بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

موقف العلماء من الفلسفة والعرفان

محمّد باقر علم الهدی

تقدیم بقلم السید هادی المدرسی

التصحیح حمید الخبیریّ.

ص: 4

بسم اللّه الرحمن الرحیم

«اُدعُ إلی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَة»

یُعدّ العلم والمعرفة أفضل وأکبر النِّعم الإلهیّة المهداة لعباد اللّه الصالحین لأنّه بالعلم یُعینهم اللّه علی عبودیّته وبه یخضعون له.

والعلماء الربانیّون والعرفاء الإلهیّون هم من یستضیئون بهدی الأنبیاء والأئمّة(علیهم السلام) ولا یشعرون بالتَّعب أو الملل أبداً فی سلوک هذا الطریق. طریق العلم والعمل، ویتجنّبون الطُرُق الأُخری التی لا تنتهی بهم إلی نیل معارف الأئمّة(علیهم السلام).

تهدف هذه المؤسّسة _ التی تأسّست بدافع إحیاء آثار هذه الثلَّة المخلصة التی تحملت علی عاتقها مهمّة الدفاع عن معارف الوحی والعلوم الإلهیّة الأصیلة _ إلی نشر هذا الفکر عبر الوسائل العصریّة المتاحة ومن اللّه التوفیق.

ص: 5

اَللّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ الْحُجَّهِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلی آبائِهِ فی هذِهِ السّاعَهِ وَفی کُلِّ ساعَهٍ وَلِیّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلیلاً وَعَیْناً حَتّی تُسْکِنَهُ أَرْضَکَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فیها طَویلاً

ص: 6

هذا مختصر نافع لبیان موقف جمهور فقهاء الشیعة الإمامیّة من الفلسفة والعرفان، أخذناه من کتاب سدّ المفرّ علی القائل بالقدر للعلّامة الشیخ محمّد باقر علم الهدی(قدس سره) باهتمام من الأخ العزیز الشیخ حسن الکاشانیّ فی جمع الأقوال، وتحقیق وتنظیم مؤسّسة عالم آل محمّد(علیهم السلام) المعارفیّة، وتقدیم سماحة آیة الله السیّد هادی المدرّسی فجزاهم الله خیر الجزاء، ولیس الغرض بیان الأدلّة والدخول فی المباحث والمطارحات العلمیّة المتعلّقة بنقض المبانی الفلسفیّة والعرفانیّة، فإنّ لذلک مقاماً آخر.

کما أنّه لیس الغرض استقصاء أسماء جمیع الفقهاء من الصدر الأوّل للإسلام إلی عصرنا، ولهذا أخذنا من فصل الکتاب ما یفی بالمطلوب، ولم نذکر جمیع الأقوال والأسماء المذکورة هناک دفعاً للإطناب.

حذفنا الإرجاعات المرتبطة ببقیة فصول الکتاب الذی أخذنا منه الوجیزة سائلین الله سبحانه وتعالی أن یتقبّل منّا بأحسن القبول بشفاعة مولانا علیّ بن موسی الرضا(علیه السلام).

ذکری ولادة الامام علیّ بن موسی الرضا(علیهما السلام)

11 ذو القعدة 1436ق

مرتضی الأعدادیّ الخراسانیّ

ص: 8

معرفته هو من یعیّن الطریق.

فلا یمکن أن نصل إلی الحقیقة فی هذا المجال من ذات أنفسنا وبحسب منهج نضعه نحن، إذ معرفة اللّه وما یقرّبنا إلیه لا تنال إلّا من خلال من أرسلهم اللّه تعالی وأنزل علیهم الوحی لیقوموا بهذا الدور الخطیر، فمعرفته إنّما تأتی منه لا من غیره «إِلَهِی بِکَ عَرَفْتُکَ وَبِکَ اهْتَدَیْتُ إِلَی أَمْرِکَ وَلَوْلَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْت».(1)

والتوحید لا یقتصر معناه علی مجرّد الإقرار بربّ واحد أحد، وإنّما یختزل نفی کلّ شرک، عقیدةً ومنهجاً وعملاً، فالتمسّک بأیّ منهج غیر منهج الربّ ورسله فی أیّ مجال من مجالات المعرفة یُعدّ نوعاً من أنواع الشرک أیضاً.

وهنا منهجان؛ منهج الوحی والتذکّر بالفطرة، ویقوده الأنبیاء، ومنهج التصوّر، وإدخال معرفة الخالق فی حیّز الوهم، ویقوده الفلاسفة.

أمّا المنهج الفلسفیّ فثمرته الوصول إلی ربّ متخیَّل، ومتصوَّر بالوجه، والقول بأنّ له تعالی ولصفاته مفاهیم ذهنیّة. وأمّا المنهج الوحیانیّ فیقضی بامتناع إحاطة المصنوع بالصانع بأیّ نحو من الأنحاء، وأنّ معرفة اللّه لا تحصل بالوهم والخیال، بل حتّی العقل، لأنّ الله لا یحیط به شیء، وإنّما معرفة الله تکون بتعریفه تعالی نفسه.

فمنهج الأنبیاء فی معرفة اللّه یبدأ ب (اللّه لا إله إلّا هو). وکلمة (اللّه) لها معنیان؛ أحدهما بمعنی التحیّر، لتحیّر العقول فیه وفی کمالاته، والآخر بمعنی الذی یُرجع إلیه ویُلجأ إلیه، کما فی حالات البأساء والضراء

ص: 10

والشدائد، حیث ینقطع إلیه کلّ قلب.(1)

فربّنا حسب هذا المنهج لا یُدرک بالأوهام فیکون موهوماً، ولا بالخیال فیکون متخیّلاً، ولا بالحواسّ فیکون محسوساً، ولا بالعقول فیکون معقولاً، لا یحیط به عقل ولا خیال ولا وهمٌ ولا حسّ.(2)

هذا هو منهج الأنبیاء، وأمّا منهج الفلاسفة فیبدأ بقولهم: (ما یمکن تصوّره ثلاث: واجب الوجود، وممتنع الوجود، وممکن الوجود).

ففی منهج الأنبیاء، یخرج الربّ عن حیطة التصوّر رأساً، وفی المنهج البشریّ یبدأون من التصوّر.

وفی منهج الأنبیاء ربّنا عزّ وجلّ لا یمکن وصفه إلّا بإخراجه من حدّ التشبیه وحدّ التعطیل(3) وفی منهج الفلاسفة یُشرع بتشبیهه تعالی بخلقه فی الوجود، فیحدّدونه ویبعّضونه ویشبّهونه.

یقول الإمام علی(علیه السلام):

مَن وَصَفَهُ فَقَد حَدَّهُ، وَمَن حَدَّهُ فَقَد عَدَّهُ، وَمَن عَدَّهُ فَقَد أَبطَلَ أَزَلَه.(4)

ص: 11

والخلاصة أنّ کلّ ولیجة دون الرسل فی مجال المعرفة منحرفة وباطلة، مثل کلّ ولیجة دونهم فی الشرائع والأحکام، فمن یطرق باباً غیر أبوابهم لیعرف ربّه لن یصل إلیه، «کُلَّ مَا مَیَّزتُمُوهُ بِأوهَامِکِم فِی أدَقِّ مَعَانِیهِ مَخلُوقٌ مَصنُوعٌ مِثلکُم مَردُودٌ إلَیکُم».(1)

فاللّه تعالی الذی تتحیّر العقول فی معرفته وحده یُؤله إلیه فی معرفته، کما یُؤله إلیه فی معرفة العبادة، فهو الهادی ولا هادی سواه.

والأنبیاء إنّما بُعثوا لیذکّروا الناس بربّهم ورازقهم ومعبودهم، ویسوقوهم إلی تلک المعرفة الفطریّة، فهل أرسل اللّه تعالی رسله إلی الناس فقط لیتعلّموا منهم مسائل الأحکام کالطهارة والنجاسة فحسب، ویترکوهم حیاری فیما هو أهمّ وأخطر وأجلّ من ذلک بما لا یقاس، وهو معرفة اللّه تعالی؟!

بل اللّه سبحانه قطع بمن بعث وأرسل، عذرَ المعتذرین وحججَ المحتجّین، ولم یدع مقالاً لذی مقال، بعد أن أمر بإتباعهم والأخذ منهم وجَعَلَهم أبواب معرفته وحججاً علی خلقه.

فأیّ عذر للناس بعد الرسل من إتّباع الفلاسفة الذین عمدوا إلی محاولة اکتناه الربّ المتعال؟! فلیس لأحد أن یقول غداً: «لَولَا أَرسَلتَ إِلَینا رَسُولاً مُنذِراً وَأَقَمتَ لَنَا عَلَماً هَادِیاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزَی».(2)

بعث اللّه تعالی أنبیاءه إلی الناس لیستأدوهم میثاق فطرته ویذکّروهم منسیّ نعمته ویحتجّوا علیهم بالتبلیغ ویُثیروا لهم دفائن العقول کما جاء

ص: 12

فی الحدیث.(1)

ولذلک لم تخل الأرض یوماً من حجّة یهتدی بها الناس. قال أمیرالمؤمنین علی علیه السلام

وَلَم یُخلِ اللهُ سُبحَانَهُ خَلقَهُ مِن نَبِیٍّ مُرسَلٍ أَو کِتَابٍ مُنزَلٍ أَو حُجَّةٍ لَازِمَةٍ أَو مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ، رُسُلٌ لَا تُقَصِّرُ بِهِم قِلَّةُ عَدَدِهِم وَلَا کَثرَةُ المُکَذِّبِینَ لَهُم، مِن سَابِقٍ سُمِّیَ لَهُ مَن بَعدَه أَو غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَن قَبلَهُ، عَلَی ذَلِکَ نَسَلَتِ القُرُونُ ومَضَتِ الدُّهُورُ وَسَلَفَتِ الآبَاءُ وَخَلَفَتِ الأَبنَاء.(2)

إلّا أنّ الإنسان لا یحبّ الانقیاد، فتراه عندما یُدعی إلی رکوب سفینة النجاة یقول: سآوی إلی جبل یعصمنی! ویطلب النجاة من حیث یرید لا من حیث أمره اللّه تعالی، فلا یجثو برکبته للتعلّم من الرسل، قال تعالی: «یَا حَسرَةً عَلَی العِبادِ ما یَأتیهِم مِن رَسُولٍ إلّا کَانُوا بِهِ یَستَهزِؤُنَ»،(3) فکأنهم کانوا یریدون الوصول إلی الحقیقة بأنفسهم دون الأنبیاء الهداة، ظنّاً منهم بأنّهم یستطیعون الاستغناء عنهم.

إنّ البشریّة حینما لم تهتدِ بهدی الأنبیاء والرسل واعتمدت علی عقلها ومناهجها، لم تصل إلی الحقیقة بل إلی الأوهام. وحینئذ عبدت الأصنام، إمّا الأصنام الحسیّة أو الأصنام الخیالیّة، ومن ثمّ اتهموا الأنبیاء بقلّة العقل: «وَقالُوا یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیهِ الذِّکرُ إِنَّکَ لَمَجنُونٌ».(4)

ولم یدع البشر شیئاً ممّا کبر أو صغر إلّا وعبدوه، حتّی أنّ هناک قوماً

ص: 13

الیوم یعبدون الفئران، وقد بنوا المعابد لها، ویزعمون أنّهم یستخدمون عقولهم، وهذا مآل من یسعی إلی الاستغناء عن نور الوحی، وتوّهم إمکان الوصول إلی المعرفة بلا هدی الرسل.

إنّ الصراط المستقیم هو المنهج الموحی من قِبل اللّه إلی المعرفة، فلا معرفة صحیحة من دون منهج صحیح. وکما المعرفة من اللّه، فإنّ المنهج من اللّه. وهذا من امتدادات کلمة (لا إله إلّا اللّه).(1) وإلی هاهنا التوحید.(2)

نسأل اللّه تعالی أن یوفّقنا لما یحبّ ویرضی بحقّ محمّد وآله الطاهرین «صلوات اللّه علیهم أجمعین».

هادی المدرّسیّ

ص: 14

علی الفلاسفة، وأحبّ أن یغری به هارون ونصرته علی القتل... .(1)

قال النجاشیّ رحمه الله علیه

... وکتابه الردّ علی أرسطالیس (أرسطاطالیس) فی التوحید، کتابه

المجالس فی التوحید.(2)

المعجزات، فضاهوا الفلاسفة والبراهمة الجاحدین فی النبوّة الأعلام الباهرات فدعواهم جمیعاً باطلة فاضحة، إذ الأدلّة علی صحّة جمیع ذلک واضحة.(1)

وقال أیضاً:

فصل؛ واعلم أنّ الفلاسفة أخذوا أصول الإسلام ثمّ أخرجوها علی رأیهم، فقالوا فی الشرع والنبیّ: إنّما أریدا کلاهما لإصلاح الدنیا؛ فالأنبیاء یرشدون العوامّ لإصلاح دنیاهم، والشرعیّات تهذّب أخلاقهم، لا أنّ

الشرع والدین کما یقول المسلمون، من أنّ النبیّ یراد لتعریف مصالح الدین تفصیلاً وإنّ الشرعیّات ألطاف فی التکلیف العقلیّ؛ فهم یوافقون المسلمین فی الظاهر، وإلّا فکلّ ما یذهبون إلیه هدم للإسلام وإطفاء لنور شرعه «وَیَأبَی اللهُ إِلَّا أَن یُتِمَّ نُورَهُ وَلَو کَرِهَ الکَافِرُونَ»(2).(3)

وقال أیضاً:

من الفلاسفة من یقول لمجاملة أهل الإسلام: إنّ الطریق إلی معرفة صدق المدّعی للنبوّة هو أن یعلم أنّ ما أتی به مطابق لما یصلحون به فی دنیاهم، ولأغراضهم.(4)

وقد ذکر من جملة مؤلّفاته، کتاب تهافت الفلاسفة.(5)

ص: 18

مجمعون علی حدوثه بل لم یشذّ من الحکم بحدوثه، من أهل الملل مطلقا إلّا بعض المجوس، وأمّا الفلاسفة فالمشهور أنّهم مجمعون علی قدمه علی التفصیل الآتی، ونقل عن أفلاطون القول بحدوثه، وقد أوّله بعضهم بالحدوث الذاتیّ.(1)

لنذکر هنا جملة من کلماته، قال(رحمه الله) عند البحث عن حدوث العالم:

المقصد الخامس فی دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة علی ألسنة المنافقین، والمشکّکین القاطعین لطریق الطالبین للحقّ والیقین.(1)

وقال رحمه الله علیه فی موضع آخر:

وفی قریب من عصرنا لمّا ولع الناس بمطالعة کتب المتفلسفین، ورغبوا عن الخوض فی الکتاب والسنّة وأخبار أئمّة الدین، وصار بُعدُ العهد عن أعصارهم: سببا لهجر آثارهم، وطمس أنوارهم، واختلطت الحقائق الشرعیّة بالمصطلحات الفلسفیّة صارت هذه المسألة معترک الآراء ومصطدم الأهواء، فمال کثیر من المتسمّین بالعلم المنتحلین للدین، إلی شبهات المضلّین، وروّجوها بین المسلمین فضلّوا وأضلّوا، وطعنوا علی أتباع الشّریعة حتّی ملّوا وقلّوا، حتّی أنّ بعض المعاصرین منهم یمضغون بألسنتهم، ویسوّدون الأوراق بأقلامهم أن لیس فی الحدوث إلّا خبر واحد هو «کان اللّه ولم یکن معه شیء» ثمّ یؤوّلونه بما یوافق آراءهم الفاسدة، فلذا أوردت فی هذا الباب أکثر الآیات والاخبار المزیحة للشکّ والارتیاب، وقفّیتها بمقاصد أنیقة، ومباحث دقیقة، تأتی بنیان شبههم من قواعدها وتهزم جنود شکوکهم من مراصدها، تشییداً لقواعد الدین، وتجنّباً من مساخط ربّ العالمین، کما روی عن سیّد المرسلین9:

«إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِی أُمَّتِی فَلْیُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَإِلَّا فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِکَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ».(2)

ص: 23

وقال فی البحث عن حقیقة الملائکة:

إعلم أنّه أجمعت الإمامیّة بل جمیع المسلمین إلّا من شذّ منهم من المتفلسفین الذین أدخلوا أنفسهم بین المسلمین لتخریب أصولهم وتضییع عقائدهم علی وجود الملائکة، وأنّهم أجسام لطیفة نورانیّة أولی أجنحة مثنی وثلاث ورباع وأکثر، قادرون علی التشکّل بالأشکال المختلفة، وأنّه سبحانه یورد علیهم بقدرته ما یشاء من الأشکال والصور علی حسب الحکم والمصالح، ولهم حرکات صعوداً وهبوطاً، وکانوا یراهم الأنبیاء والأوصیاء:. والقول بتجرّدهم وتأویلهم بالعقول والنفوس الفلکیّة والقوی والطبائع وتأویل الآیات المتظافرة والأخبار المتواترة تعویلاً علی شبهات واهیة واستبعادات وهمیّة زیغ عن سبیل الهدی، واتباع لأهل الجهل والعمی.(1)

وقال(رحمه الله) بعد نقل کلام لجالینوس فی بیان تشریح الأعضاء وفوائدها، وأنّه بیّن الفرق بین إیمان موسی وإیمانه وأفلاطون وسائر الیونانیّین، قال1:

انتهی کلامه ضاعف اللّه عذابه وانتقامه. وأقول: قد لاح من الکلام الردیء المشتمل علی الکفر الجلیّ أمور:

الأوّل: ما أسلفنا من أنّ الأنبیاء المخبرین عن وحی السماء لم یقولوا بتوقّف تأثیر الصانع _ تعالی شأنه _ علی استعداد الموادّ، ولا استحالة تعلّق إرادته بإیجاد شیء من شیء من دون مرور زمان أو إعداد، وله أن یخلق کلّ شیء کان من أیّ شیء أراد.

الثانی: أنّ الحکماء لم یکونوا یعتقدون نبوّة الأنبیاء ولم یؤمنوا بهم، وأنّهم

ص: 24

یزعمون أنّهم أصحاب نظر وأصحاب آراء مثلهم، یخطئون ویصیبون، ولم یکن علومهم مقتبسة من مشکاة أنوارهم کما زعمه أتباعهم.

الثالث: أنّهم کانوا منکرین لأکثر معجزات الأنبیاء:، فإنّ أکثرها ممّا عدّوها من المستحیلات.

الرابع: أنّهم کانوا فی جمیع الأعصار معارضین لأرباب الشرائع والدیانات کما هم فی تلک الأزمنة کذلک.(1)

وقال; فی مبحث البرزخ وبقاء النفس بعد الموت:

لمّا کانت هذه المسألة من أعظم الأصول الإسلامیّة وقد أکثرت المتفلسفة والملاحدة الشبَه فیها و رام بعض من آمن بلسانه ولم یؤمن بقلبه تأویلها وتحریفها أطنبت الکلام فیها بعض الإطناب.(2)

وقال فی مبحث المعاد:

اعلم أنّ القول بالمعاد الجسمانیّ ممّا اتفق علیه جمیع الملّیّین، وهو من ضروریّات الدین، ومنکره خارج عن عداد المسلمین، والآیات الکریمة فی ذلک ناصّة لا یعقل تأویلها، والأخبار فیه متواترة لا یمکن ردّها ولا الطعن فیها، وقد نفاه أکثر ملاحدة الفلاسفة تمسّکاً بامتناع إعادة المعدوم ولم یقیموا دلیلاً علیه، بل تمسّکوا تارة بادّعاء البداهة، وأخری بشبهات واهیة لا یخفی ضعفها علی من نظر فیها بعین البصیرة والیقین وترک تقلید الملحدین من المتفلسفین.(3)

ص: 25

وقال أیضاً:

اعلم أنّ الإیمان بالجنّة والنار علی ما وردتا فی الآیات والاخبار من غیر تأویل من ضروریّات الدین، ومنکرهما أو مؤلهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج من الدین.(1)

وقال(رحمه الله) فی بیان تباین طریقة الفلاسفة مع طریقة الأنبیاء، وعلّة إنتسابهم إلی مولی الموحّدین علیه السلام:

اعلم أنّ دأب أصحابنا رضی الله عنهم فی إثبات فضائله صلوات الله علیه الاکتفاء بما نقل عن کلّ فرقة من الإنتساب إلیه لبیان أنّه کان مشهوراً فی العلم مسلّماً فی الفضل عند جمیع الفرق، وإن لم یکن ذلک ثابتاً، بل وإن کان خلافه عند الإمامیّة ظاهراً، کانتساب الأشعریّة وأبی حنیفة وأضرابهم إلیه، فإنّ مخالفتهم له علیه السلام أظهر من تباین الظلمة والنور.

ومن ذلک ما نقله ابن شهرآشوب رحمه الله من کلامه فی الفلسفة، فإنّ غرضه أنّ هؤلاء أیضا ینتمون إلیه ویروون عنه، وإلّا فلا یخفی علی من له أدنی تتبّع فی کلامه علیه السلام أنّ هذا الکلام لا یشبه شیئاً من غرر حکمه وأحکامه، بل لا یشبه کلام أصحاب الشریعة بوجه، وإنّما أدرجت فیه مصطلحات المتأخّرین، وهل رأیت فی کلام أحد من الصحابة والتابعین أو بعض الأئمّة الراشدین لفظ «الهیولی» أو «المادّة» أو «الصورة» أو «الاستعداد» أو «القوّة»؟ والعجب أنّ بعض أهل دهرنا ممن ضلّ وأضلّ کثیراً یتمسّکون فی دفع ما یلزم علیهم من القول بما یخالف ضرورة الدین إلی أمثال هذه العبارات. وهل هو إلّا کمن یتعلّق

ص: 26

بنسج العنکبوت للعروج إلی أسباب السماوات؟! أولا یعلمون أنّ ما یخالف ضرورة الدین ولو ورد بأسانید جمّة لکان مؤوّلاً أو مطروحاً؟ مع أنّ أمثال ذلک لا ینفعهم فیما هم بصدده من تخریب قواعد الدین، هدانا اللّه وإیّاهم إلی سلوک مسالک المتّقین، ونجّانا وجمیع المؤمنین من فتن المضلّین.(1)

وقال(رحمه الله) فی بیان قول أمیر المؤمنین علیه السلام : «مَنْ کانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالیَوْمِ الآخِرِ فَلَا یَقُومُ مَکَانَ رِیبَةٍ»:(2)

ویحتمل أن یکون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشکوک والشبهات، الذین یوقعون الشبَه فی الدین، ویعدّونها کیاسة ودقّة فیضلّون الناس عن مسالک أصحاب الیقین کأکثر الفلاسفة والمتکلّمین، فمن جالسهم وفاوضهم لا یؤمن بشیء، بل یحصل فی قلبه مرض الشکّ والنّفاق، ولا یمکنه تحصیل الیقین فی شیء من أمور الدین، بل یعرضه إلحاد عقلیّ لا یتمسّک عقله بشیء ولا یطمئنّ فی شیء، کما أنّ الملحد الدینیّ لا یؤمن بملّة، فهم کما قال: «فِی قُلُوبِهِم

مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً».(3)

وأکثر أهل زماننا سلکوا هذه الطریقة، وقلّما یوجد مؤمن علی الحقیقة، أعاذنا اللّه وإخواننا المؤمنین من ذلک، وحفظنا عن جمیع المهالک.(4)

ص: 27

وقال فی بیان حدیث أبی عبداللّه علیه السلام : «مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ، رَقَّ عِلْمُه»(1):

وقیل: المراد برقّة العلم الاکتفاء بما یجب ویحسن طلبه، لا الغلوّ فیه، بطلب ما لا یفید بل یضرّ، کعلم الفلاسفة ونحوه.(2)

خرجوا وإن کان ذلک هو الحقّ الصواب، فهذا من أعداء الدین، والسعاة فی هدم شریعة سیّد المرسلین، وهو مع ذلک یزعم أنّه بمکان مکین، ولا یدری أنّه لا یزن عند اللّه جناح بعوض مهین. وثالث: رضی من العلم بادّعاء العجائب فی الذات والصفات والأسماء والأفعال، والوصال المغنی عن الأعمال، المشوّش لقلوب الرعاع والجهّال، وهؤلاء هم الباطنیّة من أهل البدع والأهواء، المنتمین إلی الفقر والفناء، وهم أضرّ شیء فی البلاد علی ضعفاء العباد... وحسب هؤلاء القوم من تحصیلهم هذا دعاء أمیرالمؤمنین وإمام المتّقین علیّ بن أبی طالب علیه السلام بإعماء الخبر وقطع الأثر أو بدقّ الخیشوم وجزّ الحیزوم. وقول رسول اللّه 9: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِیُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ یُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ یَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ، فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».(1)

وکفاهم خزیاً وذلّاً تشبیههم فی کلام الملک الجبّار تارة بالکلب، والأخری بالحمار الذی یحمل الأسفار، ذلک الخزی الشنیع، والذلّ الفظیع، أعاذنا اللّه وجمیع الطالبین من موجبات الآثام، ومن أخلاق هؤلاء اللئام.(2)

ونقل عنه أنّه کان یقول دائماً:

یحرم علی الجمیع مطلقا النظر فی کتب الصوفیّة، إلّا علی الفاضل الدیِّن الذی یکون بصدد النقض علی أقوالهم، وکذا یحرم قرائة کتب الفلاسفة علی من ضعف یقینه وما قوی عقیدته، وذلک لأنّه یزلّ إثر قرائته لهذه الکتب بسرعة، فیمنعه عن الصراط المستقیم.(1)

عین دیّن، متصلّب فی الدین لا یحصی مناقبه وفضائله، جزاه اللّه تعالی أفضل جزاء المحسنین. له کتب نفیسة منها:... وکتاب جلیل القدر والمرتبة فی الردّ علی حکمة الفلاسفة وغیرها من الکتب... ورسالة فی الردّ علی الصوفیّة.(1)

وهذا من قبیل قول بعضهم: إنّ الکلّی موجود بمعنی کون أفراده موجودات. والقائل به وإن کان فی زمرة المسلمین لکنّه کفر خفیّ عند العارفین، وهو کفر أهل العلم من المتکلّمین والمتفلسفین وبعض المتصوّفة وأکثر النصاریّ.(1)

طبق عقایدهم الباطلة وقد قال النبیّ المختار(صلی الله علیه و آله): «مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْیِهِ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار» ولعمری إنّهما ومن حذا حذوهما حزب الشیطان وأولیاء عبدة الطاغوت والأوثان، ولم یکن غرضهما إلّا تکذیب الأنبیاء و الرسل وما جاؤوا به من البیّنات والبرهان وهدم أساس الإسلام والإیمان، وإبطال جمیع الشرایع والأدیان، و ترویج عبادة الأصنام، و جعل کلمة الکفر العلیا وخفض کلمة الرحمن.(1)

فقد حرّم ارتزاق من یشتغل بتعلّم الفلسفة من الزکاة وأیّده جلّ العلماء المعلّقین علی العروة، حیث قال:

لو اشتغل القادر علی الکسب بطلب العلم المانع عنه یجوز له أخذ الزکاة إذا کان ممّا یجب تعلّمه عیناً أو کفایة، وکذا إذا کان ممّا یستحبّ تعلّمه کالتفقّه فی الدین اجتهاداً أو تقلیداً، وإن کان ممّا لا یجب ولا یستحبّ کالفلسفة والنجوم والریاضیّات والعروض والأدبیّة لمن لا یرید التفقّه فی الدین فلا یجوز أخذه.

ومعناه أنّ هذا العلم لا دخل له بالشریعة أصلاً لا فی العقائد ولا فی غیره، ولا دخل له فی فهم الشرع أو الجدل مع الملحدین أصلا.

وقال فی عداد الکفّار:

والمجبّرة والقائلین بوحدة الوجود من الصوفیّة إذا التزموا بأحکام الإسلام فالأقوی عدم نجاستهم إلّا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من المفاسد.

وقد أیّده علی هذا الفتوی کلّ من الأعلام الآتیة، فلم یعلّقوا علی کلام السیّد بشیء، وهم:

الشیخ علیّ بن الشیخ باقر المرحوم صاحب الجواهر(رحمه الله) (ت1266ق)

والمیرزا جعفر الشهرستانیّ; (ت1344ق)

والشیخ عبداللّه الغرویّ المامقانیّ(رحمه الله) (ت1351ق)

والشیخ عبد الکریم الحائریّ(رحمه الله) (ت1355ق)

والمحقّق المیرزا حسین النائینیّ(رحمه الله) (ت1355ق)

ص: 35

والسیّد الحاجّ آقا حسین الطّباطبائیّ القمیّ(رحمه الله) (ت1366ق)

والشیخ محمّد رضا آل یاسین(رحمه الله) (ت1370ق)

والسیّد محمّد الحجّة الکوه کمره ایّ(رحمه الله) (ت1372ق)

والشیخ محمّد حسین کاشف الغطاء(رحمه الله) (ت1373ق)

والسیّد یونس الأردبیلیّ(رحمه الله) (ت1377 ق)

والسیّد إبراهیم الحسینیّ الإصطهباناتیّ(رحمه الله) (ت1378ق)

والسیّد محسن الطباطبائیّ الحکیم(رحمه الله) (ت1390ق)

والسیّد أبو الحسن الرفیعیّ(رحمه الله) (ت1395ق)

والسیّد البروجردیّ(رحمه الله) (ت1393 ق)

والسیّد محمود الحسینیّ الشاهرودیّ(رحمه الله) (ت1394ق)

والسیّد علیّ البهبهانیّ(رحمه الله) (ت1395ق)

والسیّد هادی المیلانیّ(رحمه الله) (ت1395ق)

والسیّد أبو الحسن الموسویّ الإصفهانیّ(رحمه الله) (ت1395ق)

والسیّد أحمد الخوانساریّ(رحمه الله) (ت1405ق)

والسیّد محمّد کاظم الشریعتمداریّ(رحمه الله) (ت1406ق)

والسیّد أبو القاسم الخوئیّ(رحمه الله) (ت1413ق)

والسیّد عبدالأعلی السبزواریّ; (ت1414ق)(1)

والسیّد محمّد رضا الگلپایگانیّ; (ت1415ق)

والسیّد محمّد الحسینیّ الشیرازیّ; (ت1422ق)(2)

ص: 36

وقال المیرزا السیّد عبد الهادیّ الحسینیّ الشیرازیّ رحمه الله علیه (ت1394ق) معلّقاً علی العروة:

إن لم یکونوا قائلین بالوحدة الشخصیّة، وإلّا فالأقوی نجاستهم.

یعنی إنّ القائلین بالوحدة الشخصیّة محکومون بالنجاسة سواء التزموا بلوازم مذهبهم من المفاسد الاعتقادیّة أم لا وأمّا غیرهم فلا یحکم علیهم بنجاستهم إلّا مع التزامهم بها.

وعلّق السیّد محمّد الفیروزآبادیّ(رحمه الله) (ت1345ق) علی کلام السیّد فقال:

بالمعنی الذی لیس هو بکفر.

وقال السیّد شهاب الدین المرعشیّ النجفیّ رحمه الله علیه (ت1411ق) معلّقاً علی کلام السیّد:

والقائلون بوحدة الوجود فقط أو وحدة الموجود أیضاً.(1)

فقد عُرف بمخالفته للفلاسفة والعرفاء وألّف کتباً فی الرّدّ علیهم وبیان معارف القرآن والروایات ومباینته مع الفلسفة والعرفان، وتخرّج علی یده العدید من الفقهاء والعلماء.

قال شیخنا الأستاذ العلّامة النمازیّ رحمه الله علیه:

هو العالم العامل الکامل بالعلوم الإلهیّة، والمؤیّد بالتأییدات الصمدانیّة، الورع التقیّ النقیّ المهذّب بالأخلاق الکریمة، والمتّصف بالصفات الجلیلة مولانا وأستاذنا الآقا میرزا مهدیّ الإصفهانیّ الخراسانیّ... وأجازه العلّامة النائینیّ وغیره أحسن الإجازات. وممّا عبّر به فی إجازته المفصّلة التی کتبها النائینیّ بخطّه الشریف فی شوّال 1338 هجری المزیّنة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الکرام وتکون عندی، قال:

العالم العامل والتقیّ الفاضل العلم العلّام والمهذّب الهمام ذو القریحة القویمة والسّلیقة المستقیمة والنظر الصائب والفکر الثاقب عماد العلماء والصفوة الفقهاء الورع التقیّ والعدل الزکیّ جناب الآقا میرزا مهدیّ الإصفهانیّ أدام اللّه تعالی تأییده وبلّغه الأمانیّ _ إلی أن قال _ : وحصل له قوّة الاستنباط وبلغ رتبة الاجتهاد وجاز له العمل بما یستنبطه

من الأحکام ... .

وکان مشتغلاً بتعلّم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلی مراتبها قال: لم یطمئنّ قلبی بنیل الحقائق، ولم تسکن نفسی بدرک الدقائق، فعطفت وجه قلبی إلی مطالب أهل العرفان، فذهبت إلی أستاذ العرفاء والسالکین السیّد أحمد المعروف بالکربلائیّ فی کربلاء وتلمّذت عنده حتّی نلت

ص: 38

معرفة النّفس وأعطانی ورقة أمضاها. وذکر اسمی مع جماعة بأنّهم وصلوا إلی معرفة النفس وتخلیتها من البدن، ومع ذلک لم تسکن نفسی إذ رأیت هذه الحقائق والدقائق التی سمّوها بذلک لا توافق ظواهر الکتاب وبیان العترة ولابدّ من التأویل والتوجیه. ووجدت کلتا الطائفتین کسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماءاً حتّی إذا جاءه لم یجده شیئا، فطویت عنهما کشحا وتوجّهت وتوسّلت مجدّاً مکدّاً إلی مسجد السهلة فی غیر أوانه باکیاً متضرّعاً متخشّعاً إلی صاحب العصر والزمان7، فبان لی الحقّ وظهر لی أمر اللّه ببرکة مولانا صاحب الزمان علیه السلام، ووقع نظری فی ورقة مکتوبة بخطّ جلیّ:

«طلب المعارف من غیرنا _ أو طلب الهدایة من غیرنا (الشکّ منّی) _ مساوق لإنکارنا»، علی ظهرها مکتوب: «أقامنی الله وأنا الحجّة ابن الحسن».

قال: فتبرّأت من الفلسفة والعرفان وألقیت ما کتبت منهما فی الشطّ ووجّهت وجهی کلّه إلی الکتاب الکریم وآثار العترة الطاهرة، فوجدت العلم کلّه فی کتاب اللّه العزیز وأخبار أهل بیت الرسالة الذین جعلهم اللّه خزّاناً لعلمه وتراجمة لوحیه، ورغّب وأکّد الرسول صلی الله علیه و آله بالتمسّک بهما، وضمن الهدایة للمتمسّک بهما؛ فاخترت الفحص عن أخبار أئمّة الهدی والبحث عن آثار سادات الوری، فأعطیت النظر فیها حقّه وأوفیت التدبّر فیها حظّه، فلعمری وجدتها سفینة نجاة مشحونة بذخائر السعادات، وألفیتها فلکاً مزیّناً بالنیّرات المنجیة من ظلمات الجهالات، ورأیت سُبُلَها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهدایة والفلاح علی مسالکها مرفوعة، ووصلت فی سلوک شوارعها إلی ریاض نضرة

ص: 39

وحدائق خضرة، مزیّنة بأزهار کلّ علم وثمار کلّ حکمة إلهیّة الموحاة إلی النوامیس الإلهیّة. فلم أعثر علی حکمة إلّا وفیها صفوها، ولم أظفر بحقیقة إلّا وفیها أصلها، و «الحَمدُ للهِ الذی هَدَانَا لِهذَا وَمَا کُنَّا لِنَهتَدِیَ لَولَا أَن هَدَانَا اللهُ»(1).(2)

صوف»(1) و «مادّة: فلسف»،(2)

وکتابه: تاریخ الفلسفة والتصوّف.

و قال رحمه الله علیه فی کتاب الطهارة فی البحث عن نجاسة الکفّار:

وإن أراد من وحدة الوجود ما یقابل الأوّل وهو أن یقول بوحدة الوجود والموجود حقیقة، وأنّه لیس هناک فی الحقیقة إلّا موجود واحد، ولکن له تطوّرات متکثّرة، واعتبارات مختلفة، لأنّه فی الخالق خالق، وفی المخلوق مخلوق، کما أنّه فی السماء سماء، وفی الأرض أرض وهکذا، وهذا هو الذی یقال له توحید خاصّ الخاصّ ... وحکی عن بعضهم أنّه قال: «لیس فی جبّتی سوی اللّه» ... فإنّ العاقل کیف یصدر عنه هذا الکلام؟ وکیف یلتزم بوحدة الخالق ومخلوقه ویدّعی اختلافهما بحسب الاعتبار؟! وکیف کان، فلا إشکال فی أنّ الالتزام بذلک کفر صریح، وزندقة ظاهرة، لأنّه إنکار للواجب والنّبیّ(صلی الله علیه و آله)، حیث لا امتیاز للخالق عن المخلوق حینئذ إلّا بالاعتبار، وکذا النبیّ(صلی الله علیه و آله) وأبو جهل مثلاً متّحدان فی الحقیقة علی هذا الأساس، وإنّما یختلفان بحسب الاعتبار.(1)

وقال أیضاً:

ودعوی أنّ المَلَک من عالم المجرّدات فلیس له مادّة، کما اشتهر فی ألسنة الفلاسفة دعوی جزافیّة، فإنّه مع الخدشة فی أدلّة القول بعالم المجرّدات ما سوی اللّه، کما حقّق فی محلّه، أنّه مخالف لظاهر الشرع، ومن هنا حکم المجلسیّ(رحمه الله) فی اعتقاداته بکفر من أنکر جسمیّة المَلَک، وتفصیل الکلام فی محلّه.(2)

استفتاء عن السیّد الخوئیّ والشیخ التبریزیّ «قدّس اللّه أسرارهما»:

ص: 42

هل إنّ دراسة الفلسفة لازمة لطالب العلوم الدینیّة الذی یضع نفسه فی موضع الأخذ والردّ بالنسبة إلی سائر العقائد والأدیان، وهل هناک وجوب کفائیّ علی طلاّب العلوم الدینیّة فی القیام بهذا الدور، وهل یمکن إدخال هذا تحت عنوان کونه (أی الفلسفة) مقدّمة للأمر بالمعروف والنهی عن المنکر أو کونه مقدّمة للحفاظ علی الدین أو کلیهما، وإن لم تکن لازمة لطلّاب العلوم الدینیّة فهل فیها رجحان أو لا رجحان فیها أصلاً. ثمّ إنّ دراسة الفلسفة علی من تکون غیر جائزة؟ أرجو أن توضّحوا لنا جواب هذه الفقرة تماماً. ولو فرضنا أنّ فهم علم أصول الفقه أو بعض أبوابه _ فهماً صحیحاً کاملاً _ کان متوقّفاً علیها فهل هناک رجحان فی دراستها عموماً، أو بقید أنّ هذا الطالب یکون له مستقبل جیّد فی الإفادة إن شاء اللّه؟

أجاب المحقّق الخوئیّ ووافقه تلمیذه الفقیه الشیخ التبریزیّ «أعلی اللّه مقامهما»:

لم یتّضح لنا توقّف ما ذکر علی دراسة الفلسفة وقد تعرّضوا للمقدار اللازم منها فی طیّ أصول الدین والفقه، وإذا خاف من الضلال إثر دراستها حرم وإلّا فلا مانع منه فی حدّ نفسه، واللّه العالم.(1)

وقد جاء فی کتاب خاطرات وزندگانی آقای حکیم بیانیّة السیّد آیة اللّه العظمی الخوئیّ رحمه الله علیه حیث قال:

حزب توده مثل عقیده فلسفه که ضدّ اصول اسلام است می باشد.

پس این عقیده کفر وشرک است.(2)

ص: 43

بیساره معبّراً عنه بالسّفر من الحقّ إلی الخلق تارة، والتنزّل من القوس الصعودیّ إلی النزولیّ أخری وبالعکس معبّراً عنه بالسفر من الخلق إلی الحقّ والعروج من القوس النزولیّ إلی الصعودیّ أخری.

فیا للّه من هذه الطامات، فأسروا ترهاتهم إلی الفقه أیضاً فی مبحث النیّة وغیره، ورأیت بعض مرشدیهم یتلو أشعار المغربیّ العارف من دیوانه ویبکی ویعتنی به کالاعتناء بآیات الکتاب الکریم، فتعساً لقوم ترکوا القرآن الشریف وأدعیة الصحیفة الکاملة زبور آل محمّد(صلی الله علیه و آله) وکلمات موالینا وساداتنا الأئمّة:، واشتغلوا بأمثال ما أومأنا إلیها، ورأیت بعض من کان یدّعی الفضل منهم یجعل بضاعة ترویج مسلکه أمثال ما یعزی إلیهم:: «لنا مع اللّه حالات فیها هو نحن ونحن هو» وما دری المسکین فی العلم والتتبّع والتثبّت والضبط أنّ کتاب مصباح الشریعة وما یشبهه من الکتب المودعة فیها أمثال هذه المناکیر ممّا لفّقتها أیادی المتصوّفة فی الأعصار السالفة وأبقتها لنا تراثا.

وخلاصة الکلام أنّه آل أمر الصوفیّة إلی حدّ صرفوا المحصّلین عن العلم بقولهم: إنّ العلم حجاب وأنّ بنظرة من القطب الکامل یصیر الشقیّ سعیداً بل ولیّا، وبنفحة فی وجه المسترشد والمرید أو تفلة فی فمه تطیعه الأفاعی والعقارب الضاریة وتنحلّ تحت أمره قوانین الطبیعة ونوامیس نشأة الکون والفساد، وأنّ الولایة مقام لا ینافیها ارتکاب الکبائر بل الکفر والزندقة معلّلین بأنّه لا محرّم ولا واجب بعد الوصول والشهود، ثمّ إنّ شیوع التصوّف وبناء الخانقاهات کان فی القرن الرابع حیث إنّ بعض المرشدین من أهل ذلک القرن لمّا رأوا تفنّن المتکلّمین

ص: 45

فی العقائد، فاقتبسوا من فلسفة فیثاغورس وتابعیه فی الإلهیّات قواعد وانتزعوا من لاهوتیّات أهل الکتاب والوثنیّین جملاً وألبسوها لباساً إسلامیّاً فجعلوها علماً مخصوصاً میّزوه باسم علم التصوّف أو الحقیقة أو الباطن أو الفقر أو الفناء أو الکشف والشهود.

وألّفوا وصنّفوا فی ذلک کتباً ورسائل، وکان الأمر کذلک إلی أن حلّ القرن الخامس وما یلیه من القرون فقام بعض الدهاة فی التصوّف فرأوا مجالا ورحبا وسیعا لأن یحوزوا بین الجهّال مقاما شامخا کمقام النبوّة بل الألوهیّة باسم الولایة والغوثیّة والقطبیّة بدعوی التصرّف فی الملکوت بالقوّة القدسیّة فکیف بالناسوت، فوسّعوا فلسفة التّصوّف بمقالات مبنیّة علی مزخرف التأویلات والکشف الخیالیّ والأحلام والأوهام، فألّفوا الکتب المتظافرة الکثیرة ککتاب «التعرف»، و«الدلالة»، «الفصوص»، و«شروحه»، و«النفحات»، و«الرشحات»، و«المکاشفات»، «الإنسان الکامل»، و«العوارف»، و«المعارف»، و«التأویلات» ونحوها من الزبر والأسفار المحشوّة بحکایات مکذوبة، وقضایا لا مفهوم لها البتّة، حتّی ولا فی مخیّلة قائلیها، کما أنّ قارئیها أو سامعیها لا یتصوّرون لها معنی مطلقا وإن کان بعضهم یتظاهر بحالة الفهم ویقول بأنّ للقوم إصطلاحات، لا تدرک إلّا بالذوق الذی لا یعرفه إلّا من شرب من شرابهم وسکر من دنهم وراحهم.

فلمّا راج متاعهم وذاع ذکرهم وراق سوقهم تشعّبوا فرقا وشعوبا وأغفلوا العوامّ والسفلة بالحدیث الموضوع المفتری: «الطرق إلی اللّه بعدد أنفاس الخلائق»، وجعل کلّ فرقة منهم لتمییزها عن غیرها علائم وممیّزات بعد

ص: 46

اشتراک الجمیع فی فتل الشوارب وأخذ الوجهة والتجمع فی حلقات الأذکار. عاملهم اللّه وجزاهم بما فعلوا فی الإسلام، وأعتذر من إخوانی النّاظرین عن إطالة الکلام حیث إنّها نفثة مصدور وتنفّس صعداء وشقشقة هدرت غصص وآلام وأحزان بدرت، عصمنا اللّه وإیّاکم من تسویلات نسجة العرفان وحیکة الفلسفة والتصوّف وجعلنا وإیّاکم ممّن أناخ المطیّة بأبواب أهل بیت رسول اللّه(صلی الله علیه و آله) ولم یعرف سواهم آمین آمین.(1)

أقول: إلی هنا نکتفی بمن کانت لهم مواقف صریحة فیما نحن فیه، [ولجهة الإختصار فیما یلی إشارة إلی أسماء أعلام وفقهاء آخرین لهم موقف مماثل، مع إمکان مراجعة أقوالهم من المصادر المذکورة فی الهامش:]

الأوّل: تحذیر من یدافع عن مدرسة الفلاسفة ویدّعی تطابقها مع العقل والشرع.

الثانی: إنّ من یکون خالی الذهن لو کان من أهل التقلید فهذه هی کلمات جلّ الفقهاء العظام تزری بالفلسفة، ولو کان من غیرهم فلیحذر من الأخذ بما یؤول إلی إنکار ضروریّات الشرایع الإلٰهیّة خصوصاً فی الاعتقادات.

الثالث: إبطال ادّعاء المتعصّبین من منتحلی الفلسفة والتصوّف والحکمة المتعالیة من عدم إمکان الوصول إلی مقام العرفان والکمال وفهم الآیات والأخبار إلّا عبر هذه الطریقة ورمی أکثر الفقهاء والمتشرّعة بالحرمان عن الکمال والوصول إلی مقام القرب ورمیهم بالجهل وأنّهم قشریّون لا یعلمون شیئاً من الحقائق.

الرابع: إبطال ما ذکره بعض کبار المشتهرین بالعلم والحکمة من المروّجین لمبانی الحکمة المتعالیة (الجامعة بین طریقة الاستدلال وطریقة الکشف) فإنّه قد ادّعی بأنّ العامل الوحید فی حدوث التفکّر الفلسفی فی المجتمع الدینیّ والعامل فی بقائه هی الآیات والأحادیث، ومن العجیب أنّه ادّعی أوّلاً أنّ العلّة المحدثة والمبقیة لهذا التفکّر هی الذخائر العلمیّة الشیعیّة الواصلة إلیهم من أهل البیت علیهم السلام ثمّ اعترف أخیراً بانحراف مکتب الفلسفة عن الآیات والروایات إلی القرن الحادی عشر «الذی جاء فیه صدرالدین الشیرازیّ بالحکمة المتعالیة» ثمّ حصل التطابق بینهما. وإلیک ترجمة عباراته:

إنّ العامل المؤثّر فی ظهور التفکّر الفلسفیّ والعقل فی أوساط الشیعة _

ص: 51

ومن الشیعة إلی أوساط الآخرین _ (هذا العامل) هو ذخائر علمیّة (مکتسبة) من تراث أئمة الشیعة. (و) العامل المؤثر فی بقاء هذا التفکّر لدی الشیعة إنّما هو الذخائر العلمیّة التی ینظر إلیها الشیعة بنظر التقدیس والإحترام باستمرار. ولتوضیح هذا المطلب یکفی أن نقیس الذخائر العلمیّة لأهل البیت علیهم السلام بالکتب الفلسفیّة التی کتبت علی مرّ التاریخ، لنری عیاناً أنّ الفلسفة تقترب من تلک الذخائر العلمیّة المذکورة یوماً بعد یوم، حتّی (کان) القرن الحادی عشر من الهجرة تقریباً حیث انطبقتا تماماً، ولم یبق فاصل بینهما سوی الإختلاف فی التعبیر.(1)

والعجب العجاب قول بعض المعاصرین فی تعلیقته علی البحار بعد ما قال العلّامة المجلسیّ رحمه الله: «هذه الجنایة علی الدین وتشهیر کتب الفلاسفة بین المسلمین...» قال هذا المعاصر:

إنّه لو سلّم إلحاد متفلسف وانکاره للشرائع والنبوّات فلیس ذلک بحیث یسری إلحاده إلی کلّ من سمّی فیلسوفاً حتّی وإن کان مصرّحاً بتصدیق الأنبیاء، ثمّ یجب علینا أن لا نقصّر فی قدحه والطعن علیه دون أن نحمل کلامه علی التقیة من المسلمین والخوف من التکفیر والتشهیر... إنّ الذی ثبت من مدح الفلاسفة الإلهیّین أنّهم رفعوا لواء التوحید فی عهد وفی أرض کان یسیطر فکرة الشرک والوثنیّة علی القلوب، ووجّهوا أنظار الجمهور إلی ما وراء الطبیعة بینما کان أئمّة الکفر یدعون الناس إلی الطبیعة والدهر، وقادوا بالهمم إلی العالم الأبدیّ

ص: 52

وحیاة الآخرة حینما کانت تقصر علی العالم المادیّ وتخلد إلی الأرض والحیاة الدنیا.(1)

لیت شعری کیف رفع هؤلاء لواء التوحید مع أنّهم أنکروا العمد والحکمة فی التدبیر، وهم الذین اشتهروا بالکفر والإلحاد والزندقة بین الموحّدین، الأمر الذی أقرّ به المخالف والمؤالف؟

وهم الذین أنکروا کون فاعلیّة الربّ بالقدرة ورأوا فاعلیّته بالجبر والعلیّة!!

وهم الذین قالوا بوحدة الوجود واعتباریّة الماهیّات وأنّها أعدام محضة!!

وهم الذین أنکروا المعاد الجسمانیّ والجنّة والنار!!

وهم الذین قالوا بأنّ جهنّم هو البُعد المتوهّم للکافر ویزول بالموت!!

وهم الذین قالوا بأنّ أعظم مجالی عبادة الربّ هی عبادة الهوی!!

فیا تُری هل یکون رفع رایة الحقّ ولواء التوحید بالقول بأنّ عبادة العجل والأصنام عبادة الربّ المتعال السبّوح القدّوس؟!

وهل یکون رفع رایة التوحید بالقول بأنّ العابد هو المعبود والمعبود هو العابد وأنّ الخالق والحامد هو المخلوق والمحمود؟!

هل هذا هو التوحید الذی یدعو إلیه الأنبیاء والقرآن والنبیّ الأعظم وأهل بیته الکرام؟!

ولیت شعری هل الفقهاء العظام حذّروا من الرجوع إلی التفکّر الذی یوافق الشرع وهل حکموا بکفر من سلک هذا المسلک؟!

أو حکموا بکفر جمع من المسلمین مع الجهل بمعتقدهم وآرائهم؟!

ص: 53

مع أنّهم _ علی الأغلب _ تعرّضوا لما یکون سبباً للحکم بکفرهم کالقول بقدم العالم وإنکار المعاد الجسمانیّ و... .

ثمّ هل کان الفلاسفة یدعون المسلمین والموحّدین _ الذین کانوا یرمونهم بالکفر والإلحاد _ إلی العالم الأبدیّ وحیاة الآخرة ؟

ولعمری إذا کانوا داعین إلی اللّه ورافعین علم التوحید، فلماذا کانوا یتّقون من المسلمین ویخافون من التکفیر والتشهیر؟

وقال فی تعقیب ما مرّ من کلامه:

وإذا کانت علوم الطبّ والهندسة وأمثالها ترتضع من ثدی النبوّة، فلا غرو أن تکون منشأ تلک المعارف العالیة تعالیم رجال الوحی وإن وقع فیها بعد حین تحریف أو سوء تعبیر وتفسیر.(1)

هنا ملاحظات

الأولی: قد ادّعی أنّ مبانی الفلسفة وأصولها وفروعها من المعارف العالیة مأخوذة من تعالیم رجال الوحی، وفیه: إنّ إنکار ضروریّات الدین من حدوث العالم، والمعراج الجسمانیّ ووجود الملائکة و... هل یکون من المعارف العالیة وهل یکون مأخوذاً من رجال الوحی مع تضادّه لما جاء به رجال الوحی؟!

الثانیة: إنّ قیاس الفلسفة والتصوّف بعلم الطبّ والهندسة قیاس مع الفارق:

أمّا أوّلاً: فلأنّ الخطأ فیهما لا یوجب الانحراف عن الدین والشریعة ولا یوجب الوقوع فی المهالک الأخرویّة ودخول جهنّم والخلود فیها.

ص: 54

وثانیاً: لم یدّع أحد من علماء الطبّ والهندسة تطابق جمیع ما ذهبوا إلیه مع ما جاء به الأنبیاء، ولم یقل أحد منهم بأنّ ما قال به هو عین الدیانة والشریعة، بخلاف الفلاسفة لا سیّما المدافعین عن الحکمة المتعالیة، فقد ادّعوا أنّ جمیع آرائهم تنطبق علی ما فی الشریعة کما مرّ من کلمات استاذ هذا المعاصر ونقلناها عن کتاب «شیعه در اسلام».

وثالثاً: إنّ ما صرّح به من وقوع التحریف فی آراء الفلاسفة وکلماتهم أو سوء التعبیر والتفسیر إن کان مراده وقوع التحریف وسوء التعبیر والتفسیر من ناحیة المخالفین للوقیعة فیهم فهو افتراء محض علی کلّ من خالفهم، فالغرض من هذه العبارة الإزراء علی المخالفین ولو بسبب الافتراء والاتّهام (نعوذ باللّه من شرور أنفسنا). وقد عرفت ذهابهم إلی ما یخالف الدین والقرآن والعقل والفطرة وما جاء به صاحب الشریعة فی مسألة الجبر علی حسب تصریح کلماتهم المنقولة بعینها عن کتبهم وزبرهم بلا تحریف ولا سوء التعبیر والتفسیر.(1)

وإن کان مراده هو أنّ ما یخالف الدین وما جاء به صاحب الشریعة إنّما هو لأجل تحریف کلماتهم ولو من ناحیة مقلّدیهم ففیه:

أمّا اوّلاً: فما ذکره ینافی ما نقلناه سابقاً عن استاذه.

وثانیاً: هل تکون کلمات صدرالدین الشیرازیّ فی کتاب الأسفار وأمثاله محرّفة؟!

وثالثا : کیف الطریق إلی تشخیص الحق والباطل فی کلماتهم؟

ص: 55

ورابعا : مع وقوع التحریف فی کلماتهم هل یجوز الاعتماد علی أقاویلهم؟

وهل یجوز بناء الاعتقادات الدین یة علی مبانیهم؟ وهل یجوز تأویل صریح الآیات

والروایات المتواترة _ ولو بالتأویلّت الباطلة التی تضحک بها الثکلی _ وطرح غیرها _

مع عدم إمکان التوجیه والتأویل _ بمجرد مباینتها مع الکلمات المحرفة؟

9. بحارالأنوار الجامعة لدرر الأخبار الأئمة الأطهار(علیهم السلام). المجلسیّ، محمّد باقر (ت1110ق). بیروت: دار إحیاء التراث العربیّ. الطبعة الثانیة: 1403ق.

10. بیان الفرقان. القزوینیّ، مجتبی (ت1345ش). قزوین: منشورات حدیث امروز. الطبعة الأولی: 1387 ش.

11. البیان فی تفسیر القرآن. الخوئیّ، ابوالقاسم (ت1413ق). قم: مؤسّسة إحیاء آثار الامام خوئیّ(رحمه الله).

12. تذکرة الفقهاء. العلّامة الحلّیّ، حسن بن یوسف بن مطهّر (ت726ق). قم: مؤسّسة آل البیت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولی.

13. التعلیقة علی الفوائد الرضویّة. القمّی، القاضی سعید (ت1107ق).

14. تفسیر القمّیّ. القمّیّ، علیّ بن ابراهیم بن هاشم (القرن الثالث). قم: مؤسّسة دار الکتاب. الطبعة الثالثة: 1404ق.

15. تفسیر جوامع الجامع. الطبرسیّ، فضل بن حسن (ت548ق). طهران: منشورات جامعة طهران. الطبعة الأولی: 1377 ش.

16. تنقیح المقال فی علم الرجال. المامقانیّ، عبدالله (ت1351ق). طهران: منشورات جهان. الطبعة: 1353ش.

17. التوحید. ابن بابویه، محمّد بن علیّ (ت 381ق). التحقیق: هاشم حسینیّ. قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الأولی: 1398ق.

18. جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد. الأردبیلیّ الغرویّ الحائریّ، محمّد بن علی (ت1101ق). قم: مکتبة المحمدیّ.

19. جامع الشتّات. الخواجوئیّ، محمّد اسماعیل (ت1171 أو 1173ق). التحقیق: السیّد مهدی رجائیّ. قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الأولی: 1418ق.

ص: 58

20. جمال الأسبوع بکمال العمل المشروع. ابن طاووس، علی بن موسی (ت664ق). قم:دارالرضیّ. الطبعة الأولی: 1330ق.

21. جوابات المسائل الرکنیّة. المیرزا القمّی، ابو القاسم (ت1231ق). «المطبوع ضمن رسائل ومتون حول مدینة قم المسمّی بقم نامه» حسین المدرّسیّ الطباطبائیّ. منشورات مکتبة آیة اللّه العظمی المرعشیّ(رحمه الله).

22. جواهر الکلام. النجفیّ، محمّد حسن (ت1266ق). التحقیق: الشیخ عبّاس القوچانیّ. طهران: دار الکتب الاسلامیّة. الطبعة الثانیة: 1365ش.

23. الحدائق الناظرة فی أحکام العترة الطاهرة. البحرانیّ، یوسف (ت1186ق). التحقیق: محمّد تقی الإیروانیّ. قم: مؤسّسة النشر الاسلامیّ. الطبعة الأولی: 1405ق.

24. حدیقة الشیعة. المقدّس الأردبیلیّ، احمد بن محمّد (ت993ق). طهران: منشورات گلی.

25. حقّ الیقین. المجلسیّ، محمّد باقر (ت1110ق). طهران: منشورات اسلامیّة.

26. الحکایات فی مخالفات المعتزلة من العدلیة والفرق بینهم وبین الشیعة الإمامیّة. المفید، محمّد بن محمّد (ت413ق). «المجلّد العاشر من مصنّفات الشیخ المفید». قم: المؤتمر العالمیّ لألفیة الشیخ المفید(رحمه الله). الطبعة الأولی: 1413ق.

27. خاتمة المستدرک الوسائل. النوریّ، المیرزا حسین (ت1320ق). قم: مؤسّسة آل بیت(علیهم السلام)‰ لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1415ق.

28. الخرائج والجرائح. الراوندیّ، قطب الدین (ت573ق). قم: مؤسسة الإمام المهدیّ(عجل الله تعالی فرجه الشریف). الطبعة الأولی: 1409ق.

29. الدروس الشرعیة فی فقه الإمامیّة. العاملیّ، محمّد بن مکّی (المعروف بالشهید الأوّل) (ت786ق).قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الأولی: 1412ق.

ص: 59

30. الذریعة. الطهرانیّ، آقا بزرگ (ت1389ق). بیروت: نشر دار الأضواء. الطبعةالأولی: 1403ق.

31. اختیار معرفة الرجال (رجال الکشیّ). الکشّیّ، محمّد بن عمر (القرن الرابع). مشهد: مطبعة جامعة مشهد مقدّس. الطبعة الأولی: 1409 ق.

32. رجال

النجاشیّ. النجاشیّ، احمد بن علیّ احمد بن عبّاس (ت450ق). التحقیق: السیّد موسی الشبیریّ الزنجانیّ. قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. 1407ق.

33. سفینة البحار ومدینة الحکم والآثار. القمّیّ، شیخ عبّاس (ت1319ش). مشهد: مجمع البحوث الإسلامیّة للآستانة الرضویّة المقدّسة. الطبعة الأولی: 1418ق.

34. سلسبیل. الإصطهباناتیّ، المیرزا ابوالحسن (ت1378ق). بمبئی: مطبعة ناصریّ. الطبعة: 1312ق.

35. سیر أعلام النبلاء. الذهبیّ، شمس الدین محمّد بن احمد (ت748ق). التحقیق: حسین الأسد. بیروت: مؤسّسة الرسالة. الطبعة التاسعة: 1413ق.

36. شجرة إلهیّة. النائینیّ، میرزا رفیع (ت1082ق). «المطبوع مع رسالة مبدأ ومعاد لصدر المتألّهین».

37. شرح أصول الکافی. المازندرانیّ، ملّا صالح (ت1081ق). التحقیق: ابوالحسن الشعرانیّ. طهران: المکتبةالاسلامیّة. الطبعة: 1382ق.

38. کشف المراد فی شرح تجرید الإعتقاد. الحلّیّ، حسن بن یوسف (ت726ق). قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الرابعة: 1413ق.

39. شرح حدیث عرض دین حضرت عبد العظیم حسنی.الخاجوئیّ، ملّا إسماعیل.

40. صراط النجاة فی أجوبة الاستفتائات. الموسویّ الخوئیّ، السیّد ابوالقاسم (ت1413ق). مع تعلیقات المیرزا جواد التبریزیّ. قم: منشورات فدک. الطبعة الأولی: 1425ق.

ص: 60

41. طرائف المقال فی معرفة طبقات الرجال. البروجردیّ، السیّد علیّ (ت1313ق). قم: مکتبة آیة اللّه العظمی المرعشیّ(رحمه الله). الطبعة الأولی: 1410ق.

42. الطرائف فی معرفة مذاهب الطوائف. ابن طاووس، علی ّ بن موسی (664ق). التحقیق: علی عاشور. قم: منشورات خیام. الطبعة الأولی: 1400ق.

43. العروة الوثقی. الیزدیّ، السیّد محمّد کاظم (ت1337ق). مع تعلیقات خمسة عشر من المراجع العظام. قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الثالثة : 1426ق.

44. عیون أخبار الرضا علیه السلام. ابن بابویه، محمّد بن علیّ (ت381ق). طهران: منشورات جهان. الطبعة الأولی: 1378ق.

45. فرائد الأصول. الأنصاریّ، مرتضی (ت1281ق). قم: مجمع الفکر الإسلامیّ. الطبعة التاسعة: 1428ق.

46. فرج المهموم فی تاریخ علماء النجوم. ابن طاووس، علیّ بن موسی (ت664ق). قم: دار الذخائر. الطبعة: 1368ق.

47. الفصول العشرة فی الغیبة. المفید، محمّد بن محمّد (ت413ق). تحقیق: الشیخ فارس حسّون. بیروت: دار المفید. الطبعة الثانیة: 1414ق.

48. الفوائد المدنیّة، الإسترآبادیّ، محمّد أمین (ت1033ق). قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الأولی: 1424ق.

49. الفهرست. ابن بابویه الرازیّ، منتجب الدین (ت600ق). قم: منشورات مکتبة آیة اللّه المرعشیّ النجفیّ(رحمه الله). الطبعة الأولی: 1366ش.

50. الفهرست. الطوسیّ، محمّد بن حسن (ت460ق). التحقیق: الشیخ جواد القیّومیّ. قم: مؤسّسة نشر الفقاهة. الطبعة الأولی: 1417ق.

51. قصص العلماء.التنکابنیّ، میرزا محمّد (ت1302ق). طهران: منشورات العلمیّة الإسلامیّة. الطبعة الثانیة: 1364ش.

ص: 61

52. الکافی. الکلینیّ، محمّد بن یعقوب (ت329ق). تحقیق: علی اکبر الغفاریّ. طهران: منشورات دارالکتب الإسلامیّة. الطبعة الرابعة: 1407 ق.

53. کتاب الطهارة. الأراکیّ، محمّد علی (ت1415ق). قم: مؤسّسة در راه حقّ. الطبعة الأولی: 1413ق.

54. کشف الغطاء عن مبهمات شریعة الغرّاء. کاشف الغطاء، جعفر (ت1228ق). اصفهان: الطبعة الحجریّة.

55. الکشکول. الشیخ البهائیّ، محمّد حسین (ت1031ق) قم: دار الحکمة.

56. کلمة التقوی. زین الدین، محمّد أمین (ت1419ق). قم: مطبعة مهر. الطبعة الأولی :1413ق.

57. کمال الدین وتمام النعمة.ابن بابویه، محمّد بن علی (ت381ق). التحقیق: علیّ أکبر الغفاریّ. طهران: منشورات الاسلامیّة. الطبعة الثانیة: 1395ق.

58. کنز الفوائد. الکراجکیّ، محمّد بن علی (ت449ق). التحقیق: عبداللّه نعمة. قم: دارالذخائر. الطبعة الأولی: 1410ق.

59. تفسیر مجمع البیان. الطبرسیّ، فضل بن حسن (ت848ق). بیروت: منشورات مؤسّسة الأعلمی. الطبعة الأولی: 1415ق.

60. الفلسفه والعرفان فی ضوء الإسلام. الصدر زاده، محمّد. التعریب: کمال السیّد. قم: منشورات انصاریان. الطبعة الأولی: 1436ق.

61. مرآة العقول فی شرح أخبار آل الرسول(علیهم السلام). المجلسیّ، محمّد باقر (ت1110ق). التحقیق: السیّد هاشم الرسولیّ. طهران: دارالکتب الإسلامیّة. الطبعة الثانیة: 1404ق.

62. المسائل العکبریّة. المفید، محمّد بن محمّد(ت413ق). قم: المؤتمر العالمیّ لألفیة الشیخ المفید(رحمه الله). الطبعة الأولی:1414 ق.

ص: 62

63. مستدرک سفینة البحار. النمازیّ الشاهرودیّ، علی بن محمّد (ت1405ق). قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الثانیة: 1427ق.

64. مستمسک العروة الوثقی. الحکیم، السیّد محسن (ت1390ق) النجف: منشورات مطبعة الآداب. الطبعة: 1391ق.

65. مصباح الفقاهة. الموسویّ الخوئیّ، السیّد ابوالقاسم (ت1413ق). تقریر: المیرزا علیّ التوحیدیّ. قم: مکتبة الداوریّ. الطبعة: 1377ش.

66. مصباح الفقیه. الهمدانیّ، آقا رضا (ت1322ق). قم: مؤسّسة الجعفریّة لإحیاء التّراث. الطبعة الأولی: 1416ق.

67. المعالم الزلفی فی شرح العروة الوثقی. العراقیّ، عبدالنبیّ (ت1385ق). قم: المطبعة العلمیّة. الطبعة الأولی: 1380ق.

68. معالم العلماء. إبن شهر آشوب، محمّد بن علی (ت588ق). نجف: المطبعة الحیدریّة. الطبعة الأولی: 1380ق.

69. کتاب المکاسب. الأنصاریّ، مرتضی (ت1281ق). قم: مجمع الفکر الإسلامیّ.الطبعة الثالثة:1420ق.

70. ملحقات احقاق الحق وازهاق الباطل. الشوشتریّ، قاضی نور اللّه (ت 1019 ق). المقدّمة والتعلیق: آیة الله المرعشیّ النجفیّ رحمه الله علیه. قم: منشورات مکتبة آیة اللّه المرعشیّ النجفیّ(رحمه الله). الطبعة الأولی: 1409ق.

71. منتهی المطلب فی تحقیق المذهب.العلّامة الحلّی، حسن بن یوسف (ت726ق). مشهد: مؤسّسة الطبع والنشر فی الآستانة الرضویّة المقدّسة. الطبعة الأولی: 1414ق.

72. منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة. الخوئیّ، میرزا حبیب الله (ت1324ق). طهران: منشورات الإسلامیة. الطبعة الأولی: 1386ش.

ص: 63

73. منیة المرید فی أدب المفید والمستفید. العاملیّ، زین الدین بن علیّ (الشهید الثانی) (ت965ق). قم: مکتبة الاعلام الإسلامیّ.

74. مهج الدعوات ومنهج العبادات. ابن طاووس، علیّ بن موسی (ت664ق). قم: دار الذخائر. الطعبة الأولی: 1411ق.

75. المیزان فی تفسیر القرآن. الطباطبائیّ، السیّد محمّد حسین (ت1360ش). قم: مؤسّسة النشر الإسلامیّ. الطبعة الخامسة: 1417ق.

76. نتائج الأفکار. الگلپایگانیّ، السیّد محمّد رضا (ت1415ق). تقریر: علی کریمی الجهرمیّ. قم: مؤسّسة دار القرآن الکریم. الطبعة الأولی: 1413ق.

77. نهایة المرام فی علم الکلام. العلاّمة الحلّی، حسن بن یوسف (ت726ق).قم: مؤسّسة الإمام الصادق(علیه السلام). الطبعة الأولی :1419ق.

78. نهج الحقّ وکشف الصدق. العلاّمة الحلّی، حسن بن یوسف (ت726ق). بیروت: دارالکتاب. الطبعة الأولی: 1982م.

79. تفصیل وسائل الشیعة لتحصیل مسائل الشریعة. الحرّ العاملیّ، محمّد بن حسن (ت1104ق). قم: مؤسّسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1409ق.

80. سلسله ینابیع الفقهیه. المروارید، علی أصغر. بیروت: مؤسّسة فقه الشیعة. الطبعة الأولی: 1410ق.

81. مهذّب الأحکام فی بیان الحلال والحرام. السبزواریّ، السیّد عبد الأعلی(ت1414ق).قم: مؤسّسة المنا ر. الطبعة الرابعة: 1413ق.

82. الفقه. الحسینیّ الشیرازیّ، السیّد محمّد (ت1422ق). بیروت: دارالعلوم. الطبعة الثانیة: 1409ق.

ص: 64

83. شیعه در اسلام. الطباطباییّ، السیّد محمّد حسین (ت1412ق). قم: نشر اُدبا. الطبعة الثالثة: 1389ش.

84. روضات الجنات فی أحوال العلماء والسادات. بیروت: الدار الإسلامیّة. الطبعة الأولی: 1411ق.

85. رسالتان فی البداء (البلاغیّ، الخوئیّ).

86. الخیراتیّة در ابطال طریقۀ صوفیه. البهبهانیّ، وحید (ت1216ق). قم: منشورات علّامة مجدّد وحید البهبهانیّ. الطبعة الأولی.

87. جدلیّة الدین والفلسفة. الکاشانیّ، حسن. قم: منشورات دلیل ما. الطبعة الأولی: 1434ق.

88. الأنوار النعمانیّة. الجزائریّ، السیّد نعمة الله (ت1112ق). تبریز: مکتبة حقیقة.

89. در الفوائد (تعلیقة علی شرح المنظومة). الآملیّ، محمّد تقی (ت1349ش). قم: منشورات اسماعیلیان. الطبعة الثانیة: 1377ش.

90. میزان المطالب. الطهرانیّ، میرزا جواد آقا (ت1368ق). طهران: منشورات آفاق. الطبعة الأولی: 1392ش.

91. السنخیّة أم الاتحاد والعینیّة أم التباین. السیّدان، السیّد جعفر. التعریب: ماجد الکاظمیّ. مشهد: پارسیران. الطبعة الأولی: 1390ش.

92. توحید الإمامیّة. الملکیّ المیانجیّ، محمّد باقر (ت1419ق). تنظیم: محمّد البیابانیّ الأسکوئیّ. طهران: مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الاسلامیّ. الطبعة الأولی: 1415ق.

93. عارف و صوفی چه می گوید؟. الطهرانیّ، میرزا جواد (ت1368ش). طهران: منشورات آفاق. الطبعة الأولی: 1390ش.

ص: 65

94. تاریخ الفلسفة والتصوّف. النمازیّ الشاهرودیّ، علیّ (ت1405ق). التحقیق: الشیخ مرتضی الأعدادیّ. بیروت: دارالمحجّة البیضاء. الطبعة الأولی: 1433ق.

95. تنبیهات حول المبدأ والمعاد. المروارید، المیرزا حسنعلی (ت1425ق). مشهد: مجمع البحوث الإسلامیّة للآستانة الرضویّة المقدّسة. الطبعة الثالثة: 1391ش.

96. عرفان وأهل البیت(علیهم السلام). الصدر زاده، محمّد. طهران: منشورات شهر آب. الطبعة الثالثة: 1387ش.

97. توحید از نگاه وحی، فلسفه و عرفان. السیّدان، السیّد جعفر. قم: منشورات دلیل ما. الطبعة الأولی: 1391ش.

ص: 66

دیدگاه علماء در ارتباط با فلسفه و عرفان

علامه حاج شیخ محمد باقر علم الهدی;

با مقدمه آیت الله سید هادی مدرسی

انتشارات ولایت

1394 _ 1436

ص: 67

BOOK SUMMARY

This booklet is a collection comprising Islamic scholars who held a negative position vis a vis Philosophy and Mysticism. It is a chapter extracted from a work by the late Ayatollah Sheikh Baqer Alamolhuda.

----------

The publisher

Velayat publishers

Address: Iran, Mashhad, central bazaar, Velayat publisher.

Tel:00989151576003 - 00989151162907

ص: 69

THE POSITION OF SCHOLARS REGARDING PHILOSOPHY AND MYSTICISM

Ayatollah Sheikh Baqer Alamolhuda

Velayat Publishers

2015 _ 1394

ص: 70

بسم اللّه الرحمن الرحیم

«اُدعُ إلی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَال-مَوعِظَةِ ال-حَسَنَة»

علم و معرفت بزرگترین و بهترین نعمت الهی است که خداوند متعال آن را به بندگان صالح خویش عطا می فرماید و آن ها را در مسیر عبودیت و کمال بندگی به سوی خود با آن یاری می کند. بزرگ ترین افتخار بندگان خدا برخورداری آن ها از این نعمت گران سنگ است. عالمان ربانی و عارفان حقیقی کسانی هستند که در راه بندگی خدا همواره پیامبران الهی و امامان معصوم علیهم السلام را چراغ راه خویش قرار داده واز سلوک طریق علمی و عملی آن ها هیچ وقت احساس خستگی به خود راه نداده و از هر طریق دیگری غیر از راه امامان معصوم علیهم السلام دوری و بیزاری می جویند.

این بنیاد با هدف احیای آثار چنین بزرگانی که در طول تاریخ تشیع همواره مدافع و پشتیبان معارف اصیل وحیانی و علوم راستین اهل بیت علیهم السلام بوده اند تشکل می یابد.

امید است با توجهات خاص حضرات معصومین در این راه توفیق یارشان باشد تا بتوانند قدم های مثبت مهمی در احیای آثار ارزشمند آن بزرگان با شرایط روز بردارند.

ص: 71

بسم اللّه الرحمن الرحیم

{اُدعُ إلی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَة}

Call on to the way of your lord with wisdom and good preaching

Knowledge is arguably God's most precious blessing given to humanity, with which they can understand, worship, and submit to the Almighty's commandments. It is indeed the greatest of His gifts for both in this life and the afterlife.

And those with divine understanding are the true inheritors of the prophets and their successors. Those are the people of wisdom who stop at nithing in carrying on their endeavor in seeking knowledge from its one and only source; The messengers of Allah.

This institution, was founded on the revival and republishing the canons and original works of the scholars who gave their life in supporting the foundations of the religion and the teachings of the holy prophet and his immaculate household. We ask Allah to guide us in this holy path.

ص: 72