سرشناسه:موید، علی حیدر
عنوان و نام پديدآور:الحاج فی الحرمین/ علی حیدر الموید
مشخصات نشر:قم: محبین، 1422ق. = 1380.
مشخصات ظاهری:255 ص
شابک:964-7103-02-6 ؛ 964-7103-02-6
يادداشت:عربی
یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس
موضوع:حج
موضوع:دعاها
موضوع:زیارتنامه ها
موضوع:زیارتگاههای اسلامی -- عربستان سعودی -- مکه
موضوع:زیارتگاههای اسلامی -- عربستان سعودی -- مدینه
رده بندی کنگره:BP188/8/م885ح27 1380
رده بندی دیویی:297/357
شماره کتابشناسی ملی:م 80-25381
ص: 1
الحاج فی الحرمین
علی حیدر الموید
ص: 2
علی حیدر الموید
ص: 3
ص: 4
الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد خاتم المرسلين وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين .
عبادة مميّزة من بين عبادات الإسلام ، وأهدافها مترامية الأطراف وقد لا نجد نظيراً لهذه العبادة بين عبادات الإسلام فمثلاً :
اتّصال مباشر للإنسان بربّه وارتباط بمركز الوجود والكمال المطلق اللّامتناهي ، وقد قالت مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها : ((والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر))(1) وهو مفهوم واضح يستوعبه المصلّي بمقدار وعيه ومستوى فهمه .
ص: 5
ترويض للإنسان على التقوى وتركيز للإخلاص في النفس الإنسانية . وقد قالت فاطمة الزهراء عليها السلام : ((والصيام تثبيتاً للإخلاص))(1)
تحقيق لقانون التضامن الاجتماعي والتكافل الاقتصادي في المجتمع وفي الوقت نفسه هو تطهير للنفس من الرذائل وأهمّها رذيلة البخل كما قال اللَّه تعالى : «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا»(2) وقالت مولاتُنا فاطمة عليها السلام : ((والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق))(3).
دفاع عن الكرامة الإنسانية وحرب في سبيل العقيدة ، قالت سيّدتنا فاطمة عليها السلام : ((والجهاد عزّاً للإسلام وذلّاً لأهل الكفر والنفاق))(4).
فهو عبادة جامعة للمعاني والقيم الدينيّة ، فهو الإسلام المجسّد بالحركات أي أنّه إسلام عملي ، قالت فاطمة
ص: 6
الزهراء عليها السلام : ((والحجّ تشييداً للدين))(1) ففي الحجّ أُمور لا توجد في غيره من العبادات وفيه من المشاقّ وبذل النفس والمال ما لا يوجد في غيره .
فالحجّ هو كل الإسلام وقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام : ((لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة))(2).
ومن هذا المنطلق نجد أنّ القرآن يعبّر عن ترك الحجّ بالكفر في قوله تعالى : «وَللَّهِ ِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ»(3).
وجاء في الحديث النبوي الشريف : ((من سوَّف الحجّ حتّى يموت بعثه اللَّه يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً))(4).
وفي الحجّ عرض لتاريخ الإنسانية واستعراض لمسيرة الأنبياء والرسل الذين بعثهم اللَّه للمجتمع البشري ابتداءً من آدم
ص: 7
ونوح ومروراً بإبراهيم وإسماعيل وأُمّه هاجر وانتهاءً بنبيّنا الحبيب المصطفى محمّد صلى الله عليه وآله وأهل بيته وأصحابه الميامين فالحاجّ والزائر يستعرض شريط حياتهم وكفاحهم ونضالهم ومواقفهم البطولية وتضحياتهم الشجاعة ، وذلك من خلال زيارة أماكنهم ومشاهدهم والتعرّف على مواقع أقدامهم خطوة بخطوة .
وخلاصة الأمر أنّ الحجّ وزيارة البقاع المقدّسة جولة روحية في تاريخ الإسلام ومراحل الدعوة الإسلامية وذلك خلال أيّام قلائل تلخّص ذكريات ثلاث وعشرين سنة ، وهي تاريخ الدعوة الإسلامية وتَعَرُّفٌ على حياة النبي صلى الله عليه وآله وكفاحه وجهاده ومواقف أصحابه خطوة بخطوة .
ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وآله : ((من حجّ ولم يزرني فقد جفاني))(1) إذ لابدّ من تكميل هذه الدورة التربوية للحجّ . هذه وغيرها أهداف ومعطيات الحجّ .
حركة وإنطلاق واستلهام من التاريخ ، وبناء
ص: 8
للمستقبل كل هذه الأهداف والمفاهيم المثالية مصبوبة في قوالب مادّية محسوسة ومتجسّدة في حركات وصور عملية حيّة وبذلك يخرج الإسلام مبادئه من قوالب الكلمات الجامدة إلى صور متحرّكة ونابضة بالحياة .
وقد كان السبب في تأليف هذا الكتاب الذي بين يديك هو أنّ أحد الأخوة الكرام طلب منّي أن أكتب ما هو المطلوب من الحاج في حرم اللَّه (مكّة المكرّمة) وحرم النبي صلى الله عليه وآله (المدينة المنوّرة) بعيداً عن الإطناب المملّ والإيجاز المخل فلبّيت الطلب وسمّيت الكتاب (الحاج في الحرمين) .
سائلاً المولى القدير أن يتقبّل هذا الجهد المتواضع بقبول حسن وأرجو أن أكون قد أدّيت ما هو المطلوب لإخواني المؤمنين وأن لا ينسوني من الدعاء في هذه البقاع المقدّسة .
اللهمّ اغفر لنا ولوالدينا ولمن وجب حقّه علينا وللمؤمنين والمؤمنات وصلّى اللَّه على محمّد وآله الطاهرين .
الكويت
12 شوال 1414ه المؤلّف
ص: 9
في ثلاثة فصول :
المطلوب من الزائرين الكرام أن يغتنموا الفرصة في إقامتهم في المدينة المنوّرة ، وذلك بحضورهم في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله والصلاة فيه فإنّ الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره ولهذا المسجد مستحبّات .
1 - أن يغتسل لدخول المسجد وزيارة قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله .
2 - أن يكون على وضوء .
3 - أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء .
4 - أن يتطيّب بشي ء من الطيب .
ص: 10
5 - أن يدخل إلى المسجد الشريف من باب جبرئيل وهو الباب الكائن من جهة البقيع .
6 - أن يستأذن وكيفيته أن يقف الزائر على باب الحرم النبوي بخضوع وخشوع قائلاً :
اَللّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى بابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا إِلَّا بِإِذْنِهِ ، فَقُلْتَ : «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» . أللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هَذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ فِي غَيْبَتِهِ كَما أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ ، يَرَوْنَ مَقامِي ، وَيَسْمَعُونَ كَلامِي ، وَيَرُدُّونَ سَلامِي ، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجاتِهِمْ ، وَإِنِّي أَسْتأْذِنُكَ يارَبِّ أَوَّلاً ، وَأَسْتَأْذِنُ
ص: 11
رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً ، وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الإِمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ(1) وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً ، أَأَدْخُلُ يارَسُولَ اللَّهِ ، أَأَدْخُلُ ياحُجَّةَ اللَّهِ ، أَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ الْمُقِيمِينَ فِي هَذا الْمَشْهَدِ ، فَأْذَنْ لِي يامَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ(2).
7 - أن يدخل إلى الحرم الشريف بسكينة ووقار وخشوع وخضوع مع تقديم الرجل اليمنى على اليسرى حال الدخول قائلاً :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً أللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
ص: 12
8 - أن يصلّي على النبي صلى الله عليه وآله عند الدخول وعند الخروج من المسجد .
9 - يقول (اللَّه أكبر) مائة مرّة .
10 - ينوي الزيارة ويقول :
السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالْفَاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلى صَاحِبِ السَّكِينَةِ السَّلامُ عَلَى المَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ السَّلامُ عَلَى أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ثمّ يقف عند قبر النبيّ صلى الله عليه وآله مستقبلاً القبلة ويقول :
أَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْداللَّهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ
ص: 13
مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ(1) وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الْشِّرْكِ وَالْضَّلَالَةِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ الْعَالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخَاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ
ص: 14
جَآؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً» وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِي وَإِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي(1).
ثمّ توجّه إلى القبر الشريف وقل :
أَتَيْتُكَ يَارَسُولَ اللَّهِ مُهَاجِراً إِلَيْكَ قَاضِياً لِمَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ قَصَدَكَ وَإِذْ لَمْ أَلْحَقْكَ حَيّاً فَقَدْ قَصَدْتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ عَالِماً أَنَّ حُرْمَتَكَ مَيِّتاً كَحُرْمَتِكَ حَيّاً فَكُنْ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ شَاهِداً .
ويستحبّ أن تمسح كفّك على وجهك وتقول :
اللَّهُمَّ اجْعَلْ ذَلِكَ بَيْعَةً مَرْضِيَّةً لَدَيْكَ وَعَهْداً مُؤكَّداً عِنْدَكَ تُحْيِينِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ وَعَلَى الْوَفَاءِ بِشَرَائِطِهِ وَحُدُودِهِ وَحُقُوقِهِ وَأَحْكَامِهِ وَتُمِيتُنِي إِذَا أَمَتَّنِي عَلَيْهِ وَتَبْعَثُنِي إِذَا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ .
ص: 15
ثمّ استقبل القبلة واقرأ دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام :
اَللَّهُمَّ إلَيْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِي وَإلى قَبْرِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي وَالْقِبْلَةَ الَّتِي رَضِيْتَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِي اَللَّهُمَّ إنِّي أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو لَهَا وَلَا اَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا اَحْذَرُ عَلَيْهَا فَأَصْبَحَتِ الأُمُورُ كُلُّهَا بِيَدِكَ وَلَا فَقِيرَ اَفْقَرُ مِنِّي إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير اَللَّهُمَّ ارْدُدنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ وَلَا رَادَّ لِفَضْلِكَ اللَّهُمَّ اِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِي وَأَنْ تُغَيِّرَ جِسْمِي أَوْ تُزِيلَ نِعْمَتَكَ عَنِّي اَللَّهُمَّ زَيِّنِّي بِالتَّقْوى وَجَمِّلْنِي بِالنِّعَمِ وَاغْمُرْنِي بِالْعَافِيَةِ وَارْزُقْنِي شُكْرَ الْعَافِيَةِ (بِرَحْمَتِكَ يَاأرْحَمَ الْرّاحِمِينَ) .
11 - يستحبّ بعد الفراغ من زيارة النبي صلى الله عليه وآله زيارة بَضْعَتِهِ الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، فإنّ زيارتها من المستحبّات الأكيدة ولها فضل عظيم وثوابها جسيم وقد اختلف العلماء في تعيين قبرها الشريف فقيل : إنّها دفنت في الروضة الشريفة
ص: 16
بين القبر والمنبر ، وقيل : إنّها دفنت في البقيع مع الأئمّة الأربعة عليهم السلام ، وقيل : إنّها دفنت في بيتها ، وبيتها متّصل بحجرة الرسول صلى الله عليه وآله التي دفن فيها ، ولمّا زيّد في المسجد وتوسّع دخلت الحجرة الشريفة في المسجد الشريف .
والظاهر أنَّ الشبّاك الظاهري الذي يحيط بقبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله محيط بالحجرة وببيت فاطمة الزهراء عليها السلام ، ويوجد الآن ضريح داخل الشبّاك من جهة الشرق الشمالي ، والذي عليه أكثر أصحابنا أنّها تُزار من عند الروضة . ومن زارها في هذه المواضع الثلاثة كان أفضل وإذا وقفت للزيارة فقل :
السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ صَفِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ أمِينِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ أَفْضَلِ
ص: 17
أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَاسَيِّدَةَ نِساءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَازَوْجَةَ وَلِيِّ اللَّهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفَاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِيمَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَافَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ ، أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذى رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ
ص: 18
وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ ، لاَِنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، أُشْهِدُ اللَّهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ ، أَنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيْتِ عَنْهُ ، سَاخِطٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ ، مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ ، مُوَالٍ لِمَنْ وَالَيْتِ ، مُعَادٍ لِمَنْ عَادَيْتِ ، مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَحَسِيباً وَجَازِياً وَمُثِيباً . (السَّلامُ عَلَيْكِ يَامُمْتَحَنَةُ ، امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكِ ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً ، وَزَعَمْنا أَنَّا لَكِ أَوْلِياءُ ، وَمُصَدِّقُونَ وَصَابِرُونَ لِكُلِّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَأَتَى بِهِ وَصِيُّهُ ، فَاِنَّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنّا صَدَّقْنَاكِ إِلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنا لَهُما ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ) . (السَّلامُ عَلَيْكِ يَاسَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ السَّلامُ عَلَيْكِ يَاوَالِدَةَ الْحُجَجِ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِيْنَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَمْنُوعَةُ حَقَّهَا . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ
ص: 19
وَزَوْجَةِ وَصِيّ نَبِيِّكَ صَلَاةً تُزْلِفُهَا فَوْقَ زُلْفى عِبَادِكَ الْمُكْرَمِيْنَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِيْنَ) (بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرّاحِمِيْنَ) .
ثمّ تصلّي على النبي والأئمّة الأطهار عليهم السلام .
12 - تصلّي ركعتي تحيّة المسجد الشريف .
13 - تصلّي ركعتي صلاة الزيارة وتسبّح بعدها تسبيح الزهراء عليها السلام وتهدي ثوابها إلى النبي صلى الله عليه وآله وتقول :
اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لَا تَكُونُ إِلَّا لَكَ لاَِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا اِلهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى سَيِّدي وَمَوْلايَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَتَقَبَّلْهُمَا مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَأجُرْنِي عَلَى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيْكَ وَفِي رَسُولِكَ يَاوَلِيَّ الْمُؤمِنِيْنَ .
14 - تصلّي ركعتي صلاة الزيارة وتهديها لفاطمة الزهراء عليها السلام .
ص: 20
15 - الصلاة في الروضة الشريفة الواقعة بين القبر والمنبر وقد جاء في الحديث النبوي الشريف ((بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة)) .
16 - الصلاة عند اسطوانة التوبة المعروفة باسطوانة (أبي لبابة) .
17 - الصلاة في مقام جبرئيل عليه السلام .
18 - يستحبّ إقامة الصلوات الخمس اليومية في المسجد النبوي الشريف ، ففي حديث حَسَن ، عن الحضرمي قال : أمرني الإمام الصادق عليه السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله ما أمكنتني الصلاة ، وقال : إنّه لا يتيسّر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة .
19 - الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في المسجد النبوي الشريف .
20 - عدم رفع الصوت في المسجد النبوي الشريف .
21 - ويستحبّ في المدينة التصدّق على الفقراء والمساكين ، فعن العلّامة المجلسي رحمه الله في حديث صحيح ((صدقة درهم في المدينة تعادل عشرة آلاف درهم في غيرها)) .
ص: 21
ص: 22
بعد أن ينتهي الزائر من أعمال المسجد النبوي الشريف يتّجه إلى بيت آخر من البيوت التي أذن اللَّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه ألا وهو (البقيع) ويقال له : (بقيع الغرقد) الذي يحتوي على رفات مجموعة كبيرة من أبطال الإسلام ، وروّاده الأوائل الذين قدّموا كلّ شي ء في سبيل إعلاء كلمة الحقّ وإيصال الرسالة الإلهيّة كاملة إلى الأجيال اللاحقة . وفي طليعتهم الأئمّة الأربعة عليهم السلام وهم :
1 - الإمام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام .
2 - الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام .
3 - الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السلام .
4 - الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام .
ص: 23
ويستحبّ قبل الزيارة أن يغتسل ويلبس أنظف الثياب ويكون على طهور ويتطيّب بأفضل الطيب ويذهب لزيارتهم على سكينة ووقار فإذا وصل إلى باب البقيع يستأذن في الدخول ويقول :
ص: 24
اللَّهُمَّ إنِّي وَقَفْتُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إلَّا بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» اللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صَاحِبِ هذِهِ الْمَشَاهِدِ الْشَّرِيفَةِ فِي غَيْبَتِهِمْ كَمَا أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِمْ وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفَاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوُنَ مَقَامِي وَيَسْمَعُونَ كَلَامِي وَيَرُدُّونَ سَلَامِي وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وَفَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ وَإِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَارَبِّ أَوَّلاً وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثَانِياً وَأَسْتَأْذِنُ خُلَفَاءَكَ الأَئِمَّةَ الْمَفْرُوضَةَ عَلَيَّ طَاعَتُهُمْ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلَيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ
ص: 25
وَالْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الْقُبُورِ ثَالِثاً أَأَدْخُلُ يَارَسُولَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يَاحُجَجَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يَامَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ الْمُقِيمِينَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ فَأْذَنُوا لِي يَامَوَالِيَّ فِي الْدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتُمْ لاَِحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكُمْ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذَلِكَ فَأَنْتُمْ أَهْلٌ لِذَلِكَ .
ثمّ ادخل وقل :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
ثمّ قف أمام القبور الأربعة وقل مستأذناً :
يَامَوَالِيَّ يَاأَبْنَاءَ رَسُولِ اللَّه عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ الْذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَالْمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ جَاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قَاصِداً إِلى حَرَمِكُمْ مُتَقَرِّباً إِلى مَقَامِكُمْ مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكُمْ أَأَدْخُلُ يَامَوَالِيَّ أَأَدْخُلُ يَاأَوْلِيَاءَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يَامَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهَذا الْحَرَمِ الْمُقِيمِينَ بِهَذا الْمَشْهَدِ .
ص: 26
ثمّ اقترب بعد الخشوع والخضوع ورقّة القلب من قبورهم وقدّم رجلك اليمنى وقل :
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْمَاجِدِ الأَحَدِ الْمُتَفَضِّلِ الْمَنَّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيَارَةَ سَادَاتِي بِإِحْسَانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيَارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَى السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْتَّقْوَى السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوَّامُ فِي البَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوى أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذَاتِ اللَّهِ وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِي ءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ وَأَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا وَأَنَّكُمْ دَعَائِمُ الْدِّينِ وَأَرْكَانُ
ص: 27
الأَرْضِ لَمْ تَزَالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلَابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ وَلَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الأَهْوَاءِ طِبْتُمْ وَطَابَ مُنْبَتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنَا دَيَّانُ الْدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا إِذِ اخْتَارَكُمُ اللَّهُ لَنَا وَطَيَّبَ خَلْقَنَا بِمَا مَنَّ عَلَيْنَا مِنْ وِلَايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ وَهَذَا مَقَامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكَانَ وَأَقَرَّ بِمَا جَنَى وَرَجَا بِمَقَامِهِ الْخَلَاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكَى مِنَ الرَّدى فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا وَاتَّخَذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا ، (ثمّ إرفع يديك وقل ) : يَامَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا يَسْهُو وَدَائِمٌ لَا يَلْهُو وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْ ءٍ لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي وَعَرَّفْتَنِي بِمَا أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبَادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ وَمَالُوا إِلَى سِوَاهُ
ص: 28
فَكَانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ إذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقَامِي هَذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً ، فَلَا تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ وَلَا تُخَيِّبْنِي فِيمَا دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
ثمّ ادعُ لنفسك بما تريد .
زيارة فاطمة بنت أسد عليها السلام(1)
السَّلامُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأَوَّلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الْهَاشِمِيَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا
ص: 29
الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْكَرِيمَةُ الْرَّضِيَّةُ(1)، السَّلامُ عَلَيْكِ يَاكَافِلَةَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَاوَالِدَةَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ أَحْسَنَتْ تَرْبِيَتَهَا لِوَلِيِّ اللَّهِ الأَمِينِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلَى وَلَدِكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الْكَفَالَةَ ، وَأَدَّيْتِ الأَمَانَةَ ، وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ ، وَبَالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، عَارِفَةً بِحَقِّهِ ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ ، كَافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ ، مُشْفِقَةً عَلَى نَفْسِهِ ، واقِفَةً عَلَى خِدْمَتِهِ ، مُخْتَارَةً رِضَاهُ(2)، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى الإِيْمَانِ ، وَالْتَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الأَدْيَانِ ، رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، طاهِرَةً زَكِيَّةً ، تَقِيَّةً نَقِيَّةً ، فَرَضِيَ اللَّهُ
ص: 30
عَنْكِ وَأرْضَاكِ ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأوَاكِ . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها ، وَثَبِّتْنِي عَلَى مَحَبَّتِها ، وَلا تَحْرِمْنِي شَفَاعَتَها ، وَشَفَاعَةَ الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها ، وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها ، وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ أَوْلادِها الطَّاهِرِينَ . اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْها أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها ، وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها ، بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اَللَّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ ، وَمَنْزِلَتِهَا لَدَيْكَ ، اِغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ، وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَآتِنا فِي الْدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّار . (بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرّاحِمِينَ) .
يستحبّ زيارة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ، تقف عند قبره الشريف في البقيع وتقول :
ص: 31
السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلى حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ، سَيِّدِ الأَنْبِياءِ وَخَاتِمِ الْمُرْسَلِينَ ، وَخِيَرَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداءِ وَالسُّعَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّكِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَيْرِ الوَرَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الْمَبْعُوثِ إِلَى كَافَّةِ الْوَرَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ السِّراجِ الْمُنِيرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الْمُؤَيَّدِ بِالْقُرآنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الْمُرْسَلِ إِلَى الإِنْسِ
ص: 32
وَالْجانِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ صَاحِبِ الرَّايَةِ وَالْعَلامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ مَنْ حَبَاهُ اللَّهُ بالْكَرَامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَارَ اللَّهُ لَكَ دارَ إِنْعَامِهِ ، قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكَامَهُ ، أَوْ يُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ ، فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِيّاً ، طَاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ ، مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ ، وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ الْمَأْوَى ، وَرَفَعَكَ إِلَى الدَّرَجاتِ الْعُلى ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ ، وَتُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ . اَللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ وَأَزْكَاهَا ، وَأَنْمى بَرَكَاتِكَ وَأَوْفَاهَا ، عَلَى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، مُحَمَّدٍ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ ، وَعَلَى مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ الطَّيِّبِينَ ، وَعَلَى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ ، بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ ، وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ ، أَنْ تَجْعَلَ سَعْيِي بِهِمْ مَشْكُوراً ،
ص: 33
وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً ، وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً ، وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً ، وَأَفْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً ، وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً ، وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُودَةً . اَللَّهُمَّ وَأَحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ ، وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ . اَللَّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ ، وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ ، وَأَسْكِنِّي جِنانَكَ ، وَارْزُقْنِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ ، وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي ، وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، الأَحْياءَ مِنْهُمْ وَالأَمْواتَ ، إِنَّكَ وَلِيُّ الْباقِياتِ الصَّالِحاتِ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
ثمّ تسأل حوائجك وصلِّ في مكان لائق صلاة الزيارة .
قف عند قبورهنّ وقل في زيارتهنّ رجاء :
السَّلامُ عَلَيْكَ يَارَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ
ص: 34
يَاصَفْوَةَ جَمِيْعِ الأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَامَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَى بَنَاتِ السَّيِّدِ الْمُصْطَفَى السَّلَامُ عَلَى بَنَاتِ النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى السَّلامُ عَلَى بَنَاتِ مَنْ اصْطَفَاهُ فِي السَّمَاءِ وَفَضَّلَهُ عَلى جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ وَالْوَرَى السَّلامُ عَلى ذُرِّيَّةِ السَّيِّدِ الْجَلِيلِ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ وَسُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ السَّلامُ عَلى بَنَاتِ النَّبِيِّ الرَّسُولِ السَّلامُ عَلى أَخَواتِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ الْبَتُولِ السَّلامُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ الطَّاهِرَةِ وَالْعِتْرَةِ الْزَّاكِيَةِ الْزَّاهِرَةِ بَنَاتِ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَخِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَى الْذُّرِّيَّةِ الطَّاهِرَةِ الزَّاكِيَةِ وَالْعِتْرَةِ الْمُصْطَفَوِيَّةِ السَّلامُ عَلَى زَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومَ وَرُقَيَّةَ السَّلامُ عَلَى الشَّرِيفَاتِ الأَحْسَابِ وَالطَّاهِرَاتِ الأَنْسَابِ السَّلامُ عَلى بَنَاتِ الآبَاءِ الأَعَاظِم وَسُلالَةِ الأَجْدَادِ الأَكَارِمِ الأَفَاخِمِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَعَبْدِ مَنَافٍ وَهَاشِمَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ص: 35
السَّلامُ عَلَيْكُمَا يَاعَمَّتَيْ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمَا يَاعَمَّتَيْ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمَا يَاعَمَّتَيْ حَبِيْبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمَا يَاعَمَّتَي الْمُصْطَفَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمَا وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكُمَا وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
(أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى زَوجَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى قَرِينَةِ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلى أُمِّ الْبَنِينَ الْطَيِّبِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَقِيَّةُ الْفَاضِلَةُ الْزَّكِيَّةُ ، أَشْهَدُ أَنَّكِ اِجْتَهَدْتِ فِي
ص: 36
مَرْضاتِ اللَّهِ ، وَصَبَرْتِ فِي مَصائِبِ آلِ اللَّهِ ، وَرَغِبْتِ فِي مَودَّةِ أَبْناءِ رَسُولِ اللَّهِ ، عَارِفَةً بِحَقِّهِمْ ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ ، فَرَضى اللَّهُ عَنْكِ وَأَرْضَاكِ وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْوَاكِ مَعَ سَيِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ الطَاهِرِينَ سَلامُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِين) .
السَّلامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدَنَا يَاعَقِيلَ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ الْمُصْطَفَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَخَا عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَاعَبْدَاللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي الْجِنَانِ وَعَلى مَنْ حَوْلَكُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمْ وَأَرْضَاكُمْ أَحْسَنَ الرِّضَا وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَحَلَّكُمْ وَمَأْواكُمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ص: 37
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاشُهَدَاءُ يَاسُعَدَاءُ يَانُجَبَاءُ يَانُقَبَاءُ يَاأَهْلَ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَامُجَاهِدُونَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاشُهَدَاءُ كَافَّةً عَامَّةً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
السَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ صَفِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ الْمُصْطَفَى السَّلامُ عَلَيْكِ يَامُرْضِعَةَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يَاحَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ فَرَضِيَ اللَّهُ تَعَالى عَنْكِ وَأَرْضَاكِ وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْوَاكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ص: 38
السَّلامُ عَلى جَدِّكَ الْمُصْطَفَى السَّلامُ عَلى أَبِيكَ الْمُرْتَضَى الرِّضَا السَّلامُ عَلَى السَّيِّدَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمِّ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ أُمِّ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ السَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْفَاخِرَةِ بُحُورِ الْعُلُومِ الزَّاخِرَةِ شُفَعَائِي فِي الآخِرَةِ وَأَوْلِيَائِي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إلَى الْعِظَامِ النَّخِرَةِ أَئِمَّةِ الْخَلْقِ وَوُلَاةِ الْحَقِّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّخْصُ الشَّرِيفُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الطَّاهِرِ الْكَرِيمِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفَاهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَبَاهُ وَأَنَّ الإِمَامَةَ فِي وُلْدِهِ إلى يَوْمِ الْدِّينِ نَعْلَمُ ذَلِكَ عِلْمَ الْيَقِينِ وَنَحْنُ لِذَلِكَ مُعْتَقِدُونَ وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ .
ص: 39
تتميّز المدينة المنوّرة بمميّزات كثيرة ، منها الآثار التاريخية التي تتعلّق بتراثنا الديني .. ومن الواضح أنّ الأُمم الحيّة تعتني بالآثار التي ترتبط بقيمها ومقدّساتها الموروثة .. والمعالم التاريخية في المدينة المنوّرة كثيرة وفي هذا الفصل نذكر المساجد والمشاهد المشرّفة التي يستحبّ زيارتها في المدينة المنوّرة وحواليها وهي كالتالي :
والد النبي صلى الله عليه وآله ، وقد توفّي عبداللَّه عليه السلام في رجوعه من الشام وكان ذلك قبل ولادة النبي صلى الله عليه وآله ، وقبره يقع مقابل باب السلام للمسجد النبوي الشريف وقد وقع في توسعة الحرم النبوي الشريف ، فقل :
ص: 40
السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَمِيْنَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَانُورَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَامُسْتَودَعَ نُورِ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَالِدَ خَاتِمِ الأَنْبِيَاءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنِ انْتَهَى إِلَيْهِ الْوَدِيعَةُ وَالأَمَانَةُ الْمَنِيعَةُ السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِي صُلْبِهِ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ الْمَكِينِ نُورَ رَسُولِ اللَّهِ الصَّادِقِ الأَمِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَالِدَ سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ حَفِظْتَ الْوَصِيَّةَ وَأَدَّيْتَ الأَمَانَةَ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي رَسُولِهِ وَكُنْتَ فِي دِينِكَ عَلى يَقِينٍ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ اتَّبَعْتَ دِينَ اللَّهِ عَلى مِنْهَاجِ جَدِّكَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ فِي حَيَاتِكَ وَبَعْدَ وَفَاتِكَ عَلى مَرْضَاةِ اللَّهِ فِي رَسُولِهِ وَأَقْرَرْتَ وَصَدَّقْتَ بِنُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَوِلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَالأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتَاً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ص: 41
عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله(1)
السَّلامُ عَلَيْكَ يَاعَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاخَيْرَ الشُّهَدَاءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَسَدَ اللَّهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ .
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَ وَآلِهِ وَكُنْتَ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ رَاغِباً بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ ، رَاغِباً
ص: 42
إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ أَبْتَغِي بِزِيَارَتِكَ(1) خَلَاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي هَارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي أَتَيْتُكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ طَالِباً فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَقَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي وَأَتَيْتُ مَا أَسْخَطَ رَبِّي وَلَمْ أَجِد أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحَاجَتِي فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً وَأَتَيْتُكَ مَكْرُوباً وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ بَاكِياً وَصِرْتُ إِلَيْكَ مُفْرَداً وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ وَحَثَّنِي عَلى بِرِّهِ وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهِ وَهَدَانِي لِحُبِّهِ وَرَغَّبَنِي فِي الْوَفَادَةِ إِلَيْهِ وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لَا يَشْقَى مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَلَا يَخِيبُ مَنْ أَتَاكُمْ وَلَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ وَلَا يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ .
ص: 43
السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الْمُؤْمِنُونَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَهْلَ بَيْتِ الإِيْمَانِ وَالتَّوْحِيدِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الْدَّارِ(1) أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفَاكُمْ لِرَسُولِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ فَجَزَاكُمْ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَعَرَّفَنَا
ص: 44
وَجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوَانِهِ وَمَوْضِعِ إِكْرَامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالْصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُلَئِكَ رَفِيقاً أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ وَأَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَأَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْفَائِزِينَ الَّذِينَ هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أَتَيْتُكُمْ يَاأَهْلَ التَّوْحِيدِ زَائِراً ، وَبِحَقِّكُمْ عَارِفاً ، وَبِزِيَارَتِكُمْ إِلى اللَّهِ مُتَقَرِّباً ، وَبِمَا سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الأَعْمَالِ وَمَرْضِيِّ الأَفْعَالِ عَالِماً ، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ ، وَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ ، اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيَارَتِهِمْ وَثَبِّتْنِي عَلى قَصْدِهِمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مَا تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دَارِ رَحْمَتِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ بِكُمْ لَاحِقُونَ .
وتكرّر سورة «إنّا أنزلناهُ في ليلة القدر» ما تمكّنت .
ص: 45
جرت عادة القادمين إلى المدينة المنوّرة من حجّاج وزائرين وغيرهم أن يزوروا هذا المسجد وغيره من المعالم الإسلامية والتاريخية ، لأنّه يثير في نفوسهم ذكريات الهجرة النبوية وذكريات النبي صلى الله عليه وآله ، وصبره وصلابته في سبيل اللَّه ، ويذكّرهم بجهاد المسلمين ووقوفهم إلى جانب صاحب الرسالة ، حتّى انتصر الحقّ على الباطل ، فانطلاقة الإسلام الأُولى في المدينة كانت من هذا المسجد ، وأمّا تأسيس هذا المسجد الذي أُسّس على التقوى من أوّل يوم فهو عندما هاجر النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة المنوّرة ، نزل في منطقة « قبا » وأقام فيها بضعاً وعشرين ليلة ينتظر قدوم ابن عمّه علي بن أبي طالب عليه السلام .
واغتنم النبي صلى الله عليه وآله الفرصة وأسّس أوّل مسجد في الإسلام
ص: 46
وقد نزلت الآية المباركة في شأنه «لَمَسْجِدٌ اُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ»(1).
وكان هذا المسجد الشريف يبعد سابقاً عن المدينة المنوّرة مسافة ثلاثة كيلومترات ونصف أمّا اليوم فهو جزء من المدينة ويستحبّ في هذا المسجد الشريف الصلاة والدعاء فيصلّي الزائر أوّلاً صلاة تحيّة المسجد ركعتين وبعدها يسبّح تسبيحة الزهراء فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : ((مَن أتى مسجد قبا فصلّى فيه ركعتين رجع بعمرة))(2).
ويستحبّ قراءة زيارة الجامعة الصغيرة(3).
ومن الخير أن تدعو بهذا الدعاء :
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى صَدْرِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ
ص: 47
أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ» اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ النِّفَاقِ وَأَعْمَالَنَا مِنَ الرِّيَاءِ وَفُرُوجَنَا مِنَ الزِّنَا وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكِذْبِ وَالْغِيبَةِ وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
وخلف مسجد قبا يوجد بيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
وأمام المسجد بئر كان ماؤها عذباً غزيراً ، وهي معطّلة اليوم ، ويقال : إنّ خاتم النبي صلى الله عليه وآله سقط فيها فسمّيت (بئر الخاتم) .
وقد كان يتّصل بمسجد قبا حجرة معروفة ب (مشربة أُمّ إبراهيم) وأُمّ إبراهيم زوجة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله واسمها (مارية القبطية) فهو مسكن النبي صلى الله عليه وآله ومصلّاه ، فصلِّ فيها إن أمكنك واطلب حوائجك من اللَّه تعالى .
ص: 48
وقد سمّي هذا المسجد باسم نخل كان هناك ، وهو في الطرف الشرقي من مسجد قبا ، ويقال له مسجد (ردّ الشمس) وهو مسجد ردّت الشمس فيه لعلي بن أبي طالب عليه السلام فصلّ فيه وادعُ فيه بما شاء اللَّه لك الدعاء لمن أحببت .
روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلّى إلى بيت المقدس بعد قدومه المدينة ستّة أشهر أو سبعة أشهر . وكان النبي صلى الله عليه وآله بعد كل صلاة ينتظر أمر ربّه في القبلة . فأنزل اللَّه تعالى : «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا» إلى أن نزل الأمر الإلهي يأمره بأن يتوجه نحو الكعبة : «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» وكان الأمر بالتحويل على ما روي في شهر رجب عند صلاة الظهر وروي أنّ القبلة صرفت
ص: 49
ورسول اللَّه قد صلّى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحوّل في الصلاة واستقبل الكعبة وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال . فصلّ في مسجد القبلتين واقرأ هذا الدعاء :
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مَسْجِدُ الْقِبْلَتَيْنِ وَمُصَلَّى نَبِيِّنَا وَحَبِيبِنَا وَسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى صَدْرِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»(1)، اللَّهُمَّ كَمَا بَلَّغْتَنَا فِي الْدُّنْيَا زِيَارَتَهُ وَمَآثِرَهُ الْشَّرِيفَةَ فَلَا تَحْرِمْنَا يَااللَّهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ فَضْلِ شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوَائِهِ وَأَمِتْنَا عَلى مَحَبَّتِهِ وَسُنَّتِهِ وَاسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ الْمَورِدِ بِيَدِهِ الْشَّرِيفَةِ شَرْبَةً هَنِيئَةً مَرِيئَةً لَا نَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَداً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .
ص: 50
يقع فوق جبل ، يسمّى بمسجد (الفتح أو الأحزاب) حيث أنّ اللَّه تعالى فتح للمسلمين على يد علي بن أبي طالب عليه السلام بقتله عمرو بن عبد ودّ العامري وانهزم الأحزاب ، فصلّ فيه ركعتين وادع اللَّه سبحانه وتعالى فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله دعا فيه يوم الأحزاب وقُل :
يَاصَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ وَيَامُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَيَامُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ اكْشِفْ عَنِّي ضُرّي وَهَمِّي وَكَرْبِي وَغَمِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
يقع بقرب مسجد الفتح ويقال : إنّ الإمام عليه السلام كان يصلّي فيه
ص: 51
عندما كان يخرج إلى الحرب .
يقع بقرب مسجد الفتح أيضاً وكانت فاطمة عليها السلام تصلّي فيه في وقعة الأحزاب .
ويقع بقرب مسجد الفتح وكان سلمان يصلّي في هذا المكان في وقعة الأحزاب .
وهو المكان الذي حضر فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مع علي أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام ، ليتباهل مع نصارى نجران ، ولكي يظهر أحقّية الإسلام والقصّة مذكورة في كتب التاريخ والسير ، كما أشار إلى ذلك القرآن في قوله تعالى : «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ
ص: 52
اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»(1).
يقع على مسافة قريبة من المسجد النبوي وفي هذا الموضع كان يصلّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله صلاة العيد فعرف الموضع بمسجد المصلّى ويطلق عليه مسجد الغمامة ، لأنّ الشمس حجبت عن النبي صلى الله عليه وآله عند صلاته بهذا المكان بغمامةٍ ومن ذلك اليوم عرف واشتهر بمسجد الغمامة .
ويقع بقرب مسجد الغمامة ، وهذا المسجد صلّى فيه النبي صلى الله عليه وآله صلاة العيد وإنّما نسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام لأنّه صلّى فيه صلاة العيد أيضاً .
وقد أُدخلتا ضمن التوسعة للمسجد النبوي الشريف .
ص: 53
في ثلاثة فصول :
قبل أن نخوض في موضوع عمرة التمتّع نقف وقفة قصيرة لبيان أقسام الحجّ ، وهي :
1 - حجّ التمتّع .
2 - حجّ القِران .
3 - حجّ الإفراد .
أمّا حجّ (التمتّع) فهو واجب على كلّ مكلّف مستطيع يبعد بلده عن مكّة مسافة ستّة عشر فرسخاً شرعيّاً أو أكثر (وكلّ فرسخ يقرب من خمسة كيلومترات ونصف الكيلومتراً) وأمّا حجّ (القِران) و (الإفراد) فهما واجبان على مَن كان أهله في
ص: 54
مكّة ، أو يبعد عن مكّة أقل من ستّة عشر فرسخاً وحيث كان الواجب على غالب المكلّفين حجّ التمتّع لبعد أهلهم لذا نتحدّث حوله هنا .
حجّ التمتّع مركّب من عبادتين :
1 - عمرة التمتّع . 2 - حجّ التمتّع .
واجبات عمرة التمتّع خمسة :
1 - الإحرام من الميقات .
2 - الطواف حول الكعبة المشرّفة .
3 - صلاة ركعتين للطواف عند مقام إبراهيم عليه السلام .
4 - السعي بين الصفا والمروة .
5 - التقصير .
فالميقات من الوقت اسم للمكان الذي ينطلق منه الناس للقاء اللَّه فأنت أيّها الحاج على موعد للقاء اللَّه وهذا الموعد
ص: 55
يجب أن يكون في وقت خاصّ ومكان خاصّ ، في الشهر الحرام وفي البلد الحرام والبيت الحرام فهلمّ معي أيّها الحاج إلى أوّل عمل وإلى أوّل مكان حتّى ننطلق إلى رحاب اللَّه الكريم .
زمان الإحرام لعمرة التمتّع أشهر الحجّ (شوّال ، وذو القعدة ، وذو الحجّة) .
محلّ عقد الإحرام للعمرة يكون من أحد المواقيت الخمسة :
1 - مسجد الشجرة : ويسمّى (ذو الحليفة) أو (أبيار علي) وهو ميقات أهل المدينة ومن مرّ عليها .
2 - وادي العقيق : وهو ميقات أهل العراق ومن مرّ عليه .
3 - قرن المنازل : وهو ميقات أهل الطائف ومن مرّ عليه .
4 - يلملم : وهو ميقات أهل اليمن ومن مرّ عليه .
5 - الجحفة : وهي ميقات أهل الشام ومصر ومن مرّ عليها .
6 - أدنى الحل : مثل التنعيم ، وهو ميقات مَن لم يعبر إلى مكّة من المواقيت الخمسة أو ما يحاذيها ، أو كان في مكّة وأراد الاتيان بعمرة مفردة .
ص: 56
ص: 57
ويستحبّ الغسل للإحرام وقراءة هذا الدعاء عند الغسل :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرزاً وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسَانِي مَحَبَّتَكَ وَمِدْحَتَكَ وَالْثَّنَاءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لَا قُوَّةَ لِي إِلَّا بِكَ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوَامَ دِينِي الْتَّسْلِيمُ لَكَ وَالإِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
ويستحبّ عند لبس ثوبي الإحرام قراءة هذا الدعاء :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأُؤَدِّي فِيهِ فَرْضِي وَأَعْبُدُ فِيهِ رَبِّي وَأَنْتَهِي فِيهِ إِلى مَا أَمَرَنِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَصَدْتُهُ فَبَلَّغَنِي وَأَرَدْتُهُ فَأَعَانَنِي وَقَبِلَنِي وَلَمْ يَقْطَعْ بِي ، وَوَجْهَهُ أَرَدْتُ فَسَلَّمَنِي فَهُوَ حِصْنِي وَكَهْفِي وَحِرْزِي وَظَهْرِي وَمَلاذِي وَمَلْجَأَي وَمَنْجَاي وَذُخْرِي وَعُدَّتِي فِي شِدَّتِي وَرَخَائِي .
ص: 58
واجبات الإحرام ثلاثة :
1 - لبس ثوبي الإحرام يأتزر بأحدهما ويرتدي بالآخر ويجب أن يكون الثوبان طاهرين ، ولا يكونا من الحرير ، ولا من غير مأكول اللحم ولا خفيفين يحكيان البشرة .
فثياب الإحرام تجسّد رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس ويتساوى فيها الفقير والغني . هي رمز التجرّد .. لأنّ لحظة اللقاء باللَّه تحتاج إلى التجرّد كلّ التجرّد .
2 - النيّة : بأن ينوي (أُحْرِمُ لِعُمْرَةِ التَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) وإذا كان ندباً ينوي (لندبه) وإذا كان نائباً ينوي أنّه يأتي به عن فلان .
النيّة وهي القصد إلى الفعل بداعي امتثال الأمر الإلهي المفروض في عمل عبادي ، ولهذا لا علاقة لها باللسان ولا
ص: 59
يتلفّظ بها إلّا في أعمال الحجّ والعمرة فإنّه يستحبّ .
3 - التلبية : يعني أن يرتفع الإنسان إلى أن يكون مخاطباً من قبل اللَّه تعالى هكذا شرّف اللَّه الإنسان فجعله مخاطباً له ، وكلّمه وناداه . فهو الآن يُلبّي النداء وينعقد بها الإحرام وكيفيّتها : (لَبَّيْك ، اللَّهُمَّ لَبَّيْك ، لَبَّيْك ، لَا شَرِيْكَ لَك ، لَبَّيْك ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك ، لَا شَرِيْكَ لَك) والأحوط استحباباً أن يضيف إليها قوله (لَبَّيْك) .
ويستحبّ أن يضيف على التلبية الواجبة :
لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجْ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ دَاعِياً إلى دَارِ السَّلامِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ غَفَّارَ الْذُّنُوبِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ أَهْلَ الْتَّلْبِيَةِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ تُبْدِى ءُ وَالْمعَادُ إِلَيْكَ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ تَسْتَغْنِي وَيُفْتَقَرُ إِلَيْكَ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ مَرْغُوباً وَمَرْهُوباً إِلَيْكَ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ ذَا الْنَّعْمَاءِ وَالْفَضْلِ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ كَشَّافَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ يَاكَرِيمُ لَبَّيْكَ .
ص: 60
ويستحبّ أيضاً أن يضيف إليها :
لَبَّيْكَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ بِحِجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ وَهَذِهِ عُمْرَةُ مُتْعَةٍ إلَى الْحَجِّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ أَهْلَ الْتَّلْبِيَةِ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ تَلْبِيَةً تَمَامُهَا وَبَلَاغُهَا عَلَيْكَ .
وينبغي أن لا تكون هذه التلبية تلبية لفظية فقط بل تكون تلبية عملية أيضاً بحيث تنعكس على سلوكك وحياتك وتكون ملبّياً لنداء اللَّه دائماً ، وإذا أمرك بشي ء تبادر وتسرع لتنفيذه وتقول لبّيك اللهمّ لبّيك .
يجب على المحرم أن يترك في الإحرام هذه الأُمور الأربعة والعشرين :
1 - صيد الحيوان البرّي . والإعانة على صيده ، وذبحه وأكله ، إلّا السباع وما أشبه ممّا يخاف منه .
2 - النساء ، وطياً ، وتقبيلاً ، ولمساً بشهوة ، بل ونظراً بشهوة .
ص: 61
3 - عقد النكاح ، لنفسه أو غيره ، والشهادة على العقد وأداء الشهادة للعقد .
4 - الاستمناء ، وهو طلب خروج المني بأي طريق كان .
5 - استعمال الطيب ، كالمسك ، والزعفران ، والعود ، شمّاً أو أكلاً أو تطيّباً ، ويحرم سدّ الأنف عن الرائحة الكريهة .
6 - لبس المخيط (للرجال) ولا بأس بالهميان وما يشدّ به للفتق .
7 - الاكتحال - مطلقاً .
8 - النظر في المرآة .
9 - لبس الخفّ والجورب . وكلّ ما يستر تمام ظهر القدم .
10 - الفسوق ، وهو الكذب ، والسباب ، والمفاخرة .
11 - الجدال ، وهو قول (لا واللَّه) أو (بلى واللَّه) ومطلق اليمين .
12 - قتل هوام البدن ، كالقمّل ، والبرغوث ونحوه .
13 - التختّم للزينة ، ولا بأس به للسنّة .
14 - لبس (المرأة) الحلي للزينة واستثني ما اعتادت لبسه بشرط أن لا تظهره حتّى لمحارمها .
ص: 62
15 - تغطية (الرجل) رأسه أو أُذنيه أو بعض رأسه ولو بالحنّاء أو الرمس في الماء .
16 - تغطية (المرأة) وجهها كلاً أو بعضاً بنقاب أو غيره ويجوز لها إسدال ما يمنع نظر الأجنبي إليها .
17 - التدهين .
18 - إزالة الشعر من بدنه أو رأسه ولو شعرة واحدة ولا بأس بما يسقط في حال الوضوء ونحوه .
19 - إخراج الدم من بدنه بأي نوع كان .
20 - قلع الضرس وإن لم يكن مدمياً .
21 - تقليم الظفر ، كلّه أو بعضه .
22 - التظليل (للرجال) حال السير ويجوز للنساء .
23 - قطع شجر الحرم وقلع نباته .
24 - حمل السلاح كالسيف والبندقية وأمثالها .
وغالب هذه المحرّمات تجب فيها الكفّارة ، وتفصيل ذلك مذكور في محلّه .
ص: 63
هناك ما تعمّ حرمته في الحرم على المحل والمحرم وهو أمران :
1 - الصيد في الحرم .
2 - قلع كلّ شي ء نبت في الحرم أو قطعه من شجر وغيره إلّا في موارد مذكورة في محلّها .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ : «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِيْنَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَتَكَ وَقَدْ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَفَجٍّ عَمِيقٍ سَامِعاً لِنِدَائِكَ وَمُسْتَجِيباً لَكَ مُطِيعاً لاَِمْرِكَ وَكُلُّ ذَلِكَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ وَإِحْسَانِكَ إِلَيَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ أَبْتَغِي بِذَلِكَ الْزُّلْفَةَ عِنْدَكَ وَالْقُرْبَةَ إِلَيْكَ وَالْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَالتَّوْبَةَ عَلَيَّ مِنْهَا بِمَنِّكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ
ص: 64
مُحَمَّدٍ وَحَرِّمْ بَدَنِي عَلَى النَّارِ وَآمِنِّي مِنْ عَذَابِكَ وَعِقَابِكَ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
وعندما تصل إلى مكّة المكرّمة تتوجّه إلى المسجد الحرام لأداء طواف العمرة وصلاة الطواف والسعي بين الصفا والمروة وعند وصولك إلى باب المسجد الحرام يستحبّ أن تقرأ :
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْنَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَمَا شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلامُ عَلى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وفي رواية أُخرى تقف على باب المسجد وتقول :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَإِلى اللَّهِ وَمَا شَاءَ اللَّهُ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَيْرُ
ص: 65
الأَسْمَاءِ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ السَّلامُ عَلى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الْرَّحْمنِ السَّلامُ عَلى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مَحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَعَلى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الإِيْمَانِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي جَلَّ ثَنَاءُ وَجْهِكَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ
ص: 66
وَزُوَّارِهِ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَعْمُرُ مَسَاجِدَهُ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يُنَاجِيهِ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَزَائِرُكَ فِي بَيْتِكَ وَعَلى كُلِّ مَأتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَزَارَهُ وَأَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يَااللَّهُ يَارَحْمنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا اِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَبِأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، يَاجَوَادُ يَاكَرِيمُ يَامَاجِدُ يَاجَبَّارُ يَاكَرِيمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ بِزِيَارَتِي إِيَّاكَ أَوَّلَ شَي ءٍ تُعْطِينِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .
ثمّ تقول ثلاثاً : اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .
ثمّ تقول : وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَيِّبِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ .
ثمّ تدخل المسجد وتقول : بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
ص: 67
ثمّ ترفع يديك إلى السماء متوجّهاً إلى الكعبة وتقول :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي مَقَامِي هَذَا وَفِي أَوَّلِ مَنَاسِكِي أَنْ تَقْبَلَ تَوْبَتِي وَأَنْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنِي بَيْتَهُ الْحَرَامَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا بَيْتُكَ الْحَرَامُ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مُبَارَكاً وَهُدىً لِلعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَالْبَلَدُ بَلَدُكَ وَالْبَيْتُ بَيْتُكَ جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ وَأَؤُمُّ طَاعَتَكَ مُطِيعاً لاَِمْرِكَ رَاضِياً بِقَدَرِكَ أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَيْكَ الْخَائِفِ لِعُقُوبَتِكَ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ .
ثمّ تنظر إلى الكعبة وتقول :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَكِ وَشَرَّفَكِ وَكَرَّمَكِ وَجَعَلَكِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ .
وعندما تصل إلى الحجر الأسود تقول :
اللَّهُمَّ أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَعَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ
ص: 68
صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ وَعِبَادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي وَفِيمَا عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي فَاقْبَلْ سَبْحَتِي وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَمَوَاقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
وبعد ذلك تقوم بثاني عمل من أعمال العمرة وهو الطواف حول الكعبة سبعة أشواط ، الابتداء بالحجر الأسود والاختتام به جاعلاً البيت على يسارك فتطوف حافياً مقصراً في خطواتك مشتغلاً بالذكر والدعاء وقراءة القرآن وتدعو :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشَى بِهِ عَلى ظُلَلِ الْمَاءِ كَمَا يُمْشَى بِهِ عَلى جُدَدِ الأَرْضِ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ
ص: 69
الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدَامُ مَلَائِكَتِكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . (ثمّ تطلب حاجتك) .
ويشترط في الطواف أُمور :
1 - النيّة : بأن تنوي (أَطُوفُ حَوْلَ هَذَا الْبَيْت سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ لِعُمْرَةِ التَّمَتّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالى) .
2 - الطهارة : من الحدث الأكبر ومن الحدث الأصغر .
3 - طهارة البدن والثياب من النجاسة .
4 - أن يكون الرجل مختوناً .
ص: 70
5 - أن يكون مستور العورة - والاحتياط اعتبار شرائط لباس المصلّي هنا - .
6 - أن يجعل حجر إسماعيل عليه السلام داخلاً في الطواف ، أي : بأن يطوف من حوله .
7 - أن يكون في حال الطواف خارجاً عن (شاذروان البيت) حتّى يده .
ويقرأ الطائف الأدعية المأثورة في كلّ شوط من الطواف بقصد الرجاء ويساعد قراءتها على حفظ عدد الأشواط .
ص: 71
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَتَكَ وَقَدْ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَفَجٍّ عَمِيقٍ سَامِعاً لِنِدَائِكَ وَمُسْتَجِيباً لَكَ مُطِيعاً لاَِمْرِكَ وَكُلُّ ذَلِكَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ وَإِحْسَانِكَ إِلَيَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ أَبْتَغِي بِذَلِكَ الْزُّلْفَةَ عِنْدَكَ وَالْقُرْبَةَ إِلَيْكَ وَالْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَالْتَّوبَةَ عَلَيَّ مِنْهَا بِمَنِّكَ وَلَا تَدَعْ لِي فِي هذَا الْمَكَانِ الْمُكَرَّمِ وَالْمَسْجِدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْبَاً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ وَلَا عَيْبَاً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَلَا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ وَلَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ وَلَا شَمْلاً إِلَّا جَمَعْتَهُ وَلَا غَائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ وَلَا دَيْناً إِلَّا أَدَّيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَكَ فِيهَا رَضىً وَلِيَ فِيهَا صَلاحٌ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاقَاضِيَ حَوَائِجَ السَّائِلِيْنَ يَامَنْ يَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ الْصَّامِتِيْنِ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
ص: 72
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذَابِكَ خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ اللَّهُمَّ لَا تُبَدِّلْ اسْمِي وَلَا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلَا تَجْهَدْ بَلَائِي وَلَا تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي سَائِلُكَ فَقِيرُكَ مِسْكِينُكَ بِبَابِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَالْحَرَمُ حَرَمُكَ وَالأَمْنُ أَمْنُكَ وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ وَهَذا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ الْمُسْتَجِيرِ بِكَ مِنَ الْنَّارِ فَأَعْتِقْنِي وَوَالِدَيَّ وَأَهْلِي وَوُلْدِيْ وَإِخْوَانِي الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْنَّارِ يَاجَوَادُ يَاكَرِيمُ اللَّهُمَّ إِنَّ بَيْتَكَ عَظِيمٌ وَوَجْهَكَ كَرِيمٌ وَأَنْتَ يَااللَّهُ حَلِيمٌ كَرِيمٌ عَظِيمٌ تُحِبُّ الْعَفُوَ فَاعْفُ عَنِّي بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَمَا شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ وَقَوْلِكَ الْحَقُّ «وَأَذِّنْ فِي الْنَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِيْنَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
ص: 73
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الْخَائِفِينَ مِنْكَ وَيَقِينَ الْعَابِدِينَ لَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَأَنَا عَبْدُكَ الْبَائِسُ الْفَقِيرُ أَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وَأَنَا الْعَبْدُ الْذَّلِيلُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَامْنُنْ بِغِنَاكَ عَلى فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي يَاقَوِيُّ يَاعَزِيزُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِيَاءِ الْمَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي مَقَامِي هَذَا أَنْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي اللَّهُمَّ إِنِّي اَشْهَدُ أَنَّ هَذَا بَيْتُكَ الْحَرَامُ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَالْبَلَدُ بَلَدُكَ وَالْبَيْتُ بَيْتُكَ جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ يااَرْحَمَ الْراحِمِينَ.
ص: 74
يَااللَّهُ يَاوَلِيَّ الْعَافِيَةِ وَخَالِقَ الْعَافِيَةِ وَرَازِقَ الْعَافِيَةِ وَالْمُنْعِمُ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَنَّانُ بِالْعَافِيَةِ وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْعَافِيَةِ عَلَيَّ وَعَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ يَارَحْمنَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنَا الْعَافِيَةَ وَدَوَامَ الْعَافِيَةِ وَتَمَامَ الْعَافِيَةِ وَشُكْرَ الْعَافِيَةِ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ مَعَ الأَبْرَارِ يَاعَزِيزُ يَاغَفَّارُ يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ اللَّهُمَّ اَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَعَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ رَبَّنا آتِنا فِي الْدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ الْنّارِ .
ص: 75
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الْرَّاشِدِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلَاقِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ وَالْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ وَالْوَلَدِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ يَامُقِيلَ الْعَثَرَاتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يَامُجِيبَ الْدَّعَوَاتِ أَجِبْ دَعْوَتِي يَاسَامِعَ الأَصْوَاتِ إِسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي وَمَا عِنْدِي يَاذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَكِ وَشَرَّفَكِ وَكَرَّمَكِ وَجَعَلَكِ مَثَابَةٍ لِلنَّاسِ وَأَمْناً مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي وَفِيمَا عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي فَاقْبَلْ سَبْحَتِي وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
ص: 76
اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ وَلَا بَاقِيَ إِلَّا وَجْهُكَ اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ الْنَّارِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْرُوراً وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً وَعَمَلاً صَالِحاً مَقْبُولاً وَتِجَارَةً لَنْ تَبُورَ يَاعَالِمَ مَا فِي الْصُّدُورِ أَخْرِجْنِي يَااللَّهُ مِنَ الْظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ وَزُوَّارِهِ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَعْمُرُ مَسَاجِدَهُ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يُنَاجِيهِ اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الْطَّيِّبِ وَادْرأْ عَنِّي شَرَّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيْمَان أنْ آمِنُوا فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَار» .
ص: 77
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمَاناً كَامِلاً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً صَادِقاً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي إِنَّ وَلِيَّيَ اللَّهُ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِيْمَاناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّبَاعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ وَحَبِيْبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالإِنَابَةَ إِلى دَارِ الْخُلُودِ وَالِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَأَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْنَّارِ وَعَافِنِي مِنَ الْسُّقْمِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الْرِّزْقِ الْحَلَالِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْرَّحِيمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
ص: 78
وهي ركعتان خلف مقام إبراهيم عليه السلام أو على مقربة منه وتنوي هكذا : (أُصَلِّي رَكْعَتَي الطَّوَافِ لِعُمْرَةِ التَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإسْلَامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) .
وبعد الصلاة تقول : اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي ، الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا عَلى نَعْمَائِهِ كُلِّهَا حَتّى يَنْتَهِيَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي وَطَهِّرْ قَلْبِي وَزَكِّ عَمَلِي .
وإذا أتمّ الحاجّ صلاة الطواف توجّه إلى العمل الرابع من أعمال عمرة التمتّع وهو (( السعي بين الصفا والمروة)) . والسعي رمز لتخليد ذكرى امرأة مؤمنة ، سلّمت أمرها إلى اللَّه ، وأخلصت له ، فأراد اللَّه لها ولسعيها البقاء ، ألا وهي
ص: 79
السيّدة هاجر زوجة إبراهيم الخليل وأُمّ إسماعيل الذبيح ، ورمز لضرورة السعي في الحياة من أجل المعيشة وتحصيل الزاد للآخرة كما سعت هاجر أُمّ إسماعيل طلباً للماء ، فيجب عليك أن تسعى في الدنيا من أجل الآخرة «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»(1) وللسعي واجبات ومستحبّات :
1 - النيّة : ولابدّ أن تكون مقارنة لأوّل السعي مشتملة على قصد القربة والأولى التلفّظ بها مشتملة على نيّة الوجوب وتنوي هكذا : (أَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ لِعُمْرَةِ التَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلَامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
2 - الابتداء من الصفا .
3 - الإنتهاء بالمروة ، وإذا خالف ذلك فبدأ بالمروة ولو سهواً
ص: 80
بطل سعيه واستأنف السعي .
4 - العدد وهو أن يقطع المسافة التي بين الصفا والمروة سبع مرّات بلازيادة ولانقصان فيحصل بالذهاب أربعاً من الصفا إلى المروة وبالإيّاب ثلاثاً من المروة إلى الصفا فيكون سبعةأشواط.
5 - السعي ذهاباً وإيّاباً على الطريق المتعارف فلو دخل في الأثناء إلى المسجد وخرج منه إلى المسعى أو ذهب إلى سوق الليل حيث الآن تبدّل إلى ساحة ثمّ رجع منه إلى المسعى لم يصحّ منه ذلك السعي .
6 - استقبال المقصد فإن كان من الصفا استقبل المروة ، وإن كان من المروة استقبل الصفا ، ولا يجوز أن يمشي القهقرى أو يمشي عرضاً أمّا الالتفات إلى اليمين وإلى اليسار مع بقاء مقاديم البدن على حالة الاستقبال حين السعي فلا بأس به .
7 - إباحة الدابَّة، بل والنعل واللباس فلايجوز السعي على الدابّة المغصوبة ولايجوز أن يحمل شيئاً مغصوباً على الأحوط.
8 - الترتيب بأن يكون السعي بعد صلاة الطواف فلا يجوز
ص: 81
تقديم السعي على الطواف لا في الحجّ ولا في العمرة - إلّا في حالة الضرورة وتفصيل ذلك في مناسك مراجع التقليد .
1 - الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر .
2 - المبادرة إلى السعي بعد ركعتي الطواف مباشرة ويمكن للمتعب الاستراحة .
3 - الإتيان إلى زمزم والشرب من مائها وتقول : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْمَاً نَافِعَاً وَرِزْقاً وَاسِعاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ .
4 - الخروج إلى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود وهو الباب الذي كان يخرج منه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ويسمّى الآن بباب الصفا .
5 - المشي إلى الصفا بسكينة ووقار .
6 - الصعود على الصفا بحيث ينظر إلى البيت إن أمكن .
7 - استقبال الركن الذي فيه الحجر بعد صعوده على الصفا .
ص: 82
8 - أن يحمد اللَّه تعالى ويثني عليه ، وأن يتذكّر الإنسان نعم اللَّه عليه ويذكر من آلائه وحسن صنيعه إليه ما يتمكّن من ذكره ، ثمّ يستحبّ أن يقول سبع مرّات : (اللَّهُ أَكْبَرُ) وهو مستقبلٌ للكعبة ، الكعبة وسبعاً: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وسبعاً (لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ) . ويستحبّ مائة مرّة : (اللَّهُ أَكْبَرُ) . ومائة مرّة : (لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ) . ومائة مرّة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) . ومائة مرّة : (سُبْحَانَ اللَّهِ) .
9 - ويستحبّ الهرولة للرجال ، ولا هرولة على النساء في المكان المعهود من المسعى . ويقرأ الساعي الأدعية المأثورة في حالة السعي بقصد الرجاء ، وقد اخترنا في حالة السعي بعض الأدعية حتّى يكون الساعي مشغولاً بالذكر .
ص: 83
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَي ءٍ قَدِيرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى مَا هَدَانَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى مَا أَوْلَانَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَيِّ الْقَيّومِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَيِّ الْدَّائِمِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الْدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلى دِينِي بِدُنْيَايَ وَعَلى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ : «أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» ، دَعَوْنَاكَ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا كَمَا أَمَرْتَنَا إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيْعَادْ ، «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيْمَانِ أَنْ أَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ص: 84
ذُنُوبَنَا وَكَفِّر عَنّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَار رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيْعَادَ» «رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيْمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ» اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْيَقِينَ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَسْأَلُكَ يَااللَّهُ يَارَحْمَنُ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ وَأَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِجَمِيعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَبِأَرْكَانِكَ كُلِّهَا وَبِحَقِّ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِاسْمِكَ الأَكْبَرِ وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقَّاً عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَهُ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ لَا تَرُدَّهُ وَأَنْ تُعْطِيَهُ مَا سَأَلَكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي فِي جَمِيعِ عِلْمِكَ فِيَّ كُلِّهَا ، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ .
ص: 85
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَم الأَحْزَابَ وَحْدَهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إلى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ وَإِلى عَفْوِكَ قَصَدْتُ وَإِلى تَجَاوُزِكَ اِشْتَقْتُ وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي الْمَوْتِ وَفِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجَاوَزْ عَمّا تَعْلَمْ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا لَا نَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الأَعَزُّ الأَكْرَم ، رَبِّ نَجِّنَا مِنَ الْنَّارِ سَالِمِينَ غَانِمِينَ
ص: 86
فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ مَعَ عِبَادِكَ الْصَّالِحِينَ ، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالْشُّهَدَاءِ وَالْصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً . لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً ، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الْدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ «إِنَّ الْصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَو اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ» . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ نُزُولِ عَذَابِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَمِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْسَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا فِي الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الأَشْرَارِ وَلَا مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَلَا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأَخْيَارِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
ص: 87
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ «رَبَّنَا آتِنَا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ» اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ عَاجِلَهُ وَآجِلَهُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي مَا قَدْ سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَارْزُقْنِي عَمَلاً تَرْضَى بِهِ عَنِّي «رَبَّنَا لَا تُزِعْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبَ لَنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ» أَسْتَودِعُ اللَّهَ الْرَّحْمنَ الْرَّحِيمَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ دِينِي وَنَفْسِي وَأَهْلِي اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلى كِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ وَأَعِذْنِي مِنَ الْفِتْنَةِ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي وَبَصَرِي لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْظَّالِمِينَ يَامَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ وَلَا يَنْفَدُ نَائِلُهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَجِرْنِي مِنَ الْنَّارِ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي
ص: 88
أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ(1) لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَو اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ» اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَعَافِنِي فِي مَقَامِي وَاصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَيَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَأَحْسِنْ لِيَ التَّيْسِيرَ وَلَا تَخْذُلْنِي فِي الْعَسِيرِ وَاهْدِنِي يَاخَيْرَ دَلِيلٍ وَلَا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي فِي الأُمُورِ وَلَقِّنِي كُلِّ سُرُورٍ وَاقْلِبْنِي إِلى أَهْلِي بِالْفَلَاحِ وَالنَّجَاحِ مَحْبُوراً فِي الْعَاجِلِ وَالآجِلِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ وَأَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ وَنَارِكَ وَاقْلِبْنِي اِذَا تَوَفَّيْتَنِي إلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ .
ص: 89
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِالْعِلْمِ قَلْبِي وَاسْتَعْمِلْ بِطَاعَتِكَ بَدَنِي وَخَلِّصْنِي مِنَ الْفِتَنِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ قَطُّ فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الْرَّحِيمُ اللَّهُمَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ تَرْحَمْنِي وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِي وَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَيَامَنْ أَنَا مُحْتَاجٌ إِلى رَحْمَتِهِ ارْحَمْنِي اللَّهُمَّ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ تُعَذِّبْنِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي ، أَصْبَحْتُ أَتَّقِي عَدْلَكَ وَلَا أَخَافُ جَوْرَكَ فَيَامَنْ هُوَ عَدْلٌ لَا يَجُورُ إِرْحَمْنِي يَامَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ وَلَا يَنْفَدُ نَائِلُهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي مِنَ الْنَّارِ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً
ص: 90
وَفِي سَمْعِي نُوراً وَفِي بَصَرِي نُوراً وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ وَسَاوِسِ الصَّدْرِ وَشَتَاتِ الأَمْرِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي اللَّيْلِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي الْنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِّيَاحُ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ سُبْحَانَكَ مَا عَرَفَنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ وَمَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَمَا ذَكَرْنَاكَ حَقَّ ذِكْرِكَ يَااللَّهُ ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ «رَبَّنَا آتِنَا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ» اللَّهُمَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَ وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَ أَسْأَلُكَ خَلَاصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ وَأَجَلِي بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَأَنْ تَسَلَّمَ مِنِّي مَنَاسِكِي الَّتِي أَرَيْتَهَا خَلِيْلَكَ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنَ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَأَطَلْتَ عُمْرَهُ وَأَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَيَاةً طَيِّبَةً .
ص: 91
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، سُبْحَانَكَ يَاعَظِيمُ اغْفِرْ لِي الْذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الْذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الْعَظِيمُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ وَغُرْبَتِهِ وَوَحْشَتِهِ وَظُلْمَتِهِ وَضِيقِهِ وَضَنْكِهِ ، اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ . يَارَبَّ الْعَفْوِ ، يَامَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يَامَنْ هُوَ أَوْلَى بِالْعَفْوِ ، يَامَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ يَاجَوَادُ يَاكَرِيمُ يَاقَرِيبُ يَابَعِيدُ ارْدُدْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ ، اللَّهُمَّ اهْدِنِي بِالْهُدَى ، وَنَقِّنِي بِالتَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي فِي الآخِرَةِ وَالأُولى اللَّهُمَّ ابْسِطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي
ص: 92
لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ أَبَداً ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَفِي سَمْعِي نُوراً وَفِي بَصَرِي نُوراً وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُوراً ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ عَلى كُلِّ حَالٍ وَصِدْقَ النِّيَّةِ فِي الْتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ «رَبَّنَا آتِنَا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ» . «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أو اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم» . اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَتَكَ وَقَدْ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَفَجٍّ عَمِيقٍ سَامِعاً لِنِدَائِكَ وَمُسْتَجِيباً لَكَ مُطِيعاً لاَِمْرِكَ وَكُلُّ ذَلِكَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ وَإِحْسَانِكَ إِلَيَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ الْزُّلْفَةَ عِنْدَكَ وَالْقُرْبَةَ إِلَيْكَ وَالْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَالْتَّوْبَةَ عَلَيَّ مِنْهَا بِمَنِّكَ اللَّهُم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ .
ص: 93
بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ وَاهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلْ مِنِّي اللَّهُمَّ لَكَ سَعْيِي وَبِكَ حَوْلِي وَقُوَّتِي تَقَبَّلْ عَمَلِي يَامَنْ يَقْبَلُ عَمَلَ الْمُتَّقِينَ يَاذَا الْمَنِّ وَالْفَضْلِ وَالْكَرَمِ وَالْنَّعْمَاءِ وَالْجُودِ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الْذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالْتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالْنَّارَ وَمَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِي كَمَا أَرَدْتَ فَاجْعَلْنِي كَمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنَا وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنَاوَفِي كَنَفِكَ وَإِنْعَامِكَ وَعَطَائِكَ وَإِحْسَانِكَ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا
ص: 94
أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَا قَبْلَكَ شَيْ ءٌ وَالآخِرُ فَلَا بَعْدَكَ شَيْ ءٌ وَالْظَّاهِرُ فَلَا شَيْ ءَ فَوْقَكَ وَالْبَاطِنُ فَلَا شَيْ ءَ دُونَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوت بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلَاوَةَ الإيْمَانِ وَبَرْدَ الْمَغْفِرَةِ وَآمِنَّا مِنْ عَذَابِكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ يَااللَّهُ يَارَحْمَنُ يَارَحِيمُ يَاحَيُّ يَاقَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الْطَّيِّبِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنَ الضَّلَالَةِ وَأَنْقِذْنِي مِنَ الْجَهَالَةِ وَاجْعَلْ لِي خَيْرَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَخُذْ بِنَاصِيَتِي إِلى هُدَاكَ وَانْقُلْنِي إِلى رِضَاكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ رَبَّنَا آتِنَا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ الْنَّار .
ص: 95
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمَانَ ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الْرَّاشِدِينَ ، يَامَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يَامَنْ يَجْزِي عَلَى الْعَفْوِ ، يَامَنْ دَلَّ عَلَى الْعَفْوِ ، يَامَنْ زَيَّنَ الْعَفْوَ ، يَامَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، يَامَنْ يُحِبُّ الْعَفْوَ ، يَامَنْ يُعْطِي عَلَى الْعَفْوِ ، يَامَنْ يَعْفُو عَلَى الْعَفْوِ ، يَارَبِّ الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ، اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِالْخَيْرَاتِ آجَالَنَا وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ آمَالَنَا وَسَهِّلْ لِبُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلَنَا ، وَحَسِّنْ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ أَعْمَالَنَا ، يَامُنْقِذَ الْغَرْقَى ، يَامُنْجِيَ الْهَلْكى ، يَاشَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى ، يَامُنْتَهَى كُلِّ شَكْوى ، يَاقَدِيمَ الإِحْسَانِ ، يَادَائِمَ الْمَعْرُوفِ يَامَنْ لَا غِنَى بِشَيْ ءٍ عَنْهُ ، وَلَابُدَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مَنْهُ ، يَامَنْ رِزْقُ كُلِّ شَيْ ءٍ عَلَيْهِ ،
ص: 96
وَمَصِيرُ كُلِّ شَيْ ءٍ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا عَلَى الإِسْلَامِ ثَابِتِينَ وَلِفَرَائِضِكَ مُؤَدِّينَ وَعَلى صَلَوَاتِكَ حَافِظِينَ وَبِالْقَضَاءِ رَاضِينَ ، اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلْهُ مِنِّي . اللَّهُمَّ لَكَ سَعْيِي ، وَبِكَ حَوْلِي وَقُوَّتِي ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلِي يَامَنْ يَقْبَلُ عَمَلَ الْمُتَّقِينَ . أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ ، وَأَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتّى تَكُونَ أَعْمَالِي وَأَوْرَادِي كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً ، وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً يَاسَيِّدِي يَامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يَامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوَالِي يَارَبِّ يَارَبِّ يَارَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوَارِحِي ، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوَانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالْدَّوَامَ فِي الإِتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ ، حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيَادِينِ السَّابِقِينَ ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْبَارِزِينَ ، وَأَشْتَاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ ، وَأَخَافَكَ مَخَافَةَ الْمُوقِنِينَ وَأَجْتَمِعَ فِي جِوَارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الْرَّاحِمِين .
ص: 97
وإذا أتمّ السعي أتى بالخامس من أعمال العمرة وهو « التقصير » بأن يقصّ شيئاً من شعر رأسه أو لحيته أو شاربه أو حاجبه أو يقلّم بعض ظفره .
وينوي هكذا : (أُقَصِّرُ لِلإِحْلَالِ مِنْ إِحْرَامِ عُمْرَةِ الْتَّمَتُّعِ لِحِجَّةِ الإِسْلَامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالى) .
وإذا قصّر ، أحلّ من جميع ما حرمه الإحرام ويبقى عليه أمران محرّمان هما :
1 - الصيد .
2 - قلع شجر الحرم ونباته .
« وحرمة هذين الأمرين لأجل الحرم لا لأجل الإحرام » .
ص: 98
وأمّا حجّ التمتّع فيتكوّن من ثلاثة عشر عملاً كما يأتي :
1 - الإحرام .
2 - الوقوف بعرفات .
3 - الوقوف بالمشعر .
4 - رمي جمرة العقبة .
5 - الذبح أو النحر .
6 - الحلق أو التقصير .
7 - الطواف .
8 - صلاة الطواف .
9 - السعي بين الصفا والمروة .
10 - طواف النساء .
ص: 99
11 - صلاة طواف النساء .
12 - المبيت في منى ، ليلة الحادي عشر ، وليلة الثاني عشر .
13 - رمي الجمرات الثلاث ، يوم الحادي عشر ، ويوم الثاني عشر ، ويوم الثالث عشر بالنسبة إلى من بات ليلته .
وهو لبس ثوبي الإحرام من مكّة المكرّمة ، والأفضل أن يكون في المسجد الحرام والأفضل أن يكون في حجر إسماعيل أو مقام إبراهيم - وما تقدّم من المستحبّات في إحرام العمرة يجري في إحرام الحجّ أيضاً .
ثمّ تنوي هكذا : (أُحْرِمُ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعْ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلَامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) وبعد النيّة تُلبّي هكذا : (لَبَّيْك ، اللَّهُمَّ لَبَّيْك ، لَبَّيْك ، لَا شَرِيْكَ لَك ، لَبَّيْك، إِنَّ الْحَمْدَ وَالْنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك، لَا شَرِيْكَ لَك) والأحوط إضافة (لَبَّيْك) .
ثمّ تخرج إلى عرفات وأنت تلبّي في الطريق غير رافع صوتك حتّى إذا أشرفت على الأبطح فارفع صوتك واقرأ هذا الدعاء : (اللَّهُمَّ إِيَّاكَ أَرْجُو وَإِيَّاكَ أَدْعُوْ فَبَلِّغْنِي أَمَلِي
ص: 100
وَأَصْلِحْ لِي عَمَلِي) .
وبعد الإحرام تتّجه إلى عرفات للوقوف فيها بمعنى أن تكون حاضراً فيها مستوعباً الوقت كلّه من زوال الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجّة إلى الغروب الشرعي بالنيّة وهي : (أَقِفُ بِعَرَفَاتِ مِنَ الْزَّوَالِ إلَى الْغُرُوبِ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإسلامِ لِوُجُوبِهِ قُربَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) .
وموقف عرفة ، موقف مبارك ، موقف يذكّرنا بوقوف أبينا آدم عليه السلام فيه ، واعترافه تواضعاً للَّه بذنبه ، مع أنّه معصوم لم يرتكب ذنباً ، وإنّما فعل ما كان تركه أولى ، والغضّ عنه أحجى ، فكيف بنا ونحن غير معصومين ؟ فهو تعليم لنا لنعترف بذنوبنا ونستغفر اللَّه منها ، ونعزم على عدم العَود إليها ، مضافاً إلى أنّ هذا الموقف يذكّرنا بالمحشر ويصوّر لنا وقوف الأوّلين والآخرين فيه للحساب ، ويعترف كل واحد بذنوبه أمام اللَّه لينال جزاءه العادل في تلك المحكمة الإلهية الكبرى ، حيث يكون الشهود عليه الجوارح والأعضاء .
ص: 101
فعرفات صورة مصغّرة عن المحشر تذكّرنا بيوم العرض الأكبر ، هنا يقف الناس أمام اللَّه ليعترفوا بأخطائهم وذنوبهم ليتوبوا منها ويرجعوا إلى طريق الصواب .
والمهمّة الثانية التي علينا في عرفات ، هي المعرفة ، علينا أن نعرف اللَّه هنا من خلال التعرّف على أنفسنا واكتشاف ذواتنا ((مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ))(1).
ففي عرفات تعرف نفسك التي ضيّعتها وتعود إلى ذاتك التي فقدتها أنت هنا مخلوق للَّه وعبدٌ مملوك للخالق العظيم ، فتحرّر من عبودية غيره في الحياة ، ولا تدع المال والثروة ، والمقام والمنصب ، والولد والزوجة ، والشيطان والهوى يستعبدونك ، فإنّهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ، فكيف يقدرون على نفعك ؟
وأنت الآن في عرفات فاغتنم الفرصة وقم لمناجاة قاضي الحاجات .
ص: 102
1 - أن يدعو بهذا الدعاء الذي روي أنّ من دعا به في ليلة عرفة غفر اللَّه له :
اللَّهُمَّ يَاشَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَى وَعَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ حَاجَةٍ يَامُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبَادِ يَاكَرِيمَ الْعَفْوِ يَاحَسَنَ الْتَّجَاوُزِ يَاجَوَادُ يَامَنْ لَا يُوارِي مِنْهُ لَيْلٌ دَاجٍ وَلَا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَلَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَلَا ظُلَمٌ ذَاتُ ارْتِيَاجٍ(1) يَامَنِ الْظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيَاءٌ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكَّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ الْسَّمَاوَاتِ بِلَا عَمَدٍ وَسَطَحْتَ بِهِ الأَرْضَ عَلى وَجْهِ مَاءٍ جَمَدٍ، وَبِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطَّاهِرِ الَّذِي إِذَا دُعِيْتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ الْبُرْهَانِ الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى كُلِّ نُورٍ وَنُورٌ مِنْ نُورٍ يُضِي ءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ
ص: 103
إِذَا بَلَغَ الأَرْضَ انْشَقَّتْ وَإِذَا بَلَغَ السَّمَاوَاتِ فُتِحَتْ وَإِذَا بَلَغَ الْعَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرَائِصُ مَلَائِكَتِكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيْلَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَجَمِيعِ الْمَلَائِكَةِ وَبِالاِسْمِ الَّذِي مَشَى بِهِ الْخِضْرُ عَلى قُلَلِ(1) الْمَاءِ كَمَا مَشَى بِهِ عَلى جَدَدِ الأَرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَأَنْجَيْتَ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ مِنْ جَانِبِ الْطُّورِ الأَيْمَنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيَا عِيسى بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتَى وَتَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً وَأَبْرَأَ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَحَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَأَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ
ص: 104
وَعِبَادُكَ الْصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ تَقْدِرَ(1) عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ تُنْجِي(2) الْمُؤْمِنِينَ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ دَاوُدُ وَخَرَّ لَكَ سَاجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الْظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلَاءُ فَعَافَيْتَهُ وَآتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ سُلَيْمَانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لاَِحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ
ص: 105
الْوَهَّابُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ الْبُرَاقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ تَعَالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَقَوْلُهُ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبِحَقِّ إِبْرَاهِيْمَ وَبِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضَاءِ وَبِحَقِّ الْمَوَازِينِ إِذَا نُصِبَتْ وَالصُّحُفِ إِذَا نُشِرَتْ وَبِحَقِّ الْقَلَمِ وَمَا جَرَى، وَاللَّوْحِ وَمَا أَحْصَى وَبِحَقِّ الإِسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرَادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَالْدُّنْيَا وَالْشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِأَلْفَيْ عَامٍ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ فِي خَزَائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، لَمْ يَظْهَرْعَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ لَا مَلَكٌ
ص: 106
مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا عَبْدٌ مُصْطَفىً، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ الْبِحَارَ وَقَامَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَبِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِحَقِّ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ وَبِحَقِّ طهَ وَيس وَكَهَيعص وَحمعسق وَبِحَقِّ تَوْرَاةِ مُوسى وَإِنْجِيلِ عِيسى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الرُّسُلِ وَبَاهِيّاً شَرَاهِيّاً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُنَاجَاةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسى بْنِ عِمْرَانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْوَاحِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلى وَرَقِ الْزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النِّيْرَانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ فَقُلْتَ يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، يَامَنْ لَا يُخْفِيهِ سَائِلٌ وَلَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ يَامَنْ بِهِ يُسْتَغَاثُ وَإِلَيْهِ يُلْجَأُ، أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الْرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ
ص: 107
وَجَدِّكَ الأَعْلى وَكَلِمَاتِكَ الْتَّامَّاتِ الْعُلى، اللَّهُمَّ رَبَّ الْرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ وَالْسَّمَاءِ وَمَا أَظَلَّتْ وَالأَرْضِ وَمَا أَقَلَّتْ وَالْشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ وَالْبِحَارِ وَمَا جَرَتْ وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَبِحَقِّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالْرَّوْحَانِيِّينَ وَالْكَرُوبِيِّينَ وَالْمُسَبِّحِينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَا يَفْتُرُونَ، وَبِحَقِّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنَادِيكَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دُعَاءَهُ يَامُجِيبُ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الأَسْمَاءِ وَبِهَذِهِ الْدَّعَوَاتِ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا وَمَا أَسْرَرْنَا وَمَا أَعْلَنَّا وَمَا أَبْدَيْنَا وَمَا أَخْفَيْنَا وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مَنَّا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ يَاحَافِظَ كُلِّ غَرِيبٍ يَامُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَاقُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ يَانَاصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ يَارَازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ يَامُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ يَاصَاحِبَ كُلِّ مُسَافِرٍ يَاعِمَادَ كُلِّ حَاضِرٍ يَاغَافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ يَاغِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَاصَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ يَاكَاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِينَ يَافَارِجَ هَمِّ
ص: 108
الْمَهْمُومِينَ يَابَدِيعَ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ يَامُنْتَهى غَايَةِ الْطَّالِبِينَ يَامُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّيْنَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِينَ يَادَيَّانَ يَوْمِ الْدِّينِ يَاأَجْوَدَ الأَجْوَدِينَ يَاأَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ يَاأَسْمَعَ الْسَّامِعِينَ يَاأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَاأَقْدَرَ الْقَادِرِينَ، اغْفِرْلِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ الْنِّعَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ الْنَّدَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ الْسَّقَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الْدُّعَاءَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ الْسَّمَاءِ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشَّقَاءَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُظْلِمُ الْهَوَاءَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ وَاغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي لَا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ يَااللَّهُ، وَاحْمِلْ عَنِّي كُلَّ تَبِعَةٍ لاَِحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً، وَأَنْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَرَجَاءَكَ فِي قَلْبِي حَتّى لَا أَرْجُو غَيْرَكَ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَعَافِنِي
ص: 109
فِي مَقَامِي وَاصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَيَسِّرْ لِيَ الْسَّبِيلَ وَأَحْسِنْ لِيَ الْتَّيْسِيرَ وَلَا تَخْذُلْنِي فِي الْعَسِيرِ وَاهْدِنِي يَاخَيْرَ دَلِيلٍ وَلَا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي فِي الأُمُورِ وَلَقِّنِي كُلِّ سُرُورٍ وَاقْلِبْنِي إِلى أَهْلِي بِالْفَلَاحِ وَالنَّجَاحِ مَحْبُوراً فِي الْعَاجِلِ وَالآجِلِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ وَأَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ وَنَارِكَ، وَاقْلِبْنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي إِلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ نُزُولِ عَذَابِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَدَرَكِ الْشَّقَاءِ وَمِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْسَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا فِي الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الأَشْرَارِ وَلَا مِنْ أَصْحَابِ الْنَّارِ وَلَا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأَخْيَارِ وَأَحْيِنِي حّيَاةً طَيِّبَةً، وَتَوَفَّنِي
ص: 110
وَفَاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأَبْرَارِ، وَارْزُقْنِي مُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلَائِكَ وَصُنْعِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الإِسْلَامِ وَاتِّبَاعِ الْسُّنَّةِ، يَارَبِّ كَمَا هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ كِتَابَكَ فَاهْدِنَا وَعَلِّمْنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلَائِكَ وَصُنْعِكَ عِنْدِي خَاصَّةً كَمَا خَلَقْتَنِي فَأَحْسَنْتَ خَلْقِي وَعَلَّمْتَنِي فَأَحْسَنْتَ تَعْلِيمِي وَهَدَيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ هِدَايَتِي فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى إِنْعَامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَحَدِيثاً فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَاسَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يَاسَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يَاسَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ بَلَاءٍ يَاسَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ عَيْبٍ يَاسَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ حَالٍ فِي كُلِّ مَثْوىً وَزَمَانٍ، وَمُنْقَلَبٍ وَمَقَامٍ، وَعَلى هَذِهِ الْحَالِ وَكُلِّ حَالٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَفْضَلِ عِبَادِكَ نَصِيباً فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ أَوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ أَوْ بَلَاءٍ تَدْفَعُهُ أَوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا أَوْ عَافِيَةٍ
ص: 111
تُلْبِسُهَا، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَبِيَدِكَ خَزَائِنُ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَنْتَ الْوَاحِدُ الْكَرِيمُ الْمُعْطِي الَّذِي لَا يُرَدُّ سَائِلُهُ وَلَا يُخَيَّبُ آمِلُهُ وَلَا يَنْقُصُ نَائِلُهُ وَلَا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، بَلْ يَزْدَادُ كَثْرَةً وَطِيباً وَعَطَاءً وَجُوداً وَارْزُقْنِي مِنْ خَزَائِنِكَ الَّتِي لَا تَفْنَى وَمِنْ رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ إِنَّ عَطَاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
2 - أن يقرأ هذا الدعاء الذي يستحبّ قراءته في ليلة الجمعة ونهارها :
اللَّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ ، وَتَهَيَّأَ ، وَأَعَدَّ ، وَاسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ ، رَجَاءَ رِفْدِهِ ، وَطَلَبَ نَائِلِهِ وَجَائِزَتِهِ ، فَإِلَيْكَ يَارَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدَادِي ، رَجَاءَ عَفْوِكَ ، وَطَلَبَ نَائِلِكَ وَجَائِزَتِكَ ، فَلَا تُخَيِّبْ دُعَائِي ، يَامَنْ لَا يَخِيبُ عَلَيْهِ سَائِلٌ(1) وَلَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلْتُهُ ، وَلَا لِوَفَادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ ، أَتَيْتُكَ مُقِرّاً
ص: 112
عَلى نَفْسِي بِالإِسَاءَةِ وَالظُّلْمِ ، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِي وَلَا عُذْرَ ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ ، الَّذِي عَفَوْتَ(1) بِهِ عَنِ الْخَاطِئِينَ فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ ، فَيَامَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ ، وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ ، يَاعَظِيمُ يَاعَظِيمُ يَاعَظِيمُ ، لَا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَلَا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ، فَهَبْ لِي يَاإِلهِي فَرَجاً ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِهَا مَيْتَ الْبِلَادِ ، وَلَا تُهْلِكْنِي غَمّاً ، حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي ، وَتُعَرِّفْنِي الإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي ، وَلَا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَلَا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ ، وَلَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي ، اللَّهُمَّ(2) إِنْ وَضَعْتَنِي ، فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَلَا فِي نَقِمَتِكَ
ص: 113
عَجَلَةٌ ، وَإِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الْظُّلْمِ الْضَّعِيفُ ، وَقَدْ تَعَالَيْتَ يَاإِلهِي عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي ، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي ، وَأَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي ، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي(1) فَانْصُرْنِي ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي ، وَأَسْتَغْفِرُكَ يَاإلهِي فَاغْفِرْ لِي ، آمِينَ آمِينَ آمِينَ .
3 - أن يزور الإمام الحسين عليه السلام .
1 - الغسل . والأولى أن يكون مقارناً للظهر .
2 - الطهارة من الحدث ، بأن يكون على وضوء .
3 - أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر بأذان وإقامتين .
4 - التوجّه بقلبه إلى اللَّه سبحانه وذكره على كلّ حال .
5 - الوقوف تمام الوقت على قدميه .
6 - أن يتوجّه بوجهه إلى القبلة .
ص: 114
7 - أن يحمد اللَّه تعالى ويثني عليه ويمجّده ويُهلّله ويكبّره .
8 - أن يكثر من الدعاء والبكاء فإنّ ذلك اليوم يوم دعاء وتضرّع .
9 - المبادرة إلى الدعاء لنفسه ولوالديه ولإخوانه المؤمنين .
10 - التوبةوالاستغفارمن ذنوبه والاعتراف بها واحداًواحداً.
11 - الاستعاذة باللَّه من الشيطان الرجيم .
12 - قول ((اللَّهُ أكبر)) مائة مرّة و ((لا إله إلّا اللَّه)) مائة مرّة و ((الحمد للَّه)) مائة مرّة و ((سبحان اللَّه)) مائة مرّة و ((ما شاء اللَّه ولا قوّة إلّا باللَّه)) مائة مرّة و ((اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد)) مائة مرّة .
13 - قراءة عشر آيات من سورة البقرة .
14 - قراءة سورة ((قل هو اللَّه أحد)) مائة مرّة .
15 - قراءة ((آية الكرسي)) مائة مرّة .
16 - قراءة سورة ((إنّا أنزلناه في ليلة القدر)) مائة مرّة .
17 - قراءة آية السخرة ، وهي قوله تعالى : «إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ
ص: 115
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ، أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»(1).
18 - قراءة سورة ((قل أعوذ بربّ الفلق)) .
19 - قراءة سورة ((قل أعوذ بربّ الناس)) .
20 - قراءة هذا الدعاء :
(أَسْأَلُكَ يَااللَّهُ يَارَحْمنُ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِجَمِيعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَبِأَرْكَانِكَ كُلِّهَا وَبِحَقِّ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِاسْمِكَ الأَكْبَرِ الأَكْبَرِ وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَهُ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ لَا تَرُدَّهُ وَأَنْ تُعْطِيَهُ مَا سَأَلَكَ، أَنْ تَغْفِرَلِيَ جَمِيعَ ذُنُوبِي فِي جَمِيعِ عِلْمِكَ فِيَّ) .
ص: 116
21 - تقول : ((أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ)) سبعين مرّة .
22 - تقرأ سبعين مرّة : ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)) .
23 - ثمّ تقرأ هذا الدعاء :
(اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ فَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَخْيَبِ وَفْدِكَ، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ مِنَ الْفَجِّ الْعَمِيقِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشَاعِرِ كُلِّهَا فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، اللَّهُمَّ لَا تَمْكُرْ بِي وَلَا تَخْدَعْنِي وَلَا تَسْتَدْرِجْنِي .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَوْلِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلِكَ يَاأَسْمَعَ الْسَّامِعِينَ يَاأَبْصَرَ الْنَّاظِرِينَ يَاأَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) .
24 - وترفع يديك إلى السماء وتطلب حوائجك من اللَّه . ثمّ تقول :
(اللَّهُمَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا
ص: 117
مَنَعْتَ وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَ: أَسْأَلُكَ خَلَاصَ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ وَأَجَلِي بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَأَنْ تَسلَّم مِنِّي مَنَاسِكِي الَّتِي أَرَيْتَهَا خَلِيْلَكَ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَأَطَلْتَ عُمْرَهُ وَأَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَيَاةً طَيِّبَةً .
ثمّ قل : لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي تَقُولُ، وَخَيْراً مِمَّا نَقُولُ، وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي وَلَكَ تُرَاثِي وَبِكَ حَوْلِي وَمِنْكَ قُوَّتِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَمِنْ وَسَاوِسِ الْصُّدُورِ، وَمِنْ
ص: 118
شَتَاتِ الأَمْرِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الرِّيَاحِ وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِي ءُ بِهِ الرِّيَاحُ، فَأَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَخَيْرَ الْنَّهَارِ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً وَفِي سَمْعِي نُوراً وَفِي بَصَرِي نُوراً وَفِي لَحْمِي وَدَمِي وَعِظَامِي وَعُرُوقِي وَمَقْعَدِي وَمَقَامِي وَمَدْخَلِي وَمَخْرَجِي نُوراً، وَأَعْظِمْ لِي نُوراً يَارَبِّ يَوْمَ أَلْقَاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) .
25 - ثمّ تقرأ الدعاء الذي علّمه جبرائيل عليه السلام لآدم عليه السلام لقبول توبته :
(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْتَّوَّابُ الْرَّحِيمُ) .
ص: 119
26 - دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة .
ومن الأدعية المشهورة في هذا اليوم دعاء سيّد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام : روى بشر وبشير إبنا غالب الأسدي قالا : كنّا مع الحسين بن علي عليهما السلام عشيّة عرفة فخرج عليه السلام من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثمّ قال :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضَائِهِ دافِعٌ وَلا لِعَطَائِهِ مَانِعٌ وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِعٍ وَهُوَ الْجَوادُ الْوَاسِعُ فَطَرَ أَجْنَاسَ الْبَدائِعِ وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنَائِعَ لا تَخْفى عَلَيْهِ الْطَّلائِعُ وَلا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ(1) جَازِي كُلِّ صَانِعٍ
ص: 120
وَرَائِشُ كُلِّ قَانِعٍ وَراحِمُ كُلِّ ضَارِعٍ ، وَمُنْزِلُ الْمَنَافِعِ وَالْكِتَابِ الْجَامِعِ بِالنُّورِالسَّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَوَاتِ سَامِعٌ وَلِلْكُرُبَاتِ دَافِعٌ وَلِلْدَّرَجَاتِ رَافِعٌ وَلِلْجَبَابِرَةِ قَامِعٌ، فَلا إِلهَ غَيْرُهُ وَلا شَيْ ءَ يَعْدِلُهُ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَهُوَ الْسَّمِيعُ الْبَصِيرُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي وَأَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي، ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً وَخَلَقْتَنِي مِنَ الْتُّرابِ ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الأَصْلابَ آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ وَاخْتِلافِ الْدُّهُورِ وَالْسِّنِينَ، فَلَمْ أَزَلْ ظَاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلى رَحِمٍ فِي تَقَادُمٍ مِنَ الأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخَالِيَةِ لَمْ تُخْرِجْنِي لِرَأْفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ(1) لِي وَإِحْسَانِكَ إِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي(2) لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى الَّذِي لَهُ يَسَّرْتَنِي وَفِيهِ أَنْشَأْتَنِي وَمِنْ قَبْلِ ذَلِكَ رَؤُفْتَ بِي
ص: 121
بِجَمِيلِ صُنْعِكَ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ، فَابْتَدَعْتَ خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى وَأَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ، لَمْ تُشْهِدْنِي خَلْقِي(1) وَلَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي، ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى إِلَى الْدُّنْيَا تَامّاً سَوِيّاً وَحَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً وَرَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذَاءِ لَبَناً مَرِيّاً وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ وَكَفَّلْتَنِي الأُمَّهَاتِ الْرَّوَاحِمَ وَكَلأْتَنِي مِنْ طَوارِقِ الْجَانِّ وَسَلَّمْتَنِي مِنَ الْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصَانِ فَتَعَالَيْتَ يَارَحِيمُ يَارَحْمنُ، حَتّى إِذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْكَلامِ أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الإِنْعَامِ وَرَبَّيْتَنِي زَايِداً فِي كُلِّ عَامٍ، حَتّى إِذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِي وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِي(2) أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ وَرَوَّعْتَنِي بِعَجَائِبِ حِكْمَتِكَ وَأَيْقَظْتَنِي لِمَا ذَرَأْتَ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنِي لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَأَوْجَبْتَ عَلَيَّ طَاعَتَكَ وَعِبَادَتَكَ وَفَهَّمْتَنِي مَا جَاءَتْ
ص: 122
بِهِ رُسُلُكَ وَيَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضَاتِكَ وَمَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي مِنْ خَيْرِ الْثَّرَى (1) لَمْ تَرْضَ لِي يَاإِلهِي نِعْمَةً(2) دُونَ أُخْرَى وَرَزَقْتَنِي مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَاشِ وَصُنُوفِ الْرِّيَاشِ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ عَلَيَّ وَإِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ، حَتّى إِذَا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ الْنِّعَمِ وَصَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ الْنِّقَمِ لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلِي وَجُرْأَتِي عَلَيْكَ أَنْ دَلَلْتَنِي إِلى (3) مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ وَوَفَّقْتَنِي لِمَا يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي وَإِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي وَإِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي وَإِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي كُلُّ ذلِكَ إِكْمَالٌ(4) لأَنْعُمِكَ عَلَيَّ وَإِحْسَانِكَ إِلَيَّ فَسُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُبْدِى ءٍ مُعِيدٍ حَمِيدٍ مَجِيدٍ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ، فَأَيُّ نِعَمِكَ يَاإلهِي أُحْصِي عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ أَيُّ عَطَايَاكَ
ص: 123
أَقُومُ بِهَا شُكْراً وَهِيَ يَارَبِّ أَكْثَرُ(1) مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعَادُّونَ أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحَافِظُونَ، ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّي اللَّهُمَّ مِنَ الْضُّرِّ وَالْضَّرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعَافِيَةِ وَالْسَّرَّاءِ، وَأَنَا(2) أَشْهَدُ يَاإلهِي بِحَقِيقَةِ إِيْمَانِي وَعَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي وَخَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي وَبَاطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي وَعَلائِقِ مَجَارِي نُورِ بَصَرِي وَأَسَارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي وَخُرْقِ مَسَارِبِ نَفْسِي(3) وَخَذَارِيفِ مَارِنِ عِرْنِينِي وَمَسَارِبِ سِمَاخِ(4) سَمْعِي وَمَا ضُمَّتْ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتَايَ وَحَرَكَاتِ لَفْظِ لِسَانِي وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَفَكِّي وَمَنَابِتِ أَضْرَاسِي وَمَسَاغِ مَطْعَمِي وَمَشْرَبِي وَحِمَالَةِ أُمِّ رَأْسِي وَبُلُوغِ فَارِغِ حَبَائِلِ عُنُقِي وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تَامُورُ صَدْرِي وَحَمَائِلِ حَبْلِ وَتِينِي وَنِيَاطِ حِجَابِ قَلْبِي وَأَفْلاذِ حَواشِي كَبِدِي وَمَا حَوَتْهُ شَرَاسِيفُ أَضْلاعِي وَحِقَاقُ
ص: 124
مَفَاصِلِي وَقَبْضُ عَوَامِلِي وَأَطْرَافُ أَنَامِلِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَعَصَبِي وَقَصَبِي وَعِظَامِي وَمُخِّي وَعُرُوقِي وَجَمِيعُ جَوَارِحِي وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذَلِكَ أَيَّامَ رِضَاعِي وَمَا أَقَلَّتِ الأَرْضُ مِنِّي وَنَوْمِي وَيَقْظَتِي وَسُكُونِي وَحَرَكَاتِ رُكُوعِي وَسُجُودِي أَنْ لَوْ حَاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الأَعْصَارِ وَالأَحْقَابِ لَوْ عُمِّرْتُهَا أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ وَاحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذَلِكَ إِلَّا بِمَنِّكَ الْمُوْجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَدِيداً وَثَنَاءً طَارِفاً عَتِيداً، أَجَلْ وَلَوْ حَرَصْتُ أَنَا وَالْعَادُّونَ مِنْ أَنَامِكَ أَنْ نُحْصِيَ مَدى إِنْعَامِكَ سَالِفِهِ وَآنِفِهِ(1) مَا حَصَرْنَاهُ عَدَداً وَلا أَحْصَيْنَاهُ أَمَداً، هَيْهَاتَ أَنَّى ذَلِكَ وَأَنْتَ الْمُخْبِرُ فِي كِتَابِكَ الْنَّاطِقِ وَالْنَّبَأِ الْصَّادِقِ : «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا» ، صَدَقَ كِتَابُكَ اللَّهُمَّ وَإِنْبَاؤُكَ، وَبَلَّغَتْ أَنْبِيَاؤُكَ وَرُسُلُكَ مَا أَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِينِكَ غَيْرَ أَنِّي يَاإلهِي
ص: 125
أَشْهَدُ بِجُهْدِي وَجِدِّي وَمَبْلَغِ طَاقَتِي(1) وَوُسْعِي وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ فَيُضَادَّهُ فِيمَا ابْتَدَعَ وَلا وَلِيٌّ مِنَ الْذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فِيمَا صَنَعَ، فَسُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا وَتَفَطَّرَتَا سُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الْصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً يُعَادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْنَّبِيِّينَ وَآلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِينَ الْمُخْلَصِينَ وَسَلَّمَ .
(ثمّ اندفع في المسألة واجتهد في الدعاء وقال وعيناه سالتا دموعاً) : اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ وَلا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَخِرْ لِي فِي قَضَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ اَللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي
ص: 126
وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَالإِخْلاصَ فِي عَمَلِي وَالْنُّورَ فِي بَصَرِي وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَمَتِّعْنِي بِجَوَارِحِي وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِي الْوَراِثَيْنِ مِنِّي، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي وَأَرِنِي فِيهِ ثَارِي وَمَآرِبِي، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي اَللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَاخْسَأْ شَيْطَانِي وَفُكَّ رِهَانِي وَاجْعَلْ لِي يَاإِلهِي الْدَّرَجَةَ الْعُلْيَا فِي الآخِرَةِ وَالأُولى اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً وَلَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً رَبِّ بِمَا بَرَأْتَنِي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي رَبِّ بِمَا أَنْشَأْتَنِي فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي رَبِّ بِمَا أَحْسَنْتَ إِلَيَّ(1) وَفِي نَفْسِي عَافَيْتَنِي رَبِّ بِمَا كَلأْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي رَبِّ بِمَا أَوْلَيْتَنِي وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَعْطَيْتَنِي رَبِّ بِمَا أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي رَبِّ بِمَا أَغْنَيْتَنِي وَأَقْنَيْتَنِي رَبِّ بِمَا أَعَنْتَنِي وَأَعْزَزْتَنِي رَبِّ بِمَا
ص: 127
أَلْبَسْتَنِي مِنْ سِتْرِكَ الْصَّافِي وَيَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكَافِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي عَلى بَوائِقِ الْدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ، وَنَجِّنِي مِنْ أَهْوالِ الْدُّنْيَا وَكُرُبَاتِ الآخِرَةِ وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الْظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ اَللَّهُمَّ مَا أَخَافُ فَاكْفِنِي وَمَا أَحْذَرُ فَقِنِي وَفِي نَفْسِي وَدِينِي فَاحْرُسْنِي وَفِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي وَفِي أَهْلِي وَمَالِي فَاخْلُفْنِي وَفِيمَا رَزَقْتَنِي فَبَارِكْ لِي وَفِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي وَفِي أَعْيُنِ الْنَّاسِ فَعَظِّمْنِي وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فَسَلِّمْنِي وَبِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي وَبِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي ، وَبِعَمَلِي فَلا تَبْتَلِنِي وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنِي وَإِلى غَيْرِكَ فَلا تَكِلُنِي، إِلهِي إِلى مَنْ تَكِلْنِي إِلى قَرِيبٍ فَيَقْطَعُنِي أَمْ إِلى بَعِيدٍ فَيَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلى الْمُسْتَضْعِفِينَ لِي وَأَنْتَ رَبِّي وَمَلِيكُ أَمْرِي أَشْكُو إِلَيْكَ غُرْبَتِي وَبُعْدَ دَارِي وَهَوانِي عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِلهِي فَلا تُحْلِلْ عَلَيَّ غَضَبَكَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا أُبَالِي سِوَاكَ سُبْحَانَكَ غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ
ص: 128
أَوْسَعُ لِي فَأَسْأَلُكَ يَارَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الأَرْضُ وَالْسَّمَاوَاتُ، وَكُشِفَتْ(1)بِهِ الْظُّلُمَاتُ وَصَلُحَ بِهِ أَمْرُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ أَنْ لا تُمِيتَنِي عَلى غَضَبِكَ وَلا تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ لَكَ الْعُتْبى لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذَلِكَ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَالْبَيْتِ الْعَتِيقِ الَّذِي أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمْناً يَامَنْ عَفَا عَنْ عَظِيمِ الْذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ يَامَنْ أَسْبَغَ الْنَّعْمَاءَ بِفَضْلِهِ يَامَنْ أَعْطى الْجَزِيلَ بِكَرَمِهِ يَاعُدَّتِي فِي شِدَّتِي يَاصَاحِبِي فِي وَحْدَتِي يَاغِياثِي فِي كُرْبَتِي يَاوَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يَاإلهِي وَإِلهَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ(2) وَإِسْرَافِيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْنَّبِيِّينَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَمُنْزِلَ الْتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ وَمُنَزِّلَ كَهيعص وَطه وَيس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ فِي سَعَتِهَا
ص: 129
وَتَضِيقُ بِيَ الأَرْضُ بِرُحْبِهَا(1) وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهَالِكِينَ، وَأَنْتَ مُقِيلُ عَثْرَتِي وَلَوْلا سَتْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ(2) إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ يَامَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالْرِّفْعَةِ فَأوْلِيَاؤُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ يَامَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى أَعْنَاقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خَائِفُونَ، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الْصُّدُورُ وَغَيْبَ مَا تَأْتِي بِهِ الأَزْمِنَةُ وَالْدُّهُورُ، يَامَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ، يَامَنْ لا يَعْلَمُ مَا هُوَ إِلَّا هُوَ، يَامَنْ لا يَعْلَمُ مَا يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ(3) يَامَنْ كَبَسَ الأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ وَسَدَّ الْهَواءَ بِالْسَّمَاءِ يَامَنْ لَهُ أَكْرَمُ الأَسْمَاءِ يَاذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، يَامُقَيِّضَ الْرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَجَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً، يَارَادَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ أَنِ ابْيَضَّتْ
ص: 130
عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، يَاكَاشِفَ الْضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ أَيُّوبَ وَمُمْسِكَ يَدَيْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَنَاءِ عُمُرِهِ، يَامَنِ اسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيَى وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً، يَامَنْ أَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ يَامَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَنْجَاهُمْ وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِينَ يَامَنْ أَرْسَلَ الْرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، يَامَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يَامَنِ اسْتَنْقَذَ الْسَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِطُولِ الْجُحُودِ وَقَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ وَقَدْ حَادُّوهُ وَنَادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، يَااللَّهُ يَااللَّهُ يَابَدِي ءُ يَابَدِيعُ(1) لا نِدَّ لَكَ يَادَائِماً لا نَفَادَ لَكَ يَاحَيّاً حِينَ لا حَيَّ يَامُحْيِيَ الْمَوْتَى يَامَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ يَامَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَرَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَشْهَرْنِي(2) يَامَنْ حَفِظَنِي فِي صِغَرِي
ص: 131
يَامَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي يَامَنْ أَيَادِيهِ عِنْدِي لا تُحْصى وَنِعَمُهُ لا تُجَازَى يَامَنْ عَارَضَنِي بِالْخَيْرِ وَالإِحْسَانِ وَعَارَضْتُهُ بِالإِسَاءَةِ وَالْعِصْيَانِ يَامَنْ هَدَانِي لِلإِيْمَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الاِمْتِنَانِ يَامَنْ دَعَوْتُهُ مَرِيضاً فَشَفَانِي وَعُرْيَاناً فَكَسانِي وَجَائِعاً فَأَشْبَعَنِي وَعَطْشَانَ فَأَرْوَانِي وَذَلِيلاً فَأَعَزَّنِي وَجَاهِلاً فَعَرَّفَنِي وَوَحِيداً فَكَثَّرَنِي وَغَائِباً فَرَدَّنِي وَمُقِلّاً فَأَغْنَانِي وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنِي وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنِي وَأَمْسَكْتُ عُنْ جَمِيعِ ذَلِكَ فَابْتَدأَنِي، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْشُّكْرُ يَامَنْ أَقَالَ عَثْرَتِي وَنَفَّسَ كُرْبَتِي وَأَجَابَ دَعْوَتِي وَسَتَرَ عَوْرَتِي وَغَفَرَ ذُنُوبِي وَبَلَّغَنِي طَلِبَتِي وَنَصَرَنِي عَلى عَدُوِّي وَإِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا أُحْصِيهَا يَامَوْلايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ أَنْتَ
ص: 132
الَّذِي كَفَيْتَ أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ أَنْتَ الَّذِي عَافَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ أَنْتَ الَّذِي تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ دَائِماً وَلَكَ الْشُّكْرُ وَاصِباً أَبَداً، ثُمَّ أَنَا يَااِلهِي الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْهَا لِي أَنَا الَّذِي أَسَأْتُ أَنَا الَّذِي أَخْطَأْتُ أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ أَنَا الَّذِي جَهِلْتُ أَنَا الَّذِي غَفَلْتُ أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ أَنَا الَّذِي اعْتَمَدْتُ أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ أَنَا الَّذِي وَعَدْتُ وَأَنَا الَّذِي أَخْلَفْتُ أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ أَنَا الَّذِي أَقْرَرْتُ أَنَا الَّذِي اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَعِنْدِي وَأَبُوءُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْهَا لِي، يَامَنْ لاتَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَنِيُّ عَنْ طَاعَتِهِمْ وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ إِلهِي وَسَيِّدِي، إِلهِي أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ وَنَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ فَأَصْبَحْتُ لا ذَا بَراءةٍ لِي
ص: 133
فَأَعْتَذِرُ وَلا ذَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، فَبِأَيِّ شَيْ ءٍ أَسْتَقْبِلُكَ(1) يَامَوْلايَ أَبِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي أَمْ بِلِسَانِي أَمْ بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي أَلَيْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِنْدِي وَبِكُلِّهَا عَصَيْتُكَ يَامَوْلايَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالْسَّبِيلُ عَلَيَّ يَامَنْ سَتَرَنِي مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي وَمِنَ الْعَشَائِرِ وَالإِخْوَانِ أَنْ يَعَيِّرُونِي وَمِنَ الْسَّلاطِينِ أَنْ يُعَاقِبُونِي وَلَوِ اطَّلَعُوا يَامَوْلايَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي إِذاً مَا أَنْظَرُونِي وَلَرَفَضُونِي وَقَطَعُونِي، فَهَا أَنَا ذَا يَاإلهِي بَيْنَ يَدَيْكَ يَاسَيِّدِي خَاضِعٌ ذَلِيلٌ حَصِيرٌ حَقِيرٌ لا ذُو بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرُ وَلا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ وَلا حُجَّةٍ فَأَحْتَجُّ بِهَا وَلا قَائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ وَلَمْ أَعْمَلْ سُوءاً وَمَا عَسى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يَامَوْلايَ يَنْفَعُنِي، كَيْفَ وَأَنَّى ذلِكَ وَجَوارِحِي كُلُّهَا شَاهِدَةٌ عَلَيَّ بِمَا قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ أَنَّكَ سَائِلِي مِنْ عَظَائِمِ الأُمُورِ وَأَنَّكَ الْحَكَمُ(2) الْعَدْلُ الَّذِي لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكِي وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ
ص: 134
مَهْرَبِي، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي يَاإِلهِي فَبِذُنُوبِي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتَ مِنَ الْظَّالِمِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْخَائِفِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْرَّاجِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْرَّاغِبِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْسَّائِلِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ رَبِّي وَرَبُّ آبَائِيَ الأَوَّلِينَ، اَللَّهُمَّ هَذَا ثَنَائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً وَإِخْلاصِي لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً وَإِقْرَارِي بِآلائِكَ مُعَدِّداً وَإِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّي لَمْ أُحْصِهَا لِكَثْرَتِهَا
ص: 135
وَسُبُوغِهَا وَتَظَاهُرِهَا وَتَقَادُمِهَا إِلى حَادِثٍ مَا لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنِي بِهِ(1) مَعَهَا مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَبَرَأْتَنِي مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الإِغْنَاءِ مِنَ الْفَقْرِ(2) وَكَشْفِ الْضُّرِّ وَتَسْبِيبِ الْيُسْرِ وَدَفْعِ الْعُسْرِ وَتَفْرِيجِ الْكَرْبِ وَالْعَافِيَةِ فِي الْبَدَنِ وَالْسَّلامَةِ فِي الْدِّينِ، وَلَوْ رَفَدَنِي عَلى قَدْرِ ذِكْرِنِعْمَتِكَ جَمِيعُ الْعَالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مَا قَدَرْتُ وَلا هُمْ عَلى ذَلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعَالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَرِيمٍ عَظِيمٍ رَحِيمٍ، لا تُحْصى آلاؤُكَ وَلا يُبْلَغُ ثَنَاؤُكَ وَلا تُكَافى نَعْمَاؤُكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ وَأَسْعِدْنَا بِطَاعَتِكَ سُبْحَانَكَ لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ،اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ الْسُّوءَ وَتُغِيثُ الْمَكْرُوبَ وَتَشْفِي الْسَّقِيمَ وَتُغْنِي الْفَقِيرَ وَتَجْبُرُ الْكَسِيرَ وَتَرْحَمُ الْصَّغِيرَ وَتُعِينُ الْكَبِيرَ وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ وَلا فَوْقَكَ قَدِيرٌ وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، يَامُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الأَسِيرِ يَارَازِقَ الْطِّفْلِ الْصَّغِيرِ يَاعِصْمَةَ
ص: 136
الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَامَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعْطِنِي فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ وَأَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُولِيها وَآلاءٍ تُجَدِّدُهَا وَبَلِيَّةٍ تَصْرِفُهَا وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُهَا وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُهَا وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُهَا وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُهَا إِنَّكَ لَطِيفٌ بِمَا تَشَاءُ خَبِيرٌ وَعَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ وَأَسْرَعُ مَنْ أَجَابَ وَأَكْرَمُ مَنْ عَفَا وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطى وَأَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ يَارَحْمَانَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْؤُولٌ وَلا سِوَاكَ مَأْمُولٌ دَعَوْتُكَ فَأَجَبْتَنِي وَسَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي وَفَزِعْتُ إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ، وَتَمِّمْ لَنَا نَعْمَاءَكَ وَهَنِّئْنَا عَطَاءَكَ وَاكْتُبْنَا لَكَ شَاكِرِينَ وَلاِلائِكَ ذَاكِرِينَ آمِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ يَامَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ وَقَدَرَ فَقَهَرَ وَعُصِيَ فَسَتَرَ وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ يَاغَايَةَ
ص: 137
الْطَّالِبِينَ الْرَّاغِبِينَ وَمُنْتَهى أَمَلِ الْرَّاجِينَ، يَامَنْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً وَوَسِعَ الْمُسْتَقِيلِينَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَهَا وَعَظَّمْتَهَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ الْبَشِيرِ الْنَّذِيرِ الْسِّرَاجِ الْمُنِيرِ الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍكَمَامُحَمَّدٌ أَهْلٌ لِذَلِكَ مِنْكَ يَاعَظِيمُ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ وَتَغَمَّدْنَا بِعَفْوِكَ عَنَّا فَإِلَيْكَ عَجَّتِ الأَصْوَاتُ بِصُنُوفِ اللُّغَاتِ فَاجْعَلْ لَنَا اللَّهُمَّ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبَادِكَ، وَنُورٍ تَهْدِي بِهِ وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا وَبَرَكَةٍ تُنْزِلُهَا وَعَافِيَةٍ تُجَلِّلُهَا وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ، اَللَّهُمَّ اَقْلِبْنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ مَبْرُورِينَ غَانِمِينَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ وَلا تُخْلِنَا مِنْ رَحْمَتِكَ وَلا تَحْرِمْنَا مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنْ
ص: 138
رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ وَلا لِفَضْلِ مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطَائِكَ قَانِطِينَ وَلا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ وَلا مِنْ بَابِكَ مَطْرُودِينَ يَاأَجْوَدَ الأَجْوَدِينَ وَأَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، إِلَيْكَ أَقْبَلْنَامُوقِنِينَ وَلِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمِّينَ قَاصِدِينَ، فَأَعِنَّا عَلى مَنَاسِكِنَا وَأَكْمِلْ لَنَا حَجَّنَا وَاعْفُ عَنَّا وَعَافِنَا فَقَدْ مَدَدْنَا إِلَيْكَ أَيْدِيَنَا فَهِيَ بِذِلَّةِالاِعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اَللَّهُمَّ فَأَعْطِنَا فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ مَاسَأَلْنَاكَ وَاكْفِنَا مَااسْتَكْفَيْنَاكَ فَلاكَافِيَ لَنَا سِوَاكَ وَلا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ نَافِذٌ فِينَا حُكْمُكَ مُحِيطٌ بِنَا عِلْمُكَ عَدْلٌ فِينَا قَضَاؤُكَ، اقْضِ لَنَا الْخَيْرَ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ، اَللَّهُمَّ أَوْجِبْ لَنَا بِجُودِكَ عَظِيمَ الأَجْرِ وَكَرِيمَ الْذُّخْرِ وَدَوامَ الْيُسْرِ وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أَجْمَعِينَ وَلا تُهْلِكْنَا مَعَ الْهَالِكِينَ وَلا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ وَثَابَ إِلَيْكَ(1) فَقَبِلْتَهُ وَتَنَصَّلَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّهَا فَغَفَرْتَهَا لَهُ يَاذَا الْجَلالِ
ص: 139
وَالإِكْرَامِ، اَللَّهُمَّ وَنَقِّنَا وَسَدِّدْنَا(1) وَاقْبَلْ تَضَرُّعَنَا يَاخَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَيَاأَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يَامَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ إغْمَاضُ الْجُفُونِ وَلا لَحْظُ الْعُيُونِ وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَرَاتُ الْقُلُوبِ، أَلا كُلُّ ذَلِكَ قَدْ أَحْصَاهُ عِلْمُكَ وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحَانَكَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الْظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَكَ الْسَّمَاوَاتُ الْسَّبْعُ وَالأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْفَضْلِ وَالإِنْعَامِ وَالأيَادِي الْجِسَامِ وَأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ الْرَّؤُوفُ الْرَّحِيمُ، اَللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وَعَافِنِي فِي بَدَنِي وَدِينِي وَآمِنْ خَوْفِي وَأَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ، اَللَّهُمَّ لا تَمْكُرْ بِي وَلا تَسْتَدْرِجْنِي وَلا تَخْدَعْنِي وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ .
ص: 140
(ثمّ رفع رأسه وبصره إلى السماء وعيناه ماطرتان كأنّهما مزادتان وقال بصوتٍ عال) :
يَاأَسْمَعَ الْسَّامِعِينَ يَاأَبْصَرَ الْنَّاظِرِينَ وَيَاأَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَيَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْسَّادَةِ الْمَيَامِينِ، وَأَسْأَلُكَ اَللَّهُمَّ حَاجَتِي الَّتِي إنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ يَارَبِّ يَارَبِّ .
وكان يكرّر قوله يارّب ، وشغل من حضر ممّن كان حوله عن الدعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشمس وأفاض الناس معه . أقول : إلى هنا تمّ دعاء الحسين عليه السلام في يوم عرفة على ما أورده الكفعمي في كتاب البلد الأمين ، وقد تبعه المجلسي في كتاب زاد المعاد ، ولكن زاد السيّد ابن طاووس رحمه الله في الإقبال بعد (ياربّ ياربّ ياربّ) هذه
ص: 141
الزيادة : إِلهِي أَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَايَ فَكَيْفَ لا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي، إِلهِي أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لا أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي، إِلهِي إِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ طَواءِ مَقَادِيرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ عَنِ الْسُّكُونِ إِلى عَطَاءٍ وَالْيَأْسِ مِنْكَ فِي بَلاءٍ، إِلهِي مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُؤُمِي وَمِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ، إِلهِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي أَفَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي، إِلهِي إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّي فَبِفَضْلِكَ وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ وَإِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِي مِنِّي فَبِعَدْلِكَ وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ، إِلهِي كَيْفَ تَكِلُنِي وَقَدْ تَكَفَّلْتَ(1) لِي وَكَيْفَ أُضَامُ وَأَنْتَ الْنَّاصِرُ لِي أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ الْحَفِيُّ بِي، هَاأَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ وَكَيْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ أَمْ كَيْفَ أَشْكُو إِلَيْكَ حَالِي وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ بِمَقَالِي وَهُوَ مِنْكَ بَرَزٌ إِلَيْكَ أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمَالِي وَهِيَ
ص: 142
قَدْ وَفَدَتْ إِلَيْكَ أَمْ كَيْفَ لا تُحْسِنُ أَحْوَالِي وَبِكَ قَامَتْ، إِلهِي مَا أَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي وَمَا أَرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي، إِلهِي مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي وَأَبْعَدَنِي عَنْكَ وَمَا أَرْأَفَكَ بِي فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ إِلهِي عَلِمْتُ بِاخْتِلافِ الآثَارِ وَتَنَقُّلاتِ الأَطْوَارِ أَنَّ مُرادَكَ مِنِّي أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ ءٍ حَتّى لا أَجْهَلَكَ فِي شَيْ ءٍ إِلهِي كُلَّمَا أَخْرَسَنِي لُؤْمِي أَنْطَقَنِي كَرَمُكَ وَكُلَّمَا آيَسَتْنِي أَوْصَافِي أَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ، إِلهِي مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ فَكَيْفَ لا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ وَمَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِيَ فَكَيْفَ لا تَكُونُ دَعَاوِيهُ دَعَاوِيَ، إِلهِي حُكْمُكَ الْنَّافِذُ وَمَشِيَّتُكَ الْقَاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكَا لِذِي مَقَالٍ مَقَالاً وَلا لِذِي حَالٍ حَالاً، إِلهِي كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا وَحَالَةٍ شَيَّدْتُهَا هَدَمَ اعْتِمَادِي عَلَيْهَا عَدْلُكَ بَلْ أَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُكَ، إِلهِي إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي وَإِنْ لَمْ تَدُمِ الْطَّاعَةُ مِنِّي فِعلاً جَزْماً فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، إِلهِي كَيْفَ أَعْزِمُ وَأَنْتَ الْقَاهِرُ وَكَيْفَ لا أَعْزِمُ وَأَنْتَ
ص: 143
الآمِرُ، إِلهِي تَرَدُّدِي فِي الآثَارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ فَاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي إِلَيْكَ كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الْظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتَاجَ إِلى دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الآثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْكَ عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً، إِلهِي أَمَرْتَ بِالْرُّجُوعِ إِلَى الآثَارِ فَأَرْجِعْنِي إِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الأَنْوَارِ وَهِدَايَةِ الاسْتِبْصَارِ حَتّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْكَ مِنْهَا مَصُونَ الْسِّرِّ عَنِ الْنَّظَرِ إِلَيْهَا وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاعْتِمَادِ عَلَيْهَا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، إِلهِي هَذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَهَذَا حَالِي لا يَخْفى عَلَيْكَ مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَيْكَ وَبِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ فَاهْدِنِي بِنُورِكَ إِلَيْكَ وَأَقِمْنِي بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي عَلِّمِنِي مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَصُنِّي بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ، إِلهِي حَقِّقْنِي
ص: 144
بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ وَاسْلُكْ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ، إِلهِي أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي وَبِاخْتِيَارِكَ عَنْ اخْتِيَارِي وَأَوْقِفْنِي عَلى مَراكِزِ اضْطِرارِي، إِلهِي أَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي وَطَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَشِرْكِي قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي بِكَ أَنْتَصِرُ فَانْصُرْنِي وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلا تَكِلْنِي وَإِيَّاكَ أَسْأَلُ فَلا تُخَيِّبْنِي وَفِي فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْنِي وَبِجَنَابِكَ أَنْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْنِي وَبِبَابِكَ أَقِفُ فَلا تَطْرُدْنِي، إِلهِي تّقَدَّسَ رِضَاكَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي، إِلهِي أَنْتَ الْغَنِيُّ بِذَاتِكَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ فَكَيْفَ لا تَكُونُ غَنِيّاً عَنِّي، إِلهِي إِنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ يُمَنّينِي وَإِنَّ الْهَوى بِوَثَائِقِ الْشَّهْوَةِ أَسَرَنِي فَكُنْ أَنْتَ الْنَّصِيرَ لِي حَتّى تَنْصُرَنِي وَتُبَصِّرَنِي وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ حَتّى أَسْتَغْنِيَ بِكَ عَنْ طَلَبِي، أَنْتَ الَّذِي أَشْرَقْتَ الأَنْوَارَ فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدُوكَ وَأَنْتَ الَّذِي أَزَلْتَ الأَغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ وَلَمْ
ص: 145
يَلْجَأُوا إِلى غَيْرِكَ أَنْتَ الْمُؤْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ وَأَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ وَمَا الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلاً وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلاً كَيْفَ يُرْجى سِوَاكَ وَأَنْتَ مَا قَطَعْتَ الإِحْسَانَ وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الاِمْتِنَانِ، يَامَنْ أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ وَيَامَنْ أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرِينَ أَنْتَ الْذَّاكِرُ قَبْلَ الْذَّاكِرِينَ وَأَنْتَ الْبَادِى ءُ بِالإِحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ وَأَنْتَ الْجَوادُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ طَلَبِ الْطَّالِبِينَ وَأَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَ لَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ، إِلهِي اطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ حَتّى أَصِلَ إِلَيْكَ وَاجْذِبْنِي بِمَنِّكَ حَتّى أُقْبِلَ عَلَيْكَ، إِلهِي إِنَّ رَجَائِي لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ كَمَا أَنَّ خَوْفِي لا يُزَايِلُنِي وَإِنْ أَطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِي
ص: 146
الْعَوالِمُ إِلَيْكَ وَقَدْ أَوْقَعَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ، إِلهِي كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ أَمَلِي أَمْ كَيْفَ أُهَانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِي، إِلهِي كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَفِي الْذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي أَمْ كَيْفَ لا أَسْتَعِزُّ وَإِلَيْكَ نَسَبْتَنِي، إِلهِي كَيْفَ لا أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي فِي الْفُقَراءِ أَقَمْتَنِي أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي وَأَنْتَ الَّذِي لا إِلهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ فَمَا جَهِلَكَ شَيْ ءٌ وَأَنْتَ الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ ءٍ فَرَأَيْتُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْ ءٍ وَأَنْتَ الْظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ يَامَنِ اسْتَوى بِرَحْمَانِيَّتِهِ فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْباً فِي ذَاتِهِ مَحَقْتَ الآثَارَ بِالآثَارِ وَمَحَوْتَ الأَغْيَارَ بِمُحِيطَاتِ أَفْلاكِ الأَنْوَارِ يَامَنِ احْتَجَبَ فِي سُرادِقَاتِ عَرْشِهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الأَبْصَارُ يَامَنْ تَجَلَّى بِكَمَالِ بَهَائِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ مِنَ الاسْتِواءِ، كَيْفَ تَخْفى وَأَنْتَ الْظَّاهِرُ أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الْرَّقِيبُ الْحَاضِرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ .
ص: 147
27 - زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة ، فإنّها تعادل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد ، بل أكثر :
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلَامُ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ الْزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ السَّلامُ عَلى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الْصَّالِحِ الْمُنْتَظَرِ السَّلامُ
ص: 148
عَلَيْكَ يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الْمُوَالِي لِوَلِيِّكَ الْمُعَادِي لِعَدُوِّكَ اسْتَجَارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلى اللَّهِ بِقَصْدِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِولايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيَارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .
ثمّ تقول :
(السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عِيسَى رُوْحِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ فَاطِمَةَ الْزَّهْراءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الْزَّهْرَاءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يَاثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالوِتْرَ الْمَوْتُورَ أَشْهَدُ أَنَّكَ
ص: 149
قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الْزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ يَامَوْلَايَ يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوْقِنٌ بِشَرَايعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي إِلى رَبِّي فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْوَاحِكُمْ وَعَلى أَجْسَادِكُمْ وَعَلى شَاهِدِكُمْ وَعَلى غَائِبِكُمْ وَظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَاتَمِ الْنَّبِيِّينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَابْنَ إِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَابْنَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلى جَنَّاتِ الْنَّعِيمِ وَكَيْفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ وَأَنْتَ بَابُ الْهُدى وَإِمَامُ الْتُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الْدُّنْيَا وَخَامِسُ أَصْحَابِ(1) الْكِسَاءِ غَذَتْكَ يَدُ الْرَّحْمَةِ وَرُضِعْتَ(2) مِنْ ثَدْيِ الإِيْمَانِ
ص: 150
وَرُبِّيتَ فِي حِجْرِ الإِسْلامِ فَالْنَّفْسُ غَيْرُ رَاضِيَةٍ بِفِرَاقِكَ وَلَا شَاكَّةٍ فِي حَيَاتِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبَائِكَ وَأَبْنَائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاصَرِيعَ الْعَبْرَةِ الْسَّاكِبَةِ وَقَرِينَ الْمُصِيبَةِ الْرَّاتِبَةِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحَارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الإِسْلامِ فَقُتِلْتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً وَأَصْبَحَ كِتَابُ اللَّهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَأُمِّكَ وَأَخِيكَ وَعَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحَافِّيْنَ بِقَبْرِكَ وَالْشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ الْمُؤَمِّنِينَ بِالْقَبُولِ عَلى دُعَاءِ شِيعَتِكَ وَالْسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ يَامَوْلَايَ يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ
ص: 151
مَشْهَدَكَ أَسْأَلُ اللَّهُ بِالْشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ) .
(السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الْشَّهِيدِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّهَا الْشَّهِيدُ بْنُ الْشَّهِيدِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ بْنُ الْمَظْلُومِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَوْلَايَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الْرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلى جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاَبْرَأُ إِلى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) .
ص: 152
الْسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَأَحِبَّاءَهُ الْسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَصْفِيَاءَ اللَّهِ وَأَوِدَّاءَهُ الْسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصَارَ نَبِيِّهِ وَأَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْصَارَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ الْسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَنْصَارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَلِيِّ الْنَّاصِحِ الْسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَاأَنْصَارَ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطَابَتِ الأَرْضُ الَّتِي فِيهَا دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنَانِ مَعَ الْشُّهَدَاءِ وَالْصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً وَالْسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ص: 153
الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً وَأَقْدَمِهِمْ إِيمَاناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخِيكَ فَنِعْمَ الأَخُ الْمُوَاسِي فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحَارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الإِسْلامِ فَنِعْمَ الأخُ الْصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ الْمُحَامِي الْنَّاصِرُ وَالأَخُ الْدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ، الْمُجِيبُ إِلى طَاعَةِ رَبِّهِ الْرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الْثَّوابِ الْجَزِيلِ وَالْثَّنَاءِ الْجَمِيلِ وَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبَائِكَ فِي دَارِ الْنَّعِيمِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
اَللَّهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيَارَةِ أَوْلِيَائِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسَانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ
ص: 154
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دَارّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قَارّاً وَزِيَارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَاقْلِبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً دُعَائِي بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ وَالْقَاصِدِينَ إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
ثمّ صلِّ صلاة الزيارة وقل :
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِذَوِي أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمِ الْرَّاحِمِينَ .
28 - وعند غروب الشمس اقرأ هذا الدعاء :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْرِ وَمِنْ تَشَتُّتِ الأَمْرِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالْنَّهَارِ أَمْسى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ وَأَمْسى خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمَانِكَ وَأَمْسى ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزَّتِكَ وَأَمْسى وَجْهِيَ الْفَانِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي يَاخَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَيَاأَجْوَدَ مَنْ أَعْطى
ص: 155
يَاأَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ جَلِّلْنِي بِرَحْمَتِكَ وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ جَمِيعِ خَلْقِكَ .
وتدعو لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين وأقلّهم لأربعين نفراً من المؤمنين .
وعن أبي عبداللَّه عليه السلام : إذا غربت الشمس يوم عرفة تقول :
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ وَارْزُقْنِيهِ مِنْ قَابِلٍ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وَاقْلِبْنِي الْيَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي مَرْحُوماً مَغْفُوراً لِي بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَحُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ وَاجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ وَأَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالْرَّحْمَةِ وَالْرِّضْوَان وَالْمَغْفِرَةِ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ وَبَارِكْ لَهُمْ فِيَّ .
وكرّر من قولك : اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ .
ص: 156
إذا دخلت ليلة العيد ((عاشر ذي الحجّة)) يفيض الحاج من ((عرفة)) إلى ((المشعر)) ويسمّى ((المزدلفة)) ويسمّى ((جُمَعٌ)) وهو يقع بين منى وعرفات وعلاماته معروفة ومعلومة ومنصوبة عند حدوده . ويبيتُ في المشعر قربة إلى اللَّه تعالى ، فإذا اقترب فجر يوم العيد ينوي ، هكذا .
(أَقِفُ فِي الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ مِنْ طُلُوْعِ الْفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الْشَّمْسِ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
ومجموع الوقوف بالمشعر واجب ومسمّاه ركن ، فمن تركه أصلاً فحجّه باطل .
1 - تمشي على سكينة ووقار إلى المشعر مستغفراً اللَّه تعالى وتقرأ هذا الدعاء : (اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي وَزِدْ فِي عَمَلِي
ص: 157
وَسَلِّمْ لِي دِينِي وَتَقَبَّلْ مَنَاسِكِي) .
ثمّ اقرأ هذا الدعاء : (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ وَارْزُقْنِيهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي) وأكثر حال السير كلمة (اللَّهُمَّ اعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ) .
ثمّ اقرأ هذا الدعاء : اللَّهُمَّ هَذِهِ جُمَعٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْمَعَ لِي فِيهَا جَوَامِعَ الْخَيْرِ اللَّهُمَّ لَا تُؤْيِسْنِي مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي سَأَلْتُكَ أَنْ تَجْمَعَهُ لِي فِي قَلْبِي ثُمَّ أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ تُعَرِّفَنِي مَا عَرَّفْتَ أَوْلِيَاءَكَ فِي مَنْزِلِي هَذَا وَأَنْ تَقِيَنِي جَوَامِعَ الْشَّرِّ .
2 - أن تصلّي المغرب والعشاء في المشعر إذا وصلت قبل نصف الليل .
3 - أن تكون على طهارة .
4 - الوقوف قريباً من الجبل متوجّهاً إلى القبلة الشريفة .
5 - التشهّد بالشهادتين والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، وذكر الأئمّة الطاهرين عليهم السلام واحداً بعد واحد والدعاء لهم وللحجّة المنتظر عليه السلام بتعجيل الفَرَج .
ص: 158
6 - قراءة هذا الدعاء الشريف : اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الْطَّيِّبِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ اللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَطْلُوبٍ إِلَيْهِ وَخَيْرُ مَدْعُوٍّ وَخَيْرُ مَسْؤُوْلٍ وَلِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةٌ فَاجْعَلْ جَائِزَتِي فِي مَوْضِعِي هَذَا أَنْ تُقِيْلَنِي عَثْرَتِي وَتَقْبَلَ مَعْذِرَتِي وَتَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيْئَتِي ثُمَّ اجْعَل الْتَّقْوَى مِنَ الْدُّنْيَا زَادِي وَتَقْلِبَنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِأَفْضَلِ مَا يَرْجِعُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَزُوَّارِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ .
7 - قراءة هذا الدعاء : ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنَ الْضَّلالَةِ وَأَنْقِذْنِي مِنَ الْجَهَالَةِ وَاجْعَلْ لِي خَيْرَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَخُذْ بِنَاصِيَتِي إِلى هُدَاكَ وَانْقُلْنِي إِلى رِضَاكَ فَقَدْ تَرَى مَقَامِي بِهَذَا الْمَشْعَرِ الَّذِي انْخَفَضَ لَكَ فَرَفَعْتَهُ وَذَلَّ لَكَ فَأَكْرَمْتَهُ وَجَعَلْتَهُ عَلَماً لِلنَّاسِ فَبَلِّغْنِي فِيهِ مُنَايَ وَنَيْلِ رَجَائِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ أَنْ تُحَرِّمَ شَعْرِي وَبَشَرِي عَلَى الْنَّارِ وَأَنْ تَرْزُقَنِي حَيَاةً فِي
ص: 159
طَاعَتِكَ وَبَصِيْرَةً فِي دِيْنِكَ وَعَمَلاً بِفَرَائِضِكَ وَاتِّبَاعاً لاَِمْرِكَ وَخَيْرَ الْدَّارَيْنِ وَأَنْ تَحْفَظَنِي فِي نَفْسِي وَوَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَأَهْلِي وَإِخْوَانِي وَجِيْرَانِي بِرَحْمَتِكَ)) .
8 - الاجتهاد في الدعاء والابتهال إلى اللَّه تعالى كثيراً لنفسك ولوالديك وولدك وأهلك وللمؤمنين والمؤمنات .
9 - تقول مائة مرّة ((اللَّهُ أَكْبَر)) ومائة مرّة ((الْحَمْدُ لِلَّه)) ومائة مرّة ((سُبْحَانَ اللَّه)) ومائة مرّة ((لا إِلهَ إِلَّا اللَّه)) .
10 - الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد .
11 - التقاط الحَصَيات لرمي الجمار في منى وعددها سبعون (70) حصاة ، ولا بأس بالزيادة ويشترط في الحصى أن تكون أبكاراً لم يرم بها الجمار .
12 - إذا طلعت الشمس فاعترف للَّه تعالى بذنوبك سبع مرّات واسأل التوبة سبع مرّات واذكر اللَّه تعالى عند الإفاضة ، أي التوجّه إلى منى واقرأ هذا الدعاء :
اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَهْدِي وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَاخْلُفْنِي فِيمَنْ تَرَكْتُ بَعْدِي . ثمّ قل : رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ .
ص: 160
وهو أوّل أعمال منى فإذا وصل الحاج إلى منى ، يتوجّه إلى جمرة العقبة وهي الجمرة المعروفة عند الناس ب ((الجمرة الكبرى)) لرميها بالحَصَيات السبع التي التقطها من المشعر ، ووقت رميها يكون من طلوع الشمس من يوم العيد إلى غروبها ، ويجب في ذلك أربعة أُمور :
1 - النيّة ، ويجب فيها أن تكون مقارنة لأوّل الرمي واستدامتها إلى آخر الرمي والنيّة تكون هكذا : (أَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ بِسَبْعِ حَصَيَّاتٍ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
2 - كون الرمي بسبع حَصَيات ، فلو كانت أقل من ذلك لم يكف ولابدّ من إكمال ذلك النقص .
3 - إصابة الجمرة أو موضعها بكل الحَصَيات السبع فلو أخلّ بواحدة فلابدّ من تعويضها بأُخرى حتّى يصيب الجمرة .
ص: 161
4 - الرمي على التعاقب . بمعنى واحدة بعد واحدة حتّى يكمل سبعاً يصيب بها جميعاً ، فلو قبض على السبع ورماها دفعةً واحدة لا يكفي .
1 - المشي إلى موضع الرمي على سكينة ووقار .
2 - أن يكون الرامي على طهارة .
3 - أن يكون الرامي راجلاً لا راكباً .
4 - أن يستدبر القبلة ويستقبل الجمرة الأُولى ، بخلاف الجمرتين الباقيتين .
5 - أن يبتعد عنها عشرة أذرع ، أو خمسة عشر ذراعاً .
6 - أن يضع الحصيات في يده اليسرى ويرمي باليد اليمنى .
7 - أن يقول عند الرمي ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
(اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ حَصَياتِي فَأَحْصِهِنَّ لِي وَارْفَعْهُنَّ فِي عَمَلِي) وأيضاً يقول عند كل حصاة يرميها : (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ ادْحَرْ عَنِّي الْشَّيْطَانَ اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَعَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ
ص: 162
اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْرُوراً وَعَمَلاً مَقْبُولاً وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً) .
8 - إذا أكمل الرمي ورجع إلى منزله في منى يقول : (اللَّهُمَّ بِكَ وَثِقْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَنِعْمَ الْرَّبُّ وَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ الْنَّصِيرُ) .
وهو الثاني من أعمال منى . واللازم فيه أُمور :
1 - أن يكون من الإبل أو البقر أو الغنم ، وهي النعم الثلاثة والمعز محسوب من الغنم .
2 - السنّ ففي الغنم لابدّ أن يكون قد أكمل سبعة أشهر والأحوط أن يكون قد أكمل السنة .
3 - أن يكون الهدي صحيح الخلقة تامّاً فلا تكفي العوراء ولا العرجاء ولا المكسور قرنها ولا مقطوعة الأُذن ولا الخصي .
4 - يكون الذبح في يوم العيد .
5 - أن يكون الذبح بمنى فلا يجوز في غير منى .
6 - الترتيب أي يكون الذبح بعد الرمي وقبل التقصير أو
ص: 163
الحلق .
7 - النيّة . فإنّها تجب في الذبح أو النحر ، والنيّة هكذا : (أَذْبَحُ هَذَا الْهَدِي فِي حَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) ويستحبّ أن يكون الهدي سميناً وأن يتولّى الحاج الذبح بنفسه ، ويقول عند الذبح أو النحر :
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيْلِكَ وَمُوسى كَلِيْمِكَ وَمُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ) .
8 - الأحوط أن يأكل الحاج شيئاً من الذبيحة ويهدي قسماً منها إلى مؤمن ولو كان غنيّاً أو وكيله ، ويتصدّق بالقسم الآخر على المؤمن الفقير أو وكيله .
ص: 164
وهو الثالث من أعمال منى ، ومحلّه بعد الرمي والذبح ، ويلزم فيه أُمور :
1 - أن يكون الحلق أو التقصير في منى ، فلا يجوز في غير منى فإذا رحل عن منى عامداً أو جاهلاً أو ناسياً وجب عليه الرجوع إلى منى ليحلق أو يقصّر فيها ، أمّا إذا لم يتمكّن من الرجوع فإنّه يحلق أو يقصّر في مكانه ويبعث شعره أو أظفاره إلى منى .
2 - النيّة كسائر العبادات والمناسك فينوي حين الحلق (أَحْلِقُ لِلإِحْلالِ مِنْ اِحْرَامِ حَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) وإذا أراد التقصير يقول بدل كلمة أحلق (أُقَصِّرُ) وليس على النساء الحلق بل فقط التقصير .
ص: 165
3 - الترتيب بأن يأتي بالرمي أوّلاً ثمّ الذبح أو النحر ثانياً ثمّ الحلق أو التقصير ثالثاً .
1 - يستحبّ استقبال القبلة عند الحلق أو التقصير .
2 - يستحبّ أن يدعو بما روي عن الإمام الصادق عليه السلام : (اللَّهُمَّ أَعْطِنِي بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَحَسَنَاتٍ مُضَاعَفَاتٍ، وَكَفِّرْ عَنِّي الْسَّيْئِاتِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ) .
3 - يستحبّ أن يدفن الشعر في منى . وبعد أن يكمل الحاج أعمال منى الثلاثة (الرمي والذبح والحلق) يحلّ له جميع ما حرّم عليه بالإحرام حتّى لبس المخيط ، إلّا الطيب والنساء ، وكذلك يحرم الصيد وقلع النبات في الحرم .
وعلى الحاج بعد أداء مناسك منى الثلاثة أن يعود إلى مكّة ليؤدّي خمسة أعمال :
ص: 166
الطواف حول الكعبة سبعة أشواط مراعياً الابتداء بالحجر الأسود والاختتام به مع الطهارة ، وهذا الطواف مثل طواف العمرة عيناً ، وواجباته عين واجباته ، وهكذا مستحبّاته ومبطلاته ومكروهاته ، إلّا أنّ النيّة في هذا الطواف تختلف عن ذلك الطواف فينوي قائلاً : (أَطُوفُ حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) ويسمّى هذا الطواف طواف الزيارة وطواف الحجّ .
الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام بعنوان صلاة الطواف وينوي قائلاً : (أُصَلِّي رَكْعَتَي صَلاةَ الْطَّوَافِ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهَا قُرَبَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) .
ص: 167
ويكون السعي بين الصفا والمروة أيضاً كما مرّ عليك في السعي في عمرة التمتع تماماً ، إلّا أنّ هذا السعي ليس بعده تقصير بخلاف السعي في العمرة .
ونيّة السعي هكذا : (أَسْعى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُربَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
ويكون بعد السعي ، ولا تحلّ النساء للرجال ، ولا الرجال للنساء إلّا بعد الإتيان بهذا الطواف وركعتيه .
ونيّة طواف النساء : (أَطُوفُ طَوَافَ الْنِّسَاءِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
ص: 168
ركعتان خلف مقام إبراهيم عليه السلام وينوي قائلاً : (أُصَلِّي رُكْعَتَي صَلاةَ طَوَافِ النِّسَاءِ لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهَا قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
فإذا فعلت هذه الواجبات وفرغت منها يجب عليك الرجوع إلى منى للمبيت .
ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر ، وكذلك يجب المبيت في الليلة الثالثة عشرة في ثلاثة موارد :
1 - إذا غربت عليه الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بعد لم يخرج من منى .
2 - إذا لم يتقِ النساء .
3 - إذا لم يتقِ الصيد .
ص: 169
والمقدار الواجب في المبيت إلى ما بعد منتصف الليل فإذا أراد الخروج من منى بعد منتصف الليل فلا مانع من ذلك والأفضل المبيت تمام الليل إلى الفجر .
نيّة المبيت : (أَبِيْتُ هَذَهِ اللَّيْلَةَ بِمِنَى لِحَجِّ الْتَّمَتُّعِ مِنْ حِجَّةِ الإِسْلامِ لِوُجُوبِهِ قُرْبَةً إِلى اللَّهِ تَعَالى) .
وأمّا من اتَّقى النساء والصيد ولم تغرب عليه الشمس في منى فيجوز له النفر من منى ، ولكن بعد زوال الشمس من اليوم الثاني عشر .
يجب في كل يوم من أيّام منى - الحادي عشر - والثاني عشر وإذا بقي الليلة الثالثة عشرة رمى الجمار الثلاث أيضاً في اليوم الثالث عشر ويجب الترتيب وذلك بأن يرمي أوّلاً الجمرة الأُولى ويقال لها : (الصغرى) ثمّ يرمي (الوسطى) وهي التي من بعدها ثمّ يرمي (الكبرى) أو (جمرة العقبة) فإذا رماها على عكس ذلك أعاد الرّمي من أوّله على الترتيب :
ص: 170
الأُولى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى .
ويجب أن يرمي كل جمرة بسبع حَصَيات .
وأمّا وقت الرمي للجمرات فيكون من طلوع الشمس إلى غروبها .
1 - يستحبّ البقاء نهاراً في منى والمقام فيها أفضل من المجي ء إلى مكّة للطواف المستحبّ ونحوه .
2 - التكبير بمنى عقيب خمس عشرة صلاة أوّلها ظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة من اليوم الرابع بل بعد النوافل أيضاً وفي غيرمنى من الأمصارعقيب عشرصلوات من صلاةالظهر ليوم النحرإلى صلاة الغداة من اليوم الثالث وصورته أن يقول:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى مَا هَدَانَا اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى مَا أَبْلَانَا .
3 - يستحبّ أن يصلّي في مسجد الخيف وقد ورد في الحديث الشريف: أنّ صلاة مائة ركعة في مسجد الخيف قبل الخروج
ص: 171
من منى تعدل عبادة سبعين سنة .
4 - يستحبّ التسبيح مائة مرّة فقد ورد في ذلك: من قال فيه مائة مرّة (سُبْحَانَ اللَّه) كتب له ثواب عتق رقبة .
5 - التهليل مائة مرّة فقد ورد أيضاً : من قال فيه مائة مرّة ، (لَا إِلهَ إِلَّا اللَّه) كتب له ثواب إحياء نفس .
6 - التحميد مائة مرّة فقد ورد: من قال فيه مائة مرّة (الْحَمْدُ لِلَّه) يعدل ذلك خراج العراقين ينفقه في سبيل اللَّه .
ص: 172
ص: 173
ص: 174
إنّ مكّة المكرّمة بلدة مباركة وفيها معالم مقدّسة فينبغي أن يكون البدن والروح طاهرين من الحَدَث الأكبر ومن الحَدَث الأصغر حين الدخول إلى هذه البلدة الطاهرة ، ومن هنا استحبّ شرعاً الغسل والوضوء لدخول مكّة المكرّمة ونذكر بعض المندوبات فيما يلي :
يستحبّ الدخول إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة على ما ذكره الشهيد قدس سره وأوّل ما يواجهنا حين الدخول الكعبة المشرّفة ، والكعبة رمز التوحيد ، ورمز الخضوع للَّه ،
ص: 175
والطواف حول الكعبة يعني الطواف والحياة في إطار التوحيد والعبودية للَّه والاستعداد للفداء والتضحية في سبيل اللَّه .
وعندما تنظر إلى الكعبة قل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَكِ وَشَرَّفَكِ وَكَرَّمَكِ وَجَعَلَكِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) .
وللكعبة جوانب وأركان ومستحبّات واردة فيها وهي :
1 - الركن الذي فيه الحجر الأسود :
إنّ اللَّه تعالى أنزل من الجنّة حجراً كأنّه درّة بيضاء فلمسه المذنبون فاسودّ ، وإنّه ليشهد يوم القيامة لمن وافاه ، ويستحبّ هذا الدعاء : (اللَّهُمَّ أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَعَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ وَعِبَادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي وَفِيمَا عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي
ص: 176
فَاقْبَلْ سَبْحَتِي وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَمَوَاقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) .
ثمّ تذهب إلى الحجر الأسود وتستلمه إن أمكن ، وإلّا أشرت إليه وأنت تقول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لَهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا أَخْشى وَأَحْذَرُ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَسَلامٌ عَلى جَمِيعِ الْنَبِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ اللَّهُمَ إِنِّي أُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ وَأُصَدِّقُ رُسُلَكَ وَأَتَّبِعُ كِتَابَكَ).
وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللَّه عليه السلام : ((إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد اللَّه واثن عليه
ص: 177
وصلّ على النبي واسأل اللَّه أن يتقبّل منك ، ثمّ استلم الحجر وقبّله فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه)) .
فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : ((استملوا الركن (أي الركن الذي فيه الحجر الأسود) فإنّه يمين اللَّه في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد - أو الرجل - يشهد لمن استلمه بالموافاة))(1).
ويستحبّ أن يضع الإنسان خدّه على الحجر ويدعو ويطلب حوائجه .
2 - الركن العراقي :
وهو الركن الذي يحاذي العراق وهو موقع مبارك .
3 - الركن الشامي :
وهو الركن الذي يحاذي الشام وهوكذلك من المواقع المقدّسة.
4 - الركن اليماني :
وهو الركن الذي يقع قبل ركن الحجر الأسود ، وقد ورد في
ص: 178
فضله أحاديث كثيرة قال النبي صلى الله عليه وآله : ((ما أتيت الركن اليماني إلّا وجدت جبرئيل قد سبقني إليه يلتزمه))(1) وقال الإمام الصادق عليه السلام : ((الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنّة))(2). وقال أيضاً عليه السلام : ((إنّ ملكاً موكّل بالركن اليماني منذ خلق اللَّه السماوات والأرضين هجير (أي ليس له عمل) إلّا التأمين على دعائكم فلينظر عبد بما يدعو))(3). ويستحبّ أن تدعو في هذا المكان المقدّس بما دعا به أبو الحسن الرضا عليه السلام :
(يَااللَّهُ يَاوَلِيَّ الْعَافِيَةِ وَخَالِقَ الْعَافِيَةِ وَرَازِقَ الْعَافِيَةِ وَالْمُنْعِمُ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَنَّانُ بِالْعَافِيَةِ وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْعَافِيَةِ عَلَيَّ وَعَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ يَارَحْمنَ الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنَا الْعَافِيَةَ وَدَوَامَ الْعَافِيَةِ وَتَمَامَ الْعَافِيَةِ وَشُكْرَ الْعَافِيَةِ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ) .
ص: 179
5 - الحطيم :
وهو ما بين باب الكعبة المقدّسة والحجر الأسود وهو من الأماكن المقدّسة وينبغي التوبة والاستغفار والصلاة عنده فإنّه يحطّم فيه الذنوب العظام ، ولذلك سمّي حطيماً وفي بعض الأخبار أنّه المكان الذي تاب اللَّه تعالى فيه على آدم عليه السلام .
6 - الشاذروان :
وهو القدر الباقي من أساس جدار الكعبة ، ويلزم خروج البدن عنه في الطواف .
7 - ميزاب الرحمة :
ويقع فوق حجر إسماعيل عليه السلام ، ويستحبّ استقبال الميزاب والدعاء بالمأثور .
وعن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام قال : كان أبي إذا استقبل الميزاب قال : (اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ الْنَّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِكَ) .
ص: 180
8 - المستجار :
ويقع قبل الركن اليماني ويكون خلف باب الكعبة ويسمّى ((بالمستجار أو الملتزم أو المتعوّذ)) وهو الموضع الذي دخلت منه فاطمة بنت أسد عليها السلام إلى الكعبة لولادة الإمام علي عليه السلام .
وقد ورد في فضله أخبار كثيرة ، قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ((واَقِرُّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم وما لم تحفظوا فقولوا: (وما حفظته علينا حَفَظَتُكَ ونسيناه فاغفره لنا) فإنّه مَن أقرّ بذنوبه في ذلك الموضع وعدّه وذكره واستغفر منه كان حقّاً على اللَّه عزّوجلّ أن يغفرها له)) .
وفي الحديث لمّا طاف آدم عليه السلام بالبيت وانتهى إلى الملتزم قال له جبرئيل عليه السلام : ((ياآدم اَقِرّ لربّك بذنوبك، قال : ياربّ لذريّتي؟ فأوحى اللَّه إليه: ياآدم من جاء من ذرّيتك إلى هذا المكان بذنوبه وتاب كما تبت ثمّ استغفر، غفرت له)) ويستحبّ للطائف بعد الفراغ من الطواف أن يبسط يديه على البيت ويلصق بدنه وخدّه به ويدعو بما دعا
ص: 181
به الإمام الصادق عليه السلام في هذا المكان : (اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ وَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْنَّارِ اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الْرَّوْحُ وَالْفَرَجُ وَالْعَافِيَةُ اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ الْنَّارِ) .
9 - كسوة الكعبة :
يستحبّ التعلّق بأستار الكعبة فإنّه يحطّ من الذنوب ويستحبّ الدعاء عندئذ .
10 - مقام إبراهيم عليه السلام :
قال اللَّه تعالى: «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى»(1) مَن هو إبراهيم؟ هو الذي كان أُمّة قانتاً للَّه حنيفاً وما كان من المشركين، فالناس كلّهم أُمّة وهو وحده أُمّة، إنّه كان على التوحيد وقومه على الشرك ومع ذلك فقد دعا إلى اللَّه، وجاهد وهاجر في اللَّه، وقاوم الشرك وكسر الأصنام. وأُوقدت له النيران وحكموا عليه بالإعدام حرقاً، ولكن
ص: 182
كانت كلمة اللَّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى حين أصبحت له النار برداً وسلاماً ، وإبراهيم الخليل عليه السلام هو الذي جدّد بناء هذا البيت مع ابنه إسماعيل الذبيح ، وأذّن في الناس بالحجّ ، وهكذا يبقي اللَّه تعالى العمل الخالص لأجله حيّاً مثمراً ، قال اللَّه تعالى : «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»(1).
فشكر اللَّه تعالى سعيه ، وجعل النبوّة في سلالته، والدين الحنيف الأبدي من ملّته، وخلّد له رمزاً حيّاً : «مقام إبراهيم» وهو موضع قدمه المبارك ليؤدّي الطائف صلاة الطواف عنده، ويكون موضعاً لدعاء الداعين، ومن الأدعية التي تقرأ عند المقام : (اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِطَاعَتِي إِيَّاكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي أَنْ أَتَعَدَّى حُدُودِكَ
ص: 183
وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُولَكَ وَمَلائِكَتَكَ وَعِبَادَكَ الْصَّالِحِينَ) وكان الإمام الصادق عليه السلام عند المقام يسجد ويقول : ((سَجَدَ لَكَ وَجْهِي تَعَبُّداً وَرِقّاً لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ حَقّاً حَقّاً الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ وَهَاأَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الْذَّنْبَ الْعَظِيمَ غَيْرُكَ فَإِنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي عَلى نَفْسِي وَلَا يَدْفَعُ الْذَّنْبَ الْعَظِيمَ غَيْرُكَ)) وعن الإمام الصادق عليه السلام : (إنّه دفن بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيّاً)(1).
11 - حِجر إسماعيل :
الحِجر: بيت إسماعيل عليه السلام وفيه قبر هاجر عليها السلام وقبر إسماعيل عليه السلام وفي رواية الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام سألته عن الحجر ، فقال : ((إنّكم تسمّونه الحطيم وإنّما كان لغنم إسماعيل عليه السلام وإنّما دفن أُمّه وكره أن يوطأ قبرها فحجّر عليه وفيه قبور الأنبياء عليهم السلام) .
ص: 184
والحجر يُضم مع الكعبة في الطواف .
ويستحبّ الإحرام لحجّ التمتّع في الحجر محاذياً لميزاب الرحمة وهو محلّ صلاة ودعاء وطلب الرحمة من اللَّه تبارك وتعالى وتزور إسماعيل وأُمّه وسائر الأنبياء عليهم السلام في هذا المكان المكرّم وتقول :
السَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا إِسْمَاعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَانَبِيَّ اللَّهِ وَابْنَ نَبِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاصَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ أَنْبَعَ اللَّهُ لَهُ بِئْرَ زَمْزَمَ حِينَ أَسْكَنَهُ أَبُوهُ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ وَاسْتَجَابَ اللَّهُ فِيهِ دَعْوَةَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ قَالَ: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ الْنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الْثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ سَلَّمَ نَفْسَهُ لِلذَّبْحِ طَاعَةً لاَِمْرِ اللَّهِ تَعَالى إِذْ قَالَ لَهُ أَبُوهُ: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ:
ص: 185
يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْصَّابِرِينَ فَدَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ الْذَّبْحَ وَفَدَاهُ بِذَبْحٍ عَظِيمٍ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ أَعَانَ أَبَاهُ عَلى بِنَاءِ الْكَعْبَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالى : «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ مَدَحَهُ اللَّهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ : «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً» السَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ جَعَلَ اللَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ مُحَمَّداً سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ الْنَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ وَعَلى أَخِيكَ إِسْحَاقَ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْمَدْفُونِينَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُعَظَّمَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أُمِّكَ الْطَّاهِرَةِ الْصَّابِرَةِ هَاجَرَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ حَشَرَنَا اللَّهُ فِي زُمْرَتِكُمْ تَحْتَ لِوَاءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
ص: 186
وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْد مِنْ زِيَارَتِكُمْ وَالْسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ثمّ تصلّي عنده ركعتين للزيارة وتهدي ثوابهما إليه .
12 - الدخول إلى الكعبة :
الدخول إلى الكعبة الشريفة زادها اللَّه تعالى شرفاً ففي الحديث الشريف الدخول فيها (أي الكعبة) دخول في رحمة اللَّه تعالى والخروج منها خروج من الذنوب وتقول عند الدخول:
(اللَّهُمَّ أَنْتَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً فَآمِنِّي مِنْ عَذَابِكَ عَذَابِ الْنَّارِ) . فإذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثمّ قل : (اللَّهُمَّ إِنَّ الْبَيْتَ بَيْتُكَ وَالْعَبْدَ عَبْدُكَ وَقَدْ قُلْتَ: مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً، فَآمِنِّي مِنْ عَذَابِكَ وَاجِرْنِي مِنْ سَخَطِكَ) ..
ثمّ تدخل البيت وتصلّي في زوايا الكعبة في كل زاوية ركعتين ويستحبّ أن تقول :
اللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَجَائِزَتِهِ وَنَوَافِلِهِ وَفَوَاضِلِهِ فَإِلَيْكَ
ص: 187
يَاسَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي رَجَاءَ رِفْدِكَ وَنَوَافِلِكَ وَجَائِزَتِكَ فَلَا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ رَجَائِي يَامَنْ لَا يَخِيْبُ عَلَيْهِ سَائِلٌ وَلَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَلَا شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ وَلَكِنْ أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالْظُّلْمِ وَالإِسَاءَةِ عَلى نَفْسِي فَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ لِي وَلَا عُذْرَ فَأَسْأَلُكَ يَامَنْ هُوَ كَذَلِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعْطِيَنِي مَسْأَلَتِي وَتُقِيْلَنِي عَثْرَتِي وَتَقْلِبَنِي بِرَغْبَتِي وَلَا تَرُدَّنِي مَجْبُوهاً مَمْنُوعاً وَلَا خَائِباً يَاعَظِيمُ يَاعَظِيمُ يَاعَظِيمُ أَرْجُوكَ لِلْعَظِيمِ أَسْأَلُكَ يَاعَظِيمُ أَنْ تَغْفِرَ لِيَ الْذَّنْبَ الْعَظِيمَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) .
ويستحبّ قراءة هذا الدعاء في محلّ ولادة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام : (اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِالْعِلْمِ قَلْبِي وَاسْتَعْمِلْ بِطَاعَتِكَ بَدَنِي وَخَلِّصْنِي مِنَ الْفِتَنِ وَاشْغِلْ بِالاِعْتِبَارِ فِكْرِي وَقِنِي شَرَّ وَسَاوِسِ الْشَّيْطَانِ وَأَجِرْنِي مِنْهُ يَارَحْمنُ بِالْصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ
ص: 188
نَفْسِي فِي هَذَا الْمَحَلِّ الْشَّرِيفِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ خَالِصاً مُخْلِصاًأَشْهَدُأَنْ لَاإِلهَ إِلَّااللَّهُ وَأَنَ مُحَمَّداًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) .
ويستحبّ عند الخروج من الكعبة الشريفة التكبير ثلاثاً ويقول ما رواه الإمام الصادق عليه السلام : (اللَّهُمَّ لَا تُجْهِدْ بَلَاءَنَا رَبَّنَا وَلَا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاءَنَا فَإِنَّكَ أَنْتَ الْضَّارُّ الْنَّافِعُ) .
13 - الطواف حول البيت :
يستحبّ أن يطوف الحاج مدّة بقائه بمكّة المكرّمة ثلاثمائة وستّين طوافاً عدد أيّام السنة كل طواف سبعة أشواط إذا كان يتمكّن من ذلك وإلّا فيطوف ثلاثمائة وأربعة وستّين شوطاً فيكون إثنين وخمسين طوافاً كل طواف سبعة أشواط ، وإذا لم يتمكّن يطوف بقدر ما يستطيع فإنّ الطواف كالصلاة فإن شاء استقلّ وإن شاء استكثر، والطواف لغير أهل مكّة أفضل من الصلاة،والصلاةلأهل مكّةأفضل.وبعدالانتهاءمن طواف الحجّ، يستحبّ طواف أسبوع - أي سبعة أشواط للوداع - عن نفسه، كما ويستحبّ أن يطوف لكل واحد من أهله وأصدقائه سبعة أشواط مع ركعتين ، ويجوز طواف واحد بصلاته عن
ص: 189
الجميع ، ويقول بعد الصلاة : ((اَللَّهُمَّ إنّ هذا الطَّوافَ وَهاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، عَنْ أَبي وَأُمِّي، وَعَنْ زَوْجَتي، وَعَنْ وُلْدي، وَعَنْ خاصَّتي [وَعَنْ حامَّتي ]وَعَنْ جَميعِ أَهْلِ بَلَدي، حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ، وَاَبْيَضِهِمْ وَاَسْوَدِهِمْ)) فلا تقول لأحد:إنّي قدطفت عنك وصلّيت عنك ركعتين إلّاكنت صادقاً.
14 - النظر إلى الكعبة :
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : ((النظر إلى الكعبة حبّاً لها يهدم الخطايا هدماً)) . وعن الإمام علي عليه السلام : ((إذا خرجتم حجّاجاً إلى بيت اللَّه فأكثروا النظر إلى بيت اللَّه فإنّ للَّه مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام ستّون للطائفين، وأربعون للمصلّين وعشرون للناظرين)) .
15 - ماء زمزم :
وردت روايات كثيرة بفضل ماء زمزم، فعن الإمام الصادق عليه السلام : ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم))(1) يستحبّ الشرب من ماء زمزم والارتواء منه
ص: 190
فإنّه يحصل به الشفاء ويصرف عنه الداء وبه تنال الحاجات قال الإمام الصادق عليه السلام : ((ماء زمزم شفاء لما شرب له))(1) ويستحبّ حمل ماء زمزم وإهداؤه . وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه كان يستهدي من ماء زمزم وهو بالمدينة(2).
فإذا شربت منه فقل : (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً وَرِزْقاً وَاسِعاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ ثمّ قل : بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْشُّكْرُ لِلَّهِ) .
16 - الصلاة في المسجد الحرام :
يستحبّ إقامة الصلوات الواجبة في المسجد الحرام والصلاة فيه تعادل ألف ألف صلاة . ويكفي في فضله أنّه ما بعث اللَّه نبيّاً ولا اتّخذ وليّاً إلّا وصلّى فيه وطاف حول البيت الذي تضمّنه هذا المسجد. ويستحبّ صلاة ركعتين عن الأب والأُمّ والاخوة والأخوات، والزوجة والولدوجميع أهل بلد المصلّي.
17 - ختم القرآن :
يستحبّ ختم القرآن في مكّة المكرّمة فقد روي أنّه من ختم
ص: 191
القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى في المنام ، رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومكانه في الجنّة .
18 - ذكر اللَّه :
يستحبّ الإكثار من ذكر اللَّه تعالى .
19 - البكاء :
يستحبّ البكاء من خشية اللَّه في الكعبة وفي المسجد الحرام . وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ((إنّما سمّيت الكعبة بكّة لبكاء الناس حولها وفيها))(1).
20 - العودة :
يستحبّ للحاجّ أن يعزم على العود للحجّ وأن يطلب من اللَّه تعالى أن يرجعه إلى مكّة من قابل ، بل في كلّ عام ، وذلك لما روي من أنّه يزيد في العمر إن شاء اللَّه تعالى بل يكره ترك ذلك لقول أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام : ((من خرج من مكّة وهو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله ودنا عذابه))(2).
ص: 192
ينبغي الإتيان إلى الأماكن المقدّسة والتي تشرّفت برسول اللَّه صلى الله عليه وآله للتزوّد من معنوياتها وروحانيتها .
1 - محلّ ولادة الرسول صلى الله عليه وآله :
يستحبّ الإتيان إلى محلّ ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بمكّة وهو الآن مسجد في زقاق بسوق الليل يسمّى (زقاق المولد) وقيل في ساحة قرب سوق الليل وفي الحال أُقيمت على ذلك المكان مكتبة معروفة بمكتبة مكّة المكرّمة . وتقرأ هذا الدعاء عنده :
(اللَّهُمَّ بِجَاهِ نَبِيِّكَ الْمُصْطَفى وَرَسُولِكَ الْمُرْتَضى وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِ الْسَّمَاءِ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ وَصْفٍ يُبَاعِدُنَا عَنْ مُشَاهَدَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ، وَأَمِتْنَا اللَّهُمَّ عَلى السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلى مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَالشَّوْقِ إِلى لِقَائِكَ يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
ص: 193
اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِي هَذَا الْمَحَلِّ الْشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ خَالِصاً مُخْلِصاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) .
2 - منزل سيّدتنا خديجة الكبرى عليها السلام :
ينبغي إتيان منزل خديجة الذي كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يسكنه معها بعد تزوّجه منها ، وفيه ولد له أولاده منها ، ومنهم الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وهو الآن مسجد ، فصلِّ فيه وادع :
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْبَضْعَةِ الْزَّهْرَاءِ وَأَوْلَادِهَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهم السلام يَسِّرْ أُمُورَنَا وَاشْرَحْ صُدُورَنَا وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِي هَذَا الْمَحَلِّ الْشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) .
3 - جبل حِراء :
ينبغي إتيان الغار الذي بجبل حِراء ، وهو الغار الذي كان النبي صلى الله عليه وآله يتعبّد فيه قبل البعثة وقبل نزول الوحي عليه .
ص: 194
4 - جبل الثور :
ينبغي الإتيان إلى الغار الذي بجبل ثور وهو الجبل الذي استتر فيه النبي صلى الله عليه وآله عن أعين المشركين حين الهجرة من مكّة إلى المدينة .
5 - محلّ شقّ القمر :
وهو قرب جبل أبي قبيس حيث انشقّ القمر لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله حين دعا وهو عليه فأنزل اللَّه تعالى في ذلك سورة أوّلها «إقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ»(1) وتقرأ هذا الدعاء :
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى نَبِيٍّ هَلَّلَ وَكَبَّرَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ وَانْشَقَّ لَهُ الْقَمَرُ وَبِدِينِ اللَّهِ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِي هَذَا الْمَحَلِّ الْشَّرِيفِ مِنْ يَومِنَا هَذَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ خَالِصاً مُخْلِصاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) .
6 - مسجد الأرقم :
ينبغي الإتيان إلى مسجد الأرقم ويستحبّ الصلاة فيه .
ص: 195
مكان مقدّس ، فهو المكان الذي يذكّرنا برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وتردّده في هذا المكان ويقال له أيضاً (جنّة المعلّى) وفيها دفن عبدالمطّلب جدّ النبي صلى الله عليه وآله وعبد مناف جدّ النبي صلى الله عليه وآله وفيها دفن أبو طالب عمّ الرسول ووالد الإمام علي عليه السلام وفيه دفنت زوجة النبي خديجة أُمّ المؤمنين عليها السلام ، وكذلك دفنت فيه أُمّ النبي (آمنة) بناءً على أنّها في الحجون ، وقد قيل: أنّ قبر آمنة بنت وهب في (الأبواء) بين مكّة والمدينة .
(السَّلامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدَ الْبَطْحَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ نَادَاهُ هَاتِفُ الْغَيْبِ بِأَكْرَمِ نِدَاءٍ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ الْذَّبِيحِ إِسْمَاعِيلَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ أَهْلَكَ اللَّهُ بِدُعَائِهِ أَصْحَابَ الْفِيلِ وَجَعَلَ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ
ص: 196
طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ تَضَرَّعَ فِي حَاجَاتِهِ إِلى اللَّهِ وَتَوَسَّلَ فِي دُعَائِهِ بِنُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَنُودِيَ فِي الْكَعْبَةِ وَبُشِّرَ بِالإِجَابَةِ فِي دُعَائِهِ وَأَسْجَدَ اللَّهُ الْفِيلَ إِكْرَاماً وَإِعْظَاماً لَهُ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ أَنْبَعَ اللَّهُ لَهُ الْمَاءَ حَتّى شَرِبَ وَارْتَوَى فِي الأَرْضِ الْقَفْرَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْذَّبِيحِ وَأَبَا الْذَّبِيحِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاسَاقِي الْحَجِيجِ وَحَافِرَ زَمْزَمَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ جَعَلَ اللَّهُ مِنْ نَسْلِهِ الْمُرْسَلِينَ وَخَيْرَ أَهْلِ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ طَافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَهُ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَامَنْ رَأى فِي الْمَنَامِ سِلْسِلَةَ الْنُّورِ وَعَلِمَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاشَيْبَةَ الْحَمْدِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ وَأَبْنَائِكَ جَمِيعاً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) .
ص: 197
(الْسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْسَّيِّدُ الْنَّبِيلُ الْسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْغُصْنُ الْمُثْمِرُ مِنْ شَجَرَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاجَدَّ خَيْرِ الْوَرى الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الأَنْبِيَاءِ الأَصْفِيَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الأَوْصِيَاءِ الأَوْلِيَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدَ الْحَرَمِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاصَاحِبَ بَيْتِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبَائِكَ وَأَبْنَائِكَ الْطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) .
(الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدَ الْبَطْحَاءِ وَابْنَ رَئِيسِهَا الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ الْكَعْبَةِ بَعْدَ تَأْسِيسِهَا الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاكَافِلَ الْرَّسُولِ وَنَاصِرَهُ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاعَمَّ الْمُصْطَفى وَأَبَا الْمُرْتَضى الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابَيْضَةَ الْبَلَدِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْذَّابُّ عَنِ الْدِّينِ وَالْبَاذِلُ نَفْسَهُ فِي نُصْرَةِ
ص: 198
سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) .
(الْسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْطَّاهِرَةُ الْمُطَهَّرَةُ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ خَصَّهَا اللَّهُ بِأَعْلَى الْشَّرَفِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ سَطَعَ مِنْ جَبِينِهَا نُورُ سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ فَأَضَاءَتْ بِهِ الأَرْضُ وَالْسَّمَاءُ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ نَزَلَتْ لاَِجْلِهَا الْمَلائِكَةُ وَضُرِبَتْ لَهَا حُجُبُ الْجَنَّةِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ نَزَلَتْ لِخِدْمَتِهَا الْحُورُ الْعِيْنُ وَسَقَيْنَهَا مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ وَبَشَّرْنَهَا بِوِلادَةِ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ رَسُولِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ حَبِيبِ اللَّهِ فَهَنِيئاً لَكِ بِمَا آتَاكِ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَالْسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) .
(الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَازَوْجَةَ
ص: 199
سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ فَاطِمَةَ الْزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأَوَّلَ الْمُؤْمِنَاتِ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ أَنْفَقَتْ مَالَهَا فِي نُصْرَةِ سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَنَصَرَتْهُ مَا اسْتَطَاعَتْ وَدَافَعَتْ عَنْهُ الأَعْدَاءَ الْسَّلامُ عَلَيْكِ يَامَنْ سَلَّمَ عَلَيْهَا جَبْرَئِيلُ وَبَلَّغَهَا الْسَّلامَ مِنَ اللَّهِ الْجَلِيلِ فَهَنِيئاً لَكِ بِمَا أَوْلَاكِ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) .
للحجّ مسائل شرعية كثيرة ، قد يؤدّي عدم معرفتها إلى أن يصبح حجّ الحاجّ منقوصاً أو باطلاً أو على الأقل موجباً للكفّارة وما شابهها فمن الجدير بالمسلم ، أن يتعلّم مسائل الحجّ ، إذا أراد أن يحجّ أو يلتزم في سفره أحد رجال الدين الفاقهين للمسائل ليأتي بالحجّ كما أحبّ اللَّه تعالى .
نعم، هناك مسائل كثيرة للحجّ، وقد أشار إليها الفقهاء والمراجع العظام فمن أراد تفصيلها فليطلبها من مظانّها كمناسك الحجّ وغيره .
ص: 200
بعد أن عرفت مناسك الحجّ ، ثمّ ما يجب في جميع المناسك وما يستحبّ وما يحرم فجدير بنا أن نتعرّف على عمل يقرّبنا إلى اللَّه تعالى ألا وهو العمرة المفردة .
وينبغي أن تعلم أنّ العمرة المفردة على قسمين : واجبة ومستحبّة .
فتجب العمرة المفردة على أهل مكّة ومن لم يبعد عن مكّة ب (48) ميلاً (وهو يساوي 78كيلومتر تقريباً) في العمر مرّة واحدة فقط . كما أنّها تجب بالنذر والعهد واليمين ونحو ذلك وتجب أيضاً لدخول مكّة المكرّمة ، فمن أراد أن يدخل مكّة لا يجوز له أن يتجاوز أحد المواقيت التي سبق ذكرها بدون الإحرام . وكذا لا يجوز دخول حدود ((الحرم)) لمن أراد النسك أو دخول مكّة إلّا بإحرام من أحد المواقيت المذكورة . نعم يستثنى من هذا الحكم بعض الأفراد الذين ذكروا في كتب المناسك . وتستحبّ العمرة فيما عدا ذلك في كل شهر مرّة ويتأكّد استحبابها في شهر رجب الحرام .
ص: 201
1 - الإحرام من أحد المواقيت ، وقد عرفت أنّه يتألّف من لبس ثوبي الإحرام على ترتيب عمرة التمتّع ، ثمّ ينوي ويقول : (أُحرم إحرامَ الْعُمرةِ المفردَةِ لِندبه قربةً إلى اللَّه تَعالى) ويلبّي قائلاً : (لَبَّيْك، اللَّهُمَّ لَبَّيْك، لَبَّيْك، لا شَرِيكَ لَك، لَبَّيْك، إِنَّ الْحَمْدَ وَالْنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك لَا شَرِيكَ لَك) « والأحوط استحباباً إضافة لَبَّيْك إليه » .
2 - الطواف حول الكعبة الشريفة سبعة أشواط ونيّته : (أطُوفُ بهذا الْبَيْتِ سبعةَ أشواطٍ للعُمرةِ المفردَةِ قربةً إلى اللَّه تعالى) .
3 - صلاة الطواف خلف مقام إبراهيم عليه السلام ، وينوي هكذا : (أُصلّي رَكْعَتَي طوافِ العُمرةِ المفردَةِ قُربةً إلى اللَّه تعالى) .
4 - السعي بين الصفا والمروة . ونيّته هكذا : (أَسْعى بَينَ الصَّفا والمَرْوَةِ سبعَةَ أشواطٍ للعُمرةِ المفردَةِ قُربةً إلى اللَّه تعالى) .
ص: 202
5 - التقصير أو الحلق . ناوياً هكذا : (أقصِّرُ لِلإِحْلالِ مِنْ إحْرَامِ العُمْرَةِ المُفْرَدَةِ قُرْبَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) . وإذا حلق يقول بدل (أقصّر ، أحلق) .
6 - طواف النساء . سبعة أشواط حول الكعبة الشريفة ناوياً هكذا : (أَطوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ طَوافَ النِّسَاءِ لِلْعُمْرَةِ الْمُفْرَدَةِ قُربَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) .
7 - صلاة طواف النساء ، ركعتان خلف مقام إبراهيم عليه السلام ونيّتها هكذا : (أُصلّي رَكْعَتَي طَوَافِ النِّسَاءِ لِلْعُمْرَةِ الْمُفْرَدَةِ قُرْبَةً إلى اللَّهِ تَعَالى) .
وبذلك تنتهي أعمال العمرة المفردة المستحبّ إتيانها في جميع أيّام السنة ولا سيّما في شهر رجب الحرام، وشهر رمضان المبارك ، وحيث إنّ النفوس الكبيرة لا تقتصر في المكارم على ناحية دون أُخرى ، ولا ترضى لذاتها إلّا السمو والرفعة في جميع المجالات ، ومن هذه المجالات : الدعاء ، لذلك اخترنا بعض الأدعية وأتينا بها هنا تبرّكاً وتكملة لما ذكرناه وهي كالتالي :
ص: 203
دعاء كميل(1)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ ءٍ وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْ ءٍ وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْ ءٍ وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ ءٍ وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلأَتْ(2) كُلَّ شَيْ ءٍ وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيْ ءٍ وَبِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ يَانُورُ يَاقُدُّوسُ يَاأَوَّلَ الأَوَّلِينَ وَيَاآخِرَ الآخِرِينَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ
ص: 204
الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْنِّقَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ الْنِّعَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الْدُّعَاءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ أَنْ تُسَامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجْعَلَنِي بِقَسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ مُتَواضِعاً اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الْشَّدائِدِ حَاجَتَهُ وَعَظُمَ فِيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ وَعَلا مَكَانُكَ وَخَفِيَ مَكْرُكَ وَظَهَرَ أَمْرُكَ وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ وَلا يُمْكِنُ الْفِرَارُ مِنْ حُكُومَتِكَ اللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً وَلا لِقَبَائِحِي سَاتِراً وَلا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي وَسَكَنْتُ إلى
ص: 205
قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ اللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ(1) وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حَالِي وَقَصُرَتْ(2) بِي أَعْمَالِي وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي [ آمَالِي ] وَخَدَعَتْنِي الْدُّنْيَا بِغُرُورِهَا وَنَفْسِي بِجِنَايَتِهَا(3) وَمِطَالِي يَاسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعَالِي وَلا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي وَلا تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِسَاءَتِي وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهَالَتِي وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الأَحْوَالِ [ فِي الأَحْوَالِ كُلِّهَا ] رَؤُوفاً وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ عَطُوفاً إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ
ص: 206
ضُرِّي وَالْنَّظَرَ فِي أَمْرِي إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذَلِكَ الْقَضَاءُ فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ وَخَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ فَلَكَ الْحُجَّةُ(1) عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَلا حُجَّةَ لِي فِي مَا جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَاإلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرَافِي عَلى نَفْسِي مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي وَإِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ(2) [ مِنْ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثَاقِي يَارَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي يَامَنْ بَدَأ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي
ص: 207
وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي هَبْنِي لاِبْتِداءِ كَرَمِكَ وَسَالِفِ بِرِّكَ بِي يَاإلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ هَيْهَاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أَوْ تُبْعِدَ(1) مَنْ أَدْنَيْتَهُ أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ وَلَيْتَ شِعْرِي يَاسَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ أَتُسَلِّطُ الْنَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً وَعَلى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صَارَتْ خَاشِعَةً وَعَلى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً وَأَشَارَتْ بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً مَا هَكَذَا الْظَّنُّ بِكَ وَلا
ص: 208
أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَاكَرِيمُ يَارَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الْدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلى أَهْلِهَا عَلى أَنَّ ذَلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ قَصِيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَلِيلِ(1) وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقَامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لاَِنَّهُ لا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقَامِكَ وَسَخَطِكَ وَهَذَا مَا لا تَقُومُ لَهُ الْسَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ يَاسَيِّدِي فَكَيْفَ لِي(2) وَأَنَا عَبْدُكَ الْضَّعِيفُ الْذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ يَاإِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ لاَِيِّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو وَلِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَأَبْكِي لاَِلِيمِ الْعَذَابِ وَشِدَّتِهِ أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدَائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ فَهَبْنِي يَاإِلهِي
ص: 209
وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلى عَذَابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ وَهَبْنِي(1) صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نَارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ الْنَّظَرِ إِلى كَرَامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي الْنَّارِ وَرَجَائِي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يَاسَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الآمِلِينَ(2) وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ وَلَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَاوَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَاغَايَةَ آمالِ الْعَارِفِينَ يَاغِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَاحَبِيبَ قُلُوبِ الْصَّادِقِينَ وَيَاإِلهَ الْعَالَمِينَ أَفَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَاإلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا بِجُرْمِهِ وَجَرِيْرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ وَيُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ
ص: 210
وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ يَامَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذَابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ الْنَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيْبُهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكَانَهُ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ(1) بَيْنَ أَطْبَاقِهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَهُوَ يُنَادِيكَ يَارَبَّهْ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكُهُ(2) فِيهَا هَيْهَاتَ مَا ذَلِكَ الْظَّنُّ بِكَ وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ وَلا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسَانِكَ فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ لَوْلا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعَانِدِيكَ لَجَعَلْتَ الْنَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَسَلاماً وَمَا كَانَ لاَِحَدٍ فِيهَا مَقَرّاً وَلا مُقَاماً لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالْنَّاسِ
ص: 211
أَجْمَعِينَ وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَتَطَوَّلْتَ بِالإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ إِلهِي وَسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَهَا وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَهَا وَحَكَمْتَهَا وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَهَا أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ الْسَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي وَكُنْتَ أَنْتَ الْرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِمْ وَالْشَّاهِدَ لِمَا خَفِيَ عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ أَوْ إِحْسَانٍ فَضَّلْتَهُ أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ أَوْ خَطَأٍ تَسْتُرُهُ يَارَبِّ يَارَبِّ يَارَبِّ يَاإلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمَالِكَ رِقِّي يَامَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي يَاعَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي يَاخَبِيراً بِفَقْرِي
ص: 212
وَفَاقَتِي يَاربِّ يَارَبِّ يَارَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ(1) اللَّيْلِ وَالْنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً وَأَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبولَةً حَتّى تَكُونَ أَعْمَالِي وَأَوْرادِي كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً يَاسَيِّدِي يَامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي يَامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوَالِي يَارَبِّ يَارَبِّ يَارَبِّ قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوَانِحِي وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ وَالْدَّوَامَ فِي الاِتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ حَتّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ الْسَّابِقِينَ وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْبَارِزِينَ(2) وَأَشْتَاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ وَأَخَافَكَ مَخَافَةَ الْمُوْقِنِينَ وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيْباً عِنْدَكَ
ص: 213
وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فَإِنَّهُ لا يُنَالُ ذَلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ وَجُدْ لِي بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ وَاجْعَلْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجَابَتِكَ وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاغْفِرْ زَلَّتِي فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ وَضَمِنْتَ لَهُمُ الإِجَابَةَ فَإِلَيْكَ يَارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ يَارَبِّ مَدَدْتُ يَدِي فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي وَبَلِّغْنِي مُنَايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي يَاسَرِيعَ الْرِّضَا اغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ يَامَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ وَطَاعَتُهُ غِنىً ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الْرَّجَاءُ وَسِلاحُهُ الْبُكَاءُ يَاسَابِغَ الْنِّعَمِ يَادَافِعَ الْنِّقَمِ يَانُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الْظُّلَمِ يَاعَالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالأَئِمَّةِ الْمَيَامِينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .
ص: 214
دعاء الصَّباح(1)
اللَّهُمَّ يَامَنْ دَلَعَ لِسَانَ الْصَّبَاحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَيَاهِبِ تَلَجْلُجِهِ وَأَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الْدَّوَّارِ فِي مَقَادِيرِ تَبَرُّجِهِ وَشَعْشَعَ ضِياءَ الْشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يَامَنْ دَلَّ عَلى ذَاتِهِ بِذَاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِهِ وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ كَيْفِيَّاتِهِ، يَامَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَرَاتِ الْظُّنُونِ وَبَعُدَ عَنْ لَحَظَاتِ الْعُيُونِ وَعَلِمَ بِمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، يَامَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهَادِ أَمْنِهِ وَأَمَانِهِ وَأَيْقَظَنِي إِلى مَا مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسَانِهِ وَكَفَّ أَكُفَّ الْسُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطَانِهِ، صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى الْدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الأَلْيَلِ وَالْمَاسِكِ مِنْ أَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الْشَّرَفِ الأَطْوَلِ وَالْنَّاصِعِ الْحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الْكَاهِلِ
ص: 215
الأَعْبَلِ وَالْثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحَالِيفِهَا فِي الْزَّمَنِ الأَوَّلِ وَعَلى آلِهِ الأَخْيَارِ الْمُصْطَفَيْنَ الأَبْرَارِ، وَافْتَحِ اللَّهُمَّ لَنَا مَصَارِيعَ الْصَّبَاحِ بِمَفَاتِيحِ الْرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ وَأَلْبِسْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدَايَةِ وَالْصَّلاحِ، وَاغْرِسِ اللَّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنَانِي يَنَابِيعَ الْخُشُوعِ وَأَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آمَاقِي زَفَرَاتِ الْدُّمُوعِ وَأَدِّبِ اللَّهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ الْقُنُوعِ، إِلهِي إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الْرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ الْتَّوْفِيقِ فَمَنِ الْسَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الْطَّرِيقِ، وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَنَاتُكَ لِقَائِدِ الأَمَلِ وَالْمُنى فَمَنِ الْمُقِيلُ عَثَرَاتِي مِنْ كَبَوَاتِ الْهَوى، وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحَارَبَةِ الْنَّفْسِ وَالْشَّيْطَانِ فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلى حَيْثُ الْنَّصَبِ وَالْحِرْمَانِ، إِلهِي أَتَرَانِي مَا أَتَيْتُكَ إِلَّا مِنْ حَيْثُ الآمَالِ أَمْ عَلِقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ إِلَّا حِينَ بَاعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دَارِ الْوِصَالِ فَبِئْسَ الْمَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسِي مِنْ هَوَاهَا فَوَاهاً لَهَا
ص: 216
لِمَا سَوَّلَتْ لَهَا ظُنُونُهَا وَمُنَاهَا وَتَبّاً لَهَا لِجُرْأَتِهَا عَلى سَيِّدِهَا وَمَوْلاهَا إِلهِي قَرَعْتُ بَابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجَائِي وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهوَائِي وَعَلَّقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ أَنَامِلَ وَلائِي فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا كُنْتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطَائِي وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ رِدَائِي فَإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمُعْتَمَدِي وَرَجَائِي وَأَنْتَ غَايَةُ مَطْلُوبِي وَمُنَايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيناً الْتَجَأَ إِلَيْكَ مِنَ الْذُّنُوبِ هَارِباً أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلى جَنَابِكَ سَاعِياً أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمْآنَ وَرَدَ إِلى حِيَاضِكَ شَارِباً كَلّا وَحِيَاضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ الْمُحُولِ وَبَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ وَأَنْتَ غَايَةُ الْمَسْؤُولِ وَنِهَايَةُ الْمَأْمُولِ .
إِلهِي هَذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُهَا بِعِقَالِ مَشِيَّتِكَ، وَهَذِهِ أَعْبَاءُ ذُنُوبِي دَرَأْتُهَا بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهَذِهِ أَهْوَائِي الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُهَا إِلى جَنَابِ لُطْفِكَ وَرَأْفَتِكَ، فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ
ص: 217
صَبَاحِي هَذَا نَازِلاً عَلَيَّ بِضِيَاءِ الْهُدى وَبِالْسَّلامَةِ فِي الْدِّينِ وَالْدُّنْيَا وَمَسَائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدى وَوِقَايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الْهَوى إِنَّكَ قَادِرٌ عَلى مَا تَشاءُ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ الْنَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ مَنْ ذَا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخَافُكَ وَمَنْ ذَا يَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلا يَهَابُكَ أَلَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفِرَقَ وَفَلَقْتَ بِلُطْفِكَ الْفَلَقَ وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَيَاجِيَ الْغَسَقِ وَأَنْهَرْتَ الْمِيَاهَ مِنَ الْصُّمِّ الْصَّياخِيْدِ عَذْباً وَأُجَاجاً وَأَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً وَجَعَلْتَ الْشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِرَاجاً وَهَّاجاً مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمَارِسَ فِيمَا ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً فَيَامَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقَاءِ وَقَهَرَ عِبَادَهُ
ص: 218
بِالْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِيَاءِ وَاسْمَعْ نِدَائِي وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجَائِي يَاخَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الْضُّرِّ، وَالْمَأْمُولِ لِكُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ مَواهِبِكَ خَائِباً يَاكَرِيمُ يَاكَرِيمُ يَاكَرِيمُ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ .
ثمّ اسجد وقُل :
(إِلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ وَنَفْسِي مَعْيُوبٌ وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ وَهَوائِي غَالِبٌ وَطَاعَتِي قَلِيلٌ وَمَعْصِيَتِي كَثِيرٌ وَلِسَانِي مُقِرٌ بِالْذُّنُوبِ فَكَيْفَ حِيلَتِي يَاسَتَّارَ الْعُيُوبِ وَيَاعَلَّامَ الْغُيُوبِ وَيَاكَاشِفَ الْكُرُوبِ إغْفِرْ ذُنُوبِي كُلَّهَا بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَاغَفَّارُ يَاغَفَّارُ يَاغَفَّارُ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ) .
ص: 219
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا أَرْجُو إِلَّا فَضْلَهُ وَلا أَخْشَى إِلَّا عَدْلَهُ وَلا أَعْتَمِدُ إِلَّا قَوْلَهُ وَلا أُمْسِكُ إِلَّا بِحَبْلِهِ، بِكَ أَسْتَجِيرُ يَاذَا الْعَفْوِ وَالْرِّضْوَانِ مِنَ الْظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمِنْ غِيَرِ الْزَّمَانِ وَتَوَاتُرِ الأَحْزَانِ وَطَوَارِقِ الْحَدَثَانِ وَمِنَ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ الْتَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ، وَإِيَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الْصَّلاحُ وَالإِصْلاحُ وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيمَا يَقْتَرِنُ بِهِ الْنَّجَاحُ وَالإِنْجَاحُ، وَإِيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِبَاسِ الْعَافِيَةِ وَتَمَامِهَا وَشُمُولِ الْسَّلامَةِ وَدَوَامِهَا وَأَعُوذُ بِكَ يَارَبِّ مِنْ هَمَزَاتِ الْشَّيَاطِينِ وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ الْسَّلاطِينِ فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي وَاحْفَظْنِي فِي يَقَظَتِي وَنَوْمِي فَأَنْتَ
ص: 220
اللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الْرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِي هَذَا وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الآحَادِ مِنَ الْشِّرْكِ وَالإِلْحَادِ وَأُخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضاً لِلإِجَابَةِ وَأُقِيمُ عَلى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإِثَابَةِ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الْدَّاعِي إِلى حَقِّكَ وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الْرَّحِيمُ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِيْنَ فَطَرَ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ الْنَّسَمَاتِ لَمْ يُشَارَكْ فِي الإِلهِيَّةِ وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ، كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ وَالْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ وَتَوَاضَعَتِ الْجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً وَمُتَوالِياً
ص: 221
مُسْتَوْسِقاً وَصَلَواتُهُ عَلى رَسُولِهِ أَبَداً وَسَلامُهُ دَائِماً سَرْمَداً اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجَاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ وَآخِرُهُ وَجَعٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ وَكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ، وَأَسْأَلُكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِكَ عِنْدِي فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ أَوْ غِيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا أَوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوىً أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِيَاءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ غَائِباً كَانَ أَوْ شَاهِداً وَحَيّاً كَانَ أَوْ مَيِّتاً فَقَصُرَتْ يَدِي وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّهَا إِلَيْهِ وَالْتَّحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يَامَنْ يَمْلِكُ الْحَاجَاتِ وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلى إِرَادَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إِنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَلا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَينِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ
ص: 222
سَعَادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يَامَنْ هُوَ الإِلهُ وَلا يَغْفِرُ الْذُّنُوبَ سِوَاهُ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي إِنَّ الْنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالْسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الْشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلى ذَنْبِي وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغَالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ فَإِنَّ أَوْلِيَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّهَا دَارُ مَقَرِّي وَإِلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِّئَامِ مَفَرِّي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالْوَفَاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ صَلِّ
ص: 223
عَلى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْنَّبِيِّينَ وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِينَ وَأَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَهَبْ لِي فِي الْثُّلاثَاءِ ثَلاثاً لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلا غَمّاً إِلَّا أَذْهَبْتَهُ وَلا عَدُوّاً إِلَّا دَفَعْتَهُ بِبِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الأَرْضِ وَالْسَّمَاءِ أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرَانِ يَاوَلِيَّ الإِحْسَانِ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالْنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ الْنَّهَارَ نُشُوراً، لَكَ الْحَمْدُ أَن بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دَائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً وَلا يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَداً، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ وَعَافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ
ص: 224
وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ، أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيْلَتُهُ وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدَانى فِي الْدُّنْيَا أَمَلُهُ وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْنَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ وَارْزُقْنِي شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الْرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبَعَاءِ أَرْبَعاً إِجْعَلْ قُوَّتِي فِي طَاعَتِكَ وَنَشَاطِي فِي عِبَادَتِكَ وَرَغْبَتِي فِي ثَوَابِكَ وَزُهْدِي فِيمّا يُوجِبُ لِي أَلِيْمَ عِقَابِكَ إِنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ وَجَاءَ بِالْنَّهَارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ وَكَسَانِي ضِيَاءَهُ وَأَنَا فِي نِعْمَتِهِ
ص: 225
اللَّهُمَّ فَكَمَا أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَِمْثَالِهِ وَصَلِّ عَلَى الْنَّبِيِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ بِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَاكْتِسَابِ الْمَآثِمِ وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا فِيْهِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ مَا فِيهِ وَشَرَّ مَا بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِي يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الْخَمِيسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَهَا إِلَّا كَرَمُكَ وَلا يُطِيقُهَا إِلَّا نِعَمُكَ سَلامَةً أَقْوى بِهَا عَلى طَاعَتِكَ وَعِبَادَةً أَسْتَحِقُّ بِهَا جَزِيْلَ مَثُوبَتِكَ وَسَعَةً فِي الْحَالِ مِنَ الْرِّزْقِ الْحَلالِ وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَوَاقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شَافِعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَافِعاً إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الْرَّاحِمِينَ .
ص: 226
الْحَمْدُ لِلَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ الإِنْشَاءِ وَالإِحْيَاءِ، وَالآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الأَشْيَاءِ، الْعَلِيْمِ الَّذِي لايَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعَاهُ وَلا يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيْداً وَأُشْهِدُ جَمِيْعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ وَلا عَدِيْلَ، وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدَّى مَا حَمَّلْتَهُ إِلَى الْعِبَادِ وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ حَقَّ الْجِهَادِ وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِمَا هُوَ حَقٌّ مِنَ الْثَّوَابِ وَأَنْذَرَ بِمَا هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقَابِ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ مَا أَحْيَيْتَنِي وَلا
ص: 227
تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنِي لاَِدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعَاتِ وَمَا أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيْهَا مِنَ الْطَّاعَاتِ وَقَسَمْتَ لاَِهْلِهَا مِنَ الْعَطَاءِ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيْمُ .
بِسْمِ اللَّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِيْنَ وَمَقَالَةِ الْمُتَحَرِّزِيْنَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالى مِنْ جَوْرِ الْجَائِرِينَ وَكَيْدِ الْحَاسِدِينَ وَبَغْيِ الْظَّالِمِيْنَ وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِيْنَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ بِلا شَرِيْكٍ وَالْمَلِكُ بِلا تَمْلِيْكٍ لا تُضادُّ فِي حُكْمِكَ وَلا تُنَازَعُ فِي مُلْكِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوْزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ، وَأَنْ تُعِيْنَنِي عَلى طَاعَتِكَ
ص: 228
وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ وَاسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي وَتُوَفِّقَنِي لِمَايَنْفَعُنِي مَاأَبْقَيْتَنِي،وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي وَتَمْنَحَنِي الْسَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي وَلا تُوحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسِي وَتُتِمَّ إِحْسَانَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَمَا أَحْسَنْتَ فِيمَا مَضى مِنْهُ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْفِيقَ الْطَّاعَةِ وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ وَصِدْقَ الْنِّيَّةِ وَعِرْفَانَ الْحُرْمَةِ وَأَكْرِمْنَا بِالْهُدى وَالاسْتِقَامَةِ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا بِالْصَّوَابِ وَالْحِكْمَةِ وَامْلَأْ قُلُوبَنَا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَطَهِّرْ بُطُونَنَا مِنَ الْحَرَامِ وَالْشُّبْهَةِ وَاكْفُفْ أَيْدِيَنَا عَنِ الْظُّلْمِ وَالْسَّرِقَةِ وَاغْضُضْ أَبْصَارَنَا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيَانَةِ وَاسْدُدْ أَسْمَاعَنَا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيْبَةِ
ص: 229
وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمَائِنَا بِالْزُّهْدِ وَالْنَّصِيحَةِ وَعَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ بِالْجُهْدِ وَالْرَّغْبَةِ وَعَلَى الْمُسْتَمِعِينَ بِالاتِّبَاعِ وَالْمَوْعِظَةِ وَعَلى مَرْضى الْمُسْلِمِينَ بِالْشِّفَاءِ وَالْرَّاحَةِ وَعَلى مَوْتَاهُمْ بِالْرَّأْفَةِ وَالْرَّحْمَةِ وَعَلى مَشَايِخِنَا بِالْوَقَارِ وَالْسَّكِينَةِ وَعَلى الْشَّبَابِ بِالإِنَابَةِ وَالْتَّوْبَةِ وَعَلَى الْنِّسَاءِ بِالْحَيَاءِ وَالْعِفَّةِ وَعَلَى الأَغْنِيَاءِ بِالْتَّواضُعِ وَالْسَّعَةِ وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالْصَّبْرِ وَالْقَنَاعَةِ وَعَلَى الْغُزاةِ بِالْنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ وَعَلَى الأُسَرَاءِ بِالْخَلاصِ وَالْرَّاحَةِ وَعَلَى الأُمَرَاءِ بِالْعَدْلِ وَالْشَّفَقَةِ وَعَلَى الْرَّعِيَّةِ بِالإِنْصَافِ وَحُسْنِ الْسِّيرَةِ وَبَارِكْ لِلْحُجَّاجِ وَالْزُوَّارِ فِي الْزَّادِ وَالْنَّفَقَةِ وَاقْضِ مَا أَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ .
ص: 230
دعاء التوسّل(1)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الْرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَاأَبَا الْقَاسِمِ يَارَسُولَ اللَّهِ يَاإِمَامَ الْرَّحْمَةِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا الْحَسَنِ يَاأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَاعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَافَاطِمَةَ الْزَّهْراءِ يَابِنْتَ مُحَمَّدٍ يَاقُرَّةَ عَيْنِ الْرَّسُولِ يَاسَيِّدَتَنَا وَمَوْلاتَنَا
ص: 231
إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكِ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكِ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهةً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعِي لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا مُحَمَّدٍ يَاحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْمُجْتَبَى يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَاعَبْدِاللَّهِ يَاحُسَيْنَ بْنَ عَلِيّ أَيُّهَا الْشَّهِيدُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا الْحَسَنِ يَاعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَازَيْنَ الْعَابِدِينَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا جَعْفَرٍ يَامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْبَاقِرُ يَابْنَ رَسُولِ
ص: 232
اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ يَاجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَيُّهَا الْصَّادِقُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا الْحَسَنِ يَامُوسى بْنَ جَعْفَرٍ أَيُّهَا الْكَاظِمُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا الْحَسَنِ يَاعَلِيَّ بْنَ مُوسى أَيُّهَا الْرِّضَا يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ،
ص: 233
يَاأَبَا جَعْفَرٍ يَامُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْتَّقِيُّ الْجَوادُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا الْحَسَنِ يَاعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ أَيُّهَا الْهَادِي الْنَّقِيُّ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَاللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاأَبَا مُحَمَّدٍ يَاحَسَنَ بْنَ عَلِيّ أَيُّهَا الْزَّكِيُّ الْعَسْكَرِيُّ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ، يَاوَصِيَّ الْحَسَنِ وَالْخَلَفَ الْحُجَّةَ أَيُّهَا الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِيُّ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَاحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ يَاسَيِّدَنَا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَاسْتَشْفَعْنَا
ص: 234
وَتَوَسَّلْنَا بِكَ إِلى اللَّهِ وَقَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَاوَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ .
(ثمّ سل حاجتك فإنّها تُقضى إن شاء اللَّه تعالى وقل بعد ذلك) :
يَاسَادَتِي وَمَوَالِيَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ أَئِمَّتِي وَعُدَّتِي لِيَوْمِ فَقْرِي وَحَاجَتِي إِلى اللَّهِ وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلى اللَّهِ وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ إِلى اللَّهِ، فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ اللَّهِ وَاسْتَنْقِذُونِي مِنْ ذُنُوبِي عِنْدَ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ وَسِيلَتِي إِلى اللَّهِ وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ أَرْجُو نَجَاةً مِنَ اللَّهِ فَكُونُوا عِنْدَ اللَّهِ رَجَائِي يَاسَادَتِي يَاأَوْلِيَاءَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَلَعَنَ اللَّهُ أَعْدَاءَ اللَّهِ ظَالِمِيهِمْ مِنَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
ص: 235
الزيارة الجامعة الكبيرة(1)
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يااَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَأُصُولَ الْكَرَمِ وَقادَةَ الْأُمَمِ وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الْأَبْرارِ وَدَعائِمَ الْأَخْيارِ وَساسَةَ الْعِبادِ وَاَرْكانَ الْبِلادِ وَاَبْوابَ الإيِمانِ وَأُمَناءَ الرَّحْمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَاَعْلامِ التُّقى وَذَوِي النُّهى وَاُولِي الْحِجى وَكَهْفِ الْوَرى وَوَرَثَةِ الْأَنْبِياءِ وَالْمَثَلِ الْأَعْلى وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى وَحُجَجِ اللَّهِ عَلى
ص: 236
اَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالْأُولى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَةِ كِتابِ اللَّهِ وَاَوْصِياءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللَّهِ وَالأَدِلّاءِ عَلى مَرْضاتِ اللَّهِ وَالْمُسْتَقِرِّينَ(1) فِي اَمْرِ اللَّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالْمُظْهِرِينَ لاَِمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَعِبادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ وَالْقادَةِ الْهُداةِ وَالسَّادَةِ الْوُلاةِ وَالذَّادَةِ الْحُماةِ وَاَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِي الْأَمْرِ وَبَقِيَّةِ اللَّهِ وَخِيرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُوا الْعِلْمِ
ص: 237
مِنْ خَلْقِهِ لاا اِلهَ اِلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَونَ الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ الْقَوَّامُونَ بِاَمْرِهِ الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَاَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ(1) وَاَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ فِي اَرْضِهِ وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ وَاَنْصاراً لِدِينِهِ وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ وَاَرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ وَاَعْلاماً لِعِبادِهِ وَمَناراً فِي بِلادِهِ وَاَدِلّاءَ عَلى صِراطِهِ عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
ص: 238
وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ وَاَكْبَرْتُمْ شَاْنَهُ وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَاَدمتُمْ(1) ذِكْرَهُ وَوَكَّدْتُمْ(2) مِيثاقَهُ وَاحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ وَدَعَوْتُمْ اِلى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فِي جَنْبِهِ(3) وَاَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَجاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ(4) شَرايعَ اَحْكامِهِ وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى فَالراغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ وَاللاَّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ وَالْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زاهِقٌ وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَاِلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ وَحِسابُهُمْ
ص: 239
عَلَيْكُمْ وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ وَآياتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ وَعَزائِمُهُ فِيكُمْ وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ وَاَمرُهُ اِلَيْكُمْ مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والىَ اللَّهَ وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللَّهَ وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللَّهَ وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ اَنْتُمُ الصِّراطُ الْأَقْوَمُ(1) وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ وَالْآيَةُ الْمَخْزُونَةُ وَالْأَمانَةُ الْمَحْفُوظَةُ وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النَّاسُ، مَنْ اَتاكُمْ نَجى وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ، اِلىَ اللَّهِ تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَاِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَاَمِنَ مَنْ لَجَأَ اِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْواهُ وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْواهُ وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ وَمَنْ حارَبَكُمْ
ص: 240
مُشْرِكٌ وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي اَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى، وَجارٍلَكُمْ فِيمابَقِيَ وَاَنَّ اَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ واحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ اَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللَّهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ وَجَعَلَ صَلاتَنا(1) عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنا(2) وَطَهارَةً لاَِنْفُسِنا وَتَزْكِيَةً(3) لَنا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا اِيَّاكُمْ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي اِدْراكِهِ طامِعٌ حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا صِدِّيقٌ وَلا شَهِيدٌ وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ وَلا دَنِيٌّ وَلا
ص: 241
فاضِلٌ وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ وَلا فاجِرٌ طالِحٌ وَلا جَبَّارٌ عَنِيدٌ وَلا شَيْطانٌ مَرِيدٌ وَلا خَلْقٌ فِيما بَيْنَ ذلِكَ شَهِيدٌ اِلّا عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ اَمْرِكُمْ وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ وَتَمامَ نُورِكُمْ وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ وَثَباتَ مَقامِكُمْ وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَاَهْلِي وَمالِي وَاُسْرَتِي أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ اَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ مُوالٍ لَكُمْ وَلأَوْلِيائِكُمْ مُبْغِضٌ لاَِعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ مُطِيعٌ لَكُمْ عارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ مُعْتَرِفٌ بِكُمْ مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لاَِمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ عامِلٌ بِاَمْرِكُمْ مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ زائِرٌ لَكُمْ لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ مُسْتَشْفِعٌ اِلىَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ
ص: 242
بِكُمْ وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ وُمُقَدِّمُكُمْ اَمامَ طَلِبَتِي وَحَوائِجِي وَاِرادَتِي فِي كُلِّ اَحْوالِي وَاُمُورِي مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَرَأْيي لَكُمْ تَبَعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يُحْيِيَ اللَّهُ تَعالى دِينَهُ بِكُمْ وَيَرُدَّكُمْ فِي اَيَّامِهِ وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ وَيُمَكِّنَكُمْ فِي اَرْضِهِ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ(1) آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ اِلىَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمِينَ لَكُمُ الْجاحِدِيْنَ(2) لِحَقِّكُمْ وَالْمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ وَالْغاصِبِيْنَ لإِرْثِكُمُ الشَّاكِّيْنَ فِيكُمُ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ اِلَى النَّارِ فَثَبَّتَنِيَ اللَّهُ اَبَداً ما حَيِيتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ
ص: 243
وَدِينِكُمْ وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمُ التَّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ وَيُمَكَّنُ فِي اَيَّامِكُمْ وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَاَهْلِي وَمالِي مَنْ اَرادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ ، مَوالِيَّ لا اُحْصِي ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ وَاَنْتُمْ نُورُ الْأَخْيارِ وَهُداةُ الْأَبْرارِ وَحُجَجُ الْجَبَّارِ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ(1) وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ اِلّا بِاِذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ وَاِلى جَدِّكُمْ .
ص: 244
(وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام فعِوَضَ : وإلى جدّكم قل : وإلى أخيك) بُعِثَ الرُّوُحُ الْأَمِينُ آتاكُمُ اللَّهُ ما لَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ وَبَخَعَ(1) كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ وَذَلَّ كُلُّ شَيْ ءٍ لَكُمْ وَاَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ ، بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَاَهْلِي وَمالِي ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ وَاَسْماؤُكُمْ فِي الْأَسْماءِ وَاَجْسادُكُمْ فِي الْأَجْسادِ وَاَرْواحُكُمْ فِي الْأَرْواحِ وَاَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَآثارُكُمْ فِي الْآثارِ وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ فَما اَحْلى أَسْماءَكُمْ وَاَكْرَمَ أنْفُسَكُمْ وَاَعْظَمَ شَأْنَكُمْ وَاَجَلَّ خَطَرَكُمْ وَاَوْفى عَهْدَكُمْ وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ كَلامُكُمْ نُورٌ وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ وَعادَتُكُمُ الْإِحْسانُ وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ
ص: 245
وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْواهُ وَمُنْتَهاهُ بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعالِمَ دِينِنا وَاَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ وَالدَّرَجاتُ الرَّفِيعَةُ وَالْمَقامُ الْمَحْمُودُ وَالْمَكانُ(1) الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّه عَزَّوَجَلَّ وَالْجاهُ الْعَظِيمُ وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ رَبَّنا آمَنَّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِيْنَ رَبَّنا لا تُزِغْ
ص: 246
قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الوَهَّابُ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً ياوَلِيَّ اللَّهِ(1) اِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها اِلاَّ رِضاكُمْ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي وَكُنْتُمْ شُفَعائِي فَاِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصىَ اللَّهَ وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللَّهَ وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللَّهَ اَللَّهُمَّ اِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ اَسْأَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعارِفِيْنَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ وَفِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِيْنَ بِشَفاعَتِهِمْ ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ وَصَلّىَ اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيراً وَحَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ص: 247
الزيارة الجامعة الصغيرة(1)
الْسَّلامُ عَلى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَصْفِيَائِهِ الْسَّلامُ عَلى أُمَنَاءِ اللَّهِ وَأَحِبَّائِهِ الْسَّلامُ عَلى أَنْصَارِ اللَّهِ وَخُلَفَائِهِ الْسَّلامُ عَلى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلى مَسَاكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلى مُظْهِرِي أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ الْسَّلامُ عَلى الْدُّعَاةِ إِلى اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَى الْمُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَى الْمُخْلِصِينَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَى الأَدِلّاءِ عَلى اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالى اللَّهَ وَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَمَنْ تَخَلَّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ
ص: 248
مُفَوِّضٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَأَبْرَأُ إِلى اللَّهِ مِنْهُمْ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .
زيارة أمين اللَّه(1)
الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَمِيْنَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبَادِهِ «الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ»(2) أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلى جِوَارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ .
ص: 249
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعَائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ صَابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلائِكَ مُشْتَاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقَائِكَ مُتَزَوِّدَةً الْتَّقْوى لِيَوْمِ جَزَائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ مُفَارِقَةً لاَِخْلَاقِ أَعْدَائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الْدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ .
اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ وَسُبُلَ الْرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ وَأَعْلَامَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ وَأَصْوَاتَ الْدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ وَأَبْوَابَ الإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ وَالإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَعِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَأَعْمَالَ
ص: 250
الْعَامِلِيْنَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَأَرْزَاقَكَ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوَائِزَ الْسَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَمَنَاهِلَ الْظِّمَاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ .
اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَاقْبَلْ ثَنَائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي وَمُنْتَهى مُنَايَ وَغَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .
أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لاَِوْلِيَائِنَا وَكُفَّ عَنّا أَعْدَاءَنَا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ آذَانَا وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيَا وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ وَاجْعَلْهَا الْسُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .
ص: 251
زيارة وارث(1)
السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ الْسَّلامُ [ وَلِيِّ اللَّهِ ] الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الْزَّهْرَاءِ الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى الْسَّلامُ عَلَيْكَ يَاثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الْصَّلاةَ وَآتَيْتَ
ص: 252
الْزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ يَامَوْلايَ يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلابِ الْشَّامِخَةِ وَالأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الْدِّينِ وَأَرْكَانِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ الْبَرُّ الْتَّقِيُّ الْرَّضِيُّ الْزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ الْتَّقْوى وَأَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الْدُّنْيَا وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَايعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْوَاحِكُمْ وَعَلى أَجْسَادِكُمْ وَعَلى أَجْسَامِكُمْ وَعَلى شَاهِدِكُمْ وَعَلى غَائِبِكُمْ وَعَلى
ص: 253
ظَاهِرِكُمْ وَعَلى بَاطِنِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ يَامَوْلايَ يَاأَبَا عَبْدِاللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِالْشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
ص: 254
وفي الختام أهدي ثواب عملي هذا لوالدي ، وأسأل اللَّه أن يتقبّل ذلك بقبول حسن إنّه سميع مجيب . «وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً» .
اللَّهمّ لا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ولا تخرجنا من الدنيا حتّى ترضى عنّا ، ووفّقنا لحجّ بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام وزيارة قبر نبيّك والأئمّة العظام عليهم آلاف التحيّة والسلام وتقبّل اللهمّ حجّنا وسعينا ياعزيز ياعلّام . وصلّى اللَّه على محمّد وآله الكرام .
الكويت الشيخ علي حيدر
سنة1414ه - 1994م
ص: 255