ايجاز التعريف في علم التصريف

اشارة

سرشناسه : ابن مالک، محمدبن عبدالله، 600 - 672ق.

عنوان و نام پديدآور : ايجاز التعريف في علم التصريف / لابن مالک؛ تحقیق الدکتور حسن أحمد العثمان

مشخصات نشر : مکه مکرمه : المکتبة المکية ، 1425ق = 2004م = 1382.

مشخصات ظاهری : 278 صفحه. مقدمه

موضوع : زبان عربی -- صرف

شناسه افزوده : عثمان، حسن أحمد

شماره کتابشناسی ملی : 5480784

توضیح : «إیجاز التعریف فی علم التّصریف»، از جمله آثار ابن مالک (متوفی 672 ق)، نحوی، لغوی و ادیب مشهور اندلسی است که با تحقیق حسن احمد العثمان منتشر شده است. ابن مالک این اثر را به انگیزه تقدیم به سلطان صلاح الدین یوسف بن ایوب نوشته است.این اثر ابن مالک همانند بسیاری از آثار معاصر وی فاقد عنوان بوده و تنها رئوس مطالب با عبارت «فصل» از یکدیگر تفکیک شده است. محقق اثر، کتاب را در قریب به بیست عنوان اصلی که خود مشتمل بر عناوینی فرعی هستند، تدوین نموده و عناوین را با [] مشخص کرده است.

از جمله ویژگی های مهمی که در این اثر به آن توجه شده، اعراب گذاری تمامی متن کتاب است؛ محقق کتاب، با توجه به نقش کلیدی اعراب در علم صرف، به انجام این امر اهتمام ورزیده است.در این اثر ابتدا ابنیه اسم ثلاثی مجرد، رباعی مجرد و خماسی مجرد، ابنیه ماضی و مضارع فعل ثلاثی مجرد، افعال غیر ثلاثی و فعل امر بیان شده است.

کتاب، مشتمل بر پاورقی های مفصلی از محقق کتاب است که در آن ها پیرامون الفاظ، اعلام و برخی عبارات، توضیحات مفصلی با ارجاع به منابع مختلف ارائه شده است که برای محققین قابل استفاده است.

ص: 1

مقدمة المحقق

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ، والصلاة والسّلام على سيدنا رسول اللّه ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فهذا كتاب

1 - مقدمة تحقيق تسهيل الفوائد لمحمد كامل بركات .

2 - مقدمة تحقيق وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم لبدر الزمان النيبالي .

3 - مقدمة تحقيق إكمال الإعلام بمثلث الكلام لسعد حمدان الغامدي .

ص: 2

4 - مقدمة تحقيق شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ لعدنان الدوري .

5 - مقدمة الدماميني في كتابه تعليق الفرائد في شرح تسهيل الفوائد

مستدركا ومصححا في بعض المواضع .

وقد كان اعتمادي في تحقيق هذا الكتاب على نسختين :

أولاهما : المحفوظة في مكتبة شهيد علي برقم 616 .

وثانيتهما : المحفوظة في مكتبة لاله لي برقم 3073 .

وهما نسختان متقنتان ، تامتان ، إلا الصفحة الأولى من النسخة الثانية .

وكنت قد دفعت بالكتاب محققا إلى المطبعة ، وبعيد استلامي للتجربة الطباعية الثانية ، علمت بصدور الكتاب بتحقيق آخر ، فلما اطلعت عليه ازددت يقينا بوجوب صدور هذا الكتاب بتحقيقي .

واللّه سبحانه الموفق والمعين ، ومنه القبول ، وعليه التكلان .

كتب ذلك :

الدكتور حسن أحمد العثمان

ص: 3

التعريف بابن مالك

اشارة

1 - نسبه

2 - مولده .

3 - رحلته إلى الشرق .

4 - شيوخه .

5 - تلاميذه .

6 - مصنفاته .

7 - وفاته .

ص: 4

ص: 5

1 - نسبه

ابن مالك (1) هو : أبو عبد اللّه ، جمال الدين ، محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن عبد اللّه بن مالك ، الطائي ، الجيّاني ، الأندلسي ، نزيل دمشق ، المالكي ، الشافعي .

- الطائي : نسبة إلى قبيلة طيّئ .

قال ابن حزم : جماع أنساب العرب من جرم بن كهلان ، وحمير بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وجرم بطن في طيّئ ،

ص: 6


1- ترجمته في فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي ( 3 / 407 ) ، والوافي بالوفيات للصفدي ( 3 / 359 ) ، والعبر للذهبي ( 5 / 300 ) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ( 5 / 28 ) ، وطبقات الشافعية للأسنوي ( 2 / 454 ) ، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ( 2 / 180 ) ، وذيل معرفة القراء الكبار لابن مكتوم (610) ، ومرآة الجنان لليافعي ( 4 / 173 ) ، وذيل مرآة الزمان لليونيني ( 3 / 76 ) ، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة (133) ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي (201) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 130 ) ، والبداية والنهاية لابن كثير ( 13 / 267 ) ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ( 7 / 244 ) ، ونفح الطيب للمقري ( 2 / 412 ) ، وشذرات الذهب لابن العماد ( 5 / 339 ) ، وتعليق الفرائد على تسهيل الفوائد للدماميني ( 1 / 25 ) ، ومفتاح السعادة لطاش كبريزاده ( 1 / 115 ) ، والمدرسة التحوية في مصر والشام لعبد العال سالم مكرم (149) ، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان ( 5 / 275 ) ، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ( 3 / 140 ) ، ودائرة المعارف الإسلامية ( 1 / 272 العدد الخامس ) ، والأعلام للزركلي ( 7 / 117 ) ، ومقدمة تحقيق تسهيل ابن مالك للدكتور محمد كامل بركات ، ومقدمة تحقيق إكمال الإعلام بتثليث الكلام للدكتور سعد حمدان الغامدي ، ومقدمة تحقيق وفاق المفهوم لبدر الزمان النيبالي .

وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن جلهمة ، وهو طيّئ بن أدد ، وإليه ينتسب أبو عبد اللّه محمد بن مالك النحوي (1) .

- الجيّانيّ : نسبة إلى جيّان ، حيث ولد ، وجيّان من مدن الأندلس الوسطى : قرطبة ، وطليطلة ، وجيّان ، وغرناطة ، والمريّة ، ومالقة . تتصل بكورة ألبيرة ، وتميل عنها إلى ناحية الجوف شرقي قرطبة ، بينها وبين قرطبة سبعة عشر فرسخا (2) .

2 - مولده

ولد ابن مالك ، على الأكثر والأصح من الروايات ، في جيان سنة 600 .

3 - رحلته إلى الشرق

لم تكن الأندلس ، أيام نشأة ابن مالك ، في هدوء واستقرار ، بل كان يغلب عليها القلق والاضطراب ، وتموج في فتن وقلاقل .

ولذا رحل عنها ابن مالك شابا ، متوجها إلى الشرق الذي كان أحسن حالا تحت حكم الأيوبيين .

والأرجح أنه وصل الشرق وهو دون الثلاثين من العمر ، ما بين سنتي ( 625 و 630 ) .

ص: 7


1- انظر مقدمة تحقيق التسهيل (2) .
2- انظر مقدمة تحقيق التسهيل (2) .

غادر ابن مالك الأندلس ، ومرّ بمصر في سلطنة الملك الكامل ناصر الدين بن العادل ( 615 - 635 ) ، وكانت هذه الفترة من حياة الكامل فترة كفاح ونضال مستمرين ضد الصليبيين من ناحية ، وضد إخوته : الفائز ، والأشرف ، والمعظم عيسى ، وابنه الناصر من ناحية أخرى .

فلم يطب لابن مالك عيش بمصر ، فغادرها إلى الحجاز ، حيث أدى فريضة الحج .

ثم غادر الحجاز إلى البلاد الشامية ، فنزل دمشق ، ثم غادرها إلى حلب مارا بحمص وحماة ، نازلا فيهما بعض الوقت ، ومستقرا في حلب سنين عددا ، ثم مغادرا حلب ، مرورا بحماة ثم حمص ، ليستقر في دمشق .

4 - شيوخه

أولا : في بلاد الأندلس

1 - ابن الطيلسان ( . . . - 628 ) :

أبو المظفر ، أو أبو الحسين ، أو أبو الحسن ، ثابت بن خيار ابن ثابت بن محمد بن يوسف بن خيار الكلاعي الغرناطي .

أخذ عنه ابن مالك النحو والقراءات .

2 - الشّلوبين ( 562 - 645 ) :

ص: 8

الأستاذ أبو علي ، محمد بن محمد بن عمر بن عبد اللّه ، الأزدي ، الأشبيلي ، النحوي .

قيل : إن ابن مالك جلس في حلقة الشلوبين ثلاثة عشر يوما .

3 - أبو عبد اللّه بن مالك المرشاني ( . . . - 698 ) :

قرأ عليه ابن مالك كتاب سيبويه .

4 - أبو العباس ، أحمد بن نوار :

أخذ عنه ابن مالك القراءات .

قال محقق التسهيل : " هكذا ورد الخبر في نفح الطيب ، وهو في حاجة إلى تصحيح ، فإن الذي أخذ القراءات على أبي العباس أحمد بن نوار ، وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد اللّه بن مالك المرشاني ، هو ثابت بن خيار ، على ما هو مفصل في التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار ، وعلى ما هو مبين في ترجمته " (1) .

ثانيا : في المشرق

1 - ابن صبّاح ( . . . - 632 ) :

أبو صادق ، الحسن بن صباح ، المصري المخزومي الكاتب .

2 - ابن أبي الصقر ( 548 - 635 ) :

ص: 9


1- مقدمة تحقيق التسهيل (3) . وانظر التكملة لكتاب الصلة (278) .

أبو الفضل ، نجم الدين ، مكرّم بن محمد بن حمزة بن محمد المسند القرشي الدمشقي .

لابن مالك رواية عنه في الحديث .

3 - ابن أبي الفضل المرسي ( 570 - 655 ) :

أبو عبد اللّه ، شرف الدين ، محمد بن أبي الفضل المرسي ، عالم بالأدب والتفسير والحديث .

4 - السخاوي ( 558 - 643 ) :

أبو الحسن ، علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني . له شرح على مفصل الزمخشري ، وهو أول من شرح الشاطبية .

5 - ابن يعيش ( 556 - 643 ) :

موفق الدين ، يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا محمد بن علي الأسدي . شارح المفصل والملوكي .

قال ابن إياز : " والسادس . . . ذهب هذا المصنف إلى إثباته ، وقد تبع في ذلك شيخه أبا البقاء بن يعيش الحلبي ، فإنه عنه أخذ علم العربية ، أخبرني بذلك جماعة " (1) .

6 - ابن عمرون ( 596 - 649 ) :

ص: 10


1- ايجاز التعريف لابن إياز ( 5 / ب ) .

جمال الدين ، أبو عبد اللّه ، محمد بن محمد بن أبي علي بن أبي سعيد بن عمرون الحلبي النحوي .

أخذ عنه ابن مالك النحو .

7 - ابن الحاجب ( 571 - 646 ) :

جمال الدين ، أبو عمرو ، عثمان بن عمر الكردي .

صاحب الكافية النحوية ، والشافية الصرفية . قال الدماميني :

" ذكر الشيخ تاج الدين التبريزي في أواخر شرحه للحاجبية النحوية أن ابن مالك جلس في حلقة تدريس ابن الحاجب ، رحمه اللّه ، وأخذ عنه ، واستفاد منه ، ولم أقف على ذلك لغيره ، ولا أدري من أين أخذه ، واللّه أعلم بحقيقة الحال " (1) .

وذكر ذلك أيضا الخضري في حاشيته على ابن عقيل نقلا عن التبريزي كذلك (2) .

8 - ابن الخباز :

أبو عبد اللّه ، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز .

5 - تلاميذه

1 - ولده بدر الدين ( ت : 686 ) .

ص: 11


1- تعيق الفرائد ( 1 / 30 ) .
2- حاشية الخضري على ابن عقيل ( 1 / 7 ) .

2 - النووي ( ت : 676 ) : شرف الدين ، أبو زكريا ، يحيى ابن شرف ، شارح صحيح مسلم .

3 - ابن جعوان الأنصاري ( ت : 682 ) : شمس الدين ، أبو عبد اللّه ، محمد بن محمد بن عباس .

4 - ابن المنجّا ( ت : 695 ) : زين الدين ، أبو بكر ، منجا بن عثمان بن المنجا التنوخي .

5 - ابن النحاس الحلبي ( ت : 698 ) : بهاء الدين ، أبو عبد اللّه ، محمد بن إبراهيم بن محمد .

6 - اليونيني ( ت : 701 ) : شرف الدين ، أبو الحسين ، علي بن محمد بن أحمد .

7 - البعلي ( ت : 709 ) : شمس الدين ، أبو عبد اللّه ، محمد ابن أبي الفتح .

8 - الأذرعي ( ت : 712 ) : محمد بن إبراهيم بن حازم .

9 - الصيرفي ( ت : 722 ) : أبو المعالي ، أبو عبد اللّه ، محمد بن محمد بن علي بن الصيرفي .

10 - ابن العطار ( ت : 724 ) : علاء الدين ، أبو الحسن ، علي بن إبراهيم بن داود .

ص: 12

11 - شهاب الدين ، أبو الثناء ، محمد بن سلمان الحلبي الدمشقي ، ( ت : 725 ) .

12 - المزي ( ت : 726 ) : زين الدين ، أبو بكر بن يوسف ابن محمود بن عثمان .

13 - ابن شافع الكناني ( ت : 730 ) : ناصر الدين ، شافع ابن علي بن عباس بن شافع الكناني العسقلاني المصري .

14 - القاضي ابن جماعة ( ت : 733 ) : بدر الدين ، أبو عبد اللّه ، محمد بن إبراهيم بن جماعة ، قاضي القضاة .

15 - ابن البارزي ( ت : 738 ) : شرف الدين ، أبو القاسم ، هبة اللّه بن عبد الرحيم بن هبة اللّه البارزي الجهني الحموي القاضي .

16 - ابن غانم الجعفري ( ت : 738 ) : شهاب الدين ، أحمد ابن محمد بن سلمان بن غانم الجعفري .

17 - البرزالي ( ت : 739 ) : علم الدين ، أبو محمد ، القاسم ابن محمد بن يوسف البرزالي .

18 - الفارقي أبو الربيع ، سليمان بن أبي حرب الحنفي الفارقي .

ص: 13

6 - مؤلفاته

1 - أجوبة على أسئلة جمال الدين اليمني في النحو .

ومنها نسخة في المتحف البريطاني 13 ، انظر بروكلمان ( 5 / 296 ) .

2 - أرجوزة في الخط .

ومنها نسخة في باريس 3207 رقم 2 ، انظر بروكلمان ( 5 / 296 ) .

3 - أرجوزة في المثلثات .

ذكرها السيوطي في البغية ( 1 / 131 ) ، وانظر بروكلمان ( 5 / 295 ) .

4 - الإرشاد في الفرق بين الظاء والضاد .

ذكره ابن مالك في مقدمة كتاب الاعتماد في نظائر الظاء والضاد ، ص 23 .

5 - الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد ، وشرحه .

طبع بالنجف ، بتحقيق حسين تورال وزميله سنة 1972 ، وذكره بروكلمان ( 5 / 294 ) ، فظن أن الكتب الثلاثة الاعتماد ، وتحفة الإحظاء ، والاعتضاد ، كتاب واحد ، ذكر في مكتبات

ص: 14

المخطوطات بعناوين مختلفة ، والصواب أن كلا منها كتاب مستقل .

منه نسخة في برلين برقم 7023 ، وثانية بدار الكتب المصرية برقم 576 لغة ، وذكره الدماميني في مقدمة شرحه على التسهيل ( 1 / 30 ) .

6 - الاعتماد في نظائر الظاء والضاد .

حققه حاتم صالح الضامن ، وطبعته مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1984 ، وراجع ما كتبه بروكلمان ( 5 / 295 ) الاعتضاد .

منه نسخة بظاهرية دمشق .

7 - الإعلام بتثليث الكلام .

وهو أرجوزة مربعة في 2755 بيتا ، ألفها وأهداها للملك الناصر بن الملك العزيز عماد الدين صاحب حلب ( 634 - 659 ) .

ذكره محمد بن أبي الفتح البعلي في المثلث ذو المعنى الواحد 65 / أ ، ومنه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع برقم 1602 في 50 ورقة من 16 / أإلى 66 / ب ، ونسخة ثانية برقم 1593 ، وتوجد منه نسخ في الإسكوريال برقم 1411 / 3 ، ودار الكتب المصرية برقم 310 لغة ، وانظر بروكلمان ( 5 / 295 ) .

ص: 15

طبع في مصر سنة 1329 / 1897 ، بتصحيح وشرح أحمد ابن الأمين الشنقيطي .

8 - إكمال الإعلام بمثلث الكلام :

ذكره المقري في نفح الطيب ( 2 / 225 ) ، وابن العماد في شذرات الذهب ( 5 / 339 ) ، والكشف ( 1 / 144 ) ، وفوات الوفيات ( 3 / 408 ) ، والوافي بالوفيات ( 3 / 360 ) ، وفي الشذرات بلفظ " تثليث الكلام " .

ومنه نسخة في دار الكتب المصرية برقم 738 لغة في 258 صفحة ، مكتوبة في عام 691 ، وحققه سعد بن حمدان الغامدي ، وطبعته جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1404 .

9 - إكمال عمدة الحافظ وعدة اللافظ .

ذكره في البغية ( 1 / 131 ) ، وكشف الظنون ( 2 / 1170 ) ، وذكر ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة واللغويين ( 1 / 135 ) بلفظ : إكمال العدة ( بدون ميم بين العين والدال ) ، ويبدو أنهما واحد لأن اسم الأصل " عمدة الحافظ وعدة اللافظ " وشرحها ، وقال : " وهو جيد مفيد ، وفيه مسائل ليست في التسهيل وشرحه " .

10 - الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة .

ص: 16

ذكره بروكلمان ( 5 / 294 ) ، ومنه نسخ في الظاهرية برقم 1602 ، ودار الكتب المصرية برقم 530 لغة تيمور ، وبرلين برقم 7041 ، ورامفور برقم 60 .

طبع بتحقيق الدكتورة نجاة حسن عبد اللّه نولي . مكة المكرمة - جامعة أم القرى - مركز إحياء التراث الإسلامي - ط 1 - 1411 / 1991 .

11 - الألفية ( وهي الخلاصة ) .

طبعت مرات مفردة ومع شروحها . انظر بروكلمان ( 5 / 277 - 91 ) .

12 - إيجاز التعريف في علم التصريف

وهو كتابنا هذا .

ذكره في بغية الوعاة ( 1 / 132 ) بلفظ مختلف ، وحاجي خليفة في الكشف ( 1 / 205 ) ، والبغدادي في هدية العارفين ( 2 / 130 ) ، وبروكلمان ( 5 / 294 ) ، ومنه نسخ في دار الكتب المصرية برقم 37 تيمورية صرف ، والإسكوريال ثان 86 رقم 3 ، والأحمدية بحلب ضمن مجموع برقم 98 ، وشهيد علي برقم 616 ، ولاله لي برقم 3073 .

13 - بغية الأريب وغنية الأديب في الأصول .

ص: 17

ذكره في هدية العارفين ( 2 / 130 ) .

14 - بلغة ذوي الخصاصة في شرح الخلاصة - شرح الألفية .

15 - بيان ما فيه لغات ثلاث وأكثر .

ذكره بروكلمان ( 5 / 295 ) ، ومنه نسخة في دار الكتب المصرية ضمن مجموع برقم 509 ومكتبة حسن حسني عبد الوهاب برقم 18483 .

16 - بيتان في ضوابط ظاءات القرآن مع الشرح .

منه نسخة في الظاهرية ، انظر بروكلمان ( 5 / 296 ) .

17 - تحفة الإحظاء في الفرق بين الضاد والظاء .

ذكره بروكلمان ( 5 / 295 ) ، وراجع الاعتضاد .

ومنه نسخة في مكتبة شهيد علي باشا باستنبول برقم 2677 وقارنه بما في دار الكتب المصرية برقم 5830 ، وعنوانه : كتاب في الفرق بين الضاد والظاء .

18 - تحفة المودود في المقصور والممدود .

ذكره في البغية ( 1 / 131 ) باسم المقصور والممدود وشرحه ، والكشف ( 2 / 1344 ) ، وبروكلمان ( 5 / 294 ) .

ص: 18

وطبع بمصر سنة 1897 بعناية إبراهيم اليازجي ، ثم سنة 1329 بعناية أحمد أمين الشنقيطي .

ومنه نسخ في دار الكتب المصرية برقم 52 ش لغة ، ومكتبة الأوقاف ببغداد رقم 6097 ضمن مجموع ، ومكتبة فيض اللّه برقم 2129 .

19 - تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد .

وهو مختصر من كتابه " الفوائد " في النحو ، كما ذكره في البغية ( 1 / 132 ) ، والكشف ( 1 / 405 ) .

وطبع بتحقيق محمد كامل بركات في القاهرة ، دار الكاتب العربي ، ط 1 ، سنة 1967 .

20 - التعريف شرح ضروري التصريف .

ذكره في الكشف ( 2 / 1087 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

21 - ثلاثيات الأفعال .

ذكره بروكلمان ( 5 / 295 ) . ومنه نسخ في الأحمدية بتونس برقم 3663 ، والظاهرية برقم 9213 ، ودار الكتب المصرية برقم 186 صرف ، و 295 لغة .

وطبع بتحقيق الدكتور سليمان العايد .

22 - جمع اللغات المشكلة .

ص: 19

ذكره في القاموس والتاج ( فتأ ) .

23 - حوز المعاني في اختصار حرز الأماني .

وهو اختصار للشاطبية في القراءات .

ذكره في الكشف ( 1 / 649 و 694 ) ، وفي الهداية ( 2 / 130 ) .

24 - ذكر معاني أبنية الأسماء الموجودة في المفصل .

ذكره بروكلمان ( 5 / 227 ، 296 ) .

ومنها نسخة في الظاهرية ضمن مجموع برقم 1593 في أربعة أوراق مكتوبة في عام 738 .

25 - رسالة في الاشتقاق .

ذكره حاجي خليفة في الكشف ( 2 / 1270 ) .

وتوجد نسخة منها فريدة في الظاهرية ضمن مجموع برقم 1593 في ورقتين ( 75 / ب - 77 / أ ) .

26 - سبك المنظوم وفك المختوم .

ذكره في البغية ( 1 / 133 ) عن الذهبي في تاريخ الإسلام أنه وقف عليه ، والكشف ( 2 / 978 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

ومنه نسخة في برلين برقم 6630 . انظر بروكلمان ( 5 / 294 ) .

ص: 20

27 - شرح إكمال عمدة الحافظ وعدة اللافظ .

ذكره ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة واللغويين ( 1 / 135 ) ، والسيوطي في البغية ( 1 / 131 ) ، وحاجي خليفة في الكشف ( 2 / 1170 ) .

28 - شرح الألفية .

وهو شرح الخلاصة ، واسمه : " بلغة ذوي الخصاصة في شرح الخلاصة " .

ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ، وقال في ترجمته : وله الخلاصة وشرحها . هكذا نقله السيوطي عنه في البغية ( 1 / 133 ) ، وكذلك نقله عن الذهبي صاحب الكشف ( 1 / 151 ) ، وذكره البغدادي في الهدية ( 2 / 130 ) باسم بلغة ذوي الخصاصة في شرح الخلاصة .

29 - شرح التسهيل .

طبع بتحقيق عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون ، مصر ، دار هجر ، ط 1 ، 1410 / 1990 . وانظر بروكلمان ( 5 / 276 ) .

30 - شرح الجزولية .

ص: 21

أثبته السيوطي في البغية ( 1 / 133 ) ، وقال : " رأيت بخط الذهبي في مختصر طبقات النحاة للقفطي في ترجمة الجزولي أن ابن مالك شرح الجزولية " . وذكره في الكشف ( 2 / 1800 ) ، ونقل من أو - له عدة أسطر ، مما جعلنا نثبت أن ابن مالك قد شرحه .

وذكره البغدادي في الهدية ( 2 / 130 ) باسم " المنهاج الجلي شرح قانون الجزولي " ، وهذه التسمية تدل على اطلاع البغدادي عليه ، فإن الآخرين لم يسمياه به .

31 - شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ .

طبع بتحقيق عدنان الدوري ، العراق ، بغداد ، مطبعة العاني ، ط 1 ، 1397 / 1977 .

ذكره في البغية ( 1 / 131 ) ، والكشف ( 2 / 1166 ) ، وانظر بروكلمان ( 5 / 294 ) .

32 - شرح الكافية الشافية ( أو الوافية شرح الكافية الشافية ) .

طبع بتحقيق الدكتور عبد المنعم هريدي ، مكة المكرمة ، جامعة أم القرى ، مركز إحياء التراث الإسلامي ، ط 1 ، 1402 / 1982 .

33 - شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ( للبخاري ) .

ص: 22

ذكره في البغية ( 1 / 131 ) ، والكشف ( 1 / 553 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

وطبع في القاهرة سنة 1957 بتصحيح وتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، ويحققه بعض الدارسين في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض .

34 - الضرب في معرفة لسان العرب .

ذكره في شذرات الذهب ( 5 / 339 ) ، وإيضاح المكنون ( 2 / 73 ) ، وهدية العارفين ( 2 / 130 ) .

35 - ضروري التصريف .

مختصر ذكره الكشف ( 2 / 1087 ) ، وعده متنا للتعريف في ضروري التصريف ، والصواب أنهما واحد .

36 - كتاب العروض .

ذكره طاش كبرى زادة في مفتاح السعادة ( 1 / 216 ) ، وبروكلمان ( 5 / 294 ) . ومنه نسخة في الإسكوريال برقم 6 .

37 - عمدة الحافظ وعدة اللافظ .

ذكره في البغية ( 1 / 131 ) ، والكشف ( 2 / 1166 ) ، وبروكلمان ( 5 / 294 ) .

38 - فتاوى في العربية .

ص: 23

ذكره في البغية ( 1 / 132 ) ، والكشف ( 2 / 1219 و 1226 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

39 - فعل وأفعل .

ذكره في البغية ( 1 / 132 ) ، والكشف ( 2 / 1395 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

40 - الفوائد في النحو .

عده السيوطي في البغية ( 1 / 132 ) كتابا مستقلا وليس بتسهيل الفوائد ، وأنكر على الصلاح الصفدي في ظنه أنه تسهيل الفوائد . وكذلك قال في الكشف ( 1 / 405 ) أنه لخص التسهيل من مجموعته المسماة بالفوائد ، ثم ذكره في ( 2 / 1301 ) ، ووافقه في الهدية ( 2 / 130 ) .

ولعل صاحب كشف الظنون اطلع على تصريح الدماميني بذلك في مقدمة شرحه على التسهيل ( 1 / 31 ) .

41 - القصيدة الدالية المالكية في القراءات .

فيها إضافة إلى الشاطبية . ذكرها في البغية ( 1 / 132 ) ، والكشف ( 2 / 1338 ) ، والهدية ( 2 / 130 ) .

ومنها نسخة في لاله لي باستنبول برقم 62 ، وفي دار الكتب المصرية برقم 23035 / ب . وانظر بروكلمان ( 5 / 295 ) .

ص: 24

42 - قصيدة في الأسماء المؤنثة .

ذكرها بروكلمان ( 5 / 295 ) .

43 - الكافية الشافية ( منظومة ) .

طبعت بمطبعة الهلال في مصر سنة 1914 ، وكذلك مع شرحها فيما نشره مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة . وهي أصل الخلاصة الألفية . وانظر بروكلمان ( 5 / 293 ) .

44 - لامية الأفعال .

ذكرها في الكشف ( 1 / 133 و 2 / 1536 ) ، وذكرها السيوطي في البغية ( 1 / 131 ) ، وطبعت في الهند ، ومصر ، وفاس ، وتونس عدة طبعات . وانظر بروكلمان ( 5 / 291 - 92 ) .

45 - المثلث ذو المعنى الواحد .

انظر بروكلمان ( 5 / 295 ) .

46 - مفتاح الأفعال ( منظومة ) .

منه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع برقم 8177 ، في خمس ورقات ( 67 / أ - 71 / أ ) .

47 - المقدمة الأسدية .

ص: 25

ذكرها في الكشف ( 2 / 1798 ) ، وفي ( 1 / 82 ) باسم " الأسدية " ، وذكر أنها مقدمة في النحو صنفها لولده التقي محمد المعروف بالأسد . وتوجد منها نسخة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم 9669 .

48 - منظومة فيما ورد من الأفعال بالواو والياء .

ذكرها السيوطي في المزهر ( 2 / 279 ) ، ونقل 49 بيتا ، ولعله كل القصيدة ، وبروكلمان ( 5 / 295 ) ، وطبعت عدة طبعات أولاها بالقاهرة سنة 1278 ه .

49 - الموصّل في شرح المفصّل .

ذكره في الهدية ( 2 / 130 ) ، والكشف ( 2 / 1774 ) ، والبغية ( 1 / 132 ) ، وفيه أنه نظم للمفصل واسمه الموصل ، ويبدو أن الصواب هو الأول .

50 - النظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز ، وشرحه .

ذكره في البغية ( 1 / 132 ) .

ومنه نسخة فريدة في مكتبة شهيد علي باشا بإستنبول برقم 2677 في 41 صفحة .

وقد طبع الشرح بتحقيق الدكتور علي حسن البواب ، الرياض ، دار العلوم ، ط 1 ، 1405 ه .

ص: 26

51 - نظم الفرائد .

ذكره السيوطي في البغية ( 1 / 132 ) أنه رآه ، وقال : " وهو ضوابط وفوائد منظومة ، ليست على روي واحد " .

ومثله نقل في الكشف 2 / 1964 عن أبي الخير ، ووافقه في الهدية 2 / 130 .

نشر بتحقيق الدكتور سليمان العايد .

52 - النكت على الوافية شرح الكافية الشافية .

ذكره في الكشف ( 2 / 1369 ) .

53 - وفاق الاستعمال في الإعجام والإهمال .

ذكره بروكلمان ( 5 / 295 ) ، ومنه نسخة فريدة في مكتبة شهيد علي باستنبول ضمن مجموع برقم 2677 في ثماني ورقات ( 30 - 37 ) .

54 - وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم .

طبع بتحقيق بدر الزمان شفيع النيبالي . المدينة المنورة ، مكتبة الإيمان ، ط 1 ، 1409 / 1989 .

* قال محقق وفاق المفهوم : وبعد عرض كتب ابن مالك ، أود أن أنبه إلى بعض الكتب التي نسبت إليه خطأ وليست له :

1 - كتاب ألف الإبدال .

ص: 27

ذكره في كشف الظنون ( 2 / 1396 ) ، ووافقه في هدية العارفين ( 2 / 130 ) ، وأظنه تحريفا للبيت المذكور في البغية ( 1 / 132 ) :

وألّف في الإبدال مختصرا له

دعاه الوفاق فاق تصنيف من خلا

2 - بحر الفوائد العلية .

منه نسخة في المكتبة المظهرية بالمينة المنورة ، ضمن مجموع برقم 13 ، بدون ذكر اسم المؤلف ، ونسبه بعضهم إلى ابن مالك ، وليس كذلك فإن فيه آراء لتلميذه شمس الدين بن جعوان .

3 - نظم كفاية المتحفظ .

نسبه بعضهم إليه وهو لأبي عبد اللّه شهاب الدين محمد بن أحمد بن الخويّ ( ت : 693 ) ، كما ورد في فهرس الأزهرية ( 4 / 40 ) .

4 - مختصر في الفرق بين الضاد والظاء والذال .

وهو لأبي عبد اللّه محمد بن مسعود المقدسي ، وقد ورد اسمه صريحا في الورقة الأولى من الكتاب ، ومنه نسخة في مكتبة شهيد علي باستنبول ضمن مجموع برقم 2677 / 4 .

ص: 28

7 - وفاته

توفي ابن مالك ، رحمه اللّه ، بدمشق في الثاني عشر من شعبان من سنة اثنتين وسبعين وستمئة للهجرة النبوية الشريفة ، وصلّي عليه بالجامع الأموي . ودفن بسفح قاسيون بالروضة قرب الموفق في تربة القاضي عز الدين بن الصائغ ، وقيل : في تربة ابن جعوان .

ص: 29

[صور أوائل وأواخر النسخ الخطية المعتمدة فی التحقيق]

الصورة

الصفحة الأولى من نسخة شهيد علي

ص: 30

الصورة

الصفحة الأخيرة من نسخة شهيد علي

ص: 31

الصورة

الصفحة الأولى من نسخة لا له لي

ص: 32

الصورة

الصفحة الأخيرة من نسخة لا له لي

ص: 33

إيجاز التّعريف في علم التّصريف لابن مالك ( ت 672 ه )

ص: 34

ص: 35

[ المقدمة ]

بسم اللّه الرحمن الرحيم

وصلّى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم

قال الفقير إلى رحمة ربّه ، المستوهب مغفرة ذنبه ، محمد ابن عبد اللّه بن مالك ، الطّائيّ ، الجيّانيّ :

أمّا بعد حمد اللّه الذي لا ردّ لكلمته ، ولا حدّ لعظمته ، والصّلاة على صفوة العالم وخيرته ، وناسخ الشّرائع بشريعته ، وعلى آله وأصحابه وأسرته :

فإنّ التّصريف علم تتشوّف إليه (1) الهمم العليّة ، ويتوقّف عليه وضوح الحكم العربيّة ، ويفتح من أبواب النّحو ما كان مقفلا ، ويفصّل من أصوله ما كان مجملا ، وقد مكّنت فيه بتوفيق إلاهيّ ، وسعد ناصريّ ، من انقياد الشّوارد ، وازدياد الفوائد ، وتحصيل القواعد ، وتفصيل المقاصد ؛ بعبارة تستعذب ، وإشارة لا تستصعب ، فألّفت ذلك في مجموع سمّيته : ( إيجاز التّعريف في

ص: 1


1- أي : تتطلّع إليه . اللسان ( شوف ) .

علم التّصريف ) ، والباعث على ثني عنان العناية إليه ، وشحذ سنان العزم عليه ، التّشرّف بخدمة مولانا السلطان ، الملك ، الناصر ، صلاح الدين (1) ، أعزّ اللّه ببقائه الدّين والعباد ، وأدام مزيد ارتقائه ما استمرّت الآباد ، فلقد اختصّ من السّجايا الكريمة بأجملها ، ومن المزايا العميمة بأكملها ، فلذلك لم يشغله تدبير مملكته الواسعة ، وأقطارها الشّاسعة ، عن الإعياء في الفضائل ، والإرباء على الأوائل ، حتّى استقلّ الفضلاء حاصلهم فيما لديه ، واضمحلّ طائلهم إذا نظروا إليه ، فأعداؤه من سطوته وجلون ، وأولياؤه عند رؤيته خجلون ، علما بأنّ الأزمنة تضيق عن حصر معاليه ، والألسنة لا تضيق عن حصر شكر أياديه ، لكنّ المحبّة إلى إنفاد الوسع داعية ، والنّفوس بحسب الإمكان في مراضيه

ص: 2


1- الناصر صلاح الدين ( 627 - 658 ) : الملك الناصر ، صلاح الدين ، أبو المظفر ، يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ؛ فاتح بيت المقدس ، رحمهم اللّه أجمعين . ولد بقلعة حلب في رمضان سنة 627 ، وتولى الملك عند موت والده العزيز سنة 634 ، وعمره سبع سنوات ، فقام وزراء أبيه بتدبير مملكته ، لا يمضون أمرا إلا بالرجوع إلى عمته الصاحبة ضيفة خاتون ، إلى أن توفيت سنة 640 ، فاستقل الناصر بالملك ، وأمر ونهى وعمره 13 عاما ، ثم أضاف إلى حلب أعمالا كثيرة ، منها : بلاد الجزيرة وحران والرّها والرقة ورأس عين وحمص ، ودخلت الموصل وماردين في طاعته ، وأضاف إلى ذلك كله دمشق سنة 648 ، وفي هذه السنة توجه إلى مصر فدخلها عنوة ، ثم انهزم عنها إلى دمشق ، واستقر فيها إلى أن دهم التتار البلاد ، فهرب وتشرد ، ثم أسر ، وقتله هولاكو في 25 شوال سنة 658 ، وعمل عزاؤه في قلعة الجبل بالديار المصرية في 26 ربيع الآخر سنة 659 . ( انظر ترجمته في : العبر للذهبي ( 5 / 256 ) ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ( 7 / 203 ) ، ومرآة الجنان لليافعي ( 4 / 151 ) ، وذيل مرآة الزمان لليونيني ( 1 / 461 ، 2 / 134 ) ، والقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون ( 1 / 147 ) ، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي (102) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 4 / 10 ) ، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي ( 4 / 361 ) ، وشذرات الذهب لابن العماد ( 5 / 299 ) .

ساعية ، فلهذا سهل إقدامي على ما أنا فيه ، وإن فقت الدّارين ، كحامل المسك إلى دارين (1) ، وفي تقبّل اللّه تعالى تقرّب أوليائه بأعمال هي من جملة آلائه ، تمهيد المعذرة للأنفس الحذرة ، واللّه تعالى يسعف بحصول المنويّ ، وقبول المحفوظ والمرويّ ، بمنّه ويمنه .

[ تعريف التّصريف ]

فصل : التّصريف علم يتعلّق ببنية الكلمة ، وما لحروفها من زيادة ، وأصالة ، وصحّة ، واعتلال ، وشبه ذلك .

[ ما يدخله التّصريف ]

ومتعلّقه من الكلمات : الأسماء التي لا تشبه الحروف ، والأفعال .

[ المجرّد من الأسماء والأفعال ]

وكلّ ما ليس بعض حروفه زائدا من القبيلين يسمّى مجرّدا .

[ أقصى ما تصل إليه الأسماء والأفعال بالتّجرّد ]

ولا يتجاوز المجرّد خمسة أحرف إن كان اسما ، و ( ولا أربعة ) (2) أحرف إن كان فعلا .

ص: 3


1- دارين : فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند ، وينسب إليها ، فيقال : مسك دارين ، ومسك داريّ . انظر الصحاح واللسان ( درن ) ، ومعجم البلدان لياقوت ( 2 / 432 ) .
2- ب : " وأربعة " .

[ أقلّ ما تبنى منه الأسماء والأفعال ]

ولا ينقصان في الوضع عن ثلاثة أحرف ؛ حرف مبدوء به (1) ، وحرف موقوف عليه ، وحرف مفصول به بينهما .

[ أبنية الاسم الثّلاثيّ المجرّد ]

فالاسم المجرّد الثّلاثيّ مفتوح الأوّل ، أو مكسوره ، أو مضمومه .

- والمفتوح الأوّل :

إمّا ساكن الثّاني ، نحو : كعب ، وصعب (2) .

وإما مفتوح الثّاني ، نحو : رسن ، وحسن .

وإمّا مكسور الثّاني ، نحو : نمر ، وحذر .

وإمّا مضموم الثاني ، نحو : سبع ، وطمع .

- و ( مكسور ) (3) الأوّل :

إمّا ساكن الثاني ، نحو : ظلف ، وجلف .

وإمّا مفتوح الثّاني ، نحو : إرم ، وزيم (4) .

ص: 4


1- نهاية السقط من النسخة " ب " ، إذ تبتدئ هذه النسخة بقوله : " وحرف موقوف عليه ، وحرف . . . " .
2- مثّل ابن مالك ، رحمه اللّه تعالى ، لهذا البناء بمثالين : الأول اسم ، والثاني صفة ، وكذا الأمر فيما يأتي من الأبنية .
3- ب : " والمكسور " .
4- إرم : حجارة تنصب علما في المفازة ، والجمع آرام وأروم . وإرم : والد عاد الأولى ، وقيل : هي عاد الأخيرة ، وقيل : هي اسم بلدتهم . اللسان ( أرم ) . زيم : اسم فرس جابر بن حنين ، وهو في الأصل وصف بمعنى متفرّق ، قال سيبويه : لا نعلم فعلا جاء صفة إلا في عدى ، وهو اسم جنس وصف به الجمع ، كالسّفر والرّكب ، وليس بتكسير ؛ لأنه لا نظير له في الجموع المكسّرة ، وزاد المبرد : قيما . وزاد غيره : زيما ، بمعنى : متفرّق غير مجتمع بمكان واحد ، وبمعنى : ضيّق أيضا ، ورجلا رضى . وفي الممتع : وأمّا سوى وقيم من قوله تعالى : ( مَكاناً سُوىً ) ، و ( دِيناً قِيَماً ) فلا حجة فيهما على إثبات فعل وصفا ، لأنّ الأوّل في الأصل اسم للشيء المستوي ، والثاني في الأصل مصدر . قال : وكذلك قولهم : سبي طيبة ، وماء روى ، وماء صرى ، لا حجّة في شيء من ذلك على إثبات فعل في الصفات ؛ لأنّ جميع ذلك لا يطابق موصوفه : أما طيبة فإنه مؤنث اللفظ ، وهو تابع لمذكر ، وأما روى وصرى ، فيوصف بهما الجمع والمفرد على صورة واحدة ، وقد تقدم أن الصفة إذا كانت كذلك كان محكوما لها بحكم الأسماء . وانظر الكتاب ( 4 / 244 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 192 ) ، ونكت الشنتري ( 2 / 1142 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش ( 21 - 22 ) ، وشرح المفصل له ( 6 / 113 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 22 - 25 ) ، والبحر لأبي حيان ( 8 / 56 ) .

وإمّا مكسور الثّاني ، نحو : إبل ، وبلز (1) .

- ( ومضموم ) (2) الأوّل :

إمّا ساكن الثّاني ، نحو : برّ ، ومرّ .

وإمّا مفتوح الثّاني ، نحو : نغر (3) ، وغدر .

وإمّا مضموم الثّاني ، نحو : طنب (4) ، وجنب .

فهذه عشرة أبنية ، أقلّها استعمالا المكسور الأوّل والثّاني (5) .

ص: 5


1- البلز والبلزّ : الرجل القصير ، والمرأة القصيرة ، والضخمة المكتنزة ، وقيل : والخفيفة أيضا . اللسان والتاج ( بلز ) .
2- ب : " والمضموم " .
3- النّغر : ضرب من العصافير ، وقيل : يشبه العصافير ، أحمر المنقار ، وأصول الحنك ، وقيل : هو من صغار العصافير تراه أبدا صغيرا ضاويا ، والجمع : نغران . اللسان ( نغر ) .
4- الطّنب والطّنب : حبل الخباء والسّرادق ونحوهما ، والوتد ، وعرق الشّجر ، وعصب الجسد ، والطرف والناحية ، وسير في القوس العربية . اللسان ( طنب ) .
5- إذ لم يأت على فعل اتفاقا إلا إبل ، وأمّا بلز فقال بعضهم : الأصل فيه بلزّ ، بتشديد الزاي ، فمخفّفها فرع عنه ، ولذا لا يعتدّ به ؛ لأن الكلام عن الأبنية الأصول . وذكروا غير إبل وبلز عددا من الأمثلة ، والمتأمّل فيها يجدها لغات فرعية ، أو ضعيفة ، أو حكايات أصوات مما استعمل في زجر الدّوابّ ، أو في غير ذلك ، وهي : 1 - إبد للأتان الوحشية ، والولود من النساء . 2 - ولا أفعل ذلك إبد الأبد . 3 - حبر : للصّفرة تعلو الأسنان . 4 - بلص : لطائر البلصوص . 5 - عبل : اسم بلد . 6 - حلز : للرّجل البخيل الضّيّق . 7 - جلخ جلب ، جلخ طلب ، خلج جنب ، حلج بلج ، جلن بلن : لعبة للصّبيان . 8 - جحط ، جحظ ، إحط ، إحظ ، إجط : زجر للغلم . 9 - جحض : زجر للكبش . 10 - جطح : زجر للعنز . 11 - إجص : زجر للعنز والجمل . 12 - جظر : زجر للعنز والجمل أيضا . 13 - إجد : زجر للإبل ، وقيل : للخيل . 14 - بذخ بذح : زجر للبعير . 15 - تغر تغر ، تقر تقر : حكاية للضحك . 16 - دبس ، إثر : خلاصة السّمن ، إطل ، إبط ، مسك ، خطب ، نكح ، سلم : كلّها لغات في ساكن العين منها . 17 - إجد : للناقة القويّة ، حبك : لغات من أجد وحبك . 18 - إقط : لغة في أقط . 19 - مشط : لغة في مشط ، مثلث الفاء ساكن العين . وانظر ليس في كلام العرب لابن خالويه (96) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 18 ) ، ونظم الفرائد لابن مالك ( 6 / أ ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 65 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (14) ، والارتشاف لأبي حيان ( 1 / 19 ) ، والمرادي على الألفية ( 5 / 219 ) ، وشرح ركن الدين على الشافية ( 1 / 328 ) ، والمزهر للسيوطي ( 2 / 65 ) .

وأهملوا مكسور الأوّل مضموم الثّاني (1) ؛ لأنّ الكسرة ثقيلة ، والضّمّة أثقل منها ، فكرهوا الانتقال من مستتقل إلى أثقل منه ،

ص: 6


1- ذكروا على ذلك لفظة واحدة ، وهي : حبك ، والحبك : تكسّر كلّ شيء ، كالرّمل والماء ، إذا مرت به الريح ، وقد وردت هذه اللفظة قراءة في قوله تعالى : ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) في الآية 7 من سورة الذاريات . وخرّجت هذه القراءة بما يلي : 1 - سهو من القارئ : هذا التوجيه ذكره ابن جني في المحتسب . 2 - تداخلت على القارئ لغتا الحبك بكسرتين والحبك بضمتين ، فنطق بالحاء على اللغة الأولى والباء على اللغة الثانية : وهذا التوجيه عن ابن جني كذلك . 3 - إن القارئ لما نطق بالحاء مكسورة ذهل وتوهّم أنه نطق بها مضمومة على لغة من ضم الحاء والباء ، فجاء بالباء مضمومة على هذه اللغة : توجيه ذكره الجاربردي . 4 - إن القارئ لما نطق بالحاء مكسورة على لغة من يقول ( حبك ) تنبّه إلى أن القراءة الأشهر هي ( الْحُبُكِ ) بضمتين ، فعدل في الباء إلى القراءة المشهورة : توجيه ثالث لابن جني . 5 - إن القارئ كسر الحاء اتباعا لكسرة تاء ( ذات ) ، ولم يعتدّ باللام الساكنة ، في ( الحبك ) ؛ لأن الساكن حاجز غير حصين : توجيه ذكره أبو حيان . ولا يخفى ما في هذه التوجيهات جميعها من التكلف ، كما لا يخفى إمكان إسقاطها جميعها . بقي أن يقال : في هذه اللفظة ( الحبك ) تسع قراءات . وانظر جميع القراءات وتوجيهاتها ، وما يمكن أن ترد به في : المحتسب ( 2 / 287 ) ، وشواذ ابن خالويه (145) ، وشواذ الكرماني (229) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2021 - 2022 ) ، والشافية ( 10 - 12 ) ، وشرحها لمصنفها ( 5 / أ ) ، وللرضي ( 1 / 39 ) ، وللجاربردي (30) ، وإيجاز التعريف لابن إياز ( 5 / 2 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (8) ، والارتشاف لأبي حيان ( 1 / 19 ) ، والبحر له أيضا ( 8 / 134 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 355 ) .

وليس كذلك الانتقال من ضمّة إلى كسرة ؛ لأنّه تخلّص من زيادة الثّقل ، ولذلك لم يهملوا ( فعل ) ؛ بل خصّوه بالفعل الذي لم يسمّ فاعله ، ثمّ نبّهوا على أنّ اطّراحه في الأسماء ليس لمانع فيه ، بقولهم : دئل (1) لدويبّة ، ووعل (2) في الوعل ، و ( رئم ) (3) للسّه ، إلا أنّ أكثر النّحويّين لم يعتدّوا بهذا البناء في الأسماء ؛ لعلمهم أنه في الأصل مقصود به اختصاص الفعل الذي لم يسمّ فاعله ،

ص: 7


1- الدّئل : دويبّة شبيهة بابن عرس ، وقيل : دويبّة كالثّعلب . الصحاح واللسان ( دأل ) .
2- الوعل والوعل والوعل : تيس الجبل . التهذيب للأزهري ( وعل : 3 / 201 ) ، والمحكم لابن سيدة ( 2 / 260 ) ، واللسان ( وعل ) .
3- أ : " زيم " . تصحيف . والسّته والسّه والسّه : الاست . اللسان ( رأم ، سته ) .

واعتدّوا بموازن ( فعل ) ، على قلّته ؛ لأنّه لم يوجد في غير الأسماء ، ولأنّه لا مانع له من نفسه ؛ إذ الكسرتان أقلّ ثقلا من الضّمّتين ، وذو الضّمّتين في الكلام كثير ، فذو الكسرتين حقيق بكثرة النّظائر ، إلا أنّه قلّت نظائره اتّفاقا ، فلم يسع إلا التّسليم .

[ أبنية الاسم الرّباعيّ المجرّد ]

(1) فصل : الرّباعيّ المجرّد من الأسماء

إن كان مفتوح الأوّل فله وزن واحد : ( فعلل ) ، كجعفر ، و ( قرهب ) (2) ، وهو الثّور المسنّ .

وإن كان مكسور الأوّل فله ثلاثة أوزان :

( فعلل ) (3) :

ص: 8


1- كانت القسمة العقلية تقتضي أن يكون للاسم الرّباعيّ ثمانية وأربعون بناء ؛ لأنّ للفاء ثلاثة أحوال هي الحركات الثلاث ، وللعين أربعة أحوال هي الحركات الثلاث والسّكون ، وإذا ضرب ثلاثة في أربعة خرجا اثنا عشر بناء ، وللام الأولى أربعة أحوال أيضا كالعين ، وإذا ضرب اثنا عشر ، وهي أبنية الفاء مع العين ، في أربعة خرج ثمانية وأربعون بناء ، تسقط ثلاثة منها لاشتمالها على التقاء الساكنين ، وذلك محذور ، وهي فتح الفاء مع سكون العين واللام الأولى ، أو ضمها مع سكونهما ، أو كسرها مع سكونهما ، فيبقى خمسة وأربعون بناء ، ولم ينقل منها إلا خمسة متفق عليها ، وسادس الذي أضافه الأخفش ، استثقالا للباقي ، واستغناء بالثلاثي عنها لخفته . انظر شرح الشافية للرضي ( 1 / 47 ) ، ولليزدي ( 1 / 43 ) .
2- أ : " قزهب " . تصحيف .
3- يرى الجاربردي أن في ثبوت فعلل بحثا ، لأنّ درهما معرّب ، وهبلعا وهجرعا رباعيّان إن قلنا بأصالة الهاء ، وثلاثيان إن قلنا بزيادتها ، كما هو مذهب الأخفش فيهما . والحقّ ثبوت هذا الوزن ، على قلّة أمثلته ، لأمور : أولها : لنا ان لا نسلّم تعريب درهم . وثانيها : وأن لا نسلم زيادة هاء هبلع وهجرع ، كما هو مذهب الأخفش ، فقد حكم بأصالتها عدد غير قليل من الأئمة ، كالخليل وسيبويه والمبرد والأصمعي وغيرهم . وثالثها : أن أمثلته غير محصورة في هذه الثلاثة ، فقد جاء على فعلل أيضا : قلعم : للمسنّ الهرم ، والطويل ، وهو علم أيضا ، وقلفع : للطّين الذي إذا نضب عنه الماء يبس وتشقّق ، وقرطع : لقمل أحمر يكون في الإبل . ورابعها : أنّ الملحق يستدعي وجود الملحق به ، وقد تحقّقّ الملحق ، وهو العثير وما شابهه ، فيكون الملحق به متحقّقا . وانظر الكتاب ( 4 / 289 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 2 ، 204 / 106 ) ، والأصول لابن السراج ( 3 / 183 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 25 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش ( 26 ، 204 - 205 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 66 ، 219 ) ، وشرح الشافية للجاربردي (34) ، ولليزدي ( 1 / 43 - 44 ) .

كدرهم ، وهجرع (1) .

و ( فعلل ) : كهجرس ، وخرمل (2) .

و ( فعلل ) : كفطحل ، وقمطر (3) .

وإن كان مضموم الأوّل فله وزنان :

( فعلل ) كبرثن ، وجرشع (4) .

و ( فعلل ) : كبرقع ، وجرشع .

ص: 9


1- الهجرع والهجرع والهرجع : الطويل ، وقيل : الطويل الأعرج ، والأحمق ، والشجاع ، والجبان ، ومن وصف الكلاب السّلوقيّة الخفاف . اللسان ( هجرع ) .
2- الهجرس : ولد الثّعلب ، وقيل : نوع من الثعالب ، وقيل : جميع ما تعسّس من السّباع ما دون الثعلب وفوق اليربوع ، وقيل : القرد . اللسان ( هجرس ) . والخرمل : المرأة الرّعناء ، وقيل العجوز المتهدّمة الحمقاء . وناقة خرمل : مسنّة . اللسان ( خرمل ) .
3- الفطحل : دهر لم يخلق الناس فيه بعد ، وزمن نوح عليه السّلام ، وسئل رؤبة عن زمن الفطحل ، فقال : أيام كانت الحجارة فيه رطابا ، ويقال : عام الفطحل : عام الخصب والرّيف ، والفطحل : السّيل ، وجمل فطحل : ضخم . اللسان ( فطحل ) . القمطر : الجمل القويّ السّريع ، وقيل : الجمل الضخم القويّ ، ورجل قمطر وقمطري : قصير ضخم ، وامرأة قمطرة : قصيرة عريضة . والقمطر والقمطرة : شبه سفط من قصب ، وذئب قمطر الرّجل : شديدها ، وكلب قمطر الرّجل : إذا كان به عقّال من اعوجاج ساقيه . اللسان ( قمطر ) .
4- الجرشع : العظيم الصدر ، وقيل : الطويل ، وخصه الجوهري بالإبل ، وزاد : المنتفخ الجنبين . الصحاح واللسان ( جرشع ) .

ولم يروه سيبويه (1) ، لكن رواه الأخفش (2) من أئمّة البصرة ، والفرّاء (3) من أئمّة الكوفة ، وزيادة الثّقة مقبولة .

وزعم الفرّاء أنّ الفتح في جرشع أكثر من الضّمّ (4) .

وممّا يؤيّد رواية هذين الإمامين قول العرب : ما لي من ذلك عندد (5) ؛ أي : بدّ ، فجاؤوا به مفكوكا ، غير مدغم ، ولا

ص: 10


1- سيبويه ( . . . - 180 ) : أبو بشر ، عمرو بن عثمان بن قنبر ، شيخ شيوخ النحاة . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ( 48 - 50 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 66 - 74 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب (105) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 90 - 112 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 54 - 58 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 2 / 346 - 60 ) ، والبلغة للفير وزبادي ( 163 - 65 ) ، وإشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين ( 242 - 45 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 229 - 30 ) .
2- الأخفش ( . . . - 215 ) : أبو الحسن ، سعيد بن مسعدة المجاشعي ، شيخ البصرة بعد سيبويه ، وأخذ عنه . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ( 50 - 51 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 74 - 76 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب (68) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 85 - 90 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 107 - 109 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 2 / 36 - 44 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 104 - 105 ) ، وإشارة التعيين لليماني ( 131 - 32 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 590 - 91 ) .
3- الفراء ( . . . - 207 ) : أبو زكرياء ، يحيى بن زياد بن عبد اللّه بن منظور الديلمي ، شيخ الكوفة بعد الكسائي . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين (51) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 143 - 46 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 86 - 88 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 187 - 89 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 81 - 84 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 4 / 1 - 17 ) ، والبلغة للفيروزابادي (238) ، وإشارة التعيين لليماني (379) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 333 ) .
4- انظر الكتاب ( 4 / 289 ) ، والتكملة لأبي علي (540) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 27 ) ، والجمل للزجاجي (391) ، وأمالي ابن الشجري ( 2 / 333 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 6 / 136 ) ، وشرح الملوكي له (26) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 67 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2022 ) ، وشرح الخلاصة لابن الناظم (824) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 15 ) ، وقال ابن مالك في التسهيل (291) : " وتفريع ، فعلل على فعلل أظهر من أصالته " .
5- انظر التهذيب للأزهري ( عند : 2 / 223 ) ، والمحكم لابن سيده ( 2 / 16 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 349 ، 455 ) ، وتفسير أبنية سيبويه لأبي حاتم السجستاني (112) ، واللسان ( عند ) .

يفعلون ذلك بذى مثلين متحرّكين لا يوازن ( فعلا ) ، ولا ( فعلا ) ، ولا ( فعلا ) ، ولا ( فعلا ) ، ولا ( فعلا ) (1) ، إلا إذا كان أحدهما مزيدا للإلحاق ، كقردد (2) ، أو كان ما قبلهما مزيدا للإلحاق ، نحو : ألندد بمعنى الألدّ (3) ، ومعلوم أنّ عنددا ليس موازنا لفعل وأخواته ، فيتعيّن كونه ملحقا بفعلل ؛ إمّا بزيادة إحدى الدّالين ، فيكون من العنود ، وإمّا بزيادة النّون قبلها ، فيكون من الإعداد .

وأيضا إذا ثبت ( فعلل ) (4) كان للضّمّة ثلاثة مواقع في الرّباعيّ ، وللكسرة أربعة ، وللفتحة خمسة ، فتثبت المزيّة للفتحة بموقع خامس .

فلو لم يكن ( فعلل ) مثبتا كان للفتحة أربعة مواقع : فاء ( فعلل ) ولامه الأولى ، وعين ( فعلل ) ، ولام ( فعلل ) الأولى ؛ على عدد مواقع الكسرة ، وهنّ : فاء ( فعلل ) ولامها الأولى ، وفاء ( فعلل ) و ( فعلل ) ، فكان يفوت ( التّنبيه ) (5) على كون الفتحة أخفّ

ص: 11


1- ضبط الأبنية في " ب " غير مستقيم ، فيما عدا البناء الأول ، والبناءان الأخيران ليسا في " أ " ، والتصويب عن التسهيل (321) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 255 ) ، وللسلسيلي ( 3 / 1118 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2176 ) .
2- القردد والقردود والقردودة : ما ارتفع من الأرض وغلظ ، وقالوا في وصفه : قرنة إلى جنب وهدة ، وقال الأصمعي : القردد : نحو القفّ . والقردد أيضا : الأرض المستوية . اللسان ( قرد ) .
3- الألندد واليلندد : الألدّ ، وهو الخصم الجدل الشّحيح الذي لا يزيغ إلى الحقّ ، شديد في خصومته ، ووزنه ( أفنعل ) ، انظر سفر السعادة للسخاوي ( 1 / 89 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 1 / 254 ) ، واللسان ( لدد ) .
4- ب : " الفعلل " .
5- أ : " الشّبه " . تحريف .

في الاستعمال ، وأحقّ بسعة المجال ، وقد نبّه على ذلك أيضا في الخماسيّ المجرّد .

[ أبنية الاسم الخماسيّ المجرّد ]

اشارة

(1)

وله أربعة أوزان :

فعلل : بفتح الأوّل والثّاني والرّابع ، كسفرجل ، وهمرجل (2) .

وفعللل : بفتح الأوّل والثّالث ، كقهبلس ، وجحمرش (3) .

ص: 12


1- القسمة العقلية تقتضي أن تكون أبنية الاسم الخماسي المجرد مئة واثنين وتسعين بناء ، وذاك ، كما فعلنا مع الاسم الرباعي ، لأن للفاء ثلاثة أحوال هي الحركات الثلاث ، وللعين أربعة أحوال هي الحركات الثلاث والسكون ، وإذا ضرب ثلاثة في أربعة خرج اثنا عشر بناء ، وللام الأولى أربعة أحوال كالعين ، وإذا ضرب اثنا عشر في أربعة خرج ثمانية وأربعون بناء ، وللام الثانية أربعة أحوال أيضا ، وإذا ضرب ثمانية وأربعون في أربعة خرج مئة واثنان وتسعون بناء ، يسقط منها واحد وعشرون بناء ، لتعذر النطق بها ، لاشتمال ثلاثة منها على التقاء ثلاثة سواكن ، وثمانية عشر لاشتمالها على التقاء ساكنين ؛ إذ يسقط لامتناع سكون العين واللامين الأولى والثانية ثلاث حالات الفاء ، ويسقط لامتناع سكون العين واللام الأولى فقط تسع حالات الفاء واللام الثانية ، ويسقط لامتناع سكون اللام الأولى والثانية فقط تسع حالات الفاء والعين ، فهذه الإحدى والعشرون صورة الساقطة . فيبقى مما يمكن النطق به مئة وواحد وسبعون بناء ، ولم يستعمل منها ، استثقالا لها ، واستغناء بالثلاثي عنها ، إلا الأربعة المذكورة في المتن اتفاقا ، وما أضافه بعضهم عليها غير معتد به . وانظر شرح الرضي ( 1 / 47 - 48 ) ، واليزدي ( 1 / 46 ) .
2- الهمرجل : الجواد السّريع ، وعمّ به السيرافي كلّ خفيف سريع ، والهمرجلة من النّوق السريعة ، والنّجيبة ، وعن ابن الأعرابي : الهمرجل : الجمل الضّخم ، وعد الجوهري الميم زائدة . انظر الصحاح واللسان ( هرجل ، همرجل ) .
3- القهبلس : الذّكر ، وقيل : الكمرة منه ، والقملة الصغيرة ، والضخمة من النساء ، والأبيض الذي تعلوه كدرة . اللسان ( قهبلس ) . الجحمرش : المرأة الثقيلة السمجة ، والعجوز الكبيرة ، وقيل : العجوز الكبيرة الغليظة ، ومن الإبل : الكبيرة السن ، ومن الأفاعي : الخشناء ، الغليظة ، ومن الأرانب : الضخمة ، وقيل : والمرضع . انظر اللسان ( جحمرش ) .

وفعللل : بكسر الأوّل ، وفتح الثّالث ، كقرطعب ، وجردحل (1) .

وفعللل : بضمّ الأوّل ، وفتح الثّاني ، ( وكسر الرّابع ) (2) ، كقذعمل ، وخبعثن (3) .

فهذه عشرون مثالا للمجرّد من الأسماء .

[ الانتصار لسيبويه في إلغائه فعللا ]

وقد ينتصر لسيبويه (4) ، رحمه اللّه ، في إلغائه ( فعللا ) بأن يقال : سلّمنا صحّة نقله عن العرب ، إلا أنّه فرع على ( فعلل ) ؛ لأنّ كلّ ما نقل فيه الفتح نقل فيه الضّمّ ، ولا ينعكس ، فلو كان ( فعلل ) أصلا كغيره من الرّباعيّ لجاز أن ينفرد عن ( فعلل ) ، فعلم بذلك أنّ فتح ما فتح لم يكن إلا فرارا من توالي الضّمّتين ليس بينهما إلا ساكن ، وهو حاجز غير منيع ، فكان عدولهم عن

ص: 13


1- قرطعب : يقال : ما عليه قرطعبة ؛ أي : قطعة خرقة ، وما له قرطعبة ؛ أي : ما له شيء ، وما عنده قرطعبة ؛ ولا قذعملة ولا سعنة ولا معنة ؛ أي ما عنده شيء . اللسان ( قرطعب ) . الجردحل : الغليظ الضخم ، يقال : جمل جردحل ، وناقة جردحل ، ورجل جردحل : إذا كانزا كذلك ، ونقل عن المازني أن الجردحل أيضا : الوادي . اللسان ( جردحل ) .
2- ليس في " ب " .
3- القذعمل : القصير الضّخم من الإبل ، وناقة قذعملة : قصيرة ، وامرأة قذعملة : قصيرة خسيسة ، والقذعمل والقذعميل : الشيء اليسير الحقير ، وما في السماء قذعملة : أي ما فيها شيء من السحاب ، وما أصبت منه قذعميلا : ما أصبت منه شيئا ، وما عنده قذعملة ولا قرطعبة : أي ليس له شيء ، وشيخ قذعميل : كبير . اللسان ( قذعمل ) . الخبعثن والخبعثنة : الرجل القوي الشديد ، وعن أبي عبيدة : الرجل الشديد الخلق العظيمة ، وعن الليث : الخبعثن من كل شيء : التّارّ البدن ، وقيل : هو العظيم الشديد من الأسد ، وتيس خبعثن : غليظ شديد ، وناقة خبعثنة : حريزة . اللسان ( خبعثن ) .
4- الكتاب ( 4 / 289 ) .

( فعلل ) إلى ( فعلل ) (1) شبيها بعدولهم في جمع ( جديد ) (2) ونحوه من ( فعل ) إلى ( فعل ) تخلّصا من توالي الضّمّتين ، وكان مقتضى الدّليل أن يفرّوا إلى السّكون ، إلا أنّه منع منه في ( فعلل ) خوف التقاء السّاكنين ، وفي ( جدد ) ونحوه خوف إدغام اسم لا يشبه الفعل ، فلجئ إلى ( شبيه ) (3) السّكون في الخفّة ، وهو الفتح .

[ أبنية ماضي ومضارع الفعل الثّلاثيّ المجرّد ]

اشارة

فصل : وأمّا المجرّد من الأفعال فللثلاثيّ منه ثلاثة أوزان :

( فعل ) مفتوح العين ، كضرب ، و ( فعل ) مكسور العين ، كشرب ، و ( فعل ) ( مضموم العين ) (4) ، كقرب (5) .

[ مضارع فعل ]

فمضارع الأوّل : مكسور العين ، أو مضمومها ، كيضرب ، ويكتب . ولا تفتح إلا وهي ، أو لامه ، حرف حلق ، نحو : يسأل ، ويقرأ . وقد لا تفتح مع كونها ، أو كون اللام ، حرف حلق ، نحو :

ينحت ، ويمنح (6) ، ويلغب (7) ، ويبلغ .

ص: 14


1- ب : " عن فعلل إلى فعلل " .
2- ب : " جدد " .
3- ب : " شبه " .
4- ب : " مضمومها " .
5- انظر الحاشية (90) ص (28) .
6- منح يمنح ويمنح ، وهي المنحة والمنيحة . قال أبو عبيدة : والمنحة عند العرب على معنيين ؛ أحدهما : أن يعطي الرجل صاحبه المال هبة أو صلة فيكون له ، وأمّا المنحة الأخرى فأن يمنح الرّجل أخاه ناقة أو شاة يحلبها زمانا وأياما ثم يردّها . اللسان ( منح ) .
7- لغب يلغب ، بالضّمّ ، ولغب بالكسر لغة ضعيفة ، يلغب : أعيا أشدّ الإعياء . اللسان ( لغب ) .

وشذّ الفتح في مضارع ( أبى ) ، وليس حرف الحلق إلا فاؤه (1) .

[ مضارع فعل ]

ومضارع ( فعل ) مفتوح العين ، نحو : شرب يشرب .

وجاء بفتح وكسر مضارع : حسب ، ونعم ، ويئس ، ويبس ، وبئس ، ووغر ، ووحر ، ووله ، ووهل (2) .

وبكسر وحده مضارع : ورث ، وولي ، وورع ، ووثق ، وومق ، ووفق ، وورم ، ووري المخّ ؛ أي : اكتنز (3) .

ص: 15


1- ذكروا من ذلك أيضا : قلى يقلى ، وغسى اللّيل يغسى ، وسلى يسلى ، وجبى يجبى ، وعسى يعسى ، وقنط يقنط ، وركن يركن ، وزكن يزكن ، وعضضت تعضّ ، وشجى يشجى ، وعثا يعثى ، وقد وجّه هذا المذكور بتوجيهات عدّة ، منها : أنه لغات عامرية أو طائية ، ومنها أنه من تراكب اللغات وتداخلها ، ومنها تشبيه المختوم بألف بالمختوم بالهمزة ، وغير ذلك ، وانظر الكتاب ( 4 / 106 ) ، والخصائص لابن جني ( 1 / 374 ) ، والمنتخب لكراع النمل ( 2 / 560 ) ، ونزهة الطرف للميداني (100) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (41) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 178 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 1 / 123 ) .
2- وغر : توقّد غيظا ، ووحر : امتلأ حقدا ، ووله : ذهب عقله لفقد ما يحبّ ، ووهل : فزع أو نسي . وجاء غير ما ذكره أيضا : ولغ الكلب في الإناء ، ووبق : هلك ، ووحمت الحبلى . وانظر : المنتخب لكراع النمل ( 2 / 561 ) ، والتسهيل لابن مالك (195) ، وشرحه لمصنفه ( 3 / 438 ) ، ولابن عقيل ( 2 / 588 ) ، وللسلسيلي ( 2 / 842 ) ، والارتشاف لأبي حيان ( 1 / 76 ) ، والمزهر للسيوطي ( 2 / 379 .
3- وجاء أيضا : وجد به : أحبّه ، وعليه : حزن عليه ، ووعق عليه : عجل ، وورك : اضطجع على وركه ، ووكم : اغتمّ ، وقه : سمع وأطاع ، وآن يئين ، وتاه يتيه ، ووفق الفرس ، ووهم ، ووعم الدّار : قال لها : عمي صباحا ، وطاح يطيح ، ووطئ يطأ ، ووسع يسع ، والأصل في الأخيرين : يوطئ ويوسع ، ثم فتحت العين بعد حذف الواو لأجل حرف الحلق . وانظر مراجع الحاشية السابقة .

[ اسما الفاعل والمفعول والمصدر المقيس من الثلاثيّ المجرّد ]

واسم الفاعل من ( فعل ) متعدّيا كان أو لازما ، ومن ( فعل ) المتعدّي على وزن ( فاعل ) ، نحو : ضارب ، وذاهب ، وشارب .

واسم المفعول منهما على وزن ( مفعول ) ، نحو : مضروب ، ومشروب .

والمصدر المقيس من متعدّيهما على وزن ( فعل ) ، كأكل أكلا ، وقضم قضما .

ومن ( فعل ) اللازم [ غير المفهم صوتا ، أو غريزة ] (1) ، على وزن ( فعول ) ، نحو : جلس جلوسا .

ومن ( فعل ) اللازم على فعل .

واسم الفاعل [ منه ] (2) على ( فعل ) ، أو ( أفعل ) ، أو ( فعلان ) ، نحو : فرح فرحا فهو فرح ، وعرج عرجا فهو أعرج ، وغضب غضبا فهو غضبان .

[ اسما المرّة والهيئة من الثلاثيّ ]

والمرّة من الثلاثيّ كلّه على وزن ( فعلة ) ، والهيئة على وزن ( فعلة ) ، نحو : الجلسة والجلسة ، والأمّة والإمّة (3) .

ص: 16


1- ساقط من " أ " .
2- زيادة للإيضاح .
3- الأمّة : واحدة الأمّ ، وهو القصد ، والإمّة : الحالة منها . اللسان ( أمم ) .

[ مضارع فعل ومصدره واسم فاعله ]

وأمّا ( فعل ) المضموم العين فمضارعه على وزن ( يفعل ) ، ومصدره المقيس على وزن ( فعالة ) أو ( فعولة ) ، واسم فاعله على وزن ( فعيل ) أو ( فعل ) ، نحو : نظف ينظف نظافة فهو نظيف ، وسهل يسهل سهولة فهو سهل .

[ اسم الفاعل الدّالّ على الحدوث ]

وإذا قصد باسم فاعل الفعل الثّلاثيّ الحدوث جاء على ( فاعل ) على كلّ حال ، كقولك : زيد شاجع اليوم ، وفازع غدا ، كما قال الشاعر (1) :

وما أنا من رزء ، وإن جلّ ، جازع

ولا بسرور ، بعد موتك ، فارح

[ غير الثلاثي من الافعال ]

[ حركة أوّل مضارع غير الرّباعيّ ]

فصل : حرف المضارعة من غير الرّباعيّ مفتوح ، ويكسره غير الحجازيّين ، إن لم يكن ياء ، بشرط كون الماضي على وزن

ص: 17


1- الشاهد من الطويل لأشجع بن عمرو السّلمي ، شاعر عباسي ، عاصر بشارا وكان مختصا بالبرامكة ، وله مدائح في الرشيد ، وترجمته في الأغاني ( 18 / 212 ) ، والوافي بالوفيات للصفدي ( 9 / 265 ) ، والشعر والشعراء لابن قتيبة ( 2 / 881 ) ، والأعلام للزركلي ( 1 / 331 ) . والشاهد من شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ( 2 / 858 ) ، وللتبريزي (35) ، والعيني ( 3 / 574 ) ، والمساعد ( 2 / 222 ) ، والخزانة للبغدادي ( 1 / 143 ) ، وشرح لامية الأفعال لابن الناظم (65) ، والشرح الكبير على لامية الأفعال لبحرق اليماني (171) .

( فعل ) ، نحو : تعلم ، أو ذا همزة وصل ، نحو : تنطلق ، أو ذا تاء مزيدة في أوّله ، نحو : تتعلّم .

وقد تشارك الياء أخواتها في الكسر إن كان الفعل على وزن ( فعل ) وأوّله واو ، نحو : وجل ييجل (1) .

وفعلوا ذلك أيضا في مضارع أبى ، فقالوا : ييبى ويئبى .

[ وزن الفعل الرباعيّ المجرّد ]

فصل : للفعل الرّباعيّ المجرّد من الأوزان ( فعلل ) ، نحو :

دحرج .

[ مضارعه ]

وأوّل مضارعه مضموم ، وما قبل آخره مكسور ، نحو :

يدحرج .

ص: 18


1- يقال في مضارع ما فاؤه واو ، نحو وجل : يوجل ، وهي لغة الحجازيين ، ويبجل ، وهي لغة تميم ، وياجل ، وهي لغة بني قشير وعقيل ، وييجل ، وهي لغة مختلف في نسبتها ، فقيل لبني أسد ، وقيل لتميم وتيم ، وقيل : لجميع العرب إلا الحجازيين وبني أسد . وأما كسر أول مضارع ما ليس واويا ، نحو : تعلم وإعلم ، فالمشهور أنها لغة تميم وبهراء ، وقيل : لغة جميع العرب عدا الحجاز . وانظر الكتاب ( 4 / 52 - 53 ، 111 - 112 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 228 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ( 196 - 200 ) ، والأفعال للسرقسطي ( 4 / 270 القسم الأول ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 432 ) ، وحاشية الغزي على الجاربردي (273) ، وشرح التسهيل لمصنفه ( 3 / 448 ) ، ولابن عقيل ( 2 / 599 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 1 / 141 ) ، وشرح لامية الأفعال لابن الناظم (53) .

[ مصدره ]

ومصدره على ( فعللة ) ، و ( فعلال ) ، نحو : دحرجة ، ودحراج (1) .

[ مضارع الرّباعيّ بالزّيادة ]

ويشاركه في ضمّ الأوّل وكسر ما قبل الآخر مضارع الرّباعيّ بزيادة ، نحو : ( علّم يعلّم ) (2) ، وأنعم ينعم ، وسالم يسالم .

[ فتح أوّل مضارع الخماسيّ والسّداسيّ وكسر ما قبل آخره ]

وكذا يكسر ما قبل آخر مضارع الخماسيّ والسّداسيّ ، نحو :

انطلق ينطلق ، واستخرج يستخرج .

[ الأصل فتح حرف المضارعة ]

والأصل فتح حرف المضارعة مطلقا ؛ لأنّه حرف مبدوء به ، فلا بدّ من تحريكه ، والفتحة أخفّ الحركات ، فهي أولى ، فاستعمل غير الرّباعيّ على الأصل (3) .

ص: 19


1- المصدر المقيس للرّباعيّ غير المضاعف فعللة ، وأمّا فعلال فقليل فيه ، غير مقيس ، وإن كان مضاعفا ، نحو : زلزل ، فهما فيه مقيسان ، وفعلال فيه مسموع قليل ، وأصله مكسور الفاء . وهذا ما عليه الجمهور ، وكلام ابن مالك يوهم غير ذلك . وانظر الكتاب ( 4 / 85 ) ، والمقتضب للمبرد ( 2 / 93 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 773 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 6 / 49 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 1 / 178 ) .
2- ب : " أعلم يعلم " .
3- فإن قيل : ولم كان فتح حرف المضارعة هو الأصل ، دون الضم أو الكسر ؟ فالجواب : لأنه هو الأنسب لمضارع الثلاثي . فإن قلت : ولم نظرت أولا إلى مضارع الثلاثي ، وأعطيته ما يناسبه ، قبل الرباعي والخماسي والسداسي ؟ فالجواب : لأن هذا هو ما يفرضه المنطق ، أن تبدأ من الأقل أحرفا ، الأخف لفظا ، الأكثر استعمالا ، وهو الثلاثي ، ثم تنتقل إلى ما يليه . فإن قلت : ولم كانت الفتحة لحرف المضارعة من الثلاثي هي الأنسب ؟ فالجواب : أما وقد امتنع السكون لتعذر الابتداء به بقي الفتح ، أو الضم ، أو الكسر ، فاختاروا الفتحة ؛ لأن الثلاثي قد خف على ألسنتهم ، وكثر استعماله ، بخلاف الرباعي ، فاختاروا له من الحركات ما كان وصفه كذلك ، أقصد أخف وأكثر استعمالا ، وهي الفتحة ، فهي أخف من الضمة وأكثر استعمالا ، فحصل بهذا التناسب والتوافق . وضرب آخر من التوافق حاصل بهذا ، وهو إعطاء الأخف من الأفعال ، وهو الثلاثي ، الأخف من الحركات ، وهي الفتحة ، والرباعي لأنه الأثقل أعطي حركة أثقل من الفتحة ، وهي الضمة . وبالمخالفة بين حركتي أول مضارع الثلاثي والرباعي حصل التنبيه على خفة الأول وثقل الثاني . فإن قلت : فلم إذن خالف ما هو الأصل من لغته كسر حرف المضارعة ، فيقول : أنا إعلم ، وأنت تعلم ، ونحن نعلم ؟ فالجواب : إن الذين كسروا حرف المضارعة أرادوا أن يدلوا على أن الفعل الماضي مكسور العين ، فلما أرادوا أن يدلوا على هذا لم يخل أن يكسروا حرف المضارعة ، أو فاء الفعل أو عينه ، أو لامه ، ولم يجز أن يكسروا لامه لأنه حرف الإعرب ، ولو ألزموا اللام الكسر لبطل أن يدخلها إعراب ، ولم يجز أن يكسروا عينه لأن بحركة العين يفصل بين الأبنية من يفعل ويفعل ويفعل ، فلو ألزموا العين الكسر لبطل هذا الفرق ، ولم يجز أن يكسروا فاء الفعل ؛ لأن العرب ألزموها السكون لئلا يتوالى في اللفظ أربع حركات ليس بينها حاجز في اللفظ ولا في التقدير ، فلو كسروا الفاء ، والكسرة حركة ، توالت المتحركات ، وحصل الثقل ، وهو ما هربوا منه أولا ، فلم يبق إلا حرف المضارعة فكسروه . وإن قلت : ولم ضموا حرف المضارعة من الرباعي دون الخماسي والسداسي ؟ فالجواب : إنما فعلوا ذلك لأمور : أولها : لأن الفتحة قد غلب عليها الثلاثي للأمور التي ذكرتها قبل . وثانيها وثالثها : هما ما ذكره ابن مالك هنا . وإن قيل : قد عرفنا لم خالفوا الفتحة ، فلم عدلوا إلى الضمة دون الكسرة ؟ فالجواب : لم يعدلوا إلى الكسرة لئلا يلتبس بلغة الذين يكسرون حرف المضارعة ، فخلصت له بهذا الضمة دون غيرها . فإن قيل : فالخماسي والسداسي أقل من الرباعي وأثقل ، وقد عللت أنت للضم في الرباعي في جملة ما عللت به ثقله وخفة الثلاثي ، فلم لم يضم في الخماسي والسداسي ؟ فالجواب : إنما جاءا بالفتح لأمور : أولها : أن الفتح هو الأصل ، وما جاء على الأصل لا يسأل عن علته . وثانيها : أنه لا بد من تحريك حرف المضارعة ، لتعذر الابتداء بالساكن ، فكان حمله وحركته على ما هو أكثر استعمالا وأخف لفظا ، وكذلك حركته ، أولى من حمله على الأقل استعمالا والأثقل لفظا ، وكذلك حركته . وثالثها : أن الخماسي والسداسي ثقيلان لكثرة حروفهما ، فإن بنوهما على غير الفتح ، وهو الضم أو الكسر ، لأدى ذلك إلى أن يجمعوا بين كثرة الحروف ، وفي هذا ثقل ، وبين ثقل آخر ، وهو الضم أو الكسر ، وهذا لا يجوز ، فأعطوهما أخف الحركات وهو الفتحة ، وبهذا يحصل شيء من المعادلة والتخفيف . ورابعها : أن أكثر ما يكون الخماسي والسداسي مزيدين من الثلاثي ، قلما يكونان مزيدين من الرباعي ، فلم يحفلوا بما كان منهما من الرباعي لقلته فلم يعط حركته ، وحملوا الأكثر منهما ، وهو ما كان منهما مزيد الثلاثي على الأصل الذي هو الثلاثي ، فأعطوه حركته ، هو الفتح ، فيكون بهذا حمل للفرع على الأصل ، وللأقل على الأكثر . فإن قلت : فلم لم يكسروا حرف المضارعة من الخماسي والسداسي ، فتقع بهذا المخالفة والتفريق بين الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي ؟ فالجواب : إن ما كرهوه من الضم فيهما هو عين ما كرهوه من الكسر فيهما ، وهو الثقل . فإن قلت : قد حكى ابن الأنباري أن قوما يضمون في الخماسي والسداسي ، أفلا يقاس عليه ؟ فالجواب : إن هؤلاء القوم كأنهم حملوا ضمهما على ذوات الأربعة ، وهذا شاذ ، لا يؤخذ بمثله ، ولا يقاس عليه . فإن قلت : قد سبق أن من العرب من يكسر أوائل مضارعات الثلاثي ، وهم لا يكسرون في الثلاثي فقط ، بل فيه وفي غيره من الرباعي والخماسي والسداسي ، أفلا يعضد الضم فيهما الكسر ويقويه ليجعلا ، أقصد الضم فيهما أو الكسر ، مقيسين ؟ فالجواب : إن الكسر في الثلاثي وغيره خلاف الفصيح ، وإن الضم في الخماسي والسداسي أكثر ضعفا وشذوذا من الكسر في الثلاثي وغيره ، ولذا لا يجعل أي من الضم أو الكسر في الخماسي والسداسي مقيسا . وانظر شرح الملوكي للثمانيني ( 198 - 200 ) ، وأسرار العربية لابن الأنباري ( 404 - 405 ) .

ص: 20

[ علّة ضمّ أوّل مضارع الرّباعيّ ]

وترك الفتح في الرّباعيّ لئلا يلتبس مضارع ( أفعل ) بمضارع الثّلاثيّ المكسور العين ، ولئلا يلتبس ذو التّاء من مضارع ( فعلل ) ، و ( فاعل ) ، و ( فعّل ) المعتلّة اللامات بالمصدر ؛ ألا ترى أنّه لو قيل في مضارع أضرب عن الشّيء : يضرب

ص: 21

لكان كمضارع ضرب ، ولو قيل في مضارع قوفى : ( تقوفي ) (1) ، وفي مضارع والى : ( توالي ) (2) ، وفي مضارع زكّى : ( تزكّي ) (3) ، لكان اللّفظ بها كاللّفظ بالمصدر ، فعدل عن الفتح لذلك .

[ فتح ما قبل آخر المضارع ذي التّاء المزيدة ]

فإن كان أوّل الماضي تاء مزيدة ، فتح ما قبل آخر مضارعه ، نحو : تعلّم يتعلّم ؛ لأنّه لو كسر كما فعل بغيره ، لزم من ذلك التباس المصدر ( حينئذ ) (4) بالمضارع ذي التّاء ، إذا حذف إحدى تاءيه تخفيفا ؛ ألا ترى أنّ تتزكّى ، لو كان ما قبل آخره مكسورا ، ثمّ خفّف بحذف إحدى التّاءين ، كما خفّف تتنزّل (5) ، فقيل : ( تنزّل ، لقيل ) (6) فيه : تزكّي ، ( فيكون ) (7) بلفظ المصدر ، فوجب ترك ما أدّى إلى ذلك .

ص: 22


1- هي في " ب " بالياء ، والصواب ما في " أ " ، والمقصود مضارع الواحد المخاطب ، أو الواحدة الغائبة ، وبهما يقع اللبس مع المصدر .
2- هي في " ب " بالياء ، والصواب ما في " أ " ، والمقصود مضارع الواحد المخاطب ، أو الواحدة الغائبة ، وبهما يقع اللبس مع المصدر .
3- هي في " ب " بالياء ، والصواب ما في " أ " ، والمقصود مضارع الواحد المخاطب ، أو الواحدة الغائبة ، وبهما يقع اللبس مع المصدر .
4- ليس في " ب " .
5- إشارة إلى قوله تعالى : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ ) الشعراء : 221 ، وقوله سبحانه : ( تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) الشعراء : 222 ، وقوله عز وجل : ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) القدر : 4 .
6- ليس في " ب " .
7- ب : " يكون " .

[ اسما الفاعل والمفعول من غير الثّلاثيّ ]

ويجعل موضع حرف المضارعة من غير الثّلاثيّ ميم مضمومة ، فيكون اسم فاعل إن كسر ما قبل آخره ، نحو : مكرم ومستخرج .

وإن فتح ما قبل آخره كان اسم مفعول ، نحو : مكرم ومستخرج .

[ مصدر غير الثلاثيّ ] [ مصدر الرباعي بالزيادة ]

والمصدر من ( أفعل ) على ( إفعال ) ، نحو : أكرم إكراما (1) .

ومن ( فعّل ) على ( تفعيل ) ، و ( تفعلة ) ، و ( فعّال ) ، نحو : ذكّر تذكيرا ، وتذكرة ، وكذّب كذّابا (2) .

ص: 23


1- ما ذكر من مصادر لهذا الباب وما يليه هو المقيس ، أو الغالب ، أو الكثير ، أو المشهور ، وقد جاء لكل باب غير ما ذكره . ثم يقال : ( أفعل ) إن كان أجوف معتل العين حذفت ألف المصدر وعوض منها تاء في آخره ، فيكون على ( إفعلة ) ، نحو : إقامة وإعادة وإبانة ، هذا مذهب الخليل وسيبويه ، وذهب الأخفش والفراء إلى أن المحذوف من هذا النحو هو العين ، فيكون عندهما على وزن ( إفالة ) ، وعلى كل من المذهبين جمهور ، وأرى الثاني أقرب . وانظر الكتاب ( 4 / 83 ) ، ومعاني الفراء ( 2 / 254 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 243 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 291 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 6 / 58 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 490 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 1 / 165 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 74 ) .
2- المقيس في مصدر ( فعّل ) الصحيح اللام غير المهموز هو ( تفعيل ) ، وجاء ( تفعلة ) كثيرا ، نحو : كرّم تكريما وتكرمة ، فإن كان مهموزا كانا معا كثيرين فيه ، نحو : خطّأ تخطيئا وتخطئة ، وأما المعتل اللام فالمقيس فيه ( تفعلة ) ، وجعل ( تفعيل ) فيه من المسموع الشاذ ، وقيل : من الموقوف على الضرورة ، نحو : لبّى تلبية ، وسمع نزّى تنزيّا . انظر التبصرة للصيمري ( 2 / 775 ) ، وشرح المفصل لابن الحاجب ( 1 / 632 ) ، ولابن يعيش ( 6 / 58 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 2 / 626 ) .

ومن ( فاعل ) على ( مفاعلة ) ، و ( فعال ) ، و ( فيعال ) (1) ، نحو :

قاتل مقاتلة ، وقتالا ، وقيتالا .

[ مصدر الماضي المبدوء بهمزة وصل ]

( وممّا ) (2) أوّله همزة وصل : بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره ، نحو : اقتدر اقتدارا ، واستخرج استخراجا .

[ مصدر الماضي المبدوء بتاء زائدة ]

( وممّا ) (3) أوّل ماضيه تاء مزيدة : بضمّ رابعه ، نحو :

تدحرج تدحرجا ، وتدارك تداركا .

[ ما خرج عن اتّفق عليه ]

اشارة

فصل : ما خرج عن الأوزان المذكورة للمجرّد من الأسماء والأفعال فهو : وزن شاذّ ، أو مزيد فيه ، أو محذوف منه ، أو شبه الحرف ، أو أعجميّ ، أو فعل صيغ للمفعول ، أو الأمر .

ص: 24


1- ذكر الميداني في نزهة الطرف (179) ، وركن الدين الأسترآبادي في شرح الشافية (26) ، واليزدي في شرحها أيضا ( 1 / 106 ) ، أنها لغة أهل اليمن ، والذي عليه التصريفيون أن ( فيعالا ) أصل ( فعال ) ، ولا يدفع ذلك بكثرة الفرع وشذوذ الأصل ؛ إذ كثيرا ما يهجر الأصل حتى بعد النطق به شذوذا . وانظر الكتاب ( 4 / 80 ) ، والمقتضب للمبرد ( 2 / 98 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 6 / 48 ) ، وشرح اليزدي على الشافية ( 1 / 106 ) ، والصبان على الأشموني ( 2 / 309 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 76 ) .
2- ب : " وما " .
3- ب : " وما " .

[ فالشّاذّ ] (1) : كالدّئل (2) ، والطّحربة ، وهو الملبوس الحقير ، حكاه ( أبو عبيد ) (3) عن أبي الجرّاح (4) ، بفتح الطّاء وكسر الرّاء ، وهو ( نادر ) (5) ، والمشهور كسرهما ، وفتحهما ، وضمّهما (6) .

وحكى يعقوب (7) : لقيت منه الفتكرين ؛ أي : الدّواهي ، بضمّ الفاء ، وفتح التّاء ، وسكون الكاف .

وحكى فيه أيضا ابن السّيد البطليوسيّ (8) : فتح الفاء والتاء ، وسكون الكاف .

ص: 25


1- زيادة يقتضيها السياق .
2- مر شرحه في الحاشية (15) ص (7) من هذا الكتاب .
3- في النسختين : " أبو عبيدة " ، والتصويب عن التهذيب للأزهري ( 5 / 326 طحرب ) ، والمحكم لابن سيده ( 4 / 50 ) ، واللسان والتاج ( طحرب ) . وأبو عبيد ( 157 - 224 ) هو القاسم بن سلّام الهرويّ ، من كبار العلماء بالحديث واللغة والأدب والفقه . ترجمته في : طبقات النحويين للزبيدي (199) ، ونزهة الألباء لبن الأنباري (109) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 3 / 12 ) . وانظر ما حكاه عن أبي الجراح في كتابه الغريب المصنف ( 3 / 767 ) .
4- وأما أبو الجرّاح العقيليّ ، فهو أحد فصحاء الأعراب ممن احتكم إليهم سيبويه والكسائي في المناظرة المشهورة بينهما ، وكان معه أبو فقعس ، وأبو دثار ، وأبو ثروان ، ومن هؤلاء كان يأخذ الكسائي وأصحابه ، ويقول أصحاب سيبويه : الأعرب الذين شهدوا للكسائي من أعراب الحطمة الذين كانوا يقوم بهم ويأخذ عنهم . وانظر طبقات النحويين للزبيدي (68) ، والفهرست للنديم (57) .
5- ب : " ناذر " . في هذا الموضع وما يليه .
6- انظر التهذيب للأزهري ( 5 / 326 طحرب ) ، والمحكم لابن سيده ( 4 / 50 ) ، واللسان والتاج ( طحرب ) .
7- ابن السكيت ( 186 - 244 ) : أبو يوسف ، يعقوب بن إسحاق ، المعروف بابن السكيت ، عالم بنحو الكوفيين ، وأخذ عنهم وعن البصريين ، من كتبه إصلاح المنطق . وانظر ما حكاه فيه (134) . وانظر ترجمته في : إنباه الرواة للقفطي ( 4 / 56 ) ، والبلغة للفيروزابادي (243) ، والبغية للسيوطي ( 2 / 349 ) ، وإشارة التعيين لعبد الباقي اليماني (386) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 6 / 395 ) .
8- وأبو محمد ، عبد اللّه بن محمد بن السّيد البطليوسيّ ( 444 - 521 ) أندلسي ، من أشهر أعيان الأندلس ، إمام في اللغة والنحو ، ينسب إلى بطليوس ، مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة غربي قرطبة . وانظر ترجمته في إنباه الرواة للقفطي ( 2 / 131 ) ، والبلغة للفيروزابادي (126) ، والبغية للسيوطي ( 2 / 55 ) ، وإشارة التعيين لعبد الباقي اليماني (170) ، ومعجم البلدان لياقوت ( 1 / 447 ) . وانظر ما حكاه في كتابه المثلث ( 2 / 324 ) .

وهما نادران ؛ لأنّ تقدير الواحد منهما : فتكر وفتكر ، على وزن : فعلل وفعلل ، والمشهور فيه : فتكرون ، بكسر الفاء ، وفتح التّاء ، وسكون الكاف ، فيكون واحدها في التّقدير : فتكر (1) ، كفطحل (2) .

والمزيد فيه نحو : عرقوة (3) ، وعرقوب (4) ، وملكوت ، ومسجد .

والمحذوف منه نحو : يد ، هي في الأصل : يدي ، كظبي ، ولذلك قيل في جمعهما : أيد وأظب ، والأصل : أيدي وأظبي (5) .

ص: 26


1- انظر الصحاح واللسان والتاج ( فتكر ) .
2- مر شرحه في الحاشية (23) ص (9) من هذا الكتاب .
3- العرقوة والعرقاة : خشبة معترضة على الدّلو ، وعرفيت الدّلو عرقاة : جعلت لها عرقوة وشددتها عليها ، وقال الأصمعي : يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العرقوتان ، وهي العراقيّ . والعرقوة : كلّ أكمة منقادة في الأرض كأنها جثوة قبر مستطيلة ، والعرقوة والعراقيّ من الجبال : الغليظ المنقاد في الأرض يمنعك من علوه ، وليس يرتقى لصعوبته ، وليس بطويل ، والعرقوتان : الخشبتان اللتان تضمان ما بين واسط الرحل والمؤخرة . وانظر التهذيب للأزهري ( 1 / 227 عرق ) ، والجمهرة لابن دريد ( 2 / 384 ) ، والمحكم لابن سيده ( 1 / 112 ) ، واللسان والتاج ( عرق ) .
4- العرقوب : هو في الإنسان : العصب الغليط الموتّر خلف الكعبين فويق العقب ، ومن الدواب : هو الوتر الذي خلف الكعبين من مفصل القدم والساق ، والعرقوب من القطا : ساقها ، وعرقوب الوادي : طريق ضيق يكون في الوادي البعيد القعر لا يمشي فيه إلا واحد ، والعراقيب : خياشيم الجبال وأطرافها ، وعراقيب الأمور وعراقيلها : عظامها وصعابها ، وما دخل من اللبس فيها ، واحدها عرقوب . وعرقوب بن معبد : رجل من العمالقة كان أكذب أهل زمانه ، وعرقوب : فرس زيد الفوارس الضبي . وانظر التهذيب للأزهري ( 3 / 290 عرقب ) ، والجمهرة ( 3 / 308 ) ، والمحكم ( 2 / 291 ) ، واللسان والتاج ( عرقب ) .
5- انظر سر الصناعة لابن جني ( 2 / 729 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (409) .

ويدخل أيضا في المحذوف منه : علبط (1) ؛ بمعنى : علابط ، وهو الضّخم ، وجندل (2) : وهو المكان ذو الجنادل ؛ أي الحجارة ، فحذفوا الموصوف ، وهو المكان ، والمضاف ، وهو ذو ، واقتصروا على المضاف إليه ، وهو جنادل (3) ، ثمّ حذفوا الألف ؛ لأنّ العلم برفض أربع حركات متوالية في كلمة ، منبّة على حذف ساكن ، ولأجل رفضهم ذلك أسكنوا فاء الفعل مع حرف المضارعة ، وهمزة التّعدية .

والاسم الذي يشبه الحرف نحو : من ، وكم .

والعجميّ كسرجس (4) ، وفرند (5) .

ص: 27


1- العلبط والعلابط : الضخم العظيم الغليظ العريض ، والقطيع من الغنم ، ويقال : غنم علبطة : أولها الخمسون والمنة إلى ما بلغت من العدة ، وقيل : هي الكثيرة ، واللغويون والنصريفيون على أن كل فعلل محذوف من فعالل . وانظر التهذيب للأزهري ( 3 / 347 ) ، والجمهرة ( 1 / 17 ، 3 / 312 ) ، والمحكم ( 2 / 320 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 68 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (28) .
2- الجندل : الجنادل ، وهو المكان الغليظ فيه حجارة ، وقال ابن سيده : وحكاه كراع بضم الجيم ، ولا أحقه ، وفي التهذيب : الجندل : صخرة مثل رأس الإنسان ، والجمع : جنادل ، والجنادل : الشديد من كل شيء ، والعظيم القوي . وانظر التهذيب ( 11 / 251 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 323 ) ، والمحكم لابن سيده ( 7 / 407 ) ، واللسان والتاج ( جندل ) .
3- سيبويه والبصريون على أن ( فعلل ) مقصور من ( فعالل ) ، نحو : جندل وجنادل ، والفراء والكوفيون وأبو علي ، ووافقهم ابن مالك في بعض كتبه على أنه محذوف من ( فعليل ) ، نحو : جنديل ، ولكل قوم حججهم . وانظر الكتاب ( 4 / 289 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 27 ) ، والتسهيل لابن مالك (291) ، وشرح الكافية الشافية له ( 4 / 2027 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 16 ) .
4- هو في النسختين بالجيم ، والمعروف : ( مار سرجس ) ، و ( مار سرجيس ) ، موضع ، قال الجوهري : من أسماء العجم ، وهما اسمان جعلا واحدا . وإن كان المصنف يريده ( سرخس ) بالخاء ، وبإسكان الراء ، أو بفتحها ، والأول أكثر ، وهي كذلك في المساعد ( 4 / 19 ) ، فهي مدينة قديمة كبيرة واسعة من نواحي خراسان بين نيسابور ومرو . وانظر الصحاح ( مور ) ، واللسان والتاج ( مور ، سرجس ) ، ومعجم البلدان لياقوت ( 3 / 208 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 2 / 129 ) .
5- الفرند : بكسرتين ، معرب ، وهو السيف ، أو جوهر السيف ، وماؤه ، وطرائقه ، وحكي بالفاء والباء ، وهو أيضا الحرير ، واسم ثوب معروف . وانظر المعرب للجواليقي (243) ، وقصد السبيل للمحبي ( 2 / 335 ) ، وشفاء الغليل للخفاجي (229) ، والألفاظ الفارسية المعربة لأدي شير (119) .

والفعل المصوغ للمفعول نحو : ضرب ، والمصوغ للأمر نحو : دحرج . وهما أصلان بنصّ سيبويه (1) ؛ لأنّهما لو كانا فرعين لما وجد فعل مفعول ليس له فعل فاعل (2) ، كنفست المرأة ، ونخي الرّجل ، وسقط في يده ، ولما وجد أمر لا مضارع له ، كهات ، وتعال ، وتعلّم بمعنى : اعلم ، وهبني فعلت ، بمعنى : عدّني فاعلا ، ولكنّهما لمّا علم عدم اختلاف صيغتهما ، بحيث لا يمتنع

ص: 28


1- ذهب جمهور البصريين ، وعزي إلى سيبويه ، إلى أن صيغة الفعل المبني للمفعول مغيرة عن صيغة الفعل المبنيّ للفاعل ، وفرع عنها ، فضرب معدول عن ضرب ، وعلم معدول عن علم . وذهب الكوفية ، والمبرد ، وابن الطراوة ، ونقل أبو حيان عنه أنّ هذا هو مذهب سيبويه وابن مالك إلى أنها صيغة أصل ، وليست فرعا عن صيغة المبني للفاعل ، لمجيء أفعال على صيغة المبني للمفعول ، وليس لها مبني للفاعل ، نحو : زهي ، وعني ، ونخي ، ونفست ، وسقط في يده ، وغيرها ، ولو كانت فرعا للزم ألا توجد إلا حيث يوجد الأصل ، كما احتجوا بأن كل واحدة من الصيغتين مشتقة من الحدث للإسناد إلى الاسم ، ثم فرّق بينهما . وردّ احتجاج الكوفية ومن وافقهم بأن العرب قد تستغني بالفرع عن الأصل ، بدليل مجيء جموع لا مفرد لها ، والجمع لا شك فرع عن المفرد . ونسب ابن مالك إلى سيبويه والمازني القول بما قاله الكوفية ، وهو ظاهر كلامهما ، كما هو ظاهر كلام كثير غيرهما . وانظر الكتاب ( 1 / 12 ) ، والمصنف ( 1 / 17 ، 23 - 24 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (192) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2014 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش ( 30 - 31 ) ، وشرح المفصل له ( 7 / 69 - 73 ، 152 ) ، والكافي لابن أبي الربيع ( 3 / 632 ، 658 ) ، والبسيط له ( 2 / 951 ) ، والارتشاف لأبي حيان ( 2 / 195 ) ، والهمع للسيوطي ( 6 / 36 ) . وذهب بعض النحاة إلى أن الأصل في الأفعال هو الماضي ؛ لأنه أسبق الأمثلة ؛ لإعلال المضارع والأمر باعتلاله ، ولأن المضارع هو الماضي ، مع الزوائد ، والأمر من المضارع بعد طرح الزوائد . والجمهور على أن الثلاثة : الماضي والمضارع والأمر أصول . وذهب الكوفيون إلى أن أصول الفعل : الماضي والمضارع فقط ، وأن الأمر مقتطع من المضارع . ولذا فهو معرب عند الكوفيين ، مبنيّ عند البصريين . وانظر المسألة في الإنصاف لابن الأنباري ( 2 / 524 - 549 ) ، وأسرار العربية له ( 3217 - 321 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2014 ) ، والهمع للسيوطي ( 1 / 26 - 27 ) ، والمفتاح لعبد القاهر (54) ، وشرح التصريف العزي للتفتازاني (69) .
2- انظر أدب الكاتب لابن قتيبة (401) ، والاقتضاب لابن السيد ( 2 / 219 ) ، والمزهر للسيوطي ( 2 / 233 ) .

من علم نطق العرب بنبذت الشّيء ، وسربلت (1) العريان ؛ من قولهم : نبذ الشيء ، وسربل العريان ، وإن لم يبلغه أنّ العرب قالت ذلك ، فأشبها الفروع ، فلم يذكرا مع الأصول .

[ بناء فعل ما لم يسمّ فاعله ]

فصل : صوغ الفعل للمفعول بضمّ أوّله وفتح ما قبل آخره إن كان مضارعا ، نحو : يضرب ويستعتب .

وبضمّ أوّله وكسر ما قبل آخره إن كان ماضيا ، نحو : أكرم وعلّم . فإن اعتلّ ما قبل الآخر نقلت الفتحة والكسرة إلى ما قبله ، نحو : قيل واختير .

فإن تساوى المعتلّ وما قبله في الحركة لم يحتج إلى نقل ، نحو : يختار ويحتار .

ويشرك ( الأوّل ) (2) ، إن كان تاء مزيدة ، الثاني ، نحو : تعلّم .

وإن كان همزة وصل شاركه الثالث ، نحو : استخرج ، واقتدر .

[ كيفيّة صياغة فعل الأمر ]

فصل : المصوغ للأمر موازن للمضارع بعد إسقاط حرف المضارعة وجعل آخره كآخر المجزوم .

ص: 29


1- يقال : سربلته السّربال فتسربل به ؛ أي : ألبسته إيّاه فلبسه ، والسّربال : القميص والدّرع ، وقيل : كلّ ما لبس فهو سربال . وانظر اللسان ( سربل ) .
2- ب : " الأوّل " .

ويقتصر على ذلك فيما ولي حرف مضارعته متحرّك ، وليس من أفعل ، فإن كان منه جيء بالهمزة رفعا لتوهّم كون الأمر من ثلاثيّ ، نحو : علّم وأقم ؛ في الأمر من : تعلّم وتقيم .

فإن وليه ساكن أعيدت إليه همزة أفعل إن كان الأمر منه (1) ، وإلا جيء بهمزة الوصل ؛ مضمومة قبل ضمّة لازمة خالصة (2) ، أو مشمّة (3) ، نحو قولك في الأمر من يخرج : اخرج ، ومن يدعو (4) : ادعي يا هند .

ومكسورة قبل كسرة ، أو فتحة ، أو ضمة غير لازمة ، نحو :

اضرب ، واذهب ، وامشوا .

[ ما يعرف به الأصليّ من الحروف ]

فصل : يعلم أنّ الحرف أصل بأن لا يكمل أقلّ الأصول إلا به ، كحروف يوم .

ص: 30


1- نحو : أخرج وأكرم .
2- وجاء كسرها شذوذا ، قال ابن جني في المنصف ( 1 / 54 ) : " وحكى بعضهم : اقتل بكسر الهمزة ، فجاء به على الأصل ، واعتد بالساكن حاجزا ، لأنه وإن كان لا حركة فيه فهو حرف على كل حال ، وهذا من الشاذ " .
3- هذا هو المشهور ، وفي المسألة مذاهب ، والذي في التسهيل وشروحه أن الهمزة تشمّ ضمّا فيما كان مشمّا من الأجوف ، من نحو اختير وانقيد ، بالبناء للمجهول . وانظر التسهيل لابن مالك (203) ، وشرحه له ( 3 / 466 ) ، ولابن عقيل ( 2 / 614 ) ، وللسلسيلي ( 2 / 854 ) .
4- أ : " يدعوا " .

فإن لم يكن كذلك ( فبمباينته ) (1) لحروف الزّيادة التي يجمعها أربع مرّات قولي :

أمان وتسهيل ، تلا أنس يومه

نهاية سول أم ، هناء وتسليم (2)

كحروف جعفر .

وبتصديره قبل أكثر من ثلاثة أصول في غير فعل واسم يشبهه ، كياء يستعور (3) .

وبانتفاء أدلّة الزّيادة التي تذكر بعد ، كسين سفرجل ( ولامه ) (4) .

ص: 31


1- ب : " فبما بيّنته " .
2- ب : " أمان وتسهيل ، تلا يوم أنسه نهاية مسؤول ، هناء وتسليم " وذكر ناسخ " ب " في حاشيته رواية أخرى ، وهي ما في " أ " .
3- اليستعور : الباطل ، والدّاهية ، وكساء يجعل على ظهر البعير ، وشجر تصنع منه المساويك ، ومساويكه أشد من المساويك إنقاء للثغر وتبييضا له ، ومنابته بالسراة ، وفيها شيء من مرارة ولين ، واليستعور البلد العيد ، وقيل : بلد بعينه قبل حرّة المدينة كثير العضاه موحش لا يكاد يدخله أحد ، وقيل : وهو المقصود بقول عروة بن الورد : أطعت الآمرين بصرم سلمى فطاروا في البلاد اليستعور ويستعور : فعللول ، بأصالة الياء ، وهذا مذهب سيبويه والجمهور ، وقال بعضهم : هو يفتعول . قال ابن خالويه : ليس أحد يقول يستعور : يفتعول إلا ابن دريد ، وفي اللسان أن الشيخ رضي الدين الشاطبي يقول بذلك أيضا ، قرأ ذلك ابن منظور في حاشية للشاطبي بخطه . وانظر تفسير غريب أبنية سيبويه لأبي حاتم (126) ، وليس في كلام العرب لابن خالويه (205) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 404 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 525 ) ، ومعجم ما استعجم للبكري (1394) ، ومعجم البلدان لياقوت ( 5 / 436 ) ، واللسان ( يستعور ) .
4- ليس في " ب " .

وبثبوته في جميع التّصاريف ، كنون ضيفن فإنّها أصل ، خلافا للخليل (1) ، فإنّ العرب قالت : ضفن الرّجل فهو : ضافن وضيفن إذا تبع الأضياف تطفّلا . حكى ذلك أبو زيد (2) .

ص: 32


1- الخليل ( 100 - 170 ) : أبو عبد الرحمن ، الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم ، الفراهيدي ، الأزدي . أشهر من أن يقال فيه : هو فلان . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين للسيرافي ( 38 - 40 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 43 - 47 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 54 - 70 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 123 - 134 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 1 / 341 - 347 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 45 - 47 ) ، والبلغة للفيروزابادي (99) ، وإشارة التعيين لليماني (114) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 557 - 560 ) .
2- أبو زيد ( . . . - 215 ) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، من ثقات البصريين وأئمة اللغة . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ( 53 - 57 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 182 - 183 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 67 - 70 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 224 - 225 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 2 / 30 - 35 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 101 - 104 ) ، والبلغة للفيروزابادي (103) ، وإشارة التعيين لليماني (128) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 582 - 583 ) . وظاهر كلام الخليل في العين أنّ ضيفنا فعلن ، والنون زائدة ، قال : " وضفنت مع الضّيف ، إذا جئت معه ، وهو الضّيفن " . والقول بأن مذهب الخليل بزيادة النون ذكره أبو عثمان المازني في تصريفه . وهو مذهب سيبويه القول بزيادة النون ، ذكر ذلك في مواضع من كتابه ، والمبرد وجمهرة من أهل اللغة . ومذهب أبي زيد ، ورجحه ابن عصفور ، واختاره ابن مالك : أنه فيعل ، والنون أصل . وجاء في المنصف : " قال أبو عثمان : وقال - أي الخليل - ضيفن النون فيه زائدة ، لأنه من الضيف . وزعم أبو زيد أنه يقال : ضفن الرّجل يضفن : إذا جاء ضيفا مع الضيف ، فضيفن في هذا المذهب فيعل . قال أبو الفتح : كلا الاشتقاقين مذهب ، وقول أبو زيد في هذا كأنه أقوى ؛ لأن المعنى يطابقه ، ألا ترى إلى قول الشاعر : إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن فأودى بما تقرى الضيوف الضّيافن فالضيفن هو الذي يجيء مع الضيف ، وقولهم : ضفن يضفن ، في هذا المعنى يشهد بان ضيفنا فيعل . فهذا قول . وفيه شيء آخر يقوي ما قاله أبو زيد ، وهو أن فيعلا أكثر في الكلام من فعلن ، فهذه بيّنة أخرى تشهد لكونه فيعلا . والقول الأول أيضا وجه ؛ لأنه وإن كان ضيف ضيف ، فهو على كل حال ضيف ، فينبغي أن تكون نونه زائدة . وقد جاء على فعلن : . . . " ثم ذكر من ذلك قولهم : امرأة خلبن : من الخلابة ، وناقة علجن : غليظة . وليس في نوادر أبي زيد تصريح بمذهبه ، وإن كان الظاهر أنه فعلن ، قال فيه : " والذي يأتي مع الضيف ولم يدع : الضيفن " . ثم أنشد البيت المذكور قبل . وانظر العين للخليل ( 7 / 46 ) ، والكتاب ( 4 / 252 ، 270 ، 320 ) ، ونوادر أبي زيد (188) ، والتهذيب للأزهري ( ضفن : 12 / 43 ) ، والمقتضب للمبرد ( 3 / 337 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 167 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 341 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 271 ) .

[ الميزان الصّرفيّ ]

فصل : وزن الكلمة أن يقابل أوّل أصولها بفاء ، وثانيها بعين ، وثالثها ورابعها وخامسها بلامات (1) .

ويعطى المقابل به ( ما ) (2) للمقابل من حركة وسكون ومصاحبة مزيد ، غير مغيّر عن حاله ومحلّه ، كقولك في وزن

ص: 33


1- ذهب الكوفيون إلى أن كل اسم زادت حروفه على ثلاثة أحرف فيه زيادة ، فإن كان على أربعة ، نحو جعفر ، ففيه زيادة حرف واحد ، واختلفوا في تعيين الزائد ، فذهب الكسائي إلى أنه ما قبل الآخر ، وذهب تلميذه الفراء إلى أنه الآخر ، وإن كان على خمسة ، نحو سفرجل ، ففيه زيادة حرفين ، وهما آخره وما قبله . هذا إن لم يكن الرباعي أو الخماسي من المكرر ، نحو وسوس وصمحمح ، فإن كان منه فلهم فيه مذهب آخر سيأتي بيانه . وذهب البصريون إلى أن بنات الأربعة والخمسة ، من الأسماء ، ضربان غير بنات الثلاثة ، وأنهما من نحو جعفر وسفرجل لا زائد فيهما البتة . وانظر المسألة مبسوطة في الإنصاف لابن الأنباري ( 2 / 793 ، المسألة 114 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 30 ) .
2- ليس في " ب " .

جوهر ، وقسور ، وحيدر (1) ، وعثير (2) : فوعل ، وفعول ، وفيعل ، وفعيل (3) .

فإن كان المزيد أصلا مكرّرا قوبل بما يقابل به الأصل ، كقولك ( في ) (4) قردد (5) : فعلل .

فلأجل هذه المقابلة سمّي أوّل الأصول فاء ، وثانيها عينا ، وثالثها ورابعها وخامسها لامات .

[ حروف الزّيادة ]

اشارة

(6)

ص: 34


1- القسور : الرّامي ، والصّائد ، والأسد ، والجمع : قسورة ، على حدّ كمء وكمأة . هذا ما قاله الليث ، وقال ابن سيده : هذا قول أهل اللغة ، وتحريره أن القسور والقسورة اسمان للأسد ، أنثوه كما قالوا أسامة ، إلا أن أسامة معرفة . وخطّأ الأزهريّ الليث ، موافقا لابن الأعرابي فيما ذهب إليه ، وقالا : القسور نبات ناعم معروف في البادية ، وهو جمع واحدته قسورة ، على حد تمر وتمرة ، وفي المحكم : والقسور : ضرب من النبات سهبي ، واحدته قسورة ، وقال أبو حنيفة : القسور : حمضة من النجيل ، وهو مثل جمّة الرجل يطول ويعظم ، والإبل حراص عليه . وانظر التهذيب للأزهري ( 8 / 398 قسر ) ، والمحكم لابن سيده ( 6 / 140 ) ، واللسان ( قسر ) . وحيدر : الحيدر والحيدرة كالحادر ، وهو الأسد ، سمّي بذلك لشدة بطشه ، وعن ابن الأعرابي : الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس ، قال ثعلب : يعني لغلظ عنقه وقوة ساعديه ، نقل الأزهري عن الليث : الحادر والحادرة : الغلام الممتلئ الشباب ، وقال ثعلب : يقال : غلام حادر إذا كان ممتلئ البدن شديد البطش . انظر التهذيب للأزهري ( 4 / 407 حدر ) ، واللسان والتاج ( حدر ) .
2- العثير : العجاج الساطع ، والتّراب والأثر الخفيّ ، وكل ما قلبت من تراب أو مدر أو طين بأطراف أصابع رجليك إذا مشيت ، لا يرى من القدم أثر غيره ، فيقال : ما رأيت له أثرا ولا عثيرا . ومثله : العثير . وانظر اللسان والتاج ( عثر ) .
3- هذه الأوزان كتبت في " أ " بالكسر والتنوين .
4- ليس في " أ " .
5- قردد : مضى شرحه في الحاشية (35) من هذا الكتاب .
6- انظر في الزيادة وعللها ومسائلها في سر الصناعة لابن جني ، والمنصف له ( 1 / 99 - 172 ) ، والتكملة لأبي علي ( 542 - 562 ) ، والمفصل للزمخشري ( 357 - 360 ) ، وشرحه لابن الحاجب ( 2 / 371 - 391 ) ، ولابن يعيش ( 9 / 141 - 58 ، 10 / 2 - 7 ) ، ولصدر الأفاضل الخوارزمي ( 4 / 305 - 21 ) ، والشافية لابن الحاجب ( 70 - 82 ) ، وشرحها للرضي ( 2 / 330 - 97 ) ، وللجاربردي ( 193 - 237 ) ، واللباب للعكبري ( 227 - 83 ) ، وشرح التصريف الملوكي لابن يعيش ( 100 - 212 ) ، وللثمانيني ( 223 - 89 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 201 - 94 ) .

[ أحقّ الحروف بالزيادة حروف اللّين ]

فصل : أحقّ الحروف بالزيادة حروف اللّين ، وهي الألف والياء والواو ؛ لسهولة الإتيان بها عند إشباع الحركات ، ولأنّ كلّ كلمة لا تخلو ممّا أخذ منها ، وهي الحركات الثّلاث .

والألف أخفّها ، فهي أحقّ بالزيادة من أختيها .

[ منع زيادة الألف والواو أوّلا ]

(1)

لكن منع من زيادتها أولا تعذّر الابتداء بها ، لملازمتها السّكون ، فزادوا الهمزة أوّلا ، كالعوض منها ؛ لاتّحاد مخرجهما .

ومنع من زيادة الواو أوّلا استثقالها ، وتعرّضها للإبدال الجائز ، إن لم ( يلها ) (2) واو أخرى ، والإبدال اللازم إن وليها واو أخرى ، كما فعل بالأصليّة في نحو : أقّتت وأواق ، ( والأصل ) (3) :

وقّتت ووواق ؛ جمع واقية . وسيأتي بيان ذلك (4) .

ص: 35


1- انظر في علل عدم زيادة الألف أولا في : سر الصناعة لابن جني ( 2 / 687 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 791 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (127) ، وشرح المفصل له ( 9 / 147 ) ، واللباب في علل البناء والإعراب للعكبري ( 2 / 227 ) .
2- ب : " تلها " .
3- ب : " الأصل " .
4- انظر ص ( ) من هذا الكتاب .

فلمّا امتنعت زيادتها أوّلا ، مع كونها من أمّهات الزّوائد ، زيدت الميم أوّلا كالعوض منها ، ولذلك لم تزد الميم غير أوّل إلا شذوذا ؛ لعدم الحاجة إلى التعويض .

[ حرف اللين مع ثلاثة فأكثر ]

فإذا كان حرف اللّين مع ثلاثة أصول ، أو أكثر ، فهو زائد ، نحو : غراب ، وغارب (1) ، وشيهم (2) ، وقليب (3) ، وكوثر ، وسدوس (4) .

وكذلك المماثل أحد الأصول الثلاثة ، نحو : جلباب .

ص: 36


1- الغارب : أعلى مقدّم السّنام من البعير ، وقيل : ما بين السّنام والعنق ، وقولهم : حبلك على غاربك : أي خلّيت سبيلك ، فاذهبي حيث شئت ، وكان هذا من طلاق المرأة في الجاهلية ، وقيل : غارب كل شيء أعلاه ، فغارب الموج والظهر أعلاهما ، انظر اللسان ( غرب ) .
2- الشّيهم : الذّكر من القنافذ ، وقيل : هو الدّلدل ، وهو العظيم من القنافذ ، وقيل : بل هو ضرب من القنافذ أعظم منها ، له شوك طوال ، وإذا انتفضت دفاعا رمت به كالسهام ، والفرق بين الدلدل والقنفذ كالفرق بين الفئرة والجرذان والبقر والجواميس . انظر اللسان ( دلل ، شهم ) .
3- القليب : البئر ، ثم اختلف في صفتها ، فقيل : المطوية ، قيل : وغير المطوية ، وقيل : العادية التي لا يعرف لها رب ولا حافر ، وقيل : والمستحدثة كذلك ، وقيل : ما كان فيها ماء ، وقيل : والتي لا ماء فيها أيضا . اللسان ( قلب ) .
4- سدوس ، بفتح السين : أبوان لقبيلتين ؛ الأولى في تميم ، وهو سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة ، والثانية في ربيعة ، وهو : سدوس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب . وسدوس ، بضم السين : أب لقبيلة في طيء ، وهو : سدوس بن أصمع بن أبي عبيد بن ربيعة بن نضر بن سعد بن نبهان . وسدوس ، بالضم أيضا : الطيلسان الأخضر ، وعكس الأصمعي فقال : هو بالفتح الطيلسان الأخضر ، وبالضم القبيلة ، وخطّئ في ذلك . وانظر الصحاح واللسان والتاج ( سدس ) .

[ نحو وسوس وسمسم ]

فإن كان التّماثل في أربعة أحرف ، لا أصل للكلمة غيرهنّ ، ولا يفهم المعنى بسقوط بعضهنّ ، كوسوس وسمسم ، فالجميع أصول .

[ نحو : صمحمح ومرمريس ]

فإن كان للكلمة أصل غيرهنّ ، كصمحمح (1) ومرمريس (2) ، فالمثلان زائدان .

فإن فهم المعنى بسقوط أحدهما فهو زائد ، نحو : كفكفت الشيء ، بمعنى : كففته ، كان في الأصل : ( كفّفت ) (3) ؛ بثلاث فاءات ؛ الأولى عين ، والثانية زائدة ، والثالثة لام ، فاستثقل توالي

ص: 37


1- الصّمحمح والصّمحمحيّ : الرجل الشديد ، وهو في السن ما بين الثلاثين والأربعين ، وقيل : هو القصير ، والغليظ في قصر ، والأصلع ، والمحلوق الرأس ، والأنثى من كل ذلك : صمحمحة .
2- المرمريس : الأملس ، والأرض التي لا تنبت ، والداهية الشديدة ، ورجل مرمريس : داهية . انظر اللسان ( صمح ، مرس ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 324 ، 459 ) . وقد اختلف في صمحمح ، ومثله : دمكمك ، وغشمشم ، وعثمثم ، وسرعرع ، وعصبصب ، وشمقمق ، وعنطنط ، وهو كل خماسي مكرر فيه ثانيه وثالثه وسبقا بحرف مغاير . فقال البصريون : هو فعلعل ، ومذهبهم فيه مكذهبهم في نحو كفكف . وقال الكوفيون : هو فعلّل ، ومذهبهم فيه كمذهبهم في نحو كفكف ، إذ قالوا : أصله صمحّح ، فكره العرب توالي ثلاثة أمثال ، فأبدلوا الثاني حرفا من جنس حروف الكلمة ، مماثلا لما قبل المضعف ، وهو الميم ، فقالوا : صمحمح ، كما أبدلوا الفاء الثانية من كفف حرفا من جنس حروف الكلمة ، مماثلا لما قبل المضعف وهو الكاف ، فقالوا : كفكف . وانظر الحاشية (125) ص (38) ومراجعها ، والإنصاف لابن الأنباري ( 2 / 788 ) .
3- ب : " كفففت " .

الأمثال ، فردّ إلى باب سمسم ، بزيادة مثل الفاء بدل مثل العين تخفيفا .

[ الإبدال في نحو تظنّيت ]

وقد خفّفوا هذا النّوع بإبدال أحد الأمثال ياء ، نحو : تظنّيت ؛ لأنّه من الظّنّ (1) .

وكلا التّخفيفين مطّرد في أقيسة الكوفيّين .

والبصريّون فيهما مع السّماع ، ويرون أنّ كفكف وأمثاله بناء مرتجل ( رباعيّ كلّ حروفه أصول ) (2) ، وليس من مادّة الثّلاثيّ في شيء .

وهذا تكلّف ، والمختار فيه ما قاله الكوفيّون ، وأمّا تظنّيت فالمختار فيه الاقتصار على السّماع (3) .

ص: 38


1- انظر الإبدال لابن السكيت (133) ، وأدب الكاتب لابن قتيبة (487) ، وسر الصناعة لابن جني ( 2 / 740 - 66 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 370 - 74 ) .
2- ليس في " ب " .
3- اختلف في أصول وزنات ما كان رباعيا مضاعفا ، نحو زلزل وسمسم ، وما كان خماسيا كذلك ، نحو : صمحمح وغشمشم ، وتفصيل الخلاف كالآتي : أولا : الرباعي المضاعف على ضربين : 1 - ما له ثلاثي مضعف بمعناه ، وهو ما اصطلح على وصفه بأنه ما صح إسقاط ثالثه مع سلامة المعنى ، نحو : كفكف ، وكبكب ، وصرصر ، وحثحث ، إذ يصح إسقاط ثالثها ، فيقال بمعناها : كفّ ، وكبّ ، وصرّ ، وحثّ . 2 - ما ليس له ثلاثي مضعف بمعناه ، وهو ما لا يصح إسقاط ثالثه مع سلامة معناه ، وذلك نحو : فلفل ، وسمسم ، وكركم . وفي أصول هذين الضربين وزناتهما خلاف توضيحه : المشهور عن جمهور البصريين أنهم يرون أن نحو كفكف وسمسم رباعي الأصول ، صح إسقاط ثالثه أو لم يصح ، وزنته : فعلل . وقالوا في الاحتجاج لمذهبهم : إن أصالة اثنين من الأربعة متيقنة ، ولا بد من ثالث مكمل لأقل الأصول ، فلا بد من الحكم بأصالة ثالث ، وليس أحد الباقيين بأولى من الآخر ، فحكم بأصالتهما معا . وإن الزيادة إنما تعتقد بدليل ، ولا دليل ، بل الدليل قائم بخلاف ذلك . وإننا لو حكمنا بزيادة أحد المثلين ، وقد تعذر الحكم بزيادتهما معا ، لأدى ذلك إلى بناء مفقود . إذ يصير وزن الكلمة على تقدير زيادة أولها : ( عفعل ) ، وهذا بناء مفقود . وأيضا فإن الكلمة إذ ذاك تكون من باب ( سلس وقلق ) ، أي : مما لامه وفاؤه من جنس واحد ، وهذا قليل . ويصير وزن الكلمة عند تقدير زيادة ثانيها : ( فلعل ) ، وهو أيضا بناء غير موجود . وكذلك تصير الكلمة إذ ذاك من باب ( ددن ) ، أي : مما فاؤه وعينه من جنس واحد ، وهو نادر . ويصير وزن الكلمة على تقدير زيادة ثالثها : ( فعقل ) ، وهو أيضا بناء غير موجود ، وأيضا تصبح الكلمة إذّاك من باب ما ضوعفت فيه الفاء ، نحو مرمريس ومرمريت ، على زنة فعفعيل ، وهذا البناء قليل جدا ، لم يسمع في غير هاتين الكلمتين . ويصير وزن الكلمة على تقدير زيادة رابعها : ( فعلع ) ، وهذا بناء غير موجود . وأيضا تصبح الكلمة من باب ( سلس وقلق ) ، وقد تقدم أنه قليل . فقد اتضح أن الحكم بزيادة أحد الأربعة يؤدي إلى بناء مفقود غير موجود ، وإلى دخول في باب قليل ، فرفض ذلك ، فتعين الحكم بالأصالة . فإن قيل للبصريين : فما تقولون في نحو : كفكف وكفّ ، وصرصر وصرّ ؟ قالوا : كلا الكلمتين أصل ، وليست إحداهما من الأخرى في شيء ، بل هما من المترادفات التي توافقت في معظم اللفظ . - والمشهور عن الكوفيين أن الرباعي المضاعف بنوعيه ثلاثي على زنة فعّل ، صحّ إسقاط ثالثه أو لم يصح . قالوا : أصل نحو كفكف : كفّف ، فاستثقل العرب توالي ثلاثة أمثال ، وهي الفاءات هنا ، فأبدلوا من ثانيها ، وهي العين الثانية من فعّل ، حرفا من جنس فاء الكلمة ، وهي الكاف ، تخفيفا ، فقالوا : كفكف ، وكان الإتيان بحرف مماثل لأحد حروف الكلمة أخف وأولى من الإتيان بأجنبي . وعليه فزنة نحو كفكف وصرصر وحثحث : فعّل ، أي : وزنوا الثالث بحسب ما يقابل المبدل منه في الميزان ، لا بحسب لفظ البدل ؛ لأن المبدل تكرير لأصلي ، وما كان كذلك فهو في الوزن على مثل ما يوزن به الأصلي ، وهو العين ، فقالوا : كفكف فعّل ، كما قالوا في قال : فعل ، وفي اصطلح : افتعل . ورد هذا المذهب بأن مثل هذا الإبدال لم يثبت ، بل العرب إذا استثقلوا التضعيف أتوا بحرف علة بدل المضاعف ، كقولهم في تظنّنت : تظنّيت ، وفي تقصّصت : تقصّيت ، دون : تظنظنت وتقصقصت . وبأن مصدر نحو كفكف جاء على كفكفة بزنة فعللة ، ولو كان على زنة فعّل لجاء مصدره على تفعيل ، فقالوا : تكفيف . وقال أبو حيان في الجواب عن هذا الثاني من وجهي الاعتراض على الكوفيين : يمكن الجواب عن هذا بأنه إنما كان يلزم ذلك ، أي مجيء المصدر على التفعيل ، فيما لو بقي على إدغامه ، فأما بعد الإبدال والتفكيك فقد أشبه في الصورة ما ألحق بالرباعي ، نحو جلبب ، فجاء مصدره على وزان مصدره ، فجاء على فعللة . - وهذا الذي نسب إلى الكوفيين ، نمسب أيضا إلى سيبويه وأصحابه ، وبه قال أبو عبيد ، وابن قتيبة ، وأبو بكر الزبيدي ، وهو أحد قولين للفراء . - وقيل : بل الصواب أن مذهب الكوفيين التفريق بين ما يصح إسقاط ثالثه وما لا يصح ذلك فيه . فما لا يصح إسقاط ثالثه فهم فيه على وفاق مع البصريين ، وأنه رباعي الأصول على زنة فعلل . وما يصح إسقاط ثالثه ، فهم على أنه ثلاثي مزيد على زنة فعّل ، كما تقدم بيانه من مذهبهم . - وعن الكوفيين أيضا أن ما لا يصح إسقاط ثالثه على زنة فعفل مكرر الفاء ، وما يصح إسقاطه على زنة فعّل . - ومذهب الزجاج التفريق بين الضربين : فما لا يصح إسقاط ثالثه مذهبه فيه أنه فعفل مكرر الفاء ، وقيل : بل : فعلل كجمهور البصريين . وما يصح إسقاط ثالثه مذهبه في أنه ثلاثي مزيد ، والزائد فيه ثالثه الصالح للسقوط من غير إبدال من شيء ، ويوزن الزائد عنده بلفظه ، فيقال في زنة كفكف : فعكل ، وزنة صرصر : فعصل ، وزنة جرجر : فعجل ، وهكذا . ويمكن أن يرد هذا المذهب بأنه يؤدي إلى تكثير الأوزان ، وهو وجه الاعتراض على من رأى أنه يوزن بحسب البدل ؛ لا بحسب المبدل منه ، في نحو اصطلح وازدان واذكر وباع ، فقال هي : افطعل وافدعل وافذعل وفال . وبأنه يؤدي إلى إدخال ما ليس من أحرف الزيادة فيها ، كالكاف والجيم والصاد من : كفكف وجرجر وصرصر . ويمكن أن يجاب عن هذا الأخير بأنه احتمل لكونه مماثلا لأصل ، فأخذ حكم ما كان تكريرا له ، وهذا لا يشترط فيه أن يكون من حروف الزيادة . - وللخليل في هذا الجنس بنوعيه قولان ؛ الأول : أنه فعفل ، وبه قال أيضا قطرب وابن كيسان . والثاني : أنه فعفع ، وتابعه بعض البصريين ، وبعض الكوفيين . - وللفراء قولان ، وافق في الأول الكوفيين ، فقال : هو ثلاثي على زنة فعّل ، وقال في الثاني : هو ثنائي مكرر على زنة : فعفع . - وسامح المبرد فيه ، فقال : يمكن أن يكون ثلاثيا على زنة فعّل ، والظاهر أنه رباعي . وانظر هذه المسألة في الخصائص لابن جني ( 2 / 52 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 300 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2035 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 60 ) ، والارتشاف لأبي حيان ( 1 / 24 ، 110 ) ، والأشموني على الألفية ( 4 / 255 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 359 ) ، والهمع للسيوطي ( 6 / 241 ) .

ص: 39

ص: 40

[ إبدال رابع الأمثال ياء إن لم يكنها ]

فلو كانت الأمثال أربعة تعيّن إبدال الرابع ياء إن لم ( يكنها ) (1) ، نحو : ( رددّية ) (2) ، وهو مثال خبعثنة (3) من الرّدّ .

ومن قال : أميّيّ ، فجمع في النسب أربع ياءات ، قال في المثال : ( رددّدة ) (4) ، كذا قال أبو الحسن في تصريفه (5) .

[ نحو : قرقف ]

فإن كان المماثل الفاء وحدها فمماثلها أصل ، ك ( قرقف ) (6) ؛ لانتفاء دليل الزّيادة وغيره ، ولأنّ استعمال مثل

ص: 41


1- أ : یکن.
2- ب : " رددنية " .
3- الخبعثن والخبعثنة ، على مثال قذعمل وقذعملة : الضخم الشديد القوي من الرجال والبعير وغيرهم ، قال أبو زبيد الطائي يصف أسدا : خبعثنة في ساعديه تزايل تقول وعى من بعد ما قد تكسّرا وقال الفرزدق يصف إبلا : حواسات العشاء خبعثنات إذا النّكباء عارصت الشّمالا وأنشد أبو عمرو في صفة رجل : خبعثن الخلق في أخلاقه ذعر . وانظر سفر السعادة للسخاوي ( 1 / 246 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 1 / 184 ) ، واللسان ( خبعثن ) .
4- ب : " رددة " .
5- انظر المساعد لابن عقيل ( 4 / 81 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 273 ) .
6- القرقف : الماء البارد المرعد ، واسم للخمر سميت بذلك لأنها تقرقف صاحبها ؛ أي : ترعده ، والقرقفة : الرّعدة ، وقد قرقفه البرد : أرعده . انظر اللسان ( قرقف ) .

الأصل مزيدا ( متأخّر ) (1) في الرّتبة عن استعماله أصلا فيما أهملت أصالة مثله ، فلا يصلح أن يستعمل بزيادته .

ومعلوم أنّ وقوع مثل الفاء مهمل ، إلا فيما ( ندر ) (2) من نحو : ددن (3) ، فإهمال وقوعه زائدا أحقّ .

على أنّ لقائل أن يقول في قاف ( قرقس ) ، وهو البعوض :

إنّها زائدة ؛ لقولهم في معناه : قرس (4) .

ويعتذر عنه ( بالنّدور ) (5) ، كما اعتذر عن باب ددن .

[ زيادة الهمزة والميم مع ثلاثة أصول ]

فصل : تعلم زيادة الهمزة والميم بتصديرهما ووجدان ثلاثة أصول بعدهما ، نحو : إصبع (6) ومحلب .

فإن كان مع الثلاثة التي بعدهما حرف لين فهو أيضا زائد ،

ص: 42


1- ب : " يتأخر " .
2- أ : " نذر " .
3- الدّدن ، والدّيدان ، والدّيدبون ، والدّدا ، والدّدّ ، والدّد : اللّهو واللّعب ، كلها لغات صحيحة ، وفي الحديث : ما أنا من دد ولا الدّد مني ، وفي رواية : ما أنا من ددا ولا ددا مني . وقالوا : لا تكاد تجد ما فاؤه وعينه من جنس واحد غير ددن ، وببّان ، بتشديد الباء وتخفيفها ، قال عمر رضي اللّه عنه : " لئن عشت إلى قابل لألحقن آخر الناس بأولهم حتى يكونوا ببّانا واحدا " أي : شيئا واحدا . قال الخفاجي : ليس بعربي محض . قالوا : وأما ببر ، وهو حيوان يعادي الأسد ، سبع شبيه بابن آوى ، فهندي معرب ، ويسمى أيضا : فرانق البريد ، وقيل : بل عربي وافق الأعجمي ، وببّة : حكاية صوت لقّب به عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب ، والببّة أيضا : السمين ، والشاب الممتلئ البدن نعمة . وانظر سر الصناعة لابن جني ( 2 / 819 ) ، واللسان ( ددن ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 252 ) ، وشفاء الغليل للخفاجي ( 81 ، 86 ) .
4- القرس والقرقس : البعوض ، والبقّ ، وشبه البقّ الذي تقول له العامة جرجس ، وطين يختم به : فارسي معرب ، يقال له : جرجشت ، بتاء وليس بالباء كما في اللسان . وانظر المعرب للجواليقي (270) ، وشفاء الغليل للخفاجي (242) ، واللسان والتاج ( قرس ، قرقس ) .
5- أ : " بالنذور " .
6- في الإصبع عشر لغات ، وهي : بإسكان الصاد ، وتثليث الهمزة ، والباء مثلثة مع كل حركة للهمزة ، فهذه تسع لغات ، والعاشرة : أصبوع كعصفور . انظر التاج ( صبع ) .

كإسكاف (1) وإبريق (2) وأسلوب (3) .

فإن كان أحد الثلاثة حرف لين ، أو مكرّرا ، فهو أصل ، والهمزة ، أو الميم ، زائدة ، نحو : أورق (4) وأيدع (5) وموئل ، وميسر ، وأشدّ ، ومجنّ (6) .

فإن انفكّ المثلان ، كمهدد (7) ، فأحدهما زائد ،

ص: 43


1- الإسكاف ، وهو أيضا الأسكوف ، والأسكف ، والسّيكف ، والسّكّاف : الخفّاف ، أي صانع الخفاف ، وقيل : كل صانع عند العرب ، وقيل : بل هذه اللغات في كل صانع ما عدا الخفّاف ، وقيّد بعضهم فقال : كل صانع بيده بحديدة ، وخصه بعضهم بالنجار ، وقيل : إن تخصيصه بالنجار وهم ، وقالوا : وأما صانع الخفاف فهو الأسكف ، لا غير . انظر اللسان والتالج ( سكف ) ، وديوان الأدب للفارابي ( 1 / 277 ) ، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان (37) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 59 ) .
2- الإبريق : فارسي معرب ، آب ريز . وانظر المعرب للجواليقي (71) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 149 ) ، والألفاظ الفارسية المعربة لأدي شير (6) ، والألفاظ الدخلية لطوبيا العنسي (1) .
3- الأسلوب : الطريق ، والوجه ، والمذهب ، وكل طريق ممتد ، والسطر من النخيل ، والفنّ ، يقال : أخذ في أساليب من القول : أي أفانين منه ، ومن تراكيبهم : أنفه في أسلوب : إذا كان متكبرا . انظر اللسان ( سلب ) .
4- أورق الشجر : خرج ورقه تامّا ، وأورق الحابل : إذا لم يقع في حبالته صيد ، والغازي : إذا لم يغنم ، والطالب : إذا لم ينل ، والصائد : إذا لم يصد وأخطأ وخاب ، وإذا غنم أيضا ، فهو من الأضداد ، وأورق الرجل : كثر ماله . وعام أورق : لا مطر فيه ، والأورق من البهائم : الذي في لونه بياض إلى سواد ، وأكثر ما يكون في الإبل ، والأورق من الناس : الأسمر ، ومن اللبن : الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن . اللسان ( ورق ) .
5- الأيدع : صبغ أحمر يؤتى به من جزيرة سقطرى ، وهي جزيرة إلى سواحل عدن ، وقيل : الأيدع شجر البقّم الذي يقال له دم الأخوين ، ودم التيس ، ودم الثعبان ، والشّيّان ، وقيل : هو الزعفران . انظر معجم البلدان لياقوت ( 3 / 227 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 101 ) ، والمعتمد في الأدوية المفردة للملك المظفر (158) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 292 ) ، واللسان ( يدع ) .
6- المجنّ : التّرس ، والوشاح . اللسان ( جنن ) .
7- مهدد اسم امرأة ، ومحبب اسم رجل . فأما مهدد فميمه أصل ، وهو على زنة فعلل ، ملحق بجعفر ، وحافظوا على الفك للمحافظة على الإلحاق ، ولو كانت الميم زائدة وكان على زنة مفعل لوجب الإدغام ، فقيل : مهدّ ، كما قالوا : مسدّ ومردّ ومفرّ ومقر ومقرّ . وإنما ترجح فعلل فيه على مفعل ، مع أن الزنتين موجودتان ، ولا تخرج الكلمة عند الحكم بأصالة الميم أو زيادتها عن النظير ، وذاك لأن الحكم بأصالة الميم لا يؤدي إلى الإظهار الشاذ ، أي الفك الشاذ ، لكونه إذ ذاك ملحقا ، ومثل هذا الفك في الملحق شائع ، كسؤدد وعندد وقردد ، ولو حكم بأصالة الميم لكان الإظهار شاذا ، إذ مفعل ليس من الملحق .

إلا أن يوجب تقدير زيادته استعمال ما أهمل ، كمحبب (1) ، فإنّه مفعل ؛ لأنّ تقدير زيادة إحدى باءيه يوجب أن يكون الأصل ( م ح ب ) ، وهو تركيب أهملت العرب جميع وجوهه .

وكذلك إن سقط حرف اللّين في بعض التّصاريف فهو زائد ، والهمزة ، أو الميم ، أصل ، كواو أولق ، وهو الجنون ، فإنّها زائدة ؛ لسقوطها في قولهم : ألق الرّجل ألقا ، فهو مألوق ؛ أي :

جنّ . هذا هو الأشهر . وبعض العرب يقول : ولق ولقا ، فهو

ص: 44


1- وأما محبب فمفعل ، وإن لم يدغم ؛ لأنه علم ، والأعلام تغير كثيرا عما عليه غيرها مما ليس علما ، والفك فيه شاذ ، وكان القياس : محبّ . فإن قيل : ولم جاز في الأعلام التغيير عن الأصول ؟ قيل : لأنها كثيرة الاستعمال ، معروفة المواضع ، والشيء إذا كثر استعماله ، وعرف موضعه ، جاز فيه من التغيير ما لا يجوز في غيره . فإن قيل : فهلا جعلتم الميم في محبب أصلية ؛ بدليل فك الإدغام ، كما فعلتم ذلك في مهدد ؟ فالجواب : إنه لما كان جعل الميم أصلية يؤدي إلى الحمل على القليل ، وجعلها زائدة يؤدي أيضا إلى ذلك ، كان الأولى الحكم بالزيادة هنا ، لأن الميم إذا كانت زائدة كانت الكلمة من تركيب ( ح ب ب ) وهو موجود ، وإذا كانت أصلية كانت الكلمة من تركيب ( م ح ب ) وهو غير موجود ، فكان الحمل على الموجود أولى . وإن قيل : فهلا جعلنا الميم في مهدد زائدة كما جعلناها في محبب كذلك ، ويكون الفك في مهدد شاذا ، كما في محبب ، ويكون من باب : لححت عينه ، وألل السّقاء ، وضبب البلد ، كما أن جعل الميم أصلية أولا قبل ثلاثة أصول قليل ؟ فالجواب : إذا كانت الأصالة والزيادة تفضيان إلى قليل ، كان الحكم بالأصالة أولى . وإن قيل : قد اعتددت بالإظهار الشاذ في محبب ، واحتججت لذلك بعلميته ، وأن الأعلام تغير كثيرا ، وبنيت على ذلك حكما بزيادة الميم ، ومهدد علم مثله ، فلم لا تحكم بزيادة ميمه أيضا ؟ فالجواب : إنما قيل في محبب إنه مفعل ؛ لأنه من الحبّ لا غير ، وليس في مهدد ما يدل على أنه من الهدّ دون المهد ، فيقضى بأنه مفعل ، ولا يترك الظاهر إلى غيره إلا بدليل ، ولا دليل هنا ، بل إظهار هم الدالين يدل على أنه فعلل ، فيكون اشتقاق هذا الاسم من المهاد ، ومهّدت الشيء ، كأن المرأة سميت بذلك لأنها ممهّدة المودّة ، وطيئة الأخلاق ، فيكون قريبا من تسميتهم إياها سعدة من المساعدة ، ووصال من المواصلة ، فهذا أشبه ، مع إظهار الدال ، من أن يكون من الهدّ ، ولا يعلم في الكلام تصريف ( م ح ب ) ميكون محبب فعللا منه . وانظر المصنف لابن جني ( 1 / 141 - 43 ) ، وسر الصناعة له ( 1 / 426 - 28 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 252 - 53 ) .

مولوق ، بمعنى جنّ أيضا ، حكاه ابن القطّاع (1) ، فعلى هذا يكون وزن أولق : أفعل ، وعلى الأوّل يكون وزنه : فوعلا (2) .

[ أصالة الهمزة والميم أوّلا مع أكثر من ثلاثة أصول ]

فإن كانت الأصول أكثر من ثلاثة بعد الهمزة ، أو الميم ، فهي أصل ، كإصطبل (3) ، ومرزجوش (4) ، ووزنهما :

ص: 45


1- ابن القطاع ( 433 - 515 ) : أبو القاسم ، علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي ، المعروف بابن القطاع ، إمام لغوي مشهور . انظر ترجمته في : إنباه الرواة للقفطي ( 2 / 236 - 39 ) ، ومعجم الأدباء لياقوت ( 4 / 1669 - 70 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 149 - 50 ) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 1 / 427 - 28 ) ، وإشارة التعيين لليماني ( 213 - 14 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 153 - 54 ) ، وحسن المحاضرة له أيضا ( 1 / 228 ) .
2- انظر الأفعال لابن القطاع ( 1 / 43 ، 3 / 310 ) ، وانظر الخلاف في زنته في المنصف لابن جني ( 1 / 113 - 18 ) ، والخصائص له ( 1 / 9 ، 3 / 291 ) ، وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ( 20 - 21 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 42 ، 235 - 37 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 94 ) ، وشرح الشافية لليزدي ( 1 / 326 ) .
3- الإصطبل : لغة شامية ، ومعناه موقف الدواب وحظيرة الخيل والبغال ، قيل : هو معرب ، وقيل : بل عربي ، قال المحبي : " وهمزته أصلية ؛ لأن الزيادة لا تلحق بنات الأربعة من أولها إلا إذا جرت على أفعالها ، ويجوز تأنيثه باعتبار البقعة ، وقول العامة : إصطبل عامرة ، بمعنى معمورة ، كعيشة رضية ، ولبعض الناس فيه كلام لا حاجة لإيراده هنا . وفي كتاب الهميان : الإصطبل بلغة أهل الشام معناه الأعمى ، ولذا قال الصاحب في قصته مع المعري : جرّوا الإصطبل " . انظر المعرب للجواليقي (19) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 311 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 71 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 194 ) ، وشفاء الغليل للخفاجي (78) .
4- مرزجوش : فارسي معرب مرزنكوش ، ويقال فيه أيضا : مرزنجوش ؛ أي ميت الأذن ، كما يقال فيه : مردقوش معرب مرده كوش ، وهو الزعفران ، أو نبت آخر طيب الرائحة من الرياحين ، دقيق الورق بزهر أبيض عطري . قال ابن البيطار : اسمه في العربية السّمسق والعبقر وحبق القثّاء ، وحبق الفيل ، وآذان الفار ، وميت الأذن . وانظر الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار ( 4 / 429 ) ، والمعتمد في الأدوية المفردة للملك المظفر (488) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 461 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 2 / 456 ، 458 ) ، وشفاء الغليل للخفاجي (274) والألفاظ الفارسية المعربة لأدي شير (144) .

فعللّ ، كجردحل (1) ، وفعللول كعضرفوط (2) .

[ الياء كالهمزة والميم أصالة وزيادة ]

والياء المصدّرة كالهمزة والميم في جميع ما ذكر ، حتّى في أصالتها إن تصدّرت في اسم خماسيّ ، كيستعور (3) ، وهو شجر ، واسم أرض ( أيضا ) (4) .

[ زيادة الهمزة والنون طرفا بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة فصاعدا ]

فصل : يحكم ، أيضا ، بزيادة الهمزة المتأخّرة بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة أصول ، أو أكثر ، ك ( علباء ) (5) ، وقرفصاء (6) .

ويشارك الهمزة فيما لها متأخّرة النّون ، نحو : سرحان (7) ، وزعفران .

ص: 46


1- مضى شرحه في الحاشية (38) ص (13) من هذا الكتاب .
2- العضرفوط : وهو العذفوط والعضفوط : دويبّة بيضاء ناعمة ، وقيل : هو ضرب من العظاء ، وقيل : هو ذكر العظاء ، وقيل : هي دويبة بيضاء ناعمة تسمى العسودّة . انظر اللسان والتاج ( عذفط ، عضرفط ) .
3- مضى شرحه الحاشية (100) ص (31) من هذا الكتاب .
4- ليس في " ب " .
5- العلباء والعلب : عصب العنق الغليظ ، وهما علباوان جانبي العنق في مقدمته ، يأخذان إلى الكاهل ، وعلباء اسم رجل سمي بعصب العنق . انظر التهذيب واللسان والتاج ( علب ) ، وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ( 43 - 45 ) .
6- القرفصاء والقرفصا والقرفصا والقرفصا : عن أبي عبيد أن يجلس المرء على أليتيه ، ويلصق فخذيه ببطنه ، ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب ، تكون يداه مكان الثوب ، وقال أبو المهدي : هو أن يجلس على ركبتيه منكبا ، ويلصق بطنه بفخذيه ، ويتأبط كفيه ، وهي جلسة الأعراب . اللسان ( قرفص ) .
7- السّرحان والسّرخال : الذّئب ، وهو الأسد بلغة هذيل ، والأنثى سرحانة . وسرحان الحوض : وسطه . اللسان ( سرح ) .

[ سقوط الحرف لغير علّة دليل زيادته ، وثبوته في جميع التصاريف دليل أصالته ]

والاستدلال على زيادة الحرف بسقوطه في بعض التّصاريف لغير علّة ، وعلى أصالته بلزومه في جميع التصاريف ، راجح على كلّ دليل .

[ ميم معدّ وتمندل ]

كلزوم ميم معدّ (1) في قولهم : تمعدد تمعددا فهو متمعدد :

إذا تشبّه بمعدّ ، مع انتفاء صيغة تقارب هذا المعنى عارية من

ص: 47


1- هو معدّ بن عدنان ، أبو العرب ، من أحفاد إسماعيل ، من سلسلة النسب النبوي . والأرجح في معدّ أنه فعلّ ، وقال أبو حاتم : هو مفعل ، وأجاز ابن دريد الوجهين . قال ابن دريد : " واشتقاق معدّ من شيئين : إما أن يكون مفعلا من العدد ، فكأنه كان معدد فأدغمت الدال ، وإما أن يكون من المعدّ ، وهو اللحم في مرجع كتف الفرس . قال الشاعر : فإمّا زال سرج عن معدّ وأجدر بالحوادث أن تكونا والتمعدد : تمام الشدة والقوة . قال الراجز : ربّيته حتى إذا تمعددا وصار نهدا كالحصان أجردا كان جزائي بالعصا أن أجلدا وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه : احتفوا ، واخشوشنوا ، وتمعددوا ، واقطعوا الركب ، وانزوا على الخيل نزوا . أي اركبوا وثبوا . والمعدة من هذا اشتقاقها لصلابتها ، ويقال : نبت ثعد معد : إذا كان غضّا ، ومعد في هذا الموضع اتباع ، وليس من الأول . وقد سمت العرب معيدا ومعددا ومعدان ، وأحسب اشتقاقه من المعد ، والمعد الصلابة " . وقال السخاوي : " والميم في تمعدد أصل ، وهو تفعلل ، لأنها لا تزاد في الفعل ، ودل تمعدد على أنّ الميم في معدّ أصل ، ولولا ذلك لقضوا بزيادتها ؛ لأنها إذا وقعت أولا وبعدها ثلاثة أحرف أصول كانت زائدة . وهذا مذهب سيبويه في معدّ " . وقال الرضي في شرحه على الشافية : " لو لم يكن الميم أصليا لكان تمعدد : تمفعل ، ولم يجيء في كلامهم . وخولف سيبويه فقيل : معدّ مفعل ، لأنه كثير ، وفعلّ في غاية القلة ، كالشّربّة في اسم موضع ، والهبيّ الصغير ، والجربّة العانة من الحمير . وأما قوله تمفعل لم يثبت فممنوع ، لقولهم : تمسكن وتمندل وتمردع وتمغفر ، وهي تمفعل بلا خلاف ، فكما توهموا في مسكين ومنديل أنهما فعليل ، وفي مدرعة أنها فعللة ، وفي مغفور أنه فعللول ، للزوم الميم في أوائلها ، كذلك توهموا في معدّ أنه فعلّ ، فقيل : تمندل وتمسكن وتمدرع ، وتمغفر وتمعدد ، على أنها تفعلل كتدحرج ، وهذا كما توهموا أصالة ميم مسيل فجمعوه على مسلان ، كما جمع قفيز على قفزان . ولو سلّم أنهم لم يتوهموا ذلك وبنوا تمدرع وأخواته على أنها تمفعل قلنا : فعلّ غريب غرابة تمفعل ، فبجعل معدّ فعلّا يلزم ارتكاب الوزن الغريب ، كما يلزم بجعله مفعلا ارتكاب تمفعل الغرسيب ، فلا يترجح أحدهما على الآخر ، فالأولى تجويز الأمرين ، ولسيبويه أن يرجح كونه فعلا بكون تمدرع وتمسكن وتمندل وتمغفر قليلة الاستعمال رديئة ، والمشهور الفصيح : تدرّع وتسكّن وتندّل وتغفّر ، بخلاف شربّة وجربّة وهبيّ فإنها ليست برديئة " . وانظر الكتاب ( 4 / 308 ) ، والاشتقاق لابن دريد ( 30 - 31 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 129 ، 3 / 20 ) ، وتفسير غريب أبنية سيبويه لأبي حاتم (170) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 185 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 2 / 335 - 37 ) ، والأعلام للزركلي ( 7 / 265 ) .

الميم ، بخلاف تمندل ونحوه ؛ فإنّهم قالوا في معناه : تندّل ، فدلّ على أنّ الميم زائدة .

[ ياء فينان ]

وكسقوط ياء فينان (1) ، وهو الوافر الشّعر ؛ من الفنن ، وهو الغصن ، فوزنه : فيعال .

ص: 48


1- رجل فينان : حسن الشعر طويله ، ولا خلاف في زيادة ألفه ، وفيه غير الألف غالبان في الزيادة ، وهما الياء والنون . فالأكثر على أن الياء زائدة ، وأنه على زنة فيعال ، مصروف ، والأنثى فيعالة ، وذاك لأمرين : أولهما : شهادة الاشتقاق ؛ يقال : فنن ، وهو الغصن ، والفرع من الشجر ، والخصلة من الشعر ، شبه بالغصن ، والجمع أفنان وأفانين ، وشعر فينان : ذو أفانين ، له فنون كأفنان الشجر . وثانيهما : مجيء فيعال في أبنيتهم ، قالوا : خيتام ، وبيطار ، وشيطان ، وهيذام ، وطيثار ، وعيثام ، وعيزار ، وقيدار ، وضيطار ، وهيصار ، وهيذار ، وقيعار . وذهب بعضهم إلى الحكم بزيادة النون الثانية ، وأنه على فعلان ، غير مصروف معرفة ، ومصروف نكرة ، وذاك لأمور ثلاثة : أولها : شهادة الاشتقاق : حكى ابن الأعرابي : امرأة فينى ، على زنة فعلى مقصورا : كثيرة الشعر ، قالوا : مأخوذ من الفينة ، وهو الوقت من الزمان . وواضح أنه اشتقاق بعيد ، وأخذه من الفنن أقرب . وثانيها : مجيء النون الثانية طرفا بعد ألف زائدة ، والأغلب فيما كان كذلك زيادة نونه . وثالثها : التضعيف مع ثلاثة أصول ، وشأن ما كان كذلك الحكم فيه بزيادة ثاني المتماثلين . وأجاز قوم الوجهين معا بلا ترجيح . وانظر الكتاب ( 3 / 218 ) ، والمقتضب للمبرد ( 3 / 336 ) ، والتهذيب للأزهري ( فنن ، فين : 15 / 466 ، 478 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 390 ) ، والصحاح واللسان ( فنن ، فين ) ، وشرح الشافية للرضي ( 2 / 339 ) .

[ ياء شيطان ]

وكذلك شيطان (1) ، فإنّ اشتقاقه من الشّطون ، وهو البعد ؛ لأنّ نونه لزمت في قولهم : تشيطن الرّجل : إذا تشبّه بالشّياطين ، ولو كان من الشّيط ، وهو الاحتراق ، لقيل : تشيّط .

ص: 49


1- الشيطان : كل عات متمرد فائق في التمرد من الجن والإنس والدواب ، واختلف في زنته . فالأكثر على أنه فيعال ، مأخوذ من الشّطن وهو البعد ، بمعنى : بعد عن الخير ، أو من الشطن وهو الحبل الطويل ، بمعنى طال في الشر ، والدليل على أصالة نونه ثبوتها في الاشتقاقات ، بخلاف الياء ، قال أمية بن أبي الصلت يصف النبي سليمان : أيّما شاطن عصاه عكاه ثم يلقى في السّجن والأغلال وأنشد ابن بري : أكلّ يوم لك شاطنان على إزار البئر ملهزان ويقال : تشيطن الرجل وشيطن إذا صار كالشيطان ، وفعل فعله ، قال رؤبة : شاف لبغي الكلب المشيطن . وذهب بعضهم إلى أنه فعلان ، من شاط يشيط : إذا هلك واحترق ، قال الأعشى : ونطعن العير في مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل وقال أبو النجم يصف فحلا من الإبل : كشائط الرّبّ عليه الأشكل . أو من استشاط : إذا احتدّ والتهب . وانظر التهذيب للأزهري ( شطن : 11 / 31 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 3 / 58 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1160 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 135 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 261 - 62 ) ، واللسان ( شيط ، شطن ) .

[ حكم همزة نحو حمّاء ، ونون نحو حسّان ]

فصل : إن كان قبل الألف المتقدّمة على الهمزة المتأخّرة ، أو النّون المتأخّرة ، حرفان أحدهما مضاعف ، ك ( حمّاء ) (1) وقبّان (2) ، فجائز أن يكون الزّائد ما بعد الألف ، ويكون ذو الهمزة : ( فعلاء ) ؛ من الحمّة ، وهو السّواد ، وذو النّون : فعلان ؛ من القبب ، وهو الضّمور .

وجائز أن يكون الزّائد أحد المثلين ، فيكون ذو الهمزة :

فعّالا ؛ من الحمء ، وهو تنقية البئر من الحمأة ، ويكون الآخر :

فعّالا ؛ من القبون ، وهو الذّهاب في الأرض .

ص: 50


1- أ : " كحمار قبان " .
2- القبّان : الذي يوزن به ، ميزان أرضي ضخم توزن به البضائع الثقيلة . وحمار قبّان : دويبّة معروفة أصغر من الخنفساء ، أنشد الفراء : يا عجبا لقد رأيت عجبا حمار قبّان يسوق أرنبا خاطمها زأمّها أن تذهبا فقلت أردفني فقال مرحبا وذهب قوم إلى أنه فعّال من قبن ، وقال آخرون : بل هو فعلان من القبّ بدليل منعه من الصرف ، وأجاز قوم الوجهين ، بلا ترجيح بينهما ، وقال آخرون : بل كونه فعّالا من القبون هو الأقرب والأنسب إلى معناه . وانظر الصحاح واللسان ( قبب ، قبن ) ، والشافية (72) ، وشرحها للرضي ( 2 / 344 ) ، ولليزدي ( 2 / 326 ) ، والمفصل (358) ، وشرحه لابن الحاجب 2 / 384 ) ، ولابن يعيش ( 9 / 155 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (120) .

[ ما لا دليل على زيادته فهو أصل ، أو بدل من أصل ، إلا الألف ]

وما لم يقم دليل على زيادته فهو أصل ، كهمزة هناء ، أو بدل من أصل ، كهمزة كساء .

إلا الألف فإنّها إن لم تكن زائدة ( فهي ) (1) بدل من أصل ، كألفي رام (2) ورمى ، ولا تكون أصلا إلا في حرف أو شبهه ، كألف ( ما ) النّافية والموصولة (3) .

[ زيادة النون ]

فصل : يحكم بزيادة النّون في الفعل المضارع ، نحو :

نضرب ؛ لسقوطها في الضّرب وغيره من التّصاريف .

وفي نحو : انصرف واحرنجم (4) ؛ لأنّهما طاوعا : صرف وحرجم الإبل ؛ أي : ردّ بعضها على بعض .

وفي التثنية والجمع ؛ لخلوّ الواحد منها .

ص: 51


1- ليس في " ب " .
2- أ : " رام " فتكون هي و " رمى " مثالين للألف المنقلبة عن أصل ، وهي بلا ضبط في " ب " ، وإن كنت أرجح أنها " رام " فتكون مثالا للألف الزائدة ، وتكون " رمى " مثالا للمنقلبة .
3- انظر سر الصناعة لابن جني ( 2 / 653 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 279 ) .
4- يريد ما كان على زنة انفعل من الثلاثي المزيد بحرفين وجميع أمثلته ماضيا ومضارعا وأمرا ومصدرا واسم فاعل واسم مفعول ، وكذلك الأمر بالنسبة لاحرنجم ، ويقصد به ما كان على زنة افعنلل من الرباعي المزيد بحرفين ، أو من الثلاثي المزيد بثلاثة إلحاقا بالرباعي المزيد بحرفين ، كاسحنكك واقعنسس . واحرنجم بمعنى اجتمع ، وهو مطاوع حرجم ، يقال : حرجم الإبل : ردّ بعضها على بعض ، وحرجمت الإبل فاحرنجمت : إذا رددتها فارتدّ بعضها على بعض واجتمعت ، واحرنجم القوم : ازدحموا واجتمع بعضهم إلى بعض . اللسان ( حرجم ) .

وفي غضنفر (1) وشبهه من كلّ خماسيّ ثالث حروفه نون ساكنة ؛ لسقوطها في اشتقاق أكثر النّظائر ، كعقنقل (2) ، وهو الرّمل المتراكم ( المتعقّد ) (3) ، واشتقاقه من العقل ، وهو الإمساك .

وكالدّلنظى ، وهو الدّافع ؛ من الدّلظ ، وهو الدّفع .

وكالألندد (4) ، وهو الشّديد الخصومة ؛ من اللّدد .

وكالعفنجج (5) ، وهو الأحمق ؛ من العفج ، وهو كثرة الاضطراب في العمل ، وأيضا الضّرب بالعصا (6) .

وما لا اشتقاق له من هذا النّوع قليل ، فيحمل على الكثير .

[ زيادة التاء ]

فصل : ويحكم بزيادة التّاء في أوّل المضارع ، وفي موازن تفعّل ، وفي تفاعل ، وافتعل ، نحو : تضرب ، وتعلّم ، وتقارب ،

ص: 52


1- الغضنفر : كلّ جاف غليظ متغضّن ، يقال رجل غضنفر ، وأسد غضنفر ، وأذن غضنفرة . اللسان ( غضفر ) .
2- والعقنقل أيضا : ما عظم واتّسع من الوديان ، والكثيب العظيم المتداخل الرمل ، ومصارين الضب ، وقانصته ، وكشيته وهي أصل الذنب ، وفي المثل : أطعم أخاك من عقنقل الضبّ إنك إن تمنع أخاك يغضب ، يضرب في الحث على المواساة ، أو هو موضوع على الهزء . انظر مجمع الأمثال للميداني ( 2 / 284 ) واللسان ( عقل ) .
3- ب : " المنعقد " . والتصويب عن المعاجم ( عقل ) .
4- وهو أيضا : اليلندد ، والألدّ . اللسان ( لدد ) .
5- والعفنجج أيضا : الأخرق الجافي الذي لا يتجه لعمل ، والضخم الأحمق ، والضخم اللّهازم والجنات والألواح ، وهو مع ذلك أكول فسل عظيم الجثة ضعيف العقل ، وهو الغليظ مع ما تقدم . اللسان ( عفج ) .
6- في اللسان ( عفج ) : " وعفجه بالعصا يعفجه عفجا : ضربه بها في رأسه وظهره ، وقيل : هو الضرب باليد " .

واقترب ؛ لسقوطها ممّا هنّ مشتقّات منه ، وهو الضّرب ، والعلم ، والقرب .

وكذلك ما أشبهه .

وكذلك يحكم بزيادتها إذا قلبت في الوقف هاء .

وإن تكمل الكلمة بها ثلاثة أحرف ، كلثة ، وظبة (1) .

[ زيادة السّين ]

ويحكم بزيادتها وزيادة سين قبلها بعد همزة وصل ، أو حرف مضارعة ، أو ميم زائدة ، نحو : استخرج ، ويستخرج ، ومستخرج .

ولم تزد السّين وحدها إلا في أسطاع ، ويسطيع (2) .

ص: 53


1- الظّبة : حدّ السّيف والسّنان والنّصل والخنجر ، وما أشبه ذلك . انظر اللسان ( ظبا ) .
2- في لفظة يسطيع خلاف ، وتوضيحه : - ذهب سيبويه إلى أن أصله أطاع يطيع ، وأن السين زيدت عوضا من سكون عين الفعل ، وذلك أن أطاع أصله : أطوع ، فنقلت فتحة الواو إلى الطاء الساكنة قبلها ، فصار : أطوع ، فانقلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل ، وانفتاح ما قبلها الآن . - ولم يرتض المبرد هذا المذهب ، وقال : إنما يعوض من الشيء إذا فقد وذهب ، وفتحة العين التي كانت في الواو قد نقلت إلى الطاء ولم تعدم ، فلا وجه للتعويض من شيء موجود غير مفقود . - وذهب الفراء إلى أن أصل أسطاع : استطاع ، فحذفت التاء ، ثم فتحت الهمزة وقطعت ، ومضارعه يسطيع ، بفتح الياء . والمرجح مذهب سيبويه ، ولليزدي مناقشة مستفاضة لهذه المسألة . وانظر الكتاب ( 1 / 25 ، 4 / 285 / 483 ) ، والنكت عليه للشنتمري ( 1 / 131 ) ، وسر الصناعة لابن جني ( 1 / 199 ) ، وأبنية ابن القطاع (358) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (206) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 224 ) ، وشرح اليزدي على الشافية ( 1 / 360 ) .

ولمدّع أن يدّعي زيادتها في ضغبوس ، وهو الصّغير من القثّاء (1) ، ويستدلّ بقول العرب : ( ضغبت ) (2) المرأة : إذا اشتهت الضّغابيس ، فأسقطوا السّين الاشتقاق (3) .

وأظهر من ذلك زيادتها في قدموس (4) ؛ بمعنى قديم .

[ زيادة الهاء ]

فصل : زيدت الهاء (5) وقفا في نحو قوله تعالى :

ص: 54


1- والضّغبوس أيضا : الضعيف ، والرجل المهين ، وولد الثّرملة ، وأغصان شبه العرجون تنبت بالغور في أصول الثمام والشواك طوال حمر رخصة تؤكل .
2- أ : " ضغبت " بفتح الغين .
3- جاء عن الأصمعي : " قالت امرأة : طعامنا الحارّ والقارّ ، وإن ذكرت الضغابيس فإني ضغبة ، قال : وضغبة مشتقّ منه " . وفي اللسان : " ورجل ضغب ، وامرأة ضغبة : إذا اشتهيا الضّغابيس ، أسقطت السين منه لأنها آخر حروف الاسم ، كما قيل في تصغير فرزدق : فريزد " . وقال بعدها : " وليست الضغبة من لفظ الضغبوس ، لأن الضغبة ثلاثي ، والضغبوس رباعي ، فهو إذن من باب لأآل " . انظر التهذيب ( ضغبس : 8 / 229 ) ، واللسان ( ضغب ) .
4- والقدموس أيضا : العظيم ، والملك الضخم ، والسّيد ، والمتقدّم ، ومقدّم العسكر ، والشديد ، والقدموس والقدموسة : الصخرة العظيمة ، وعز قدموس وقدماس : قديم . اللسان ( قدمس ) .
5- جميع ما ذكره المصنف هنا من مسائل زيادة الهاء راجع إلى باب الوقف ، وانظر جميع هذه المسائل في : الأصول لابن السراج ( 2 / 381 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 1999 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 324 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 2 / 296 ) . وقد ذكر عدد غير قليل من العلماء أن المبرد لا يعد الهاء من حروف الزيادة ، ولعل أولهم ابن جني ، ثم تبعه الباقون ، غير أن ما في المقتضب للمبرد يخالف ما نقل عنه ، فقد صرح فيه ، وبمواضع كثيرة ، بكون الهاء من حروف الزيادة . وانظر سر الصناعة لابن جني ( 1 / 62 ، 2 / 563 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 143 ) ، وشرح الملوكي له (201) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 217 ) ، والشافية لابن الحاجب (77) ، وشرحها للرضي ( 2 / 383 ) ، ولليزدي ( 1 / 364 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 194 ، 198 ، 201 ، 3 / 169 ) .

( وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ ) (1) ، وقوله : ( اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ) (2) .

ويختار ذلك في الوقف على ما الاستفهاميّة المجرورة بحرف ، نحو : لمه .

وعلى الفعل المعتلّ الآخر مجزوما ، نحو قوله تعالى : ( لَمْ يَتَسَنَّهْ ) (3) ، أو موقوفا ، نحو قوله تعالى : ( فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ) (4) .

ويتعيّن ذلك إن كانت ما الاستفهاميّة مضافا إليها اسم ، نحو : مجيء م جئت ؟

أو كان الفعل المذكور لم يبق في اللّفظ من حروفه الأصليّة إلا واحد ، كقولك في جزم يقي والأمر منه : لم يقه ، وقه .

ولا يجوز الوقف عليهما ، وعلى ما أشبههما ، بدون الهاء ، وكذلك لا يجوز أن يقال في الوقف : مجيء م ؛ بل الواجب أن يقال : مجيء مه .

[ زيادة اللام ]

فصل (5) : كون اللام في :

ص: 55


1- القارعة : 10 .
2- الحاقة : 19 .
3- البقرة : 259 .
4- الأنعام : 90 .
5- لا يعد أبو عمر الجرمي اللام من حروف الزيادة ، وذهب غيره ، ومنهم المازني وابن جني والثمانيني ، أن زيادة اللام مما يحفظ ولا يقاس عليه وورد في أحرف قليلة محفوظة ، وعلل قوم زيادة اللام لأنها أبعد حروف الزيادة شبها بحروف المد واللين . وانظر سر الصناعة لابن جني ( 1 / 321 ) ، والمنصف ( 1 / 165 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (282) ، ولابن يعيش (209) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 213 ) .

ذلك ، ( وتلك ) (1) ، وهنالك ، وألالك ، زائدة واضح ؛ لسقوطها في : ذاك ، وتيك ، وهناك ، وألائك .

[ زيادة عدا السين وحروف المدّ مشروطة ]

ومن ادّعى زيادة الهمزة ، أو الميم ، أو النّون ، أو ( التّاء ) (2) ، أو الهاء ، أو اللام ، مع خلوهنّ من القيود التي شرطت في زيادتهنّ ، فهو محجوج ، إلا أن يسقط ما ادّعى زيادته منهمنّ في اشتقاق واضح ، أو بتصريف ، أو صيغة ترادف ما هو فيه ، ( أو ) (3) يلزم بتقدير أصالته وزن مهمل في الأصول .

[ شمأل ، احبنطأ ]

فهمزتا : شمأل (4) ، واحبنطأ البطن ؛ أي : عظم ، زائدتان ؛ لقولهم : شملت الرّيح تشمل شمولا ، وحبط بطنه حبطا ؛ أي :

انتفخ (5) .

ص: 56


1- ليس في " أ " .
2- ب : " الياء " .
3- ب : " إذ " .
4- الشّمأل ، والشّأمل ، وبتشديد اللام فيهما ، والشّمول ، والشّيمل ، والشّمال ، والشّمل ، والشّمل : الرّيح التي تهبّ من ناحية القطب . اللسان ( شمل ) .
5- الحبط : أن تأكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها ، فتهلك لذلك . اللسان ( حبط ) .

[ دلامص ، زرقم ]

وميما : دلامص (1) وزرقم (2) زائدتان ؛ لأنّهما من الدّلاصة ، وهو البريق ، ومن الزّرقة .

[ رعشن ، سحفنية ]

ونونا : رعشن (3) وسحفنية (4) زائدتان ؛ لأنّهما من الرّعش والسّحف ، وهو الحلق ، والسّحفنية : المحلوق الرّأس .

[ أمّهات ، سلهب ]

وهاء أمّهات زائدة ؛ لسقوطها في أمّ بيّنة الأمومة (5) .

ص: 57


1- الدّلامص ، والدّمالص ، والدّمارص ، والدّلاص ، والدّلاص ، والدّليص ، والدّلص : اللّيّن البراق الأملس . ودرع دلاص : براقة ملساء لينة . ومذهب الخليل وسيبويه ، ورجحه ابن جني ، أن الميم زائدة ، وزنته فعامل . ومذهب الأخفش والمازني أنه فعالل ، والميم أصل . وانظر الكتاب ( 4 / 325 ) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 151 ) ، وسر الصناعة له ( 1 / 428 ) ، ودقائق التصريف للمؤدب (370) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 245 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 153 ) ، والارتشاف لأبي حيان ( 1 / 97 ) ، واللسان ( دلص ) .
2- الزّرقم : الشديد الزّرقة ، والميم للمبالغة ، يقال إذا اشتدت زرقة عين المرأة : إنها لزرقاء زرقم ، ومن كلامهم : زرقاء زرقم ، بيدها ترقم ، تحت القمقم . اللسان ( زرق ) .
3- الرّعشن : المرتعش ، وجمل رعشن : سريع لاهتزازه في السير ، وناقة رعشنة ، كذلك . والأرجح أنه فعلن ، والنون زائدة على حد زيادتها في صيدن ، وخلبن ، وضيفن ، وعلى هذا الجمهور . وقيل : هو فعلل ، بناء رباعي على حدة ، وليس مزيد ثلاثي . ونسب هذا إلى أبي زيد . وانظر سر الصناعة لابن جني ( 2 / 445 ) ، والمنصف له ( 1 / 167 ) ، واللسان ( رعش ) .
4- السّحفنية : المحلوق الرأس ، هذا هو المشهور ، أي : مجيء سحفنية صفة . يقال : سحف رأسه سحفا : حلقه فاستأصل شعره ، فهو رجل سحفنية : ، وذكر أنها تكون اسما ، فيقال : السحفنية : الرأس المحلوق . اللسان ( سحف ) .
5- وأجاز قوم أن تكون الهاء في أمّهة وأمّهات أصليّة ، بدليل قولهم : تأمّهت أي صارت أمّا ، وقولهم : أمّهة الشباب : كبره وتيهه ، وقول الراجز ، وهو قصي بن كلاب : عبد يناديهم بهال وهب أمّهتي خندف والياس أبي فتكون أمّهة على هذا فعّلة ، ونظيرها : أبّهة ، وترّهة . وأجاز قوم أن يكونا ، أي أمّ وأمّهة ، أصلين ، كما قالوا : دمث ودمثر ، وسبط وسبطر ، وثرّة وثرثار . وقال آخرون : بل أمّهة أصل ، وأمّ فرع عنه على زنة : فعّ ، والأمومة : الفعوعة . وأصحاب كل مذهب وأدلتهم مبسوطة في شروح الشافية ، وقد أسهب اليزدي وأجاد كثيرا في مناقشة هذه المسألة : وانظر سر الصناعة لابن جني ( 2 / 564 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (201) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 217 ) ، والشافية لابن الحاجب (78) ، وشرحها للرضي ( 2 / 384 ) ، ولليزدي ( 1 / 364 - 68 ) ، واللسان ( أمم ، أمه ) .

وهاء سلهب زائدة ؛ لسقوطها في ( سلب ) (1) ، وكلاهما بمعنى طويل .

[ سنبتة ، وحنظلة ، وسنبلة ]

وتاء سنبتة زائدة ؛ لسقوطها في سنبة ، وكلتاهما بمعنى المدّة من الدّهر . ويمكن أن يقال : بل التاء أصل ، والنّون زائدة ؛ لقولهم في المدّة : سبت ، ويرجّح هذا بكون فعلتة لا نظير له ، وفنعلة معلومة النظير ، نحو حنظلة ، فنونها زائدة بقولهم : حظل البعير :

إذا مرض من ( أكل ) (2) الحنظل ، ويقال أيضا : سنبل الزّرع سنبلة ؛ بمعنى : أسبل إسبالا : إذا أخرج سنبله ، فسنبلة فنعلة أيضا (3) .

ص: 58


1- أ : " سلب " .
2- ليس في " ب " .
3- هذا الذي رجحه ابن مالك في كون النون في سنبتة زائدة رآه ولده بدر الدين الأقرب ، وقال الرضي : " ولا منع من الحكم بزيادة نون سنبتة ؛ لأن السبت أيضا هو الحين من الدهر " . وترجيح ابن مالك فنعلة ، واحتجاجه لها بحنظلة وسنبلة لا حجّة فيه لدى ابن عصفور على إثبات هذه الزنة . انظر الشافية لابن الحاجب (71) ، وشرحها للرضي ( 2 / 340 ) ، وللجاربردي (204) ، وبغية الطالب لابن الناظم (118) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 156 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 171 ) .

[ فحجل - وهدمل ]

ولاما فحجل وهدمل زائدتان ؛ لأنّهما بمعنى : أفحج ؛ أي :

متباعد الفخذين ، وبمعنى : هدم ، وهو الثّوب الخلق .

[ نرجس ، وتنضب ]

ونون نرجس (1) وتاء تنضب (2) زائدتان ؛ لأنّ تقدير أصالتهما يوجب ( أن يكون وزنهما ) (3) : فعللا وفعللا ، وهما وزنان مهملان ؛ إذ قد تقدّم أنّ الرّباعيّ المجرّد إذا كان مفتوح الأوّل لا يأتي إلا على مثال جعفر .

[ كنهبل - وهندلع ]

وكذلك نونا كنهبل (4) وهندلع (5) زائدتان ؛ لأنّ تقدير أصالتهما يوجب أن يكون وزنهما : فعلّلا وفعلللا ، وهما وزنان

ص: 59


1- نرجس : من الرياحين ، أعجمي معرب ، وفتح نونه أشهر ، وانظر المعرب للجواليقي (331) ، وشفاء الغليل للخفاجي (297) ، والألفاظ الفارسية المعربة لأدي شير (151) ، وتفسير الألفاظ الدخيلة لطوبيا العنسي (73) ، والجمهرة ( 1 / 89 ) ، واللسان ( رجس ، نرجس ) .
2- التّنضب : شجر ينبت بالحجاز ، شوكي ، تتخذ من عيدانه العمد والسهام . انظر اللسان ( نضب ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 187 ) .
3- ليس في " ب " .
4- الكنهبل : ضرب من الشجر ، والحكم بأصالة نونه يؤدي إلى عدم النظير ، قال سيبويه : وأما كنهبل فالنون فيه زائدة ، لأنه ليس في الكلام على مثال سفرجل . أراد بضم الجيم ، فتعين الحكم بأنه فنعلل . قال اليزدي : " فإن قلت : قد جاءت الرواية بفتح الباء أيضا ، فيكون على مثال سفرجل . قلت : من القول بزيادة النون في المضموم الباء يلزم الحكم بزيادتها في المفتوح الباء ؛ إذ معناهما واحد ، وهو ضرب من الشجر . وسيأتي هذا البحث . وقيل : جاء كهبل بدون النون موازن جعفر بمعناه ، فتعين زيادة النون بالاشتقاق ، لا بعدم النظير حينئذ " . انظر الكتاب ( 4 / 317 ، 324 ) ، والتكملة لأبي علي (240) ، والمنصف لابن جني ( 1 / 136 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 59 ، 268 ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 451 ) ، وشرح اليزدي على الشافية ( 1 / 342 ) .
5- الهندلع : بقلة . والقول بأصالة نونه ؛ وأنه بناء خامس من أبنية الاسم الخماسي المجرد على زنة فعللل هو مذهب ابن السراج ، وغيره على خلاف ذلك ، وهو الصواب . وانظر : الأصول لابن السراج ( 3 / 186 ، 225 ) ، والخصائص لابن جني ( 3 / 203 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (29) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 71 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 1 / 49 ) ، واللسان والتاج ( هدلع ) .

مهملان ؛ إذ قد تقدّم أنّ الخماسيّ المجرّد إذا كان مفتوح الأوّل لا يأتي إلا على مثال سفرجل أو جحمرش (1) ، وإذا كان مضموم الأوّل لا يأتي إلا على مثال قذعمل (2) ، وهذان بخلاف ذلك .

وأيضا فإنّ الهنائيّ (3) حكى في الهندلع كسر الهاء ، فلو كانت النّون أصلا لزم كون الخماسيّ على ستّة أمثلة ، فكان يفوت بذلك تفضيل الرّباعيّ عليه ، وهو مطلوب .

فإن قيل : ما تجنّبتموه من عدم النّظير بتقدير أصالة نوني كنهبل وهندلع لازم بتقدير زيادتهما ، فلم أوثر الحكم بالزّيادة على الحكم بالأصالة ؟

فالجواب : إنّ باب ذوات الزّوائد أوسع مجالا من باب ذوات التّجريد ، فهو أحمل لنادر يستعمل .

وأيضا ، فإنّ كنهبلا وإن لم يوجد في الرّباعيّ المزيد فيه ما يوافقه في موازنة فنعلل ، فقد وجد ما يوافقه في زنة مستندرة ،

ص: 60


1- مضى تفسيرها في الحاشية (37) ص (12) من هذا الكتاب .
2- مضى تفسيرها في الحاشية (40) ص (13) من هذا الكتاب .
3- الهنائي ( . . . - 310 ) هو أبو الحسن ، علي بن الحسن الهنائي ، المعروف بكراع النّمل . وانظر ترجمته في : إنباه الرواة للقفطي ( 2 / 240 ) ، ومعجم الأدباء لياقوت ( 4 / 1673 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 158 ) ، وإشارة التعيين لعبد الباقي اليماني (215) . وانظر حكايته كسر الهاء من الهندلع في شرح الأشموني على الألفية ( 4 / 249 ) .

كخنضرف ، وهي العجوز التي خضرف جلدها ؛ أي : استرخى ، وشفنترى : اسم رجل (1) ؛ من اشفترّ الشيء ؛ أي : تفرّق ، وسلحفاء ، وشمنصير : وهو مكان (2) .

فهذه : فنعلل ، وفعنللى ، ( وفعلاء ) (3) ، وفعنليل ، ولا نظير لواحد منهنّ ، فلكنهبل وهندلع فيهنّ أسوة .

ص: 61


1- انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر لابن القطاع (303) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1173 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 155 ) ، والمرهر للسيوطي ( 2 / 33 ) .
2- شمنصير : جبل في بلاد هذيل . وبخط ابن جني : هو جبل بساية ، وساية واد عظيم به أكثر من سبعين عينا ، وهو وادي أمج ، وقال عرّام : يتصل بضرعاء ، وهي قرية قرب ذرة من آرة شمنصير ، وهو جبل ململم لم يعله قط أحد . انظر معجم البلدان لياقوت ( 3 / 364 ) ، وأبنية ابن القطاع (306) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1174 ) ، والممتع ( 1 / 155 ) .
3- أو ب : " فعلّلاء " .

[ مسائل في الإعلال ]

[ إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة أبدلت همزة ]

فصل : يجب إبدال الهمزة من كلّ ياء أو واو تطرّفت لفظا أو تقديرا ، وقبلها ألف زائدة .

فإبدالها من الياء كقضاء ؛ لأنّه مصدر قضيت .

وإبدالها من الواو كدعاء ؛ لأنّه مصدر دعوت .

فإن لم تكن الألف زائدة فلا إبدال ، نحو : زاي ، وواو .

وكذلك لو لم يتطرّف ما وليها من ياء أو واو ، كهداية وشقاوة ؛ فإنّهما موضوعان على التّأنيث لا يفارقهما ، كالعبادة والزّهادة .

ولو وضعا على التذكير ثمّ عرض لهما التأنيث لاستصحب إعلال الياء والواو ؛ لتطرّفهما تقديرا ؛ إذ ( لحاق ) (1) التّاء بهما عارض ، فلا اعتداد به ، كسقّاءة وعدّاءة في تأنيث سقّاء وعدّاء ، والأصل : سقّاي وعدّاو ؛ لأنّهما من السّقي والعدو ، وفي المثل :

" اسق رقاش فإنّها سقّاية " (2) . فصحّحوا الياء لأنّ المثل لا يغيّر ،

ص: 62


1- ب : " إلحاق " .
2- انظر جمهرة الأمثال للعسكري ( 1 / 156 ) ، ومعجم الأمثال للميداني ( 2 / 106 ) ، والمستقصى للزمخشري ( 1 / 170 ) ، واللسان ( سقي ، رقش ) .

فأمن سقوط التّاء منه ، فأشبه ما وضع على التّأنيث كهداية ، فجرى مجراه ، ومنهم من يقول : " فإنّها سقّاءة " ، فيجري الكلمة على ما كان لها قبل أن تقع مثلا (1) .

وإنّما اشترط كون الألف زائدة لأنّها إذا كانت زائدة نوي سقوطها ، وقدّر اتّصال الفتحة التي قبلها بالياء ، أو الواو ، فتنقلب ألفا ، كما هو لازم لكلّ ياء أو واو تحرّكت وانفتح ما قبلها (2) ، ثمّ يلتقي في اللّفظ ألفان ؛ إحداهما الزائدة ، والأخرى المنقلبة ، ( فتحرّك الثانية ) (3) منهما ، فتنقلب همزة ، كما انقلبت في بعض اللّغات ألف دابّة ونحوها حين حرّكت ، فقيل : دأبّة (4) .

ص: 63


1- انظر المساعد ( 4 / 89 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1081 ) ، وشرح الأشموني على الألفية ( 4 / 214 ) .
2- ليس تحرك الواو أو الياء وانفتاح ما قبلهما الشرط الوحيد لقلبهما ألفا ، بل الشروط أحد عشر ، وهذا أحدها . وانظر نزهة الطرف للميداني (224) ، وشرح الأشموني على الألفية ( 4 / 314 ) ، والتصريح على التوضيح للأزهري ( 2 / 386 ) .
3- ب : " فيحول التأنيث " .
4- قال ابن جني : " فأما إبدالها - أي الهمزة - من الألف فنحو ما حكي عن أيوب السختياني ، أنه قرأ : ( ولا الضألّين ) ، فهمز الألف ، وذلك أنه كره اجتماع الساكنين ؛ الألف واللام الأولى ، فحرك الألف لالتقائهما ، فانقلبت همزة لأن الألف حرف ضعيف واسع المخرج ، لا يتحمل الحركة ، كما قدمنا وصفه ، فإذا اضطروا إلى تحريكه قلبوه إلى أقرب الحروف منه ، وهو الهمزة . وعلى هذا ما حكاه أبو زيد ، فيما قرأته على أبي علي في كتاب الهمز عنه ، ومن قولهم : شأبّة ، ومأدّة " ، ثم ساق عددا من الشواهد القرآنية والشعرية لذلك ، ومنها زأمّها في زامّها ، وجأنّ في جانّ ، واشعألّ في اشعالّ ، وابيأضّ في ابياضّ وادهأمّت في ادهامّت . والتصريفيون على أن ذلك إبدال جائز غير مطرد ، وحكى ابن جني أن المبرد سأل المازني : أتقيس ذلك ؟ فقال : لا . انظر سر الصناعة لابن جني ( 1 / 72 ) ، والخصائص له ( 3 / 147 ) ، والمحتسب له ( 1 / 46 ) ، والمفصل للزمخشري ( 354 ، 361 ) ، والشافية لابن الحاجب (59) ، وشرحها للرضي ( 2 / 248 ) .

واشترط كون ( المبدل ) (1) طرفا ؛ لأنّ الواقع في الطّرف قد يتأثّر بسبب لا يتأثّر به لو كان حشوا ، وذلك لضعف الطّرف وتعرّضه لعوارض الوقف والوصل .

فإن لم تكن الألف زائدة لم يحسن أن ينوى سقوطها ؛ لأنّها بدل من أصل ، وإذا لم ينو سقوطها انفصل سبب الإبدال لفظا ( ونيّة ) (2) ، وهو الفتح ، فوجب التصحيح .

وأيضا فلو استعمل الإبدال مع كون الألف مبدلة من أصل ( لتوالى ) (3) إعلالان ، ذلك ممتنع في الغالب .

[ من مسائل إعلال الواو أو الياء همزة ]

[ إعلال عين اسم الفاعل همزة إن أعلّت في فعله ]

فصل : وتبدل الهمزة أيضا من عين اسم الفاعل الموازن فاعلا إن اعتلّت عين فعله ، نحو : بائع وطائع ؛ ( أصلهما ) (4) :

بايع وطايع ، فتحرّكت الياء والواو مع ضعفهما لمجاورة الطرف ، وتقدّم إعلالهما في الفعل ، وكان قبل كلّ واحدة ( منهما ) (5) فتحة مفصولة بألف زائدة ، فنوي سقوطها واتّصال الفتحة ، فانقلبت

ص: 64


1- ب : " البدل " .
2- ليس في " ب " .
3- أ : " لتوالي " .
4- ب : " أصلها " .
5- أ : " منها " .

ألفا ، فالتقت ألفان في اللّفظ ، فحرّكت الثانية ، وانقلبت همزة ، وكان ذلك أولى من حذف إحدى الألفين ؛ لأنّ الحذف يوقع في الإلباس .

[ نحو : شاك ، وهار ]

وربّما أوثر حذف إحدى الألفين ، نحو قولهم في شائك :

شاك (1) .

[ تصحيح عين اسم الفاعل إن صحّت في فعله ]

فلو صحّت العين في الفعل صحّت في اسم الفاعل ، ( كحاي وقاو ) (2) .

[ إبدال أولى الواوين المصدّرتين همزة ]

فصل : تبدل الهمزة أيضا من أوّل واوين وقعتا أوّل كلمة ، وليست الثانية مدّة مزيدة ، أو مبدلة .

ص: 65


1- في اسم الفاعل من الأجوف ثلاث لغات ؛ الفصحى إبدال العين همزة ، بالشروط المذكورة ، فيقال في شاك ولاث وهار : شائك ولائث وهائر ، واللغة الثانية القلب بجعل العين موضع اللام ، ثم الإعلال إعلال ماض ، فيقال في شاك ولاث وهار : شاك ولاث وهار ، على زنة فال ، واللغة الثالثة ، وهي أشذ من سابقتها ، حذف العين تخفيفا من غير تعويض ، فيقال : شاك ولاث وهار ، وزنتها : فال ، ومذهب الزمخشري في الكشاف أن المحذوف في هذه اللغة ألف اسم الفاعل ، وليس عين الفعل ، قال : " هار " ، وهو الهائر ، وزنه فعل ، أي : بكسر العين ، قصر عن فاعل ، كخلف عن خالف ، ونظيره : شاك وصات في شائك وصائت ، وألفه ليست بألف فاعل ، بل هي عينه ، وأصله هور وشوك وصوت " ، ومذهبه في المفصل أن المحذوف العين ، وهذا مذهب الأكثر . وانظر الكتاب ( 4 / 377 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 52 ) ، والكشاف للزمخشري ( 2 / 215 ) ، والمفصل له ( 203 ، 378 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 128 ) ، ولليزدي ( 2 / 491 ) .
2- ب : " كحاوي وقاوو " وهما اسم فاعل من حيي وقوي . وانظر شرح الملوكي للثمانيني (505) ، ولابن يعيش (491) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 328 ) .

والمراد بالمدّة كونها ساكنة بعد ضمّة ، كأويصل تصغير واصل ؛ أصله : وويصل ؛ الواو الأولى فاء الكلمة ، والثانية بدل من ألف فاعل ، فاستثقل تصدير واوين ، فأبدل من أولاهما همزة ؛ لأنّ الهمزة ، وإن لم تؤاخ الواو ، فهي مؤاخية لأختها ، وهي الألف ، من حيث إنّها من مخرجها ، ونائبة عنها في الزيادة أوّلا ، كما سبق ذكره (1) .

وكانت الأولى أحقّ بالإبدال لأنّ الهمزة لا تغيّر إذا كانت أوّلا ، بخلافها إذا كانت غير أوّل .

فلو كانت الثانية مدّة زائدة ، أو مبدلة من أصل ، أو من زائد ، لم يجب إبدال الأولى همزة ؛ لأنّ الثّانية عارضة لضمّ ما قبلها ، أو شبيهة بما هو كذلك .

فالعارضة في بناء فعيل من ويس (2) ، وفاعل وفيعل من وعد لما لم يسمّ فاعله ، وذلك : وويس وووعد ، فالثّانية في وويس بدل من أصل ، وفي ووعد بدل من ألف فاعل ، أو ياء فيعل ، فهي واو في اللّفظ ، غير واو في التّقدير ، فلم يستثقل اجتماعهما .

ص: 66


1- انظر ص (35) من هذا الكتاب .
2- ويس : كلمة تقال في موضع الرأفة والاستملاح ، للصبي وغيره ، وقيل : بل لا تستعمل إلا للصبيان ، وقيل : هي بمنزلة ويح ، تقال لكل من يرحم ويرفق به . وقيل : ويس وويح وويل بمعنى ، وقيل : بل ويل : كلام فيه غلظ وشتم ، ولقي فلان ويسا : لقي ما يريد ، هذا هو الكثير فيه ، وقيل : ما لا يريد . ويقال : ويس له بمعنى فقر له ، والويس : الفقر . اللسان ( ويس ) .

والشبيهة بالعارضة كثانية فوعل من الوعد مبنيّا لما لم يسمّ فاعله ، فإنّك تقول فيه أيضا : ووعد ، دون إبدال ؛ لأنّ الثانية ، وإن كانت واوا في الحالين ، لكنّها أشبهت المنقلبة عن ألف فاعل بزيادتها وعروض مدّها .

وكذلك لو كان مدّها غير عارض ، مع زيادتها ، كبناء مثل طومار (1) من الوعد ، فإنك تقول فيه أيضا : ووعاد ، دون إبدال ؛ لأنّ الواو الثانية ، وإن كان مدّها غير متجدّد ، لكنّها ، على كلّ حال ، مدّة زائدة ، فلم تخل من الشّبه بالمنقلبة عن ألف فاعل ، بخلاف ما لو كانت غير زائدة ، كالعين من أولى ، وأصلها : وولى ، على وزن فعلى ، فأبدلت الواو الأولى همزة ؛ لأنّ الثانية غير عارضة ، ولا شبيهة بعارض .

ومن لغته إبدال الهمزة من الواو المضمومة ضمّة لازمة ، فيقول في ودّ : أدّ (2) ، قال أيضا في ووعد : أوعد ، وكذلك ما أشبهه ، فيهمز لأجل الضمّة ، لا لأجل اجتماع الواوين ، فإنّ اجتماعهما عارض .

ص: 67


1- الطّومار والطّامور : الصّحيفة ، ذكر ابن دريد أنه معرب ، وقال ابن سيده : وأراه عربيا محضا ؛ لأن سيبويه اعتد به في الأبنية ، فقال : هو ملحق بفسطاط . انظر الجمهرة لابن دريد ( 2 / 374 ) ، واللسان ( طمر ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 353 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1160 ) .
2- ودّ : صنم كان لقريش ، ومنهم من يهمز فيقول : أدّ ، ومنه سمّي عبد ودّ ، ومنه سمّي أدّ بن طابخة ، والودّ : مصدر وددت . اللسان ( ودد ) .

ومن قال في ودّ : أدّ ، مبدل الهمزة من الواو للزوم ضمّتها ، فله أن يفعل ذلك بواو تصاون ونحوه ؛ للزوم الضمّة ، والغؤور (1) بذلك أحقّ ؛ لأنّ التصحيح فيه أشقّ ، ولا يفعل ذلك بواو تعوّد ونحوه ، لتحصين التّضعيف ، ولا بنحو قوله تعالى :

( اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ ) * (2) ، وقوله تعالى : ( قُلِ الْعَفْوَ ) (3) ؛ لعدم لزوم الضمّة .

[ إعلال ثاني اللّينين همزة في نحو أوائل وبيائن ]

فصل : إذا وقعت ألف التكسير بين حرفي علّة وجب إبدال الهمزة من ثانيهما إن اتّصل بالطّرف ، نحو : أوائل جمع أوّل ،

ص: 68


1- الغؤور : مصدر غار .
2- البقرة : 16 ، 175 . وفي الواو خمسة أوجه : أولها : ضم الواو ، وهي قراءة الجمهور ، وهي الوجه . وثانيها : فتحها ، قراءة رواها أبو زيد الأنصاري عن أبي السّمّال قعنب العدويّ ، وحكى الفتح أيضا الأخفش وقطرب . وثالثها : الكسر ، وهي قراءة عبد اللّه بن أبي إسحاق الحضرمي ، ويحيى بن يعمر ، وفي المحتسب أنها لأبي السمال أيضا . ورابعها : همز الواو وضمها ، وفي مختصر ابن خالويه أنها لغة الكسائي ، ونسبها أبو الفتح في المحتسب لقيس . والخامسة : اختلاس ضمة الواو . وانظر هذه الأوجه وعللها في : إعراب القرآن للنحاس ( 1 / 192 ) ، والمختصر في شواذ القراءات لابن خالويه (10) ، والمحتسب لابن جني ( 1 / 54 ) ، وإعراب القراءات الشواذ للعكبري ( 1 / 125 ) ، والبحر المحيط لأبي حيان ( 1 / 71 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 1 / 151 ) .
3- البقرة : 219 .

وبيائن جمع بيّن ، وسيائد جمع سيّد ، وصوائد جمع صائدة ، من الأصيد (1) .

فالأوّل مثال لذي واوين ، والثاني مثال لذي ياءين ، والثالث مثال لذي ياء بعدها واو ، والرّابع مثال لذي واو بعدها ياء .

[ التصحيح في نحو جيايا ]

( فإن ) (2) كان ثاني حرفي العلّة مبدلا ، كالياء الثانية في جيايا ، سلم .

وجيايا جمع جيّئ ؛ مثال عيّل ؛ من ( جئت ) (3) ؛ أصله :

جيايئ ، ثمّ عومل معاملة عيائل ، ثمّ معاملة خطايا ، فاستسهل أمر الياء في الحالة الثانية من جيايا ؛ لأنّها مفتوحة وبدل من همزة ، ( وكان ) (4) تصحيحها كتصحيح واو بويع ، ولم يستسهل أمرها في الحالة الأولى ؛ لأنّها حينئذ مكسورة ، وياء غير مبدلة من شيء (5) .

ص: 69


1- الأصيد : الذي لا يستطيع الالتفات من داء ، ومنه سمّي الملك أصيد ؛ لأنه لا يلتفت يمينا ولا شمالا من الكبر والتيه والعجب . اللسان ( صيد ) .
2- ب : " فلو " .
3- ب : " حيث " .
4- ليس في " أ " .
5- الخطوات الإعلالية في جيايا هي : جيايئ ، جيائىء ، جيائي ، جياءي ، جياءى ، جيايا . وانظر المنصف لابن جني ( 2 / 61 - 62 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 512 ) .

[ التصحيح في نحو عواوير ]

فلو انفصل ( ثانيهما ) (1) من الطّرف ، دون اضطرار ، وجب التصحيح ، نحو : عواوير ؛ جمع عوّار ، وهو الرّمد ، والخفّاش ، والجبان أيضا .

[ الإبدال في نحو أوائيل ]

فلو كان الانفصال للضّرورة لم يمنع من الإبدال ، كما لو اضطرّ شاعر إلى أن يقول في أوائل : أوائيل (2) .

[ التصحيح في نحو عواور ]

( وكذلك ) (3) لو اضطرّ إلى أن يقول في عواوير : عواور ، بغير فصل ، فلا سبيل إلى الإبدال ؛ لأنّ ( العارض ) (4) لا يعتدّ به (5) .

[ بناء مثل عوارض من القول ]

ولو وقع في واحد حرفا علّة بينهما ألف ، كما وقعا في أوائل وأخواته ، عومل معاملتهنّ ؛ لشبهه بهنّ ، وذلك نحو بناء

ص: 70


1- ليس في " ب " .
2- انظر المنصف ( 2 / 49 ) ، والخصائص ( 1 / 195 ، 3 / 326 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (494) ، والممتع ( 1 / 238 ) ، وشرح شواهد الشافية (374) .
3- ب : " وكذا " .
4- ليس في " أ " .
5- انظر مراجع الحاشية (234) .

مثل عوارض (1) من قول ، فإنّك تقول فيه : قوائل ، والأصل :

قواول ؛ بواوين أولاهما زائدة في مقابلة واو عوارض ، والثّانية عين بمنزلة ثانية واوي أو أول ، فعمل بها ما عمل بها هناك ؛ لتساويهما .

والأخفش (2) يخصّ هذا الإعلال بجمع يكتنف ألفه واوان ، كأوائل ، ويقول في جمع بيّن وسيّد وصائدة : بياين وسياود وصوايد ، وفي مثال عوارض من القول : قواول ، فلا يهمز (3) .

[ الإبدال في نحو رسائل وصحائف ]

فصل : تبدل الهمزة أيضا ممّا يلي ألف جمع ( يشاكل ) (4) مفاعل من مدّة زيدت في الواحد ، نحو : رسالة ورسائل ، وصحيفة وصحائف ، وركوبة وركائب .

أمّا إبدال الألف فلأنّها التقت مع ألف التكسير ، وهي مثلها في الزّيادة والإتيان لمجرّد المدّ ، فلم يكن بدّ من حذف إحداهما أو تحريكها ، امتنع الحذف لإيجابه اللّبس بالمفرد ، فتعيّن تحريك

ص: 71


1- عوارض : اسم علم مرتجل لجبل أسود في أعلى ديار طيء وناحية دار فزارة ، عليه قبر حاتم الطائي ، وقيل : هو جبل لبني أسد ، وقال الأبيوري : قنا وعوارض جبلان لبني فزارة . انظر معجم البلدان لياقوت ( 4 / 164 ) .
2- الأخفش ( . . . - 215 ) مضت ترجمته في الحاشية (26) ص (10) .
3- مذهب الخليل وسيبويه والجمهور الهمز ، والأخفش والزجاج لا يهمزون . وذكر المازني أن الهمز هو الوجه والقياس ، ورواه عن الأصمعي . وانظر الكتاب ( 4 / 357 ، 369 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 260 ) ، والأصول لابن السراج ( 3 / 396 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 44 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (486) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 337 ، 343 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 94 ) .
4- ب : " مشاكل " .

أقربهما إلى الطّرف ، فانقلبت همزة ، وحملت الياء والواو على الألف لتساويهنّ في الزّيادة والإتيان لمجرّد المدّ .

[ التصحيح في نحو معايش ومفاوز ]

فإن كانت المدّة عينا ، كما هي في معيشة ومفازة ، تعيّن تصحيحها في الجمع ؛ لأنّ إعلالها في الإفراد لموازنة الفعل ، وذلك في الجمع مفقود ، ولأنّها لمّا كانت متحركة في الأصل ، ووقعت بعد ألف زائدة ، أشبهت ياء بايع وواو عاود ، ( فصحّحت ) (1) ، فقيل في معيشة : معايش (2) ، وفي جمع مفازة :

مفاوز .

[ الإعلال في نحو مصائب ومنائر ]

وقد تشبّه غير الزّائدة بالزّائدة ، فتحمل عليها في الإعلال ، نحو : مصيبة ومصائب ، ومنارة ومنائر ، هكذا ( سمعا ) (3) ، والقياس : مصاوب ومناور ، وقد وردا كذلك أيضا (4) .

ص: 72


1- ب : " فصحت " .
2- وجاء الهمز أيضا ، قرأ الأعرج ، وزيد ابن علي ، والأعمش ، وخارجة عن نافع ، وابن عامر في رواية : " معائش " من الأعراف : 10 ، والحجر : 20 ، وقراءة الجمهور بالياء . قال أبو حيان : " وليس بالقياس - أي الهمز - لكنهم رووه وهم ثقات ، فوجب قبوله ، وشذ هذا الهمز كما شذ في منائر جمع منارة ، وأصلها : منورة ، وفي مصائب جمع مصيبة ، وأصلها : مصوبة ، وكان القياس مناور ومصاوب ، وقد قالوا مصاوب ، على الأصل ، كما قالوا في جمع مقامة : مقاوم ، ومعونة : معاون " . وانظر معاني القرآن للأخفش ( 1 / 320 ) ، وللفراء 1 / 373 ) ، وللزجاج ( 2 / 320 ) ، وإعراب القرآن للنحاس ( 2 / 115 ) ، والبحر لأبي حيان ( 4 / 271 ) ، والارتشاف له ( 1 / 128 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 5 / 258 ) ، والمنصف ( 1 / 307 ) ، والسبعة لابن مجاهد (278) ، وشواذ ابن خالويه (48) ، والكشاف للزمخشري ( 2 / 368 ) .
3- ب : " سمعنا " .
4- وانظر مراجع الحاشية (240) في الصفحة السابقة .

[ الإعلال في نحو هراوى وزوايا ]

فصل : تفتح الهمزة العارضة في الجمع المشاكل مفاعل مجعولة واوا فيما لامه واو سلمت في الواحد بعد ألف ، ومجعولة ياء في غير ذلك من المعتلّ اللام ، ويتعيّن (1) جعل آخر الجميع ألفا ، كهراوة وهراوى ، وقضيّة وقضايا ، وزاوية وزوايا ؛ والأصل : الهرائي كالرّسائل ، والقضائي كالصّحائف ، والزّوائي كالدّواعي ، لكن استثقل هذا الجمع ؛ لكونه منتهى الجموع ، فخفّفوه في الصحيح بمنع الصّرف .

فإن اعتلّ آخره كان أثقل ، فزيد تخفيفا بفتح ما قبل آخره جوازا فيما سمع كمهارى (2) ومدارى (3) .

[ مطايا وهراوى ]

فإن انضمّ إلى اعتلال الآخر اعتلال ما قبله ، كما هو فيما ذكر في ذي الهمزة العارضة في الجمع ، تضاعف الثّقل ، فقوي

ص: 73


1- ب : " ويتعين ذلك جعل " .
2- يقال : إبل مهريّة ومهاريّ ومهار ومهارى ، منسوبة إلى مهرة بن حيدان ، أبو قبيلة ، وهم حيّ عظيم ، قال رؤبة : به تمطّت غول كلّ ميله بنا حراجيج المهارى التّفّه وقال الشاعر : إذا ما المهارى بلّغتنا بلادنا فبعد المهارى من حسير ومتعب انظر اللسان ( مهر ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 55 ) .
3- المدرى والمدراة والمدريّة : شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل المشط وأطول منه ، يسرح به الشعر المتلبد ، ويستعمله من لم يكن له مشط ، والجمع : مدار ومدارى . انظر اللسان ( درى ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 55 ) .

داعي التخفيف ، فالتزم في مطايا وبابه ما جاء في مدارى وأخواته ، لكن بوجه ( يكمل ) (1) التخفيف ؛ لأنّ المفتوح هنا يقع بين ألفين ، فلو سلمت الهمزة عند فتحها ، كانت كألف ثالثة ، فوجب التخفيف بإبدالها ياء أو واوا ، فأوثرت الياء ؛ لكونها تجانس حركة الهمزة في الأصل ، ( وكان ) (2) للواو في ذلك حقّ ، فجاؤوا بها في جمع ما لامه واو سالمة ( ليشاكل ) (3) الجمع الواحد في سلامة الواو رابعة بعد ألف ، وإن كانتا متغايرتين ، فقالوا : هراوى وعلاوى لذلك .

[ مطاوي وهداوى ]

وربّما فعل ذلك بما لم تسلم الواو في واحده ، نحو : مطاوي وهداوى (4) .

ص: 74


1- ب : " بكمال " .
2- ب : " فكان " .
3- ب : " ليتشاكل " .
4- انظر الكتاب ( 4 / 391 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1215 ) ، والمنصف ( 2 / 63 ) ، والممتع ( 2 / 603 ) .

[ خطايا ]

(1)

وعاملوا ما لامه همزة ممّا ذكر معاملة نظيره ممّا لامه حرف لين ، فقالوا : خطايا ، وذلك أنّ أصله : خطائئ ، بهمزتين ، فصارت الثانية ياء لامتناع تحقيق همزتين في كلمة ( وقبلهما ) (2) همزة عارضة في جمع ، فصار اللّفظ بها كاللّفظ بالقضائي ، فجرى على طريقته .

[ خطائئ ومنائي ]

وقد شذّ قول بعضهم : خطائئ (3) ، بالتحقيق ، شذوذ قولهم في منيّة : منائي ، على الأصل المتروك ، قال عبيدة بن الحارث ، رضي اللّه عنه :

ص: 75


1- خطايا عند سيبويه وجمهور البصريين : فعائل ، والأصل : خطايئ ، ثم خطائئ ، ثم خطائي ، ثم خطائي ، ثم خطاءى ، ثم خطايا . وهي عند الخليل والكوفيين : فعالى ، والأصل : خطايئ ، ثم خطائي بالقلب المكاني ، ثم خطائي ، ثم خطاءى ، ثم خطايا . وانظر المسألة في الكتاب ( 3 / 553 ، 4 / 277 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 278 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 56 ) ، والإنصاف لابن الأنباري ( 2 / 805 ، المسألة 116 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 101 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (175) .
2- ب : " وقبلها " .
3- حكي عن بعض العرب قولهم : غفر اللّه له خطائئه ، وحكي عن أبي السّمح وردّاد ابن عمّه : اللّهم اغفر لي خطائئي ، وحكى أبو زيد في كتاب الهمز المقيس : دريئة ودرائئ ، وخطيئة وخطائئ . وانظر المنصف لابن جني ( 2 / 57 ) ، وسر الصناعة له ( 1 / 71 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 116 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 102 ، 100 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 371 ) ، والأشموني على الألفية ( 4 / 292 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (176) ، وشرح الألفية له (846) .

فما برحت أقدامنا في مقامنا

ثلاثتنا حتّى أزيروا المنائيا (1)

وكذلك شذّ مرايا في جمع مرآة ، بإبدال الهمزة ، وهي غير عارضة في جمع (2) .

[ اجتماع همزتين في كلمة ]

اشارة

فصل : اجتماع الهمزتين في كلمة موجب لإبدال الثانية حرف لين ، ما لم يشذّ التحقيق ، أو تكن الأولى عينا تليها ألف شبه مفاعل ، فتبدل واوا ، كذؤابة وذوائب (3) ، أو يجتمعا كاجتماعهما في سأّال ، وذلك أنّ الهمزة حرف ثقيل مهتوت يعسر النّطق بها ، حتّى كأنّ اللافظ بها ساعل ، فخفّفت على سبيل الجواز من غير وجه إذا كانت مفردة ، أو ملاقية أخرى من غير كلمتها ، مع ضعف الداعي بالإفراد ، أو الاجتماع العارض .

ص: 76


1- الشاهد من الطويل ، وانظره في : سيرة ابن هشام ( 2 / 24 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 3 / 539 ، 4 / 507 ، 9 / 490 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 100 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 2 / 769 ) ، والتصريح للأزهري ( 2 / 372 ) ، والأشموني على الألفية ( 3 / 129 ، 4 / 292 ) ، وحاشية الغزي على الجاربردي (309) . ويروى الشاهد برفع ( أقدامنا ) ونصبه ، وبرفع ( ثلاثتنا ) ونصبه وجره .
2- انظر الحلبيات لأبي علي (60) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 101 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1084 ) .
3- قال ابن عصفور : " وتبدل أيضا - أي الواو من الهمزة - باطراد ، إذا كانت قبل الألف في الجمع الذي لا نظير له في الآحاد ، بشرط أن يكتنف ألف الجمع همزتان ، نحو ذوائب في جمع ذؤابة . أصله : ذائب ، فأبدلت الهمزة واوا ، هروبا من ثقل البناء ، مع ثقل اجتماع الهمزتين والألف ؛ لأن الألف قريبة من الهمزة ؛ لأنها من الحلق ، كما أن الهمزة كذلك ، فكأنه قد اجتمع في الكلمة ثلاث همزات ، فالتزموا لذلك إبدال الهمزة واوا " . الممتع ( 1 / 362 - 63 ) .

فإذا قوي الداعي باجتماع ( الهمزتين ) (1) من كلمة واحدة صار الجائز واجبا .

والمبدلة هي الثانية ؛ لأنّ مزيد الاستثقال بها حصل .

فإن كانت ساكنة بعد متحرّكة أبدلت مدّة تجانس الحركة ، نحو : آمنت أومن إيمانا (2) .

فإن تحرّكتا أبدلت الثانية ياء إن كسرت بعد كسرة ، أو فتحة أو ضمة ، نحو : إيمّ ، وهو مثال إثمد (3) ، من أمّ ، وأصله : إئمم ، فنقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة توصّلا إلى الإدغام ، ( فقيل ) (4) : إئمّ ، ثمّ أبدلت الهمزة ياء (5) .

وأمّا المكسورة بعد المفتوحة والمضمومة فنحو : ( أينّ ، وأينّ ) (6) مضارعي أننت ؛ أي : كنت ذا أنين ، وأننته ؛ أي : جعلته يئنّ .

ص: 77


1- ب : " همزتين " .
2- أ : " وأومن إيمانا " .
3- الإثمد : حجر يتّخذ منه الكحل ، أو ضرب من الكحل ، أو الكحل نفسه ، أو شبيه به . اللسان ( ثمد ) .
4- أ : " فقال " .
5- انظر المسألة في شرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2097 ) ، وشرح الألفية لابن الناظم (845) ، وشرح التسهيل لابن عقيل ( 4 / 105 ) ، وللسلسيلي ( 3 / 1085 ) .
6- ب : " أئنّ وأئنّ " . بهمزتين ، وهو تصحيف .

ومن قرأ ( أيمة ) (1) بالتسهيل ، أو بالتحقيق ، فمخالف للقياس ، والاقتداء به متعيّن لصحة النقل .

وكذلك تبدل الثانية ياء إن فتحت بعد كسرة ، نحو : إيمّ ، وهو مثال إصبع من أمّ ، وأصله : إئمم ، ثمّ صنع به ما ذكر في مثال إثمد (2) .

ولو كانت التي وليت المكسورة مضمومة أبدلت واوا ، كما أبدلت المكسورة التي وليت مضمومة ياء ؛ حوّلتا إلى مجانسي ( حركتيهما ) (3) .

وقياس قول الأخفش تحويلهما إلى مجانس حركة ما قبلهما (4) ، فيقال في أئنّ : أونّ ، وفي مثل إصبع من أمّ : إيمّ (5) .

ص: 78


1- التوبة : 12 ، الأنبياء : 73 ، القصص : 5 ، 41 ، السجدة : 24 ، وقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو : ( أيمّة ) بياء خالصة ، وهذا هو مذهب البصريين عن أبي عمرو ، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ، وهم المتممون للسبعة : ( أَئِمَّةَ ) * بهمزتين ، وروي هذا أيضا عن طريق ابن أبي أويس عن نافع ، وروي عن نافع وابن كثير وأبي عمرو التسهيل بين بين ، وقرأ قالون وهشام وأبو عمرو كذلك : ( أائمّة ) بألف بين الهمزتين . وانظر الكشف لمكي ( 1 / 498 - 500 ) ، والإقناع لابن الباذش ( 1 / 370 ) ، والتيسير للداني (32) ، والبحر لأبي حيان ( 5 / 15 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 116 - 17 ) .
2- انظر المسألة في شرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2096 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 3 / 56 ) ، وشرح الألفية لابن الناظم (845) ، ولابن عقيل 4 / 216 ) ، وشرح التسهيل لابن عقيل ( 4 / 106 ) ، وللسلسيلي ( 3 / 1085 ) .
3- ب : " حركتهما " .
4- انظر رأي الأخفش في التسهيل لابن مالك (302) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 107 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 56 ) .
5- انظر المسألة في شرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2098 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 107 ) ، وشرح الألفية له ( 4 / 217 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 56 ) .

وإن كانت الثانية موضع اللام أبدلت ياء مطلقا ؛ لأنّها لا تكون حينئذ إلا رابعة فصاعدا ، فلو أبدلت واوا لاستحقّت الواو أن تصير ياء ، كما قيل من الغزو والعلوّ : أغزيت واستعليت ، ( على ) (1) ما يتقرّر .

ومثال وقوعها موضع اللام أن تبني من ( قرء ) (2) مثال قمطر (3) ومثال دحرجت ، فإنّك تقول فيهما : قرأي وقرأيت ، والأصل : قرأء وقرأأت ، ثمّ فعل بهما ما ذكر (4) .

ولو لم تكن الثانية موضع اللام ، ( و ) (5) كانت مفتوحة بعد مضمومة ، أو مفتوحة ، أو مضمومة بعد مضمومة ، أو مفتوحة ، أبدلت واوا ، نحو : أويدم وأوادم في تصغير آدم وتكسيره ، والأصل : أؤيدم وأآدم .

ونحو : أومّ ، وهو مثال أبلم (6) ، من أمّ ، والأصل : أؤمم ، ثمّ فعل به ( مثل ) (7) ما فعل بمثال إثمد (8) .

ص: 79


1- ب : " مع " .
2- ب : " قرأ " . والقرء : الحيض والطهر . اللسان ( قرأ ) .
3- مضى تفسيره في الحاشية (23) ص (9) من هذا الكتاب .
4- انظر المثالين في : المنصف ( 2 / 252 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (551) ، والممتع ( 2 / 765 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2099 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 3 / 55 ) ، وشرح الألفية لابن الناظم ( 844 ، 846 ) ، والمساعد ( 4 / 106 ، 109 ) ، وشفاء العليل ( 3 / 1085 ) .
5- ب : " ولو " .
6- الأبلم والأبلم والإبلم والإبلمة والأبلمة : الخوص ، وهو ورق المقل والنخل والنارجيل وما شاكلها ، واحدته خوصة . اللسان ( خوص ، بلم ) .
7- ليس في " ب " .
8- انظر المسألة في : المنصف ( 2 / 315 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2098 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 3 / 56 ) ، وشرح الألفية لابن الناظم (845) ، ولابن عقيل ( 4 / 216 ) .

ونحو : أومّ مضارع أمّ .

وعلى هذا يقال في أفعل من الأمّ : أومّ (1) .

وكانت الواو هنا بالهمزة أولى من الياء كما كانت أولى بها في نحو : صحراوين وصحراوات وصحراويّ وذوائب ، وكما كانت الهمزة أولى بها في أواصل وأقّتت وإكاف (2) وأحد ؛ لأنّ الياء وإن كان فيها بعض خفّة ففيها خفاء ، وفي الواو جهر كالهمزة ، وهما من طرفين ، فتناسبا ، وتبادلا ، ما لم يعرض مانع .

ورجّح المازنيّ (3) الياء بالخفّة ، فقال : أيمّ ، وكفى بقول العرب : ذوائب ، دون ذيائب ، فيصلا .

واستصحب أيضا الياء المبدلة من ثانية الهمزتين لكسرة فيها أو في التي قبلها إذا أزالها التصغير أو التكسير ، كأييمّة في

ص: 80


1- هذا هو مذهب الأخفش ، وعليه الجمهور ، وذهب المازني إلى قلب الهمزة المفتوحة بعد مفتوحة ياء ، فيقول في أفعل من أمّ : أيمّ ، ونسب رأيه هذا إلى الفساد . وانظر المنصف لابن جني ( 2 / 315 - 18 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 365 - 67 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 108 ) .
2- الإكاف والأكاف والوكاف والوكاف : من المراكب شبه الرّحال والأقتاب ، يكون للبعير والحمار والبغل ، وزعم ابن السكيت أن الهمزة بدل من الواو . اللسان ( أكف ، وكف ) .
3- المازني ( . . . - 249 ) : بكر بن محمد بن بقية ، أبو عثمان ، المازني ، الشيباني ، من شيوخ البصريين ، وعنه أخذ المبرد . ترجمته في أخبار النحويين البصريين للسيرافي ( 74 - 85 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ( 126 - 28 ) ، وتاريخ العلماء النحويين لأبي المحاسن التنوخي ( 65 - 71 ) ، ونزهة الألبا لابن الأنباري ( 242 - 50 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 1 / 281 - 91 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 463 - 66 ) . وانظر مذهبه في هذه المسألة وتاليتها ، ومخالفته للأخفش فيهما ، وأدلة كل منهما ، ومناقشة هذه الأدلة في مراجع الحاشية (278) .

أيمّة ، وأيادم في إيدم مثال إصبع من آدم ، والصحيح : أويمّة وأوادم ؛ لأنّ الواو أحقّ بالهمزة ، كما تقرّر آنفا ، وإنّما صير إلى الياء لأجل الكسرة ، فلمّا ذهبت تعيّنت الواو كما تعيّنت في تصغير آدم وتكسيره . وهذا قول أبي الحسن (1) .

[ توالي أكثر من همزتين في كلمة ]

ولو اتّفق توالي أكثر من همزتين أبدلت الثانية والرابعة ، وحقّق ما سواهما ، وذلك بأن تبني مثل قمطر (2) من همزات ، فتقول : إيأي ، والأصل : إأأأ ، فأبدلت الثانية لأنّها بعد همزة محقّقة ، وحقّقت الثالثة لأنّها بعد ياء ، وأبدلت الرابعة لأنّها بعد همزة محقّقة . وهكذا قياس ما لم يذكر (3) .

[ إبدال الواو ياء في فعال مصدرا معتلّ العين صحيح اللام ]

فصل : يجب إبدال الواو ياء إذا انكسر ما قبلها ، وهي عين لمصدر اعتلّت في فعله ، نحو : قام قياما ، وانقاد انقيادا .

فلو لم ينكسر ما قبلها في المصدر ، أو لم ينلها إعلال في الفعل ، وجب التصحيح ، نحو : راح رواحا ، وقاوم قواما .

ص: 81


1- انظر مراجع الحاشية (287) ص (80) .
2- مضى تفسيره في الحاشية (23) ص (9) من هذا الكتاب .
3- انظر حكم اجتماع الهمزات مما يوافق هذه المسألة في المنصف ( 3 / 97 ) ، والممتع ( 2 / 770 ) ، والمساعد ( 4 / 112 ) ، وشفاء العليل ( 3 / 1086 ) .

[ إبدال الواو ياء في فعال جمعا معتلّ العين صحيح اللام ]

وكذلك يجب إبدال الواو ياء إذا كانت عين فعال ، وكان فعال جمعا لواحد صحّت لامه واعتلّت عينه ، كدار وديار ، أو سكنت ، كثوب وثياب ، أو اجتمع فيها الأمران ، كريح ورياح .

[ تصحيح عين فعال جمعا معتلّ العين واللام ]

فلو كانت اللام واوا ، أو ياء ، وجب تصحيح العين في الجمع ؛ لئلا يتوالى إعلالان ، وذلك أنّ اللام في هذا الجمع تتطرّف بعد ألف زائدة ، فيجب إبدالها همزة ، لما تقدّم ذكره .

فلو أعلّت العين أيضا بإبدالها ياء ، فقيل في جمع نحو جوّ :

جياء ، وفي جمع ريّان : ( رياء ) (1) لزم توالي إعلالين ، وذلك إجحاف بالأصل ، فلجئ إلى تصحيح العين ، فقيل : جواء ورواء .

وكذلك حكم ما أشبههما .

[ تصحيح نحو دول وكوزة ]

فلو كان الجمع على فعل ، أو فعلة ، وجب التّصحيح ، كدولة ودول ، وكوز وكوزة .

ص: 82


1- أ : " رواء " .

[ إن اعتلّت العين في الواحد اعتلّت في جمعه ]

إلا إن اعتلّت العين في الواحد فيجب في الجمع الإعلال بالإبدال المذكور ، نحو : قامة وقيم ، وديمة وديم ؛ عيناهما واوان ؛ لأنّ تصغيرهما : قويمة ودويمة ، ولأنّ القامة من القوام ، والدّيمة من الدّوام .

وبعض العرب يقول (1) : ديّمت الأرض ديما : إذا أمطرت بالدّيمة ، فعلى هذا يقال : إنّ عينها ياء ، لا واو .

وقد يجاب عن هذا بأن يقال : ( أصله ) (2) الواو ، ولكن لمّا لم يستعمل الفعل منه إلا مسندا للمفعول لازمه الإعلال ، فبني المصدر عليه معلا ، وإن كان سبب الإعلال مفقودا ، كما قيل في مفعول من الشّوب : مشيب ، حملا على شيب .

[ شذوذ الإعلال في عيد ]

( وشذّ ) (3) الإعلال في نظير دول ، فقالوا : عود وعيدة (4) ، والعود البعير المسنّ .

ص: 83


1- انظر اللسان ( دوم ، ديم ) .
2- ب : " أصلها " .
3- ب : " وقد شذ " .
4- في النسختين : " عيد " ، والتصويب عن المعاجم ( عود ) . قال في التهذيب : العود : الجمل المسن الذي فيه بقية قوة . وفي الصحاح : هو الذي جاوز في السن البازل والمخلف . والظاهر أن العود يطلق على كل قديم كالطريق والسّودد ، وعلى كلّ مسنّ : كالجمل ، والرجل ، والشاة ، والفرس ، والناقة ، والماعز ، والأنثى من ذلك : عودة . ويقال : عود وعودة ، وكهرّ وهررة ، وعيدة لغة قبيحة ، رواها أبو زيد في نوادره ، ويقال : عودة وعود ، كهرّة وهرر . انظر الصحاح واللسان ( عود ) ، والتهذيب ( عود : 3 / 125 - 126 ) .

[ شذوذ التّصحيح في حوج ]

وشذّ التصحيح في نظير قيم ، فقالوا : حاجة وحوج .

[ إعلال الألف أختيها ]

فصل : تنقلب الألف ياء إذا انكسر ما قبلها ، وواوا إذا انضمّ ما قبلها ، كقولك في مصباح : مصيبيح ، وفي ضاعف : ضوعف .

[ إعلال الواو ياء ]

وكذلك تنقلب الواو الساكنة ياء إذا انكسر ما قبلها ، نحو :

إيعاد ؛ مصدر أوعد ، فإنّ الياء فيه بدل من الواو التي هي فاء الكلمة ، ومثله : الميزان والميراث والميقات ، فإنهنّ من الوزن والوراثة والوقت ، ( فانقلبت ) (1) فيهنّ الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها .

[ إعلال الياء واوا ]

وكذلك تنقلب الياء الساكنة واوا إذا انضمّ ما قبلها ، نحو :

موقن ؛ اسم فاعل من أيقن ، فإنّ الواو فيه بدل من الياء التي هي فاء الكلمة .

ص: 84


1- أ : " فانقلب " .

[ تصحيح الواو أو الياء الساكنة المدغمة في مثلها ]

فلو لم تكن الواو ، ولا الياء ، مفردة ، بل مدغمة في مثلها ، وجب التصحيح ، نحو : إوّاب ؛ مصدر أوّب : إذا استوعب النّهار ( بسير ) (1) ، أو بغيره من الأعمال ، ونحو : بيّاع ، جمع بائع ، فبعد كسرة الهمزة من إوّاب واو ساكنة ، وبعد ضمّة الباء من بيّاع ياء ساكنة ، لكن حصّنهما الإدغام ، فلم ( تتأثّر للكسرة والضمّة ) (2) ، وذلك أنّ المدغم والمدغم فيه يتلفّظ بهما دفعة واحدة ، فيصير كلّ واحد منهما لصاحبه وقاية ممّا كان يناله مفردا من الإعلال .

أمّا كون الثاني وقاية للأوّل فيظهر في نحو : إوّاب ، فإنّ واوه الأولى ساكنة بعد كسرة ، وبإدغامها في الثانية والتّلفّظ بهما دفعة واحدة أشبهت واو ( سواك ) (3) ونحوه ، فاستحقّت التّصحيح .

وكذلك ياء بيّاع الأولى ساكنة بعد ضمّة ، وبإدغامها في الثانية والتّلفّظ بهما دفعة واحدة أشبهت ياء هيام ونحوه ، فاستحقّت التّصحيح .

وأمّا كون الأوّل وقاية للثّاني فيظهر بنحو صبيّ وعفوّ ؛ فإنّ الياء الثانية من صبيّ بإدغام الأولى فيها أشبهت ياء ظبي فلم تستثقل فيها الضمّة والكسرة ، كما استثقلت في ياء قاض ونحوه ،

ص: 85


1- ب : " بسيره " .
2- ب : " تتأثّر الضمّة والكسرة " .
3- أ : " سؤال " .

ولو خلت من إدغام فيها باشرتها الكسرة ، فجرت في الإعلال مجرى نظيرتها .

وكذلك الواو الثانية من عفوّ لو خلت من إدغام فيها وجب لها ما وجب لواو أدل ، جمع دلو ، من إبدال الضمّة قبلها كسرة ، وانقلابها هي ياء ، وتقدير الرفع والجرّ فيها لاستثقال ظهوره ، ( لكن بإدغام ) (1) الأولى فيها أشبهت واو عفو وشبهه ، فجرت مجراها .

[ إعلال الياء المتطرفة المضموم ما قبلها واوا ]

فصل : يجوز بناء الفعل للتّعجّب على فعل ، فإن كانت لامه ياء صارت واوا ؛ لتطرّفها بعد ضمّة ، نحو : قضو الرّجل ، بمعنى : ما أقضاه ، ولم يجئ مثل ذلك في متصرّف ، إلا ما ندر من قولهم : نهو الرّجل فهو نهيّ : إذا كان كامل النّهية ؛ أي :

العقل (2) .

[ إعلال الياء واوا في مثل مقدرة من الرّمي ]

(3)

وكذلك تقلب الياء بعد الضمّة واوا في بناء مثل مقدرة ممّا لامه ياء ، إن قدّر بناء الكلمة على التأنيث ، وذلك نحو : مرموة ،

ص: 86


1- ب : " وبإدغام " .
2- انظر التهذيب ( نهى : 6 / 439 ) ، واللسان ( نهى ) ، وسر الصناعة ( 2 / 589 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2118 ) ، وشرح الشافية لركن الدين ( 2 / 1223 ) ، ولليزدي ( 2 / 500 ) ، والمساعد ( 4 / 130 ) .
3- انظر المسألة في : المنصف ( 2 / 288 ) ، والممتع ( 2 / 741 ) ، وشرح الألفية لابن الناظم (851) ، ولابن عقيل ( 4 / 225 ) ، والمساعد ( 4 / 131 ) .

( فتقلب الياء واوا بعد الضمّة ) (1) ؛ لكونها لاما ، واللّام ضعيفة على كلّ حال .

ولم تبدل الضمّة كسرة فتسلم الياء ؛ لأنّها ليست طرفا ، ولأنّ لحاق التّاء غير عارض .

[ تصحيح الياء في مثل مقدرة من الرّمي إن قدّر عروض التأنيث ]

فلو قدّر بناء مرموة على التذكير ثمّ عرض لحاق التّاء وجب إبدال الضمّة كسرة ، وتصحيح الياء ، كما يجب ذلك مع التّجرّد من التّاء ؛ لأنّ لحاقها عارض ، فلا يعتدّ به .

[ مثل سبعان من الرّمي ]

(2)

فإن بني مثل ( سبعان ) (3) ممّا لامه ياء فعل بالياء بعد الضّمّة ، مع الألف والنون ، ما فعل بها مع التّاء المقدّر لزومها ، فيقال : رموان ، وهو مثل سبعان من الرّمي .

ص: 87


1- ب : " تقلب الياء بعد الضمة واوا " .
2- انظر شرح الألفية لابن الناظم (851) ، ولابن عقيل ( 4 / 225 ) ، والمساعد ( 4 / 131 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1091 ) .
3- ب : " شبعان " في هذا الموضع وتاليه . تصحيف . وسبعان : موضع معروف في ديار قيس ، وقيل : جبل قبل فلج ، وقيل : واد شمالي سلم ، قال تميم بن مقبل : ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان أملّ عليها بالبلى الملوان وانظر معجم البلدان لياقوت ( 3 / 185 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1151 ) ، واللسان ( سبع ) .

[ سلامة الياء في مثل بيض وعيسة ]

فصل : إذا انضمّ ما قبل الياء السّاكنة المفردة ، واتصلت بالآخر ، أو ما هو في حكم الآخر ، أبدلت الضمّة كسرة ، فسلمت الياء ، جمعا كان ما هي فيه كبيض ، أو مفردا كعيسة ؛ من قولهم :

جمل أعيس ؛ أي : أبيض بيّن العيسة والعيس ، فالأصل فيهما :

بيض وعيسة ، ثمّ فعل بهما ما ذكر .

والدّليل على ضمّ هذه الباء وهذه العين في الأصل ( أنّ بيضا ) (1) جمع لصفة على أفعل ؛ مذكّر فعلاء ، فيجب كونه على فعل ، كأحمر وحمر ، وأخضر وخضر ، وأنّ العيسة اسم للون الوصف منه على أفعل وفعلاء ، فيجب كونه على فعلة ، كالحمرة والخضرة .

[ إعلال الياء الساكنة المضموم ما قبلها واوا في مثل موسر ]

فلو انفصلت الياء أقرّت الضمّة التي قبلها ، وقلبت الياء واوا ، كموسر ؛ اسم فاعل من أيسر إذا استغنى ، وعوطط بمعنى عيّط (2) ، وهي النّوق التي لم تحمل ، يقال : عاطت النّاقة تعيط :

ص: 88


1- ليس في " ب " .
2- يقال : ناقة عائط ، ونوق عوط ، وعيط ، وعيّط ، وعوطط ، وعيطط . انظر الصحاح واللسان ( عوط ) .

إذا ضربها الفحل ولم تحمل ، ( والعوطط ) (1) أيضا مصدر عاطت النّاقة (2) .

وإنّما لم تقرّ الضمّة قبل الياء المتّصلة بالآخر فتنقلب واوا ، وأقرّت قبل الياء المنفصلة من الطّرف ؛ لأنّ أحد الأمرين لازم ؛ إمّا إبدال الضمّة كسرة ، وإمّا إبدال الياء واوا . أخفّهما إبدال الضمّة ، فاستعمل في أحقّ ( المحلّين ) (3) بالتّخفيف ، وهو ما اتّصل بالآخر ، واستعمل الآخر فيما انفصل عنه ؛ لأنّ الواو مستثقلة ، واستثقالها متزايد بتأخّرها ، وإن كان الموضع لها بالأصالة ، فكيف إذا كان لغيرها .

وقد يعترض على هذا بأن يقال : التّغيير بتبدّل ( الحرف ) (4) أشدّ من التّغيير بتبدّل الحركة ، فكان القريب من الآخر أحقّ به من البعيد .

والأولى أن يقال : لمّا كان تبدّل الحركة يلزم منه زوال الوزن الأصليّ كان أمكن في الإعلال ، وأبعد من التّصحيح ، فخصّ به ما قرب من الآخر الذي هو بالإعلال أولى ، بخلاف

ص: 89


1- ب : " والعوطة " . تحريف .
2- جاء في الصحاح : " قال أبو عبيد : وبعضهم يجعل عوططا مصدرا ، ولا يجعله جمعا " . الصحاح ( عوط ) .
3- ب : " المحملين " .
4- ب : " الحروف " .

تبدّل الياء واوا مع بقاء الضمّة فإنّه كلا تغيير ؛ لبقاء الوزن الأصليّ .

وأيضا : فإنّ تبديل الضمّة بكسرة محضة عمل محض ؛ لأنّه اختياريّ ، وتبدّل الياء بعد الضمّة واوا عمل اضطراريّ ، فأشبه التّصحيح ، فخصّ بما بعد من الطّرف .

وفرّق أبو الحسن بين الجمع والمفرد في هذا الحكم ، فرأى أنّ إبدال الضمّة كسرة ؛ لتسلم الياء ، مخصوص بالجمع ؛ لأنّ فيه ثقلا ليس في المفرد ، فأوثر بأخفّ الإعلالين (1) .

ولو كان الأمر كما ادّعى لقيل في عيسة : عوسة ؛ لأنّه مفرد .

ويمكن الاعتذار لأبي الحسن عن عيسة بأنّ فيه ثقلا ؛ للزوم تأنيثه ، فأشبه الجمع .

[ معيشة ومعوشة ]

وقد حكى الأزهريّ (2) أنّ من العرب من يقول : معوشة ، في معيشة ، وهذا ممّا يقوّي قول أبي الحسن ؛ لأنّ المعوشة :

ص: 90


1- ومذهب الخليل وسيبويه والجمهور عدم التفريق في هذه المسألة بين الجمع والمفرد ، وخالف الأخفش فيها . وانظر المسألة مفصلة في المنصف لابن جني ( 1 / 296 - 301 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 67 ، 81 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 436 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 132 ) ، بالإضافة إلى الكتاب ( 4 / 349 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 238 ) .
2- الأزهري ( 282 - 370 ) : أبو منصور ، محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري ، صاحب التهذيب . ترجمته في : إنباه الرواة للقفطي ( 4 / 177 - 81 ) ، والبلغة للفيروزابادي (186) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 19 - 20 ) ، ومعجم الأدباء لياقوت ( 5 / 2321 - 23 ) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 4 / 334 - 36 ) ، والوافي بالوفيات للصفدي ( 2 / 45 - 46 ) ، وإشارة التعيين لليماني (294) ، ومرآة الجنان لليافعي ( 2 / 395 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 237 - 38 ) . قال الأزهري : " وقال مؤرّج : هي المعيشة ، قال : والمعوشة لغة الأزد . وأنشد لحاجز بن الجعيد : من الخفرات لا يتم غذاها ولا كدّ المعوشة والعلاج " . التهذيب ( عيش : 3 / 60 ) .

مفعلة ؛ من العيش ، وهو مفرد ، ولكنّ الاستدلال به لا يساوي الاستدلال بعيسة ولا ( يقاربه ) (1) ؛ لأنّ جميع العرب يقولون :

عيسة ، وجمهورهم يقولون : معيشة ، لا معوشة ، فثبت أنّ إبدال الضمّة كسرة في المفرد ؛ لتسلم الياء ، حكم مبنيّ على ما استعمله جميع العرب ، وإبدال الياء فيه واوا حكم مبنيّ على قول شاذّ ، والشّاذّ لا يعوّل عليه (2) .

[ فعلى : مضموم الفاء ، معتل العين ]

وأمّا الصّفة (3) التي على وزن فعلى ، كالكيسى والخيري ؛ مؤنّثي الأكيس والأخير ، ( فالأجود ) (4) فيه إبدال الضمّة ، وتسلم الياء ، تشبيها لألف التأنيث بهائه في تقدير تمام الكلمة

ص: 91


1- ب : " يقاومه " .
2- انظر المساعد ( 4 / 132 ) .
3- هذه مسألة كثر الخلاف فيها ، وليس الخلاف فيها مقصورا على سيبويه والأخفش ، وانظرها في الكتاب ( 4 / 364 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 304 ) ، والتكملة لأبي علي (602) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 161 - 613 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2121 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 97 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 451 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 134 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم ( 196 - 200 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 132 ) . .
4- ب : " والأجود " .

( بدونهما ) (1) ، وإيثارا بأخفّ الإعلالين أثقل المثالين ، [ وهو الصّفة ، فلو كان اسما ، كطوبى ، تعيّن أثقل الإعلالين ] (2) ، وهو إبدال الياء واوا ؛ لأنّ الاسم أخفّ من الصّفة ، فكان أحمل لمزيد الثّقل ، كما حرّكوا عين فعلة اسما حين جمعوه ، ولم يحرّكوه من الصّفة ، نحو : جفنات وضخمات .

وقد روي عن العرب : الكوسى والخورى ، فعوملا معاملة عوطط ؛ تشبيها للألف ، للزومها وعدم انفصالها ، بالحرف الثاني من عوطط .

وكذلك روي : الضّوقى ، في أنثى الأضيق (3) .

[ إعلال الواو ياء إن وقعت طرفا ، أو كالطرف ، بعد كسرة ]

فصل : يجب بعد الكسرة ، قلب الواو ياء إن تأخّرت ، أو كانت كالمتأخّرة ، نحو : رضي ، وشجية ، وأصلهما الواو ؛ لأنّهما من الرّضوان والشّجو .

[ شذوذ تصحيح الواو في نحو مقاتوة ]

وشذّ التّصحيح في قولهم : مقاتوة (4) ؛ جمع مقتويّ ، وهو الخادم .

ص: 92


1- ب : " بدونها " .
2- ساقط من " أ " .
3- انظر مراجع الحاشية (309) ص (91) ، واللسان ( طيب ، خير ، كوس ، ضيق ) .
4- وجاء الإعلال أيضا فقالوا : مقاتية ، وقالوا : ليس مثله غير سواسوة في سواسية . وانظر المنصف لابن جني ( 2 / 133 - 34 ) ، والمساعد ( 4 / 128 ) ، وشفاء العليل ( 3 / 1090 ) ، والصحاح واللسان ( قتا ) .

[ إعلال الواو رابعة فصاعدا ياء ]

وكذلك بعد الفتحة بشرط وقوع الواو رابعة فصاعدا ، نحو :

أعليت ، واستعليت ، والمعلّى (1) ، والمستعلى ، والمعلاة (2) ، والمستعلاة .

وإنّما قلبت الواو المتأخّرة لفظا أو تقديرا ؛ لأنّ أكثر ما يكون ذلك في محمول على مكسور ما قبل آخره ، كأعلى فإنّه محمول على يعلي ؛ لأنّه مضارعه ، وكيرضى فإنّه محمول على رضي ، فإنّه ماضيه ، وكتزكّى ويتزكّى فإنّهما محمولان على زكّي وتزكّي ، وكمعلّى فإنّه محمول على ( معلّ ) (3) ، وكالأزكى فإنّه محمول على زاك .

ثمّ حمل على المشتقّ ما ليس مشتقا .

[ يشأيان ]

وقالوا في يشأى مضارع شأوت : هما يشأيان (4) ؛ لأنهم لمّا فتحوا عينه ؛ لأجل أنّها حرف حلق ، أشبه ( ما تفتح ) (5) عينه

ص: 93


1- المعلّى : القدح السابع في الميسر ، وهو أفضلها ، إذا فاز حاز سبعة أنصباء من الجزور ، وقال اللحياني : وله سبعة فروض ، وله غنم سبعة أنصباء إن فاز ، وعليه غرم سبعة أنصباء إن لم يفز . انظر اللسان ( علو ) .
2- المعلاة : مكسب الشّرف ، وهي واحدة المعالي ، وموضع بين مكة وبدر بينه وبين بدر الأثيل ، وقرية من قرى الخرج باليمامة ، ومقبرة مكة بالحجون . انظر اللسان والقاموس ( علو ) ، ومعجم البلدان لياقوت ( 5 / 158 ) .
3- ب : " معلّي " .
4- شأوت القوم أشاهم شأوا : سبقتهم ، وشأيتهم أشاهم شأيا : سبقتهم كذلك . وما يذكره ابن مالك في يشأيان وشذوذه أو قبحه مسألة خلافية لسيبويه والأخفش وقطرب والمازني وابن جني . وللأخير فيها مناقشات ومسائل مستفاضة . وانظرها في المنصف ( 2 / 166 - 69 ) ، وانظر التهذيب ( شأى : 11 / 446 ) ، واللسان ( شأى ) .
5- أ : " ما لا تفتح " .

لأجل كسرها في الماضي ، كشقي يشقى ، ففعل به من القلب ما فعل ( بشبيهه ) (1) .

وهذا الذي فعل بيشأى حملا على يشقى شبيه بقولهم في ( تأبى تئبى ) (2) ، حملا على يبقى وغيره ممّا فتح عين مضارعه لكسرها في ( المضيّ ) (3) ؛ إذ حرف المضارعة لا يكسر من الثّلاثيّ إلّا لذلك (4) .

وقد يقال في يشأى : إنّه محمول على أشأى المسند إلى المتكلّم ، وأشأى المسند إلى المتكلّم محمول على ذي همزة التّعدية ؛ لتوافقهما وزنا ولفظا .

ويمكن أن يقال : إنّ قولهم : يشأيان ، ليس على لغة من قال :

شأوت ؛ بل على لغة من قال : شأيت ، حكاها ابن السّكّيت (5) ، ثمّ استغني بذلك عن أن يقال : يشأوان .

ص: 94


1- ب : " بشبهه " .
2- ب : " نأى ينأى " . تحريف ، وانظر ص (18) .
3- ب : " الماضي " .
4- أي : لا يكسر أول المضارع من الثلاثي إلا إذا كان من باب علم يعلم ، أو توهّم أنّ ماضيه مكسور العين كأبى يأبى . انظر الكتاب ( 4 / 110 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 167 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (196) .
5- ابن السكيت ( 186 - 244 ) مضت ترجمته في الحاشية (78) ص (25) ، وانظر ما حكاه في إصلاح المنطق له (141) .

[ إبدال الضمّة قبل الياء المتطرفة كسرة لتسلم الياء ]

فصل : يجب إبدال الضمّة كسرة إن وليها في آخر الاسم ياء ، أو واو ، كأظب جمع ظبي ، وأجر جمع جرو ، فأصلهما :

أظبي وأجرو ، كأفلس وأضرس ، فكسرت عيناهما ، ( وجريا ) (1) مجرى قاض وغاز ؛ لأنّه ليس في الأسماء المتمكّنة ما آخره حرف علّة يلي ضمّة ، إنّما يكون في الأفعال ، نحو : يدعو ويغزو .

فإن قيل (2) : لم خصّ الفعل ، وهو أثقل من الاسم ، بهذا الذي رفض من الاسم ؟

فالجواب : إنّ ذلك سهل عليهم في الفعل لتعرّضه لحذف آخره في الجزم ، والمستثقل إذا كان بصدد الزّوال هان أمره ، والاسم ليس كذلك .

وأيضا : فإنّ آخر الاسم معرّض لما تتعذّر الواو معه ، أو يكثر استثقالها ، كالجرّ ، وياء المتكلّم دون نون وقاية ، وياءي النّسب ، وآخر الفعل ليس كذلك ، ولذلك لم يبال بهو وذو بمعنى الذي ؛ لأنّه لا يلحقهما ما ذكرته .

ص: 95


1- ب : " وجرى " .
2- انظر هذا الافتراض والجواب عنه في المنصف لابن جني ( 2 / 117 - 18 ) .

[ إن بني نحو عرقوة على التأنيث سلمت الواو والضمة ]

فصل : لا تغيّر الضمّة الكائنة في غير واو قبل واو بعدها هاء التّأنيث ، إن بنيت الكلمة عليها ، كعرقوة (1) .

[ إن قدّر عروض التأنيث في عرقوة أبدلت الضمّة وأعلّت الواو ]

فلو قدّر عروضها أبدلت الضمّة كسرة ، والواو ياء ، مثل أن يجاء للعرقي والقلنسي (2) بواحد مبنيّ عليهما بناء عباءة على عباء (3) ، فإنّ الواجب أن يقال فيه من العرقي : عرقية ، ومن القلنسي : قلنسية ، والأصل : عرقوة وقلنسوة ، فلم يستعمل الأصل مع الهاء العارضة كما لم يستعمل قبل عروضها .

ص: 96


1- مضى تفسيرها في الحاشية (83) ص (26) من هذا الكتاب .
2- العرقي : جمع عرقوة ، والقلنسي : جمع قلنسوة ، ويجمعان على غير ذلك . والصحاح وانظر اللسان ( قلس ، عرق ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 120 - 21 ، 128 - 29 ) .
3- أي : بناء الواحد على الجمع ، قال ابن جني في سر الصناعة ( 1 / 94 - 97 ) : " فأما قولهم : عباءة وصلاءة وعظاءة فقد كان ينبغي لما لحقت الهاء آخرا ، وجرى الإعراب عليها ، وقويت الياء ببعدها عن الطرف ، ألّا يهمز ، وألّا يقال إلا عباية وصلاية وعظاية ، فيقتصر على التصحيح دون الإعلال ، وألّا يجوز فيه الأمران ، كما اقتصر في نهاية وغباوة وشقاوة وسعاية ورماية على التصحيح دون الإعلال ، إلا أن الخليل قد علل ذلك ، فقال : إنهم إنما بنوا الواحد على الجمع ، فلما كانوا في الجمع يقولون : عظاء وعباء وصلاء ، فيلزمهم إعلال الياء لوقوعها طرفا ، أدخلوا الهاء وقد انقلبت اللام همزة ، فبقيت اللام معتلة بعد الهاء ، كما كانت معتلة قبلها " . وانظر أيضا المنصف ( 2 / 128 - 32 ) . للخليل في هذه المسألة مذهب ، وللأخفش آخر ، وانظر هذه المسألة في الكتاب ( 4 / 414 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 290 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 745 ) ، والمساعد ( 4 / 137 ) .

[ مثل عرقوة من الغزو ]

فلو كانت الضمّة في واو قبل الواو التي بعدها هاء التّأنيث تضاعف الاستثقال ، فيتعيّن الإعلال مطلقا ، نحو أن تبني مثل عرقوة من غزو ، فإنّك تقول فيه : غزوية ، والأصل : غزووة ، ثمّ فعل به ما ذكر من ( الكسر ) (1) والإبدال .

[ مثل مقدرة من القوّة ]

وكذلك لو كانت الواوان أصليّتين ، كبناء مثل مقدرة من قوّة فإنّك تقول فيه : مقوية ، والأصل : مقووة ، ثمّ فعل به ما ذكر .

[ مسائل من إعلال الياء ]

[ حذف ياءي نحو كرسيّ للنّسب ]

فصل : تحذف الياءان المدغم إحداهما في الأخرى إن كانتا زائدتين ووليهما مثلاهما ، كقولك : كرسيّ ، في النّسب إلى كرسيّ ، والأصل : كرسيّيّ ، فاستثقل توالي إدغامين في أربع ياءات زوائد ، وكانت الأوليان في حكم زيادة واحدة فحذفتا معا ، كما حذفتا معا في التّرخيم .

ص: 97


1- أ : " الكسرة " .

[ بخاتيّ ]

ويدلّ على إلحاق ياءين غير الكائنتين قبل النّسب أنّ بخاتيّ (1) اسم رجل لا ينصرف ، فإذا نسب إليه انصرف ، فقيل :

هذا بخاتيّ ، فلو كانت الياءان هما ( اللّتين ) (2) كانتا قبل لما تغيّر حكمه .

[ النّسب إلى نحو عليّ ]

فإن كانت الأولى مخصوصة بالزّيادة سابقة في الوجود للثّالثة والرابعة حذفت ، وقلبت الثانية واوا ، وانفتح ما قبلها ، إن لم يكن مفتوحا ، كعلويّ في النّسب إلى عليّ ، والأصل : عليّيّ ، فاستثقل فيه ما استثقل في الأوّل ، ولم تكن الأوليان زائدتين ، فاقتصر على حذف الزّائد ، فبقي : علييّ ، ثمّ كمل التّخفيف بإبدال الكسرة فتحة ، والياء واوا ؛ فرارا من توالي الأمثال .

ص: 98


1- البخاتيّ : جمع جمل بختيّ من جمال بخت ، وهي الإبل الخراسانية تنتج من عربية وفالج ، والفالج الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من الهند للفحالة ، وعلى ذلك أكثر أهل اللغة ، وذهب بعضهم إلى أنه مفرد . وقيل : إن الياءين في آخره زائدتان ليستا من أصل بنية الكلمة ، وهما ياءا الإضافة ، وقيل : كانتا كذلك في الأصل ، ولما صار البختي جاريا مجرى الأوصاف القائمة مقام الموصوف كالفارس والأطلس نزلت الياء منزلة الجزء . وذهب أكثر أهل اللغة إلى أن البخت : فارسية معربة ، وقال بعضهم : مولدة ، وذهب ابن دريد إلى أنها عربية . وانظر التهذيب للأزهري ( بخت : 7 / 312 ) ، والجمهرة لابن دريد ( 1 / 193 ) ، والصحاح والقاموس واللسان والتاج ( بخت ) ، والمعرب للجواليقي (136) ، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ( 1 / 208 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 255 ) ، وشرح الشافية لليزدي ( 1 / 175 ) .
2- ب : " اللتان " .

[ النّسب إلى نحو قصي ]

فلو كان ما قبل الياء المحذوفة مفتوحا اقتصر على الحذف والقلب ، كقولك في النّسب إلى قصيّ : قصويّ .

[ النّسب إلى عديّ ]

فلو كانت الأولى متأخّرة في الوجود لم تحذف كالياء الأولى في : ( عديّيّ ) (1) تصغير عدويّ ، والأصل فيه : عديويّ ، فعمل به ما يعمل ( بعروة ) (2) في التصغير حين ( يقال :

عريّة ) (3) ؛ لأنّ الواو فيهما لام ، ولا سبيل إلى تصحيح اللام مع وجود سبب الإعلال ، وإنّما يوجد ذلك في الواو الكائنة عينا ، كأسيود ، والأجود مع ذلك : أسيّد ؛ بالإعلال (4) .

واغتفر توالي ياءين مشدّدتين (5) ؛ لأنّ التّخلّص منه لا يمكن إلا بتفويت الدّلالة على التصغير لو قيل : عدويّ ، أو بتصحيح ما لا يصحّح لو قيل : عديويّ ، فكان توالي الياءين

ص: 99


1- ب : " عدي " .
2- ب : " بغزوة " .
3- ب : " قيل : غزيّة " .
4- انظر الكتاب ( 3 / 469 ) ، والمفصل للزمخشري (204) ، وشرحه لابن يعيش ( 5 / 124 ) ، والشافية لابن الحاجب (33) ، وشرحها للرضي ( 2 / 230 ) . ونبه ابن الناظم في بغية الطالب (51) إلى أن الواو إن كان بعدها حرف واحد ، وحركت في الواحد والجمع ، جاز إبدالها ياء وتصحيحها ، وذلك كما في الأسود للعظيم من الحيّات ، وجمعه أساود ، فتقول في تصغيره : أسيّد وأسيود ، أما إن لم تحرك الواو في الواحد والجمع ، كما في الأسود للضد من الأبيض ، وجمعه سود بإسكان الواو ، فلا يجوز في الواو إلا الإبدال ياء ، فتقول في تصغيره : أسيّد فقط .
5- أي : في عديّيّ .

المشدّدتين أهون من ذلك ، مع أنّ من العرب من يرتكبه ، ولو لم يلزم من تركه ما ذكر ، كقول بعضهم في النّسب إلى أميّة :

أميّيّ (1) ، فلأن يغتفر في تصغير عدويّ ونحوه أحقّ وأولى .

[ النّسب إلى تحيّة ]

فلو كانت الأولى والثّانية أصلين ، وقبلهما زائد ، عوملتا معاملة ياءي عليّ وقصيّ ، وذلك ( كقولك ) (2) في النّسب إلى تحيّة : تحويّ .

[ النّسب إلى محيّ ]

وإن ( فصل الأصلين ) (3) المسبوقين بزائد حرف لين حذف ، وعوملا المعاملة المذكورة ، كقولك في النّسب إلى محيّ :

محويّ (4) .

[ النّسب إلى حيّ ]

فإن لم يكن قبلهما زائد ( كحيّ ) (5) قلبت الثانية واوا ، وفتحت الأولى ، فتقول في النّسب إلى حيّ : حيويّ .

ص: 100


1- ذكر سيبويه أن يونس حكاه عن ناس من العرب . والقياس : أمويّ ، وبعض العرب أيضا يقول : أمويّ ، بفتح الهمزة . انظر الكتاب ( 3 / 344 ) ، والأصول لابن السراج ( 3 / 65 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 597 ) ، والشافية لابن الحاجب (38) ، وشرحها للرضي ( 2 / 30 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 1949 ) .
2- ب : " قولك " .
3- ب : " اتصل بالأصلين " .
4- وجاء أيضا محيّيّ كأميّيّ ، وقال أبو عمرو : محويّ أجود ، وقال المبرد : بل محيّيّ أجود ، وعدّ ابن مالك ما رآه المبرد أجود شاذا . وانظر شرح الكتاب للسيرافي ( 4 / ل 165 / ب ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 1949 ) ، وحاشية الغزي على الجاربردي (112) ، وشرح الرضي على الشافية ( 2 / 45 ) .
5- ليس في " ب " .

[ النّسب إلى طيّ ]

فلو كانت الأولى منقلبة عن واو ردّت إلى أصلها ، كطوويّ في النّسب إلى طيّ ؛ أصله : طوي ؛ لأنّه مصدر طويت ، فقلبت ( الواو ) (1) ياء ؛ إذ كانت ساكنة تليها ياء ، فلمّا حرّكت ووليتها واو عادت إلى أصلها .

ولم تقلب الياء والواو هنا ألفين حين حرّكتا وانفتح ما قبلهما لئلا يتوالى إعلالان ؛ إذ لا بدّ من انقلاب الثانية واوا .

( وأيضا ) (2) : فإنّ ياءي النّسب ( زيادتان ) (3) مخصوصتان بالأسماء ، فصحّحتا معهما كما صحّحتا مع ألف التأنيث والألف والنون في الصّورى (4) والحيدى (5) والجولان والهيمان (6) ، وسيأتي بيان ذلك إن شاء اللّه تعالى (7) .

ص: 101


1- ب : " الأولى " .
2- ب : أيضا .
3- ب : " زائدتان " .
4- صوري : قال الجرمي : هو موضع أو ماء قرب المدينة ، وقال ابن الأعرابي : هو واد في بلاد مزينة قرب المدينة . وانظر معجم البلدان لياقوت ( 3 / 432 ) ، وباب ما جاء على فعلى في جمهرة ابن دريد ( 3 / 365 ) .
5- الحيدى : الذي يحيد ، يقال : أتان حيدى ، وكذا حمار حيدى : أي يحيد عن ظله لنشاطه . اللسان ( حيد ) .
6- الهيمان : مصدر هام على وجهه ، بمعنى جنّ من العشق . وانظر اللسان ( هيم ) .
7- انظر ص (140) من هذا الكتاب .

[ مثل جردحل من حيّ ]

ويقال في ( مثال ) (1) جردحل (2) من حيّ ، على ما تقرّر آنفا : ( حيويّ ) (3) ، والأصل : حيّيّ ، بأربع ياءات مقابلة للرّاء ، ومقابلة للدّال ، [ ومقابلة للحاء ] (4) ، ومقابلة للّام ، فعمل به ما عمل في النّسب إلى حيّ وشبهه .

[ مثل عصفور من شوى ]

ويقال في مثال عصفور من شوى : شوويّ (5) . والأصل :

شويوي ، ثم شيّيّ ، ثم شوويّ ، فخالف المنسوب إلى شيّ ، بضمّ الشين .

ص: 102


1- ب : " مثل " .
2- الجردحل : مضى تفسيره في الحاشية (38) ص (13) من هذا الكتاب .
3- ب : " حيّوي " . تصحيف . وترتيب الخطوات الإعلالية في بناء مثال جردحل من حيّ كالآتي : حيييي : فأدغمت الياء الثالثة في الرابعة ، فصار حيييّ ، ثم أدغمت الأولى في الثانية ، فصار : حيّيّ ، ثم حركت الياء الأولى الساكنة بالفتحة ليتمكن من قلب الثانية ألفا ، فقيل : حيييّ ، فقلبت الثانية ألفا ، فصار : حيايّ ، ثم قلبت الألف واوا ، لأنها لو حذفت لالتقاء الساكنين ، صار اللفظ : حييّ ، فالتقت ثلاث ياءات ، وهو قبيح ، ولو قلبت ياء أدى إلى اجتماع أربع ياءات ، وهو أشد قبحا ، فتعين قلبها واوا ، كقلبها في نحو رحويّ . بقي أن يقال : يجوز أن يقال : حيويّ ، وحيّيّ . وأوجب المازني الوجه الأول والرضي الوجه الثاني . والمسألة في المساعد لابن عقيل ( 4 / 144 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 192 ) .
4- ساقط من " أ " .
5- المسألة خلافية ، وهي في الكتاب ( 4 / 408 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 277 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (523) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 761 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 3 / 192 ) ، وتذكرة أبي حيان (596) . ومذهب سيبويه فيها أن يقال : شوويّ ، على غرار طوويّ وحيويّ . ولم يرتضه أبو نزار ملك النحاة ، وقال فيه : شيّيّ ، وأجاز كسر الشين تخفيفا ، وهذا مذهب الرضي أيضا . والخطوات الإعلالية في بناء مثال عصفور من شوى على مذهب سيبويه هي : شويوي ، ثم شوييّ ، ثم شوييّ ، ثم شيّيّ ، ثم شيييّ ، ثم شوييّ ، ثم شوايّ ، ثم شوويّ . واكتفى أبو نزار بالخطوات الأربع الأول من الخطوات المشار إليها في مذهب سيبويه ، أي بوجوب إعلال الياء الأولى واوا . وانظر التعليل للخطوات الإعلالية في المصادر المشار إليها .

[ النّسب إلى فتى ]

فصل : تبدل الواو أيضا من الياء الواقعة ثالثة بعد متحرّك إن وليها ياء مدغمة في أخرى ، كفتويّ في النّسب إلى فتى .

[ مثل حمصيص من فتى ]

وكذلك (1) يقال في المبنيّ منه على مثال حمصيص (2) ، وهو بقلة ، ( وأصله ) (3) : ( فتييي ) (4) ؛ الياء الأولى بإزاء الصّاد الأولى منه ، والثانية بإزاء يائه ، والثالثة بإزاء الصّاد الثانية ، فأدغمت الثانية في الثالثة ، فصار : ( فتييّا ) ، ثمّ قلبت الثانية واوا كما فعل في النّسب ؛ فرارا من توالي الأمثال ؛ لأنّ كسرة الياء

ص: 103


1- يقال في مثال حمصيص من فتى : فتويّ ، على هيئة المنسوب إلى فتى ، بإعلال الياء الأولى واوا ، ويقال أيضا : فتييّ ، بسلامة الياء الأولى ، ومذهب المازني هنا كمذهبه في جردحل من حيي ، وغيره يجيز سلامة الياء الأولى . وانظر المساعد لابن عقيل ( 4 / 145 ) .
2- الحمصيص : بقلة دون الحمّاض في الحموضة ، طيبة الطعم ، تنبت في رمل عالج ، وهي من أحرار البقول ، واحدتها حمصيصة ، جعدة الورق ، لها ثمرة كثمرة الحماض ، وطعمها كطعمه ، يضعها بعض الناس في الأقط ، يأكلها الناس والإبل والغنم . انظر التهذيب للأزهري ( حمص : 4 / 270 ) ، واللسان والتاج ( حمص ) .
3- ليس في " ب " .
4- هو في " ب " بإسكان التاء في هذا الموضع وتاليه .

المتحرّك ما قبلها بمنزلة ياء أخرى ، كما أنّ ضمّة الواو المتحرّك ما قبلها بمنزلة واو أخرى ، فلذلك فرّ من مقووة إلى مقوية (1) على كلّ حال .

وقد تسلم الياء الأولى في مثال حمصيص المذكور ، خلافا للمازنيّ (2) ، وإن كانت لا تسلم في المنسوب ؛ لأنّها فيه تقدّر طرفا ؛ لأنّ ياء النّسب عارضة ، كهاء التّأنيث ، فتنقلب ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها ، وتدعو الحاجة إلى تحريكها ؛ لملاقاتها السّاكن بعدها ، ( فتقلب ) (3) واوا ، ولا تحذف ؛ لئلا يلتبس بفعيل ، ولا تثبت كثبوتها في دابّة (4) ؛ لأنّ مثل ذلك في بنات الياء والواو مرفوض .

وأمّا مثال حمصيص المذكور ، فلا تقدّر ياؤه الأولى طرفا ؛ للزوم ما بعدها ، فمن قلبها شبّهها بلام المنسوب ، ومن لم يقلبها شبّهها بعين حيي وعيي .

ص: 104


1- أي : في بناء مثال مقدرة من قوّة .
2- أي : بناء على ما مضى من مذهب المازني في بناء مثال جردحل من حيي ، وإيجابه قلب الياء الثانية واوا ، فتقول : حيويّ ، وأجاز غيره سلامتها وعدم قلبها ، فتقول : حيّيّ . انظر الحاشية (352) ص (302) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 144 - 45 ) ، وقد مضت ترجمة المازني الحاشية (280) ص (80) .
3- ب : " فتنقلب " .
4- يريد : فيما كان مما يغتفر فيه التقاء الساكنين ، وهو المضعّف قبله مدّ ، كخويصّة وتمودّ الثوب ، والضالّين . وانظر الشافية لابن الحاجب (56) .

[ النّسب إلى صد ]

فإن كان ما قبل الياء (1) مكسورا فتح مع ( قلبها ) (2) ، كصدويّ في النّسب إلى صد (3) .

[ من مواضع حذف الياء ]

[ النّسب إلى قاض ]

فإن كانت هي رابعة حذفت ، وقد تقلب ويفتح ما قبلها ، كقاضيّ وقاضويّ في النّسب إلى قاض .

[ النّسب إلى مشتر ومستدع ]

ويتعيّن الحذف فيما زاد على ذلك ، كمشتريّ ومستدعيّ في النّسب إلى مشتر ومستدع .

[ تصغير نحو عطاء ]

فصل : تحذف كلّ ياء تطرّفت لفظا ، أو تقديرا ، بعد ياء مكسورة مدغم فيها أخرى في غير فعل ، أو اسم جار عليه ، كقولك في تصغير عطاء : عطيّ (4) ، وفي تصغير إداوة :

ص: 105


1- الياء الأولى قبل ياءي النسبة . وانظر المساعد لابن عقيل ( 4 / 145 ) .
2- أ : " مع ياء قلبها " . تحريف .
3- يقال : صدي يصدى صدى ، فهو : صد وصاد وصديان ، أي : شديد العطش ، والصّدى : شدّة العطش . انظر اللسان ( صدي ) .
4- هذا هو الصحيح الفصيح ، وجوز الكوفيون أيضا أن يقال : عطيّي ، ومثله في تصغير كساء : كسيّي حملا على تجويزهم : أحيّي في تصغير أحوى ، ولم يقل بهذا غيرهم . وذكر ذلك الرضي نقلا عن الجوهري والأندلسي ، وقال : وأنا أرى ما نسبا إليهم وهما منهما . ثم أقول : الأصل في عطيّ تصغير عطاء هو : عطياء ، فقلبت ألفه ياء لوقوعها بعد ياء التصغير ، واقتضاء هذه الأخيرة كسر ما بعدها ، ثمّ أدغمت الياء المنقلبة عن الألف في ياء التصغير ، فصار : عطيّئ ، ثم عادت الهمزة ، بعد قلب الألف ياء ، إلى أصلها الواو ، لزوال مقتضى إعلالها همزة ، وهو تطرفها بعد ألف زائدة ، فصار : عطيو ، فقلبت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة ، فقيل : عطيّي ، فاجتمعت ثلاث ياءات ؛ الأولى ياء التصغير ، والثانية هي المنقلبة عن ألف عطاء ، والثالثة لام الكلمة المنقلبة عن الواو عن الهمزة ، فحذفت الأخيرة نسيا ، أي جعلت منسية ، ليست منوية ، كياء قاض ، فصار البناء بعد حذفها على فعيل ، فقيل : هذا عطيّ ، ورأيت عطيّا ، ومررت بعطيّ ، ولو لم يكن حذف الثالثة نسيا لوجب أن يقال : هذا عطيّ ، ومررت بعطيّ ، ورأيت عطيّيا . وانظر شرح الشافية للرضي ( 1 / 231 - 235 ) ، ولليزدي ( 1 / 133 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 5 / 125 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 147 ) .

أديّة (1) . الأصل فيه : عطييي وأدييية ، بثلاث ياءات ؛ الأولى للتصغير ، والثانية بدل من الألف ، والثالثة بدل من لام الكلمة ، فاستثقل توالي ثلاث ياءات ، مع كسرة المتوسّطة منهنّ ، فحذفت ( الأخيرة ) (2) تخفيفا ، وكانت بالحذف أولى لتطرّفها لفظا في عطيّ ، وتقديرا في أديّة .

واشترط كسر المتوسّطة ؛ لأنّها لو ( فتحت ) (3) انقلبت الثالثة ألفا ، ولو سكنت جرت الثالثة مجرى الصّحيح .

ص: 106


1- الإداوة : المطهرة ، وهي إناء صغير من جلد يتخذ للماء ، ويستعمل للتطهر به ، وقيل : لا تكون إداوة إلا إذا كانت من جلدين وقوبل أحدهما بالآخر . وأصل أديّة في تصغير إداوة ، هو : أدييوة ، الياء الأولى ياء التصغير ، والثانية المنقلبة عن الألف الزائدة في إداوة ، فقلبت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة ، كقلبها في دعي ورضي ، فاجتمع ثلاث ياءات ، فحذفت الأخيرة نسيا ، ثم أدغمت الياء الأولى في الثانية فقيل : أديّة ، وزنته في التصغير : فعيلة ، ولو لم تكن الثالثة محذوفة نسيا لقيل : أديّية ، باجتماع ثلاث ياءات ، بإدغام الأولى في الثانية ، وفك الثالثة ؛ إذ لا سبيل إلى إدغام ثلاثة أحرف . وانظر مراجع الحاشية السابقة .
2- ب : " الآخرة " .
3- ب : " انفتحت " .

[ تصغير نحو أحوى ]

(1)

ولا فرق عند سيبويه بين زيادة الثانية ، كما هي في تصغير عطاء ، وعدم زيادتها ، كما هي في تصغير أحوى ؛ لاستواء اللّفظين في الثّقل لو جاءا تامّين ، فتقول في تصغير أحوى : أحيّ ، غير مصروف ، والأصل : أحيوي ، فقلبت الواو [ ياء ] (2) ، وأدغم فيها ياء التصغير ، فصار : أحيّي ، فاجتمع فيه ما اجتمع في عطيّ قبل أن يخفّف بالحذف ، فألحق به .

ص: 107


1- الأحوى : وصف من الحوّة ، وهي سواد إلى الخضرة ، وحمرة تضرب إلى السواد ، والأنثى حوّاء . انظر اللسان ( حوي ) . ومذهب سيبويه ، وهو قول المبرد وأكثر النحاة ونسب إلى يونس ، في تصغير أحوى : أحيّ ، بحذف الياء الثالثة نسيا ، وبالمنع من الصرف للوصفية ووزن الفعل . وقال عيسى بن عمر : أحيّ ، بحذف الياء الثالثة نسيا ، وبالصرف لأنه خرج بحذف الياء الثالثة عن وزن الفعل . وقال أبو عمرو بن العلاء : أحيّ ، بحذف الياء الثالثة حذفا منويا ، أي : إعلالها كإعلال قاض ، فيقول : هذا أحيّ ، ومررت بأحيّ ، ورأيت أحيّيا . وقال يونس بن حبيب : أحيوي ، من غير إعلال للواو ، كما لم يعلّ من قال : أسيود في تصغير أسود ، وبإثبات الياء الأخيرة لعدم موجب الحذف ، وهو اجتماع ثلاث ياءات ، فلا يعلّ الياء الأخيرة إعلال ياء قاض ، ولا ينون لعدم الإعلال . وصوبه سيبويه ، وجعله القياس ، فيقال على هذا المذهب : أحيوي رفعا وجرا ، وأحيوي نصبا . وقالوا : ومن كان مذهبه أن يقول في أسود : أسيود من غير إعلال للواو ، وبإعلال الياء الأخيرة إعلال قاض والتنوين عوضا عن الياء المحذوفة قال : أحيو رفعا وجرا ، والتنوين هنا عوض وليس صرفا ، وقال في النصب : أحيوي . وانظر المسألة في الكتاب ( 3 / 471 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 690 ) ، والبصريات لأبي علي ( 1 / 315 ) ، والعضديات له (49) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 280 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 940 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 5 / 126 ) ، ولابن الحاجب ( 1 / 579 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 1 / 232 ) ، وللجاربردي (85) ، ولليزدي ( 1 / 135 ) .
2- زيادة يقتضيها السياق .

وأبو عمرو (1) يفرّق ، فيحذف في عطيّ ونحوه ممّا الياء الأولى والثانية فيه زائدتان ، ولا يحذف في أحيّ ونحوه ؛ لأنّ الياء الثانية فيه موضع العين ، مع الإجماع على اغتفار ذلك في الفعل ، كأحيّي مضارع حيّيت ، وفي الاسم الجاري عليه ، كالمحيّي والتّزيّي ؛ مصدر تزيّا بالشيء . وإنّما اغتفر ذلك في الفعل من أجل أنّه عرضة لحذف آخره بالجزم ، ثمّ حمل عليه اسم الفاعل والمصدر .

[ من مسائل إعلال الواو ]

[ مثل جيّد من قوّة ]

(2)

فصل : لو بني مثل جيّد من قوّة وجب على قول سيبويه أن يكون قيّا ، وعلى قول أبي عمرو أن يكون : قيّيا ، وأصله (3) قيوي ، فقلبت الواو [ ياء ] (4) ، وأدغم فيها الياء ، فصار قيّيا ،

ص: 108


1- أبو عمرو ( 70 - 154 ) : أبو عمرو ، زبّان بن العلاء بن عمار التميمي المازني ، قارئ البصرة وأحد القراء السبعة . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين للسيرافي ( 28 - 31 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 35 - 40 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 33 - 42 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 140 - 151 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 4 / 131 - 39 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 30 - 35 ) ، والبلغة للفيروزابادي (101) ، ومعرفة القراء الكبار للذهبي ( 1 / 100 - 105 ) ، وغاية النهاية لابن الجزري ( 1 / 288 - 91 ) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 3 / 466 - 70 ) ، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي ( 2 / 28 - 29 ) ، وإشارة التعيين لليماني (121) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 231 - 32 ) .
2- انظر المسألة في المنصف لابن جني ( 2 / 280 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 758 ) .
3- كان أصله : قيوو ، فقلبت الواو الأخيرة ياء لتطرفها بعد كسرة ، فقيل : قيوي ، ثم قلبت الواو ياء لاجتماعها مع ياء ساكنة قبلها ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فصار : قيّي ، ثم تجري فيها بعد ذلك المذاهب .
4- زيادة يقتضيها السياق .

ويحذف الثالثة سيبويه ؛ لأنّها كالمحذوفة من عطيّ في كونها ثالثة تالية مكسورة مدغما فيها أخرى ، ولا يحذفها أبو عمرو ؛ لأنّ التي وليتها غير زائدة ، فأشبهت آخر محيّي وتزيّي .

[ إبدال الواو ياء وإدغامها في الياء في نحو : سيود وطوي ]

فصل : إذا التقت الواو والياء في كلمة ، وسكن ( سابقهما ) (1) ، ولم يكن عارضا هو ، ولا سكونه ، أبدلت الواو ياء ، وأدغمت إحدى الياءين في الأخرى ، كسيّد وطيّ ؛ أصلهما :

سيود (2) وطوي ؛ لأنّهما من ساد يسود ، وطوى يطوي ، ففعل بهما ما ذكر .

ص: 109


1- أ : " سابقها " .
2- ذهب البصريون إلى أن نحو سيّد وبيّن على زنة فيعل ، فإن كان من ذوات الواو كسيّد وميّت فأصلهما : سيود وميوت ، التقت الواو والياء وسبقت أولاهما ساكنة فقلبت الواو ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، وإن كان من ذوات الياء كليّن وبيّن فليس فيه غير إدغام الياء في الياء . وذهب البغداديون إلى أن نحو سيّد وبيّن ، واويا كان أو يائيا ، هو في الأصل على زنة فيعل ، بفتح العين ، ثم نقل إلى فيعل بكسرها ، والذي حملهم على ذلك أنهم قالوا : لم نر في الصحيح بناء فيعل إلا ما ندر من نحو بيئس ، وإنما هو فيعل ، نحو : ضيغم وخيغق وصيرف وحيدر . ويردّ مذهبهم بأنّ المعتلّ قد يختص بأبنية ليست في الصحيح ، كما الصحيح يختص بأبنية ليست في المعتل ، وفيعل ، بكسر العين ، مما اختص به المعتل ، وهو فيه كثير . وذهب الفراء إلى أن نحو سيّد وبيّن على زنة فعيل ، ثم حصل فيه قلب مكاني بتقديم الياء على العين ، فصار على زنة فيعل ، فحصل فيه ما بيّنته من الإعلال والإدغام في الواوي منه ، والإدغام في اليائي . ويمكن أن يرد مذهب الفراء والبغداديين بعدد من الأوجه . وتفصيل هذه المسألة في المنصف لابن جني ( 2 / 15 - 18 ) ، والإنصاف لابن الأنباري ( 2 / 795 - 804 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ولابن يعيش (464) ، وشرح المفصل له ( 10 / 95 - 96 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 498 - 502 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 152 - 55 ) .

[ إبدال ضمّة ما قبل الياء المشدّدة كسرة لتسلم الياء الأولى ]

فإن استحقّ هذا الحكم ، وكان المدغم فيه لام الكلمة ، وقبل المدغم ضمّة وجب إبدالها كسرة ، كمرميّ وثديّ (1) وبغيّ وأمنيّة ، هنّ في الأصل : مرموي ، وثدوي ، وبغوي ، وأمنوية .

لأنّ الأوّل : اسم مفعول من فعل ثلاثيّ ، فتجب موازنته النّظائر ، كمنسوب ومكتوب .

والثاني : جمع ثدي ، فيجب كونه على فعول ، كفلوس .

والثّالث : فعول ؛ لأنّه إذا كان فعولا كان خلوّه من هاء التّأنيث (2) باستحقاق ، وإذا كان فعيلا يكون خلوّه من هاء التأنيث شذوذا ، ولا يصار إلى الشّذوذ مع إمكان العدول عنه .

والرّابع : أفعولة من التّمنّي ؛ لأنّه لو لم يكن أفعولة لكان أفعيلة ، وهو وزن مرفوض (3) .

[ عدم إعلال واو قوي لعروض سكونه ]

(4)

ويمنع من هذا الإعلال كون السّابق من الياء والواو عارض السّكون ، نحو قولك في قوي : قوي ، بالتخفيف ، كما يقال

ص: 110


1- هي في " ب " في هذا الموضع وما يليه بالياء جمع يد ، والمثال صحيح بالثاء وبالياء .
2- لأنه حينئذ مما يستوي فيه المذكر والمؤنث من الزنات .
3- أثبته ابن القطاع . انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر له (233) .
4- انظر جميع ما سيذكره مما يمنع من قلب الواو ياء في الكتاب ( 4 / 368 - 89 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 151 - 52 ) .

في علم : علم (1) ، فإنّ الحركة منويّة ، ( فلا ) (2) يصحّ الإدغام ، كما لا ترجع الياء إلى أصلها فيه وفي شقي بسكون القاف .

[ عدم إعلال واو بويع لعروضه ]

ويمنع من الإعلال المذكور أيضا كون السّابق من الواو والياء عارضا بانقلابه من غيره ، كانقلاب الواو في بويع من ألف بايع ، فلم يقل فيه : بيّع ؛ لذلك ، ولئلّا يلتبس باب المفاعلة بباب التّفعيل (3) .

[ عدم إعلال واو ديوان لعروض يائه ]

وكذلك الياء في ديوان هي منقلبة من واو بدلالة قولهم في الجمع : دواوين ، فلم يعلّ ديوان بالإعلال المذكور ؛ لأنّ اجتماع الياء والواو فيه عارض ، ولأنّ إعلاله بما ذكر يصيّره ديّانا ، وهو مثل دوّان الذي فرّ منه ، وسبب الفرار منه خوف التباس الاسم بالمصدر ، فإنّ فعّالا مصدر فعّل ، ككذّاب ، فإذا جاء اسم على وزنه أبدلوا الياء من الضّعف الأوّل ، كما قالوا : قيراط ودينار (4) .

ص: 111


1- هذا ما يسميه التصريفيون التفريعات ، وهي واقعة في الأسماء والأفعال ، والتفريع مأثور عن التميميين ، ولا يفرع الحجازيون . وانظر شرح الشافية للرضي ( 1 / 40 - 47 ) .
2- ب : " ولا " .
3- انظر المنصف لابن جني ( 2 / 27 - 31 ) .
4- انظر المنصف لابن جني ( 2 / 31 - 33 ) ، وسر الصناعة له ( 2 / 587 ، 735 ، 748 ، 757 ) ، والممتع لابن عصفور ( 1 / 730 - 31 ) .

فإن كان فيه تاء التأنيث أمنوا اللّبس فتركوه على حاله ، نحو : صنّارة (1) .

[ عدم إعلال واو نوي مخفّفا من نؤي لعروضه ]

ولأجل عروض الاجتماع تصحّ الواو المبدلة من همزة نؤي (2) ونحوه . على أنّ الفرّاء (3) قد حكى ريّة في روية ، وسمع الكسائيّ (4) .

( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) (5) وهذا من الاعتداد بالعارض فلا يقاس عليه (6) .

ص: 112


1- الصّنّارة : الحديدة الدقيقة المعقّفة التي في رأس المغزل ، وقيل : هي رأس المغزل . والصّنّارة : الأذن . يمانية . اللسان ( صنر ) .
2- النؤي والنّئي والنّأي والنّؤى : الحفير حول الخباء أو الخيمة يدفع عنها السيل ويبعده . اللسان ( نأى ) .
3- مضت ترجمته في الحاشية ( ) ص ( ) . قال الفراء في معانيه ( 2 / 35 ) : " وإذا تركت الهمزة من الرّؤيا قلت : الرّويا ؛ طلبا للهمزة ، وإذا كان من شأنهم تحويل الهمزة قالوا : ( لا تقصص ريّاك ) في الكلام ، فأما في القرآن فلا يجوز ؛ لمخالفة الكتاب . أنشد أبو الجرّاح : لعرض من الأعراض يمسي حمامه ويضحى على أفنانه الغين يهتف أحبّ إلى قلبي من الديك ريّة وباب إذا ما مال للغلق يصرف أراد : رؤية ، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها تحولتا ياء مشددة ، كما يقال : لويته ليّا ، وكويته كيّا ، والأصل : كويا ولويا . وإن أشرت إلى الضمة قلت : ريا ، فرفعت الراء ، فجائز " .
4- الكسائي ( . . . - 189 ) : أبو الحسن ، علي بن حمزة بن عبد اللّه الأسدي ولاء ، أحد القراء السبعة ، وشيخ نحاة الكوفة . ترجمته في : طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 88 - 91 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 120 - 22 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 190 - 93 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 2 / 256 - 74 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 58 - 64 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 152 - 53 ) ، ومعرفة القراء الكبار للذهبي ( 1 / 120 - 28 ) ، وغاية النهاية لابن الجزري ( 1 / 535 - 40 ) ، وإشارة التعيين لليماني ( 217 - 18 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 162 - 64 ) .
5- يوسف : 43 .
6- انظر الكتاب ( 4 / 368 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 316 - 18 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 27 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1225 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 151 - 53 ) ، والكشاف للزمخشري ( 2 / 303 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 6 / 438 ) . .

[ السابق من الواو والياء المبدل بدلا لازما كالأصليّ ]

فإن كان السّابق مبدلا بدلا لازما في اسم لا يناسب الفعل فحكمه حكم الأصليّ .

[ مثال إنفحة من أوب ]

(1)

كمثال إنفحة من أوب ؛ أصله : إئوبة ، ثمّ : إيوبة ، ثمّ : إيّبة ، ( ولا ) (2) يفعل ذلك بمثل احمرّ منه ، وأصله : إئوبّ ، ثمّ تبدل الهمزة السّاكنة ياء لسكونها بعد [ همزة ] (3) مكسورة ، فيقال :

إيوبّ ، ولا يعمل به ما عمل بإيوبة حين قيل فيه : إيّبة ؛ لأنّه اسم جامد لا يلزم نقله إلى صيغة تصحّ فيه الهمزة ، بخلاف مثال احمرّ فإنّه لا يستغنى فيه عن المضارع واسم الفاعل ، فيقال :

يأوبّ فهو مؤوبّ ، فكان التقاء الياء والواو في إيوبّ شبيها بالتقائهما في إيواء وبويع ، فلم يختلفا في الحكم .

[ إذا التقت الواو والياء في كلمتين لم تعلّ الواو ]

فأمّا لو كان التقاء الواو والياء في كلمتين فلا بدّ من التّصحيح ؛ لأنّ التقاءهما حينئذ عارض ، نحو : لو يمّمت ، ولذي وأصل .

ص: 113


1- الإنفحة والإنفحة والإنفحّة والمنفحة والبنفحة : كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل ، فإذا أكل فهو كرش . وقيل : هي شيء يخرج من بطنه أصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن . اللسان ( نفح ) . والأوب : الرّجوع . اللسان ( أوب ) . والمسألة في المساعد ( 4 / 152 ) .
2- أ : " فلا " .
3- زيادة يقتضيها السياق .

[ جديول وجديّل ]

ومن العرب من يحمل التصغير على التكسير ، فيقول :

جديول في تصغير جدول ، واللّغة الجيّدة : جديّل (1) ، وكذلك ما أشبهه ممّا صحّت الواو في جمعه على مثال مفاعل .

وأمّا ضيون (2) ويوم أيوم (3) ونحوهما ، فيحفظ على شذوذه ، ولا يقاس عليه ، ولا يغيّر عن حاله .

[ دليّ وعصيّ ]

فصل : إذا جمع ما لامه واو على فعول ، أبدلت لامه ياء ، ووجب للواو التي قبلها ما ذكر آنفا من إبدال وإدغام ، نحو : دليّ وعصيّ في جمع دلو وعصا ، وفي الفاء التخيير بين الضّمّ والكسر (4) .

ص: 114


1- انظر الكتاب ( 3 / 469 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 256 ) ، والمفصل للزمخشري (204) ، وشرحه لابن يعيش ( 5 / 124 ) ، ولابن الحاجب ( 1 / 576 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 1 / 230 ) .
2- الضّيون : السّنّور الذكر ، والخيطل ، والهرّ ، والقطّ ، وقيل : هو دويبّة تشبه السنور . وصحت الواو في المفرد لصحتها في الجمع ، حيث قالوا : ضياون ، وقال الجوهري : صحت الواو لأنه اسم جنس ، وليس على وجه الفعل . قالوا : وتصحيح الواو في ضيون أشذ من تصحيحها في حيوة ، لأنّ ضيونا جنس ، وحيوة علم ، والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره . وانظر سفر السعادة للسخاوي ( 1 / 342 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1204 ، 1239 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 152 ) . واللسان ( ضون ) .
3- اليوم الأيوم : آخر يوم في الشهر ، ويوم أيوم ويوم وووم : طويل شديد هائل ، وقولهم : ووم نادر ؛ لأن القياس لا يوجب قلب الياء واوا . اللسان ( يوم ) .
4- أصل دليّ : دلوو ، استثقل الجمع ، كما استثقلت الواوان ، فأبدلوا الثانية ياء ، فصار : دلوي ، فالتقت الواو والياء وسبقت أولاهما ساكنة فأبدلت الواو ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فقيل : دليّ ، ثم كسر ما قبل الياء الأولى لتسلم حتى لا يحصل الدور ، فقيل : دليّ ، ومنهم من يكسر الفاء اتباعا لكسرة العين ، فيقول : دليّ . انظر شرح الشافية للرضي ( 3 / 168 - 73 ) ، وللجاربردي ( 303 - 305 ) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 136 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 497 ) .

[ ليّ في جمع ألوى ]

وكذلك كلّ فاء مضمومة تليها ياء مدغمة في ياء هي لام ، كليّ في جمع ألوى (1) .

[ أبوّ ونحوّ ]

وقد يجيء هذا الجمع مصحّحا ، كأبوّ ونحوّ (2) ، في جمع أب ونحو ، إن لم تكن عينه واوا كلامه ، كجوّ لو جمع على فعول .

[ فتيّ وفتوّ ]

وشذّ تغليب الواو في قولهم : فتيّ وفتوّ . ( حكاه ) (3) الفرّاء .

ويمكن أن يكون فتوّ على لغة من قال في التّثنية : فتوان . حكاه

ص: 115


1- الألوى : المعوجّ ، والشديد الخصومة ، الجدل السّليط ، والرجل المجتنب المنفرد لا يزال كذلك ، وشجرة تنبت حبالا تعلق بالشجر وتتلوى عليها . وانظر المقتضب للمبرد ( 1 / 318 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1224 - 25 ) ، والشافية لابن الحاجب (102) .
2- وجعله الفراء مقيسا وغيره يمنع ذلك ، ويحكم عليه بالشذوذ . وانظر الكتاب ( 4 / 384 - 85 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1211 ) ، والشافية لابن الحاجب (106) ، وشرحها للرضي ( 3 / 171 ) ، والتسهيل لابن مالك (309) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 157 ) ، وللمرادي ( 2 / 231 ) ، وللسلسيلي ( 3 / 1097 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (478) .
3- ب : " وحكاه " .

يعقوب (1) ، فلام فتى على هذه اللغة واو ، والأعرف كونها ياء ؛ لإجماع العرب على فتية وفتيان (2) .

[ ممّا يجوز فيه إعلال الواو لاما وتصحيحها ]

فإن كانت الواو لام مفعول ، أو لام فعول مصدرا ، أو عين فعّل جمعا ، جاز الإعلال ، والتصحيح أكثر ، كمعدوّ ومعديّ ، وعتوّ وعتيّ ، وصوّم وصيّم .

وربّما أعلّ فعّال ، كنيّام (3) .

ص: 116


1- انظر إصلاح المنطق لابن السكيت (141) ، واللسان ( فتا ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 551 ) . حكي عن بعض العرب أنه قال : إنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة ، وقال جذيمة الأبرش : في فتوّ ، أنا رابئهم من كلال غزوة ، ماتوا
2- جاء في اللسان أن اللحياني حكى في الجمع : فتية وفتوة ، وأن ابن السكيت حكى أيضا : فتيان وفتوان . وهذا يخرق ما ذكره ابن مالك من الإجماع . وانظر اللسان ( فتا ) .
3- وعدّ ابن الحاجب التصحيح في نحو صيّم ونيّم شاذا ، وأن نحو نيّام أشذّ ، وغيره يعدهما في القليل ، والأقل من القليل . وسمع عن العرب قولهم : أرض مسنيّة : أي مسقيّة ، وقول الشاعر ، وهو عبد يغوث بن وقاص الحارثي : قد علمت عرسي مليكة أنّني أنا اللّيث معديّا عليّ وعاديا وقول الآخر ، وهو ذو الرمة غيلان بن عقبة : ألا طرقتنا ميّة ابنة منذر فما أرّق النّيّام إلّا سلامها وذكر ابن جني أنه يجوز أن يقال أيضا : صيّم ، بكسر أوّله . وانظر الكتاب ( 4 / 362 ) ، والمقتضب للمبرد ( 1 / 266 ) ، والمنصف لابن جني ( 2 / 2 - 5 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 549 - 51 ) ، والشافية لابن الحاجب ( 106 ، 102 ) ، وشرحها للرضي ( 3 / 143 ، 171 - 73 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2144 - 48 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش ( 499 - 501 ) . .

[ تصحيح الواو لام فعول ]

والتزم تصحيح فعول ، كعدوّ وعفوّ ؛ لأنّه لو أعلّ الإعلال المذكور التبس بفعيل ، كجليّ وزكيّ ، بخلاف فعول ومفعول ، فإنّ التباسهما بغير بناءيهما مأمون ؛ إذ ليس في الكلام فعيل ولا مفعيل إلّا ما ( ندر ) (1) ، كمسكين ، فإذا ظفر بما يوازنهما علم أنّه مغيّر عن أصله ، كبكيّ ومكنيّ .

[ تصحيح الواو في قروّ مخفّفا من قروء ]

فإن كانت الواو في فعول أو مفعول بدلا من همزة امتنع الإعلال المذكور ، نحو : قروء ومقروء في لغة من خفّف فقال :

قروّ ومقروّ .

وأمّا قول الشاعر :

[ وما خاصم الأقوام من ذي خصومة ]

كورهاء مشنيّ إليها حليلها (2)

ص: 117


1- أ : " نذر " .
2- الشاهد من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ( 2 / 62 ) ، ومعاني الفراء ( 2 / 204 ) ، وتهذيب الأزهري ( 10 / 360 - كلأ ) . وفي معاني الفراء ونقله الأزهري عنه ، وابن النحاس في إعراب القرآن ( 3 / 71 ) ، قال الفراء : " وقوله تعالى : قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ مهموزة ، ولو تركت همز مثله في غير القرآن قلت : يكلوكم ، بواو ساكنة ، أو يكلاكم ، بألف ساكنة ، مثل : يخشاكم ، ومن جعلها واوا ساكنة ، قال : كلات بألف يترك النبرة منها ، ومن قال : يكلاكم ، قال : كليت ، مثل : قضيت ، وهي من لغة قريش ، وكلّ حسن ، إلا أنهم يقولون في - - الوجهين : مكلوّة ومكلوّ ، بغير همزة ، أكثر مما يقولون : مكليّ . ولو قيل : مكليّ في الذين يقولون : كليت ، كان صوابا . وسمعت بعض العرب ينشد قول الفرزدق : وما خاصم الأقوام من ذي خصومة كورهاء مشنيّ إليها حليلها فبنى على شنيت بترك النبرة " . والرواية في ديوان الفرزدق : مشنوء إليها . ولا شاهد على هذه الرواية .

فبناه على ( شني ) (1) ، بإبدال الهمزة ياء ؛ لأنّها مفتوحة بعد كسرة .

وقد حكي أنّ من العرب من يقول : كليته ، بمعنى : كلأته ، ومكليّ ، بمعنى : ( مكلوء ) (2) ؛ أي محفوظ ، فشني أولى بذلك ؛ لكسر عينه .

ولو جعل هذا مطّردا ؛ أعني : إبدال الهمزة ياء إذا كانت لام مفعول من فعل على فعل ، كشنئ ، لكان [ صوابا .

[ مشيب ومهوب ]

وكذلك إذا بني على فعل ، وإن كان أصله فعل ، بفتح العين ] (3) ، فليس ذا بأبعد من قول من قال : مشيب ومهوب ، حملا على شيب وهوب ، ( وهما ) (4) من الشّوب (5) والهيبة (6) .

ص: 118


1- ب : " شني " . والتصويب عن معاني الفراء ( 2 / 204 ) ، وإصلاح المنطق (143) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 157 ) ، والممتع لابن عصفور ( 2 / 550 ) ، وهذا الذي ذهب إليه ابن مالك مذهب للفراء لم يرتضه ابن عصفور .
2- أ : " مكلوّ " .
3- ليس في " ب " .
4- ليس في " ب " .
5- الشّوب : الخلط ، ومشيب : مخلوط .
6- وقالوا أيضا : غار منيل ، وأرض مميت عليها ، وغصن مريح ، ورجل مليم ، وهذه حقها أن تكون بالواو ، لأنها من الأجوف الواوي ، وقالوا في تعليل قلب الواو ياء : لما أعلت في الفعل فقيل : شيب ونيل ونحوه أعلت في اسم المفعول لأنه جار عليه . وقيل : بل أعلت الواو ياء التماسا للخفة ، إذ الياء أخف من الواو . وانظر الكتاب ( 4 / 348 ) ، والمنصف ( 1 / 288 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1192 ) ، والممتع ( 2 / 455 ) ، والشافية (103) ، وشرحها للرضي ( 3 / 148 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2142 ) .

[ معدوّ ]

وهذا منبّه على أنّ إعلال معدوّ ونحوه حمل على عديّ وعاد ، مع تقدير طرح المدّة الزّائدة ، فيشبه أدلوا ، فيعامل معاملته ، حين قيل فيه : أدل .

[ مرضيّ ]

فإذا انضمّ إلى ذلك لزوم ( إعلال الفعل ) (1) ، بكونه على فعل ، كرضي ، أوثر إعلال ( مفعوله ) (2) على تصحيحه ، قال تعالى : ( ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) (3) ، ولم يقل :

مرضوّة ؛ لأنّ القرآن لم ينزل بغير الأولى .

[ مقويّ ]

فإن كانت في مفعول ممّا عينه واو تعيّن الإعلال المذكور ، نحو : قوي على زيد ، فهو مقويّ عليه ؛ أصله : مقووو عليه ، فاستثقل توالي ثلاث واوات بعد ضمّة ، فلجئ إلى التّخفيف بالإعلال .

ص: 119


1- ب : " الإعلال للفعل " .
2- أ : " مفعول " .
3- الفجر : 28 .

وأيضا : فإذا كان إعلال معدوّ جائزا ، مع أنّ تصحيحه لا يوقع في بعض ما يوقع [ فيه ] (1) تصحيح مقويّ ، فإعلال مقويّ ، لإيقاعه في بعض ما ذكر ، متعيّن لا محيص عنه .

وهذا الإعلال متعيّن أيضا لكلّ ما آخره كآخر مفعول مبنيّا ، ممّا عينه ولامه واو .

وإن لحقته التّاء فكذلك ، ولا فرق بين تقدير لزومها وتقدير عروضها .

[ فعلى : واويّة اللام ]

(2)

فصل : تبدل الياء من الواو الكائنة لام فعلى صفة محضة ، كالعليا ، أو جارية مجرى الأسماء ، كالدّنيا . والأصل فيهما :

ص: 120


1- ساقط من " أ " .
2- مذهب سيبويه وجمهور من النحاة أن فعلى ، معتل اللام بالواو ، يجب إعلال واوه ياء ، إن كان اسما أصالة ، أو صفة جارية مجرى الأسماء ، وتسلم الواو في الصفة المحضة غير الجارية مجرى الأسماء . وخالف ابن مالك ، فقال : تبدل الواو ياء في فعلى صفة مطلقا ، محضة وغير محضة ، وتسلم في الأسماء . ومذهبه أسد لباب الشذوذ ، وأبعد عن التكلف والتأويل ، وأقوى تقريرا واحتجاجا وتوجيها ، وقد تبع فيه الفراء وابن السكيت والأزهري وأبا علي ، وتبعه عدد غير قليل ، ومنهم : ولده بدر الدين ، وبهاء الدين بن النحاس ، وناظر الجيش ، وأبو حيان ، وابن هشام ، وابن عقيل ، والشيخ زكريا الأنصاري . وانظر الكتاب ( 4 / 389 ) ، والتهذيب ( 9 / 218 - 19 ضيق ، قصو ) ، والمنصف ( 2 / 161 ) ، والتكملة لأبي علي (602) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1213 ) ، والشافية (106) ، وشرحها للرضي ( 3 / 178 ) ، ولليزدي ( 2 / 519 ) ، ولركن الدين (124) ، وبغية الطالب لابن الناظم (221) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2121 ) ، والتسهيل (209) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 157 ) ، والارتشاف ( 1 / 143 ) ، وأوضح المسالك ( 4 / 388 ) ، والتذييل والتكميل لأبي حيان ( 6 / 170 / ب ) ، وتمهيد القواعد شرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش ( 165 / أ ) ، وتوضيح المقاصد للمرادي ( 4 / 126 ) .

( العلوي والدّنوى ؛ لأنّهما من ) (1) العلوّ والدّنوّ . ولكنّهما مؤنّثا الأعلى والأدنى ، والواو في المذكر قد أبدلت ياء لتطرّفها ووقوعها رابعة ، فقلبت في المؤنّث حملا على المذكّر ، ولأنّ هذا الإعلال تخفيف ، فكان به المؤنّث أولى ؛ لما فيه من مزيد الثّقل بالوصفيّة والتّأنيث بعلامة لازمة غير مغيّرة في مثال مضموم ( الأوّل ) (2) ملازم للتّأنيث .

وإذا كانوا ( يفرّون ) (3) من تصحيح الواو لمجرّد ضمّ الأوّل ، وكون التأنيث بعلامة ليس أصلها أن تلزم ، فقالوا في الرّغوة : رغاية ، فأبدلوا الواو ياء مع الضّمّة ، ولم يبدلوها مع الكسرة حين قالوا : رغاوة ؛ لنقصان الثّقل ، ففرارهم من تصحيحها مع اجتماع المستثقلات المذكورة أحقّ وأولى (4) .

وما جاء بخلاف ذلك ( فنادر ) (5) ، كالقصوى أنثى الأقصى .

فإن كان فعلى اسما محضا ، كحزوى (6) ، لم يغيّر ؛ لعدم مزيد الثّقل ، وعدم ما يحمل عليه ، كحمل العليا على الأعلى .

ص: 121


1- ليس في " ب " .
2- ليس في " ب " .
3- أ : " مما يفرون " .
4- جاء في الصحاح واللسان والقاموس والتاج ( رغو ) ، والمحكم ( رغو : 6 / 36 ) : رغوة اللّبن ورغوته ورغوته ورغاوته ورغاوته ورغايته ورغايته : زبده . وما حكاه ابن مالك نقلا عن ابن السكيت عن الفراء ، قال : ولم أسمع رغاية . وهذا الذي لم يسمعه الفراء حكاه غيره ، وفي التهذيب ( رغو : 8 / 118 ) : ولم نسمع رغاوة .
5- أ : " فناذر " .
6- حزوى : موضع في نجد بديار تميم ، وجبل من جبال الدهناء ، ونخل بحذاء قرية بني سدوس باليمامة . انظر معجم البلدان ( 2 / 255 ) .

وهذا الذي ذكرته ، وإن كان خلاف المشهور عند التصريفيّين ، فهو مؤيّد بالدّليل ، وهو موافق لقول أئمّة اللّغة ، فمن قولهم ما حكاه الأزهريّ (1) عن ابن السّكّيت ، وعن الفراء أنّهما قالا : ما كان من النّعوت مثل الدّنيا والعليا ، فإنّه بالياء ؛ لأنّهم يستثقلون الواو مع ضمّة أوّله ، وليس فيه اختلاف ، إلّا أنّ أهل الحجاز قالوا : القصوى ، فأظهروا الواو ، وهو ( نادر ) (2) ، وبنو تميم يقولون : القصيا .

هذا قول ابن السّكّيت وقول الفرّاء (3) ، والواقع على وفقه ، قال اللّه تعالى : ( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا ) (4) ، وقال تعالى : ( وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا ) (5) ، وهاتان صفتان محضتان .

والنّحويّون يقولون : إنّ هذا الإعلال مخصوص بالاسم ، ثمّ لا يمثّلون إلا بصفة محضة ، أو بالدّنيا ، والاسميّة فيها عارضة ، ويزعمون أنّ حزوى تصحيحه شاذّ ، كتصحيح ( حيوة ) (6) ، وهذا قول لا دليل على صحّته ، فلا مبالاة باجتنابه .

ص: 122


1- انظر التهذيب له ( قصو : 9 / 219 ) . والأزهري سبقت ترجمته في الحاشية (306) ص (90) ، وكذلك ابن السكيت في الحاشية (78) ص (25) ، والفراء في الحاشية (27) ص (10) .
2- أ : " ناذر " .
3- انظر التهذيب ( قصو : 9 / 219 ) ، وإصلاح المنطق (139) .
4- الأنفال : 42 .
5- التوبة : 40 .
6- ب : " حياة " . وانظر الشافية (102) .

[ فعلى : يائيّة اللام ]

فصل : من شواذّ الإعلال إبدال الواو من الياء في فعلى اسما ، كالثّنوى (1) ، والبقوى (2) ، والتّقوى ، والفتوى ، والأصل فيهنّ الياء ؛ لأنهنّ من الثّني ، والبقيا ، والتّقى مصدر تقيت ؛ بمعنى اتّقيت ، والفتيا .

وأكثر النحويّين يجعلون هذا مطّردا ، ويزعمون أنّ ذلك فعل فرقا بين الاسم والصّفة ، وأوثر الاسم بهذا الإعلال لأنّه مستثقل ، فكان الاسم أحمل له لخفّته وثقل الصّفة ، كما أنّهم حين قصدوا التّفرقة بين الاسم والصّفة في جمع فعلة حرّكوا عين الاسم وأبقوا عين الصّفة على أصلها (3) .

ص: 123


1- الثّنوى ، والثّنيان : الاسم من الاستثناء ، والثّنوة : الاستثناء ، والثّنيا والثّنوى : ما استثنيته . اللسان ( ثنى ) .
2- قال ابن سيده : " البقاء ضدّ الفناء . بقي بقاء ، وبقي بقيا ، الأخيرة لغة بلحارث بن كعب . وأبقاه ، وبقّاه ، وتبقّاه ، واستبقاه . والاسم : البقوى والبقيا ، وأرى ثعلبا قد حكى : البقوى ، بالواو وضم الباء . إن قيل : لم قلبت العرب لام فعلى ، إذا كانت اسما وكان لامها ياء ، واوا حتى قالوا : البقوى ، وما أشبه ذلك نحو : التّقوى والعوّى ؟ فالجواب : إنهم إنما فعلوا ذلك في فعلى لأنهم قد قلبوا لام الفعلي إذا كانت اسما ، وكانت لامها واوا ، ياء طلبا للخفة ، وذلك نحو : الدّنيا والعليا والقصيا ، وهي من : دنوت وعلوت وقصوت ، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وغيره مما يطول تعداده عوضوا الواو ، من غلبة الياء عليها في أكثر المواضع ، بأن قلبوها في نحو البقوى والثّنوى واوا ، ليكون ذلك ضربا من التعويض ومن التكافؤ بينهما " . المحكم ( بقي : 6 / 316 ) ، واللسان ( بقي ) نقلا عن المحكم .
3- كحلقات وجمرات وجفنات في الأسماء ، وسهلات وصعبات وطفلات في الصفات ، وحكم مفتوح الأول كمكسوره كمضمومه . وانظر المنصف ( 2 / 158 ) ، والمفصل (191) ، وشرحه لابن يعيش ( 5 / 28 ) ، والممتع ( 2 / 542 ) ، والمساعد ( 4 / 158 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 177 ) .

وألحقوا بالأربعة المذكورة : الشّروى (1) ، والطّغوى (2) ، والعوّى (3) ، والرّعوى (4) ، زاعمين أنّ أصلها من الياء .

والأولى عندي جعل هذه الأواخر من الواو ؛ سدّا لباب التكثير من الشّذوذ حين أمكن سدّه .

وذلك أنّ الشّروى معناه المثل ، ولا دليل على أنّ واوه منقلبة عن الياء ، إلا ادّعاء من قال : إنّه من شريت (5) ، وذلك ممنوع ؛ إذ هي دعوى مجرّدة عن الدّليل ، مع أنّ الشّروى إذا كان غير مشتقّ وافق كثيرا من نظائره ، كالنّدّ ، و [ البدّ ] (6) ،

ص: 124


1- الشّروى : المثل . قال أبو سعيد : يقال : هذا شرواه وشريّه ؛ أي : مثله ، وفي حديث علي : ادفعوا شرواها من الغنم : أي مثلها . انظر اللسان ( شرى ) ، والمنتخب لكراع النمل ( 286 ، 572 ) .
2- الطّغوى والطّغيان والطّغوان : مجاوزة الحدّ من العصيان والكفر . قال الزجاج : " قوله : كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها أي : بطغيانها ، وأصل طغواها : طغياها . وفعلى إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا ليفصل بين الاسم والصفة ، تقول : هي التّقوى ، وإنما هي من تقيت ، وهي البقوى من بقيت ، وقالوا : امرأة خزيا لأنه صفة " . وما ذكره الزجاج ، خلاف ما يراه ابن مالك الأولى . وانظر معاني الزجاج ( 5 / 333 ) ، واللسان ( بقي ) .
3- العوّى : العوّى : نجم من منازل القمر ، وهو من أنواء البرد ، جاء مؤنثة عن العرب ، ويمدّ فيقال : العوّاء وقيل : القصر الأكثر ، وقيل العكس ، وهو رابع ثلاثة أنجم ملتوية منفرد عنها قليلا ، وقيل : هو خامس أربعة ، وبه سميت هذه المجموعة العوّى ، ومن سجعهم : إذا طلعت العوّاء ، وجثم الشّتاء ، طاب الصّلاء . ومن أسجاعهم أيضا : إذا طلعت العوّاء ضرب الخباء ، وطاب الهواء ، وكره العراء ، وشنّن السّقاء . انظر التهذيب ( عوى : 3 / 256 - 57 ) ، والمنصف ( 2 / 159 ) ، وسر الصناعة ( 2 / 591 ) ، واللسان ( عوى ) .
4- والرّعوى : اسم من الإرعاء ، وهو الإبقاء ، والرّعوى والرّعيا : رعاية الحفاظ للعهد ، والرّعوى : حسن المراجعة والنزوع عن الجهل . انظر التهذيب ( رعى : 3 / 163 ) ، واللسان ( رعى ) .
5- ذهب إلى ذلك أكثر من واحد . انظر الأصول لابن السراج ( 3 / 266 ) ، وسر الصناعة لابن جني ( 2 / 592 ) ، والمنصف له ( 2 / 158 ) ، والنكت للشنتمري ( 2 / 1138 ) .
6- ساقط من " أ " .

والحتن ، والتّنّ ، والشّيع ، والصّرع ، معنى كلّ واحد من هذه كمعنى الشّروى (1) ، ولا اشتقاق لها ، فالأولى بالشّروى أن يكون غير مشتقّ .

وأمّا الطّغوى : فإنّه قد روي في فعله : طغيت طغيانا ، وطغوت طغوانا ، فردّ الطّغوى إلى طغوت أولى من ردّه إلى طغيت ؛ تجنّبا للشّذوذ .

وأمّا العوّى : فهو من عويت الشّيء : إذا لويته . وقد روي منه : عوّة ، بتغليب الواو على الياء ، كما فعل في الفتوّة ، فليس ذلك لأنّه على فعلى . ويحتمل أن يكون عوّى مقصورا من عوّاء ؛ فعّال من عويت ، فتكون واوه عينا مضعّفة ، كالواو في شوّاء ، إذا قصر ، فقيل فيه : شوّى ، ومنع من الصّرف لتأنيثه باعتبار كون مسمّاه منزلة .

ويحتمل أن يكون منقولا من عوّى ؛ فعّل من عويت ، فسمّوا المنزلة بهذا الوزن من الفعل ، كما بشمّر فرس ، وببدّر ماء ، وبعثّر موضع (2) .

ص: 125


1- أي : جميعها بمعنى مثل . ومما جاء أيضا بمعنى مثل : نحو ، وترب ، وسنّ ، وصنو ، وقرن ، وضرع ، وشلو ، وشلّة ، وطبع ، وطباع ، وطبيع ، وطلع . وانظرها في موادها من اللسان .
2- ليس في كلام العرب على فعّل مما يمكن أن يكون أصله فعّل إلا : بذّر : وهي من التبذير ؛ وهو التفريق ، وهو اسم بئر بمكة لبني عبد الدار ، حفرها هاشم بن عبد مناف عند خطم جبل خندمة على فم شعب أبي طالب . وبقّم : وهو العندم ، صبغ أحمر يقال له دم الأخوين . وتوّج : اسم مدينة بفارس قريبة من كازرون ، ويقال لها أيضا : توّز . وخضّم : لقب العنبر بن عمرو بن زيد مناة بن تميم ، واسم موضع ورد ذكره في شعر لجرير ، ورجز لغيره . وخمّر : اسم موضع شعب من أعراض المدينة . وخوّد : اسم موضع ورد ذكره في شعر لذي الرمة ، واسم فرس . وشلّم : اسم بيت المقدس . وشمّر : اسم فرس جد جميل بن يعمر العذري . وعثّر : موضع مأسدة من أعمال زبيد في اليمن . ونطّح : اسم موضع . وسدّر : لعبة للصبيان ، وتضم سينها . وانظر المعرّب ( 59 - 61 ) ، وليس في كلام العرب ( 289 - 90 ) ، وشفاء الغليل للخفاجي ( 84 - 85 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 1 / 292 - 94 ) ، ومعجم البلدان ( بذر : 1 / 361 ، توج : 2 / 56 ، توز : 2 / 58 ، خضم : 2 / 377 ، خمر : 2 / 388 ، خود : 2 / 400 ، شلم : 3 / 359 ، عثر : 4 / 84 ، نطح : 5 / 291 ) .

ويعتذر ( عن ) (1) دخول الألف واللام بما يعتذر عن دخولهما في اليسع (2) .

وأمّا الرّعوى فهو من : ارعويت ، لا من : رعيت (3) . وهذا قول أبي عليّ (4) ، رحمه اللّه تعالى .

ص: 126


1- أ : " عند " .
2- اليسع واللّيسع : اسم نبي عليهم جميعا الصلاة والسّلام ، ورد مرتين : في الآية 86 من سورة الأنعام ، وفي الآية 48 من سورة ص ، قرئ في الموضعين بتشديد اللام وبتخفيفها ، فقراءة حمزة والكسائي وخلف والأعمش : ( اللّيسع ) بالتشديد ، على أن أصله : ( ليسع ) كضيغم ، وقدّر تنكيره فدخلت ( ال ) للتعريف عليه ، ثم أدغمت اللام في اللام ، وقرأ الباقون بلام واحدة مخففة ، على أنه منقول من المضارع ( يوسع ) كيوعد ، ثم أسقطت اللام ، كما فعلوا ذلك في يطأ . وانظر الإتحاف لابن البنا (255) ، والمعرب للجواليقي ( 299 ، 355 ) ، وحاشية الصبان على الأشموني ( 1 / 181 ) .
3- انظر مذهب أبي علي في كتابيه : التكملة ( 601 - 602 ) ، وإيضاح الشعر (148) ، وفي المنصف لابن جني ( 2 / 157 - 60 ) ، وهو مذهب ارتضاه ابن جني ، ونسبه الأزهري للكسائي . وعلى أنّ الرعوى من ارعويت جمهور من اللغويين ، منهم الأزهري ، وارتضى هذا ابن الشجري . وانظر المنصف ( 2 / 158 ) ، وسر الصناعة ( 1 / 88 ، 2 / 591 ) ، والتهذيب ( رعى : 3 / 163 ) ، وأمالي الشجري ( 2 / 454 ) .
4- أبو علي ( 288 - 377 ) : أبو علي ، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان الفارسي ، إمام المدرسة النحوية البغدادية في زمانه بلا منازع ، وشيخ شيوخ العربية بعده . ترجمته في : طبقات النحويين واللغويين للزبيدي (120) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 1 / 308 - 10 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 232 - 33 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 80 - 81 ) ، وإشارة التعيين لليماني ( 83 - 84 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 26 - 27 ) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 496 - 98 ) ، وغاية النهاية لابن الجزري ( 1 / 206 - 207 ) ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ( 2 / 80 - 82 ) ، ومعجم الأدباء لياقوت ( 2 / 811 - 21 ) .

وهذا أولى من شذوذ يؤدّي إلى قول من قال (1) : أبدلت الواو من الياء في فعلى اسما مقاصّة منها إذا كانت هي المغلّبة عليها في معظم الكلام . وحسب هذا الكلام ضعفا أنّه يوجب أن يكون ما فعل من الإعلال المطّرد الذي اقتضته الحكمة ظلما وتعدّيا ؛ إذ المقاصّة لا تكون في غير تعدّ .

وقولهم : فعل هذا الإعلال فرقا بين الاسم والصّفة ، كما فرّق بينهما في جمع فعلة ليس بجيّد أيضا ؛ لأنّ الالتباس هناك واقع ، كجلدات وندبات وعدلات وحشرات ، فبتسكين عيناتها يعلم أنهنّ جمع جلدة بمعنى شديدة ، وندبة بمعنى نشيطة ، وعدلة بمعنى ذات عدالة ، وحشرة بمعنى رقيقة . وبفتحها يعلم أنهنّ جمع مرّة (2) من جلد وندب وعدل وحشر ، فظهرت فائدة الفرق هناك .

وأمّا ثنوى وأخواتها فألفاظ قليلة ، يكتفى في بيان أمرها بأدنى قرينة ، لو خيف التباس ، فكيف والالتباس مأمون ؛ إذ لا توجد صفات توافق ثنوى وأخواتها لفظا .

ص: 127


1- ذكر ذلك ابن جني في المنصف ( 2 / 157 ) ، وسر الصناعة ( 1 / 88 ، 2 / 591 ) ، وابن سيده في المحكم ( بقي : 6 / 316 ) ، وغيرهما .
2- أي : جمع اسم المرّة .

وممّا يبيّن أنّ إبدال يائها واوا شاذ تصحيح ياء الرّيّا : وهي الرّائحة ، والطّغيا : وهو ولد البقرة الوحشيّة ، تفتح طاؤه وتضمّ ، وسعيا (1) : اسم موضع . فهذه الثلاثة الجائية على الأصل والتّجنّب للشّذوذ أولى بالقياس عليها .

[ إعلال الواو أو الياء ألفا ]

فصل : إذا وقع بعد فتحة ياء ، أو واو ، متحرّكة ، أبدلت ( الياء ، أو الواو ) (2) ، ألفا ، نحو : ناب ، وباب ، وحصى ، وعصا ، وباع ، وراع ، وسبا ، وصبا . ( أصلهنّ ) (3) : نيب ، وبوب ، وحصي ، وعصو ، ( وبيع ، وروع ) (4) ، وسبي ، وصبو ، ( بدلالة ) (5) قولهم :

أنياب ، وأبواب ، وحصيات ، وعصوات ، وبيع ، وروع ، وسبي ، وصبوة .

[ شروط قلب الواو أو الياء ألفا ]

[ الشرط الأوّل : تحرّكهما ]

فلمّا انفتح ما قبل الياء والواو ، وتحرّكتا في الأصل ، قلبتا ألفين ، ولو سكنتا في الأصل لصحّتا ، كما صحّتا في سيف وخوف .

ص: 128


1- سعيا : واد بتهامة قرب مكة ، أسفله لكنانة وأعلاه لهذيل . وقيل : جبل . انظر معجم البلدان ( 3 / 221 ) .
2- ليس في " ب " .
3- ب : " وأصلهنّ من " .
4- ب : " وبيع ، وروع " .
5- ب : " بدليل " .

وربّما قلبتا بعد الفتحة ، وإن سكنتا في الأصل ، كقولهم في دويبّة : دوابّة (1) ، وفي صومة : صامة . أنشد ابن برهان (2) :

تبت إليك فتقبّل تابتي

وصمت ربّي فتقبّل صامتي (3)

[ الشرط الثاني : كونهما والمفتوح قبلهما في كلمة واحدة ]

فلو كانت الفتحة في كلمة ، والواو والياء في الأخرى ، لم يكن إلى هذا الإعلال سبيل ، نحو : إنّ ولدك يقظ .

[ الشرط الثالث : كون تحركهما غير عارض ]

وكذلك لو كانت الحركة عارضة ، كقول من قال في جيأل :

جيل (4) .

ص: 129


1- جاء في سر الصناعة : " وأخبرنا أبو علي قال : قرأت على أبي بكر في بعض كتب أبي زيد : سمعت أبا عمرو الهذلي يقول في تصغير دابّة : دوابّة . قال أبو علي : أراد دويبّة ، فقلبت الياء ألفا " . سر الصناعة ( 1 / 308 ، 669 ) ، وانظر المسائل البغداديات لأبي علي (395) .
2- ابن برهان ( . . . - 456 ) : أبو القاسم ، عبد الواحد بن علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي العكبري ، المعروف بابن برهان . إمام بغداد في زمانه . ترجمته في : إنباه الرواة للقفطي ( 2 / 213 - 15 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 259 - 60 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 138 - 39 ) ، وإشارة التعيين لليماني (199) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 2 / 120 - 21 ) ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ( 4 / 75 ) . وانظر ما أنشده ابن البرهان في شرحه على اللمع (462) .
3- الشاهد نسبه ابن البرهان في شرحه على اللمع للعرني ، وهو غير منسوب في سر الصناعة ( 2 / 669 ) ، وشرح الشافية للجاربردي بحاشية الغزي عليه (277) ، وشرح الشافية للأنصاري (193) ، واللسان والتاج ( توب ، قوم ) ، والمخصص ( 13 / 90 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم (184) والجمهرة لابن دريد ( 3 / 488 ) ، وأنشد ابن دريد بعده : أدعوك بالعتق من النار التي أعددتها للظالم العاتي العتي فأعطني ممّا لديك سالتي
4- جيأل وجيألة : الضّبع ، غير منصرف للتأنيث والتعريف ، معرفة من غير ألف ولام ، وهي كذلك في المنتخب لكراع ، وجاء في اللسان : وقال كراع : الجيأل ، فأدخل عليها الألف واللام . والجيأل : الضخم من كل شيء . وانظر سفر السعادة للسخاوي ( 1 / 211 ) ، والصحاح واللسان ( جأل ) ، والمنتخب لكراع النمل ( 1 / 135 ) ، والمنصف لابن جني ( 3 / 6 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2125 ) .

[ الشرط الرابع : تحرك ما بعدهما ]

اشارة

ولو سكن ما بعدهما فكذلك ، نحو : بيان ، وعوان (1) ، وحوير (2) ، وغيور ، فإنّهما لو أبدلا عند سكون ما بعدهما لالتقى ساكنان ، وعند التقائهما يلزم أحد الأمرين ؛ إمّا حذف أحدهما ، فيلتبس مثال بمثال ؛ لأنّ بيانا وعوانا يصيران لو أعلّا : بانا وعانا . وإمّا تحريك أحدهما ، وذلك رجوع إلى ما ترك من التّصحيح ، فتعيّن استصحابه .

[ حذف الألف المنقلبة في نحو الأعلون والأعلين ]

فلو كانت الواو والياء لاما مضمومة ، أو مكسورة ، قبل واو ، أو ياء ساكنة مفردة ، حذفت بعد قلبها ألفا ، نحو : جاءني الأعلون ورأيت الأعلين . والأصل : الأعليون والأعليين .

ولم يمنع إعلال هذه الياء ونحوها سكون ما بعدها ؛ لأنّها لام ، وحذف اللام لساكن منفصل كثير ، فإذا حذفت لساكن متصل ، كما هو في الجمع المذكور ، فليس بمنكور .

ص: 130


1- العوان من البقر وغيرها : النّصف في سنّها ، وهي التي بين الفارض ، وهي المسنة ، وبين البكر ، وهي الصغيرة ، وقيل : العوان من البقر والخيل : التي نتجت بعد بطنها البكر . والعوان من النساء : التي قد كان لها زوج ، وقيل : الثّيّب ، وحرب عوان : كان قبلها حرب ، أي : التي قوتل فيها مرة بعد الأخرى ، كأنهم جعلوا الأولى بكرا . اللسان ( عون ) .
2- الحوير : الاسم من المحاورة ، يقال : سمعت حويرهما وحوارهما . والحوير : المعاداة والمضادّة . اللسان ( حور ) .

وأيضا : فإنّ اللام أقبل لتأثير أسباب الإعلال من العين ، ولذلك صحّت واو عوض ، وياء عيبة (1) ، وأعلّت واو شجية ، وياء نهو ، وهما من الشّجو والنّهية .

بل : قد تتأثّر اللام ؛ لضعفها ، بالكسرة المنفصلة ، نحو : ابن عمّي دنيا ، وهو من الدّنوّ (2) .

وأيضا : فإنّ إعلال لام الأعلين ونحوه لا يوقع في لبس ، بخلاف إعلال عين غيور وأمثاله .

[ الشرط الخامس : ألا تكونا لاما بعدها ألف ]

اشارة

فلو كانت اللام مفتوحة بعدها ألف صحّحت ؛ لخفّة الفتحة والألف .

ولأنّ هذا النّوع إمّا مثنّى ، نحو : فتيان ، أو غير مثنّى كصميان (3) ، فلو أعلّت في المثنّى التبس بالمفرد حين يضاف ، ولو أعلّت في غير المثنّى التبس بفعال ، فإنّه كثير ، وكلا الأمرين منتف في الجمع المذكور إذا أعلّ . وكذلك ما أشبه هذا الجمع في

ص: 131


1- رجل عيبة وعيّاب وعيّابة : كثير العيب للناس . اللسان ( عيب ) .
2- يقال : هو ابن عمّي دنية ، ودنيا ودنيا ، بالتنوين في الأخيرين ومن غير تنوين ، وابن عمّي لحّا ، ومثله : ابن أخيه أو أخته أو خاله . كلّ ذلك معناه : لازق النّسب لاصقه . انظر إصلاح المنطق (312) ، والصحاح واللسان والتاج ( دنو ) ، والتهذيب ( دنو : 14 / 189 ) ، والشافية (105) .
3- الصّميان : الرّجل الشّديد المحتنك السّنّ ، والشّجاع الصادق الحملة ، والجريء على المعاصي ، وذو التّوثّب على الناس . قالوا : وأصل الصّميان في اللغة السرعة والخفة . والصّميان ، مصدرا : التّلفّت والتّوثّب . اللسان ( صما ) .

( كون ) (1) لامه ياء ، أو واوا غير مفتوحة بعد فتحة ، وقبل واو ساكنة ، كبناء مثل عنكبوت من رمي (2) ؛ فإنّ أصله : رمييوت ، مثل : أعليون ، فتقلب الياء الثانية ألفا ؛ لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، ثمّ تحذف لملاقاة الواو بعدها ، فيصير : رميوتا (3) ، وسهّل ذلك أمن اللّبس ؛ إذ ليس في الكلام فعلول ، ولا فعلوت .

[ مثل عضرفوط من غزو ورمي ]

(4)

فلو كان بعد اللام المذكورة واوان ، أو ياءان ، أو واو وياء ، جعلتا كياءي النّسب ، وكسرت اللام مطلقا ، وقلبت واوا إن لم تكنها ، كبناء مثل عضرفوط من غزو أو رمي ، فإنك تقول فيه من غزو : غزوويّ ، والأصل : غزوووو ، ثمّ عمل به ما عمل باسم مفعول من قوي .

ص: 132


1- أ : " كونه " .
2- انظر المسألة في المنصف ( 2 / 257 - 58 ) ، والممتع ( 2 / 740 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2208 ) .
3- إن قيل : لم حذفت الألف من ( رمياوت ) للالتقاء الساكنين ولم تحذف الواو ، وهي أقرب للطرف ، والمعروف أن الطرف ، وما هو أقرب إليه ، أولى بالإعلال والتغيير ؟ فالجواب ، وقد ذكره ابن جني وابن عصفور : لم تحذف الواو لأنها زيدت مع التاء ، فلم يجز انفراد التاء دونها ، إذ كل زيادتين زيدتا معا فإنهما تحذفان معا ، كما في الترخيم والتصغير ، فلزم بقاء الواو للزوم بقاء التاء ، لعدم موجب حذفها .
4- العضرفوط : مضى تفسيره في الحاشية (151) ص (46) من هذا الكتاب . والأصل في مثل عضرفوط من غزو : غزوووو ، فكرة اجتماع الواوات ، فقلبت الأخيرة ، لضعفها بتطرفها ، لأن الطرف أولى بالتغيير ، ياء ، فصار غزوووي ، فاجتمعت الواو الأخيرة بالياء ، وسبقت أولاهما ساكنة ، فأعلّت ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فقيل : غزوويّ ، فأبدلت الضمة قبل الياء المشددة كسرة ، لتسلم الياء ، كيلا يحصل الدور ، وكراهة لها قبل الياء ، فقيل : غزوويّ . واسم المفعول من غزو : مغزيّ ، وهو في الأصل : مغزوو ، ثم مغزويّ ، ثم مغزيّ ، ثم مغزيّ ، ففعل به ما شرح في عضرفوط من غزو .

وتقول فيه من رمي : رميويّ ، والأصل : رمييوي ، فقلبت الواو ياء وأدغمت ، كما فعل باسم مفعول من رمي ، ثم استثقل توالي الياءات ، فأبدلت المكسورة واوا ابتداء ، أو بعد قلبها ألفا (1) .

وكذلك يفعل بكلّ ما قبل ياء مشدّدة من ألف رابع ، أو مزيد للإلحاق .

فإن كان زائدا محضا ، أو خامسا فصاعدا ، حذف .

وقد تقلب واوا ألف التّأنيث إن سكن ثاني ما هي فيه رابعة ، كحبلويّ ، والحذف أجود ، وربّما قيل : حبلاويّ (2) .

ص: 133


1- الأصل في مثل عضرفوط من رمي : رمييوي ، فالتقت الياء الأخيرة مع الواو قبلها ساكنة ، فقلبت ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فقيل : رميييّ ، فكره توالي الياءات ، فأبدلت واوا الياء الثانية ، لقربها من الطرف ، واستعصاء المشددة لتقوّيها بالتضعيف ، فقيل : رميويّ ، ثم أبدلت ضمة الواو كسرة كراهة لها قبل الياء ، ولتسلم الياء ، فقيل : رميويّ ، وسلمت الواو للياء المشددة بعدها ، تشبيها لها بياءي النسبة . أو يقال : كان رمييوي ، ثم رميييّ ، ثم أبدلت الياء الثانية ألفا ، ثم قلبت الألف واوا مكسورة على حدّ قلبها في حبلويّ ومرمويّ ، فقيل : رميويّ . أما اسم المفعول من رمي ، فالأصل : مرموي ، ثم مرميّ ، ثم مرميّ .
2- الألف إما منقلبة عن أصل هو الواو أو الياء ، وإما زائدة للتأنيث ، أو زائدة للإلحاق . وهي أيضا : إما ثلاثية ، أو رباعية فصاعدا . فالثلاثية يجب قلبها واوا ، سواء كانت منقلبة عن واو أو عن ياء ، ولا تكون الثلاثية غير المنقلبة عن أصل ، ولذلك وجب إثباتها وعدم حذفها ، ولأن حذفها إجحاف بالاسم لنقصانه بالحذف عن أقل الأصول . وأما قلبها واوا فلأنها إن كانت عن واو كألف عصا وقفا فظاهر ، لأنه رجوع إلى الأصل ، فتقول فيهما : عصويّ وقفويّ . وإن كانت عن ياء ، كألف رحى وهدى ، فوجب أيضا قلبها واوا ؛ لأنه لما اضطر إلى تحريك هذه الألف ؛ لاستلزام ياءي النسبة تحريك ما قبلهما بالكسر ، ولم يكن سبيل لتحريك هذه الألف ، تعين قلبها حرفا يقبل الحركة ، ولو قلبت إلى ما هو أصلها ، أقصد ولو قلبت ياء لأدى ذلك إلى اجتماع ثلاث ياءات ، هي وياءا النسبة ، بالإضافة إلى كسرة الأولى ، وهي بمثابة ياء رابعة ، ولقلت : رحييّ وهدييّ ، على مثال : أمييّ ، وهو على غير القياس ، وفي غاية الاستثقال ، فتعين قلبها واوا ، فتقول : رحويّ وهدويّ . وإن كانت الألف رابعة فإما أن يكون ثاني ما هي فيه ساكنا أو متحركا . فإن كان الثاني متحركا وجب حذف هذه الألف ، لأن حركة الحرف الثاني بمنزلة حرف آخر ، وكأن الكلمة خماسية ، والألف في الخماسي يجب حذفها ، فتقول في نحو : جمزى وحيدى ، وهما وصفان بالسرعة والنشاط : جمزيّ وحيديّ . وإن كان الثاني ساكنا ، فلا تخلو أن تكون الألف منقلبة عن أصل ، أو زائدة للتأنيث أو للإلحاق . فإن كانت منقلبة عن أصل فالأحسن والأفصح قلبها واوا ، لأن الأحسن في المنقلب عن أصل أن يأخذ حكم الأصل ، وهو الإثبات . وأما قلبها واوا ، فإن كانت عن واو فهو رجوع بها إلى أصلها ، وإن كانت عن يأ فلئلا تجتمع الياءات ، وقد كرهوا اجتماعها في الثلاثي ، وهم أشد كرها لذلك في الرباعي ، لما فيه من مزيد الثقل بهذا الحرف الرابع ، وعليه فتقول في ملهى ومقهى ، وهما من اللّهو والقهو : ملهويّ ومقهويّ ، وتقول في مرمى ومسعى ، وهما من الرّمي والسّعي : مرمويّ ومسعويّ . ويجوز ، في غير الأحسن والأفصح ، حذف هذه الألف ؛ لأن الاسم لم ينقص بحذفها عن أقل الأصول ، فتقول : ملهيّ ومقهيّ ومرميّ ومسعيّ . وإن كانت الألف الرابعة ، فيما ثانيه ساكن ، زائدة للتأنيث أو للإلحاق ، ففيها ثلاثة أوجه : الأول : وهو المختار والأحسن والأكثر ، وهو حذفها ، فرقا بين المنقلبة والزائدة ، فتقول فيما ألفه للتأنيث ، كحبلى وصغرى : حبليّ وصغريّ ، وفيما ألفه للإلحاق كمعزى وأرطى : معزيّ وأرطيّ . الثاني : قلب هذه الألف واوا ، تشبيها لها بالألف المنقلبة عن أصل ، فتقول : حبلويّ وصغرويّ ومعزويّ وأرطويّ . وهذا الوجه أقل من الأول . الثالث : أن يفصل بين الألف وياءي النسبة بواو ، فتقول : حبلاويّ وصغراويّ ومعزاويّ وأرطاويّ . وقد اختلف في هذه الألف ، فقيل : هي زائدة دخيلة ، والواو منقلبة عن الألف التي للتأنيث أو الإلحاق ، والأصل : حبلويّ . وقيل : بل هذه الألف هي الألف الرابعة التي كانت قبل النسبة ، والواو هي الدخيلة . وعلى كل حال : هذا الوجه الثالث أقل من سابقيه ، وهو وجه رديء لوجود الدخيل بلا سبب . أما إن كانت الألف خامسة أو سادسة ، فليس فيها غير الحذف للاستثقال ، منقلبة كانت أو غيرها ، فتقول في مشترى ومستصفى : مشتريّ ومستصفيّ . إلا أن تكون خامسة منقلبة وقبلها حرف مشدد ، فيجيز فيها يونس ما يجوز في الرباعي من الحذف والقلب واوا ، فتقول في معلّى : معلّيّ ومعلّويّ . واختلف في أي الوجهين أفضل ، فالمبرد يرى الحذف أفضل ، وأبو عمرو يرى القلب أفضل . وانظر الشافية (39) ، وشرحها للرضي ( 2 / 35 ) ، وللجاربردي ( 267 - 69 ) ، ولليزدي ( 1 / 168 - 70 ) .

ص: 134

[ الشرط السادس : ألا تكونا عينا لما أعلّت لامه بالإعلال المذكور ]

اشارة

فصل : ويمنع من قلب الواو والياء ألفا ؛ لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، خوف توالي إعلالين ؛ لأنّه إجحاف ، وماله أيضا إلى التقاء السّاكنين ، وذلك نحو ( هوى ، أصله : هوي ) (1) ، فكلّ واحد من الواو والياء متحرّك مفتوح ما قبله ، فلو أعلا لزم المحذور الذي ذكر ، ولزم بقاء الاسم على حرف واحد ، وبقاء الفعل على حرفين ثانيهما ألف (2) .

ولو صحّحا أهمل مقتضى كلّ واحد من السّببين ، فتعيّن تصحيح أحدهما وإعلال الآخر .

ص: 135


1- ب : " هوى ، أصله : هوي " .
2- لو اجتمع في كلمة واوان كالحوى ؛ مصدر حوي ، وألفه واو بدليل الحوّة في معناه ، والحوّ في جمع أحوى ، وحوّاء في مؤنّثه ، أو اجتمع ياءان كالحيا للغيث ، وألفه ياء بدليل قولهم في التثنية حييان ، أو اجتمع واو وياء كالهوى ، وكان كلّ منهما مستحقا لإعلاله ألفا لتحركه وانفتاح ما قبله ، فإنه يقتصر على إعلال اللام لتطرفها ، والطرف أولى بالإعلال ، وتسلم العين ؛ لئلا يجتمع في كلمة إعلالان بلا فاصل ، وذلك ممتنع ؛ إذ لو أعلا معا بقلبهما ألفين لتعيّن حذف أحد الألفين لالتقاء الساكنين ، ثم حذف الأخرى في الاسم المتمكن لملاقاة التنوين ، وهو نون ساكنة ، أي للالتقاء الساكنين أيضا ، فيبقى اسم متمكن على حرف واحد ، وذلك ممتنع ، لما فيه من مزيد الإجحاف به ، وما أفضى إلى ممتنع فهو ممتنع ، وعدم دخول التنوين في الفعل ، يبقيه ، فيما لو أعلا معا ، على حرفين ، وهو ممتنع أيضا . فإن قيل : فما تقول في قه ، ولم يق ، ولم يعد ؟ فالجواب : هذا حذف عارض وليس لازما ، ولا حكم للعارض . وانظر شرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2129 - 2130 ) .

( وكان إعلال الآخر أولى ) (1) ؛ لأنّه لو صحّح عرّض لحركات الإعراب الثّلاث ، وللكسر عند الإضافة إلى ياء المتكلّم ، ( وللإدغام ) (2) إن وليه مثله ، والإدغام إعلال ، فيلزم حينئذ توالي ( إعلالين ) (3) ، وليس الأوّل معرّضا لشيء ممّا ذكر ، فكان بالتّصحيح أولى .

[ تفريع على الشرط السابق : إن أعلّت اللّام بغير الإعلال المذكور جاز إعلال العين به ]

وإن كان الإعلالان مختلفين اغتفر اجتماعهما إن كان مخلّصا من كثرة الثّقل ، ولم يوقع في محذور آخر ، كالتباس مثال بمثال ، ونحو ذلك ، ولذلك قيل في مصدر احواوى : احويواء واحويّاء . والإعلال قول سيبويه ، والتّصحيح قول المبرّد (4) .

ص: 136


1- ب : " وكان الآخر أولى بالإعلال " .
2- ب : " والإدغام " .
3- ب : " الإعلالين " .
4- المبرد ( 210 - 285 ) : أبو العباس ، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثّمالي . شيخ المدرسة البصرية بعد المازني ، وتلميذ المازني ، صاحب الكامل والمقتضب . ترجمته في : أخبار النحويين البصريين للسيرافي ( 96 - 108 ) ، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 108 - 20 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب ( 135 - 36 ) ، وتاريخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 53 - 65 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 3 / 241 - 53 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 164 - 73 ) ، والبلغة للفيروزابادي ( 216 - 17 ) ، وإشارة التعيين لليماني ( 242 - 43 ) ، وبغية الوعاة للسيوطيسس ( 1 / 269 - 71 ) . وانظر المسألة في : الكتاب ( 4 / 404 ) ، والمقتضب ( 1 / 313 ) ، والمنصف ( 2 / 221 ) ، والممتع ( 2 / 588 ) . واحواوى الفرس وغيره : مال سواده إلى الخضرة ، أو مال حماره إلى السواد . اللسان ( حوا ) .

[ الشرط السابع : ألا تكونا عين فعل الذي وصفه أفعل فعلاء ، أو عين مصدره ]

اشارة

ويمنع من الإعلال المذكور أيضا كون حرف اللّين عين فعل الذي يلزم صوغ الوصف منه على أفعل وفعلاء ، أو عين مصدره ، نحو : عور عورا فهو أعور ، وغيد الغلام فهو أغيد .

[ علّة عدم الإعلال في هذا النوع ]

وإنّما لم تعلّ عين هذا النّوع مع تحرّكها وانفتاح ما قبلها حملا على افعلّ كاعورّ ، فإنّهما مستويان في أن لا يستغني عنهما ، أو عن أحدهما ، أفعل الذي مؤنّثه فعلاء ، فأرادت العرب أن يتوافقا لفظا ، كما توافقا معنى ، وذلك بحمل أحدهما على الآخر ، وكان حمل فعل على افعلّ فيما يستحقّه من التّصحيح أولى من حمل افعلّ على فعل فيما يستحقّه من الإعلال ؛ لأنّ التّصحيح أصل ، والإعلال فرع .

وأيضا : فإنّ فعل لا يلزم باب ( أفعل وفعلاء ) ، و ( افعلّ ) يلزمه غالبا ، فكان الذي يلزم المعنى الجامع بينهما أولى بأن يجعل أصلا ، ويحمل الآخر عليه .

وأيضا : فإنّ إعلال اعورّ ونظائره يوقع في التباس ؛ لأنّه متعذّر ، إلّا أن تنقل حركة عينه إلى فائه ، وتحذف همزة الوصل للاستغناء عنها بحركة الفاء ، فيصير اعورّ حينئذ : عارّ ، مماثلا

ص: 137

لفاعل من العرّ (1) ، وتصحيح عور ونظائره لا يوقع في شيء من ذلك ، فكان متعيّنا .

وأمّا العور وغيره من مصادر فعل المذكور ، فصحّح حملا على فعله ، كما أعلّ الغار بمعنى الغيرة حملا على فعله .

ومن العرب من يقول في عور : عار ، فمقتضى الدّليل أن يكون المصدر عارا .

ولو قيل : إنّما صحّح العور حملا على الأعور لكان صوابا (2) .

[ الشرط الثامن : ألا تكونا عين افتعل بمعنى تفاعل ]

وممّا كفّ سبب الإعلال فيه بالحمل على غيره في التّصحيح افتعل الموافق تفاعل (3) ، نحو : اجتور القوم ، فإنه بمعنى تجاوروا ، فعوملا معاملة عور واعورّ .

ص: 138


1- ب : " العروّ " . والعرّ ، بفتح العين : الجرب ، والغلام ، والجارية عرّة ، ويقال : عررته عرّا فأنا عارّ : إذا أتيته تطلب معروفه ، واعتررته بمعناه . والعرّ ، بضم العين : قروح بأعناق الفصلان ، وقروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر ، فتكوى الصحاح لئلا تعديها المراض ، والعرّ والعرّة : ذرق الطير ، وعذرة الناس ، والبعر والسّرجين . اللسان ( عرر ) .
2- الذي عليه الأكثر أن عور ونحوه محمول على اعورّ حمل فرع على أصل ، وقيل : هو حمل أصل الذي هو عور المجرد على فرع الذي هو اعورّ المزيد . وذهب قوم إلى أن اعورّ محمول على عور ، حمل الفرع المزيد على الأصل المجرد . وانظر التكملة لأبي علي (579) ، والمنصف ( 1 / 259 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (297) ، ولابن يعيش (220) ، والممتع ( 2 / 471 ، 474 ، 483 ، 571 ) ، والشافية (98) ، وشرحها لليزدي ( 2 / 485 ) ، وللجاربردي (282) .
3- المقصود هنا افتعل الواوي العين ، وأما اليائي العين فيجب إعلاله ، وإن كان بمعنى تفاعل ، نحو : ابتاعوا وامتازوا ، بمعنى : تبايعوا وتمايزوا . وإنما لم يصحح اليائي العين لأن الياء أشبه بالألف من الواو ، فرجحت عليها في الإعلال . ثم يقال : وإن لم يكن افتعل بمعنى تفاعل أعلّ أيضا ، واويا كان أو يائيا ، نحو أختان بمعنى خان ، واجتاز بمعنى جاز ، واختار بمعنى خار . انظر المساعد لابن عقيل ( 4 / 164 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1099 ) .

وهذان أولى بتلك المعاملة ؛ لأنّ تفاعل ، بالدّلالة على معنى لا يستغني بفاعل واحد كالتّجاور ، أحقّ من افتعل ، فيجب أن يتبعه في لفظه كما تبعه في معناه .

ويدلّ على أصالة تفاعل في المعنى المذكور وأولويّته ( به ) (1) أنّه لا يوجد افتعل دالا عليه دون مشاركة تفاعل ، ويوجد تفاعل دالا عليه دون مشاركة افتعل ، نحو : تناظر القوم وتجادلوا ، وتنازعوا ، وتكالموا ، ( وتتابعوا ) (2) ، وتساءلوا ، وتقابلوا ، ( وتمالؤوا ) (3) ، وتدانوا . وأمثال ذلك كثيرة (4) .

[ الشرط التاسع : ألا تكونا عين فعلان أو فعلى ]

اشارة

ويمنع أيضا من الإعلال المذكور كون حرف اللّين عين فعلان ، كالجولان والسّيلان ، أو عين فعلى ، كالصّورى والحيدى (5) .

ص: 139


1- ليس في " أ " .
2- أ : " وتبايعوا " .
3- ب : " وتمالوا " .
4- انظر هذه المسألة في المنصف ( 1 / 260 ) ، والممتع ( 2 / 473 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (297) ، والمساعد ( 4 / 164 ) .
5- سبق شرح الصوري والحيدى في الحاشيتين (346) و (347) ص (101) ، ومذهب سيبويه أن تصحيح نحو صوري وحيدى مطرد ، واختاره المازني والجمهور ، ومذهب الأخفش أنه شاذ لا يقاس عليه ، ووافقه ابن مالك . وانظر الكتاب ( 4 / 363 ) ، والمنصف ( 2 / 6 ) ، والممتع ( 2 / 491 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (296) ، ولابن يعيش (222) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2133 ) ، والتسهيل له (310) ، وشرح التسهيل لابن عقيل ( 4 / 166 ) ، وللسلسيلي ( 3 / 1099 - 1100 ) .
[ علّة التصحيح في فعلان وفعلى ]

وإنّما صحّح هذان المثالان لأنّ حركة عينيهما لا تكون غير فتحة إلّا في الصّحيح ، على قلّة ، كظربان (1) وسبعان ، والفتحة لخفّتها لا يعلّ ما هي فيه ، وليس بلازم إلّا فيما يوازن مكسورا أو مضموما ، كفعل ، فإنّه يوازن فعل وفعل ، فأعلّ حملا عليهما ، وليس لنا في المعتلّ العين فعلان وفعلان فيحمل عليه فعلان ، ولا لنا فعلى ولا فعلى فيحمل عليه فعلى ، فوجب تصحيحهما لذلك .

وأيضا : فإنّ آخر كلّ واحد منهما زيادة توجب مباينة أمثلة الفعل ، فصحّحا تنبيها على أصالة الفعل في الإعلال ، وأنّ الاسم إذا باينه استوجب التّصحيح .

وإنّما كان الفعل أصلا في الإعلال لأنّه فرع ، والإعلال حكم فرعيّ ، فهو به أحقّ .

ولأنّ الفعل مستثقل ، والإعلال تخفيف ، فاستدعاؤه له أشدّ .

ص: 140


1- الظّربان : دويبّة على قدر الهرّ ، شبه الكلب ، وقيل : شبه القرد ، يصطاد الضباب ويأكلها ، وله في اصطيادها طريقة طريفة ، وانظر الصحاح واللسان ( ظرب ) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 358 ) ، وجمهرة الأمثال للعسكري ( 1 / 221 ) ، والمستقصى للزمخشري ( 2 / 180 ) . . وقد سبق شرح سبعان في الحاشية (298) ص (87) .

وأيضا : فإنّ جولانا ونحوه لو أعلّ لالتبس بفاعال ، كساباط وخاتام (1) ، فصحّح فرارا من اللّبس .

وقد شذّ إعلال فعلان علما ، كماهان (2) ، وإن باين الفعل ، كشذوذ التّصحيح في ما وازن الفعل ، كمدين (3) .

ومباينة فعلول ونحوه أشدّ من مباينة فعلان وفعلى ، فتصحيح عينه أيضا متعيّن ، نحو : قولول ، وهو مثال قربوس (4) من القول .

ص: 141


1- السّاباط : سقيفة بين حائطين ، أو بين دارين ، من تحتها طريق نافذ . وساباط كسرى الذي حبس فيه النعمان : موضع بالمدائن معروف . وساباط : بليدة معروفة بما وراء النهر قرب أشر وسنة على عشرة فراسخ من خجند وعلى عشرين فرسخا من سمرقند ، ينسب إليها طائفة من أهل العلم والرواية . انظر معجم البلدان ( 3 / 166 ) ، واللسان والتاج ( سبط ) ، وشفاء الغليل للخفاجي (177) ، وقصد السبيل للمحبي ( 2 / 105 ) . الخاتام : الخاتم ، ويقال فيهما أيضا : ختم وخاتم وخيتام ، وهو من الحلي ، وهو ما يوضع في الإصبع . اللسان ( ختم ) .
2- ماهان : مدينة بكرمان ، والماهان : تثنية الماء إن كان عربيا ، وإلا فهو الدّينور ونهاوند ، ومثله : هامان ، وماجان ، وماخان ، ومالان ، وماوان ، وداران ، وحادان . ومذهب سيبويه والمازني أن الإعلال في ماهان وأمثاله غير مطرد ولا يقاس عليه ، والتصحيح فيه أكثر في كلام العرب ، وذهب المبرد إلى أن القلب هو الأصل ، والتصحيح شاذ . وانظر هذه المسألة في الكتاب ( 4 / 363 ) ، والبغداديات لأبي علي (233) ، والتكملة له (600) ، والمنصف ( 2 / 8 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1202 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (296) ، والممتع ( 2 / 492 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 106 ) ، والمساعد ( 4 / 166 ) .
3- مدين : علم ، واسم قرية شعيب ، على نبينا وعليه الصلاة والسّلام ، واختلف فيه هل هو مفعل أو فعيل ، كما اختلف في صرفه ومنعه . وانظر الاشتقاق لابن دريد (347) ، والمعرب للجواليقي (326) ، وسفر السعادة للسخاوي ( 1 / 458 ) ، وقصد السبيل للمحبي ( 2 / 452 ) ، واللسان ( مدن ) .
4- القربوس : حنو السّرج ، وحنو الرّحل والقتب والسّرج : كلّ عود معوج من عيدانه . ويقال فيه : قربوس ، وقربوس ، ومن لغة بعض عامة الشام : قرّبوس . وللسّرج قربوسان . وانظر اللسان ( قربس ، حنو ) ، والمساعد ( 4 / 166 ) .

[ وقد زعم المازنيّ (1) أنّ ماهان وداران أعلا شذوذا ، وأصلهما فعلان ] (2) .

وقد صحّحوا العين المفتوحة مع انتفاء الموانع المذكورة ، كقود وعين وخونة وحوكة (3) ، تنبيها على الأصل المتروك فيما جرى على القياس ، كمال وقادة ، وإشعارا بأنّ الفتحة إنّما أعلّ ما هي فيه حملا على المكسور والمضموم .

وربّما جاء ذلك في المكسور حملا على المفتوح ، كشول :

وهو الخفيف في قضاء الحاجة .

( وأندر ) (4) من هذا كلّه قولهم : عفوة في جمع عفو (5) :

وهذا الجحش ، وأوو في جمع أوّة : وهو الدّاهية من الرّجال .

ص: 142


1- انظر الحاشية (483) ص (141) . وسبقت ترجمة المازني في الحاشية (280) ص (80) .
2- ساقط في " أ " .
3- القود : قتل النّفس بالنّفس . والعين : عظم سواد العين وسعتها ، يقال : عين يعين عينا وعينة ، فهو أعين ، وهي عيناء ، بيّنا العين والعينة . والخونة والخانة ، بالتصحيح شذوذا وبالإعلال : جمع خائن . والحوكة والحاكة ، بالتصحيح شذوذا وبالإعلال أيضا : جمع حائك . وانظر اللسان ( قود ، حوك ، خون ، عين ) .
4- أ : " وأنذر " .
5- العفو ، ساكن الفاء مثلث العين ، والعفا ، بفتح العين وكسرها مقصورا : الجحش ، والمهر ، والأنثى عفوة ، بسكون الفاء وفتح العين أو ضمها ، والجمع أعفاء وعفاء وعفوة . انظر اللسان ( عفو ) .

حكاهما الأزهريّ (1) ، الأوّل عن أبي زيد الأنصاري ، والثّاني عن أبي عمرو الشّيبانيّ (2) .

[ مسائل من الإبدال المطّرد في فاء الافتعال وتائه ]

[ إبدال التاء من فاء الافتعال وفروعه إن كانت واوا أو ياء ]

فصل : يجب في اللّغة الفصيحة إبدال التّاء من فاء الافتعال وفروعه إن كانت واوا ، نحو : اتّصل اتّصالا فهو متّصل ، أو ياء ، نحو : اتّسر اتّسارا فهو متّسر .

[ إبدالها من الواو ]

أمّا إبدالها من الواو فلأنّهم استثقلوا الواو أوّلا دون تاء تليها ؛ لتعرّضها لأن تبدل همزة ، كما فعل بأحد وإحدى وأقّتت ، مع استثقال الهمزة وبعدها منها مخرجا ووصفا ، فحاولوا إبدال الواو حرفا صحيحا يقاربها وصفا ومخرجا ، وذلك إمّا من حروف الشّفة أو حروف الثّنايا (3) .

ص: 143


1- انظر التهذيب ( أو : 15 / 661 ، عفو : 3 / 223 - 24 ) . وسبقت ترجمة الأزهري في الحاشية (306) ص (90) . وترجمة أبي زيد في الحاشية (103) ص (32) .
2- أبو عمرو الشيباني ( 94 - 206 ) : أبو عمرو ، إسحاق بن مرار ، الشيباني ولاء ، لغوي أديب ، من رمادة الكوفة ، نزل بغداد وبها توفي . ترجمته في : طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ( 134 - 35 ) ، ومراتب النحويين لأبي الطيب (148) ، وتارخ العلماء النحويين للتنوخي المعري ( 207 - 208 ) ، وإنباه الرواة للقفطي ( 1 / 256 - 64 ) ، ونزهة الألباء لابن الأنباري ( 77 - 80 ) ، والبلغة للفيروزابادي (68) ، وبغية الوعاة للسيوطي ( 1 / 439 - 440 ) .
3- ذهب أبو عمر الجرمي ، وقطرب ، والفراء ، وابن دريد ، وابن كيسان على خلاف عنه : إلى أن مخارج الحروف أربعة عشر . وذهب بعض العلماء ، ومنهم الخليل في نقل عنه ، ومكي بن أبي طالب ، وابن الجزري : إلى أنها سبعة عشر . والذي عليه الخليل ، في نقل عنه ، وسيبويه ، والأكثرون : أنها ستة عشر ، وهي : أولها : من أسفل الحلق وأقصاه مخرج الهمزة والألف والهاء . وثانيها : من وسط الحلق العين والحاء . وثالثها : من أدنى الحلق ، وأدنى إلى الفم ، الغين والخاء . ورابعها : من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك : القاف . وخامسها : من أسفل من موضع القاف من اللسان قليلا ، وما يليه من الحنك ، وأدنى إلى مقدم الفم : الكاف . وسادسها : من وسط اللسان ، بينه وبين وسط الحنك الأعلى : الجيم ، والشين ، والياء . وسابعها : من أول إحدى حافتي اللسان ، اليمنى أو اليسرى ، وما يليها من الأضراس : الضاد . إن شئت أخرجتها من الحافة اليمنى ، وإن شئت من اليسرى ، والمروي عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه كان يخرجها من الحافتين معا . وثامنها : من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ، ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى ، مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية : اللام . وتاسعها : من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا : النون . وعاشرها : من مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا لانحرافه إلى اللام : الراء . ومن عد المخارج أربعة عشر جعل اللام والنون والراء من مخرج واحد . والحادي عشر : مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا : الطاء والدال والتاء . والثاني عشر : مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا : الظاء والثاء والذال . والثالث عشر : مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا السفلى ، وقيل : وفويق الثنايا السفلى : الزاي والسين والصاد . والرابع عشر : من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا : الفاء . والخامس عشر : مما بين الشفتين : الباء والميم والواو . والسادس عشر : من الخياشيم : النون . والسابع عشر ، عند عدها سبعة عشر مخرجا : الجوف ، ومنه حروف المد واللين : الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها . وانظر الكتاب ( 4 / 433 ) ، والمقتضب ( 1 / 192 ) ، والأصول ( 3 / 400 ) ، وسر الصناعة ( 1 / 46 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 926 ) ، والإقناع لابن الباذش ( 1 / 171 ) ، والممتع ( 2 / 668 ) ، والشافية (121) ، والتسهيل (319) ، والمساعد ( 4 / 239 ) ، والهمع ( 6 / 291 ) .

ص: 144

فلم يكن ( باء ) (1) ، ولا فاء ، ولا ثاء ، ولا ذالا ، ولا ظاءا ؛ لأنّهنّ لسن من حروف البدل المجموعة في قولي : وجد آمن طيّته (2) .

ولم يكن ميما ؛ لأنّها تكثر زيادتها أوّلا ، فخيف توهّمها مزيدة غير مبدلة .

ص: 145


1- ب : " ياء " . تحريف .
2- من حروف الإبدال ما إبداله شائع مطرد ، ومنها ما إبداله شاذ ، أو قليل نادر ، وبعض التصريفيين يجعل ما عده غيره ، أو بعض ما عده غيره من الشاذ ، في عداد المطرد ، ولذا اختلف في عدد حروف الإبدال على أقوال : وعدها بعضهم ومنهم ابن مالك في التسهيل ، ثمانية ، وجمعها بقوله : طويت دائما . وعدها آخرون تسعة ومنهم ابن مالك في الألفية وجمعها بقوله : هدأت مطويا ، وجمعها في شرح الكافية الشافية بقوله : هادأت مطويّ . والذي عليه سيبويه والأكثرون أنها أحد عشر ، مجموعة بقولهم : أجد طويت منها ، وجد آمن طيّته . وزاد بعضهم فوقها اللام ، فجعلها اثني عشر ، وجمعت بقولهم : طال جهدي وأمنت ، طال يوم أنجدته ، أجد طويت منهلا . وزاد آخرون عليها السين ، فجعلوها ثلاثة عشر ، وجمعوها بقولهم : استنجده يوم طال . وزاد قوم عليها الزاي والصاد ، وحذف السين ، فصارت أربعة عشر ، وجمعت بقولهم : أنصت يوم جدّ طاه زلّ ، أنصت يوم زلّ طاه جدّ . وذكر الزمخشري الأربعة عشر السابقة ، وزاد السين عليها ، فصارت خمسة عشر ، وجمعها بقوله : استنجده يوم صال زطّ . وجمع ابن مالك في التسهيل جميع ما وقع فيه الإبدال مطردا وغير مطرد ، فبلغ اثنين وعشرين ، جمعها بقوله : لجدّ صرف شكس آمن طيّ ثوب عزّته . وما ذكرته من الأعداد عمن سبقه يقصد به المطرد غير الشاذ . وانظر الكتاب ( 4 / 237 ) ، والممتع ( 1 / 319 ) ، والمفصل ( ) ، وشرحه لابن يعيش ( 10 / 8 ) ، والشافية ( ) ، وشرحها للرضي ( 3 / 199 ) ، والتسهيل (300) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 86 ) ، وشرح الكافية الشافية لابن مالك ( 4 / 2077 ) ، وشرح الأشموني على الألفية ( 4 / 283 ) .

ولم يكن ( طاء ) (1) ، ولا دالا ؛ لأنّ فيهما قلقلة ، يستثقلان بها . فتعيّنت التّاء ، فقالوا : تراث ، وتجاه ، وتكأة ، وتقوى ، وتوراة ، وتاللّه ، وتخمة ، وتولج ، وغير ذلك (2) .

فلمّا ثبت إبدال التّاء من الواو في هذه المواضع وأشباهها مع انتفاء تعذّر التّصحيح ، وتطرّق التّغيير قبل الإبدال ، واجتماعها مع ما يضادّ وصفه وصفها ، واستلزام مخالفة بعض الفروع الأصل ، تعيّن إبدالها منها في الافتعال الذي فاؤه واو ؛ لثبوت هذه الأمور كلّها فيه .

أمّا تعذّر التّصحيح فبيّن ؛ لأنّ الواو ساكنة وقبلها كسرة .

وأمّا تطرّق التّغيير فبيّن أيضا ؛ لأنّ فعل أصل لافتعل ، فلو لم يكن فيه تغيير إلا تسكين فائه لكفى في ( تطريق ) (3) التّغيير .

وأمّا اجتماع الواو مع ما يضادّ وصفه وصفها فبيّن أيضا ؛ لأنّ الواو مجهورة ، والتّاء مهموسة (4) .

ص: 146


1- أ : " ظاء " .
2- انظر جميع ما ذكر وغيره في سر الصناعة ( 1 / 145 ) ، والإبدال لابن السكيت (139) ، والمنصف ( 1 / 225 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (349) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 36 ) ، والممتع ( 1 / 383 ) . والتّكأة : ما يتوكّأ عليه من عصا وغيرها . والتّخمة : ما يصيب الآكل من وجع إذا استوخم الطعام ، أي : وجده ثقيلا فاستوبله ولم يستمرئه . والتّولج ، والدّولج ، بالدال لغة في التائي : كناس الظّبي أو الوحش الذي يلج ، أي يدخل فيه . وانظر اللسان ( وكأ ، وخم ، ولج ) .
3- أ : " تطرّق " .
4- للحروف في اختلاف أجناسها انقسامات ، وهي : انقسامها إلى مجهورة ومهموسة ، فالمجهورة تسعة عشر حرفا ، يجمعها : ( غزال أدعج بضّ ذو قرط نظيم ) ، أو ( لقد عظم زنجي ذو أطمار غضبا ) ، أو ( ظلّ قوّ ربض إذ غزا جند مطيع ) ، أو ( ظلّ قند يضغم زر طاو إذ بعج ) . والمهموسة ما عداها ، ويجمعها : ( ستشحثك خصفة ) ، أو سكت فحثّه شخص ) ، أو ( حثّه شخص فسكت ) ، أو ( حثت كسف شخصه ) ، أو ( كست شخصه فحث ) . وتنقسم إلى شديدة ورخوة وما بينهما ، فالشديدة ثمانية يجمعها : ( أجدك قطّبت ) ، أو ( أجدت طبقك ) ، أو ( أجدت قطبك ) ، أو ( أجدك تطبق ) ، أو ( أجد قط بكت ) ، أو ( أجدت كقطب ) . وما بين الرخوة والشديدة ثمانية ، يجمعها : ( لم يرو عنا ) ، أو ( لم يرو عنّا ) ، أو ( لم يروّ عنا ) ، أو ( راعني لوم ) . والرخوة ثلاثة عشر حرفا ، وهي ما عداها : وتنقسم إلى مستعلية ومستفلة منخفضة ، فالمستعلية سبعة يجمعها : ( خصّ ضغط قظ ) ، أو ( قظ خصّ ضغط ) . والمستعلية ما عداها ، وتنقسم إلى مطبقة ومنفتحة ، فالمطبقة أربعة ، وهي : الصاد والضاد والطاء والظاء . والمنفتحة ما عداها . وتنقسم إلى ذلقيّة ومصمتة ، فالذلقيّة ستة يجمعها : ( مر بنفل ) ، أو ( فرّ من لبّ ) . والمصمتة ما عداها . وإلى مقلقلة وغير مقلقلة ، فالمقلقلة خمسة يجمعها : ( قد طبج ) ، أو ( جد بقط ) ، أو قطب جد ) أو ( طبق جد ) . وغير المقلقلة ما عداها . وإلى صفيرية وغير صفيرية ، فالصفيرية ثلاثة ، وهي : الصاد ، والسين ، والزاي . وغير الصفيرية ما عداها . والهاوي الألف ، والمستطيل الضاد ، والمتفشي الشين ، والمكرر الراء ، والمنحرف اللام والراء ، والمهتوت التاء . وحروف المد واللين : الألف والواو والياء ، وهي حروف العلة ، وما عداها الصحيح . وحرفا الغنة الميم والنون . وانظر سر الصناعة ( 1 / 60 - 65 ) ، والإقناع لابن الباذش ( 1 / 174 - 76 ) ، والشافية ( 122 - 24 ) ، والممتع ( 2 / 671 - 78 ) ، والنشر ( 1 / 202 - 205 ) ، والهمع ( 6 / 289 - 91 ) .

وأمّا استلزام مخالفة بعض الفروع الأصل فبيّن أيضا ؛ لأنّ المصدر أصل للفعل ، ولاسم الفاعل ، ولاسم المفعول ، فلو لم تبدل فاء الاتّصال تاء لقيل فيه : ايتصال ، بقلب الواو ياء ؛ لسكونها

ص: 147

وانكسار ما قبلها ، وكان يوافقه في ذلك الفعل الماضي والأمر ؛ لوجدان الكسرة ، فيقال : ايتصل وايتصل ، ويخالفه المضارع واسما الفاعل والمفعول ؛ لعدم الكسرة ، فيقال : يوتصل وموتصل وموتصل إليه ، فكرهوا هذه المخالفة حين أمكن التّخلّص منها .

ولم يبالوا بها في نحو : أوجد إيجادا ؛ إذ ليس بعد الواو هنا ما يضادّ وصفه وصفها . ومع هذا فقد حملتهم النّفرة عن هذه المخالفة على أن أبدلوا في أتلجه وأتكأه ، بمعنى : أولجه وأوكأه .

[ إبدالها من الياء ]

وأمّا إبدال التّاء من الياء ، إذا كانت فاء في الافتعال وفروعه ، فحمل على الافتعال الذي فاؤه واو .

[ إن كانت فاء الافتعال واوا أو ياء مبدلة من همزة فالفصيح سلامتها ]

فإن كانت الواو ، أو الياء ، التي قبل تاء الافتعال بدلا من همزة لم يجز إبدالها تاء إلا على لغة رديّة (1) ، نحو : اتّمن في :

( اوتمن ) (2) ، واتّزر في : ايتزر (3) .

ص: 148


1- الإبدال تاء ثم الإدغام في اتّمن واتّزر لغة تميم ، وعدم الإبدال لغة أهل الحجاز ، وبلغة التميميين نزل القرآن الكريم ، وهي الأقوى هنا والأكثر ، وانظر سر الصناعة ( 1 / 148 ) ، والمنصف ( 1 / 205 - 228 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (353) .
2- ب : " ائتمن " .
3- ب : " ائتزر " .

[ حكم فاء الافتعال ثاء ]

فصل : الثّاء حرف رخو ، والتّاء حرف شديد ، وهما مشتركان في الهمس ، ومخرجاهما متقاربان ، فإذا اجتمعا في الافتعال وفروعه ، وتقدّمت الثّاء ثقل تلاقيهما ؛ لأنّهما مثلان من وجه ، وضدّان من وجه ، فخفّفا بجعل الثّاء تاء ، أو التّاء ثاء ، وإدغام أحدهما في الآخر ، كالاتّراد والاثّراد ، وهو اتّخاذ الثّريد ، وأصله : اثتراد ، فمن قال : ( اثّراد غلّب جانب الثّاء لأصالتها وتقدّمها ، ومن قال : ) (1) اتّراد غلّب جانب التّاء لشدّتها ولكونها مزيدة لمعنى .

[ حكم فاء الافتعال ذالا ]

فلو كان فاء الافتعال ذالا ، كالافتعال من الذّكر ، ثقل أيضا اجتماعهما سالمين ؛ لأنّ الذّال حرف مجهور ، والتّاء حرف مهموس ، فعدّل أمرهما بأن أبدل من التّاء شريكها في المخرج وعدم الاستعلاء ، وهو الدّال ، فخفّ النّطق ؛ بزوال بعض التّنافي ، ولكن بقي بعضه ؛ لأنّ الذّال رخوة ، والدّال شديدة ، فكمل التّخفيف ( بجعلهما ) (2) ذالين إن روعيت الأصالة والسّبق ، أو دالين إن روعيت القوّة والدّلالة على معنى ، فقيل : اذّكار وادّكار . ويجوز فكّ الذّال من الدّال ، فيقال : اذدكار .

ص: 149


1- ليس في " ب " .
2- أ : " بجعلها " .

[ حكم فاء الافتعال دالا ]

ولو كانت فاء الافتعال دالا ، كالافتعال من الدّلجة (1) ، كان استثقال سلامة التّاء أشدّ ؛ لأنّ اجتماع متضادّين في الوصف يهون عند تباعد المخرجين ، ويصعب عند تقاربهما ، ويكاد يعجز عند اتّحاد المخرج ، كالدّال والتاء . ويظهر ذلك بتكلّف النّطق بالادّلاج على أصله ، وهو الادتلاج ، فوجب التّخلّص من هذا الثّقل بإبدال التّاء دالا ، وتعيّن الإدغام ، فقيل : ادّلاج .

[ حكم فاء الافتعال زايا ]

ولو كانت فاء الافتعال زايا ، كالافتعال من الزّجر ، أبدلت التّاء أيضا دالا ، فقيل : ازدجار ؛ لأنّ التّاء مهموسة ، والزّاي مجهورة ، والدّال مجهورة ، واجتماع مجهورين أخفّ من اجتماع مجهور ومهموس ، ويتبيّن ذلك بتكلّف أصل ازدجار ، وهو ازتجار .

[ حكم فاء الافتعال جيما ]

فلو كانت فاء الافتعال جيما ، كالاجتماع ، فمن العرب من يستثقل سلامة التّاء ، فيجعلها دالا ، كالاجدماع ، وعلى ذلك قول الشّاعر :

ص: 150


1- الدّلجة : سير السّحر ، وقيل : سير اللّيل كلّه . انظر اللسان ( دلج ) .

فقلت لصاحبي لا تحبسانا

بنزع أصوله ، واجدزّ شيحا (1)

أراد : واجتزّ .

[ حكم فاء الافتعال سينا ]

فلو كانت الفاء سينا لم يحتج إلى الإبدال ؛ لمساواتها التّاء في الهمس وعدم الاستعلاء والإطباق ، لكن بينهما بعض منافاة ، فإنّ السّين رخوة ، والتّاء شديدة ، إلا أنّ في السّين صفيرا يقاوم الشّدّة ، ويفضل عليها ، ولذلك أدغمت التّاء في السّين في نحو :

بت سّالما ، وجاز أن تبدل التّاء سينا في استمع ونحوه ، مع التزام الإدغام (2) ، وامتنع العكس ( في نحو ) (3) : احبس تلك ؛ لأنّ الصّفير يشبه المدّ ، فساواه في جعله مانعا من الإدغام إلا في صفيريّ .

ص: 151


1- الشاهد من الوافر ، وقد اختلف في نسبته ، فنسبه الجوهري في الصحاح ( جزر ) ليزيد بن الطّثريّة وتبعه اللسان ( جزر ) ، وخطّأها ابن بري في حواشيه على الصحاح ، والصاغاني في التكملة ( جزز ) ، وياقوت الحموي فيما كتبه على الصحاح ، وذكروا أنه لمضرّس بن ربعيّ الفقعسيّ ، وقال الصغاني : " ليس ليزيد على الحاء المفتوحة شعر " . وذكر ياقوت أنه وجده في شعر مضرس ، وتبعهم في نسبته لمضرس ابن المستوفي في إثبات المحصل (237) ، والعيني ( 4 / 591 ) ، والبغدادي في شرح شواهد شرحي الشافية (481) ، وانظره غير منسوب في سر الصناعة ( 1 / 187 ) ، والممتع ( 1 / 357 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (236) ، والمفصل (371) ، وشرحه لابن يعيش ( 10 / 49 ) ، ولصدر الأفاضل الخوارزمي ( 4 / 364 ) .
2- وبالإبدال والإدغام قرئ أيضا قوله تعالى : ومنهم من يسمع إليك الأنعام : 25 ، ومحمد : 16 . وانظر شرح الشافية للجاربردي (353) ، ولليزدي ( 2 / 595 ) .
3- أ : " نحو " .

[ حكم فاء الافتعال طاء ]

فلو كانت فاء الافتعال طاء ، كالافتعال من الطّلوع ، كانت سلامة التّاء بعدها أشقّ من سلامتها بعد الدّال ؛ لاتّحاد المخرج ، وزيادة التّضادّ ، وذلك أنّ الدّال إنّما باينت التّاء بالجهارة ، والطّاء تباينها بها وبالاستعلاء والإطباق ، فإبدالها بعد الطّاء آكد ، فجعلت مثلها ، فقيل : اطّلاع ، وأصله : اطتلاع .

[ حكم فاء الافتعال ظاء ، أو ضادا ]

وكذلك يفعل بها إذا كانت الفاء ظاء ، كالافتعال من الظّلم ، وإذا كانت الفاء ضادا ، كالافتعال من الضّرب .

لكن إذا أبدلت طاء بعد الظّاء جاز الفكّ والإدغام ، على أن تجعل الطّاء ظاء ، أو بالعكس ، فيقال : اطّلام ، واظّلام ، واظطلام (1) .

وإذا أبدلت طاء بعد الضّاد جاز الفكّ والإدغام ، على أن تجعل الطّاء ضادا ، فيقال : اضطراب ، واضّراب ، وشذّ العكس ، فقيل في اضطجع : اطّجع (2) .

ص: 152


1- وجاء قول زهير بن أبي سلمى : هو الجواد الذي يعطيك نائله عفوا ، ويظلم أحيانا فيظطلم بالأحوال الثلاثة المذكورة ، وبوجه رابع ، وهو : فينظلم ، وانظره في ديوانه بشرح ثعلب (119) ، والكتاب ( 4 / 468 ) ، والمنصف ( 2 / 329 ) ، وسر الصناعة ( 1 / 219 ) ، والخصائص ( 2 / 141 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (362) ، ولابن يعيش ( 316 ، 319 ، 320 ) ، والمفصل (402) ، وشرحه لابن يعيش ( 10 / 47 ) ، وللخوارزمي ( 4 / 474 ) ، والشافية (129) ، وشرح شواهد شرحي الشافية للبغدادي (493) .
2- انظر المنصف ( 2 / 328 ) ، وسر الصناعة ( 1 / 214 ، 219 ، 328 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (363) .

[ حكم فاء الافتعال صادا ]

ولو كانت فاء الافتعال صادا استثقلت سلامة التّاء أيضا ؛ لأنّ الصّاد ، وإن ساوتها في الهمس ، فإنّها تضادّها بالإطباق والاستعلاء ، مع تقارب المخرجين ، فالتزموا التّخفيف بإبدال التّاء طاء ، كالاصطبار ، ( أو ) (1) بجعل التّاء صادا ، كالاصّلاح لغة في الاصطلاح (2) ، وامتنع إبدال الصّاد تاء لأجل صفيرها وترجّحها بالاستعلاء والإطباق .

ص: 153


1- ب : " و " .
2- وبهذا الوجه جاءت قراءة في أَنْ يُصْلِحا من قوله تعالى في الآية 128 من سورة النساء : فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً . قرأ الكوفيون حمزة وعاصم والكسائي : ( يُصْلِحا ) ، وقرأ باقي السبعة : ( يصّالحا ) ، وقرأ عبيدة الساماني : ( يصالحا ) ، وقرأ الأعمش وابن مسعود : ( اصّالحا ) ، وقرأ الجحدري : ( يصّلحا ) . وانظر شواذ ابن خالويه (29) ، والكشف لمكي ( 1 / 398 ) ، والإقناع لابن الباذش ( 2 / 632 ) ، والنشر لابن الجزري ( 2 / 352 ) ، والبحر المحيط لأبي حيان ( 3 / 363 ) .

[ عود إلى مسائل الإعلال ]

[ الإعلال بالنّقل ]

فصل : من الإعلال الواجب تحريك الفاء السّاكنة بحركة العين التي هي ياء أو واو ، نحو : يبيع ويقول ، وأصلهما : يبيع ويقول .

فإن جانست الحركة العين ، كما اتّفق في يبيع ويقول ، فلا يزاد على ما فعل بهما من تحريك ما كان ساكنا ، وإسكان ما كان متحرّكا ، وهو المسمّى نقلا .

[ الإعلال بالنقل والقلب ]

فإن لم تكن الحركة مجانسة نقلت ، ووليها مجانسها بدل العين ، نحو : يهاب ويخاف ويقيم ؛ أصلهنّ : يهيب ويخوف ويقوم ، ففعل بهنّ ما ذكر .

[ ممّا تسلم فيه الياء ]

فإن كانت الحركة ضمّة ، والعين ياء ، في غير مفعول ، أبدلت الضّمّة كسرة ، وسلمت الياء في قول سيبويه ، وعكس ذلك قول الأخفش (1) .

ص: 154


1- وذلك نحو بيض وغيد وهيف ، وانظر المسألة في الكتاب ( 4 / 348 ، 364 ، 389 - 90 ) ، والمقتضب ( 1 / 238 ) ، وأمالي ابن الشجري ( 1 / 314 - 22 ) ، والأصول لابن السراج ( 3 / 284 ) ، والمنصف ( 1 / 287 - 91 ، 297 - 301 ) ، والتبصرة للصميري ( 2 / 887 - 93 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ( 466 - 67 ) ، ولابن يعيش ( 351 - 55 ) ، والممتع ( 2 / 454 - 60 ) ، والشافية ( 100 - 103 ) ، وشرحها للجاربردي ( 298 - 99 ) .

[ من موانع الإعلال بالنقل والقلب ] [ تصحيح ما جاء على صيغة تعجّب ]

فصل : الإعلال المذكور مستحقّ لكلّ فعل ما عدا فعلي التّعجّب ، نحو : ما أجوده ، وأجود به ، ويعورّ فلان ، وأعوره اللّه ، وكذلك ما تصرّف منه ، وما يشبهه ، كمعور ومعوز (1) .

ويستحقّ هذا الإعلال أيضا كلّ اسم غير جار على فعل مصحّح ( إن ) (2) وافق الفعل في وزنه ، وخالفه بزيادته ، أو بالعكس ، فالأوّل نحو : مقام ومقيم ومقام ؛ أصلهنّ : مقوم ومقوم ومقوم ، فهنّ على وزن : يعلم ويعلم ويعلم ، وإنما حصلت المخالفة بالمزيد قبل الفاء .

ص: 155


1- يقال : رجل معور : قبيح السّريرة ، ومكان معور : مخوف يخشى فيه القطع . ورجل معوز ، بكسر الواو في الأفصح ، وبفتحها : فقير سئ الحال . اللسان ( عور ، عوز ) .
2- ب : " وإن " .

[ مثل تحلئ من القول والبيع ]

(1)

وأمّا عكس ذلك ، وهو أن يوافقه في الزّيادة ، ويخالفه في الوزن ، فنحو أن تبني من بيع وقول مثل تحلئ ، فيقال : تبيع وتقيل ؛ وأصلهما : تبيع وتقول ، ثمّ فعل بهما ما ذكر ؛ لأنّهما وافقا الفعل في الزّيادة ؛ لأنّ ( التّاء ) (2) زيادة مشتركة ، وخالفاه في الوزن ؛ لأنّ تفعلا مفقود في الأفعال .

[ مثل ترتب من البيع ]

ولو بني من بيع مثل تفعل لقيل على مذهب سيبويه : تبيع ، وعلى مذهب الأخفش : تبوع (3) .

[ تصحيح اسودّ حملا على اسوادّ ]

فلو كان الاسم موافقا للفعل في زيادته ووزنه معا ، وجب أن يصحّح ؛ ليمتاز من الفعل ، فإنّ اسودّ مثلا لو أعلّ فقيل فيه :

ص: 156


1- التّحلئ : القشر على وجه الأديم مما يلي الجلد ، وشعر وجه الأديم ووسخه وسواده ، وما أفسده السكين من الجلد إذا قشر . انظر اللسان ( حلأ ) . وانظر المسألة في المنصف ( 1 / 321 - 22 ) ، والممتع ( 2 / 487 ) ، والشافية (104) ، وشرحها للجاربردي (300) ، ولليزدي ( 2 / 508 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2140 ) ، وشرح الألفية لابن عقيل ( 4 / 235 ) ، وللأشموني ( 4 / 321 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 86 ) .
2- ب : " الياء " .
3- انظر المسألة في المقتضب ( 1 / 248 ) ، والمفصل (379) ، وشرحه لابن يعيش ( 10 / 81 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 438 ) ، والشافية (101) ، وشرحها للجاربردي (292) ، وللرضي ( 3 / 147 ) ، ولليزدي ( 2 / 496 ) ، وشرح الألفية لابن عقيل ( 4 / 235 ) ، وللأشموني ( 4 / 321 ) . .

( سادّ ) (1) ظنّ أنّه ( فاعل ) (2) ، وذلك مأمون في نحو : مقام وتبيع ، فإنّهما قد امتازا من الفعل بالزّيادة التي لا تكون فيه ، وهي الميم ، وبالوزن الذي لا يكون فيه ، وهو تفعل ، فلا حاجة إلى الإخلال بالإعلال ، فإنّ في استعماله إجراء للنّظائر على طريقة واحدة ، فلا يعدل عنه إلّا لمانع من خوف لبس أو غيره .

[ حكم الاسم المنقول من الفعل تصحيحا وإعلالا حكم فعله ]

فلو كان الاسم منقولا من فعل ، نحو : يزيد ، لم يغيّر عمّا كان عليه من الإعلال إذ كان فعلا (3) .

[ تصحيح ما شابه ما استحقّ التصحيح ]

ومن موانع الإعلال مناسبة ما فيه ( شبه ) (4) لما وجب تصحيحه ، كما فعل في التّعجّب ، نحو : ما أجوده ، فإنّه صحّح حملا على أفعل (5) .

ص: 157


1- أ ، ب : " اساد " . تحريف ، والتصويب عن شرح الشافية للرضي ( 3 / 124 ) ، والممتع ( 2 / 483 ) ، وشرح الشافية للجاربردي (292) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2139 ) .
2- أ ، ب : " افعل " . تحريف ، والتصويب عن شرح الشافية للرضي ( 3 / 124 ) ، والممتع ( 2 / 483 ) ، وشرح الشافية للجاربردي (282) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2139 ) .
3- انظر المنصف ( 1 / 279 ، 331 ) ، والممتع ( 2 / 486 ) ، والمساعد ( 4 / 172 ) .
4- أ : " سببه " . تحريف .
5- الذي عليه سيبويه هو حمل فعل التعجب على اسم التفضيل ، وعكس ابن الحاجب في الشافية فجعل أفعل التفضيل محمولا في عدم التصحيح على فعل التعجب ، وانظر المسألة في الكتاب ( 4 / 350 ) ، والمنصف ( 1 / 315 - 21 ) ، والممتع ( 2 / 481 ) ، والشافية (98) ، وشرحها للرضي ( 3 / 124 ) ، وللجاربردي (282) .

[ تصحيح مفعل حملا على مفعال ]

(1)

وكالاسم المزيد أوّله ميم مكسورة ، كمخيط ومجول (2) ، فإنّ فيه ما في مقام من موافقة الفعل من وجه ، ومخالفته من وجه ، فكان هذا يقتضي إعلاله ، لكنّه أشبه لفظا ومعنى المخالف في الوزن والزّيادة المستحقّ للتّصحيح ، وهو مفعال ، كمغوار ومهياف (3) ، فحمل عليه في التّصحيح .

أمّا شبهه به في اللّفظ فظاهر ؛ لأنّهما لا يختلفان إلا بإشباع فتحة العين .

وأمّا شبهه به في المعنى فلأنّ كلّا منهما يكون آلة ، كمحمل (4) ومكيال ، وصفة مقصودا بها المبالغة ك ( مهرّ ) (5)

ص: 158


1- انظر المسألة في الكتاب ( 4 / 355 / 56 ) ، والمنصف ( 1 / 323 ) ، والممتع ( 2 / 487 ) ، والشافية (98) ، وشرحها للرضي ( 3 / 125 ) ، وللجاربردي (283) ولليزدي ( 2 / 486 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 86 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2140 - 2141 ) .
2- المجول : ثوب صغير تجول فيه الجارية ، وقيل : ثوب يثنى ويخاط من أحد شقّيه ، ويجعل له جيب تجول فيه المرأة ، وقيل : المجول للصّبيّة ، والدّرع للمرأة ، وقيل : المجول : الصّدرة والصّدار ، وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها : كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ، إذا دخل علينا لبس مجوالا . تريد : صدرة من حديد ، يعني : الزّرديّة . وقال الجوهري : وربّما سمّي التّرس مجولا . انظر اللسان ( جول ) .
3- المهياف والمهيام : السّريع العطش . اللسان ( هيف ) .
4- المحمل : حمالة السّيف وعلاقته ، والجمع حمائل ، وليس الجمع على لفظ مفرده ، ومحامل : على لفظه . والمحمل : الذي يركب عليه ، والزّبيل الذي يحمل فيه العنب إلى الجرين . اللسان ( حمل ) .
5- كذا في النسختين ، ولعلها : ( مفرّ ) .

ومحضار (1) ، فسوّي بينهما في التّصحيح ، كما فعل بعور واعورّ ، وبيعور ويعورّ .

[ تصحيح نحو يقوى ويزورّ من المعتلّ اللّام أو المضعّفها ]

(2)

ومن موانع هذا الإعلال اعتلال اللام ، أو تضعيفها ، نحو :

يقوى ويزورّ ، فلا بدّ من تصحيح هذين النّوعين ؛ لأنّ إعلال الأوّل يلزم منه توالي إعلالين على الوجه الذي لا يغتفر ، ولا سبيل إليه ، وإعلال الثّاني يلزم منه التباس مثال بمثال ، فإنّه لو نقلت حركة العين من ازورّ إلى فائه لانقلبت هي ألفا ، فاستغني عن همزة الوصل ؛ لتحرّك الزّاي ، فقيل : زارّ ، فيتوهّم أنّه فاعل من الزّرّ ، فاجتنب لذلك .

[ نحو مقول ومبيع ]

فصل : يجب الإعلال المذكور أيضا لما اعتلّت عينه من مفعول حملا على فعله ، فتسكن عينه ، وبعده الواو ساكنة ، فتحذف هي في قول سيبويه ؛ لزيادتها وقربها من الطّرف ، وتحقّق الاستثقال معها ، ومذهب الأخفش عكس ذلك (3) .

ص: 159


1- المحضار والمحضير : الفرس الشديد الحضر ، والحضر نوع من العدو ، وهو ارتفاع الفرس في عدوه . اللسان ( حضر ) .
2- انظر التسهيل (311) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 173 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2139 ) ، والهمع ( 6 / 274 ) .
3- هذه المسألة خلافية توسع التصريفيون في مناقشتها ، وانظرها مفصلة مطولة في أمالي ابن الشجري ( 1 / 314 - 322 ) ، والمنصف ( 1 / 287 - 91 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ( 390 - 92 ) ، ولابن يعيش ( 351 - 55 ) ، والممتع ( 2 / 454 - 60 ) ، وبغية الطالب لابن الناظم ( 201 - 210 ) ، والكتاب ( 4 / 348 ) .

فإن كان مفعول من ذوات الواو فلا مزيد على ما ذكرته من النّقل والحذف ، كمقول .

وإن كان من ذوات الياء ضمّ إلى ذلك إبدال الضّمّة كسرة ؛ لتسلم الياء ، كمبيع .

ومذهب بني تميم تصحيح هذا النّوع ، كمبيوع (1) .

ولا يصحّح مفعول من ذوات الواو ، إلا ما شذّ من قول بعضهم في مصون ومدوف : مصوون ومدووف .

ص: 160


1- ومن ذلك قول شاعرهم فيما رواه أبو عمرو عن الأصمعي : فكأنّها تفاحة مطيوبة وقال العباس بن مرداس : قد كان قومك يزعمونك سيّدا وإخال أنّك سيّد معيون وقال علقمة بن عبدة الفحل : حتى تذكّر بيضات وهيّجه يوم رذاذ عليه الدّجن مغيوم وجاء في اليائي أيضا : مكيول ، ومخيوط ، ومزيوت . وهذا مطّرد عند تميم . وذكر الكسائي أن الإتمام في الواوي لغة بني يربوع وبني عقيل ، وجعله الكسائي مقيسا ، وأجازه المبرد في الضرورة ، وحكوا من ذلك : حلي مصووغ ، وعنبر مدووف ، وثوب مصوون ، وقول مقوول ، وفرس مقوود ، ورجل معوود من مرضه . وانظر المقتضب ( 1 / 238 - 41 ) ، والخصائص ( 1 / 260 - 61 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2143 ) ، والتسهيل (311) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 78 - 82 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 434 - 37 ) ، ونزهة الطرف للميداني ( 267 - 68 ) ، وشرح الشافية للجاربردي ( 294 - 96 ) ولليزدي ( 2 / 501 - 503 ) ، وللرضي ( 3 / 149 ) ، والمساعد ( 4 / 174 - 76 ) ، والارتشاف ( 1 / 150 - 51 ) ، والهمع ( 6 / 275 ) .

[ نحو إقامة واستقامة ]

(1)

فصل : يجب الإعلال المذكور أيضا لما اعتلّت عينه من مصدر على إفعال ، ( أو ) (2) استفعال ، حملا على فعله ، فتسكن العين حين تنقل حركتها ، وتنقلب ألفا لتحرّكها في الأصل ، وانفتاح ما قبلها ، فتلتقي مع الألف الزائدة قبل اللام ، ( فيعاملان ) (3) معاملة الواوين من مفعول الذي عينه واو ، ولامه صحيحة ، ويعوّض من المحذوف هاء التّأنيث ، كإقامة واستقامة .

وهما في الأصل : إقوام واستقوام ، ثمّ فعل بهما من النّقل والقلب والحذف والتّعويض ما ذكر .

ص: 161


1- يرى الخليل وسيبويه أن المحذوفة في نحو إقامة واستقامة ، هو ألف المصدر الزائدة ، فوزنهما عندهما : إفعلة واستفعلة ، وذهب الأخفش والفراء إلى أن المحذوف هو العين ، فوزنهما عنده : إفالة واستفالة . والهاء ، على المذهبين ، عوض عن الألف المحذوفة ، سواء كانت العين أو ألف المصدر الزائدة ، وخلافهم في هذه المسألة جار على خلافهم في المحذوف من مفعول الأجوف ، على ما مضى ذكره . وقد ورد عن العرب الحذف من غير تعويض ، ومن ذلك : أرى إراء ، وأجاب إجابا ، وأقام إقاما ، واستفاه استفاها . وذهب الفراء إلى أنهم إن لم يعوضوا هاء التأنيث ، حملوا المصدر مضافا ، فكان المضاف إليه هو العوض ، ومثل لذلك بقوله تعالى في الآية 73 من سورة الأنبياء : وَإِقامَ الصَّلاةِ ، والظاهر على خلاف مذهب الفراء . وانظر المسألة في الكتاب ( 4 / 354 - 55 ) ، والمقتضب ( 1 / 242 - 43 ) ، والمنصف ( 1 / 291 - 92 ) ، والممتع ( 2 / 490 - 91 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ( 462 - 63 ) .
2- ب : " و " .
3- ب : " فتعاملان " .

وإنّما ترك التّعويض في مفعول لأنّه صفة معرّضة لأن يقصد بها مذكّر ومؤنّث ، فلو لحقته الهاء تعويضا أو همت قصد التّأنيث عند إرادة التّذكير ، وذلك منتف من المصدرين المذكورين لانتفاء الوصف بهما .

[ ممّا جاء مصحّحا مما حقّه الإعلال ]

فصل : لمّا كان الباعث على إعلال ما أعلّ طلب التّخفيف ، وكان الثّقل الحاصل بترك هذا الإعلال أهون من غيره ؛ لسكون ما قبل حرف العلّة ، ترك في كثير ممّا يستحقّه ؛ تنبيها على ذلك .

وأكثر ما ترك في الإفعال مصدرا ، والاستفعال ، ( وفروعهما ) (1) ، كالإغيال (2) والاستحواذ ، حتّى رآه أبو زيد الأنصاريّ مقيسا (3) ، وشذّ العمل به مع وجود مانع ، كقولهم في جمع فواق : أفيقة (4) ، واللائق به : أفوقة ، حتّى يصحّ كما صحّت

ص: 162


1- أ : " وفروعها " .
2- الإغيال : مصدر أغيلت المرأة ولدها ، وذلك أن ترضعه وهي تؤتى ، أو أن ترضعه وهي حبلى ، وأغيلت الغنم : إذا نتجت في السنة مرتين . وانظر بالإضافة إلى ما ذكر من الإفعال والاستفعال مصححا في المساعد ( 4 / 177 ) .
3- انظر الصحاح ( حوز ) ، التسهيل (312) ، وشرحه لابن عقيل ( 4 / 178 ) ، والارتشاف ( 1 / 151 ) ، والهمع ( 6 / 275 ) . وسبقت ترجمة أبي زيد في الحاشية (103) ص (32) .
4- الفواق : ترديد الشّهقة الغالبة ، وما يصيب الإنسان عند النّزع ، والرّيح التي تشخص من صدره ، والفواق والفواق ، بضم الفاء وفتحها : ما بين الحلبتين من وقت ، وجمع فواق على أفيقة ، حكاه ثعلب عن سلمة عن الفراء . وانظر التهذيب ( فوق : 9 / 341 - 42 ) ، واللسان ( فوق ) .

نظائره ، كأجوبة ( وأسورة ) (1) ؛ لأنّه موافق ( الفعل ) (2) في وزنه وزيادته ، لكنّ السّماع لا يردّ .

[ من مسائل الإعلال بالحذف ]

[ الحذف من نحو : يعد ]

فصل : من وجوه الإعلال الحذف ، وهو مطّرد ، [ وغير مطّرد ] (3) ، فالمطّرد كحذف الواو الكائنة فاء في يصف ويعد ونحوهما ؛ لاستثقالها بين ياء مفتوحة وكسرة لازمة (4) .

فلو كانت الياء مضمومة لثبتت الواو ؛ لتقوّيها بأن وليت ما يجانسها من الحركات ، نحو : يوعد .

فلو كان بدل الكسرة ضمّة ، أو فتحة ، ثبتت الواو أيضا ، نحو : يوضؤ ويوجل ؛ لأنّها في يوضؤ بين أجنبيّ ومجانس ، وفي يوجل بين مستثقل ومستخفّ .

ص: 163


1- ب : " وأسودة " .
2- ب : " للفعل " .
3- ليس في " أ " .
4- هذا مذهب جمهور البصريين ، وذهب الفراء ، وتبعه الكوفيون ، إلى أن موجب الحذف هو التعدي ، فحذفت من نحو يعد ويزن لأنهما متعديان ، وثبتت في نحو يوجل ويوحل للزومهما . وعجب أبو العباس المبرد من هذا المذهب جدا ، واستطرفه . قلت : وهو مذهب بطلانه واضح ، وفساده بين ، وفي علة سقوطها مذاهب وآراء أطال في ذكرها المؤدب في دقائق التصريف (221) . وانظر هذه المسألة مفصلة في المنصف ( 1 / 188 ) ، والإنصاف ( 2 / 782 ) ، والكامل للمبرد ( 1 / 115 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش (335) ، وشرح المفصل له ( 10 / 59 ) ، والممتع ( 2 / 435 ) ، والمساعد ( 4 / 184 ) .

وبنو عامر ، رهط جميل بن معمر ، يقولون في مضارع وجد : يجد (1) .

فلو وليتها فتحة في موضع كسرة حذفت الواو أيضا ، نحو :

يضع ، وأصله : يوضع ، فحذفت الواو ، ولا بدّ لحذفها من سبب ، فإمّا أن يكون الياء وحدها ، أو مع الفتحة الموجودة ، أو مع ضمّة منويّة ، أو مع كسرة منويّة . منع من الأوّل والثّاني ثبوت الواو في يوجل ونحوه ؛ ومنع من الثّالث ثبوتها مع الضمّة الموجودة في يوضؤ ونحوه ؛ لأنّ الموجود أقوى من المنويّ ، ( فتعيّن ) (2) الرّابع ، وهو أن يكون سبب حذف الواو الياء والكسرة المنويّة ، فكان وضع يضع في الأصل من باب ضرب يضرب ، ففتحت عين مضارعه لأجل حرف الحلق ، كما صنع بمضارع يقع وشبهه .

ص: 164


1- ذكروا أن بني عامر يضمون في هذا الفعل فقط ، وهم في غيره كبقية العرب ، ونسب يجد إلى بني عامر في الصحاح واللسان ( وجد ، نقع ) ، والتسهيل (197) ، وشرحه لمصنفه ( 3 / 446 ) ، ولابن عقيل ( 2 / 594 ) ، ونزهة الطرف للميداني (112) ، والارتشاف ( 1 / 79 ) ، وشرح الرضي على الشافية ( 1 / 132 ) ، والجاربردي عليها (54) ، وذكروا شاهدا على هذه اللغة قول الشاعر : لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة تدع الصّوادي لا يجدن غليلا ونسب الجوهري والميداني هذا الشاهد للبيد بن ربيعة العامري ، وصحح النسبة ابن بري في أماليه على الصحاح ، والصاغاني في العباب ، وذكرا أن الشاهد لجرير ، وجرير وإن كان تميميا فإن جريان هذه اللغة على لسانه لا ينفي أنها عامرية ، فالعربي ، على ما ذكره ابن جني في الخصائص ( 2 / 15 ) ، قد ينتقل لسانه إلى غير لغته . وانظر شرح شواهد الشافية للبغدادي (55) .
2- ب : " فيتعيّن " .

وأمّا وسع يسع ، فكان في الأصل من باب حسب يحسب ، ففتحت عينه أيضا ، ونوي كسرها ، فلذلك حذفت واوها ، ولولا ذلك لقيل : يوسع ، كما قيل : يوجل .

[ حمل أخوات يعد عليه في حذف الواو ]

فصل : لمّا وجب حذف الواو المذكورة من المضارع ذي الياء حمل عليه ذو الهمزة ، وذو النّون ، وذو التّاء ، فقيل : أعد ، ونعد ، وتعد ، كما قيل : يعد ؛ إجراء لبعضهنّ على حكم بعض ، ولأنّ ذا الياء كالأصل لسائرها ؛ إذ يعبّر به ( عمّا ) (1) يعبّر عنه بكلّ منها ، نحو أن تقول : ما يفعل إلا أنا ، وإلا نحن ، وإلا أنت ، فوجب أن تكون أخواته ملحقة به فيما وجب له .

[ حمل الأمر من وعد على مضارعه في حذف الواو ]

ولمّا كان من مواقع ذي الياء الأمر ، نحو قولك : ليعد فلان فلانا ، حمل عليه الموضوع للأمر ؛ لتوافقهما معنى ووزنا ، نحو قولك : عد فلانا .

ولولا الحمل على المضارع لقيل : ايعد .

[ حمل مصدر وعد على مضارعه في حذف الواو ]

ولمّا أعلّ المضارع والأمر بالإعلال المذكور حمل عليهما المصدر المكسور الفاء ، السّاكن العين ، فحذفت فاؤه ، وحرّكت

ص: 165


1- ب : " كما " .

العين بحركتها ، ولزم آخره هاء التّأنيث عوضا من الفاء المحذوفة ، وذلك نحو : زنة وعدة ، وكانا في الأصل : وزنا ووعدا (1) ، ثمّ فعل بهما ما ذكر ؛ لأنّ المصدر يصحّ لصحّة فعله ، ويعتلّ لاعتلاله .

وربّما فعل ذلك بالمفتوح الفاء ، نحو : سعة ودعة .

[ إلحاق يئس بوعد ]

وقد ألحق الياء ( بالواو ) (2) في هذا الإعلال من قال في ييئس : يئس (3) .

[ مثل يقطين من الوعد ]

(4)

فلو توسّطت الواو المذكورة بين الياء والكسرة في اسم مرتجل لم تحذف ، كيوعيد ، وهو مثال يقطين من الوعد .

ص: 166


1- هذا مذهب ، والمذهب الآخر أنّ أصلهما : وعدة ووزنة على زنة فعلة . فعلى المذهب الأول تقول : ألقيت كسرة الواو على ما قبلها ، ثم حذفت ، وعوّض عنها بتاء التأنيث ، وعلى المذهب الثاني تقول : ألقيت كسرة الواو على ما قبلها ثم حذفت الواو ، ولزمت التاء لأنها جعلت كالعوض . وانظر المنصف ( 1 / 184 ) ، والممتع ( 2 / 430 - 31 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني ( 377 - 78 ) ، ولابن يعيش ( 334 ، 339 ، 358 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 61 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 421 ) .
2- ب : " الواو " .
3- انظر المنصف ( 1 / 196 ) ، والممتع ( 2 / 437 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (380) ، والمفصل (375) ، وشرحه لابن يعيش ( 10 / 62 ) ، ولصدر الأفاضل الخوارزمي ( 4 / 378 ) .
4- اليقطين : كلّ شجر لا يقوم على ساق كالدّبّاء والقرع والبطّيخ والحنظل ، ومفرده يقطينة . انظر سفر السعادة للسخاوي ( 1 / 526 - 27 ) ، واللسان ( قطن ) . وانظر المسألة في المساعد ( 4 / 189 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1106 ) .

[ حذف همزة أفعل من مضارعه واسم فاعله ومفعوله ]

فصل : ومن الحذف المطّرد حذف همزة أفعل من المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، كقولك : أكرم يكرم فهو مكرم ومكرم . والأصل أن يقال : يؤكرم ، ومؤكرم ، ومؤكرم ، ( لكن ) (1) حذفت الهمزة من ( أأكرم ) (2) استثقالا لتوالي همزتين في صدر الكلمة ، ثمّ حمل على ذي الهمزة أخواته ، والمفعل ، والمفعل ؛ لتجري النّظائر على سنن واحد .

ولم يستعمل الأصل إلا في الضّرورة ، كقول الشّاعر :

فإنّه أهل لأن يؤكرما (3)

ص: 167


1- ليس في " ب " .
2- ب : " أكرم " .
3- الشاهد بيت من مشطور الرجز ينسبونه لأبي حيان الفقعسي ، وإلى مساور العبسي ، وإلى عبد بني عبس ، وإلى ابن جباصة اللص ، وإلى العجاج ، وإلى الدبيري ، ولا دليل على أنه لواحد من المذكورين ، والصواب أن يقال : لا يعرف قائله ، على الرغم من كونه قلما يخلو منه كتاب ، وكثيرون يجعلونه من قصيدة مرجزة ذكرها البغدادي في الخزانة ، ويذكرون أن قبله : يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخا على كرسيّه معمّما فإنه أهل لأن يؤكرما والتحقيق أن هذا الشاهد ليس من هذه القصيدة ، والصواب أيضا أن يقال : لا يعرف قائله ولا تتمته . ويذكرون من الشواهد أيضا قول خطام بن نصر المجاشعي ، والشاهد من السريع : لم يبق من آي بها يحلّين غير رماد وحطام كنفين وغير ودّ جاذل أو ودّين وصاليات ككما يؤثفين وانظر المسألة في الكتاب ( 3 / 516 ) ، وأمالي ابن الشجري ( 2 / 165 ) ، والمقتضب ( 2 / 96 ) ، والمنصف ( 1 / 37 ، 2 / 184 ) ، والأصول ( 3 / 115 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 9 / 42 ) ، وشرح الشافية للجاربردي (58) ، وخزانة الأدب للبغدادي ( 11 / 410 ) ، وشرح شواهد شرحي الشافية له (58) .

وشذّ قولهم في السّعة : أرض مؤرنبة ، بكسر النّون ؛ أي :

كثيرة الأرانب ، وكذلك قولهم : كساء مؤرنب : إذا خلط صوفه بوبر الأرنب (1) .

فلو غيّرت همزة أفعل بقلبها هاء ، أو عينا ، لم تحذف ؛ ( للأمن من التقاء همزتين ) (2) ، ومن ذلك قولهم : هراق الماء يهريقه ، فهو مهريق ، والماء مهراق ، ( وعبهل ) (3) الإبل يعبهلها فهو معبهل ، والإبل معبهلة ؛ أي مهملة .

[ حذف الهمزة في : خذ ، كل ، مر ]

فصل : ومن الحذف اللّازم غير المقيس عليه حذف فاءات :

خذ ، وكل ، ومر . والأصل : اؤخذ ، واؤكل ، وأؤمر ؛ لأنّهن من الأخذ ، والأكل ، والأمر ، ولكنّها خفّفت لكثرة الاستعمال ، ولا يقاس عليها غيرها ، كالأمر من : أجر الأجير ، وأسر الأسير ؛ لانتفاء كثرة الاستعمال .

ص: 168


1- وأنشدوا على ذلك قول ليلى الأخيلية : تدلت على حص الرؤوس كأنها كرات غلام في كساء مؤرنب وانظر الشاهد في ديوانها (56) ، والكتاب ( 4 / 280 ) ، وشرح أبياته لابن السيرافي ( 2 / 437 ) ، وأدب الكاتب لابن قتيبة (608) ، والمنصف ( 1 / 192 ) ، والاقتضاب لابن السيد ( 3 / 422 ) .
2- ب : " إلا من التقاء الساكنين " . تحريف .
3- ب : " وعيهل " . بالياء في هذا الموضع وفي أمثلته بعده ، وانظر اللسان ( عبهل ) .

وقد استعمل مر على الأصل دون أخويه ؛ لأنّه أقلّ استعمالا منهما ، قال اللّه تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) (1) .

ومن هذا القبيل حذف همزة أفعل التّفضيل في قولهم : هو خير من هذا ، وشرّ من ( ذاك ) (2) . والأصل : أخير وأشرّ (3) ، وربّما استعملا كذلك ، وقال أيضا بعض العرب في التّعجّب : ما خير هذا ! (4) .

وقد شبّه بعض العرب بخذ وبابه الأمر من أتى ، فقال :

ص: 169


1- طه : 132 ، وبالهمزة أيضا جاء قوله تعالى : فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها الأعراف : 145 ، وقوله عز وجل : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ الأعراف : 199 ، وقوله : يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ لقمان : 17 . وليس فيه شيء على لغة حذفها . وقد روي إثبات همزة خذ ضرورة ، وأنشدوا على ذلك بيتا من الوافر نسب لطريح بن إسماعيل الثقفي ، ولمصعب بن الزبير ، وهو : تحمّل حاجتي وأخذ قواها فقد نزلت بمنزلة الضّياع وانظره في ديوان طريح (97) ، وأمالي القالي ( 2 / 69 ) ، والوزراء والكتّاب للجهشياري (95) ، وجمرة الأمثال للعسكري ( 1 / 514 ) ، والكشكول للعاملى ( 1 / 107 ) ، واللآلي لأبي عبيد (705) ، وشرح الملوكي للثمانيني (394) .
2- ب : " ذلك " .
3- قال الأزهري : " قال شمر : ويقال : ما أخيره وخيره ، وأشرّه وشرّه ، وهذا خير منه وشرّ منه ، وأخير منه وأشرّ منه " . التهذيب ( خير : 7 / 553 ) .
4- قال في التصريح : " واختلف في سبب حذف الهمزة ، فقيل : لكثرة الاستعمال ، وقال الأخفش : لأنهما لمّا لم يشتقّا من فعل خولف لفظهما ، فعلى هذا فيهما شذوذان ، حذف الهمزة ، وكونهما لا فعل لهما . وجاء في التهذيب : " قال شمر : قال أعرابيّ لخلف الأحمر : ما خير اللّبن للمريض ! وذلك بمحضر من أبي زيد ، فقال له خلف : ما أحسنها من كلمة ! لو لم تدنّسها بإسماعها الناس " . انظر التهذيب ( خير : 7 / 552 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 2 / 1127 ) ، والتصريح ( 2 / 100 ) .

ت لي آل زيد ، واندهم لي جماعة

وسل آل زيد : أيّ شيء يضيرها ؟ (1)

[ شاك ، وهار ]

فصل : ومن الحذف ما لا يطّرد ، ولا يلزم ، كحذف عين فاعل المعتلّ ، مثل قولهم في هائر وشائك : هار وشاك (2) .

ويمكن أن يكون المحذوف من هذين ونحوهما إنّما هو الألف الزائدة ، كما حذفت في فاعل المضاعف ، ( كقولهم في رابّ ) (3) ، وبارّ ، وسارّ ، وقارّ : ربّ ، وبرّ ، وسرّ ، وقرّ (4) .

وقد استعمل في فاعل المعتلّ العين التّحويل كثيرا (5) ، فقالوا : هار ، وشاك ، فجعلوا العين موضع اللام ، واللام موضع العين ؛ ليكون الاعتلال في الآخر ؛ إذ هو به أولى .

ص: 170


1- الشاهد من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وانظره في : سر الصناعة ( 2 / 823 ) ، وأمالي ابن الشجري ( 2 / 200 ) ، وشرح الملوكي للثمانيني (396) ، ولابن يعيش ( 364 ، 368 ) ، والضرائر لابن عصفور (100) ، والمساعد لابن عقيل ( 4 / 191 ) ، وشفاء العليل للسلسيلي ( 3 / 1106 ) ، والهمع ( 6 / 252 ) ، واللسان والتاج ( أتى ) ، والدرر اللوامع للشنقيطي ( 6 / 321 ) . وقوله : واندهم : أي فأتهم في ناديهم .
2- انظر الحاشية (219) ص (65) .
3- ب : " في قولهم : رابّ ، و . . " .
4- يقال : رجل بارّ وبرّ : عطوف على ذي قرابته ، والأنثى بالتّاء ، ويقال : رجل رابّ وربّ ، والأنثى بالتّاء : كافل لولد امرأته من غيره ، ورجل سارّ وسرّ وسريرّ : يسرّ إخوانه ، والأنثى بالتّاء ، ويوم قارّ وقرّ ومقرور : بارد ، وليلة قارّة وقرّة : باردة كذلك . انظر اللسان ( ربب ، برر ، سرر ، قرر ) .
5- يريد بالتحويل القلب المكاني .

وقد يحملهم الاعتناء بظهور الإعراب على عكس هذا التّحويل ، كقولهم في تراق ؛ جمع ترقوة : ترائق (1) .

ص: 171


1- التّرقوتان ، والمفرد : ترقوة : العظمان الدقيقان المشرفان بين ثغرة النّحر والعاتق ، تكونان للناس وغيرهم . وشاهد الجمع بالقلب ما حكاه الفراء ، وأنشده ابن السكيت من قول الشاعر : هم أوردوك الموت حين أتيتهم وجاشت إليك النّفس بين التّرائق وشاهد الجمع على التراقي من غير قلب ما أنشده ثعلب : قرت نطفة بين التّراقي كأنّها لدى سفط بين الجوانح مقفل انظر اللسان والتاج ( ترق ) .

[ الإدغام ]

اشارة

فصل في الإدغام :

إذا التقى المثلان وأوّلهما ساكن وجب إدغامه ، نحو : قل لّزيد : نبّه هّرما ، وسر رّاشدا ، واصحب برّا ، ودع عّاذلا ، ودم مّاجدا ، وجد دّائما .

[ من موانع الإدغام ]

[ أوّلها : كون أول المثلين هاء سكت ]

فإن كان (1) هاء سكت لم تدغم ؛ لأنّها مخصوصة بالوقف .

فإن ثبتت وصلا فالوقف عليها منوي ، والابتداء بما وليها منويّ أيضا ، فيتعيّن الفكّ ، كقوله تعالى : ( ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ ) (2) .

ص: 172


1- أي : أوّل المثلين .
2- الحاقة : آخر الآية 28 ، وأول الآية 29 ، وقراءة الجمهور بالإظهار ، قال مكي بن أبي طالب : " وبالإظهار قرأت ، وعليه العمل ، وهو الصواب " . ووجوب الإظهار مذهب العلماء ، والمقصود بالإظهار ، كما شرحه أبو شامة المقدسي : أن تقف على هاء ( ماليه ) وقفة لطيفة . وأما إن وصلت فلا يمكن إلا الإدغام ، أو التحريك إجراء للوقف مجرى الوصل ، وبالإظهار والإدغام روي عن ورش ، قال أبو حيان : وهو ضعيف من جهة القياس . وانظر الإقناع لابن الباذش ( 1 / 369 ) ، والتسهيل (320) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2175 ) ، وشرح الشافية للجاربردي (329) ، ولليزدي ( 2 / 555 - 56 ) ، والتذييل والتكميل لأبي حيان ( 6 / 223 - أ ) ، والمساعد ( 4 / 251 ) ، والإتحاف لابن البنا (324) .

[ ثانيها : كونه همزة ]

فإن كان همزة لم يجز الإدغام إلا أن تلي ألفا ، كما هي في ( سأّال ) ونحوه ، على ما ذكر في باب الهمز (1) .

وإنّما لم تدغم الهمزة لأنّ تضعيفها أثقل من تضعيف غيرها ، ولذلك أهمل كون العين واللام همزة ، واستعمل ذلك في سائر الحروف .

وأيضا : فللهمزة عن الإدغام مندوحة ، ( أي : سعة وجه ) (2) ، فيما اطّرد من التّخفيف الخاصّ بها ، كإبدالها ساكنة بمدّة تجانس حركة ما قبلها ، فيقال على هذا في اكلأ أحمد ، ونحوه : اكلا أحمد ، إن أوثر الإبدال ، ( واكلأحمد ) (3) إن أوثر تحريك السّاكنة بحركة المتحرّكة (4) .

ص: 173


1- انظر ص (76) من هذا الكتاب
2- ليس في " ب " .
3- أ : " اكلأ احمد " .
4- نحو ( اكلأ أحمد ) المقصود به التقاء همزتين في كلمتين ، أولاهما ساكنة قبلها مفتوح ، والثانية محركة بالفتحة ، وهذا النحو فيه ، على الأصح ، وجهان : الأول : إبدال الأولى مدّة من جنس حركة ما قبلها ، أي ألفا ، فيقال : اكلا أحمد . الثاني : أن تلقي حركة الثانية على الأولى ، ثم تحذف الثانية تخفيفا ، فيقال : اكلأحمد . وذكر الزمخشري وجها ثالثا ، وهو أن تجعل الهمزتان معا بين بين ، ولم يوافق الزمخشريّ في هذا الوجه . كما اختلف في ( بين بين ) المقصود ، فقيل : أن تبدل الهمزة حرفا بينها وبين حرف حركتها ، وقيل : بل بينها وبين حركة ما قبلها . انظر المفصل (352) ، وشرحه لابن الحاجب ( 2 / 351 ) ، ولابن يعيش ( 9 / 120 ) ، وشرح الشافية لركن الدين الاسترآبادي (104) ، وللجاربردي وحاشية الغزي عليه ( 265 - 66 ) ، ولليزدي ( 2 / 451 - 53 ) .

[ ثالثها : كونه حرف مدّ متطرّفا ]

وإن كان أوّل المثلين حرف مدّ متطرّفا لم يجز الإدغام أيضا ، نحو : يعطي ياسر ، ويغزو واقد ؛ لأنّ المدّ الذي في حرف المدّ قائم مقام حركة ، ولذلك جاز التقاء الساكنين إذا كان أوّلهما ممدودا باطّراد في نحو : دابّة ، وآ الغلام قال (1) ؟ وبغير اطّراد في نحو : التقت حلقتا البطان (2) ، فكما امتنع إدغام المتحرّك امتنع إدغام الممدود ، إلا أنّ المدّ ( ألزم للممدود من ) (3) الحركة للمتحرّك ، فلذلك سوّي بينهما في التزام زوالهما توصّلا إلى ( إدغام ) (4) المتّصل ؛ لأنّه أهمّ من إدغام المنفصل ، نحو : رادّ ، ومدعوّ ، ما لم يكن أوّلهما بدلا من مدّة ، فيتعيّن الفكّ ، نحو :

ص: 174


1- ذكر ابن الحاجب أن الصّور التي يغتفر فيها التقاء الساكنين ويطّرد أربعة ، وما عداها شاذّ نادر غير مطّرد ، وهذه الأربعة هي : 1 - يغتفر في الوقف مطلقا ، إن كان ما قبل الموقف عليه ساكنا أيضا ، نحو : زيد ، وبكر . 2 - وفي المدغم وقبله ساكن لين من كلمته ، نحو : الضّالّين ، ودويبّة ، وتمودّ الثوب . 3 - وفيما بني لعدم التركيب وقفا ووصلا ، كأن تعدّ حروف الهجاء ، فتقول : عين ، غين ، قاف ، كاف ، لام ، ميم ، نون ، هاء ، واو ، ياء ، أو أن تقرأ أسماء جماعة ، فتقول : سعد ، بكر ، زيد ، خلدون . ولا فرق هنا بين أن يكون ما قبل الأخير لينا كزيد ، أو غير لين كسعد . 4 - وفي المبدوء بهمزة وصل مفتوحة ، من المحلى بأل ، أو غيره ، وقد دخلت عليهما همزة الاستفهام ، فتقول : الحسن عندك ؟ ومنه قوله تعالى : الذَّاكِرِينَ ، وقوله : آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ . وآيمن اللّه يمينك ؟ وانظر الشافية (56) ، وشرحها للجاربردي ( 150 - 51 ) ، وللرضي ( 2 / 210 - 25 ) ، ولليزدي ( 1 / 238 - 42 ) ، والمفصل ( 352 - 53 ) ، وشرحه لابن يعيش ( 9 / 120 - 23 ) ، ولابن الحاجب ( 2 / 352 - 60 ) .
2- مثل يضرب للأمر إذا اشتدّ وبلغ غايته ، وانظر بالإضافة إلى المراجع المذكورة في الحاشية السابقة في : أمثال أبي عبيد (343) ، ومجمع الأمثال للميداني ( 3 / 102 ) ، والجمهرة لأبي هلال العسكري ( 1 / 188 ) ، والمستقصى للزمخشري ( 1 / 306 ) .
3- ب : " اللازم للممدود أولى من " .
4- أ : " الإدغام " .

قوول ؛ لئلا يلتبس فاعل بفعّل ؛ ولأنّ الواو الأولى بدل من ألف ، فكان اجتماعها بالثّانية عارضا .

[ وجوب الإدغام في مثال أبلم من أوب ]

فلو كان الأوّل مبدلا من غير مدّة بدلا لازما تعيّن الإدغام ، نحو : أوب ، وهو مثال أبلم من أوب ، وأصله : أأوب بهمزتين ، فأبدلت الثانية واوا على سبيل اللّزوم ، لما تقدّم ، فأشبهت الواو المزيدة في مثال جوهر من قول ، فقيل : ( أوّب ) (1) ، كما قيل :

( قوّل ) (2) .

[ جواز الفك والإدغام في نحو رييا ]

فلو كان الأوّل مبدلا من غير مدّة بدلا غير لازم جاز فيه الإدغام والفكّ ، كقوله تعالى : ( أَثاثاً وَرِءْياً ) (3) في وقف حمزة ،

ص: 175


1- ب : " أوّب " .
2- ب : " قوول " . وانظر المسألة في شرح الكافية الشافية ( 4 / 2176 ) ، والمساعد ( 4 / 252 ) ، وشفاء العليل ( 3 / 1118 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 238 ) . وقد مضى تفسير أبلم الحاشية (275) ص (79) من هذا الكتاب .
3- مريم : من الآية 74 . قرأ قالون عن نافع ، وابن ذكوان عن ابن عامر ، والأعمش ، وأبو جعفر المدني ، والبرجمي عن أبي بكر ، وأبو عمرو برواية : ( ريّا ) بتشديد الياء من غير همز . وقرأ عبد الباقي عن أبيه عن ابن الحسن السامري ، وحمزة واقفا ، وأبو عمرو برواية أخرى : ( رييا ) ، بياءين مظهرتين من غير إدغام . وقرأ طلحة : ريا بياء واحدة خفيفة بلا همز . وقرأ سعيد بن جبير ، والأعسم المكي ، ويزيد البربري : ( زيّا ) بالزاي وتشديد الياء . وعن حميد : ( ريئا ) بياء قبل الهمزة ، على القلب . وحكى البزيّ : ( رياء ) بالمدّ . واختلف النقل عن ورش فروي عنه ( رئيا ) ، و ( ريّا ) . وانظر المسائل الحلبيات لأبي علي ( 56 - 58 ) ، وشواذ ابن خالويه (86) ، والغاية للنيسابوري (204) ، والمحتسب لابن جني ( 1 / 43 - 44 ) ، والإقناع لابن الباذش ( 1 / 413 - 26 ) ، والسبعة لابن مجاهد ( 411 - 12 ) ، والنشر لابن الجزري ( 1 / 394 ) ، والكشف لمكي ( 1 / 85 ) ، وشواذ الكرماني (149) .

فإنّه يبدل الهمزة ياء ، وللآخذ بروايته أن يقول : ( ريّا ) بالإدغام ، و ( رييا ) بالفكّ .

[ من أحكام المثلين في كلمتين ]

وفرّق بين الممدود مع مثله ، والمتحرّك مع مثله ، في المنفصل ، فجاز الوجهان في المتحرّك ، نحو : قعد داود ، وتعيّن المنع في الممدود ، نحو : صلوا واحدا ، ما لم يكن جاريا بالتّحريك مجرى الحرف الصّحيح ، كقوله تعالى : ( يَأْتِيَ يَوْمٌ ) * (1) ، وقوله :

( هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (2) .

[ وجوب الإدغام في نحو اشتدّ ]

فصل : فإن تحرّك المثلان في كلمة وجب تسكين أوّلهما ، وإدغامه ، نحو : اشتدّ فهو مشتدّ ، والأصل : اشتدد ، فهو مشتدد .

ص: 176


1- وردت مرات في القرآن الكريم ، وهي في البقرة : 254 ، وإبراهيم : 31 ، والروم : 43 ، والشورى : 47 .
2- البقرة : 249 .

[ وجوب النقل والإدغام في نحو أجدّ ]

وتنقل حركة المدغم إلى ما قبله إن كان ساكنا ، نحو : أجدّ فهو مجدّ .

[ ما لا حاجة فيه إلى النقل ]

فإن كان السّاكن حرف مدّ ، أو ياء تصغير ، كحاجّ وتحوجّ ودويبّة ، فلا نقل ؛ إذ لا حاجة إليه ؛ لقيام ( المدّ ) (1) مقام الحركة في التّوصّل إلى الإدغام ، ولأنّ الحرف المجلوب للمدّ لا يحرّك ؛ لئلّا يفوت ما جلب لأجله .

وياء التّصغير تشبه ألف التكسير ( في ) (2) السّكون واللّين والزّيادة لمعنى متجدّد ثالثة بعد فتحة مطلقا ، وقبل كسرة فيما يكسر ما بعد ألف تكسيره ، فلم يحرّك لذلك .

ولذلك لم يجز لمن قال في كفء : كف ، بالنّقل ، أن يقول في كفئ : كفي .

[ نحو أودّ ]

وإن كان السّاكن حرف لين غير ما ذكر جرى مجرى الصّحيح في نقل حركة المدغم إليه ، نحو : أودّ فلانا ، وأنت أودّ منه .

ص: 177


1- ب : " المدّة " .
2- ب : " و " .

[ من موانع إدغام المثلين ]

[ أولها : تصدّر المثلين أول الكلمة ]

فإن تصدّر المثلان امتنع الإدغام ، إلّا أن يكون أوّلهما تاء المضارعة ، فقد تدغم بعد مدّة ، أو حركة ، نحو : قوله تعالى :

( وَلا تَيَمَّمُوا ) (1) ، وقوله : ( تَكادُ تَمَيَّزُ ) (2) .

[ ثانيها : كونهما واوين آخر الكلمة ]

ويمنع من الإدغام أيضا كون المثلين المتحرّكين واوين في آخر كلمة ، كقوي ؛ لأنّ الثانية قد نالها الإعلال .

[ ثالثها : كونهما ياءين غير لازم تحريك ثانيهما ]

وكذلك إن كانا ياءين غير لازم تحريك ثانيتهما ، نحو :

يحيي ، وربّما نال الإدغام هذا النّوع . أنشد الفرّاء :

وكأنّها بين النّساء سبيكة

تمشي بسدّة بيتها فتعيّ (3)

ص: 178


1- البقرة : 267 .
2- الملك : 8 .
3- جاء في التهذيب ( عيي : 3 / 258 - 59 ) : " قال - أي الفراء - وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم ، كقولك : هو يعيي ويحيي . قال : ومن العرب من أدغم في مثل هذا . قال : وأنشدني بعضهم : فكأنّها بين النّساء سبيكة تمشي بسدّة بيتها فتعيّ وقال أبو إسحاق : هذا غير جائز عند حذّاق النّحويين . وذكر أنّ البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف . قلت : والقياس ما قال أبو إسحاق ، وكلام العرب عليه . وأجمع القراء على الإظهار في قوله : يُحْيِي وَيُمِيتُ * " . هذا : وقد نسب الزّبيديّ في التاج ( عيي ) الشاهد للحطيئة ، وانظره غير منسوب في معاني الفراء ( 1 / 412 ، 3 / 213 ) ، والمنصف ( 2 / 206 ) ، والمحتسب ( 2 / 269 ) ، والممتع ( 2 / 585 ، 587 ) ، والمساعد ( 4 / 260 ) ، والهمع ( 1 / 172 ) ، والأشموني ( 4 / 349 ) ، والدرر اللوامع ( 1 / 185 ) . وضبط عين ( فتعيّ ) بالفتح في معاني الفراء والممتع خطأ مضيّع لوجه الاستشهاد بالبيت .

[ رابعها : كون أحدهما للإلحاق ]

ويمنع أيضا من إدغام المثلين المتحرّكين في كلمة كون أحدهما للإلحاق ، نحو : قردد (1) ، فإنّه ملحق بجعفر ، فالدّال الأولى بإزاء الفاء ، والدّال الآخرة بإزاء الرّاء ، فلو أدغم لسكنت الدّال الأولى ، ونقلت حركتها إلى الرّاء التي قبلها لئلا يلتقي ساكنان ، فلا يبقى حينئذ موازن ما ألحق به ، فيتعيّن فيه وفي أمثاله الفكّ ؛ ليتبيّن بذلك كونه ملحقا .

[ خامسها : كون المثلين مسبوقين بمزيد للإلحاق ]

وكذلك لو كان المثلان أصلين مسبوقين بمزيد للإلحاق ، نحو : ألندد ؛ بمعنى الألدّ ، وهو الشّديد الخصومة ، فإنّه ملحق بسفرجل ، فيتعيّن فكّه ؛ لئلّا يصير بالإدغام مخالفا لما ألحق به .

[ سادسها : كون المثلين في اسم مخالف لزنات الأفعال ]

ومن موانع الإدغام كون الذي فيه المثلان اسما مخالفا وزنه وزن الفعل ، كذلل ، ( وظلل ) (2) ، وكلل (3) .

ص: 179


1- مضى تفسيره في الحاشية (31) ص (11) من هذا الكتاب .
2- ب : " وطلل " . وليس هو المقصود الآن ، وسوف يأتي .
3- الكلل : جمع كلّة ، وهي السّتر الرّقيق يخاط كالبيت يتوقّى به من البعوض والبقّ ، والكلّة : ستر مربّع يضرب على القبور ، والكلّة : حال الرّجل ، ومنه قولهم : بات بكلّة سوء ؛ أي بحال سوء . انظر التهذيب ( كلل : 9 / 119 ) ، واللسان ( كلل ) .

وكذلك مثال إبل ، لو بني من مضاعف لوجب فكّه أيضا ، لمخالفة وزنه وزن الفعل (1) .

وقد منعوا إدغام فعل اسما ، كطلل ، مع كونه على وزن الفعل ؛ قصدوا بذلك التّنبيه على فرعيّة الاسم في الإدغام ، وعلى خفّة الفتحة ، وأنّ المتحرّك بها ، إن لم يكن فعلا ، ولا اسما مزيدا فيه ، ( مستغن ) (2) عن التّخفيف بالإدغام استغناءه عن التّخفيف بالتّسكين عند ملاقاة غير المثل ، بخلاف المتحرّك بالكسرة أو الضّمّة ، فإنّه ( خفّف ) (3) بالتّسكين مع غير المثل ، نحو : كبد وعضد ، فقيل فيهما : كبد وعضد ، وذلك مطّرد في لغة تميم ؛ وكذلك يصنع بالأفعال ، فيقال في علم وظرف : علم وظرف (4) ،

ص: 180


1- وكنت تقول فيه من الردّ والقصّ : ردد وقصص .
2- ب : " مستغني " .
3- ب : " يخفّف " .
4- وهو ما يسمّى بالتفريعات ، أو ردّ بعض الأبنية إلى بعض : ففعل الاسم الحلقي العين ، نحو : فخذ ، يجوز فيه : فخذ ، وفخذ ، وفخذ . وفعل الحلقي العين من الأفعال نحو : شهد ، يجوز فيه : شهد ، وشهد ، وشهد . وفعل الاسم غير الحلقي ، نحو : كتف ، يجوز فيه : كتف ، وكتف . وفعل غير الحلقي فعلا ، نحو : ركب ، يجوز فيه : ركب ، وركب . وفعل اسما ، نحو : عضد ، وفعل فعلا ، نحو : شرف ، يجوز فيهما إسكان العين ، فتقول فيهما : عضد ، وشرف . وفعل ، وفعل ، ولا يكونان في الأفعال ، يجوز فيهما إسكان العين ، فتقول في نحو عنق وإبل : عنق وإبل . وفعل ، ولا يكون في الفعل أيضا ، يجوز فيه ضمّ العين اتباعا لضم الفاء ، ورأوا أن ذلك ضرب من التخفيف ، فتقول في عسر ويسر : عسر ويسر . وفعل المبني للمفعول نحو : عصر يجوز فيه : عصر وعصر . والوجه الثاني حكاه قطرب ، وهو شاذّ . انظر الشافية ( 12 - 13 ) ، وشرحها للرضي ( 1 / 39 - 47 ) ، وللجاربردي ( 31 - 33 ) ، ولليزدي ( 1 / 38 - 42 ) .

وكذلك ما أشبههما ، فلمّا خفّف المتحرّك بالكسرة ، أو الضمّة ، بالتّسكين عند ملاقاة غير المثل ، خفّف بالإدغام .

[ سابعها : كونهما في اسم لا يوازن الفعل ، مختوم بتاء التأنيث...]

[ سابعها : كونهما في اسم لا يوازن الفعل ، مختوم بتاء التأنيث أو ألفيه ، أو الألف والنون المشبهتين بهما ]

فصل : فإن ولي المثلين المتحرّكين في اسم هاء التّأنيث ، أو ألفه الممدودة ، أو المقصورة ، أو الألف والنّون الزّائدتان ، وكان ما هما فيه لا يوازن الفعل مع التّجريد ، ففكّه ، لاحقا به ما ذكر ، أولى من فكّه مجرّدا ؛ لأنّ مخالفته ، مجرّدا ، للفعل بالوزن خاصّة ، ومخالفته له ، لاحقا به ما ذكر ، بالوزن ولحاق زيادة تخصّ الأسماء ، وذلك نحو : الخششاء ، وهو العظم النّاتئ خلف الأذن ، والحممة : وهي القطعة من الفحم ، والقررة (1) : وهي اللازق بأسفل القدر ، والحببة : ( وهي ) (2) خوابي الماء .

[ ثامنها : كون ما هما فيه على فعلان ]

وكذلك إن كان ما هما فيه على فعلان ، كالدّججان ، وهو الدّبيب ، فالفكّ فيه متعيّن ؛ لأنّه مع التّجريد على فعل ، وقد تقدّم أنّ فعلا لا يدغم ، مع كونه مشابها للفعل ، فإذا لحقه ما هو مختصّ بالاسم فهو أحقّ بامتناع الإدغام .

ص: 181


1- هي : القرارة ، مثلثة القاف ، والقررة ، بفتح الراء وتثليث القاف ، والقررة ، بضمتين ، والقرورة . انظر التهذيب ( قرر : 8 / 279 ) ، واللسان ( قرر ) .
2- ب : " وهو " .

[ مسألة : يتعيّن الإدغام إن كان ما فيه المثلان على فعل أو فعل ]

فإن كان ما هما فيه ، عند التّجريد ، على فعل أو فعل ، فإدغامه مع لحاق هاء التّأنيث متعيّن (1) ، كما هو مع عدمها ، وذلك نحو : صبّة أنثى صبّ ، فاستصحب الإدغام مع تاء التأنيث ، كما استصحب معها الإعلال ، على ما تقدّم (2) ، ولأنّ لحاقها مساو للحاق التّاء الفعل الماضي في نحو : فعلت ، فلم يوجب مخالفة ما اتّصلت به للفعل ؛ بل زادته شبها به .

[ إن كان ما فيه المثلان من الأسماء على مثل ظربان أو سبعان جاز الفكّ والإدغام ]

(3)

فإن كان ما هما [ فيه ] (4) على فعلان أو فعلان ، كبناء مثل ظربان وسبعان من الرّدّ ، وذلك : رددان ورددان ، ففيه مذهبان :

الفكّ والإدغام (5) .

ص: 182


1- وذهب ابن كيسان إلى أن ما كان على فعل أو فعل لا يدغم . انظر الممتع ( 2 / 646 ) ، والارتشاف ( 1 / 164 ) .
2- انظر ص (62) .
3- قد مضى شرح سبعان في الحاشية (298) ص (87) ، وظربان في الحاشية (481) ص (140) .
4- ليس في " أ " .
5- مذهب الخليل وسيبويه والمازني الإدغام ، وهو مذهب الجمهور ، فتقول فيهما ردّان ، بفتح الراء ، والفك مذهب الأخفش ، وقال ابن جني : وكلا القولين مذهب . وانظر المسألة في الكتاب ( 4 / 427 ) ، والأصول ( 3 / 407 ) ، والتبصرة ( 2 / 921 ) ، والمنصف ( 2 / 310 / 11 ) ، والممتع ( 2 / 647 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 3 / 243 ) .

فمن فكّ فلأنّ المثال قد خالف الفعل بزيادة تخصّ الأسماء ، ولا تكون في الأفعال ، فوجب الفكّ معها في رددان ورددان ونحوهما ، كما ( وجب التّصحيح معهما ) (1) في الجولان والصّورى ونحوهما (2) .

ومن أدغم فلأنّ العناية بالإدغام أشدّ من العناية بقلب الواو والياء ألفين إذا لم يتطرّفا ، ولذلك أدغموا أفعل في التفضيل والتّعجّب ، نحو : الأشدّ ، وما أشدّه ، ولم يقلبوه فيهما ، نحو :

الأجود ، وما أجوده ، وصحّحوا كثيرا من موازن أفعل واستفعل ، كأعول (3) واستحوذ ، حتّى رأى بعض العلماء (4) القياس على ما صحّح من ذلك سائغا . ولم يرد فكّ ما وازن ذلك من المضاعف ، كأعدّ واستعدّ .

وإنّما فاق الإدغام الإعلال المذكور في العناية به ؛ لأنّ الثّقل بتركه زائد على الثّقل بترك الإعلال .

ولأنّ الإدغام تدعو الحاجة إليه في جميع الحروف ، إلا الألف ، فلو ترك كثر الاستثقال ؛ لكثرة مواقع اجتماع المثلين ، ولو

ص: 183


1- ب : " وجب معها التصحيح " .
2- تقدم ص (139) .
3- أعول الرّجل : رفع صوته بالبكاء والصياح ، والقوس : صوّتت ، وأعول عليه : بكى عليه ، أدلّ عليه دالّة ، وحمل عليه حاجته ، وأعول الرجل : حرص ، وكثر عياله . اللسان ( عول ) .
4- هو أبو زيد الأنصاري ، انظر الحاشية (103) ص (32) .

ترك الإعلال المذكور لم يلزم ذلك ؛ لقلّة مواقعه ؛ إذ لا يكون إلا في الواو والياء .

وأيضا : فإنّ التّغيير اللازم مع الإدغام أقلّ من التّغيير اللازم مع الإعلال المذكور ، فإنّ المدغم لم يتبدّل مخرجه ، بخلاف ( المعلّ ) (1) .

ولأنّ المدغم لا يعرض له ما يوجب حذفه ، بخلاف الواو والياء إذا قلبتا ألفا ، فإنّها تحذف لسكون ما بعدها ، نحو : أقمت ، وإذا صحّت سلمت من ذلك ، كاستحوذت .

فاستحقّ الإدغام مزيد عناية لقربه من الأصل ، وهو عدم التّغيّر .

[ أمثلة ما شذّ فكّه ]

ومع ذلك فقد شذّ الفكّ في أفعال على فعل ، نحو : لححت العين : إذا التزق جفناها من الرّمص ، وصكك الفرس (2) ، وقطط الشّعر : إذا اشتدّ تجعّده ، وألل السّقاء : تغيّرت رائحته ، والأذن ( رقّت ) (3) والأسنان فسدت ، وضبب البلد : كثرت ضبابه (4) .

ص: 184


1- ب : " المعتل " .
2- صكك الفرس : ضربت إحدى ركبتيه الأخرى ، وأحد العرقوبين الآخر ، أثناء مشيه وعدوه . اللسان ( صكك ) .
3- أ : " ورقت " .
4- ومما جاء منه أيضا قولهم : مششت الدّابّة ، وعززت الناقة ، ودبب الإنسان . وانظر المنصف ( 2 / 302 ) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2180 - 81 ) .

[ المذاهب في مثل سبعان من القوّة ]

(1)

فصل : لو بني مثال سبعان ، وهو اسم مكان ، ممّا عينه واو ، ولامه واو ، كقووان من القوّة ، ففيه ثلاثة مذاهب :

أحدها : أن يعطى الواوان ، مع الألف والنّون ، ما أعطيتا مع هاء التّأنيث ، فتكسر الأولى ، وتقلب الثانية ياء ، فيقال : قويان .

وهو اختيار أبي العبّاس (2) .

الثاني : أن تدغم الأولى في الثّانية ؛ لأنّهما ( مثلان ) (3) متحرّكان في مثال يوجد في الأفعال ؛ لأنّ ( قوو ) من قووان ، كطرف .

والمذهب الثالث : ترك الإدغام ، وترك الإعلال ، لأنّ الألف والنّون في آخره ، وهما ( زيادتان ) (4) مختصّتان بالأسماء ، فأوجبتا التّصحيح كما أوجبتاه في الجولان ، وأوجبتا الفكّ ( بعين ما ) (5) أوجبتا التّصحيح ، وهو أنّ المثال بهما قد خالف الفعل ، وإنّما يعلّ ويدغم ما أشبه الفعل ، لا ما خالفه .

وهذا اختيار سيبويه في قووان ونحوه .

ص: 185


1- انظر هذه المذاهب في الكتاب ( 4 / 409 ) ، والمنصف ( 2 / 281 - 82 ) ، والانتصار لابن ولاد ( 266 - 67 ) ، ونكت الشنتمري ( 2 / 1226 - 27 ) ، والممتع ( 2 / 754 - 56 الحاشية ) ، والمساعد ( 4 / 262 ) . والمذهب الأول مذهب الأخفش والجرميّ والمازني والمبرد ، وقال ابن عقيل : وأكثر أهل العلم . والثاني مذهب ابن جني .
2- هو المبرد ( 210 - 285 ) سبقت ترجمته في الحاشية (472) ص (136) .
3- ب : " مثالان " .
4- ب : " زائدتان " .
5- ليس في " ب " .

[ تاسع موانع إدغام المثلين ، على الأفصح ، سكون ثانيهما لاتصاله بضمير رفع ]

فصل : إذا سكن ثاني المثلين ؛ لاتّصاله بضمير مرفوع ، نحو : حللت ، تعيّن الفكّ ؛ لأنّ الإدغام يوجب تسكين الأوّل ، والاتّصال بالضّمير يوجب تسكين الثاني ، فترك الإدغام فرارا من التقاء السّاكنين ، وكان تحريك الأوّل أولى ؛ لأنّ حركته تدلّ على وزنه ، وهي مع التسكين محتمل كونها فتحة ، أو كسرة ، أو ضمّة ، بخلاف حركة الثّاني ، فإنّه لا يشكّ في أنّها فتحة ؛ إذ المتحرّك بها آخر فعل ماض ، وقد علم كونه مبنيّا على الفتح .

على أنّ بعض العرب يبقي الإدغام ، ويحرّك المثل المتّصل بالضّمير ، وهي لغة رديئة (1) .

[ مسائل ممّا يجوز فكّه وإدغامه ]

[ الأولى : إن كان سكون ثاني المثلين للجزم أو الوقف جاز الفك والإدغام ]

فإن كان السّكون للجزم ، نحو : لم يردد ، أو للوقف ، نحو :

أردد ، جاز الفكّ على مذهب الحجازيّين ، وهو القياس ، وجاز

ص: 186


1- جاء في التسهيل : " والإدغام قبل الضّمير لغيّة " . قال ابن عقيل في شرح هذا : " وهي لغة ناس من بكر بن وائل ، فيقولون : ردّن وردّت ، وهي لغة ضعيفة ، وحكى بعض الكوفيين : ردّنّ ، بزيادة نون ساكنة قبل نون الإناث مدغمة فيها ، وحكي في ردّت : ردّات ، بزيادة ألف ، وهي في غاية الشذوذ " . وانظر الكتاب ( 3 / 535 ) ، والممتع ( 2 / 660 ) ، والتسهيل (321) ، والمساعد ( 4 / 257 - 58 ) ، والارتشاف ( 1 / 165 ) ، وشرح الشافية للرضي ( 2 / 246 ) ، ولركن الدين الاسترآبادي ( 2 / 1350 ) .

الإدغام على مذهب بني تميم ؛ حملا على فعل غير الواحد ، ويحرّكون ( الثّاني ) (1) بالفتحة لخفّتها ، أو بمثل الحركة التي كانت في العين اتباعا للفاء (2) .

وفي التزام الضّمّ في نحو : ردّه ، والفتح في ( نحو ) (3) :

ردّها ، خلاف (4) .

فإن كان المستحقّ لسكون الوقف أفعل تعجّبا ففكّه مجمع عليه ، نحو : أجلل بزيد (5) .

ص: 187


1- ب : " الثانية " .
2- انظر الكتاب ( 3 / 529 ) ، والتبصرة ( 2 / 738 ) ، والممتع ( 2 / 656 ) ، وشرح الملوكي لابن يعيش (454) ، وشرح الكافية الشافية ( 4 / 2190 ) ، والارتشاف ( 1 / 165 ) ، والمساعد ( 4 / 259 ) ، والأشموني ( 4 / 352 ) . وبالفك ، على لغة الحجازيين ، جاء غالب القرآن . والصواب في هذه المسألة أن الفك لغة الحجازيين ، والإدغام لغة غيرهم ، ولا يقصر الإدغام على تميم وحدها .
3- ليس في " ب " .
4- الفتح في ردّها هو الأصحّ والأفصح ، لمناسبة الفتحة للألف ؛ إذ الهاء خفيّة ، فكأنك قلت : ردّا ، والفتحة مناسبة للواو ، وحكى الكوفيون ردّها ، بالضم اتباعا لضمة الفاء ، كما حكوا : ردّها ، بالكسر على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين . وأما نحو ردّه ، فالضّمّ على الأصح الأفصح ، وذاك لخفاء الهاء ، فكأنك قلت : ردّوا ، والضمة مناسبة للواو . وسمع الأخفش من ناس من عقيل : ردّه ، بالكسر على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ، وقيل : إن الكسر لغيّة ، وحكى ثعلب ردّه ، بالفتح التماسا للأخف في التخلص من التقاء الساكنين ، وغلّط ثعلب فيما حكاه ، وممّن غلّطه أبو إسحاق بن ملكون ، وأبو بكر بن طلحة ، والصواب أنه ليس بغلط ، بل لغة حكاها كثيرون غيره . وانظر الكتاب ( 3 / 532 ) ، والفصيح لثعلب (267) ، والممتع ( 2 / 658 - 59 ) ، والشافية (59) ، وشرحها للرضي ( 2 / 245 - 46 ) ، ولركن الدين الاسترآبادي ( 1 / 797 - 98 ) ، والمفصل (354) ، وشرحه لابن يعيش ( 9 / 128 ) ، والمساعد ( 3 / 345 ) ، والارتشاف ( 1 / 345 ) ، والأشموني ( 4 / 352 ) .
5- وأجاز الكسائيّ الإدغام ، فتقول في أحبب بزيد : أحبّ بزيد . وانظر المساعد ( 4 / 258 ) ، والارتشاف ( 1 / 165 ) ، والهمع ( 6 / 287 ) .

وإنّما وافق بنو تميم أهل الحجاز في فكّ هذا ، ولم يوافقوهم في نحو : أردد ؛ لأنّ أردد معرّض لتحريك ثاني مثليه لساكن يليه ، كاردد الشيء . وهذا شبيه بالفكّ المتروك إجماعا ، ولا يؤدّي فكّ أجلل ونحوه إلى هذا ؛ لأنّه لا يليه إلّا الباء المجرور بها غالبا .

[ الثانية : جواز الفك والإدغام في نحو حيي وأحيية ]

فصل : إذا كان المثلان في كلمة ياءين لازما تحريك ثانيهما ، نحو : حيي وأحيية (1) ، جاز الفكّ والإدغام ، قال اللّه تعالى : ( وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) (2) قرأه بالفكّ نافع والبزّيّ وأبو بكر ، وقرأه الباقون بالإدغام .

فمن أدغم فلاجتماع مثلين متحرّكين في كلمة خالية من الموانع المتقدّم ذكرها .

ص: 188


1- أحيية : جمع حياء ؛ وهو رحم الناقة ، والفرج من ذوات الخف والظلف . انظر اللسان ( حيي ) .
2- الأنفال : 42 ، نحو حيي وعيي الفكّ والإدغام فيه شائعان عن العرب . قال المبرد : والإدغام أكثر ، ووصف الأخفش الإظهار بالقبح ، وعكس ابن الحاجب ، فقال : الإظهار أكثر . وأدغم في الآية المذكورة : قنبل عن ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، والإدغام اختيار سيبويه وأبي عبيد . وأظهر البزي عن ابن كثير ، وقنبل عنه في رواية أخرى ، وأبو بكر شعبة بن عياش عن عاصم ، ونافع ، وأبو جعفر ، وخلف ، والمفضل ، ويعقوب . وانظر الكتاب ( 4 / 395 ) ، والمقتضب ( 1 / 317 ) ، والتكملة لأبي علي ( 604 - 605 ) ، والمنصف ( 2 / 188 ) ، ومعاني الفراء ( 1 / 412 ) ، ومعاني الأخفش ( 1 / 350 ) ، وإعراب القرآن للنحاس ( 2 / 188 ) ، والسبعة لابن مجاهد (306) ، والنشر لابن الجزري ( 2 / 276 ) .

ومن فكّ فلأنّ اجتماعهما غير لازم ؛ لأنّ ثاني المثلين في مضارع حيي ألف ، وفي واحد أحيية همزة ، فاغتفر اجتماعهما ؛ إذ لم يكن إلا في بعض الأحوال ، فجاز فيه الوجهان .

[ الثالثة : جواز الفك والإدغام في مصدر احواوى ]

وكذلك يجوز الفكّ والإدغام في الاحويواء ونحوه ، وهو من الحوّة (1) .

فمن أدغم فلأنّ المثلين قد اجتمعا متحرّكين في كلمة ، وليس أحدهما للإلحاق ، ولا معهما شيء من سائر الموانع ، واللّفظ به حينئذ : حوّاء .

ومن لم يدغم فلئلا يلتبس افعلال ، مصدر افعلّ وافعالّ (2) ، بفعّال ، مصدر فعّل ، ولئلا يجتمع في كلمة واحدة إعلالان ، أحدهما الإدغام ، والثّاني قلب اللام الآخرة همزة .

[ الرابعة : جواز الفكّ والإدغام في نحو افتتن ]

وكذلك يجوز الفكّ والإدغام أيضا إذا كان أوّل المثلين تاء الافتعال ، نحو : افتتن افتتانا ، واختتن اختتانا (3) .

ص: 189


1- انظر المسألة في الكتاب ( 4 / 404 ) ، والمقتضب ( 1 / 313 ) ، والتكملة لأبي علي (607) ، والمنصف ( 2 / 221 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 120 ) ، والممتع ( 2 / 588 - 59 ) ، والشافية (97) ، وشرحها للرضي ( 3 / 120 ) ، وللجاربردي (280) ، ولركن الدين ( 2 / 1174 - 75 ) .
2- المعروف أن مصدر افعالّ افعيلال ، والافعلال مصدر افعلّ .
3- انظر المسألة في الكتاب ( 4 / 443 ) ، والأصول ( 3 / 408 ) ، والتكملة لأبي علي (609) ، والمنصف ( 2 / 335 - 36 ) ، والممتع ( 2 / 638 - 43 ) ، وشرح المفصل لابن يعيش ( 10 / 122 ) . قال أبو الفتح : " وفي الإدغام وجوه : منهم من يقول : قتّلوا ، ومنهم من يقول : قتّلوا ، وفي المصدر : قتّالا ، وفي اسم الفاعل : مقتّل ، ومقتّل ، ومقتّل " .

فمن أدغم فلأنّهما مثلان متحرّكان في كلمة ، وليس معهما شيء من الموانع .

ومن فكّ فلئلا يلتبس افتعل بفعّل ، ولأنّ تاء الافتعال لا يلزم أن يليها تاء ، فكان التقاء المثلين فيه عارضا ، فأشبه المنفصل .

[ الخامسة : جواز الفك والإدغام في نحو تأمرونّي ]

وكذلك يجوز الفكّ والإدغام إذا كان أوّل المثلين نونا هي آخر فعل ، أو علامة رفع ، أو جمع إناث وليس قبلها ساكن صحيح ، نحو قوله تعالى : ( مَكَّنِّي ) (1) ، وقوله : ( تَأْمَنَّا ) (2) ، وقوله :

ص: 190


1- الكهف : 95 ، قرأ ابن كثير وحميد ومجاهد بإظهار النونين ، وقرأ الباقون بالإدغام . انظر السبعة لابن مجاهد (400) ، والتيسير للداني (146) ، وإعراب القرآن للنحاس ( 2 / 473 ) ، والنشر لابن الجزري ( 2 / 315 ) ، والبحر لأبي حيان ( 6 / 164 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 7 / 547 ) .
2- يوسف : 11 . وفي ( تأمنّا ) قراءات عدة ، وهي : أ - تأمنّا : بالإدغام الصريح من غير إشمام : أبو جعفر يزيد بن القعقاع ، وعمرو بن عبيد . ب - تأمننا : بالإظهار الصريح مبالغة في بيان إعراب الفعل ، وللمحافظة على حركة الإعراب : الحسن البصري ، وطلحة بن مصرف . ج - بالإخفاء : والمقصود به : إدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم ، وحقيقة ذلك أن يشار بالحركة إلى النون ، وهذا عبارة عن تضعيف الصوت بالحركة والفصل بين النونين ، لأن النون تسكن رأسا ، فيكون ذلك إخفاء ، لا إدغاما . قال الداني : وهذا قول عامة أئمتنا ، وهو الصواب ، لتأكيد الدلالة عليه ، وصحته في القياس : وهذه قراءة عامة القراء . د - بالإدغام والإشمام : أي بضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل ، مع الإدغام الصريح ، كما يشير إليها الوقف ، وتكون الإشارة إلى الضمة بعد الإدغام ، أو قبل كماله ، وهي قراءة بعضهم . ه - تأمنّا : بضم الميم ، نقل حركة النون الأولى عند إرادة إدغامها ، بعد سلب الميم حركتها : ابن هرمز . و - تئمنّا : بكسر حرف المضارعة والإدغام : أبو رزين والأعمش . ز - تيمنّا : بكسر حرف المضارعة والإدغام ، وتسهيل الهمزة ياء : ابن وثاب . وانظر التيسير للداني ( 127 - 28 ) ، وإعراب القرآن للنحاس ( 2 / 316 ) ، والبحر لأبي حيان ( 5 / 285 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 6 / 448 ) ، والإتحاف لابن البنا (262) .

( أَ تُحاجُّونِّي ) (1) ، و ( تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ) (2) .

فمن أدغم فلاجتماع مثلين على نحو اجتماعهما في الافتتان . ومن لم يدغم فلأنّه اجتماع عارض بعد تمام الكلمة بأوّل المثلين (3) .

واللّه أعلم .

ص: 191


1- الأنعام : 80 . في ( أَ تُحاجُّونِّي ) قراءتان : أ - أتحاجونّي : بالإدغام والتشديد : ابن كثير ، وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ، وهشام من طريق عنه . ب - أتحاجوني : بالحذف ، بنون واحدة خفيفة مكسورة : نافع ، وابن عامر وابن ذكوان ، وهشام من طريق آخر ، وأبو جعفر . واتفقوا على أن الأصل التثقيل ، والتخفيف فرع ، ووصفه أبو عمرو بأنه لحن ، وأجازه سيبويه ، وعلله سيبويه وأبو عبيدة بكراهتهم واستثقالهم للتضعيف . واختلف بأية النونين المحذوفة ، فمذهب سيبويه الأولى ، ومذهب الأخفش الثانية ، وخلاف في هذا على قاعدتهم ومذهبهم في الخلاف في نحو مبيع وإبانة . وانظر الكتاب ( 3 / 519 ) ، والسبعة لابن مجاهد (261) ، وإعراب القرآن للنحاس ( 2 / 78 ) ، والكشف المكي ( 1 / 436 ) ، والنشر لابن الجزري ( 2 / 259 ) ، والبحر لأبي حيان ( 4 / 169 ) ، والدر المصون للسمين الحلبي ( 5 / 15 - 16 ) ، والإتحاف لابن البنا (212) .
2- الزمر : 64 فيها خمس قراءات : أ - تأمرونّي : بالتشديد والإدغام وفتح الياء : ابن كثير . ب - تأمروني : بالحذف بنون واحدة خفيفة مكسورة وفتح الياء : نافع . ج - تأمرونني : بالإظهار بنونين وياء ساكنة : هشام عن ابن عامر ، وابن ذكوان . د - تأمروني : بالحذف بنون واحدة خفيفة وياء ساكنة : ابن عامر من طريق ثان . ه - تأمرونّي : بالإدغام وياء ساكنة : الباقون . وانظر السبعة (563) ، والتيسير (190) ، والكشف ( 2 / 240 - 41 ) ، والبحر ( 7 / 439 ) ، والدر المصون ( 9 / 441 ) ، والنشر ( 2 / 363 - 64 ) .
3- بعده في " ب " ، وهو ختامها : " كمل

كمل الكتاب ، والحمد للّه ربّ العالمين ، وصلواته على محمد وآله وصحبه أجمعين ، وهو :

إيجاز التّعريف في علم التّصريف .

غفر اللّه لمصنّفه ، ولكاتبه ، ولقارئه ، وللمسلمين أجمعين (1) .

والحمد لله ربّ العالمين .

ص: 192


1- آمين ، آمين ، آمين . وغفر اللّه لمحققه ، وجعل عمله في ميزان حسناته . ويرحم اللّه عبدا قال : آمينا .

فهرس الفهارس

اشارة

فهرس المصادر والمراجع 194

فهرس الآيات القرآنية 208

فهرس الشعر والرجز 210

فهرس الأمثال 211

فهرس الأعلام 212

فهرس المسائل الصرفية 214

فهرس مسائل التمارين 221

فهرس الموضوعات 224

ص: 193

فهرس المصادر والمراجع

- أدب الكاتب لابن قتيبة ، تحقيق محمد الدالي ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 2 ، 1406 / 1986 .

- ارتشاف الضرب لأبي حيان ، تحقيق مصطفى النماس ، القاهرة ، مطبعة المدني ، ط 1 ، 1408 / 1987 .

- الاستدراك على سيبويه للزبيدي ، تحقيق حنا جميل حداد ، الرياض ، دار العلوم ، ط 1 ، 1407 / 1987 .

- إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقي عبد المجيد اليماني ، تحقيق عبد المجيد دياب ، الرياض ، شركة الطباعة العربية السعودية ، ط 1 ، 1406 / 1986 .

- الأشباه والنظائر للسيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 1 ، 1406 / 1985 .

- الاشتقاق لابن دريد ، تحقيق عبد السّلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي بمصر .

- إصلاح المنطق لابن السكيت ، تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السّلام هارون ، مصر ، دار المعارف ، ط 3 ، 1970 .

- الأصول في النحو لابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

- الأعلام للزركلي ، بيروت ، دار العلم للملايين ، ط 4 ، 1984 .

ص: 194

- الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ، لابن السيد البطليوسي ، تحقيق مصطفى السقا وحامد عبد المجيد ، القاهرة ، الهيئة المصرية للكتاب ، ط 1 ، 1982 .

- الإقناع في القراءات السبع ، لابن الباذش ، تحقيق عبد المجيد قطامش ، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى ، ط 1 ، دمشق ، دار الفكر ، 1403 / 1983 .

- الأمالي الشجرية لابن الشجري ، تحقيق محمود الطناحي ، القاهرة ، مكتبة الخانجي ، ط 1 .

- الأمالي النحوية لابن الحاجب ، تحقيق هادي حمودي ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

- الأمثال لأبي عبيد بن سلام ، تحقيق عبد المجيد قطامش ، دمشق ، دار المأمون ، ط 1 ، 1400 / 1980 .

- إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة - دار الفكر ، بيروت - مؤسسة الكتب الثقافية ، ط 1 ، 1406 / 1986 .

- الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات ابن الأنباري ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار إحياء التراث العربي ، ط 4 ، 1380 / 1961 .

- الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ، تحقيق موسى بناي العليلي ، بغداد ، مطبعة العاني .

ص: 195

- البحر المحيط لأبي حيان ، بيروت ، دار الفكر ، ط 2 ، 1398 / 1978 .

- البداية والنهاية لابن كثير ، تحقيق أحمد أبو ملحم وأساتذة ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

- بغية الطالب في الرد على تصريف ابن الحاجب لبدر الدين ابن الناظم ، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى ، تحقيق حسن أحمد العثمان ، 1410 .

- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت ، دار الفكر ، ط 2 ، 1399 / 1979 .

- تاج العروس للزبيدي ، بيروت ، دار الفكر .

- التبصرة والتذكرة للصميري ، تحقيق فتحي أحمد مصطفى علي الدين ، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى ، ط 1 ، دمشق - دار الفكر ، 1402 / 1982 .

- التخمير شرح المفصل لصدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي ، تحقيق عبد الرحمن العثيمين ، بيروت ، دار الغرب الإسلامي ، ط 1 ، 1410 / 1990 .

- تذكرة النحاة لأبي حيان ، تحقيق عفيف عبد الرحمن ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 1 ، 1406 / 1986 .

ص: 196

- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات ، مصر ، دار الكاتب العربي ، 1387 / 1967 .

- التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد الأزهري ، بيروت ، دار الفكر .

- تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد للدماميني ، تحقيق محمد عبد الرحمن المفدّى ، ط 1 .

- التكملة لأبي علي الفارسي ، تحقيق كاظم بحر المرجان ، العراق ، ط 1 ، 1401 / 1981 .

- تهذيب اللغة للأزهري ، مصر ، 1384 / 1964 .

- توضيح المقاصد والمسالك إلى ألفية ابن مالك للمرادي ، تحقيق عبد الرحمن علي سليمان ، مصر ، مطبعة الحلبي ، ط 2 .

- التيسير في القراءات السبع للداني ، بعناية أوتوبرتزل ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، ط 2 ، 1404 / 1984 .

- جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش ، القاهرة ، المؤسسة العربية الحديثة ، ط 1 ، 1404 / 1984 .

- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، بيروت ، دار الفكر ، 1398 / 1978 .

- الدر المصون للسمين الحلبي ، تحقيق أحمد الخراط ، دمشق ، دار القلم ، ط 1 .

ص: 197

- دقائق التصريف لابن المؤدب ، تحقيق محمد القيسي ، بغداد ، المجمع العلمي العراقي ، ط 1 ، 1987 .

- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون ، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور ، القاهرة ، دار التراث .

- ديوان الأدب للفارابي ، تحقيق أحمد مختار عمر ، القاهرة ، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ، 1394 / 1974 .

- سر صناعة الإعراب لابن جني ، تحقيق حسن هنداوي ، دمشق ، دار الفكر ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

- سفر السعادة وسفير الإفادة للسخاوي ، تحقيق محمد أحمد الدالي ، دمشق ، مجمع اللغة العربية ، ط 1 ، 1403 / 1983 .

- الشافية في التصريف لابن الحاجب ، تحقيق حسن أحمد العثمان ، مكة المكرمة ، المتبة المكية ، ط 1 ، 1415 .

- شرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ، تحقيق محمد علي سلطاني ، دمشق ، دار المأمون للتراث ، 1979 .

- شرح الألفية لابن عقيل ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط 20 ، القاهرة ، دار التراث ، 1400 / 1980 .

- شرح الألفية لابن الناظم ، تحقيق عبد الحميد السيد ، بيروت ، دار الجيل .

- شرح الألفية للأشموني بحاشية الصبان عليه ، القاهرة ، دار إحياء الكتب العربية لعيسى البابي الحلبي .

ص: 198

- شرح التحفة الوردية لزين الدين أبي حفص عمر بن الوردي ، تحقيق عبد اللّه علي الشلال ، الرياض ، مكتبة الرشد ، ط 1 ، 1409 / 1989 .

- شرح التسهيل لمصنفه ابن مالك ، تحقيق عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون ، مصر ، دار هجر ، ط 1 ، 1410 / 1990

- شرح التصريف العزي للتفتازاني ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ، دار ذات السلاسل ، ط 1 ، 1983 .

- شرح التصريف الملوكي للثمانيني ، تحقيق إبراهيم البعيمي ، الرياض ، مكتبة الرشد ، ط 1 .

- شرح الشافية لمصنفها مصورة لدي عن السليمانية ، شهيد علي باشا ، برقم 2588 .

- شرح الشافية للجاربردي ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 3 ، 1404 / 1984 .

- شرح الشافية للرضي ، تحقيق محمد نور الحسن ومحمد الزفزاف ومحمد محيي الدين عبد الحميد ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1395 / 1975 .

- شرح الشافية - المناهج الكافية في شرح الشافية للشيخ زكريا الأنصاري ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 3 ، 1404 / 1984 ، بهامش شرح نقره كار .

ص: 199

- شرح الشافية - المناهل الصافية إلى كشف المعاني الشافية للطف اللّه الغياث ، مصورة لدي عن مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى .

- شرح الشافية - المناهل الصافية إلى كشف المعاني الشافية للطف اللّه الغياث ، تحقيق عبد الرحمن محمد شاهين ، القاهرة ، مطبعة التقدم ، 1984 .

- شرح الشافية لنقره كار ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 3 ، 1404 / 1984 .

- شرح شواهد شرحي الرضي والجاربردي على الشافية للبغدادي ، تحقيق محمد نور الحسن ومحمد الزفزاف ومحمد محيي الدين عبد الحميد ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1975 .

- شرح الكافية الشافية لابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي ، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى ، ط 1 ، دمشق ، دار المأمون للتراث ، 1402 / 1982 .

- شرح الكتاب لأبي سعيد السيرافي مصورة عن دار الكتب المصرية في جامعة أم القرى .

- شرح لامية الأفعال لابن الناظم ، القاهرة ، مصطفى البابي الحلبي ، 1367 / 1948 .

- شرح المفصل لابن يعيش ، بيروت - عالم الكتب ، القاهرة - مكتبة المتنبي .

ص: 200

- شرح الملوكي في التصريف لابن يعيش ، تحقيق فخر الدين قباوة ، حلب ، المكيبة العربية ، ط 1 ، 1393 / 1973 .

- شرح الوافية نظم الكافية لابن الحاجب ، تحقيق موسى بناي العليلي ، النجف الأشرف ، مطبعة الآداب ، 1400 / 1980 .

- شفاء العليل في إيضاح التسهيل للسلسيلي ، تحقيق الشريف عبد اللّه بن علي الحسيني البركاتي ، نشر المكتبة الفيصلية ، مكة المكرمة ، ط 1 ، 1406 / 1986 .

- الصحاح للجوهري ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، بيروت ، دار العلم للملايين ، ط 3 ، 1404 / 1984 .

- ضرائر الشعر لابن عصفور ، تحقيق السيد إبراهيم محمد ، بيروت ، دار الأندلس ، ط 2 ، 1402 / 1982 .

- طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ، تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي ، القاهرة ، عيسى البابي الحلبي .

- طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة ، تحقيق محسن غياض ، العراق ، النجف ، مطبعة النعمان ، 1974 .

- العين للخليل ، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ط 1 ، 1408 / 1988 .

- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ، نشر ج .

براجستراسر ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 2 ، 1400 / 1980 .

ص: 201

- فصل المقال لأبي عبيد البكري ، تحقيق إحسان عباس وعبد المجيد عابدين ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 3 ، 1403 / 1983 .

- الفصيح لثعلب ، تحقيق عاطف مدكور ، مصر ، مطابع سجل العرب .

- القاموس المحيط للفيروزابادي ، بيروت ، دار الفكر ، 1403 / 1983 .

- الكامل للمبرد ، تحقيق محمد أحمد الدالي ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 2 ، 1413 / 1993 .

- الكتاب لسيبويه ، تحقيق عبد السّلام هارون ، بيروت ، عالم الكتب .

- الكشاف للزمخشري ، تحقيق محمد الصادق قمحاوي ، القاهرة ، مصطفى البابي الحلبي ، 1392 / 1972 .

- كشف الظنون لحاجي خليفة ، استنبول ، مطبعة وكالة المعارف ، 1362 / 1943 .

- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب ، تحقيق محيي الدين رمضان ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 3 ، 1404 / 1984 .

- لحن العامة للزبيدي ، تحقيق عبد العزيز مطر ، مصر ، مطابع سجل العرب ، 1981 .

- لسان العرب لابن منظور ، بيروت ، دار صادر .

ص: 202

- ليس في كلام العرب لابن خالويه ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، مكة المكرمة ، ط 2 ، 1399 / 1979 .

- ما تلحن فيه العامة للكسائي ، تحقيق رمضان عبد التواب ، القاهرة ، مطبعة المدني ، ط 1 ، 1399 / 1979 .

- ما يجوز للشاعر في الضرورة للقزاز القيرواني ، تحقيق رمضان عبد التواب وصلاح الدين الهادي ، الكويت ، دار العروبة .

- ما يحتمل الشعر من الضرورة لأبي سعيد السيرافي ، تحقيق عوض بن حمد القوزي ، الرياض ، مطابع الفرزدق ، ط 1 ، 1409 / 1989 .

- مجاز القرآن لأبي عبيدة ، تحقيق فؤاد سيزكين ، مصر ، مكتبة الخانجي .

- مجالس ثعلب ، تحقيق عبد السّلام هارون ، القاهرة ، دار المعارف ، ط 2 .

- مجمع الأمثال للميداني ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ، عيسى البابي الحلبي .

- المحتسب لابن جني ، تحقيق علي النجدي ناصف ، وعبد الفتاح شلبي ، استانبول ، دار سيزكين ، ط 2 ، 1406 / 1986 ، مصورة عن الطبعة الأصل .

ص: 203

- المحكم لابن سيده ، القاهرة ، مصطفى البابي الحلبي ، ط 1 ، 1377 / 1958 .

- مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه ، نشره ج . براجستراسر ، مصر ، المطبعة الرحمانية ، 1934 .

- مرآة الجنان لليافعي ، بيروت ، ط 2 ، 1390 / 1970 .

- المزهر في علوم اللغة للسيوطي ، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وعلي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت ، دار الفكر .

- المسائل البصريات لأبي علي الفارسي ، تحقيق محمد الشاطر أحمد ، القاهرة ، مطبعة المدني ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

- المسائل الحلبيات لأبي علي الفارسي ، تحقيق حسن هنداوي ، دمشق - دار القلم ، بيروت - دار المنارة ، ط 1 ، 1407 / 1987 .

- المسائل العسكرية لأبي علي الفارسي ، تحقيق محمد الشاطر أحمد ، القاهرة ، مطبعة المدني ، ط 1 ، 1403 / 1982 .

- المسائل العضديات لأبي علي الفارسي ، تحقيق علي جابر الأنصاري ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 1 ، 1406 / 1986 .

- المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات لأبي علي الفارسي ، تحقيق صلاح الدين السنكاوي ، بغداد ، مطبعة العاني .

- المسائل المنثورة لأبي علي الفارسي ، تحقيق مصطفى الحدري ، دمشق ، مجمع اللغة العربية .

ص: 204

- المساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل ، تحقيق محمد كامل بركات ، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى ، ط 1 ، 1400 / 1980 .

- المستقصى في أمثال العرب للزمخشري ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 2 ، 1408 / 1987 .

- المعارف لابن قتيبة ، تحقيق ثروت عكاشة ، مصر ، دار المعارف ، ط 4 ، 1969 .

- معاني القرآن للفراء ، تحقيق عبد الفتاح شلبي ، بيروت ، عالم الكتب ، ط 3 ، 1403 / 1983 .

- معجم البلدان لياقوت الحموي ، بيروت ، دار صادر ، 1404 / 1984 .

- معجم شواهد العربية لعبد السّلام هارون ، مصر ، مكتبة الخانجي ، ط 1 ، 1392 / 1972 .

- معجم المطبوعات ليوسف اليان سركيس ، مصر ، المركز الإسلامي للطباعة .

- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، صنعة فؤاد عبد الباقي ، استانبول ، المكتبة الإسلامية ، 1984 .

- المعرب للجواليقي ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، طهران ، 1966

- مفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبرىزاده ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 1 ، 1405 / 1985 .

ص: 205

- المفصل للزمخشري ، بيروت ، دار الجيل ، ط 2 .

- المقتضب للمبرد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة ، القاهرة ، ط 2 ، 1399 .

- الممتع في التصريف لابن عصفور ، تحقيق فخر الدين قباوة ، بيروت ، دار الآفاق الجديدة ، ط 3 .

- المنصف لابن جني ، تحقيق إبراهيم مصطفى وعبد اللّه أمين ، القاهرة ، مصطفى البابي الحلبي ، ط 1 ، 1373 / 1954 .

- الموجز لابن السراج ، تحقيق مصطفى الشويمي ، بيروت ، مؤسسة بدران للطباعة والنشر ، 1965 .

- النشر في القراءات العشر لابن الجزري ، تحقيق علي محمد الضباع ، بيروت ، دار الكتب العلمية .

- النكت في تفسير كتاب سيبويه للأعلم الشنتمري ، تحقيق زهير سلطان ، الكويت ، معهد المخطوطات العربية ، ط 1 ، 1407 / 1987 .

- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود الطناحي ، ط 1 ، 1383 / 1963 .

- هدية العارفين إلى أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا البغدادي ، بغداد ، مكتبة المثنى .

- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 2 ، 1407 / 1987 .

ص: 206

- الوافي بالوفيات للصفدي ، نشر باعتناء هلموت ريتر ، ألمانية ، دار فرانز شتاينر ، فيسبادن ، 1381 / 1962 .

- الوجيز في علم التصريف لابن الأنباري ، تحقيق علي حسين البواب ، الرياض ، ط 1 ، 1402 / 1982 .

- وفيات الأعيان لابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس ، بيروت ، دار صادر .

ص: 207

فهرس الآيات القرآنية

السورة / الآية / رقمها / الصفحة

البقرة / اشتروا الضلالة / 16 ، 175 / 68

قل العفو / 219 / 68

هو والذين آمنوا / 249 / 176

يأتي يوم / 254 / 176

لم يتسنّه / 259 / 55

ولا تيمموا / 267 / 178

الأنعام / أتحاجّوني / 80 / 191

فبهداهم اقتده / 90 / 55

الأنفال / إذ أنتم بالعدوة الدنيا / 42 / 122

ويحي من حيّ عن بينة / 42 / 188

التوبة / أئمّة / 12 / 78

وكلمة اللّه هي العليا / 40 / 122

يوسف / لا تأمنّا / 11 / 190

إن كنتم للرؤيا تعبرون / 43 / 112

إبراهيم / يأتي يوم / 31 / 176

الكهف / مكّنّي / 95 / 190

مريم / أثاثا ورئيا / 74 / 175

ص: 208

السورة / الآية / رقمها / الصفحة

طه / وأمر أهلك / 132 / 169

الأنبياء / أئمة / 73 / 78

الشعراء / تنزّل الشياطين / 221 / 23

تنزّل على كل أفاك / 222 / 23

القصص / أئمة / 5 ، 41 / 78

الروم / يأتي يوم / 43 / 176

السجدة / أئمة / 24 / 78

الزمر / تأمرونّي أعبد / 64 / 191

الشورى / يأتي يوم / 47 / 176

الملك / تكاد تميّز / 8 / 178

الحاقة / اقرؤا كتابيه / 19 / 55

ماليه هلك / 28 ، 29 / 172

الفجر / راضية مرضية / 28 / 119

القدر / تنزّل الملائكة / 4 / 23

القارعة / وما أدراك ما هيه / 10 / 55

ص: 209

فهرس الشعر والرجز

البيت / البحر / الشاعر / الصفحة

وما أنا من زرء . . * . . فارح

/ الطويل / أشجع بن عمر الأسلمي / 17

أمان وتسهيل . . * . . هناء وتسليم

/ الطويل / ابن مالك / 31

فما برحت . . * . . المنائيا

/ الطويل / ابن مالك / 76

وما خاصم . . * . . حليلها

/ الطويل / الفرزدق / 117

تبت إليك . . * . . صامتي

/ الرجز / العرني / 129

فقلت لصاحبي . . * . . واجذر شيحا

/ الوافر / ابن الطثرية / 151

أو مضرس بن ربعي

فإنه أهل لأن يؤكرما

/ الرجز / مختلف في نسبته / 167

ت لي آل زيد . . * . . يضيرها

/ الطويل / مجهول / 170

وكأنها بين . . * . . فتعيّ

/ الكامل / الحطيئة / 178

ص: 210

فهرس الأمثال

المثل الصفحة

- اسق رقاش فإنّها سقّاية 62

- التقت حلقتا البطان 174

ص: 211

فهرس الأعلام

العلم الصفحة

ابن برهان 129

ابن السكيت 25 ، 95 ، 115 ، 122

ابن السيد البطليوسي 25

ابن القطاع 45

أبو بكر شعبة بن عياش 188

أبو الجراح 25

أبو زيد الأنصاري 32 ، 143 ، 162

أبو عبيد 25

أبو علي الفارسي 126

أبو عمرو الشيباني 143

أبو عمرو بن العلاء 108 ، 109

الأخفش 10 ، 41 ، 71 ، 78 ، 81 90 ، 154 ، 156 ، 159

الأزهري 90 ، 122 ، 143

البزي 188

جميل بن معمر 164

حمزة 175

ص: 212

الخليل بن أحمد 32

سيبويه 10 ، 13 ، 28 ، 107 ، 109 ، 136 ، 154 ، 156 ، 159 ، 185

عبيدة بن الحارث 76

الفراء 10 ، 112 ، 115 ، 122 ، 178

كراع النمل 60

الكسائي 122

المازني 80 ، 104 ، 142

المبرد 136 ، 185

نافع 188

يوسف بن محمد بن غازي - الناصر صلاح الدين 2

ص: 213

فهرس المسائل الصرفية

المسألة / الصفحة

1 - مسائل ترجع إلى التصغير :

تصغير آدم 79

تصغير أحوى 107

تصغير إداوة 105

تصغير أسود 99

تصغير جدول 114

تصغير دابّة 129 ، 177

تصغير ديمة 83

تصغير عدويّ 99

تصغير عروة 99

تصغير عطاء 105

تصغير قامة 83

تصغير مصباح 84

تصغير واصل 64

ص: 214

2 - مسائل ترجع إلى جمع التكسير :

أبواب جمع باب 128

أبوّ جمع أب 115

أجر جمع جرو 95

أجوبة جمع جواب 163

أدل جمع دلو 119

أسورة جمع سوار 163

أظب جمع ظبي 26 ، 95

أفيقة جمع فواق 162

أنياب جمع ناب 128

أوائل جمع أوّل 68

أوائيل جمع أوّل 70

أوادم جمع آدم 79

أوو جمع أوّة 142

أيد جمع يد 26

أيمّة جمع إمام 78

بيائن جمع بيّن 69

بياين جمع بيّن 71

بيض جمع أبيض 88

بيّاع جمع بائع 85

ص: 215

ترائق جمع ترقوة 171

تراق جمع ترقوة 171

ثياب جمع ثوب 82

جواء جمع جوّ 82

جيايا جمع جيّئ 69

حمر جمع أحمر 88

حوج جمع حاجة 84

حوكة جمع حائك 142

خضر جمع أخضر 88

خطائئ جمع خطيئة 75

خطايا جمع خطيئة 75

خونة جمع خائن 142

دليّ جمع دلو 114

دول جمع دولة 82

ديار جمع دار 82

ديم جمع ديمة 83

ذوائب جمع ذؤابة 80

رسائل جمع رسالة 71

ركائب جمع ركوبة 71

رواء جمع ريّان 82

ص: 216

رياح جمع ريح 82

زوايا جمع زاوية 73

سيائد جمع سيّد 69

سياود جمع سيّد 71

صحائف جمع صحيفة 71

صوائد جمع صائدة 69

صوايد جمع صائدة 71

صوّم جمع صائم 116

صيّم جمع صائم 116

عتوّ جمع عات 116

عتيّ جمع عات 116

عرق جمع عرقوة 96

عصيّ جمع عصا 114

عفوة جمع عفو 142

عواور جمع عوّار 70

عواوير جمع عوّار 70

عوطط جمع عائط 88

عيائل جمع عيّل 69

عيدة جمع عود 83

عيّط جمع عائط 88

ص: 217

فتوّ جمع فتى 115

فتيان جمع فتى 116

فتية جمع فتى 116

فتيّ جمع فتى 115

قروء جمع قرء 117

قروّ جمع قرء 117

قضايا جمع قضيّة 73

قلنس جمع قلنسوة 96

قيم جمع قامة 83

كوزة جمع كوز 82

ليّ جمع ألوى 115

مدارى جمع مدراة 73

مرايا جمع مرآة 76

مصائب جمع مصيبة 72

مطاوي جمع مطيّة 74

معايش جمع معيشة 72

مفاوز جمع مفازة 72

مقاتوة جمع مقتويّ 92

منائر جمع منارة 72

منائي جمع منيّة 75

ص: 218

مهارى جمع مهريّة 73

نحوّ جمع نحو 115

نيّام جمع نائم 116

هداوى جمع هديّة 74

هراوى جمع هراوة 73

3 - مسائل ترجع إلى النسب :

النسب إلى صحراء 80

النسب إلى كرسيّ 97

النسب إلى بخاتيّ 98

النسب إلى عليّ 98

النسب إلى قصيّ 99

النسب إلى عديّ 99

النسب إلى أميّة 100

النسب إلى تحيّة 100

النسب إلى محيّ 100

النسب إلى حيّ 100

النسب إلى طيّ 101

النسب إلى فتى 103

النسب إلى صد 105

ص: 219

النسب إلى قاض 105

النسب إلى مشتر 105

النسب إلى مستدع 105

النسب إلى حبلى 133

ص: 220

فهرس مسائل التمارين

المسألة / الصفحة

- رددّية : مثال خبعثنة من الرّدّ 41

- قوائل : مثال عوارض من القول 70

- قواول : مثال عوارض من القول 71

- إيمّ : مثال إثمد من أمّ 77

- إيمّ : إصبع من أمّ 78

- إيمّ : مثال إصبع من أمّ 78

- قرأي : مثال قمطر من قرأ 79

- قرأيت : مثال دحرجت من قرأ 79

- أومّ : مثال أبلم من أمّ 79

- أومّ : مثال أفعل من أمّ 80

- أيمّ : مثال أفعل من أمّ 80

- إيدم : مثال إصبع من آدم 81

- إيأي : مثال قمطر من أربع همزات 81

- مرموة : مثال مقدرة من الرّمي 86

- مرمية : مثال مقدرة من الرّمي 87

- رموان : مثال سبعان من الرّمي 87

ص: 221

- غزوية : مثال عرقوة من الغزو 97

- مقوية : مثال مقدرة من قوّة 87 ، 104

- حيويّ : مثال جردحل من حيّ 102

- شوويّ : مثال عصفور من شوى 102

- فتويّ : مثال حمصيص من فتى 103

- قيّ : مثال جيّد من قوّة 108

- قيّي : مثال جيّد من قوّة 108

- إيّبة : مثال إنفحة من أوب 113

- إيوبّ : مثال احمرّ من أوب 113

- رميوت : مثال عنكبوت من رمي 132

- غزوويّ : مثال عضرفوط من غزو 132

- رميويّ : مثال عضرفوط من رمي 133

- قولول : مثال قربوس من القول 141

- تبيع : مثال تحلئ من البيع 156

- تقيل : مثال تحلئ من القول 156

- تبيع : مثال ترتب من البيع 156

- تبوع : مثال ترتب من القول 156

- يوعيد : مثال يقطين من الوعد 166

- أوّب : مثال أبلم من الأوب 175

- قوّل : مثال جوهر من القول 175

ص: 222

- رددان : مثال ظربان من الرّدّ 182

- رددان : مثال سبعان من الرّدّ 182

- ردّان : مثال ظربان وسبعان من الرّدّ 182

- قويان : مثال سبعان من القوّة 185

- قوّان : مثال سبعان من القوّة 185

- قووان : مثال سبعان من القوّة 185

ص: 223

فهرس الموضوعات

الموضوع / الصفحة

أولا : الدراسة المقدمة أ - ب

التعريف بابن مالك ج - ظ

1 - نسبه ه

2 - مولده

و 3 - رحلته إلى المشرق

و 4 - شيوخه ز

5 - تلاميذه ي

6 - مؤلفاته م

7 - وفاته ظ

صور أوائل وأواخر النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق

ثانيا : النص المحقق المقدمة 1 - 3

تعريف التصريف 3

ما يدخله التصريف 3

ص: 224

المجرد من الأسماء والأفعال 3

أقصى ما تصل إليه الأسماء والأفعال بالتجرد 3

أقل ما تبنى منه الأسماء والأفعال 4

أبنية الاسم الثلاثي المجرد 4 - 8

إهمالهم بناءي فعل وفعل 6

قصرهم بناء فعل على المبني للمجهول 7

اعتدادهم ببناء فعل على قلته 8

أبنية الاسم الرباعي المجرد 8 - 12

الخلاف في فعلل 10

أبنية الاسم الخماسي المجرد 12 - 13

الانتصار لسيبويه في إلغائه بناء فعلل 13

أبنية ماضي ومضارع الفعل الثلاثي المجرد 14 - 17

مضارع فعل 14

مضارع فعل 15

اسما الفاعل والمفعول والمصدر المقيس من الثلاثي المجرد 16

اسما المرّة والهيئة من الثلاثي المجرد 16

مضارع فعل 17

اسم الفاعل الدال على الحدوث 17

ص: 225

غير الثلاثي من الأفعال 17 - 24

حركة أول مضارع غير الرباعي 17

وزن الفعل الرباعي المجرد 18

مضارعه 18

مصدره 19

مضارع الرباعي بالزيادة 19

الأصل فتح حرف المضارعة 19

علة ضم أول مضارع الرباعي 21

فتح ما قبل آخر المضارع ذي التاء المزيدة 22

اسما الفاعل والمفعول من غير الثلاثي 23

مصدر غير الثلاثي 23

مصدر الرباعي بالزيادة 23

مصدر الماضي المبدوء بهمزة وصل 24

مصدر الماضي المبدوء بتاء زائدة 24

ما خرج عما اتفق عليه من الأوزان 24 - 29

بناء فعل ما لم يسمّ فاعله 29

كيفية صياغة فعل الأمر 29 - 30

ما يعرف به الأصلي من الحروف 30 - 32

الميزان الصرفي 33 - 34

حروف الزيادة 34 - 61

ص: 226

أحق الحروف بالزيادة 35

منع زيادة الألف والواو أولا 35

زيادة حرف اللين مع ثلاثة أصول فأكثر 36

نحو وسوس وسمسم 37

نحو صمحمح ومرمريس 37

الإبدال في نحو تظنّيت 38

إبدال رابع الأمثال ياء إن لم يكنها 41

نحو قرقف 41

زيادة الهمزة والميم مع ثلاثة أصول 42

أصالة الهمزة والميم أولا مع أكثر من ثلاثة أصول 45

الياء كالهمزة والميم أصالة وزيادة 46

زيادة الهمزة والنون طرفا بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة فصاعدا 46

سقوط الحرف لغير علة دليل زيادته ، وثبوته في جميع التصاريف دليل أصالته 47

ميم معدّ وتمندل 47

ياء فينان 48

ياء شيطان 49

حكم همزة نحو حمّاء ، ونون نحو حسّان 50

ص: 227

ما لا دليل على زيادته فهو أصل ، أو بدل من أصل ، إلا الألف 51

زيادة النون 51

زيادة التاء 52

زيادة السين 53

زيادة الهاء 54

زيادة اللام 55

زيادة ما عدا السين وحروف المد مشروطة 56

شمأل ، احبنطأ 56

دلامص ، زرقم 57

رعشن ، سحفنية 57

أمهات ، سلهب 57

سنبتة ، حنظلة ، سنبلة 58

فحجل ، هدمل 59

نرجس ، تنضب 59

كنهبل ، هندلع 59

مسائل في الإعلال 62 - 64

إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة أبدلت همزة 62

اسق رقاش فإنها سقّاية 62

ص: 228

دأبّة 63

من مسائل إعلال الواو أو الياء همزة 64 - 76

إعلال عين اسم الفاعل همزة إن أعلّت في فعله 64

شاك ، هار 65

تصحيح عين اسم الفاعل إن صحت في فعله 65

إبدال أولى الواوين المصدرتين همزة 65

إعلال ثاني الينين همزة في نحو أوائل وبيائع 68

التصحيح في نحو جيايا 69

التصحيح في نحو عواوير 70

الإبدال في نحو أوائيل 70

التصحيح في نحو عواور 70

بناء مثل عوارض من القول 70

الإبدال في نحو رسائل وصحائف 71

التصحيح في نحو معايش ومفاوز 72

الإعلال في نحو مصائب ومنائر 72

الإعلال في نحو هراوى وزوايا 73

مهارى ومدارى 73

مطاوي وهداوى 74

خطايا 75

خطائئ ومنائي 75

ص: 229

اجتماع همزتين في كلمة 76 - 81

ذؤابة وذوائب 76

سأال 76

أيمة وأئمة 78

أغزيت واستعليت 79

أواصل وأقتت 80

صحراوي وصحراوات 80

توالي أكثر من همزتين في كلمة 81

إبدال الواو ياء في فعال جمعا معتل العين صحيح اللام 82

تصحيح عين فعال جمعا معتل اللام 82

تصحيح نحو دول وكوزة 82

إن اعتلت العين في الواحد اعتلت في جمعه 83

قامة وقيم ، وديّمت الأرض 83

شذوذ الإعلال في عيد 83

شذوذ التصحيح في حوج 84

إعلال الألف أختيها 84

إعلال الواو ياء 84

إعلال الياء واوا 84

تصحيح الواو أو الياء الساكنة المدغمة في مثلها 85

ص: 230

إعلال الياء المتطرفة المضموم ما قبلها واوا 86

إعلال الياء واوا في مثل مقدرة من الرمي تصحيح الياء في مثل مقدرة من الرمي إن 86

قدّر عروض التأنيث 87

مثل سبعان من الرمي 87

سلامة الياء في مثل بيض وعيسة 88

إعلال الياء الساكنة المضموم ما قبلها واوا 88 مثل موسر

عيّط وعوطط 88

معيشة ومعوشة 90

فعلى مضموم الفاء معتل العين 91

إعلال الواو ياء إن وقعت طرفا ، أو كالطرف ، بعد كسرة 92

شذوذ تصحيح الواو في نحو مقاتوة 92

إعلال الواو رابعة فصاعدا ياء 93

يشأيان ويشأوان 93

إبدال الضمة قبل الياء المتطرفة كسرة لتسلم الياء 95

إن بني نحو عرقوة على التأنيث سلمت 96 الواو والضمة

ص: 231

وإن قدّر عروض التأنيث أبدلت الضمة 96 وأعلت الواو

مثل عرقوة من الغزو 97

مثل مقدرة من القوة 97

مسائل من إعلال الياء 97 - 108

حذف ياءي نحو كرسي للنسب 97

بخاتي 98

النسب إلى نحو علي 98

النسب إلى نحو قصي 99

النسب إلى نحو عدي 99

النسب إلى نحو تحية 100

النسب إلى نحو محي 100

النسب إلى نحو حي 100

النسب إلى نحو طي 101

صوري وحيدى وجولان وهيمان 101

مثل جردحل من حي 102

مثل عصفور من شوى 102

النسب إلى فتى 103

مثل حمصيص من فتى 103

النسب إلى صد 105

ص: 232

من موانع حذف الياء 105

النسب إلى قاض 105

النسب إلى مشتر ومستدع 105

تصغير نحو عطاء 105

تصغير أحوى 107

من مسائل إعلال الواو 108 - 109

مثل جيد من قوة 108

نحو سيد وطيّ 109

إبدال ضمة ما الياء المشددة كسرة لتسلم 110 الياء الأولى

عدم إعلال واو قوي لعروض سكونه 110

عدم إعلال واو بويع لعروضه 111

عدم إعلال واو ديوان لعروض يائه 111

دينار 111

صنارة 112

عدم إعلال واو نوي مخففا من نؤي لعروضه 112

ريّا 112

السابق من الواو والياء المبدل بدلا 113 لازما كالأصلي

مثال إنفحة من أوب 113

ص: 233

إذا التقت الواو والياء في كلمتين لم تعل الواو 113

جديول وجديّل 114

دليّ وعصيّ 114

ليّ في جمع ألوى 115

أبوّ ونحوّ 115

فتيّ وفتوّ 115

مما يجوز فيه إعلال الواو لاما وتصحيحها 116

معدوّ ومعديّ ونوّم ونيّام 116

تصحيح الواو لام فعول 117

تصحيح الواو في قروّ مخففا من قروء 117

مشنيّ ومكليّ 118

مشيب ومهيب 118

معدوّ 119

مرضيّ 119

مقويّ 119

فعلى واوية اللام 120

فعلى يائية اللام 123

شروط إعلال الواو أو الياء ألفا 128 - 143

1 - تحركهما 128

2 - كونهما والمفتوح قبلهما في كلمة واحدة 129

ص: 234

3 - كون تحركهما غير عارض 129

4 - تحرك ما بعدهما 130

حذف الألف المنقلبة في نحو الأعلون والأعلين 130

5 - ألا تكونا لاما بعدها ألف 131

مثل عضرفوط من غزو ورمي 132

6 - ألا تكونا عينا لما أعلت لامه بالإعلال 135 المذكور

تفريع على الشرط السابق 136

7 - ألا تكونا عين فعل الذي وصفه أفعل 137 فعلاء ، أو عين مصدره

علة عدم الإعلال في هذا النوع 137

8 - ألا تكونا عين افتعل بمعنى تفاعل 138

9 - ألا تكون عين فعلان أو فعلى 139

علة التصحيح في فعلان أو فعلى 140

مسائل من الإبدال المطرد في فاء الافتعال وتائه 143 - 153

إبدال التاء من فاء الافتعال وفروعه إن كانت 143 واوا أو ياء

إبدالها من الواو 143

إبدالها من الياء 148

ص: 235

إن كانت فاء الافتعال واوا أو ياء مبدلة من 148 همزة فالفصيح سلامتها

حكم فاء الافتعال ثاء 149

حكم فاء الافتعال ذالا 149

حكم فاء الافتعال دالا 150

حكم فاء الافتعال زايا 150

حكم فاء الافتعال جيما 150

حكم فاء الافتعال سينا 151

حكم فاء الافتعال طاء 152

حكم فاء الافتعال ظاء ، أو ضادا 152

حكم فاء الافتعال صادا 153

عود إلى مسائل الإعلال 154 - 171

الإعلال بالنقل 154

الإعلال بالنقل أو القلب 154

مما تسلم فيه الياء 154

من موانع الإعلال بالنقل والقلب 155

تصحيح ما جاء على صيغة تعجب 155

مثل تحلئ من القول والبيع 156

مثل ترتب من البيع 156

تصحيح اسودّ حملا على اسوادّ 156

ص: 236

حكم الاسم المنقول من الفعل حكم فعله 157

تصحيح ما شابه ما استحق التصحيح 157

تصحيح مفعل حملا على مفعال 158

تصحيح نحو يقوى ويزورّ 159

إعلال نحو مقول ومبيع 159

مبيوع ومصوون 160

نحو إقامة من استقامة 161

مما جاء مصححا مما حقه الإعلال 162

من مسائل الإعلال بالحذف 163 - 171

الحذف من نحو يعد 163

حمل أخوات يعد عليه 165

حمل الأمر من وعد على مضارعه 165 في حذف الواو

حمل مصدر وعد على مضارعه في حذف الواو 165

إلحاق يئس بوعد 166

مثل يقطين من الوعد 166

حذف همزة أفعل من مضارعه واسم 167 فاعله ومفعوله

حذف الهمزة في : خذ ، كل ، مر 168

من الحذف غير المطرد 170

ص: 237

شاك ، هار 170

رابّ وربّ 170

تراق وترائق 171

الإدغام 172 - 191

من موانع الإدغام : 172 - 175

1 - كون أول المثلين هاء السكت 172

2 - كونه همزة 173

3 - كونه حرف مدّ متطرفا 174

وجوب الإدغام في مثال أبلم من أوب 175

جواز الفك والإدغام في نحو رييا 175

من أحكام المثلين في كلمتين 176

وجوب الإدغام في نحو اشتدّ 176

وجوب الإدغام في نحو أجد 177

ما لا حاجة فيه إلى النقل 177

نحو أودّ 177

من موانع إدغام المثلين : 178 - 181

1 - تصدرهما أول الكلمة 178

2 - كونهما واوين آخر الكلمة 178

3 - كونهما ياءين غير لازم تحريك ثانيهما 178

4 - كون أحدهما للإلحاق 179

ص: 238

5 - كون المثلين مسبوقين بمزيد للإلحاق 179

6 - كون المثلين في اسم مخالف لزنات الأفعال 179

7 - كونهما في اسم لا يوازن الفعل ، مختوم بتاء 181 التأنيث ، ألفيه ، أو الألف والنون المشبهتين بهما

8 - كون ما هما فيه على فعلان 181

مسألة : يتعين الإدغام إن كان ما فيه المثلان 182 على فعل أو فعل

جواز الفك والإدغام في نحو ظربان وسبعان 182

أمثلة ما شذّ فكّه 184

المذاهب في مثل سبعان من القوة 185

9 - ومن موانع إدغام المثلين ، على الأفصح ، 186 سكون ثانيهما لاتصاله بضمير رفع

مسائل مما يجوز فكه وإدغامه 186 - 191

الأولى : إن كان سكون ثاني المثلين للجزم 186 أو للتوقف

الثانية : في نحو حيي وأحيية 188

الثالثة : في مصدر احواوى 189

الرابعة : في نحو افتتن 189

الخامسة : في نحو تأمرونّي وأتحاجّونّي 190

ختام الكتاب 192

ص: 239

فهرس الفهارس 193

فهرس المصادر والمراجع 194

فهرس الآيات القرآنية 208

فهرس الشعر والرجز 210

فهرس الأمثال 211

فهرس الأعلام 212

فهرس المسائل الصرفية 214

فهرس المسائل التمارين 221

فهرس الموضوعات 224

ص: 240

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.