنْ وَصَّاهُ وَاسْتَخْلَفَهُ وَفَضَّلَهُ عَلَيْكُمْ وَمَا عَهِدَ بِهِ إِلَيْهِ تَسْلِيماً وَهَذَا مِمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا مَنْ لَطُفَ حِسُّهُ وَصَفَا ذِهْنُهُ وَصَحَّ تَمْيِيزُه(2).

عن عليّ عليه السلام قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد(3).

قال الشافعي:

يا أهل بيت رسول اللَّه حبّكم * فرض من اللَّه في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنّكم * من لم يصلّ عليكم لا صلاة له(4)

عن الأزدي قال: وسمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول وقال بعض أصحابه: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ أبو عبداللَّه عليه السلام: لا وَلَكِنْ

ص: 267


1- الدرّ المنثور: 6/171، سورة الحديد.
2- الاحتجاج: 1/253 ؛ بحار الأنوار: 90/120.
3- بحار الأنوار: 91/86، ح 14.
4- نهج الحق وكشف الصدق: 188.

كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(1).

عن معاوية بن عمّار قال: ذَكَرْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِذَا ذُكِرَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَابْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ(2).

عن ابن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام... فقلت له: فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ قَالَ تَقُولُونَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ بِهَذِهِ الصَّلاةِ قَالَ الْخُرُوجُ مِنَ الذُّنُوبِ وَاللَّهِ كَهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(3).

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء: قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى آلِي لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ(4).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: يَا إِسْحَاقَ بْنَ فَرُّوخَ مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَشْراً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلائِكَتُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلائِكَتُهُ أَلْفاً أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: « هُوَ الَّذِي يُصَلِّي

ص: 268


1- قرب الاسناد ( ط - الحديثة ): 40، ح 130 ؛ بحار الأنوار: 91/49، ح 10.
2- الأمالي للصدوق: 380/م 60، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 91/48، ح 5.
3- معاني الأخبار: 368، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 91/55، ح 27.
4- الأمالي للصدوق: 200/م 36، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 8/186، ح 150.

عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً »(1).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْراً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْراً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ أَلْفَ مَرَّةٍ لا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَبَداً(2).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: صَلاتُكُمْ عَلَيَّ جَوَازُ دُعَائِكُمْ وَمَرْضَاةٌ لِرَبِّكُمْ وَزَكَاةٌ لأَعْمَالِكُمْ(3).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إذا كَانَتْ عَشِيَّةُ الْخَمِيسِ وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ نَزَلَتْ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ وَمَعَهَا أَقْلامُ الذَّهَبِ وَ صُحُفُ الْفِضَّةِ لا يَكْتُبُونَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ إِلّا الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله(4).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: ما من أحدٍ من أُمّتي يذكرني ثمّ صلّى عليّ إلّا غفر اللَّه له ذنوبه وإن كان أكثر من رمل عالج(5).

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ شَهِيداً وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(6).

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ

ص: 269


1- الأحزاب: 43.
2- جامع الأخبار للشعيري: 58 ؛ بحار الأنوار: 91/63، ح 52.
3- نفس المصدر: 60 ؛ بحار الأنوار: 91/64.
4- الخصال: 1/424، ح 1251 ؛ بحار الأنوار: 86/347، ح 18.
5- جامع الأخبار للشعيري: 59.
6- نفس المصدر.

وَقَالَ صلى الله عليه وآله وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خُطِئَ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ(1).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(2).

قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحْجَبُ عَنْهُ(3).

روي عن أبي عبداللَّه عليه السلام: أنّه يُستحبُّ أن يُصلّي على النبيّ صلى الله عليه وآله بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة: اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله كَمَا وَصَفْتَهُ فِي كِتَابِكَ حَيْثُ تَقُولُ: « لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ » فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَأَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ إِلّا بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَمَلَائِكَتُكَ وَأَنْزَلْتَ فِي مُحْكَمِ قُرْآنِكَ: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً » لا لِحَاجَةٍ إِلَى صَلاةِ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَلا إِلَى تَزْكِيَتِهِمْ إِيَّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ بَلِ الْخَلْقُ جَمِيعاً هُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَى ذَلِكَ لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الَّذِي لا تَقْبَلُ مِمَّنْ أَتَاكَ إِلّا مِنْهُ وَجَعَلْتَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ وَوَسِيلَةً إِلَيْكَ وَزُلْفَةً عِنْدَكَ وَدَلَلْتَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ وَأَمَرْتَهُمْ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ لِيَزْدَادُوا أُثْرَةً لَدَيْكَ وَكَرَامَةً عَلَيْكَ

ص: 270


1- الكافي: 2/495، ح 19 ؛ بحار الأنوار: 91/49، ح 7.
2- الكافي 2/491، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 90/316.
3- الكافي: 2/494، ح 16 ؛ بحار الأنوار: 90/316.

وَوَكَّلْتَ بِالْمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلائِكَتَكَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيُبَلِّغُونَهُ صَلاتَهُمْ وَتَسْلِيمَهُم(1).

وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ

في الدعاء ليلة النصف من شعبان: رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَ نْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ(2).

دعاء في آخر ليلة من شعبان: يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة عفوك عفوك(3).

في دعاء أبي حمزة: يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ، لَسْتُ أَتَّكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلَى أَعْمالِنا بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا لِأَ نَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(4).

الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله في كلّ يوم من شهر رمضان...: فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ لِلْإِجابَةِ أَهْلاً فَأَ نْتَ أَهْلُ الْفَضْلِ، وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ(5).

دعاؤه في اليوم الثامن والعشرين من الشهر: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ، فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، لِأَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ(6).

في صلاة العيدين: اللَّهُمَّ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ،

ص: 271


1- مصباح المتهجّد: 1/387 ؛ بحار الأنوار: 87/82، ح 3.
2- بحار الأنوار: 95/410.
3- مصباح المتهجّد: 2/851.
4- مصباح المتهجّد: 2/585.
5- اقبال الاعمال ( ط - القديمة ): 1/98 ؛ بحار الأنوار: 95/110.
6- الصحيفة العلويّة والتحفة المرتضويّة، ترجمه رسولى: 562.

وَأَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ(1).

وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فَأَ نْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنا وَعَلَى الْمُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما أَنْتَ أَهْلُهُ(2).

وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُو لِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً

قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً »(3).

وقال تعالى: « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا »(4).

عن النبيّ صلى الله عليه وآله: سُمِّيَ الْإِمَامُ إِمَاماً لأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَى الْعِبَادِ(5).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ وَآخِرُهُمُ الْقَائِمُ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَى يَدَيْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا(6).

عن عبداللَّه بن ميسرة قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّا نقول: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، فيقول قوم نحن آل محمّد، فقال: إنّما آل محمّد من حرّم اللَّه عزّ وجلّ على محمّد نكاحه(7).

ص: 272


1- المقنعة: 194.
2- مصباح المتهجّد: 2/586 ؛ بحار الأنوار: 95/85 ؛ زاد المعاد: 95.
3- الأحزاب: 56.
4- الأنبياء: 73.
5- معاني الأخبار: 64، ح 17 ؛ بحار الأنوار: 25/104، ح 2.
6- الأمالي للصدوق: 111/م 23، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 36/226، ح 1.
7- معاني الأخبار: 93، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 35/216، ح 11.

عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يَا أَبَا الْجَارُودِ مَا يَقُولُونَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ قُلْتُ: يُنْكِرُونَ عَلَيْنَا أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ: بِقَوْلِ اللَّهِ فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ: « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ » إِلَى قَوْلِهِ: « كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ »(1) فَجَعَلَ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَاحْتَجَجْنَا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: « فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ »(2) قَالَ: فَأَيَّ شَيْ ءٍ قَالُوا؟ قَالَ: قُلْتُ: قَالُوا: قَدْ يَكُونُ وَلَدُ الْبِنْتِ مِنَ الْوَلَدِ وَلا يَكُونُ مِنَ الصُّلْبِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْجَارُودِ لأُعْطِيَنَّكَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ آيَةً تُسَمّي لِصُلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَرُدُّهَا إِلّا كَافِرٌ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَيْنَ؟ قَالَ: حَيْثُ قَالَ اللَّهُ: « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ » إِلَى قَوْلِهِ: « وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ »(3) فَسَلْهُمْ يَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ يَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نِكَاحُ حَلِيلَتِهِمَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ فَكَذَبُوا وَاللَّهِ وَإِنْ قَالُوا: لا فَهُمَا وَاللَّهِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ لِصُلْبِهِ وَمَا حَرُمَتْ عَلَيْهِ إِلّا لِلصُّلْبِ(4).

حدّثنا محمّد بن محمود باسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد... ثمّ قال ( الرشيد ): لِمَ جَوَّزْتُمْ لِلْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ أَنْ يَنْسِبُوكُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَيَقُولُونَ لَكُمْ يَا بَنِي رَسُولِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ بَنُو عَلِيٍّ وَإِنَّمَا

ص: 273


1- الأنعام: 84 - 85.
2- آل عمران: 61.
3- النساء : 23.
4- تفسير القمي: 1/209 ؛ بحار الأنوار: 43/233، ح 9.

يُنْسَبُ الْمَرْءُ إِلَى أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ إِنَّمَا هِيَ وِعَاءٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وآله جَدُّكُمْ مِنْ قِبَلِ أُمِّكُمْ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله نُشِرَ فَخَطَبَ إِلَيْكَ كَرِيمَتَكَ هَلْ كُنْتَ تُجِيبُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلِمَ لا أُجِيبُهُ بَلْ أَفْتَخِرُ عَلَى الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَقُرَيْشٍ بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَكِنَّهُ عليه السلام لا يَخْطُبُ إِلَيَّ وَلا أُزَوِّجُهُ فَقَالَ وَلِمَ فَقُلْتُ لأَنَّهُ وَلَدَنِي وَلَمْ يَلِدْكَ فَقَالَ أَحْسَنْتَ يَا مُوسَى ثُمَّ قَالَ كَيْفَ قُلْتُمْ إِنَّا ذُرِّيَّةُ النَّبِيِّ وَالنَّبِيُّ عليه السلام لَمْ يُعَقِّبْ وَإِنَّمَا الْعَقِبُ لِلذَّكَرِ لا لِلْأُنْثَى وَأَنْتُمْ وُلْدُ الابْنَةِ وَلا يَكُونُ لَهَا عَقِبٌ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقَرَابَةِ وَالْقَبْرِ وَمَنْ فِيهِ إِلّا مَا أَعْفَيْتَنِي عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ لا أَوْ تُخْبِرَنِي بِحُجَّتِكُمْ فِيهِ يَا وُلْدَ عَلِيٍّ وَأَنْتَ يَا مُوسَى يَعْسُوبُهُمْ وَإِمَامُ زَمَانِهِمْ كَذَا أُنْهِيَ إِلَيَّ وَلَسْتُ أُعْفِيكَ فِي كُلِّ مَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ حَتَّى تَأْتِيَنِي فِيهِ بِحُجَّةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَنْتُمْ تَدَّعُونَ مَعْشَرَ وُلْدِ عَلِيٍّ أَنَّهُ لا يَسْقُطُ عَنْكُمْ مِنْهُ شَيْ ءٌ أَلِفٌ وَلا وَاوٌ إِلّا وَتَأْوِيلُهُ عِنْدَكُمْ وَاحْتَجَجْتُمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ عَنْ رَأْيِ الْعُلَمَاءِ وَقِيَاسِهِمْ فَقُلْتُ تَأْذَنُ لِي فِي الْجَوَابِ قَالَ هَاتِ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإليَاس »(1) مَنْ أَبُو عِيسَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَيْسَ لِعِيسَى أَبٌ فَقُلْتُ إِنَّمَا أَلْحَقْنَاهُ بِذَرَارِيِّ الْأَنْبِيَاءِ عليه السلام مِنْ طَرِيقِ مَرْيَمَ عليه السلام وَكَذَلِكَ أُلْحِقْنَا بِذَرَارِيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله مِنْ قِبَلِ أُمِّنَا فَاطِمَةَ عليه السلام أَزِيدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هَاتِ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا

ص: 274


1- الأنعام: 84: 85.

وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ »(1) وَلَمْ يَدَّعِ أَحَدٌ أَنَّهُ أَدْخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله تَحْتَ الْكِسَاءِ عِنْدَ مُبَاهَلَةِ النَّصَارَى إِلّا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عليه السلام فَكَانَ تَأْوِيلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَبْناءَنا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَنِساءَنا فَاطِمَةَ عليه السلام وَأَنْفُسَنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام(2).

عن يحيى بن يعمر العامري قال: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: يَا يَحْيَى أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ وُلْدَ عَلِيٍّ مِنْ فَاطِمَةَ وُلْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمَّنْتَنِي تَكَلَّمْتُ قَالَ فَأَنْتَ آمِنٌ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ أَقْرَأُ عَلَيْكَ كِتَابَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: « وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنا » إِلَى أَنْ قَالَ: « وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ »(3) وَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ وَقَدْ نَسَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَالَ مَا دَعَاكَ إِلَى نَشْرِ هَذَا وَذِكْرِهِ قُلْتُ مَا اسْتَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عِلْمِهِمْ « لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ »(4) الآْيَةَ قَالَ صَدَقْتَ وَلا تَعُودَنَّ لِذِكْرِ هَذَا وَلا نَشْرِهِ(5).

عن عامر الشعبي أنّه قال: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَشِيتُ فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَأَوْصَيْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا نَطْعٌ مَنْشُورٌ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ فَقَالَ لا تَخَفْ فَقَدْ آمَنْتُكَ اللَّيْلَةَ وَغَداً إِلَى الظُّهْرِ

ص: 275


1- آل عمران: 61. المباهلة: الملاعنة.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/83، ح 9 ؛ بحار الأنوار: 93/240، ح 4.
3- الأنعام: 85.
4- آل عمران: 187.
5- بحار الأنوار: 43/228، ح 1.

وَأَجْلَسَنِي عِنْدَهُ ثُمَّ أَشَارَ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ مُقَيَّدٍ بِالْكُبُولِ وَالْأَغْلالِ فَوَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ يَقُولُ إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ كَانَا ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لَيَأْتِينِي بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِلّا لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ فَقُلْتُ يَجِبُ أَنْ تَحِلَّ قَيْدَهُ فَإِنَّهُ إِذَا احْتَجَّ فَإِنَّهُ لا مَحَالَةَ يَذْهَبُ وَإِنْ لَمْ يَحْتَجَّ فَإِنَّ السَّيْفَ لا يَقْطَعُ هَذَا الْحَدِيدَ فَحَلُّوا قُيُودَهُ وَكُبُولَهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَحَزِنْتُ بِذَلِكَ وَقُلْتُ كَيْفَ يَجِدُ حُجَّةً عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ ائْتِنِي بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى مَا ادَّعَيْتَ وَإِلّا أَضْرِبْ عُنُقَكَ فَقَالَ لَهُ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ قَالَ وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَى قَوْلِهِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ثُمَّ سَكَتَ وَقَالَ لِلْحَجَّاجِ اقْرَأْ مَا بَعْدَهُ فَقَرَأَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى فَقَالَ سَعِيدٌ كَيْفَ يَلِيقُ هَاهُنَا عِيسَى قَالَ إِنَّهُ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ قَالَ إِنْ كَانَ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَبٌ بَلْ كَانَ ابْنَ ابْنَتِهِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ مَعَ بُعْدِهِ فَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَوْلَى أَنْ يُنْسَبَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَعَ قُرْبِهِمَا مِنْهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ وَأَمَرَ بِأَنْ يَحْمِلُوهَا مَعَهُ إِلَى دَارِهِ وَأَذِنَ لَهُ فِي الرُّجُوعِ قَالَ الشَّعْبِيُّ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ آتِيَ هَذَا الشَّيْخَ فَأَتَعَلَّمَ مِنْهُ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ لأَنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِفُهَا فَإِذَا أَنَا لا أَعْرِفُهَا فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَتِلْكَ الدَّنَانِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ يُفَرِّقُهَا عَشْراً عَشْراً وَيَتَصَدَّقُ بِهَا ثُمَّ قَالَ هَذَا كُلُّهُ بِبَرَكَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليه السلام لَئِنْ كُنَّا أَغْمَمْنَا وَاحِداً لَقَدْ أَفْرَحْنَا أَلْفاً وَأَرْضَيْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وآله(1).

قال رسوال اللَّه صلى الله عليه وآله: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَهُمَا ابْنَايَ وَرَيْحَانَتَايَ وَهُمَا سَيِّدَا

ص: 276


1- بحار الأنوار: 43/229.

شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّة(1).

عن الريّان بن الصلت قال: حَضَرَ الرِّضَا عليه السلام مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَقَدِ اجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ أَخْبِرُونِي عَنْ مَعْنَى هَذِهِ الآْيَةِ: « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا » فَقَالَتِ: الْعُلَمَاءُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام لا أَقُولُ كَمَا قَالُوا وَلَكِنِّي أَقُولُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ وَكَيْفَ عَنَى الْعِتْرَةَ مِنْ دُونِ الْأُمَّةِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا عليه السلام إِنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي الْجَنَّةِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ » ثُمَّ جَمَعَهُمْ كُلَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ الآْيَةَ فَصَارَتِ الْوِرَاثَةُ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لا لِغَيْرِهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: « إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي أَلا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ أَخْبِرْنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْعِتْرَةِ أَهُمُ الآْلُ أَمْ غَيْرُ الآْلِ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام هُمُ الآْلُ فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يُؤْثَرُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ أُمَّتِي آلِي وَهَؤُلاءِ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ بِالْخَبَرِ الْمُسْتَفَاضِ الَّذِي لا يُمْكِنُ دَفْعُهُ آلُ مُحَمَّدٍ أُمَّتُهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام أَخْبِرُونِي هَلْ تَحْرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَى الآْلِ قَالُوا نَعَمْ

ص: 277


1- الأمالي للصدوق: 487/م 73، ح 18 ؛ بحار الأنوار: 43/25.

قَالَ فَتَحْرُمُ عَلَى الْأُمَّةِ قَالُوا لا قَالَ هَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الآْلِ وَالْأُمَّةِ وَيْحَكُمْ أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ أَضَرَبْتُمْ عَنِ الذِّكْرِ صَفْحاً أَمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ...

فَقَالَ الْمَأْمُونُ هَلْ فَضَّلَ اللَّهُ الْعِتْرَةَ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَانَ فَضْلَ الْعِتْرَةِ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَيْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ لَهُ الرِّضَا عليه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ » وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » ثُمَّ رَدَّ الْمُخَاطَبَةَ فِي أَثَرِ هَذَا إِلَى سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » يَعْنِي الَّذِينَ قَرَنَهُمْ بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَحُسِدُوا عَلَيْهِمَا فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » يَعْنِي الطَّاعَةَ لِلْمُصْطَفَيْنَ الطَّاهِرِينَ فَالْمُلْكُ هَاهُنَا هُوَ الطَّاعَةُ لَهُم(1).

عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ » قال: يا أبا الصباح نحن واللَّه الناس المحسودون(2).

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ للَّهِ ِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِّي عَنْ أُمَّتِيَ السَّلامَ(3).

ص: 278


1- الأمالي للصدوق: 522/م 79، ح 1 ؛ بحار الأنوار: 25/220، ح 20.
2- الكافي: 1/306، ح 4 ؛ البرهان في تفسير القرآن: 2/93 ح 2426 ؛ تفسير نور الثقلين: 1/491، ح 304.
3- الأمالي للصدوق: 312/م 51، ح 11؛ بحار الأنوار: 97/181، ح 1.

عن إبراهيم بن شعيب الميثمي قال: سمعت الصادق أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا وُلِدَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَهْبِطَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَيُهَنِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ جَبْرَئِيلَ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَمَرَّ عَلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ فُطْرُسُ كَانَ مِنَ الْحَمَلَةِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَيْ ءٍ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَكَسَرَ جَنَاحَهُ وَأَلْقَاهُ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ فَعَبَدَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهَا سَبْعَمِائَةِ عَامٍ حَتَّى وُلِدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ الْمَلَكُ لِجَبْرَئِيلَ: يَا جَبْرَئِيلُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْعَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ بِنِعْمَةٍ فَبُعِثْتُ أُهَنِّئُهُ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ احْمِلْنِي مَعَكَ لَعَلَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله يَدْعُو لِي قَالَ فَحَمَلَهُ قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله هَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهُ وَأَخْبَرَهُ بِحَالِ فُطْرُسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله قُلْ لَهُ تَمَسَّحْ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَعُدْ إِلَى مَكَانِكَ قَالَ فَتَمَسَّحَ فُطْرُسُ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَارْتَفَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَلَهُ عَلَيَّ مُكَافَاةٌ أَلّا يَزُورَهُ زَائِرٌ إِلْا أَبْلَغْتُهُ عَنْهُ وَلا يُسَلِّمَ عَلَيْهِ مُسَلِّمٌ إِلّا أَبْلَغْتُهُ سَلامَهُ وَلا يُصَلِّي عَلَيْهِ مُصَلٍّ إِلّا أَبْلَغْتُهُ صَلاتَهُ ثُمَّ ارْتَفَعَ(1).

بتوفيق من اللَّه تعالى ومنّه، تمّ هذا الشرح والحمد للَّه أوّلاً وآخراً وصلّى اللَّه على محمّد وآله الميامين الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

محمّد كاظم بن عبدالسلام الموسوي آل طيّب

ص: 279


1- الأمالي للصدوق: 137/م 28، ح 8 ؛ بحار الأنوار: 43/243، ح 18.

المصادر

القرآن الکریم

1 - اثبات الوصية: المسعودى، انصاريان، قم، الأولى، 1375.

2 - الاحتجاج على أهل اللجاج: احمد بن على الطبرسى، مصحح: محمد باقر خرسان، نشر مرتضى، مشهد، الأولى، 1403ق.

3- الاختصاص: محمد بن محمد المفيد، مصحح: على اكبر الغفارى ومحمود الحرمى الزرندى، المؤتمر العالمى للالفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.

4 - الارشاد فى معرفة حجج اللَّه على العباد: محمد بن محمد المفيد، المؤتمر العالمي للألفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413 ق.

5 - ارشاد القلوب الى الصواب: حسن بن محمد الديلمى، الشريف الرضى، قم، الأولى 1412ق.

6 - اساس البلاغة: زمخشرى، محمود بن عمر، دار صادر، بيروت، الأولى 1979م.

7 - اعلام الدين فى صفات المؤمنين: حسن بن محمد الديلمى، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى 1408ق.

8 - اقبال الأعمال: : على بن موسى ابن طاووس، دار الكتب الاسلامية، طهران، الثانية 1409ق.

ص: 280

9 - الاقبال بالاعمال الحسنة: على بن موسى ابن طاووس، مكتبة الاعلام الاسلامى، قم، الأولى 1376ش.

10 - الأمالى: محمد بن الحسن الطوسى، دار الثقافه، قم، الأولى، 1414ق.

11 - الأمالى: محمد بن على بن بابويه الصدوق، كتابچى، طهران، السادسة، 1376ش.

12 - الأمالى: محمد بن محمد المفيد، مصحح: حسين الاستاد ولى وعلى اكبر الغفارى، المؤتمر العالمي للألفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.

13 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار: محمّد باقر بن محمّد تقى مجلسى، دار احياء التراث العربى، بيروت، الثانية، 1403ق.

14 - بحر المعارف: عبدالصمد همدانى، حكمت، 1378.

15- البرهان فى تفسير القرآن: السيد هاشم بن سليمان البحرانى، مصحح: قسم الدراسات الاسلامية لمؤسسة البعثة، مؤسسة البعثة، قم، الأولى 1374 ش.

16 - بصائر الدرجات فى فضائل آل محمد:: محمد بن حسن الصفار، مصحح: محسن بن عباسعلى كوچه باغى، مكتبة آية اللَّه المرعشى النجفى، قم، الثانية 1404ق.

17 - البلد الأمين والدرع الحصين: ابراهيم بن على العاملى الكفعمى، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الأولى 1418ق.

18 - بناء مقالة الفاطميّة فى نقض الرسالة العثمانيّة: أحمد بن موسى ابن طاووس، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث، قم، الأولى 1411ق.

19 - تحف العقول: حسن بن على، ابن شعبة الحرّانى، مصحح: على أكبر الغفارى، مؤسسة النشر الإسلامى، الثانية ، قم 1404ق - 1363ش.

ص: 281

20- تذكرة الخواص: سبط بن الجوزى، منشورات الشريف الرضى، قم ، 1376.

21 - تصنيف غرر الحكم: عبدالواحد بن محمد تميمى آمدى، المكتب الاعلام الاسلامى، قم، الأولى 1366ش.

22 - تفسير القمى: على بن ابراهيم القمى، مصحح: سيّد طيّب الموسوى الجزائرى، دار الكتاب، قم، الثالثة، 1404ق.

23 - تفسير الصافى: محمد بن شاه مرتضى الفيض الكاشانى، مكتبة الصدر، طهران، الثانية 1415ق.

24 - تفسير العياشى: محمّد بن مسعود العياشى، مصحح: السيّد هاشم رسولى المحلّاتى، المطبعة العلمية، طهران، الأولى 1380 ق.

25 - تفسير فرات الكوفى: فرات بن ابراهيم الكوفى، مصحح: محمد كاظم، مؤسسة الطبع والنشر فى وزارة الارشاد الاسلامى، طهران، الأولى 1410ق.

26 - تفسير كشف الأسرار وعدة الأبرار: احمد بن محمد الميبدى، امير كبير، طهران، 1371.

27 - تفسير مجمع البيان: فضل بن حسن الطبرسى، ناصر خسرو، طهران، الثالثة 1372.

28 - التفسير المنسوب الى الامام الحسن العسكرى عليه السلام: مصحح: مدرسة الإمام المهدى عليه السلام، قم، الأولى 1409ق.

29 - تفسير منهج الصادقين: فتح اللَّه بن شكر اللَّه الكاشانى، علمى ، طهران ، الثالثة 1340.

30 - تفسير نور الثقلين: عبد على بن جمعة الحويزى، اسماعيليان، قم، الرابعة، 1415ق.

ص: 282

31 - التمحيص: ابن همام اسكافى، محمد بن همام بن سهيل، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأولى، 1404ق.

32 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورّام: ورام بن أبى فراس، مسعود بن عيسى، مكتبة الفقيه، قم، الأولى 1410ق.

33 - تنبيه الغافلين باحاديث سيد الانبياء والمرسلين: ابو الليث نصر بن محمد السمرقندى، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الثالثة 1421ق.

34- التوحيد: محمد بن على بن بابويه الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى 1398ق.

35 - تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان): محمد بن الحسن الطوسى، دار الكتب الاسلامية، طهران، الرابعة 1407ق.

36 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: محمد بن على بن بابويه الصدوق، دار الشريف الرضى للنشر، قم، الثانية، 1406ق.

37 - جامع الأخبار: محمد بن محمد الشعيرى، مطبعة الحيدرية، نجف أشرف، الأولى.

38 - الجعفريات ( الاشعثيات ): ابن اشعث، محمّد بن محمّد، مكتبة النينوى الحديثة، طهران، بى تا، الأولى.

39 - الجواهر السنية فى الأحاديث القدسية: محمد بن حسن الحرّ العاملى، دهقان، طهران، الثالثة 1380ش.

40 - الجوهر الثمين فى تفسير الكتاب المبين: عبداللَّه الشبر، مكتبة الفين، كويت، الأولى.

ص: 283

41 - خصائص الأئمّة: ( خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ): شريف الرضى، محمد بن حسين، العتبة الرضويّة المقدّسة، مشهد، الأولى 1406ق.

42 - الخصال: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة نشر اسلامى ، الأولى قم، 1362ش.

43 - الدر المنثور فى التفسير بالمأثور: جلال الدين السيوطى، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت.

44 - الدعوات / سلوة الحزين: قطب الدين راوندى، سعيد بن هبة اللَّه، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأولى 1407ق.

45 - رجال الكشّى اختيار معرفة الرجال: محمد بن عمر الكشّى، مؤسسة جامعة مشهد، الأولى 1409ق.

46 - روض الجنان وروح الجنان فى تفسير القران: ابو الفتوح رازى، حسين بن على، العتبة الرضويّة، مشهد المقدس، الأولى.

47 - روضة المتقين فى شرح من لا يحضره الفقيه: محمّد تقى بن مقصود على، مجلسى، مصحح: حسين الموسوى الكرمانى وعلى پناه الاشتهاردى، مؤسسه الثقافية الاسلامية كوشانبور، قم، الثانية 1406ق.

48 - روضة الواعظين وبصيرة المتعظين: محمّد بن أحمد، فتال النيشابورى، نشر رضى، قم، الأولى 1375ش.

49 - رياض السالكين: سيد عليخان بن احمد، كبير مدنى، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى 1409ق.

ص: 284

50 - زاد المعاد - مفتاح الجنان: محمد باقر بن محمد تقى مجلسى، مؤسسة اعلمى، بيروت، الأولى، 1423ق.

51- زبدة التفاسير: فتح اللَّه بن شكر اللَّه الكاشانى، مؤسّسة المعارف الاسلاميّة، قم 1381.

52 - الزهد: حسين بن سعيد الكوفى الاهوازى، المطبعة العلمية، قم، الثانية 1402ق.

53 - السرائر: ابو جعفر محمد بن منصور بن احمد بن ادريس الحلّى قدس سره، مؤسسة النشر الاسلامى قم، الثانية 1410ق.

54 - شرح غرر الحكم ودرر الكلم: جمال الدين محمد الخوانسارى، ، مصحح : مير جمال الدين حسينى ارموى محدث ، جامعة طهران، طهران، الرابعة 1366ش.

55- شرح الأسماء الحسنى: هادى السبزوارى، منشورات مكتبة بصيرتى، قم.

56 - شرح اصول الكافى: صدر الدين شيرازى، محمد بن ابراهيم، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى، طهران، الأولى 1383ش.

57 - شرح دعاى كميل: حسين مظاهرى، نشر لا إله إلّا اللَّه، الثانية، 1364ش.

58 - شرح دعاى كميل: سيد علينقى امين، مكتبة الطيب، الاولى 1377ش.

59 - شرح نهج البلاغة: عبدالحميد بن هبة اللَّه، ابن أبى الحديد، مصحح: محمد ابوالفضل، ابراهيم، مكتبة آية اللَّه المرعشى النجفى، قم، الأولى، 1404ق.

60 - الصحيفة السجادية: امام على بن الحسين عليه السلام، مكتبة نشر الهادى، قم، الأولى 1376ق.

61 - الصحيفة العلويّة والتحفة المرتضويّة: سماهيجى، عبداللَّه بن صالح، نشر الاسلامى، طهران، الثالثة 1396ق.

ص: 285

62 - الطرائف فى معرفة مذهب الطوائف: على بن موسى ابن طاووس، مصحح: على عاشور، خيام، قم، الأولى 1400ق.

63 - عدّة الداعى ونجاح الساعى: احمد بن محمد، ابن فهد الحلى، مصحّح: احمد الموحدى القمى، دار الكتب الاسلامى، الأولى، 1407ق.

64 - علل الشرايع: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مكتبة الداورى، قم الأولى، 1385ش.

65 - عوالم العلوم والمعارف: عبداللَّه بن نور اللَّه البحرانى الاصفهانى، مؤسسة الامام المهدى عجّل اللَّه فرجه، قم، 1413ق.

66 - عوالى اللئالى العزيزية فى الأحاديث الدينية: محمد بن زين الدين، ابن ابى جمهور، مصحح: مجتبى العراقى ، دار سيد الشهداء للنشر، قم، الأولى، 1405ق.

67 - عيون اخبار الرضا عليه السلام: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: مهدى اللاجوردى ، جهان، طهران، الأولى، 1378ق.

68 - عيون المعجزات: حسين بن عبدالوهاب، مكتبة الداورى، قم، بى تا، الأولى.

69 - غرر الحكم ودرر الكلم: تميمى آمدى، عبدالواحد بن محمد، دار الكتاب الاسلامى، قم، الثانية 1410ق.

70- الفروق فى اللغة: حسن بن عبداللَّه العسكرى، دار الافاق الجديدة، بيروت، الأولى 1400ق.

71 - فقه الرضا عليه السلام: محمد بن على بن بابويه الصدوق، المؤتمر العالمى للامام الرضا عليه السلام، مشهد المقدسة، الأولى 1406ق.

ص: 286

72- قرب الاسناد: عبداللَّه بن جعفر الحميرى، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى، 1413ق.

73 - قصص الأنبياء: سعيد بن هبة اللَّه، قطب الدين الراوندى، مصحح: غلامرضا عرفانيان يزدى، مركز پژوهش هاى اسلامى، مشهد، الأولى، 1409.

74 - الكافى: محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى، دار الكتب الاسلامية ، طهران ، الرابعة ، 1407ق.

75- كامل الزيارات: جعفر بن محمد، ابن قولويه، مصحح: عبدالحسين الأمينى، دار المرتضويه، نجف الأشرف، الأولى 1356ش.

76 - كتاب المزار - مناسك المزار: محمد بن محمد المفيد، المؤتمر العالمى للألفيّة الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.

77 - كشف الريبة: الشهيد الثانى، زين الدين بن على، دار المرتضويّة للنشر، بى جا، الثالثة 1390ق.

78- كشف الغمّة فى معرفة الأئمّة، على بن عيسى الاربلى، مصحّح: السيّد هاشم الرسولى المحلاتى، تبريز، الأولى 1381ق.

79 - كمال الدين وتمام النعمة: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، إسلاميه، طهران، الثانية 1395ق.

80- كنز العمّال: المتقى الهندى، مؤسّسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1409ق.

81- كنز الفوائد: محمد بن على الكراجكى، مصحح: عبداللَّه نعمه، دار الذخائر، قم، الأولى 1410ق.

ص: 287

82 - لسان العرب: محمّد بن المكرّم، ابن منظور، مصحح: جمال الدين، الميردامادى، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الثالثة 1414ق.

83 - لوامع صاحبقرانى مشهور به شرح فقيه: محمد تقى بن مقصود على المجلسى، مؤسسه اسماعيليان، قم، الثانية 1414ق.

84 - المجازات النبويّة: الشريف الرضى، محمد بن حسين، دار الحديث، قم، الأولى 1422ق - 1380ش.

85 - مجمع البحرين: فخرالدين بن محمد، الطريحى، مصحح: احمد الحسينى الاشكورى ، المرتضوى، طهران، الثالثة، 1375ش.

86 - مجموعة ورام: مسعود بن عيسى، ورام بن أبى فراس، مكتبه الفقه، قم، الأولى 1410ق.

87 - المحاسن: احمد بن محمد بن خالد البرقى، مصحح: جلال الدين، المحدث، دار الكتب الاسلامية، قم، الثانية، 1371ق.

88- المحجة البيضاء فى تهذيب الاحياء: محمد بن مرتضى المدعو بالمحسن الفيض الكاشانى، تحقيق: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الثالثة، قم.

89 - المحيط فى اللغة: صاحب بن عباد، اسماعيل بن عباد، عالم الكتاب، بيروت، الأولى 1414ق.

90 - مرآة العقول فى شرح اخبار آل الرسول: محمّد باقر بن محمد تقى مجلسى، مصحح: السيد هاشم الرسولى المحلاتى، دار الكتب الاسلامية، طهران، الثانية، 1404ق.

ص: 288

91 - المزار الكبير: محمد بن جعفر ابن مشهدى، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى، 1419ق.

92 - مسائل على بن جعفر ومستدركاتها: على بن جعفر العريضى، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى 1409ق.

93 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: حسين بن محمد تقى النورى، المصحح والناشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى، 1408ق.

94- مسكن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد: زين الدين بن على، الشهيد الثانى، بصيرتى، قم، الأولى.

95 - مشكاة الأنوار فى درر الاخبار: على بن حسن الطبرسى، المكتبة الحيدرية، نجف، الثانية 1385ق.

96 - مصباح الشريعة: المنسوب الى الامام جعفر بن محمد عليهما السلام، انجمن اسلامى حكمت و فلسفه طهران، 1360ش.

97 - المصباح للكفعمى ( جنة الامان الواقية ): ابراهيم بن على العاملى الكفعمى، دار الرضى ( زاهدى )، قم، الثانية 1405ق.

98 - مصباح المتهجد: محمد بن حسن الطوسى، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت، الأولى 1411ق.

99 - معانى الأخبار: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الأولى، قم 1403ق.

100 - معجم رجال الحديث: السيد ابوالقاسم الخوئى، مركز نشر الثقافة الاسلاميّة فى العالم، قم، 1372.

ص: 289

101 - معدن الجواهر ورياضة الخواطر: محمد بن على الكراجكى، المكتبة المرتضويّة، طهران، الثانية 1394ق - 1353ش.

102 - معراج السعادة: احمد بن محمد مهدى النراقى، منشورات هدى.

103 - المقام الانسى فى تفسير الأسماء الحسنى: ابراهيم بن على الكفعمى، مؤسسة قائم آل محمدعليهم السلام ، قم، الأولى 1371ش.

104 - مكارم الأخلاق: حسن بن فضل الطبرسى، الشريف الرضى، قم، الرابعة 1412ق - 1370ش.

105- مناقب آل أبى طالب:: محمّد بن على بن شهر آشوب المازندرانى، علّامة، قم، الأولى، 1379ش.

106 - من لا يحضره الفقيه: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الثانية، قم 1413ق.

107 - منهاج البراعة فى شرح نهج البلاغة: ميرزا حبيب اللَّه الهاشمى الخوئى، مكتبة الاسلامية، طهران، 1400ق.

108 - منية المريد: الشهيد الثانى، زين الدين بن على، مكتب الأعلام الاسلامى، قم، الأولى 1409ق.

109- المواعظ العديدة: على المشكينى الأردبيلى، المصبعة العلمية، قم، الثالثة.

110 - مهج الدعوات ومنهج العبادات: ابن طاووس، على بن موسى، دار الذخائر، قم، الأولى 1411ق.

111 - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: حسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلوانى، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأوّل 1408ق.

ص: 290

112 - نور الأنوار فى شرح الصحيفة السجاديّة: سيد نعمة اللَّه بن سيد عبداللَّه الجزائرى، آسيانا، قم، الأولى 1427ق.

113 - النور المبين فى قصص الأنبياء والمرسلين: سيّد نعمة اللَّه بن عبداللَّه الجزائرى، مكتبة آية اللَّه مرعشى نجفى، قم، الأولى 1404ق.

114 - نهج البلاغة: السيد الرضى، الشارح و المترجم السيد علينقى الفيض الاسلام، منشورات فيض الاسلام، مكرر، 1370.

115 - نهج البلاغة: السيد الرضى، المترجم محمد الدشتى، قم، الهادى، التاسع والعشرين، 1385.

116 - نهج الحق وكشف الصدق: حسن بن يوسف، العلّامة الحلّى، دار الكتاب اللبنانى، بيروت، الأولى 1982 م.

117 - نهج الفصاحة: ابو القاسم پاينده، دنياى دانش، طهران، الرابعة 1382ش.

118 - الوافى : محمد محسن بن شاه مرتضى، الفيض الكاشانى، مكتبة امام اميرالمؤمنين عليه السلام، اصفهان، الأولى 1406ق.

119 - وسائل الشيعة: محمد بن الحسن الحر العاملى، مصحح: مؤسسه آل البيت عليهم السلام، الأولى، 1409ق.

120 - هداية الامّة إلى أحكام الأئمّةعليهم السلام: محمد بن حسن الحر العاملى، العتبة الرضوية، مجمع البحوث الاسلامية، مشهد، الأولى 1414ق.

ص: 291

المحتويات

كميل بن زياد النخعي 15

شهر شعبان 16

ليلة الجمعة 19

يوم الجمعة 20

القرآن والدعاء 20

الأنبياء والدعاء 20

الروايات والدعاء 21

استحباب الاجتماع في الدعاء 22

اليأس من روح اللَّه حال الكفّار 23

شرح دعاى كميل 24

اللَّهُمَّ 28

إِنِّي 28

أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ 28

وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ 30

وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ 30

ص: 292

وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ 31

وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ 32

وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ 33

وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ 33

وَ بِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ ءٍ 34

وَ بِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ 35

وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ 35

وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ 37

وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ 39

يَا نُورُ 39

يَا قُدُّوسُ 40

يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ 40

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ 41

بعض آثار الذنوب 42

الاصرار على الذنوب 44

عصمة الأنبياء والأئمّة سلام اللَّه عليهم أجمعين 45

الذنوب التي تهتك العصم 49

شرب الخمر 50

القمار 51

فعل ما يضحك الناس من المزاح واللهو 51

ص: 293

وذكر عيوب الناس 52

ومجالسة أهل الريب 53

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ 55

البغي 55

والتطاول على الناس 56

والاستهزاء بهم والسخريّة منهم 57

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ 59

البغي على الناس 60

الزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف 61

كفران النعمة 63

كفران النعمة من أقسام الكفر 64

كفران الوسائط 65

كيفيّة شكر الواسطة 66

الولاية أكبر النعم 66

كفران وجود العلماء 67

ترك الشكر 67

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ 68

سوء النيّة 68

خبث السريرة 69

النفاق مع الاخوان 70

ص: 294

ترك التصديق بالاجابة 70

تأخير الصلاة المفروضة حتّى تذهب أوقاتها 71

ترك البر والصدقة 72

الفرق بين البرّ والصدقة 72

استعمال البذاء والفحش في القول 73

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءً 74

اليأس من روح اللَّه 76

القنوط من رحمة اللَّه 77

الثقة بغير اللَّه 78

التكذيب بوعد اللَّه عزّوجلّ 78

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ 79

ترك اغاثة الملهوف 79

ترك معاونة المظلوم 81

تضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 82

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَ نْبٍ أَذْ نَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها 83

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ 84

معاني الذكر 84

لا تدع ذكر اللَّه على كلّ حال 87

ذكر اللَّه عزوجل كثيراً 88

وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ 90

ص: 295

أسباب الشفاعة يوم القيامة 90

لا تشمل الشفاعة الكفّار والمشركين والمنافقين 94

وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ 95

مدح صفة الجود والسخاء في القرآن والروايات 96

مقام القرب 105

مراتب القرب 106

أعلى مراتب القرب 106

وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ 107

وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ 109

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ 111

أَنْ تُسامِحَنِي 114

وَتَرْحَمَنِي 117

وَتَجْعَلَنِي بِقَِسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً 118

تقسيم الأرزاق 119

القناعة 121

وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَواضِعاً 122

اللَّهُمَّ وَأَسْأَ لُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ 124

وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ 124

وَعَظُمَ فِيَما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ 125

بعض ما عند اللَّه 128

ص: 296

الجنّة 128

الرحمة 130

العفو 131

اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ 131

وَعَلَا مَكَانُكَ 132

وَخَفِيَ مَكْرُكَ 132

وَظَهَرَ أَمْرُكَ 133

معاني الأمر 133

وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ 133

وَلَا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ 134

اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً 134

وَلَا لِقَبائِحِي سَاتِراً 136

وَلَا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ 137

لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ 138

لماذا بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله 139

سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ 142

ظَلَمْتُ نَفْسِي 144

وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي 145

وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ 146

اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ 147

ص: 297

وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ 149

وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ 149

اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي 150

وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي 150

وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي 151

وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي 151

وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي ( آمالِي ) 152

وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها 153

وَنَفْسِي بِجِنايَتِها 155

أوصاف النفس في القرآن 155

اصلاح النفس 157

وَمِطالِي 158

يَا سَيِّدِي فَأَسْأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي 158

وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي 159

وَلَا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِساءَتِي 160

وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي 161

وَكَثْرَةِ شَهَواتِي 161

وَغَفْلَتِي 162

وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوالِ ( في الأحوال كلّها ) رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي 163

إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي 163

إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي 163

ص: 298

وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي 164

فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ 165

فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ ( نَقْضِ ) بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ 165

فَلَكَ الحُجَّةُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلَا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي 166

وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرافِي عَلى نَفْسِي 166

مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً 167

مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ 170

وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ ( ن ل مِنْ ) رَحْمَتِكَ 171

اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي 171

يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي 172

يَا مَنْ بَدَأَخَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ 172

يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ 173

هَيْهاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ 175

موسى عليه السلام وقارون 176

وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ 177

حسن الظنّ باللَّه 179

يَا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمَا يَجْرِي فِيها 180

يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ بِي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ 183

يَا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَ لِمَا مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكِي، 183

ص: 299

نوح عليه السلام 184

أيّوب عليه السلام 185

البكاء من خشية اللَّه عزّ وجلّ 185

فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ 187

وأمّا المتّقين 188

العفو 189

فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ 189

لئن تركتني ناطقاً 190

يا وليّ المؤمنين 191

بعض معاني الولاية 191

الف - المحبّة 191

ب - ولاية التشريعيّة 192

ج - الزعامة 193

يا غاية آمال العارفين 193

ويا إله العالمين 194

أَفَتُراكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها 194

يَا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْ لِمُهُ 196

أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ 200

أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها 200

هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ 201

ص: 300

فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ، لَوْلَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ 204

مراتب اليقين 204

1 - علم اليقين 204

2 - عين اليقين 204

3 - حقّ اليقين 204

لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ 205

أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا 207

أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ 208

إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسْأَ لُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، 209

كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْ نَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ 214

وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ 214

وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي 215

وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، 216

وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ 288

وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي، مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ، أَوْ إِحْسانٍ تُفْضِلُهُ، أَوْ بِرٍّ تَنْشِرُهُ، أَوْ رِزْقٍ 288

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ 219

يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي 221

يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفاقَتِي 222

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ 224

وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي كُلُّها 225

ص: 301

يَا سَيِّدِي يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي 227

يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي 229

شرائط افاضة هذه النعمة العظيمة 229

المعاشرة والمعاشر 229

ترك لقمة الحرام 230

الاستغاذة من المكاره وسيّئ الأخلاق 230

ترك البطنة 231

كثرة النوم بالليل 231

عبادة الحقّ 232

خدمة الخلق 233

اليقين 234

وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ 235

حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البَارزينَ (المُبادِرِين )، 236

المخلصين 236

مراتب الاخلاص 237

مع المؤمنين 238

اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ 240

وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ 240

وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً 241

وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً 241

ص: 302

بالكلام ابيضّت الوجوه 241

وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي 247

فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ 247

وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ يَا 248

فضيلة الدعاء 249

آداب الدعاء 253

الثناء قبل الدعاء والبكاء حالة الدعاء 253

الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته عليهم السلام 253

الاستغفار وذكر النعم والشكر عليها 254

اخفاء الدعاء 254

الالحاح في الدعاء 255

تسمية الحاجة في الدعاء 255

مَن دعا استجيب له 255

الاقبال على الدعاء 255

اليقين في الدعاء 256

الاجتماع في الدعاء والتأمين على دعاء الغير 256

الدعاء مع الطهارة والصلاة والصوم 257

تقديم أربعين رجلاً قبل أن يدعو لنفسه 257

الدعاء مع أكل الحرام 257

لبس الداعي خاتم عقيق 258

ص: 303

الأوقات والأمكنة 258

فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي 259

وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائِي 260

يَا سَرِيعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ 261

يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنىً 262

ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ 264

يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ 265

يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ 265

صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ 267

وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ 271

وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُو لِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً 272

المصادر 280

المحتويات 292

ص: 304

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.