جلاءالبصر لمن یتولی الایمه الاثنی عشر علیهم السلام

اشارة

سرشناسه:صافی گلپایگانی، لطف الله، 1298 -

عنوان و نام پديدآور:جلاءالبصر لمن یتولی الایمه الاثنی عشر علیهم السلام/ لطفالله صافی الگلپایگانی مدظله الشریف.

مشخصات نشر:قم: مکتب تنظیم و نشر آثار آیت الله صافی گلپایگانی دام ظله، 1437 ق.= 1395.

مشخصات ظاهری:53 ص.؛ 5/14 × 5/21 س م.

شابک:25000 ریال 978-600-7854-32-7 :

وضعیت فهرست نویسی:فیپا

يادداشت:عربی.

یادداشت:کتابنامه.

یادداشت:نمایه.

موضوع:ائمه اثناعشر

موضوع:Imams (Shiites)

موضوع:ائمه اثناعشر -- احادیث

موضوع:Imams (Shiites) -- Hadiths

موضوع:امامت -- دفاعیه ها

موضوع:Imamate -- Apologetic works

رده بندی کنگره:BP36/5/ص25ج8 1395

رده بندی دیویی:297/95

شماره کتابشناسی ملی:4502773

اطلاعات رکورد کتابشناسی:فیپا

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

ص: 3

جلاء البصر لمن یتولّی الأئمّة الاثني عشر(علیهم السلام)

الفقیه الکبیر المرجع الدیني الأعلی سماحة آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافي الگلپایگاني (مدّ ظلّه الشریف)

ص: 4

المقدّمة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

يتناول كتاب جلاء البصر لمن يتولّى الأئمّة الاثني عشر(علیهم السلام) عدداً من الروايات الّتي تُوهّم أنّ عدد الأئمّة (علیهم السلام) ثلاثة عشر إماماً. وكان هذا الموضوع قد ورد ضمن أسئلة وُجّهت إلى آية الله العظمى الگلپايگاني(قدس سره) فأوكل سماحته حلّ هذا المعضل إلى كاتب هذه المقالة.

وقد جاءت المقالة في أربعة أقسام:

القسم الأوّل: يتناول الأخبار الّتي تُوهّم عدم موافقتها لتلك الأخبار الصحيحة والجمع عليها.

القسم الثاني: حول أسنادها.

القسم الثالث: حول نصوصها.

القسم الرابع: حول ما يصحّ أن يُقال في تأويلها والجمع بينها وبين غيرها من أحاديثنا المتواترة الموافقة لما استقرّ عليه مذهب أهل

ص: 5

البيت(علیهم السلام) وشيعتهم الطائفة المحقّة الإثني عشريّة.((1))

بعد أن يقوم المؤلّف بإيراد توضيح ٍعلميّ وفنّيّ حول أسناد تلك الروايات ونصوصها ودلالتها، يستنتج أنّها حتّى وإن كانت واضحة وصريحة، فإنّها ساقطة من الاعتبار، إذ تدحضها أحاديث متواترة تروى عن طريق الشيعة والسنّة وتؤكّد أنّ عدد الأئمّة الأطهار اثنا عشر إماماً.

وبالإضافة إلى ذلك فإنّ كتاب جلاء البصر يدحض كلّ هذه الاحتمالات والتوهّمات، ويثبت أنّه حتّى الروايات الّتي تُوُهِّمَ أنّظاهرها على كون الأئمّة الأطهار ثلاثة عشر إماماً، فإنّها عند إعادة نظرة أدقّ تدلّ على أنّ الأئمّة اثنا عشر(علیهم السلام) لا أكثر.

ص: 6


1- ([1]) من نصّ الکتاب.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأوّلين والآخرين أبي القاسم محمد المصطفى وآله الطاهرين، حجج الله على الخلق أجمعين.

يرد في كلّ يوم من شتّى أقطار العالم الإسلامي على بعض فقهاء العصر ومراجع الشيعة - ممّن لا يرتضي التصريح باسمه الشريف((1)) - عشرات من المسائل والاستفتاءات حول المعارف الإسلاميّة والمفاهيم الدينيّة، والفروع الشرعيّة العمليّة وغيرها، بل قد تنوف في بعض الأيّام على المائة، فيتصدّى - مدّ ظلّه - للإجابة عليها، مع ما هو عليه من الأعمال المرهقة المتعلّقة بالحوزات العلميّة والجامعات الدينيّة وبخاصّة جامعة قم الإسلاميّة الكبرى من إدارة شؤونها، والقيام فيها بمهامّ التدريس العالي، وإلقاء المحاضرات العلميّة يوميّاً على مجموعة كبيرة من

ص: 7


1- ([1]) المقصود: هو المرجع الدينيّ الأعلى آية الله العظمى السيّد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني(قدس سره)، الّذي خسرت الاُمّة بفقدها أحد الأفذاذ والأركان، والّذي كان مثلاً للتواضع وإنكار الذات، فكان يقوم بأعمال عديدة وكبيرة ولا يرضى بذكر اسمه بالمدح والثناء. تغمّده الله برحمته الواسعة وأعلى مقامه.

فضلاء الحوزة، الّذين يحضرون مجلس بحثه للاستفادة من علمه الغزير وتحقيقاته القيّمة، بالإضافة إلى نشاطه في خدمة العلم والدين، عن طريق تأسيس المشاريع العلميّة والدينيّة، كالمدارس والمساجد والمكتبات العامّة، وتشجيع القائمين بأمثال هذه المشاريع مادّياً ومعنوياً.

يضاف إلى كلّ ما تقدّم تصدّيه لإرسال المبلّغين إلى شتّى الأنحاء من المدن والقرى، وإنشاء مستشفىً ضخم مجهّز.

هذا بعض ما يقوم به ذلك الرجل الكبير الرائد، الّذي لا يحبّأن يذكر اسمه الشريف حياءاً واستخفاءً، ولأنّه يستقلّ ذلك كلّه في جنب الله تعالى، أطال الله بقاءه، فقد أصبح بنعمة الله تعالى عَلَماً هادياً، ونجماً لامِعاً يهتدي به المؤمنون.

وممّا ورد من الأسئلة على سماحته في هذه الأيّام، السؤال التالي:

ما وجه الجمع بين طائفة من الأحاديث الّتي تدلّ بظاهرها على كون الأئمّة الاثني عشر من ذريّة رسول الله’، أو من ولده، أو من ولده وولد عليّ، أو من ولد عليّ وفاطمة(علیهم السلام)، مع غيرها من الأخبار المتواترة الّتي اتّفق عليها الكلّ في كون الأئمّة مع مولانا أمير المؤمنين(علیهم السلام) اثني عشر، وأنّ أحد عشر منهم من ولد رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم)فهل يمكن الجمع

ص: 8

بينهما على نحو صحيح عرفي، أم يجب طرح الطائفة الاُولى وعدم الاعتداد بها؟

فأمرني بالإجابة عن هذا السؤال وحلّ معضلاته، ودَفعِ ما ربّما يُتوهَّم ترتّبه على ذلك من الإشكال.

وإنّني امتثالاً لأمره الشريف أتصدّى للإجابة عليه، متوكّلاً على الله تعالى ومستعيناً به، فأقول:

اعلم أنّ الأخبار المتواترة الدالّة على أنّ الأئمة اثنا عشر مأثورة عن النبيّ’ وأهل بيته(علیهم السلام) من طرق الفريقين.

وقد أخرج كثيراً منها جمع من أكابر علماء العامّة، كأحمد بن حنبل في مسنده من خمس وثلاثين طريقاً، والبخاري ومسلم في الصحيحين، والترمذي، وأبي داود، والطيالسي، والخطيب، وابن عساكر، والحاكم، وابن الديبع، والسيوطي، والمتّقي، والبغوي، وابن حجر، والحميدي، والطبراني، والشيخ منصور علي ناصف، وأبي يعلى والبزّاز وغيرهم.((1))

ص: 9


1- ([1]) يراجع: أحمد بن حنبل، مسند، ج1، ص398؛ ج5، ص85 - 108؛ البخاري، صحيح، ج8، ص127؛ مسلم النيسابوري، صحيح، ج6، ص3 - 4؛ أبو داود السجستاني، سنن، ج2، ص309؛ الترمذي، سنن، ج3، ص340؛ الحاکم النيسابوري، المستدرك، ج3، ص617 - 618؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج2، ص124، رقم 516؛ج14، ص353 - 354، رقم 7673؛ القندوزي، ينابيع المودّة، ج2، ص87، ح 174، ص314 - 315، ح 905 - 908؛ ج3، ص249، ح 44.

وقد صنّف محمد معين السندي - من علماء الجمهور - كتاباً في هذه الأحاديث سمّاه: مواهب سيّد البشر في أحاديث الأئمّة الاثني عشر كما قد روى هذه الأحاديث جمع من الصحابة:

1. كأمير المؤمنين عليّ(علیه السلام).

2. وسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء‘.

3. والحسن(علیه السلام).

4. والحسين(علیه السلام).

5. وعبد الله بن مسعود.

6. وأبي جحيفة.

7. وأبي سعيد الخُدري.

8. وسلمان الفارسي.

9. وأنس بن مالك.

10. وأبي هريرة.

11. وواثلة بن الأسقع.

12. وعمر بن الخطّاب.

ص: 10

13. وأبي قتادة.

14. وأبي الطفيل.

15. وشفيّ الأصبحي.

16. ومكحول.

17. وعبد الله بن عمر.

18. وعبد الله بن أبي أوفى.

19. وعمّار بن ياسر.

20. وأبي ذرّ.

21. وحذيفة بن اليمان.

22. وجابر بن عبد الله الأنصاري.

23. وعبد الله بن عبّاس.

24. وحذيفة بن اُسيد.

25. وزيد بن أرقم.

26. وسعد بن مالك.

27. وأسعد بن زرارة.

28. وعِمران بن حصين.

ص: 11

29. وزيد بن ثابت.

30. وعائشة.

31. واُمّ سلمة.

32. وأبي أيّوب الأنصاري.

33. وجابر بن سمرة.

34. وأبي اُمامة.

35. وعثمان بن عفّان.

36. وعبد الله بن عمرو بن العاص.((1))

وهذه الأخبار على طائفتين:

فطائفة منها ليس فيها إلّا التصريح بأنّ الخلفاء والأئمّة اثنا عشر.

والطائفة الاُخرى تتضمّن أسماء الإثني عشر بعضهم أو جميعهم.

ثمّ إنّ هذه الأخبار حسب استقصائنا الناقص بلغت قريباً من الثلاثمائة حديثاً، والأخبار الدالّة على أنّ أمير المؤمنين عليّاً(علیه السلام) أوّل الأئمّة(علیهم السلام) تزيد

ص: 12


1- ([1]) يراجع في ذلك الكتب الّتي أشرنا إليها من كتب أهل السنّة، وجوامع حديث الشيعة ومؤلّفاتهم في هذا الموضوع، كالصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم، في ثلاثة أجزاء، وإثبات الهداة في سبعة أجزاء، وكفاية الأثر، ومقتضب الأثر، والمناقب لابن شهر آشوب، وبحار الأنوار، والعوالم، والعمدة لابن البطريق، وكتابنا منتخب الأثر.

على ذلك بكثير، منها ما ينوف على المائة وثلاثين حديثاً، من جملة الأحاديث الدالّة على أنّ الأئمّة اثنا عشر، حسب البيان المتقدّم، فضلاً عن غيرها((1))، فلو وجد حديث لا يتوافق مع ظاهر هذه الأحاديث المتواترة وجب تأويله إن أمكن، وإلّا فيطرح ولا ريب في ذلك.

وبعد هذه المقدّمة نطرق باب الدراسة والتحليل لهذه الطائفة من الأخبار؛ حتّى يستبين الحقّ فيها، ويظهر المراد منها، ودراستنا هذه تدور حول أربع جهات:

الاُولى: حول الأحاديث الّتي تُوهِم عدم موافقتها لتلك الأخبار الصحيحة، والمجمع عليها.

الثانية: حول أسنادها.

الثالثة: حول متونها.

الرابعة: حول ما يصحّ أن يقال في تأويلها، والجمع بينها وبين غيرها من أحاديثنا المتواترة الموافقة لِما استقرّ عليه مذهب أهل البيت(علیهم السلام)، وشيعتهم الطائفة المحقّة الإثني عشريّة، إن رأينا في هذه الأحاديث تعارضاً مع غيرها من الأخبار.

ص: 13


1- ([1]) إن شئت التثبّت في ذلك فراجع: بحار الأنوار، وإثبات الهداة، والصراط المستقيم.

ص: 14

أمّا الأحاديث

فمنها: ما رواه شيخنا ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني(قدس سره) عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد الخَشّاب، عن ابن سَماعَة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذينة، عن زُرارة، قال: سمعت أبا جعفر(علیه السلام) يقول: «الْإثْنَا عَشَرَ الْإِمَامُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(علیهم السلام) كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ، مِنْ وُلْدِ رَسُولِ الله(صلی الله علیه و آله و سلم) وَمِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ، وَرَسُولُ الله وَعَلِيٌّ‘ هُمَا الْوَالِدَانِ ... » الحديث.((1))

ومنها: ما رواه الكليني(قدس سره) أيضاً عن أبي عليّ الأشعري، عن الحسن بن عُبَيد الله، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذينة، عن زرارة قال: سمعتُ أبا جعفر(علیه السلام) يقول: «الْإثْنَا عَشَرَ إِمَامٌ((2)) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(علیهم السلام) كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ الله(صلی الله علیه و آله و سلم) وَوُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ، فَرَسُولُ الله(صلی الله علیه و آله و سلم) وَعَلِيٌّ(علیه السلام) هُمَا الْوَالِدَانِ».((3))

ص: 15


1- ([1]) الکليني، الكافي، ج1، ص531، باب ما جاء في الإثني عشر والنصّ عليهم(علیهم السلام)، ح 7.
2- ([2]) کذا في الأصل، والظاهر (الإثنا عشر إماماً).
3- ([3]) الکليني، الكافي، ج1، ص533، ح 14.

ومنها: ما أخرجه ثقة الإسلام الکليني(قدس سره)، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «قَالَ رَسُولُ الله(صلی الله علیه و آله و سلم):

إِنِّي وَإِثْنيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ زِرُّ((1)) الْأَرْضِ، يَعْنِي

ص: 16


1- ([4]) كذا في النسخة المطبوعة الموجودة عندنا، قال في القاموس المحيط: رزّت الجرادة وترزّ: غرزت ذنبها في الأرض لتبيض كأرزّت، والرجل طعنه، والباب أصلح عليه الرزّة، وهي حديدة يدخل فيها القفل، والشيء في الشيء أثبته. الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج2، ص176. وقال العلّامة المجلسي(رحمة الله) في مرآة العقول: فقوله: «يعني أوتادها» كلام أبي جعفر(علیه السلام) أو بعض الرواة، والمعنى: أنّه شبّههم(علیهم السلام) بالرزّ الّذي هو سبب استحكام الأرض وشدّها وإغلاقها، كذلك هم في الأرض بمنزلة الجبال الّتي هي أوتاد الأرض بالنسبة إليها، فقوله: «جبالها» عطف بيان للأوتاد، كما قال تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ (النبأ، 7). وفي الغيبة: «وجبالها» كما في بعض نسخ الكتاب، وهو أظهر، فيكون عطفاً على «رزّ» من كلام الرسول’، أو على أوتادها، فيكون من كلام الإمام(علیه السلام)، والأوّل على هذا أصوب. المجلسي، مرآة العقول، ج6، ص232 - 233. وفي بعض النسخ: «زرّ الأرض» بتقديم الزاء على الراء المهملة، كما ضبطه في الوافي، ولعلّ هذا هو الأظهر والأبلغ لبيان المراد. قال في القاموس المحيط: الزرّ - بالكسر- الّذي يوضع في القميص (ج) أزرار، وزرور، وعظم تحت القلب، وهو قوامه. انتهى. الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج2، ص38. [فعلى هذا اُطلق عليهم ذلك لأنّهم قوام الأرض، فلا تقوم إلّا بهم، ولو بقيت الأرض بغير حجّة لساخت بأهلها، كما لا يقوم أمر أهل الأرض إلّا بهم، واتّباع آثارهم والاقتداء بهم، والاهتداء بهداهم(علیهم السلام)، قد ثبت ذلك بالروايات والنصوص الكثيرة، ويظهر من بعض الأخبار المخرجة من طرق أهل السنّة أيضاً أنّ أمير المؤمنين(علیه السلام) كان يدعى في لسان الصحابة بهذا اللقب، ويعترفون له بهذا العنوان. قال في النهاية في حديث أبي ذرّ: قال يصف عليّاً (علیه السلام): «إِنَّهُ لَعَالِمُ الْأَرْضِ وَزِرُّهَا الَّذِي تَسْكُنُ إِلَيْهِ»، أي قوامها، وأصله من زرّ القلب، وهو عظم صغير يكون قوام القلب به، وأخرج الهرويّ هذا الحديث عن سلمان. انتهى كلام ابن الأَثير. ابن الأثير، النهاية، ج2، ص300. وهذا المقام الدالّ عليه المعنى المتقدّم الّذي أفصح أبوذرّ وسلمان بثبوته لمولانا عليّ(علیه السلام) هو مقام الولاية الكبرى والإمامة العظمى، الّتي لا يمكن تقلّدها إلّا بإذن الله ونصبه، وهو المنصب الإلهيّ الّذي يكون صاحبه والياً ومشرفاً على جميع اُمور الدين والدنيا بعد النبيّ’، وهو مقام الخلافة الّتي لا يليها إلّا أئمّة أهل البيت، أعني الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)، قال أمير المؤمنين(علیه السلام): «اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لله بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللّهِ وَبَيِّنَاتُهُ». نهج البلاغة، الحکمة 147 (ج4، ص37).

أَوْتَادُهَا وَجِبَالُهَا، بِنَا أَوْتَدَ اللهُ الْأَرْضَأَنْ

تَسِيخَ بِأَهْلِهَا، فَإِذَا ذَهَبَ الْإثْناَ

عَشَرَ مِنْ وُلْدِي سَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَمْ يُنْظَرُوا».((1))

ومنها: أيضاً ما أخرجه أبو جعفر الكليني بهذا الإسناد، عنأبي سعيد رفعه، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ’: مِنْ وُلْدِي اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً نُجَبَاءُ، مُحَدَّثُونَ، مُفَهَّمُونَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ، يَمْلَأُهَا عَدْلاً

ص: 17


1- ([1]) الکليني، الكافي، ج1، ص534، ح 17.

كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً».((1))

ومنها أيضاً: ما رواه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(علیه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: «دَخَلْتُ

عَلَى فَاطِمَةَ(علیهما السلام) وَبَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا، فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ(علیه السلام)، ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ، وَثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ».((2))

وأخرجه الشيخ(قدس سره) بسنده عن جابر بن يزيد.((3))

ومنها: ما رواه أيضاً، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن مُسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله ومحمد بن الحسين، عن إبراهيم، عن ابن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت حاضراً لَمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر، أقبل يهوديّ من عظماء يهود يثرب، وتزعم يهود المدينة أنّه أعلم أهل زمانه، حتى رفع إلى عمر، فقال له: يا عمر! إنّي جئتك اُريد الإسلام، فإن أخبرتني عمّا أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنّة وجميع ما اُريد أن أسأل عنه.

ص: 18


1- ([1]) الکليني، الكافي، ج1، ص534، ح 18.
2- ([2]) الکليني، الكافي، ج1، ص532، ح 9.
3- ([3]) الطوسي، الغيبة، ص139، ح 103.

قال: فقال له عمر: إنّي لستُ هناك، لكنّي اُرشدك إلى مَن هو أعلم اُمّتنا بالكتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه، وهو ذاك - فأومأ إلى عليّ(علیه السلام) - ثم ذكر احتجاج اليهوديّ على عمر، وما سأل أمير المؤمنين عنه ... إلى أن قال: فأخبرني عن هذه الاُمّة كم لها من إمام هدًى؟ وأخبرني عن نبيّكم محمد أين منزله في الجنّة؟ وأخبرني مَن معه في الجنّة؟فقال له أمير المؤمنين(علیه السلام): «إِنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً هُدًى مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّهَا، وَهُمْ مِنِّي، وَأَمَّا مَنْزِلُ نَبِيِّنَا فِي الْجَنَّةِ فَفِي أَفْضَلِهَا وَأَشْرَفِهَا جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَمَّا مَنْ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ فِيهَا فَهَؤُلَاءِ الْإثْنَا عَشَرَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَأُمُّهُمْ وَجَدَّتُهُمْ وَأُمُّ أُمِّهِمْ وَذَرَارِيهِمْ، لَا يَشْرِكُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ».((1))

وأخرجه الشيخ(قدس سره) بهذا الإسناد، إلّا أنّه قال: عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، وقال «فِي مَنْزِلِهِ مِنْهَا» بدل «فِي مَنْزِلِهِ فيِهَا».((2))

ومنها: ما أخرجه الشيخ أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ الخزّاز القمّي، قال: حدّثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله(رحمة الله)، قال: حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسن اليسرباني((3)) الكاتب، قال: حدّثنا محمد بن علاء -

ص: 19


1- ([1]) الکليني، الكافي، ج1، ص351 - 352، ح 8.
2- ([2]) الطوسي، الغيبة، ص152 - 154، ح 113.
3- ([3]) سند الحديث على ما في بحار الأنوار هكذا: أبو المفضّل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب، عن محمد بن خلّاد الباهلي، عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك. المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص309، ح 149.

بسُرَّ من رأى - أبو بكر الباهلي، قال: حدّثنا معاذ بن معاذ قال: حدّثنا ابن عوف، عن هشام بن يزيد، عن أنَس بن مالك، قال: سألت رسول الله’ عن حواريّ عيسى؟ فقال: «كَانُوا مِنْ صَفْوَتِهِ وَخِيَرَتِهِ، وَكَانوُا اثْنَيْ عَشَرَ ..» إلى أن قال: فقلت: فمن حواريّك يا رسول الله؟ فقال: «اَلْأَئِمَةُ

بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، وَهُمْ حَوَارِيَّ وَأَنْصَاري (أَنْصَارُ دِينِي)، عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ التَّحيَّةُ وَالسَّلَامُ».((1))

ومنها: ما خرّجه الشيخ الخزّاز قال: حدّثني محمد بن وهبان البصري، قال: حدّثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي، قال:حدثّني جدّي إسحاق بن البهلول، قال: حدّثني طلحة بن زيد الرقّي، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هاني العيسي، عن جنادة بن أبي اُميّة، قال: دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب(علیهما السلام) في مرضه ... - إلى أن قال: - فقلت: يا مولاي، ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: «يَا عَبْدَ الله، بِمَاذَا اُعَالِجُ الْمَوْتَ؟»، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ التفت إليّ

ص: 20


1- ([4]) الخزّاز القمّي، كفاية الأثر، باب ما جاء عن أنس بن مالك عن النبيّ’، ص68 - 69.

فقال: «وَاللّهِ إِنَّهُ لَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ(صلی الله علیه و آله و سلم)، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ يَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ (علیه السلام) وَ فَاطِمَةَ(علیهما السلام) مَا مِنَّا إِلَّا مَسْمُومٌ أَوْ مَقْتُولٌ».((1))

هذا ما عثرت عليه من الأخبار ممّا قد يُوهِم ظاهره خلاف ما دلّت عليه الأخبار المتواترة، من حصر الأئمّة في الإثني عشر، وأنّ أوَّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(علیهم السلام).

ص: 21


1- ([1]) الخزّاز القمّي ، كفاية الأثر، باب ما جاء عن الحسن(علیه السلام)، ص226 - 227.

ص: 22

أمّا الكلام في أسنادها

فنقول: أمّا الرواية الاُولى والثانية فقد صرّح العلّامة المجلسي(رحمة الله) في مرآة العقول بمجهوليّتهما((1))، وإنّما جعلتا روايتين وتكرّر نقلهما في الكافي؛ لتعدّد سندهما، وإلّا فلا ريب في أنّهما رواية واحدة، رواها زرارة، عن أبي جعفر(علیه السلام)، كما لا ينبغي الاعتماد على كلّ واحد من سنديهما. أمّا السند الأوّل: فمحمد بن يحيى هو أبو جعفر العطّار القميّ من مشايخ الكليني، شيخ أصحابنا في زمانه ثقة عين، كثير الحديث، وعبد الله بن محمد من مشايخه، وهو أخو (بنان) أحمد بن محمد بن عيسى، فهو ليس بالخشّاب، والصحيح عبد الله بن محمد، عن الخشّاب، والظاهر أنّه الحسن بن موسى الخشّاب، كما وقع في السند الثاني، وهو من وجوه أصحابنا، مشهور كثير العلم والحديث.

وعلّة السند في عليّ بن سماعة؛ لأنّه غير مذكور في كتب الرجال، والمذكور أخوه الحسن بن سماعة، فيمكن وقوع التصحيف فيه، وما في

ص: 23


1- ([1]) المجلسي، مرآة العقول، ج6، ص222، 230.

النسخة المطبوعة بهامش مرآة العقول، والنسخة الّتي أخرجنا منها الحديث «ابن سماعة»، وعليهما فيحتمل أن يكون هو الحسن بن سماعة بن مهران، وهو واقفيّ لم تثبت وثاقته((1))، ويحتمل أن يكون الحسن بن محمد بن سماعة، فإنّه يروي أيضاً عن عليّ بن الحسن بن رباط((2))، وهو أيضاً من شيوخ الواقفيّة، ثقة، كثير الحديث، وكان يعاند في الوقف، ويتعصّب((3))، ويحتمل أن يكون ابن سماعة هو محمد بن سماعة بن موسى بن رويد، أو محمد بن سماعة بن مهران، وقد أنكر وجود الثاني صاحب تنقيح المقال.((4))

ص: 24


1- ([1]) الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص768 - 769. قال بعض المحقّقين: حسن بن سماعة هو حسن بن محمد بن سماعة (الکلباسي، الرسائل الرجالية، ج4، ص326). صرّح الرجاليّون علی أنّ حسن بن محمد بن سماعة واقفيّ ولکنّه ثقة. (النجاشي، رجال، ص40).
2- ([2]) النجاشي، رجال، ص251؛ الحسیني التفرشي، نقد الرجال، ج3، ص244. يراجع في ذلك الاستبصار، باب ما يحرم جارية الأب على الابن أو جارية الإبن علی الأب (ج3، ص211، ح 765)، وباب أنّه تحجب الاُمّ عن الثلث إلی السدس بأربع أخوات (ج4، ص141، ح 528)؛ راجع أيضاً: الطوسي، تهذيب الأحکام، ج7، ص291، ح 1221؛ ج9، ص285، ح 1032.
3- ([3]) النجاشي، رجال، ص40؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص333.
4- ([4]) التستري، قاموس الرجال، ج9، ص304؛ الخراساني الکرباسي، إکليل المنهج، ص197؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج17، ص146.

والكلام في ترجيح هذه الاحتمالات بعضها على بعض لا ينتهي إلى ما تركن إليه النفس، ويخرج السند من الجهالة؛ فلذا لا نطيل الكلام في ذلك. فظهر أنّ علّة هذا السند هو كون الراوي عن عليّ بن الحسن بن رباط مجهولاً، لم يعلم أنّه عليّ بن سماعة، أو الحسن بن سماعة، أو الحسن بن محمد بن سماعة، أو محمد بن سماعة.

وأمّا عليّ بن الحسن بن رباط فهو ثقة معوَّل عليه، منأصحاب مولانا الرضا(علیه السلام).((1))

وابن اُذَينة شيخ أصحابنا البصريّين، ووجههم، روى عن أبي عبد الله(علیه السلام).((2))

وأمر زرارة في جلالة القدر معلوم.

وأمّا السند الثاني: فالظاهر أنّ أبا عليّ الأشعري هو أحمد بن إدريس القمّي، الثقة، الفقيه، كثير الحديث، توفّي بالقرعاء سنة ستٍّ وثلاثمائة.((3))

ص: 25


1- ([1]) النجاشي، رجال، ص251؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص186.
2- ([2]) النجاشي، رجال، ص283؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص211.
3- ([3]) النجاشي، رجال، ص92؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص65.

وأمّا الحسن بن عبد الله أو عبيد الله فهو أيضاً قمّي، ولكنّه مرميٌّ بالغُلوّ((1))، وعليّ بن سماعة - على ما بيّنّاه - ليس مذكوراً في كتب الرجال، إلّا أنّ الشيخ(قدس سره) ذكر «الحسن بن سماعة» بدل «عليّ بن سماعة»((2))، وهو - كما قرأت - واقفيّ لم تثبت وثاقته((3))، مع أنّ المفيد أيضاً أخرجها عن عليّ بن سماعة ((4))، وبذلك يضعف احتمال التحريف، ويقوی جهالة السند.

ومثل هذا السند غير معتبر أيضاً فلا يعتمد عليه.

وأمّا الحديث الثالث: فمحمد بن يحيى هو أبو جعفر العطّار القمّي المذكور في سند الرواية الاُولى، ومحمد بن أحمد هو محمد بن أحمد بن يحيى، وهو وإن كان جليل القدر ثقة في الحديث إلّا أنّه كان يروي عن الضعفاء، ويعتمد المراسيل، ولا يبالي عمّن أخذ.((5))

ص: 26


1- ([4]) العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص334؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج5، ص369.
2- ([5]) الطوسي، الغيبة، ص151.
3- ([6]) الطوسي، اختيار معرفة الرجال،ج2، ص768.
4- ([7]) المفيد، الإرشاد، ج2، ص347.
5- ([1]) يراجع في ذلك وغيره ممّا ذكرناه في هذه الرسالة من أحوال الرجال الكتب الرجالية مثل: جامع الرواة، والفهرست، ورجال العلّامة، والنجاشي، والكشّي، وتنقيح المقال، ومنهج المقال وغيرها. النجاشي، رجال، ص348؛ ابن داود الحلّي، رجال، ص164 - 165؛ العلّامة الحلّي، إيضاح الاشتباه، ص277؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص247.

وكان محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من روايته ما رواه عن جماعة سمّاهم، وهو (محمد بن أحمد بن يحيی) صاحب كتاب نوادر الحكمة، له كتاب يعرفه القمّيّون ب- «دبّة شبيب».((1))

ومحمد بن الحسين هو ابن أبي الخطّاب الهمداني، جليل من أصحابنا، ثقة، عين، عظيم القدر، كثير الرواية.((2))

والظاهر أنّ أبا سعيد العُصفوري وأبا سعيد العصفري وعبّاد بن يعقوب الرواجني واحد، كما نبّه عليه شيخنا النوري(رحمة الله).((3))

وقال في جامع

الرواة في عباد بن يعقوب: تقدّم عن «جش» قول بأنّ هذا وأبا سعيد العصفري واحد (مح).((4))

قال ابن حجر: صدوق رافضي.((5)) وعن الذهبي: قال ابوحاتم:

ص: 27


1- ([2]) شبيب فامي كان بقم له دبّة ذات بيوت يعطي منها ما يطلب منه من دهن، فشبّهوا هذا الكتاب بذلك. النجاشي، رجال، ص 348 - 349؛ العلّامة الحلّي، إيضاح الاشتباه، ص277.
2- ([3]) النجاشي، رجال، ص334؛ ابن داود، رجال، ص158؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص240.
3- ([4]) النجاشي، رجال، ص293؛ المحدّث النوري، خاتمة مستدرك الوسائل، ج1، ص53.
4- ([5]) الأردبيلي، جامع الرواة، ج1، ص429، 431.
5- ([6])ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ج1، ص469 - 470؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج5، ص95 - 96؛ الزکي، مقدمة فتح الباري، ص410 - 411.

شيعيّ وثقة((1))، له أخبار المهديّ.((2))

وأمّا عمرو بن ثابت فهو ابن أبي المقدام، من أصحاب مولانا الصادق(علیه السلام)، ثقة على الأظهر.((3))

وأبو الجارود هو زياد بن منذر، وإليه تُنسب الجارودية((4))، رويت في ذمّه روايات تضمّن بعضها كونه كذّاباً كافراً.((5))

وأمّا الحديث الرابع: فهو مرفوع، وقد عرفت رجال سنده إلى أبي سعيد.

والحديث الخامس: يظهر ضعف سنده ممّا تقدّم في أبي الجارود.

وأمّا الحديث السادس: فقال المجلسي (قدس سره) في مرآة العقول: سنده الأوّل صحيح، لكنّ الظاهر أنّ فيه إرسالاً؛ إذ مسعدة من أصحاب

ص: 28


1- ([1]) الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج11، ص536 - 538؛ الذهبي، ميزان الإعتدال، ج2، ص379.
2- ([2]) الطوسي، الفهرست، ص192؛ الأردبيلي، جامع الرواة، ج1، ص431.
3- ([3]) ابن الغضائري، رجال، ص111.
4- ([4]) الطوسي، رجال، ص135؛ ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص87؛ العلّامة الحلّي، خلاصة الأقوال، ص348؛ ابن داود الحلّي، رجال، ص246.
5- ([5])الأردبيلي، جامع الرواة، ج1، ص339؛ الحسیني التفرشي، نقد الرجال، ج2، ص278 - 280.

الصادق(علیه السلام)، ومحمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري(علیهم السلام)، لكن يروي هارون بن مسلم عنه كثيراً، مع أنّه قال النجاشي فيه: لقي أبا محمد وأبا الحسن، فيحتمل أن يكون مسعدة معمّراً، روى عنه محمد.((1))

أقول: لا يدفع بذلك احتمال الإرسال؛ لبعد عدم فوز مثل مسعدة بن زياد بلقاء مولانا الكاظم والرضا والجواد(علیهم السلام) في مدّة تزيد على خمسين سنة، وعدم روايته عنهم ولو بالمكاتبة، أوبالواسطة، فالظاهر أنّه توفّي في زمان الصادق(علیه السلام)، وقد قبض في شوّال سنة ثمان وأربعين ومائة، أو أوائل عصر الكاظم(علیه السلام)، ومحمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب، توفّي في سنة اثنتين وستّين ومائتين، وبذلك يستبعد رواية محمد بن الحسين عنه بلا واسطة، بل ورواية هارون بن مسلم، فبقي احتمال الإرسال على حاله، والله أعلم.

وأمّا السند الثاني فمجهول عامّي، كما صرّح به في مرآة

العقول.((2))

وأمّا الحديث السابع: فضعيف، لم نعثر على بعض رجاله في ما عندنا

ص: 29


1- ([6]) المجلسي، مرآة العقول، ج6، ص223.
2- ([1]) المجلسي، مرآة العقول، ج6، ص223.

من كتب رجال الشيعة.

والحديث الثامن: أيضاً لم نعرف بعض رجاله، ولا يخفى عليك، أنّ الأحاديث والنصوص المخرّجة في كفاية الأثر أكثر رجالها وأسنادها من العامّة، فإنّ مؤلّفه(رحمة الله) صنّف هذا الكتاب لتخريج ما روي بأسانيدهم في النصّ على الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)، فلا اعتداد بما في هذين الخبرين (السابع والثامن) إن ثبت أنّ ظاهر بعض ألفاظهما يخالف مذهب الحقّ، ولا يقبل التأويل، بعدما ملأ الخزّاز كتابه هذا بالأحاديث الصريحة على عددهم، وأسمائهم، وأوصافهم من طرق العامّة، فراجع كتابه حتى تعرف كثرة هذه الأحاديث من طرقهم.

هذا تمام الكلام في أسناد هذه الأحاديث، وقد عرفت عللها، وأنّها بنفسها لا تنهض حجّةً، ولا يُعتَمَد عليها.

ص: 30

متون الأحاديث

اعلم أنّ متن الحديث الأوّل والثاني واحد، وحيث إنّ المرويّ عنه في كليهما أيضاً واحد، وينتهي سند كلّ واحد منهما إلى عليّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذينة، عن زرارة، فلا ريب في اتّحادهما، كما نبّهنا عليه.

والظاهر أنّه وقع في هذا المتن تحريف، فإنّ المفيد(قدس سره) أخرج هذا الحديث بسنده عن الكليني(قدس سره)، ومتنه هكذا: «الْإِثْنَا عَشَرَ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ، عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ، وَرَسُولُ الله(صلی الله علیه و آله و سلم) وَعَلِيٌّ هُمَا الْوَالِدَانِ».((1))

وأخرجه الصدوق(قدس سره) أيضاً عن محمد بن عليّ ماجيلويه(رحمة الله) عن الكليني(رحمة الله) بهذا اللفظ: «إِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(علیهم السلام) كُلُّهُمْ مُحَدَّثُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ(صلی الله علیه و آله و سلم)، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(علیه السلام) مِنْهُمْ».((2))

ص: 31


1- ([1]) المفيد، الإرشاد، ج2، ص347.
2- ([2]) الصدوق، الخصال، ص480، ح 49؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص60، ح24.

فالمعوّل على رواية المفيد والصدوق عن الكليني، فإنّها كما توافق غيرها من الروايات المتواترة توافق عنوان الباب الّذي أخرج الكليني فيه هذا الحديث، وتوافق الأخبار المخرّجة في نفس هذا الباب.

وأظنّ أنّ التحريف في هذا المتن ناتج عن نقل معنى الحديث ومضمونه، دون التقيّد بألفاظه، فاشتبه على بعض الرواة، أو أنّ الناقل تسامح في مقام النقل اتّكالاً على وضوح كون عدد الأئمّة اثني عشر، وأنّ أمير المؤمنين(علیه السلام) منهم وأوّلهم، وليس خارجاً عنهم، فلا تجد في فرق المسلمين من كان معتقداً بهذا العدد، ولا يرى أنّ أمير المؤمنين(علیه السلام) منهم.

وكيف كان فالاعتماد على متن الحديث على لفظ الإرشاد، والخصال، وعيون أخبار الرضا(علیه السلام).

وأمّا متن الخبر الثالث والرابع: فلا ريب أيضاً في وقوع التصحيف فيهما، فإنّ أصل أبي سعيد الّذي روي عنه هذان الخبران من الاُصول الموجودة عندنا، وفيه تسعة عشر حديثاً، ولفظ الحديث السادس في هذا الأصل هكذا: «إِنِّي وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ! زِرُّ الْأَرْضِ، أَعْنِي أَوْتَادُهَا جِبَالُهَا»، وَقَالَ: «وَتَّدَ اللهُ الْأَرْضَ أَنْ تَسِيخَ بِأَهْلِهَا، فَإِذَا ذَهَبَ

ص: 32

الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي سَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَمْ يُنْظَرُوا».((1))

وهذا المتن كما ترى تامّ مستقيم.

ولفظ الحديث الرابع: قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ’: مِنْ وُلْدِي أَحَدَ عَشَرَ نَقِيباً نَجيباً [نُقَبَاءُ، نَجَبَاءُ، خ ل] مُحَدَّثُونَ، مُفَهَّمُونَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ، يَمْلَأُهَا [الْأَرْضَ خ ل]عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً».((2))وهذا المتن أيضاً موافق لألفاظ سائر الأحاديث المتواترة.

وأمّا الخبر الخامس: فقد أخرجه الصدوق بطريقين عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(علیه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري بهذا اللفظ: قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ‘ وَبَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فيهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ، فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ(علیه السلام)، ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ، وَأَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ(علیهم السلام)».((3))

ص: 33


1- ([1]) الاُصول الستّة عشر، أصل أبي سعيد، ص140، ح 6.
2- ([2]) الاُصول الستّة عشر، أصل أبي سعيد، ص139، ح 4؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص258. وفي حديث أبي جعفر(علیه السلام) قال: «قَالَ رَسُولُ الله(صلی الله علیه و آله و سلم): مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً مُحَدَّثُونَ، مُفَهَّمُونَ، مِنْهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً». وهذا اللفظ أيضاً موافق لألفاظ سائر الروايات المعتبرة.
3- ([1]) الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص52، ح 6 و 7.

وأخرجه أيضاً في كمال الدين بهذا اللفظ.((1))

وأوضح من ذلك شاهداً على وقوع التحريف في خبر الكافي وأنّه مختصر من متنه الطويل، ما أخرجه الصدوق(قدس سره) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب، وأحمد بن هارون القاضي - رضي الله عنهما - قالا: حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن مالك السلولي، عن درست بن عبد الحميد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبدالله بن جبلّة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر(علیهما السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلتُ على مولاتي فاطمة‘ وقُدّامها لوح يكاد ضوؤه يُغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسماً، ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه، وثلاثة أسماء في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسماً، فقلت: أسماء من هؤلاء؟ قالت: «هَذِهِ

أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ، أَوَّلُهُمْ ابْنُ عَمِّي، وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ (علیهم السلام)» قال جابر: فرأيت فيها محمّداً محمّداً محمّداً في ثلاثة مواضع، وعليّاً وعليّاً وعليّاً وعليّاً فيأربعة مواضع.((2))

ص: 34


1- ([2]) الصدوق، كمال الدين، ص269، ح 13، ص311 - 312، ح 3، ص313، ح 4.
2- ([1]) الصدوق، كمال الدين، ص311، ح 2؛ صدوق، عيون أخبار الرضا (علیه السلام)، ج2، ص51 - 52، ح 5.

فالعارف الخبير بفنّ الحديث يعرف أنّ ما رواه الكليني في الكافي، والصدوق في عيون

أخبار الرضا(علیه السلام) وكمال الدين، والشيخ في الغيبة هو مختصر هذا الحديث.

وأمّا متن الحديث السادس: فالظاهر أنّ موضوعه هو مجيء يهوديّ إلى عمر للسؤال عمّا أراد، وأنّ عمر أرشده إلى أمير المؤمنين (علیه السلام)، هو بعينه موضوع ما رواه الكليني أيضاً في هذا الباب((1)). وما رواه الصدوق في كمال الدين عن أبي الطفيل((2))،. وما رواه بسنده أيضاً في كمال الدين عن أبي عبد الله (علیه السلام)((3))، وفي عيون أخبار الرضا(علیه السلام)((4))، وفي الخصال((5))، وفي مقتضب الأثر، عن عمر بن سلمة((6))، وأخرجه في ينابيع المودَّة، عن عامر بن واثلة((7))، وفي فرائد السمطين ((8)).

ص: 35


1- ([2]) الکلیني، الکافي، ج1، ص529 - 530، ح5.
2- ([3]) الصدوق، کمال الدین، ص294 - 296، ح3.
3- ([4]) الصدوق، کمال الدین، ص297 - 302، ح5 - 8.
4- ([5]) الصدوق، عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص56 - 57، ح 19.
5- ([6]) الصدوق، الخصال، ص476 - 477، ح 40.
6- ([7]) الجوهري، مقتضب الأثر، ص14 - 18.
7- ([8]) القندوزي، ینابیع المودّة، ج3، ص285 - 287.
8- ([9]) الحموئي، فرائد السمطین، ج2، ص240، ح 12.

فالظاهر أنّ كلّ هذه الأحاديث حكاية عن واقعة واحدة، ولفظ الحديث في بعضها: «إِنَّ لِمُحَمَّدٍ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ».

وفي بعضها: «يَكُونُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً عَدْلاً، وَالَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ الْإِثْنَا عَشَرَ».

وفى بعضها: «فَإِنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً هَادِينَمَهْدِيِّينَ»، وأمّا قولك: «مَنْ مَعَ مُحَمَّدٍ’ مِنْ اُمَّتِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَهَؤُلَاءِ الْإِثْنَا عَشَرَ أَئِمَّةُ الْهُدَى».

وفي بعضها: «إِنَّ لِمُحَمَّدٍ مِنَ الْخُلَفَاءِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً عَدْلاً، وَيَسْكُنُ مَعَ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ مَعَهُ اُولَئِكَ الْإثْنَا عَشَرَ الْأَئِمّةُ الْعَدْلُ».

ولفظ بعضها: «يَا هَارُونِيُّ لِمُحَمَّدٍ بَعْدَهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً عَدْلاً وَمَنْزِلُ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَالَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَعَهُ هَؤُلَاءِ الْإِثْنَا عَشَرَ».

وبعضها هكذا: قَالَ: كَمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ إِمَامٍ هُدًى لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ؟ قَالَ: «إِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً». قَالَ: فَمَنْ يَنْزِلُ مَعَهُ - يعني مَعَ النَّبي(صلی الله علیه و آله و سلم) - فِي مَنْزِلِهِ قَالَ: «إِثْنَاعَشَرَ إِمَاماً».

وبهذه المتون المعتبرة جدّاً يصحّح متن الحديث المرويّ عن أبي سعيد الخُدري، وتشهد كلّها بوقوع التصحيف فيه، أو المسامحة في نقل ألفا ظه

ص: 36

أو مضمونه، فلا ريب في أنّ المعتمد عليه هو هذه المتون الكثيرة.((1))

وأمّا الحديث السابع: فلم أعثر بعدُ على متن آخر له.

وأمّا الحديث الثامن: فقد روى في كفاية

الأثر في الباب الّذي روى فيه هذا الحديث حديثاً آخر عن مولانا الإمام أبي محمد الحسن السبط(علیه السلام) أيضاً، وساق الكلام إلى أن قال: «وَلَقَدْ حَدَّثَني (حَبيبي) جَدِّي رَسُولُ اللهِ’: أَنَّ الْأَمْرَ يَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَصَفْوَتِهِ».((2))

وهذا المتن خال من الإشكال، ولا يبعد اتّحاده مع ما رواه جنادة بن أبي اُميّة عنه(علیه السلام)، بل الظاهر اتّحادهما.وعمدة السبب في هذا الاختلاف في ألفاظ بعض الأحاديث، رواية الحديث بالمضمون والمدلول، وغفلة بعض الرواة أو تسامحه وعدم اهتمامه بحفظ لفظ المعصوم، فلابدّ من تصحيح مثل هذه المتون بغيرها من المتون المعلومة صحّتها، ولابدّ في ذلك من الرجوع إلى خبراء الفنّ العارفين بالمتون السليمة والسقيمة. وعندي أنّ هذا الفنّ - يعني معرفة المتون - من مهمّات علم الحديث.

ص: 37


1- ([1]) راجع: المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص373 - 383، الباب 42، باب نصّ أمير المؤمنين(علیه السلام) على الأئمّة(علیهم السلام).
2- ([2]) الخزّاز القمّي، کفاية الأثر، ص162؛ راجع: المجلسي، بحار الأنوار، ج43، ص364.

هذا تمام الكلام في أسناد هذه الأحاديث ومتونها.

ولقد ظهر لك ممّا تقدّم أنّ هذه الأسانيد بنفسها لا تنهض حجّةً في قبال الأحاديث المتواترة وأسانيدها، بل ليست بحجّة مطلقاً، كما أنّ هذه المتون أيضاً لا يُحتَجُّ بها، فإذا كان ولابدّ من الاحتجاج بها فلا يحتجّ إلّا بما هو خال من الإشكال، مؤيّد بغيره، فإنّ الأخبار يُقوّي بعضها بعضاً.

وعليه فلا حاجة لنا إلى النظر في المتون المذكورة وتأويلها وشرحها، على ما يوافق المذهب واتّفق عليه أهل الحقّ.

ولكن لا بأس بإجراء الكلام في ذلك أيضاً؛ تتميماً للفائدة؛ وحرصاً على دفع هذه الشبهة؛ ووفاءً بما وعدناه في ابتداء هذه الرسالة.

ص: 38

ما يصحّ أن يقال في توجيه هذه الأحاديث

اعلم أوّلاً أنّ بعض هذه المتون ظاهر في انحصار الأئمّة في الإثني عشر، وخروج أمير المؤمنين(علیه السلام) منهم، كالحديث السادس والسابع والثامن، بل الأوّل والثاني، وهذا مخالف للضرورة وإجماع الكلّ من عصر المعصومين(علیهم السلام) إلى زماننا هذا، وهذا الإجماع والضرورة قرينة قطعية على عدم إرادة ظاهرها، وأنّ الكلام على فرض صدوره جرى على ما جرى للغلبة؛ أو لكون أكثرهم من صلب عليّ، أو من ذريّة رسول الله’.

أو أنّه قد استُعير لفظ «الذرّية» للعترة، واُريد بها ما يعمّ الولادة الحقيقية والمجازية، أو لوجوه اُخرى مذكورة في البحار وفي مرآة

العقول.((1))

وثانياً: الظاهر أنّ كلّ من أخرج هذه الأحاديث - كشيخنا

ص: 39


1- ([1]) اُنظر: المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص382؛ المجلسي، مرآة العقول، ج6، ص226 - 227.

الكليني(قدس سره)، ومشايخه وتلامذته - إنّما أخرجوها في باب ما جاء في الإثني عشر والنصّ عليهم؛ لأنّهم رأوا أنّ هذه المتون تقبل الجمع مع غيرها من الروايات، وبذلك يرتفع التنافي بينهما على فرض وجوده.

وثالثاً: إنّنا إذا سبرنا الأحاديث يتحصّل لنا منها أنّهم(علیهم السلام) سلكوا في إطلاقاتهم وألفاظهم في هذا الباب مسلك المجاز، فأطلقوا على الأئمّة(علیهم السلام) ذرّية رسول الله’، أو ولده، أو أنّهم من ولد عليّ وفاطمة تغليباً؛ لكون أكثرهم من ذرّية رسول الله’ ومن ولد عليّ وفاطمة‘؛ ولمعلومية أنّ أمير المؤمنين(علیه السلام) ليس من ذرّية رسول الله’ ومن ولد فاطمة‘، وبهذا الشاهد يرتفع الإشكال.

فمن الأخبار الّتي اُطلق فيها لفظ «الذرّية» على جميعهم ما أخرجه الخزّاز بسنده، عن مولانا سيّد الشهداء الحسين(علیه السلام) قال: دخل أعرابيّ على رسول الله’ يريد الإسلام، ومعه ضَبّ...، وساق الحديث إلى أن قال: فقال الأعرابيّ: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول الله حقّاً، فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبيّ؟ قال: «لَا، أَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ وَلَكِنْ يَكُونُ أَئِمَّةٌ مِنْ ذُرِّيَّتِي قَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ كَعَدَدِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هُوَ الْإِمَامُ وَالْخَلِيفَةُ بَعْدِي وَتِسْعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ صُلْبِ هَذَا، - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي - وَالْقَائِمُ تَاسِعُهُمْ يَقُومُ بِالدِّينِ فِي

ص: 40

آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قُمْتُ فِي أَوَّلِهِ...» الحديث.((1))

فمثل هذا الحديث صريح في أنّ هذه الإطلاقات والتعبيرات إنّما صدرت مجازاً واتّكالاً على القرينة ووضوح المراد.

وأمّا الحديث الثالث: فيحتمل فيه أن تكون فاطمة‘ مشمولةً به ضمن لفظ «الإثني عشر»، بل إنّ ذلك هو الظاهر من الحديث،ومن قوله’: «إِنِّي وَاثْنَي عَشَرَ مِنْ وُلْدي، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ! رِزُّ الْأَرْضِ».

هذا، مضافاً إلى صحّة إطلاق الولد على أمير المؤمنين وعلى سائر الأئمّة تغليباً، وعطف «أنت» عليه من قبيل عطف الخاصّ على العامّ تأكيداً وتشريفاً، كعطف جبرئيل على الملائكة.((2))

وفي الحديث الرابع أيضاً إنّما قال: «من ولدي» تغليباً؛ أو لكون أكثرهم من ولده.

والحديث الخامس: أيضاً مثله، ويمكن أن يكون المراد من قوله:

ص: 41


1- ([1]) الخزّاز القمّي، كفاية الأثر، ص172 - 174، باب ما روی عن الحسين بن عليّ(علیهما السلام) عن رسول الله’ في النصوص علی الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص342 - 343، ح 208، وكتابنا منتخب الأثر، ص87 - 88، الفصل 1، الباب 7، ح 17.
2- ([1]) المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص260.

«فعددت» يعني فعددتهم مع والدهم اثني عشر، آخرهم القائم، ثلاثة منهم - أي من ولدها - محمد، وثلاثة منهم - أي من ولدها - عليّ، حيث إنّه لا حاجة في مثل هذا المقام إلى ذكر أمير المؤمنين(علیه السلام)؛ لأنّه كان معروفاً بالإمامة، فلا يشكّ في إمامته من رأى الإمامة في ولده، وإنّما أخبر الراوي عن سائر من اسمه عليّ؛ لأنّه لم تُعلَم إمامتهم كما عُلِمت إمامة أمير المؤمنين(علیه السلام)، مع أنّ منهم من لم يكن موجوداً في ذلك الزمان، وهما اثنان: الإمام عليّ بن موسى الرضا، والإمام عليّ بن محمد النقيّ(علیهما السلام).

وحاصل ما ذكرناه في علل هذه الأحاديث اُمور:

1. إنّ أسنادها غير معتبرة، فلا يجوز الاعتماد عليها بنفسها.

2. إنّ متونها مصحّفة محرّفة، يشهد بتصحيفها وتحريفها غيرها من الروايات المتواترة، فينبغي تصحيح متونها بها.

3. إنّ لبعضها متوناً اُخرى بألفاظ صحيحة وسليمة من الإشكال، فينبغي أن يكون الاعتماد عليها، لا عَلى غيرها.

4. وعلى فرض صحّة صدور هذه المتون فاللازم إنّما هو الجمع بينها وبين سائر الروايات بما ذكرنا، من حملها على التجوّز والتغليب،

ص: 42

وغيرهما ممّا لا يأبى العرف وأهل اللسان صحّته.

فإن قلت: فما وجه تخريج هذه الأحاديث في الجامع الكافي مع ما فيها من العلل، ولزوم حمل ألفاظها على المجاز وترك ظواهرها؟

قلت أوّلاً: إنّ استعمال المجازات ليس خارجاً عن قانون المحاورة، وليس استعمال الألفاظ في معانيها المجازية أقلّ من استعمالها في معانيها الحقيقية لو لم يكن أكثر، ولا فرق في حجّية ظواهر الألفاظ بين الاستعمالات الحقيقية والمجازية، فكلّهما حجّة عند أهل اللسان.

وثانياً: إنّ مَهَرة فنّ الحديث العارفين بعلل الأحاديث، وما وقع فيها من التغيير والتصحيف إسناداً أو متناً لا يطرحون الحديث بمجرّد هذه العلل بعد وضوح مورد التصحيف والتغيير، فكثيراً ما نرى في كتب الخاصّة والعامّة أنّهم يصحّحون الأسانيد وأسماء رجالها وطبقاتها بغيرها، ويصحّحون ألفاظ الحديث أيضاً بألفاظ حديث آخر، ويحملون بعض الألفاظ على المجاز بقرينة غيرها من الروايات، ولا يشكّون في ذلك.

فبناءً على ما تقدّم نقول: إنّ الكليني(قدس سره)، الخرّيت في صناعة معرفة الحديث إنّما أدخل هذه الأخبار في باب ما جاء في الأئمّة الإثني عشر

ص: 43

والنصّ عليهم؛ لعلمه الأكيد بأنْ ليس لهذه الأخبار محامل اُخرى غير التنصيص على الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)، فلا يجوز رفع اليد عنها وتركها وطرحها، فإنّ ذلك لا يصدر إلّا من الجاهل الّذي لا يعرف أحوال الأحاديث، ولا يدري أنّ الأخبار يفسّر بعضها بعضاً، ويبيّن بعضها إجمال بعضها الآخر، وأنّ أسنادها تقوّي وتعتمد عليها بغيرها.

هذا ما وفّقنا الله تعالى إليه من الكتابة حول هذه الأحاديث الشريفة مع كمال الاستعجال، وكثرة المشاغل، وتشتّت البال، وقد ظهر بما لا مزيد عليه صحّة الاستناد والاعتماد عليها لإثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر(علیهم السلام)، الّذين هم سادتنا، وشفعاؤنا، وأوّلهمأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(علیه السلام)، وبعده ابنه الحسن(علیه السلام)، وبعده الحسين(علیه السلام)، وبعده ابنه عليّ بن الحسين(علیهما السلام)، وبعده ابنه محمد بن عليّ الباقر(علیهما السلام)، وبعده جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام)، وبعده موسى بن جعفر الكاظم(علیهما السلام)، وبعده عليّ بن موسى الرضا(علیهما السلام)، وبعده محمد بن عليّ الجواد(علیهما السلام)، وبعده عليّ بن محمد النقيّ(علیهما السلام)، وبعده الحسن بن عليّ العسكريّ الأمين(علیهما السلام)، وبعده ابنه مولانا وسيّدنا ناموس الدهر، ووليّ العصر الحجّة بن الحسن

ص: 44

المهديّ، عجّل الله تعالى فرجه، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين.

اللّهمّ اجعلنا من أنصاره وأعوانه ومقوّي سلطانه.

قد تمّ تأليف هذه الرسالة في اليوم السابع والعشرين من جمادى الثانية من شهور سنة 1391 ه.

قم المشرّفة

لطف الله الصافي الگلپايگاني

ص: 45

ص: 46

مصادر التحقیق

1. القرآن الکريم.

2. اختيار معرفة الرجال، الطوسي، محمد بن الحسن (م.460ق.)، قم، مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحياء التراث، 1404ق.

3. الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد، المفيد، محمد بن محمد (م. 413ق.)، بيروت، دار المفيد، 1414ق.

4. الاستبصار، الطوسي، محمد بن الحسن (م. 460ق.)، طهران، دار الکتب الاسلاميّة، 1390ق.

5. الاُصول الستّة عشر من الاُصول الأوّلية (کتاب أبي سعيد عباد العصفري)، قم، دار الحديث، 1423ق.

6. إکليل المنهج في تحقيق المطلب، الخراساني الکرباسي، محمد جعفر بن محمد طاهر (م. 1175ق.)، قم، دار الحديث، 1425ق.

7. إيضاح الاشتباه، العلّامة الحلّي، حسن بن يوسف (م. 726ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1411ق.

ص: 47

8. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار(علیهم السلام)، المجلسي، محمد باقر (م. 1111ق.)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403ق.

9.تاريخ بغداد، خطيب البغدادي، أحمد بن عليّ (م. 463ق.)، بيروت، دار الکتب العلمية، 1417ق.

10. تقريب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن عليّ(م. 852ق.)، بيروت، دار الکتب العلمية، 1415ق.

11.تهذيب الأحکام، الطوسي، محمد بن الحسن (م. 460ق.)، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1364ش.

12.تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن عليّ (م. 852ق.)، بيروت، دار الفکر، 1404ق.

13.جامع الرواة، الأردبيلي، محمد بن عليّ (م. 1101ق.)، قم، مکتبة المرعشي النجفي، 1403ق.

14.خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ميرزا حسين (م. 1320ق.)، بيروت، مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحياء التراث، 1417ق.

15.الخصال، الصدوق، محمد بن عليّ (م. 381ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1403ق.

ص: 48

16.خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، العلّامة الحلّي، حسن بن يوسف (م. 726ق.)، قم، مؤسّسة نشر الفقاهة، 1417ق.

17.رجال ابن داود، ابن داود الحلّي، حسن بن عليّ (م. 707ق.)، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1392ق.

18.رجال الطوسي، الطوسي، محمد بن الحسن (م. 460ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1415ق.

19.رجال النجاشي، النجاشي، أحمد بن عليّ (م. 450ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1416ق.

20. الرجال، ابن الغضائري، أحمد بن حسين (م. قرن5)، قم، دار الحديث، 1422ق.

21. الرسائل الرجالية، الکلباسي، محمد بن محمد إبراهيم (م. 1315ق.)، قم، دار الحديث، 1422ق.

22. سنن أبي داود، أبو داود السجستاني، سليمان بن أشعث (م. 275ق.)، بيروت، دار الفکر، 1410ق.

23.سنن الترمذي، الترمذي، محمد بن عيسی (م. 279ق.)،بيروت، دار الفکر، 1403ق.

ص: 49

24.سير أعلام النبلاء، الذهبي، محمد بن أحمد (م. 748ق.)، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1413ق.

25.صحيح البخاري، البخاري، محمد بن إسماعيل (م. 256ق.)، بيروت، دار الفکر، 1401ق.

26.صحيح مسلم، مسلم النيسابوري، مسلم بن الحجّاج (م. 261ق.)، بيروت، دار الفکر.

27.عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، الصدوق، محمد بن عليّ (م. 381ق.)، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1404ق.

28.الغيبة، الطوسي، محمد بن الحسن (م. 460ق.)، قم، مؤسّسة المعارف الإسلامية، 1411ق.

29.فرائد السمطين في فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطين(علیهم السلام)، الحموئي، إبراهيم بن محمد (م.730ق.).

30.الفهرست، الطوسي، محمد بن الحسن (م. 460ق.)، قم، مؤسّسة نشر الفقاهة، 1417ق.

31.قاموس الرجال، التستري، محمد تقي (م. 1320ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1419ق.

32.القاموس المحيط، الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب (م. 817ق.)،

ص: 50

بيروت، دار المعرفة، 1404ق.

33. الکافي، الکليني، محمد بن يعقوب (م. 329ق.)، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1363ش.

34. کفاية الأثر في النصّ علی الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)، الخزّاز القمّي، عليّ بن محمد (م. 400ق.)، قم، منشورات بيدار، 1401 ق.

35. کمال الدين وتمام النعمة، الصدوق، محمد بن عليّ (م. 381ق.)، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1405ق

36.مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول’، المجلسي، محمد باقر (م. 1111ق.)، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1404ق.

37.المستدرك علی الصحيحين، الحاکم النيسابوري، محمد بن عبد الله (م.405ق.)، بيروت، دار المعرفة.

38.مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، الشيباني (م. 241ق.)، بيروت، دار صادر.

39.معالم العلماء، ابن شهر آشوب، محمد بن عليّ (م. 588ق.)، قم.

40.معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة، الخوئي، السيّد أبو القاسم الموسوي (م. 1413ق.)، 1413ق.

ص: 51

41.مقتضب الأثر في النصّ علی الأئمّة الإثني عشر(علیهم السلام)، الجوهري، أحمد بن عبيد الله (م. 401ق.)، قم، مکتبة الطباطبائي.

42.مقدّمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن عليّ (م.852ق.)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408 ق.

43.مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، محمد بن عليّ (م. 588ق.)، النجف الأشرف، المکتبة الحيدرية، 1376ق.

44.منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر(علیه السلام)، الصافي الگلپايگاني، لطف الله، طهران، مکتبة الصدر.

45. ميزان الاعتدال في نقد الرجال، الذهبي، محمد بن أحمد (م. 748ق.)، بيروت، دار المعرفة.

46. نقد الرجال، الحسيني التفرشي، السيّد مصطفی (م. قرن 11)، قم، مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحياء التراث، 1418ق.

47النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، مبارك بن محمد(م. 606ق.) قم، منشورات إسماعيليان، 1364ش.

48.نهج البلاغة، الإمام عليّ بن أبي طالب(علیه السلام)، الشريف الرضي، تحقيق وشرح محمد عبده، بيروت، دار المعرفة، 1412ق.

ص: 52

49.ينابيع المودّة لذوي القربی، القندوزي، سليمان بن إبراهيم (م. 1294ق.)، دار الاُسوة، 1416ق.

ص: 53

ص: 54

الفهرس

المقدّمة. 5

أمّا الأحاديث.15

أمّا الكلام في أسنادها.23

متون الأحاديث.31

ما يصحّ أن يقال في توجيه هذه الأحاديث.39

مصادر التحقیق.47

ص: 55

ص: 56

آثار سماحة آية الله العظمى الصافي الگلپايگاني مدّ ظلّه الوارف

الصورة

ص: 57

الصورة

ص: 58

الصورة

ص: 59

الصورة

ص: 60

الصورة

ص: 61

الصورة

ص: 62

الصورة

ص: 63

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.