کنز الدعاء

هویة الکتاب

عنوان کتاب:کنز الدعاء المجلد 1 / نویسنده:محمد محمدی ری شهری - همکاری:رسول افقی

ناشر:سازمان چاپ و نشر دار الحدیث

زبان: عربی

قطع:وزیری

جلد:3

نوبت چاپ:اول

تاریخ انتشار:1392

موضوع: ادعیه و زیارت

ص :1

المجلد 1

اشارة

ص :2

کنز الدعاء المجلد 1

نویسنده:محمد محمدی ری شهری

همکاری:رسول افقی

ص :3

ص :4

تمهید

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحیم،الحمد للّه الذی فتح لنا أبواب خزائن رحمته بمفاتیح الدعاء، وصلّی اللّه علی عبده المصطفی محمّد وآله الذین أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً.

الدعاء هو مخّ العبادة،وهو مفتاح الرحمة الإلهیّة،بل هو حیاة الروح والسلامة من وساوس الشیطان،والقرب من اللّه وبلوغ الآمال.

إنّ الدعاء لا یعین الإنسان علی الخلاص من بلایا الحیاة وآلامها وحسب،بل إنّ من شأنه أن یغیّر مصیر الحیاة ویَحول دون البلاءات المختلفة.

ومن خلال التأمّل فی الآیات والأحادیث التی بیّنت أهمیّة الدعاء فی حیاة الإنسان (1)،یتّضح أنّ من بین أکبر النعم التی مَنّ اللّه بها علی البشر،هو أنّه وضع تحت تصرّفهم مفتاح خزائن رحمته،وأذن لعباده بأن یدعوه وینهلوا من خزائن رحمته علی قدر استعدادهم،کما روی عن الإمام زین العابدین علیه السلام فی مناجاته للّه سبحانه،حیث یقول:

ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَینا جَرَیانُ ذِکرِکَ عَلی ألسِنَتِنا وإذنُکَ لَنا بِدُعائِکَ. (2)

وأعظم مِن نعمةِ الدعاء نعمةُ إجابته،حیث ضَمِنَها اللّه تعالی وقال:

اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ . (3)

ص:5


1- .راجع:نهج الدعاء:ص23 ( الفصل الأوّل:أهمّیة الدعاء).
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 151 نقلاً عن کتب بعض الأصحاب.
3- غافر:60.

مقدّمتان ینبغی التعرّف علیهما

اشارة

إنّ التمتّع الکامل بالنعمتین الکبریین:«الدعاء»و«إجابة الدعاء»،بحاجة إلی التعرّف علی مقدّمتین:

1.اُسلوب الدعاء

الأمر الأوّل الذی یجب أن یحظی بالاهتمام قبل الدعاء،هو التعرّف علی اسلوب الدعاء وکیفیة مناجاة اللّه سبحانه والطلب منه.

وإذا لم یعرف الداعی شروط إجابة الدعاء وموانعها والاُمور المتعلّقة بها،ولم یکن علی علم بآداب مناجاة اللّه تعالی،فلیس له أن یتوقّع استجابة دعائه.

ومن أجل تلبیة هذه الحاجة تمّ تألیف کتاب«نهج الدعاء» (1)بالاستناد إلی إرشادات القرآن وأحادیث أهل البیت علیهم السلام،وجُعل فی معرض الراغبین.

2.محتوی الدعاء
اشارة

للتعرّف علی نصوص الأدعیة ومحتواها دور مهّم أیضاً فی استغلال هذه النعمة الإلهیة الکبری،والمعرفة هی سبیل الوصول إلی هذه المقدّمة،وکلّما کانت معرفة الإنسان بربّه تعالی أکثر،وکانت معرفته بخزائن رحمته أوسع،فإنّ أدعیته ستتمتّع بالمزید من الغنی والکمال فی المحتوی.

ومن أجل بلوغ هذه المقدّمة،فإنّ من الواجب أیضاً الانتفاع بإرشادات أهل بیت الرسالة ووصایاهم،کما هو الحال بالنسبة إلی المقدّمة الاُولی؛ذلک لأنّهم یقفون علی قمّة المعرفة الإلهیة،ولذلک فإنّ أدعیتهم تتمتّع بعمق ومضمون لا یمکن تصوّرهما، ولذلک یَعتبر الإمامُ الخمینیُّ بعضَ أدعیة أهلِ البیت علیهم السلام معجزةً ودلیلاً علی أحقّیتهم، ویُسمّی أدعیةَ أهلِ البیت علیهم السلام ب«القرآن الصاعد»نقلاً عن استاذه فی العرفان.

ص:6


1- .راجع:نهج الدعاء،مؤسّسة الطباعة والنشر فی دار الحدیث 1386 ش.
القرآن الصاعد

یقول الإمام الخمینی رحمه الله فی کلمةٍ له علی أعتاب شهر رمضان المبارک (1)،ردّاً علی الأشخاص الذین لا یُعیرون أهمّیةً للدعاء،بسبب فهمهم الخاطئ والمنحرف:

هنالک انحرافات فی الفهم لدی البعض تزداد أحیاناً إلی حدٍّ کبیر،فهُم یتصوّرون أنّ علینا أن نلزم القرآن ونترک الدعاء.إنّهم لا یفهمون معنی الدعاء أصلاً،ولو لم یکن فی الأدعیة سوی المناجاة الشعبانیة لکانت کافیةً لإثبات أنّ أئمّتنا هم أئمّة حقّ.إنّ هذه الأدعیة وحسب تعبیر بعض مشایخنا (2):القرآن،هو القرآن النازل؛ حیث نزل من العلو،والدعاء یصعد من الأسفل إلی الأعلی،وهو القرآن الصاعد (3).

والمراد من«القرآن الصاعد»أنّ حقائق هذا الکتاب السماوی (القرآن) والتی جاءت فیه علی شکل رمز وإشارة،قد بیّنها أهل البیت علیهم السلام فی قالب الدعاء (4).

ولذلک،فإنّ من طرق معرفة عمق معارف أهل البیت علیهم السلام التأمّل فی الأدعیة التی صدرت عنهم؛ذلک لأنّهم عندما کانوا یتحدّثون مع الناس،فقد کانوا یأخذون بنظر الاعتبار مدی عقل الناس وفهمهم؛إلّاأنّهم کانوا یتحدّثون مع اللّه سبحانه فی أدعیتهم علی أساس عقلهم ومعرفتهم (5)هم أنفسهم.

وبناء علی ذلک،فإنّ الأدعیة التی وصلتنا عن أهل البیت علیهم السلام هی کنز من المعارف الإسلامیة لا بدیل له ولا ینضب،فضلاً عن أنّها تضع تحت تصرّف الداعی المحتوی

ص:7


1- .1359/4/21 الموافق للتاسع والعشرین من شعبان 1400،طهران،حسینیة جماران.
2- هو آیة اللّه محمّد علیّ الشاه آبادی،اُستاذ الإمام الخمینی رحمه الله فی العرفان.
3- صحیفة الإمام:ج 13 ص 32 (بتلخیص منّا).
4- راجع:صحیفة الإمام:ج 20 ص 409.
5- نقل المرحوم آیة اللّه الشیخ علی پناه الاشتهاردی بتاریخ 1376/11/26 ش الموافق للعشرین من ذی القعدة 1421ه،عن الإمام الخمینی رحمه الله قائلاً:«کان الإمام یقول کراراً فی درس الأخلاق:لا تمکن معرفة الأئمّة عن طریق أحادیثهم ومناظراتهم؛لأنّهم کانوا یأخذون فهم المخاطب وإدراکه بنظر الاعتبار،بل إنّ بإمکاننا معرفتهم من أدعیتهم ومناجاتهم للّه».

المناسب للطلب من اللّه سبحانه،ولذلک،فقد اختیر عنوان«کنز الدعاء»لهذه المجموعة.

کنز الدعاء فی نظرة خاطفة

إنّ کتابَ«کنز الدعاء»هو فی الحقیقةِ المکمّلُ لکتاب«نهج الدعاء»،ویعتبر من أوسع الآثار فی هذا المجال،حیث اشتمل علی الأدعیة القرآنیة وأدعیة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام،وقد رُتّبت-بنظام جدید یسهل معه تناولها-فی أربعین فصلاً:

الفصل الأوّل:أدعیة الأنبیاء العظام من آدم علیه السلام وحتّی خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله.

الفصل الثانی:نماذج من أدعیة أهل البیت علیهم السلام.

الفصل الثالث:أدعیة بعض الأبرار.

الفصل الرابع:بعض أدعیة الصالحین تحت عنوان«أفضل الأدعیة».

الفصل الخامس:أجمل المناجاة المأثورة عن أهل البیت علیهم السلام فی المجالات المختلفة تحت عنوان«أدعیة المناجاة».

الفصل السادس:أدعیة اللجوء إلی اللّه سبحانه من أنواع الشرور تحت عنوان «أدعیة الاستعاذة».

الفصل السابع:أدعیة الاستغفار وطلب العفو والمغفرة من اللّه سبحانه.

الفصل الثامن:أدعیة حول طلب خمسة وعشرین نوعاً من الحاجات تحت عنوان «دعوات لحوائج خاصّة».

الفصل التاسع:أدعیة لدفع الهموم والشدائد.

الفصل العاشر:أدعیة لمطلق الحوائج وطلبها من اللّه تعالی.

الفصل الحادی عشر:أدعیة الاستخارة. (1)

الفصل الثانی عشر:أدعیة الحالات الخاصّة التی تحدث للإنسان.

ص:8


1- .وقد طُرحت فی هذا الفصل-بعد تلک الأدعیة-کیفیّة الاستخارة بالسبحة والقرآن والرقاع؛إلّاأنّه یجب الالتفات إلی أنّ الاستخارة بالدعاء هی أفضل الاستخارات.

الفصل الثالث عشر:أدعیة الأکل والشرب.

الفصل الرابع عشر:أدعیة الزواج وما یتعلّق به.

الفصل الخامس عشر:أدعیة السفر والحالات المختلفة المتعلّقة به.

الفصل السادس عشر:أدعیة الوضوء.

الفصل السابع عشر:أدعیة الأذان والإقامة.

الفصل الثامن عشر:أدعیة الحالات المختلفة للصلاة.

الفصل التاسع عشر:الأدعیة التی وردت فی تعقیبات الصلاة.

الفصل العشرون:الأدعیة المتعلّقة بإحیاء اللیل ونافلة اللیل. (1)

الفصل الحادی والعشرون:أدعیة السجود.

الفصل الثانی والعشرون:أدعیة الصباح والمساء.

الفصل الثالث والعشرون:أدعیة ما قبل النوم وبعد الیقظة.

الفصل الرابع والعشرون:أدعیة أیّام الاُسبوع.

الفصل الخامس والعشرون:أدعیة شهر رمضان المبارک.

الفصل السادس والعشرون:أدعیة عیدی الفطر والأضحی.

الفصل السابع والعشرون:أدعیة شهر ذی الحجّة.

الفصل الثامن والعشرون:أدعیة الحجّ وما یتعلّق به.

الفصل التاسع والعشرون:أدعیة الشهور الاُخری.

الفصل الثلاثون:أدعیة عصر غیبة الإمام المهدیّ علیه السلام.

الفصل الحادی والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بتلاوة القرآن وحفظه.

الفصل الثانی والثلاثون:أدعیة الجهاد.

الفصل الثالث والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بالموت والانتقال إلی عالم البقاء.

الفصل الرابع والثلاثون:صلوات أهل البیت علیهم السلام والأدعیة المتعلّقة بها.

ص:9


1- .وقد أوردنا فیه الأحادیث الواردة حول فضیلة قیام اللیل وسیرة أهل البیت علیهم السلام فی هذا المجال.

الفصل الخامس والثلاثون:صلاة جعفر بن أبی طالب علیه السلام والدعاء المأثور فیها.

الفصل السادس والثلاثون:الأدعیة المأثورة للآخرین.

الفصل السابع والثلاثون:الأدعیة المأثورة علی الظالمین.

الفصل الثامن والثلاثون:أدعیة الفرج.

الفصل التاسع والثلاثون:الأدعیة السریعة الإجابة. (1)

الفصل الأربعون:الأدعیة التی وردت بصورة الشعر.

منهج البحث والتدوین فی الکتاب

إنّ منهجنا فی دراسة الأدعیة-بحثها،والتنقیب عنها،ونقلها،وتوثیقها فی هذه المجموعة-یستند إلی العناصر التالیة:

1.إنّ أهل بیت النبی علیهم السلام-واستناداً إلی حدیث«الثقلین»المعتبر والمتواتر-هم عِدل القرآن،وأکمل مفسّری حقائق هذا الکتاب السماوی،وکما سبقت الإشارة،فإنّ الأدعیة التی صدرت عنهم هی«القرآن الصاعد»،وإنّها مفعمة بالمعارف القرآنیة السامیة والعمیقة؛ولذلک فقد وُضعت الأدعیة المأثورة عنهم فی الکتاب الحاضر إلی جانب الأدعیة المأثورة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله.

2.سعینا قدر الإمکان أن نستخرج ونجمع کلّ الأدعیة المتعلّقة بکلّ موضوع من المصادر الرئیسة للشیعة وأهل السنّة بشکل مباشر،وأن نهیّئ أرضیة اختیار أکثرها توثیقاً وأقدمها عبر استخدام البرامج الکومبیوتریة.

کما أنّنا لم نعتمد شیئاً من الأدعیة غیر المسندة إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام (2)إلّا فی مواضع قلیلة للغایة توفّرت فیها قرینة صدورها عنهم علیهم السلام.

ص:10


1- .التی اشیر إلی سرعة إجابتها فی کتب الأدعیة.
2- نُسب إلی المعصومین علیهم السلام الکثیر من الأدعیة فی الکتب المسمّاة بالصحیفة الثانیة والثالثة والرابعة...وغیرهامن الکتب؛ولکنّنا اجتنبنا النقل منها لأنّنا لم نجد استناد هذه الأدعیة إلی المعصومین علیهم السلام فی المصادر الحدیثیة الأصلیة.

3.حاولنا تجنّب ذکر الأدعیة المکرّرة،إلّافی هذه المواضع:

أ إذا کانت هناک ملاحظة مهمّة کامنة فی اختلاف ألفاظها.

ب-إذا کان نصّ الدعاء قصیراً ومرتبطاً بموضوعین.

ج-فی المواضع التی کان فیها نصّ الدعاء مختلفاً فی نصوص الشیعة وأهل السنّة.

4.فی المواضع التی کانت فیها النصوص المرویّة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام متعدّدة،ذکر دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله فی المتن،ومصادر أدعیة الأئمّة الآخرین علیهم السلام فی الهوامش مع ذکر العنوان والمصدر،إلّاإذا کانت أدعیتهم تشتمل علی ملاحظة جدیدة،حیث ادرجت فی المتن.

5.اُدرجت أدعیة المعصومین فی کلّ موضوع بعد ذکر الآیات المتعلّقة بها،حسب التسلسل الزمنی (من رسول اللّه صلی الله علیه و آله وحتّی الإمام المهدی علیه السلام )،إلّاإذا اقتضی التناسب الموضوعی بین الأدعیة تسلسلاً آخر.

6.حذفنا من مجموعة کنز الدعاء فی الاختیار النهائی بعض الأدعیة الطویلة التی قد تکون مملّة بالنسبة إلی القارئ والتی تکرّرت مضامینها فی الأدعیة الاُخری، وکذلک الأدعیة التی لا تتمتّع بفصاحة وبلاغة کبیرتین والتی یعدّ احتمال صدورها عن أهل البیت علیهم السلام ضعیفاً،وکذلک بعض الأدعیة الواردة فی کتب أهل السنّة والتی لم تکن منسجمة مع أدعیة أهل بیت الرسالة (1).

7.لم نذکر فی بدایة کلّ دعاء سوی اسم النبیّ صلی الله علیه و آله أو الإمام الذی نقل الدعاء عنه، إلّا إذا نقل الراوی فعلهم،أو کان هنالک سؤال وجواب،أو ذکر الراوی کلاماً مّا فی نصّ الدعاء لا یمثّل کلام النبیّ صلی الله علیه و آله أو ذلک الإمام.

8.نظراً إلی تعدّد أسماء النبیّ صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام وألقابهم،فقد اخترنا اسماً واحداً لکلّ

ص:11


1- .جدیر ذکره أنّ فی نیّتنا إعداد برمجة کومبیوتریة لکلّ الأدعیة المأثورة،سواء أدعیة الشیعة،أم أدعیة أهل السنّة،وسواء اسندت إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام أم لم تسند.کما أنّنا عازمون إن شاء اللّه،وفی المستقبل القریب علی أن نقدّم فهارس موضوعیة لکلّ معارف الأدعیة فی تلک البرمجة نفسها.

منهم یذکر بشکل ثابت فی بدایات کلّ الأدعیة.

9.تمّ تنظیم مصادر الأدعیة فی الهوامش،حسب اعتبارها؛إلّاأنّنا لم نلتزم بهذا التسلسل أحیاناً بعد المصدر الأوّل،لأسباب لا تخفی علی الباحثین،ومن جملتها:

تجنّب التکرار،واختلاف المصادر أو الراوی أو الشخص الذی روی عنه.

10.سعینا لأن ننقل الأدعیة من المصادر الأصلیة بشکل مباشر،ثمّ أضفنا إلیها بیانات بحار الأنوار (فی أدعیة الشیعة)،وکنز العمّال ( فی أدعیة أهل السنّة) باعتبارهما المصدرین الرئیسین والجامعین لأحادیث الشیعة وأهل السنّة (1).وبالطبع فقد نقلنا الدعاء فی بعض الأحیان من المصادر التی تعدّ من مصادر الواسطة عندما لم نتمکّن من الوصول إلی المصادر الأصلیة.علی أنّها مواضع قلیلة.

11.بعد ذکر المصادر أحلنا-أحیاناً-إلی المصادر الاُخری،بذکر کلمة (راجع)؛ ذلک لاختلاف النصّ المحال إلیه عن النصّ المنقول؛إلّاأنّه مرتبط فی نفس الوقت بالنصّ الأصلی وموضوع البحث.وأمّا الإحالة إلی أبواب هذا الکتاب الاُخری،فقد کانت بسبب التناسب والاشتراک الموضوعی بین أدعیتها.

12.الملاحظة الأهمّ فی منهجنا هو أنّنا سعینا قدر الإمکان لتحقیق التأیید الباعث علی الاطمئنان من صدور أدعیة کلّ باب عن أهل البیت علیهم السلام،حیث تمّ ذلک من خلال الاستناد إلی القرائن العقلیة والنقلیة علی إحراز مضامین أدعیة هذا الکتاب.

ملاحظة مهمّة

من الآداب المهمّة لنقل الحدیث کیفیّة نسبته إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام.فقد روی الکلینی عن الإمام علیّ علیه السلام:

إذا حَدَّثتُم بِحَدیثٍ فَأَسنِدوهُ إلَی الَّذی حَدَّثَکُم؛فَإن کانَ حَقّاً فَلَکُم وإن کانَ کَذِباً فَعَلَیهِ. (2)

ص:12


1- .وإذا لم یوجد الدعاء فی بحار الأنوار وکنز العمّال،أضفنا بیانات وسائل الشیعة أو مستدرک الوسائل (فی أدعیةالشیعة)،والدرّ المنثور ( فی أدعیة أهل السنّة).
2- الکافی:ج 1 ص 52 ح 7، بحار الأنوار:ج 2 ص 161 ح 15.

وبناء علی ذلک فإنّنا ومن باب رعایة الاحتیاط نشدّد علی توصیة الأشخاص الذین یریدون نقل دعاء من هذا الکتاب أو الکتب الروائیة الاُخری،بأن لا ینسبوه بشکل مباشر إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام؛بل أن ینسبوا الدعاء إلیهم عن طریق المصدر الذی رواه.

وعلی سبیل المثال:فإنّ علیهم أن لا یقولوا:«قال النبیّ صلی الله علیه و آله کذا»أو«قال الإمام علیه السلام کذا»،بل علیهم أن یقولوا:«رُوی فی الکتاب الفلانی عن النبیّ صلی الله علیه و آله کذا...»أو أن یقولوا:«رُوی کذا عن النبیّ صلی الله علیه و آله».

شکر وتقدیر

اقدّم شکری الخالص إلی کلّ زملائی الأعزّاء والأفاضل الذین کان لهم دور فی نقد هذا الکنز من معارف أهل البیت علیهم السلام وتقییمه،تحقیقه،تنقیحه ونشره،خاصّة الفاضل المحترم الشیخ رسول افقی الذی أسهم فی إعداد هذه المجموعة،وأسأل اللّه سبحانه فی هذه اللیلة المفعمة بالبرکة،لیلة نزول القرآن ولیلة نزول الملائکة علی إمام العصر روحی فداه الأجر المضاعف والجدیر بفضله،لهم کلّهم.

«ربّنا تقبّل منّا إنّک أنت السمیع العلیم،یا مبدّل السیّئات بأضعافها من الحسنات! یا أرحم الراحمین!».

لیلة الثالث والعشرین من شهر رمضان المبارک 1433 ه

الموافق للحادی والعشرین من شهر مرداد 1391 ش.

محمّد الرَّیشهری

ص:13

ص:14

الفَصلُ الأوّلُ:دَعَواتُ الأَنبِیاءِ علیهم السلام

1/1دَعَواتُ آدَمَ(علیه السلام)

الکتاب

فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (2)

الحدیث

1.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ آدَمَ علیه السلام لَمّا أصابَ الخَطیئَةَ کانَت تَوبَتُهُ أن قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا غَفَرتَ لی»،فَغَفَرَهَا اللّهُ لَهُ. (3)

2.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا نَزَلَتِ الخَطیئَةُ بِآدَمَ واُخرِجَ مِنَ الجَنَّةِ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ادعُ رَبَّکَ،قالَ:حَبیبی جَبرَئیلُ ! ما أدعو؟قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ الخَمسَةِ الَّذینَ تُخرِجُهُم مِن صُلبی آخِرَ الزَّمانِ إلّاتُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».

ص:15


1- .البقرة:37.
2- الأعراف:23.
3- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 106 ح 28 [4] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

فَقالَ لَهُ آدَمُ علیه السلام:یا جَبرَئیلُ ! سَمِّهِم لی.قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ، وبِحَقِّ عَلِیٍّ وَصِیِّ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سِبطَی نَبِیِّکَ؛ إلّا تُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».

فَدَعا بِهِنَّ آدَمُ،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ.وذلِکَ قَولُ اللّهِ تَعالی: فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ ،وما مِن عَبدٍ مَکروبٍ یُخلِصُ النِّیَّةَ ویَدعو بِهِنَّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (1)

3.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا أهبَطَ اللّهُ آدَمَ إلَی الأَرضِ،قامَ وُجاهَ الکَعبَةِ فَصَلّی رَکعَتَینِ،فَأَلهَمَهُ اللّهُ هذَا الدُّعاءَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ سَریرَتی وعَلانِیَتی فَاقبَل مَعذِرَتی،وتَعلَمُ حاجَتی فَأَعطِنی سُؤلی، وتَعلَمُ ما فی نَفسی فَاغفِر لی ذَنبی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً یُباشِرُ قَلبی،ویَقیناً صادِقاً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورِضاً بِما قَسَمتَ لی.

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا آدَمُ ! إنّی قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،ولَن یَدعُوَنی أحَدٌ بِهذَا الدُّعاءِ إلّاغَفَرتُ لَهُ ذَنبَهُ،وکَفَیتُهُ المُهِمَّ مِن أمرِهِ،وزَجَرتُ عَنهُ الشَّیطانَ،وَاتَّجَرتُ لَهُ مِن وَراءِ کُلِّ تاجِرٍ،وأَقبَلَت إلَیهِ الدُّنیا راغِمَةً وإن لَم یُرِدها. (2)

4.الإمام الباقر علیه السلام: الکَلِماتُ الَّتی تَلَقّاهُنَّ آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ وهَدی قالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ خَیرُ الغافِرینَ.اللّهُمَّ إنَّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)

ص:16


1- .تفسیر فرات:ص 57 ح 16، المناقب للکوفی:ج 1 ص 547 ح 487 [2] نحوه وکلاهما عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 26 ص 333 ح 15.
2- المعجم الأوسط:ج 6 ص 117 ح 5974،تاریخ دمشق:ج 7 ص 432 ح 2040 نحوه وکلاهما عن عائشة،کنز العمّال:ج 5 ص 57 ح 12034.
3- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 41 ح 25، مهج الدعوات:ص 303 [5] وفیه صدره إلی«خیر الغافرین»،قصص ū الأنبیاء للراوندی:ص 53 ح 29 کلاهما نحوه وکلّها عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 11 ص 186 ح 37.

5.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ آدَمَ علیه السلام بَقِیَ عَلَی الصَّفا أربَعینَ صَباحاً ساجِداً یَبکی عَلَی الجَنَّةِ وعَلی خُروجِهِ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِ اللّهِ عز و جل،فَنَزَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ما لَکَ تَبکی؟فَقالَ:یا جَبرَئیلُ ما لی لا أبکی وقَد أخرَجَنِیَ اللّهُ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِهِ، وأَهبَطَنی إلَی الدُّنیا ! فَقالَ:یا آدَمُ تُب إلَیهِ...فَلَمّا صَلَّی العَصرَ أوقَفَهُ بِعَرَفاتٍ،وعَلَّمَهُ الکَلِماتِ الَّتی تَلَقّاها مِن رَبِّهِ وهِیَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی، فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ خَیرُ الغافِرینَ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)

6.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آدَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری لَمّا تَلَقّی مِن رَبِّهِ کَلِماتٍ،ولَعَلَّهُ علیه السلام دَعا بِها وهُوَ:

یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه،لا یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عُقوبَتِکَ إلَّاالتَّضَرُّعُ إلَیکَ،حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما حَرَمتَنی،وإن حَرَمتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ،یا ذَا العَرشِ الشّامِخِ المُنیفِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ الباذِخِ العَظیمِ،یا ذَا المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،یا إلهَ العالَمینَ، یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا مَنزولاً بِهِ کُلُّ حاجَةٍ،إن کُنتَ قَد رَضیتَ عَنّی فَازدَد عَنّی رِضاً مِنکَ،وقَرِّبنی مِنکَ زُلفی (2)،وإلّا تَکُن رَضیتَ عَنّی فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبِفَضلِکَ

ص:17


1- .تفسیر القمّی:ج 1 ص 44 عن أبان بن عثمان،الکافی:ج 8 ص 304 ح 472 [2] عن کثیر بن کلمة عن أحدهما علیه السلام نحوه ولیس فیه صدره،بحار الأنوار:ج 11 ص 178 ح 25.
2- الزُلفی:القُربَةُ والمَنزِلَةُ (الصحاح:ج 4 ص 1370« زلف»).

عَلَیهِم لَمّا رَضیتَ عَنّی،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَلَقّی آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ،فَقالَ:یا آدَمُ سَأَلتَنی بِمُحَمَّدٍ ولَم تَرَهُ؟فَقالَ:رَأَیتُ عَلی عَرشِکَ مَکتوباً:«لا إلهَ إلَّااللّهُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ».

فَقالَ راوِی الحَدیثِ:فَوَ اللّهِ ما دَعَوتُ بِهِنَّ فی سِرٍّ ولا عَلانِیَةٍ،فی شِدَّةٍ ولا رَخاءٍ، إلَّا استَجابَ اللّهُ لی. (1)

7.الکافی عن الفضل بن أبی قُرَّة عن الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ تَناسَخَهَا (2)الأَنبِیاءُ مِن آدَمَ علیه السلام حَتّی وَصَلنَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورَضِّنی بِما قَسَمتَ لی.

ورَواهُ بَعضُ أصحابِنا وزادَ فیهِ:

حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ،أصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)

8.الإمام الصادق علیه السلام: لَقَد طافَ آدَمُ علیه السلام بِالبَیتِ مِئَةَ عامٍ ما یَنظُرُ إلی حَوّاءَ،ولَقَد بَکی عَلَی الجَنَّةِ...ولَقَد قامَ عَلی بابِ الکَعبَةِ وثِیابُهُ جُلودُ الإِبِلِ وَالبَقَرِ،فَقالَ:

اللّهُمَّ أقِلنی عَثرَتی،وَاغفِر لی ذَنبی،وأَعِدنی إلَی الدَّارِ الَّتی أخرَجتَنی مِنها.

فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد أقَلتُکَ عَثرَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،وسَاُعیدُکَ إلَی الدّارِ الَّتی

ص:18


1- .مهج الدعوات:ص 303، بحار الأنوار:ج 95 ص 167 ح 22.
2- تَناسَخَها:تَتابَعها وتَداولَها (المصباح المنیر:ص 603«نسخ»).
3- الکافی:ج 2 ص 524 ح 10، بحار الأنوار:ج 86 ص 289 ح 51.

أخرَجتُکَ مِنها. (1)

9.عنه علیه السلام: لَمّا هُبِطَ بِآدَمَ إلَی الأَرضِ احتاجَ إلَی الطَّعامِ وَالشَّرابِ،فَشَکا ذلِکَ إلی جَبرَئیلَ علیه السلام،فَقالَ لَهُ جَبرَئیلُ:یا آدَمُ کُن حَرّاثاً،قالَ:فَعَلِّمنی دُعاءً قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اکفِنی مَؤونَةَ الدُّنیا وکُلَّ هَولٍ دونَ الجَنَّةِ،وأَلبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ. (2)

10.عنه علیه السلام -فی بَیانِ هُبوطِ آدَمَ علیه السلام وتَوبَتِهِ-لَمّا أرادَ اللّهُ عز و جل أن یَتوبَ عَلَیهِما،جاءَهُما جَبرَئیلُ فَقالَ لَهُما:إنَّکُما إنَّما ظَلَمتُما أنفُسَکُما...فَسَلا رَبَّکُما بِحَقِّ الأَسماءِ الَّتی رَأَیتُموها عَلی ساقِ العَرشِ حَتّی یَتوبَ عَلَیکُما.

فَقالا:«اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ بِحَقِّ الأَکرَمینَ عَلَیکَ:مُحَمَّدٍ و عَلِیٍّ و فاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام إلّاتُبتَ عَلَینا ورَحِمتَنا»،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِما إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)

11.الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:فَلَمّا زَلَّت مِن آدَمَ الخَطیئَةُ وَاعتَذَرَ إلی رَبِّهِ عز و جل،قالَ:یا رَبِّ،تُب عَلَیَّ،وَاقبَل مَعذِرَتی،وأَعِدنی إلی مَرتَبَتی،وَارفَع لَدَیکَ دَرَجَتی،فَلَقَد تَبَیَّنَ نَقصُ الخَطیئَةِ وذُلُّها فی أعضائی وسائِرِ بَدَنی.

قالَ اللّهُ تَعالی:یا آدَمُ ! أما تَذکُرُ أمری إیّاکَ أن تَدعُوَنی بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ عِندَ شَدائِدِکَ ودَواهیکَ وفِی النَّوازِلِ الَّتی تَبهَظُکَ (4)؟قالَ آدَمُ:یا رَبِّ بَلی.

قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ:فَتَوَسَّل بِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم خُصوصاً،فَادعُنی اجِبکَ إلی مُلتَمَسِکَ،وأَزدِکَ فَوقَ مُرادِکَ...

ص:19


1- .معانی الأخبار:ص 269 ح 1،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 48 ح 16 نحوه وکلاهما عن عبد الرحمن بن سیابة،بحار الأنوار:ج 11 ص 175 ح 21.
2- الکافی:ج 5 ص 260 ح 4 عن مسمع،بحار الأنوار:ج 11 ص 217 ح 31.
3- معانی الأخبار:ص 109 ح 1 عن المفضّل بن عمر،بحار الأنوار:ج 26 ص 322 ح 2.
4- بهظه الحمل:أثقله وعجز عنه.وهذا أمر باهظ:أی شاقّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 197«بهظ»).

فَعِندَ ذلِکَ قالَ آدَمُ:«اللّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ،بِجاهِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالطَّیِّبینَ مِن آلِهِم،لَمّا تَفَضَّلتَ عَلَیَّ بِقَبولِ تَوبَتی وغُفرانِ زَلَّتی، وإعادَتی مِن کَراماتِکَ إلی مَرتَبَتی».

فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وأَقبَلتُ بِرِضوانی عَلَیکَ،وصَرَفتُ آلائی ونَعمائی إلَیکَ،وأَعَدتُکَ إلی مَرتَبَتِکَ مِن کَراماتی،ووَفَّرتُ نَصیبَکَ مِن رَحَماتی.فَذلِکَ قَولُهُ عز و جل:

فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)

2/1دَعَواتُ إدریسَ(علیه السلام)

12.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إدریسَ علیه السلام (2)وَجَدناهُ عَنِ الحَسَنِ البَصرِیِّ قالَ:لَمّا بَعَثَ اللّهُ إدریسَ علیه السلام إلی قَومِهِ عَلَّمَهُ هذِهِ الأَسماءَ وأَوحی إلَیهِ أن قُلهُنَّ سِرّاً فی نَفسِکَ،ولا تُبدِهِنَّ لِلقَومِ،فَیَدعونی بِهِنَّ.قالَ:وبِهِنَّ دَعا فَرَفَعَهُ اللّهُ مَکاناً عَلِیّاً،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی موسی،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله،وبِهِنَّ دَعا فی غَزوَةِ الأَحزابِ...وهِیَ:

سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ ووارِثَهُ،یا إلهَ الآلِهَةِ،الرَّفیعَ جَلالُهُ،یا اللّهُ المَحمودُ فی کُلِّ فِعالِهِ،یا رَحمنَ کُلِّ شَیءٍ وراحِمَهُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ فی دَیمومِیَّةِ مُلکِهِ وبَقائِهِ،یا قَیّومُ فَلا شَیءَ یَفوتُ (3)عِلمَهُ ولا یَؤودُهُ (4)،یا واحِدُ الباقی أوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَهُ،یا دائِمُ بِلا فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلکِهِ،یا صَمَدُ مِن غَیرِ شَبیهٍ،ولا شَیءَ کَمِثلِهِ، یا بارِئُ فَلا شَیءَ کُفوُهُ ولا مَکانَ (5)لِوَصفِهِ،یا کَبیرُ أنتَ الَّذی لا تَهتَدِی القُلوبُ لِوَصفِ

ص:20


1- .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 225، بحار الأنوار:ج 11 ص 192 ح 47.
2- أوردنا فی دعوات شهر رمضان دعاءً منسوباً إلی إدریس علیه السلام یشبه هذا الدعاء مع زیادة کثیرة فی آخره (راجع:ج3 ص67«دعوات شهر اللّه/أدعیة الأسحار/دعاء إدریس علیه السلام»).
3- فاتنی کذا أی سَبَقَنی،وفُتُّهُ أنا (لسان العرب:ج 2 ص 69« فوت»).
4- یَؤودُهُ:یُثقِلهُ (لسان العرب:ج 3 ص 443«وأد»).
5- فی بحار الأنوار:« ولا إمکانَ لوصفه».

عَظَمَتِهِ،یا بارِئَ النُّفوسِ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَیرِهِ،یا زاکِی الطّاهِرُ مِن کُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ، یا کافِی الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطایا فَضلِهِ،یا نَقِیُّ مِن کُلِّ جَورٍ لَم یَرضَهُ ولَم یُخالِطهُ فِعالُهُ،یا حَنّانُ أنتَ الَّذی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُهُ،یا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ.

یا دَیّانَ العِبادِ کُلٌّ یَقومُ خاضِعاً لِرَهبَتِهِ،یا خالِقَ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وکُلٌّ إلَیهِ مَعادُهُ،یا رَحیمَ کُلِّ صَریخٍ ومَکروبٍ و غِیاثَهُ ومَعاذَهُ،یا تامُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ کُنهَ جَلالِهِ ومُلکِهِ وعِزِّهِ،یا مُبدِعَ البَدائِعِ لَم یَبغِ فی إنشائِها عَوناً مِن خَلقِهِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ فَلا یَؤودُهُ شَیءٌ مِن حِفظِهِ،یا حَلیمُ ذَا الأَناةِ فَلا یَعدِلُهُ شَیءٌ مِن خَلقِهِ،یا مُعیدُ ما أفناهُ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ.

یا حَمیدَ الفِعالِ ذَا المَنِّ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ،یا عَزیزُ المَنیعُ الغالِبُ عَلی أمرِهِ فَلا شَیءَ یُعادِلُهُ،یا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّدیدِ أنتَ الَّذی لا یُطاقُ انتِقامُهُ،یا قَریبُ المُتَعالی فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ بِقَهرِ عَزیزِ سُلطانِهِ،یا نورَ کُلِّ شَیءٍ وهُداهُ،أنتَ الَّذی فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ.

یا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن کُلِّ سوءٍ فَلا شَیءَ یُعازُّهُ (1)مِن خَلقِهِ،یا عالِی الشّامِخُ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُبدِئَ البَدایا ومُعیدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ،یا جَلیلُ المُتَکَبِّرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ،فَالعَدلُ أمرُهُ،وَالصِّدقُ [قَولُهُ و] (2)وَعدُهُ،یا مَحمودُ فَلا تَستَطیعُ الأَوهامُ کُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ،یا کَریمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذی مَلَأَ کُلَّ شَیءٍ عَدلُهُ،یا عَظیمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وذَا العِزِّ وَالمَجدِ وَالکِبرِیاءِ فَلا یَذِلُّ عِزُّهُ،یا عَجیبُ (3)فَلا تَنطِقُ الأَلسِنَةُ بِکُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ.

ص:21


1- .فی بحار الأنوار:« یُعادِلُهُ».
2- أثبتناه من بحار الأنوار.
3- فی بحار الأنوار:« یا مُجیبُ».

یا غِیاثی عِندَ کُلِّ کُربَةٍ،ویا مُجیبی عِندَ کُلِّ دَعوَةٍ (1)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ یا رَبِّ الصَّلاةَ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَماناً مِن عُقوباتِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أن تَحبِسَ عَنّی أبصارَ الظَّلَمَةِ المُریدینَ بِیَ السّوءَ،وأَن تَصرِفَ قُلوبَهُم عَن شَرِّ ما یُضمِرونَ إلی خَیرِ ما لا یَملِکُهُ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ هذَا الدُّعاءُ ومِنکَ الإِجابَةُ،وهذَا الجُهدُ وعَلَیکَ التُّکلانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (2)

13.تاریخ دمشق عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ إدریسُ النَّبِیُّ علیه السلام یَدعو بِدَعوَةٍ کانَ یَأمُرُ ألّا یُعَلِّموهَا السُّفَهاءَ فَیَدعونَ بِها،فَکانَ یَقولُ:

یا ذَا الجَلالِ واَلإِکرامِ،یا ذَا الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ ظَهرُ اللّاجِئینَ،وجارُ المُستَجیرینَ،وأَنیسُ الخائِفینَ،إنّی أسأَ لُکَ إن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ شَقِیّاً أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ شَقاوَتی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً،وإن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ مَحروماً مُقتَراً عَلَیَّ فی رِزقی،أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ حِرمانی وإقتارَ رِزقی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً مُوَفَّقاً لِلخَیرِ کُلِّهِ. (3)

3/1دَعَواتُ نوحٍ(علیه السلام)

الکتاب

وَ نادی نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَکَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْکَمُ الْحاکِمِینَ * قالَ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ أَنْ أَسْئَلَکَ ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَ إِلاّ تَغْفِرْ لِی وَ تَرْحَمْنِی أَکُنْ مِنَ

ص:22


1- .زاد هنا فی بحار الأنوار:« ومَعاذی عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ».
2- مهج الدعوات:ص 304، بحار الأنوار:ج 95 ص 168 ح 22.
3- تاریخ دمشق:ج 34 ص 385،کنز العمّال:ج 2 ص 689 ح 5090.

اَلْخاسِرِینَ . (1)

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُکْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْنِی فِی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ عَلَی الْفُلْکِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی نَجّانا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ * إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ وَ إِنْ کُنّا لَمُبْتَلِینَ . (2)

قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِی کَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِی وَ مَنْ مَعِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ * فَأَنْجَیْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِینَ . (3)

قالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوْتُ قَوْمِی لَیْلاً وَ نَهاراً * فَلَمْ یَزِدْهُمْ دُعائِی إِلاّ فِراراً * وَ إِنِّی کُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِی آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِیابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَکْبَرُوا اسْتِکْباراً * ثُمَّ إِنِّی دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنِّی أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً * وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً * أَ لَمْ تَرَوْا کَیْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً * وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً * وَ اللّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً * ثُمَّ یُعِیدُکُمْ فِیها وَ یُخْرِجُکُمْ إِخْراجاً * وَ اللّهُ جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ بِساطاً * لِتَسْلُکُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً * قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِی وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ یَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلاّ خَساراً * وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبّاراً *وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً * وَ قَدْ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ ضَلالاً * مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْصاراً * وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً * رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (4)

ص:23


1- .هود:45-47.
2- المؤمنون:26-30.
3- الشعراء:117-120.
4- نوح:5-28.

کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ * فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ * وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً فَالْتَقَی الْماءُ عَلی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ * تَجْرِی بِأَعْیُنِنا جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ . (1)

وَ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ وَ جَعَلْناهُ هُدیً لِبَنِی إِسْرائِیلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَکِیلاً * ذُرِّیَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً . (2)

الحدیث

14.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً لَمّا رَکِبَ فِی السَّفینَةِ وخافَ الغَرَقَ،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنَ الغَرَقِ»،فَنَجّاهُ اللّهُ عز و جل مِنهُ. (3)

15.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً علیه السلام لَم یَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّاقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذاقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی مَنفَعَتَهُ فی جَسَدی،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ. (4)

16.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ نوحٌ إذا أمسی وأَصبَحَ یَقولُ:«أمسَیتُ أشهَدُ أنَّهُ ما أمسی بی مِن نِعمَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّها مِنَ اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ الحَمدُ عَلَیَّ بِها کَثیراً وَالشَّکرُ کَثیراً»،فَأَنزَلَ اللّهُ: إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً ،فَهذا کانَ شُکرُهُ. (5)

17.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ نوحٍ علیه السلام،وَجَدتُ فِی الجُزءِ الرّابِعِ مِن کِتابِ دَفعِ الهُمومِ وَالأَحزانِ،تَألیفِ أحمَدَ بنِ داوودَ النُّعمانِیِّ قالَ:

ص:24


1- .القمر:9-14.
2- الإسراء:2 و 3.
3- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 106 ح 28، [4]جامع الأخبار:ص 45 ح 48 [5] کلّها عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.
4- الشکر لابن أبی الدنیا:ص 62 ح 127،فضیلة الشکر للّه:ص 40،شعب الإیمان:ج 4 ص 113 ح 4469، تاریخ دمشق:ج 62 ص 272 ح 12810 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 9 ص 359 ح 26452؛بحار الأنوار:ج 80 ص 189 ح 45 [9] نقلاً عن خط الشهید نحوه.
5- تفسیر القمّی:ج 2 ص 14، تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 280 ح 18 [11] نحوه وکلاهما عن جابر،بحار الأنوار:ج 86 ص 248 ح 8.

ولَمّا نَظَرَ نوحٌ علیه السلام إلی هَولِ الماءِ وَالأَمواجِ دَخَلَهُ الرُّعبُ،فَأَوحَی اللّهُ جَلَّ وعَزَّ إلَیهِ:

قُل:لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفَ مَرَّةٍ ا نَجِّکَ،قالَ:فَدَخَلَتِ الرّیحُ فِی الشِّراعِ،فَقالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفاً ألفاً»،فَنَجّاهُ اللّهُ بِما قالَها. (1)

راجع:ص 245 ح 303 و ج 2 ص 378 ح 1666.

4/1دَعَواتُ هودٍ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ (2). (3)

الحدیث

18 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله دَخَلَ المَسجِدَ فَرَأی رَجُلاً ساجِداً وهُوَ یَقولُ:

ما عَلَیکَ یا رَبِّ لَو أرضَیتَ کُلَّ مَن لَهُ قِبَلی تَبِعَةٌ،وغَفَرتَ لی ما بَینی وبَینَکَ وأَدخَلتَنِی الجَنَّةَ،فَإِنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ.

فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِرفَع رَأسَکَ فَقَدِ استَجابَ اللّهُ لَکَ،فَهذِهِ دَعوَةٌ ما دَعا بِها عَبدٌ مُؤمِنٌ إلَّااستَجابَ اللّهُ تَعالی لَهُ،وهِیَ دَعوَةُ أخی هودٍ علیه السلام. (4)

5/1دَعَواتُ إبراهیمَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ أَعْتَزِلُکُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّی عَسی أَلاّ أَکُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیًّا . (5)

ص:25


1- .مهج الدعوات:ص 304، بحار الأنوار:ج 95 ص 167 ح 22.
2- وقیل هذه الآیة هی دعوة صالح علیه السلام.
3- المؤمنون:39-41.
4- المصباح للکفعمی:ص 398.
5- مریم:48.

وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظّالِمِینَ . (1)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیاً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ . (2)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ * وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وَ أَرِنا مَناسِکَنا وَ تُبْ عَلَیْنا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ * رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ * رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ * رَبَّنا إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی وَ ما نُعْلِنُ وَ ما یَخْفی عَلَی اللّهِ مِنْ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ * اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْکِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ . (4)

رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ * وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ * وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ کانَ مِنَ الضّالِّینَ * وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ * یَوْمَ لا یَنْفَعُ

ص:26


1- .البقرة:124.
2- البقرة:260.
3- البقرة:126-129.
4- إبراهیم:35-41.

مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ * وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ * وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ * وَ قِیلَ لَهُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . (1)

رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصّالِحِینَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ . (2)

قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْراهِیمَ وَ الَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَآؤُا مِنْکُمْ وَ مِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ کَفَرْنا بِکُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّی تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَ ما أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)

الحدیث

19.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -عَن جَبرَئیلَ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-:قالَ:لَمّا أخَذَ نُمرودُ إبراهیمَ علیه السلام لِیُلقِیَهُ فِی النّارِ،قُلتُ:یا رَبِّ،عَبدُکَ وخَلیلُکَ لَیسَ فی أرضِکَ أحَدٌ یَعبُدُکَ غَیرُهُ ! قالَ اللّهُ تَعالی:هُوَ عَبدی آخُذُهُ إذا شِئتُ.

ولَمّا القِیَ إبراهیمُ علیه السلام فِی النّارِ تَلَقّاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فِی الهَواءِ وهُوَ یَهوی إلَی النّارِ، فَقالَ:یا إبراهیمُ،ألَکَ حاجَةٌ؟فَقالَ:أمّا إلَیکَ فَلا ! وقالَ:«یا اللّهُ،یا واحِدُ،یا أحَدُ،یا صَمَدُ،ویا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،نَجِّنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ»، فَأَوحَی اللّهُ إلَی النّارِ: کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (4). (5)

20.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا القِیَ فِی النّارِ قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنها»،فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً. (6)

ص:27


1- .الشعراء:83-92.
2- الصافّات:100 و 101.
3- الممتحنة:4 و 5.
4- الأنبیاء:69.
5- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 104 ح 97 عن أبان بن عثمان عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،تفسیر القمّی:ج 2 ص 72 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 12 ص 39 ح 24.
6- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 107 ح 28 [9] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [10] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

21.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ،قالَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ فِی السَّماءِ واحِدٌ،وأَ نَا فِی الأَرضِ واحِدٌ أعبُدُکَ. (1)

22.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ دُعاءَ ابراهیمَ علیه السلام یَومَئِذٍ کانَ:«یا أحَدُ،یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ»،ثُمَّ قالَ:«تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ»،فَقالَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:

کُفیتَ. (2)

23.الإمام الرضا علیه السلام: لَمّا رُمِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ دَعَا اللّهَ بِحَقِّنا،فَجَعَلَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً. (3)

24.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إبراهیمَ علیه السلام وقَد قَدَّمنا بِهِ رِوایَةً عِندَ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ،ورَأَیتُ رِوایَةً اخری فی دُعاءِ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا دُحِیَ (4)بِهِ إلَی النّارِ فَنَجّاهُ اللّهُ بِهِ، وذَکَرَ رُواتُهُ أنَّهُ مِنَ السَّرائِرِ العَظیمَةِ،وَالقَدرِ الکَبیرِ عِندَ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالی،فَقالَ:ما هذا لَفظُهُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ المَرهوبُ یَرهَبُ مِنکَ جَمیعُ خَلقِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ الرَّفیعُ عَرشُکَ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتِکَ،وأَنتَ المُظِلُّ عَلی کُلِّ شَیءٍ لا یُظِلُّ شَیءٌ عَلَیکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ أعظَمُ مِن کُلِّ شَیءٍ فَلا یَصِلُ أحَدٌ عَظَمَتَکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا نورَ النّورِ قَدِ استَضاءَ بِنورِکَ أهلُ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ تَعالَیتَ أن یَکونَ لَکَ شَریکٌ،وتَکَبَّرتَ أن یَکونَ لَکَ ضِدٌّ،

ص:28


1- .تاریخ بغداد:ج 10 ص 346 الرقم 5485، تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 345، [2]حلیة الأولیاء:ج 1 ص 19، [3]البدایة والنهایة:ج 1 ص 146 [4] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمال:ج 11 ص 484 ح 32286.
2- الکافی:ج 8 ص 369 ح 559، قصص الأنبیاء للراوندی:ص 105 ح 98 [6] عن محمّد بن مروان،بحار الأنوار:ج 95 ص 189 ح 15.
3- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 106 ح 99 عن الحسن بن فضّال،بحار الأنوار:ج 12 ص 40 ح 27.
4- الدَحو:الرمی بِقَهر (مجمع البحرین:ج 1 ص 580«دحا»).

یا نورَ النّورِ،یا نورَ کُلِّ نورٍ،لا خامِدَ لِنورِکَ،یا مَلیکَ کُلِّ مَلیکٍ تَبقی ویَفنی غَیرُکَ، یا نورَ النّورِ،یا مَن مَلَأَ أرکانَ السَّماواتِ وَالأَرضِ بِعَظَمَتِهِ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا هُوَ یا هُوَ یا مَن لَیسَ کَهُوَ [إلّا هُوَ] (1)،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ أغِثنی أغِثنِی السّاعَةَ السّاعَةَ،یا مَن أمرُهُ کَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ،یا آهِیّاً شَراهِیّاً آذونی أصباؤُثَ آلِ شَدایَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه، یا غایَةَ رَغبَتاهُ ومُنتَهاهُ.

فَلَمّا دَعا إبراهیمُ علیه السلام عَجِبَتِ (2)الأَملاکُ مِن صَوتِهِ،وإذَا النِّداءُ مِنَ العَلِیِّ الأَعلی:

یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ ،فَخَمَدَت أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَینٍ. (3)

راجع:ص 315 ح 364.

6/1دَعَواتُ لوطٍ(علیه السلام)

رَبِّ نَجِّنِی وَ أَهْلِی مِمّا یَعْمَلُونَ * فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِینَ * إِلاّ عَجُوزاً فِی الْغابِرِینَ . (4)

أَ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نادِیکُمُ الْمُنْکَرَ فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللّهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصّادِقِینَ * قالَ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ . (5)

7/1دَعَواتُ یَعقوبَ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . (6)

ص:29


1- .أثبتناه من بحار الأنوار.
2- فی بحار الأنوار:« عَجَّت».
3- مهج الدعوات:ص 306، بحار الأنوار:ج 95 ص 169 ذیل ح 22.
4- الشعراء:169-171.
5- العنکبوت:29 و 30.
6- یوسف:86.

فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلی وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (1)

الحدیث

25.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ یَعقوبَ علیه السلام کانَ اشتَدَّ بِهِ الحُزنُ ورَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ،و قالَ:«یا حَسَنَ الصُّحبَةِ،یا کَریمَ المَعونَةِ،یا خَیراً کُلُّهُ،ائتِنی بِرَوحٍ (2)مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ»، فَهَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دَعَواتٍ یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِها بَصَرَکَ ووَلَدَیکَ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:

«یا مَن لا یَعلَمُ أحَدٌ کَیفَ هُوَ وحَیثُ هُوَ وقُدرَتَهُ إلّاهُوَ،یا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ، وکَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ،ائتِنی بِرَوحٍ مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ».

قالَ:فَمَا انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ،حَتّی اتِیَ بِالقَمیصِ فَطُرِحَ عَلَیهِ،ورَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ ووَلَدَهُ. (3)

26.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ لِیَعقوبَ علیه السلام أخٌ مُؤاخٍ،فَقالَ لَهُ:یا یَعقوبُ،مَا الَّذی أذهَبَ بَصَرَکَ، وقَوَّسَ ظَهرَکَ؟

قالَ:أمَّا الَّذی أذهَبَ بَصَری فَالبُکاءُ عَلی یوسُفَ،وأَمَّا الَّذی قَوَّسَ ظَهری فَالحُزنُ عَلی بِنیامینَ.

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا یَعقوبُ،أما تَستَحی تَشکونی إلی غَیری؟!

ص:30


1- .یوسف:96-98.
2- رَوح اللّه:رحمته بعباده (النهایة:ج 2 ص 272« روح»).
3- الدعوات:ص 52 ح 134،تفسیر القمّی:ج 1 ص 352 عن سدیر،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 195 ح 78 [4] عن مقرن عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 195 ذیل ح 29.

فَقالَ: إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ ،ثُمَّ قالَ:

یا رَبِّ ارحَمِ الشَّیخَ الکَبیرَ،أذهَبتَ بَصَری،وقَوَّستَ ظَهری،اُردُد عَلَیَّ رَیحانَتی یوسُفَ أشُمُّهُ،ثُمَّ افعَل بی ما أرَدتَ.

فَأَتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ یُقرِئُکَ السَّلامَ ویَقولُ:أبشِر وَلیَفرَح قَلبُکَ،فَوَعِزَّتی لَو کانَ مَیتاً نَشَرتُهُ لَکَ. (1)

27.الأمالی للصدوق عن ابن عبّاس: هَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلی یَعقوبَ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِهِ بَصَرَکَ،ویَرُدُّ عَلَیکَ ابنَیکَ؟قالَ:بَلی،قالَ:قُل ما قالَهُ أبوکَ آدَمُ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ،وما قالَهُ نوحٌ فَاستَوَت بِهِ سَفینَتُهُ عَلَی الجودِیِّ (2)و نَجا مِنَ الغَرَقِ،وما قالَهُ أبوکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ حینَ القِیَ فِی النّارِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً.

فَقالَ یَعقوبُ علیه السلام:وما ذاکَ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:قُل:«یا رَبِّ ! أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،أن تَأتِیَنی بِیوسُفَ وَابنِ یامینَ جَمیعاً،وتَرُدَّ عَلَیَّ عَینَیَّ».

فَمَا استَتَمَّ یَعقوبُ علیه السلام هذَا الدُّعاءَ،حَتّی جاءَ البَشیرُ فَأَلقی قَمیصَ یوسُفَ عَلَیهِ فَارتَدَّ بَصیراً،فَقالَ لَهُم: أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (3)

28.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّ مَلَکَ المَوتِ علیه السلام عَلَّمَهُ [یَعقوبَ] علیه السلام هذَا الدُّعاءَ فَدَعا بِهِ

ص:31


1- .الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 53 ح 43،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 379 ح 3328،المعجم الأوسط:ج 6 ص 171 ح 6105،شُعَب الإیمان:ج 3 ص 230 ح 3403 کلّها نحوه،تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 330 [2] وفیه صدره إلی«وحزنی إلی اللّه»وکلّها عن أنس.
2- الجودیُّ:هوَ جَبَلٌ مُطِلٌّ علی جَزیرة ابن عمر فی الجانب الشرقی من دجلة من أعمال الموصل (معجم البلدان:ج 2 ص 179).
3- الأمالی للصدوق:ص 323 ح 375، بحار الأنوار:ج 12 ص 260 ح 23.

فَلَم یَطلُعِ الفَجرُ حَتّی اتِیَ بِقَمیصِ یوسُفَ علیه السلام وهُوَ:

یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً ولا یُحصیهِ غَیرُهُ،یا کَثیرَ الخَیرِ،یا قَدیمَ الإِحسانِ،یا دائِمَ المَعروفِ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،یا مَن هُوَ بِالخَیرِ مَوصوفٌ اکفِنا شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ. (1)

29.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ آخَرُ لِیَعقوبَ علیه السلام دَعا بِهِ لِوُلدِهِ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِم وهُوَ:

یا رَجاءَ المُؤمِنینَ لا تَقطَع رَجائی،یا غِیاثَ المُؤمِنینَ أغِثنی،یا مانِعَ المُؤمِنینَ امنَعنی،یا مُجیبَ (یا مُحِبَّ خ ل) التَّوّابینَ تُب عَلَینا. (2)

30.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یَعقوبَ علیه السلام لَمّا رَدَّ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ عَلَیهِ یوسُفَ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن خَلَقَ الخَلقَ بِغَیرِ مِثالٍ،ویا مَن بَسَطَ الأَرضَ بِغَیرِ أعوانٍ،ویا مَن دَبَّرَ الاُمورَ بِغَیرِ وَزیرٍ،ویا مَن یَرزُقُ الخَلقَ بِغَیرِ مُشیرٍ،ویا مَن یُخَرِّبُ الدُّنیا بِغَیرِ استیمارٍ.

ثُمَّ تَدعو بِما شِئتَ تُستَجابُ. (3)

8/1دَعَواتُ یوسُفَ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ وَ إِلاّ تَصْرِفْ عَنِّی کَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَ أَکُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ * فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ کَیْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (4)

رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی

ص:32


1- .المصباح للکفعمی:ص 394.
2- المصباح للکفعمی:ص 394، المجتنی:ص 63.
3- مهج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
4- یوسف:33 و 34.

اَلدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (1)

الحدیث

31.الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ،فَقالَ لَهُ:یا یوسُفُ، قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ [ فَریضَةٍ ] (2):

اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (3)

32.الکافی عن مسمع عن الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا طَرَحَ إخوَةُ یوسُفَ یوسُفَ فِی الجُبِّ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیهِ فَقالَ:یا غُلامُ،ما تَصنَعُ هاهُنا؟فَقالَ:إنَّ إخوَتی ألقَونی فِی الجُبِّ،قالَ:فَتُحِبُّ أن تَخرُجَ مِنهُ؟قالَ:ذاکَ إلَی اللّهِ عز و جل،إن شاءَ أخرَجَنی.قالَ:فَقالَ لَهُ:إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ لَکَ:اُدعُنی بِهذَا الدُّعاءِ حَتّی اخرِجَکَ مِنَ الجُبِّ.فَقالَ لَهُ:ومَا الدُّعاءُ؟فَقالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِمّا أنَا فیهِ فَرَجاً ومَخرَجاً.

قالَ:ثُمَّ کانَ مِن قِصَّتِهِ ما ذَکَرَ اللّهُ فی کِتابِهِ. (4)

ص:33


1- .یوسف:101.
2- لیس ما بین المعقوفین فی المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.وفی الأمالی للصدوق:«مفروضة»بدل«فریضة».
3- الکافی:ج 2 ص 549 ح 7 عن سیف بن عمیرة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 324 ح 950،الأمالی للصدوق:ص 672 ح 902 [3]عن أبی سیّار،تفسیر العیاشی:ج 2 ص 176 ح 22، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 33 ح 2073، [5]بحار الأنوار:ج 95 ص 185 ح 3.
4- الکافی:ج 2 ص 556 ح 4،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 170 ح 6، مهج الدعوات:ص 307،فلاح السائل:ص 344 ح 230 عن ابن سنان،تفسیر القمّی:ج 1 ص 354 [8] عن ابن سیّارة وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 189 ح 16.

33.تفسیر العیاشی عن إسحاق بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ:یَابنَ یَعقوبَ ما أسکَنَکَ مَعَ الخَطّائینَ؟قالَ:جُرمی.قالَ:فَاعتَرَفَ بِجُرمِهِ فَاُخرِجَ،فَاعتَرَفَ بِمَجلِسِهِ مِنها مَجلِسَ الرَّجُلِ مِن أهلِهِ،فَقالَ لَهُ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا عِصمَةَ المُضطَرِّ الضَّریرِ،یا قاصِمَ کُلِّ جَبّارٍ مُبیرٍ (1)،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً وتَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

قالَ:فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ المَلِکُ فَخَلّی سَبیلَهُ،وذلِکَ قَولُهُ: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ (2). (3)

34.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ یوسُفُ فِی الجُبِّ،أتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا غُلامُ مَن ألقاکَ فی هذَا الجُبِّ؟قالَ:إخوَتی،قالَ:ولِمَ؟قالَ:لِمَوَدَّةِ أبی إیّایَ حَسَدونی.قالَ:تُریدُ الخُروجَ مِن هاهُنا؟قالَ:ذاکَ إلی إلهِ یَعقوبَ.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تَغفِرَ لی ذَنبی وتَرحَمَنی،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً، وأَن تَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

فَقالَها،فَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن أمرِهِ فَرَجاً ومَخرَجاً،ورَزَقَهُ مُلکَ مِصرَ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ألِظّوا (4)بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ فَإِنَّهُنَّ دُعاءُ المُصطَفَینَ الأَخیارِ. (5)

ص:34


1- .عَنیدٍ (خ.ل).ومُبیر:أی مُهلِک یُسرف فی إهلاک الناس (النهایة:ج 1 ص 161« بور»).
2- یوسف:100.
3- تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 198 ح 88، بحار الأنوار:ج 12 ص 319 ح 147.
4- أ لَظَّ:دامَ وألحّ (لسان العرب:ج 7 ص 460«لظظ»).
5- الدرّ المنثور:ج 4 ص 511 نقلاً عن ابن مردویه عن ابن عمر.

35.الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن دُعاءِ یوسُفَ علیه السلام ما کانَ؟ فَقالَ:إنَّ دُعاءَ یوسُفَ علیه السلام کانَ کَثیراً،لکِن لَمَّا اشتَدَّ عَلَیهِ الحَبسُ خَرَّ للّهِ ِ ساجِداً وقالَ:

اللّهُمَّ إن کانَتِ الذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً،فَأَنَا أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.

قالَ:ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقالَ:صَلَّی اللّهُ عَلی یَعقوبَ وعَلی یوسُفَ،وأَ نَا أقولُ:

اللّهُمَّ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ صلی الله علیه و آله. (1)

36.الأمالی للصدوق عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام:ما کانَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ،فَإِنّا قَدِ اختَلَفنا فیهِ؟فَقالَ:إنَّ یوسُفَ علیه السلام لَمّا صارَ فِی الجُبِّ وأَیِسَ مِنَ الحَیاةِ،قالَ:«اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ،فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً ولَن تَستَجیبَ لی دَعوَةً،فَإِنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَارحَم ضَعفَهُ وَاجمَع بَینی وبَینَهُ،فَقَد عَلِمتَ رِقَّتَهُ عَلَیَّ وشَوقی إلَیهِ».

ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السلام ثُمَّ قالَ:وأَ نَا أقولُ:

اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً، فَإِنّی أسأَ لُکَ بِکَ فَلَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قولوا هذا وأَکثِروا مِنهُ،فَإِنّی کَثیراً ما أقولُهُ عِندَ الکُرَبِ العِظامِ. (2)

37.فلاح السائل عن ابن خارجة: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام تَغَیُّرَ حالی،فَقالَ لی:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ یوسُفَ؟فَقُلتُ:وما دُعاءُ یوسُفَ؟فَقالَ:کانَ یَقولُ:

ص:35


1- .الأمالی للطوسی:ص 414 ح 930، فلاح السائل:ص 342 ح 228، [2]بحار الأنوار:ج 12 ص 268 ح 39.
2- الأمالی للصدوق:ص 488 ح 662، روضة الواعظین:ص 359، [5]بحار الأنوار:ج 95 ص 184 ح 2.

سَکَنَ (1)جِسمی مِنَ البَلوی،وسَبَقَنی لِسانی بِالخَطیئَةِ،فَإِن یَکُن وَجهی خَلُقَ عِندَکَ، وحَجَبَتِ الذُّنوبُ صَوتی عَنکَ،فَإِنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.

قالَ:قُلتُ:فَإِنَّ یوسُفَ یَقولُ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَما أقولُ أنَا؟قالَ:تَقولُ:بِوَجهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ. (2)

38.قصص الأنبیاء للراوندی عن هشام بن سالم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما بَلَغَ مِن حُزنِ یَعقوبَ عَلی یوسُفَ؟قالَ:حُزنُ سَبعینَ ثَکلی،قالَ:ولَمّا کانَ یوسُفُ علیه السلام فِی السِّجنِ دَخَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالَی ابتَلاکَ وَابتَلی أباکَ،وإنَّ اللّهَ یُنَجّیکَ مِن هذَا السِّجنِ،فَاسأَلِ اللّهَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،أن یُخَلِّصَکَ مِمّا أنتَ فیهِ،فَقالَ یوسُفُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،إلّاعَجَّلتَ فَرَجی وأَرَحتَنی مِمّا أنَا فیهِ. (3)

39.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن أبی سعید مؤذّن الطائف: إنَّ جِبریلَ أتی یوسُفَ علیه السلام فَقالَ:یا یوسُفُ،اشتَدَّ عَلَیکَ الحَبسُ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اجعَل لی فی کُلِّ ما أهَمَّنی وکَرَبَنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی فَرَجاً ومَخرَجاً، وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،وَاغفِر لی ذُنوبی،وثَبِّت رَجاکَ فی قَلبی،وَاقطَعهُ عَمَّن سِواکَ،حَتّی لا أرجُوَ أحَداً غَیرَکَ. (4)

40.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن محمود بن عمر عن رجل من أهل الکوفة: إنَّ جِبریلَ دَخَلَ عَلی یوسُفَ السِّجنَ،فَقالَ:یا طَبیبُ،ما أدخَلَکَ عَلَیَّ هاهُنا؟قالَ:أنتَ أدخَلتَنی ! قالَ:قُل:

ص:36


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الحدیث:أقول:وقد رویت فی لفظ دعاء یوسف علیه السلام فی الحبس غیر ذلک،وأمّا قوله:«سَکَنَ جِسمِی مِنَ البَلوی»فلعلّه«شَکَا جِسمِی مِنَ البَلوی»،لکنّی وجدت اللفظ کما نقلته.
2- فلاح السائل:ص 343 ح 229، بحار الأنوار:ج 95 ص 194 ح 25.
3- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 132 ح 135، بحار الأنوار:ج 12 ص 291 ح 76.
4- الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 52 ح 41 وص 96 ح 36 نحوه (الملحق).

اللّهُمَّ یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،ویا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،ویا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،اجعَل لی فی أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (1)

41.المجتنی: مِن دُعاءِ یَعقوبَ ویوسُفَ،عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام وهُوَ فِی الجُبِّ:

اللّهُمَّ یا لَطیفاً فَوقَ کُلِّ لَطیفٍ،الطُف بی فی جَمیعِ أحوالی کَما احِبُّ وأَرضی فی دُنیایَ وآخِرَتی. (2)

42.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ رِوایَةٌ اخری وَجَدناها بِدُعاءِ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ ولَعَلَّهُ دَعا بِها،وهِیَ:

یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا غَوثَ المُستَغیثینَ،ویا مُفَرِّجَ کَربِ المَکروبینَ،قَد تَری مَکانی،وتَعرِفُ حالی،ولا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری. (3)

43.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام لَمَّا اتَّهَمَهُ العَزیزُ بِزُلیخا،وهُوَ أنَّهُ صَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ دَعا وهُوَ مَرفوعٌ رَأسُهُ إلَی السَّماءِ فَقالَ:

اللّهُمَّ ارحَم صِغَرَ سِنّی،وضَعفَ رُکنی (4)،وقِلَّةَ حیلَتی؛فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، فَاذکُرنی بِصَلاحِ یَعقوبَ،وصَبرِ إسحاقَ،ویَقینِ إسماعیلَ،وشَیبَةِ إبراهیمَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

فَبَکَت لِبُکائِهِ المَلائِکَةُ فِی السَّماواتِ. (5)

44.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فی بَعضِ أوقاتِ بَلواهُ:

یا راحِمَ المَساکینِ،ویا رازِقَ المُتَکَلِّمینَ،ویا رَبَّ العالَمینَ،ویا مالِکَ یَومِ الدّینِ،

ص:37


1- .الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 51 ح 39.
2- المجتنی:ص 52،المصباح للکفعمی:ص 396.
3- مهج الدعوات:ص 307، بحار الأنوار:ج 95 ص 171 ح 22.
4- رُکنُ الإنسان:قوّته وشدّته.ورکنُ الرجل:قومه وعدده ومادّته.والرکن:العشیرة (لسان العرب:ج 13ص 185« رکن»).
5- مُهَج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.

ویا غِیاثَ المَکروبینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا خَیرَ المَسؤولینَ،ویا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،ویا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن هُوَ عَلیمٌ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ بَصیرٌ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،یا مُدَبِّرَ الأَمرِ ثُمَّ إلَیهِ المَصیرُ.

یا مَن لا یُجارُ عَلَیهِ وهُوَ یُجیرُ،یا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلَیهِ یَسیرٌ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مُغنِیَ الفَقیرِ الضَّریرِ،یا حافِظَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا غافِرَ الذُّنوبِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ،یا ساتِرَ العُیوبِ،أسأَ لُکَ (1)أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ولِوالِدَیَّ وتَجاوَزَ عَنّا فیما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ. (2)

راجع:ج 3 ص 584 ح 2459.

9/1دُعاءُ شُعَیبٍ(علیه السلام)

قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یا شُعَیْبُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَکَ مِنْ قَرْیَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنا قالَ أَ وَ لَوْ کُنّا کارِهِینَ * قَدِ افْتَرَیْنا عَلَی اللّهِ کَذِباً إِنْ عُدْنا فِی مِلَّتِکُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللّهُ مِنْها وَ ما یَکُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِیها إِلاّ أَنْ یَشاءَ اللّهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا کُلَّ شَیْءٍ عِلْماً عَلَی اللّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ . (3)

ص:38


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الحدیث:«إنّ قوله:أسأَ لُکَ أن تصلّی علی محمّد وآل محمّد إلی آخره،لعلّه من زیادة الرواة».
2- مهج الدعوات:ص 307، بحار الأنوار:ج 95 ص 171 ح 22.
3- الأعراف:88 و 89.

10/1دَعَواتُ موسی(علیه السلام)

الکتاب

قالُوا یا مُوسی إِنّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِیها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّکَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاّ نَفْسِی وَ أَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ * قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ . (1)

وَ لَمّا جاءَ مُوسی لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمّا تَجَلّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ . (2)

قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِأَخِی وَ أَدْخِلْنا فِی رَحْمَتِکَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (3)

وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً لِمِیقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَکْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِیّایَ أَ تُهْلِکُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِنْ هِیَ إِلاّ فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ * وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ قالَ عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِنا یُؤْمِنُونَ . (4)

وَ قالَ مُوسی رَبَّنا إِنَّکَ آتَیْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِینَةً وَ أَمْوالاً فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا رَبَّنا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِکَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلی أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلی قُلُوبِهِمْ فَلا یُؤْمِنُوا حَتّی یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ . (5)

اذْهَبْ إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی * وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی * وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی * وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی * هارُونَ أَخِی * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی * وَ أَشْرِکْهُ

ص:39


1- .المائدة:24-26.
2- الأعراف:143.
3- الأعراف:151.
4- الأعراف:155 و 156.
5- یونس:88.

فِی أَمْرِی * کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً * وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً * إِنَّکَ کُنْتَ بِنا بَصِیراً * قالَ قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَکَ یا مُوسی . (1)

اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی * قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنا أَوْ أَنْ یَطْغی * قالَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَکُما أَسْمَعُ وَ أَری * فَأْتِیاهُ فَقُولا إِنّا رَسُولا رَبِّکَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِی إِسْرائِیلَ وَ لا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناکَ بِآیَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَ السَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی * إِنّا قَدْ أُوحِیَ إِلَیْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلی مَنْ کَذَّبَ وَ تَوَلّی . (2)

وَ إِذْ نادی رَبُّکَ مُوسی أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظّالِمِینَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَ لا یَتَّقُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * وَ یَضِیقُ صَدْرِی وَ لا یَنْطَلِقُ لِسانِی فَأَرْسِلْ إِلی هارُونَ * وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ . (3)

قالَ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ * قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَلَنْ أَکُونَ ظَهِیراً لِلْمُجْرِمِینَ . (4)

وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَی الْمَدِینَةِ یَسْعی قالَ یا مُوسی إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ فَاخْرُجْ إِنِّی لَکَ مِنَ النّاصِحِینَ * فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ لَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ * وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ یَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُکُما قالَتا لا نَسْقِی حَتّی یُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَیْخٌ کَبِیرٌ * فَسَقی لَهُما ثُمَّ تَوَلّی إِلَی الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ * فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ * قالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُنْکِحَکَ إِحْدَی ابْنَتَیَّ هاتَیْنِ عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِکَ وَ ما أُرِیدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْکَ سَتَجِدُنِی إِنْ

ص:40


1- .طه:24-36.
2- طه:43-48.
3- الشعراء:10-14.
4- القصص:16 و 17.

شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ ذلِکَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَّ وَ اللّهُ عَلی ما نَقُولُ وَکِیلٌ * فَلَمّا قَضی مُوسَی الْأَجَلَ وَ سارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْکُثُوا إِنِّی آنَسْتُ ناراً لَعَلِّی آتِیکُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلَّکُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمّا أَتاها نُودِیَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَیْمَنِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبارَکَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ یا مُوسی إِنِّی أَنَا اللّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ * وَ أَنْ أَلْقِ عَصاکَ فَلَمّا رَآها تَهْتَزُّ کَأَنَّها جَانٌّ وَلّی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ یا مُوسی أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّکَ مِنَ الْآمِنِینَ * اسْلُکْ یَدَکَ فِی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ وَ اضْمُمْ إِلَیْکَ جَناحَکَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِکَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّکَ إِلی فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ * وَ أَخِی هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّی لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَ نَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْکُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغالِبُونَ . (1)

فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبادِی لَیْلاً إِنَّکُمْ مُتَّبَعُونَ * وَ اتْرُکِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ . (2)

الحدیث

45.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی علیه السلام لَمّا ألقی عَصاهُ وأَوجَسَ فی نَفسِهِ خیفَةً،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا آمَنتَنی»،فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ: لا تَخَفْ إِنَّکَ أَنْتَ الْأَعْلی (3). (4)

46.عنه صلی الله علیه و آله: قالَ لی جَبرَئیلُ علیه السلام:ألا اعَلِّمُکَ الکَلِماتِ الَّتی قالَهُنَّ موسی علیه السلام حینَ انفَلَقَ لَهُ البَحرُ؟قالَ:قُلتُ:بَلی.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ وإلَیکَ المُشتَکی،وبِکَ المُستَغاثُ وأَنتَ المُستَعانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ

ص:41


1- .القصص:20-35.
2- الدخان:22-24.
3- طه:68.
4- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 107 ح 28 [5] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

47.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل أن یُعَلِّمَهُ دَعَواتٍ یَبلُغُ بِهِنَّ رِضاهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا عَبدی موسی قُل:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مُؤذٍ،وصاحِبِ غَفلَةٍ،إن ذَکَرتُ لَم یُعِنّی،وإن نَسیتُ لَم یُذَکِّرنی. (2)

48.علل الشرائع عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ،إنَّ موسَی علیه السلام احتُبِسَ عَنهُ الوَحیُ أربَعینَ أو ثَلاثینَ صَباحاً قالَ:فَصَعِدَ عَلی جَبَلٍ بِالشّامِ یُقالُ لَهُ:أریحا، فَقالَ:

یا رَبِّ ! إن کُنتَ حَبَستَ عَنّی وَحیَکَ وکَلامَکَ لِذُنوبِ بَنی إسرائیلَ،فَغُفرانَکَ القَدیمَ. (3)

49.الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ مِن قَولِ موسی علیه السلام حینَ دَخَلَ عَلی فِرعَونَ:«اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ إلَیکَ فی نَحرِهِ،وأَستَجیرُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ»،فَحَوَّلَ اللّهُ ما کانَ فی قَلبِ فِرعَونَ مِنَ الأَمنِ خَوفاً. (4)

50.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ موسی علیه السلام لَمّا وَقَفَ عَلی فِرعونَ:

اللّهُمَّ بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،الَّذی نَواصِی العِبادِ بِیَدِکَ،فَإِنَّ فِرعَونَ وجَمیعَ أهلِ السَّماواتِ وأَهلِ الأَرضِ وما بَینَهُما عَبیدُکَ نَواصیهِم بِیَدِکَ،وأَنتَ تَصرِفُ القُلوبَ حَیثُ شِئتَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِخَیرِکَ مِن شَرِّهِ،وأَسأَ لُکَ بِخَیرِکَ مِن

ص:42


1- .الدعوات:ص 55 ح 139،بحار الأنوار:ج 95 ص 196 ح 29؛ المعجم الأوسط:ج 3 ص 356 ح 3394،المعجم الصغیر:ص 122 کلاهما عن ابن مسعود نحوه.
2- الفردوس:ج 1 ص 227 ح 868 عن عائشة.
3- علل الشرائع:ص 56 ح 2، بحار الأنوار:ج 86 ص 200 ح 9.
4- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 155 ح 167 عن محمّد بن مروان،بحار الأنوار:ج 95 ص 218 ح 11 [5] وراجع الدرّ المنثور:ج 6 ص 414.

خَیرِهِ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ،کُن لَنا جاراً مِن فِرعَونَ وجُنودِهِ. (1)

51.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِموسی علیه السلام:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُکَ عَلَیهِ،فَاکفِنیهِ بِما شِئتَ. (2)

52.قصص الأنبیاء للثعلبی عن عبد اللّه بن سلام: إنَّ موسی علیه السلام لَمَّا انتَهی إلَی البَحرِ قالَ:«یا مَن کانَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وَالمُکَوِّنُ لِکُلِّ شَیءٍ،وَالکائِنُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،اجعَل لَنا فَرَجاً ومَخرَجاً»،فَأَوحَی اللّهُ تَعالی إلَیهِ: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَضَرَبَ بِعَصاهُ البَحرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ (3). (4)

53.الأسماء والصفات للبیهقی عن الضحّاک: دُعاءُ موسی حینَ تَوَجَّهَ إلی فِرعَونَ،ودُعاءُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ حُنَینٍ،ودُعاءٌ لِکُلِّ مَکروبٍ:

کُنتَ وتَکونُ،وأَنتَ حَیٌّ لا تَموتُ،تَنامُ العُیونُ،وتَنکَدِرُ (5)النُّجومُ،وأَنتَ حَیٌّ قَیّومٌ،ولا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ،یا حَیُّ یا قَیّومُ. (6)

11/1دَعَواتُ یونُسَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ

ص:43


1- .مهج الدعوات:ص 309، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
2- مهج الدعوات:ص 309، بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22 [4] وج 13 ص 144 نحوه.
3- الشعراء:63.
4- قصص الأنبیاء للثعلبی (عرائس المجالس):ص 198،بحار الأنوار:ج 13 ص 153.
5- انکَدَرَت:أی انتشرت وانصبّت (مجمع البحرین:ج 3 ص 1556«کدر»).
6- الأسماء والصفات للبیهقی:ج 1 ص 290 ح 217، الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 49 ح 71، [8]تاریخ دمشق:ج 61 ص 61 ولیس فیه«یا حیّ یا قیّوم».

سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (1)

الحدیث

54.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذِهِ الآیَةُ مَفزَعُ الأَنبِیاءِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ؛ نادی بِها یونُسُ فِی ظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ. (2)

55.عنه صلی الله علیه و آله: لَقَد کانَ دُعاءُ أخی یونُسَ عَجَباً؛أوَّلُهُ تَهلیلٌ،وأَوسَطُهُ تَسبیحٌ،وآخِرُهُ إقرارٌ بِالذَّنبِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ،ما دَعا بِهِ مَهمومٌ ولا مَغمومٌ ولا مَکروبٌ ولا مَدیونٌ فی یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ،إلَّااستُجیبَ لَهُ. (3)

56.عنه صلی الله علیه و آله: دَعوَةُ ذِی النّونِ إذ دَعا بِها وهُوَ فی بَطنِ الحوتِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ فَإِنَّهُ لَن یَدعُوَ بِها مُسلِمٌ فی شَیءٍ قَطُّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (4)

57.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقّاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟

فَقیلَ لَهُ:بَلی.

قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ . (5)

58.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:«یا رَبِّ مِنَ الجِبالِ أنزَلتَنی،

ص:44


1- .الأنبیاء:87 و 88.
2- الفردوس:ج 4 ص 331 ح 6959،الدرّ المنثور:ج 5 ص 669 نقلاً عن ابن مردویه وکلاهما عن أبی هریرة.
3- الفردوس:ج 3 ص 432 ح 5325 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 2 ص 121 ح 3428.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10492، سنن الترمذی:ج 5 ص 529 ح 3505،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 360 ح 1462، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 684 ح 1862 کلّها عن سعد بن أبی وقّاص،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3418.
5- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10491، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 685 ح 1864،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 48 ح 33 [6] ولیس فیه ذیله،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3419.

ومِنَ المَسکَنِ أخرَجتَنی،وفِی البِحارِ صَیَّرتَنی،وفی بَطنِ الحوتِ حَبَستَنی،فَلا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ»،فَأَنجاهُ اللّهُ مِنَ الغَمِّ. (1)

59.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِیونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:

یا رَبِّ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الحُسنی،وآلائِکَ العُلیا،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ، یا کَبیرُ یا جَلیلُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا فَردُ یا دائِمُ،و یا وَترُ یا أحَدُ،یا صَمَدُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ؛أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی،وأَن تُحَرِّمَ جَسَدی عَلَی النّارِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسی ألّا تَرُدُّوا السّائِلینَ عَن أبوابِکُم،ونَحنُ عَلی بابِکَ فَلا تَرُدَّنا.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ موسی أنِ اغفِروا لِلظّالِمینَ،ونَحنُ الظّالِمونَ عَلی بابِکَ،فَاغفِر لَنا.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسَی بنِ عِمرانَ أن أعتِقُوا الأَرقابَ (2)،ونَحنُ عَبیدُکَ فَأَعتِقنا مِنَ النّارِ. (3)

12/1دَعَواتُ داوودَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ وَ سُلَیْمانَ عِلْماً وَ قالاَ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی کَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ . (4)

ص:45


1- .مهج الدعوات:ص 311، بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.
2- فی بحار الأنوار:«الأرقّاء»بدل«الأرقاب».
3- مهج الدعوات:ص 311، بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.
4- النمل:15.

الحدیث

60.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ،وَالعَمَلَ الَّذی یُبَلِّغُنی حُبَّکَ،اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ إلَیَّ مِن نَفسی وأَهلی،ومِنَ الماءِ البارِدِ. (1)

61.سنن النسائی عن عطاء بن أبی مروان عن أبیه: إنَّ کَعباً حَلَفَ لَهُ بِاللّهِ الَّذی فَلَقَ البَحرَ لِموسی،إنّا لَنَجِدُ فِی التَّوراةِ أنَّ داوودَ نَبِیَّ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وسَلَّمَ،کانَ إذَا انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ قالَ:

اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی جَعَلتَهُ لی عِصمَةً،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی جَعَلتَ فیها مَعاشی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِعَفوِکَ مِن نَقِمَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ، لا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ.

قالَ:وحَدَّثَنی کَعبٌ أنَّ صُهَیباً حَدَّثَهُ أنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُهُنَّ عِندَ انصرافِهِ مِن صَلاتِهِ. (2)

62.الفرج بعد الشدّة للتنوخی: دُعاءٌ لِداوودَ علیه السلام:

سُبحانَ مُستَخرِجِ الدُّعاءِ بِالبَلاءِ،سُبحانَ مُستَخرِجِ الشُّکرِ بِالرَّخاءِ. (3)

63.الزهد لابن حنبل عن الحسن: کانَ داوودُ النَّبِیُّ علیه السلام یَقولُ:

ص:46


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 522 ح 3490،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 470 ح 3621،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 226، تاریخ دمشق:ج 17 ص 86،الفردوس:ج 3 ص 271 ح 4810 کلّها عن أبی الدرداء،کنز العمّال:ج 2 ص 195 ح 3718 وص 209 ح 3794 وراجع مسند ابن حنبل:ج 8 ص 259 ح 22170.
2- سنن النسائی:ج 3 ص 73،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 373 ح 2026،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 366 ح 745،المعجم الکبیر:ج 8 ص 33 ح 7298،الدعاء الطبرانی:ص 207 ح 653،کنز العمّال:ج 2 ص 697 ح 5116.
3- الفرج بعد الشدّة للتنوخی:ج 1 ص 43، تاریخ دمشق:ج 17 ص 98«بالعطاء»بدل«بالرخاء».

اللّهُمَّ لا مَرَضٌ یُضنینی (1)،ولا صِحَّةٌ تُنسینی،ولکِن بَینَ ذلِکَ. (2)

64.المصنّف لابن أبی شیبة عن ابن بریدة: إنَّ داوودَ النَّبِیَّ علیه السلام کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَمَلٍ یُخزینی،وهَویً یُردینی،وفَقرٍ یُنسینی،وغِنیً یُطغینی. (3)

65.المعجم الأوسط،عن ابن عبّاس: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ النَّبِیِّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ فِتنَةً،ومِن وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ وَبالاً،ومِنِ امرَأَةِ السَّوءِ تُقَرِّبُ الشَّیبَ قَبلَ المَشیبِ،وأَعوذُ بِکَ مِن جارِ سَوءٍ تَرعانی عَیناهُ وتَسمَعُنی اذُناهُ؛إن رَأی حَسَنَةً دَفَنَها،وإن رَأی سَیِّئَةً أذاعَها. (4)

66.الدر المنثور: أخرَجَ أحمَدُ عَن سَعیدِ بنِ أبی هِلالٍ:کانَ داوودُ علیه السلام إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقولُ:

اللّهُمَّ نامَتِ العُیونُ،وغارَتِ النُّجومُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ الَّذی لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ. (5)

67.الدعاء للطبرانی عن کعب الحبر: إنَّ نَبِیَّ اللّهِ داوودَ علیه السلام کانَ یَقولُ إذا أصبَحَ:«اللّهُمَّ عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اعصِمنی فی هذَا الیَومِ مِن شَرِّ کُلِّ مُصیبَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ،وَاجعَلنی فی کُلِّ خَیرٍ یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ»،یُرَدِّدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ،وإذا أمسی قالَ مِثلَ ذلِکَ،غَیرَ أنَّهُ

ص:47


1- .أصابه الضنی:أی شدّة المرض حتّی نَحَلَ جسمه (النهایة:ج 3 ص 104« ضنا»).
2- الزهد لابن حنبل:ص 112، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 116 ح 11 وص 119 ح 12،الزهد لابن المبارک:ج 2 ص 25 ح 103 نحوه،الدرّالمنثور:ج 7 ص 174؛ [3]الدعوات:ص 134 ح 334،بحار الأنوار:ج 95 ص 285 ح 1.
3- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 60 ح 7،الدرّ المنثور:ج 7 ص 173.
4- المعجم الأوسط:ج 6 ص 199 ح 6180،الزهد لهناد:ج 2 ص 505 ح 1038 وص 645 ح 1402،تاریخ دمشق:ج 17 ص 107 کلّها عن سعید بن أبی سعید نحوه.
5- الدر المنثور:ج 7 ص 149.

یَقولُ:«فی هذِهِ اللَّیلَةِ». (1)

راجع:ص 67 ح 110.

13/1دَعَواتُ سُلَیمانَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ حُشِرَ لِسُلَیْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّیْرِ فَهُمْ یُوزَعُونَ * حَتّی إِذا أَتَوْا عَلی وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساکِنَکُمْ لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضاحِکاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِکَ فِی عِبادِکَ الصّالِحِینَ . (2)

وَ لَقَدْ فَتَنّا سُلَیْمانَ وَ أَلْقَیْنا عَلی کُرْسِیِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ * قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ هَبْ لِی مُلْکاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)

الحدیث

68.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّهُ [سُلَیمانَ علیه السلام ] دَعا بِهذَا الدُّعاءِ عَلی قُفلٍ فَانفَتَحَ:

اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ،وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ،وبِنِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ،هذِهِ ذُنوبی بَینَ یَدَیکَ،أستَغفِرُکَ مِنها وأَتوبُ إلَیکَ. (4)

14/1دَعَواتُ أیّوبَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَکَشَفْنا ما بِهِ مِنْ

ص:48


1- .الدعاء الطبرانی:ص 131 ح 353.
2- النمل:17-19.
3- ص:34 و 35.
4- المصباح للکفعمی:ص 399، المجتنی:ص 64.

ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِکْری لِلْعابِدِینَ . (1)

وَ اذْکُرْ عَبْدَنا أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ * اُرْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ * وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِکْری لِأُولِی الْأَلْبابِ . (2)

الحدیث

69.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ أیّوبَ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ الیَومَ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ الیَومَ مِن جَهدِ البَلاءِ فَأَجِرنی، وأَستَغیثُ بِکَ الیَومَ فَأَغِثنی،وأَستَصرِخُکَ الیَومَ عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوّی فَأَصرِخنی، وأَستَنصِرُکَ الیَومَ فَانصُرنی،وأَستَعینُ بِکَ الیَومَ عَلی أمری فَأَعِنّی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فَاکفِنی،وأَعتَصِمُ بِکَ فَاعصِمنی،وآمَنُ بِکَ فَآمِنّی،وأَسأَ لُکَ فَأَعطِنی،وأَستَرزِقُکَ فَارزُقنی،وأَستَغفِرُکَ فَاغفِر لی،وأَدعوکَ فَاذکُرنی،وأَستَرحِمُکَ فَارحَمنی. (3)

70.تفسیر ابن کثیر عن نوف البکالی: کانَتِ امرَأَةُ أیّوبَ تَقولُ:اُدعُ اللّهَ فَیَشفِیَکَ،فَجَعَلَ لا یَدعو حَتّی مَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِن بَنی إسرائیلَ،فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ:ما أصابَهُ؟ما أصابَهُ إلّا بِذَنبٍ عَظیمٍ أصابَهُ ! فَعِندَ ذلِکَ قالَ:رَبِّ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (4)

15/1دَعَواتُ زَکَرِیّا(علیه السلام)

هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیی مُصَدِّقاً بِکَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِیًّا مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ وَ امْرَأَتِی عاقِرٌ قالَ کَذلِکَ

ص:49


1- .الأنبیاء:83 و 84.
2- ص:41-43.
3- مهج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
4- تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 355، تفسیر ابن أبی حاتم:ج 10 ص 3245 ح 18362.

اَللّهُ یَفْعَلُ ما یَشاءُ * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَیّامٍ إِلاّ رَمْزاً وَ اذْکُرْ رَبَّکَ کَثِیراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْکارِ . (1)

کهیعص * ذِکْرُ رَحْمَتِ رَبِّکَ عَبْدَهُ زَکَرِیّا * إِذْ نادی رَبَّهُ نِداءً خَفِیًّا * قالَ رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً وَ لَمْ أَکُنْ بِدُعائِکَ رَبِّ شَقِیًّا * وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرائِی وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا * یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیًّا * یا زَکَرِیّا إِنّا نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ اسْمُهُ یَحْیی لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْکِبَرِ عِتِیًّا * قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَیالٍ سَوِیًّا * فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُکْرَةً وَ عَشِیًّا . (2)

وَ زَکَرِیّا إِذْ نادی رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ . (3)

16/1دَعَواتُ عیسی(علیه السلام)

الکتاب

قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَکُونُ لَنا عِیداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آیَةً مِنْکَ وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّازِقِینَ * قالَ اللّهُ إِنِّی مُنَزِّلُها عَلَیْکُمْ فَمَنْ یَکْفُرْ بَعْدُ مِنْکُمْ فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ . (4)

الحدیث

71.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمَّا اجتَمَعَتِ الیَهودُ إلی عیسی علیه السلام لِیَقتُلوهُ

ص:50


1- .آل عمران:38-41.
2- مریم:1-11.
3- الأنبیاء:89 و 90.
4- المائدة:114 و 115.

بِزَعمِهِم،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَغَشّاهُ بِجَناحِهِ،فَطَمَحَ (1)عیسی علیه السلام بِبَصَرِهِ،فَإِذا هُوَ بِکِتابٍ فی باطِنِ جَناحِ جَبرَئیلَ علیه السلام وهُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ بِاسمِکَ الواحِدِ الأَعَزِّ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الصَّمَدِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ العَظیمِ الوَترِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الکَبیرِ المُتَعالِ الَّذی ثَبَتَت بِهِ أرکانُکَ کُلُّها، أن تَکشِفَ عَنّی ما أصبَحتُ وأَمسَیتُ فیهِ.

فَلَمّا دَعا بِهِ عیسی علیه السلام أوحَی اللّهُ تَعالی إلی جَبرَئیلَ علیه السلام أنِ ارفَعهُ إلی عِندی.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،سَلوا رَبَّکُم بِهذِهِ الکَلِماتِ،فَوَ الَّذی نَفسی بِیَدِهِ ما دَعا بِهِنَّ عَبدٌ بِإِخلاصِ نِیَّةٍ إلَّااهتَزَّ [لَهُنَّ] (2)العَرشُ،وإلّا قالَ اللّهُ لِلمَلائِکَةِ:اِشهَدوا قَدِ استَجَبتُ لَهُ بِهِنَّ،وأَعطَیتُهُ سُؤلَهُ فی عاجِلِ دُنیاهُ وآجِلِ آخِرَتِهِ.

ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ:سَلوا بِها ولا تَستَبطِئُوا الإِجابَةَ. (3)

72.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: دَخَلَ عَلَیَّ أبو بَکرٍ فَقالَ:هَل سَمِعتِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دُعاءً عَلَّمَنیهِ؟قُلتُ:ما هُوَ؟قالَ:کانَ عیسَی بنُ مَریَمَ یُعَلِّمُهُ أصحابَهُ، قالَ:لَو کانَ عَلی أحَدِکُم جَبَلُ ذَهَبٍ دَیناً فَدَعَا اللّهَ بِذلِکَ لَقَضاهُ اللّهُ عَنهُ:

اللّهُمَّ فارِجَ الهَمِّ،کاشِفَ الغَمِّ،مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،أنتَ تَرحَمُنی فَارحَمنی بِرَحمَةٍ تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ. (4)

73.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی أهدی إلی عیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام خَمسَ دَعَواتٍ جاءَ بِها

ص:51


1- .طَمَحَ:أی امتدّ وعلا (النهایة:ج 3 ص 138«طمح»).
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
3- مهج الدعوات:ص 312، قصص الأنبیاء للراوندی:ص 276 ح 333، [3]المصباح للکفعمی:ص 399 عن عیسی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 175 ح 22 [4] وراجع تاریخ بغداد:ج 11 ص 379 وتاریخ دمشق:ج 47 ص 471 ح 10287.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 696 ح 1898،الدعاء للطبرانی:ص 317 ح 1041،دلائل النبوّة للبیهقی:ج 6 ص 171 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 228 ح 15468.

جَبرَئیلُ علیه السلام فی أیّامِ العَشرِ،فَقالَ:یا عیسَی ادعُ بِهذِهِ الخَمسِ الدَّعَواتِ،فَإِنَّهُ لَیسَت عِبادَةٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن عِبادَتِهِ فی أیّامِ العَشرِ-یَعنی عَشرَ ذِی الحِجَّةِ-:

أوَّلُهُنَّ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

وَالثّانِیَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً».

وَالثّالِثَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ».

وَالرّابِعَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

وَالخامِسَةُ:«حَسبِیَ اللّهُ وکَفی،سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا،لَیسَ وَراءَ اللّهِ مُنتَهی،أشهَدُ للّهِ ِ بِما دَعا،وأَنَّهُ بَریءٌ مِمَّن تَبَرّی،وأَنَّ للّهِ ِ الآخِرَةَ وَالاُولی». (1)

74.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ لِعیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری وهُوَ:

اللّهُمَّ خالِقَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخرِجَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخَلِّصَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ، فَرِّج عَنّا وخَلِّصنا مِن شِدَّتِنا. (2)

17/1دَعَواتُ الخِضرِ وإلیاسَ علیهما السلام

75.الإمام علیّ علیه السلام: رَأَیتُ الخِضرَ علیه السلام فِی المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَیلَةٍ،فَقُلتُ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً انصَرُ

ص:52


1- .الإقبال:ج 2 ص 46 عن عبد اللّه بن عبد بن عمیر؛الدعاء للطبرانی:ص 272 ح 872 عن عبید بن عمیر من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،تاریخ دمشق:ج 61 ص 93 عن عمیر اللیثی من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وفیه«العسر»بدل«العشر»فی الموضعین وفیهما«موسی علیه السلام»بدل«عیسی علیه السلام»فی الموضعین.
2- مهج الدعوات:ص 313، بحار الأنوار:ج 95 ص 176 ح 22.

بِهِ عَلَی الأَعداءِ،فَقالَ:

قُل:«یا هُوَ یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ»،فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لی:«یا عَلِیُّ،عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ»،فَکانَ عَلی لِسانی یَومَ بَدرٍ. (1)

76.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِزَیدِ بنِ أرقَمَ-:إذا أرَدتَ أن یُؤمِنَکَ بَعدَ ذلِکَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالسَّرَقِ،فَقُل إذا أصبَحتَ:

بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَسوقُ الخَیرَ إلَّا اللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،ما یَکونُ مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،صَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.

فَإِنَّ مَن قالَها ثَلاثاً إذا أصبَحَ،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَها ثَلاثاً إذا أمسی،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُصبِحَ.وإنَّ الخِضرَ وإلیاسَ علیهما السلام یَلتَقِیانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَإِذا تَفَرَّقا تَفَرَّقا عَن هذِهِ الکَلِماتِ. (2)

77.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ الخِضرِ وإلیاسَ علیهما السلام:رُوِیَ أنَّ الخِضرَ وإلیاسَ یَجتَمِعانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَیَفتَرِقانِ عَن هذَا الدُّعاءِ،وهُوَ:

بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ ما شاءَ اللّهُ،کُلُّ نِعمَةٍ مِنَ اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،الخَیرُ کُلُّهُ بِیَدِ اللّهِ عز و جل،ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ.

قالَ:فَمَن قالَها حینَ یُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالسَّرَقِ وَالغَرَقِ. (3)

ص:53


1- .التوحید:ص 89 ح 2،مجمع البیان:ج 10 ص 860،عدّة الداعی:ص 262 کلّها عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 19 ص 310 ح 58.
2- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 19 ح 4، بحار الأنوار:ج 13 ص 399 ح 5؛ [4]تاریخ دمشق:ج 9 ص 211 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 73 ح 34052.
3- مُهج الدعوات:ص 310، بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22؛ [6]المغنی عن حمل الأسفار:ج 1 ص 302 ح 1154،تاریخ دمشق:ج 16 ص 427 ح 3998 کلاهما عن ابن عبّاس،تفسیر القرطبی:ج 15 ص 116 عن عبد العزیز بن أبی رواد وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 73 ح 34052.

78.کنز العمّال عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَثیراً ما یَقولُ لَنا:مَعاشِرَ أصحابی،ما یَمنَعُکُم أن تُکَفِّروا ذُنوبَکُم بِکَلِماتٍ یَسیرَةٍ؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،وما هِیَ؟قالَ:

تَقولونَ مَقالَةَ أخِیَ الخِضرِ،قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،ما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،وأَستَغفِرُکَ لِما أعطَیتُکَ مِن نَفسی ثُمَّ لَم اوفِ لَکَ بِهِ،وأَستَغفِرُکَ لِلنِّعَمِ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَتَقَوَّیتُ بِها عَلی مَعاصیکَ، وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ،اللّهُمَّ لا تُخزِنی فَإِنَّکَ بی عالِمٌ،ولا تُعَذِّبنی فَإِنَّکَ عَلَیَّ قادِرٌ. (1)

79.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِلخِضرِ علیه السلام:

یا شامِخاً فی عُلُوِّهِ،یا قَریباً فی دُنُوِّهِ،یا مُدانِیاً فی بُعدِهِ،یا رَؤوفاً فی رَحمَتِهِ،یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا دائِمَ الثَّباتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ،یا ظَهرَ اللّاجینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا حِرزَ (2)مَن لا حِرزَ لَهُ،یا کَنزَ الضُّعَفاءِ،یا عَظیمَ الرَّجاءِ،یا مُنقِذَ الغَرقی،یا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُحیِیَ المَوتی،یا أمانَ الخائِفینَ،یا إلهَ العالَمینَ،یا صانِعَ کُلِّ مَصنوعٍ،یا جابِرَ کُلِّ کَسیرٍ،یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،یا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،یا مُحیِیَ المَوتی،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ.

مَن قالَهُ قَولاً أو سَمِعَهُ سَمعاً أمِنَ مِنَ الوَسوَسَةِ أربَعینَ سَنَةً. (3)

80.الکافی عن مفضّل بن عمر: أتَینا بابَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام ونَحنُ نُریدُ الإِذنَ عَلَیهِ،فَسَمِعناهُ

ص:54


1- .کنز العمال:ج 2 ص 700 ح 5126 نقلاً عن الدیلمی.
2- الحِرزُ:المَوضِعُ الحَصینُ (لسان العرب:ج 5 ص 333« حرز»).
3- مهج الدعوات:ص 310، المصباح للکفعمی:ص 397 وفیه«یا حرز الضعفاء»بدل«یا کنز الضعفاء»ولیس فیه«یا منجی الهلکی»،بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.

یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ،فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکی فَبَکَینا لِبُکائِهِ،ثُمَّ خَرَجَ إلَینَا الغُلامُ فَأَذِنَ لَنا،فَدَخَلنا عَلَیهِ.

فَقُلتُ:أصلَحَکَ اللّهُ،أتَیناکَ نُریدُ الإِذنَ عَلَیکَ فَسَمِعناکَ تَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ، فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکَیتَ فَبَکَینا لِبُکائِکَ !

فَقالَ:نَعَم،ذَکَرتُ إلیاسَ النَّبِیَّ،وکانَ مِن عُبّادِ أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ،فَقُلتُ کَما کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ.ثُمَّ اندَفَعَ فیهِ بِالسُّریانِیَّةِ،فَلا وَاللّهِ ما رَأَینا قَسّاً ولا جاثَلیقاً أفصَحَ لَهجَةً مِنهُ بِهِ ! ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنا بِالعَرَبِیَّةِ فَقالَ:کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:

أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أظمَأتُ لَکَ هَواجِری (1)؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد عَفَّرتُ لَکَ فِی التُّرابِ وَجهی؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَدِ اجتَنَبتُ لَکَ المَعاصِیَ؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أسهَرتُ لَکَ لَیلی؟

قالَ:فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ.

قالَ:فَقالَ:إن قُلتَ:لا اعَذِّبُکَ ثُمَّ عَذَّبتَنی ماذا؟ألَستُ عَبدَکَ وأَنتَ رَبّی؟

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ،إنّی إذا وَعَدتُ وَعداً وَفَیتُ بِهِ. (2)

81.قصص الأنبیاء للراوندی عن ابن عبّاس: إنَّ یوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ (3)بَنی إسرائیلَ الشّامَ بَعدَ موسی علیه السلام وقَسَّمَها بَینَهُم،فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَکَّ بِأَرضِها،وهُوَ السِّبطُ الَّذی مِنهُ إلیاسُ النَّبِیِّ علیه السلام،فَبَعَثَهُ اللّهُ إلَیهِم وعَلَیهِم یَومَئِذٍ مَلِکٌ فَتَنَهُم بِعِبادَةِ صَنَمٍ یُقالُ لَهُ بَعلٌ....

فَنَدَبَ [المَلِکُ] خَمسینَ مِن قَومِهِ مِن ذَوِی البَطشِ وأَوصاهُم بِالاِحتِیالِ لَهُ وإطماعِهِ فی أنَّهُم آمَنوا بِهِ لِیَغتَرَّ (4)بِهِم فَیُمَکِّنَهُم مِن نَفسِهِ.فَانطَلَقوا حَتَّی ارتَقَوا ذلِکَ الجَبَلَ الَّذی

ص:55


1- .أی فی هواجری؛جمع هاجرة،وهی نصف النهار عند اشتداد الحرّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1860« هجر»).
2- الکافی:ج 1 ص 227 ح 2، بحار الأنوار:ج 13 ص 392 ح 1 [3] وراجع:الاختصاص:ص 292،بصائر الدرجات:ص 341 ح 3.
3- یقال:بؤّأه اللّه منزلاً:أی أسکنه إیّاهُ (النهایة:ج 1 ص 159« بوأ»).
4- فی المصدر:«لیفترّ»،والتصویب من بحار الأنوار.

فیهِ إلیاسُ علیه السلام،ثُمَّ تَفَرَّقوا فیهِ وهُم یُنادونَهُ بِأَعلی صَوتِهِم ویَقولونَ:یا نَبِیَّ اللّهِ ابرُز لَنا؛ فَإِنّا آمَنّا بِکَ.

فَلَمّا سَمِعَ إلیاسُ مَقالَتَهُم طَمِعَ فی إیمانِهِم،وکانَ فی مَغارٍ فَقالَ:

اللّهُمَّ إن کانوا صادِقینَ فیما یَقولونَ فَائذَن لی فِی النُّزولِ إلَیهِم،وإن کانوا کاذِبینَ فَاکفِنیهِم وَارمِهِم بِنارٍ تُحرِقُهُم.

فَمَا استَتَمَّ قَولَهُ حَتّی حُصِبوا بِالنّارِ مِن فَوقِهِم فَاحتَرَقوا. (1)

18/1دُعاءُ یوشَعَ وَصِیِّ موسی(علیه السلام)

82.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی علیه السلام رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِن کِتابِ فَضلِ الدُّعاءِ،بِإِسنادِهِ إلَی الرِّضا علیه السلام،قالَ:وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحابَةِ صَحیفَةً فَأَتی بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَنادَی:الصَّلاةَ جامِعَةً.فَما تَخَلَّفَ أحَدٌ ذَکَرٌ ولا انثی، فَرَقَا المِنبَرَ فَقَرَأَها فَإِذا کِتابُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی،وإذا فیها:

«وإنَّ رَبَّکُم لَرَؤوفٌ رَحیمٌ،ألا إنَّ خَیرَ عِبادِ اللّهِ التَّقِیُّ الخَفِیُّ،وإنَّ شَرَّ عِبادِ اللّهِ المُشارُ إلَیهِ بِالأَصابِعِ،فَمَن أحَبَّ أن یَکتالَ بِالمِکیالِ الأَوفی وأَن یُؤَدِّیَ الحُقوقَ الَّتی أنعَمَ اللّهُ بِها عَلَیهِ فَلیَقُل فی کُلِّ یَومٍ:

سُبحانَ اللّهِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ، (وَاللّهُ أکبَرُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ) (2)،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،وعَلی جَمیعِ المُرسَلینَ وَالنَّبِیّینَ حَتّی یَرضَی اللّهُ».

ونَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وقَد ألَحّوا فِی الدُّعاءِ،فَصَبَرَ هُنَیئَةً ثُمّ رَقَا المِنبَرَ فَقالَ:

ص:56


1- .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 248 ح 293، بحار الأنوار:ج 13 ص 393 ح 2.
2- ما بین القوسین لا یوجد فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وأثبتناه من بحار الأنوار.

مَن أحَبَّ أن یَعلُوَ ثَناؤُهُ عَلی ثَناءِ المُجاهِدینَ فَلیَقُل هذَا القَولَ فی کُلِّ یَومٍ،وإن کانَت لَهُ حاجَةٌ قُضِیَت،أو عَدُوٌّ کُبِتَ،أو دَینٌ قُضِیَ،أو کَربٌ کُشِفَ،وخَرَقَ کَلامُهُ السَّماواتِ حَتّی یُکتَبَ فِی اللَّوحِ المَحفوظِ. (1)

19/1دُعاءُ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیمانَ(علیه السلام)

83.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیمانَ بنِ داوودَ:رُوِیَ أنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی أتی بِهِ عَرشَ بِلقیسَ،وأَنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی کانَ عیسی علیه السلام یُحیی بِهِ المَوتی،وهُوَ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَیُّ القَیّومُ،الطّاهِرُ المُطَهَّرُ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-وفی رِوایَةٍ اخری:رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرُ المُتعالُ،الحَنّانُ المَنّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا (2)»،فَإِنَّهُ یُستَجابُ لَکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)

20/1دَعَواتُ دانیالَ(علیه السلام)

84.الإمام علیّ علیه السلام: اتِیَ بُختُ نَصَّرَ بِدانیالَ النَّبِیِّ علیه السلام،فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ،وأَضری (4)أسَدَینِ، فَأَلقاهُما فی جُبٍّ (5)مَعَهُ وطُیِّنَ عَلَیهِ وعَلَی الأَسَدَینِ،ثُمَّ حَبَسَهُ خَمسَةَ أیّامٍ فِی الجُبِّ مَعَ الأَسَدَینِ،ثُمَّ فَتَحَ عَلَیهِ بَعدَ خَمسَةِ أیّامٍ،فَوَجَدَ دانیالَ قائِماً یُصَلّی وَالأَسَدانِ فی ناحِیَةِ الجُبِّ لَم یَعرِضا لَهُ.فَقالَ بُختُ نَصَّرَ:أخبِرنی ما قُلتَ فَدُفِعَ عَنکَ.قالَ:قُلتُ:

ص:57


1- .مهج الدعوات:ص 309، الدعوات:ص 46 ح 114،بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22.
2- فی المصدر:«...ذو الجلال و الإکرام أن تفعل بی کذا وکذا وتجعله أن تصلّی علی محمّد وآل محمّد وأن تفعل بی کذا وکذا...»،وما أثبتناه فی المتن من المصباح للکفعمی.
3- مهج الدعوات:ص 311، المصباح للکفعمی:ص 399 [5] ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 95 ص 175.
4- أضراه:عوّدَهُ به وألهجَهُ وأغراهُ (تاج العروس:ج 19 ص 620«ضری»).
5- الجُبُّ:بِئر لم تُطوَ (المصباح المنیر:ص 89«جبب»).

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن رَجاهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَکِلُ مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ إلی غَیرِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ ثِقَتُنا حینَ تَنقَطِعُ الحِیَلُ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ رَجاؤُنا یَومَ یَسوءُ ظَنُّنا بِأَعمالِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَکشِفُ ضُرَّنا عِندَ کَربِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالصَّبرِ نَجاةً. (1)

85.الأمالی للطوسی عن إبراهیم بن عبد الصمد عن أبیه عن جدّه: قالَ سَیِّدُنَا الصَّادِقُ علیه السلام:

مَنِ اهتَمَّ لِرِزقِهِ کُتِبَ عَلَیهِ خَطیئَةٌ،إنَّ دانِیالَ کانَ فی زَمَنِ مَلِکٍ جَبّارٍ عاتٍ،أخَذَهُ فَطَرَحَهُ فی جُبٍّ وطَرَحَ مَعَهُ السِّباعَ،فَلَم تَدنُ مِنهُ،ولَم تَجرَحهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ أنِ ائتِ دانِیالَ بِطَعامٍ.قالَ:یا رَبِّ،وأَینَ دانِیالُ؟قالَ:تَخرُجُ مِنَ القَریَةِ فَیَستَقبِلُکَ ضَبُعٌ فَاتَّبِعهُ فَإِنَّهُ یَدُلُّکَ عَلَیهِ،فَأَتَت بِهِ الضَّبُعُ إلی ذلِکَ الجُبِّ،فَإِذا فیهِ دانِیالُ، فَأَدلی إلَیهِ الطَّعامَ،فَقالَ دانِیالُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن وَثِقَ بِهِ لَم یَکِلهُ إلی غَیرِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،وبِالصَّبرِ نَجاةً. (2)

21/1دَعَواتُ خاتَمِ الأَنبِیاءِ(صلی الله علیه و آله)

الف-دَعَواتُهُ صلی الله علیه و آله القُرآنِیَّةُ

فَتَعالَی اللّهُ الْمَلِکُ الْحَقُّ وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضی إِلَیْکَ وَحْیُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی

ص:58


1- .الشکر لابن أبی الدنیا:ص 81 ح 176 عن أبی البختری الطائی،البدایة والنهایة:ج 2 ص 40، تاریخ دمشق:ج 8 ص 32 کلاهما عن عبد اللّه بن أبی الهذیل نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 655 ح 4995.
2- الأمالی للطوسی:ص 300 ح 593، تفسیر القمّی:ج 1 ص 89 [3] عن هارون بن خارجة،بحار الأنوار:ج 14 ص 363 ح 4.

عِلْماً . (1)

وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً * وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً . (2)

قُلْ إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُکِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ . (3)

قُلِ اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ فِی ما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ . (4)

قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِیَنِّی ما یُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِی فِی الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (5)

وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ . (6)

وَ قُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّاحِمِینَ . (7)

وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَکُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ * قالَ رَبِّ احْکُمْ بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ . (8)

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ . (9)

وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً . (10)

قُلِ اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ * تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ

ص:59


1- .طه:114.
2- الإسراء:80-81.
3- الأنعام:162.
4- الزمر:46.
5- المؤمنون:93 و 94.
6- المؤمنون:97 و 98.
7- المؤمنون:118.
8- الأنبیاء:111 و 112.
9- المؤمنون:39 و 40.
10- الفرقان:30.

وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (1)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ * وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ * وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدِ * وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ . (2)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ * مَلِکِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ * اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ . (3)

ب-أکثَرُ دَعَواتِهِ صلی الله علیه و آله

86.صحیح مسلم عن عبد العزیز بن صهیب: سَأَلَ قَتادَةُ أنَساً:أیُّ دَعوَةٍ کانَ یَدعو بِهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أکثَرُ؟

قالَ:کانَ أکثَرُ دَعوَةٍ یَدعو بِها یَقولُ:

اللّهُمَّ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)

87.سنن الترمذی عن شهر بن حوشب: قُلتُ لِاُمِّ سَلَمَةَ:یا امَّ المُؤمِنینَ،ما کانَ أکثَرُ دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا کانَ عِندَکِ؟قالَت:کانَ أکثَرُ دُعائِهِ:

یا مُقَلِّبَ القُلوبِ،ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ. (5)

88.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ مِن قَولِ:

ص:60


1- .آل عمران:26 و 27.
2- الفلق:1-5.
3- الناس:1-6.
4- صحیح مسلم:ج 4 ص 2070 ح 26،صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6026 نحوه،سنن أبی داوود:ج 2 ص 85 ح 1519،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 587 ح 1056، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 202 ح 11981، [5]کنز العمّال:ج 2 ص 189 ح 3692.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 538 ح 3522،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 214 ح 26741،الدعاء للطبرانی: ص 377 ح 1257،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 276 ح 6950،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 28 ح 2،السنّة لابن أبی عاصم:ص 104 ح 232،مسند الطیالسی:ص 224 ح 1608،کنز العمّال:ج 1 ص 391 ح 1686.

سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ. (1)

89.إحیاء العلوم عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ الدُّعاءَ فَیَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ وَالعافِیَةَ وحُسنَ الخُلُقِ. (2)

90.الأدب المفرد عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ،وَالعِفَّةَ،وَالأَمانَةَ،وحُسنَ الخُلُقِ،وَالرِّضا بِالقَدَرِ. (3)

91.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ حَتّی کَأَنّی أراکَ أبَداً حَتّی ألقاکَ (4)،وأَسعِدنی بِتَقواکَ،ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ (5)،وخِر لی فی قَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،وَاجعَل غِنایَ فی نَفسی،وأَمتِعنی بِسَمعی وبَصَری وَاجعَلهُمَا الوارِثَ مِنّی،وَانصُرنی عَلی مَن ظَلَمَنی،وأَرِنی فیهِ ثَأری (6)،وأَقِرَّ بِذلِکَ عَینی. (7)

ص:61


1- .صحیح مسلم:ج 1 ص 351 ح 220،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 277 ح 24120 بزیادة«فی آخر أمره»بعد«یکثر»وص 550 ح 25564،صحیح ابن حبّان:ج 14 ص 323 ح 6411 کلاهما بزیادة«قبل موته»بعد«یکثر»،الطبقات الکبری:ج 2 ص 192 بزیادة«فی آخر عمره»قبل«یکثر»،تفسیر الطبری:ج 15 الجزء 30 ص 334، [2]کنز العمّال:ج 2 ص 15 ح 2951.
2- إحیاء العلوم:ج 3 ص 80.
3- الأدب المفرد:ص 100 ح 307،الدعاء للطبرانی:ص 415 ح 1406،تاریخ بغداد:،ج 12 ص 121 الرقم 6571،تاریخ دمشق:ج 54 ص 65 ح 11354،کنز العمّال:ج 2 ص 183 ح 3650.
4- لیس فی الکافی:« أبداً حتّی ألقاک».
5- فی الکافی:« ولا تشقنی بنشطی لمعاصیک».
6- فی الکافی:« قدرتک»بدل«ثاری».
7- المعجم الأوسط:ج 6 ص 121 ح 5982،الدعاء للطبرانی:ص 421 ح 1424 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمال:ج 2 ص 176 ح 3617؛الکافی:ج 2 ص 577 ح 1 عن عبد اللّه بن جندب عن أبیه عن الإمام الصادق علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 270 ح 381 [9] من دون اسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 296 ح 8.

92.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود: لَمّا انزِلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ کانَ یُکثِرُ إذا قَرَأَها ورَکَعَ أن یَقولَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ-ثَلاثاً-. (1)

93.عوالی اللآلی: وفیهِ [أی فِی الحَدیثِ]:إنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو دائِماً بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعاصیکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَینا مُصیباتِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحیَیتَنا،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا،وَاجعَل ثَأرَنا عَلی مَن ظَلَمَنا،وَانصُرنا عَلی مَن عادانا، ولا تَجعَل مُصیبَتَنا فی دیننِا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا مَبلَغَ عِلمِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا. (2)

94.إرشاد القلوب: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَدعو فَیقولُ:

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعصِیَتِکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما یُهَوِّنُ عَلَینا مِن مَصائِبِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا عَلی مَن عادانا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا.

اللّهُمَّ إلَیکَ الحَمدُ،وإلَیکَ المُشتَکی،وأَنتَ المُستَعانُ،وفیما عِندَکَ الرَّغبَةُ،ولَدَیکَ غایَةُ الطَّلِبَةِ.اللّهُمَّ آمِن رَوعَتی،وَاستُر عَورَتی.اللّهُمَّ أصلِح دینَنَا الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمرِنا، وأَصلِح لَنا دُنیانَا الَّتی فیها مَعاشُنا،وأَصلِح آخِرَتَنَا الَّتی إلَیها مُنقَلَبُنا،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لَنا فی کُلِّ خَیرٍ،وَالوَفاةَ راحَةً لَنا مِن کُلِّ سوءٍ.

ص:62


1- .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 35 ح 3683 وص 176 ح 4356،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 681 ح 1849،الدعاء للطبرانی:ص 192 ح 594،مسند أبی یعلی:ج 5 ص 179 ح 5385 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 560 ح 4728.
2- عوالی اللآلی:ج 1 ص 159 ح 144، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 361 ح 18. [3] أقول:انظر تخریجه فی«الدعاء عند القیام من المجلس:ج2 ح883»؛فإنّ الدعاء ورد فی المصادر المذکورة هناک عند القیام من المجلس.

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،وشاهِدَ کُلِّ نَجوی،وکاشِفَ کُلِّ بَلوی،فَإِنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ وفِعلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ أو فِعلٍ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ الخَیرِ؛رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الشَّرِّ؛سَخَطِکَ وَالنّارِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)

95.مسند ابن حنبل عن ابن مسعود: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أحسَنتَ خَلقی فَأَحسِن خُلُقی. (2)

96.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -إنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی،وَالعَفافَ وَالغِنی. (3)

97.سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا. (4)

ص:63


1- .إرشاد القلوب:ص 82.
2- مسند ابن حنبل:ج 2 ص 66 ح 3823، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 239 ح 959،الدعاء للطبرانی:ص 145 ح 404 و ص 415 ح 1407،مسند أبی یعلی:ج 5 ص 50 ح 5053 وفیها«حسَّنت»و«فحسِّن»بدل«أحسنت»و«فأحسن»،مسند الطیالسی:ص 49 ح 374،کنز العمّال:ج 3 ص 12 ح 5197.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2087 ح 72،سنن الترمذی:ج 5 ص 522 ح 3489، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1260 ح 3832،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 37 ح 3692 [4] کلّها عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3646.
4- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1255 ح 3820،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 450 ح 25034 و ص 478 ح 25174،الدعاء للطبرانی:ص 414 ح 1401،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 284 ح 4455،کنز العمّال:ج 2 ص 200 ح 3744.

98.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عیشَةً نَقِیَّةً،ومیتَةً سَوِیَّةً،ومَرَدّاً غَیرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ. (1)

99.حلیة الأولیاء عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً دائِماً،وهَدیاً قَیِّماً،وعِلماً نافِعاً. (2)

100.المعجم الکبیر عن أبی امامة: ما دَنَوتُ مِن نَبِیِّکُم صلی الله علیه و آله فی صَلاةٍ مَکتوبَةٍ أو تَطَوُّعٍ إلّا سَمِعتُهُ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ الدَّعَواتِ،لا یَزیدُ فیهِنَّ ولا یَنقُصُ مِنهُنَّ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی وخَطایایَ،اللّهُمَّ أنعِشنی (3)وَاجبُرنی وَاهدِنی لِصالِحِ الأَعمالِ وَالأَخلاقِ،فَإِنَّهُ لا یَهدی لِصالِحِها ولا یَصرِفُ سَیِّئَها إلّاأنتَ. (4)

101.سنن بن ماجة عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:

رَبِّ أعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر عَلَیَّ،وَاهدِنی ویَسِّرِ الهُدی لی،وَانصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ.

رَبِّ اجعَلنی لَکَ شَکّاراً،لَکَ ذَکّاراً،لَکَ رَهّاباً،لَکَ مُطیعاً،إلَیکَ مُخبِتاً،إلَیکَ أوّاهاً مُنیباً.

رَبِّ تَقَبَّل تَوبَتی،وَاغسِل حَوبَتی (5)،وأَجِب دَعوَتی،وَاهدِ قَلبی،وسَدِّد لِسانی،

ص:64


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 726 ح 1986،الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1435 وفیه«عیشة تقیّة»،مسند الشهاب:ج 2 ص 346 ح 1499 عن عبد اللّه عمرو،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 103 ح 19419 عن عبد اللّه بن أبی أوفی،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 20 ح 23 عن حبیب بن أبی ثابت ولیس فیها«ولا فاضح»وفیها«تقیّة»بدل«نقیّة»،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3643.
2- حلیة الأولیاء:ج 6 ص 179 الرقم 366،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 218 ح 13 عن أبی الدرداء من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 208 ح 3789.
3- أنعِشنی:أی ارفعنی عن مواطن الذُلِّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1802«نعش»).
4- المعجم الکبیر:ج 8 ص 200 ح 7811،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 46 ح 116،الأذکار المنتخبة:ص 73،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 195، کنز العمّال:ج 2 ص 185 ح 3667.
5- حَوبَتی:أی إثمی ( النهایة:ج 1 ص 455« حوب»).

وثَبِّت حُجَّتی،وَاسلُل سَخیمَةَ (1)قَلبی. (2)

102.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة: إنَّهُ [رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ ناصِیَتُها بِیَدِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الإِثمِ وَالکَسَلِ،ومِن عَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ الغِنی، ومِن فِتنَةِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ المَأثَمِ والمَغرَمِ.اللّهُمَّ نَقِّ قَلبی مِنَ الخَطایا کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ.اللّهُمَّ بَعِّد بَینی وبَینَ خَطیئَتی کَما بَعَّدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ (3). (4)

103.المصنّف لعبد الرزاق عن معمّر: سَمِعتُ رَجُلاً یُحَدِّثُ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ.اللّهُمَّ اهدِنا وَاهدِ بِنا،وَانصُرنا وَانصُر بِنا.اللّهُمَّ یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قُلوبَنا عَلی دینِکَ.اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وقُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وشَوقاً إلی لِقائِکَ فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ. (5)

104.صحیح مسلم عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی فیها مَعاشی،

ص:65


1- .السخیمَةُ:الحِقدُ فی النفس ( النهایة:ج 2 ص 351« سخم»).
2- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1259 ح 3830،سنن أبی داوود:ج 2 ص 83 ح 1510،سنن الترمذی:ج 5 ص 554 ح 3551،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 488 ح 1997، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 155 ح 10443 [3] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 197 ح 3729.
3- أورد الطبرانی هذا الدعاء مُدغَماً مع الدعاء الآتی فی کتبه الثلاثة أعنی:المعجم الکبیر والمعجم الأوسط وکتاب الدعاء.راجع:تخریجنا للدعائین.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 705 ح 1922،المعجم الکبیر:ج 23 ص 317 ح 717،المعجم الأوسط:ج 6 ص 213 ح 6218،الدعاء للطبرانی:ص 404 ح 1356 و ص 421 ح 1422،کنز العمّال:ج 2 ص 213 ح 3820.
5- المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 442 ح 19647.

وأَصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی فیها مَعادی،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ المَوتَ راحَةً لی مِن کُلِّ شَرٍّ. (1)

105.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عبّاس: کانَ النِّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو،یَقولُ:

اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی وبارِک لی فیهِ،وَاخلُف عَلی کُلِّ غائِبَةٍ لی بِخَیرٍ. (2)

106.المستدرک علی الصحیحین عن قطبة بن مالک: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ جَنِّبنی مُنکَراتِ الأَخلاقِ وَالأَهواءِ وَالأَعمالِ وَالأَدواءِ. (3)

107.الدعاء للطبرانی عن سمرة بن جندب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ باعِدنی مِن ذُنوبی کَما باعَدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،ونَقِّنی مِن خَطیئَتی کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ. (4)

108.السنن الکبری للنسائی عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو،یَقولُ:

اللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وَارزقُنی عِلماً تَنفَعُنی بِهِ. (5)

109.الدعاء للطبرانی عن جابر بن عبد اللّه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیا،وعَلی آخِرَتی بِتَقوی.اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ مِنَ الدُّنیا وأَزهِدنی

ص:66


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2087 ح 71،الأدب المفرد:ص 201 ح 668،الدعاء للطبرانی:ص 429 ح 1455،المعجم الأوسط:ج 7 ص 198 ح 7261،المعجم الصغیر:ج 2 ص 48،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3645.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 690 ح 1778 وج 2 ص 388 ح 3360،الأدب المفرد:ص 204 ح 681 من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 690 ح 5094 نقلاً عن العسکری فی الأمثال ولیس فیه ذیله.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 714 ح 1949،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 240 ح 960،الدعاء للطبرانی:ص 410 ح 1384،السنّة لابن أبی عاصم:ص 12 ح 13،تاریخ دمشق:ج 36 ص 390 ح 7375 ولیس فیهما«والأعمال»،کنز العمال:ج 2 ص 212 ح 3815.
4- الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1440،المعجم الکبیر:ج 7 ص 228 ح 6950،المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 438 ح 19631،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 433 ح 1492 کلاهما عن عائشة نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 432 ح 19643.
5- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 445 ح 7868، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 690 ح 1879،الدعاء للطبرانی:ص 415 ح 1405،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 524، [4]کنز العمال:ج 2 ص 212 ح 3811.

فیها،ولا تَزوِها عَنّی فَتُرَغِّبَنی فیها.اللّهُمَّ إنَّکَ سَأَلتَنی مِن نَفسی ما لا أملِکُهُ إلّابِکَ، فَأَعطِنی مِنها ما یُرضیکَ مِنها.اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی حینَ یَنقَطِعُ أمَلی مِن عَمَلی،وأَنتَ رَجائی حینَ یَسوءُ ظَنّی بِنَفسی.اللّهُمَّ لا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تُحَقِّق حَذَری.اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذَت بِقَلبی وناصِیَتی فَلَم تُمَلِّکنی شَیئاً مِنهُما،فَکَما فَعَلتَ ذلِکَ بِهِما فَاهدِنی إلی سَواءِ السَّبیلِ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر طاعَتَکَ فَلتَحُلَّ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما بَقیتُ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر مَعاصِیَکَ فَلتَخرُج مِن کُلِّ شَیءٍ مِنّی،ثُمَّ حَرِّم عَلَیهَا الدُّخولَ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما أبقَیتَنی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

110.الدعاء للطبرانی عن صهیب بن سنان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنَّکَ لَستَ بِإِلهٍ استَحدَثناهُ،ولا بِرَبٍّ ابتَدَعناهُ،ولا کانَ لَنا قَبلَکَ مِن إلهٍ نَلجَأُ إلَیهِ ونَذَرُکَ،ولا أعانَکَ عَلی خَلقِنا أحَدٌ فَنُشرِکَهُ فیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.

قالَ کَعبٌ:وهکَذا کان نَبِیُّ اللّهِ داوودُ علیه السلام یَدعو. (2)

111.السنن الکبری للنسائی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

یا حَیُّ یا قَیّومُ. (3)

ج-دُعاؤهُ صلی الله علیه و آله لَمّا تُوُفِّیَ أبو طالِبٍ

112.الدعاء للطبرانی عن عبد اللّه بن جعفر: لَمّا تُوُفِّیَ أبو طالِبٍ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَی الطّائِفِ ماشِیاً عَلی قَدَمَیهِ،فَدَعاهُم إلَی الإِسلامِ فَلَم یُجیبوهُ،فَانصَرَفَ،فَأَتی ظِلَّ شَجَرَةٍ،

ص:67


1- .الدعاء للطبرانی:ص 427 ح 1449،کنز العمّال:ج 2 ص 695 ح 5110.
2- الدعاء للطبرانی:ص 427 ح 1450،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 453 ح 5708 نحوه،المعجم الکبیر:ج 8 ص 34 ح 7300،تاریخ دمشق:ج 17 ص 108 ح 4060،کنز العمّال:ج 2 ص 186 ح 3676.
3- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 399 ح 7682 و ج 6 ص 157 ح 10448، عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 409 ح 612،المعجم الأوسط:ج 8 ص 79 ح 8021،الدعاء للطبرانی:ص 47 ح 91.

فَصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إلَیکَ أشکو ضَعفَ قُوَّتی،وقِلَّةَ حیلَتی،وهَوانی عَلَی النّاسِ،أرحَمَ الرّاحِمینَ أنتَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ،إلی مَن تَکِلُنی؟! إلی عَدُوٍّ یَتَجَهَّمُنی (1)،أو إلی قَریبٍ مَلَّکتَهُ أمری؟! إن لَم تَکُن غَضبانَ عَلَیَّ فَلا ابالی،غَیرَ أنَّ عافِیَتَکَ أوسَعُ لی،أعوذُ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ الظُّلُماتُ وصَلَحَ عَلَیهِ أمرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ أن تُنزِلَ بی غَضَبَکَ أو تُحِلَّ عَلَیَّ سَخَطَکَ،لَکَ العُتبی (2)حَتّی تَرضی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)

د-دَعَواتٌ یُحِبُّهُنَّ صلی الله علیه و آله

113.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: کانَت دَعَواتٌ یُحِبُّهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،یَقولُ:

اللّهُمَّ وَفِّقنی لِما تُحِبُّ وتَرضی مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ وَالنِّیَّةِ وَالهُدی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

ه-دُعاؤهُ صلی الله علیه و آله فی جَوفِ اللَّیلِ

114.التهجُّد لابن أبی الدنیا عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی جَوفِ اللَّیلِ:

نامَتِ العُیونُ وغارَتِ النُّجومُ وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ،وما تُخفِی الصُّدورُ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت

ص:68


1- .یتجهّمنی:أی یلقانی بالغِلظةِ والوجه الکریه ( النهایة:ج 1 ص 323« جهم»).
2- فی المصدر:«العُقبی»،والصواب ما أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- الدعاء للطبرانی:ص 315 ح 1036، تاریخ الطبری:ج 2 ص 344، [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 14 ص 97 [4] کلاهما نحوه،تاریخ دمشق:ج 49 ص 152 ح 10514،کنز العمّال:ج 2 ص 175 ح 3613؛بحار الأنوار:ج 94 ص 225 ح 1 [5] نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن الإمام علیّ علیه السلام،وفیه الدعاء فقط.
4- الدعاء للطبرانی:ص 428 ح 1454،السنّة لابن أبی عاصم:ص 164 ح 373،الفردوس:ج 1 ص 471 ح 1916،کنز العمّال:ج 2 ص 209 ح 3797.

بِهِ مَعَکَ مَلائِکَتُکَ وأَنبِیاؤُکَ واُولُو العِلمِ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتُ بِهِ کانَت شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ تَبارَکتَ ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)

و-دُعاؤُهُ صلی الله علیه و آله لِأَهلِ قُباءَ

115.الدعاء للطبرانی عن نافع أبی هرمز: دَخَلنا عَلی أنَسِ بنِ مالِکٍ،فَقُلنا:یا أبا حَمزَةَ،ادعُ لَنا بِدَعَواتٍ سَمِعتَها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فقال:وَاللّهِ إنّی لَشاکٍ وما بُدٌّ مِن أن أدعُوَ بِدَعَواتٍ سَمِعتُها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،دَعا بِهِنَّ لِأَهلِ قُباءَ،فَقالَ عِندَ ذلِکَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی خَلقِکَ.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أهلِ بُیوتِنا.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أنفُسِنا خاصَّةً.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ بِما هَدَیتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما أکرَمتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما سَتَرتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِالقُرآنِ،ولَکَ الحَمدُ بِالأَهلِ وَالمالِ،ولَکَ الحَمدُ بِالمُعافاةِ،ولَکَ الحَمدُ حَتّی تَرضی،ولَکَ الحَمدُ إذا رَضیتَ یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ.

اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ- اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِکَ وبَرَکاتِکَ ومَغفِرَتَکَ ورِضوانَکَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ. (2)

ز-دُعاءٌ عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام

116.الکافی عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه: أتی جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:إنَّ رَبَّکَ یَقولُ لَکَ:إذا أرَدتَ أن تَعبُدَنی یَوماً ولَیلَةً حَقَّ عِبادَتی فَارفَع یَدَیکَ إلَیَّ وقُل:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً خالِداً مَعَ خُلودِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا مُنتَهی لَهُ دونَ عِلمِکَ،

ص:69


1- .التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 121 ح 259،کنز العمّال:ج 2 ص 692 ح 5101 نقلاً عن ابن ترکان فی الدعاء والدیلمی نحوه.
2- الدعاء للطبرانی:ص 490 ح 1725،کنز العمّال:ج 2 ص 692 ح 5100.

ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا أمَدَ لَهُ دُونَ مَشیئَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا جَزاءَ لِقائِلِهِ إلّارِضاکَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،ولَکَ المَنُّ کُلُّهُ،ولَکَ الفَخرُ کُلُّهُ،ولَکَ البَهاءُ کُلُّهُ،ولَکَ النّورُ کُلُّهُ،ولَکَ العِزَّةُ کُلُّها،ولَکَ الجَبَروتُ کُلُّها،ولَکَ العَظَمَةُ کُلُّها،ولَکَ الدُّنیا کُلُّها،ولَکَ الآخِرَةُ کُلُّها،ولَکَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ کُلُّهُ،ولَکَ الخَلقُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ،عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً أبَداً،أنتَ حَسَنُ البَلاءِ،جَلیلُ الثَّناءِ،سابِغُ النَّعماءِ،عَدلُ القَضاءِ،جَزیلُ العَطاءِ،حَسَنُ الآلاءِ،إلهُ مَن فِی الأَرضِ وإلهُ مَن فِی السَّماءِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی السَّبعِ الشِّدادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الأَرضِ المِهادِ،ولَکَ الحَمدُ طاقَةَ العِبادِ،ولَکَ الحَمدُ سَعَةَ البِلادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الجِبالِ الأَوتادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،ولَکَ الحَمدُ فِی النَّهارِ إذا تَجلّی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،ولَکَ الحَمدُ فِی المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ، وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ (1).

سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،کُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَهُ،سُبحانَکَ رَبَّنا وتَعالَیتَ،وتَبارَکتَ وتَقَدَّستَ،خَلَقتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُدرَتِکَ،وقَهَرتَ کُلَّ شَیءٍ بِعِزَّتِکَ،وعَلَوتَ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ بِارتِفاعِکَ،وغَلَبتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُوَّتِکَ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ بِحِکمَتِکَ وعِلمِکَ،وبَعَثتَ الرُّسُلَ بِکُتُبِکَ،وهَدَیتَ الصّالِحینَ بِإِذنِکَ،وأَیَّدتَ المُؤمِنینَ بِنَصرِکَ،وقَهَرتَ الخَلقَ بِسُلطانِکَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لا نَعبُدُ غَیرَکَ،ولا نَسأَلُ إلّاإیّاکَ،ولا نَرغَبُ إلّا إلَیکَ،أنتَ مَوضِعُ شَکوانا،ومُنتَهی رَغبَتِنا،وإلهُنا ومَلیکُنا. (2)

ص:70


1- .الزمر:67.
2- الکافی:ج 2 ص 581 ح 16.
ح-سائِرُ دَعَواتِهِ صلی الله علیه و آله

117.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أغنِنی بِالعِلمِ،وزَیِّنی بِالحِلمِ،وأَکرِمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ. (1)

118.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَلنی اعَظِّمُ شُکرَکَ،واُکثِرُ ذِکرَکَ،وأَتَّبِعُ نَصیحَتَکَ،وأَحفَظُ وَصِیَّتَکَ. (2)

119.عنه صلی الله علیه و آله: قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ نَفساً بِکَ مُطمَئِنَّةً،تُؤمِنُ بِلِقائِکَ،وتَرضی بِقَضائِکَ،وتَقنَعُ بِعَطائِکَ. (3)

120.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّی صالِحَ ما أعطَیتَنی أبَداً،اللّهُمَّ ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، اللّهُمَّ لا تُشمِت (4)بی عَدُوّاً ولا حاسِداً أبَداً،اللّهُمَّ لا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ أبَداً. (5)

121.عنه صلی الله علیه و آله:

ص:71


1- .الحلم لابن أبی الدنیا:ص 19 ح 3 عن سفیان بن عیینة،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 195 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 185 ح 3663 نقلاً عن ابن النجار عن ابن عمر؛تهذیب الأحکام:ج 3 ص 73 ح 232 عن ذریح بن محمّد بن یزید المحاربی عن الامام الصادق علیه السلام.
2- مسند ابن حنبل:ج 3 ص 184 ح 8107،الدعاء للطبرانی: ص 414 ح 1402،تاریخ دمشق:ج 66 ص 266 ح 13395 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3639.
3- المعجم الکبیر:ج 8 ص 99 ح 7490،مسند الشامیّین:ج 2 ص 409 ح 1598،تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 423، تاریخ دمشق:ج 35 ص 81 ح 7100 کلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 2 ص 198 ح 3735.
4- لا تُشْمِت بی الأعداءَ:أی لا تُسرُّهم بی وتُفرِحُهم (مجمع البحرین:ج 2 ص 975« شمت»).
5- تفسیر القمّی:ج2 ص75 عن عبد اللّه بن سیّار عن الإمام الصادق علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص273 ح383، [6]جمال الاُسبوع:ص140 [7] کلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج16 ص217 ح6.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فِعلَ الخَیراتِ وتَرکَ المُنکَراتِ وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ فِتنَةَ (1)قَومٍ فَتَوَفَّنی غَیرَ مَفتونٍ،أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ، وحُبَّ عَمَلٍ یُقَرِّبُ إلی حُبِّکَ. (2)

122.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ التَّوفیقَ لِمَحابِّکَ مِنَ الأَعمالِ،وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ. (3)

123.الدعوات: مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله (4):

یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ عَلَیَّ القَبیحَ،یا مَن لَم یَهتِکِ السِّترَ،ولَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ (5)،یا عَظیمَ العَفوِ،ویا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ.

یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ومُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا أمَلاه،یا غایَةَ رَغبَتاه،

ص:72


1- .فِتنَةٌ:أی بلاء ومِحنَةٌ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1360«فتن»).
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 369 ح 3235،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 259 ح 22170،الدعاء للطبرانی: ص 418 ح 1414 کلّها عن معاذ بن جبل،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1932 عن ثوبان،کنز العمّال:ج 15 ص 898 ح 43545.
3- التوکّل لابن أبی الدنیا:ص 37 ح 3،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 224 الرقم 410 کلاهما نقلاً عن الأوزاعی،کنز العمّال:ج 2 ص 183 ح 3654.
4- فی التوحید عن عمرو بن شُعیب عن أبیه عن جدّه عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أنَّ جَبرَئیلَ نَزَلَ عَلَیهِ بِهَذا الدُّعاءِ مِنَ السَّماءِ ونَزَلَ عَلَیهِ ضاحِکاً مُستَبشِراً فَقالَ:السَّلامُ عَلَیکَ یا مُحَمَّدُ،قالَ:وعَلَیکَ السَّلامُ یا جَبرَئیلُ.فَقالَ:إنَّ اللّهَ بَعَثَ إلَیکَ بِهَدِیَّةٍ.قالَ:وما تِلکَ الهَدِیَّةُ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:کَلِماتٌ مِن کُنوزِ العَرشِ أکرَمَکَ اللّهُ بِها.قالَ:وما هُنَّ یا جَبرَئیلُ؟قالَ:قُل:«یا مَن أظهَرَ...»فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا جَبرَئیلُ فَما ثَوابُ هذِهِ الکَلِماتِ؟فَقالَ:هَیهاتَ هَیهاتَ انقَطَعَ العَمَلُ لَوِ اجتَمَعَ مَلائِکَةُ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضینَ عَلَی أن یَصِفوا ثَوابَ ذلِکَ إلَی یَومِ القیامَةِ ما وَصَفوا مِن ألفِ جُزءٍ جُزءاً واحِداً.
5- الجریرة:الجنایة والذنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

أسأَ لُکَ بِکَ یا اللّهُ أن لا تُشَوِّهَ خَلقی بِالنّارِ،وأَن تَقضِیَ لی حَوائِجَ آخِرَتی ودُنیایَ،وتَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

وتُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَدعو بِما بَدا لَکَ. (1)

124.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذا ما سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ المَسأَلَةِ،وخَیرَ الدُّعاءِ،وخَیرَ النَّجاحِ،وخَیرَ العَمَلِ،وخَیرَ الثَّوابِ،وخَیرَ الحَیاةِ،وخَیرَ المَماتِ،وثَبِّتنی وثَقِّل مَوازینی،وحَقِّق إیمانی،وَارفَع دَرَجاتی،وتَقَبَّل صَلاتی،وَاغفِر خَطیئَتی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَواتِحَ الخَیرِ وخَواتِمَهُ وجَوامِعَهُ،وأَوَّلَهُ [وآخِرَهُ] وظاهِرَهُ وباطِنَهُ، وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.

(اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما آتی،وخَیرَ ما أفعَلُ،وخَیرَ ما أعمَلُ،وخَیرَ ما بَطَنَ، وخَیرَ ما ظَهَرَ،وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَرفَعَ ذِکری،وتَضَعَ وِزری (2)،وتُصلِحَ أمری،وتُطَهِّرَ قَلبی، وتُحَصِّنَ فَرجی،وتُنَوِّرَ قَلبی،وتَغفِرَ لی ذَنبی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ آمینَ) (3).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُبارِکَ لی فی نَفسی،وفی سَمعی وفی بَصَری،وفی روحی وفی خَلقی،وفی خُلُقی،وفی أهلی،وفی مَحیایَ وفی مَماتی،وفی عَمَلی،فَتَقَبَّل حَسَناتی،

ص:73


1- .الدعوات:ص 60 ح 148،التوحید:ص 221 ح 14،عدة الداعی:ص 315 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه نحوه ولیس فیهما ذیله من«وأن تقضی لی...»،المصباح للکفعمی:ص 44 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 164 ح 17 وص 352 ح 7.
2- الوِزرُ:الحِملُ والثَّقلُ،وکثیراً ما یُطلق فی الحدیث عن الذنب والإثم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1929«وزر»).
3- فی المعجم الکبیر والدعاء للطبرانی:«اللّهُمَّ ونجّنی من النار ومغفرة اللیل والنهار والمنزل الصالح من الجنّة آمین،اللّهُمَّ إنّی أسألک خلاصاً من النار سالماً وأدخلنی الجنّة آمناً»بدل ما فی القوسین.

وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ. (1)

125.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،وأَسأَ لُکَ کَلِمَةَ الحَقِّ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وأَسأَ لُکَ قُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وأَسأَ لُکَ بَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ الکَریمِ،وأَسأَ لُکَ الشَّوقَ إلی لِقائِکَ،فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ (2). (3)

126.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما جاءَنی جِبریلُ إلّاأمَرَنی بِهاتَینِ [ الدَّعوَتَینِ ] (4):

اللّهُمَّ ارزُقنی طَیِّباً،وَاستَعمِلنی صالِحاً 5. 6

127.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،ولِسانی مِنَ الکَذِبِ،وعَینی مِنَ

ص:74


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 701 ح 1911،الدعاء للطبرانی:ص 421 ح 1422،المعجم الکبیر:ج 23 ص 317 ح 717،المعجم الأوسط:ج 6 ص 214 ح 6218 ولیس فیه ذیله من«اللّهُمَّ إنّی أسألک أن تبارک»وکلّها عن امّ سلمة نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 214 ح 3820.
2- ورد هذا الدعاء فی ضمن أدعیة کثیرة طویلة.راجع الکافی:ج 2 ص 548 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 327 ح 960 و....
3- الدعاء للطبرانی:ص 199 ح 624 و ص 200 ح 625،سنن النسائی:ج 3 ص 54،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 366 ح 18353، صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 305 ح 1971،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 705 ح 1923 کلّها عن عمّار بن یاسر نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 174 ح 3611؛بحار الأنوار:ج 94 ص 225 ح 1 [3] نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن فاطمة علیها السلام من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من کنز العمّال.

الخِیانَةِ؛فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ. (1)

128.عنه صلی الله علیه و آله:

اًاللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وزِدنی عِلماً. (2)

129.الإمام الصادق علیه السلام: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَمشی ذاتَ یَومٍ مَعَ أصحابِهِ إذ قالَ لَهُم عَلی رِسلِکُم حَتّی اثنِیَ عَلی رَبّی،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنَّهُ لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا قابِضَ لِما بَسَطتَ،ولا باسِطَ لِما قَبَضتَ،ولا هادِیَ لِمَن أضلَلتَ،ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَیتَ،اللّهُمَّ أنتَ الحَلیمُ فَلا تَجهَلُ، وأَنتَ الجَوادُ فَلا تَبخَلُ،وأَنتَ العَزیزُ فَلا تُستَذَلُّ،وأَنتَ المَنیعُ فَلا تُرامُ. (3)

راجع:ص 171 ح 222 و 223 و ص 178-179 ح 233 و 235-242 وص 315-316 ح 364-367 وص 318-322 ح 369-386 و ص332 ح399 وص333-334 ح 401-406 و غیرها... .

ص:75


1- .تاریخ بغداد:ج 5 ص 268 الرقم 2759، نوادر لاُصول:ج 1 ص 427،اُسد الغابة:ج 7 ص 387 الرقم 7608 [2] کلّها عن ام معبد الخزاعیّة،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 191، [3]کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3660.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 578 ح 3599،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 92 ح 251 وج 2 ص 1260 ح 3833،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 62 ح 4 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3638؛نثر الدرّ:ج 1 ص 248، بحار الأنوار:ج 2 ص 63 ح 10.
3- الأمالی للطوسی:ص 214 ح 371 عن حمزة بن حُمران،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 4.

ص:76

الفَصلُ الثّانی:نَماذِجُ مِن دَعَواتِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام

1/2دَعَواتُ جَمیعِ الأَئِمَّةِ:

الف-المُناجاةُ الشَّعبانِیَّةُ

130.الإقبال عن ابن خالویه: إنَّها مُناجاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ علیهم السلام،کانوا یَدعونَ بِها فی شَهرِ شَعبانَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع دُعائی إذا دَعَوتُکَ،وَاسمَع نِدائی إذا نادَیتُکَ، وأَقبِل عَلَیَّ إذا ناجَیتُکَ،فَقَد هَرَبتُ إلَیکَ،ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکُ،مُستَکیناً لَکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،راجِیاً لِما لَدَیکَ،تَرانی (1)وتَعلَمُ ما فی نَفسی،وتُخبِرُ حاجَتی وتَعرِفُ ضَمیری، ولا یَخفی عَلَیکَ أمرُ مُنقَلَبی ومَثوایَ،وما اریدُ أن ابدِئَ بِهِ مِن مَنطِقی،وأَتَفَوَّهُ بِهِ مِن طَلِبَتی،وأَرجوهُ لِعافِیَتی،وقَد جَرَت مَقادیرُکَ عَلَیَّ یا سَیِّدی فیما یَکونُ مِنّی إلی آخِرِ عُمُری،مِن سَریرَتی وعَلانِیَتی،وبِیَدِکَ لا بِیَدِ غَیرِکَ زِیادَتی ونَقصی،ونَفعی وضَرّی.

إلهی ! إن حَرَمتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرزُقُنی؟! وإن خَذَلتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَنصُرُنی؟!

إلهی ! أعوذُ بِکَ مِن غَضَبِکَ وحُلولِ سَخَطِکَ.

ص:77


1- .راجیاً لِما لَدَیکَ ثَوابی (خ ل).

إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَأهِلٍ لِرَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَیَّ بِفَضلِ سَعَتِکَ.

إلهی ! کَأَ نّی بِنَفسی واقِفَةٌ بَینَ یَدَیکَ،وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَفَعَلتَ (1)ما أنتَ أهلُهُ،وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ.

إلهی ! إن عَفَوتَ فَمَن أولی مِنکَ بِذلِکَ؟! وإن کانَ قَد دَنا أجَلی ولَم یُدنِنی مِنکَ عَمَلی، فَقَد جَعَلتُ الإِقرارَ بِالذَّنبِ إلَیکَ وَسیلَتی.

إلهی ! قَد جُرتُ عَلی نَفسی فِی النَّظَرِ لَها،فَلَهَا الوَیلُ إن لَم تَغفِر لَها !

إلهی ! لَم یَزَل بِرُّکَ عَلَیَّ أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی فی مَماتی.

إلهی ! کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ لی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلَّاالجَمیلَ فی حَیاتی؟! إلهی تَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ،وعُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ عَلی مُذنِبٍ قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ.

إلهی ! قَد سَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوباً فِی الدُّنیا،وأَ نَا أحوَجُ إلی سَترِها عَلَیَّ مِنکَ فِی الاُخری.

إلهی قَد أحسَنتَ إلَیَّ إذ لَم تُظهِرها لِأَحَدٍ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ،فَلا تَفضَحنی یَومَ القِیامَةِ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ.

إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وعَفوُکَ أفضَلُ مِن عَمَلی.إلهی فَسُرَّنی بِلِقائِکَ یَومَ تَقضی فیهِ بَینَ عِبادِکَ.

إلهِی ! اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارُ مَن لَم یَستَغنِ عَن قَبولِ عُذرِهِ،فَاقبَل عُذری یا أکرَمَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ.

إلهی ! لا تَرُدَّ حاجَتی،ولا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تَقطَعَ مِنکَ رَجائی وأَمَلی.

إلهی ! لَو أرَدتَ هَوانی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تُعافِنی.

إلهی ! ما أظُنُّکَ تَرُدُّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ.إلهی فَلَکَ الحَمدُ

ص:78


1- .فَقُلتَ (خ ل).

أبَداً أبَداً دائِماً سَرمَداً،یَزیدُ ولا یَبیدُ کَما تُحِبُّ وتَرضی.

إلهی ! إن أخَذتَنی بِجُرمی أخَذتُکَ بِعَفوِکَ،وإن أخَذتَنی بِذُنوبی أخَذتُکَ بِمَغفِرَتِکَ، وإن أدخَلتَنِی النّارَ أعلَمتُ أهلَها أ نّی احِبُّکَ.

إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.

إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ مِن عِندِکَ بِالخَیبَةِ مَحروماً،وقَد کانَ حُسنُ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!

إلهی ! وقَد أفنَیتُ عُمُری فی شِرَّةِ (1)السَّهوِ عَنکَ،وأَبلَیتُ شَبابی فی سَکرَةِ التَّباعُدِ مِنکَ.

إلهی ! فَلَم أستَیقِظ أیّامَ اغتِراری بِکَ،ورُکونی إلی سَبیلِ سَخَطِکَ.

إلهی ! وأَ نَا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،قائِمٌ بَینَ یَدَیکَ،مُتَوَسِّلٌ بِکَرَمِکَ إلَیکَ.

إلهی ! أنَا عَبدٌ أتَنَصَّلُ (2)إلَیکَ مِمّا کُنتُ اواجِهُکَ بِهِ مِن قِلَّةِ استِحیائی مِن نَظَرِکَ، وأَطلُبُ العَفوَ مِنکَ إذِ العَفوُ نَعتٌ لِکَرَمِکَ.

إلهی ! لَم یَکُن لی حَولٌ فَأَنتَقِلَ بِهِ عَن مَعصِیَتِکَ إلّافی وَقتٍ أیقَظتَنی لِمَحَبَّتِکَ،وکَما أرَدتَ أن أکونَ کُنتُ،فَشَکَرتُکَ بِإِدخالی فی کَرَمِکَ،ولِتَطهیرِ قَلبی مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنکَ.

إلهِی ! انظُر إلَیَّ نَظَرَ مَن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،وَاستَعمَلتَهُ بِمَعونَتِکَ فَأَطاعَکَ،یا قَریباً لا یَبعُدُ عَنِ المُغتَرِّ بِهِ،ویا جَواداً لا یَبخَلُ عَمَّن رَجا ثَوابَهُ.

إلهی ! هَب لی قَلباً یُدنیهِ مِنکَ شَوقُهُ،ولِساناً یُرفَعُ إلَیکَ صِدقُهُ،ونَظَراً یُقَرِّبُهُ مِنکَ حَقُّهُ.

ص:79


1- .الشِرَّةُ:النشاط والرغبة ( النهایة:ج 2 ص 458«شرر»).
2- تَنَصَّلَ إلیه:أی انتفی من ذنبه واعتذر إلیه ( النهایة:ج 5 ص 67« نصل»).

إلهی ! إنَّ مَن تَعَرَّفَ بِکَ غَیرُ مَجهولٍ،ومَن لاذَ بِکَ غَیرُ مَخذولٍ،ومَن أقبَلتَ عَلَیهِ غَیرُ مَملولٍ.

إلهی ! إنَّ مَنِ انتَهَجَ بِکَ لَمُستَنیرٌ،وإنَّ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ لَمُستَجیرٌ،وقَد لُذتُ بِکَ یا إلهی فَلا تُخَیِّب ظَنّی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَحجُبنی عَن رَأفَتِکَ.

إلهی ! أقِمنی فی أهلِ وِلایَتِکَ مُقامَ رَجاءِ الزِّیادَةِ مِن مَحَبَّتِکَ.

إلهی ! وأَلهِمنی وَلَهاً بِذِکرِکَ إلی ذِکرِکَ،وَاجعَل هِمَّتی فی رَوحِ نَجاحِ أسمائِکَ ومَحَلِّ قُدسِکَ.

إلهی ! بِکَ عَلَیکَ إلّاألحَقتَنی بِمَحَلِّ أهلِ طاعَتِکَ،وَالمَثوَی الصّالِحِ مِن مَرضاتِکَ،فَإِنّی لا أقدِرُ لِنَفسی دَفعاً،ولا أملِکُ لَها نَفعاً.

إلهی ! أنَا عَبدُکَ الضَّعیفُ المُذنِبُ،ومَملوکُکَ المَعیبُ،فَلا تَجعَلنی مِمَّن صَرَفتَ عَنهُ وَجهَکَ،وحَجَبَهُ سَهوُهُ عَن عَفوِکَ.

إلهی ! هَب لی کَمالَ الاِنقِطاعِ إلَیکَ،وأَنِر أبصارَ قُلوبِنا بِضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ،حَتّی تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ،فَتَصِلَ إلی مَعدِنِ العَظَمَةِ،وتَصیرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِکَ.

إلهی ! وَاجعَلنی مِمَّن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،ولاحَظتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِکَ،فَناجَیتَهُ سِرّاً وعَمِلَ لَکَ جَهراً.

إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی قُنوطَ الإِیاسِ،ولَا انقَطَعَ رَجائی مِن جَمیلِ کَرَمِکَ.

إلهی ! إن کانَتِ الخَطایا قَد أسقَطَتنی لَدَیکَ فَاصفَح عَنّی بِحُسنِ تَوَکُّلی عَلَیکَ.

إلهی ! إن حَطَّتنِی الذُّنوبُ مِن مَکارِمِ لُطفِکَ،فَقَد نَبَّهَنِی الیَقینُ إلی کَرَمِ عَطفِکَ.

إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد نَبَّهَتنِی المَعرِفَةُ بِکَرَمِ آلائِکَ.

إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ عَظیمُ عِقابِکَ،فَقَد دَعانی إلَی الجَنَّةِ جَزیلُ ثَوابِکَ.

ص:80

إلهی ! فَلَکَ أسأَلُ،وإلَیکَ أبتَهِلُ وأَرغَبُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تَجعَلَنی مِمَّن یُدیمُ ذِکرَکَ،ولا یَنقُضُ عَهدَکَ،ولا یَغفُلُ عَن شُکرِکَ،ولا یَستَخِفُّ بِأَمرِکَ.

إلهی ! وأَلحِقنی (1)بِنورِ عِزِّکَ الأَبهَجِ،فَأَکونَ لَکَ عارِفاً،وعَن سِواکَ مُنحَرِفاً،ومِنکَ خائِفاً مُراقِباً،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)

ب-الدُّعاءُ المُسَمّی بِ«یَستَشیرَ»

131.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ هذَا الدُّعاءَ،وأَمَرَنی أن أحتَفِظَ بِهِ فی کُلِّ ساعَةٍ لِکُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ،وأَن اعَلِّمَهُ خَلیفَتی مِن بَعدی،وأَمَرَنی أن لا افارِقَهُ طولَ عُمُری حَتّی ألقَی اللّهَ عز و جل بِهذَا الدُّعاءِ،وقالَ لی:قُل حینَ تُصبِحُ وتُمسی هذَا الدُّعاءَ فَإِنَّهُ کَنزٌ مِن کُنوزِ العَرشِ:...وهُوَ هذَا الدُّعَاءُ،تَقولُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ (3)المَلِکُ [الحَقُّ] (4)المُبینُ،المُدَبِّرُ بِلا وَزیرٍ ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ یَستَشیرُ،الأَوَّلُ غَیرُ مَوصوفٍ (5)،وَالباقی بَعدَ فَناءِ الخَلقِ، العَظیمُ الرُّبوبِیَّةِ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وفاطِرُهُما (6)ومُبتَدِعُهُما،بِغَیرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما وفَتَقَهُما فَتقاً،فَقامَتِ السَّماواتُ طائِعاتٍ بِأَمرِهِ،وَاستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ،ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِی السَّماواتِ العُلی اَلرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی * لَهُ ما فِی السَّماواتِ

ص:81


1- .فی بحار الأنوار:«و أتحفنی»بدل«و ألحقنی».
2- الإقبائل:ج 3 ص 295،بحار الأنوار:ج 94 ص 97 ح 13 نقلا عن الکتاب العتیق الغروی.
3- زاد هنا فی البلد الأمین و المصباح للکفعمی:« [4]الحی القیوم الدائم».
4- أثبتنا ما بین المعقوفین من المصادر الاخری.
5- فی المصدر:«غیر مصروف»،و ما فی المتن أثبتناه من المصادر الاخری.
6- فاطر السماوات:أی خالقها و مبتدعها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1401«فطر»).

وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری . (1)

فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ،لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ولا واضِعَ لِما رَفَعتَ،ولا مُعِزَّ لِمَن أذلَلتَ ولا مُذِلَّ لِمَن أعزَزتَ،ولا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ،کُنتَ إذ لَم تَکُن سَماءٌ مَبنِیَّةٌ،ولا أرضٌ مَدحِیَّةٌ (2)،ولا شَمسٌ مُضیئَةٌ،ولا لَیلٌ مُظلِمٌ،ولا نَهارٌ مُضیءٌ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا جَبَلٌ راسٍ،ولا نَجمٌ سارٍ،ولا قَمَرٌ مُنیرٌ، ولا ریحٌ تَهُبُّ،ولا سَحابٌ یَسکُبُ،ولا بَرقٌ یَلمَعُ،ولا رَعدٌ یُسَبِّحُ،ولا روحٌ تَنَفَّسُ، ولا طائِرٌ یَطیرُ،ولا نارٌ تَتَوَقَّدُ،ولا ماءٌ یَطَّرِدُ،کُنتَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وکَوَّنتَ کُلَّ شَیءٍ، وقَدَرتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ،وأَغنَیتَ وأَفقَرتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ، وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وعَلَی العَرشِ استَوَیتَ،فَتَبارَکتَ یا اللّهُ وتَعالَیتَ.

أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ الخَلّاقُ المُعینُ (3)،أمرُکَ غالِبٌ،وعِلمُکَ نافِذٌ،وکَیدُکَ غَریبٌ،ووَعدُکَ صادِقٌ،وقَولُکَ حَقٌّ،وحُکمُکَ عَدلٌ،وکَلامُکَ هُدیً،ووَحیُکَ نورٌ، ورَحمَتُکَ واسِعَةٌ،وعَفوُکَ عَظیمٌ،وفَضلُکَ کَثیرٌ،وعَطاؤُکَ جَزیلٌ،وحَبلُکَ مَتینٌ، وإمکانُکَ عَتیدٌ،وجارُکَ عَزیزٌ،وبَأسُکَ شَدیدٌ،ومَکرُکَ مَکیدٌ،أنتَ یا رَبِّ مَوضِعُ کُلِّ شَکوی،حاضِرُ کُلِّ مَلَأٍ،وشاهِدُ کُلِّ نَجوی،مُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ،مُفَرِّجُ کُلِّ حُزنٍ،غِنی کُلِّ مِسکینٍ،حِصنُ کُلِّ هارِبٍ،أمانُ کُلِّ خائِفٍ،حِرزُ الضُّعَفاءِ،کَنزُ الفُقَراءِ،مُفَرِّجُ الغَمّاءِ،مُعینُ الصّالِحینَ،ذلِکَ اللّهُ رَبُّنا لا إلهَ إلّاهُوَ،تَکفی مِن عِبادِکَ مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ، وأَنتَ جارُ مَن لاذَ بِکَ وتَضَرَّعَ إلَیکَ،عِصمَةُ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ،ناصِرُ مَنِ انتَصَرَ بِکَ،تَغفِرُ الذُّنوبَ لِمَنِ استَغفَرَکَ،جَبّارُ الجَبابِرَةِ،عَظیمُ العُظَماءِ،کَبیرُ الکُبَراءِ،سَیِّدُ السّاداتِ، مَولَی المَوالی،صَریخُ المُستَصرِخینَ،مُنَفِّسٌ عَنِ المَکروبینَ،مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،

ص:82


1- .طه:5 و 6.
2- دَحا الأرض:بَسَطَها (المصباح المنیر:ص 190« دحا»).
3- فی المصادر الاُخری:«العَلیمُ»بدل«المعین».

أسمَعُ السّامِعینَ،أبصَرُ النّاظِرینَ،أحکَمُ الحاکِمینَ،أسرَعُ الحاسِبینَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ، خَیرُ الغافِرینَ،قاضی حَوائِجِ المُؤمِنینَ،مُغیثُ الصّالِحینَ.

أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبُّ العالَمینَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وأَنتَ السَّیِّدُ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الغافِرُ وأَ نَا المُسیءُ، وأَنتَ العالِمُ وأَ نَا الجاهِلُ،وأَنتَ الحَلیمُ وأَ نَا العَجولُ،وأَنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ، وأَنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وأَنتَ المُجیبُ وأَ نَا المُضطَرُّ.

وأَ نَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،المُعطی عِبادَکَ بِلا سُؤالٍ،وأَشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ وإلَیکَ المَصیرُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وَاغفِر لی ذُنوبی وَاستُر عَلَیَّ عُیوبی،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً ورِزقاً واسِعاً یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

ج-الدُّعاءُ المُفَضَّلُ عَلی کُلِّ دُعاءٍ

132.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ الدُّعاءُ المُفَضَّلُ عَلی کُلِّ دُعاءٍ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَیهِ،وکانَ یَدعو بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وَالباقِرُ وَالصّادِقُ علیهما السلام،وعُرِضَ هذَا الدُّعاءُ عَلی أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ قَدَّسَ اللّهُ نَفسَهُ فَقالَ:ما مِثلُ هذَا الدُّعاءِ،وقالَ:

قِراءَةُ هذَا الدُّعاءِ مِن أفضَلِ العِباداتِ،وهُوَ هذا:

اللّهُمَّ أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ،آمَنتُ بِکَ مُخلِصاً لَکَ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،

ص:83


1- .مهج الدعوات:ص 122 عن الحرث بن عمیر عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،البلد الأمین:ص 380، [2]المصباح للکفعمی:ص 381، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 332 ح 71.

أتوبُ إلَیکَ مِن سوءِ عَمَلی،وأَستَغفِرُکَ لِذُنوبِیَ الَّتی لا یَغفِرُها غَیرُکَ،أصبَحَ ذُلّی مُستَجیراً بِعِزَّتِکَ،وأَصبَحَ فَقری مُستَجیراً بِغِناکَ،وأَصبَحَ جَهلی مُستَجیراً بِحِلمِکَ، وأَصبَحَت قِلَّةُ حیلَتی مُستَجیرَةً (1)بِقُدرَتِکَ،وأَصبَحَ خَوفی مُستَجیراً بِأَمانِکَ،وأَصبَحَ دائی مُستَجیراً بِدَوائِکَ،وأَصبَحَ سُقمی مُستَجیراً بِشِفائِکَ،وأَصبَحَ حینی مُستَجیراً بِقَضائِکَ،وأَصبَحَ ضَعفی مُستَجیراً بِقُوَّتِکَ،وأَصبَحَ ذَنبی مُستَجیراً بِمَغفِرَتِکَ،وأَصبَحَ وَجهِیَ الفانِی البالی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقِی الدّائِمِ الَّذی لا یَبلی ولا یَفنی.

یا مَن لا یُواریهِ لَیلٌ داجٍ (2)،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا حُجُبٌ ذاتُ إرتاجٍ (3)،ولا ماءٌ ثَجّاجٌ فی قَعرِ بَحرٍ عَجّاجٍ،یا دافِعَ السَّطَواتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ،أسأَ لُکَ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرتاحُ،یا مَن بِیَدِهِ خَزائِنُ کُلِّ مِفتاحٍ، أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ الطَّیِّبینَ،وأَن تَفتَحَ لی مِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَن تَحجُبَ عَنّی فِتنَةَ المُوَکَّلِ بی،ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ فَیُهلِکَنی،ولا تَکِلنی إلی أحَدٍ طَرفَةَ عَینٍ فَیَعجُزَ عَنّی،ولا تَحرِمنِی الجَنَّةَ،وَارحَمنی وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،وَاکفِنی بِالحَلالِ عَنِ الحَرامِ،وَالطَّیِّبِ عَنِ الخَبیثِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ خَلَقتَ القُلوبَ عَلی إرادَتِکَ،وفَطَرتَ العُقولَ عَلی مَعرِفَتِکَ،فَتَمَلمَلَتِ الأَفئِدَةُ مِن مَخافَتِکَ،وصَرَخَتِ القُلوبُ بِالوَلَهِ [إلَیکَ] (4)،وتَقاصَرَ وُسعُ قَدرِ العُقولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَیکَ،وَانقَطَعَتِ الأَلفاظُ عَن مِقدارِ مَحاسِنِکَ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن إحصاءِ نِعَمِکَ،فَإِذا وَلَجَت بِطُرُقِ البَحثِ عَن نَعتِکَ بَهَرَتها حَیرَةُ العَجزِ عَن إدراکِ وَصفِکَ،فَهِیَ تَرَدَّدُ فِی التَّقصیرِ عَن مُجاوَزَةِ ما حَدَّدتَ لَها،إذ لَیسَ لَها أن تَتَجاوَزَ ما أمَرتَها،فَهِیَ بِالاِقتِدارِ عَلی

ص:84


1- .فی الطبعة المعتمدة:«مستجیراً»،والتصویب من طبعة مؤسسة الأعلمی وبحار الأنوار.
2- دجا اللیلُ:إذا تمّت ظُلمتُه (النهایة:ج 2 ص 102« دجا»).
3- فی المصدر:«أتراج»،وهو تصحیف إرتاج.والإرتاج:مصدر أرتَجَ؛أی أغلَقَ.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین.

ما مَکَّنتَها تَحمَدُکَ بِما أنهَیتَ إلَیها،وَالأَلسُنُ مُنبَسِطَةٌ بِما تُملی عَلَیها،ولَکَ عَلی کُلِّ مَنِ استَعبَدتَ مِن خَلقِکَ ألّا یَمَلّوا مِن حَمدِکَ،وإن قَصُرَتِ المَحامِدُ عَن شُکرِکَ عَلی ما أسدَیتَ إلَیها مِن نِعَمِکَ.

فَحَمِدَکَ بِمَبلَغِ طاقَةِ جُهدِهِمُ الحامِدونَ،وَاعتَصَمَ بِرَجاءِ عَفوِکَ المُقَصِّرونَ،وأَوجَسَ بِالرُّبوبِیَّةِ لَکَ الخائِفونَ،وقَصَدَ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ الطّالِبونَ،وَانتَسَبَ إلی فَضلِکَ المُحسِنونَ، وکُلٌّ یَتَفَیَّأُ فی ظِلالِ تَأمیلِ عَفوِکَ،ویَتَضاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوفِکَ،ویَعتَرِفُ بِالتَّقصیرِ فی شُکرِکَ،فَلَم یَمنَعکَ صُدوفُ مَن صَدَفَ (1)عَن طاعَتِکَ،ولا عُکوفُ مَن عَکَفَ عَلی مَعصِیَتِکَ،أن أسبَغتَ عَلَیهِمُ النِّعَمَ،وأَجزَلتَ لَهُمَ القِسَمَ،وصَرَفتَ عَنهُمُ النِّقَمَ،وخَوَّفتَهُم عَواقِبَ النَّدَمِ،وضاعَفتَ لِمَن أحسَنَ،وأَوجَبتَ عَلَی المُحسِنینَ شُکرَ تَوفیقِکَ لِلإِحسانِ، وعَلَی المُسیءِ شُکرَ تَعَطُّفِکَ بِالاِمتِنانِ،ووَعَدتَ مُحسِنَهُم بِالزِّیادَةِ فِی الإِحسانِ مِنکَ.

فَسُبحانَکَ تُثیبُ عَلی ما بَدؤُهُ مِنکَ،وَانتِسابُهُ إلَیکَ،وَالقُوَّةُ عَلَیهِ بِکَ،وَالإِحسانُ فیهِ مِنکَ،وَالتَّوَکُّلُ فِی التَّوفیقِ لَهُ عَلَیکَ،فَلَکَ الحَمدُ حَمدَ مَن عَلِمَ أنَّ الحَمدَ لَکَ،وأَنَّ بَدأَهُ مِنکَ ومَعادَهُ إلَیکَ،حَمداً لا یَقصُرُ عَن بُلوغِ الرِّضا مِنکَ،حَمدَ مَن قَصَدَکَ بِحَمدِهِ، وَاستَحَقَّ المَزیدَ لَهُ مِنکَ فی نِعَمِهِ،ولَکَ مُؤَیِّداتٌ مِن عَونِکَ،ورَحمَةٌ تَخُصُّ بِها مَن أحبَبتَ مِن خَلقِکَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاخصُصنا مِن رَحمَتِکَ ومُؤَیِّداتِ لُطفِکَ، بِأَوجَبِها لِلإِقالاتِ،وأَعصَمِها مِنَ الإِضاعاتِ،وأَنجاها مِنَ الهَلَکاتِ،وأَرشَدِها إلَی الهِدایاتِ،وأَوقاها مِنَ الآفاتِ،وأَوفَرِها مِنَ الحَسَناتِ،وأَنزَلِها بِالبَرَکاتِ،وأَزیَدِها فِی القِسَمِ،وأَسبَغِها لِلنِّعَمِ،وأَستَرِها لِلعُیوبِ،وأَغفَرِها لِلذُّنوبِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ.

فَصَلِّ عَلی خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفوَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ،بِأَفضَلِ الصَّلَواتِ،وبارِک عَلَیهِ بِأَفضَلِ البَرَکاتِ،بِما بَلَّغَ عَنکَ مِنَ الرِّسالاتِ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،

ص:85


1- .صَدَفَ:أعرَضَ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1017«صدف»).

ودَعا إلَیکَ،وأَفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَیکَ بِالحَقِّ المُبینِ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الأَوَّلینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الآخِرینَ،وعَلی آلِهِ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاخلُفهُ فیهِم بِأَحسَنِ ما خَلَّفتَ بِهِ أحَداً مِنَ المُرسَلینَ بِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لَکَ إراداتٌ لا تُعارَضُ دونَ بُلوغِهَا الغایاتُ،قَدِ انقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجزِ الاِستِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دونَ النِّهایاتِ،فَأَیَّةُ إرادَةٍ جَعَلتَها إرادَةً لِعَفوِکَ،وسَبَباً لِنَیلِ فَضلِکَ،وَاستِنزالاً لِخَیرِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ،وصِلهَا اللّهُمَّ بِدَوامٍ، وَابدَأها بِتَمامٍ،إنَّکَ واسِعُ الحِباءِ (1)،کَریمُ العَطاءِ،مُجیبُ النِّداءِ،سَمیعُ الدُّعاءِ. (2)

د-دُعاءُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ

133.مهج الدعوات عن محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغی عن الیَسع بن حمزة القمّیّ: أخبَرَنی عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ وَزیرُ المُعتَصِمِ الخَلیفَةِ أنَّهُ جاءَ عَلَیَّ بِالمَکروهِ الفَظیعِ حَتّی تَخَوَّفتُهُ عَلی إراقَةِ دَمی وفَقرِ عَقِبی،فَکَتَبتُ إلی سَیِّدی أبِی الحَسَنِ العَسکَرِیِّ علیه السلام أشکو إلَیهِ ما حَلَّ بی،فَکَتَبَ إلَیَّ:

لا رَوعَ عَلَیکَ ولا بَأسَ،فَادعُ اللّهَ بِهذِهِ الکَلِماتِ یُخَلِّصکَ اللّهُ وَشیکاً مِمّا وَقَعتَ فیهِ ویَجعَل لَکَ فَرَجاً،فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ یَدعونَ بِها عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ وعِندَ تَخَوُّفِ الفَقرِ وضیقِ الصَّدرِ.

قالَ الیَسَعُ بنُ حَمزَةَ:فَدَعَوتُ اللّهَ بِالکَلِماتِ الَّتی کَتَبَ إلَیَّ سَیِّدی بِها فی صَدرِ النَّهارِ،فَوَ اللّهِ ما مَضی شَطرُهُ حَتّی جاءَنی رَسولُ عَمرِو بنِ مَسعَدَةَ فَقالَ لی:أجِبِ الوَزیرَ فَنَهَضتُ (3)ودَخَلتُ عَلَیهِ،فَلَمّا بَصُرَ بی تَبَسَّمَ إلَیَّ وأَمَرَ بِالحَدیدِ فَفُکَّ عَنّی

ص:86


1- .حَبَوتُ الرجُلَ:أعطیتُه بغیر عِوَض (مجمع البحرین:ج 1 ص 356«حبا»).
2- مهج الدعوات:ص 119، البلد الأمین:ص 378، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 402 ح 34.
3- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«نهضت»،والتصویب من بحار الأنوار.

وبِالأَغلالِ فَحُلَّت مِنّی،وأَمَرَنی بِخَلعَةٍ مِن فاخِرِ ثِیابِهِ،وأَتحَفَنی بِطیبٍ،ثُمَّ أدنانی وقَرَّبَنی وجَعَلَ یُحَدِّثُنی ویَعتَذِرُ إلَیَّ،ورَدَّ عَلَیَّ جَمیعَ ما کانَ استَخرَجَهُ مِنّی،وأَحسَنَ رِفدی ورَدَّنی إلَی النّاحِیَةِ الَّتی کُنتُ أتَقَلَّدُها،وأَضافَ إلَیهَا الکورَةَ الَّتی تَلیها.

قالَ:وکانَ الدُّعاءُ:

یا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَکارِهِ،ویا مَن یُفَلُّ بِذِکرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ،ویا مَن یُدعی بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضیقِ المَخرَجِ إلی مَحَلِّ الفَرَجِ،ذَلَّت لِقُدرَتِکَ الصِّعابُ،وتَسَبَّبَت بِلُطفِکَ الأَسبابُ،وجَری بِطاعَتِکَ القَضاءُ،ومَضَت عَلی ذِکرِکَ الأَشیاءُ فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دونَ قَولِکَ مُؤتَمِرَةٌ،وبِإِرادَتِکَ دونَ وَحیِکَ مُنزَجِرَةٌ،وأَنتَ المَرجُوُّ لِلمُهِمّاتِ،وأَنتَ المَفزَعُ لِلمُلِمّاتِ،لا یَندَفِعُ مِنها إلّاما دَفَعتَ،ولا یَنکَشِفُ مِنها إلّاما کَشَفتَ،وقَد نَزَلَ بی مِنَ الأَمرِ ما فَدَحَنی ثِقلُهُ،وحَلَّ بی مِنهُ ما بَهَظَنی حَملُهُ،وبِقُدرَتِکَ أورَدتَ عَلَیَّ ذلِکَ، وبِسُلطانِکَ وَجَّهتَهُ إلَیَّ،فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ،ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ،ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ،ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ،إلّاأنتَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لی بابَ الفَرَجِ بِطَولِکَ،وَاصرِف عَنّی سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِکَ،وأَنِلنی حُسنَ النَّظَرِ فیما شَکَوتُ،وَارزُقنی حَلاوَةَ الصُّنعِ فیما سَأَلتُکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ فَرَجاً وَحِیّاً (1)،وَاجعَل لی مِن عِندِکَ مَخرَجاً هَنیئاً،ولا تَشغَلنی بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فَرائِضِکَ،وَاستِعمالِ سُنَّتِکَ،فَقَد ضِقتُ بِما نَزَلَ بی ذَرعاً،وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَیَّ جَزَعاً،وأَنتَ القادِرُ عَلی کَشفِ ما بُلیتُ بِهِ،ودَفعِ ما وَقَعتُ فیهِ،فَافعَل ذلِکَ بی وإِن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبِهِ مِنکَ،یا ذَا العَرشِ العَظیمِ،وذَا المَنِّ الکَریمِ،فَأَنتَ قادِرٌ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)

ص:87


1- .الوَحِیُّ-عَلی فعیل-:السریع (لسان العرب:ج 15 ص 382« وحی»).
2- مهج الدعوات:ص 271، المصباح للکفعمی:ص 314، [3]بحار الأنوار:ج 95 ص 229 ح 27.
ه-دَعَواتٌ اخری لِأَهلِ البَیتِ علیهم السلام

134.الکافی عن عبد اللّه بن عبد الرحمن عن الإمام الباقر علیه السلام،قالَ: قالَ لی:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً تَدعو بِهِ؟! إنّا أهلَ البَیتِ إذا کَرَبَنا أمرٌ وتَخَوَّفنا مِنَ السُّلطانِ أمراً لا قِبَلَ لَنا بِهِ نَدعو بِهِ.

قُلتُ:بَلی بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،قالَ:قُل:

یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا باقِیَ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)

135.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام دَعوَةً یَدعو بِها عِندَ ما أهَمَّهُ،فَکانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُعَلِّمُها وُلدَهُ:

یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا کائِناً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،افعَل بی کَذا وکَذا. (2)

136.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ بِهِم إلَیکَ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ إلَیکَ مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِاللَّعنَةِ عَلَیهِم. (3)

137.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:

اللّهُمَّ إن کانَت ذُنوبی قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ وحَجَبَت دُعائی عَنکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی یا رَبِّ بِهِم دُعائی. (4)

راجع:ص 490 ح 665.

ص:88


1- .الکافی:ج 2 ص 560 ح 13، مهج الدعوات:ص 175، [2]المصباح للکفعمی:ص 333،بحار الأنوار:ج 95 ص 284.
2- الأسماء والصفات:ج 1 ص 42 ح 16 عن صالح بن حیّان،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 47 ح 67 [4] عن صالح بن حسّان،کنز العمّال:ج 2 ص 656 ح 4998.
3- الدعوات:ص 29 ح 53،بحار الأنوار:ج 94 ص 22 ح 19.
4- الدعوات:ص 30 ح 62،بحار الأنوار:ج 94 ص 22 ح 19.

2/2دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

الف-دُعاؤُهُ علیه السلام فِی الاِستِعانَةِ فی أمرِ الوِلایَةِ

138.الإمام علیّ علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ووَلِیُّکَ،اِختَرتَنی وَارتَضَیتَنی ورَفَعتَنی وکَرَّمتَنی بِما أورَثتَنی مِن مَقامِ أصفِیائِکَ وخِلافَةِ أولِیائِکَ،وأَغنَیتَنی وأَفقَرتَ النّاسَ فی دینِهِم ودُنیاهُم إلَیَّ،وأَعزَزتَنی وأَذلَلتَ العِبادَ إلَیَّ،وأَسکَنتَ قَلبی نورَکَ ولَم تُحوِجنی إلی غَیرِکَ،وأَنعَمتَ عَلَیَّ وأَنعَمتَ بی ولَم تَجعَل مِنَّةً عَلَیَّ لِأَحَدٍ سِواکَ،وأَقمتَنی لِإِحیاءِ حَقِّکَ وَالشَّهادَةِ عَلی خَلقِکَ،وأَن لا أرضی ولا أسخَطَ إلّالِرِضاکَ وسَخَطِکَ،ولا أقولَ إلّاحَقّاً،ولا أنطِقَ إلّاصِدقاً. (1)

ب-أکثَرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

139.الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ أمیرُالمُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ:

اللّهُمَّ مُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وَالتَّفویضِ إلَیکَ،وَالرِّضا بِقَدَرِکَ،وَالتَّسلیمِ لِأَمرِکَ، حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ یا رَبَّ العالَمینَ. (2)

140.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعاءٍ کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یُصبِح بی مَیِّتاً،ولا سَقیماً،ولا مَضروباً عَلی عُروقی بِسوءٍ،ولا مَأخوذاً بِأَسوَإِ عَمَلی،ولا مَقطوعاً دابِری،ولا مُرتَدّاً عَن دینی،ولا مُنکِراً لِرَبّی،ولا مُستَوحِشاً مِن إیمانی،ولا مُلتَبِساً عَقلی،ولا مُعَذَّباً بِعَذابِ الاُمَمِ مِن قَبلی،أصبَحتُ عَبداً مَملوکاً ظالِماً لِنَفسی،لَکَ الحُجَّةُ عَلَیَّ ولا حُجَّةَ لی،ولا أستَطیعُ أن آخُذَ إلّاما

ص:89


1- .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 118، بحار الأنوار:ج 41 ص 6 ح 5.
2- الکافی:ج 2 ص 580 ح 14 عن أبی حمزة،مشکاة الأنوار:ص 45 ح 28 و ص 521 ح 1754 [4] وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 292 ح 6.

أعطَیتَنی،ولا أتَّقِیَ إلّاما وَقَیتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،أو أضِلَّ فی هُداکَ،أو اضامَ (1)فی سُلطانِکَ،أو اضطَهَدَ وَالأَمرُ لَکَ.

اللّهُمَّ اجعَل نَفسی أوَّلَ کَریمَةٍ تَنتَزِعُها مِن کَرائِمی،وأَوَّلَ وَدیعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِکَ عِندی.

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ أن نَذهَبَ عَن قَولِکَ،أو أن نُفتَتَنَ عَن دینِکَ،أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَی الَّذی جاءَ مِن عِندِکَ. (2)

141.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:

اللّهُمَّ کَتَبتَ الآثارَ،وعَلِمتَ الأَخبارَ،وَاطَّلَعتَ عَلَی الأَسرارِ،فَحُلتَ بَینَنا وبَینَ القُلوبِ،فَالسِّرُّ عِندَکَ عَلانِیَةٌ،وَالقُلوبُ إلَیکَ مُفضاةٌ،وإِنَّما أمرُکَ لِشَیءٍ إذا أرَدتَهُ أن تَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ،فَقُل بِرَحمَتِکَ لِطاعَتِکَ أن تَدخُلَ فی کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،ولا تُفارِقَنی حَتّی ألقاکَ،وقُل بِرَحمَتِکَ لِمَعصِیَتِکَ أن تَخرُجَ مِن کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،فَلا تَقرَبَنی حَتّی ألقاکَ،وَارزُقنی مِنَ الدُّنیا،وزَهِّدنی فیها،ولا تَزوِها عَنّی ورَغبَتی فیها،یا رَحمانُ. (3)

ج-دُعاؤُهُ علیه السلام فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ

142.المزار الکبیر عن میثم: أصحَرَ بی مَولایَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام لَیلَةً مِنَ اللَّیالی حَتّی خَرَجَ مِنَ الکوفَةِ وَانتَهی إلی مَسجِدِ جُعفِیٍّ،تَوَجَّهَ إلَی القِبلَةِ وصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،فَلَمّا سَلَّمَ وسَبَّحَ بَسَطَ کَفَّیهِ وقالَ:

ص:90


1- .الضَّیمُ:الظُّلمُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1091« ضیم»).
2- نهج البلاغة:الخطبة 215، بحار الأنوار:ج 94 ص 230 ح 4 [3] وص 226 ح 1 نقلاً عن اختیار [4]ابن الباقی.
3- الکافی:ج 2 ص 590 ح 30 عن یعقوب بن شعیب.

إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ؟وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُکَ؟وحُبُّکَ فی قَلبی مَکینٌ،مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.

إلهی ! أنتَ مالِکُ العَطایا،وأَ نَا أسیرُ الخَطایا،ومِن کَرَمِ العُظَماءِ الرِّفقُ بِالاُسَراءِ،وأَ نَا أسیرٌ بِجُرمی،مُرتَهَنٌ بِعَمَلی.

إلهی ! ما أضیَقَ الطَّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،وأَوحَشَ المَسلَکَ عَلی مَن لَم تَکُن أنیسَهُ.

إلهی ! لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،وإن طالَبتَنی بِسَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،وإن طالَبتَنی بِشَرّی لَاُطالِبَنَّکَ بِخَیرِکَ،وإن جَمَعتَ بَینی وبَینَ أعدائِکَ فِی النّارِ لَاُخبِرَنَّهُم أنّی کُنتُ لَکَ مُحِبّاً،وأَنَّنی کُنتُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ.

إلهی ! هذا سُروری بِکَ خائِفاً،فَکَیفَ سُروری بِکَ آمِناً.

إلهِی ! الطّاعَةُ تَسُرُّکَ،وَالمَعصِیَةُ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ مِنَ المَنسِیّینَ کَمَن قَد نُسِیَ.

إلهی ! کَبِرَ سِنّی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی ونَفِدَت أیّامی، وذَهَبَت مَحاسِنی،ومَضَت شَهوَتی،وبَقِیَت تَبِعَتی،وبَلِیَ جِسمی،وتَقَطَّعَت أوصالی، وتَفَرَّقَت أعضائی،وبَقیتُ مُرتَهَناً بِعَمَلی.

إلهی ! أفحَمَتنی ذُنوبی،وَانقَطَعَت مَقالَتی،ولا حُجَّةَ لی.

إلهی ! أنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِجُرمی،الأَسیرُ بِإِساءَتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَفَضَّل عَلَیَّ،وتَجاوَز عَنّی.

ص:91

إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.

إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ بِالخَیبَةِ مِن عِندِکَ مَحروماً،وکُلُّ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟

إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائی مِن بَینِ الآمِلینَ.

إلهی ! عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُطالِبَ بِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ کُنتَ المُبارَزَ بِهِ،إلّاأنّی إذا ذَکَرتُ کِبَرَ ذَنبی،وعِظَمَ عَفوِکَ وغُفرانِکَ،وَجَدتُ الحاصِلَ بَینَهُما لی أقرَبَهُما إلی رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ.

إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد نادانی إلَی الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِکَ.

إلهی ! إن أوحَشَتنِی الخَطایا عَن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَتنی بِالیَقینِ مَکارِمُ عَفوِکَ.

إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أنبَهَتنِی المَعرِفَةُ یا سَیِّدی بِکَرَمِ آلائِکَ.

إلهی ! إن عَزَبَ (1)لُبّی (2)،عَن تَقویمِ ما یُصلِحُنی،فَما عَزَبَ إیقانی بِنَظَرِکَ إلَیَّ فیما یَنفَعُنی.

إلهی ! إنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی فَبِالإِیمانِ أمضَیتُ السّالِفاتِ مِن أعوامی.

إلهی ! جِئتُکَ مَلهوفاً (3)،وقَد البِستُ عُدمَ فاقَتی،وأَقامَنی مَعَ الأَذِلّاءِ بَینَ یَدَیکَ ضُرُّ حاجَتی.

ص:92


1- .عَزَبَ:أی بعد عهده (النهایة:ج 3 ص 227«عزب»).
2- اللُّبُّ:العقل (لسان العرب:ج 1 ص 730«لبب»).
3- الملهوف:المظلوم یستغیث (الصحاح:ج 4 ص 1429« لهف»).

إلهی ! کَرُمتَ فَأَکرِمنی إذ کُنتُ مِن سُؤّالِکَ،وجُدتَ بِالمَعروفِ فَاخلِطنی بِأَهلِ نَوالِکَ.

إلهی ! أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن شَأنِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِاِنتِظارِ خَیرٍ مِنکَ مَألوفٍ.

إلهی ! أقَمتُ عَلی قَنطَرَةِ الأَخطارِ مَبلُوّاً بِالأَعمالِ وَالاِختِبارِ،إن لَم تُعِن عَلَیها بِتَخفیفِ الأَثقالِ وَالآصارِ (1).

إلهی ! أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟

إلهی ! إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی ذلِکَ المَقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالطَّولِ وَالإِنعامِ.

إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ.

إلهی ! إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی.

إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجی وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی.

إلهی ! سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ المُزِلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجَعوا،وسَمِعَ المُذنِبونَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ فَتَمَتَّعوا،وسَمِعَ المُجرِمونَ بِکَرَمِ عَفوِکَ فَطَمِعوا،حَتَّی ازدَحَمَت عَصائِبُ (2)العُصاةِ مِن عِبادِکَ،وعَجَّ إلَیکَ کُلٌّ مِنهُم عَجیجَ الضَّجیجِ بِالدُّعاءِ فی بِلادِکَ،ولِکُلٍّ أمَلٌ ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ وحاجَةٌ،وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ

ص:93


1- .الإصْرُ:الإثم والعقوبة للغوه وتضییعه عمله (النهایة:ج 1 ص 52«أصر»).
2- العصائب:جمع عصابة،وهم الجماعة من الناس من العشرة إلی الأربعین (النهایة:ج 3 ص 243« عصب»).

عِندَهُ وُجوهُ المَطالِبِ.صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وآلِهِ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

وأَخفَتَ دُعاءَهُ،وسَجَدَ وعَفَّرَ،وقالَ:العَفوَ العَفوَ-مِئَةَ مَرَّةٍ-. (1)

د-دَعَواتُهُ علیه السلام لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله

143.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعائِهِ لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله-:

اللّهُمَّ اقسِم لَهُ مَقسَماً مِن عَدلِکَ،وَاجزِهِ مُضَعَّفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ.اللّهُمَّ أعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ نُزُلَهُ،وشَرِّف عِندَکَ مَنزِلَهُ،وآتِهِ الوَسیلَةَ وأَعطِهِ السَّناءَ وَالفَضیلَةَ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ غَیرَ خَزایا ولا نادِمینَ،ولا ناکِبینَ (2)ولا ناکِثینَ (3)،ولا ضالّینَ ولا مُضِلّینَ ولا مَفتونینَ. (4)

144.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ داحِیَ المَدحُوّاتِ (5)،وداعِمَ المَسموکاتِ (6)،وجابِلَ (7)القُلوبِ عَلی فِطرَتِها؛شَقِیِّها وسَعیدِها،اِجعَل شَرائِفَ صَلَواتِکَ ونَوامِیَ بَرَکاتِکَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،الخاتِمِ لِما سَبَقَ،وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ (8)،وَالمُعلِنِ الحَقَّ بِالحَقِّ،وَالدّافِعِ جَیشاتِ (9)الأَباطیلِ،وَالدّامِغِ

ص:94


1- .المزار الکبیر:ص 149،المزار للشهید الأوّل:ص 270،بحار الأنوار:ج 100 ص 449 ح 26.
2- نَکَبَ عن الطریق:عَدَلَ (الصحاح:ج 1 ص 228« نکب»).
3- النَّکْث:نَقض العهد (النهایة:ج 5 ص 114« نکث»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 106، بحار الأنوار:ج 16 ص 381 ح 93.
5- الدَّحُو:البسط،والمَدحوّات:الأرضین؛أی بسط ووسّع الأرضین (النهایة:ج 2 ص 106« دحا»).
6- المسْمُوکات:السماوات السبع (النهایة:ج 2 ص 403«سمک»).
7- جَبَلَهُم اللّه تعالی:خَلَقَهُم.وجَبَلَه علی الشیء:طَبَعَهُ (القاموس المحیط:ج 3 ص 345«جبل»).
8- الفاتح لما انغلق:أی فتحَ ما انغلق واُبهم علی الناس من مسائل الدین والتوحید والشرائع (بحار الأنوار:ج 16ص 378).
9- جَیَشَات:جمع جیشة،وهی المرّة من جَاشَ؛إذا ارتفع (النهایة:ج 1 ص 324« جیش»).

صَولاتِ الأَضالیلِ کَما حُمِّلَ،فَاضطَلَعَ قائِماً بِأَمرِکَ،مُستَوفِزاً (1)فی مَرضاتِکَ،غَیرَ ناکِلٍ عَن قُدُمٍ،ولا واهٍ فی عَزمٍ،واعِیاً لِوَحیِکَ،حافِظاً لِعَهدِکَ،ماضِیاً عَلی نَفاذِ أمرِکَ،حَتّی أوری قَبَسَ القابِسِ (2)،وأَضاءَ الطَّریقَ لِلخابِطِ (3)،وهُدِیَت بِهِ القُلوبُ بَعدَ خَوضاتِ الفِتَنِ وَالآثامِ،وأَقامَ بِموضِحاتِ الأَعلامِ ونَیِّراتِ الأَحکامِ.

فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وخازِنُ عِلمِکَ المَخزونِ،وشَهیدُکَ (4)یَومَ الدّینِ،وبَعیثُکَ (5)بِالحَقِّ،ورَسولُکَ إلَی الخَلقِ.

اللّهُمَّ افسَح لَهُ مَفسَحاً فی ظِلِّکَ،وَاجزِهِ مُضاعَفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ،اللّهُمَّ وأَعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ مَنزِلَتَهُ،وأَتمِم لَهُ نورَهُ،وَاجزِهِ مِنِ ابتِعاثِکَ لَهُ مَقبولَ الشَّهادَةِ،ومَرضِیَّ المَقالَةِ،ذا مَنطقٍ عَدلٍ،وخُطبَةٍ فَصلٍ.

اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَهُ فی بَردِ العَیشِ (6)،وقَرارِ النِّعمَةِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،وأَهواءِ اللَّذّاتِ،ورَخاءِ الدَّعَةِ،ومُنتَهَی الطُّمَأنینَةِ،وتُحَفِ الکَرامَةِ. (7)

145.عنه علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی طَیِّبِ المُرسَلینَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،المُنتَجَبِ الفاتِقِ الرّاتِقِ. (8)

ص:95


1- .الوَفز:العَجَلة (الصحاح:ج 3 ص 901«وفز»).
2- قال ابن الأثیر:ومنه حدیث علیٍّ علیه السلام:«حتّی أوری قَبَساً لِقابس»؛أی أظهَر نوراً من الحقّ لطالبه.والقابِس:طالِب النار،وهو فاعل من قَبَس (النهایة:ج 4 ص 4« قبس»).
3- الخَبْط:المشی علی غیر الطریق (مجمع البحرین:ج 1 ص 491«خبط»).
4- شهیدک یوم الدین:أی شاهدک علی امّته یوم القیامة (النهایة:ج 2 ص 513« شهد»).
5- بعیثُک:أی مبعوثک الذی بعثته إلی الخلق،فهو فعیل بمعنی مفعول (النهایة:ج 1 ص 138« بعث»).
6- بَرْدُ العَیش:طِیب العیش (مجمع البحرین:ج 1 ص 136).
7- نهج البلاغة:الخطبة 72، الغارات:ج 1 ص 159 عن أبی سلام الکندی نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 83 ح 3 و 4؛ [5]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 82 ح 3،المعجم الأوسط:ج 9 ص 43 ح 9089،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 135 [6] کلاهما عن سلامة بن الکندی وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 270 ح 3989.
8- الفاتق الراتق:یعنی فاتِق الجور وممزّقه،وراتق الخلل الذی وقع فی الدّین.والکلام استعارة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1359«فتق»).

اللّهُمَّ فَخُصَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بِالذِّکرِ المَحمودِ وَالحَوضِ المَورودِ،اللّهُمَّ آتِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ الوَسیلَةَ وَالرِّفعَةَ والفَضیلَةَ،وَاجعَل فِی المُصطَفَینَ مَحَبَّتَهُ، وفِی العِلِّیّینَ دَرَجَتَهُ،وفِی المُقَرَّبینَ کَرامَتَهُ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ مِن کُلِّ کَرامَةٍ أفضَلَ تِلکَ الکَرامَةِ،ومِن کُلِّ نَعیمٍ أوسَعَ ذلِکَ النَّعیمِ،ومِن کُلِّ عَطاءٍ أجزَلَ ذلِکَ العَطاءِ،ومِن کُلِّ یُسرٍ أنضَرَ (1)ذلِکَ الیُسرِ،ومِن کُلِّ قِسمٍ أوفَرَ ذلِکَ القِسمِ،حَتّی لا یَکونَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أقرَبَ مِنهُ مَجلِساً،ولا أرفَعَ مِنهُ عِندَک ذِکراً ومَنزِلَةً،ولا أعظَمَ عَلَیکَ حَقّاً،ولا أقرَبَ وَسیلَةً مِن مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،إمامِ الخَیرِ وقائِدِهِ وَالدّاعی إلَیهِ،وَالبَرَکَةِ عَلی جَمیعِ العِبادِ وَالبِلادِ،ورَحمَةٍ لِلعالَمینَ.

اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی بَردِ العَیشِ،وتَرَوُّحِ (2)الرَّوحِ (3)، وقَرارِ النِّعمَةِ،وشَهوَةِ الأَنفُسِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،ونِعَمِ اللَّذّاتِ،ورَجاءِ الفَضیلَةِ،وشُهودِ الطُّمَأنینَةِ،وسُؤدَدِ (4)الکَرامَةِ،وقُرَّةِ العَینِ،ونَضرَةِ النَّعیمِ،وبَهجَةٍ لا تُشبِهُ بَهَجاتِ الدُّنیا، نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأَدَّی النَّصیحَةَ،وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ،واُوذِیَ فی جَنبِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،وعَبَدَکَ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.

اللّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ،ورَبَّ الرُّکنِ وَالمَقامِ،ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ،بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَنَّا السَّلامَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وعَلی أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أجمَعینَ،وصَلِّ اللّهُمَّ عَلَی

ص:96


1- .فی الإقبال:« أیسر»بدل«أنضر».
2- فی الإقبال ومصباح المتهجّد:« برد»بدل«تروّح».
3- الرَّوحُ:بَرد نسیم الریح (لسان العرب:ج 2 ص 457« روح»).
4- السُّؤْدَدُ:المجد والشرف (تاج العروس:ج 5 ص 32«سود»).

الحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ،وعَلی أهلِ طاعَتِکَ مِن أهلِ السَّماواتِ السَّبعِ وأَهلِ الأَرَضینَ السَّبعِ مِنَ المُؤمِنینَ أجمَعینَ. (1)

ه-دُعاؤُهُ علیه السلام فی خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

146.المناقب عن إبراهیم: إنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام جَمَعَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ فی خَمسِ کَلِماتٍ، کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الدُّنیا وما فیها ما أسُدُّ بِهِ لِسانی،واُحصِنُ بِهِ فَرجی،واُؤَدّی بِهِ أمانَتی،وأَصِلُ بِهِ رَحِمی،وأَتَّجِرُ بِهِ لِآخِرَتی. (2)

و-مِن غُرَرِ أدعِیَتِهِ علیه السلام

147.الإمام علیّ علیه السلام:

إلهی کَفی لی عِزّاً أن أکونَ لَکَ عَبداً،وکَفی بی فَخراً أن تَکونَ لی رَبّاً،[إلهی] (3)أنتَ کَما احِبُّ فَاجعَلنی کَما تُحِبُّ (4). (5)

148.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما تَأخُذُ وتُعطی،وعَلی ما تُعافی وتَبتَلی؛حَمداً یَکونُ أرضَی الحَمدِ لَکَ،وأَحَبَّ الحَمدِ إلَیکَ،وأَفضَلَ الحَمدِ عِندَکَ؛حَمداً یَملَأُ ما خَلَقتَ،ویَبلُغُ ما

ص:97


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 83 ح 239 عن علیّ بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیه السلام،الإقبال:ج 1 ص 320 عن الإمام الحسین علیه السلام عنه علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 557 ح 651 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 127 ح 3؛ [3]العقد الفرید:ج 3 ص 126 [4] نحوه.
2- المناقب للخوارزمی:ص 365 ح 382،الثقات لابن حبّان:ج 8 ص 175،نظم درر السمطین:ص 150 وفیه«اُسدّد»بدل«أسدّ».
3- أثبتناه من کنز الفوائد.
4- فی کنز الفوائد و تنبیه الخواطر:«...أنت لی کَما احِبُّ فَوَفِّقنی لِما تُحِبُّ».
5- الخصال:ص 420 ح 14،روضة الواعظین:ص 123 کلاهما عن عامر الشعبی،کنز الفوائد:ج 1 ص 386 [9] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 111، [10]بحار الأنوار:ج 94 ص 94 ح 10.

أرَدتَ؛حَمداً لا یُحجَبُ عَنکَ،ولا یُقصَرُ دُونَکَ؛حَمداً لا یَنقَطِعُ عَدَدُهُ،ولا یَفنی مَدَدُهُ.

فَلَسنا نَعلَمُ کُنهَ عَظَمَتِکَ،إلّاأنّا نَعلَمُ أنَّکَ حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.لَم یَنتَهِ إلَیکَ نَظَرٌ،ولم یُدرِککَ بَصَرٌ.أدرَکتَ الأَبصارَ،وأَحصَیتَ الأعمالَ (1)،وأَخَذتَ بِالنَّواصی وَالأَقدامِ.

ومَا الَّذی نَری مِن خَلقِکَ،ونَعجَبُ لَهُ مِن قُدرَتِکَ،ونَصِفُهُ مِن عَظیمِ سُلطانِکَ ! وما تَغَیَّبَ عَنّا مِنهُ،وقَصُرَت أبصارُنا عَنهُ،وَانتَهَت عُقولُنا دونَهُ،وحالَت سُتورُ الغُیوبِ بَینَنا وبَینَهُ أعظَمُ.

فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأَعمَلَ فِکرَهُ؛لِیَعلَمَ کَیفَ أقَمتَ عَرشَکَ،وکَیفَ ذَرَأتَ خَلقَکَ،وکَیفَ عَلَّقتَ فِی الهَواءِ سَماواتِکَ،وکَیفَ مَدَدتَ عَلی مَورِ (2)الماءِ أرضَکَ،رَجَعَ طَرفُهُ حَسیراً (3)، وعَقلُه مَبهوراً،وسَمعُهُ والِهاً،وفِکرُهُ حائِراً. (4)

149.عنه علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ أوَّلَ مَحمودٍ،وآخِرَ مَعبودٍ،وأَقرَبَ مَوجودٍ،البَدیءِ (5)بِلا مَعلومٍ لِأَزَلِیَّتِهِ، ولا آخِرٍ لِأَوَّلِیَّتِهِ،وَالکائِنِ قَبلَ الکَونِ بِغَیرِ کِیانٍ،وَالمَوجودِ فی کُلِّ مَکانٍ بِغَیرِ عَیانٍ، وَالقَریبِ مِن کُلِّ نَجوی بِغَیرِ تَدانٍ،عَلَنَت عِندَهُ الغُیوبُ،وضَلَّت فی عَظَمَتِهِ القُلوبُ،فَلَا الأَبصارُ تُدرِکُ عَظَمَتَهُ،ولَا القُلوبُ-عَلَی احتِجابِهِ-تُنکِرُ مَعرِفَتَهُ،تَمَثَّلَ فِی القُلوبِ بِغَیرِ مِثالٍ تَحُدُّهُ الأَوهامُ،أو تُدرِکُهُ الأَحلامُ،ثُمَّ جَعَلَ مِن نَفسِهِ دَلیلاً عَلی تَکَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِّ وَالنِّدِّ وَالشِّکلِ وَالمِثلِ،فَالوَحدانِیَّةُ آیَةُ الرُّبوبِیَّةِ،وَالمَوتُ الآتی عَلی خَلقِهِ مُخبِرٌ عَن

ص:98


1- .فی نسخة:«الأعمار».
2- المَوْر:المَوْج،والاضطراب،والتحرُّک (تاج العروس:ج 7 ص 496«مور»).
3- حَسَر بصرُه:أی کَلَّ وانقطع نظرُه من طول مدیً وما أشبه ذلک،فهو حسیر (لسان العرب:ج 4 ص 188« حسر»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 160.
5- البدیءُ:الأوّل (الصحاح:ج 1 ص 35«بدأ»).

خَلقِهِ وقُدرَتِهِ،ثُمَّ خَلقُهُم مِن نُطفَةٍ-ولَم یَکونوا شَیئاً-دَلیلٌ عَلی إعادَتِهِم خَلقاً جَدیداً بَعدَ فَنائِهِم کَما خَلَقَهُم أوَّلَ مَرَّةٍ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،الَّذی لَم یَضُرَّهُ بِالمَعصِیَةِ المُتَکَبِّرونَ،ولَم یَنفَعهُ بِالطّاعَةِ المُتَعَبِّدونَ،الحَلیمِ عَنِ (1)الجَبابِرَةِ المُدَّعینَ،وَالمُمهِلِ الزّاعِمینَ لَهُ شَریکاً فی مَلَکوتِهِ، الدّائِمِ فی سُلطانِهِ بِغَیرِ أمَدٍ،وَالباقی فی مُلکِهِ بَعدَ انقِضاءِ الأَبَدِ،وَالفَردِ الواحِدِ الصَّمَدِ، وَالمُتَکَبِّرِ عَنِ الصّاحِبَةِ وَالوَلَدِ،رافِعِ السَّماءِ بِغَیرِ عَمَدٍ،ومُجرِی السَّحابِ بِغَیرِ صَفَدٍ (2)، قاهِرِ الخَلقِ بِغَیرِ عَدَدٍ،لکِنِ اللّهُ الأَحَدُ الفَردُ الصَّمَدُ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَخلُ مِن فَضلِهِ المُقیمونَ عَلی مَعصِیَتِهِ،ولَم یُجازِهِ-لِأَصغَرِ نِعَمِهِ-المُجتَهِدونَ فی طاعَتِهِ،الغَنِیِّ الَّذی لا یَضِنُّ بِرِزقِهِ عَلی جاحِدِهِ،ولا یَنقُصُ عَطایاهُ أرزاقُ خَلقِهِ،خالِقِ الخَلقِ ومُفنیهِ،ومُعیدِهِ ومُبدیهِ ومُعافیهِ،عالِمِ ما أکَنَّتهُ (3)السَّرائِرُ وأَخبَتهُ الضَّمائِرُ،وَاختَلَفَت بِهِ الأَلسُنُ،وأَنسَتهُ الأَزمُنُ،الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالقَیّومِ الَّذی لا یَنامُ،وَالدّائِمِ الَّذی لا یَزولُ،وَالعَدلِ الَّذی لا یَجورُ،وَالصّافِحِ عَنِ الکَبائِرِ بِفَضلِهِ، وَالمُعَذِّبِ مَن عَذَّبَ بِعَدلِهِ،لَم یَخَفِ الفَوتَ فَحَلُمَ،وعَلِمَ الفَقرَ فَرَحِمَ،وقالَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: وَ لَوْ یُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِما کَسَبُوا ما تَرَکَ عَلی ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ (4).

أحمَدُهُ حَمداً أستَزیدُهُ فی نِعمَتِهِ،وأَستَجیرُ بِهِ مِن نَقِمَتِهِ،وأَتَقَرَّبُ إلَیهِ بِالتَّصدیقِ لِنَبِیِّهِ،المُصطَفی لِوَحیهِ،المُتَخَیِّرِ لِرِسالَتِهِ،المُختَصِّ بِشَفاعَتِهِ،القائِمِ بِحَقِّهِ،مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وعَلی أصحابِهِ وعَلَی النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ وَالمَلائِکَةِ أجمَعینَ وسَلَّمَ تَسلیماً.

ص:99


1- .فی المصدر:«علی»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.
2- الصَفَدُ:القُیودُ والأغلال،الوِثاقُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1035«صفد»).
3- تَکُنُّ:أی تُخفی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1599«کنن»).
4- فاطر:45.

إلهی ! دَرَسَتِ (1)الآمالُ،وتَغَیَّرَتِ الأَحوالُ،وکَذَبَتِ الأَلسُنُ،واُخلِفَتِ العِداةُ (2)إلّا عِدَتُکَ،فَإِنَّک وَعَدتَ مَغفِرَةً وفَضلاً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی مِن فَضلِکَ،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،ما أعظَمَکَ وأَحلَمَکَ وأَکرَمَکَ ! وَسِعَ بِفَضلِکَ حِلمُکَ تَمَرُّدَ المُستَکبِرینَ،وَاستَغرَقَت نِعمَتُکَ شُکرَ الشّاکِرینَ، وعَظُمَ حِلمُکَ عَن إحصاءِ المُحصینَ،وجَلَّ طَولُکَ (3)عَن وَصفِ الواصِفینَ،کَیفَ-لَولا فَضلُکَ-حَلُمتَ عَمَّن خَلَقتَهُ مِن نُطفَةٍ ولَم یَکُ شَیئاً،فَرَبَّیتَهُ بِطیبِ رِزقِکَ،وأَنشَأتَهُ فی تَواتُرِ نِعمَتِکَ،ومَکَّنتَ لَهُ فی مِهادِ أرضِکَ،ودَعَوتَهُ إلی طاعَتِکَ،فَاستَنجَدَ عَلی عِصیانِکَ بِإِحسانِکَ،وجَحَدَکَ وعَبَدَ غَیرَکَ فی سُلطانِکَ.

کَیف-لَولا حِلمُکَ-أمهَلتَنی وقَد شَمَلتَنی بِسِترِکَ،وأَکرَمتَنی بِمَعرِفَتِکَ،وأَطلَقتَ لِسانی بِشُکرِکَ،وهَدَیتَنِی السَّبیلَ إلی طاعَتِکَ،وسَهَّلتَنِی المَسلَکَ إلی کَرامَتِکَ، وأَحضَرتَنی سَبیلَ قُربَتِکَ،فَکانَ جَزاؤُکَ مِنّی أن کافَأتُکَ عَنِ الإِحسانِ بِالإِساءَةِ،حَریصاً عَلی ما أسخَطَکَ،مُتَنَقِّلاً فیما أستَحِقُّ بِهِ المَزیدَ مِن نَقِمَتِکَ،سَریعاً إلی ما أبعَدَ مِن رِضاکَ،مُغتَبِطاً بِغِرَّةِ (4)الأَمَلِ،مُعرِضاً عَن زَواجِرِ الأَجَلِ،لَم یَقنَعنی (5)حِلمُکَ عَنّی،وقَد أتانی تَوَعُّدُکَ بِأَخذِ القُوَّةِ مِنّی،حَتّی دَعَوتُکَ عَلی عَظیمِ الخَطیئَةِ أستَزیدُکَ فِی نِعمَتِکَ، غَیرَ مُتَأَهِّبٍ لِما قَد أشرَفتُ عَلَیهِ مِن نَقِمَتِکَ،مُستَبطِئاً لِمَزیدِکَ،ومُتَسَخِّطاً لِمَیسورِ رِزقِکَ،مُقتَضِیاً جَوائِزَکَ بِعَمَلِ الفُجّارِ،کَالمُراصِدِ رَحمَتَکَ بِعَمَلِ الأَبرارِ مُجتَهِداً،أتَمَنّی عَلَیکَ العَظائِمَ کَالمُدِلِّ الآمِنِ مِن قِصاصِ الجَرائِمِ،فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،مُصیبَةٌ عَظُمَ

ص:100


1- .دَرَس الشیء:عَفا (لسان العرب:ج 6 ص 79«درس»).
2- العِدَةُ:ما أعددتَهُ لحوادث الدهر من المال أو السلاح (مجمع البحرین:ج 2 ص 1173«عدد»).
3- الطَولُ:أی الفَضلُ والسِعَةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125«طول»).
4- فی المصدر:«بعزّة»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
5- فی بحار الأنوار:« ینفعنی»بدل«یقنعنی».

رُزؤُها (1)،وجَلَّ عِقابُها.

بَل کَیفَ-لَو لا أمَلی،ووَعدُکَ الصَّفحَ عَن زَلَلی-أرجو إقالَتَکَ وقَد جاهَرتُکَ بِالکَبائِرِ،مُستَخفِیاً عَن أصاغِرِ خَلقِکَ،فَلا أنَا راقَبتُکَ وأَنتَ مَعی،ولا راعَیتُ حُرمَةَ سَترِکَ عَلَیَّ،بِأَیِّ وَجهٍ ألقاکَ؟وبِأَیِّ لِسانٍ اناجیکَ وقَد نَقَضتُ العُهودَ وَالأَیمانَ بَعدَ تَوکیدِها،وجَعَلتُکَ عَلَیَّ کَفیلاً،ثُمَّ دَعَوتُکَ مُقتَحِماً فِی الخَطیئَةِ فَأَجَبتَنی ودَعَوتَنی، وإلَیکَ فَقری فَلَم اجِب؟!

فَوا سَوأَتاه،وقُبحَ صَنیعاه،أیَّةَ جُرأَةٍ تَجَرَّأتُ؟! وأَیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ (2)نَفسی؟! سُبحانَکَ ! فَبِکَ أتَقَرَّبُ إلَیکَ،وبِحَقِّکَ اقسِمُ عَلَیکَ،ومِنکَ أهرُبُ إلَیکَ،بِنَفسِی استَخفَفتُ عِندَ مَعصِیَتی لا بِنَفسِکَ،وبِجَهلِی اغتَرَرتُ لا بِحِلمِکَ،وحَقّی أضَعتُ لا عَظیمَ حَقِّکَ،ونَفسی ظَلَمتُ ولِرَحمَتِکَ الآنَ رَجَوتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ،فَارحَم إلَیکَ فَقری وفاقَتی،وکَبوَتی لِحُرِّ وَجهی،وحَیرَتی فی سَوأَةِ ذُنوبی،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.

یا أسمَعَ مَدعُوٍّ،وخَیرَ مَرجُوٍّ،وأَحلَمَ مُغضٍ،وأَقرَبَ مُستَغاثٍ،أدعوکَ مُستَغیثاً بِکَ استِغاثَةَ المُتَحَیِّرِ المُستَیئِسِ مِن إغاثَةِ خَلقِکَ،فَعُد بِلُطفِکَ عَلی ضَعفی،وَاغفِر بِسَعَةِ رَحمَتِکَ کَبائِرَ ذُنوبی،وهَب لی عاجِلَ صُنعِکَ،إنَّکَ أوسَعُ الواهِبینَ،لا إلهَ إلّاأنتَ، سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ.

یا اللّهُ یا أحَدُ،یا اللّهُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اللّهُمَّ أعیَتنِی المَطالِبُ،وضاقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ وأَقصانِی الأَباعِدُ،ومَلَّنِی الأَقارِبُ،وأَنتَ الرَّجاءُ إذَا انقَطَعَ الرَّجاءُ،وَالمُستَعانُ إذا عَظُمَ البَلاءُ،وَاللَّجَأُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،فَنَفِّس

ص:101


1- .الرِزءُ:المُصیبَة بفقد الأعزّة (النهایة:ج 2 ص 218« رزأ»).
2- فی الطبعة المعتمدة:«تعزیر عزّرت»،وما فی المتن أثبتناه من طبعة بیروت وبحار الأنوار.

کُربَةَ نَفسٍ إذا ذَکَّرَهَا القُنوطُ مَساوِیَها أیِسَت مِن رَحمَتِکَ،لا تُؤیِسنی مِن رَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ز-سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

150.الإمام علیّ علیه السلام -فی ذَیلِ خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِخُطبَةِ الأَشباحِ-:

اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الوَصفِ الجَمیلِ،وَالتَّعدادِ الکَثیرِ،إن تُؤَمَّل فَخَیرُ مَأمولٍ،وإن تُرجَ فَخَیرُ مَرجُوٍّ،اللّهُمَّ وقَد بَسَطتَ لی فیما لا أمدَحُ بِهِ غَیرَکَ،ولا اثنی بِهِ عَلی أحَدٍ سِواکَ، ولا اوَجِّهُهُ إلی مَعادِنِ الخَیبَةِ ومَواضِعِ الرِّیبَةِ،وعَدَلتَ بِلِسانی عَن مَدائِحِ الآدَمِیِّینَ وَالثَّناءِ عَلَی المَربوبینَ المَخلوقینَ،اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُثنٍ عَلی مَن أثنی عَلَیهِ مَثوبَةٌ مِن جَزاءٍ أو عارِفَةٌ مِن عَطاءٍ،وقَد رَجَوتُکَ دَلیلاً عَلی ذَخائِرِ الرَّحمَةِ وکُنوزِ المَغفِرَةِ،اللّهُمَّ وهذا مَقامُ مَن أفرَدَکَ بِالتَّوحیدِ الَّذی هُوَ لَکَ،ولَم یَرَ مُستَحِقّاً لِهذِهِ المَحامِدِ وَالمَمادِحِ غَیرَکَ،وبی فاقَةٌ إلَیکَ لا یَجبُرُ مَسکَنَتَها إلّافَضلُکَ،ولا یَنعَشُ مِن خَلَّتِها إلّامَنُّکَ وجودُکَ،فَهَب لَنا فی هذَا المَقامِ رِضاکَ،وأَغنِنا عَن مَدِّ الأَیدی إلی سِواکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

151.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إخباتَ (3)المُخبِتینَ،وإخلاصَ الموقِنینَ،ومُرافَقَةَ الأَبرارِ،وَالعَزیمَةَ فی کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ. (4)

152.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

إلهی ! کَیفَ لا یَحسُنُ مِنِّی الظَّنُّ وقَد حَسُنَ مِنکَ المَنُّ؟إلهی ! إن عامَلتَنا بِعَدلِکَ لَم یَبقَ لَنا حَسَنَةٌ،وإن أنَلتَنا فَضلَکَ لَم یَبقَ لَنا سَیِّئَةٌ. (5)

ص:102


1- .مهج الدعوات:ص 111، بحار الأنوار:ج 94 ص 231 ح 8.
2- نهج البلاغة:الخطبة 91 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 330 ح 17.
3- الإخباتُ:الخشوع والطاعة.والمُخبِتُ:الخاشع المطیع (النهایة:ج 2 ص 4« خبت»).
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 286 ح 275.
5- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 319 ح 659.

153.عنه علیه السلام -فی مُناجاتِهِ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ-:

إلهی ! أنتَ دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ قَبلَ مَعرِفَتِها،فَأَقبَلَتِ النَّفسُ بَعدَ العِرفانِ عَلی مَسأَلَتِها،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُمُ النَّوالَ (1)،وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ ما تَصنَعُهُ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبٍ لِما أرجو مِن رَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلُ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِکَرَمِکَ،فَالکَریمُ لَیسَ یَصنَعُ کُلَّ مَعروفٍ عِندَ مَن یَستَوجِبُهُ. (2)

154.بحار الأنوار: رُوِیَ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّهُ رَأی رَجُلاً یَدعو-مِن دَفتَرٍ-دُعاءً طَویلاً، فَقالَ لَهُ:یا هذَا الرَّجُلُ،إنَّ الَّذی یَسمَعُ الکَثیرَ هُوَ یُجیبُ عَنِ القَلیلِ.فَقالَ الرَّجُلُ:یا مَولایَ فَما أصنَعُ؟قالَ:قُل:

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ نِعمَةٍ،وأَسأَلُ اللّهَ مِن کُلِّ خَیرٍ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن کُلِّ شَرٍّ،وأَستَغفِرُ اللّهَ مِن کُلِّ ذَنبٍ. (3)

155.الإمام علی علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

أسأَ لُکَ بِعِزَّةِ الوَحدانِیَّةِ،وکَرَمِ الإِلهِیَّةِ،ألّا تَقطَعَ عَنّی بِرَّکَ بَعدَ ممَاتی،کَما لَم تَزَل تَرانی أیّامَ حَیاتی،أنتَ الَّذی تُجیبُ مَن دَعاکَ،ولا تُخَیِّبُ مَن رَجاکَ،ضَلَّ مَن یَدعو إلّا إیّاکَ،فَإِنَّکَ لا تَحجُبُ مَن أتاکَ،وتُفضِلُ عَلی مَن عَصاکَ،ولا یَفوتُکَ مَن ناواکَ،ولا یُعجِزُکَ مَن عاداکَ،کُلٌّ فی قُدرَتِکَ،وکُلٌّ یَأکُلُ رِزقَکَ. (4)

راجع:النماذج التالیة من أدعیته علیه السلام:ص77-88 ح 130-135 وص209-219 ح 273-276 وص 278 ح 357 وص 335-348 ح 409-412 وغیرها... .

ص:103


1- .النَوالُ:العَطَاءُ (تاج العروس:ج 15 ص 759«نول»).
2- المصباح للکفعمی:ص 492، البلد الأمین:ص 315 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 105 ح 14.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 242 ح 10 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 319 ح 667.

3/2دَعَواتُ الإِمامِ الحَسَنِ(علیه السلام)

156.مهج الدعوات: دُعاءٌ لِمَولانَا الحَسَنِ بن عَلِیٍّ علیه السلام:

یا مَن إلَیهِ یَفِرُّ الهارِبونَ،وبِهِ یَستَأنِسُ المُستَوحِشونَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل انسی بِکَ،فَقَد ضاقَت عَنّی بِلادُکَ،وَاجعَل تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَقَد مالَ عَلَیَّ أعداؤُکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی بِکَ أصولُ (1)وبِکَ أجولُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وإلَیکَ انیبُ.

اللّهُمَّ وما وَصَفتُکَ مِن صِفَةٍ أو دَعَوتُکَ مِن دُعاءٍ یُوافِقُ ذلِکَ مَحَبَّتَکَ ورِضوانَکَ ومَرضاتَکَ فَأَحیِنی عَلی ذلِکَ وأَمِتنی عَلَیهِ،وما کَرِهتَ مِن ذلِکَ فَخُذ بِناصِیَتی إلی ما تُحِبُّ وتَرضی،بُؤتُ (2)إلَیکَ رَبّی مِن ذُنوبی،وأَستَغفِرُکَ مِن جُرمی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ،لا إلهَ إلّاهُوَ الحَلیمُ الکَریمُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنا مُهِمَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فی عافِیَةٍ یا رَبَّ العالَمینَ. (3)

157.الإمام الحسن علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ أمرٍ ضَعُفَت عَنهُ حیلَتی،أن تُعطِیَنی مِنهُ ما لَم تَنتَهِ إلَیهِ رَغبَتی،ولَم یَخطُر بِبالی،ولَم یَجرِ عَلی لِسانی،وأَن تُعطِیَنی مِنَ الیَقینِ ما یَحجُزُنی عَن أن أسأَلَ أحَداً مِنَ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

ص:104


1- .أصولُ:أی أسطو وأقهر،وأجول:أی أذهب وأجیء (النهایة:ج 3 ص 61«صول»واُنظر:ج 1 ص 317«جول»).
2- فی بحار الأنوار:« أتوب»بدل«بُؤتُ».وبُؤْتُ بِذَنبی:أقررتُ واعترفتُ.ومثله:أبوء بنعمتک علیّ أی اقِرُّوأَعترِف بها (مجمع البحرین:ج 1 ص 201«بوء»).
3- مهج الدعوات:ص 143، بحار الأنوار:ج 95 ص 408 ح 40.
4- المجتنی:ص 69؛تاریخ دمشق:ج 13 ص 166 ح 3119 نحوه.

158.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ الخَلَفُ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،ولَیسَ فی خَلقِکَ خَلَفٌ مِنکَ،إلهی ! مَن أحسَنَ فَبِرَحمَتِکَ،ومَن أساءَ فَبِخَطیئَتِهِ،فَلَا الَّذی أحسَنَ استَغنی عَن رِفدِکَ (1)ومَعونَتِکَ،ولَا الَّذی أساءَ استَبدَلَ بِکَ وخَرَجَ مِن قُدرَتِکَ،إلهی ! بِکَ عَرَفتُکَ،وبِکَ اهتَدَیتُ إلی أمرِکَ، ولَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ،فَیا مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الإِخلاصَ فی عَمَلی،وَالسَّعَةَ فی رِزقی.

اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ،إلهی ! أطَعتُکَ-ولَکَ المِنَّةُ عَلَیَّ-فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،ولَم أعصِکَ فی أبغضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،الشِّرکِ بِکَ وَالتَّکذیبِ بِرَسولِکَ،فَاغفِر لی ما بَینَهُما،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

159.عنه علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فِی الوَترِ:

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (3)

160.مهج الدعوات: حِرزٌ لِلإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَکانِکَ ومَعاقِدِ عِزِّکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أن تَستَجیبَ لی فَقَد رَهِقَنی مِن أمری عُسرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن

ص:105


1- .الرِفدُ:أی الصِلَةُ والعَطِیَّةُ (النهایة:ج 2 ص 242«رفد»).
2- مهج الدعوات:ص 144، بحار الأنوار:ج 94 ص 190 ح 3.
3- سنن أبی داوود:ج 2 ص 63 ح 1425،سنن الترمذی:ج 2 ص 328 ح 464، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 372 ح 1178،سنن النسائی:ج 3 ص 248،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 425 ح 1718، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 188 ح 4801 کلّها عن أبی الحوراء.

تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن عُسری یُسراً. (1)

161.مُهج الدعوات: دَعَا [الإِمامُ الحَسَنُ] علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ الرَّبُّ الرَّؤُوفُ،المَلِکُ العَطوفُ،المُتَحَنِّنُ المَألوفُ،وأَنتَ غِیاثُ الحَیرانِ المَلهوفِ،ومُرشِدُ الضّالِّ المَکفوفِ،تَشهَدُ خَواطِرَ أسرارِ المُسِرّینَ کَمُشاهَدَتِکَ أقوالَ النّاطِقینَ،أسأَ لُکَ بِمُغَیَّباتِ عِلمِکَ فی بَواطِنِ أسرارِ سَرائِرِ المُسِرّینَ إلَیکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً یَسبِقُ (2)بِها مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمینَ،ویَتَجاوَزُ (3)فیها مَن یَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرینَ،وأَن تَصِلَ الَّذی بَینَنا وبَینَکَ صِلَةَ مَن صَنَعتَهُ لِنَفسِکَ،وَاصطَنَعتَهُ لِغَیبِکَ (4)، فَلَم تَتَخَطَّفهُ خاطِفاتُ الظِّنَنِ،ولا وارِداتُ الفِتَنِ،حَتّی نَکونَ لَکَ فِی الدُّنیا مُطیعینَ،وفِی الآخِرَةِ فی جِوارِکَ خالِدینَ. (5)

162.مهج الدعوات: حِجابُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

اللّهُمَّ یا مَن جَعَلَ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً وبَرزَخاً وحِجراً مَحجوراً،یا ذَا القُوَّةِ وَالسُّلطانِ،یا عَلِیَّ المَکانِ،کَیفَ أخافُ وأَنتَ أمَلی،وکَیفَ اضامُ وعَلَیکَ مُتَّکَلی، فَغَطِّنی (6)مِن أعدائِکَ بِسِترِکَ (7)،وأَظهِرنی عَلی أعدائی بِأَمرِکَ،وأَیِّدنی بِنَصرِکَ،إلَیکَ اللَّجَأُ،ونَحوَکَ المُلتَجَأُ،فَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،یا کافِیَ أهلِ الحَرَمِ مِن أصحابِ الفیلِ،وَالمُرسِلَ عَلَیهِم طَیراً أبابیلَ تَرمیهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّیلٍ،ارمِ مَن عادانی بِالتَّنکیلِ.

ص:106


1- .مهج الدعوات:ص 10، کمال الدین:ص 265 ح 11، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 265 ح 2.
2- فی بحار الأنوار:« نَسبِقُ».
3- فی بحار الأنوار:« نَتَجاوَزُ».
4- فی بحار الأنوار:« لِعَینِکَ».
5- مهج الدعوات:ص 48، بحار الأنوار:ج 85 ص 213 ح 1.
6- غَطَا الشیءَ غَطواً وغَطّاه تَغطِیةً وأَغطاه:واراهُ وسَتَرَه (لسان العرب:ج 15 ص 130« غطو»).
7- فی بحار الأنوار هنا بزیادة:«وأَفرِغ عَلَیَّ مِن صَبرِکَ».

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الشِّفاءَ مِن کُلِّ داءٍ،وَالنَّصرَ عَلَی الأَعداءِ،وَالتَّوفیقَ لِما تُحِبُّ وتَرضی،یا إلهَ مَن فِی السَّماءِ وَالأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری،بِکَ أستَشفی وبِکَ أستَعفی،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1). (2)

وراجع:ص77 ح 130 وص81 ح 131 وص 410 ح 556 وج2 ص77 ح980 وص307 ح 1521 وج3 ص136 ح 1914 وص280 ح 2016 وص 496 ح 2329.

4/2دَعَواتُ الإِمامِ الحُسَینِ(علیه السلام)

الف-دَعواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

163.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام:

اللّهُمَّ مِنکَ البَدءُ ولَکَ المَشِیَّةُ،ولَکَ الحَولُ ولَکَ القُوَّةُ،وأَنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ، جَعَلتَ قُلوبَ أولِیائِکَ مَسکَناً لِمَشِیَّتِکَ،ومَکمَناً لِإِرادَتِکَ،وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِکَ ونَواهیکَ،فَأَنتَ إذا شِئتَ ما تَشاءُ حَرَّکتَ مِن أسرارِهِم کَوامِنَ ما أبطَنتَ فیهِم، وأَبدَأتَ مِن إرادَتِکَ عَلی ألسِنَتِهِم ما أفهَمتَهُم بِهِ عَنکَ فی عُقودِهِم (3)،بِعُقولٍ تَدعوکَ وتَدعو إلَیکَ بِحَقائِقِ ما مَنَحتَهُم بِهِ،وإنّی لَأَعلَمُ مِمّا عَلَّمتَنی مِمّا أنتَ المَشکورُ عَلی ما مِنهُ أرَیتَنی،وإلَیهِ آوَیتَنی.

اللّهُمَّ وإنّی مَعَ ذلِکَ کُلِّهِ عائِذٌ بِکَ،لائِذٌ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،راضٍ بِحُکمِکَ الَّذی سُقتَهُ إلَیَّ فی عِلمِکَ،جارٍ بِحَیثُ أجرَیتَنی،قاصِدٌ ما أمَّمتَنی،غَیرُ ضَنینٍ بِنَفسی فیما یُرضیکَ عَنّی إذ بِهِ قَد رَضَّیتَنی،ولا قاصِرٍ بِجُهدی عَمّا إلَیهِ نَدَبتَنی،مُسارِعٌ لِما عَرَّفتَنی،شارِعٌ فیما أشرَعتَنی،مُستَبصِرٌ فیما بَصَّرتَنی،مُراعٍ ما أرعَیتَنی،فَلا تُخلِنی مِن رِعایَتِکَ،ولا

ص:107


1- .البقرة:137.
2- مهج الدعوات:ص 297، بحار الأنوار:ج 94 ص 373 ذیل ح 1.
3- اعتقَدت کذا:عقدتُ علیه القلبَ والضمیر (المصباح المنیر:ص 421«عقد»).

تُخرِجنی مِن عِنایَتِکَ،ولا تُقعِدنی عَن حَولِکَ،ولا تُخرِجنی (1)عَن مَقصَدٍ أنالُ بِهِ إرادَتَکَ، وَاجعَل عَلَی البَصیرَةِ مَدرَجَتی (2)،وعَلَی الهِدایَةِ مَحَجَّتی (3)،وعَلَی الرَّشادِ مَسلَکی،حَتّی تُنیلَنی وتُنیلَ بی امنِیَّتی،وتُحِلَّ بی عَلی ما بِهِ أرَدتَنی،ولَهُ خَلَقتَنی،وإلَیهِ آوَیتَ بی (4)، وأَعِذ أولِیاءَکَ مِنَ الاِفتِتانِ بی،وفَتِّنهُم بِرَحمَتِکَ لِرَحمَتِکَ فی نِعمَتِکَ تَفتینَ الاِجتِباءِ وَالاِستِخلاصِ بِسُلوکِ طَریقَتی،وَاتِّباعِ مَنهَجی،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِن آبائی وذَوی رَحِمی. (5)

164.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ مَن أوی إلی مأویً فَأَنتَ مَأوایَ،ومَن لَجَأَ إلی مَلجَأٍ فَأَنتَ مَلجَئی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع نِدائی،وأَجِب دُعائی،وَاجعَل مَآبی عِندَکَ ومَثوایَ (6)، وَاحرُسنی فی بَلوایَ مِنِ افتِنانِ الاِمتِحانِ،ولَمَّةِ (7)الشَّیطانِ،بِعَظَمَتِکَ الَّتی لا یَشوبُها وَلَعُ نَفسٍ بِتَفتینٍ،ولا وارِدُ طَیفٍ بِتَظنینٍ،ولا یَلُمُّ بِها فَرَحٌ (8)،حَتّی تَقلِبَنی إلَیکَ بِإِرادَتِکَ غَیرَ ظَنینٍ ولا مَظنونٍ،ولا مُرابٍ ولا مُرتابٍ،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (9)

ب-دَعواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِ الوَترِ

165.المصنف لابن أبی شیبة عن أبی محمّد: إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ یَقولُ فی

ص:108


1- .فی المصدر:«تحرجنی»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- دَرَجَ:مشی قلیلاً فی أوّل ما یمشی (المصباح المنیر:ص 191« درج»).
3- المَحَجَّةُ:جادّة الطریق (الصحاح:ج 1 ص 304« حجج»).
4- فی بحار الأنوار:« آویتنی».
5- مهج الدعوات:ص 48، بحار الأنوار:ج 85 ص 214 ح 1.
6- المَثوی:المَنزِل (المصباح المنیر:ص 88«ثوی»).
7- اللَّمَّةُ:الخَطرَةُ تقع فی القلب،فما کان من خَطَرات الخیر فهو من المَلَک،وما کان من خَطَرات الشّرّ فهو من الشیطان (النهایة:ج 4 ص 273« لمم»).
8- فی بحار الأنوار:« فرج»بدل«فرح».
9- مهج الدعوات:ص 49، بحار الأنوار:ج 85 ص 214 ح 1.

قُنوتِ الوَترِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،وإنَّ إلَیکَ الرُّجعی،وإنَّ لَکَ الآخِرَةَ وَالاُولی،اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن أن نَذِلَّ ونَخزی. (1)

166.الإمام الحسین علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فی قُنوتِ الوَترِ:

رَبِّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّکَ لا تُذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (2)

ج-دُعاؤُهُ علیه السلام فی طَوافِ البَیتِ

167.ربیع الأبرار: رُؤِیَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،ثُمَّ صارَ إلَی المَقامِ (3)فَصَلّی،ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی المَقامِ فَجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:

«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،سائِلُکَ بِبابِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ»یُرَدِّدُ ذلِکَ مِراراً.ثُمَّ انصَرَفَ. (4)

د-دُعاؤُهُ علیه السلام فی مَسجِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

168.مقتل الحسین علیه السلام: رُوِیَ فِی المَراسیلِ أنَّ شُرَیحاً قالَ:دَخَلتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَإِذَا الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام فیهِ ساجِدٌ یُعَفِّرُ خَدَّهُ عَلَی التُّرابِ،وهُوَ یَقولُ:

سَیِّدی ومَولایَ،ألِمَقامِعِ الحَدیدِ خَلَقتَ أعضائی؟أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی (5)؟

ص:109


1- .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 113 ح 2 و ج 2 ص 200 ح 3، الطبقات الکبری (الطبقة الخامسة من الصحابة):ج 1 ص 409 ح 383 عن محمّد بن أبی محمّد،کنز العمّال:ج 8 ص 82 ح 21992.
2- مسند أبی یعلی:ج 6 ص 183 ح 6753 عن أبی الحوراء،السنن الکبری:ج 2 ص 297 ح 3138 عن أبی الحوراء عن الإمام الحسن أو الإمام الحسین علیهما السلام،الفردوس:ج 1 ص 483 ح 1977.
3- المَقامُ:مقام إبراهیم علیه السلام وهو الحَجَر الذی أثّر فیه قدمه،وموضعه أیضاً (مجمع البحرین:ج 3 ص 1526«قوم»).
4- ربیع الأبرار:ج 2 ص 149.
5- إشارة إلی الآیات:19-21 من سورة الحجّ.

إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن حَبَستَنی مَعَ الخاطِئینَ لَاُخبِرَنَّهُم بِحُبّی لَکَ،سَیِّدی إنَّ طاعَتَکَ لا تَنفَعُکَ،ومَعصِیَتی لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما لا یَنفَعُکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،فَإِنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

ه-دَعواتُهُ علیه السلام فی کِفایَةِ شَرِّ الأَعداءِ

169.الإمام الحسین علیه السلام: کَلِماتٌ إذا قُلتُهُنَّ ما ابالی مِمَّنِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الجِنُّ وَالإِنسُ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وإلَی اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ اکفِنی بِقُوَّتِکَ وحَولِکَ وقُدرَتِکَ شَرَّ کُلِّ مُغتالٍ (2)وکَیدَ الفُجّارِ،فَإِنّی احِبُّ الأَبرارَ واُوالِی الأَخیارَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ وسَلَّمَ. (3)

170.مهج الدعوات: حِجابُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

یا مَن شَأنُهُ الکِفایَةُ،وسُرادِقُهُ (4)الرِّعایَةُ،یا مَن هُوَ الغایَةُ وَالنِّهایَةُ،یا صارِفَ السّوءِ وَالسَّوایَةِ وَالضُرِّ،اصرِف عَنّی أذِیَّةَ العالَمینَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،بِالأَشباحِ النّورانِیَّةِ،وبِالأَسماءِ السُّریانِیَّةِ،وبِالأَقلامِ الیونانِیَّةِ،وبِالکَلِماتِ العِبرانِیَّةِ،وبما نَزَلَ فِی الأَلواحِ مِن یَقینِ الإِیضاحِ.

اجعَلنِی اللّهُمَّ فی حِرزِکَ وفی حِزبِکَ،وفی عِیاذِکَ وفی سِترِکَ وفی کَنَفِکَ،مِن کُلِّ شَیطانٍ مارِدٍ،وَعدُوٍّ راصِدٍ،ولَئیمٍ مُعانِدٍ،وضِدٍّ کَنودٍ (5)،ومِن کُلِّ حاسِدٍ،بِبِسمِ اللّهِ

ص:110


1- .مقتل الحسین للخوارزمی:ج 1 ص 152.
2- الاغتیال:قَتَلَهُ غیلةً؛وهو أن یخدعه فیذهب به إلی موضع فإذا صار إلیه قتله (الصحاح:ج 5 ص 1787« غیل»).
3- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 116 عن عبد اللّه بن المفضّل النوفلیّ عن أبیه،بحار الأنوار:ج 95 ص 220 ح 17.
4- السُّرادِق:هو کلّ ما أحاط بشیء من حائط أو مضرب أو خباء (النهایة:ج 2 ص 359« سردق»).
5- الکَنوُدُ:الکفور (القاموس المحیط:ج 1 ص 332«کند»).

استَشفَیتُ،وبِسمِ اللّهِ استَکفَیتُ،وعَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ،وبِهِ استَعَنتُ،وإلَیهِ استَعدَیتُ عَلی کُلِّ ظالِمٍ ظَلَمَ،وغاشِمٍ غَشَمَ،وطارِقٍ طَرَقَ،وزاجِرٍ زَجَرَ،فَاللّهُ خَیرٌ حافِظاً وهُوَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

و-دُعاؤُهُ علیه السلام فی یَومِ تاسوعاءَ

171.الإرشاد عن حمید بن مسلم: جَمَعَ الحُسَینُ علیه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساءِ.قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ زَینُ العابِدینَ علیه السلام:فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ ما یَقولُ لَهُم وأَنَا إذ ذاکَ مَریضٌ، فَسَمِعتُ أبی یَقولُ لِأَصحابِهِ:

اثنی عَلَی اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ،وأَحمَدُهُ عَلَی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،اللّهُمّ إنّی أحمَدُکَ عَلی أن أکرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ،وعَلَّمتَنَا القُرآنَ،وفَقَّهتَنا فِی الدّینِ،وجَعَلتَ لَنا أسماعاً وأَبصاراً وأَفئِدَةً،فَاجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ. (2)

ز-آخِرُ دُعاءٍ دَعا بِهِ علیه السلام

172.مصباح المتهجّد عن أبی عبد اللّه الحسین بن علیّ بن سفیان البزوفری: آخِرُ دُعاءٍ دَعا بِهِ [الإِمامُ الحُسَینُ] علیه السلام یَومَ کوثِرَ (3):

اللّهُمَّ [أنتَ] (4)مُتَعالِی المَکانِ،عَظیمُ الجَبَروتِ،شَدیدُ المِحالِ (5)،غَنِیٌّ عَنِ الخَلائِقِ،

ص:111


1- .مهج الدعوات:ص 356، بحار الأنوار:ج 94 ص 374 ح 1.
2- الإرشاد:ج 2 ص 91، إعلام الوری:ج 1 ص 455 [4] ولیس فیه ذیله من«وجعلت لنا أسماعاً»،روضة الواعظین:ص 202، [5]بحار الأنوار:ج 44 ص 392؛ [6]تاریخ الطبری:ج 5 ص 418 [7] عن عبد اللّه بن شریک العامری عن الإمام زین العابدین علیه السلام وفیه«ولم تجعلنا من المشرکین»بدل«فاجعلنا من الشاکرین».
3- یومَ کُوثِرَ:علی بناء المجهول،أی صار مغلوباً بکثرة العدوّ.قال ابن الأثیر:المکثور:المغلوب،وهو الذی تکاثر علیه الناس،فقهروه (النهایة:ج 4 ص 153« کثر»).
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من الإقبال والمصباح للکفعمی.
5- المِحالُ:الکید،وقیل:المکْرُ،وقیل:القوّة والشِدّة (النهایة:ج 4 ص 303«محل»).

عَریضُ الکِبریاءِ،قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ،قَریبُ الرَّحمَةِ،صادِقُ الوَعدِ،سابِغُ النِّعمَةِ،حَسَنُ البَلاءِ،قَریبٌ إذا دُعیتَ،مُحیطٌ بِما خَلَقتَ،قابِلُ التَّوبَةِ لِمَن تابَ إلَیکَ،قادِرٌ عَلی ما أرَدتَ،ومُدرِکٌ ما طَلَبتَ،وشَکورٌ إذا شُکِرتَ،وذَکورٌ إذا ذُکِرتَ،أدعوکَ مُحتاجاً، وأَرغَبُ إلَیکَ فَقیراً،وأَفزَعُ إلَیکَ خائِفاً،وأَبکی إلَیکَ مَکروباً،وأَستَعینُ بِکَ ضَعیفاً، وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ کافِیاً؛اُحکُم بَینَنا وبَینَ قَومِنا،فَإِنَّهُم غَرّونا وخَدَعونا وخَذَلونا،وغَدَروا بِنا وقَتَلونا،ونَحنُ عِترَةُ نَبِیِّکَ،ووُلدُ حَبیبِکَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الَّذِی اصطَفَیتَهُ بِالرِّسالَةِ،وَائتَمَنتَهُ عَلی وَحیِکَ،فَاجعَل لَنا مِن أمرِنا فَرَجاً ومَخرَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ح-سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

173.الإمام الحسین علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ التَّقوی،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وحَذَرَ أهلِ الخَشیَةِ،وطَلَبَ أهلِ العِلمِ،وزینَةَ أهلِ الوَرَعِ،وخَوفَ أهلِ الجَزَعِ،حَتّی أخافَکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُنی عَن مَعاصیکَ،وحَتّی أعمَلَ بِطاعَتِکَ عَمَلاً أستَحِقُّ بِهِ کَرامَتَکَ،وحَتّی اناصِحَکَ فِی التَّوبَةِ خَوفاً لَکَ،وحَتّی اخلِص لَکَ فِی النَّصیحَةِ حُبّاً لَکَ،وحَتّی أتَوَکَّلَ عَلَیکَ فی الاُمورِ حُسنَ ظَنٍّ بِکَ،سُبحانَ خالِقِ النّورِ، سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ. (2)

174.عنه علیه السلام:

ص:112


1- .مصباح المتهجّد:ص 827، المزار الکبیر:ص 399،الإقبال:ج 3 ص 304، [2]المصباح للکفعمی:ص 720، [3]البلد الأمین:ص 185، [4]بحار الأنوار:ج 101 ص 348.
2- مهج الدعوات:ص 157، مصباح المتهجّد:ص 311، [7]جمال الاُسبوع:ص 187 [8] کلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار،ج 94 ص 191 ح 5.

اللّهُمَّ لا تَستَدرِجنی بِالإِحسانِ،ولا تُؤَدِّبنی بِالبَلاءِ. (1)

وراجع:ص 77 ح 130 وص 81 ح 131 و ص 236 ح 292 وص 274 ح 348 و ص 499-500 ح 677-679 وغیرها....

5/2دَعَواتُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ(علیه السلام)

الف-دُعاءُ التَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل

175.الإمام زین العابدین علیه السلام -کانَ مِن دُعائِهِ إذَا ابتَدَأَ بِالدُّعاءِ بَدَأَ بِالتَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل وَالثَّناءِ عَلَیهِ، فَقالَ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ کانَ قَبلَهُ،وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ یَکونُ بَعدَهُ،الَّذی قَصُرَت عَن رُؤیَتِهِ أبصارُ النّاظِرینَ،وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفینَ.

ابتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعاً،وَاختَرَعَهُم عَلی مَشیَّتِهِ اختِراعاً،ثُمَّ سَلَکَ بِهِم طَریقَ إرادَتِهِ،وبَعَثَهُم فی سَبیلِ مَحَبَّتِهِ،لا یَملِکونَ تَأخیراً عَمّا قَدَّمَهُم إلَیهِ،ولا یَستَطیعونَ تَقَدُّماً إلی ما أخَّرَهُم عَنهُ.وجَعَلَ لِکُلِّ روحٍ مِنهُم قوتاً مَعلوماً مَقسوماً مِن رِزقِهِ،لا یَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ،ولا یَزیدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائِدُ.

ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِی الحَیاةِ أجَلاً مَوقوتاً،ونَصَبَ لَهُ أمَداً مَحدوداً یَتَخَطَّأُ (2)إلَیهِ بِأَیّامِ عُمُرِهِ،ویَرهَقُهُ بِأَعوامِ دَهرِهِ،حَتّی إذا بَلَغَ أقصی أثَرِهِ وَاستَوعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ،قَبَضَهُ إلی ما نَدَبَهُ إلَیهِ مِن مَوفورِ ثَوابِهِ أو مَحذورِ عِقابِهِ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ

ص:113


1- .الدرة الباهرة:ص 24،نزهة الناظر:ص 83 ح 10،کشف الغمة:ج 2 ص 243، بحار الأنوار:ج 78 ص 127 ح 9.
2- کذا،و القیاس:«یتخطی».قال ابن منظور:تخطیت إلی کذا،و لا یقال:تخطأت-بالهمز-(لسان العرب:ج 14ص 232« خطا»).

اَلَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی (1)عَدلاً مِنهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وتَظاهَرَت آلاؤُهُ لا یُسْئَلُ عَمّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (2).

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلی ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ، وأَسبَغَ عَلیهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ؛لَتَصَرَّفوا فی مِنَنِهِ فَلَم یَحمَدوهُ،وتَوَسَّعوا فی رِزقِهِ فَلَم یَشکُروهُ،ولَو کَانوا کَذلِکَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِیَّةِ إلی حَدِّ البَهیمِیَّةِ (3)،فَکانوا کَما وَصَفَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً (4).

وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما عَرَّفَنا مِن نَفسِهِ،وأَلهَمَنا مِن شُکرِهِ،وفَتَحَ لَنا مِن أبوابِ العِلمِ بِرُبوبِیَّتِهِ،ودَلَّنا عَلَیهِ مِنَ الإِخلاصِ لَهُ فی تَوحیدِهِ،وجَنَّبَنا مِنَ الإِلحادِ وَالشَّکِّ فی أمرِهِ، حَمداً نُعَمَّرُ بِهِ فیمَن حَمِدَهُ مِن خَلقِهِ،ونَسبِقُ بِهِ مَن سَبَقَ إلی رِضاهُ وعَفوِهِ،حَمداً یُضیءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ البَرزَخِ (5)،ویُسَهِّلُ عَلَینا بِهِ سَبیلَ المَبعَثِ،ویُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ،یَومَ تُجزی کُلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمون (6)، یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ (7).

حَمداً یَرتَفِعُ مِنّا إلی أعلی عِلِّیّینَ،فی کِتابٍ مَرقومٍ یَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ.

حَمداً تَقَرُّ بِهِ عُیونُنا إذا بَرِقَتِ الأَبصارُ،وتَبیَضُّ بِهِ وُجوهُنا إذَا اسوَدَّتِ الأَبشارُ.

حَمداً نُعتَقُ بِهِ مِن ألیمِ نارِ اللّهِ إلی کَریمِ جِوارِ اللّهِ.

ص:114


1- .النجم:31.
2- الأنبیاء:23.
3- فی نسخة قدیمة:«ولدخلوا فی حریم البهیمیّة»،وهو قریب من معنی الحدّ،فإنّ حریم الدار ما حولها من حقوقها ومرافقها،سمّی بذلک لأنّه یحرم غیر مالکها أن یستبدّ بالارتفاق به (ریاض السالکین:ج 1 ص 308).
4- الفرقان:44.
5- البَرْزَخُ:ما بین الموت إلی القیامة (مفردات ألفاظ القرآن:ص 118« برزخ»).
6- إشارة إلی الآیة 22 من سورة الجاثیة.
7- الدخان:41.

حَمداً نُزاحِمُ بِهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ،ونُضامُّ (1)بِهِ أنبِیاءَهُ المُرسَلینَ فی دارِ المُقامَةِ الَّتی لا تَزولُ،ومَحَلِّ کَرامَتِهِ الَّتی لا تَحولُ. (2)

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ،وأَجری عَلَینا طَیِّباتِ الرِّزقِ،وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ،وصائِرَةٌ إلی طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أغلَقَ عَنّا بابَ الحاجَةِ إلّاإلَیهِ،فَکَیفَ نُطیقُ حَمدَهُ؟أم مَتی نُؤَدّی شُکرَهُ؟لا،مَتی؟

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَکَّبَ فینا آلاتِ البَسطِ،وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ،ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَیاةِ،وأَثبَتَ فینا جَوارِحَ الأَعمالِ،وغَذّانا بِطَیِّباتِ الرِّزقِ،وأَغنانا بِفَضلِهِ،وأَقنانا (3)بِمَنِّهِ،ثُمَّ أمَرَنا لِیَختَبِرَ طاعَتَنا،ونَهانا لِیَبتَلِیَ شُکرَنا،فَخالَفنا عَن طَریقِ أمرِهِ،ورَکِبنا مُتونَ زَجرِهِ،فَلَم یَبتَدِرنا (4)بِعُقوبَتِهِ،ولَم یُعاجِلنا بِنِقمَتِهِ،بَل تَأَنّانا (5)بِرَحمَتِهِ تَکَرُّماً، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلماً.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی دَلَّنا عَلَی التَّوبَةِ الَّتی لَم نُفِدها إلّامِن فَضلِهِ،فَلَو لَم نَعتَدِد مِن فَضلِهِ إلّا بِها،لَقَد حَسُنَ بَلاؤُهُ عِندَنا،وجَلَّ إحسانُهُ إلَینا،وجَسُمَ فَضلُهُ عَلَینا،فَما هکَذا کانَت سُنَّتُهُ فِی التَّوبَةِ لِمَن کانَ قَبلَنا،لَقَد وَضَعَ عَنّا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ،ولَم یُکَلِّفنا إلّاوُسعاً،ولَم یُجَشِّمنا (6)إلّایُسراً،ولَم یَدَع لِأَحَدٍ مِنّا حُجَّةً ولا عُذراً،فَالهالِکُ مِنّا مَن هَلَکَ عَلَیهِ،

ص:115


1- .تَضامَّ القومُ:إذا انضمّ بعضهم إلی بعض (الصحاح:ج 5 ص 1972« ضمم»).
2- حالَ إلی مکان آخر:أی تحوّل (تاج العروس:ج 14 ص 186« حول»).
3- أقناه اللّه:أعطاه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1518«قنا»).
4- ابتدرهُ:عاجَلَهُ (القاموس المحیط:ج 1 ص 369«بدر»).
5- تأنّی فی الأمر:أی ترفّق وتنظّر (الصحاح:ج 6 ص 2273« أنا»).
6- لم یجشّمنا إلّایُسراً:أی لم یکلّفنا إلّایسراً،من التجشّم؛وهو التکلّف علی مشقّة (مجمع البحرین:ج 1ص 295«جشم»).

وَالسَّعیدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَیهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ بکُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنی مَلائِکَتِهِ إلَیهِ،وأَکرَمُ خَلیقَتِهِ عَلَیهِ،وأَرضی حامِدیهِ لَدَیهِ،حَمداً یَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ،کَفَضلِ رَبِّنا عَلی جَمیعِ خَلقِهِ.

ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَکانَ کُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَینا وعَلی جَمیعِ عِبادِهِ الماضینَ وَالباقینَ،عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَمیعِ الأَشیاءِ،ومَکانَ کُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافاً مُضاعَفَةً أبَداً سَرمَداً إلی یَومِ القِیامَةِ.

حَمداً لا مُنتَهی لِحَدِّهِ،ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ،ولا مَبلَغَ لِغایَتِهِ،ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ.

حَمداً یَکونُ وُصلَةً إلی طاعَتِهِ وعَفوِهِ،وسَبَباً إلی رِضوانِهِ،وذَریعَةً إلی مَغفِرَتِهِ، وطَریقاً إلی جَنَّتِهِ،وخَفیراً (1)مِن نِقمَتِهِ،وأَمناً مِن غَضَبِهِ،وظَهیراً عَلی طاعَتِهِ،وحاجِزاً عَن مَعصِیَتِهِ،وعَوناً عَلی تَأدِیَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ.

حَمداً نَسعَدُ بِهِ فِی السُّعَداءِ مِن أولِیائِهِ،ونَصیرُ بِهِ فی نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُیوفِ أعدائِهِ، إنَّهُ وَلِیٌّ حَمیدٌ. (2)

ب-دُعاءُ الصَّلاةِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

176.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ بَعدَ هذَا التَّحمیدِ فِی الصَّلاةِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ دونَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ،بِقُدرَتِهِ الَّتی لا تَعجِزُ عَن شیءٍ وإن عَظُمَ،ولا یَفوتُها شَیءٌ وإن لَطُفَ (3)،فَخَتَمَ بِنا

ص:116


1- .الخفیر:المجیر (الصحاح:ج 2 ص 648«خفر»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 19 الدعاء 1، البلد الأمین:ص 438 عن عمیر بن متوکّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام؛شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 185 [2] عن الإمام علیّ وعنه علیهما السلام وفیه ذیله من«والحمد للّه بکلّ ما حمده به أدنی»،ینابیع المودّة:ج 3 ص 411 [3] مختصراً.
3- لَطُفَ:صَغُرَ ودَقّ (القاموس المحیط:ج 3 ص 195«لطف»).

عَلی جَمیعِ مَن ذَرَأَ،وجَعَلَنا شُهداءَ عَلی مَن جَحَدَ،وکَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلی مَن قَلَّ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ،ونَجیبِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفِیِّکَ مِن عِبادِکَ، إمامِ الرَّحمَةِ،وقائِدِ الخَیرِ،ومِفتاحِ البَرَکَةِ،کَما نَصَبَ لِأَمرِکَ نَفسَهُ،وعَرَّضَ فیکَ لِلمَکروهِ بَدَنَهُ،وکاشَفَ فِی الدُّعاءِ إلَیکَ حامَّتَهُ (1)،وحارَبَ فی رِضاکَ اسرَتَهُ،وقَطَعَ فی إحیاءِ دینِکَ رَحِمَهُ،وأَقصَی الأَدنَینَ عَلی جُحودِهِم،وقَرَّبَ الأَقصَینَ عَلَی استِجابَتِهِم لَکَ، ووالی فیکَ الأَبعَدینَ،وعادی فیکَ الأَقرَبینَ،وأَدأَبَ (2)نَفسَهُ فی تَبلیغِ رِسالَتِکَ،وأَتعَبَها بِالدُّعاءِ إلی مِلَّتِکَ،وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِکَ،وهاجَرَ إلی بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأیِ (3)عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ،ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ،إرادةً مِنهُ لِإِعزازِ دینِکَ، وَاستِنصاراً عَلی أهلِ الکُفرِ بِکَ،حَتَّی استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ فی أعدائِکَ،وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ فی أولِیائِکَ،فَنَهَدَ (4)إلَیهِم مُستَفتِحاً بِعَونِکَ،ومُتَقَوِّیاً عَلی ضَعفِهِ بِنَصرِکَ،فَغَزاهُم فی عُقرِ دِیارِهِم،وهَجَمَ عَلَیهِم فی بُحبوحَةِ (5)قَرارِهِم،حَتّی ظَهَرَ أمرُکَ وعَلَت کَلِمَتُکَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ.

اللّهُمَّ فَارفَعهُ بِما کَدَحَ فیکَ إلَی الدَّرَجَةِ العُلیا مِن جَنَّتِکَ،حَتّی لا یُساوی فی مَنزِلَةٍ ولا یُکافَأَ فی مَرتَبَةٍ،ولا یُوازِیَهُ لَدَیکَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ،وعَرِّفهُ فی أهلِهِ الطّاهِرینَ واُمَّتِهِ المُؤمِنینَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ،یا نافِذَ العِدَةِ،یا وافِیَ القَولِ،یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (6)

ص:117


1- .الحامّة:الخاصّة.وحامّة الرجل:أقرباؤه (الصحاح:ج 5 ص 1907« حمم»).
2- أدْأَبَ الرجل الدابّة:أتعبها،دأب:جدّ وتعب (تاج العروس:ج 1 ص 476« دأب»).
3- النَّأْیُ:البُعد (لسان العرب:ج 15 ص 300« نأی»).
4- نَهَدَ:نهض (النهایة:ج 5 ص 134« نهد»).
5- البُحبُوحة:وسط المَحلّة،وبُحبُوحَةُ الدار:وسطها (لسان العرب:ج 2 ص 407« بحح»).
6- الصحیفة السجّادیّة:ص 25 الدعاء 2؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 186 [7] عن الإمام علیّ وعنه علیهما السلام نحوه.
ج-دُعاءُ اللُّجوءِ إلَی اللّهِ تَعالی

177.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی اللُّجوءِ إلَی اللّهِ تَعالی-:

اللّهُمَّ إن تَشَأ تَعفُ عَنّا فَبِفَضلِکَ،وإن تَشَأ تُعَذِّبنا فَبِعَدلِکَ،فَسَهِّل لَنا عَفوَکَ بِمَنِّکَ، وأَجِرنا مِن عَذابِکَ بِتَجاوُزِکَ،فَإِنَّهُ لا طاقَةَ لَنا بِعَدلِکَ،ولا نَجاةَ لِأَحَدٍ مِنّا دونَ عَفوِکَ.

یا غَنِیَّ الأَغنِیاءِ،ها نَحنُ عِبادُکَ بَینَ یَدَیکَ،وأَ نَا أفقَرُ الفُقَراءِ إلَیکَ،فَاجبُر فاقَتَنا بِوُسعِکَ،ولا تَقطَع رَجاءَنا بِمَنعِکَ،فَتَکونَ قَد أشقَیتَ مَنِ استَسعَدَ بِکَ،وحَرَمتَ مَنِ استَرفَدَ (1)فَضلَکَ،فَإِلی مَن حَینَئِذٍ مُنقَلَبُنا عَنکَ؟وإلی أینَ مَذهَبُنا عَن بابِکَ؟

سُبحانَکَ ! نَحنُ المُضطَرّونَ الَّذینَ أوجَبتَ إجابَتَهُم،وأَهلُ السّوءِ الَّذینَ وَعَدتَ الکَشفَ عَنهُم،وأَشبَهُ الأَشیاءِ بِمَشِیَّتِکَ،وأَولَی الاُمورِ بِکَ فی عَظَمَتِکَ،رَحمَةُ مَنِ استَرحَمَکَ،وغَوثُ مَنِ استَغاثَ بِکَ،فَارحَم تَضَرُّعَنا إلَیکَ،وأَغنِنا إذ طَرَحنا أنفُسَنا بَینَ یَدَیکَ.

اللّهُمَّ إنَّ الشَّیطانَ قَد شَمِتَ بِنا إذ شایَعناهُ عَلی مَعصِیَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُشمِتهُ بِنا بَعدَ تَرکِنا إیّاهُ لَکَ،ورَغبَتِنا عَنهُ إلَیکَ. (2)

د-دُعاءُ الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ أمینِ اللّهِ

178.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ أمینِ اللّهِ-:

اللّهُمَّ فَاجعَل نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ،راضِیَةً بِقَضائِکَ،مولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ،مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولیائِکَ،مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ،صابِرَةً عَلی نُزولِ بَلائِکَ،شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعمائِکَ،ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ،مُشتاقَةً إلی فَرحَةِ لِقائِکَ،مُتَزَوِّدَةً التَّقوی لِیَومِ جَزائِکَ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولیائِکَ،مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِکَ،مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وثَنائِکَ....

ص:118


1- .استرفَدَ:طَلَبَ الاستعانة (مجمع البحرین:ج 2 ص 717«رفد»).
2- الصحیفة السجادیة:ص 49 الدعاء 10.

اللّهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ (1)إلَیکَ والِهَةٌ (2)،وسُبُلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ،وأَعلامَ القاصِدینَ إلَیکَ واضِحَةٌ،وأَفئِدَةَ العارِفینَ مِنکَ فازِعَةٌ،وأَصواتَ الدّاعینَ إلَیکَ صاعِدَةٌ، وأَبوابَ الإِجابَةِ لَهُم مُفَتَّحَةٌ،ودَعوَةَ مَن ناجاکَ مُستَجابَةٌ،وتَوبَةَ مَن أنابَ (3)إلَیکَ مَقبولَةٌ، وعَبرَةَ مَن بَکی مِن خَوفِکَ مَرحومَةٌ،وَالإِعانَةَ لِمَنِ استَعانَ بِکَ مَوجودَةٌ،وَالإِغاثَةَ لِمَنِ استَغاثَ بِکَ مَبذولَةٌ،وعِداتِکَ لِعِبادِکَ مُنَجَّزَةٌ،وزَلَلَ (4)مَنِ استَقالَکَ مُقالَةٌ،وأَعمالَ العامِلینَ لَدَیکَ مَحفوظَةٌ،وأَرزاقَکَ إلَی الخَلائِقِ مِن لَدُنکَ نازِلَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ لَهُم مُتَواتِرَةٌ،وذُنوبَ المُستَغفِرینَ مَغفورَةٌ،وحَوائِجَ خَلقِکَ عِندَکَ مَقضِیَّةٌ،وجَوائِزَ السّائِلینَ عِندَکَ مُوَفَّرَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ إلَیهِم واصِلَةٌ،ومَوائِدَ المُستَطعِمینَ مُعَدَّةٌ،ومَناهِلَ (5)الظَّماءِ لَدَیکَ مُترَعَةٌ (6).

اللّهُمَّ فَاستَجِب دُعائی،وَاقبَل ثَنائی،وأَعطِنی جَزائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،إنَّکَ وَلِیُّ نَعمائی،ومُنتَهی رَجائی،وغایَةُ مُنایَ فی مُنقَلَبی ومَثوایَ. (7)

ه-دُعاءُ مَکارِمِ الأَخلاقِ

179.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ ومَرضِیِّ الأَفعالِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وبَلِّغ بِإِیمانی أکمَلَ الإِیمانِ،وَاجعَل یَقینی أفضَلَ الیَقینِ،

ص:119


1- .مخبتاً:أی خاشعاً مطیعاً (النهایة:ج 2 ص 4« خبت»).
2- الوله:ذهاب العقل والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« وله»).
3- أناب إلیه:أقبل وتاب ورجع إلی الطّاعة (لسان العرب:ج 1 ص 775« نوب»).
4- الزَّلل:الخطأ والذّنب (النهایة:ج 2 ص 310«زلل»).
5- منهل بنی فلان:أی مشربهم (النهایة:ج 5 ص 38«نهل»).
6- ترع الإناء:أی امتلأ (الصحاح:ج 3 ص 1190«ترع»).
7- کامل الزیارات:ص 92 ح 93 عن مهدی بن صدقة عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 738 ح 829، [5]الإقبال:ج 2 ص 273 [6] کلاهما عن جابر الجعفی عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،البلد الأمین:ص 295 [7] عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 102 ص 177.

وَانتَهِ بِنِیَّتی إلی أحسَنِ النِّیاتِ،وبِعَمَلی إلی أحسَنِ الأَعمالِ.

اللّهُمَّ وَفِّر بِلُطفِکَ نِیَّتی،وصَحِّح بِما عِندَکَ یَقینی،وَاستَصلِح بِقُدرَتِکَ ما فَسَدَ مِنّی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی ما یَشغَلُنِی الاِهتِمامُ بِهِ،وَاستَعمِلنی بِما تَسأَ لُنی غَداً عَنهُ،وَاستَفرِغ أیّامی فیما خَلَقتَنی لَهُ،وأَغنِنی وأَوسِع عَلَیَّ فی رِزقِکَ، ولا تَفتِنّی بِالنَّظَرِ،وأَعِزَّنی ولا تَبتَلِیَنّی بِالکِبرِ،وعَبِّدنی لَکَ ولا تُفسِد عِبادَتی بِالعُجبِ، وأَجرِ لِلنّاسِ عَلی یَدَیَّ الخَیرَ،ولا تَمحَقهُ (1)بِالمَنِّ،وهَب لی مَعالِیَ الأَخلاقِ،وَاعصِمنی مِنَ الفَخرِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَرفَعنی فِی النّاسِ دَرَجَةً إلّاحَطَطتَنی عِندَ نَفسی مِثلَها،ولا تُحدِث لی عِزّاً ظاهِراً إلّاأحدَثتَ لی ذِلَّةً باطِنَةً عِندَ نَفسی بِقَدَرِها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ومَتِّعنی بِهُدیً صالِحٍ لا أستَبدِلُ بِهِ،وطَریقَةِ حَقٍّ لا أزیغُ عَنها،ونِیَّةِ رُشدٍ لا أشُکُّ فیها،وعَمِّرنی ما کانَ عُمُری بِذلَةً فی طاعَتِکَ،فَإِذا کانَ عُمُری مَرتَعاً لِلشَّیطانِ فَاقبِضنی إلیکَ قَبلَ أن یَسبِقَ مَقتُکَ إلَیَّ،أو یَستَحکِمَ غَضَبُکَ عَلیَّ.

اللّهُمَّ لا تَدَع خَصلَةً تُعابُ مِنّی إلّاأصلَحتَها،ولا عائِبَةً اؤَنَّبُ بِها إلّاحَسَّنتَها،ولا اکرومَةً فِیَّ ناقِصَةً إلّاأتمَمتَها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَبدِلنی مِن بِغضَةِ أهلِ الشَّنَآنِ المَحَبَّةَ،ومِن حَسَدِ أهلِ البَغیِ المَوَدَّةَ،ومِن ظِنَّةِ أهلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ،ومِن عَداوَةِ الأَدنَینَ الوِلایَةَ،ومِن عُقوقِ ذَوِی الأَرحامِ المَبَرَّةَ،ومِن خِذلانِ الأَقرَبینَ النُّصرَةَ،ومِن حُبِّ المُدارینَ تَصحیحَ المِقَةِ، ومِن رَدِّ المُلابِسینَ کَرَمَ العِشرَةِ،ومِن مَرارَةِ خَوفِ الظّالِمینَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی یَداً عَلی مَن ظَلَمَنی،ولِساناً عَلی مَن خاصَمَنی،وظَفَراً بِمَن عانَدَنی،وهَب لی مَکراً عَلی مَن کایَدَنی،وقُدرَةً عَلی مَنِ

ص:120


1- .المَحقُ:النقص والمحو والإبطال ( النهایة:ج 4 ص 303«محق»).

اضطَهَدَنی،وتَکذیباً لِمَن قَصَبَنی (1)،وسَلامَةً مِمَّن تَوَعَّدَنی،ووَفِّقنی لِطاعَةِ مَن سَدَّدَنی، ومُتابَعَةِ مَن أرشَدَنی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَدِّدنی لأَِن اعارِضَ مَن غَشَّنی بِالنُّصحِ،وأَجزِیَ مَن هَجَرَنی بِالبِرِّ،واُثیبَ مَن حَرَمَنی بِالبَذلِ،واُکافِیَ مَن قَطَعَنی بِالصِّلَةِ،واُخالِفَ مَنِ اغتابَنی إلی حُسنِ الذِّکرِ،وأَن أشکُرَ الحَسَنَةَ،واُغضِیَ (2)عَنِ السَّیِّئَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَلِّنی بِحِلیَةِ الصّالِحینَ،وأَلبِسنی زینَةَ المُتَّقینَ فی بَسطِ العَدلِ،وکَظمِ الغَیظِ،وإطفاءِ النّائِرَةِ (3)،وضَمِّ أهلِ الفُرقَةِ،وإصلاحِ ذاتِ البَینِ،وإفشاءِ العارِفَةِ،وسَترِ العائِبَةِ،ولینِ العَریکَةِ (4)،وخَفضِ الجَناحِ،وحُسنِ السّیرَةِ،وسُکونِ الرّیحِ،وطیبِ المُخالَقَةِ،وَالسَّبقِ إلَی الفَضیلَةِ،وإیثارِ التَّفَضُّلِ،وتَرکِ التَّعییرِ،وَالإِفضالِ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّ،وَالقَولِ بِالحَقِّ وإن عَزَّ،وَاستِقلالِ الخَیرِ وإن کَثُرَ مِن قَولی وفِعلی، وَاستِکثارِ الشَّرِّ وإن قَلَّ مِن قَولی وفِعلی،وأَکمِل ذلِکَ لی بِدَوامِ الطّاعَةِ،ولُزومِ الجَماعَةِ، ورَفضِ أهلِ البِدَعِ،ومُستَعمِلِی الرَّأیِ المُختَرَعِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل أوسَعَ رِزقِکَ عَلَیَّ إذا کَبِرتُ،وأَقوی قُوَّتِکَ فِیَّ إذا نَصِبتُ (5)،ولا تَبتَلِیَنّی بِالکَسَلِ عَن عِبادَتِکَ،ولَا العَمی عَن سَبیلِکَ،ولا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِکَ،ولا مُجامَعَةِ مَن تَفَرَّقَ عَنکَ،ولا مُفارَقَةِ مَنِ اجتَمَعَ إلَیکَ.

اللّهُمَّ اجعَلنی أصولُ (6)بِکَ عِندَ الضَّرورَةِ،وأَسأَ لُکَ عِندَ الحاجَةِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ عِندَ المَسکَنَةِ،ولا تَفتِنّی بِالاِستِعانَةِ بِغَیرِکَ إذَا اضطُرِرتُ،ولا بِالخُضوعِ لِسُؤالِ غَیرِکَ إذَا

ص:121


1- .قصبه:عابه (النهایة:ج 4 ص 67«قصب»).
2- الإغضاءُ:التغافل عن الشیء (مجمع البحرین:ج 2 ص 1323«غضی»).
3- النائِرةُ:الفتنة الحادثة والعداوة (النهایة:ج 5 ص 127«نور»).
4- العَریکةُ:الطبیعة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1204«عرک»).
5- النَّصَبُ:التَّعَبُ (النهایة:ج 5 ص 62«نصب»).
6- أصولُ:أسطو وأقهرُ (النهایة:ج 3 ص 61«صول»).

افتَقَرتُ،ولا بِالتَّضَرُّعِ إلی مَن دونَکَ إذا رَهِبتُ،فَأَستَحِقَّ بِذلِکَ خِذلانَکَ ومَنعَکَ وإعراضَکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اجعَل ما یُلقِی الشَّیطانُ فی رُوعی (1)-مِنَ التَّمَنّی وَالتَّظَنّی وَالحَسَدِ-ذِکراً لِعَظَمَتِکَ،وتَفَکُّراً فی قُدرَتِکَ،وتَدبیراً عَلی عَدُوِّکَ،وما أجری عَلی لِسانی-مِن لَفظَةِ فُحشٍ أو هُجرٍ،أو شَتمِ عِرضٍ،أو شَهادَةِ باطِلٍ،أوِ اغتِیابِ مُؤمِنٍ غائِبٍ،أو سَبِّ حاضِرٍ،وما أشبَهَ ذلِکَ-نُطقاً بِالحَمدِ لَکَ،وإغراقاً فِی الثَّناءِ عَلَیکَ،وذَهاباً فی تَمجیدِکَ،وشُکراً لِنِعمَتِکَ،وَاعتِرافاً بِإِحسانِکَ،وإحصاءً لِمِنَنِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا اظلَمَنَّ وأَنتَ مُطیقٌ لِلدَّفعِ عَنّی،ولا أظلِمَنَّ وأَنتَ القادِرُ عَلَی القَبضِ مِنّی،ولا أضِلَّنَّ وقَد أمکَنَتکَ هِدایَتی،ولا أفتَقِرَنَّ ومِن عِندِکَ وُسعی، ولا أطغَیَنَّ ومِن عِندِکَ وُجدی (2).

اللّهُمَّ إلی مَغفِرَتِکَ وَفَدتُ،وإلی عَفوِکَ قَصَدتُ،وإلی تَجاوُزِکَ اشتَقتُ،وبِفَضلِکَ وَثِقتُ،ولَیسَ عِندی ما یوجِبُ لی مَغفِرَتَکَ،ولا فی عَمَلی ما أستَحِقُّ بِهِ عَفوَکَ،وما لی بَعدَ أن حَکَمتُ عَلی نَفسی إلّافَضلُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَفَضَّل عَلَیَّ.

اللّهُمَّ وأَنطِقنی بِالهُدی،وأَلهِمنِی التَّقوی،ووَفِّقنی لِلَّتی هِیَ أزکی،وَاستَعمِلنی بِما هُوَ أرضی.

اللّهُمَّ اسلُک بِیَ الطَّریقَةَ المُثلی،وَاجعَلنی عَلی مِلَّتِکَ أموتُ وأَحیا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَتِّعنی بِالاِقتِصادِ،وَاجعَلنی مِن أهلِ السَّدادِ،ومِن أدِلَّةِ الرَّشادِ،ومِن صالِحِی العِبادِ،وَارزُقنی فَوزَ المَعادِ وسَلامَةَ المِرصادِ. (3)

اللّهُمَّ خُذ لِنَفسِکَ مِن نَفسی ما یُخَلِّصُها،وأَبقِ لِنَفسی مِن نَفسی ما یُصلِحُها،فَإِنَّ

ص:122


1- .رُوعی:نَفسی وخَلَدی (النهایة:ج 2 ص 277«روع»).
2- الوُجْدُ:الیسار والسَّعَةُ (لسان العرب:ج 3 ص 445« وجد»).
3- المِرصادُ:طَریقُ العِباد،وعن الصادق علیه السلام:قَنطرةٌ علی الصراط (مجمع البحرین:ج 2 ص 704«رصد»).

نَفسی هالِکَةٌ أو تَعصِمَها.

اللّهُمَّ أنتَ عُدَّتی إن حَزِنتُ،وأَنتَ مُنتَجَعی (1)إن حُرِمتُ،وبِکَ استِغاثَتی إن کَرِثتُ (2)وعِندَکَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ،ولِما فَسَدَ صَلاحٌ،وفیما أنکَرتَ تَغییرٌ،فَامنُن عَلَیَّ قَبلَ البَلاءِ بِالعافِیَةِ،وقَبلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ،وقَبلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ (3)العِبادِ، وَهَب لی أمنَ یَومِ المَعادِ،وَامنَحنی حُسنَ الإِرشادِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَادرَأْ عَنّی بِلُطفِکَ،وَاغذُنی بِنِعمَتِکَ،وأَصلِحنی بِکَرَمِکَ،وداوِنی بِصُنعِکَ،وأَظِلَّنی فی ذَراکَ (4)،وجَلِّلنی رِضاکَ،ووَفِّقنی إذَا اشتَکَلَت عَلَیَّ الاُمورُ لأَِهداها،وإذا تَشابَهَتِ الأَعمالُ لِأَزکاها،وإذا تَناقَضَتِ المِلَلُ لِأَرضاها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَوِّجنی بِالکِفایَةِ،وسُمنی حُسنَ الوِلایَةِ،وهَب لی صِدقَ الهِدایَةِ،ولا تَفتِنّی بِالسَّعَةِ،وَامنَحنی حُسنَ الدَّعَةِ،ولا تَجعَل عَیشی کَدّاً کَدّاً،ولا تَرُدَّ دُعائی عَلَیَّ رَدّاً،فَإِنّی لا أجعَلُ لَکَ ضِدّاً،ولا أدعو مَعَکَ نِدّاً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَامنَعنی مِنَ السَّرَفِ،وحَصِّن رِزقی مِنَ التَّلَفِ،ووَفِّر مَلَکَتی بِالبَرَکَةِ فیهِ،وأَصِب بی سَبیلَ الهِدایَةِ لِلبِرِّ فیما انفِقُ مِنهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ الِاکتِسابِ،وَارزُقنی مِن غَیرِ احتِسابٍ، فَلا أشتَغِلَ عَن عِبادَتِکَ بِالطَّلَبِ،ولا أحتَمِلَ إصرَ (5)تَبِعاتِ المَکسَبِ.

اللّهُمَّ فَأَطلِبنی بِقُدرَتِکَ ما أطلُبُ،وأَجِرنی بِعِزَّتِکَ مِمّا أرهَبُ.

ص:123


1- .الانتجاعُ:طَلَبُ الإحسان،ومنه:انتجعتُ فلاناً:إذا أتیتَه تطلب معروفه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1753« نجع»).
2- کَرَثَه الأمرُ یَکْرِثُه ویَکْرُثُه:ساءه واشتدّ علیه،وبلغ منه المشقّة (لسان العرب:ج 2 ص 180« کرث»).
3- المَعَرَّة:المَساءَةُ (المصباح المنیر:ص 401«عرر»).
4- الذَّری:کلّ ما استَتَرتَ بهِ (مجمع البحرین:ج 1 ص 636«ذرا»).
5- الإصرُ:الإثمُ والعُقوبَةُ ( النهایة:ج 1 ص 52«أصر»).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصُن وَجهی بِالیَسارِ (1)،ولا تَبتَذِل جاهی بِالإِقتارِ، فَأَستَرزِقَ أهلَ رِزقِکَ،وأَستَعطِیَ شِرارَ خَلقِکَ،فَأَفتَتِنَ بِحَمدِ مَن أعطانی،واُبتَلی بِذَمِّ مَن مَنَعَنی،وأَنتَ مِن دونِهِم وَلِیُّ الإِعطاءِ وَالمَنعِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی صِحَّةً فی عِبادَةٍ،وفَراغاً فی زَهادَةٍ،وعِلماً فِی استِعمالٍ،ووَرَعاً فی إجمالٍ.

اللّهُمَّ اختِم بِعَفوِکَ أجَلی،وحَقِّق فی رَجاءِ رَحمَتِکَ أمَلی،وسَهِّل إلی بُلوغِ رِضاکَ سُبُلی،وحَسِّن فی جَمیعِ أحوالی عَمَلی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ قَبلَهُ،وأَنتَ مُصَلٍّ عَلی أحَدٍ بَعدَهُ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنی بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ. (2)

و-دَعَواتٌ اخری لَهُ علیه السلام

180.کشف الغمّة عن جابر وابن الحنفیّة: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ مَن أنا حَتّی تَغضَبَ عَلَیَّ،فَوَعِزَّتِکَ ما یُزَیِّنُ مُلکَکَ إحسانی،ولا یُقَبِّحُهُ إساءَتی،ولا یَنقُصُ مِن خِزانَتِکَ غِنایَ،ولا یَزیدُ فیها فَقری. (3)

181.الإمام زین العابدین علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ مَعَ الإِصرارِ عَلَی الذَّنبِ لُؤمٌ،وتَرکی لِلاِستِغفارِ مَعَ سَعَةِ

ص:124


1- .الیَسار:الغِنی والثروة (المصباح المنیر:ص 680«یسر»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 81 الدعاء 20.
3- کشف الغمّة:ج 2 ص 314،بحار الأنوار:ج 46 ص 100 ح 88.

رَحمَتِکَ عَجزٌ،إلهی کَم تَتَحَبَّبُ إلَیَّ بِالنِّعَمِ وأَنتَ عَنّی غَنِیٌّ،وأَتَبَغَّضُ إلَیکَ بِالمَعاصی وأَ نَا إلَیکَ مُحتاجٌ،فَیا مَن إذا وَعَدَ وَفی،وإذا تَواعَدَ عَفا،صَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی أولَی الأَمرَینِ بِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

وراجع:ص 197-207 ح 264-270 وص 221-228 ح 277-284 وغیرها....

6/2دَعَواتُ الإِمامِ الباقِرِ(علیه السلام)

الف.دَعَواتُهُ علیه السلام المَخزونَةُ

182.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَدَع أن تَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أصبَحتَ وثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أمسَیتَ:«اللّهُمَّ اجعَلنی فی دِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی تَجعَلُ فیها مَن تُریدُ»؛فَإِنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:هذا مِنَ الدُّعاءِ المَخزونِ. (2)

183.عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَخزُنُ هذَا الدُّعاءَ ویَخبَؤُهُ ولا یُطلِعُ عَلَیهِ أحَداً:«أعوذُ بِدِرعِ اللّهِ الحَصینَةِ الَّتی لا تُرامُ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ مِن کَذا وکَذا»،وقولوا کَلِماتِ الفَرَجِ. (3)

ب.دُعاؤُهُ علیه السلام فی جَوفِ اللَّیلِ

184.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی یَقومُ جَوفَ اللَّیلِ فَیَقولُ فی تَضَرُّعِهِ:

أمَرتَنی فَلَم أئتَمِر،ونَهَیتَنی فَلَم أنزَجِر،فَها أنَا ذا عَبدُکَ بَینَ یَدَیکَ مُقِرٌّ لا أعتَذِرُ (4). (5)

ص:125


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 132 ح 19.
2- الکافی:ج 2 ص 534 ح 37 عن داوود الرقی،بحار الأنوار:ج 86 ص 296 ح 57.
3- الدعوات:ص 45 ح 112،بحار الأنوار:ج 95 ص 162 ح 17.
4- فی الطبعة الجدیدة للمصدر ج 2 ص 885:«مُقِرّاً لَأَعتَذِرُ».
5- الفصول المهمة لابن صبّاغ:ص 209، صفة الصفوة:ج 2 ص 111، [6]حلیة الأولیاء:ج 3 ص 186 الرقم 241،مطالب السؤول:ج 2 ص 104؛ [7]کشف الغمة:ج 2 ص 330، [8]بحار الأنوار:ج 46 ص 290 ح 14.
ج.دُعاؤُهُ علیه السلام فِی الأَمرِ یَحدُثُ

185.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أبی علیه السلام فِی الأَمرِ یَحدُثُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی،وزَکِّ عَمَلی ویَسِّر مُنقَلَبی، وَاهدِ قَلبی وآمِن خَوفی،وعافِنی فی عُمُری کُلِّهِ،وثَبِّت حُجَّتی،وَاغفِر خَطایایَ،وبَیِّض وَجهی،وَاعصِمنی فی دینی،وسَهِّل مَطلَبی،ووَسِّع عَلَیَّ فی رِزقی فَإِنّی ضَعیفٌ،وتَجاوَز عَن سَیِّئِ ما عِندی بِحُسنِ ما عِندَکَ،ولا تَفجَعنی بِنَفسی ولا تَفجَع لی حَمیماً (1)،وهَب لی یا إلهی لَحظَةً مِن لَحَظاتِکَ تَکشِفُ بِها عَنّی جَمیعَ ما بِهِ ابتَلَیتَنی،وتَرُدُّ بِها عَلَیَّ ما هُوَ أحسَنُ عاداتِکَ عِندی،فَقَد ضَعُفَت قُوَّتی،وقَلَّت حیلَتی،وَانقَطَعَ مِن خَلقِکَ رَجائی،ولَم یَبقَ إلّارَجاؤُکَ وتَوَکُّلی عَلَیکَ،وقُدرَتُکَ عَلَیَّ یا رَبِّ إن تَرحَمنی وتُعافِنی کَقُدرَتِکَ عَلَیَّ إن تُعَذِّبنی وتَبتَلِنی.

إلهی ذِکرُ عَوائِدِکَ یُؤنِسُنی،وَالرَّجاءُ لِإِنعامِکَ یُقَوّینی،ولَم أخلُ مِن نِعَمِکَ مُنذُ خَلَقتَنی،وأَنتَ رَبّی وسَیِّدی ومَفزَعی ومَلجَئی وَالحافظُ لی وَالذّابُّ عَنّی،وَالرَّحیمُ بی وَالمُتَکَفِّلُ بِرِزقی،وفی قَضائِکَ وقُدرَتِکَ کُلُّ ما أنَا فیهِ،فَلیَکُن یا سَیِّدی ومَولایَ فی ما قَضَیتَ وقَدَّرتَ وحَتَمتَ تَعجیلُ خَلاصی مِمّا أنَا فیهِ جَمیعِهِ وَالعافِیَةُ لی،فَإِنّی لا أجِدُ لِدَفعِ ذلِکَ أحَداً غَیرَکَ،ولا أعتَمِدُ فیهِ إلّاعَلَیکَ،فَکُن یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ عِندَ أحسنِ ظَنّی بِکَ ورَجائی لَکَ،وَارحَم تَضَرُّعی وَاستِکانَتی وضَعفَ رُکنی،وَامنُن بِذلِکَ عَلَیَّ وعَلی کُلِّ داعٍ دَعاکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)

د.سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

186.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِمّا یَدعو بِهِ أبی:

ص:126


1- .الحَمیمُ:القریب فی النَسَبِ (مجمع البحرین:ج 1 ص 460«حمم»).
2- الکافی:ج 2 ص 558 ج 8، عدة الداعی:ص 259 [2] نحوه.

اللّهُمَّ هَب لی حَقَّکَ،وأَرضِ عَنّی خَلقَکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وعافِنی مِمّا لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّ شَقائی لا یَضُرُّکَ،وعَذابی لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّکَ تُعطی مَن یَسأَ لُکَ،وتَغضَبُ عَلی مَن لا یَسأَ لُکَ،ولَن یَفعَلَ ذلِکَ أحَدٌ غَیرُکَ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ. (1)

187.عنه علیه السلام: کانَ أبی رَضِیَ اللّهُ عَنهُ یَقولُ فی دُعائِهِ:

رَبِّ أصلِح لی نَفسی فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَیَّ،رَبِّ أصلِح لی ذُرِّیَّتی فَإِنَّهُم یَدی وعَضُدی، رَبِّ وأَصلِح لی أهلَ بَیتی فَإِنَّهُم لَحمی ودَمی،رَبِّ أصلِح لی جَماعَةَ إخوَتی وأَخَواتی ومُحِبِّیَّ،فَإِنَّ صَلاحَهُم صَلاحی. (2)

188.نثر الدر: کانَ [الإِمامُ الباقِرُ علیه السلام ] یَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلَی الدُّنیا بِالغِنی،وعَلَی الآخِرَةِ بِالتَّقوی (3). (4)

189.مهج الدعوات عن محمد بن الحسن الصفّار بإسناده عن الإمام الباقر علیه السلام: أنَّهُ کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ هاهُنا وهاهُنا وهاهُنا فَإِنَّ حاجَتی إلَیکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ. (5)

وراجع:ص83 ح 132 وص 88 ح 134 وص185 ح248 وص 327 ح 393 وغیرها....

7/2دَعَواتُ الإِمامِ الصادِقِ(علیه السلام)

190.الکافی عن إبراهیم بن میمون: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:

ص:127


1- .قرب الإسناد:ص 8 ح 24 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 95 ص 350 ح 2.
2- قرب الإسناد:ص 8 ح 26 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 2.
3- فی المصادر الاُخری:«بالعفو»بدل«بالتقوی».
4- البیان والتبیین:ج 3 ص 271؛ نثر الدرّ:ج 1 ص 345، [6]نزهة الناظر:ص 100 ح 20،کشف الغمّة:ج 2 ص 362.
5- مهج الدعوات:ص 174، بحار الأنوار:ج 94 ص 270.

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی هَولِ (1)یَومِ القِیامَةِ،وأَخرِجنی مِنَ الدُّنیا سالِماً،وزَوِّجنی مِنَ الحورِ العینِ،وَاکفِنی مَؤونَتی ومَؤونَةَ عِیالی ومَؤونَةَ النّاسِ،وأَدخِلنی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ. (2)

191.الإمام الصادق علیه السلام:

یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا غِیاثی فی رَغبَتی. (3)

192.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ مَروِیٌّ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام (4):

بِسمَ اللّهَ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أمناً وإیماناً وسَلامَةً وإسلاماً ورِزقاً وغِنیً ومَغفِرَةً لا تُغادِرُ ذَنباً،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی وَالعِفَّةَ وَالغِنی،یا خَیرَ مَن نودِیَ فَأَجابَ،ویا خَیرَ مَن دُعِیَ فَاستَجابَ،ویا خَیرَ مَن عُبِدَ فَأَثابَ،یا جَلیسَ کُلِّ مُتَوَحِّدٍ مَعَکَ،ویا أنیسَ کُلِّ مُتَقَرِّبٍ یَخلو بِکَ (5)،یا مَنِ الکَرَمُ مِن صِفَةِ أفعالِهِ،وَالکَریمُ مِن أجَلِّ أسمائِهِ،أعِذنی وأَجِرنی یا کَریمُ.

اللّهُمَّ أجِرنی مِنَ النّارِ،وَارزُقنی صُحبَةَ الأَخیارِ،وَاجعَلنی یَومَ القِیامَةِ مِنَ الأَبرارِ، إنَّکَ واحِدٌ قَهّارُ،مَلِکٌ جَبّارٌ،عَزیزٌ غَفّارٌ.

اللّهُمَّ إنّی مُستَجیرُکَ فَأَجِرنی،ومُستَعیذُکَ فَأَعِذنی،ومُستَغیثُکَ فَأَغِثنی،ومُستَعینُکَ فَأَعِنّی،ومُستَنقِذُکَ فَأَنقِذنی،ومُستَنصِرُکَ فَانصُرنی،ومُستَرزِقُکَ فَارزُقنی، ومُستَرشِدُکَ فَأَرشِدنی،ومُستَعصِمُکَ فَاعصِمنی،ومُستَهدیکَ فَاهدِنی،ومُستَکفیکَ

ص:128


1- .الهَولُ:الخوفُ والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283«هول»).
2- الکافی:ج 2 ص 578 ح 2، مصباح المتهجد:ص 270 ح 381، [2]جمال الأسبوع:ص 134 [3] کلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 297 ح 8.
3- الکافی:ج 2 ص 590 ح 30 عن یعقوب بن شعیب.
4- فی البلد الأمین:«بَسمِل وقل:اللّهمّ إنّی أسألک...».
5- فی المصدر:«بخلواتک»،وما فی المتن أثبتناه من البلد الأمین.

فَاکفِنی،ومُستَرحِمُکَ فَارحَمنی،ومُستَتیبُکَ فَتُب عَلَیَّ،ومُستَغفِرُکَ فَاغفِر لی ذُنوبی، إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.یا مَن لا تَضُرُّکَ المَعصِیَةُ،ولا تَنقُصُکَ المَغفِرَةُ،اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ وهَب لی ما لا یَنقُصُکَ».

ثُمَّ بَسمِل وحَولِق ثَلاثاً. (1)

193.الکافی عن ابن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً مِنکَ وشَوقاً إلَیکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ،وَاجعَل لی فی لِقائِکَ خَیرَ الرَّحمَةِ وَالبَرَکَةِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ ولا تُؤَخِّرنی مَعَ الأَشرارِ،وأَلحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی وَاجعَلنی مَعَ صالِحِ مَن بَقِیَ،وخُذ بی سَبیلَ الصّالِحینَ،وأَعِنّی عَلی نَفسی بِما تُعینُ بِهِ الصّالِحینَ عَلی أنفُسِهِم، ولا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ یا رَبَّ العالَمینَ،أسأَ لُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ، تُحیینی وتُمیتُنی عَلَیهِ،وتَبعَثُنی عَلَیهِ إذا بَعَثتَنی،وَابرَأ قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ وَالشَّکِّ فی دینِکَ.

اللّهُمَّ أعطِنی نَصراً فی دینِکَ،وقُوَّةً فی عِبادَتِکَ،وفَهماً فی خَلقِکَ،وکِفلَینِ مِن رَحمَتِکَ،وبَیِّض وَجهی بِنورِکَ،وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ،وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ وَالجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ وَالفَترَةِ وَالمَسکَنَةِ،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ،واُعیذُ بِکَ نَفسی وأَهلی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ أحَدٌ،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً،فَلا تَخذُلنی ولا تُردِنی

ص:129


1- .المصباح للکفعمی:ص 377، البلد الأمین:ص 372.

فی هَلَکَةٍ ولا تُرِدنی بِعَذابٍ.أسأَ لُکَ الثَّباتَ عَلی دینِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ رَسولِکَ.

اللّهُمَّ اذکُرنی بِرَحمَتِکَ ولا تَذکُرنی بِخَطیئَتی،وتَقَبَّل مِنّی،وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ اجعَل ثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ مَجلِسی رِضاکَ عَنّی،وَاجعَل عَمَلی ودُعائی خالِصاً لَکَ،وَاجعَل ثَوابِیَ الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وَاجمَع لی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ غارَتِ النُّجومُ،ونامَتِ العُیونُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ، ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ، تُدلِجُ الرَّحمَةَ عَلی مَن تَشاءُ مِن خَلقِکَ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفی الصُّدورُ.

أشهَدُ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ،لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ فَاکتُب شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِم.

اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ،ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ أن تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)

194.الأمالی للصدوق عن المفضل: کانَ الصّادِقُ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ،وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُ حُبَّکَ فی قَلبی ! وإن کُنتُ عاصِیاً مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.مَولایَ ! أنتَ عَظیمُ العُظَماءِ وأَ نَا أسیرُ الاُسَراءِ،أنَا أسیرٌ بِذَنبی،مُرتَهَنٌ بِجُرمی.

إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذَنبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن طالَبتَنی بِجَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،

ص:130


1- .الکافی:ج 2 ص 585 ح 24، بحار الأنوار:ج 87 ص 271 ح 68.

ولَئِن أمَرتَ بی إلَی النّارِ لَاُخبِرَنَّ أهلَها أنّی کُنتُ أقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ.

اللّهُمَّ إنَّ الطّاعَةَ تَسُرُّکَ وَالمَعصِیَةَ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

195.الکافی عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ وهُوَ رافِعٌ یَدَهُ إلَی السَّماءِ:«رَبِّ لا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً لا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ»،قالَ:فَما کانَ بِأَسرَعَ مِن أن تَحَدَّرَ الدُّموعُ مِن جَوانِبِ لِحیَتِهِ،ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ فَقالَ:یَابنَ أبی یَعفورٍ ! إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ أقَلَّ مِن طَرفَةِ عَینٍ فَأَحدَثَ ذلِکَ الذَّنبَ.

قُلتُ:فَبَلَغَ بِهِ کُفراً أصلَحَکَ اللّهُ؟قالَ:لا،ولکِنَّ المَوتَ عَلی تِلکَ الحالِ هَلاکٌ. (2)

196.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ جَعفَرٍ الصّادِقِ علیه السلام:

یا مَن سَبَقَ عِلمُهُ،ونَفَذَ حُکمُهُ،وشَمِلَ حِلمُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَزِل حِلمَکَ عَن ظالِمِیَّ،وبادِرهُ بِالنَّقِمَةِ،وعاجِلهُ بِالاِستیصالِ،وکُبَّهُ لِمَنخِرِهِ،وَاغصُصهُ بِریقِهِ،وَاردُد کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وحُل بَینی وبَینَهُ بِشُغُلٍ شاغِلٍ مُؤلِمٍ،وسُقمٍ دائِمٍ،وَامنَعهُ التَّوبَةَ،وحُل بَینَهُ وبَینَ الإِنابَةِ،وَاسلُبهُ رَوحَ الرّاحَةِ،وَاشدُد عَلَیهِ الوَطأَةَ،وخُذ مِنهُ بِالمُخَنَّقِ،وحَشرِجهُ فی صَدرِهِ،ولا تُثَبِّت لَهُ قَدَماً،وأَثکِلهُ ونَکِّلهُ (3)،وَاجتَثَّهُ وَاجتَثَّ راحَتَهُ،وَاستَأصِلهُ وجُثَّهُ،وجُثَّ نِعمَتَکَ عَنهُ،وأَلبِسهُ الصِّغارَ (4)،وَاجعَل عُقباهُ النّارَ بَعدَ مَحوِ آثارِهِ وسَلبِ قَرارِهِ وإجهارِ قَبیحِ آصارِهِ،وأَسکِنهُ دارَ بَوارِهِ،ولا تُبقِ لَهُ ذِکراً،ولا تُعَقِّبهُ مِن مُستَخلَفٍ أجراً.

اللّهُمَّ بادِرهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ عاجِلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُؤَجِّلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ خُذهُ

ص:131


1- .الأمالی للصدوق:ص 438 ح 578، روضة الواعظین:ص 361، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 92 ح 5.
2- الکافی:ج 2 ص 581 ح 15، بحار الأنوار:ج 94 ص 387 ح 6.
3- نَکَّلَ بِهِ تَنکیلاً إذا جعله نَکالاً وعِبرةً لغیره (لسان العرب:ج 11 ص 677« نکل»).
4- الصَّغار:الذلّ والهوان (النهایة:ج 3 ص 33«صغر»).

-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ اسلُبهُ التَّوفیقَ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُنهِضهُ،اللّهُمَّ لا تَرِثهُ،اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرهُ، اللّهُمَّ عَلَیکَ بِهِ،اللّهُمَّ اشدُد قَبضَتَکَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ بِکَ اعتَصَمتُ عَلَیهِ،وبِکَ استَجَرتُ مِنهُ، وبِکَ تَوارَیتُ عَنهُ،وبِکَ استَکفَفتُ دونَهُ،وبِکَ استَتَرتُ مِن ضَرّائِهِ.

اللّهُمَّ احرُسنی بِحَراسَتِکَ مِنهُ ومِن عَذابِکَ،وَاکفِنی بِکِفایَتِکَ کَیدَهُ وکَیدَ بُغاتِکَ،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،وأَسبِل عَلَیَّ سَترَکَ الَّذی سَتَرتَ بِهِ رُسُلَکَ عَنِ الطَّواغیتِ، وحَصِّنّی بِحِصنِکَ الَّذی وَقَیتَهُم بِهِ مِنَ الجَوابیتِ.

اللّهُمَّ أیِّدنی مِنکَ بِنَصرٍ لا یَنفَکُّ،وعَزیمَةِ صِدقٍ لا تُختَلُّ (1)،وجَلِّلنی بِنورِکَ، وَاجعَلنی مُتَدَرِّعاً بِدِرعِکَ الحَصینَةِ الواقِیَةِ،وَاکلَأنی (2)بِکِلاءَتِکَ الکافِیَةِ،إنَّکَ واسِعٌ لِما تَشاءُ،ووَلِیٌّ لِمَن لَکَ تَوالی،وناصِرٌ لِمَن إلَیکَ أوی،وعَونُ مَن بِکَ استَعدی،وکافی مَن بِکَ استَکفی،وَالعَزیزُ الَّذی لا یُمانَعُ عَمّا یَشاءُ،ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ وهُوَ حَسبی،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (3)

197.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

یا مَأمَنَ الخائِفِ وکَهفَ اللّاهِفِ،وجُنَّةَ العائِذِ وغَوثَ اللّائِذِ،خابَ مَنِ اعتَمَدَ سِواکَ، وخَسِرَ مَن لَجَأَ إلی دونِکَ،وذَلَّ مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِکَ،وَافتَقَرَ مَنِ استَغنی عَنکَ،إلَیکَ اللّهُمَّ المَهرَبُ،ومِنکَ اللّهُمَّ المَطلَبُ.

اللّهُمَّ قَد تَعلَمُ عَقدَ ضَمیری عِندَ مُناجاتِکَ،وحَقیقَةَ سَریرَتی عِندَ دُعائِکَ،وصِدقَ خالِصَتی بِاللَّجَإِ إلَیکَ،فَأَفزِعنی (4)إذا فَزِعتُ إلَیکَ،ولا تَخذُلنی إذَا اعتَمَدتُ عَلَیکَ،

ص:132


1- .فی بحار الأنوار:« تَحِلُّ»بدل«تُختَلُّ».
2- کَلَأَکَ اللّهُ کِلاءَةً:أی حَفِظَکَ وحَرَسَکَ (لسان العرب:ج 1 ص 145« کلأ»).
3- مهج الدعوات:ص 52، بحار الأنوار:ج 85 ص 218 ح 14.
4- المفزع:المَلجأ فی الفَزَع والخوف.یقال:فَزِعتُ إلیه فأفزعنی،أی لجأتُ إلیه من الفزع فأغاثنی (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1258« فزع»).

وبادِرنی بِکِفایَتِکَ،ولا تَسلُبنی رِفقَ عِنایَتِکَ،وخُذ ظالِمِی السّاعَةَ السّاعَةَ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ عَلَیهِ،مُستَأصِلٍ شَأفَتَهُ،مُجتَثٍّ قائِمَتَهُ،حاطٍّ دِعامَتَهُ،مُتَبِّرٍ لَهُ،مُدَمِّرٍ عَلَیهِ.

اللّهُمَّ بادِرهُ قَبلَ أذِیَّتی،وَاسبِقهُ بِکِفایَتی کَیدَهُ وشَرَّهُ ومَکروهَهُ وغَمزَهُ وسوءَ عَقدِهِ وقَصدِهِ.

اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَوَّضتُ أمری،وبِکَ تَحَصَّنتُ مِنهُ ومِن کُلِّ مَن یَتَعَمَّدُنی بِمَکروهِهِ، ویَتَرَصَّدُنی بِأَذِیَّتِهِ،ویُصلِتُ لی بِطانَتَهُ،ویَسعی عَلَیَّ بِمَکائِدِهِ.

اللّهُمَّ کِد لی ولا تَکِد عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر بی،وأَرِنِی الثَّأرَ مِن کُلِّ عَدُوٍّ أو مَکّارٍ،ولا یَضُرُّنی ضارٌّ وأَنتَ وَلِیّی،ولا یَغلِبُنی مُغالِبٌ وأَنتَ عَضُدی،ولا تَجری عَلَیَّ مَساءَةٌ وأَنتَ کَنَفی.

اللّهُمَّ بِکَ استَدرَعتُ وَاعتَصَمتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (1)

198.نثر الدرّ: اشتَکی علیه السلام مَرَّةً فَقالَ:اللّهُمَّ اجعَلهُ أدَباً لا غَضَباً. (2)

راجع:ص83 ح132 وص189 ح255 وص246 ح304 و 305 وص512 ح691 وغیرها....

8/2دَعَواتُ الإِمامِ الکاظِمِ(علیه السلام)

الف-دُعاؤهُ علیه السلام لِلرّاحَةِ عِندَ المَوتِ وَالعَفوِ عِندَ الحِسابِ

199.الکافی عن أبی جریر الروّاسیّ: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسی علیه السلام وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ-یُرَدِّدُها-. (3)

ص:133


1- .مهج الدعوات:ص 53، بحار الأنوار:ج 85 ص 219 ح 1.
2- نثر الدرّ:ج 1 ص 354، الدعوات:ص 174 ح 489،کشف الغمّة:ج 2 ص 417، [4]بحار الأنوار:ج 78 ص 206 ح 58.
3- الکافی:ج 3 ص 323 ح 10، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 300 ح 1209،الإرشاد:ج 2 ص 231، [7]الدعوات:ū ص 179 ح 495،بحار الأنوار:ج 86 ص 217 ح 31.
ب-دَعَواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

200.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:

یا مَفزَعَ الفازِعِ،ومَأمَنَ الهالِعِ (1)،ومَطمَعَ الطّامِعِ،ومَلجَأَ الضّارِعِ (2)،یا غَوثَ اللَّهفانِ، ومَأوَی الحَیرانِ،ومُروِیَ الظَّمآنِ،ومُشبِعَ الجَوعانِ،وکاسِیَ العُریانِ،وحاضِرَ کُلِّ مَکانٍ،بِلا دَرکٍ ولا عَیانٍ،ولا صِفَةٍ ولا بِطانٍ (3).عَجَزَتِ الأَفهامُ،وضَلَّتِ الأَوهامُ عَن مُوافَقَةِ صِفَةِ دابَّةٍ مِنَ الهَوامِّ،فَضلاً عَنِ الأَجرامِ العِظامِ،مِمّا أنشَأتَ حِجاباً لِعَظَمَتِکَ، وأَنّی یَتَغَلغَلُ إلی ما وَراءَ ذلِکَ بِما لا یُرامُ.

تَقَدَّستَ یا قُدّوسُ عَنِ الظُّنونِ وَالحُدوسِ (4)،وأَنتَ المَلِکُ القُدّوسُ،بارِئُ الأَجسامِ وَالنُّفوسِ،ومُنَخِّرُ العِظامِ،ومُمیتُ الأَنامِ ومُعیدُها بَعدَ الفَناءِ وَالتَّطمیسِ،أسأَ لُکَ یا ذَا القُدرَةِ وَالعُلا،وَالعِزِّ وَالثَّناءِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،اُولِی النُّهی،وَالمَحَلِّ الأَوفی، وَالمَقامِ الأَعلی،وأَن تُعَجِّلَ ما قَد تَأَجَّلَ وتُقَدِّمَ ما قَد تَأَخَّرَ،وتَأتِیَ بِما قَد أوجَبتَ إثباتَهُ (5)،وتُقَرِّبَ ما قَد تَأَخَّرَ فِی النُّفوسِ الحَصِرَةِ أوانُهُ،وتَکشِفَ البَأسَ،وسوءَ اللِّباسِ، وعَوارِضَ الوَسواسِ الخَنّاسِ فی صُدورِ النّاسِ،وتَکفِیَنا ما قَد رَهِقَنا،وتَصرِفَ عَنّا ما قَد رَکِبَنا،وتُبادِرَ اصطِلامَ (6)الظّالِمینَ،ونَصرَ المُؤمِنینَ،وَالإِدالَةَ (7)مِنَ المُعانِدینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (8)

ص:134


1- .الهَلَعُ:أشدّ الجزع والضجر (النهایة:ج 5 ص 269«هلع»).
2- الضّارِعُ:النحیف الضاوی الجسم (النهایة:ج 3 ص 84« ضرع»).
3- «ولابطان»أی من غیر أن یطّلع أحد علی أسرارک وبواطن امورک،من قولهم:بَطَنتُ هذَا الأَمرَ،أی عَرَفتُ باطِنَهُ (بحار الأنوار:ج 85 ص 240).
4- حَدَسَ:إذا ظنّ ظنّاً مؤکّداً (المصباح المنیر:ص 125«حدس»).
5- فی بحار الأنوار« إتیانه»،وهو الأنسب.
6- الاصطلام:من الصَّلْم:القطع المستأصل (النهایة:ج 3 ص 49« صلم»).
7- الإدالة:الغَلَبَةُ (الصحاح:ج 4 ص 1700«دول»).
8- مهج الدعوات:ص 54، بحار الأنوار:ج 85 ص 219.

201.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ إنّی وفُلانُ بنُ فُلانٍ عَبدانِ مِن عَبیدِکَ،نَواصینا بِیَدِکَ،تَعلَمُ مُستَقَرَّنا ومُستَودَعَنا،ومُنقَلَبَنا ومَثوانا،وسِرَّنا وعَلانِیَتَنا،تَطَّلِعُ عَلی نِیّاتِنا،وتُحِیطُ بِضَمائِرِنا، عِلمُکَ بِما نُبدیهِ کَعِلمِکَ بِما نُخفیهِ،ومَعرِفَتُکَ بِما نُبطِنُهُ کَمَعرِفَتِکَ بِما نُظهِرُهُ،ولا یَنطَوی عِندَکَ شَیءٌ مِن امورِنا،ولا یَستَتِرُ دونَکَ حالٌ مِن أحوالِنا،ولا مِنکَ مَعقِلٌ یُحصِنُنا،ولا حِرزٌ یُحرِزُنا،ولا مَهرَبٌ لَنا نَفوتُکَ بِهِ،ولا یَمنَعُ الظّالِمَ مِنکَ حُصونُهُ،ولا یُجاهِدُکَ عَنهُ جُنودُهُ،ولا یُغالِبُکَ مُغالِبٌ بِمَنَعَةٍ (1)،ولا یُعازُّکَ (2)مُعازٌّ بِکَثرَةٍ،أنتَ مُدرِکُهُ أینَما سَلَکَ،وقادِرٌ عَلَیهِ أینَما لَجَأَ،فَمَعاذُ المَظلومِ مِنّا بِکَ،وتَوَکُّلُ المَقهورِ مِنّا عَلَیکَ، ورُجوعُهُ إلَیکَ،ویَستَغیثُ بِکَ إذا خَذَلَهُ المُغیثُ،ویَستَصرِخُکَ إذا قَعَدَ عَنهُ النَّصیرُ، ویَلوذُ بِکَ إذا نَفَتهُ الأَفنِیَةُ،ویَطرُقُ بابَکَ (3)إذا اغلِقَت عَنهُ الأَبوابُ المُرتَجَةُ،ویَصِلُ إلَیکَ إذَا احتَجَبَ عَنهُ المُلوکُ الغافِلَةُ،تَعلَمُ ما حَلَّ بِهِ قَبلَ أن یَشکُوَهُ إلَیکَ،وتَعلَمُ ما یُصلِحُهُ قَبلَ أن یَدعُوَکَ لَهُ،فَلَکَ الحَمدُ سَمیعاً بَصیراً لَطیفاً عَلیماً خَبیراً قَدیراً.

وأَنَّهُ قَد کانَ فی سابِقِ عِلمِکَ،ومُحکَمِ قَضائِکَ،وجاری قَدَرِکَ،ونافِذِ أمرِکَ،وقاضی حُکمِکَ،وماضی مَشِیَّتِکَ فی خَلقِکَ أجمَعینَ؛شَقِیِّهِم وسَعیدِهِم وبَرِّهِم وفاجِرِهِم،أن جَعَلتَ لِفُلانِ بنِ فُلانٍ عَلَیَّ قُدرَةً فَظَلَمَنی بِها،وبَغی عَلَیَّ بِمَکانِها،وَاستَطالَ وتَعَزَّزَ بِسُلطانِهِ الَّذی خَوَّلتَهُ إیّاهُ،وتَجَبَّرَ وَافتَخَرَ بِعُلُوِّ حالِهِ الَّذی نَوَّلتَهُ،وغَرَّهُ إملاؤُکَ لَهُ، وأَطغاهُ حِلمُکَ عَنهُ،فَقَصَدَنی بِمَکروهٍ عَجَزتُ عَنِ الصَّبرِ عَلَیهِ،وتَعَمَّدَنی بِشَرٍّ ضَعُفتُ عَنِ احتِمالِهِ،ولَم أقدِر عَلَی الاِستِنصافِ مِنهُ لِضَعفی،ولا عَلَی الاِنتِصارِ لِقِلَّتی وذُلّی،فَوَکَلتُ

ص:135


1- .یقال:هو فی عِزٍّ ومَنَعَةٍ-بالتحریک-أی هو فی عِزٍّ ومعه من یمنعه من عشیرته.وأمّا علی تقدیر السکون-أی سکون النون-فالمراد به:قوّة تمنع من یریده بسوء (انظر:تاج العروس:ج 11 ص 463« منع»).
2- عازَّنی:غالَبَنی (لسان العرب:ج 5 ص 378«عزز»).
3- فی المصدر:«بِکَ»،والتصویب من بحار الأنوار.

أمرَهُ إلَیکَ،وتَوَکَّلتُ فی شَأنِهِ عَلَیکَ،وتَوَعَّدتُهُ بِعُقوبَتِکَ،وحَذَّرتُهُ بِبَطشِکَ،وخَوَّفتُهُ نَقِمَتَکَ،فَظَنَّ أنَّ حِلمَکَ عَنهُ مِن ضَعفٍ،وحَسِبَ أنَّ إملاءَکَ لَهُ مِن عَجزٍ،ولَم تَنهَهُ واحِدَةٌ عَن اخری،ولَا انزَجَرَ عَن ثانِیَةٍ بِاُولی،لکِنَّهُ تَمادی فی غَیِّهِ،وتَتابَعَ فی ظُلمِهِ،ولَجَّ فی عُدوانِهِ،وَاستَثری فی طُغیانِهِ؛جُرأَةً عَلَیکَ یا سَیِّدی ومَولایَ،وتَعَرُّضاً لِسَخَطِکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ الظّالِمینَ،وقِلَّةَ اکتِراثٍ بِبَأسِکَ الَّذی لا تَحبِسُهُ عَنِ الباغینَ.

فَها أنَا ذا یا سَیِّدی مُستَضعَفٌ فی یَدِهِ،مُستَضامٌ تَحتَ سُلطانِهِ،مُستَذَلٌّ بِفِنائِهِ، مَغصوبٌ مَغلوبٌ مَبغِیٌّ عَلَیَّ،مَرعوبٌ وَجِلٌ خائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقهورٌ،قَد قَلَّ صَبری، وضاقَت حیلَتی،وَانغَلَقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ إلّاإلَیکَ،وَانسَدَّت عَنِّی الجِهاتُ إلّاجِهَتُکَ، وَالتَبَسَت عَلَیَّ اموری فی دَفعِ مَکروهِهِ عَنّی،وَاشتَبَهَت عَلَیَّ الآراءُ فی إزالَةِ ظُلمِهِ، وخَذَلَنی مَنِ استَنصَرتُهُ مِن خَلقِکَ،وأَسلَمَنی مَن تَعَلَّقتُ بِهِ مِن عِبادِکَ،فَاستَشَرتُ نَصیحی فَأَشارَ عَلَیَّ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ،وَاستَرشَدتُ دَلیلی فَلَم یَدُلَّنی إلّاإلَیکَ،فَرَجَعتُ إلَیکَ یا مَولایَ صاغِراً راغِماً مُستَکیناً،عالِماً أنَّهُ لا فَرَجَ لی إلّاعِندَکَ،ولا خَلاصَ لی إلّابِکَ، أنتَجِزُ وَعدَکَ فی نُصرَتی وإجابَةِ دُعائی؛لِأَنَّ قَولَکَ الحَقُّ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،وقَد قُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ:«ومَن بُغِیَ عَلَیهِ لَیَنصُرَنَّهُ اللّهُ» (1)،وقُلتَ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ:

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،فَها أنَا ذا فاعِلٌ ما أمَرتَنی بِهِ،لا مَنّاً عَلَیکَ،وکَیفَ أمُنُّ بِهِ وأَنتَ عَلَیهِ دَلَلتَنی ! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ.

وإنّی لَأَعلَمُ یا سَیِّدی أنَّ لَکَ یَوماً تَنتَقِمُ فیهِ مِنَ الظّالِمِ لِلمَظلومِ،وأَتَیَقَّنُ أنَّ لَکَ وَقتاً تَأخُذُ فیهِ مِنَ الغَاصِبِ لِلمَغصوبِ،لِأَنَّکَ لا یَسبِقُکَ مُعانِدٌ،ولا یَخرُجُ مِن قَبضَتِکَ مُنابِذٌ، ولا تَخافُ فَوتَ فائِتٍ،ولکِنَّ جَزَعی وهَلَعی لا یَبلُغانِ الصَّبرَ عَلی أناتِکَ وَانتِظارَ حِلمِکَ،

ص:136


1- .إشارة إلی مضمون الآیة الکریمة 60 من سورة الحجّ، وهی:«...ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنصُرَنَّهُ اللَّهُ...».
2- غافر:60.

فَقُدرَتُکَ یا سَیِّدی فَوقَ کُلِّ قُدرَةٍ،وسُلطانُکَ غالِبٌ کُلَّ سُلطانٍ،ومَعادُ کُلِّ أحَدٍ إلَیکَ وإن أمهَلتَهُ،ورُجوعُ کُلِّ ظالِمٍ إلَیکَ وإن أنظَرتَهُ،وقَد أضَرَّنی یا سَیِّدی حِلمُکَ عَن فُلانٍ وطولُ أناتِکَ لَهُ وإمهالُکَ إیّاهُ،فَکادَ القُنوطُ یَستَولی عَلَیَّ لَولَا الثِّقَةُ بِکَ وَالیَقینُ بِوَعدِکَ.

وإن کانَ فی قَضائِکَ النّافِذِ وقُدرَتِکَ الماضِیَةِ أنَّهُ یُنیبُ أو یَتوبُ،أو یَرجِعُ عَن ظُلمی ویَکُفُّ عَن مَکروهی،ویَنتَقِلُ عَن عَظیمِ ما رَکِبَ مِنّی؛فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَوقِع ذلِکَ فی قَلبِهِ السّاعَةَ السّاعَةَ،قَبلَ إزالَةِ نِعمَتِکَ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،وتَکدیرِ مَعروفِکَ الَّذی صَنَعتَهُ عِندی.

وإن کانَ عِلمُکَ بِهِ غَیرَ ذلِکَ مِن مُقامِهِ عَلی ظُلمی؛فَإِنّی أسأَ لُکَ یا ناصِرَ المَظلومینَ المَبغِیِّ عَلَیهِم إجابَةَ دَعوَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخُذهُ مِن مَأمَنِهِ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ،وَافجَأهُ فی غَفلَتِهِ مُفاجَأَةَ مَلیکٍ مُنتَصِرٍ،وَاسلُبهُ نِعمَتَهُ وسُلطانَهُ،وَافضُض عَنهُ جُموعَهُ وأَعوانَهُ،ومَزِّق مُلکَهُ کُلَّ مُمَزَّقٍ،وفَرِّق أنصارَهُ کُلَّ مُفَرَّقٍ،وأَعرِهِ مِن نِعمَتِکَ الَّتی لا یُقابِلُها بِالشُّکرِ،وَانزِع عَنهُ سِربالَ عِزِّکَ الَّذی لَم یُجازِهِ بِإِحسانٍ،وَاقصِمهُ یا قاصِمَ الجَبابِرَةِ،وأَهلِکهُ یا مُهلِکَ القُرونِ الخالِیَةِ،وأَبِرهُ یا مُبِیرَ الاُمَمِ الظّالِمَةِ،وَاخذُلهُ یا خاذِلَ الفِرَقِ الباغِیَةِ،وَابتُر عُمُرَهُ،وَابتَزَّ مُلکَهُ،وعِفَّ أثَرَهُ،وَاقطَع خَبَرَهُ،وأَطفِ نارَهُ،وأَظلِم نَهارَهُ،وکَوِّر شَمسَهُ،وأَزهِق نَفسَهُ،وَاهشِم سوقَهُ،وجُبَّ سَنامَهُ،وأَرغِم أنفَهُ،وعَجِّل حَتفَهُ،ولا تَدَع لَهُ جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّافَرَّقتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاوَضَعتَها،ولا رُکناً إلّاوَهَنتَهُ،ولا سَبَباً إلّاقَطَعتَهُ، وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ بَعدَ الاُلفَةِ (1)،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعِی الرُّؤوسِ بَعدَ

ص:137


1- .قال العلّامة المجلسی فی توضیح بعض عبارات الدعاء:الإزهاق:إخراج النفس والإهلاک.والهَشم:کَسرالشیء الیابس.والسّوق:جمع الساق.والجَبّ:القطع.والسَّنام-بالفتح-:معروف،وجُبَّ سَنامَه:کنایة عن إذهاب ما یوجب عِنّه ورفعتَه.والحَتف:الموت.و«لا قائمة علوّ»:أی قائمة توجب العلوّ.وقال الجوهری:السبب:الحبل.والسبب أیضاً:کل شیء یُتوصّل به إلی غیره.وقال العبادید:الفِرَق من الناس الذاهبون فی کلّ وَجه،قال سیبویه:لا واحِدَ له (بحار الأنوار:ج 85 ص 243).

الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وَاشفِ بِزَوالِ أمرِهِ القُلوبَ الوَجِلَةَ،وَالأَفئِدَةَ اللَّهِفَةَ،وَالاُمَّةَ المُتَحَیِّرَةَ، وَالبَرِّیَّةَ الضّائِعَةَ،وأَدِل بِبَوارِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ،وَالسُّنَنَ الدّاثِرَةَ،وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ، وَالمَعالِمَ المُغبَرَّةَ (1)،وَالآیاتِ المُحَرَّفَةَ،وَالمَدارِسَ المَهجورَةَ،وَالمَحاریبَ المَجفُوَّةَ، وَالمَشاهِدَ المَهدومَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ السّاغِبَةَ،وَاروِ بِهِ اللَّهَواتِ اللّاغِبَةَ (2)،وَالأَکبادَ الظّامِئَةَ وأَرِح بِهِ الأَقدامَ المُتعَبَةَ،وَاطرُقهُ بِلَیلَةٍ لا اختَ لَها،وبِساعَةٍ لا مَثوی فیها، وبِنَکبَةٍ لَاانتِعاشَ مَعَها،وبِعَثرَةٍ لا إقالَةَ مِنها،وأَبِح حَریمَهُ،ونَغِّص نَعیمَهُ،وأَرِهِ بَطشَتَکَ الکُبری،ونَقِمَتَکَ المُثلی،وقُدرَتَکَ الَّتی فَوقَ قُدرَتِهِ،وسُلطانَکَ الَّذی هُوَ أعَزُّ مِن سُلطانِهِ،وَاغلِبهُ لی بِقُوَّتِکَ القَوِیَّةِ،ومِحالِکَ الشَّدیدِ،وَامنَعنی مِنهُ بِمَنعِکَ الَّذی کُلُّ خَلقٍ فیهِ ذَلیلٌ،وَابتَلِهِ بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ،وبِسوءٍ لا تَستُرُهُ،وکِلهُ إلی نَفسِهِ فیما یُریدُ،إنَّکَ فَعّالٌ لِما تُریدُ،وأَبرِئهُ مِن حَولِکَ وقُوَّتِکَ،وکِلهُ إلی حَولِهِ وقُوَّتِهِ،وأَزِل مَکرَهُ بِمَکرِکَ،وَادفَع مَشِیَّتَهُ بِمَشِیَّتِکَ،وأَسقِم جَسَدَهُ،وأَیتِم وُلدَهُ،وَاقضِ أجَلَهُ،وخَیِّب أمَلَهُ،وأَدِل دَولَتَهُ، وأَطِل عَولَتَهُ،وَاجعَل شُغُلَهُ فی بَدَنِهِ،ولا تَفُکَّهُ مِن حُزنِهِ،وصَیِّر کَیدَهُ فی ضَلالٍ،وأَمرَهُ إلی زَوالٍ،ونِعمَتَهُ إلَی انتِقالٍ،وجِدَّهُ فی سَفالٍ،وسُلطانَهُ فِی اضمِحلالٍ،وعاقِبَتَهُ إلی شَرِّ مَآلٍ،وأَمِتهُ بِغَیظِهِ إن أمَتَّهُ،وأَبقِهِ بِحَسرَتِهِ إن أبقَیتَهُ،وقِنی شَرَّهُ وهَمزَهُ ولَمزَهُ وسَطوَتَهُ وعَداوَتَهُ،وَالمَحهُ لَمحَةً تُدَمِّرُ بِها عَلَیهِ،فَإِنَّکَ أشَدُّ بَأساً وأَشَدُّ تَنکیلاً. (3)

ج-دُعاءُ الاِعتِقادِ

202.مهج الدعوات عن علیّ بن مهزیار: سَمِعتُ مَولایَ موسَی بنَ جَعفَرٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ،وهُوَ دُعاءُ الاِعتِقادِ:

ص:138


1- .فی بحار الأنوار:« المُغَیَّرَةَ».
2- قال المجلسی قدس سره:اللهوات جمع اللهات؛وهی اللحمات فی سقف أقصی الفم.وقال الفیروزآبادی:لغب لغوباً:أعیا أشدّ الإعیاء.واللغب:مابین الثنایا من اللحم والریش الفاسد،ولغب علیه-کمنع-:اُفسد.وفی بعض النسخ:«اللاغیة»-بالیاء المثنّاة-فهو أیضاً بمعنی الفاسدة (بحار الأنوار:ج 85 ص 244).
3- مهج الدعوات:ص 54، بحار الأنوار:ج 85 ص 220 ح 1.

إلهی ! إنَّ ذُنوبی وکَثرَتَها قَد غَبَّرَت وَجهی عِندَکَ،وحَجَبَتنی عَنِ استیهالِ رَحمَتِکَ، وباعَدَتنی عَنِ استِنجازِ مَغفِرَتِکَ،ولَولا تَعَلُّقی بِآلائِکَ،وتَمَسُّکی بِالرَّجاءِ،لِما وَعَدتَ أمثالی مِنَ المُسرِفینَ،وأَشباهی مِنَ الخاطِئینَ،بِقَولِکَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1)، وحَذَّرتَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ،فَقُلتَ: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (2)،ثُمَّ نَدَبتَنا بِرَحمَتِکَ إلی دُعائِکَ،فَقُلتَ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (3).

إلهی ! لَقَد کانَ ذُلُّ الإِیاسِ عَلَیَّ مُشتَمِلاً،وَالقُنوطِ مِن رَحمَتِکَ بی مُلتَحِفاً.إلهی ! قَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً،اللّهُمَّ وقد أسبَلَ دَمعی حُسنُ ظَنّی بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَلی،وإقالَةِ عَثرَتی،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4)،ذلِکَ یَومُ النُّشورِ إذا نُفِخَ فِی الصّورِ،وبُعثِرَ ما فِی القُبورِ.

اللّهُمَّ إنّی اقِرُّ وأَشهَدُ وأَعتَرِفُ ولا أجحَدُ،واُسِرُّ واُظهِرُ،واُعلِنُ واُبطِنُ،بِأَنَّک أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ،وسَیِّدُ الوَصِیّینَ،ووارِثُ عِلمِ النَّبِیّینَ،وقاتِلُ المُشرِکینَ وإمامُ المُتَّقینَ، ومُبیرُ المُنافِقینَ،ومُجاهِدُ النّاکِثینَ وَالقاسِطینَ وَالمارقینَ،إمامی ومَحَجَّتی،ومَن لا أثِقُ بِالأَعمالِ وإن زَکَت،ولا أراها مُنجِیَةً لی وإن صَلَحَت،إلّابِوِلایَتِهِ،وَالائِتِمامِ بِهِ، وَالإِقرارِ بِفَضائِلِهِ،وَالقَبولِ مِن حَمَلَتِها،وَالتَّسلیمِ لِرُواتِها.

ص:139


1- .الزمر:53.
2- الحجر:56.
3- غافر:60.
4- الإسراء:71.

اللّهُمَّ واُقِرُّ بِأَوصِیائِهِ مِن أبنائِهِ أئِمَّةً وحُجَجاً،وأَدِلَّةً وسُرُجاً،وأَعلاماً ومَناراً، وسادَةً وأَبراراً،وأَدینُ بِسِرِّهِم وجَهرِهِم،وباطِنِهِم وظاهِرِهِم،وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم، وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،لا شَکَّ فی ذلِکَ ولَا ارتِیابَ،ولا تَحَوُّلَ عَنهُ ولَا انقِلابَ.

اللّهُمَّ فَادُعنی یَومَ حَشری وحینَ نَشری بِإِمامَتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وَاکتُبنی فی أصحابِهِم،وَاجعَلنی مِن إخوانِهِم،وأَنقِذنی بِهِم یا مَولایَ مِن حَرِّ النّیرانِ،فَإِنَّکَ إن أعفَیتَنی مِنها کُنتُ مِنَ الفائِزینَ.

اللّهُمَّ وقَد أصبَحتُ فی یَومی هذا لا ثِقَةَ لی ولا مَلجَأَ ولا مُلتَجَأَ،غَیرَ مَن تَوَسَّلتُ بِهِم إلَیکَ مِن آلِ رَسولِکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،وعَلی سَیِّدَتی فاطِمَةَ الزَّهراءِ، وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِم،وَالحُجَّةِ المَستورَةِ مِن ذُرِّیَّتِهِم،وَالمَرجُوِّ لِلاُمَّةِ مِن بَعدِهِم وخِیَرَتِکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.

اللّهُمَّ فَاجعَلهُم حِصنی مِنَ المَکارِهِ،ومَعقلِی مِنَ المَخاوِفِ،ونَجِّنی بِهِم مِن کُلِّ عَدُوٍّ وطاغٍ،وفاسِقٍ وباغٍ،ومِن شَرِّ ما أعرِفُ وما انکِرُ،ومَا استَتَرَ عَلَیَّ وما ابصِرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ بِوَسیلَتی إلَیکَ بِهِم،وتَقَرُّبی بِمَحَبَّتِهِم،افتَح عَلَیَّ أبوابَ رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ، وحَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وجَنِّبنی عَداوَتَهُم وبُغضَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ،ولِکُلِّ ذی شَفاعَةٍ حَقٌّ،فَأَسأَ لُکَ بِمَن جَعَلتُهُ إلَیک سَبَبی، وقَدَّمتُهُ أمامَ طَلِبَتی،أن تُعَرِّفَنی بَرَکَةَ یَومی هذا،وعامی هذا،وشَهری هذا.اللّهُمَّ فَهُم مُعَوَّلی فی شِدَّتی ورَخائی،وعافِیَتی وبَلائی،ونَومی ویَقَظَتی،وظَعنی وإقامَتی،وعُسری ویُسری،وصَباحی ومَسائی،ومُنقَلَبی ومَثوایَ.اللّهُمَّ فَلا تُخلِنی بِهم مِن نِعمَتِکَ،ولا تَقطَع رَجائی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَفتِنّی بِإِغلاقِ أبوابِ الأرزاقِ وَانسِدادِ مَسالِکِها،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ فَتحاً یَسیراً،وَاجعَل لی مِن کُلِّ ضَنکٍ مَخرَجاً،وإلی کُلِّ سَعَةٍ مَنهَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:140

اللّهُمَّ وَاجعَلِ اللَّیلَ وَالنَّهارَ مُختَلِفَینِ عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ ومُعافاتِکَ،ومَنِّکَ وفَضلِکَ،ولا تُفقِرنی إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،إنَکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وبِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)

د-دُعاؤهُ علیه السلام لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله

203.الإمام الکاظم علیه السلام: مِن سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الصَّلاةِ عَلَی النَّبیِّ وآلِهِ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الأَوَّلینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المَلَأِ الأَعلی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المُرسَلینَ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ الوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الکَبیرَةَ،اللّهُمَّ إنّی آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ،فَلا تَحرِمنی یَومَ القِیامَةِ رُؤیَتَهُ،وَارزُقنی صُحبَتَهُ،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ،وَاسقِنی مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَوِیّاً سائِغاً هَنیئاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ کَما آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ فَعَرِّفنی فِی الجِنانِ وَجهَهُ،اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً.

فَإِنَّ مَن صَلّی عَلَی النَّبیِّ صلی الله علیه و آله بِهذِهِ الصَّلَواتِ هُدِمَت ذُنوبُهُ،ومُحِیَت خَطایاهُ،ودامَ سُرورُهُ،وَاستُجیبَ دُعاؤُهُ،واُعطِیَ أمَلَهُ،وبُسِطَ لَهُ فی رِزقِهِ،واُعینَ عَلی عَدُوِّهِ،وهُیِّئَ لَهُ سَبَبُ أنواعِ الخَیرِ،ویُجعَلُ مِن رُفَقاءِ نَبِیِّهِ فِی الجِنانِ الأَعلی.یَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ غُدوَةً،وثَلاثَ مَرّاتٍ عَشِیَّةً. (2)

وراجع:ص397 ح529 وص423-435 ح571-576 وغیرها....

ص:141


1- .مهج الدعوات:ص 233، بحار الأنوار:ج 94 ص 182 ح 11.
2- ثواب الأعمال:ص 187 ح 1 عن ابن المغیرة،جامع الأخبار:ص 159 ح 381 عن أبی المغیرة،المصباح للکفعمی:ص 559 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام وفی صدره«من أراد أن یسرّ محمّداً وآله فی الصلاة علیهم فلیقل:اللّهمّ یا أجود من أعطی،ویا خیر من سئل،ویا أرحم من استرحم،اللّهمّ صلّ...»،ولیس فیه من«فإنّ من صلّی علی النبیّ صلی الله علیه و آله...»،بحار الأنوار:ج 86 ص 96 ح 3 [5] وج 94 ص 85 ح 5.

9/2دَعَواتُ الإِمامِ الرِّضا(علیه السلام)

الف-دُعاؤُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

204.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام:

الفَزَعَ الفَزَعَ إلَیکَ یا ذَا المُحاضَرَةِ (1)،وَالرَّغبَةَ الرَّغبَةَ إلَیکَ یا مَن بِهِ المُفاخَرَةُ،وأَنتَ اللّهُمَّ مُشاهِدُ هَواجِسِ (2)النُّفوسِ،ومُراصِدُ حَرَکاتِ القُلوبِ،ومُطالِعُ مَسَرّاتِ السَّرائِرِ، مِن غَیرِ تَکَلُّفٍ ولا تَعَسُّفٍ،وقَد تَرَی اللّهُمَّ ما لَیسَ عَنکَ بِمُنطَویً،ولکِن حِلمُکَ آمَنَ أهلَهُ عَلَیهِ جُرأَةً وتَمَرُّداً وعُتُوّاً وعِناداً،وما یُعانیهِ أولِیاؤُکَ مِن تَعفِیَةِ آثارِ الحَقِّ ودُروسِ مَعالِمِهِ،وتَزَیُّدِ الفَواحِشِ وَاستِمرارِ أهلِها عَلَیها،وظُهورِ الباطِلِ وعُمومِ التَّغاشُمِ وَالتَّراضی بِذلِکَ فِی المُعامَلاتِ وَالمُتَصَرَّفاتِ مُذ جَرَت بِهِ العاداتُ،وصارَ کَالمَفروضاتِ وَالمَسنوناتِ.

اللّهُمَّ فَبادِر[نا مِنکَ بِالعَونِ] (3)الَّذِی مَن أعَنتَهُ بِهِ فازَ،ومَن أیَّدتَهُ لَم یَخَف لَمزَ لَمّازٍ، وخُذِ الظّالِمَ أخذاً عَنیفاً،ولا تَکُن لَهُ راحِماً ولا بِهِ رَؤوفاً.

اللّهُمَّ اللّهُمَّ اللّهُمَّ بادِرهُم،اللّهُمَّ عاجِلهُم،اللّهُمَّ لا تُمهِلهُم،اللّهُمَّ غادِرهُم بُکرَةً

ص:142


1- .الحَضرَةُ:الشِّدَّةُ.والمَحضَرُ:السِّجِلُّ.والمُحاضَرَةُ:المجالدة.وحاضَرتُه:جاثیته عند السلطان،وهو کالمغالبةو المکاثرة (لسان العرب:ج 4 ص 200« حضر»).
2- هَجَس الأَمرُ فی نَفسی یَهجِسُ هَجساً وقع فی خَلَدی.والهاجِس:الخاطر (لسان العرب:ج 6 ص 246« هجس»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

وهَجیرَةً وسُحرَةً وبَیاتاً وهُم نائِمونَ،وضُحیً وهُم یَلعَبونَ،ومَکراً وهُم یَمکُرونَ، وفَجأَةً وهُم آمِنونَ،اللّهُمَّ بَدِّدهُم وبَدِّد أعوانَهُم،وَافلُل أعضادَهُم،وَاهزِم جُنودَهُم، وَافلُل حَدَّهُم،وَاجتَثَّ سَنامَهُم،وأَضعِف عَزائِمَهُم،اللّهُمَّ امنَحنا أکتافَهُم،ومَلِّکنا أکنافَهُم،وبَدِّلهُم بِالنِّعَمِ النِّقَمَ،وبَدِّلنا مِن مُحاذَرَتِهِم وبَغیِهِمُ السَّلامَةَ،وأَغنِمناهُم أکمَلَ المَغنَمِ،اللّهُمَّ لا تَرُدَّ عَنهُم بَأسَکَ الَّذی إذا حَلَّ بِقَومٍ فَساءَ صَباحُ المُنذَرینَ. (1)

ب-دُعاؤهُ علیه السلام لِتَفریجِ الهُمومِ

205.بحارالأنوار (2): دُعاءٌ لِمَولانَا الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:

إلهی بَدَت قُدرَتُکَ ولَم تَبدُ هَیئَةٌ لَکَ،فَجَهِلوکَ وقَدَّروکَ،وَالتَّقدیرُ عَلی غَیرِ ما بِهِ شَبَّهوکَ،فَأَنَا بَریءٌ یا إلهی مِنَ الَّذینَ بِالتَّشبیهِ طَلَبوکَ،لَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ ولَن یُدرِکوکَ، ظاهِرُ ما بِهِم مِن نِعمَتِکَ دَلَّهُم عَلَیکَ لَو عَرَفوکَ،وفی خَلقِکَ یا إلهی مَندوحَةٌ أن یَتَناوَلوکَ،بَل شَبَّهوکَ بِخَلقِکَ فَمِن ثَمَّ لَم یَعرِفوکَ،وَاتَّخَذوا بَعضَ آیاتِکَ رَبّاً فَبِذلِکَ وَصَفوکَ،فَتَعالَیتَ یا إلهی وتَقَدَّستَ عَمّا بِهِ المُشَبِّهونَ نَعَتوکَ.

یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،ویا سابِقَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،ومُنشِئَها بَعدَ المَوتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن کُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ومَخرَجاً وجَمیعِ المُؤمِنینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

ج-دُعاؤهُ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمنِ وَالإِیمانِ

206.الکافی عن یونس: قُلتُ لِلرِّضا علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً وأَوجِز،فَقالَ:قُل:

ص:143


1- .مهج الدعوات:ص 58، بحار الأنوار:ج 85 ص 223 ح 1.
2- فی الأمالی للصدوق:ص 707 ح 970 و التوحید:ص 124 ح 2 [4] عن أبی هاشم الجعفری قال:«سمعت علی بن موسی الرضا علیه السلام یقول:إلهی بدت قدرتک..»فذکر نحوه إلی قوله علیه السلام:«بِهِ المُشَبِّهونَ نَعَتوکَ».
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 181 ح 9 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.

یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ. (1)

راجع:ص173 ح227 وص367 ح447 وغیرها....

10/2دَعَواتُ الإِمامِ الجَوادِ(علیه السلام)

207.الإمام الجواد علیه السلام -فی حِرزِهِ-:

یا نورُ یا بُرهانُ،یا مُبین یا مُنیرُ،یا رَبِّ اکفِنِی الشُّرورَ وآفاتِ الدُّهورِ،وأَسأَلُکَ النَّجاةَ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ. (2)

208.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ موسی علیه السلام:

[اللّهُمَّ] (3)مَنائِحُکَ مُتَتابِعَةٌ،وأَیادیکَ مُتَوالِیَةٌ،ونِعَمُکَ سابِغَةٌ،وشُکرُنا قَصیرٌ، وحَمدُنا یَسیرٌ،وأَنتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلی مَنِ اعتَرَفَ جَدیرٌ.

اللّهُمَّ وقَد غَصَّ أهلُ الحَقِّ بِالرِّیقِ،وَارتَبَکَ أهلُ الصِّدقِ فِی المَضیقِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِعِبادِکَ وذَوِی الرَّغبَةِ إلَیکَ شَفیقٌ،وبِإِجابَةِ دُعائِهِم وتَعجیلِ الفَرَجِ عَنهُم حَقیقٌ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وبادِرنا مِنکَ بِالعَونِ الَّذی لا خِذلانَ بَعدَهُ،وَالنَّصرِ الَّذی لا باطِلَ یَتَکَأَّدُهُ،وأَتِح لَنا مِن لَدُنکَ مَتاحاً فَیّاحاً،یَأمَنُ فیهِ وَلِیُّکَ،ویَخیبُ فیهِ عَدُوُّکَ، ویُقامُ فیهِ مَعالِمُکَ،ویَظهَرُ فیهِ أوامِرُکَ،وتَنکَفُّ فیهِ عَوادی عِداتِکَ.

اللّهُمَّ بادِرنا مِنکَ بِدارَ الرَّحمَةِ،وبادِر أعداءَکَ مِن بَأسِکَ بِدارَ النَّقِمَةِ.اللّهُمَّ أعِنّا وأَغِثنا،وَارفَع نَقِمَتَکَ عَنّا وأَحِلَّها بِالقَومِ الظّالِمینَ. (4)

ص:144


1- .الکافی:ج 2 ص 595 ح 34.
2- مهج الدعوات:ص 42، بحار الأنوار:ج 94 ص 361.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- مهج الدعوات:ص 59، بحار الأنوار:ج 85 ص 225 ح 1.

209.مهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ بِلا أوَّلِیَّةٍ مَعدودَةٍ،وَالآخِرُ بِلا آخِرِیَّةٍ مَحدودَةٍ،أنشَأتَنا لا لِعِلَّةٍ اقتِساراً،وَاختَرَعتَنا لا لِحاجَةٍ اقتِداراً،وَابتَدَعتَنا بِحِکمَتِکَ اختِیاراً،وبَلَوتَنا بِأَمرِکَ ونَهیِکَ اختِباراً،وأَیَّدتَنا بِالآلاتِ،ومَنَحتَنا بِالأَدَواتِ،وکَلَّفتَنَا الطّاقَةَ،وجَشَّمتَنَا (1)الطّاعَةَ،فَأَمَرتَ تَخییراً،ونَهَیتَ تَحذیراً،وخَوَّلتَ کَثیراً،وسَأَلتَ یَسیراً،فَعُصِیَ أمرُکَ فَحَلُمتَ،وجُهِلَ قَدرُکَ فَتَکَرَّمتَ،فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهاءِ،وَالعَظَمَةِ وَالکِبرِیاءِ، وَالإِحسانِ وَالنَّعماءِ،وَالمَنِّ وَالآلاءِ،وَالمِنَحِ وَالعَطاءِ،وَالإِنجازِ وَالوَفاءِ،ولا تُحیطُ القُلوبُ لَکَ بِکُنهٍ،ولا تُدرِکُ الأَوهامُ لَکَ صِفَةً،ولا یُشبِهُکَ شَیءٌ مِن خَلقِکَ،ولا یُمَثَّلُ بِکَ شَیءٌ مِن صَنعَتِکَ،تَبارَکتَ أن تُحَسَّ أو تُمَسَّ،أو تُدرِکَکَ الحَواسُّ الخَمسُ،وأَ نّی یُدرِکُ مَخلوقٌ خالِقَهُ ! وتَعالَیتَ یا إلهی عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.

اللّهُمَّ أدِل لِأَولِیائِکَ مِن أعدائِکِ الظّالِمینَ الباغینَ النّاکِثینَ القاسِطینَ المارِقینَ،الَّذینَ أضَلّوا عِبادَکَ؛وحَرَّفوا کِتابَکَ،وبَدَّلوا أحکامَکَ،وجَحَدوا حَقَّکَ،وجَلَسوا مَجالِسَ أولِیائِکَ،جُرأَةً مِنهُم عَلَیکَ،وظُلماً مِنهُم لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ عَلَیهِم سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَضَلّوا وأَضَلّوا خَلقَکَ،وهَتَکوا حِجابَ سِترِکَ عَن عِبادِکَ،وَاتَّخَذُوا اللّهُمَّ مالَکَ دُوَلاً (2)،وعِبادَکَ خَوَلاً (3)،وتَرَکُوا اللّهُمَّ عالِمَ أرضِکَ فی بَکماءَ عَمیاءَ ظَلماءَ مُدلَهِمَّةٍ،فَأَعیُنُهُم مَفتوحَةٌ وقُلوبُهُم عَمِیَّةٌ،ولَم تَبقَ لَهُمُ اللّهُمَّ عَلَیکَ مِن حُجَّةٍ،لَقَد حَذَّرتَ اللّهُمَّ عَذابَکَ،وبَیَّنتَ نَکالَکَ،ووَعَدتَ المُطیعینَ إحسانَکَ،وقَدَّمتَ إلَیهِم بِالنُّذُرِ،فَآمَنَت طائِفَةٌ،فَأَیِّدِ اللّهُمَّ الَّذینَ آمَنوا عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّ أولِیائِکَ فَأَصبَحوا

ص:145


1- .جَشِمتُ الأمرَ وتَجشَّمتُه:إذا تکلّفته.وجشَّمتُه غیری وأجشَمتُه:إذا کلّفتَه إیّاه (النهایة:ج 1 ص 274« جشم»).
2- دُوَلاً:جمع دُولة-بالضمّ-:وهو ما یُتَداوَلُ من المال فیکون لقوم دون قوم (النهایة:ج 2 ص 140« دول»).
3- خَولاً:أی خَدَماً وعبیداً (النهایة:ج 2 ص 88«خول»).

ظاهِرینَ،وإلَی الحَقِّ داعینَ،ولِلإِمامِ المُنتَظَرِ القائِمِ بِالقِسطِ تابِعینَ،وجَدِّدِ اللّهُمَّ عَلی أعدائِکَ وأَعدائِهِم نارَکَ وعَذابَکَ الَّذی لا تَدفَعُهُ عَنِ القَومِ الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وقَوِّ ضَعفَ المُخلَصینَ لَکَ بِالمَحَبَّةِ،المُشایِعینَ لَنا بِالمُوالاةِ،المُتَّبِعینَ لَنا بِالتَّصدیقِ وَالعَمَلِ،المُؤازِرینَ لَنا بِالمُواساةِ فینا،المُحِبّینَ (1)ذِکرَنا عِندَ اجتِماعِهِم،وشُدَّ اللّهُمَّ رُکنَهُم،وسَدِّد لَهُمُ اللّهُمَّ دینَهُمُ الَّذِی ارتَضَیتَهُ لَهُم،وأَتمِم عَلَیهِم نِعمَتَکَ،وخَلِّصهُم وَاستَخلِصهُم،وسُدَّ اللّهُمَّ فَقرَهُم،وَالمُمِ اللّهُمَّ شَعَثَ فاقَتِهِم، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبَهُم وخَطایاهُم،ولا تُزِغ قُلوبَهُم بَعدَ إذ هَدَیتَهُم،ولا تُخلِهِم-أی رَبِّ- بِمَعصِیَتِهِم،وَاحفَظ لَهُم ما مَنَحتَهُم بِهِ مِنَ الطَّهارَةِ بِوِلایَةِ أولِیائِکَ وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ، إنَّکَ سَمیعٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ. (2)

راجع:ج3 ص502 ح 2336.

11/2دَعَواتُ الإِمامِ الهادی(علیه السلام)

210.الإمام الهادی علیه السلام: هذَا الدُّعاءُ کَثیراً ما أدعُو اللّهَ بِهِ،وقَد سَأَلتُ اللّهَ عز و جل ألّا یُخَیِّبَ مَن دَعا بِهِ فی مَشهَدی بَعدی،وهُوَ:

یا عُدَّتی عِندَ العُدَدِ،ویا رَجائی وَالمُعتَمَدُ،ویا کَهفی وَالسَّنَدُ،ویا واحِدُ یا أحَدُ،ویا قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ (3)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَن خَلَقتَهُ مِن خَلقِکَ،ولَم تَجعَل فی خَلقِکَ مِثلَهُم أحَداً،أن تُصَلِّیَ عَلَیهِم وتَفعَلَ بی کَیتَ وکَیتَ. (4)

ص:146


1- .فی بحار الأنوار: المُحیین.
2- مهج الدعوات:ص 59، بحار الأنوار:ج 85 ص 225 ح 1.
3- فی مهج الدعوات:«یا مَن هُوَ اللّهُ أحَدٌ».
4- الأمالی للطوسی:ص 286 ح 555 وص 280 ح 538،بشارة المصطفی:ص 135، [5]مهج الدعوات:ص 271 [6] کلّها عن محمّد بن أحمد المنصوری عن عمّ أبیه،عدّة الداعی:ص 57، [7]الدعوات:ص 50 ح 124،بحار الأنوار:ج 95 ص 156 ح 4 [8] وص 165 ح 20.

211.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مَولانَا الزَّکِیِّ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الرِّضا علیه السلام:

مَناهِلُ (1)کَراماتِکَ بِجَزیلِ عَطِیّاتِکَ مُترَعَةٌ (2)،وأَبوابُ مُناجاتِکَ لِمَن أمَّکَ مُشرَعَةٌ (3)، وعَطوفُ لَحَظاتِکَ لِمَن ضَرَعَ إلَیکَ غَیرُ مُنقَطِعَةٍ،وقَد الجِمَ الحِذارُ،وَاشتَدَّ الاِضطِرارُ، وعَجَزَ عَنِ الاِصطِبارِ أهلُ الاِنتِظارِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَکّارِ،اللّهُمَّ وغَیرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ،وَاللّائِذُ بِکَ آمِنٌ،وَالرّاغِبُ إلَیکَ غانِمٌ،وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِکَ سالِمٌ.

اللّهُمَّ فَعاجِل مَن قَدِ امتَزَّ (4)فی طُغیانِهِ،وَاستَمَرَّ عَلی جَهالَتِهِ لِعُقباهُ فی کُفرانِهِ، وأَطمَعَهُ حِلمُکَ عَنهُ فی نَیلِ إرادَتِهِ،فَهُوَ یَتَسَرَّعُ إلی أولِیائِکَ بِمَکارِهِهِ،ویُواصِلُهُم بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ،ویَقصِدُهُم فی مَظانِّهِم بِأَذِیَّتِهِ.

اللّهُمَّ اکشِفِ العَذابَ عَنِ المُؤمِنینَ،وَابعَثهُ جَهرَةً عَلَی الظّالِمینَ.اللّهُمَّ اکفُفِ العَذابَ عَنِ المُستَجیرینَ،وَاصبُبهُ عَلَی المُغَیِّرینَ (5).اللّهُمَّ بادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ،وبادِر أعوانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ.اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأَعِذنا مِن سوءِ البِدارِ (6)وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (7). (8)

ص:147


1- .المَنهَل:المَورِد؛وهو عین ماءٍ تَرِدُه الإبل فی المراعی (الصحاح:ج 5 ص 1837« نهل»).
2- مُترَعَة:أی مَملوءة.یقال:کوزٌ تَرع؛أی مُمتلئ.وقد تَرِعَ الإناء یترَع تَرَعاً؛أی امتلأ (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1190«ترع»).
3- مُشرَعة:أی مفتوحة (انظر:النهایة:ج 2 ص 461«شرع»).
4- کذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« استنّ»،وقال المجلسی قدس سره:أی کبر سِنُّه وطال عمره فی الطغیان (بحار الأنوار:ج 85 ص 246). [3]أو لعلّها من السنّة؛أی الطریقة والسیرة؛أی أنّه سار علی طریق الطغیان حتّی صار نهجاً له،أو مِن قولهم:استنّ الفَرَس؛أی عدا لِمَرَحِه ونشاطه شوطاً أو شوطَین؛أی أنّه مع طغیانه وظلمه فَرِحٌ مُستَهتر (انظر:النهایة:ج 2 ص 409-410« [4]سنن»).
5- المُغتَرّین (خ ل).
6- کذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« سوء البَداء».
7- الخَتر:الغَدر (الصحاح:ج 2 ص 642«ختر»).
8- مهج الدعوات:ص 60، بحار الأنوار:ج 85 ص 226 ح 1.

212.مُهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:

یا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِیَّةِ وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِیَّةِ،یا مَن أضاءَ بِاسمِهِ النَّهارُ،وأَشرَقَت بِهِ الأَنوارُ،وأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ اللَّیلِ،وهَطَلَ بِغَیثِهِ وابِلُ السَّیلِ،یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم،ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَعلی سُلطانَکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَیرِ تَکَلُّفٍ، وَالقاضی بِغَیرِ تَحَیُّفٍ،حُجَّتُکَ البالِغَةُ،وکَلِمَتُکَ الدّامِغَةُ.

بِکَ اعتَصَمتُ وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ العَنَدَةِ،ورَصَداتِ المُلحِدَةِ،الَّذینَ ألحَدوا فی أسمائِکَ،ورَصَدوا بِالمَکارِهِ لِأَولِیائِکَ،وأَعانوا عَلی قَتلِ أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ،وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِکَ بِإِذاعَةِ سِرِّکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،وصَدّوا عَن آیاتِکَ،وَاتَّخَذوا مِن دونِکَ ودونِ رَسولِکَ ودونِ المُؤمِنینَ وَلیجَةً رَغبَةً عَنکَ،وعَبَدوا طَواغیتَهُم وجَوابیتَهُم بَدَلاً مِنکَ، فَمَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ بِعَظیمِ نَعمائِکَ،وجُدتَ عَلَیهِم بِکَریمِ آلائِکَ،وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَیتَهُم بِحُسنِ جَزائِکَ،حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ،وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ،وخَشَعَت لَکَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الَّذی خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وأَحیَیتَ بِهِ مَواتَ الأَشیاءِ،وأَمَتَّ بِهِ جَمیعَ الأَحیاءِ،وجَمَعتَ بِهِ کُلَّ مُتَفَرِّقٍ،وفَرَّقتَ بِهِ کُلَّ مُجتَمِعٍ، وأَتمَمتَ بِهِ الکَلِماتِ،وأَرَیتَ بِهِ کُبرَی الآیاتِ،وتُبتَ بِهِ عَلَی التَّوّابینَ،وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدینَ فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً،وتَبَّرتَهُم تَتبیراً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شیعَتی مِنَ الَّذینَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا،وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا،آمِنینَ مَأمونینَ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لَهُم تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ الیَقینِ،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ،وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وتَقِیَّةَ أهلِ الوَرَعِ،وکِتمانَ الصِّدّیقینَ،حَتّی یَخافوکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصیکَ،وحَتّی یَعمَلوا بِطاعَتِکَ لِیَنالوا کَرامَتَکَ،وحَتّی یُناصِحوا لَکَ وفیکَ خَوفاً مِنکَ،وحَتّی یُخلِصوا لَکَ النَّصیحَةَ فِی التَّوبَةِ حُبّاً لَکَ،فَتوجِبَ لَهُم

ص:148

مَحَبَّتَکَ الَّتی أوجَبتَها لِلتَّوّابینَ،وحَتّی یَتَوَکَّلوا عَلَیکَ فی امورِهِم کُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِکَ، وحَتّی یُفَوِّضوا إلَیکَ امورَهُم ثِقَةً بِکَ.

اللّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُکَ إلّابِتَوفیقِکَ،ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَیرِ إلّابِکَ.

اللّهُمَّ یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،العالِمَ بِخَفایا صُدورِ العالَمینَ،طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّرکِ،وأَخرِسِ (1)الخَرّاصینَ عَن تَقَوُّلِهِم عَلی رَسولِکَ الإِفکَ.

اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارینَ،وأَبِرِ المُفتَرینَ،وأَبِدِ الأَفّاکینَ الَّذینَ إذا تُتلی عَلَیهِم آیاتُ الرَّحمنِ قالوا أساطیرُ الأَوَّلینَ،وأَنجِز لی وَعدَکَ إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّل فَرَجَ کُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ،إنَّکَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ،ومِن کُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِکَ مَحبوسٍ،ومِن کُلِّ نَفسٍ تَکفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ،ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعکوسٌ،ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنکوسٌ،ومِن مُکتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَرکوسٌ،ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَیهِ عَبوسٌ،أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ کُلِّهِ ومِن نَظیرِهِ وأَشکالِهِ وأَشباهِهِ وأَمثالِهِ،إنَّکَ عَلِیٌّ عَلیمٌ حَکیمٌ. (2)

راجع:ج3 ص 349 ح 2119 وص 502 ح 2337.

12/2دَعَواتُ الإِمامِ العَسکَرِیِّ(علیه السلام)

213.مُهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الوَفِیِّ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ العَسکَرِیِّ علیه السلام:

یا مَن غَشِیَ نورُهُ الظُّلُماتِ،یا مَن أضاءَت بِقُدسِهِ الفِجاجُ (3)المُتَوَعِّراتُ،یا مَن خَشَعَ لَهُ أهلُ الأَرضِ وَالسَّماواتِ،یا مَن بَخَعَ (4)لَهُ بِالطّاعَةِ کُلُّ مُتَجَبِّرٍ عاتٍ،یا عالِمَ الضَّمائِرِ

ص:149


1- .فی المصدر:«اخرص»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- مهج الدعوات:ص 61، بحار الأنوار:ج 85 ص 227 ح 1.
3- الفِجاج:جمع فَجّ؛وهو الطریق الواسع (النهایة:ج 3 ص 412« فجج»).
4- بَخَعتُ لَه:تذلّلت وأطعت وأقررت (لسان العرب:ج 8 ص 5« بخع»).

المُستَخفِیاتِ،وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،فَاغفِر لِلَّذینَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبیلَکَ وقِهِم عَذابَ الجَحیمِ،وعاجِلهُم بِنَصرِکَ الَّذی وَعَدتَهُم،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّلِ اللّهُمَّ اجتِیاحَ أهلِ الکَیدِ،وآوِهِم إلی شَرِّ دارٍ فی أعظَمِ نَکالٍ وأَقبَحِ مَثابٍ. (1)

اللّهُمَّ إنَّکَ حاضِرُ أسرارِ خَلقِکَ،وعالِمٌ بِضَمائِرِهِم،ومُستَغنٍ،لَولَا النَّدبُ بِاللَّجَإِ إلی تَنَجُّزِ ما وَعَدتَهُ اللّاجِیَ عَن کَشفِ مَکامِنِهِم،وقَد تَعلَمُ یا رَبِّ ما اسِرُّهُ واُبدیهِ،وأَنشُرُهُ وأَطویهِ،واُظهِرُهُ واُخفیهِ،عَلی مُتَصَرِّفاتِ أوقاتی وأَصنافِ حَرَکاتی فی جَمیعِ حاجاتِی، وقَد تَری یا رَبِّ ما قَد تَراطَمَ فیهِ أهلُ وِلایَتِکَ،وَاستَمَرَّ عَلَیهِم مِن أعدائِکَ،غَیرَ ظَنینٍ فی کَرَمٍ،ولا ضَنینٍ بِنِعَمٍ،ولکِنَّ الجُهدَ یَبعَثُ عَلَی الاِستِزادَةِ،وما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إذا اخلِصُ لَکَ اللَّجَأَ یَقتَضی إحسانُکَ شَرطَ الزِّیادَةِ،وهذِهِ النَّواصی وَالأَعنَاقُ خاضِعَةٌ لَکَ بِذُلِّ العُبودِیَّةِ،وَالاِعتِرافِ بِمَلَکَةِ الرُّبوبِیَّةِ،داعِیَةٌ بِقُلوبِها،ومُحَصَّناتٌ (2)إلَیکَ فی تَعجیلِ الإِنالَةِ،وما شِئتَ کانَ وما تَشاءُ کائِنٌ.

أنتَ المَدعُوُّ المَرجُوُّ المَأمولُ المَسؤولُ،لا یَنقُصُکَ نائِلٌ وإنِ اتَّسَعَ،ولا یُلحِفُکَ سائِلٌ وإن ألَحَّ وضَرَعَ،مُلکُکَ لا یَلحَقُهُ التَّنفیدُ،وعِزُّکَ الباقی عَلَی التَّأبیدِ،وما فِی الأَعصارِ مِن مَشِیَّتِکَ بِمِقدارٍ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّؤوفُ الجَبّارُ.

اللّهُمَّ أیِّدنا بِعَونِکَ،وَاکنُفنا بِصَونِکَ،وأَنِلنا مَنالَ المُعتَصِمینَ بِحَبلِکَ،المُستَظِلِّینَ بِظِلِّکَ. (3)

214.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ وأَمَرَ أهلَ قُمَّ بِذلِکَ لَمّا شَکَوا مِن موسَی بنِ بَغا-:

الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً لِنَعمائِهِ،وَاستِدعاءً لِمَزیدِهِ،وَاستِخلاصاً لَهُ وبِهِ دونَ غَیرِهِ،وعِیاذاً بِهِ مِن کُفرانِهِ وَالإِلحادِ فی عَظَمَتِهِ وکِبرِیائِهِ،حَمدَ مَن یَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ

ص:150


1- .فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«متاب»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- هکذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« ومشخصات».
3- مهج الدعوات:ص 62، بحار الأنوار:ج 85 ص 228 ح 1.

رَبِّهِ،وما مَسَّهُ مِن عُقوبَتِهِ فَبِسوءِ جِنایَةِ یَدِهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِهِ ورَسولِهِ وخِیَرَتِهِ مِن خَلقِهِ وذَریعَةِ المُؤمِنینَ إلی رَحمَتِهِ،وآلِهِ الطّاهِرینَ وُلاةِ أمرِهِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ نَدَبتَ إلی فَضلِکَ،وأَمَرتَ بِدُعائِکَ،وضَمِنتَ الإِجابَةَ لِعِبادِکَ،ولَم تُخَیِّب مَن فَزِعَ إلَیکَ بِرَغبَتِهِ،وقَصَدَ إلَیکَ بِحاجَتِهِ،ولَم تَرجِع یَدٌ طالِبَةٌ صِفراً مِن عَطائِکَ،ولا خائِبَةً مِن نِحَلِ هِباتِکَ،وأَیُّ راحِلٍ رَحَلَ إلَیکَ فَلَم یَجِدکَ قَریباً،أو أیُّ وافِدٍ وَفَدَ عَلَیکَ فَاقتَطَعَتهُ عَوائِدُ الرَّدِّ دونَکَ،بَل أیُّ مُحتَفِرٍ (1)مِن فَضلِکَ لَم یُمِههُ (2)فَیضُ جودِکَ،وأَیُّ مُستَنبِطٍ (3)لِمَزیدِکَ أکدَی (4)دونَ استِماحَةِ (5)سِجالِ (6)عَطِیَّتِکَ !

اللّهُمَّ وقَد قَصَدتُ إلَیکَ بِرَغبَتی،وقَرَعَت بابَ فَضلِکَ یَدُ مَسأَلَتی،وناجاکَ بِخُشوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی،ووَجَدتُکَ خَیرَ شَفیعٍ لی إلَیکَ،وقَد عَلِمتَ ما یَحدُثُ مِن طَلِبَتی قَبلَ أن یَخطُرَ بِفِکری أو یَقَعَ فی خَلَدی (7)،فَصِلِ اللّهُمَّ دُعائی إیّاکَ بِإِجابَتی،وَاشفَع مَسأَلَتی بِنُجحِ طَلِبَتی.

اللّهُمَّ وقَد شَمِلَنا زَیغُ الفِتَنِ (8)،وَاستَولَت عَلَینا غَشوَةُ (9)الحَیرَةِ،وقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصَّغارُ، وحُکِّمَ عَلَینا غَیرُ المَأمونینَ فی دینِکَ،وَابتَزَّ امورَنا مَعادِنُ الاُبَنِ (10)مِمَّن عَطَّلَ حُکمَکَ،

ص:151


1- .أیُّ مُحتَفِرٍ:أی حافر للأرض طالب للماء من فضلک (انظر:المصباح المنیر:ص 141-142«حفر»).
2- ماهت الرکیة تموه وتمیه وتماه موهاً،إذا ظهر ماؤها وکثر (انظر:الصحاح:ج 6 ص 2250« موه»).
3- استنبط الحافِرُ الماءَ وأنبطه إنباطاً:إذا استخرجه بعمله (المصباح المنیر:ص 591«نبط»).
4- الکُدیَة:قطعت غلیظة صُلبة لا تعمل فیها الفأس.وأکدی الحافر:إذا بلغها (النهایة:ج 4 ص 156« کدا»).
5- اِستَمَحتُ الرجل:سألته العطاء (انظر:المصباح المنیر:ص 288«سمع»).
6- السِّجال:جمع سَجل؛وهو الدلو الملأی ماءً (النهایة:ج 2 ص 344« سجل»).
7- الخَلَد:البال والقلب،یقال:وَقَعَ ذلک فی خَلَدی؛أی فی رُوعی وقلبی (مجمع البحرین:ج 1 ص 537«خلد»).
8- زَیغُ الفتن:أی المیل إلی الباطل الذی یحدث من الفتن (انظر:مجمع البحرین:ج 2 ص 795«زیغ»).
9- الغِشاء:الغطاء.وجعل علی بصره غَشوَة وغُشوَة وغِشوَة،وغِشاوة:أی غطاء (الصحاح:ج6 ص2446« غشا»).
10- قال العلّامة المجلسی قدس سره:معادن الاُبن:أی الذین هم محالّ العیوب الفاضحة من العلّة المعروفة وغیرها کمااشتهر بها رؤساؤهم...وفی القاموس: أبَنَه بشیء یأبُنه ویأبِنه:اتّهمه،فهو مأبون بخیر أو شرّ،فإن أطلقت فقلت:مأبون،فهو للشرّ،وأبَنَه وأَبَّنَه تأبیناً:عابه فی وجهه (بحار الأنوار:ج 85 ص 250).

وسَعی فی إتلافِ عِبادِکَ وإفسادِ بِلادِکَ.

اللّهُمَّ وقَد عادَ فَیئُنا دولَةً بَعدَ القِسمَةِ،وإمارَتُنا غَلَبَةً بَعدَ المَشورَةِ،وعُدنا میراثاً بَعدَ الاِختِیارِ لِلاُمَّةِ،فَاشتُرِیَتِ المَلاهی وَالمَعازِفُ بِسَهمِ الیَتیمِ وَالأَرمَلَةِ،وحَکَمَ فی أبشارِ المُؤمِنینَ (1)أهلُ الذِّمَّةِ،ووَلِیَ القِیامَ بِاُمورِهِم فاسِقُ کُلِّ قَبیلَةٍ،فَلا ذائِدٌ (2)یَذودُهُم عَن هَلَکَةٍ،ولا راعٍ یَنظُرُ إلَیهِم بِعَینِ الرَّحمَةِ،ولا ذو شَفَقَةٍ یُشبِعُ الکَبِدَ الحَرّی (3)مِن مَسغَبَةٍ (4)،فَهُم اولو ضَرَعٍ (5)بِدارٍ مَضیعَةٍ،واُسَراءُ مَسکَنَةٍ وحُلَفاءُ (6)کَآبَةٍ وذِلَّةٍ.

اللّهُمَّ وقَدِ استَحصَدَ زَرعُ الباطِلِ وبَلَغَ نِهایَتَهُ،وَاستَحکَمَ عَمودُهُ،وَاستَجمَعَ طَریدُهُ، وخَذرَفَ (7)وَلیدُهُ،وبَسَقَ فَرعُهُ (8)،وضَرَبَ بِجِرانِهِ (9)،اللّهُمَّ فَأَتِح لَهُ مِنَ الحَقِّ یَداً حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُ،وتَهشِمُ سوقَهُ (10)،وتَجُبُّ سَنامَهُ،وتَجدَعُ مَراغِمَهُ (11)،لِیَستَخفِیَ

ص:152


1- .قال المجلسی قدس سره:«أبشار المؤمنین:أی أبدانهم ودماؤهم وفروجهم»(بحار الأنوار:ج 85 ص 251).
2- الذَّود:المنع والطرد (انظر:المصباح المنیر:ص 211«ذود»).
3- الحَرّی:فَعلی من الحَرّ؛وهی تأنیث حَرّان،وهما للمبالغة،یرید أنّها لشدّة حرِّها عطشَت ویبست من العطش(النهایة:ج 1 ص 364« حرر»).
4- مسغبة:من السغب؛وهو الجوع من الشعب.وقد قیل:فی العطش من التعب (مفردات ألفاظ القرآن:ص 412« سغب»).
5- ضَرَعَ إلیه یَضرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً:خضع وذلَّ.وتضرَّع:تذلَّل وتخشَّع (لسان العرب:ج 8 ص 221« ضرع»).
6- فی المصدر:«خُلَفاءُ»،وما أثبتناه من بحار الأنوار. [5] وحُلَفاء کآبة:أی صاروا ملازمین للکآبة والذلّ،فکأنّهم صاروا حلفاء لهما (بحار الأنوار:ج 85 ص 251).
7- قال المجلسی قدس سره:قال الفیروزآبادی:الخذروف-کعصفور-:شیء یدوّره الصبیّ بخیط فی یدیه،فیُسمع له دَوِیّ.والسریع فی جَریه.وخَذرَفَ:أسرع (بحار الأنوار:ج 85 ص 252).
8- بَسَق فرعه:أی طال.وبَسَق الرجل فی علمه:مَهَر (انظر:المصباح المنیر:ص 49).
9- الجِران:مقدّم عنق البعیر من مذبحه إلی منحره،فإذا برک البعیر ومدّ عنقه علی الأرض قیل:ألقی جعرانه بالأرض (المصباح المنیر:ص 97« جرن»).
10- السّوق:جمع ساق؛وهو ما بین الکعب والرکبة (انظر:النهایة:ج 2 ص 423«سوق»).
11- المَراغِم:جمع مَرغَم؛وهو الأنف (لسان العرب:ج 12 ص 246«رغم»).

الباطِلُ بِقُبحِ صورَتِهِ،ویَظهَرَ الحَقُّ بِحُسنِ حِلیَتِهِ.

اللّهُمَّ ولا تَدَع لِلجَورِ دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّا فَرَّقتَها،ولا سَرِیَّةَ ثِقلٍ إلّاخَفَّفتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاحَطَطتَها،ولا رافِعَةَ عَلَمٍ إلّا نَکَّستَها،ولا خَضراءَ (1)إلّاأبَرتَها.

اللّهُمَّ فَکَوِّر شَمسَهُ،وحُطَّ نورَهُ،وَاطمِس ذِکرَهُ،وَارمِ بِالحَقِّ رَأسَهُ،وفُضَّ جُیوشَهُ، وأَرعِب قُلوبَ أهلِهِ.اللّهُمَّ ولا تَدَع مِنهُ بَقِیَّةً إلّاأفنَیتَ،ولا بِنیَةً إلّاسَوَّیتَ،ولا حَلقَةً إلّا قَصَمتَ،ولا سِلاحاً إلّاأکلَلتَ،ولا حَدّاً إلّافَلَلتَ (2)،ولا کُراعاً (3)إلَّااجتَحتَ،ولا حامِلَةَ عَلَمٍ إلّانَکَّستَ.

اللّهُمَّ وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ (4)بَعدَ الاُلفَةِ،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعی الرُّؤوسِ بَعدَ الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وأَسفِر لَنا عَن نَهارِ العَدلِ،وأَرِناهُ سَرمَداً لا ظُلمَةَ فیهِ،ونوراً لا شَوبَ مَعَهُ،وأَهطِل عَلَینا ناشِئَتَهُ (5)،وأَنزِل عَلَینا بَرَکَتَهُ،وأَدِل لَهُ مِمَّن ناواهُ،وَانصُرهُ عَلی مَن عاداهُ.

اللّهُمَّ وأَظهِر [بِهِ] (6)الحَقَّ،وأَصبِح بِهِ فی غَسَقِ الظُّلَمِ وبُهَمِ الحَیرَةِ،اللّهُمَّ وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ وَالآراءَ المُختَلِفَةَ،وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ

ص:153


1- .قال الجوهری:«وقولهم:أباد اللّه خضراءهم،أی سوادهم ومعظَمَهم».وأنکره الأصمعی وقال:إنّما یقال:أباد اللّه غَضراءَهم،أی خیرهم وغضارتهم (الصحاح:ج 2 ص 647« خضر»).
2- فی بحار الأنوار:أفللت.
3- الکُراعُ:السلاحُ،وقیل:هو اسم یجمع الخیل والسلاح.والکُراعُ من البقر والغنم:بمنزلة الوَظیفِ من الخیل والإبل والحُمُرِ؛وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاری من اللحم (لسان العرب:ج 8 ص 307« کرع»).
4- تفرّق القوم عبادید وعبابید؛والعبادید والعبابید:الخیل المتفرّقة فی ذهابها ومجیئها (لسان العرب:ج 3ص 276« عبد»).
5- النَّشؤ:أوّل ما ینشأ من السحاب.وناشئة اللیل:أوّل ساعاته.ونشأت السحابة:ارتفعت.وأنشأها اللّه(الصحاح:ج 1 ص 78« نشأ»).
6- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ (1)السّاغِبَةَ (2)،وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللاغِبَةَ المُتعَبَةَ،کَما ألهَجتَنا بِذِکرِهِ،وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَکَ لَهُ،ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَیهِ وحِیاشَةِ (3)أهلِ الغَفلَةِ عنه،وأَسکَنتَ فی قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فیهِ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ،اللّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ (4)عَلی أحسَنِ یَقینٍ،یا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ،ویا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطنَةِ اللّهُمَّ وأَکذِب بِهِ المُتَأَ لِّینَ (5)عَلَیکَ فیهِ،وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ وَالآیِسینَ مِنهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ،وعَلَماً مِن أعلامِهِ،ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ،ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِیَتِهِ،وأَکرِمنا بِنُصرَتِهِ،وَاجعَل فینا خَیراً تُظهِرُنا لَهُ بِهِ،ولا تُشمِت بِنا حاسِدی النِّعَمِ،وَالمُتَرَبِّصینَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ،فَقَد تَری یا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا،وخُلُوَّ ذَرعِنا (6)مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلی إحنَةٍ (7)،وَالتَّمَنّی لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ (8)،وما تَنازَلَ مِن تَحصینِهِم بِالعافِیَةِ،وما أضبَئوا (9)لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ.

اللّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا وبَصَّرتَنا مِن عُیوبِنا خِلالاً نَخشی أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِکَ،وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّینَ،وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَیرَ السّائِلینَ،فَآتِ

ص:154


1- .الخِماص:جمع خمیص؛وهو الصنامر البطن (الصحاح:ج 3 ص 1038«خمص»).
2- السّاغِبَة:الجائعة (انظر:المصباح المنیر:ص 278«سغب»).
3- حُشتُ علیه الصید وأحشته؛إذا نَفَّرتَه نحوه وسُقتَه إلیه وجَمَعته علیه.وحُشتُ الإبل:جمعتها وسقتها (لسان العرب:ج 6 ص 290« حوش»).
4- قال العلّامة المجلسی قدس سره:فآتِ لنا منه:أی أعطنا بسببه ما نأمله من الأجر.أو أعطنا من الاُمور المتعلّقة به من ظهوره وکوننا من أنصاره وأشباه ذلک ما یناسب حسن یقیننا فیه (بحار الأنوار:ج 85 ص 253).
5- قال ابن الأثیر:«فیه:من یَتَأَلَّ علی اللّه یُکَذّبه»:أی من حکم علیه وحلف-کقولک واللّه لیُدخلنّ اللّه فلاناً النار،ولَیُنجِحَنَّ اللّهُ سعیَ فلانٍ-وهو من الأَلِیَّة:الیمین»(النهایة:ج 1 ص 62« ألی»).
6- الذَّرع:العمل والوسع والطاقة.یقال:ضِقت بالأمر ذرعاً؛إذا لم تُطقه ولم تَقوَ علیه.وأصل الذرع إنّما هو بسط الید (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1210؛ لسان العرب:ج 8 ص 95« [5]ذرع»).
7- الإِحنةُ:الحقد (النهایة:ج 1 ص 27«أحن»).
8- الجائحة:الشدّة التی تجتاح المال؛من سَنَةٍ أو فتنة (الصحاح:ج 1 ص 360« جوح»).
9- أَضبَؤوا:أی کتموا (انظر:الصحاح:ج 1 ص 60«ضبأ»).

لَنا مِن أمرِنا عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وفَضلِکَ وَامتِنانِکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنّا إلَیکَ راغِبونَ ومِن جَمیعِ ذُنوبِنا تائِبونَ.

اللّهُمَّ وَالدّاعی إلَیکَ وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ،الفَقیرُ إلی رَحمَتِکَ،المُحتاجُ إلی مَعونَتِکَ عَلی طاعَتِکَ،إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِکَ وأَلبَستَهُ أثوابَ کَرامَتِکَ،وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةَ طاعَتِکَ،وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِی القُلوبِ مِن مَحَبَّتِکَ،ووَفَّقتَهُ لِلقِیامِ بِما أغمَضَ فیهِ أهلُ زَمانِهِ مِن أمرِکَ،وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومی (1)عِبادِکَ،وناصِراً لِمَن لا یَجِدُ ناصِراً غَیرَکَ،ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحکامِ کِتابِکَ،ومُشَیِّداً لِما رُدَّ (2)مِن أعلامِ دینِکَ وسُنَنِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وآلِهِ سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدینَ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّینِ،وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمینَ بِقِسطِکَ مِن أتباعِ النَّبِیِّینَ.

اللّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِی الرُّجوعِ إلی مَحَبَّتِکَ،ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ،وَارمِ بِحَجَرِکَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّألیبَ عَلی دینِکَ بِإِذلالِهِ وتَشتیتِ أمرِهِ،وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ (3)،وعادَی الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَیکَ.اللّهُمَّ فَکَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فیکَ لِلأَبعَدینَ،وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَکَ فِی الذَّبِّ عَن حَریمِ المُؤمِنینَ، ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدِّینَ المُریبینَ،حَتّی اخفِیَ ما کانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصی،واُبدِیَ ما کانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ میثاقَهُم عَلی أن یُبَیِّنوهُ لِلنّاسِ ولا یَکتُموهُ،ودَعا إلی إفرادِکَ بِالطّاعَةِ،وأَلّا یَجعَلَ لَکَ شَریکاً مِن خَلقِکَ یَعلو أمرُهُ عَلی أمرِکَ،مَعَ

ص:155


1- .فی المصدر:«لمظلومِ»،وما اثبت من بحار الأنوار.
2- دُثِر (خ.ل).
3- قال المجلسی قدس سره:لا ترة له:أی لم یطلب أحد الجنایات التی وقعت علیه وعلی أهل بیته.والطائلة:الفضل والقدرة والغناء والسعة؛أی لیس لأحد علیه فضل وإحسان،أو لم یکن له ولأهل بیته قدرة علی دفع من یعادیهم (بحار الأنوار:ج 85 ص 254).

ما یَتَجَرَّعُهُ فیکَ مِن مَراراتِ الغَیظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ (1)القُلوبِ،وما یَعتَوِرُهُ (2)مِنَ الغُمومِ، ویَفزَغُ (3)عَلَیهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ،ویَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتی لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ ولا تَحنو عَلَیهَا الضُّلوعُ (4)مِن نَظرَةٍ إلی أمرٍ مِن أمرِکَ،ولا تَنالُهُ یَدُهُ بِتَغییرِهِ ورَدِّهِ إلی مَحَبَّتِکَ، فَاشدُدِ اللّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِکَ،وأَطِل باعَهُ فیما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعینَ فی حُماکَ،وزِدهُ فی قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأییدِکَ،ولا توحِشنا مِن انسِهِ،ولا تَختَرِمهُ (5)دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشی فی أهلِ مِلَّتِهِ،وَالعَدلِ الظّاهِرِ فی امَّتِهِ.

اللّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القیامِ بِأَمرِکَ لَدی مَوقِفِ الحِسابِ مُقامَهُ،وسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-بِرُؤیَتِهِ ومَن تَبِعَهُ عَلی دَعوَتِهِ،وأَجزِل لَهُ عَلی ما رَأیتَهُ قائِماً بِهِ مِن أمرِکَ ثَوابَهُ،وأَبِنْ قُربَ دُنُوِّهِ مِنکَ فی حَیاتِهِ (6)،وَارحَمِ استِکانَتَنا مِن بَعدِهِ، وَاستِخذاءَنا (7)لِمَن کُنّا نَقمَعُهُ بِهِ،إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ،وبَسَطتَ أیدِیَ مَن کُنّا نَبسُطُ أیدِیَنا عَلَیهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِیَتِهِ،وَافتَرَقنا بَعدَ الاُلفَةِ وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ کَنَفِهِ،وتَلَهَّفنا عِندَ الفَوتِ عَلی ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ وطَلَبنا مِنَ القِیامِ بِحَقِّ ما لا سَبیلَ لَنا إلی رَجعَتِهِ.

وَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی أمنٍ مِمّا یُشفَقُ عَلَیهِ مِنهُ،ورُدَّ عَنهُ مِن سِهامِ المَکایِدِ ما یُوَجِّهُهُ أهلُ الشَّنَآنِ (8)إلَیهِ وإلی شُرَکائِهِ فی أمرِهِ ومُعاوِنیهِ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،الَّذینَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ

ص:156


1- .بمواسی (خ.ل).
2- یَعتَوِرُهُ:أی ینتابه (انظر:المصباح المنیر:ص 437).
3- کذا فی المصدر،وفی بحار الأنوار:« ویفرغ»،والظاهر أنّه الصواب.
4- قال الجوهری:فلان أحنی الناس ضلوعاً علیک:أی أشفقهم علیک.وحَنَوتُ علیه:أی عَطَفت (الصحاح:ج 6ص 2321« حنو»).وقال العلّامة المجلسی قدس سره:اعلم أنّ من قوله علیه السلام:«واغضب لمن لا ترة له»إلی هنا،بعض الفقرات إرجاع الضمایر فیها إلی الرسول صلی الله علیه و آله أنسب،وفی بعضها إلی إمام العصر،ولعلّ الأخیر أوفق وإن احتمل التفریق أیضاً،وبعض الفقرات لا محیص عن حملها علی الأخیر (بحار الأنوار:ج 85 ص 255).
5- اختَرَمَهُم الدهر وتَخَرَّمَهُم:أی اقتطعهم واستأصلهم (الصحاح:ج 5 ص 1910« خرم»).
6- أبن:أی أظهر للناس قربه منک (انظر:الصحاح:ج 5 ص 2083«بین»).
7- استَخذَیتُ:خَضَعتُ،وقد یهمز (الصحاح:ج 6 ص 2326« خذا»).
8- الشَّنَآن:البغض (مفردات ألفاظ القرآن:ص 465«شنأ»).

وحِصنَهُ ومَفزَعَهُ واُنسَهُ،الَّذینَ سَلَوا (1)عَنِ الأَهلِ والأَولادِ،وجَفَوُا الوَطَنَ،وعَطَّلوا الوَثیرَ (2)مِنَ المِهادِ،ورَفَضوا تِجاراتِهِم وأَضَرّوا بِمَعایِشِهِم،وفُقِدوا فی أندِیَتِهِم بِغَیرِ غَیبَةٍ عَن مِصرِهِم،وخالَلُوا (3)البَعیدَ مِمَّن عاضَدَهُم عَلی أمرِهِم،وقَلَوُا (4)القَریبَ مِمَّن صَدَّ عَن وِجِهَتِهِم،فَائتَلَفوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ فی دَهرِهِم،وقَطَعُوا الأَسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنیا.فَاجعَلهُمُ اللّهُمَّ فی أمنِ حِرزِکَ وظِلِّ کَنَفِکَ،ورُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إلَیهِم بِالعَداوَةِ مِن عِبادِکَ.وأَجزِل لَهُم عَلی دَعوَتِهِم مِن کِفایَتِکَ ومَعونَتِکَ،وأَمِدَّهُم بِتَأییدِکَ ونَصرِکَ،وأَزهِق بِحَقِّهِم باطِلَ مَن أرادَ إطفاءَ نورِکَ،اللّهُمَّ وَاملَأ بِهِم کُلَّ افُقٍ مِنَ الآفاقِ وقُطرٍ مِنَ الأَقطارِ قِسطاً وعَدلاً ومَرحَمَةً وفَضلاً،وَاشکُرهُم عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وما مَنَنتَ بِهِ عَلَی القائِمینَ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوابِکَ ما تَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ. (5)

راجع:ص441-442 ح 577 و 578 وج 3 ص 398 ح 2149 وص 503 ح 2338.

13/2دَعَواتُ الإِمامِ المَهدِیِّ(علیه السلام)

الف-طَلَبُ فَتحِ الاُمورِ المُتَضایِقَةِ

215.الإمام المهدیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ-:

یا مَن إذا تَضایَقَتِ الاُمورُ فَتَحَ لَنا [لها] (6)باباً لَم تَذهَب إلَیهِ الأَوهامُ،فَصَلِّ [صَلِّ] عَلی

ص:157


1- .سلا عنه:نسیه (انظر:الصحاح:ج 6 ص 2380«سلا»).
2- وَثُرَ وَثارة فهو وَثیر:أی وَطِیءٌ لَیِّن (النهایة:ج 5 ص 150« وثر»).
3- خاللوا:من الخِلّة بمعنی الصداقة.والخلیل:الصدیق (انظر:المصباح المنیر:ص 180«خلل»).
4- القلی:البغض (الصحاح:ج 6 ص 2467« قلا»).
5- مهج الدعوات:ص 63، مصباح المتهجّد:ص 156 ح 250 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 85 ص 129 ح 1.
6- قال السیّد آیة اللّه موسی الشبیری الزنجانی دامت برکاته:نُقل بطرق عدیدة عن السیّد مرتضی الکشمیری أنّه نقل الدعاء المذکور عن الإمام الحجّة(عج) کما فی النسخة المذکورة بین الأقواس،وفی بعض النسخ«بالإلهام عن الحجّة»وورد فی بعض النقول عنه«عن الحجّة»..

مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لِاُمورِیَ المُتَضایِقَةِ باباً لَم یَذهَب إلَیهِ وَهمٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ب-طَلَبُ التَّوفیقِ

216.الإمام المهدی علیه السلام:

اللّهُمَّ ارزُقنا تَوفیقَ الطّاعَةِ وبُعدَ المَعصِیَةِ،وصِدقَ النِّیَّةِ وعِرفانَ الحُرمَةِ،وأَکرِمنا بِالهُدی وَالاِستِقامَةِ،وسَدِّد ألسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِکمَةِ،وَاملَأ قُلوبَنا بِالعِلمِ وَالمَعرِفَةِ، وطَهِّر بُطونَنا مِنَ الحَرامِ وَالشُّبهَةِ،وَاکفُف أیدِیَنا عَنِ الظُّلمِ وَالسَّرِقَةِ،وَاغضُض (2)أبصارَنا عَنِ الفُجورِ وَالخِیانَةِ،وَاسدُد أسماعَنا عَنِ اللَّغوِ وَالغیبَةِ،وتَفَضَّل عَلی عُلَمائِنا بِالزُّهدِ وَالنَّصیحَةِ،وعَلَی المُتَعَلِّمینَ بِالجَهدِ وَالرَّغبَةِ،وعَلَی المُستَمِعینَ بِالاِتِّباعِ وَالمَوعِظَةِ،وعَلی مَرضَی المُسلِمینَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ،وعَلی مَوتاهُم بِالرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ،وعَلی مَشایِخِنا بِالوَقارِ وَالسَّکینَةِ،وعَلَی الشَّبابِ بِالإِنابَةِ (3)وَالتَّوبَةِ،وعَلَی النِّساءِ بِالحَیاءِ وَالعِفَّةِ،وعَلَی الأَغنِیاءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ،وعَلَی الفُقَراءِ بِالصَّبرِ وَالقَناعَةِ،وعَلَی الغُزاةِ بِالنَّصرِ وَالغَلَبَةِ،وعَلَی الاُسَراءِ بِالخَلاصِ وَالرّاحَةِ،وعَلَی الاُمَراءِ بِالعَدلِ وَالشَّفَقَةِ،وعَلَی الرَّعِیَّةِ بِالإِنصافِ وحُسنِ السِّیرَةِ،وبارِک لِلحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِی الزّادِ وَالنَّفَقَةِ،وَاقضِ ما أوجَبتَ عَلَیهِم مِنَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ،بِفَضلِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

ج-دَعَواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

217.مهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الحُجَّةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسنِ علیه السلام:

ص:158


1- .قصص الأنبیاء:ص 365.
2- غَضَّ طَرفَهُ:أی کَسَرَهُ وأطرَقَ ولم یَفتَح عَینَهُ (النهایة:ج 3 ص 371« غضض»).
3- الإنابَةُ:الرُّجوع إلی اللّه بالتَّوبَةِ (النهایة:ج 5 ص 123« نوبَ»).
4- البلد الأمین:ص 349، المصباح للکفعمی:ص 374.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَکرِم أولِیاءَکَ بِإِنجازِ وَعدِکَ،وبَلِّغهُم دَرکَ ما یَأمُلونَهُ مِن نَصرِکَ،وَاکفُف عَنهُم بَأسَ مَن نَصَبَ الخِلافَ عَلَیکَ،وتَمَرَّدَ بِمَنعِکَ عَلی رُکوبِ مُخالَفَتِکَ،وَاستَعانَ بِرِفدِکَ (1)عَلی فَلِّ حَدِّکَ،وقَصَدَ لِکَیدِکَ بِأَیدِکَ (2)،ووَسِعتَهُ حِلماً لِتَأخُذَهُ عَلی جَهرَةٍ،وتَستَأصِلَهُ عَلی غِرَّةٍ،فَإِنَّکَ اللّهُمَّ قُلتَ-وقَولُکَ الحَقُّ-:

حَتّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (3)،وقُلتَ:

فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (4).

وإنَّ الغایَةَ عِندَنا قَد تَناهَت،وإنّا لِغَضَبِکَ غاضِبونَ،وإنّا عَلی نَصرِ الحَقِّ مُتَعاصِبونَ (5)، وإلی وُرودِ أمرِکَ مُشتاقونَ،ولِإِنجازِ وَعدِکَ مُرتَقِبونَ،ولِحُلولِ وَعیدِکَ بِأَعدائِکَ مُتَوَقِّعونَ.

اللّهُمَّ فَأذَن بِذلِکَ وَافتَح طُرُقاتِهِ،وسَهِّل خُروجَهُ،ووَطِّئ مَسالِکَهُ،واشرَع شَرائِعَهُ، وأَیِّد جُنودَهُ وأَعوانَهُ،وبادِر بَأسَکَ القَومَ الظّالِمینَ،وَابسُط سَیفَ نَقِمَتِکَ عَلی أعدائِکَ المُعانِدینَ،وخُذ بِالثَّأرِ إنَّکَ جَوادٌ مَکّارٌ. (6)

218.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فِی القُنوتِ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (7).

ص:159


1- .رَفَدْتَهُ:إذا أعنته (النهایة:ج 2 ص 241«رفد»).
2- الأیدُ:القوّة (الصحاح:ج 2 ص 443«أید»).
3- یونس:24.
4- الزخرف:55.
5- اعصوصبوا:صاروا عصبةً،وتعصَّبوا علیهم،إذا تجمَّعوا،واعصوصبوا:استجمعوا وصاروا عصابة (لسان العرب:ج 1 ص 604«عصب»).
6- مهج الدعوات:ص 67، بحار الأنوار:ج 85 ص 233.
7- آل عمران:26.

یا ماجِدُ یا جَوادُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا بَطّاشُ یا ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،یا فَعّالاً لِما یُریدُ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،یا رَؤوفُ یا رَحیمُ یا لَطیفُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الحَیِّ القَیّومِ،الَّذِی استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُصَوِّرُ بِهِ خَلقَکَ فِی الأَرحامِ کَیفَ تَشاءُ،وبِهِ تَسوقُ إلَیهِم أرزاقَهُم فی أطباقِ الظُّلُماتِ مِن بَینِ العُروقِ وَالعِظامِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی ألَّفتَ بِهِ بَینَ قُلوبِ أولِیائِکَ،وأَلَّفتَ بَینَ الثَّلجِ وَالنّارِ،لا هذا یُذیبُ هذا،ولا هذا یُطفِئُ هذا، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ المِیاهِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أجرَیتَ بِهِ الماءَ فی عُروقِ النَّباتِ بَینَ أطباقِ الثَّری،وسُقتَ الماءَ إلی عُروقِ الأَشجارِ بَینَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ الثِّمارِ وأَلوانَها،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تُبدِئُ وتُعیدُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الفَردِ الواحِدِ المُتَفَرِّدِ بِالوَحدانِیَّةِ،المُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدانِیَّةِ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَجَّرتَ بِهِ الماءَ مِنَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ،وسُقتَهُ مِن حَیثُ شِئتَ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ خَلقَکَ،ورَزَقتَهُم کَیفَ شِئتَ وکَیفَ شاؤوا.

یا مَن لا یُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،أدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ نوحٌ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ ومَن مَعَهُ وأَهلَکتَ قَومَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ إبراهیمُ خَلیلُکَ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ وجَعَلتَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ موسی کَلیمُکَ حینَ ناداکَ،فَفَلَقتَ لَهُ البَحرَ فَأَنجَیتَهُ وبَنی إسرائیلَ،وأَغرَقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ فِی الیَمِّ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ عیسی روحُکَ حینَ ناداکَ،فَنَجَّیتَهُ مِن أعدائِهِ،وإلَیکَ رَفَعتَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ حَبیبُکَ وصَفِیُّکَ ونَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فَاستَجَبتَ لَهُ،ومِنَ الأَحزابِ نَجَّیتَهُ، وعَلی أعدائِکَ نَصَرتَهُ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،یا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،یا مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،ولا تَتَشابَهُ

ص:160

عَلَیهِ الأَصواتُ،ولا تَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ،ولا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،فَصَلِّ عَلَیهِم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وصَلِّ عَلی جَمیعِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ الَّذینَ بَلَّغوا عَنکَ الهُدی،وعَقَدوا لَکَ المَواثیقَ بِالطّاعَةِ،وصَلِّ عَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ.

یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،أنجِز لی ما وَعَدتَنی،وَاجمَع لی أصحابی،وصَبِّرهُم، وَانصُرنی عَلی أعدائِکَ وأَعداءِ رَسولِکَ،ولا تُخَیِّب دَعوَتی،فَإِنّی عَبدُکَ،ابنُ عَبدِکَ،ابنُ أمَتِکَ،أسیرٌ بَینَ یَدَیکَ.

سَیِّدی أنتَ الَّذی مَنَنتَ عَلَیَّ بِهذَا المَقامِ،وتَفَضَّلتَ بِهِ عَلَیَّ دونَ کَثیرٍ مِن خَلقِکَ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِزَ لی ما وَعَدتَنی،إنَّکَ أنتَ الصّادِقُ ولا تُخلِفُ المیعادَ،وأَنتَ عَلی کُلَّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

د-دَعَواتُهُ علیه السلام عِندَ المُستَجارِ

219.الغیبة للطوسی عن أبی نعیم محمّد بن أحمد الأنصاریّ: کُنتُ حاضِراً عِندَ المُستَجارِ (3)بِمَکَّةَ وجَماعَةٌ زُهاءُ ثَلاثینَ رَجُلاً،لَم یَکُن مِنهُم مُخلِصٌ غَیرُ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ العَلَوِیِّ، فَبَینا نَحنُ کَذلِکَ فِی الیَومِ السّادِسِ مِن ذِی الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسعینَ ومِئَتَینِ،إذ خَرَجَ عَلَینا شابٌّ مِنَ الطَّوافِ،عَلَیهِ إزارانِ مُحرِمٌ بِهِما،وفی یَدِهِ نَعلانِ.

فَلَمّا رَأَیناهُ قُمنا جَمیعاً هَیبَةً لَهُ،ولَم یَبقَ مِنّا أحَدٌ إلّاقامَ،فَسَلَّمَ عَلَینا وجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَحنُ حَولَهُ،ثُمَّ التَفَتَ یَمیناً وشِمالاً ثُمَّ قالَ:أتَدرونَ ما کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی دُعاءِ الإِلحاحِ؟قُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

ص:161


1- .أبرَمَهُ:أی أمَلّه وأضجره (الصحاح:ج 5 ص 1869« برم»).
2- مهج الدعوات:ص 68، بحار الأنوار:ج 85 ص 234.
3- المُستجارُ:هو الحائط المقابل للباب دون الرکن الیمانی،سُمّی بذلک لأنّه یستجار عنده باللّه من النار (مجمع البحرین:ج 1 ص 338«جور»).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تَقومُ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ المُجتَمِعِ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ، وزِنَةَ الجِبالِ،وکَیلَ البِحارِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً.

ثُمَّ نَهَضَ ودَخَلَ الطَّوافَ فَقُمنا لِقِیامِهِ حَتَّی انصَرَفَ،واُنسینا أن نَذکُرَ أمرَهُ،وأَن نَقولَ مَن هُوَ؟وأَیُّ شَیءٍ هُوَ؟إلَی الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَخَرَجَ عَلَینا مِنَ الطَّوافِ،فَقُمنا لَهُ کَقِیامِنا بِالأَمسِ،وجَلَسَ فی مَجلِسِهِ مُتَوَسِّطاً،فَنَظَرَ یَمیناً وشِمالاً وقالَ:أتَدرونَ ما کانَ یَقولُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بَعدَ صَلاةِ الفَریضَةِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

إلَیکَ رُفِعَتِ الأَصواتُ ودُعِیَتِ الدَّعَواتُ،ولَکَ عَنَتِ الوُجوهُ،ولَکَ خَضَعَتِ (1)الرِّقابُ، وإلَیکَ التَّحاکُمُ فِی الأَعمالِ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا خَیرَ مَن أعطی،یا صادِقُ یا بارِئُ،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،یا مَن أمَرَ بِالدُّعاءِ ووَعَدَ بِالإِجابَةِ،یا مَن قَالَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،یا مَن قَالَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (3)،ویا مَن قَالَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (4)لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ المُسرِفُ،وأَنتَ القائِلُ: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً .

ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً بَعدَ هذَا الدُّعاءِ،فَقالَ:أتَدرونَ ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فی سَجدَةِ الشُّکرِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

ص:162


1- .فی المصدر:«وضعت»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- غافر:60.
3- البقره:186.
4- الزمر:53.

یا مَن لا یَزیدُهُ کَثرَةُ الدُّعاءِ (1)إلّاسَعَةً وعَطاءً،یا مَن لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ ما دَقَّ وجَلَّ،لا تَمنَعُکَ إساءَتی مِن إحسانِکَ أن (2)تَفعَلُ بِیَ الَّذی أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ أنتَ أهلُ الکَرَمِ وَالجودِ،وَالعَفوِ وَالتَّجاوُزِ،یا رَبِّ یا اللّهُ لا تَفعَل بِیَ الَّذی أنَا أهلُهُ،فَإِنّی أهلُ العُقوبَةِ وقَدِ استَحقَقتُها،لا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ لی عِندَکَ،أبوءُ لَکَ بِذُنوبی کُلِّها وأَعتَرِفُ بِها کَی تَعفُوَ عَنّی،وأَنتَ أعلَمُ بِها مِنّی،أبوءُ لَکَ بِکُلِّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وکُلِّ خَطیئَةٍ احتَمَلتُها،وکُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلتُها،رَبِّ اغفِر وَارحَم، وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ.

وقامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَقُمنا لِقِیامِهِ،وعادَ مِنَ الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَقُمنا لِإِقبالِهِ کَفِعلِنا فیما مَضی،فَجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،فَقالَ:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ،فی هذَا المَوضِعِ-وأَشارَ بِیَدِهِ إلَی الحِجرِ تَحتَ المیزابِ-:

عُبَیدُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،فَقیرُکَ بِفِنائِکَ،سائِلُکَ بِفِنائِکَ،یَسأَ لُکَ ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ غَیرُکَ.

ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،ونَظَرَ إلی مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ مِن بَینِنا،فَقالَ:یا مُحَمَّدَ بنَ القاسِمِ،أنتَ عَلی خَیرٍ إن شاءَ اللّهُ تَعالی-وکانَ مُحَمَّدُ بنُ القاسِمِ یَقولُ بِهذَا الأَمرِ-ثُمَّ قامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَما بَقِیَ مِنّا أحَدٌ إلّاوقَد الهِمَ ما ذَکَرَهُ مِنَ الدُّعاءِ واُنسینا أن نَتَذاکَرَ أمرَهُ إلّافی آخِرِ یَومٍ.

فَقالَ لَنا أبو عَلِیٍّ المَحمودِیُّ:یا قَومِ،أتَعرِفونَ هذا؟هذا وَاللّهِ صاحِبُ زَمانِکُم، فَقُلنا:وکَیفَ عَلِمتَ یا أبا عَلِیٍّ؟فَذَکَرَ أنَّهُ مَکَثَ سَبعَ سِنینَ یَدعو رَبَّهُ ویَسأَ لُهُ مُعایَنَةَ

ص:163


1- .فی فلاح السائل:« العطاء»بدل«الدعاء».هذا وزاد فی دلائل الإمامة [2]ونزهة الناظر فی أوّل الدّعاء:«یا من لایزیده إلحاح الملحّین إلّاجوداً وکرماً».
2- فی المصدر:«أنت»بدل«أن»وما أثبتناه من المصادر الاُخری.

صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام.

قالَ:فَبَینا نَحنُ یَوماً عَشِیَّةَ عَرَفَةَ وإذا بِالرَّجُلِ بِعَینِهِ یَدعو بِدُعاءٍ وَعَیتُهُ،فَسَأَلتُهُ مِمَّن هُوَ؟فَقالَ:مِنَ النّاسِ،قُلتُ:مِن أیِّ النّاسِ؟قالَ:مِن عَرَبِها،قُلتُ:مِن أیِّ عَرَبِها؟قالَ:مِن أشرَفِها،قُلتُ:ومَن هُم؟قالَ:بَنو هاشِمٍ،قُلتُ:ومِن أیِّ بَنی هاشِمٍ؟ فَقالَ:مِن أعلاها ذِروَةً وأَسناها،قُلتُ:مِمَّن؟قالَ:مِمَّن فَلَقَ الهامَ وأَطعَمَ الطَّعامَ وصَلّی وَالنّاسُ نِیامٌ.

قالَ:فَعَلِمتُ أنَّهُ عَلَوِیٌّ فَأَحبَبتُهُ عَلَی العَلَوِیَّةِ.ثُمَّ افتَقَدتُهُ مِن بَینِ یَدَیَّ فَلَم أدرِ کَیفَ مَضی،فَسَأَلتُ القَومَ الَّذینَ کانوا حَولَهُ:تَعرِفونَ هذَا العَلَوِیَّ؟قالوا:نَعَم،یَحُجُّ مَعَنا فی کُلِّ سَنَةٍ ماشِیاً،فَقُلتُ:سُبحانَ اللّهِ ! وَاللّهِ ما أری بِهِ أثَرَ مَشیٍ.

قالَ:فَانصَرَفتُ إلَی المُزدَلِفَةِ کَئیباً حَزیناً عَلی فِراقِهِ،ونِمتُ مِن لَیلَتی تِلکَ،فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا أحمَدُ،رَأَیتَ طَلِبَتَکَ؟فَقُلتُ:ومَن ذاکَ یا سَیِّدی؟فَقالَ:الَّذی رَأَیتَهُ فی عَشِیَّتِکَ هُوَ صاحِبُ زَمانِکَ.

قالَ:فَلَمّا سَمِعنا ذلِکَ مِنهُ عاتَبناهُ عَلی أن لا یَکونَ أعلَمَنا ذلِکَ،فَذَکَرَ أنَّهُ کانَ یَنسی أمرَهُ إلی وَقتِ ما حَدَّثَنا بِهِ. (1)

راجع:ص442-443 ح579 و 580 وج3 ص 403 ح 2151.

ص:164


1- .الغیبة للطوسی:ص 259 ح 227، کمال الدین:ص 470 ح 24، [2]دلائل الإمامة:ص 542 ح 523،فلاح السائل:ص 323 ح 216، [3]نزهة الناظر:ص 147 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 187 ح 2 [4] وج 52 ص 6 ح 5.

الفَصلُ الثّالِثُ:دَعَواتُ الأَبرارِ

1/3دُعاءُ المَلائِکَةِ

الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ * رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیّاتِهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ * وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ . (1)

2/3دُعاءُ سَحَرَةِ فِرعَونَ

قالُوا إِنّا إِلی رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ * وَ ما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآیاتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (2)

3/3دُعاءُ امرَأَةِ فِرعَونَ

وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی

ص:165


1- .غافر:7-9.
2- الأعراف:125 و 126.

مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (1)

4/3دُعاءُ امرَأَةِ عِمرانَ

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ * فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ کَفَّلَها زَکَرِیّا کُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَکَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنّی لَکِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (2)

5/3دُعاءُ مَریَمَ

قالَتْ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی وَلَدٌ وَ لَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ قالَ کَذلِکِ اللّهُ یَخْلُقُ ما یَشاءُ إِذا قَضی أَمْراً فَإِنَّما یَقُولُ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ . (3)

6/3دُعاءُ بِلقیسَ

رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ . (4)

7/3دُعاءُ أصحابِ الکَهفِ

إِذْ أَوَی الْفِتْیَةُ إِلَی الْکَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (5)

ص:166


1- .التحریم:11.
2- آل عمران:35-37.
3- آل عمران:47.
4- النمل:44.
5- الکهف:10.

8/3دُعاءُ حَوارِیّی عیسی(علیه السلام)

فَلَمّا أَحَسَّ عِیسی مِنْهُمُ الْکُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)

9/3دُعاءُ أصحابِ طالوتَ(علیه السلام)

وَ لَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (2)

10/3دُعاءُ ذِی القَرنَینِ

220.الإمام الباقر علیه السلام: حَجَّ ذُو القَرنَینِ فی سِتِّمِئَةِ ألفِ فارِسٍ،فَلَمّا دَخَلَ الحَرَمَ شَیَّعَهُ بَعضُ أصحابِهِ إلَی البَیتِ،فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:رَأَیتُ رَجُلاً ما رَأَیتُ رَجُلاً أکثَرَ نوراً و[أحسَنَ] (3)وَجهاً مِنهُ ! قالوا:ذاکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ علیه السلام،قالَ:أسرِجوا،فَأَسرَجوا سِتَّمِئَةِ (4)دابَّةٍ فی مِقدارِ ما یُسرَجُ دابَّةٌ واحِدَةٌ،قالَ:ثُمَّ قالَ ذُو القَرنَینِ:لا،بَل نَمشی إلی خَلیلِ الرَّحمنِ،فَمَشی و مَشی مَعَهُ بَعدَهُ أصحابُهُ حَتَّی التَقَیا (5).

قالَ إبراهیمُ علیه السلام:بِمَ قَطَعتَ الدَّهرَ؟قالَ:بِإِحدی عَشرَةَ کَلِمَةً وهِیَ:

سُبحانَ مَن هُوَ باقٍ لا یَفنی،سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا یَنسی،سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا

ص:167


1- .آل عمران:52 و 53.
2- البقرة:250.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- فی بحار الأنوار:« ستّمئة ألف».
5- فی المصدر:«النقباء»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.

یَسقُطُ،سُبحانَ مَن هُوَ بَصیرٌ لا یَرتابُ،سُبحانَ مَن هُوَ قَیّومٌ لا یَنامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مَلِکٌ لا یُرامُ،سُبحانَ مَن هُوَ عَزیزٌ لا یُضامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا یُری،سُبحانَ مَن هُوَ واسِعٌ لا یَتَکَلَّفُ،سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا یَلهو،سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا یَسهو. (1)

11/3دُعاءُ اولِی الأَلبابِ

إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ * اَلَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ * رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ * فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ . (2)

12/3دُعاءُ المُستَضعَفینَ

وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً . (3)

13/3دُعاءُ أبی ذَرٍّ

221.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أبا ذَرٍّ أتی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَهُ (4)جَبرَئیلُ علیه السلام فی صورَةِ دِحیَةَ الکَلِبیِّ

ص:168


1- .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 122 ح 124، بحار الأنوار:ج 12 ص 195 ح 20.
2- آل عمران:190-195.
3- النساء:75.
4- فی الأمالی للصدوق:«وعنده»بدل«ومعه».

وقَدِ استَخلاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا رَآهُمَا انصَرَفَ عَنهُما ولَم یَقطَع کَلامَهُما،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا مُحَمَّدُ،هذا أبو ذَرٍّ قَد مَرَّ بِنا ولَم یُسَلِّم عَلَینا،أما لَو سَلَّمَ لَرَدَدنا عَلَیهِ،یا مُحَمَّدُ،إنَّ لَهُ دُعاءً یَدعو بِهِ مَعروفاً عِندَ أهلِ السَّماءِ،فَسَلهُ عَنهُ إذا عَرَجتُ إلَی السَّماءِ.

فَلَمَّا ارتَفَعَ جَبرَئیلُ،جاءَ أبو ذَرٍّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مَنَعَکَ یا أبا ذَرٍّ أن تَکونَ سَلَّمتَ عَلَینا حینَ مَرَرتَ بِنا؟

فَقالَ:ظَنَنتُ یا رَسولَ اللّهِ أنَّ الَّذی کانَ مَعَکَ دِحیَةُ الکَلِبیُّ قَدِ استَخلَیتَهُ لِبَعضِ شَأنِکَ.

فَقالَ:ذاکَ جَبرَئیلُ علیه السلام یا أبا ذَرٍّ،وقَد قالَ:أما لَو سَلَّمَ عَلَینا لَرَدَدنا عَلَیهِ.

فَلَمّا عَلِمَ أبو ذَرٍّ أنَّهُ کانَ جَبرَئیلُ علیه السلام دَخَلَهُ مِنَ النَّدامَةِ-حَیثُ لَم یُسَلِّم عَلَیهِ-ما شاءَ اللّهُ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَدعو بِهِ؟فَقَد أخبَرَنی جَبرَئیلُ علیه السلام أنَّ لَکَ دُعاءً تَدعو بِهِ،مَعروفاً فِی السَّماءِ.

فَقالَ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،أقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ بِکَ،وَالتَّصدیقَ بِنَبِیِّکَ،وَالعافِیَةَ مِن جَمیعِ البَلاءِ، وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وَالغِنی عَن شِرارِ النّاسِ. (1)

ص:169


1- .الکافی:ج 2 ص 587 ح 25، الأمالی للصدوق:ص 426 ح 562 [2] کلاهما عن محمّد بن یحیی الخثعمی،بحار الأنوار:ج 22 ص 400 ح 9.

ص:170

الفَصلُ الرّابِعُ:أفضَلُ الدَّعَواتِ

1/4طَلَبُ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب

فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آباءَکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً فَمِنَ النّاسِ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ * أُولئِکَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمّا کَسَبُوا وَ اللّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ . (1)

وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ . (2)

الحدیث

222.کنز العمّال عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَو دَعا بِمِئَةِ دَعوَةٍ،افتَتَحَها وخَتَمَها وتَوَسَّطَها بِ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (3)

223.صحیح البخاری عن أنس: کانَ أکثَرُ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)

ص:171


1- .البقرة:200-202.
2- الأعراف:156.
3- کنز العمّال:ج 2 ص 619 ح 4903 نقلاً عن ابن النجّار.
4- صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6026،صحیح مسلم:ج 4 ص 2070 ح 26،سنن أبی داوود:ج 2 ū ص 85 ح 1519،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 587 ح 1054، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 414 ح 13162، [4]کنز العمّال:ج 7 ص 73 ح 18020.

224.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً (1)-:

رِضوانُ اللّهِ وَالجَنَّةُ فِی الآخِرَةِ،[وَالسَّعَةُ فِی الرِّزقِ] (2)وَالمَعاشِ،وحُسنُ الخُلُقِ فِی الدُّنیا. (3)

225.السنن الکبری عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا سَلمانَ الخَیرَ فَقالَ:إنَّ نَبِیَّ اللّهِ یُریدُ أن یَمنَحَکَ کَلِماتٍ تَسأَ لُهُنَّ الرَّحمنَ،وتَرغَبُ إلَیهِ فیهِنَّ،وتَدعو بِهِنَّ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ، قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صِحَّةً فی إیمانٍ،وإیماناً فی خُلُقٍ حَسَنٍ،ونَجاحاً یَتبَعُهُ فَلاحٌ، ورَحمَةً مِنکَ وعافِیَةً،ومَغفِرَةً مِنکَ ورِضواناً. (4)

226.الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یُقالَ لَهُ شَیبَةُ الهُذَیلِ (5)،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی شَیخٌ قَد کَبِرَ سِنّی وضَعُفَت قُوَّتی عَن عَمَلٍ کُنتُ قَد عَوَّدتُهُ نَفسی مِن صَلاةٍ وصِیامٍ وحَجٍّ وجِهادٍ،فَعَلِّمنی یا رَسولَ اللّهِ کَلاماً یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ،وخَفِّف عَلَیَّ یا رَسولَ اللّهِ، فَقالَ:أعِد،فَأَعادَ ثَلاثَ مَرّاتٍ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما حَولَکَ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ (6)إلّا وقَد بَکَت مِن رَحمَتِکَ،فَإِذا صَلَّیتَ الصُّبحَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ:«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»؛فَإِنَّ اللّهَ یُعافیکَ بِذلِکَ مِنَ العَمی

ص:172


1- .البقرة:201.
2- أثبتنا ما بین المعقوفین من کتاب من لا یحضره الفقیه ومعانی الأخبار.
3- الکافی:ج 5 ص 71 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 327 ح 900،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 156 ح 3566،معانی الأخبار:ص 175 ح 1 کلّها عن جمیل بن صالح،بحار الأنوار:ج 95 ص 348 ح 2.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 9 ح 9849 و ص 146 ح 10404، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 206 ح 8279، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 704 ح 1919،مسند إسحاق بن راهویه:ج 1 ص 336 ح 327،کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3656.
5- فی المصادر الاُخری:«شیبَةُ الهُذَلِیُّ».
6- المَدَرُ:الطین المتماسک (النهایة:ج 4 ص 309«مدر»).

وَالجُنونِ وَالجُذامِ وَالفَقرِ وَالهَرَمِ.

فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هذا لِلدُّنیا فَما لِلآخِرَةِ؟

فَقالَ:تَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ:«اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ، وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ».

قالَ:فَقَبَضَ عَلَیهِنَّ بِیَدِهِ ثُمَّ مَضی،فَقالَ رَجُلٌ لِابنِ عَبّاسٍ:شَدَّ ما (1)قَبَضَ عَلَیها خالُکَ.

قالَ:فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أما أنَّهُ إن وافی بِها یَومَ القِیامَةِ لَم یَدَعها مُتَعَمِّداً،فَتَحَ اللّهُ لَهُ ثَمانِیَةَ أبوابٍ مِن أبوابِ الجَنَّةِ،یَدخُلُ مِن أیِّها شاءَ. (2)

227.الإمام الرضا علیه السلام:

یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)

228.کشف الغمة عن أبی هاشم الجعفریّ: کَتَبَ إلَیهِ [أی إلی أبی مُحَمَّدٍ العَسکَرِیِّ علیه السلام ] بَعضُ مَوالیهِ یَسأَ لُهُ أن یُعَلِّمَهُ دُعاءً فَکَتَبَ إلَیهِ أنِ ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ المُبصِرینَ،ویا عِزَّ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ، ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَوسِع لی فی رِزقی،ومُدَّ لی فی عُمُری،وَامنُن عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ ولا تَستَبدِل بی غَیری.

قالَ أبو هاشِمٍ:فَقُلتُ فی نَفسی:اللّهُمَّ اجعَلنی فی حِزبِکَ وفی زُمرَتِکَ.

ص:173


1- .فی المصادر الاُخری:«ما أشدّ ما».
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 106 ح 404،ثواب الأعمال:ص 191 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 110 ح 85 کلّها عن سلام المکّی،روضة الواعظین:ص 521، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 19 ح 18.
3- الکافی:ج 2 ص 579 ح 9 عن إبراهیم بن أبی البلاد عن عمّه.

فَأَقبَلَ عَلَیَّ أبو مُحَمَّدٍ فَقالَ:أنتَ فی حِزبِهِ وفی زُمرَتِهِ إذ کُنتَ بِاللّهِ مُؤمِناً،ولِرَسولِهِ مُصَدِّقاً،ولِأَولِیائِهِ عارِفاً،ولَهُم تابِعاً،فَأَبشِر ثُمَّ أبشِر. (1)

2/4طَلَبُ قُرَّةِ العَینِ فِی الأَهلِ وَالوَلَدِ

رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (2)

3/4طَلَبُ قَبولِ الأَعمالِ

رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (3)

4/4طَلَبُ العِصمَةِ مِنَ الفِتنَةِ

رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ نَجِّنا بِرَحْمَتِکَ مِنَ الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (4)

رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (5)

5/4طَلَبُ العِصمَةِ مِنَ الزِّیغِ

229.الإمام الصادق علیه السلام: أکثِروا مِن أن تَقولوا: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا (6)ولا تَأمَنُوا الزَّیغَ (7). (8)

ص:174


1- .کشف الغمة:ج 3 ص 211، إعلام الوری:ج 2 ص 142، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 439، [3]بحار الأنوار:ج 50 ص 298 ح 72.
2- الفرقان:74.
3- البقرة:127.
4- یونس:85 و 86.
5- الممتحنة:5.
6- آل عمران:8.
7- الزَّیغُ:المَیلُ عن الاستقامة ( مفردات ألفاظ القرآن:ص 387«زیغ»).
8- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 164 ح 9 عن سماعة بن مهران،بحار الأنوار:ج 94 ص 181 ح 8.

230.الکافی عن الفضل بن یونس،عن أبی الحسن علیه السلام،قال: قالَ لی:أکثِر مِن أن تَقولَ:«اللّهُمَّ لا تَجعَلنی مِنَ المُعارینَ (1)ولا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ».

قالَ:قُلتُ:أمَّا المُعارونَ فَقَد عَرَفتُ أنَّ الرَّجُلَ یُعارُ الدّینَ،ثُمَّ یَخرُجُ مِنهُ،فَما مَعنی:لا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ؟

فَقالَ:کُلُّ عَمَلٍ تُریدُ بِهِ اللّهَ عز و جل فَکُن فیهِ مُقَصِّراً عِندَ نَفسِکَ،فَإِنَّ النّاسَ کُلَّهُم فی أعمالِهِم فیما بَینَهُم وبَینَ اللّهِ مُقَصِّرونَ إلّامَن عَصَمَهُ اللّهُ عز و جل. (2)

6/4طَلَبُ ثَباتِ القَدَمِ

الکتاب

رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (3)

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (4)

رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (5)

الحدیث

231.سنن النسائی عن شدّاد بن أوس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی صَلاتِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،

ص:175


1- .المُعارُ-علی البناء للمفعول-:من الإعارة،یعنی بهم:الذین یکون الإیمان عاریّة عندهم غیر مستقر فی قلوبهم ولا ثابت فی صدورهم کما فسّره الراوی (الوافی:ج 4 ص 299).
2- الکافی:ج 2 ص 73 ح 4 وص 579 ح 7،بحار الأنوار:ج 71 ص 233 ح 14.
3- البقرة:250.
4- آل عمران:147.
5- الأعراف:126.

وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ. (1)

7/4طَلَبُ دَوامِ الهِدایَةِ

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالِّینَ . (2)

رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)

راجع:ص394 (طلب الهدایة ودوامها).

8/4طَلَبُ الرَّحمَةِ وَالرُّشدِ

رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (4)

9/4طَلَبُ تَمامِ النّورِ

رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ . (5)

10/4طَلَبُ دَرَجَةِ الشُّهودِ

رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (6)

ص:176


1- .سنن النسائی:ج 3 ص 54،سنن الترمذی:ج 5 ص 476 ح 3407،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 80 ح 17133، صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 310 ح 1974،الدعاء للطبرانی:ص 201 ح 627،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3635.
2- الفاتحة:6 و 7.
3- آل عمران:8.
4- الکهف:10.
5- التحریم:8.
6- آل عمران:53.

رَبَّنا آمَنّا فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)

11/4طَلَبُ التَّوَفّی مَعَ الأَبرارِ

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ . (2)

رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (3)

12/4طَلَبُ النَّجاةِ مِنَ النّارِ

رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً . (4)

رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ . (5)

رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ . (6)

13/4طَلَبُ التَّفَقُّهِ فِی الدّینِ ولِسانِ الصِّدقِ فِی الآخِرینَ

الکتاب

رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ . (7)

ص:177


1- .المائدة:82.
2- آل عمران:193.
3- یوسف:101.
4- الفرقان:65.
5- آل عمران:191 و 192.
6- آل عمران:194.
7- الشعراء:83 و 84.

الحدیث

232.الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثٌ لَم یُسأَلِ اللّهُ عز و جل بِمِثلِهِنَّ،أن تَقولَ:

اللّهُمَّ فَقِّهنی فِی الدّینِ،وحَبِّبنی إلَی المُسلِمینَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فِی الآخِرینَ. (1)

14/4جَوامِعُ الدَّعَواتِ

الف-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

233.سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَستَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ،ویَدَعُ ما سِوی ذلِکَ. (2)

234.صحیح مسلم عن أبی مالک عن أبیه: إنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ، کَیفَ أقولُ حینَ أسأَلُ رَبّی؟

قالَ:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وعافِنی وَارزُقنی»،ویَجمَعُ أصابِعَهُ إلَّاالإِبهامَ؛ فَإِنَّ هؤُلاءِ تَجمَعُ لَکَ دُنیاکَ وآخِرَتَکَ. (3)

235.مسند ابن حنبل عن أبی امامة: خَرَجَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَوَکِّئٌ عَلی عَصا...فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَدعُوَ اللّهَ لَنا فَقالَ:

اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا،وَارضَ عَنّا وتَقَبَّل مِنّا،وأَدخِلنَا الجَنَّةَ ونَجِّنا مِنَ النّارِ،

ص:178


1- .الأمالی للطوسی:ص 303 ح 603 عن أبی قتادة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 5.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 77 ح 1482،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 484 ح 25205، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 723 ح 1978 وفیهما«یعجبه»بدل«یستحبّ»،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 23 ح 4 وفیه«یحبّ»بدل«یستحبّ»،کنز العمّال:ج 7 ص 73 ح 18021 وج 2 ص 623 ح 4919.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2073 ح 36،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1264 ح 3845،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 381 ح 15877 و ج 10 ص 346 ح 27281 وفیهما«واهدنی»بدل«عافنی»،المصنف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 27 ح 7،المعجم الکبیر:ج 8 ص 317 ح 8185،کنز العمّال:ج 2 ص 698 ح 5117.

وأَصلِح لَنا شَأنَنا کُلَّهُ.

فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَزیدَنا فَقالَ[ صلی الله علیه و آله ]:قَد جَمَعتُ لَکُمُ الأَمرَ. (1)

236.سنن الترمذی عن أبی امامة: دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً.قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،دَعَوتَ بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً !

فَقالَ:ألا أدُلُّکُم عَلی ما یَجمَعُ ذلِکَ کُلَّهُ؟نَقولُ:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَنتَ المُستَعانُ وعَلَیکَ البَلاغُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)

237.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قامَ فَدَعا بِدُعاءٍ لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَهُ، وَاستَعاذَ استِعاذَةً لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَها،فَقالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ:کَیفَ لَنا یا رَسولَ اللّهِ أن نَدعُوَ بِمِثلِ ما دَعَوتَ،وأَن نَستَعیذَ کَمَا استَعَذتَ؟فَقال:قولوا:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ،ونَستَعیذُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ. (3)

238.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (4)

ص:179


1- .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 278 ح 22243،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1261 ح 3836،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 55 ح 2،الدعاء للطبرانی:ص 425 ح 1442،کنز العمّال:ج 2 ص 621 ح 4911.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 537 ح 3521، الأدب المفرد:ص 203 ح 679، [2]المعجم الکبیر:ج 8 ص 192 ح 7791 کلاهما نحوه،الأذکار المنتخبة:ص 346،کنز العمّال:ج 2 ص 193 ح 3708.
3- المعجم الأوسط:ج 7 ص 240 ح 7386،المعجم الصغیر:ج 2 ص 151،الدعاء للطبرانی:ص 425 ح 1444،کنز العمّال:ج 2 ص 222 ح 3852 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق.
4- الدعاء للطبرانی:ص 422 ح 1428،المعجم الکبیر:ج 2 ص 252 ح 2058،مسند الطیالسی:ص 106 ū ح 785 کلاهما عن جابر بن سمرة،کنز العمّال:ج 2 ص 178 ح 3623.

239.مسند إسحاق بن راهویه عن جَبر بن حبیب: سَمِعتُ امَّ کُلثومٍ بِنتَ عَلِیٍّ علیه السلام تُحَدِّثُ عَن عائِشَةَ،أنَّ أبا بَکرٍ دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِیُکَلِّمَهُ-وعائِشَةُ تُصَلّی-فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عائِشَةُ ! عَلَیکِ بِالجَوامِعِ وَالکَوامِلِ،قولی:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِمَّا استَعاذَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.اللّهُمَّ ما قَضَیتَ لی مِن قَضاءٍ فَاجعَل عاقِبَتَهُ لی رُشداً (1). (2)

240.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ، وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ بِعَونِکَ مِنَ النّارِ. (3)

241.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن تَوَکَّلَ عَلَیکَ فَکَفَیتَهُ،وَاستَهداکَ فَهَدَیتَهُ،وَاستَنصَرَکَ فَنَصَرتَهُ. (4)

242.سنن الترمذی عن شدّاد بن أوس -لِرَجُلٍ مِن بَنی حَنظَلَةَ-:ألا اعَلِّمُکَ ما کانَ رَسولُ

ص:180


1- .الرُّشدُ:الصلاحُ وهو خلاف الغَیِّ والضّلال (المصباح المنیر،ص 227« رشد»).
2- مسند إسحاق بن راهویه:ج 2 ص 590 ح 1165،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 482 ح 25191 وص 458 ح 25073،الأدب المفرد:ص 192 ح 639، [3]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1264 ح 3846،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 703 ح 1914،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 284 ح 4456،مسند الطیالسی:ص 219 ح 1569 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 238 ح 3916 وص 683 ح 5067.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 706 ح 1925،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 337 ح 4،الأذکار المنتخبة:ص 387 ح 1043 کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3680.
4- التوکّل علی اللّه لابن أبی الدنیا:ص 38 ح 4،الفردوس:ج 1 ص 472 ح 1924 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 693 ح 5106.

اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا أن نَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وأَسأَ لُکَ عَزیمَةَ الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ لِساناً صادِقاً وقَلباً سَلیماً،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ مِمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)

243.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِشَدّادِ بنِ أوسٍ-:یا شَدّادَ بنَ أوسٍ،إذا کَنَزَ النّاسُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ فَاکنِز هؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا کَرباً إلّانَفَّستَهُ،ولا ضُرّاً إلّا کَشَفتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا عَدُوّاً إلّاأهلَکتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّا قَضَیتَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

244.المستدرک علی الصحیحین عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا کَلِماتٍ کَما یُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ:

اللّهُمَّ ألِّف بَینَ قُلوبِنا،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاهدِنا سُبُلَ السَّلامِ،ونَجِّنا مِنَ الظُّلُماتِ إلَی النّورِ،وجَنِّبنَا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وبارِک لَنا فی أسماعِنا وأَبصارِنا

ص:181


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 476 ح 3407، سنن النسائی:ج 3 ص 54،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 80 ح 17133 [2] وص 76 ح 17113،صحیح ابن حبان:ج 5 ص 310 ح 1974،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3635.
2- الدعاء للطبرانی:ص 202 ح 632،صحیح ابن حبان:ج 3 ص 216 ح 935،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 688 ح 1872،المعجم الکبیر:ج 7 ص 279 ح 7135 کلّها عن شدّاد بن أوس نحوه ولیس فیها ذیله من«اللّهُمَّ لا تدع لی»،کنز العمّال:ج 2 ص 237 ح 3913.

وقُلوبِنا وأَزواجِنا وذُرِّیّاتِنا،وتُب عَلَینا إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،وَاجعَلنا شاکِرینَ لِنِعَمِکَ،مُثنینَ بِها عَلیکَ قابِلینَ لَها،وأَتِمَّها عَلَینا. (1)

245.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أتُحِبّونَ أن تَجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ؟قولوا:

اللّهُمَّ أعِنّا عَلی شُکرِکَ وذِکرِکَ،وحُسنِ عِبادَتِکَ. (2)

246.المستدرک علی الصحیحین عن عمران بن حصین عن أبیه: أنَّهُ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قَبلَ أن یُسلِمَ،فَلَمّا أرادَ أن یَنصَرِفَ قالَ:ما أقولُ؟قالَ:قُل:«اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری»،فَقالَها،ثُمَّ انصَرَفَ ولَم یُسلِم.

ثُمَّ أسلَمَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَما أقولُ الآنَ وقَد أسلَمتُ؟قالَ:قُل:

اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری،اللّهُمَّ اغفِر لی ما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما أخطَأتُ وما عَمَدتُ،وما عَلِمتُ وما جَهِلتُ. (3)

247.البلد الأمین (4): دُعاءٌ عَظیمٌ (5)مَروِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

ص:182


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 397 ح 977،سنن أبی داوود:ج 1 ص 254 ح 969،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 277 ح 996،المعجم الکبیر:ج 10 ص 191 ح 10426،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3677.
2- مسند ابن حنبل:ج 3 ص 160 ح 7987، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 677 ح 1838 کلاهما عن أبی هریرة،الفردوس:ج 1 ص 422 ح 1717،کنز العمّال:ج 2 ص 685 ح 5073.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 691 ح 1880،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 227 ح 20012، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 181 ح 899،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 55 ح 3 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 687 ح 5083.
4- فی مستدرک الوسائل نقلاً عن المصدر:عن النبیّ صلی الله علیه و آله،قال:«مَن جَعَلَ هذَا الدُّعاءَ فی کَفَنِهِ شَهِدَ لَهُ عِندَ اللّهِ أنَّهُ وَفی بِعَهدِهِ،ویُکفی مُنکَراً ونَکیراً،وتَحُفُّهُ المَلائِکَةُ عَن یَمینِهِ وشِمالِهِ ویُبَشِّرونَهُ بِالوِلدانِ وَالحورِ ویُجعَلُ فی أعلی عِلِّیِّینَ،ویُبنی لَهُ بَیتٌ فِی الجَنَّةِ مِن لُؤلُؤَةٍ بَیضاءَ یُری باطِنُها مِن ظاهِرِها وظاهِرُها مِن باطِنِها،لَها مِئَةُ ألفِ بابٍ،ویُعطیهِ اللّهُ مِئَةَ ألفِ مَدینَةٍ،فی کُلِّ مَدینَةٍ مِئَةُ ألفِ دارٍ،فی کُلِّ دارٍ مِئَةُ ألفِ حُجرَةٍ،عَلی کُلِّ حُجرَةٍ مِئَةُ ألفِ غُرفَةٍ،وفی کُلِّ غُرفَةٍ مِئَةُ ألفِ سَریرٍ،وعَلی کُلِّ سَریرٍ مِئَةُ ألفِ فِراشٍ،وعَلی کُلِّ فِراشٍ حورِیَّةٌ عَلَیها مِئَةُ ألفِ حُلَّةٍ،فی کُلِّ حُلَّةٍ مِئَةُ ألفِ لَونٍ،مَعَ کُلِّ حورِیَّةٍ کَأسٌ مِن شَرابِ الجَنَّةِ،ویَقودُهُ المَلائِکَةُ عَلی ناقَةٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ،ویَنظُرُ اللّهُ تَعالی إلَیهِ مِن فَوقِ عَرشِهِ ویَقولُ:یا عَبدی،أنا عَنکَ راضٍ.ویَکونُ مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وفی جِوارِهِ»الخبر (مستدرک الوسائل:ج 2 ص 235 ح 1877). [4]ولا یوجد فی الطبعة المعتمدة للبلد الأمین.
5- فی المصباح للکفعمی:« ومن ذلک دعاء الحمید مروی عن النبی صلی الله علیه و آله».

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،وَدودٌ شَکورٌ کَریمٌ،وَفِیٌّ مَلِیٌّ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَوّابٌ وَهّابٌ سَریعُ الحِسابِ،جَلیلٌ عَزیزٌ مُتَکَبِّرٌ،خالِقٌ بارِئٌ مُصَوِّرٌ،واحِدٌ أحَدٌ،قادِرٌ قاهِرٌ.

اللّهُمَّ لا یَنفَدُ ما وَهَبتَ،ولا یُرَدُّ ما مَنَعتَ،فَلَکَ الحَمدُ کَما خَلَقتَ وصَوَّرتَ وقَضَیتَ،وأَضلَلتَ وهَدَیتَ،وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ،وأَفقَرتَ وأَغنَیتَ،وأَمرَضتَ وشَفَیتَ،وأَطعَمتَ وسَقَیتَ،لَکَ الحَمدُ فی کُلِّ ما قَضَیتَ،ولا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ.یا واسِعَ النَّعماءِ،یا کَریمَ الآلاءِ،یا جَزیلَ العَطاءِ،یا قاضِیَ القَضاءِ، یا باسِطَ الخَیراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا رافِعَ الدَّرَجاتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ وَالآیاتِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.

اللّهُمَّ إنَّکَ غافِرُ الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ،شَدیدُ العِقابِ ذُو الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ إلَیکَ المَصیرُ،وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُکَ،ولا رادَّ لِأَمرِکَ،ولا مُعَقِّبَ لِحُکمِکَ،بَلَغَت حُجَّتُکَ ونَفَذَ أمرُکَ،وبَقیتَ أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ فی أمرِکَ،ولا تُخَیِّبُ سائِلَکَ إذا سَأَلَکَ، أسأَ لُکَ بِحَقِّ السّائِلینَ إلَیکَ الطّالِبینَ ما عِندَکَ،أسأَ لُکَ یا رَبِّ بِأَحَبِّ السّائِلینَ إلَیکَ، وبِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِها أعطَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی إذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ،وإذا اقسِمَ عَلَیکَ بِهِ کَفَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَکفِیَنا ما أهَمَّنا وما لَم یُهِمَّنا مِن أمرِ دینِنا ودُنیانا وآخِرَتِنا،وتَعفُوَ عَنّا وتَغفِرَ لَنا وتَقضِیَ حَوائِجَنا.

اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذینَ إذا حَدَّثوا صَدَقوا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا،وإذا سُئِلوا أعطَوا،

ص:183

وإذا سُلِبوا صَبَروا،وإذا عاهَدوا وافَوا،وإذا غَضِبوا غَفَروا،وإذا جَهِلوا رَجَعوا،وإذا ظُلِموا لَم یَظلِموا، وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً * وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً * وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً . (1)

اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ (2).اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِلمِکَ لِجَهلِنا،ومِن قُوَّتِکَ لِضَعفِنا،ومِن غِناکَ لِفَقرِنا.اللّهُمَّ لا تَکِلنا إلی أنفُسِنا طَرفَةَ عَینٍ ولا أقَلَّ مِن ذلِکَ،ولا تَرُدَّنا إلی أعقابِنا،ولا تُزِلَّ أقدامَنا ولا تُزِغ قُلوبَنا،ولا تُدحِض حُجَّتَنا،ولا تَمحُ مَعذِرَتَنا،ولا تُعَسِّر عَلَینا سَعیَنا،ولا تُشمِت بِنا أعداءَنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا سُلطاناً مُخیفاً،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (3)

اللّهُمَّ لا تُؤمِنّا مَکرَکَ،ولا تَکشِف عَنّا سِترَکَ،ولا تَصرِف عَنّا وَجهَکَ،ولا تُحلِل عَلَینا غَضَبَکَ،ولا تُنَحِّ عَنّا کَرَمَکَ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ مِنَ الصّالِحینَ الأَخیارِ،وَارزُقنا ثَوابَ دارِ القَرارِ،وَاجعَلنا مِنَ الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،ووَفِّقنا فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل لَنا مَوَدَّةً فی قُلوبِ المُؤمِنینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ کَمَا اجتَبَیتَ آدَمَ وتُبتَ عَلَیهِ تُب عَلَینا،وکَما رَضیتَ عَن إسحاقَ فَارضَ عَنّا، وکَما صَبَّرتَ إسماعیلَ عَلَی البَلاءِ فَصَبِّرنا،وکَما کَشَفتَ الضُّرَّ عَن أیّوبَ فَاکشِف ضُرَّنا، وکَما جَعَلتَ لِسُلَیمانَ زُلفی وحُسنَ مَآبٍ فَاجعَل لَنا،وکَما أعطَیتَ موسی وهارونَ سُؤلَهُما فَأَعطِنا،وکَما رَفَعتَ إدریسَ مَکاناً عَلِیّاً فَارفَعنا،وکَما أدخَلتَ إلیاسَ وَالیَسَعَ وذَا الکِفلِ وذَا القَرنَینِ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا،وکَما رَبَطتَ عَلی قُلوبِ أهلِ الکَهفِ إِذْ

ص:184


1- .الفرقان:63-66.
2- البقرة:156.
3- الفرقان:74.

قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (1)،ونَحنُ نَقولُ کَذلِکَ فَاربِط عَلی قُلوبِنا،وکَما دَعاکَ زَکَرِیّا فَاستَجَبتَ لَهُ فَاستَجِب لَنا،وکَما أیَّدتَ عیسی بِروحِ القُدُسِ فَأَیِّدنا بِما تُحِبُّ وتَرضی،وکَما غَفَرتَ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وکَفِّر عَنّا سَیِّئاتِنا ما قَدَّمنا وما أخَّرنا وما أسرَرنا وما أعلَنّا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ وجَمیعَ المُؤمِنینَ مِن عِبادِکَ العالِمینَ العامِلینَ الخاشِعینَ المُتَّقینَ المُخلِصینَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)

ب-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

248.الکافی عن أبی حمزة: أخَذتُ هذَا الدُّعاءَ عن أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،قالَ:وکانَ أبو جَعفَرٍ یُسَمّیهِ الجامِعَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،آمَنتُ بِاللّهِ وبِجَمیعِ رُسُلِهِ،وبِجَمیعِ ما أنزَلَ بِهِ عَلی جَمیعِ الرُّسُلِ (3)،وأَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ،ولِقاءَهُ حَقٌّ،وصَدَقَ اللّهُ،وبَلَّغَ المُرسَلونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وسُبحانَ اللّهِ کُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُسَبَّحَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُحمَدَ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُهَلَّلَ،وَاللّهُ أکبَرُ کُلَّما کَبَّرَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُکَبَّرَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ وسَوابِغَهُ،وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ،وما بَلَغَ عِلمَهُ عِلمی وما قَصُرَ عَن إحصائِهِ حِفظی.

اللّهُمَّ انهَج إلَیَّ أسبابَ مَعرِفَتِهِ،وَافتَح لی أبوابَهُ،وغَشِّنی بِبَرَکاتِ رَحمَتِکَ،ومُنَّ عَلَیَّ

ص:185


1- .الکهف:14.
2- البلد الأمین:ص 350، المصباح للکفعمی:ص 356.
3- فی المصادر الاُخری:«وبِجمیعِ ما انزِلَت بِهِ جَمیعُ رُسُلِ اللّه»،وهو الأنسب.

بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزالَةِ عَن دینِکَ،وطَهِّر قَلبی مِنَ الشَّکِّ،ولا تَشغَل قَلبی بِدُنیایَ وعاجِلِ مَعاشی عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتی،وَاشغَل قَلبی بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّی جَهلَهُ،وذَلِّل لِکُلِّ خَیرٍ لِسانی،وطَهِّر قَلبی مِنَ الرِّیاءِ،ولا تُجرِهِ فی مَفاصِلی،وَاجعَل عَمَلی خالِصاً لَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ وأَنواعِ الفَواحِشِ کُلِّها،ظاهِرِها وباطِنِها،وغَفَلاتِها وجَمیعِ ما یُریدُنی بِهِ الشَّیطانُ الرَّجیمُ،وما یُریدُنی بِهِ السُّلطانُ العَنیدُ،مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ وأَنتَ القادِرُ عَلی صَرفِهِ عَنّی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن طَوارِقِ الجِنِّ وَالإِنسِ وزَوابِعِهِم وبَوائِقِهِم (1)ومَکائِدِهِم،ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَن استَزَلَّ (2)عَن دینی فَتَفسُدَ عَلَیَّ آخِرَتی،وأَن یَکونَ ذلِکَ مِنهُم ضَرَراً عَلَیَّ فی مَعاشی،أو یَعرِضُ بَلاءٌ یُصیبُنی مِنهُم لا قُوَّةَ لی بِهِ،ولا صَبرَ لی عَلَی احتِمالِهِ،فَلا تَبتَلِنی یا إلهی بِمُقاساتِهِ فَیَمنَعَنی ذلِکَ عَن ذِکرِکَ،ویَشغَلَنی عَن عِبادَتِکَ، أنتَ العاصِمُ المانِعُ وَالدّافِعُ الواقی مِن ذلِکَ کُلِّهِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرَّفاهِیَةَ فی مَعیشَتی ما أبقَیتَنی،مَعیشَةً أقوی بِها عَلی طاعَتِکَ وأَبلُغُ بِها رِضوانَکَ،وأَصیرُ بِها إلی دارِ الحَیَوانِ غَداً،ولا تَرزُقنی رِزقاً یُطغینی،ولا تَبتَلِنی بِفَقرٍ أشقی بِهِ مُضَیَّقاً عَلَیَّ،أعطِنی حَظّاً وافِراً فی آخِرَتی،ومَعاشاً واسِعاً هَنیئاً مَریئاً فی دُنیایَ،ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً،ولا تَجعَل فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أجِرنی مِن فِتنَتِها، وَاجعَل عَمَلی فیها مَقبولاً،وسَعیی فیها مَشکوراً.

اللّهُمَّ ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَأَرِدهُ بِمِثلِهِ،ومَن کادَنی فیها فَکِدهُ،وَاصرِف عَنّی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَامکُر بِمَن مَکَر بی،فَإِنَّکَ خَیرُ الماکِرینَ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ الظَّلَمَةِ،وَالطُّغاةِ وَالحَسَدَةِ،اللّهُمَّ وأَنزِل عَلَیَّ مِنکَ السَّکینَةَ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،

ص:186


1- .بَوَائِقُهُ:أی غوائله وشروره (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).
2- استزَلَّهُ:أی حمله علی الزلل،وهو الخطأ والذنب (مجمع البحرین:ج 2 ص 779«زلل»).

وَاحفَظنی بِسِترکِ الواقی،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ النّافِعَةَ،وصَدِّق قَولی وفَعالی،وبارِک لی فی وَلَدی وأَهلی ومالی،اللّهُمَّ ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ وما تَوانَیتُ، وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ،فَاغفِرهُ لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

249.الإمام الباقر علیه السلام: قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ سوءٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی اموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (2)

ج-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

250.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مِن أجمَعِ الدُّعاءِ أن یَقولَ العَبدُ الاِستِغفارَ. (3)

251.عنه علیه السلام: إنَّ مِن أوجَزِ الدُّعاءِ وأَبلَغِهِ أن یَقولَ:

یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (4)

252.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،وأَنتَ العَزیزُ الحَکیمُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ (5)عَلَیهِم

ص:187


1- .الکافی:ج 2 ص 587 ح 26، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 76 ح 234،المقنعة:ص 178، [2]مصباح المتهجد:ص 548 ح 640، [3]الإقبال:ج 1 ص 107، [4]بحار الأنوار،ج 94 ص 268 ح 3.
2- الکافی:ج 2 ص 578 ح 3 عن زرارة.
3- الدعوات:ص 49 ح 119،بحار الأنوار:ج 95 ص 163 ح 17.
4- الدعوات:ص 45 ح 112،بحار الأنوار:ج 95 ص 162 ح 17.
5- فی المصادر الاُخری:«والسلام علیه وعلیهم».

ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)

253.الإقبال عن یونس بن ظبیان: کُنتُ عِندَ مَولایَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذ دَخَلَ عَلَینَا المُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ فی رَجَبٍ،فَتَذاکَرُوا الدُّعاءَ فیهِ،فَقالَ المُعَلّی:یا سَیِّدی عَلِّمنی دُعاءً یَجمَعُ کُلَّ ما أودَعَتهُ الشّیعَةُ فی کُتُبِها،فَقالَ:قُل یا مُعَلّی:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صَبرَ الشّاکِرینَ لَکَ،وعَمَلَ الخائِفینَ مِنکَ،ویَقینَ العابِدینَ لَکَ، اللّهُمَّ أنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وأَ نَا عَبدُکَ البائِسُ الفَقیرُ،وأَنتَ الغَنِیُّ الحَمیدُ،وأَ نَا العَبدُ الذَّلیلُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن بِغِناکَ عَلی فَقری،وبِحِلمِکَ عَلی جَهلی، وبِقُوَّتِکَ عَلی ضَعفی،یا قَوِیُّ یا عَزیزُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

ثُمَّ قالَ:یا مُعَلّی،وَاللّهِ،لَقَد جَمَعَ لَکَ هذَا الدُّعاءُ ما کانَ مِن لَدُن إبراهیمَ الخَلیلِ إلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)

254.الکافی عن علیّ بن زیاد: کَتَبَ عَلِیُّ بنُ بَصیرٍ یَسأَ لُهُ (3)أن یَکتُبَ لَهُ فی أسفَلِ کِتابِهِ دُعاءً یُعَلِّمُهُ إیّاهُ یَدعو بِهِ فَیُعصَمُ بِهِ مِنَ الذُّنوبِ جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ.

فَکَتَبَ علیه السلام بِخَطِّهِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ القَبیحَ،ولَم یَهتِکِ السِّترَ عَنّی، یا کَریمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا

ص:188


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 71 ح 229،مصباح المتهجّد:ص 542 ح 629،الإقبال:ج 1 ص 81، بحار الأنوار:ج 97 ص 359 ح 1.
2- الإقبال:ج 3 ص 210، مصباح المتهجّد:ص 802 ح 864،المصباح للکفعمی:ص 699 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 389 ح 1.
3- الحدیث مضمر.

صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ویا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئَ کُلِّ نِعمَةٍ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا مَولاه یا غِیاثاه،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ أن لا تَجعَلَنی فِی النّارِ.

ثُمَّ تَسأَلُ ما بَدا لَکَ. (1)

255.الکافی عن عمرو بن أبی المقدام: أملی عَلَیَّ هذَا الدُّعاءَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ جامِعٌ لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ:تَقولُ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَیهِ:

اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الکَریمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ القَهّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَلِکُ الجَبّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحیمُ الغَفّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ شَدیدُ المِحالِ (2)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الکَبیرُ المُتعالُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ السَّمیعُ البَصیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَنیعُ القَدیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الشَّکورُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَمیدُ المَجیدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الوَدودُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَنّانُ المَنّانُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الدَّیّانُ (3)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الجَوادُ الماجِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ الأَحَدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغائِبُ الشّاهِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الظّاهِرُ الباطِنُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ.

تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ،رَبَّنا وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجَهَتُکَ خَیرُ الجِهاتِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطایا وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ،تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ السّوءَ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ،وتَعفو عَنِ الذُّنوبِ،لا تُجازی

ص:189


1- .الکافی:ج 2 ص 578 ح 4، فلاح السائل:ص 345 ح 231، [2]بحار الأنوار:ج 87 ص 80.
2- المِحَال:القوّة والشِدّة،وقیل:الکید والمکر (النهایة:ج 4 ص 303«محل»).
3- الدَّیّان:قیل:هو القهّار.وقیل:هو الحاکم والقاضی،وهو فعّال،من دان الناسَ:أی قهرهم علی الطاعة(النهایة:ج 2 ص 148« دین»).

أیادیکَ،ولا تُحصی نِعَمُکَ،ولا یَبلُغُ مِدحَتَکَ قَولُ قائِلٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل فَرَجَهُم وروحَهُم وراحَتَهُم وسُرورَهُم، وأَذِقنی طَعمَ فَرَجِهِم،وأَهلِک أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ، وَاجعَلنی مِنَ الَّذین صَبَروا وعَلی رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ،وثَبِّتنی بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ،وبارِک لی فِی المَحیا وَالمَماتِ،وَالمَوقِفِ وَالنُّشورِ،وَالحِسابِ وَالمیزانِ، وأَهوالِ یَومِ القِیامَةِ،وسَلِّمنی عَلَی الصِّراطِ،وأَجِزنی عَلَیهِ،وَارزُقنی عِلماً نافِعاً، ویَقیناً صادِقاً،وتُقیً وبِرّاً ووَرَعاً وخَوفاً مِنکَ،وفَرَقاً یُبَلِّغُنی مِنکَ زُلفی،ولا یُباعِدُنی عَنکَ،وأَحبِبنی ولا تُبغِضنی،وتَوَلَّنی ولا تَخذُلنی،وأَعطِنی من جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَجِرنی مِنَ السُّوءِ کُلِّهِ بِحَذافیرِهِ (1)،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (2)

د-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

256.الکافی عن هلقام بن أبی هلقام: أتَیتُ أبا إبراهیمَ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ عَلِّمنی دُعاءً جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ وأَوجِز.فَقالَ:قُل فی دُبُرِ الفَجرِ إلی أن تَطلُعَ الشَّمسُ:

سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ. (3)

257.الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهیمَ إلی أبِی الحَسَنِ علیه السلام:إن رَأَیتَ یا سَیِّدی أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فی دُبُرِ صَلَواتی یَجمَعُ اللّهُ لی بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

فَکَتَبَ علیه السلام:تَقولُ:

ص:190


1- .بحذافیره:بأسْرِهِ،أو بجوانبه (القاموس المحیط:ج 2 ص 7«حذفر»).
2- الکافی:ج 2 ص 583 ح 18.
3- الکافی:ج 2 ص 550 ح 12،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 328 ح 962،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 34 ح 2075،بحار الأنوار:ج 86 ص 131 ح 7.

أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،مِن شَرِّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِن شَرِّ الأَوجاعِ کُلِّها. (1)

258.الکافی عن الحسین: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام دُعاءً وأَ نَا خَلفَهُ،فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وَاسمِکَ العَظیمِ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وبِقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

قالَ:وکَتَبَ إلَیَّ رُقعَةً بِخَطِّهِ،قُل:

یا مَن عَلا فَقَهَرَ،وبَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،ویا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

ثُمَّ قُل:

یا لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی،بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی.

وکَتَبَ إلَیَّ فی رُقعَةٍ اخری یَأمُرُنی أن أقولَ:

اللّهُمَّ ادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی یَومی هذا وشَهری هذا وعامی هذا بَرَکاتِکَ فیها،وما یَنزِلُ فیها مِن عُقوبَةٍ أو مَکروهٍ أو بَلاءٍ،فَاصرِفهُ عَنّی وعَن وَلَدی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ وتَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،ومِن شَرِّ کِتابٍ قَد سَبَقَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی، ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وإنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً. (2)

ص:191


1- .الکافی:ج 3 ص 346 ح 28، بحار الأنوار:ج 86 ص 48.
2- الکافی:ج 2 ص 561 ح 19.

ص:192

الفَصلُ الخامِسُ:أدعِیَةُ المُناجاةِ

1/5مُناجاةُ التّائِبینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

259.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ التَّوبَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی قَصَدتُ إلَیکَ بِإِخلاصِ تَوبَةٍ نَصوحٍ،وتَثبیتِ عَقدٍ صَحیحٍ،ودُعاءِ قَلبٍ قَریحٍ،وإعلانِ قَولٍ صَریحٍ،اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنّی مُخلَصَ التَّوبَةِ (1)،وإقبالَ سَریعِ الأَوبَةِ (2)، ومَصارِعَ تَخَشُّعِ الحَوبَةِ (3)،وقابِل رَبِّ تَوبَتی بِجَزیلِ الثَّوابِ،وکَریمِ المَآبِ،وحَطِّ العِقابِ،وصَرفِ العَذابِ،وغُنمِ الإِیابِ،وسَترِ الحِجابِ.

وَامحُ اللّهُمَّ [بِالتَّوبَةِ] (4)ما ثَبَتَ مِن ذُنوبی،وَاغسِل بِقَبولِها جَمیعَ عُیوبی،وَاجعَلها

ص:193


1- .فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« إنابة مخلص التوبة».
2- الأَوبُ:الرجوعُ (النهایة:ج 1 ص 79«أوب»).
3- حوبة:یعنی ما یأثم به إن ضیّعه،وتحوّب من الإثم:إذا توقّاه (النهایة:ج 1 ص 455« حوب»).
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین وبحار الأنوار.

جالِیَةً لِقَلبی،شاخِصَةً (1)لِبَصیرَةِ لُبّی،غاسِلَةً لِدَرَنی (2)،مُطَهِّرَةً لِنَجاسَةِ بَدَنی،مُصَحِّحَةً فیها ضَمیری،عاجِلَةً إلَی الوَفاءِ بِها بَصیرَتی (3).

وَاقبَل یا رَبِّ تَوبَتی،فَإِنَّها تَصدُرُ (4)مِن إخلاصِ نِیَّتی،ومَحضٍ مِن تَصحیحِ بَصیرَتی، وَاحتِفالاً (5)فی طَوِیَّتی،وَاجتِهاداً فی نَقاءِ سَریرَتی،وتَثبیتاً لِإِنابَتی (6)،مُسارَعَةً إلی أمرِکَ بِطاعَتی،وَاجلُ اللّهُمَّ بِالتَّوبَةِ عَنّی ظُلمَةَ الإِصرارِ،وَامحُ بِها ما قَدَّمتُهُ مِنَ الأَوزارِ،وَاکسُنی لِباسَ التَّقوی وجَلابیبَ الهُدی.

فَقَد خَلَعتُ رِبقَ (7)المَعاصی عَن جِلدی،ونَزَعتُ سِربالَ (8)الذُّنوبِ عَن جَسَدی، مُستَمسِکاً رَبِّ بِقُدرَتِکَ،مُستَعیناً عَلی نَفسی بِعِزَّتِکَ،مُستَودِعاً تَوبَتی مِنَ النَّکثِ بِخُفرَتِکَ،مُعتَصِماً مِنَ الخِذلانِ بِعِصمَتِکَ،مُقارِناً بِهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (9)

260.عنه علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِقالَةِ-:

اللّهُمَّ إنَّ الرَّجاءَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ أنطَقَنی بِاستِقالَتِکَ،وَالأَمَلَ لِأَناتِکَ ورِفقِکَ شَجَّعَنی عَلی طَلَبِ أمانِکَ وعَفوِکَ،ولی یا رَبِّ ذُنوبٌ قَد واجَهَتها أوجُهُ الاِنتِقامِ،وخَطایا قَد لاحَظَتها أعیُنُ الاِصطِلامِ (10)،وَاستَوجَبتُ بِها عَلی عَدلِکَ ألیمَ العَذابِ،وَاستَحقَقتُ

ص:194


1- .فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« شاحذة».
2- الدَرَنُ:الوَسَخُ (النهایة:ج 2 ص 114«درن»).
3- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« مصیری».
4- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« بصدقٍ»بدل«تصدر».
5- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:«واحتفالٍ»وکذا الموارد الآتیة.
6- الإنابة:الرجوع إلی اللّه بالتوبة (لسان العرب:ج 1 ص 774«نوب»).
7- الرِبْقُ:حبل فیه عدّة عری تشدّ به البهم (لسان العرب:ج 10 ص 112«ربق»).
8- السِربالُ:القمیص (النهایة:ج 2 ص 356«سرب»).
9- مهج الدعوات:ص 262، البلد الأمین:ص 518 [5] کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 94 ص 117 ح 17.
10- الاصطلام:الاستئصال (لسان العرب:ج 12 ص 340« صلم»).

بِاجتِراحِها (1)مُبیرَ العِقابِ،وخِفتُ تَعویقَها لِإِجابَتی،ورَدَّها إیّایَ عَن قَضاءِ حاجَتی، بِإِبطالِها لِطَلِبَتی وقَطعِها لِأَسبابِ رَغبَتی،مِن أجلِ ما قَد أنقَضَ ظَهری مِن ثِقلِها، وبَهَظَنی (2)مِنَ الاِستِقلالِ بِحَملِها.

ثُمَّ تَراجَعتُ رَبِّ إلی حِلمِکَ عَنِ الخاطِئینَ،وعَفوِکَ عَنِ المُذنِبینَ،ورَحمَتِکَ لِلعاصینَ (3).فَأَقبَلتُ بِثِقَتی مُتَوَکِّلاً عَلَیکَ،طارِحاً نَفسی بَینَ یَدَیکَ،شاکِیاً بَثّی إلَیکَ، سائِلاً ما لا أستَوجِبُهُ مِن تَفریجِ الهَمِّ،ولا أستَحِقُّهُ مِن تَنفیسِ الغَمِّ،مُستَقیلاً لَکَ إیّایَ، واثِقاً مَولایَ بِکَ.

اللّهُمَّ فَامنُن عَلَیَّ بِالفَرَجِ،وتَطَوَّل بِسُهولَةِ المَخرَجِ (4)،وَادلُلنی بِرَأفَتِکَ عَلی سَمتِ المَنهَجِ،وأَزلِقنی (5)بِقُدرَتِکَ عَنِ الطَّریقِ الأَعوَجِ،وخَلِّصنی مِن سِجنِ الکَربِ بِإِقالَتِکَ، وأَطلِق أسری بِرَحمَتِکَ،وطُل عَلَیَّ بِرِضوانِکَ،وجُد عَلَیَّ بِإِحسانِکَ،وأَقِلنی عَثرَتی، وفَرِّج کُربَتی،وَارحَم عَبرَتی،ولا تَحجُب دَعوَتی،وَاشدُد بِالإِقالَةِ أزری (6)،وقَوِّ بِها ظَهری،وأَصلِح بِها أمری،وأَطِل بِها عُمُری،وَارحَمنی یَومَ حَشری ووَقتَ نَشری،إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ،غَفورٌ رَحیمٌ. (7)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام

261.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

ص:195


1- .الاجتراح:الاکتساب (مجمع البحرین:ج 1 ص 282«جرح»).
2- بَهَظهُ:أثقله،أمر باهظ:أی شاقّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 197«بهظ»).
3- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« حلمک عن العاصین وعفوک عن الخاطئین ورحمتک للمذنبین».
4- فی بحار الأنوار والبلد الأمین:«وتَطَوَّل عَلَیَّ بِسَلامَةِ المَخرَجِ».
5- أزلقنی عن الطریق الأعوج:أی أبعدنی (مجمع البحرین:ج 2 ص 779«زلق»).
6- الأزرُ:القوّة والشدّة (النهایة:ج 1 ص 44«أزر»).
7- مهج الدّعوات:ص 259، البلد الأمین:ص 516 کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 94 ص 114 ح 17.

إلهی ! ما قَدرُ ذُنوبٍ اقابِلُ بِها کَرَمَکَ؟وما قَدرُ عِبادَةٍ اقابِلُ بِها نِعَمَکَ؟وإنّی لَأَرجو أن تَستَغرِقَ ذُنوبی فی کَرَمِکَ،کَمَا استَغرَقَت أعمالی فی نِعَمِکَ. (1)

262.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،رَبَّنا،وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ خَیرُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیَّةِ وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ،تُجیبُ المُضطَرَّ وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ وتُنجی مِنَ الکَربِ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ وتَغفِرُ الذَّنبَ لِمَن شِئتَ،لا یَجزی آلاءَکَ أحَدٌ،ولا یُحصی نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ. (2)

263.عنه علیه السلام -فی مُناجاةِ اللّهِ عز و جل-:

إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ فِی المَنسِیّینَ،کَمَن قَد نُسِیَ.

إلهی ! کَبِرَت سِنّی،ورَقَّ جِلدی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی، ونَفِدَت أیّامی،وذَهَبَت شَهَواتی،وبَقِیَت تَبِعاتی.

إلهِی ! ارحَمنی إذا تَغَیَّرَت صورَتی،وَامتَحَت مَحاسِنی،وبَلِیَ جِسمی وتَقَطَّعَت أوصالی،وتَفَرَّقَت أعضائی.

إلهی ! أفحَمَتنی (3)ذُنوبی،وقَطَعَت مَقالَتی،فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَنَا المُقِرُّ بِجُرمی، المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،الأَسیرُ بِذَنبی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی بُحورِ خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ

ص:196


1- .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 284 ح 253.
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 37 ح 6،الدعاء للطبرانی:ص 233 ح 734 کلاهما عن عاصم بن ضمرة،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 236 ح 436 عن الفرات بن سلمان وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 640 ح 4963؛دعائم الإسلام:ج 1 ص 169 نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.
3- أفحَمتُ الخَصمَ:إذا أسکَتَّهُ (المصباح المنیر:ص 461« فحم»).

عَن قَصدی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وتَجاوَز عَنّی یا کَریمُ بِفَضلِکَ. (1)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

264.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إن کُنتُ عَصَیتُکَ بِارتِکابِ شَیءٍ مِمّا نَهَیتَنی،فَإنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ،وتَرَکتُ مَعصِیَتَکَ فی أبغَضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،أن أجعَلَ لَکَ شَریکاً أو أجعَلَ لَکَ وَلَداً أو نِدّاً،وعَصَیتُکَ عَلی غَیرِ مُکابَرَةٍ ولا مُعانَدَةٍ،ولَا استِخفافٍ مِنّی بِرُبوبِیَّتِکَ ولا جُحودٍ لِحَقِّکَ،ولکِنِ استَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَیَّ وَالبَیانِ،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذُنوبی غَیرَ ظالِمٍ لی،وإن تَغفِر لی فَبِجودِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

265.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فِی الاِعتِرافِ وطَلَبِ التَّوبَةِ إلَی اللّهِ تَعالی-:

اللّهُمَّ إنَّهُ یَحجُبُنی عَن مَسأَلَتِکَ خِلالٌ ثَلاثٌ،وتَحدونی عَلَیها خَلَّةٌ واحِدَةٌ:یَحجُبُنی أمرٌ أمَرتَ بِهِ فَأَبطَأتُ عَنهُ،ونَهیٌ نَهَیتَنی عَنهُ فَأَسرَعتُ إلَیهِ،ونِعمَةٌ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَقَصَّرتُ فی شُکرِها.ویَحدونی عَلی مَسأَلَتِکَ تَفَضُّلُکَ عَلی مَن أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَیکَ،ووَفَدَ بِحُسنِ ظَنِّهِ إلَیکَ،إذ جَمیعُ إحسانِکَ تَفَضُّلٌ،وإذ کُلُّ نِعَمِکَ ابتِداءٌ.

فَها أنَا ذا یا إلهی،واقِفٌ بِبابِ عِزِّکَ وُقوفَ المُستَسلِمِ الذَّلیلِ،وسائِلُکَ عَلَی الحَیاءِ مِنّی سُؤالَ البائِسِ المُعیلِ.مُقِرٌّ لَکَ بِأَنّی لَم أستَسلِم وَقتَ إحسانِکَ إلّابِالإِقلاعِ عَن عِصیانِکَ،ولَم أخلُ فِی الحالاتِ کُلِّها مِنِ امتِنانِکَ.فَهَل یَنفَعُنی-یا إلهی-إقراری عِندَکَ

ص:197


1- .المصباح للکفعمی:ص 484، البلد الأمین:ص 311 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 99 ح 14.
2- الأمالی للطوسی:ص 415 ح 934 عن جابر،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.

بِسوءِ مَا اکتَسَبتُ،وهَل یُنجینی مِنکَ اعتِرافی لَکَ بِقَبیحِ مَا ارتَکَبتُ،أم أوجَبتَ لی فی مَقامی هذا سُخطَکَ،أم لَزِمَنی فی وَقتِ دُعایَ مَقتُکَ.سُبحانَکَ،لا أیأَسُ مِنکَ وقَد فَتحتَ لی بابَ التَّوبَةِ إلَیکَ،بَل أقولُ مَقالَ العَبدِ الذَّلیلِ،الظّالِمِ لِنَفسِهِ المُستَخِفِّ بِحُرمَةِ رَبِّهِ.

الَّذی عَظُمَت ذُنوبُهُ فَجَلَّت،وأَدبَرَت أیّامُهُ فَوَلَّت،حَتّی إذا رَأی مُدَّةَ العَمَلِ قَدِ انقَضَت،وغایَةَ العُمُرِ قَدِ انتَهَت،وأَیقَنَ أنَّهُ لا مَحیصَ لَهُ مِنکَ،ولا مَهرَبَ لَهُ عَنکَ، تَلَقّاکَ بِالإِنابَةِ،وأَخلَصَ لَکَ التَّوبَةَ،فَقامَ إلَیکَ بِقَلبٍ طاهِرٍ نَقِیٍّ،ثُمَّ دَعاکَ بِصَوتٍ حائِلٍ خَفِیٍّ.قَدتَطَأطَأَ لَکَ فَانحَنی،ونَکَّسَ رَأسَهُ فَانثَنی،قَد أرعَشَت خَشیَتُهُ رِجلَیهِ،وغَرَّقَت دُموعُهُ خَدَّیهِ.

یَدعوکَ بِیا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أرحَمَ مَنِ انتابَهُ المُستَرحِمونَ،ویا أعطَفَ مَن أطافَ بِهِ المُستَغفِرونَ،ویا مَن عَفوُهُ أکثَرُ مِن نَقِمَتِهِ،ویا مَن رِضاهُ أوفَرُ مِن سَخَطِهِ،ویا مَن تَحَمَّدَ إلی خَلقِهِ بِحُسنِ التَّجاوُزِ،ویا مَن عَوَّدَ عِبادَهُ قَبولَ الإِنابَةِ،ویا مَنِ استَصلَحَ فاسِدَهُم بِالتَّوبَةِ،ویا مَن رَضِیَ مِن فِعلِهِم بِالیَسیرِ،ویا مَن کافی قَلیلَهُم بِالکَثیرِ،ویا مَن ضَمِنَ لَهُم إجابَةَ الدُّعاءِ،ویا مَن وَعَدَهُم عَلی نَفسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسنَ الجَزاءِ.

ما أنَا بِأَعصی مَن عَصاکَ فَغَفَرتَ لَهُ،وما أنَا بِأَلوَمِ مَنِ اعتَذَرَ إلَیکَ فَقَبِلتَ مِنهُ،وما أنَا بِأَظلَمِ مَن تابَ إلَیکَ فَعُدتَ عَلَیهِ.

أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا تَوبَةَ نادِمٍ عَلی ما فَرَطَ مِنهُ،مُشفِقٍ مِمَّا اجتَمَعَ عَلَیهِ،خالِصِ الحَیاءِ مِمّا وَقَعَ فیهِ،عالِمٍ بِأَنَّ العَفوَ عَنِ الذَّنبِ العَظیمِ لا یَتَعاظَمُکَ،وأَنَّ التَّجاوُزَ عَنِ الإِثمِ الجَلیلِ لا یَستَصعِبُکَ،وأَنَّ احتِمالَ الجِنایاتِ الفاحِشَةِ لا یَتَکَأَّدُکَ (1)،وأَنَّ أحَبَّ عِبادِکَ إلَیکَ مَن تَرَکَ الاِستِکبارَ عَلَیکَ،وجانَبَ الإِصرارَ،ولَزِمَ الاِستِغفارَ،وأَ نَا أبرَأُ إلَیکَ مِن

ص:198


1- .یَتَکَأَّدُکَ:أی یَصْعُبُ علیک ویَشُقُّ (النهایة:ج 4 ص 137«کأد»).

أن أستَکبِرَ،وأَعوذُ بِکَ مِن أن اصِرَّ،وأَستَغفِرُکَ لِما قَصَّرتُ فیهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلی ما عَجَزتُ عَنهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لی ما یَجِبُ عَلَیَّ لَکَ،وعافِنی مِمّا أستَوجِبُهُ مِنکَ، وأَجِرنی مِمّا یَخافُهُ أهلُ الإِساءَةِ،فَإِنَّکَ مَلِیءٌ بِالعَفوِ،مَرجُوٌّ لِلمَغفِرَةِ،مَعروفٌ بِالتَّجاوُزِ،لَیسَ لِحاجَتی مَطلَبٌ سِواکَ،ولا لِذَنبی غافِرٌ غَیرُکَ،حاشاکَ،ولا أخافُ عَلی نَفسی إلّاإیّاکَ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاقضِ حاجَتی،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاغفِر ذَنبی،وآمِن خَوفَ نَفسی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

266.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ إذَا استَقالَ مِن ذُنوبِهِ،أو تَضَرَّعَ فی طَلَبِ العَفوِ عَن عُیوبِهِ-:

اللّهُمَّ یا مَن بِرَحمَتِهِ یَستَغیثُ المُذنِبونَ،ویا مَن إلی ذِکرِ إحسانِهِ یَفزَعُ المُضطَرُّونَ، ویا مَن لِخِیفَتِهِ یَنتَحِبُ الخاطِئونَ،یا انسَ کُلِّ مُستَوحِشٍ غَریبٍ،ویا فَرَجَ کُلِّ مَکروبٍ کَئیبٍ،ویا غَوثَ کُلِّ مَخذولٍ فَریدٍ،ویا عَضُدَ کُلِّ مُحتاجٍ طَریدٍ.

أنتَ الَّذی وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،وأَنتَ الَّذی جَعَلتَ لِکُلِّ مَخلوقٍ فی نِعَمِکَ سَهماً،وأَنتَ الَّذی عَفوُهُ أعلی مِن عِقابِهِ،وأَنتَ الَّذی تَسعی رَحمَتُهُ أمامَ غَضَبِهِ،وأَنتَ الَّذی عَطاؤُهُ أکثَرُ مِن مَنعِهِ،وأَنتَ الَّذِی اتَّسَعَ الخَلائِقُ کُلُّهُم فی وُسعِهِ،وأَنتَ الَّذی لا یَرغَبُ فی جَزاءِ مَن أعطاهُ،وأَنتَ الَّذی لا یُفرِطُ فی عِقابِ مَن عَصاهُ.

وأَ نَا-یا إلهی-عَبدُکَ الَّذی أمَرتَهُ بِالدُّعاءِ فَقالَ:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا،یا رَبِّ، مَطروحٌ بَینَ یَدَیکَ،أنَا الَّذی أوقَرَتِ (2)الخَطایا ظَهرَهُ،وأَ نَا الَّذی أفنَتِ الذُّنوبُ عُمُرَهُ،

ص:199


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 53 الدعاء 12. المصباح للکفعمی:505.
2- أوْقَرَه الدَّیْنُ:أی أثقله (لسان العرب:ج 5 ص 289«وقر»).

وأَ نَا الَّذی بِجَهلِهِ عَصاکَ،ولَم تَکُن أهلاً مِنهُ لِذاکَ.

هَل أنتَ-یا إلهی-راحِمٌ مَن دَعاکَ فَاُبلِغَ فِی الدُّعَاءِ،أم أنتَ غافِرٌ لِمَن بَکاکَ فَاُسرِعَ فِی البُکاءِ،أم أنتَ مُتَجاوِزٌ عَمَّن عَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ تَذَلُّلاً،أم أنتَ مُغنٍ مَن شَکا إلَیکَ فَقرَهُ تَوَکُّلاً.

إلهی،لا تُخَیِّب مَن لا یَجِدُ مُعطِیاً غَیرَکَ،ولا تَخذُل مَن لا یَستَغنی عَنکَ بِأَحَدٍ دونَکَ.

إلهی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُعرِض عَنّی وقَد أقبَلتُ عَلَیکَ،ولا تَحرِمنی وقَد رَغِبتُ إلَیکَ،ولا تَجبَهنی بِالرَّدِّ وقَدِ انتَصَبتُ بَینَ یَدَیکَ.

أنتَ الَّذی وَصَفتَ نَفسَکَ بِالرَّحمَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارحَمنی،وأَنتَ الَّذی سَمَّیتَ نَفسَکَ بِالعَفوِ فَاعفُ عَنّی.

قَد تَری-یا إلهی-فَیضَ دَمعی مِن خِیفَتِکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَانتِفاضَ جَوارِحی مِن هَیبَتِکَ،کُلُّ ذلِکَ حَیاءٌ مِنکَ لِسوءِ عَمَلی،ولِذاکَ خَمَدَ صَوتی عَنِ الجَأرِ (1)إلَیکَ،وکَلَّ لِسانی عَن مُناجاتِکَ.یا إلهی فَلَکَ الحَمدُ،فَکَم مِن عائِبَةٍ سَتَرتَها عَلَیَّ فَلَم تَفضَحنی،وکَم مِن ذَنبٍ غَطَّیتَهُ عَلَیَّ فَلَم تَشهَرنی،وکَم مِن شائِبَةٍ (2)ألمَمتُ بِها فَلَم تَهتِک عَنّی سِترَها،ولَم تُقَلِّدنی مَکروهَ شَنارِها (3)،ولَم تُبدِ سَوءاتِها لِمَن یَلتَمِسُ مَعایِبی مِن جِیرَتی،وحَسَدَةِ نِعمَتِکَ عِندی،ثُمَّ لَم یَنهَنی ذلِکَ عَن أن جَرَیتُ إلی سوءِ ما عَهِدتَ مِنّی.

فَمَن أجهَلُ مِنّی-یا إلهی-بِرُشدِهِ،ومَن أغفَلُ مِنّی عَن حَظِّهِ،ومَن أبعَدُ مِنّی مِنِ استِصلاحِ نَفسِهِ حینَ انفِقُ ما أجرَیتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ فیما نَهَیتَنی عَنهُ مِن مَعصِیَتِکَ،ومَن أبعَدُ غَوراً فِی الباطِلِ،وأَشَدُّ إقداماً عَلَی السُّوءِ مِنّی حینَ أقِفُ بَینَ دَعوَتِکَ ودَعوَةِ الشَّیطانِ،فَأَتَّبِعُ دَعوَتَهُ عَلی غَیرِ عَمیً مِنّی فی مَعرِفَةٍ بِهِ ولا نِسیانٍ مِن حِفظی لَهُ،وأَ نَا

ص:200


1- .جَأَر الرجلُ إلی اللّه عزّ وجّل إذا تضرّع بالدعاء (لسان العرب:ج 4 ص 112« جأر»).
2- الشَّائِبَة:واحِدة الشَّوائِبِ،وهی الأَقذارُ والأَدناسُ (لسان العرب:ج 1 ص 512« شوب»).
3- الشَّنار:العیب والعارُ (لسان العرب:ج 4 ص 430« شنر»).

حینَئِذٍ موقِنٌ بِأَنَّ مُنتَهی دَعوَتِکَ إلَی الجَنَّةِ،ومُنتَهی دَعوَتِهِ إلَی النّارِ.

سُبحانَکَ،ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلی نَفسی،واُعَدِّدُهُ مِن مَکتومِ أمری،وأَعجَبُ مِن ذلِکَ أناتُکَ عَنّی،وإبطاؤُکَ عَن مُعاجَلَتی،ولَیسَ ذلِکَ مِن کَرَمی عَلَیکَ،بَل تَأَنِّیاً مِنکَ لی، وتَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِیَتِکَ المُسخِطَةِ،واُقلِعَ عَن سَیِّئاتِیَ المُخلِقَةِ،ولِأَنَّ عَفوَکَ عَنّی أحَبُّ إلَیکَ مِن عُقوبَتی.بَل أنَا-یا إلهی-أکثَرُ ذُنوباً،وأَقبَحُ آثاراً،وأَشنَعُ أفعالاً،وأَشَدُّ فِی الباطِلِ تَهَوُّراً،وأَضعَفُ عِندَ طاعَتِکَ تَیَقُّظاً،وأَقَلُّ لِوَعیدِکَ انتِباهاً وَارتِقاباً مِن أن احصِیَ لَکَ عُیوبی،أو أقدِرَ عَلی ذِکرِ ذُنوبی.

وإنَّما اوَبِّخُ بِهذا نَفسی طَمَعاً فی رَأفَتِکَ الَّتی بِها صَلاحُ أمرِ المُذنِبینَ،ورَجاءً لِرَحمَتِکَ الَّتی بِها فَکاکُ رِقابِ الخاطِئینَ.

اللّهُمَّ وهذِهِ رَقَبَتی قَد أرَقَّتهَا الذُّنوبُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعتِقها بِعَفوِکَ،وهذا ظَهری قَد أثقَلَتهُ الخَطایا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَفِّف عَنهُ بِمَنِّکَ.

یا إلهی،لَو بَکَیتُ إلَیکَ حَتّی تَسقُطَ أشفارُ عَینَیَّ،وَانتَحَبتُ حَتّی یَنقَطِعَ صَوتی، وقُمتُ لَکَ حَتّی تَتَنَشَّرَ قَدَمایَ،ورَکَعتُ لَکَ حَتّی یَنخَلِعَ صُلبی،وسَجَدتُ لَکَ حَتّی تَتَفَقَّأَ (1)حَدَقَتایَ،وأَکَلتُ تُرابَ الأَرضِ طولَ عُمُری،وشَرِبتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهری، وذَکَرتُکَ فی خِلالِ ذلِکَ حَتّی یَکِلَّ لِسانی،ثُمَّ لَم أرفَع طَرفی إلی آفاقِ السَّماءِ استِحیاءً مِنکَ،مَا استَوجَبتُ بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ واحِدَةٍ مِن سَیِّئاتی.

وإن کُنتَ تَغفِرُ لی حینَ أستَوجِبُ مَغفِرَتَکَ،وتَعفو عَنّی حینَ أستَحِقُّ عَفوَکَ،فَإِنَّ ذلِکَ غَیرُ واجِبٍ لی بِاستِحقاقٍ،ولا أنَا أهلٌ لَهُ بِاستیجابٍ،إذ کانَ جَزائی مِنکَ فی أوَّلِ ما عَصَیتُکَ النّارَ،فَإِن تُعَذِّبنی فَأَنتَ غَیرُ ظالِمٍ لی.

إلهی،فَإِذ قَد تَغَمَّدتَنی بِسِترِکَ فَلَم تَفضَحنی،وتَأَ نَّیتَنی بِکَرَمِکَ فَلَم تُعاجِلنی،

ص:201


1- .الفقء-بالهمزة-:الشقّ (مجمع البحرین:ج 3 ص«فقأ»).

وحَلُمتَ عَنّی بِتَفَضُّلِکَ فَلَم تُغَیِّر نِعمَتَکَ عَلَیَّ،ولَم تُکَدِّر مَعروفَکَ عِندی،فَارحَم طولَ تَضَرُّعی وشِدَّةَ مَسکَنَتی،وسوءَ مَوقِفی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وقِنی مِنَ المَعاصی،وَاستَعمِلنی بِالطّاعَةِ،وَارزُقنی حُسنَ الإِنابَةِ،وطَهِّرنی بِالتَّوبَةِ،وأَیِّدنی بِالعِصمَةِ،وَاستَصلِحنی بِالعافِیَةِ،وأَذِقنی حَلاوَةَ المَغفِرَةِ،وَاجعَلنی طَلیقَ عَفوِکَ،وعَتیقَ رَحمَتِکَ،وَاکتُب لی أماناً مِن سُخطِکَ،وبَشِّرنی بِذلِکَ فِی العاجِلِ دونَ الآجِلِ،بُشری أعرِفُها،وعَرِّفنی فیهِ عَلامَةً أتَبَیَّنُها،إنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُسعِکَ،ولا یَتَکَأَّدُکَ فی قُدرَتِکَ،ولا یَتَصَعَّدُکَ فی أنَاتِکَ،ولا یَؤُودُکَ (1)فی جَزیلِ هِباتِکَ الَّتی دَلَّت عَلَیها آیاتُکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

267.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فی ذِکرِ التَّوبَةِ وطَلَبِها:

اللّهُمَّ یا مَن لا یَصِفُهُ نَعتُ الواصِفینَ،ویا مَن لا یُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجینَ،ویا مَن لا یَضیعُ لَدَیهِ أجرُ المُحسِنینَ،ویا مَن هُوَ مُنتَهی خَوفِ العابِدینَ،ویا مَن هُوَ غایَةُ خَشیَةِ المُتَّقینَ،هذا مَقامُ مَن تَداوَلَتهُ أیدِی الذُّنوبِ،وقادَتهُ أزِمَّةُ الخَطایا،وَاستَحوَذَ عَلَیهِ الشَّیطانُ،فَقَصَّرَ عَمّا أمَرتَ بِهِ تَفریطاً،وتَعاطی ما نَهَیتَ عَنهُ تَغریراً،کَالجاهِلِ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ،أو کَالمُنکِرِ فَضلَ إحسانِکَ إلَیهِ،حَتّی إذَا انفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدی،وتَقَشَّعَت عَنهُ سَحائِبُ العَمی،أحصَی ما ظَلَمَ بِهِ نَفسَهُ،وفَکَّرَ فیما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ،فَرَأی کَبیرَ عِصیانِهِ کَبیراً،وجَلیلَ مُخالَفَتِهِ جَلیلاً،فَأَقبَلَ نَحوَکَ مُؤَمِّلاً لَکَ مُستَحیِیاً مِنکَ،ووَجَّهَ رَغبَتَهُ إلَیکَ ثِقَةً بِکَ،فَأَمَّکَ بِطَمَعِهِ یَقیناً،وقَصَدَکَ بِخَوفِهِ إخلاصاً،قَد خَلا طَمَعُهُ مِن کُلِّ مَطموعٍ فیهِ غَیرِکَ،وأَفرَخَ رَوعُهُ مِن کُلِّ مَحذورٍ مِنهُ سِواکَ،فَمَثَلَ بَینَ یَدَیکَ مُتَضَرِّعاً، وغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَی الأَرضِ مُتَخَشِّعاً،وطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِکَ مُتَذَلِّلاً،وأَبَثَّکَ مِن سِرِّهِ ما أنتَ

ص:202


1- .یَؤودنی:أی أثقلنی (لسان العرب:ج 3 ص 443«وأد»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 67 الدعاء 16.

أعلَمُ بِهِ مِنهُ خُضوعاً،وعَدَّدَ مِن ذُنوبِهِ ما أنتَ أحصی لَها خُشوعاً،وَاستَغاثَ بِکَ مِن عَظیمِ ما وَقَعَ بِهِ فی عِلمِکَ،وقَبیحِ ما فَضَحَهُ فی حُکمِکَ،مِن ذُنوبٍ أدبَرَت لَذّاتُها فَذَهَبَت،وأَقامَت تَبِعاتُها فَلَزِمَت.

لا یُنکِرُ-یا إلهی-عَدلَکَ إن عاقَبتَهُ،ولا یَستَعظِمُ عَفوَکَ إن عَفَوتَ عَنهُ ورَحِمتَهُ، لِأَ نَّکَ الرَّبُّ الکَریمُ الَّذی لا یَتَعاظَمُهُ غُفرانُ الذَّنبِ العَظیمِ.

اللّهُمَّ فَها أنَا ذا قَد جِئتُکَ مُطیعاً لِأَمرِکَ فیما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ،مُتَنَجِّزاً وَعدَکَ فیما وَعَدتَ بِهِ مِنَ الإِجابَةِ،إذ تَقولُ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (1).

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالقَنی بِمَغفِرَتِکَ کَما لَقیتُکَ بِإِقراری،وَارفَعنی عَن مَصارِعِ الذُّنوبِ کَما وَضَعتُ لَکَ نَفسی،وَاستُرنی بِسِترِکَ کَما تَأَ نَّیتَنی عَنِ الانتِقامِ مِنّی.

اللّهُمَّ وثَبِّت فی طاعَتِکَ نِیَّتی،وأَحکِم فی عِبادَتِکَ بَصیرَتی،ووَفِّقنی مِنَ الأَعمالِ لِما تَغسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطایا عَنّی،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّیتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا مِن کَبائِرِ ذُنوبی وصَغائِرِها،وبَواطِنِ سَیِّئاتی وظَواهِرِها،وسَوالِفِ زَلّاتی وحَوادِثِها،تَوبَةَ مَن لا یُحَدِّثُ نَفسَهُ بِمَعصِیَةٍ،وَ لا یُضمِرُ أن یَعودَ فی خَطیئَةٍ.

وقَد قُلتَ یا إلهی فی مُحکَمِ کِتابِکَ:إنَّکَ تَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِکَ،وتَعفو عَنِ السَّیِّئاتِ، وتُحِبُّ التَّوّابینَ،فَاقبَل تَوبَتی کَما وَعَدتَ،وَاعفُ عَن سَیِّئاتی کَما ضَمِنتَ،وأَوجِب لی مَحَبَّتَکَ کَما شَرَطتَ.

ولَکَ یا رَبِّ شَرطی ألّا أعودَ فی مَکروهِکَ،وضَمانی أن لا أرجِعَ فی مَذمومِکَ، وعَهدی أن أهجُرَ جَمیعَ مَعاصیکَ.

ص:203


1- .غافر:60.

اللّهُمَّ إنَّکَ أعلَمُ بِما عَمِلتُ فَاغفِر لی ما عَلِمتَ،وَاصرِفنی بِقُدرَتِکَ إلی ما أحبَبتَ.

اللّهُمَّ وعَلَیَّ تَبِعاتٌ قَد حَفِظتُهُنَّ،وتَبِعاتٌ قَد نَسیتُهُنَّ،وکُلُّهُنَّ بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ، وعِلمِکَ الَّذِی لا یَنسی،فَعَوِّض مِنها أهلَها،وَاحطُط عَنّی وِزرَها،وخَفِّف عَنّی ثِقلَها، وَاعصِمنی مِن أن اقارِفَ مِثلَها.

اللّهُمَّ وإنَّهُ لا وَفاءَ لی بِالتَّوبَةِ إلّابِعِصمَتِکَ،ولَا استِمساکَ بی عَنِ الخَطایا إلّاعَن قُوَّتِکَ، فَقَوِّنی بِقُوَّةٍ کافِیَةٍ،وتَوَلَّنی بِعِصمَةٍ مانِعَةٍ.

اللّهُمَّ أیُّما عَبدٍ تابَ إلَیکَ وهُوَ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ فاسِخٌ لِتَوبَتِهِ،وعائِدٌ فی ذَنبِهِ وخَطیئَتِهِ،فَإِنّی أعوذُ بِکَ أن أکونَ کَذلِکَ،فَاجعَل تَوبَتی هذِهِ تَوبَةً لا أحتاجُ بَعدَها إلی تَوبَةٍ،تَوبَةً موجِبَةً لِمَحوِ ما سَلَفَ،وَالسَّلامَةِ فیما بَقِیَ.

اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن جَهلی،وأَستَوهِبُکَ سوءَ فِعلی،فَاضمُمنی إلی کَنَفِ رَحمَتِکَ تَطَوُّلاً،وَاستُرنی بِسِترِ عافِیَتِکَ تَفَضُّلاً.

اللّهُمَّ وإنّی أتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ما خالَفَ إرادَتَکَ،أو زالَ عَن مَحَبَّتِکَ مِن خَطَراتِ قَلبی،ولَحَظاتِ عَینی،وحِکایاتِ لِسانی،تَوبَةً تَسلَمُ بِها کُلُّ جارِحَةٍ عَلی حِیالِها مِن تَبِعاتِکَ،وتَأمَنُ مِمّا یَخافُ المُعتَدونَ مِن ألیمِ سَطَواتِکَ.

اللّهُمَّ فَارحَم وَحدَتی بَینَ یَدَیکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَاضطِرابَ أرکانی مِن هَیبَتِکَ،فَقَد أقامَتنی یا رَبِّ ذُنوبی مَقامَ الخِزیِ بِفِنائِکَ،فَإِن سَکَتُّ لَم یَنطِق عَنّی أحَدٌ،وإن شَفَعتُ فَلَستُ بِأَهلِ الشَّفاعَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وشَفِّع فی خَطایایَ کَرَمَکَ،وعُد عَلی سَیِّئاتی بِعَفوِکَ،ولا تَجزِنی جَزائی مِن عُقوبَتِکَ،وَابسُط عَلَیَّ طَولَکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَافعَل بی فِعلَ عَزیزٍ تَضَرَّعَ إلَیهِ عَبدٌ ذَلیلٌ فَرَحِمَهُ،أو غَنِیٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبدٌ فَقیرٌ فَنَعَشَهُ.

اللّهُمَّ لا خَفیرَ لِی مِنکَ فَلیَخفُرنی عِزُّکَ،ولا شَفیعَ لی إلَیکَ فَلیَشفَع لی فَضلُکَ،وقَد

ص:204

أوجَلَتنی خَطایایَ فَلیُؤمِنّی عَفوُکَ.

فَما کُلُّ ما نَطَقتُ بِهِ عَن جَهلٍ مِنّی بِسوءِ أثَری،ولا نِسیانٍ لِما سَبَقَ مِن ذَمیمِ فِعلی، لکِن لِتَسمَعَ سَماؤُکَ ومَن فیها وأَرضُکَ ومَن عَلَیها ما أظهَرتُ لَکَ مِنَ النَّدَمِ،وَ لَجَأتُ إلَیکَ فیهِ مِنَ التَّوبَةِ.

فَلَعَلَّ بَعضَهُم بِرَحمَتِکَ یَرحَمُنی لِسوءِ مَوقِفی،أو تُدرِکُهُ الرِّقَّةُ عَلَیَّ لِسوءِ حالی، فَیَنالَنی مِنهُ بِدَعوَةٍ هِیَ أسمَعُ لَدَیکَ مِن دُعائی،أو شَفاعَةٍ أوکَدُ عِندَکَ مِن شَفاعَتی،تَکونُ بِها نَجاتی مِن غَضَبِکَ وفَوزَتی بِرِضاکَ.

اللّهُمَّ إن یَکُنِ النَّدَمُ تَوبَةً إلَیکَ فَأَنَا أندَمُ النّادِمینَ،وإن یَکُنِ التَّرکُ لِمَعصِیَتِکَ إنابَةً فَأَنَا أوَّلُ المُنیبینَ،وإن یَکُنِ الاستِغفارُ حِطَّةً لِلذُّنوبِ فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ.

اللّهُمَّ فَکَما أمَرتَ بِالتَّوبَةِ،وضَمِنتَ القَبولَ،وحَثَثتَ عَلَی الدُّعاءِ،ووَعَدتَ الإِجابَةَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقبَل تَوبَتی،ولا تَرجِعنی مَرجِعَ الخَیبَةِ مِن رَحمَتِکَ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ عَلَی المُذنِبینَ،وَالرَّحیمُ لِلخاطِئینَ المُنیبینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما هَدَیتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَمَا استَنقَذتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تَشفَعُ لَنا یَومَ القیامَةِ ویَومَ الفاقَةِ إلَیکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (1)

268.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِعتِذارِ مِن تَبِعاتِ العِبادِ ومِنَ التَّقصیرِ فی حُقوقِهِم وفی فَکاکِ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن مَظلومٍ ظُلِمَ بِحَضرَتی فَلَم أنصُرهُ،ومِن مَعرُوفٍ اسدِیَ إلَیَّ فَلَم أشکُرهُ،ومِن مُسیءٍ اعتَذَرَ إلَیَّ فَلَم أعذِرهُ،ومِن ذِی فاقَةٍ سَأَلَنی فَلَم اوثِرهُ،ومِن حَقِّ ذِی حَقٍّ لَزِمَنی لِمُؤمِنٍ فَلَم اوَفِّرهُ،ومِن عَیبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لی فَلَم أستُرهُ،ومِن کُلِّ إثمٍ عَرَضَ

ص:205


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 123 الدعاء 31.

لی فَلَم أهجُرهُ.

أعتَذِرُ إلَیکَ یا إلهی مِنهُنَّ ومِن نَظائِرِهِنَّ اعتِذارَ نَدامَةٍ یَکونُ واعِظاً لِما بَینَ یَدَیَّ مِن أشباهِهِنَّ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل نَدامَتی عَلی ما وَقَعتُ فیهِ مِنَ الزَّلّاتِ،وعَزمی عَلی تَرکِ ما یَعرِضُ لی مِنَ السَّیِّئاتِ،تَوبَةً توجِبُ لی مَحَبَّتَکَ،یا مُحِبَّ التَّوَّابینَ. (1)

269.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ التّائِبینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! ألبَسَتنِی الخَطایا ثَوبَ مَذَلَّتی،وجَلَّلَنِی التَّباعُدُ مِنکَ لِباسَ مَسکَنَتی،وأَماتَ قَلبی عَظیمُ جِنایَتی،فَأَحیِهِ بِتَوبَةٍ مِنکَ یا أمَلی وبُغیَتی،ویا سُؤلی ومُنیَتی،فَوَعِزَّتِکَ ما أجِدُ لِذُنوبی سِواکَ غافِراً،ولا أری لِکَسری غَیرَکَ جابِراً، وقَد خَضَعتُ بِالإِنابَةِ إلَیکَ،وعَنَوتُ بِالاِستِکانَةِ (2)لَدَیکَ،فَإِن طَرَدتَنی مِن بابِکَ فَبِمَن ألوذُ؟وإن رَدَدتَنی عَن جَنابِکَ فَبِمَن أعوذُ؟فَوا أسَفا مِن خَجلَتی وَافتِضاحی،ووا لَهفا مِن سوءِ عَمَلی وَاجتِراحی.

أسأَ لُکَ یا غافِرَ الذَّنبِ الکَبیرِ،ویا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،أن تَهَبَ لی موبِقاتِ الجَرائِرِ،وتَستُرَ عَلَیَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ،ولا تُخلِنی فی مَشهَدِ القِیامَةِ مِن بَردِ عَفوِکَ وغَفرِکَ،ولا تُعرِنی مِن جَمیلِ صَفحِکَ وسَترِکَ.

إلهی ! ظَلِّل عَلی ذُنوبی غَمامَ رَحمَتِکَ،وأَرسِل عَلی عُیوبی سَحابَ رَأفَتِکَ.

إلهی ! هَل یَرجِعُ العَبدُ الآبِقُ (3)إلّاإلی مَولاهُ،أم هَل یُجیرُهُ مِن سَخَطِهِ أحَدٌ سِواهُ.

إلهی ! إن کانَ النَّدَمُ عَلَی الذَّنبِ تَوبَةً،فَإِنّی وعِزَّتِکَ مِنَ النّادِمینَ،وإن کانَ الاِستِغفارُ

ص:206


1- .الصحیفة السّجادیة:ص 147 الدعاء 38.
2- استکان:خَضَعَ (النهایة:ج 2 ص 385«سکن»).
3- أبَقَ:أی هرب (لسان العرب:ج 10 ص 3«أبق»).

مِنَ الخَطیئَةِ حِطَّةً فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ،لَکَ العُتبی حَتّی تَرضی.

إلهی ! بِقُدرَتِکَ عَلَیَّ تُب عَلَیَّ،وبِحِلمِکَ عَنِّی اعفُ عَنّی،وبِعِلمِکَ بی ارفُق بی.

إلهی ! أنتَ الَّذی فَتَحتَ لِعِبادِکَ باباً إلی عَفوِکَ سَمَّیتَهُ التَّوبَةَ،فَقُلتَ: تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً (1)فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ البابِ بَعدَ فَتحِهِ؟

إلهی ! إن کانَ قَبُحَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ،فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ.

إلهی ! ما أنَا بِأَوَّلِ مَن عَصاکَ فَتُبتَ عَلَیهِ،وتَعَرَّضَ لِمَعروفِکَ فَجُدتَ عَلَیهِ،یا مُجیبَ المُضطَرِّ،یا کاشِفَ الضُّرِّ،یا عَظیمَ البِرِّ،یا عَلیماً بِما فِی السِّرِّ،یا جَمیلَ السَّترِ، استَشفَعتُ بِجودِکَ وکَرَمِکَ إلَیکَ،وتَوَسَّلتُ بِحَنانِکَ وتَرَحُّمِکَ لَدَیکَ،فَاستَجِب دُعائی، ولا تُخَیِّب فیکَ رَجائی،وتَقَبَّل تَوبَتی،وکَفِّر خَطیئَتی،بِمَنِّکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

راجع:ص237 ح 293 وص 331 (دعوات الاستغفار) وص 384 (طلب عفو اللّه).

2/5مُناجاةُ الشّاکینَ

270.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاکینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! إلَیکَ أشکو نَفساً بِالسّوءِ أمّارَةً،وإلَی الخَطیئَةِ مُبادِرَةً،وبِمَعاصیکَ مُولَعَةً،وبِسَخَطِکَ مُتَعَرِّضَةً،تَسلُکُ بی مَسالِکَ المَهالِکِ،تَجعَلُنی عِندَکَ أهوَنَ هالِکٍ،کَثیرَةَ العِلَلِ،طَویلَةَ الأَمَلِ،إن مَسَّهَا الشَّرُّ تَجزَعُ،وإن مَسَّهَا الخَیرُ تَمنَعُ،مَیّالَةً إلَی اللَّعِبِ وَاللَّهوِ،مَملُوَّةً بِالغَفلَةِ وَالسَّهوِ،تُسرِعُ بی إلَی الحَوبَةِ (3)،وتُسَوِّفُنی

ص:207


1- .التحریم:8.
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 142 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
3- الحَوبَةُ:الإثمُ والخَطیئةُ (المصباح المنیر:ص 155«حاب»).

بِالتَّوبَةِ.

إلهی ! أشکو إلَیکَ عَدُوّاً یُضِلُّنی،وشَیطاناً یُغوینی،قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدری، وأَحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبی،یُعاضِدُ لِیَ الهَوی،ویُزَیِّنُ لی حُبَّ الدُّنیا،ویَحولُ بَینی وبَینَ الطّاعَةِ وَالزُّلفی. (1)

إلهی ! إلَیکَ أشکو قَلباً قاسِیاً،مَعَ الوَسواسِ مُتَقَلِّباً،وبِالرَّینِ (2)وَالطَّبعِ مُتَلَبِّساً،وعَیناً عَنِ البُکاءِ مِنَ خَوفِکَ جامِدَةً،وإلی ما یَسُرُّها طامِحَةً.

إلهی ! لا حَولَ لی ولا قُوَّةَ إلّابِقُدرَتِکَ،ولا نَجاةَ لی مِن مَکارِهِ الدُّنیا إلّابِعِصمَتِکَ، فَأَسأَ لُکَ بِبَلاغَةِ حِکمَتِکَ،ونَفاذِ مَشِیَّتِکَ،أن لا تَجعَلَنی لِغَیرِ جودِکَ مُتَعَرِّضاً،ولا تُصَیِّرَنی لِلفِتَنِ غَرَضاً،وکُن لی عَلَی الأَعداءِ ناصِراً،وعَلَی المَخازی وَالعُیوبِ ساتِراً،ومِنَ البَلایا واقِیاً،وعَنِ المَعاصی عاصِماً،بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

3/5مُناجاةُ الخائِفینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فی طَلَبِ البُکاءِ مِن خَشیَةِ اللّهِ

271.الزهد لابن حنبل عن سالم بن عبد اللّه: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ ارزُقنی عَینَینِ هَطّالَتَینِ یَبکِیانِ بِذُروفِ الدُّموعِ،ویَشفِیانِ مِن خَشیَتِکَ،قَبلَ أن تَکونَ الدُّموعُ دَماً،وَالأَضراسُ جَمراً. (4)

ص:208


1- .الزُّلفی:القُربی والمنزِلةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 778«زلف»).
2- الرَّین:الطبع علی القلب،ران علی قلبه:أی طبع (العین:ص 338«رین»).
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 143.
4- الزهد لابن حنبل:ص 15، الزهد لابن المبارک:ص 165 ح 480،الرقّة والبکاء لابن أبی الدنیا:ص 68 ح 44 وفیه«تشفیاننی»بدل«یشفیان»،الدعاء للطبرانی:ص 429 ح 1457،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 196 [3] کلاهما عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3661.
ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ

272.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ-:

إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،إلهی إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلَیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی (1)،إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ (2)إلَیکَ یَلتَجی،وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی. (3)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمانِ

273.الإمام علیّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ ابتَدَأتَنی بِالنِّعَمِ ولَم أستَوجِبها مِنکَ بِعَمَلٍ ولا شُکرٍ،وخَلَقتَنی ولَم أکُ شَیئاً،سَوَّیتَ خَلقی،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ صورَتی،وغَذَوتَنی بِرِزقِکَ جَنیناً،وغَذَوتَنی طِفلاً،وغَذَوتَنی بِهِ کَبیراً،ونَقَلتَنی مِن حالِ ضُعفٍ إلی حالِ قُوَّةٍ،ومِن حالِ جَهلٍ إلی حالِ عِلمٍ،ومِن حالِ فَقرٍ إلی حالِ غِنیً،وکُنتَ فی ذلِکَ رَحیماً رَفیقاً بی،تُبَدِّلُنی صِحَّةً بِسَقَمٍ،وجِدَةً (4)بِعُدمٍ،ونُطقاً بِبَکَمٍ،وسَمعاً بِصَمَمٍ،وراحَةً بِتَعَبٍ،وفَهماً بِعِیٍّ (5)،وعِلماً بِجَهلٍ ونُعمی بِبُؤسٍ.

حَتّی إذا أطلَقتَنی مِن عِقالٍ،وهَدَیتَنی مِن ضَلالٍ،فَاهتَدَیتُ لِدینِکَ إذ هَدَیتَنی،

ص:209


1- .لَظَی:اسم من أسماء النار (النهایة:ج 4 ص 252« لظا»).
2- الکربة:الغمّ الذی یأخذ بالنّفس (مجمع البحرین:ج 3 ص 1560«کرب»).
3- المزار الکبیر:ص 152،المزار للشهید الأوّل:ص 274 کلاهما عن میثم،المصباح للکفعمی:ص 486، البلد الأمین:ص 312 [3] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام ولیس فیهما ذیله،بحار الأنوار:ج 100 ص 451 ح 26.
4- وَجَدَ یجدُ جدَةً:أی استغنی غنیً لا فقر بعده (النهایة:ج 5 ص 155« وجد»).
5- العِیُّ:الجهلُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1302«عیی»).

وحَفِظتَنی وکَنَفتَنی وکَفَیتَنی،ودافَعتَ عَنّی وقَوَّیتَ،فَتَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ،وتَمَّ إحسانُکَ إلَیَّ،وکَمُلَ مَعروفُکَ لَدَیَّ،بَلَوتَ خَبَری،فَظَهَرَ لَکَ قِلَّةُ شُکری،وَالجُرأَةُ عَلَیکَ مِنّی،مَعَ العِصیانِ لَکَ،فَحَلُمتَ عَنّی،ولَم تُؤاخِذنی بِجَریرَتی،ولَم تَهتِک سِتری،ولَم تُبدِ لِلمَخلوقینَ عَورَتی،بَل أخَّرتَنی ومَهَّلتَنی وأَنقَذتَنی،فَأَنَا أتَقَلَّبُ فی نَعمائِکَ،مُقیمٌ عَلی مَعاصیکَ،اُکاتِمُ بِها مِنَ العاصینَ وأَنتَ مُطَّلِعٌ عَلَیها مِنّی،کَأَنَّکَ أهوَنُ المُطَّلِعینَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،وکَأَنَّهُم مُحاسِبونَ عَلَیها دونَکَ.

یا إلهی ! فَأَیَّ نِعَمِکَ أشکُرُ؟مَا ابتَدَأتَنی مِنها بِلَا استِحقاقٍ،أو حِلمَکَ عَنّی بِإِدامَةِ النِّعَمِ،وزِیادَتَکَ إیّایَ کَأَنّی مِنَ المُحسِنینَ الشّاکِرینَ،ولَستُ مِنهُم !

إلهی ! فَلَم یَنقَضِ عَجَبی مِن نَفسی،ومِن أیِّ اموری کُلِّها لا أعجَبُ؟مِن رَغبَتی عَن طاعَتِکَ عَمداً،أو مِن تَوَجُّهی إلی مَعصِیَتِکَ قَصداً،أو مِن عُکوفی عَلَی الحَرامِ بِما لَو کانَ حَلالاً لَما أقنَعَنی ! فَسُبحانَکَ ما أظهَرَ حُجَّتَکَ عَلَیَّ،وأَقدَمَ صَفحَکَ عَنّی،وأَکرَمَ عَفوَکَ عَمَّنِ استَعانَ بِنِعمَتِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ،وتَعَرَّضَ لَکَ عَلی مَعرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطشِکَ،وصَولَةِ سُلطانِکَ،وسَطوَةِ غَضَبِکَ.

إلهی ! ما أشَدَّ استِحقاقی لِعَذابِکَ إذ بالَغتُ فی إسخاطِکَ،وأَطَعتُ الشَّیطانَ،وأَمکَنتُ هَوایَ مِن عِنانی،وسَلِسَ لَهُ قِیادی،فَلَم أعصِ الشَّیطانَ ولا هَوایَ رَغبَةً فی رِضاکَ،ولا رَهبَةً مِن سَخَطِکَ،فَالوَیلُ لی مِنکَ ثُمَّ الوَیلُ،اُکثِرُ ذِکرَکَ فِی الضَّرّاءِ وأَغفُلُ عَنهُ فِی السَّرّاءِ،وأَخِفُّ فی مَعصِیَتِکَ،وأَثّاقَلُ عَن طاعَتِکَ،مَعَ سُبوغِ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وحُسنِ بَلائِکَ لَدَیَّ،وقِلَّةِ شُکری،بَل لا صَبرَ لی عَلی بَلاءٍ،ولا شُکرَ لی عَلی نَعماءٍ.

إلهی ! فَهذا ثَنائی عَلی نَفسی،وعِلمُکَ بِما حَفِظتَ ونَسیتُ،ومَا استَکَنَّ فی ضَمیری مِمّا قَدُمَ بِهِ عَهدی وحَدَثَ،مِن کَبائِرِ الذُّنوبِ وعَظائِمِ الفَواحِشِ الَّتی جَنَیتُها،أکثَرُ مِمّا نَطَقَ بِهِ لِسانی،وأَتَیتُ بِهِ عَلی نَفسی.

إلهی ! وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،مُعتَرِفٌ لَکَ بِخَطایایَ،وهاتانِ یَدایَ سِلمٌ لَکَ،وهذِهِ

ص:210

رَقَبَتی خاضِعَةٌ بَینَ یَدَیکَ لِما جَنَیتُ عَلی نَفسی،أیا حُبَّةَ قَلبی تَقَطَّعَت مِنّی أسبابُ الخَدائِعِ،وَاضمَحَلَّ عَنّی کُلُّ باطِلٍ،وأَسلَمَنِی الخَلقُ،وأَفرَدَنِی الدَّهرُ،فَقُمتُ هذَا المَقامَ، ولَولا ما مَنَنتَ بِهِ عَلَیَّ یا سَیِّدی،ما قَدَرتُ عَلی ذلِکَ.

اللّهُمَّ فَکُن غافِراً لِذَنبی،وراحِماً لِضَعفی،وعافِیاً عَنّی،فَما أولاکَ بِحُسنِ النَّظَرِ لی، وبِعِتقی إذ مَلَکتَ رِقّی،وبِالعَفوِ عَنّی إذ قَدَرتَ عَلَی الاِنتِقامِ مِنّی.

إلهی وسَیِّدی ! أتُراکَ راحِماً تَضَرُّعی،وناظِراً ذُلَّ مَوقِفی بَینَ یَدَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،واُنسی بِکَ یا کَریمُ؟لَیتَ شِعری أفی غَفَلاتی مُعرِضٌ أنتَ عَنّی،أم ناظِرٌ إلَیَّ؟بَل لَیتَ شِعری کَیفَ أنتَ صانِعٌ بی ولا أشعُرُ،أتَقولُ-یا مَولایَ-لِدُعائی:نَعَم،أم تَقولُ:

لا؟

فَإِن قُلتَ:نَعَم،فَذلِکَ ظَنّی بِکَ،فَطوبی لی أنَا السَّعیدُ،طوبی لی أنَا المَغبوطُ،طوبی لی أنَا الغَنِیُّ،طوبی لی أنَا المَرحومُ،طوبی لی أنَا المَقبولُ.

وإن قُلتَ یا مَولایَ-وأَعوذُ بِکَ-:لا،فَبِغَیرِ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،فَیا وَیلی ویا عَویلی، ویا شِقوَتی ویا ذُلّی،ویا خَیبَةَ أمَلی،ویا انقِطاعَ أجَلی ! لَیتَ شِعری،ألِلشَّقاءِ وَلَدَتنی امّی؟فَلَیتَها لَم تَلِدنی،بَل لَیتَ شِعری،ألِلنّارِ رَبَّتنی؟فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی.

إلهی ! ما أعظَمَ مَا ابتَلَیتَنی بِهِ،وأَجَلَّ مُصیبَتی،وأَخیَبَ دُعائی،وأَقطَعَ رَجائی، وأَدوَمَ شَقائی إن لَم تَرحَمنی.

إلهی ! لَئِن لَم تَرحَم عَبدَکَ،ومِسکینَکَ وفَقیرَکَ،وسائِلَکَ وراجِیَکَ،فَإِلی مَن،أو کَیفَ،أو ماذا،أو مَن أرجو أن یَعودَ عَلَیَّ حینَ تَرفُضُنی؟یا واسِعَ المَغفِرَةِ،إلهی ! فَلا تَمنَعُکَ کَثرَةُ ذُنوبی،وخَطایای ومَعاصِیَّ،وإسرافی عَلی نَفسی،وَاجتِرائی عَلَیکَ، ودُخولی فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ أن تَعودَ بِرَحمَتِکَ عَلی مَسکَنَتی،وبِصَفحِکَ الجَمیلِ عَلی إساءَتی،وبِغُفرانِکَ القَدیمِ عَلی عَظیمِ جُرمی،فَإِنَّکَ تَعفو عَنِ المُسیءِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-

ص:211

المُسیءُ،وتَغفِرُ لِلمُذنِبِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-المُذنِبُ،وتَتَجاوَزُ عَنِ المُخطِئِ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُخطِئٌ،وتَرحَمُ المُسرِفَ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُسرِفٌ.

أی سَیِّدی،أی سَیِّدی،أی مَولایَ،أی رَجائی،أی مُتَرَحِّمُ،أی مُتَرَئِّفُ،أی مُتَعَطِّفُ،أی مُتَحَنِّنُ،أی مُتَمَلِّکُ،أی مُتَجَبِّرُ،أی مُتَسَلِّطُ،لا عَمَلَ لی أرجو بِهِ نَجاحَ حاجَتی،فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الطُّهرِ الطّاهِرِ المُطَهَّرِ،الَّذی جَعَلتَهُ فی ذلِکَ فَاستَقَرَّ فی عِلمِکَ وغَیبِکَ فَلا یَخرُجُ مِنهُما أبَداً،فَبِکَ یا رَبِّ أسأَ لُکَ،وبِهِ وبِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِأَخی نَبِیِّکَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وبِفاطِمَةَ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وبِالأَئِمَّةِ الصّادِقینَ الطّاهِرینَ،الَّذینَ أوجَبتَ حُقوقَهُم،وَافتَرَضتَ طاعَتَهُم وقَرَنتَها بِطاعَتِکَ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،فَلا شَیءَ لی غَیرُ هذا،ولا أجِدُ أمنَعَ لی مِنهُ.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتُ فی مُحکَمِ کِتابِکَ النّاطِقِ،عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ الصّادِقِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ:

فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (1)فَها أنَا یا رَبِّ مُستَکینٌ مُتَضَرِّعٌ إلَیکَ،عائِذٌ بِکَ، مُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ.

وقُلتَ یا سَیِّدی ومَولایَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِیماً (2)وأَ نَا یا سَیِّدی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ وأَبوءُ بِذَنبی، وأَعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وأَستَقیلُکَ عَثرَتی،فَهَب لی ما أنتَ بِهِ خَبیرٌ.

وقُلتٌ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)فَلَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ

ص:212


1- .المؤمنون:76.
2- النساء:64.
3- الزمر:53.

وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،أنَا یا سَیِّدِی المُسرِفُ عَلی نَفسی،قَد وَقَفتُ مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ العاصینَ المُتَجَرِّئینَ عَلَیکَ،المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ ووَعیدِکَ،اللّاهینَ عَن طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،فَأَیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ ! وأَیَّ تَغَرُّرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی ! فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبِی، المُرتَهَنُ بِعَمَلِی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتِی،الغَریقُ فی بُحورِ ذُنوبِی، المُنقَطَعُ بی،لا أجِدُ لِذُنوبی غافِراً،ولا لِتَوبَتی قابِلاً،ولا لِنِدائی سامِعاً،ولا لِعَثرَتی مُقیلاً،ولا لِعَورَتی ساتِراً،ولا لِدُعائی مُجیباً غَیرَکَ.

یا سَیِّدی،فَلا تَحرِمنی ما جُدتَ بِهِ عَلی مَن أسرَفَ عَلی نَفسِهِ وعَصاکَ ثُمَّ تَرَضّاکَ، ولا تُهلِکنی إن عُذتُ بِکَ ولُذتُ،وأَنَختُ بِفِنائِکَ وَاستَجَرتُ بِکَ.إن دَعوَتُکَ یا مَولایَ فَبِذلِکَ أمَرتَنی وأَنتَ ضَمِنتَ لی،وإن سَأَلتُکَ فَأَعطِنی،وإن طَلَبتُ مِنکَ فَلا تَحرِمنی.

إلهِی ! اغفِر لی وتُب عَلَیَّ وَارضَ عَنّی،وإن لَم تَرضَ عَنّی فَاعفُ عَنّی،فَقَد لا یَرضَی المَولی عَن عَبدِهِ ثُمَّ یَعفو عَنهُ.لَیسَ تُشبِهُ مَسأَلَتی مَسأَلَةَ السُّؤّالِ،لِأَنَّ السّائِلَ إذا سَأَلَ ورُدَّ ومُنِعَ امتَنَعَ ورَجَعَ،وأَ نَا أسأَ لُکَ واُلِحُّ عَلَیکَ بِکَرَمِکَ وجودِکَ وجَنابِکَ،مِن رَدِّ سائِلٍ مُستَعطٍ یَتَعَرَّضُ لِمَعروفِکَ،ویَلتَمِسُ صَدَقَتَکَ،ویُنیخُ بِفِنائِکَ،ویَطرُقُ بابَکَ.

وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ-یا سَیِّدی-لَو طَبَّقَت ذُنوبی بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،وخَرَقَتِ النُّجومَ، وبَلَغَت أسفَلَ الثَّری،وجاوَزَتِ الأَرَضینَ السّابِعَةَ السُّفلی،وأَوفَت عَلَی الرَّملِ وَالحَصی، ما رَدَّنِی الیَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِکَ،ولا صَرَفَنِی القُنوطُ (1)عَنِ انتِظارِ رِضوانِکَ.

إلهی وسَیِّدی ! دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ،وعَرَّفتَنی فیهَا الوَسیلَةَ إلَیکَ،وأَ نَا أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِتِلکَ الوَسیلَةِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ ونَوالِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُم وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ الأَفعالِ،کَلّا وعِزَّتِکَ یا مَولایَ،إنَّکَ أکرَمُ مِن ذلِکَ وأَوسَعُ فَضلاً.

ص:213


1- .القنوط:هو أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« قنط»).

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وَارضَ عَنّی وتُب عَلَیَّ،وَاعصِمنی وَاعفُ عَنّی،وسَدِّدنی ووَفِّق لی،وخِر لی،وَاجعَل لی ذِمَّتَکَ،ولا تُعَذِّبنی.اللّهُمَّ وَاجعَل لی إلی کُلِّ خَیرٍ سَبیلاً، وفی کُلِّ خَیرٍ نَصیباً،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تُقَنِّطنی مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ،فَإِنَّهُ لا یَأمَنُ مَکرَکَ إلَّاالقَومُ الخاسِرونَ،ولا یَقنُطُ مِن رَحمَتِکَ إلَّاالقَومُ الضّالُّونَ،ولا یَیأَسُ مِن روحِکَ إلَّاالقَومُ الکافِرونَ،آمَنتُ بِکَ اللّهُمَّ فَآمِنّی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،وَاستَعَنتُ بِکَ فَأَعِنّی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ فَیَصعَقُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ * وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْکِتابُ وَ جِیءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (1).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (2).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَکُونُ النّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ * وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (3).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً (4).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النّاسَ سُکاری وَ ما هُمْ بِسُکاری وَ لکِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِیدٌ (5).

ص:214


1- .الزمر:68 و 69.
2- النبأ:38.
3- القارعة:4 و 5.
4- آل عمران:30.
5- الحجّ:2.

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (1)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَأْتِی کُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُوَفّی کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (2).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ * یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ . (3)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ کاظِمِینَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ (4).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ . (5)

اللّهُمَّ فَقَدِ استَأمَنتُ إلَیکَ فَاقبَلنی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،یا أکرَمَ مَنِ استَجارَ بِهِ المُستَجیرونَ،ولا تَرُدَّنی خائِباً مِن رَحمَتِکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ الرِّضا إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (6)

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ الاُخری عَنهُ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمانِ

274.الإمام علیّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ . (7)

ص:215


1- .عبس:34-37.
2- النحل:111.
3- النور:24 و 25.
4- غافر:18.
5- البقرة:48.
6- مصباح الزائر:ص 91، بحار الأنوار:ج 100 ص 420.
7- الشعراء:88 و 89.

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً . (1)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ . (2)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ . (3)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ . (4)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلّهِ . (5)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (6)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ * وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ * وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ * کَلاّ إِنَّها لَظی * نَزّاعَةً لِلشَّوی . (7)

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المَولی وأَ نَا العَبدُ،وهَل یَرحَمُ العَبدَ إلَّاالمَولی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وهَل یَرحَمُ المَملوکَ إلَّاالمالِکُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وهَل یَرحَمُ الذَّلیلَ إلَّاالعَزیزُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وهَل یَرحَمُ المَخلوقَ إلَّاالخالِقُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَظیمُ وأَ نَا الحَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الحَقیرَ إلَّاالعَظیمُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وهَل یَرحَمُ الضَّعیفَ إلَّاالقَوِیُّ؟

ص:216


1- .الفرقان:27.
2- الرحمن:41.
3- لقمان:33.
4- غافر:52.
5- الانفطار:19.
6- عبس:34-37.
7- المعارج:11-16.

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الفَقیرَ إلَّاالغَنِیُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وهَل یَرحَمُ السّائِلَ إلَّاالمُعطی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وهَل یَرحَمُ المَیِّتَ إلَّاالحَیُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الباقی وأَ نَا الفانی،وهَل یَرحَمُ الفانِیَ إلَّاالباقی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدّائِمُ وأَ نَا الزّائِلُ،وهَل یَرحَمُ الزّائِلَ إلَّاالدّائِمُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وهَل یَرحَمُ المَرزوقَ إلَّاالرّازِقُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وهَل یَرحَمُ البَخیلَ إلَّاالجَوادُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وهَل یَرحَمُ المُبتَلی إلَّاالمُعافی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الکَبیرُ وأَ نَا الصَّغیرُ،وهَل یَرحَمُ الصَّغیرَ إلَّاالکَبیرُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الهادی وأَ نَا الضّالُّ،وهَل یَرحَمُ الضّالَّ إلَّاالهادی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ،وهَل یَرحَمُ المَرحومَ إلَّاالرَّحمنُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ السُّلطانُ وأَ نَا المُمتَحَنُ،وهَل یَرحَمُ المُمتَحَنَ إلَّاالسُّلطانُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدَّلیلُ وأَ نَا المُتَحَیِّرُ،وهَل یَرحَمُ المُتَحَیِّرَ إلَّاالدَّلیلُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وهَل یَرحَمُ المُذنِبَ إلَّاالغَفورُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغالِبُ وأَ نَا المَغلوبُ،وهَل یَرحَمُ المَغلوبَ إلّاالغالِبُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا المَربوبُ،وهَل یَرحَمُ المَربوبَ إلَّاالرَّبُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُتَکَبِّرُ وأَ نَا الخاشِعُ،وهَل یَرحَمُ الخاشِعَ إلَّاالمُتَکَبِّرُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،ارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وَارضَ عَنّی بِجودِکَ وکَرَمِکَ،یا ذَا الجودِ وَالإِحسانِ وَالطّولِ وَالاِمتِنانِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ص:217


1- .المزار الکبیر:ص 173،المزار للشهید الأوّل:ص 248،مصباح الزائر:ص 88، البلد الأمین:ص 319، [2]ū بحار الأنوار:ج 94 ص 109 ح 15.
ه-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی شُوَیحِطاتِ النَّجّارِ

275.الأمالی للصدوق عن أبی الدرداء: شَهِدتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ بِشُوَیحِطاتِ النَّجّارِ،وقَدِ اعتَزَلَ عَن مَوالیهِ وَاختَفی مِمَّن یَلیهِ،وَاستَتَرَ بِمُغَیِّلاتِ (1)النَّخلِ،فَافتَقَدتُهُ وبَعُدَ عَلَیَّ مَکانُهُ،فَقُلتُ:لَحِقَ بِمَنزِلِهِ،فَإِذا أنَا بِصَوتٍ حَزینٍ ونَغمَةٍ شَجِیٍّ،وهُوَ یَقولُ:

«إلهی ! کَم مِن موبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقابَلَتِها بِنَقِمَتِکَ (2)؟! وکَم مِن جَریرَةٍ (3)تَکَرَّمتَ عَن کَشفِها بِکَرَمِکَ؟! إلهی ! إن طالَ فی عِصیانِکَ عُمُری،وعَظُمَ فِی الصُّحُفِ ذَنبی،فَما أنَا مُؤَمِّلٌ غَیرَ غُفرانِکَ،ولا أنَا بِراجٍ غَیرَ رِضوانِکَ».

فَشَغَلَنِی الصَّوتُ،وَاقتَفَیتُ الأَثَرَ،فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِعَینِهِ،فَاستَتَرتُ لَهُ وأَخمَلتُ الحَرَکَةَ،فَرَکَعَ رَکَعاتٍ فی جَوفِ اللَّیلِ الغابِرِ،ثُمَّ فَزَعَ إلَی الدُّعاءِ وَالبُکاءِ وَالبَثِّ وَالشَّکوی،فَکانَ مِمّا ناجی بِهِ اللّهَ أن قالَ:

«إلهی ! افَکِّرُ فی عَفوِکَ فَتَهونُ عَلَیَّ خَطیئَتی،ثُمَّ أذکُرُ العَظیمَ مِن أخذِکَ فَتَعظُمُ عَلَیَّ بَلِیَّتی».

ثُمَّ قالَ:«آهِ إن أنَا قَرَأتُ فِی الصُّحُفِ سَیِّئَةً أنَا ناسیها وأَنتَ مُحصیها،فَتَقولُ:

خُذوهُ،فَیا لَهُ مِن مَأخوذٍ لا تُنجیهِ عَشیرَتُهُ،ولا تَنفَعُهُ قَبیلَتُهُ،یَرحَمُهُ المَلَأُ إذا اذِنَ فیهِ بِالنِّداءِ».

ثُمَّ قالَ:«آهِ مِن نارٍ تُنضِجُ الأَکبادَ وَالکُلی ! آهِ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ لِلشَّوی (4)! آهِ مِن غَمرَةٍ (5)مِن

ص:218


1- .الغِیلُ:شجر مُلتَفٌّ یُستَترُ فیه کالأجمة (النهایة:ج 3 ص 403« غیل»).
2- فی المصدر:«حَمَلتَ عنی فقابلتها بنعمتک»وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
3- الجَریرَةُ:الجنایة والذنب (مجمع البحرین:ج 1 ص 284«جرر»).
4- الشوی:جمع شواة،وهی جلدة الرأس (مجمع البحرین:ج 2 ص 992«شوی»).
5- الغَمرة:الشِدّة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1334«غمر»).

مُلهَباتِ لَظی (1)!». (2)

و-المُناجاةُ المَأثورَةُ الاُخری عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

276.الإمام علیّ علیه السلام:

إلهی ! کَیفَ اسکِتُ بِالإِفحامِ (3)لِسانَ ضَراعَتی،وقَد أقلَقَنی (4)ما ابهِمَ عَلَیَّ مِن مَصیرِ عاقِبَتی.

إلهی ! قَد عَلِمتَ حاجَةَ نَفسی إلی ما تَکَفَّلتَ لَها بِهِ مِنَ الرِّزقِ فی حَیاتی،وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائی عَنهُ مِنَ الجَنَّةِ بَعدَ وَفاتی،فَیا مَن سَمَحَ لی بِهِ مُتَفَضِّلاً فِی العاجِلِ، لا تَمنَعنیهِ یَومَ فاقَتی إلَیهِ (5)فِی الآجِلِ،فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الکَریمِ استِتمامُ نَعمائِهِ،ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ استِکمالُ آلائِهِ.

إلهی ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمری ما شَکَوتُ عَثَراتی،ولَولا ما ذَکَرتُ مِنَ التَّفریطِ (6)ما سَفَحتُ عَبَراتی.

إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَراتِ، وهَب کَثیرَ السَّیِّئاتِ لِقَلیلِ الحَسَناتِ.

إلهی ! إن کُنتَ لا تَرحَمُ إلَّاالمُجِدّینَ فی طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُقَصِّرونَ؟وإن کُنتَ لا تَقبَلُ إلّامِنَ المُجتَهِدینَ فَإِلی مَن یَلتَجِئُ المُفَرِّطونَ؟وإِن کُنتَ لا تُکرِمُ إلّاأهلَ

ص:219


1- .لظی:اسم من أسماء جهنّم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1632«لظی»).
2- الأمالی للصدوق:ص 137 ح 136، تنبیه الخواطر:ج 2 ص 157، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 124، [3]روضة الواعظین:ص 126، [4]بحار الأنوار:ج 41 ص 11 ح 1.
3- أفحمتنی ذنوبی:أی أسکتتنی عن سؤالک والطلب منک (مجمع البحرین:ج 3 ص 1367«فحم»).
4- أی أزعجنی،وفی بحار الأنوار:« أغلقنی».
5- فی المصدر:«إلیک»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
6- فی بحار الأنوار والبلد الأمین:« [8]الإفراط»بدل«التفریط».

الإِحسانِ فَکَیفَ یَصنَعُ المُسیؤُونَ؟وإن کانَ لا یَفوزُ یَومَ الحَشرِ إلَّاالمُتَّقونَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُجرِمونَ؟

إلهی ! إن کانَ لا یَجوزُ عَلَی الصِّراطِ إلّامَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ،فَأَ نّی بِالجَوازِ لِمَن لَم یَتُب إلَیکَ قَبلَ انقِضاءِ أجَلِهِ؟

إلهی ! إن لَم تَجُد إلّاعَلی مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَکنونَ سَریرَتِهِ،فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذی یُرضیهِ (1)بَینَ العالَمینَ سَعیُ نَقیبَتِهِ؟

إلهی ! إن حَجَبتَ عَن مُوَحِّدیکَ نَظَرَ تَغَمُّدِکَ لِجِنایاتِهِم،أوقَعَهُم غَضَبُکَ بَینَ المُشرِکینَ فی کُرُباتِهِم.

إلهی ! إن لَم تَنَلنا یَدُ إحسانِکَ یَومَ الوُرودِ،اختَلَطنا فِی الجَزاءِ بِذَوِی الجُحودِ.

إلهی ! فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِکَ،وَاستَصفِ ما کَدَّرَتهُ الجَرائِرُ مِنها بِصَفوِ صِلاتِکَ.

إلهِی ! ارحَمنا غُرَباءَ إذا تَضَمَّنَتنا (2)بُطونُ لُحودِنا،وغُمَّت (3)بِاللِّبنِ سُقوفُ بُیوتِنا، واُضجِعنا مَساکینَ عَلَی الأَیمانِ فی قُبورِنا،وخُلِّفنا فُرادی فی أضیَقِ المَضاجِعِ،وصَرَعَتنَا المَنایا فی أعجَبِ المَصارِعِ،وصِرنا فی دارِ قَومٍ کَأَ نَّها مَأهولَةٌ،وهِیَ مِنهُم بَلاقِعُ (4).

إلهی ! إذا جِئناکَ عُراةً حُفاةً،مُغبَرَّةً مِن ثَرَی الأَجداثِ رُؤُوسُنا،وشاحِبَةً مِن تُرابِ المَلاحیدِ وُجوهُنا،وخاشِعَةً مِن أفزاعِ القِیامَةِ أبصارُنا،وذابِلَةً مِن شِدَّةِ العَطَشِ شِفاهُنا، وجائِعَةً لِطولِ المُقامِ بُطونُنا،وبارِزَةً (5)هُنالِکَ لِلعُیونِ سَوآتُنا،ومُوَقَّرَةً مِن ثِقلِ الأَوزارِ

ص:220


1- .فی بحار الأنوار والبلد الأمین:« [2]لم یرضه»بدل«یُرضیه».
2- فی المصدر:«قضّمتنا»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.
3- غَمَّهُ:سَتَرَهُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1336«غمم»).
4- بَلاقِعُ:جمع بَلقَع وبَلقَعة:وهی الأرض القَفرُ التی لا شیء فیها (النهایة:ج 1 ص 153« بلقع»).
5- فی البلد الأمین و بحار الأنوار:« [5]بادیة»بدل«بارزة».

ظُهورُنا،ومَشغولینَ بِما قَد دَهانا عَن أهالِینا وأَولادِنا،فَلا تُضَعِّفِ المَصائِبَ عَلَینا بِإِعراضِ وَجهِکَ الکَریمِ عَنّا،وسَلبِ عائِدَةِ ما مَثَّلَهُ الرَّجاءُ مِنّا.

إلهی ! ما حَنَّت هذِهِ العُیونُ إلی بُکائِها،ولا جادَت مُتَسَرِّبَةً بِمائِها،ولا أسهَدَها (1)بِنَحیبِ الثّاکِلاتِ فَقدُ عَزائِها،إلّالِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها،وما دَعاها إلَیهِ عَواقِبُ بَلائِها،وأَنتَ القادِرُ یا عَزیزُ عَلی کَشفِ غَمّائِها.

إلهی ! إن کُنّا مُجرِمینَ فَإِنّا نَبکی عَلی إضاعَتِنا مِن حُرمَتِکَ ما نَستَوجِبُهُ،وإن کُنّا مَحرومینَ فَإِنّا نَبکی إذ فاتَنا مِن جودِکَ ما نَطلُبُهُ...

إلهی ! أنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ،ولَستُ أیأَسُ مِن رَحمَتِکَ الَّتی یَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ (2).

إلهی ! لا تَغضَب عَلَیَّ فَلَستُ أقوی لِغَضَبِکَ،ولا تَسخَط عَلَیَّ فَلَستُ أقومُ لِسَخَطِکَ.

إلهی ! ألِلنّارِ رَبَّتنی امّی فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی،أم لِلشَّقاءِ وَلَدَتنی فَلَیتَها لَم تَلِدنی.

إلهِی ! انهَمَلَت عَبَراتی حینَ ذَکَرتُ عَثَراتی،وما لَها لا تَنهَمِلُ ولا أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وعَلی ماذا یَهجُمُ عِندَ البَلاغِ مَسیرِی،وأَری نَفسی تُخاتِلُنی،وأَیّامی تُخادِعُنی، وقَد خَفَقَت فَوقَ رَأسی أجنِحَةُ المَوتِ،ورَمَقَتنی مِن قَریبٍ أعیُنُ الفَوتِ،فَما عُذری وقَد حَشا مَسامِعی رافِعُ الصَّوتِ. (3)

ز-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فی جَوفِ اللَّیلِ

277.العدد القویّة عن ابراهیم بن محمّد: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ لَیلَةً فی مُناجاتِهِ:

ص:221


1- .فی المصدر:«أو لا حادَت مُتَشَرِّبَةً بِمائِها،ولا أشهَدَها»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- فی بعض المصادر:«إلهی أَخافُ عُقوبَتَکَ کَما یَخافُ المُذنِبونَ،وأَنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُ المُخلصونَ».
3- المصباح للکفعمی:ص 489 وص 496،البلد الأمین:ص 313 [2] وص 318 کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 102 [3] وص 108 ح 14؛دستور معالم الحکم:ص 127 [4] عن عبد اللّه الأسدی نحوه ولیس فیه بعض ألفاظ الدعاء.

إلهَنا وسَیِّدَنا ومَولانا،لَو بَکَینا حَتّی تَسقُطَ أشفارُنا (1)،وَانتَحَبنا (2)حَتّی تَنقَطِعَ أصواتُنا، وقُمنا حَتّی تَیبَسَ أقدامُنا،ورَکَعنا حَتّی تَنخَلِعَ أوصالُنا،وسَجَدنا حَتّی تَتَفَقَّأَ (3)أحداقُنا، وأَکَلنا تُرابَ الأَرضِ طولَ أعمارِنا،وذَکَرناکَ حَتّی تَکِلَّ ألسِنَتُنا،مَا استَوجَبنا بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ مِن سَیِّئاتِنا. (4)

278.مصباح المتهجّد: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی جَوفِ اللَّیلِ،إذا هَدَأَتِ العُیونُ:

إلهی ! غارَت نُجومُ سَمائِکَ،ونامَت عُیونُ أنامِکَ،وهَدَأَت أصواتُ عِبادِکَ وأَنعامِکَ، غَلَّقَتِ المُلوکُ عَلَیها أبوابَها،وطافَ عَلَیها حُرّاسُها،وَاحتَجَبوا عَمَّن یَسأَ لُهُم حاجَةً،أو یَنتَجِعُ (5)مِنهُم فائِدَةً.

وأَنتَ إلهی حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ و لا نَومٌ،ولا یَشغَلُکَ شَیءٌ عَن شَیءٍ،أبوابُ سَمائِکَ لِمَن دَعاکَ مُفَتَّحاتٌ،وخَزائِنُکَ غَیرُ مُغَلَّقاتٍ،وأَبوابُ رَحمَتِکَ غَیرُ مَحجوباتٍ، وفَوائِدُکَ لِمَن سَأَلَکَها غَیرُ مَحظوراتٍ،بَل هِیَ مَبذولاتٌ.

وأَنتَ إلهِی الکَریمُ الَّذی لا تَرُدُّ سائِلاً مِنَ المُؤمِنینَ سَأَلَکَ،و لا تَحتَجِبُ عَن أحَدٍ مِنهُم أرادَکَ،لا وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لا تَختَزِلُ (6)حَوائِجَهُم دونَکَ،ولا یَقضیها أحَدٌ غَیرُکَ.

إلهی ! وقَد تَرانی ووُقوفی وذُلَّ مَقامی بَینَ یَدَیکَ،وتَعلَمُ سَریرَتی وتَطَّلِعُ عَلی ما فی قَلبی،وما یَصلُحُ بِهِ أمرُ آخِرَتی ودُنیایَ.

ص:222


1- .الشُّفر:حرف جفن العین الذی ینبت علیه الشّعر (النهایة:ج 2 ص 484« شفر»).
2- النحیبُ الانتحابُ:البکاءُ بصوت طویل ومدّ (النهایة:ج 5 ص 27« نحب»).
3- تفقّأت:أی انفلقت وانشقّت (النهایة:ج 3 ص 461«فقأ»).
4- العدد القویّة:ص 320 ح 23، بحار الأنوار:ج 94 ص 138 ح 21؛ [4]تذکرة الخواص:ص 332.
5- فی المصدر:«انتجع»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.وانتجعتَ فلاناً:إذا أتیتَه تَطلب معروفه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1753«نجع»).
6- یختزل:یَقتطِعُ (النهایة:ج 2 ص 29«خزل»).

إلهی ! إن ذَکَرتُ المَوتَ وهَولَ المُطَّلَعِ (1)،وَالوُقوفَ بَینَ یَدَیکَ،نَغَّصَنی مَطعَمی ومَشرَبی،وأَغَصَّنی بِریقی،وأَقلَقَنی عَن وِسادَتی،ومَنَعَنی رُقادی،وکَیفَ یَنامُ مَن یَخافُ بَیاتَ مَلَکِ المَوتِ فی طَوارِقِ (2)اللَّیلِ وطَوارِقِ النَّهارِ؟! بَل [کَیفَ] (3)یَنامُ العاقِلُ ومَلَکُ المَوتِ لا یَنامُ،لا بِاللَّیلِ ولا بِالنَّهارِ،ویَطلُبُ قَبضَ روحِهِ (4)بِالبَیاتِ أو فی آناءِ السّاعاتِ؟!.

ثُمَّ یَسجُدُ،ویُلصِقُ خَدَّهُ بِالتُّرابِ وهُوَ یَقولُ:

أسأَلُکَ الرَّوحَ وَالرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عَنّی حینَ ألقاکَ. (5)

279.أعلام الدین عن طاووس الیمانی: رَأَیتُ فی جَوفِ اللَّیلِ رَجُلاً مُتَعَلِّقاً بِأستارِ الکَعبَةِ وهُوَ یَقولُ:

ألا أیُّهَا المَأمولُ فی کُلِّ حاجَةٍ

قالَ:فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما هذَا الجَزَعُ

ص:223


1- .المُطَّلَعُ:أمر الآخرة وموقف القیامة الذی یحصل الإطّلاع علیه بعد الموت (مجمع البحرین:ج 2 ص 1109« طلع»).
2- الطوارق:هی الاُمور التی تأتی غفلة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1100«طرق»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- فی المصدر:«روحی»،وما فی المتن اثبت من بعض المصادر الاُخری،وهو الأنسب بالسیاق.
5- مصباح المتهجّد:ص 132 ح 216، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 53 ح 2133، [3]المصباح للکفعمی:ص 72، [4]البلد الأمین:ص 35،دعائم الإسلام:ج 1 ص 212 [5] نحوه وفیه:«أنّه کان إذا صلّی من اللیل دعا فقال:...»،بحار الأنوار:ج 87 ص 236 ح 47.

وأَنتَ ابنُ رَسولِ اللّهِ،ولَکَ أربَعُ خِصالٍ:رَحمَةُ اللّهِ،وشَفاعَةُ جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأَنتَ ابنُهُ،وأَنتَ طِفلٌ صَغیرٌ؟!

فَقالَ لَهُ:یا طاووسُ،إنَّنی نَظَرتُ فی کِتابِ اللّهِ فَلَم أرَ لی مِن ذلِکَ شَیئاً،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: وَ لا یَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ (1)،وأَمّا کَونِی ابنَ رَسولِ اللّهِ،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ (2)،وأَمّا کَونی طِفلاً فَإِنّی رَأَیتُ الحَطَبَ الکِبارَ لا یَشتَعِلُ إلّا بِالصِّغارِ.ثُمَّ بَکی علیه السلام حَتّی غُشِیَ عَلَیهِ. (3)

ح-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فِی الحِجرِ

280.الأمالی للصدوق عن طاووس الیمانی: مَرَرتُ بِالحِجرِ (4)فَإِذا أنَا بِشَخصٍ راکِعٍ وساجِدٍ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام،فَقُلتُ:یا نَفسُ،رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَیتِ النُّبُوُّةِ، وَاللّهِ،لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ،فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ورَفَعَ باطِنَ کَفَّیهِ إلَی السَّماءِ وجَعَلَ یَقولُ:

سَیِّدی،سَیِّدی،هذِهِ یَدایَ قَد مَدَدتُهُما إلَیکَ بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَینایَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً،وحَقٌّ لِمَن دَعاکَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أن تُجیبَهُ بِالکَرَمِ تَفَضُّلاً.

سَیِّدی،أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟

ص:224


1- .الأنبیاء:28.
2- المؤمنون:101-103.
3- أعلام الدین:ص 171، بحار الأنوار:ج 99 ص 198 ح 15. [4]جدیر بالذکر أنّ هذا الحدیث ضعیف من الناحیة السندیة،کما أنّ نسبة مضمونه للإمام المعصوم لا تخلو من إشکال،ولعلّه متعلّق بشخص آخر غیر الإمام زین العابدین7.
4- الحِجرُ:بیت إسماعیل وفیه قبر هاجر وقبر إسماعیل (مجمع البحرین:ج 1 ص 366«هجر»).

سَیِّدی،ألِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائی،أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی؟

سَیِّدی،لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَکُنتُ أوَّلَ الهارِبینَ مِنکَ،لکِنّی أعلَمُ أنّی لا أفوتُکَ.

سَیِّدی،لَو أنَّ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،غَیرَ أنّی أعلَمُ أنَّهُ لا یَزیدُ فی مُلکِکَ طاعَةُ المُطیعینَ،ولا یَنقُصُ مِنهُ مَعصِیَةُ العاصینَ.

سَیِّدی،ما أنَا وما خَطَری،هَب لی بِفَضلِکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ.

إلهی وسَیِّدِی ! ارحَمنی مَصروعاً عَلَی الفِراشِ،تُقَلِّبُنی أیدی أحِبَّتی،وَارحَمنی مَطروحاً عَلَی المُغتَسَلِ یُغَسِّلُنی صالِحُ جیرَتی،وَارحَمنی مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتی،وَارحَم فی ذلِکَ البَیتِ المُظلِمِ وَحشَتی وغُربَتی ووَحدَتی. (1)

ط-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فِی المَسجِدِ الحَرامِ

281.المناقب