نور الليل في شرح دعاء الكميل
السيّد محمّد كاظم الموسوي آل طيّب
ص: 1
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
ص: 4
إلى عمود الدين ومولى الموحّدين وسيّد الوصيّين وإمام المتّقين وصالح المؤمنين وحياة العارفين ومحيي الليل البهيم بالتهجّد والاكتياب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه أفضل صلوات المصلّين
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرحمن الرحیم
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ، وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَ بِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَ بِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ، يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ ، وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَ نْبٍ أَذْ نَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي
ص: 7
مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقَسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَواضِعاً، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَأَ نْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيَما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ، وَعَلَا مَكَانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلَا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ، اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً، وَلَا لِقَبائِحِي سَاتِراً، وَلَا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَ نْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ، اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي ، وَأَ فْرَطَ بِي سُوءُ حالِي، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي ، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي [آمالِي]، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها، وَمِطالِي يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي، وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلَا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِساءَتِي، وَدَوامِ تَفْرِيطِي
ص: 8
وَجَهالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي، وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوالِ رَءُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً، إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي، وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي، إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ [الحُجَّةُ] عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلَا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ، وَأَ لْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرافِي عَلى نَفْسِي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُو لِكَ عُذْرِي وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي، يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَ تُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ أَ نْتَ
ص: 9
أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلَاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَ تُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً، وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً، وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً، وَعَلَى جَوارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً، وَ أَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلَا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ، يَا رَبِّ وَأَ نْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمَا يَجْرِي فِيها مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤُهُ، قَصِيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لَا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَ نَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ يَا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَ لِمَا مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لِأَلِيمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلَاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلَائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْ لِيائِكَ،
ص: 10
فَهَبْنِي يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلَى عَذابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِراقِكَ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نَارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الْآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَلَأَ بْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَ لِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَايَةَ آمالِ الْعارِفِينَ، يَا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِلهَ الْعالَمِينَ أَفَتُراكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ يَا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْ لِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَ نْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَ نْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَ نْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها، هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ
ص: 11
فَضْلِكَ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَ إِحْسانِكَ، فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ، لَوْلَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَمَا كانَ لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلَا مُقاماً، لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعانِدِينَ، وَأَ نْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْ نَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَ نْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي، مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أنْزَلتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَ نْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَاً تَسْتُرُهُ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي
ص: 12
وَفاقَتِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يَا سَيِّدِي يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البَارِزِينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يُنالُ ذلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي
ص: 13
دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي، وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائِي، يَا سَرِيعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ، يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنىً، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ، يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي مَا أَ نْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُو لِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً(1).
ص: 14
الحمد للَّه الذي الذي أمر عباده بالدعاء والتضرّع في العافية والبلاء ووعدهم الاستجابة في الشدّة والرخاء والصلاة والسلام على من أرسله بالهدى ودين الحقّ محمّد المصطفى وعلى آله الطيّبين الطاهرين، الأئمّة الهداة، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وورثة الأنبياء، بهم يفوز الفائزون، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
كميل بن زياد النخعي من خواص أميرالمؤمنين عليه السلام وأصحاب أسراره(1).
كميل بن زياد النخعي من أصحاب أميرالمؤمنين وأصحاب الإمام المجتبى عليهما السلام ومن السابقين المقرّبين من أميرالمؤمنين عليه السلام ومن ثقاته وخواصّه وجلالته واختصاصه به عليه السلام من الواضحات لا يدخلها ريب، قتله الحجّاج - لعنه اللَّه - في حبّ عليّ عليه السلام(2).
ص: 15
كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ( أميرالمؤمنين عليه السلام ) ومحبّيه(1).
كميل بن زياد بن سهيل بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد كان من أصحاب علي عليه السلام و شيعته و خاصته و قتله الحجاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة و كان كميل بن زياد عامل علي عليه السلام على هيت(2).
عن المغيرة قال: لَمَّا وَلِيَ الْحَجَّاجُ طَلَبَ كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ فَهَرَبَ مِنْهُ فَحَرَمَ قَوْمَهُ عَطَاهُمْ فَلَمَّا رَأَى كُمَيْلٌ ذَلِكَ قَالَ أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَقَدْ نَفِدَ عُمُرِي لا يَنْبَغِي أَنْ أَحْرِمَ قَوْمِي عَطَاهُمْ فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَجِدَ عَلَيْكَ سَبِيلاً فَقَالَ لَهُ كُمَيْلٌ لا تَصْرِفْ عَلَيَّ أَنْيَابَكَ وَلا تَهْدِمْ عَلَيَّ فَوَ اللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي إِلّا مِثْلُ كَوَاهِلِ الْغُبَارِ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَإِنَّ الْمَوْعِدَ للَّهِ ِ وَبَعْدَ الْقَتْلِ الْحِسَابُ، وَلَقَدْ خَبَّرَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّكَ قَاتِلِي فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ الْحُجَّةُ عَلَيْكَ إِذاً فَقَالَ لَهُ كُمَيْلٌ: ذَاكَ إِذَا كَانَ الْقَضَاءُ إِلَيْكَ قَالَ: بَلَى قَدْ كُنْتَ فِيمَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ اضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ(3).
قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله شَعْبَانُ شَهْرِي وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَهْرِي
ص: 16
كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَهْرِي غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِي قِيلَ لَهُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَل(1).
أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه قال: سمعت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي شَعْبَانَ سَبْعِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ النُّجُومِ(2).
عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: هِيَ لَيْلَةٌ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ مِنَ النَّارِ وَيَغْفِرُ فِيهَا الذُّنُوبَ الْكِبَارَ قُلْتُ: فَهَلْ فِيهَا صَلاةٌ زِيَادَةً عَلَى سَائِرِ اللَّيَالِي فَقَالَ: لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ مُوَظَّفٌ وَلَكِنْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَتَطَوَّعَ فِيهَا بِشَيْ ءٍ فَعَلَيْكَ بِصَلاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَأَكْثِرْ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ فَإِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ يَقُولُ الدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَاب(3).
روى أبو بصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُنَادِي كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُونِي لِدِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُجِيبَهُ؟ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَتُوبُ إِلَيَّ مِنْ ذُنُوبِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟
أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ قَدْ قَتَّرْتُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَأَزِيدَهُ وَأُوَسِّعَ عَلَيْهِ؟ أَلا عَبْدٌ سَقِيمٌ يَسْأَلُنِي
ص: 17
أَنْ أَشْفِيَهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا عَبْدُ مُؤْمِنٌ مَحْبُوسٌ مَغْمُومٌ يَسْأَلُنِي أَنْ أُطْلِقَهُ مِنْ سِجْنِهِ فَأُخَلِّيَ سَرْبَهُ؟ أَلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مَظْلُومٌ يَسْأَلُنِي أَنْ آخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَنْتَصِرَ لَهُ وَآخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ؟ قَالَ عليه السلام: فَلا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ(1).
وعن أبي جعفر وعن أبي عبداللَّه عليهما السلام أنّهما قالا: إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَلَكاً يُنَادِي مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ وَيُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ غَيْرِ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ الآْخَرِ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ إِلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ يَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِر(2).
وقال الصادق عليه السلام: اجْتَنِبُوا الْمَعَاصِيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّ السَّيِّئَةَ مُضَاعَفَةٌ وَالْحَسَنَةَ مُضَاعَفَةٌ وَمَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ مَا سَلَفَ فِيهِ وَقِيلَ لَهُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَمَنْ بَارَزَ اللَّهَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِمَعْصِيَتِهِ أَخَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ وَضَاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ بِهَذِهِ الْمَعْصِيَة(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَحُرْمَةً... وَذَكَرَ أنَّ يَوْمَهُ مِثْلُ لَيْلَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيَيَهَا بِالدُّعَاءِ وَالصَّلاةِ فَافْعَل(4).
وعن الرضا عليه السلام: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَيَأْمُرُهُ فَيُنَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ
ص: 18
الْخَيْرِ أَقْبِلْ يَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ فَلا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ إِلَى مَحَلِّهِ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاء(1).
وروى محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول يعقوب لبنيه: « سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي » قَالَ: أَخَّرَهَا إِلَى السَّحَرِ لَيْلَةَ الْجُمُعَة(2).
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ يُضَاعِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدَّعَوَاتِ وَيَكْشِفُ فِيهِ الْكُرُبَاتِ وَيَقْضِي فِيهِ الْحَاجَاتِ الْعِظَامَ وَهُوَ يَوْمُ الْمَزِيدِ للَّهِ ِ فِيهِ عُتَقَاءُ وَطُلَقَاءُ مِنَ النَّارِ، مَا دَعَا اللَّهَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَعَرَفَ حَقَّهُ وَحُرْمَتَهُ إِلّا كَانَ حَتْماً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ عُتَقَائِهِ وَطُلَقَائِهِ مِنَ النَّار(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَاجِباً فَإِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ أَوْ تُقَصِّرَ فِي شَيْ ءٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ تَعَالَى بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَتَرْكِ الْمَحَارِمِ كُلِّهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَات(4).
ص: 19
قال تعالى: « قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ »(1).
وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ »(2).
وقال تعالى: « وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(3).
وقال تعالى: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ »(4).
قال تعالى حكاية عن قول ابراهيم عليه السلام: « الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ » وحكاية عن قول زكريّا عليه السلام: « فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً »(5).
ص: 20
وحكاية عن قول عيسى عليه السلام: « إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ »(1).
قال النبي صلى الله عليه وآله: أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِي بَعْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الدُّعَاءُ ثُمَّ قَرَأَ صلى الله عليه وآله: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » أَلا تَرَى أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ(2).
وقال صلى الله عليه وآله: الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ(3).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاء(4).
وعن حنّان بن سدير، عن أبيه قال: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يُسْئَلَ وَيُطْلَبَ مِمَّا عِنْدَهُ وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّنْ يَسْتَكْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْأَلُ مَا عِنْدَهُ(5).
ص: 21
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ(1).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَمَقَالِيدُ الْفَلاحِ وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَقَلْبٍ تَقِيٍّ وَفِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ وَبِالْإِخْلاصِ يَكُونُ الْخَلاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ(2).
وقال أبو الحسن موسى عليه السلام: فَإِذَا نَزَلَ الْبَلاءُ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(3).
وقال الصادق عليه السلام: عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاء(4).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ(5).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: لا يَجْتَمِعُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ إِلّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَتَّى لَوْ دَعَوْا عَلَى جَبَلٍ لأَزَالُوهُ(6).
وروي: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِيسَى عليه السلام يَا عِيسَى تَقَرَّبْ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَمُرْهُمْ أَنْ يَدْعُونِي مَعَكَ(7).
ص: 22
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَأَمَّنُوا(1).
قال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(2).
وقال تعالى: « لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(3).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الفاجر الراجي لرحمة اللَّه تعالى أقرب منها من العابد المقنط(4).
وعن أبي عبداللَّه الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ الزَّمْهَرِير(5).
ص: 23
بسم الله الرحمن الرحیم
عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام أنّه قال: إِنَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَقْرَبُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا(1).
قال الصادق عليه السلام: لَقَدْ دَخَلَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُرْسِيٌّ فَأَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ عَلَيْهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَمَالَ بِهِ حَتَّى سَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ فَأَوْضَحَ عَنْ عَظْمِ رَأْسِهِ وَسَالَ الدَّمُ فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ عَنْهُ ذَلِكَ الدَّمَ ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مُوضِحَتِهِ وَقَدْ كَانَ يَجِدُ مِنْ أَلَمِهَا مَا لا صَبْرَ لَهُ مَعَهُ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَتَفَلَ فِيهَا فَمَا هُوَ أَنْ فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى انْدَمَلَ فَصَارَ كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْهُ شَيْ ءٌ قَطُّ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: يَا عَبْدَاللَّهِ الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي جَعَلَ تَمْحِيصَ ذُنُوبِ شِيعَتِنَا فِي الدُّنْيَا بِمِحَنِهِمْ لِتَسْلَمَ لَهُمْ طَاعَاتُهُمْ وَيَسْتَحِقُّوا عَلَيْهَا ثَوَابَهَا فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَفَدْتَنِي وَعَلَّمْتَنِي فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُعَرِّفَنِي ذَنْبِيَ الَّذِي امْتُحِنْتُ بِهِ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ حَتَّى لا أَعُودَ إِلَى مِثْلِهِ قَالَ: تَرْكُكَ حِينَ جَلَسْتَ أَنْ تَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَجَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لِسَهْوِكَ عَمَّا نُدِبْتَ إِلَيْهِ تَمْحِيصاً بِمَا أَصَابَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله حَدَّثَنِي عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ أَنَّهُ
ص: 24
قَالَ: كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَر(1).
عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أَوَّلُ كُلِّ كِتَابٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(2).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: لا تَدَعْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِنْ كَانَ بَعْدَهُ شِعْرٌ(3).
انّ رجلاً قال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ قَوْلَكَ « اللَّه » أَعْظَمُ الْأَسْمَاءِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي لا يَنْبَغِي أَنْ يَتَسَمَّى بِهِ غَيْرُ اللَّه(4).
عن الصادق عليه السلام: الرحمن اسم خاص بصفة عامّة والرحيم اسم عام بصفة خاصّة(5).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام حين سئل عن الرحمن قال: الرَّحْمَنِ ( هو ) الَّذِي يَرْحَمُ بِبَسْطِ الرِّزْقِ عَلَيْنَا، الرَّحِيمِ بِنَا فِي أَدْيَانِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا خَفَّفَ عَلَيْنَا الدِّينَ وَجَعَلَهُ سَهْلاً خَفِيفاً وَهُوَ يَرْحَمُنَا بِتَمَيُّيزِنَا عَنْ أَعدائِه(6).
وعن النبي صلى الله عليه وآله: ان عيسى بن مريم قال: الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة(7).
وعن النبي صلى الله عليه وآله: أنّ للَّه تعالى مائة رحمة وأنّه أنزل منها رحمة واحدة إلى
ص: 25
الأرض فقسّمها بين خلقه، فيها يتعاطفون وبها يتراحمون، وأخّر تسعاً وتسعين رحمة لنفسه، بها يرحم عباده يوم القيامة(1).
وروى: إنّ اللَّه قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة(2).
عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إِذَا قَالَ الْمُعَلِّمُ لِلصَّبِيِّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ الصَّبِيُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كَتَبَ اللَّهُ بَرَاءَةً لِلصَّبِيِّ وَبَرَاءَةً لأَبَوَيْهِ وَبَرَاءَةً لِلْمُعَلِّمِ مَنَ النار(3).
وعن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللَّهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ فَلْيَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فانّها تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً لِيَجْعَلَ اللَّهُ كُلَّ حَرْفٍ مِنْهَا جُنَّةً مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ(4).
ص: 26
قال كميل بن زياد: كنت جالسا مع مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم: ما معنى قول اللَّه عزّ وجلّ « فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ »(1)؟ قال عليه السلام: ليلة النصف من شعبان والذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا أجيب له.
فلمّا انصرف طرقته ليلا فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أميرالمؤمنين دعاء الخضر فقال: اجلس يا كميل إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة أو في الشهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة تكف وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثم قال: اكتب:
ص: 27
عن الحسن بن خرزاد قال: كتبت إلى الصادق عليه السلام أسأل عن معنى « اللَّه » فقال: اسْتَوْلَى عَلَى مَا دَقَّ وَجَلَّ(1).
عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبداللَّه عليه السلام عن أسماء اللَّه... اللَّه مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَكُلُّهَا غَيْرُه(2).
قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ عليّاً ممسوسٌ في ذاتِ اللَّه(3).
قال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(4).
قال تعالى: « وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ »(5).
إنّ كلّ ذنب يرتكبها المؤمن لعلّ اللَّه يغفر له إلّا السؤال عن الخلق فلا يغفر له أبداً(6).
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ »(7).
ص: 28
قال تعالى: « وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ »(1).
« فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ »(2).
يا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَه(3).
في الحديث القدسي: رحمتي تغلب على غضبي(4).
قال تعالى: « وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ »(5).
اللهمّ إن لم أكن أهلاً أن ترحَمَني فرحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأنّها وسعت كلّ شي ء(6).
عبدي بقيت فريداً وحيداً... فأنا أرحمك اليوم رحمة تتعجّب الخلائق منها(7).
ص: 29
قال تعالى: « أَنَّ الْقُوَّةَ للَّهِ ِ جَمِيعاً ».
لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم(1).
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ »(3).
وقال تعالى: « وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ »(4).
وقال تعالى: « وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ »(5).
وقال تعالى: « قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ »(6).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ »(1).
من كلام لأميرالمؤمنين عليه السلام: كلّ شي ء خاضع له(2).
وقال تعالى: « يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ »(3).
وقال تعالى: « وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ »(5).
وقال تعالى: « وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ »(6).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ »(1).
وقال تعالى: « أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ ءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً للَّهِ ِ وَهُمْ دَاخِرُونَ »(2).
وقال تعالى: « يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ »(3).
قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ »(4).
وقال تعالى: « وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ »(5).
وقال تعالى: « لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ».
اللهمّ انّي أسألك بما أنتَ فيه من الشأن والجبروت(6).
ص: 32
وقال تعالى: « إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »(1).
وقال تعالى: « فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً »(2).
وقال تعالى: « رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ »(3).
يا من ذلّ كلّ شي ء لعزّته(4).
قال النبي صلى الله عليه وآله: ما عرفناكَ حقّ معرفتك(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:... اللَّهُ أكبرُ مِن أن يُوصف(6).
وقال تعالى: « وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ »(7).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ للَّهِ ِ عَزَّ وَ جَلَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ كُلُّ عَالَمٍ مِنْهُمْ أَكْبَرُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ مَا يَرَى عَالَمٌ مِنْهُمْ أَنَّ للَّهِ ِ عَزَّ وَ جَلَّ عَالَماً غَيْرَهُم(8).
ص: 33
وروي: أنّ اللَّه تعالى خلق مائة ألف قنديل وعلّقها والعرش والسماوات والأرض وما فيها حتّى الجنّة والنار كلّها في قنديل واحد ولا يعلم ما في القناديل إلّا اللَّه(1).
وروى ابن عبّاس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ للَّه تعالى أرضا بيضاء مسيرة الشمس فيها ثلاثون يوما هي مثل أيّام الدنيا ثلاثون مرّة مشحونة خلقاً لا يعلمون أن اللَّه عزّ وجلّ يعصى في الأرض ولا يعلمون أن اللَّه تعالى خلق آدم وإبليس(2).
قال تعالى: « اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ »(3).
وقال تعالى: « للَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ »(4).
وقال تعالى: « تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ »(5).
وقال تعالى: « إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ »(6).
يا من هو في سلطانه قديم، ويا من لا سلطان إلّا سلطانه(7).
ص: 34
وقال تعالى: « اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ »(1).
وقال تعالى: « كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ »(2).
وقال تعالى: « كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ »(3).
قال تعالى: « وَللَّهِ ِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا »(4).
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب: قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنَّ للَّهِ ِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مِائَةً إِلّا وَاحِدَةً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْأَوَّلُ الآْخِرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْقَدِيرُ الْقَاهِرُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْبَاقِي الْبَدِيعُ الْبَارِئُ الْأَكْرَمُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْحَيُّ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ الْحَفِيظُ الْحَقُّ الْحَسِيبُ الْحَمِيدُ الْحَفِيُّ الرَّبُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الذَّارِئُ الرَّازِقُ الرَّقِيبُ الرَّءُوفُ الرَّائِي السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ الشَّهِيدُ الصَّادِقُ الصَّانِعُ الطَّاهِرُ الْعَدْلُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْغَنِيُّ
ص: 35
الْغِيَاثُ الْفَاطِرُ الْفَرْدُ الْفَتَّاحُ الْفَالِقُ الْقَدِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْقَوِيُّ الْقَرِيبُ الْقَيُّومُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ قَاضِي الْحَاجَاتِ الْمَجِيدُ الْمَوْلَى الْمَنَّانُ الْمُحِيطُ الْمُبِينُ الْمُقِيتُ الْمُصَوِّرُ الْكَرِيمُ الْكَبِيرُ الْكَافِي كَاشِفُ الضُّرِّ الْوَتْرُ النُّورُ الْوَهَّابُ النَّاصِرُ الْوَاسِعُ الْوَدُودُ الْهَادِي الْوَفِيُّ الْوَكِيلُ الْوَارِثُ الْبَرُّ الْبَاعِثُ التَّوَّابُ الْجَلِيلُ الْجَوَادُ الْخَبِيرُ الْخَالِقُ خَيْرُ النَّاصِرِينَ الدَّيَّانُ الشَّكُورُ الْعَظِيمُ اللَّطِيفُ الشَّافِي(1).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ اسْماً بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتٍ وَبِاللَّفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ وَبِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ وَبِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ وَبِاللَّوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ مَنْفِيٌّ عَنْهُ الْأَقْطَارُ مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلَى أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآْخَرِ فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً وَهُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ فَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِي ظَهَرَتْ فَالظَّاهِرُ هُوَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا ثَلاثِينَ اسْماً فِعْلاً مَنْسُوباً إِلَيْهَا فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكِيمُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الْمُقْتَدِرُ الْقَادِرُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْبَارِئُ الْمُنْشِئُ الْبَدِيعُ الرَّفِيعُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّازِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ فَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى حَتَّى تَتِمَّ ثَلاثَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً فَهِيَ نِسْبَةٌ لِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاثَةِ وَهَذِهِ
ص: 36
الْأَسْمَاءُ الثَّلاثَةُ أَرْكَانٌ وَحَجَبَ الاسْمَ الْوَاحِدَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاثَةِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (1).
عن مولانا الصادق عليه السلام: نحن واللَّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللَّه من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا(2).
نسبة إلى مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام عن أُمّه فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وجدناه باسناد صحيح أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال للزهراء فاطمة عليها السلام: يا بُنيّة... وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْكُرْسِيَّ وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرُّوحَانِيِّين(3).
وقال تعالى: « وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا »(1).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ »(2).
وقال تعالى: « يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ »(3).
وقال تعالى: « وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ »(4).
وقال تعالى: « لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ »(5).
وقال تعالى: « أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطٌ »(6).
وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطاً »(7).
عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْعَالِمُ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ كَوْنِ الْأَشْيَاء(8).
وفي دعاء عديلة: وكان عليماً قبل ايجاد العلم والعلّة(9).
ص: 38
وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ
قال تعالى: « قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ »(1).
وقال تعالى: « إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ »(2).
روي: أنّ للَّه سبعين ألف حجاب، ( وفي رواية ) سبعمائة ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه ما دونه(3).
قال تعالى: « اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ »(4).
في دعاء الجوشن الكبير: يا من له نورٌ لا يُطفى(5).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: اللهمّ اني أسألك باسمك المخزون المكنون العظيم الأعظم الأجل الأكبر البرهان الحق المهيمن القدوس الذي هو نور من نور ونور مع نور ونور على نور ونور فوق نور ونور في نور ونور أضاء به كلّ ظلمة(6).
وفي دعاء الجوشن الكبير: يَا نُورَ النُّورِ، يَا مُنَوِّرَ النُّورِ، يَا خالِقَ النُّورِ، يَا مُدَبِّرَ النُّورِ، يَا مُقَدِّرَ النُّورِ، يَا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً لَيْسَ كَمِثْلِهِ نُورٌ(7).
ص: 39
وفي دعاء السحر: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ(1).
وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: انّ اللَّه خلق الخلق في ظلمة ثمّ رشّ عليهم من نوره(2).
قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ »(3).
وقال تعالى: « يُسَبِّحُ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ »(4).
سُبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح(5).
عن النبي صلى الله عليه وآله من قوله: كان اللَّه ولم يكن معه شي(1).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: لَيْسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ وَ لا لِأَزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَ لَمْ يَزَلْ وَ الْبَاقِي بِلا أَجَلٍ(2).
قال سيّد الشهداء حسين بن علي عليهما السلام في دعاء العرفة: أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتَى غِبْتَ حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ وَمَتَى بَعُدْتَ حَتَّى تَكُونَ الآْثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْك(3).
قال اللَّه تعالى: « وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(4).
يقول اللَّه تعالى: أتاك عبدي يا محمّد تائباً فطردته فأين يذهب وإلى من يقصد ومن يسأل أن يغفر له ذنبه غيري(5).
وقال تعالى: « فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا »(6).
وقال تعالى: « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً »(7).
روى عن مولانا الرضا عليه السلام: الْكَبَائِرِ وَهِيَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
ص: 41
وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَأَكْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَالسُّحْتُ وَ الْمَيْسِرُ وَهُوَ الْقِمَارُ وَالْبَخْسُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ وَاللِّوَاطُ وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَالاَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَمَعُونَةُ الظَّالِمِينَ وَالرُّكُونُ إِلَيْهِمْ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ وَحَبْسُ الْحُقُوقِ مِنْ غَيْرِ عُسْرٍ وَ الْكَذِبُ وَالْكِبْرُ وَالاِْسْرَافُ وَالتَّبْذِيرُ وَالْخِيَانَةُ وَالاسْتِخْفَافُ بِالْحَجِّ وَالْمُحَارَبَةُ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالاشْتِغَالُ بِالْمَلاهِي وَالاِْصْرَارُ عَلَى الذُّنُوبِ(1).
عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: إِنَّ الذَّنْبَ يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ(2).
وعن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ اللَّهَ الْحَاجَةَ فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ أَوْ إِلَى وَقْتٍ بَطِي ءٍ فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ ذَنْباً فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَكِ لا تَقْضِ حَاجَتَهُ وَاحْرِمْهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَاسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلاةَ اللَّيْلِ وَإِنَّ
ص: 42
الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ(1).
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ خَرَجَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِنْ تَابَ انْمَحَتْ وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَغْلِبَ عَلَى قَلْبِهِ فَلا يُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَداً(2).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ وَلا نَكْبَةٍ وَلا صُدَاعٍ وَلا مَرَضٍ إِلّا بِذَنْبٍ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: « وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِير »(3).(4)
وعن الرضا عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الاَْنْبِيَاءِ إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ وَإِذَا عُصِيتُ غَضِبْتُ وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَرَى(5).
قوله: « لعنت » أي أبعدتهم من رحمتي ولعنتي أي أثرها تبلغ السابع من الوراء في الصحاح والقاموس الوراء ولد الولد ويستشكل بأنه أي تقصير لأولاد الأولاد حتى تبلغ اللعنة إليهم إلى البطن السابع فمنهم من حمله على أنه قد يبلغهم وهو إذا رضوا بفعل آبائهم كما ورد أن القائم عليه السلام يقتل أولاد قتلة الحسين عليه السلام لرضاهم بفعل آبائهم. وأقول يمكن أن يكون المراد به الآثار الدنيوية كالفقر والفاقة والبلايا والأمراض والحبس والمظلومية كما نشاهد أكثر ذلك في أولاد الظلمة وذلك
ص: 43
عقوبة لآبائهم فإن الناس يرتدعون عن الظلم بذلك لحبهم لأولادهم ويعوض اللَّه الأولاد في الآخرة كما قال تعالى: « وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ »(1) الآية وهذا جائز على مذهب العدلية بناء على أنه يمكن إيلام شخص لمصلحة الغير مع التعويض بأكثر منه بحيث يرضى من وصل إليه الألم مع أن في هذه الأمور مصالح للأولاد أيضا فإن أولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم يصير ذلك سببا لبغيهم وطغيانهم أكثر من غيرهم(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرُ المُؤمنينَ عليه السلام: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلّا وَعَلَيْهِ أَرْبَعُونَ جُنَّةً(3) حَتَّى يَعْمَلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً فَإِذَا عَمِلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً انْكَشَفَتْ عَنْهُ الْجُنَنُ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ مَنِ الْحَفَظَةُ الَّذِينَ مَعَهُ يَا رَبَّنَا هَذَا عَبْدُكَ قَدِ انْكَشَفَتْ عَنْهُ الْجُنَنُ
ص: 44
فَيُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ فَتَسْتُرُهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فَمَا يَدَعُ شَيْئاً مِنَ الْقَبِيحِ إِلّا قَارَفَهُ(1) حَتَّى يَتَمَدَّحَ إِلَى النَّاسِ بِفِعْلِهِ الْقَبِيحِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ مَا يَدَعُ شَيْئاً إِلّا رَكِبَهُ وَإِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِمَّا يَصْنَعُ فَيُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ ارْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ فَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْتِكُ اللَّهُ سِتْرَهُ فِي السَّمَاءِ وَيَسْتُرُهُ فِي الاَْرْضِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا عَبْدُكَ قَدْ بَقِيَ مَهْتُوكَ السِّتْرِ فَيُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ لَوْ كَانَ لِي فِيهِ حَاجَةٌ مَا أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَرْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ(2).
حدّثنا أبو الصلت الهرويّ قال: لَمَّا جَمَعَ الْمَأْمُونُ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أَهْلَ الْمَقَالاتِ مِنْ أَهْلِ الاِْسْلامِ وَالدِّيَانَاتِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَالصَّابِئِينَ وَسَائِرِ أَهْلِ الْمَقَالاتِ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلّا وَقَدْ أُلْزِمَ حُجَّتَهُ كَأَنَّهُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَقُولُ بِعِصْمَةِ الاْنْبِيَاءِ قَالَ بَلَى قَالَ فَمَا تَعْمَلُ ( فما تقول خ ل ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى »(3) وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ
ص: 45
نَقْدِرَ عَلَيْهِ »(1) وَقَوْلِهِ فِي يُوسُفَ: « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها »(2) وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي دَاوُدَ: « وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ »(3) وَقَوْلِهِ فِي نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله: « وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ »(4) فَقَالَ مَوْلانَا الرِّضَا عليه السلام: وَيْحَكَ يَا عَلِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَنْسُبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْفَوَاحِشَ وَلا تَتَأَوَّلْ كِتَابَ اللَّهِ بِرَأْيِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »(5) أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آدَمَ عليه السلام: « وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى »(6) فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فِي أَرْضِهِ وَخَلِيفَتَهُ فِي بِلادِهِ لَمْ يَخْلُقْهُ لِلْجَنَّةِ وَكَانَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنْ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ لا فِي الاْرْضِ لِتَتِمَّ مَقَادِيرُ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الاْرْضِ وجُعِلَ حُجَّةً وَخَلِيفَةً عُصِمَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ »(7).
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » إِنَّمَا ظَنَّ بمعنى استيقن أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَلا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ (8)» أَيْ ضَيَّقَ عَلَيْهِ وَلَوْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَكَانَ قَدْ كَفَرَ وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي يُوسُفَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها فَإِنَّهَا
ص: 46
هَمَّتْ بِالْمَعْصِيَةِ وَهَمَّ يُوسُفُ بِقَتْلِهَا إِنْ أَجْبَرَتْهُ لِعِظَمِ مَا دَاخَلَهُ فَصَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ قَتْلَهَا وَالْفَاحِشَةَ وَهُوَ قَوْلُهُ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ يَعْنِي الْقَتْلَ وَالْفَحْشاءَ يَعْنِي الزِّنَا وَأَمَّا دَاوُدُ فَمَا يَقُولُ مَنْ قِبَلَكُمْ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ يَقُولُونَ إِنَّ دَاوُدَ كَانَ فِي مِحْرَابِهِ يُصَلِّي إِذْ تَصَوَّرَ لَهُ إِبْلِيس فَسَقَطَ الطَّيْرُ فِي دَارِ أُورِيَاظ بْنِ حَنَانٍ فَأَطْلَعَ دَاوُدُ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ فَإِذَا بِامْرَأَةِ أُورِيَا تَغْتَسِلُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَوَاهَا وَكَانَ أُورِيَا قَدْ أَخْرَجَهُ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ أَنْ قَدِّمْ أُورِيَا أَمَامَ الْحَرْبِ فَقَدَّمَ فَظَفِرَ أُورِيَا بِالْمُشْرِكِينَ فَصَعُبَ ذَلِكَ عَلَى دَاوُدَ فَكَتَبَ الثَّانِيَةَ أَنْ قَدِّمْهُ أَمَامَ التَّابُوتِ(1) فَقُتِلَ أُورِيَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَزَوَّجَ دَاوُدُ بِامْرَأَتِهِ قالَ(2): فَضَرَبَ الرِّضَا عليه السلام بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: إِنَّا للَّهِ ِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لَقَدْ نَسَبْتُمْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ إِلَى التَّهَاوُنِ بِصَلاتِهِ حَتَّى(3) خَرَجَ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ ثُمَّ بِالْفَاحِشَةِ ثُمَّ بِالْقَتْلِ فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ خَطِيئَتُهُ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّ دَاوُدَ إِنَّمَا ظَنَّ أَنْ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقاً هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَيْنِ « فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ »(4) فَقَالا:
ص: 47
« خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ » فَلَمْ يَسْأَلِ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يُقْبِلْ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَيَقُولَ مَا تَقُولُ فَكَانَ هَذَا خَطِيئَةَ حُكْمِهِ لا مَا ذَهَبْتُمْ إِلَيْهِ أَلا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: « يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى » إِلَى آخِرِ الآْيَةِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا قِصَّتُهُ مَعَ أُورِيَا؟ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام: إِنَّ الْمَرْأَةَ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ كَانَتْ إِذَا مَاتَ بَعْلُهَا أَوْ قُتِلَ لا تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ أَبَداً وَأَوَّلُ مَنْ أَبَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ قُتِلَ بَعْلُهَا كانَ دَاوُدُ عليه السلام فَتزوّج بامرأة أُوريا لمّا قُتل وانقضت عدّتها منه فَذَلِكَ الَّذِي شَقَّ عَلَى الناس(1) من قِبل أُورِيَا وَأَمَّا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَ نَبِيَّهُ أَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَأَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي الآْخِرَةِ وَأَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَحَدُ مَنْ سَمَّى لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَ هِيَ يَوْمَئِذٍ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَأَخْفَى صلى الله عليه وآله اسْمَهَا فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِ لَهُ لِكَيْلا يَقُولَ ( خ ل لئلّا يقول ) أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلٍ إِنَّهَا أَحَدُ أَزْوَاجِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَخَشِيَ قَوْلَ الْمُنَافِقِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَتَخْشِى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » يعني فِي نَفْسِكَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا
ص: 48
تَوَلَّى تَزْوِيجَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلّا تَزْوِيجَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ عليه السلام وَزَيْنَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله بقوله: « فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا »(1) وَفَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ عليهما السلام قَالَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَنْطِقَ فِي أَنْبِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا إِلّا بِمَا ذَكَرْتَهُ(2).
وعن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: الاِْمَامُ مِنَّا لا يَكُونُ إِلّا مَعْصُوماً وَلَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا فَلِذَلِكَ لا يَكُونُ إِلّا مَنْصُوصاً فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَى الْمَعْصُومِ فَقَالَ هُوَ الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللَّهِ(3) وَحَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ لا يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالاِْمَامُ يَهْدِي إِلَى الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ يَهْدِي إِلَى الاِْمَامِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ »(4).(5)
وهي كما روي عن الصادق عليه السلام: شُرْبُ الْخَمْرِ وَاللَّعِبُ بِالْقِمَارِ وَتَعَاطِي مَا يُضْحِكُ النَّاسَ مِنَ اللَّغْوِ وَالْمِزَاحِ وَذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْب(6).
ص: 49
قال تعالى: « رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ »(1).
وقال تعالى: « يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا »(2).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي الْخَمْرِ عَشَرَةً غَارِسَهَا وَحَارِسَهَا وَعَاصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَإِنَّ الْخَمْرَ رَأْسُ كُلِّ إِثْم(4).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مُدْمِنُ الْخَمْرِ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ كَافِراً(5).
قِيلَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ فَقَالَ عليه السلام: نَعَمْ إِنَّ صَاحِبَ الزِّنَا لَعَلَّهُ لا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ وَإِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ زَنَى وَسَرَقَ وَقَتَلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَتَرَكَ الصَّلاةَ(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ بَعْدَ مَا حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِي فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُزَوَّجَ إِذَا خَطَبَ وَلا
ص: 50
يُشَفَّعَ إِذَا شَفَعَ وَلا يُصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ وَلا يُؤْتَمَنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَمَنِ ائْتَمَنَهُ بَعْدَ عِلْمِهِ فِيهِ فَلَيْسَ لِلَّذِي ائْتَمَنَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ضَمَانٌ وَلا لَهُ أَجْرٌ وَلا خَلَف(1).
قال تعالى: « يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ »(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ يَنْهَى عَنِ الْجَوْزِ يَجِي ءُ بِهِ الصِّبْيَانُ مِنَ الْقِمَارِ أَنْ يُؤْكَلَ وَقَالَ هُوَ سُحْتٌ(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أبعد الناس من النجاح المستهتر باللهو والمزاح(4).
وعنه عليه السلام: احذر الهزل واللعب وكثرة المزح والضحك والترهات(5).
وعن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال في وصيّة له لبعض وُلده أو قال أبي لبعض وُلده: إِيَّاكَ وَالْمِزَاحَ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِنُورِ إِيمَانِكَ وَيَسْتَخِفُّ بِمُرُوءَتِكَ(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِيَّاكُمْ وَالْمِزَاحَ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِمَاءِ الْوَجْهِ وَمَهَابَةِ
ص: 51
الرِّجَالِ(1).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تغرنك العاجلة بزور الملاهي فإن اللهو ينقطع ويلزمك ما اكتسبت من المآثِمِ(2).
وعنه عليه السلام: لا تفن عمرك في الملاهي فتخرج من الدنيا بلا أمل(3).
عن أبي جعفر وأبي عبداللَّه عليهما السلام قالا: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى الْكُفْرِ أَنْ يُوَاخِيَ الرَّجُلَ عَلَى الدِّينِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلّاتِهِ لِيُعَنِّفَهُ بِهَا يَوْماً مَا(4).
عن اسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَخْلُصِ الاِْيمَانَ إِلَى قَلْبِهِ لا تَذُمُّوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ(5) تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي بَيْتِهِ(6).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: تأمل العيب عيب(7).
ص: 52
وعنه عليه السلام: لا تبتهجن بخطاء غيرك فإنك لن تملك الإصابة أبدا(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِساً يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ وَلا يَقْدِرُ عَلَى تَغْيِيرِهِ(2).
عن بكر بن محمّد عن الجعفري(3) قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: مَا لِي رَأَيْتُكَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ(4) فَقَالَ: إِنَّهُ خَالِي فَقَالَ إِنَّهُ يَقُولُ فِي اللَّهِ قَوْلاً عَظِيماً يَصِفُ اللَّهَ وَلا يُوصَفُ فَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَهُ وَتَرَكْتَنَا وَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَنَا وَتَرَكْتَهُ فَقُلْتُ هُوَ يَقُولُ مَا شَاءَ، أَيُّ شَيْ ءٍ عَلَيَّ مِنْهُ إِذَا لَمْ أَقُلْ مَا يَقُولُ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ بِهِ نَقِمَةٌ فَتُصِيبَكُمْ جَمِيعاً أَمَا عَلِمْتَ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى عليه السلام وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَلَمَّا لَحِقَتْ خَيْلُ فِرْعَوْنَ مُوسَى عليه السلام تَخَلَّفَ عَنْهُمْ لِيَعِظَ أَبَاهُ فَيُلْحِقَهُ بِمُوسَى عليه السلام فَمَضَى أَبُوهُ وَهُوَ يُرَاغِمُهُ(5) حَتَّى بَلَغَا طَرَفاً مِنَ الْبَحْرِ فَغَرِقَا جَمِيعاً فَأَتَى مُوسَى الْخَبَرُ فَقَالَ هُوَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ
ص: 53
وَلَكِنَّ النَّقِمَةَ إِذَا نَزَلَتْ لَمْ يَكُنْ لَهَا عَمَّنْ قَارَبَ الْمُذْنِبَ دِفَاعٌ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرالمُؤمنينَ عليه السلام: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلا يَقُومُ مَكَانَ رِيبَةٍ(2).(3)
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَعَدَ عِنْدَ سَبَّابٍ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تعالى(4).
قال النبي صلى الله عليه وآله: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ تَحَبَّبُوا إِلَى اللَّهِ وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ قَالُوا يَا رُوحَ اللَّهِ بِمَا ذَا نَتَحَبَّبُ إِلَى اللَّهِ وَنَتَقَرَّبُ قَالَ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْتَمِسُوا رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِهِمْ قَالُوا يَا رُوحَ اللَّهِ فَمَنْ نُجَالِسُ إِذًا؟ قَالَ مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَيَزِيدُ فِي عَمَلِكِمْ مَنْطِقُهُ وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الآْخِرَةِ عَمَلُهُ(5).
عن الصادق جعفر بن محمّد أنّه قال: أَوْلَى النَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ التُّهَمَة(6).
وعن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه: قال: قالَ أميرالمؤمنينَ عليه السلام: مَنْ وَقَفَ نَفْسَهُ مَوْقِفَ التُّهَمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ(7).
ص: 54
عن زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ عِصْيَانُ الْعَارِفِ بِالْبَغْيِ وَالتَّطَاوُلُ عَلَى النَّاسِ وَالاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ وَالسُّخْرِيَّةُ مِنْهُم(1).
قال تعالى: « إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ »(2).
وقال تعالى: « وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ »(3).
وقال تعالى: « يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً »(4).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَإِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْي(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سِتَّةٌ لا تَكُونُ فِي مُؤْمِنٍ قِيلَ وَمَا هِيَ قَالَ الْعُسْرُ وَالنَّكَدُ وَاللَّجَاجَةُ وَالْكَذِبُ وَالْحَسَدُ وَالْبَغْي(6).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الْبَغْيُ يَسْلُبُ النِّعْمَة(7).
ص: 55
وعنه عليه السلام: الْبَغْيُ يُوجِبُ الدَّمَارَ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ أميرُالمؤمنين عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْبَغْيَ يَقُودُ أَصْحَابَهُ إِلَى النَّار(2).
قال تعالى: « اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ »(3).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ »(4).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه أوحى إلى أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد(5).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَهْلَكَ النَّاسَ اثْنَانِ خَوْفُ الْفَقْرِ وَطَلَبُ الْفَخْر(6).
وعن عليه السلام: مَنْ صَنَعَ شَيْئاً لِلْمُفَاخَرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسْوَدَ الوَجْه(7).
وعنه عليه السلام: ضَعْ فَخْرَكَ وَاحْطُطْ كِبْرَكَ وَاذْكُرْ قَبْرَك(8).
وعنه عليه السلام: إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاتِ الْوُلاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ
ص: 56
الْفَخْرِ، وَيُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْر(1).
وعنه عليه السلام: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا ذَكَرَ لِنَفْسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَلا فَخْر(2).
إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَادَ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ فِي مَرَضِهِ فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: يَا صَعْصَعَةُ لا تَفْتَخِرَنَّ عَلَى إِخْوَانِكَ بِعِيَادَتِي إِيَّاكَ وَاتَّقِ اللَّهَ(3).
عن عبداللَّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: ثَلاثَةٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ وَزَيْنُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ الصَّلاةُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَيَأْسُهُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَوَلايَتُهُ الاِْمَام مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ:(4).
قال تعالى: « وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ »(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِي(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ نَابَذَنِي(7) مَنْ أَذَلَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ(8).
ص: 57
قال تعالى: « الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »(1).
جَاءَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ لَيْلَتِي أَخْبِزُ لِجَرِيرٍ حَتَّى نِلْتُ صَاعَيْنِ تَمْراً أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَمْسَكْتُهُ وَأَمَّا الآْخَرُ فَأَقْرَضْتُهُ رَبِّي فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنْ يَنْثُرَهُ فِي الصَّدَقَاتِ فَسَخِرَ مِنْهُ الْمُنَافِقُونَ فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُغْنِي عَنْ هَذَا الصَّاعِ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِصَاعِهِ شَيْئاً وَلَكِنَّ أَبَا عَقِيلٍ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ نَفْسَهُ لِيُعْطَى مِنَ الصَّدَقَاتِ فَقَالَ: سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيم(2).
قيل أتاه ( أي: رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ) عبدالرحمن بن عوف بصرة من دراهم تملأ الكف وأتاه عقبة بن زيد الحارثي بصاع من تمر وقال: يا رسول اللَّه عملت في النخل بصاعين فصاعاً تركته لأهلي وصاعاً أقرضته ربّي وجاء زيد بن أسلم بصدقة فقال معتب بن قشير وعبداللَّه بن نبتل: إنّ عبدالرحمن رجل يحبّ الرياء ويبتغي الذكر بذلك وإنّ اللَّه غني عن الصاع من التمر فعابوا المكثر بالرياء والملقل بالإقلال(3).
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ »(4).
ص: 58
نزل قوله: « لا يسخر قومٌ من قومٍ » في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنه وقر وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتّى يقعد عند النبيّ فيسمع ما يقول فدخل المسجد يوماً والناس قد فرغوا من الصلاة وأخذوا مكانهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول تفسحوا تفسحوا حتّى انتهى إلى رجل فقال له أصبت مجلساً فاجلس فجلس خلفه مغضباً فلمّا انجلت الظلمة قال: من هذا؟ قال الرجل: أنا فلان فقال ثابت: ابن فلانة ذكر أمّا له كان يعير بها في الجاهليّة فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية عن ابن عبّاس وقوله: « ولا نساءٌ من نساءٍ » نزل في نساء النبي صلى الله عليه وآله سخرن من أُمّ سلمة عن أنس وذلك أنّها ربطت حقويها بسبيبة وهي ثوب أبيض وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجره فقالت عائشة لحفصة: انظري ماذا تجر خلفها كأنّه لسان كلب فلهذا كانت سخريتهما وقيل أنّها عيّرتها بالقصر وأشارت بيدها أنّها قصيرة عن الحسن(1).
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ان المستهزئين يفتح لأحدهم باب الجنّة فيقال: هلم فيجي ء بكربه وغمه فاذا جاء اغلق دونه ثمّ يفتح له باب آخر... فما يزال كذلك حتّى ان الرجل ليفتح له الباب فيقال له: هلم هلم فما يأتيه(2).
وقال تعالى: « قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ »(1).
وقال تعالى: « وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ »(2).
وقال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(3).
وقال تعالى: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ »(4).
وقال تعالى: « اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ »(5).
أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ: الذُّنُوبُ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ الْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَالزَّوَالُ عَنِ الْعَادَةِ فِي الْخَيْرِ وَاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ وَكُفْرَانُ النِّعَمِ وَتَرْكُ الشُّكْرِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِم »(6).(7)
قال اللَّه تعالى: « وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ »(8).
عن مسمع أبي سيّار: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَتَبَ إِلَيْهِ فِي كِتَابٍ انْظُرْ أَنْ لا تَكَلَّمَ
ص: 60
بِكَلِمَةِ بَغْيٍ أَبَداً وَإِنْ أَعْجَبَتْكَ نَفْسَكَ وَعَشِيرَتَكَ(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لو بغى جبل على جبل لهدّ اللَّه الباغي(2).
البغي يسلب النعمة(3).
البغي يوجب الدمار(4).
عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: ثَلاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَلا تُؤَخَّرُ إِلَى الآْخِرَةِ: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَكُفْرُ الْإِحْسَانِ(5).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أيّها الناس إنّ البغي يقودُ أصحابَه إلى النار(6).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى فَأَعْطُوهُ وَاسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ بِاللَّهِ فَأَجِيبُوهُ وَمَنِ اصْطَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ(7).
ص: 61
قال الإمام الكاظم عليه السلام: قلّة الشكر تزهد في اصطناع المعروف(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا يزهدنك في اصطناع المعروف قلة من يشكره فقد يشكرك عليه من لا ينتفع بشي ء منه وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر(2).
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: وأما علامة المسرف فأربعة الفخر بالباطل ويأكل ما ليس عنده ويزهد في اصطناع المعروف وينكر من لا ينتفع بشي ء منه(3).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّينِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ الْخَيْرِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ بَرٍّ وَفَاجِرٍ(4).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ لَهُ الْمَعْرِفَةُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَالْمَلَكُ يَنْطَلِقُ بِهِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ أَغِثْنِي فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَيْكَ الْمَعْرُوفَ فِي الدُّنْيَا وَأَسْعَفُكَ فِي الْحَاجَةِ تَطْلُبُهَا مِنِّي فَهَلْ عِنْدَكَ الْيَوْمَ مُكَافَأَةٌ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ خَلِّ سَبِيلَهُ قَالَ فَيَسْمَعُ اللَّهُ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَيَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ يُجِيزَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَيُخَلِّيَ سَبِيلَهُ(5).
قال الصادق عليه السلام: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآْخِرَةِ يُقَالُ لَهُمْ إِنَّ ذُنُوبَكُمْ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ فَهَبُوا حَسَنَاتِكُمْ لِمَنْ شِئْتُمْ وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ بِيَدِهِ فَبِقَلْبِهِ
ص: 62
وَلِسَانِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ بِلِسَانِهِ فَلْيَنْوِهِ بِقَلْبِهِ(1).
عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: أوّل من يدخل الجنّة المعروف وأهله(2).
قال تعالى: « وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ »(3).
وقال تعالى: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ »(4).
وقال تعالى: « لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ »(5).
وقال تعالى: « وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ »(6).
ص: 63
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عن عليّ: قال: قالَ رسولُ اللَّه: ضَغْطَةُ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ تَضْيِيعِ النِّعَمِ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الكفر في كتاب اللَّه على خمسة أوجه - إلى أن قال عليه السلام: - الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ كُفْرُ النِّعَمِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السلام: « هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ » وَقَالَ: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ » وَقَالَ: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون »(2).
وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ عليه السلام: وَلا تَكْفُرْ نِعْمَةً فَإِنَّ كُفْرَ النِّعْمَةِ مِنْ أَلْأمِ الْكُفْرِ(3).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: أَسْرَعُ الذُّنُوبِ عُقُوبَةً كُفْرَانُ النِّعْمَةِ(4).
وعن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: ثَلاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَلا تُؤَخَّرُ إِلَى الآْخِرَةِ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ وَكُفْرُ الْإِحْسَانِ(5).
ص: 64
أحبّ الناس إلى اللَّه سبحانه العامل فيما أنعم به عليه بالشكر وأبغضهم إليه العامل في نعمه بكفرها(1).
عن عمّار الدهني قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَكَرْتَ فُلاناً فَيَقُولُ بَلْ شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْكَرُكُمْ للَّهِ ِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ(2).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: مِنْ حَقِّ الشُّكْرِ للَّهِ ِ أَنْ تَشْكُرَ مَنْ أَجْرَى تِلْكَ النِّعْمَةَ عَلَى يَدِهِ(3).
وقال الرضا عليه السلام: مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ(4).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَمَرْتَ بِي إِلَى النَّارِ وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَيَقُولُ اللَّهُ أَيْ عَبْدِي إِنِّي أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا فَشَكَرْتُكَ بِكَذَا وَأَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا وَشَكَرْتُكَ بِكَذَا فَلا يَزَالُ يُحْصِي النِّعَمَ وَيُعَدِّدُ الشُّكْرَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى صَدَقْتَ عَبْدِي إِلّا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ لَكَ نِعْمَتِي عَلَى
ص: 65
يَدَيْهِ وَإِنِّي قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدٍ لِنِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَشْكُرَ سَائِقَهَا مِنْ خَلْقِي إِلَيْهِ(1).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً أَنْ تَقُولَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمَجْلِسِ أَنْ تَقُولَ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْراً فَإِذاً أَنْتَ قَدْ كَافَيْتَهُ(2).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اللَّهَ لَهُ حَتَّى تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ(3).
قال تعالى: « هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ »(4).
عن عثمان بن عيسى، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً »(5) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْأَفْجَرَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ فَأَمَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ ثُمَّ
ص: 66
قَالَ وَنَحْنُ وَاللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ وَبِنَا يَفُوزُ مَنْ فَاز(1).
وعن جميل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ: « لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »(2) قَالَ: تُسْأَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ثُمَّ بِأَهْلِ بَيْتِهِ المعصومين:(3).
عن أبي حمزة قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ الْعُلَمَاءَ وَلا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ(4).
عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَانِيَالَ عليه السلام أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ التَّارِكُ لِلاقْتِدَاءِ بِهِمْ وَأَنَّ أَحَبَّ عَبِيدِي إِلَيَّ التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ اللّازِمُ لِلْعُلَمَاءِ التَّابِعُ لِلْحُلَمَاءِ الْقَابِلُ عَنِ الْحُكَمَاءِ(5).
الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ، لَتَصَرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ،
ص: 67
وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ.
وَلَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: « إِنْ هُمْ إِلّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا »(1).(2)
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ فَلَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالا(3).
وقال الصادق عليه السلام: لَعَنَ اللَّهُ قَاطِعِي سَبِيلِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ الرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ فَتُكَفِّرُهُ فَيَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ(4).
في الدعاء: أعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء. وهي كما جاءت به الرواية عن سيّد العابدين عليه السلام سُوءُ النِّيَّةِ وَخُبْثُ السَّرِيرَةِ وَالنِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَتَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَتَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْزُقْنِي حَتَّى أَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْبِرِّ وَوُجُوهِ الْخَيْرِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِيَّةٍ
ص: 68
كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيمُ(1).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا أَنْ يَعْصُوا اللَّهَ أَبَداً وَإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ أَبَداً فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ ثُمَّ تَلا قَوْلَهُ تَعَالَى: « قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ »(2) قَالَ عَلَى نِيَّتِهِ(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: سوءُ النيّة داءٌ دفينٌ(4).
وعنه عليه السلام: إذا فسدت النيّة وقعت البليّة(5).
وعنه عليه السلام: عند فساد النيّة ترتفع البركة(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه(7).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبداً [ عبدٌ ] هُمزةٌ لمزةٌ يقبل بوجهه ويدبر بآخر(8).
ص: 69
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْداً [عَبْدٌ] يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَيَأْكُلُهُ غَائِبا(1)
محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: « إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ - إلى قوله - سَبِيلاً » لَيْسُوا مِنْ عِتْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَيْسُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَالتَّكْذِيبَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ(2).
قال الصادق عليه السلام: أَرْبَعٌ مِنْ عَلامَاتِ النِّفَاقِ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَجُمُودُ الْعَيْنِ وَالْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا(3).
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ »(4).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ: وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ لا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ إِلّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَتَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ وَسُوءِ خُلُقِهِ وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِين(5).
ص: 70
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إيّاك أن تُسي ء الظنّ فانّ سوء الظنّ يُفسد العبادة ويُعظم الوزر(1).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّلاةِ فَلا يَشْغَلَنَّكُمْ عَنْ أَوْقَاتِهَا شَيْ ءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ أَقْوَاماً فَقَالَ: « الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ »(2) يَعْنِي أَنَّهُمْ غَافِلُونَ اسْتَهَانُوا بِأَوْقَاتِهَا(3).
عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَنَالُ شَفَاعَتِي غَداً مَنْ أَخَّرَ الصَّلاةَ الْمَفْرُوضَةَ بَعْدَ وَقْتِهَا(4).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَنْ صَلَّى الصَّلاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا رُفِعَتْ لَهُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً تَقُولُ ضَيَّعَكَ اللَّهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي(5).
وعن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه:، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَزَالُ الشَّيْطَانُ هَائِباً لابْنِ آدَمَ ذَعِراً مِنْهُ مَا صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِوَقْتِهِنَّ فَإِذَا ضَيَّعَهُنَّ اجْتَرَأَ عَلَيْهِ فَأَدْخَلَهُ فِي الْعَظَائِمِ(6).
ص: 71
عن عبداللَّه بن مسعود قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا(1).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: امْتَحِنُوا شِيعَتَنَا عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ كَيْفَ مُحَافَظَتُهُمْ عَلَيْهَا(2).
عن زين العابدين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ سُوءُ النِّيَّةِ وَخُبْثُ السَّرِيرَةِ وَالنِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَتَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَتَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا وَتَرْكُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَةِ وَاسْتِعْمَالُ الْبَذَاءِ وَالْفُحْشُ فِي الْقَوْل(3).
أنك تصدق على الفقير لسد خلّته، وتبر ذا الحق لاجتلاب مودّته ومن ثمّ قيل برّ الوالدين ويجوز أن يقال: البر هو النفع الجليل(4).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: الْبِرُّ وَالصَّدَقَةُ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَزِيدَانِ فِي الْعُمُرِ وَيَدْفَعَانِ سَبْعِينَ مِيتَةَ سَوْءٍ(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الصَّدَقَةُ بِالْيَدِ تَقِي مِيتَةَ السَّوْءِ وَتَدْفَعُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ
ص: 72
أَنْوَاعِ الْبَلاء(1).
عن العالم عليه السلام قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم من السماء(2).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: الصدقة تسدّ بها سبعين باباً من الشرّ(3).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: داووا مرضاكم بالصدقة(4).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه(5).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: البذاء من الجفاء والجفاء في النار(6).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ اللَّه يُبغض الفاحش المتفحّش(7).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ من شرّ عباد اللَّه من تكره مجالسته لفحشه(8).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ غُلاماً ثَلاثَ سِنِينَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ اللَّهَ لا يُجِيبُهُ قَالَ يَا رَبِّ أَبَعِيدٌ أَنَا مِنْكَ فَلا تَسْمَعُنِي أَمْ قَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَلا تُجِيبُنِي قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ إِنَّكَ تَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
ص: 73
مُنْذُ ثَلاثِ سِنِينَ بِلِسَانٍ بَذِيٍّ وَقَلْبٍ عَاتٍ غَيْرِ تَقِيٍّ وَنِيَّةٍ غَيْرِ صَادِقَةٍ فَاقْلَعْ عَنْ بَذَائِكَ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ قَلْبُكَ وَلْتَحْسُنْ نِيَّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ فَوُلِدَ لَهُ الْغُلامُ(1).
قال: مَنْ فَحُشَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ بَرَكَةَ رِزْقِهِ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ(2).
عن عليّ بن الحسين عليه السلام: الذُّنُوبُ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِغَيْرِ اللَّهِ وَالتَّكْذِيبُ بِوَعْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَل(3).
قال تعالى: « فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ »(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قُلْتُ لَهُ مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟ قَالَ: كَانَ فِيهَا الْأَعَاجِيبُ وَكَانَ أَعْجَب مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لابْنِهِ: خَفِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ
ص: 74
بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ وَارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ(1) ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: كَانَ أَبِي عليه السلام يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلّا فِي قَلْبِهِ نُورَانِ نُورُ خِيفَةٍ وَنُورُ رَجَاءٍ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا(2).
عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: إِنَّ رَجُلاً رَكِبَ الْبَحْرَ بِأَهْلِهِ فَكُسِرَ بِهِمْ فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ كَانَ فِي السَّفِينَةِ إِلّا امْرَأَةُ الرَّجُلِ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ حَتَّى أُلْجِئَتْ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَلَمْ يَدَعْ للَّهِ ِ حُرْمَةً إِلّا انْتَهَكَهَا فَلَمْ يَعْلَمْ إِلّا وَالْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلَى رَأْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ إِنْسِيَّةٌ أَمْ جِنِّيَّةٌ فَقَالَتْ إِنْسِيَّةٌ فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً حَتَّى جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا اضْطَرَبَتْ فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ تَضْطَرِبِينَ فَقَالَتْ أَفْرَقُ(3) مِنْ هَذَا وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَصَنَعْتِ مِنْ هَذَا شَيْئاً قَالَتْ لا وَعِزَّتِهِ قَالَ فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ هَذَا الْفَرَقَ وَ لَمْ تَصْنَعِي مِنْ هَذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهْتُكِ اسْتِكْرَاهاً فَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِهَذَا الْفَرَقِ وَالْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ قَالَ فَقَامَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَلَيْسَ لَهُ هِمَّةٌ إِلّا التَّوْبَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّمْسُ
ص: 75
فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلشَّابِّ ادْعُ اللَّهَ يُظِلّنَا بِغَمَامَةٍ فَقَدْ حَمِيَتْ عَلَيْنَا الشَّمْسُ فَقَالَ الشَّابُّ مَا أَعْلَمُ أَنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلَى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً قَالَ فَأَدْعُو أَنَا وَتُؤَمِّنُ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَدْعُو وَالشَّابُّ يُؤَمِّنُ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً(1) مِنَ النَّهَارِ ثُمَّ انْفَرَقَتِ الْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ فَأَخَذَ الشَّابُّ فِي وَاحِدَةٍ وَأَخَذَ الرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ فَإِذَا السَّحَابُ مَعَ الشَّابِّ فَقَالَ الرَّاهِبُ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي لَكَ اسْتُجِيبَ وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي فَخَبِّرْنِي مَا قِصَّتُكَ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى حَيْثُ دَخَلَكَ الْخَوْفُ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ(2).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أعظم البلاء انقطاع الرجاء(3).
عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَلا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلاً لِمَا يَخَافُ وَيَرْجُو(4).
قال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(5).
ص: 76
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: اليأس من روح اللَّه أشدّ برداً من الزمهرير(1).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: « لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ »(2).
ومن وصيّة أميرالمؤمنين لابنه الحسين عليهما السلام: أَيْ بُنَيَّ لا تُؤْيِسْ مُذْنِباً فَكَمْ مِنْ عَاكِفٍ عَلَى ذَنْبِهِ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ وَكَمْ مِنْ مُقْبِلٍ عَلَى عَمَلِهِ مُفْسِدٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ صَائِرٌ إِلَى النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا(3).
قال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(4).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: ما في القرآن آية أوسع من «يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا»(5).
وقال تعالى: « وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ »(6).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة اللَّه، الحديث(7).
ص: 77
من وثق باللَّه توكّل عليه(1).
من وثق باللَّه غني(2).
من وثق باللَّه صان يقينه(3).
عن عليّ عليه السلام قال: مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ أَرَاهُ السُّرُورَ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ الْأُمُورَ وَالثِّقَةُ بِاللَّهِ حِصْنٌ لا يَتَحَصَّنُ فِيهِ إِلّا مُؤْمِنٌ أَمِين(4).
قال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ »(5).
وقال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ »(6).
وقال تعالى: « رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ »(7).
وقال تعالى: « فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ
ص: 78
فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ »(1).
من وصيّة لقمان لابنه: عليك يا بنيّ باليأس عمّا في أيدي الناس والوثوق بوعد اللَّه(2).
أبو خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاءَ تَرْكُ إِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَتَرْكُ مُعَاوَنَةِ الْمَظْلُومِ وَتَضْيِيعُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر(3).
عن زيد الشحّام قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ(4) اللَّهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى نَجَاحِ حَاجَتِهِ أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِذَلِكَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ يُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً يُصْلِحُ بِهَا أَمْرَ مَعِيشَتِهِ وَيَدَّخِرُ لَهُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ رَحْمَةً لأَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهِ(5).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى يُخْرِجَهُ مِنْ هَمٍّ وَكُرْبَةٍ وَوَرْطَةٍ
ص: 79
كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَأَعْطَاهُ ثَوَابَ عِتْقِ عَشْرِ نَسَمَاتٍ وَدَفَعَ عَنْهُ عَشْرَ نَقِمَاتٍ وَأَعَدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرَ شَفَاعَاتٍ(1).
في خبر مناهي النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال: أَلا وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآْخِرَةِ وَاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا أَهْوَنُهَا الْمَغْصُ [ الْمَعْضُ (2)].
عن مسمع أبي سيّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الآْخِرَةِ وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَمَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ(3).
قال عليه السلام: مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَى مَلْهُوفاً فِي طَرِيقٍ بِمَرْكُوبٍ لَهُ قَدْ سَقَطَ وَهُوَ يَسْتَغِيثُ فَلا يُغَاثُ فَأَغَاثَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى مَرْكُوبِهِ وَسَوَّى لَهُ إِلّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَدَدْتَ نَفْسَكَ وَبَذَلْتَ جُهْدَكَ فِي إِغَاثَةِ أَخِيكَ [ هَذَا الْمُؤْمِنِ ] لأَكُدَّنَّ مَلائِكَةً... لِيَبْنُوا لَكَ الْقُصُورَ وَالْمَسَاكِينَ وَيَرْفَعُوا لَكَ الدَّرَجَاتِ فَإِذَا أَنْتَ فِي جِنَانِي كَأَحَدِ مُلُوكِهَا الْفَاضِلِين(4).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ أَصْبَحَ لا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ
ص: 80
الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ(1).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال: من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعِينُ مُؤْمِناً مَظْلُوماً إِلّا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَاعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصُرُ أَخَاهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ إِلّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَة(3).
قال عليه السلام: مَنْ دَفَعَ عَنْ مَظْلُومٍ قُصِدَ بِظُلْمٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُرُوفِ أَقْوَالِهِ وَحَرَكَاتِ أَفْعَالِهِ وَسُكُونِهَا أَمْلاكاً... كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ يَقْصِدُونَ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ لإِغْوَائِهِ فَيَشجونهم ضرباً بالأحجار الدامغة ( فَيُثْخِنُونَهُمْ ضَرْباً بِالْأَحْجَارِ الدَّافِعَةِ ) وَأَوْجَبَ اللَّهُ بِكُلِّ ذَرَّةِ ضَرَرٍ دَفَعَ عَنْهُ وَبِأَقَلِّ قَلِيلِ جُزْءِ أَلَمِ الضَّرَرِ الَّذِي كَفَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفٍ مِنْ خُدَّامِ الْجِنَانِ وَمِثْلَهُمْ مِنَ الْحُورِ الْحِسَانِ يَدُلُّونَهُ هُنَاكَ وَيُشَرِّفُونَهُ وَيَقُولُونَ هَذَا بِدَفْعِكَ عَنْ فُلانٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ(4).
الإمام عليّ عليه السلام للحسنين عليهما السلام: كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً(5).
ص: 81
روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: مَنْ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ مُصَاحِبا(1).
عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْذُلُ أَخَاهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ إِلّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ(2).
قال تعالى: « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »(3).
وقال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ »(4).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليسلّطنّ اللَّه عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم(5).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: إيّاكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، انّما هي مجالسنا نتحدّث فيها، قال صلى الله عليه وآله: فاذا أبيتم إلّا المجالس فاعطوا الطريق حقّها، قالوا: وما حقّ الطريق؟ قال صلى الله عليه وآله: غض البصر وكفّ الأذى وردّ السلام والأمر
ص: 82
بالمعروف والنهي عن المنكر(1).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله: كَلامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ لا لَهُ إِلّا أَمْراً بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْراً للَّهِ ِ تَعَالَى(2).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ فَقَالَ عليه السلام يَا رَبِّ هَؤُلاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام: أَنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَا أَفْضَلُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، قَالَ: ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ(4).
قال تعالى: « لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(5).
ص: 83
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عن الأشياء لا بالمزايلة عال في دنوّه ودان في علوّه(1).
1 - فكر: قال تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي »(2).
الشيخ البهائي قدس سره في أربعينه عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه وآله: أي لفكري(3).
2 - القرآن: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ »(4).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّار(5).
قال عليّ بن الحسين عليه السلام: لَوْ مَاتَ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي(6).
قال عليّ بن الحسين عليه السلام: آيَاتُ الْقُرْآنِ خَزَائِنُ فَكُلَّمَا فُتِحَتْ خِزَانَةٌ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنْظُرَ مَا فِيهَا(7).
ص: 84
3 - رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قال تعالى: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ »(1).
عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الذكر أنا والأئمّة أهل الذكر(2).
عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قُلْتُ لَهُ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ إِذاً يَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِهِمْ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ وَنَحْنُ الْمَسْئُولُونَ(3).
قال تعالى: « إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ »(4). أي: فعظ يا محمّد إنّما أنت واعظ(5).
4 - الصلاة: قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ »(6).
قال الإمام عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِهِ عِنْدَهُ أَبُوذَرٍّ الْغِفَارِيُّ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي غُنَيْمَاتٍ قَدْرَ سِتِّينَ شَاةً فَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدُوَ فِيهَا وَأُفَارِقَ حَضْرَتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَأَكْرَهُ أَنْ أَكِلَهَا إِلَى رَاعٍ فَيَظْلِمَهَا وَيُسِي ءَ رِعَايَتَهَا فَكَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ابْدُ فِيهَا
ص: 85
فَبَدَا فِيهَا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وآله مَا فَعَلَتْ غُنَيْمَاتُكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَهَا قِصَّةً عَجِيبَةً قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا فِي صَلاتِي إِذْ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى غَنَمِي فَقُلْتُ يَا رَبِّ صَلاتِي وَيَا رَبِّ غَنَمِي فَآثَرْتُ صَلاتِي عَلَى غَنَمِي وَأَحْضَرَ الشَّيْطَانُ بِبَالِي يَا أَبَا ذَرٍّ أَيْنَ أَنْتَ إِذْ عَدَتِ الذِّئَابُ عَلَى غَنَمِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي فَأَهْلَكَتْهَا وَمَا يَبْقَى لَكَ فِي الدُّنْيَا مَا تَعِيشُ بِهِ فَقُلْتُ لِلشَّيْطَانِ يَبْقَى لِي تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِيمَانُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَمُوَالاةُ أَخِيهِ سَيِّدِ الْخَلْقِ بَعْدَهُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُوَالاةُ الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ وَمُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ فَكُلُّ مَا فَاتَ مِنَ الدُّنْيَا بَعْدَ ذَلِكَ جَلَلٌ فَأَقْبَلْتُ عَلَى صَلاتِي فَجَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلاً فَذَهَبَ بِهِ وَأَنَا أَحُسُّ بِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَى الذِّئْبِ أَسَدٌ فَقَطَعَهُ نِصْفَيْنِ وَاسْتَنْقَذَ الْحَمَلَ وَرَدَّهُ إِلَى الْقَطِيعِ ثُمَّ نَادَانِي يَا أَبَا ذَرٍّ أَقْبِلْ عَلَى صَلاتِكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَنِي بِغَنَمِكَ إِلَى أَنْ تُصَلِّيَ فَأَقْبَلْتُ عَلَى صَلاتِي وَقَدْ غَشِيَنِي مِنَ التَّعَجُّبِ مَا لا يَعْلَمُهُ إِلّا اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهَا فَجَاءَنِي الْأَسَدُ وَقَالَ لِي امْضِ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَكْرَمَ صَاحِبَكَ الْحَافِظَ لِشَرِيعَتِكَ وَوَكَّلَ أَسَداً بِغَنَمِهِ يَحْفَظُهَا فَعَجِبَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَلَقَدْ آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ هَذَا لَمُوَاطَاةٌ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَبِي ذَرٍّ يُرِيدُ أَنْ يَخْدَعَنَا بِغُرُورِهِ وَاتَّفَقَ مِنْهُمْ رِجَالٌ عِشْرُونَ رَجُلاً وَقَالُوا نَذْهَبُ إِلَى غَنَمِهِ وَنَنْظُرُ إِلَيْهَا إِذَا صَلَّى هَلْ يَأْتِي الْأَسَدُ فَيَحْفَظُ غَنَمَهُ فَيَتَبَيَّنُ بِذَلِكَ كَذِبُهُ فَذَهَبُوا وَنَظَرُوا وَأَبُوذَرٍّ قَائِمٌ يُصَلِّي وَالْأَسَدُ يَطُوفُ حَوْلَ غَنَمِهِ وَيَرْعَاهَا وَيَرُدُّ إِلَى الْقَطِيعِ مَا شَذَّ عَنْهُ مِنْهَا الحديث(1).
ص: 86
5 - الاجتناب من الحرام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال في وصيّته له: يَا عَلِيُّ ثَلاثٌ لا تُطِيقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِي مَالِهِ وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَلَيْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَى مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ وَتَرَكَهُ(1).
قال تعالى: « أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »(2).
وقال تعالى: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ »(3).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ أَنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ يَا رَبِّ أَقَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي(4).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى عليه السلام لا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَلا تَدَعْ ذِكْرِي عَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ تُنْسِي الذُّنُوبَ وَإِنَّ تَرْكَ ذِكْرِي يُقْسِي الْقُلُوبَ(5).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي مَلإٍ أَذْكُرْكَ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِكَ(6).
ص: 87
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ مِنَ النَّاسِ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ(2).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليه السلام مِنَ الذِّكْرِ الْكَثِيرِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآْيَةَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(4) فَقَالَ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَآكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَمَا يَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَكُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا
ص: 88
بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا وَمَنْ كَانَ لا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ وَالْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَيُذْكَرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ وَتَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَيُضِي ءُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِي ءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ لأَهْلِ الْأَرْضِ وَالْبَيْتُ الَّذِي لا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَلا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ وَتَهْجُرُهُ الْمَلائِكَةُ وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ لَكُمْ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَيَقْتُلُوكُمْ فَقَالُوا بَلَى فَقَالَ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَقَالَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَكْثَرُهُمْ للَّهِ ِ ذِكْراً وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: « وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ »(1) قَالَ: لا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ للَّهِ ِ(2).
عن زين العابدين عليه السلام ( مناجات الذاكرين ): وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنَا جَرَيَانُ ذِكْرِكَ عَلَى أَلْسِنَتِنَا وَإِذْنُكَ لَنَا بِدُعَائِكَ وَتَنْزِيهِكَ وَ تَسْبِيحِكَ إِلَهِي فَأَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ فِي الْخَلإِ وَالْمَلإِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْإِعْلانِ وَالْإِسْرَارِ وَفِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَآنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ - إلى أن قال عليه السلام: - إِلَهِي أَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
ص: 89
فَأَمَرْتَنَا بِذِكْرِكَ وَوَعَدْتَنَا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنَا تَشْرِيفاً لَنَا وَتَفْخِيماً وَإِعْظَاماً، وَهَا نَحْنُ ذَاكِرُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا يَا ذَاكِرَ الذَّاكِرِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ لا أَعْنِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَإِنْ كَانَ مِنْهُ وَلَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَحَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَإِنْ كَانَ مَعْصِيَةً تَرَكَهَا(2).
قال زين العابدين عليه السلام: وحبّي لك شفيعي إليك(3).
قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: مَنْ أَنْكَرَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ فَلَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِعْرَاجَ وَالْمُسَاءَلَةَ فِي الْقَبْرِ وَالشَّفَاعَةَ(4).
الايمان، العمل الصالح، القرآن، الأنبياء، الأئمّة، العلماء، الشهداء، المؤمنون...
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(5).
ص: 90
وقال تعالى: « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ »(1).
قال النبي صلى الله عليه وآله: الشُّفَعَاءُ خَمْسَةٌ الْقُرْآنُ وَالرَّحِمُ وَالْأَمَانَةُ وَنَبِيُّكُمْ وَأَهْلُ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ(2).
عن أبي عبداللَّه، عن آبائه: قال: قالَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله في حديث: إِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّق(3).(4)
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه: عن عليّ عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله ثَلاثَةٌ يَشْفَعُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ فَيُشَفَّعُونَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ(5).
عن سماعة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَأَلْتُهُ عَنْ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: يُلْجِمُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَرَقُ فَيَقُولُونَ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ يَشْفَعُ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذَنْباً وَخَطِيئَةً فَعَلَيْكُمْ بِنُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَرُدُّهُمْ إِلَى مَنْ يَلِيهِ وَيَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى مَنْ يَلِيهِ حَتَّى يَنْتَهُونَ إِلَى عِيسَى فَيَقُولُ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَيَعْرِضُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ وَيَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُ انْطَلِقُوا فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْتَقْبِلُ بَابَ الرَّحْمَنِ
ص: 91
وَيَخِرُّ سَاجِداً فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: « عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً »(1).(2)
عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إِنِّي أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِي فَيُشَفَّعُونَ وَإِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ فِي أَرْبَعِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ كُلٌّ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ(3).
عن أبي عبداللَّه وأبي جعفر عليهما السلام قالا: وَاللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ فِي الْمُذْنِبِينَ مِنْ شِيعَتِنَا حَتَّى تَقُولَ أَعْدَاؤُنَا إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيم(4).
قال الرضا عليه السلام: مَنْ زَارَنِي عَلَى بُعْدِ دَارِي أَتَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ثَلاثَةِ مَوَاطِنَ حَتَّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا إِذَا تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ يَمِيناً وَشِمَالاً وَعِنْدَ الصِّرَاطِ وَعِنْدَ الْمِيزَانِ(5).
عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليه السلام قال: قَالَ جَابِرٌ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ فِي فَضْلِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ عليها السلام إِذَا أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الشِّيعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِلْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَيَكُونُ مِنْبَرِي أَعْلَى مَنَابِرِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ اخْطُبْ فَأَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ [ خُطْبَةً ]لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنْصَبُ لِلْأَوْصِيَاءِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَيُنْصَبُ لِوَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَوْسَاطِهِمْ مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ فَيَكُونُ مِنْبَرُهُ [ منبر علي ] أَعْلَى مَنَابِرِهِمْ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ[ يقول له ]: يَا عَلِيُّ اخْطُبْ فَيَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ [ خطبة ] لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنْصَبُ لأَوْلادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ
ص: 92
فَيَكُونُ لابْنَيَّ وَسِبْطَيَّ وَرَيْحَانَتَيَّ أَيَّامَ حَيَاتِي مِنْبَرٌ [ منبران ] مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُمَا اخْطُبَا فَيَخْطُبَانِ بِخُطْبَتَيْنِ لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ بِمِثْلِهَا ثُمَّ يُنَادِي الْمُنَادِي[ منادٍ ] وَهُوَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام أَيْنَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَيْنَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ أَيْنَ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ أَيْنَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فَيَقُمْنَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا أَهْلَ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ [ وفاطمة ] للَّهِ ِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَهْلَ الْجَمْعِ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ الْكَرَمَ لِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ يَا أَهْلَ الْجَمْعِ طَأْطِئُوا الرُّءُوسَ وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّ [ ان ] هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الْمُخْفَقِ الرَّطْبِ عَلَيْهَا رَحْلٌ مِنَ الْمَرْجَانِ فَتُنَاخُ بَيْنَ يَدَيْهَا فَتَرْكَبُهَا فَيَبْعَثُ اللَّهُ مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ لِيَسِيرُوا عَنْ يَمِينِهَا وَيَبْعَثُ إِلَيْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ عَنْ يَسَارِهَا وَيَبْعَثُ إِلَيْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ يَحْمِلُونَهَا عَلَى أَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يُصَيِّرُوهَا [ يسيروها ] عِنْدَ [ عَلَى ] بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا صَارَتْ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ تَلْتَفِتُ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا بِنْتَ حَبِيبِي مَا الْتِفَاتُكِ وَقَدْ أَمَرْتُ بِكِ إِلَى جَنَّتِي [ الجنّة ] فَتَقُولُ: يَا رَبِّ أَحْبَبْتُ أَنْ يُعْرَفَ قَدْرِي فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا بِنْتَ حَبِيبِي ارْجِعِي فَانْظُرِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حُبٌّ لَكِ أَوْ لأَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّتِكِ خُذِي بِيَدِهِ فَأَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَاللَّهِ يَا جَابِرُ إِنَّهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ لَتَلْتَقِطُ شِيعَتَهَا وَمُحِبِّيهَا كَمَا
ص: 93
يَلْتَقِطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ الْجَيِّدَ مِنَ الْحَبِّ الرَّدِي ءِ فَإِذَا صَارَ شِيعَتُهَا مَعَهَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَلْتَفِتُوا فَإِذَا الْتَفَتُوا يَقُولُ اللَّهُ يَا أَحِبَّائِي مَا الْتِفَاتُكُمْ وَقَدْ شَفَّعْتُ فِيكُمْ فَاطِمَةَ بِنْتَ حَبِيبِي فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ أَحْبَبْنَا أَنْ يُعْرَفَ قَدْرُنَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا أَحِبَّائِي ارْجِعُوا وَانْظُرُوا مَنْ أَحَبَّكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ أَطْعَمَكُمُ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ كَسَاكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً فِي حُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ رَدَّ عَنْكُمْ غَيْبَةً فِي حُبِّ فَاطِمَةَ فَخُذُوا بِيَدِهِ وَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَاللَّهِ لا يَبْقَى فِي النَّاسِ إِلّا شَاكٌّ أَوْ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَيْنَ الطَّبَقَاتِ نَادُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيم »(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَالِمَ وَالْعَابِدَ فَإِذَا وَقَفَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قِيلَ لِلْعَابِدِ انْطَلِقْ إِلَى الْجَنَّةِ وَقِيلَ لِلْعَالِمِ قِفْ تَشْفَعْ لِلنَّاسِ بِحُسْنِ تَأْدِيبِكَ لَهُمْ(2).
قال تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي
ص: 94
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ »(1).
وقال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ »(2).
أنت الجواد الذي لا يبخل(3).
مولاي يا مولاي أنت الجواد وأنا البخيل، وهل يرحم البخيل إلّا الجواد(4).
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام وَهُوَ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَوَادِ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِكَلامِكَ وَجْهَيْنِ فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّ
ص: 95
الْجَوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقَ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى وَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لأَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ وَإِنْ مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ(1).
الآيات:
قال تعالى: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ »(2).
عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا » الآية قال: إِنَّ رَهْطاً مِنَ الْيَهُودِ أَسْلَمُوا مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلّامٍ وَأَسَدٌ وَثَعْلَبَةُ وَابْنُ يَامِينَ وَابْنُ صُورِيَا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مُوسَى أَوْصَى إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَمَنْ وَصِيُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ وَلِيُّنَا بَعْدَكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآْيَةُ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قُومُوا فَقَامُوا فَأَتَوُا الْمَسْجِدَ فَإِذَا سَائِلٌ خَارِجٌ فَقَالَ يَا سَائِلُ أَمَا أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئاً قَالَ نَعَمْ هَذَا الْخَاتَمَ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ أَعْطَانِيهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي يُصَلِّي قَالَ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَعْطَاكَ قَالَ كَانَ رَاكِعاً فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَكَبَّرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي قَالُوا رَضِينَا بِاللَّهِ رَبّاً وَبِالْإِسْلامِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً وَبِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
ص: 97
« وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ »(1).(2)
قال تعالى: « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ »(3).
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَشَكَا إِلَيْهِ الْجُوعَ فَبَعَثَ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ فَقُلْنَ مَا عِنْدَنَا إِلّا الْمَاءُ فَقَالَ مَنْ لِهَذَا الرَّجُلِ اللَّيْلَةَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَأَتَى فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا مَا عِنْدَكِ فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلّا قُوتُ الصِّبْيَةِ لَكِنَّا نُؤْثِرُ ضَيْفَنَا فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام نَوِّمِي الصِّبْيَةَ وَأَطْفِئِي الْمِصْبَاحَ وَجَعَلا يَمْضَغَانِ بِأَلْسِنَتِهِمَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَكْلِ أَتَتْ فَاطِمَةُ بِسِرَاجٍ فَوَجَدَ الْجَفْنَةَ مَمْلُوءَةً مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله مِنْ صَلاتِهِ نَظَرَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَبَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ عَجِبَ الرَّبُّ مِنْ فِعْلِكُمُ الْبَارِحَةَ اقْرَأْ « وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ » أَيْ مَجَاعَةٌ « وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ » يَعْنِي عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ: فَأُولئِكَ « هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(4).
قال تعالى: « وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً »(5).
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام في قوله عزّوجلّ: « يُوفُونَ بِالنَّذْرِ » قَال مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليه السلام وَهُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ فَعَادَهُمَا رَسُولُ
ص: 98
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَمَعَهُ رَجُلانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ فِي ابْنَيْكَ نَذْراً إِنَّ اللَّهَ عَافَاهُمَا فَقَالَ أَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً للَّهِ ِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَقَالَ الصَّبِيَّانِ وَنَحْنُ أَيْضاً نَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَكَذَلِكَ قَالَتْ جَارِيَتُهُمْ فِضَّةُ فَأَلْبَسَهُمَا اللَّهُ عَافِيَتَهُ فَأَصْبَحُوا صِيَاماً وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ طَعَامٌ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى جَارٍ لَهُ يُعَالِجُ الصُّوفَ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلُهَا لَكَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ بِثَلاثَةِ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَالشَّعِيرِ وَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَبِلَتْ وَأَطَاعَتْ ثُمَّ عَمَدَتْ فَغَزَلَتْ ثُلُثَ الصُّوفِ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ عليه السلام مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَوُضِعَ الْخِوَانُ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا مِسْكِينٌ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ ذَاتَ الْمَجْدِ وَالْيَقِينِ * يَا بِنْتَ خَيْرِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ
أَ مَا تَرَيْنَ الْبَائِسَ الْمِسْكِينَ * جَاءَ إِلَى الْبَابِ لَهُ حَنِينٌ
يَشْكُو إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَكِينُ * يَشْكُو إِلَيْنَا جَائِعاً حَزِينٌ
كُلُّ امْرِئٍ بِكَسْبِهِ رَهِينٌ * مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ يَقِفْ سَمِينٌ
مَوْعِدُهُ فِي جَنَّةٍ رَهِينٌ * حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى الضَّنِينِ
وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ يَقِفْ حَزِ * ينٌ تَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى سِجِّينٍ
شَرَابُهُ الْحَمِيمُ وَالْغِسْلِينُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَقُولُ:
ص: 99
أَمْرُكَ سَمْعٌ يَا ابْنَ عَمِّ وَطَاعَةٌ *
مَا بِيَ مِنْ لُؤْمٍ وَلا وَضَاعَةٍ[ولاضراعة]
غَدَّيْتُ بِاللُّبِّ وَبِالْبَرَاعَةِ
أَرْجُو إِذَا أَشْبَعْتُ مِنْ مَجَاعَةٍ
أَنْ أَلْحَقَ الْأَخْيَارَ وَالْجَمَاعَةَ
وَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فِي شَفَاعَةٍ
وَعَمَدَتْ إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ فَدَفَعَتْهُ إِلَى الْمِسْكِينِ وَبَاتُوا جِيَاعاً وَأَصْبَحُوا صِيَاماً لَمْ يَذُوقُوا إِلّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى الثُّلُثِ الثَّانِي مِنَ الصُّوفِ فَغَزَلَتْهُ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ وَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرِصَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَلَمَّا وُضِعَ الْخِوَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ عَلِيٌّ عليه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ بِنْتَ السَّيِّدِ الْكَرِيمِ * بِنْتَ نَبِيٍّ لَيْسَ بِالزَّنِيمِ
قَدْ جَاءَنَا اللَّهُ بِذَا الْيَتِيمِ * مَنْ يَرْحَمِ الْيَوْمَ فَهُوَ الرَّحِيمُ
مَوْعِدُهُ فِي جَنَّةِ النَّعِيمِ * حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى اللَّئِيمِ
وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ يَقِفْ ذَمِيمٌ * تَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى الْجَحِيمِ
شَرَابُهُ الصَّدِيدُ وَالْحَمِيمُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَهِيَ تَقُولُ:
ص: 100
فَسَوْفَ أُعْطِيهِ وَلا أُبَالِي * وَأُؤْثِرُ اللَّهَ عَلَى عِيَالِي
أَمْسَوْا جِيَاعاً وَهُمْ أَشْبَالِي * أَصْغَرُهُمْ يُقْتَلُ فِي الْقِتَالِ
بِكَرْبَلاءَ يُقْتَلُ بِاغْتِيالٍ * لِقَاتِلِيهِ الْوَيْلُ مَعْ وَبَالٍ
يَهْوِي بِهِ النَّارُ إِلَى سَفَالٍ * كُبُولُهُ زَادَتْ عَلَى الْأَكْبَاِل
ثُمَّ عَمَدَتْ فَأَعْطَتْهُ عليها السلام جَمِيعَ مَا عَلَى الْخِوَانِ وَبَاتُوا جِيَاعاً لَمْ يَذُوقُوا إِلّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ وَأَصْبَحُوا صِيَاماً وَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فَغَزَلَتِ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ مِنَ الصُّوفِ وَطَحَنَتِ الصَّاعَ الْبَاقِيَ وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَصَلَّى عَلِيٌّ عليه السلام الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَّبَ إِلَيْهِ الْخِوَانَ وَجَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا أَسِيرٌ مِنْ أُسَرَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَتَشُدُّونَنَا وَلا تُطْعِمُونَنَا فَوَضَعَ عَلِيٌّ عليه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ يَا بِنْتَ النَّبِيِّ أَحْمَدَ * بِنْتَ نَبِيٍّ سَيِّدٍ مُسَدَّدٍ
قَدْ جَاءَكِ الْأَسِيرُ لَيْسَ يَهْتَدِي * مُكَبَّلاً فِي غُلِّهِ مُقَيَّدٌ
يَشْكُو إِلَيْنَا الْجُوعَ قَدْ تَقَدَّدَ * مَنْ يُطْعِمِ الْيَوْمَ يَجِدْهُ فِي غَدٍ
عِنْدَ الْعَلِيِّ الْوَاحِدِ الْمُوَحَّدِ * مَا يَزْرَعُ الزَّارِعُ سَوْفَ يَحْصُدُ
فَأَعْطِي [فَأَعْطِهِ] وَلا تَجْعَلِيهِ يَنْكُدُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام وَهِيَ تَقُولُ:
لَمْ يَبْقَ مِمَّا كَانَ غَيْرُ صَاعٍ * قَدْ دَبَّرَتْ كَفِّي مَعَ الذِّرَاعِ
شِبْلايَ وَاللَّهِ هُمَا جِيَاعٌ * يَا رَبِّ لا تَتْرُكْهُمَا ضِيَاعٌ
أَبُوهُمَا لِلْخَيْرِ ذُو اصْطِنَاعٍ * عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ طَوِيلُ الْبَاعِ
ص: 101
وَ مَا عَلَى رَأْسِيَ مِنْ قِنَاعٍ * إِلّا عَبَا نَسَجْتُهَا بِصَاعٍ
وَعَمَدُوا إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ فَأَعْطَوْهُ وَبَاتُوا جِيَاعاً وَأَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْ ءٌ قَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليه السلام نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَهُمَا يَرْتَعِشَانِ كَالْفَراخِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ شَدَّ مَا يَسُوؤُنِي مَا أَرَى بِكُمْ انْطَلِقْ إِلَى ابْنَتِي فَاطِمَةَ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا وَهِيَ فِي مِحْرَابِهَا قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَغَارَتْ عَيْنَاهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ضَمَّهَا إِلَيْهِ وَقَالَ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلاثٍ فِيمَا أَرَى فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ خُذْ مَا هَيَّأَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ وَمَا آخُذُ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ « هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ »(1) حَتَّى إِذَا بَلَغَ « إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورا »(2).(3)
الروايات:
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّما سادةُ أهلِ الدنيا [ والآخرة ] الأجواد(4).
وعنه عليه السلام: من جاد ساد(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه أيّ الناس أفضلهم ايماناً؟ قال: أبسطهم كفّاً(6).
ص: 102
عن عليّ بن إبراهيم رفعه قال: أوحى اللَّه عزّوجلّ إلى موسى عليه السلام أن لا تقتل السامريّ فانّه سخيّ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ كَانَ أَعْظَمَهُمْ كَلاماً وَأَشَدَّهُمْ اسْتِقْصَاءً فِي مُحَاجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله حَتَّى الْتَوَى عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ(2) فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذَا رَجُلٌ سَخِيٌّ يُطْعِمُ الطَّعَامَ فَسَكَنَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله الْغَضَبُ وَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ لَهُ لَوْلا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّكَ سَخِيٌّ تُطْعِمُ الطَّعَامَ لَشَرَدْتُ(3) بِكَ وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً لِمَنْ خَلْفَكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيُحِبُّ السَّخَاءَ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا رَدَدْتُ مِنْ مَالِي أَحَداً(4).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: شَابٌّ سَخِيٌّ مُرَهّقٌ فِي الذُّنُوبِ(5) أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ شَيْخٍ عَابِدٍ بَخِيلٍ(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي كَلامٍ لَهُ: وَمَنْ يَبْسُطْ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ يُخْلِفِ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ(7).
ص: 103
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام أو أبي جعفر عليه السلام قال: يُنْزِلُ اللَّهُ الْمَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَبْدِ بِقَدْرِ الْمَئُونَةِ فَمَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ سَخَتْ نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ(1).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام لمحمّد ابنه: يَا بُنَيَّ كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ قَالَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً قَالَ اخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا قَالَ تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْلِفُهَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مِفْتَاحاً وَمِفْتَاحُ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ فَتَصَدَّقْ بِهَا فَفَعَلَ فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلافِ دِينَارٍ فَقَالَ يَا بُنَيَّ أَعْطَيْنَا للَّهِ ِ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ(2).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: سُلَّمُ الشرف التواضع والسخاء(3).
عن الحسن بن عليّ الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّار(4).
و روي أنّه ( أي عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب ) دخل ذات يوم إلى حائط له و فيه عبد لجاره و بين يديه ثلاثة أقراص فدخل إليه كلب فرمى له بواحد ثم الآخر ثم الآخر فقال له هلا أكلت منها و أطعمته فقال إنه غريب جائع فآثرته على نفسي فقال عبد اللَّه يلومني على السخاء و هذا أسخى مني ثم اشتراه و أعتقه و ملكه هذا الحائط(5).
وفي دعاء العرفة:
ص: 104
فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ يَا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي، وَنَفَّسَ كُرْبَتِي، وَأَجابَ دَعْوَتِي، وَسَتَرَ عَوْرَتِي، وَغَفَرَ ذُ نُوبِي، وَبَلَّغَنِي طَلِبَتِي، وَنَصَرَنِي عَلَى عَدُوِّي، وَ إِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لَا أُحْصِيها، يَا مَوْلايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ، أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ...(1)
وفي دعاء أبي حمزة الثمالي: سَيِّدِي أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ، وَأَ نَا الْجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ، وَأَ نَا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ، وَأَ نَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ، وَأَ نَا الْخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ ، وَالْجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَ نَا الْقَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ، وَأَ نَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ(2).
ص: 105
في الحديث: أنا ملك حي لا أموت أبداً، عبدي أطعني أجعلك ملكاً حيّاً لا يموت أبداً(1).
عنه صلى الله عليه وآله قال: إنَّ اللَّه تعالى يقول: مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً وَمَنْ أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة(2).
ان اللَّه يقول: لا يزال عبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه فأكون أنا سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به وقلبه الذي يعقل به فاذا دعاني أجبته وإذا سئلني أعطيته(3).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: كلام المتّقين بمنزلة الوحي من السماء إذا وجدت كلمة على لسان بعضهم فقيل له من حدثك بهذه؟ فيقول: حدّثني قلبي عن فكري عن سرّي عن ربّي(4).
وعنه صلى الله عليه وآله: انّه قال: من رآني فقد رأى الحق(5).
وقوله صلى الله عليه وآله: لي مع اللَّه وقت لا يسعه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل(6).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: معرفتي بالنورانيّة معرفة اللَّه عزّوجلّ(7).
ص: 96
قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: « إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ »(1).
قال تعالى: « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى »(2).
في الحديث عن أبي الحسن صلوات اللَّه عليه : ثمّ دنى يعني رسول اللَّه من ربّه عزّوجلّ فقدلى، الحديث(3).
عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: جَاءَ العَلاء إِلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُعِينَهُمْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدِهِمْ قَالَ: مَا كُنْتُ بِالَّذِي أُعِينُ فِي بِنَاءِ شَيْ ءٍ وَيَقَعُ مِنْهُ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَيَمُوتُ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمْ يُبَخِّلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَمُّوا الدَّرَاهِمَ وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي الْبِنَاءِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ زَلَّتْ قَدَمُ الْبَنَّاءِ فَوَقَعَ فَمَاتَ(4).
عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: جَاءَ العَلاءُ بْنُ شَرِيكٍ بِرَجُلٍ مِنْ جُعْفِيٍّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ جَابِرٍ لَمَّا طَلَبَهُ هِشَامٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّوَادِ قَالَ فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ وَرَاعِي قَرِيبٌ مِنَّا إِذْ لَفَتَتْ نَعْجَةٌ مِنْ شَائِهِ إِلَى حَمَلٍ فَضَحِكَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا يُضْحِكُكَ يَا بَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ إِنَّ هَذِهِ النَّعْجَةَ دَعَتْ حَمَلَهَا فَلَمْ يَجِئْ فَقَالَتْ لَهُ تَنَحَّ عَنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَإِنَّ الذِّئْبَ عَامَ أَوَّلَ أَخَذَ أَخَاكَ مِنْهُ فَقُلْتُ لأَعْلَمَنَّ حَقِّيَّةَ هَذَا أَوْ كَذِبَهُ
ص: 106
فَجِئْتُ إِلَى الرَّاعِي فَقُلْتُ يَا رَاعِي تَبِيعُنِي هَذَا الْحَمَلَ قَالَ فَقَالَ لا فَقُلْتُ وَلِمَ قَالَ لأَنَّ أُمَّهُ أَفْرَهُ شَاةٍ فِي الْغَنَمِ وَأَغْزَرُهَا دِرَّةً وَكَانَ الذِّئْبُ أَخَذَ حَمَلاً لَهَا مُنْذُ عَامِ الْأَوَّلِ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَمَا رَجَعَ لَبَنُهَا حَتَّى وَضَعَتْ هَذَا فَدَرَّتْ فَقُلْتُ صَدَقَ ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَلَمَّا صِرْتُ عَلَى جِسْرِ الْكُوفَةِ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مَعَهُ خَاتَمُ يَاقُوتٍ فَقَالَ لَهُ يَا فُلانُ خَاتَمُكَ هَذَا الْبَرَّاقُ أَرِنِيهِ قَالَ فَخَلَعَهُ فَأَعْطَاهُ فَلَمَّا صَارَ فِي يَدِهِ رَمَى بِهِ فِي الْفُرَاتِ قَالَ الآْخَرُ مَا صَنَعْتَ قَالَ تُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَالَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَاءِ فَأَقْبَلَ الْمَاءُ يَعْلُو بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى إِذَا قَرُبَ تَنَاوَلَهُ وَأَخَذَهُ(1).
الايزاع لشكرك: أي الالهام له(2).
قال المجلسي رحمه الله: الشكر الاعتراف بالنعمة ظاهراً وباطناً ومعرفة المنعم وصرفها فيما أمر به(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: فيما أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ فَكَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلّا وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ قَالَ يَا مُوسَى الآْنَ شَكَرْتَنِي حِينَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي(4).
ومن الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن عليّ عليهما السلام: أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَالْأَحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَةٍ
ص: 107
مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلَّا بِمَنِّكَ(1).
روى عن داود عليه السلام قال: يَا رَبِّ كَيْفَ أَشْكُرُكَ وَأَنَا لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَشْكُرَكَ إِلّا بِنِعْمَةٍ ثَانِيَةٍ مِنْ نِعَمِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَقَدْ شَكَرْتَنِي(2).
خطبة الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه في كربلاء قبل عاشوراء:... فاجعلنا من الشاكرين(3).
قال تعالى: « وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ».
عن مسمع بن عبدالملك قال: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بِمِنىً وَبَيْنَ أَيْدِينَا عِنَبٌ نَأْكُلُهُ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ بِعُنْقُودٍ(4) فَأَعْطَاهُ فَقَالَ السَّائِلُ لا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا إِنْ كَانَ دِرْهَمٌ قَالَ يَسَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ رُدُّوا الْعُنْقُودَ فَقَالَ يَسَعُ اللَّهُ لَكَ وَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئاً ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَرُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ثَلاثَ حَبَّاتِ عِنَبٍ فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ فَحَشَا(5) مِلْ ءَ كَفَّيْهِ عِنَباً فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ يَا غُلامُ أَيُّ شَيْ ءٍ مَعَكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَإِذَا مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَماً فِيمَا حَزَرْنَاهُ(6) أَوْ نَحْوِهَا فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ هَذَا مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ
ص: 108
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَكَانَكَ فَخَلَعَ قَمِيصاً كَانَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْبَسْ هَذَا فَلَبِسَهُ فَقَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِي كَسَانِي وَ سَتَرَنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً لَمْ يَدْعُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِلّا بِذَا ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَدْعُ لَهُ لَمْ يَزَلْ يُعْطِيهِ لأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ يُعْطِيهِ حَمِدَ اللَّهَ أَعْطَاهُ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سَجْدَةُ الشُّكْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ تُتِمُّ بِهَا صَلاتَكَ وَتُرْضِي بِهَا رَبَّكَ وَتَعْجَبُ الْمَلائِكَةُ مِنْكَ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَتَحَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحِجَابَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْمَلائِكَةِ فَيَقُولُ يَا مَلائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي أَدَّى فَرْضِي وَأَتَمَّ عَهْدِي ثُمَّ سَجَدَ لِي شُكْراً عَلَى مَا أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْهِ، مَلائِكَتِي! مَا ذَا لَهُ عِنْدِي؟ قَالَ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا رَحْمَتُكَ ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا لَهُ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا جَنَّتُكَ ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يَا رَبَّنَا كِفَايَةُ مُهِمِّهِ فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ مَا ذَا قَالَ وَلا يَبْقَى شَيْ ءٌ مِنَ الْخَيْرِ إِلّا قَالَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا مَلائِكَتِي ثُمَّ مَا ذَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ رَبَّنَا لا عِلْمَ لَنَا قَالَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَشْكُرُ لَهُ كَمَا شَكَرَ لِي وَ أُقْبِلُ إِلَيْهِ بِفَضْلِي وَأُرِيهِ وَجْهِي(2).
سئل أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه عن لفظ الوحي في كتاب اللَّه تعالى فقال: مِنْهُ وَحْيُ النُّبُوَّةِ وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِلْهَامِ وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِشَارَةِ وَمِنْهُ وَحْيُ أَمْرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ
ص: 109
كَذِبٍ وَمِنْهُ وَحْيُ تَقْدِيرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ خَبَرٍ وَمِنْهُ وَحْيُ الرِّسَالَةِ فَأَمَّا تَفْسِيرُ وَحْيِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: « إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ »(1) إِلَى آخِرِ الآْيَةِ وَأَمَّا وَحْيُ الْإِلْهَامِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ »(2) وَمِثْلُهُ: « وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ »(3) وَأَمَّا وَحْيُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً »(4) أَيْ أَشَارَ إِلَيْهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: « أَلّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلّا رَمْزاً »(5) وَأَمَّا وَحْيُ التَّقْدِيرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: « وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها »(6) وَأَمَّا وَحْيُ الْأَمْرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: « وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي »(7) وَأَمَّا وَحْيُ الْكَذِبِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: « شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ »(8) إِلَى آخِرِ الآْيَةِ وَأَمَّا وَحْيُ الْخَبَرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ
ص: 110
الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِين »(1).(2)
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا ابن مسعود لاتختارن على ذكر اللَّه شيئاً فانّه يقول: « وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ »(3).(4)
وعن زين العابدين عليه السلام: وآنسنا بالذكر الخفي واستعملنا بالعمل الزكيّ والسعي المرضيّ(5).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: قال موسى: يا ربّ انّي أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها فقال: يا موسى اذكرني على كلّ حال(6).
قال تعالى: « وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ »(7).
وقال تعالى: « تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »(8).
وقال تعالى: « إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ »(9).
ص: 111
وقال تعالى: « أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ »(1).
قال الصادق عليه السلام: التواضع أن ترضى من المجلس بدون شرفك وأن تسلّم على من لاقيت وأن تترك المراء وإن كنت محقّاً ورأس الخير التواضع(2).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة؟ قالوا: وما حلاوة العبادة؟ قال: التواضع(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: عليك بالتواضع فانّه من أعظم العبادة(4).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنَّ أفضل الناس عبداً من تواضع عن رفعة(5).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم اللَّه(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من تواضع للَّه رفعه اللَّه(7).
وقال الصادق عليه السلام: من تواضع للَّه شرّفه اللَّه على كثير من عباده(8).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام أَنْ يَا مُوسَى أَتَدْرِي لِمَا اصْطَفَيْتُكَ بِكَلامِي دُونَ خَلْقِي قَالَ يَا رَبِّ وَلِمَ ذَاكَ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ
ص: 112
لِي نَفْساً مِنْكَ يَا مُوسَى إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ عَلَى التُّرَابِ أَوْ قَالَ عَلَى الْأَرْضِ(1).(2)
نهج البلاغة: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِين(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا عزّ إلّا لمن تذلّل للَّه(4).
في حديث المعراج: ما عرفني عبدٌ وخشع لي إلّا خشع له كلّ شي ء(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: من خشع قلبه للَّه عزّ وجلّ خشعت جوارحه(6).
نعم عون الدعاء الخشوع(7).
قال الصادق عليه السلام: كان فيما ناجى اللَّه عزّ وجلّ به موسى بن عمران عليه السلام أن قال له: يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينيك الدموع في ظلم الليل وادعني فانّك تجدني قريباً مجيبا(8).
ص: 113
قال زين العابدين عليه السلام: واجعلني لك من الخاشعين(1).
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذِي قَارٍ وَهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذِهِ النَّعْلِ فَقُلْتُ لا قِيمَةَ لَهَا قَالَ وَاللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلا(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْش(3).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ يَكُونُ سَهْلَ الْبَيْعِ سَهْلَ الشِّرَاءِ سَهْلَ الْقَضَاءِ سَهْلَ الاقْتِضَاءِ(4).(5)
عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلّا ظِلُّهُ قَالَهَا ثَلاثاً فَهَابَهُ النَّاسُ أَنْ يَسْأَلُوهُ فَقَالَ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِراً أَوْ لِيَدَعْ لَهُ مِنْ حَقِّهِ(6).
عن أبي مسعود قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: حوسب رجل عمّا كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شي ء إلّا أنّه كان يخالط الناس وكان موسراً وكان يأمر غلمانه
ص: 114
أن يتجاوزوا عن المعسرين فقال اللَّه عزّ وجلّ: نحن أحقّ بذلك منه تجاوزوا عنه(1).
عن حذيفة قال: قال أتى اللَّه بعبد من عباده أتاه اللَّه مالاً فقال له: ما فعلت في الدنيا وهو قوله: « وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً » قال: ربّ أتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خُلقي الجاز فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر فقال اللَّه: أنا أحقّ بهذا منك تجاوزوا عن عبدي(2).
عن حمّاد بن عثمان قال: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ الْمَشْكُوُّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَا لِفُلانٍ يَشْكُوكَ فَقَالَ لَهُ يَشْكُونِي أَنِّي اسْتَقْضَيْتُ مِنْهُ(3) حَقِّي قَالَ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مُغْضَباً ثُمَّ قَالَ كَأَنَّكَ إِذَا اسْتَقْضَيْتَ حَقَّكَ لَمْ تُسِئْ أَرَأَيْتَ مَا حَكَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: « يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ »(4) أَتَرَى أَنَّهُمْ خَافُوا اللَّهَ أَنْ يَجُورَ عَلَيْهِمْ لا وَاللَّهِ مَا خَافُوا إِلّا الاسْتِقْضَاءَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُوءَ الْحِسَابِ فَمَنِ اسْتَقْضَى بِهِ فَقَدْ أَسَاءَ(5).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: ألا وان للَّه أواني في أرضه وهي القلوب وأحبّ الأواني إلى اللَّه أصفاها واصلبها وأرقها: اصفاها من الذنوب، واصلبها في الدين، وارقها على الاخوان(6).
ص: 115
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض(1).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُن فِيهِ لَمْ يَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(2).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ ءٍ إِلّا زَانَهُ وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا شَانَهُ(3).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرَى مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ شَيْ ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ(4).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثمرة العقل مداراة الناس(5).
وعنه عليه السلام: مداراة الرجال من أفضل الأعمال(6).
وعنه عليه السلام: دار الناس تستمتع باخائهم والقهم بالبشر تمت اضغانهم(7).
وعن النبي صلى الله عليه وآله: اسمح يسمح لك(8).
ص: 116
وقال صلى الله عليه وآله: تخلّقوا بأخلاق اللَّه(1).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: إن للَّه مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس و الجن و البهائم و الهوام فبها يتعاطفون و بها يتراحمون و بها يعطف الوحش على ولدها فأخر اللَّه تسعا و تسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة(2).
وعنه صلى الله عليه وآله: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(3).
روى انّ موسى عليه السلام كان يرعى أغنام شعيب فانهزم من قطيعته تيس فصعد الجبال فبقي موسى تابعاً له عامة يومه في رؤوس الجبال فلمّا لزمه قبّل وجهه ومسح التراب من فوقه وقال معتذراً عنده: أيّها الحيوان أتعبتك هذا اليوم يوم من جهة الطلب ولا كان المقصود منك القيامة ( القيمة ) ولكن الخوف عليك من الذئب ثمّ حمله على عاتقه حتّى أوصله الحيوانات. وفي المجالس كان ذلك اليوم صائف من قلب الأسد والأرض حمرت من حرّ الشمس كالتنّور. وفي الأخبار: ان موسى عليه السلام قال: يا ربّ بما استحققت النبوّة واخترتني لكلامك؟ فقال اللَّه: لشفقتك على التيس في يوم كذا فذكر له القصّة(4).
ص: 117
وعن النبي صلى الله عليه وآله: تعرّضوا لرحمة اللَّه بما أمركم به من طاعته(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة(2).
وعنه عليه السلام: رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة(3).
قال تعالى: « وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً »(5).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة(6).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: مواساة الأخ في اللَّه عزّ وجلّ يزيد في الرزق(7).
وعنه عليه السلام: استعمال الأمانة يزيد في الرزق(8).
حمران بن أعين قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أوصني فقال:
ص: 118
عليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب فانّه يهيل الرزق(1).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَمَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي عُمُرِهِ وَمَنْ حَسُنَ بِرُّهُ أَهْلَ بَيْتِهِ زِيدَ فِي رِزْقِهِ(2).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: حسن الخلق يزيد في الرزق(3).
قال صلى الله عليه وآله: العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال(4).
نهج البلاغة: وَقَدَّرَ الْأَرْزَاقَ فَكَثَّرَهَا وَقَلَّلَهَا وَقَسَّمَهَا عَلَى الضِّيقِ وَالسَّعَةِ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِيَ مَنْ أَرَادَ بِمَيْسُورِهَا وَمَعْسُورِهَا وَلِيَخْتَبِرَ بِذَلِكَ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ مِنْ غَنِيِّهَا وَفَقِيرِهَا(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الحسن بن عليّ عليه السلام: كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَهُوَ يَسْخَطُ قِسْمَهُ وَيُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَالْحَاكِمُ عَلَيْهِ اللَّه(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ إِيماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَيَقِيناً(7) حَتَّى
ص: 119
أَعْلَمَ أَنَّهُ لا يُصِيبنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي، وَرَضِّنِي مِنَ الْعَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي(1).
في صحيفة ادريس على نبيّنا وآله وعليه السلام: أَلا تَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ الَّتِي تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً(2) أَلَهَا زَرْعٌ تَزْرَعُهُ أَوْ مَالٌ تَجْمَعُهُ أَوْ كَسْبٌ تَسْعَى فِيهِ أَوِ احْتِيَالٌ تَتَوَسَّمُ بِتَعَاطِيهِ اعْلَمْ أَيُّهَا الْغَافِلُ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِتَقْدِيرِي لا أُنَادُّ وَلا أُضَادُّ فِي تَدْبِيرِي وَلا يُنْقَصُ وَلا يُزَادُ مِنْ تَقْدِيرِي ذَلِكَ أَنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحِيمُ الْحَكِيمُ(3).
قال النبي صلى الله عليه وآله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَنْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لِطَائِفَةٍ مِنْ أُمَّتِي أَجْنِحَةً فَيَطِيرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْجِنَانِ يَسْرَحُونَ فِيهَا وَيَتَنَعَّمُونَ كَيْفَ شَاءُوا فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ هَلْ رَأَيْتُمُ الْحِسَابَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا حِسَاباً فَيَقُولُونَ هَلْ جُزْتُمُ الصِّرَاطَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا صِرَاطاً فَيَقُولُونَ هَلْ رَأَيْتُمْ جَهَنَّمَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا شَيْئاً فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ مِنْ أُمَّةِ مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَيَقُولُونَ نَشَدْنَاكُمُ اللَّهَ حَدِّثُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ خَصْلَتَانِ كَانَتَا فِينَا فَبَلَّغَنَا اللَّهُ هَذِهِ الدَّرَجَةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ فَيَقُولُونَ وَمَا هُمَا؟ فَيَقُولُونَ كُنَّا إِذَا خَلَوْنَا نَسْتَحِي أَنْ نَعْصِيَهُ وَنَرْضَى بِالْيَسِيرِ مِمَّا قُسِمَ لَنَا فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ يحَقٌّ لَكُمْ هَذَا(4).
قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل: ما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيّده أصاب من الدنيا أو لم يصب ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل(5).
ص: 120
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: من رضي من اللَّه بما قسم له استراح بدنه(1).
وعن الصادق عليه السلام قال: أرض بما قسم اللَّه لك تكن غنيّاً(2).
وقال الصادق عليه السلام: من لم يرض بما قسم اللَّه له عزّ وجلّ اتّهم اللَّه تعالى في قضائه(3).
قوله تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً »(4) قال: القنوع بما رزقه اللَّه(5).
عن أبي جعفر قال: أكل عليّ عليه السلام من تمر دقل(6) ثمّ شرب عليه الماء ثمّ ضرب على بطنه وقال: من ادخله بطنه في النار فأبعده اللَّه ثمّ تمثّل:
فانّك مهما تعط بطنك سؤله
وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا(7)
عن أبي جعفر أو أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قنع بما رزقه اللَّه فهو من أغنى الناس(8).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ لِرَجُلٍ اقْنَعْ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَا عِنْدَ
ص: 121
غَيْرِكَ وَلا تَتَمَنَّ مَا لَسْتَ نَائِلَهُ فَإِنَّهُ مَنْ قَنِعَ شَبِعَ وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ لَمْ يَشْبَعْ وَخُذْ حَظَّكَ مِنْ آخِرَتِك(1).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: كيف يستطيع صلاح نفسه من لا يقنع بالقليل(2).
وعنه عليه السلام: انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوّك بالقصاص(3).
ذكر أحمد في الفضائل باسناده إلى ابن عبّاس قال: دخلت عليه ( أي أميرالمؤمنين عليه السلام ) يوماً وهو يخصف نعله فقلت له: ما قيمة هذا النعل حتّى تخصفها؟ فقال: هي واللَّه أحبّ إليّ من دنياكم أو امرتكم هذه إلّا أن أقيم حقّاً أو أدفع باطلاً ثمّ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يخصف نعله ويرقع ثوبه ويركب الحمار ويردف خلفه، قال ابن عبّاس: أقام أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة مدّة خمس سنين لم يأكل من طعامهم وما كان يأكل إلّا من شي ء يأتيه من المدينة، قال: وقدم إليه فالوذة فلم يأكله فقلت أحرام هو؟ قال: لا ولكنّي أكره أن أعود نفسي ما لم تعتدّ وما أكل منه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله(4).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا ينبغي لمن عرف عظمة اللَّه أن يتعظّم فان رفعة الذين يعلمون ما عظمة اللَّه أن يتواضعوا له(5).
ص: 122
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ اللَّه لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده(1).
وعن الصادق عليه السلام: إيّاكم والعظمة والكبر فانّ الكبر رداء اللَّه فمن نازع اللَّه رداءه قصمه اللَّه وأذلّه يوم القيامة(2).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلّم على من تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقّاً وأن لا تحبّ أن تحمد على التقوى(3).
وفي وصيّة أميرالمؤمنين عليه السلام عند موته: عليك بالتواضع فانّه من أعظم العبادة(4).
عن أبي الحسن الجهم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحبّ أن تعطاه(5).
وفي حديث آخر قال: قلت: ما حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً؟ فقال عليه السلام: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه، ان رأى سيّئة درأها بالحسنة كاظم الغيظ عافٍ عن الناس واللَّه يحبّ المحسنين(6).
ص: 123
قال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ »(1).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ »(2).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ »(3).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ... »(4).
وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »(5).
انّ اللَّه تعالى يقول: وَ عِزَّتِي وَجَلالِي وَمَجْدِي وَارْتِفَاعِي عَلَى عَرْشِي لأُقطعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَيْرِي بِالْيَأْسِ وَلأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ وَلأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ قُرْبِي وَلأُبَعِّدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي أَيُؤَمِّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي وَيَرْجُو غَيْرِي وَيَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَيْرِي وَبِيَدِي مَفَاتِيحُ الْأَبْوَابِ وَهِيَ مُغْلَقَةٌ وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا وَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي لِعَظِيمَةٍ فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي مَحْفُوظَةً فَلَمْ يَرْضَوْا
ص: 124
بِحِفْظِي وَمَلأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لا يَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لا يُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي أَلَمْ يَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ لا يَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي؟ إلّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِي، فَمَا لِي أَرَاهُ لاهِياً عَنِّي؟ أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ فَلَمْ يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ غَيْرِي أَفَيَرَانِي أَبْدَأُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلا أُجِيبُ سَائِلِي أَبَخِيلٌ أَنَا فَيُبَخِّلُنِي عَبْدِي أَوَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي أَوَلَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي أَوَلَيْسَ أَنَا مَحَلَّ الآْمَالِ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي أَفَلا يَخْشَى الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُوا غَيْرِي فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ فَيَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي وَيَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي(1).
قال تعالى: « وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ »(3).
وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا »(4).
ص: 125
وقال تعالى: « لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ »(1).
وقال تعالى: « إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ »(3).
وقال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ »(4).
وقال تعالى: « أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ »(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثَوابُ عَمَلكَ [ عِلْمِكَ] أَفضلُ مِنْ عَمَلِك(6).
وعنه عليه السلام: ثَوابُ الصبرِ أعلَى الثواب(7).
وعنه عليه السلام: إنَّ أعظمَ المثوبة مثوبة الانصاف(8).
وعنه عليه السلام: ثَوابُ الجِهادِ أعظمُ الثواب(9).
ص: 126
قال الباقر عليه السلام: النَّائِمُ بِمَكَّةَ كَالْمُجْتَهِدِ فِي الْبُلْدَانِ وَالسَّاجِدُ بِمَكَّةَ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَنْ خَلَفَ حَاجّاً فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يَسْتَلِمُ الْأَحْجَارَ(1).
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في فضل الجهاد وتوابعه: انَّ رِبَاطَ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ سَنَةً ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ يَوْماً كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ(2).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: حرس ليلة في سبيل اللَّه عزّ وجلّ أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها(3).
وعن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه: قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّى بِسَيِّدِهِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَنَاجَاهُ أَثْبَتَ اللَّهُ النُّورَ فِي قَلْبِه(4).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام... عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةُ الْبَدَنِ وَرِضَا الرَّبِّ وَتَمَسُّكٌ بِأَخْلاقِ النَّبِيِّينَ وَتَعَرُّضٌ لِرَحْمَتِهِ(5).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُسْحَبُ(6) فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ يَا رَبّ هَذَا الَّذِي كَانَ يَدْعُو لَنَا فَشَفِّعْنَا فِيهِ فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَيَنْجُو(7).
ص: 127
قال تعالى: « لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ »(1).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ »(2).
وقال تعالى: « لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ »(3).
وقال تعالى: « نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ »(5).
وقال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ »(6).
وقال تعالى: « فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(7).
قال تعالى: « وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ »(8).
ص: 128
وقال تعالى: « سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(1).
وقال تعالى: « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ »(2).
وقال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »(3).
عن زين العابدين عليه السلام: اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْحَسَنَاتِ وَسَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ(4) وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ بَادَرَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِهِ وَرَاجَعَ عَنِ الْمَحَارِم(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: ثمنُ الجنّة العملُ الصالح(6).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: عَشْرٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ
ص: 129
وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَحِجُّ الْبَيْتِ وَالْوَلايَةُ لأَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَالْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَاجْتِنَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ(1).
قال تعالى: « فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ »(2).
وقال تعالى: « وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ »(3).
وقال تعالى: « فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ »(4).
وقال تعالى: « وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ »(5).
عن الباقر عليه السلام: تَعَرَّضْ لِلرَّحْمَةِ وَعَفْوِ اللَّهِ بِحُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ وَاسْتَعِنْ عَلَى حُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ بِخَالِصِ الدُّعَاءِ وَالْمُنَاجَاةِ فِي الظُّلَم(6).
ص: 130
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً »(1).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةُ يَقْضِي بِعِلْمٍ وَيَعْفُو بِحِلْم(2).
قال أعرابيّ: يا رسول اللَّه من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: اللَّه عزّ وجلّ، قال: نجونا وربّ الكعبة، قال: وكيف ذاك يا أعرابي؟ قال: لأنّ الكريم إذا قدر عفا(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَنَزَّهَ عَنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ سَارَعَ إِلَيْهِ عَفْوُ اللَّه(4).
قال تعالى: « مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ »(5).
قال تعالى: « سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى »(1).
في الحديث يقول اللَّه عزّوجلّ: أنا الأعلى فوق كلّ شي ء(2).
قال تعالى: « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ »(3).
والمتعالي عن الخلق بلا تباعد(4).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: سَبَقَ فِي الْعُلُوِّ فَلا شَيْ ءَ أَعْلَى مِنْهُ وَقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلا شَيْ ءَ أَقْرَبُ مِنْهُ فَلا اسْتِعْلاؤُهُ بَاعَدَهُ عَنْ شَيْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ وَلا قُرْبُهُ سَاوَاهُمْ فِي الْمَكَان(5).
قال تعالى: « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »(6).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الاسْتِغْفَارَ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ الاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادَى بِهَا وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ بِالنِّعَمِ عِنْدَ الْمَعَاصِي(7).
ص: 132
وقال عليه السلام: إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَبْدَ يَتَفَقَّدُ الذُّنُوبَ مِنَ النَّاسِ نَاسِياً لِذَنْبِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِه(1).
قال تعالى: « أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ »(2).
وقال تعالى: « وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ »(3).
وقال تعالى: « إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ ِ »(4).
وقال تعالى: « بَلْ للَّهِ ِ الْأَمْرُ جَمِيعاً »(5).
وقال تعالى: « إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ »(6).
وقال تعالى: « أَتَى أَمْرُ اللَّهِ »(7).
وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً »(1).
وقال تعالى: « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ ءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً »(2).
وتقدّم تفسير القهر والقدرة في ابتداء الكتاب.
عن عليّ بن الحسين عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ طَالِبِي إِنْ أَنَا هَرَبْتُ ، وَمُدْرِكِي إِنْ أَنَا فَرَرْت(3).
رُوِيَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام جَاءَهُ رَجُلٌ وَقَالَ أَنَا رَجُلٌ عَاصٍ وَلا أَصْبِرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ عليه السلام افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ لا تَأْكُلْ رِزْقَ اللَّهِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالثَّانِي اخْرُجْ مِنْ وَلايَةِ اللَّهِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالثَّالِثُ اطْلُبْ مَوْضِعاً لا يَرَاكَ اللَّهُ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالرَّابِعُ إِذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَالْخَامِسُ إِذَا أَدْخَلَكَ مَالِكٌ فِي النَّارِ فَلا تَدْخُلْ فِي النَّارِ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ(4).
وقال تعالى: « وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(5).
ص: 134
وقال تعالى: « إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(1).
وقال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً »(3).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(4).
وقال تعالى: « فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(5).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ »(6).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَمَّا عَلامَةُ التَّائِبِ فَأَرْبَعَةٌ النَّصِيحَةُ للَّهِ ِ فِي عَمَلِهِ(7) وَتَرْكُ الْبَاطِلِ وَلُزُومُ الْحَقِّ وَالْحِرْصُ عَلَى الْخَيْرِ(8).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ(9).
ص: 135
عن الحسين بن علي عليه السلام في دعاء يوم عرفة: وَلَوْلا سَتْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ(1).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأُمِرَتْ جَوَارِحُهُ أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ وَبِقَاعُ الْأَرْضِ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيْهِ وَنَسِيَتِ الْحَفَظَةُ مَا كَانَتْ كَتَبَتْ عَلَيْهِ(2).
عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا تَابَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ قُلْتُ وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ قَالَ يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَأَوْحَى إِلَى جَوَارِحِهِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ وَأَوْحَى إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ اكْتُمِي عَلَيْهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ فَيَلْقَى اللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْ ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِالذُّنُوبِ(3).
وروى: عبدي بقيت فريداً وحيداً...(4).
ص: 136
قال تعالى: « إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً »(1).
وقال تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ »(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ قُومُوا فَقَدْ بَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ وَغَفَرْتُ لَكُمْ جَمِيعا(3).
عن سليمان بن خالد قال: كُنْتُ فِي مَحْمِلٍ أَقْرَأُ إِذْ نَادَانِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام اقْرَأْ يَا سُلَيْمَانُ... فَقَرَأْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: « إِلّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ » قَالَ: قِفْ هَذِهِ فِيكُمْ إِنَّهُ يُؤْتَى بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَلِي حِسَابَهُ فَيُوقِفُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ شَيْئاً شَيْئاً فَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا فِي سَاعَةِ
ص: 137
كَذَا فَيَقُولُ أَعْرِفُ يَا رَبِّ قَالَ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كُلِّهَا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَعْرِفُ فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ أَبْدِلُوهَا لِعَبْدِي حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرْفَعُ صَحِيفَتُهُ لِلنَّاسِ فَيَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا كَانَتْ لِهَذَا الْعَبْدِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنات(1).
عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَنَحُّوا عَنْهُ كِبَارَهَا فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ مُقِرٌّ لا يُنْكِرُ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ فَيُقَالُ أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَيَقُولُ إِنَّ لِي ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثمّ تلا: « فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ »(2).(3)
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَا جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلّا الْجَنَّةُ(4).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ دَخَلَ الْجَنَّةَ(5).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قولُ لا إله إلّا اللَّهُ ثمنُ الجنّة(6).
قال النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِخْلاصُهُ أَنْ يَحْجُزَهُ لا
ص: 138
إِلَهَ إِلّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عزّ وجلّ(1).
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: لَمَّا وَافَى أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام نَيْسَابُورَ وَأَرَادَ أَنْ يَرْحَلَ مِنْهَا إِلَى الْمَأْمُونِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَقَالُوا لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَرْحَلُ عَنَّا وَلا تُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ فَنَسْتَفِيدَهُ مِنْكَ وَقَدْ كَانَ قَعَدَ فِي الْعَمَّارِيَّةِ فَأَطْلَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَقُولُ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ عليه السلام يَقُولُ سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي فَلَمَّا مَرَّتِ الرَّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَأَنَا مِنْ شُرُوطِهَا(2).
روي أنّ رجلاً أتى أبا جعفر فسأله عن الحديث الذي روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: من قال لا إله إلّا اللَّه دخل الجنّة فقال أبو جعفر عليه السلام: حق فولى الرجل مدبراً فلمّا خرج أمر بردّه ثمّ قال: يا هذا إن للا إله إلّا اللَّه شروطاً وانّي من شروطها(3).
جاء جبريل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله: يا جبريل صف لي جهنّم.
ص: 139
قال: انّ اللَّه تعالى لمّا خلق جهنّم أوقد عليها ألف سنة... لها سبعة أبواب... لكلّ باب منهم مقسوم من الرجال والنساء - إلى أن قال: - ثمّ أمسك جبريل حياء من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال له عليه السلام: ألا تخبرني من سكّان الباب السابع؟ فقال جبريل: فيه أهل الكبائر من أُمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا...
فخرّ النبيّ صلى الله عليه وآله مغشياً عليه فوضع جبريل رأسه على حجره حتّى أفاق فلمّا أفاق قال عليه الصلاة والسلام: يا جبريل عظمت مصيبتي واشتدّ حزني أَوَ يدخل أحد من أُمّتي النار؟
قال جبريل: نعم أهل الكبائر من أُمّتك.
ثمّ بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وبكى جرئيل ودخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منزله واحتجب عن الناس فكان لا يخرج إلّا إلى الصلاة يصلّي ويدخل ولم يكلّم أحداً ويأخذ في الصلاة ويبكي ويتضرّع إلى اللَّه تعالى.
فلمّا كان اليوم الثالث اشتلمت فاطمة بعباءة قطوانيّة وأقبلت حتّى وقفت على باب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ثمّ سلّمت وقالت فاطمة: يا رسول اللَّه أنا فاطمة ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله ساجدٌ يبكي فرفع رأسه وقال صلى الله عليه وآله: ما بال قرّة عيني فاطمة حجبت عنّي؟ افتحوا لها الباب ففتح لها الباب فدخلت فلمّا نظرت إلى رسول اللَّه بكت بكاءاً شديداً لمّا رأت من حاله مصفرّاً متغيّراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن فقالت: يا رسول اللَّه ما الذي نزل عليك؟
فقال: يا فاطمة جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنّم وأخبرني انّ في أعلى بابها أهل الكبائر من أُمّتي فذلك الذي أبكاني وأحزنني.
قالت: يا رسول اللَّه كيف تقودهم الملائكة؟
ص: 140
قال: أمّا الرجال فباللحى وأمّا النساء فبالذوائب والنواصي(1).
وروي في خبر آخر انّهم لمّا قادتهم الملائكة... فاذا وقف بهم على شفير جهنّم ونظروا إلى النار وإلى الزبانيّة قالوا: يا مالك ائذن لنا لنبكي على أنفسنا فيأذن لهم فيبكون الدموع حتّى لم يبق لهم دموع فيبكون الدم.
فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا فلو كان هذا البكاء في الدنيا من خشية اللَّه ما مسّتكم النار اليوم.
فيقول مالك للزبانيّة: ألقوهم ألقوهم في النار فاذا القوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلّا اللَّه فترجع النار عنهم فيقول مالك: يا نار خذيهم فتقول النار: كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلّا اللَّه؟ قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء اللَّه فيها...
فاذا أنفذ اللَّه تعالى حكمه، قال اللَّه تعالى: يا جبريل ما فعل العاصون من أُمّة محمّد؟
فيقول جبريل: اللهمّ أنت أعلم بهم فيقول انطلق فانظر ما حالهم.
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك فيأمر مالك الخزنة فيرفعون الطبق عنهم فاذا نظروا إلى جبريل وإلى حسن خلقه علموا انّه ليس من ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟
فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمّداً بالوحي فاذا سمعوا ذكر محمّد صاحوا بأجمعهم: اقرئ محمّداً صلى الله عليه وآله منّا السلام وأخبره انّ معاصينا
ص: 141
فرقت بيننا وبينك وأخبره بسوء حالنا...
فينطلق جريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب لكلّ باب مصراعان من ذهب فيقول جبريل: يا محمّد قد جئتك من عند العصابة الذين يعذبون من أُمّتك في النار وهم يقرئونك السلام ويقولون ما أسوء حالنا وأضيق مكاننا.
فيأتي النبي صلى الله عليه وآله إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على اللَّه تعالى ثناء لم يثن عليه أحد مثله.
فيقول اللَّه تعالى: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.
فيقول صلى الله عليه وآله: يا ربّ الأشقياء من أُمّتي قد أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفّعني فيهم.
فيقول اللَّه تعالى: قد شفّعتك فيهم، فأتِ النار فأخرج منها من قال لا إله إلّا اللَّه.
فينطلق النبي فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنّة يسمّى نهر الحيوان فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جرداً مرداً مكحّلين وكأنّ وجوههم مثل القمر مكتوب على جباههم: « عتقاء الرحمن من النار »... الخبر(1).
سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ فِي هَذَا الْحَائِطِ رَجُلاً كَانَ إِذَا سُئِلَ أَنْبَأَ وَإِذَا سَكَتَ ابْتَدَأَ فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
ص: 142
طَالِبٍ عليه السلام فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَفْسِيرُ سُبْحانَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ تَعْظِيمُ جَلالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا قَالَ فِيهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهُ الْعَبْدُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ(1).
قال تعالى: « وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ »(2).
علقمة وابن مسعود: كنّا نجلس مع النبيّ صلى الله عليه وآله ونسمع الطعام يسبّح ورسول اللَّه يأكل وأتاه مكرز العامري وسأله آيةً فدعا تسع حصاة فسبّحن في يده(3).
وقال تعالى: « فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ »(4).
عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعٍ - إلى أن قال عليه السلام: - وَعَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ: « لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: « وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين »(5).
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله: ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلّا استجيب له(6).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: التسبيح ينصف الميزان والحمد للَّه يملأ الميزان(7).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ
ص: 143
للَّهِ ِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ للَّهِ ِ عَلَى كُلِّ حَالٍ(1).
قال تعالى: « وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ »(2).
وقال تعالى: « وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ »(3).
وقال تعالى: « وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ »(4).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أَلا وَإِنَّ الظُّلْمَ ثَلاثَةٌ فَظُلْمٌ لا يُغْفَرُ وَظُلْمٌ لا يُتْرَكُ وَظُلْمٌ مَغْفُورٌ لا يُطْلَبُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيد(5).
وعنه عليه السلام: بالظلم تزول النعم(6).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال كانَ أبي يقول: اتَّقُوا الظلم فانَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ(7).
وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: واللَّه ما ينجو من الذنب إلّا من أقرّ به(8).
ص: 144
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لا واللَّه ما أراد اللَّهُ تعالى من الناس إلّا خصلتين: أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: المقرّ بالذنب تائب(2).
وقال عليه السلام: شافع المذنب اقراره وتوبته اعتذاره(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: كفى بالمرء جهلاً أن يرتكب ما نهي عنه(4).
وعنه عليه السلام: إنّما الجاهل من استعبدته المطالب(5).
عن زين العابدين عليه السلام: إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِينَ عَصَيْتُكَ وَأَ نَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ، وَلَا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلَا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لَكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَغَلَبَنِي هَوايَ، وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ(6).
وعنه عليه السلام: الجهل داء وعياء(7).
وعنه عليه السلام: الجهل أدوأ الداء(8).
ص: 145
وعنه عليه السلام: الجهل مُميت الأحياء ومخلّد الشقاء(1).
وعنه عليه السلام: الجاهل لا يعرف تقصيره ولا يقبل من النصيح له(2).
وعنه عليه السلام: الجاهل ميّت وإن كان حيّاً(3).
وعنه عليه السلام: الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها وشجرة لا يخضرّ عودها وأرضٌ لا يظهر عشبها(4).
وعنه عليه السلام: أَنَا الْجَاهِلُ عَصَيْتُكَ بِجَهْلِي وَارْتَكَبْتُ الذُّنُوبَ بِجَهْلِي وَسَهَوْتُ عَنْ ذِكْرِكَ بِجَهْلِي وَرَكَنْتُ إِلَى الدُّنْيَا بِجَهْلِي(5).
عن زين العابدين عليه السلام: إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَ إِحْسانِكَ صَغِيراً(6).
وعنه عليه السلام: أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ، وَأَ نَا الْجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ، وَأَ نَا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ، وَأَ نَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ، وَأَ نَا الْخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ ، وَالْجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَ نَا الْقَلِيلُ الَّذِي
ص: 146
كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ، وَأَ نَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ(1).
وفي دعاء السمات: وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ(2).
وعن زين العابدين عليه السلام: أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلَى أَهْلِ مَمْلكَتِكَ(3).
قال تعالى: « فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ »(4).
عن عبدالعظيم بن عبداللَّه الحسنى قال: قُلْتُ: لأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ عَنْ آبَائِكَ عليه السلام، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ: قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُم(5).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ما سترَ اللَّهُ على عبدٍ في الدنيا إلّا سترَ عليهِ في الآخرة(6).
عن النبي صلى الله عليه وآله أَنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلَيْهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنَ السَّمَاءِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَدِيَّةٍ، قَالَ: وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ: كَلِمَاتٌ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهَا، قَالَ: وَمَا هُنَّ يَا جَبْرَئِيلُ، قَالَ: قُلْ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ يَا عَظِيمَ
ص: 147
الْعَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ يَا عَظِيمَ الْمَنِّ يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا يَا رَبَّنَا وَيَا سَيِّدَنَا وَيَا مَوْلانَا وَيَا غَايَةَ رَغْبَتِنَا أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ أَنْ لا تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِجَبْرَئِيلَ، مَا ثَوَابُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ انْقَطَعَ الْعَمَلُ لَوِ اجْتَمَعَ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعُ أَرَضِينَ عَلَى أَنْ يَصِفُوا ثَوَابَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا وَصَفُوا مِنْ كُلِّ جُزْءٍ جُزْءاً وَاحِداً فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ سَتَرَهُ اللَّهُ وَرَحِمَهُ فِي الدُّنْيَا وَجَمَّلَهُ فِي الآْخِرَةِ وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ سِتْرٍ فِي الدُّنْيَا وَ الآْخِرَةِ وَإِذَا قَالَ يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرَهُ يَوْمَ تُهْتَكُ السُّتُورُ وَإِذَا قَالَ: يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ خَطِيئَتُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَإِذَا قَالَ: يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى السَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَهَاوِيلِ الدُّنْيَا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكَبَائِرِ وَإِذَا قَالَ: يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الرَّحْمَةِ فَهُوَ يَخُوضُ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَإِذَا قَالَ: يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ بَسَطَ اللَّهُ يَدَهُ عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ وَإِذَا قَالَ: يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ ثَوَابَ كُلِّ مُصَابٍ وَكُلِّ سَالِمٍ وَكُلِّ مَرِيضٍ وَكُلِّ ضَرِيرٍ وَكُلِّ مِسْكِينٍ وَكُلِّ فَقِيرٍ وَكُلِّ صَاحِبِ مُصِيبَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِذَا قَالَ: يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ كَرَامَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِذَا قَالَ: يَا عَظِيمَ الْمَنِّ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْيَتَهُ وَمُنْيَةَ الْخَلائِقِ وَإِذَا قَالَ: يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ شَكَرَ نَعْمَاءَهُ وَإِذَا قَالَ: يَا رَبَّنَا وَيَا سَيِّدَنَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اشْهَدُوا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَعْطَيْتُهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ
ص: 148
خَلَقْتُهُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَقَطْرِ الْأَقْطَارِ وَأَنْوَاعِ الْخَلْقِ وَالْجِبَالِ وَ الْحَصَى وَالثَّرَى وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَإِذَا قَالَ: يَا مَوْلانَا مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِذَا قَالَ: يَا غَايَةَ رَغْبَتِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَغْبَتَهُ وَمِثْلَ رَغْبَةِ الْخَلائِقِ وَإِذَا قَالَ: أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ أَنْ لا تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ قَالَ الْجَبَّارُ: اسْتَعْتَقَنِي عَبْدِي مِنَ النَّارِ اشْهَدُوا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُهُ مِنَ النَّارِ وَأَعْتَقْتُ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ وَأَهْلَهُ وَوُلْدَهُ وَجِيرَانَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِمَّنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ وَآجَرْتُهُ مِنَ النَّارِ فَعَلِّمْهُنَّ يَا مُحَمَّدُ الْمُتَّقِينَ وَلا تُعَلِّمْهُنَّ الْمُنَافِقِينَ فَإِنَّهَا دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ لِقَائِلِهِنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَهُوَ دُعَاءُ أَهْلِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ حَوْلَهُ إِذَا كَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ(1).
قال تعالى: « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ »(2).
عن زين العابدين عليه السلام في مناجاة التائبين: أماتَ قلبي عظيمُ جنايَتي(1).
روي أنّ عثمان بن عفّان دخل على عبداللَّه بن مسعود يعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: ما تشتهي؟ قال: رحمة ربّي، قال: أفلا ندعو الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أفلا نأمر بعطائك؟ قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه، قال: يكون لبناتك، قال: لا حاجة لهنّ فيه فقد أمرتهنّ أن يقرأن سورة الواقعة فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من قرأ سورة الواقعة كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبداً(2).
قال تعالى: « كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ »(3).
وقال تعالى: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا »(4).
عن زين العابدين عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فمَن يكُونُ أسوءَ حالاً منّي(5).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البُخل وسوءُ الخُلُق(6).
ص: 150
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: لا وحشة أوحش من سوء الخُلُق(1).
وعنه عليه السلام: سوء الخُلُق شرّ قرين(2).
قال النبي صلى الله عليه وآله: انّ العبد ليبلغ من سوء خلقه أسفل درك جهنّم(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَبُعْدِ السَّفَرِ وَوَحْشَةِ الطَّرِيق(4).
وعنه عليه السلام: احذر قلّة الزاد وأكثر من الاستعداد لرحلتك [ تسعد برحلتك (5)].
وعنه عليه السلام: سَيِّدِي إِنْ أُجْحِفَ بِي زَادُ الطَّرِيقِ فِي الْمَسِيرِ إِلَيْكَ فَقَدْ أَوْصَلْتُهُ بِذَخَائِرِ مَا أَعْدَدْتُهُ مِنْ فَضْلِ تَعْوِيلِي عَلَيْك(6).
جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين انّي قد حرمت الصلاة بالليل، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك(7).
قِيلَ بَيْنَمَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام جَالِسٌ وَشَيْخٌ يَعْمَلُ بِمِسْحَاةٍ وَيُثِيرُ الْأَرْضَ
ص: 151
فَقَالَ عِيسَى عليه السلام اللَّهُمَّ انْزِعْ مِنْهُ الْأَمَلَ فَوَضَعَ الشَّيْخُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعَ فَلَبِثَ سَاعَةً فَقَالَ عِيسَى اللَّهُمَّ ارْدُدْ إِلَيْهِ الْأَمَلَ فَقَامَ فَجَعَلَ يَعْمَلُ فَسَأَلَهُ عِيسَى عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَعْمَلُ إِذْ قَالَتْ لِي نَفْسِي إِلَى مَتَى تَعْمَلُ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَأَلْقَيْتُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعْتُ ثُمَّ قَالَتْ لِي نَفْسِي وَاللَّهِ لا بُدَّ لَكَ مِنْ عَيْشٍ مَا بَقِيتَ فَقُمْتُ إِلَى مِسْحَاتِي(1).
قال صلى الله عليه وآله: الْأَمَلُ رَحْمَةٌ لأُمَّتِي وَلَوْلا الْأَمَلُ مَا رَضَعَتْ وَالِدَةٌ وَلَدَهَا وَلا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَراً(2).
عن زين العابدين عليه السلام: أسألك من الآمال أوفقها(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الأمل كالسراب يغرُّ من رآه ويُخلفُ من رَجاه(4).
وعنه عليه السلام: الأمل خادعٌ غارّ ضار(5).
وعنه عليه السلام: الأمانيّ تُعمي عيون البصائر(6).
وعنه عليه السلام: الأملُ سلطانُ الشياطين على قلوبِ الغافلين(7).
فيما ناجى اللَّه عزّوجلّ به موسى عليه السلام: يا موسى لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب منّي بعيدٌ(8).
ص: 152
وعن الصادق عليه السلام: أعوذُ بكَ من دَنيا تمنعُ الآخرة ومن حياةٍ تمنعُ المماتِ ومن أملٍ يمنعُ خيرَ العمل(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن آبائه، عن أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قال: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ يُفَارِقُ الْأَحْبَابَ وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الْحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا خَلَفَ وَيَفْتَقِرُ إِلَى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيّاً بِقَصْرِ الْأَمَلِ وَطُولِ الْعَمَلِ(2).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الْأَمَلِ لأَنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَطُولَ الْأَمَلِ يَنْسَى الآْخِرَة(3).
قال تعالى: « وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ »(5).
قال عليّ بن الحسين عليه السلام: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: حدّثني أميرُالمؤمنين عليه السلام قال: إِنِّي كُنْتُ بِفَدَكَ فِي بَعْضِ حِيطَانِهَا وَقَدْ صَارَتْ لِفَاطِمَةَ عليه السلام إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ هَجَمَتْ عَلَيَّ وَفِي يَدِي مِسْحَاةٌ وَأَنَا أَعْمَلُ بِهَا فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهَا
ص: 153
طَارَ قَلْبِي مِمَّا تَدَاخَلَنِي مِنْ جَمَالِهَا فَشَبَّهْتُهَا بِبُثَيْنَةَ بِنْتِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لِي يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ هَلْ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَنِي وَأُغْنِيَكَ عَنْ هَذِهِ الْمِسْحَاةِ وَأَدُلَّكَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَيَكُونَ لَكَ الْمُلْكُ مَا بَقِيتَ؟ فَقُلْتُ لَهَا مَنْ أَنْتِ حَتَّى أَخْطُبَكِ مِنْ أَهْلِكِ فَقَالَتْ أَنَا الدُّنْيَا فَقُلْتُ لَهَا ارْجِعِي فَاطْلُبِي زَوْجاً غَيْرِي فَلَسْتِ مِنْ شَأْنِي وَأَقْبَلْتُ عَلَى مِسْحَاتِي وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:
لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنْيَا دَنِيَّةٌ * وَمَا هِيَ إِنْ غَرَّتْ قُرُوناً بِنَائِلٍ
أَتَتْنَا عَلَى زِيِّ الْعَزِيزِ بُثَيْنَةَ * وَزِينَتُهَا فِي مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ
فَقُلْتُ لَهَا غُرِّي سِوَايَ فَإِنَّنِي * عَزُوفٌ عَنِ الدُّنْيَا وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ
وَ مَا أَنَا وَالدُّنْيَا فَإِنَّ مُحَمَّداً * احلّ صريعاً بَيْنَ تِلْكَ الْجَنَادِلِ
وَ هَبْهَا أَتَتْنَا بِالْكُنُوزِ وَدُرِّهَا * وَأَمْوَالِ قَارُونَ وَمُلْكِ الْقَبَائِلِ
أَ لَيْسَ جَمِيعاً لِلْفَنَاءِ مَصِيرُهَا * وَيُطْلَبُ مِنْ خُزَّانِهَا بِالطَّوَائِلِ
فَغُرِّي سِوَايَ إِنَّنِي غَيْرُ رَاغِبٍ * لِمَا فِيكِ مِنْ عِزٍّ وَمُلْكٍ وَنَائِلٍ
وَ قَدْ قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا قَدْ رُزِقْتُهُ * فَشَأْنَكِ يَا دُنْيَا وَأَهْلَ الْغَوَائِلِ
فَإِنِّي أَخَافُ اللَّهَ يَوْمَ لِقَائِهِ * وَأَخْشَى عِتَاباً دَائِماً غَيْرَ زَائِل(1)
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً إِلَى دَارِ السَّلامِ(2).
ص: 154
إنّ لقمان قال لابنه: إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ وَحَشْوُهَا الْإِيمَانَ(1) وَشِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَقَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَدَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَسُكَّانُهَا الصَّبْر(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَصْحَابِ الْقُبُورِ(3).
قال الصادق عليه السلام: يا ابن جَندب إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُجَاوِرَ الْجَلِيلَ فِي دَارِهِ وَتَسْكُنَ الْفِرْدَوْسَ فِي جِوَارِهِ فَلْتَهُنْ عَلَيْكَ الدُّنْيَا(4).
وقال تعالى: « وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ »(1).
وقال تعالى: « قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً »(2).
وقال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ »(3).
وقال تعالى: « وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ »(4).
وقال تعالى: « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ »(5).
وقال تعالى: « وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى »(6).
وقال تعالى: « أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »(7).
وقال تعالى: « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي »(8).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك(9).
ص: 156
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا رغبت في صلاح نفسك فعليك بالاقتصاد والقنوع والتقلُّل(1).
وعنه عليه السلام: صلاحُ النفس مجاهدةُ الهوى(2).
وعنه عليه السلام: سبب صلاح النفس العزوفُ عن الدنيا(3).
وعنه عليه السلام: دواء النفس الصوم عن الهوى والحميّة عن لذّات الدنيا(4).
وعنه عليه السلام: سبب صلاح النفس الورع(5).
وعنه عليه السلام: فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ وَبَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ وَشِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ وَصَلاحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ وَطَهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُم(6).
وعنه عليه السلام: آفة النفس الوله بالدنيا.
وعنه عليه السلام: رأس الآفات الوله باللذات(7).
وعنه عليه السلام: طهّروا أنفسكم من دنس الشهوات تُدركوا رفيع الدرجات(8).
ص: 157
المطل: التسويف بالعدة والدَّين(1).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ بِأَمَلِكَ فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ فَإِنْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ فَكُنْ فِي الْغَدِ كَمَا كُنْتَ فِي الْيَوْمِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي الْيَوْم(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى بعض أصحابه يعظه... فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ وَلا تَقُلْ غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتَّى أَتَاهُمْ أَمْرُ اللَّهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُون(3).
عن الإمام زين العابدين عليه السلام في مناجاته: وَ أَعِنِّي بِالْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِي فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآْمَالِ عُمُرِي وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآْيِسِينَ مِنْ خَيْرِي(4).
عن الإمام الباقر عليه السلام: إيّاك والتسويف فانّه بحرٌ يغرقُ فيهِ الهلكى(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه خطب في يوم جمعة خطبة بليغة... فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ... نَسْأَلُكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
ص: 158
لَكُمْ »(1) فَمَا بَالُنَا نَدْعُو فَلا يُجَابُ قَالَ إِنَّ قُلُوبَكُمْ خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَالٍ أَوَّلُهَا: أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَيْئاً وَالثَّانِيَةُ: أَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ وَأَمَتُّمْ شَرِيعَتَهُ فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيمَانِكُمْ وَالثَّالِثَةُ: أَنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ وَالرَّابِعَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَقْدَمُونَ إِلَيْهَا بِمَعَاصِيكُمْ فَأَيْنَ خَوْفُكُمْ وَالْخَامِسَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَرْغَبُونَ فِي الْجَنَّةِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُمْ مِنْهَا فَأَيْنَ رَغْبَتُكُمْ فِيهَا وَالسَّادِسَةُ: أَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلَى وَلَمْ تَشْكُرُوا عَلَيْهَا وَالسَّابِعَةُ: أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِعَدَاوَةِ الشَّيْطَانِ وَقَالَ: « إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا »(2) فَعَادَيْتُمُوهُ بِلا قَوْلٍ وَوَالَيْتُمُوهُ بِلا مُخَالَفَةٍ وَالثَّامِنَةُ: أَنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُيُوبَ النَّاسِ نُصْبَ عُيُونِكُمْ وَعُيُوبَكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ باللَّوْمِ مِنْهُ فَأَيُّ دُعَاءٍ يُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هَذَا وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ(3).
قال الصادق عليه السلام: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ فَلا يَجْرِيَنَّ مِنْ غَيْرِ أَوْدَاجِكَ(4).
عن الهادي عليه السلام قال: فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك
ص: 159
حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه، فقال: يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا انزع قميصك فقلت لهم: يا إخوتي اتقوا اللَّه ولا تجردوني فسلوا عليّ السكين وقالوا لئن لم تنزع لنذبحنّك فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأُغمي عليه، فلمّا أفاق قال: يا بنيّ حدّثني، فقال: يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلّا أعفيتني فأعفاه.
وروي قال: لا تسألني عن صنيع اخوتي واسأل عن صنيع اللَّه بي(1).
قال الصادق عليه السلام لبعض أصحابه: لا تطلِعْ صَدِيقَكَ مِنْ سِرِّكَ إِلّا عَلَى مَا لَوِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ عَدُوُّكَ لَمْ يَضُرَّكَ فَإِنَّ الصَّدِيقَ قَدْ يَكُونُ عَدُوَّكَ يَوْماً مَا(2).
عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ فَالسُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ كِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ »(3).(4)
قال تعالى: « وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً »(5).
ص: 160
وقال تعالى: « إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: التفريطُ مصيبةُ القادر(2).
وقال عليه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلامَةُ(3).
وقال عليه السلام: الجنّة غاية السابقين والنار غاية المفرّطين(4).
عن الصادق عليه السلام: من فرّط تورّط(5).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعِدٍ لَمْ يَرَهُ(6).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَات(7).
عن أبي بصير قال: قال رجل لأبي جعفر عليه السلام: إِنِّي ضَعِيفُ الْعَمَلِ قَلِيلُ الصِّيَامِ وَلَكِنِّي أَرْجُو أَنْ لا آكُلَ إِلّا حَلالاً قَالَ فَقَالَ لَهُ أَيُّ الاجْتِهَادِ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ(8).
ص: 161
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي النَّارَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: الْغَفْلَةُ أَضَرّ الأَعداء(2).
وعنه عليه السلام: ويلٌ لمن غلبت عليه الغفلة فنسي الرحلة ولم يستعدّ(3).
وعنه عليه السلام: من غلبت عليه الغفلة مات قلبه(4).
وعنه عليه السلام: دوام الغفلة يُعمي [ تُعمي ] البصيرة(5).
عن مولانا الحسن عليه السلام: الغفلة تركك المسجد وطاعتك المفسد(6).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى شِقْوَة(7).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِكَيْ لا تُكْتَبَ مِنَ الْغَافِلِينَ(8).
ص: 162
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ »(1).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ »(2).
يا عيسى ادْعُنِي دُعَاءَ الْغَرِيقِ الْحَزِينِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُغِيث(3).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا عِنْدَ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُ(4).
قال تعالى حكاية عن أيّوب: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ »(5).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ(6).
ص: 163
عن مولانا الرضا عليه السلام: سَأَلَنِي رَجُلٌ عَمَّا يَجْمَعُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ فَقُلْتُ خَالِفْ نَفْسَكَ(1).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أفضلُ الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه(2).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَصَى هَوَاهُ وَأَفْضَلُ مِنْهُ مَنْ رَفَضَ دُنْيَاهُ. وَأَشْقَى النَّاسِ مَنْ غَلَبَهُ هَوَاهُ فَمَلَكَتْهُ دُنْيَاهُ وَ أَفْسَدَ أُخْرَاهُ(3).
قال تعالى: « إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً »(4).
وقال تعالى: « وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا »(5).
وقال تعالى: « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ »(6).
وقال تعالى: « وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ »(7).
وقال تعالى: « تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
ص: 164
فَهُوَ وَلِيُّهُمُ »(1).
وقال تعالى: « وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أشقى الناس من غلبه هواه(3).
قال تعالى: « إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ »(4).
قال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا »(5).
وقال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ »(6).
وقال تعالى: « تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(7).
ص: 165
عن عبدالأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبداللَّه يقول: يُؤْتَى بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّتِي قَدِ افْتُتِنَتْ فِي حُسْنِهَا فَتَقُولُ: يَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتَّى لَقِيتُ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِمَرْيَمَ عليه السلام فَيُقَالُ: أَنْتِ أَحْسَنُ أَوْ هَذِهِ قَدْ حَسَّنَّاهَا فَلَمْ تُفْتَتَنْ وَيُجَاءُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الَّذِي قَدِ افْتُتِنَ فِي حُسْنِهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتَّى لَقِيتُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِيُوسُفَ عليه السلام فَيُقَالُ: أَنْتَ أَحْسَنُ أَوْ هَذَا قَدْ حَسَّنَّاهُ فَلَمْ يُفْتَتَنْ وَيُجَاءُ بِصَاحِبِ الْبَلاءِ الَّذِي قَدْ أَصَابَهُ الْفِتْنَةُ فِي بَلائِهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ شَدَّدْتَ عَلَيَّ الْبَلاءَ حَتَّى افْتُتِنْتُ فَيُجَاءُ بِأَيُّوبَ عليه السلام فَيُقَالُ أَبَلِيَّتُكَ أَشَدُّ أَوْ بَلِيَّةُ هَذَا فَقَدِ ابْتُلِيَ فَلَمْ يُفْتَتَنْ(1).
عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال لبعض ولده: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْجِدِّ لا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ مِنَ حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ(2).
قال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ »(3).
ص: 166
وقال تعالى: « رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا »(1).
عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: قالَ أميرالمؤمنين عليه السلام: لِلْمُسْرِفِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَأْكُلُ مَا لَيْسَ لَهُ وَيَشْتَرِي مَا لَيْسَ لَهُ وَيَلْبَسُ مَا لَيْسَ لَهُ(2).
عن جميل قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: مَا رَدَّ اللَّهُ الْعَذَابَ إِلّا عَنْ قَوْمِ يُونُسَ وَكَانَ يُونُسُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ فَيَأْبَوْنَ ذَلِكَ فَهَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلانِ عَابِدٌ وَعَالِمٌ وَكَانَ اسْمُ أَحَدِهِمَا مَلِيخَا وَالآْخَرُ اسْمُهُ رُوبِيلُ فَكَانَ الْعَابِدُ يُشِيرُ عَلَى يُونُسَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الْعَالِمُ يَنْهَاهُ وَيَقُولُ لا تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَجِيبُ لَكَ وَلا يُحِبُّ هَلاكَ عِبَادِهِ فَقَبِلَ قَوْلَ الْعَابِدِ وَلَمْ يَقْبَلْ مِنَ الْعَالِمِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَرُبَ الْوَقْتُ خَرَجَ يُونُسُ مِنْ بَيْنِهِمْ مَعَ الْعَابِدِ وَبَقِيَ الْعَالِمُ فِيهَا فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَزَلَ الْعَذَابُ فَقَالَ الْعَالِمُ لَهُمْ يَا قَوْمِ افْزَعُوا إِلَى اللَّهِ فَلَعَلَّهُ يَرْحَمُكُمْ وَيَرُدُّ الْعَذَابَ عَنْكُمْ فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: اجْتَمِعُوا وَاخْرُجُوا إِلَى الْمَفَازَةِ وَفَرِّقُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالْأَوْلادِ وَبَيْنَ الْإِبِلِ وَأَوْلادِهَا وَبَيْنَ الْبَقَرِ وَأَوْلادِهَا وَبَيْنَ الْغَنَمِ وَأَوْلادِهَا ثُمَّ ابْكُوا وَادْعُوا فَذَهَبُوا وَفَعَلُوا ذَلِكَ وَضَجُّوا وَبَكَوْا فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وَصَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَفَرَّقَ الْعَذَابَ عَلَى الْجِبَالِ وَقَدْ كَانَ نَزَلَ وَقَرُبَ مِنْهُم(3).
ص: 167
عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي بَعْضِ كُتُبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام حَدَّثَهُ أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى عليه السلام بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثِينَ سَنَةً وَأَنَّهُ أَقَامَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالتَّصْدِيقِ بِهِ وَاتِّبَاعِهِ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ سَنَةً فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ وَلَمْ يَتَّبِعْهُ مِنْ قَوْمِهِ إِلّا رَجُلانِ اسْمُ أَحَدِهِمَا رُوبِيلُ وَاسْمُ الآْخَرِ تَنُوخَا وَكَانَ رُوبِيلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْعِلْمِ وَالحِلْم وَكَانَ قَدِيمَ الصُّحْبَةِ لِيُونُسَ قَبْلِ أَنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَكَانَ صاحب غنم يرعاها ويتقوّت منها والثاني تَنُوخَا رَجُل عَابِد زَاهِد ليس له عِلْمٌ وَلا حُكْمٌ وَكَانَ يَحْتَطِبُ وَيَأْكُلُ مِنْ كَسْبِهِ فَلَمَّا رَأَى يُونُسُ عليه السلام أَنَّ قَوْمَهُ لا يُجِيبُونَهُ وخافَ أن يقتلوه شَكَا ذَلِكَ إِلَى رَبِّهِ تعالى فَأَوْحَى اللَّهُ إِليه أَنَّ فِيهِمُ الْحَمْلَ وَالْجَنِينَ وَالطِّفْلَ الصغير وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَالْمَرْأَةَ الضَّعِيفَةَ أُحِبُّ أَنْ أَرْفُقَ بِهِمْ وَأَنْتَظِرُ تَوْبَتَهُمْ كَهَيْئَةِ الطَّبِيبِ الْمُدَاوِي الْعَالِمِ بِمُدَاوَاةِ الدَّاءِ فانّي أنزل العَذَابٌ يوم الأربعاء في وسط شَوَّالٍ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فأخبر يونس عليه السلام تنوخا العابد به وروبيل ليعلماهم فَقَالَ تَنُوخَا أرى لكم أن تعزلوا الأطفال عن الامّهات في أسفل الجبل في طريق الأودية فاذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق فعجّوا بالصراخ والتوبة إلى اللَّه تعالى جلّت قدرته بالاستغفار وارفعوا رؤوسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا فاقبل توبتنا ولا تملن من التضرّع إلى اللَّه جلّت عظمته والبكاء حتّى تتوارى الشمس بالحجاب ويكشف اللَّه عنكم العذاب ففعلوا ذلك فتاب عليهم ولم يكن اللَّه اشترط على يونس أنّه يهلكهم بالعذاب إذا أنزله فأوحى اللَّه جلّ جلاله إلى إسرافيل أن اصرف عنهم ما قد نزل بهم من العذاب فهبط إسرافيل عليهم فنشر
ص: 168
أجنحته فاستاق(1) بها العذاب حتّى ضرب بها الجبال التي بناحية الموصل فصارت حديداً إلى يوم القيامة فلمّا رأى قوم يونس أنّ العذاب صرف عنهم حمدوا اللَّه وهبطوا إلى منازلهم وضمّوا إليهم نساءهم وأولادهم وغاب يونس عليه السلام عن قومه ثمانية وعشرين يوماً سبعة في ذهابه وسبعة في بطن الحوت وسبعة بالعراء وسبعة في رجوعه إلى قومه فأتاهم فآمنوا به وصدّقوه واتّبعوه(2).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: كفى بالندم توبة(3).
عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْباً فَنَدِمَ عَلَيْهِ إِلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَمَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ(4).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: انّ الندم على الشر يدعو إلى تركه(5).
في الحديث القدسي: أنا عند المنكسرة قلوبهم(6).
قال عليه السلام: طوبى للمنكسرة قلوبهم من أجل اللَّه(7).
قال تعالى: « وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
ص: 169
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ »(1).
وقال تعالى: « وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً »(2).
وقال تعالى: « وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ »(3).
وقال تعالى: « وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ »(4).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: واللَّه ما ينجو من الذنب إلّا من أقرّ به(5).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا واللَّه ما أراد اللَّه تعالى من الناس إلّا خصلتين أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم(6).(7)
عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: المقرّ بالذنب تائب(8).
ص: 170
وعنه: شافع المذنب إقراره وتوبته اعتذاره(1).
عن السجّاد عليه السلام في دعاء السحر: وإلى مَن الفرار من الذنوب(2).
قال تعالى: « فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ »(3). أي من معصية اللَّه إلى طاعته وفرّوا إلى اللَّه أي من ذنوبكم.
ولوذوا باللَّه، أي اهربوا إلى رحمة اللَّه من عقاب اللَّه(4).
قد مضى شرح « رحمتك » من كلامه عليه السلام.
في دعاء الجوشن الكبير: يا من يقبل عذر التائبين(5).
وفي وصيّة النبيّ عليه السلام لأميرالمؤمنين عليه السلام: يا عليّ مَن لَم يقبل العذر من متنصّل صادقاً كان أو كاذباً لم تنله شفاعتي(6).
وفي وصيّة أميرالمؤمنين عليه السلام لابنه محمّد بن الحنفيّة رضى الله عنه: اقبل من متنصّل عذره فتنالك الشفاعة(7).
ص: 171
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله: من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض(1).
قال تعالى: « وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً »(2).
وقال تعالى: « اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً »(3).
وقال تعالى: « رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ »(4).
قال تعالى: « إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ »(5).
وقال تعالى: « اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ »(6).
عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: تبدئ بالاحسان نعماً(7).
وعنه عليه السلام: إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَ إِحْسانِكَ صَغِيراً، وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً،
ص: 172
فَيا مَنْ رَبَّانِي فِي الدُّنْيا بِإِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ، وَأَشارَ لِي فِي الْآخِرَةِ إِلى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ(1).
أميرالمؤمنين عليه السلام: أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَمَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَمَنْ قَالَ عَلا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ كَائِنٌ لا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لا عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لا بِمُقَارَنَةٍ وَغَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالآْلَةِ بَصِيرٌ إِذْ لا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ مُتَوَحِّدٌ إِذْ لا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَلا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ(2).
وعنه عليه السلام: فَاللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى وَلَمْ يَدَعْكُمْ فِي جَهَالَةٍ وَلا عَمًى قَدْ سَمَّى آثَارَكُمْ وَعَلِمَ أَعْمَالَكُمْ وَكَتَبَ آجَالَكُمْ وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ
ص: 173
تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَأَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ وَنَوَاهِيَهُ وَأَوَامِرَهُ وَأَلْقَى إِلَيْكُمُ الْمَعْذِرَةَ وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ وَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ وَأَنْذَرَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَاسْتَدْرِكُوا بَقِيَّةَ أَيَّامِكُمْ وَاصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُم(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: خَيْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ(2).
عن أبي عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه: قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَنْ مَاتَ وَلا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً أَحْسَنَ أَوْ أَسَاءَ دَخَلَ الْجَنَّةَ(3).
عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَعْظَمَ ثَوَاباً مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَعْدِلُهُ شَيْ ءٌ وَ لا يَشْرَكُهُ فِي الْأَمْرِ أَحَدٌ(4).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ أَجْسَادَ الْمُوَحِّدِينَ عَلَى النَّارِ(5).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قولُ لا إله إلّا اللَّه ثَمنُ الجنّة(6).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَالَهَا مُخْلِصاً اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ وَمَنْ قَالَهَا كَاذِباً عَصَمَتْ مَالَهُ وَدَمَهُ وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ(7).
ص: 174
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: والّذي بعثنىِ بالحقّ بشيراً لا يعذّب اللَّهُ بالنار موحّداً أبداً(1).
عن السجّاد في دعاء أبي حمزة: وانّا آمنّا بألستنا وقلوبنا لتعفُوَ عنّا(2).
في دعاء أبي حمزة: بك عرفتُكَ وأنتَ دللتَني عليك(3).
قال تعالى: « قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ »(4).
عن السجّاد عليه السلام: سيّدي أنا الصغير الذي ربّيته(5).
وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ »(6).
وقال تعالى: « وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(7).
قوله عزّوجلّ قيل في خطاب للمؤمنين: ناديتموني فلبّيتكم، سألتموني فأعطيتكم، بارزتموني فأمهلتكم، تركتموني فرعيتكم، عصيتموني فسترتكم،
ص: 175
فان رجعتم إليّ قبلتكم، وإن أدبرتم عنّي انتظرتكم، أنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين(1).
وعن زين العابدين عليه السلام في دعاء أبي حمزة: وَاَنَا الطَّريدُالَّذي آوَيْتَهُ(2).
قال تعالى: « أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ »(3).
فَلَمَّا طَالَ الْأَمْرُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التِّيهِ وَالتَّوْبَةِ وَكَانَ قَارُونُ قَدِ امْتَنَعَ أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُمْ فِي التَّوْبَةِ وَكَانَ مُوسَى يُحِبُّهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ مُوسَى فَقَالَ لَهُ: يَا قَارُونُ قَوْمُكَ فِي التَّوْبَةِ وَأَنْتَ قَاعِدٌ هَاهُنَا ادْخُلْ مَعَهُمْ وَإِلّا نَزَلَ بِكَ الْعَذَابُ فَاسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَهَزَأَ بِقَوْلِهِ فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ عِنْدِهِ مُغْتَمّاً فَجَلَسَ فِي فِنَاءِ قَصْرِهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ شَعْرٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ شِرَاكُهُمَا مِنْ خُيُوطِ شَعْرٍ بِيَدِهِ الْعَصَا فَأَمَرَ قَارُونُ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ قَدْ خُلِطَ بِالْمَاءِ فَصُبَّ عَلَيْهِ فَغَضِبَ مُوسَى غَضَباً شَدِيداً وَكَانَ فِي كَتِفِهِ شَعَرَاتٌ كَانَ إِذَا غَضِبَ خَرَجَتْ مِنْ ثِيَابِهِ وَقَطَرَ مِنْهَا الدَّمُ فَقَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ إِنْ لَمْ تَغْضَبْ لِي فَلَسْتُ لَكَ بِنَبِيٍّ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: قَدْ أَمَرْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ فَمُرْهُمَا بِمَا شِئْتَ وَقَدْ كَانَ قَارُونُ أَمَرَ أَنْ يُغْلَقَ بَابُ الْقَصْرِ، فَأَقْبَلَ مُوسَى فَأَوْمَأَ إِلَى الْأَبْوَابِ فَانْفَرَجَتْ وَدَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَارُونُ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِيَ بِالْعَذَابِ فَقَالَ: يَا مُوسَى أَسْأَلُكَ بِالرَّحِمِ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَقَالَ لَهُ
ص: 176
مُوسَى: يَا ابْنَ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ! يَا أَرْضُ خُذِيهِ، فَدَخَلَ الْقَصْرُ بِمَا فِيهِ فِي الْأَرْضِ وَدَخَلَ قَارُونُ فِي الْأَرْضِ إِلَى الرُّكْبَةِ فَبَكَى وَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا ابْنَ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ يَا أَرْضُ خُذِيهِ فَابْتَلَعَتْهُ بِقَصْرِهِ وَخَزَائِنِهِ.
وَهَذَا مَا قَالَ مُوسَى لِقَارُونَ يَوْمَ أَهْلَكَهُ اللَّهُ فَعَيَّرَهُ اللَّهُ بِمَا قَالَهُ لِقَارُونَ فَعَلِمَ مُوسَى أَنَّ اللَّهَ قَدْ عَيَّرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ قَارُونَ دَعَانِي بِغَيْرِكَ وَلَوْ دَعَانِي بِكَ لأَجَبْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ « ما قلت »(1) يَا ابْنِ لاوَى لا تَرُدَّنِي مِنْ كَلامِكَ فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَكَ رِضاً لأَجَبْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا مُوسَى وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَجُودِي وَمَجْدِي وَعُلُوِّ مَكَانِي لَوْ أَنَّ قَارُونَ كَمَا دَعَاكَ دَعَانِي لأَجَبْتُهُ وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَعَاكَ وَكَلْتُهُ إِلَيْك(2).
سئل النبيّ صلى الله عليه وآله عن الصلاة فقال: الصَّلاةُ مِنْ شَرَائِعِ الدِّينِ وَفِيهَا مَرْضَاةُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَهِيَ مِنْهَاجُ الْأَنْبِيَاء(3).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُرَّةَ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ وَحَبَّبَ إِلَيَّ
ص: 177
الصَّلاةَ كَمَا حَبَّبَ إِلَى الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَإِلَى الظَّمْآنِ الْمَاءَ وَإِنَّ الْجَائِعَ إِذَا أَكَلَ شَبِعَ وَإِنَّ الظَّمْآنَ إِذَا شَرِبَ رَوِيَ وَأَنَا لا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلاة(1).
وقال صلى الله عليه وآله: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ وَتَوَجَّهْتَ وَقَرَأْتَ أُمَّ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ مِنَ السُّوَرِ ثُمَّ رَكَعْتَ فَأَتْمَمْتَ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَتَشَهَّدْتَ وَسَلَّمْتَ غُفِرَ لَكَ كُلُّ ذَنْبٍ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الَّتِي قَدَّمْتَهَا إِلَى الصَّلاةِ الْمُؤَخَّرَة(2).
الصلاة تستنزل الرحمة(3).
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قُربانُ كَلّ تقيّ(4).
عن عليّ عليه السلام: أُوصِيكُمْ بِالصَّلاةِ وَحِفْظِهَا فَإِنَّهَا خَيْرُ الْعَمَلِ وَهِيَ عَمُودُ دِينِكُم(5).
وعنه عليه السلام قال: إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ وَكُلَّ شَيْ ءٍ حَوْلَهُ يُسَبِّحُ(6).
وعنه عليه السلام: يَا كُمَيْلُ لَيْسَ الشَّأْنُ أَنْ تُصَلِّيَ وَتَصُومَ وَتَتَصَدَّقَ، الشَّأْنُ أَنْ تَكُونَ الصَّلاةُ بِقَلْبٍ تَقِيٍّ وَعَمَلٍ عِنْدَ اللَّهِ مَرْضِيٍّ وَخُشُوعٍ سَوِي(7).
قال تعالى: « قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
ص: 178
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ »(1).
عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَ لْسِنَتِهِمْ لِيَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ فَأَدْرَكُوا مَا أَمَّلُوا، وَ إِنَّا آمَنَّا بِكَ بِأَ لْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنَّا(2).
قال تعالى: « رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا »(3).
وقال تعالى: « وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا »(4).
عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه: قال: يَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِجَالٍ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ لِمَالِكٍ: قُلْ لِلنَّارِ لا تُحْرِقِي لَهُمْ أَقْدَاماً فَقَدْ كَانُوا يَمْشُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ أَيْدِياً فَقَدْ كَانُوا يَرْفَعُونَهَا إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ أَلْسِنَةً فَقَدْ كَانُوا يُكْثِرُونَ تِلاوَةَ الْقُرْآَنِ وَلا تُحْرِقِي لَهُمْ وُجُوهاً فَقَد كَانُوا يُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ فَيَقُولُ مَالِكٌ يَا أَشْقِيَاءُ فَمَا كَانَ حَالُكُمْ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَقِيلَ لَنَا: خُذُوا ثَوَابَكُمْ مِمَّنْ عَمِلْتُمْ لَهُ(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: حُسْنُ الظَّنِّ أَنْ تُخْلِصَ الْعَمَلَ وَتَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ الزَّلَلِ(6).
ص: 179
عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ أَنْ لا تَرْجُوَ إِلّا اللَّهَ وَلا تَخَافَ إِلّا ذَنْبَكَ(1).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ... وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ لا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ لأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاهُ فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ(3).
قال صلى الله عليه وآله: حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ(4).
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ بِي إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(5).
ص: 180
وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لَا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ
قال تعالى: « وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ »(1).
وقال تعالى: « وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للَّهِ ِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »(2).
عن عليّ عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: الصَّبْرُ ثَلاثَةٌ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وَصَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَة(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: المعصية تجلب العقوبة(4).
عنه عليه السلام: العقاب ثمار السيّئات(5).
وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: الهي لا تؤدّبني بعقوبتك(6).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: وَ إِذَا كَانَ لِرَبِّهِ عَدُوّاً فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ أَقْبَحَ خَلْقِ اللَّهِ رِيَاشاً وَأَنْتَنَهُ رِيحاً فَيَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ وَيُنَاشِدُ حَامِلَهُ أَنْ يَحْبِسَهُ فَإِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ أَتَيَاهُ مُمْتَحِنَا الْقَبْرِ فَأَلْقَيَا عَنْهُ أَكْفَانَهُ ثُمَّ قَالا لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ وَمَا دِينُكَ فَيَقُولُ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا دَرَيْتَ وَلا هَدَيْتَ فَيَضْرِبَانِهِ بِمِرْزَبَةٍ(7) ضَرْبَةً مَا خَلَقَ اللَّهُ دَابَّةً إِلّا وَتَذْعَرُ لَهَا مَا خَلا الثَّقَلَيْنِ ثُمَّ
ص: 181
يَفْتَحَانِ لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ ثُمَّ يَقُولانِ لَهُ نَمْ بِشَرِّ حَالٍ فَهُوَ مِنَ الضَّيْقِ مِثْلُ مَا فِيهِ الْقَنَا مِنَ الزُّجِّ(1) حَتَّى إِنَّ دِمَاغَهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ظُفُرِهِ وَلَحْمِهِ وَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ حَيَّاتِ الْأَرْضِ وَعَقَارِبَهَا وَهَوَامَّهَا فَتَنْهَشُهُ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِه(2).
عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام قال: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَتَعَاوَوْنَ فِيهَا كَمَا يَتَعَاوَى الْكِلابُ وَالذِّئَابُ مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنْ أَلَمِ [أَلِيمِ] الْعَذَابِ فَمَا ظَنُّكَ يَا عَمْرُو بِقَوْمٍ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها عِطَاشٍ فِيهَا جِيَاعٍ كَلِيلَةٍ أَبْصَارُهُمْ صُمٍّ بُكْمٍ عُمْيٍ مُسْوَدَّةٍ وُجُوهُهُمْ خَاسِئِينَ فِيهَا نَادِمِينَ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ فَلا يُرْحَمُونَ مِنَ الْعَذَابِ وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ وَمِنَ الْحَمِيمِ يَشْرَبُونَ وَمِنَ الزَّقُّومِ يَأْكُلُونَ وَبِكَلالِيبِ النَّارِ يُحْطَمُونَ وَبِالْمَقَامِعِ يُضْرَبُونَ وَالْمَلائِكَةُ الْغِلاظُ الشِّدَادُ لا يَرْحَمُونَ فَهُمْ فِي النَّارِ يُسْحَبُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ مَعَ الشَّيَاطِينِ يُقَرَّنُونَ وَفِي الْأَنْكَالِ وَالْأَغْلالِ يُصَفَّدُونَ إِنْ دَعَوْا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُمْ وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً لَمْ تُقْضَ لَهُمْ هَذِهِ حَالُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَهُوَ قَاطِبٌ(4) وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَجِي ءُ وَهُوَ مُتَبَسِّمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا جَبْرَئِيلُ جِئْتَنِي الْيَوْمَ قَاطِباً فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قَدْ وُضِعَتْ مَنَافِخُ النَّارِ فَقَالَ وَمَا مَنَافِخُ النَّارِ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَنُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَوْ أَنَّ قَطْرَةً
ص: 182
مِنَ الضَّرِيعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً وَاحِدَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي طُولُهَا سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَذَابَتِ الدُّنْيَا مِنْ حَرِّهَا وَلَوْ أَنَّ سِرْبَالاً مِنْ سَرَابِيلِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ رِيحِهِ قَالَ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَبَكَى جَبْرَئِيلُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ رَبَّكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلامَ وَيَقُولُ قَدْ أَمِنْتُكُمَا أَنْ تُذْنِبَا ذَنْباً أُعَذِّبُكُمَا عَلَيْه(1).
عن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: إلى مَن يذهب العبد إلّا إلى مولاه(2).
وعنه عليه السلام: وإلى من يلتجئ المخلوق إلّا إلى خالقه(3).
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »(4).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ »(5).
ص: 183
وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْنِي يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلَى عَذابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِراقِكَ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نَارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ
أدعية الأُسبوع لفاطمة عليها السلام: دعاء يوم الخميس: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وَالْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قُوَّتِكَ لِضَعْفِنَا وَمِنْ غِنَاكَ لِفَقْرِنَا وَفَاقَتِنَا وَمِنْ حِلْمِكَ وَعِلْمِكَ لِجَهْلِنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَطَاعَتِكَ وَعِبَادَتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين(1)
قال تعالى: « فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً »(2).
قال تعالى: « قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ
ص: 184
لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للَّهِ ِ وَقَاراً »(1).
وقال تعالى: « قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً »(2).
وقال تعالى: « وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً »(3).
قال تعالى: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ »(4).
وقال تعالى: « وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ »(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه عليهما السلام: أُوصيك يا عليّ في نفسكَ
ص: 185
بِخصالٍ فَاحْفَظْهَا اللَّهُمَّ أَعِنْهُ... وَالرَّابِعَةُ الْبُكَاءُ للَّهِ ِ يُبْنَى لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ بَيْتٌ فِي الْجَنَّة(1).
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله طُوبَى لِصُورَةٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهَا تَبْكِي عَلَى ذَنْبٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ الذَّنْبِ غَيْرُهُ(2).
في خطبة الوداع لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله: وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ يَكُونُ فِي مِيزَانِهِ مِنَ الْأَجْر(3).
قال النبي صلى الله عليه وآله: مَنْ خَرَجَ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ آمَنَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ(4).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: بُكَاءُ الْعُيُونِ وَخَشْيَةُ الْقُلُوبِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ فَإِذَا وَجَدْتُمُوهَا فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاء(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلّا الدُّمُوعُ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ تُطْفِئُ بِحَاراً مِنْ نَارٍ فَإِذَا اغْرَوْرَقَتِ الْعَيْنُ بِمَائِهَا لَمْ يَرْهَقْ وَجْهاً قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَلَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرُحِمُوا(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلّا جَعَلَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلاً وَفِي النَّارِ
ص: 186
مَنْزِلاً فَإِذَا سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَشْرِفُوا فَيُشْرِفُونَ عَلَى النَّارِ وَتُرْفَعُ لَهُمْ مَنَازِلُهُمْ فِيهَا ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِي لَوْ عَصَيْتُمُ اللَّهَ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَرَحاً لِمَا صُرِفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ النَّارِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ فَيُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِي لَوْ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ حُزْنا(1).
قال تعالى: « وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ »(2).
وقال تعالى: « يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ »(3).
وقال تعالى: « وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ »(4).
وقال تعالى: « فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ »(5).
وقال تعالى: « وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ »(6).
وقال تعالى: « فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ »(7).
ص: 187
وقال تعالى: « وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ »(1).
وقال تعالى: « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا »(2).
قال تعالى: « إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ »(3).
وقال تعالى: « عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ »(4).
في حديث المعراج: يَا أَحْمَدُ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فَوْقَ لُؤْلُؤَةٍ وَدُرَّةٍ فَوْقَ دُرَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلا وَصْلٌ فِيهَا الْخَوَاصُّ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً وَأُكَلِّمُهُمْ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ أَزِيدُ فِي مُلْكِهِمْ سَبْعِينَ ضِعْفاً وَإِذَا تَلَذَّذَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَلَذَّذُوا بِكَلامِي وَذِكْرِي وَحَدِيثِي قَالَ يَا رَبِّ مَا عَلامَاتُ أُولَئِكَ قَالَ هُمْ فِي الدُّنْيَا مَسْجُونُونَ قَدْ سَجَنُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ فُضُولِ الْكَلامِ وَبُطُونَهُمْ مِنْ
ص: 188
فُضُولِ الطَّعَام(1).
قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(2).
قال زين العابدين عليه السلام: أنت الذي سمّيت نفسك بالعفو، فاعف عنّي(3).
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ »(4).
وقال تعالى: « وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ».
قال زين العابدين عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتَابِكَ الْعَفْوَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَقَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنَّا(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: إِلهي إِن أخذتني بجُرمي أخذتُكَ بعفوك(6).
ص: 189
غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِلهَ الْعالَمِينَ
في دعاء السحر في شهر رمضان: إِلهِي وَسَيِّدِي وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنِي بِذُ نُوبِي لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ، وَلَئِنْ طالَبْتَنِي بِلُؤْمِي لَأُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ، وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النَّارِ بِحُبِّي لَكَ . إِلهِي وَسَيِّدِي إِنْ كُنْتَ لَا تَغْفِرُ إِلَّا لِأَوْ لِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ فَإِلى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ وَإِنْ كُنْتَ لَا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُونَ إِلهِي إِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَ إِنْ أَدْخَلْتَنِي الْجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ، وَأَنَا وَاللَّهِ أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ(1).
قال تعالى: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ »(2).
وقال تعالى: « هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ »(3).
وقال تعالى: « يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ »(4).
وقال تعالى: « كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ
ص: 190
ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ »(1).
وقال تعالى: « أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ »(2).
وقال تعالى: « يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ »(3).
قال تعالى: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ »(4).
وقال تعالى: « لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
ص: 191
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ »(1).
وفي خطبة الغدير قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله(2).
قال تعالى: « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ ِ »(3).
وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ »(4).
وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(5).
وقال تعالى: « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ »(6).
وقال تعالى: « أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(7).
وفي التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِم(8).
ص: 192
قال تعالى: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ »(1).
روى عن أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام: مَجَارِيَ الْأُمُورِ وَالْأَحْكَامِ عَلَى أَيْدِي الْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ الْإِمْنَاءِ عَلَى حَلالِهِ وَحَرَامِه(2).
قال تعالى: « إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ »(3).
وقال تعالى: « اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ »(4).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: حبّه ناراً أحرق كلّ شي ء(1).
قال تعالى: « سَبَّحَ للَّهِ ِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ »(2).
وقال تعالى: « تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً »(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَرَّ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَدَّادِينَ بِالْكُوفَةِ فَرَأَى شَابّاً قَدْ صَعِقَ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الشَّابُّ قَدْ صَرَعَ فَلَوْ قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ قَالَ فَدَنَا مِنْهُ سَلْمَانُ فَلَمَّا رَآهُ الشَّابُّ أَفَاقَ وَقَالَ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ بِي مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ وَلَكِنِّي مَرَرْتُ بِهَؤُلاءِ الْحَدَّادِينَ وَهُمْ
ص: 194
يَضْرِبُونَ الْمِرْزَبَاتِ(1) فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى: « وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ »(2) فَذَهَبَ عَقْلِي خَوْفاً مِنْ عِقَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَاتَّخَذَهُ سَلْمَانُ أَخاً وَدَخَلَ قَلْبَهُ حَلاوَةُ مَحَبَّتِهِ فِي اللَّهِ تَعَالَى فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى مَرِضَ الشَّابُّ فَجَاءَهُ سَلْمَانُ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِأَخِي قَالَ: يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ(3).
ونقل خبر في تفسير كبير منهج الصادقين في الزام المخالفين ( ج 5، ص 163 )(4).
ص: 195
قال تعالى: « إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ »(1).
وقال تعالى: « إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ »(2).
وقال تعالى: « خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ
* وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ »(3).
وقال تعالى: « فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ »(4).
وقال تعالى: « هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ »(5).
قال تعالى: « وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ »(6).
ص: 196
وقال تعالى: « وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ »(1).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ »(2).
وقال تعالى: « وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ »(3).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ »(4).
وقال تعالى: « وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً »(5).
روى أنّ [ أنَّهُ ] كَانَ يَأْمُرُ الرِّيحَ الْعَاصِفَ يُسَيّرُهُ وَالرَّخَاءَ يَحْمِلُهُ فَأَوحى اللَّه إليه وَهُوَ يسير بين السماء والأرض أنّي قد زدت في ملكك أن لا يتكلّم أحد بشي ءٍ إلّا ألقَتهُ الريح في سَمعِك، فَيُحْكَى أَنَّهُ مَرَّ بِحَرَّاثٍ فَقَالَ لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ دَاوُدَ مُلْكاً عَظِيماً فَأَلْقَاهُ الرِّيحُ فِي أُذُنِهِ فَنَزَلَ وَمَشَى إِلَى الْحَرَّاثِ وَقَالَ إِنَّمَا مَشَيْتُ إِلَيْكَ لِئَلّا تَتَمَنَّى مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَتَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ يَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى خَيْرٌ مِمَّا أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ لأَنَّ ثَوَابَ التَّسْبِيحَةِ يَبْقَى وَمُلْكَ سُلَيْمَانَ يَفْنَى(6).
عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِيَّاكُمْ وَالْكَسَلَ إِنَّ رَبَّكُمْ رَحِيمٌ يَشْكُرُ الْقَلِيلَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِمَا وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّةَ وَإِنَّهُ لَيَتَصَدَّقُ بِالدِّرْهَمِ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَإِنَّهُ لَيَصُومُ الْيَوْمَ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ(7).
ص: 197
قال النبي صلى الله عليه وآله: الصلاة عمود الدين وفيها عشر خصال: زين الوجه، ونور القلب، وراحة البدن، وانس القبور، ومنزل الرحمة، ومصباح السماء، وثقل الميزان، ومرضات الرب، وثمن الجنّة، وحجاب من النار، ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين(1).
عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا مِنْ صَلاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلاتِكُمْ(2).
عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: كَانَ الصَّادِقُ عليه السلام فِي طَرِيقٍ وَمَعَهُ قَوْمٌ مَعَهُمْ أَمْوَالٌ وَذُكِرَ لَهُمْ أَنَّ بَارِقَةً فِي الطَّرِيقِ يَقْطَعُونَ عَلَى النَّاسِ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ فَقَالَ لَهُمُ الصَّادِقُ مَا لَكُمْ قَالُوا مَعَنَا أَمْوَالٌ نَخَافُ أَنْ تُؤْخَذَ مِنَّا أَفَتَأْخُذُهَا مِنَّا فَلَعَلَّهُمْ يَنْدَفِعُونَ عَنْهَا إِذَا رَأَوْا أَنَّهَا لَكَ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ غَيْرِي وَلَعَلَّكُمْ تَعْرِضُونِي بِهَا لِلتَّلَفِ فَقَالُوا فَكَيْفَ نَصْنَعُ نَدْفِنُهَا قَالَ ذَاكَ أَضْيَعُ لَهَا فَلَعَلَّ طَارِئاً يَطْرَأُ عَلَيْهَا فَيَأْخُذُهَا أَوْ لَعَلَّكُمْ لا تَهْتَدُونَ إِلَيْهَا بَعْدُ فَقَالُوا فَكَيْفَ نَصْنَعُ دُلَّنَا قَالَ أَوْدِعُوهَا مَنْ يَحْفَظُهَا وَيَدْفَعُ عَنْهَا وَيُرَبِّيهَا وَيَجْعَلُ الْوَاحِدَ مِنْهَا أَعْظَمَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا وَيُوَفِّرُهَا عَلَيْكُمْ أَحْوَجَ مَا تَكُونُونَ إِلَيْهَا قَالُوا مَنْ ذَاكَ قَالَ ذَاكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالُوا وَكَيْفَ نُودِعُهُ قَالَ تَتَصَدَّقُونَ بِهَا عَلَى ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا وَأَنَّى لَنَا الضُّعَفَاءُ بِحَضْرَتِنَا هَذِهِ قَالَ فَاعْزِمُوا عَلَى أَنْ تَتَصَدَّقُوا بِثُلُثِهَا لِيَدْفَعَ اللَّهُ عَنْ بَاقِيهَا مَنْ تَخَافُونَ قَالُوا قَدْ عَزَمْنَا قَالَ فَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ اللَّهِ فَامْضُوا فَمَضَوْا وَظَهَرَتْ لَهُمُ الْبَارِقَةُ فَخَافُوا فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام فَكَيْفَ تَخَافُونَ وَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ
ص: 198
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَقَدَّمَ الْبَارِقَةُ وَتَرَجَّلُوا وَقَبَّلُوا يَدَ الصَّادِقِ عليه السلام وَقَالُوا رَأَيْنَا الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَأْمُرُنَا بِعَرْضِ أَنْفُسِنَا عَلَيْكَ فَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَنَصْحَبُكَ وَهَؤُلاءِ لِيَنْدَفِعَ عَنْهُمُ الْأَعْدَاءُ وَاللُّصُوصُ فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام لا حَاجَةَ بِنَا إِلَيْكُمْ فَإِنَّ الَّذِي دَفَعَكُمْ عَنَّا يَدْفَعُهُمْ فَمَضَوْا سَالِمِينَ وَتَصَدَّقُوا بِالثُّلُثِ وَبُورِكَ فِي تِجَارَاتِهِمْ فَرَبِحُوا لِلدِّرْهَمِ عَشَرَةً فَقَالُوا مَا أَعْظَمَ بَرَكَةَ الصَّادِقِ عليه السلام فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام قَدْ تَعَرَّفْتُمُ الْبَرَكَةَ فِي مُعَامَلَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَدُومُوا عَلَيْهَا(1).
عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام يَا أَبَا جَعْفَرٍ بَلَغَنِي أَنَّ الْمَوَالِيَ إِذَا رَكِبْتَ أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ بُخْلٍ مِنْهُمْ لِئَلّا يَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ خَيْراً وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لا يَكُنْ مَدْخَلُكَ وَمَخْرَجُكَ إِلّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِيرِ فَإِذَا رَكِبْتَ فَلْيَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ثُمَّ لا يَسْأَلُكَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلّا أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ فَلا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ فَلا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَرْفَعَكَ اللَّهُ فَأَنْفِقْ وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْتَاراً(2).(3)
ص: 199
قال اللَّه: « هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »(1).
قال تعالى: « سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ »(2).
وقال تعالى: « عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ »(3).
« عليها تسعة عشر » من الملائكة هم خزنتها مالك ومعه ثمانية عشر(4).
وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(5).
ص: 200
عن النبي صلى الله عليه وآله: إنَّ حُسن الظنّ باللَّه مِن حُسنِ عبادةِ اللَّه(1).
وعنه صلى الله عليه وآله: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِب(2).
وقال الصادق عليه السلام: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ خَوْفاً كَأَنَّهُ يُشْرِفُ عَلَى النَّارِ وَيَرْجُوَهُ رَجَاءً كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ الآْيَةَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(3).
وقال تعالى: « فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً »(4).
وروي أن اللَّه سبحانه قال لموسى حين أرسله إلى فرعون يتوعده وأخبره أني إلى العفو و المغفرة أسرع مني إلى الغضب و العقوبة(5).
الإمام العسكري عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا جَهْلٍ أَمَا عَلِمْتَ قِصَّةَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عليه السلام لَمَّا رُفِعَ فِي الْمَلَكُوتِ وَذَلِكَ قَوْلُ رَبِّي وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ قَوَّى اللَّهُ بَصَرَهُ لَمَّا رَفَعَهُ دُونَ السَّمَاءِ حَتَّى أَبْصَرَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ظَاهِرِينَ وَمُسْتَتِرِينَ فَرَأَى رَجُلاً وَامْرَأَةً عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِمَا بِالْهَلاكِ
ص: 201
فَهَلَكَا ثُمَّ رَأَى آخَرَيْنِ فَدَعَا عَلَيْهِمَا بِالْهَلاكِ فَهَلَكَا ثُمَّ رَأَى آخَرَيْنِ فَهَمَّ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ اكْفُفْ دَعْوَتَكَ عَنْ عِبَادِي وَإِمَائِي فَإِنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الْجَبَّارُ الْحَلِيمُ لا تَضُرُّنِي ذُنُوبُ عِبَادِي وَإِمَائِي كَمَا لا تَنْفَعُنِي طَاعَتُهُمْ وَلَسْتُ أَسُوسُهُمْ بِشِفَاءِ الْغَيْظِ كَسِيَاسَتِكَ فَاكْفُفْ دَعْوَتَكَ عَنْ عِبَادِي فَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ نَذِيرٌ لا شَرِيك فِي الْمَمْلَكَةِ وَلا مُهَيْمِن عَلَيَّ وَعِبَادِي مَعِي بَيْنَ خِلالٍ ثَلاثٍ إِمَّا تَابُوا إِلَيَّ فَتُبْتُ عَلَيْهِمْ وَغَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ وَسَتَرْتُ عُيُوبَهُمْ وَإِمَّا كَفَفْتُ عَنْهُمْ عَذَابِي لِعِلْمِي بِأَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّاتٌ مُؤْمِنُونَ فَأَرْفُقُ بِالآْبَاءِ الْكَافِرِينَ وَأَتَأَنَّى بِالْأُمَّهَاتِ الْكَافِرَاتِ وَأَرْفَعُ عَنْهُمْ عَذَابِي لِيَخْرُجَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ مِنْ أَصْلابِهِمْ فَإِذَا تَزَايَلُوا حَقَّ بِهِمْ عَذَابِي وَحَاقَ بِهِمْ بَلائِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا وَلا هَذَا فَإِنَّ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ لَهُمْ مِنْ عَذَابِي أَعْظَمُ مِمَّا تُرِيدُهُ بِهِمْ فَإِنَّ عَذَابِي لِعِبَادِي عَلَى حَسَبِ جَلالِي وَكِبْرِيَائِي يَا إِبْرَاهِيمُ فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَإِنِّي أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْكَ وَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَإِنِّي أَنَا الْجَبَّارُ الْحَلِيمُ الْعَلّامُ الْحَكِيمُ أُدَبِّرُهُمْ بِعِلْمِي وَأُنَفِّذُ فِيهِمْ قَضَائِي وَقَدَرِي(1).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: بَيْنَا دَاوُدُ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ شَابٌّ رَثُّ الْهَيْئَةِ يُكْثِرُ الْجُلُوسَ عِنْدَهُ وَيُطِيلُ الصَّمْتَ إِذْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَحَدَّ مَلَكُ الْمَوْتِ النَّظَرَ إِلَى الشَّابِّ فَقَالَ دَاوُدُ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ نَظَرْتَ إِلَى هَذَا فَقَالَ نَعَمْ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ رُوحِهِ إِلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَرَحَّمَهُ دَاوُدُ فَقَالَ يَا شَابُّ هَلْ لَكَ امْرَأَةٌ قَالَ لا وَمَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ قَالَ دَاوُدُ فَأْتِ فُلاناً رَجُلاً كَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ دَاوُدَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَنِي
ص: 202
ابْنَتَكَ وَتُدْخِلَهَا اللَّيْلَةَ وَخُذْ مِنَ النَّفَقَةِ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَكُنْ عِنْدَهَا فَإِذَا مَضَتْ سَبْعَةُ أَيَّامٍ فَوَافِنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَمَضَى الشَّابُّ بِرِسَالَةِ دَاوُدَ عَلَى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ فَزَوَّجَهُ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ وَأَدْخَلُوهَا عَلَيْهِ وَأَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ وَافَى دَاوُدَ يَوْمَ الثَّامِنِ فَقَالَ لَهُ: دَاوُدُ يَا شَابُّ كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ قَالَ مَا كُنْتُ فِي نِعْمَةٍ وَلا سُرُورٍ قَطُّ أَعْظَمَ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ قَالَ دَاوُدُ اجْلِسْ فَجَلَسَ وَدَاوُدُ يَنْتَظِرُ أَنْ يُقْبَضَ رُوحُهُ فَلَمَّا طَالَ قَالَ انْصَرِفْ إِلَى مَنْزِلِكَ فَكُنْ مَعَ أَهْلِكَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّامِنِ فَوَافِنِي هَاهُنَا فَمَضَى الشَّابُّ ثُمَّ وَافَاهُ يَوْمَ الثَّامِنِ وَجَلَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ أُسْبُوعاً آخَرَ ثُمَّ أَتَاهُ وَجَلَسَ فَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ دَاوُدَ فَقَالَ دَاوُدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَلَسْتَ حَدَّثْتَنِي بِأَنَّكَ أُمِرْتَ بِقَبْضِ رُوحِ هَذَا الشَّابِّ إِلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ قَالَ بَلَى فَقَالَ قَدْ مَضَتْ ثَمَانِيَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَثَمَانِيَةٌ قَالَ يَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَحِمَهُ بِرَحْمَتِكَ لَهُ فَأَخَّرَ فِي أَجَلِهِ ثَلاثِينَ سَنَةً(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله بِأُسَارَى فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ خَلا رَجُلٍ مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ الرَّجُلُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّي مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ فِيكَ خَمْسَ خِصَالٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ الْغَيْرَةَ الشَّدِيدَةَ عَلَى حَرَمِكَ وَالسَّخَاءَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَصِدْقَ اللِّسَانِ وَالشَّجَاعَةَ فَلَمَّا سَمِعَهَا الرَّجُلُ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ وَقَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قِتَالاً شَدِيداً حَتَّى اسْتُشْهِدَ(2).
ص: 203
قال تعالى: « كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ »(1).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام لذعلب اليماني وقد سأله هل رأيت ربّك فقال: أَفَأَعْبُدُ مَا لا أَرَى قَالَ وَكَيْفَ تَرَاهُ قَالَ لا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ وَلَكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَان(2).
التَّوَكُّلِ قَالَ الْيَقِينُ قُلْتُ فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ قَالَ أَنْ لا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً(1).
عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِيلَ عَلَى الْيَقِينِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِيرِ عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ(2).
عن عليّ بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كَانَ فِي الْكَنْزِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما كَانَ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَرْكَنُ إِلَيْهَا(3).
عن جابر قال: قال لي أبو عبداللَّه عليهما السلام: يَا أَخَا جُعْفٍ إِنَّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِسْلامِ وَإِنَّ الْيَقِينَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ وَمَا مِنْ شَيْ ءٍ أَعَزَّ مِنَ الْيَقِينِ(4).
قال عليه السلام: وَ قَد سَمِعَ رَجُلاً مِنَ الْحَرُورِيَّةِ يَتَهَجَّدُ وَيَقْرَأُ فَقَالَ نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ فِي شَكٍّ(5).
وقال تعالى: « وَللَّهِ ِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا »(1).
الدرّ المنثور للسيوطي، عن أبي نعيم باسناده عن محمّد بن جعفر قال: سَأَلْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عليه السلام عَنِ الْأَسْمَاءِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: هِيَ فِي الْقُرْآنِ فَفِي الْفَاتِحَةِ خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مَالِكُ وَفِي الْبَقَرَةِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ اسْماً هُمْ يَا مُحِيطُ يَا قَدِيرُ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا تَوَّابُ يَا بَصِيرُ يَا وَلِيُّ يَا وَاسِعُ يَا كَافِي يَا رَءُوفُ يَا بَدِيعُ يَا شَاكِرُ يَا وَاحِدُ يَا سَمِيعُ يَا قَابِضُ يَا بَاسِطُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا غَنِيُّ يَا حَمِيدُ يَا غَفُورُ يَا حَلِيمُ يَا إِلَهُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ يَا عَزِيزُ يَا نَصِيرُ يَا قَوِيُّ يَا شَدِيدُ يَا سَرِيعُ يَا خَبِيرُ وَفِي آلِ عِمْرَانَ يَا وَهَّابُ يَا قَائِمُ يَا صَادِقُ يَا بَاعِثُ يَا مُنْعِمُ يَا مُتَفَضِّلُ وَفِي النِّسَاءِ يَا رَقِيبُ يَا حَسِيبُ يَا شَهِيدُ يَا مُقِيتُ يَا وَكِيلُ يَا عَلِيُّ يَا كَبِيرُ وَفِي الْأَنْعَامِ يَا فَاطِرُ يَا قَاهِرُ يَا لَطِيفُ يَا بُرْهَانُ وَفِي الْأَعْرَافِ يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ وَفِي الْأَنْفَالِ يَا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيَا نِعْمَ النَّصِيرُ وَفِي هُودَ يَا حَفِيظُ يَا مَجِيدُ يَا وَدُودُ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ وَفِي الرَّعْدِ يَا كَبِيرُ يَا مُتَعَالِ وَفِي إِبْرَاهِيمَ يَا مَنَّانُ يَا وَارِثُ وَفِي الْحِجْرِ يَا خَلّاقُ وَفِي مَرْيَمَ يَا فَرْدُ وَفِي طه يَا غَفَّارُ وَفِي قَدْ أَفْلَحَ يَا كَرِيمُ وَفِي النُّورِ يَا حَقُّ يَا مُبِينُ وَفِي الْفُرْقَانِ يَا هَادِي وَفِي سَبَأَ يَا فَتَّاحُ وَفِي الزُّمَرِ يَا عَالِمُ وَفِي غَافِرٍ يَا غَافِرُ يَا قَابِلَ التَّوْبِ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا رَفِيعُ وَفِي الذَّارِيَاتِ يَا رَزَّاقُ يَا ذَا الْقُوَّةِ يَا مَتِينُ وَفِي الطُّورِ يَا بَرُّ وَفِي اقْتَرَبَتْ يَا مُقْتَدِرُ يَا مَلِيكُ وَفِي الرَّحْمَنِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ يَا رَبَّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبَّ الْمَغْرِبَيْنِ يَا بَاقِي يَا مُعِينُ وَفِي الْحَدِيدِ يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ وَفِي الْحَشْرِ يَا مَلِكُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلامُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا
ص: 206
مُتَكَبِّرُ يَا خَالِقُ يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ وَفِي الْبُرُوجِ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ وَفِي الْفَجْرِ يَا وَتْرُ وَفِي الْإِخْلاصِ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ(1).
قال تعالى: «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»(2).
وقال تعالى: « إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا »(3).
وقال تعالى: « وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »(4).
وقال تعالى: « وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »(5).
وقال تعالى: « فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ »(6).
وقال تعالى: « وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ »(7).
وقال تعالى: « فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ
ص: 207
الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(1).
وقال تعالى: « ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ »(2).
قال تعالى: « قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ »(3).
وقال تعالى: « وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ
* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ »(4).
وقال تعالى: « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ »(5).
وقال تعالى: « وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ »(6).
وقال تعالى: « أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »(7).
وقال تعالى: « أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ »(8).
ص: 208
قال أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الآية الشريفة بالمناسبة: « أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ »(1).
قال تعالى: « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ ءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً »(2).
وقال تعالى: « وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً »(3).
وقال تعالى: « وَخَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً »(4).
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام جَالِساً بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فَجَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ(5) ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِنَا إِلَى أَهْلِ الشَّامِ أَبِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَقَدَرٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَجَلْ يَا شَيْخُ مَا عَلَوْتُمْ تَلْعَةً وَلا هَبَطْتُمْ بَطْنَ وَادٍ إِلّا بِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَقَدَرٍ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَائِي(6) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ مَهْ يَا شَيْخُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَظَّمَ اللَّهُ الْأَجْرَ فِي مَسِيرِكُمْ وَأَنْتُمْ سَائِرُونَ وَفِي مَقَامِكُمْ وَأَنْتُمْ مُقِيمُونَ وَفِي مُنْصَرَفِكُمْ وَأَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ وَلَمْ تَكُونُوا
ص: 209
فِي شَيْ ءٍ مِنْ حَالاتِكُمْ مُكْرَهِينَ وَلا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ وَكَيْفَ لَمْ نَكُنْ فِي شَيْ ءٍ مِنْ حَالاتِنَا مُكْرَهِينَ وَلا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ وَكَانَ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ مَسِيرُنَا وَمُنْقَلَبُنَا وَمُنْصَرَفُنَا فَقَالَ لَهُ وَتَظُنُّ أَنَّهُ كَانَ قَضَاءً حَتْماً وَقَدَراً لازِماً إِنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ وَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالزَّجْرُ مِنَ اللَّهِ وَسَقَطَ مَعْنَى الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ فَلَمْ تَكُنْ لائِمَةٌ لِلْمُذْنِبِ وَلا مَحْمَدَةٌ لِلْمُحْسِنِ وَلَكَانَ الْمُذْنِبُ أَوْلَى بِالْإِحْسَانِ مِنَ الْمُحْسِنِ وَلَكَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلَى بِالْعُقُوبَةِ مِنَ الْمُذْنِبِ تِلْكَ مَقَالَةُ إِخْوَانِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَخُصَمَاءِ الرَّحْمَنِ وَحِزْبِ الشَّيْطَانِ وَقَدَرِيَّةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَجُوسِهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَلَّفَ تَخْيِيراً وَنَهَى تَحْذِيراً وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً وَلَمْ يُمَلِّكْ مُفَوِّضاً وَلَمْ يَخْلُقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً وَلَمْ يَبْعَثِ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ عَبَثاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ(1) فَأَنْشَأَ الشَّيْخُ يَقُولُ:
ص: 210
ص: 211
أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ * يَوْمَ النَّجَاةِ مِنَ الرَّحْمَنِ غُفْرَاناً
ص: 212
أَوْضَحْتَ مِنْ أَمْرِنَا مَا كَانَ مُلْتَبِساً * جَزَاكَ رَبُّكَ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَانا(1)
حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد بن علي، قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا أبي الحسين بن علي: قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ: الْأَعْمَالُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ فَرَائِضُ وَفَضَائِلُ وَمَعَاصِي فَأَمَّا الْفَرَائِضُ فَبِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَبِرِضَى اللَّهِ وَبِقَضَائِهِ وَتَقْدِيرِهِ وَمَشِيَّتِهِ وَعِلْمِهِ وَأَمَّا الْفَضَائِلُ فَلَيْسَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَكِنْ بِرِضَى اللَّهِ وَبِقَضَاءِ اللَّهِ وَبِقَدَرِ اللَّهِ وَبِمَشِيَّةِ اللَّهِ وَبِعِلْمِ اللَّهِ وَأَمَّا الْمَعَاصِي فَلَيْسَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَكِنْ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَبِقَدَرِ اللَّهِ وَبِمَشِيَّةِ اللَّهِ وَبِعِلْمِهِ ثُمَّ يُعَاقِبُ عَلَيْهَا(2).
قال تعالى: « وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ »(3).
بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام: انّ ليلة النصف من شعبان أفضل الليالي بعد ليلة القدر ويتفضّل اللَّه تعالى في هذه الليلة على عباده ويغفر لهم ذنوبهم باحسانه فاسعوا في عبادة هذه الليلة فانّها ليلة آلى اللَّه عزّ وجلّ على نفسه أن لا يردّ فيها سائلاً ما لم يسأل اللَّه معصيةً(4).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الدنيا ساعةٌ فاجعلها طاعة(5).
ص: 213
قال تعالى: « إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ »(1).
وقال تعالى: « وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ »(2).
وقال تعالى: « وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً »(3).
وقال تعالى: « هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(5).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً »(6).
قال تعالى: « إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »(7).
ص: 214
قال تعالى: « وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ»(1).
وقال تعالى: « إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ
* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ »(2).
وقال تعالى: « أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ »(3).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: كاتب الحسنات عن يمين الرجل وكاتب السيّئات عن يساره، وصاحب اليمين الأمير على صاحب الشمال، فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشراً، وإذا عمل سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات فلعلّه يتوب أو يستغفر(4).
قال تعالى: « وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً »(5).
وقال تعالى: « وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً »(6).
ص: 215
قال تعالى: « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا »(1).
وقال تعالى: « حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ »(2).
وقال تعالى: « يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(3).
وقال تعالى: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ »(4).
وقال تعالى: « مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ »(5).
وقال تعالى: « يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا »(6).
وقال تعالى: « وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ »(7).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيداً »(8).
ص: 216
وقال تعالى: « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ * وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(1).
وقال تعالى: « وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ »(2).
وقال تعالى: « اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً »(3).
وقال تعالى: « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ »(4).
وقال تعالى: « فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ »(5).
وقال تعالى: « وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ »(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى الْإِنْسَانِ كِتَابُهُ ثُمَّ قِيلَ لَهُ اقْرَأْه قُلْتُ: فَيَعْرِفُ مَا فِيهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُذَكِّرُهُ فَمَا مِنْ لَحْظَةٍ وَلا كَلِمَةٍ وَلا نَقْلِ قَدَمٍ وَلا شَيْ ءٍ فَعَلَهُ إِلّا ذَكَرَهُ كَأَنَّهُ فَعَلَهُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَالُوا يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلّا أَحْصاها(7).
قوله: « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ » إِلَى قَوْلِهِ « بِما كانُوا
ص: 217
يَكْسِبُونَ » قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَفَعَ إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ فَيَنْظُرُونَ فِيهِ فَيُنْكِرُونَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ مَلائِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَهُوَ قَوْلُهُ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَيَنْطِقُ جَوَارِحُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(1).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأُمِرَتْ جَوَارِحُهُ أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ وَبِقَاعُ الْأَرْضِ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيْهِ وَنَسِيَتِ الْحَفَظَةُ مَا كَانَتْ كَتَبَتْ عَلَيْهِ(2).
عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَانَا يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ وَ يُوحِي اللَّهُ إِلَى جَوَارِحِهِ وَ إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ أَنِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ فَيَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حِينَ يَلْقَاهُ وَ لَيْسَ شَيْ ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْ ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ(3).
في دعاء السحر في شهر رمضان: وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصِيباً فِي
ص: 218
كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1).
قال تعالى: « وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ »(3).
وقال تعالى: « وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى »(4).
وقال تعالى: « اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ »(5).
قال تعالى: « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ »(6).
وقال تعالى: « فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً »(7).
وقال تعالى: « رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ »(8).
وقال تعالى: « رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً »(9).
ص: 219
وقال تعالى: « رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ »(1).
وقال تعالى: « رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ »(2).
وقال تعالى: « رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي »(3).
وقال تعالى: « رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ »(4).
وقال تعالى: « رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ »(5).
وقال تعالى: « أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »(6).
وقال تعالى: « وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ »(7).
وقال تعالى: « رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا »(8).
وقال تعالى: « رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »(9).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قال: يا ربّ حتّى ينقطع نفسه قيل له لبّيك ما
ص: 220
حاجتك وروي من يقولها عشر مرّات قيل له لبّيك ما حاجتك(1).
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: مَنْ قَالَ يَا اللَّهُ يَا رَبِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ سَأَلَ مَا شَاءَ أُسْتُجِيبَ لَهُ(2).
وعنه صلى الله عليه وآله: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ يَا رَبِّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَبَّيْكَ وَإِذَا قَالَهَا ثَانِياً وَثَالِثاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَبَّيْكَ عَبْدِي سَلْ تُعْطَ(3).
في مناجات أميرالمؤمنين عليه السلام: مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْمَوْلَى وَأَنَا الْعَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلّا الْمَوْلَى مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلّا الْمَالِكُ مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلّا الْعَزِيزُ مَوْلايَ يَا مَوْلايَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَأَنَا الْمَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلّا الْخَالِق(4).
في مناجات أميرالمؤمنين عليه السلام: إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب(5).
ص: 221
قال تعالى: « مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا »(1).
وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ »(2).
قَالَ الْفُقَرَاءُ لِرَسُولِ اللَّهِ: إِنَّ الْأَغْنِيَاءَ ذَهَبُوا بِالْجَنَّةِ يَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ صلى الله عليه وآله: إِنَّ مَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ مِنْكُمْ تَكُنْ لَهُ ثَلاثُ خِصَالٍ لَيْسَ لِلْأَغْنِيَاءِ أَحَدُهَا أَنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَنْظُرُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا يَنْظُرُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ لا يَدْخُلُهَا إِلّا نَبِيٌّ فَقِيرٌ أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ وَثَانِيهَا يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَثَالِثُهَا إِذَا قَالَ الْغَنِيُّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَقَالَ الْفَقِيرُ مِثْلَ ذَلِكَ لَمْ يَلْحَقِ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ أَنْفَقَ فِيهَا عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا فَقَالُوا رَضِينَا(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نَقِيُّ الثَّوْبِ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ الثَّوْبِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ الْمُوسِرِ فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْ ءٌ قَالَ لا قَالَ فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْ ءٌ قَالَ لا قَالَ فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ قَالَ لا قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرِيناً يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَنٍ وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِلْمُعْسِرِ أَتَقْبَلُ قَالَ لا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَلِمَ قَالَ أَخَافُ
ص: 222
أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ(1).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَأْتُوا بَابَ الْجَنَّةِ فَيَضْرِبُوا بَابَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْفُقَرَاءُ فَيُقَالُ لَهُمْ: أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئاً تُحَاسِبُونا عَلَيْهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقُوا ادْخُلُوا الْجَنَّةَ(2).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ يَدَيْهِ أَيْنَ الْفُقَرَاءُ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ كَثِيرٌ فَيَقُولُ عِبَادِي فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا فَيَقُولُ إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ لِهَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ وَلَكِنْ إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ فَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ يَصْنَعْهُ إِلّا فِيَّ فَكَافُوهُ عَنِّي بِالْجَنَّةِ(3).
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَ جَلالِي مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ وَلَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّة(4).
الفقر على ثلاثة أصناف:
1 - فقر إلى اللَّه دون غيره، قال نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله: الفقر فخري وبه أفتخر(5).
ص: 223
2 - وفقر إلى الغير دون اللَّه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كادَ الفقر أن يكون كُفراً(1).
3 - وفقر إلى اللَّه مع غيره، قال صلى الله عليه وآله: الفقر سواد الوجه في الدارين(2).
قال تعالى: « ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ »(3).
وقال تعالى: « الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ »(4).
وقال تعالى: « وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً »(5).
وقال تعالى: « يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ »(6).
في الحديث القدسي: يا موسى اذكرني فانّ ذكري حسنٌ على كلّ حالٍ(7).
قال تعالى: « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ »(8).
وقال تعالى: « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
ص: 224
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرُ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجُّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ فِيهِ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(2) فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ أَبِي كَثِيرَ الذِّكْر(3).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من أعطي لساناً ذاكراً فقد أُعطي خير الدنيا والآخرة(4).
وقال تعالى: « وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ »(5).
قال تعالى: « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ »(6).
ص: 225
وقال تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً »(1).
وقال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ »(2).
وقال تعالى: « الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ »(3).
عن عليّ عليه السلام: الشرف عند اللَّه سبحانه بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال(4).
وعنه عليه السلام: العمل شعارُ المؤمن(5).
قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: المداومة المداومة فانّ اللَّه لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلّا الموت(6).
وعنه عليه السلام: أعلى الأعمال إخلاص الإيمان وصدق الورع والإيقان(7).
وعن الصادق عليه السلام: دَعَا اللَّهُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا بِآبَائِهِمْ لِيَتَعَارَفُوا وَفِي الآْخِرَةِ بِأَعْمَالِهِمْ لِيُجَازُوا فَقَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا(8).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كانَ فيما أوصى به رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله عليّاً: يَا عَلِيُّ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ مِنْ نَفْسِكَ وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ وَذِكْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ
ص: 226
وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ للَّهِ ِ عَمَلَهُ وَعِلْمَهُ وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ وَأَخْذَهُ وَتَرْكَهُ وَكَلامَهُ وَصَمْتَهُ وَفِعْلَهُ وَقَوْلَه(2).
قال النبي صلى الله عليه وآله: يَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقْوَى أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْكَ بِالْعَمَلِ فَإِنَّهُ لا يَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقْوَى وَكَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ يُتَقَبَّلُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين »(3).(4)
عن عليّ عليه السلام: انّك لن يُتقبّل من عملك إلّا ما أخلصت فيه(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَلاةً وَاحِدَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ وَمَنْ قَبِلَ مِنْهُ حَسَنَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: من قبل اللَّه منه حسنة واحدة لم يعذّبه أبداً ودخل الجنّة(7).
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ »(8).
ص: 227
وقال تعالى: « وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا »(1).
وَلَمَّا أَمَرَ الْمَلِكُ بِحَبْسِ يُوسُفَ فِي السِّجْنِ أَلْهَمَهُ اللَّهُ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا فَكَانَ يُعَبِّرُ لأَهْلِ السِّجْنِ فَلَمَّا سَأَلاهُ الْفَتَيَانِ الرُّؤْيَا وَعَبَّرَ لَهُمَا « وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ »(2) وَلَمْ يَفْزَعْ فِي تِلْكَ الْحَالِ إِلَى اللَّهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَنْ أَرَاكَ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَهَا قَالَ يُوسُفُ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَى أَبِيكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ وَجَّهَ إِلَيْكَ السَّيَّارَةَ الَّتِي رَأَيْتَهَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ حَتَّى جَعَلْتُ لَكَ مِنَ الْجُبِّ فَرَجاً قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ الصَّبِيِّ بِعُذْرِكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَنْ أَلْهَمَكَ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ اسْتَعَنْتَ بِغَيْرِي وَلَمْ تَسْتَعِنْ بِي وَأَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِي لِيَذْكُرَكَ إِلَى مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِي وَفِي قَبْضَتِي وَلَمْ تَفْزَعْ إِلَيَّ وَلَبِثْتَ فِي السِّجْنِ(3) بِضْعَ سِنِينَ فَقَالَ يُوسُفُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ آبَائِي عَلَيْكَ إِلّا فَرَّجْتَ عَنِّي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يُوسُفُ وَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِكَ عَلَيَّ إِنْ كَانَ أَبُوكَ آدَمَ خَلَقْتُهُ بِيَدِي وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي وَأَسْكَنْتُهُ جَنَّتِي وَأَمَرْتُهُ أَنْ لا يَقْرُبَ شَجَرَةً مِنْهَا فَعَصَانِي وَسَأَلَنِي فَتُبْتُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ نُوحٌ انْتَجَبْتُهُ مِنْ بَيْنِ خَلْقِي وَجَعَلْتُهُ رَسُولاً إِلَيْهِمْ فَلَمَّا عَصَوْا وَدَعَانِي فَاسْتَجَبْتُ لَهُ وَغَرَّقْتُهُمْ وَأَنْجَيْتُهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمَ اتَّخَذْتُهُ خَلِيلاً وَأَنْجَيْتُهُ مِنَ النَّارِ وَجَعَلْتُهَا عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً وَإِنْ كَانَ أَبُوكَ يَعْقُوبَ وَهَبْتُ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ وَلَداً فَغَيَّبْتُ عَنْهُ وَاحِداً فَمَا زَالَ يَبْكِي حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ وَقَعَدَ
ص: 228
عَلَى الطَّرِيقِ يَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي فَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِكَ عَلَيَّ قَالَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ قُلْ يَا يُوسُفُ أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ وَإِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ وَلُطْفِكَ الْعَمِيمِ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ فَقَالَهَا فَرَأَى الْمَلِكُ الرُّؤْيَا فَكَانَ فَرَجُهُ فِيهَا(1)
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أوحشُ الوحشة قرينُ السوء(2).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: احذر مجالسة قرين السوء فانّه يهلك مقارنه ويُردي مصاحبه(3).
قال الجواد عليه السلام: إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةَ الشَّرِيرِ فَإِنَّهُ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ يَحْسُنُ مَنْظَرُهُ وَيَقْبُحُ أَثَرُهُ(4).
قال الصادق عليه السلام: احْذَرْ مِنَ النَّاسِ ثَلاثَةً الْخَائِنَ وَالظَّلُومَ وَالنَّمَّامَ لأَنَّ مَنْ خَانَ لَكَ خَانَكَ وَمَنْ ظَلَمَ لَكَ سَيَظْلِمُكَ وَمَنْ نَمَّ إِلَيْكَ سَيَنُمُّ عَلَيْكَ(5).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: صاحب الحكماء وجالس الحلماء وأعرض عن الدنيا تسكن جنّة المأوى(6).
ص: 229
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: مَنْ أَكَلَ لُقْمَةَ حَرَامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَة(1).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله إنّ اللَّه حرّم الجنّة أن يدخلها جسدٌ غُذّي بحرام(2).
وقال صلى الله عليه وآله: إِذَا وَقَعَتِ اللُّقْمَةُ مِنْ حَرَامٍ فِي جَوْفِ الْعَبْدِ لَعَنَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض(3).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَصَابَ مَالاً مِنْ حَرَامٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ حَجٌّ وَلا عُمْرَةٌ وَلا صِلَةُ رَحِم(4).
اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَانِ الْحِرْصِ ، وَسَوْرَةِ الْغَضَبِ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وَضَعْفِ الصَّبْرِ، وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ، وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ، وَإِلْحَاحِ الشَّهْوَةِ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ وَمُتَابَعَةِ الْهَوَى، وَمُخَالَفَةِ الْهُدَى، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ، وَإِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ، وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَأْثَمِ، وَاسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ، وَاسْتِكْبَارِ الطَّاعَةِ، وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ، وَالْإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ، وَسُوءِ الْوِلايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا، وَتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفا(5).
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلُق تؤذي
ص: 230
جيرانها بلسانها فقال: لا خير فيها هي من أهل النار(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل(2).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: من كثر طعمه سقم بدنه وقسا قلبه(3).
وعن عليّ عليه السلام: من كثر أكلُهُ قلت صحّته وثقلت على نفسه مئونته(4).
وعنه عليه السلام: كثرة الأكل من الشره والشره شرّ العيوب(5).
وقال الصادق عليه السلام: لَيْسَ شَيْ ءٌ أَضَرَّ لِقَلْبِ الْمُؤْمِنِ مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ وَهِيَ مُورِثَةٌ لِشَيْئَيْنِ قَسْوَةِ الْقَلْبِ وَهَيَجَانِ الشَّهْوَةِ(6).
قال أبو جعفر: كانَ فيما ناجى اللَّه تعالى به موسى عليهما السلام: أيّ عبادك أبغض إليك؟ قال: جيفة بالليل بطال بالنهار(7).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَيْمَانَ عليه السلام يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ
ص: 231
النَّوْمِ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ(1).
عن عليّ عليه السلام: بئس الغريم النوم يفني قصير العمر ويفوت كثير الأجر(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَشِقَ الْعِبَادَةَ فَعَانَقَهَا وَأَحَبَّهَا بِقَلْبِهِ وَبَاشَرَهَا بِجَسَدِهِ وَتَفَرَّغَ لَهَا فَهُوَ لا يُبَالِي عَلَى مَا أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى عُسْرٍ أَمْ عَلَى يُسْرٍ(3).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: قالَ اللَّهُ تعالى لهُ في ليلة المعراج: يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي مَتَى يَكُونُ لِيَ الْعَبْدُ عَابِداً؟ قَالَ: لا يَا رَبِّ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ فِيهِ سَبْعُ خِصَالٍ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَصَمْتٌ يَكُفُّهُ عَمَّا لا يَعْنِيهِ وَخَوْفٌ يَزْدَادُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ بُكَائِهِ وَحَيَاءٌ يَسْتَحِي مِنِّي فِي الْخَلاءِ وَأَكْلُ مَا لا بُدَّ مِنْهُ وَيُبْغِضُ الدُّنْيَا لِبُغْضِي لَهَا وَيُحِبُّ الْأَخْيَارَ لِحُبِّي إيّاهُم(4).
روي أنّ اللَّه تعالى يقول في بعض كتبه: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لا أَمُوتُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ حَتَّى أَجْعَلَكَ حَيّاً لا تَمُوتُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ(5).
ص: 232
عن النبيّ صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل عليه السلام قال: قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وَتَعالى: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَة(1).
عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّة، عن أميرالمؤمنين: قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ دَهْرَه(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام: مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَة مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّة(3).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمْشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فَيُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مَلَكَيْنِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ رَبَّهُ يَدْعُوَانِ لَهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِه(4).
في الحديث: قيل أي الأعمال أفضل؟ قال عليه السلام: ادخالك السرور على المؤمن، قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: اشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء دينه(5).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقُ عِيَالِي فَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ
ص: 233
وَأَسْعَاهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ(1).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: خير ما أُلقي في القلب اليقين(2).
عن عليّ عليه السلام: اليقين عمادُ الإيمان(3).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أَمَّا عَلامَةُ الْمُوقِنِ فَسِتَّةٌ أَيْقَنَ باللَّهِ حقّاً فَآمَنَ بِهِ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَحَذرَهُ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ فَخَافَ الْفَضِيحَةَ وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ فَاشْتَاقَ إِلَيْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَظَهَرَ سَعْيُهُ لِلنَّجَاةِ مِنْهَا وَأَيْقَنَ بِأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ فَحَاسَبَ نَفْسَهُ(4).
عن عليّ عليه السلام: يُسْتَدَلُّ عَلَى الْيَقِينِ بِقِصَرِ الْأَمَلِ وَإِخْلاصِ الْعَمَلِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا(5).
قال أبو جعفر عليه السلام: لم يقسم بين الناس شي ء أقلّ من اليقين(6).
قال الصادق عليه السلام: الْيَقِينُ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى كُلِّ حَالٍ سَنِيٍّ وَمَقَامٍ عَجِيبٍ كَذَلِكَ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عَنْ عِظَمِ شَأْنِ الْيَقِينِ حِينَ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ لَوْ زَادَ يَقِينُهُ لَمَشَى فِي الْهَوَاءِ يَدُلُّ بِهَذَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعَ
ص: 234
جَلالَةِ مَحَلِّهِمْ مِنَ اللَّهِ كَانَتْ تَتَفَاضَلُ عَلَى حَقِيقَةِ الْيَقِينِ لا غَيْر وَلا نِهَايَةَ بِزِيَادَةِ الْيَقِينِ عَلَى الْأَبَدِ وَالْمُؤْمِنُونَ أَيْضاً مُتَفَاوِتُونَ فِي قُوَّةِ الْيَقِينِ وَضَعْفِهِ فَمَنْ قَوِيَ مِنْهُمْ يَقِينُهُ فَعَلامَتُهُ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلّا بِاللَّهِ وَالاسْتِقَامَةُ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَعِبَادَتُهُ ظَاهِراً وَبَاطِناً قَدِ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ حَالَة الْعَدَمِ وَالْوُجُودِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ وَالْعِزِّ وَالذُّلِّ لأَنَّهُ يَرَى كُلَّهَا مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَة(1).
عن عليّ عليه السلام: لو كَشف الغطاءُ ما ازددتُ يَقيناً(2).
قال تعالى: « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ »(3).
في الحديث: أعلمكم باللَّه أشدّكم له خشية(4).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أنا أخوفكم من اللَّه(5).
وفي دعاء المصباح: مَنْ ذَا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلَا يَخافُكَ، وَمَنْ ذَا يَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلَا يَهابُكَ(6).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ مِنَ الْعِبَادَةِ شِدَّةَ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل(7).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: يَا إِسْحَاقُ خَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَإِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ
ص: 235
فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزْتَ لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ(1).
عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَلا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلاً لِمَا يَخَافُ وَيَرْجُو(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ اللَّهَ وَمَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا(3).(4)
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنَ اللَّهِ أَخْوَف(5).
وقال عليه السلام: من خافَ اللَّهَ تعالى خافَ عنهُ كلّ شي ء(6).
قال اللَّه عزّ وجلّ: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(7)
ص: 236
1 - قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ »(1).
2 - قال الصادق عليه السلام: أَدْنَى حَدِّ الْإِخْلاصِ بَذْلُ الْعَبْدِ طَاقَتَهُ ثُمَّ لا يَجْعَلُ لِعَمَلِهِ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً فَيُوجِبَ بِهِ عَلَى رَبِّهِ مُكَافَاة(2).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: هيهات أن يغلبني هواي(3).
وقال عليه السلام: وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ(4).
قال عليّ عليه السلام في جيرانكم: ما زال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوصي بهم حتّى ظننا أنّه سيورّثُهُم(5).
عن أبي عبداللَّه، عن أبيه عليهما السلام قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَتَبَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ أَنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرُ مُضَارٍّ وَلا آثِمٍ وَحُرْمَةُ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ(6).
عن الكاهلي قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ يَعْقُوبَ عليه السلام لَمَّا ذَهَبَ مِنْهُ بِنْيَامِينُ نَادَى يَا رَبِّ أَمَا تَرْحَمُنِي أَذْهَبْتَ عَيْنَيَّ وَأَذْهَبْتَ ابْنَيَّ فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ
ص: 237
وَتَعَالَى لَوْ أَمَتُّهُمَا لأَحْيَيْتُهُمَا لَكَ حَتَّى أَجْمَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمَا وَلَكِنْ تَذْكُرُ الشَّاةَ الَّتِي ذَبَحْتَهَا وَشَوَيْتَهَا وَأَكَلْتَ وَفُلانٌ وَفُلانٌ إِلَى جَانِبِكَ صَائِمٌ لَمْ تُنِلْهُ مِنْهَا شَيْئاً(1).
وفي رواية أُخرى قال: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْقُوبُ عليه السلام يُنَادِي مُنَادِيهِ كُلَّ غَدَاةٍ مِنْ مَنْزِلِهِ عَلَى فَرْسَخٍ أَلا مَنْ أَرَادَ الْغَدَاءَ فَلْيَأْتِ إِلَى يَعْقُوبَ وَإِذَا أَمْسَى نَادَى أَلا مَنْ أَرَادَ الْعَشَاءَ فَلْيَأْتِ إِلَى يَعْقُوبَ(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: حُسْنُ الْجِوَارِ زِيَادَةٌ فِي الْأَعْمَارِ وَعِمَارَةُ الدِّيَارِ(3).
عن عبد صالح عليه السلام قال: لَيْسَ حُسْنُ الْجِوَارِ كَفَّ الْأَذَى وَلَكِنَّ حُسْنَ الْجِوَارِ صَبْرُكَ عَلَى الْأَذَى(4).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ قَالَ وَمَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يَبِيتُ وَفِيهِمْ جَائِعٌ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(5).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كُلُّ أَرْبَعِينَ دَاراً جِيرَانٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ(6).
وقال تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ »(1).
عن أبي عبداللَّه، عن أبيه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللَّهِ وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(2).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: عَلامَاتُ الْمُؤْمِنِ أَرْبَعَةٌ نَوْمُهُ كَنَوْمِ الْغَرْقَى وَأَكْلُهُ كَأَكْلِ الْمَرْضَى وَبُكَاؤُهُ كَبُكَاءِ الثَّكْلَى وَقُعُودُهُ كَقُعُودِ الْوَاثِبِ(3).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الصِّيَامُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ(4).
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: علامة المؤمن ثلاثة، قلّة الأكل لاختيار الصوم وقلّة فضول الكلام لاختيار الذكر وقلّة النوم لاختيار الصلاة(5).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَةٌ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَةٌ فَهُوَ مُؤْمِن(6).
عن طاوس بن اليمان قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: عَلامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ قُلْتُ وَمَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْوَرَعُ فِي الْخَلْوَةِ وَالصَّدَقَةُ فِي الْقِلَّةِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالْحِلْمُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالصِّدْقُ عِنْدَ الْخَوْفِ(7).
ص: 239
قال تعالى: « إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ »(1).
قال تعالى: « إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ »(2).
الكيد: السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال(3).
قال تعالى: « إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ »(4).
وفي الحديث: أعوذ بك من كيد الشيطان(5).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لو لا أنّ المكر والخديعة في النار لكنتُ أمكر الناس(6).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ليس منّا من ماكر مسلماً(7).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من حفر بئراً لأخيه وقع فيها(8).
قال تعالى: « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »(9).
ص: 240
قال تعالى: « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »(1).
وقال تعالى: « ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ حَفِيظٌ »(3).
وقال تعالى: « فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »(4).
سئل أميرالمؤمنين عليه السلام: أَيُّ شَيْ ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ أَحْسَنُ فَقَالَ عليه السلام الْكَلامُ فَقِيلَ أَيُّ شَيْ ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ أَقْبَحُ قَالَ الْكَلامُ ثُمَّ قَالَ بِالْكَلامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ وَبِالْكَلامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ(5).
2 - وقال تعالى: « وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ »(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ لا تُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتَّى تَدْعُوَهُ وَايْمُ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَت(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ عَابِدٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُقَارِفْ(3) مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا شَيْئاً فَنَخَرَ إِبْلِيسُ نَخْرَةً(4) فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُنُودُهُ فَقَالَ: مَنْ لِي بِفُلانٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَا لَهُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ فَقَالَ مِنْ نَاحِيَةِ النِّسَاءِ، قَالَ: لَسْتَ لَهُ لَمْ يُجَرِّبِ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُ آخَرُ: فَأَنَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: مِنْ نَاحِيَةِ الشَّرَابِ وَاللَّذَّاتِ، قَالَ: لَسْتَ لَهُ لَيْسَ هَذَا بِهَذَا، قَالَ آخَرُ: فَأَنَا لَهُ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: مِنْ نَاحِيَةِ الْبِرِّ، قَالَ: انْطَلِقْ فَأَنْتَ صَاحِبُهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَوْضِعِ الرَّجُلِ فَأَقَامَ حِذَاهُ يُصَلِّي، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَنَامُ وَالشَّيْطَانُ لا يَنَامُ وَيَسْتَرِيحُ وَالشَّيْطَانُ لا يَسْتَرِيحُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَقَدْ تَقَاصَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ(5) وَاسْتَصْغَرَ عَمَلَهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بِأَيِّ شَيْ ءٍ قَوِيتَ عَلَى هَذِهِ الصَّلاةِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْباً وَأَنَا تَائِبٌ مِنْهُ فَإِذَا ذَكَرْتُ الذَّنْبَ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِذَنْبِكَ حَتَّى أَعْمَلَهُ وَأَتُوبَ فَإِذَا فَعَلْتُهُ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ: ادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَسَلْ عَنْ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَعْطِهَا دِرْهَمَيْنِ وَنَلْ مِنْهَا، قَالَ وَمِنْ أَيْنَ لِي
ص: 242
دِرْهَمَيْنِ؟ مَا أَدْرِي مَا الدِّرْهَمَيْنِ؟ فَتَنَاوَلَ الشَّيْطَانُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ دِرْهَمَيْنِ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُمَا فَقَامَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بِجَلابِيبِهِ(1) يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَرْشَدَهُ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ جَاءَ يَعِظُهَا فَأَرْشَدُوهُ فَجَاءَ إِلَيْهَا فَرَمَى إِلَيْهَا بِالدِّرْهَمَيْنِ وَقَالَ قُومِي فَقَامَتْ فَدَخَلَتْ مَنْزِلَهَا وَقَالَتِ ادْخُلْ وَقَالَتْ إِنَّكَ جِئْتَنِي فِي هَيْئَةٍ لَيْسَ يُؤْتَى مِثْلِي فِي مِثْلِهَا فَأَخْبِرْنِي بِخَبَرِكَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ تَرْكَ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ التَّوْبَةَ وَجَدَهَا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا شَيْطَاناً مُثِّلَ لَكَ فَانْصَرِفْ فَإِنَّكَ لا تَرَى شَيْئاً فَانْصَرَفَ وَمَاتَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا فَأَصْبَحَتْ فَإِذَا عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبٌ احْضُرُوا فُلانَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَارْتَابَ النَّاسُ فَمَكَثُوا ثَلاثاً لَمْ يَدْفِنُوهَا ارْتِيَاباً فِي أَمْرِهَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لا أَعْلَمُهُ إِلّا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام(2) أَنِ ائْتِ فُلانَةَ فَصَلِّ عَلَيْهَا وَمُرِ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهَا فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهَا وَأَوْجَبْتُ لَهَا الْجَنَّةَ بِتَثْبِيطِهَا(3) عَبْدِي فُلاناً عَنْ مَعْصِيَتِي(4).
3 - وقال تعالى: « وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى »(5).
4 - وقال تعالى: « وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيماً »(6).
ص: 243
5 - وقال تعالى: « فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى »(1).
6 - وقال تعالى: « قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا »(2).
7 - وقال تعالى: « وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً »(3).
8 - وقال تعالى: « وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً »(4).
9 - وقال تعالى: « وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً »(5).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: خَرَجَ ثَلاثُ نَفَرٍ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ فَبَيْنَا هُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ فِي كَهْفٍ فِي قُلَّةِ جَبَلٍ حَتَّى بَدَتْ صَخْرَةٌ مِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ حَتَّى الْتَقَمَتْ بَابَ الْكَهْفِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عِبَادَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا يُنْجِيكُمْ مِمَّا وَقَعْتُمْ إِلّا أَنْ تَصْدُقُوا اللَّهَ فَهَلُمَّ مَا عَمِلْتُمْ للَّهِ ِ خَالِصاً فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ بِالذُّنُوبِ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي طَلَبْتُ امْرَأَةً لِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا فَأَعْطَيْتُ فِيهَا مَالاً ضَخْماً حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا وَجَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ذَكَرْتُ النَّارَ فَقُمْتُ عَنْهَا فَرَقاً مِنْكَ اللَّهُمَّ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَانْصَدَعَتْ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى الصَّدْعِ ثُمَّ قَالَ الآْخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ قَوْماً يَحْرُثُونَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا فَرَغُوا أَعْطَيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ قَدْ عَمِلْتُ عَمَلَ اثْنَيْنِ وَاللَّهِ لا آخُذُ إِلّا دِرْهَماً وَاحِداً وَتَرَكَ مَالَهُ عِنْدِي فَبَذَرْتُ بِذَلِكَ النِّصْفِ الدِّرْهَمِ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ رِزْقاً وَ جَاءَ صَاحِبُ النِّصْفِ الدِّرْهَمِ فَأَرَادَهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ثَمَانَ
ص: 244
عَشْرَةَ آلافٍ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّمَا فَعَلْتُهُ مَخَافَةً مِنْكَ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ عَنْهُمْ حَتَّى نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ إِنَّ الآْخَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبِي وَأُمِّي كَانَا نَائِمَيْنِ فَأَتَيْتُهُمَا بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ فَخِفْتُ إِنْ أَضَعْهُ أَنْ تَمُجَّ فِيهِ هَامَّةٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا فَيَشُقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اسْتَيْقَظَا وَشَرِبَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَادْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ طَرِيقَهُمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: مَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا(1).
روى: أمر اللَّه تعالى لكليمه موسى عليه السلام أن يسأله ليستسقي لبني إسرائيل بعد أن قحطوا سبع سنين وخرج موسى ليستسقي لهم في سبعين ألفا فأوحى اللَّه إليه كيف أستجيب لهم وقد أظلت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة يدعونني على غير يقين ويأمنوا مكري ارجع إلى عبد من عبادي يقال له برخ يخرج حتى أستجيب له فسأل عنه موسى عليه السلام فلم يعرف فبينما موسى عليه السلام ذات يوم يمشي في طريق فإذا هو بعبد أسود بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه فعرفه موسى بنور اللَّه تعالى فسلم عليه فقال ما اسمك قال اسمي برخ فقال أنت طلبتنا منذ حين أخرج استسق لنا فخرج فقال في كلامه ما هذا كلامه اللهم ما هذا من فعالك و ما هذا من حلمك و ما الذي بدا لك أنقصت عليك عيونك أم عاندت الرياح عن طاعتك أم نفد ما عندك أم اشتد غضبك على المذنبين ألست كنت غفارا قبل خلق الخاطئين خلقت الرحمة و أمرت بالعطف أم ترينا أنك ممتنع أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة فما برح برخ حتى أفاضت
ص: 245
و خاضت بنو إسرائيل بالقطر(1).
روي عن سعيد بن المسيّب قال: قَحَطَ النَّاسُ يَمِيناً وَشِمَالاً فَمَدَدْتُ عَيْنِي فَرَأَيْتُ شَخْصاً أَسْوَدَ عَلَى تَلٍّ قَدِ انْفَرَدَ فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَلَمْ يُتِمَّ دُعَاؤَهُ حَتَّى أَقْبَلَتْ غَمَامَةٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا حَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ وَأَدْرَكَنَا الْمَطَرُ حَتَّى ظَنَنَّا الْغَرَقَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي فِي دَارِكَ غُلامٌ أَسْوَدُ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِبَيْعِهِ فَقَالَ: يَا سَعِيدُ وَلِمَ لا يُوهَبُ لَكَ ثُمَّ أَمَرَ الْقَيِّمَ عَلَى غِلْمَانِهِ بِعَرْضِ كُلِّ مَنْ فِي الدَّارِ عَلَيْهِ فَجُمِعُوا فَلَمْ أَرَ صَاحِبِي بَيْنَهُمْ فَقُلْتُ لَهُ: فَلَمْ أَرَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلّا فُلانٌ السَّائِسُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُحْضِرَ فَإِذَا هُوَ صَاحِبِي فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا هُوَ فَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ إِنَّ سَعِيداً قَدْ مَلِكَكَ فَامْضِ مَعَهُ فَقَالَ لِيَ الْأَسْوَدُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ مَوْلايَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ مَا كَانَ مِنْكَ عَلَى التَّلِّ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ مُبْتَهِلاً ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَتْ سَرِيرَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَدْ أَذَعْتَهَا عَلَيَّ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَبَكَى مَنْ حَضَرَهُ وَخَرَجْتُ بَاكِياً فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَافَانِي رَسُولُهُ عليه السلام فَقَالَ لِي: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْضُرَ جَنَازَةَ صَاحِبِكَ فَافْعَلْ فَوَجَدْتُ الْعَبْدَ قَدْ مَاتَ بِحَضْرَتِهِ(2).
عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام ، عن جدّه صلى الله عليه وآله قال: جَاءَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَشَكَوْا إِلَيْهِ إِمْسَاكَ الْمَطَرِ وَقَالُوا لَهُ اسْتَسْقِ لَنَا فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام قُمْ وَاسْتَسْقِ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَقَالَ اللَّهُمَّ مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ وَمُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً وَاسْقِنَا غَيْثاً مِغْزَاراً وَاسِعاً غَدَقاً مُجَلِّلاً سَحّاً
ص: 246
سَفُوحاً فِجَاجاً تُنَفِّسُ بِهِ الضَّعْفَ مِنْ عِبَادِكَ وَتُحْيِي بِهِ الْمَيْتَ مِنْ بِلادِكَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَمَا فَرَغَ عليه السلام مِنْ دُعَائِهِ حَتَّى غَاثَ اللَّهُ تَعَالَى غَيْثاً بَغْتَةً وَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَعْضِ نَوَاحِي الْكُوفَةِ فَقَالَ تَرَكْتُ الْأَوْدِيَةَ وَالآْكَامَ يَمُوجُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ(1).
وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: والحمد للَّه الذي تحبّب إليّ(2).
وعنه عليه السلام: يا حبيب من تحبّب إليك(3).
قال تعالى: « وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ ِ »(4).
قال تعالى: « وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ »(5).
وقال تعالى: « وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ »(6).
قال تعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ »(7).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا
ص: 247
النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلّا لِيَعْرِفُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاه(1).
قال تعالى: « وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »(2).
وقال تعالى: « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ ِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »(3).
وقال تعالى: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ »(4).
وقال تعالى: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(5).
وقال تعالى: « وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ »(6).
وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ »(7).
وقال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ »(1).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ »(2) قَالَ: هُوَ الدُّعَاءُ وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ قُلْتُ: « إِنَّ إِبْراهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ »(3) قَالَ: الْأَوَّاهُ هُوَ الدَّعَّاءُ(4).
عن حمّاد بن عيسى، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: ادْعُ وَلا تَقُلْ قَدْ فُرِغَ مِنَ الْأَمْرِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » وَقَالَ: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ »(5).
قال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ »(6).
وقال تعالى: « وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ »(7).
وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ »(8).
ص: 249
وقال تعالى: « إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ »(1).
وقال تعالى: « وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ »(2).
وقال تعالى: « وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ »(3).
وقال تعالى: « أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ »(4).
وقال تعالى: « يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً »(5).
وقال تعالى: « فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ »(6).
وقال تعالى: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ »(7).
وقال تعالى: « فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ »(8).
وقال تعالى: « وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ »(9).
ص: 250
وقال تعالى: « إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ »(1).
وقال تعالى: « يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ »(2).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ قَالَ وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام رَجُلاً دَعَّاءً(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الدُّعَاءُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ وَعَمُودُ الدِّينِ وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ(4).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَمَقَالِيدُ الْفَلاحِ وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَقَلْبٍ تَقِي(5).
عن الرضا عليه السلام كان يقول لأصحابه: عَلَيْكُمْ بِسِلاحِ الْأَنْبِيَاءِ فَقِيلَ وَمَا سِلاحُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ الدُّعَاءُ(6).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إنَّ الدعاء أنفذ من السنان(7).
عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل(8).
ص: 251
عن علاء بن كامل قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ(1).
عن سماعة قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ(2).
عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَادْفَعُوا أَبْوَابَ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاة(3).
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلاءِ عَنْكُمْ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ وُرُودِ الْبَلاءِ(4).
عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَيُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنَّ سِلاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ(5).
من كتاب معاوية بن عمّار قال: قلت له: رَجُلانِ دَخَلا الْمَسْجِدَ جَمِيعاً افْتَتَحَا الصَّلاةَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَلا هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَ كَانَتْ تِلاوَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ دُعَائِهِ وَدَعَا هَذَا وَكَانَ دُعَاؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ تِلاوَتِهِ ثُمَّ انْصَرَفَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ كُلٌّ فِيهِ فَضْلٌ كُلٌّ حَسَنٌ قَالَ قُلْتُ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلّاً حَسَنٌ وَأَنَّ كُلّاً فِيهِ فَضْلٌ قَالَ فَقَالَ الدُّعَاءُ أَفْضَلُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ
ص: 252
هِيَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ أَلَيْسَ هِيَ الْعِبَادَةَ أَلَيْسَتْ أَشَدَّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ هِيَ وَاللَّهِ أَشَدُّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ(1).
عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إِنَّ فِي كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ فَإِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَمَجِّدْهُ قُلْتُ كَيْفَ أُمَجِّدُهُ قَالَ تَقُولُ يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى يَا مَنْ هُوَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام لأبي بصير: إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا فَابْدَأْ بِاللَّهِ وَمَجِّدْهُ وَأَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلْ حَاجَتَكَ وَتَبَاكَ وَلَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ إِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ يَقُولُ إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَالَ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قُضِيَتْ لَهُ مِائَةُ حَاجَةٍ ثَلاثُونَ لِلدُّنْيَا وَالْبَاقِي لِلآْخِرَةِ(4).
ص: 253
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحْجَبُ عَنْهُ(1).(2)
قال أبو جعفر عليه السلام: وَ اللَّهِ لا يُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ إِلّا قَضَاهَا لَهُ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ تُبَثَّ إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمِّ حَاجَتَكَ(2).
قال الصادق عليه السلام: ما أبرز أحد يديه إلى اللَّه العزيز الجبّار إلّا استحيي اللَّه أن يردّها صفراً حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فاذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسح على وجهه ورأسه وفي خبر آخر: على وجهه وصدره(3).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجَابَةِ(4).
ص: 255
قال عليه السلام: إِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ وَظنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ(1).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَيَأْمُرُهُ فَيُنَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِر له(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَا مِنْ رَهْطٍ أَرْبَعِينَ رَجُلاً اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرٍ إِلّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُم(3).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ(4).
وعنه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَأَمَّنُوا(5).
وعنه عليه السلام قال: الداعي والمؤمِّن في الأجر شريكان(6).
ص: 256
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ »(1).
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قربان كلّ تقي(2).
قال تعالى: « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين »(3).
عن الحسين بن سعيد رفعه إلى الصادق عليه السلام قال: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ اللَّهِ عزّ وجلّ(4).
عن أبي عبداللَّه الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: مَنْ قَدَّمَ فِي دُعَائِهِ أَرْبَعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ دَعَا لِنَفْسِهِ اسْتُجِيبَ لَهُ(5).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: لِمَنْ قَالَ لَهُ أُحِبُّ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعَائِي طَهِّرْ مَأْكَلَكَ وَلا تُدْخِلْ بَطْنَكَ الْحَرَام(6).
ص: 257
فقد روي أنّه لا تردّ يدٌ فيها العقيق.
وقال: ما رفعت إلى اللَّه كفّ أحبّ إليه من كفّ فيها عقيق(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كَانَ أَبِي إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَيْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ وَشَمَّ شَيْئاً مِنْ طِيبٍ وَرَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَدَعَا فِي حَاجَتِهِ بِمَا شَاءَ اللَّهُ(2).
روي أن من الذنوب ما لا يعفو [ يغفر ] إلّا بعرفة والمشعر الحرام قال اللَّه تعالى: « فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ »(3).
سمع عليّ بن الحسين عليه السلام يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال له: وَيْحَكَ أَغَيْرَ اللَّهِ تَسْأَلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ إِنَّهُ لَيُرْجَى لِمَا فِي بُطُونِ الْحَبَالَى فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْ يَكُونَ سَعِيداً(4).
عن أبي هاشم الجعفري قال: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام فِي مَرَضِهِ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَا زَالَ يَقُولُ ابْعَثُوا إِلَى الْحَائِرِ ابْعَثُوا إِلَى الْحَائِرِ فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ أَلا قُلْتَ لَهُ أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ فَقَالَ انْظُرُوا فِي ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً
ص: 258
لَيْسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيِّ بْنِ بِلالٍ فَقَالَ مَا كَانَ يَصْنَعُ بِالْحَائِرِ وَهُوَ الْحَائِرُ فَقَدِمْتُ الْعَسْكَرَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي اجْلِسْ حِينَ أَرَدْتُ الْقِيَامَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَنِسَ بِي ذَكَرْتُ قَوْلَ عَلِيِّ بْنِ بِلالٍ فَقَالَ لِي أَ لا قُلْتَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَحُرْمَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَالْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْبَيْتِ وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ إِنَّمَا هِيَ مَوَاطِنُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُدْعَى لِي حَيْثُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُدْعَى فِيهَا وَالحائر [الْحَيْرُ ]مِنْ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ(1).
عن الصادق عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقِفْ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَلْيَقُلْ: يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ تَشْهَدُ مَقَامِي وَتَسْمَعُ كَلَامِي وَأَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ فَاسْأَلْ رَبَّكَ وَرَبِّي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي، فَإِنَّهَا تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى(2).
وعنه عليه السلام: من اغترّ بالدنيا اغتص بالمنى(1).
وعنه عليه السلام: من كثر مناه كثر عناؤه(2).
وعنه عليه السلام: من كثر مناه قلّ رضاه(3).
قال تعالى: « وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ »(4).
وقال تعالى: « وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ »(5).
وقال تعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ »(6).
وقال تعالى: « يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي »(7).
وقال تعالى: « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ »(8).
وقال تعالى: « وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً »(9).
وقال تعالى: « وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ »(10).
ص: 260
وقال تعالى: « قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ »(1).
وقال تعالى: « وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ »(2).
وقال تعالى: « فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ »(3).
وقال تعالى: « فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ »(4).
وقال تعالى: « إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً »(5).
وقال تعالى: « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ »(6).
وكان من دعائه عليه السلام: وَيَا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسِيرِ(7).
في دعاء السحر في شهر رمضان: يَا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ، اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الْكَثِيرَ(8).
ص: 261
قال تعالى: « قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ »(1).
وقال تعالى: « وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »(2).
وقال تعالى: « إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً »(3).
وقال تعالى: « رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ »(4).
وقال تعالى: « فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ »(5).
وقال تعالى: « وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ »(6).
قال تعالى: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى »(1).
وقال تعالى: « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »(2).
وقال تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً »(3).
وقال تعالى: « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ »(4).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلّا وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآْيَةَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »(5) فَقَالَ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْر(6).
ص: 263
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَة(1).
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَدُبُرِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ أَهْوَنُهَا الرِّيحُ وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ وَإِنْ كَانَ شَقِيّاً مُحِيَ مِنَ الشَّقَاءِ وَكُتِبَ فِي السُّعَدَاءِ(2).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ أَوْ بَلاءٌ أَوْ لاوَاءٌ(3) فَلْيَقُلِ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ(4).
وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: يا مولاي بذكرك عاش قلبي(5).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: انّ اللَّه سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب(6).
قال تعالى: « فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ »(7).
وقال تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »(8).
ص: 264
وقال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(1).
وقال تعالى: « فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً »(2).
وقال تعالى: « وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي »(3).
وقال تعالى: « وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا »(4).
وقال تعالى: « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »(5).
وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا »(6).
وقال تعالى: « اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(7).
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَبَّنَا وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلا مَعْلُومَ وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلا مَسْمُوعَ وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلا مُبْصَرَ وَالْقُدْرَةُ
ص: 265
ذَاتُهُ وَلا مَقْدُورَ فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْيَاءَ وَكَانَ الْمَعْلُومُ وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَى الْمَعْلُوم(1).(2)
عن حمّاد بن عيسى قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام فقلت: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَعْلَمُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ يَعْلَمُ وَلا مَعْلُومَ قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَسْمَعُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَلا مَسْمُوعَ قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلْ يُبْصِرُ قَالَ: أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَلا مُبْصَرَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَلِيماً سَمِيعاً بَصِيراً ذَاتٌ عَلّامَةٌ سَمِيعَةٌ بَصِيرَةٌ(3).
عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه: قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلى الله عليه وآله بسبعة أيّام... فقال: الحمد للَّه... وعلمها ( أي الأشياء ) لا بِأَدَاةٍ لا يَكُونُ الْعِلْمُ إِلّا بِهَا وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَيْرِه(4).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: لا يزال الناس يسألون عن كلّ شي ء حتّى يقولوا هذا اللَّه كان قبل كلّ شي ء، فماذا كان قبل اللَّه؟ فان قالوا لكم ذلك فقولوا هو الأوّل قبل كلّ شي ء وهو الآخر فليس بعده شي ء وهو الظاهر فوق كلّ شي ء وهو الباطن دون
ص: 266
كلّ شي ء وهو بكلّ شي ء عليم(1).
عن أميرالمؤمنين عليه السلام: قوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً » وَلِهَذِهِ الآْيَةِ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ فَالظَّاهِرُ قَوْلُهُ صَلُّوا عَلَيْهِ وَ الْبَاطِنُ قَوْلُهُ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً أَيْ سَلِّمُوا لِمَنْ وَصَّاهُ وَاسْتَخْلَفَهُ وَفَضَّلَهُ عَلَيْكُمْ وَمَا عَهِدَ بِهِ إِلَيْهِ تَسْلِيماً وَهَذَا مِمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا مَنْ لَطُفَ حِسُّهُ وَصَفَا ذِهْنُهُ وَصَحَّ تَمْيِيزُه(2).
عن عليّ عليه السلام قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد(3).
قال الشافعي:
يا أهل بيت رسول اللَّه حبّكم * فرض من اللَّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم * من لم يصلّ عليكم لا صلاة له(4)
عن الأزدي قال: وسمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول وقال بعض أصحابه: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ أبو عبداللَّه عليه السلام: لا وَلَكِنْ
ص: 267
كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(1).
عن معاوية بن عمّار قال: ذَكَرْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِذَا ذُكِرَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَابْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ(2).
عن ابن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام... فقلت له: فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ قَالَ تَقُولُونَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ بِهَذِهِ الصَّلاةِ قَالَ الْخُرُوجُ مِنَ الذُّنُوبِ وَاللَّهِ كَهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(3).
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء: قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى آلِي لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ(4).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: يَا إِسْحَاقَ بْنَ فَرُّوخَ مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَشْراً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلائِكَتُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلائِكَتُهُ أَلْفاً أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: « هُوَ الَّذِي يُصَلِّي
ص: 268
عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً »(1).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْراً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْراً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ أَلْفَ مَرَّةٍ لا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَبَداً(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: صَلاتُكُمْ عَلَيَّ جَوَازُ دُعَائِكُمْ وَمَرْضَاةٌ لِرَبِّكُمْ وَزَكَاةٌ لأَعْمَالِكُمْ(3).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إذا كَانَتْ عَشِيَّةُ الْخَمِيسِ وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ نَزَلَتْ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ وَمَعَهَا أَقْلامُ الذَّهَبِ وَ صُحُفُ الْفِضَّةِ لا يَكْتُبُونَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ إِلّا الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله(4).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: ما من أحدٍ من أُمّتي يذكرني ثمّ صلّى عليّ إلّا غفر اللَّه له ذنوبه وإن كان أكثر من رمل عالج(5).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ شَهِيداً وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(6).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ
ص: 269
وَقَالَ صلى الله عليه وآله وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خُطِئَ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ(1).
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: لا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(2).
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحْجَبُ عَنْهُ(3).
روي عن أبي عبداللَّه عليه السلام: أنّه يُستحبُّ أن يُصلّي على النبيّ صلى الله عليه وآله بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة: اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله كَمَا وَصَفْتَهُ فِي كِتَابِكَ حَيْثُ تَقُولُ: « لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ » فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَأَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ إِلّا بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَمَلَائِكَتُكَ وَأَنْزَلْتَ فِي مُحْكَمِ قُرْآنِكَ: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً » لا لِحَاجَةٍ إِلَى صَلاةِ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَلا إِلَى تَزْكِيَتِهِمْ إِيَّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ بَلِ الْخَلْقُ جَمِيعاً هُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَى ذَلِكَ لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الَّذِي لا تَقْبَلُ مِمَّنْ أَتَاكَ إِلّا مِنْهُ وَجَعَلْتَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ وَوَسِيلَةً إِلَيْكَ وَزُلْفَةً عِنْدَكَ وَدَلَلْتَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ وَأَمَرْتَهُمْ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ لِيَزْدَادُوا أُثْرَةً لَدَيْكَ وَكَرَامَةً عَلَيْكَ
ص: 270
وَوَكَّلْتَ بِالْمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلائِكَتَكَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيُبَلِّغُونَهُ صَلاتَهُمْ وَتَسْلِيمَهُم(1).
في الدعاء ليلة النصف من شعبان: رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَ نْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ(2).
دعاء في آخر ليلة من شعبان: يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة عفوك عفوك(3).
في دعاء أبي حمزة: يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ، لَسْتُ أَتَّكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلَى أَعْمالِنا بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا لِأَ نَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(4).
الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله في كلّ يوم من شهر رمضان...: فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ لِلْإِجابَةِ أَهْلاً فَأَ نْتَ أَهْلُ الْفَضْلِ، وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ(5).
دعاؤه في اليوم الثامن والعشرين من الشهر: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ، فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، لِأَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ(6).
في صلاة العيدين: اللَّهُمَّ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ،
ص: 271
وَأَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ(1).
وعن السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة: فَأَ نْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنا وَعَلَى الْمُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما أَنْتَ أَهْلُهُ(2).
قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً »(3).
وقال تعالى: « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا »(4).
عن النبيّ صلى الله عليه وآله: سُمِّيَ الْإِمَامُ إِمَاماً لأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَى الْعِبَادِ(5).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ وَآخِرُهُمُ الْقَائِمُ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَى يَدَيْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا(6).
عن عبداللَّه بن ميسرة قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّا نقول: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، فيقول قوم نحن آل محمّد، فقال: إنّما آل محمّد من حرّم اللَّه عزّ وجلّ على محمّد نكاحه(7).
ص: 272
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يَا أَبَا الْجَارُودِ مَا يَقُولُونَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ قُلْتُ: يُنْكِرُونَ عَلَيْنَا أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ: بِقَوْلِ اللَّهِ فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ: « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ » إِلَى قَوْلِهِ: « كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ »(1) فَجَعَلَ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَاحْتَجَجْنَا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: « فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ »(2) قَالَ: فَأَيَّ شَيْ ءٍ قَالُوا؟ قَالَ: قُلْتُ: قَالُوا: قَدْ يَكُونُ وَلَدُ الْبِنْتِ مِنَ الْوَلَدِ وَلا يَكُونُ مِنَ الصُّلْبِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْجَارُودِ لأُعْطِيَنَّكَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ آيَةً تُسَمّي لِصُلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لا يَرُدُّهَا إِلّا كَافِرٌ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَيْنَ؟ قَالَ: حَيْثُ قَالَ اللَّهُ: « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ » إِلَى قَوْلِهِ: « وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ »(3) فَسَلْهُمْ يَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ يَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نِكَاحُ حَلِيلَتِهِمَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ فَكَذَبُوا وَاللَّهِ وَإِنْ قَالُوا: لا فَهُمَا وَاللَّهِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ لِصُلْبِهِ وَمَا حَرُمَتْ عَلَيْهِ إِلّا لِلصُّلْبِ(4).
حدّثنا محمّد بن محمود باسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد... ثمّ قال ( الرشيد ): لِمَ جَوَّزْتُمْ لِلْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ أَنْ يَنْسِبُوكُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَيَقُولُونَ لَكُمْ يَا بَنِي رَسُولِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ بَنُو عَلِيٍّ وَإِنَّمَا
ص: 273
يُنْسَبُ الْمَرْءُ إِلَى أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ إِنَّمَا هِيَ وِعَاءٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وآله جَدُّكُمْ مِنْ قِبَلِ أُمِّكُمْ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله نُشِرَ فَخَطَبَ إِلَيْكَ كَرِيمَتَكَ هَلْ كُنْتَ تُجِيبُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلِمَ لا أُجِيبُهُ بَلْ أَفْتَخِرُ عَلَى الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَقُرَيْشٍ بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَكِنَّهُ عليه السلام لا يَخْطُبُ إِلَيَّ وَلا أُزَوِّجُهُ فَقَالَ وَلِمَ فَقُلْتُ لأَنَّهُ وَلَدَنِي وَلَمْ يَلِدْكَ فَقَالَ أَحْسَنْتَ يَا مُوسَى ثُمَّ قَالَ كَيْفَ قُلْتُمْ إِنَّا ذُرِّيَّةُ النَّبِيِّ وَالنَّبِيُّ عليه السلام لَمْ يُعَقِّبْ وَإِنَّمَا الْعَقِبُ لِلذَّكَرِ لا لِلْأُنْثَى وَأَنْتُمْ وُلْدُ الابْنَةِ وَلا يَكُونُ لَهَا عَقِبٌ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقَرَابَةِ وَالْقَبْرِ وَمَنْ فِيهِ إِلّا مَا أَعْفَيْتَنِي عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ لا أَوْ تُخْبِرَنِي بِحُجَّتِكُمْ فِيهِ يَا وُلْدَ عَلِيٍّ وَأَنْتَ يَا مُوسَى يَعْسُوبُهُمْ وَإِمَامُ زَمَانِهِمْ كَذَا أُنْهِيَ إِلَيَّ وَلَسْتُ أُعْفِيكَ فِي كُلِّ مَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ حَتَّى تَأْتِيَنِي فِيهِ بِحُجَّةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَنْتُمْ تَدَّعُونَ مَعْشَرَ وُلْدِ عَلِيٍّ أَنَّهُ لا يَسْقُطُ عَنْكُمْ مِنْهُ شَيْ ءٌ أَلِفٌ وَلا وَاوٌ إِلّا وَتَأْوِيلُهُ عِنْدَكُمْ وَاحْتَجَجْتُمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ عَنْ رَأْيِ الْعُلَمَاءِ وَقِيَاسِهِمْ فَقُلْتُ تَأْذَنُ لِي فِي الْجَوَابِ قَالَ هَاتِ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإليَاس »(1) مَنْ أَبُو عِيسَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَيْسَ لِعِيسَى أَبٌ فَقُلْتُ إِنَّمَا أَلْحَقْنَاهُ بِذَرَارِيِّ الْأَنْبِيَاءِ عليه السلام مِنْ طَرِيقِ مَرْيَمَ عليه السلام وَكَذَلِكَ أُلْحِقْنَا بِذَرَارِيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله مِنْ قِبَلِ أُمِّنَا فَاطِمَةَ عليه السلام أَزِيدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هَاتِ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
ص: 274
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ »(1) وَلَمْ يَدَّعِ أَحَدٌ أَنَّهُ أَدْخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله تَحْتَ الْكِسَاءِ عِنْدَ مُبَاهَلَةِ النَّصَارَى إِلّا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عليه السلام فَكَانَ تَأْوِيلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَبْناءَنا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَنِساءَنا فَاطِمَةَ عليه السلام وَأَنْفُسَنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام(2).
عن يحيى بن يعمر العامري قال: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: يَا يَحْيَى أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ وُلْدَ عَلِيٍّ مِنْ فَاطِمَةَ وُلْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمَّنْتَنِي تَكَلَّمْتُ قَالَ فَأَنْتَ آمِنٌ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ أَقْرَأُ عَلَيْكَ كِتَابَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: « وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنا » إِلَى أَنْ قَالَ: « وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ »(3) وَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ وَقَدْ نَسَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَالَ مَا دَعَاكَ إِلَى نَشْرِ هَذَا وَذِكْرِهِ قُلْتُ مَا اسْتَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عِلْمِهِمْ « لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ »(4) الآْيَةَ قَالَ صَدَقْتَ وَلا تَعُودَنَّ لِذِكْرِ هَذَا وَلا نَشْرِهِ(5).
عن عامر الشعبي أنّه قال: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَشِيتُ فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَأَوْصَيْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا نَطْعٌ مَنْشُورٌ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ فَقَالَ لا تَخَفْ فَقَدْ آمَنْتُكَ اللَّيْلَةَ وَغَداً إِلَى الظُّهْرِ
ص: 275
وَأَجْلَسَنِي عِنْدَهُ ثُمَّ أَشَارَ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ مُقَيَّدٍ بِالْكُبُولِ وَالْأَغْلالِ فَوَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ يَقُولُ إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ كَانَا ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لَيَأْتِينِي بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِلّا لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ فَقُلْتُ يَجِبُ أَنْ تَحِلَّ قَيْدَهُ فَإِنَّهُ إِذَا احْتَجَّ فَإِنَّهُ لا مَحَالَةَ يَذْهَبُ وَإِنْ لَمْ يَحْتَجَّ فَإِنَّ السَّيْفَ لا يَقْطَعُ هَذَا الْحَدِيدَ فَحَلُّوا قُيُودَهُ وَكُبُولَهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَحَزِنْتُ بِذَلِكَ وَقُلْتُ كَيْفَ يَجِدُ حُجَّةً عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ ائْتِنِي بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى مَا ادَّعَيْتَ وَإِلّا أَضْرِبْ عُنُقَكَ فَقَالَ لَهُ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ قَالَ وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَى قَوْلِهِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ثُمَّ سَكَتَ وَقَالَ لِلْحَجَّاجِ اقْرَأْ مَا بَعْدَهُ فَقَرَأَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى فَقَالَ سَعِيدٌ كَيْفَ يَلِيقُ هَاهُنَا عِيسَى قَالَ إِنَّهُ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ قَالَ إِنْ كَانَ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَبٌ بَلْ كَانَ ابْنَ ابْنَتِهِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ مَعَ بُعْدِهِ فَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَوْلَى أَنْ يُنْسَبَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَعَ قُرْبِهِمَا مِنْهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ وَأَمَرَ بِأَنْ يَحْمِلُوهَا مَعَهُ إِلَى دَارِهِ وَأَذِنَ لَهُ فِي الرُّجُوعِ قَالَ الشَّعْبِيُّ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ آتِيَ هَذَا الشَّيْخَ فَأَتَعَلَّمَ مِنْهُ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ لأَنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِفُهَا فَإِذَا أَنَا لا أَعْرِفُهَا فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَتِلْكَ الدَّنَانِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ يُفَرِّقُهَا عَشْراً عَشْراً وَيَتَصَدَّقُ بِهَا ثُمَّ قَالَ هَذَا كُلُّهُ بِبَرَكَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليه السلام لَئِنْ كُنَّا أَغْمَمْنَا وَاحِداً لَقَدْ أَفْرَحْنَا أَلْفاً وَأَرْضَيْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وآله(1).
قال رسوال اللَّه صلى الله عليه وآله: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَهُمَا ابْنَايَ وَرَيْحَانَتَايَ وَهُمَا سَيِّدَا
ص: 276
شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّة(1).
عن الريّان بن الصلت قال: حَضَرَ الرِّضَا عليه السلام مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَقَدِ اجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ أَخْبِرُونِي عَنْ مَعْنَى هَذِهِ الآْيَةِ: « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا » فَقَالَتِ: الْعُلَمَاءُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام لا أَقُولُ كَمَا قَالُوا وَلَكِنِّي أَقُولُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ وَكَيْفَ عَنَى الْعِتْرَةَ مِنْ دُونِ الْأُمَّةِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا عليه السلام إِنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي الْجَنَّةِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: « فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ » ثُمَّ جَمَعَهُمْ كُلَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ الآْيَةَ فَصَارَتِ الْوِرَاثَةُ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لا لِغَيْرِهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: « إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي أَلا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ أَخْبِرْنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْعِتْرَةِ أَهُمُ الآْلُ أَمْ غَيْرُ الآْلِ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام هُمُ الآْلُ فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يُؤْثَرُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ أُمَّتِي آلِي وَهَؤُلاءِ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ بِالْخَبَرِ الْمُسْتَفَاضِ الَّذِي لا يُمْكِنُ دَفْعُهُ آلُ مُحَمَّدٍ أُمَّتُهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام أَخْبِرُونِي هَلْ تَحْرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَى الآْلِ قَالُوا نَعَمْ
ص: 277
قَالَ فَتَحْرُمُ عَلَى الْأُمَّةِ قَالُوا لا قَالَ هَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الآْلِ وَالْأُمَّةِ وَيْحَكُمْ أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ أَضَرَبْتُمْ عَنِ الذِّكْرِ صَفْحاً أَمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ...
فَقَالَ الْمَأْمُونُ هَلْ فَضَّلَ اللَّهُ الْعِتْرَةَ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَانَ فَضْلَ الْعِتْرَةِ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَيْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ لَهُ الرِّضَا عليه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ » وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » ثُمَّ رَدَّ الْمُخَاطَبَةَ فِي أَثَرِ هَذَا إِلَى سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » يَعْنِي الَّذِينَ قَرَنَهُمْ بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَحُسِدُوا عَلَيْهِمَا فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » يَعْنِي الطَّاعَةَ لِلْمُصْطَفَيْنَ الطَّاهِرِينَ فَالْمُلْكُ هَاهُنَا هُوَ الطَّاعَةُ لَهُم(1).
عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ » قال: يا أبا الصباح نحن واللَّه الناس المحسودون(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إِنَّ للَّهِ ِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِّي عَنْ أُمَّتِيَ السَّلامَ(3).
ص: 278
عن إبراهيم بن شعيب الميثمي قال: سمعت الصادق أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا وُلِدَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَهْبِطَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَيُهَنِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ جَبْرَئِيلَ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَمَرَّ عَلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ فُطْرُسُ كَانَ مِنَ الْحَمَلَةِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَيْ ءٍ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَكَسَرَ جَنَاحَهُ وَأَلْقَاهُ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ فَعَبَدَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهَا سَبْعَمِائَةِ عَامٍ حَتَّى وُلِدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ الْمَلَكُ لِجَبْرَئِيلَ: يَا جَبْرَئِيلُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْعَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ بِنِعْمَةٍ فَبُعِثْتُ أُهَنِّئُهُ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ احْمِلْنِي مَعَكَ لَعَلَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله يَدْعُو لِي قَالَ فَحَمَلَهُ قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله هَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهُ وَأَخْبَرَهُ بِحَالِ فُطْرُسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله قُلْ لَهُ تَمَسَّحْ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَعُدْ إِلَى مَكَانِكَ قَالَ فَتَمَسَّحَ فُطْرُسُ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَارْتَفَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَلَهُ عَلَيَّ مُكَافَاةٌ أَلّا يَزُورَهُ زَائِرٌ إِلْا أَبْلَغْتُهُ عَنْهُ وَلا يُسَلِّمَ عَلَيْهِ مُسَلِّمٌ إِلّا أَبْلَغْتُهُ سَلامَهُ وَلا يُصَلِّي عَلَيْهِ مُصَلٍّ إِلّا أَبْلَغْتُهُ صَلاتَهُ ثُمَّ ارْتَفَعَ(1).
بتوفيق من اللَّه تعالى ومنّه، تمّ هذا الشرح والحمد للَّه أوّلاً وآخراً وصلّى اللَّه على محمّد وآله الميامين الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
محمّد كاظم بن عبدالسلام الموسوي آل طيّب
ص: 279
القرآن الکریم
1 - اثبات الوصية: المسعودى، انصاريان، قم، الأولى، 1375.
2 - الاحتجاج على أهل اللجاج: احمد بن على الطبرسى، مصحح: محمد باقر خرسان، نشر مرتضى، مشهد، الأولى، 1403ق.
3- الاختصاص: محمد بن محمد المفيد، مصحح: على اكبر الغفارى ومحمود الحرمى الزرندى، المؤتمر العالمى للالفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.
4 - الارشاد فى معرفة حجج اللَّه على العباد: محمد بن محمد المفيد، المؤتمر العالمي للألفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413 ق.
5 - ارشاد القلوب الى الصواب: حسن بن محمد الديلمى، الشريف الرضى، قم، الأولى 1412ق.
6 - اساس البلاغة: زمخشرى، محمود بن عمر، دار صادر، بيروت، الأولى 1979م.
7 - اعلام الدين فى صفات المؤمنين: حسن بن محمد الديلمى، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى 1408ق.
8 - اقبال الأعمال: : على بن موسى ابن طاووس، دار الكتب الاسلامية، طهران، الثانية 1409ق.
ص: 280
9 - الاقبال بالاعمال الحسنة: على بن موسى ابن طاووس، مكتبة الاعلام الاسلامى، قم، الأولى 1376ش.
10 - الأمالى: محمد بن الحسن الطوسى، دار الثقافه، قم، الأولى، 1414ق.
11 - الأمالى: محمد بن على بن بابويه الصدوق، كتابچى، طهران، السادسة، 1376ش.
12 - الأمالى: محمد بن محمد المفيد، مصحح: حسين الاستاد ولى وعلى اكبر الغفارى، المؤتمر العالمي للألفية الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.
13 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار: محمّد باقر بن محمّد تقى مجلسى، دار احياء التراث العربى، بيروت، الثانية، 1403ق.
14 - بحر المعارف: عبدالصمد همدانى، حكمت، 1378.
15- البرهان فى تفسير القرآن: السيد هاشم بن سليمان البحرانى، مصحح: قسم الدراسات الاسلامية لمؤسسة البعثة، مؤسسة البعثة، قم، الأولى 1374 ش.
16 - بصائر الدرجات فى فضائل آل محمد:: محمد بن حسن الصفار، مصحح: محسن بن عباسعلى كوچه باغى، مكتبة آية اللَّه المرعشى النجفى، قم، الثانية 1404ق.
17 - البلد الأمين والدرع الحصين: ابراهيم بن على العاملى الكفعمى، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الأولى 1418ق.
18 - بناء مقالة الفاطميّة فى نقض الرسالة العثمانيّة: أحمد بن موسى ابن طاووس، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث، قم، الأولى 1411ق.
19 - تحف العقول: حسن بن على، ابن شعبة الحرّانى، مصحح: على أكبر الغفارى، مؤسسة النشر الإسلامى، الثانية ، قم 1404ق - 1363ش.
ص: 281
20- تذكرة الخواص: سبط بن الجوزى، منشورات الشريف الرضى، قم ، 1376.
21 - تصنيف غرر الحكم: عبدالواحد بن محمد تميمى آمدى، المكتب الاعلام الاسلامى، قم، الأولى 1366ش.
22 - تفسير القمى: على بن ابراهيم القمى، مصحح: سيّد طيّب الموسوى الجزائرى، دار الكتاب، قم، الثالثة، 1404ق.
23 - تفسير الصافى: محمد بن شاه مرتضى الفيض الكاشانى، مكتبة الصدر، طهران، الثانية 1415ق.
24 - تفسير العياشى: محمّد بن مسعود العياشى، مصحح: السيّد هاشم رسولى المحلّاتى، المطبعة العلمية، طهران، الأولى 1380 ق.
25 - تفسير فرات الكوفى: فرات بن ابراهيم الكوفى، مصحح: محمد كاظم، مؤسسة الطبع والنشر فى وزارة الارشاد الاسلامى، طهران، الأولى 1410ق.
26 - تفسير كشف الأسرار وعدة الأبرار: احمد بن محمد الميبدى، امير كبير، طهران، 1371.
27 - تفسير مجمع البيان: فضل بن حسن الطبرسى، ناصر خسرو، طهران، الثالثة 1372.
28 - التفسير المنسوب الى الامام الحسن العسكرى عليه السلام: مصحح: مدرسة الإمام المهدى عليه السلام، قم، الأولى 1409ق.
29 - تفسير منهج الصادقين: فتح اللَّه بن شكر اللَّه الكاشانى، علمى ، طهران ، الثالثة 1340.
30 - تفسير نور الثقلين: عبد على بن جمعة الحويزى، اسماعيليان، قم، الرابعة، 1415ق.
ص: 282
31 - التمحيص: ابن همام اسكافى، محمد بن همام بن سهيل، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأولى، 1404ق.
32 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورّام: ورام بن أبى فراس، مسعود بن عيسى، مكتبة الفقيه، قم، الأولى 1410ق.
33 - تنبيه الغافلين باحاديث سيد الانبياء والمرسلين: ابو الليث نصر بن محمد السمرقندى، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الثالثة 1421ق.
34- التوحيد: محمد بن على بن بابويه الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى 1398ق.
35 - تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان): محمد بن الحسن الطوسى، دار الكتب الاسلامية، طهران، الرابعة 1407ق.
36 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: محمد بن على بن بابويه الصدوق، دار الشريف الرضى للنشر، قم، الثانية، 1406ق.
37 - جامع الأخبار: محمد بن محمد الشعيرى، مطبعة الحيدرية، نجف أشرف، الأولى.
38 - الجعفريات ( الاشعثيات ): ابن اشعث، محمّد بن محمّد، مكتبة النينوى الحديثة، طهران، بى تا، الأولى.
39 - الجواهر السنية فى الأحاديث القدسية: محمد بن حسن الحرّ العاملى، دهقان، طهران، الثالثة 1380ش.
40 - الجوهر الثمين فى تفسير الكتاب المبين: عبداللَّه الشبر، مكتبة الفين، كويت، الأولى.
ص: 283
41 - خصائص الأئمّة: ( خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ): شريف الرضى، محمد بن حسين، العتبة الرضويّة المقدّسة، مشهد، الأولى 1406ق.
42 - الخصال: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة نشر اسلامى ، الأولى قم، 1362ش.
43 - الدر المنثور فى التفسير بالمأثور: جلال الدين السيوطى، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت.
44 - الدعوات / سلوة الحزين: قطب الدين راوندى، سعيد بن هبة اللَّه، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأولى 1407ق.
45 - رجال الكشّى اختيار معرفة الرجال: محمد بن عمر الكشّى، مؤسسة جامعة مشهد، الأولى 1409ق.
46 - روض الجنان وروح الجنان فى تفسير القران: ابو الفتوح رازى، حسين بن على، العتبة الرضويّة، مشهد المقدس، الأولى.
47 - روضة المتقين فى شرح من لا يحضره الفقيه: محمّد تقى بن مقصود على، مجلسى، مصحح: حسين الموسوى الكرمانى وعلى پناه الاشتهاردى، مؤسسه الثقافية الاسلامية كوشانبور، قم، الثانية 1406ق.
48 - روضة الواعظين وبصيرة المتعظين: محمّد بن أحمد، فتال النيشابورى، نشر رضى، قم، الأولى 1375ش.
49 - رياض السالكين: سيد عليخان بن احمد، كبير مدنى، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى 1409ق.
ص: 284
50 - زاد المعاد - مفتاح الجنان: محمد باقر بن محمد تقى مجلسى، مؤسسة اعلمى، بيروت، الأولى، 1423ق.
51- زبدة التفاسير: فتح اللَّه بن شكر اللَّه الكاشانى، مؤسّسة المعارف الاسلاميّة، قم 1381.
52 - الزهد: حسين بن سعيد الكوفى الاهوازى، المطبعة العلمية، قم، الثانية 1402ق.
53 - السرائر: ابو جعفر محمد بن منصور بن احمد بن ادريس الحلّى قدس سره، مؤسسة النشر الاسلامى قم، الثانية 1410ق.
54 - شرح غرر الحكم ودرر الكلم: جمال الدين محمد الخوانسارى، ، مصحح : مير جمال الدين حسينى ارموى محدث ، جامعة طهران، طهران، الرابعة 1366ش.
55- شرح الأسماء الحسنى: هادى السبزوارى، منشورات مكتبة بصيرتى، قم.
56 - شرح اصول الكافى: صدر الدين شيرازى، محمد بن ابراهيم، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى، طهران، الأولى 1383ش.
57 - شرح دعاى كميل: حسين مظاهرى، نشر لا إله إلّا اللَّه، الثانية، 1364ش.
58 - شرح دعاى كميل: سيد علينقى امين، مكتبة الطيب، الاولى 1377ش.
59 - شرح نهج البلاغة: عبدالحميد بن هبة اللَّه، ابن أبى الحديد، مصحح: محمد ابوالفضل، ابراهيم، مكتبة آية اللَّه المرعشى النجفى، قم، الأولى، 1404ق.
60 - الصحيفة السجادية: امام على بن الحسين عليه السلام، مكتبة نشر الهادى، قم، الأولى 1376ق.
61 - الصحيفة العلويّة والتحفة المرتضويّة: سماهيجى، عبداللَّه بن صالح، نشر الاسلامى، طهران، الثالثة 1396ق.
ص: 285
62 - الطرائف فى معرفة مذهب الطوائف: على بن موسى ابن طاووس، مصحح: على عاشور، خيام، قم، الأولى 1400ق.
63 - عدّة الداعى ونجاح الساعى: احمد بن محمد، ابن فهد الحلى، مصحّح: احمد الموحدى القمى، دار الكتب الاسلامى، الأولى، 1407ق.
64 - علل الشرايع: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مكتبة الداورى، قم الأولى، 1385ش.
65 - عوالم العلوم والمعارف: عبداللَّه بن نور اللَّه البحرانى الاصفهانى، مؤسسة الامام المهدى عجّل اللَّه فرجه، قم، 1413ق.
66 - عوالى اللئالى العزيزية فى الأحاديث الدينية: محمد بن زين الدين، ابن ابى جمهور، مصحح: مجتبى العراقى ، دار سيد الشهداء للنشر، قم، الأولى، 1405ق.
67 - عيون اخبار الرضا عليه السلام: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: مهدى اللاجوردى ، جهان، طهران، الأولى، 1378ق.
68 - عيون المعجزات: حسين بن عبدالوهاب، مكتبة الداورى، قم، بى تا، الأولى.
69 - غرر الحكم ودرر الكلم: تميمى آمدى، عبدالواحد بن محمد، دار الكتاب الاسلامى، قم، الثانية 1410ق.
70- الفروق فى اللغة: حسن بن عبداللَّه العسكرى، دار الافاق الجديدة، بيروت، الأولى 1400ق.
71 - فقه الرضا عليه السلام: محمد بن على بن بابويه الصدوق، المؤتمر العالمى للامام الرضا عليه السلام، مشهد المقدسة، الأولى 1406ق.
ص: 286
72- قرب الاسناد: عبداللَّه بن جعفر الحميرى، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى، 1413ق.
73 - قصص الأنبياء: سعيد بن هبة اللَّه، قطب الدين الراوندى، مصحح: غلامرضا عرفانيان يزدى، مركز پژوهش هاى اسلامى، مشهد، الأولى، 1409.
74 - الكافى: محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى، دار الكتب الاسلامية ، طهران ، الرابعة ، 1407ق.
75- كامل الزيارات: جعفر بن محمد، ابن قولويه، مصحح: عبدالحسين الأمينى، دار المرتضويه، نجف الأشرف، الأولى 1356ش.
76 - كتاب المزار - مناسك المزار: محمد بن محمد المفيد، المؤتمر العالمى للألفيّة الشيخ المفيد، قم، الأولى 1413ق.
77 - كشف الريبة: الشهيد الثانى، زين الدين بن على، دار المرتضويّة للنشر، بى جا، الثالثة 1390ق.
78- كشف الغمّة فى معرفة الأئمّة، على بن عيسى الاربلى، مصحّح: السيّد هاشم الرسولى المحلاتى، تبريز، الأولى 1381ق.
79 - كمال الدين وتمام النعمة: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، إسلاميه، طهران، الثانية 1395ق.
80- كنز العمّال: المتقى الهندى، مؤسّسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1409ق.
81- كنز الفوائد: محمد بن على الكراجكى، مصحح: عبداللَّه نعمه، دار الذخائر، قم، الأولى 1410ق.
ص: 287
82 - لسان العرب: محمّد بن المكرّم، ابن منظور، مصحح: جمال الدين، الميردامادى، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الثالثة 1414ق.
83 - لوامع صاحبقرانى مشهور به شرح فقيه: محمد تقى بن مقصود على المجلسى، مؤسسه اسماعيليان، قم، الثانية 1414ق.
84 - المجازات النبويّة: الشريف الرضى، محمد بن حسين، دار الحديث، قم، الأولى 1422ق - 1380ش.
85 - مجمع البحرين: فخرالدين بن محمد، الطريحى، مصحح: احمد الحسينى الاشكورى ، المرتضوى، طهران، الثالثة، 1375ش.
86 - مجموعة ورام: مسعود بن عيسى، ورام بن أبى فراس، مكتبه الفقه، قم، الأولى 1410ق.
87 - المحاسن: احمد بن محمد بن خالد البرقى، مصحح: جلال الدين، المحدث، دار الكتب الاسلامية، قم، الثانية، 1371ق.
88- المحجة البيضاء فى تهذيب الاحياء: محمد بن مرتضى المدعو بالمحسن الفيض الكاشانى، تحقيق: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الثالثة، قم.
89 - المحيط فى اللغة: صاحب بن عباد، اسماعيل بن عباد، عالم الكتاب، بيروت، الأولى 1414ق.
90 - مرآة العقول فى شرح اخبار آل الرسول: محمّد باقر بن محمد تقى مجلسى، مصحح: السيد هاشم الرسولى المحلاتى، دار الكتب الاسلامية، طهران، الثانية، 1404ق.
ص: 288
91 - المزار الكبير: محمد بن جعفر ابن مشهدى، مؤسسة النشر الاسلامى، قم، الأولى، 1419ق.
92 - مسائل على بن جعفر ومستدركاتها: على بن جعفر العريضى، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى 1409ق.
93 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: حسين بن محمد تقى النورى، المصحح والناشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الأولى، 1408ق.
94- مسكن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد: زين الدين بن على، الشهيد الثانى، بصيرتى، قم، الأولى.
95 - مشكاة الأنوار فى درر الاخبار: على بن حسن الطبرسى، المكتبة الحيدرية، نجف، الثانية 1385ق.
96 - مصباح الشريعة: المنسوب الى الامام جعفر بن محمد عليهما السلام، انجمن اسلامى حكمت و فلسفه طهران، 1360ش.
97 - المصباح للكفعمى ( جنة الامان الواقية ): ابراهيم بن على العاملى الكفعمى، دار الرضى ( زاهدى )، قم، الثانية 1405ق.
98 - مصباح المتهجد: محمد بن حسن الطوسى، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت، الأولى 1411ق.
99 - معانى الأخبار: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الأولى، قم 1403ق.
100 - معجم رجال الحديث: السيد ابوالقاسم الخوئى، مركز نشر الثقافة الاسلاميّة فى العالم، قم، 1372.
ص: 289
101 - معدن الجواهر ورياضة الخواطر: محمد بن على الكراجكى، المكتبة المرتضويّة، طهران، الثانية 1394ق - 1353ش.
102 - معراج السعادة: احمد بن محمد مهدى النراقى، منشورات هدى.
103 - المقام الانسى فى تفسير الأسماء الحسنى: ابراهيم بن على الكفعمى، مؤسسة قائم آل محمدعليهم السلام ، قم، الأولى 1371ش.
104 - مكارم الأخلاق: حسن بن فضل الطبرسى، الشريف الرضى، قم، الرابعة 1412ق - 1370ش.
105- مناقب آل أبى طالب:: محمّد بن على بن شهر آشوب المازندرانى، علّامة، قم، الأولى، 1379ش.
106 - من لا يحضره الفقيه: محمّد بن على بن بابويه الصدوق، مصحّح: على اكبر الغفارى، مؤسسة النشر الاسلامى، الثانية، قم 1413ق.
107 - منهاج البراعة فى شرح نهج البلاغة: ميرزا حبيب اللَّه الهاشمى الخوئى، مكتبة الاسلامية، طهران، 1400ق.
108 - منية المريد: الشهيد الثانى، زين الدين بن على، مكتب الأعلام الاسلامى، قم، الأولى 1409ق.
109- المواعظ العديدة: على المشكينى الأردبيلى، المصبعة العلمية، قم، الثالثة.
110 - مهج الدعوات ومنهج العبادات: ابن طاووس، على بن موسى، دار الذخائر، قم، الأولى 1411ق.
111 - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: حسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلوانى، مدرسة الامام المهدى عليه السلام، قم، الأوّل 1408ق.
ص: 290
112 - نور الأنوار فى شرح الصحيفة السجاديّة: سيد نعمة اللَّه بن سيد عبداللَّه الجزائرى، آسيانا، قم، الأولى 1427ق.
113 - النور المبين فى قصص الأنبياء والمرسلين: سيّد نعمة اللَّه بن عبداللَّه الجزائرى، مكتبة آية اللَّه مرعشى نجفى، قم، الأولى 1404ق.
114 - نهج البلاغة: السيد الرضى، الشارح و المترجم السيد علينقى الفيض الاسلام، منشورات فيض الاسلام، مكرر، 1370.
115 - نهج البلاغة: السيد الرضى، المترجم محمد الدشتى، قم، الهادى، التاسع والعشرين، 1385.
116 - نهج الحق وكشف الصدق: حسن بن يوسف، العلّامة الحلّى، دار الكتاب اللبنانى، بيروت، الأولى 1982 م.
117 - نهج الفصاحة: ابو القاسم پاينده، دنياى دانش، طهران، الرابعة 1382ش.
118 - الوافى : محمد محسن بن شاه مرتضى، الفيض الكاشانى، مكتبة امام اميرالمؤمنين عليه السلام، اصفهان، الأولى 1406ق.
119 - وسائل الشيعة: محمد بن الحسن الحر العاملى، مصحح: مؤسسه آل البيت عليهم السلام، الأولى، 1409ق.
120 - هداية الامّة إلى أحكام الأئمّةعليهم السلام: محمد بن حسن الحر العاملى، العتبة الرضوية، مجمع البحوث الاسلامية، مشهد، الأولى 1414ق.
ص: 291
كميل بن زياد النخعي 15
شهر شعبان 16
ليلة الجمعة 19
يوم الجمعة 20
القرآن والدعاء 20
الأنبياء والدعاء 20
الروايات والدعاء 21
استحباب الاجتماع في الدعاء 22
اليأس من روح اللَّه حال الكفّار 23
شرح دعاى كميل 24
اللَّهُمَّ 28
إِنِّي 28
أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ 28
وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ 30
وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ 30
ص: 292
وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ 31
وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ 32
وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ 33
وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ 33
وَ بِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ ءٍ 34
وَ بِوَجْهِكَ الْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ 35
وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ 35
وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ 37
وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ 39
يَا نُورُ 39
يَا قُدُّوسُ 40
يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ 40
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ 41
بعض آثار الذنوب 42
الاصرار على الذنوب 44
عصمة الأنبياء والأئمّة سلام اللَّه عليهم أجمعين 45
الذنوب التي تهتك العصم 49
شرب الخمر 50
القمار 51
فعل ما يضحك الناس من المزاح واللهو 51
ص: 293
وذكر عيوب الناس 52
ومجالسة أهل الريب 53
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ 55
البغي 55
والتطاول على الناس 56
والاستهزاء بهم والسخريّة منهم 57
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ 59
البغي على الناس 60
الزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف 61
كفران النعمة 63
كفران النعمة من أقسام الكفر 64
كفران الوسائط 65
كيفيّة شكر الواسطة 66
الولاية أكبر النعم 66
كفران وجود العلماء 67
ترك الشكر 67
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ 68
سوء النيّة 68
خبث السريرة 69
النفاق مع الاخوان 70
ص: 294
ترك التصديق بالاجابة 70
تأخير الصلاة المفروضة حتّى تذهب أوقاتها 71
ترك البر والصدقة 72
الفرق بين البرّ والصدقة 72
استعمال البذاء والفحش في القول 73
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءً 74
اليأس من روح اللَّه 76
القنوط من رحمة اللَّه 77
الثقة بغير اللَّه 78
التكذيب بوعد اللَّه عزّوجلّ 78
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ 79
ترك اغاثة الملهوف 79
ترك معاونة المظلوم 81
تضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 82
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَ نْبٍ أَذْ نَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها 83
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ 84
معاني الذكر 84
لا تدع ذكر اللَّه على كلّ حال 87
ذكر اللَّه عزوجل كثيراً 88
وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ 90
ص: 295
أسباب الشفاعة يوم القيامة 90
لا تشمل الشفاعة الكفّار والمشركين والمنافقين 94
وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ 95
مدح صفة الجود والسخاء في القرآن والروايات 96
مقام القرب 105
مراتب القرب 106
أعلى مراتب القرب 106
وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ 107
وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ 109
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ 111
أَنْ تُسامِحَنِي 114
وَتَرْحَمَنِي 117
وَتَجْعَلَنِي بِقَِسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً 118
تقسيم الأرزاق 119
القناعة 121
وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَواضِعاً 122
اللَّهُمَّ وَأَسْأَ لُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ 124
وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ 124
وَعَظُمَ فِيَما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ 125
بعض ما عند اللَّه 128
ص: 296
الجنّة 128
الرحمة 130
العفو 131
اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ 131
وَعَلَا مَكَانُكَ 132
وَخَفِيَ مَكْرُكَ 132
وَظَهَرَ أَمْرُكَ 133
معاني الأمر 133
وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ 133
وَلَا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ 134
اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً 134
وَلَا لِقَبائِحِي سَاتِراً 136
وَلَا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ 137
لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ 138
لماذا بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله 139
سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ 142
ظَلَمْتُ نَفْسِي 144
وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي 145
وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ 146
اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ 147
ص: 297
وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ 149
وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ 149
اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي 150
وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي 150
وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي 151
وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي 151
وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي ( آمالِي ) 152
وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها 153
وَنَفْسِي بِجِنايَتِها 155
أوصاف النفس في القرآن 155
اصلاح النفس 157
وَمِطالِي 158
يَا سَيِّدِي فَأَسْأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي 158
وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي 159
وَلَا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِساءَتِي 160
وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي 161
وَكَثْرَةِ شَهَواتِي 161
وَغَفْلَتِي 162
وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوالِ ( في الأحوال كلّها ) رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي 163
إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي 163
إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي 163
ص: 298
وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي 164
فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ 165
فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ ( نَقْضِ ) بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ 165
فَلَكَ الحُجَّةُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلَا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي 166
وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرافِي عَلى نَفْسِي 166
مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً 167
مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ 170
وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ ( ن ل مِنْ ) رَحْمَتِكَ 171
اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي 171
يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي 172
يَا مَنْ بَدَأَخَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ 172
يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ 173
هَيْهاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ 175
موسى عليه السلام وقارون 176
وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلهِي وَمَوْلايَ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ 177
حسن الظنّ باللَّه 179
يَا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمَا يَجْرِي فِيها 180
يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ بِي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ 183
يَا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَ لِمَا مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكِي، 183
ص: 299
نوح عليه السلام 184
أيّوب عليه السلام 185
البكاء من خشية اللَّه عزّ وجلّ 185
فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدائِكَ 187
وأمّا المتّقين 188
العفو 189
فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ 189
لئن تركتني ناطقاً 190
يا وليّ المؤمنين 191
بعض معاني الولاية 191
الف - المحبّة 191
ب - ولاية التشريعيّة 192
ج - الزعامة 193
يا غاية آمال العارفين 193
ويا إله العالمين 194
أَفَتُراكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها 194
يَا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْ لِمُهُ 196
أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ 200
أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها 200
هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ 201
ص: 300
فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ، لَوْلَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ 204
مراتب اليقين 204
1 - علم اليقين 204
2 - عين اليقين 204
3 - حقّ اليقين 204
لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ 205
أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا 207
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ 208
إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسْأَ لُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، 209
كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْ نَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ 214
وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ 214
وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي 215
وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، 216
وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ 288
وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي، مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ، أَوْ إِحْسانٍ تُفْضِلُهُ، أَوْ بِرٍّ تَنْشِرُهُ، أَوْ رِزْقٍ 288
يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ 219
يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي 221
يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفاقَتِي 222
يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ 224
وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي كُلُّها 225
ص: 301
يَا سَيِّدِي يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي 227
يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوانِحِي 229
شرائط افاضة هذه النعمة العظيمة 229
المعاشرة والمعاشر 229
ترك لقمة الحرام 230
الاستغاذة من المكاره وسيّئ الأخلاق 230
ترك البطنة 231
كثرة النوم بالليل 231
عبادة الحقّ 232
خدمة الخلق 233
اليقين 234
وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ 235
حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البَارزينَ (المُبادِرِين )، 236
المخلصين 236
مراتب الاخلاص 237
مع المؤمنين 238
اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ 240
وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ 240
وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً 241
وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً 241
ص: 302
بالكلام ابيضّت الوجوه 241
وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي 247
فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ 247
وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ يَا 248
فضيلة الدعاء 249
آداب الدعاء 253
الثناء قبل الدعاء والبكاء حالة الدعاء 253
الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته عليهم السلام 253
الاستغفار وذكر النعم والشكر عليها 254
اخفاء الدعاء 254
الالحاح في الدعاء 255
تسمية الحاجة في الدعاء 255
مَن دعا استجيب له 255
الاقبال على الدعاء 255
اليقين في الدعاء 256
الاجتماع في الدعاء والتأمين على دعاء الغير 256
الدعاء مع الطهارة والصلاة والصوم 257
تقديم أربعين رجلاً قبل أن يدعو لنفسه 257
الدعاء مع أكل الحرام 257
لبس الداعي خاتم عقيق 258
ص: 303
الأوقات والأمكنة 258
فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي 259
وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائِي 260
يَا سَرِيعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ 261
يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنىً 262
ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ 264
يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ 265
يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ 265
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ 267
وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ 271
وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُو لِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً 272
المصادر 280
المحتويات 292
ص: 304