شبهات و اجوبه حول القضیه الفاطمیه

اشارة

سرشناسه:طبسی، نجم الدین، 1334 -

عنوان و نام پديدآور:شبهات و اجوبه حول القضیه الفاطمیه [کتاب]/ نجم الدین الطبسی.

مشخصات نشر:تهران: دلیل ما ، 1437 ق.= 1395.

مشخصات ظاهری:64ص.؛ 5/14×5/21س م.

شابک:978-964-397-987-4

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

يادداشت:عربی.

یادداشت:کتابنامه: ص. [57] - 64؛ همچنین به صورت زیرنویس.

موضوع:فاطمه زهرا (س)، 8؟ قبل از هجرت - 11ق. -- شهادت -- دفاعیه ها و ردیه ها

موضوع:فاطمه زهرا (س)، 8؟ قبل از هجرت - 11ق. -- سوگواری ها

رده بندی کنگره:BP27/2/ط2ش2 1395

رده بندی دیویی:297/973

شماره کتابشناسی ملی:4185592

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

شبهات و اجوبه حول القضیه الفاطمیه

نجم الدین الطبسی

ص: 3

ص: 4

الفهرست

مقدمة المؤلف.. 7

تمهید: قصة المأساة في ثنایا کتب التاریخ و الحدیث.. 9

1. الجویني الشافعي (المتوفی سنة 730 ق). 10

2. ابن أبي شیبة (المتوفی سنة 235 ق) و ابن عبدالبر (المتوفی 463 ق) 10

3. البلاذري (المتوفى سنة 279 ق) 11

4. ابن قتيبة الدنيوري (المتوفى سنة 276 ق) 12

5. ابن جرير الطبري (المتوفى سنة 310 ق). 12

6. ابن عبدربّه الأندلسي (المتوفى سنة 328 ق) 13

7. الطبراني (المتوفى سنة 360 ق) و ابن سلام (المتوفی سنة 224 ق) و الطبري (المتوفی سنة 310 ق) 13

8. الشهرستاني (المتوفى سنة 548 ق). 14

9. ابن تيمية الحرّاني (المتوفی سنة 728 ق). 14

10. الذهبي (المتوفى سنة 748 ق) 15

11. الصفدي الشافعي (المتوفى سنة 764 ق). 15

ص: 5

الشبهات الواردة والجواب عنها 16

الشبهة الأولى: لمَ لمْ يتصدَّ الإمام عليّ(علیه السلام) للدفاع عن داره في قضية الهجوم على الدار؟ 17

الشبهة الثانية: لمَ لمْ ينتقم الإمام علي(علیه السلام) من قاتل الزهراء3 بعد وفاتها؟ 19

الشبهة الثالثة: لماذا كانت علاقة الإمام علي(علیه السلام) بقاتلي فاطمة الزهراء(علیها السلام) جيّدة و حسنة؟ 24

الشبهة الرابعة: لماذا لم يتطرق الإمام علي(علیه السلام) أيام حكومته إلى مقتل زوجته على يد الخلیفة؟ 29

الشبهة الخامسة:لماذا سمّى الإمام علي(علیه السلام) خمسة من أبنائه باسم أبي بكر وعمر وعثمان؟ 32

الشبهة السادسة:لماذا زوّج الإمام علي ابنته أم كلثوم لعمر؟. 41

الشبهة السابعة: لماذا لم يُشر الإمام الحسن و الإمام الحسین(علیهما السلام) إلى مسألة قتل الخلیفة لأمهما؟ 51

الشبهة الثامنة:لماذا سكت أهل المدينة على قتل عمر لبنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ولم يفعلوا شيئاً في قبال ذلك؟. 53

الشبهة التاسعة:لماذا لم يكن لدى الشيعة إلى سنوات متأخرة أيّ علمٍ بأمر استشهاد بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم )على يد الخلیفة، و إنما تنبهوا إلى ذلك في السنوات المتأخرة فأخذوا يقيمون العزاء لذلك؟ 55

مصادر الکتاب.. 57

ص: 6

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى و الصلاة على النبيّ (صلی الله علیه و آله وسلم)و آله الأخيار الأطهار سيّما مهدي آل محمد:(علیهم السلام)

في السنوات الأخيرة و في ظلّ استقبال أبناء إيران بل العالم الإسلامي غير المسبوق لأيّام استشهاد الصديقة فاطمة الزهراء(علیها السلام) بالتبجيل و الاحترام المنقطع النظير للأيام الفاطميّة، ظهرت مجموعةٌ تلقي شبهات سیما عبرالفضائیات و أنّ هذا الأمر لو كان له واقعٌ لماذاأميرالمؤمنين(علیه السلام) تلك الأحداث؟ و لماذا لم يقتصّ فيما بعد؟ و لماذا لم يتطرق لها في خُطبه؟ و لماذا؟ و لماذا؟

ص: 7

و قد ألزمتنا هذه الشبهات التصدّي للجواب عنها جواباً منطقياً مستنداً إلى أدلة، و في نفس الوقت بأسلوب سهل و يسير، لتتّضح الحقائق للجميع. و الهدف من نشر هذا الكُتيّب إظهار شيء من الحقائق المغيّبة و الواقع الخفيّ من بين ثنايا كتب التأريخ و الحديث عسى أن يكون مقبولاً و مرضياً لدى أهل بيت العصمة و الطهارة(علیهم السلام) إن شاء الله تعالى و في الختام أشکر ولدي العزیز الشیخ حسن بلقان آبادي السبزواري الذي أتعب نفسه لإعادة النظر و تخریج المصادر، فشکر الله سعیه الجمیل کما أقدم شکري الجزیل إلی سماحة العلامة الشیخ عبیدان حیث قام بترجمة الکتاب فجزاه الله خیر الجزاء.

نجم الدين المروّجي الطبسي

قم المقدّسة 25 شوال 1435 الهجري القمري

مؤسسة ولاء الصدّيقة الكبرى(علیها السلام)

ص: 8

تمهید: قصة المأساة في ثنایا کتب التاریخ و الحدیث

إنّ قصّة الهجوم على بيت فاطمه(علیها السلام) و حرق باب دارها، و ضربها بيد الخلیفة الثاني و المغيرة بن شعبة و خالد بن الوليد و قنفذ، و إسقاطها المحسن(علیه السلام)، بالرغم من إخفاء أعداء أهل البيت(علیهم السلام) لها کما صرّح الذهبي بلزوم إخفاء کثیر من الحقائق التأریخیة و إعدامها حیث قال: «كما تقرّر الكفّ عن كثير مما شجر بين الصحابة و قتالهم... و هذا فيما بأيدينا و بين علمائنا، فينبغي طيّه و إخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب و تتوفّر على حبّ الصحابة و الترضّي عنهم و كتمان ذلك متعينٌ عن العامّة و آحاد العلماء»(1) إلا أنّها قد نُقلت و رُويت في كثير من المصادر التأريخيّة و الروائيّة لأهل السنة، و للاطلاع عليها سنذكر بعض هذه المصادر.

ص: 9


1- . سير أعلام النبلاء: ج 10، ص 92، ترجمة محمد بن إدریس الشافعي، رقم 1.

1. الجویني الشافعي (المتوفی سنة 730 ق)

في رواية للجويني عن عبدالله بن عباس عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أنّه أخبر أيّام حياته عمّا يجري من حوادث بعد وفاته من غصب حق أميرالمؤمنين(علیه السلام) و الهجوم على بيت فاطمة الزهراء(علیها السلام) و هتك حرمتها و غصب حقّها من فدك و منعها من الإرث و كسر ضلعها و إسقاط جنينها. قال رسول الله: (صلی الله علیه وآله وسلم) «و إني لما رأیتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأني بها و قد دخل الذلّ بيتها و انتُهكت حرمتها و غُصب حقّها و مُنعت إرثها و كُسر جنبها و أسقطت جنينها».(1)

2. ابن أبي شیبة (المتوفی سنة 235 ق) و ابن عبدالبر (المتوفی 463 ق)

روى عبدالله بن محمد بن أبي شيبة و كذلك ابن عبدالبر النميري (المتوفى سنة 463 ق) عن زيد بن أسلم عن أبيه: أنّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)كان

عليٌّ و الزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)،

ص: 10


1- . فرائد السمطین في فضائل المرتضی و البتول و السبطین: ج 2، ص 25 - 26، الباب السابع، ح 366.

فيشاورونها و يرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله! والله ما من أحدٍ أحبّ إلينا من أبيك، و ما من أحدٍ أحبّ إلينا بعد أبيك منك، و أيم الله ما ذلك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت.(1)

3. البلاذري (المتوفى سنة 279 ق)

روى البلاذري عن ابن عون قال: إنّ أبابكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر و معه قبس، فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة: يا ابن

الخطاب! أَتراك محرقاً عليَّ بابي؟ قال: نعم و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك.(2)

أيضاً روى البلاذري رواية أخرى عن عبدالله بن عباس: بعث أبوبكر عمر بن الخطاب إلى عليّ حين قعد عن بيعته و قال: ائتني به بأعنف العُنف، فلما أتاه جرى بينهما

ص: 11


1- . المصنّف في الأحادیث و الآثار: ج 8، ص 572، کتاب المغازي، ما جاء في خلافة أبي بکر و سیرته في الردة، ح 4 و الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 3، ص 100، ترجمة أبي بكر، رقم 1651.
2- . أنساب الأشراف: ج 2، ص 268، أمر السقيفة.

كلامٌ، فقال عليٌّ: احلب حلباً لك شطره، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤمرك غداً.(1)

4. ابن قتيبة الدنيوري (المتوفى سنة 276 ق)

قال ابن قتيبة الدنيوري: و إنّ أبابكر تفقد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم و هم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب و قال: والذي نفس عمر بيده! لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها. فقيل له: يا أباحفص! إنّ فيها فاطمة! فقال: و إن.(2)

5. ابن جرير الطبري (المتوفى سنة 310 ق)

روى ابن جرير الطبري عن زياد بن كليب، قال: أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ و فيه طلحة و الزبير و رجالٌ من المهاجرين فقال: والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة. فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه.(3)

ص: 12


1- . أنساب الأشراف: ج 2، ص 269، أمر السقيفة.
2- . الإمامة و السیاسة: ج 1، ص 12، کیف کانت بیعة علي بن أبي طالب.
3- . تاریخ الأمم و الملوك: ج 2، ص 233، حوادث سنة 11، ذکر الأخبار الواردة بالیوم الذي توفي فیه رسول الله6 و مبلغ سنّه یوم وفاته.

6. ابن عبدربّه الأندلسي (المتوفى سنة 328 ق)

قال ابن عبدربّه الأندلسي: الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر عليٌ و العباس و الزبير و سعد بن عبادة، فأمّا عليٌ و العباس فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبوبكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، و قال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل [عمر] بقبسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب! أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.(1)

7. الطبراني (المتوفى سنة 360 ق) و ابن سلام (المتوفی سنة 224 ق) و الطبري (المتوفی سنة 310 ق)

روى الطبراني و القاسم بن سلام و الطبري عن عبدالرحمن بن عوف قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه، فسلمتُ عليه... فقال: أما إني لا آسى على شيء إلاعلى ثلاثٍ فعلتهنّ وددتُ أنّي

ص: 13


1- . العقد الفرید: ج 4، ص 260، کتاب العسجدة الثانیة في الخلفاء و تواریخهم و أخبارهم، سقیفة بني ساعدة.

لم أفعلهنّ، و ثلاثٍ لم أفعلهنّ وددتُ أنّي فعلتهنّ، و ثلاثٍ وددتُ أنّي سألتُ رسول الله عنهنّ، (صلی الله علیه وآله وسلم)فامّا الثلاث التي وددتُ أني لم أفعلهنّ فوددتُ أني لم أكن كشفتُ بيت فاطمة و تركته و إن أغلق علی الحرب.(1)

8. الشهرستاني (المتوفى سنة 548 ق)

نقل الشهرستاني عن النظّام المعتزلي قال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها و كان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. و ما كان في الدار غير عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين.(2)

9. ابن تيمية الحرّاني (المتوفی سنة 728 ق)

اعتذر ابن تيمية الحرّاني للخلیفة مع وجود الأدلة و المستندات الكثيرة التي لا يمكن إنكارها في أمر الهجوم على بيت فاطمة (علیها السلام) في مقام التبرير لما قام به عمر بن الخطاب و من معه من المهاجمين من العنف و القسوة و

ص: 14


1- . المعجم الکبیر: ج 1، ص 62، و مما أسند أبوبکر عنه عن رسول الله6؛ الأموال: ص 174، ح 353 و تاریخ الأمم و الملوك: ج 2، ص 353، حوادث سنة 13، ذکر أسماء قضاته و کتّابه و عمّاله علی الصدقات.
2- . الملل و النحل: ج 1، ص 59، الجزء الأول: المسلمون، الباب الأول: المعتزلة،3 النظامية.

الفعل القبیح، فقد اتّهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء(علیهما السلام) بالسرقة و الاختلاس من بيت مال المسلمين! و إنّه لعذرٌ أقبح من فعل، حيث قال: و غاية ما يُقال: إنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيءٌ من مال الله الذي يقسّمه و أن يعطيه لمستحقه!!!(1)

10. الذهبي (المتوفى سنة 748 ق)

روى شمس الدین الذهبي عن ابن حمّاد: حضرته و رجل يقرأ عليه: إنّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.(2)

11. الصفدي الشافعي (المتوفى سنة 764 ق)

ذكر الصفدي الشافعي عن ابراهیم بن سیار أنّه قال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت

المحسن من بطنها.(3)

و هناك جماعةٌ تتغافل عن هذه المجموعة من الوقائع و الحوادث القطعيّة المأخوذة من مستندات تأريخيّة و روائيّة، فهي كالنعامة

ص: 15


1- . منهاج السنة النبویة في نقض کلام الشیعة القدریة: ج 4، ص 548.
2- . سیر أعلام النبلاء: ج 15، ص 578، ترجمة ابن أبي دارم، رقم 349.
3- . الوافي بالوفیات: ج 6، ص 17، ترجمة ابراهیم بن سیار، رقم 2444.

التي تدفن رأسها في الرمال، و مع ذلك يلقون على العوام أسئلة و شبهات في إنكار أمور حقيقيّة و تحریفها. و هذا الذي بين يدي القارئ مجموعة أجوبة على شبهات ألقاها البعض بين عوام الناس يريدون من ذلك تشويش أذهانهم و إيجاد الشكوك في نفوسهم.

الشبهات الواردة و الجواب عنها

اشارة

ثم بعد هذه المقدمة نجیب علی بعض التساؤلات و الشبهات التي أثیرت علی الفضائیات و من قبل أعداء أهل البیت و النواصب حول مواقف أمیرالمؤمنین(علیه السلام) من قضیة الهجوم علی بیت الوحي و دار فاطمة الزهراء(علیها السلام).

ص: 16

الشبهة الأولى: لمَ لمْ يتصدَّ الإمام علي(علیه السلام) للدفاع عن داره في قضية الهجوم على الدار؟

و للإجابة عن هذه الشبهة يكفي الرجوع إلى أقدم مصادر تاريخ الإسلام:

أ. اليعقوبي أحد المؤرّخين المعروفين (المتوفى سنة 290 ق) قال: «و بلغ أبابكر و عمر أنّ جماعةً من المهاجرين و الأنصار قد اجتمعوا مع عليّ بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، و خرج عليٌ و معه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه و كسر سيفه و دخلوا الدار، فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري و لأعجّنّ إلى الله! فخرجوا و خرج من كان في الدار».(1)

شهاب الدين الآلوسي الشافعي (المتوفى سنة 1270 ق) ينقل عن كتاب سليم بن قيس: «غضب عمر و أضرم النار بباب عليّ و أحرقه و دخل، فاستقبلته

أ. فاطمة و صاحت: يا أبتاه! و يا رسول الله! فرفع عمر السيف و هو في غمده،

ص: 17


1- . تاریخ الیعقوبي: ج 2، ص 126، خبر سقيفة بني ساعدة و بيعة أبي بكر.

فوجأ به جنبها المبارك و رفع السوط فضرب به ضرعها، فصاحت: يا أبتاه! فأخذ عليٌ بتلابيب عمر و هزّه و وجأ أنفه و رقبته».(1) و إن ناقش في ذلك.

و هذه النصوص تدلّ علی حصول مصادمات و ردة الفعل تجاه المهاجمین، فلم یکن الأمر کما یروّج له من عدم المواجهة و الدفاع من عليّ بن أبي طالب(علیه السلام).

ص: 18


1- . روح المعاني في تفسیر القرآن العظیم و السبع المثاني: ج 3، ص 165 - 166، ذیل الآیة 28 من سورة آل عمران.

الشبهة الثانية: لمَ لمْ ينتقم الإمام علي(علیه السلام) من قاتل الزهراء (علیها السلام)بعد وفاتها؟

فنقول في مقام الجواب عنها:

أ. إنّ القصاص من الحقوق التي أعطاها الله تعالى لولي الدم، و لايجب على الولي أن يطالب حقّه، فيمكنه أن يعفو و يتنازل عن حقّه. فهناك الكثير ممّن قُتل آباؤهم أو أبناؤهم أو أقرباؤهم على أيدي أشخاص معيّنين معروفين، إلا أنّهم و لظروف معيّنة و مراعاةً لبعض المصالح الأهم يختارون السكوت و الإغماض، و ربّما تنازلوا عن حقّهم في الاقتصاص.

و مع ملاحظة ما كان عليه الإمام علی(علیه السلام) من الخُلق الرفيع حيث تربّى في حجر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و معرفته العميقة بالنبيّ في تلك الظروف الحساسة التي مرّ بها الإسلام و عايشها المسلمون في ظلّ عداوات الداخل و الخارج، فقد رأى الإمام(علیه السلام) أنّ السكوت هو الطريق الوحيد لخلاص الإسلام مما يمرّ به، و من باب الحفاظ على المصلحة الأهم لم يُطالب بأكبر حق له، و قد أشار إلى هذا الأمر في خطبته الشقشقيّة قائلاً: «فصبرت و في العین قذی

ص: 19

و في الحلق شجا». و هذا الطريق الذي اختاره أميرالمؤمنين(علیه السلام) في سبيل حفظ الإسلام لهو أكبر دليلٍ على أحقّيّته و أهليّته للأمر.

أ. وحدة الإمام (علیه السلام)و عدم وجود ناصر له و عدم وقوف الناس يومها معه، هذه أيضاً واحدة من علل سكوته و عدم أخذه بحقّه و انتقامه، و قد أشار إلى هذا أيضاً في الخطبة الشقشقيّة.

لو كان الإمام علي (علیه السلام) يريد القصاص فإلى أي محكمة كان يجب أن يرجع؟ فالتاريخ كلّه يشهد أنّ كلّ السلطات و الإمكانات كانت تحت تصرف الخلفاء، فبكلّ سهولة سوف تنتهي الأمور لصالحهم. فقضيّة زنا المغيرة بن شعبة و عدم قبول عمر لشهادة الشهود و جلده إيّاهم(1) و قضية خالد

ج. بن الوليد و قتله مالكَ بن نويرة و اعتدائه على زوجته و دفاع أبي بكر عنه و تبريره لما قام به من أفعال شنيعة(2) و قصة قتل الهرمزان على يد عبيدالله بن عمر بن

ص: 20


1- . الأغاني: ج 16، ص 109، أخبار المغیرة بن شعبة و نسبه.
2- . تاریخ الأمم و الملوك: ج 2، ص 273، حوادث سنة 11، ذکر البطاح و خبره و سیر أعلام النبلاء: ج 1، ص 377، ترجمة خالد بن الولید، رقم 78.

الخطاب(1) و هذه مجرد نماذج من أحكام و أقضیة الحكام آنذاك و عدم إقامتهم للحدود و العدل.

و ربما تكون أيضاً من علل سكوت الإمام علي (علیه السلام)و عدم إقدامه على الاقتصاص ممن هجموا على بيته و قتلوا زوجته فاطمه(علیها السلام)؛ لأنّه(علیه السلام)كان يعلم أنّه حتى لو أقدم على التحاكم إليهم فسوف لن يصل إلى نتيجة؛ لأنّ القاضي و من سيتابع ملف قضيته هو المجرم و المتهم الأصلي نفسه.

د. ينبغي السؤال ممن طرحوا هذه الشبهة قاصدين بذلك إنكار هجوم القوم على بيت فاطمه(علیها السلام): لماذا عفى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عن وحشي قاتل عمّه حمزة سيد الشهداء و لم ينتقم منه؟

لماذا عفى النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم) عن أولئك الصحابة الكرام! الذين قصدوا اغتياله أثناء عودته من غزوة تبوك، بل و لم يوبّخهم على فعلهم.(2) و للاطلاع على الروايات التي

ص: 21


1- . وقعة صفین: ص 186، ذکر تاریخ عبیدالله بن عمر و علی(علیه السلام)و قاموس الرجال: ج 7، ص 84، ترجمة عبیدالله بن عمر.
2- . قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): أكره أن يتحدّث الناس أنّ محمداً يقتل أصحابه.

رواها أهل السنة و التبريرات التي ذُكرت حول هذا الأمر، لاحظ: المسند، لأحمد بن حنبل: ج 5، ص 453 - 454، حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة؛ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: ج 2، ص 386 - 387؛ تفسير الكشّاف، للزمخشري: ج 2، ص 282؛

تفسير الدر المنثور في التفسیر بالمأثور، للسيوطي: ج 3، ص 259، ذيل الآية 74 من سورة التوبة.

لماذا عفی النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم)عن معاوية بن المغيرة بن أبي العاص الذي جدع أنف حمزة سيد الشهداء و مثّل به في معركة أحد، و أمهله ثلاثة أيام ليخرج من المدينة، و بعد انقضاء المهلة و عدم خروجه قتله؟(1)

لماذا عفى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) عن أبي سفيان و معاوية و عمرو بن العاص و كلّ أولئك الكفّار الذين آذوا النبّی و(صلی الله علیه وآله وسلم) المسلمين على مدى سنوات و عذّبوهم و قتلوا عدداً من المسلمين في بداية سنوات الدعوة و في

ص: 22


1- . أنساب الأشراف: ج 1، ص 410، غزوات الرسول، غزوة أحد، مقتل الذي مثل بجثة حمزة.

معركة بدر و أحد و الخندق و خيبر... و غيرها، و لم ينتقم منهم؟

لماذا لم ينتقم النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم) من عثمان بن عفان الذي قتل إحدى بناته؟(1)

فهل عفو رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) دليلٌ على عدم وقوع هذه الجرائم؟

ص: 23


1- . «فضرب عثمان بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و ماتت في الیوم الرابع». الکافي: ج 3، ص 252 - 253، کتاب الجنائز، باب النوادر، ح 8.

الشبهة الثالثة: لماذا كانت علاقة الإمام علي(علیه السلام) بقاتلي فاطمة الزهراء3 جيّدة و حسنة؟

نقول في مقام الجواب عنها:

مسألة كراهية الإمام علي (علیه السلام)لأبي بكر و عمر و علاقته الفاترة بهما أمرٌ واقعي لايمكن إنكاره بأيّ وجهٍ، و أما الاستماتة لإثبات وجود علاقة حميمة بينه و بين الخليفة الأول و الثاني فهي من قبيل طحن الماء في الطاحونة. و ليطّلع القارئ العزيز على هذه الوقائع التاريخية، نذكر بعض الشواهد التاريخية و الروائية في المقام:

روى مسلم بن الحجاج النيسابوري أنّ عمر قال مخاطباً علياً و العباس بن عبدالمطلب و كان عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص حاضرين: «فلما توفي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) قال أبوبكر: أنا وليُّ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك و يطلب هذا ميراث امرأته من أبيها... فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً...

أ. توفي أبوبكر و أنا وليُّ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و وليُّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً».(1)

ص: 24


1- . صحیح مسلم: ص 832، کتاب الجهاد و السیر، باب حكم الفيء، ح 4552.

ب. روى محمد بن اسماعیل البخاري عن عائشة أنّ الإمام علياً(علیه السلام) يرى أنّ أبابكر مستبدّ، كما أنّه (علیه السلام)رفض حضور عمر في اللقاء حیث قال: «لایأتنا أحدٌ معك كراهيّةً لمحضر عمر... لکنك استبددت علینا بالأمر».(1)

ج. اشتكى عمر بن الخطاب لعبدالله بن عباس ذلك، قال: «خرجتُ مع عمر إلى الشام في إحدى خرجاته، فانفرد يوماً يسير على بعيره فاتبعته، فقال لي: يابن عباس! أشكو إليك ابن عمّك، سألته أن يخرج معي فلم يفعل و لم أزَل أراه واجداً، فيم تظنّ موجدته؟».(2)

د. و في روایة محمد بن اسماعیل البخاري و مسلم بن الحجاج النیسابوري: «فوجدتْ فاطمةُ علی أبي بکر في ذلك، فهجرته، فلم تکلّمه حتی توفّیت... فلما توفّیت دفنها زوجُها عليٌ لیلاً و لم یؤذن بها أبابکر و صلّی علیها عليٌ».(3)

و هذه الموارد التي ذكرناها هي غيض من فيض من أدلة و مستندات موجودة في مصادر أهل السنة مما يشير إلى ابتعاد

ص: 25


1- . صحیح البخاري: ص 843، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ح 4240 و 4241.
2- . شرح نهج البلاغة: ج 12، ص 78، نکت من کلام عمر و سیرته و أخلاقه.
3- . صحیح البخاري: ص 843، کتاب المغازي، باب غزوة خیبر، ح 4240 و 4241 و صحیح مسلم: ص 833، باب قول النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم): لانورث ما ترکنا صدقة، ح 4555.

الإمام (علیه السلام)عن أبي بكر و عمر، و فتور العلاقة بينه و بينهما.و الآن و مع ملاحظة ما ذكرناه من شواهد تاريخية و روائية، هل یستمر القوم الذین أوردوا الشبهات و يدّعون وجود علاقات ودّية و حميمة بين الإمام علي (علیه السلام) و بین الخلفاء؟ فلنسأل هؤلاء المدّعين وجود هكذا علاقة بين الإمام و بينهما:

هل مَن يعتقد أنّهما كاذبَين، مُخادعَين، مُذنبَين و خائِنَين، يقيم علاقة وُدّية و حميمة معهما؟

لماذا امتنع الإمام علي(علیه السلام) عن مقابلة عمر بن الخطاب و كره حضوره في اللقاء؟

لماذا يمتنع الإمام علي (علیه السلام)عن مُرافقة عمر و لم يشترك معه في حروبه؟

لماذا وَجَدت و غضبت فاطمه(علیها السلام) على أبي بكر و لم تُكلّمه حتى فارقت هذه الدنيا؟

لماذا أخرج الإمام علي(علیه السلام) جنازة فاطمة(علیها السلام) ليلاً و دفنها و لم يُعلم بذلك الخلیفة؟

هل أنّ كلمة مُذنب، مُخادع، كاذب و خائِن تعريفٌ و تمجيدٌ لأبي بكر و عمر؟

ص: 26

هل قوله(علیه السلام): «لقد عمل الولاة قبلي بأمورٍ عظيمةٍ خالفوا فيها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) متعمّدين لذلك»(1) تعريفٌ و تمجيدٌ لأبي بكر و عمر؟

هل ما قاله(علیه السلام) في الخطبة الشقشقيّة تعريفٌ و تمجيدٌ لأبي بكر و عمر؟

لقد اعتبر الإمام (علیه السلام)الخلفاء غير لائقين للخلافة، و قد انتقد تصرفاتهم فترة خلافتهم، و لذا قال(علیه السلام): «أما والله لقد تقمّصها فلانٌ (ابن أبي قحافة) و إِنَّه ليعلم أنّ محلّي منها محل القطبِ من الرَّحى، ينحدرُ عنّي السّيل و لايرقى إِليّ الطير، فسدلتُ دونها ثوبا و طويتُ عنها كشحا و طفقتُ أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبِيرُ و يشيبُ فيها الصّغير و يكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه، فرأيتُ أنّ الصّبر على هاتا أحجى، فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجا، أرى تراثي نهبا حتّى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده، فيا عجبا بينا هو

ص: 27


1- . الاحتجاج: ج 1، ص 392، اجتجاجه علی من قال بالرأي في الشرع و الاختلاف في الفتوی و أن یتعرض للحکم بین الناس من لیس لذلك بأهل و ذکر الوجه لاختلاف من اختلف في الدین و الروایة عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و الکافي: ج 8، ص 59، ح 21، خطبة لأمیرالمؤمنین (علیه السلام)

يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطّرا ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها و يخشن مسّها و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم و إِن أسلس لها تقحّم، فمني النّاس لعمر الله بِخبط و شماسٍ و تلوّن و اعتراضٍ، فصبرتُ على طول المدّة و شدّة المحنة حتّى إِذا مضى لسبِيله جعلها في جماعةٍ زعم أنّي أحدهم، فيا لله و للشّورى! متى اعترض الرّيب فيَّ مع الأول منهم حتّى صرت أقرن إِلى هذه النظائرِ؟ لكني أسففت إِذ أسفّوا و طرت إِذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه و مال الآخر لصهرِه مع هنٍ و هنٍ. إِلى أن قام ثالث القومِ نافجاً حضنيه بين نثيله و معتلفه و قام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إِلى أن انتكث عليه فتله و أجهز عليه عمله و كبت به بطنته».(1)

ص: 28


1- . نهج البلاغة: ص 28 - 30، الخطبة الثالثة و هي المعروفة بالشقشقیة.

الشبهة الرابعة: لماذا لم يتطرق الإمام علي (علیه السلام) أيام حكومته إلى مقتل زوجته على يد عمر؟

نقول في مقام الجواب عنها:

أ. هل وصل إلينا تفاصيل حياة الإمام علي(علیه السلام)؟

ب. كم مرّة ذكر أبناء عمر قضية قتل أبي لؤلؤة لأبيهم طوال حياتهم؟

ج. لقد خاطب الإمام (علیه السلام)رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)حينما دفن فاطمة الزهراء (علیها السلام)يُعلمه بحزنه و كمده:«أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّد».(1)

ما رواه سليم بن قيس عن الإمام علي(علیه السلام) لها علاقة بأيام حكومته، قال:«لقيت علياً فسألته عمّا صنع عمر، فقال: هل تدري لم كفّ عن قنفذ و لم يغرِمه شيئاً؟ قلت: لا. قال: لأنّه هو الذي ضرب فاطمة بالسّوط حين جاءت لتحول بيني و

د. بينهم فماتت و إنّ أثر السّوط لفي عضدها مثل الدّملج».(2)

ص: 29


1- . الكافي: ج 1، ص 459، كتاب الحجّة، باب مولد الزهراء، ح 3 و نهج البلاغة: ص 302، الخطبة 202.
2- . کتاب سلیم بن قیس: ص 674، الحدیث الثالث عشر.

ه. قال عبدالله بن عباس: «لقد دخلت على علي(علیه السلام) بذي قار، فأخرج إليّ صحيفة و قال لي: يا ابن عباسٍ! هذه صحيفةٌ أملاها علَيّ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و خطّي بيدي. فقلت: يا أميرالمؤمنين! اقرأها عليَّ، فقرأها، فإذا فيها كلّ شيء كان منذ قبض رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) إلى مقتل الحسين (علیه السلام) وكيف يُقتل و من يقتله و من ينصره و من يُستشهد معه. فبكى بكاء شديداً و أبكاني. فكان فيما قرأه علي: كيف يصنع به و كيف تستشهد فاطمة و كيف يستشهد الحسن ابنه و كيف تغدر به الأمّة، فلمّا أن قرأ كيف يقتل الحسين و من يقتله أكثر البكاء ثمّ أدرج الصّحيفة و قد بقي ما يكون إلى يوم القيامة».(1)

فهل على الإمام علي(علیه السلام) أن يُذكّر بأكثر من هذا؟

إنّ الضمائر الميتة يمكن إيقاظها و إحياؤها بالنداء عليها مرّة واحدة، أما الضمائر التي تتظاهر بالغفلة و الموت فلو أنّ الإمام(علیه السلام) ذكّرها بالحادثة مائة مرّة لن تستيقظ من تغافلها.

ص: 30


1- . کتاب سلیم بن قیس: ص 915، الحدیث السادس و الستون.

و. الإمام علي(علیه السلام) تبعاً منه لسياسات الرسول الأكرم (صلی الله علیه وآله وسلم) و وجود بعض السياسات الاجتماعية و الظروف الحساسة للمجتمع آنذاك، لم يكن يتّبع سياسة التذكير الصريح و تكرار ما مضى من ذكريات مريرة صعبة طبعاً اتّباع الإمام (علیه السلام)لهذه السياسة لم تجعل الإمام ينسى تلك الجرائم و تعدّيات البعض بصورة تامّة فلايذكرها أبداً في أي وقت، فالانتقاد الصريح و الشديد منه (علیه السلام)لأبي بكر و عمر و عثمان في الخطبة الشقشقية يشير إلى أنّه متى ما سنحت له الفرصة المناسبة فإنه سيتّخذ سیاسة انتقاد الحكّام السابقين.

ص: 31

الشبهة الخامسة:لماذا سمّى الإمام علي(علیه السلام) خمسة من أبنائه باسم أبي بكر و عمر و عثمان؟

نقول في مقام الجواب عنها:

أ. أما «عمر» كان واحداً من الأسماء المعروفة الرائجة و المتداولة بين العرب في صدر الإسلام و لم يكن منحصراً بعمر بن الخطاب، فمن يُراجع كتب الرجال و التراجم سيقف على هذا الأمر، فقد أورد ابن حجر العسقلاني أسماء 22 من أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) كانت أسماؤهم «عمر»، منهم عمر بن أبي سلمة المخزومي و هو ربيب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) کان من أصحاب الامام علي (علیه السلام).

ب. بناء على ما بأيدينا من مصادر و مستندات، لم يكن للإمام (علیه السلام) دخلٌ أبداً في تسمية ابنه بهذا الاسم، بل إنّ عمر بن الخطاب هو مَن سمّاه، و بناءً على ما له من مكانة و مقام و تحكّم بحيث جعل لنفسه الاختيار في تسمية ابن الإمام(علیه السلام) هذا، لذا سمّاه «عمر» على اسمه هو.

قال أحمد بن يحيى البلاذري (المتوفى سنة 279 ق) : «و كان عمر بن الخطاب سمّى عمر بن علي باسمه».(1)

ص: 32


1- . أنساب الأشراف: ج 2، ص 192، ولده و تعدادهم و أسمائهم.

و قد ذُكر في كتب التاريخ الكثير من هذا القبيل من التصرفات و التدخلات من قِبَل الخليفة الثاني.

قال أحمد بن يحيى البلاذري عن عبدالله بن قيس بن النقب: و من بني نقب: عبدالله بن قيس بن نقب، و كان اسمه «خيّاط» فسمّاه عمر بن الخطاب «عبدالله».(1)

و ذكر ابن الأثير الجزري الشافعي (المتوفى سنة 630 ق) في ترجمة عبد الرحمن بن الحارث المخزومي مورداً آخر من هذا التدخل من الخليفة الثاني، قال: و نشأ عبدالرحمن في حجر عمر بن الخطاب و كان اسمه «إبراهيم» فغيّر عمر اسمه لما

غير أسماء من تسمى بالأنبياء و سماه «عبدالرحمن».(2)

و أشار ابن سعد الواقدي (المتوفى سنة 230 ق) إلى واحدة أخرى من تدخلات الخليفة الثاني في هذا المجال، قال: كان اسم أبي مسروق «الأجدع» فسمّاه عمر «عبدالرحمن».(3)

ص: 33


1- . أنساب الأشراف: ج 13، ص 33، نسب بني عمرو بن تیم.
2- . أسدالغابة في معرفة الصحابة: ج 3، ص 284، ترجمة عبدالرحمن بن الحارث.
3- . الطبقات الکبری: ج 6، ص 76، ترجمة مسروق بن الأجدع.

قال ابن قتيبة الدينوري في ترجمة الهرمزان: و لما أسلم الهرمزان سماه عمر بن الخطاب «عرفطة».(1)

و ذكر المتقي الهندي واحدة أخرى من تدخلات الخليفة الثاني التي لا معنى لها، قال: قدم عمر بن الخطاب مكة، فكان يتوضأ بأجياد، فذهب يوماً إلى حاجته، فلقی طحيل «طحبل» بن رباح أخا بلال بن

رباح، فقال: من أنت؟ قال: أنا طحيل «طحبل» بن رباح. قال: لا، بل أنت خالد بن رباح.(2)

و أشار ابن سعد و ابن حجر العسقلاني إلى مورد آخر من تغيير الأسماء التي قام بها الخليفة الثاني، قال: كان اسم كثير بن الصلت «قليلاً» فسمّاه عمر «كثيراً».(3)

و الآن و بملاحظة هذه الموارد المذكورة و بملاحظة أنّ الإمام(علیه السلام) لم يكن له يد في تسمية ابنه باسم «عمر» و أنّ هذا الاسم قد اختير له من قبل الخليفة آنذاك، فهل هذه التسمية أيضاً دليلٌ

ص: 34


1- . المعارف: ص 421، نوادر في المعارف.
2- . کنز العمال في سنن الأقوال و الأفعال: ج 9، ص 573، ح 27479.
3- . الإصابة في تمییز الصحابة: ج 5، ص 472، ترجمة کثیر بن الصلت و الطبقات الکبری: ج 5، ص 14، ترجمة کثیر بن الصلت.

على وجود علاقات جيّدة ودّية بين الإمام علي (علیه السلام)و بين عمر بن الخطاب؟

و السؤال الذي ربما يؤلم قلب بعض القرّاء الأعزاء هو: لماذا لم يواجه الإمام (علیه السلام)هذا التصرف

من قِبَل الخليفة؟ و في مقام الجواب ينبغي القول بأنّ ملاحظة تصرفات الخليفة الثاني توحي إلى أنّ عمر بن الخطاب شخصٌ صلفٌ سيّء الخُلق و خشن الطباع(1) و لذا كانت الصحابة تمتنع عن مواجهته و مخالفة أعماله و تصرفاته.

إنّ إصداره الأوامر بقتل سعد بن عبادة بسبب امتناعه عن بيعة أبي بكر و ضربه أخته و صهره و ضربه أبناء عمومة خالد بن الوليد و ضربه الجارود العامري كبير و رئيس قبيلة ربيعة و ضربه أبي بن كعب كبير الأنصار و حرقه قصر سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة بزعمهم، هذه نماذج من تصرفات عمر بن الخطاب القاسیة و عنفه مع صحابة رسول الله . (صلی الله علیه وآله وسلم) (2)

ص: 35


1- . قال ابن أبي الحدید: «و کان في أخلاق عمر و ألفاظه جفاء و عنجهیة ظاهرة». شرح نهج البلاغة: ج 1، ص 183، طرف من أخبار عمر بن الخطاب.
2- . أنساب الأشراف: ج 2، ص 263 و ص 272، أمر السقیقة؛ العقد الفرید: ج 4، ص 260؛ الطبقات الکبری: ج 3، ص 267 و ج 5، ص 62؛ المصنف: ج 3، ص 557، کتاب الجنائز، باب الصبر و البکاء، ح 6681؛ تاریخ المدینة: ج 2، ص 690؛ المصنف في الأحادیث و الآثار: ج 6، ص 213، کتاب الأدب، باب 153، ح 3.

إنّ تصرفات عمر بن الخطاب الحادّة مع الصحابة و عموم المسلمين مشهورة و معروفة حتى لقد عُرف لدى أهل التاريخ أنّ درّة عمر بن الخطاب أخطر و أهيب من سيف الحجّاج بن يوسف الثقفي.(1)

علاوة على تصرفات عمر بن الخطاب القاسیة و أفعاله و أخلاقه غیر الجملیة ربما كانت هناك مصالح أخرى أيضاً كان مراعاة الإمام علي (علیه السلام) لها دعته لعدم المخالفة لما يقوم به هذا الخليفة الثاني، و ربما أنّه خالفه إلاّ أنّ التاريخ لم يذكر ذلك أو أننا لا نعلم عن ذلك شيئاً، إذ لم یصل إلینا ذلك. و يحتمل أيضاً أن يكون اسم ابن الإمام (علیه السلام)هو «عمرو» و ليس «عمر».

و أما آخر من أبناء الإمام (علیه السلام)كان اسمه يشبه اسم أحد الخلفاء و هو «عثمان بن علي» على اسم

الخليفة الثالث عثمان بن عفان، و ينبغي في مقام الإجابة أن يُقال:

ص: 36


1- . الطبقات الکبری: ج 3، ص 282، ذکر استخلاف عمر؛ أنساب الأشراف: ج 10، ص 322، الادارة زمن عمر؛ ربیع الأبرار و نصوص الأخبار: ج 3، ص 13، باب العز و الشرف و نهج البلاغة: ج 1،ص 181، طرف من أخبار عمر بن الخطاب و ج 12، ص 75، نکت من کلام عمر و سیرته و أخلاقه.

أ. بمراجعة كتب التراجم و الرجال و الأنساب سنرى أنّ اسم «عثمان» كان من الأسماء الرائجة و المشهورة بين العرب، فهذا ابن حجر العسقلاني الشافعي قد ذكر في كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة» 26 شخصاً من أصحاب النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم) باسم «عثمان».

ب. الأدلة و المستندات التاريخية المعتبرة تشير إلى أنّ الإمام ( علیه السلام)قد سمّى ابنه على اسم «عثمان بن مظعون» الصحابي المعروف و المشهور، و لايوجد أي علاقة بين تسمية ابن الإمام علي (علیه السلام)باسم «عثمان» و بين الخليفة الثالث «عثمان بن عفان».

و قد روى أبوالفَرَج الأصفهاني عن الإمام علي (علیه السلام)ذأنّه قال: «إنما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون».(1)

و ذكر أبوالحسن محمد بن أبي جعفر العُبيدلي في حديثه عن مجاهدي بدر: «منهم عثمان بن مظعون الذي سمّى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ابنه باسمه».(2)

و ذكر المؤرّخون واحداً آخر من أبناء الإمام علي (علیه السلام)هو «أبو بكر

ص: 37


1- . مقاتل الطالبیین: ص 55، عثمان بن علي.
2- . تهذیب الأنساب: ص 27.

بن علي» و هذه كُنية له و قد اختلف المؤرخون في اسمه، فبعضهم ذكر أنّ اسمه «عبدالله» و بعضهم قال «محمد» و في بعض المصادر «عبدالرحمن». و بعضهم كأبي الفرَج الأصفهاني أبدى عدم معرفته باسمه فلم يذكر له اسماً.(1)

و لابد أن يُقال أيضاً عن هذا التشابه في الأسماء ما يلي:

أ. أبوبكر لم يكن اسماً لابن الإمام علي (علیه السلام)بل هو كنيته، فبناء على ما تعارف عليه العرب من اختيار كنية للأبناء بمناسبات مختلفة و بواسطة أشخاص آخرين غير الأب و الأم في بعض الأحيان.

ب. التكنية بأبي بكر أيضاً من الكُنى المعروفة و المشهورة بين العرب، ففي صدر الإسلام أيضاً أشخاص تكنّوا بهذه الكنية، فلا دليل على أنّ الإمام علياً(علیه السلام) قد اختار هذه الكنية لابنه بناء على أنّها كنية للخليفة الأول.

ج. أبوبكر هي كنية الخليفة الأول، و قد سمّاه النبيّ (صلی الله علیه وآله وسلم)«عبدالله» بعد أن كان اسمه «عتيق»، فلو كان الإمام(علیه السلام) يريد أن يُثبت للآخرين علاقته الودّية و

ص: 38


1- . مقاتل الطالبیین: ص 56.

الحميمة بالخليفة الأول كان ينبغي أن يُسمي ابنه «عبدالله» لا أن يسمّيه «أبابكر».

فحتّى مع عدم الأخذ بعين الاعتبار بالأدلة و المستندات الحاكية عن عدم وجود علاقة أو وجود فتور في العلاقة بين الإمام علي(علیه السلام) و أبي بكر، فإنّ هذا التشابه في الأسماء أيضاً ليس دليلاً على وجود علاقة ودّية و روابط حميمة بين الإمام علي(علیه السلام) و أبي بكر.

لو كانت تسمية أبناء الإمام (علیه السلام)بأسماء الخلفاء دالة على وجود العلاقة الودّية الجيّدة بينه و بينهم، فلماذا هذه العلاقة من طرف واحد؟ و لماذا لم يسمّ أحدٌ من الخلفاء أحداً من أبنائهم باسم «علي» أو «الحسن» أو «الحسين»؟

كما أنّ بين الصحابة و أصحاب الأئمة (علیهم السلام)من اسمه يزيد و معاوية و عمرو و... الخ، فهل أسماء هؤلاء من أجل حبّهم ليزيد و معاوية و عمرو بن العاص و سائر الخلفاء الأمويين و المروانيين؟

و الملاحظة الأخرى التي ينبغي عدم الغفلة عنها في الجواب عن هذه الشبهة هي أنّ العداء و التنفّر من أيّ شخصٍ عادةً تسري على مرور الزمن إلى التسمية باسمه.

فالنفور و الكراهية التي في قلوب الشيعة و أتباع أهل البيت (علیهم السلام)للظالمين و الغاصبين لحقوق أهل

ص: 39

البيت (علیهم السلام)ازدادت شیئاً فشیئاً إلى أعلى مراحلها، فالشيعة و أتباع أهل البيت(علیهم السلام) اليوم علاوة على الكراهية لهم يكرهون أسماءهم أیضاً و هذا أمر طبیعي.

ص: 40

الشبهة السادسة:لماذا زوّج الإمام علي(علیه السلام) ابنته أم كلثوم لعمر؟

نقول في مقام الجواب عنها:

إنّ زواج عمر بأم كلثوم واحدة من أكاذيب التاريخ العظمى؛ و إنما اخترعوها لإبراز الوجاهة للخلیفة، و إيجاد العلاقات الودّية و الحميمة بینه و بين أهل البيت(علیهم السلام). و للإجابة عن هذه الشبهة لابد من القول:

أ. لو كان مثل هذا الأمر صحيحاً، لماذا لم يُذكر أو لم یصرّح به في صحيحي البخاري و مسلم؟

ب. لقد أنكر الشيخ المفيد في رسالتين منفردتين و هما «المسائل العكبرية» و «المسائل السروية» و غيره وقوع مثل هذا الأمر.

يرى كثير من المحققين الشيعة و السنة و منهم جلال الدين السيوطي و رضي الدين الحلي و الفضل بن روزبهان و الصالحي الشامي و شهاب الدين القليوبي و العلاّمة السيد المقرّم و الشيخ محمد الخضري و العلامة الشيخ باقر شريف القرشي أنّ الإمام عليّاً و فاطمة الزهراء (علیهما السلام)لم يكن لهما بنت

أ. اسمها «أم كلثوم»، و أينما ذُكرت أم كلثوم فالمراد بها السيدة زينب(علیها السلام).

ص: 41

ب. يرى محيي الدين النووي و السيد المرعشي و هما من كبار علماء السنة و الشيعة أنّ عمر بن الخطاب تزوّج من أم كلثوم بنت أبي بكر و ليس بنت الإمام علي(علیه السلام).

قال محيي الدين النووي (المتوفى سنة 676 ق) في تهذيب الأسماء و اللغات: «أختا عائشة اللتان أرادهما أبوبكر بقوله لعائشة: إنما هما أخواك و أختاك، قالت: هذان أخواي، فمن أختاي؟ فقال: ذو بطن بنت خارجة، فإني أظنّها جارية... و هاتان الأختان هما أسماء بنت أبي بكر و أم كلثوم، و هي التي كانت حملاً، و قد تقدّم هناك إيضاح القصة، و أم كلثوم هذه تزوّجها عمر بن الخطاب».(1)

قال السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه

الله: «أسماء بنت عميس بن معبد بن الحارث الخثعمية الصحابية الشهيرة الجليلة من المهاجرات الأول... هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنورة، تزوّجها بعد جعفر أبوبكر، فتولدت له منها عدّة أولاد منهم أم كلثوم و

ص: 42


1- . تهذیب الأسماء و اللغات: ج 2، ص 630، رقم 1224.

هي التي رباها أميرالمؤمنين (علیه السلام)و تزوّجها الثاني، فكانت ربيبته(علیه السلام) و بمنزلة إحدى بناته، و كان(علیه السلام) يخاطب محمداً بابني و أم كلثوم هذه بنتي، فمن ثمّ سرى الوهم إلى عدّة من المحدثين و المؤرخين، فكم لهذه الشبهة من نظير، و منشأ الأكثر الاشتراك في الاسم أو الوصف، ثمّ بعد موت أبي بكر تزوّجها مولانا علي(علیه السلام)».(1)

التناقضات الكثيرة و المتعددة الموجودة في هذه

أ. القصة و التي أشار الى بعضها الشيخ المفيد، قال: و الحديث بنفسه مختلف، فتارة يروى أنّ أميرالمؤمنين(علیه السلام) تولّى العقد له على ابنته و تارة يروى أنّ العباس تولّى ذلك عنه. و تارة يروى أنّه لم يقع العقد إلا بعد وعيدٍ من عمر و تهديد لبني هاشم و تارة يروى أنّه كان عن اختيار و إيثار. ثمّ إنّ بعض الرواة يذكر أنّ عمر أولدها ولداً أسماه زيداً و بعضهم يقول: إنّه قتل قبل دخوله بها. و بعضهم يقول: إنّ لزيد بن عمر عقباً و منهم من يقول: إنّه قتل و لا عقب له. منهم من يقول: إنّه و أمّه قُتلا و منهم من يقول: إنّ أمّه بقيت بعده. و منهم من يقول: إنّ عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألف درهم و منهم من

ص: 43


1- . احقاق الحق و ازهاق الباطل (مع تعلیقات المرعشي النجفي): ج 3، ص 315، مدارك شأن نزول قوله تعالی: «إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ » في عليّ، هامش 3. سورة التحریم (66)، الآیة 4.

يقول: مهرها أربعة آلاف درهم و منهم من يقول: كان مهرها خمسمائة درهم. و بدو هذا الاختلاف فيه

يُبطل الحديث، فلايكون له تأثير على حال.(1)

ذكر اليعقوبي أنّ مهر أم كلثوم کان عشرة آلاف دينار، و أما الشيخ عبدالحي فقال: إنّ مهرها كان أربعين ألف دينار، هذا في حين أنّ عمر نفسه كان يمنع من غلاء المهور و یقول: «لاتغالوا صداق النساء...، ما إکثارکم في صداق النساء».(2)

و بعضهم كابن سعد و البلاذري و ابن حزم قال: إنّ أم كلثوم كانت قد تزوّجت من عمر بن الخطاب سنة 17 من الهجرة النبویة و بعد أن هلك تزوّجت من عون بن جعفر بن أبي طالب، و بعد مقتله تزوّجت من محمد بن جعفر بن أبي طالب، و بعد محمد تزوّجت من عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.(3)

ص: 44


1- . المسائل السرویة: ص 90.
2- . سنن ابن ماجه: ج 1، ص 607، ح 1887 و جامع أحادیث الشیعة: ج 14، ص 271، ح 3318.
3- . الطبقات الکبری: ج 8، ص 463؛ أنساب الأشراف: ج 1، ص 178 و جمهرة أنساب العرب: ج 1، ص 38.

و هذا غير صحيح؛ لأنّ عبدالله بن جعفر تزوّج بالسيدة زينب (علیها السلام)في حياة أميرالمؤمنين علي(علیه السلام) و بقيت حتى آخر حياتها يعني إلى سنة 63 ق زوجة عبدالله بن جعفر، و لايمكنه أن يجمع بين الأختين.

و من جهة أخرى يرى المؤرخون أنّ عوناً و محمداً ابنا جعفر قد قُتلا في أيّام عمر بن الخطاب نفسه سنة 16 أو 17 في معركة تستر.(1) فكيف رجعا بعد مقتل عمر بن الخطاب سنة 23 و تزوّجا بأم كلثوم؟

يرى بعضهم أنّ عبدالله بن جعفر تزوّج بأم كلثوم بعد وفاة السيدة زينب(علیها السلام)، و هذا أيضاً غير صحيح؛ لأنّ من يدّعي زواج عمر بن الخطاب بأم كلثوم يقول بأنّ أم كلثوم توفيت أيام الإمام الحسن (علیه السلام)و قبل سنة خمسین من الهجرة، و شارك الإمام الحسن (علیه السلام)في الصلاة عليها، في حين أنّ السيدة زينب (علیها السلام)عاشت إلى ما بعد سنة 61 و شهدت كربلاء، فلابد أنّ أم كلثوم قد رجعت إلى الحياة ثانية و تزوّجت من عبدالله بن جعفر!!!

ص: 45


1- . الاستیعاب في معرفة الأصحاب: ج 3، ص 315، ترجمة عون بن جعفر، رقم 2073.

و بعضهم يرى أنّ أم كلثوم عندما توفّيت صلّى عليها عبدالله بن عمر، و بعضهم يرى أنّ سعيد بن العاص الذي كان أمير المدينة يومها هو من صلّى عليها.

أ. قلة الأدب و التصرّفات غير اللاّئقة الموجودة في أصل الحادثة دليلٌ آخر على كذبها.

يقول ابن عبدالبر القرطبي و ابن الجوزي: «خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب (علیه السلام)فقال له: إنها صغيرة. فقال له عمر: زوّجنيها يا أباالحسن فإني أرصد من كرامتها ما لايرصده أحد. فقال له عليّ(علیه السلام): أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوّجتكها. فبعثها إليه ببُرد و قال لها: قولي له: هذا البُرد الذي قلت لك.

فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك، و وضع يده على ساقها. فقالت: أتفعل هذا! لولا أنّك أميرالمؤمنين لكسرت أنفك. ثمّ خرجت حتى جاءت أباها، فأخبرته الخبر و قالت: بعثتني إلى شيخِ سوء. فقال: يا بُنيّة، إنّه زوجك! فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة و كان يجلس فيها المهاجرون الأوّلون، فجلس إليهم فقال لهم: رفّئوني.

ص: 46

فقالوا: بماذا يا أميرالمؤمنين؟ قال: تزوّجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب».(1)

و علّق سبط ابن الجوزي على هذه الحادثة، مبرئاً صاحبه بقوله: «و هذا قبيحٌ! والله لو كانت أمةً لما فعل بها هذا، ثمّ بإجماع المسلمين لايجوز لمس الأجنبیّة، فكيف يُنسب عمر إلى هذا».(2)

أ. یقول عبدالرزاق الصنعاني: «أنّ عليّ بن أبي طالب أنکح إبنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب».(3) و یقول ابن سعد: «و هي جاريةٌ لم تبلغ».(4)

بناءً على ما يقوله عبدالرزاق و ابن سعد، فأم كلثوم قد تزوّجت من عمر قبل أن تبلغ سنّ الرشد و زواج فتاة في هذا السن من عمر بن الخطاب الذي كان له من العمر

ص: 47


1- . الاستیعاب في معرفة الأصحاب: ج 4، ص 509، ترجمة أم کلثوم بنت عليّ، رقم 3638 و المنتظم في تواریخ الملوك و الأمم: ج 3، ص 148، حوادث سنة 17.
2- . تذکرة الخواص من الأمة بذکر خصائص الأئمة:: ج 2، ص 370، الباب الحادي عشر، ترجمة خدیجة الکبری و فاطمة الزهراء، ذکر أولادها.
3- . المصنف: ج 6، ص 163، کتاب النکاح، باب نکاح الصغیرین، ح 10351.
4- . الطبقات الکبری: ج 8، ص 463.

آنذاك قُرابة 55 سنة و نيّف(1) أمرٌ غير معقول و غير عقلاني، خصوصاً أنّ بعضهم يذهب إلى أنّ أم كلثوم كان لها يوم مات عمر ثلاثة أبناء من عمر هم زيد و فاطمة و رقية. فيا للعجب من فتاة لم تبلغ سنّ الرشد و كانت بعد لم تبلغ تسع سنين في سنة 17 أو

18 تتزوّج من عمر الذي مات سنة 23 و يكون لها منه ثلاثة أبناء!

أ. حتى لو قبلنا أنّ الإمام علياً و فاطمة الزهراء (علیهما السلام)كانت لهما بنت اسمها أم كلثوم و أنّ عمر بن الخطاب قد تزوّجها، فلاملازمة في أن تكون بينهما علاقات ودّية و حميمة؛ و ذلك لأمور:

الأول: أنّ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بناء على روايات القوم قد زوّج ثلاثة من بناته و هنّ «زينب» و «أم كلثوم» و «رقية» لثلاثة من المشركين هم «أبوالعاص بن الربيع» و «عتبة بن أبي لهب» و «عُتيبة بن أبي لهب».(2) فهل كانت لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) علاقة حميمة و رابطة ودّية مع المشركين؟

ص: 48


1- . بناء علی أنه ولد بعد عام الفیل بثلاثة عشر سنة و أنه یوم مات کان عمره قرابة ستین سنة.
2- . الاستیعاب في معرفة الأصحاب: ج 4، ص 399، ترجمة رقیة بنت رسول الله، رقم 3377 و ترجمة أم کلثوم بنت رسول الله، رقم 3635.

الثاني: النبيّ لوط(علیه السلام) اقترح على قومه الذين كانوا مثليّي الجنس أن يتزوّجوا بناته و

لايرتكبوا فعل اللواط.(1) فهل كان للنبيّ لوط (علیه السلام)علاقة حميمة و رابطة ودّية مع أولئك المشركين اللوطیین؟

الثالث:بناء على ما في بعض الروايات المذكورة بأنّ هذا الزواج على فرض صحته كان بالقوّة و تهديد عمر بن الخطاب و الحكومة آنذاك، و لايمكن لهكذا زواج أبداً أن يكون دليلاً على وجود علاقة ودّية في البين، فهذا الإمام الصادق(علیه السلام) يقول: لما خطب إليه، قال له أميرالمؤمنين(علیه السلام): إنّها صبيّة. قال: فلقي العباس فقال له: ما لي؟ أبي بأسٌ؟ قال: و ما ذاك؟ قال: خطبتُ إلى ابن أخيك فردّني، أما والله لأعورنّ زمزم و لاأدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها و لأقيمنّ عليه شاهدين بأنّه سرق و

لأقطعنّ يمينه. فأتاه العباس، فأخبره و سأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه.(2)

ص: 49


1- . «إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ». سورة هود (11)، الآیة 78.
2- . الكافي: ج 5، ص 346، كتاب النكاح، باب تزويج أم كلثوم، ح 2. و قد أجاب الشيخ المفيد; عن ذلك في أجوبة المسائل السروية بأجوبة كثيرة، فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك .

أ. بملاحظة كثرة المصادر و الأدلة القطعية على الهجوم على بيت فاطمة الزهراء و ضربها، فلماذا لم تكن هذه الحادثة قرينة و شاهداً أو دليلاً على كذب قصة زواج عمر من ابنة الإمام علي و فاطمة(علیهما السلام).

ص: 50

الشبهة السابعة: لماذا لم يُشر الحسن و الحسين (علیهما السلام)إلى مسألة قتل عمر لأمهما؟

نقول في مقام الجواب عنها:

لقد ذكر الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام)ذلك في مناظرته في مجلس معاوية بن أبي سفيان مع عمرو بن عثمان بن عفان و عمرو بن العاص و عتبة بن أبي سفيان و الوليد بن عقبة و المغيرة بن شعبة، فبعد أن أجابهم على وقاحاتهم و هُرائهم و شجبه لما قالوه، قال للمغيرة بن شعبة: «و أما أنت يا مغيرة بن شعبة! فإنك لله عدوٌ و لكتابه نابذ و لنبيّه مكذّب و أنت الزاني و قد وجب عليك الرجم و شهد عليك العدول البررة الأتقياء، فأخّر رجمك و دفع الحق بالأباطيل و الصدق بالأغاليط... و أنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) حتى أدميتها و ألقت ما في بطنها، استذلالاً منك لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و مخالفة منك لأمره و انتهاكاً

أ. لحرمته».(1)

ص: 51


1- . الاحتجاج: ج 1، ص 413 - 414، احتجاج الحسن7 علی جماعة من منکري فضله و فضل أبیه.

ب. و كذلك الإمام الحسين(علیه السلام) ذكر أمر دفن أمّه فاطمة(علیها السلام)سرّاً و إخفاء أميرالمؤمنين (علیه السلام)قبرها، قال: «لما قبضت فاطمة( علیها السلام) دفنها أميرالمؤمنين سرّاً و عفا على موضع قبرها».(1)

ص: 52


1- . الكافي: ج 1، ص 458، كتاب الحجة، باب مولد الزهراء، ح 3 .

الشبهة الثامنة:لماذا سكت أهل المدينة على قتل عمر لبنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و لم يفعلوا شيئاً في قبال ذلك؟

نقول في مقام الجواب عنها:

أ. بنوهاشم و كلّ أولئك الذين اعترضوا على حادثة السقيفة و ما تبعها من حوادث و الذين اجتمعوا في بيت فاطمة(علیها السلام) و امتنعوا عن بيعة أبي بكر لايُعدّون من أهل المدينة؟

ب. هل جعل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أهلَ المدينة معياراً لمعرفة الحق و الباطل أم الإمام علياً (علیه السلام)؟

فإن كان أفعال أهل المدينة و تصرفاتهم هي المعيار في معرفة الحق و الباطل فإنّ قتلَهم الخليفة الثالث و تعدّيهم على زوجته نائلة و عدم مشاركتهم في تشييع جنازة الخليفة و رفضهم دفنه في مقابر المسلمين و دفنه في مقابر اليهود... الخ، كان أمراً مباحاً و جائزاً، و أنّ قاتلي الخليفة لم يكونوا مخطئين و عاصين، بل

إنهم مستحقون للثواب و الأجر من الله تعالى، و ينبغي شكرهم أيضاً؛ لأن أهل المدينة حينما قُتل

ص: 53

عثمان سكتوا و لم يُبدوا أيّ ردة فعل، بل لم یسمحوا بدفن جثته في مقابر المسلمین.(1)

ففي تاریخ الطبري: «و جاء سودان بن حمران لیضربه، فانکبت علیه نائلة ابنة الفراصة و اتقت السیف بیدها فتعمدها و نفح أصابعها، فأطنّ أصابع یدها و ولّت، فغمز أوراکها و قال: إنها لکبیرة العجیزة».(2)

فإن كانت تصرفات و ردود أفعال أهل المدينة هي المعيار في معرفة الحق و الباطل، إذن فيزيد في هجومه على المدينة و قتله الصحابة و استباحته دماء المسلمين و أعراضهم غير مخطئ و لم يرتكب أيّ ذنب؛ لأن أهل المدينة لم يبدوا أيّ ردّة فعل معيّنة في

مقابل عمل يزيد و لم يحركوا ساكناً، بل بایعوا علی أنّهم عبید لیزید.

یقول مغیرة بن مقسم: «أنهب مسرف بن عقبة المدینة ثلاثاً و افتضّ بها ألف عذراء».(3)

ص: 54


1- . «ثم أرادوا دفنه، فقام رجل من بني مازن فقال: والله لان دفنتموه مع المسلمین لأخبرنّ الناس، فحملوه حتی أتوا به إلی حش کوکب». المعجم الکبیر: ج 1، ص 79، ح 109.
2- . تاریخ الأمم و الملوك: ج 2، ص 676، حوادث سنة 35.
3- . سیر أعلام النبلاء: ج 3، ص 323، ترجمة عبدالله بن حنظلة، رقم 49.

الشبهة التاسعة:لماذا لم یکن لدی الشیعة إلى سنوات متأخرة أيّ علم بأمراستشهاد بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) علی ید الخلیفة، وإنما

تنبهوا إلى ذلک في السنوات المتأخرة فأخذوه یقیمون العزاء لذلک؟

نقول في مقام الجواب عنها:

هناك ختمة(1) باسم «ختمة البخاري» تُقام هذه الأيام في بعض مدن إيران، و هذه لم تكن من قبل معروفة، بل إنّ أهل السنة ليس لديهم هكذا مراسم، فلماذا هم

أ. اليوم يقومون بهذا الأمر؟

ب. جماع الوداع و جهاد النكاح و زواج المسيار... كلّها لم تكن متعارفة بين السلفيين، فلماذا الآن تذكّروا هذه الأمور و الأحكام؟

ج. القتال بين المسلمين و تخريب بلاد المسلمين و قتل المسلمين على يد من يدّعون الإسلام للدفاع عن اليهود و تأمين سلامة اليهود من الخطر هذا كلّه لم يكن موجوداً من قبل، لكنّه وُجد اليوم على أيدي بعض الدول التي ظاهرها الإسلام و التي تدعي أنها مسلمة!

ص: 55


1- . مصطلح «ختم» یقصدون به إقامة مراسم لعملٍ ما، فمثلاً یقال «ختم صلوات» و یعنون بذلك إقامة مجلس یجتمع فیه عدد معین لیصلّوا فیه علی النبيّ(صلی الله علیه وآله وسلم)

لو تُراجع الكتب الروائية و التاريخية للإمامیة سوف يقف القارئ جيداً على أنّ الشيعة و أتباع أهل البيت (علیهم السلام) في أيّ حقبة زمنية من التاريخ لم ينسوا حوادث السقيفة و غصب حق الإمام علی (علیه السلام)المسلّم و الهجوم الغاشم على بيت فاطمة الزهراء (علیها السلام)و إضرام النار ببابها و ضرب بنت النبيّ الاكرم (صلی الله

أ. علیه وآله وسلم)... الخ، فلو أنّ العزاء و إقامة مجالس ذكرى مصابها قد قلّ في فترة مّا من التاريخ فذلك راجع إلى منع الحكّام و الملوك و الموالین للإسلام الأموي و المرواني. و السلام علیکم.

نجم الدين المروّجي الطبسي

قم المقدّسة 25 شوال 1435 الهجري القمري مؤسسة ولاء الصدّيقة الكبرى (علیها السلام)

ص: 56

مصادر الکتاب

٭القرآن الکریم

٭نهج البلاغه

1. الاحتجاج، الطبرسي، أحمد بن علي، المتوفى حدود سنة 520 ق، دار الكتب العلمية، بيروت.

2. احقاق الحق و إزهاق الباطل مع تعلیقات النجفي، الشهید قاضي نورالله التستري، المتوفی سنة 1019 ق، الطبعة الأولی، 1417 ق، قم المقدسة.

3. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبدالبر المالكي، يوسف بن عبدالله، المتوفى سنة 463 ق، دار الكتب

ص: 57

العلمية، المحقق: الشيخ علي محمد معوض و الشيخ عادل أحمد عبدالمودود، الطبعة الأولى، 1415 ق، بيروت.

4. أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير الجزري الشافعي، أبوالحسن علي بن أبي الكرم، المتوفی سنة 630 ق، المكتبة الإسماعيلية، طهران، إيران.

1. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي، المتوفی سنة852 ق، دار صادر، الطبعة الأولى، 1328 ق، بيروت.

2. الأغاني، أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسين بن محمد، المتوفی سنة 356 ق، دار الفكر، بيروت.

3. الإمامة و السياسة، ابن قتيبة الدينوري، المتوفی سنة 276 ق، منشورات الشريف الرضي، 1388 ق، قم المقدسة.

4. أنساب الأشراف، البلاذري، أحمد بن يحيى البغدادي، المتوفى سنة 279 ق، دار الفكر، المحقق: الدكتور سهيل زكار و الدكتور رياض زركلي، الطبعة الأولى، 1417 ق، بيروت.

ص: 58

9. تاريخ الأمم و الملوك، الطبري، محمد بن جرير، المتوفی سنة 310 ق، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1408 ق، بيروت.

10. تاريخ المدينة المنورة، ابن شبّة، عمر بن شبّة النُميري، المتوفی سنة 262 ق، دار الفكر، المحقق: فهيم محمد شلتوت، 1410 ق، بيروت.

11. تاريخ اليعقوبي، أحمد بن إسحاق بن جعفر، المتوفى سنة 284 ق، دار صادر، بيروت.

12. تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة(علیهم السلام)، سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزعلي، المتوفی سنة 654 ق، تحقيق: حسين تقي زاده، مركز الطباعة و النشر للمجمع العالمي لأهل البيت(علیهم السلام)، الطبعة الأولى، 1426 ق، قم.

13. تهذيب الأسماء و اللغات، النووي، يحيى بن شرف، المتوفی سنة 676 ق، دار الكتب العلمية، بيروت.

14. تهذيب الأنساب و نهاية الأعقاب، العبيدلي، محمد بن أبي جعفر، المتوفى سنة 435 ق، تحقيق الشيخ محمد كاظم

ص: 59

المحمودي، مكتبة السيد شهاب الدین المرعشي النجفي، الطبعة الأولى، 1413 ق، قم.

15. جامع أحاديث الشيعة، البروجردي، السيدحسين الطباطبائي،المتوفى سنة 1380 ق، المطبعة العلمية، 1399 ق، قم.

16. جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، علی بن احمد، المتوفی سنة 456 ق، المحقق: عبدالسلام محمد هارون، الطبعة السادسة، دار المعارف، القاهرة.

17. ربيع الأبرار و نصوص الأخبار، الزمخشري، محمود بن عمر، المتوفی سنة 538، المحقق: عبدالأمير مهنا، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى، 1412ق، بيروت.

18. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع المثاني، الآلوسي، السيد محمود بن عبدالله، المتوفی سنة 1270 ق، المحقق: محمد أحمد الآمد و عمر عبدالسلام

السلامي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 1420 ق، بيروت.

19. سنن ابن ماجة، ابن ماجة القزويني، المتوفی سنة 275 ق، المحقق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر.

ص: 60

20. سير أعلام النبلاء، الذهبي، محمد بن أحمد، المتوفی سنة 748 ق، المحقق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الحادية عشر، 1417 ق، بيروت.

21. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، عبدالحميد بن هبة الله، المتوفی سنة 656 ق، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الثانية، 1385 ق، بيروت.

22. صحیح البخاري، محمد بن إسماعيل، المتوفی سنة 256 ق، کلیة دار العلوم جامعة القاهرة، الطبعة الثانیة، 1430 ق.

23. صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيشابوري، المتوفی سنة 261 ق، 1377 ق، دار المعرفة، بیروت.

24. الطبقات الكبرى، ابن سعد الواقدي، محمد بن سعد، المتوفی سنة 230 ق، دار صادر، بيروت.

25. العقد الفريد، ابن عبدربه الأندلسي، أحمد بن محمد، المتوفی سنة 328 ق، دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة، 1384 ق، بيروت.

26. فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين و الأئمة من ذريتهم(علیهم السلام)، الجویني الشافعي، إبراهيم بن محمد،

ص: 61

المتوفی سنة 730 ق، المحقق: السيد عبدالمحسن عبدالله السراوي و الشيخ محمدصادق تاج، دار الجوادين، الطبعة الأولى، 1429 ق، سوريا.

27. قاموس الرجال، التستري، محمدتقي، المتوفی سنة 1416 ق، منشورات مكتب النشر التابع لجماعة المدرسين، الطبعة الثانية، 1410 ق، قم.

28. الكافي، الكليني، محمد بن يعقوب، المتوفى سنة 328 ق، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، 1391 ق، طهران.

29. كتاب سليم بن قيس، سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، المتوفى سنة 76ق، تحقيق: محمدباقر الأنصاري، منشورات دليل ما، الطبعة الخامسة، 1428 ق، قم.

30. كنز العمال في سنن الأقوال و الأفعال، المتقي الهندي، علي بن المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري، المتوفی سنة 975 ق، تحقيق: الشيخ بكري الحياني و الشيخ صفوة السقّا، مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة، 1409 ق، طهران.

ص: 62

31. المسائل السروية، الشیخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، المتوفى سنة 413 ق، تحقيق: صائب عبدالحميد، دار المفيد، الطبعة الثانية، 1414 ق، بيروت.

32. المصنف، الصنعاني، عبدالرزاق بن همّام، المتوفی سنة 211 ق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، طبع المجلس العلمي.

33. المصنف في الأحاديث و الآثار، عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفى سنة 235 ق، تحقيق: سعيد محمد لحام، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1409 ق، بيروت.

34. المعارف، ابن قتیبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، المتوفی سنة 276 ق، منشورات الرضي، الطبعة الأولى، 1415 ق، قم.

35. المعجم الكبير، الطبراني، أبوالقاسم سليمان بن أحمد، المتوفی سنة 360 ق، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي، دار إحياء التراث، الطبعة الثانية.

ص: 63

36. مقاتل الطالبيين، أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسين بن محمد، المتوفی سنة 356 ق، تحقيق: كاظم المظفر، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الثانية، 1405 ق، قم.

37. الملل و النحل، الشهرستاني، محمد بن عبدالكريم، المتوفی سنة 548 ق، تحقيق: محمد بن فتح الله بدران، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الثالثة، 1364 ش، قم.

38. المنتظم في تواريخ الملوك و الأمم، ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، المتوفى سنة 597 ق، تحقيق: الدكتور سهيل زكار، دار الفكر، 1415 ق، بيروت.

39. منهاج السنة النبویة في نقض كلام الشيعة القدرية، ابن تيمية، أحمد بن عبدالحليم، المتوفى سنة 728 ق، تحقيق: محمد رشاد سالم، مؤسسة الريان، 1424 ق، بيروت.

40. الوافي بالوفيات، الصفدي الشافعي،خليل بن ايبك، المتوفی سنة 746 ق، الطبعة الثانية، 1411 ق.

41. وقعة صفين، نصر بن مزاحم المنقري، المتوفى سنة 212 ق، تحقيق: عبدالسلام محمد هارون، مكتبة السيد النجفی، الطبعة الثانية، 1403 ق، قم.

ص: 64

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.