لماذا انا جعفری؟

اشارة

لماذا انا جعفری؟

پدیدآورندگان : عبدالحفیظ, سید محمد (مستبصر), - (نویسنده)

وضعیت نشر : بیروت - لبنان - مؤسسة الاعلمی للمطبوعات ، 1413 ق

کلید واژه اصلی : کتب عمومی شیعه شناسی , شیعه شناسی

کلید واژه فرعی : کلام امامیه , المذهب الجعفری , مذهب جعفری , مکتب جعفری , فقه جعفری , بیشتر

ص :1

اشارة

ص :2

لماذا انا جعفری؟

سید محمد عبدالحفیظ

ص :3

ص :4

المقدمة

كنت في ريب مما كنت أتعبد به و كنت أطلب الحقيقة و في إحدى المرات كنت في زيارة عمل إلى الإمارات العربية و ذهبت إلى أحد مساجدها و ذلك لكي أرى الحقيقة و عند ذهابي إلى هناك وجدت الناس في شك و ريب مني و لم أجد أحدا أتكلم معه فيما يجول بخاطري في ريب.

و في احدى المرات بالمصادفة و التوفيق الإلهي كنت في سيائل بولاية واشنطن على المحيط الهادي و ذهبت إلى المدرسة الإسلامية بهذه البلدة بقصد صلاة المغرب و التقيت بأحد الإخوان و كان يسمى أبو طالب و الحقيقة لقد شدني هذا الاسم بما له في قبيلتنا من اكرام و اعزاز و عرفني به مدير المدرسة فقال له:هذا محمد الجعفري من أولاد الإمام جعفر الصادق بجنوب مصر و رحبت به و رحب بي و ذكرت له فضل هذا الاسم عندنا و تقابلنا بعد ذلك فقلت له:يا أخي انني تائه في نفق مظلم و أبحث عن الحقيقة فجزاه اللّه خيرا دلني على رجل من أهل العلم و التقاء السيد الجلالي و هو من أهل البيت عليهم السّلام و لما خابرته بالهاتف من كاليفورنيا سألني عن نسبي فقلت انني من أولاد الإمام جعفر الصادق و قبيلتي تلقب بالجعفرية و نسكن في جنوب مصر ببلدة اسمها بنبان و جزء من العائلة بالسودان فذكر لي النسب الخاص بي فجاءتني رعشة ببكاء و حمدت اللّه

ص:5

على ذلك و ما كنت أتوقع كاتب في أمريكا و كتاب خاص بقبيلتي و بلدي.

و أخذت منه موعدا لكي آخذ الحقيقة من أهلها و في أول لقاء سألني لما ذا تعرف أنت بالجعفري؟هل أنت جعفري النسبة فقط أو جعفري نسبا و عقيدة و مذهبا؟لذلك أحاول في هذا الكتاب الإجابة على الأسئلة الثلاث المذكورة في ثلاثة فصول.

محمد السيد بن عبد الحفيظ الجعفري

1992/5/10 م

ص:6

[قول الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه الإمام

اشارة

مالك]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

بما إني قد تربيت بالفقه المالكي و وجدت إن مالك أخذ تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق يقول الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه الإمام مالك ما لفظه:

جعفر الصادق:

«و من الشيوخ الذين أخذ عنهم مالك و تأثر بهم في سلوكه الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين.و هو المعروف بجعفر الصادق.و كان رأس آل البيت في المدينة و توفي سنة 148 ه.

و ربما أحسّ الدارس هذه الأيام بشيء من الغرابة في أن يأخذ أحد أئمة أهل السنّة عن أحد أئمة الشيعة.و الحقيقة أن واقع حياة المسلمين على عهد مالك و جعفر لم تكن كواقعها في هذا العصر الذي توجد فيه فجوة واسعة بين الفريقين.

هذا من ناحية.و من الناحية الأخرى كانت شخصية الإمام جعفر من ناحية العلم و الفضل و التقوى و التسامح لمما يدعو كل مسلم مهما كان مذهبه إلى احترامه و إجلاله.و هل من مسلم إلاّ و يحب أبناء آل البيت.فما بالنا إذا كان هذا الابن غزير العلم.وافر الحكمة.كامل الأدب.زاهدا ورعا.بعيدا عن الغلو.بريئا من التطرف.لا يحب الإعتزال.هكذا كان الإمام جعفر (1).

لذلك فتشت عن آراء و مذهب الأستاذ الذي هو الأصل و ليس الفرع و وجدت من الأفضل اتباع من يتلقى عن أبيه عن جده رسول اللّه و هو الإمام جعفر الصادق الذي قد اعترف بفضل الإمام العدو قبل الصديق جاء في

ص:7


1- 1) الموطا:ص 198 ط جدة 1405 ه-1985 م.

كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر المتوفى عام 974 ه و المولود 899 ه في ص 201 عن الإمام الصادق ما لفظه(و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان و روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانة أبو حنيفة و شعبة و أيوب السجستاني»انتهى.

تعجبت من الإمام مالك كيف ينقل عن الإمام جعفر الصادق خمسة أحاديث فقط في الذي يشهد فيه الداني و الناصر على ان علوم و فقه الإمام جعفر الصادق ملأ جميع أرجاء المعمورة و كيف مالك يتعلم الفقه و العلوم الدينية على يد الإمام جعفر الصادق و لم ينقل عنه في كتابه الموطأ إلاّ خمسة أحاديث فقط و هي:

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين

خمسة أحاديث

142-مالك عن جعفر بن محمّد بن عليّ عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه أنّه قال:رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رمل من الحجر الأسود حتّى انتهى إليه ثلاثة أطواف.

143-و به أنّه قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين خرج من المسجد و هو يريد الصّفا و هو يقول:نبدأ بما بدأ اللّه به.

144-و به:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا وقف على الصّفا يكبّر ثلاثا و يقول:لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير.يصنع ذلك ثلاث مرّات و يدعو و يصنع على المروة مثل ذلك.

145-و به:أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نحر بعض هديه بيده و نحر غيره بعضه.

146-و به:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا نزل من الصّفا مشى حتّى إذا

ص:8

انصبّت قدماه في بطن الوادي سعى حتّى يخرج منه (1).

و السبب في ذلك قد يتضح من ان الإمام مالك كتب كتابه بطلب من الخليفة العباسي و الكل يعلم بغض العباسيين لآل البيت و أمر الخليفة العباسي مالك بتأليف كتابه الموطأ نكاية بالإمام جعفر.

يقول الدكتور مصطفى الشكعة ما لفظه:

«و أما مناسبة تأليف الكتاب فقد كانت نتيجة غير مباشرة للمحنة التي تعرض لها الإمام مالك حين ضربه والي المدينة العباسي بالسياط،على ما مر بنا قبل قليل،ثم رأى الملك العباسي المنصور أن يسترضيه،و تم التراضي على أن يلتقي الإمام و المنصور في منى في موسم الحج،و تم اللقاء بينهما و كرم المنصور مالكا و جرى بينهما حديث طويل في شؤون شتى اتسم بالمجاملة و لم يخل من حوار في الفقه أو الحديث أو العلم، و لم يلبث الملك العباسي أن قال لمالك:يا أبا عبد اللّه،ضع هذا العلم و دوّنه،و دوّن منه كتبا،و تجنب فيه شدائد عبد اللّه بن مسعود،و اقصد إلى أوسط الأمور،و ما اجتمع عليه الأئمة و الصحابة رضي اللّه عنهم لنحمل الناس إن شاء اللّه على علمك و كتبك،و نبثها في الأمصار،و نعهد إليهم ألا يخالفوها،و لا يقضوا بسواها فقال مالك:أصلح اللّه الأمير،إن أهل العراق لا يرضون علمنا،و لا يرون في علمهم رأينا،و في رواية أخرى قال المنصور لمالك:اجعل العلم يا أبا عبد اللّه علما واحدا،فقال له مالك:

إن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تفرقوا في البلاد فأفتى كل في مصره بما رأى، و إن لأهل البلد-يعني مكة فقد كان اللقاء في منى-قولا،و لأهل المدينة قولا،و لأهل العراق قولا تعدوا فيه طورهم،فقال المنصور:أما أهل العراق فلا أقبل منهم صرفا و لا عدلا،و إنما العلم عند أهل المدينة، فضع للناس العلم» 1.

ص:9


1- 1) ترتيب المدارك:ص 30-33.كما في الإمام مالك تأليف الدكتور مصطفى الشكعة:ص 123.

ما ذكره الدكتور الشكعة واضح بان الإمام مالك لم يكتب الكتاب إلاّ لرغبة العباسيين و ان الملك العباسي فرض رأيه بهذا الكتاب على المجتمع الإسلامي فرضا لم ينزل اللّه به من سلطان و واضح هذا في مقدمة الملك العباسي المذكور(نحمل الناس على علمك و كتبك و نبثها في الأمصار بالرغم من علمها بعلوم الإمام جعفر الصادق و أهل البيت و ما ذلك إلاّ نكاية بآل البيت لذلك نجد مالك يتعاطف مع العباسيين في عقيدته و فقهه.

و وجدت في الكتاب المؤلف عن مالك بأنه كان يحب الغناء و يحب اللهو ما لفظه:

مالك و الغناء و المزاح:

«أما عن مالك و الغناء فذلك خبر صحيح قديم،قديم قدم طفولة مالك،فقد استهواه فن الغناء و هو صغير،و أراد أن يتعلمه،و ينتظم في سلك المغنين في الحجاز و في المدينة على وجه التحديد التي كان للغناء فيها سوق نافقة لو لا أن أم مالك كانت من الفضل و حسن التوجيه بحيث استطاعت أن تثنيه عن ذلك،و أن توجهه إلى تعلم الفقه على ما مر بنا تفصيلا في صدر هذه الدراسة.

فما هو حديث الغناء إذن؟و لما ذا نعود لإثارته بل و تحديد عنوان للحديث عنه؟

إن أبا الفرج الأصبهاني يذكر في«الأغاني»هذا الخبر الذي يقول:

«أخبرني محمد بن عمرو العباسي القرشي،قال:حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان و لم أسمعه أنا من محمد بن خلف،قال:حدثني إسحاق بن محمد بن أبان الكوفي،قال:حدثني حسين بن دحمان الأشقر قال:كنت بالمدينة فخلا لي الطريق وسط النهار فجعلت أتغنى:

ما بال أهلك يا رباب خزرا كأنهم غضاب

قال:فإذا خوخة قد فتحت،و إذا وجه قد بدا تتبعه لحية حمراء

ص:10

فقال:يا فاسق أسأت التأدية،و منعت القائلة،و أذعت الفاحشة،ثم اندفع يغنيه فظننت أن طويسا قد نشر يغنيه،فقلت له:أصلحك اللّه،من أين لك هذا الغناء؟فقال:نشأت و أنا غلام حدث أتبع المغنين و آخذ عنهم،فقالت لي أمي:يا بني إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه،فدع الغناء و اطلب الفقه،فإنه لا يضر معه قبح الوجه،فتركت المغنين و اتبعت الفقهاء،فبلغ اللّه بي عزّ و جلّ ما ترى،فقلت له:أعد جعلت فداك.قال:لا و لا كرامة،أ تريد أن تقول أخذته عن مالك بن أنس،و إذا هو مالك بن أنس و لا اعلم» (1) دي ساسي.كما نقله الدكتور الشكعة في ص 59.


1- 1) الأغاني:39/4.40

7-فلست بغال ما حييت و راجع إلى ما عليه كنت أخفي و أضمر (1)

8-و لا قائل حي برضوى محمد و ان عاب جهّال مقالي فاكثروا (2)

9-و لكنه مما مضى لسبيله على أفضل الحالات يقفي و يخبر (3)على أحسن الحالات يقفي و يؤثر).

عبد اللّه بن جندب:

«عده الشيخ(تارة)في أصحاب الصادق عليه السّلام(54)قائلا:

عبد اللّه بن جندب البجلي عربي،و كان أعور.

و(أخرى)في أصحاب الكاظم عليه السّلام(20)قائلا:عبد اللّه بن جندب البجلي،عربي كوفي ثقة.

و(ثالثة)في أصحاب الرضا عليه السّلام(2)قائلا:عبد اللّه بن جندب، كوفي ثقة.

ص:12


1- 1) في أعيان الشيعة: (فلست بعاد ما حييت و راجعا إلى ما عليه كنت أخفي و أضمر)
2- 2) في أعيان الشيعة: (و لا قائلا قولا بكيسان بعدها و ان عاب جهال معابا و اكثروا)
3- 3) في أعيان الشيعة:(

و تقدم عن النجاشي و الشيخ في ترجمة صفوان بن يحيى معاقدته مع صفوان و علي بن النعمان في بيت اللّه الحرام أنه من مات منهم صلى من بقي صلاته و صام عنه صيامه و زكى عنه زكاته.

و قال الشيخ في كتاب الغيبة في فصل ذكر طرف في أخبار السفراء في قسم المحمودين:و منهم عبد اللّه بن جندب البجلي و كان وكيلا لأبي إبراهيم و أبي الحسن الرضا عليهما السّلام و كان عابدا رفيع المنزلة لديهما على ما روي في الأخبار.

و عده البرقي في أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهما السّلام.

و قال الكشي 480:عبد اللّه بن جندب.

حدثني محمد بن قولويه قال:حدثنا سعد بن عبد اللّه عن بعض أصحابنا قال:قال عبد اللّه بن جندب لأبي الحسن عليه السّلام:أ لست عني راضيا؟قال:إي و اللّه و رسول اللّه و اللّه عنك راض.

قال:و نظر أبو الحسن عليه السّلام يوما إليه و هو مول فقال:هذا يقاس محمد بن سعيد بن(يزيد)مزيد،أبو الحسن و محمد بن أحمد بن حماد المروزي قال روى أبي رحمه اللّه عن يونس بن عبد الرحمان،قال:

رأيت عبد اللّه بن جندب و قد أفاض من عرفات و كان عبد اللّه أحد المجتهدين قال يونس:فقلت له قد رأى اللّه اجتهادك منذ اليوم فقال لي عبد اللّه:و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد وقفت موقفي هذا و أفضت ما سمعني اللّه دعوت لنفسي بحرف واحد لأني سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول:الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب،ينادي من أعنان السماء لك بكل واحدة مائة ألف فكرهت أن أدع مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا» (1)انتهى.

ص:13


1- معجم رجال الحديث تأليف السيد الخوئي:ص 155.ج 10.

و أنقل وصية الإمام الصادق بطولها لما تحتوي من نصائح شاملة لأمور الدين و الدنيا و الآخرة و إليك لفظها:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

وصيته(علیه السلام)لعبد اللّه بن جندب:

روي أنه عليه السّلام قال:يا عبد اللّه لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلاّ أولياءنا و لقد حلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا.ثم قال:آه آه على قلوب حشيت نورا و انما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم و العدو الأعجم،أنسوا باللّه و استوحشوا مما به،استأنس المترفون؛أولئك أوليائي حقا و بهم تكشف كل فتنة و ترفع كل بلية.

يا ابن جندب:حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم و ليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه؛فإن رأى حسنة استزاد منها.

و ان رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا و زهرتها طوبى لعبد طلب الآخرة و سعى لها،طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة،ثم قال عليه السّلام:رحم اللّه قوما كانوا سراجا و منارا؛كانوا دعاة إلينا بأعمالهم و مجهود طاقتهم،ليس كمن يذيع أسرارنا.

يا ابن جندب:انما المؤمنون الذين يخافون اللّه و يشفقون أن يصلبوا

ص:14

ما أعطوا من الهدى؛فإذا ذكروا اللّه و نعماءه و جلوا و أشفقوا،و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته.و على ربهم يتوكلون.

يا ابن جندب:قديما عمر الجهل و قوى أساسه و ذلك لاتخاذهم دين اللّه لعبا حتى لقد كان المتقرب منهم إلى اللّه بعلمه يريد سواه أولئك هم الظالمون.

يا ابن جندب:لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة و لأظلهم الغمام و لأشرقوا نهارا و لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم و لما سألوا اللّه شيئا إلاّ أعطاهم.

يا ابن جندب:لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلاّ خيرا.

و استكينوا إلى اللّه في توفيقهم و سلوا التوبة لهم.فكل من قصدنا و توالانا و لم يوال عدونا و قال ما يعلم و سكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.

يا ابن جندب:يهلك المتكل على عمله.و لا ينجو المجترىء على الذنوب،الواثق برحمة اللّه،قلت:فمن ينجو؟قال:الذين هم بين الرجاء و الخوف،كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب و خوفا من العذاب.

يا ابن جندب:من سره أن يزوجه اللّه الحور العين و يتوجه بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور.

يا ابن جندب:أقل النوم بالليل و الكلام بالنهار،فما في الجسد شيء أقل شكرا من العين و اللسان،فإن أم سليمان قالت لسليمان عليه السّلام:

يا بني إياك و النوم،فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.

يا ابن جندب:ان للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه و مصائده.قلت:يا ابن رسول اللّه و ما هي؟قال:أما مصائده فصد عن بر الإخوان.و أما شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها اللّه،أما انه

ص:15

ما يعبد اللّه بمثل نقل الاقدام إلى بر الإخوان و زيارتهم.ويل للساهين عن الصلوات،النائمين في الخلوات،المستهزئين باللّه و آياته في الفترات أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.

يا ابن جندب:من أصبح مهموما لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل و رغب من ربه في الربح الحقير و من غش أخاه و حقره و ناواه جعل اللّه النار مأواه.و من حسد مؤمنا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

يا ابن جندب:الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا و المروة،و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه يوم بدر و أحد،و ما عذب اللّه أمة إلاّ عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم.

يا ابن جندب:بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم:لا تذهبن بكم المذاهب فو اللّه لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع و الإجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في اللّه.و ليس من شيعتنا من يظلم الناس.

يا ابن جندب:انما شيعتنا يعرفون بخصال شتى:بالسخاء و البذل للإخوان و بأن يصلوا الخمسين ليلا و نهارا.شيعتنا لا يهرون هرير الكلب و لا يطمعون طمع الغراب و لا يجاورون لنا عدوا و لا يسألون لنا مبغضا و لو ماتوا جوعا.شيعتنا لا يأكلون الجري و لا يمسحون على الخفين و يحافظون على الزوال و لا يشربون مسكرا.قلت:جعلت فداك فأين أطلبهم؟قال عليه السّلام:على رؤوس الجبال و أطراف المدن.و إذا دخلت مدينة فسل عمن لا يجاورهم و لا يجاورونه فذلك مؤمن كما قال اللّه: وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى و اللّه لقد كان حبيب النجار وحده.

يا ابن جندب:كل الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك.و كل البر مقبول إلاّ ما كان رياء.

يا ابن جندب:أحبب في اللّه و استمسك بالعروة الوثقى و اعتصم

ص:16

بالهدى يقبل عملك فإن اللّه يقول: لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى فلا يقبل إلاّ الإيمان،و لا ايمان إلاّ بعمل،و لا عمل إلاّ بيقين، و لا يقين إلاّ بالخشوع و ملاكها كلها الهدى،فمن اهتدى يقبل عمله و صعد إلى الملكوت متقبلا وَ اللّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

يا ابن جندب:إن أحببت أن تجاور الجليل في داره و تسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا و اجعل الموت نصب عينك،و لا تدخر شيئا لغد،و اعلم أن لك ما قدمت و عليك ما أخرت.

يا ابن جندب:من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره.و من أطاع هواه فقد أطاع عدوه،من يثق باللّه يكفه ما أهمه من أمر دنياه و آخرته و يحفظ له ما غاب عنه،و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا.و لكل عسر يسرا صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فإنما يقبض عاريته و يأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك و شكرك.و ارج اللّه رجاء لا يجريك على معصيته و خفه خوفا لا يؤيسك من رحمته.و لا تغتر بقول الجاهل و لا بمدحه فتكبر و تجبر و تعجب بعملك،فإن أفضل العمل العبادة و التواضع.فلا تضيع مالك و تصلح مال غيرك ما خلفته وراء ظهرك.و اقنع بما قسمه اللّه لك.و لا تنظر إلاّ إلى ما عندك،و لا تتمنّ ما لست تناله فإن من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع،و خذ حظك من آخرتك،و لا تكن بطرا في الغنى،و لا جزعا في الفقر.و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهنا يحقرك من عرفك.و لا تشار من فوقك،و لا تسخر بمن هو دونك.و لا تنازع الأمر أهله؛و لا تطع السفهاء؛و لا تكن مهينا تحت كل أحد؛و لا تتكلن على كفاية أحد.وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم،و اجعل قلبك قريبا تشاركه، و اجعل عملك والدا تتبعه.و اجعل نفسك عدوا يجاهده و عارية تردها فإنك قد جعلت طبيب نفسك و عرفت آية الصحة و بيّن لك الداء و دللت على الدواء.فانظر قيامك على نفسك،و ان كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المنن و الذكر لها و لكن اتبعها بأفضل منها،فان ذلك أجمل

ص:17

بك في أخلاقك و أوجب للثواب في آخرتك؛و عليك بالصمت تعد حليما -جاهلا كنت أو عالما-فان الصمت زين لك عند العلماء و ستر لك عند الجهال.

يا ابن جندب:ان عيسى بن مريم عليه السّلام قال لأصحابه:أ رأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أ كان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف منها؟قالوا:بل نرد عليها،قال:كلا؛بل تكشفون عنها كلها-فعرفوا أنه مثل ضربه لهم-فقيل:يا روح اللّه و كيف ذلك؟قال:(الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها).بحق أقول لكم انكم لا تصيبون ما تريدون إلاّ بترك ما تشتهون.و لا تنالون ما تأملون إلاّ بالصبر على ما تكرهون إياكم و النظرة،فإنها تزرع في القلب الشهوة و كفى بها لصاحبها فتنة طوبى لمن جعل بصره في قلبه و لم يجعل بصره في عينه.لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبيد،انما الناس رجلان مبتلى و معافى فارحموا المبتلى و احمدوا اللّه على العافية.

يا ابن جندب:صل من قطعك.و اعط من حرمك.و أحسن إلى من أساء إليك.و سلم على من سبك،و أنصف من خاصمك،و اعف عمن ظلمك،كما أنك تحب أن يعفى عنك.فاعتبر بعفو اللّه عنك،ألا ترى أن شمسه أشرقت على الأبرار و الفجار.و أن مطره ينزل على الصالحين و الخاطئين.

يا ابن جندب:لا تتصدق على أعين الناس ليزكوك،فإنك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك و لكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك،فإن الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية على رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك ان لا يطلع الناس على صدقتك و اخفض الصوت، إن ربك الذي يعلم ما تسرون و ما تعلنون.قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه،و إذا صمت فلا تغتب أحدا.و لا تلبسوا صيامكم بظلم.و لا تكن

ص:18

كالذي يصوم رياء الناس،مغبرة وجوههم.شعثة رؤوسهم،يابسة أفواههم لكي يعلم الناس أنهم صيام.

يا ابن جندب:الخير كله أمامك،و إن الشر كله أمامك،و لن ترى الخير و الشر إلاّ بعد الآخرة،لأن اللّه جلّ و عزّ جعل الخير كله في الجنة و الشر كله في النار،لأنهما الباقيان.و الواجب على من وهب اللّه له الهدى و أكرمه بالإيمان و ألهمه رشده و ركب فيه عقلا يتعرف به نعمه و آتاه علما و حكما يدبر به أمر دينه و دنياه أن يوجب على نفسه أن يشكر اللّه و لا يكفره و أن يذكر اللّه و لا ينساه و أن يطيع اللّه و لا يعصيه،للقديم الذي تفرد له بحسن النظر،و للحديث الذي أنعم عليه بعد إذ أنشأه مخلوقا، و للجزيل الذي وعده،و الفضل الذي لم يكلفه من طاعته فوق طاقته و ما يعجز عن القيام به و ضمن له العون على تيسير ما حمله من ذلك و ندبه إلى الإستعانة على قليل ما كلفه و هو معرض عما أمره و عاجز عنه قد لبس ثوب الإستهانة فيما بينه و بين ربه،متقلدا لهواه،ماضيا في شهواته،مؤثرا لدنياه على آخرته و هو في ذلك يتمنى جنان الفردوس و ما ينبغي لأحد أن يطمع أن ينزل بعمل الفجار منازل الأبرار،أما انه لو وقعت الواقعة و قامت القيامة و جاءت الطامة و نصب الجبار الموازين لفصل القضاء و برز الخلائق ليوم الحساب أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة و الكرامة.و بمن تحل الحسرة و الندامة،فاعمل اليوم في الدنيا بما ترجو به الفوز في الآخرة.

يا ابن جندب:قال اللّه جلّ و عزّ في بعض ما أوحى:(إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي و يكف نفسه عن الشهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعظم على خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس،أجعل له في الظلمة نورا و في الجهالة حلما أكلأه بعزتي و استحفظه ملائكتي،يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه،فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها و لا تتغير عن حالها).

يا ابن جندب:الإسلام عريان فلباسه الحياء و زينته الوقار و مروته

ص:19

العمل الصالح و عماده الورع،و لكل شيء أساس و أساس الإسلام حبنا أهل البيت.

يا ابن جندب:ان للّه تبارك و تعالى سورا من نور.محفوفا بالزبرجد و الحرير منجدا بالسندس و الديباج؛يضرب هذا السور بين أوليائنا و بين أعدائنا فإذا غلى الدماغ و بلغت القلوب الحناجر و نضجت الأكباد من طول الموقف أدخل في هذا السور أولياء اللّه،فكانوا في أمن اللّه و حرزه،لهم فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين.و أعداء اللّه قد ألجمهم العرق و قطعهم الفرق و هم ينظرون إلى ما أعد اللّه لهم،فيقولون: ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ فينظر إليهم أولياء اللّه فيضحكون منهم،فذلك قوله عزّ و جلّ: أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ. و قوله:

فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ فلا يبقى أحد ممن أعان مؤمنا من أوليائنا بكلمة إلاّ أدخله اللّه الجنة بغير حساب» (1).

و ان تنكّر العباسيين للإمام جعفر الصادق و فقهه و حديثه.لم يكن بأول مرة في تاريخ الإسلام بل ان أهل البيت كانوا مظلومين من أول يوم بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما يرويه ابن قتيبة في كتابه الإمامة و السياسة بما لفظه:

إباية علي كرم اللّه وجهه بيعة أبي بكر رضي اللّه عنهما:

«ثم إن عليا كرّم اللّه وجهه أتي به إلى أبي بكر و هو يقول:أنا عبد اللّه و أخو رسوله،فقيل له:بايع أبا بكر،فقال:أنا أحقّ بهذا الأمر منكم،لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لي،أخذتم هذا الأمر من الأنصار، و احتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و تأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ أ لستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم.

ص:20


1- تحف العقول لابن شعبة:ص 227.

فأعطوكم المقادة،و سلموا إليكم الإمارة،و أنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول اللّه حيا و ميتا فأنصفونا (1)إن كنتم تؤمنون و إلاّ فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.فقال له عمر:إنك لست متروكا حتى تبايع،فقال له عليّ:احلب حلبا لك شطره،و اشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا.ثم قال:و اللّه يا عمر لا أقبل قولك و لا أبايعه.

فقال له أبو بكر:فإن لم تبايع فلا أكرهك،فقال أبو عبيدة بن الجراح لعليّ كرّم اللّه وجهه:يا بن عمّ إنك حديث السنّ و هؤلاء مشيخة قومك، ليس لك مثل تجربتهم،و معرفتهم بالأمور،و لا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك،و أشد احتمالا و اضطلاعا به،فسلم لأبي بكر هذا الأمر، فإنك إن تعش و يطل (2)بك بقاء،فأنت لهذا الأمر خليق و به حقيق،في فضلك (3)و دينك،و علمك و فهمك،و سابقتك و نسبك و صهرك.فقال عليّ كرّم اللّه وجهه:اللّه اللّه يا معشر المهاجرين،لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره و قعر بيته،إلى دوركم و قعور بيوتكم،و لا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس و حقه،فو اللّه يا معشر المهاجرين،لنحن أحق الناس به.لأنا أهل البيت،و نحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارىء لكتاب اللّه،الفقيه في دين اللّه،العالم بسنن رسول اللّه، المضطلع بأمر الرعية،المدافع عنهم الأمور السيئة،القاسم بينهم بالسوية،و اللّه إنه لفينا،فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل اللّه،فتزدادوا من الحق بعدا.فقال بشير بن سعد الأنصاري:لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر،ما اختلف عليك اثنان.قال:

و خرج عليّ كرّم اللّه وجهه يحمل فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة،فكانوا يقولون:يا بنت رسول اللّه،

ص:21


1- العبارة في شرح النهج:فأنصفونا إن كنتم تخافون اللّه من أنفسكم،و اعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم،و إلاّ فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.
2- في شرح النهج:و يطل عمرك.
3- 3) العبارة في شرح النهج:في فضلك و قرابتك و سابقتك و جهادك.

قد مضت بيعتنا لهذا الرجل،و لو أن زوجك و ابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به،فيقول عليّ كرّم اللّه وجهه:أ فكنت أدع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بيته لم أدفنه،و أخرج أنازع الناس سلطانه؟فقالت فاطمة:ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له،و لقد صنعوا ما اللّه حسيبهم و طالبهم.

كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه

قال:و إن أبا بكر رضي اللّه عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم اللّه وجهه،فبعث إليهم عمر (1)،فجاء فناداهم و هم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب و قال:و الذي نفس عمر بيده،لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها،فقيل له:يا أبا حفص،إن فيها فاطمة؟فقال:

و إن،فخرجوا فبايعوا إلاّ عليا فإنه زعم أنه قال:حلفت أن لا أخرج و لا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن،فوقفت فاطمة رضي اللّه عنها على بابها،فقالت:لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم،تركتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جنازة بين أيدينا،و قطعتم أمركم بينكم،لم تستأمرونا،و لم تردوا لنا حقا.فأتى عمر أبا بكر،فقال له:ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟فقال أبو بكر لقنفذ و هو مولى له:اذهب فادع لي عليا،قال:

فذهب إلى علي فقال له:ما حاجتك؟فقال:يدعوك خليفة رسول اللّه، فقال علي:لسريع ما كذبتم على رسول اللّه.فرجع فأبلغ الرسالة،قال:

فبكى أبو بكر طويلا.فقال عمر الثانية:لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة،فقال أبو بكر رضي اللّه عنه لقنفذ:عد إليه،فقل له:خليفة رسول اللّه (2)يدعوك لتبايع،فجاءه قنفذ،فأدى ما أمر به،فرفع علي صوته فقال:سبحان اللّه؟لقد ادعى ما ليس له،فرجع قنفذ،فأبلغ الرسالة،فبكى أبو بكر طويلا،ثم قام عمر،فمشى معه جماعة،حتى

ص:22


1- 1) في رواية أن عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار و نفر قليل من المهاجرين.
2- 2) في نسخة:أمير المؤمنين.

أتوا باب فاطمة،فدقوا الباب،فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها:يا أبت يا رسول اللّه،ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة،فلما سمع القوم صوتها و بكاءها،انصرفوا باكين،و كادت قلوبهم تنصدع،و أكبادهم تنفطر،و بقي عمر و معه قوم،فأخرجوا عليا،فمضوا به إلى أبي بكر،فقالوا له:بايع،فقال:إن أنا لم أفعل فمه؟قالوا:

إذا و اللّه الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك،فقال:إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسوله،قال عمر:أما عبد اللّه فنعم،و أما أخو رسوله فلا،و أبو بكر ساكت لا يتكلم،فقال له عمر:ألا تأمر فيه بأمرك؟فقال:لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه،فلحق علي بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصيح و يبكي،و ينادي:يا بن أم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني.فقال عمر لأبي بكر رضي اللّه عنهما:انطلق بنا إلى فاطمة،فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا،فاستأذنا على فاطمة،فلم تأذن لهما،فأتيا عليا فكلماه، فأدخلهما عليها،فلما قعدا عندها،حولت وجهها إلى الحائط،فسلما عليها،فلم ترد عليهما السّلام،فتكلم أبو بكر فقال:يا حبيبة رسول اللّه! و اللّه إن قرابة رسول اللّه أحب إلي من قرابتي،و إنك لأحب إلي من عائشة ابنتي،و لوددت يوم مات أبوك أني مت،و لا أبقى بعده،أ فتراني أعرفك و أعرف فضلك و شرفك و أمنعك حقك و ميراثك من رسول اللّه،إلاّ أني سمعت أباك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا نورث،ما تركنا فهو صدقة»، فقالت:أ رأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تعرفانه و تفعلان به؟ قالا:نعم.فقالت:نشدتكما اللّه أ لم تسمعا رسول اللّه يقول:رضا فاطمة من رضاي،و سخط فاطمة من سخطي،فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني،و من أرضى فاطمة فقد أرضاني،و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟»قالا:نعم سمعناه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛قالت:فإني أشهد اللّه و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني،و لئن لقيت النبي لأشكونكما إليه،فقال أبو بكر:أنا عائذ باللّه تعالى من سخطه و سخطك يا فاطمة؛ ثم انتحب أبو بكر يبكي،حتى كادت نفسه أن تزهق،و هي تقول:و اللّه

ص:23

لأدعون اللّه عليك في كل صلاة أصليها،ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس،فقال لهم:يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته،مسرورا بأهله، و تركتموني و ما أنا فيه،لا حاجة لي في بيعتكم،أقيلوني بيعتي» (1).

عجبا كيف تكون الشورى هكذا و بهذه الصورة أ هذه شورى الإسلام التي أمر بها اللّه سبحانه و تعالى وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أ تكون الشورى بتهديد قطع الرقاب بالسيوف إذ لم يبايعوا الناس.

ص:24


1- الإمامة و السياسة لابن قتيبة:ص 28.

الفصل الاول

اشارة

العقيدة الجعفرية

العقيدة في مذهب الإمام جعفر الصادق تتكون من خمسة أصول:

ثلاث منها تعتبر من أصول الإسلام هي:

1-التوحيد.2-النبوة.3-البعث و المعاد يوم القيامة و من أنكر واحدة من هذه الأصول الثلاثة يعتبر كافرا.

و اثنان آخران هما:1-العدل.2-الإمامة و هما خاصان بالمذهب الجعفري و من ينكر واحدة من العدل أو الإمامة لا يعتبر كافرا بل حاله كحال المسلمين عامة له ما لهم و عليه ما عليهم لكن لا يعتبر جعفري العقيدة حتى يؤمن بالعدل و الإمامة.

و قد كتب علماء المذهب الجعفري كتبا كثيرة عدد طائفة منها السيد حسن الصدر في كتابه تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام من ص 350-402 و أتى ذكر ما رأيته من الكتب في العقيدة الجعفرية.

-و أقدم كتاب في عقائد الجعفرية هو كتاب سليم بن قيس الكوفي الهلالي العامري صاحب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام المتوفى سنة 90 ه طبع مؤسسة الأعلمي للمطبوعات في بيروت.

ص:25

و يذكر الإمام الصادق في حق كتاب سليم بن قيس الكوفي الآتي:

«من لم يكن عنده من شيعتنا و محبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء و هو سر من أسرار آل محمد.

2-تلخيص الشافي: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي المتوفى 460.تقديم السيد حسين بحر العلوم طبعة النجف الأشرف 1383 ه-1963 م.

3-توحيد المفضل: أملاه الإمام جعفر الصادق على المفضل بن عمر الجعفي طبع في لبنان سنة 1403 ه سنة 1983 م.

و طبع في دار السعادة ص 1329 ه في تركيا و قد شرحه العالم محمد الخليلي في أربع مجلدات باسم(من أمالي الإمام الصادق)طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات في بيروت سنة 1404 ه.

4-كتاب الصراط: تأليف المفضل بن عمر الجعفي مخطوطة بخط يوسف بن غريب المغربي بتاريخ سنة 1206 ه،مكتبة السيد الجلالي من ذرية و علماء أهل البيت.

5-الياقوت: للنوبختي أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق النوبختي المتوفى حوالي سنة 200 ه شرحه العلاّمة الحلي باسم أنوار الملكوت في شرح الياقوت طبع طهران سنة 1338.

6-الايضاح: للفضل بن شاذان النيشابوري المتوفى سنة 260 ه طبعة طهران سنة 1351(و له)اثبات الرجعة للفضل بن شاذان نسخة مصورة-قم 260 في مكتبة السيد الجلالي.

7-كتاب التوحيد: للصدوق المتوفى سنة 381 ه طبعة الحيدرية النجف سنة 1386 ه سنة 1966 م للشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 ه.

8-النكت الإعتقادية: تصنيف الشيخ المفيد محمد بن محمد بن

ص:26

النعمان البغدادي المتوفى سنة 413 ه طبع في المدرسة الحرة بالمراسلة شيكاغو(و له)أوائل المقالات للشيخ المفيد.

9-التفضيل: لأبي الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى سنة 449 ه طهران سنة 1370 ه.

10-تنزيه الأنبياء: لأبي القاسم علي بن الحسين الشريف المرتضى المطبعة الحيدرية النجف الأشرف سنة 1394 ه سنة 1974 م.

11-الإقتصاد فيما يتعلق بالإعتقاد: للشيخ محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه طبعة دار الأضواء بيروت عام سنة 1406 ه سنة 1986 م.

12-الإحتجاج: لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي مؤسسة الأعلمي للمطبوعات-بيروت سنة 1410 ه-1989 م.

14-ايمان أبي طالب: المعروف بالحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب تأليف الإمام شمس الدين بن علي فخار بن معن الموسوي المتوفى سنة 630 ه مطبعة الأداب النجف الأشرف سنة 1385 سنة 1965 تحقيق السيد محمد بحر العلوم.

15-سناء المقالة العلوية في نقل الرسالة العثمانية: تأليف أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى سنة 673 ه نسخة مصورة في مكتبة السيد جلالي سنة 665 ه عن نسخة أصلية بمكتبة الأوقاف ببغداد.

16-تجريد الإعتقاد: تأليف نصير الدين الطوسسي المتوفى سنة 672 ه تحقيق محمد جواد الحسيني الجلالي سنة 1407 ه.

17-قواعد المرام في علم الكلام: تأليف كمال الدين ميثم البحراني المتوفى سنة 699 ه مطبعة مهر قم سنة 1398 ه.

18-كشف الفوائد: للعلاّمة الحسن بن يوسف الحلي في شرح قواعد العقائد طبعة حجرية سنة 1313 ه.

ص:27

19-الألفين في إمامة أمير المؤمنين: تأليف العلاّمة الحلي المتوفى سنة 726 ه قدم له حسين الأعلمي طبعة بيروت سنة 1402 ه سنة 1982 م.

20-كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد: تأليف العلاّمة الحلي مطبعة العرفان صيدا سنة 1353 ه.

و كتب العقيدة على مذهب الإمام جعفر الصادق المطبوعة حديثا كثيرة جدا و أهم ما قرأت منها كتاب المراجعات للشيخ العلامة عبد الحسين شرف الدين الموسوي و كان هذا الكتاب مناظرة بينه و بين شيخ الأزهر سليم البشري.

و قرأت كذلك كتاب أصل الشيعة و أصولها للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء و قرأت عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر و قرأت كتاب لما ذا اخترت مذهب أهل البيت للشيخ الأنطاكي و قرأت كتاب ثم اهتديت للدكتور التيجاني السماوي و كتاب لأكونن مع الصادقين أيضا للتيجاني السماوي و غيرها.

و قرأت الإعتقادات في نصوص الدراسة للشيخ الصدوق و قرأت فكرة عن الشيعة للشيخ السيد جلالي و قرأت شرح الأربعين النبوية للشيخ السيد محمد حسين الجلالي و في هذا الفصل سوف أشير إلى أهم العقائد في مذهب الإمام جعفر الصادق اعتمادا و تلخيصا من الكتب الثلاثة الأخيرة و خاصة الإعتقادات تأليف الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه التي تعتبر من أقدم المصادر في العقيدة على مذهب الإمام جعفر الصادق.

و لا بد من ملاحظة دور الإمام جعفر الصادق عليه السّلام في تركيز العقيدة الإسلامية و موقف الحكام العباسيين ضد الإمام عليه السّلام.فان العباسيين اختطوا خططهم ضد آل البيت بأمرين:

أولا: تشجيع الإلحاد و كل الأفكار اليونانية و المجوسية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة و ذلك لتشكيك الناس في معتقداتهم في الكتاب و السنّة

ص:28

الصحيحة.

و ثانيا: خلق جماعات في داخل صفوف أهل البيت ليؤمنوا بالغلو في آل البيت حتى كادت هذه الجماعات المتطرفة ان يؤله أهل البيت و ذلك لكي يشغلوا أئمة أهل البيت بأمور جانبية و الوقوف في وجه هذه الفئات و بالنتيجة لا يعرفوا عامة المجتمع الإسلامي مذهب أهل البيت الحقيقي.

و يقصد العباسيون من ذلك تشويه مذهب أهل البيت و كان الإمام الصادق في أتم يقظة لهذه الخطط الجهنمية العباسية كذلك اهتم ببناء العقيدة و تربية مجتمع إسلامي واع للإسلام عن دراسة و فهم.

و الحادثة الآتية تكشف عن الوعي الكامل لخطط العباسيين لتسلمهم الحكم و استخدام الشعارات الزائفة و اغراء الشباب من الهاشميين و ذلك لتنفيذ أغراضهم.

و قال الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه:

«وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين.

أخبرني عمر بن عبد اللّه العتكي قال حدثنا عمر بن شيبة قال حدثني فضل بن عبد الرحمان الهاشمي و ابن داجة قال أبو زيد و حدثني عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال حدثني الحسن بن أيوب مولى بني نمير عن عبد الأعلى بن أعين قال و حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري عن أبيه قال و حدثني محمد بن يحيى عن عبد اللّه بن يحيى قال و حدثني عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي عليه السّلام عن أبيه و قد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء و فيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس و أبو جعفر المنصور و صالح بن علي و عبد اللّه بن الحسن و ابناه محمد و إبراهيم و محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فقال صالح بن علي:قد علمتم انكم الذين يمد الناس إليهم أعينهم و قد جمعكم اللّه في هذا الموضع فاعقدوا

ص:29

بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من أنفسكم و تواثقوا على ذلك حتى يفتح اللّه و هو خير الفاتحين.فحمد اللّه عبد اللّه بن الحسن و أثنى عليه ثم قال:قد علمتم ان ابني هذا هو المهدي فهلم لنبايعه؛قال أبو جعفر:لأي شيء تخدعون أنفسكم و اللّه لقد علمتم ما الناس إلى أحد أسور أعناقا و لا أسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبد اللّه قالوا:قد و اللّه صدقت ان هذا الذي نعلم فبايعوا محمدا جميعا و مسحوا على يده.قال عيسى:

و جاء رسول عبد اللّه بن الحسن إلى أبي ان ائتنا فانا مجتمعون لأمر و أرسل بذلك إلى جعفر بن محمد عليهما السّلام.و قال غير عيسى:إن عبد الله بن الحسن قال لمن حضر:لا تريدوا جعفرا فانا نخاف ان يفسد عليكم أمركم.قال عيسى بن عبد اللّه بن محمد:فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا له فجئتهم و محمد بن عبد اللّه يصلي على طنفسة رحل مثنية فقلت لهم:أرسلني أبي إليكم أسألكم لأي شيء اجتمعتم؟فقال عبد اللّه:اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد اللّه؛قال و جاء جعفر بن محمد عليه السّلام فأوسع له عبد اللّه بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه فقال جعفر عليه السّلام:لا تفعلوا فان هذا الأمر لم يأت بعد إن كنت ترى؛يعني عبد اللّه ان ابنك هذا هو المهدي فليس به و لا هذا أوانه و ان كنت انما تريد ان تخرجه غضبا للّه و ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فأنا و اللّه لا ندعك فأنت شيخنا و نبايع ابنك في هذا الأمر فغضب عبد اللّه و قال:لقد علمت خلاف ما تقول و و اللّه ما أطلعك اللّه على غيبه و لكنه يحملك على هذا الحسد لابني فقال:و اللّه ما ذاك يحملني و لكن هذا و اخوته و أبناؤهم دونكم و ضرب بيده على ظهر أبي العباس ثم ضرب بيده على كتف عبد اللّه بن الحسن و قال:أيها و اللّه ما هي إليك و لا إلى ابنيك و لكنها لهم و ان ابنيك لمقتولان ثم نهض و توكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري فقال أ رأيت صاحب الرداء الأصفر؟ يعني أبا جعفر فقال له:نعم فقال:إنا و اللّه نجده يقتله (1).

ص:30


1- 1) الإرشاد:ص 276.

نجد في هذا المؤتمر لأبي جعفر المنصور العباسي دورا فعالا حيث يشجع المؤتمرين على مبايعة الفتى محمد بن عبد اللّه دون أبيه قائلا:«لقد علمتم ما الناس إلى أحد أسور أعناقا و لا أسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى».في الوقت الذي كان يعلم فيه بان هذا الفتى سيكون لعبة في يده و أداة لتنفيذ مآربه و إلاّ إذا كان المنصور يريد ان يبايع فعلا فلما ذا لم يذهب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السّلام لأنه يعلم ان الإمام الصادق لم تدخل عليه الآعيبه و لن يكون لعبة في يده و قد قام الإمام بدوره من النصحية بالرغم من أنها لم تقدم في حينها و قال:«أيها و اللّه ما هي إليك و لا إلى ابنيك و لكنها لهم و ان ابنيك لمقتولان»مخاطبا والد الفتى هكذا نجد الإمام يقظا لمخططات العباسيين في تسلم الحكم بالرغم من الشعارات الفارغة للرضا من آل محمد كما أثبته التاريخ.

و مواقف العباسيين لم تنجح لإخماد نور الحق و اللّه متم نوره و لو كره المشركون و يكشف عن هذه المحاولات كتاب توحيد المفضل الذي أملاه الإمام جعفر بن محمد الصادق في أصل العقيدة الإسلامية أعني التوحيد فان أبا العوجاء و كان من دعاة المانوية و هم أصحاب الحكيم المجوسي مانى الذي خلق مذهبه المانوي مذهبا مركبا من المجوسية و النصرانية و كانت هذه الدعوة في الحجاز يتزعمها ابن أبي العوجاء المقتول سنة 155 ه نجد انموذج مقالة ابن أبي العوجاء و موقف الإمام الحكيم في مقدمة توحيد المفضل و إليك ما لفظه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم روى محمد بن سنان قال حدثني المفضل بن عمرو قال:كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر و المنبر و أنا مفكر فيما خص اللّه تعالى به سيدنا محمدا صلّى اللّه تعالى عليه و على آله من الشرف و الفضائل و ما منحه و أعطاه و شرفه و حباه مما لا يعرفه الجمهور من الأمة و ما جهلوه من فضله و عظيم منزلته و خطير مرتبته فاني كذلك إذ أقبل ابن أبي العوجاء فجلس بحيث أسمع كلامه فلما استقر به المجلس إذ رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه فتكلم ابن أبي

ص:31

العوجاء فقال:لقد بلغ صاحب هذا القبر العز بكماله و حاز الشرف بجميع خصاله و نال الحظوة في كل أحوال فقال له صاحبه:انه كان فيلسوفا ادعى المرتبة العظمى و المنزلة الكبرى و أتى على ذلك بمعجزات بهرت العقول و ضلت فيها الأحلام و غاصت الألباب على طلب علمها في بحار الفكر فرجعت خاسئات و هي حسير فلما استجاب لدعوته العقلاء و الفصحاء و الخطباء دخل الناس في دينه أفواجا فقرن اسمه باسم ناموسه فصار يهتف به على رؤوس الصوامع في جميع البلدان و المواضع التي انتهت إليها دعوته و غلبتها كلمته و ظهرت فيها حجته برا و بحرا و سهلا و جبلا في كل يوم و ليلة خمس مرات مرددا في الاقامة ليتجدد في كل ساعة ذكره لئلا يخمل أمره فقال ابن أبي العوجاء:دع ذكر محمد صلّى اللّه تعالى عليه و على آله فقد تحير فيه عقلي و ضل في أمره فكري و حدثنا في ذكر الأصل الذي تمشى له ثم ذكر ابتداء الأشياء و زعم ان ذلك باهمال لا صنعة فيه و لا تقدير و لا صانع و لا مدبر بل الأشياء تكون من ذاتها بلا مدبر و على هذا كانت الدنيا لم تزل و لا تزال قال مفضل:فلم أملك نفسي غضبا و حنقا فقلت:يا عدو اللّه ألحدت في دين اللّه و أنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم و صورك في أتم صورة و نقلك في أحوالك حتى بلغ إلى حيث انتهيت فلو تفكرت في نفسك و صدقك لطيف حسك لوجدت دلائل الربوبية و آثار الصنعة فيك قائمة و شواهده جل و تقدس في خلقك واضحة و براهينه لك لائحة فقال:يا هذا ان كنت من أهل الكلام كلمناك فان ثبت لك حجة تبعناك و ان لم تكن منهم فلا لك كلام و ان كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا و لا بمثل دليلك تجادل فينا و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا و لا تعدى في جوابنا و انه للحليم الرزين العاقل الرصين لا يعتريه خرق و لا طيش و لا نزق يسمع كلامنا و يصغي إلينا و يستعرف حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا و ظننا انا قطعناه أدحض حجتنا من كلام يسير و خطاب قصير يلزمنا به الحجة و يقطع العذر و لا نستطيع لجوابه ردا فان كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل

ص:32

خطابه قال المفضل:فخرجت من المسجد محزونا مفكرا فيما بلي به الإسلام و أهله من كفر هذه العصابة و تعطيلها فدخلت على مولاي عليه السّلام فرآني منكسرا فقال:ما لك؟فأخبرته بما سمعت من الدهريين و بما رددت عليهما فقال:يا مفضل لألقين عليك من حكمة الباري جل و علا و تقدس اسمه في خلق العالم و السباع و البهائم و الطير و الهوام و كل ذي روح من الأنعام و من الشجر المثمر و الحبوب و البقول المأكول ما يعتبرون و يسكن إلى معرفته المؤمنون و يتحير فيه الملحدون فبكر علي غدا قال مفضل:

فانصرفت من عنده فرحا مسرورا و طالت علي تلك الليلة انتظارا لما وعدني به فلما أصبحت غدوت فاستؤذن لي فدخلت بين يديه فأمرني بالجلوس فجلست ثم نهض إلى حجرة كان يخلو فيها و نهضت بنهوضه فقال:اتبعني فتبعته فدخل و دخلت خلفه فجلس و جلست بين يديه فقال:يا مفضل كأني بك و قد طالت عليك هذه الليلة انتظارا لما وعدتك؟فقلت:بلى يا مولاي فقال:يا مفضل ان اللّه تعالى كان و لا شيء قبله و هو باق و لا نهاية له فله الحمد على ما ألهمنا و الشكر على ما منحنا فقد خصنا من العلوم بأعلاها و من المقال بأسناها و اصطفانا على جميع الخلق بعلمه و جعلنا مهيمنين عليهم بحكمه فقلت:يا مولاي أ تأذن لي ان أكتب ما شرحته؟ و كنت أعددت معي ما أكتب فيه فقال لي:افعل يا مفضل ان الشكاك جهلوا الأسباب و المعالي في الخلقة و قصرت أفهامهم عن تأمل الصواب و الحكمة فيما ذرأ الباري جل قدسه و برأ من صنوف خلقه في البر و البحر و السهل و الوعر فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود و بضعف بصائرهم إلى التكذيب و العنود حتى أنكروا خلق الأشياء و ادعوا ان تكونها بالاهمال لا صنعة فيها و لا تقدير و لا حكمة من مدبر و لا صانع تعالى اللّه عما يصفون و قاتلهم اللّه انى يؤفكون فهم في ضلالهم و غيهم و تجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء و أحسنه و فرشت بأحسن الفرش و أفخره و أعد فيها ضروب الأطعمة و الأشربة و الملابس و المآرب التي يحتاج إليها و لا يستغنى عنها و وضع كل شيء من ذلك موضعه على صواب من التقدير

ص:33

و حكمة من التدبير فجعلوا يترددون فيها يمينا و شمالا و يطوفون بيوتها ادبارا و اقبالا محجوبة أبصارهم عنها لا يبصرون بنية الدار و ما أعد فيها و ربما عثر بعضهم بالشيء الذي قد وضع موضعه و أعد للحاجة إليه و هو جاهل للمعنى فيه و لما أعد و لما ذا جعل كذلك فتدمر و تسخط و ذم الدار و بانيها فهذه حب هذا الصنف في انكارهم ما أنكروا من أمر الخلقة و ثبات الصنعة فانهم لما غربت أذهانهم عن معرفة الأسباب و العلل في الأشياء صاروا يجولون في هذا العالم حيارى و لا يفهمون ما هو عليه في اتقان خلقته و حسن صنعته و صواب هيئته و ربما وقف بعضهم على الشيء يجهل سببه و الارب فيه فيسرع إلى ذمه و وصفه بالاحالة و الخطأ كالذي أقدمت عليه المئانية الكفرة و جاهرت به الملحدة المارقة الفجرة و أشباههم من أهل الضلال المعللين أنفسهم بالمحال.

و كتاب توحيد المفضل هذا مطبوع طبعات كثيرة منها باسم:

التوحيد و الأدلة طبعة تركيا سنة 1329 ه مطبعة دار السعادة.

و قد بلغ النشاط الثقافي في عصر الإمام الصادق الذروة حتى تهافت أهل العلم و المعرفة على مدرسة الإمام الصادق حتى بلغ الرواة عنه أربعة آلاف رجل و تخصص جمع منهم بضبط ما رووه عن الإمام في كتب خاصة في مواضيع الفقه و العقائد و غيرها.

قال الشيخ المفيد:

«و كان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام من بين إخوته خليفة أبيه محمد بن علي عليهما السّلام و وصيه القائم بالإمامة من بعده و برز على جماعتهم بالفضل و كان أنبههم ذكرا و أعظمهم قدرا و أجلهم في العامة و الخاصة و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في البلدان و لم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه و لا لقى أحد منهم من أهل الآثار و نقلة الأخبار و لا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقاة على

ص:34

اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل» (1).

و قال الشيخ ابن شهر آشوب:

«ينقل عنه من العلوم ما لا ينقل عن أحد،و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقاة على اختلافهم في الآراء و المقالات و كانوا أربعة آلاف رجل.

بيان ذلك:ان ابن عقدة مصنف كتاب الرجال لأبي عبد اللّه عليه السّلام عددهم فيه.و كان حفص بن غياث إذا حدث عنه قال:حدثني خير الجعافر جعفر بن محمّد،و كان علي بن غراب يقول:حدثني الصادق جعفر بن محمّد (2).

قال الشيخ أمين الإسلام الطبرسي المتوفى سنة 548 ه في أعلام الورى:

(روي عن الإمام الصادق عليه السّلام)من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف و صنف من جواباته في المسائل أربع مئة كتاب تسمى الأصول رواها أصحابه و أصحاب ابنه موسى الكاظم عليه السّلام.

و قال الشهيد الأول المستشهد سنة 786 ه في الذكرى:

(كتبت من أجوبة الإمام الصادق عليه السّلام أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف و دون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل).

و قال المحقق الحلي المتوفى سنة 676 ه في المعتبر:

(كتبت من أجوبة مسائل جعفر بن محمد أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف سموها أصولا).

و قال الشيخ حسين بن عبد الصمد في الدراية:

ص:35


1- الإرشاد للشيخ المفيد:ص 27.
2- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب:ج 2-ص 247.

(قد كتبت من أجوبة مسائل الإمام الصادق فقط أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف تسمى الأصول في أنواع العلوم) (1).

و أذكر هنا اعتمادا على المصادر الثلاثة المذكورة لمحة عن هذه العقائد الرئيسة في مذهب الإمام جعفر الصادق.

(أولا:التوحيد)

التوحيد هو الإعتقاد بان اللّه تعالى واحد لا شريك له كما قال سبحانه: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ رَبُّ الْمَشارِقِ. [الصافات5/]

قال ابن بابويه الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:

«إن اعتقادنا في التوحيد أن اللّه تعالى واحد أحد،ليس كمثله شيء،قديم لم يزل،و لا يزال سميعا بصيرا عليما حكيما حيّا قيّوما عزيزا قدّوسا عالما قادرا غنيّا لا يوصف بجوهر و لا جسم و لا صورة و لا عرض و لا خط و لا سطح و لا ثقل و لا خفّة و لا سكون و لا حركة و لا مكان و لا زمان، و أنّه تعالى متعال من جميع صفات خلقه خارج عن الحدّين حدّ الابطال و حد النسبية،و أنّه تعالى شيء لا كالأشياء أحد صمد لم يلد فيورث و لم يولد فيشارك و لم يكن له كفوا أحد و لا ندّ له و لا ضدّ و لا شبه و لا صاحبة و لا مثل و لا نظير و لا شريك له،لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و لا الأوهام و هو يدركها لا تأخذه سنة و لا نوم،و هو اللطيف الخبير،خالق كل شيء لا إله إلاّ هو له الخلق و الأمر تبارك اللّه رب العالمين،و من قال بالتشبيه فهو مشرك و من نسب إلى اللّه ما فيه غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب و كل خبر يخالف مما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع و كل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو باطل و ان وجد في كتب علمائنا فهو مدلس،و الأخبار التي يتوهّمها الجهّال تشبيها للّه تعالى بخلقه بمعانيها

ص:36


1- دراسة حول الأصول الأربعمائة:ص 12.

محمولة على ما في القرآن من نظائرها لأنّ ما في القرآن كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ و معنى الوجه:الدّين و الوجه الذي يؤتى اللّه منه يتوجّه به إليه و في القرآن: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ و الساق وجه الأمر و شدته.و في القرآن: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ و الجنب الطاعة.و في القرآن: وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي و هو روح مخلوقي جعل اللّه منها في آدم و عيسى و إنما قال:

روحي كما قال بيتي و عبدي و جنبي أي مخلوقي و ناري و سمائي و أرضي و في القرآن: وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ و الأيد القوة.و منه قوله تعالى: وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ يعني ذا القوة.و في القرآن: يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ يعني بقدرتي و قوتي.و في القرآن: وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ يعني ملكه لا يملكها معه أحد.و في القرآن:

وَ السَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ يعني بقدرته.و في القرآن: وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا يعني و جاء أمر ربّك.و في القرآن: كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ يعني من ثواب ربهم.و في القرآن: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ أي عذاب اللّه و في القرآن: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ يعني مشرقة تنظر ثواب ربّها و في القرآن: وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى و غضب اللّه عقابه و رضاه ثوابه.و في القرآن: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ أي تعلم غيبي و لا أعلم غيبك.و في القرآن: وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ يعني انتقامه.و في القرآن: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ و فيه هو الذي يصلّي عليكم و ملائكته،و الصلاة من اللّه رحمة و من الملائكة استغفار و تذكية،و من الناس دعاء.و في القرآن: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ، و في القرآن: يُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ و فيه أن اللّه يستهزىء بهم.و في القرآن: سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ و فيه نسوا اللّه فنسيهم، و معنى ذلك كلّه أنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء المكر و جزاء المخادعة و جزاء الاستهزاء و جزاء النّسيان،و هو ان ينسيهم أنفسهم كما قال عزّ و جلّ:

ص:37

وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ لأنّه عزّ و جلّ في الحقيقة لا يمكر و لا يخادع و لا يستهزىء و لا يسخر و لا ينسى تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا،و ليس في الأخبار التي يشنع بها أهل الخلاف و الإلحاد بمثل هذه الألفاظ و معانيها معاني ألفاظ القرآن (1).

و في شرح الأربعين:

يعتبر التوحيد روح الأديان كلها أكّد عليه جميع الأنبياء و المرسلين يقول النبي هود عليه السّلام: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُفْتَرُونَ. [هود5/]

و هكذا غيره من الأنبياء عليهم السّلام كالنبي إبراهيم عليه السّلام و حتى عصر نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيث استفتح دعوته إلى التوحيد بقوله:«قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا»كما كانت تقتضيه طبيعة المجتمع المشرك،الذي انبثق فيه الإسلام لتنزيه الدين عن الشرك و التعدد و التجسم و نعني بالتوحيد:إن اللّه تعالى واحد في ذاته و صفاته فليس في ذاته تعدد من أشخاص و لا تركب من أشياء و هذا يعبّر عنه ب(توحيد الذات)و إن صفاته تعالى من العلم و القدرة و الحكمة ليست عارضة و زائدة على ذاته بل العلم نفس ذاته و يعبّر عنه ب(توحيد الصفات)و هذا ما يعنيه الإمام علي عليه السّلام بقوله:(التوحيد أن لا تتوهّمه).

و يقول الإمام الصادق عليه السّلام:(أما التوحيد فأن لا تجوّز على ربك ما جاز عليك).فإن المسؤولية في الحياة تقع على كل فرد إذا كانت تناط بالجميع و تنحصر المسؤولية في فرد خاص إذا كانت بمستوى خاص فلا يصح أن يترأس دولة واحدة رئيسان و لا على المملكة ملكان و لا على الحكومة أميران،بل لا يجوز للمدرسة الواحدة أن يتعدد المدير هذا هو الشأن في مملكة الإنسان لما ذا؟لأن المسؤولية إذا تعددت و تعدد الملك

ص:38


1- 1) نصوص الدراسة:ص 56.

و الرئيس و الأمير،بل و حتى المدير جاز للفرد أن يفكّر في عصيان أحدهما متظاهرا بالطاعة للآخر،و بالنتيجة يختل نظام المسؤولية،فإذا كان هكذا شأن نظام الإنسان فما هو شأن نظام الكون الدقيق الذي لا يمكن أن يصدر إلاّ من قدرة عليا؟.إن الإيمان يستلزم التوحيد فإنه لا يمكن أن تتعدد القدرة العليا إذ لو تعددت فلا تكون هناك قدرة عليا،لأن التعدد يعني عجز احداهما عن الأخرى فأين القدرة العليا؟.و هذا ما يؤكده الإمام علي عليه السّلام بقوله:(أول الدين معرفته و كمال معرفته التصديق«الإيمان»به و كمال التصديق به توحيده)فالإيمان بلا توحيد يعني عدم الإيمان بالذي على كل شيء قدير.. (1)

في رحاب القرآن:

و لحظة واحدة مع الآيات القرآنية توقفنا على التوحيد الخالص الذي يدعو إليه الإسلام قال تعالى:

يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ... فَلا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. [البقرة22/]

العقيدة الثانية النبوة

اشارة

إن اللّه سبحانه تعالى أرسل الأنبياء لهداية البشرية إلى طريق السعادة أولهم أبو البشر و آخرهم نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:

«اعتقادنا في عددهم أنّهم مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي، و مائة ألف وصي و أربعة و عشرون ألف وصي،لكل نبي وصي أوصى إليه بأمر اللّه تعالى،و نعتقد فيهم أنهم عليهم السّلام جاؤا بالحق من عند الحق،و أنّ قولهم قول اللّه و أمرهم أمر اللّه،و طاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية

ص:39


1- 1) شرح الأربعين:ص 19.

اللّه،و أنهم عليهم السّلام لم ينطقوا إلاّ عن اللّه و عن وحيه و ان سادات الأنبياء خمسة الذين دارت عليهم الرحى و هم أصحاب الشرائع،و هم أولو العزم:

نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد عليهم السّلام.و انّ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سيدهم و أفضلهم و أنّه جاء بالحق و صدّق المرسلين،و انّ الذين كذّبوه لذائقون العذاب الأليم،و إنّ الذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون الفائزون (1).

و في شرح الأربعين:

العدالة تستلزم هداية البشر إلى طريق الخير و السعادة فإن الإهمال يعني الإضلال و هذا ما يؤكده القرآن الكريم: إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَ إِمّا كَفُوراً. [الإنسان3/]

و هداية الإنسان بواسطة رسولين الأول رسول الباطن و هو الفكر و العقل و الثاني:رسول الظاهر و هو النبي و يكون دور الأنبياء هداية الفكر الإنساني إلى الحياة الفضلى و النبوّة رسالة إلهية و سفارة دينية لهداية الإنسان إلى الصراط المستقيم و النجاة في الدنيا و الآخرة و مهمة الرسل و الأنبياء إيقاظ القلوب و توجيه الإرادة البشرية نحو الكرامة و السعادة.

قال تعالى: وَ ما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ. [الأنعام48/]

و قال سبحانه: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ وَ لا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.

[الأعراف84/]

و إذا تأمّل الإنسان أدوار حياته و تدرجه في مراحل الولادة فالرضاعة فالطفولة فالمراهقة حتى استوى عضوا كاملا نافعا في المجتمع الإنساني

ص:40


1- 1) نصوص الدراسة:ص 76.

و كلما ازداد كمالا ازداد يقينا بأن الإنسان-في حياته يحتاج إلى موجّه و مرشد يوجهه إلى السير الأفضل في الحياة هذا هو شأن المجتمع الإنساني الذي يمرّ بمراحل التطور الفكري في العقيدة و الشريعة و يفتقر في سيره التكامل إلى الموجّه و المرشد ذلك هو دور الأنبياء عليهم السّلام و هذا ما يفيده كلام الإمام الصادق عليه السّلام:(إنا لما أثبتنا ان لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا ثبت ان له سفراء يعبرون عنه إلى خلقه و عباده و يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقائهم و في تركه فناؤهم فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه و هم الأنبياء عليهم السّلام و لهذا السبب اقتضت الحكمة الإلهية أن يرسل الأنبياء بشرا مثل سائر الناس يعظونهم بنفس اللغة التي يتفاهم به الناس.

قال تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.

[إبراهيم4/]

و لم يرسلهم ملائكة تأكيدا على هذه الظاهرة كما يؤكد على ذلك القرآن الكريم:

1- قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ.

[الكهف110/]

2- قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ.

[الأنعام50/]

3- وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً. [الفرقان8/]

4- وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاّ أَنْ قالُوا:أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولاً؟ قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً. [الإسراء94/]

ص:41

5- وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ. [الفرقان20/]

أولو العزم:

و حيث أن البشرية تتدرج في النضج الفكري يكون من الطبيعي أن تتدرج الرسالة الإلهية حسب هذا النضج و أن تختلف باختلاف الشعوب و الأمم و أن تختلف حدود الرسالة من حيث الزمان و المكان و هذا ما يؤكده القرآن الكريم بقوله: وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ. [يونس48/]

و تفيد الروايات أن عدد الأنبياء 000,124 نبيا كانت النبوّة تختص بطائفة خاصة أو قوم خاص أو قبيلة خاصة و قد برز منها رسالات عامة و أنبياء عرفوا ب(أولو العزم)بسبب أن رسالتهم عامة و عالمية.

قال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى13/]

1-النبي نوح كانت دعوته إلى التوحيد في العراق و عمر عمرا طويلا كما ينص القرآن الكريم أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً [العنكبوت14/] و استمر في دعوته ليلا و نهارا و لم يستجب لدعوته إلاّ ثمانون شخصا و استجاب من أسرته و أهله بنته انما زوجته و ابنه فبقيا على الكفر و أمره اللّه بصنع السفينة و ايواء زوجين من الحيوانات وقاية من الطوفان و لما طغى الماء فوق كل شيء استوت السفينة على جبل الجودى و مدفن نوح مما في الروايات في النجف الأشرف.

2-النبي إبراهيم عليه السّلام أبو الأنبياء مولده العراق-في سلطنة نمرود دعا إلى التوحيد فيها ثم استمرت دعوته في الشام و منها أمر بالهجرة إلى مكة المكرمة و أداء مناسك الحج و بقيت فيها زوجته(هاجر)و ابنه (إسماعيل)و تعرف رسالته ب(الملة الحنيفية).

ص:42

3-النبي موسى عليه السّلام ولد في مصر-في سلطنة فرعون و حارب عبادة الفراعنة و خرج منها خائفا يترقب مع بني إسرائيل إلى حدود فلسطين- و تعرف رسالته ب(الدين اليهودي).

4-النبي عيسى عليه السّلام و كان موطن دعوته-فلسطين-دعا فيها إلى محاربة المادية فحاربه اليهود و أرادوا صلبه فرفعه اللّه بقدرته-إلى السماء.

قال تعالى: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ. [آل عمران49/]

و من بعده تابع تلامذته(الحواريون)و تعرف رسالته ب(الدين المسيحي).

5-محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خاتم النبيين و قد بدأ دعوته في مولده مكة المكرمة إلى التوحيد و منها هاجر إلى المدينة و منها انتشرت كلمة الإسلام حتى عمّت شبه الجزيرة العربية و مناطق شاسعة من آسيا و أفريقيا و قد لاقت هذه الرسالات العالمية صعوبات كثيرة في سبيل أدائها فقد قال تعالى: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ. [الأحقاف35/]

و قال النبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)و هكذا أرسل سبحانه الأنبياء و كان أولهم آدم عليه السّلام و آخرهم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي ختم به العقيدة و الشريعة و أسس الحياة الفضلى إلى الأبد و هذا ما يؤكده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

معرفة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

-هدف الرسالة الإصلاح بالوحي الإلهي الذي يبدو عيانا لشخص النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كالنور الباهر و طبيعي أن تكون الرسالة مصحوبة بالدليل المقنع و(البيّنة)-حسب التعبير القرآني: يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ رَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَ ما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَ ما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ. [هود88/]

ص:43

و طبيعي أن يكون الدليل مما يفوق القدرة البشرية بالنسبة إلى الرسالة نفسها الهادفة إلى صلاح الدنيا و فلاح الآخرة و بالنسبة إلى الرسول نفسه و تختلف باختلاف الأزمان و الأماكن و قد تحوّلت النار بردا و سلاما على إبراهيم عليه السّلام إزاء تعذيب نمرود و تحولت عصى موسى عليه السّلام حية تسعى إزاء أعمال السحرة و كان عيسى عليه السّلام يبرىء الأكمة و الأبرص بإذنه تعالى مما يعجز عنه الطب.و كان الدليل المعجز لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تشريع الإسلام و نظامه الذي يفوق كل تشريع وضعي و كذلك من الطبيعي عصمة الأنبياء ليكونوا محل الثقة و القدوة للناس و لهذا السبب لم تجر سنة اللّه تعالى على إرسال المرأة للنبوّة و لا للإمامة لأنها قيادة و زعامة تلازم الكفاح و التغلب على العواطف التي لا تتحمله عادة أعصاب المرأة حيث خلقت و امتازت بالعاطفة و الحنان.

النبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إن انتشار الفساد في المجتمع يعني بوجوب الإصلاح للسير في مدارج التكامل و الرقي و إن ضلال البشرية و الحياة الجاهلية تعني اقتراب بزوغ شمس الهداية و في عصر النبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانت الضلالة و الجهالة متفشية في العالم و الجزيرة العربية خاصة فكان بزوغ شمس النبوّة طبيعيا و قطع دابر الفساد حتميا.قال تعالى:

1- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ.

[الجمعة2/]

2- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً* وَ داعِياً إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً [الأحزاب45/]

3- قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة126/]

ص:44

و قال الإمام علي عليه السّلام:(فبعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته و من طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بيّنه و أحكمه...)نهج البلاغة 30/2(أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم و اعتزام من الفتن و انتشار من الأمور و تلظ من الحروب و الدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور...فجاءهم بتصديق الذي بين يديه و النور المقتدي به ذلك القرآن...)نهج البلاغة 54/2.

و قال الإمام السجّاد عليه السّلام:(أللهم فصل على محمد أمينك على وحيك و نجيبك من خلقك و صفيك من عبادك إمام الرحمة و قائد الخير و مفتاح البركة كما نصب لأمرك نفسه و عرض فيك للمكروه بدنه...) الصحيفة السجادية الدعاء الثاني.

سيرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

تنقسم سيرة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ثلاثة أدوار:

1-النشأة من المولد إلى البعثة و هذا الدور يعتبر دورا طبيعيا.

2-الدعوة من البعثة إلى الهجرة و في هذا الدور انتشرت الدعوة الإسلامية.

3-التطبيق من الهجرة إلى الوفاة و في هذا الدور كان كمال الدين الإسلامي.

ولد النبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عام الفيل-570 م و كان والده توفي قبل ولادته فتكفله جده عبد المطلب و أرسله للرضاعة في قبيلة بني سعد كما كانت عادة العرب و لما بلغ الرابعة من عمره أعادته مرضعته حليمة السعدية إلى أمّه آمنة بنت وهب،و لما بلغ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ست سنوات ماتت أمه آمنة، و لما بلغ ثمان سنوات مات جده عبد المطلب،فتكفّله عمّه أبو طالب و امتهن التجارة بين مكة و بصرى الشام مع عمّه أبي طالب عام 582 م.

و عمره اثنتا عشرة سنة،و لمّا كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معروفا بالأمانة و الصدق عرضت

ص:45

عليه خديجة الاتجار بما لها على النصف،و هو في الخامسة و العشرين من عمره في سنة 595 م.و في نفس العام عرضت عليه الزواج فتزوج منها و يعتبر هذا الدور على العموم دورا طبيعيا لحياة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و كانت مسألة الزواج نقطة تحوّل في حياته و ساهمت السيدة خديجة لصالح الإسلام -فيما بعد ماديا.

العقيدة الثالثة:و هي البعث و المعاد

اشارة

قال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:

«اعتقادنا في البعث بعد الموت أنه حق».قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا بني عبد المطلب إنّ الرائد لا يكذب أهله و الذي بعثني بالحق نبيّا لتموتن كما تنامون و لتبعثن كما تستيقظون و ما بعد الموت دار إلاّ الجنة و النار،و خلق جميع الخلق و بعثهم على اللّه عزّ و جلّ لخلق نفس واحدة ذلك قوله تعالى: ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (1).

و في شرح الأربعين.

البعث و المعاد:

كل منا يعلم أن للحياة في الدنيا خاتمة-آتية لا محالة-و ليس للحياة في الدنيا خلود إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ و أما بعد هذه الحياة التي نعبر عنها(بالموت)فهل هناك حياة أخرى؟أم ان الإنسان ينعدم بالموت و لا حياة أخرى؟أكدت الأديان السماوية على الحياة الثانية و إن فيها يكون العدل و الحساب يثاب المطيع و يعاقب العاصي و يعتبر الحياة الدنيا دور العمل و الآخرة دور الجزاء قال تعالى:

تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اَلَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. [الملك21/]

ص:46


1- 1) نصوص الدراسة:ص 69.

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ.

[المؤمنون115/]

و يقول الإمام علي عليه السّلام:(إنما الدنيا دار مجاز و الآخرة دار قرار فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم و اخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج أبدانكم ففيها اختبرتم و لغيرها خلقتم)«نهج البلاغة 183/2».

إذا فالموت حياة تتعقب الحياة الدنيا ذلك أن الإنسان متكون من روح و جسد و الروح هي الشخصية الأخرى التي لا تتغير باختلاف الأحوال و التي تعبّر عنها بقولك(أنا)و الموت يفرق بين الروح و الجسد و لا يبقى في القبر سوى الجسد الذي سوف يتحول إلى حالات أخرى و تبقى نسبة التراب إلى الإنسان و لو بعد آلاف السنين و الشيء الذي يمنع من الإعتقاد بالمعاد هو:

إن جسد الإنسان الميت بعد هذه التطورات كيف يتكون من جديد؟و لكن يصير حيا بعد انعدامها بآلاف السنين؟و قد يبدو سؤالا بلا جواب و لكن لحظة قصيرة مع العلم توقفنا على أن الإنسان باعتباره موجودا ماديا لا يتصور فيه كيمياويا الفناء و العدم و إنما تطرء الأحوال المختلفة على العنصر و المادة و نكتفي بمثل بسيط-فالماء مكوّن من عنصرين هما-غاز الأوكسيجين و غاز الهيدروجين يمكن تجزئتهما بالتحليل الكيمياوي فإذا تركب عنصر الأوكسيجين مع الهيدروجين يتكون الماء و إذا تركب مع شيء آخر يتكون شيء آخر-إذا فغاز الأوكسيجين عنصر تطرء عليه الحالات المختلفة و يمكن تحليلها كيمياويا بتجزئة العناصر الطبيعية من غيرها- و الإنسان بموته إنما تنتقل عناصره المادية إلى حالة أخرى و اللّه العالم بكل شيء عالم بحالتي الإنسان قبل الموت و بعده و عالم بمصير عناصره و بما أنه تعالى القدرة العليا فهو قادر على تجزئة هذه العناصر و تحليلها حتى يتكوّن الإنسان الذي تحولت هذه العناصر منه فيكوّنه إنسانا من جديد برد الروح إليه-قال تعالى:

ص:47

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ:بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. [البقرة260/]

و تصح نسبة الإنسان المكوّن من نفس العناصر و الروح و لو بعد آلاف السنين كما تصح نسبة القبر إلى من دفن فيه قبل آلاف السنين-و هكذا يعتبر الإعتقاد بالبعث و المعاد امتدادا للإعتقاد بالقدرة العليا و إن اللّه على كل شيء قدير فإنك لم تكن موجودا فوجدت و القدرة التي أوجدتك من العدم قادرة على ايجادك من العدم بعد الموت.

قال تعالى: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ .قالَ :مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ ؟ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.

[يس17/]

و قال تعالى: وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. [الروم27/]

إن الجهل لا يكون مبررا للإنكار و قد ظلّت البشرية طيلة قرون عديدة تجهل(الميكروب)و(الذرة)و هي لم تفقد واقعيتها بالرغم من جهل الناس إيّاها،صحيح أن الحياة بعد الموت مجهولة للإنسان و لكن لا يجوز أن تنكر ذلك الشيء مستندا إلى الجهل ما دام القادر الحكيم الذي خلق الإنسان من العدم و النبي العظيم و القرآن الكريم يخبرنا بذلك و هكذا شأن الدنيا -المدرسة الإنسانية التي بشّر و أنذر فيها الأنبياء-لا بد لها من يوم للعدالة تظهر فيه درجات الإيمان و العمل الصالح قوة و ضعفا.

في رحاب القرآن:

قال تعالى:

1- فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ

ص:48

اَلصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ. [الطارق5/]

2- أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى * ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى * أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى. [القيامة35/]

3- يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* ذلِكَ بِأَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَ أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ. [الحج5/-7] (1)

العقيدة الرابعة:العدل

اشارة

العدل معناه أن اللّه سبحانه و تعالى عادل لا يظلم أحدا حيث ان الظلم لا يصدر إلاّ من العاجز أو المحتاج و اللّه سبحانه و تعالى منزه عن ذلك لانه على كل شيء قدير قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. [يونس44/]

و قال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:

إن اللّه تبارك و تعالى أمرنا بالعدل و عاملنا هو بما فوقه و هو التّفضل، و ذلك أنّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و العدل هو أن يثيب بالحسنة الحسنة و يعاقب على السيئة السيئة.قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:لا يدخل رجل الجنة بعمله إلاّ برحمة اللّه عزّ و جلّ (2).

ص:49


1- 1) شرح الأربعين:ص 33.
2- 2) نصوص الدراسة:ص 71.

و قال الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق:

قال أبو جعفر باب الإعتقاد في العدل«الخ».قال الشيخ المفيد أبو عبد اللّه العدل هو الجزاء على العمل بقدر المستحق عليه و الظلم هو منع الحقوق و اللّه تعالى كريم جواد متفضل رحيم قد ضمن الجزاء على الأعمال و العوض على المبتدء من الآلام و وعد التفضل بعد ذلك بزيادة من عنده فقال تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ الآية(سورة يونس:26) فخبر ان للمحسنين الثواب المستحق و زيادة من عنده و قال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها -يعني له عشر أمثال ما يستحق عليها- وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ يريد انه لا يجازيه بأكثر مما يستحقه،ثم ضمن بعد ذلك العفو و وعد بالغفران فقال سبحانه:

وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ. [الرعد6/]

و قال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. [النساء48/]

و قال سبحانه: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا.

[يونس58/]

و الحق الذي للعبد هو ما جعله اللّه تعالى حقا له و اقتضاه جود اللّه و كرمه،و ان كان لو حاسبه بالعدل لم يكن له عليه بعد النعم التي أسلفها حق لانه تعالى ابتدأ خلقه بالنعم و أوجب عليهم بها الشكر و ليس أحد من الخلق يكافي نعم اللّه تعالى عليه بعمل و لا يشكره أحد إلاّ و هو مقصر بالشكر عن حق النعمة،و قد أجمع أهل القبلة على ان من قال:اني وفيت جميع ما للّه عليّ و كافأت نعمه بالشكر فهو ضال،و أجمعوا على انهم مقصرون عن حق الشكر و ان اللّه عليهم حقوقا لو مد في أعمارهم إلى آخر مدى الزمان لما وفوا اللّه سبحانه بما له عليهم،فدل ذلك على ان ما جعله حقا لهم فانما جعله بفضله وجوده و كرمه و لان حال العامل الشاكر بخلاف حال من لا عمل له في العقول و ذلك ان الشاكر يستحق في العقول

ص:50

الحمد و من لا عمل له فليس في العقول له حمد و إذا ثبت الفضل«الفصل خ»بين العامل و من لا عمل له كان ما يجب في العقول من حمده هو الذي يحكم عليه بحقه و يشار إليه بذلك و إذا أوجبت العقول له مزية على من لا عمل له كان العدل من اللّه تعالى معاملته بما جعله في العقول له حقا و قد أمر اللّه تعالى بالعدل و نهى عن الجور فقال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ. [النحل90/] (1)

و في شرح الأربعين:

و الإيمان باللّه يستلزم الإعتقاد بأنه عادل حيث أن الظلم لا يصدر إلاّ من العاجز لجهل أو احتياج فيتوسل بالظلم لشفاء غضبه أو سدّ حاجته و اللّه سبحانه العالم بكل شيء و القادر على كل شيء لا يتصور فيه الظلم و الجور و هو الغني الحميد و هذا ما يؤكده الإمام السجّاد عليه السّلام بقوله:(إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف و اللّه أقدر من ذلك)لذلك نعتقد بأن اللّه تعالى لا يظلم أحدا و لا يجبر أحدا على أي عمل كان كما قال تعالى: إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَ إِمّا كَفُوراً و يقول الإمام علي عليه السّلام:(العدل أن لا تتهمه).و قال الإمام الصادق عليه السّلام:(و أما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه).و قال عليه السّلام أيضا:(إن اللّه أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون).و قال عليه السّلام أيضا:(ما كلّف اللّه العباد كلفة فعل و لا نهاهم عن شيء حتى جعل لهم الإستطاعة ثم أمرهم و نهاهم فلا يكون العبد آخذا و لا تاركا إلاّ باستطاعة متقدمة قبل الأمر و النهي...)و يقول الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام:(إن اللّه خلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون فأمرهم و نهاهم فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به،و ما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه...).

و ما جبر اللّه أحدا من خلقه على معصية بل اختبرهم بأنواع البلوى كما قال تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً فما نجد في الناس من تفاوت من

ص:51


1- 1) شرح عقائد الصدوق:ص 47.

اختلاف حالات الغنى و الفقر و الصحة و المرض و المقام و نحوها ليست إلاّ بسعي الإنسان و بتقدير اللّه كما قال تعالى: وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاّ ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى و معنى السعي ان الإنسان بحريته يختار سببا من الأسباب و بالنتيجة يترتب الأثر المفروض المقدر و قد جعل اللّه تعالى جميع البشر سواء في هذه الحرية.و لم يدع إرشاده في استخدام هذه الحرية في سبيل الحياة السعيدة بالمشورة و التدبير وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، (و لا عقل كالتدبير)فإذا أهمل الإنسان بنفسه إرشادات العقل و أوامر الشرع و لم يكن له تدبير و لا مشورة ممن ينبغي مشورته.فطبيعي أن يترتب على ذلك الشقاء و التخلّف و البؤس و اختلال الإقتصاد و المعاش و الإبتلاء بالفقر و الحرمان و ليس الظالم إلاّ من أهمل التدبير و المشورة التي أمر بها اللّه تعالى و نبيّه الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

في رحاب القرآن:

و يرشدنا القرآن الكريم في هذا المجال إلى عظيم فضله و عدله فقال سبحانه و تعالى:

1- إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً. [النساء40/]

2- ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها غافِلُونَ وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ. [الأنعام131/]

3- إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.

[يونس44/]

الخلاصة:

الإيمان نتيجة طبيعية للعلم كما قال الإمام علي عليه السّلام:(بالعلم يطاع اللّه و يعبد و بالعلم يعرف اللّه و يوحّد)و هذه الحقيقة يؤكدها الإسلام في مختلف الآيات و الأحاديث التي ذكرنا بعضها-و إن الإلحاد نتيجة طبيعية

ص:52

للجهل و الملحدون أحدي طائفتين:من يجد الدين حجر عثرة لمقاصده الشخصية و من يأخذ مفهوما خاطئا عن الدين و يعتبر العادات الدخيلة دينا و هو الجهل بحقيقة الدين و ختاما إليك ما قاله(ا.كرسي موريسون)في كتابه الجدير بالقراءة باسم(العلم يدعو للإيمان)قال:(إن البشر لا يزالون في فجر العلم و كلما ازداد ضياء العلم سطوعا جلى لنا شيئا فشيئا صنعة خالق مبدع) (1).

العقيدة الخامسة:الامامة

اشارة

هي ان النبي الساهر على مصالح الإسلام و المسلمين لم يهمل أمر الخلافة و الامامة من دون ابداء رأيه الواضح و الصريح فيه لأنه لا بد من قيادة حكيمة تطبق الدستور الإسلامي على نفسها و على المجتمع على حدّ سواء لذلك لا يحق للظالمين ان يقولوا:الامامة كما قال اللّه تعالى لإبراهيم: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ.

قال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:و اعتقادنا أن حجج اللّه على خلقه بعد نبيه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأئمة الاثني عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،ثم الحسن عليه السّلام،ثم الحسين عليه السّلام،ثم محمد بن علي عليه السّلام،ثم جعفر بن محمد عليه السّلام،ثم موسى بن جعفر عليه السّلام،ثم علي بن موسى الرضا عليه السّلام،ثم محمد بن علي عليه السّلام،ثم علي بن محمد عليه السّلام،ثم الحسن بن علي عليه السّلام،ثم محمد بن الحسن الحجة القائم بأمر اللّه صاحب الزمان و خليفة الرحمن في أرضه الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار،صلوات اللّه عليهم أجمعين.و اعتقادنا فيهم أنهم أولو الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم و انهم شهداء على الناس و انهم

ص:53


1- 1) شرح الأربعين:ص 21.

عليهم السّلام أبواب اللّه و السبيل إليه و الأدلاّء عليه و أنّهم عليهم السّلام عيبة علمه و تراجمة وحيه و أركان توحيده،و أنّهم معصومون من الخطأ و الزلل و أنهم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و إن لهم المعجزات و الدلائل، إنهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء و مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح من ركبها نجى و كباب حطة و انهم عباد اللّه المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.و نعتقد فيهم عليهم السّلام أنّ حبّهم إيمان و بغضهم كفر و انّ أمرهم أمر اللّه و نهيهم نهي اللّه و طاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه و وليّهم ولي اللّه و عدوّهم عدوّ اللّه.و نعتقد أن الأرض لا تخلو من حجة اللّه على خلقه إماما ظاهرا أو خائفا مغمورا (1).

في شرح الأربعين:

كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حياته مشرّعا و منفذا في آن واحد و لما كمل التشريع الإسلامي بقوله تعالى: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً. [المائدة3/]

لم يجز لأحد أن يشرع بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنما على المسلمين تطبيق شريعة الإسلام-الكاملة-في حياتهم الفردية و الإجتماعية مهتدين بالقرآن الكريم و سيرة النبي العظيم و لما كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتولى بنفسه القيادة العامة في حياته فكذلك يلزم أن يتولاها بعد وفاته فرد خاص إذ لا يمكن أن تناط بالمسلمين جميعا و لذلك وجدت القيادات المختلفة من بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كان لكل منها طابعها الخاص كالآتي:

أولا-الخلافة بالشورى: و كانت في جمع من الصحابة أولهم أبو بكر بن أبي قحافة13/ ثم عمر بن الخطاب23/ ثم عثمان بن عفان35/ و كانت عاصمتهم في المدينة و رابعهم الإمام علي بن أبي طالب41/ و كانت عاصمته الكوفة.

و عد السيوطي في تاريخ الخلفاء(ص 10 طبعة سنة 1383)خامسهم

ص:54


1- 1) نصوص الدراسة:ص 77.

الحسن بن علي عليه السّلام حتى تاريخ الصلح في /15شعبان41/ ه.و كانت عاصمته الكوفة و في الصواعق المحرقة(ص 133 طبعة القاهرة 1375)، (هو آخر الخلفاء الراشدين بنص جده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

ثانيا-الخلافة الأموية: و كانت في آل أبي سفيان و آل مروان و كانت عاصمتهم(الشام)ثم(الأندلس)،ففي الشام ستة،أولهم:معاوية بن أبي سفيان41/ و آخرهم إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك132/.و في الأندلس أربعة عشر:أولهم عبد الرحمن الداخل172/ ه.و آخرهم عبد الرحمن المستظهر باللّه414/ ه.

ثالثا-الخلافة العباسية: و كانت في آل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عددهم سبعة و ثلاثون،أولهم:أبو العباس السفاح132/ ه.و كانت عاصمته(الهاشمية)قرب الكوفة.و آخرهم:

عبد اللّه المستعصم باللّه656/ ه.و كانت عاصمته بغداد.

رابعا-الخلافة الفاطمية: و كانت فيمن يوالون فاطمة الزهراء عليها السّلام و كانت عاصمتهم القاهرة و عددهم أربعة عشر،أولهم:عبد اللّه المهدي322/ ه.و آخرهم:العاضد لدين اللّه576/ ه.

خامسا-الخلافة العثمانية: و عددهم ستة و ثلاثون،و كانت عاصمتهم (استانبول)،أولهم:عثمان الأول725/ ه.و آخرهم:محمد السادس1301/ ه.و في سنة 1339 ه1920/ م قام مصطفى كمال أتاترك بحركة انقلابية في تركيا ألغى بها الخلافة رسميا فتشكلت في البلاد الإسلامية(حكومات)و(دول)مختلفة الميول و الإتجاهات بعد أن عاشت الأمة في ظلال القرآن و استظلّت براية التوحيد برهة طويلة من التاريخ.

موقف الاسلام:

و موقف الإسلام من القيادة و أهميتها و مواصفاتها يظهر جليا من سيرة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في العشر سنين الأخيرة من حياته التي قضاها في المدينة،

ص:55

فما كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يذهب إلى غزوة إلاّ و يؤمّر على المدينة أميرا و ما كان يرسل سرية إلاّ و يجعل عليها قائدا و آخر سرية أمر عليها أسامة بن زيد بالرغم من صغر سنّه.

و يعتبر هذا أمرا ضروريا إذ لا يمكن للمجتمع الإنساني أن يعيش فوضى بل لا بد من قيادة حكيمة تطبق الدستور على نفسها و على المجتمع.

فقد قال تعالى لإبراهيم(علیه السلام): إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي؟قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ. [البقرة124/]

فلا يحق للظالم أن يتولى الإمامة و كل عاص ظالم لقوله تعالى:

وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ. [الحجرات11/]

و قوله تعالى: فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَ أَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. [المائدة39/]

و قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ. [آل عمران128/]

و هذا ما يؤكده الإمام الرضا عليه السّلام:(إن الإمامة أس الإسلام النامي و فرعه السامي بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الغنى و الصدقات و امضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف و الإمام يحل حلال اللّه و يحرم حرام اللّه،و يقيم حدود اللّه و يذب عن دين اللّه) لذلك نجد من كلام الإمام الصادق عليه السّلام:(من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية).و قوله:(لا يصلح الناس إلاّ بإمام و لا تصلح الأرض إلاّ بذلك).و الإمام السجّاد عليه السّلام يشير إلى واجبات القائد في الدعاء(47)من الصحيفة السجادية بقوله:(اللهم...أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أحيي به ما أماته الظالمون من معالم دينك،و أجل به صداء الجور عن طريقك،و آمن به الصراط من

ص:56

سبيلك،و أزل به الناكبين عن صراطك،و امحق به بغاة قصدك عوجا) و يقول الإمام علي عليه السّلام:(أ أقنع من نفسي بأن يقال لي:أمير المؤمنين، و لا أشاركهم مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في بحبوبة العيش).

و من هنا نجد من الشروط المعتبرة في قيادة الأمة.

1-أولا:معرفة الحكم الإسلامي عن قناعة فكرية بدراسة و اجتهاد.

2-ثانيا:العمل بكتاب اللّه و سنّة رسوله إذ أحدهما يفسر الآخر.

3-ثالثا:العدالة في الرعية.

و لكل من العلم و العمل و العدالة دور بارز في مواصفات القيادة و أما العوامل الأخرى كالنسب و الجنس و العمر فليست لها من الناحية النظرية أيّة قيمة في نظر الإسلام.لذلك نجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يأمر أسامة بن زيد و هو ابن عشرين سنة على الجيش الإسلامي بالرغم من صغر سنّه،و يأمر كبار الصحابة عمرا-بأن ينضمّوا إلى جيشه و يأتمرون بأمره،لمّا تحققت فيه الكفاءة بالعلم و العمل و العدالة.

معرفة الامام:

فإذا عرفنا مواصفات الإمام فكيف يمكننا معرفته،أ بالنص؟أم بالشورى؟.و من هنا اختلف المسلمون فجمهور السّنّة على أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم ينص على أحد من أصحابه بالقيادة و جعل ذلك شورى بينهم، و الشيعة تقول:إن القيادة مسؤولية لا يمكن أن يهملها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ لا بد لكل ملك من ولي عهد و لكل رئيس من نائب و لا شكّ أنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أعرف بمن تجتمع فيه الشروط و المؤهلات فلما ذا يتركها لغيره و هو أعرف منهم؟

ثم إن الخليفة أبا بكر لما حضرته الوفاة استخلف الخليفة الناس عمر و لم يحصر الخلافة في جماعة على أن يكون شورى بينهم كما فعل الخليفة الثاني عمر الذي حصر الخلافة في ستة على أن يكون شورى بينهم،فلما ذا لم يسكتا عن موضوع الخلافة،و لم يهملا أمرها؟.لأن الخلافة قيادة تتعلق

ص:57

بها مصالح الإسلام و المسلمين.و لا يصح أن يسكت عنها.فلما ذا حصراها في شخص أو جماعة خاصة؟لأن عامة الناس لا يعرفون المؤهلات المعتبرة عندهم و إنما يعرفها من سبقت له نفس المسؤولية؟فإذا كان الخليفتان يهتمان بهذه الدرجة بمصلحة الإسلام و المسلمين أ يصح أن يهمل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هذه المسؤولية؟و هو الذي إذا خرج من المدينة -عاصمته-أمّر عليها أميرا و إذا أرسل جيشا جعل عليه قائدا.

و التاريخ ينص على اهتمام النبي الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمصلحة الإسلام و المسلمين حتى آخر لحظة من حياته المباركة ففي صحيح البخاري (المجلد 11/6 طبعة 1378)في باب مرض النبي و وفاته ما نصه:

(قال ابن عباس يوم الخميس و ما يوم الخميس،اشتد برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وجعه فقال:ائتوا لي أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا فتنازعوا و لا ينبغي عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تنازع.فقالوا:ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يرددون عليه،فقال:دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه و أوصاهم بثلاث،قال:اخرجوا المشركين من جزيرة العرب،و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم،و سكت عن الثالثة أو قال فنسيتها).

هل أوصى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟:

ما كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يترك مصلحة الإسلام و المسلمين و هو القائل:

(من أصبح و لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)،فهل ترك أمر الخلافة و ما يترتب عليه من مصير الأمة و الدين من دون إبداء رأيه الواضح و الصريح فيها؟.ثم هؤلاء المسلمون الذين كانوا يسألون النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن كل شيء في حياتهم الخاصة و العامّة أ لم يسألوه عمّن يخلفه من بعده و هم يتلون الكتاب الكريم: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ.

و من وجهة نظر الشيعة يكون الجواب بالإثبات و هو أن النبي أوصى لعلي بن أبي طالب عليه السّلام لخصال تجمعت في شخصه من كفاح في الإسلام فهو الذي لم يعبد صنما،و ناصر النبي صبيا،و فتى و شيخا،

ص:58

و جهاده المتواصل في كل الغزوات ما عدا غزوة تبوك،و علمه الغزير بالكتاب و السّنّة بحكم سبق صحبته و استمرار ملازمته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي يقول عليه السّلام عن ذلك:(كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمّه)فهذه صفات اختص بها أو كان له الحظ الأوفى و خاصة العلم و آثاره الفكرية كثيرة في التراث الإسلامي و حتى اليوم و قد جاء في الاستيعاب(1104/3 تحقيق علي محمد البيجاوي)بإسناده:(قلت لعطاء:أ كان في أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحد أعلم من علي؟قال:لا.و اللّه ما أعلمه).

و من هنا كانت فكرة(الوصية)و إن الكفاءة للقيادة إنما يعرفها من سبقت له نفس المسؤولية فيجب أن ينص النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على الخليفة من بعده و الإمام على الإمام من بعده و هكذا قال الإمام الباقر عليه السّلام:(يعرف الإمام بالنص عليه من اللّه تعالى و نصبه علما للناس حتى يكون عليهم حجة،و قد نصب رسول اللّه عليا عليه السّلام و عرف الناس باسمه و عيّنه لهم و كذلك الأئمة ينصب الماضي من يكون بعده و يعرف الإمام بأن يسأل و يجيب و يبتدء إن سكت الناس)و نصوص الإمام في علي عليه السّلام كثيرة و قد كثر النقاش حولها بين الفريقين و نذكر ثلاثة منها:

(النص الأول):حديث المنزلة فقد روى الفريقان بأن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما خرج لغزوة تبوك في السنة التاسعة خلف عليا عليه السّلام،و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له:

(أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي) كما في صحيح مسلم(120/7 طبعة محمد علي صبيح)و في صحيح البخاري(24/5 طبعة دار الشعب)و مصادرها كثيرة بزيادة(لا نبي بعدي) و كذا سنن الترمذي 301/2.

فقد جعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا من نفسه منزلة هارون من موسى،و بعد الفحص عن منزلة هارون في القرآن الكريم نجدها كالآتي:

1-الخلافة:قال تعالى: وَ قالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ. [الأعراف142/]

ص:59

2-الوزارة: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي.

3-الشركة في الأمر: وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي... قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى. [طه36/]

و كذلك يكون النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد نص على المنازل المذكورة لعلي عليه السّلام حيث جعله منزلة هارون و هو صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا ينطق عن الهوى.

(النص الثاني):حديث الثقلين و قد رواها الفريقان:(قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فينا خطيبا ثم قال:أما بعد أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب و أنا تارك فيكم الثقلين،أولهما:كتاب اللّه فيه الهدى و النور،ثم قال:و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي.أذكركم اللّه في أهل بيتي...)كما في صحيح مسلم(122/7 طبعة محمد علي صبيح باب فضائل علي).

و يبقى سؤال:من هم أهل بيت النبي؟و للإجابة على ذلك نكتفي بما نقله مسلم في صحيحه بإسناده عن سعد بن أبي وقاص قال:(دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي)، (صحيح مسلم 121/7).

و هذا التأكيد طبيعي فإن أهل البيت أدرى بما في البيت-كما يقول المثل-و كذلك نجد في طول التاريخ الإسلامي قد ضحّى أهل البيت العلوي بدمائهم في سبيل إحياء الدين و كانت مواقفهم من أروع المواقف الإسلامية الخالدة.

(النص الثالث):حديث الغدير و غدير خم موضع في طريق مكة.

المدينة قرب رابغ-اليوم-استوقف النبي بعد حجة الوداع عام وفاته و هو في رجوعه إلى المدينة جموع الحجاج و الحديث كما في رواية أحمد بن حنبل بإسناده عن زيد بن أرقم:(نزلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بواد يقال له

ص:60

وادي خم فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير قال فخطبنا و ظلل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أ لستم تعلمون أو لستم تشهدون إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلى.قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه اللهم عاد من عاداه و وال من والاه» (المسند 372/4 طبعة دار صادر 1389 بيروت).

و يقول ابن حجر الهيثمي974/ ه.في شأن الحديث في كتابه الصواعق المحرقة40/ طبعة سنة 1375 القاهرة،(إنه حديث صحيح لا مريّة فيه و قد أخرجه جماعة كالترمذي و النسائي و أحمد و طرقه كثيرة جدا و من ثم رواه ستة عشر صحابيا و في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لما توزع أيام خلافته و كثير من أسانيدها صحاح و حسان و لا التفات لمن قدح في صحته و لا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها و إدراكه الحج مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قول بعضهم أن زيادة«اللهم وال من والاه»موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق جمع الذهبي كثيرا منها)انتهى و لا يختلف رأيه هذا و هو عالم سني عن رأي الشيعة في حديث الغدير.

و الحديث ظاهر المعنى فإن المولى هنا الأولى بالتصرف و لهذا السبب هنأوا عليا عليه السّلام بهذه الولاية و لفظ(المولى)يأتي في اللغة أيضا بمعنى (العبد و ابن العم و الجار و الناصر)و لكن لا مناسبة هنا سوى المعنى الأول فإن النسب و الجوار و النصرة كلها أمور ثابتة.و ليست مختصة بعلي بن أبي طالب كما لا يفتقر إلى هذا التأكيد كما في قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(أ لست أولى بكل مؤمن من نفسه؟).

و نكتفي بهذه النصوص الثلاثة و للمزيد يراجع كتب العقائد و المناقب.

عدد الأئمة عليهم السّلام:

روى الشيخ الكليني229/ ه.نصوص الإمامة من كل إمام على

ص:61

الإمام الذي يليه في الكافي(292/1)بالإضافة إلى النصوص الإجمالية عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بحصر الخلافة في اثني عشر فقط ففي صحيح البخاري (101/9 آخر باب الأحكام مطابع دار الشعب القاهرة)بإسناده(عن جابر بن سمرة قال:سمعنا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:يكون اثني عشر أميرا...

كلهم من قريش)و أحاديث غيره.

و في صحيح مسلم(3/6 كتاب الامارة طبعة محمد علي صبيح القاهرة)بإسناده(عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسمعته يقول:إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة، قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ قال،فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش)و في تاريخ الخلفاء للسيوطي(ص 10 ط القاهرة سنة 1383 ه).

عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.أخرجه الشيخان و غيرهما و له طرق و ألفاظ،ثم ذكر الوجوه المروية تفصيلا.

فمن هؤلاء الاثني عشر؟الذين تنحصر فيهم الخلافة من بعد النبي مباشرة حتى الثاني عشر منهم واضح أن الخلافة السياسية لا تنحصر بعدد خاص إذ أنها ضرورة دائمة في الحياة فما دام هناك حياة فلا بد من قيادة إذا المقصود من الخلافة في الحديث القيادة الروحية و قد تنظم إليها السياسية و هذه القيادة يمكن حصرها في عدد خاص،دون غيرها.

إذا فمن هؤلاء؟و نظرة فاحصة في التاريخ توقفنا على أن هؤلاء ليسوا أصحاب الخلافة بالشورى فإنهم أربعة أشخاص و لا الخلافة الأموية أو العباسية أو الفاطمية أو العثمانية لأنها أكثر عددا من اثني عشر و لا الخليط من الجميع لما قام بينهم من حروب و مطاحنات و سفك دماء.

قال الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة(ص 373 طبعة 1311):(لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء الأربعة من

ص:62

أصحابه لقلتهم عن اثني عشر و لا يمكن حمله على الملوك الأموية لزيادتهم عن اثني عشر)و نقل السيوطي في تاريخ الخلفاء(ص 10 طبعة القاهرة سنة 1383 ه):(إن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق و إن لم تتوال أيّامهم)ثم عدّ منهم الخلفاء الأربعة و الحسن و بعض الأمويين و العباسيين ثم قال السيوطي:(و بقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد.

و قال القاضي روزبهان:(و أما حمله على الأئمة الاثني عشر فإن أريد بالخلافة وراثة العلم و المعرفة و إيضاح الحجة و القيام بإتمام منصب النبوة فلا مانع من الصحة و يجوز هذا الحمل بل يحسن)و هذا الكلام يطابق ما تقوله الشيعة الإمامية تماما في الأئمة الاثني عشر عليه السّلام و التاريخ الإسلامي لم يسجّل أئمة روحيين أفضل من أهل بيت النبوة و موضع الرسالة.و مهبط الوحي و التنزيل-فلا بدّ أن تكون سيرتهم القدوة لمن يريد الصلاح في الدنيا و الفلاح في الآخرة-و هم كالآتي:

1-الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام: ولد 13 رجب23/ ق.ه.

توفي /21رمضان40/ ه.و مرقده في النجف الأشرف.

2-الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام: ولد /5رمضان3/ ه.

توفي /7صفر50/ ه.و مرقده في المدينة المنورة.

3-الإمام الحسين الشهيد عليه السّلام: ولد /3شعبان4/ ه.

استشهد /10محرم61/ و مرقده في كربلاء المقدسة.

4-الإمام علي بن الحسين السجّاد عليه السّلام: ولد /5شعبان/ 38 ه.توفي25/ محرم95/ ه.و مرقده في المدينة المنورة.

5-الإمام محمد بن علي الباقر عليه السّلام: ولد /20رجب57/ ه.

و توفي /8ذي الحجة 114 و مرقده في المدينة المنورة.

6-الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام: ولد /17ربيع

ص:63

الأول80/ ه.توفي /25شوال 148 ه و مرقده في المدينة المنورة.

7-الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام: ولد /7صفر128/ ه.

توفي /25رجب 183 ه.و مرقده في الكاظمية-العراق.

8-الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام: ولد /17ذي الحجة153/ ه.توفي 30 صفر203/ ه.و مرقده في مشهد-إيران.

9-الإمام محمد بن علي الجواد عليه السّلام: ولد /10رجب/ 195 ه.توفي 30 ذي القعدة220/ ه.و مرقده في الكاظمية العراق.

10-الإمام علي بن محمد الهادي عليه السّلام: ولد 15 ذي الحجة214/ ه.توفي /3رجب254/ ه.و مرقده في سامراء العراق.

11-الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السّلام: ولد /4ربيع الثاني231/ ه.توفي /8ربيع الأول260/ و مرقده في سامراء العراق.

12-الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السّلام: ولد /15 شعبان255/ ه.و هو و النبي خضر و الياس عليهم السّلام أحياء بإرادة اللّه و هو على كل شيء قدير و هو المهدي الموعود و الحجة المنتظر.

المهدي المنتظر عليه السّلام:

ليست العقيدة بالمهدي المنتظر عليه السّلام عقيدة مختصة بالشيعة بل هي عقيدة إسلامية يعتقد بها جمهور علماء المسلمين-سنّة و شيعة-و هم يتفقون على أنه من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما-قال ابن حجر في كتابه(الصواعق المحرقة):،(ص 160 طبعة القاهرة سنة 1375 ه).في أحاديث المهدي ما نصه:

(و من ذلك ما أخرجه مسلم و داود و النسائي و ابن ماجه و البيهقي و آخرون:«المهدي من عترتي من ولد فاطمة»و أخرج أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي»-و في رواية-«رجلا من أهل بيتي-يملؤها عدلا كما ملئت جورا»

ص:64

و في رواية لمن عدا الأخير-«لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي-يواطئ اسمه اسمي»)و في هامش الصفحة(163)ما نصه (أحاديث المهدي كثيرة متواترة ألّف فيها كثير من الحفاظ منهم أبو نعيم و قد جمع السيوطي ما ذكره أبو نعيم و زاد عليه في(العرف الوردي في أخبار المهدي)و للمؤلف ابن حجر فيه كتاب المختصر في علامة المهدي المنتظر).

و هذا مما اتفقت عليه كلمة المسلمين و الخلاف-في أنه هل ولد بالفعل؟أم أنه لم يولد بعد؟و جمهور السّنّة على الثاني و الشيعة على الأول و الشبهة الوحيدة التي تعتبر أساس الانكار هي مسألة طول العمر و إن ذلك ممتنع عادة فكيف يعيش الإنسان هذه المدة الطويلة و غيرها من الشبهات راجعة إليها-و قد بالغ بعض المؤلفين في هذه الشبهة حتى اعتبر (المهدوية)يوتيبية في حين أن أشباه ذلك واقع في التاريخ بنص القرآن الكريم و إن ذلك كله واقع تحت قدرة اللّه تعالى الذي على كل شيء قدير.

و قد قال تعالى في نوح النبي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً. [العنكبوت14/]

و قال تعالى في أصحاب الكهف: وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً. [الكهف25/]

و قال تعالى في عزيز النبي: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ؟قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ. [البقرة259/]

تلك هي قدرة اللّه التي تفوق كل قدرة تلك القدرة التي جعلت النبي عيسى عليه السّلام حيا حتى اليوم،قال تعالى فيه: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ. [النساء157/]

ص:65

لهي قادرة أيضا على تطويل العمر أكثر من المتعارف و هو على كل شيء قدير فالمهدي المنتظر عليه السّلام حي بقدرة اللّه كحياة عيسى عليه السّلام إذ ثبت بالدليل و السّنّة الصحيحة-و على الأقل في نظر المعتقد-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا مجال لانكارها إذ هو إما إنكار لقدرة اللّه تعالى أو إنكار للسنة النبوية.

و هذا جمهور المسلمين يعتقدون بحياة النبي الخضر عليه السّلام و هو أكثر عمرا من الحجة عليه السّلام فقد جاء في هامش الصواعق المحرقة(ص 223 طبعة القاهرة سنة 1375)ما نصه:(ذكر النووي في تهذيب الأسماء أن أكثر العلماء مقرين على أن الخضر حي موجود بين أظهرنا و ذلك متفق عليه عند الصوفية و أهل الصلاح و حكاياتهم في رؤيته و الإجتماع به و الأخذ عنه و سؤاله و جوابه و وجوده.المواضع الشريفة و مواطن الخير أكثر من أن يحصى و أشهر من أن يذكر).

و لو غيرنا من كلام النووي إلى قوله(الخضر)بكلمة(الحجة بن الحسن)لكان ما تقوله الشيعة تماما بلا أدنى تفاوت فإن الكلام في(خضر) و(الحجة)واحد إذ كلاهما ثبت بالسّنّة النبوية الصحيحة-و على الأقل من وجهة نظر معتقديها-و الإعتقاد بحياتهما امتداد للإعتقاد بقدرة اللّه تعالى الذي على كل شيء قدير.

و يبقى سؤال جدير بالملاحظة؟هو أن غيبة الإمام تنافي وجوب الإمامة فإن الغرض من نصب الإمام إنما هو بيان أحكام الإسلام و تنفيذها؟ و من هنا نشأ اتهام الشيعة ب(اليوتيبية)و الغيبية البعيدة عن واقع الحياة و لكنه اتهام ظالم-ذلك أن طائفة عاشت برهة طويلة من التاريخ و احتفظت بكيانها-رغم المضايقات-لا يمكنها أن تعيش بدون نظام أو بنظام غير صالح للتطبيق حيث طبق فعلا في هذه الفترة من الزمن(و من الناحية النظرية)هناك نظرية اللطف القائلة بأن(وجوده عليه السّلام لطف و تصرفه لطف آخر و غيبته منا)كما تفصله كتب العقائد راجع الغيبة للنعماني و الغيبة

ص:66

للطوسي و تجريد الإعتقاد لنصير الدين و أخيرا البرهان على وجود صاحب الزمان للسيد الأمين.

و من الناحية العملية-باشرت المرجعية الدينية(الخاصة و العامة)في القيادة الفكرية أداء دورها العملي و حتى ظهور الحجة عليه السّلام.

المرجعية الدينية:

بما أن القيادة الفكرية أمر ضروري في حياة المسلمين و لها مواصفاتها و شروطها المشروحة في الفقه-لذلك لم يخل تاريخ الشيعة في أي دور من الأدوار من مرجع ديني يؤدي مهمته الرسالية الدينية حسب الملابسات و الظروف و لهذه المرجعية دوران(الدور الأول)و يعبّر عنه(الغيبة الصغرى) من سنة 260 ه.إلى 319 ه.و كانت المرجعية لأربعة أشخاص يعبّر عنهم ب(السفراء)و النواب كانت لهم نيابة خاصة عن الإمام عليه السّلام و كان مركزهم بغداد و هم:

1-أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي العمري المتوفى280/ ه.

2-أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد الأسدي المتوفى305/ ه.

3-أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي المتوفى326/ ه.

4-أبو الحسن علي بن محمد الصيمري المتوفى329/ ه.

(الغيبة الثانية):و يعبّر عنها ب(الكبرى)و ابتدأت بوفاة السفير الرابع الصيمري 329 و انتقلت القيادة الدينية إلى المرجعية في الافتاء و الحكم منذ ذلك العهد حتى اليوم استنادا إلى الحديث عن الحجة عليه السّلام(و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة اللّه عليهم).

و أيضا(من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه)و أهم الشروط المعتبرة في شخصية

ص:67

المرجع الديني هي الحياة و العدالة و الإجتهاد و يزيد الأكثر الأعلمية و لا يعتبر الإنتساب إلى النبي اطلاقا فكل من وجدت فيه الشروط عد أهلا للمرجعية و يمكن معرفة المرجع بإحدى الطرق الثلاثة العلم أو شهادة عدلين أو الشياع المفيد للعلم و كثيرا ما تختلف و جهات النظر فيقلد كل فرد بحريته الكاملة من شاء في حدود شروط المرجعية.

و لكن سرعان ما تنصهر المرجعية في شخصية واحدة تعلو بمرور الزمن على الشخصيات الأخرى لعوامل خاصة يكون أهمها المكانة العلمية و الصفات الشخصية و الخدمات الإجتماعية.

و هكذا تعتبر الشيعة الإمامية طائفة إسلامية لها استقلالها الفكري في حدود التشريع الإسلامي تؤمن باللّه ربا و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيا و بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بالكعبة قبلة و بالأئمة الاثني عشر عليهم السّلام أئمة روحيين و سادة و قادة و هم مستودع السنّة النبوية تتسلسل رواياتهم في العقيدة و الشريعة إلى النبي الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هم أهل بيت النبوة و(أهل البيت أدرى بما في البيت)و هذا ما يؤكده الإمام الصادق عليه السّلام بقوله:(حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدي و حديث جدي حديث الحسين و حديث الحسين حديث الحسن و حديث الحسن حديث أمير المؤمنين و حديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قول اللّه عزّ و جلّ)-و هذا ما يشير إليه الشاعر بقوله:

(و وال أناسا قولهم و حديثهم روى جدنا عن جبرئيل عن الباري)

و هكذا نجد أئمة أهل البيت عليهم السّلام يطبقون شريعة اللّه و سنّة جدهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المروية بطرقهم-التي هي أقرب الطرق و من هنا نستنتج القول بأن السنّة النبوية تلازم التشيع فكل من استن بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الصحيحة فهو متشيّع و كل من شايع أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فهو مستن بسنّته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما فرق المسلمين فرقا متناحرة سوى الأطماع و الأهواء و البدع

ص:68

أعاذ اللّه المسلمين شرها (1).

هذا خلاصة مذهب الإمام جعفر الصادق في الأصول الخمسة و هي العقائد الأساسية للمذهب الجعفري.

و هناك عقائد أخرى يرجع إليها و طالب التفصيل يراجع حولها في الكتب الأخرى المذكورة.

أود ان أختم هذا الفصل بعقيدة المذهب الجعفري في آباء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 ه:

باب الاعتقاد في آباء النبي:

قال(ره):«اعتقادنا فيهم أنهم مسلمون من آدم عليه السّلام إلى أبيه عبد اللّه عليه السّلام،و إنّ أبا طالب عليه السّلام كان مسلما و أمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة،و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أخرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم عليه السّلام».و قد روي أن عبد المطلب عليه السّلام كان حجة و أبا طالب عليه السّلام كان وصيه» (2).

أبو طالب:

يشهد التاريخ بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يصله أي ضرر مباشر في حياة عمه أبي طالب لأنه كان يحميه من شر الأعداء و لما توفي عمه أبو طالب توالت أنواع الأذى حتى سمي عام وفاته بعام الحزن،و من هنا حاول الأمويون اتهام أبي طالب بالكفر بالرغم من تلك المواقف المشرفة في الدفاع عن النبي التي لا يمكن ان تصدر من كافر و قد تصدى علماء المذهب الجعفري لبيان الحقيقة في كتب كثيرة منها كتاب ايمان أبي طالب

ص:69


1- 1) شرح الأربعين:ص 36.
2- 2) نصوص الدراسة:ص 83.

المعروف(بالحجة على تكفير أبي طالب)تأليف الإمام شمس الدين ابن علي فخار بن معد الموسوي المتوفى سنة 630 ه تحقيق السيد محمد بحر العلوم مطبعة النهضة بغداد طبع سنة 1384 ه سنة 1965 م.

و ينقل المؤلف أحاديث كثيرة في ايمان أبي طالب بإسناده عن الإمام الصادق ما لفظه:

«...عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصم،عن مسمع كردين عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق،عن آبائه،عن علي عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هبط علي جبرئيل،فقال لي يا محمد:إن اللّه عزّ و جلّ مشفعك في ستة:بطن حملتك،آمنة بنت وهب،و صلب أنزلك،عبد اللّه بن عبد المطلب،و حجر كفلك،أبو طالب،و بيت آواك، عبد المطلب،و أخ كان لك في الجاهلية-قيل:يا رسول اللّه و ما كان فعله؟قال:كان سخيا يطعم الطعام،و يجود بالنوال-و ثدي أرضعك، حليمة بنت أبي ذؤيب (1)


1- 1) ايمان أبي طالب:ص 48.

ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ.

فتأمل هداك اللّه هذه الأخبار،فانها دالة على أن القوم للّه تعالى عارفون،و بوحدانيته مؤمنون (1)(2)2) شيخ الابطح:ص 71.


1- 1) ايمان أبي طالب:ص 55.
2- انتهى. و قال السيد محمد علي شرف الدين في ص 71 من كتابه شيخ الأبطح عن سر التشكيك في إسلامه ما لفظه الآتي: «أجل لم يكن النزاع في هذه المسألة معروفا قبل منازعة الإمام علي عليه السّلام في أمر الخلافة حينما صارت إليه،و الذي اعتقده و يعتقده كل من نظر في التاريخ و السير و الأخبار و أمعن النظر بدقة،أن نزاع المسلمين في الإثبات و النفي في المسألة إنما هو وليد قيام معاوية و زملائه ضد الخلافة العلوية،وليد اسعارهم نيران الحرب و الفتن عداوة لصالح المؤمنين علي عليه السّلام،وليد جهدهم في الليل و النهار في دحض كل فضيلة و مكرمة عنه، و لقد أبت نفوسهم إلاّ التشكيك بعنوان مناقب والد الإمام عليه السّلام و حبيب النبي الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

جزءا جمع فيه شعر أبي طالب،و زعم أنه كان مسلما و مات على الإسلام،و أن الحشويّة تزعم أنّه مات كافرا؛و استدلّ لدعواه بما لا دلالة فيه.انتهى.

و من شعره قوله:

و دعوتني و زعمت أنك صادق و لقد صدقت و كنت قبل أمينا

و لقد علمت بأنّ دين محمّد من خير أديان البريّة دينا (1)(2)2) نصوص الدراسة:ص 288. (3)3) اصدع بأمرك:اجهر بالدعوة لدينك،و يروى فانفذ لأمرك.و الغضاضة-الذلة و المنقصة.


1- 1) خزانة الأدب:2-75.
2- و قد جاءت الأبيات في ديوان شيخ الأباطح أبي طالب جمع أبي هفان عبد اللّه بن أحمد المهزمي رواية عفيف بن أسعد عن عثمان بن جنى تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم كالآتي: و اللّه لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة فكفى بنا دنيا لديك و دينا و دعوتني و زعمت أنك ناصح فلقد صدقت و كنت قبل أمينا و عرضت دينا قد علمت بأنه من خير أديان البرية دينا لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك ضنينا
3- أورد الأبيات برواية أخرى محمد خليل الخطيب في كتابه غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب ص 176 ما لفظه الآتي مع شرح له: و قال يدعو النبي ان يصدع بدعوته

يكرهون من قولك فظن انه خاذله فقال:يا عم لو وضعت الشمس في يميني و القمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره اللّه أو أهلك في طلبه ثم بكى فلما ولى قال:يا بن أخي.امض على أمرك و افعل ما أحببت فو اللّه لا أسلمك لشيء أبدا،و أنشأ الأبيات.

2-لن واقعة في جواب القسم و وقوعها فيه نادر،و أوسّد مجهول وسّدته الشيء:جعلته له وسادة،و المعنى لن يصلوا إليك حتى أموت.

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة و ابشر بذاك،و قرّ منه عيونا (1)

و دعوتني،و زعمت أنّك ناصح و لقد صدقت،و كنت ثمّ أمينا (2)

و عرضت دينا قد علمت بأنه من خير أديان البرية دينا (3)

لو لا الملامة أو حذارى سبّة لوجدتني سمحا بذاك مبينا (4)لا يجد فيه إلاّ الإيمان الخالص من حامي الرسول و كافله حيث يقول:«و لقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا».


1- 1) و ابشر بذاك:افرح به أي بعدم وصولهم إليك أو بظهور أمرك أو بانتفاء الغضاضة عنك أو بالجميع و يكون ذاك اشارة إلى ما ذكر،و قر منه عيونا:طب لأجله نفسا و ارفض ما أحزنك،و بشر و قر من بابي علم و ضرب،و روى ابن جني المصراع الثاني هكذا فكفى بنا دنيا لديك و دينا،و عليه ففيه الأيطاء و هو تكرار القافية قبل مضي سبعة أبيات.
2- 2) زعمت:قلت و روى بدله علمت بضم التاء و ثم اشارة إلى مقام القول و النصح و روى بدله قبل بضم اللام أي قبل هذا.
3- 3) من زائدة عند من يجيز زيادتها في الاثبات أو تبعيضية أي من بعض الأديان الفاضلة و دينا الثاني اما تمييز أو تأكيد للأول.
4- 4) الملامة:العذل و حذارى سبة:خوفها و مسحا:منقادا،و مبينا رواها ابن جنى ضنينا أي سمحا بالإسلام بخيلا بتركه. و من يدرس ديوان أبي طالب

ص:74

الفصل الثاني

اشارة

الفقه الجعفري

من الواضح أن المسلمين في صدر الإسلام كانوا يتلقون الأحكام الإسلامية مباشرة من النبي الأعظم و كل ما بعد الزمان تشعبت الآراء و تعددت المذاهب حتى تولدت مذاهب كثيرة باد منها ما باد.و استمرت مذاهب سائرة اليوم تعرف بالمذهب الجعفري-المالكي-الشافعي-الحنبلي-الأباضي- الزيدي-الحنفي بالإضافة إلى المذاهب البائدة كالمذهب الأوزاعي و الجريري و الظاهري و غيرهم و هذه المذاهب تتفق في أشياء و تختلف في أشياء أخرى و لكن جميعها تتفق على الكعبة هي القبلة و القرآن هو الدستور و هو القرار المنزل من اللّه سبحانه و تعالى على نبيه الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دون نقص أو زيادة و هو الكتاب الموجود بين يدي كل الناس و ذلك لقول اللّه عزّ و جلّ: إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ و ذلك بلا زيادة و لا نقصان و يتفقون على ان النبي الأعظم و هو محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لكن اختلاف هذه المذاهب كانت في تفسير ذلك و عند ما كنت مالكي المذهب تزوجت على المذهب الحنفي و لست أنا وحدي في ذلك فكل زواج حضرته في مصر سواء المالكية أو غيرهم مع ان غالبية مصر شوافع لكن كلهم يتزوجون على المذهب الحنفي و سمعت القاضي في مناسبة عقد قران و حضرت عقود قران كثيرة في أماكن متفرقة داخل مصر و كل مأذون يتزوج بهذا المذهب

ص:75

و هو المذهب الحنفي و ذلك:لأنهم يقولون ان المذهب الحنفي و أبو حنيفة النعمان متساهل جدا في مسائل الزواج و الطلاق و الأحوال الشخصية عامة.

مع ان المالكي متشدد مثلا إذا تفكر في نفسك في طلاق زوجتك تكون طالقة على المذهب المالكي.

و اني أرى إذا كان الإنسان يتبع مذهبا معينا فلا بد ان يتبعه في كل أحكامه و إذا كان يختار كل ما يريد بدون دليل فانه يكون متلاعبا بالدين و على العكس المذهب الجعفري يلتزم في الفتوى أسلوبا خاصا لا يوجد في المذاهب الأخرى للتحري الشديد في الفتوى فإذا كان الفقيه واثقا مائة بالمائة في الحكم الشرعي يذكر فتواه على أسلوب الوجوب مثلا يقول:

تجب الصلوات اليومية و يحرم الخيانة و السرقة و يكره النوم الكثير و تستحب الصدقة و ما شابه و اما إذا قام الاثباتات على الحكم الشرعي و لكن هذه الاثباتات لم تكن مائة في المائة فهو يقول:الأحوط كذا و كذا و يعبر عن هذا بالإحتياط الوجوبي و يعني ذلك ان المكلف يجب ان يعمل بهذا الإحتياط و ان لا يتركه و اما إذا كان الإحتياط يجوز تركه فيعبر عنه بالإحتياط الإستحبابي و هذا انما يكون بعد ان يذكر الفقيه فتواه ثم يقول و الأحوط كذا.أو يقول الأحوط كذا ثم يذكر فتواه كل ذلك للتأكد من تحري الحقيقة في حكم اللّه تعالى الذي سنحاسب عليه إذا لم نلتزم به.

[توضيح بعض المصطلحات التي تبين الإستنباط و الأحكام في الفقه الجعفري]

اشارة

و الفقه الجعفري يستمد و يستنبط أحكامه من القرآن و السنّة و الإجماع و العقل لذلك ينبغي ان نوضح بعض المصطلحات التي تبين هذا الإستنباط و الأحكام في الفقه الجعفري في أمور:

الأمر الأول:الأحكام الشرعية تنقسم إلى خمسة أقسام:

1-الوجوب:

و هو ما يجب فعله و يحرم تركه و المكلف يثاب على فعله و يعاقب على تركه كالصلاة و الصوم و الحج...الخ.

2-الحرمة:

و هو ما يحرم فعله و يعاقب على فعله كالسرقة و الغيبة

ص:76

و التهمة و الكبائر.

3-المستحب أو المندوب:

و هو ما يثاب على فعله و لا يعاقب على تركه مثل الصدقة و الإحسان و النوافل.

4-المكروه:

و هو ما لا يعاقب على فعله و تركه أفضل كزيادة النوم من دون حاجة إليه.

5-المباح:

و هو ما يجوز فعله و تركه و كلاهما على حدّ سواء عند اللّه تعالى.

و كل فعل يصدر من إنسان مسلم لا يخرج عن هذه الخمسة و إذا شك في احدها تسمى الشبهة الحكمية.

الأمر الثاني:هناك ثلاث طرق لمعرفة تلك الأحكام الخمسة هي:

اشارة

1-الإجتهاد.

2-التقليد.

3-و الإحتياط.

قال في شرح الأربعين ما لفظه الآتي:

إن معرفة الأحكام الشرعية-على الوجه الصحيح-إنّما يكون باجتهاد أو تقليد أو احتياط ذلك إنّ الإنسان في حياته لا بدّ له إما من اختصاص أو تلمّذ أو حذر فلا يجوز معالجة المريض إلاّ للطبيب الأخصائي أو من يعمل بإرشاد الطبيب و فيما إذا فقد فاللازم الوقاية و الإحتياط حتى لا يزداد المريض سوءا كذلك بالنسبة إلى الأحكام الشرعية:فلا بدّ من تحصيلها بإحدى الطّرق الآتية و بدونها يكون العمل باطلا و هي:

1-الإجتهاد:

و هو معرفة الأحكام الشرعيّة عن أدلّتها من القرآن و السّنّة و الإجماع و العقل و هذا لا يتيسّر إلاّ لمن اختصّ بالإستنباط.

2-الإحتياط:

و هو العمل بما يتيقّن سقوط التكليف الشرعي و اليقين

ص:77

بالعمل بالواجب كتكرار الصلاة فيما إذا شكّ بين القصر و التمام و هذا أيضا لا يتيسّر بل قد يستلزم العسر و الحرج.

3-التقليد:

و هو تطبيق العمل على رأي المجتهد الواجد لشرائط المرجعيّة و هذا هو المتيسّر لعامة النّاس فيجب على المشهور تقليد المجتهد الأعلم الحيّ و لا يجوز تقليد الميّت ابتداء و قد أباحت روايات أهل البيت عليهم السّلام التقليد في الافتاء و القضاء فقد روى الشيخ الكليني في الكافي عن الحجّة عليه السّلام قوله:(من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه) (1).

الأمر الثالث: [حول كلمة المرجع]

حيث ان الإجتهاد عملية تستغرق جهدا كثيرا و اضطلاعا تاما على كثير من العلوم الإسلامية فيجوز تقليد لمن له الكفاءة و يسمى هذا(بالمرجع)و تعني كلمة المرجع الرجوع إليه في المسائل الشرعية و المرجع المجتهد يصدر فتواه في كتاب خاص لعمل يقلده يسمى (بالرسالة العملية)ليسير عليه مقلدوه في الإستنباط و أهم الشروط المعتبرة في المرجع ان يكون على قيد الحياة فلا يجوز تقليد الميت ابتداء و ان يكون أعلم فلا يجوز تقليد من دونه في العلم و ان يكون عادلا فلا يجوز تقليد الفاسق و الظالم مهما بلغ من العلم.

و يعرف المجتهد باحدى الطرق الثلاث التي يعرف بها الشبهة الموضوعية و هي العلم الشخصي أو شهادة عدلين أو الشياع المفيد للعلم و كل شبهة في غير الأحكام الشرعية تسمى(الشبهة الموضوعية)كالإختلاف على شيء تراه أمامك و لا يكون من الأحكام الفقهية.

الأمر الرابع:كيفية استنباط الأحكام في الفقه الجعفري.

اشارة

ان المجتهد المرجع لا يمكن ان يكون مجتهدا حتى يتقن اتقانا تاما خمس علوم و كل ما يتوقف عليها عن العلوم كالعربية و النحو و الصرف

ص:78


1- 1) شرح الأربعين:ص 59.

و المنطق و هذه العلوم الخمسة هي:

1-علم آيات الأحكام من علوم القرآن: لمعرفة دلالة آيات القرآن الكريمة في موضوع الفقه من المجمل و المتن و الناسخ و المنسوخ و العام و الخاص و المحكم و المتشابه و المطلق و المفيد و ما شابه ذلك.

2-علم الحديث: و ذلك لمعرفة كتب الحديث المعتبرة في الفقه و علم دراية الحديث لمعرفة صحة الحديث من الصحيحة و الضعيفة و أقسامها و من تقبل روايته و من ترد و ما شابه ذلك.

3-علم الرجال: لمعرفة أحوال الرواة و طبقاتهم و ما يصل به مما يحصل من معرفة الثقاة من الرواة و المجهولين و الضعفاء و ما شابه ذلك.

4-علم الفقه: و كتبه منذ بداية التدوين لمعرفة الاجماعات في كل مسألة من المسائل الشرعية.

5-علم أصول الفقه: لمعرفة حجية كل ما يعتبر حجة في الفقه من الكتاب و السنّة و الإجماع و العقل و لا يمكن في الفقه الجعفري الاستغناء عن هذه العلوم و قد كتب علماء المذهب كتبا كثيرة فيها نحاول الإشارة إلى أهمها.

و لمزيد من التفصيل حول الكتب على المذهب الجعفري في مختلف العلوم يراجع:

1-كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة:تأليف محمد محسن نزيل سامراء طبعة سنة 1355 النجف و هذا الكتاب خمسة و عشرون مجلدا و هذه المجلدات فقط تذكر كتّاب و مؤلفين للمذهب الجعفري.

1-علم آيات الأحكام

القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي و في الفقه الجعفري الشيعي خمسمائة آية من القرآن الكريم في الفقه و يتناولها بالدراسة كتب التفسير بالإضافة إلى مؤلفات خاصة و منها:

ص:79

1-فقه القرآن:لقطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي المتوفى 573 ه.المطبعة العلمية قم سنة 1397 ه.

2-تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن:تأليف المولى الأردبيلي للسيد محمد بن إبراهيم التبريزي القزويني المتوفى سنة 1149 ه.

3-تفسير الأفهام في تفسير آيات الأحكام:للسيد محمد علي بن محمد بن حامد النيشابوري الكندري المتوفى سنة 1260.

4-كنز العرفان في فقه القرآن:للشيخ الإمام شرف الملة مقداد السيوري الحلي المتوفى سنة 826 طبع سنة 1315 ه.

5-مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام:للشيخ جواد بن سعد اللّه بن جواد البغدادي الكاظمي المتوفى ص 377 الذريعة ج 20 من مخطوطات الكتاب.

6-معارج السؤول في مدار المأمول:لكمال الدين بن حسن الأسترآبادي النجفي.

7-نثر الدرر الأيتام في تفسير آيات الأحكام:للشيخ علي شريعتمداري الاسترابادي الذريعة ص 52 الجزء 24.

8-مفاتيح الأحكام في شرح آيات الأحكام:للسيد محمد بن سراج الدين الطباطبائي القهبائي المتوفى 1092 راجع الذريعة ص 299 الجزء 21.

9-النهاية في تفسير الخمسمائة آية:لفخر الدين أحمد بن

ص:80

عبد اللّه بن سعيد البحراني الذريعة ص 302 الجزء 24.

10-منهاج الهداية في تفسير آيات أحكام الخمسمائة:للشيخ جمال الدين أحمد بن نوح البحراني الذريعة ص 180 الجزء 23.

11-قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر:للشيخ أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري النجفي المتوفى 1151 ه طبعة 1327 ه.

12-زبدة البيان في براهين أحكام القرآن و تفسير بيان أحكام القرآن:للمولى أحمد بن محمد الاردبيلي المتوفى صفر سنة 993 ه.

طبعة طهران 1355 ه.

و لا يستغني الفقيه من مراجعة كتب التفسير في المذهب الجعفري و التي منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-التبيان:للشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 ه عشر مجلدات طبع سنة 1376 ه.

2-مجمع البيان:للشيخ الطبرسي القرن السادس خمس مجلدات طبع بيروت سنة 1379 ه.

3-الميزان:السيد الطباطبائي 20 مجلد طبع بيروت و إيران.

2-علوم الحديث
اشارة

الحديث هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد كتاب اللّه الكريم لدى مختلف المذاهب الإسلامية.و كذلك اتفقت الكلمة على أن الحديث ينقسم إلى أقسام منها:

الصحيح،و الموثق،و الحسن،و الضعيف.

فقد تواتر قول الرسول عليهم السّلام في عصر الرسالة:

«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

و كذلك اهتم علماء المسلمين بعلم الجرح و التعديل لتمييز أقسام

ص:81

الحديث المذكورة و ألّفوا فيه كتبا كثيرة أهمها عند الشيعة:«الرعاية في علم الدراية»لزين الدين الشهيد655/ ه.

الأصول الأربعمائة:

و في القرن الثاني الهجري دوّن كثير من الرواة أحاديث رووها عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام و خاصة الإمام الصادق عليه السّلام حيث ارتفع الضغط السياسي عن الأئمة عموما في فترة انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين.

و في هذا العصر:دونت أربعمائة رسالة عرفت:ب«الأصول الأربعمائة».راجع دائرة المعارف الشيعية ج 5 طبعة بيروت.

الكتب الأربعة:
اشارة

ثم صنّف ثلاثة من علماء المذهب كتبا في الحديث عرفت ب(الكتب الأربعة)اعتمدوا في تأليفها على تلك الأصول و«الجوامع»و حسن تبويبها، و بقيت الكتب الأربعة-هذه-موضع الدراسة و العناية في مدارس الشيعة مدة طويلة من الزمن-و حتى اليوم-و اهتم بها من تأخر عنهم شرحا و تعليقا.

1-كتاب الكافي:

تأليف:الشيخ محمد بن يعقوب الكليني البغدادي المتوفى سنة 328 ه.

قال في تاج العروس«في مادة كلان»ما نصه:

«أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني من فقهاء الشيعة،و رؤوس فضلائهم في أيام المقتدر،و يعرف أيضا بالسلسلي لنزوله درب السلسلة ببغداد».

ص:82

و قد حدّث بدرب السلسلة سنة 327 ه.

و كما حدّث بصور.طبع الكتاب في 8 مجلدات بطهران 381.

2-من لا يحضره الفقيه:

تأليف الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 هج.

قال العلاّمة الحلي:

«شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان ورد بغداد سنة 355 ه و سمع منه شيوخ الطائفة،و هو حدث السن كان جليلا،حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال،ناقلا للأخبار،لم ير في القميين مثله في حفظه،و كثرة علمه،له نحو من ثلاثمائة مصنف مات بالري سنة 381 ه طبع في 4 مجلدات في مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت تحقيق حسين الأعلمي 1406 ه-1986 م.

3-تهذيب الأحكام:

تأليف:شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه.

قال العلامة الحلي:

«شيخ الإمامية و رئيس الطائفة،جليل القدر عظيم المنزلة،ثقة، عين،صدوق،عارف بالأخبار،و الرجال،و الفقه،و الأصول، و الكلام،و الأدب،و جميع الفضائل تنسب إليه.طبعة النجف الأشرف 1378 10 مجلدات.

ص:83

4-الإستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار.

تأليف:الشيخ الطوسي أيضا و قد تقدمت ترجمته موجزة.

و هذا الكتاب كما وصفه شيخنا العلاّمة بقوله:

«هو أحد الكتب الأربعة،و المجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الإثنى عشرية.مشتمل على عدة كتب»:

الإستبصار:غير أن هذا مقصور على ذكر ما اختلف فيه من الأخبار و طريق الجمع بينها و التهذيب جامع للخلاف و الوفاق».طبعة النجف الأشرف 1375 في أربعة مجلدات.

الجوامع المتأخرة:

و تلتها«الجوامع المتأخرة»التي تعتبر بمثابة دائرة معارف تتضمن المعارف الشيعية بنصوص الروايات المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام مما في الكتب الأربعة و غيرها.

و قد اعتنى بالتأليف في هذا الصدد جمع من أعلام الشيعة كل بأسلوبه الخاص،و أشهرها ثلاثة:

الأول:كتاب«وسائل الشيعة إلى تحصيل أحكام الشريعة»:

للشيخ محمد بن الحسن،الشهير ب«الحر العاملي»المتوفي عام 1104 ه.

الثاني:«الوافي»:تأليف الشيخ محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني المتوفى 1091 ه و ألّف بعده كتاب«النوادر»الذي يعتبر كالمستدرك عليه.

الثالث:«بحار الأنوار»:تأليف شيخ الإسلام محمد باقر المجلسي

ص:84

المتوفي 1111 ه.

الرابع:«جامع أحاديث الشيعة»:تأليف السيد حسين البروجردوي المتوفى 1381 ه في 17 مجلدا طبعة قم 1410 ه.

و المهم انه يجب ان تدرس الحديث و تناقش على أصول مدروسة في كتب علم الدراية و منها دراية الحديث للمؤلف زين الدين علي الشهيد الثاني العاملي و منها نصوص الدراسة و مقباس الهداية للشيخ عبد اللّه المامقاني طبعة النجف الأشرف(و أيضا)لكل محدث من علماء أهل البيت سلسلة اسناد متصل من نفسه إلى رسول اللّه يحتفظون بأسانيدهم إلى الكتب و مؤلفيها و من ثم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تبركا و تيمنا و تسمى بالاجازات و فيها كتب مصنفة كثيرة منها:

1-الاسناد المصفى إلى آل المصطفى:تأليف محمد محسن الطهراني آغا بزرك طبعة النجف سنة 1356 ه.

2-ثبت الاثبات في سلسلة الرواة:للسيد عبد الحسين شرف الدين.

3-اجازة الحديث:تأليف محمد حسين الجلالي تقديم الأستاذ سعيد أيوب مطبعة دار المنار شبر الخيمة القاهرة سنة 1402 ه.

و أضرب مثالا في ذلك جلست بجانب عالم أهل البيت مولانا السيد الجلالي حفظه اللّه و أراني كيف يروي الحديث منه متصلا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أراني مثالا التسلسل في الحديث من إسناده.و عند ما حسبت واسطته في الاسناد كانت سبعة و ثلاثون واسطة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وجدت أن عدد السبعة و ثلاثون رجل الذين روى عنهم هم عدد آبائي إلى الإمام علي عليه السّلام.

3-علم الرجال الرواة

علم الرجال هو من أهم ما يبتني عليه علم الفقه و تعريفه هو القواعد التي يمكن ان يعرف بها حال الراوي و موضوعه هو الراوي للحديث.

ص:85

راجع الوجيز في علم الرجال تأليف الشيخ المشكيني سنة 1359 ه مطبعة الأعلمي بيروت لبنان.

أهم مصادر علم الرجال هي في المذهب الجعفري هي:-

1-رجال النجاشي:للشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي النجاشي المتوفى سنة 450 ه منشورات مكتبة الداوري تحقيق محمد هادي اليوسفي طبعة سنة 1397 ه.

2-كتاب الفهرست:للطوسي المتوفى سنة 460 ه المطبعة الحيدرية النجف سنة 1380 ه سنة 1961 م.

3-من رجال ابن الخضائري:بخط السيد الجلالي عن نسخة مؤرخة سنة 1363 ه عن نسخة مؤرخة سنة 673 ه.

4-رسالة ابن غالب الرازي في ذكر آل أعين:تأليف أبي غالب الرازي المتوفى سنة 368 ه و تكملتها لأبي عبد الله الغضائري المتوفى سنة 411 ه تحقيق السيد محمد رضا الحسني طبعة سنة 1411 ه.

5-كتاب معالم العلماء:تأليف رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المتوفى سنة 588 ه مطبعة فردين سنة 1353 ه تحقيق عباس أقبال.

6-كتاب الرجال:لتقي الدين الحسن بن علي الحلي المولود سنة 647 ه المتوفى بعد سنة 707 ه حققه و قدمه العلاّمة محمد صادق آل بحر العلوم المطبعة الحيدرية النجف سنة 1392 ه سنة 1972 م

7-رجال العلاّمة الحلي:تأليف الحسن بن يوسف بن علي المطهر الحلي المولود سنة 648 ه المتوفي سنة 726 ه المطبعة الحيدرية النجف سنة 1381 ه سنة 1961 م.

8-كتاب الرجال:لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي المتوفى سنة 280 ه طبعة طهران.

ص:86

9-تكملة الرجال:تأليف العلاّمة المحقق الشيخ عبد النبي الكاظمي رحمه اللّه المتوفى سنة 1256 ه تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم مطبعة الآداب النجف الأشرف.

10-رجال السيد بحر العلوم:المعروف(بالفوائد الرجالية)تأليف محمد المهدي بحر العلوم الطباطبائي مكتبة العلمية النجف الأشرف.

11-جامع الراوة و ازاحة الاشتباهات عن الطرق و الاسناد:تأليف محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري المتوفى سنة 1101 ه.

12-تنقيح المقال في أحوال الرجال:تأليف الشيخ عبد اللّه المامقاني طبعة حجرية في ثلاث مجلدات كبار سنة 1349 ه طبعة النجف الأشرف.

13-قاموس الرجال:تأليف الشيخ محمد تقي التستري مطبعة المصطفوي احدى عشر مجلد طبع عام 1379 ه.

14-معجم رجال الحديث:للسيد أبو القاسم الخوئي مطبعة الآداب النجف الأشرف سنة 1390 ه سنة 1970 م و يضم ثلاث و عشرون مجلدا و المؤلف هو كبير علماء أهل البيت في النجف الأشرف.

4-أصول الفقه

علم أصول الفقه:و هو القواعد الممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية و أقدم نص يحتفظ به في أصول الفقه الجعفري هو كتاب:

1-التذكرة بأصول الفقه:المستخرجة من كتاب الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه استخرجه تلميذه الشيخ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى سنة 449 ه في كتابه كنز الفوائد ص 187 طبعة حجرية و فيها يقول ما لفظه:

اعلم ان أصول الأحكام الشريعة ثلاثة أشياء كتاب اللّه سبحانه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أقوال الأئمّة الطّاهرين من بعده صلوات اللّه عليهم و سلامه

ص:87

و الطرق الموصلة إلى علم المشروع في هذه الأصول ثلاثة:

احداها العقل:و هو سبيل إلى معرفة حجيّة القرآن و دلائل الأخبار.

و الثاني اللّسان:و هو السبب إلى المعرفة بمعاني الكلام.

و ثالثها الأخبار:و هي السّبيل إلى اثبات أعيان الأصول من الكتاب و السّنة و أقوال الأئمة عليهم السّلام.

2-الذريعة إلى أصول الشريعة:تأليف السيد المرتضى علم الهدى المتوفى سنة 436 ه تحقيق الدكتور أبو القاسم كرجي طبعة سنة 1346 ه.

3-عدة الأصول:تأليف الشيخ أبو جعفر الطوسي طبعة بومباي سنة 1314 ه.

4-معارج الأصول:تأليف المحقق الحلي جعفر بن حسن بن سعيد الهذلي المتوفى سنة 676 ه اعداد محمد حسين الرضوي مطبعة سيد الشهداء إيران سنة 1403 ه.

5-مبادىء الأصول:تأليف أبي منصور الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر الحلي المتوفى سنة 726 ه من نصوص الدراسة ص 476.

6-القواعد و الفوائد:للشهيد السعيد محمد بن جمال الدين مكي العاملي المتوفى سنة 786 ه مكتبة الداوري قم.

7-معالم الدين و ملاذ المجتهدين:تأليف جمال الدين بن الحسن بن زين العابدين العاملي المتوفى سنة 1011 ه طبع مؤسسة النشر الإسلامي سنة 1046 ه.

8-قوانين الأصول:لميرزا أبو القاسم الجيلاني المتوفى سنة 1231 ه طبعة حجرية عام 1211 ه.

9-هداية المسترشدين في شرح معالم الدين:للشيخ محمد تقي الأصفهاني المتوفى سنة 1248 ه طبعة حجرية.

ص:88

10-كتاب الأصول في الفصول:تأليف محمد حسين الأصفهاني المتوفى سنة 1261 ه طبعة سنة 1346 طبعة حجرية.

11-كتاب الرسائل:تأليف الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281 ه طبعة المصطفوي سنة 1374 ه.

12-مطارح الأنظار:تأليف الشيخ أبو القاسم كلانتري المتوفي سنة 1291 ه طبعة حجرية سنة 1308 ه.

13-بدائع الأفكار:تأليف ميرزا حبيب اللّه الرشتي المتوفى سنة 1362 طبعة حجرية عام 1313 ه.

14-قوامع الفصول:للشيخ محمود بن جعفر العراقي المتوفى سنة 1308 طبعة حجرية سنة 1305.

15-مفاتيح الأصول:تأليف السيد محمد الطباطبائي المتوفى عام 1242 ه طباعة حجرية سنة 1329 ه.

16-بحر الفوائد في شرح الفرائض:للمرحوم الحاج محمد حسن الأشتياني طبعة أوفست سنة 1403 ه المتوفى سنة 1319 ه.

17-تشريح الأصول:للشيخ علي النهاوندي المتوفى سنة 1322 ه طبعة حجرية سنة 1320 ه.

18-كفاية الأصول:تأليف الشيخ محمد كاظم الخراساني المتوفي سنة 1329 ه طبعة حجرية سنة 1363 ه.

19-أجود التقريرات:لميرزا حسين النائيني المتوفى سنة 1355 ه.

20-مقالات الأصول:للشيخ ضياء الدين العراقي المتوفى سنة 1361 طبعة النجف سنة 1358 ه.

21-بدائع الأفكار:للشيخ ميرزا هاشم الآملي تقرير الشيخ ضياء

ص:89

العراقي المطبعة العلمية النجف سنة 1370 ه.

22-بحوث في الأصول:تأليف الشيخ محمد حسين الأصفهاني المتوفى سنة 1361 ه طبع سنة 1409 ه.

23-حقائق الأصول:للسيد محسن الحكيم المتوفى سنة 1390 ه طبعة النجف سنة 1372 ه.

24-منتهى الأصول:للسيد ميرزا حسن البجنوردي طبعة النجف سنة 1379 ه.

25-محاضرات في أصول الفقه تقرير السيد أبو القاسم الخوئي:

تأليف محمد إسحاق الفياض طبعة سنة 1382 النجف.

26-تهذيب الأصول تقرير السيد روح اللّه الخميني:تأليف الشيخ جعفر السبحاني طبعة قم سنة 1373 ه.

27-المعالم الجديدة:تأليف محمد باقر الصدر طبعة النجف سنة 1385 ه.

5-علم الفقه:

و هو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية و أهم كتبه و هي:

1-المقنعة:للشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد طبعة حجرية سنة 1011 ه.

2-كتاب الإنتصار:تأليف السيد المرتضى علم الهدى أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي المتوفى سنة 436 ه المطبعة الحيدرية النجف سنة 1391 ه سنة 1971 م.

3-النهاية في مجرد الفقه و الفتوى:تأليف الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه و له أيضا كتاب الخلاف

ص:90

و المبسوط و غيرهما.

4-السرائر الحاوي لمجرد الفتاوى:للشيخ أبي جعفر محمد بن منصور الحلي المتوفى سنة 598 ه طبعة قم سنة 1410 ه.

5-الوسيلة إلى نيل الفضيلة:تأليف عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي من علماء القرن السادس الهجري تحقيق عبد العظيم البكاء مطبعة الآداب النجف الأشرف سنة 1399 ه سنة 1979 م.

6-المقنع و الهداية:للشيخ الصدوق محمد بن بابويه المتوفى سنة 381 ه مطبوع في طهران سنة 1377 ه بالمطبعة الإسلامية.

7-شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام:تأليف المحقق الحلي المتوفى سنة 676 ه مطبعة الآداب النجف سنة 1389 ه سنة 1969 م.

8-تذكرة الفقهاء:تأليف الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي المتوفى سنة 626 ه طبعة النجف سنة 1375 و له أيضا تبصرة المتعلمين في نصوص الدراسة ص 498 و القواعد و التحرير و الإرشاد كلها مطبوعة.

9-الدروس الشرعية في فقه الأمامية:تأليف أبي عبد اللّه محمد بن مكي العاملي المتوفى سنة 786 ه مطبعة قم سنة 1265 ه و له أيضا كتاب الذكرى و القواعد كلها مطبوعات.

10-شرح اللمعة:تأليف الشهيد الثاني علي بن زيد الدين العاملي المتوفى سنة 966 طبعة حجرية سنة 1309 ه و له كتاب المسالك و روض الجنان مطبوعات.

11-جامع المقاصد:تأليف علي بن الحسين الكركي المتوفى سنة 940 ه طبعة سنة 1408 ه.

12-الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة:تأليف الشيخ

ص:91

يوسف البحراني المتوفى سنة 1186 طبع سنة 1363 ه النجف.

13-جواهر الكلام:للشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة 1266 ه مطبعة النجف سنة 1377 ه(4 مجلد).

14-رياض المسائل:للسيد علي الطباطبائي المتوفى سنة 1234 ه مطبوعة سنة 1298 ه طبعة حجرية.

15-كتاب المناهل:للمجاهد السيد محمد الطباطبائي المتوفى سنة 1242 ه.

16-ذخيرة المعاد في شرح الارشاد:لمحمد باقر السبزواري.

17-مشارق الشموس في شرح الدروس:للعلاّمة حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري طبع حجري سنة 1112 ه.

18-كتاب الطهارة:للشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281 ه طبع سنة 1298 ه.

19-مناهج المتقين في فقه أئمة الحق و اليقين:تأليف الشيخ عبد اللّه المامقاني طبعة حجرية سنة 1329 ه.

20-مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة:للسيد محمد جواد الحسيني العاملي المتوفى سنة 1226 ه طبع المطبعة الرضوية بمصر لصاحبها الحاج محمد علي رضا سنة 1324 ه.

21-مجمع الفائدة و البرهان في شرح ارشاد الأذهان:للشيخ أحمد الأردبيلي المتوفى سنة 993 ه طبع في سنة 1402 ه.

22-العروة الوثقى فيما تعم به البلوى:تأليف العلاّمة محمد كاظم الطباطبائي اليزدي توفى سنة 1337 ه طبعة مطبعة دار السّلام بغداد سنة 1330 ه.

23-مستمسك العروة الوثقى:أربع عشر مجلد طبعة سنة 1384 ه

ص:92

طبع النجف للسيد محسن الحكيم المتوفى سنة 1390 ه و له أيضا منهاج الصالحين.

24-القواعد الفقهية:للسيد ميرزا حسن الموسوي البجنوردي المتوفى سنة 1395 ه طبعة النجف سنة 1389 ه سنة 1969 م و له تعليق على العروة الوثقى طبعة عام سنة 1385 ه.

25-تحرير الوسيلة:السيد روح اللّه الموسوي الخميني المتوفى سنة 1409 ه طبع النجف سنة 1390 ه و له أيضا كتاب تعليق على العروة الوثقى طبع سنة 1380 ه.

26-التنقيح تقرير السيد الخوئي:تأليف الميرزا علي التبريزي طبعة النجف سنة 1378 ه و له أيضا مباني تكملة المنهاج طبعة سنة 1975 م و له أيضا التعليق علي العروة الوثقى الطبعة الرابعة سنة 1400 ه و له أيضا منهاج الصالحين(العبادات)و(المعاملات)و له أيضا المسائل المنتخبة طبعة بيروت سنة 1406 ه و له أيضا الأحكام الشرعية طبعة سنة 1395 ه أورد في هذا الكتاب رسالة الأحكام الشرعية التي كتبها الشهيد السيد محمد تقي الجلالي و ألّفها حسب فتاوى استاذه المرجع كبير علماء أهل البيت في النجف الأشرف السيد أبو القاسم الخوئي المتوفى سنة 1413 ه و اقتصر على ما به الحاجة الماسة في حياتنا اليومية مع بعض التغيير و التوضيح.

قال رحمه اللّه:

فروع الدين:

اشارة

و هي العبادات و المعاملات و الأخلاق و الآداب و غيرها من الأحكام الشرعية التي لا بدّ من الإلتزام بها.

و نذكر شيئا من مهماتها في هذا الكتيب ضمن فروع:

الفرع الأول:في تعداد فروع الدين:

ص:93

فروع الدين كثيرة،و أهمها:

الصلاة،الصوم،الحج،الخمس،الزكاة،الجهاد،الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،التولي للنبي و آله،التبري من أعدائهم.

الفرع الثاني:في العمل بفروع الدين:

لا بد أن يكون العمل بفروع الدين مستندا إلى أحد الأمور الثلاثة:

1-الإجتهاد.

2-الإحتياط.

3-التقليد.

الفرع الثالث:في شروط المقلّد-مرجع التقليد-يشترط في مرجع التقليد:البلوغ،العقل،الإيمان،الذكورة،الإجتهاد،العدالة،طهارة المولد،أن لا يقل ضبطه عن المتعارف،الحياة فلا يجوز تقليد الميت ابتداء.

و قبل البدء بكتاب الصلاة لا بد من تقديم أحكام الطهارة.

كتاب الطهارة:
اشارة

الفرع الرابع:في أقسام المياه و أحكامها و فيه مسائل:

1-الماء قسمان:مطلق و مضاف.

الماء المطلق:ما لم يقيد بشيء،و المضاف ما قيد به كماء الرمان.

2-الماء المطلق على أقسام:

أ-الكر:ما كان كل من طوله و عرضه و عمقه ثلاثة أشبار و مجموعه 27 شبرا،أو كان وزنه-377 كيلو غرام تقريبا.

ب-المطر حين نزوله.

ص:94

ج-البئر و النزيز(النز)و شبههما مما له مادة و لا يجري.

د-الجاري عن مادة كالأنهار و العيون.

ه-الماء القليل:ما كان مطلقا غير الكر و المطر و البئر و الجاري.

و هو ما لم يكن بحجم الكر.

3-الماء القليل يتنجس بملاقاة النجس أو المتنجس و أما غيره من الأقسام المذكورة فلا يتنجس الملاقاة إلاّ أن يتغير طعمه أو لونه أو رائحته بالنجس.

4-الماء المضاف طاهر بنفسه لكنه لا يطهّر بل يتنجس بملاقاة النجس و لو كان كثيرا.

الفرع الخامس:في النجاسات و هي عشرة:

البول،الغائط،المني،الميتة،الدم،الكلب،الخنزير، المسكر،الفقاع(البيرة)،الكافر،و إليك تفصيلها.

الأولان:البول و الغائط،نجسان من الحيوان بشروط ثلاثة:

1-كونه ذا نفس سائلة (1)ففضلات السمك و شبهه طاهرة.

2-كونه محرم اللحم كالهر و الموطوء و الجلاّل.

3-أن لا يكون طيرا فبول و ذرق الطيور طاهران حتى لو كانت ذات نفس سائلة 1و حرم أكلها كالخفاش و الطاووس.

الثالث:المني من حيوان ذي نفس سائلة و ان حل لحمه.

الرابع:الميتة من حيوان ذي نفس سائلة 1و ان حل لحمه بالتذكية فميتة ما لا نفس له طاهرة كالوزغ و العقرب و السمك و نحوها،و بحكم الميتة الجزء المبان من الحي إذا كان مما تحله الحياة فالشعر و القرن

ص:95


1- 1) النفس السائلة:الدم الشاخب من الحيوان عند الذبح ينزل على دفعات قوية.

و شبههما مما لا تحله الحياة المنفصل عن الميتة طاهر،و كذا القشور حرارة و البثور و الفالول المنفصلة عن الحي طاهرة.

الخامس:الدم من حيوان ذي نفس سائلة و ان حل لحمه كالشاة فدم السمك و البرغوث و شبههما طاهر.

السادس و السابع:الكلب و الخنزير البريان و كل جزء منهما نجس حتى ما لا تحله الحياة منهما كالشعر،أما البحريان فطاهران.

الثامن:المسكر المائع بالأصل كالخمر(دون الجامد).

مسألة:الاسبرتو طاهر و كذا العصير العنبي حتى لو غلا لكنه حرام الشرب.

مسألة:عصير الزبيب و الكشمش و التمر ليس بنجس و لا يحرم لو غلى فيجوز وضعها في المطبوخات كالمرق و الطبيخ.

التاسع:الفقاع و هو البيرة.

العاشر:الكافر و هو من لا دين له أو له دين غير الإسلام أو مسلم أنكر ضروريا و جمع إلى انكار الرسالة كالملحد و الكافر الأصلي(الحربي و الذمي)و المرتد و الخارجي و الغالي و الناصب و غيرهم.

و أما الكتابي فالأحوط الإجتناب عنه.

مسألة:عرق الجنب من الحرام و عرق الحيوان الجلاّل طاهران، لكن لا تجوز الصلاة معهما.

الفرع السادس:مسائل في النجاسات:

1-الجلود و اللحوم و الشحوم المستوردة من خارج البلاد الإسلامية محكومة بحرمة الأكل و اللبس في الصلاة ما لم تحرز التذكية نعم:إحتمالها كاف في جواز الشراء و البيع(بشرط إخبار المشتري بالحال-إن لم يعلم) و الحكم بالطهارة(فملاقيها برطوبة في المرق و غيره طاهر و يجوز أكله و ان

ص:96

حرم أكل نفس اللحم و الشحم).

2-لا بأس بسائر الأشياء المشكوكة الطهارة المستوردة من خارج البلاد الإسلامية فيحكم عليها بالطهارة و حلية الأكل و الصلاة معها.

3-تثبت النجاسة بالعلم و بشهادة العدلين و بأخبار ذي اليد بل مطلق الثقة.

4-يحرم أكل النجس و شربه و يجوز الإنتفاع به فيما لا يشترط فيه الطهارة.

5-لا يجوز بيع الميتة و الخمر و الخنزير و الكلب غير كلب الصيد و لا بأس ببيع غيرها من الأعيان النجسة و المتنجسات إذا كانت لها منفعة محللة عند العقلاء.

6-يحرم تنجيس المساجد و أجزائها و آلاتها و بنائها و فراشها و إذا تنجس شيء منها وجبت المبادرة إلى تطهيرها.

7-يلحق بالمساجد المصحف الشريف و المشاهد المشرفة و تربة الحسين و الرسول و سائر الأئمة عليهم السّلام المأخوذة للتبرك.

الفرع السابع:المطهرات ثلاثة عشر:

الماء،الأرض،الشمس،الإستحالة،الانقلاب،ذهاب الثلثين، الإنتقال،الإسلام،التبعية،زوال العين،غياب المسلم،استبراء الحيوان،خروج الدم من الذبيحة،و إليك تفصيلها:

1-الماء

طاهر و مطهر لكل نجس بعد زوال عين النجاسة.و بالماء المعتصم (1)بل القليل تكفي غسلة واحدة بعد زوال عين النجاسة لجميع النجاسات،سوى الموارد التالية:

ص:97


1- 1) المراد بالمعتصم ماء المطر و البئر و الجاري و الكر.

1-الإناء المتنجس بغير الخمر يغسل بالماء القليل ثلاث مرات، و بالماء المعتصم تكفي مرة واحدة.

2-الإناء المتنجس بالخمر فانه يغسل ثلاث مرات سواء بالماء المعتصم أو القليل.

3-الثوب إذا تنجس بالبول غسل مرتين بالماء القليل أو الكر، و تكفي مرة واحدة بالجاري.

و لا بد من الدلك حين الغسل،أو العصر و لو بعد الغسل و الأحوط:

الغسل مرتين بالقليل لكل متنجس بالبول سواء البدن و غيره.

4-في شرب الخنزير و موت الجرذ(العرسة).الغسل سبع مرات سواء بالماء المعتصم أو القليل.

5-إذا ولغ الكلب في الإناء لا بد من غسله بالتراب الممزوج بالماء أولا ثم غسله بالماء القليل مرتين،أو بالمعتصم مرة واحدة.

ملحوظة:لا بد في الغسل بالقليل من انفصال الغسالة بعد كل غسلة فلا بد من عصر الثوب و شبهه و تفريغ الإناء و نحو ذلك.

2-الأرض

كالتراب و الرمل و الحصى و الحجر و شبهها،و هي تطهّر باطن القدم و ما توقي به كالحذاء و النعل بشروط:

1-زوال عين النجاسة بالمشي على الأرض أو المسح بها.

2-كون النجاسة حاصلة من المشي عليها على الأحوط وجوبا.

3-طهارة الأرض على الأقوى.

4-جفاف الأرض على الأحوط وجوبا.

ص:98

3-الشمس

تطهر الأرض من الحصى و الكاشي و التراب و غيرها مما يعد جزءا من الأرض.

و كذا تطهّر ما لا ينقل من بناء و شجر و نبات و مسمار ثابت و الأبواب و شبهها.

و يشترط في التطهير بها أمور:

1-زوال عين النجاسة.

2-رطوبة الموضع النجس.

3-زوال الرطوبة باشراق الشمس.

4-الاستحالة

و هي تبدّل حقيقة النجس إلى شيء طاهر كالعذرة تصير رمادا أو دودا فجميع النباتات المتكوّنة من النجس طاهر.

5-انقلاب الخمر خلا بنفسها أو بعلاج
6-ذهاب ثلثي العصير العنبي المغلي

-بناء على نجاسته-.

7-الانتقال

كدم الإنسان المنتقل إلى البق و البرغوث و شبههما-بحيث يعدّ جزءا منها-فانه طاهر.

8-الاسلام

مطهر للكافر-من نجاسة الكفر-بجميع أجزائه حتى الشعر، و الحكم عام لجميع الكفار حتى المرتد الفطري.

ص:99

9-التبعية

فانها مطهرة لولد الكافر غير البالغ إذا أسلم وليّه(من أب أو جد)أو أمه،و كذا تطهر تبعا أواني الخمر المنقلبة خلا،و كذا يد الغاسل للميت و ملابسه التي يغسل فيها و محل الغسل فانها كلها تتبع الميت فإذا طهر طهرت.

و أما بدن الغاسل و ثيابه و سائر آلات التغسيل فمحل اشكال.

10-زوال عين النجاسة

بالنسبة إلى بدن الحيوان و بواطن الإنسان كداخل العين و الفم،و كذا مخرج الغائط-إذا لم تكن النجاسة متعدية-يطهر بزوال عين النجاسة عنه بثلاثة أحجار طاهرة(و شبهها من الأجسام القالعة للنجاسة-عدا ما استثني-).

11-غياب المسلم

فانه موجب للحكم بطهارة المسلم و ثيابه و فراشه و متعلقاته إذا كانت نجسة و علم بها فغاب ثم استعملها معاملة الطاهرة إذا لم يكن ممن لا يبالي بالنجاسة.

12-الاستبراء

استبراء الحيوان(المعتاد لأكل العذرة)في مدة معينة مذكورة في المنهاج ج 1 ص 133 فانه مطهر له.

13-خروج الدم بالقدر المتعارف من الذبيحة

-المحللة الأكل-فانه مطهر للدم الباقي داخل الذبيحة.

الفرع الثامن:في أحكام التخلي و فيه مسائل:

1-يجب ستر العورة عن كل ناظر مميز-غير الزوجين-.

ص:100

2-العورة للرجل هي:القبل و الدبر و البيضتان.

3-يحرم استقبال و استدبار القبلة حال التخلي.

4-يغسل مخرج البول بالماء القليل مرتين على الأحوط وجوبا و بالمعتصم مرة على الأظهر.

5-يغسل مخرج الغائط بالماء حتى تزول العين و لا حاجة إلى التعدد.

6-يجوز تنظيف مخرج الغائط-إذا لم تكن النجاسة متعدية- بأحجار طاهرة(و شبهها من الأجسام القالعة للنجاسة-عدا ما استثني-) حتى تزول العين و الأحوط وجوبا كونها ثلاثة و ان نقى بأقل.

الفرع التاسع:نواقض الوضوء سبعة:

1-البول.

2-الغائط.

3-ريح الدبر.

4-النوم الغالب على السمع و البصر.

5-كلما غلب على العقل من جنون أو إغماء أو سكر.

6-الإستحاضة القليلة و المتوسطة و الكثيرة.

7-الجنابة بل كل موجب للغسل على الأحوط الأولى.

الفرع العاشر:الوضوء مستحب في نفسه و يجب لأمور:

1-الصلاة الواجبة و توابعها من صلاة الإحتياط و قضاء الأجزاء المنسية و هو شرط لصحة الصلاة المندوبة.

2-الطواف الواجب بالاحرام.

3-يجب الوضوء بالنذر و شبهه.

ص:101

4-مس كتابة القرآن،و الأحوط أن لا يمس أسماء اللّه و صفاته بغير وضوء و الأولى الحاق أسماء الأنبياء و الأوصياء و الصديقة عليهم السّلام.

الفرع الحادي عشر:شرائط الوضوء 13:

1-2-3-4-طهارة الماء و إطلاقه و إباحته-و إباحة ظرفه في الوضوء الإرتماسي-و عدم كونه مستعملا في رفع الخبث.فلا يجوز بالنجس،و المضاف،و المغصوب و المستعمل في رفع الخبث.

5-طهارة أعضاء الوضوء.

6-اباحة الفضاء على الأحوط وجوبا.

7-عدم المانع من استعمال الماء من مرض و نحوه أو عطش يخاف منه على نفس محترمة.

8-النية متقربا إلى اللّه تعالى.

9-الإخلاص فانه يبطل بالرياء و نحوه.

10-عدم الحاجب على الأعضاء المانع من وصول الماء إلى البشرة و منه اسباغ الأظفار التي تستعملها النساء.

11-الترتيب.

12-الموالاة.

13-المباشرة حال الإختيار.

الفرع الثاني عشر:أفعال الوضوء ستة بالترتيب التالي:

1-غسل الوجه من قصاص الشعر إلى الذقن طولا،و ما دارت عليه الابهام و الوسطى عرضا مبتدئا بأعلى الوجه إلى الأسفل فالأسفل عرفا.

2-غسل اليد اليمنى من المرفق إلى رؤوس الأصابع مبتدئا بالمرفق إلى الأسفل فالأسفل.

ص:102

3-غسل اليد اليسرى كاليمنى.

4-مسح بعض الربع المقدم من الرأس،و الأحوط وجوبا كونه يبلل الوضوء الباقي بباطن الكف اليمنى من الأعلى إلى الأسفل.

5-مسح ظاهر القدم اليمنى من رؤوس الأصابع إلى الكعبين و الأحوط:المسح إلى مفصل الساق و ان يكون باليد اليمنى.

6-مسح ظاهر القدم اليسرى من رؤوس الأصابع إلى الكعبين و الأحوط:المسح إلى مفصل الساق و ان يكون باليد اليسرى.

الفرع الثالث عشر:مسائل في الوضوء:

1-من كان على بعض أعضاء وضوئه جبيرة حبس فان أمكن غسل ما تحتها(فيما يغسل)أو مسحه-فيما يمسح-فعل،و إلاّ مسح عليها.

2-الجروح و القروح المربوطة و اللطوخ على العضو بحكم الجبيرة، دون الحاجب كالقير«أي المزفت»فانه واجب القلع و ان لم يمكن قلعه يتيمم ان لم يكن الحاجب في مواضع التيمم،و أما إذا كان في مواضعه جمع بين التيمم و الوضوء و في غير المعصية يغسل ما حولها،و الأحوط استحبابا المسح عليها ان أمكن.

3-متيقن الوضوء الشاك في الحدث متطهر،و عكسه محدث،من تيقنهما و شك في المتقدم فهو بحكم المحدث.

4-يجوز الوضوء بالماء البارد و الحار.

5-قبل وقت الفريضة لا ينوي الوضوء للفريضة بل ينوي لغاية أخرى و لو للكون على الطهارة.

6-يصح الوضوء مع نجاسة البدن بشرط طهارة أعضاء الوضوء.

7-يجوز الوضوء من الأنهار الكبيرة و كذا في الأراضي الوسيعة جدا و لو كانت مملوكة لأشخاص خاصة ما لم ينه المالك أو علم أن المالك

ص:103

صغير أو مجنون.

8-يكفي وضوء واحد عند تعدد أسباب الوضوء و كذلك الغسل.

9-لا يبطل الوضوء بخروج المياه التالية:(و هي طاهرة):

أ-الودي(البلل الخارج بعد البول).

ب-المذي(البلل الخارج بالملاعبة).

ج-الوذي(البلل الخارج بعد المني).

10-يبطل الوضوء بالماء الخارج منه إذا كان مشتبها بالبول لو لم يستبرء بالخرطات.

كتاب الغسل

الفرع الرابع عشر:في أقسامه و أسباب الواجب منه الغسل قسمان:

واجب و مستحب-و المستحب كثير-و الواجب سبعة.

1-غسل الجنابة.

2-الحيض.

3-النفاس.

4-الإستحاضة.

5-مس الميت.

6-غسل الميت.

7-الغسل المستحب الملتزم بنذر و شبهه كما لو نذر غسل الجمعة أو الزيارة.

الفرع الخامس عشر:كيفية الغسل:

للغسل كيفيتان:ترتيبي و ارتماسي.

ص:104

الأولى:الغسل الترتيبي،و أعماله ثلاثة،و هي:

1-غسل الرأس و الرقبة.

2-غسل الطرف الأيمن من البدن(أي:اليد اليمنى و الرجل اليمنى و تمام العورتين و النصف الأيمن من الصدر و الظهر).

3-غسل الطرف الأيسر من الترتيب بين الأيمن و الأيسر و ان كان أحوط،الثانية:الغسل الإرتماسي،و هو الغمس(الغطس)في الماء بجميع البدن دفعة واحدة.

الفرع السادس عشر:مسائل في الغسل:

1-يشترط في الغسل كل ما اشترط في الوضوء(في الفرع 11)عدا الموالاة في الترتيبي.

2-يكفي غسل الجنابة عن الوضوء،بل و كذا سائر الأغسال الواجبة و المستحبة التي ثبت استحبابها عدا غسل الإستحاضة المتوسطة.

3-حكم الجبيرة جار في الأغسال-عدا غسل الميت-كما في الوضوء لكن يختلف عنه بان المانع عن الغسل إذا كان قرحا أو جرحا مكشوفا،تخير بين الغسل و التيمم فان اختار الغسل فالأحوط وضع خرقة على موضعهما و المسح عليها و الأظهر جواز الإجتزاء بغسل أطرافهما،و أما إذا كان المانع كسرا فان كان مجبرا اغتسل و مسح على الجبيرة و ان كان مكشوفا أو لم يتمكن من المسح على الجبيرة تعين التيمم.

4-يحرم على من عليه أحد الأغسال الخمسة الأولى(المتقدمة في الفرع 14)كل ما يشترط فيه الطهارة(و نبينه في الفرع 17)إلاّ بعد الغسل.

الفرع السابع عشر:(ما يشترط فيه الغسل من الجنابة أو الحيض أو النفاس أو الإستحاضة أو مس الميت).

1-الصلاة واجبة و مندوبة و كذا أجزاؤها المنسية عدا صلاة الجنازة

ص:105

فانها غير مشترطة بالطهارة.

2-الصوم على تفصيل يأتي في كتاب الصوم.

3-الطواف الواجب بالاحرام.

4-مس كتابة القرآن و الأحوط أن لا يمس أسماء اللّه و صفاته بغير تلك الأغسال كما سبق،و الأولى إلحاق أسماء الأنبياء و الأئمة و الصديقة عليهم السّلام.

(ما يجب فيه الغسل عن الجنابة أو الحيض أو النفاس):

1-دخول المساجد لغير الاجتياز و يجوز الإجتياز فقط-في غير المسجدين-.

2-وضع شيء فيها بل لا يجوز وضع شيء فيها اجتيازا أو من خارجها كما لا يجوز الدخول لأخذ شيء منها.

3-المكث في المساجد و يلحق بها في الأحكام المذكورة المشاهد المشرفة على الأحوط.

4-دخول المسجدين مكة و المدينة حتى على نحو الإجتياز.

5-قراءة آية السجدة من العزائم(و هي سور السجدة،فصلت، النجم،العلق)فلا يقرأها الجنب.

الفرع الثامن عشر:في سبب الجنابة:

سببها أمران:

1-خروج المني و لو في النوم.و في حكمه البلل المشتبه بالمني قبل الإستبراء بالبول.

2-دخول الحشفة في قبل و دبر المرأة و أما في غيرها فان لم ينزل فالأحوط وجوبا الجمع بين الغسل و الوضوء للمحدث بالأصغر من الواطىء و الموطوء و إلاّ فيكتفي بالغسل.

ص:106

الفرع التاسع عشر:في الحيض:

(دم الحيض في الغالب أحمر غليظ يخرج بحرقة)و فيه أحكام:

1-يخرج هذا الدم من المرأة بعد البلوغ و قبل اليأس فلا تراه الصبية قبل 9 سنوات،و لا اليائسة و هي البالغة 50 سنة في غير القرشية على المشهور و لكن الأحوط وجوبا الجمع بين تروك الحائض و أفعال المستحاضة بين الخمسين و الستين إذا كان الدم بصفات الحيض أو كان في أيام العادة في القرشية و غيرها.

2-أقل الحيض ثلاثة أيام متوالية و لو في باطن الفرج و أكثره عشرة أيام،و أقل الفاصلة بين الحيضتين عشرة أيام.

3-يحرم على الحائض كل ما يشترط فيه الطهارة و قد تقدم في الفرع 17 إلاّ بعد النقاء و الغسل،و كذا يحرم لها وطيها قبل النقاء(و كذا طلاقها إلاّ في بعض الموارد).

4-يجب عليها الغسل بعد النقاء لما تقدم في الفرع 17،و تقدمت كيفية الغسل في الفرع 15.

الفرع العشرون:في النفاس:

(و هو دم تراه المرأة بسبب الولادة معها أو بعدها في العشرة)و لا حد لأقله و لا يتجاوز عشرة أيام.

و النفساء كالحائض في جميع الأحكام المذكورة في الفرع 19 سوى حده الأقل.

الفرع الحادي و العشرون:في الإستحاضة:

و هي(دم في الغالب بارد رقيق أصفر يخرج بفتور)و فيه أحكام.

1-تراه المرأة قبل البلوغ و بعده و بعد اليأس.

2-لا حد لأقله و لا لأكثره و لا حد للفصل بين استحاضتين.

ص:107

3-كل دم يخرج من الفرج و لم يحكم عليه بالحيض و لا بالنفاس و لا يكون من الجرح و لا من البكارة فهو استحاضة.

4-الإستحاضة على ثلاثة أقسام:

أ-القليلة و هي ما يلوث القطنة الداخلة في الفرج و لا ينفذ فيها.

ب-المتوسطة و هي ما يلوث القطنة الداخلة في الفرج و ينفذ بلا سيلان.

ج-الكثيرة و هي ما يلوث القطنة الداخلة في الفرج و ينفذ و يسيل.

5-حكم الإستحاضة القليلة كالبول،أي:ناقض للوضوء و يجب الوضوء لما يشترط بالطهارة و يجب احتياطا غسل الفرج مع تبديل أو تطهير (شطف)القطنة.

حكم المتوسطة كالقليلة باضافة غسل لصلاة الصبح حكم الكثيرة كالقليلة باضافة غسل لصلاة الصبح و غسل للظهرين و غسل للعشاءين، و الغسل للإستحاضة الكثيرة مغن عن الوضوء و للتفصيل راجع المنهاج ج 1 ص 69.

الفرع 22:فيغسل الميت مع نبذة من أحكام الأموات الواجبة:

الأول:الإحتضار،و يجب على الأحوط توجيهه إلى القبلة حال النزع بإلقائه على ظهره،و جعل وجهه و باطن رجليه إلى القبلة.

الثاني:الغسل،بثلاث غسلات كما يلي:

1-بماء فيه شيء من السدر.

2-ثم بماء فيه شيء من الكافور.

3-ثم بالماء الخالص.

الثالث:التحنيط و هو مسح مساجده السبعة بالكافور.

الرابع:التكفين بثلاث قطع،و هي:

ص:108

1-المئزر،و هو الساتر لما بين السرة و الركبة.

2-القميص و هو الساتر لما بين المنكبين إلى نصف الساق.

3-الأزار و هو الساتر لجميع البدن.

الخامس:الصلاة(على الميت بعد التكفين خلفه،محاذيا له؛قائما مستقبلا،و الميت مستور العورة،ملقى على قفاه و رأسه إلى يمين المصلي)بخمس تكبيرات مع أذكار أقلها كالآتي:

1-(اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه).

2-(اللّه أكبر اللهم صل على محمد و آل محمد).

3-(اللّه أكبر اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات).

4-(اللّه أكبر اللهم اغفر لهذا الميت).

5-(اللّه أكبر)و بهذا تتم الصلاة.

و لهذه الصلاة شروط و مستحبات تراها في المنهاج ج 1 ص 88.

السادس:الدفن،و الواجب فيه مواراته في الأرض مستقبل القبلة بوضعه على الأيمن،و وجهه إلى القبلة.

و لا بد أن يكون المدفن غير مغصوب و غير موجب لهتك الميت، و يحرم نبش القبر إلاّ في موارد مذكورة في المنهاج.

ملحوظة:يعتبر في تجهيز الميت إذن الولي و هو الزوج بالنسبة إلى الزوجة ثم المالك ثم طبقات الإرث بالترتيب و ان لم يكن أحد فالحاكم الشرعي-على الأحوط-.

كتاب التيمم

الفرع 23:في التيمم:

التيمم بدل من الوضوء و الغسل لمن لم يتمكن منهما و ذلك في موارد:

ص:109

1-عدم وجدان الماء للوضوء أو الغسل،و يجب الفحص عنه.

2-عدم التمكن من استعماله-و لو شرعا-ككونه في مكان مغصوب أو مخيف أو بثمن يضر بحاله أو الحرج أو منّة في تحصيله.

3-الخوف من استعماله لمرض أو برد يعسر عليه التحمل.

4-وجوب حفظ الماء لأمر آخر كإزالة النجاسة أو انقاذ نفس محترمة و نحو ذلك.

5-ضيق الوقت عن الوضوء أو الغسل.

الفرع 24:في كيفية التيمم و هي:

أولا:بعد النية-ضرب باطن الكفين معا على الأرض(و الأحوط وجوب ضربهما دفعة و نفض اليدين بعد الضرب)و مسح تمام جبهته و جبينيه بهما من قصاص الشعر إلى طرف الأنف الأعلى،و الأحوط مسح الحاجبين أيضا.

ثانيا:مسح تمام ظهر الكف اليمنى من الزند إلى أطراف الأصابع بباطن اليسرى.

ثالثا:مسح تمام ظهر الكف اليسرى من الزند إلى أطراف الأصابع بباطن اليمنى.

رابعا:الأحوط ضرب باطن كفيه على الأرض مرة ثانية و مسح الكفين بهما كما تقدم.

الفرع 25:مسائل في التيمم:

1-يجوز التيمم بالأرض من تراب أو رمل أو حجر أو صخر أملس و منها أرض الجص قبل الإحراق و لا يجوز بغير الأرض كالنبات و المعادن و لو عجز عن الأرض تيمم بالغبار المجتمع على الفراش و غيره،و مع العجز عنه فبالطين،(و عند التيمم بالغبار أو الطين يضم إليه-مع التمكن-التيمم

ص:110

بالجص أو الآجر قالب الطوب أو النورة إحتياطا)و مع العجز عن الطين يتيمم بالجص أو الآجر أو النورة و يصلي ثم يقضي خارج الوقت احتياطا صلاة واجدة للشرائط.

و مع العجز عن الجميع فالأحوط الصلاة بلا طهارة ثم القضاء.

2-يشترط في التيمم العذر من الماء،و طهارة التراب و إباحته، و عدم امتزاجه بغيره،و إباحة الفضاء على الأحوط،و طهارة أعضاء التيمم على الأحوط الأولى.

و النية و القربة و الترتيب المذكور في الفرع 24.

و كونه من الأعلى إلى الأسفل على الأحوط،و الموالاة و المباشرة حال الإختيار،و عدم الحاجب على أعضاء التيمم و لا يضر نجاسة الماسح أو الممسوح ما لم تكن متعدية.

3-لا يجوز التيمم قبل الوقت.

4-إذا تيمم المجنب ثم أحدث بالأصغر انتقض تيممه و عليه تجديد التيمم عند الحاجة و أما غير الجنب ممن عليه الغسل إذا تيمم بدله ثم أحدث بالأصغر كان عليه التيمم بدل الغسل مع الوضوء ان أمكن و إلاّ يتيمم تيمما آخر بدلا عنه.

5-يجوز للمتيمم كل ما منع عنه بسبب الحدث ما دامه عاجزا عن استعمال الماء.

6-لو كانت عليه أسباب عديدة للغسل أو الوضوء و لم يتمكن منهما كفى تيمم واحد عن جميعها.

كتاب الصلاة

اشارة

الأول:-من فروع الدين-:

الفرع 26:الصلاة الواجبة ستة،و هي:

ص:111

اليومية،الآيات،الطواف،صلاة الميت،صلاة الملتزم بنذر أو شبهه أو اجارة،ما فات الوالد بالنسبة إلى الولد الأكبر.

الفرع 27:الصلاة اليومية خمس:

1-صلاة الصبح ركعتان.

2-صلاة الظهر أربع ركعات.

3-صلاة العصر أربع ركعات.

4-صلاة المغرب ثلاث ركعات.

5-صلاة العشاء أربع ركعات.

الفرع 28:في مقدمات الصلاة(و هي التي يجب إعدادها قبل الصلاة)الوقت،القبلة،الستر،المكان طهارة البدن و الملابس،الطهارة من الحدث بالوضوء أو الغسل أو التيمم.و فيما يلي تفصيلها.

الفرع 29:في أوقات الصلوات اليومية.

1-وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.

2-وقت صلاة الظهر و العصر من زوال الشمس إلى غروبها.

3-وقت صلاة المغرب و العشاء من المغرب الشرعي-أي ذهاب الحمرة المشرقية-إلى نصف الليل للمختار و أما المضطر لنوم أو نسيان أو حيض أو غيرها فإلى الفجر الصادق.

الفرع 30:في القبلة:

يجب التوجه إلى القبلة في الموارد التالية:

1-جميع الصلوات-إلاّ المندوبة حال السير و لو راكبا-.

2-تذكية الحيوان يعني ذبح الحيوان.

3-حال الإحتضار فيجب على الحاضرين توجيه الميت إليها بل

ص:112

الأحوط وجوب ذلك على المحتضر نفسه ان أمكنه.

4-دفن الميت و قد تقدم تفصيله في الفرع 22 و يحرم استقبال و استدبار القبلة حال التخلي يعني بيت الخلاء.

الفرع 31:في الستر و فيه مسائل:

الأولى:يجب ستر العورة في الصلاة و توابعها من صلاة الإحتياط و قضاء الأجزاء المنسية و ان لم يكن ناظر،أو كان في ظلمة.

الثانية:العورة بالنسبة إلى الصلاة في الرجل هي القبل و الدبر،و في المرأة جميع الجسد إلاّ الوجه و الكفين و القدمين إلى الساقين.

الثالثة:يشترط في ملابس المصلي أمور:

1-الإباحة فلا تجوز الصلاة في المغصوب الساتر الفعلي.

2-الطهارة فلا تجوز الصلاة في النجس إلاّ ما استثني.

3-أن لا تكون من أجزاء الميتة التي تحلها الحياة سواء محلل الأكل أو محرّمة.

4-أن لا يكون من أجزاء ما لا يؤكل لحمه سواء ذي النفس السائلة و غيره و ما تحله الحياة و ما لا تحله.

5-أن لا يكون ذهبا و لو خاتما-و هذا خاص بالرجل فيجوز للمرأة.

6-أن لا يكون حريرا خالصا-و هذا خاص بالرجل فيجوز للمرأة.

الفرع 32:في مكان المصلي و يشترط فيه أمور:

1-الإباحة فلا تجوز الصلاة في المكان المغصوب.

2-الإستقرار فلا تجوز الصلاة في المكان المضطرب.

3-الطهارة لخصوص مسجد الجبهة.

4-عدم محاذاة الرجل للمصلية بأقل من شبر و عدم تقدمها عليه

ص:113

بنفس المقدار.

5-أن لا يتقدم على قبر المعصوم إذا كان موجبا للهتك.

الفرع 33:في طهارة البدن و الملابس،و الطهارة من الحدث.

1-تجب طهارة بدن المصلي من النجاسات إلاّ ما استثني.

2-تجب طهارة ملابس المصلي من النجاسات إلاّ ما استثني.

و تقدم ما يشترط فلا ملابس المصلي في الفرع 31.

3-الطهارة(من الحدث)بالوضوء أو الغسل أو هما معا أو بالتيمم و إليك(بيان مواردها):

أ-بالوضوء فقط لمن صدر منه الحدث الأصغر فقط (1)و هو البول و الغائط.

ب-بالغسل فقط لمن صدر منه الجنابة.

بل الأظهر الإكتفاء بالغسل في سائر الأغسال الواجبة أو الثابت استحبابها سوى الإستحاضة المتوسطة.

ج-بالوضوء و الغسل معا للاستحاضة المتوسطة و الأحوط ذلك -استحبابا-في غير الجنابة من الأغسال المتقدمة.

د-بالتيمم لمن عليه الوضوء أو الغسل و لم يتمكن من ذلك.

الفرع 34:في الاذان و الاقامة.

و يستحبان مؤكدا في الفرائض اليومية،و كيفيتهما:

(الاذان).

ص:114


1- 1) الحدث الأصغر ما يوجب الوضوء فقط و تقدم في الفرع 9 كما أن الحدث الأكبر ما يوجب الغسل و تقدم في الفرع 14.

اللّه أكبر(أربع مرات).

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه(مرتان).

أشهد أن محمدا رسول اللّه(مرتان).

أشهد أن عليا ولي اللّه (1)(مرتان).

حي على الصلاة(مرتان).

حي على الفلاح(مرتان).

حي على خير العمل(مرتان).

اللّه أكبر(مرتان).

لا إله إلاّ اللّه(مرتان).

(الاقامة).

اللّه أكبر(مرتان).

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه(مرتان).

أشهد أن محمدا رسول اللّه(مرتان).

أشهد أن عليا ولي اللّه 1(مرتان).

حي على الصلاة(مرتان).

حي على الفلاح(مرتان).

حي على خير العمل(مرتان).

قد قامت الصلاة(مرتان).

اللّه أكبر(مرتان).

لا إله إلاّ اللّه(مرة واحدة).

ص:115


1- 1) ملحوظة:الشهادة الثالثة مستحبة في الأذان و الإقامة و ان قالها بنية الوجوب كبقية الفصول بطلتا.

الفرع 35:أفعال الصلاة أحد عشر:

النية،تكبيرة الاحرام،القيام،القراءة،الذكر،الركوع،السجود، التشهد،التسليم،الترتيب،الموالاة.

و خمسة منها(أركان)أي:تبطل الصلاة بنقيصتها عمدا و سهوا و في حكم زيادتها تفصيل راجع المنهاج ج 1 ص 162.

و هي:النية و القيام(حال تكبيرة الإحرام و المتصل بالركوع)و تكبيرة الإحرام،و الركوع و السجود على تفصيل فيه.

الفرع 36:في النية(و هي ركن):

تجب النية في الصلاة،و هي:القصد إلى الفعل قربة إلى اللّه تعالى.و لا يعتبر التلفظ بها و لا نية الوجوب و الندب بل تكفي الإرادة الإجمالية مع تعيين الصلاة التي يريد الإتيان بها.

الفرع 37:في القيام و فيه مسائل:

1-يجب القيام في الصلاة حال تكبيرة الإحرام و القراءة و السبحانيات و قبل و بعد الركوع.

2-يشترط مع الإمكان:الإعتدال و الإنتصاب و الإستقرار و الوقوف على الرجلين معا،و يحتاط بالإستقلال بان لا يعتمد على شيء.

3-العاجز عن القيام الكامل يأتي به حسب الإمكان من الإنحناء و غيره.

4-العاجز عن أصل القيام يصلي جالسا.

و عن الجلوس يضطجع على الأيمن و وجهه إلى القبلة،و العاجز عن الأيمن يضطجع على الأيسر و وجهه إلى القبلة و العاجز عن الأيسر يستلقي و باطن رجليه إلى القبلة.

الفرع 38:في تكبيرة الإحرام(و هي ركن).يجب افتتاح الصلاة

ص:116

ب(اللّه أكبر)مستقلا قائما مستقرا.

الفرع 39:في القراءة-و فيها مسائل-:

1-تجب في الركعة الأولى-بعد تكبيرة الإحرام-و في الركعة الثانية من كل صلاة واجبة:قراءة الحمد أولا ثم سورة كاملة على الأحوط.

2-لا تجوز قراءة العزائم الأربع آيات السجود في الفريضة-على إشكال-و السورة الطويلة عند ضيق الوقت.

3-سورتا(الفيل و الايلاف)سورة واحدة،و كذا سورتا(الضحى و أ لم نشرح)سورة واحدة.

4-في الركعة الثالثة و الرابعة يتخير المصلي بين قراءة الحمد و التسبيحة الكبرى مرة واحدة(السبحانيات).

5-صيغة التسبيحة الكبرى،هي:

(سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر).

و الواجب مرة و الأحوط استحبابا ثلاث مرات.

6-تجب الموالاة و الترتيب و العربية الصحيحة في القراءة.

7-(الجهر و الاخفات)على الرجل:الجهر في قراءة الركعة الأولى و الثانية من صلوات الصبح و المغرب و العشائين.و الاخفات في الثالثة منهما و رابعة العشاء و في جميع ركعات الظهرين.

و يستحب الجهر في بسملات الظهرين و في قراءة أوليي ظهر يوم الجمعة و يتخير في التكبيرات المستحبة و في القنوت و الركوع و السجود و التشهد و السّلام بين الجهر و الإخفات.

و أما النساء فعليهن الإخفات في موارد وجوب اخفات الرجل و يتخيرن

ص:117

في موارد جهره.

الفرع 40:في الركوع(و هو ركن)و فيه مسائل:

1-موقع الركوع:بعد اتمام الحمد و السورة من الأوليين و بعد التسبيح-السبحانيات-من الأخيرتين في كل ركعة مرة واحدة.

2-كيفية الركوع:الإنحناء من القيام بقدر ما تصل أطراف أصابعه الركبتين.

3-يجب فيه الذكر و الإستقرار حال الذكر و رفع الرأس منه-إلى حد القيام مطمئنا-بعده.

4-يتخير الراكع في الذكر بين(سبحان اللّه)ثلاثا،أو(سبحان ربي العظيم و بحمده)مرة،و يكتفي ب(سبحان اللّه)مرة واحدة حال ضيق الوقت و سائر الضرورات.

الفرع 41:في السجود-و فيه مسائل-:

1-موقع السجود:بعد القيام من الركوع في كل ركعة.

2-السجود مرتان في كل ركعة و بينهما جلسة.

3-كيفية السجود:الهوي إلى الأرض و وضع المساجد السبعة عليها.

4-المساجد السبعة هي:

الجبهة و الكفان و الركبتان و ابهاما الرجلين.

5-يجب في السجود الذكر و الإستقرار حاله و تساوي موقع الجبهة مع الموقف.

و يسمح التفاوت بمقدار أربع أصابع مضمومة.

7-يتخير الساجد في الذكر بين(سبحان اللّه)ثلاثا أو(سبحان ربي الأعلى و بحمده)مرة.

ص:118

و يكتفي ب(سبحان اللّه)مرة واحدة حال ضيق الوقت و سائر الضرورات.

7-يجب امساس الجبهة بالأرض أو بما أنبتته غير المأكول منه و الملبوس فلا يجوز على المعادن و الطعام و القطن،و يجوز على القرطاس.

8-تشترط طهارة مسجد الجبهة دون غيره من المساجد السبعة.

الفرع 42:في التشهد-و فيه مسائل-:

1-موقع التشهد بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية من كل صلاة و من ثالثة المغرب و من الركعة الرابعة من الظهرين و العشاء.

2-يجب في التشهد:الجلوس و الذكر و الطمأنينة حاله.

3-صيغة التشهد:(أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صل على محمد و آله محمد).

الفرع 43:في السّلام-و فيه مسائل-:

1-موقع السّلام:آخر كل صلاة.

2-يجب فيه الطمأنينة و الجلوس و صيغة السّلام.

3-صيغة السّلام الواجبة و المستحبة،هي:(السّلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته،السّلام علينا و على عباد اللّه الصالحين،السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته).

و الأولى مستحبة و واحدة من الأخيرتين واجبة و مخرجة من الصلاة فان أتيت بالثانية استحبت الثالثة دون العكس.

الفرع 44:في الترتيب في الصلاة.

يجب الترتيب بين أفعال الصلاة كما يلي:

ص:119

1-النية.

2-تكبيرة الإحرام قائما.

3-قراءة الحمد ثم السورة قائما.

4-الركوع و الذكر متأنيا،ثم القيام منه.

5-السجود و الذكر متأنيا،ثم الجلوس منه،ثم السجود ثانيا و الذكر متأنيا.ثم الجلوس منه.(و في الركعة الثانية).

6-القيام و قراءة الحمد ثم السورة قائما-و بعدها يستحب القنوت و يكفي فيه ما تيسر من ذكر و دعاء-ثم الركوع و الذكر متأنيا،ثم القيام منه،ثم السجدتان-كما سبق في رقم 5-ثم التشهد.

فان كانت الصلاة ثنائية كالصبح يأتي بالسلام بعد التشهد و يتم الصلاة،و ان كانت ثلاثية أو رباعية-لا يسلم-بل يأتي ب(الركعة الثالثة).

7-القيام للركعة الثالثة و قراءة التسبيحة الكبرى قائما أو الحمد،ثم الركوع،ثم السجدتان،و بعد الجلوس من السجدة الثانية(ان كانت صلاة المغرب تشهد و سلم و أتم الصلاة).

و ان كانت الصلاة رباعية كالظهرين و العشاء يأتي ب(الركعة الرابعة).

8-القيام للركعة الرابعة و قراءة التسبيحة الكبرى قائما أو الحمد،ثم الركوع،ثم السجدتان،و بعد الجلوس من السجدة الثانية يأتي ب(التشهد).

10-السّلام و به اتمام الصلاة.

الفرع 45:في الموالاة:

تجب الموالاة المتتابع في أفعال الصلاة التي ذكرناها في الفرع 44 و المراد منها:التتابع و عدم الفصل بين أجزائها الموجب لمحو صورة

ص:120

الصلاة في نظر أهل الشرع.

الفرع 46:في مبطلات الصلاة:

تبطل الصلاة بأمور:

1-فقدان بعض الشرائط(مقدمات الصلاة)المذكورة في الفرع 28.

2-الحدث الأصغر(موجبات الوضوء)المذكورة في الفرع 9.

و الحدث الأكبر(موجبات الغسل)المذكورة في الفرع 14.

3-التكلم العمدي و لو بحرف واحد مفهم مثل(ق)بمعنى:(احفظ) و منه سلام المصلي على غيره إبتداء.

و أما إذا سلم عليه أحد وجب جوابه بمثل ما سلم.

4-بعض الشكوك و ستأتي في الفرع 47.

5-الأكل و الشرب.

6-البكاء عمدا لأمر دنيوي.

7-تعمد قول(آمين)بعد الحمد من دون تقية أو قصد دعاء.

8-القهقهة و هي الضحك المشتمل على الصوت و لا بأس بالتبسم و القهقهة سهوا.

9-التكتف من غير تقية.

10-الفعل الماحي لصورة الصلاة كالطفرة و التصفيق و الرقص.

11-انحراف البدن إلى اليمين أو اليسار أو الخلف و كذا انحراف الوجه إلى الخلف عمدا على تفصيل.

الفرع 47:في الشكوك و هي 23 قسما:

ص:121

الأولى:(الشكوك المبطلة للصلاة)و هي 8:

1-الشك في الثنائية كالصبح و ما يجب فيها القصر على المسافر.

2-الشك في الثلاثية كصلاة المغرب.

3-الشك في الرباعية(و هي الظهرين و العشاء للحاضر)بين ركعة و أكثر.

4-الشك في الرباعية قبل إتمام السجدة الثانية بين ركعتين و أكثر.

5-الشك في الرباعية بين 2 و 5،أو 2 و أكثر من خمس ركع.

6-الشك فيها بين 2 و 6،أو 3 و أكثر من ست ركع.

7-الشك فيها بين 4 و 6،أو 5 و أكثر من ست ركع.

8-الشك في عدد الركعات بأن لا يدري كم ركعة صلى.

الثانية:(الشكوك التي لا يعتنى بها)و هي 6:

1-الشك بعد المحل كما إذا شك في تكبيرة الإحرام و هو في الحمد،أو شك في الحمد و هو في السورة،أو شك في الآية السابقة و هو في اللاحقة،أو شك في أول الآية و هو في آخرها،أو شك في القراءة و هو في الركوع،أو شك في الركوع و هو في السجود،أو شك في السجود و هو في التشهد أو في القيام أو في التسليم،أو شك في التشهد و هو في القيام أو في التسليم.

و أما إذا شك في السّلام فيلتفت إليه،أي:يسلم،ما لم يأت بالمنافي حتى مع السهو.

و لو شك(في صحة الصادر من هذه الأمور)بعد الفراغ منه فلا يلتفت بشكه و ان لم يدخل في الجزء الذي بعده،بل يبني على صحة الصلاة.

2-الشك بعد السّلام.

ص:122

3-الشك بعد الوقت.

4-الشك في صلاة الجماعة إماما كان أو مأموما مع حفظ الآخر فإذا شك الإمام رجع إلى المأموم الحافظ و بالعكس.

5-الشك في الصلوات المستحبة،فان له البناء على الأقل و على الأكثر إذا لم يكن الأكثر مفسدا.

6-شك كثير الشك.

الثالثة:(الشكوك الصحيحة)و هي 9:

و موردها:الصلاة الرباعية فقط كالظهرين و العشاء للحاضر.

1-الشك بين 2 و 3 بعد اتمام ذكر السجدة الثانية.

(الحكم):يبني على 3 و يأتي بالرابعة و يسلم ثم يأتي بصلاة الإحتياط ركعة قائما-على الأحوط وجوبا-.

2-الشك بين 2 و 3 و 4 بعد ذكر السجدة الثانية.

(الحكم):يبني على 4 و يتم صلاته ثم يحتاط بركعتين قائما ثم بركعتين جالسا.

3-الشك بين 2 و 4 بعد ذكر السجدة الثانية.

(الحكم):يبني على 4 و يتم ثم يحتاط بركعتين قائما.

4-الشك بين 3 و 4 في أي موضع كان.

(الحكم):يبني على 4 و يتم صلاته ثم يحتاط بركعتين جالسا أو ركعة قائما.

5-الشك بين 4 و 5 بعد ذكر السجدة الثانية.

(الحكم):يبني على 4 و يتم ثم يسجد صجدتي السهو.

6-الشك بين 4 و 5 حال القيام.

ص:123

(الحكم):أن يهدم القيام بالجلوس فينقلب شكه إلى 3 و 4 فيعمل كرقم 4.

7-الشك بين 3 و 5 حال القيام.

(الحكم):أن يهدم القيام بالجلوس فينقلب شكه إلى 2 و 4 فيعمل كرقم 3.

8-الشك بين 3 و 4 و 5 حال القيام.

(الحكم):أن يهدم القيام بالجلوس فينقلب شكه إلى 2 و 3 و 4 فيعمل كرقم 2.

9-الشك بين 5 و 6 حال القيام.

(الحكم):أن يهدم القيام بالجلوس فينقلب شكه إلى 4 و 5 فيعمل كرقم 5.

ملحوظات:

1-في صور 6،7،8،9-يسجد سجدتي السهو احتياطا-بعد صلاة الإحتياط-للقيام الزائد المهدوم.

2-نذكر كيفية سجود السهو في الفرع 48 ص 74 و كيفية صلاة الإحتياط في الفرع 51.

3-الشاك في الركعات لو غلب ظنه إلى أحد الطرفين بني على ظنه.

الفرع 48:في كيفية سجود السهو:

سجدتان متواليتان بعد النية و قصد القربة و يشترط السجود على ما يصح السجود عليه و لا يجب التكبير بل يسجد رأسا و يقول في سجوده- على الأحوط وجوبا-:(بسم اللّه و باللّه السّلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه

ص:124

و بركاته)ثم يجلس و يسجد ثانيا و يقول كما قال في السجدة الأولى ثم يجلس و يقول:(أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صل على محمد و آل محمد السّلام عليكم) و يضيف:(و رحمة اللّه و بركاته)على الأحوط.

الفرع 49:في موارد سجود السهو:

1-التكلم حال الصلاة سهوا.

2-السّلام في غير محله.

3-نسيان التشهد.

4-الشك بين 4 و 5.

5-نسيان السجدة الواحدة-على الأحوط وجوبا.

6-الأحوط وجوبا للقيام موضع الجلوس و الجلوس موضع القيام.

و الأحوط-استحبابا-لكل زيادة و نقيصة.

الفرع 50:في قضاء الأجزاء المنسية و فيه مسائل:

1-إذا نسي السجدة الواحدة و لم يذكر إلاّ بعد الدخول في الركوع وجب قضاؤها بعد الصلاة.

2-إذا نسي التشهد و لم يذكره إلاّ بعد الركوع قضاه بعد الصلاة- على الأحوط وجوبا-.

3-تجب في القضاء نية البدلية،و توفّر ما وجب في المقتضي من جزء و شرط.

4-لا يجوز الفصل بين القضاء و الصلاة بالمنافي فإذا فصل أعاد الصلاة.

الفرع 51:كيفية صلاة الإحتياط:

ص:125

الركعة الواحدة:هكذا:النية-بالقلب-متقربا(بدون النطق)ثم تكبيرة الإحرام و قراءة سورة الحمد إخفاتا حتى البسملة على الأحوط-و لا حاجة إلى السورة-ثم الركوع و السجود و التشهد و السّلام.

الركعتان قائما:كصلاة الصبح لكن يقرأ الحمد اخفاتا بلا سورة، و النية بالقلب متقربا بدون أن ينطق.

الركعتان جالسا:النية-بالقلب-متقربا و هو جالس فيكبر للإحرام و يقرأ الحمد بلا سورة ثم يركع الركوع الجلوسي،و كيفيته:النزول إلى الأرض و عند تقارن الوجه للركبتين يستقر و يأتي بذكر الركوع،ثم يجلس فيسجد سجدتين مع ذكر السجود ثم يجلس للركعة الثانية و يفعل كما فعل في الركعة الأولى ثم يتشهد و يسلم.

ملحوظة:لا بد من اتصال صلاة الإحتياط للصلاة و عدم تخلل المنافي و إلاّ بطلت و لزمت إعادة أصل الصلاة.

الفرع 52:في صلاة المسافر:

يجب على المسافر قصر الصلاة الرباعية،أي:يصلي كلاّ من الظهر و العصر و العشاء،ركعتين كصلاة الصبح إذا تمت شروط القصر التالية:

و أما صلاتا الصبح و المغرب فعلى حالهما.

شروط القصر للمسافر

1-قصد قطع المسافة،و هي 8 فراسخ(44 كيلو متر تقريبا)ذهابا فقط أو رجوعا فقط أو ملفقة من أربعة ذهابا و أربعة رجوعا.

2-استمرار القصد للمسافة،فقبل بلوغ المسافة لو تردد أو عدل عن السفر أتم.

3-أن لا يتحقق قبل بلوغ المسافة قاطع للسفر فالمرور بالوطن أو

ص:126

نية الإقامة عشرة أيام في مكان أو البقاء في مكان ثلاثين يوما مترددا و إلاّ أتم.

و كذا لا يكون ناويا ذلك في أول السفر.

4-أن لا يكون عمله السفر،و في حكمه من عمله في السفر فالأول:مثل السائق و الملاح و التاجر المتجول و العامل الذي يدور في عمله كالنجار و النقار و البناء.

و الثاني:كمن يسافر من بلده أكثر الأيام إلى المسافة أي 44 كيلو متر فأكثر العمل كالطبابة أو التجارة أو الدراسة فان هؤلاء كلهم يتمّون في تلك الأسفار.

5-أن لا يكون بيته معه كأهل البوادي فانهم يتمون كمن يرتحل من بلد إلى بلد طيلة عمره و لم يتخذ لنفسه مقرا.

6-أو لغاية محرمة كالسفر للسرقة أو الزنا أو قتل نفس محترمة أو شرب الخمر أو اعانة الظالم و نحو ذلك.

7-أن لا يكون سفره للصيد لهوا،فانه و إن لم يكن محرما لكن يجب عليه الاتمام في ذهابه،و القصر في رجوعه إذا كان الرجوع 8 فراسخ فأكثر.

و إذا كان الصيد لقوت أو تجارة فالقصر ذهابا و رجوعا.

8-الإبتعاد عن وطنه إلى حد لا يسمع أذانه و لا يرى أهله.

ملحوظة:يتخير المسافر بين القصر و التمام في أربعة مواضع:

بلدي مكة و المدينة،و مسجد الكوفة،و الحرم الحسيني دون رواقه.

الفرع 53:في صلاة القضاء-و فيه مسائل-:

1-يجب قضاء الصلوات اليومية الفائتة في وقتها عمدا أو سهوا أو جهلا أو للنوم-و أن استوعب الوقت-أو لغير ذلك،أو أتى بها فاسدة.

ص:127

2-لا يجب القضاء في الموارد التالية:

أ-الفائتة حال الصبي.

ب-الفائتة حال الكفر الأصلي.

ج-الفائتة حال الجنون(مع استيعاب الجنون لتمام الوقت).

د،ه-الفائتة حال الحيض و النفاس(مع استيعاب الدم لتمام الوقت).

و-الفائتة حال الاغماء(مع استيعاب الاغماء لتمام الوقت)إذا لم يكن بفعله.

و أما إذا كان بفعله فالأحوط وجوبا القضاء.

3-إذا بلغ الصبي،أو أفاق المجنون و المغمى عليه،أو أسلم الكافر أثناء الوقت فان تمكنوا من الصلاة و لو بادراك ركعة في الوقت مع الشرائط وجبت الصلاة فان لم يصلوها وجب القضاء.

4-يجب قضاء ما فات المكلف حال الردة و السكر.

5-يجوز القضاء في كل وقت من الليل و النهار و السفر و الحضر.

6-يجب على الولد الأكبر قضاء ما فات أباه من الفرائض لعذر -و هنا فروع راجع المنهاج ج 1 ص 214.

7-يجوز لمن عليه قضاء الفريضة،الاتيان بالنافلة-على الأقوى-.

8-لا يجب الفور في القضاء.

9-يجوز الاتيان بالقضاء جماعة.

10-يجب قضاء الصلاة(الفائتة في الحضر)تماما و ان كان فعلا مسافرا،و كذا ما فاته في السفر يجب قضاؤه قصرا و ان كان فعلا في الحضر.

ص:128

11-لو فاتته صلوات متعددة لا يجب الترتيب في قضائها إلاّ فيما كان أداؤها مترتبة بالأصل كالظهرين و العشائين من يوم واحد فإذا فاته ظهر و عصر من يوم لزم تقديم الظهر و كذا في المغرب و العشاء،و أما إذا فاته ظهر من يوم و عصر من يوم آخر فهو مخير في تقديم ما شاء،و كذا التخيير لو فاته صبح و ظهران من يوم فلا يجب تقديم الصبح و ان وجب تقديم الظهر على العصر و هكذا.

12-يجب قضاء غير اليومية من الفرائض-عدا العيدين-حتى النافلة المنذورة في وقت معين-على الأظهر-.

13-يجوز الاستئجار للصلاة و لسائر العبادات عن الأموات و تفرغ ذمتهم بفعل الأجير سواء استأجره الوصي أو الولي أو الوارث أو الأجنبي.

الفرع 54:في صلاة الآيات-و فيه مسائل-:

الأولى:تجب صلاة الآيات بكسوف الشمس و خسوف القمر و الزلزلة و كل مخوف سماوي مثل الريح الصفراء و الصاعقة و الصيحة بل الأرضي على الأحوط كالخسف.

الثانية:كيفية صلاة الآيات:

هي ركعتان و في كل ركعة خمسة ركوعات كالآتي:

1-أن تكبر و تقرأ الحمد و سورة ثم تركع و تقوم من الركوع.

2-تقرأ الحمد و سورة ثم تركع و تقوم من الركوع.

3-تقرأ الحمد و سورة ثم تركع و تقوم من الركوع.

4-تقرأ الحمد و سورة ثم تركع و تقوم من الركوع.

5-تقرأ الحمد و سورة ثم تركع و تقوم من الركوع.

6-تهوي إلى الأرض و تسجد سجدتين و تقوم ل(الركعة الثانية).

7-تقرأ الحمد و سورة فتركع ثم تقوم من الركوع.

ص:129

8-تقرأ الحمد و سورة فتركع ثم تقوم من الركوع.

9-تقرأ الحمد و سورة فتركع ثم تقوم من الركوع.

10-تقرأ الحمد و سورة فتركع ثم تقوم من الركوع.

11-تقرأ الحمد و سورة فتركع ثم تقوم من الركوع.

12-تهوي إلى الأرض و تسجد سجدتين و تتشهد و تسلم.

الثالثة:يجوز تفريق سورة كاملة على الركوعات الخمسة في كل ركعة واحدة.

الرابعة:وقت صلارة الكسوفين (1)من حين الشروع في الانكساف إلى تمام الانجلاء و في غيرهما (2)تجب المبادرة إلى الصلاة بمجرد حصول الآية و ان عصى فبعده إلى آخر العمر-على الأحوط-.

الخامسة:يستحب القنوت في رقم 2،4،7،9،11 بعد القراءة قبل الركوع و يجوز الاقتصار على قنوتين في الخامس و العاشر و يجوز الاقتصار على الأخير أي رقم 11.

السادسة:يستحب إتيانها جماعة و يتحمل الإمام القراءة كاليومية.

الفرع 55:في بعض الصلوات المستحبة.

الأولى:صلاة العيدين،و هي واجبة عند حضور الإمام عليه السّلام و مستحبة في عصر الغيبة و يؤتى بها جماعة و فرادى و لها كيفية خاصة و أدعية مأثورة.

و قال في شرح الأربعين:

ص:130


1- 1) أي كسوف الشمس و خسوف القمر.
2- 2) أي غير الكسوفين من الآيات كالزلزلة.
صلاة العيد:

يستحب في كلّ من عيد الأضحى العاشر من ذي الحجة و عيد الفطر الأوّل من شوال ما يأتي:

(أولا)-الغسل و قد أوجبه بعض العلماء.

(ثانيا)-اللباس الجديد و استعمال الطيب.

(ثالثا)-الإفطار قبل صلاة عيد الفطر بالتمر أو الحلوى،و ذبح الأضحية في عيد الأضحى.فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(إنّما جعل اللّه هذا الأضحى لتتسع مساكينكم من اللحم).و قال الإمام علي عليه السّلام:(لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا و ضحوا أنه يغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة يقطره من دمه).

(رابعا):تقرأ هذا الدعاء:(اللهم من تهيأ في هذا اليوم أو تعبّأ أو أعدّ و استعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و نوافله و فواضله و عطاياه،فإنّ إليك يا سيدي تهيئتي و تعبئتي و إعدادي و استعدادي رجاء رفدك و جوائزك و نوافلك و فواضلك و فضائلك و عطاياك و قد غدوت إلى عيد من أعياد أمة نبيّك محمّد صلوات اللّه عليه و على آله و لم أفد إليك اليوم بعمل صالح أثق به قدّمته و لا توجّهت لمخلوق أملته و لكن أتيتك خاضعا مقرا بذنوبي و إساءتي إلى نفسي،فيا عظيم يا عظيم يا عظيم اغفر لي العظيم من ذنوبي فإنّه لا يغفر الذنوب العظام إلاّ أنت يا لا إله إلاّ أنت يا أرحم الرّاحمين).

(خامسا)-صلاة العيد ركعتان و وقتها من حين طلوع الشمس حتّى الظهر و الأفضل أن يكون بعد ارتفاع الشمس.

(و كيفيتها):تقرأ في الركعة الأولى الحمد و السورة ثمّ تقول اللّه أكبر و تقنت ثم تكبّر و تقنت و هكذا إلى أن تتمّ خمس قنوتات و بعد القنوت الخامس تكبّر و تركع و تأتي بسجدتين ثمّ تقوم في الركعة الثانية و تأتي كذلك

ص:131

بأربع قنوتات بعد كلّ تكبيرة قنوتا و بعد القنوت الرابع تكبّر و تركع و تسجد سجدتين و تتشهد و تسلم.

(و يستحب)أن تصلي صلاة العيد جماعة في الصحراء و أن تقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سبّح اسم ربّك الأعلى(87)و في الثانية سورة الشمس(91)و الجهر بالقراءة و ليس فيها أذان و لا إقامة بل تقول:

(الصّلاة)ثلاث مرات و لا يسقط عن المأموم سوى الحمد و السورة و تقرأ في القنوت هذا الدعاء:(اللهمّ أهل الكبرياء و العظمة و أهل الجود و الجبروت و أهل العفو و الرحمة و أهل التقوى و المغفرة أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذخرا و شرفا و كرامة و مزيدا أن تصلي على محمّد و آل محمّد و أن تدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمدا و آل محمّد،و أن تخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمّدا و آل محمّد، صلواتك عليه و عليهم أجمعين اللهمّ إنّي أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون و أعوذ بك ممّا استعاذ منه عبادك المخلصون)و يستحب للإمام الخطبة بعد الصلاة يتعرض في عيد الفطر لما يتعلق بزكاة الفطرة و في الأضحى بما يتعلق بالأضحية مع الوعظ و الإرشاد.

هذا و يستحبّ قراءة أدعية أخرى مثل دعاء الندبة و من أدعية الصحيفة السجاديّة كالدعاء(46)و أوّله:(يا من يرحم من لا يرحمه العباد) و الدعاء(48).و أوّله:(أللهمّ هذا يوم مبارك)و زيارة الحسين عليه السّلام المخصوصة بيوم العيدين و ليالي القدر و قد ذكرناها في أعمال ليلة القدر (1).

الثانية:صلاة الوحشة و وقتها الليلة الأولى من الدفن و هي ركعتان يقرأ في الأولى بعد الحمد آية الكرسي و في الثانية بعد الحمد سورة القدر عشر مرات و يقول بعد السّلام(اللهم صل على محمد و آل محمد و ابعث ثوابها إلى قبر فلان)-و يسمي الميت-.

ص:132


1- 1) شرح الأربعين:ص 162.

الثالثة:صلاة يوم أول الشهر و هي ركعتان يقرأ في الأولى بعد الحمد سورة التوحيد ثلاثين مرة و في الثانية بعد الحمد سورة القدر ثلاثين مرة و يتصدق بعد الصلاة،فانه يشتري بذلك سلامة الشهر و هناك ما تستحب قراءتها بعدها من آيات كريمات.

الرابعة:صلاة الغفيلة و هي ركعتان بين صلاة المغرب و العشاء.

تقرأ في الأولى بعد الحمد آية وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ و في الثانية بعد الحمد آية وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ثم يقنت و يقول:(أللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ أنت أن تصلي على محمد و آل محمد و ان تفعل بي-كذا و كذا)و يذكر حاجته،ثم يقول:(اللهم أنت ولي نعمتي و القادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك بحق محمد و آله لما قضيتها لي)(ثم يسأل اللّه حاجته أعطاه اللّه ما سأل).

و النوافل هي كما في شرح الأربعين:

يستحبّ في كل يوم و ليلة صلوات خاصة يعبر عنها(النوافل اليومية) مجموعها(34)صلاة قال الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:(علامات المؤمن خمس صلاة إحدى و خمسين(اليومية 17+34 النوافل يساوي-51)و زيارة الأربعين(في صفر)و التختم باليمين و تعفير الجبين (بالسجود)و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم و إليك بيانها:

أولا:نوافل الصلاة الخمس:

1-ركعتان لصلاة الصبح قبلها.

2-ثمان ركعات لصلاة الظهر قبلها.

ص:133

3-ثمان ركعات لصلاة العصر قبلها.

4-أربع ركعات لصلاة المغرب بعدها.

5-ركعتان من جلوس لصلاة العشاء بعدها و في السفر تسقط نافلة الظهر و العصر و نافلة العشاء يؤتى بها رجاء.

ثانيا:صلاة الليل،قال الإمام علي عليه السّلام:(قيام الليل مصحة للبدن و رضاء للربّ و تمسك بأخلاق النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تعرض لرحمة اللّه).

و قال الصادق عليه السّلام:(عليكم بصلاة الليل،فإنها سنّة نبيكم و آداب الصّالحين قبلكم و مطردة الداء عن أجسادكم).و قال عليه السّلام أيضا:(كذب من زعم أنه يصلي بالليل و يجوع بالنهار إنّ اللّه عزّ و جلّ ضمن لصلاة الليل قوت النهار).

(و وقتها):بعد منتصف الليل و كلّما كان أقرب إلى الصبح كان أفضل و هي كالآتي:

1-ثمان ركعات صلاة الليل تصلّى ركعتين ركعتين قياما.

2-ركعتان و تسمى الشفع قياما.

3-ركعة واحدة قياما و تسمّى(الوتر).

و يستحب في قنوت صلاة الوتر ما يأتي:

أ-الدعاء لأربعين مؤمنا.

ب-سبعون مرة(أستغفر اللّه ربيّ و أتوب إليه).

ج-سبع مرات(هذا مقام العائذ بك من النار).

د-ثلاثمائة مرة(العفو)و إذا طلع الفجر في أثناء الصلاة و كان قد صلّى منها أربع ركعات يجوز الاقتصار فيما بقي على سورة الحمد فقط من دون التوحيد (1).

ص:134


1- 1) شرح الأربعين:ص 102.

قال في شرح الأربعين:

1-الجمع بين الصلاتين:أداء الصلوات الخمس في أوائل وقتها أفضل و يجوز الجمع بين الظهر و العصر،و كذلك بين المغرب و العشاء.

و ممّا يدلّ على ذلك ما رواه البخاري في الصحيح كتاب مواقيت الصلاة عن ابن عباس(أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)صلّى بالمدينة سبعا و ثمانية الظّهر و العصر و المغرب و العشاء راجع صحيح البخاري المجلّد الأول صفحة 136 طبعة دار الشّعب القاهرة و في صحيح مسلم باب الجمع بين الصلاتين في الحضر ما نصّه:«عن ابن عباس قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:الظهر جمعا بالمدينة من غير خوف و لا سفر».

قال أبو الزبير فسألت سعيد بن جبير لم فعل ذلك؟.فقال ابن عباس:أراد أن يحرج أحدا من أمّته،انظر صحيح مسلم المجلّد الثاني صفحة 51(طبعة صبيح القاهرة).فقال:سألت ابن عباس كما سألتني يقول النووي عن هذين الكتابين:(هما أصح الكتب بعد القرآن و البخاري أصحهما).راجع(تدريب الراوي 91/1).

إن أيّ كتاب مهما ادعى مؤلفه الصحة و الكمال لا يستلزم أن يكون كذلك إذ قد يخطأ المؤلف في نظريته أو-على الأقلّ-قد يخطأ الراوي الذي ينقل الحديث في النقل أو الفهم فلا بدّ من تمحيص الأحاديث و معرفة الصحيح من غيرها و إنّما تلتزم بما رواه أهل البيت النبوي عليهم السّلام و هم أدرى.

(و من العجب)أن يقال عن الكتابين أنّهما أصح كتاب بعد كتاب اللّه ثمّ تهمل الأحاديث الواردة فيها التي توافق مذهب أهل البيت عليهم السّلام.

2-السجود على التربة:يجب السجود على الأرض الطّاهرة أو ما ينبت منها من غير المأكول و لا الملبوس لقول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا)أي للسجود و التيمّم،رواه في صحيح البخاري المجلد الأول صفحة 19 طبعة دار الشعب في القاهرة،و في عصرنا هذا

ص:135

حيث لا يتيسّر التّراب في الدّور و المساجد لأنّها مفروشة بالسّجاد يلزم أن يأخذ المصلي قطعة من الحجر الطاهر و الأفضل أن يكون من مكان مقدّس فيه ذكرى و عبرة للمؤمنين كالتربة الحسينيّة لما فيها من ذكرى مكافحة الظّلم و الطغيان و لهذا السبب تقدّس كما تقدّس ماء زمزم لما ترمز إليه من ذكريات أبي الأنبياء إبراهيم عليه السّلام و زوجته هاجر و ابنه إسماعيل عليه السّلام.

3-الوضوء:قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. [المائدة6/].

و تفسير الآية على مذهب أهل البيت عليهم السّلام:انّ المراد تحديد محلّ الغسل و المساحة فإذا قلت:«أغسل يدك قبل الأكل إلى أسفل الكف»، ليس المراد:أن تبدأ برؤوس الأصابع بل المراد نظافة مجموع الكف كيفما اتّفقت و كلمة(اليد)تطلق في اللغة العربية على الكفّ شائعا كما في قوله تعالى: اَلسّارِقُ وَ السّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما. [المائدة28/]

فإذا أريد غير الكفّ لا بدّ من قرينة تعيّن المراد و تعتبر كلمة(إلى) دلالة على الحدّ الذي يجب أن يغسل كما تقول:(اغسل الدّار إلى الباب)،فإن المراد تحديد محل الغسل و إنّه لا فرق بين أن تبتدىء بالباب و تنتهي بالجدار أو بالعكس و كذلك الآية الكريمة لكن فسّرتها روايات أهل البيت عليهم السّلام بالإبتداء بالمرفق و الإنتهاء بالأصابع(راجع وسائل الشيعة ج 1271/1)طبعة بيروت سنة 1391(مع)أنّ قواعد اللغة العربية تنصّ على رعاية الأقرب في العطف و لا شكّ أنّ(رؤسكم)أقرب معطوف عليه لكلمة(و أرجلكم)لأنّها تقع بعدها مباشرة قال الفخر الرازي:(فقرأ ابن كثير و حمزة و أبو عمرو و عاصم في رواية أبي بكر عنه بالجرّ و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم في رواية حفص عنه بالنّصب،فنقول:أمّا القراءة بالجرّ فهي تقتضي كون(الأرجل)معطوفة على(الرؤوس)فكما وجب المسح في الرأس فكذلك في الأرجل تفسير الرازي(161/11).

ص:136

و قال الشيخ الطوسي:(و من نصبهما ذهب إلى أنّه معطوف على موضع الرؤوس لأنّ موضعهما نصب لوقوع المسح عليهما و إنّما جرّ الرؤوس لدخول الباء الموجبة للتبعيض على ما بيّناه فالقراءتان جميعا تفيدان المسح،(راجع التبيان 452/3)و قال الرازي:اختلف النّاس في مسح الرجلين و غسلهما فنقل القفّال في تفسيره عن ابن عبّاس و أنس بن مالك و عكرمة و الشعبي و أبي جعفر محمد بن علي الباقر أنّ الواجب فيهما المسح و هو مذهب الإمامية من الشيعة،تفسير الرازي(161/11).

4-التيمّم:أمر القرآن الكريم في التيمّم بمسح كلّ من الوجه و اليدين على الصعيد الطّيب بقوله تعالى: وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ. [النساء43/]

و تفسير الآية-على مذهب أهل البيت عليهم السّلام أن المراد من الوجه بعضه لا كلّه لأنّ الباء في قوله تعالى بوجوهكم ليست زائدة فإن قوله تعالى: فَامْسَحُوا يتعدّى بنفسه و الأصل عدم الزيادة فلا بدّ لذكرها من معنى و من معاني الباء التبعيض كما تنص عليه اللغة العربية فيكون المعنى يجب المسح ببعض الوجه و قد حددته روايات أهل البيت من منبت الشّعر إلى الطرف الأعلى للأنف و المراد من اليد خصوص الكف كما هو المتفاهم من ظاهر الإستعمال كقولك أخذت بيدي و أعطيته بيدي و كقوله تعالى:

وَ السّارِقُ وَ السّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما. [المائدة38/]

فإن المراد خصوص الكف لا مجموع ما بين الأصابع و الكف و لا بدّ من حمل القرآن الكريم على الظاهر المتفاهم في اللغة العربية حيث لا يدلّ دليل على الخلاف فيكون المعنى امسحوا الكفّين فقط و المراد من الصعيد وجه الأرض كما في قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا)راجع(وسائل الشيعة 969/2 و صحيح البخاري-112/1 طبعة دار الشعب)لذلك لا يجوز التيمّم بالمعادن و النباتات إذ لا يصدق عليها

ص:137

أنّها أرض بل هي تكوّن في الأرض أو عليها كالذهب و المرمر و المراد بلمس النساء كناية عن العلاقة الجنسية(الوطىء)فلا يوجب التيمّم مجرّد اللمس و المراد من الطيب الطاهر غير النّجس كلّ ذلك منصوص عليه في مذهب أهل البيت عليهم السّلام.

5-الأذان و الإقامة:الأذان في الشريعة الإسلامية الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ خاصّة تتضّمن أصول العقيدة و الشريعة،و أكّدت الروايات على هذه السّنّة الإسلاميّة،قال الرّسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(للمؤذّن فيما بين الأذان و الإقامة مثل أجر الشهيد المتشحّط بدمه في سبيل اللّه).و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (يغفر للمؤذّن مدّ صوته و بصره و يصدّقه كلّ رطب و يابس و له من كل من يصلّي بأذانه حسنة).و ليس هذا التأكيد في كلام الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ باعتبار أنّ مدلول الأذان هو الهدف الذي يسعى إليه المجاهد في سبيل اللّه،و روي في تاريخ تشريع الأذان روايتان:

(الرواية الأولى):إنّ تشريعها كان في السنة الأولى للهجرة في المدينة المنوّرة حيث أنّ عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه رأى في المنام رجلا بيده الناقوس فأراد أن يشتريه منه للاعلام بالصلاة فقال له الرجل في المنام:أ فلا أدلّك على ما هو خير من ذلك؟فعلّمه الأذان فلمّا أفاق أتى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأقّر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الرؤيا و شرّع ما أمر ذلك الرّجل المجهول في المنام،راجع شرح المغني لشمس الدين بن قدامة المتوفى سنة 682 ه.

طبعة المنار 1347-المجلّد الأوّل389/،و هذه الرّواية تقتضي أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلّى قبل ذلك بدون أذان أو إقامة.

الرواية الثانية:أنّ الأذان و الإقامة أمران شرعيّان لا يكونان بالرّؤيا و المنام و أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تلقّى الوحي بهما في المعراج في مكّة المكرّمة و بذلك،تنصّ روايات أهل البيت عليهم السّلام،راجع وسائل الشيعة للحرّ العاملي 679/4 و قال الشيخ الطوسي:«الأذان مأخوذ من الوحي النازل على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دون الرؤيا في المنام»المبسوط 95/1.

ص:138

و قد روى تشريع الأذان بتفصيل في تفسير العيّاشي(157/1).

6-التثويب:اتّفقت المذاهب الأربعة على استحباب التثويب و هو أن يزاد في الأذان جملة«الصلاة خير من النّوم»بعد«حيّ على خير العمل»قال شمس الدّين بن قدامة الحنبلي المتوفّى سنة 682 ه.ما نصّه:

مسألة:و يقول في أذان الصبح:«الصلاة خير من النوم مرتين» و هذا مستحب في صلاة الصبح خاصّة بعد قوله:«حيّ على الفلاح» و يسمّى هذا التثويب،و به قال ابن عمر و مالك و الثوري و إسحاق و الشافعي في الصحيح عنه.قال إسحاق:هذا أحدثه النّاس.و قال الترمذي و هو التثويب الذي كرهه أهل العلم»(راجع شرح المغني لابن قدامة طبعة المنار سنة 1347 ه.فقال الإمام الشوكاني المتوفّى سنة 1255 ما نصّه:

و ذهبت العترة و الشافعي في أحد قوليه إلى أنّ التثويب بدعة،و عن عليّ عليه السّلام حين سمعه«لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه»(راجع نيل الأوطار 18/2 طبعة بيروت 1973 م).

7-«حيّ على خير العمل»:قال الإمام الشوكاني ما نصّه:قال في الأحكام و صحّ لنا أنّ(حيّ على خير العمل)كانت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يؤذن بها و لم تطرح إلاّ في زمان عمر و هكذا قال الحسن بن يحيى و ذلك عند آل محمّد،و بما أخرج البيهقي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن عبد اللّه بن عمر أنّه كان يؤذن«بحيّ على خير العمل»أحيانا و روى فيها عن علي بن الحسين عليه السّلام أنّه قال:«هو الأذان الأوّل»،راجع نيل الأوطار 19/2 طبعة سنة 1973 م بيروت.

و روى ابن ماجة القزويني في كتابه السنن ما نصّه:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(استقيموا و لن تحصوا و اعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة و لا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمن)«ارجع سنن ابن ماجة 101/1-طبعة عيسى البابي 1372 ه.القاهرة».

ص:139

و روى زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام أنّه كان يقول في أذانه:(حيّ على خير العمل)راجع مسند الإمام زيد الصفحة 93-طبعة بيروت.

8-الشهادة الثالثة:هي قولك:«أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين» و حكمهما حكم ما يتلى قبل الأذان أو بعده كقولك:«اللهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد«بعد اسم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تلتزم به الشيعة في الأذان و غيره لما روى عن الإمام الصادق عليه السّلام:«إذا قال أحدكم لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه فليقل عليّ أمير المؤمنين»،و هذا الحديث يشمل جميع الموارد و منها الأذان و الإقامة و قد اتّفقت كلمة فقهاء الشّيعة على أنّ هذه الزيادة ليست جزءا من الأذان و إنّما هي ذكر مستحبّ قال السيّد في العروة:

«و أما الشهادة لعلي بالولاية و إمرة المؤمنين فليست جزءا منها».

و قال السيد الحكيم في المستمسك:«بل ذلك في هذه الأعصار معدودة من شعائر الإيمان و رمز إلى التشيّع فيكون من هذه الجهة راجحا شرعا بل قد يكون واجبا لكن لا بعنوان الجزئيّة من الأذان».

و نظرة الشيعة إلى هذه الشهادة كنظرة أهل السّنّة إلى التثويب «الصلاة خير من النوم»فاتّفقت السّنّة و الشّيعة على أن الجملتين ليستا من الأذان بل يؤتى بهما استحبابا كلّ على مذهبه و يجوز وصف الإمام بالأوصاف التي وردت في السّنّة المطهّرة كالولاية و امرة المؤمنين و الحجّة فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«هو وليّ كل مؤمن من بعدي»كما في صحيح الترمذي 297/2 طبعة بولاق سنة 1290 ه.و مسند أحمد بن حنبل 37/4 طبعة مصر سنة 1313 ه.و مسند الطيّالسي 111/3 طبعة حيدرآباد سنة 1321 ه.و وصفه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله:«أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و خاتم الوصيّين»كما في حلية الأولياء 63/1 طبعة السعادة سنة 1351 ه.و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أنا و هذا حجّة على أمتي يوم القيامة»كما في تاريخ الخطيب 88/2 طبعة القاهرة سنة 1349 ه.و الخلاصة أنّ

ص:140

روايات الفريقين السّنّة و الشيعة تشهد بأنّ عليّا أمير المؤمنين و أنّه حجّة اللّه و أنّه وليّ اللّه و الشهادة الثالثة زيادة مستحبّة عند الشّيعة كما أن جملة «الصلاة خير من النّوم»زيادة مستحبّة عند السّنّة.

9-الصلوات البتراء:تجب الصلوات على محمد و آل محمد في الصلاة في التشهد و إلى ذلك أشار الشافعي المتوفّى سنة 204 ه.بقوله:

يا آل بيت رسول اللّه حبّكم فرض من اللّه في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الفخر إنّكم من لم يصل عليكم لا صلاة له

راجع ديوان الشّافعي ص 72-طبعة بيروت سنة 1392.

و ذكره ابن حجر في الصّواعق و روى قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«لا تصلّوا عليّ الصلوات البتراء.فقالوا:و ما الصلاة البتراء؟.قال:تقولون:«اللهم صلّ على محمد»«راجع الصواعق المحرقة صفحة 146 طبعة مصر سنة 1375 ه» (1).

و قال السيوطي في كتابه فضل الدعاء في رفع اليدين في الدعاء:

نص الدعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء للحافظ جلال الدين السيوطي:

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه حمدا كثيرا و الصلاة و السّلام على سيدنا محمد المبعوث بشيرا و نذيرا و بعد فقد بلغني من بعض الناس أنه قال:ليس في رفع اليدين في الدعاء حديث صحيح فعجبت لذلك فان الأحاديث فيه مشهورة بل متواترة كثيرة المسالك فجعلتها في هذا الجزء لينتفع بها من يقف عليها و لا يتكلم في السنّة النبوية بغير علم من لا تصل رتبته إليها فأقول وقع لنا في رفع اليدين في الدعاء من فعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمره نيف و أربعون حديثا فيها الصحيح و الحسن و الضعيف من رواية بضع و عشرين من الصحابة 1.

ص:141


1- 1) شرح الأربعين:ص 110-116.

كتاب الصوم

-الثاني من فروع الدين-

الفرع 56:يجب الصوم على من توفرت لديه الأمور التالية:

1-البلوغ،و هو في الذكر بلوغ 15 سنة هلالية(و قد يتحقق البلوغ قبل ذلك)و بلوغ الأنثى 9 سنوات.

2-العقل فلا يجب الصوم على المجنون.

3-الأمن من الضرر-و الضرر قسمان:بدني و غيره-و في البدني لو خاف حدوث المرض-و منه الرمد-أو خاف شدة المرض أو طول مدته لا يجب الصوم لكن لو عوفي في تلك السنة وجب قضاؤه.

4-السلامة من الاغماء.

5-عدم الحيض و لو في لحظة من النهار،و عليها القضاء.

6-النفاس و لو في لحظة من النهار،و عليها القضاء.

7-الحضر(و ما بحكمه من الوطن غير الأصلي و بلد الإقامة و غيرهما)فلو كان قبل الظهر-مع تبييت النية-في سفر تقصر فيه الصلاة (1)لم يصح منه الصوم و عليه القضاء.

نعم لو كان جاهلا بحكم الصوم في السفر فصام ثم علم بعد الغروب صح صومه و كذا في قصر الصلاة.

الفرع 57:في المفطرات:

يجب على الصائم ترك المفطرات التالية:

1-الأكل.

ص:142


1- 1) تقدمت في الفرع 52 شروط القصر و هي شروط الافطار في السفر.

2-الشرب.

3-الاستمناء-العادة السرية-.

4-الجماع قبلا و دبرا،فاعلا و مفعولا،حيا و ميتا،حتى البهيمة- على الأحوط وجوبا-.

5-تعمد البقاء على الجنابة إلى طلوع الفجر في صوم رمضان و قضائه فقط(و هكذا البقاء على حدث الحيض و النفاس،لكن في خصوص صوم رمضان دون غيره)و أما المستحاضة فصاحبة القليلة و المتوسطة يصح منهما الصوم مطلقا،و الكثيرة يشترط في صحة صومها الأغسال النهارية و غسل الليلة السابقة على الأحوط.

6-ادخال الغبار الغليظ(الحلال كالطحين أو الحرام كالتراب)أو غير الغليظ في الحلق على الأحوط،و الأحوط إلحاق الدخان بالغبار.

7-الحقنة بالمائع،و لا بأس بالشافة.

8-الإرتماس في الماء.

9-التقيؤ إختيارا و لو كان لعلاج.

10-الكذب على اللّه و الرسول و الأئمة عليهم السّلام(بل الأحوط إلحاق باقي الأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام)سواء في أمر ديني أو دنيوي.

(فائدة):المفطرات المذكورة تبطل الصوم إذا وقعت عمدا كما يأتي في الفرع 58.

الفرع 58:في مسائل الصوم:

1-المفطرات المذكورة في الفرع 57 تبطل الصوم إذا وقعت عمدا حتى لو كان جاهلا قاصرا أو مقصرا،و أما نسيانا فلا تبطل إلاّ في البقاء على الجنابة فانه لو علم بالجنابة و نسي الغسل وجب القضاء،و في ترك الغسل بسبب النوم تفصيل راجع المنهاج ج 1 ص 178 المسألة 993.

ص:143

2-النوم ليس بمبطل للصوم حتى لو كان في جميع النهار إذا سبقت النية في الليل.

3-وقت النية مقارن لطلوع الفجر،و يجوز تقديمها في الليل و تجزي لشهر رمضان كله نية واحدة قبل الشهر.

4-لا بأس ببلع الريق و ان جمع في الفم،و كذا الأخلاط النازلة من الرأس أو الصاعدة من الصدر ما لم يصل إلى فضاء الفم.

5-حدوث الحيض و النفاس و لو في لحظة من النهار مبطل للصوم كما تقدم.

6-يشترط في صحة الصوم الندبي فراغ الذمة عن الصوم الواجب لنفسه.

7-يشترط في صحة الصوم نية القربة و الإخلاص من الرياء.

8-لا بأس باستعمال القطرة في العين و الأذن و كذا زرق الابرة سواء في العضلة أو العرق و كذا قلع السن.

9-من أفطر في نهار شهر رمضان عمدا عليه قضاؤه و تجب الكفارة أيضا(و هي:عتق رقبة أو صوم شهرين متتابعين أو اطعام ستين مسكينا) مخيرا بينها إذا علم بمفطريته،نعم ما علم بحرمته كالاستمناء موجب للكفارة حتى لو لم يعلم بمفطريته.

هذا إذا كان الافطار بالحلال و اما إذا أفطر بالحرام وجب الجمع بين الكفارات الثلاث.

10-يجب القضاء على من فاته الصوم عمدا أو لسفر أو حيض أو نفاس(أو مرض لم يطل سنة).و أما إذا طال المرض إلى آخر السنة فلا قضاء بل يفدي عن كل يوم بمدّ من الطعام.و المد ثلاثة أرباع الكيلو.

11-تجب الفدية في موارد:

ص:144

أ-الشيخ و الشيخة و ذو العطاش إذا تعذر أو شق عليهم الصوم و الحامل المقرب و المرضعة القليلة اللبن إذا أضر بطفلهما الصوم و عليهما القضاء أيضا و إذا أضر بهما فالقضاء بلا فدية كما أن الأحوط لذي العطاش القضاء إذا تمكن دون الشيخ و الشيخة فانه لا قضاء عليهما.

ب-من فاته الصوم في شهر رمضان لمرض و استمر المرض إلى شهر رمضان الثاني كما تقدم.

ج-من أخرّ قضاء شهر رمضان عن السنة الأولى مع تمكنه منه.

12-الفدية:مدّ طعام-ثلاث أرباع الكيلو تقريبا و مصرفها:الفقير و لا تجزي القيمة و لا يجزي الاشباع عن المد.

13-يجب على الولد الأكبر قضاء ما فات أباه من الصيام لعذر إذا وجب عليه قضاؤه.

الفرع 59:الصوم و السفر-و فيه مسائل-:

1-لا يصح الصوم من المسافر إذا اجتمعت شروط القصر للمسافر المذكورة في الفرع 52 ص 78.

2-يجوز السفر في شهر رمضان و لو فرارا من الصوم لكنه مكروه.

3-يجوز للمسافر في نهار رمضان التملي من(الطعام و الشراب و كذا الجماع)لكنه مكروه و الأحوط استحبابا الترك خصوصا في الجماع.

4-يعتبر في جواز الافطار للمسافر تجاوز حد الترخص و هو الحد الذي لا يسمع فيه أذان بلده و لا يرى أهله.

5-للمسافر(في نهار رمضان ذهابا أو إيابا)فروع:

أ-السفر قبل الظهر-و كان ناويا للسفر من الليل-.

(حكمه):الافطار ثم القضاء.

ص:145

ب-السفر قبل الظهر و لم يكن ناويا للسفر من الليل.

(حكمه):إتمام الصوم و القضاء إحتياطا.

ج-السفر بعد الظهر.

(حكمه):إتمام الصوم و صحته.

6-الرجوع إلى الوطن(أو إلى محل يريد الاقامة فيه عشرة أيام)قبل الظهر و لم يفطر في السفر.

(حكمه):الصوم.

ه-الرجوع إلى الوطن(أو إلى محل الاقامة)قبل الظهر و قد أفطر في السفر.

(حكمه):الافطار ثم القضاء.

و-الرجوع إلى الوطن(أو إلى محل الاقامة)بعد الظهر.

(حكمه):الافطار ثم القضاء،سواء أفطر في السفر أم لم يفطر.

6-الأحكام المذكورة للوطن تجري لما بحكم الوطن و لمحل الاقامة عشرة أيام.

7-لا يجوز الصوم في السفر إلاّ في ثلاثة موارد تراها في المنهاج ج 1.

الفرع 60:في ثبوت الهلال-و فيه مسائل-:

1-يثبت الهلال بالعلم الحاصل من الرؤية أو التواتر أو غيرهما،أو بالإطمئنان الحاصل من الشياع أو غيره أو بمضي ثلاثين يوما من شعبان (لأول رمضان)و مضي ثلاثين يوما من رمضان(لأول شوال)و يثبت بشهادة عدلين،و في ثبوته بحكم الحاكم إشكال،و لا يثبت بشهادة النساء،و لا العدل الواحد و لو مع اليمين و لا بقول المنجم و لا بغيبوبته بعد الشفق و لا

ص:146

بكبره و لا ببطؤ غيابه و لا بشهادة العدلين إذا لم يشهدا بالرؤية.

نعم:لو رؤي الهلال مطوقا حكم بأن اليوم السابق من هذا الشهر.

2-إذا ثبت الهلال في بلد كفى في الثبوت لغيره.

الفرع 61:في زكاة الفطرة و فيها مسائل:

1-تجب الفطرة على البالغ العاقل الحر الغني بأن يدفع عن نفسه و عن جميع عائلته القريب و البعيد،المسلم و الكافر،الكبير و الصغير، حتى الطفل و الرضيع و الضيف النازل قبل الهلال إذا بات عنده ليلة العيد و ان لم يأكل عنده.

و المناط:عنوان(العائلة)الشامل لكل من ذكر.

2-من دعي للافطار ليلة العيد لا يعدّ من العيال فلا تجب فطرته على من دعاه.

3-وقت أدائها ليلة عيد الفطر إلى الظهر.

(و الأحوط إخراجها أو عزلها قبل صلاة العيد لمن يصليها).

4-نوع الفدية:القوت،من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و غيرها و الأحوط الاقتصار على الأربعة الأول إذا كانت من القوت الغالب.

5-يجوز اعطاء النقود بسعر الطعام،و العبرة بقيمة وقت و مكان الاخراج.

6-مقدارها يساوي ثلاث كيلوات تقريبا عن كل إنسان.

7-مصرفها مصرف الزكاة الآتي في الفرع 64 و كذا جملة من أحكامها راجع ص 105.

8-تجب فيها النية قربة إلى اللّه تعالى كما في زكاة المال.

9-كل من وجبت فطرته على غيره سقطت عنه و ان كان غنيا.

ص:147

10-الأحوط وجوبا ان لا يدفع للفقير أقل من صاع و هو ثلاث كيلوات إلاّ إذا اجتمع جماعة لا تسعهم و يجوز اعطاء الواحد أصواعا.

11-يجوز للمالك دفعها إلى الفقير و الأولى اعطاؤها للفقيه.

12-يجوز نقلها إلى غير بلد التكليف مع عدم المستحق فيه،أما مع وجوده فالأحوط وجوبا ترك النقل،و إذا سافر من بلد التكليف إلى غيره جاز دفعها في البلد الآخر.

13-يستحب للفقير إخراجها أيضا إذا لم يكن معالا.

كتاب الزكاة

-الثالث من فروع الدين-

الفرع 62:في وجوب الزكاة:

تجب على كل مكلف-بالغ،عاقل-حر،مالك للنصاب(في الحول أو في زمان التعلق)متمكن من التصرف.

-و هناك شروط نذكرها ضمن تعداد المواد الزكوية-.

الفرع 63:ما تجب فيه الزكاة،و هي:

تسعة أشياء(الغلات الأربع)و هي:

1-الحنطة.

2-الشعير.

3-التمر.

4-العنب.

و يشترط في وجوب زكاتها ما يلي:

1-الملك وقت تعلق الوجوب و هو حين صدق الاسم عليه.

ص:148

2-النصاب و هو بلوغ يابس كل منها 847 كيلو تقريبا.

(مقدار الزكاة)في المسقي سيحا و شبهه:العشر،و في المسقي بالواسطة نصف العشر،و بهما مشتركا ثلاثة أرباع العشر.

و لا تجب إلاّ مرة واحدة لكل غلة،و لا يشترط فيها الحول.

(الأنعام الثلاثة):

5-الغنم.

6-البقر.

7-الإبل.

و يشترط في وجوب زكاتها ما يلي:

1-الحول.

2-أن لا تكون عوامل.

3-السوم طول الحول.

4-النصاب.و إليك تفصيل نصبها:

(نصب الغنم)40 رأس و زكاتها شاة،ثم 121 و فيها شاتان، ثم 201 و فيها 3 شياة،ثم 301 و فيها 4 شياة ثم 400 فما زادت ففي كل مائة شاة.

(نصب البقر)30 رأس و فيها تبيع أو تبيعة ثم 40 و فيها مسنة.

ثم ما زاد يعد بثلاثين أو بأربعين.

(نصب الإبل)كثيرة،أولها خمس رؤوس و فيها شاة.

(النقدان):

8-الذهب.

9-الفضة.

ص:149

و يشترط فيها:

1-السكة فلا زكاة على الحلي و السبائك و شبههما.

2-الحول.

3-النصاب و هو كالآتي:

(نصب الذهب)15 مثقالا صيرفيا و فيها ربع العشر.

ثم كل ثلاثة مثاقيل فثلاثة و فيها أيضا ربع العشر.

(نصب الفضة)105 مثاقيل و فيها ربع العشر.

ثم 21 مثقالا-بعد المائة و خمسة مثاقيل-و فيها أيضا ربع العشر و هكذا كلما زاد 21 مثقالا.

فالقاعدة في زكاة النقدين ربع العشر.

الفرع 64:في مسائل الزكاة:

1-مصرف الزكاة ثمانية أصناف،و هم:الفقير،و المسكين، العامل عليها،المؤلف قلبه،الرقبة،المديون ابن السبيل،في سبيل اللّه -و هو جميع سبل الخير-.

2-يشترط في المستحق أمور:

أ-الإيمان.

ب-أن لا يكون من أهل المعاصي.

ج-أن لا يكون هاشميا-بالنسبة إلى زكاة غير الهاشمي-.

د-أن لا يكون واجب النفقة بالنسبة إلى نفقته الخاصة-.

3-يجوز نقل الزكاة من بلد إلى آخر.

4-يستحب تخصيص أهل الفضل بزيادة النصيب و ترجيح الأقارب، و من لا يسئل على من يسئل و صرف صدقة المواشي على أهل التجمل.

ص:150

5-لا يجب إعلام الفقير بأن المدفوع إليه زكاة.

6-إذا كان له دين على الفقير جاز احتسابه من الزكاة.

7-لا يجوز تأخير دفع الزكاة من دون عذر.

8-من يقدر على تكسب أو تعلم صنعة أو حرفة تكفي لمؤونة السنة،لا يجوز له أخذ الزكاة إلاّ في بعض الفروض.

9-من له رأس مال لا يكفي ربحه لمؤونة سنته جاز له أخذ الزكاة.

10-مصارف المال الزكوي حتى البذر لا تخرج-على الأحوط-إلاّ ما يتعلق بالزرع أو الثمر بعد تعلق الزكاة،فيجوز إخراجه بإذن الحاكم الشرعي.

11-تستحب الزكاة في الحبوب النابتة كالأرز و الحمص و الذرة و السمسم و الماش و اللوبيا و العدس و شبهها.

و كذا في مال التجارة و في الخيل الاناث.

و لا تستحب في الخيل الذكور و لا في البغال و الحمير و لا في الخضروات كالخيار و البقل و البطيخ و نحوها.

12-يجوز دفع النقود بدلا عن الزكاة.

13-لا بد من قصد القربة في دفع الزكاة لانها من العبادات.

14-يجوز للهاشمي أخذ زكاة الهاشمي.

15-الهاشمي هو المنتسب-شرعا-إلى هاشم بالأب دون الأم، و يثبت بالعلم و البينة و الشياع المفيد للإطمئنان دون مجرد الدعوى.

16-المحرّم من صدقات غير الهاشمي على الهاشمي هو زكاة المال و زكاة الفطرة،و أما غيرهما فلا بأس به مثل الصدقات المندوبة أو الواجبة (غير الزكاتين)كالكفارات،و ردّ المظالم،و مجهول المالك،و اللقطة، و منذور الصدقة،و الموصى به إلى الفقراء فكل هذه الصدقات يجوز دفعها إلى الهاشمي و لو كانت من غير الهاشمي.

ص:151

قال في شرح الأربعين:

الفطرةالخمسالزكاة

تجب الفطرة في كل سنة مرة و ذلك في أول شوّال(عيد الفطر)على كل مسلم بالغ عنه و عن كل من يعوله و لو كان مسافرا.يجب في الربح (صافي الدخل)مرّة واحدة في العمر فإذا احتفظ بالمال بعد تخميسه لا يجب فيه الخمس مهما بقي (نعم)إذا اتجر به ثانية جاء الخمس في ربحه أيضا.تجب في مجموع رأس المال و الربح معا في كل عام مرة واحدة في ثلاثة أشياء:

1-الذهب و الفضة(النقدان).

2-الإبل و البقر و الغنم(الأنعام).

3-الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب (الغلات).

مقدارهامقدارهمقدارها

تكفي ثلاثة كيلو غرامات من الطعام كالحنطة و الشعير أو ما يعادل ثمنها.هو عشرون بالمائة (20%)من صافي الدخل(الربح)بعد إخراج المصارف المتعارفة.يختلف باختلاف الكمية و أقل ما يجب فيه الزكاة:

1-في الذهب و الفضة ربع العشر أي اثنين و نصف في المائة(5,2%).

2-في الحيوان في كل أربعين شاة(شاة واحدة)و في كل ثلاثين بقرة(تبيعة التي دخلت في السنة الثانية)و في كل خمسة من الإبل(شاة واحدة).

3-في الغلات إذا بلغت 847/207 كغم إذا كان سقيها بالآلات و المكائن(10%).

مصرفهامصرفهمصرفها

يعطى للفقراء و المساكين.يقسم نصفين(سهم الإمام عليه السّلام يصرف في الشعائر الدينية و الخدمات الإسلامية) و(سهم السادة)يصرف للفقراء من آل البيت النبوي عليهم السّلام فقط.يعطى للفقير و المسكين و ابن السبيل و الغارمين و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الجباة و في سبيل اللّه من المشاريع الخيرية.

ص:152

17-لا يجوز اعطاء الزكاة للأبوين و ان علوا،و لا للأولاد و ان نزلوا (ذكورا أو إناثا)و لا للزوجة الدائمة-إذا لم تسقط نفقتها-و لا للملوك.

و ذلك باعتبار وجوب نفقتهم على المعطي.

نعم.يجوز اعطاؤهم لمصرف لا يجب على المعطي كنفقة زوجاتهم و أداء ديونهم.

و كذا يجوز للزوجة دفع زكاتها إلى الزوج و لو للانفاق عليها.

18-يجوز للمالك التوكيل في أداء الزكاة،كما يجوز للفقير التوكيل في القبض عنه.

19-الجاموس و البقر جنس واحد،كما ان المعز و الضأن جنس واحد و لا فرق بين الذكر و الأنثى في الجميع.

20-لا زكاة على الحلي و إن كان فيها 10 ليرات فأكثر.

كتاب الخمس

-الرابع من فروع الدين-

الفرع 65:في وجوب الخمس و ما يجب فيه الخمس يجب الخمس على كل مكلف-بالغ-،عاقل-باعطاء واحد من خمسة من الأشياء التالية:

الأول:(الغنائم)المنقولة التي يحصلها المسلمون من الكفار حال الحرب سواء كان القتال غزوا للدعوة إلى الإسلام أم لغير ذلك،أو كان القتال دفاعا كما يأتي في كتاب الجهاد ص 122.

الثاني:(المعدن)كالذهب و الفضة و الملح و النفط و الكبريت و نحوها،و يشترط فيه:

1-النصاب و هو قيمة 15 مثقالا من الذهب المسكوك،قبل استثناء

ص:153

مؤونة الإخراج فإذا بلغ ذلك أخرج خمس الباقي بعد استثناء المؤنة.

2-وحدة الإخراج عرفا،فلو أخرجه دفعات لا يجب الخمس لو صار المجموع نصابا،و لو اشترك جماعة كفى بلوغ مجموع الحصص النصاب.

الثالث:(الكنز)و هو المال المذخور في موضع و يشترط فيه أمور، منها:النصاب.

الرابع:(ما أخرج بالغوص)من البحر أو النهر العظيم،أو أخرج بآلة من البحر من الجوهر و غيره دون الحيوان البحري كالسمك.

الخامس:(أرض اشتراها الذمي من المسلم)بل مطلق الإنتقال.

السادس:(المال المخلوط بالحرام)إذا لم يتميز الحرام و لم يعرف مقداره و لا صاحبه،فانه يحل باخراج خمسه.

السابع:(فاضل المؤونة)من الفوائد و الأرباح و الواردات.

(عدا الإرث-المحتسب-،و المهر و عوض الخلع).

الفرع 66:في مسائل الخمس:

1-ينبغي لكل مسلم تعيين رأس سنة الخمس عند المقلّد أو وكيله.

2-المؤونة المستثناة من الأرباح نوعان:

الأول:مصارف تحصيل الربح كمصرف الدكان و الزرع و الحيوان و غيرها من الايجار و النقل و الكاتب و الدلال السمسار و الحارس و الضرائب و الاستهلاك و غيرها.

الثاني:مصارف معاش نفسه و عياله و إدارة شؤونه اللائقة بحاله كمصرف البيت-من الأثاث و الطعام و غيرهما-و الضيف و الهدايا المناسبة و الأسفار و الزيارات و أداء الدين و الغرامات و واسطة النقل و الكتب و الدار و التزويج و غيرها مما يحتاجه في إدارة شؤونه و شؤون متعلقيه.

3-كلما زاد على المؤونة يجب فيه الخمس سواء النقود و البضائع

ص:154

و غيرهما من الحنطة و الأرز و السكر و السمن و الوقود و غيرها.

4-لو اشترى شيئا للمؤونة من مال مخمس فزادت قيمته بعد السنة لا يجب فيه الخمس ف(ان المخمس لا يخمس).

5-من حصل على أرباح تدريجية فاشترى عرصة في سنة ثم اشترى مواد البناء في سنة أخرى ثم بنى في سنة ثالثة،لا يكون ما اشتراه من مؤونة تلك السنة،بل عليه خمس تلك الأعيان.

6-لو بنى دار سكنى في سنة واحدة من ربح السنة و سكن فيها فلا خمس عليها،و كذا لو استدان و اشترى دارا و سكن فيها في نفس السنة أو بعدها قبل سنة الربح الذي أدى به دينه فلا خمس حتى لو سدد دينه في السنين اللاحقة و كذا الحكم في أثاث البيت و مال الزواج و غيرهما من المؤونة.

7-يحرم التصرف في العين و كذا الاتجار بها بعد انتهاء السنة قبل دفع الخمس،لكن إذا اتجر بها فالظاهر:صحة المعاملة إذا كان طرفها مؤمنا و ينتقل الخمس إلى البدل.

كما أنه لو وهب العين لمؤمن صحت الهبة و انتقل الخمس إلى ذمة الواهب.

8-إذا علم الوارث ان مورّثه لم يؤد خمس التركة وجب عليه -احتياطا-و لو علم انه أتلف ما فيه الخمس وجب اخراج خمسه من التركة كالديون.

9-إذا حل رأس السنة و لم يدفع الخمس ثم دفعه تدريجا من ربح السنة الثانية لم يحسب ما دفعه من المؤونة إذا كان ربح السنة السابقة موجودا غير تالف بل يجب فيه الخمس.

10-يتعلق الخمس بالعين لكن يتخير المالك بين دفع العين أو قيمتها.

11-الخمس يتعلق بالربح بمجرد حصوله و ان جاز له تأخير الدفع

ص:155

إلى رأس السنة.

12-إذا كان له دين في ذمة المستحق و أراد احتسابه خمسا فالأحوط وجوبا الاستئذان من الحاكم الشرعي.

13-لا بأس بتصرف المؤمن في أموال من لا يخمس،برضائه و لا يضره عدم تخميسه فان الوزر على المالك و المهنّا للمؤمن.

14-لا بأس بالشركة مع من لا يخمس فيجزيه إخراج خمس حصته من الربح.

15-(مصرف الخمس)يقسم الخمس إلى سهمين:

الأول:حق الإمام عليه السّلام و يرجع فيه إلى مرجع التقليد أو إلى وكيله إما بالدفع إليه أو الإستئذان منه.

الثاني:حق السادة و يعطى إلى السيد الهاشمي-المنتسب بالأب إلى هاشم-كما تقدم في الفرع 64 المسألة 15 و يشترط مع الإيمان كونه فقيرا متدينا.

16-لا يجوز إعطاء الخمس لمن تجب نفقته على المعطي-على الأحوط-إلاّ إذا كانت عليه نفقة غير واجبة على المعطي حسبما تقدم في الفرع 64 المسألة 17.

كتاب الحج

-الخامس من فروع الدين-

و هو ركن من أركان الدين،و انكار أصل فرضه-إذا لم يكن مستندا إلى شبهة-كفر.

قال اللّه تعالى وَ لِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ. [آل عمران97/]

و روى الشيخ الكليني بطريق معتبر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:(من

ص:156

مات و لم يحج حجة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا) (1).

الفرع 67:في وجوب الحج و أعماله:

يجب حج الإسلام(مرة واحدة)على كل مكلف-بالغ،عاقل-حر، مستطيع لحج بيت اللّه الحرام و هو عبارة عن عمرة التمتع و حج التمتع.

الأول:عمرة التمتع:و أعمالها خمسة:

1-الإحرام.

2-الطواف.

3-صلاة الطواف.

4-السعي.

5-التقصير.

الثاني:حج التمتع:و أعماله 13:

1-الإحرام من مكة.

2-المكث بعرفات(و الأحوط من زوال يوم 9 إلى الغروب).

3-المكث بمزدلفة(يوم العيد من الفجر إلى طلوع الشمس).

4-رمي جمرة العقبة بمنى يوم العيد.

5-النحر أو الذبح بمنى يوم العيد.

7-الطواف-طواف الحج-بعد الرجوع إلى مكة.

8-صلاة الطواف.

9-السعي بين الصفا و المروة.

10-طواف النساء.

11-صلاة طواف النساء.

12-المبيت بمنى ليلة 11،12(و ليلة 13 في بعض الصور).

13-رمي الجمار الثلاث يوم 11 و 12(و يوم 13 في بعض الصور).

ص:157


1- الكافي:ج 4 كتاب الحج:ص 268.

كتاب الجهاد

-السادس من فروع الدين-

الفرع 68:في الجهاد(يجب الجهاد على كل مسلم بشروطه)و هو نوعان:

الأول:جهاد النفس:

و هو التحلي بالفضائل و التخلي عن الرذائل فقد ورد ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «بعث بسرية فلما رجعوا،قال:مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر و بقي الجهاد الأكبر،قيل:يا رسول اللّه و ما الجهاد الأكبر؟قال:جهاد النفس» (1)


1- 1) الكافي:ج 5 كتاب الجهاد:ص 2 و 3.

و في الحديث:«جهاد المرأة حسن التبعل» (1)

كتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

-السابع و الثامن من فروع الدين-

قال اللّه تعالى: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

[آل عمران104/]

و قال عزّ و جلّ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من اللّه تعالى».

-محمد بن الحسن الطوسي قال:روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال:

ص:159


1- 1) الكافي:ج 5 كتاب الجهاد ص 9.

«لا تزال أمّتي بخير ما أمروا بالمعروف،و نهوا عن المنكر،و تعاونوا على البرّ،فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات،و سلّط بعضهم على بعض،و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء».

-و عنهم،عن ابن خالد،عن بعض أصحابنا،عن بشر بن عبد اللّه،عن أبي عصمة قاضي مرو،عن جابر،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«يكون في آخر الزمان قوم ينبع«يتبع خ ل»فيهم قوم مراؤن«إلى أن قال»:و لو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها،إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض،هنا لك يتم غضب اللّه عزّ و جلّ عليهم فيعمّهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الأشرار،و الصغار في دار الكبار،إلاّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الأنبياء،و منهاج الصّلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض،و تأمن المذاهب،و تحلّ المكاسب، و تردّ المظالم،و تعمر الأرض،و ينتصف من الأعداء،و يستقيم الأمر الحديث.

عن أبي حمزة،عن يحيى بن عقيل،عن حسن قال:«خطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال:أما بعد فإنّه انّما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم ينههم الرّبانيون و الأحبار عن ذلك،و انّهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الرّبانيون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات،فأمروا بالمعروف و نهوا«انهوا»عن المنكر، و اعلموا أنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لن يقربا أجلا و لن يقطعا رزقا»الحديث.

كتب أبو عبد اللّه عليه السّلام إلى الشيعة:«ليعطفنّ ذووا السن منكم و النهي على ذوي الجهل و طلاب الرياسة أو لتصيبنّكم لعنتي أجمعين».

عن محمّد بن عرفة قال:سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام يقول:

«لتأمرنّ بالمعروف،و لتنهن عن المنكر،أو ليستعملن عليكم شراركم

ص:160

فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم» (1).

الفرع 70:من أعظم الواجبات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وجوبا كفائيا-و تقدم معناه في الفرع 69:

(المعروف):واجبات الشريعة المقدسة.

(المنكر):محرمات الشريعة المقدسة.

و يجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشروطهما الآتية في الفرع 71.

و يستحب الأمر بالمستحب و النهي عن المكروه.

الفرع 71:في شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:

يجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشروط خمسة:

1-معرفة المعروف و المنكر.

2-إحتمال قبول من يأمره و ينهاه.

3-عدم معذورية تارك المعروف أو فاعل المنكر.

4-إصرار الفاعل على ترك المعروف أو فعل المنكر.

5-عدم الضرر على الآمر و الناهي،في نفسه أو عرضه أو ماله أو في غيره من المسلمين.

ملحوظة:لا يختص وجوبهما على رجال الدين بل يجب على كل مسلم و مسلمة سواء العلماء و غيرهم،العدول و الفساق،السلطان و الرعية، الأغنياء و الفقراء.

الفرع 72:في مراتب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:

الأولى:الانكار بالقلب باظهار الإنزعاج أو الاعراض أو نحوهما.

ص:161


1- كتاب الوسائل:ج 11 ص 398.

الثانية:الانكار باللسان و القول بالموعظة و النصيحة.

الثالثة:الانكار باليد بالضرب.

و هذه المرتبة بعد عدم تأثير الأوليين.

ملحوظة:لكل مرتبة درجات:خفيفة و شديدة،فيبدأ بالأخف إلى الأشد.

الفرع 73:تعداد بعض المعروفات:

1-التوكل على اللّه.

2-الإعتصام باللّه.

3-حسن الظن باللّه.

4-الصبر عند البلاء و عن محارم اللّه.

5-العفة،قال الإمام الباقر عليه السّلام:«ما عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن و فرج».

6-الحلم،قال الإمام الرضا عليه السّلام:«لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما».

7-التواضع،قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«من تواضع للّه رفعه اللّه و من تكبر خفضه اللّه».

8-إنصاف الناس و لو من نفسك.

9-اشتغال الإنسان بعيوب نفسه عن عيوب الناس.

10-اصلاح النفس عند ميلها إلى الشر.

11-الزهد في الدنيا و ترك الرغبة فيها.

الفرع 74:في تعداد بعض المنكرات.

ص:162

1-الغضب،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«الغضب يفسد الإيمان»و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:«الغضب مفتاح كل شر».

2-الحسد،قال الباقر و الصادق عليهما السّلام:«ان الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب».

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم لأصحابه:«انه قد دبّ إليكم داء الأمم ممن قبلكم و هو الحسد،ليس بحالق الشعر و لكنه حالق الدين، و ينجي فيه ان يكف الإنسان يده و يخزن لسانه،و لا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن».

3-الظلم،قال الصادق عليه السّلام:«من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده».

و قال عليه السّلام:«ما ظفر بخير من ظفر بالظلم،أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم».

4-كون الإنسان ممن يتقى شره،قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«شر الناس عند اللّه يوم القيامة الذين يكرمون إتقاء شرهم».

و قال الصادق عليه السّلام:«و من خاف الناس لسانه فهو في النار».

و قال عليه السّلام:«ان أبغض خلق اللّه عبد اتقى الناس لسانه».

ملحوظة:في الفرع 75 التالي-قائمة بتعداد الذنوب الكبيرة و هي من المنكرات أيضا.

الفرع 75:(قائمة بعض الذنوب الكبيرة):

1-الشرك باللّه.

2-اليأس من روح اللّه.

3-إنكار ما أنزل اللّه.

ص:163

4-الفرار من الزحف.

5-اليمين الغموس الفاجرة.

6-نقض العهد.

7-ترك الصلاة أو الفرائض.

8-الإستخفاف بالحج.

9-المحاربة لأولياء اللّه.

10-الإصرار على الصغائر.

11-استحقار الذنب.

12-معونة الظالمين.

13-الولاية للظالمين.

14-الركون إلى الظالمين.

15-شهادة الزور.

16-كتمان الشهادة.

17-غش المسلمين.

18-الرياء.

19-عقوق الوالدين.

20-قذف المحصنة.

21-الزنا.

22-اللواط.

23-القيادة.

24-القمار.

ص:164

25-الإشتغال بالملاهي.

26-الكبر.

27-الإسراف.

28-التبذير.

29-الغيبة.

30-البهتان.

31-سب المؤمن.

32-إذلال المؤمن.

33-الكذب على اللّه و رسوله و الأوصياء عليهم السّلام بل مطلق الكذب.

34-النميمة بين المؤمنين بما يوجب الفرقة بينهم.

35-قتل النفس المحترمة.

36-قطع الرحم.

37-أكل الربا.

38-أكل مال اليتيم ظلما.

39-أكل الميتة.

40-أكل ما أهّل به لغير اللّه.

41-أكل لحم الخنزير.

42-شرب الخمر.

43-شرب الدم.

44-البخس في المكيال و الميزان.

45-حبس الحقوق بلا مبرّر.

ص:165

46-السرقة.

47-السحر.

48-أكل السحت(و منه):

1-ثمن الميتة.

2-ثمن الخمر و المسكر.

3-ثمن الشطرنج.

4-ثمن الكلب-غير الصيد-.

5-ثمن الجارية المغنية.

6-أجر الزانية.

7-أجر الكاهن.

8-الرشوة على الحكم و لو بالحق.

9-ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة.

و هناك عدد آخر لم نذكره،و نسأل اللّه الغفران و العصمة.

كتاب تولي أولياء اللّه و التبرىء من أعدائهم

اشارة

-التاسع و العاشر من فروع الدين-

الفرع 76:في التولي و التبري:

يجب على كل مسلم و مسلمة تولي و محبة اللّه و رسله و الأنبياء و الأوصياء و الصديقة الطاهرة سلام اللّه عليهم أجمعين و يجب التبري من أعدائهم.

قال اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا

ص:166

دِينَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ الْكُفّارَ أَوْلِياءَ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. [المائدة57/]

و قال جلّ جلاله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ. [الممتحنة13/]

و قال تبارك و تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ. [التوبة23/]

و قال اللّه تعالى: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ. [المائدة56/]

-عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الإيمان،ألا و من أحبّ في اللّه و أبغض في اللّه و أعطى في اللّه و منع في اللّه فهو من أصفياء اللّه».

-عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث له قال:«يا زياد ويحك و هل الدّين إلاّ الحبّ؟ألا ترى إلى قول اللّه: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ أو لا ترى قول اللّه لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ و قال: يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ فقال:الدين هو الحبّ و الحبّ هو الدّين».

-عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«من أحبّ للّه،و أبغض للّه،و أعطى اللّه،و منع للّه،فهو ممّن كمل إيمانه».

-عن أبي محمّد العسكري،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لبعض أصحابه ذات يوم:«يا عبد اللّه أحبب في اللّه،و أبغض في اللّه،و وال في اللّه،و عاد في اللّه،فانّه لا تنال ولاية اللّه إلاّ بذلك،و لا يجد رجل طعم الإيمان،و إن كثرت صلاته و صيامه حتّى يكون كذلك،

ص:167

و قد صارت مواخاة النّاس يومكم هذا أكثرها في الدّنيا عليها يتوادّون، و عليها يتباغضون و ذلك لا يغني عنهم من اللّه شيئا،فقال له:و كيف لي أن أعلم أنّي قد واليت و عاديت في اللّه عزّ و جلّ؟و من وليّ اللّه عزّ و جلّ حتّى أواليه،و من عدوّه حتّى أعاديه فأشار له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى عليّ عليه السّلام فقال:أ ترى هذا؟فقال:بلى،قال:وليّ هذا وليّ اللّه،فواله، و عدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده،وال وليّ هذا و لو أنه قاتل مالك بن عطيّة.

-عن سعيد الأعرج،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إنّ من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ في اللّه،و تبغض في اللّه،و تعطي في اللّه،و تمنع في اللّه عزّ و جلّ».

-عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيرا فانظر إلى قلبك فان كان يحبّ أهل طاعة اللّه عزّ و جلّ و يبغض أهل معصيته ففيك خير و اللّه يحبّك و إذا كان يبغض أهل طاعة اللّه و يحبّ أهل معصيته فليس فيك خير،و اللّه يبغضك،و المرء مع من أحبّ» (1)(2)2) نور الأبصار للشبلنجي الشافعي:ص 112 طبع عبد (3)الزمخشري في الكشاف:ج 4 ص 219 (4).

و لما نزلت هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ قال لعلي:هو أنت و شيعتك تأتي يوم القيامة أنت و هم

ص:168


1- 1) بحار الأنوار:ج 69 ص 239.
2- . و قال عزّ من قائل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى. [الشورى23/] لما نزلت هذه الآية قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمرنا اللّه تعالى بمودتهم؟قال:«علي و فاطمة و ابناهما»
3- الحميد أحمد حنفي بمصر و رواه الفخر الرازي في التفسير الكبير:ج 27 ص 166،و
4- هكذا(لما نزلت-هذه الآية-قيل يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟فقال:علي و فاطمة و أبناهما).

راضين مرضيين و يأتي أعداؤك غضابا مقمحين (1)(2)2) نور الأبصار للشبلنجي:ص 114 طبع عبد (3) ص /165الكشاف للزمخشري:ج 4 ص 220. (4).

و أنقل هنا كتيب للحافظ جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي
اشارة

الشافعي المتوفى سنة 1911 ه باسم احياء الميت بفضائل أهل البيت

و يحتوي على ستون حديثا و لفظه كالآتي:

ص:169


1- 1) نور الأبصار:ص 112.
2- . قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له. ألا و من مات على حب آل محمد مات تائبا. ألا و من مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان. ألا و من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير. ألا و من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها. ألا و من مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة. ألا و من مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة. ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنّة و الجماعة. ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه. ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا. ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة
3- الحميد أحمد حنفي/التفسير الكبير للفخر الرازي:ج 27
4-

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه،و سلام على عباده الذين اصطفى،هذه ستون حديثا سميتها:إحياء الميت بفضائل أهل البيت.

الحديث الأول

أخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال:«قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم».

الحديث الثاني

أخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه في تفاسيرهم و الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس:لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:«يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:علي،و فاطمة،و ولداهما».

الحديث الثالث

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً قال:«المودة لآل محمد».

الحديث الرابع

أخرج أحمد و الترمذي و صححه و النسائي و الحاكم عن المطلب بن ربيعة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و اللّه لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي».

الحديث الخامس

أخرج مسلم و الترمذي و النسائي عن زيد بن أرقم ان رسول اللّه قال:

«أذكركم في أهل بيتي».

ص:170

الحديث السادس

أخرج الترمذي و حسنه و الحاكم عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي،كتاب اللّه،و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

الحديث السابع

أخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني تارك ما ان تمسكتم به بعدي لن تضلوا،كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي،انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

الحديث الثامن

أخرج أحمد و أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري،ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إني أوشك ان ادعني فأجيب،و اني تارك فيكم الثقلين،كتاب اللّه،و عترتي أهل بيتي،و ان اللطيف الخبير خبرني انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

الحديث التاسع

أخرج الترمذي و حسنه و الطبراني:عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمه،و أحبوني لحب اللّه، و أحبوا أهل بيتي لحبي».

الحديث العاشر

أخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه،قال:«ارقبوا محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم في أهل بيته».

الحديث الحادي عشر

أخرج الطبراني و الحاكم عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص:171

«يا بني عبد المطلب اني سألت اللّه لكم ثلاثا،ان يثبت قلوبكم،و ان يعلم جاهلكم،و يهدي ضالكم،و سألته ان يجعلكم جوداء نجداء رحماء فلو ان رجلا صفن بين الركن و المقام فصلى و صام ثم مات و هو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار».

الحديث الثاني عشر

أخرج الطبراني عن ابن عباس،ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«بغض بني هاشم و الأنصار كفر،و بغض العرب نفاق».

الحديث الثالث عشر

أخرج ابن عدي في الاكليل عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أبغضنا أهل البيت فهو منافق».

الحديث الرابع عشر

أخرج ابن حيان في صحيحه و الحاكم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلاّ أدخله اللّه النار».

الحديث الخامس عشر

أخرج الطبراني عن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما،أنه قال لمعاوية بن خديج:يا معاوية بن خديج!إياك و بغضنا،فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يبغضنا أحد و لا يحسدنا أحد إلاّ زيل اللّه يوم القيامة على الحوض بسياط من نار».

الحديث السادس عشر

أخرج ابن عدي و البيهقي في شعب الإيمان-عن علي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من لم يعرف حق عترتي و الأنصار فهو لاحدى ثلاث،اما منافق،و اما لزنية،و اما لغير طهور،يعني حملته أمه على غير طهر».

ص:172

الحديث السابع عشر

أخرج الطبراني في الأوسط عن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما، قال:آخر ما تكلم به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،«اخلفوني في أهل بيتي».

الحديث الثامن عشر

أخرج الطبراني في الأوسط عن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما، ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،قال:«الزموا مودتنا أهل البيت،فانه من لقي اللّه و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا،و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمل عمله إلاّ بمعرفة حقنا».

الحديث التاسع عشر

أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسمعته و هو يقول:«أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه تعالى يوم القيامة يهوديا».

الحديث العشرون

أخرج الطبراني في الأوسط عن عبد اللّه بن جعفر،قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يا بني هاشم اني سألت اللّه لكم ان يجعلكم نجداء رحماء،و سألت ان يهدي ضالكم و يؤمن خائفكم،و يشبع جائعكم، و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحد حتى يحبكم بحبي،أ ترجو ان تدخل الجنة شفاعتي و لا يرجوها بنو عبد المطلب».

الحديث الحادي و العشرون

أخرج ابن أبي شيبة و مسدد في مسنديهما،و الحكيم الترمذي في نوادر الأصول،و أبو يعلى،و الطبراني،عن سلمة بن الأكوع قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي».

ص:173

الحديث الثاني و العشرون

أخرج البزار عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما،كتاب اللّه،و نسبتي،و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

الحديث الثالث و العشرون

أخرج البزار عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اني مقبوض و اني قد تركت فيكم الثقلين،كتاب اللّه،و أهل بيتي،و انكم لن تضلوا بعدهما».

الحديث الرابع و العشرون

أخرج البزار عن عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنهما ان النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تركها غرق».

الحديث الخامس و العشرون

أخرج البزار عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى و من تخلف عنها غرق».

الحديث السادس و العشرون

أخرج الطبراني عن أبي ذر رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها هلك،و مثل باب حطة لبني إسرائيل».

الحديث السابع و العشرون

أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها غرق،و انما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب

ص:174

حطة لبني إسرائيل من دخله غفر له».

الحديث الثامن و العشرون

أخرج البخاري في تاريخه عن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لكل شيء أساس و أساس الإسلام حب أصحاب رسول اللّه و حب أهل بيته».

الحديث التاسع و العشرون

أخرج الطبراني عن عمر رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل بني أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني عصبتهم فأنا أبوهم».

الحديث الثلاثون

أخرج الحاكم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل بني أم ينتمون إلى عصبته إلاّ ولدي فاطمة فأنا وليهما و عصبتهما».

الحديث الحادي و الثلاثون

أخرج الحاكم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلاّ بني فاطمة فأنا وليهما و عصبتهما».

الحديث الثاني و الثلاثون

أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر انه سمع عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما يقول للناس حين تزوج بنت علي رضي اللّه عنه:ألا تهنئوني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ينقطع يوم القيامة كل سبب و نسب إلاّ سببي و نسبي».

الحديث الثالث و الثلاثون

أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي و نسبي».

ص:175

الحديث الرابع و الثلاثون

أخرج ابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي و صهري».

الحديث الخامس و الثلاثون

أخرج الحاكم عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف،فإذا خالفها قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس».

الحديث السادس و الثلاثون

أخرج الحاكم عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد و لي بالبلاغ انه لا يعذبهم».

الحديث السابع و الثلاثون

أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى:

وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قال:«من رضا محمد ان لا يدخل أحد من أهل بيته النار».

الحديث الثامن و الثلاثون

أخرج البزار و أبو يعلى و العقيلي و الطبراني و ابن شاهين،عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ان فاطمة أحصنت فرجها فحرم اللّه ذريتها على النار».

الحديث التاسع و الثلاثون

أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لفاطمة:«ان اللّه غير معذبك و لا ولدك».

ص:176

الحديث الأربعون

أخرج الترمذي و حسنه عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أيها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي،كتاب اللّه و عترتي».

الحديث الحادي و الأربعون

أخرج الخطيب في تاريخه عن علي رضي اللّه عنه،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي».

الحديث الثاني و الأربعون

أخرج الطبراني عن ابن عمر رضي اللّه عنهما،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي».

الحديث الثالث و الأربعون

أخرج الطبراني عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه،قال:

خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجحفة فقال:«أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:بلى يا رسول اللّه قال:فاني سائلكم عن اثنين عن القرآن،و عن عترتي».

الحديث الرابع و الأربعون

أخرج الطبراني عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تزول قدما عبد يسأل عن أربع،عن عمره فيم أفناه،و عن جسده فيم أبلاه، و عن ماله فيم أنفقه و من أين اكتسبه،و عن محبتنا أهل البيت».

الحديث الخامس و الأربعون

أخرج الديلمي عن علي رضي اللّه عنه،سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أول من يرد على الحوض أهل بيتي».

ص:177

الحديث السادس و الأربعون

أخرج الديلمي عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أدبوا أولادكم على ثلاث خصال،حب نبيكم،و حب أهل بيته،و على قراءة القرآن،فان حملة القرآن ظل اللّه يوم لا ظل إلاّ ظله مع أنبيائه و أصفيائه».

الحديث السابع و الأربعون

أخرج الديلمي عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي و أصحابي».

الحديث الثامن و الأربعون

أخرج الديلمي عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة،المكرم لذريتي،و القاضي لهم الحوائج،و الساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه،و المحب لهم بقلبه و لسانه».

الحديث التاسع و الأربعون

أخرج الديلمي عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اشتد غضب اللّه على من آذاني في عترتي».

الحديث الخمسون

أخرج الديلمي عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ان اللّه يبغض الأكل فوق شبعه،و الغافل لطاعة ربه،و التارك لسنّة نبيه،و المخفر ذمته و المبغض عترة نبيه،و المؤذي جيرانه».

الحديث الحادي و الخمسون

أخرج الديلمي عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أهل بيتي و الأنصار كرشي و عيبتي و صحابي و موضع مسرتي و أمانتي،فاقيلوا من

ص:178

محسنهم،و تجاوزوا عن مسيئهم».

الحديث الثاني و الخمسون

أخرج أبو نعيم في الحلية عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أولى رجلا من بني عبد المطلب معروفا في الدنيا فلم يقدر المطلبي على مكافأته فأنا أكافئه عنه يوم القيامة».

الحديث الثالث و الخمسون

أخرج الخطيب عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب في الدنيا فعلي مكافأته إذ لقيني».

الحديث الرابع و الخمسون

أخرج ابن عسكر عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته يوم القيامة».

الحديث الخامس و الخمسون

أخرج الباوردي عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا،كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم،و عترتي أهل بيتي،و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

الحديث السادس و الخمسون

أخرج أحمد و الطبراني عن زيد بن ثابت رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني تارك فيكم خليفتين،كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض،و عترتي أهل بيتي،و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ص:179

الحديث السابع و الخمسون

أخرج الترمذي و الحاكم،و البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي اللّه عنها مرفوعا:«ستة لعنهم اللّه و كل نبي مجاب،الزائد في كتاب اللّه،و المكذب بقدر اللّه،و المتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل اللّه و يذل من أعز اللّه،و المستحل لحرم اللّه،و المستحل من عترتي ما حرم اللّه،و التارك لسنتي».

الحديث الثامن و الخمسون

أخرج الديلمي في الافراد،و الخطيب في المتفق،عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ستة لعنهم اللّه و كل نبي مجاب، الزائد في كتاب اللّه،و المكذب بقدر اللّه،و الراغب عن سنتي إلى بدعة، و المستحيل من عترتي ما حرم اللّه،و المتسلط على أمتي بالجبروت ليعز من أذل اللّه و يذل من أعز اللّه،و المرتد اعرابيا بعد هجرته».

الحديث التاسع و الخمسون

أخرج الحاكم فى تاريخه عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ثلاث من حفظهن حفظ اللّه له دينه و دنياه و من ضيعهن لم يحفظ اللّه له شيئا،حرمة الإسلام،و حرمتي،و حرمة رحمي».

الحديث الستون

أخرج الديلمي عن علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«خير الناس العرب،و خير العرب قريش،و خير قريش بنو هاشم».

تم الكتاب و اللّه تعالى أعلم و صلّى اللّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.

ص:180

قال الشيخ شبراوي في كتابه

آل طه و من يقل آل طه مستجيرا بجاهكم لا يرد

حبكم مذهبي و عقد يقيني ليس لي مذهب سواه و عقد

منكم استمد بل كل من في ال كون من فيض فضلكم يستمد

بيتكم مهبط الرسالة و الوحي و منكم نور النبوّة يبدو

و لكم في العلا مقام رفيع ما لكم فيه آل ياسين ند

يا بن بنت الرسول من ذا يضاه يك افتخارا و أنت للفخر عقد

يا حسينا هل مثل أمك أمّ لشريف أو مثل جدك جد

رام قوم ان يلحقوك و لكن بينهم في العلا و بينك بعد

خصك اللّه بالسعادة في دني اك ثم بالشهادة بعد

لك في القبر يا حسين مقام و لأعداك فيه خزي و طرد

يا كريم الدارين يا من له الد هر على رغم من يعاند عبد

أنت سيف على عداك و لكن فيك حلم و ما لفضلك حد

كل من رام حصر فضلك غر فضل آل النبي ليس يعد

طيبة فاقت البقاع جميعا حين أضحى فيها لجدك لحد

و لمصر فخر على كل مصر و و لها طالع بقبرك سعد

مشهد أنت فيه مشهد مجد كم سعى نحوه جواد مجد

ص:181

و ضريح حوى علاك ضريح كله مندل يفوح و ند

مدد ما له انتهاء و سر لا يضاهى و رونق لا يحد

رحمات للزائرين توالت و جزيل من العطآء و رفد

رضى اللّه عنكموا آل طه و دعاء المقل مثلي جهد

و سلام عليكمو كل وقت ما تغنت بكم تهام و نجد

أنا في عرض تربة أنت فيها يا حسينا و بعد حاشا ارد (1)

***

الفرع 77:في العقيقة:

و هي من المستحبات لا الواجبات كما يتصوره بعض الناس و لها أحكام مستحبة و مكروهة،و في بعض الروايات،هي:لحم شاة يجزي فيها كل شيء و ان خيرها:أسمنها.

الفرع 78:مسائل في العقيقة:

1-يستحب أن تكون سمينة سالمة من العيوب.

و يستحب أن يعق عن الذكر بذكر و عن الأنثى بأنثى.

2-تجزي الشاة و البقر و الإبل،و الأفضل:الكبش.

3-يستحب أن يدعو عند الذبح ب(يا قوم اني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين،إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه رب العالمين،لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين اللهم منك و لك بسم اللّه و اللّه أكبر اللهم صل على محمد و آل محمد،و تقبل من فلان بن فلان)و يسمى المولود باسمه،ثم تذبح.

4-يستحب ان تقطع جداول و تعطى القابلة ربعها و يقسم الباقي على المؤمنين.

ص:182


1- الاتحاف بحب الاشراف:ص 99.

5-الأفضل أن يطبخ بماء و ملح و تعمل عليه وليمة و الأفضل دعوة عشرة فأكثر عليها.

6-يكره للأب أو أحد عيال الأب الأكل منها،و الأحوط للأم ترك الأكل.

7-من بلغ و لم يعق عنه استحب أن يعق هو عن نفسه.

8-من ضحي عنه أجزئه عن العقيقة.

9-لا يكفي التصدق بدل العقيقة.

10-و الأحوط أن يتصدق بالجلد أو ثمنه.

11-لا بأس بالعقيقة عن الأموات.

ملاحظة:ما اشتهر بين بعض السواد من استحباب لف العظام بخرقة بيضاء و دفنها لم نعثر على مستنده.

الفرع 79:في الاضحية:

و هي من المستحبات المؤكدة،و يجوز اشتراك اثنين أو أكثر في اضحية واحدة كما يجوز التبرع بها عن الحي و الميت و عن الصبي و لو غير المميز،دون الحمل.

الفرع 80:مسائل في الأضحية:

1-وقتها:بعد طلوع شمس يوم العيد بعد صلاة العيد(و لمن لم يصل صلاة العيد وقتها من بعد ارتفاع الشمس)و يمتد وقتها إلى ثلاثة أيام،و في منى إلى أربعة أيام.

و يجزي الهدي الواجب عن الاضحية.

2-نوع الاضحية:الأنعام الثلاثة:من الغنم و البقر و الإبل و الأفضل:الكبش الأملح الأقرن السمين.

ص:183

3-لا يعتبر فيها ما يعتبر في الهدي الواجب من العمر و السلامة و غيرهما.

4-يستحب الأكل منه و الاطعام.

5-يجوز اعطاء الجلد اجرة للجزار،و الأفضل:التصدق به.

6-ان لم يجد ما يضحيه تصدق بثمنه.

7-يستحب ان يقول عند إرادة الذبح أو النحر:(وجّهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين،اللهم منك و لك،اللهم تقبل مني بسم اللّه الذي لا إله إلاّ هو،و اللّه أكبر و صلّى اللّه على محمد و على أهل بيته).

20 جمادى الأول سنة 1395

النجف الأشرف الراجي عفو ربه محمد التقي الحسيني الجلالي

ص:184

الفصل الثالث

اشارة

النسبة الجعفرية

لي الفخر بالإنتساب إلى الإمام جعفر الصادق بالنسب و شجرة نسبي هكذا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

و صلّى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه الطيبين و سلم.

الحمد للّه الذي جعل الناس شعوبا و قبائل و علم الخلق المعقبين الأنساب إلى الأوائل فضل أولاد إسماعيل على العجم و العربان و فضل كنانة على بقية نسل الذبيح الذي مناه الرحمن فضل قريشا على كنانة بعناية الرب الخبير و اختار منهم بني هاشم بما جرى به القلم في التقدير فيا عجب لها من ذرة في صديقة تحت لج البحار و يا عجب لها من ذرة سليمة الأقطار عديمة الانذار فيا جند الفرع قد اتصل معها بالأجداد.

هنيئا كما جاد ركبه من طغاينها من الآباء و الأجداد...

و بعد...

كلما كانت معرفة الأنساب من أهم المرام و تحيرت طيها العقول و الأفهام لأجل ذلك اعتنى بها السادات و الأشراف و النقباء و يقطنون وسط الأسماء و الأطراف و لا سيما في الهاشمية التي وصل الرتبة العلمية الدينية

ص:185

يقول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«تعلموا من أنسابكم بقدر ما تصلون به أرحاكم».

حفظ الأنساب من الأمور المهمة و رواه عمر.

يقول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أنا لهم شفيع أنالهم شفيع يوم القيامة...المكرم لذريتي و القاضي حوائجهم الساعي لهم في أمور عند اضطرارهم و المحب لهم رواه محمد الجبيري في طبقاته.

لأجل ذلك اتخذت العجالة من شجرة النسب الجعفرية القاطنون في صعيد مصر المحمية.للسيد محمد السيد بن السيد عبد الحفيظ بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عمر بن السيد يوسف بن السيد منصور بن السيد محمد بن السيد علي بن السيد نصر بن السيد سعيد بن السيد محمد بن السيد عيسى بن السيد خلف بن السيد بحر الملقب برحمة بن السيد سعيد بن السيد جعفر بن السيد محمد بن السيد الأمير محمد بن السيد محمد بن السيد يوسف بن السيد إبراهيم بن السيد عبد المحسن المغربي الفاسي بن السيد حسين بن السيد موسى و لقبه الجوني بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي التقي بن السيد محمد بن السيد حسن العسكري بن الإمام علي الهادي عليه السّلام بن الإمام محمد الجواد و كنيته أبا جعفر ابن الإمام علي الرضا عليه السّلام ابن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر عليه السّلام ابن الإمام علي زين العابدين عليه السّلام ابن الشهيد و سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السّلام ابن الإمام علي عليه السّلام بن أبي طالب)انتهى.

أنا ولدت في العاشر من أكتوبر عام 1960 بقرية بنبان الجعفرية محافظة أسوان في صعيد مصر و عائلتي تعرف بآل نقارة و صتيلة في قرية واحدة و هي ببنبان الجعفرية و أسرتنا منتشرة بين مصر و السودان و علاقاتنا العائلية عميقة و قوية جدا لذلك دائمين السفر بين القطرين و يوجد عائلتنا في السودان في مدينة الدويم و هي تقع على النيل الأبيض و درست الإبتدائية في مدرسة الدويم و الاعدادية في سنة 976 بمدرسة بنبان الأعدادية و الثانوية

ص:186

درست في الثانوية الأزهرية في اسوان(المدينة)و هي معهد اسوان الثانوي الأزهري و كنت في القسم العلمي قسم العلوم و قد تخرجت من هذا المعهد عام 1980 م و ذهبت إلى الجامعة في القاهرة و هي جامعة الأزهر و في البداية دخلت كلية طب الأسنان و حولت منها في نفس العام إلى كلية العلوم قسم الجيولوجيا و لكن تحت رغبة والدي رحمه اللّه حولت منها بعد دراسة خمسة شهور تقريبا إلى كلية الشريعة و القانون عام سنة 1981 م و تخرجت في عام 1986 و كان عندي رسالة بحث عن الأجرام في المناطق النائية تحت اشراف الدكتور شاكر بدوي و قدمته لجامعة الأزهر و سافرت إلى الإمارات عام 1987 و رجعت منها إلى السودان و مصر و سافرت بعد ذلك إلى أوروبا و بعد أوروبا سافرت إلى أمريكا عام 1990 ه و وفقني اللّه لكتابة هذا الكتاب لما ذا أنا جعفري و ذلك اجابة لسؤال وجهه إلي ابن عمي السيد الجلالي و من أهل البيت و ذو علم وفقه وجهه لي هذا السؤال في بداية لقائه معي لما ذا أنت جعفري هل أنت جعفري النسب أو العقيدة أو المذهب؟و كانت إجابتي له:بأنني جعفري النسبة و أبحث عن العقيدة و المذهب و وفقني اللّه التعرف لمذهب أهل البيت عقيدة و شريعة و فقها و أصولا اعتمادا على المصادر المسيرة في مكتبته الخاصة و هي للحقيقة مكتبة عامرة.

و قد راجعت بعض كتب الأنساب الموجودة ما يأتي:

1-كتاب النسبة الجعفرية:تأليف علي بن قاسم بن حمزة بن علي بن محسن الحسيني الموسوي النجفي النسابة كتبت في رابع عشر من شهر صفر سنة 866 ه ميكروفيلم المتحف البريطاني.

2-أنوار شجرة النسب:تأليف ع متقاعد محمد جلال إبراهيم حافظ ط 1401 ه 1981 م.

3-المجدي في أنساب الطالبيين:تأليف السيد الشريف الأجل نجم الدين أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي العمري النسابة من أعلام القرن الخامس اشراف د.محمود المرعشي ط 1409 ه سيد الشهداء قم.

ص:187

4-مزارات أهل البيت:ط دار الزهراء بيروت لبنان.تأليف السيد محمد حسين الجلالي ط 1409 ه.

5-عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب:تأليف النسابة الشهيد السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسن المعروف بابن عنبة المتوفي سنة 828 ه ط سنة 1380 ه الحيدرية النجف.

6-الفخري في أنساب الطالبيين:المؤلف عزيز الدين أبي طالب إسماعيل بن محمد بن الحسين بن أحمد المروزي الأزروقاني 572 ه 614 ه سيد الشهداء قم.

7-قلائد الجمان في التعريف لقبائل عرب الزمان:للقلقشندي أحمد بن علي المتوفي 821 ه تحقيق إبراهيم الاياري ط القاهرة 1383 ه.

8-لباب الأنساب و الألقاب و الأعقاب:المؤلف العلاّمة أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البهيقي مقدمة ص 65.

9-مشاهد العترة الطاهرة و أعيان الصاحبة و التابعين:تأليف عبد الرازق كمونة الحسيني مطبعة الآداب في النجف الأشرف 1387 ه- 1968 م.

10-منية الراغبين في طبقات الناسبين:تأليف عبد الرازق كمونة الحسيني مطبعة الضمان النجف الأشرف سنة 1392 ه سنة 1972.

11-منتقلة الطالبيين:تأليف النسابة الشريف أبي إسماعيل إبراهيم بن ناصر بن طباطبا مطبعة النجف الحيدرية سنة 1388 ه سنة 1969.

و أجمع المصادر التي تيسرت لي في مكتبة السيد جلالي في الأنساب هو كتاب بحر الأنساب المسمى بالمشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف تأليف الشيخ الإمام الحبر السيد محمد بن أحمد بن عمر الدين الحسيني

ص:188

النجفي طبع على نفقة السيد حسين الرفاعي سنة 1356 و قد جاء في هذا ما نذكره بلفظه لعموم الفائدة.

مبحث

«عنينا و الحمد للّه بالبحث عن الأنساب و الاطلاع على المشجرات و لذا سافرنا من مصر في يوم الاثنين 11 ذي الحجة سنة 1355 لزيارة الأقصر.

ثم توجهنا إلى ببنبان و نزلنا عند السيد عبد الحفيظ محمد موسى نقيب أشراف أسوان و قدم لنا المشجر الذي ألفه المغفور له الشريف الشيخ السيد موسى معوض الجعفري نسبا المالكي النقشبندي المتوفي في جماد الأول سنة 1305 هجرية و القاضي بالسودان سابقا و قد كتبه لنقيب أشراف الحجاز السيد علوي عبد الرحيم السقاف سنة 1300 هجرية ردا عليه و قد أثبت في هذا المشجر الأصول و الفروع و قد أفاد السقاف هذا بكتاب يتضمن التشكر و الإعتراف بما كتبه إليه و قد رأينا أن ننقل ما يأتي(و أما السيد محمد بن السيد يوسف و هو المتصل نسبه بسيدي جعفر الصادق فقد توجه من فاس و قد ولد بها إلى الحج و هو ابن السيد إبراهيم بن السيد عبد المحسن المغربي الفاسي بن السيد حسين بن السيد محمد بن السيد موسى بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي التقي بن السيد الإمام محمد المهدي بن السيد حسن العسكري بن السيد علي الهادي بن السيد محمد الجوادي الإمام علي الرضا الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط الحسين بن علي عليهما السّلام و أول من نزل بمدينة فاس حيث هاجر من المدينة المنورة هو الإمام محمد المهدي سنة 279 تسعة و سبعين هجرية و قد مات بفاس سنة 290 هجرية و تزوج فيها بنت السلطان و السيد محمد بن السيد يوسف هذا بعد أن حج رجع إلى مصر و نزل بالبحيرة سنة 635 ه و توفي بها سنة 661 هجرية.

ص:189

عن أولاده السيد حمد و السيد حماد و السيد كمال و السيد كميل و السيد عيسى و السيد جهينة و السيد أحمد أما السيد حمد فقد انتقل من البحيرة إلى الصعيد الأعلى و معه إخوته الستة و نزل بمدينة طود بالسليمية مركز الأقصر سنة 675 هجرية و كانت طود كرسي الإمارة في مدة السلاطين و توفي الأمير حمد بطود سنة 718 هجرية عن أولاده السيد علي و السيد معلى و السيد محمد فأما السيد محمد بن حمد فولد سنة 678 و توفي سنة 745 عن أولاده السيد شرون و السيد جعفر و أما السيد جعفر فولد سنة 708 و توفي سنة 781 عن أولاده السيد موسى و السيد سعيد و السيد محمد طوق فأما السيد سعيد بن السيد جعفر ولد سنة 742 و توفي سنة 798 عن أولاده السيد بحر الملقب برحمه و السيد بحير أما السيد بحر ولد سنة 763 و توفي سنة 815 عن أولاده السيد مخلوف بالرمادة مركز أدفو و السيد مسلم بالرمادي بحري مركز أدفو و السيد حماد ذريته بالرمادي بحري و السيد محمد بالرقبة مركز أسوان و السيد سعد بالرمادي قنبلي مركز أدفو و السيد داود بالرمادي قبلي و السيد خلف فقد أعقب من أربعة السيد إسماعيل و السيد سلام و السيد عيسى و السيد مرين فأما السيد إسماعيل و السيد عيسى ذريتهم ببنبان و ببنبان قبلي مركز أسوان و السمطة قبلي مركز دشنا مديرية قنا البعض من أولاد عيسى و إسماعيل بالسودان و السيد سلامة ذريته بالمنصورية مركز أسوان و السيد مرين بنجع المرينات مركز أدفو مديرية أسوان و أما السيد خليفة أعقابه بدراو و الجعافرة أعني الخناق و منيحة الجميع بمركز أسوان و السيد علي ذريته بعضهم ببنبان و بعضهم بالمنصورية مركز أسوان و أما السيد جمال ذريته بالرمادي بحري مركز أدفو و أما السيد بحير فأعقب من رجلين السيد زيد و السيد عياش و جميع ذريتهم بسلوة بحري و سلوة قبلي و الكاجوج مركز أدفو و أما أولاد السيد علي بن الأمير حمد فهم قلة و يقال لهم علوية و أما أولاد السيد معلة ابن السيد الأمير حمد أعقابهم بالحلة و الحليلة و المعلة مركز اسنا مديرية قنا.

و أما السيد شرون ابن السيد محمد بن السيد الأمير حمد يقال لأعقابه

ص:190

الشراونة بعضهم مقيم بالشراونة مركز أدفو مديرية أسوان و بعضهم يقال لهم الصلحاب بالمالكي و المنصورية المالكي مركز الدر و المنصورية مركز أسوان و بعضهم بالسودان و أما السيد موسى بن السيد جعفر يقال لأعقابه الجروف بعضهم بالرغا مركز أسوان و بعضهم بسلوة قبلي نجع الشبيكة مركز أدفو و أما السيد محمد طوق بن السيد جعفر عقب من رجلين و هما السيد محمد دغفل و السيد حماد فاما السيد محمد دغفل فأعقابه بمديرية نقلة بالسودان منهم بالخندق و منهم بالدنبو و منهم بجزيرة الأشراف بالسودان جميعهم و اما الذين بالخندق فأعقاب السيد حسن الخطيب ابن السيد محمد علي بن السيد محمد دغفل و أما الذين بالدنبو فأعقاب السيد محمد بلال و أعقاب السيد سليمان و أما الذين بجزيرة الأشراف فأعقاب السيد محمد نجل السيد محمد علي نجل السيد محمد دغفل و يقال لأعقابهم الدغافلة و أما السيد حماد يقال لأعقابه المحافيض منهم بالعدوة و منهم بعطبرة مركز أسوان و منهم بالكاجوج مركز أدفو و منهم بنواحي أخرى و أما السيد كمال الدين و السيد كميل الدين اخوات الأمير حمد توجها إلى السودان بعطبرة و سواكن بالسودان و بعضهم بالطوثاب مركز أدفو مديرية أسوان و يقال لأولادهم في السودان الكمالاب و الكمبلاب و أما السيد عيسى توجه إلى الغرب بمدينة القيروان و يقال لأعقابه بني عيسى و أما السيد جهينة أعقابه بالبلاد الوسطى بجوار طهطا و أما السيد حماد أعقابه ببلدة البحيرة شرقي أدفو و أما السيد أحمد فأعقب من ثلاث رجال السيد جعفر و السيد حسن و السيد سليم فالسيد جعفر و السيد حسن توجها إلى الواحات و يقال لأولادهم ذو جعفر و ذو حسن و أما السيد سليم أعقب السيد محمد و السيد محمد أعقب السيد أحمد الملقب بالدهشاني و هو أعقب السيد توبة و السيد تايب و أعقابهم بالسليمية مركز الأقصر» (1).

و قد أورد مؤلف بحر الأنساب أيضا شجرة أخرى هذا لفظها:

ص:191


1- 1) المشجر الكشاف:ص 16 من الملحق.

(مشجر أحد أشراف دير الجنادلة مركز أبو تيج مديرية أسيوط)

السيد هاشم بن السيد خليل بن السيد بدوي بن السيد عمر بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الحفيظ بن السيد سرور بن السيد جوبد بن السيد عبد الحفيظ بن السيد محمد بن السيد حسين بن السيد أحمد بن السيد شهاب الدين بن السيد سراج الدين بن السيد خضر بن السيد خطاب بن السيد قصيب بن السيد أحمد بن السيد مجاهد بن السيد علام بن السيد حسين بن السيد يوسف بن السيد عمر بن السيد ابراهيم بن السيد عمر بن السيد حسين بن السيد يوسف بن السيد خضر بن السيد هاشم بن السيد محمد بن السيد ابراهيم بن السيد محمد بن السيد أبو بكر بن السيد إسماعيل بن السيد عمر بن السيد علي بن السيد حسين بن السيد محمد بن السيد موسى بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي بن السيد محمد السقفي بن السيد محمد العسكري بن السيد علي الهادي بن السيد محمد الجواد بن السيد علي الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1).

و بملاحظة مشجرة النسبة الأولى و الثانية أجد ان الثانية هي أقرب إلى الصحة و ذلك لان كتب الأنساب تذكر بأن للإمام الهادي ولدا اسمه محمد و في الشجرة الثانية يتصل نسبنا إليه من السيد حسين بن السيد محمد بن السيد موسى بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي بن السيد محمد الثقفي بن السيد محمد العسكري بن الإمام علي الهادي عليه السّلام.

و يلاحظ ان كلمة الثقفي يجب ان تكون غلطة مطبعية يراد بها التقي و يلاحظ أيضا ان لقب العسكري لكل من عاش في العسكر لذلك يلقب كل من الإمام علي الهادي بالعسكري و أولاده الإمام الحسن العسكري و ابنه

ص:192


1- 1) المشجر الكشاف:ص 65.

الآخر محمد العسكري.

و ذكر في كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة تأليف الشيخ علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة 855 ه في ترجمة الإمام علي الهادي ما لفظه:(انه خلف من الولد أبا محمد الحسن العسكري ابنه و هو الإمام من بعده و الحسين و محمدا و جعفرا و ابنة اسمها عائشة) (1)(2)2) المجدي في أنساب الطالبيين:ص 131. (3).

و قال في كتابه مزارات أهل البيت الطبعة الأولى 1409 ه-1988 م ص 159،160 في ترجمة السيد محمد بن الإمام علي الهادي ما لفظه:

«السيد محمد/حدود 252 ه:

مرقده يبعد عن(بلد)خمسة كم قال المحدث القمي:(مزار مشهور هناك مطاف للفريقين و تجبى إليه النذور و الهدايا،و له ما لا يحصى كثرة من الكرامات و خوارق العادات و حسبك في جلالة شأنه صلاحيته لمنصب الامامة لأنه أكبر أولاد الإمام الهادي عليه السّلام.

كان قدم السيد محمد من المدينة لرؤية والده في سامراء و لما أراد الرجوع بلغ بلد و مرض و توفي بها في حياة والده.

ص:193


1- 1) الفصول المهمة:ص 283.
2- . و قال في المجدي:«فولد أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه السّلام،و انما سمي العسكري،لان سامراء كانت تسمى العسكر،و أقام هو و ابنه عليهما السّلام بها،ثلاثة،و هم:أبو محمد الحسن العسكري الثاني، و هو مدفون مع أبيه عليهما السّلام بسامراء،و لقبه الرضي و هو لأم ولد،و أخوه محمد أبو جعفر رضي اللّه عنه،أراد النهضة إلى الحجاز،فسافر في حياة أخيه حتى بلغ بلدا،و هي قرية فوق الموصل بسبعة فراسخ،فمات بالسواد و قبره هناك عليه مشهد و قد زرته»
3-

و كانت وفاته صدمة للجماهير المؤمنة التي كانت تعتقد وصول الإمامة إليه حيث لم يظهر لهم العلم الإلهي المخزون المعبّر عنه بالبداء فقد روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:«ان للّه علمين:علما مخزونا لا يعلمه إلاّ اللّه هو و من ذلك البداء،و علما علّمه ملائكته و رسله...الخ».راجع للتفصيل المعجم.

و بهذا المعنى ورد في زيارة العسكريين المختصرة:(السّلام عليكما يا من بدا للّه في شأنكما)و إلى ذلك أشار الفقيه الورع السيد محمد باقر الشخص في قصيدة له في مديح السيد محمد المذكور و منها:

ان كنت طالب حاجة و مراد فانخ بقبر محمد بن الهادي

ذاك الذي ما أمّه ذو حاجة إلاّ و فاز بنيل كل مراد

ذاك الذي لم يستجر أحد به إلاّ و عاد بمنية المرتاد

لك يا ابن خير المرسلين مناقب جلت عن الاحصاء و التعداد

لك في عظيم الذكر آي فضائل تتلى مدى الأيام و الآباد

و ضريح قدس دون أدنى مجده هام السهى و الكوكب الوقاد

أضحى ملاذ اللاجئين و مأمنا للخائفين و كعبة الوفاد

بكفيك فضلا ان أتى بك معلنا خبر البداء مسلسل الاسناد

إلى آخر القصيدة الجليلة التي تضمنت الإشارة إلى مكارم الآثار و الكرامات و مناقب آل البيت النبوي عليهم السّلام.

و مرقده الطاهر في منطقة تسمى الدجيل و لهذا السبب يعبّر في المحاورات عن السيد بسبع الدجيل،اما اليوم فتسمى المنطقة بالسيد محمد باسم صاحب المرقد و ان كانت الحكومة تتنكر لمشاعر الشعب و الأهالي،و تعرف المنطقة اداريا باسم البلد.

و قد توالى على مرقده الطاهر العمران و البناء و التجديد كلما توالت العمارات على مرقد العسكريين عليهما السّلام كما تتوافد الزوار زرافات و وحدانا لزيارة المرقد كلما زاروا سامراء.

ص:194

و في المراقد 263/2:(مرقده في سواد بلد في دجيل من توابع سر من رأى مشيد عليه قبة عالية البناء سميكة الدعائم،فقد أشادها في عصرنا زعيم الطائفة السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي في سنة 1311 يحيط بمرقده الشريف صحن فيه الغرف و الاسطوانات أعدت للزائر و الوفود التي تهوي إليه من كل بلد...ان الاعراب التي حول مرقده تارة يلقبونه (سبع الدجيل).

كان مرقده مزارا لسهولة الطرق و شملته البنايات التي شملت سامراء حتى سنة 1208 ه حيث قام الشيخ إسماعيل السلماسي بتجديد بنائه العمارات حتى قام السيد آغا محمد القمي(ره)بالبناء من جديد سنة 1366 ه (1).

و إن شاء اللّه سوف أسعى في جمع المزيد من فروع النسب و مشجرا في كتاب خاص إن شاء اللّه تعالى.

ص:195


1- 1) مزارات أهل البيت عليهم السّلام:ص 159.

الخاتمة

الحمد للّه الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا اللّه و الحمد للّه الذي وفقني إلى كتابة هذا الكتاب بعد ان عاينت كثيرا على عدم معرفة مذهب أجدادي و سميته(لما ذا أنا جعفري)حقيقة بكل ذلك كنت أعرف نفسي بانني جعفري النسب و لكن لا أعرف شيئا عن العقيدة و المذهب الجعفري و وفقني اللّه بمساعدة أحد علماء أهل البيت و هو مولانا السيد محمد حسين الحسيني الجلالي و ساعدني في اعداده و تبويبه حتى انتهيت منه بفضل اللّه.

في يوم الأحد:30 شوال 1412 هجرية السيد محمد السيد بن عبد

15 مايو 1992 ميلادية الحفيظ الجعفري البنباني

ص:196

ص:197

ص:198

المصادر

1-الأتحاف بحب الأشراف:

تأليف الشيخ عبد اللّه بن عامر الشبراوي المتوفى سنة 1171 ه.

المطبعة الأدبية بمصر طبع سنة 1316 ه.

أعيد طبعه سنة 1366 ه.

2-الأحكام الشرعية:

فتاوى السيد أبي القاسم الخوئي بقلم محمد التقي الجلالي.

طبعة النجف الأشرف 1395.

3-الإرشاد:

تأليف الشيخ أحمد بن النعمان المفيد المتوفى 413 ه.

المطبعة الحيدرية النجف الأشرف 1962 م-1381 ه.

4-الإمام مالك بن أنس:

تأليف الدكتور مصطفى الشكعة.

طبعة دار الكتاب المصري الطبعة الأولى 1403 ه-1983 م.

5-الإمامة و السياسة المعروف-بتاريخ الخلفاء-:

تأليف أبي محمد عبد اللّه بن قتيبة الدينوري المتوفى 276 ه.

ص:199

طبعة دار الأضواء بيروت 1410 ه-1990 م.

6-ايمان أبي طالب المعروف بكتاب-الحجة على الذاهب-:

تأليف شمس الدين فخار بن معد الموسوي المتوفى 635 ه.

تحقيق السيد محمد بحر العلوم مكتبة النهضة بغداد 1384 ه- 1965 م.

7-بحار الأنوار:

تأليف شيخ الإسلام محمد باقر المجلسي.

طبعة طهران سنة 1386 ه.

8-تحف العقول عن آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

تأليف أبي محمد الحسن بن شعبة الحراني من القرن الرابع الهجري.

تحقيق حسين الأعلمي.

منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1394 ه 1974 م.

9-التوحيد و الأدلة و التدبير:

المروي عن المفضل بن عمرو عن الإمام الصادق عليه السّلام.

طبعة دار السعادة استانبول 1329 ه.

10-خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب:

تأليف عبد القادر بن عمر البغدادي المتوفى 1093 ه.

تحقيق عبد السّلام محمد هارون ط.دار الكتاب العربي القاهرة 1388 ه-1968 م.

11-ديوان السيد الحميري:

جمع شاكر هادي شكر.

منشورات دار مكتبة الحياة بيروت.

12-الذريعة إلى تصانيف الشيعة:

تأليف الشيخ محمد محسن آغا بزرگ الطهراني المتوفى 1389.

طبعة النجف الأشرف 1355 ه في خمسة و عشرين مجلدا.

ص:200

13-شرح الأربعين النبوية:

تأليف السيد محمد حسين الجلالي.

طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1407 ه-1987 م.

14-شرح عقائد الصدوق:

تأليف الشيخ المفيد المتوفي 413 ه.

تحقيق واعظ جرندابي تبريز 1371.

15-شيخ الأبطح أو أبو طالب:

تأليف السيد محمد علي شرف الدين المتوفى 1372 ه.

طبعة دار الأرقم صور لبنان 1407 ه-1987 م.

16-الصراط:

تأليف المفضل بن عمر الجعفي المخطوط في المكتبة الوطنية بباريس توجد صورة منه في مكتبة السيد الجلالي و تاريخ المخطوطة بخط يوسف بن غريب المغربى بتاريخ 1206 ه.

17-الصواعق المحرقة:

تأليف المحدث أحمد بن حجر الهيثمي المكي المتوفى 974 ه.

طبعة مكتبة الحقيقة استانبول تركيا 1404 ه-1984 م.

18-عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب:

تأليف السيد جمال الدين أحمد بن علي المعروف بابن عنبة

تحقيق محمد حسن الطالقاني.

المطبعة الحيدرية النجف 1380 ه-1961 م.

19-غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب:

تأليف محمد خليل الخطيب المدرس في الأزهر الشريف.

مطبعة الشعراوي طنطا 1950 م.

ص:201

20-الفخري في أنساب الطالبيين:

تأليف إسماعيل بن الحسن بن محمد المروزي.

تقديم السيد آية اللّه العظمى المرعشي.

مطبعة سيد الشهداء عليه السّلام قم 1409 ه.

21-الفصول المهمة في معرفة الأئمة:

تأليف الشيخ علي بن محمد بن أحمد المالكي الشهير بابن الصباغ المتوفى 855 ه.

مطبعة العدل النجف الأشرف.

22-فضل الدعاء في أحاديث رفع الدين بالدعاء:

تأليف الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ه مخطوطة مصورة بمكتبة السيد الجلالي عن نسخة مخطوطة سنة 1357 دار الكتب المصرية بالقاهرة.

23-فكرة عن الشيعة:

تأليف السيد محمد حسين الجلالي.

المطبعة الشرقية المنامة البحرين 1395 ه-1975 م.

24-الكافي:

تأليف ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي المتوفى 328 ه.

مكتبة الصدوق طهران 1381 ه.

25-كنز الفوائد:

تأليف الشيخ أبي الفتح الكراجكي المتوفى 449 ه.

طبعة حجر و افست مكتبة المصطفوي 1307.

26-لباب الأنساب و الألباب و الأعقاب:

تأليف أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي المتوفى 565 ه.

ص:202

تحقيق السيد مهدي الرجائي.

27-المجدي في أنساب الطالبيين:

تأليف علي بن محمد بن علي العلوي النسابة من القرن الخامس.

تحقيق د.أحمد المهدوي طبعة المرعشي النجفي قم 149.

28-مزارات أهل البيت عليهم السّلام:

تأليف السيد محمد حسين الجلالي.

طبعة بيروت 1409 ه-1988 م.

29-المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف:

تأليف السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين النجفي الحسيني.

طبع السيد حسين الرفاعي القاهرة 1356 ه.

30-مصادر الحديث عند الامامية:

تأليف محمد حسين الجلالي مطبوعات النجاح القاهرة 1395 ه-1975 م.

31-معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة:

تأليف السيد أبو القاسم الخوئي مرجع المسلمين.

طبعة الآداب النجف الأشرف.

32-مناقب آل أبي طالب:

تأليف رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المتوفى 588 ه.

المطبعة العلمية قم 1379 ه.

33-منتقلة الطالبية:

تأليف إبراهيم بن ناصر بن طباطبا من أعلام القرن الخامس.

تحقيق السيد محمد مهدي الخرسان طبعة أولى.

المطبعة الحيدرية النجف الأشرف 1388 ه-1969 م.

ص:203

34-موطأ الإمام مالك:

رواية ابن القاسم و تلخيص القابسي.

تحقيق محمد بن علوي بن عباس المالكي طبعة دار الشروق جدة 1985 م.

35-نصوص الدراسة في الحوزة العلمية:

تأليف جمع من القدماء.

طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1408 ه-1988 م.

36-وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة:

تأليف الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104 ه.

طبعه سنة 1382 ه.

ص:204

الفهرس

الفصل الأول

الإمام جعفر الصادق و مالك 7

مالك و الغناء و المزاح 10

وصية الإمام الصادق لابن جندب 14

إباء علي عن بيعة أبا بكر 20

العقيدة الجعفرية 25

1-التوحيد 36

2-النبوة 39

معرفة النبي 43

النبي محمد 44

سيرة النبي 45

3-البعث و المعاد 46

4-العدل 49

5-الإمامة 53

موقف الإسلام 55

معرفة الإمام 57

ص:205

هل أوصى النبي(صلی الله علیه و آله)58

عدد الأئمة 61

المهدي المنتظر 64

المرجعية الدينية 67

أبو طالب 69

الفصل الثاني

الفقه الجعفري 75

علم آيات الأحكام 79

علوم الحديث 81

الكتب الأربعة 82

علم الرجال الرواة 85

علم أصول الفقه 87

علم الفقه 90

فروع الدين 93

كتاب الطهارة 94

الوضوء 101

الغسل 104

التيمم 109

كتاب الصلاة 111

صلاة العيد 131

الجمع بين الصلاتين 135

السجود على التربة 135

الشهادة الثالثة 140

الصلوات البتراء 141

كتاب الصوم 142

كتاب الزكاة 148

ص:206

كتاب الخمس 153

كتاب الحج 156

كتاب الجهاد 158

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 159

التولي و التبري 166

ستون حديثا في فضائل أهل البيت 170

في العقيقة و الأضحية 182

الفصل الثالث

النسب الجعفرية 185

الخاتمة 196

خريطة المدن التي يسكنها الجعافرة في مصر و السودان 197

المصادر 199

ص:207

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.