کنز الدعاء

هویة الکتاب

عنوان کتاب:کنز الدعاء المجلد 1 / نویسنده:محمد محمدی ری شهری - همکاری:رسول افقی

ناشر:سازمان چاپ و نشر دار الحدیث

زبان: عربی

قطع:وزیری

جلد:3

نوبت چاپ:اول

تاریخ انتشار:1392

موضوع: ادعیه و زیارت

ص :1

المجلد 1

اشارة

ص :2

کنز الدعاء المجلد 1

نویسنده:محمد محمدی ری شهری

همکاری:رسول افقی

ص :3

ص :4

تمهید

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحیم،الحمد للّه الذی فتح لنا أبواب خزائن رحمته بمفاتیح الدعاء، وصلّی اللّه علی عبده المصطفی محمّد وآله الذین أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً.

الدعاء هو مخّ العبادة،وهو مفتاح الرحمة الإلهیّة،بل هو حیاة الروح والسلامة من وساوس الشیطان،والقرب من اللّه وبلوغ الآمال.

إنّ الدعاء لا یعین الإنسان علی الخلاص من بلایا الحیاة وآلامها وحسب،بل إنّ من شأنه أن یغیّر مصیر الحیاة ویَحول دون البلاءات المختلفة.

ومن خلال التأمّل فی الآیات والأحادیث التی بیّنت أهمیّة الدعاء فی حیاة الإنسان (1)،یتّضح أنّ من بین أکبر النعم التی مَنّ اللّه بها علی البشر،هو أنّه وضع تحت تصرّفهم مفتاح خزائن رحمته،وأذن لعباده بأن یدعوه وینهلوا من خزائن رحمته علی قدر استعدادهم،کما روی عن الإمام زین العابدین علیه السلام فی مناجاته للّه سبحانه،حیث یقول:

ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَینا جَرَیانُ ذِکرِکَ عَلی ألسِنَتِنا وإذنُکَ لَنا بِدُعائِکَ. (2)

وأعظم مِن نعمةِ الدعاء نعمةُ إجابته،حیث ضَمِنَها اللّه تعالی وقال:

اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ . (3)

ص:5


1- .راجع:نهج الدعاء:ص23 ( الفصل الأوّل:أهمّیة الدعاء).
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 151 نقلاً عن کتب بعض الأصحاب.
3- غافر:60.

مقدّمتان ینبغی التعرّف علیهما

اشارة

إنّ التمتّع الکامل بالنعمتین الکبریین:«الدعاء»و«إجابة الدعاء»،بحاجة إلی التعرّف علی مقدّمتین:

1.اُسلوب الدعاء

الأمر الأوّل الذی یجب أن یحظی بالاهتمام قبل الدعاء،هو التعرّف علی اسلوب الدعاء وکیفیة مناجاة اللّه سبحانه والطلب منه.

وإذا لم یعرف الداعی شروط إجابة الدعاء وموانعها والاُمور المتعلّقة بها،ولم یکن علی علم بآداب مناجاة اللّه تعالی،فلیس له أن یتوقّع استجابة دعائه.

ومن أجل تلبیة هذه الحاجة تمّ تألیف کتاب«نهج الدعاء» (1)بالاستناد إلی إرشادات القرآن وأحادیث أهل البیت علیهم السلام،وجُعل فی معرض الراغبین.

2.محتوی الدعاء
اشارة

للتعرّف علی نصوص الأدعیة ومحتواها دور مهّم أیضاً فی استغلال هذه النعمة الإلهیة الکبری،والمعرفة هی سبیل الوصول إلی هذه المقدّمة،وکلّما کانت معرفة الإنسان بربّه تعالی أکثر،وکانت معرفته بخزائن رحمته أوسع،فإنّ أدعیته ستتمتّع بالمزید من الغنی والکمال فی المحتوی.

ومن أجل بلوغ هذه المقدّمة،فإنّ من الواجب أیضاً الانتفاع بإرشادات أهل بیت الرسالة ووصایاهم،کما هو الحال بالنسبة إلی المقدّمة الاُولی؛ذلک لأنّهم یقفون علی قمّة المعرفة الإلهیة،ولذلک فإنّ أدعیتهم تتمتّع بعمق ومضمون لا یمکن تصوّرهما، ولذلک یَعتبر الإمامُ الخمینیُّ بعضَ أدعیة أهلِ البیت علیهم السلام معجزةً ودلیلاً علی أحقّیتهم، ویُسمّی أدعیةَ أهلِ البیت علیهم السلام ب«القرآن الصاعد»نقلاً عن استاذه فی العرفان.

ص:6


1- .راجع:نهج الدعاء،مؤسّسة الطباعة والنشر فی دار الحدیث 1386 ش.
القرآن الصاعد

یقول الإمام الخمینی رحمه الله فی کلمةٍ له علی أعتاب شهر رمضان المبارک (1)،ردّاً علی الأشخاص الذین لا یُعیرون أهمّیةً للدعاء،بسبب فهمهم الخاطئ والمنحرف:

هنالک انحرافات فی الفهم لدی البعض تزداد أحیاناً إلی حدٍّ کبیر،فهُم یتصوّرون أنّ علینا أن نلزم القرآن ونترک الدعاء.إنّهم لا یفهمون معنی الدعاء أصلاً،ولو لم یکن فی الأدعیة سوی المناجاة الشعبانیة لکانت کافیةً لإثبات أنّ أئمّتنا هم أئمّة حقّ.إنّ هذه الأدعیة وحسب تعبیر بعض مشایخنا (2):القرآن،هو القرآن النازل؛ حیث نزل من العلو،والدعاء یصعد من الأسفل إلی الأعلی،وهو القرآن الصاعد (3).

والمراد من«القرآن الصاعد»أنّ حقائق هذا الکتاب السماوی (القرآن) والتی جاءت فیه علی شکل رمز وإشارة،قد بیّنها أهل البیت علیهم السلام فی قالب الدعاء (4).

ولذلک،فإنّ من طرق معرفة عمق معارف أهل البیت علیهم السلام التأمّل فی الأدعیة التی صدرت عنهم؛ذلک لأنّهم عندما کانوا یتحدّثون مع الناس،فقد کانوا یأخذون بنظر الاعتبار مدی عقل الناس وفهمهم؛إلّاأنّهم کانوا یتحدّثون مع اللّه سبحانه فی أدعیتهم علی أساس عقلهم ومعرفتهم (5)هم أنفسهم.

وبناء علی ذلک،فإنّ الأدعیة التی وصلتنا عن أهل البیت علیهم السلام هی کنز من المعارف الإسلامیة لا بدیل له ولا ینضب،فضلاً عن أنّها تضع تحت تصرّف الداعی المحتوی

ص:7


1- .1359/4/21 الموافق للتاسع والعشرین من شعبان 1400،طهران،حسینیة جماران.
2- هو آیة اللّه محمّد علیّ الشاه آبادی،اُستاذ الإمام الخمینی رحمه الله فی العرفان.
3- صحیفة الإمام:ج 13 ص 32 (بتلخیص منّا).
4- راجع:صحیفة الإمام:ج 20 ص 409.
5- نقل المرحوم آیة اللّه الشیخ علی پناه الاشتهاردی بتاریخ 1376/11/26 ش الموافق للعشرین من ذی القعدة 1421ه،عن الإمام الخمینی رحمه الله قائلاً:«کان الإمام یقول کراراً فی درس الأخلاق:لا تمکن معرفة الأئمّة عن طریق أحادیثهم ومناظراتهم؛لأنّهم کانوا یأخذون فهم المخاطب وإدراکه بنظر الاعتبار،بل إنّ بإمکاننا معرفتهم من أدعیتهم ومناجاتهم للّه».

المناسب للطلب من اللّه سبحانه،ولذلک،فقد اختیر عنوان«کنز الدعاء»لهذه المجموعة.

کنز الدعاء فی نظرة خاطفة

إنّ کتابَ«کنز الدعاء»هو فی الحقیقةِ المکمّلُ لکتاب«نهج الدعاء»،ویعتبر من أوسع الآثار فی هذا المجال،حیث اشتمل علی الأدعیة القرآنیة وأدعیة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام،وقد رُتّبت-بنظام جدید یسهل معه تناولها-فی أربعین فصلاً:

الفصل الأوّل:أدعیة الأنبیاء العظام من آدم علیه السلام وحتّی خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله.

الفصل الثانی:نماذج من أدعیة أهل البیت علیهم السلام.

الفصل الثالث:أدعیة بعض الأبرار.

الفصل الرابع:بعض أدعیة الصالحین تحت عنوان«أفضل الأدعیة».

الفصل الخامس:أجمل المناجاة المأثورة عن أهل البیت علیهم السلام فی المجالات المختلفة تحت عنوان«أدعیة المناجاة».

الفصل السادس:أدعیة اللجوء إلی اللّه سبحانه من أنواع الشرور تحت عنوان «أدعیة الاستعاذة».

الفصل السابع:أدعیة الاستغفار وطلب العفو والمغفرة من اللّه سبحانه.

الفصل الثامن:أدعیة حول طلب خمسة وعشرین نوعاً من الحاجات تحت عنوان «دعوات لحوائج خاصّة».

الفصل التاسع:أدعیة لدفع الهموم والشدائد.

الفصل العاشر:أدعیة لمطلق الحوائج وطلبها من اللّه تعالی.

الفصل الحادی عشر:أدعیة الاستخارة. (1)

الفصل الثانی عشر:أدعیة الحالات الخاصّة التی تحدث للإنسان.

ص:8


1- .وقد طُرحت فی هذا الفصل-بعد تلک الأدعیة-کیفیّة الاستخارة بالسبحة والقرآن والرقاع؛إلّاأنّه یجب الالتفات إلی أنّ الاستخارة بالدعاء هی أفضل الاستخارات.

الفصل الثالث عشر:أدعیة الأکل والشرب.

الفصل الرابع عشر:أدعیة الزواج وما یتعلّق به.

الفصل الخامس عشر:أدعیة السفر والحالات المختلفة المتعلّقة به.

الفصل السادس عشر:أدعیة الوضوء.

الفصل السابع عشر:أدعیة الأذان والإقامة.

الفصل الثامن عشر:أدعیة الحالات المختلفة للصلاة.

الفصل التاسع عشر:الأدعیة التی وردت فی تعقیبات الصلاة.

الفصل العشرون:الأدعیة المتعلّقة بإحیاء اللیل ونافلة اللیل. (1)

الفصل الحادی والعشرون:أدعیة السجود.

الفصل الثانی والعشرون:أدعیة الصباح والمساء.

الفصل الثالث والعشرون:أدعیة ما قبل النوم وبعد الیقظة.

الفصل الرابع والعشرون:أدعیة أیّام الاُسبوع.

الفصل الخامس والعشرون:أدعیة شهر رمضان المبارک.

الفصل السادس والعشرون:أدعیة عیدی الفطر والأضحی.

الفصل السابع والعشرون:أدعیة شهر ذی الحجّة.

الفصل الثامن والعشرون:أدعیة الحجّ وما یتعلّق به.

الفصل التاسع والعشرون:أدعیة الشهور الاُخری.

الفصل الثلاثون:أدعیة عصر غیبة الإمام المهدیّ علیه السلام.

الفصل الحادی والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بتلاوة القرآن وحفظه.

الفصل الثانی والثلاثون:أدعیة الجهاد.

الفصل الثالث والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بالموت والانتقال إلی عالم البقاء.

الفصل الرابع والثلاثون:صلوات أهل البیت علیهم السلام والأدعیة المتعلّقة بها.

ص:9


1- .وقد أوردنا فیه الأحادیث الواردة حول فضیلة قیام اللیل وسیرة أهل البیت علیهم السلام فی هذا المجال.

الفصل الخامس والثلاثون:صلاة جعفر بن أبی طالب علیه السلام والدعاء المأثور فیها.

الفصل السادس والثلاثون:الأدعیة المأثورة للآخرین.

الفصل السابع والثلاثون:الأدعیة المأثورة علی الظالمین.

الفصل الثامن والثلاثون:أدعیة الفرج.

الفصل التاسع والثلاثون:الأدعیة السریعة الإجابة. (1)

الفصل الأربعون:الأدعیة التی وردت بصورة الشعر.

منهج البحث والتدوین فی الکتاب

إنّ منهجنا فی دراسة الأدعیة-بحثها،والتنقیب عنها،ونقلها،وتوثیقها فی هذه المجموعة-یستند إلی العناصر التالیة:

1.إنّ أهل بیت النبی علیهم السلام-واستناداً إلی حدیث«الثقلین»المعتبر والمتواتر-هم عِدل القرآن،وأکمل مفسّری حقائق هذا الکتاب السماوی،وکما سبقت الإشارة،فإنّ الأدعیة التی صدرت عنهم هی«القرآن الصاعد»،وإنّها مفعمة بالمعارف القرآنیة السامیة والعمیقة؛ولذلک فقد وُضعت الأدعیة المأثورة عنهم فی الکتاب الحاضر إلی جانب الأدعیة المأثورة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله.

2.سعینا قدر الإمکان أن نستخرج ونجمع کلّ الأدعیة المتعلّقة بکلّ موضوع من المصادر الرئیسة للشیعة وأهل السنّة بشکل مباشر،وأن نهیّئ أرضیة اختیار أکثرها توثیقاً وأقدمها عبر استخدام البرامج الکومبیوتریة.

کما أنّنا لم نعتمد شیئاً من الأدعیة غیر المسندة إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام (2)إلّا فی مواضع قلیلة للغایة توفّرت فیها قرینة صدورها عنهم علیهم السلام.

ص:10


1- .التی اشیر إلی سرعة إجابتها فی کتب الأدعیة.
2- نُسب إلی المعصومین علیهم السلام الکثیر من الأدعیة فی الکتب المسمّاة بالصحیفة الثانیة والثالثة والرابعة...وغیرهامن الکتب؛ولکنّنا اجتنبنا النقل منها لأنّنا لم نجد استناد هذه الأدعیة إلی المعصومین علیهم السلام فی المصادر الحدیثیة الأصلیة.

3.حاولنا تجنّب ذکر الأدعیة المکرّرة،إلّافی هذه المواضع:

أ إذا کانت هناک ملاحظة مهمّة کامنة فی اختلاف ألفاظها.

ب-إذا کان نصّ الدعاء قصیراً ومرتبطاً بموضوعین.

ج-فی المواضع التی کان فیها نصّ الدعاء مختلفاً فی نصوص الشیعة وأهل السنّة.

4.فی المواضع التی کانت فیها النصوص المرویّة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام متعدّدة،ذکر دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله فی المتن،ومصادر أدعیة الأئمّة الآخرین علیهم السلام فی الهوامش مع ذکر العنوان والمصدر،إلّاإذا کانت أدعیتهم تشتمل علی ملاحظة جدیدة،حیث ادرجت فی المتن.

5.اُدرجت أدعیة المعصومین فی کلّ موضوع بعد ذکر الآیات المتعلّقة بها،حسب التسلسل الزمنی (من رسول اللّه صلی الله علیه و آله وحتّی الإمام المهدی علیه السلام )،إلّاإذا اقتضی التناسب الموضوعی بین الأدعیة تسلسلاً آخر.

6.حذفنا من مجموعة کنز الدعاء فی الاختیار النهائی بعض الأدعیة الطویلة التی قد تکون مملّة بالنسبة إلی القارئ والتی تکرّرت مضامینها فی الأدعیة الاُخری، وکذلک الأدعیة التی لا تتمتّع بفصاحة وبلاغة کبیرتین والتی یعدّ احتمال صدورها عن أهل البیت علیهم السلام ضعیفاً،وکذلک بعض الأدعیة الواردة فی کتب أهل السنّة والتی لم تکن منسجمة مع أدعیة أهل بیت الرسالة (1).

7.لم نذکر فی بدایة کلّ دعاء سوی اسم النبیّ صلی الله علیه و آله أو الإمام الذی نقل الدعاء عنه، إلّا إذا نقل الراوی فعلهم،أو کان هنالک سؤال وجواب،أو ذکر الراوی کلاماً مّا فی نصّ الدعاء لا یمثّل کلام النبیّ صلی الله علیه و آله أو ذلک الإمام.

8.نظراً إلی تعدّد أسماء النبیّ صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام وألقابهم،فقد اخترنا اسماً واحداً لکلّ

ص:11


1- .جدیر ذکره أنّ فی نیّتنا إعداد برمجة کومبیوتریة لکلّ الأدعیة المأثورة،سواء أدعیة الشیعة،أم أدعیة أهل السنّة،وسواء اسندت إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام أم لم تسند.کما أنّنا عازمون إن شاء اللّه،وفی المستقبل القریب علی أن نقدّم فهارس موضوعیة لکلّ معارف الأدعیة فی تلک البرمجة نفسها.

منهم یذکر بشکل ثابت فی بدایات کلّ الأدعیة.

9.تمّ تنظیم مصادر الأدعیة فی الهوامش،حسب اعتبارها؛إلّاأنّنا لم نلتزم بهذا التسلسل أحیاناً بعد المصدر الأوّل،لأسباب لا تخفی علی الباحثین،ومن جملتها:

تجنّب التکرار،واختلاف المصادر أو الراوی أو الشخص الذی روی عنه.

10.سعینا لأن ننقل الأدعیة من المصادر الأصلیة بشکل مباشر،ثمّ أضفنا إلیها بیانات بحار الأنوار (فی أدعیة الشیعة)،وکنز العمّال ( فی أدعیة أهل السنّة) باعتبارهما المصدرین الرئیسین والجامعین لأحادیث الشیعة وأهل السنّة (1).وبالطبع فقد نقلنا الدعاء فی بعض الأحیان من المصادر التی تعدّ من مصادر الواسطة عندما لم نتمکّن من الوصول إلی المصادر الأصلیة.علی أنّها مواضع قلیلة.

11.بعد ذکر المصادر أحلنا-أحیاناً-إلی المصادر الاُخری،بذکر کلمة (راجع)؛ ذلک لاختلاف النصّ المحال إلیه عن النصّ المنقول؛إلّاأنّه مرتبط فی نفس الوقت بالنصّ الأصلی وموضوع البحث.وأمّا الإحالة إلی أبواب هذا الکتاب الاُخری،فقد کانت بسبب التناسب والاشتراک الموضوعی بین أدعیتها.

12.الملاحظة الأهمّ فی منهجنا هو أنّنا سعینا قدر الإمکان لتحقیق التأیید الباعث علی الاطمئنان من صدور أدعیة کلّ باب عن أهل البیت علیهم السلام،حیث تمّ ذلک من خلال الاستناد إلی القرائن العقلیة والنقلیة علی إحراز مضامین أدعیة هذا الکتاب.

ملاحظة مهمّة

من الآداب المهمّة لنقل الحدیث کیفیّة نسبته إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام.فقد روی الکلینی عن الإمام علیّ علیه السلام:

إذا حَدَّثتُم بِحَدیثٍ فَأَسنِدوهُ إلَی الَّذی حَدَّثَکُم؛فَإن کانَ حَقّاً فَلَکُم وإن کانَ کَذِباً فَعَلَیهِ. (2)

ص:12


1- .وإذا لم یوجد الدعاء فی بحار الأنوار وکنز العمّال،أضفنا بیانات وسائل الشیعة أو مستدرک الوسائل (فی أدعیةالشیعة)،والدرّ المنثور ( فی أدعیة أهل السنّة).
2- الکافی:ج 1 ص 52 ح 7، بحار الأنوار:ج 2 ص 161 ح 15.

وبناء علی ذلک فإنّنا ومن باب رعایة الاحتیاط نشدّد علی توصیة الأشخاص الذین یریدون نقل دعاء من هذا الکتاب أو الکتب الروائیة الاُخری،بأن لا ینسبوه بشکل مباشر إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام؛بل أن ینسبوا الدعاء إلیهم عن طریق المصدر الذی رواه.

وعلی سبیل المثال:فإنّ علیهم أن لا یقولوا:«قال النبیّ صلی الله علیه و آله کذا»أو«قال الإمام علیه السلام کذا»،بل علیهم أن یقولوا:«رُوی فی الکتاب الفلانی عن النبیّ صلی الله علیه و آله کذا...»أو أن یقولوا:«رُوی کذا عن النبیّ صلی الله علیه و آله».

شکر وتقدیر

اقدّم شکری الخالص إلی کلّ زملائی الأعزّاء والأفاضل الذین کان لهم دور فی نقد هذا الکنز من معارف أهل البیت علیهم السلام وتقییمه،تحقیقه،تنقیحه ونشره،خاصّة الفاضل المحترم الشیخ رسول افقی الذی أسهم فی إعداد هذه المجموعة،وأسأل اللّه سبحانه فی هذه اللیلة المفعمة بالبرکة،لیلة نزول القرآن ولیلة نزول الملائکة علی إمام العصر روحی فداه الأجر المضاعف والجدیر بفضله،لهم کلّهم.

«ربّنا تقبّل منّا إنّک أنت السمیع العلیم،یا مبدّل السیّئات بأضعافها من الحسنات! یا أرحم الراحمین!».

لیلة الثالث والعشرین من شهر رمضان المبارک 1433 ه

الموافق للحادی والعشرین من شهر مرداد 1391 ش.

محمّد الرَّیشهری

ص:13

ص:14

الفَصلُ الأوّلُ:دَعَواتُ الأَنبِیاءِ علیهم السلام

1/1دَعَواتُ آدَمَ(علیه السلام)

الکتاب

فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (2)

الحدیث

1.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ آدَمَ علیه السلام لَمّا أصابَ الخَطیئَةَ کانَت تَوبَتُهُ أن قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا غَفَرتَ لی»،فَغَفَرَهَا اللّهُ لَهُ. (3)

2.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا نَزَلَتِ الخَطیئَةُ بِآدَمَ واُخرِجَ مِنَ الجَنَّةِ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ادعُ رَبَّکَ،قالَ:حَبیبی جَبرَئیلُ ! ما أدعو؟قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ الخَمسَةِ الَّذینَ تُخرِجُهُم مِن صُلبی آخِرَ الزَّمانِ إلّاتُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».

ص:15


1- .البقرة:37.
2- الأعراف:23.
3- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 106 ح 28 [4] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

فَقالَ لَهُ آدَمُ علیه السلام:یا جَبرَئیلُ ! سَمِّهِم لی.قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ، وبِحَقِّ عَلِیٍّ وَصِیِّ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سِبطَی نَبِیِّکَ؛ إلّا تُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».

فَدَعا بِهِنَّ آدَمُ،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ.وذلِکَ قَولُ اللّهِ تَعالی: فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ ،وما مِن عَبدٍ مَکروبٍ یُخلِصُ النِّیَّةَ ویَدعو بِهِنَّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (1)

3.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا أهبَطَ اللّهُ آدَمَ إلَی الأَرضِ،قامَ وُجاهَ الکَعبَةِ فَصَلّی رَکعَتَینِ،فَأَلهَمَهُ اللّهُ هذَا الدُّعاءَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ سَریرَتی وعَلانِیَتی فَاقبَل مَعذِرَتی،وتَعلَمُ حاجَتی فَأَعطِنی سُؤلی، وتَعلَمُ ما فی نَفسی فَاغفِر لی ذَنبی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً یُباشِرُ قَلبی،ویَقیناً صادِقاً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورِضاً بِما قَسَمتَ لی.

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا آدَمُ ! إنّی قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،ولَن یَدعُوَنی أحَدٌ بِهذَا الدُّعاءِ إلّاغَفَرتُ لَهُ ذَنبَهُ،وکَفَیتُهُ المُهِمَّ مِن أمرِهِ،وزَجَرتُ عَنهُ الشَّیطانَ،وَاتَّجَرتُ لَهُ مِن وَراءِ کُلِّ تاجِرٍ،وأَقبَلَت إلَیهِ الدُّنیا راغِمَةً وإن لَم یُرِدها. (2)

4.الإمام الباقر علیه السلام: الکَلِماتُ الَّتی تَلَقّاهُنَّ آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ وهَدی قالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ خَیرُ الغافِرینَ.اللّهُمَّ إنَّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)

ص:16


1- .تفسیر فرات:ص 57 ح 16، المناقب للکوفی:ج 1 ص 547 ح 487 [2] نحوه وکلاهما عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 26 ص 333 ح 15.
2- المعجم الأوسط:ج 6 ص 117 ح 5974،تاریخ دمشق:ج 7 ص 432 ح 2040 نحوه وکلاهما عن عائشة،کنز العمّال:ج 5 ص 57 ح 12034.
3- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 41 ح 25، مهج الدعوات:ص 303 [5] وفیه صدره إلی«خیر الغافرین»،قصص ū الأنبیاء للراوندی:ص 53 ح 29 کلاهما نحوه وکلّها عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 11 ص 186 ح 37.

5.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ آدَمَ علیه السلام بَقِیَ عَلَی الصَّفا أربَعینَ صَباحاً ساجِداً یَبکی عَلَی الجَنَّةِ وعَلی خُروجِهِ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِ اللّهِ عز و جل،فَنَزَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ما لَکَ تَبکی؟فَقالَ:یا جَبرَئیلُ ما لی لا أبکی وقَد أخرَجَنِیَ اللّهُ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِهِ، وأَهبَطَنی إلَی الدُّنیا ! فَقالَ:یا آدَمُ تُب إلَیهِ...فَلَمّا صَلَّی العَصرَ أوقَفَهُ بِعَرَفاتٍ،وعَلَّمَهُ الکَلِماتِ الَّتی تَلَقّاها مِن رَبِّهِ وهِیَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی، فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ خَیرُ الغافِرینَ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)

6.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آدَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری لَمّا تَلَقّی مِن رَبِّهِ کَلِماتٍ،ولَعَلَّهُ علیه السلام دَعا بِها وهُوَ:

یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه،لا یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عُقوبَتِکَ إلَّاالتَّضَرُّعُ إلَیکَ،حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما حَرَمتَنی،وإن حَرَمتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ،یا ذَا العَرشِ الشّامِخِ المُنیفِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ الباذِخِ العَظیمِ،یا ذَا المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،یا إلهَ العالَمینَ، یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا مَنزولاً بِهِ کُلُّ حاجَةٍ،إن کُنتَ قَد رَضیتَ عَنّی فَازدَد عَنّی رِضاً مِنکَ،وقَرِّبنی مِنکَ زُلفی (2)،وإلّا تَکُن رَضیتَ عَنّی فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبِفَضلِکَ

ص:17


1- .تفسیر القمّی:ج 1 ص 44 عن أبان بن عثمان،الکافی:ج 8 ص 304 ح 472 [2] عن کثیر بن کلمة عن أحدهما علیه السلام نحوه ولیس فیه صدره،بحار الأنوار:ج 11 ص 178 ح 25.
2- الزُلفی:القُربَةُ والمَنزِلَةُ (الصحاح:ج 4 ص 1370« زلف»).

عَلَیهِم لَمّا رَضیتَ عَنّی،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَلَقّی آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ،فَقالَ:یا آدَمُ سَأَلتَنی بِمُحَمَّدٍ ولَم تَرَهُ؟فَقالَ:رَأَیتُ عَلی عَرشِکَ مَکتوباً:«لا إلهَ إلَّااللّهُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ».

فَقالَ راوِی الحَدیثِ:فَوَ اللّهِ ما دَعَوتُ بِهِنَّ فی سِرٍّ ولا عَلانِیَةٍ،فی شِدَّةٍ ولا رَخاءٍ، إلَّا استَجابَ اللّهُ لی. (1)

7.الکافی عن الفضل بن أبی قُرَّة عن الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ تَناسَخَهَا (2)الأَنبِیاءُ مِن آدَمَ علیه السلام حَتّی وَصَلنَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورَضِّنی بِما قَسَمتَ لی.

ورَواهُ بَعضُ أصحابِنا وزادَ فیهِ:

حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ،أصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)

8.الإمام الصادق علیه السلام: لَقَد طافَ آدَمُ علیه السلام بِالبَیتِ مِئَةَ عامٍ ما یَنظُرُ إلی حَوّاءَ،ولَقَد بَکی عَلَی الجَنَّةِ...ولَقَد قامَ عَلی بابِ الکَعبَةِ وثِیابُهُ جُلودُ الإِبِلِ وَالبَقَرِ،فَقالَ:

اللّهُمَّ أقِلنی عَثرَتی،وَاغفِر لی ذَنبی،وأَعِدنی إلَی الدَّارِ الَّتی أخرَجتَنی مِنها.

فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد أقَلتُکَ عَثرَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،وسَاُعیدُکَ إلَی الدّارِ الَّتی

ص:18


1- .مهج الدعوات:ص 303، بحار الأنوار:ج 95 ص 167 ح 22.
2- تَناسَخَها:تَتابَعها وتَداولَها (المصباح المنیر:ص 603«نسخ»).
3- الکافی:ج 2 ص 524 ح 10، بحار الأنوار:ج 86 ص 289 ح 51.

أخرَجتُکَ مِنها. (1)

9.عنه علیه السلام: لَمّا هُبِطَ بِآدَمَ إلَی الأَرضِ احتاجَ إلَی الطَّعامِ وَالشَّرابِ،فَشَکا ذلِکَ إلی جَبرَئیلَ علیه السلام،فَقالَ لَهُ جَبرَئیلُ:یا آدَمُ کُن حَرّاثاً،قالَ:فَعَلِّمنی دُعاءً قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اکفِنی مَؤونَةَ الدُّنیا وکُلَّ هَولٍ دونَ الجَنَّةِ،وأَلبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ. (2)

10.عنه علیه السلام -فی بَیانِ هُبوطِ آدَمَ علیه السلام وتَوبَتِهِ-لَمّا أرادَ اللّهُ عز و جل أن یَتوبَ عَلَیهِما،جاءَهُما جَبرَئیلُ فَقالَ لَهُما:إنَّکُما إنَّما ظَلَمتُما أنفُسَکُما...فَسَلا رَبَّکُما بِحَقِّ الأَسماءِ الَّتی رَأَیتُموها عَلی ساقِ العَرشِ حَتّی یَتوبَ عَلَیکُما.

فَقالا:«اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ بِحَقِّ الأَکرَمینَ عَلَیکَ:مُحَمَّدٍ و عَلِیٍّ و فاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام إلّاتُبتَ عَلَینا ورَحِمتَنا»،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِما إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)

11.الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:فَلَمّا زَلَّت مِن آدَمَ الخَطیئَةُ وَاعتَذَرَ إلی رَبِّهِ عز و جل،قالَ:یا رَبِّ،تُب عَلَیَّ،وَاقبَل مَعذِرَتی،وأَعِدنی إلی مَرتَبَتی،وَارفَع لَدَیکَ دَرَجَتی،فَلَقَد تَبَیَّنَ نَقصُ الخَطیئَةِ وذُلُّها فی أعضائی وسائِرِ بَدَنی.

قالَ اللّهُ تَعالی:یا آدَمُ ! أما تَذکُرُ أمری إیّاکَ أن تَدعُوَنی بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ عِندَ شَدائِدِکَ ودَواهیکَ وفِی النَّوازِلِ الَّتی تَبهَظُکَ (4)؟قالَ آدَمُ:یا رَبِّ بَلی.

قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ:فَتَوَسَّل بِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم خُصوصاً،فَادعُنی اجِبکَ إلی مُلتَمَسِکَ،وأَزدِکَ فَوقَ مُرادِکَ...

ص:19


1- .معانی الأخبار:ص 269 ح 1،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 48 ح 16 نحوه وکلاهما عن عبد الرحمن بن سیابة،بحار الأنوار:ج 11 ص 175 ح 21.
2- الکافی:ج 5 ص 260 ح 4 عن مسمع،بحار الأنوار:ج 11 ص 217 ح 31.
3- معانی الأخبار:ص 109 ح 1 عن المفضّل بن عمر،بحار الأنوار:ج 26 ص 322 ح 2.
4- بهظه الحمل:أثقله وعجز عنه.وهذا أمر باهظ:أی شاقّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 197«بهظ»).

فَعِندَ ذلِکَ قالَ آدَمُ:«اللّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ،بِجاهِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالطَّیِّبینَ مِن آلِهِم،لَمّا تَفَضَّلتَ عَلَیَّ بِقَبولِ تَوبَتی وغُفرانِ زَلَّتی، وإعادَتی مِن کَراماتِکَ إلی مَرتَبَتی».

فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وأَقبَلتُ بِرِضوانی عَلَیکَ،وصَرَفتُ آلائی ونَعمائی إلَیکَ،وأَعَدتُکَ إلی مَرتَبَتِکَ مِن کَراماتی،ووَفَّرتُ نَصیبَکَ مِن رَحَماتی.فَذلِکَ قَولُهُ عز و جل:

فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)

2/1دَعَواتُ إدریسَ(علیه السلام)

12.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إدریسَ علیه السلام (2)وَجَدناهُ عَنِ الحَسَنِ البَصرِیِّ قالَ:لَمّا بَعَثَ اللّهُ إدریسَ علیه السلام إلی قَومِهِ عَلَّمَهُ هذِهِ الأَسماءَ وأَوحی إلَیهِ أن قُلهُنَّ سِرّاً فی نَفسِکَ،ولا تُبدِهِنَّ لِلقَومِ،فَیَدعونی بِهِنَّ.قالَ:وبِهِنَّ دَعا فَرَفَعَهُ اللّهُ مَکاناً عَلِیّاً،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی موسی،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله،وبِهِنَّ دَعا فی غَزوَةِ الأَحزابِ...وهِیَ:

سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ ووارِثَهُ،یا إلهَ الآلِهَةِ،الرَّفیعَ جَلالُهُ،یا اللّهُ المَحمودُ فی کُلِّ فِعالِهِ،یا رَحمنَ کُلِّ شَیءٍ وراحِمَهُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ فی دَیمومِیَّةِ مُلکِهِ وبَقائِهِ،یا قَیّومُ فَلا شَیءَ یَفوتُ (3)عِلمَهُ ولا یَؤودُهُ (4)،یا واحِدُ الباقی أوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَهُ،یا دائِمُ بِلا فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلکِهِ،یا صَمَدُ مِن غَیرِ شَبیهٍ،ولا شَیءَ کَمِثلِهِ، یا بارِئُ فَلا شَیءَ کُفوُهُ ولا مَکانَ (5)لِوَصفِهِ،یا کَبیرُ أنتَ الَّذی لا تَهتَدِی القُلوبُ لِوَصفِ

ص:20


1- .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 225، بحار الأنوار:ج 11 ص 192 ح 47.
2- أوردنا فی دعوات شهر رمضان دعاءً منسوباً إلی إدریس علیه السلام یشبه هذا الدعاء مع زیادة کثیرة فی آخره (راجع:ج3 ص67«دعوات شهر اللّه/أدعیة الأسحار/دعاء إدریس علیه السلام»).
3- فاتنی کذا أی سَبَقَنی،وفُتُّهُ أنا (لسان العرب:ج 2 ص 69« فوت»).
4- یَؤودُهُ:یُثقِلهُ (لسان العرب:ج 3 ص 443«وأد»).
5- فی بحار الأنوار:« ولا إمکانَ لوصفه».

عَظَمَتِهِ،یا بارِئَ النُّفوسِ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَیرِهِ،یا زاکِی الطّاهِرُ مِن کُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ، یا کافِی الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطایا فَضلِهِ،یا نَقِیُّ مِن کُلِّ جَورٍ لَم یَرضَهُ ولَم یُخالِطهُ فِعالُهُ،یا حَنّانُ أنتَ الَّذی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُهُ،یا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ.

یا دَیّانَ العِبادِ کُلٌّ یَقومُ خاضِعاً لِرَهبَتِهِ،یا خالِقَ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وکُلٌّ إلَیهِ مَعادُهُ،یا رَحیمَ کُلِّ صَریخٍ ومَکروبٍ و غِیاثَهُ ومَعاذَهُ،یا تامُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ کُنهَ جَلالِهِ ومُلکِهِ وعِزِّهِ،یا مُبدِعَ البَدائِعِ لَم یَبغِ فی إنشائِها عَوناً مِن خَلقِهِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ فَلا یَؤودُهُ شَیءٌ مِن حِفظِهِ،یا حَلیمُ ذَا الأَناةِ فَلا یَعدِلُهُ شَیءٌ مِن خَلقِهِ،یا مُعیدُ ما أفناهُ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ.

یا حَمیدَ الفِعالِ ذَا المَنِّ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ،یا عَزیزُ المَنیعُ الغالِبُ عَلی أمرِهِ فَلا شَیءَ یُعادِلُهُ،یا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّدیدِ أنتَ الَّذی لا یُطاقُ انتِقامُهُ،یا قَریبُ المُتَعالی فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ بِقَهرِ عَزیزِ سُلطانِهِ،یا نورَ کُلِّ شَیءٍ وهُداهُ،أنتَ الَّذی فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ.

یا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن کُلِّ سوءٍ فَلا شَیءَ یُعازُّهُ (1)مِن خَلقِهِ،یا عالِی الشّامِخُ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُبدِئَ البَدایا ومُعیدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ،یا جَلیلُ المُتَکَبِّرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ،فَالعَدلُ أمرُهُ،وَالصِّدقُ [قَولُهُ و] (2)وَعدُهُ،یا مَحمودُ فَلا تَستَطیعُ الأَوهامُ کُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ،یا کَریمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذی مَلَأَ کُلَّ شَیءٍ عَدلُهُ،یا عَظیمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وذَا العِزِّ وَالمَجدِ وَالکِبرِیاءِ فَلا یَذِلُّ عِزُّهُ،یا عَجیبُ (3)فَلا تَنطِقُ الأَلسِنَةُ بِکُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ.

ص:21


1- .فی بحار الأنوار:« یُعادِلُهُ».
2- أثبتناه من بحار الأنوار.
3- فی بحار الأنوار:« یا مُجیبُ».

یا غِیاثی عِندَ کُلِّ کُربَةٍ،ویا مُجیبی عِندَ کُلِّ دَعوَةٍ (1)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ یا رَبِّ الصَّلاةَ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَماناً مِن عُقوباتِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أن تَحبِسَ عَنّی أبصارَ الظَّلَمَةِ المُریدینَ بِیَ السّوءَ،وأَن تَصرِفَ قُلوبَهُم عَن شَرِّ ما یُضمِرونَ إلی خَیرِ ما لا یَملِکُهُ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ هذَا الدُّعاءُ ومِنکَ الإِجابَةُ،وهذَا الجُهدُ وعَلَیکَ التُّکلانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (2)

13.تاریخ دمشق عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ إدریسُ النَّبِیُّ علیه السلام یَدعو بِدَعوَةٍ کانَ یَأمُرُ ألّا یُعَلِّموهَا السُّفَهاءَ فَیَدعونَ بِها،فَکانَ یَقولُ:

یا ذَا الجَلالِ واَلإِکرامِ،یا ذَا الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ ظَهرُ اللّاجِئینَ،وجارُ المُستَجیرینَ،وأَنیسُ الخائِفینَ،إنّی أسأَ لُکَ إن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ شَقِیّاً أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ شَقاوَتی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً،وإن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ مَحروماً مُقتَراً عَلَیَّ فی رِزقی،أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ حِرمانی وإقتارَ رِزقی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً مُوَفَّقاً لِلخَیرِ کُلِّهِ. (3)

3/1دَعَواتُ نوحٍ(علیه السلام)

الکتاب

وَ نادی نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَکَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْکَمُ الْحاکِمِینَ * قالَ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ أَنْ أَسْئَلَکَ ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَ إِلاّ تَغْفِرْ لِی وَ تَرْحَمْنِی أَکُنْ مِنَ

ص:22


1- .زاد هنا فی بحار الأنوار:« ومَعاذی عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ».
2- مهج الدعوات:ص 304، بحار الأنوار:ج 95 ص 168 ح 22.
3- تاریخ دمشق:ج 34 ص 385،کنز العمّال:ج 2 ص 689 ح 5090.

اَلْخاسِرِینَ . (1)

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُکْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْنِی فِی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ عَلَی الْفُلْکِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی نَجّانا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ * إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ وَ إِنْ کُنّا لَمُبْتَلِینَ . (2)

قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِی کَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِی وَ مَنْ مَعِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ * فَأَنْجَیْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِینَ . (3)

قالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوْتُ قَوْمِی لَیْلاً وَ نَهاراً * فَلَمْ یَزِدْهُمْ دُعائِی إِلاّ فِراراً * وَ إِنِّی کُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِی آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِیابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَکْبَرُوا اسْتِکْباراً * ثُمَّ إِنِّی دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنِّی أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً * وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً * أَ لَمْ تَرَوْا کَیْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً * وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً * وَ اللّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً * ثُمَّ یُعِیدُکُمْ فِیها وَ یُخْرِجُکُمْ إِخْراجاً * وَ اللّهُ جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ بِساطاً * لِتَسْلُکُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً * قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِی وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ یَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلاّ خَساراً * وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبّاراً *وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً * وَ قَدْ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ ضَلالاً * مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْصاراً * وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً * رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (4)

ص:23


1- .هود:45-47.
2- المؤمنون:26-30.
3- الشعراء:117-120.
4- نوح:5-28.

کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ * فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ * وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً فَالْتَقَی الْماءُ عَلی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ * تَجْرِی بِأَعْیُنِنا جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ . (1)

وَ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ وَ جَعَلْناهُ هُدیً لِبَنِی إِسْرائِیلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَکِیلاً * ذُرِّیَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً . (2)

الحدیث

14.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً لَمّا رَکِبَ فِی السَّفینَةِ وخافَ الغَرَقَ،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنَ الغَرَقِ»،فَنَجّاهُ اللّهُ عز و جل مِنهُ. (3)

15.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً علیه السلام لَم یَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّاقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذاقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی مَنفَعَتَهُ فی جَسَدی،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ. (4)

16.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ نوحٌ إذا أمسی وأَصبَحَ یَقولُ:«أمسَیتُ أشهَدُ أنَّهُ ما أمسی بی مِن نِعمَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّها مِنَ اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ الحَمدُ عَلَیَّ بِها کَثیراً وَالشَّکرُ کَثیراً»،فَأَنزَلَ اللّهُ: إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً ،فَهذا کانَ شُکرُهُ. (5)

17.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ نوحٍ علیه السلام،وَجَدتُ فِی الجُزءِ الرّابِعِ مِن کِتابِ دَفعِ الهُمومِ وَالأَحزانِ،تَألیفِ أحمَدَ بنِ داوودَ النُّعمانِیِّ قالَ:

ص:24


1- .القمر:9-14.
2- الإسراء:2 و 3.
3- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 106 ح 28، [4]جامع الأخبار:ص 45 ح 48 [5] کلّها عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.
4- الشکر لابن أبی الدنیا:ص 62 ح 127،فضیلة الشکر للّه:ص 40،شعب الإیمان:ج 4 ص 113 ح 4469، تاریخ دمشق:ج 62 ص 272 ح 12810 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 9 ص 359 ح 26452؛بحار الأنوار:ج 80 ص 189 ح 45 [9] نقلاً عن خط الشهید نحوه.
5- تفسیر القمّی:ج 2 ص 14، تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 280 ح 18 [11] نحوه وکلاهما عن جابر،بحار الأنوار:ج 86 ص 248 ح 8.

ولَمّا نَظَرَ نوحٌ علیه السلام إلی هَولِ الماءِ وَالأَمواجِ دَخَلَهُ الرُّعبُ،فَأَوحَی اللّهُ جَلَّ وعَزَّ إلَیهِ:

قُل:لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفَ مَرَّةٍ ا نَجِّکَ،قالَ:فَدَخَلَتِ الرّیحُ فِی الشِّراعِ،فَقالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفاً ألفاً»،فَنَجّاهُ اللّهُ بِما قالَها. (1)

راجع:ص 245 ح 303 و ج 2 ص 378 ح 1666.

4/1دَعَواتُ هودٍ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ (2). (3)

الحدیث

18 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله دَخَلَ المَسجِدَ فَرَأی رَجُلاً ساجِداً وهُوَ یَقولُ:

ما عَلَیکَ یا رَبِّ لَو أرضَیتَ کُلَّ مَن لَهُ قِبَلی تَبِعَةٌ،وغَفَرتَ لی ما بَینی وبَینَکَ وأَدخَلتَنِی الجَنَّةَ،فَإِنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ.

فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِرفَع رَأسَکَ فَقَدِ استَجابَ اللّهُ لَکَ،فَهذِهِ دَعوَةٌ ما دَعا بِها عَبدٌ مُؤمِنٌ إلَّااستَجابَ اللّهُ تَعالی لَهُ،وهِیَ دَعوَةُ أخی هودٍ علیه السلام. (4)

5/1دَعَواتُ إبراهیمَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ أَعْتَزِلُکُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّی عَسی أَلاّ أَکُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیًّا . (5)

ص:25


1- .مهج الدعوات:ص 304، بحار الأنوار:ج 95 ص 167 ح 22.
2- وقیل هذه الآیة هی دعوة صالح علیه السلام.
3- المؤمنون:39-41.
4- المصباح للکفعمی:ص 398.
5- مریم:48.

وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظّالِمِینَ . (1)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیاً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ . (2)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ * وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وَ أَرِنا مَناسِکَنا وَ تُبْ عَلَیْنا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ * رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ * رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ * رَبَّنا إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی وَ ما نُعْلِنُ وَ ما یَخْفی عَلَی اللّهِ مِنْ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ * اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْکِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ . (4)

رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ * وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ * وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ کانَ مِنَ الضّالِّینَ * وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ * یَوْمَ لا یَنْفَعُ

ص:26


1- .البقرة:124.
2- البقرة:260.
3- البقرة:126-129.
4- إبراهیم:35-41.

مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ * وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ * وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ * وَ قِیلَ لَهُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . (1)

رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصّالِحِینَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ . (2)

قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْراهِیمَ وَ الَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَآؤُا مِنْکُمْ وَ مِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ کَفَرْنا بِکُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّی تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَ ما أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)

الحدیث

19.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -عَن جَبرَئیلَ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-:قالَ:لَمّا أخَذَ نُمرودُ إبراهیمَ علیه السلام لِیُلقِیَهُ فِی النّارِ،قُلتُ:یا رَبِّ،عَبدُکَ وخَلیلُکَ لَیسَ فی أرضِکَ أحَدٌ یَعبُدُکَ غَیرُهُ ! قالَ اللّهُ تَعالی:هُوَ عَبدی آخُذُهُ إذا شِئتُ.

ولَمّا القِیَ إبراهیمُ علیه السلام فِی النّارِ تَلَقّاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فِی الهَواءِ وهُوَ یَهوی إلَی النّارِ، فَقالَ:یا إبراهیمُ،ألَکَ حاجَةٌ؟فَقالَ:أمّا إلَیکَ فَلا ! وقالَ:«یا اللّهُ،یا واحِدُ،یا أحَدُ،یا صَمَدُ،ویا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،نَجِّنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ»، فَأَوحَی اللّهُ إلَی النّارِ: کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (4). (5)

20.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا القِیَ فِی النّارِ قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنها»،فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً. (6)

ص:27


1- .الشعراء:83-92.
2- الصافّات:100 و 101.
3- الممتحنة:4 و 5.
4- الأنبیاء:69.
5- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 104 ح 97 عن أبان بن عثمان عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،تفسیر القمّی:ج 2 ص 72 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 12 ص 39 ح 24.
6- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 107 ح 28 [9] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [10] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

21.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ،قالَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ فِی السَّماءِ واحِدٌ،وأَ نَا فِی الأَرضِ واحِدٌ أعبُدُکَ. (1)

22.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ دُعاءَ ابراهیمَ علیه السلام یَومَئِذٍ کانَ:«یا أحَدُ،یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ»،ثُمَّ قالَ:«تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ»،فَقالَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:

کُفیتَ. (2)

23.الإمام الرضا علیه السلام: لَمّا رُمِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ دَعَا اللّهَ بِحَقِّنا،فَجَعَلَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً. (3)

24.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إبراهیمَ علیه السلام وقَد قَدَّمنا بِهِ رِوایَةً عِندَ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ،ورَأَیتُ رِوایَةً اخری فی دُعاءِ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا دُحِیَ (4)بِهِ إلَی النّارِ فَنَجّاهُ اللّهُ بِهِ، وذَکَرَ رُواتُهُ أنَّهُ مِنَ السَّرائِرِ العَظیمَةِ،وَالقَدرِ الکَبیرِ عِندَ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالی،فَقالَ:ما هذا لَفظُهُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ المَرهوبُ یَرهَبُ مِنکَ جَمیعُ خَلقِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ الرَّفیعُ عَرشُکَ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتِکَ،وأَنتَ المُظِلُّ عَلی کُلِّ شَیءٍ لا یُظِلُّ شَیءٌ عَلَیکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ أعظَمُ مِن کُلِّ شَیءٍ فَلا یَصِلُ أحَدٌ عَظَمَتَکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا نورَ النّورِ قَدِ استَضاءَ بِنورِکَ أهلُ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ تَعالَیتَ أن یَکونَ لَکَ شَریکٌ،وتَکَبَّرتَ أن یَکونَ لَکَ ضِدٌّ،

ص:28


1- .تاریخ بغداد:ج 10 ص 346 الرقم 5485، تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 345، [2]حلیة الأولیاء:ج 1 ص 19، [3]البدایة والنهایة:ج 1 ص 146 [4] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمال:ج 11 ص 484 ح 32286.
2- الکافی:ج 8 ص 369 ح 559، قصص الأنبیاء للراوندی:ص 105 ح 98 [6] عن محمّد بن مروان،بحار الأنوار:ج 95 ص 189 ح 15.
3- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 106 ح 99 عن الحسن بن فضّال،بحار الأنوار:ج 12 ص 40 ح 27.
4- الدَحو:الرمی بِقَهر (مجمع البحرین:ج 1 ص 580«دحا»).

یا نورَ النّورِ،یا نورَ کُلِّ نورٍ،لا خامِدَ لِنورِکَ،یا مَلیکَ کُلِّ مَلیکٍ تَبقی ویَفنی غَیرُکَ، یا نورَ النّورِ،یا مَن مَلَأَ أرکانَ السَّماواتِ وَالأَرضِ بِعَظَمَتِهِ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا هُوَ یا هُوَ یا مَن لَیسَ کَهُوَ [إلّا هُوَ] (1)،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ أغِثنی أغِثنِی السّاعَةَ السّاعَةَ،یا مَن أمرُهُ کَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ،یا آهِیّاً شَراهِیّاً آذونی أصباؤُثَ آلِ شَدایَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه، یا غایَةَ رَغبَتاهُ ومُنتَهاهُ.

فَلَمّا دَعا إبراهیمُ علیه السلام عَجِبَتِ (2)الأَملاکُ مِن صَوتِهِ،وإذَا النِّداءُ مِنَ العَلِیِّ الأَعلی:

یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ ،فَخَمَدَت أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَینٍ. (3)

راجع:ص 315 ح 364.

6/1دَعَواتُ لوطٍ(علیه السلام)

رَبِّ نَجِّنِی وَ أَهْلِی مِمّا یَعْمَلُونَ * فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِینَ * إِلاّ عَجُوزاً فِی الْغابِرِینَ . (4)

أَ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نادِیکُمُ الْمُنْکَرَ فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللّهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصّادِقِینَ * قالَ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ . (5)

7/1دَعَواتُ یَعقوبَ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . (6)

ص:29


1- .أثبتناه من بحار الأنوار.
2- فی بحار الأنوار:« عَجَّت».
3- مهج الدعوات:ص 306، بحار الأنوار:ج 95 ص 169 ذیل ح 22.
4- الشعراء:169-171.
5- العنکبوت:29 و 30.
6- یوسف:86.

فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلی وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (1)

الحدیث

25.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ یَعقوبَ علیه السلام کانَ اشتَدَّ بِهِ الحُزنُ ورَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ،و قالَ:«یا حَسَنَ الصُّحبَةِ،یا کَریمَ المَعونَةِ،یا خَیراً کُلُّهُ،ائتِنی بِرَوحٍ (2)مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ»، فَهَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دَعَواتٍ یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِها بَصَرَکَ ووَلَدَیکَ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:

«یا مَن لا یَعلَمُ أحَدٌ کَیفَ هُوَ وحَیثُ هُوَ وقُدرَتَهُ إلّاهُوَ،یا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ، وکَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ،ائتِنی بِرَوحٍ مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ».

قالَ:فَمَا انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ،حَتّی اتِیَ بِالقَمیصِ فَطُرِحَ عَلَیهِ،ورَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ ووَلَدَهُ. (3)

26.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ لِیَعقوبَ علیه السلام أخٌ مُؤاخٍ،فَقالَ لَهُ:یا یَعقوبُ،مَا الَّذی أذهَبَ بَصَرَکَ، وقَوَّسَ ظَهرَکَ؟

قالَ:أمَّا الَّذی أذهَبَ بَصَری فَالبُکاءُ عَلی یوسُفَ،وأَمَّا الَّذی قَوَّسَ ظَهری فَالحُزنُ عَلی بِنیامینَ.

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا یَعقوبُ،أما تَستَحی تَشکونی إلی غَیری؟!

ص:30


1- .یوسف:96-98.
2- رَوح اللّه:رحمته بعباده (النهایة:ج 2 ص 272« روح»).
3- الدعوات:ص 52 ح 134،تفسیر القمّی:ج 1 ص 352 عن سدیر،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 195 ح 78 [4] عن مقرن عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 195 ذیل ح 29.

فَقالَ: إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ ،ثُمَّ قالَ:

یا رَبِّ ارحَمِ الشَّیخَ الکَبیرَ،أذهَبتَ بَصَری،وقَوَّستَ ظَهری،اُردُد عَلَیَّ رَیحانَتی یوسُفَ أشُمُّهُ،ثُمَّ افعَل بی ما أرَدتَ.

فَأَتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ یُقرِئُکَ السَّلامَ ویَقولُ:أبشِر وَلیَفرَح قَلبُکَ،فَوَعِزَّتی لَو کانَ مَیتاً نَشَرتُهُ لَکَ. (1)

27.الأمالی للصدوق عن ابن عبّاس: هَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلی یَعقوبَ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِهِ بَصَرَکَ،ویَرُدُّ عَلَیکَ ابنَیکَ؟قالَ:بَلی،قالَ:قُل ما قالَهُ أبوکَ آدَمُ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ،وما قالَهُ نوحٌ فَاستَوَت بِهِ سَفینَتُهُ عَلَی الجودِیِّ (2)و نَجا مِنَ الغَرَقِ،وما قالَهُ أبوکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ حینَ القِیَ فِی النّارِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً.

فَقالَ یَعقوبُ علیه السلام:وما ذاکَ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:قُل:«یا رَبِّ ! أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،أن تَأتِیَنی بِیوسُفَ وَابنِ یامینَ جَمیعاً،وتَرُدَّ عَلَیَّ عَینَیَّ».

فَمَا استَتَمَّ یَعقوبُ علیه السلام هذَا الدُّعاءَ،حَتّی جاءَ البَشیرُ فَأَلقی قَمیصَ یوسُفَ عَلَیهِ فَارتَدَّ بَصیراً،فَقالَ لَهُم: أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (3)

28.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّ مَلَکَ المَوتِ علیه السلام عَلَّمَهُ [یَعقوبَ] علیه السلام هذَا الدُّعاءَ فَدَعا بِهِ

ص:31


1- .الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 53 ح 43،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 379 ح 3328،المعجم الأوسط:ج 6 ص 171 ح 6105،شُعَب الإیمان:ج 3 ص 230 ح 3403 کلّها نحوه،تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 330 [2] وفیه صدره إلی«وحزنی إلی اللّه»وکلّها عن أنس.
2- الجودیُّ:هوَ جَبَلٌ مُطِلٌّ علی جَزیرة ابن عمر فی الجانب الشرقی من دجلة من أعمال الموصل (معجم البلدان:ج 2 ص 179).
3- الأمالی للصدوق:ص 323 ح 375، بحار الأنوار:ج 12 ص 260 ح 23.

فَلَم یَطلُعِ الفَجرُ حَتّی اتِیَ بِقَمیصِ یوسُفَ علیه السلام وهُوَ:

یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً ولا یُحصیهِ غَیرُهُ،یا کَثیرَ الخَیرِ،یا قَدیمَ الإِحسانِ،یا دائِمَ المَعروفِ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،یا مَن هُوَ بِالخَیرِ مَوصوفٌ اکفِنا شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ. (1)

29.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ آخَرُ لِیَعقوبَ علیه السلام دَعا بِهِ لِوُلدِهِ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِم وهُوَ:

یا رَجاءَ المُؤمِنینَ لا تَقطَع رَجائی،یا غِیاثَ المُؤمِنینَ أغِثنی،یا مانِعَ المُؤمِنینَ امنَعنی،یا مُجیبَ (یا مُحِبَّ خ ل) التَّوّابینَ تُب عَلَینا. (2)

30.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یَعقوبَ علیه السلام لَمّا رَدَّ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ عَلَیهِ یوسُفَ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن خَلَقَ الخَلقَ بِغَیرِ مِثالٍ،ویا مَن بَسَطَ الأَرضَ بِغَیرِ أعوانٍ،ویا مَن دَبَّرَ الاُمورَ بِغَیرِ وَزیرٍ،ویا مَن یَرزُقُ الخَلقَ بِغَیرِ مُشیرٍ،ویا مَن یُخَرِّبُ الدُّنیا بِغَیرِ استیمارٍ.

ثُمَّ تَدعو بِما شِئتَ تُستَجابُ. (3)

8/1دَعَواتُ یوسُفَ(علیه السلام)

الکتاب

قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ وَ إِلاّ تَصْرِفْ عَنِّی کَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَ أَکُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ * فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ کَیْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (4)

رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی

ص:32


1- .المصباح للکفعمی:ص 394.
2- المصباح للکفعمی:ص 394، المجتنی:ص 63.
3- مهج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
4- یوسف:33 و 34.

اَلدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (1)

الحدیث

31.الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ،فَقالَ لَهُ:یا یوسُفُ، قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ [ فَریضَةٍ ] (2):

اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (3)

32.الکافی عن مسمع عن الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا طَرَحَ إخوَةُ یوسُفَ یوسُفَ فِی الجُبِّ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیهِ فَقالَ:یا غُلامُ،ما تَصنَعُ هاهُنا؟فَقالَ:إنَّ إخوَتی ألقَونی فِی الجُبِّ،قالَ:فَتُحِبُّ أن تَخرُجَ مِنهُ؟قالَ:ذاکَ إلَی اللّهِ عز و جل،إن شاءَ أخرَجَنی.قالَ:فَقالَ لَهُ:إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ لَکَ:اُدعُنی بِهذَا الدُّعاءِ حَتّی اخرِجَکَ مِنَ الجُبِّ.فَقالَ لَهُ:ومَا الدُّعاءُ؟فَقالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِمّا أنَا فیهِ فَرَجاً ومَخرَجاً.

قالَ:ثُمَّ کانَ مِن قِصَّتِهِ ما ذَکَرَ اللّهُ فی کِتابِهِ. (4)

ص:33


1- .یوسف:101.
2- لیس ما بین المعقوفین فی المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.وفی الأمالی للصدوق:«مفروضة»بدل«فریضة».
3- الکافی:ج 2 ص 549 ح 7 عن سیف بن عمیرة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 324 ح 950،الأمالی للصدوق:ص 672 ح 902 [3]عن أبی سیّار،تفسیر العیاشی:ج 2 ص 176 ح 22، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 33 ح 2073، [5]بحار الأنوار:ج 95 ص 185 ح 3.
4- الکافی:ج 2 ص 556 ح 4،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 170 ح 6، مهج الدعوات:ص 307،فلاح السائل:ص 344 ح 230 عن ابن سنان،تفسیر القمّی:ج 1 ص 354 [8] عن ابن سیّارة وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 189 ح 16.

33.تفسیر العیاشی عن إسحاق بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ:یَابنَ یَعقوبَ ما أسکَنَکَ مَعَ الخَطّائینَ؟قالَ:جُرمی.قالَ:فَاعتَرَفَ بِجُرمِهِ فَاُخرِجَ،فَاعتَرَفَ بِمَجلِسِهِ مِنها مَجلِسَ الرَّجُلِ مِن أهلِهِ،فَقالَ لَهُ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا عِصمَةَ المُضطَرِّ الضَّریرِ،یا قاصِمَ کُلِّ جَبّارٍ مُبیرٍ (1)،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً وتَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

قالَ:فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ المَلِکُ فَخَلّی سَبیلَهُ،وذلِکَ قَولُهُ: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ (2). (3)

34.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ یوسُفُ فِی الجُبِّ،أتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا غُلامُ مَن ألقاکَ فی هذَا الجُبِّ؟قالَ:إخوَتی،قالَ:ولِمَ؟قالَ:لِمَوَدَّةِ أبی إیّایَ حَسَدونی.قالَ:تُریدُ الخُروجَ مِن هاهُنا؟قالَ:ذاکَ إلی إلهِ یَعقوبَ.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تَغفِرَ لی ذَنبی وتَرحَمَنی،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً، وأَن تَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

فَقالَها،فَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن أمرِهِ فَرَجاً ومَخرَجاً،ورَزَقَهُ مُلکَ مِصرَ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ألِظّوا (4)بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ فَإِنَّهُنَّ دُعاءُ المُصطَفَینَ الأَخیارِ. (5)

ص:34


1- .عَنیدٍ (خ.ل).ومُبیر:أی مُهلِک یُسرف فی إهلاک الناس (النهایة:ج 1 ص 161« بور»).
2- یوسف:100.
3- تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 198 ح 88، بحار الأنوار:ج 12 ص 319 ح 147.
4- أ لَظَّ:دامَ وألحّ (لسان العرب:ج 7 ص 460«لظظ»).
5- الدرّ المنثور:ج 4 ص 511 نقلاً عن ابن مردویه عن ابن عمر.

35.الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن دُعاءِ یوسُفَ علیه السلام ما کانَ؟ فَقالَ:إنَّ دُعاءَ یوسُفَ علیه السلام کانَ کَثیراً،لکِن لَمَّا اشتَدَّ عَلَیهِ الحَبسُ خَرَّ للّهِ ِ ساجِداً وقالَ:

اللّهُمَّ إن کانَتِ الذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً،فَأَنَا أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.

قالَ:ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقالَ:صَلَّی اللّهُ عَلی یَعقوبَ وعَلی یوسُفَ،وأَ نَا أقولُ:

اللّهُمَّ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ صلی الله علیه و آله. (1)

36.الأمالی للصدوق عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام:ما کانَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ،فَإِنّا قَدِ اختَلَفنا فیهِ؟فَقالَ:إنَّ یوسُفَ علیه السلام لَمّا صارَ فِی الجُبِّ وأَیِسَ مِنَ الحَیاةِ،قالَ:«اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ،فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً ولَن تَستَجیبَ لی دَعوَةً،فَإِنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَارحَم ضَعفَهُ وَاجمَع بَینی وبَینَهُ،فَقَد عَلِمتَ رِقَّتَهُ عَلَیَّ وشَوقی إلَیهِ».

ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السلام ثُمَّ قالَ:وأَ نَا أقولُ:

اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً، فَإِنّی أسأَ لُکَ بِکَ فَلَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قولوا هذا وأَکثِروا مِنهُ،فَإِنّی کَثیراً ما أقولُهُ عِندَ الکُرَبِ العِظامِ. (2)

37.فلاح السائل عن ابن خارجة: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام تَغَیُّرَ حالی،فَقالَ لی:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ یوسُفَ؟فَقُلتُ:وما دُعاءُ یوسُفَ؟فَقالَ:کانَ یَقولُ:

ص:35


1- .الأمالی للطوسی:ص 414 ح 930، فلاح السائل:ص 342 ح 228، [2]بحار الأنوار:ج 12 ص 268 ح 39.
2- الأمالی للصدوق:ص 488 ح 662، روضة الواعظین:ص 359، [5]بحار الأنوار:ج 95 ص 184 ح 2.

سَکَنَ (1)جِسمی مِنَ البَلوی،وسَبَقَنی لِسانی بِالخَطیئَةِ،فَإِن یَکُن وَجهی خَلُقَ عِندَکَ، وحَجَبَتِ الذُّنوبُ صَوتی عَنکَ،فَإِنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.

قالَ:قُلتُ:فَإِنَّ یوسُفَ یَقولُ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَما أقولُ أنَا؟قالَ:تَقولُ:بِوَجهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ. (2)

38.قصص الأنبیاء للراوندی عن هشام بن سالم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما بَلَغَ مِن حُزنِ یَعقوبَ عَلی یوسُفَ؟قالَ:حُزنُ سَبعینَ ثَکلی،قالَ:ولَمّا کانَ یوسُفُ علیه السلام فِی السِّجنِ دَخَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالَی ابتَلاکَ وَابتَلی أباکَ،وإنَّ اللّهَ یُنَجّیکَ مِن هذَا السِّجنِ،فَاسأَلِ اللّهَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،أن یُخَلِّصَکَ مِمّا أنتَ فیهِ،فَقالَ یوسُفُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،إلّاعَجَّلتَ فَرَجی وأَرَحتَنی مِمّا أنَا فیهِ. (3)

39.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن أبی سعید مؤذّن الطائف: إنَّ جِبریلَ أتی یوسُفَ علیه السلام فَقالَ:یا یوسُفُ،اشتَدَّ عَلَیکَ الحَبسُ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اجعَل لی فی کُلِّ ما أهَمَّنی وکَرَبَنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی فَرَجاً ومَخرَجاً، وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،وَاغفِر لی ذُنوبی،وثَبِّت رَجاکَ فی قَلبی،وَاقطَعهُ عَمَّن سِواکَ،حَتّی لا أرجُوَ أحَداً غَیرَکَ. (4)

40.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن محمود بن عمر عن رجل من أهل الکوفة: إنَّ جِبریلَ دَخَلَ عَلی یوسُفَ السِّجنَ،فَقالَ:یا طَبیبُ،ما أدخَلَکَ عَلَیَّ هاهُنا؟قالَ:أنتَ أدخَلتَنی ! قالَ:قُل:

ص:36


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الحدیث:أقول:وقد رویت فی لفظ دعاء یوسف علیه السلام فی الحبس غیر ذلک،وأمّا قوله:«سَکَنَ جِسمِی مِنَ البَلوی»فلعلّه«شَکَا جِسمِی مِنَ البَلوی»،لکنّی وجدت اللفظ کما نقلته.
2- فلاح السائل:ص 343 ح 229، بحار الأنوار:ج 95 ص 194 ح 25.
3- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 132 ح 135، بحار الأنوار:ج 12 ص 291 ح 76.
4- الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 52 ح 41 وص 96 ح 36 نحوه (الملحق).

اللّهُمَّ یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،ویا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،ویا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،اجعَل لی فی أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (1)

41.المجتنی: مِن دُعاءِ یَعقوبَ ویوسُفَ،عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام وهُوَ فِی الجُبِّ:

اللّهُمَّ یا لَطیفاً فَوقَ کُلِّ لَطیفٍ،الطُف بی فی جَمیعِ أحوالی کَما احِبُّ وأَرضی فی دُنیایَ وآخِرَتی. (2)

42.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ رِوایَةٌ اخری وَجَدناها بِدُعاءِ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ ولَعَلَّهُ دَعا بِها،وهِیَ:

یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا غَوثَ المُستَغیثینَ،ویا مُفَرِّجَ کَربِ المَکروبینَ،قَد تَری مَکانی،وتَعرِفُ حالی،ولا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری. (3)

43.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام لَمَّا اتَّهَمَهُ العَزیزُ بِزُلیخا،وهُوَ أنَّهُ صَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ دَعا وهُوَ مَرفوعٌ رَأسُهُ إلَی السَّماءِ فَقالَ:

اللّهُمَّ ارحَم صِغَرَ سِنّی،وضَعفَ رُکنی (4)،وقِلَّةَ حیلَتی؛فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، فَاذکُرنی بِصَلاحِ یَعقوبَ،وصَبرِ إسحاقَ،ویَقینِ إسماعیلَ،وشَیبَةِ إبراهیمَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

فَبَکَت لِبُکائِهِ المَلائِکَةُ فِی السَّماواتِ. (5)

44.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فی بَعضِ أوقاتِ بَلواهُ:

یا راحِمَ المَساکینِ،ویا رازِقَ المُتَکَلِّمینَ،ویا رَبَّ العالَمینَ،ویا مالِکَ یَومِ الدّینِ،

ص:37


1- .الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 51 ح 39.
2- المجتنی:ص 52،المصباح للکفعمی:ص 396.
3- مهج الدعوات:ص 307، بحار الأنوار:ج 95 ص 171 ح 22.
4- رُکنُ الإنسان:قوّته وشدّته.ورکنُ الرجل:قومه وعدده ومادّته.والرکن:العشیرة (لسان العرب:ج 13ص 185« رکن»).
5- مُهَج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.

ویا غِیاثَ المَکروبینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا خَیرَ المَسؤولینَ،ویا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،ویا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن هُوَ عَلیمٌ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ بَصیرٌ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،یا مُدَبِّرَ الأَمرِ ثُمَّ إلَیهِ المَصیرُ.

یا مَن لا یُجارُ عَلَیهِ وهُوَ یُجیرُ،یا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلَیهِ یَسیرٌ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مُغنِیَ الفَقیرِ الضَّریرِ،یا حافِظَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا غافِرَ الذُّنوبِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ،یا ساتِرَ العُیوبِ،أسأَ لُکَ (1)أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ولِوالِدَیَّ وتَجاوَزَ عَنّا فیما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ. (2)

راجع:ج 3 ص 584 ح 2459.

9/1دُعاءُ شُعَیبٍ(علیه السلام)

قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یا شُعَیْبُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَکَ مِنْ قَرْیَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنا قالَ أَ وَ لَوْ کُنّا کارِهِینَ * قَدِ افْتَرَیْنا عَلَی اللّهِ کَذِباً إِنْ عُدْنا فِی مِلَّتِکُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللّهُ مِنْها وَ ما یَکُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِیها إِلاّ أَنْ یَشاءَ اللّهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا کُلَّ شَیْءٍ عِلْماً عَلَی اللّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ . (3)

ص:38


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الحدیث:«إنّ قوله:أسأَ لُکَ أن تصلّی علی محمّد وآل محمّد إلی آخره،لعلّه من زیادة الرواة».
2- مهج الدعوات:ص 307، بحار الأنوار:ج 95 ص 171 ح 22.
3- الأعراف:88 و 89.

10/1دَعَواتُ موسی(علیه السلام)

الکتاب

قالُوا یا مُوسی إِنّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِیها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّکَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاّ نَفْسِی وَ أَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ * قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ . (1)

وَ لَمّا جاءَ مُوسی لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمّا تَجَلّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ . (2)

قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِأَخِی وَ أَدْخِلْنا فِی رَحْمَتِکَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (3)

وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً لِمِیقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَکْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِیّایَ أَ تُهْلِکُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِنْ هِیَ إِلاّ فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ * وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ قالَ عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِنا یُؤْمِنُونَ . (4)

وَ قالَ مُوسی رَبَّنا إِنَّکَ آتَیْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِینَةً وَ أَمْوالاً فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا رَبَّنا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِکَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلی أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلی قُلُوبِهِمْ فَلا یُؤْمِنُوا حَتّی یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ . (5)

اذْهَبْ إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی * وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی * وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی * وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی * هارُونَ أَخِی * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی * وَ أَشْرِکْهُ

ص:39


1- .المائدة:24-26.
2- الأعراف:143.
3- الأعراف:151.
4- الأعراف:155 و 156.
5- یونس:88.

فِی أَمْرِی * کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً * وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً * إِنَّکَ کُنْتَ بِنا بَصِیراً * قالَ قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَکَ یا مُوسی . (1)

اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی * قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنا أَوْ أَنْ یَطْغی * قالَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَکُما أَسْمَعُ وَ أَری * فَأْتِیاهُ فَقُولا إِنّا رَسُولا رَبِّکَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِی إِسْرائِیلَ وَ لا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناکَ بِآیَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَ السَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی * إِنّا قَدْ أُوحِیَ إِلَیْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلی مَنْ کَذَّبَ وَ تَوَلّی . (2)

وَ إِذْ نادی رَبُّکَ مُوسی أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظّالِمِینَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَ لا یَتَّقُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * وَ یَضِیقُ صَدْرِی وَ لا یَنْطَلِقُ لِسانِی فَأَرْسِلْ إِلی هارُونَ * وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ . (3)

قالَ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ * قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَلَنْ أَکُونَ ظَهِیراً لِلْمُجْرِمِینَ . (4)

وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَی الْمَدِینَةِ یَسْعی قالَ یا مُوسی إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ فَاخْرُجْ إِنِّی لَکَ مِنَ النّاصِحِینَ * فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ لَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ * وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ یَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُکُما قالَتا لا نَسْقِی حَتّی یُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَیْخٌ کَبِیرٌ * فَسَقی لَهُما ثُمَّ تَوَلّی إِلَی الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ * فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ * قالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُنْکِحَکَ إِحْدَی ابْنَتَیَّ هاتَیْنِ عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِکَ وَ ما أُرِیدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْکَ سَتَجِدُنِی إِنْ

ص:40


1- .طه:24-36.
2- طه:43-48.
3- الشعراء:10-14.
4- القصص:16 و 17.

شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ ذلِکَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَّ وَ اللّهُ عَلی ما نَقُولُ وَکِیلٌ * فَلَمّا قَضی مُوسَی الْأَجَلَ وَ سارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْکُثُوا إِنِّی آنَسْتُ ناراً لَعَلِّی آتِیکُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلَّکُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمّا أَتاها نُودِیَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَیْمَنِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبارَکَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ یا مُوسی إِنِّی أَنَا اللّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ * وَ أَنْ أَلْقِ عَصاکَ فَلَمّا رَآها تَهْتَزُّ کَأَنَّها جَانٌّ وَلّی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ یا مُوسی أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّکَ مِنَ الْآمِنِینَ * اسْلُکْ یَدَکَ فِی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ وَ اضْمُمْ إِلَیْکَ جَناحَکَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِکَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّکَ إِلی فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ * وَ أَخِی هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّی لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَ نَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْکُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغالِبُونَ . (1)

فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبادِی لَیْلاً إِنَّکُمْ مُتَّبَعُونَ * وَ اتْرُکِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ . (2)

الحدیث

45.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی علیه السلام لَمّا ألقی عَصاهُ وأَوجَسَ فی نَفسِهِ خیفَةً،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا آمَنتَنی»،فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ: لا تَخَفْ إِنَّکَ أَنْتَ الْأَعْلی (3). (4)

46.عنه صلی الله علیه و آله: قالَ لی جَبرَئیلُ علیه السلام:ألا اعَلِّمُکَ الکَلِماتِ الَّتی قالَهُنَّ موسی علیه السلام حینَ انفَلَقَ لَهُ البَحرُ؟قالَ:قُلتُ:بَلی.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ وإلَیکَ المُشتَکی،وبِکَ المُستَغاثُ وأَنتَ المُستَعانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ

ص:41


1- .القصص:20-35.
2- الدخان:22-24.
3- طه:68.
4- الأمالی للصدوق:ص 287 ح 320، الاحتجاج:ج 1 ص 107 ح 28 [5] کلاهما عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 299 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 16 ص 366 ح 72.

إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

47.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل أن یُعَلِّمَهُ دَعَواتٍ یَبلُغُ بِهِنَّ رِضاهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا عَبدی موسی قُل:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مُؤذٍ،وصاحِبِ غَفلَةٍ،إن ذَکَرتُ لَم یُعِنّی،وإن نَسیتُ لَم یُذَکِّرنی. (2)

48.علل الشرائع عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ،إنَّ موسَی علیه السلام احتُبِسَ عَنهُ الوَحیُ أربَعینَ أو ثَلاثینَ صَباحاً قالَ:فَصَعِدَ عَلی جَبَلٍ بِالشّامِ یُقالُ لَهُ:أریحا، فَقالَ:

یا رَبِّ ! إن کُنتَ حَبَستَ عَنّی وَحیَکَ وکَلامَکَ لِذُنوبِ بَنی إسرائیلَ،فَغُفرانَکَ القَدیمَ. (3)

49.الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ مِن قَولِ موسی علیه السلام حینَ دَخَلَ عَلی فِرعَونَ:«اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ إلَیکَ فی نَحرِهِ،وأَستَجیرُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ»،فَحَوَّلَ اللّهُ ما کانَ فی قَلبِ فِرعَونَ مِنَ الأَمنِ خَوفاً. (4)

50.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ موسی علیه السلام لَمّا وَقَفَ عَلی فِرعونَ:

اللّهُمَّ بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،الَّذی نَواصِی العِبادِ بِیَدِکَ،فَإِنَّ فِرعَونَ وجَمیعَ أهلِ السَّماواتِ وأَهلِ الأَرضِ وما بَینَهُما عَبیدُکَ نَواصیهِم بِیَدِکَ،وأَنتَ تَصرِفُ القُلوبَ حَیثُ شِئتَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِخَیرِکَ مِن شَرِّهِ،وأَسأَ لُکَ بِخَیرِکَ مِن

ص:42


1- .الدعوات:ص 55 ح 139،بحار الأنوار:ج 95 ص 196 ح 29؛ المعجم الأوسط:ج 3 ص 356 ح 3394،المعجم الصغیر:ص 122 کلاهما عن ابن مسعود نحوه.
2- الفردوس:ج 1 ص 227 ح 868 عن عائشة.
3- علل الشرائع:ص 56 ح 2، بحار الأنوار:ج 86 ص 200 ح 9.
4- قصص الأنبیاء للراوندی:ص 155 ح 167 عن محمّد بن مروان،بحار الأنوار:ج 95 ص 218 ح 11 [5] وراجع الدرّ المنثور:ج 6 ص 414.

خَیرِهِ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ،کُن لَنا جاراً مِن فِرعَونَ وجُنودِهِ. (1)

51.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِموسی علیه السلام:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُکَ عَلَیهِ،فَاکفِنیهِ بِما شِئتَ. (2)

52.قصص الأنبیاء للثعلبی عن عبد اللّه بن سلام: إنَّ موسی علیه السلام لَمَّا انتَهی إلَی البَحرِ قالَ:«یا مَن کانَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وَالمُکَوِّنُ لِکُلِّ شَیءٍ،وَالکائِنُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،اجعَل لَنا فَرَجاً ومَخرَجاً»،فَأَوحَی اللّهُ تَعالی إلَیهِ: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَضَرَبَ بِعَصاهُ البَحرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ (3). (4)

53.الأسماء والصفات للبیهقی عن الضحّاک: دُعاءُ موسی حینَ تَوَجَّهَ إلی فِرعَونَ،ودُعاءُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ حُنَینٍ،ودُعاءٌ لِکُلِّ مَکروبٍ:

کُنتَ وتَکونُ،وأَنتَ حَیٌّ لا تَموتُ،تَنامُ العُیونُ،وتَنکَدِرُ (5)النُّجومُ،وأَنتَ حَیٌّ قَیّومٌ،ولا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ،یا حَیُّ یا قَیّومُ. (6)

11/1دَعَواتُ یونُسَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ

ص:43


1- .مهج الدعوات:ص 309، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
2- مهج الدعوات:ص 309، بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22 [4] وج 13 ص 144 نحوه.
3- الشعراء:63.
4- قصص الأنبیاء للثعلبی (عرائس المجالس):ص 198،بحار الأنوار:ج 13 ص 153.
5- انکَدَرَت:أی انتشرت وانصبّت (مجمع البحرین:ج 3 ص 1556«کدر»).
6- الأسماء والصفات للبیهقی:ج 1 ص 290 ح 217، الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 49 ح 71، [8]تاریخ دمشق:ج 61 ص 61 ولیس فیه«یا حیّ یا قیّوم».

سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (1)

الحدیث

54.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذِهِ الآیَةُ مَفزَعُ الأَنبِیاءِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ؛ نادی بِها یونُسُ فِی ظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ. (2)

55.عنه صلی الله علیه و آله: لَقَد کانَ دُعاءُ أخی یونُسَ عَجَباً؛أوَّلُهُ تَهلیلٌ،وأَوسَطُهُ تَسبیحٌ،وآخِرُهُ إقرارٌ بِالذَّنبِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ،ما دَعا بِهِ مَهمومٌ ولا مَغمومٌ ولا مَکروبٌ ولا مَدیونٌ فی یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ،إلَّااستُجیبَ لَهُ. (3)

56.عنه صلی الله علیه و آله: دَعوَةُ ذِی النّونِ إذ دَعا بِها وهُوَ فی بَطنِ الحوتِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ فَإِنَّهُ لَن یَدعُوَ بِها مُسلِمٌ فی شَیءٍ قَطُّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (4)

57.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقّاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟

فَقیلَ لَهُ:بَلی.

قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ . (5)

58.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:«یا رَبِّ مِنَ الجِبالِ أنزَلتَنی،

ص:44


1- .الأنبیاء:87 و 88.
2- الفردوس:ج 4 ص 331 ح 6959،الدرّ المنثور:ج 5 ص 669 نقلاً عن ابن مردویه وکلاهما عن أبی هریرة.
3- الفردوس:ج 3 ص 432 ح 5325 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 2 ص 121 ح 3428.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10492، سنن الترمذی:ج 5 ص 529 ح 3505،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 360 ح 1462، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 684 ح 1862 کلّها عن سعد بن أبی وقّاص،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3418.
5- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10491، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 685 ح 1864،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 48 ح 33 [6] ولیس فیه ذیله،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3419.

ومِنَ المَسکَنِ أخرَجتَنی،وفِی البِحارِ صَیَّرتَنی،وفی بَطنِ الحوتِ حَبَستَنی،فَلا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ»،فَأَنجاهُ اللّهُ مِنَ الغَمِّ. (1)

59.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِیونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:

یا رَبِّ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الحُسنی،وآلائِکَ العُلیا،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ، یا کَبیرُ یا جَلیلُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا فَردُ یا دائِمُ،و یا وَترُ یا أحَدُ،یا صَمَدُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ؛أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی،وأَن تُحَرِّمَ جَسَدی عَلَی النّارِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسی ألّا تَرُدُّوا السّائِلینَ عَن أبوابِکُم،ونَحنُ عَلی بابِکَ فَلا تَرُدَّنا.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ موسی أنِ اغفِروا لِلظّالِمینَ،ونَحنُ الظّالِمونَ عَلی بابِکَ،فَاغفِر لَنا.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسَی بنِ عِمرانَ أن أعتِقُوا الأَرقابَ (2)،ونَحنُ عَبیدُکَ فَأَعتِقنا مِنَ النّارِ. (3)

12/1دَعَواتُ داوودَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ وَ سُلَیْمانَ عِلْماً وَ قالاَ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی کَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ . (4)

ص:45


1- .مهج الدعوات:ص 311، بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.
2- فی بحار الأنوار:«الأرقّاء»بدل«الأرقاب».
3- مهج الدعوات:ص 311، بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.
4- النمل:15.

الحدیث

60.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ،وَالعَمَلَ الَّذی یُبَلِّغُنی حُبَّکَ،اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ إلَیَّ مِن نَفسی وأَهلی،ومِنَ الماءِ البارِدِ. (1)

61.سنن النسائی عن عطاء بن أبی مروان عن أبیه: إنَّ کَعباً حَلَفَ لَهُ بِاللّهِ الَّذی فَلَقَ البَحرَ لِموسی،إنّا لَنَجِدُ فِی التَّوراةِ أنَّ داوودَ نَبِیَّ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وسَلَّمَ،کانَ إذَا انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ قالَ:

اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی جَعَلتَهُ لی عِصمَةً،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی جَعَلتَ فیها مَعاشی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِعَفوِکَ مِن نَقِمَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ، لا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ.

قالَ:وحَدَّثَنی کَعبٌ أنَّ صُهَیباً حَدَّثَهُ أنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُهُنَّ عِندَ انصرافِهِ مِن صَلاتِهِ. (2)

62.الفرج بعد الشدّة للتنوخی: دُعاءٌ لِداوودَ علیه السلام:

سُبحانَ مُستَخرِجِ الدُّعاءِ بِالبَلاءِ،سُبحانَ مُستَخرِجِ الشُّکرِ بِالرَّخاءِ. (3)

63.الزهد لابن حنبل عن الحسن: کانَ داوودُ النَّبِیُّ علیه السلام یَقولُ:

ص:46


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 522 ح 3490،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 470 ح 3621،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 226، تاریخ دمشق:ج 17 ص 86،الفردوس:ج 3 ص 271 ح 4810 کلّها عن أبی الدرداء،کنز العمّال:ج 2 ص 195 ح 3718 وص 209 ح 3794 وراجع مسند ابن حنبل:ج 8 ص 259 ح 22170.
2- سنن النسائی:ج 3 ص 73،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 373 ح 2026،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 366 ح 745،المعجم الکبیر:ج 8 ص 33 ح 7298،الدعاء الطبرانی:ص 207 ح 653،کنز العمّال:ج 2 ص 697 ح 5116.
3- الفرج بعد الشدّة للتنوخی:ج 1 ص 43، تاریخ دمشق:ج 17 ص 98«بالعطاء»بدل«بالرخاء».

اللّهُمَّ لا مَرَضٌ یُضنینی (1)،ولا صِحَّةٌ تُنسینی،ولکِن بَینَ ذلِکَ. (2)

64.المصنّف لابن أبی شیبة عن ابن بریدة: إنَّ داوودَ النَّبِیَّ علیه السلام کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَمَلٍ یُخزینی،وهَویً یُردینی،وفَقرٍ یُنسینی،وغِنیً یُطغینی. (3)

65.المعجم الأوسط،عن ابن عبّاس: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ النَّبِیِّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ فِتنَةً،ومِن وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ وَبالاً،ومِنِ امرَأَةِ السَّوءِ تُقَرِّبُ الشَّیبَ قَبلَ المَشیبِ،وأَعوذُ بِکَ مِن جارِ سَوءٍ تَرعانی عَیناهُ وتَسمَعُنی اذُناهُ؛إن رَأی حَسَنَةً دَفَنَها،وإن رَأی سَیِّئَةً أذاعَها. (4)

66.الدر المنثور: أخرَجَ أحمَدُ عَن سَعیدِ بنِ أبی هِلالٍ:کانَ داوودُ علیه السلام إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقولُ:

اللّهُمَّ نامَتِ العُیونُ،وغارَتِ النُّجومُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ الَّذی لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ. (5)

67.الدعاء للطبرانی عن کعب الحبر: إنَّ نَبِیَّ اللّهِ داوودَ علیه السلام کانَ یَقولُ إذا أصبَحَ:«اللّهُمَّ عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اعصِمنی فی هذَا الیَومِ مِن شَرِّ کُلِّ مُصیبَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ،وَاجعَلنی فی کُلِّ خَیرٍ یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ»،یُرَدِّدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ،وإذا أمسی قالَ مِثلَ ذلِکَ،غَیرَ أنَّهُ

ص:47


1- .أصابه الضنی:أی شدّة المرض حتّی نَحَلَ جسمه (النهایة:ج 3 ص 104« ضنا»).
2- الزهد لابن حنبل:ص 112، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 116 ح 11 وص 119 ح 12،الزهد لابن المبارک:ج 2 ص 25 ح 103 نحوه،الدرّالمنثور:ج 7 ص 174؛ [3]الدعوات:ص 134 ح 334،بحار الأنوار:ج 95 ص 285 ح 1.
3- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 60 ح 7،الدرّ المنثور:ج 7 ص 173.
4- المعجم الأوسط:ج 6 ص 199 ح 6180،الزهد لهناد:ج 2 ص 505 ح 1038 وص 645 ح 1402،تاریخ دمشق:ج 17 ص 107 کلّها عن سعید بن أبی سعید نحوه.
5- الدر المنثور:ج 7 ص 149.

یَقولُ:«فی هذِهِ اللَّیلَةِ». (1)

راجع:ص 67 ح 110.

13/1دَعَواتُ سُلَیمانَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ حُشِرَ لِسُلَیْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّیْرِ فَهُمْ یُوزَعُونَ * حَتّی إِذا أَتَوْا عَلی وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساکِنَکُمْ لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضاحِکاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِکَ فِی عِبادِکَ الصّالِحِینَ . (2)

وَ لَقَدْ فَتَنّا سُلَیْمانَ وَ أَلْقَیْنا عَلی کُرْسِیِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ * قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ هَبْ لِی مُلْکاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)

الحدیث

68.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّهُ [سُلَیمانَ علیه السلام ] دَعا بِهذَا الدُّعاءِ عَلی قُفلٍ فَانفَتَحَ:

اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ،وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ،وبِنِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ،هذِهِ ذُنوبی بَینَ یَدَیکَ،أستَغفِرُکَ مِنها وأَتوبُ إلَیکَ. (4)

14/1دَعَواتُ أیّوبَ(علیه السلام)

الکتاب

وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَکَشَفْنا ما بِهِ مِنْ

ص:48


1- .الدعاء الطبرانی:ص 131 ح 353.
2- النمل:17-19.
3- ص:34 و 35.
4- المصباح للکفعمی:ص 399، المجتنی:ص 64.

ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِکْری لِلْعابِدِینَ . (1)

وَ اذْکُرْ عَبْدَنا أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ * اُرْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ * وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِکْری لِأُولِی الْأَلْبابِ . (2)

الحدیث

69.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ أیّوبَ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ الیَومَ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ الیَومَ مِن جَهدِ البَلاءِ فَأَجِرنی، وأَستَغیثُ بِکَ الیَومَ فَأَغِثنی،وأَستَصرِخُکَ الیَومَ عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوّی فَأَصرِخنی، وأَستَنصِرُکَ الیَومَ فَانصُرنی،وأَستَعینُ بِکَ الیَومَ عَلی أمری فَأَعِنّی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فَاکفِنی،وأَعتَصِمُ بِکَ فَاعصِمنی،وآمَنُ بِکَ فَآمِنّی،وأَسأَ لُکَ فَأَعطِنی،وأَستَرزِقُکَ فَارزُقنی،وأَستَغفِرُکَ فَاغفِر لی،وأَدعوکَ فَاذکُرنی،وأَستَرحِمُکَ فَارحَمنی. (3)

70.تفسیر ابن کثیر عن نوف البکالی: کانَتِ امرَأَةُ أیّوبَ تَقولُ:اُدعُ اللّهَ فَیَشفِیَکَ،فَجَعَلَ لا یَدعو حَتّی مَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِن بَنی إسرائیلَ،فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ:ما أصابَهُ؟ما أصابَهُ إلّا بِذَنبٍ عَظیمٍ أصابَهُ ! فَعِندَ ذلِکَ قالَ:رَبِّ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (4)

15/1دَعَواتُ زَکَرِیّا(علیه السلام)

هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیی مُصَدِّقاً بِکَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِیًّا مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ وَ امْرَأَتِی عاقِرٌ قالَ کَذلِکَ

ص:49


1- .الأنبیاء:83 و 84.
2- ص:41-43.
3- مهج الدعوات:ص 308، بحار الأنوار:ج 95 ص 172 ح 22.
4- تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 355، تفسیر ابن أبی حاتم:ج 10 ص 3245 ح 18362.

اَللّهُ یَفْعَلُ ما یَشاءُ * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَیّامٍ إِلاّ رَمْزاً وَ اذْکُرْ رَبَّکَ کَثِیراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْکارِ . (1)

کهیعص * ذِکْرُ رَحْمَتِ رَبِّکَ عَبْدَهُ زَکَرِیّا * إِذْ نادی رَبَّهُ نِداءً خَفِیًّا * قالَ رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً وَ لَمْ أَکُنْ بِدُعائِکَ رَبِّ شَقِیًّا * وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرائِی وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا * یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیًّا * یا زَکَرِیّا إِنّا نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ اسْمُهُ یَحْیی لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْکِبَرِ عِتِیًّا * قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَیالٍ سَوِیًّا * فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُکْرَةً وَ عَشِیًّا . (2)

وَ زَکَرِیّا إِذْ نادی رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ . (3)

16/1دَعَواتُ عیسی(علیه السلام)

الکتاب

قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَکُونُ لَنا عِیداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آیَةً مِنْکَ وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّازِقِینَ * قالَ اللّهُ إِنِّی مُنَزِّلُها عَلَیْکُمْ فَمَنْ یَکْفُرْ بَعْدُ مِنْکُمْ فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ . (4)

الحدیث

71.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمَّا اجتَمَعَتِ الیَهودُ إلی عیسی علیه السلام لِیَقتُلوهُ

ص:50


1- .آل عمران:38-41.
2- مریم:1-11.
3- الأنبیاء:89 و 90.
4- المائدة:114 و 115.

بِزَعمِهِم،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَغَشّاهُ بِجَناحِهِ،فَطَمَحَ (1)عیسی علیه السلام بِبَصَرِهِ،فَإِذا هُوَ بِکِتابٍ فی باطِنِ جَناحِ جَبرَئیلَ علیه السلام وهُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ بِاسمِکَ الواحِدِ الأَعَزِّ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الصَّمَدِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ العَظیمِ الوَترِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الکَبیرِ المُتَعالِ الَّذی ثَبَتَت بِهِ أرکانُکَ کُلُّها، أن تَکشِفَ عَنّی ما أصبَحتُ وأَمسَیتُ فیهِ.

فَلَمّا دَعا بِهِ عیسی علیه السلام أوحَی اللّهُ تَعالی إلی جَبرَئیلَ علیه السلام أنِ ارفَعهُ إلی عِندی.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،سَلوا رَبَّکُم بِهذِهِ الکَلِماتِ،فَوَ الَّذی نَفسی بِیَدِهِ ما دَعا بِهِنَّ عَبدٌ بِإِخلاصِ نِیَّةٍ إلَّااهتَزَّ [لَهُنَّ] (2)العَرشُ،وإلّا قالَ اللّهُ لِلمَلائِکَةِ:اِشهَدوا قَدِ استَجَبتُ لَهُ بِهِنَّ،وأَعطَیتُهُ سُؤلَهُ فی عاجِلِ دُنیاهُ وآجِلِ آخِرَتِهِ.

ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ:سَلوا بِها ولا تَستَبطِئُوا الإِجابَةَ. (3)

72.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: دَخَلَ عَلَیَّ أبو بَکرٍ فَقالَ:هَل سَمِعتِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دُعاءً عَلَّمَنیهِ؟قُلتُ:ما هُوَ؟قالَ:کانَ عیسَی بنُ مَریَمَ یُعَلِّمُهُ أصحابَهُ، قالَ:لَو کانَ عَلی أحَدِکُم جَبَلُ ذَهَبٍ دَیناً فَدَعَا اللّهَ بِذلِکَ لَقَضاهُ اللّهُ عَنهُ:

اللّهُمَّ فارِجَ الهَمِّ،کاشِفَ الغَمِّ،مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،أنتَ تَرحَمُنی فَارحَمنی بِرَحمَةٍ تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ. (4)

73.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی أهدی إلی عیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام خَمسَ دَعَواتٍ جاءَ بِها

ص:51


1- .طَمَحَ:أی امتدّ وعلا (النهایة:ج 3 ص 138«طمح»).
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
3- مهج الدعوات:ص 312، قصص الأنبیاء للراوندی:ص 276 ح 333، [3]المصباح للکفعمی:ص 399 عن عیسی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 175 ح 22 [4] وراجع تاریخ بغداد:ج 11 ص 379 وتاریخ دمشق:ج 47 ص 471 ح 10287.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 696 ح 1898،الدعاء للطبرانی:ص 317 ح 1041،دلائل النبوّة للبیهقی:ج 6 ص 171 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 228 ح 15468.

جَبرَئیلُ علیه السلام فی أیّامِ العَشرِ،فَقالَ:یا عیسَی ادعُ بِهذِهِ الخَمسِ الدَّعَواتِ،فَإِنَّهُ لَیسَت عِبادَةٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن عِبادَتِهِ فی أیّامِ العَشرِ-یَعنی عَشرَ ذِی الحِجَّةِ-:

أوَّلُهُنَّ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

وَالثّانِیَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً».

وَالثّالِثَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ».

وَالرّابِعَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

وَالخامِسَةُ:«حَسبِیَ اللّهُ وکَفی،سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا،لَیسَ وَراءَ اللّهِ مُنتَهی،أشهَدُ للّهِ ِ بِما دَعا،وأَنَّهُ بَریءٌ مِمَّن تَبَرّی،وأَنَّ للّهِ ِ الآخِرَةَ وَالاُولی». (1)

74.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ لِعیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری وهُوَ:

اللّهُمَّ خالِقَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخرِجَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخَلِّصَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ، فَرِّج عَنّا وخَلِّصنا مِن شِدَّتِنا. (2)

17/1دَعَواتُ الخِضرِ وإلیاسَ علیهما السلام

75.الإمام علیّ علیه السلام: رَأَیتُ الخِضرَ علیه السلام فِی المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَیلَةٍ،فَقُلتُ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً انصَرُ

ص:52


1- .الإقبال:ج 2 ص 46 عن عبد اللّه بن عبد بن عمیر؛الدعاء للطبرانی:ص 272 ح 872 عن عبید بن عمیر من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،تاریخ دمشق:ج 61 ص 93 عن عمیر اللیثی من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وفیه«العسر»بدل«العشر»فی الموضعین وفیهما«موسی علیه السلام»بدل«عیسی علیه السلام»فی الموضعین.
2- مهج الدعوات:ص 313، بحار الأنوار:ج 95 ص 176 ح 22.

بِهِ عَلَی الأَعداءِ،فَقالَ:

قُل:«یا هُوَ یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ»،فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لی:«یا عَلِیُّ،عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ»،فَکانَ عَلی لِسانی یَومَ بَدرٍ. (1)

76.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِزَیدِ بنِ أرقَمَ-:إذا أرَدتَ أن یُؤمِنَکَ بَعدَ ذلِکَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالسَّرَقِ،فَقُل إذا أصبَحتَ:

بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَسوقُ الخَیرَ إلَّا اللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،ما یَکونُ مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،صَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.

فَإِنَّ مَن قالَها ثَلاثاً إذا أصبَحَ،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَها ثَلاثاً إذا أمسی،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُصبِحَ.وإنَّ الخِضرَ وإلیاسَ علیهما السلام یَلتَقِیانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَإِذا تَفَرَّقا تَفَرَّقا عَن هذِهِ الکَلِماتِ. (2)

77.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ الخِضرِ وإلیاسَ علیهما السلام:رُوِیَ أنَّ الخِضرَ وإلیاسَ یَجتَمِعانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَیَفتَرِقانِ عَن هذَا الدُّعاءِ،وهُوَ:

بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ ما شاءَ اللّهُ،کُلُّ نِعمَةٍ مِنَ اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،الخَیرُ کُلُّهُ بِیَدِ اللّهِ عز و جل،ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ.

قالَ:فَمَن قالَها حینَ یُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالسَّرَقِ وَالغَرَقِ. (3)

ص:53


1- .التوحید:ص 89 ح 2،مجمع البیان:ج 10 ص 860،عدّة الداعی:ص 262 کلّها عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 19 ص 310 ح 58.
2- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 19 ح 4، بحار الأنوار:ج 13 ص 399 ح 5؛ [4]تاریخ دمشق:ج 9 ص 211 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 73 ح 34052.
3- مُهج الدعوات:ص 310، بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22؛ [6]المغنی عن حمل الأسفار:ج 1 ص 302 ح 1154،تاریخ دمشق:ج 16 ص 427 ح 3998 کلاهما عن ابن عبّاس،تفسیر القرطبی:ج 15 ص 116 عن عبد العزیز بن أبی رواد وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 73 ح 34052.

78.کنز العمّال عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَثیراً ما یَقولُ لَنا:مَعاشِرَ أصحابی،ما یَمنَعُکُم أن تُکَفِّروا ذُنوبَکُم بِکَلِماتٍ یَسیرَةٍ؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،وما هِیَ؟قالَ:

تَقولونَ مَقالَةَ أخِیَ الخِضرِ،قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،ما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،وأَستَغفِرُکَ لِما أعطَیتُکَ مِن نَفسی ثُمَّ لَم اوفِ لَکَ بِهِ،وأَستَغفِرُکَ لِلنِّعَمِ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَتَقَوَّیتُ بِها عَلی مَعاصیکَ، وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ،اللّهُمَّ لا تُخزِنی فَإِنَّکَ بی عالِمٌ،ولا تُعَذِّبنی فَإِنَّکَ عَلَیَّ قادِرٌ. (1)

79.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِلخِضرِ علیه السلام:

یا شامِخاً فی عُلُوِّهِ،یا قَریباً فی دُنُوِّهِ،یا مُدانِیاً فی بُعدِهِ،یا رَؤوفاً فی رَحمَتِهِ،یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا دائِمَ الثَّباتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ،یا ظَهرَ اللّاجینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا حِرزَ (2)مَن لا حِرزَ لَهُ،یا کَنزَ الضُّعَفاءِ،یا عَظیمَ الرَّجاءِ،یا مُنقِذَ الغَرقی،یا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُحیِیَ المَوتی،یا أمانَ الخائِفینَ،یا إلهَ العالَمینَ،یا صانِعَ کُلِّ مَصنوعٍ،یا جابِرَ کُلِّ کَسیرٍ،یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،یا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،یا مُحیِیَ المَوتی،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ.

مَن قالَهُ قَولاً أو سَمِعَهُ سَمعاً أمِنَ مِنَ الوَسوَسَةِ أربَعینَ سَنَةً. (3)

80.الکافی عن مفضّل بن عمر: أتَینا بابَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام ونَحنُ نُریدُ الإِذنَ عَلَیهِ،فَسَمِعناهُ

ص:54


1- .کنز العمال:ج 2 ص 700 ح 5126 نقلاً عن الدیلمی.
2- الحِرزُ:المَوضِعُ الحَصینُ (لسان العرب:ج 5 ص 333« حرز»).
3- مهج الدعوات:ص 310، المصباح للکفعمی:ص 397 وفیه«یا حرز الضعفاء»بدل«یا کنز الضعفاء»ولیس فیه«یا منجی الهلکی»،بحار الأنوار:ج 95 ص 174 ح 22.

یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ،فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکی فَبَکَینا لِبُکائِهِ،ثُمَّ خَرَجَ إلَینَا الغُلامُ فَأَذِنَ لَنا،فَدَخَلنا عَلَیهِ.

فَقُلتُ:أصلَحَکَ اللّهُ،أتَیناکَ نُریدُ الإِذنَ عَلَیکَ فَسَمِعناکَ تَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ، فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکَیتَ فَبَکَینا لِبُکائِکَ !

فَقالَ:نَعَم،ذَکَرتُ إلیاسَ النَّبِیَّ،وکانَ مِن عُبّادِ أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ،فَقُلتُ کَما کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ.ثُمَّ اندَفَعَ فیهِ بِالسُّریانِیَّةِ،فَلا وَاللّهِ ما رَأَینا قَسّاً ولا جاثَلیقاً أفصَحَ لَهجَةً مِنهُ بِهِ ! ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنا بِالعَرَبِیَّةِ فَقالَ:کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:

أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أظمَأتُ لَکَ هَواجِری (1)؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد عَفَّرتُ لَکَ فِی التُّرابِ وَجهی؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَدِ اجتَنَبتُ لَکَ المَعاصِیَ؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أسهَرتُ لَکَ لَیلی؟

قالَ:فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ.

قالَ:فَقالَ:إن قُلتَ:لا اعَذِّبُکَ ثُمَّ عَذَّبتَنی ماذا؟ألَستُ عَبدَکَ وأَنتَ رَبّی؟

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ،إنّی إذا وَعَدتُ وَعداً وَفَیتُ بِهِ. (2)

81.قصص الأنبیاء للراوندی عن ابن عبّاس: إنَّ یوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ (3)بَنی إسرائیلَ الشّامَ بَعدَ موسی علیه السلام وقَسَّمَها بَینَهُم،فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَکَّ بِأَرضِها،وهُوَ السِّبطُ الَّذی مِنهُ إلیاسُ النَّبِیِّ علیه السلام،فَبَعَثَهُ اللّهُ إلَیهِم وعَلَیهِم یَومَئِذٍ مَلِکٌ فَتَنَهُم بِعِبادَةِ صَنَمٍ یُقالُ لَهُ بَعلٌ....

فَنَدَبَ [المَلِکُ] خَمسینَ مِن قَومِهِ مِن ذَوِی البَطشِ وأَوصاهُم بِالاِحتِیالِ لَهُ وإطماعِهِ فی أنَّهُم آمَنوا بِهِ لِیَغتَرَّ (4)بِهِم فَیُمَکِّنَهُم مِن نَفسِهِ.فَانطَلَقوا حَتَّی ارتَقَوا ذلِکَ الجَبَلَ الَّذی

ص:55


1- .أی فی هواجری؛جمع هاجرة،وهی نصف النهار عند اشتداد الحرّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1860« هجر»).
2- الکافی:ج 1 ص 227 ح 2، بحار الأنوار:ج 13 ص 392 ح 1 [3] وراجع:الاختصاص:ص 292،بصائر الدرجات:ص 341 ح 3.
3- یقال:بؤّأه اللّه منزلاً:أی أسکنه إیّاهُ (النهایة:ج 1 ص 159« بوأ»).
4- فی المصدر:«لیفترّ»،والتصویب من بحار الأنوار.

فیهِ إلیاسُ علیه السلام،ثُمَّ تَفَرَّقوا فیهِ وهُم یُنادونَهُ بِأَعلی صَوتِهِم ویَقولونَ:یا نَبِیَّ اللّهِ ابرُز لَنا؛ فَإِنّا آمَنّا بِکَ.

فَلَمّا سَمِعَ إلیاسُ مَقالَتَهُم طَمِعَ فی إیمانِهِم،وکانَ فی مَغارٍ فَقالَ:

اللّهُمَّ إن کانوا صادِقینَ فیما یَقولونَ فَائذَن لی فِی النُّزولِ إلَیهِم،وإن کانوا کاذِبینَ فَاکفِنیهِم وَارمِهِم بِنارٍ تُحرِقُهُم.

فَمَا استَتَمَّ قَولَهُ حَتّی حُصِبوا بِالنّارِ مِن فَوقِهِم فَاحتَرَقوا. (1)

18/1دُعاءُ یوشَعَ وَصِیِّ موسی(علیه السلام)

82.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی علیه السلام رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِن کِتابِ فَضلِ الدُّعاءِ،بِإِسنادِهِ إلَی الرِّضا علیه السلام،قالَ:وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحابَةِ صَحیفَةً فَأَتی بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَنادَی:الصَّلاةَ جامِعَةً.فَما تَخَلَّفَ أحَدٌ ذَکَرٌ ولا انثی، فَرَقَا المِنبَرَ فَقَرَأَها فَإِذا کِتابُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی،وإذا فیها:

«وإنَّ رَبَّکُم لَرَؤوفٌ رَحیمٌ،ألا إنَّ خَیرَ عِبادِ اللّهِ التَّقِیُّ الخَفِیُّ،وإنَّ شَرَّ عِبادِ اللّهِ المُشارُ إلَیهِ بِالأَصابِعِ،فَمَن أحَبَّ أن یَکتالَ بِالمِکیالِ الأَوفی وأَن یُؤَدِّیَ الحُقوقَ الَّتی أنعَمَ اللّهُ بِها عَلَیهِ فَلیَقُل فی کُلِّ یَومٍ:

سُبحانَ اللّهِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ، (وَاللّهُ أکبَرُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ) (2)،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،وعَلی جَمیعِ المُرسَلینَ وَالنَّبِیّینَ حَتّی یَرضَی اللّهُ».

ونَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وقَد ألَحّوا فِی الدُّعاءِ،فَصَبَرَ هُنَیئَةً ثُمّ رَقَا المِنبَرَ فَقالَ:

ص:56


1- .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 248 ح 293، بحار الأنوار:ج 13 ص 393 ح 2.
2- ما بین القوسین لا یوجد فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وأثبتناه من بحار الأنوار.

مَن أحَبَّ أن یَعلُوَ ثَناؤُهُ عَلی ثَناءِ المُجاهِدینَ فَلیَقُل هذَا القَولَ فی کُلِّ یَومٍ،وإن کانَت لَهُ حاجَةٌ قُضِیَت،أو عَدُوٌّ کُبِتَ،أو دَینٌ قُضِیَ،أو کَربٌ کُشِفَ،وخَرَقَ کَلامُهُ السَّماواتِ حَتّی یُکتَبَ فِی اللَّوحِ المَحفوظِ. (1)

19/1دُعاءُ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیمانَ(علیه السلام)

83.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیمانَ بنِ داوودَ:رُوِیَ أنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی أتی بِهِ عَرشَ بِلقیسَ،وأَنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی کانَ عیسی علیه السلام یُحیی بِهِ المَوتی،وهُوَ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَیُّ القَیّومُ،الطّاهِرُ المُطَهَّرُ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-وفی رِوایَةٍ اخری:رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرُ المُتعالُ،الحَنّانُ المَنّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا (2)»،فَإِنَّهُ یُستَجابُ لَکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)

20/1دَعَواتُ دانیالَ(علیه السلام)

84.الإمام علیّ علیه السلام: اتِیَ بُختُ نَصَّرَ بِدانیالَ النَّبِیِّ علیه السلام،فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ،وأَضری (4)أسَدَینِ، فَأَلقاهُما فی جُبٍّ (5)مَعَهُ وطُیِّنَ عَلَیهِ وعَلَی الأَسَدَینِ،ثُمَّ حَبَسَهُ خَمسَةَ أیّامٍ فِی الجُبِّ مَعَ الأَسَدَینِ،ثُمَّ فَتَحَ عَلَیهِ بَعدَ خَمسَةِ أیّامٍ،فَوَجَدَ دانیالَ قائِماً یُصَلّی وَالأَسَدانِ فی ناحِیَةِ الجُبِّ لَم یَعرِضا لَهُ.فَقالَ بُختُ نَصَّرَ:أخبِرنی ما قُلتَ فَدُفِعَ عَنکَ.قالَ:قُلتُ:

ص:57


1- .مهج الدعوات:ص 309، الدعوات:ص 46 ح 114،بحار الأنوار:ج 95 ص 173 ح 22.
2- فی المصدر:«...ذو الجلال و الإکرام أن تفعل بی کذا وکذا وتجعله أن تصلّی علی محمّد وآل محمّد وأن تفعل بی کذا وکذا...»،وما أثبتناه فی المتن من المصباح للکفعمی.
3- مهج الدعوات:ص 311، المصباح للکفعمی:ص 399 [5] ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 95 ص 175.
4- أضراه:عوّدَهُ به وألهجَهُ وأغراهُ (تاج العروس:ج 19 ص 620«ضری»).
5- الجُبُّ:بِئر لم تُطوَ (المصباح المنیر:ص 89«جبب»).

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن رَجاهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَکِلُ مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ إلی غَیرِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ ثِقَتُنا حینَ تَنقَطِعُ الحِیَلُ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ رَجاؤُنا یَومَ یَسوءُ ظَنُّنا بِأَعمالِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَکشِفُ ضُرَّنا عِندَ کَربِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالصَّبرِ نَجاةً. (1)

85.الأمالی للطوسی عن إبراهیم بن عبد الصمد عن أبیه عن جدّه: قالَ سَیِّدُنَا الصَّادِقُ علیه السلام:

مَنِ اهتَمَّ لِرِزقِهِ کُتِبَ عَلَیهِ خَطیئَةٌ،إنَّ دانِیالَ کانَ فی زَمَنِ مَلِکٍ جَبّارٍ عاتٍ،أخَذَهُ فَطَرَحَهُ فی جُبٍّ وطَرَحَ مَعَهُ السِّباعَ،فَلَم تَدنُ مِنهُ،ولَم تَجرَحهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ أنِ ائتِ دانِیالَ بِطَعامٍ.قالَ:یا رَبِّ،وأَینَ دانِیالُ؟قالَ:تَخرُجُ مِنَ القَریَةِ فَیَستَقبِلُکَ ضَبُعٌ فَاتَّبِعهُ فَإِنَّهُ یَدُلُّکَ عَلَیهِ،فَأَتَت بِهِ الضَّبُعُ إلی ذلِکَ الجُبِّ،فَإِذا فیهِ دانِیالُ، فَأَدلی إلَیهِ الطَّعامَ،فَقالَ دانِیالُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن وَثِقَ بِهِ لَم یَکِلهُ إلی غَیرِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،وبِالصَّبرِ نَجاةً. (2)

21/1دَعَواتُ خاتَمِ الأَنبِیاءِ(صلی الله علیه و آله)

الف-دَعَواتُهُ صلی الله علیه و آله القُرآنِیَّةُ

فَتَعالَی اللّهُ الْمَلِکُ الْحَقُّ وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضی إِلَیْکَ وَحْیُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی

ص:58


1- .الشکر لابن أبی الدنیا:ص 81 ح 176 عن أبی البختری الطائی،البدایة والنهایة:ج 2 ص 40، تاریخ دمشق:ج 8 ص 32 کلاهما عن عبد اللّه بن أبی الهذیل نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 655 ح 4995.
2- الأمالی للطوسی:ص 300 ح 593، تفسیر القمّی:ج 1 ص 89 [3] عن هارون بن خارجة،بحار الأنوار:ج 14 ص 363 ح 4.

عِلْماً . (1)

وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً * وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً . (2)

قُلْ إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُکِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ . (3)

قُلِ اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ فِی ما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ . (4)

قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِیَنِّی ما یُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِی فِی الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (5)

وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ . (6)

وَ قُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّاحِمِینَ . (7)

وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَکُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ * قالَ رَبِّ احْکُمْ بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ . (8)

قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ . (9)

وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً . (10)

قُلِ اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ * تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ

ص:59


1- .طه:114.
2- الإسراء:80-81.
3- الأنعام:162.
4- الزمر:46.
5- المؤمنون:93 و 94.
6- المؤمنون:97 و 98.
7- المؤمنون:118.
8- الأنبیاء:111 و 112.
9- المؤمنون:39 و 40.
10- الفرقان:30.

وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (1)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ * وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ * وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدِ * وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ . (2)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ * مَلِکِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ * اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ . (3)

ب-أکثَرُ دَعَواتِهِ صلی الله علیه و آله

86.صحیح مسلم عن عبد العزیز بن صهیب: سَأَلَ قَتادَةُ أنَساً:أیُّ دَعوَةٍ کانَ یَدعو بِهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أکثَرُ؟

قالَ:کانَ أکثَرُ دَعوَةٍ یَدعو بِها یَقولُ:

اللّهُمَّ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)

87.سنن الترمذی عن شهر بن حوشب: قُلتُ لِاُمِّ سَلَمَةَ:یا امَّ المُؤمِنینَ،ما کانَ أکثَرُ دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا کانَ عِندَکِ؟قالَت:کانَ أکثَرُ دُعائِهِ:

یا مُقَلِّبَ القُلوبِ،ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ. (5)

88.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ مِن قَولِ:

ص:60


1- .آل عمران:26 و 27.
2- الفلق:1-5.
3- الناس:1-6.
4- صحیح مسلم:ج 4 ص 2070 ح 26،صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6026 نحوه،سنن أبی داوود:ج 2 ص 85 ح 1519،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 587 ح 1056، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 202 ح 11981، [5]کنز العمّال:ج 2 ص 189 ح 3692.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 538 ح 3522،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 214 ح 26741،الدعاء للطبرانی: ص 377 ح 1257،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 276 ح 6950،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 28 ح 2،السنّة لابن أبی عاصم:ص 104 ح 232،مسند الطیالسی:ص 224 ح 1608،کنز العمّال:ج 1 ص 391 ح 1686.

سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ. (1)

89.إحیاء العلوم عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ الدُّعاءَ فَیَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ وَالعافِیَةَ وحُسنَ الخُلُقِ. (2)

90.الأدب المفرد عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ،وَالعِفَّةَ،وَالأَمانَةَ،وحُسنَ الخُلُقِ،وَالرِّضا بِالقَدَرِ. (3)

91.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ حَتّی کَأَنّی أراکَ أبَداً حَتّی ألقاکَ (4)،وأَسعِدنی بِتَقواکَ،ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ (5)،وخِر لی فی قَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،وَاجعَل غِنایَ فی نَفسی،وأَمتِعنی بِسَمعی وبَصَری وَاجعَلهُمَا الوارِثَ مِنّی،وَانصُرنی عَلی مَن ظَلَمَنی،وأَرِنی فیهِ ثَأری (6)،وأَقِرَّ بِذلِکَ عَینی. (7)

ص:61


1- .صحیح مسلم:ج 1 ص 351 ح 220،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 277 ح 24120 بزیادة«فی آخر أمره»بعد«یکثر»وص 550 ح 25564،صحیح ابن حبّان:ج 14 ص 323 ح 6411 کلاهما بزیادة«قبل موته»بعد«یکثر»،الطبقات الکبری:ج 2 ص 192 بزیادة«فی آخر عمره»قبل«یکثر»،تفسیر الطبری:ج 15 الجزء 30 ص 334، [2]کنز العمّال:ج 2 ص 15 ح 2951.
2- إحیاء العلوم:ج 3 ص 80.
3- الأدب المفرد:ص 100 ح 307،الدعاء للطبرانی:ص 415 ح 1406،تاریخ بغداد:،ج 12 ص 121 الرقم 6571،تاریخ دمشق:ج 54 ص 65 ح 11354،کنز العمّال:ج 2 ص 183 ح 3650.
4- لیس فی الکافی:« أبداً حتّی ألقاک».
5- فی الکافی:« ولا تشقنی بنشطی لمعاصیک».
6- فی الکافی:« قدرتک»بدل«ثاری».
7- المعجم الأوسط:ج 6 ص 121 ح 5982،الدعاء للطبرانی:ص 421 ح 1424 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمال:ج 2 ص 176 ح 3617؛الکافی:ج 2 ص 577 ح 1 عن عبد اللّه بن جندب عن أبیه عن الإمام الصادق علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 270 ح 381 [9] من دون اسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 296 ح 8.

92.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود: لَمّا انزِلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ کانَ یُکثِرُ إذا قَرَأَها ورَکَعَ أن یَقولَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ-ثَلاثاً-. (1)

93.عوالی اللآلی: وفیهِ [أی فِی الحَدیثِ]:إنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو دائِماً بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعاصیکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَینا مُصیباتِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحیَیتَنا،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا،وَاجعَل ثَأرَنا عَلی مَن ظَلَمَنا،وَانصُرنا عَلی مَن عادانا، ولا تَجعَل مُصیبَتَنا فی دیننِا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا مَبلَغَ عِلمِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا. (2)

94.إرشاد القلوب: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَدعو فَیقولُ:

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعصِیَتِکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما یُهَوِّنُ عَلَینا مِن مَصائِبِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا عَلی مَن عادانا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا.

اللّهُمَّ إلَیکَ الحَمدُ،وإلَیکَ المُشتَکی،وأَنتَ المُستَعانُ،وفیما عِندَکَ الرَّغبَةُ،ولَدَیکَ غایَةُ الطَّلِبَةِ.اللّهُمَّ آمِن رَوعَتی،وَاستُر عَورَتی.اللّهُمَّ أصلِح دینَنَا الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمرِنا، وأَصلِح لَنا دُنیانَا الَّتی فیها مَعاشُنا،وأَصلِح آخِرَتَنَا الَّتی إلَیها مُنقَلَبُنا،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لَنا فی کُلِّ خَیرٍ،وَالوَفاةَ راحَةً لَنا مِن کُلِّ سوءٍ.

ص:62


1- .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 35 ح 3683 وص 176 ح 4356،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 681 ح 1849،الدعاء للطبرانی:ص 192 ح 594،مسند أبی یعلی:ج 5 ص 179 ح 5385 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 560 ح 4728.
2- عوالی اللآلی:ج 1 ص 159 ح 144، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 361 ح 18. [3] أقول:انظر تخریجه فی«الدعاء عند القیام من المجلس:ج2 ح883»؛فإنّ الدعاء ورد فی المصادر المذکورة هناک عند القیام من المجلس.

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،وشاهِدَ کُلِّ نَجوی،وکاشِفَ کُلِّ بَلوی،فَإِنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ وفِعلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ أو فِعلٍ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ الخَیرِ؛رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الشَّرِّ؛سَخَطِکَ وَالنّارِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)

95.مسند ابن حنبل عن ابن مسعود: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أحسَنتَ خَلقی فَأَحسِن خُلُقی. (2)

96.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -إنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی،وَالعَفافَ وَالغِنی. (3)

97.سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا. (4)

ص:63


1- .إرشاد القلوب:ص 82.
2- مسند ابن حنبل:ج 2 ص 66 ح 3823، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 239 ح 959،الدعاء للطبرانی:ص 145 ح 404 و ص 415 ح 1407،مسند أبی یعلی:ج 5 ص 50 ح 5053 وفیها«حسَّنت»و«فحسِّن»بدل«أحسنت»و«فأحسن»،مسند الطیالسی:ص 49 ح 374،کنز العمّال:ج 3 ص 12 ح 5197.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2087 ح 72،سنن الترمذی:ج 5 ص 522 ح 3489، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1260 ح 3832،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 37 ح 3692 [4] کلّها عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3646.
4- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1255 ح 3820،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 450 ح 25034 و ص 478 ح 25174،الدعاء للطبرانی:ص 414 ح 1401،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 284 ح 4455،کنز العمّال:ج 2 ص 200 ح 3744.

98.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عیشَةً نَقِیَّةً،ومیتَةً سَوِیَّةً،ومَرَدّاً غَیرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ. (1)

99.حلیة الأولیاء عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً دائِماً،وهَدیاً قَیِّماً،وعِلماً نافِعاً. (2)

100.المعجم الکبیر عن أبی امامة: ما دَنَوتُ مِن نَبِیِّکُم صلی الله علیه و آله فی صَلاةٍ مَکتوبَةٍ أو تَطَوُّعٍ إلّا سَمِعتُهُ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ الدَّعَواتِ،لا یَزیدُ فیهِنَّ ولا یَنقُصُ مِنهُنَّ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی وخَطایایَ،اللّهُمَّ أنعِشنی (3)وَاجبُرنی وَاهدِنی لِصالِحِ الأَعمالِ وَالأَخلاقِ،فَإِنَّهُ لا یَهدی لِصالِحِها ولا یَصرِفُ سَیِّئَها إلّاأنتَ. (4)

101.سنن بن ماجة عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:

رَبِّ أعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر عَلَیَّ،وَاهدِنی ویَسِّرِ الهُدی لی،وَانصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ.

رَبِّ اجعَلنی لَکَ شَکّاراً،لَکَ ذَکّاراً،لَکَ رَهّاباً،لَکَ مُطیعاً،إلَیکَ مُخبِتاً،إلَیکَ أوّاهاً مُنیباً.

رَبِّ تَقَبَّل تَوبَتی،وَاغسِل حَوبَتی (5)،وأَجِب دَعوَتی،وَاهدِ قَلبی،وسَدِّد لِسانی،

ص:64


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 726 ح 1986،الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1435 وفیه«عیشة تقیّة»،مسند الشهاب:ج 2 ص 346 ح 1499 عن عبد اللّه عمرو،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 103 ح 19419 عن عبد اللّه بن أبی أوفی،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 20 ح 23 عن حبیب بن أبی ثابت ولیس فیها«ولا فاضح»وفیها«تقیّة»بدل«نقیّة»،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3643.
2- حلیة الأولیاء:ج 6 ص 179 الرقم 366،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 218 ح 13 عن أبی الدرداء من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 208 ح 3789.
3- أنعِشنی:أی ارفعنی عن مواطن الذُلِّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1802«نعش»).
4- المعجم الکبیر:ج 8 ص 200 ح 7811،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 46 ح 116،الأذکار المنتخبة:ص 73،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 195، کنز العمّال:ج 2 ص 185 ح 3667.
5- حَوبَتی:أی إثمی ( النهایة:ج 1 ص 455« حوب»).

وثَبِّت حُجَّتی،وَاسلُل سَخیمَةَ (1)قَلبی. (2)

102.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة: إنَّهُ [رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ ناصِیَتُها بِیَدِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الإِثمِ وَالکَسَلِ،ومِن عَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ الغِنی، ومِن فِتنَةِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ المَأثَمِ والمَغرَمِ.اللّهُمَّ نَقِّ قَلبی مِنَ الخَطایا کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ.اللّهُمَّ بَعِّد بَینی وبَینَ خَطیئَتی کَما بَعَّدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ (3). (4)

103.المصنّف لعبد الرزاق عن معمّر: سَمِعتُ رَجُلاً یُحَدِّثُ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ.اللّهُمَّ اهدِنا وَاهدِ بِنا،وَانصُرنا وَانصُر بِنا.اللّهُمَّ یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قُلوبَنا عَلی دینِکَ.اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وقُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وشَوقاً إلی لِقائِکَ فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ. (5)

104.صحیح مسلم عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی فیها مَعاشی،

ص:65


1- .السخیمَةُ:الحِقدُ فی النفس ( النهایة:ج 2 ص 351« سخم»).
2- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1259 ح 3830،سنن أبی داوود:ج 2 ص 83 ح 1510،سنن الترمذی:ج 5 ص 554 ح 3551،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 488 ح 1997، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 155 ح 10443 [3] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 197 ح 3729.
3- أورد الطبرانی هذا الدعاء مُدغَماً مع الدعاء الآتی فی کتبه الثلاثة أعنی:المعجم الکبیر والمعجم الأوسط وکتاب الدعاء.راجع:تخریجنا للدعائین.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 705 ح 1922،المعجم الکبیر:ج 23 ص 317 ح 717،المعجم الأوسط:ج 6 ص 213 ح 6218،الدعاء للطبرانی:ص 404 ح 1356 و ص 421 ح 1422،کنز العمّال:ج 2 ص 213 ح 3820.
5- المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 442 ح 19647.

وأَصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی فیها مَعادی،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ المَوتَ راحَةً لی مِن کُلِّ شَرٍّ. (1)

105.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عبّاس: کانَ النِّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو،یَقولُ:

اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی وبارِک لی فیهِ،وَاخلُف عَلی کُلِّ غائِبَةٍ لی بِخَیرٍ. (2)

106.المستدرک علی الصحیحین عن قطبة بن مالک: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ جَنِّبنی مُنکَراتِ الأَخلاقِ وَالأَهواءِ وَالأَعمالِ وَالأَدواءِ. (3)

107.الدعاء للطبرانی عن سمرة بن جندب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ باعِدنی مِن ذُنوبی کَما باعَدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،ونَقِّنی مِن خَطیئَتی کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ. (4)

108.السنن الکبری للنسائی عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو،یَقولُ:

اللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وَارزقُنی عِلماً تَنفَعُنی بِهِ. (5)

109.الدعاء للطبرانی عن جابر بن عبد اللّه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیا،وعَلی آخِرَتی بِتَقوی.اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ مِنَ الدُّنیا وأَزهِدنی

ص:66


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2087 ح 71،الأدب المفرد:ص 201 ح 668،الدعاء للطبرانی:ص 429 ح 1455،المعجم الأوسط:ج 7 ص 198 ح 7261،المعجم الصغیر:ج 2 ص 48،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3645.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 690 ح 1778 وج 2 ص 388 ح 3360،الأدب المفرد:ص 204 ح 681 من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 690 ح 5094 نقلاً عن العسکری فی الأمثال ولیس فیه ذیله.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 714 ح 1949،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 240 ح 960،الدعاء للطبرانی:ص 410 ح 1384،السنّة لابن أبی عاصم:ص 12 ح 13،تاریخ دمشق:ج 36 ص 390 ح 7375 ولیس فیهما«والأعمال»،کنز العمال:ج 2 ص 212 ح 3815.
4- الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1440،المعجم الکبیر:ج 7 ص 228 ح 6950،المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 438 ح 19631،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 433 ح 1492 کلاهما عن عائشة نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 432 ح 19643.
5- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 445 ح 7868، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 690 ح 1879،الدعاء للطبرانی:ص 415 ح 1405،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 524، [4]کنز العمال:ج 2 ص 212 ح 3811.

فیها،ولا تَزوِها عَنّی فَتُرَغِّبَنی فیها.اللّهُمَّ إنَّکَ سَأَلتَنی مِن نَفسی ما لا أملِکُهُ إلّابِکَ، فَأَعطِنی مِنها ما یُرضیکَ مِنها.اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی حینَ یَنقَطِعُ أمَلی مِن عَمَلی،وأَنتَ رَجائی حینَ یَسوءُ ظَنّی بِنَفسی.اللّهُمَّ لا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تُحَقِّق حَذَری.اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذَت بِقَلبی وناصِیَتی فَلَم تُمَلِّکنی شَیئاً مِنهُما،فَکَما فَعَلتَ ذلِکَ بِهِما فَاهدِنی إلی سَواءِ السَّبیلِ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر طاعَتَکَ فَلتَحُلَّ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما بَقیتُ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر مَعاصِیَکَ فَلتَخرُج مِن کُلِّ شَیءٍ مِنّی،ثُمَّ حَرِّم عَلَیهَا الدُّخولَ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما أبقَیتَنی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

110.الدعاء للطبرانی عن صهیب بن سنان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنَّکَ لَستَ بِإِلهٍ استَحدَثناهُ،ولا بِرَبٍّ ابتَدَعناهُ،ولا کانَ لَنا قَبلَکَ مِن إلهٍ نَلجَأُ إلَیهِ ونَذَرُکَ،ولا أعانَکَ عَلی خَلقِنا أحَدٌ فَنُشرِکَهُ فیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.

قالَ کَعبٌ:وهکَذا کان نَبِیُّ اللّهِ داوودُ علیه السلام یَدعو. (2)

111.السنن الکبری للنسائی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:

یا حَیُّ یا قَیّومُ. (3)

ج-دُعاؤهُ صلی الله علیه و آله لَمّا تُوُفِّیَ أبو طالِبٍ

112.الدعاء للطبرانی عن عبد اللّه بن جعفر: لَمّا تُوُفِّیَ أبو طالِبٍ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَی الطّائِفِ ماشِیاً عَلی قَدَمَیهِ،فَدَعاهُم إلَی الإِسلامِ فَلَم یُجیبوهُ،فَانصَرَفَ،فَأَتی ظِلَّ شَجَرَةٍ،

ص:67


1- .الدعاء للطبرانی:ص 427 ح 1449،کنز العمّال:ج 2 ص 695 ح 5110.
2- الدعاء للطبرانی:ص 427 ح 1450،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 453 ح 5708 نحوه،المعجم الکبیر:ج 8 ص 34 ح 7300،تاریخ دمشق:ج 17 ص 108 ح 4060،کنز العمّال:ج 2 ص 186 ح 3676.
3- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 399 ح 7682 و ج 6 ص 157 ح 10448، عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 409 ح 612،المعجم الأوسط:ج 8 ص 79 ح 8021،الدعاء للطبرانی:ص 47 ح 91.

فَصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إلَیکَ أشکو ضَعفَ قُوَّتی،وقِلَّةَ حیلَتی،وهَوانی عَلَی النّاسِ،أرحَمَ الرّاحِمینَ أنتَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ،إلی مَن تَکِلُنی؟! إلی عَدُوٍّ یَتَجَهَّمُنی (1)،أو إلی قَریبٍ مَلَّکتَهُ أمری؟! إن لَم تَکُن غَضبانَ عَلَیَّ فَلا ابالی،غَیرَ أنَّ عافِیَتَکَ أوسَعُ لی،أعوذُ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ الظُّلُماتُ وصَلَحَ عَلَیهِ أمرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ أن تُنزِلَ بی غَضَبَکَ أو تُحِلَّ عَلَیَّ سَخَطَکَ،لَکَ العُتبی (2)حَتّی تَرضی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)

د-دَعَواتٌ یُحِبُّهُنَّ صلی الله علیه و آله

113.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: کانَت دَعَواتٌ یُحِبُّهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،یَقولُ:

اللّهُمَّ وَفِّقنی لِما تُحِبُّ وتَرضی مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ وَالنِّیَّةِ وَالهُدی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

ه-دُعاؤهُ صلی الله علیه و آله فی جَوفِ اللَّیلِ

114.التهجُّد لابن أبی الدنیا عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی جَوفِ اللَّیلِ:

نامَتِ العُیونُ وغارَتِ النُّجومُ وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ،وما تُخفِی الصُّدورُ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت

ص:68


1- .یتجهّمنی:أی یلقانی بالغِلظةِ والوجه الکریه ( النهایة:ج 1 ص 323« جهم»).
2- فی المصدر:«العُقبی»،والصواب ما أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- الدعاء للطبرانی:ص 315 ح 1036، تاریخ الطبری:ج 2 ص 344، [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 14 ص 97 [4] کلاهما نحوه،تاریخ دمشق:ج 49 ص 152 ح 10514،کنز العمّال:ج 2 ص 175 ح 3613؛بحار الأنوار:ج 94 ص 225 ح 1 [5] نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن الإمام علیّ علیه السلام،وفیه الدعاء فقط.
4- الدعاء للطبرانی:ص 428 ح 1454،السنّة لابن أبی عاصم:ص 164 ح 373،الفردوس:ج 1 ص 471 ح 1916،کنز العمّال:ج 2 ص 209 ح 3797.

بِهِ مَعَکَ مَلائِکَتُکَ وأَنبِیاؤُکَ واُولُو العِلمِ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتُ بِهِ کانَت شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ تَبارَکتَ ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)

و-دُعاؤُهُ صلی الله علیه و آله لِأَهلِ قُباءَ

115.الدعاء للطبرانی عن نافع أبی هرمز: دَخَلنا عَلی أنَسِ بنِ مالِکٍ،فَقُلنا:یا أبا حَمزَةَ،ادعُ لَنا بِدَعَواتٍ سَمِعتَها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فقال:وَاللّهِ إنّی لَشاکٍ وما بُدٌّ مِن أن أدعُوَ بِدَعَواتٍ سَمِعتُها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،دَعا بِهِنَّ لِأَهلِ قُباءَ،فَقالَ عِندَ ذلِکَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی خَلقِکَ.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أهلِ بُیوتِنا.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أنفُسِنا خاصَّةً.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ بِما هَدَیتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما أکرَمتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما سَتَرتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِالقُرآنِ،ولَکَ الحَمدُ بِالأَهلِ وَالمالِ،ولَکَ الحَمدُ بِالمُعافاةِ،ولَکَ الحَمدُ حَتّی تَرضی،ولَکَ الحَمدُ إذا رَضیتَ یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ.

اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ- اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِکَ وبَرَکاتِکَ ومَغفِرَتَکَ ورِضوانَکَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ. (2)

ز-دُعاءٌ عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام

116.الکافی عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه: أتی جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:إنَّ رَبَّکَ یَقولُ لَکَ:إذا أرَدتَ أن تَعبُدَنی یَوماً ولَیلَةً حَقَّ عِبادَتی فَارفَع یَدَیکَ إلَیَّ وقُل:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً خالِداً مَعَ خُلودِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا مُنتَهی لَهُ دونَ عِلمِکَ،

ص:69


1- .التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 121 ح 259،کنز العمّال:ج 2 ص 692 ح 5101 نقلاً عن ابن ترکان فی الدعاء والدیلمی نحوه.
2- الدعاء للطبرانی:ص 490 ح 1725،کنز العمّال:ج 2 ص 692 ح 5100.

ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا أمَدَ لَهُ دُونَ مَشیئَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا جَزاءَ لِقائِلِهِ إلّارِضاکَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،ولَکَ المَنُّ کُلُّهُ،ولَکَ الفَخرُ کُلُّهُ،ولَکَ البَهاءُ کُلُّهُ،ولَکَ النّورُ کُلُّهُ،ولَکَ العِزَّةُ کُلُّها،ولَکَ الجَبَروتُ کُلُّها،ولَکَ العَظَمَةُ کُلُّها،ولَکَ الدُّنیا کُلُّها،ولَکَ الآخِرَةُ کُلُّها،ولَکَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ کُلُّهُ،ولَکَ الخَلقُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ،عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً أبَداً،أنتَ حَسَنُ البَلاءِ،جَلیلُ الثَّناءِ،سابِغُ النَّعماءِ،عَدلُ القَضاءِ،جَزیلُ العَطاءِ،حَسَنُ الآلاءِ،إلهُ مَن فِی الأَرضِ وإلهُ مَن فِی السَّماءِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی السَّبعِ الشِّدادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الأَرضِ المِهادِ،ولَکَ الحَمدُ طاقَةَ العِبادِ،ولَکَ الحَمدُ سَعَةَ البِلادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الجِبالِ الأَوتادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،ولَکَ الحَمدُ فِی النَّهارِ إذا تَجلّی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،ولَکَ الحَمدُ فِی المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ، وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ (1).

سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،کُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَهُ،سُبحانَکَ رَبَّنا وتَعالَیتَ،وتَبارَکتَ وتَقَدَّستَ،خَلَقتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُدرَتِکَ،وقَهَرتَ کُلَّ شَیءٍ بِعِزَّتِکَ،وعَلَوتَ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ بِارتِفاعِکَ،وغَلَبتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُوَّتِکَ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ بِحِکمَتِکَ وعِلمِکَ،وبَعَثتَ الرُّسُلَ بِکُتُبِکَ،وهَدَیتَ الصّالِحینَ بِإِذنِکَ،وأَیَّدتَ المُؤمِنینَ بِنَصرِکَ،وقَهَرتَ الخَلقَ بِسُلطانِکَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لا نَعبُدُ غَیرَکَ،ولا نَسأَلُ إلّاإیّاکَ،ولا نَرغَبُ إلّا إلَیکَ،أنتَ مَوضِعُ شَکوانا،ومُنتَهی رَغبَتِنا،وإلهُنا ومَلیکُنا. (2)

ص:70


1- .الزمر:67.
2- الکافی:ج 2 ص 581 ح 16.
ح-سائِرُ دَعَواتِهِ صلی الله علیه و آله

117.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أغنِنی بِالعِلمِ،وزَیِّنی بِالحِلمِ،وأَکرِمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ. (1)

118.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَلنی اعَظِّمُ شُکرَکَ،واُکثِرُ ذِکرَکَ،وأَتَّبِعُ نَصیحَتَکَ،وأَحفَظُ وَصِیَّتَکَ. (2)

119.عنه صلی الله علیه و آله: قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ نَفساً بِکَ مُطمَئِنَّةً،تُؤمِنُ بِلِقائِکَ،وتَرضی بِقَضائِکَ،وتَقنَعُ بِعَطائِکَ. (3)

120.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّی صالِحَ ما أعطَیتَنی أبَداً،اللّهُمَّ ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، اللّهُمَّ لا تُشمِت (4)بی عَدُوّاً ولا حاسِداً أبَداً،اللّهُمَّ لا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ أبَداً. (5)

121.عنه صلی الله علیه و آله:

ص:71


1- .الحلم لابن أبی الدنیا:ص 19 ح 3 عن سفیان بن عیینة،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 195 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 2 ص 185 ح 3663 نقلاً عن ابن النجار عن ابن عمر؛تهذیب الأحکام:ج 3 ص 73 ح 232 عن ذریح بن محمّد بن یزید المحاربی عن الامام الصادق علیه السلام.
2- مسند ابن حنبل:ج 3 ص 184 ح 8107،الدعاء للطبرانی: ص 414 ح 1402،تاریخ دمشق:ج 66 ص 266 ح 13395 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3639.
3- المعجم الکبیر:ج 8 ص 99 ح 7490،مسند الشامیّین:ج 2 ص 409 ح 1598،تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 423، تاریخ دمشق:ج 35 ص 81 ح 7100 کلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 2 ص 198 ح 3735.
4- لا تُشْمِت بی الأعداءَ:أی لا تُسرُّهم بی وتُفرِحُهم (مجمع البحرین:ج 2 ص 975« شمت»).
5- تفسیر القمّی:ج2 ص75 عن عبد اللّه بن سیّار عن الإمام الصادق علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص273 ح383، [6]جمال الاُسبوع:ص140 [7] کلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج16 ص217 ح6.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فِعلَ الخَیراتِ وتَرکَ المُنکَراتِ وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ فِتنَةَ (1)قَومٍ فَتَوَفَّنی غَیرَ مَفتونٍ،أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ، وحُبَّ عَمَلٍ یُقَرِّبُ إلی حُبِّکَ. (2)

122.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ التَّوفیقَ لِمَحابِّکَ مِنَ الأَعمالِ،وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ. (3)

123.الدعوات: مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله (4):

یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ عَلَیَّ القَبیحَ،یا مَن لَم یَهتِکِ السِّترَ،ولَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ (5)،یا عَظیمَ العَفوِ،ویا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ.

یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ومُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا أمَلاه،یا غایَةَ رَغبَتاه،

ص:72


1- .فِتنَةٌ:أی بلاء ومِحنَةٌ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1360«فتن»).
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 369 ح 3235،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 259 ح 22170،الدعاء للطبرانی: ص 418 ح 1414 کلّها عن معاذ بن جبل،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1932 عن ثوبان،کنز العمّال:ج 15 ص 898 ح 43545.
3- التوکّل لابن أبی الدنیا:ص 37 ح 3،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 224 الرقم 410 کلاهما نقلاً عن الأوزاعی،کنز العمّال:ج 2 ص 183 ح 3654.
4- فی التوحید عن عمرو بن شُعیب عن أبیه عن جدّه عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أنَّ جَبرَئیلَ نَزَلَ عَلَیهِ بِهَذا الدُّعاءِ مِنَ السَّماءِ ونَزَلَ عَلَیهِ ضاحِکاً مُستَبشِراً فَقالَ:السَّلامُ عَلَیکَ یا مُحَمَّدُ،قالَ:وعَلَیکَ السَّلامُ یا جَبرَئیلُ.فَقالَ:إنَّ اللّهَ بَعَثَ إلَیکَ بِهَدِیَّةٍ.قالَ:وما تِلکَ الهَدِیَّةُ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:کَلِماتٌ مِن کُنوزِ العَرشِ أکرَمَکَ اللّهُ بِها.قالَ:وما هُنَّ یا جَبرَئیلُ؟قالَ:قُل:«یا مَن أظهَرَ...»فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا جَبرَئیلُ فَما ثَوابُ هذِهِ الکَلِماتِ؟فَقالَ:هَیهاتَ هَیهاتَ انقَطَعَ العَمَلُ لَوِ اجتَمَعَ مَلائِکَةُ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضینَ عَلَی أن یَصِفوا ثَوابَ ذلِکَ إلَی یَومِ القیامَةِ ما وَصَفوا مِن ألفِ جُزءٍ جُزءاً واحِداً.
5- الجریرة:الجنایة والذنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

أسأَ لُکَ بِکَ یا اللّهُ أن لا تُشَوِّهَ خَلقی بِالنّارِ،وأَن تَقضِیَ لی حَوائِجَ آخِرَتی ودُنیایَ،وتَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

وتُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَدعو بِما بَدا لَکَ. (1)

124.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذا ما سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ المَسأَلَةِ،وخَیرَ الدُّعاءِ،وخَیرَ النَّجاحِ،وخَیرَ العَمَلِ،وخَیرَ الثَّوابِ،وخَیرَ الحَیاةِ،وخَیرَ المَماتِ،وثَبِّتنی وثَقِّل مَوازینی،وحَقِّق إیمانی،وَارفَع دَرَجاتی،وتَقَبَّل صَلاتی،وَاغفِر خَطیئَتی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَواتِحَ الخَیرِ وخَواتِمَهُ وجَوامِعَهُ،وأَوَّلَهُ [وآخِرَهُ] وظاهِرَهُ وباطِنَهُ، وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.

(اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما آتی،وخَیرَ ما أفعَلُ،وخَیرَ ما أعمَلُ،وخَیرَ ما بَطَنَ، وخَیرَ ما ظَهَرَ،وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَرفَعَ ذِکری،وتَضَعَ وِزری (2)،وتُصلِحَ أمری،وتُطَهِّرَ قَلبی، وتُحَصِّنَ فَرجی،وتُنَوِّرَ قَلبی،وتَغفِرَ لی ذَنبی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ آمینَ) (3).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُبارِکَ لی فی نَفسی،وفی سَمعی وفی بَصَری،وفی روحی وفی خَلقی،وفی خُلُقی،وفی أهلی،وفی مَحیایَ وفی مَماتی،وفی عَمَلی،فَتَقَبَّل حَسَناتی،

ص:73


1- .الدعوات:ص 60 ح 148،التوحید:ص 221 ح 14،عدة الداعی:ص 315 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه نحوه ولیس فیهما ذیله من«وأن تقضی لی...»،المصباح للکفعمی:ص 44 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 164 ح 17 وص 352 ح 7.
2- الوِزرُ:الحِملُ والثَّقلُ،وکثیراً ما یُطلق فی الحدیث عن الذنب والإثم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1929«وزر»).
3- فی المعجم الکبیر والدعاء للطبرانی:«اللّهُمَّ ونجّنی من النار ومغفرة اللیل والنهار والمنزل الصالح من الجنّة آمین،اللّهُمَّ إنّی أسألک خلاصاً من النار سالماً وأدخلنی الجنّة آمناً»بدل ما فی القوسین.

وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ. (1)

125.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،وأَسأَ لُکَ کَلِمَةَ الحَقِّ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وأَسأَ لُکَ قُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وأَسأَ لُکَ بَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ الکَریمِ،وأَسأَ لُکَ الشَّوقَ إلی لِقائِکَ،فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ (2). (3)

126.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما جاءَنی جِبریلُ إلّاأمَرَنی بِهاتَینِ [ الدَّعوَتَینِ ] (4):

اللّهُمَّ ارزُقنی طَیِّباً،وَاستَعمِلنی صالِحاً 5. 6

127.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،ولِسانی مِنَ الکَذِبِ،وعَینی مِنَ

ص:74


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 701 ح 1911،الدعاء للطبرانی:ص 421 ح 1422،المعجم الکبیر:ج 23 ص 317 ح 717،المعجم الأوسط:ج 6 ص 214 ح 6218 ولیس فیه ذیله من«اللّهُمَّ إنّی أسألک أن تبارک»وکلّها عن امّ سلمة نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 214 ح 3820.
2- ورد هذا الدعاء فی ضمن أدعیة کثیرة طویلة.راجع الکافی:ج 2 ص 548 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 327 ح 960 و....
3- الدعاء للطبرانی:ص 199 ح 624 و ص 200 ح 625،سنن النسائی:ج 3 ص 54،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 366 ح 18353، صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 305 ح 1971،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 705 ح 1923 کلّها عن عمّار بن یاسر نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 174 ح 3611؛بحار الأنوار:ج 94 ص 225 ح 1 [3] نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن فاطمة علیها السلام من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من کنز العمّال.

الخِیانَةِ؛فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ. (1)

128.عنه صلی الله علیه و آله:

اًاللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وزِدنی عِلماً. (2)

129.الإمام الصادق علیه السلام: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَمشی ذاتَ یَومٍ مَعَ أصحابِهِ إذ قالَ لَهُم عَلی رِسلِکُم حَتّی اثنِیَ عَلی رَبّی،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنَّهُ لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا قابِضَ لِما بَسَطتَ،ولا باسِطَ لِما قَبَضتَ،ولا هادِیَ لِمَن أضلَلتَ،ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَیتَ،اللّهُمَّ أنتَ الحَلیمُ فَلا تَجهَلُ، وأَنتَ الجَوادُ فَلا تَبخَلُ،وأَنتَ العَزیزُ فَلا تُستَذَلُّ،وأَنتَ المَنیعُ فَلا تُرامُ. (3)

راجع:ص 171 ح 222 و 223 و ص 178-179 ح 233 و 235-242 وص 315-316 ح 364-367 وص 318-322 ح 369-386 و ص332 ح399 وص333-334 ح 401-406 و غیرها... .

ص:75


1- .تاریخ بغداد:ج 5 ص 268 الرقم 2759، نوادر لاُصول:ج 1 ص 427،اُسد الغابة:ج 7 ص 387 الرقم 7608 [2] کلّها عن ام معبد الخزاعیّة،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 191، [3]کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3660.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 578 ح 3599،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 92 ح 251 وج 2 ص 1260 ح 3833،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 62 ح 4 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3638؛نثر الدرّ:ج 1 ص 248، بحار الأنوار:ج 2 ص 63 ح 10.
3- الأمالی للطوسی:ص 214 ح 371 عن حمزة بن حُمران،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 4.

ص:76

الفَصلُ الثّانی:نَماذِجُ مِن دَعَواتِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام

1/2دَعَواتُ جَمیعِ الأَئِمَّةِ:

الف-المُناجاةُ الشَّعبانِیَّةُ

130.الإقبال عن ابن خالویه: إنَّها مُناجاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ علیهم السلام،کانوا یَدعونَ بِها فی شَهرِ شَعبانَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع دُعائی إذا دَعَوتُکَ،وَاسمَع نِدائی إذا نادَیتُکَ، وأَقبِل عَلَیَّ إذا ناجَیتُکَ،فَقَد هَرَبتُ إلَیکَ،ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکُ،مُستَکیناً لَکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،راجِیاً لِما لَدَیکَ،تَرانی (1)وتَعلَمُ ما فی نَفسی،وتُخبِرُ حاجَتی وتَعرِفُ ضَمیری، ولا یَخفی عَلَیکَ أمرُ مُنقَلَبی ومَثوایَ،وما اریدُ أن ابدِئَ بِهِ مِن مَنطِقی،وأَتَفَوَّهُ بِهِ مِن طَلِبَتی،وأَرجوهُ لِعافِیَتی،وقَد جَرَت مَقادیرُکَ عَلَیَّ یا سَیِّدی فیما یَکونُ مِنّی إلی آخِرِ عُمُری،مِن سَریرَتی وعَلانِیَتی،وبِیَدِکَ لا بِیَدِ غَیرِکَ زِیادَتی ونَقصی،ونَفعی وضَرّی.

إلهی ! إن حَرَمتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرزُقُنی؟! وإن خَذَلتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَنصُرُنی؟!

إلهی ! أعوذُ بِکَ مِن غَضَبِکَ وحُلولِ سَخَطِکَ.

ص:77


1- .راجیاً لِما لَدَیکَ ثَوابی (خ ل).

إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَأهِلٍ لِرَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَیَّ بِفَضلِ سَعَتِکَ.

إلهی ! کَأَ نّی بِنَفسی واقِفَةٌ بَینَ یَدَیکَ،وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَفَعَلتَ (1)ما أنتَ أهلُهُ،وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ.

إلهی ! إن عَفَوتَ فَمَن أولی مِنکَ بِذلِکَ؟! وإن کانَ قَد دَنا أجَلی ولَم یُدنِنی مِنکَ عَمَلی، فَقَد جَعَلتُ الإِقرارَ بِالذَّنبِ إلَیکَ وَسیلَتی.

إلهی ! قَد جُرتُ عَلی نَفسی فِی النَّظَرِ لَها،فَلَهَا الوَیلُ إن لَم تَغفِر لَها !

إلهی ! لَم یَزَل بِرُّکَ عَلَیَّ أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی فی مَماتی.

إلهی ! کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ لی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلَّاالجَمیلَ فی حَیاتی؟! إلهی تَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ،وعُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ عَلی مُذنِبٍ قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ.

إلهی ! قَد سَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوباً فِی الدُّنیا،وأَ نَا أحوَجُ إلی سَترِها عَلَیَّ مِنکَ فِی الاُخری.

إلهی قَد أحسَنتَ إلَیَّ إذ لَم تُظهِرها لِأَحَدٍ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ،فَلا تَفضَحنی یَومَ القِیامَةِ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ.

إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وعَفوُکَ أفضَلُ مِن عَمَلی.إلهی فَسُرَّنی بِلِقائِکَ یَومَ تَقضی فیهِ بَینَ عِبادِکَ.

إلهِی ! اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارُ مَن لَم یَستَغنِ عَن قَبولِ عُذرِهِ،فَاقبَل عُذری یا أکرَمَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ.

إلهی ! لا تَرُدَّ حاجَتی،ولا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تَقطَعَ مِنکَ رَجائی وأَمَلی.

إلهی ! لَو أرَدتَ هَوانی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تُعافِنی.

إلهی ! ما أظُنُّکَ تَرُدُّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ.إلهی فَلَکَ الحَمدُ

ص:78


1- .فَقُلتَ (خ ل).

أبَداً أبَداً دائِماً سَرمَداً،یَزیدُ ولا یَبیدُ کَما تُحِبُّ وتَرضی.

إلهی ! إن أخَذتَنی بِجُرمی أخَذتُکَ بِعَفوِکَ،وإن أخَذتَنی بِذُنوبی أخَذتُکَ بِمَغفِرَتِکَ، وإن أدخَلتَنِی النّارَ أعلَمتُ أهلَها أ نّی احِبُّکَ.

إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.

إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ مِن عِندِکَ بِالخَیبَةِ مَحروماً،وقَد کانَ حُسنُ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!

إلهی ! وقَد أفنَیتُ عُمُری فی شِرَّةِ (1)السَّهوِ عَنکَ،وأَبلَیتُ شَبابی فی سَکرَةِ التَّباعُدِ مِنکَ.

إلهی ! فَلَم أستَیقِظ أیّامَ اغتِراری بِکَ،ورُکونی إلی سَبیلِ سَخَطِکَ.

إلهی ! وأَ نَا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،قائِمٌ بَینَ یَدَیکَ،مُتَوَسِّلٌ بِکَرَمِکَ إلَیکَ.

إلهی ! أنَا عَبدٌ أتَنَصَّلُ (2)إلَیکَ مِمّا کُنتُ اواجِهُکَ بِهِ مِن قِلَّةِ استِحیائی مِن نَظَرِکَ، وأَطلُبُ العَفوَ مِنکَ إذِ العَفوُ نَعتٌ لِکَرَمِکَ.

إلهی ! لَم یَکُن لی حَولٌ فَأَنتَقِلَ بِهِ عَن مَعصِیَتِکَ إلّافی وَقتٍ أیقَظتَنی لِمَحَبَّتِکَ،وکَما أرَدتَ أن أکونَ کُنتُ،فَشَکَرتُکَ بِإِدخالی فی کَرَمِکَ،ولِتَطهیرِ قَلبی مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنکَ.

إلهِی ! انظُر إلَیَّ نَظَرَ مَن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،وَاستَعمَلتَهُ بِمَعونَتِکَ فَأَطاعَکَ،یا قَریباً لا یَبعُدُ عَنِ المُغتَرِّ بِهِ،ویا جَواداً لا یَبخَلُ عَمَّن رَجا ثَوابَهُ.

إلهی ! هَب لی قَلباً یُدنیهِ مِنکَ شَوقُهُ،ولِساناً یُرفَعُ إلَیکَ صِدقُهُ،ونَظَراً یُقَرِّبُهُ مِنکَ حَقُّهُ.

ص:79


1- .الشِرَّةُ:النشاط والرغبة ( النهایة:ج 2 ص 458«شرر»).
2- تَنَصَّلَ إلیه:أی انتفی من ذنبه واعتذر إلیه ( النهایة:ج 5 ص 67« نصل»).

إلهی ! إنَّ مَن تَعَرَّفَ بِکَ غَیرُ مَجهولٍ،ومَن لاذَ بِکَ غَیرُ مَخذولٍ،ومَن أقبَلتَ عَلَیهِ غَیرُ مَملولٍ.

إلهی ! إنَّ مَنِ انتَهَجَ بِکَ لَمُستَنیرٌ،وإنَّ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ لَمُستَجیرٌ،وقَد لُذتُ بِکَ یا إلهی فَلا تُخَیِّب ظَنّی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَحجُبنی عَن رَأفَتِکَ.

إلهی ! أقِمنی فی أهلِ وِلایَتِکَ مُقامَ رَجاءِ الزِّیادَةِ مِن مَحَبَّتِکَ.

إلهی ! وأَلهِمنی وَلَهاً بِذِکرِکَ إلی ذِکرِکَ،وَاجعَل هِمَّتی فی رَوحِ نَجاحِ أسمائِکَ ومَحَلِّ قُدسِکَ.

إلهی ! بِکَ عَلَیکَ إلّاألحَقتَنی بِمَحَلِّ أهلِ طاعَتِکَ،وَالمَثوَی الصّالِحِ مِن مَرضاتِکَ،فَإِنّی لا أقدِرُ لِنَفسی دَفعاً،ولا أملِکُ لَها نَفعاً.

إلهی ! أنَا عَبدُکَ الضَّعیفُ المُذنِبُ،ومَملوکُکَ المَعیبُ،فَلا تَجعَلنی مِمَّن صَرَفتَ عَنهُ وَجهَکَ،وحَجَبَهُ سَهوُهُ عَن عَفوِکَ.

إلهی ! هَب لی کَمالَ الاِنقِطاعِ إلَیکَ،وأَنِر أبصارَ قُلوبِنا بِضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ،حَتّی تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ،فَتَصِلَ إلی مَعدِنِ العَظَمَةِ،وتَصیرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِکَ.

إلهی ! وَاجعَلنی مِمَّن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،ولاحَظتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِکَ،فَناجَیتَهُ سِرّاً وعَمِلَ لَکَ جَهراً.

إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی قُنوطَ الإِیاسِ،ولَا انقَطَعَ رَجائی مِن جَمیلِ کَرَمِکَ.

إلهی ! إن کانَتِ الخَطایا قَد أسقَطَتنی لَدَیکَ فَاصفَح عَنّی بِحُسنِ تَوَکُّلی عَلَیکَ.

إلهی ! إن حَطَّتنِی الذُّنوبُ مِن مَکارِمِ لُطفِکَ،فَقَد نَبَّهَنِی الیَقینُ إلی کَرَمِ عَطفِکَ.

إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد نَبَّهَتنِی المَعرِفَةُ بِکَرَمِ آلائِکَ.

إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ عَظیمُ عِقابِکَ،فَقَد دَعانی إلَی الجَنَّةِ جَزیلُ ثَوابِکَ.

ص:80

إلهی ! فَلَکَ أسأَلُ،وإلَیکَ أبتَهِلُ وأَرغَبُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تَجعَلَنی مِمَّن یُدیمُ ذِکرَکَ،ولا یَنقُضُ عَهدَکَ،ولا یَغفُلُ عَن شُکرِکَ،ولا یَستَخِفُّ بِأَمرِکَ.

إلهی ! وأَلحِقنی (1)بِنورِ عِزِّکَ الأَبهَجِ،فَأَکونَ لَکَ عارِفاً،وعَن سِواکَ مُنحَرِفاً،ومِنکَ خائِفاً مُراقِباً،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)

ب-الدُّعاءُ المُسَمّی بِ«یَستَشیرَ»

131.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ هذَا الدُّعاءَ،وأَمَرَنی أن أحتَفِظَ بِهِ فی کُلِّ ساعَةٍ لِکُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ،وأَن اعَلِّمَهُ خَلیفَتی مِن بَعدی،وأَمَرَنی أن لا افارِقَهُ طولَ عُمُری حَتّی ألقَی اللّهَ عز و جل بِهذَا الدُّعاءِ،وقالَ لی:قُل حینَ تُصبِحُ وتُمسی هذَا الدُّعاءَ فَإِنَّهُ کَنزٌ مِن کُنوزِ العَرشِ:...وهُوَ هذَا الدُّعَاءُ،تَقولُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ (3)المَلِکُ [الحَقُّ] (4)المُبینُ،المُدَبِّرُ بِلا وَزیرٍ ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ یَستَشیرُ،الأَوَّلُ غَیرُ مَوصوفٍ (5)،وَالباقی بَعدَ فَناءِ الخَلقِ، العَظیمُ الرُّبوبِیَّةِ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وفاطِرُهُما (6)ومُبتَدِعُهُما،بِغَیرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما وفَتَقَهُما فَتقاً،فَقامَتِ السَّماواتُ طائِعاتٍ بِأَمرِهِ،وَاستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ،ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِی السَّماواتِ العُلی اَلرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی * لَهُ ما فِی السَّماواتِ

ص:81


1- .فی بحار الأنوار:«و أتحفنی»بدل«و ألحقنی».
2- الإقبائل:ج 3 ص 295،بحار الأنوار:ج 94 ص 97 ح 13 نقلا عن الکتاب العتیق الغروی.
3- زاد هنا فی البلد الأمین و المصباح للکفعمی:« [4]الحی القیوم الدائم».
4- أثبتنا ما بین المعقوفین من المصادر الاخری.
5- فی المصدر:«غیر مصروف»،و ما فی المتن أثبتناه من المصادر الاخری.
6- فاطر السماوات:أی خالقها و مبتدعها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1401«فطر»).

وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری . (1)

فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ،لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ولا واضِعَ لِما رَفَعتَ،ولا مُعِزَّ لِمَن أذلَلتَ ولا مُذِلَّ لِمَن أعزَزتَ،ولا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ،کُنتَ إذ لَم تَکُن سَماءٌ مَبنِیَّةٌ،ولا أرضٌ مَدحِیَّةٌ (2)،ولا شَمسٌ مُضیئَةٌ،ولا لَیلٌ مُظلِمٌ،ولا نَهارٌ مُضیءٌ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا جَبَلٌ راسٍ،ولا نَجمٌ سارٍ،ولا قَمَرٌ مُنیرٌ، ولا ریحٌ تَهُبُّ،ولا سَحابٌ یَسکُبُ،ولا بَرقٌ یَلمَعُ،ولا رَعدٌ یُسَبِّحُ،ولا روحٌ تَنَفَّسُ، ولا طائِرٌ یَطیرُ،ولا نارٌ تَتَوَقَّدُ،ولا ماءٌ یَطَّرِدُ،کُنتَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وکَوَّنتَ کُلَّ شَیءٍ، وقَدَرتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ،وأَغنَیتَ وأَفقَرتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ، وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وعَلَی العَرشِ استَوَیتَ،فَتَبارَکتَ یا اللّهُ وتَعالَیتَ.

أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ الخَلّاقُ المُعینُ (3)،أمرُکَ غالِبٌ،وعِلمُکَ نافِذٌ،وکَیدُکَ غَریبٌ،ووَعدُکَ صادِقٌ،وقَولُکَ حَقٌّ،وحُکمُکَ عَدلٌ،وکَلامُکَ هُدیً،ووَحیُکَ نورٌ، ورَحمَتُکَ واسِعَةٌ،وعَفوُکَ عَظیمٌ،وفَضلُکَ کَثیرٌ،وعَطاؤُکَ جَزیلٌ،وحَبلُکَ مَتینٌ، وإمکانُکَ عَتیدٌ،وجارُکَ عَزیزٌ،وبَأسُکَ شَدیدٌ،ومَکرُکَ مَکیدٌ،أنتَ یا رَبِّ مَوضِعُ کُلِّ شَکوی،حاضِرُ کُلِّ مَلَأٍ،وشاهِدُ کُلِّ نَجوی،مُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ،مُفَرِّجُ کُلِّ حُزنٍ،غِنی کُلِّ مِسکینٍ،حِصنُ کُلِّ هارِبٍ،أمانُ کُلِّ خائِفٍ،حِرزُ الضُّعَفاءِ،کَنزُ الفُقَراءِ،مُفَرِّجُ الغَمّاءِ،مُعینُ الصّالِحینَ،ذلِکَ اللّهُ رَبُّنا لا إلهَ إلّاهُوَ،تَکفی مِن عِبادِکَ مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ، وأَنتَ جارُ مَن لاذَ بِکَ وتَضَرَّعَ إلَیکَ،عِصمَةُ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ،ناصِرُ مَنِ انتَصَرَ بِکَ،تَغفِرُ الذُّنوبَ لِمَنِ استَغفَرَکَ،جَبّارُ الجَبابِرَةِ،عَظیمُ العُظَماءِ،کَبیرُ الکُبَراءِ،سَیِّدُ السّاداتِ، مَولَی المَوالی،صَریخُ المُستَصرِخینَ،مُنَفِّسٌ عَنِ المَکروبینَ،مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،

ص:82


1- .طه:5 و 6.
2- دَحا الأرض:بَسَطَها (المصباح المنیر:ص 190« دحا»).
3- فی المصادر الاُخری:«العَلیمُ»بدل«المعین».

أسمَعُ السّامِعینَ،أبصَرُ النّاظِرینَ،أحکَمُ الحاکِمینَ،أسرَعُ الحاسِبینَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ، خَیرُ الغافِرینَ،قاضی حَوائِجِ المُؤمِنینَ،مُغیثُ الصّالِحینَ.

أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبُّ العالَمینَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وأَنتَ السَّیِّدُ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الغافِرُ وأَ نَا المُسیءُ، وأَنتَ العالِمُ وأَ نَا الجاهِلُ،وأَنتَ الحَلیمُ وأَ نَا العَجولُ،وأَنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ، وأَنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وأَنتَ المُجیبُ وأَ نَا المُضطَرُّ.

وأَ نَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،المُعطی عِبادَکَ بِلا سُؤالٍ،وأَشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ وإلَیکَ المَصیرُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وَاغفِر لی ذُنوبی وَاستُر عَلَیَّ عُیوبی،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً ورِزقاً واسِعاً یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

ج-الدُّعاءُ المُفَضَّلُ عَلی کُلِّ دُعاءٍ

132.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ الدُّعاءُ المُفَضَّلُ عَلی کُلِّ دُعاءٍ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَیهِ،وکانَ یَدعو بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وَالباقِرُ وَالصّادِقُ علیهما السلام،وعُرِضَ هذَا الدُّعاءُ عَلی أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ قَدَّسَ اللّهُ نَفسَهُ فَقالَ:ما مِثلُ هذَا الدُّعاءِ،وقالَ:

قِراءَةُ هذَا الدُّعاءِ مِن أفضَلِ العِباداتِ،وهُوَ هذا:

اللّهُمَّ أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ،آمَنتُ بِکَ مُخلِصاً لَکَ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،

ص:83


1- .مهج الدعوات:ص 122 عن الحرث بن عمیر عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،البلد الأمین:ص 380، [2]المصباح للکفعمی:ص 381، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 332 ح 71.

أتوبُ إلَیکَ مِن سوءِ عَمَلی،وأَستَغفِرُکَ لِذُنوبِیَ الَّتی لا یَغفِرُها غَیرُکَ،أصبَحَ ذُلّی مُستَجیراً بِعِزَّتِکَ،وأَصبَحَ فَقری مُستَجیراً بِغِناکَ،وأَصبَحَ جَهلی مُستَجیراً بِحِلمِکَ، وأَصبَحَت قِلَّةُ حیلَتی مُستَجیرَةً (1)بِقُدرَتِکَ،وأَصبَحَ خَوفی مُستَجیراً بِأَمانِکَ،وأَصبَحَ دائی مُستَجیراً بِدَوائِکَ،وأَصبَحَ سُقمی مُستَجیراً بِشِفائِکَ،وأَصبَحَ حینی مُستَجیراً بِقَضائِکَ،وأَصبَحَ ضَعفی مُستَجیراً بِقُوَّتِکَ،وأَصبَحَ ذَنبی مُستَجیراً بِمَغفِرَتِکَ،وأَصبَحَ وَجهِیَ الفانِی البالی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقِی الدّائِمِ الَّذی لا یَبلی ولا یَفنی.

یا مَن لا یُواریهِ لَیلٌ داجٍ (2)،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا حُجُبٌ ذاتُ إرتاجٍ (3)،ولا ماءٌ ثَجّاجٌ فی قَعرِ بَحرٍ عَجّاجٍ،یا دافِعَ السَّطَواتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ،أسأَ لُکَ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرتاحُ،یا مَن بِیَدِهِ خَزائِنُ کُلِّ مِفتاحٍ، أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ الطَّیِّبینَ،وأَن تَفتَحَ لی مِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَن تَحجُبَ عَنّی فِتنَةَ المُوَکَّلِ بی،ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ فَیُهلِکَنی،ولا تَکِلنی إلی أحَدٍ طَرفَةَ عَینٍ فَیَعجُزَ عَنّی،ولا تَحرِمنِی الجَنَّةَ،وَارحَمنی وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،وَاکفِنی بِالحَلالِ عَنِ الحَرامِ،وَالطَّیِّبِ عَنِ الخَبیثِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ خَلَقتَ القُلوبَ عَلی إرادَتِکَ،وفَطَرتَ العُقولَ عَلی مَعرِفَتِکَ،فَتَمَلمَلَتِ الأَفئِدَةُ مِن مَخافَتِکَ،وصَرَخَتِ القُلوبُ بِالوَلَهِ [إلَیکَ] (4)،وتَقاصَرَ وُسعُ قَدرِ العُقولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَیکَ،وَانقَطَعَتِ الأَلفاظُ عَن مِقدارِ مَحاسِنِکَ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن إحصاءِ نِعَمِکَ،فَإِذا وَلَجَت بِطُرُقِ البَحثِ عَن نَعتِکَ بَهَرَتها حَیرَةُ العَجزِ عَن إدراکِ وَصفِکَ،فَهِیَ تَرَدَّدُ فِی التَّقصیرِ عَن مُجاوَزَةِ ما حَدَّدتَ لَها،إذ لَیسَ لَها أن تَتَجاوَزَ ما أمَرتَها،فَهِیَ بِالاِقتِدارِ عَلی

ص:84


1- .فی الطبعة المعتمدة:«مستجیراً»،والتصویب من طبعة مؤسسة الأعلمی وبحار الأنوار.
2- دجا اللیلُ:إذا تمّت ظُلمتُه (النهایة:ج 2 ص 102« دجا»).
3- فی المصدر:«أتراج»،وهو تصحیف إرتاج.والإرتاج:مصدر أرتَجَ؛أی أغلَقَ.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین.

ما مَکَّنتَها تَحمَدُکَ بِما أنهَیتَ إلَیها،وَالأَلسُنُ مُنبَسِطَةٌ بِما تُملی عَلَیها،ولَکَ عَلی کُلِّ مَنِ استَعبَدتَ مِن خَلقِکَ ألّا یَمَلّوا مِن حَمدِکَ،وإن قَصُرَتِ المَحامِدُ عَن شُکرِکَ عَلی ما أسدَیتَ إلَیها مِن نِعَمِکَ.

فَحَمِدَکَ بِمَبلَغِ طاقَةِ جُهدِهِمُ الحامِدونَ،وَاعتَصَمَ بِرَجاءِ عَفوِکَ المُقَصِّرونَ،وأَوجَسَ بِالرُّبوبِیَّةِ لَکَ الخائِفونَ،وقَصَدَ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ الطّالِبونَ،وَانتَسَبَ إلی فَضلِکَ المُحسِنونَ، وکُلٌّ یَتَفَیَّأُ فی ظِلالِ تَأمیلِ عَفوِکَ،ویَتَضاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوفِکَ،ویَعتَرِفُ بِالتَّقصیرِ فی شُکرِکَ،فَلَم یَمنَعکَ صُدوفُ مَن صَدَفَ (1)عَن طاعَتِکَ،ولا عُکوفُ مَن عَکَفَ عَلی مَعصِیَتِکَ،أن أسبَغتَ عَلَیهِمُ النِّعَمَ،وأَجزَلتَ لَهُمَ القِسَمَ،وصَرَفتَ عَنهُمُ النِّقَمَ،وخَوَّفتَهُم عَواقِبَ النَّدَمِ،وضاعَفتَ لِمَن أحسَنَ،وأَوجَبتَ عَلَی المُحسِنینَ شُکرَ تَوفیقِکَ لِلإِحسانِ، وعَلَی المُسیءِ شُکرَ تَعَطُّفِکَ بِالاِمتِنانِ،ووَعَدتَ مُحسِنَهُم بِالزِّیادَةِ فِی الإِحسانِ مِنکَ.

فَسُبحانَکَ تُثیبُ عَلی ما بَدؤُهُ مِنکَ،وَانتِسابُهُ إلَیکَ،وَالقُوَّةُ عَلَیهِ بِکَ،وَالإِحسانُ فیهِ مِنکَ،وَالتَّوَکُّلُ فِی التَّوفیقِ لَهُ عَلَیکَ،فَلَکَ الحَمدُ حَمدَ مَن عَلِمَ أنَّ الحَمدَ لَکَ،وأَنَّ بَدأَهُ مِنکَ ومَعادَهُ إلَیکَ،حَمداً لا یَقصُرُ عَن بُلوغِ الرِّضا مِنکَ،حَمدَ مَن قَصَدَکَ بِحَمدِهِ، وَاستَحَقَّ المَزیدَ لَهُ مِنکَ فی نِعَمِهِ،ولَکَ مُؤَیِّداتٌ مِن عَونِکَ،ورَحمَةٌ تَخُصُّ بِها مَن أحبَبتَ مِن خَلقِکَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاخصُصنا مِن رَحمَتِکَ ومُؤَیِّداتِ لُطفِکَ، بِأَوجَبِها لِلإِقالاتِ،وأَعصَمِها مِنَ الإِضاعاتِ،وأَنجاها مِنَ الهَلَکاتِ،وأَرشَدِها إلَی الهِدایاتِ،وأَوقاها مِنَ الآفاتِ،وأَوفَرِها مِنَ الحَسَناتِ،وأَنزَلِها بِالبَرَکاتِ،وأَزیَدِها فِی القِسَمِ،وأَسبَغِها لِلنِّعَمِ،وأَستَرِها لِلعُیوبِ،وأَغفَرِها لِلذُّنوبِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ.

فَصَلِّ عَلی خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفوَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ،بِأَفضَلِ الصَّلَواتِ،وبارِک عَلَیهِ بِأَفضَلِ البَرَکاتِ،بِما بَلَّغَ عَنکَ مِنَ الرِّسالاتِ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،

ص:85


1- .صَدَفَ:أعرَضَ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1017«صدف»).

ودَعا إلَیکَ،وأَفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَیکَ بِالحَقِّ المُبینِ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الأَوَّلینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الآخِرینَ،وعَلی آلِهِ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاخلُفهُ فیهِم بِأَحسَنِ ما خَلَّفتَ بِهِ أحَداً مِنَ المُرسَلینَ بِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لَکَ إراداتٌ لا تُعارَضُ دونَ بُلوغِهَا الغایاتُ،قَدِ انقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجزِ الاِستِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دونَ النِّهایاتِ،فَأَیَّةُ إرادَةٍ جَعَلتَها إرادَةً لِعَفوِکَ،وسَبَباً لِنَیلِ فَضلِکَ،وَاستِنزالاً لِخَیرِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ،وصِلهَا اللّهُمَّ بِدَوامٍ، وَابدَأها بِتَمامٍ،إنَّکَ واسِعُ الحِباءِ (1)،کَریمُ العَطاءِ،مُجیبُ النِّداءِ،سَمیعُ الدُّعاءِ. (2)

د-دُعاءُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ

133.مهج الدعوات عن محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغی عن الیَسع بن حمزة القمّیّ: أخبَرَنی عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ وَزیرُ المُعتَصِمِ الخَلیفَةِ أنَّهُ جاءَ عَلَیَّ بِالمَکروهِ الفَظیعِ حَتّی تَخَوَّفتُهُ عَلی إراقَةِ دَمی وفَقرِ عَقِبی،فَکَتَبتُ إلی سَیِّدی أبِی الحَسَنِ العَسکَرِیِّ علیه السلام أشکو إلَیهِ ما حَلَّ بی،فَکَتَبَ إلَیَّ:

لا رَوعَ عَلَیکَ ولا بَأسَ،فَادعُ اللّهَ بِهذِهِ الکَلِماتِ یُخَلِّصکَ اللّهُ وَشیکاً مِمّا وَقَعتَ فیهِ ویَجعَل لَکَ فَرَجاً،فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ یَدعونَ بِها عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ وعِندَ تَخَوُّفِ الفَقرِ وضیقِ الصَّدرِ.

قالَ الیَسَعُ بنُ حَمزَةَ:فَدَعَوتُ اللّهَ بِالکَلِماتِ الَّتی کَتَبَ إلَیَّ سَیِّدی بِها فی صَدرِ النَّهارِ،فَوَ اللّهِ ما مَضی شَطرُهُ حَتّی جاءَنی رَسولُ عَمرِو بنِ مَسعَدَةَ فَقالَ لی:أجِبِ الوَزیرَ فَنَهَضتُ (3)ودَخَلتُ عَلَیهِ،فَلَمّا بَصُرَ بی تَبَسَّمَ إلَیَّ وأَمَرَ بِالحَدیدِ فَفُکَّ عَنّی

ص:86


1- .حَبَوتُ الرجُلَ:أعطیتُه بغیر عِوَض (مجمع البحرین:ج 1 ص 356«حبا»).
2- مهج الدعوات:ص 119، البلد الأمین:ص 378، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 402 ح 34.
3- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«نهضت»،والتصویب من بحار الأنوار.

وبِالأَغلالِ فَحُلَّت مِنّی،وأَمَرَنی بِخَلعَةٍ مِن فاخِرِ ثِیابِهِ،وأَتحَفَنی بِطیبٍ،ثُمَّ أدنانی وقَرَّبَنی وجَعَلَ یُحَدِّثُنی ویَعتَذِرُ إلَیَّ،ورَدَّ عَلَیَّ جَمیعَ ما کانَ استَخرَجَهُ مِنّی،وأَحسَنَ رِفدی ورَدَّنی إلَی النّاحِیَةِ الَّتی کُنتُ أتَقَلَّدُها،وأَضافَ إلَیهَا الکورَةَ الَّتی تَلیها.

قالَ:وکانَ الدُّعاءُ:

یا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَکارِهِ،ویا مَن یُفَلُّ بِذِکرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ،ویا مَن یُدعی بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضیقِ المَخرَجِ إلی مَحَلِّ الفَرَجِ،ذَلَّت لِقُدرَتِکَ الصِّعابُ،وتَسَبَّبَت بِلُطفِکَ الأَسبابُ،وجَری بِطاعَتِکَ القَضاءُ،ومَضَت عَلی ذِکرِکَ الأَشیاءُ فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دونَ قَولِکَ مُؤتَمِرَةٌ،وبِإِرادَتِکَ دونَ وَحیِکَ مُنزَجِرَةٌ،وأَنتَ المَرجُوُّ لِلمُهِمّاتِ،وأَنتَ المَفزَعُ لِلمُلِمّاتِ،لا یَندَفِعُ مِنها إلّاما دَفَعتَ،ولا یَنکَشِفُ مِنها إلّاما کَشَفتَ،وقَد نَزَلَ بی مِنَ الأَمرِ ما فَدَحَنی ثِقلُهُ،وحَلَّ بی مِنهُ ما بَهَظَنی حَملُهُ،وبِقُدرَتِکَ أورَدتَ عَلَیَّ ذلِکَ، وبِسُلطانِکَ وَجَّهتَهُ إلَیَّ،فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ،ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ،ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ،ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ،إلّاأنتَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لی بابَ الفَرَجِ بِطَولِکَ،وَاصرِف عَنّی سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِکَ،وأَنِلنی حُسنَ النَّظَرِ فیما شَکَوتُ،وَارزُقنی حَلاوَةَ الصُّنعِ فیما سَأَلتُکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ فَرَجاً وَحِیّاً (1)،وَاجعَل لی مِن عِندِکَ مَخرَجاً هَنیئاً،ولا تَشغَلنی بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فَرائِضِکَ،وَاستِعمالِ سُنَّتِکَ،فَقَد ضِقتُ بِما نَزَلَ بی ذَرعاً،وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَیَّ جَزَعاً،وأَنتَ القادِرُ عَلی کَشفِ ما بُلیتُ بِهِ،ودَفعِ ما وَقَعتُ فیهِ،فَافعَل ذلِکَ بی وإِن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبِهِ مِنکَ،یا ذَا العَرشِ العَظیمِ،وذَا المَنِّ الکَریمِ،فَأَنتَ قادِرٌ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)

ص:87


1- .الوَحِیُّ-عَلی فعیل-:السریع (لسان العرب:ج 15 ص 382« وحی»).
2- مهج الدعوات:ص 271، المصباح للکفعمی:ص 314، [3]بحار الأنوار:ج 95 ص 229 ح 27.
ه-دَعَواتٌ اخری لِأَهلِ البَیتِ علیهم السلام

134.الکافی عن عبد اللّه بن عبد الرحمن عن الإمام الباقر علیه السلام،قالَ: قالَ لی:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً تَدعو بِهِ؟! إنّا أهلَ البَیتِ إذا کَرَبَنا أمرٌ وتَخَوَّفنا مِنَ السُّلطانِ أمراً لا قِبَلَ لَنا بِهِ نَدعو بِهِ.

قُلتُ:بَلی بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،قالَ:قُل:

یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا باقِیَ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)

135.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام دَعوَةً یَدعو بِها عِندَ ما أهَمَّهُ،فَکانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُعَلِّمُها وُلدَهُ:

یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا کائِناً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،افعَل بی کَذا وکَذا. (2)

136.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ بِهِم إلَیکَ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ إلَیکَ مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِاللَّعنَةِ عَلَیهِم. (3)

137.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:

اللّهُمَّ إن کانَت ذُنوبی قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ وحَجَبَت دُعائی عَنکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی یا رَبِّ بِهِم دُعائی. (4)

راجع:ص 490 ح 665.

ص:88


1- .الکافی:ج 2 ص 560 ح 13، مهج الدعوات:ص 175، [2]المصباح للکفعمی:ص 333،بحار الأنوار:ج 95 ص 284.
2- الأسماء والصفات:ج 1 ص 42 ح 16 عن صالح بن حیّان،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 47 ح 67 [4] عن صالح بن حسّان،کنز العمّال:ج 2 ص 656 ح 4998.
3- الدعوات:ص 29 ح 53،بحار الأنوار:ج 94 ص 22 ح 19.
4- الدعوات:ص 30 ح 62،بحار الأنوار:ج 94 ص 22 ح 19.

2/2دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

الف-دُعاؤُهُ علیه السلام فِی الاِستِعانَةِ فی أمرِ الوِلایَةِ

138.الإمام علیّ علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ووَلِیُّکَ،اِختَرتَنی وَارتَضَیتَنی ورَفَعتَنی وکَرَّمتَنی بِما أورَثتَنی مِن مَقامِ أصفِیائِکَ وخِلافَةِ أولِیائِکَ،وأَغنَیتَنی وأَفقَرتَ النّاسَ فی دینِهِم ودُنیاهُم إلَیَّ،وأَعزَزتَنی وأَذلَلتَ العِبادَ إلَیَّ،وأَسکَنتَ قَلبی نورَکَ ولَم تُحوِجنی إلی غَیرِکَ،وأَنعَمتَ عَلَیَّ وأَنعَمتَ بی ولَم تَجعَل مِنَّةً عَلَیَّ لِأَحَدٍ سِواکَ،وأَقمتَنی لِإِحیاءِ حَقِّکَ وَالشَّهادَةِ عَلی خَلقِکَ،وأَن لا أرضی ولا أسخَطَ إلّالِرِضاکَ وسَخَطِکَ،ولا أقولَ إلّاحَقّاً،ولا أنطِقَ إلّاصِدقاً. (1)

ب-أکثَرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

139.الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ أمیرُالمُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ:

اللّهُمَّ مُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وَالتَّفویضِ إلَیکَ،وَالرِّضا بِقَدَرِکَ،وَالتَّسلیمِ لِأَمرِکَ، حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ یا رَبَّ العالَمینَ. (2)

140.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعاءٍ کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یُصبِح بی مَیِّتاً،ولا سَقیماً،ولا مَضروباً عَلی عُروقی بِسوءٍ،ولا مَأخوذاً بِأَسوَإِ عَمَلی،ولا مَقطوعاً دابِری،ولا مُرتَدّاً عَن دینی،ولا مُنکِراً لِرَبّی،ولا مُستَوحِشاً مِن إیمانی،ولا مُلتَبِساً عَقلی،ولا مُعَذَّباً بِعَذابِ الاُمَمِ مِن قَبلی،أصبَحتُ عَبداً مَملوکاً ظالِماً لِنَفسی،لَکَ الحُجَّةُ عَلَیَّ ولا حُجَّةَ لی،ولا أستَطیعُ أن آخُذَ إلّاما

ص:89


1- .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 118، بحار الأنوار:ج 41 ص 6 ح 5.
2- الکافی:ج 2 ص 580 ح 14 عن أبی حمزة،مشکاة الأنوار:ص 45 ح 28 و ص 521 ح 1754 [4] وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 292 ح 6.

أعطَیتَنی،ولا أتَّقِیَ إلّاما وَقَیتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،أو أضِلَّ فی هُداکَ،أو اضامَ (1)فی سُلطانِکَ،أو اضطَهَدَ وَالأَمرُ لَکَ.

اللّهُمَّ اجعَل نَفسی أوَّلَ کَریمَةٍ تَنتَزِعُها مِن کَرائِمی،وأَوَّلَ وَدیعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِکَ عِندی.

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ أن نَذهَبَ عَن قَولِکَ،أو أن نُفتَتَنَ عَن دینِکَ،أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَی الَّذی جاءَ مِن عِندِکَ. (2)

141.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:

اللّهُمَّ کَتَبتَ الآثارَ،وعَلِمتَ الأَخبارَ،وَاطَّلَعتَ عَلَی الأَسرارِ،فَحُلتَ بَینَنا وبَینَ القُلوبِ،فَالسِّرُّ عِندَکَ عَلانِیَةٌ،وَالقُلوبُ إلَیکَ مُفضاةٌ،وإِنَّما أمرُکَ لِشَیءٍ إذا أرَدتَهُ أن تَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ،فَقُل بِرَحمَتِکَ لِطاعَتِکَ أن تَدخُلَ فی کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،ولا تُفارِقَنی حَتّی ألقاکَ،وقُل بِرَحمَتِکَ لِمَعصِیَتِکَ أن تَخرُجَ مِن کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،فَلا تَقرَبَنی حَتّی ألقاکَ،وَارزُقنی مِنَ الدُّنیا،وزَهِّدنی فیها،ولا تَزوِها عَنّی ورَغبَتی فیها،یا رَحمانُ. (3)

ج-دُعاؤُهُ علیه السلام فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ

142.المزار الکبیر عن میثم: أصحَرَ بی مَولایَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام لَیلَةً مِنَ اللَّیالی حَتّی خَرَجَ مِنَ الکوفَةِ وَانتَهی إلی مَسجِدِ جُعفِیٍّ،تَوَجَّهَ إلَی القِبلَةِ وصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،فَلَمّا سَلَّمَ وسَبَّحَ بَسَطَ کَفَّیهِ وقالَ:

ص:90


1- .الضَّیمُ:الظُّلمُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1091« ضیم»).
2- نهج البلاغة:الخطبة 215، بحار الأنوار:ج 94 ص 230 ح 4 [3] وص 226 ح 1 نقلاً عن اختیار [4]ابن الباقی.
3- الکافی:ج 2 ص 590 ح 30 عن یعقوب بن شعیب.

إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ؟وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُکَ؟وحُبُّکَ فی قَلبی مَکینٌ،مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.

إلهی ! أنتَ مالِکُ العَطایا،وأَ نَا أسیرُ الخَطایا،ومِن کَرَمِ العُظَماءِ الرِّفقُ بِالاُسَراءِ،وأَ نَا أسیرٌ بِجُرمی،مُرتَهَنٌ بِعَمَلی.

إلهی ! ما أضیَقَ الطَّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،وأَوحَشَ المَسلَکَ عَلی مَن لَم تَکُن أنیسَهُ.

إلهی ! لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،وإن طالَبتَنی بِسَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،وإن طالَبتَنی بِشَرّی لَاُطالِبَنَّکَ بِخَیرِکَ،وإن جَمَعتَ بَینی وبَینَ أعدائِکَ فِی النّارِ لَاُخبِرَنَّهُم أنّی کُنتُ لَکَ مُحِبّاً،وأَنَّنی کُنتُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ.

إلهی ! هذا سُروری بِکَ خائِفاً،فَکَیفَ سُروری بِکَ آمِناً.

إلهِی ! الطّاعَةُ تَسُرُّکَ،وَالمَعصِیَةُ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ مِنَ المَنسِیّینَ کَمَن قَد نُسِیَ.

إلهی ! کَبِرَ سِنّی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی ونَفِدَت أیّامی، وذَهَبَت مَحاسِنی،ومَضَت شَهوَتی،وبَقِیَت تَبِعَتی،وبَلِیَ جِسمی،وتَقَطَّعَت أوصالی، وتَفَرَّقَت أعضائی،وبَقیتُ مُرتَهَناً بِعَمَلی.

إلهی ! أفحَمَتنی ذُنوبی،وَانقَطَعَت مَقالَتی،ولا حُجَّةَ لی.

إلهی ! أنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِجُرمی،الأَسیرُ بِإِساءَتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَفَضَّل عَلَیَّ،وتَجاوَز عَنّی.

ص:91

إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.

إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ بِالخَیبَةِ مِن عِندِکَ مَحروماً،وکُلُّ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟

إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائی مِن بَینِ الآمِلینَ.

إلهی ! عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُطالِبَ بِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ کُنتَ المُبارَزَ بِهِ،إلّاأنّی إذا ذَکَرتُ کِبَرَ ذَنبی،وعِظَمَ عَفوِکَ وغُفرانِکَ،وَجَدتُ الحاصِلَ بَینَهُما لی أقرَبَهُما إلی رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ.

إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد نادانی إلَی الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِکَ.

إلهی ! إن أوحَشَتنِی الخَطایا عَن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَتنی بِالیَقینِ مَکارِمُ عَفوِکَ.

إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أنبَهَتنِی المَعرِفَةُ یا سَیِّدی بِکَرَمِ آلائِکَ.

إلهی ! إن عَزَبَ (1)لُبّی (2)،عَن تَقویمِ ما یُصلِحُنی،فَما عَزَبَ إیقانی بِنَظَرِکَ إلَیَّ فیما یَنفَعُنی.

إلهی ! إنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی فَبِالإِیمانِ أمضَیتُ السّالِفاتِ مِن أعوامی.

إلهی ! جِئتُکَ مَلهوفاً (3)،وقَد البِستُ عُدمَ فاقَتی،وأَقامَنی مَعَ الأَذِلّاءِ بَینَ یَدَیکَ ضُرُّ حاجَتی.

ص:92


1- .عَزَبَ:أی بعد عهده (النهایة:ج 3 ص 227«عزب»).
2- اللُّبُّ:العقل (لسان العرب:ج 1 ص 730«لبب»).
3- الملهوف:المظلوم یستغیث (الصحاح:ج 4 ص 1429« لهف»).

إلهی ! کَرُمتَ فَأَکرِمنی إذ کُنتُ مِن سُؤّالِکَ،وجُدتَ بِالمَعروفِ فَاخلِطنی بِأَهلِ نَوالِکَ.

إلهی ! أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن شَأنِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِاِنتِظارِ خَیرٍ مِنکَ مَألوفٍ.

إلهی ! أقَمتُ عَلی قَنطَرَةِ الأَخطارِ مَبلُوّاً بِالأَعمالِ وَالاِختِبارِ،إن لَم تُعِن عَلَیها بِتَخفیفِ الأَثقالِ وَالآصارِ (1).

إلهی ! أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟

إلهی ! إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی ذلِکَ المَقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالطَّولِ وَالإِنعامِ.

إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ.

إلهی ! إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی.

إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجی وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی.

إلهی ! سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ المُزِلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجَعوا،وسَمِعَ المُذنِبونَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ فَتَمَتَّعوا،وسَمِعَ المُجرِمونَ بِکَرَمِ عَفوِکَ فَطَمِعوا،حَتَّی ازدَحَمَت عَصائِبُ (2)العُصاةِ مِن عِبادِکَ،وعَجَّ إلَیکَ کُلٌّ مِنهُم عَجیجَ الضَّجیجِ بِالدُّعاءِ فی بِلادِکَ،ولِکُلٍّ أمَلٌ ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ وحاجَةٌ،وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ

ص:93


1- .الإصْرُ:الإثم والعقوبة للغوه وتضییعه عمله (النهایة:ج 1 ص 52«أصر»).
2- العصائب:جمع عصابة،وهم الجماعة من الناس من العشرة إلی الأربعین (النهایة:ج 3 ص 243« عصب»).

عِندَهُ وُجوهُ المَطالِبِ.صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وآلِهِ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

وأَخفَتَ دُعاءَهُ،وسَجَدَ وعَفَّرَ،وقالَ:العَفوَ العَفوَ-مِئَةَ مَرَّةٍ-. (1)

د-دَعَواتُهُ علیه السلام لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله

143.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعائِهِ لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله-:

اللّهُمَّ اقسِم لَهُ مَقسَماً مِن عَدلِکَ،وَاجزِهِ مُضَعَّفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ.اللّهُمَّ أعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ نُزُلَهُ،وشَرِّف عِندَکَ مَنزِلَهُ،وآتِهِ الوَسیلَةَ وأَعطِهِ السَّناءَ وَالفَضیلَةَ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ غَیرَ خَزایا ولا نادِمینَ،ولا ناکِبینَ (2)ولا ناکِثینَ (3)،ولا ضالّینَ ولا مُضِلّینَ ولا مَفتونینَ. (4)

144.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ داحِیَ المَدحُوّاتِ (5)،وداعِمَ المَسموکاتِ (6)،وجابِلَ (7)القُلوبِ عَلی فِطرَتِها؛شَقِیِّها وسَعیدِها،اِجعَل شَرائِفَ صَلَواتِکَ ونَوامِیَ بَرَکاتِکَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،الخاتِمِ لِما سَبَقَ،وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ (8)،وَالمُعلِنِ الحَقَّ بِالحَقِّ،وَالدّافِعِ جَیشاتِ (9)الأَباطیلِ،وَالدّامِغِ

ص:94


1- .المزار الکبیر:ص 149،المزار للشهید الأوّل:ص 270،بحار الأنوار:ج 100 ص 449 ح 26.
2- نَکَبَ عن الطریق:عَدَلَ (الصحاح:ج 1 ص 228« نکب»).
3- النَّکْث:نَقض العهد (النهایة:ج 5 ص 114« نکث»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 106، بحار الأنوار:ج 16 ص 381 ح 93.
5- الدَّحُو:البسط،والمَدحوّات:الأرضین؛أی بسط ووسّع الأرضین (النهایة:ج 2 ص 106« دحا»).
6- المسْمُوکات:السماوات السبع (النهایة:ج 2 ص 403«سمک»).
7- جَبَلَهُم اللّه تعالی:خَلَقَهُم.وجَبَلَه علی الشیء:طَبَعَهُ (القاموس المحیط:ج 3 ص 345«جبل»).
8- الفاتح لما انغلق:أی فتحَ ما انغلق واُبهم علی الناس من مسائل الدین والتوحید والشرائع (بحار الأنوار:ج 16ص 378).
9- جَیَشَات:جمع جیشة،وهی المرّة من جَاشَ؛إذا ارتفع (النهایة:ج 1 ص 324« جیش»).

صَولاتِ الأَضالیلِ کَما حُمِّلَ،فَاضطَلَعَ قائِماً بِأَمرِکَ،مُستَوفِزاً (1)فی مَرضاتِکَ،غَیرَ ناکِلٍ عَن قُدُمٍ،ولا واهٍ فی عَزمٍ،واعِیاً لِوَحیِکَ،حافِظاً لِعَهدِکَ،ماضِیاً عَلی نَفاذِ أمرِکَ،حَتّی أوری قَبَسَ القابِسِ (2)،وأَضاءَ الطَّریقَ لِلخابِطِ (3)،وهُدِیَت بِهِ القُلوبُ بَعدَ خَوضاتِ الفِتَنِ وَالآثامِ،وأَقامَ بِموضِحاتِ الأَعلامِ ونَیِّراتِ الأَحکامِ.

فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وخازِنُ عِلمِکَ المَخزونِ،وشَهیدُکَ (4)یَومَ الدّینِ،وبَعیثُکَ (5)بِالحَقِّ،ورَسولُکَ إلَی الخَلقِ.

اللّهُمَّ افسَح لَهُ مَفسَحاً فی ظِلِّکَ،وَاجزِهِ مُضاعَفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ،اللّهُمَّ وأَعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ مَنزِلَتَهُ،وأَتمِم لَهُ نورَهُ،وَاجزِهِ مِنِ ابتِعاثِکَ لَهُ مَقبولَ الشَّهادَةِ،ومَرضِیَّ المَقالَةِ،ذا مَنطقٍ عَدلٍ،وخُطبَةٍ فَصلٍ.

اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَهُ فی بَردِ العَیشِ (6)،وقَرارِ النِّعمَةِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،وأَهواءِ اللَّذّاتِ،ورَخاءِ الدَّعَةِ،ومُنتَهَی الطُّمَأنینَةِ،وتُحَفِ الکَرامَةِ. (7)

145.عنه علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی طَیِّبِ المُرسَلینَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،المُنتَجَبِ الفاتِقِ الرّاتِقِ. (8)

ص:95


1- .الوَفز:العَجَلة (الصحاح:ج 3 ص 901«وفز»).
2- قال ابن الأثیر:ومنه حدیث علیٍّ علیه السلام:«حتّی أوری قَبَساً لِقابس»؛أی أظهَر نوراً من الحقّ لطالبه.والقابِس:طالِب النار،وهو فاعل من قَبَس (النهایة:ج 4 ص 4« قبس»).
3- الخَبْط:المشی علی غیر الطریق (مجمع البحرین:ج 1 ص 491«خبط»).
4- شهیدک یوم الدین:أی شاهدک علی امّته یوم القیامة (النهایة:ج 2 ص 513« شهد»).
5- بعیثُک:أی مبعوثک الذی بعثته إلی الخلق،فهو فعیل بمعنی مفعول (النهایة:ج 1 ص 138« بعث»).
6- بَرْدُ العَیش:طِیب العیش (مجمع البحرین:ج 1 ص 136).
7- نهج البلاغة:الخطبة 72، الغارات:ج 1 ص 159 عن أبی سلام الکندی نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 83 ح 3 و 4؛ [5]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 82 ح 3،المعجم الأوسط:ج 9 ص 43 ح 9089،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 135 [6] کلاهما عن سلامة بن الکندی وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 270 ح 3989.
8- الفاتق الراتق:یعنی فاتِق الجور وممزّقه،وراتق الخلل الذی وقع فی الدّین.والکلام استعارة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1359«فتق»).

اللّهُمَّ فَخُصَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بِالذِّکرِ المَحمودِ وَالحَوضِ المَورودِ،اللّهُمَّ آتِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ الوَسیلَةَ وَالرِّفعَةَ والفَضیلَةَ،وَاجعَل فِی المُصطَفَینَ مَحَبَّتَهُ، وفِی العِلِّیّینَ دَرَجَتَهُ،وفِی المُقَرَّبینَ کَرامَتَهُ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ مِن کُلِّ کَرامَةٍ أفضَلَ تِلکَ الکَرامَةِ،ومِن کُلِّ نَعیمٍ أوسَعَ ذلِکَ النَّعیمِ،ومِن کُلِّ عَطاءٍ أجزَلَ ذلِکَ العَطاءِ،ومِن کُلِّ یُسرٍ أنضَرَ (1)ذلِکَ الیُسرِ،ومِن کُلِّ قِسمٍ أوفَرَ ذلِکَ القِسمِ،حَتّی لا یَکونَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أقرَبَ مِنهُ مَجلِساً،ولا أرفَعَ مِنهُ عِندَک ذِکراً ومَنزِلَةً،ولا أعظَمَ عَلَیکَ حَقّاً،ولا أقرَبَ وَسیلَةً مِن مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،إمامِ الخَیرِ وقائِدِهِ وَالدّاعی إلَیهِ،وَالبَرَکَةِ عَلی جَمیعِ العِبادِ وَالبِلادِ،ورَحمَةٍ لِلعالَمینَ.

اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی بَردِ العَیشِ،وتَرَوُّحِ (2)الرَّوحِ (3)، وقَرارِ النِّعمَةِ،وشَهوَةِ الأَنفُسِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،ونِعَمِ اللَّذّاتِ،ورَجاءِ الفَضیلَةِ،وشُهودِ الطُّمَأنینَةِ،وسُؤدَدِ (4)الکَرامَةِ،وقُرَّةِ العَینِ،ونَضرَةِ النَّعیمِ،وبَهجَةٍ لا تُشبِهُ بَهَجاتِ الدُّنیا، نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأَدَّی النَّصیحَةَ،وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ،واُوذِیَ فی جَنبِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،وعَبَدَکَ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.

اللّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ،ورَبَّ الرُّکنِ وَالمَقامِ،ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ،بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَنَّا السَّلامَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وعَلی أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أجمَعینَ،وصَلِّ اللّهُمَّ عَلَی

ص:96


1- .فی الإقبال:« أیسر»بدل«أنضر».
2- فی الإقبال ومصباح المتهجّد:« برد»بدل«تروّح».
3- الرَّوحُ:بَرد نسیم الریح (لسان العرب:ج 2 ص 457« روح»).
4- السُّؤْدَدُ:المجد والشرف (تاج العروس:ج 5 ص 32«سود»).

الحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ،وعَلی أهلِ طاعَتِکَ مِن أهلِ السَّماواتِ السَّبعِ وأَهلِ الأَرَضینَ السَّبعِ مِنَ المُؤمِنینَ أجمَعینَ. (1)

ه-دُعاؤُهُ علیه السلام فی خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

146.المناقب عن إبراهیم: إنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام جَمَعَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ فی خَمسِ کَلِماتٍ، کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الدُّنیا وما فیها ما أسُدُّ بِهِ لِسانی،واُحصِنُ بِهِ فَرجی،واُؤَدّی بِهِ أمانَتی،وأَصِلُ بِهِ رَحِمی،وأَتَّجِرُ بِهِ لِآخِرَتی. (2)

و-مِن غُرَرِ أدعِیَتِهِ علیه السلام

147.الإمام علیّ علیه السلام:

إلهی کَفی لی عِزّاً أن أکونَ لَکَ عَبداً،وکَفی بی فَخراً أن تَکونَ لی رَبّاً،[إلهی] (3)أنتَ کَما احِبُّ فَاجعَلنی کَما تُحِبُّ (4). (5)

148.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما تَأخُذُ وتُعطی،وعَلی ما تُعافی وتَبتَلی؛حَمداً یَکونُ أرضَی الحَمدِ لَکَ،وأَحَبَّ الحَمدِ إلَیکَ،وأَفضَلَ الحَمدِ عِندَکَ؛حَمداً یَملَأُ ما خَلَقتَ،ویَبلُغُ ما

ص:97


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 83 ح 239 عن علیّ بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیه السلام،الإقبال:ج 1 ص 320 عن الإمام الحسین علیه السلام عنه علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 557 ح 651 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 127 ح 3؛ [3]العقد الفرید:ج 3 ص 126 [4] نحوه.
2- المناقب للخوارزمی:ص 365 ح 382،الثقات لابن حبّان:ج 8 ص 175،نظم درر السمطین:ص 150 وفیه«اُسدّد»بدل«أسدّ».
3- أثبتناه من کنز الفوائد.
4- فی کنز الفوائد و تنبیه الخواطر:«...أنت لی کَما احِبُّ فَوَفِّقنی لِما تُحِبُّ».
5- الخصال:ص 420 ح 14،روضة الواعظین:ص 123 کلاهما عن عامر الشعبی،کنز الفوائد:ج 1 ص 386 [9] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 111، [10]بحار الأنوار:ج 94 ص 94 ح 10.

أرَدتَ؛حَمداً لا یُحجَبُ عَنکَ،ولا یُقصَرُ دُونَکَ؛حَمداً لا یَنقَطِعُ عَدَدُهُ،ولا یَفنی مَدَدُهُ.

فَلَسنا نَعلَمُ کُنهَ عَظَمَتِکَ،إلّاأنّا نَعلَمُ أنَّکَ حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.لَم یَنتَهِ إلَیکَ نَظَرٌ،ولم یُدرِککَ بَصَرٌ.أدرَکتَ الأَبصارَ،وأَحصَیتَ الأعمالَ (1)،وأَخَذتَ بِالنَّواصی وَالأَقدامِ.

ومَا الَّذی نَری مِن خَلقِکَ،ونَعجَبُ لَهُ مِن قُدرَتِکَ،ونَصِفُهُ مِن عَظیمِ سُلطانِکَ ! وما تَغَیَّبَ عَنّا مِنهُ،وقَصُرَت أبصارُنا عَنهُ،وَانتَهَت عُقولُنا دونَهُ،وحالَت سُتورُ الغُیوبِ بَینَنا وبَینَهُ أعظَمُ.

فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأَعمَلَ فِکرَهُ؛لِیَعلَمَ کَیفَ أقَمتَ عَرشَکَ،وکَیفَ ذَرَأتَ خَلقَکَ،وکَیفَ عَلَّقتَ فِی الهَواءِ سَماواتِکَ،وکَیفَ مَدَدتَ عَلی مَورِ (2)الماءِ أرضَکَ،رَجَعَ طَرفُهُ حَسیراً (3)، وعَقلُه مَبهوراً،وسَمعُهُ والِهاً،وفِکرُهُ حائِراً. (4)

149.عنه علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ أوَّلَ مَحمودٍ،وآخِرَ مَعبودٍ،وأَقرَبَ مَوجودٍ،البَدیءِ (5)بِلا مَعلومٍ لِأَزَلِیَّتِهِ، ولا آخِرٍ لِأَوَّلِیَّتِهِ،وَالکائِنِ قَبلَ الکَونِ بِغَیرِ کِیانٍ،وَالمَوجودِ فی کُلِّ مَکانٍ بِغَیرِ عَیانٍ، وَالقَریبِ مِن کُلِّ نَجوی بِغَیرِ تَدانٍ،عَلَنَت عِندَهُ الغُیوبُ،وضَلَّت فی عَظَمَتِهِ القُلوبُ،فَلَا الأَبصارُ تُدرِکُ عَظَمَتَهُ،ولَا القُلوبُ-عَلَی احتِجابِهِ-تُنکِرُ مَعرِفَتَهُ،تَمَثَّلَ فِی القُلوبِ بِغَیرِ مِثالٍ تَحُدُّهُ الأَوهامُ،أو تُدرِکُهُ الأَحلامُ،ثُمَّ جَعَلَ مِن نَفسِهِ دَلیلاً عَلی تَکَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِّ وَالنِّدِّ وَالشِّکلِ وَالمِثلِ،فَالوَحدانِیَّةُ آیَةُ الرُّبوبِیَّةِ،وَالمَوتُ الآتی عَلی خَلقِهِ مُخبِرٌ عَن

ص:98


1- .فی نسخة:«الأعمار».
2- المَوْر:المَوْج،والاضطراب،والتحرُّک (تاج العروس:ج 7 ص 496«مور»).
3- حَسَر بصرُه:أی کَلَّ وانقطع نظرُه من طول مدیً وما أشبه ذلک،فهو حسیر (لسان العرب:ج 4 ص 188« حسر»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 160.
5- البدیءُ:الأوّل (الصحاح:ج 1 ص 35«بدأ»).

خَلقِهِ وقُدرَتِهِ،ثُمَّ خَلقُهُم مِن نُطفَةٍ-ولَم یَکونوا شَیئاً-دَلیلٌ عَلی إعادَتِهِم خَلقاً جَدیداً بَعدَ فَنائِهِم کَما خَلَقَهُم أوَّلَ مَرَّةٍ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،الَّذی لَم یَضُرَّهُ بِالمَعصِیَةِ المُتَکَبِّرونَ،ولَم یَنفَعهُ بِالطّاعَةِ المُتَعَبِّدونَ،الحَلیمِ عَنِ (1)الجَبابِرَةِ المُدَّعینَ،وَالمُمهِلِ الزّاعِمینَ لَهُ شَریکاً فی مَلَکوتِهِ، الدّائِمِ فی سُلطانِهِ بِغَیرِ أمَدٍ،وَالباقی فی مُلکِهِ بَعدَ انقِضاءِ الأَبَدِ،وَالفَردِ الواحِدِ الصَّمَدِ، وَالمُتَکَبِّرِ عَنِ الصّاحِبَةِ وَالوَلَدِ،رافِعِ السَّماءِ بِغَیرِ عَمَدٍ،ومُجرِی السَّحابِ بِغَیرِ صَفَدٍ (2)، قاهِرِ الخَلقِ بِغَیرِ عَدَدٍ،لکِنِ اللّهُ الأَحَدُ الفَردُ الصَّمَدُ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَخلُ مِن فَضلِهِ المُقیمونَ عَلی مَعصِیَتِهِ،ولَم یُجازِهِ-لِأَصغَرِ نِعَمِهِ-المُجتَهِدونَ فی طاعَتِهِ،الغَنِیِّ الَّذی لا یَضِنُّ بِرِزقِهِ عَلی جاحِدِهِ،ولا یَنقُصُ عَطایاهُ أرزاقُ خَلقِهِ،خالِقِ الخَلقِ ومُفنیهِ،ومُعیدِهِ ومُبدیهِ ومُعافیهِ،عالِمِ ما أکَنَّتهُ (3)السَّرائِرُ وأَخبَتهُ الضَّمائِرُ،وَاختَلَفَت بِهِ الأَلسُنُ،وأَنسَتهُ الأَزمُنُ،الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالقَیّومِ الَّذی لا یَنامُ،وَالدّائِمِ الَّذی لا یَزولُ،وَالعَدلِ الَّذی لا یَجورُ،وَالصّافِحِ عَنِ الکَبائِرِ بِفَضلِهِ، وَالمُعَذِّبِ مَن عَذَّبَ بِعَدلِهِ،لَم یَخَفِ الفَوتَ فَحَلُمَ،وعَلِمَ الفَقرَ فَرَحِمَ،وقالَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: وَ لَوْ یُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِما کَسَبُوا ما تَرَکَ عَلی ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ (4).

أحمَدُهُ حَمداً أستَزیدُهُ فی نِعمَتِهِ،وأَستَجیرُ بِهِ مِن نَقِمَتِهِ،وأَتَقَرَّبُ إلَیهِ بِالتَّصدیقِ لِنَبِیِّهِ،المُصطَفی لِوَحیهِ،المُتَخَیِّرِ لِرِسالَتِهِ،المُختَصِّ بِشَفاعَتِهِ،القائِمِ بِحَقِّهِ،مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وعَلی أصحابِهِ وعَلَی النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ وَالمَلائِکَةِ أجمَعینَ وسَلَّمَ تَسلیماً.

ص:99


1- .فی المصدر:«علی»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.
2- الصَفَدُ:القُیودُ والأغلال،الوِثاقُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1035«صفد»).
3- تَکُنُّ:أی تُخفی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1599«کنن»).
4- فاطر:45.

إلهی ! دَرَسَتِ (1)الآمالُ،وتَغَیَّرَتِ الأَحوالُ،وکَذَبَتِ الأَلسُنُ،واُخلِفَتِ العِداةُ (2)إلّا عِدَتُکَ،فَإِنَّک وَعَدتَ مَغفِرَةً وفَضلاً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی مِن فَضلِکَ،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،ما أعظَمَکَ وأَحلَمَکَ وأَکرَمَکَ ! وَسِعَ بِفَضلِکَ حِلمُکَ تَمَرُّدَ المُستَکبِرینَ،وَاستَغرَقَت نِعمَتُکَ شُکرَ الشّاکِرینَ، وعَظُمَ حِلمُکَ عَن إحصاءِ المُحصینَ،وجَلَّ طَولُکَ (3)عَن وَصفِ الواصِفینَ،کَیفَ-لَولا فَضلُکَ-حَلُمتَ عَمَّن خَلَقتَهُ مِن نُطفَةٍ ولَم یَکُ شَیئاً،فَرَبَّیتَهُ بِطیبِ رِزقِکَ،وأَنشَأتَهُ فی تَواتُرِ نِعمَتِکَ،ومَکَّنتَ لَهُ فی مِهادِ أرضِکَ،ودَعَوتَهُ إلی طاعَتِکَ،فَاستَنجَدَ عَلی عِصیانِکَ بِإِحسانِکَ،وجَحَدَکَ وعَبَدَ غَیرَکَ فی سُلطانِکَ.

کَیف-لَولا حِلمُکَ-أمهَلتَنی وقَد شَمَلتَنی بِسِترِکَ،وأَکرَمتَنی بِمَعرِفَتِکَ،وأَطلَقتَ لِسانی بِشُکرِکَ،وهَدَیتَنِی السَّبیلَ إلی طاعَتِکَ،وسَهَّلتَنِی المَسلَکَ إلی کَرامَتِکَ، وأَحضَرتَنی سَبیلَ قُربَتِکَ،فَکانَ جَزاؤُکَ مِنّی أن کافَأتُکَ عَنِ الإِحسانِ بِالإِساءَةِ،حَریصاً عَلی ما أسخَطَکَ،مُتَنَقِّلاً فیما أستَحِقُّ بِهِ المَزیدَ مِن نَقِمَتِکَ،سَریعاً إلی ما أبعَدَ مِن رِضاکَ،مُغتَبِطاً بِغِرَّةِ (4)الأَمَلِ،مُعرِضاً عَن زَواجِرِ الأَجَلِ،لَم یَقنَعنی (5)حِلمُکَ عَنّی،وقَد أتانی تَوَعُّدُکَ بِأَخذِ القُوَّةِ مِنّی،حَتّی دَعَوتُکَ عَلی عَظیمِ الخَطیئَةِ أستَزیدُکَ فِی نِعمَتِکَ، غَیرَ مُتَأَهِّبٍ لِما قَد أشرَفتُ عَلَیهِ مِن نَقِمَتِکَ،مُستَبطِئاً لِمَزیدِکَ،ومُتَسَخِّطاً لِمَیسورِ رِزقِکَ،مُقتَضِیاً جَوائِزَکَ بِعَمَلِ الفُجّارِ،کَالمُراصِدِ رَحمَتَکَ بِعَمَلِ الأَبرارِ مُجتَهِداً،أتَمَنّی عَلَیکَ العَظائِمَ کَالمُدِلِّ الآمِنِ مِن قِصاصِ الجَرائِمِ،فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،مُصیبَةٌ عَظُمَ

ص:100


1- .دَرَس الشیء:عَفا (لسان العرب:ج 6 ص 79«درس»).
2- العِدَةُ:ما أعددتَهُ لحوادث الدهر من المال أو السلاح (مجمع البحرین:ج 2 ص 1173«عدد»).
3- الطَولُ:أی الفَضلُ والسِعَةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125«طول»).
4- فی المصدر:«بعزّة»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
5- فی بحار الأنوار:« ینفعنی»بدل«یقنعنی».

رُزؤُها (1)،وجَلَّ عِقابُها.

بَل کَیفَ-لَو لا أمَلی،ووَعدُکَ الصَّفحَ عَن زَلَلی-أرجو إقالَتَکَ وقَد جاهَرتُکَ بِالکَبائِرِ،مُستَخفِیاً عَن أصاغِرِ خَلقِکَ،فَلا أنَا راقَبتُکَ وأَنتَ مَعی،ولا راعَیتُ حُرمَةَ سَترِکَ عَلَیَّ،بِأَیِّ وَجهٍ ألقاکَ؟وبِأَیِّ لِسانٍ اناجیکَ وقَد نَقَضتُ العُهودَ وَالأَیمانَ بَعدَ تَوکیدِها،وجَعَلتُکَ عَلَیَّ کَفیلاً،ثُمَّ دَعَوتُکَ مُقتَحِماً فِی الخَطیئَةِ فَأَجَبتَنی ودَعَوتَنی، وإلَیکَ فَقری فَلَم اجِب؟!

فَوا سَوأَتاه،وقُبحَ صَنیعاه،أیَّةَ جُرأَةٍ تَجَرَّأتُ؟! وأَیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ (2)نَفسی؟! سُبحانَکَ ! فَبِکَ أتَقَرَّبُ إلَیکَ،وبِحَقِّکَ اقسِمُ عَلَیکَ،ومِنکَ أهرُبُ إلَیکَ،بِنَفسِی استَخفَفتُ عِندَ مَعصِیَتی لا بِنَفسِکَ،وبِجَهلِی اغتَرَرتُ لا بِحِلمِکَ،وحَقّی أضَعتُ لا عَظیمَ حَقِّکَ،ونَفسی ظَلَمتُ ولِرَحمَتِکَ الآنَ رَجَوتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ،فَارحَم إلَیکَ فَقری وفاقَتی،وکَبوَتی لِحُرِّ وَجهی،وحَیرَتی فی سَوأَةِ ذُنوبی،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.

یا أسمَعَ مَدعُوٍّ،وخَیرَ مَرجُوٍّ،وأَحلَمَ مُغضٍ،وأَقرَبَ مُستَغاثٍ،أدعوکَ مُستَغیثاً بِکَ استِغاثَةَ المُتَحَیِّرِ المُستَیئِسِ مِن إغاثَةِ خَلقِکَ،فَعُد بِلُطفِکَ عَلی ضَعفی،وَاغفِر بِسَعَةِ رَحمَتِکَ کَبائِرَ ذُنوبی،وهَب لی عاجِلَ صُنعِکَ،إنَّکَ أوسَعُ الواهِبینَ،لا إلهَ إلّاأنتَ، سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ.

یا اللّهُ یا أحَدُ،یا اللّهُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اللّهُمَّ أعیَتنِی المَطالِبُ،وضاقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ وأَقصانِی الأَباعِدُ،ومَلَّنِی الأَقارِبُ،وأَنتَ الرَّجاءُ إذَا انقَطَعَ الرَّجاءُ،وَالمُستَعانُ إذا عَظُمَ البَلاءُ،وَاللَّجَأُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،فَنَفِّس

ص:101


1- .الرِزءُ:المُصیبَة بفقد الأعزّة (النهایة:ج 2 ص 218« رزأ»).
2- فی الطبعة المعتمدة:«تعزیر عزّرت»،وما فی المتن أثبتناه من طبعة بیروت وبحار الأنوار.

کُربَةَ نَفسٍ إذا ذَکَّرَهَا القُنوطُ مَساوِیَها أیِسَت مِن رَحمَتِکَ،لا تُؤیِسنی مِن رَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ز-سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

150.الإمام علیّ علیه السلام -فی ذَیلِ خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِخُطبَةِ الأَشباحِ-:

اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الوَصفِ الجَمیلِ،وَالتَّعدادِ الکَثیرِ،إن تُؤَمَّل فَخَیرُ مَأمولٍ،وإن تُرجَ فَخَیرُ مَرجُوٍّ،اللّهُمَّ وقَد بَسَطتَ لی فیما لا أمدَحُ بِهِ غَیرَکَ،ولا اثنی بِهِ عَلی أحَدٍ سِواکَ، ولا اوَجِّهُهُ إلی مَعادِنِ الخَیبَةِ ومَواضِعِ الرِّیبَةِ،وعَدَلتَ بِلِسانی عَن مَدائِحِ الآدَمِیِّینَ وَالثَّناءِ عَلَی المَربوبینَ المَخلوقینَ،اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُثنٍ عَلی مَن أثنی عَلَیهِ مَثوبَةٌ مِن جَزاءٍ أو عارِفَةٌ مِن عَطاءٍ،وقَد رَجَوتُکَ دَلیلاً عَلی ذَخائِرِ الرَّحمَةِ وکُنوزِ المَغفِرَةِ،اللّهُمَّ وهذا مَقامُ مَن أفرَدَکَ بِالتَّوحیدِ الَّذی هُوَ لَکَ،ولَم یَرَ مُستَحِقّاً لِهذِهِ المَحامِدِ وَالمَمادِحِ غَیرَکَ،وبی فاقَةٌ إلَیکَ لا یَجبُرُ مَسکَنَتَها إلّافَضلُکَ،ولا یَنعَشُ مِن خَلَّتِها إلّامَنُّکَ وجودُکَ،فَهَب لَنا فی هذَا المَقامِ رِضاکَ،وأَغنِنا عَن مَدِّ الأَیدی إلی سِواکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

151.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إخباتَ (3)المُخبِتینَ،وإخلاصَ الموقِنینَ،ومُرافَقَةَ الأَبرارِ،وَالعَزیمَةَ فی کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ. (4)

152.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

إلهی ! کَیفَ لا یَحسُنُ مِنِّی الظَّنُّ وقَد حَسُنَ مِنکَ المَنُّ؟إلهی ! إن عامَلتَنا بِعَدلِکَ لَم یَبقَ لَنا حَسَنَةٌ،وإن أنَلتَنا فَضلَکَ لَم یَبقَ لَنا سَیِّئَةٌ. (5)

ص:102


1- .مهج الدعوات:ص 111، بحار الأنوار:ج 94 ص 231 ح 8.
2- نهج البلاغة:الخطبة 91 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 330 ح 17.
3- الإخباتُ:الخشوع والطاعة.والمُخبِتُ:الخاشع المطیع (النهایة:ج 2 ص 4« خبت»).
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 286 ح 275.
5- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 319 ح 659.

153.عنه علیه السلام -فی مُناجاتِهِ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ-:

إلهی ! أنتَ دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ قَبلَ مَعرِفَتِها،فَأَقبَلَتِ النَّفسُ بَعدَ العِرفانِ عَلی مَسأَلَتِها،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُمُ النَّوالَ (1)،وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ ما تَصنَعُهُ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبٍ لِما أرجو مِن رَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلُ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِکَرَمِکَ،فَالکَریمُ لَیسَ یَصنَعُ کُلَّ مَعروفٍ عِندَ مَن یَستَوجِبُهُ. (2)

154.بحار الأنوار: رُوِیَ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّهُ رَأی رَجُلاً یَدعو-مِن دَفتَرٍ-دُعاءً طَویلاً، فَقالَ لَهُ:یا هذَا الرَّجُلُ،إنَّ الَّذی یَسمَعُ الکَثیرَ هُوَ یُجیبُ عَنِ القَلیلِ.فَقالَ الرَّجُلُ:یا مَولایَ فَما أصنَعُ؟قالَ:قُل:

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ نِعمَةٍ،وأَسأَلُ اللّهَ مِن کُلِّ خَیرٍ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن کُلِّ شَرٍّ،وأَستَغفِرُ اللّهَ مِن کُلِّ ذَنبٍ. (3)

155.الإمام علی علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

أسأَ لُکَ بِعِزَّةِ الوَحدانِیَّةِ،وکَرَمِ الإِلهِیَّةِ،ألّا تَقطَعَ عَنّی بِرَّکَ بَعدَ ممَاتی،کَما لَم تَزَل تَرانی أیّامَ حَیاتی،أنتَ الَّذی تُجیبُ مَن دَعاکَ،ولا تُخَیِّبُ مَن رَجاکَ،ضَلَّ مَن یَدعو إلّا إیّاکَ،فَإِنَّکَ لا تَحجُبُ مَن أتاکَ،وتُفضِلُ عَلی مَن عَصاکَ،ولا یَفوتُکَ مَن ناواکَ،ولا یُعجِزُکَ مَن عاداکَ،کُلٌّ فی قُدرَتِکَ،وکُلٌّ یَأکُلُ رِزقَکَ. (4)

راجع:النماذج التالیة من أدعیته علیه السلام:ص77-88 ح 130-135 وص209-219 ح 273-276 وص 278 ح 357 وص 335-348 ح 409-412 وغیرها... .

ص:103


1- .النَوالُ:العَطَاءُ (تاج العروس:ج 15 ص 759«نول»).
2- المصباح للکفعمی:ص 492، البلد الأمین:ص 315 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 105 ح 14.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 242 ح 10 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 319 ح 667.

3/2دَعَواتُ الإِمامِ الحَسَنِ(علیه السلام)

156.مهج الدعوات: دُعاءٌ لِمَولانَا الحَسَنِ بن عَلِیٍّ علیه السلام:

یا مَن إلَیهِ یَفِرُّ الهارِبونَ،وبِهِ یَستَأنِسُ المُستَوحِشونَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل انسی بِکَ،فَقَد ضاقَت عَنّی بِلادُکَ،وَاجعَل تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَقَد مالَ عَلَیَّ أعداؤُکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی بِکَ أصولُ (1)وبِکَ أجولُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وإلَیکَ انیبُ.

اللّهُمَّ وما وَصَفتُکَ مِن صِفَةٍ أو دَعَوتُکَ مِن دُعاءٍ یُوافِقُ ذلِکَ مَحَبَّتَکَ ورِضوانَکَ ومَرضاتَکَ فَأَحیِنی عَلی ذلِکَ وأَمِتنی عَلَیهِ،وما کَرِهتَ مِن ذلِکَ فَخُذ بِناصِیَتی إلی ما تُحِبُّ وتَرضی،بُؤتُ (2)إلَیکَ رَبّی مِن ذُنوبی،وأَستَغفِرُکَ مِن جُرمی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ،لا إلهَ إلّاهُوَ الحَلیمُ الکَریمُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنا مُهِمَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فی عافِیَةٍ یا رَبَّ العالَمینَ. (3)

157.الإمام الحسن علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ أمرٍ ضَعُفَت عَنهُ حیلَتی،أن تُعطِیَنی مِنهُ ما لَم تَنتَهِ إلَیهِ رَغبَتی،ولَم یَخطُر بِبالی،ولَم یَجرِ عَلی لِسانی،وأَن تُعطِیَنی مِنَ الیَقینِ ما یَحجُزُنی عَن أن أسأَلَ أحَداً مِنَ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

ص:104


1- .أصولُ:أی أسطو وأقهر،وأجول:أی أذهب وأجیء (النهایة:ج 3 ص 61«صول»واُنظر:ج 1 ص 317«جول»).
2- فی بحار الأنوار:« أتوب»بدل«بُؤتُ».وبُؤْتُ بِذَنبی:أقررتُ واعترفتُ.ومثله:أبوء بنعمتک علیّ أی اقِرُّوأَعترِف بها (مجمع البحرین:ج 1 ص 201«بوء»).
3- مهج الدعوات:ص 143، بحار الأنوار:ج 95 ص 408 ح 40.
4- المجتنی:ص 69؛تاریخ دمشق:ج 13 ص 166 ح 3119 نحوه.

158.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ الخَلَفُ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،ولَیسَ فی خَلقِکَ خَلَفٌ مِنکَ،إلهی ! مَن أحسَنَ فَبِرَحمَتِکَ،ومَن أساءَ فَبِخَطیئَتِهِ،فَلَا الَّذی أحسَنَ استَغنی عَن رِفدِکَ (1)ومَعونَتِکَ،ولَا الَّذی أساءَ استَبدَلَ بِکَ وخَرَجَ مِن قُدرَتِکَ،إلهی ! بِکَ عَرَفتُکَ،وبِکَ اهتَدَیتُ إلی أمرِکَ، ولَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ،فَیا مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الإِخلاصَ فی عَمَلی،وَالسَّعَةَ فی رِزقی.

اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ،إلهی ! أطَعتُکَ-ولَکَ المِنَّةُ عَلَیَّ-فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،ولَم أعصِکَ فی أبغضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،الشِّرکِ بِکَ وَالتَّکذیبِ بِرَسولِکَ،فَاغفِر لی ما بَینَهُما،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

159.عنه علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فِی الوَترِ:

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (3)

160.مهج الدعوات: حِرزٌ لِلإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَکانِکَ ومَعاقِدِ عِزِّکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أن تَستَجیبَ لی فَقَد رَهِقَنی مِن أمری عُسرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن

ص:105


1- .الرِفدُ:أی الصِلَةُ والعَطِیَّةُ (النهایة:ج 2 ص 242«رفد»).
2- مهج الدعوات:ص 144، بحار الأنوار:ج 94 ص 190 ح 3.
3- سنن أبی داوود:ج 2 ص 63 ح 1425،سنن الترمذی:ج 2 ص 328 ح 464، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 372 ح 1178،سنن النسائی:ج 3 ص 248،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 425 ح 1718، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 188 ح 4801 کلّها عن أبی الحوراء.

تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن عُسری یُسراً. (1)

161.مُهج الدعوات: دَعَا [الإِمامُ الحَسَنُ] علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ الرَّبُّ الرَّؤُوفُ،المَلِکُ العَطوفُ،المُتَحَنِّنُ المَألوفُ،وأَنتَ غِیاثُ الحَیرانِ المَلهوفِ،ومُرشِدُ الضّالِّ المَکفوفِ،تَشهَدُ خَواطِرَ أسرارِ المُسِرّینَ کَمُشاهَدَتِکَ أقوالَ النّاطِقینَ،أسأَ لُکَ بِمُغَیَّباتِ عِلمِکَ فی بَواطِنِ أسرارِ سَرائِرِ المُسِرّینَ إلَیکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً یَسبِقُ (2)بِها مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمینَ،ویَتَجاوَزُ (3)فیها مَن یَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرینَ،وأَن تَصِلَ الَّذی بَینَنا وبَینَکَ صِلَةَ مَن صَنَعتَهُ لِنَفسِکَ،وَاصطَنَعتَهُ لِغَیبِکَ (4)، فَلَم تَتَخَطَّفهُ خاطِفاتُ الظِّنَنِ،ولا وارِداتُ الفِتَنِ،حَتّی نَکونَ لَکَ فِی الدُّنیا مُطیعینَ،وفِی الآخِرَةِ فی جِوارِکَ خالِدینَ. (5)

162.مهج الدعوات: حِجابُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

اللّهُمَّ یا مَن جَعَلَ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً وبَرزَخاً وحِجراً مَحجوراً،یا ذَا القُوَّةِ وَالسُّلطانِ،یا عَلِیَّ المَکانِ،کَیفَ أخافُ وأَنتَ أمَلی،وکَیفَ اضامُ وعَلَیکَ مُتَّکَلی، فَغَطِّنی (6)مِن أعدائِکَ بِسِترِکَ (7)،وأَظهِرنی عَلی أعدائی بِأَمرِکَ،وأَیِّدنی بِنَصرِکَ،إلَیکَ اللَّجَأُ،ونَحوَکَ المُلتَجَأُ،فَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،یا کافِیَ أهلِ الحَرَمِ مِن أصحابِ الفیلِ،وَالمُرسِلَ عَلَیهِم طَیراً أبابیلَ تَرمیهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّیلٍ،ارمِ مَن عادانی بِالتَّنکیلِ.

ص:106


1- .مهج الدعوات:ص 10، کمال الدین:ص 265 ح 11، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 265 ح 2.
2- فی بحار الأنوار:« نَسبِقُ».
3- فی بحار الأنوار:« نَتَجاوَزُ».
4- فی بحار الأنوار:« لِعَینِکَ».
5- مهج الدعوات:ص 48، بحار الأنوار:ج 85 ص 213 ح 1.
6- غَطَا الشیءَ غَطواً وغَطّاه تَغطِیةً وأَغطاه:واراهُ وسَتَرَه (لسان العرب:ج 15 ص 130« غطو»).
7- فی بحار الأنوار هنا بزیادة:«وأَفرِغ عَلَیَّ مِن صَبرِکَ».

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الشِّفاءَ مِن کُلِّ داءٍ،وَالنَّصرَ عَلَی الأَعداءِ،وَالتَّوفیقَ لِما تُحِبُّ وتَرضی،یا إلهَ مَن فِی السَّماءِ وَالأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری،بِکَ أستَشفی وبِکَ أستَعفی،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1). (2)

وراجع:ص77 ح 130 وص81 ح 131 وص 410 ح 556 وج2 ص77 ح980 وص307 ح 1521 وج3 ص136 ح 1914 وص280 ح 2016 وص 496 ح 2329.

4/2دَعَواتُ الإِمامِ الحُسَینِ(علیه السلام)

الف-دَعواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

163.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام:

اللّهُمَّ مِنکَ البَدءُ ولَکَ المَشِیَّةُ،ولَکَ الحَولُ ولَکَ القُوَّةُ،وأَنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ، جَعَلتَ قُلوبَ أولِیائِکَ مَسکَناً لِمَشِیَّتِکَ،ومَکمَناً لِإِرادَتِکَ،وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِکَ ونَواهیکَ،فَأَنتَ إذا شِئتَ ما تَشاءُ حَرَّکتَ مِن أسرارِهِم کَوامِنَ ما أبطَنتَ فیهِم، وأَبدَأتَ مِن إرادَتِکَ عَلی ألسِنَتِهِم ما أفهَمتَهُم بِهِ عَنکَ فی عُقودِهِم (3)،بِعُقولٍ تَدعوکَ وتَدعو إلَیکَ بِحَقائِقِ ما مَنَحتَهُم بِهِ،وإنّی لَأَعلَمُ مِمّا عَلَّمتَنی مِمّا أنتَ المَشکورُ عَلی ما مِنهُ أرَیتَنی،وإلَیهِ آوَیتَنی.

اللّهُمَّ وإنّی مَعَ ذلِکَ کُلِّهِ عائِذٌ بِکَ،لائِذٌ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،راضٍ بِحُکمِکَ الَّذی سُقتَهُ إلَیَّ فی عِلمِکَ،جارٍ بِحَیثُ أجرَیتَنی،قاصِدٌ ما أمَّمتَنی،غَیرُ ضَنینٍ بِنَفسی فیما یُرضیکَ عَنّی إذ بِهِ قَد رَضَّیتَنی،ولا قاصِرٍ بِجُهدی عَمّا إلَیهِ نَدَبتَنی،مُسارِعٌ لِما عَرَّفتَنی،شارِعٌ فیما أشرَعتَنی،مُستَبصِرٌ فیما بَصَّرتَنی،مُراعٍ ما أرعَیتَنی،فَلا تُخلِنی مِن رِعایَتِکَ،ولا

ص:107


1- .البقرة:137.
2- مهج الدعوات:ص 297، بحار الأنوار:ج 94 ص 373 ذیل ح 1.
3- اعتقَدت کذا:عقدتُ علیه القلبَ والضمیر (المصباح المنیر:ص 421«عقد»).

تُخرِجنی مِن عِنایَتِکَ،ولا تُقعِدنی عَن حَولِکَ،ولا تُخرِجنی (1)عَن مَقصَدٍ أنالُ بِهِ إرادَتَکَ، وَاجعَل عَلَی البَصیرَةِ مَدرَجَتی (2)،وعَلَی الهِدایَةِ مَحَجَّتی (3)،وعَلَی الرَّشادِ مَسلَکی،حَتّی تُنیلَنی وتُنیلَ بی امنِیَّتی،وتُحِلَّ بی عَلی ما بِهِ أرَدتَنی،ولَهُ خَلَقتَنی،وإلَیهِ آوَیتَ بی (4)، وأَعِذ أولِیاءَکَ مِنَ الاِفتِتانِ بی،وفَتِّنهُم بِرَحمَتِکَ لِرَحمَتِکَ فی نِعمَتِکَ تَفتینَ الاِجتِباءِ وَالاِستِخلاصِ بِسُلوکِ طَریقَتی،وَاتِّباعِ مَنهَجی،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِن آبائی وذَوی رَحِمی. (5)

164.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ مَن أوی إلی مأویً فَأَنتَ مَأوایَ،ومَن لَجَأَ إلی مَلجَأٍ فَأَنتَ مَلجَئی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع نِدائی،وأَجِب دُعائی،وَاجعَل مَآبی عِندَکَ ومَثوایَ (6)، وَاحرُسنی فی بَلوایَ مِنِ افتِنانِ الاِمتِحانِ،ولَمَّةِ (7)الشَّیطانِ،بِعَظَمَتِکَ الَّتی لا یَشوبُها وَلَعُ نَفسٍ بِتَفتینٍ،ولا وارِدُ طَیفٍ بِتَظنینٍ،ولا یَلُمُّ بِها فَرَحٌ (8)،حَتّی تَقلِبَنی إلَیکَ بِإِرادَتِکَ غَیرَ ظَنینٍ ولا مَظنونٍ،ولا مُرابٍ ولا مُرتابٍ،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (9)

ب-دَعواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِ الوَترِ

165.المصنف لابن أبی شیبة عن أبی محمّد: إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ یَقولُ فی

ص:108


1- .فی المصدر:«تحرجنی»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- دَرَجَ:مشی قلیلاً فی أوّل ما یمشی (المصباح المنیر:ص 191« درج»).
3- المَحَجَّةُ:جادّة الطریق (الصحاح:ج 1 ص 304« حجج»).
4- فی بحار الأنوار:« آویتنی».
5- مهج الدعوات:ص 48، بحار الأنوار:ج 85 ص 214 ح 1.
6- المَثوی:المَنزِل (المصباح المنیر:ص 88«ثوی»).
7- اللَّمَّةُ:الخَطرَةُ تقع فی القلب،فما کان من خَطَرات الخیر فهو من المَلَک،وما کان من خَطَرات الشّرّ فهو من الشیطان (النهایة:ج 4 ص 273« لمم»).
8- فی بحار الأنوار:« فرج»بدل«فرح».
9- مهج الدعوات:ص 49، بحار الأنوار:ج 85 ص 214 ح 1.

قُنوتِ الوَترِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،وإنَّ إلَیکَ الرُّجعی،وإنَّ لَکَ الآخِرَةَ وَالاُولی،اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن أن نَذِلَّ ونَخزی. (1)

166.الإمام الحسین علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فی قُنوتِ الوَترِ:

رَبِّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّکَ لا تُذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (2)

ج-دُعاؤُهُ علیه السلام فی طَوافِ البَیتِ

167.ربیع الأبرار: رُؤِیَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،ثُمَّ صارَ إلَی المَقامِ (3)فَصَلّی،ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی المَقامِ فَجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:

«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،سائِلُکَ بِبابِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ»یُرَدِّدُ ذلِکَ مِراراً.ثُمَّ انصَرَفَ. (4)

د-دُعاؤُهُ علیه السلام فی مَسجِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

168.مقتل الحسین علیه السلام: رُوِیَ فِی المَراسیلِ أنَّ شُرَیحاً قالَ:دَخَلتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَإِذَا الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام فیهِ ساجِدٌ یُعَفِّرُ خَدَّهُ عَلَی التُّرابِ،وهُوَ یَقولُ:

سَیِّدی ومَولایَ،ألِمَقامِعِ الحَدیدِ خَلَقتَ أعضائی؟أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی (5)؟

ص:109


1- .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 113 ح 2 و ج 2 ص 200 ح 3، الطبقات الکبری (الطبقة الخامسة من الصحابة):ج 1 ص 409 ح 383 عن محمّد بن أبی محمّد،کنز العمّال:ج 8 ص 82 ح 21992.
2- مسند أبی یعلی:ج 6 ص 183 ح 6753 عن أبی الحوراء،السنن الکبری:ج 2 ص 297 ح 3138 عن أبی الحوراء عن الإمام الحسن أو الإمام الحسین علیهما السلام،الفردوس:ج 1 ص 483 ح 1977.
3- المَقامُ:مقام إبراهیم علیه السلام وهو الحَجَر الذی أثّر فیه قدمه،وموضعه أیضاً (مجمع البحرین:ج 3 ص 1526«قوم»).
4- ربیع الأبرار:ج 2 ص 149.
5- إشارة إلی الآیات:19-21 من سورة الحجّ.

إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن حَبَستَنی مَعَ الخاطِئینَ لَاُخبِرَنَّهُم بِحُبّی لَکَ،سَیِّدی إنَّ طاعَتَکَ لا تَنفَعُکَ،ومَعصِیَتی لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما لا یَنفَعُکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،فَإِنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

ه-دَعواتُهُ علیه السلام فی کِفایَةِ شَرِّ الأَعداءِ

169.الإمام الحسین علیه السلام: کَلِماتٌ إذا قُلتُهُنَّ ما ابالی مِمَّنِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الجِنُّ وَالإِنسُ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وإلَی اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ اکفِنی بِقُوَّتِکَ وحَولِکَ وقُدرَتِکَ شَرَّ کُلِّ مُغتالٍ (2)وکَیدَ الفُجّارِ،فَإِنّی احِبُّ الأَبرارَ واُوالِی الأَخیارَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ وسَلَّمَ. (3)

170.مهج الدعوات: حِجابُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

یا مَن شَأنُهُ الکِفایَةُ،وسُرادِقُهُ (4)الرِّعایَةُ،یا مَن هُوَ الغایَةُ وَالنِّهایَةُ،یا صارِفَ السّوءِ وَالسَّوایَةِ وَالضُرِّ،اصرِف عَنّی أذِیَّةَ العالَمینَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،بِالأَشباحِ النّورانِیَّةِ،وبِالأَسماءِ السُّریانِیَّةِ،وبِالأَقلامِ الیونانِیَّةِ،وبِالکَلِماتِ العِبرانِیَّةِ،وبما نَزَلَ فِی الأَلواحِ مِن یَقینِ الإِیضاحِ.

اجعَلنِی اللّهُمَّ فی حِرزِکَ وفی حِزبِکَ،وفی عِیاذِکَ وفی سِترِکَ وفی کَنَفِکَ،مِن کُلِّ شَیطانٍ مارِدٍ،وَعدُوٍّ راصِدٍ،ولَئیمٍ مُعانِدٍ،وضِدٍّ کَنودٍ (5)،ومِن کُلِّ حاسِدٍ،بِبِسمِ اللّهِ

ص:110


1- .مقتل الحسین للخوارزمی:ج 1 ص 152.
2- الاغتیال:قَتَلَهُ غیلةً؛وهو أن یخدعه فیذهب به إلی موضع فإذا صار إلیه قتله (الصحاح:ج 5 ص 1787« غیل»).
3- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 116 عن عبد اللّه بن المفضّل النوفلیّ عن أبیه،بحار الأنوار:ج 95 ص 220 ح 17.
4- السُّرادِق:هو کلّ ما أحاط بشیء من حائط أو مضرب أو خباء (النهایة:ج 2 ص 359« سردق»).
5- الکَنوُدُ:الکفور (القاموس المحیط:ج 1 ص 332«کند»).

استَشفَیتُ،وبِسمِ اللّهِ استَکفَیتُ،وعَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ،وبِهِ استَعَنتُ،وإلَیهِ استَعدَیتُ عَلی کُلِّ ظالِمٍ ظَلَمَ،وغاشِمٍ غَشَمَ،وطارِقٍ طَرَقَ،وزاجِرٍ زَجَرَ،فَاللّهُ خَیرٌ حافِظاً وهُوَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

و-دُعاؤُهُ علیه السلام فی یَومِ تاسوعاءَ

171.الإرشاد عن حمید بن مسلم: جَمَعَ الحُسَینُ علیه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساءِ.قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ زَینُ العابِدینَ علیه السلام:فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ ما یَقولُ لَهُم وأَنَا إذ ذاکَ مَریضٌ، فَسَمِعتُ أبی یَقولُ لِأَصحابِهِ:

اثنی عَلَی اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ،وأَحمَدُهُ عَلَی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،اللّهُمّ إنّی أحمَدُکَ عَلی أن أکرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ،وعَلَّمتَنَا القُرآنَ،وفَقَّهتَنا فِی الدّینِ،وجَعَلتَ لَنا أسماعاً وأَبصاراً وأَفئِدَةً،فَاجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ. (2)

ز-آخِرُ دُعاءٍ دَعا بِهِ علیه السلام

172.مصباح المتهجّد عن أبی عبد اللّه الحسین بن علیّ بن سفیان البزوفری: آخِرُ دُعاءٍ دَعا بِهِ [الإِمامُ الحُسَینُ] علیه السلام یَومَ کوثِرَ (3):

اللّهُمَّ [أنتَ] (4)مُتَعالِی المَکانِ،عَظیمُ الجَبَروتِ،شَدیدُ المِحالِ (5)،غَنِیٌّ عَنِ الخَلائِقِ،

ص:111


1- .مهج الدعوات:ص 356، بحار الأنوار:ج 94 ص 374 ح 1.
2- الإرشاد:ج 2 ص 91، إعلام الوری:ج 1 ص 455 [4] ولیس فیه ذیله من«وجعلت لنا أسماعاً»،روضة الواعظین:ص 202، [5]بحار الأنوار:ج 44 ص 392؛ [6]تاریخ الطبری:ج 5 ص 418 [7] عن عبد اللّه بن شریک العامری عن الإمام زین العابدین علیه السلام وفیه«ولم تجعلنا من المشرکین»بدل«فاجعلنا من الشاکرین».
3- یومَ کُوثِرَ:علی بناء المجهول،أی صار مغلوباً بکثرة العدوّ.قال ابن الأثیر:المکثور:المغلوب،وهو الذی تکاثر علیه الناس،فقهروه (النهایة:ج 4 ص 153« کثر»).
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من الإقبال والمصباح للکفعمی.
5- المِحالُ:الکید،وقیل:المکْرُ،وقیل:القوّة والشِدّة (النهایة:ج 4 ص 303«محل»).

عَریضُ الکِبریاءِ،قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ،قَریبُ الرَّحمَةِ،صادِقُ الوَعدِ،سابِغُ النِّعمَةِ،حَسَنُ البَلاءِ،قَریبٌ إذا دُعیتَ،مُحیطٌ بِما خَلَقتَ،قابِلُ التَّوبَةِ لِمَن تابَ إلَیکَ،قادِرٌ عَلی ما أرَدتَ،ومُدرِکٌ ما طَلَبتَ،وشَکورٌ إذا شُکِرتَ،وذَکورٌ إذا ذُکِرتَ،أدعوکَ مُحتاجاً، وأَرغَبُ إلَیکَ فَقیراً،وأَفزَعُ إلَیکَ خائِفاً،وأَبکی إلَیکَ مَکروباً،وأَستَعینُ بِکَ ضَعیفاً، وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ کافِیاً؛اُحکُم بَینَنا وبَینَ قَومِنا،فَإِنَّهُم غَرّونا وخَدَعونا وخَذَلونا،وغَدَروا بِنا وقَتَلونا،ونَحنُ عِترَةُ نَبِیِّکَ،ووُلدُ حَبیبِکَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الَّذِی اصطَفَیتَهُ بِالرِّسالَةِ،وَائتَمَنتَهُ عَلی وَحیِکَ،فَاجعَل لَنا مِن أمرِنا فَرَجاً ومَخرَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ح-سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

173.الإمام الحسین علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ التَّقوی،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وحَذَرَ أهلِ الخَشیَةِ،وطَلَبَ أهلِ العِلمِ،وزینَةَ أهلِ الوَرَعِ،وخَوفَ أهلِ الجَزَعِ،حَتّی أخافَکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُنی عَن مَعاصیکَ،وحَتّی أعمَلَ بِطاعَتِکَ عَمَلاً أستَحِقُّ بِهِ کَرامَتَکَ،وحَتّی اناصِحَکَ فِی التَّوبَةِ خَوفاً لَکَ،وحَتّی اخلِص لَکَ فِی النَّصیحَةِ حُبّاً لَکَ،وحَتّی أتَوَکَّلَ عَلَیکَ فی الاُمورِ حُسنَ ظَنٍّ بِکَ،سُبحانَ خالِقِ النّورِ، سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ. (2)

174.عنه علیه السلام:

ص:112


1- .مصباح المتهجّد:ص 827، المزار الکبیر:ص 399،الإقبال:ج 3 ص 304، [2]المصباح للکفعمی:ص 720، [3]البلد الأمین:ص 185، [4]بحار الأنوار:ج 101 ص 348.
2- مهج الدعوات:ص 157، مصباح المتهجّد:ص 311، [7]جمال الاُسبوع:ص 187 [8] کلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار،ج 94 ص 191 ح 5.

اللّهُمَّ لا تَستَدرِجنی بِالإِحسانِ،ولا تُؤَدِّبنی بِالبَلاءِ. (1)

وراجع:ص 77 ح 130 وص 81 ح 131 و ص 236 ح 292 وص 274 ح 348 و ص 499-500 ح 677-679 وغیرها....

5/2دَعَواتُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ(علیه السلام)

الف-دُعاءُ التَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل

175.الإمام زین العابدین علیه السلام -کانَ مِن دُعائِهِ إذَا ابتَدَأَ بِالدُّعاءِ بَدَأَ بِالتَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل وَالثَّناءِ عَلَیهِ، فَقالَ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ کانَ قَبلَهُ،وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ یَکونُ بَعدَهُ،الَّذی قَصُرَت عَن رُؤیَتِهِ أبصارُ النّاظِرینَ،وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفینَ.

ابتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعاً،وَاختَرَعَهُم عَلی مَشیَّتِهِ اختِراعاً،ثُمَّ سَلَکَ بِهِم طَریقَ إرادَتِهِ،وبَعَثَهُم فی سَبیلِ مَحَبَّتِهِ،لا یَملِکونَ تَأخیراً عَمّا قَدَّمَهُم إلَیهِ،ولا یَستَطیعونَ تَقَدُّماً إلی ما أخَّرَهُم عَنهُ.وجَعَلَ لِکُلِّ روحٍ مِنهُم قوتاً مَعلوماً مَقسوماً مِن رِزقِهِ،لا یَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ،ولا یَزیدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائِدُ.

ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِی الحَیاةِ أجَلاً مَوقوتاً،ونَصَبَ لَهُ أمَداً مَحدوداً یَتَخَطَّأُ (2)إلَیهِ بِأَیّامِ عُمُرِهِ،ویَرهَقُهُ بِأَعوامِ دَهرِهِ،حَتّی إذا بَلَغَ أقصی أثَرِهِ وَاستَوعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ،قَبَضَهُ إلی ما نَدَبَهُ إلَیهِ مِن مَوفورِ ثَوابِهِ أو مَحذورِ عِقابِهِ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ

ص:113


1- .الدرة الباهرة:ص 24،نزهة الناظر:ص 83 ح 10،کشف الغمة:ج 2 ص 243، بحار الأنوار:ج 78 ص 127 ح 9.
2- کذا،و القیاس:«یتخطی».قال ابن منظور:تخطیت إلی کذا،و لا یقال:تخطأت-بالهمز-(لسان العرب:ج 14ص 232« خطا»).

اَلَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی (1)عَدلاً مِنهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وتَظاهَرَت آلاؤُهُ لا یُسْئَلُ عَمّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (2).

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلی ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ، وأَسبَغَ عَلیهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ؛لَتَصَرَّفوا فی مِنَنِهِ فَلَم یَحمَدوهُ،وتَوَسَّعوا فی رِزقِهِ فَلَم یَشکُروهُ،ولَو کَانوا کَذلِکَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِیَّةِ إلی حَدِّ البَهیمِیَّةِ (3)،فَکانوا کَما وَصَفَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً (4).

وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما عَرَّفَنا مِن نَفسِهِ،وأَلهَمَنا مِن شُکرِهِ،وفَتَحَ لَنا مِن أبوابِ العِلمِ بِرُبوبِیَّتِهِ،ودَلَّنا عَلَیهِ مِنَ الإِخلاصِ لَهُ فی تَوحیدِهِ،وجَنَّبَنا مِنَ الإِلحادِ وَالشَّکِّ فی أمرِهِ، حَمداً نُعَمَّرُ بِهِ فیمَن حَمِدَهُ مِن خَلقِهِ،ونَسبِقُ بِهِ مَن سَبَقَ إلی رِضاهُ وعَفوِهِ،حَمداً یُضیءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ البَرزَخِ (5)،ویُسَهِّلُ عَلَینا بِهِ سَبیلَ المَبعَثِ،ویُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ،یَومَ تُجزی کُلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمون (6)، یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ (7).

حَمداً یَرتَفِعُ مِنّا إلی أعلی عِلِّیّینَ،فی کِتابٍ مَرقومٍ یَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ.

حَمداً تَقَرُّ بِهِ عُیونُنا إذا بَرِقَتِ الأَبصارُ،وتَبیَضُّ بِهِ وُجوهُنا إذَا اسوَدَّتِ الأَبشارُ.

حَمداً نُعتَقُ بِهِ مِن ألیمِ نارِ اللّهِ إلی کَریمِ جِوارِ اللّهِ.

ص:114


1- .النجم:31.
2- الأنبیاء:23.
3- فی نسخة قدیمة:«ولدخلوا فی حریم البهیمیّة»،وهو قریب من معنی الحدّ،فإنّ حریم الدار ما حولها من حقوقها ومرافقها،سمّی بذلک لأنّه یحرم غیر مالکها أن یستبدّ بالارتفاق به (ریاض السالکین:ج 1 ص 308).
4- الفرقان:44.
5- البَرْزَخُ:ما بین الموت إلی القیامة (مفردات ألفاظ القرآن:ص 118« برزخ»).
6- إشارة إلی الآیة 22 من سورة الجاثیة.
7- الدخان:41.

حَمداً نُزاحِمُ بِهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ،ونُضامُّ (1)بِهِ أنبِیاءَهُ المُرسَلینَ فی دارِ المُقامَةِ الَّتی لا تَزولُ،ومَحَلِّ کَرامَتِهِ الَّتی لا تَحولُ. (2)

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ،وأَجری عَلَینا طَیِّباتِ الرِّزقِ،وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ،وصائِرَةٌ إلی طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أغلَقَ عَنّا بابَ الحاجَةِ إلّاإلَیهِ،فَکَیفَ نُطیقُ حَمدَهُ؟أم مَتی نُؤَدّی شُکرَهُ؟لا،مَتی؟

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَکَّبَ فینا آلاتِ البَسطِ،وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ،ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَیاةِ،وأَثبَتَ فینا جَوارِحَ الأَعمالِ،وغَذّانا بِطَیِّباتِ الرِّزقِ،وأَغنانا بِفَضلِهِ،وأَقنانا (3)بِمَنِّهِ،ثُمَّ أمَرَنا لِیَختَبِرَ طاعَتَنا،ونَهانا لِیَبتَلِیَ شُکرَنا،فَخالَفنا عَن طَریقِ أمرِهِ،ورَکِبنا مُتونَ زَجرِهِ،فَلَم یَبتَدِرنا (4)بِعُقوبَتِهِ،ولَم یُعاجِلنا بِنِقمَتِهِ،بَل تَأَنّانا (5)بِرَحمَتِهِ تَکَرُّماً، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلماً.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی دَلَّنا عَلَی التَّوبَةِ الَّتی لَم نُفِدها إلّامِن فَضلِهِ،فَلَو لَم نَعتَدِد مِن فَضلِهِ إلّا بِها،لَقَد حَسُنَ بَلاؤُهُ عِندَنا،وجَلَّ إحسانُهُ إلَینا،وجَسُمَ فَضلُهُ عَلَینا،فَما هکَذا کانَت سُنَّتُهُ فِی التَّوبَةِ لِمَن کانَ قَبلَنا،لَقَد وَضَعَ عَنّا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ،ولَم یُکَلِّفنا إلّاوُسعاً،ولَم یُجَشِّمنا (6)إلّایُسراً،ولَم یَدَع لِأَحَدٍ مِنّا حُجَّةً ولا عُذراً،فَالهالِکُ مِنّا مَن هَلَکَ عَلَیهِ،

ص:115


1- .تَضامَّ القومُ:إذا انضمّ بعضهم إلی بعض (الصحاح:ج 5 ص 1972« ضمم»).
2- حالَ إلی مکان آخر:أی تحوّل (تاج العروس:ج 14 ص 186« حول»).
3- أقناه اللّه:أعطاه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1518«قنا»).
4- ابتدرهُ:عاجَلَهُ (القاموس المحیط:ج 1 ص 369«بدر»).
5- تأنّی فی الأمر:أی ترفّق وتنظّر (الصحاح:ج 6 ص 2273« أنا»).
6- لم یجشّمنا إلّایُسراً:أی لم یکلّفنا إلّایسراً،من التجشّم؛وهو التکلّف علی مشقّة (مجمع البحرین:ج 1ص 295«جشم»).

وَالسَّعیدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَیهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ بکُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنی مَلائِکَتِهِ إلَیهِ،وأَکرَمُ خَلیقَتِهِ عَلَیهِ،وأَرضی حامِدیهِ لَدَیهِ،حَمداً یَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ،کَفَضلِ رَبِّنا عَلی جَمیعِ خَلقِهِ.

ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَکانَ کُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَینا وعَلی جَمیعِ عِبادِهِ الماضینَ وَالباقینَ،عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَمیعِ الأَشیاءِ،ومَکانَ کُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافاً مُضاعَفَةً أبَداً سَرمَداً إلی یَومِ القِیامَةِ.

حَمداً لا مُنتَهی لِحَدِّهِ،ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ،ولا مَبلَغَ لِغایَتِهِ،ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ.

حَمداً یَکونُ وُصلَةً إلی طاعَتِهِ وعَفوِهِ،وسَبَباً إلی رِضوانِهِ،وذَریعَةً إلی مَغفِرَتِهِ، وطَریقاً إلی جَنَّتِهِ،وخَفیراً (1)مِن نِقمَتِهِ،وأَمناً مِن غَضَبِهِ،وظَهیراً عَلی طاعَتِهِ،وحاجِزاً عَن مَعصِیَتِهِ،وعَوناً عَلی تَأدِیَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ.

حَمداً نَسعَدُ بِهِ فِی السُّعَداءِ مِن أولِیائِهِ،ونَصیرُ بِهِ فی نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُیوفِ أعدائِهِ، إنَّهُ وَلِیٌّ حَمیدٌ. (2)

ب-دُعاءُ الصَّلاةِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

176.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ بَعدَ هذَا التَّحمیدِ فِی الصَّلاةِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ دونَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ،بِقُدرَتِهِ الَّتی لا تَعجِزُ عَن شیءٍ وإن عَظُمَ،ولا یَفوتُها شَیءٌ وإن لَطُفَ (3)،فَخَتَمَ بِنا

ص:116


1- .الخفیر:المجیر (الصحاح:ج 2 ص 648«خفر»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 19 الدعاء 1، البلد الأمین:ص 438 عن عمیر بن متوکّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام؛شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 185 [2] عن الإمام علیّ وعنه علیهما السلام وفیه ذیله من«والحمد للّه بکلّ ما حمده به أدنی»،ینابیع المودّة:ج 3 ص 411 [3] مختصراً.
3- لَطُفَ:صَغُرَ ودَقّ (القاموس المحیط:ج 3 ص 195«لطف»).

عَلی جَمیعِ مَن ذَرَأَ،وجَعَلَنا شُهداءَ عَلی مَن جَحَدَ،وکَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلی مَن قَلَّ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ،ونَجیبِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفِیِّکَ مِن عِبادِکَ، إمامِ الرَّحمَةِ،وقائِدِ الخَیرِ،ومِفتاحِ البَرَکَةِ،کَما نَصَبَ لِأَمرِکَ نَفسَهُ،وعَرَّضَ فیکَ لِلمَکروهِ بَدَنَهُ،وکاشَفَ فِی الدُّعاءِ إلَیکَ حامَّتَهُ (1)،وحارَبَ فی رِضاکَ اسرَتَهُ،وقَطَعَ فی إحیاءِ دینِکَ رَحِمَهُ،وأَقصَی الأَدنَینَ عَلی جُحودِهِم،وقَرَّبَ الأَقصَینَ عَلَی استِجابَتِهِم لَکَ، ووالی فیکَ الأَبعَدینَ،وعادی فیکَ الأَقرَبینَ،وأَدأَبَ (2)نَفسَهُ فی تَبلیغِ رِسالَتِکَ،وأَتعَبَها بِالدُّعاءِ إلی مِلَّتِکَ،وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِکَ،وهاجَرَ إلی بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأیِ (3)عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ،ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ،إرادةً مِنهُ لِإِعزازِ دینِکَ، وَاستِنصاراً عَلی أهلِ الکُفرِ بِکَ،حَتَّی استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ فی أعدائِکَ،وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ فی أولِیائِکَ،فَنَهَدَ (4)إلَیهِم مُستَفتِحاً بِعَونِکَ،ومُتَقَوِّیاً عَلی ضَعفِهِ بِنَصرِکَ،فَغَزاهُم فی عُقرِ دِیارِهِم،وهَجَمَ عَلَیهِم فی بُحبوحَةِ (5)قَرارِهِم،حَتّی ظَهَرَ أمرُکَ وعَلَت کَلِمَتُکَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ.

اللّهُمَّ فَارفَعهُ بِما کَدَحَ فیکَ إلَی الدَّرَجَةِ العُلیا مِن جَنَّتِکَ،حَتّی لا یُساوی فی مَنزِلَةٍ ولا یُکافَأَ فی مَرتَبَةٍ،ولا یُوازِیَهُ لَدَیکَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ،وعَرِّفهُ فی أهلِهِ الطّاهِرینَ واُمَّتِهِ المُؤمِنینَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ،یا نافِذَ العِدَةِ،یا وافِیَ القَولِ،یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (6)

ص:117


1- .الحامّة:الخاصّة.وحامّة الرجل:أقرباؤه (الصحاح:ج 5 ص 1907« حمم»).
2- أدْأَبَ الرجل الدابّة:أتعبها،دأب:جدّ وتعب (تاج العروس:ج 1 ص 476« دأب»).
3- النَّأْیُ:البُعد (لسان العرب:ج 15 ص 300« نأی»).
4- نَهَدَ:نهض (النهایة:ج 5 ص 134« نهد»).
5- البُحبُوحة:وسط المَحلّة،وبُحبُوحَةُ الدار:وسطها (لسان العرب:ج 2 ص 407« بحح»).
6- الصحیفة السجّادیّة:ص 25 الدعاء 2؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 186 [7] عن الإمام علیّ وعنه علیهما السلام نحوه.
ج-دُعاءُ اللُّجوءِ إلَی اللّهِ تَعالی

177.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی اللُّجوءِ إلَی اللّهِ تَعالی-:

اللّهُمَّ إن تَشَأ تَعفُ عَنّا فَبِفَضلِکَ،وإن تَشَأ تُعَذِّبنا فَبِعَدلِکَ،فَسَهِّل لَنا عَفوَکَ بِمَنِّکَ، وأَجِرنا مِن عَذابِکَ بِتَجاوُزِکَ،فَإِنَّهُ لا طاقَةَ لَنا بِعَدلِکَ،ولا نَجاةَ لِأَحَدٍ مِنّا دونَ عَفوِکَ.

یا غَنِیَّ الأَغنِیاءِ،ها نَحنُ عِبادُکَ بَینَ یَدَیکَ،وأَ نَا أفقَرُ الفُقَراءِ إلَیکَ،فَاجبُر فاقَتَنا بِوُسعِکَ،ولا تَقطَع رَجاءَنا بِمَنعِکَ،فَتَکونَ قَد أشقَیتَ مَنِ استَسعَدَ بِکَ،وحَرَمتَ مَنِ استَرفَدَ (1)فَضلَکَ،فَإِلی مَن حَینَئِذٍ مُنقَلَبُنا عَنکَ؟وإلی أینَ مَذهَبُنا عَن بابِکَ؟

سُبحانَکَ ! نَحنُ المُضطَرّونَ الَّذینَ أوجَبتَ إجابَتَهُم،وأَهلُ السّوءِ الَّذینَ وَعَدتَ الکَشفَ عَنهُم،وأَشبَهُ الأَشیاءِ بِمَشِیَّتِکَ،وأَولَی الاُمورِ بِکَ فی عَظَمَتِکَ،رَحمَةُ مَنِ استَرحَمَکَ،وغَوثُ مَنِ استَغاثَ بِکَ،فَارحَم تَضَرُّعَنا إلَیکَ،وأَغنِنا إذ طَرَحنا أنفُسَنا بَینَ یَدَیکَ.

اللّهُمَّ إنَّ الشَّیطانَ قَد شَمِتَ بِنا إذ شایَعناهُ عَلی مَعصِیَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُشمِتهُ بِنا بَعدَ تَرکِنا إیّاهُ لَکَ،ورَغبَتِنا عَنهُ إلَیکَ. (2)

د-دُعاءُ الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ أمینِ اللّهِ

178.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ أمینِ اللّهِ-:

اللّهُمَّ فَاجعَل نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ،راضِیَةً بِقَضائِکَ،مولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ،مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولیائِکَ،مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ،صابِرَةً عَلی نُزولِ بَلائِکَ،شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعمائِکَ،ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ،مُشتاقَةً إلی فَرحَةِ لِقائِکَ،مُتَزَوِّدَةً التَّقوی لِیَومِ جَزائِکَ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولیائِکَ،مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِکَ،مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وثَنائِکَ....

ص:118


1- .استرفَدَ:طَلَبَ الاستعانة (مجمع البحرین:ج 2 ص 717«رفد»).
2- الصحیفة السجادیة:ص 49 الدعاء 10.

اللّهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ (1)إلَیکَ والِهَةٌ (2)،وسُبُلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ،وأَعلامَ القاصِدینَ إلَیکَ واضِحَةٌ،وأَفئِدَةَ العارِفینَ مِنکَ فازِعَةٌ،وأَصواتَ الدّاعینَ إلَیکَ صاعِدَةٌ، وأَبوابَ الإِجابَةِ لَهُم مُفَتَّحَةٌ،ودَعوَةَ مَن ناجاکَ مُستَجابَةٌ،وتَوبَةَ مَن أنابَ (3)إلَیکَ مَقبولَةٌ، وعَبرَةَ مَن بَکی مِن خَوفِکَ مَرحومَةٌ،وَالإِعانَةَ لِمَنِ استَعانَ بِکَ مَوجودَةٌ،وَالإِغاثَةَ لِمَنِ استَغاثَ بِکَ مَبذولَةٌ،وعِداتِکَ لِعِبادِکَ مُنَجَّزَةٌ،وزَلَلَ (4)مَنِ استَقالَکَ مُقالَةٌ،وأَعمالَ العامِلینَ لَدَیکَ مَحفوظَةٌ،وأَرزاقَکَ إلَی الخَلائِقِ مِن لَدُنکَ نازِلَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ لَهُم مُتَواتِرَةٌ،وذُنوبَ المُستَغفِرینَ مَغفورَةٌ،وحَوائِجَ خَلقِکَ عِندَکَ مَقضِیَّةٌ،وجَوائِزَ السّائِلینَ عِندَکَ مُوَفَّرَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ إلَیهِم واصِلَةٌ،ومَوائِدَ المُستَطعِمینَ مُعَدَّةٌ،ومَناهِلَ (5)الظَّماءِ لَدَیکَ مُترَعَةٌ (6).

اللّهُمَّ فَاستَجِب دُعائی،وَاقبَل ثَنائی،وأَعطِنی جَزائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،إنَّکَ وَلِیُّ نَعمائی،ومُنتَهی رَجائی،وغایَةُ مُنایَ فی مُنقَلَبی ومَثوایَ. (7)

ه-دُعاءُ مَکارِمِ الأَخلاقِ

179.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ ومَرضِیِّ الأَفعالِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وبَلِّغ بِإِیمانی أکمَلَ الإِیمانِ،وَاجعَل یَقینی أفضَلَ الیَقینِ،

ص:119


1- .مخبتاً:أی خاشعاً مطیعاً (النهایة:ج 2 ص 4« خبت»).
2- الوله:ذهاب العقل والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« وله»).
3- أناب إلیه:أقبل وتاب ورجع إلی الطّاعة (لسان العرب:ج 1 ص 775« نوب»).
4- الزَّلل:الخطأ والذّنب (النهایة:ج 2 ص 310«زلل»).
5- منهل بنی فلان:أی مشربهم (النهایة:ج 5 ص 38«نهل»).
6- ترع الإناء:أی امتلأ (الصحاح:ج 3 ص 1190«ترع»).
7- کامل الزیارات:ص 92 ح 93 عن مهدی بن صدقة عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 738 ح 829، [5]الإقبال:ج 2 ص 273 [6] کلاهما عن جابر الجعفی عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،البلد الأمین:ص 295 [7] عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 102 ص 177.

وَانتَهِ بِنِیَّتی إلی أحسَنِ النِّیاتِ،وبِعَمَلی إلی أحسَنِ الأَعمالِ.

اللّهُمَّ وَفِّر بِلُطفِکَ نِیَّتی،وصَحِّح بِما عِندَکَ یَقینی،وَاستَصلِح بِقُدرَتِکَ ما فَسَدَ مِنّی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی ما یَشغَلُنِی الاِهتِمامُ بِهِ،وَاستَعمِلنی بِما تَسأَ لُنی غَداً عَنهُ،وَاستَفرِغ أیّامی فیما خَلَقتَنی لَهُ،وأَغنِنی وأَوسِع عَلَیَّ فی رِزقِکَ، ولا تَفتِنّی بِالنَّظَرِ،وأَعِزَّنی ولا تَبتَلِیَنّی بِالکِبرِ،وعَبِّدنی لَکَ ولا تُفسِد عِبادَتی بِالعُجبِ، وأَجرِ لِلنّاسِ عَلی یَدَیَّ الخَیرَ،ولا تَمحَقهُ (1)بِالمَنِّ،وهَب لی مَعالِیَ الأَخلاقِ،وَاعصِمنی مِنَ الفَخرِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَرفَعنی فِی النّاسِ دَرَجَةً إلّاحَطَطتَنی عِندَ نَفسی مِثلَها،ولا تُحدِث لی عِزّاً ظاهِراً إلّاأحدَثتَ لی ذِلَّةً باطِنَةً عِندَ نَفسی بِقَدَرِها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ومَتِّعنی بِهُدیً صالِحٍ لا أستَبدِلُ بِهِ،وطَریقَةِ حَقٍّ لا أزیغُ عَنها،ونِیَّةِ رُشدٍ لا أشُکُّ فیها،وعَمِّرنی ما کانَ عُمُری بِذلَةً فی طاعَتِکَ،فَإِذا کانَ عُمُری مَرتَعاً لِلشَّیطانِ فَاقبِضنی إلیکَ قَبلَ أن یَسبِقَ مَقتُکَ إلَیَّ،أو یَستَحکِمَ غَضَبُکَ عَلیَّ.

اللّهُمَّ لا تَدَع خَصلَةً تُعابُ مِنّی إلّاأصلَحتَها،ولا عائِبَةً اؤَنَّبُ بِها إلّاحَسَّنتَها،ولا اکرومَةً فِیَّ ناقِصَةً إلّاأتمَمتَها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَبدِلنی مِن بِغضَةِ أهلِ الشَّنَآنِ المَحَبَّةَ،ومِن حَسَدِ أهلِ البَغیِ المَوَدَّةَ،ومِن ظِنَّةِ أهلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ،ومِن عَداوَةِ الأَدنَینَ الوِلایَةَ،ومِن عُقوقِ ذَوِی الأَرحامِ المَبَرَّةَ،ومِن خِذلانِ الأَقرَبینَ النُّصرَةَ،ومِن حُبِّ المُدارینَ تَصحیحَ المِقَةِ، ومِن رَدِّ المُلابِسینَ کَرَمَ العِشرَةِ،ومِن مَرارَةِ خَوفِ الظّالِمینَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی یَداً عَلی مَن ظَلَمَنی،ولِساناً عَلی مَن خاصَمَنی،وظَفَراً بِمَن عانَدَنی،وهَب لی مَکراً عَلی مَن کایَدَنی،وقُدرَةً عَلی مَنِ

ص:120


1- .المَحقُ:النقص والمحو والإبطال ( النهایة:ج 4 ص 303«محق»).

اضطَهَدَنی،وتَکذیباً لِمَن قَصَبَنی (1)،وسَلامَةً مِمَّن تَوَعَّدَنی،ووَفِّقنی لِطاعَةِ مَن سَدَّدَنی، ومُتابَعَةِ مَن أرشَدَنی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَدِّدنی لأَِن اعارِضَ مَن غَشَّنی بِالنُّصحِ،وأَجزِیَ مَن هَجَرَنی بِالبِرِّ،واُثیبَ مَن حَرَمَنی بِالبَذلِ،واُکافِیَ مَن قَطَعَنی بِالصِّلَةِ،واُخالِفَ مَنِ اغتابَنی إلی حُسنِ الذِّکرِ،وأَن أشکُرَ الحَسَنَةَ،واُغضِیَ (2)عَنِ السَّیِّئَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَلِّنی بِحِلیَةِ الصّالِحینَ،وأَلبِسنی زینَةَ المُتَّقینَ فی بَسطِ العَدلِ،وکَظمِ الغَیظِ،وإطفاءِ النّائِرَةِ (3)،وضَمِّ أهلِ الفُرقَةِ،وإصلاحِ ذاتِ البَینِ،وإفشاءِ العارِفَةِ،وسَترِ العائِبَةِ،ولینِ العَریکَةِ (4)،وخَفضِ الجَناحِ،وحُسنِ السّیرَةِ،وسُکونِ الرّیحِ،وطیبِ المُخالَقَةِ،وَالسَّبقِ إلَی الفَضیلَةِ،وإیثارِ التَّفَضُّلِ،وتَرکِ التَّعییرِ،وَالإِفضالِ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّ،وَالقَولِ بِالحَقِّ وإن عَزَّ،وَاستِقلالِ الخَیرِ وإن کَثُرَ مِن قَولی وفِعلی، وَاستِکثارِ الشَّرِّ وإن قَلَّ مِن قَولی وفِعلی،وأَکمِل ذلِکَ لی بِدَوامِ الطّاعَةِ،ولُزومِ الجَماعَةِ، ورَفضِ أهلِ البِدَعِ،ومُستَعمِلِی الرَّأیِ المُختَرَعِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل أوسَعَ رِزقِکَ عَلَیَّ إذا کَبِرتُ،وأَقوی قُوَّتِکَ فِیَّ إذا نَصِبتُ (5)،ولا تَبتَلِیَنّی بِالکَسَلِ عَن عِبادَتِکَ،ولَا العَمی عَن سَبیلِکَ،ولا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِکَ،ولا مُجامَعَةِ مَن تَفَرَّقَ عَنکَ،ولا مُفارَقَةِ مَنِ اجتَمَعَ إلَیکَ.

اللّهُمَّ اجعَلنی أصولُ (6)بِکَ عِندَ الضَّرورَةِ،وأَسأَ لُکَ عِندَ الحاجَةِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ عِندَ المَسکَنَةِ،ولا تَفتِنّی بِالاِستِعانَةِ بِغَیرِکَ إذَا اضطُرِرتُ،ولا بِالخُضوعِ لِسُؤالِ غَیرِکَ إذَا

ص:121


1- .قصبه:عابه (النهایة:ج 4 ص 67«قصب»).
2- الإغضاءُ:التغافل عن الشیء (مجمع البحرین:ج 2 ص 1323«غضی»).
3- النائِرةُ:الفتنة الحادثة والعداوة (النهایة:ج 5 ص 127«نور»).
4- العَریکةُ:الطبیعة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1204«عرک»).
5- النَّصَبُ:التَّعَبُ (النهایة:ج 5 ص 62«نصب»).
6- أصولُ:أسطو وأقهرُ (النهایة:ج 3 ص 61«صول»).

افتَقَرتُ،ولا بِالتَّضَرُّعِ إلی مَن دونَکَ إذا رَهِبتُ،فَأَستَحِقَّ بِذلِکَ خِذلانَکَ ومَنعَکَ وإعراضَکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اجعَل ما یُلقِی الشَّیطانُ فی رُوعی (1)-مِنَ التَّمَنّی وَالتَّظَنّی وَالحَسَدِ-ذِکراً لِعَظَمَتِکَ،وتَفَکُّراً فی قُدرَتِکَ،وتَدبیراً عَلی عَدُوِّکَ،وما أجری عَلی لِسانی-مِن لَفظَةِ فُحشٍ أو هُجرٍ،أو شَتمِ عِرضٍ،أو شَهادَةِ باطِلٍ،أوِ اغتِیابِ مُؤمِنٍ غائِبٍ،أو سَبِّ حاضِرٍ،وما أشبَهَ ذلِکَ-نُطقاً بِالحَمدِ لَکَ،وإغراقاً فِی الثَّناءِ عَلَیکَ،وذَهاباً فی تَمجیدِکَ،وشُکراً لِنِعمَتِکَ،وَاعتِرافاً بِإِحسانِکَ،وإحصاءً لِمِنَنِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا اظلَمَنَّ وأَنتَ مُطیقٌ لِلدَّفعِ عَنّی،ولا أظلِمَنَّ وأَنتَ القادِرُ عَلَی القَبضِ مِنّی،ولا أضِلَّنَّ وقَد أمکَنَتکَ هِدایَتی،ولا أفتَقِرَنَّ ومِن عِندِکَ وُسعی، ولا أطغَیَنَّ ومِن عِندِکَ وُجدی (2).

اللّهُمَّ إلی مَغفِرَتِکَ وَفَدتُ،وإلی عَفوِکَ قَصَدتُ،وإلی تَجاوُزِکَ اشتَقتُ،وبِفَضلِکَ وَثِقتُ،ولَیسَ عِندی ما یوجِبُ لی مَغفِرَتَکَ،ولا فی عَمَلی ما أستَحِقُّ بِهِ عَفوَکَ،وما لی بَعدَ أن حَکَمتُ عَلی نَفسی إلّافَضلُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَفَضَّل عَلَیَّ.

اللّهُمَّ وأَنطِقنی بِالهُدی،وأَلهِمنِی التَّقوی،ووَفِّقنی لِلَّتی هِیَ أزکی،وَاستَعمِلنی بِما هُوَ أرضی.

اللّهُمَّ اسلُک بِیَ الطَّریقَةَ المُثلی،وَاجعَلنی عَلی مِلَّتِکَ أموتُ وأَحیا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَتِّعنی بِالاِقتِصادِ،وَاجعَلنی مِن أهلِ السَّدادِ،ومِن أدِلَّةِ الرَّشادِ،ومِن صالِحِی العِبادِ،وَارزُقنی فَوزَ المَعادِ وسَلامَةَ المِرصادِ. (3)

اللّهُمَّ خُذ لِنَفسِکَ مِن نَفسی ما یُخَلِّصُها،وأَبقِ لِنَفسی مِن نَفسی ما یُصلِحُها،فَإِنَّ

ص:122


1- .رُوعی:نَفسی وخَلَدی (النهایة:ج 2 ص 277«روع»).
2- الوُجْدُ:الیسار والسَّعَةُ (لسان العرب:ج 3 ص 445« وجد»).
3- المِرصادُ:طَریقُ العِباد،وعن الصادق علیه السلام:قَنطرةٌ علی الصراط (مجمع البحرین:ج 2 ص 704«رصد»).

نَفسی هالِکَةٌ أو تَعصِمَها.

اللّهُمَّ أنتَ عُدَّتی إن حَزِنتُ،وأَنتَ مُنتَجَعی (1)إن حُرِمتُ،وبِکَ استِغاثَتی إن کَرِثتُ (2)وعِندَکَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ،ولِما فَسَدَ صَلاحٌ،وفیما أنکَرتَ تَغییرٌ،فَامنُن عَلَیَّ قَبلَ البَلاءِ بِالعافِیَةِ،وقَبلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ،وقَبلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ (3)العِبادِ، وَهَب لی أمنَ یَومِ المَعادِ،وَامنَحنی حُسنَ الإِرشادِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَادرَأْ عَنّی بِلُطفِکَ،وَاغذُنی بِنِعمَتِکَ،وأَصلِحنی بِکَرَمِکَ،وداوِنی بِصُنعِکَ،وأَظِلَّنی فی ذَراکَ (4)،وجَلِّلنی رِضاکَ،ووَفِّقنی إذَا اشتَکَلَت عَلَیَّ الاُمورُ لأَِهداها،وإذا تَشابَهَتِ الأَعمالُ لِأَزکاها،وإذا تَناقَضَتِ المِلَلُ لِأَرضاها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَوِّجنی بِالکِفایَةِ،وسُمنی حُسنَ الوِلایَةِ،وهَب لی صِدقَ الهِدایَةِ،ولا تَفتِنّی بِالسَّعَةِ،وَامنَحنی حُسنَ الدَّعَةِ،ولا تَجعَل عَیشی کَدّاً کَدّاً،ولا تَرُدَّ دُعائی عَلَیَّ رَدّاً،فَإِنّی لا أجعَلُ لَکَ ضِدّاً،ولا أدعو مَعَکَ نِدّاً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَامنَعنی مِنَ السَّرَفِ،وحَصِّن رِزقی مِنَ التَّلَفِ،ووَفِّر مَلَکَتی بِالبَرَکَةِ فیهِ،وأَصِب بی سَبیلَ الهِدایَةِ لِلبِرِّ فیما انفِقُ مِنهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ الِاکتِسابِ،وَارزُقنی مِن غَیرِ احتِسابٍ، فَلا أشتَغِلَ عَن عِبادَتِکَ بِالطَّلَبِ،ولا أحتَمِلَ إصرَ (5)تَبِعاتِ المَکسَبِ.

اللّهُمَّ فَأَطلِبنی بِقُدرَتِکَ ما أطلُبُ،وأَجِرنی بِعِزَّتِکَ مِمّا أرهَبُ.

ص:123


1- .الانتجاعُ:طَلَبُ الإحسان،ومنه:انتجعتُ فلاناً:إذا أتیتَه تطلب معروفه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1753« نجع»).
2- کَرَثَه الأمرُ یَکْرِثُه ویَکْرُثُه:ساءه واشتدّ علیه،وبلغ منه المشقّة (لسان العرب:ج 2 ص 180« کرث»).
3- المَعَرَّة:المَساءَةُ (المصباح المنیر:ص 401«عرر»).
4- الذَّری:کلّ ما استَتَرتَ بهِ (مجمع البحرین:ج 1 ص 636«ذرا»).
5- الإصرُ:الإثمُ والعُقوبَةُ ( النهایة:ج 1 ص 52«أصر»).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصُن وَجهی بِالیَسارِ (1)،ولا تَبتَذِل جاهی بِالإِقتارِ، فَأَستَرزِقَ أهلَ رِزقِکَ،وأَستَعطِیَ شِرارَ خَلقِکَ،فَأَفتَتِنَ بِحَمدِ مَن أعطانی،واُبتَلی بِذَمِّ مَن مَنَعَنی،وأَنتَ مِن دونِهِم وَلِیُّ الإِعطاءِ وَالمَنعِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی صِحَّةً فی عِبادَةٍ،وفَراغاً فی زَهادَةٍ،وعِلماً فِی استِعمالٍ،ووَرَعاً فی إجمالٍ.

اللّهُمَّ اختِم بِعَفوِکَ أجَلی،وحَقِّق فی رَجاءِ رَحمَتِکَ أمَلی،وسَهِّل إلی بُلوغِ رِضاکَ سُبُلی،وحَسِّن فی جَمیعِ أحوالی عَمَلی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ قَبلَهُ،وأَنتَ مُصَلٍّ عَلی أحَدٍ بَعدَهُ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنی بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ. (2)

و-دَعَواتٌ اخری لَهُ علیه السلام

180.کشف الغمّة عن جابر وابن الحنفیّة: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ مَن أنا حَتّی تَغضَبَ عَلَیَّ،فَوَعِزَّتِکَ ما یُزَیِّنُ مُلکَکَ إحسانی،ولا یُقَبِّحُهُ إساءَتی،ولا یَنقُصُ مِن خِزانَتِکَ غِنایَ،ولا یَزیدُ فیها فَقری. (3)

181.الإمام زین العابدین علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ مَعَ الإِصرارِ عَلَی الذَّنبِ لُؤمٌ،وتَرکی لِلاِستِغفارِ مَعَ سَعَةِ

ص:124


1- .الیَسار:الغِنی والثروة (المصباح المنیر:ص 680«یسر»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 81 الدعاء 20.
3- کشف الغمّة:ج 2 ص 314،بحار الأنوار:ج 46 ص 100 ح 88.

رَحمَتِکَ عَجزٌ،إلهی کَم تَتَحَبَّبُ إلَیَّ بِالنِّعَمِ وأَنتَ عَنّی غَنِیٌّ،وأَتَبَغَّضُ إلَیکَ بِالمَعاصی وأَ نَا إلَیکَ مُحتاجٌ،فَیا مَن إذا وَعَدَ وَفی،وإذا تَواعَدَ عَفا،صَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی أولَی الأَمرَینِ بِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

وراجع:ص 197-207 ح 264-270 وص 221-228 ح 277-284 وغیرها....

6/2دَعَواتُ الإِمامِ الباقِرِ(علیه السلام)

الف.دَعَواتُهُ علیه السلام المَخزونَةُ

182.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَدَع أن تَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أصبَحتَ وثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أمسَیتَ:«اللّهُمَّ اجعَلنی فی دِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی تَجعَلُ فیها مَن تُریدُ»؛فَإِنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:هذا مِنَ الدُّعاءِ المَخزونِ. (2)

183.عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَخزُنُ هذَا الدُّعاءَ ویَخبَؤُهُ ولا یُطلِعُ عَلَیهِ أحَداً:«أعوذُ بِدِرعِ اللّهِ الحَصینَةِ الَّتی لا تُرامُ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ مِن کَذا وکَذا»،وقولوا کَلِماتِ الفَرَجِ. (3)

ب.دُعاؤُهُ علیه السلام فی جَوفِ اللَّیلِ

184.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی یَقومُ جَوفَ اللَّیلِ فَیَقولُ فی تَضَرُّعِهِ:

أمَرتَنی فَلَم أئتَمِر،ونَهَیتَنی فَلَم أنزَجِر،فَها أنَا ذا عَبدُکَ بَینَ یَدَیکَ مُقِرٌّ لا أعتَذِرُ (4). (5)

ص:125


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 132 ح 19.
2- الکافی:ج 2 ص 534 ح 37 عن داوود الرقی،بحار الأنوار:ج 86 ص 296 ح 57.
3- الدعوات:ص 45 ح 112،بحار الأنوار:ج 95 ص 162 ح 17.
4- فی الطبعة الجدیدة للمصدر ج 2 ص 885:«مُقِرّاً لَأَعتَذِرُ».
5- الفصول المهمة لابن صبّاغ:ص 209، صفة الصفوة:ج 2 ص 111، [6]حلیة الأولیاء:ج 3 ص 186 الرقم 241،مطالب السؤول:ج 2 ص 104؛ [7]کشف الغمة:ج 2 ص 330، [8]بحار الأنوار:ج 46 ص 290 ح 14.
ج.دُعاؤُهُ علیه السلام فِی الأَمرِ یَحدُثُ

185.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أبی علیه السلام فِی الأَمرِ یَحدُثُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی،وزَکِّ عَمَلی ویَسِّر مُنقَلَبی، وَاهدِ قَلبی وآمِن خَوفی،وعافِنی فی عُمُری کُلِّهِ،وثَبِّت حُجَّتی،وَاغفِر خَطایایَ،وبَیِّض وَجهی،وَاعصِمنی فی دینی،وسَهِّل مَطلَبی،ووَسِّع عَلَیَّ فی رِزقی فَإِنّی ضَعیفٌ،وتَجاوَز عَن سَیِّئِ ما عِندی بِحُسنِ ما عِندَکَ،ولا تَفجَعنی بِنَفسی ولا تَفجَع لی حَمیماً (1)،وهَب لی یا إلهی لَحظَةً مِن لَحَظاتِکَ تَکشِفُ بِها عَنّی جَمیعَ ما بِهِ ابتَلَیتَنی،وتَرُدُّ بِها عَلَیَّ ما هُوَ أحسَنُ عاداتِکَ عِندی،فَقَد ضَعُفَت قُوَّتی،وقَلَّت حیلَتی،وَانقَطَعَ مِن خَلقِکَ رَجائی،ولَم یَبقَ إلّارَجاؤُکَ وتَوَکُّلی عَلَیکَ،وقُدرَتُکَ عَلَیَّ یا رَبِّ إن تَرحَمنی وتُعافِنی کَقُدرَتِکَ عَلَیَّ إن تُعَذِّبنی وتَبتَلِنی.

إلهی ذِکرُ عَوائِدِکَ یُؤنِسُنی،وَالرَّجاءُ لِإِنعامِکَ یُقَوّینی،ولَم أخلُ مِن نِعَمِکَ مُنذُ خَلَقتَنی،وأَنتَ رَبّی وسَیِّدی ومَفزَعی ومَلجَئی وَالحافظُ لی وَالذّابُّ عَنّی،وَالرَّحیمُ بی وَالمُتَکَفِّلُ بِرِزقی،وفی قَضائِکَ وقُدرَتِکَ کُلُّ ما أنَا فیهِ،فَلیَکُن یا سَیِّدی ومَولایَ فی ما قَضَیتَ وقَدَّرتَ وحَتَمتَ تَعجیلُ خَلاصی مِمّا أنَا فیهِ جَمیعِهِ وَالعافِیَةُ لی،فَإِنّی لا أجِدُ لِدَفعِ ذلِکَ أحَداً غَیرَکَ،ولا أعتَمِدُ فیهِ إلّاعَلَیکَ،فَکُن یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ عِندَ أحسنِ ظَنّی بِکَ ورَجائی لَکَ،وَارحَم تَضَرُّعی وَاستِکانَتی وضَعفَ رُکنی،وَامنُن بِذلِکَ عَلَیَّ وعَلی کُلِّ داعٍ دَعاکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)

د.سائِرُ دَعَواتِهِ علیه السلام

186.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِمّا یَدعو بِهِ أبی:

ص:126


1- .الحَمیمُ:القریب فی النَسَبِ (مجمع البحرین:ج 1 ص 460«حمم»).
2- الکافی:ج 2 ص 558 ج 8، عدة الداعی:ص 259 [2] نحوه.

اللّهُمَّ هَب لی حَقَّکَ،وأَرضِ عَنّی خَلقَکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وعافِنی مِمّا لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّ شَقائی لا یَضُرُّکَ،وعَذابی لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّکَ تُعطی مَن یَسأَ لُکَ،وتَغضَبُ عَلی مَن لا یَسأَ لُکَ،ولَن یَفعَلَ ذلِکَ أحَدٌ غَیرُکَ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ. (1)

187.عنه علیه السلام: کانَ أبی رَضِیَ اللّهُ عَنهُ یَقولُ فی دُعائِهِ:

رَبِّ أصلِح لی نَفسی فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَیَّ،رَبِّ أصلِح لی ذُرِّیَّتی فَإِنَّهُم یَدی وعَضُدی، رَبِّ وأَصلِح لی أهلَ بَیتی فَإِنَّهُم لَحمی ودَمی،رَبِّ أصلِح لی جَماعَةَ إخوَتی وأَخَواتی ومُحِبِّیَّ،فَإِنَّ صَلاحَهُم صَلاحی. (2)

188.نثر الدر: کانَ [الإِمامُ الباقِرُ علیه السلام ] یَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلَی الدُّنیا بِالغِنی،وعَلَی الآخِرَةِ بِالتَّقوی (3). (4)

189.مهج الدعوات عن محمد بن الحسن الصفّار بإسناده عن الإمام الباقر علیه السلام: أنَّهُ کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ هاهُنا وهاهُنا وهاهُنا فَإِنَّ حاجَتی إلَیکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ. (5)

وراجع:ص83 ح 132 وص 88 ح 134 وص185 ح248 وص 327 ح 393 وغیرها....

7/2دَعَواتُ الإِمامِ الصادِقِ(علیه السلام)

190.الکافی عن إبراهیم بن میمون: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:

ص:127


1- .قرب الإسناد:ص 8 ح 24 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 95 ص 350 ح 2.
2- قرب الإسناد:ص 8 ح 26 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 2.
3- فی المصادر الاُخری:«بالعفو»بدل«بالتقوی».
4- البیان والتبیین:ج 3 ص 271؛ نثر الدرّ:ج 1 ص 345، [6]نزهة الناظر:ص 100 ح 20،کشف الغمّة:ج 2 ص 362.
5- مهج الدعوات:ص 174، بحار الأنوار:ج 94 ص 270.

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی هَولِ (1)یَومِ القِیامَةِ،وأَخرِجنی مِنَ الدُّنیا سالِماً،وزَوِّجنی مِنَ الحورِ العینِ،وَاکفِنی مَؤونَتی ومَؤونَةَ عِیالی ومَؤونَةَ النّاسِ،وأَدخِلنی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ. (2)

191.الإمام الصادق علیه السلام:

یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا غِیاثی فی رَغبَتی. (3)

192.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ مَروِیٌّ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام (4):

بِسمَ اللّهَ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أمناً وإیماناً وسَلامَةً وإسلاماً ورِزقاً وغِنیً ومَغفِرَةً لا تُغادِرُ ذَنباً،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی وَالعِفَّةَ وَالغِنی،یا خَیرَ مَن نودِیَ فَأَجابَ،ویا خَیرَ مَن دُعِیَ فَاستَجابَ،ویا خَیرَ مَن عُبِدَ فَأَثابَ،یا جَلیسَ کُلِّ مُتَوَحِّدٍ مَعَکَ،ویا أنیسَ کُلِّ مُتَقَرِّبٍ یَخلو بِکَ (5)،یا مَنِ الکَرَمُ مِن صِفَةِ أفعالِهِ،وَالکَریمُ مِن أجَلِّ أسمائِهِ،أعِذنی وأَجِرنی یا کَریمُ.

اللّهُمَّ أجِرنی مِنَ النّارِ،وَارزُقنی صُحبَةَ الأَخیارِ،وَاجعَلنی یَومَ القِیامَةِ مِنَ الأَبرارِ، إنَّکَ واحِدٌ قَهّارُ،مَلِکٌ جَبّارٌ،عَزیزٌ غَفّارٌ.

اللّهُمَّ إنّی مُستَجیرُکَ فَأَجِرنی،ومُستَعیذُکَ فَأَعِذنی،ومُستَغیثُکَ فَأَغِثنی،ومُستَعینُکَ فَأَعِنّی،ومُستَنقِذُکَ فَأَنقِذنی،ومُستَنصِرُکَ فَانصُرنی،ومُستَرزِقُکَ فَارزُقنی، ومُستَرشِدُکَ فَأَرشِدنی،ومُستَعصِمُکَ فَاعصِمنی،ومُستَهدیکَ فَاهدِنی،ومُستَکفیکَ

ص:128


1- .الهَولُ:الخوفُ والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283«هول»).
2- الکافی:ج 2 ص 578 ح 2، مصباح المتهجد:ص 270 ح 381، [2]جمال الأسبوع:ص 134 [3] کلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 297 ح 8.
3- الکافی:ج 2 ص 590 ح 30 عن یعقوب بن شعیب.
4- فی البلد الأمین:«بَسمِل وقل:اللّهمّ إنّی أسألک...».
5- فی المصدر:«بخلواتک»،وما فی المتن أثبتناه من البلد الأمین.

فَاکفِنی،ومُستَرحِمُکَ فَارحَمنی،ومُستَتیبُکَ فَتُب عَلَیَّ،ومُستَغفِرُکَ فَاغفِر لی ذُنوبی، إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.یا مَن لا تَضُرُّکَ المَعصِیَةُ،ولا تَنقُصُکَ المَغفِرَةُ،اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ وهَب لی ما لا یَنقُصُکَ».

ثُمَّ بَسمِل وحَولِق ثَلاثاً. (1)

193.الکافی عن ابن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً مِنکَ وشَوقاً إلَیکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ،وَاجعَل لی فی لِقائِکَ خَیرَ الرَّحمَةِ وَالبَرَکَةِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ ولا تُؤَخِّرنی مَعَ الأَشرارِ،وأَلحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی وَاجعَلنی مَعَ صالِحِ مَن بَقِیَ،وخُذ بی سَبیلَ الصّالِحینَ،وأَعِنّی عَلی نَفسی بِما تُعینُ بِهِ الصّالِحینَ عَلی أنفُسِهِم، ولا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ یا رَبَّ العالَمینَ،أسأَ لُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ، تُحیینی وتُمیتُنی عَلَیهِ،وتَبعَثُنی عَلَیهِ إذا بَعَثتَنی،وَابرَأ قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ وَالشَّکِّ فی دینِکَ.

اللّهُمَّ أعطِنی نَصراً فی دینِکَ،وقُوَّةً فی عِبادَتِکَ،وفَهماً فی خَلقِکَ،وکِفلَینِ مِن رَحمَتِکَ،وبَیِّض وَجهی بِنورِکَ،وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ،وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ وَالجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ وَالفَترَةِ وَالمَسکَنَةِ،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ،واُعیذُ بِکَ نَفسی وأَهلی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ أحَدٌ،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً،فَلا تَخذُلنی ولا تُردِنی

ص:129


1- .المصباح للکفعمی:ص 377، البلد الأمین:ص 372.

فی هَلَکَةٍ ولا تُرِدنی بِعَذابٍ.أسأَ لُکَ الثَّباتَ عَلی دینِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ رَسولِکَ.

اللّهُمَّ اذکُرنی بِرَحمَتِکَ ولا تَذکُرنی بِخَطیئَتی،وتَقَبَّل مِنّی،وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ اجعَل ثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ مَجلِسی رِضاکَ عَنّی،وَاجعَل عَمَلی ودُعائی خالِصاً لَکَ،وَاجعَل ثَوابِیَ الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وَاجمَع لی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ غارَتِ النُّجومُ،ونامَتِ العُیونُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ، ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ، تُدلِجُ الرَّحمَةَ عَلی مَن تَشاءُ مِن خَلقِکَ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفی الصُّدورُ.

أشهَدُ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ،لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ فَاکتُب شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِم.

اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ،ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ أن تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)

194.الأمالی للصدوق عن المفضل: کانَ الصّادِقُ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ،وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُ حُبَّکَ فی قَلبی ! وإن کُنتُ عاصِیاً مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.مَولایَ ! أنتَ عَظیمُ العُظَماءِ وأَ نَا أسیرُ الاُسَراءِ،أنَا أسیرٌ بِذَنبی،مُرتَهَنٌ بِجُرمی.

إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذَنبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن طالَبتَنی بِجَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،

ص:130


1- .الکافی:ج 2 ص 585 ح 24، بحار الأنوار:ج 87 ص 271 ح 68.

ولَئِن أمَرتَ بی إلَی النّارِ لَاُخبِرَنَّ أهلَها أنّی کُنتُ أقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ.

اللّهُمَّ إنَّ الطّاعَةَ تَسُرُّکَ وَالمَعصِیَةَ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

195.الکافی عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ وهُوَ رافِعٌ یَدَهُ إلَی السَّماءِ:«رَبِّ لا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً لا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ»،قالَ:فَما کانَ بِأَسرَعَ مِن أن تَحَدَّرَ الدُّموعُ مِن جَوانِبِ لِحیَتِهِ،ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ فَقالَ:یَابنَ أبی یَعفورٍ ! إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ أقَلَّ مِن طَرفَةِ عَینٍ فَأَحدَثَ ذلِکَ الذَّنبَ.

قُلتُ:فَبَلَغَ بِهِ کُفراً أصلَحَکَ اللّهُ؟قالَ:لا،ولکِنَّ المَوتَ عَلی تِلکَ الحالِ هَلاکٌ. (2)

196.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ جَعفَرٍ الصّادِقِ علیه السلام:

یا مَن سَبَقَ عِلمُهُ،ونَفَذَ حُکمُهُ،وشَمِلَ حِلمُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَزِل حِلمَکَ عَن ظالِمِیَّ،وبادِرهُ بِالنَّقِمَةِ،وعاجِلهُ بِالاِستیصالِ،وکُبَّهُ لِمَنخِرِهِ،وَاغصُصهُ بِریقِهِ،وَاردُد کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وحُل بَینی وبَینَهُ بِشُغُلٍ شاغِلٍ مُؤلِمٍ،وسُقمٍ دائِمٍ،وَامنَعهُ التَّوبَةَ،وحُل بَینَهُ وبَینَ الإِنابَةِ،وَاسلُبهُ رَوحَ الرّاحَةِ،وَاشدُد عَلَیهِ الوَطأَةَ،وخُذ مِنهُ بِالمُخَنَّقِ،وحَشرِجهُ فی صَدرِهِ،ولا تُثَبِّت لَهُ قَدَماً،وأَثکِلهُ ونَکِّلهُ (3)،وَاجتَثَّهُ وَاجتَثَّ راحَتَهُ،وَاستَأصِلهُ وجُثَّهُ،وجُثَّ نِعمَتَکَ عَنهُ،وأَلبِسهُ الصِّغارَ (4)،وَاجعَل عُقباهُ النّارَ بَعدَ مَحوِ آثارِهِ وسَلبِ قَرارِهِ وإجهارِ قَبیحِ آصارِهِ،وأَسکِنهُ دارَ بَوارِهِ،ولا تُبقِ لَهُ ذِکراً،ولا تُعَقِّبهُ مِن مُستَخلَفٍ أجراً.

اللّهُمَّ بادِرهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ عاجِلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُؤَجِّلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ خُذهُ

ص:131


1- .الأمالی للصدوق:ص 438 ح 578، روضة الواعظین:ص 361، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 92 ح 5.
2- الکافی:ج 2 ص 581 ح 15، بحار الأنوار:ج 94 ص 387 ح 6.
3- نَکَّلَ بِهِ تَنکیلاً إذا جعله نَکالاً وعِبرةً لغیره (لسان العرب:ج 11 ص 677« نکل»).
4- الصَّغار:الذلّ والهوان (النهایة:ج 3 ص 33«صغر»).

-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ اسلُبهُ التَّوفیقَ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُنهِضهُ،اللّهُمَّ لا تَرِثهُ،اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرهُ، اللّهُمَّ عَلَیکَ بِهِ،اللّهُمَّ اشدُد قَبضَتَکَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ بِکَ اعتَصَمتُ عَلَیهِ،وبِکَ استَجَرتُ مِنهُ، وبِکَ تَوارَیتُ عَنهُ،وبِکَ استَکفَفتُ دونَهُ،وبِکَ استَتَرتُ مِن ضَرّائِهِ.

اللّهُمَّ احرُسنی بِحَراسَتِکَ مِنهُ ومِن عَذابِکَ،وَاکفِنی بِکِفایَتِکَ کَیدَهُ وکَیدَ بُغاتِکَ،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،وأَسبِل عَلَیَّ سَترَکَ الَّذی سَتَرتَ بِهِ رُسُلَکَ عَنِ الطَّواغیتِ، وحَصِّنّی بِحِصنِکَ الَّذی وَقَیتَهُم بِهِ مِنَ الجَوابیتِ.

اللّهُمَّ أیِّدنی مِنکَ بِنَصرٍ لا یَنفَکُّ،وعَزیمَةِ صِدقٍ لا تُختَلُّ (1)،وجَلِّلنی بِنورِکَ، وَاجعَلنی مُتَدَرِّعاً بِدِرعِکَ الحَصینَةِ الواقِیَةِ،وَاکلَأنی (2)بِکِلاءَتِکَ الکافِیَةِ،إنَّکَ واسِعٌ لِما تَشاءُ،ووَلِیٌّ لِمَن لَکَ تَوالی،وناصِرٌ لِمَن إلَیکَ أوی،وعَونُ مَن بِکَ استَعدی،وکافی مَن بِکَ استَکفی،وَالعَزیزُ الَّذی لا یُمانَعُ عَمّا یَشاءُ،ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ وهُوَ حَسبی،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (3)

197.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

یا مَأمَنَ الخائِفِ وکَهفَ اللّاهِفِ،وجُنَّةَ العائِذِ وغَوثَ اللّائِذِ،خابَ مَنِ اعتَمَدَ سِواکَ، وخَسِرَ مَن لَجَأَ إلی دونِکَ،وذَلَّ مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِکَ،وَافتَقَرَ مَنِ استَغنی عَنکَ،إلَیکَ اللّهُمَّ المَهرَبُ،ومِنکَ اللّهُمَّ المَطلَبُ.

اللّهُمَّ قَد تَعلَمُ عَقدَ ضَمیری عِندَ مُناجاتِکَ،وحَقیقَةَ سَریرَتی عِندَ دُعائِکَ،وصِدقَ خالِصَتی بِاللَّجَإِ إلَیکَ،فَأَفزِعنی (4)إذا فَزِعتُ إلَیکَ،ولا تَخذُلنی إذَا اعتَمَدتُ عَلَیکَ،

ص:132


1- .فی بحار الأنوار:« تَحِلُّ»بدل«تُختَلُّ».
2- کَلَأَکَ اللّهُ کِلاءَةً:أی حَفِظَکَ وحَرَسَکَ (لسان العرب:ج 1 ص 145« کلأ»).
3- مهج الدعوات:ص 52، بحار الأنوار:ج 85 ص 218 ح 14.
4- المفزع:المَلجأ فی الفَزَع والخوف.یقال:فَزِعتُ إلیه فأفزعنی،أی لجأتُ إلیه من الفزع فأغاثنی (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1258« فزع»).

وبادِرنی بِکِفایَتِکَ،ولا تَسلُبنی رِفقَ عِنایَتِکَ،وخُذ ظالِمِی السّاعَةَ السّاعَةَ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ عَلَیهِ،مُستَأصِلٍ شَأفَتَهُ،مُجتَثٍّ قائِمَتَهُ،حاطٍّ دِعامَتَهُ،مُتَبِّرٍ لَهُ،مُدَمِّرٍ عَلَیهِ.

اللّهُمَّ بادِرهُ قَبلَ أذِیَّتی،وَاسبِقهُ بِکِفایَتی کَیدَهُ وشَرَّهُ ومَکروهَهُ وغَمزَهُ وسوءَ عَقدِهِ وقَصدِهِ.

اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَوَّضتُ أمری،وبِکَ تَحَصَّنتُ مِنهُ ومِن کُلِّ مَن یَتَعَمَّدُنی بِمَکروهِهِ، ویَتَرَصَّدُنی بِأَذِیَّتِهِ،ویُصلِتُ لی بِطانَتَهُ،ویَسعی عَلَیَّ بِمَکائِدِهِ.

اللّهُمَّ کِد لی ولا تَکِد عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر بی،وأَرِنِی الثَّأرَ مِن کُلِّ عَدُوٍّ أو مَکّارٍ،ولا یَضُرُّنی ضارٌّ وأَنتَ وَلِیّی،ولا یَغلِبُنی مُغالِبٌ وأَنتَ عَضُدی،ولا تَجری عَلَیَّ مَساءَةٌ وأَنتَ کَنَفی.

اللّهُمَّ بِکَ استَدرَعتُ وَاعتَصَمتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (1)

198.نثر الدرّ: اشتَکی علیه السلام مَرَّةً فَقالَ:اللّهُمَّ اجعَلهُ أدَباً لا غَضَباً. (2)

راجع:ص83 ح132 وص189 ح255 وص246 ح304 و 305 وص512 ح691 وغیرها....

8/2دَعَواتُ الإِمامِ الکاظِمِ(علیه السلام)

الف-دُعاؤهُ علیه السلام لِلرّاحَةِ عِندَ المَوتِ وَالعَفوِ عِندَ الحِسابِ

199.الکافی عن أبی جریر الروّاسیّ: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسی علیه السلام وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ-یُرَدِّدُها-. (3)

ص:133


1- .مهج الدعوات:ص 53، بحار الأنوار:ج 85 ص 219 ح 1.
2- نثر الدرّ:ج 1 ص 354، الدعوات:ص 174 ح 489،کشف الغمّة:ج 2 ص 417، [4]بحار الأنوار:ج 78 ص 206 ح 58.
3- الکافی:ج 3 ص 323 ح 10، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 300 ح 1209،الإرشاد:ج 2 ص 231، [7]الدعوات:ū ص 179 ح 495،بحار الأنوار:ج 86 ص 217 ح 31.
ب-دَعَواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

200.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:

یا مَفزَعَ الفازِعِ،ومَأمَنَ الهالِعِ (1)،ومَطمَعَ الطّامِعِ،ومَلجَأَ الضّارِعِ (2)،یا غَوثَ اللَّهفانِ، ومَأوَی الحَیرانِ،ومُروِیَ الظَّمآنِ،ومُشبِعَ الجَوعانِ،وکاسِیَ العُریانِ،وحاضِرَ کُلِّ مَکانٍ،بِلا دَرکٍ ولا عَیانٍ،ولا صِفَةٍ ولا بِطانٍ (3).عَجَزَتِ الأَفهامُ،وضَلَّتِ الأَوهامُ عَن مُوافَقَةِ صِفَةِ دابَّةٍ مِنَ الهَوامِّ،فَضلاً عَنِ الأَجرامِ العِظامِ،مِمّا أنشَأتَ حِجاباً لِعَظَمَتِکَ، وأَنّی یَتَغَلغَلُ إلی ما وَراءَ ذلِکَ بِما لا یُرامُ.

تَقَدَّستَ یا قُدّوسُ عَنِ الظُّنونِ وَالحُدوسِ (4)،وأَنتَ المَلِکُ القُدّوسُ،بارِئُ الأَجسامِ وَالنُّفوسِ،ومُنَخِّرُ العِظامِ،ومُمیتُ الأَنامِ ومُعیدُها بَعدَ الفَناءِ وَالتَّطمیسِ،أسأَ لُکَ یا ذَا القُدرَةِ وَالعُلا،وَالعِزِّ وَالثَّناءِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،اُولِی النُّهی،وَالمَحَلِّ الأَوفی، وَالمَقامِ الأَعلی،وأَن تُعَجِّلَ ما قَد تَأَجَّلَ وتُقَدِّمَ ما قَد تَأَخَّرَ،وتَأتِیَ بِما قَد أوجَبتَ إثباتَهُ (5)،وتُقَرِّبَ ما قَد تَأَخَّرَ فِی النُّفوسِ الحَصِرَةِ أوانُهُ،وتَکشِفَ البَأسَ،وسوءَ اللِّباسِ، وعَوارِضَ الوَسواسِ الخَنّاسِ فی صُدورِ النّاسِ،وتَکفِیَنا ما قَد رَهِقَنا،وتَصرِفَ عَنّا ما قَد رَکِبَنا،وتُبادِرَ اصطِلامَ (6)الظّالِمینَ،ونَصرَ المُؤمِنینَ،وَالإِدالَةَ (7)مِنَ المُعانِدینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (8)

ص:134


1- .الهَلَعُ:أشدّ الجزع والضجر (النهایة:ج 5 ص 269«هلع»).
2- الضّارِعُ:النحیف الضاوی الجسم (النهایة:ج 3 ص 84« ضرع»).
3- «ولابطان»أی من غیر أن یطّلع أحد علی أسرارک وبواطن امورک،من قولهم:بَطَنتُ هذَا الأَمرَ،أی عَرَفتُ باطِنَهُ (بحار الأنوار:ج 85 ص 240).
4- حَدَسَ:إذا ظنّ ظنّاً مؤکّداً (المصباح المنیر:ص 125«حدس»).
5- فی بحار الأنوار« إتیانه»،وهو الأنسب.
6- الاصطلام:من الصَّلْم:القطع المستأصل (النهایة:ج 3 ص 49« صلم»).
7- الإدالة:الغَلَبَةُ (الصحاح:ج 4 ص 1700«دول»).
8- مهج الدعوات:ص 54، بحار الأنوار:ج 85 ص 219.

201.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ إنّی وفُلانُ بنُ فُلانٍ عَبدانِ مِن عَبیدِکَ،نَواصینا بِیَدِکَ،تَعلَمُ مُستَقَرَّنا ومُستَودَعَنا،ومُنقَلَبَنا ومَثوانا،وسِرَّنا وعَلانِیَتَنا،تَطَّلِعُ عَلی نِیّاتِنا،وتُحِیطُ بِضَمائِرِنا، عِلمُکَ بِما نُبدیهِ کَعِلمِکَ بِما نُخفیهِ،ومَعرِفَتُکَ بِما نُبطِنُهُ کَمَعرِفَتِکَ بِما نُظهِرُهُ،ولا یَنطَوی عِندَکَ شَیءٌ مِن امورِنا،ولا یَستَتِرُ دونَکَ حالٌ مِن أحوالِنا،ولا مِنکَ مَعقِلٌ یُحصِنُنا،ولا حِرزٌ یُحرِزُنا،ولا مَهرَبٌ لَنا نَفوتُکَ بِهِ،ولا یَمنَعُ الظّالِمَ مِنکَ حُصونُهُ،ولا یُجاهِدُکَ عَنهُ جُنودُهُ،ولا یُغالِبُکَ مُغالِبٌ بِمَنَعَةٍ (1)،ولا یُعازُّکَ (2)مُعازٌّ بِکَثرَةٍ،أنتَ مُدرِکُهُ أینَما سَلَکَ،وقادِرٌ عَلَیهِ أینَما لَجَأَ،فَمَعاذُ المَظلومِ مِنّا بِکَ،وتَوَکُّلُ المَقهورِ مِنّا عَلَیکَ، ورُجوعُهُ إلَیکَ،ویَستَغیثُ بِکَ إذا خَذَلَهُ المُغیثُ،ویَستَصرِخُکَ إذا قَعَدَ عَنهُ النَّصیرُ، ویَلوذُ بِکَ إذا نَفَتهُ الأَفنِیَةُ،ویَطرُقُ بابَکَ (3)إذا اغلِقَت عَنهُ الأَبوابُ المُرتَجَةُ،ویَصِلُ إلَیکَ إذَا احتَجَبَ عَنهُ المُلوکُ الغافِلَةُ،تَعلَمُ ما حَلَّ بِهِ قَبلَ أن یَشکُوَهُ إلَیکَ،وتَعلَمُ ما یُصلِحُهُ قَبلَ أن یَدعُوَکَ لَهُ،فَلَکَ الحَمدُ سَمیعاً بَصیراً لَطیفاً عَلیماً خَبیراً قَدیراً.

وأَنَّهُ قَد کانَ فی سابِقِ عِلمِکَ،ومُحکَمِ قَضائِکَ،وجاری قَدَرِکَ،ونافِذِ أمرِکَ،وقاضی حُکمِکَ،وماضی مَشِیَّتِکَ فی خَلقِکَ أجمَعینَ؛شَقِیِّهِم وسَعیدِهِم وبَرِّهِم وفاجِرِهِم،أن جَعَلتَ لِفُلانِ بنِ فُلانٍ عَلَیَّ قُدرَةً فَظَلَمَنی بِها،وبَغی عَلَیَّ بِمَکانِها،وَاستَطالَ وتَعَزَّزَ بِسُلطانِهِ الَّذی خَوَّلتَهُ إیّاهُ،وتَجَبَّرَ وَافتَخَرَ بِعُلُوِّ حالِهِ الَّذی نَوَّلتَهُ،وغَرَّهُ إملاؤُکَ لَهُ، وأَطغاهُ حِلمُکَ عَنهُ،فَقَصَدَنی بِمَکروهٍ عَجَزتُ عَنِ الصَّبرِ عَلَیهِ،وتَعَمَّدَنی بِشَرٍّ ضَعُفتُ عَنِ احتِمالِهِ،ولَم أقدِر عَلَی الاِستِنصافِ مِنهُ لِضَعفی،ولا عَلَی الاِنتِصارِ لِقِلَّتی وذُلّی،فَوَکَلتُ

ص:135


1- .یقال:هو فی عِزٍّ ومَنَعَةٍ-بالتحریک-أی هو فی عِزٍّ ومعه من یمنعه من عشیرته.وأمّا علی تقدیر السکون-أی سکون النون-فالمراد به:قوّة تمنع من یریده بسوء (انظر:تاج العروس:ج 11 ص 463« منع»).
2- عازَّنی:غالَبَنی (لسان العرب:ج 5 ص 378«عزز»).
3- فی المصدر:«بِکَ»،والتصویب من بحار الأنوار.

أمرَهُ إلَیکَ،وتَوَکَّلتُ فی شَأنِهِ عَلَیکَ،وتَوَعَّدتُهُ بِعُقوبَتِکَ،وحَذَّرتُهُ بِبَطشِکَ،وخَوَّفتُهُ نَقِمَتَکَ،فَظَنَّ أنَّ حِلمَکَ عَنهُ مِن ضَعفٍ،وحَسِبَ أنَّ إملاءَکَ لَهُ مِن عَجزٍ،ولَم تَنهَهُ واحِدَةٌ عَن اخری،ولَا انزَجَرَ عَن ثانِیَةٍ بِاُولی،لکِنَّهُ تَمادی فی غَیِّهِ،وتَتابَعَ فی ظُلمِهِ،ولَجَّ فی عُدوانِهِ،وَاستَثری فی طُغیانِهِ؛جُرأَةً عَلَیکَ یا سَیِّدی ومَولایَ،وتَعَرُّضاً لِسَخَطِکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ الظّالِمینَ،وقِلَّةَ اکتِراثٍ بِبَأسِکَ الَّذی لا تَحبِسُهُ عَنِ الباغینَ.

فَها أنَا ذا یا سَیِّدی مُستَضعَفٌ فی یَدِهِ،مُستَضامٌ تَحتَ سُلطانِهِ،مُستَذَلٌّ بِفِنائِهِ، مَغصوبٌ مَغلوبٌ مَبغِیٌّ عَلَیَّ،مَرعوبٌ وَجِلٌ خائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقهورٌ،قَد قَلَّ صَبری، وضاقَت حیلَتی،وَانغَلَقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ إلّاإلَیکَ،وَانسَدَّت عَنِّی الجِهاتُ إلّاجِهَتُکَ، وَالتَبَسَت عَلَیَّ اموری فی دَفعِ مَکروهِهِ عَنّی،وَاشتَبَهَت عَلَیَّ الآراءُ فی إزالَةِ ظُلمِهِ، وخَذَلَنی مَنِ استَنصَرتُهُ مِن خَلقِکَ،وأَسلَمَنی مَن تَعَلَّقتُ بِهِ مِن عِبادِکَ،فَاستَشَرتُ نَصیحی فَأَشارَ عَلَیَّ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ،وَاستَرشَدتُ دَلیلی فَلَم یَدُلَّنی إلّاإلَیکَ،فَرَجَعتُ إلَیکَ یا مَولایَ صاغِراً راغِماً مُستَکیناً،عالِماً أنَّهُ لا فَرَجَ لی إلّاعِندَکَ،ولا خَلاصَ لی إلّابِکَ، أنتَجِزُ وَعدَکَ فی نُصرَتی وإجابَةِ دُعائی؛لِأَنَّ قَولَکَ الحَقُّ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،وقَد قُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ:«ومَن بُغِیَ عَلَیهِ لَیَنصُرَنَّهُ اللّهُ» (1)،وقُلتَ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ:

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،فَها أنَا ذا فاعِلٌ ما أمَرتَنی بِهِ،لا مَنّاً عَلَیکَ،وکَیفَ أمُنُّ بِهِ وأَنتَ عَلَیهِ دَلَلتَنی ! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ.

وإنّی لَأَعلَمُ یا سَیِّدی أنَّ لَکَ یَوماً تَنتَقِمُ فیهِ مِنَ الظّالِمِ لِلمَظلومِ،وأَتَیَقَّنُ أنَّ لَکَ وَقتاً تَأخُذُ فیهِ مِنَ الغَاصِبِ لِلمَغصوبِ،لِأَنَّکَ لا یَسبِقُکَ مُعانِدٌ،ولا یَخرُجُ مِن قَبضَتِکَ مُنابِذٌ، ولا تَخافُ فَوتَ فائِتٍ،ولکِنَّ جَزَعی وهَلَعی لا یَبلُغانِ الصَّبرَ عَلی أناتِکَ وَانتِظارَ حِلمِکَ،

ص:136


1- .إشارة إلی مضمون الآیة الکریمة 60 من سورة الحجّ، وهی:«...ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنصُرَنَّهُ اللَّهُ...».
2- غافر:60.

فَقُدرَتُکَ یا سَیِّدی فَوقَ کُلِّ قُدرَةٍ،وسُلطانُکَ غالِبٌ کُلَّ سُلطانٍ،ومَعادُ کُلِّ أحَدٍ إلَیکَ وإن أمهَلتَهُ،ورُجوعُ کُلِّ ظالِمٍ إلَیکَ وإن أنظَرتَهُ،وقَد أضَرَّنی یا سَیِّدی حِلمُکَ عَن فُلانٍ وطولُ أناتِکَ لَهُ وإمهالُکَ إیّاهُ،فَکادَ القُنوطُ یَستَولی عَلَیَّ لَولَا الثِّقَةُ بِکَ وَالیَقینُ بِوَعدِکَ.

وإن کانَ فی قَضائِکَ النّافِذِ وقُدرَتِکَ الماضِیَةِ أنَّهُ یُنیبُ أو یَتوبُ،أو یَرجِعُ عَن ظُلمی ویَکُفُّ عَن مَکروهی،ویَنتَقِلُ عَن عَظیمِ ما رَکِبَ مِنّی؛فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَوقِع ذلِکَ فی قَلبِهِ السّاعَةَ السّاعَةَ،قَبلَ إزالَةِ نِعمَتِکَ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،وتَکدیرِ مَعروفِکَ الَّذی صَنَعتَهُ عِندی.

وإن کانَ عِلمُکَ بِهِ غَیرَ ذلِکَ مِن مُقامِهِ عَلی ظُلمی؛فَإِنّی أسأَ لُکَ یا ناصِرَ المَظلومینَ المَبغِیِّ عَلَیهِم إجابَةَ دَعوَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخُذهُ مِن مَأمَنِهِ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ،وَافجَأهُ فی غَفلَتِهِ مُفاجَأَةَ مَلیکٍ مُنتَصِرٍ،وَاسلُبهُ نِعمَتَهُ وسُلطانَهُ،وَافضُض عَنهُ جُموعَهُ وأَعوانَهُ،ومَزِّق مُلکَهُ کُلَّ مُمَزَّقٍ،وفَرِّق أنصارَهُ کُلَّ مُفَرَّقٍ،وأَعرِهِ مِن نِعمَتِکَ الَّتی لا یُقابِلُها بِالشُّکرِ،وَانزِع عَنهُ سِربالَ عِزِّکَ الَّذی لَم یُجازِهِ بِإِحسانٍ،وَاقصِمهُ یا قاصِمَ الجَبابِرَةِ،وأَهلِکهُ یا مُهلِکَ القُرونِ الخالِیَةِ،وأَبِرهُ یا مُبِیرَ الاُمَمِ الظّالِمَةِ،وَاخذُلهُ یا خاذِلَ الفِرَقِ الباغِیَةِ،وَابتُر عُمُرَهُ،وَابتَزَّ مُلکَهُ،وعِفَّ أثَرَهُ،وَاقطَع خَبَرَهُ،وأَطفِ نارَهُ،وأَظلِم نَهارَهُ،وکَوِّر شَمسَهُ،وأَزهِق نَفسَهُ،وَاهشِم سوقَهُ،وجُبَّ سَنامَهُ،وأَرغِم أنفَهُ،وعَجِّل حَتفَهُ،ولا تَدَع لَهُ جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّافَرَّقتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاوَضَعتَها،ولا رُکناً إلّاوَهَنتَهُ،ولا سَبَباً إلّاقَطَعتَهُ، وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ بَعدَ الاُلفَةِ (1)،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعِی الرُّؤوسِ بَعدَ

ص:137


1- .قال العلّامة المجلسی فی توضیح بعض عبارات الدعاء:الإزهاق:إخراج النفس والإهلاک.والهَشم:کَسرالشیء الیابس.والسّوق:جمع الساق.والجَبّ:القطع.والسَّنام-بالفتح-:معروف،وجُبَّ سَنامَه:کنایة عن إذهاب ما یوجب عِنّه ورفعتَه.والحَتف:الموت.و«لا قائمة علوّ»:أی قائمة توجب العلوّ.وقال الجوهری:السبب:الحبل.والسبب أیضاً:کل شیء یُتوصّل به إلی غیره.وقال العبادید:الفِرَق من الناس الذاهبون فی کلّ وَجه،قال سیبویه:لا واحِدَ له (بحار الأنوار:ج 85 ص 243).

الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وَاشفِ بِزَوالِ أمرِهِ القُلوبَ الوَجِلَةَ،وَالأَفئِدَةَ اللَّهِفَةَ،وَالاُمَّةَ المُتَحَیِّرَةَ، وَالبَرِّیَّةَ الضّائِعَةَ،وأَدِل بِبَوارِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ،وَالسُّنَنَ الدّاثِرَةَ،وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ، وَالمَعالِمَ المُغبَرَّةَ (1)،وَالآیاتِ المُحَرَّفَةَ،وَالمَدارِسَ المَهجورَةَ،وَالمَحاریبَ المَجفُوَّةَ، وَالمَشاهِدَ المَهدومَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ السّاغِبَةَ،وَاروِ بِهِ اللَّهَواتِ اللّاغِبَةَ (2)،وَالأَکبادَ الظّامِئَةَ وأَرِح بِهِ الأَقدامَ المُتعَبَةَ،وَاطرُقهُ بِلَیلَةٍ لا اختَ لَها،وبِساعَةٍ لا مَثوی فیها، وبِنَکبَةٍ لَاانتِعاشَ مَعَها،وبِعَثرَةٍ لا إقالَةَ مِنها،وأَبِح حَریمَهُ،ونَغِّص نَعیمَهُ،وأَرِهِ بَطشَتَکَ الکُبری،ونَقِمَتَکَ المُثلی،وقُدرَتَکَ الَّتی فَوقَ قُدرَتِهِ،وسُلطانَکَ الَّذی هُوَ أعَزُّ مِن سُلطانِهِ،وَاغلِبهُ لی بِقُوَّتِکَ القَوِیَّةِ،ومِحالِکَ الشَّدیدِ،وَامنَعنی مِنهُ بِمَنعِکَ الَّذی کُلُّ خَلقٍ فیهِ ذَلیلٌ،وَابتَلِهِ بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ،وبِسوءٍ لا تَستُرُهُ،وکِلهُ إلی نَفسِهِ فیما یُریدُ،إنَّکَ فَعّالٌ لِما تُریدُ،وأَبرِئهُ مِن حَولِکَ وقُوَّتِکَ،وکِلهُ إلی حَولِهِ وقُوَّتِهِ،وأَزِل مَکرَهُ بِمَکرِکَ،وَادفَع مَشِیَّتَهُ بِمَشِیَّتِکَ،وأَسقِم جَسَدَهُ،وأَیتِم وُلدَهُ،وَاقضِ أجَلَهُ،وخَیِّب أمَلَهُ،وأَدِل دَولَتَهُ، وأَطِل عَولَتَهُ،وَاجعَل شُغُلَهُ فی بَدَنِهِ،ولا تَفُکَّهُ مِن حُزنِهِ،وصَیِّر کَیدَهُ فی ضَلالٍ،وأَمرَهُ إلی زَوالٍ،ونِعمَتَهُ إلَی انتِقالٍ،وجِدَّهُ فی سَفالٍ،وسُلطانَهُ فِی اضمِحلالٍ،وعاقِبَتَهُ إلی شَرِّ مَآلٍ،وأَمِتهُ بِغَیظِهِ إن أمَتَّهُ،وأَبقِهِ بِحَسرَتِهِ إن أبقَیتَهُ،وقِنی شَرَّهُ وهَمزَهُ ولَمزَهُ وسَطوَتَهُ وعَداوَتَهُ،وَالمَحهُ لَمحَةً تُدَمِّرُ بِها عَلَیهِ،فَإِنَّکَ أشَدُّ بَأساً وأَشَدُّ تَنکیلاً. (3)

ج-دُعاءُ الاِعتِقادِ

202.مهج الدعوات عن علیّ بن مهزیار: سَمِعتُ مَولایَ موسَی بنَ جَعفَرٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ،وهُوَ دُعاءُ الاِعتِقادِ:

ص:138


1- .فی بحار الأنوار:« المُغَیَّرَةَ».
2- قال المجلسی قدس سره:اللهوات جمع اللهات؛وهی اللحمات فی سقف أقصی الفم.وقال الفیروزآبادی:لغب لغوباً:أعیا أشدّ الإعیاء.واللغب:مابین الثنایا من اللحم والریش الفاسد،ولغب علیه-کمنع-:اُفسد.وفی بعض النسخ:«اللاغیة»-بالیاء المثنّاة-فهو أیضاً بمعنی الفاسدة (بحار الأنوار:ج 85 ص 244).
3- مهج الدعوات:ص 54، بحار الأنوار:ج 85 ص 220 ح 1.

إلهی ! إنَّ ذُنوبی وکَثرَتَها قَد غَبَّرَت وَجهی عِندَکَ،وحَجَبَتنی عَنِ استیهالِ رَحمَتِکَ، وباعَدَتنی عَنِ استِنجازِ مَغفِرَتِکَ،ولَولا تَعَلُّقی بِآلائِکَ،وتَمَسُّکی بِالرَّجاءِ،لِما وَعَدتَ أمثالی مِنَ المُسرِفینَ،وأَشباهی مِنَ الخاطِئینَ،بِقَولِکَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1)، وحَذَّرتَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ،فَقُلتَ: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (2)،ثُمَّ نَدَبتَنا بِرَحمَتِکَ إلی دُعائِکَ،فَقُلتَ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (3).

إلهی ! لَقَد کانَ ذُلُّ الإِیاسِ عَلَیَّ مُشتَمِلاً،وَالقُنوطِ مِن رَحمَتِکَ بی مُلتَحِفاً.إلهی ! قَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً،اللّهُمَّ وقد أسبَلَ دَمعی حُسنُ ظَنّی بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَلی،وإقالَةِ عَثرَتی،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4)،ذلِکَ یَومُ النُّشورِ إذا نُفِخَ فِی الصّورِ،وبُعثِرَ ما فِی القُبورِ.

اللّهُمَّ إنّی اقِرُّ وأَشهَدُ وأَعتَرِفُ ولا أجحَدُ،واُسِرُّ واُظهِرُ،واُعلِنُ واُبطِنُ،بِأَنَّک أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ،وسَیِّدُ الوَصِیّینَ،ووارِثُ عِلمِ النَّبِیّینَ،وقاتِلُ المُشرِکینَ وإمامُ المُتَّقینَ، ومُبیرُ المُنافِقینَ،ومُجاهِدُ النّاکِثینَ وَالقاسِطینَ وَالمارقینَ،إمامی ومَحَجَّتی،ومَن لا أثِقُ بِالأَعمالِ وإن زَکَت،ولا أراها مُنجِیَةً لی وإن صَلَحَت،إلّابِوِلایَتِهِ،وَالائِتِمامِ بِهِ، وَالإِقرارِ بِفَضائِلِهِ،وَالقَبولِ مِن حَمَلَتِها،وَالتَّسلیمِ لِرُواتِها.

ص:139


1- .الزمر:53.
2- الحجر:56.
3- غافر:60.
4- الإسراء:71.

اللّهُمَّ واُقِرُّ بِأَوصِیائِهِ مِن أبنائِهِ أئِمَّةً وحُجَجاً،وأَدِلَّةً وسُرُجاً،وأَعلاماً ومَناراً، وسادَةً وأَبراراً،وأَدینُ بِسِرِّهِم وجَهرِهِم،وباطِنِهِم وظاهِرِهِم،وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم، وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،لا شَکَّ فی ذلِکَ ولَا ارتِیابَ،ولا تَحَوُّلَ عَنهُ ولَا انقِلابَ.

اللّهُمَّ فَادُعنی یَومَ حَشری وحینَ نَشری بِإِمامَتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وَاکتُبنی فی أصحابِهِم،وَاجعَلنی مِن إخوانِهِم،وأَنقِذنی بِهِم یا مَولایَ مِن حَرِّ النّیرانِ،فَإِنَّکَ إن أعفَیتَنی مِنها کُنتُ مِنَ الفائِزینَ.

اللّهُمَّ وقَد أصبَحتُ فی یَومی هذا لا ثِقَةَ لی ولا مَلجَأَ ولا مُلتَجَأَ،غَیرَ مَن تَوَسَّلتُ بِهِم إلَیکَ مِن آلِ رَسولِکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،وعَلی سَیِّدَتی فاطِمَةَ الزَّهراءِ، وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِم،وَالحُجَّةِ المَستورَةِ مِن ذُرِّیَّتِهِم،وَالمَرجُوِّ لِلاُمَّةِ مِن بَعدِهِم وخِیَرَتِکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.

اللّهُمَّ فَاجعَلهُم حِصنی مِنَ المَکارِهِ،ومَعقلِی مِنَ المَخاوِفِ،ونَجِّنی بِهِم مِن کُلِّ عَدُوٍّ وطاغٍ،وفاسِقٍ وباغٍ،ومِن شَرِّ ما أعرِفُ وما انکِرُ،ومَا استَتَرَ عَلَیَّ وما ابصِرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ بِوَسیلَتی إلَیکَ بِهِم،وتَقَرُّبی بِمَحَبَّتِهِم،افتَح عَلَیَّ أبوابَ رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ، وحَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وجَنِّبنی عَداوَتَهُم وبُغضَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ،ولِکُلِّ ذی شَفاعَةٍ حَقٌّ،فَأَسأَ لُکَ بِمَن جَعَلتُهُ إلَیک سَبَبی، وقَدَّمتُهُ أمامَ طَلِبَتی،أن تُعَرِّفَنی بَرَکَةَ یَومی هذا،وعامی هذا،وشَهری هذا.اللّهُمَّ فَهُم مُعَوَّلی فی شِدَّتی ورَخائی،وعافِیَتی وبَلائی،ونَومی ویَقَظَتی،وظَعنی وإقامَتی،وعُسری ویُسری،وصَباحی ومَسائی،ومُنقَلَبی ومَثوایَ.اللّهُمَّ فَلا تُخلِنی بِهم مِن نِعمَتِکَ،ولا تَقطَع رَجائی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَفتِنّی بِإِغلاقِ أبوابِ الأرزاقِ وَانسِدادِ مَسالِکِها،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ فَتحاً یَسیراً،وَاجعَل لی مِن کُلِّ ضَنکٍ مَخرَجاً،وإلی کُلِّ سَعَةٍ مَنهَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:140

اللّهُمَّ وَاجعَلِ اللَّیلَ وَالنَّهارَ مُختَلِفَینِ عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ ومُعافاتِکَ،ومَنِّکَ وفَضلِکَ،ولا تُفقِرنی إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،إنَکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وبِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)

د-دُعاؤهُ علیه السلام لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله

203.الإمام الکاظم علیه السلام: مِن سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الصَّلاةِ عَلَی النَّبیِّ وآلِهِ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الأَوَّلینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المَلَأِ الأَعلی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المُرسَلینَ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ الوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الکَبیرَةَ،اللّهُمَّ إنّی آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ،فَلا تَحرِمنی یَومَ القِیامَةِ رُؤیَتَهُ،وَارزُقنی صُحبَتَهُ،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ،وَاسقِنی مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَوِیّاً سائِغاً هَنیئاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ کَما آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ فَعَرِّفنی فِی الجِنانِ وَجهَهُ،اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً.

فَإِنَّ مَن صَلّی عَلَی النَّبیِّ صلی الله علیه و آله بِهذِهِ الصَّلَواتِ هُدِمَت ذُنوبُهُ،ومُحِیَت خَطایاهُ،ودامَ سُرورُهُ،وَاستُجیبَ دُعاؤُهُ،واُعطِیَ أمَلَهُ،وبُسِطَ لَهُ فی رِزقِهِ،واُعینَ عَلی عَدُوِّهِ،وهُیِّئَ لَهُ سَبَبُ أنواعِ الخَیرِ،ویُجعَلُ مِن رُفَقاءِ نَبِیِّهِ فِی الجِنانِ الأَعلی.یَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ غُدوَةً،وثَلاثَ مَرّاتٍ عَشِیَّةً. (2)

وراجع:ص397 ح529 وص423-435 ح571-576 وغیرها....

ص:141


1- .مهج الدعوات:ص 233، بحار الأنوار:ج 94 ص 182 ح 11.
2- ثواب الأعمال:ص 187 ح 1 عن ابن المغیرة،جامع الأخبار:ص 159 ح 381 عن أبی المغیرة،المصباح للکفعمی:ص 559 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام وفی صدره«من أراد أن یسرّ محمّداً وآله فی الصلاة علیهم فلیقل:اللّهمّ یا أجود من أعطی،ویا خیر من سئل،ویا أرحم من استرحم،اللّهمّ صلّ...»،ولیس فیه من«فإنّ من صلّی علی النبیّ صلی الله علیه و آله...»،بحار الأنوار:ج 86 ص 96 ح 3 [5] وج 94 ص 85 ح 5.

9/2دَعَواتُ الإِمامِ الرِّضا(علیه السلام)

الف-دُعاؤُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

204.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام:

الفَزَعَ الفَزَعَ إلَیکَ یا ذَا المُحاضَرَةِ (1)،وَالرَّغبَةَ الرَّغبَةَ إلَیکَ یا مَن بِهِ المُفاخَرَةُ،وأَنتَ اللّهُمَّ مُشاهِدُ هَواجِسِ (2)النُّفوسِ،ومُراصِدُ حَرَکاتِ القُلوبِ،ومُطالِعُ مَسَرّاتِ السَّرائِرِ، مِن غَیرِ تَکَلُّفٍ ولا تَعَسُّفٍ،وقَد تَرَی اللّهُمَّ ما لَیسَ عَنکَ بِمُنطَویً،ولکِن حِلمُکَ آمَنَ أهلَهُ عَلَیهِ جُرأَةً وتَمَرُّداً وعُتُوّاً وعِناداً،وما یُعانیهِ أولِیاؤُکَ مِن تَعفِیَةِ آثارِ الحَقِّ ودُروسِ مَعالِمِهِ،وتَزَیُّدِ الفَواحِشِ وَاستِمرارِ أهلِها عَلَیها،وظُهورِ الباطِلِ وعُمومِ التَّغاشُمِ وَالتَّراضی بِذلِکَ فِی المُعامَلاتِ وَالمُتَصَرَّفاتِ مُذ جَرَت بِهِ العاداتُ،وصارَ کَالمَفروضاتِ وَالمَسنوناتِ.

اللّهُمَّ فَبادِر[نا مِنکَ بِالعَونِ] (3)الَّذِی مَن أعَنتَهُ بِهِ فازَ،ومَن أیَّدتَهُ لَم یَخَف لَمزَ لَمّازٍ، وخُذِ الظّالِمَ أخذاً عَنیفاً،ولا تَکُن لَهُ راحِماً ولا بِهِ رَؤوفاً.

اللّهُمَّ اللّهُمَّ اللّهُمَّ بادِرهُم،اللّهُمَّ عاجِلهُم،اللّهُمَّ لا تُمهِلهُم،اللّهُمَّ غادِرهُم بُکرَةً

ص:142


1- .الحَضرَةُ:الشِّدَّةُ.والمَحضَرُ:السِّجِلُّ.والمُحاضَرَةُ:المجالدة.وحاضَرتُه:جاثیته عند السلطان،وهو کالمغالبةو المکاثرة (لسان العرب:ج 4 ص 200« حضر»).
2- هَجَس الأَمرُ فی نَفسی یَهجِسُ هَجساً وقع فی خَلَدی.والهاجِس:الخاطر (لسان العرب:ج 6 ص 246« هجس»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

وهَجیرَةً وسُحرَةً وبَیاتاً وهُم نائِمونَ،وضُحیً وهُم یَلعَبونَ،ومَکراً وهُم یَمکُرونَ، وفَجأَةً وهُم آمِنونَ،اللّهُمَّ بَدِّدهُم وبَدِّد أعوانَهُم،وَافلُل أعضادَهُم،وَاهزِم جُنودَهُم، وَافلُل حَدَّهُم،وَاجتَثَّ سَنامَهُم،وأَضعِف عَزائِمَهُم،اللّهُمَّ امنَحنا أکتافَهُم،ومَلِّکنا أکنافَهُم،وبَدِّلهُم بِالنِّعَمِ النِّقَمَ،وبَدِّلنا مِن مُحاذَرَتِهِم وبَغیِهِمُ السَّلامَةَ،وأَغنِمناهُم أکمَلَ المَغنَمِ،اللّهُمَّ لا تَرُدَّ عَنهُم بَأسَکَ الَّذی إذا حَلَّ بِقَومٍ فَساءَ صَباحُ المُنذَرینَ. (1)

ب-دُعاؤهُ علیه السلام لِتَفریجِ الهُمومِ

205.بحارالأنوار (2): دُعاءٌ لِمَولانَا الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:

إلهی بَدَت قُدرَتُکَ ولَم تَبدُ هَیئَةٌ لَکَ،فَجَهِلوکَ وقَدَّروکَ،وَالتَّقدیرُ عَلی غَیرِ ما بِهِ شَبَّهوکَ،فَأَنَا بَریءٌ یا إلهی مِنَ الَّذینَ بِالتَّشبیهِ طَلَبوکَ،لَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ ولَن یُدرِکوکَ، ظاهِرُ ما بِهِم مِن نِعمَتِکَ دَلَّهُم عَلَیکَ لَو عَرَفوکَ،وفی خَلقِکَ یا إلهی مَندوحَةٌ أن یَتَناوَلوکَ،بَل شَبَّهوکَ بِخَلقِکَ فَمِن ثَمَّ لَم یَعرِفوکَ،وَاتَّخَذوا بَعضَ آیاتِکَ رَبّاً فَبِذلِکَ وَصَفوکَ،فَتَعالَیتَ یا إلهی وتَقَدَّستَ عَمّا بِهِ المُشَبِّهونَ نَعَتوکَ.

یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،ویا سابِقَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،ومُنشِئَها بَعدَ المَوتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن کُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ومَخرَجاً وجَمیعِ المُؤمِنینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

ج-دُعاؤهُ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمنِ وَالإِیمانِ

206.الکافی عن یونس: قُلتُ لِلرِّضا علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً وأَوجِز،فَقالَ:قُل:

ص:143


1- .مهج الدعوات:ص 58، بحار الأنوار:ج 85 ص 223 ح 1.
2- فی الأمالی للصدوق:ص 707 ح 970 و التوحید:ص 124 ح 2 [4] عن أبی هاشم الجعفری قال:«سمعت علی بن موسی الرضا علیه السلام یقول:إلهی بدت قدرتک..»فذکر نحوه إلی قوله علیه السلام:«بِهِ المُشَبِّهونَ نَعَتوکَ».
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 181 ح 9 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.

یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ. (1)

راجع:ص173 ح227 وص367 ح447 وغیرها....

10/2دَعَواتُ الإِمامِ الجَوادِ(علیه السلام)

207.الإمام الجواد علیه السلام -فی حِرزِهِ-:

یا نورُ یا بُرهانُ،یا مُبین یا مُنیرُ،یا رَبِّ اکفِنِی الشُّرورَ وآفاتِ الدُّهورِ،وأَسأَلُکَ النَّجاةَ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ. (2)

208.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ موسی علیه السلام:

[اللّهُمَّ] (3)مَنائِحُکَ مُتَتابِعَةٌ،وأَیادیکَ مُتَوالِیَةٌ،ونِعَمُکَ سابِغَةٌ،وشُکرُنا قَصیرٌ، وحَمدُنا یَسیرٌ،وأَنتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلی مَنِ اعتَرَفَ جَدیرٌ.

اللّهُمَّ وقَد غَصَّ أهلُ الحَقِّ بِالرِّیقِ،وَارتَبَکَ أهلُ الصِّدقِ فِی المَضیقِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِعِبادِکَ وذَوِی الرَّغبَةِ إلَیکَ شَفیقٌ،وبِإِجابَةِ دُعائِهِم وتَعجیلِ الفَرَجِ عَنهُم حَقیقٌ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وبادِرنا مِنکَ بِالعَونِ الَّذی لا خِذلانَ بَعدَهُ،وَالنَّصرِ الَّذی لا باطِلَ یَتَکَأَّدُهُ،وأَتِح لَنا مِن لَدُنکَ مَتاحاً فَیّاحاً،یَأمَنُ فیهِ وَلِیُّکَ،ویَخیبُ فیهِ عَدُوُّکَ، ویُقامُ فیهِ مَعالِمُکَ،ویَظهَرُ فیهِ أوامِرُکَ،وتَنکَفُّ فیهِ عَوادی عِداتِکَ.

اللّهُمَّ بادِرنا مِنکَ بِدارَ الرَّحمَةِ،وبادِر أعداءَکَ مِن بَأسِکَ بِدارَ النَّقِمَةِ.اللّهُمَّ أعِنّا وأَغِثنا،وَارفَع نَقِمَتَکَ عَنّا وأَحِلَّها بِالقَومِ الظّالِمینَ. (4)

ص:144


1- .الکافی:ج 2 ص 595 ح 34.
2- مهج الدعوات:ص 42، بحار الأنوار:ج 94 ص 361.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- مهج الدعوات:ص 59، بحار الأنوار:ج 85 ص 225 ح 1.

209.مهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ بِلا أوَّلِیَّةٍ مَعدودَةٍ،وَالآخِرُ بِلا آخِرِیَّةٍ مَحدودَةٍ،أنشَأتَنا لا لِعِلَّةٍ اقتِساراً،وَاختَرَعتَنا لا لِحاجَةٍ اقتِداراً،وَابتَدَعتَنا بِحِکمَتِکَ اختِیاراً،وبَلَوتَنا بِأَمرِکَ ونَهیِکَ اختِباراً،وأَیَّدتَنا بِالآلاتِ،ومَنَحتَنا بِالأَدَواتِ،وکَلَّفتَنَا الطّاقَةَ،وجَشَّمتَنَا (1)الطّاعَةَ،فَأَمَرتَ تَخییراً،ونَهَیتَ تَحذیراً،وخَوَّلتَ کَثیراً،وسَأَلتَ یَسیراً،فَعُصِیَ أمرُکَ فَحَلُمتَ،وجُهِلَ قَدرُکَ فَتَکَرَّمتَ،فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهاءِ،وَالعَظَمَةِ وَالکِبرِیاءِ، وَالإِحسانِ وَالنَّعماءِ،وَالمَنِّ وَالآلاءِ،وَالمِنَحِ وَالعَطاءِ،وَالإِنجازِ وَالوَفاءِ،ولا تُحیطُ القُلوبُ لَکَ بِکُنهٍ،ولا تُدرِکُ الأَوهامُ لَکَ صِفَةً،ولا یُشبِهُکَ شَیءٌ مِن خَلقِکَ،ولا یُمَثَّلُ بِکَ شَیءٌ مِن صَنعَتِکَ،تَبارَکتَ أن تُحَسَّ أو تُمَسَّ،أو تُدرِکَکَ الحَواسُّ الخَمسُ،وأَ نّی یُدرِکُ مَخلوقٌ خالِقَهُ ! وتَعالَیتَ یا إلهی عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.

اللّهُمَّ أدِل لِأَولِیائِکَ مِن أعدائِکِ الظّالِمینَ الباغینَ النّاکِثینَ القاسِطینَ المارِقینَ،الَّذینَ أضَلّوا عِبادَکَ؛وحَرَّفوا کِتابَکَ،وبَدَّلوا أحکامَکَ،وجَحَدوا حَقَّکَ،وجَلَسوا مَجالِسَ أولِیائِکَ،جُرأَةً مِنهُم عَلَیکَ،وظُلماً مِنهُم لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ عَلَیهِم سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَضَلّوا وأَضَلّوا خَلقَکَ،وهَتَکوا حِجابَ سِترِکَ عَن عِبادِکَ،وَاتَّخَذُوا اللّهُمَّ مالَکَ دُوَلاً (2)،وعِبادَکَ خَوَلاً (3)،وتَرَکُوا اللّهُمَّ عالِمَ أرضِکَ فی بَکماءَ عَمیاءَ ظَلماءَ مُدلَهِمَّةٍ،فَأَعیُنُهُم مَفتوحَةٌ وقُلوبُهُم عَمِیَّةٌ،ولَم تَبقَ لَهُمُ اللّهُمَّ عَلَیکَ مِن حُجَّةٍ،لَقَد حَذَّرتَ اللّهُمَّ عَذابَکَ،وبَیَّنتَ نَکالَکَ،ووَعَدتَ المُطیعینَ إحسانَکَ،وقَدَّمتَ إلَیهِم بِالنُّذُرِ،فَآمَنَت طائِفَةٌ،فَأَیِّدِ اللّهُمَّ الَّذینَ آمَنوا عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّ أولِیائِکَ فَأَصبَحوا

ص:145


1- .جَشِمتُ الأمرَ وتَجشَّمتُه:إذا تکلّفته.وجشَّمتُه غیری وأجشَمتُه:إذا کلّفتَه إیّاه (النهایة:ج 1 ص 274« جشم»).
2- دُوَلاً:جمع دُولة-بالضمّ-:وهو ما یُتَداوَلُ من المال فیکون لقوم دون قوم (النهایة:ج 2 ص 140« دول»).
3- خَولاً:أی خَدَماً وعبیداً (النهایة:ج 2 ص 88«خول»).

ظاهِرینَ،وإلَی الحَقِّ داعینَ،ولِلإِمامِ المُنتَظَرِ القائِمِ بِالقِسطِ تابِعینَ،وجَدِّدِ اللّهُمَّ عَلی أعدائِکَ وأَعدائِهِم نارَکَ وعَذابَکَ الَّذی لا تَدفَعُهُ عَنِ القَومِ الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وقَوِّ ضَعفَ المُخلَصینَ لَکَ بِالمَحَبَّةِ،المُشایِعینَ لَنا بِالمُوالاةِ،المُتَّبِعینَ لَنا بِالتَّصدیقِ وَالعَمَلِ،المُؤازِرینَ لَنا بِالمُواساةِ فینا،المُحِبّینَ (1)ذِکرَنا عِندَ اجتِماعِهِم،وشُدَّ اللّهُمَّ رُکنَهُم،وسَدِّد لَهُمُ اللّهُمَّ دینَهُمُ الَّذِی ارتَضَیتَهُ لَهُم،وأَتمِم عَلَیهِم نِعمَتَکَ،وخَلِّصهُم وَاستَخلِصهُم،وسُدَّ اللّهُمَّ فَقرَهُم،وَالمُمِ اللّهُمَّ شَعَثَ فاقَتِهِم، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبَهُم وخَطایاهُم،ولا تُزِغ قُلوبَهُم بَعدَ إذ هَدَیتَهُم،ولا تُخلِهِم-أی رَبِّ- بِمَعصِیَتِهِم،وَاحفَظ لَهُم ما مَنَحتَهُم بِهِ مِنَ الطَّهارَةِ بِوِلایَةِ أولِیائِکَ وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ، إنَّکَ سَمیعٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ. (2)

راجع:ج3 ص502 ح 2336.

11/2دَعَواتُ الإِمامِ الهادی(علیه السلام)

210.الإمام الهادی علیه السلام: هذَا الدُّعاءُ کَثیراً ما أدعُو اللّهَ بِهِ،وقَد سَأَلتُ اللّهَ عز و جل ألّا یُخَیِّبَ مَن دَعا بِهِ فی مَشهَدی بَعدی،وهُوَ:

یا عُدَّتی عِندَ العُدَدِ،ویا رَجائی وَالمُعتَمَدُ،ویا کَهفی وَالسَّنَدُ،ویا واحِدُ یا أحَدُ،ویا قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ (3)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَن خَلَقتَهُ مِن خَلقِکَ،ولَم تَجعَل فی خَلقِکَ مِثلَهُم أحَداً،أن تُصَلِّیَ عَلَیهِم وتَفعَلَ بی کَیتَ وکَیتَ. (4)

ص:146


1- .فی بحار الأنوار: المُحیین.
2- مهج الدعوات:ص 59، بحار الأنوار:ج 85 ص 225 ح 1.
3- فی مهج الدعوات:«یا مَن هُوَ اللّهُ أحَدٌ».
4- الأمالی للطوسی:ص 286 ح 555 وص 280 ح 538،بشارة المصطفی:ص 135، [5]مهج الدعوات:ص 271 [6] کلّها عن محمّد بن أحمد المنصوری عن عمّ أبیه،عدّة الداعی:ص 57، [7]الدعوات:ص 50 ح 124،بحار الأنوار:ج 95 ص 156 ح 4 [8] وص 165 ح 20.

211.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مَولانَا الزَّکِیِّ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الرِّضا علیه السلام:

مَناهِلُ (1)کَراماتِکَ بِجَزیلِ عَطِیّاتِکَ مُترَعَةٌ (2)،وأَبوابُ مُناجاتِکَ لِمَن أمَّکَ مُشرَعَةٌ (3)، وعَطوفُ لَحَظاتِکَ لِمَن ضَرَعَ إلَیکَ غَیرُ مُنقَطِعَةٍ،وقَد الجِمَ الحِذارُ،وَاشتَدَّ الاِضطِرارُ، وعَجَزَ عَنِ الاِصطِبارِ أهلُ الاِنتِظارِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَکّارِ،اللّهُمَّ وغَیرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ،وَاللّائِذُ بِکَ آمِنٌ،وَالرّاغِبُ إلَیکَ غانِمٌ،وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِکَ سالِمٌ.

اللّهُمَّ فَعاجِل مَن قَدِ امتَزَّ (4)فی طُغیانِهِ،وَاستَمَرَّ عَلی جَهالَتِهِ لِعُقباهُ فی کُفرانِهِ، وأَطمَعَهُ حِلمُکَ عَنهُ فی نَیلِ إرادَتِهِ،فَهُوَ یَتَسَرَّعُ إلی أولِیائِکَ بِمَکارِهِهِ،ویُواصِلُهُم بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ،ویَقصِدُهُم فی مَظانِّهِم بِأَذِیَّتِهِ.

اللّهُمَّ اکشِفِ العَذابَ عَنِ المُؤمِنینَ،وَابعَثهُ جَهرَةً عَلَی الظّالِمینَ.اللّهُمَّ اکفُفِ العَذابَ عَنِ المُستَجیرینَ،وَاصبُبهُ عَلَی المُغَیِّرینَ (5).اللّهُمَّ بادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ،وبادِر أعوانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ.اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأَعِذنا مِن سوءِ البِدارِ (6)وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (7). (8)

ص:147


1- .المَنهَل:المَورِد؛وهو عین ماءٍ تَرِدُه الإبل فی المراعی (الصحاح:ج 5 ص 1837« نهل»).
2- مُترَعَة:أی مَملوءة.یقال:کوزٌ تَرع؛أی مُمتلئ.وقد تَرِعَ الإناء یترَع تَرَعاً؛أی امتلأ (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1190«ترع»).
3- مُشرَعة:أی مفتوحة (انظر:النهایة:ج 2 ص 461«شرع»).
4- کذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« استنّ»،وقال المجلسی قدس سره:أی کبر سِنُّه وطال عمره فی الطغیان (بحار الأنوار:ج 85 ص 246). [3]أو لعلّها من السنّة؛أی الطریقة والسیرة؛أی أنّه سار علی طریق الطغیان حتّی صار نهجاً له،أو مِن قولهم:استنّ الفَرَس؛أی عدا لِمَرَحِه ونشاطه شوطاً أو شوطَین؛أی أنّه مع طغیانه وظلمه فَرِحٌ مُستَهتر (انظر:النهایة:ج 2 ص 409-410« [4]سنن»).
5- المُغتَرّین (خ ل).
6- کذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« سوء البَداء».
7- الخَتر:الغَدر (الصحاح:ج 2 ص 642«ختر»).
8- مهج الدعوات:ص 60، بحار الأنوار:ج 85 ص 226 ح 1.

212.مُهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:

یا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِیَّةِ وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِیَّةِ،یا مَن أضاءَ بِاسمِهِ النَّهارُ،وأَشرَقَت بِهِ الأَنوارُ،وأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ اللَّیلِ،وهَطَلَ بِغَیثِهِ وابِلُ السَّیلِ،یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم،ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَعلی سُلطانَکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَیرِ تَکَلُّفٍ، وَالقاضی بِغَیرِ تَحَیُّفٍ،حُجَّتُکَ البالِغَةُ،وکَلِمَتُکَ الدّامِغَةُ.

بِکَ اعتَصَمتُ وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ العَنَدَةِ،ورَصَداتِ المُلحِدَةِ،الَّذینَ ألحَدوا فی أسمائِکَ،ورَصَدوا بِالمَکارِهِ لِأَولِیائِکَ،وأَعانوا عَلی قَتلِ أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ،وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِکَ بِإِذاعَةِ سِرِّکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،وصَدّوا عَن آیاتِکَ،وَاتَّخَذوا مِن دونِکَ ودونِ رَسولِکَ ودونِ المُؤمِنینَ وَلیجَةً رَغبَةً عَنکَ،وعَبَدوا طَواغیتَهُم وجَوابیتَهُم بَدَلاً مِنکَ، فَمَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ بِعَظیمِ نَعمائِکَ،وجُدتَ عَلَیهِم بِکَریمِ آلائِکَ،وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَیتَهُم بِحُسنِ جَزائِکَ،حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ،وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ،وخَشَعَت لَکَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الَّذی خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وأَحیَیتَ بِهِ مَواتَ الأَشیاءِ،وأَمَتَّ بِهِ جَمیعَ الأَحیاءِ،وجَمَعتَ بِهِ کُلَّ مُتَفَرِّقٍ،وفَرَّقتَ بِهِ کُلَّ مُجتَمِعٍ، وأَتمَمتَ بِهِ الکَلِماتِ،وأَرَیتَ بِهِ کُبرَی الآیاتِ،وتُبتَ بِهِ عَلَی التَّوّابینَ،وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدینَ فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً،وتَبَّرتَهُم تَتبیراً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شیعَتی مِنَ الَّذینَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا،وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا،آمِنینَ مَأمونینَ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لَهُم تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ الیَقینِ،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ،وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وتَقِیَّةَ أهلِ الوَرَعِ،وکِتمانَ الصِّدّیقینَ،حَتّی یَخافوکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصیکَ،وحَتّی یَعمَلوا بِطاعَتِکَ لِیَنالوا کَرامَتَکَ،وحَتّی یُناصِحوا لَکَ وفیکَ خَوفاً مِنکَ،وحَتّی یُخلِصوا لَکَ النَّصیحَةَ فِی التَّوبَةِ حُبّاً لَکَ،فَتوجِبَ لَهُم

ص:148

مَحَبَّتَکَ الَّتی أوجَبتَها لِلتَّوّابینَ،وحَتّی یَتَوَکَّلوا عَلَیکَ فی امورِهِم کُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِکَ، وحَتّی یُفَوِّضوا إلَیکَ امورَهُم ثِقَةً بِکَ.

اللّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُکَ إلّابِتَوفیقِکَ،ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَیرِ إلّابِکَ.

اللّهُمَّ یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،العالِمَ بِخَفایا صُدورِ العالَمینَ،طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّرکِ،وأَخرِسِ (1)الخَرّاصینَ عَن تَقَوُّلِهِم عَلی رَسولِکَ الإِفکَ.

اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارینَ،وأَبِرِ المُفتَرینَ،وأَبِدِ الأَفّاکینَ الَّذینَ إذا تُتلی عَلَیهِم آیاتُ الرَّحمنِ قالوا أساطیرُ الأَوَّلینَ،وأَنجِز لی وَعدَکَ إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّل فَرَجَ کُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ،إنَّکَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ،ومِن کُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِکَ مَحبوسٍ،ومِن کُلِّ نَفسٍ تَکفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ،ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعکوسٌ،ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنکوسٌ،ومِن مُکتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَرکوسٌ،ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَیهِ عَبوسٌ،أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ کُلِّهِ ومِن نَظیرِهِ وأَشکالِهِ وأَشباهِهِ وأَمثالِهِ،إنَّکَ عَلِیٌّ عَلیمٌ حَکیمٌ. (2)

راجع:ج3 ص 349 ح 2119 وص 502 ح 2337.

12/2دَعَواتُ الإِمامِ العَسکَرِیِّ(علیه السلام)

213.مُهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الوَفِیِّ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ العَسکَرِیِّ علیه السلام:

یا مَن غَشِیَ نورُهُ الظُّلُماتِ،یا مَن أضاءَت بِقُدسِهِ الفِجاجُ (3)المُتَوَعِّراتُ،یا مَن خَشَعَ لَهُ أهلُ الأَرضِ وَالسَّماواتِ،یا مَن بَخَعَ (4)لَهُ بِالطّاعَةِ کُلُّ مُتَجَبِّرٍ عاتٍ،یا عالِمَ الضَّمائِرِ

ص:149


1- .فی المصدر:«اخرص»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- مهج الدعوات:ص 61، بحار الأنوار:ج 85 ص 227 ح 1.
3- الفِجاج:جمع فَجّ؛وهو الطریق الواسع (النهایة:ج 3 ص 412« فجج»).
4- بَخَعتُ لَه:تذلّلت وأطعت وأقررت (لسان العرب:ج 8 ص 5« بخع»).

المُستَخفِیاتِ،وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،فَاغفِر لِلَّذینَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبیلَکَ وقِهِم عَذابَ الجَحیمِ،وعاجِلهُم بِنَصرِکَ الَّذی وَعَدتَهُم،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّلِ اللّهُمَّ اجتِیاحَ أهلِ الکَیدِ،وآوِهِم إلی شَرِّ دارٍ فی أعظَمِ نَکالٍ وأَقبَحِ مَثابٍ. (1)

اللّهُمَّ إنَّکَ حاضِرُ أسرارِ خَلقِکَ،وعالِمٌ بِضَمائِرِهِم،ومُستَغنٍ،لَولَا النَّدبُ بِاللَّجَإِ إلی تَنَجُّزِ ما وَعَدتَهُ اللّاجِیَ عَن کَشفِ مَکامِنِهِم،وقَد تَعلَمُ یا رَبِّ ما اسِرُّهُ واُبدیهِ،وأَنشُرُهُ وأَطویهِ،واُظهِرُهُ واُخفیهِ،عَلی مُتَصَرِّفاتِ أوقاتی وأَصنافِ حَرَکاتی فی جَمیعِ حاجاتِی، وقَد تَری یا رَبِّ ما قَد تَراطَمَ فیهِ أهلُ وِلایَتِکَ،وَاستَمَرَّ عَلَیهِم مِن أعدائِکَ،غَیرَ ظَنینٍ فی کَرَمٍ،ولا ضَنینٍ بِنِعَمٍ،ولکِنَّ الجُهدَ یَبعَثُ عَلَی الاِستِزادَةِ،وما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إذا اخلِصُ لَکَ اللَّجَأَ یَقتَضی إحسانُکَ شَرطَ الزِّیادَةِ،وهذِهِ النَّواصی وَالأَعنَاقُ خاضِعَةٌ لَکَ بِذُلِّ العُبودِیَّةِ،وَالاِعتِرافِ بِمَلَکَةِ الرُّبوبِیَّةِ،داعِیَةٌ بِقُلوبِها،ومُحَصَّناتٌ (2)إلَیکَ فی تَعجیلِ الإِنالَةِ،وما شِئتَ کانَ وما تَشاءُ کائِنٌ.

أنتَ المَدعُوُّ المَرجُوُّ المَأمولُ المَسؤولُ،لا یَنقُصُکَ نائِلٌ وإنِ اتَّسَعَ،ولا یُلحِفُکَ سائِلٌ وإن ألَحَّ وضَرَعَ،مُلکُکَ لا یَلحَقُهُ التَّنفیدُ،وعِزُّکَ الباقی عَلَی التَّأبیدِ،وما فِی الأَعصارِ مِن مَشِیَّتِکَ بِمِقدارٍ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّؤوفُ الجَبّارُ.

اللّهُمَّ أیِّدنا بِعَونِکَ،وَاکنُفنا بِصَونِکَ،وأَنِلنا مَنالَ المُعتَصِمینَ بِحَبلِکَ،المُستَظِلِّینَ بِظِلِّکَ. (3)

214.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ وأَمَرَ أهلَ قُمَّ بِذلِکَ لَمّا شَکَوا مِن موسَی بنِ بَغا-:

الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً لِنَعمائِهِ،وَاستِدعاءً لِمَزیدِهِ،وَاستِخلاصاً لَهُ وبِهِ دونَ غَیرِهِ،وعِیاذاً بِهِ مِن کُفرانِهِ وَالإِلحادِ فی عَظَمَتِهِ وکِبرِیائِهِ،حَمدَ مَن یَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ

ص:150


1- .فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«متاب»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- هکذا فی الطبعة المعتمدة للمصدر،وفی بحار الأنوار:« ومشخصات».
3- مهج الدعوات:ص 62، بحار الأنوار:ج 85 ص 228 ح 1.

رَبِّهِ،وما مَسَّهُ مِن عُقوبَتِهِ فَبِسوءِ جِنایَةِ یَدِهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِهِ ورَسولِهِ وخِیَرَتِهِ مِن خَلقِهِ وذَریعَةِ المُؤمِنینَ إلی رَحمَتِهِ،وآلِهِ الطّاهِرینَ وُلاةِ أمرِهِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ نَدَبتَ إلی فَضلِکَ،وأَمَرتَ بِدُعائِکَ،وضَمِنتَ الإِجابَةَ لِعِبادِکَ،ولَم تُخَیِّب مَن فَزِعَ إلَیکَ بِرَغبَتِهِ،وقَصَدَ إلَیکَ بِحاجَتِهِ،ولَم تَرجِع یَدٌ طالِبَةٌ صِفراً مِن عَطائِکَ،ولا خائِبَةً مِن نِحَلِ هِباتِکَ،وأَیُّ راحِلٍ رَحَلَ إلَیکَ فَلَم یَجِدکَ قَریباً،أو أیُّ وافِدٍ وَفَدَ عَلَیکَ فَاقتَطَعَتهُ عَوائِدُ الرَّدِّ دونَکَ،بَل أیُّ مُحتَفِرٍ (1)مِن فَضلِکَ لَم یُمِههُ (2)فَیضُ جودِکَ،وأَیُّ مُستَنبِطٍ (3)لِمَزیدِکَ أکدَی (4)دونَ استِماحَةِ (5)سِجالِ (6)عَطِیَّتِکَ !

اللّهُمَّ وقَد قَصَدتُ إلَیکَ بِرَغبَتی،وقَرَعَت بابَ فَضلِکَ یَدُ مَسأَلَتی،وناجاکَ بِخُشوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی،ووَجَدتُکَ خَیرَ شَفیعٍ لی إلَیکَ،وقَد عَلِمتَ ما یَحدُثُ مِن طَلِبَتی قَبلَ أن یَخطُرَ بِفِکری أو یَقَعَ فی خَلَدی (7)،فَصِلِ اللّهُمَّ دُعائی إیّاکَ بِإِجابَتی،وَاشفَع مَسأَلَتی بِنُجحِ طَلِبَتی.

اللّهُمَّ وقَد شَمِلَنا زَیغُ الفِتَنِ (8)،وَاستَولَت عَلَینا غَشوَةُ (9)الحَیرَةِ،وقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصَّغارُ، وحُکِّمَ عَلَینا غَیرُ المَأمونینَ فی دینِکَ،وَابتَزَّ امورَنا مَعادِنُ الاُبَنِ (10)مِمَّن عَطَّلَ حُکمَکَ،

ص:151


1- .أیُّ مُحتَفِرٍ:أی حافر للأرض طالب للماء من فضلک (انظر:المصباح المنیر:ص 141-142«حفر»).
2- ماهت الرکیة تموه وتمیه وتماه موهاً،إذا ظهر ماؤها وکثر (انظر:الصحاح:ج 6 ص 2250« موه»).
3- استنبط الحافِرُ الماءَ وأنبطه إنباطاً:إذا استخرجه بعمله (المصباح المنیر:ص 591«نبط»).
4- الکُدیَة:قطعت غلیظة صُلبة لا تعمل فیها الفأس.وأکدی الحافر:إذا بلغها (النهایة:ج 4 ص 156« کدا»).
5- اِستَمَحتُ الرجل:سألته العطاء (انظر:المصباح المنیر:ص 288«سمع»).
6- السِّجال:جمع سَجل؛وهو الدلو الملأی ماءً (النهایة:ج 2 ص 344« سجل»).
7- الخَلَد:البال والقلب،یقال:وَقَعَ ذلک فی خَلَدی؛أی فی رُوعی وقلبی (مجمع البحرین:ج 1 ص 537«خلد»).
8- زَیغُ الفتن:أی المیل إلی الباطل الذی یحدث من الفتن (انظر:مجمع البحرین:ج 2 ص 795«زیغ»).
9- الغِشاء:الغطاء.وجعل علی بصره غَشوَة وغُشوَة وغِشوَة،وغِشاوة:أی غطاء (الصحاح:ج6 ص2446« غشا»).
10- قال العلّامة المجلسی قدس سره:معادن الاُبن:أی الذین هم محالّ العیوب الفاضحة من العلّة المعروفة وغیرها کمااشتهر بها رؤساؤهم...وفی القاموس: أبَنَه بشیء یأبُنه ویأبِنه:اتّهمه،فهو مأبون بخیر أو شرّ،فإن أطلقت فقلت:مأبون،فهو للشرّ،وأبَنَه وأَبَّنَه تأبیناً:عابه فی وجهه (بحار الأنوار:ج 85 ص 250).

وسَعی فی إتلافِ عِبادِکَ وإفسادِ بِلادِکَ.

اللّهُمَّ وقَد عادَ فَیئُنا دولَةً بَعدَ القِسمَةِ،وإمارَتُنا غَلَبَةً بَعدَ المَشورَةِ،وعُدنا میراثاً بَعدَ الاِختِیارِ لِلاُمَّةِ،فَاشتُرِیَتِ المَلاهی وَالمَعازِفُ بِسَهمِ الیَتیمِ وَالأَرمَلَةِ،وحَکَمَ فی أبشارِ المُؤمِنینَ (1)أهلُ الذِّمَّةِ،ووَلِیَ القِیامَ بِاُمورِهِم فاسِقُ کُلِّ قَبیلَةٍ،فَلا ذائِدٌ (2)یَذودُهُم عَن هَلَکَةٍ،ولا راعٍ یَنظُرُ إلَیهِم بِعَینِ الرَّحمَةِ،ولا ذو شَفَقَةٍ یُشبِعُ الکَبِدَ الحَرّی (3)مِن مَسغَبَةٍ (4)،فَهُم اولو ضَرَعٍ (5)بِدارٍ مَضیعَةٍ،واُسَراءُ مَسکَنَةٍ وحُلَفاءُ (6)کَآبَةٍ وذِلَّةٍ.

اللّهُمَّ وقَدِ استَحصَدَ زَرعُ الباطِلِ وبَلَغَ نِهایَتَهُ،وَاستَحکَمَ عَمودُهُ،وَاستَجمَعَ طَریدُهُ، وخَذرَفَ (7)وَلیدُهُ،وبَسَقَ فَرعُهُ (8)،وضَرَبَ بِجِرانِهِ (9)،اللّهُمَّ فَأَتِح لَهُ مِنَ الحَقِّ یَداً حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُ،وتَهشِمُ سوقَهُ (10)،وتَجُبُّ سَنامَهُ،وتَجدَعُ مَراغِمَهُ (11)،لِیَستَخفِیَ

ص:152


1- .قال المجلسی قدس سره:«أبشار المؤمنین:أی أبدانهم ودماؤهم وفروجهم»(بحار الأنوار:ج 85 ص 251).
2- الذَّود:المنع والطرد (انظر:المصباح المنیر:ص 211«ذود»).
3- الحَرّی:فَعلی من الحَرّ؛وهی تأنیث حَرّان،وهما للمبالغة،یرید أنّها لشدّة حرِّها عطشَت ویبست من العطش(النهایة:ج 1 ص 364« حرر»).
4- مسغبة:من السغب؛وهو الجوع من الشعب.وقد قیل:فی العطش من التعب (مفردات ألفاظ القرآن:ص 412« سغب»).
5- ضَرَعَ إلیه یَضرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً:خضع وذلَّ.وتضرَّع:تذلَّل وتخشَّع (لسان العرب:ج 8 ص 221« ضرع»).
6- فی المصدر:«خُلَفاءُ»،وما أثبتناه من بحار الأنوار. [5] وحُلَفاء کآبة:أی صاروا ملازمین للکآبة والذلّ،فکأنّهم صاروا حلفاء لهما (بحار الأنوار:ج 85 ص 251).
7- قال المجلسی قدس سره:قال الفیروزآبادی:الخذروف-کعصفور-:شیء یدوّره الصبیّ بخیط فی یدیه،فیُسمع له دَوِیّ.والسریع فی جَریه.وخَذرَفَ:أسرع (بحار الأنوار:ج 85 ص 252).
8- بَسَق فرعه:أی طال.وبَسَق الرجل فی علمه:مَهَر (انظر:المصباح المنیر:ص 49).
9- الجِران:مقدّم عنق البعیر من مذبحه إلی منحره،فإذا برک البعیر ومدّ عنقه علی الأرض قیل:ألقی جعرانه بالأرض (المصباح المنیر:ص 97« جرن»).
10- السّوق:جمع ساق؛وهو ما بین الکعب والرکبة (انظر:النهایة:ج 2 ص 423«سوق»).
11- المَراغِم:جمع مَرغَم؛وهو الأنف (لسان العرب:ج 12 ص 246«رغم»).

الباطِلُ بِقُبحِ صورَتِهِ،ویَظهَرَ الحَقُّ بِحُسنِ حِلیَتِهِ.

اللّهُمَّ ولا تَدَع لِلجَورِ دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّا فَرَّقتَها،ولا سَرِیَّةَ ثِقلٍ إلّاخَفَّفتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاحَطَطتَها،ولا رافِعَةَ عَلَمٍ إلّا نَکَّستَها،ولا خَضراءَ (1)إلّاأبَرتَها.

اللّهُمَّ فَکَوِّر شَمسَهُ،وحُطَّ نورَهُ،وَاطمِس ذِکرَهُ،وَارمِ بِالحَقِّ رَأسَهُ،وفُضَّ جُیوشَهُ، وأَرعِب قُلوبَ أهلِهِ.اللّهُمَّ ولا تَدَع مِنهُ بَقِیَّةً إلّاأفنَیتَ،ولا بِنیَةً إلّاسَوَّیتَ،ولا حَلقَةً إلّا قَصَمتَ،ولا سِلاحاً إلّاأکلَلتَ،ولا حَدّاً إلّافَلَلتَ (2)،ولا کُراعاً (3)إلَّااجتَحتَ،ولا حامِلَةَ عَلَمٍ إلّانَکَّستَ.

اللّهُمَّ وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ (4)بَعدَ الاُلفَةِ،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعی الرُّؤوسِ بَعدَ الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وأَسفِر لَنا عَن نَهارِ العَدلِ،وأَرِناهُ سَرمَداً لا ظُلمَةَ فیهِ،ونوراً لا شَوبَ مَعَهُ،وأَهطِل عَلَینا ناشِئَتَهُ (5)،وأَنزِل عَلَینا بَرَکَتَهُ،وأَدِل لَهُ مِمَّن ناواهُ،وَانصُرهُ عَلی مَن عاداهُ.

اللّهُمَّ وأَظهِر [بِهِ] (6)الحَقَّ،وأَصبِح بِهِ فی غَسَقِ الظُّلَمِ وبُهَمِ الحَیرَةِ،اللّهُمَّ وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ وَالآراءَ المُختَلِفَةَ،وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ

ص:153


1- .قال الجوهری:«وقولهم:أباد اللّه خضراءهم،أی سوادهم ومعظَمَهم».وأنکره الأصمعی وقال:إنّما یقال:أباد اللّه غَضراءَهم،أی خیرهم وغضارتهم (الصحاح:ج 2 ص 647« خضر»).
2- فی بحار الأنوار:أفللت.
3- الکُراعُ:السلاحُ،وقیل:هو اسم یجمع الخیل والسلاح.والکُراعُ من البقر والغنم:بمنزلة الوَظیفِ من الخیل والإبل والحُمُرِ؛وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاری من اللحم (لسان العرب:ج 8 ص 307« کرع»).
4- تفرّق القوم عبادید وعبابید؛والعبادید والعبابید:الخیل المتفرّقة فی ذهابها ومجیئها (لسان العرب:ج 3ص 276« عبد»).
5- النَّشؤ:أوّل ما ینشأ من السحاب.وناشئة اللیل:أوّل ساعاته.ونشأت السحابة:ارتفعت.وأنشأها اللّه(الصحاح:ج 1 ص 78« نشأ»).
6- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ (1)السّاغِبَةَ (2)،وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللاغِبَةَ المُتعَبَةَ،کَما ألهَجتَنا بِذِکرِهِ،وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَکَ لَهُ،ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَیهِ وحِیاشَةِ (3)أهلِ الغَفلَةِ عنه،وأَسکَنتَ فی قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فیهِ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ،اللّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ (4)عَلی أحسَنِ یَقینٍ،یا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ،ویا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطنَةِ اللّهُمَّ وأَکذِب بِهِ المُتَأَ لِّینَ (5)عَلَیکَ فیهِ،وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ وَالآیِسینَ مِنهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ،وعَلَماً مِن أعلامِهِ،ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ،ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِیَتِهِ،وأَکرِمنا بِنُصرَتِهِ،وَاجعَل فینا خَیراً تُظهِرُنا لَهُ بِهِ،ولا تُشمِت بِنا حاسِدی النِّعَمِ،وَالمُتَرَبِّصینَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ،فَقَد تَری یا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا،وخُلُوَّ ذَرعِنا (6)مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلی إحنَةٍ (7)،وَالتَّمَنّی لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ (8)،وما تَنازَلَ مِن تَحصینِهِم بِالعافِیَةِ،وما أضبَئوا (9)لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ.

اللّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا وبَصَّرتَنا مِن عُیوبِنا خِلالاً نَخشی أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِکَ،وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّینَ،وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَیرَ السّائِلینَ،فَآتِ

ص:154


1- .الخِماص:جمع خمیص؛وهو الصنامر البطن (الصحاح:ج 3 ص 1038«خمص»).
2- السّاغِبَة:الجائعة (انظر:المصباح المنیر:ص 278«سغب»).
3- حُشتُ علیه الصید وأحشته؛إذا نَفَّرتَه نحوه وسُقتَه إلیه وجَمَعته علیه.وحُشتُ الإبل:جمعتها وسقتها (لسان العرب:ج 6 ص 290« حوش»).
4- قال العلّامة المجلسی قدس سره:فآتِ لنا منه:أی أعطنا بسببه ما نأمله من الأجر.أو أعطنا من الاُمور المتعلّقة به من ظهوره وکوننا من أنصاره وأشباه ذلک ما یناسب حسن یقیننا فیه (بحار الأنوار:ج 85 ص 253).
5- قال ابن الأثیر:«فیه:من یَتَأَلَّ علی اللّه یُکَذّبه»:أی من حکم علیه وحلف-کقولک واللّه لیُدخلنّ اللّه فلاناً النار،ولَیُنجِحَنَّ اللّهُ سعیَ فلانٍ-وهو من الأَلِیَّة:الیمین»(النهایة:ج 1 ص 62« ألی»).
6- الذَّرع:العمل والوسع والطاقة.یقال:ضِقت بالأمر ذرعاً؛إذا لم تُطقه ولم تَقوَ علیه.وأصل الذرع إنّما هو بسط الید (انظر:الصحاح:ج 3 ص 1210؛ لسان العرب:ج 8 ص 95« [5]ذرع»).
7- الإِحنةُ:الحقد (النهایة:ج 1 ص 27«أحن»).
8- الجائحة:الشدّة التی تجتاح المال؛من سَنَةٍ أو فتنة (الصحاح:ج 1 ص 360« جوح»).
9- أَضبَؤوا:أی کتموا (انظر:الصحاح:ج 1 ص 60«ضبأ»).

لَنا مِن أمرِنا عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وفَضلِکَ وَامتِنانِکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنّا إلَیکَ راغِبونَ ومِن جَمیعِ ذُنوبِنا تائِبونَ.

اللّهُمَّ وَالدّاعی إلَیکَ وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ،الفَقیرُ إلی رَحمَتِکَ،المُحتاجُ إلی مَعونَتِکَ عَلی طاعَتِکَ،إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِکَ وأَلبَستَهُ أثوابَ کَرامَتِکَ،وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةَ طاعَتِکَ،وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِی القُلوبِ مِن مَحَبَّتِکَ،ووَفَّقتَهُ لِلقِیامِ بِما أغمَضَ فیهِ أهلُ زَمانِهِ مِن أمرِکَ،وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومی (1)عِبادِکَ،وناصِراً لِمَن لا یَجِدُ ناصِراً غَیرَکَ،ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحکامِ کِتابِکَ،ومُشَیِّداً لِما رُدَّ (2)مِن أعلامِ دینِکَ وسُنَنِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وآلِهِ سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدینَ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّینِ،وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمینَ بِقِسطِکَ مِن أتباعِ النَّبِیِّینَ.

اللّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِی الرُّجوعِ إلی مَحَبَّتِکَ،ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ،وَارمِ بِحَجَرِکَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّألیبَ عَلی دینِکَ بِإِذلالِهِ وتَشتیتِ أمرِهِ،وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ (3)،وعادَی الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَیکَ.اللّهُمَّ فَکَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فیکَ لِلأَبعَدینَ،وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَکَ فِی الذَّبِّ عَن حَریمِ المُؤمِنینَ، ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدِّینَ المُریبینَ،حَتّی اخفِیَ ما کانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصی،واُبدِیَ ما کانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ میثاقَهُم عَلی أن یُبَیِّنوهُ لِلنّاسِ ولا یَکتُموهُ،ودَعا إلی إفرادِکَ بِالطّاعَةِ،وأَلّا یَجعَلَ لَکَ شَریکاً مِن خَلقِکَ یَعلو أمرُهُ عَلی أمرِکَ،مَعَ

ص:155


1- .فی المصدر:«لمظلومِ»،وما اثبت من بحار الأنوار.
2- دُثِر (خ.ل).
3- قال المجلسی قدس سره:لا ترة له:أی لم یطلب أحد الجنایات التی وقعت علیه وعلی أهل بیته.والطائلة:الفضل والقدرة والغناء والسعة؛أی لیس لأحد علیه فضل وإحسان،أو لم یکن له ولأهل بیته قدرة علی دفع من یعادیهم (بحار الأنوار:ج 85 ص 254).

ما یَتَجَرَّعُهُ فیکَ مِن مَراراتِ الغَیظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ (1)القُلوبِ،وما یَعتَوِرُهُ (2)مِنَ الغُمومِ، ویَفزَغُ (3)عَلَیهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ،ویَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتی لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ ولا تَحنو عَلَیهَا الضُّلوعُ (4)مِن نَظرَةٍ إلی أمرٍ مِن أمرِکَ،ولا تَنالُهُ یَدُهُ بِتَغییرِهِ ورَدِّهِ إلی مَحَبَّتِکَ، فَاشدُدِ اللّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِکَ،وأَطِل باعَهُ فیما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعینَ فی حُماکَ،وزِدهُ فی قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأییدِکَ،ولا توحِشنا مِن انسِهِ،ولا تَختَرِمهُ (5)دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشی فی أهلِ مِلَّتِهِ،وَالعَدلِ الظّاهِرِ فی امَّتِهِ.

اللّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القیامِ بِأَمرِکَ لَدی مَوقِفِ الحِسابِ مُقامَهُ،وسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-بِرُؤیَتِهِ ومَن تَبِعَهُ عَلی دَعوَتِهِ،وأَجزِل لَهُ عَلی ما رَأیتَهُ قائِماً بِهِ مِن أمرِکَ ثَوابَهُ،وأَبِنْ قُربَ دُنُوِّهِ مِنکَ فی حَیاتِهِ (6)،وَارحَمِ استِکانَتَنا مِن بَعدِهِ، وَاستِخذاءَنا (7)لِمَن کُنّا نَقمَعُهُ بِهِ،إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ،وبَسَطتَ أیدِیَ مَن کُنّا نَبسُطُ أیدِیَنا عَلَیهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِیَتِهِ،وَافتَرَقنا بَعدَ الاُلفَةِ وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ کَنَفِهِ،وتَلَهَّفنا عِندَ الفَوتِ عَلی ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ وطَلَبنا مِنَ القِیامِ بِحَقِّ ما لا سَبیلَ لَنا إلی رَجعَتِهِ.

وَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی أمنٍ مِمّا یُشفَقُ عَلَیهِ مِنهُ،ورُدَّ عَنهُ مِن سِهامِ المَکایِدِ ما یُوَجِّهُهُ أهلُ الشَّنَآنِ (8)إلَیهِ وإلی شُرَکائِهِ فی أمرِهِ ومُعاوِنیهِ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،الَّذینَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ

ص:156


1- .بمواسی (خ.ل).
2- یَعتَوِرُهُ:أی ینتابه (انظر:المصباح المنیر:ص 437).
3- کذا فی المصدر،وفی بحار الأنوار:« ویفرغ»،والظاهر أنّه الصواب.
4- قال الجوهری:فلان أحنی الناس ضلوعاً علیک:أی أشفقهم علیک.وحَنَوتُ علیه:أی عَطَفت (الصحاح:ج 6ص 2321« حنو»).وقال العلّامة المجلسی قدس سره:اعلم أنّ من قوله علیه السلام:«واغضب لمن لا ترة له»إلی هنا،بعض الفقرات إرجاع الضمایر فیها إلی الرسول صلی الله علیه و آله أنسب،وفی بعضها إلی إمام العصر،ولعلّ الأخیر أوفق وإن احتمل التفریق أیضاً،وبعض الفقرات لا محیص عن حملها علی الأخیر (بحار الأنوار:ج 85 ص 255).
5- اختَرَمَهُم الدهر وتَخَرَّمَهُم:أی اقتطعهم واستأصلهم (الصحاح:ج 5 ص 1910« خرم»).
6- أبن:أی أظهر للناس قربه منک (انظر:الصحاح:ج 5 ص 2083«بین»).
7- استَخذَیتُ:خَضَعتُ،وقد یهمز (الصحاح:ج 6 ص 2326« خذا»).
8- الشَّنَآن:البغض (مفردات ألفاظ القرآن:ص 465«شنأ»).

وحِصنَهُ ومَفزَعَهُ واُنسَهُ،الَّذینَ سَلَوا (1)عَنِ الأَهلِ والأَولادِ،وجَفَوُا الوَطَنَ،وعَطَّلوا الوَثیرَ (2)مِنَ المِهادِ،ورَفَضوا تِجاراتِهِم وأَضَرّوا بِمَعایِشِهِم،وفُقِدوا فی أندِیَتِهِم بِغَیرِ غَیبَةٍ عَن مِصرِهِم،وخالَلُوا (3)البَعیدَ مِمَّن عاضَدَهُم عَلی أمرِهِم،وقَلَوُا (4)القَریبَ مِمَّن صَدَّ عَن وِجِهَتِهِم،فَائتَلَفوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ فی دَهرِهِم،وقَطَعُوا الأَسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنیا.فَاجعَلهُمُ اللّهُمَّ فی أمنِ حِرزِکَ وظِلِّ کَنَفِکَ،ورُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إلَیهِم بِالعَداوَةِ مِن عِبادِکَ.وأَجزِل لَهُم عَلی دَعوَتِهِم مِن کِفایَتِکَ ومَعونَتِکَ،وأَمِدَّهُم بِتَأییدِکَ ونَصرِکَ،وأَزهِق بِحَقِّهِم باطِلَ مَن أرادَ إطفاءَ نورِکَ،اللّهُمَّ وَاملَأ بِهِم کُلَّ افُقٍ مِنَ الآفاقِ وقُطرٍ مِنَ الأَقطارِ قِسطاً وعَدلاً ومَرحَمَةً وفَضلاً،وَاشکُرهُم عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وما مَنَنتَ بِهِ عَلَی القائِمینَ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوابِکَ ما تَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ. (5)

راجع:ص441-442 ح 577 و 578 وج 3 ص 398 ح 2149 وص 503 ح 2338.

13/2دَعَواتُ الإِمامِ المَهدِیِّ(علیه السلام)

الف-طَلَبُ فَتحِ الاُمورِ المُتَضایِقَةِ

215.الإمام المهدیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ-:

یا مَن إذا تَضایَقَتِ الاُمورُ فَتَحَ لَنا [لها] (6)باباً لَم تَذهَب إلَیهِ الأَوهامُ،فَصَلِّ [صَلِّ] عَلی

ص:157


1- .سلا عنه:نسیه (انظر:الصحاح:ج 6 ص 2380«سلا»).
2- وَثُرَ وَثارة فهو وَثیر:أی وَطِیءٌ لَیِّن (النهایة:ج 5 ص 150« وثر»).
3- خاللوا:من الخِلّة بمعنی الصداقة.والخلیل:الصدیق (انظر:المصباح المنیر:ص 180«خلل»).
4- القلی:البغض (الصحاح:ج 6 ص 2467« قلا»).
5- مهج الدعوات:ص 63، مصباح المتهجّد:ص 156 ح 250 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 85 ص 129 ح 1.
6- قال السیّد آیة اللّه موسی الشبیری الزنجانی دامت برکاته:نُقل بطرق عدیدة عن السیّد مرتضی الکشمیری أنّه نقل الدعاء المذکور عن الإمام الحجّة(عج) کما فی النسخة المذکورة بین الأقواس،وفی بعض النسخ«بالإلهام عن الحجّة»وورد فی بعض النقول عنه«عن الحجّة»..

مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لِاُمورِیَ المُتَضایِقَةِ باباً لَم یَذهَب إلَیهِ وَهمٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ب-طَلَبُ التَّوفیقِ

216.الإمام المهدی علیه السلام:

اللّهُمَّ ارزُقنا تَوفیقَ الطّاعَةِ وبُعدَ المَعصِیَةِ،وصِدقَ النِّیَّةِ وعِرفانَ الحُرمَةِ،وأَکرِمنا بِالهُدی وَالاِستِقامَةِ،وسَدِّد ألسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِکمَةِ،وَاملَأ قُلوبَنا بِالعِلمِ وَالمَعرِفَةِ، وطَهِّر بُطونَنا مِنَ الحَرامِ وَالشُّبهَةِ،وَاکفُف أیدِیَنا عَنِ الظُّلمِ وَالسَّرِقَةِ،وَاغضُض (2)أبصارَنا عَنِ الفُجورِ وَالخِیانَةِ،وَاسدُد أسماعَنا عَنِ اللَّغوِ وَالغیبَةِ،وتَفَضَّل عَلی عُلَمائِنا بِالزُّهدِ وَالنَّصیحَةِ،وعَلَی المُتَعَلِّمینَ بِالجَهدِ وَالرَّغبَةِ،وعَلَی المُستَمِعینَ بِالاِتِّباعِ وَالمَوعِظَةِ،وعَلی مَرضَی المُسلِمینَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ،وعَلی مَوتاهُم بِالرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ،وعَلی مَشایِخِنا بِالوَقارِ وَالسَّکینَةِ،وعَلَی الشَّبابِ بِالإِنابَةِ (3)وَالتَّوبَةِ،وعَلَی النِّساءِ بِالحَیاءِ وَالعِفَّةِ،وعَلَی الأَغنِیاءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ،وعَلَی الفُقَراءِ بِالصَّبرِ وَالقَناعَةِ،وعَلَی الغُزاةِ بِالنَّصرِ وَالغَلَبَةِ،وعَلَی الاُسَراءِ بِالخَلاصِ وَالرّاحَةِ،وعَلَی الاُمَراءِ بِالعَدلِ وَالشَّفَقَةِ،وعَلَی الرَّعِیَّةِ بِالإِنصافِ وحُسنِ السِّیرَةِ،وبارِک لِلحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِی الزّادِ وَالنَّفَقَةِ،وَاقضِ ما أوجَبتَ عَلَیهِم مِنَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ،بِفَضلِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

ج-دَعَواتُهُ علیه السلام فی قُنوتِهِ

217.مهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الحُجَّةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسنِ علیه السلام:

ص:158


1- .قصص الأنبیاء:ص 365.
2- غَضَّ طَرفَهُ:أی کَسَرَهُ وأطرَقَ ولم یَفتَح عَینَهُ (النهایة:ج 3 ص 371« غضض»).
3- الإنابَةُ:الرُّجوع إلی اللّه بالتَّوبَةِ (النهایة:ج 5 ص 123« نوبَ»).
4- البلد الأمین:ص 349، المصباح للکفعمی:ص 374.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَکرِم أولِیاءَکَ بِإِنجازِ وَعدِکَ،وبَلِّغهُم دَرکَ ما یَأمُلونَهُ مِن نَصرِکَ،وَاکفُف عَنهُم بَأسَ مَن نَصَبَ الخِلافَ عَلَیکَ،وتَمَرَّدَ بِمَنعِکَ عَلی رُکوبِ مُخالَفَتِکَ،وَاستَعانَ بِرِفدِکَ (1)عَلی فَلِّ حَدِّکَ،وقَصَدَ لِکَیدِکَ بِأَیدِکَ (2)،ووَسِعتَهُ حِلماً لِتَأخُذَهُ عَلی جَهرَةٍ،وتَستَأصِلَهُ عَلی غِرَّةٍ،فَإِنَّکَ اللّهُمَّ قُلتَ-وقَولُکَ الحَقُّ-:

حَتّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (3)،وقُلتَ:

فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (4).

وإنَّ الغایَةَ عِندَنا قَد تَناهَت،وإنّا لِغَضَبِکَ غاضِبونَ،وإنّا عَلی نَصرِ الحَقِّ مُتَعاصِبونَ (5)، وإلی وُرودِ أمرِکَ مُشتاقونَ،ولِإِنجازِ وَعدِکَ مُرتَقِبونَ،ولِحُلولِ وَعیدِکَ بِأَعدائِکَ مُتَوَقِّعونَ.

اللّهُمَّ فَأذَن بِذلِکَ وَافتَح طُرُقاتِهِ،وسَهِّل خُروجَهُ،ووَطِّئ مَسالِکَهُ،واشرَع شَرائِعَهُ، وأَیِّد جُنودَهُ وأَعوانَهُ،وبادِر بَأسَکَ القَومَ الظّالِمینَ،وَابسُط سَیفَ نَقِمَتِکَ عَلی أعدائِکَ المُعانِدینَ،وخُذ بِالثَّأرِ إنَّکَ جَوادٌ مَکّارٌ. (6)

218.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فِی القُنوتِ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (7).

ص:159


1- .رَفَدْتَهُ:إذا أعنته (النهایة:ج 2 ص 241«رفد»).
2- الأیدُ:القوّة (الصحاح:ج 2 ص 443«أید»).
3- یونس:24.
4- الزخرف:55.
5- اعصوصبوا:صاروا عصبةً،وتعصَّبوا علیهم،إذا تجمَّعوا،واعصوصبوا:استجمعوا وصاروا عصابة (لسان العرب:ج 1 ص 604«عصب»).
6- مهج الدعوات:ص 67، بحار الأنوار:ج 85 ص 233.
7- آل عمران:26.

یا ماجِدُ یا جَوادُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا بَطّاشُ یا ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،یا فَعّالاً لِما یُریدُ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،یا رَؤوفُ یا رَحیمُ یا لَطیفُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الحَیِّ القَیّومِ،الَّذِی استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُصَوِّرُ بِهِ خَلقَکَ فِی الأَرحامِ کَیفَ تَشاءُ،وبِهِ تَسوقُ إلَیهِم أرزاقَهُم فی أطباقِ الظُّلُماتِ مِن بَینِ العُروقِ وَالعِظامِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی ألَّفتَ بِهِ بَینَ قُلوبِ أولِیائِکَ،وأَلَّفتَ بَینَ الثَّلجِ وَالنّارِ،لا هذا یُذیبُ هذا،ولا هذا یُطفِئُ هذا، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ المِیاهِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أجرَیتَ بِهِ الماءَ فی عُروقِ النَّباتِ بَینَ أطباقِ الثَّری،وسُقتَ الماءَ إلی عُروقِ الأَشجارِ بَینَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ الثِّمارِ وأَلوانَها،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تُبدِئُ وتُعیدُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الفَردِ الواحِدِ المُتَفَرِّدِ بِالوَحدانِیَّةِ،المُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدانِیَّةِ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَجَّرتَ بِهِ الماءَ مِنَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ،وسُقتَهُ مِن حَیثُ شِئتَ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ خَلقَکَ،ورَزَقتَهُم کَیفَ شِئتَ وکَیفَ شاؤوا.

یا مَن لا یُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،أدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ نوحٌ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ ومَن مَعَهُ وأَهلَکتَ قَومَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ إبراهیمُ خَلیلُکَ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ وجَعَلتَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ موسی کَلیمُکَ حینَ ناداکَ،فَفَلَقتَ لَهُ البَحرَ فَأَنجَیتَهُ وبَنی إسرائیلَ،وأَغرَقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ فِی الیَمِّ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ عیسی روحُکَ حینَ ناداکَ،فَنَجَّیتَهُ مِن أعدائِهِ،وإلَیکَ رَفَعتَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ حَبیبُکَ وصَفِیُّکَ ونَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فَاستَجَبتَ لَهُ،ومِنَ الأَحزابِ نَجَّیتَهُ، وعَلی أعدائِکَ نَصَرتَهُ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،یا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،یا مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،ولا تَتَشابَهُ

ص:160

عَلَیهِ الأَصواتُ،ولا تَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ،ولا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،فَصَلِّ عَلَیهِم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وصَلِّ عَلی جَمیعِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ الَّذینَ بَلَّغوا عَنکَ الهُدی،وعَقَدوا لَکَ المَواثیقَ بِالطّاعَةِ،وصَلِّ عَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ.

یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،أنجِز لی ما وَعَدتَنی،وَاجمَع لی أصحابی،وصَبِّرهُم، وَانصُرنی عَلی أعدائِکَ وأَعداءِ رَسولِکَ،ولا تُخَیِّب دَعوَتی،فَإِنّی عَبدُکَ،ابنُ عَبدِکَ،ابنُ أمَتِکَ،أسیرٌ بَینَ یَدَیکَ.

سَیِّدی أنتَ الَّذی مَنَنتَ عَلَیَّ بِهذَا المَقامِ،وتَفَضَّلتَ بِهِ عَلَیَّ دونَ کَثیرٍ مِن خَلقِکَ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِزَ لی ما وَعَدتَنی،إنَّکَ أنتَ الصّادِقُ ولا تُخلِفُ المیعادَ،وأَنتَ عَلی کُلَّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

د-دَعَواتُهُ علیه السلام عِندَ المُستَجارِ

219.الغیبة للطوسی عن أبی نعیم محمّد بن أحمد الأنصاریّ: کُنتُ حاضِراً عِندَ المُستَجارِ (3)بِمَکَّةَ وجَماعَةٌ زُهاءُ ثَلاثینَ رَجُلاً،لَم یَکُن مِنهُم مُخلِصٌ غَیرُ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ العَلَوِیِّ، فَبَینا نَحنُ کَذلِکَ فِی الیَومِ السّادِسِ مِن ذِی الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسعینَ ومِئَتَینِ،إذ خَرَجَ عَلَینا شابٌّ مِنَ الطَّوافِ،عَلَیهِ إزارانِ مُحرِمٌ بِهِما،وفی یَدِهِ نَعلانِ.

فَلَمّا رَأَیناهُ قُمنا جَمیعاً هَیبَةً لَهُ،ولَم یَبقَ مِنّا أحَدٌ إلّاقامَ،فَسَلَّمَ عَلَینا وجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَحنُ حَولَهُ،ثُمَّ التَفَتَ یَمیناً وشِمالاً ثُمَّ قالَ:أتَدرونَ ما کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی دُعاءِ الإِلحاحِ؟قُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

ص:161


1- .أبرَمَهُ:أی أمَلّه وأضجره (الصحاح:ج 5 ص 1869« برم»).
2- مهج الدعوات:ص 68، بحار الأنوار:ج 85 ص 234.
3- المُستجارُ:هو الحائط المقابل للباب دون الرکن الیمانی،سُمّی بذلک لأنّه یستجار عنده باللّه من النار (مجمع البحرین:ج 1 ص 338«جور»).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تَقومُ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ المُجتَمِعِ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ، وزِنَةَ الجِبالِ،وکَیلَ البِحارِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً.

ثُمَّ نَهَضَ ودَخَلَ الطَّوافَ فَقُمنا لِقِیامِهِ حَتَّی انصَرَفَ،واُنسینا أن نَذکُرَ أمرَهُ،وأَن نَقولَ مَن هُوَ؟وأَیُّ شَیءٍ هُوَ؟إلَی الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَخَرَجَ عَلَینا مِنَ الطَّوافِ،فَقُمنا لَهُ کَقِیامِنا بِالأَمسِ،وجَلَسَ فی مَجلِسِهِ مُتَوَسِّطاً،فَنَظَرَ یَمیناً وشِمالاً وقالَ:أتَدرونَ ما کانَ یَقولُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بَعدَ صَلاةِ الفَریضَةِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

إلَیکَ رُفِعَتِ الأَصواتُ ودُعِیَتِ الدَّعَواتُ،ولَکَ عَنَتِ الوُجوهُ،ولَکَ خَضَعَتِ (1)الرِّقابُ، وإلَیکَ التَّحاکُمُ فِی الأَعمالِ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا خَیرَ مَن أعطی،یا صادِقُ یا بارِئُ،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،یا مَن أمَرَ بِالدُّعاءِ ووَعَدَ بِالإِجابَةِ،یا مَن قَالَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،یا مَن قَالَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (3)،ویا مَن قَالَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (4)لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ المُسرِفُ،وأَنتَ القائِلُ: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً .

ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً بَعدَ هذَا الدُّعاءِ،فَقالَ:أتَدرونَ ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فی سَجدَةِ الشُّکرِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:

ص:162


1- .فی المصدر:«وضعت»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- غافر:60.
3- البقره:186.
4- الزمر:53.

یا مَن لا یَزیدُهُ کَثرَةُ الدُّعاءِ (1)إلّاسَعَةً وعَطاءً،یا مَن لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ ما دَقَّ وجَلَّ،لا تَمنَعُکَ إساءَتی مِن إحسانِکَ أن (2)تَفعَلُ بِیَ الَّذی أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ أنتَ أهلُ الکَرَمِ وَالجودِ،وَالعَفوِ وَالتَّجاوُزِ،یا رَبِّ یا اللّهُ لا تَفعَل بِیَ الَّذی أنَا أهلُهُ،فَإِنّی أهلُ العُقوبَةِ وقَدِ استَحقَقتُها،لا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ لی عِندَکَ،أبوءُ لَکَ بِذُنوبی کُلِّها وأَعتَرِفُ بِها کَی تَعفُوَ عَنّی،وأَنتَ أعلَمُ بِها مِنّی،أبوءُ لَکَ بِکُلِّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وکُلِّ خَطیئَةٍ احتَمَلتُها،وکُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلتُها،رَبِّ اغفِر وَارحَم، وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ.

وقامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَقُمنا لِقِیامِهِ،وعادَ مِنَ الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَقُمنا لِإِقبالِهِ کَفِعلِنا فیما مَضی،فَجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،فَقالَ:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ،فی هذَا المَوضِعِ-وأَشارَ بِیَدِهِ إلَی الحِجرِ تَحتَ المیزابِ-:

عُبَیدُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،فَقیرُکَ بِفِنائِکَ،سائِلُکَ بِفِنائِکَ،یَسأَ لُکَ ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ غَیرُکَ.

ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،ونَظَرَ إلی مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ مِن بَینِنا،فَقالَ:یا مُحَمَّدَ بنَ القاسِمِ،أنتَ عَلی خَیرٍ إن شاءَ اللّهُ تَعالی-وکانَ مُحَمَّدُ بنُ القاسِمِ یَقولُ بِهذَا الأَمرِ-ثُمَّ قامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَما بَقِیَ مِنّا أحَدٌ إلّاوقَد الهِمَ ما ذَکَرَهُ مِنَ الدُّعاءِ واُنسینا أن نَتَذاکَرَ أمرَهُ إلّافی آخِرِ یَومٍ.

فَقالَ لَنا أبو عَلِیٍّ المَحمودِیُّ:یا قَومِ،أتَعرِفونَ هذا؟هذا وَاللّهِ صاحِبُ زَمانِکُم، فَقُلنا:وکَیفَ عَلِمتَ یا أبا عَلِیٍّ؟فَذَکَرَ أنَّهُ مَکَثَ سَبعَ سِنینَ یَدعو رَبَّهُ ویَسأَ لُهُ مُعایَنَةَ

ص:163


1- .فی فلاح السائل:« العطاء»بدل«الدعاء».هذا وزاد فی دلائل الإمامة [2]ونزهة الناظر فی أوّل الدّعاء:«یا من لایزیده إلحاح الملحّین إلّاجوداً وکرماً».
2- فی المصدر:«أنت»بدل«أن»وما أثبتناه من المصادر الاُخری.

صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام.

قالَ:فَبَینا نَحنُ یَوماً عَشِیَّةَ عَرَفَةَ وإذا بِالرَّجُلِ بِعَینِهِ یَدعو بِدُعاءٍ وَعَیتُهُ،فَسَأَلتُهُ مِمَّن هُوَ؟فَقالَ:مِنَ النّاسِ،قُلتُ:مِن أیِّ النّاسِ؟قالَ:مِن عَرَبِها،قُلتُ:مِن أیِّ عَرَبِها؟قالَ:مِن أشرَفِها،قُلتُ:ومَن هُم؟قالَ:بَنو هاشِمٍ،قُلتُ:ومِن أیِّ بَنی هاشِمٍ؟ فَقالَ:مِن أعلاها ذِروَةً وأَسناها،قُلتُ:مِمَّن؟قالَ:مِمَّن فَلَقَ الهامَ وأَطعَمَ الطَّعامَ وصَلّی وَالنّاسُ نِیامٌ.

قالَ:فَعَلِمتُ أنَّهُ عَلَوِیٌّ فَأَحبَبتُهُ عَلَی العَلَوِیَّةِ.ثُمَّ افتَقَدتُهُ مِن بَینِ یَدَیَّ فَلَم أدرِ کَیفَ مَضی،فَسَأَلتُ القَومَ الَّذینَ کانوا حَولَهُ:تَعرِفونَ هذَا العَلَوِیَّ؟قالوا:نَعَم،یَحُجُّ مَعَنا فی کُلِّ سَنَةٍ ماشِیاً،فَقُلتُ:سُبحانَ اللّهِ ! وَاللّهِ ما أری بِهِ أثَرَ مَشیٍ.

قالَ:فَانصَرَفتُ إلَی المُزدَلِفَةِ کَئیباً حَزیناً عَلی فِراقِهِ،ونِمتُ مِن لَیلَتی تِلکَ،فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا أحمَدُ،رَأَیتَ طَلِبَتَکَ؟فَقُلتُ:ومَن ذاکَ یا سَیِّدی؟فَقالَ:الَّذی رَأَیتَهُ فی عَشِیَّتِکَ هُوَ صاحِبُ زَمانِکَ.

قالَ:فَلَمّا سَمِعنا ذلِکَ مِنهُ عاتَبناهُ عَلی أن لا یَکونَ أعلَمَنا ذلِکَ،فَذَکَرَ أنَّهُ کانَ یَنسی أمرَهُ إلی وَقتِ ما حَدَّثَنا بِهِ. (1)

راجع:ص442-443 ح579 و 580 وج3 ص 403 ح 2151.

ص:164


1- .الغیبة للطوسی:ص 259 ح 227، کمال الدین:ص 470 ح 24، [2]دلائل الإمامة:ص 542 ح 523،فلاح السائل:ص 323 ح 216، [3]نزهة الناظر:ص 147 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 187 ح 2 [4] وج 52 ص 6 ح 5.

الفَصلُ الثّالِثُ:دَعَواتُ الأَبرارِ

1/3دُعاءُ المَلائِکَةِ

الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ * رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیّاتِهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ * وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ . (1)

2/3دُعاءُ سَحَرَةِ فِرعَونَ

قالُوا إِنّا إِلی رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ * وَ ما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآیاتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (2)

3/3دُعاءُ امرَأَةِ فِرعَونَ

وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی

ص:165


1- .غافر:7-9.
2- الأعراف:125 و 126.

مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (1)

4/3دُعاءُ امرَأَةِ عِمرانَ

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ * فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ کَفَّلَها زَکَرِیّا کُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَکَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنّی لَکِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (2)

5/3دُعاءُ مَریَمَ

قالَتْ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی وَلَدٌ وَ لَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ قالَ کَذلِکِ اللّهُ یَخْلُقُ ما یَشاءُ إِذا قَضی أَمْراً فَإِنَّما یَقُولُ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ . (3)

6/3دُعاءُ بِلقیسَ

رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ . (4)

7/3دُعاءُ أصحابِ الکَهفِ

إِذْ أَوَی الْفِتْیَةُ إِلَی الْکَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (5)

ص:166


1- .التحریم:11.
2- آل عمران:35-37.
3- آل عمران:47.
4- النمل:44.
5- الکهف:10.

8/3دُعاءُ حَوارِیّی عیسی(علیه السلام)

فَلَمّا أَحَسَّ عِیسی مِنْهُمُ الْکُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)

9/3دُعاءُ أصحابِ طالوتَ(علیه السلام)

وَ لَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (2)

10/3دُعاءُ ذِی القَرنَینِ

220.الإمام الباقر علیه السلام: حَجَّ ذُو القَرنَینِ فی سِتِّمِئَةِ ألفِ فارِسٍ،فَلَمّا دَخَلَ الحَرَمَ شَیَّعَهُ بَعضُ أصحابِهِ إلَی البَیتِ،فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:رَأَیتُ رَجُلاً ما رَأَیتُ رَجُلاً أکثَرَ نوراً و[أحسَنَ] (3)وَجهاً مِنهُ ! قالوا:ذاکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ علیه السلام،قالَ:أسرِجوا،فَأَسرَجوا سِتَّمِئَةِ (4)دابَّةٍ فی مِقدارِ ما یُسرَجُ دابَّةٌ واحِدَةٌ،قالَ:ثُمَّ قالَ ذُو القَرنَینِ:لا،بَل نَمشی إلی خَلیلِ الرَّحمنِ،فَمَشی و مَشی مَعَهُ بَعدَهُ أصحابُهُ حَتَّی التَقَیا (5).

قالَ إبراهیمُ علیه السلام:بِمَ قَطَعتَ الدَّهرَ؟قالَ:بِإِحدی عَشرَةَ کَلِمَةً وهِیَ:

سُبحانَ مَن هُوَ باقٍ لا یَفنی،سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا یَنسی،سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا

ص:167


1- .آل عمران:52 و 53.
2- البقرة:250.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- فی بحار الأنوار:« ستّمئة ألف».
5- فی المصدر:«النقباء»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.

یَسقُطُ،سُبحانَ مَن هُوَ بَصیرٌ لا یَرتابُ،سُبحانَ مَن هُوَ قَیّومٌ لا یَنامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مَلِکٌ لا یُرامُ،سُبحانَ مَن هُوَ عَزیزٌ لا یُضامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا یُری،سُبحانَ مَن هُوَ واسِعٌ لا یَتَکَلَّفُ،سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا یَلهو،سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا یَسهو. (1)

11/3دُعاءُ اولِی الأَلبابِ

إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ * اَلَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ * رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ * فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ . (2)

12/3دُعاءُ المُستَضعَفینَ

وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً . (3)

13/3دُعاءُ أبی ذَرٍّ

221.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أبا ذَرٍّ أتی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَهُ (4)جَبرَئیلُ علیه السلام فی صورَةِ دِحیَةَ الکَلِبیِّ

ص:168


1- .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 122 ح 124، بحار الأنوار:ج 12 ص 195 ح 20.
2- آل عمران:190-195.
3- النساء:75.
4- فی الأمالی للصدوق:«وعنده»بدل«ومعه».

وقَدِ استَخلاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا رَآهُمَا انصَرَفَ عَنهُما ولَم یَقطَع کَلامَهُما،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا مُحَمَّدُ،هذا أبو ذَرٍّ قَد مَرَّ بِنا ولَم یُسَلِّم عَلَینا،أما لَو سَلَّمَ لَرَدَدنا عَلَیهِ،یا مُحَمَّدُ،إنَّ لَهُ دُعاءً یَدعو بِهِ مَعروفاً عِندَ أهلِ السَّماءِ،فَسَلهُ عَنهُ إذا عَرَجتُ إلَی السَّماءِ.

فَلَمَّا ارتَفَعَ جَبرَئیلُ،جاءَ أبو ذَرٍّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مَنَعَکَ یا أبا ذَرٍّ أن تَکونَ سَلَّمتَ عَلَینا حینَ مَرَرتَ بِنا؟

فَقالَ:ظَنَنتُ یا رَسولَ اللّهِ أنَّ الَّذی کانَ مَعَکَ دِحیَةُ الکَلِبیُّ قَدِ استَخلَیتَهُ لِبَعضِ شَأنِکَ.

فَقالَ:ذاکَ جَبرَئیلُ علیه السلام یا أبا ذَرٍّ،وقَد قالَ:أما لَو سَلَّمَ عَلَینا لَرَدَدنا عَلَیهِ.

فَلَمّا عَلِمَ أبو ذَرٍّ أنَّهُ کانَ جَبرَئیلُ علیه السلام دَخَلَهُ مِنَ النَّدامَةِ-حَیثُ لَم یُسَلِّم عَلَیهِ-ما شاءَ اللّهُ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَدعو بِهِ؟فَقَد أخبَرَنی جَبرَئیلُ علیه السلام أنَّ لَکَ دُعاءً تَدعو بِهِ،مَعروفاً فِی السَّماءِ.

فَقالَ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،أقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ بِکَ،وَالتَّصدیقَ بِنَبِیِّکَ،وَالعافِیَةَ مِن جَمیعِ البَلاءِ، وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وَالغِنی عَن شِرارِ النّاسِ. (1)

ص:169


1- .الکافی:ج 2 ص 587 ح 25، الأمالی للصدوق:ص 426 ح 562 [2] کلاهما عن محمّد بن یحیی الخثعمی،بحار الأنوار:ج 22 ص 400 ح 9.

ص:170

الفَصلُ الرّابِعُ:أفضَلُ الدَّعَواتِ

1/4طَلَبُ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب

فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آباءَکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً فَمِنَ النّاسِ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ * أُولئِکَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمّا کَسَبُوا وَ اللّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ . (1)

وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ . (2)

الحدیث

222.کنز العمّال عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَو دَعا بِمِئَةِ دَعوَةٍ،افتَتَحَها وخَتَمَها وتَوَسَّطَها بِ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (3)

223.صحیح البخاری عن أنس: کانَ أکثَرُ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)

ص:171


1- .البقرة:200-202.
2- الأعراف:156.
3- کنز العمّال:ج 2 ص 619 ح 4903 نقلاً عن ابن النجّار.
4- صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6026،صحیح مسلم:ج 4 ص 2070 ح 26،سنن أبی داوود:ج 2 ū ص 85 ح 1519،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 587 ح 1054، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 414 ح 13162، [4]کنز العمّال:ج 7 ص 73 ح 18020.

224.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً (1)-:

رِضوانُ اللّهِ وَالجَنَّةُ فِی الآخِرَةِ،[وَالسَّعَةُ فِی الرِّزقِ] (2)وَالمَعاشِ،وحُسنُ الخُلُقِ فِی الدُّنیا. (3)

225.السنن الکبری عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا سَلمانَ الخَیرَ فَقالَ:إنَّ نَبِیَّ اللّهِ یُریدُ أن یَمنَحَکَ کَلِماتٍ تَسأَ لُهُنَّ الرَّحمنَ،وتَرغَبُ إلَیهِ فیهِنَّ،وتَدعو بِهِنَّ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ، قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صِحَّةً فی إیمانٍ،وإیماناً فی خُلُقٍ حَسَنٍ،ونَجاحاً یَتبَعُهُ فَلاحٌ، ورَحمَةً مِنکَ وعافِیَةً،ومَغفِرَةً مِنکَ ورِضواناً. (4)

226.الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یُقالَ لَهُ شَیبَةُ الهُذَیلِ (5)،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی شَیخٌ قَد کَبِرَ سِنّی وضَعُفَت قُوَّتی عَن عَمَلٍ کُنتُ قَد عَوَّدتُهُ نَفسی مِن صَلاةٍ وصِیامٍ وحَجٍّ وجِهادٍ،فَعَلِّمنی یا رَسولَ اللّهِ کَلاماً یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ،وخَفِّف عَلَیَّ یا رَسولَ اللّهِ، فَقالَ:أعِد،فَأَعادَ ثَلاثَ مَرّاتٍ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما حَولَکَ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ (6)إلّا وقَد بَکَت مِن رَحمَتِکَ،فَإِذا صَلَّیتَ الصُّبحَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ:«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»؛فَإِنَّ اللّهَ یُعافیکَ بِذلِکَ مِنَ العَمی

ص:172


1- .البقرة:201.
2- أثبتنا ما بین المعقوفین من کتاب من لا یحضره الفقیه ومعانی الأخبار.
3- الکافی:ج 5 ص 71 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 327 ح 900،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 156 ح 3566،معانی الأخبار:ص 175 ح 1 کلّها عن جمیل بن صالح،بحار الأنوار:ج 95 ص 348 ح 2.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 9 ح 9849 و ص 146 ح 10404، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 206 ح 8279، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 704 ح 1919،مسند إسحاق بن راهویه:ج 1 ص 336 ح 327،کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3656.
5- فی المصادر الاُخری:«شیبَةُ الهُذَلِیُّ».
6- المَدَرُ:الطین المتماسک (النهایة:ج 4 ص 309«مدر»).

وَالجُنونِ وَالجُذامِ وَالفَقرِ وَالهَرَمِ.

فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هذا لِلدُّنیا فَما لِلآخِرَةِ؟

فَقالَ:تَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ:«اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ، وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ».

قالَ:فَقَبَضَ عَلَیهِنَّ بِیَدِهِ ثُمَّ مَضی،فَقالَ رَجُلٌ لِابنِ عَبّاسٍ:شَدَّ ما (1)قَبَضَ عَلَیها خالُکَ.

قالَ:فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أما أنَّهُ إن وافی بِها یَومَ القِیامَةِ لَم یَدَعها مُتَعَمِّداً،فَتَحَ اللّهُ لَهُ ثَمانِیَةَ أبوابٍ مِن أبوابِ الجَنَّةِ،یَدخُلُ مِن أیِّها شاءَ. (2)

227.الإمام الرضا علیه السلام:

یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)

228.کشف الغمة عن أبی هاشم الجعفریّ: کَتَبَ إلَیهِ [أی إلی أبی مُحَمَّدٍ العَسکَرِیِّ علیه السلام ] بَعضُ مَوالیهِ یَسأَ لُهُ أن یُعَلِّمَهُ دُعاءً فَکَتَبَ إلَیهِ أنِ ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ المُبصِرینَ،ویا عِزَّ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ، ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَوسِع لی فی رِزقی،ومُدَّ لی فی عُمُری،وَامنُن عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ ولا تَستَبدِل بی غَیری.

قالَ أبو هاشِمٍ:فَقُلتُ فی نَفسی:اللّهُمَّ اجعَلنی فی حِزبِکَ وفی زُمرَتِکَ.

ص:173


1- .فی المصادر الاُخری:«ما أشدّ ما».
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 106 ح 404،ثواب الأعمال:ص 191 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 110 ح 85 کلّها عن سلام المکّی،روضة الواعظین:ص 521، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 19 ح 18.
3- الکافی:ج 2 ص 579 ح 9 عن إبراهیم بن أبی البلاد عن عمّه.

فَأَقبَلَ عَلَیَّ أبو مُحَمَّدٍ فَقالَ:أنتَ فی حِزبِهِ وفی زُمرَتِهِ إذ کُنتَ بِاللّهِ مُؤمِناً،ولِرَسولِهِ مُصَدِّقاً،ولِأَولِیائِهِ عارِفاً،ولَهُم تابِعاً،فَأَبشِر ثُمَّ أبشِر. (1)

2/4طَلَبُ قُرَّةِ العَینِ فِی الأَهلِ وَالوَلَدِ

رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (2)

3/4طَلَبُ قَبولِ الأَعمالِ

رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (3)

4/4طَلَبُ العِصمَةِ مِنَ الفِتنَةِ

رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ نَجِّنا بِرَحْمَتِکَ مِنَ الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (4)

رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (5)

5/4طَلَبُ العِصمَةِ مِنَ الزِّیغِ

229.الإمام الصادق علیه السلام: أکثِروا مِن أن تَقولوا: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا (6)ولا تَأمَنُوا الزَّیغَ (7). (8)

ص:174


1- .کشف الغمة:ج 3 ص 211، إعلام الوری:ج 2 ص 142، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 439، [3]بحار الأنوار:ج 50 ص 298 ح 72.
2- الفرقان:74.
3- البقرة:127.
4- یونس:85 و 86.
5- الممتحنة:5.
6- آل عمران:8.
7- الزَّیغُ:المَیلُ عن الاستقامة ( مفردات ألفاظ القرآن:ص 387«زیغ»).
8- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 164 ح 9 عن سماعة بن مهران،بحار الأنوار:ج 94 ص 181 ح 8.

230.الکافی عن الفضل بن یونس،عن أبی الحسن علیه السلام،قال: قالَ لی:أکثِر مِن أن تَقولَ:«اللّهُمَّ لا تَجعَلنی مِنَ المُعارینَ (1)ولا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ».

قالَ:قُلتُ:أمَّا المُعارونَ فَقَد عَرَفتُ أنَّ الرَّجُلَ یُعارُ الدّینَ،ثُمَّ یَخرُجُ مِنهُ،فَما مَعنی:لا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ؟

فَقالَ:کُلُّ عَمَلٍ تُریدُ بِهِ اللّهَ عز و جل فَکُن فیهِ مُقَصِّراً عِندَ نَفسِکَ،فَإِنَّ النّاسَ کُلَّهُم فی أعمالِهِم فیما بَینَهُم وبَینَ اللّهِ مُقَصِّرونَ إلّامَن عَصَمَهُ اللّهُ عز و جل. (2)

6/4طَلَبُ ثَباتِ القَدَمِ

الکتاب

رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (3)

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (4)

رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (5)

الحدیث

231.سنن النسائی عن شدّاد بن أوس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی صَلاتِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،

ص:175


1- .المُعارُ-علی البناء للمفعول-:من الإعارة،یعنی بهم:الذین یکون الإیمان عاریّة عندهم غیر مستقر فی قلوبهم ولا ثابت فی صدورهم کما فسّره الراوی (الوافی:ج 4 ص 299).
2- الکافی:ج 2 ص 73 ح 4 وص 579 ح 7،بحار الأنوار:ج 71 ص 233 ح 14.
3- البقرة:250.
4- آل عمران:147.
5- الأعراف:126.

وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ. (1)

7/4طَلَبُ دَوامِ الهِدایَةِ

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالِّینَ . (2)

رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)

راجع:ص394 (طلب الهدایة ودوامها).

8/4طَلَبُ الرَّحمَةِ وَالرُّشدِ

رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (4)

9/4طَلَبُ تَمامِ النّورِ

رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ . (5)

10/4طَلَبُ دَرَجَةِ الشُّهودِ

رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (6)

ص:176


1- .سنن النسائی:ج 3 ص 54،سنن الترمذی:ج 5 ص 476 ح 3407،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 80 ح 17133، صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 310 ح 1974،الدعاء للطبرانی:ص 201 ح 627،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3635.
2- الفاتحة:6 و 7.
3- آل عمران:8.
4- الکهف:10.
5- التحریم:8.
6- آل عمران:53.

رَبَّنا آمَنّا فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)

11/4طَلَبُ التَّوَفّی مَعَ الأَبرارِ

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ . (2)

رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (3)

12/4طَلَبُ النَّجاةِ مِنَ النّارِ

رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً . (4)

رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ . (5)

رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ . (6)

13/4طَلَبُ التَّفَقُّهِ فِی الدّینِ ولِسانِ الصِّدقِ فِی الآخِرینَ

الکتاب

رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ . (7)

ص:177


1- .المائدة:82.
2- آل عمران:193.
3- یوسف:101.
4- الفرقان:65.
5- آل عمران:191 و 192.
6- آل عمران:194.
7- الشعراء:83 و 84.

الحدیث

232.الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثٌ لَم یُسأَلِ اللّهُ عز و جل بِمِثلِهِنَّ،أن تَقولَ:

اللّهُمَّ فَقِّهنی فِی الدّینِ،وحَبِّبنی إلَی المُسلِمینَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فِی الآخِرینَ. (1)

14/4جَوامِعُ الدَّعَواتِ

الف-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

233.سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَستَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ،ویَدَعُ ما سِوی ذلِکَ. (2)

234.صحیح مسلم عن أبی مالک عن أبیه: إنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ، کَیفَ أقولُ حینَ أسأَلُ رَبّی؟

قالَ:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وعافِنی وَارزُقنی»،ویَجمَعُ أصابِعَهُ إلَّاالإِبهامَ؛ فَإِنَّ هؤُلاءِ تَجمَعُ لَکَ دُنیاکَ وآخِرَتَکَ. (3)

235.مسند ابن حنبل عن أبی امامة: خَرَجَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَوَکِّئٌ عَلی عَصا...فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَدعُوَ اللّهَ لَنا فَقالَ:

اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا،وَارضَ عَنّا وتَقَبَّل مِنّا،وأَدخِلنَا الجَنَّةَ ونَجِّنا مِنَ النّارِ،

ص:178


1- .الأمالی للطوسی:ص 303 ح 603 عن أبی قتادة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 5.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 77 ح 1482،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 484 ح 25205، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 723 ح 1978 وفیهما«یعجبه»بدل«یستحبّ»،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 23 ح 4 وفیه«یحبّ»بدل«یستحبّ»،کنز العمّال:ج 7 ص 73 ح 18021 وج 2 ص 623 ح 4919.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2073 ح 36،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1264 ح 3845،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 381 ح 15877 و ج 10 ص 346 ح 27281 وفیهما«واهدنی»بدل«عافنی»،المصنف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 27 ح 7،المعجم الکبیر:ج 8 ص 317 ح 8185،کنز العمّال:ج 2 ص 698 ح 5117.

وأَصلِح لَنا شَأنَنا کُلَّهُ.

فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَزیدَنا فَقالَ[ صلی الله علیه و آله ]:قَد جَمَعتُ لَکُمُ الأَمرَ. (1)

236.سنن الترمذی عن أبی امامة: دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً.قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،دَعَوتَ بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً !

فَقالَ:ألا أدُلُّکُم عَلی ما یَجمَعُ ذلِکَ کُلَّهُ؟نَقولُ:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَنتَ المُستَعانُ وعَلَیکَ البَلاغُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)

237.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قامَ فَدَعا بِدُعاءٍ لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَهُ، وَاستَعاذَ استِعاذَةً لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَها،فَقالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ:کَیفَ لَنا یا رَسولَ اللّهِ أن نَدعُوَ بِمِثلِ ما دَعَوتَ،وأَن نَستَعیذَ کَمَا استَعَذتَ؟فَقال:قولوا:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ،ونَستَعیذُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ. (3)

238.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (4)

ص:179


1- .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 278 ح 22243،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1261 ح 3836،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 55 ح 2،الدعاء للطبرانی:ص 425 ح 1442،کنز العمّال:ج 2 ص 621 ح 4911.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 537 ح 3521، الأدب المفرد:ص 203 ح 679، [2]المعجم الکبیر:ج 8 ص 192 ح 7791 کلاهما نحوه،الأذکار المنتخبة:ص 346،کنز العمّال:ج 2 ص 193 ح 3708.
3- المعجم الأوسط:ج 7 ص 240 ح 7386،المعجم الصغیر:ج 2 ص 151،الدعاء للطبرانی:ص 425 ح 1444،کنز العمّال:ج 2 ص 222 ح 3852 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق.
4- الدعاء للطبرانی:ص 422 ح 1428،المعجم الکبیر:ج 2 ص 252 ح 2058،مسند الطیالسی:ص 106 ū ح 785 کلاهما عن جابر بن سمرة،کنز العمّال:ج 2 ص 178 ح 3623.

239.مسند إسحاق بن راهویه عن جَبر بن حبیب: سَمِعتُ امَّ کُلثومٍ بِنتَ عَلِیٍّ علیه السلام تُحَدِّثُ عَن عائِشَةَ،أنَّ أبا بَکرٍ دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِیُکَلِّمَهُ-وعائِشَةُ تُصَلّی-فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عائِشَةُ ! عَلَیکِ بِالجَوامِعِ وَالکَوامِلِ،قولی:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِمَّا استَعاذَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.اللّهُمَّ ما قَضَیتَ لی مِن قَضاءٍ فَاجعَل عاقِبَتَهُ لی رُشداً (1). (2)

240.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ، وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ بِعَونِکَ مِنَ النّارِ. (3)

241.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن تَوَکَّلَ عَلَیکَ فَکَفَیتَهُ،وَاستَهداکَ فَهَدَیتَهُ،وَاستَنصَرَکَ فَنَصَرتَهُ. (4)

242.سنن الترمذی عن شدّاد بن أوس -لِرَجُلٍ مِن بَنی حَنظَلَةَ-:ألا اعَلِّمُکَ ما کانَ رَسولُ

ص:180


1- .الرُّشدُ:الصلاحُ وهو خلاف الغَیِّ والضّلال (المصباح المنیر،ص 227« رشد»).
2- مسند إسحاق بن راهویه:ج 2 ص 590 ح 1165،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 482 ح 25191 وص 458 ح 25073،الأدب المفرد:ص 192 ح 639، [3]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1264 ح 3846،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 703 ح 1914،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 284 ح 4456،مسند الطیالسی:ص 219 ح 1569 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 238 ح 3916 وص 683 ح 5067.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 706 ح 1925،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 337 ح 4،الأذکار المنتخبة:ص 387 ح 1043 کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3680.
4- التوکّل علی اللّه لابن أبی الدنیا:ص 38 ح 4،الفردوس:ج 1 ص 472 ح 1924 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 693 ح 5106.

اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا أن نَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وأَسأَ لُکَ عَزیمَةَ الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ لِساناً صادِقاً وقَلباً سَلیماً،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ مِمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)

243.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِشَدّادِ بنِ أوسٍ-:یا شَدّادَ بنَ أوسٍ،إذا کَنَزَ النّاسُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ فَاکنِز هؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا کَرباً إلّانَفَّستَهُ،ولا ضُرّاً إلّا کَشَفتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا عَدُوّاً إلّاأهلَکتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّا قَضَیتَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

244.المستدرک علی الصحیحین عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا کَلِماتٍ کَما یُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ:

اللّهُمَّ ألِّف بَینَ قُلوبِنا،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاهدِنا سُبُلَ السَّلامِ،ونَجِّنا مِنَ الظُّلُماتِ إلَی النّورِ،وجَنِّبنَا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وبارِک لَنا فی أسماعِنا وأَبصارِنا

ص:181


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 476 ح 3407، سنن النسائی:ج 3 ص 54،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 80 ح 17133 [2] وص 76 ح 17113،صحیح ابن حبان:ج 5 ص 310 ح 1974،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3635.
2- الدعاء للطبرانی:ص 202 ح 632،صحیح ابن حبان:ج 3 ص 216 ح 935،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 688 ح 1872،المعجم الکبیر:ج 7 ص 279 ح 7135 کلّها عن شدّاد بن أوس نحوه ولیس فیها ذیله من«اللّهُمَّ لا تدع لی»،کنز العمّال:ج 2 ص 237 ح 3913.

وقُلوبِنا وأَزواجِنا وذُرِّیّاتِنا،وتُب عَلَینا إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،وَاجعَلنا شاکِرینَ لِنِعَمِکَ،مُثنینَ بِها عَلیکَ قابِلینَ لَها،وأَتِمَّها عَلَینا. (1)

245.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أتُحِبّونَ أن تَجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ؟قولوا:

اللّهُمَّ أعِنّا عَلی شُکرِکَ وذِکرِکَ،وحُسنِ عِبادَتِکَ. (2)

246.المستدرک علی الصحیحین عن عمران بن حصین عن أبیه: أنَّهُ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قَبلَ أن یُسلِمَ،فَلَمّا أرادَ أن یَنصَرِفَ قالَ:ما أقولُ؟قالَ:قُل:«اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری»،فَقالَها،ثُمَّ انصَرَفَ ولَم یُسلِم.

ثُمَّ أسلَمَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَما أقولُ الآنَ وقَد أسلَمتُ؟قالَ:قُل:

اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری،اللّهُمَّ اغفِر لی ما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما أخطَأتُ وما عَمَدتُ،وما عَلِمتُ وما جَهِلتُ. (3)

247.البلد الأمین (4): دُعاءٌ عَظیمٌ (5)مَروِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

ص:182


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 397 ح 977،سنن أبی داوود:ج 1 ص 254 ح 969،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 277 ح 996،المعجم الکبیر:ج 10 ص 191 ح 10426،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3677.
2- مسند ابن حنبل:ج 3 ص 160 ح 7987، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 677 ح 1838 کلاهما عن أبی هریرة،الفردوس:ج 1 ص 422 ح 1717،کنز العمّال:ج 2 ص 685 ح 5073.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 691 ح 1880،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 227 ح 20012، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 181 ح 899،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 55 ح 3 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 687 ح 5083.
4- فی مستدرک الوسائل نقلاً عن المصدر:عن النبیّ صلی الله علیه و آله،قال:«مَن جَعَلَ هذَا الدُّعاءَ فی کَفَنِهِ شَهِدَ لَهُ عِندَ اللّهِ أنَّهُ وَفی بِعَهدِهِ،ویُکفی مُنکَراً ونَکیراً،وتَحُفُّهُ المَلائِکَةُ عَن یَمینِهِ وشِمالِهِ ویُبَشِّرونَهُ بِالوِلدانِ وَالحورِ ویُجعَلُ فی أعلی عِلِّیِّینَ،ویُبنی لَهُ بَیتٌ فِی الجَنَّةِ مِن لُؤلُؤَةٍ بَیضاءَ یُری باطِنُها مِن ظاهِرِها وظاهِرُها مِن باطِنِها،لَها مِئَةُ ألفِ بابٍ،ویُعطیهِ اللّهُ مِئَةَ ألفِ مَدینَةٍ،فی کُلِّ مَدینَةٍ مِئَةُ ألفِ دارٍ،فی کُلِّ دارٍ مِئَةُ ألفِ حُجرَةٍ،عَلی کُلِّ حُجرَةٍ مِئَةُ ألفِ غُرفَةٍ،وفی کُلِّ غُرفَةٍ مِئَةُ ألفِ سَریرٍ،وعَلی کُلِّ سَریرٍ مِئَةُ ألفِ فِراشٍ،وعَلی کُلِّ فِراشٍ حورِیَّةٌ عَلَیها مِئَةُ ألفِ حُلَّةٍ،فی کُلِّ حُلَّةٍ مِئَةُ ألفِ لَونٍ،مَعَ کُلِّ حورِیَّةٍ کَأسٌ مِن شَرابِ الجَنَّةِ،ویَقودُهُ المَلائِکَةُ عَلی ناقَةٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ،ویَنظُرُ اللّهُ تَعالی إلَیهِ مِن فَوقِ عَرشِهِ ویَقولُ:یا عَبدی،أنا عَنکَ راضٍ.ویَکونُ مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وفی جِوارِهِ»الخبر (مستدرک الوسائل:ج 2 ص 235 ح 1877). [4]ولا یوجد فی الطبعة المعتمدة للبلد الأمین.
5- فی المصباح للکفعمی:« ومن ذلک دعاء الحمید مروی عن النبی صلی الله علیه و آله».

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،وَدودٌ شَکورٌ کَریمٌ،وَفِیٌّ مَلِیٌّ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَوّابٌ وَهّابٌ سَریعُ الحِسابِ،جَلیلٌ عَزیزٌ مُتَکَبِّرٌ،خالِقٌ بارِئٌ مُصَوِّرٌ،واحِدٌ أحَدٌ،قادِرٌ قاهِرٌ.

اللّهُمَّ لا یَنفَدُ ما وَهَبتَ،ولا یُرَدُّ ما مَنَعتَ،فَلَکَ الحَمدُ کَما خَلَقتَ وصَوَّرتَ وقَضَیتَ،وأَضلَلتَ وهَدَیتَ،وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ،وأَفقَرتَ وأَغنَیتَ،وأَمرَضتَ وشَفَیتَ،وأَطعَمتَ وسَقَیتَ،لَکَ الحَمدُ فی کُلِّ ما قَضَیتَ،ولا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ.یا واسِعَ النَّعماءِ،یا کَریمَ الآلاءِ،یا جَزیلَ العَطاءِ،یا قاضِیَ القَضاءِ، یا باسِطَ الخَیراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا رافِعَ الدَّرَجاتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ وَالآیاتِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.

اللّهُمَّ إنَّکَ غافِرُ الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ،شَدیدُ العِقابِ ذُو الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ إلَیکَ المَصیرُ،وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُکَ،ولا رادَّ لِأَمرِکَ،ولا مُعَقِّبَ لِحُکمِکَ،بَلَغَت حُجَّتُکَ ونَفَذَ أمرُکَ،وبَقیتَ أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ فی أمرِکَ،ولا تُخَیِّبُ سائِلَکَ إذا سَأَلَکَ، أسأَ لُکَ بِحَقِّ السّائِلینَ إلَیکَ الطّالِبینَ ما عِندَکَ،أسأَ لُکَ یا رَبِّ بِأَحَبِّ السّائِلینَ إلَیکَ، وبِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِها أعطَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی إذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ،وإذا اقسِمَ عَلَیکَ بِهِ کَفَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَکفِیَنا ما أهَمَّنا وما لَم یُهِمَّنا مِن أمرِ دینِنا ودُنیانا وآخِرَتِنا،وتَعفُوَ عَنّا وتَغفِرَ لَنا وتَقضِیَ حَوائِجَنا.

اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذینَ إذا حَدَّثوا صَدَقوا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا،وإذا سُئِلوا أعطَوا،

ص:183

وإذا سُلِبوا صَبَروا،وإذا عاهَدوا وافَوا،وإذا غَضِبوا غَفَروا،وإذا جَهِلوا رَجَعوا،وإذا ظُلِموا لَم یَظلِموا، وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً * وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً * وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً . (1)

اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ (2).اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِلمِکَ لِجَهلِنا،ومِن قُوَّتِکَ لِضَعفِنا،ومِن غِناکَ لِفَقرِنا.اللّهُمَّ لا تَکِلنا إلی أنفُسِنا طَرفَةَ عَینٍ ولا أقَلَّ مِن ذلِکَ،ولا تَرُدَّنا إلی أعقابِنا،ولا تُزِلَّ أقدامَنا ولا تُزِغ قُلوبَنا،ولا تُدحِض حُجَّتَنا،ولا تَمحُ مَعذِرَتَنا،ولا تُعَسِّر عَلَینا سَعیَنا،ولا تُشمِت بِنا أعداءَنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا سُلطاناً مُخیفاً،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (3)

اللّهُمَّ لا تُؤمِنّا مَکرَکَ،ولا تَکشِف عَنّا سِترَکَ،ولا تَصرِف عَنّا وَجهَکَ،ولا تُحلِل عَلَینا غَضَبَکَ،ولا تُنَحِّ عَنّا کَرَمَکَ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ مِنَ الصّالِحینَ الأَخیارِ،وَارزُقنا ثَوابَ دارِ القَرارِ،وَاجعَلنا مِنَ الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،ووَفِّقنا فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل لَنا مَوَدَّةً فی قُلوبِ المُؤمِنینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ کَمَا اجتَبَیتَ آدَمَ وتُبتَ عَلَیهِ تُب عَلَینا،وکَما رَضیتَ عَن إسحاقَ فَارضَ عَنّا، وکَما صَبَّرتَ إسماعیلَ عَلَی البَلاءِ فَصَبِّرنا،وکَما کَشَفتَ الضُّرَّ عَن أیّوبَ فَاکشِف ضُرَّنا، وکَما جَعَلتَ لِسُلَیمانَ زُلفی وحُسنَ مَآبٍ فَاجعَل لَنا،وکَما أعطَیتَ موسی وهارونَ سُؤلَهُما فَأَعطِنا،وکَما رَفَعتَ إدریسَ مَکاناً عَلِیّاً فَارفَعنا،وکَما أدخَلتَ إلیاسَ وَالیَسَعَ وذَا الکِفلِ وذَا القَرنَینِ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا،وکَما رَبَطتَ عَلی قُلوبِ أهلِ الکَهفِ إِذْ

ص:184


1- .الفرقان:63-66.
2- البقرة:156.
3- الفرقان:74.

قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (1)،ونَحنُ نَقولُ کَذلِکَ فَاربِط عَلی قُلوبِنا،وکَما دَعاکَ زَکَرِیّا فَاستَجَبتَ لَهُ فَاستَجِب لَنا،وکَما أیَّدتَ عیسی بِروحِ القُدُسِ فَأَیِّدنا بِما تُحِبُّ وتَرضی،وکَما غَفَرتَ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وکَفِّر عَنّا سَیِّئاتِنا ما قَدَّمنا وما أخَّرنا وما أسرَرنا وما أعلَنّا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ وجَمیعَ المُؤمِنینَ مِن عِبادِکَ العالِمینَ العامِلینَ الخاشِعینَ المُتَّقینَ المُخلِصینَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)

ب-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

248.الکافی عن أبی حمزة: أخَذتُ هذَا الدُّعاءَ عن أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،قالَ:وکانَ أبو جَعفَرٍ یُسَمّیهِ الجامِعَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،آمَنتُ بِاللّهِ وبِجَمیعِ رُسُلِهِ،وبِجَمیعِ ما أنزَلَ بِهِ عَلی جَمیعِ الرُّسُلِ (3)،وأَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ،ولِقاءَهُ حَقٌّ،وصَدَقَ اللّهُ،وبَلَّغَ المُرسَلونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وسُبحانَ اللّهِ کُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُسَبَّحَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُحمَدَ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُهَلَّلَ،وَاللّهُ أکبَرُ کُلَّما کَبَّرَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُکَبَّرَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ وسَوابِغَهُ،وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ،وما بَلَغَ عِلمَهُ عِلمی وما قَصُرَ عَن إحصائِهِ حِفظی.

اللّهُمَّ انهَج إلَیَّ أسبابَ مَعرِفَتِهِ،وَافتَح لی أبوابَهُ،وغَشِّنی بِبَرَکاتِ رَحمَتِکَ،ومُنَّ عَلَیَّ

ص:185


1- .الکهف:14.
2- البلد الأمین:ص 350، المصباح للکفعمی:ص 356.
3- فی المصادر الاُخری:«وبِجمیعِ ما انزِلَت بِهِ جَمیعُ رُسُلِ اللّه»،وهو الأنسب.

بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزالَةِ عَن دینِکَ،وطَهِّر قَلبی مِنَ الشَّکِّ،ولا تَشغَل قَلبی بِدُنیایَ وعاجِلِ مَعاشی عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتی،وَاشغَل قَلبی بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّی جَهلَهُ،وذَلِّل لِکُلِّ خَیرٍ لِسانی،وطَهِّر قَلبی مِنَ الرِّیاءِ،ولا تُجرِهِ فی مَفاصِلی،وَاجعَل عَمَلی خالِصاً لَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ وأَنواعِ الفَواحِشِ کُلِّها،ظاهِرِها وباطِنِها،وغَفَلاتِها وجَمیعِ ما یُریدُنی بِهِ الشَّیطانُ الرَّجیمُ،وما یُریدُنی بِهِ السُّلطانُ العَنیدُ،مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ وأَنتَ القادِرُ عَلی صَرفِهِ عَنّی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن طَوارِقِ الجِنِّ وَالإِنسِ وزَوابِعِهِم وبَوائِقِهِم (1)ومَکائِدِهِم،ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَن استَزَلَّ (2)عَن دینی فَتَفسُدَ عَلَیَّ آخِرَتی،وأَن یَکونَ ذلِکَ مِنهُم ضَرَراً عَلَیَّ فی مَعاشی،أو یَعرِضُ بَلاءٌ یُصیبُنی مِنهُم لا قُوَّةَ لی بِهِ،ولا صَبرَ لی عَلَی احتِمالِهِ،فَلا تَبتَلِنی یا إلهی بِمُقاساتِهِ فَیَمنَعَنی ذلِکَ عَن ذِکرِکَ،ویَشغَلَنی عَن عِبادَتِکَ، أنتَ العاصِمُ المانِعُ وَالدّافِعُ الواقی مِن ذلِکَ کُلِّهِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرَّفاهِیَةَ فی مَعیشَتی ما أبقَیتَنی،مَعیشَةً أقوی بِها عَلی طاعَتِکَ وأَبلُغُ بِها رِضوانَکَ،وأَصیرُ بِها إلی دارِ الحَیَوانِ غَداً،ولا تَرزُقنی رِزقاً یُطغینی،ولا تَبتَلِنی بِفَقرٍ أشقی بِهِ مُضَیَّقاً عَلَیَّ،أعطِنی حَظّاً وافِراً فی آخِرَتی،ومَعاشاً واسِعاً هَنیئاً مَریئاً فی دُنیایَ،ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً،ولا تَجعَل فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أجِرنی مِن فِتنَتِها، وَاجعَل عَمَلی فیها مَقبولاً،وسَعیی فیها مَشکوراً.

اللّهُمَّ ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَأَرِدهُ بِمِثلِهِ،ومَن کادَنی فیها فَکِدهُ،وَاصرِف عَنّی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَامکُر بِمَن مَکَر بی،فَإِنَّکَ خَیرُ الماکِرینَ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ الظَّلَمَةِ،وَالطُّغاةِ وَالحَسَدَةِ،اللّهُمَّ وأَنزِل عَلَیَّ مِنکَ السَّکینَةَ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،

ص:186


1- .بَوَائِقُهُ:أی غوائله وشروره (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).
2- استزَلَّهُ:أی حمله علی الزلل،وهو الخطأ والذنب (مجمع البحرین:ج 2 ص 779«زلل»).

وَاحفَظنی بِسِترکِ الواقی،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ النّافِعَةَ،وصَدِّق قَولی وفَعالی،وبارِک لی فی وَلَدی وأَهلی ومالی،اللّهُمَّ ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ وما تَوانَیتُ، وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ،فَاغفِرهُ لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

249.الإمام الباقر علیه السلام: قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ سوءٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی اموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (2)

ج-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

250.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مِن أجمَعِ الدُّعاءِ أن یَقولَ العَبدُ الاِستِغفارَ. (3)

251.عنه علیه السلام: إنَّ مِن أوجَزِ الدُّعاءِ وأَبلَغِهِ أن یَقولَ:

یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (4)

252.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،وأَنتَ العَزیزُ الحَکیمُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ (5)عَلَیهِم

ص:187


1- .الکافی:ج 2 ص 587 ح 26، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 76 ح 234،المقنعة:ص 178، [2]مصباح المتهجد:ص 548 ح 640، [3]الإقبال:ج 1 ص 107، [4]بحار الأنوار،ج 94 ص 268 ح 3.
2- الکافی:ج 2 ص 578 ح 3 عن زرارة.
3- الدعوات:ص 49 ح 119،بحار الأنوار:ج 95 ص 163 ح 17.
4- الدعوات:ص 45 ح 112،بحار الأنوار:ج 95 ص 162 ح 17.
5- فی المصادر الاُخری:«والسلام علیه وعلیهم».

ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)

253.الإقبال عن یونس بن ظبیان: کُنتُ عِندَ مَولایَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذ دَخَلَ عَلَینَا المُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ فی رَجَبٍ،فَتَذاکَرُوا الدُّعاءَ فیهِ،فَقالَ المُعَلّی:یا سَیِّدی عَلِّمنی دُعاءً یَجمَعُ کُلَّ ما أودَعَتهُ الشّیعَةُ فی کُتُبِها،فَقالَ:قُل یا مُعَلّی:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صَبرَ الشّاکِرینَ لَکَ،وعَمَلَ الخائِفینَ مِنکَ،ویَقینَ العابِدینَ لَکَ، اللّهُمَّ أنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وأَ نَا عَبدُکَ البائِسُ الفَقیرُ،وأَنتَ الغَنِیُّ الحَمیدُ،وأَ نَا العَبدُ الذَّلیلُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن بِغِناکَ عَلی فَقری،وبِحِلمِکَ عَلی جَهلی، وبِقُوَّتِکَ عَلی ضَعفی،یا قَوِیُّ یا عَزیزُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

ثُمَّ قالَ:یا مُعَلّی،وَاللّهِ،لَقَد جَمَعَ لَکَ هذَا الدُّعاءُ ما کانَ مِن لَدُن إبراهیمَ الخَلیلِ إلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)

254.الکافی عن علیّ بن زیاد: کَتَبَ عَلِیُّ بنُ بَصیرٍ یَسأَ لُهُ (3)أن یَکتُبَ لَهُ فی أسفَلِ کِتابِهِ دُعاءً یُعَلِّمُهُ إیّاهُ یَدعو بِهِ فَیُعصَمُ بِهِ مِنَ الذُّنوبِ جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ.

فَکَتَبَ علیه السلام بِخَطِّهِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ القَبیحَ،ولَم یَهتِکِ السِّترَ عَنّی، یا کَریمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا

ص:188


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 71 ح 229،مصباح المتهجّد:ص 542 ح 629،الإقبال:ج 1 ص 81، بحار الأنوار:ج 97 ص 359 ح 1.
2- الإقبال:ج 3 ص 210، مصباح المتهجّد:ص 802 ح 864،المصباح للکفعمی:ص 699 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 389 ح 1.
3- الحدیث مضمر.

صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ویا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئَ کُلِّ نِعمَةٍ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا مَولاه یا غِیاثاه،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ أن لا تَجعَلَنی فِی النّارِ.

ثُمَّ تَسأَلُ ما بَدا لَکَ. (1)

255.الکافی عن عمرو بن أبی المقدام: أملی عَلَیَّ هذَا الدُّعاءَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ جامِعٌ لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ:تَقولُ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَیهِ:

اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الکَریمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ القَهّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَلِکُ الجَبّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحیمُ الغَفّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ شَدیدُ المِحالِ (2)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الکَبیرُ المُتعالُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ السَّمیعُ البَصیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَنیعُ القَدیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الشَّکورُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَمیدُ المَجیدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الوَدودُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَنّانُ المَنّانُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الدَّیّانُ (3)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الجَوادُ الماجِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ الأَحَدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغائِبُ الشّاهِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الظّاهِرُ الباطِنُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ.

تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ،رَبَّنا وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجَهَتُکَ خَیرُ الجِهاتِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطایا وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ،تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ السّوءَ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ،وتَعفو عَنِ الذُّنوبِ،لا تُجازی

ص:189


1- .الکافی:ج 2 ص 578 ح 4، فلاح السائل:ص 345 ح 231، [2]بحار الأنوار:ج 87 ص 80.
2- المِحَال:القوّة والشِدّة،وقیل:الکید والمکر (النهایة:ج 4 ص 303«محل»).
3- الدَّیّان:قیل:هو القهّار.وقیل:هو الحاکم والقاضی،وهو فعّال،من دان الناسَ:أی قهرهم علی الطاعة(النهایة:ج 2 ص 148« دین»).

أیادیکَ،ولا تُحصی نِعَمُکَ،ولا یَبلُغُ مِدحَتَکَ قَولُ قائِلٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل فَرَجَهُم وروحَهُم وراحَتَهُم وسُرورَهُم، وأَذِقنی طَعمَ فَرَجِهِم،وأَهلِک أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ، وَاجعَلنی مِنَ الَّذین صَبَروا وعَلی رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ،وثَبِّتنی بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ،وبارِک لی فِی المَحیا وَالمَماتِ،وَالمَوقِفِ وَالنُّشورِ،وَالحِسابِ وَالمیزانِ، وأَهوالِ یَومِ القِیامَةِ،وسَلِّمنی عَلَی الصِّراطِ،وأَجِزنی عَلَیهِ،وَارزُقنی عِلماً نافِعاً، ویَقیناً صادِقاً،وتُقیً وبِرّاً ووَرَعاً وخَوفاً مِنکَ،وفَرَقاً یُبَلِّغُنی مِنکَ زُلفی،ولا یُباعِدُنی عَنکَ،وأَحبِبنی ولا تُبغِضنی،وتَوَلَّنی ولا تَخذُلنی،وأَعطِنی من جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَجِرنی مِنَ السُّوءِ کُلِّهِ بِحَذافیرِهِ (1)،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (2)

د-الجَوامِعُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

256.الکافی عن هلقام بن أبی هلقام: أتَیتُ أبا إبراهیمَ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ عَلِّمنی دُعاءً جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ وأَوجِز.فَقالَ:قُل فی دُبُرِ الفَجرِ إلی أن تَطلُعَ الشَّمسُ:

سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ. (3)

257.الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهیمَ إلی أبِی الحَسَنِ علیه السلام:إن رَأَیتَ یا سَیِّدی أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فی دُبُرِ صَلَواتی یَجمَعُ اللّهُ لی بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

فَکَتَبَ علیه السلام:تَقولُ:

ص:190


1- .بحذافیره:بأسْرِهِ،أو بجوانبه (القاموس المحیط:ج 2 ص 7«حذفر»).
2- الکافی:ج 2 ص 583 ح 18.
3- الکافی:ج 2 ص 550 ح 12،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 328 ح 962،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 34 ح 2075،بحار الأنوار:ج 86 ص 131 ح 7.

أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،مِن شَرِّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِن شَرِّ الأَوجاعِ کُلِّها. (1)

258.الکافی عن الحسین: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام دُعاءً وأَ نَا خَلفَهُ،فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وَاسمِکَ العَظیمِ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وبِقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

قالَ:وکَتَبَ إلَیَّ رُقعَةً بِخَطِّهِ،قُل:

یا مَن عَلا فَقَهَرَ،وبَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،ویا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

ثُمَّ قُل:

یا لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی،بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی.

وکَتَبَ إلَیَّ فی رُقعَةٍ اخری یَأمُرُنی أن أقولَ:

اللّهُمَّ ادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی یَومی هذا وشَهری هذا وعامی هذا بَرَکاتِکَ فیها،وما یَنزِلُ فیها مِن عُقوبَةٍ أو مَکروهٍ أو بَلاءٍ،فَاصرِفهُ عَنّی وعَن وَلَدی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ وتَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،ومِن شَرِّ کِتابٍ قَد سَبَقَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی، ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وإنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً. (2)

ص:191


1- .الکافی:ج 3 ص 346 ح 28، بحار الأنوار:ج 86 ص 48.
2- الکافی:ج 2 ص 561 ح 19.

ص:192

الفَصلُ الخامِسُ:أدعِیَةُ المُناجاةِ

1/5مُناجاةُ التّائِبینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

259.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ التَّوبَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی قَصَدتُ إلَیکَ بِإِخلاصِ تَوبَةٍ نَصوحٍ،وتَثبیتِ عَقدٍ صَحیحٍ،ودُعاءِ قَلبٍ قَریحٍ،وإعلانِ قَولٍ صَریحٍ،اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنّی مُخلَصَ التَّوبَةِ (1)،وإقبالَ سَریعِ الأَوبَةِ (2)، ومَصارِعَ تَخَشُّعِ الحَوبَةِ (3)،وقابِل رَبِّ تَوبَتی بِجَزیلِ الثَّوابِ،وکَریمِ المَآبِ،وحَطِّ العِقابِ،وصَرفِ العَذابِ،وغُنمِ الإِیابِ،وسَترِ الحِجابِ.

وَامحُ اللّهُمَّ [بِالتَّوبَةِ] (4)ما ثَبَتَ مِن ذُنوبی،وَاغسِل بِقَبولِها جَمیعَ عُیوبی،وَاجعَلها

ص:193


1- .فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« إنابة مخلص التوبة».
2- الأَوبُ:الرجوعُ (النهایة:ج 1 ص 79«أوب»).
3- حوبة:یعنی ما یأثم به إن ضیّعه،وتحوّب من الإثم:إذا توقّاه (النهایة:ج 1 ص 455« حوب»).
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین وبحار الأنوار.

جالِیَةً لِقَلبی،شاخِصَةً (1)لِبَصیرَةِ لُبّی،غاسِلَةً لِدَرَنی (2)،مُطَهِّرَةً لِنَجاسَةِ بَدَنی،مُصَحِّحَةً فیها ضَمیری،عاجِلَةً إلَی الوَفاءِ بِها بَصیرَتی (3).

وَاقبَل یا رَبِّ تَوبَتی،فَإِنَّها تَصدُرُ (4)مِن إخلاصِ نِیَّتی،ومَحضٍ مِن تَصحیحِ بَصیرَتی، وَاحتِفالاً (5)فی طَوِیَّتی،وَاجتِهاداً فی نَقاءِ سَریرَتی،وتَثبیتاً لِإِنابَتی (6)،مُسارَعَةً إلی أمرِکَ بِطاعَتی،وَاجلُ اللّهُمَّ بِالتَّوبَةِ عَنّی ظُلمَةَ الإِصرارِ،وَامحُ بِها ما قَدَّمتُهُ مِنَ الأَوزارِ،وَاکسُنی لِباسَ التَّقوی وجَلابیبَ الهُدی.

فَقَد خَلَعتُ رِبقَ (7)المَعاصی عَن جِلدی،ونَزَعتُ سِربالَ (8)الذُّنوبِ عَن جَسَدی، مُستَمسِکاً رَبِّ بِقُدرَتِکَ،مُستَعیناً عَلی نَفسی بِعِزَّتِکَ،مُستَودِعاً تَوبَتی مِنَ النَّکثِ بِخُفرَتِکَ،مُعتَصِماً مِنَ الخِذلانِ بِعِصمَتِکَ،مُقارِناً بِهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (9)

260.عنه علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِقالَةِ-:

اللّهُمَّ إنَّ الرَّجاءَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ أنطَقَنی بِاستِقالَتِکَ،وَالأَمَلَ لِأَناتِکَ ورِفقِکَ شَجَّعَنی عَلی طَلَبِ أمانِکَ وعَفوِکَ،ولی یا رَبِّ ذُنوبٌ قَد واجَهَتها أوجُهُ الاِنتِقامِ،وخَطایا قَد لاحَظَتها أعیُنُ الاِصطِلامِ (10)،وَاستَوجَبتُ بِها عَلی عَدلِکَ ألیمَ العَذابِ،وَاستَحقَقتُ

ص:194


1- .فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« شاحذة».
2- الدَرَنُ:الوَسَخُ (النهایة:ج 2 ص 114«درن»).
3- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« مصیری».
4- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« بصدقٍ»بدل«تصدر».
5- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:«واحتفالٍ»وکذا الموارد الآتیة.
6- الإنابة:الرجوع إلی اللّه بالتوبة (لسان العرب:ج 1 ص 774«نوب»).
7- الرِبْقُ:حبل فیه عدّة عری تشدّ به البهم (لسان العرب:ج 10 ص 112«ربق»).
8- السِربالُ:القمیص (النهایة:ج 2 ص 356«سرب»).
9- مهج الدعوات:ص 262، البلد الأمین:ص 518 [5] کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 94 ص 117 ح 17.
10- الاصطلام:الاستئصال (لسان العرب:ج 12 ص 340« صلم»).

بِاجتِراحِها (1)مُبیرَ العِقابِ،وخِفتُ تَعویقَها لِإِجابَتی،ورَدَّها إیّایَ عَن قَضاءِ حاجَتی، بِإِبطالِها لِطَلِبَتی وقَطعِها لِأَسبابِ رَغبَتی،مِن أجلِ ما قَد أنقَضَ ظَهری مِن ثِقلِها، وبَهَظَنی (2)مِنَ الاِستِقلالِ بِحَملِها.

ثُمَّ تَراجَعتُ رَبِّ إلی حِلمِکَ عَنِ الخاطِئینَ،وعَفوِکَ عَنِ المُذنِبینَ،ورَحمَتِکَ لِلعاصینَ (3).فَأَقبَلتُ بِثِقَتی مُتَوَکِّلاً عَلَیکَ،طارِحاً نَفسی بَینَ یَدَیکَ،شاکِیاً بَثّی إلَیکَ، سائِلاً ما لا أستَوجِبُهُ مِن تَفریجِ الهَمِّ،ولا أستَحِقُّهُ مِن تَنفیسِ الغَمِّ،مُستَقیلاً لَکَ إیّایَ، واثِقاً مَولایَ بِکَ.

اللّهُمَّ فَامنُن عَلَیَّ بِالفَرَجِ،وتَطَوَّل بِسُهولَةِ المَخرَجِ (4)،وَادلُلنی بِرَأفَتِکَ عَلی سَمتِ المَنهَجِ،وأَزلِقنی (5)بِقُدرَتِکَ عَنِ الطَّریقِ الأَعوَجِ،وخَلِّصنی مِن سِجنِ الکَربِ بِإِقالَتِکَ، وأَطلِق أسری بِرَحمَتِکَ،وطُل عَلَیَّ بِرِضوانِکَ،وجُد عَلَیَّ بِإِحسانِکَ،وأَقِلنی عَثرَتی، وفَرِّج کُربَتی،وَارحَم عَبرَتی،ولا تَحجُب دَعوَتی،وَاشدُد بِالإِقالَةِ أزری (6)،وقَوِّ بِها ظَهری،وأَصلِح بِها أمری،وأَطِل بِها عُمُری،وَارحَمنی یَومَ حَشری ووَقتَ نَشری،إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ،غَفورٌ رَحیمٌ. (7)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام

261.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

ص:195


1- .الاجتراح:الاکتساب (مجمع البحرین:ج 1 ص 282«جرح»).
2- بَهَظهُ:أثقله،أمر باهظ:أی شاقّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 197«بهظ»).
3- فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« حلمک عن العاصین وعفوک عن الخاطئین ورحمتک للمذنبین».
4- فی بحار الأنوار والبلد الأمین:«وتَطَوَّل عَلَیَّ بِسَلامَةِ المَخرَجِ».
5- أزلقنی عن الطریق الأعوج:أی أبعدنی (مجمع البحرین:ج 2 ص 779«زلق»).
6- الأزرُ:القوّة والشدّة (النهایة:ج 1 ص 44«أزر»).
7- مهج الدّعوات:ص 259، البلد الأمین:ص 516 کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 94 ص 114 ح 17.

إلهی ! ما قَدرُ ذُنوبٍ اقابِلُ بِها کَرَمَکَ؟وما قَدرُ عِبادَةٍ اقابِلُ بِها نِعَمَکَ؟وإنّی لَأَرجو أن تَستَغرِقَ ذُنوبی فی کَرَمِکَ،کَمَا استَغرَقَت أعمالی فی نِعَمِکَ. (1)

262.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،رَبَّنا،وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ خَیرُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیَّةِ وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ،تُجیبُ المُضطَرَّ وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ وتُنجی مِنَ الکَربِ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ وتَغفِرُ الذَّنبَ لِمَن شِئتَ،لا یَجزی آلاءَکَ أحَدٌ،ولا یُحصی نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ. (2)

263.عنه علیه السلام -فی مُناجاةِ اللّهِ عز و جل-:

إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ فِی المَنسِیّینَ،کَمَن قَد نُسِیَ.

إلهی ! کَبِرَت سِنّی،ورَقَّ جِلدی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی، ونَفِدَت أیّامی،وذَهَبَت شَهَواتی،وبَقِیَت تَبِعاتی.

إلهِی ! ارحَمنی إذا تَغَیَّرَت صورَتی،وَامتَحَت مَحاسِنی،وبَلِیَ جِسمی وتَقَطَّعَت أوصالی،وتَفَرَّقَت أعضائی.

إلهی ! أفحَمَتنی (3)ذُنوبی،وقَطَعَت مَقالَتی،فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَنَا المُقِرُّ بِجُرمی، المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،الأَسیرُ بِذَنبی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی بُحورِ خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ

ص:196


1- .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 284 ح 253.
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 37 ح 6،الدعاء للطبرانی:ص 233 ح 734 کلاهما عن عاصم بن ضمرة،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 236 ح 436 عن الفرات بن سلمان وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 640 ح 4963؛دعائم الإسلام:ج 1 ص 169 نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.
3- أفحَمتُ الخَصمَ:إذا أسکَتَّهُ (المصباح المنیر:ص 461« فحم»).

عَن قَصدی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وتَجاوَز عَنّی یا کَریمُ بِفَضلِکَ. (1)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

264.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إن کُنتُ عَصَیتُکَ بِارتِکابِ شَیءٍ مِمّا نَهَیتَنی،فَإنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ،وتَرَکتُ مَعصِیَتَکَ فی أبغَضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،أن أجعَلَ لَکَ شَریکاً أو أجعَلَ لَکَ وَلَداً أو نِدّاً،وعَصَیتُکَ عَلی غَیرِ مُکابَرَةٍ ولا مُعانَدَةٍ،ولَا استِخفافٍ مِنّی بِرُبوبِیَّتِکَ ولا جُحودٍ لِحَقِّکَ،ولکِنِ استَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَیَّ وَالبَیانِ،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذُنوبی غَیرَ ظالِمٍ لی،وإن تَغفِر لی فَبِجودِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

265.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فِی الاِعتِرافِ وطَلَبِ التَّوبَةِ إلَی اللّهِ تَعالی-:

اللّهُمَّ إنَّهُ یَحجُبُنی عَن مَسأَلَتِکَ خِلالٌ ثَلاثٌ،وتَحدونی عَلَیها خَلَّةٌ واحِدَةٌ:یَحجُبُنی أمرٌ أمَرتَ بِهِ فَأَبطَأتُ عَنهُ،ونَهیٌ نَهَیتَنی عَنهُ فَأَسرَعتُ إلَیهِ،ونِعمَةٌ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَقَصَّرتُ فی شُکرِها.ویَحدونی عَلی مَسأَلَتِکَ تَفَضُّلُکَ عَلی مَن أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَیکَ،ووَفَدَ بِحُسنِ ظَنِّهِ إلَیکَ،إذ جَمیعُ إحسانِکَ تَفَضُّلٌ،وإذ کُلُّ نِعَمِکَ ابتِداءٌ.

فَها أنَا ذا یا إلهی،واقِفٌ بِبابِ عِزِّکَ وُقوفَ المُستَسلِمِ الذَّلیلِ،وسائِلُکَ عَلَی الحَیاءِ مِنّی سُؤالَ البائِسِ المُعیلِ.مُقِرٌّ لَکَ بِأَنّی لَم أستَسلِم وَقتَ إحسانِکَ إلّابِالإِقلاعِ عَن عِصیانِکَ،ولَم أخلُ فِی الحالاتِ کُلِّها مِنِ امتِنانِکَ.فَهَل یَنفَعُنی-یا إلهی-إقراری عِندَکَ

ص:197


1- .المصباح للکفعمی:ص 484، البلد الأمین:ص 311 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 99 ح 14.
2- الأمالی للطوسی:ص 415 ح 934 عن جابر،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.

بِسوءِ مَا اکتَسَبتُ،وهَل یُنجینی مِنکَ اعتِرافی لَکَ بِقَبیحِ مَا ارتَکَبتُ،أم أوجَبتَ لی فی مَقامی هذا سُخطَکَ،أم لَزِمَنی فی وَقتِ دُعایَ مَقتُکَ.سُبحانَکَ،لا أیأَسُ مِنکَ وقَد فَتحتَ لی بابَ التَّوبَةِ إلَیکَ،بَل أقولُ مَقالَ العَبدِ الذَّلیلِ،الظّالِمِ لِنَفسِهِ المُستَخِفِّ بِحُرمَةِ رَبِّهِ.

الَّذی عَظُمَت ذُنوبُهُ فَجَلَّت،وأَدبَرَت أیّامُهُ فَوَلَّت،حَتّی إذا رَأی مُدَّةَ العَمَلِ قَدِ انقَضَت،وغایَةَ العُمُرِ قَدِ انتَهَت،وأَیقَنَ أنَّهُ لا مَحیصَ لَهُ مِنکَ،ولا مَهرَبَ لَهُ عَنکَ، تَلَقّاکَ بِالإِنابَةِ،وأَخلَصَ لَکَ التَّوبَةَ،فَقامَ إلَیکَ بِقَلبٍ طاهِرٍ نَقِیٍّ،ثُمَّ دَعاکَ بِصَوتٍ حائِلٍ خَفِیٍّ.قَدتَطَأطَأَ لَکَ فَانحَنی،ونَکَّسَ رَأسَهُ فَانثَنی،قَد أرعَشَت خَشیَتُهُ رِجلَیهِ،وغَرَّقَت دُموعُهُ خَدَّیهِ.

یَدعوکَ بِیا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أرحَمَ مَنِ انتابَهُ المُستَرحِمونَ،ویا أعطَفَ مَن أطافَ بِهِ المُستَغفِرونَ،ویا مَن عَفوُهُ أکثَرُ مِن نَقِمَتِهِ،ویا مَن رِضاهُ أوفَرُ مِن سَخَطِهِ،ویا مَن تَحَمَّدَ إلی خَلقِهِ بِحُسنِ التَّجاوُزِ،ویا مَن عَوَّدَ عِبادَهُ قَبولَ الإِنابَةِ،ویا مَنِ استَصلَحَ فاسِدَهُم بِالتَّوبَةِ،ویا مَن رَضِیَ مِن فِعلِهِم بِالیَسیرِ،ویا مَن کافی قَلیلَهُم بِالکَثیرِ،ویا مَن ضَمِنَ لَهُم إجابَةَ الدُّعاءِ،ویا مَن وَعَدَهُم عَلی نَفسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسنَ الجَزاءِ.

ما أنَا بِأَعصی مَن عَصاکَ فَغَفَرتَ لَهُ،وما أنَا بِأَلوَمِ مَنِ اعتَذَرَ إلَیکَ فَقَبِلتَ مِنهُ،وما أنَا بِأَظلَمِ مَن تابَ إلَیکَ فَعُدتَ عَلَیهِ.

أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا تَوبَةَ نادِمٍ عَلی ما فَرَطَ مِنهُ،مُشفِقٍ مِمَّا اجتَمَعَ عَلَیهِ،خالِصِ الحَیاءِ مِمّا وَقَعَ فیهِ،عالِمٍ بِأَنَّ العَفوَ عَنِ الذَّنبِ العَظیمِ لا یَتَعاظَمُکَ،وأَنَّ التَّجاوُزَ عَنِ الإِثمِ الجَلیلِ لا یَستَصعِبُکَ،وأَنَّ احتِمالَ الجِنایاتِ الفاحِشَةِ لا یَتَکَأَّدُکَ (1)،وأَنَّ أحَبَّ عِبادِکَ إلَیکَ مَن تَرَکَ الاِستِکبارَ عَلَیکَ،وجانَبَ الإِصرارَ،ولَزِمَ الاِستِغفارَ،وأَ نَا أبرَأُ إلَیکَ مِن

ص:198


1- .یَتَکَأَّدُکَ:أی یَصْعُبُ علیک ویَشُقُّ (النهایة:ج 4 ص 137«کأد»).

أن أستَکبِرَ،وأَعوذُ بِکَ مِن أن اصِرَّ،وأَستَغفِرُکَ لِما قَصَّرتُ فیهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلی ما عَجَزتُ عَنهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لی ما یَجِبُ عَلَیَّ لَکَ،وعافِنی مِمّا أستَوجِبُهُ مِنکَ، وأَجِرنی مِمّا یَخافُهُ أهلُ الإِساءَةِ،فَإِنَّکَ مَلِیءٌ بِالعَفوِ،مَرجُوٌّ لِلمَغفِرَةِ،مَعروفٌ بِالتَّجاوُزِ،لَیسَ لِحاجَتی مَطلَبٌ سِواکَ،ولا لِذَنبی غافِرٌ غَیرُکَ،حاشاکَ،ولا أخافُ عَلی نَفسی إلّاإیّاکَ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاقضِ حاجَتی،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاغفِر ذَنبی،وآمِن خَوفَ نَفسی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

266.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ إذَا استَقالَ مِن ذُنوبِهِ،أو تَضَرَّعَ فی طَلَبِ العَفوِ عَن عُیوبِهِ-:

اللّهُمَّ یا مَن بِرَحمَتِهِ یَستَغیثُ المُذنِبونَ،ویا مَن إلی ذِکرِ إحسانِهِ یَفزَعُ المُضطَرُّونَ، ویا مَن لِخِیفَتِهِ یَنتَحِبُ الخاطِئونَ،یا انسَ کُلِّ مُستَوحِشٍ غَریبٍ،ویا فَرَجَ کُلِّ مَکروبٍ کَئیبٍ،ویا غَوثَ کُلِّ مَخذولٍ فَریدٍ،ویا عَضُدَ کُلِّ مُحتاجٍ طَریدٍ.

أنتَ الَّذی وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،وأَنتَ الَّذی جَعَلتَ لِکُلِّ مَخلوقٍ فی نِعَمِکَ سَهماً،وأَنتَ الَّذی عَفوُهُ أعلی مِن عِقابِهِ،وأَنتَ الَّذی تَسعی رَحمَتُهُ أمامَ غَضَبِهِ،وأَنتَ الَّذی عَطاؤُهُ أکثَرُ مِن مَنعِهِ،وأَنتَ الَّذِی اتَّسَعَ الخَلائِقُ کُلُّهُم فی وُسعِهِ،وأَنتَ الَّذی لا یَرغَبُ فی جَزاءِ مَن أعطاهُ،وأَنتَ الَّذی لا یُفرِطُ فی عِقابِ مَن عَصاهُ.

وأَ نَا-یا إلهی-عَبدُکَ الَّذی أمَرتَهُ بِالدُّعاءِ فَقالَ:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا،یا رَبِّ، مَطروحٌ بَینَ یَدَیکَ،أنَا الَّذی أوقَرَتِ (2)الخَطایا ظَهرَهُ،وأَ نَا الَّذی أفنَتِ الذُّنوبُ عُمُرَهُ،

ص:199


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 53 الدعاء 12. المصباح للکفعمی:505.
2- أوْقَرَه الدَّیْنُ:أی أثقله (لسان العرب:ج 5 ص 289«وقر»).

وأَ نَا الَّذی بِجَهلِهِ عَصاکَ،ولَم تَکُن أهلاً مِنهُ لِذاکَ.

هَل أنتَ-یا إلهی-راحِمٌ مَن دَعاکَ فَاُبلِغَ فِی الدُّعَاءِ،أم أنتَ غافِرٌ لِمَن بَکاکَ فَاُسرِعَ فِی البُکاءِ،أم أنتَ مُتَجاوِزٌ عَمَّن عَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ تَذَلُّلاً،أم أنتَ مُغنٍ مَن شَکا إلَیکَ فَقرَهُ تَوَکُّلاً.

إلهی،لا تُخَیِّب مَن لا یَجِدُ مُعطِیاً غَیرَکَ،ولا تَخذُل مَن لا یَستَغنی عَنکَ بِأَحَدٍ دونَکَ.

إلهی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُعرِض عَنّی وقَد أقبَلتُ عَلَیکَ،ولا تَحرِمنی وقَد رَغِبتُ إلَیکَ،ولا تَجبَهنی بِالرَّدِّ وقَدِ انتَصَبتُ بَینَ یَدَیکَ.

أنتَ الَّذی وَصَفتَ نَفسَکَ بِالرَّحمَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارحَمنی،وأَنتَ الَّذی سَمَّیتَ نَفسَکَ بِالعَفوِ فَاعفُ عَنّی.

قَد تَری-یا إلهی-فَیضَ دَمعی مِن خِیفَتِکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَانتِفاضَ جَوارِحی مِن هَیبَتِکَ،کُلُّ ذلِکَ حَیاءٌ مِنکَ لِسوءِ عَمَلی،ولِذاکَ خَمَدَ صَوتی عَنِ الجَأرِ (1)إلَیکَ،وکَلَّ لِسانی عَن مُناجاتِکَ.یا إلهی فَلَکَ الحَمدُ،فَکَم مِن عائِبَةٍ سَتَرتَها عَلَیَّ فَلَم تَفضَحنی،وکَم مِن ذَنبٍ غَطَّیتَهُ عَلَیَّ فَلَم تَشهَرنی،وکَم مِن شائِبَةٍ (2)ألمَمتُ بِها فَلَم تَهتِک عَنّی سِترَها،ولَم تُقَلِّدنی مَکروهَ شَنارِها (3)،ولَم تُبدِ سَوءاتِها لِمَن یَلتَمِسُ مَعایِبی مِن جِیرَتی،وحَسَدَةِ نِعمَتِکَ عِندی،ثُمَّ لَم یَنهَنی ذلِکَ عَن أن جَرَیتُ إلی سوءِ ما عَهِدتَ مِنّی.

فَمَن أجهَلُ مِنّی-یا إلهی-بِرُشدِهِ،ومَن أغفَلُ مِنّی عَن حَظِّهِ،ومَن أبعَدُ مِنّی مِنِ استِصلاحِ نَفسِهِ حینَ انفِقُ ما أجرَیتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ فیما نَهَیتَنی عَنهُ مِن مَعصِیَتِکَ،ومَن أبعَدُ غَوراً فِی الباطِلِ،وأَشَدُّ إقداماً عَلَی السُّوءِ مِنّی حینَ أقِفُ بَینَ دَعوَتِکَ ودَعوَةِ الشَّیطانِ،فَأَتَّبِعُ دَعوَتَهُ عَلی غَیرِ عَمیً مِنّی فی مَعرِفَةٍ بِهِ ولا نِسیانٍ مِن حِفظی لَهُ،وأَ نَا

ص:200


1- .جَأَر الرجلُ إلی اللّه عزّ وجّل إذا تضرّع بالدعاء (لسان العرب:ج 4 ص 112« جأر»).
2- الشَّائِبَة:واحِدة الشَّوائِبِ،وهی الأَقذارُ والأَدناسُ (لسان العرب:ج 1 ص 512« شوب»).
3- الشَّنار:العیب والعارُ (لسان العرب:ج 4 ص 430« شنر»).

حینَئِذٍ موقِنٌ بِأَنَّ مُنتَهی دَعوَتِکَ إلَی الجَنَّةِ،ومُنتَهی دَعوَتِهِ إلَی النّارِ.

سُبحانَکَ،ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلی نَفسی،واُعَدِّدُهُ مِن مَکتومِ أمری،وأَعجَبُ مِن ذلِکَ أناتُکَ عَنّی،وإبطاؤُکَ عَن مُعاجَلَتی،ولَیسَ ذلِکَ مِن کَرَمی عَلَیکَ،بَل تَأَنِّیاً مِنکَ لی، وتَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِیَتِکَ المُسخِطَةِ،واُقلِعَ عَن سَیِّئاتِیَ المُخلِقَةِ،ولِأَنَّ عَفوَکَ عَنّی أحَبُّ إلَیکَ مِن عُقوبَتی.بَل أنَا-یا إلهی-أکثَرُ ذُنوباً،وأَقبَحُ آثاراً،وأَشنَعُ أفعالاً،وأَشَدُّ فِی الباطِلِ تَهَوُّراً،وأَضعَفُ عِندَ طاعَتِکَ تَیَقُّظاً،وأَقَلُّ لِوَعیدِکَ انتِباهاً وَارتِقاباً مِن أن احصِیَ لَکَ عُیوبی،أو أقدِرَ عَلی ذِکرِ ذُنوبی.

وإنَّما اوَبِّخُ بِهذا نَفسی طَمَعاً فی رَأفَتِکَ الَّتی بِها صَلاحُ أمرِ المُذنِبینَ،ورَجاءً لِرَحمَتِکَ الَّتی بِها فَکاکُ رِقابِ الخاطِئینَ.

اللّهُمَّ وهذِهِ رَقَبَتی قَد أرَقَّتهَا الذُّنوبُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعتِقها بِعَفوِکَ،وهذا ظَهری قَد أثقَلَتهُ الخَطایا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَفِّف عَنهُ بِمَنِّکَ.

یا إلهی،لَو بَکَیتُ إلَیکَ حَتّی تَسقُطَ أشفارُ عَینَیَّ،وَانتَحَبتُ حَتّی یَنقَطِعَ صَوتی، وقُمتُ لَکَ حَتّی تَتَنَشَّرَ قَدَمایَ،ورَکَعتُ لَکَ حَتّی یَنخَلِعَ صُلبی،وسَجَدتُ لَکَ حَتّی تَتَفَقَّأَ (1)حَدَقَتایَ،وأَکَلتُ تُرابَ الأَرضِ طولَ عُمُری،وشَرِبتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهری، وذَکَرتُکَ فی خِلالِ ذلِکَ حَتّی یَکِلَّ لِسانی،ثُمَّ لَم أرفَع طَرفی إلی آفاقِ السَّماءِ استِحیاءً مِنکَ،مَا استَوجَبتُ بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ واحِدَةٍ مِن سَیِّئاتی.

وإن کُنتَ تَغفِرُ لی حینَ أستَوجِبُ مَغفِرَتَکَ،وتَعفو عَنّی حینَ أستَحِقُّ عَفوَکَ،فَإِنَّ ذلِکَ غَیرُ واجِبٍ لی بِاستِحقاقٍ،ولا أنَا أهلٌ لَهُ بِاستیجابٍ،إذ کانَ جَزائی مِنکَ فی أوَّلِ ما عَصَیتُکَ النّارَ،فَإِن تُعَذِّبنی فَأَنتَ غَیرُ ظالِمٍ لی.

إلهی،فَإِذ قَد تَغَمَّدتَنی بِسِترِکَ فَلَم تَفضَحنی،وتَأَ نَّیتَنی بِکَرَمِکَ فَلَم تُعاجِلنی،

ص:201


1- .الفقء-بالهمزة-:الشقّ (مجمع البحرین:ج 3 ص«فقأ»).

وحَلُمتَ عَنّی بِتَفَضُّلِکَ فَلَم تُغَیِّر نِعمَتَکَ عَلَیَّ،ولَم تُکَدِّر مَعروفَکَ عِندی،فَارحَم طولَ تَضَرُّعی وشِدَّةَ مَسکَنَتی،وسوءَ مَوقِفی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وقِنی مِنَ المَعاصی،وَاستَعمِلنی بِالطّاعَةِ،وَارزُقنی حُسنَ الإِنابَةِ،وطَهِّرنی بِالتَّوبَةِ،وأَیِّدنی بِالعِصمَةِ،وَاستَصلِحنی بِالعافِیَةِ،وأَذِقنی حَلاوَةَ المَغفِرَةِ،وَاجعَلنی طَلیقَ عَفوِکَ،وعَتیقَ رَحمَتِکَ،وَاکتُب لی أماناً مِن سُخطِکَ،وبَشِّرنی بِذلِکَ فِی العاجِلِ دونَ الآجِلِ،بُشری أعرِفُها،وعَرِّفنی فیهِ عَلامَةً أتَبَیَّنُها،إنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُسعِکَ،ولا یَتَکَأَّدُکَ فی قُدرَتِکَ،ولا یَتَصَعَّدُکَ فی أنَاتِکَ،ولا یَؤُودُکَ (1)فی جَزیلِ هِباتِکَ الَّتی دَلَّت عَلَیها آیاتُکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

267.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فی ذِکرِ التَّوبَةِ وطَلَبِها:

اللّهُمَّ یا مَن لا یَصِفُهُ نَعتُ الواصِفینَ،ویا مَن لا یُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجینَ،ویا مَن لا یَضیعُ لَدَیهِ أجرُ المُحسِنینَ،ویا مَن هُوَ مُنتَهی خَوفِ العابِدینَ،ویا مَن هُوَ غایَةُ خَشیَةِ المُتَّقینَ،هذا مَقامُ مَن تَداوَلَتهُ أیدِی الذُّنوبِ،وقادَتهُ أزِمَّةُ الخَطایا،وَاستَحوَذَ عَلَیهِ الشَّیطانُ،فَقَصَّرَ عَمّا أمَرتَ بِهِ تَفریطاً،وتَعاطی ما نَهَیتَ عَنهُ تَغریراً،کَالجاهِلِ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ،أو کَالمُنکِرِ فَضلَ إحسانِکَ إلَیهِ،حَتّی إذَا انفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدی،وتَقَشَّعَت عَنهُ سَحائِبُ العَمی،أحصَی ما ظَلَمَ بِهِ نَفسَهُ،وفَکَّرَ فیما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ،فَرَأی کَبیرَ عِصیانِهِ کَبیراً،وجَلیلَ مُخالَفَتِهِ جَلیلاً،فَأَقبَلَ نَحوَکَ مُؤَمِّلاً لَکَ مُستَحیِیاً مِنکَ،ووَجَّهَ رَغبَتَهُ إلَیکَ ثِقَةً بِکَ،فَأَمَّکَ بِطَمَعِهِ یَقیناً،وقَصَدَکَ بِخَوفِهِ إخلاصاً،قَد خَلا طَمَعُهُ مِن کُلِّ مَطموعٍ فیهِ غَیرِکَ،وأَفرَخَ رَوعُهُ مِن کُلِّ مَحذورٍ مِنهُ سِواکَ،فَمَثَلَ بَینَ یَدَیکَ مُتَضَرِّعاً، وغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَی الأَرضِ مُتَخَشِّعاً،وطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِکَ مُتَذَلِّلاً،وأَبَثَّکَ مِن سِرِّهِ ما أنتَ

ص:202


1- .یَؤودنی:أی أثقلنی (لسان العرب:ج 3 ص 443«وأد»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 67 الدعاء 16.

أعلَمُ بِهِ مِنهُ خُضوعاً،وعَدَّدَ مِن ذُنوبِهِ ما أنتَ أحصی لَها خُشوعاً،وَاستَغاثَ بِکَ مِن عَظیمِ ما وَقَعَ بِهِ فی عِلمِکَ،وقَبیحِ ما فَضَحَهُ فی حُکمِکَ،مِن ذُنوبٍ أدبَرَت لَذّاتُها فَذَهَبَت،وأَقامَت تَبِعاتُها فَلَزِمَت.

لا یُنکِرُ-یا إلهی-عَدلَکَ إن عاقَبتَهُ،ولا یَستَعظِمُ عَفوَکَ إن عَفَوتَ عَنهُ ورَحِمتَهُ، لِأَ نَّکَ الرَّبُّ الکَریمُ الَّذی لا یَتَعاظَمُهُ غُفرانُ الذَّنبِ العَظیمِ.

اللّهُمَّ فَها أنَا ذا قَد جِئتُکَ مُطیعاً لِأَمرِکَ فیما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ،مُتَنَجِّزاً وَعدَکَ فیما وَعَدتَ بِهِ مِنَ الإِجابَةِ،إذ تَقولُ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (1).

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالقَنی بِمَغفِرَتِکَ کَما لَقیتُکَ بِإِقراری،وَارفَعنی عَن مَصارِعِ الذُّنوبِ کَما وَضَعتُ لَکَ نَفسی،وَاستُرنی بِسِترِکَ کَما تَأَ نَّیتَنی عَنِ الانتِقامِ مِنّی.

اللّهُمَّ وثَبِّت فی طاعَتِکَ نِیَّتی،وأَحکِم فی عِبادَتِکَ بَصیرَتی،ووَفِّقنی مِنَ الأَعمالِ لِما تَغسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطایا عَنّی،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّیتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا مِن کَبائِرِ ذُنوبی وصَغائِرِها،وبَواطِنِ سَیِّئاتی وظَواهِرِها،وسَوالِفِ زَلّاتی وحَوادِثِها،تَوبَةَ مَن لا یُحَدِّثُ نَفسَهُ بِمَعصِیَةٍ،وَ لا یُضمِرُ أن یَعودَ فی خَطیئَةٍ.

وقَد قُلتَ یا إلهی فی مُحکَمِ کِتابِکَ:إنَّکَ تَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِکَ،وتَعفو عَنِ السَّیِّئاتِ، وتُحِبُّ التَّوّابینَ،فَاقبَل تَوبَتی کَما وَعَدتَ،وَاعفُ عَن سَیِّئاتی کَما ضَمِنتَ،وأَوجِب لی مَحَبَّتَکَ کَما شَرَطتَ.

ولَکَ یا رَبِّ شَرطی ألّا أعودَ فی مَکروهِکَ،وضَمانی أن لا أرجِعَ فی مَذمومِکَ، وعَهدی أن أهجُرَ جَمیعَ مَعاصیکَ.

ص:203


1- .غافر:60.

اللّهُمَّ إنَّکَ أعلَمُ بِما عَمِلتُ فَاغفِر لی ما عَلِمتَ،وَاصرِفنی بِقُدرَتِکَ إلی ما أحبَبتَ.

اللّهُمَّ وعَلَیَّ تَبِعاتٌ قَد حَفِظتُهُنَّ،وتَبِعاتٌ قَد نَسیتُهُنَّ،وکُلُّهُنَّ بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ، وعِلمِکَ الَّذِی لا یَنسی،فَعَوِّض مِنها أهلَها،وَاحطُط عَنّی وِزرَها،وخَفِّف عَنّی ثِقلَها، وَاعصِمنی مِن أن اقارِفَ مِثلَها.

اللّهُمَّ وإنَّهُ لا وَفاءَ لی بِالتَّوبَةِ إلّابِعِصمَتِکَ،ولَا استِمساکَ بی عَنِ الخَطایا إلّاعَن قُوَّتِکَ، فَقَوِّنی بِقُوَّةٍ کافِیَةٍ،وتَوَلَّنی بِعِصمَةٍ مانِعَةٍ.

اللّهُمَّ أیُّما عَبدٍ تابَ إلَیکَ وهُوَ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ فاسِخٌ لِتَوبَتِهِ،وعائِدٌ فی ذَنبِهِ وخَطیئَتِهِ،فَإِنّی أعوذُ بِکَ أن أکونَ کَذلِکَ،فَاجعَل تَوبَتی هذِهِ تَوبَةً لا أحتاجُ بَعدَها إلی تَوبَةٍ،تَوبَةً موجِبَةً لِمَحوِ ما سَلَفَ،وَالسَّلامَةِ فیما بَقِیَ.

اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن جَهلی،وأَستَوهِبُکَ سوءَ فِعلی،فَاضمُمنی إلی کَنَفِ رَحمَتِکَ تَطَوُّلاً،وَاستُرنی بِسِترِ عافِیَتِکَ تَفَضُّلاً.

اللّهُمَّ وإنّی أتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ما خالَفَ إرادَتَکَ،أو زالَ عَن مَحَبَّتِکَ مِن خَطَراتِ قَلبی،ولَحَظاتِ عَینی،وحِکایاتِ لِسانی،تَوبَةً تَسلَمُ بِها کُلُّ جارِحَةٍ عَلی حِیالِها مِن تَبِعاتِکَ،وتَأمَنُ مِمّا یَخافُ المُعتَدونَ مِن ألیمِ سَطَواتِکَ.

اللّهُمَّ فَارحَم وَحدَتی بَینَ یَدَیکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَاضطِرابَ أرکانی مِن هَیبَتِکَ،فَقَد أقامَتنی یا رَبِّ ذُنوبی مَقامَ الخِزیِ بِفِنائِکَ،فَإِن سَکَتُّ لَم یَنطِق عَنّی أحَدٌ،وإن شَفَعتُ فَلَستُ بِأَهلِ الشَّفاعَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وشَفِّع فی خَطایایَ کَرَمَکَ،وعُد عَلی سَیِّئاتی بِعَفوِکَ،ولا تَجزِنی جَزائی مِن عُقوبَتِکَ،وَابسُط عَلَیَّ طَولَکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَافعَل بی فِعلَ عَزیزٍ تَضَرَّعَ إلَیهِ عَبدٌ ذَلیلٌ فَرَحِمَهُ،أو غَنِیٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبدٌ فَقیرٌ فَنَعَشَهُ.

اللّهُمَّ لا خَفیرَ لِی مِنکَ فَلیَخفُرنی عِزُّکَ،ولا شَفیعَ لی إلَیکَ فَلیَشفَع لی فَضلُکَ،وقَد

ص:204

أوجَلَتنی خَطایایَ فَلیُؤمِنّی عَفوُکَ.

فَما کُلُّ ما نَطَقتُ بِهِ عَن جَهلٍ مِنّی بِسوءِ أثَری،ولا نِسیانٍ لِما سَبَقَ مِن ذَمیمِ فِعلی، لکِن لِتَسمَعَ سَماؤُکَ ومَن فیها وأَرضُکَ ومَن عَلَیها ما أظهَرتُ لَکَ مِنَ النَّدَمِ،وَ لَجَأتُ إلَیکَ فیهِ مِنَ التَّوبَةِ.

فَلَعَلَّ بَعضَهُم بِرَحمَتِکَ یَرحَمُنی لِسوءِ مَوقِفی،أو تُدرِکُهُ الرِّقَّةُ عَلَیَّ لِسوءِ حالی، فَیَنالَنی مِنهُ بِدَعوَةٍ هِیَ أسمَعُ لَدَیکَ مِن دُعائی،أو شَفاعَةٍ أوکَدُ عِندَکَ مِن شَفاعَتی،تَکونُ بِها نَجاتی مِن غَضَبِکَ وفَوزَتی بِرِضاکَ.

اللّهُمَّ إن یَکُنِ النَّدَمُ تَوبَةً إلَیکَ فَأَنَا أندَمُ النّادِمینَ،وإن یَکُنِ التَّرکُ لِمَعصِیَتِکَ إنابَةً فَأَنَا أوَّلُ المُنیبینَ،وإن یَکُنِ الاستِغفارُ حِطَّةً لِلذُّنوبِ فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ.

اللّهُمَّ فَکَما أمَرتَ بِالتَّوبَةِ،وضَمِنتَ القَبولَ،وحَثَثتَ عَلَی الدُّعاءِ،ووَعَدتَ الإِجابَةَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقبَل تَوبَتی،ولا تَرجِعنی مَرجِعَ الخَیبَةِ مِن رَحمَتِکَ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ عَلَی المُذنِبینَ،وَالرَّحیمُ لِلخاطِئینَ المُنیبینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما هَدَیتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَمَا استَنقَذتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تَشفَعُ لَنا یَومَ القیامَةِ ویَومَ الفاقَةِ إلَیکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (1)

268.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِعتِذارِ مِن تَبِعاتِ العِبادِ ومِنَ التَّقصیرِ فی حُقوقِهِم وفی فَکاکِ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن مَظلومٍ ظُلِمَ بِحَضرَتی فَلَم أنصُرهُ،ومِن مَعرُوفٍ اسدِیَ إلَیَّ فَلَم أشکُرهُ،ومِن مُسیءٍ اعتَذَرَ إلَیَّ فَلَم أعذِرهُ،ومِن ذِی فاقَةٍ سَأَلَنی فَلَم اوثِرهُ،ومِن حَقِّ ذِی حَقٍّ لَزِمَنی لِمُؤمِنٍ فَلَم اوَفِّرهُ،ومِن عَیبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لی فَلَم أستُرهُ،ومِن کُلِّ إثمٍ عَرَضَ

ص:205


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 123 الدعاء 31.

لی فَلَم أهجُرهُ.

أعتَذِرُ إلَیکَ یا إلهی مِنهُنَّ ومِن نَظائِرِهِنَّ اعتِذارَ نَدامَةٍ یَکونُ واعِظاً لِما بَینَ یَدَیَّ مِن أشباهِهِنَّ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل نَدامَتی عَلی ما وَقَعتُ فیهِ مِنَ الزَّلّاتِ،وعَزمی عَلی تَرکِ ما یَعرِضُ لی مِنَ السَّیِّئاتِ،تَوبَةً توجِبُ لی مَحَبَّتَکَ،یا مُحِبَّ التَّوَّابینَ. (1)

269.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ التّائِبینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! ألبَسَتنِی الخَطایا ثَوبَ مَذَلَّتی،وجَلَّلَنِی التَّباعُدُ مِنکَ لِباسَ مَسکَنَتی،وأَماتَ قَلبی عَظیمُ جِنایَتی،فَأَحیِهِ بِتَوبَةٍ مِنکَ یا أمَلی وبُغیَتی،ویا سُؤلی ومُنیَتی،فَوَعِزَّتِکَ ما أجِدُ لِذُنوبی سِواکَ غافِراً،ولا أری لِکَسری غَیرَکَ جابِراً، وقَد خَضَعتُ بِالإِنابَةِ إلَیکَ،وعَنَوتُ بِالاِستِکانَةِ (2)لَدَیکَ،فَإِن طَرَدتَنی مِن بابِکَ فَبِمَن ألوذُ؟وإن رَدَدتَنی عَن جَنابِکَ فَبِمَن أعوذُ؟فَوا أسَفا مِن خَجلَتی وَافتِضاحی،ووا لَهفا مِن سوءِ عَمَلی وَاجتِراحی.

أسأَ لُکَ یا غافِرَ الذَّنبِ الکَبیرِ،ویا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،أن تَهَبَ لی موبِقاتِ الجَرائِرِ،وتَستُرَ عَلَیَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ،ولا تُخلِنی فی مَشهَدِ القِیامَةِ مِن بَردِ عَفوِکَ وغَفرِکَ،ولا تُعرِنی مِن جَمیلِ صَفحِکَ وسَترِکَ.

إلهی ! ظَلِّل عَلی ذُنوبی غَمامَ رَحمَتِکَ،وأَرسِل عَلی عُیوبی سَحابَ رَأفَتِکَ.

إلهی ! هَل یَرجِعُ العَبدُ الآبِقُ (3)إلّاإلی مَولاهُ،أم هَل یُجیرُهُ مِن سَخَطِهِ أحَدٌ سِواهُ.

إلهی ! إن کانَ النَّدَمُ عَلَی الذَّنبِ تَوبَةً،فَإِنّی وعِزَّتِکَ مِنَ النّادِمینَ،وإن کانَ الاِستِغفارُ

ص:206


1- .الصحیفة السّجادیة:ص 147 الدعاء 38.
2- استکان:خَضَعَ (النهایة:ج 2 ص 385«سکن»).
3- أبَقَ:أی هرب (لسان العرب:ج 10 ص 3«أبق»).

مِنَ الخَطیئَةِ حِطَّةً فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ،لَکَ العُتبی حَتّی تَرضی.

إلهی ! بِقُدرَتِکَ عَلَیَّ تُب عَلَیَّ،وبِحِلمِکَ عَنِّی اعفُ عَنّی،وبِعِلمِکَ بی ارفُق بی.

إلهی ! أنتَ الَّذی فَتَحتَ لِعِبادِکَ باباً إلی عَفوِکَ سَمَّیتَهُ التَّوبَةَ،فَقُلتَ: تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً (1)فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ البابِ بَعدَ فَتحِهِ؟

إلهی ! إن کانَ قَبُحَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ،فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ.

إلهی ! ما أنَا بِأَوَّلِ مَن عَصاکَ فَتُبتَ عَلَیهِ،وتَعَرَّضَ لِمَعروفِکَ فَجُدتَ عَلَیهِ،یا مُجیبَ المُضطَرِّ،یا کاشِفَ الضُّرِّ،یا عَظیمَ البِرِّ،یا عَلیماً بِما فِی السِّرِّ،یا جَمیلَ السَّترِ، استَشفَعتُ بِجودِکَ وکَرَمِکَ إلَیکَ،وتَوَسَّلتُ بِحَنانِکَ وتَرَحُّمِکَ لَدَیکَ،فَاستَجِب دُعائی، ولا تُخَیِّب فیکَ رَجائی،وتَقَبَّل تَوبَتی،وکَفِّر خَطیئَتی،بِمَنِّکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

راجع:ص237 ح 293 وص 331 (دعوات الاستغفار) وص 384 (طلب عفو اللّه).

2/5مُناجاةُ الشّاکینَ

270.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاکینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! إلَیکَ أشکو نَفساً بِالسّوءِ أمّارَةً،وإلَی الخَطیئَةِ مُبادِرَةً،وبِمَعاصیکَ مُولَعَةً،وبِسَخَطِکَ مُتَعَرِّضَةً،تَسلُکُ بی مَسالِکَ المَهالِکِ،تَجعَلُنی عِندَکَ أهوَنَ هالِکٍ،کَثیرَةَ العِلَلِ،طَویلَةَ الأَمَلِ،إن مَسَّهَا الشَّرُّ تَجزَعُ،وإن مَسَّهَا الخَیرُ تَمنَعُ،مَیّالَةً إلَی اللَّعِبِ وَاللَّهوِ،مَملُوَّةً بِالغَفلَةِ وَالسَّهوِ،تُسرِعُ بی إلَی الحَوبَةِ (3)،وتُسَوِّفُنی

ص:207


1- .التحریم:8.
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 142 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
3- الحَوبَةُ:الإثمُ والخَطیئةُ (المصباح المنیر:ص 155«حاب»).

بِالتَّوبَةِ.

إلهی ! أشکو إلَیکَ عَدُوّاً یُضِلُّنی،وشَیطاناً یُغوینی،قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدری، وأَحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبی،یُعاضِدُ لِیَ الهَوی،ویُزَیِّنُ لی حُبَّ الدُّنیا،ویَحولُ بَینی وبَینَ الطّاعَةِ وَالزُّلفی. (1)

إلهی ! إلَیکَ أشکو قَلباً قاسِیاً،مَعَ الوَسواسِ مُتَقَلِّباً،وبِالرَّینِ (2)وَالطَّبعِ مُتَلَبِّساً،وعَیناً عَنِ البُکاءِ مِنَ خَوفِکَ جامِدَةً،وإلی ما یَسُرُّها طامِحَةً.

إلهی ! لا حَولَ لی ولا قُوَّةَ إلّابِقُدرَتِکَ،ولا نَجاةَ لی مِن مَکارِهِ الدُّنیا إلّابِعِصمَتِکَ، فَأَسأَ لُکَ بِبَلاغَةِ حِکمَتِکَ،ونَفاذِ مَشِیَّتِکَ،أن لا تَجعَلَنی لِغَیرِ جودِکَ مُتَعَرِّضاً،ولا تُصَیِّرَنی لِلفِتَنِ غَرَضاً،وکُن لی عَلَی الأَعداءِ ناصِراً،وعَلَی المَخازی وَالعُیوبِ ساتِراً،ومِنَ البَلایا واقِیاً،وعَنِ المَعاصی عاصِماً،بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

3/5مُناجاةُ الخائِفینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فی طَلَبِ البُکاءِ مِن خَشیَةِ اللّهِ

271.الزهد لابن حنبل عن سالم بن عبد اللّه: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ ارزُقنی عَینَینِ هَطّالَتَینِ یَبکِیانِ بِذُروفِ الدُّموعِ،ویَشفِیانِ مِن خَشیَتِکَ،قَبلَ أن تَکونَ الدُّموعُ دَماً،وَالأَضراسُ جَمراً. (4)

ص:208


1- .الزُّلفی:القُربی والمنزِلةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 778«زلف»).
2- الرَّین:الطبع علی القلب،ران علی قلبه:أی طبع (العین:ص 338«رین»).
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 143.
4- الزهد لابن حنبل:ص 15، الزهد لابن المبارک:ص 165 ح 480،الرقّة والبکاء لابن أبی الدنیا:ص 68 ح 44 وفیه«تشفیاننی»بدل«یشفیان»،الدعاء للطبرانی:ص 429 ح 1457،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 196 [3] کلاهما عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 184 ح 3661.
ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ

272.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ-:

إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،إلهی إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلَیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی (1)،إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ (2)إلَیکَ یَلتَجی،وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی. (3)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمانِ

273.الإمام علیّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ ابتَدَأتَنی بِالنِّعَمِ ولَم أستَوجِبها مِنکَ بِعَمَلٍ ولا شُکرٍ،وخَلَقتَنی ولَم أکُ شَیئاً،سَوَّیتَ خَلقی،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ صورَتی،وغَذَوتَنی بِرِزقِکَ جَنیناً،وغَذَوتَنی طِفلاً،وغَذَوتَنی بِهِ کَبیراً،ونَقَلتَنی مِن حالِ ضُعفٍ إلی حالِ قُوَّةٍ،ومِن حالِ جَهلٍ إلی حالِ عِلمٍ،ومِن حالِ فَقرٍ إلی حالِ غِنیً،وکُنتَ فی ذلِکَ رَحیماً رَفیقاً بی،تُبَدِّلُنی صِحَّةً بِسَقَمٍ،وجِدَةً (4)بِعُدمٍ،ونُطقاً بِبَکَمٍ،وسَمعاً بِصَمَمٍ،وراحَةً بِتَعَبٍ،وفَهماً بِعِیٍّ (5)،وعِلماً بِجَهلٍ ونُعمی بِبُؤسٍ.

حَتّی إذا أطلَقتَنی مِن عِقالٍ،وهَدَیتَنی مِن ضَلالٍ،فَاهتَدَیتُ لِدینِکَ إذ هَدَیتَنی،

ص:209


1- .لَظَی:اسم من أسماء النار (النهایة:ج 4 ص 252« لظا»).
2- الکربة:الغمّ الذی یأخذ بالنّفس (مجمع البحرین:ج 3 ص 1560«کرب»).
3- المزار الکبیر:ص 152،المزار للشهید الأوّل:ص 274 کلاهما عن میثم،المصباح للکفعمی:ص 486، البلد الأمین:ص 312 [3] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام ولیس فیهما ذیله،بحار الأنوار:ج 100 ص 451 ح 26.
4- وَجَدَ یجدُ جدَةً:أی استغنی غنیً لا فقر بعده (النهایة:ج 5 ص 155« وجد»).
5- العِیُّ:الجهلُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1302«عیی»).

وحَفِظتَنی وکَنَفتَنی وکَفَیتَنی،ودافَعتَ عَنّی وقَوَّیتَ،فَتَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ،وتَمَّ إحسانُکَ إلَیَّ،وکَمُلَ مَعروفُکَ لَدَیَّ،بَلَوتَ خَبَری،فَظَهَرَ لَکَ قِلَّةُ شُکری،وَالجُرأَةُ عَلَیکَ مِنّی،مَعَ العِصیانِ لَکَ،فَحَلُمتَ عَنّی،ولَم تُؤاخِذنی بِجَریرَتی،ولَم تَهتِک سِتری،ولَم تُبدِ لِلمَخلوقینَ عَورَتی،بَل أخَّرتَنی ومَهَّلتَنی وأَنقَذتَنی،فَأَنَا أتَقَلَّبُ فی نَعمائِکَ،مُقیمٌ عَلی مَعاصیکَ،اُکاتِمُ بِها مِنَ العاصینَ وأَنتَ مُطَّلِعٌ عَلَیها مِنّی،کَأَنَّکَ أهوَنُ المُطَّلِعینَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،وکَأَنَّهُم مُحاسِبونَ عَلَیها دونَکَ.

یا إلهی ! فَأَیَّ نِعَمِکَ أشکُرُ؟مَا ابتَدَأتَنی مِنها بِلَا استِحقاقٍ،أو حِلمَکَ عَنّی بِإِدامَةِ النِّعَمِ،وزِیادَتَکَ إیّایَ کَأَنّی مِنَ المُحسِنینَ الشّاکِرینَ،ولَستُ مِنهُم !

إلهی ! فَلَم یَنقَضِ عَجَبی مِن نَفسی،ومِن أیِّ اموری کُلِّها لا أعجَبُ؟مِن رَغبَتی عَن طاعَتِکَ عَمداً،أو مِن تَوَجُّهی إلی مَعصِیَتِکَ قَصداً،أو مِن عُکوفی عَلَی الحَرامِ بِما لَو کانَ حَلالاً لَما أقنَعَنی ! فَسُبحانَکَ ما أظهَرَ حُجَّتَکَ عَلَیَّ،وأَقدَمَ صَفحَکَ عَنّی،وأَکرَمَ عَفوَکَ عَمَّنِ استَعانَ بِنِعمَتِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ،وتَعَرَّضَ لَکَ عَلی مَعرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطشِکَ،وصَولَةِ سُلطانِکَ،وسَطوَةِ غَضَبِکَ.

إلهی ! ما أشَدَّ استِحقاقی لِعَذابِکَ إذ بالَغتُ فی إسخاطِکَ،وأَطَعتُ الشَّیطانَ،وأَمکَنتُ هَوایَ مِن عِنانی،وسَلِسَ لَهُ قِیادی،فَلَم أعصِ الشَّیطانَ ولا هَوایَ رَغبَةً فی رِضاکَ،ولا رَهبَةً مِن سَخَطِکَ،فَالوَیلُ لی مِنکَ ثُمَّ الوَیلُ،اُکثِرُ ذِکرَکَ فِی الضَّرّاءِ وأَغفُلُ عَنهُ فِی السَّرّاءِ،وأَخِفُّ فی مَعصِیَتِکَ،وأَثّاقَلُ عَن طاعَتِکَ،مَعَ سُبوغِ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وحُسنِ بَلائِکَ لَدَیَّ،وقِلَّةِ شُکری،بَل لا صَبرَ لی عَلی بَلاءٍ،ولا شُکرَ لی عَلی نَعماءٍ.

إلهی ! فَهذا ثَنائی عَلی نَفسی،وعِلمُکَ بِما حَفِظتَ ونَسیتُ،ومَا استَکَنَّ فی ضَمیری مِمّا قَدُمَ بِهِ عَهدی وحَدَثَ،مِن کَبائِرِ الذُّنوبِ وعَظائِمِ الفَواحِشِ الَّتی جَنَیتُها،أکثَرُ مِمّا نَطَقَ بِهِ لِسانی،وأَتَیتُ بِهِ عَلی نَفسی.

إلهی ! وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،مُعتَرِفٌ لَکَ بِخَطایایَ،وهاتانِ یَدایَ سِلمٌ لَکَ،وهذِهِ

ص:210

رَقَبَتی خاضِعَةٌ بَینَ یَدَیکَ لِما جَنَیتُ عَلی نَفسی،أیا حُبَّةَ قَلبی تَقَطَّعَت مِنّی أسبابُ الخَدائِعِ،وَاضمَحَلَّ عَنّی کُلُّ باطِلٍ،وأَسلَمَنِی الخَلقُ،وأَفرَدَنِی الدَّهرُ،فَقُمتُ هذَا المَقامَ، ولَولا ما مَنَنتَ بِهِ عَلَیَّ یا سَیِّدی،ما قَدَرتُ عَلی ذلِکَ.

اللّهُمَّ فَکُن غافِراً لِذَنبی،وراحِماً لِضَعفی،وعافِیاً عَنّی،فَما أولاکَ بِحُسنِ النَّظَرِ لی، وبِعِتقی إذ مَلَکتَ رِقّی،وبِالعَفوِ عَنّی إذ قَدَرتَ عَلَی الاِنتِقامِ مِنّی.

إلهی وسَیِّدی ! أتُراکَ راحِماً تَضَرُّعی،وناظِراً ذُلَّ مَوقِفی بَینَ یَدَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،واُنسی بِکَ یا کَریمُ؟لَیتَ شِعری أفی غَفَلاتی مُعرِضٌ أنتَ عَنّی،أم ناظِرٌ إلَیَّ؟بَل لَیتَ شِعری کَیفَ أنتَ صانِعٌ بی ولا أشعُرُ،أتَقولُ-یا مَولایَ-لِدُعائی:نَعَم،أم تَقولُ:

لا؟

فَإِن قُلتَ:نَعَم،فَذلِکَ ظَنّی بِکَ،فَطوبی لی أنَا السَّعیدُ،طوبی لی أنَا المَغبوطُ،طوبی لی أنَا الغَنِیُّ،طوبی لی أنَا المَرحومُ،طوبی لی أنَا المَقبولُ.

وإن قُلتَ یا مَولایَ-وأَعوذُ بِکَ-:لا،فَبِغَیرِ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،فَیا وَیلی ویا عَویلی، ویا شِقوَتی ویا ذُلّی،ویا خَیبَةَ أمَلی،ویا انقِطاعَ أجَلی ! لَیتَ شِعری،ألِلشَّقاءِ وَلَدَتنی امّی؟فَلَیتَها لَم تَلِدنی،بَل لَیتَ شِعری،ألِلنّارِ رَبَّتنی؟فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی.

إلهی ! ما أعظَمَ مَا ابتَلَیتَنی بِهِ،وأَجَلَّ مُصیبَتی،وأَخیَبَ دُعائی،وأَقطَعَ رَجائی، وأَدوَمَ شَقائی إن لَم تَرحَمنی.

إلهی ! لَئِن لَم تَرحَم عَبدَکَ،ومِسکینَکَ وفَقیرَکَ،وسائِلَکَ وراجِیَکَ،فَإِلی مَن،أو کَیفَ،أو ماذا،أو مَن أرجو أن یَعودَ عَلَیَّ حینَ تَرفُضُنی؟یا واسِعَ المَغفِرَةِ،إلهی ! فَلا تَمنَعُکَ کَثرَةُ ذُنوبی،وخَطایای ومَعاصِیَّ،وإسرافی عَلی نَفسی،وَاجتِرائی عَلَیکَ، ودُخولی فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ أن تَعودَ بِرَحمَتِکَ عَلی مَسکَنَتی،وبِصَفحِکَ الجَمیلِ عَلی إساءَتی،وبِغُفرانِکَ القَدیمِ عَلی عَظیمِ جُرمی،فَإِنَّکَ تَعفو عَنِ المُسیءِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-

ص:211

المُسیءُ،وتَغفِرُ لِلمُذنِبِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-المُذنِبُ،وتَتَجاوَزُ عَنِ المُخطِئِ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُخطِئٌ،وتَرحَمُ المُسرِفَ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُسرِفٌ.

أی سَیِّدی،أی سَیِّدی،أی مَولایَ،أی رَجائی،أی مُتَرَحِّمُ،أی مُتَرَئِّفُ،أی مُتَعَطِّفُ،أی مُتَحَنِّنُ،أی مُتَمَلِّکُ،أی مُتَجَبِّرُ،أی مُتَسَلِّطُ،لا عَمَلَ لی أرجو بِهِ نَجاحَ حاجَتی،فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الطُّهرِ الطّاهِرِ المُطَهَّرِ،الَّذی جَعَلتَهُ فی ذلِکَ فَاستَقَرَّ فی عِلمِکَ وغَیبِکَ فَلا یَخرُجُ مِنهُما أبَداً،فَبِکَ یا رَبِّ أسأَ لُکَ،وبِهِ وبِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِأَخی نَبِیِّکَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وبِفاطِمَةَ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وبِالأَئِمَّةِ الصّادِقینَ الطّاهِرینَ،الَّذینَ أوجَبتَ حُقوقَهُم،وَافتَرَضتَ طاعَتَهُم وقَرَنتَها بِطاعَتِکَ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،فَلا شَیءَ لی غَیرُ هذا،ولا أجِدُ أمنَعَ لی مِنهُ.

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتُ فی مُحکَمِ کِتابِکَ النّاطِقِ،عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ الصّادِقِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ:

فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (1)فَها أنَا یا رَبِّ مُستَکینٌ مُتَضَرِّعٌ إلَیکَ،عائِذٌ بِکَ، مُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ.

وقُلتَ یا سَیِّدی ومَولایَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِیماً (2)وأَ نَا یا سَیِّدی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ وأَبوءُ بِذَنبی، وأَعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وأَستَقیلُکَ عَثرَتی،فَهَب لی ما أنتَ بِهِ خَبیرٌ.

وقُلتٌ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)فَلَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ

ص:212


1- .المؤمنون:76.
2- النساء:64.
3- الزمر:53.

وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،أنَا یا سَیِّدِی المُسرِفُ عَلی نَفسی،قَد وَقَفتُ مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ العاصینَ المُتَجَرِّئینَ عَلَیکَ،المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ ووَعیدِکَ،اللّاهینَ عَن طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،فَأَیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ ! وأَیَّ تَغَرُّرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی ! فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبِی، المُرتَهَنُ بِعَمَلِی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتِی،الغَریقُ فی بُحورِ ذُنوبِی، المُنقَطَعُ بی،لا أجِدُ لِذُنوبی غافِراً،ولا لِتَوبَتی قابِلاً،ولا لِنِدائی سامِعاً،ولا لِعَثرَتی مُقیلاً،ولا لِعَورَتی ساتِراً،ولا لِدُعائی مُجیباً غَیرَکَ.

یا سَیِّدی،فَلا تَحرِمنی ما جُدتَ بِهِ عَلی مَن أسرَفَ عَلی نَفسِهِ وعَصاکَ ثُمَّ تَرَضّاکَ، ولا تُهلِکنی إن عُذتُ بِکَ ولُذتُ،وأَنَختُ بِفِنائِکَ وَاستَجَرتُ بِکَ.إن دَعوَتُکَ یا مَولایَ فَبِذلِکَ أمَرتَنی وأَنتَ ضَمِنتَ لی،وإن سَأَلتُکَ فَأَعطِنی،وإن طَلَبتُ مِنکَ فَلا تَحرِمنی.

إلهِی ! اغفِر لی وتُب عَلَیَّ وَارضَ عَنّی،وإن لَم تَرضَ عَنّی فَاعفُ عَنّی،فَقَد لا یَرضَی المَولی عَن عَبدِهِ ثُمَّ یَعفو عَنهُ.لَیسَ تُشبِهُ مَسأَلَتی مَسأَلَةَ السُّؤّالِ،لِأَنَّ السّائِلَ إذا سَأَلَ ورُدَّ ومُنِعَ امتَنَعَ ورَجَعَ،وأَ نَا أسأَ لُکَ واُلِحُّ عَلَیکَ بِکَرَمِکَ وجودِکَ وجَنابِکَ،مِن رَدِّ سائِلٍ مُستَعطٍ یَتَعَرَّضُ لِمَعروفِکَ،ویَلتَمِسُ صَدَقَتَکَ،ویُنیخُ بِفِنائِکَ،ویَطرُقُ بابَکَ.

وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ-یا سَیِّدی-لَو طَبَّقَت ذُنوبی بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،وخَرَقَتِ النُّجومَ، وبَلَغَت أسفَلَ الثَّری،وجاوَزَتِ الأَرَضینَ السّابِعَةَ السُّفلی،وأَوفَت عَلَی الرَّملِ وَالحَصی، ما رَدَّنِی الیَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِکَ،ولا صَرَفَنِی القُنوطُ (1)عَنِ انتِظارِ رِضوانِکَ.

إلهی وسَیِّدی ! دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ،وعَرَّفتَنی فیهَا الوَسیلَةَ إلَیکَ،وأَ نَا أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِتِلکَ الوَسیلَةِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ ونَوالِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُم وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ الأَفعالِ،کَلّا وعِزَّتِکَ یا مَولایَ،إنَّکَ أکرَمُ مِن ذلِکَ وأَوسَعُ فَضلاً.

ص:213


1- .القنوط:هو أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« قنط»).

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وَارضَ عَنّی وتُب عَلَیَّ،وَاعصِمنی وَاعفُ عَنّی،وسَدِّدنی ووَفِّق لی،وخِر لی،وَاجعَل لی ذِمَّتَکَ،ولا تُعَذِّبنی.اللّهُمَّ وَاجعَل لی إلی کُلِّ خَیرٍ سَبیلاً، وفی کُلِّ خَیرٍ نَصیباً،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تُقَنِّطنی مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ،فَإِنَّهُ لا یَأمَنُ مَکرَکَ إلَّاالقَومُ الخاسِرونَ،ولا یَقنُطُ مِن رَحمَتِکَ إلَّاالقَومُ الضّالُّونَ،ولا یَیأَسُ مِن روحِکَ إلَّاالقَومُ الکافِرونَ،آمَنتُ بِکَ اللّهُمَّ فَآمِنّی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،وَاستَعَنتُ بِکَ فَأَعِنّی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ فَیَصعَقُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ * وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْکِتابُ وَ جِیءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (1).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (2).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَکُونُ النّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ * وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (3).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً (4).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النّاسَ سُکاری وَ ما هُمْ بِسُکاری وَ لکِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِیدٌ (5).

ص:214


1- .الزمر:68 و 69.
2- النبأ:38.
3- القارعة:4 و 5.
4- آل عمران:30.
5- الحجّ:2.

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (1)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَأْتِی کُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُوَفّی کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (2).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ * یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ . (3)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ کاظِمِینَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ (4).

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ . (5)

اللّهُمَّ فَقَدِ استَأمَنتُ إلَیکَ فَاقبَلنی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،یا أکرَمَ مَنِ استَجارَ بِهِ المُستَجیرونَ،ولا تَرُدَّنی خائِباً مِن رَحمَتِکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ الرِّضا إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (6)

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ الاُخری عَنهُ علیه السلام فی طَلَبِ الأَمانِ

274.الإمام علیّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ . (7)

ص:215


1- .عبس:34-37.
2- النحل:111.
3- النور:24 و 25.
4- غافر:18.
5- البقرة:48.
6- مصباح الزائر:ص 91، بحار الأنوار:ج 100 ص 420.
7- الشعراء:88 و 89.

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً . (1)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ . (2)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ . (3)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ . (4)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلّهِ . (5)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (6)

وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ * وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ * وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ * کَلاّ إِنَّها لَظی * نَزّاعَةً لِلشَّوی . (7)

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المَولی وأَ نَا العَبدُ،وهَل یَرحَمُ العَبدَ إلَّاالمَولی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وهَل یَرحَمُ المَملوکَ إلَّاالمالِکُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وهَل یَرحَمُ الذَّلیلَ إلَّاالعَزیزُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وهَل یَرحَمُ المَخلوقَ إلَّاالخالِقُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَظیمُ وأَ نَا الحَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الحَقیرَ إلَّاالعَظیمُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وهَل یَرحَمُ الضَّعیفَ إلَّاالقَوِیُّ؟

ص:216


1- .الفرقان:27.
2- الرحمن:41.
3- لقمان:33.
4- غافر:52.
5- الانفطار:19.
6- عبس:34-37.
7- المعارج:11-16.

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الفَقیرَ إلَّاالغَنِیُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وهَل یَرحَمُ السّائِلَ إلَّاالمُعطی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وهَل یَرحَمُ المَیِّتَ إلَّاالحَیُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الباقی وأَ نَا الفانی،وهَل یَرحَمُ الفانِیَ إلَّاالباقی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدّائِمُ وأَ نَا الزّائِلُ،وهَل یَرحَمُ الزّائِلَ إلَّاالدّائِمُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وهَل یَرحَمُ المَرزوقَ إلَّاالرّازِقُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وهَل یَرحَمُ البَخیلَ إلَّاالجَوادُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وهَل یَرحَمُ المُبتَلی إلَّاالمُعافی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الکَبیرُ وأَ نَا الصَّغیرُ،وهَل یَرحَمُ الصَّغیرَ إلَّاالکَبیرُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الهادی وأَ نَا الضّالُّ،وهَل یَرحَمُ الضّالَّ إلَّاالهادی؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ،وهَل یَرحَمُ المَرحومَ إلَّاالرَّحمنُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ السُّلطانُ وأَ نَا المُمتَحَنُ،وهَل یَرحَمُ المُمتَحَنَ إلَّاالسُّلطانُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدَّلیلُ وأَ نَا المُتَحَیِّرُ،وهَل یَرحَمُ المُتَحَیِّرَ إلَّاالدَّلیلُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وهَل یَرحَمُ المُذنِبَ إلَّاالغَفورُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغالِبُ وأَ نَا المَغلوبُ،وهَل یَرحَمُ المَغلوبَ إلّاالغالِبُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا المَربوبُ،وهَل یَرحَمُ المَربوبَ إلَّاالرَّبُّ؟

مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُتَکَبِّرُ وأَ نَا الخاشِعُ،وهَل یَرحَمُ الخاشِعَ إلَّاالمُتَکَبِّرُ؟

مَولایَ یا مَولایَ،ارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وَارضَ عَنّی بِجودِکَ وکَرَمِکَ،یا ذَا الجودِ وَالإِحسانِ وَالطّولِ وَالاِمتِنانِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ص:217


1- .المزار الکبیر:ص 173،المزار للشهید الأوّل:ص 248،مصباح الزائر:ص 88، البلد الأمین:ص 319، [2]ū بحار الأنوار:ج 94 ص 109 ح 15.
ه-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی شُوَیحِطاتِ النَّجّارِ

275.الأمالی للصدوق عن أبی الدرداء: شَهِدتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ بِشُوَیحِطاتِ النَّجّارِ،وقَدِ اعتَزَلَ عَن مَوالیهِ وَاختَفی مِمَّن یَلیهِ،وَاستَتَرَ بِمُغَیِّلاتِ (1)النَّخلِ،فَافتَقَدتُهُ وبَعُدَ عَلَیَّ مَکانُهُ،فَقُلتُ:لَحِقَ بِمَنزِلِهِ،فَإِذا أنَا بِصَوتٍ حَزینٍ ونَغمَةٍ شَجِیٍّ،وهُوَ یَقولُ:

«إلهی ! کَم مِن موبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقابَلَتِها بِنَقِمَتِکَ (2)؟! وکَم مِن جَریرَةٍ (3)تَکَرَّمتَ عَن کَشفِها بِکَرَمِکَ؟! إلهی ! إن طالَ فی عِصیانِکَ عُمُری،وعَظُمَ فِی الصُّحُفِ ذَنبی،فَما أنَا مُؤَمِّلٌ غَیرَ غُفرانِکَ،ولا أنَا بِراجٍ غَیرَ رِضوانِکَ».

فَشَغَلَنِی الصَّوتُ،وَاقتَفَیتُ الأَثَرَ،فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِعَینِهِ،فَاستَتَرتُ لَهُ وأَخمَلتُ الحَرَکَةَ،فَرَکَعَ رَکَعاتٍ فی جَوفِ اللَّیلِ الغابِرِ،ثُمَّ فَزَعَ إلَی الدُّعاءِ وَالبُکاءِ وَالبَثِّ وَالشَّکوی،فَکانَ مِمّا ناجی بِهِ اللّهَ أن قالَ:

«إلهی ! افَکِّرُ فی عَفوِکَ فَتَهونُ عَلَیَّ خَطیئَتی،ثُمَّ أذکُرُ العَظیمَ مِن أخذِکَ فَتَعظُمُ عَلَیَّ بَلِیَّتی».

ثُمَّ قالَ:«آهِ إن أنَا قَرَأتُ فِی الصُّحُفِ سَیِّئَةً أنَا ناسیها وأَنتَ مُحصیها،فَتَقولُ:

خُذوهُ،فَیا لَهُ مِن مَأخوذٍ لا تُنجیهِ عَشیرَتُهُ،ولا تَنفَعُهُ قَبیلَتُهُ،یَرحَمُهُ المَلَأُ إذا اذِنَ فیهِ بِالنِّداءِ».

ثُمَّ قالَ:«آهِ مِن نارٍ تُنضِجُ الأَکبادَ وَالکُلی ! آهِ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ لِلشَّوی (4)! آهِ مِن غَمرَةٍ (5)مِن

ص:218


1- .الغِیلُ:شجر مُلتَفٌّ یُستَترُ فیه کالأجمة (النهایة:ج 3 ص 403« غیل»).
2- فی المصدر:«حَمَلتَ عنی فقابلتها بنعمتک»وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
3- الجَریرَةُ:الجنایة والذنب (مجمع البحرین:ج 1 ص 284«جرر»).
4- الشوی:جمع شواة،وهی جلدة الرأس (مجمع البحرین:ج 2 ص 992«شوی»).
5- الغَمرة:الشِدّة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1334«غمر»).

مُلهَباتِ لَظی (1)!». (2)

و-المُناجاةُ المَأثورَةُ الاُخری عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

276.الإمام علیّ علیه السلام:

إلهی ! کَیفَ اسکِتُ بِالإِفحامِ (3)لِسانَ ضَراعَتی،وقَد أقلَقَنی (4)ما ابهِمَ عَلَیَّ مِن مَصیرِ عاقِبَتی.

إلهی ! قَد عَلِمتَ حاجَةَ نَفسی إلی ما تَکَفَّلتَ لَها بِهِ مِنَ الرِّزقِ فی حَیاتی،وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائی عَنهُ مِنَ الجَنَّةِ بَعدَ وَفاتی،فَیا مَن سَمَحَ لی بِهِ مُتَفَضِّلاً فِی العاجِلِ، لا تَمنَعنیهِ یَومَ فاقَتی إلَیهِ (5)فِی الآجِلِ،فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الکَریمِ استِتمامُ نَعمائِهِ،ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ استِکمالُ آلائِهِ.

إلهی ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمری ما شَکَوتُ عَثَراتی،ولَولا ما ذَکَرتُ مِنَ التَّفریطِ (6)ما سَفَحتُ عَبَراتی.

إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَراتِ، وهَب کَثیرَ السَّیِّئاتِ لِقَلیلِ الحَسَناتِ.

إلهی ! إن کُنتَ لا تَرحَمُ إلَّاالمُجِدّینَ فی طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُقَصِّرونَ؟وإن کُنتَ لا تَقبَلُ إلّامِنَ المُجتَهِدینَ فَإِلی مَن یَلتَجِئُ المُفَرِّطونَ؟وإِن کُنتَ لا تُکرِمُ إلّاأهلَ

ص:219


1- .لظی:اسم من أسماء جهنّم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1632«لظی»).
2- الأمالی للصدوق:ص 137 ح 136، تنبیه الخواطر:ج 2 ص 157، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 124، [3]روضة الواعظین:ص 126، [4]بحار الأنوار:ج 41 ص 11 ح 1.
3- أفحمتنی ذنوبی:أی أسکتتنی عن سؤالک والطلب منک (مجمع البحرین:ج 3 ص 1367«فحم»).
4- أی أزعجنی،وفی بحار الأنوار:« أغلقنی».
5- فی المصدر:«إلیک»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
6- فی بحار الأنوار والبلد الأمین:« [8]الإفراط»بدل«التفریط».

الإِحسانِ فَکَیفَ یَصنَعُ المُسیؤُونَ؟وإن کانَ لا یَفوزُ یَومَ الحَشرِ إلَّاالمُتَّقونَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُجرِمونَ؟

إلهی ! إن کانَ لا یَجوزُ عَلَی الصِّراطِ إلّامَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ،فَأَ نّی بِالجَوازِ لِمَن لَم یَتُب إلَیکَ قَبلَ انقِضاءِ أجَلِهِ؟

إلهی ! إن لَم تَجُد إلّاعَلی مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَکنونَ سَریرَتِهِ،فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذی یُرضیهِ (1)بَینَ العالَمینَ سَعیُ نَقیبَتِهِ؟

إلهی ! إن حَجَبتَ عَن مُوَحِّدیکَ نَظَرَ تَغَمُّدِکَ لِجِنایاتِهِم،أوقَعَهُم غَضَبُکَ بَینَ المُشرِکینَ فی کُرُباتِهِم.

إلهی ! إن لَم تَنَلنا یَدُ إحسانِکَ یَومَ الوُرودِ،اختَلَطنا فِی الجَزاءِ بِذَوِی الجُحودِ.

إلهی ! فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِکَ،وَاستَصفِ ما کَدَّرَتهُ الجَرائِرُ مِنها بِصَفوِ صِلاتِکَ.

إلهِی ! ارحَمنا غُرَباءَ إذا تَضَمَّنَتنا (2)بُطونُ لُحودِنا،وغُمَّت (3)بِاللِّبنِ سُقوفُ بُیوتِنا، واُضجِعنا مَساکینَ عَلَی الأَیمانِ فی قُبورِنا،وخُلِّفنا فُرادی فی أضیَقِ المَضاجِعِ،وصَرَعَتنَا المَنایا فی أعجَبِ المَصارِعِ،وصِرنا فی دارِ قَومٍ کَأَ نَّها مَأهولَةٌ،وهِیَ مِنهُم بَلاقِعُ (4).

إلهی ! إذا جِئناکَ عُراةً حُفاةً،مُغبَرَّةً مِن ثَرَی الأَجداثِ رُؤُوسُنا،وشاحِبَةً مِن تُرابِ المَلاحیدِ وُجوهُنا،وخاشِعَةً مِن أفزاعِ القِیامَةِ أبصارُنا،وذابِلَةً مِن شِدَّةِ العَطَشِ شِفاهُنا، وجائِعَةً لِطولِ المُقامِ بُطونُنا،وبارِزَةً (5)هُنالِکَ لِلعُیونِ سَوآتُنا،ومُوَقَّرَةً مِن ثِقلِ الأَوزارِ

ص:220


1- .فی بحار الأنوار والبلد الأمین:« [2]لم یرضه»بدل«یُرضیه».
2- فی المصدر:«قضّمتنا»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.
3- غَمَّهُ:سَتَرَهُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1336«غمم»).
4- بَلاقِعُ:جمع بَلقَع وبَلقَعة:وهی الأرض القَفرُ التی لا شیء فیها (النهایة:ج 1 ص 153« بلقع»).
5- فی البلد الأمین و بحار الأنوار:« [5]بادیة»بدل«بارزة».

ظُهورُنا،ومَشغولینَ بِما قَد دَهانا عَن أهالِینا وأَولادِنا،فَلا تُضَعِّفِ المَصائِبَ عَلَینا بِإِعراضِ وَجهِکَ الکَریمِ عَنّا،وسَلبِ عائِدَةِ ما مَثَّلَهُ الرَّجاءُ مِنّا.

إلهی ! ما حَنَّت هذِهِ العُیونُ إلی بُکائِها،ولا جادَت مُتَسَرِّبَةً بِمائِها،ولا أسهَدَها (1)بِنَحیبِ الثّاکِلاتِ فَقدُ عَزائِها،إلّالِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها،وما دَعاها إلَیهِ عَواقِبُ بَلائِها،وأَنتَ القادِرُ یا عَزیزُ عَلی کَشفِ غَمّائِها.

إلهی ! إن کُنّا مُجرِمینَ فَإِنّا نَبکی عَلی إضاعَتِنا مِن حُرمَتِکَ ما نَستَوجِبُهُ،وإن کُنّا مَحرومینَ فَإِنّا نَبکی إذ فاتَنا مِن جودِکَ ما نَطلُبُهُ...

إلهی ! أنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ،ولَستُ أیأَسُ مِن رَحمَتِکَ الَّتی یَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ (2).

إلهی ! لا تَغضَب عَلَیَّ فَلَستُ أقوی لِغَضَبِکَ،ولا تَسخَط عَلَیَّ فَلَستُ أقومُ لِسَخَطِکَ.

إلهی ! ألِلنّارِ رَبَّتنی امّی فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی،أم لِلشَّقاءِ وَلَدَتنی فَلَیتَها لَم تَلِدنی.

إلهِی ! انهَمَلَت عَبَراتی حینَ ذَکَرتُ عَثَراتی،وما لَها لا تَنهَمِلُ ولا أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وعَلی ماذا یَهجُمُ عِندَ البَلاغِ مَسیرِی،وأَری نَفسی تُخاتِلُنی،وأَیّامی تُخادِعُنی، وقَد خَفَقَت فَوقَ رَأسی أجنِحَةُ المَوتِ،ورَمَقَتنی مِن قَریبٍ أعیُنُ الفَوتِ،فَما عُذری وقَد حَشا مَسامِعی رافِعُ الصَّوتِ. (3)

ز-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فی جَوفِ اللَّیلِ

277.العدد القویّة عن ابراهیم بن محمّد: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ لَیلَةً فی مُناجاتِهِ:

ص:221


1- .فی المصدر:«أو لا حادَت مُتَشَرِّبَةً بِمائِها،ولا أشهَدَها»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- فی بعض المصادر:«إلهی أَخافُ عُقوبَتَکَ کَما یَخافُ المُذنِبونَ،وأَنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُ المُخلصونَ».
3- المصباح للکفعمی:ص 489 وص 496،البلد الأمین:ص 313 [2] وص 318 کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 102 [3] وص 108 ح 14؛دستور معالم الحکم:ص 127 [4] عن عبد اللّه الأسدی نحوه ولیس فیه بعض ألفاظ الدعاء.

إلهَنا وسَیِّدَنا ومَولانا،لَو بَکَینا حَتّی تَسقُطَ أشفارُنا (1)،وَانتَحَبنا (2)حَتّی تَنقَطِعَ أصواتُنا، وقُمنا حَتّی تَیبَسَ أقدامُنا،ورَکَعنا حَتّی تَنخَلِعَ أوصالُنا،وسَجَدنا حَتّی تَتَفَقَّأَ (3)أحداقُنا، وأَکَلنا تُرابَ الأَرضِ طولَ أعمارِنا،وذَکَرناکَ حَتّی تَکِلَّ ألسِنَتُنا،مَا استَوجَبنا بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ مِن سَیِّئاتِنا. (4)

278.مصباح المتهجّد: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی جَوفِ اللَّیلِ،إذا هَدَأَتِ العُیونُ:

إلهی ! غارَت نُجومُ سَمائِکَ،ونامَت عُیونُ أنامِکَ،وهَدَأَت أصواتُ عِبادِکَ وأَنعامِکَ، غَلَّقَتِ المُلوکُ عَلَیها أبوابَها،وطافَ عَلَیها حُرّاسُها،وَاحتَجَبوا عَمَّن یَسأَ لُهُم حاجَةً،أو یَنتَجِعُ (5)مِنهُم فائِدَةً.

وأَنتَ إلهی حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ و لا نَومٌ،ولا یَشغَلُکَ شَیءٌ عَن شَیءٍ،أبوابُ سَمائِکَ لِمَن دَعاکَ مُفَتَّحاتٌ،وخَزائِنُکَ غَیرُ مُغَلَّقاتٍ،وأَبوابُ رَحمَتِکَ غَیرُ مَحجوباتٍ، وفَوائِدُکَ لِمَن سَأَلَکَها غَیرُ مَحظوراتٍ،بَل هِیَ مَبذولاتٌ.

وأَنتَ إلهِی الکَریمُ الَّذی لا تَرُدُّ سائِلاً مِنَ المُؤمِنینَ سَأَلَکَ،و لا تَحتَجِبُ عَن أحَدٍ مِنهُم أرادَکَ،لا وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لا تَختَزِلُ (6)حَوائِجَهُم دونَکَ،ولا یَقضیها أحَدٌ غَیرُکَ.

إلهی ! وقَد تَرانی ووُقوفی وذُلَّ مَقامی بَینَ یَدَیکَ،وتَعلَمُ سَریرَتی وتَطَّلِعُ عَلی ما فی قَلبی،وما یَصلُحُ بِهِ أمرُ آخِرَتی ودُنیایَ.

ص:222


1- .الشُّفر:حرف جفن العین الذی ینبت علیه الشّعر (النهایة:ج 2 ص 484« شفر»).
2- النحیبُ الانتحابُ:البکاءُ بصوت طویل ومدّ (النهایة:ج 5 ص 27« نحب»).
3- تفقّأت:أی انفلقت وانشقّت (النهایة:ج 3 ص 461«فقأ»).
4- العدد القویّة:ص 320 ح 23، بحار الأنوار:ج 94 ص 138 ح 21؛ [4]تذکرة الخواص:ص 332.
5- فی المصدر:«انتجع»،وما فی المتن اثبت من المصادر الاُخری.وانتجعتَ فلاناً:إذا أتیتَه تَطلب معروفه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1753«نجع»).
6- یختزل:یَقتطِعُ (النهایة:ج 2 ص 29«خزل»).

إلهی ! إن ذَکَرتُ المَوتَ وهَولَ المُطَّلَعِ (1)،وَالوُقوفَ بَینَ یَدَیکَ،نَغَّصَنی مَطعَمی ومَشرَبی،وأَغَصَّنی بِریقی،وأَقلَقَنی عَن وِسادَتی،ومَنَعَنی رُقادی،وکَیفَ یَنامُ مَن یَخافُ بَیاتَ مَلَکِ المَوتِ فی طَوارِقِ (2)اللَّیلِ وطَوارِقِ النَّهارِ؟! بَل [کَیفَ] (3)یَنامُ العاقِلُ ومَلَکُ المَوتِ لا یَنامُ،لا بِاللَّیلِ ولا بِالنَّهارِ،ویَطلُبُ قَبضَ روحِهِ (4)بِالبَیاتِ أو فی آناءِ السّاعاتِ؟!.

ثُمَّ یَسجُدُ،ویُلصِقُ خَدَّهُ بِالتُّرابِ وهُوَ یَقولُ:

أسأَلُکَ الرَّوحَ وَالرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عَنّی حینَ ألقاکَ. (5)

279.أعلام الدین عن طاووس الیمانی: رَأَیتُ فی جَوفِ اللَّیلِ رَجُلاً مُتَعَلِّقاً بِأستارِ الکَعبَةِ وهُوَ یَقولُ:

ألا أیُّهَا المَأمولُ فی کُلِّ حاجَةٍ

قالَ:فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما هذَا الجَزَعُ

ص:223


1- .المُطَّلَعُ:أمر الآخرة وموقف القیامة الذی یحصل الإطّلاع علیه بعد الموت (مجمع البحرین:ج 2 ص 1109« طلع»).
2- الطوارق:هی الاُمور التی تأتی غفلة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1100«طرق»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- فی المصدر:«روحی»،وما فی المتن اثبت من بعض المصادر الاُخری،وهو الأنسب بالسیاق.
5- مصباح المتهجّد:ص 132 ح 216، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 53 ح 2133، [3]المصباح للکفعمی:ص 72، [4]البلد الأمین:ص 35،دعائم الإسلام:ج 1 ص 212 [5] نحوه وفیه:«أنّه کان إذا صلّی من اللیل دعا فقال:...»،بحار الأنوار:ج 87 ص 236 ح 47.

وأَنتَ ابنُ رَسولِ اللّهِ،ولَکَ أربَعُ خِصالٍ:رَحمَةُ اللّهِ،وشَفاعَةُ جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأَنتَ ابنُهُ،وأَنتَ طِفلٌ صَغیرٌ؟!

فَقالَ لَهُ:یا طاووسُ،إنَّنی نَظَرتُ فی کِتابِ اللّهِ فَلَم أرَ لی مِن ذلِکَ شَیئاً،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: وَ لا یَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ (1)،وأَمّا کَونِی ابنَ رَسولِ اللّهِ،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ (2)،وأَمّا کَونی طِفلاً فَإِنّی رَأَیتُ الحَطَبَ الکِبارَ لا یَشتَعِلُ إلّا بِالصِّغارِ.ثُمَّ بَکی علیه السلام حَتّی غُشِیَ عَلَیهِ. (3)

ح-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فِی الحِجرِ

280.الأمالی للصدوق عن طاووس الیمانی: مَرَرتُ بِالحِجرِ (4)فَإِذا أنَا بِشَخصٍ راکِعٍ وساجِدٍ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام،فَقُلتُ:یا نَفسُ،رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَیتِ النُّبُوُّةِ، وَاللّهِ،لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ،فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ورَفَعَ باطِنَ کَفَّیهِ إلَی السَّماءِ وجَعَلَ یَقولُ:

سَیِّدی،سَیِّدی،هذِهِ یَدایَ قَد مَدَدتُهُما إلَیکَ بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَینایَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً،وحَقٌّ لِمَن دَعاکَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أن تُجیبَهُ بِالکَرَمِ تَفَضُّلاً.

سَیِّدی،أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟

ص:224


1- .الأنبیاء:28.
2- المؤمنون:101-103.
3- أعلام الدین:ص 171، بحار الأنوار:ج 99 ص 198 ح 15. [4]جدیر بالذکر أنّ هذا الحدیث ضعیف من الناحیة السندیة،کما أنّ نسبة مضمونه للإمام المعصوم لا تخلو من إشکال،ولعلّه متعلّق بشخص آخر غیر الإمام زین العابدین7.
4- الحِجرُ:بیت إسماعیل وفیه قبر هاجر وقبر إسماعیل (مجمع البحرین:ج 1 ص 366«هجر»).

سَیِّدی،ألِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائی،أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی؟

سَیِّدی،لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَکُنتُ أوَّلَ الهارِبینَ مِنکَ،لکِنّی أعلَمُ أنّی لا أفوتُکَ.

سَیِّدی،لَو أنَّ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،غَیرَ أنّی أعلَمُ أنَّهُ لا یَزیدُ فی مُلکِکَ طاعَةُ المُطیعینَ،ولا یَنقُصُ مِنهُ مَعصِیَةُ العاصینَ.

سَیِّدی،ما أنَا وما خَطَری،هَب لی بِفَضلِکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ.

إلهی وسَیِّدِی ! ارحَمنی مَصروعاً عَلَی الفِراشِ،تُقَلِّبُنی أیدی أحِبَّتی،وَارحَمنی مَطروحاً عَلَی المُغتَسَلِ یُغَسِّلُنی صالِحُ جیرَتی،وَارحَمنی مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتی،وَارحَم فی ذلِکَ البَیتِ المُظلِمِ وَحشَتی وغُربَتی ووَحدَتی. (1)

ط-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فِی المَسجِدِ الحَرامِ

281.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس الیمانی -فی ذِکرِ أحوالِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام-:رَأَیتُهُ یَطوفُ مِنَ العِشاءِ إلَی السَّحَرِ ویَتَعَبَّدُ،فَلَمّا لَم یَرَ أحَداً رَمَقَ السَّماءَ بِطَرفِهِ وقالَ:

«إلهی ! غارَت نُجومُ سَماواتِکَ،وهَجَعَت عُیونُ أنامِکَ،وأَبوابُکَ مُفَتَّحاتٌ لِلسّائِلینَ، جِئتُکَ لِتَغفِرَ لی وتَرحَمَنی وتُرِیَنی وَجهَ جَدّی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فی عَرَصاتِ (2)القِیامَةِ».

ثُمَّ بَکی وقالَ:

«وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،ما أرَدتُ بِمَعصِیَتی مُخالَفَتَکَ،وما عَصَیتُکَ إذ عَصَیتُکَ وأَنَا بِکَ

ص:225


1- .الأمالی للصدوق:ص 288 ح 321، روضة الواعظین:ص 219، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 89 ح 1، [3]وراجع المزار الکبیر:ص 146 الباب 8.
2- العَرَصاتُ:جمعُ عَرَصةٍ،وهی کلّ موضع واسع لابناء فیه (النهایة:ج 3 ص 208« عرص»).

شاکٌّ،ولا بِنَکالِکَ (1)جاهِلٌ،ولا لِعُقوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ،ولکِن سَوَّلَت لی نَفسی،وأَعانَنی عَلی ذلِکَ سَترُکَ المُرخی بِهِ عَلَیَّ،فَأَنَا الآنَ مِن عَذابِکَ مَن یَستَنقِذُنی؟وبِحَبلِ مَن أعتَصِمُ إن قَطَعتَ حَبلَکَ عَنّی؟فَوا سَوأَتاه غَداً مِنَ الوُقوفِ بَینَ یَدَیکَ إذا قیلَ لِلمُخِفّینَ:جوزوا، ولِلمُثقِلینَ:حُطّوا،أمَعَ المُخِفّینَ أجوزُ،أم مَعَ المُثقِلینَ أحُطُّ؟! وَیلی کُلَّما طالَ عُمُری کَثُرَت خَطایایَ ولَم أتُب،أما آنَ لی أن أستَحِیَ مِن رَبّی؟!».

ثُمَّ بَکی،ثُمَّ أنشَأَ یَقولُ: «أتُحرِقُنی بِالنّارِ یا غایَةَ المُنی

ثُمَّ بَکی وقالَ:«سُبحانَکَ ! تُعصی کَأَ نَّکَ لا تَری،وتَحلُمُ کَأَنَّکَ لَم تُعصَ،تَتَوَدَّدُ إلی خَلقِکَ بِحُسنِ الصَّنیعِ کَأَنَّ بِکَ الحاجَةَ إلَیهِم،وأَنتَ یا سَیِّدِی الغَنِیُّ عَنهُم».ثُمَّ خَرَّ إلَی الأَرضِ ساجِداً. (2)

ی-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام المَعروفَةُ بِمُناجاةِ الخائِفینَ

282.الإمام زین العابدین علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! أتَراکَ بَعدَ الإِیمانِ بِکَ تُعَذِّبُنی؟أم بَعدَ حُبّی إیّاکَ تُبَعِّدُنی؟أم مَعَ رَجائی لِرَحمَتِکَ وصَفحِکَ تَحرِمُنی؟أم مَعَ استِجارَتی بِعَفوِکَ تُسلِمُنی؟ حاشا لِوَجهِکَ الکَریمِ أن تُخَیِّبَنی،لَیتَ شِعری،ألِلشَّقاءِ وَلَدَتنی امّی أم لِلعَناءِ رَبَّتنی؟! فَلَیتَها لَم تَلِدنی ولَم تُرَبِّنی،ولَیتَنی عَلِمتُ أمِن أهلِ السَّعادَةِ جَعَلتَنی؟وبِقُربِکَ وجِوارِکَ خَصَصتَنی؟فَتَقِرَّ بِذلِکَ عَینی،وتَطمَئِنَّ لَهُ نَفسی.

إلهی ! هَل تُسَوِّدُ وُجوهاً خَرَّت ساجِدَةً لِعَظَمَتِکَ؟أو تُخرِسُ ألسِنَةً نَطَقَت بِالثَّناءِ عَلی

ص:226


1- .النکالُ:العقوبة (النهایة:ج 5 ص 117«نطل»).
2- المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 151، بحار الأنوار:ج 46 ص 81 ح 75 [2] وج 87 ص 200 ح 8.

مَجدِکَ وجَلالَتِکَ؟أو تَطبَعُ عَلی قُلوبٍ انطَوَت عَلی مَحَبَّتِکَ؟أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَتِ بِسَماعِ ذِکرِکَ فی إرادَتِکَ؟أو تَغُلُّ أکُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَیکَ رَجاءَ رَأفَتِکَ؟أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِکَ حَتّی نَحِلَت فی مُجاهَدَتِکَ؟أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت فی عِبادَتِکَ؟

إلهی ! لا تُغلِق عَلی مُوَحِّدیکَ أبوابَ رَحمَتِکَ،ولا تَحجُب مُشتاقیکَ عَنِ النَّظَرِ إلی جَمیلِ رُؤیَتِکَ.

إلهی ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحیدِکَ،کَیفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِکَ؟وضَمیرٌ انعَقَدَ عَلی مَوَدَّتِکَ،کَیفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نیرانِکَ؟

إلهی ! أجِرنی مِن ألیمِ غَضَبِکَ،وعَظیمِ سَخَطِکَ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا رَحیمُ یا رَحمنُ،یا جَبّارُ یا قَهّارُ،یا غَفّارُ یا سَتّارُ،نَجِّنی بِرَحمَتِکَ مِن عَذابِ النّارِ،وفَضیحَةِ العارِ،إذَا امتازَ الأَخیارُ مِنَ الأَشرارِ،وهالَتِ الأَهوالُ،وقَرُبَ المُحسِنونَ،وبَعُدَ المُسیؤونَ،ووُفِّیَت کُلُّ نَفسٍ ما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمونَ. (1)

یا-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فِی الرَّهبَةِ

283.الإمام زین العابدین علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی سَوِیّاً،ورَبَّیتَنی صَغیراً،ورَزَقتَنی مَکفِیّاً.اللّهُمَّ إنّی وَجَدتُ فیما أنزَلتَ مِن کِتابِکَ،وبَشَّرتَ بِهِ عِبادَکَ،أن قُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً (2)،وقَد تَقَدَّمَ مِنّی ما قَد عَلِمتَ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،فَیا سَوأَتا مِمّا أحصاهُ عَلَیَّ کِتابُکَ،فَلَولَا المَواقِفُ الَّتی اؤَمِّلُ مِن عَفوِکَ الَّذی شَمِلَ کُلَّ شَیءٍ لَأَلقَیتُ بِیَدی،ولَو أنَّ أحَداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن رَبِّهِ،لَکُنتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنکَ،وأَنتَ لا تَخفی عَلَیکَ خافِیَةٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ إلّاأتَیتَ بِها،

ص:227


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 143 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
2- الزمر:53.

وکَفی بِکَ جازِیاً،وکَفی بِکَ حَسیباً.

اللّهُمَّ إنَّکَ طالِبی إن أنَا هَرَبتُ،ومُدرِکی إن أنَا فَرَرتُ،فَها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ خاضِعٌ ذَلیلٌ راغِمٌ،إن تُعَذِّبنی فَإِنّی لِذلِکَ أهلٌ،وهُوَ یا رَبِّ مِنکَ عَدلٌ،وإن تَعفُ عَنّی فَقَدیماً شَمَلَنی عَفوُکَ،وأَلبَستَنی عافِیَتَکَ.

فَأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِالمَخزونِ مِن أسمائِکَ،وبِما وارَتهُ الحُجُبُ مِن بَهائِکَ،إلّارَحِمتَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ،وهذِهِ الرِّمَّةَ (1)الهَلوعَةَ (2)،الَّتی لا تَستَطیعُ حَرَّ شَمسِکَ،فَکَیفَ تَستَطیعُ حَرَّ نارِکَ؟! وَالَّتی لا تَستَطیعُ صَوتَ رَعدِکَ،فَکَیفَ تَستَطیعُ صَوتَ غَضَبِکَ؟! فَارحَمنِی اللّهُمَّ فَإِنِّی امرُؤٌ حَقیرٌ،وخَطَری یَسیرٌ،ولَیسَ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ مِثقالَ ذَرَّةٍ،ولَو أنَّ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،وأَحبَبتُ أن یَکونَ ذلِکَ لَکَ،ولکِن سُلطانُکَ اللّهُمَّ أعظَمُ،ومُلکُکَ أدوَمُ مِن أن تَزیدَ فیهِ طاعَةُ المُطیعینَ،أو تَنقُصَ مِنهُ مَعصِیَةُ المُذنِبینَ.

فَارحَمنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وتَجاوَز عَنّی یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،وتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)

یب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فی طَلَبِ مَخافَةِ اللّهِ تَعالی

284.الإمام زین العابدین علیه السلام:

إلهی ! حَرَمَنی کُلُّ مَسؤولٍ رِفدَهُ،ومَنَعَنی کُلُّ مَأمولٍ ما عِندَهُ،وأَخلَفَنی مَن کُنتُ أرجوهُ لِرَغبَةٍ وأَقصِدُهُ لِرَهبَةٍ،وحالَ الشَّکُّ فی ذلِکَ یَقیناً وَالظَّنُّ عِرفاناً،وَاستَحالَ الرَّجاءُ یَأساً،ورَدَّتنِی الضَّرورَةُ إلَیکَ حینَ خابَت آمالی،وَانقَطَعَت أسبابی،وأَیقَنتُ أنَّ

ص:228


1- .الرمَّة:العظام البالیة (المصباح المنیر:ص 239«رمم»).
2- الهَلعُ:أشدُّ الجزع والضَجَر (النهایة:ج 5 ص 269«هلع»).
3- الصحیفة السجّادیّة:ص 215 الدعاء 50.

سَعیی لا یُفلِحُ،وَاجتِهادی لا یُنجِحُ إلّابِمَعونَتِکَ،وأَنَّ مُریدی بِالخَیرِ لا یَقدِرُ عَلی إنالَتی إیّاهُ إلّابِإِذنِکَ.

فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَغنِنی یا رَبِّ بِکَرَمِکَ عَن لُؤمِ المَسؤولینَ،وبِإِسعافِکَ عَن خَیبَةِ المَرجُوّینَ،وأَبدِلنی مَخافَتَکَ مِن مَخافَةِ المَخلوقینَ، وَاجعَلنی أشَدَّ ما أکونُهُ لَکَ خَوفاً،وأَکثَرَ ما أکونُهُ لَکَ ذِکراً،وأَعظَمَ ما أکونُ مِنکَ حِرزاً،إذا زالَت عَنِّی المَخاوِفُ،وَانزاحَتِ المَکارِهُ،وَانصَرَفَت عَنِّی المَخاوِفُ،حینَ یَأمَنُ المَغرورونَ مَکرَکَ،ویَنسَی الجاهِلونَ ذِکرَکَ.

ولا تَجعَلنی مِمَّن یُبطِرُهُ الرَّخاءُ ویَصرَعُهُ البَلاءُ،فَلا یَدعوکَ إلّاعِندَ حُلولِ نازِلَةٍ،ولا یَذکُرُکَ إلّاعِندَ وُقوعِ جائِحَةٍ (1)،فَیَصرَعُ لَکَ خَدَّهُ،وتَرفَعَ بِالمَسأَلَةِ إلَیکَ یَدَهُ،ولا تَجعَلنی مِمَّن عِبادَتُهُ لَکَ خَطَراتٌ تَعرِضُ دونَ دَوامِهَا الفَتَراتُ،فَیَعمَلُ (2)بِشَیءٍ مِنَ الطّاعَةِ مِن یَومِهِ، ویَمَلُّ العَمَلَ فی غَدِهِ،لکِن صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل کُلَّ یَومٍ مِن أیّامی مُوفِیاً عَلی أمسِهِ،مُقَصِّراً عَن غَدِهِ،حَتّی تَتَوَفّانی وقَد أعدَدتُ لِیَومِ المَعادِ تَوفِرَةَ الزّادِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

4/5مُناجاةُ الرّاجینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

285.المستدرک علی الصحیحین عن جابر بن عبد اللّه: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:وا ذُنوباه ! وا ذُنوباه ! فَقالَ هذَا القَولَ مَرَّتَینِ أو ثَلاثاً،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

ص:229


1- .الجائِحةُ:کلّ مُصیبةٍ عظیمة وفِتنَةٌ مبیرة (مجمع البحرین:ج 1 ص 335«جوح»).
2- فی المصدر:«فیعلم»والتصویب من الصحیفة السجادیّة الجامعة:ص 487.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 129 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.

قُل:«اللّهُمَّ مَغفِرَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،ورَحمَتُکَ أرجی عِندی مِن عَمَلی»،فَقالَها،ثُمَّ قالَ:عُد،فَعادَ،ثُمَّ قالَ:عُد،فَعادَ،فَقالَ:قُم،فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ. (1)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

286.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی،فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.

إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ بِالخَیبَةِ مِن عِندِکَ مَحروماً،وکانَ ظَنّی بِکَ وبِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!

إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائی لَکَ بَینَ الآمِلینَ.

إلهی ! عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُبارِزَ بِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ کُنتَ المُطالِبَ بِهِ،إلّاأنّی إذا ذَکَرتُ کَبیرَ جُرمی وعَظیمَ غُفرانِکَ،وَجَدتُ الحاصِلَ لی مِن بَینِهِما عَفوَ رِضوانِکَ.

إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ بِذَنبی مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد نادانی إلَی الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِکَ.

إلهی ! إن أوحَشَتنِی الخَطایا عَن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَتنی بِالیَقینِ مَکارِمُ عَطفِکَ.

إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أنبَهَتنِی المَعرِفَةُ یا سَیِّدی بِکَریمِ آلائِکَ.

إلهی ! إن عَزُبَ (2)لُبّی عَن تَقویمِ ما یُصلِحُنی،فَما عَزُبَ إیقانی بِنَظَرِکَ لی فیما یَنفَعُنی.

إلهی ! إنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی،فَبِالإِیمانِ أمضَتهَا الماضِیاتُ مِن

ص:230


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 728 ح 1994،الأذکار المنتخبة:ص 347،کنز العمّال:ج 2 ص 198 ح 3737.
2- عَزُبَ:غابَ وخَفیَ (المصباح المنیر:ص 407« عزب»).

أعوامی...

إلهی ! مَسکَنَتی لا یَجبُرُها إلّاعَطاؤُکَ،واُمنِیَّتی لا یُغنیها إلّاجَزاؤُکَ.

إلهی ! أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن جَمیلِ امتِنانِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ خَیرِکَ المَألوفِ.

إلهی ! أقَمتُ [نَفسی] عَلی قَنطَرَةٍ مِن قَناطِرِ الأَخطارِ،مَملُوّاً (1)بِالأَعمالِ وَالاِعتِبارِ،فَأَنَا الهالِکُ إن لَم تُعِن عَلَیها بِتَخفیفِ الأَثقالِ.

إلهی ! أ مِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی؟أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُ بَشِّرَ رَجائی؟

إلهی ! إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی دارِ السَّلامِ،وأَعدَمتَنی تَطوافَ الوُصَفاءِ مِنَ الخُدّامِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی دارِ المُقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی مِنکَ یا ذَا الفَضلِ وَالإِنعامِ.

إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لَو قَرَنتَنی فِی الأَصفادِ طُولَ الأَیّامِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ (2)مِن بَینِ الأَنامِ،وحُلتَ بَینی وبَینَ الکِرامِ،ما قَطَعتُ رَجائی مِنکَ،ولا صَرَفتُ وَجهَ انتِظاری لِلعَفوِ عَنکَ...

إلهی ! إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تَطَّلِعُ عَلَیهِ نارٌ مُحرِقَةٌ فی لَظی.

إلهی ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَأییدِ إیمانِکَ،کَیفَ تُذِلُّها بَینَ أطباقِ نیرانِکَ.

إلهی ! لِسانٌ کَسَوتَهُ مِن تَماجیدِکَ أنیَقَ أثوابِها،کَیفَ تَهوی إلَیهِ مِنَ النّارِ مُشتَعِلاتُ

ص:231


1- .فی البلد الأمین والمزار الکبیر ومزار الشهید:«مبلوّاً».
2- السَّیبُ:العَطاءُ (النهایة:ج 2 ص 432«سیب»).

التِهابِها.

إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجی،وکُلُّ مَحزونٍ إیّاکَ یَرتَجی.

إلهی ! سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ الزّاهِدونَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ فَقَنِعوا، وسَمِعَ المُوَلُّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجَعوا،وسَمِعَ المُجرِمونَ بِسَعَةِ غُفرانِکَ فَطَمِعوا، وسَمِعَ المُؤمِنونَ بِکَرَمِ عَفوِکَ وفَضلِ عَوارِفِکَ فَرَغِبوا،حَتَّی ازدَحَمَت مَولایَ بِبابِکَ عَصائِبُ العُصاةِ مِن عِبادِکَ،وعَجَّت إلَیکَ مِنهُم عَجیجَ الضَّجیجِ بِالدُّعاءِ فی بِلادِکَ،ولِکُلٍّ أمَلٌ قَد ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ مُحتاجاً،وقَلبٌ تَرَکَهُ وَجیبُ خَوفِ المَنعِ مِنکَ مُهتاجاً، وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ لَدَیهِ وُجوهُ المَطالِبِ،ولَم تَرزَأْ بِنَزیلِهِ قَطیعاتُ المَعاطِبِ.

إلهی ! إن أخطَأتُ طَریقَ النَّظَرِ لِنَفسی بِما فیهِ کَرامَتُها،فَقَد أصَبتُ طَریقَ الفَزَعِ إلَیکَ بِما فیهِ سَلامَتُها.

إلهی ! إن کانَت نَفسِی استَسعَدَتنی مُتَمَرِّدَةً عَلی ما یُردیها،فَقَدِ استَسعَدتُهَا الآنَ بِدُعائِکَ عَلی ما یُنجیها.

إلهی ! إن عَدانِی (1)الاِجتِهادُ فِی ابتِغاءِ مَنفَعَتی،فَلَم یَعدُنی بِرُّکَ بِما فیهِ مَصلَحَتی.

إلهی ! إن قَسَطتُ فِی الحُکمِ عَلی نَفسی بِما فیهِ حَسرَتُها،فَقَد أقسَطتُ الآنَ بِتَعریفی إیّاها مِن رَحمَتِکَ إشفاقَ رَأفَتِها.

إلهی ! إن اجحِفَ (2)بی قِلَّةُ الزّادِ فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَقَد وَصَلتُهُ الآنَ بِذَخائِرِ ما أعدَدتُهُ مِن فَضلِ تَعویلی عَلَیکَ.

إلهی ! إذا ذَکَرتُ رَحمَتَکَ ضَحِکَت إلَیها وُجوهُ وَسائِلی،وإذا ذَکَرتُ سَخطَتَکَ (3)بَکَت

ص:232


1- .عَدانی عنک أمرُ کذا یَعدونی:أی شَغَلَنی (ترتیب کتاب العین:ص 522«عدو»).
2- أجحَفتَ بهم:أی أفقرتَهم (النهایة:ج 1 ص 241« جحف»).
3- فی البلد الأمین:« سخطک».

عَلَیها عُیونُ مَسائِلی.

إلهی ! فَأَفِض بِسَجلٍ مِن سِجالِکَ عَلی عَبدٍ بائِسٍ قَد أتلَفَهُ الظَّمَأُ،وأَحاطَ بِخَیطِ جِیدِهِ کَلالُ الوَنی (1).

إلهی ! أدعوکَ دُعاءَ مَن لَم یَرجُ غَیرَکَ بِدُعائِهِ،وأَرجوکَ رَجاءَ مَن لَم یَقصِد غَیرَکَ بِرَجائِهِ.

إلهی ! کَیفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعی إلی نَوالِکَ،وإنَّما أنا فِی استِرزاقی لِهذَا البَدَنِ أحَدُ عِیالِکَ...

إلهی ! کَیفَ یَنقُلُ بِنَا الیَأسُ إلَی الإِمساکِ عَمّا لَهِجنا بِطِلابِهِ،وقَدِ ادَّرَعنا مِن تَأمیلِنا إیّاکَ أسبَغَ أثوابِهِ.

إلهی ! إذا هَزَّتِ الرَّهبَةُ أفنانَ مَخافَتِنَا انقَلَعَت مِنَ الاُصولِ أشجارُها،وإذا تَنَسَّمَت (2)أرواحُ الرَّغبَةِ مِنّا أغصانَ رَجائِنا أینَعَت بِتَلقیحِ البِشارَةِ أثمارُها.

إلهی ! إذا تَلَونا مِن صِفاتِکَ شَدیدَ العِقابِ أسِفنا،وإذا تَلَونا مِنهَا الغَفورَ الرَّحیمَ فَرِحنا (3)،فَنَحنُ بَینَ أمرَینِ:فَلا سَخطَتُکَ تُؤمِنُنا،ولا رَحمَتُکَ تُؤیِسُنا...

إلهی ! إنَّکَ لَم تَزَل بی بارّاً أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی بَعدَ وَفاتی.

إلهی ! کَیفَ أیأَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ لی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلَّاالجَمیلَ فی أیّامِ حَیاتی.

إلهی ! إنَّ ذُنوبی قَد أخافَتنی،ومَحَبَّتی لَکَ قَد أجارَتنی،فَتَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ، وعُد بِفَضلِکَ عَلی مَن غَمَرَهُ جَهلُهُ.یا مَن لا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ

ص:233


1- .الونی:التعب والفتور.
2- تَنَسَّمَتْ ریحُها بشیءٍ من نسیمٍ أی هَبَّتْ هُبوباً رُویداً ذات نسیمٍ (لسان العرب:ج 12 ص 574« نسم»).
3- طمعنا (خ ل).

مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ما قَد خَفِیَ عَلَی النّاسِ مِن أمری...

إلهی ! کَأَنّی بِنَفسی وقَد اضجِعَت فی حُفرَتِها،وَانصَرَفَ عَنهَا المُشَیِّعونَ مِن جِیرَتِها، وبَکَی الغَریبُ عَلَیها لِغُربَتِها،وجادَ بِالدُّموعِ عَلَیهَا المُشفِقونَ مِن عَشیرَتِها،وناداها مِن شَفیرِ (1)القَبرِ ذَوُو مَوَدَّتِها،ورَحِمَهَا المُعادی لَها فِی الحَیاةِ عِندَ صَرعَتِها،ولَم یَخفَ عَلَی النّاظِرینَ إلَیها عِندَ ذلِکَ ضُرُّ فاقَتِها،ولا عَلی مَن رَآها قَد تَوَسَّدَتِ الثَّری عَجزُ حیلَتِها، فَقُلتَ:مَلائِکَتی،فَریدٌ نَأی (2)عَنهُ الأَقرَبونَ،ووَحیدٌ جَفاهُ الأَهلونَ،نَزَلَ بی قَریباً، وأَصبَحَ فِی اللَّحدِ غَریباً،وقَد کانَ لی فی دارِ الدُّنیا داعِیاً،ولِنَظَری إلَیهِ فی هذَا الیَومِ راجِیاً،فَتُحسِنُ عِندَ ذلِکَ ضِیافَتی،وتَکونُ أرحَمَ بی مِن أهلی وقَرابَتی...

إلهی ! لَقَد رَجَوتُ مِمَّن ألبَسَنی بَینَ الأَحیاءِ ثَوبَ عافِیَتِهِ،أن لا یُعرِیَنی مِنهُ بَینَ الأَمواتِ بِجودِ رَأفَتِهِ،ولَقَد رَجَوتُ مِمَّن تَوَلّانی فی حَیاتی بِإِحسانِهِ أن یَشفَعَهُ لِی عِندَ وَفاتی بِغُفرانِهِ.

یا أنیسَ کُلِّ غَریبٍ آنِس فِی القَبرِ غُربَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی القَبرِ وَحدَتی،ویا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوی،ویا کاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوی،کَیفَ نَظَرُکَ لی بَینَ سُکّانِ الثَّری،وکَیفَ صَنیعُکَ إلَیَّ فی دارِ الوَحشَةِ وَالبِلی،فَقَد کُنتَ بی لَطیفاً أیّامَ حَیاةِ الدُّنیا. (3)

287.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إنّی أری لَدَیَّ مِن فَضلِکَ ما لَم أسأَلکَ،فَعَلِمتُ أنَّ لَدَیکَ مِنَ الرَّحمَةِ ما لا أعلَمُ، فَصَغُرَت قیمَةُ مَطلَبی فیما عایَنتُ،وقَصُرَت غایَةُ أمَلی عِندَما رَجَوتُ،فَإِن ألحَفتُ (4)فی

ص:234


1- .شفیر:جانب ( النهایة:ج 2 ص 485«شفر»).
2- نأی:تباعَدَ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1741«نای»).
3- المصباح للکفعمی:ص 485-497، البلد الأمین:ص 312-318 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 100-108 ح 14؛ [3]دستور معالم الحکم:ص 131-140 [4] عن عبد اللّه الأسدی نحوه.
4- ألحَفَ:ألَحَّ (المصباح المنیر:ص 551«لحف»).

سُؤالی فَلِفاقَتی إلی ما عِندَکَ،وإن قَصَّرتُ فی دُعائی فَبِما عَوَّدتَ مِنِ ابتِدائِکَ. (1)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

288.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاجینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن إذا سَأَلَهُ عَبدٌ أعطاهُ،وإذا أمَّلَ ما عِندَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وإذا أقبَلَ عَلَیهِ قَرَّبَهُ وأَدناهُ،وإذا جاهَرَهُ بِالعِصیانِ سَتَرَ عَلَیهِ وغَطّاهُ،وإذا تَوَکَّلَ عَلَیهِ أحسَبَهُ وکَفاهُ.

إلهی ! مَنِ الَّذی نَزَلَ بِکَ مُلتَمِساً قِراکَ (2)فَما قَرَیتَهُ؟ومَنِ الَّذی أناخَ بِبابِکَ مُرتَجِیاً نَداکَ فَما أولَیتَهُ؟أیَحسُنُ أن أرجِعَ عَن بابِکَ بِالخَیبَةِ مَصروفاً،ولَستُ أعرِفُ سِواکَ مَولیً بِالإِحسانِ مَوصوفاً؟! کَیفَ أرجو غَیرَکَ وَالخَیرُ کُلُّهُ بِیَدِکَ؟وکَیفَ اؤَمِّلُ سِواکَ وَالخَلقُ وَالأَمرُ لَکَ؟أأَقطَعُ رَجائی مِنکَ وقَد أولَیتَنی ما لَم أسأَلهُ مِن فَضلِکَ؟أم تُفقِرُنی إلی مِثلی وأَنَا أعتَصِمُ بِحَبلِکَ؟! یا مَن سَعِدَ بِرَحمَتِهِ القاصِدونَ،ولَم یَشقَ بِنَقِمَتِهِ المُستَغفِرونَ، کَیفَ أنساکَ ولَم تَزَل ذاکِری؟وکَیفَ ألهو عَنکَ وأَنتَ مُراقِبی؟!

إلهی ! بِذَیلِ کَرَمِکَ أعلَقتُ یَدی،ولِنَیلِ عَطایاکَ بَسَطتُ أمَلی،فَأَخلِصنی بِخالِصَةِ تَوحیدِکَ،وَاجعَلنی مِن صَفوَةِ عَبیدِکَ.

یا مَن کُلُّ هارِبٍ إلَیهِ یَلتَجِئُ،وکُلُّ طالِبٍ إیّاهُ یَرتَجی،یا خَیرَ مَرجُوٍّ،ویا أکرَمَ مَدعُوٍّ،ویا مَن لا یَرُدُّ سائِلَهُ،ولا یُخَیِّبُ آمِلَهُ،یا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعیهِ،وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجیهِ،أسأَ لُکَ بِکَرَمِکَ أن تَمُنَّ عَلَیَّ مِن عَطائِکَ بِما تَقَرُّ بِهِ عَینی،ومِن رَجائِکَ بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسی،ومِنَ الیَقینِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ مُصیباتِ الدُّنیا،وتَجلو بِهِ عَن بَصیرَتی غَشَواتِ العَمی،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ص:235


1- .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 319 ح 663.
2- القِری:الضیافة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1475«قری»).
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 144.

289.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ عَظیمُ الشَّأنِ مَروِیٌّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:

إلهی کَیفَ أدعوکَ وأَ نَا أنَا،وکَیفَ أقطَعُ رَجائی مِنکَ وأَنتَ أنتَ؟! إلهی إذا لَم أسأَلکَ فَتُعطِیَنی فَمَن ذَا الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطِیَنی؟! إلهی إذا لَم أدعُکَ فَتَستَجیبَ لی فَمَن ذَا الَّذی أدعوهُ فَیَستَجیبَ لی؟! إلهی إذا لَم أتَضَرَّع إلَیکَ فَتَرحَمَنی فَمَن ذَا الَّذی أتَضَرَّعُ إلَیهِ فَیَرحَمَنی؟! إلهی فَکَما فَلَقتَ البَحرَ لِموسی علیه السلام ونَجَّیتَهُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تُنَجِّیَنی مِمّا أنَا فیهِ،وتُفَرِّجَ عَنّی فَرَجاً عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ،بِفَضلِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

290.الإمام الصادق علیه السلام: تُصَلّی رَکعَتَینِ کَیفَ شِئتَ ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ أثبِت رَجاءَکَ فی قَلبی،وَاقطَع رَجاءَ مَن سِواکَ عَنّی،حَتّی لا أرجُوَ إلّاإیّاکَ،ولا أثِقَ إلّابِکَ. (2)

291.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی المُناجاةِ-:

اللّهُمَّ إن کانَتِ الذُّنوبُ تَکُفُّ أیدِیَنا عَنِ انبِساطِها إلَیکَ بِالسُّؤالِ،وَالمُداوَمَةُ عَلَی المَعاصی تَمنَعُنا عَنِ التَّضَرُّعِ وَالاِبتِهالِ،فَالرَّجاءُ یَحُثُّنا إلی سُؤالِکَ یا ذَا الجَلالِ،فَإِن لَم یَعطِفِ السَّیِّدُ عَلی عَبدِهِ فَمِمَّن یَبتَغِی النَّوالَ؟! إلهی؟! فَلا تَرُدَّ أکُفَّنَا المُتَضَرِّعَةَ إلّابِبُلوغِ الآمالِ. (3)

5/5مُناجاةُ الرّاغِبینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام

292.کشف الغمّة عن راشد بن أبی روح الأنصاری: کانَ مِن دُعاءِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

ص:236


1- .المصباح للکفعمی:ص 389.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 133 ح 2343، بحار الأنوار:ج 91 ص 363 ح 23.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 93 ح 8 نقلاً عن خطّ الشهید.

اللّهُمَّ ارزُقنِی الرَّغبَةَ فِی الآخِرَةِ حَتّی أعرِفَ صِدقَ ذلِکَ فی قَلبی بِالزَّهادَةِ مِنّی فی دُنیایَ،اللّهُمَّ ارزُقنی بَصَراً فی أمرِ الآخِرَةِ حَتّی أطلُبَ الحَسَناتِ شَوقاً،وأَفِرَّ (1)مِنَ السَّیِّئاتِ خَوفاً یا رَبِّ. (2)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

293.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِشتِیاقِ إلی طَلَبِ المَغفِرَةِ مِنَ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصَیِّرنا إلی مَحبوبِکَ مِنَ التَّوبَةِ،وأَزِلنا عَن مَکروهِکَ مِنَ الإِصرارِ.

اللّهُمَّ ومَتی وَقَفنا بَینَ نَقصَینِ فی دینٍ أو دُنیا،فَأَوقِعِ النَّقصَ بِأَسرَعِهِما فَناءً،وَاجعَلِ التَّوبَةَ فی أطوَلِهِما بَقاءً.

وإذا هَمَمنا (3)بِهَمَّینِ یُرضیکَ أحَدُهُما عَنّا،ویُسخِطُکَ الآخَرُ عَلَینا،فَمِل بِنا إلی ما یُرضیکَ عَنّا،وأَوهِن (4)قُوَّتَنا عَمّا یُسخِطُکَ عَلَینا،ولا تُخَلِّ فی ذلِکَ بَینَ نُفوسِنا وَاختِیارِها،فَإِنَّها مخُتارَةٌ لِلباطِلِ إلّاما وَفَّقتَ،أمّارَةٌ بِالسّوءِ إلّاما رَحِمتَ.

اللّهُمَّ وإنَّکَ مِنَ الضُّعفِ خَلَقتَنا،وعَلَی الوَهنِ بَنَیتَنا،ومِن ماءٍ مَهینٍ (5)ابتَدَأتَنا،فَلا حَولَ لَنا إلّابِقُوَّتِکَ،و لا قُوَّةَ لَنا إلّابِعَونِکَ،فَأَیِّدنا بِتَوفیقِکَ،وسَدِّدنا بِتَسدیدِکَ،وأَعمِ أبصارَ قُلوبِنا عَمّا خالَفَ مَحَبَّتَکَ،ولا تَجعَل لِشَیءٍ مِن جَوارِحِنا نُفوذاً فی مَعصِیَتِکَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل هَمَساتِ قُلوبِنا،وحَرَکاتِ أعضائِنا،ولَمَحاتِ أعیُنِنا،ولَهَجاتِ ألسِنَتِنا،فی موجِباتِ ثَوابِکَ،حَتّی لا تَفوتَنا حَسَنَةٌ نَستَحِقُّ بِها

ص:237


1- .فی المصدر:«وافراً»وهو تصحیف،والصواب ما أثبتناه.
2- کشف الغمّة:ج 2 ص 275 عن راشد بن أبی روح الأنصاری.
3- هَمَّ بالأمر یَهُمُّ:إذا عزم علیه (النهایة:ج 5 ص 274« همم»).
4- وَهَنَ:ضَعُفَ ( المصباح المنیر:ص 674«وهن»).
5- مهین:أی ضعیف حقیر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1731« مهن»).

جَزاءَکَ،ولا تَبقی لَنا سَیِّئَةٌ نَستَوجِبُ بِها عِقابَکَ. (1)

294.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ مُتَفَزِّعاً إلَی اللّهِ عز و جل-:

اللّهُمَّ إنّی أخلَصتُ بِانقِطاعی إلَیکَ،وأَقبَلتُ بِکُلّی عَلَیکَ،وصَرَفتُ وَجهی عَمَّن یَحتاجُ إلی رِفدِکَ (2)،وقَلَبتُ مَسأَلَتی عَمَّن لَم یَستَغنِ عَن فَضلِکَ،ورَأَیتُ أنَّ طَلَبَ المُحتاجِ إلَی المُحتاجِ سَفَهٌ (3)مِن رَأیِهِ،وضَلَّةٌ مِن عَقلِهِ.

فَکَم قَد رَأَیتُ یا إلهی مِن اناسٍ طَلَبُوا العِزَّ بِغَیرِکَ فَذَلّوا،ورامُوا الثَّروَةَ مِن سِواکَ فَافتَقَروا،و حاوَلُوا الاِرتِفاعَ فَاتَّضَعوا؟! فَصَحَّ بِمُعایَنَةِ أمثالِهِم حازِمٌ وَفَّقَهُ اعتِبارُهُ، وأَرشَدَهُ إلی طَریقِ صَوابِهِ اختِیارُهَ.

فَأَنتَ یا مَولایَ دونَ کُلِّ مَسؤولٍ مَوضِعُ مَسأَلَتی،ودونَ کُلِّ مَطلوبٍ إلَیهِ وَلِیُّ حاجَتی، أنتَ المَخصوصُ قَبلَ کُلِّ مَدعُوٍّ بِدَعوَتی،لا یَشرَکُکَ أحَدٌ فی رَجائی،ولا یَتَّفِقُ أحَدٌ مَعَکَ فی دُعائی،ولا یَنظِمُهُ وإیّاکَ نِدائی.

لَکَ یا إلهی وَحدانِیَّةُ العَدَدِ،ومَلَکَةُ القُدرَةِ الصَّمَدِ (4)،وفَضیلَةُ الحَولِ وَالقُوَّةِ،ودَرَجَةُ العُلُوِّ وَالرِّفعَةِ،ومَن سِواکَ مَرحومٌ فی عُمُرِهِ،مَغلوبٌ عَلی أمرِهِ،مَقهورٌ عَلی شَأنِهِ، مُختَلِفُ الحالاتِ،مُتَنَقِّلٌ فِی الصِّفاتِ،فَتَعالَیتَ عَنِ الأَشباهِ وَالأَضدادِ،وتَکَبَّرتَ عَنِ الأَمثالِ وَالأَندادِ،فَسُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ. (5)

295.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاغِبینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! إن کانَ قَلَّ زادی فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَلَقَد حَسُنَ ظَنّی

ص:238


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 47 الدعاء 9، البلد الأمین:ص 446.
2- الرفد:العَطاءُ والعون (مجمع البحرین:ج 2 ص 717«رفد»).
3- السّفهُ:الخِفَّةُ والطیش،والسَّفَهُ:الجهل (النهایة:ج 2 ص 376«سفه»).
4- الصَمَدُ:هو الذی یُقصد فی الحوائج،وقیل:الدائم الباقی (مجمع البحرین:ج 2 ص 1049«صمد»).
5- الصحیفة السجّادیّة:ص 117 الدعاء 28، البلد الأمین:ص 465.

بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وإن کانَ جُرمی قَد أخافَنی مِن عُقوبَتِکَ،فَإِنَّ رَجائی قَد أشعَرَنی بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِکَ،وإن کانَ ذَنبی قَد عَرَّضَنی لِعِقابِکَ،فَقَد آذَنَنی حُسنُ ثِقَتی بِثَوابِکَ،وإن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد نَبَّهَتنِی المَعرِفَةُ بِکَرَمِکَ وآلائِکَ،وإن أوحَشَ ما بَینی وبَینَکَ فَرطُ العِصیانِ وَالطُّغیانِ،فَقَد آنَسَنی بُشرَی الغُفرانِ وَالرِّضوانِ.

أسأَ لُکَ بِسُبُحاتِ (1)وَجهِکَ وبِأَنوارِ قُدسِکَ،وأَبتَهِلُ إلَیکَ بِعَواطِفِ رَحمَتِکَ ولَطائِفِ بِرِّکَ،أن تُحَقِّقَ ظَنّی بِما اؤَمِّلُهُ مِن جَزیلِ إکرامِکَ وجَمیلِ إنعامِکَ،فِی القُربی مِنکَ وَالزُّلفی لَدَیکَ،وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إلَیکَ،وها أنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ (2)رَوحِکَ وعَطفِکَ، ومُنتَجِعٌ (3)غَیثَ جودِکَ ولُطفِکَ،فارٌّ مِن سَخَطِکَ إلی رِضاکَ،هارِبٌ مِنکَ إلَیکَ،راجٍ أحسَنَ ما لَدَیکَ،مُعَوِّلٌ عَلی مَواهِبِکَ،مُفتَقِرٌ إلی رِعایَتِکَ.

إلهی ! ما بَدَأتَ بِهِ مِن فَضلِکَ فَتَمِّمهُ،وما وَهَبتَ لی مِن کَرَمِکَ فَلا تَسلُبهُ،وما سَتَرتَهُ عَلَیَّ بِحِلمِکَ فَلا تَهتِکهُ،وما عَلِمتَهُ مِن قَبیحِ فِعلی فَاغفِرهُ.

إلهِی ! استَشفَعتُ بِکَ إلَیکَ،وَاستَجَرتُ بِکَ مِنکَ،أتَیتُکَ طامِعاً فی إحسانِکَ،راغِباً فِی امتِنانِکَ،مُستَسقِیاً وابِلَ طَولِکَ،مُستَمطِراً غَمامَ فَضلِکَ،طالِباً مَرضاتَکَ،قاصِداً جَنابَکَ،وارِداً شَریعَةَ رِفدِکَ،مُلتَمِساً سَنِیَّ الخَیراتِ مِن عِندِکَ،وافِداً إلی حَضرَةِ جَمالِکَ،مُریداً وَجهَکَ،طارِقاً بابَکَ،مُستَکیناً لِعَظَمَتِکَ وجَلالِکَ،فَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ مِنَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ،ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ مِنَ العَذابِ وَالنَّقِمَةِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

ص:239


1- .سُبُحاتُ اللّه:جَلالُه وعَظَمتُه...وقیل:سبحات الوجه،محاسنه (النهایة:ج 2 ص 332« سبح»).
2- النفحةُ:هی الدفعة من الشیء دون مُعظمة،وقیل:قطعة منه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1808«نفح).
3- التَنَجُّعُ:طلب الکلأ ومساقط الغیث (النهایة:ج 5 ص 22«نجع»).
4- بحار الأنوار:ج 94 ص 145 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.

6/5مُناجاةُ الشّاکِرینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

296.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دَفَعَ إلَیَّ جَبرَئیلُ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی هذِهِ المُناجاةَ فِی الشُّکرِ للّهِ ِ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی مَرَدِّ نَوازِلِ البَلاءِ،ومُلِمّاتِ الضَّرّاءِ،وکَشفِ نَوائِبِ اللَّأْواءِ (1)، وتَوالی سُبوغِ النَّعماءِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی هَنیءِ عَطائِکَ،ومَحمودِ بَلائِکَ،وجَلیلِ آلائِکَ، ولَکَ الحَمدُ علی إحسانِکَ الکَثیرِ،وخَیرِکَ الغَزیرِ،وتَکلیفِکَ الیَسیرِ،ودَفعِکَ العَسیرِ، ولَکَ الحَمدُ عَلی تَثمیرِکَ قَلیلَ الشُّکرِ،وإعطائِکَ وافِرَ الأَجرِ،وحَطِّکَ مُثقِلَ الوِزرِ، وقَبولِکَ ضیقَ العُذرِ،ووَضعِکَ فادِحَ الإِصرِ (2)،وتَسهیلِکَ مَوضِعَ الوَعرِ،ومَنعِکَ مُفظِعَ الأَمرِ.

ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلَی البَلاءِ المَصروفِ،ووافِرِ المَعروفِ،ودَفعِ المَخوفِ،وإذلالِ العَسوفِ (3)،ولَکَ الحَمدُ عَلی قِلَّةِ التَّکلیفِ،وکَثرَةِ التَّخویفِ،وتَقوِیَةِ الضَّعیفِ،وإغاثَةِ اللَّهیفِ (4).

ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلی سَعَةِ إمهالِکَ،ودَوامِ إفضالِکَ،وصَرفِ مِحالِکَ (5)،وحَمیدِ فِعالِکَ، وتَوالی نَوالِکَ،ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلی تَأخیرِ مُعاجَلَةِ العِقابِ،وتَرکِ مُغافَصَةِ (6)العَذابِ، وتَسهیلِ طُرُقِ المَآبِ،وإنزالِ غَیثِ السَّحابِ. (7)

ص:240


1- .اللّأواءُ:الشدَّةُ وضیق المعیشة (النهایة:ج 4 ص 221« لأو»).
2- الإصر:الإثم والعقوبة (النهایة:ج 1 ص 52«أصر»).
3- العَسوفُ:أی الجائر،أو الظَلوم (النهایة:ج 3 ص 237«عسف»).
4- اللّهیفُ:المضطرّ (لسان العرب:ج 9 ص 322« لهف»).
5- فی مهج الدعوات والمصباح للکفعمی:« إمحالک».
6- المُغافَصَةُ:أخذُهُ علی غرَّة (لسان العرب:ج 7 ص 61« غفص»).
7- الدعوات:ص 71 ح 170،مهج الدعوات:ص 264 عن الإمام الجواد علیه السلام،المصباح للکفعمی:ص 546 [6] عن ū الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 174 ح 1 [7] وص 119 ح 17.
ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

297.الإمام علیّ علیه السلام -فی شُکرِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أنعَمَ عَلَیَّ بِالإِسلامِ،وعَلَّمَنِی القُرآنَ،وحَبَّبَنی إلی خَیرِ البَرِیَّةِ خاتَمِ النَّبِیّینَ وسَیِّدِ المُرسَلینَ؛إحساناً مِنهُ [إلَیَّ] (1)،وفَضلاً مِنهُ عَلَیَّ. (2)

298.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

یا أفضَلَ المُنعِمینَ فی آلائِهِ،وأَنعَمَ المُفضِلینَ فی نَعمائِهِ،کَثُرَت أیادیکَ عِندی فَعَجَزتُ عَن إحصائِها،وضِقتُ ذَرعاً فی شُکری لَکَ بِجَزائِها،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أولَیتَ، ولَکَ الشُّکرُ عَلی ما أبلَیتَ،یا خَیرَ مَن دَعاهُ داعٍ،وأَفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ.

بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ،وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أتَقَرَّبُ إلَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاعرِف ذِمَّتِیَ الَّتی رَجَوتُ بِها قَضاءَ حاجَتی، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

299.تحف العقول: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا قَرَأَ هذِهِ الآیَةَ: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها (4)یَقولُ:

سُبحانَ مَن لَم یَجعَل فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ نِعَمِهِ إلَّاالمَعرِفَةَ بِالتَّقصیرِ عَن مَعرِفَتِها،کَما

ص:241


1- .الزیادة من إعلام الوری.
2- الأمالی للصدوق:ص 157 ح 150، کنز الفوائد:ج 2 ص 179، [2]بشارة المصطفی:ص 155، [3]روضة الواعظین:ص 127، [4]إعلام الوری:ج 1 ص 366 [5] کلّها عن جابر بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 37 ص 273 ح 41.
3- المصباح للکفعمی:ص 497، البلد الأمین:ص 318 [8] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 108 ح 14.
4- إبراهیم:34.

لَم یَجعَل فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ إدراکِهِ أکثَرَ مِنَ العِلمِ بِأَ نَّهُ لا یُدرِکُهُ،فَشَکَرَ عَزَّ وجَلَّ مَعرِفَةَ العارِفینَ بِالتَّقصیرِ عَن مَعرِفَتِهِ،وجَعَلَ مَعرِفَتَهُم بِالتَّقصیرِ شُکراً،کَما جَعَلَ عِلمَ العالِمینَ أنَّهُم لا یُدرِکونَهُ إیماناً،عِلماً مِنهُ أنَّهُ قَدرُ وُسعِ العِبادِ،فَلا یُجاوِزونَ ذلِکَ.

وقالَ علیه السلام:

سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالنِّعمَةِ لَهُ حَمداً،سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالعَجزِ عَنِ الشُّکرِ شُکراً. (1)

300.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذَا اعتَرَفَ بِالتَّقصیرِ عَن تَأدِیَةِ الشُّکرِ-:

اللّهُمَّ إنَّ أحَداً لا یَبلُغُ مِن شُکرِکَ غایَةً إلّاحَصَلَ عَلَیهِ مِن إحسانِکَ ما یُلزِمُهُ شُکراً، ولا یَبلُغُ مَبلَغاً مِن طاعَتِکَ وإنِ اجتَهَدَ إلّاکانَ مُقَصِّراً دونَ استِحقاقِکَ بِفَضلِکَ،فَأَشکَرُ عِبادِکَ عاجِزٌ عَن شُکرِکَ،وأَعبَدُهُم مُقَصِّرٌ عَن طاعَتِکَ.

لا یَجِبُ لِأَحَدٍ أن تَغفِرَ لَهُ بِاستِحقاقِهِ،ولا أن تَرضی عَنهُ بِاستیجابِهِ،فَمَن غَفَرتَ لَهُ فَبِطَولِکَ،ومَن رَضیتَ عَنهُ فَبِفَضلِکَ،تَشکُرُ یَسیرَ ما شَکَرتَهُ (2)،وتُثیبُ عَلی قَلیلِ ما تُطاعُ فیهِ،حَتّی کَأَنَّ شُکرَ عِبادِکَ الَّذی أوجَبتَ عَلَیهِ ثَوابَهُم،وأَعظَمتَ عَنهُ جَزاءَهُم، أمرٌ مَلَکُوا استِطاعَةَ الاِمتِناعِ مِنهُ دونَکَ فَکافَیتَهُم،أو لَم یَکُن سَبَبُهُ بِیَدِکَ فَجازَیتَهُم؟! بَل مَلَکتَ یا إلهی أمرَهُم قَبلَ أن یَملِکوا عِبادَتَکَ،وأَعدَدتَ ثَوابَهُم قَبلَ أن یُفیضوا فی طاعَتِکَ؛وذلِکَ أنَّ سُنَّتَکَ الإِفضالُ،وعادَتَکَ الإِحسانُ،وسَبیلَکَ العَفوُ.

فَکُلُّ البَرِیَّةِ مُعتَرِفَةٌ بِأَنَّکَ غَیرُ ظالِمٍ لِمَن عاقَبتَ،وشاهِدَةٌ بِأَ نَّکَ مُتَفَضِّلٌ عَلی مَن عافَیتَ،وکُلٌّ مُقِرٌّ عَلی نَفسِهِ بِالتَّقصیرِ عَمَّا استَوجَبتَ؛فَلَولا أنَّ الشَّیطانَ یَختَدِعُهُم عَن

ص:242


1- .تحف العقول:ص 283،الکافی:ج 8 ص 394 ح 592 نحوه ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 78 ص 141 ح 36 و 37.
2- قد تواترت النسخ المشهورة من الصحیفة بضبط«شَکَرتَهُ»...فالمعنی:تشکر یسیر ما قبلته من العمل،وأثنیت علیه،أی تجازی بالکثیر علیه (ریاض السالکین:ج 5 ص 238).

طاعَتِکَ ما عَصاکَ عاصٍ،ولَولا أنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ فِی مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَریقِکَ ضالٌّ.

فَسُبحانَکَ ! ما أبیَنَ کَرَمَکَ فی مُعامَلَةِ مَن أطاعَکَ أو عَصاکَ،تَشکُرُ لِلمُطیعِ ما أنتَ تَوَلَّیتَهُ لَهُ،وتُملی لِلعاصی فیما تَمِلکُ مُعاجَلَتَهُ فیهِ،أعطَیتَ کُلّاً مِنهُما ما لَم یَجِب لَهُ، وتَفَضَّلتَ عَلی کُلٍّ مِنهُما بِما یَقصُرُ عَمَلُهُ عَنهُ.

ولَو کافَأتَ المُطیعَ عَلی ما أنتَ تَوَلَّیتَهُ لَأَوشَکَ أن یَفقِدَ ثَوابَکَ،وأَن تَزولَ عَنهُ نِعمَتُکَ،ولکِنَّکَ بِکَرَمِکَ جازَیتَهُ عَلَی المُدَّةِ القَصیرَةِ الفانِیَةِ بِالمُدَّةِ الطَّویلَةِ الخالِدَةِ، وعَلَی الغایَةِ القَریبَةِ الزّائِلَةِ بِالغایَةِ المَدیدَةِ الباقِیَةِ،ثُمَّ لَم تَسُمهُ القِصاصَ (1)فیما أکَلَ مِن رِزقِکَ الَّذی یَقوی بِهِ عَلی طاعَتِکَ،ولَم تَحمِلهُ عَلَی المُناقَشاتِ فِی الآلاتِ الَّتی تَسَبَّبَ بِاستِعمالِها إلی مَغفِرَتِکَ،ولَو فَعَلتَ ذلِکَ بِهِ لَذَهَبَ بِجَمیعِ ما کَدَحَ لَهُ،وجُملَةِ ما سَعی فیهِ،جَزاءً لِلصُّغری مِن أیادیکَ ومِنَنِکَ،ولَبَقِیَ رَهیناً بَینَ یَدَیکَ بِسائِرِ نِعَمِکَ،فَمَتی کانَ یَستَحِقُّ شَیئاً مِن ثَوابِکَ؟! لا ! مَتی؟!

هذا یا إلهی حالُ مَن أطاعَکَ،وسَبیلُ مَن تَعَبَّدَ لَکَ،فَأَمَّا العاصی أمرَکَ وَالمُواقِعُ نَهیَکَ،فَلَم تُعاجِلهُ بِنَقِمَتِکَ،لِکَی یَستَبدِلَ بِحالِهِ فی مَعصِیَتِکَ حالَ الإِنابَةِ إلی طاعَتِکَ، ولَقَد کانَ یَستَحِقُّ فی أوَّلِ ما هَمَّ بِعِصیانِکَ کُلَّ ما أعدَدتَ لِجَمیعِ خَلقِکَ مِن عُقوبَتِکَ، فَجَمیعُ ما أخَّرتَ عَنهُ مِنَ العَذابِ،وأَبطَأتَ بِهِ عَلَیهِ مِن سَطَواتِ النَّقِمَةِ وَالعِقابِ،تَرکٌ مِن حَقِّکَ،ورِضیً بِدونِ واجِبِکَ.

فَمَن أکرَمُ یا إلهی مِنکَ؟! ومَن أشقی مِمَّن هَلَکَ عَلَیکَ؟لا ! مَن؟فَتَبارَکتَ أن توصَفَ إلّا بِالإِحسانِ،وکَرُمتَ أن یُخافَ مِنکَ إلَّاالعَدلُ،لا یُخشی جَورُکَ عَلی مَن عَصاکَ،ولا

ص:243


1- .أی لم تُرِدهُ منه.قال فی الأساس:ومن المجاز:سُمتُ المرأةَ المعانَقَةَ:أردتُها منها وعرضتها علیها(ریاض السالکین:ج 5 ص 256).

یُخافُ إغفالُکَ ثَوابَ مَن أرضاکَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لی أمَلی،وزِدنی مِن هُداکَ ما أصِلُ بِهِ إلَی التَّوفیقِ فی عَمَلی،إنَّکَ مَنّانٌ کَریمٌ. (1)

301.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاکِرینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! أذهَلَنی عَن إقامَةِ شُکرِکَ تَتابُعُ طَولِکَ (2)،وأَعجَزَنی عَن إحصاءِ ثَنائِکَ فَیضُ فَضلِکَ،وشَغَلَنی عَن ذِکرِ مَحامِدِکَ تَرادُفُ عَوائِدِکَ،وأَعیانی عَن نَشرِ عَوارِفِکَ تَوالی أیادیکَ،وهذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النَّعماءِ،وقابَلَها بِالتَّقصیرِ،وشَهِدَ عَلی نَفسِهِ بِالإِهمالِ وَالتَّضییعِ،وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ،البَرُّ الکَریمُ،الَّذی لا یُخَیِّبُ قاصِدیهِ،ولا یَطرُدُ عَن فِنائِهِ آمِلیهِ،بِساحَتِکَ تَحُطُّ رِحالُ الرّاجینَ،وبِعَرصَتِکَ تَقِفُ آمالُ المُستَرفِدینَ،فَلا تُقابِل آمالَنا بِالتَّخییبِ وَالإِیاسِ،ولا تُلبِسنا سِربالَ القُنوطِ وَالإِبلاسِ (3).

إلهی ! تَصاغَرَ عِندَ تَعاظُمِ آلائِکَ شُکری،وتَضاءَلَ فی جَنبِ إکرامِکَ إیّایَ ثَنائی ونَشری،جَلَّلَتنی نِعَمُکَ مِن أنوارِ الإِیمانِ حُلَلاً،وضَرَبَت عَلَیَّ لَطائِفُ بِرِّکَ مِنَ العِزِّ کِلَلاً (4)،وقَلَّدَتنی مِنَنُکَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ،وطَوَّقَتنی أطواقاً لا تُفَلُّ،فَآلاؤُکَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانی عَن إحصائِها،ونَعماؤُکَ کَثیرَةٌ قَصُرَ فَهمی عَن إدراکِها فَضلاً عَنِ استِقصائِها.فَکَیفَ لی بِتَحصیلِ الشُّکرِ وشُکری إیّاکَ یَفتَقِرُ إلی شُکرٍ؟! فَکُلَّما قُلتُ:لَکَ الحَمدُ وَجَبَ عَلَیَّ لِذلِکَ أن أقولَ:لَکَ الحَمدُ.

إلهی ! فَکَما غَذَّیتَنا بِلُطفِکَ،ورَبَّیتَنا بِصُنعِکَ،فَتَمِّم عَلَینا سَوابِغَ النِّعَمِ،وَادفَع عَنّا

ص:244


1- .الصحیفة السجادیّة:ص 143 الدعاء 37، المصباح للکفعمی:ص 544، [2]البلد الأمین:ص 472.
2- الطَّول:الفَضل والسعة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125«طول»).
3- الإبلاسُ:التحیّر والدهشة (انظر:النهایة:ج 1 ص 152«بلس»).
4- الکِلَّة:الستر الرقیق یُخاطُ کالبیت (الصحاح:ج 5 ص 1812« کلل»).وجمع الکِلَّة:الکِلَلُ.

مَکارِهَ النِّقَمِ،وآتِنا مِن حُظوظِ الدّارَینِ أرفَعَها وأَجَلَّها عاجِلاً وآجِلاً،ولَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ بَلائِکَ،وسُبوغِ نَعمائِکَ،حَمداً یُوافِقُ رِضاکَ،ویَمتَرِی (1)العَظیمَ مِن بِرِّکَ ونَداکَ، یا عَظیمُ یا کَریمُ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

302.الأمالی للصدوق عن طاووس الیمانی: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ وعَظَمَتِکَ،لَو أنّی مُنذُ بَدَعتَ فِطرَتی مِن أوَّلِ الدَّهرِ عَبَدتُکَ دَوامَ خُلودِ رُبوبِیَّتِکَ،بِکُلِّ شَعرَةٍ فی کُلِّ طَرفَةِ عَینٍ سَرمَدَ الأَبَدِ،بِحَمدِ الخَلائِقِ وشُکرِهِم أجمَعینَ،لَکُنتُ مُقَصِّراً فی بُلوغِ أداءِ شُکرِ أخفی نِعمَةٍ مِن نِعَمِکَ عَلَیَّ.

ولَو أنّی کَرَبتُ مَعادِنَ حَدیدِ الدُّنیا بِأَنیابی،وحَرَثتُ أرضَها بِأَشفارِ عَینی،وبَکَیتُ مِن خَشیَتِکَ مِثلَ بُحورِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ دَماً وصَدیداً،لَکانَ ذلِکَ قَلیلاً فی کَثیرِ ما یَجِبُ مِن حَقِّکَ عَلَیَّ.

ولَو أنَّکَ إلهی عَذَّبتَنی بَعدَ ذلِکَ بِعَذابِ الخَلائِقِ أجمَعینَ،وعَظَّمتَ لِلنّارِ خَلقی وجِسمی،ومَلَأتَ جَهَنَّمَ وأَطباقَها مِنّی حَتّی لا یَکونَ فِی النّارِ مُعَذَّبٌ غَیری،ولا یَکونَ لِجَهَنَّمَ حَطَبٌ سِوایَ،لَکانَ ذلِکَ بِعَدلِکَ عَلَیَّ قَلیلاً فی کَثیرِ مَا استَوجَبتُهُ مِن عُقوبَتِکَ. (3)

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

303.تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:ما عَنَی اللّهُ بِقَولِهِ لِنوحٍ: إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً (4)؟فَقالَ:کَلِماتٌ بالَغَ فیهِنَّ.وقالَ:کانَ إذا أصبَحَ

ص:245


1- .الریح تمری السحاب وتمتریه:تستخرجه وتستدِرُّهُ (لسان العرب:ج 15 ص 277« مرو»).
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 146. نقلاً عن بعض الکتب.
3- الأمالی للصدوق:ص 375 ح 474، بحار الأنوار:ج 94 ص 90 ح 2.
4- الإسراء:3.

وأَمسی قالَ:«اللّهُمَّ أصبَحتُ اشهِدُکَ أنَّهُ ما أصبَحَ بی مِن نِعمَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّهُ مِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،ولَکَ الشُّکرُ بِها عَلَیَّ یا رَبِّ حَتّی تَرضی وبَعدَ الرِّضا»،فَسُمِّیَ بِذلِکَ عَبداً شَکوراً. (1)

ه-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

304.قرب الإسناد عن مسعدة بن صدقة: هذا مِن مَحامِدِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام عِندَ الشَّیءِ مِنَ الرِّزقِ إذا کانَ تَجَدَّدَ لَهُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی نِعَمُهُ تَغدو عَلَینا وتَروحُ،ونَظَلُّ بِها نَهاراً ونَبیتُ فیها لَیلاً،فَنُصبِحُ فیها بِرَحمَتِهِ مُسلِمینَ،ونُمسی فیها بِمِنَّتِهِ مُؤمِنینَ،مِنَ البَلوی مُعافینَ.الحَمدُ للّهِ ِ المُنعِمِ المُفضِلِ،المُحسِنِ المُجمِلِ،ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ،ذِی الفَواضِلِ وَالنِّعَمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَخذُلنا عِندَ شِدَّةٍ،ولَم یَفضَحنا عِندَ سَریرَةٍ (2)،ولَم یُسلِمنا عِندَ جَریرَةٍ (3). (4)

305.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی شُکرِ اللّهِ تَعالی-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَوجَبَ الشُّکرَ عَلَیَّ بِفَضلِهِ وإن کُنتُ قَلیلاً شُکری،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنِیَ النّاسُ إلَیهِ فَأَکرَمَنی ولَم یَکِلنی إلَیهِم فَیُهینونی،فَرَضیتُ بِلُطفِکَ یا رَبِّ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ خَلَفاً.

اللّهُمَّ یا رَبِّ،ما أعطَیتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قِواماً (5)لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ أعطِنی ما احِبُّ وَاجعَلهُ خَیراً لی،

ص:246


1- .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 280 ح 19 و 17 عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 2 ص 535 ح 38 [2] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 262 ح 32.
2- السَّریرةُ:عَمَلُ السِّرِّ من خیر أو شرّ (تاج العروس:ج 6 ص 511« سرر»).
3- الجریرة:الجنایةُ والذنبُ (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).
4- قرب الإسناد:ص 7 ح 20، بحار الأنوار:ج 93 ص 209 ح 1.
5- قِوام الشیء:عِمادُهُ الذی یقوم به ( النهایة:ج 4 ص 124« قوم»).

وَاصرِف عَنّی ما أکرَهُ،وَاجعَلهُ خَیراً لی.

اللّهُمَّ ما غَیَّبتَ عَنّی مِنَ الاُمورِ فَلا تُغَیِّبنی عَن حِفظِکَ،وما فَقَدتُ فَلا أفقِدُ عَونَکَ، وما نَسیتُ فَلا أنسی ذِکرَکَ،وما مَلِلتُ فَلا أمَلُّ شُکرَکَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)

306.الکافی عن عبد الرحمن بن سیابة: أعطانی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام هذَا الدُّعاءَ:

الحَمدُ للّهِ ِ وَلِیِّ الحَمدِ وأَهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ،أخلَصَ مَن وَحَّدَهُ،وَاهتَدی مَن عَبَدَهُ، وفازَ مَن أطاعَهُ،وأَمِنَ المُعتَصِمُ بِهِ.

اللّهُمَّ یا ذَا الجودِ وَالمَجدِ،وَالثَّناءِ الجَمیلِ وَالحَمدِ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ مَن خَضَعَ لَکَ بِرَقَبَتِهِ،ورَغِمَ (2)لَکَ أنفَهُ،وعَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ،وذَلَّلَ لَکَ نَفسَهُ،وفاضَت مِن خَوفِکَ دُموعُهُ، وتَرَدَّدَت عَبرَتُهُ،وَاعتَرَفَ لَکَ بِذُنوبِهِ،وفَضَحَتهُ عِندَکَ خَطیئَتُهُ،وشانَتهُ عِندَکَ جَریرَتُهُ، وضَعُفَت عِندَ ذلِکَ قُوَّتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ،وَانقَطَعَت عَنهُ أسبابُ خَدائِعِهِ،وَاضمَحَلَّ عَنهُ کُلُّ باطِلٍ،وأَلجَأَتهُ ذُنوبُهُ إلی ذُلِّ مُقامِهِ بَینَ یَدَیکَ،وخُضوعِهِ لَدَیکَ،وَابتِهالِهِ إلَیکَ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ سُؤالَ مَن هُوَ بِمَنزِلَتِهِ،أرغَبُ إلَیکَ کَرَغبَتِهِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ کَتَضَرُّعِهِ، وأَبتَهِلُ إلَیکَ کَأَشَدِّ ابتِهالِهِ.

اللّهُمَّ فَارحَمِ استِکانَةَ مَنطِقی،وذُلَّ مُقامی ومَجلِسی،وخُضوعی إلَیکَ بِرَقَبَتی.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الهُدی مِنَ الضَّلالَةِ،وَالبَصیرَةَ مِنَ العَمی،وَالرُّشدَ مِنَ الغَوایَةِ.

وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ أکثَرَ الحَمدِ عِندَ الرَّخاءِ،وأَجمَلَ الصَّبرِ عِندَ المُصیبَةِ،وأَفضَلَ الشُّکرِ عِندَ مَوضِعِ الشُّکرِ،وَالتَّسلیمَ عِندَ الشُّبُهاتِ.

وأَسأَ لُکَ القُوَّةَ فی طاعَتِکَ،وَالضَّعفَ عَن مَعصِیَتِکَ،وَالهَرَبَ إلَیکَ مِنکَ،وَالتَّقَرُّبَ

ص:247


1- .مهج الدعوات:ص 188 عن مخرمة الکندی،بحار الأنوار:ج 94 ص 283 ح 2.
2- رَغِمَ أنفه:أی ألصقه بالرغام وهو التراب ( النهایة:ج 2 ص 238« رغم»).

إلَیکَ رَبِّ لِتَرضی،وَالتَّحَرِّیَ لِکُلِّ ما یُرضیکَ عَنّی فی إسخاطِ خَلقِکَ التِماساً لِرِضاکَ.

رَبِّ مَن أرجوهُ إن لَم تَرحَمنی؟أو مَن یَعودُ عَلَیَّ إن أقصَیتَنی؟! أو مَن یَنفَعُنی عَفوُهُ إن عاقَبتَنی؟! أو مَن آمُلُ عَطایاهُ إن حَرَمتَنی؟! أو مَن یَملِکُ کَرامَتی إن أهَنتَنی؟! أو مَن یَضُرُّنی هَوانُهُ إن أکرَمتَنی؟!

رَبِّ ما أسوَأَ فِعلی،وأَقبَحَ عَمَلی،وأَقسی قَلبی،وأَطوَلَ أمَلی،وأَقصَرَ أجَلی، وأَجرَأَنی عَلی عِصیانِ مَن خَلَقَنی !

رَبِّ وما أحسَنَ بَلاءَکَ (1)عِندی،وأَظهَرَ نَعماءَکَ عَلَیَّ ! کَثُرَت عَلَیَّ مِنکَ النِّعَمُ فَما احصیها،وقَلَّ مِنِّی الشُّکرُ فیما أولَیتَنیهِ فَبَطِرتُ بِالنِّعَمِ،وتَعَرَّضتُ لِلنِّقَمِ،وسَهَوتُ عَنِ الذِّکرِ،ورَکِبتُ الجَهلَ بَعدَ العِلمِ،وجُزتُ مِنَ العَدلِ إلَی الظُّلمِ،وجاوَزتُ البِرَّ إلَی الإِثمِ، وصِرتُ إلَی الهَرَبِ مِنَ الخَوفِ وَالحُزنِ،فَما أصغَرَ حَسَناتی وأَقَلَّها فی کَثرَةِ ذُنوبی،وما أکثَرَ ذُنوبی وأَعظَمَها عَلی قَدرِ صِغَرِ خَلقی وضَعفِ رُکنی !

رَبِّ وما أطوَلَ أمَلی فی قِصَرِ أجَلی،وأَقصَرَ أجَلی فی بُعدِ أمَلی ! وما أقبَحَ سَریرَتی وعَلانِیَتی !

رَبِّ لا حُجَّةَ لی إنِ احتَجَجتُ،ولا عُذرَ لی إنِ اعتَذَرتُ،ولا شُکرَ عِندی إنِ ابتُلیتُ واُولیتُ (2)إن لَم تُعِنّی عَلی شُکرِ ما اولیتُ.

رَبِّ ما أخَفَّ میزانی غَداً إن لَم تُرَجِّحهُ ! وأَزَلَّ لِسانی إن لَم تُثَبِّتهُ ! وأَسوَدَ وَجهی إن لَم تُبَیِّضهُ !

رَبِّ کَیفَ لی بِذُنوبِیَ الَّتی سَلَفَت مِنّی قَد هُدَّت لَها أرکانی !

رَبِّ کَیفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنیا وأَبکی عَلی خَیبَتی فیها،ولا أبکی وتَشتَدُّ حَسَراتی

ص:248


1- .الإبلاء:الإنعام والإحسان،یقال:أبلیت عنده بلاءً حسناً (النهایة:ج 1 ص 155« بلا»).
2- أولَیتُه:اعطیته ابتداءً من غیر مکافأة (النهایة:ج 5 ص 229« ولا»).

عَلی عِصیانی وتَفریطی !

رَبِّ دَعَتنی دَواعِی الدُّنیا فَأَجَبتُها سَریعاً،ورَکَنتُ إلَیها طائِعاً،ودَعَتنی دَواعِی الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها،وأَبطَأتُ فِی الإِجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَیها،کَما سارَعتُ إلی دَواعِی الدُّنیا وحُطامِهَا الهامِدِ وهَشیمِهَا البائِدِ وسَرابِهَا الذّاهِبِ.

رَبِّ خَوَّفتَنی وشَوَّقتَنی،وَاحتَجَجتَ عَلَیَّ بِرِقّی،وکَفَّلتَ لی بِرِزقی،فَآمَنتُ مِن خَوفِکَ،وتَثَبَّطتُ عَن تَشویقِکَ،ولَم أتَّکِل عَلی ضَمانِکَ،وتَهاوَنتُ بِاحتِجاجِکَ.

اللّهُمَّ فَاجعَل أمنی مِنکَ فی هذِهِ الدُّنیا خَوفاً،وحَوِّل تَثَبُّطی شَوقاً،وتَهاوُنی بِحُجَّتِکَ فَرَقاً (1)مِنکَ،ثُمَّ رَضِّنی بِما قَسَمتَ لی مِن رِزقِکَ یا کَریمُ یا کَریمُ.

أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ رِضاکَ عِندَ السُّخطَةِ،وَالفُرجَةَ عِندَ الکُربَةِ،وَالنّورَ عِندَ الظُّلمَةِ،وَالبَصیرَةَ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ.

رَبِّ اجعَل جُنَّتی (2)مِن خَطایایَ حَصینَةً،ودَرَجاتی فِی الجِنانِ رَفیعَةً،وأَعمالی کُلَّها مُتَقَبَّلَةً،وحَسَناتی مُضاعَفَةً زاکِیَةً،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفِتَنِ کُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،ومِن رَفیعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ،ومِن شَرِّ ما أعلَمُ،ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن أن أشتَرِیَ الجَهلَ بِالعِلمِ،وَالجَفاءَ بِالحِلمِ،وَالجَورَ بِالعَدلِ،وَالقَطیعَةَ بِالبِرِّ،وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ، وَالهُدی بِالضَّلالَةِ،وَالکُفرَ بِالإِیمانِ (3). (4)

307.الإمام الصادق علیه السلام -فی صَلاةِ الشُّکرِ (5)-:إذا أنعَمَ اللّهُ عَلَیکَ بِنِعمَةٍ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی

ص:249


1- .الفَرَقُ:الخَوفُ والفزع (النهایة:ج 3 ص 438«فرق»).
2- الجُنّة:الوقایة (النهایة:ج 1 ص 308«جنن»).
3- وزاد فی المصدر هنا:«ابن محبوب عن جمیل بن صالح أنّه ذکر أیضاً مثله وذکر أنّه دعاء علی بن الحسین صلوات اللّه علیهما،وزاد فی آخره:آمین ربّ العالمین».
4- الکافی:ج 2 ص 590 ح 31.
5- قال العلامة المجلسی:صلاة الشکر هذه ذکرها الأصحاب فی کتب الفقه والدعاء وهی من الصلوات المشهورة،ونقل عن ابن البراج أنّه قال فی الروضة:وقتها ارتفاع النهار،ولم أظفر بمستنده،وعموم الروایة یدفعه (بحار الأنوار:ج 91 ص 384).

الاُولی بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وتَقرَأُ فِی الثّانِیَةِ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وتَقولُ فِی الرَّکعَةِ الاُولی فی رُکوعِکَ وسُجودِکَ:«الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً شُکراً وحَمداً» (1)،وتَقولُ فِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ فی رُکوعِکَ وسُجودِکَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَجابَ دُعائی وأَعطانی مَسأَلَتی». (2)

7/5مُناجاةُ المُتَذَلِّلینَ

308.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی التَّذَلُّلِ للّهِ ِ عز و جل-:

رَبِّ أفحَمَتنی (3)ذُنوبی،وَانقَطَعَت مَقالَتی فَلا حُجَّةَ لی،فَأَنَا الأَسیرُ بِبَلِیَّتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَرَدِّدُ فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدی،المُنقَطِعُ بی.

قَد أوقَفتُ نَفسی مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ،مَوقِفَ الأَشقِیاءِ المُتَجَرّینَ عَلَیکَ، المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ،سُبحانَکَ أیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ،وأَیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی؟!

مَولایَ ! ارحَم کَبوَتی (4)لِحُرِّ (5)وَجهی وزَلَّةَ قَدمی،وعُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِإِحسانِکَ عَلی إساءَتی،فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وهذِهِ یَدی وناصِیَتی أستَکینُ بِالقَوَدِ مِن نَفسی،اِرحَم شَیبَتی ونَفادَ أیّامی،وَاقتِرابَ أجَلی،وضَعفی ومَسکَنَتی،وقِلَّةَ حیلَتی.

ص:250


1- .فی الدعوات:«الحمد للّه شکراً شکراً وحمداً حمداً،سبع مرّات».
2- الکافی:ج 3 ص 481 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 184 ح 418،مصباح المتهجّد:ص 532 ح 617، [2]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 113 ح 2314 [3] کلّها عن هارون بن خارجة،بحار الأنوار:ج 91 ص 384 ح 13 و14.
3- أفحمتنی:أسکَتَنی ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1367« فحم»).
4- کَبا لِوَجههِ:سقط (مجمع البحرین:ج 3 ص 1548«کبا»).
5- حُرُّ الوَجهِ:ما أقبل علیک وبدا لک منه (النهایة:ج 1 ص 365« حرر»).

مَولایَ ! وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامَّحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وکُنتُ فِی المَنسِیّینَ کَمَن قَد نُسِیَ.

مَولایَ ! وَارحَمنی عِندَ تَغَیُّرِ صورَتی وحالی،إذا بَلِیَ جِسمی وتَفَرَّقَت أعضائی، وتَقَطَّعَت أوصالی،یا غَفلَتی عَمّا یُرادُ بی !

مَولایَ ! وَارحَمنی فی حَشری ونَشری،وَاجعَل فی ذلِکَ الیَومِ مَعَ أولِیائِکَ مَوقِفی،وفی أحِبّائِکَ مَصدَری،وفی جِوارِکَ مَسکَنی،یا رَبَّ العالَمینَ. (1)

309.عنه علیه السلام -فِی التَّذَلُّلِ وَالمَسکَنَةِ-:

یا عَزیزُ ارحَم ذُلّی،یا غَنِیُّ ارحَم فَقری،ویا قَوِیُّ ارحَم ضَعفی.

بِمَن یَستَغیثُ العَبدُ إلّابِمَولاهُ؟! وإلی مَن یَطلُبُ العَبدُ إلّاإلی سَیِّدِهِ؟! إلی مَن یَتَضَرَّعُ العَبدُ إلّاإلی خالِقِهِ؟! بِمَن یَلوذُ العَبدُ إلّابِرَبِّهِ؟! إلی مَن یَشکُو العَبدُ إلّاإلی رازِقِهِ؟!

اللّهُمَّ ما عَمِلتُ مِن خَیرٍ فَهُوَ مِنکَ لا حَمدَ لی عَلَیهِ،وما عَمِلتُ مِن سوءٍ،فَقَد حَذَّرتَنیهِ، فَلا عُذرَ لی فیهِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ الخاضِعِ الذَّلیلِ،وأَسأَ لُکَ سُؤالَ العائِذِ المُستَقیلِ،وأَسأَ لُکَ سُؤالَ مَن یَبوءُ بِذَنبِهِ،ویَعتَرِفُ بِخَطیئَتِهِ.

وأَسأَ لُکَ سُؤالَ مَن لا یَجِدُ لِعَثرَتِهِ مُقیلاً،ولا لِضُرِّهِ کاشِفاً،ولا لِکُربَتِهِ مُفَرِّجاً،ولا لِغَمِّهِ مُرَوِّحاً،ولا لِفاقَتِهِ سادّاً،ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّیاً،إلّاأنتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

8/5مُناجاةُ المُعتَصِمینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

310.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

ص:251


1- .الصحیفة السجّادیة:ص 225 الدعاء 53، البلد الأمین:ص 498.
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 138 ح 20 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی وراجع مصباح المتهجّد:ص 148.

إلهی ! لا سَبیلَ إلَی الاِحتِراسِ (1)مِنَ الذَّنبِ إلّابِعِصمَتِکَ،ولا وُصولَ إلی عَمَلِ الخَیراتِ إلّا بِمَشیئَتِکَ،فَکَیفَ لی بِإِفادَةِ ما أسلَفَتنی فیهِ مَشیئَتُکَ؟وکَیفَ لی بِالاِحتِراسِ مِنَ الذَّنبِ ما (2)لَم تُدرِکنی فیهِ عِصمَتُکَ؟ (3)

311.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

إلهی خَلَقتَ لی جِسماً،وجَعَلتَ لی فیهِ آلاتٍ اطیعُکَ بِها وأَعصیکَ،واُغضِبُکَ بِها واُرضیکَ،وجَعَلتَ لی مِن نَفسی داعِیَةً إلَی الشَّهَواتِ،وأَسکَنتَنی داراً قَد مُلِئَت مِنَ الآفاتِ،ثُمَّ قُلتَ لی:اِنزَجِر،فَبِکَ أنزَجِرُ،وبِکَ أعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ،وبِکَ أحتَرِزُ، وأَستَوفِقُکَ لِما یُرضیکَ،وأَسأَ لُکَ یا مَولایَ،فَإِنَّ سُؤالی لا یُحفیکَ (4). (5)

312.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إنَّ الآمالَ مَنوطَةٌ بِکَرَمِکَ فَلا تَقطَع عَلائِقَها بِسَخَطِکَ،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ مِنَ الحَولِ (6)وَالقُوَّةِ إلّابِکَ،وأَدرَأُ بِنَفسی عَنِ التَّوَکُّلِ عَلی غَیرِکَ. (7)

313.عنه علیه السلام:

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الباعِثُ الوارِثُ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،القائِمُ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبتَ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی قالَ لِلسَّماواتِ وَالأَرضِ:اِئتِیا طَوعاً أو کَرهاً

ص:252


1- .احتَرستُ:تَحفَّظتُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 386«حرس»).
2- فی البلد الأمین:« ما إنْ».
3- المصباح للکفعمی:ص 492، البلد الأمین:ص 315 [3] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 105 ح 14.
4- أحفیتُ الرجلَ:إذا أجهدتَهُ (لسان العرب:ج 14 ص 188« حفا»).
5- المصباح للکفعمی:ص 495، البلد الأمین:ص 317 [7] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 107 ح 14.
6- الحَولُ:القُدرةُ.أی لا قدرة لنا ولا قوّة إلّابإعانةِ اللّه (مجمع البحرین:ج 1 ص 475«حول»).
7- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 348 ح 995.

قالَتا:أتَینا طائِعینَ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الرَّحمنُ عَلَی العَرشِ استَوی،یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لَهُ ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،یَری ولا یُری،وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،رَبُّ الآخِرَةِ وَالاُولی.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی ذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِمُلکِهِ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی خَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی هُوَ فی عُلُوِّهِ دانٍ،وفی دُنُوِّهِ عالٍ،وفی سُلطانِهِ قَوِیٌّ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،البَدیعُ الرَّفیعُ الحَیُّ الدّائِمُ الباقِی الَّذی لا یَزولُ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی لا تَصِفُ الأَلسُنُ قُدرَتَهُ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الحَنّانُ (1)المَنّانُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،أکرَمُ الأَکرَمینَ،الکَبیرُ الأَکبَرُ العَلِیُّ الأَعلی.

ص:253


1- .الحنّانُ:ذو الرحمة (مجمع البحرین:ج 1 ص 468«حنن»).

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،بِیَدِهِ الخَیرُ کُلُّهُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اعتَصَمتُ باللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ کُلٌّ لَهُ قانِتونَ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الحَیُّ الحَکیمُ السَّمیعُ العَلیمُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ.

اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ وأَنتَ أعلَمُ بِمَسأَلَتی،وأَطلُبُ إلَیکَ وأَنتَ العالِمُ بِحاجَتی،وأَرغَبُ إلَیکَ وأَنتَ مُنتَهی رَغبَتی،فَیا عالِمَ الخَفِیّاتِ،وسامِکَ (1)السَّماواتِ،ودافِعَ البَلِیّاتِ،ومَطلَبَ الحاجاتِ،ومُعطِیَ السُّؤُلاتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لی خَطیئَتی وإسرافی فی أمری کُلِّهِ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی.

اللّهُمَّ اغفِر لی خَطایایَ وعَمدی وجَهلی وهَزلی وجِدّی فَکُلُّ ذلِکَ عِندی،وَاغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ المُقَدِّمُ،وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. إن تَغفِرِ اللّهُمَّ تَغفِر جَمّاً وأَیُّ عَبدٍ لَکَ لا ألَمّا (2). (3)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

314.سیر اعلام النبلاء: قالَ زَیدُ بنُ أسلَمَ:کانَ مِن دُعاءِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:

اللّهُمَّ لا تَکِلنی (4)إلی نَفسی فَأَعجَزَ عَنها،ولا تَکِلنی إلَی المَخلوقینَ فَیُضَیِّعونی. (5)

ص:254


1- .سَمَکَ الشیءَ:إذا رفعه (النهایة:ج 2 ص 403«سمک»).
2- فی بحار الأنوار:« إلّا لمّا»بدل«لا ألمّا».
3- مهج الدعوات:ص 133، بحار الأنوار:ج 95 ص 393 ح 32.
4- وَکَلتُ الأمر إلیه:فَوَّضتُهُ إلیه واکتفیت به (المصباح المنیر:ص 670«وکل»).
5- سیر أعلام النبلاء:ج 4 ص 396،تاریخ دمشق:ج 41 ص 382.

315.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُعتَصِمینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ یا مَلاذَ اللّائِذینَ،ویا مَعاذَ العائِذینَ،ویا مُنجِیَ الهالِکینَ،ویا عاصِمَ البائِسینَ،ویا راحِمَ المَساکینِ،ویا مُجیبَ المُضطَرّینَ،ویا کَنزَ المُفتَقِرینَ،ویا جابِرَ المُنکَسِرینَ،ویا مَأوَی المُنقَطِعینَ،ویا ناصِرَ المُستَضعَفینَ،ویا مُجیرَ الخائِفینَ،ویا مُغیثَ المَکروبینَ،ویا حِصنَ اللّاجینَ،إن لَم أعُذ بِعِزَّتِکَ فَبِمَن أعوذُ،وإن لَم ألُذ بِقُدرَتِکَ فَبِمَن ألوذُ،وقَد ألجَأَتنِی الذُّنوبُ إلَی التَّشَبُّثِ بِأَذیالِ عَفوِکَ، وأَحوَجَتنِی الخَطایا إلَی استِفتاحِ أبوابِ صَفحِکَ،ودَعَتنِی الإِساءَةُ إلَی الإِناخَةِ بِفِناءِ عِزِّکَ،وحَمَلَتنِی المَخافَةُ مِن نَقِمَتِکَ عَلَی التَّمَسُّکِ بِعُروَةِ عَطفِکَ،وما حَقُّ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِکَ أن یُخذَلَ،ولا یَلیقُ بِمَنِ استَجارَ بِعِزِّکَ أن یُسلَمَ أو یُهمَلَ.

إلهی ! فَلا تُخلِنا مِن حِمایَتِکَ،ولا تُعرِنا مِن رِعایَتِکَ،وذُدنا عَن مَواردِ الهَلَکَةِ،فَإِنّا بِعَینِکَ وفی کَنَفِکَ ولَکَ،أسأَ لُکَ بِأَهلِ خاصَّتِکَ مِن مَلائِکَتِکَ،وَالصّالِحینَ مِن بَرِیَّتِکَ، أن تَجعَلَ عَلَینا واقِیَةً تُنَجّینا مِنَ الهَلَکاتِ،وتُجِنُّنا مِنَ الآفاتِ،وتُکِنُّنا مِن دَواهِی المُصیباتِ،وأَن تُنزِلَ عَلَینا مِن سَکینَتِکَ،وأَن تُغَشِّیَ وُجوهَنا بِأَنوارِ مَحَبَّتِکَ،وأَن تُؤوِیَنا إلی شَدیدِ رُکنِکَ،وأَن تَحوِیَنا فی أکنافِ عِصمَتِکَ،بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الهادی علیه السلام

316.الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:

یا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِیَّةِ،وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِیَّةِ،یا مَن أضاءَ بِاسمِهِ النَّهارُ،وأَشرَقَت بِهِ الأَنوارُ،وأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ (2)اللَّیلِ،وهَطَلَ بِغَیثِهِ وابِلُ السَّیلِ،یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ

ص:255


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 152.
2- الحِندسُ:الشدید الظُّلمة (مجمع البحرین:ج 1 ص 465«حندس»).

فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم.

ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَعلی سُلطانَکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَیرِ تَکَلُّفٍ،وَالقاضی بِغَیرِ تَحَیُّفٍ (1)،حُجَّتُکَ البالِغَةُ،وکَلِمَتُکَ الدّامِغَةُ.

بِکَ اعتَصَمتُ،وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ (2)العَنَدَةِ،ورَصَداتِ المُلحِدَةِ،الَّذینَ ألحَدوا فی أسمائِکَ،ورَصَدوا بِالمَکارِهِ لِأَولِیائِکَ،وأَعانوا عَلی قَتلِ أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ،وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِکَ بِإِذاعَةِ سِرِّکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،وصَدّوا عَن آیاتِکَ،وَاتَّخَذوا مِن دونِکَ ودونِ رَسولِکَ ودونِ المُؤمِنینَ وَلیجَةً (3)رَغبَةً عَنکَ،وعَبَدوا طَواغیتَهُم وجَوابیتَهُم (4)بَدَلاً مِنکَ.

فَمَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ بِعَظیمِ نَعمائِکَ،وجُدتَ عَلَیهِم بِکَریمِ آلائِکَ،وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَیتَهُم بِحُسنِ جَزائِکَ،حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ،وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ،وخَشَعَت لَکَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الَّذی خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وأَحیَیتَ بِهِ مَواتَ الأَشیاءِ، وأَمَتَّ بِهِ جَمیعَ الأَحیاءِ،وجَمَعتَ بِهِ کُلَّ مُتَفَرِّقٍ،وفَرَّقتَ بِهِ کُلَّ مُجتَمِعٍ،وأَتمَمتَ بِهِ الکَلِماتِ،وأَرَیتَ بِهِ کُبرَی الآیاتِ،وتُبتَ بِهِ عَلَی التَّوّابینَ،وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدینَ، فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً،وتَبَّرتَهُم تَتبیراً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شیعَتی مِنَ الَّذینَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا،وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا،آمِنینَ مَأمونینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لَهُم تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ الیَقینِ،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وتَقِیَّةَ أهلِ الوَرَعِ،وکِتمانَ الصِّدّیقینَ حَتّی یَخافوکَ-اللّهُمَّ-مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصیکَ،وحَتّی یَعمَلوا بِطاعَتِکَ لِیَنالوا کَرامَتَکَ،وحَتّی یُناصِحوا لَکَ وفیکَ

ص:256


1- .حافَ یَحیفُ:أی جارَ وظَلَمَ (المصباح المنیر:ص 159«حاف»).
2- فی الدعاء:«أعوذ بک من نفث الشیطان»:وهو ما یلقیه فی قلب الإنسان ویوقعه فی باله مما یصطاده به (مجمع البحرین:ج 3 ص 1808« نفث»).
3- وَلیجَةُ الرجل:بطانته ودخلاؤه وخاصّتُه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1972«ولج»).
4- الجِبتُ:هو کلّ معبودٍ سوی اللّه عز و جل،والجمع:جوابیت (مجمع البحرین:ج 1 ص 265«جبت»).

خَوفاً مِنکَ،وحَتّی یُخلِصوا لَکَ النَّصیحَةَ فِی التَّوبَةِ حُبّاً لَکَ،فَتوجِبَ لَهُم مَحَبَّتَکَ الَّتی أوجَبتَها لِلتَّوّابینَ،وحَتّی یَتَوَکَّلوا عَلَیکَ فی امورِهِم کُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِکَ،وحَتّی یُفَوِّضوا إلَیکَ امورَهُم ثِقَةً بِکَ.

اللّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُکَ إلّابِتَوفیقِکَ،ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَیرِ إلّابِکَ،اللّهُمَّ یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،العالِمَ بِخَفایا صُدورِ العالَمینَ.

طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّرکِ،وأَخرِصِ (1)الخَرّاصینَ (2)عَن تَقَوُّلِهِم عَلی رَسولِکَ الإِفکَ،اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارینَ،وأَبِرِ المُفتَرینَ،وأَبِدِ الأَفّاکینَ؛الَّذینَ إذا تُتلی عَلَیهِم آیاتُ الرَّحمنِ قالوا:أساطیرُ الأَوَّلینَ،وأَنجِز لی وَعدَکَ،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّل فَرَجَ کُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ،إنَّکَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ.

أعوذُ بِکَ مِن کُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ،ومِن کُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِکَ مَحبوسٍ،ومِن کُلِّ نَفسٍ تَکفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ،ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعکوسٌ،ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنکوسٌ،ومِن مُکتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَرکوسٌ،ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَیهِ عَبوسٌ،أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،ومِن نَظیرِهِ وأَشکالِهِ وأَشباهِهِ وأمثالِهِ،إنَّکَ عَلِیٌّ عَلیمٌ حَکیمٌ. (3)

9/5مُناجاةُ المُلِحّینَ

317.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الإِلحاحِ عَلَی اللّهِ تَعالی-:

یا اللّهُ الَّذی لا یَخفی عَلَیهِ شَیءٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ،وکَیفَ یَخفی عَلَیکَ-یا

ص:257


1- .فی البلد الأمین وبحار الأنوار:« وأخرس»بدل«وأخرص».
2- الخرّاصون:أی الکذّابون (مجمع البحرین:ج 1 ص 503«خرص»).
3- مهج الدعوات:ص 61، البلد الأمین:ص 562، [3]بحار الأنوار:ج 85 ص 227.

إلهی-ما أنتَ خَلَقتَهُ،وکَیفَ لا تُحصی ما أنتَ صَنَعتَهُ،أو کَیفَ یَغیبُ عَنکَ ما أنتَ تُدَبِّرُهُ،أو کَیفَ یَستَطیعُ أن یَهرُبَ مِنکَ مَن لا حَیاةَ لَهُ إلّابِرِزقِکَ،أو کَیفَ یَنجو مِنکَ مَن لا مَذهَبَ لَهُ فی غَیرِ مُلکِکَ؟! سُبحانَکَ ! أخشی خَلقِکَ لَکَ أعلَمُهُم بِکَ،وأَخضَعُهُم لَکَ أعمَلُهُم بِطاعَتِکَ،وأَهوَنُهُم عَلَیکَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ یَعبُدُ غَیرَکَ.

سُبحانَکَ ! لا یَنقُصُ سُلطانَکَ مَن أشرَکَ بِکَ،وکَذَّبَ رُسُلَکَ،ولَیسَ یَستَطیعُ مَن کَرِهَ قَضاءَکَ أن یَرُدَّ أمرَکَ،ولا یَمتَنِعُ مِنکَ مَن کَذَّبَ بِقُدرَتِکَ،ولا یَفوتُکَ مَن عَبَدَ غَیرَکَ،ولا یُعَمَّرُ فِی الدُّنیا مَن کَرِهَ لِقاءَکَ،سُبحانَکَ ! ما أعظَمَ شَأنَکَ،وأَقهَرَ سُلطانَکَ،وأَشَدَّ قُوَّتَکَ،وأَنفَذَ أمرَکَ،سُبحانَکَ ! قَضَیتَ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ المَوتَ،مَن وَحَّدَکَ ومَن کَفَرَ بِکَ،وکُلٌّ ذائِقُ المَوتِ،وکُلٌّ صائِرٌ إلَیکَ.

فَتَبارَکتَ وتَعالَیتَ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،آمَنتُ بِکَ،وصَدَّقتُ رُسُلَکَ، وقَبِلتُ کِتابَکَ،وکَفَرتُ بِکُلِّ مَعبودٍ غَیرِکَ،وبَرِئتُ مِمَّن عَبَدَ سِواکَ.

اللّهُمَّ إنّی اصبِحُ واُمسی مُستَقِلاًّ لِعَمَلی،مُعتَرِفاً بِذَنبی،مُقِرّاً بِخَطایایَ،أنَا بِإِسرافی عَلی نَفسی ذَلیلٌ،عَمَلی أهلَکَنی،وهَوایَ أردانی (1)وشَهَواتی حَرَمَتنی.

فَأَسأَ لُکَ یا مَولایَ سُؤالَ مَن نَفسُهُ لاهِیَةٌ لِطولِ أمَلِهِ،وبَدَنُهُ غافِلٌ لِسُکونِ عُروقِهِ، وقَلبُهُ مَفتونٌ بِکَثرَةِ النِّعَمِ عَلَیهِ،وفِکرُهُ قَلیلٌ لِما هُوَ صائِرٌ إلَیهِ،سُؤالَ مَن قَد غَلَبَ عَلَیهِ الأَمَلُ،وفَتَنَهُ الهَوی،وَاستَمکَنَت مِنهُ الدُّنیا وأَظَلَّهُ الأَجَلُ،سُؤالَ مَنِ استَکثَرَ ذُنوبَهُ، وَاعتَرَفَ بِخَطیئَتِهِ،سُؤالَ مَن لا رَبَّ لَهُ غَیرُکَ،ولا وَلِیَّ لَهُ دونَکَ،ولا مُنقِذَ لَهُ مِنکَ،ولا مَلجَأَ لَهُ مِنکَ إلّاإلَیکَ.

إلهی ! أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ الواجِبِ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ،وبِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی أمَرتَ رَسولَکَ أن یُسَبِّحَکَ بِهِ،وبِجَلالِ وَجهِکَ الکَریمِ،الَّذی لا یَبلی ولا یَتَغَیَّرُ،ولا یَحولُ ولا

ص:258


1- .الرَّدی:الهلاک ( مجمع البحرین:ج 2 ص 694«ردی»).

یَفنی،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُغنِیَنی عَن کُلِّ شَیءٍ بِعِبادَتِکَ،وأَن تُسَلِّیَ نَفسی عَنِ الدُّنیا بِمَخافَتِکَ،وأَن تُثنِیَنی بِالکَثیرِ مِن کَرامَتِکَ بِرَحمَتِکَ،فَإِلَیکَ أفِرُّ، ومِنکَ أخافُ،وبِکَ أستَغیثُ وإیّاکَ أرجو،ولَکَ أدعو وإلَیکَ ألجَأُ،وبِکَ أثِقُ،وإیّاکَ أستَعینُ،وبِکَ اومِنُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وعَلی جودِکَ وکَرَمِکَ أتَّکِلُ. (1)

318.الکافی عن محمد بن مسلم: قُلتُ لَهُ عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ الإِلحاحِ؟ قالَ:قُلتُ:وما دُعاءُ الإِلحاحِ؟فَقالَ:

«اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ القُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ،إنّی أسأَ لُکَ بِالَّذی تَقومُ بِهِ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ الجَمعِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ، وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ،ووَزنَ الجِبالِ،وکَیلَ البُحورِ».

ثُمَّ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ تَسأَ لُهُ حَاجَتَکَ،وأَلِحَّ فِی الطَّلَبِ. (2)

10/5مُناجاةُ اللّائِذینَ

319.الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:

[ اللّهُمَّ ] (3)مَناهِلُ کَراماتِکَ بِجَزیلِ عَطِیّاتِکَ مُترَعَةٌ،وأَبوابُ مُناجاتِکَ لِمَن أمَّکَ مُشرَعَةٌ،وعَطوفُ لَحَظاتِکَ لِمَن ضَرَعَ إلَیکَ غَیرُ مُنقَطِعَةٍ،وقَد الجِمَ الحِذارُ،وَاشتَدَّ الاِضطِرارُ،وعَجَزَ عَنِ الاِصطِبارِ أهلُ الاِنتِظارِ.

ص:259


1- .الصحیفة السجّادیة:221 الدعاء 52.
2- الکافی:ج 2 ص 585 ح 23، قرب الإسناد:ص 6 ح 17 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 79 ح 2 [4] وراجع الغیبة للطوسی:ص 260 ح 227 و کمال الدین:ص 470 ح 24 و دلائل الإمامة:ص 539 ح 521.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین.

وأَنتَ اللّهُمّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَکّارِ،اللّهُمَّ وغَیرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ،وَاللّائِذُ بِکَ آمِنٌ، وَالرّاغِبُ إلَیکَ غانِمٌ،وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِکَ سالِمٌ.

اللّهُمَّ فَعاجِل مَن قَدِ امتَزَّ (1)فی طُغیانِهِ،وَاستَمَرَّ عَلی جَهالَتِهِ لِعُقباهُ فی کُفرانِهِ، وأَطمَعَهُ حِلمُکَ عَنهُ فی نَیلِ إرادَتِهِ،وهُوَ یَتَسَرَّعُ إلی أولِیائِکَ بِمَکارِهِهِ،ویُواصِلُهُم بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ،ویَقصِدُهُم فی مَظانِّهِم بِأَذِیَّتِهِ.

اللّهُمَّ اکشِفِ العَذابَ عَنِ المُؤمِنینَ،وَابعَثهُ جَهرَةً عَلَی الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ اکفُفِ العَذابَ عَنِ المُستَجیرینَ،وَاصبُبهُ عَلَی المُغَیِّرینَ.

اللّهُمَّ بادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ،وبادِر أعوانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ.

اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأَعِذنا مِن سوءِ البَداءِ وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (2). (3)

11/5مُناجاةُ الذّاکِرینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

320.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءٍ-:

اللّهُمَّ أوزِعنی (4)أن أذکُرَکَ؛کَی (5)لا أنساکَ لَیلاً ولا نَهاراً ولا صَباحاً ولا مَساءً،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (6)

ص:260


1- .مَزَّ:کَثُرَ ( النهایة:ج 4 ص 325«مزز»).
2- الخَترُ:الفساد،یکون ذلک فی الغدر وغیره (لسان العرب:ج 4 ص 229« ختر»).
3- مهج الدعوات:ص 60، البلد الأمین:ص 562 نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 226 ح 1.
4- أوزعنی:أی ألهِمنی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1930«وزع»).
5- لا توجد کلمة«کی»فی بحار الأنوار،وهو الأنسب.
6- مهج الدعوات:ص 169 عن وهب بن إسماعیل عن الإمام الباقر [5]عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 324 ح 69.

321.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل أن یُعَلِّمَهُ دَعَواتٍ یَبلُغُ بِهِنَّ رِضاهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا عَبدی موسی قُل:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مُؤذٍ،وصاحِبِ غَفلَةٍ،إن ذَکَرتُ لَم یُعِنّی،وإن نَسیتُ لَم یُذَکِّرنی. (1)

322.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ یَومَ الأَحزابِ-:

اللّهُمَّ إنّی...أعوذُ بِکَ مِن خِزیِکَ،ومِن کَشفِ سِترِکَ،ومِن نِسیانِ ذِکرِکَ،وَالاِنصرافِ عَن شُکرِکَ،أنَا فی حِرزِکَ (2)فی لَیلی ونَهاری،وظَعنی وأَسفاری،ونَومی وقَراری،ذِکرُکَ شِعاری (3)،وثَناؤُکَ دِثاری،لا إلهَ إلّاأنتَ تَعظیماً لِوَجهِکَ،وتَکریماً لِسُبُحاتِ نورِکَ. (4)

323.الدعاء للطبرانی عن الحارث الأعور: دَخَلتُ عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام بَعدَ العِشاءِ.

فَقالَ:ما جاءَ بِکَ هذِهِ السّاعَةَ؟قُلتُ:إنّی احِبُّکَ.قالَ:آللّهَ إنَّکَ تُحِبُّنی؟قُلتُ:آللّهَ إنّی احِبُّکَ.قالَ:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟قُلتُ:بَلی.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ،وَارزُقنی طاعَتَکَ وطاعَةَ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وعَمَلاً بِکِتابِکَ. (5)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

324.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ الشَّعبانِیَّةِ-:

ص:261


1- .الفردوس:ج 1 ص 227 ح 868 عن عائشة.
2- الحِرزُ:الموضع الحصین،الکهف المنیع (مجمع البحرین:ج 1 ص 386«حرز»).
3- الشعار:ما ولی شعر جسد الإنسان،والدِثار الثوب الذی یُستدفأ به من فوق الشعار [أی ذکرک وثناؤک ملازم لی] (لسان العرب:ج 4 ص 412« شعر»وص 276«دثر»).
4- مهج الدعوات:ص 71، بحار الأنوار:ج 94 ص 213 ح 8.
5- الدعاء للطبرانی:ص 428 ح 1451،المعجم الأوسط:ج 2 ص 72 ح 1286 وج 5 ص 289 ح 5341،کنز العمّال:ج 2 ص 677 ح 5051.

إلهی ! فَلَکَ أسأَلُ وإلَیکَ أبتَهِلُ (1)وأَرغَبُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَنی مِمَّن یُدیمُ ذِکرَکَ،ولا یَنقُضُ عَهدَکَ. (2)

325.عنه علیه السلام -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِنَوفٍ البِکالِیِّ-:اُنقُلنی مِن ذِکری إلی ذِکرِکَ. (3)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

326.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِخَواتِمِ الخَیرِ-:

یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ،ویا مَن شُکرُهُ فَوزٌ لِلشّاکِرینَ،ویا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطیعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَل قُلوبَنا بِذِکرِکَ عَن کُلِّ ذِکرٍ. (4)

327.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ-:

اللّهُمَّ اجعَل ما یُلقِی الشَّیطانُ فی رَوعی (5)مِنَ التَّمَنّی وَالتَّظَنّی وَالحَسَدِ،ذِکراً لِعَظَمَتِکَ، وتَفَکُّراً فی قُدرَتِکَ،وتَدبیراً عَلی عَدُوِّکَ. (6)

328.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وفَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ،وَاشغَلهُ بِذِکرِکَ. (7)

329.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَجعَلنی ناسِیاً لِذِکرِکَ فیما أولَیتَنی،ولا غافِلاً

ص:262


1- .الابتهالُ:التضرُّع والمبالغة فی السؤال (النهایة:ج 1 ص 167«بهل»).
2- الإقبال:ج 3 ص 299 عن الحسین بن خالویه،بحار الأنوار:ج 94 ص 99 ح 13.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 96 ح 12 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی عن نوف البکالی.
4- الصحیفة السجّادیة:ص 51 الدعاء 11، البلد الأمین:ص 447، [5]الدعوات:ص 132 ح 329،بحار الأنوار:ج 94 ص 394.
5- فی رَوعی:أی فی نفسی وخَلَدی (النهایة:ج 2 ص 277« روع»).
6- الصحیفة السجّادیة:ص 84 الدعاء 20.
7- الصحیفة السجّادیة:ص 91 الدعاء 21، مهج الدعوات:ص 25 عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 334 ح 5.

لِإِحسانِکَ فیما أبلَیتَنی،ولا آیِساً مِن إجابَتِکَ لی وإن أبطَأَت عَنّی،فی سَرّاءَ کُنتُ أو ضَرّاءَ،أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ،أو عافِیَةٍ أو بَلاءٍ،أو بُؤسٍ أو نَعماءَ،أو جِدَةٍ أو لَأواءَ (1)،أو فَقرٍ أو غِنیً. (2)

330.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی یَومِ عَرَفَةَ-:

لا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُذهِب عَنّی شُکرَکَ،بَل ألزِمنیهِ فی أحوالِ السَّهوِ عِندَ غَفَلاتِ الجاهِلینَ لِآلائِکَ،وأَوزِعنی أن اثنِیَ بِما أولَیتَنیهِ،وأَعتَرِفَ بِما أسدَیتَهُ إلَیَّ. (3)

331.عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ المُسَمّی بِمُناجاةِ الذّاکِرینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! لَولَا الواجِبُ مِن قَبولِ أمرِکَ لَنَزَّهتُکَ مِن ذِکری إیّاکَ، عَلی أنَّ ذِکری لَکَ بِقَدری لا بِقَدرِکَ،وما عَسی أن یَبلُغَ مِقداری حَتّی اجعَلَ مَحَلّاً لِتَقدیسِکَ؟! ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَینا جَرَیانُ ذِکرِکَ عَلی ألسِنَتِنا،وإذنُکَ لَنا بِدُعائِکَ وتَنزیهِکَ وتَسبیحِکَ.إلهی ! فَأَلهِمنا ذِکرَکَ فِی الخَلَأِ وَالمَلَأِ وَاللَّیلِ وَالنَّهارِ،وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ،وفِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وآنِسنا بِالذِّکرِ الخَفِیِّ،وَاستَعمِلنا بِالعَمَلِ الزَّکِیِّ، وَالسَّعیِ المَرضِیِّ،وجازِنا بِالمیزانِ الوَفِیِّ.

إلهی ! بِکَ هامَتِ القُلوبُ الوالِهَةُ (4)،وعَلی مَعرِفَتِکَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبایِنَةُ،فَلا تَطمَئِنُّ القُلوبُ إلّابِذکراکَ،ولا تَسکُنُ النُّفوسُ إلّاعِندَ رُؤیاکَ،أنتَ المُسَبَّحُ فی کُلِّ مَکانٍ،وَالمَعبودُ فی کُلِّ زَمانٍ،وَالمَوجودُ فی کُلِّ أوانٍ،وَالمَدعُوُّ بِکُلِّ لِسانٍ،وَالمُعَظَّمُ فی کُلِّ جَنانٍ،وأَستَغفِرُکَ مِن کُلِّ لَذَّةٍ بِغَیرِ ذِکرِکَ،ومِن کُلِّ راحَةٍ بِغَیرِ انسِکَ،ومِن کُلِّ

ص:263


1- .اللَّأواءُ:الشدّة وضیق المعیشة (النهایة:ج 4 ص 221« لأو»).
2- الصحیفة السجّادیة:ص 90 الدعاء 21، المصباح للکفعمی:ص 779، [3]الإقبال:ج 1 ص 349 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 121 ح 2.
3- الصحیفة السجّادیة:ص 198 الدعاء 47، الإقبال:ج 2 ص 98 [7] ولیس فیه«لآلائک».
4- الوَلَهُ:ذهاب العقل والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« وله»).

سُرورٍ بِغَیرِ قُربِکَ،ومِن کُلِّ شُغُلٍ بِغَیرِ طاعَتِکَ.

إلهی ! أنتَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً * وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَ أَصِیلاً (1)،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ (2)،فَأَمَرتَنا بِذِکرِکَ،ووَعَدتَنا عَلَیهِ أن تَذکُرَنا تَشریفاً لَنا وتَفخیماً وإعظاماً؛وها نَحنُ ذاکِروکَ کَما أمَرتَنا،فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا،یا ذاکِرَ الذّاکِرینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

332.الإمام الصادق علیه السلام:

اللّهُمَّ اسدُد فَقری بِفَضلِکَ،وتَغَمَّد ظُلمی بِعَفوِکَ،وفَرِّغ قَلبی لِذِکرِکَ. (4)

333.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وَاجعَل قُلوبَنا تَذکُرُکَ ولا تَنساکَ،وتَخشاکَ کَأَنَّها تَراکَ حَتّی نَلقاکَ. (5)

12/5مُناجاةُ المُتَضَرِّعینَ

334.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی التَّضَرُّعِ وَالاِستِکانَةِ-:

إلهی ! أحمَدُکَ-وأَنتَ لِلحَمدِ أهلٌ-عَلی حُسنِ صَنیعِکَ إلَیَّ،وسُبوغِ (6)نَعمائِکَ عَلَیَّ،

ص:264


1- .الأحزاب:41 و 42.
2- البقرة:152.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 151 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
4- مصباح المتهجّد:ص 333 ح 443، بحار الأنوار:ج 90 ص 39 ح 7.
5- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 93 ح 253 عن معتب وج 6 ص 36 ح 74 عن یونس بن ظبیان،المزار الکبیر:ص 239،مصباح المتهجّد:ص 569، الإقبال:ج 1 ص 332 [7] وفیها«تلقاک»بدل«نلقاک»،بحار الأنوار:ج 98 ص 135.
6- سَبغَتِ النِعمة:اتّسعت،وأسبغها اللّه:أفاضها وأتمّها (المصباح المنیر:ص 264« سبغ»).

وجَزیلِ عَطائِکَ عِندی،وعَلی ما فَضَّلتَنی بِهِ مِن رَحمَتِکَ،وأَسبَغتَ عَلَیَّ مِن نِعمَتِکَ،فَقَدِ اصطَنَعتَ عِندی ما یَعجِزُ عَنهُ شُکری.

ولَولا إحسانُکَ إلَیَّ،وسُبوغُ نَعمائِکَ عَلَیَّ،ما بَلَغتُ إحرازَ حَظّی،ولا إصلاحَ نَفسی، ولکِنَّکَ ابتَدَأتَنی بِالإِحسانِ،ورَزَقتَنی فی اموری کُلِّهَا الکِفایَةَ،وصَرَفتَ عَنّی جَهدَ البَلاءِ،ومَنَعتَ مِنّی مَحذورَ القَضاءِ.

إلهی ! فَکَم مِن بَلاءٍ جاهِدٍ قَد صَرَفتَ عَنّی،وکَم مِن نِعمَةٍ سابِغَةٍ أقرَرتَ بِها عَینی، وکَم مِن صَنیعَةٍ کَریمَةٍ لَکَ عِندی.

أنتَ الَّذی أجَبتَ عِندَ الاِضطِرارِ دَعوَتی،وأَقَلتَ عِندَ العِثارِ زَلَّتی،وأَخَذتَ لی مِنَ الأَعداءِ بِظُلامَتی.

إلهی ! ما وَجَدتُکَ بَخیلاً حینَ سَأَلتُکَ،ولا مُنقَبِضاً حینَ أرَدتُکَ،بَل وَجَدتُکَ لِدُعائی سامِعاً،ولِمَطالِبی مُعطِیاً،ووَجَدتُ نُعماکَ عَلَیَّ سابِغَةً فی کُلِّ شَأنٍ مِن شَأنی،وکُلِّ زَمانٍ مِن زَمانی.

فَأَنتَ عِندی مَحمودٌ،وصَنیعُکَ لَدَیَّ مَبرورٌ،تَحمَدُکَ نَفسی ولِسانی وعَقلی حَمداً یَبلُغُ الوَفاءَ وحَقیقَةَ الشُّکرِ،حَمداً یَکونُ مَبلَغَ رِضاکَ عَنّی،فَنَجِّنی مِن سُخطِکَ.

یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،ویا مُقیلی عَثرَتی،فَلَولا سَترُکَ عَورَتی لَکُنتُ مِنَ المَفضوحینَ،ویا مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ،فَلَولا نَصرُکَ إیّایَ لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ،ویا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعناقِها،فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ،ویا أهلَ التَّقوی، ویا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنی.

أسأَ لُکَ أن تَعفُوَ عَنّی،وتَغفِرَ لی،فَلَستُ بَریئاً فَأَعتَذِرَ،ولا بِذی قُوَّةٍ فَأَنتَصِرَ،ولا

ص:265


1- .النِّیرُ:الخشبة التی تکون علی عنق الثور بأَداتها (لسان العرب:ج 5 ص 246«نیر»).

مَفَرَّ لی فَأَفِرَّ،وأَستَقیلُکَ عَثَراتی،وأَتَنَصَّلُ إلَیکَ مِن ذُنوبِیَ الَّتی قَد أوبَقَتنی (1)،وأَحاطَت بی فَأَهلَکَتنی،مِنها فَرَرتُ إلَیکَ رَبِّ تائِباً فَتُب عَلَیَّ،مُتَعَوِّذاً فَأَعِذنی،مُستَجیراً فَلا تَخذُلنی،سائِلاً فَلا تَحرِمنی،مُعتَصِماً فَلا تُسلِمنی،داعِیاً فَلا تَرُدَّنی خائِباً.

دَعَوتُکَ یا رَبِّ مِسکیناً مُستَکیناً،مُشفِقاً خائِفاً،وَجِلاً فَقیراً مُضطَرّاً إلَیکَ،أشکو إلَیکَ یا إلهی ضَعفَ نَفسی عَنِ المُسارَعَةِ فیما وَعَدتَهُ أولِیاءَکَ،وَالمُجانَبَةِ عَمّا حَذَّرتَهُ أعداءَکَ،وکَثرَةَ هُمومی ووَسوسَةَ نَفسی.

إلهی ! لَم تَفضَحنی بِسَریرَتی،ولَم تُهلِکنی بِجَریرَتی (2)؛أدعوکَ فَتُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ تَدعونی،وأَسأَ لُکَ کُلَّما شِئتُ مِن حَوائِجی،وحَیثُ ما کُنتُ وَضَعتُ عِندَکَ سِرّی،فَلا أدعو سِواکَ،ولا أرجو غَیرَکَ،لَبَّیکَ لَبَّیکَ،تَسمَعُ مَن شَکا إلَیکَ،وتَلقی مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ،وتُخَلِّصُ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ،وتُفَرِّجُ عَمَّن لاذَ بِکَ.

إلهی ! فَلا تَحرِمنی خَیرَ الآخِرَةِ وَالاُولی لِقِلَّةِ شُکری،وَاغفِر لی ما تَعلَمُ مِن ذُنوبی،إن تُعَذِّب فَأَنَا الظّالِمُ المُفَرِّطُ،المُضَیِّعُ الآثِمُ،المُقَصِّرُ المُضَجِّعُ،المُغفِلُ حَظَّ نَفسی،وإن تَغفِر فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (3)

راجع:ص512 ح 691.

13/5مُناجاةُ المُریدینَ

335.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُریدینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،سُبحانَکَ ما أضیَقَ الطُّرُقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،

ص:266


1- .یوبِقُهنَّ:أی یُهلِکُهنَّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1900«وبق»).
2- الجریرة:ما یَجرُّهُ الإنسان من ذنب (المصباح المنیر:ص 96« جرر»).
3- الصحیفة السجادیة:ص 217 الدعاء 51، البلد الأمین:ص 496.

وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَیتَهُ سَبیلَهُ،إلهی ! فَاسلُک بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَیکَ،وسَیِّرنا فی أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ عَلَیکَ،قَرِّب عَلَینَا البَعیدَ،وسَهِّل عَلَینَا العَسیرَ الشَّدیدَ،وأَلحِقنا بِالعِبادِ الَّذینَ هُم بِالبِدارِ (1)إلَیکَ یُسارِعونَ،وبابَکَ عَلَی الدَّوامِ یَطرُقونَ،وإیّاکَ فِی اللَّیلِ یَعبُدونَ،وهُم مِن هَیبَتِکَ مُشفِقونَ.

الَّذینَ صَفَّیتَ لَهُمُ المَشارِبَ،وبَلَّغتَهُمُ الرَّغائِبَ،وأَنجَحتَ لَهُمُ المَطالِبَ،وقَضَیتَ لَهُم مِن وَصلِکَ (2)المَآرِبَ (3)،ومَلَأتَ لَهُم ضَمائِرَهُم مِن حُبِّکَ،ورَوَّیتَهُم مِن صافی شِربِکَ،فَبِکَ إلی لَذیذِ مُناجاتِکَ وَصَلوا،ومِنکَ أقصی مَقاصِدِهِم حَصَّلوا،فَیا مَن هُوَ عَلَی المُقبِلینَ عَلَیهِ مُقبِلٌ،وبِالعَطفِ عَلَیهِم عائِدٌ مُفضِلٌ،وبِالغافِلینَ عَن ذِکرِهِ رَحیمٌ رَؤُوفٌ،وبِجَذبِهِم إلی بابِهِ وَدودٌ عَطوفٌ،أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی مِن أوفَرِهِم مِنکَ حَظّاً،وأَعلاهُم عِندَکَ مَنزِلاً، وأَجزَلِهِم مِن وُدِّکَ قِسماً،وأَفضَلِهِم فی مَعرِفَتِکَ نَصیباً،فَقَدِ انقَطَعَت إلَیکَ هِمَّتی، وَانصَرَفَت نَحوَکَ رَغبَتی.

فَأَنتَ لا غَیرُکَ مُرادی،ولَکَ لا لِسِواکَ سَهَری وسُهادی،ولِقاؤُکَ قُرَّةُ عَینی،ووَصلُکَ مُنی نَفسی،وإلَیکَ شَوقی،وفی مَحَبَّتِکَ وَلَهی،وإلی هَواکَ صَبابَتی (4)،ورِضاکَ بُغیَتی، ورُؤیَتُکَ حاجَتی،وجِوارُکَ طَلِبَتی،وقُربُکَ غایَةُ سُؤلی،وفی مُناجاتِکَ انسی وراحَتی، وعِندَکَ دَواءُ عِلَّتی وشِفاءُ غُلَّتی،وبَردُ لَوعَتی وکَشفُ کُربَتی،فَکُن أنیسی فی وَحشَتی، ومُقیلَ عَثرَتی،وغافِرَ زَلَّتی،وقابِلَ تَوبَتی،ومُجیبَ دَعوَتی،ووَلِیَّ عِصمَتی،ومُغنِیَ فاقَتی،ولا تَقطَعنی عَنکَ،ولا تُبعِدنی مِنکَ،یا نَعیمی وجَنَّتی،ویا دُنیایَ وآخِرَتی. (5)

ص:267


1- .بادَرَ الشیءَ مُبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ:عاجَلَهُ (لسان العرب:ج 4 ص 48« بدر»).
2- فی الصحیفة السجادیة الجامعة:«مِن فَضلِکَ».
3- مآرب:أی حوائج (مجمع البحرین:ج 1 ص 36«أرب»).
4- الصبابة:لوعة العشق وحرارته (مجمع البحرین:ج 2 ص 1002«صبب»).
5- بحار الأنوار:ج 94 ص 147 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.

14/5مُناجاةُ المُفتَقِرینَ

336.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُفتَقِرینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! کَسری لا یَجبُرُهُ إلّالُطفُکَ وحَنانُکَ،وفَقری لا یُغنیهِ إلّا عَطفُکَ وإحسانُکَ،ورَوعَتی لا یُسَکِّنُها إلّاأمانُکَ،وذِلَّتی لا یُعِزُّها إلّاسُلطانُکَ، واُمنِیَّتی لا یُبَلِّغُنیها إلّافَضلُکَ،وخَلَّتی لا یَسُدُّها إلّاطَولُکَ،وحاجَتی لا یَقضیها غَیرُکَ، وکُرَبی لا یُفَرِّجُها سِوی رَحمَتِکَ،وضُرّی لا یَکشِفُهُ غَیرُ رَأفَتِکَ،وغُلَّتی لا یُبرِدُها إلّا وَصلُکَ،ولَوعَتی لا یُطفِئُها إلّالِقاؤُکَ،وشَوقی إلَیکَ لا یَبُلُّهُ إلَّاالنَّظَرُ إلی وَجهِکَ،وقَراری لا یَقِرُّ دونَ دُنُوّی مِنکَ،ولَهفَتی لا یَرُدُّها إلّارَوحُکَ،وسُقمی لا یَشفیهِ إلّاطِبُّکَ،وغَمّی لا یُزیلُهُ إلّاقُربُکَ،وجُرحی لا یُبرِئُهُ إلّاصَفحُکَ،ورَینُ (1)قَلبی لا یَجلوهُ إلّاعَفوُکَ، ووَسواسُ صَدری لا یُزیحُهُ إلّاأمرُکَ.

فَیا مُنتَهی أمَلِ الآمِلینَ،ویا غایَةَ سُؤلِ السّائِلینَ،ویا أقصی طَلِبَةِ الطّالِبینَ،ویا أعلی رَغبَةِ الرّاغِبینَ،ویا وَلِیَّ الصّالِحینَ،ویا أمانَ الخائِفینَ،ویا مُجیبَ المُضطَرّینَ،ویا ذُخرَ المُعدِمینَ،ویا کَنزَ البائِسینَ،ویا غِیاثَ المُستَغیثینَ،ویا قاضِیَ حَوائِجِ الفُقَراءِ وَالمَساکینِ،ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،لَکَ تَخَضُّعی وسُؤالی،وإلَیکَ تَضَرُّعی وَابتِهالی،أسأَ لُکَ أن تُنیلَنی مِن رَوحِ رِضوانِکَ،وتُدیمَ عَلَیَّ نِعَمَ امتِنانِکَ،وها أنَا بِبابِ کَرَمِکَ واقِفٌ،ولِنَفَحاتِ بِرِّکَ مُتَعَرِّضٌ،وبِحَبلِکَ الشَّدیدِ مُعتَصِمٌ،وبِعُروَتِکَ الوُثقی مُتَمَسِّکٌ.

إلهِی ! ارحَم عَبدَکَ الذَّلیلَ ذَا اللِّسانِ الکَلیلِ،وَالعَمَلِ القَلیلِ،وَامنُن عَلَیهِ بِطَولِکَ الجَزیلِ،وَاکنُفهُ تَحتَ ظِلِّکَ الظَّلیلِ،یا کَریمُ یا جَمیلُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

ص:268


1- .الرینُ:الحجابُ الکثیفُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 761«رین»).
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 149 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.

15/5مُناجاةُ المُطیعینَ للّهِ ِ

337.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُطیعینَ للّهِ ِ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ألهِمنا طاعَتَکَ،وجَنِّبنا مَعاصِیَکَ،ویَسِّر لَنا بُلوغَ ما نَتَمَنّی مِنِ ابتِغاءِ رِضوانِکَ،وأَحلِلنا بُحبوبَةَ (1)جِنانِکَ،وَاقشَع عَن بَصائِرِنا سَحابَ الاِرتِیابِ،وَاکشِف عَن قُلوبِنا أغشِیَةَ المِریَةِ (2)وَالحِجابِ،وأَزهِقِ الباطِلَ عَن ضَمائِرِنا، وأَثبِتِ الحَقَّ فی سَرائِرِنا،فَإِنَّ الشُّکوکَ وَالظُّنونَ لَواقِحُ الفِتَنِ،ومُکَدِّرَةٌ لِصَفوِ المَنائِحِ وَالمِنَنِ.

اللّهُمَّ احمِلنا فی سُفُنِ نَجاتِکَ،ومَتِّعنا بِلَذیذِ مُناجاتِکَ،وأَورِدنا حِیاضَ حُبِّکَ، وأَذِقنا حَلاوَةَ وُدِّکَ وقُربِکَ،وَاجعَل جِهادَنا فیکَ،وهَمَّنا فی طاعَتِکَ،وأَخلِص نِیّاتِنا فی مُعامَلَتِکَ،فَإِنّا بِکَ ولَکَ،ولا وَسیلَةَ لَنا إلَیکَ إلّابِکَ.

إلهِی ! اجعَلنی مِنَ المُصطَفَینَ الأَخیارِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ الأَبرارِ،السّابِقینَ إلَی المَکرُماتِ،المُسارِعینَ إلَی الخَیراتِ،العامِلینَ لِلباقِیاتِ الصّالِحاتِ،السّاعِینَ إلی رَفیعِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِالإِجابَةِ جَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

16/5مُناجاةُ المُتَوَسِّلینَ

338.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُتَوَسِّلینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی لَیسَ لی وَسیلَةٌ إلَیکَ إلّاعَواطِفُ رَأفَتِکَ،ولا لی

ص:269


1- .هکذا فی المصدر،والظاهر أنّه تصحیف«بحبوحة».
2- المِریَةُ:الشکُّ (الصحاح:ج 6 ص 2491« مرا»).
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 147 عن بعض کتب الأصحاب.

ذَریعَةٌ إلَیکَ إلّاعَواطِفُ رَحمَتِکَ،وشَفاعَةُ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،ومُنقِذِ الاُمَّةِ مِنَ الغُمَّةِ، فَاجعَلهُما لی سَبَباً إلی نَیلِ غُفرانِکَ،وصَیِّرهُما لی وُصلَةً إلَی الفَوزِ بِرِضوانِکَ،وقَد حَلَّ رَجائی بِحَرَمِ کَرَمِکَ،وحَطَّ طَمَعی بِفِناءِ جودِکَ،فَحَقِّق فیکَ أمَلی،وَاختِم بِالخَیرِ عَمَلی،وَاجعَلنی مِن صَفوَتِکَ الَّذینَ أحلَلتَهُم بُحبوحَةَ (1)جَنَّتِکَ،وبَوَّأتَهُم دارَ کَرامَتِکَ، وأَقرَرتَ أعیُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَیکَ یَومَ لِقائِکَ،وأَورَثتَهُم مَنازِلَ الصِّدقِ فی جِوارِکَ.

یا مَن لا یَفِدُ الوافِدونَ عَلی أکرَمَ مِنهُ،ولا یَجِدُ القاصِدونَ أرحَمَ مِنهُ،یا خَیرَ مَن خَلا بِهِ وَحیدٌ،ویا أعطَفَ مَن أوی إلَیهِ طَریدٌ،إلی سَعَةِ عَفوِکَ مَدَدتُ یَدی،وبِذَیلِ کَرَمِکَ أعلَقتُ کَفّی،فَلا تُولِنِی الحِرمانَ،ولا تَبتَلِنی بِالخَیبَةِ وَالخُسرانِ،یا سَمیعَ الدُّعاءِ. (2)

339.بحارالأنوار: ولَهُ [الإِمامِ زَینِ العابِدینَ] صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ دُعاءُ الشُّکرِ:

یا مَن فَضُلَ إنعامُهُ إنعامَ المُنعِمینَ،وعَجَزَ عَن شُکرِهِ شُکرُ الشّاکِرینَ،وقَد جَرَّبتُ غَیرَکَ مِنَ المَأمولینَ بِغَیری مِنَ السّائِلینَ،فَإِذا کُلُّ قاصِدٍ لِغَیرِکَ مَردودٌ،وکُلُّ طَریقٍ سِواکَ مَسدودٌ،إذ کُلُّ خَیرٍ عِندَکَ مَوجودٌ،وکُلُّ خَیرٍ عِندَ سِواکَ مَفقودٌ،یا مَن إلَیهِ بِهِ تَوَسَّلتُ، وإلَیهِ بِهِ تَسَبَّبتُ وتَوَصَّلتُ،وعَلَیهِ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ عَوَّلتُ وتَوَکَّلتُ،ما کُنتُ عَبداً لِغَیرِکَ فَیَکونَ غَیرُکَ لی مَولیً،ولا کُنتُ مَرزوقاً مِن سِواکَ فَأَستَدیمَهُ عادَةَ الحُسنی، وما قَصَدتُ باباً إلّابابَکَ،فَلا تَطرُدنی مِن بابِکَ الأَدنی،یا قَدیراً لا یَؤودُهُ المَطالِبُ،ویا مَولیً یَبغیهِ کُلُّ راغِبٍ،حاجاتی مَصروفَةٌ إلَیکَ،وآمالی مَوقوفَةٌ لَدَیکَ،کُلَّما وَفَّقتَنی لَهُ مِن خَیرٍ أحمِلُهُ واُطیقُهُ،فَأَنتَ دَلیلی عَلَیهِ وطَریقُهُ.

یا مَن جَعَلَ الصَّبرَ عَوناً عَلی بَلائِهِ،وجَعَلَ الشُّکرَ مادَّةً لِنَعمائِهِ،قَد جَلَّت نِعمَتُکَ عَن شُکری،فَتَفَضَّل عَلی إقراری بِعَجزی،بِعَفوٍ أنتَ أقدَرُ عَلَیهِ،وأَوسَعُ لَهُ مِنّی،وإن لَم یَکُن لِذَنبی عِندَکَ عُذرٌ تَقبَلُهُ فَاجعَلهُ ذَنباً تَغفِرُهُ.

ص:270


1- .بَحبوحَةُ الجنَّةِ:وسطها (النهایة:ج 1 ص 98«بحبح»).
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 149 عن بعض کتب الأصحاب.

وفِی الرِّوایَةِ:یَقولُ علیه السلام:وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی جَدّی مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطَّیِّبینَ. (1)

340.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَت لِأَحَدِکُمُ استِغاثَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی،فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ یَسجُدُ ویَقولُ:«یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،یا عَلِیُّ یا سَیِّدَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،بِکُما أستَغیثُ إلَی اللّهِ تَعالی،یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ أستَغیثُ بِکُما،یا غَوثاهُ بِاللّهِ وبِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ -وتَعُدُّ الأَئِمَّةَ علیهم السلام-بِکُم أتَوَسَّلُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ»فَإِنَّکَ تُغاثُ مِن ساعَتِکَ بِإِذنِ اللّهِ تَعالی. (2)

راجع:ص34 ح33 وص35 ح35 و36 و37 وص36 ح38 وص37 ح43.

17/5مُناجاةُ الآنِسینَ

341.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولینَ بِأَمرِکَ،آمِنینَ بِوَعدِکَ،آیِسینَ مِن خَلقِکَ،آنِسینَ بِکَ، مُستَوحِشینَ مِن غَیرِکَ،راضینَ بِقَضائِکَ،صابِرینَ عَلی بَلائِکَ،شاکِرینَ عَلی نَعمائِکَ، مُتَلَذِّذینَ بِذِکرِکَ،فَرِحینَ بِکِتابِکَ،مُناجینَ إیّاکَ آناءَ اللَّیلِ وأَطرافَ النَّهارِ،مُستَعِدّینَ لِلمَوتِ،مُشتاقینَ إلی لِقائِکَ،مُبغِضینَ لِلدُّنیا،مُحِبّینَ لِلآخِرَةِ، وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ (3). (4)

342.الإمام علیّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،وأَحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،تُشاهِدُهُم فی سَرائِرِهِم،وتَطَّلِعُ عَلَیهِم فی ضَمائِرِهِم،وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم.فَأَسرارُهُم لَکَ

ص:271


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 131 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 119 ح 2324، بحار الأنوار:ج 91 ص 357 ح 19.
3- آل عمران:194.
4- جامع الأخبار:ص 364 ح 1013، بحار الأنوار:ج 95 ص 360 ح 16.

مَکشوفَةٌ،وقُلوبُهُم إلَیکَ مَلهوفَةٌ.إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ،وإن صُبَّت عَلَیهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَی الاِستِجارَةِ بِکَ،عِلماً بِأَنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِیَدِکَ،ومَصادِرَها عَن قَضائِکَ.

اللّهُمَّ إن فَهِهتُ (1)عَن مَسأَلَتی أو عَمیتُ عَن طَلِبَتی فَدُلَّنی عَلی مَصالِحی،وخُذ بِقَلبی إلی مَراشِدی،فَلَیسَ ذلِکَ بِنُکرٍ مِن هِدایاتِکَ،ولا بِبِدعٍ مِن کِفایاتِکَ،اللّهُمَّ احمِلنی عَلی عَفوِکَ ولا تَحمِلنی عَلی عَدلِکَ. (2)

18/5مُناجاةُ المُحِبّینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

343.سنن الترمذی عن عبد اللّه بن یزید الخطمی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ ارزُقنی حُبَّکَ وحُبَّ مَن یَنفَعُنی حُبُّهُ عِندَکَ،اللّهُمَّ ما رَزَقتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ (3)عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ فَراغاً لی (4)فیما تُحِبُّ. (5)

344.المستدرک علی الصحیحین عن ثوبان مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قیل لَی:

یا مُحَمَّدُ،قُل تُسمَع،وسَل تُعطَ.قالَ:فَقُلتُ:

ص:272


1- .فههتُ:أی عییتُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1420«فهه»).
2- نهج البلاغة:الخطبة 227، مصباح المتهجّد:ص 355 و ص 378، [2]جمال الاُسبوع:ص 237 [3] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 329 ح 40 و ج 94 ص 230 ح 6.
3- زویت عنّی:أی صرفته عنّی وقبضته (النهایة:ج 2 ص 320« زوی»).
4- فی الطبعة المعتمدة:«لی قوّة»بدل«فراغاً لی»،وما فی المتن أثبتناه من طبعة دار الفکر وکذلک فی جمیع المصادر.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 523 ح 3491، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 96 ح 1،الدعاء للطبرانی:ص 414 ح 1403،الزهد لابن المبارک:ص 144 ح 430،کنز العمّال:ج 2 ص 179 ح 3632.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فِعلَ الخَیراتِ وتَرکَ المُنکَراتِ،وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ بِقَومٍ فِتنَةً فَتَوَفَّنی إلَیکَ وأَ نَا غَیرُ مَفتونٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ وحُبّاً یُبَلِّغُنی حُبَّکَ. (1)

345.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ الأَشیاءِ إلَیَّ،وَاجعَل خَوفَکَ أخوَفَ الأَشیاءِ إلَیَّ،وَاقطَع عَنّی حاجاتِ الدُّنیا بِالشَّوقِ إلی لِقائِکَ،وإذا أقرَرتَ أعیُنَ أهلِ الدُّنیا مِن دُنیاهُم،فَأَقِرَّ عَینی مِن عِبادَتِکَ. (2)

راجع:ص46 ح60.

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

346.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت حَلاوَتُها فی قَلبی،وما تَنعَقِدُ ضَمائِرُ مُوَحِّدیکَ عَلی أنَّکَ تُبغِضُ مُحِبّیکَ. (3)

347.عنه علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

لَبَّیکَ لَبَّیکَ أنتَ مَولاهُ

ص:273


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1932،سنن الترمذی:ج 5 ص 369 ح 3235،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 259 ح 22170 کلاهما عن معاذ بن جبل نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 419 ح 1417،کنز العمّال:ج 15 ص 898 ح 43545.
2- حلیة الأولیاء:ج 8 ص 282 الرقم 420 عن الهیثم بن مالک الطائی،الفردوس:ج 1 ص 480 ح 1965 عن عبد اللّه له صحبة،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3648؛مصباح الزائر:ص 529، الإقبال:ج 2 ص 211 [3] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 101 ص 287 ح 2.
3- المصباح للکفعمی:ص 496، البلد الأمین:ص 318 [6] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 108 ح 14.

طوبی لِمن کانَ نادِماً أرِقاً

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام

348.المناقب لابن شهرآشوب: إنَّهُ [الإِمامَ الحُسَینَ علیه السلام ] سایَرَ أنَسَ بنَ مالِکٍ،فَأَتی قَبرَ خَدیجَةَ فَبَکی،ثُمَّ قالَ:اِذهَب عَنّی.

قالَ أنَسٌ:فَاستَخفَیتُ عَنهُ،فَلَمّا طالَ وُقوفُهُ فِی الصَّلاةِ سَمِعتُهُ قائِلاً: یا رَبِّ یا رَبِّ أنتَ مَولاهُ

وما بِهِ عِلَّةٌ ولا سَقَمٌ

فَنودِیَ:

ص:274

لَبَّیکَ لَبَّیکَ أنتَ فی کَنَفی

د-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

349.الکافی عن محمّد بن أبی حمزة عن أبیه: رَأَیتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام فی فِناءِ الکَعبَةِ فِی اللَّیلِ وهُوَ یُصَلّی،فَأَطالَ القِیامَ حَتّی جَعَلَ مَرَّةً یَتَوَکَّأُ عَلی رِجلِهِ الیُمنی،ومَرَّةً عَلی رِجلِهِ الیُسری،ثُمَّ سَمِعتُهُ یَقولُ بِصَوتٍ کَأَنَّهُ باکٍ:یا سَیِّدی تُعَذِّبُنی وحُبُّکَ فی قَلبی؟أما وعِزَّتِکَ لَئِن فَعَلتَ لَتَجمَعَنَّ بَینی وبَینَ قَومٍ طالَما عادَیتُهُم فیکَ. (1)

350.الإمام زین العابدین علیه السلام:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)

351.عنه علیه السلام:

إلهی ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَوَشَّحَت (3)أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائِقِ صُدورِهِم،وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم،فَهُم إلی أوکارِ الأَفکارِ یَأوونَ،وفی رِیاضِ القُربِ

ص:275


1- الکافی:ج 2 ص 579 ح 10، بحار الأنوار:ج 46 ص 107 ح 100.
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 87 الدعاء 20.
3- تَرَسَّخت (خ ل).

وَالمُکاشَفَةِ یَرتَعونَ،ومِن حِیاضِ المَحَبَّةِ بِکَأسِ المُلاطَفَةِ یَکرَعونَ،وشَرایِعَ المُصافاةِ یَرِدونَ. (1)

352.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُحِبّینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! مَن ذَا الَّذی ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِکَ فَرامَ مِنکَ بَدَلاً،ومَن ذَا الَّذی أنِسَ بِقُربِکَ فَابتَغی عَنکَ حِوَلاً،إلهی فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَیتَهُ لِقُربِکَ ووِلایَتِکَ، وأَخلَصتَهُ لِوُدِّکَ ومَحَبَّتِکَ،وشَوَّقتَهُ إلی لِقائِکَ،ورَضَّیتَهُ بِقَضائِکَ،ومَنَحتَهُ بِالنَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وحَبَوتَهُ بِرِضاکَ،وأَعَذتَهُ مِن هَجرِکَ وقِلاکَ (2)،وبَوَّأتَهُ مَقعَدَ الصِّدقِ فی جِوارِکَ، وخَصَصتَهُ بِمَعرِفَتِکَ،وأَهَّلتَهُ لِعِبادَتِکَ،وهَیَّمتَهُ (3)لِإِرادَتِکَ،وَاجتَبَیتَهُ لِمُشاهَدَتِکَ، وأَخلَیتَ وَجهَهُ لَکَ،وفَرَّغتَ فُؤادَهُ لِحُبِّکَ،ورَغَّبتَهُ فیما عِندَکَ،وأَلهَمتَهُ ذِکرَکَ، وأَوزَعتَهُ شُکرَکَ،وشَغَلتَهُ بِطاعَتِکَ،وصَیَّرتَهُ مِن صالِحی بَرِیَّتِکَ،وَاختَرتَهُ لِمُناجاتِکَ، وقَطَعتَ عَنهُ کُلَّ شَیءٍ یَقطَعُهُ عَنکَ.

اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن دَأبُهُمُ الاِرتِیاحُ إلَیکَ وَالحَنینُ،ودَهرُهُمُ الزَّفرَةُ (4)وَالأَنینُ،جِباهُهُم ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِکَ،وعُیونُهُم ساهِرَةٌ فی خِدمَتِکَ،ودُموعُهُم سائِلَةٌ مِن خَشیَتِکَ،وقُلوبُهُم مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِکَ،وأَفئِدَتُهُم مُنخَلِعَةٌ مِن مَهابَتِکَ،یا مَن أنوارُ قُدسِهِ لِأَبصارِ مُحِبّیهِ رائِقَةٌ،وسُبُحاتُ وَجهِهِ لِقُلوبِ عارِفیهِ شائِقَةٌ،یا مُنی قُلوبِ المُشتاقینَ،ویا غایَةَ آمالِ المُحِبّینَ،أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ وحُبَّ کُلِّ عَمَلٍ یوصِلُنی إلی قُربِکَ،وأَن تَجعَلَکَ أحَبَّ إلَیَّ مِمّا سِواکَ،وأَن تَجعَلَ حُبّی إیّاکَ قائِداً إلی رِضوانِکَ،وشَوقی إلَیکَ ذائِداً عَن عِصیانِکَ،وَامنُن بِالنَّظَرِ إلَیکَ عَلَیَّ،وَانظُر بِعَینِ الوُدِّ وَالعَطفِ إلَیَّ،ولا تَصرِف

ص:276


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 150 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
2- القِلی:البُغضُ (النهایة:ج 4 ص 105«قلا»).
3- الهُیامُ:حالة شبیهة بالجنون تکون للعاشق (مجمع البحرین:ج 3 ص 1894«هیم»).
4- الزفرةُ:اخراج النَّفَس بعد مدِّه إیّاه (تاج العروس:ج 6 ص 465«زفر»).

عَنّی وَجهَکَ،وَاجعَلنی مِن أهلِ الإِسعادِ وَالحُظوَةِ عِندَکَ،یا مُجیبُ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ه-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

353.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ-:

سَیِّدی أنَا مِن حُبِّکَ جائِعٌ لا أشبَعُ،أنَا مِن حُبِّکَ ظَمآنُ لا أروی،وا شَوقاه إلی مَن یَرانی ولا أراهُ،یا حَبیبَ مَن تَحَبَّبَ إلَیهِ،یا قُرَّةَ عَینِ مَن لاذَ بِهِ وَانقَطَعَ إلَیهِ،قَد تَری وَحدَتی مِنَ الآدَمِیّینَ ووَحشَتی. (2)

354.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ هَدَأَتِ الأَصواتُ وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ،وخَلَوتُ بِکَ، أنتَ المَحبوبُ إلَیَّ،فَاجعَل خَلوَتی مِنکَ اللَّیلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ. (3)

19/5مُناجاةُ العارِفینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

355.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اجعَل فی دُعائِکَ:

[اللّهُمَّ] (4)ارزُقنی لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ الکَریمِ،وَالشَّوقَ إلی لِقائِکَ. (5)

356.عنه صلی الله علیه و آله:

ص:277


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 148 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
2- الإقبال:ج 1 ص 135، بحار الأنوار:ج 97 ص 338 ح 1.
3- الکافی:ج 2 ص 594 ح 33 عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد:ص 278، [5]جمال الاُسبوع:ص 144 [6] وفیهما«یا إلهی»بدل«أنت المحبوب إلیّ»وکلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 303 ح 10.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من کنز العمّال.
5- نوادر الاُصول:ج 1 ص 307 عن زید بن ثابت،کنز العمّال:ج 2 ص 191 ح 3701.

اللّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ،وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا عَلِمتَ الوَفاةَ خَیراً لی،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ (1)،وأَسأَ لُکَ کَلِمَةَ الحُکمِ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَبیدُ،وأَسأَ لُکَ قُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وأَسأَ لُکَ بَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وَالشَّوقَ إلی لِقائِکَ،فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ. (2)

ب-دُعاءٌ عَلَّمَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام نَوفاً البُکالِیَّ

357.بحار الأنوار عن نوف البکالی: رَأَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ مُوَلِّیاً مُبادِراً، فَقُلتُ:أینَ تُریدُ یا مَولایَ؟

فَقالَ:دَعنی یا نَوفُ،إنَّ آمالی تُقَدِّمُنی فِی المَحبوبِ.فَقُلتُ:یا مَولایَ وما آمالُکَ؟

قالَ:قَد عَلِمَهَا المَأمولُ،وَاستَغنَیتُ عَن تَبیینِها لِغَیرِهِ،وکَفی بِالعَبدِ أدَباً ألّا یُشرِکَ فی نِعَمِهِ وإرَبِهِ (3)غَیرَ رَبِّهِ،فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ إنّی خائِفٌ عَلی نَفسی مِنَ الشَّرَهِ (4)، وَالتَّطَلُّعِ إلی طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنیا.

فَقالَ لی:وأَینَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفینَ،وکَهفِ العارِفینَ؟! فَقُلتُ:دُلَّنی عَلَیهِ.

قالَ:اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ؛تَصِلُ أمَلَکَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ،وتُقبِلُ عَلَیهِ بِهَمِّکَ،وأَعرِض عَنِ النّازِلَةِ فی قَلبِکَ،فَإِن أجَّلَکَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها،وَانقَطِع إلَی اللّهِ

ص:278


1- .زاد فی المصدر هنا:«یَعنی فِی الغَیبِ وَالشَّهادَةِ»،هذا وفی المصادر الاُخری:«...خشیتک فی الغیب والشهادة».
2- السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 388 ح 1228 و 1229، مسند ابن حنبل:ج6 ص366 ح18353، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 705 ح 1923،الدعاء للطبرانی:ص 200 ح 625 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 174 ح 3611.
3- أرِبَ یأربُ:إذا احتاج (النهایة:ج 1 ص 35«أرب»).
4- الشّرهُ:أسوأ الحرص (لسان العرب:ج 13 ص 506« شره»).

سُبحانَهُ فَإِنَّهُ یَقولُ:وعِزَّتی وجَلالی،لَاُقَطِّعَنَّ أمَلَ کُلِّ مَن یُؤَمِّلُ غَیری بِالیَأسِ، ولَأَکسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فی النّاسِ،ولَاُ بَعِّدَنَّهُ مِن قُربی،ولَاُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلی،ولَاُخمِلَنَّ ذِکرَهُ حینَ یَرعی غَیری.

أیُؤَمِّلُ-وَیلَهُ-لِشَدائِدِهِ غَیری،وکَشفُ الشَّدائِدِ بِیَدی،ویَرجو سِوایَ وأَ نَا الحَیُّ الباقی،ویَطرُقُ أبوابَ عِبادی وهِیَ مُغلَقَةٌ ویَترُکُ بابی وهُوَ مَفتوحٌ؟! فَمَن ذَا الَّذی رَجانی لِکَثیرِ جُرمِهِ فَخَیَّبتُ رَجاءَهُ؟جَعَلتُ آمالَ عِبادی مُتَّصِلَةً بی،وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخوراً لَهُم عِندی،ومَلَأتُ سَماواتی مِمَّن لا یَمَلُّ تَسبیحی،وأَمَرتُ مَلائِکَتی ألّا یُغلِقُوا الأَبوابَ بَینی وبَینَ عِبادی.

ألَم یَعلَم مَن فَدَحَتهُ نائِبَةٌ مِن نَوائِبی أن لا یَملِکُ أحَدٌ کَشفَها إلّابِإِذنی،فَلِمَ یُعرِضُ العَبدُ بِأَمَلِهِ عَنّی،وقَد أعطَیتُهُ ما لَم یَسأَلنی،فَلَم یَسأَلنی وسَأَلَ غَیری؟أفتَرَانی أبتَدِئُ خَلقی مِن غَیرِ مَسأَلَةٍ،ثُمَّ اسأَلُ فَلا اجیبُ سائِلی؟أبَخیلٌ أنَا فَیُبَخِّلُنی عَبدی؟أوَ لَیسَ الدُّنیا وَالآخِرَةُ لی؟أوَ لَیسَ الکَرَمُ وَالجودُ صِفَتی؟أوَ لَیسَ الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِیَدی؟أوَ لَیسَ الآمالُ لا تَنتَهی إلّاإلَیَّ،فَمَن یَقطَعُها دونی؟وما عَسی أن یُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوایَ؟! وعِزَّتی وجَلالی،لَو جَمَعتُ آمالَ أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ثُمَّ أعطَیتُ کُلَّ واحِدٍ مِنهُم،ما نَقَصَ مِن مُلکی بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ (1)،وکَیفَ یَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ؟یا بُؤساً لِلقانِطینَ (2)مِن رَحمَتی،یا بُؤساً لِمَن عَصانی وتَوَثَّبَ عَلی مَحارمی،ولَم یُراقِبنی، وَاجتَرَأَ عَلَیَّ.

ثُمَّ قالَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ السَّلامُ لی:یا نَوفُ،اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

إلهی ! إن حَمِدتُکَ فَبِمَواهِبِکَ،وإن مَجَّدتُکَ فَبِمُرادِکَ،وإن قَدَّستُکَ فَبِقُوَّتِکَ،وإن هَلَّلتُکَ فَبِقُدرَتِکَ،وإن نَظَرتُ فَإِلی رَحمَتِکَ،وإن عَضَضتُ فَعَلی نِعمَتِکَ.

ص:279


1- .الذّرّ:النمل الأحمر الصغیر،واحدتها ذرّة (النهایة:ج 2 ص 157« ذرر»).
2- القُنوطُ:أشدّ الیأس (النهایة:ج 4 ص 113«قنط»).

إلهی ! إنَّهُ مَن لَم یَشغَلهُ الوُلوعُ بِذِکرِکَ،ولَم یَزوِهِ (1)السَّفَرُ بِقُربِکَ،کانَت حَیاتُهُ عَلَیهِ میتَةً،ومیتَتُهُ عَلَیهِ حَسرَةً.

إلهی ! تَناهَت أبصارُ النّاظِرینَ إلَیکَ بِسَرائِرِ القُلوبِ،وطالَعَت أصغَی السّامِعینَ لَکَ نَجِیّاتِ الصُّدورِ،فَلَم یَلقَ أبصارَهُم رَدٌّ دونَ ما یُریدونُ،هَتَکتَ بَینَکَ وبَینَهُم حُجُبَ الغَفلَةِ،فَسَکَنوا فی نورِکَ،وتَنَفَّسوا بِرَوحِکَ،فَصارَت قُلوبُهُم مَغارِسَ لِهَیبَتِکَ (2)، وأَبصارُهُم مَآکِفَ لِقُدرَتِکَ،وقَرَّبتَ أرواحَهُم مِن قُدسِکَ،فَجالَسُوا اسمَکَ بِوَقارِ المُجالَسَةِ وخُضوعِ المُخاطَبَةِ،فَأَقبَلتَ إلَیهِم إقبالَ الشَّفیقِ،وأَنصَتَّ لَهُم إنصاتَ الرَّفیقِ، وأَجَبتَهُم إجاباتِ الأَحِبّاءِ،وناجَیتَهُم مُناجاةَ الأَخِلّاءِ.

فَبَلِّغ بِیَ المَحَلَّ الَّذی إلَیهِ وَصَلوا،وَانقُلنی مِن ذِکری إلی ذِکرِکَ،ولا تَترُک بَینی وبَینَ مَلَکوتِ عِزِّکَ باباً إلّافَتَحتَهُ،ولا حِجاباً مِن حُجُبِ الغَفلَةِ إلّاهَتَکتَهُ،حَتّی تُقیمَ روحی بَینَ ضِیاءِ عَرشِکَ،وتَجعَلَ لَها مَقاماً نُصبَ نورِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی ! ما أوحَشَ طَریقاً لا یَکونُ رَفیقی فیهِ أمَلی فیکَ ! وأَبعَدَ سَفَراً لا یَکونُ رَجائی مِنهُ دَلیلی مِنکَ ! خابَ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِ غَیرِکَ،وضَعُفَ رُکنُ مَنِ استَنَدَ إلی غَیرِ رُکنِکَ.

فَیا مُعَلِّمَ مُؤَمِّلیهِ الأَمَلَ فَیُذهِبُ عَنهُم کَآبَةَ الوَجَلِ،لا تَحرِمنی صالِحَ العَمَلِ،وَاکلَأنی (3)کِلاءَةَ مَن فارَقَتهُ الحِیَلُ،فَکَیفَ یَلحَقُ مُؤَمِّلیکَ ذُلُّ الفَقرِ،وأَنتَ الغَنِیُّ عَن مَضارِّ المُذنِبینَ.

إلهی ! وإنَّ کُلَّ حَلاوَةٍ مُنقَطِعَةٌ،وحَلاوَةَ الإِیمانِ تَزدادُ حَلاوَتُهَا اتِّصالاً بِکَ.

إلهی ! وإنَّ قَلبی قَد بَسَطَ أمَلَهُ فیکَ،فَأَذِقهُ مِن حَلاوَةِ بَسطِکَ إیّاهُ البُلوغَ لِما أمَّلَ،إنَّکَ

ص:280


1- .زویت عنّی:أی صرفته عنّی (النهایة:ج 2 ص 320« زوی»).
2- فی الصحیفة العلویة الجامعة:«لِمَحَبَّتِکَ».
3- الکلاءةُ:الحفظ والحراسة (النهایة:ج 4 ص 194«کلأ»).

عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی ! أسأَ لُکَ-مَسأَلَةَ مَن یَعرِفُکَ کُنهَ مَعرِفَتِکَ-مِن کُلِّ خَیرٍ یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَسلُکَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَکَ مِن خَلقِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی ! أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ الَّذی قَد تَحَیَّرَ فی رَجاهُ،فَلا یَجِدُ مَلجَأً ولا مَسنَداً یَصِلُ بِهِ إلَیکَ،ولا یَستَدِلُّ بِهِ عَلَیکَ إلّابِکَ،وبِأَرکانِکَ ومَقاماتِکَ الَّتی لا تَعطیلَ لَها مِنکَ،فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی ظَهَرتَ بِهِ لِخاصَّةِ أولِیائِکَ،فَوَحَّدوکَ وعَرَفوکَ فَعَبَدوکَ بِحَقیقَتِکَ،أن تُعَرِّفَنی نَفسَکَ،لِاُقِرَّ لَکَ بِرُبوبِیَّتِکَ عَلی حَقیقَةِ الإِیمانِ بِکَ،ولا تَجعَلنی یا إلهی ! مِمَّن یَعبُدُ الاِسمَ دونَ المَعنی.

وَالحَظنی بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِکَ،تُنَوِّرُ بِها قَلبی بِمَعرِفَتِکَ خاصَّةً،ومَعرِفَةِ أولِیائِکَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

ج-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

358.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ العارِفینَ-:

بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِکَ کَما یَلیقُ بِجَلالِکَ، وعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراکِ کُنهِ (2)جَمالِکَ،وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلی سُبُحاتِ وَجهِکَ،ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَریقاً إلی مَعرِفَتِکَ إلّابِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِکَ.

إلهی ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَوَشَّحَت (3)أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائِقِ صُدورِهِم،وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم،فَهُم إلی أوکارِ الأَفکارِ یَأوونَ،وفی رِیاضِ القُربِ

ص:281


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 94 ح 12 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- کنه الشیء:نهایته،أو حقیقته (مجمع البحرین:ج 3 ص 1600«کنه»).
3- تَرَسَّخَت (خ ل).

وَالمُکاشَفَةِ یَرتَعونَ،ومِن حِیاضِ المَحَبَّةِ بِکَأسِ المُلاطَفَةِ یَکرَعونَ (1)،وشَرایِعَ المُصافاةِ یَرِدونَ،قَد کُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم،وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّیبِ عَن عَقائِدِهِم مِن ضَمائِرِهِم (2)،وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّکِّ عَن قُلوبِهِم وسَرائِرِهِم،وَانشَرَحَت بِتَحقیقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم،وعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ فِی الزَّهادَةِ هِمَمُهُم،وعَذُبَ فی مَعینِ المُعامَلَةِ شِربُهُم، وطابَ فی مَجلِسِ الاُنسِ سِرُّهُم،وأَمِنَ فی مَوطِنِ المَخافَةِ سِربُهُم (3)،وَاطمَأَنَّت بِالرُّجوعِ إلی رَبِّ الأَربابِ أنفُسُهُم،وتَیَقَّنَت بِالفَوزِ وَالفَلاحِ أرواحُهُم،وقَرَّت بِالنَّظَرِ إلی مَحبوبِهِم أعیُنُهُم،وَاستَقَرَّ بِإِدراکِ السُّؤلِ ونَیلِ المَأمولِ قَرارُهُم،ورَبِحَت فی بَیعِ الدُّنیا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُم.

إلهی ! ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِکرِکَ عَلَی القُلوبِ،وما أحلَی المَسیرَ إلَیکَ بِالأَوهامِ فی مَسالِکِ الغُیوبِ،وما أطیَبَ طَعمَ حُبِّکَ،وما أعذَبَ شِربَ قُربِکَ ! فَأَعِذنا مِن طَردِکَ وإبعادِکَ،وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفیکَ،وأَصلَحِ عِبادِکَ،وأَصدَقِ طائِعیکَ،وأَخلَصِ عُبّادِکَ،یا عَظیمُ یا جَلیلُ،یا کَریمُ یا مُنیلُ،بِرَحمَتِکَ ومَنِّکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

20/5مُناجاةُ الزّاهِدینَ

الف-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

359.الإمام علیّ علیه السلام -فی طَلَبِ الزُّهدِ عَنِ الدُّنیا-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سَلواً (5)عَنِ الدُّنیا ومَقتاً لَها،فَإِنَّ خَیرَها زَهیدٌ وشَرَّها

ص:282


1- .کرع الماء:شرب بفیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1563«کرع»).
2- فی الصحیفة السجادیّة الجامعة ص 417:«وضمائرهم».
3- السَّرَبُ:الطّریق.ویقال:فلانٌ آمِنُ السَّرَبِ:أی آمِنُ القَلبِ(انظر:لسان العرب:ج1 ص463 و464« سرب»).
4- بحار الأنوار:ج 94 ص 150 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
5- سَلَوتُ عنه:إذا زال عنک محبَّتُهُ (مفردات ألفاظ القرآن:ص 424« سلا»).

عَتیدٌ (1)،وصَفوَها یَتَکَدَّرُ،وجَدیدَها یَخلُقُ،وما فاتَ فیها لَم یَرجِع،وما نیلَ فیها فِتنَةٌ إلّا مَن أصابَتهُ مِنکَ عِصمَةٌ وشَمِلَتهُ مِنکَ رَحمَةٌ.

فَلا تَجعَلنی مِمَّن رَضِیَ بِها،وَاطمَأَنَّ إلَیها،ووَثِقَ بِها،فَإِنَّ مَنِ اطمَأَنَّ إلَیها خانَتهُ،ومَن وَثِقَ بِها غَرَّتهُ. (2)

360.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

إلهی ! کَیفَ تَفرَحُ بِصُحبَةِ الدُّنیا صُدورُنا،وکَیفَ تَلتَئِمُ فی غَمَراتِها امورُنا،وکَیفَ یَخلُصُ لَنا فیها سُرورُنا،وَکَیفَ یَملِکُنا بِاللَّهوِ وَاللَّعِبِ غُرورُنا،وقَد دَعَتنا بِاقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا؟!

إلهی ! کَیفَ نَبتَهِجُ فی دارٍ قَد حُفِرَت لَنا فیها حَفائِرُ صَرعَتِها،وفُتِلَت بِأَیدِی المَنایا حَبائِلُ غَدرَتِها،وجَرَّعَتنا مُکرَهینَ جُرَعَ مَرارَتِها،ودَلَّتنَا النَّفسُ (3)عَلَی انقِطاعِ عَیشَتِها، لَولا ما أصغَت إلَیهِ هذِهِ النُّفوسُ مِن رَفائِعِ لَذَّتِها،وَافتِتانِها بِالفانیاتِ مِن فَواحِشِ زینَتِها؟!

إلهی ! فَإِلَیکَ نَلتَجِئُ مِن مَکائِدِ خُدعَتِها،وبِکَ نَستَعینُ عَلی عُبورِ قَنطَرَتِها،وبِکَ نَستَفطِمُ الجَوارِحَ عَن أخلافِ شَهوَتِها،وبِکَ نَستَکشِفُ جَلابیبَ حَیرَتِها،وبِکَ نُقَوِّمُ مِنَ القُلوبِ استِصعابَ جَهالَتِها.

إلهی ! کَیفَ لِلدُّورِ أن تَمنَعَ مَن فیها مِن طَوارِقِ (4)الرَّزایا،وقَد اصیبَ فی کُلِّ دارٍ سَهمٌ مِن أسهُمِ المَنایا؟!

ص:283


1- .العَتیدُ:الحاضر المُهیّأ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1159«عتد»).
2- إرشاد القلوب:ص 26؛ تاریخ دمشق:ج 19 ص 459 عن زید بن علیّ من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه.
3- فی دستور معالم الحِکَم:« العِبَر»بدل«النفس».
4- الطوارِقُ:الحوادث التی تأتی لیلاً (مفردات ألفاظ القرآن:ص 518« طرق»).

إِلهی ! ما تَتَفَجَّعُ أنفُسُنا مِنَ النُّقلَةِ عَنِ الدّیارِ،إن لَم تُوحِشنا هُنالِکَ مِن مُرافَقَةِ الأَبرارِ.

إلهی ! ما تَضُرُّنا فُرقَةُ الإِخوانِ وَالقَراباتِ،إن قَرَّبتَنا مِنکَ یا ذَا العَطِیّاتِ.

إلهی ! ما تَجُفُّ مِن ماءِ الرَّجاءِ مَجارِی لَهَواتِنا (1)،إن لَم تَحُم طَیرُ الأَشائِمِ (2)بِحِیاضِ رَغَباتِنا.

إلهی ! إن عَذَّبتَنی فَعَبدٌ خَلَقتَهُ لِما أرَدتَهُ فَعَذَّبتَهُ،وإن رَحِمتَنی فَعَبدٌ وَجَدتَهُ مُسِیئاً فَأَنجَیتَهُ. (3)

ب-المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

361.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الزّاهِدینَ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.إلهی ! أسکَنتَنا داراً حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَکرِها،وعَلَّقتَنا بِأَیدِی المَنایا فی حَبائِلِ غَدرِها،فَإِلَیکَ نَلتَجِئُ مِن مَکائِدِ خُدَعِها،وبِکَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زینَتِها،فَإِنَّهَا المُهلِکَةُ طُلّا بَهَا،المُتلِفَةُ حُلّالَها،المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ، المَشحونَةُ بِالنَّکَباتِ.

إلهی ! فَزَهِّدنا فیها،وسَلِّمنا مِنها بِتَوفیقِکَ وعِصمَتِکَ،وَانزَع عَنّا جَلابیبَ مُخالَفَتِکَ، وتَوَلَّ امورَنا بِحُسنِ کِفایَتِکَ،وأَوفِر مَزیدَنا مِن سَعَةِ رَحمَتِکَ،وأَجمِل صِلاتِنا مِن فَیضِ مَواهِبِکَ،وأَغرِس فی أفئِدَتِنا أشجارَ مَحَبَّتِکَ،وأَتمِم لَنا أنوارَ مَعرِفَتِکَ،وأَذِقنا حَلاوَةَ عَفوِکَ ولَذَّةَ مَغفِرَتِکَ،وأَقرِر أعیُنَنا یَومَ لِقائِکَ بِرُؤیَتِکَ،وأَخرِج حُبَّ الدُّنیا مِن قُلوبِنا، کَما فَعَلتَ بِالصّالِحینَ مِن صَفوَتِکَ وَالأَبرارِ مِن خاصَّتِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،

ص:284


1- .اللّهاة:اللحمة المشرفة علی الحلق فی أقصی سقف الفم (انظر:لسان العرب:ج 15 ص 261« لهو»).
2- الأشائم:طائر أشأم:جار بالشؤم-بالشرّ-والجمع الأشائم (تاج العروس:ج 16 ص 380« شأم»).
3- المصباح للکفعمی:ص 491، البلد الأمین:ص 315 [4] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام بحار الأنوار:ج 94 ص 104 ح 14؛ [5]دستور معالم الحکم:ص 129 [6] نحوه.

ویا أکرَمَ الأعَکرَمینَ. (1)

ج-المُناجاةُ الإِنجیلِیَّةُ

362.بحار الأنوار: المُناجاةُ الإِنجیلِیَّةُ لِمَولانا عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام وقَد وَجَدتُها فی بَعضِ مَروِیّاتِ أصحابِنا-رَضِیَ اللّهُ عَنهُ-فی کِتابِ أنیسِ العابِدینَ مِن مُؤَلَّفاتِ بَعضِ قُدَمائِنا عَنهُ علیه السلام وهِیَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ بِذِکرِکَ أستَفتِحُ مَقالی،وبِشُکرِکَ أستَنجِحُ سُؤالی، وعَلَیکَ تَوَکُّلی فی کُلِّ أحوالی،وإیّاکَ أمَلی فَلا تُخَیِّب آمالی،اللّهُمَّ بِذِکرِکَ أستَعیذُ وأَعتَصِمُ،وبِرُکنِکَ ألوذُ وأَتَحَزَّمُ،وبِقُوَّتِکَ أستَجیرُ وأَستَنصِرُ،وبِنورِکَ أهتَدی وأَستَبصِرُ،وإیّاکَ أستَعینُ وأَعبُدُ،وإلَیکَ أقصِدُ وأَعمِدُ،وبِکَ اخاصِمُ واُحاوِلُ،ومِنکَ أطلُبُ ما احاوِلُ،فَأَعِنّی یا خَیرَ المُعینینَ،وقِنِی المَکارِهَ کُلَّها یا رَجاءَ المُؤمِنینَ.

الحَمدُ للّهِ ِ المَذکورِ بِکُلِّ لِسانٍ،المَشکورِ عَلی کُلِّ إحسانٍ،المَعبودِ فی کُلِّ مَکانٍ، مُدَبِّرِ الاُمورِ،ومُقَدِّرِ الدُّهورِ،وَالعالِمِ بِما تُجِنُّهُ البُحورُ وتُکِنُّهُ الصُّدورُ ویُخفیهِ الظَّلامُ، ویُبدیهِ النّورُ،الَّذی حارَ فی عِلمِهِ العُلَماءُ،وسَلَّمَ لِحُکمِهِ الحُکَماءُ،وتَواضَعَ لِعِزَّتِهِ العُظَماءُ،وفاقَ بِسَعَةِ فَضلِهِ الکُرَماءُ،وسادَ بِعَظیمِ حِلمِهِ الحُلَماءُ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخفَرُ مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ،ولا یُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ،ولا یُکدی (2)مَن أذاعَ شُکرَ نِعمَتِهِ،ولا یَهلِکُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ،ذِی المِنَنِ الَّتی لا یُحصیهَا العادّونَ، وَالنِّعَمِ الَّتی لا یُجازیهَا المُجتَهِدونَ،وَالصَّنائِعِ الَّتی لا یَستَطیعُ دَفعَهَا الجاحِدونُ،وَالدَّلائِلِ الَّتی یَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ،أحمَدُهُ جاهِراً بِحَمدِهِ،شاکِراً لِرِفدِهِ،حَمدَ مُوَفَّقٍ

ص:285


1- .بحار الأنوار،ج 94 ص 152 نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
2- أکدی الرجلُ:قَلَّ خیرُه:وقیل:المکدی من الرجال:الذی لا یثوب له مال ولا ینمی (لسان العرب:ج 15ص 216« کدا»).

لِرُشدِهِ،واثِقٍ بِعَدلِهِ،لَهُ الشُّکرُ الدّائِمُ،وَالأَمرُ اللّازِمُ.

اللّهُمَّ إیّاکَ أسأَلُ،وبِکَ أتَوَسَّلُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وبِفَضلِکَ أغتَنِمُ،وبِحَبلِکُ أعتَصِمُ، وفی رَحمَتِکَ أرغَبُ،ومِن نَقِمَتِکَ أرهَبُ،وبِقُوَّتِکَ أستَعینُ،وبِعَظَمَتِکَ أستَکینُ (1).

اللّهُمَّ أنتَ الوَلِیُّ المُرشِدُ،وَالغَنِیُّ المُرفِدُ،وَالعَونُ المُؤَیِّدُ،الرّاحِمُ الغَفورُ،وَالعاصِمُ المُجیرُ،وَالقاصِمُ المُبیرُ (2)،وَالخالِقُ الحَلیمُ،وَالرّازِقُ الکَریمُ،وَالسّابِقُ القَدیمُ.

عَلِمتَ فَخَبَرتَ،وحَلُمتَ فَسَتَرتَ،ورَحِمتَ فَغَفَرتَ،وعَظُمتَ فَقَهَرتَ،ومَلَکتَ فَاستَأثَرتَ،وأَدرَکتَ فَاقتَدَرتَ،وحَکَمتَ فَعَدَلتَ،وأَنعَمتَ فَأَفضَلتَ،وأَبدَعتَ فَأَحسَنتَ،وصَنَعتَ فَأَتقَنتَ،وجُدتَ فَأَغنَیتَ،وأَیَّدتَ فَکَفَیتَ،وخَلَقتَ فَسَوَّیتَ، ووَفَّقتَ فَهَدَیتَ.

بَطَنتَ الغُیوبَ،فَخَبَرتَ مَکنونَ أسرارِها،وحُلتَ بَینَ القُلوبِ وبَینَ تَصَرُّفِها عَلَی اختِیارِها،فَأَیقَنَتِ البَرایا أنَّکَ مُدَبِّرُها وخالِقُها،وأَذعَنَت أنَّکَ مُقَدِّرُها ورازِقُها،لا إلهَ إلّا أنتَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وأَنتَ أقرَبُ الشّاهِدینَ،واُشهِدُ مَن حَضَرَنی مِن مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ، وعِبادِکَ الصّالِحینَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،أنّی أشهَدُ بِسَریرَةٍ زَکِیَّةٍ،وبَصیرَةٍ مِنَ الشَّکِّ بَریئَةٍ،شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإیقانٍ،واُعِدُّها طَمَعاً فِی الخَلاصِ وَالأَمانِ، اسِرُّها تَصدیقاً بِرُبوبِیَّتِکَ،واُظهِرُها تَحقیقاً لِوَحدانِیَّتِکَ،ولا أصُدُّ عَن سَبیلِها،ولا الحِدُ فی تَأویلِها،أنَّکَ أنتَ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِکَ أحَداً،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً.

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،الواحِدُ الَّذی لا یَدخُلُ فی عَدَدٍ،وَالفَردُ الَّذی لا یُقاسُ بِأَحَدٍ،عَلا عَنِ المُشاکَلَةِ وَالمُناسَبَةِ،وخَلا مِنَ الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ،سُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما

ص:286


1- .استَکان:خَضَعَ (النهایة:ج 2 ص 385«سکن»).
2- المُبیرُ:المُهلِکُ (النهایة:ج 1 ص 161«بور»).

أصنَعَهُ،ورازِقٍ ما أوسَعَهُ،و قَریبٍ ما أرفَعَهُ،ومُجیبٍ ما أسمَعَهُ،وعَزیزٍ ما أمنَعَهُ، لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلی فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (1).

وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِیُّهُ المُرسَلُ،ووَلِیُّهُ المُفَضَّلُ،وشَهیدُهُ المُستَعدَلُ،المُؤَیَّدُ بِالنّورِ المُضیءِ،وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِیِّ،بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِیَةِ،وَالزَّواجِرِ النّاهِیَةِ،وَالدَّلائِلِ الهادِیَةِ،الَّتی أوضَحَ بُرهانَها،وشَرَحَ بُنیانَها،فی کِتابٍ مُهَیمِنٍ عَلی کُلِّ کِتابٍ،جامِعٍ لِکُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ،فیهِ نَبَأُ القُرونِ،وتَفصیلُ الشُّؤونِ،وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّیامِ،وَالفَرقُ بَینَ الحَلالِ وَالحَرامِ،فَدَعا إلی خَیرِ سَبیلٍ،وشَفی مِن هُیامِ الغَلیلِ،حَتّی عَلَا الحَقُّ وظَهَرَ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً،لا تَنقَضی لَها مُدَّةٌ،ولا یَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما جَرَتِ النُّجومُ فِی الأَبراجِ،وتَلاطَمَتِ (2)البُحورُ بِالأَمواجِ،ومَا ادلَهَمَّ (3)لَیلٌ داجٍ،وأَشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ،وصَلِّ عَلَیهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَیّامُ،وتَناوَبَتِ الأَعوامُ،وما خَطَرَتِ الأَوهامُ،وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ،وما بَقِیَ الأَنامُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِیاءِ وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِیاءِ،وعَلی عِترَتِهِ النُّجَباءِ،صَلاةً مَعروفَةً بِالتَّمامِ وَالنَّماءِ،وباقِیَةً بِلا فَناءٍ وَانقِضاءٍ.

اللّهُمَّ رَبَّ العالَمینَ،وأَحکَمَ الحاکِمینَ،وأَرحَمَ الرّاحِمینَ،أسأَ لُکَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها،ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها،ومِنَ الزِّیادَةِ أبسَطَها،ومِنَ الکَرامَةِ أغبَطَها،ومِنَ السَّلامَةِ أحوَطَها،ومِنَ الأَعمالِ أقسَطَها،ومِنَ الآمالِ أوفَقَها،ومِنَ الأَقوالِ أصدَقَها،ومِنَ المَحالِّ أشرَفَها،ومِنَ المَنازِلِ ألطَفَها،ومِنَ الحِیاطَةِ أکنَفَها،ومِنَ الرِّعایَةِ أعطَفَها،ومِنَ العِصمَةِ أکفاها،ومِنَ الرّاحَةِ أشفاها،ومِنَ النِّعمَةِ أوفاها،ومِنَ الهِمَمِ أعلاها،ومِنَ القِسَمِ

ص:287


1- .الروم:27.
2- فی المصدر:«طلاطمة»،والتصویب من الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 438.
3- ادلَهَمَّ:کَثف واسوَدّ (لسان العرب:ج 12 ص 206«دلهم»).

أسناها،ومِنَ الأَرزاقِ أغزَرَها،ومِنَ الأَخلاقِ أطهَرَها،ومِنَ المَذاهِبِ أقصَدَها،ومِنَ العَواقِبِ أحمَدَها،ومِنَ الاُمورِ أرشَدَها،ومِنَ التَّدابیرِ أوکَدَها،ومِنَ الجُدودِ أسعَدَها، ومِنَ الشُّؤونِ أعوَدَها،ومِنَ الفَوائِدِ أرجَحَها،ومِنَ العَوائِلِ أنجَحَها،ومِنَ الزِّیاداتِ أتَمَّها، ومِنَ البَرَکاتِ أعَمَّها،ومِنَ الصّالِحاتِ أعظَمَها.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَلباً خاشِعاً زَکِیّاً،ولِساناً صادِقاً عَلِیّاً،ورِزقاً واسِعاً هَنیئاً، وعَیشاً رَغَداً مَرِیّاً،وأَعوذُ بِکَ مِن ضَنکِ المَعاشِ،ومِن شَرِّ کُلِّ ساعٍ وواشٍ،وغَلَبَةِ الأَضدادِ وَالأَوباشِ،وکُلِّ قَبیحٍ باطِنٍ أو فاشٍ،وأَعوذُ بِکَ مِن دُعاءٍ مَحجوبٍ،ورَجاءٍ مَکذوبٍ،وَحیاءٍ مَسلوبٍ،وَاحتِجاجٍ مَغلوبٍ،ورَأیٍ غَیرِ مُصیبٍ.

اللّهُمَّ أنتَ المُستَعانُ وَالمُستَعاذُ،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ وبِکَ المَلاذُ،فَأَنِلنی لَطائِفَ مِنَنِکَ، فَإِنَّکَ لَطیفٌ فَلا تَبتَلِیَنّی بِمِحَنِکَ،فَإِنّی ضَعیفٌ،وتَوَلَّنی بِعَطفِ تَحَنُّنِکَ،یا رَؤُوفُ یا مَن آوَی المُنقَطِعینَ إلَیهِ،وأَغنَی المُتَوَکِّلینَ عَلَیهِ،جُد بِغِناکَ عَن فاقَتی،ولا تُحَمِّلنی فَوقَ طاقَتی.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ جَدّوا فی قَصدِکَ فَلَم یَنکِلوا،وسَلَکُوا الطّریقَ إلَیکَ فَلَم یَعدِلوا،وَاعتَمَدوا عَلَیکَ فِی الوُصولِ حَتّی وَصَلوا،فَرَوَّیتَ قُلوبَهُم مِن مَحَبَّتِکَ،وآنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِکَ،فَلَم یَقطَعهُم عَنکَ قاطِعٌ،ولا مَنَعَهُم عَن بُلوغِ ما أمَّلوهُ لَدَیکَ مانِعٌ، فَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ * لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِکَةُ هذا یَوْمُکُمُ الَّذِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ (1).

اللّهُمَّ لَکَ قَلبی ولِسانی،وبِکَ نَجاتی وأَمانی،وأَنتَ العالِمُ بِسِرّی وإعلانی،فَأَمِت قَلبی عَنِ البَغضاءِ،وأَصمِت لِسانی عَنِ الفَحشاءِ،وأَخلِص سَریرَتی عَن عَلائِقِ الأَهواءِ، وَاکفِنی بِأَمانِکَ عَن عَوائِقِ الضَّرّاءِ،وَاجعَل سِرّی مَعقوداً عَلی مُراقَبَتِکَ،وإعلانی مُوافِقاً

ص:288


1- .الأنبیاء:102 و 103.

لِطاعَتِکَ،وهَب لی جِسماً رَوحانِیّاً،وقَلباً سَماوِیّاً،وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِکَ،ویَقیناً صادِقاً فی حُبِّکَ،وأَلهِمنی مِن مَحامِدِکَ أمدَحَها،وهَب لی مِن فَوائِدِکَ أسمَحَها،إنَّکَ وَلِیُّ الحَمدِ،وَالمُستَولی عَلَی المَجدِ.

یا مَن لا یَنقُصُ مَلکوتَهُ عِصیانُ المُتَمَرِّدینَ،ولا یَزیدُ جَبَروتَهُ إیمانُ المُوَحِّدینَ،إلَیکَ أستَشفِعُ بِقَدیمِ کَرَمِکَ،أن لا تَسلُبَنی ما مَنَحتَنی مِن جَسیمِ نِعَمِکَ،وَاصرِفنی بِحُسنِ نَظَرِکَ لی عَن وَرطَةِ (1)المَهالِکَ،وعَرِّفنی بِجَمیلِ اختِیارِکَ لی مُنجِیاتِ المَسالِکِ،یا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنینَ،وأَوجَبَ عَفوَهُ لِلأَوّابینَ،بَلِّغنا بِرَحمَتِکَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ،وجَلِّلنا بِنِعمَتِکَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ،وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَیاءٍ یَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ،وَاحشُ قُلوبَنا نوراً یَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ،وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقینَ مِن سوءِ الحِسابِ،ورَجاءَ الواثِقینَ بِتَوفیرِ الثَّوابِ،فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ،ولا نُقَصِّرَ فی صالِحِ الأَعمالِ،ولا نَفتُرَ مِنَ التَّسبیحِ بِحَمدِکَ فِی الغُدُوِّ وَالآصالِ.

یا مَن آنَسَ العارِفینَ بِطیبِ مُناجاتِهِ،وأَلبَسَ الخاطِئینَ ثَوبَ مُوالاتِهِ،مَتی فَرِحَ مَن قَصَدَت سِواکَ هِمَّتُهُ،ومَتَی استَراحَ مَن أرادَت غَیرَکَ عَزیمَتُهُ،ومَن ذَا الَّذی قَصَدَکَ بِصِدقِ الإِرادَةِ فَلَم تُشَفِّعهُ فی مُرادِهِ،أم مَن ذَا الَّذِی اعتَمَدَ عَلَیکَ فی أمرِهِ فَلَم تَجُد بِإِسعادِهِ،أم مَن ذَا الَّذِی استَرشَدَکَ فَلَم تَمنُن بِإِرشادِهِ.

اللّهُمَّ عَبدُکَ الضَّعیفُ الفَقیرُ،ومِسکینُکَ اللَّهیفُ المُستَجیرُ،عالِمٌ أنَّ فی قَبضَتِکَ أزِمَّةَ التَّدبیرِ،ومَصادِرَ المَقادیرِ عَن إرادَتِکَ،وأَنَّکَ أقَمتَ بِقُدسِکَ حَیاةَ کُلِّ شَیءٍ،وجَعَلتَهُ نَجاةً لِکُلِّ حَیٍّ،فَارزُقهُ مِن حَلاوَةِ مُصافاتِکَ ما یَصیرُ بِهِ إلی مَرضاتِکَ،وهَب لَهُ مِن خُشوعِ التَّذَلُّلِ وخُضوعِ التَّقَلُّلِ فی رَهبَةِ الإِخباتِ (2)،وسَلامَةِ المَحیا وَالمَماتِ،ما تُحضِرُهُ

ص:289


1- .الوَرطَةُ:الهُوَّة العمیقة فی الأرض،ثمّ استُعیرت للبلیّة التی یعسر منها المخرج (مجمع البحرین:ج 3 ص 1926« ورط»).
2- الإخباتُ:الخُشوعُ والتواضِعُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 488«خبت»).

کِفایَةَ المُتَوَکِّلینَ،وتُمیرُهُ (1)بِهِ رِعایَةَ المَکفولینَ،وتُعیرُهُ (2)وِلایَةَ المُتَّصِلینَ المَقبولینَ.

یا مَن هُوَ أبَرُّ بی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأَقرَبُ إلَیَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزیقِ (3)،أنتَ مَوضِعُ انسی فِی الخَلوَةِ إذا أوحَشَنِی المَکانُ،ولَفَظَتنِی (4)الأَوطانُ،وفارَقَتنِی الاُلّافُ وَالجیرانُ، وَانفَرَدتُ فی مَحَلٍّ ضَنکٍ،قَصیرِ السَّمکِ،ضَیِّقِ الضَّریحِ،مُطبَقِ الصَّفیحِ،مَهولٍ مَنظَرُهُ، ثَقیلٍ مَدَرُهُ،مُخَلّاةٍ بِالوَحشَةِ عَرصَتُهُ،مُغَشّاةٍ بِالظُّلمَةِ ساحَتُهُ،عَلی غَیرِ مِهادٍ ولا وِسادٍ، ولا تَقِدمَةِ زادٍ ولَا اعتِدادٍ،فَتَدارَکْنی بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَتِ الأَشیاءَ أکنافُها،وجَمَعَتِ الأَحیاءَ أطرافُها،وعَمَّتِ البَرایا ألطافُها،وعُد عَلَیَّ بِعَفوِکَ یا کَریمُ،ولا تُؤاخِذنی بِجَهلی یا رَحیمُ.

اللّهُمَّ ارحَم مَنِ اکتَنَفَتهُ سَیِّئاتُهُ،وأَحاطَت بِهِ خَطیئاتُهُ،وحَفَّت بِهِ جِنایاتُهُ،بِعَفوِکَ ارحَم مَن لَیسَ لَهُ مِن عَمَلِهِ شافِعٌ،ولا یَمنَعُهُ مِن عَذابِکَ مانِعٌ،اِرحَمِ الغافِلَ عَمّا أظَلَّهُ (5)، وَالذّاهِلَ عَنِ الأَمرِ الَّذی خُلِقَ لَهُ،اِرحَم مَن نَقَضَ العَهدَ وعَذَرَ (6)،وعَلی مَعصِیَتِکَ انطَوی وأَصَرَّ،وجاهَرَکَ بِجَهلِهِ ومَا استَتَرَ،اِرحَم مَن ألقی عَن رَأسِهِ قِناعَ الحَیاءِ،وحَسَرَ عَن ذِراعَیهِ جِلبابَ الأَتقِیاءِ،وَاجتَرَأَ عَلی سَخَطِکَ بِارتِکابِ الفَحشاءِ،فیَا مَن لَم یَزَل عَفُوّاً غَفّاراً،ارحَم مَن لَم یَزَل مُسقَطاً عَثّاراً.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما مَضی مِنّی،وَاختِم لی بِما تَرضی بِهِ عَنّی،وَاعقِد عَزائِمی عَلی تَوبَةٍ بِکَ مُتَّصِلَةٍ،ولَدَیکَ مُتَقَبَّلَةٍ،تُقیلُنی بِها عَثَراتی،وتَستُرُ بِها عَوراتی،وتَرحَمُ بِها عَبَراتی،

ص:290


1- .فی المصدر:«وتُمَیِّزُهُ»،وما أثبتناه من الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 442.یقال:فلان یمیر أهله:إذا حمل إلیهم أقواتهم من غیر بلدهم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1737« میر»).
2- فی المصدر:«وتُعِزُّهُ»وما أثبتناه من الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 442.
3- فلان بلزقی وبلصقی ولزیق:أی بجنبی (مجمع البحرین:ج 5 ص 232« لزق»).
4- لَفَظَهُ:رَمی بهِ (المصباح المنیر:ص 555«لفظ»).
5- کذا فی المصدر،وفی بعض النسخ والصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 443:«أضلّه».
6- فی الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 443:«غَدَرَ».

وتُجیرُنی بِها إجارَةً مِن مَعاطِبِ انتِقامِکَ،وتُنیلُنی بِهَا المَسَرَّةَ بِمَواهِبِ إنعامِکَ،یَومَ تَبرُزُ الأَخبارُ،وتَعظُمُ الأَخطارُ،وتُبلَی الأَسرارُ،وتُهتَکُ الأَستارُ،وتَشخَصُ القُلوبُ وَالأَبصارُ، یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ (1)،إنَّکَ مَعدِنُ الآلاءِ وَالکَرَمِ،وصارِفُ اللَّأواءِ (2)وَالنِّقَمِ،لا إلهَ إلّاأنتَ،عَلَیکَ أعتَمِدُ،وبِکَ أستَعینُ،وأَنتَ حَسبی،وکَفی بِکَ وَکیلاً.

یا مالِکَ خَزائِنِ الأَقواتِ،وفاطِرَ أصنافِ البَرِیّاتِ،وخالِقَ سَبعِ طَرائِقَ مَسلوکاتٍ مِن فَوقِ سَبعِ أرَضینَ مُذَلَّلاتٍ،العالی فی وَقارِ العِزِّ وَالمَنَعَةِ،وَالدّائِمُ فی کِبرِیاءِ الهَیبَةِ وَالرِّفعَةِ،وَالجَوادُ بِنَیلِهِ عَلی خَلقِهِ مِن سَعَةٍ،لَیسَ لَهُ حَدٌّ ولا أمَدٌ،ولا یُدرِکُهُ تَحصیلٌ ولا عَدَدٌ،ولا یُحیطُ بِوَصفِهِ أحَدٌ.

الحَمدُ للّهِ ِ خالِقِ أمشاجِ (3)النَّسَمِ،ومولِجِ الأَنوارِ فِی الظُّلَمِ،ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ، وَالسّابِقِ الأَزَلِیَّةِ بِالقِدَمِ،وَالجَوادِ عَلَی الخَلقِ بِسَوابِغِ (4)النِّعَمِ،وَالعَوّادِ عَلَیهِم بِالفَضلِ وَالکَرَمِ،الَّذی لا یُعجِزُهُ کَثرَةُ الإِنفاقِ،ولا یُمسِکُ خَشیَةَ الإِملاقِ،ولا یَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ،ولا یُدرَکُ بِأَناسِیِّ الأَحداقِ،ولا یوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ.

أحمَدُهُ عَلی جَزیلِ إحسانِهِ،وأَعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ،وأَستَهدیهِ بِنورِ بُرهانِهِ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إیمانِهِ.

وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،الَّذی عَمَّ الخَلائِقَ جَدواهُ (5)،وتَمَّ حُکمُهُ فیمَن أضَلَّ مِنهُم وهَداهُ،وأَحاطَ عِلماً بِمَن أطاعَهُ وعَصاهُ،وَاستَولی عَلَی المُلکِ بِعِزٍّ أبَدٍ

ص:291


1- .غافر:52.
2- الّلأواءُ:الشدَّة وضیق المعیشة ( النهایة:ج 4 ص 221« لأو»).
3- الأمشاجُ:أی أخلاط من الدم-النطفة-(مفردات ألفاظ القرآن:ص 769« مشج»).
4- فی المصدر:«بسوابق»،وما اثبت من الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 444.
5- الجدوی:العطیّة کالجَداء (لسان العرب:ج 14 ص 134« جدو»).

فَحَواهُ،فَسَبَّحَت لَهُ السَّماواتُ وأَکنافُها،وَالأَرضُ وأَطرافُها،وَالجِبالُ وأَعرافُها (1)، وَالشَّجَرُ وأَغصانُها،وَالبِحارُ وحیتانُها،وَالنُّجومُ فی مَطالِعِها،وَالأَمطارُ فی مَواقِعِها، ووُحوشُ الأَرضِ وسِباعُها،ومَدَدُ الأَنهارِ وأَمواجُها،وعَذبُ المِیاهِ واُجاجُها (2)،وهُبوبُ الرّیحِ وعَجاجُها،وکُلُّ ما وَقَعَ عَلَیهِ وَصفٌ وتَسمِیَةٌ،أو یُدرِکُهُ حَدٌّ یَحویهِ،مِمّا یُتَصَوَّرُ فِی الفِکرِ،أو یُتَمَثَّلُ بِجِسمٍ أو قَدَرٍ،أو یُنسَبُ إلی عَرَضٍ أو جَوهَرٍ،مِن صَغیرٍ حَقیرٍ، أو خَطیرٍ کَبیرٍ،مُقِرّاً لَهُ بِالعُبودِیَّةِ خاشِعاً،مُعتَرِفاً لَهُ بِالوَاحدانِیَّةِ طائِعاً،مُستَجیباً لِدَعوَتِهِ خاضِعاً،مُتَضَرِّعاً لِمَشِیَّتِهِ مُتَواضِعاً،لَهُ المُلکُ الَّذی لا نَفادَ لِدَیمومِیَّتِهِ،ولَا انقِضاءَ لِعِدَّتِهِ.

وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ الکَریمُ،ورَسولُهُ الطّاهِرُ المَعصومُ،بَعَثَهُ وَالنّاسُ فی غَمرَةِ الضَّلالَةِ ساهونَ،وفی غِرَّةِ الجَهالَةِ لاهونَ،لا یَقولونَ صِدقاً،ولا یَستَعمِلونَ حَقّاً،قَدِ اکتَنَفَتهُمُ القَسوَةُ،وحَقَّت عَلَیهِمُ الشِّقوَةُ،إلّامَن أحَبَّ اللّهُ إنقاذَهُ،ورَحِمَهُ وأَعانَهُ،فَقامَ مُحَمَّدٌ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ فیهِم مُجِدّاً فی إنذارِهِ،مُرشِداً لِأَنوارِهِ،بِعَزمٍ ثاقِبٍ،وحُکمٍ واجِبٍ،حَتّی تَأَلَّقَ شِهابُ الإِیمانِ،وتَفَرَّقَ حِزبُ الشَّیطانِ،وأَعَزَّ اللّهُ جُندَهُ،وعُبِدَ وَحدَهُ.

ثُمَّ اختارَهُ اللّهُ فَرَفَعَهُ إلی رَوحِ جَنَّتِهِ،وفَسیحِ کَرامَتِهِ،فَقَبَضَهُ تَقِیّاً زَکِیّاً راضِیاً مَرضِیّاً طاهِراً نَقِیّاً، وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3)،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ و عَلی آلِهِ وأَقرَبیهِ،وذَوی رَحمِهِ ومَوالیهِ،صَلاةً جَلیلَةً جَزیلَةً،مَوصولَةً مَقبولَةً،لَاانقِطاعَ لِمَزیدِها،ولَا اتِّضاعَ لِمَشیدِها،ولَا امتِناعَ لِصُعودِها،تَنتَهی إلی مَقَرِّ

ص:292


1- .فی المصدر:«أعراقها»،وما اثبت من بعض نسخ المصدر ومن الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 445.والأعراف-جمع عُرف-:وهو کلّ عال مرتفع (لسان العرب:ج 9 ص 242«عرف»).
2- الاُجاج:شدید الملوحه والحرارة:(مفردات ألفاظ القرآن:ص 64« أجج»).
3- الأنعام:115.

أرواحِهِم،ومَقامِ فَلاحِهِم،فَیُضاعِفُ اللّهُ لَهُم تَحِیّاتِها،ویُشَرِّفُ لَدَیهِم صَلَواتِها،فَتَتَلَقّاهُم مَقرونَةً بِالرَّوحِ وَالسُّرورِ،مَحفوفَةً بِالنَّضارَةِ وَالنّورِ،دائِمَةً بِلا فَناءٍ ولا فُتورٍ.

اللّهُمَّ اجعَل أکمَلَ صَلَواتِکَ وأَشرَفَها،وأَجمَلَ تَحِیّاتِکَ وأَلطَفَها،وأَشمَلَ بَرَکاتِکَ وأَعطَفَها،وأَجَلَّ هِباتِکَ وأرأَفَها،عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وأَکرَمِ الاُمِّیّینَ (1)،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الأَصفِیاءِ الطّاهِرینَ،وعِترَتِهِ النُّجَباءِ المُختارینَ،وشیعَتِهِ الأَوفِیاءِ المُوازِرینَ،مِن أنصارِهِ وَالمُهاجِرینَ،وأَدخِلنا فی شَفاعَتِهِ یَومَ الدّینِ،مَعَ مَن دَخَلَ فی زُمرَتِهِ مِنَ المُوَحِّدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ الَّذی لا یُمَلَّکُ،وَالواحِدُ الَّذی لا شَریکَ لَکُ،یا سامِعَ السِّرِّ وَالنَّجوی،ویا دافِعَ الضُّرِّ وَالبَلوی،ویا کاشِفَ العُسرِ وَالبُؤسی،وقابِلَ العُذرِ وَالعُتبی، ومُسبِلَ السِّترِ عَلَی الوَری،جَلِّلنی مِن رَأفَتِکَ بِأَمرٍ واقٍ،وسَمِّنی (2)مِن رِعایَتِکَ بِرُکنٍ باقٍ، وأَوصِلنی بِعِنایَتِکَ إلی غایَةِ السِّباقِ،وَاجعَلنی بِرَحمَتِکَ مِن أهلِ الرِّعایَةِ لِلمیثاقِ،وَاعمُر قَلبی بِخَشیَةِ ذَوِی الإِشفاقِ،یا مَن لَم یَزَل فِعلُهُ بی حَسَناً جَمیلاً،ولَم یَکُن بِسَترِهِ عَلَیَّ بَخیلاً،ولا بِعُقوبَتِهِ عَلَیَّ عَجولاً،أتمِم عَلَیَّ ما ظاهَرتَ مِن تَفَضُّلِکَ،ولا تُؤاخِذنی بِما سَتَرتَ عَلَیَّ عِندَ نَظَرِکَ.

سَیِّدی،کَم مِن نِعمَةٍ ظَلَلتُ لِأَنیقِ بَهجَتِها لابِساً،وکَم أسدَیتَ عِندی مِن یَدٍ قَد طَفِقتَ (3)بِهدایَتِها مُنافِساً،وکَم قَلَّدتَنی مِن مِنَّةٍ ضَعُفَت قُوایَ عَن حَملِها،وذَهِلَت فِطنَتی عَن ذِکرِ فَضلِها،وعَجَزَ شُکری عَن جَزائِها،وضِقتُ ذَرعاً بِإِحصائِها،قابَلتُکَ فیها بِالعِصیانِ،ونَسیتُ شُکرَ ما أولَیتَنی فیها مِنَ الإِحسانِ،فَمَن أسوَأُ حالاً مِنّی إن لَم تَتَدارَکنی بِالغُفرانِ،وتوزِعنی شُکرَ مَا اصطَنَعتَ عِندی مِن فَوائِدِ الاِمتِنانِ،فَلَستُ

ص:293


1- .فی الصحیفة السجّادیّة الجامعة ص 446:«وأکرم المُرسَلینَ المبعوث فی الاُمّیّین».
2- سما بِهِ وأسماه:أعلاه (لسان العرب:ج 14 ص 397«سمو»).
3- طفق فلانٌ بما أراد:أی ظَفِر (لسان العرب:ج 10 ص 225« طفق»).

مُستَطیعاً لِقَضاءِ حُقوقِکَ إن لَم تُؤَیِّدنی بِصُحبَةِ تَوفیقِکَ.

سَیِّدی،لَولا نورُکَ عَمیتُ عَنِ الدَّلیلِ،ولَولا تَبصیرُکَ ضَلَلتُ عَنِ السَّبیلِ،ولَولا تَعریفُکَ لَم ارشَد لِلقَبولِ،ولَولا تَوفیقُکَ لَم أهتَدِ إلی مَعرِفَةِ التَّأویلِ.

فَیا مَن أکرَمَنی بِتَوحیدِهِ،وعَصَمَنی عَنِ الضَّلالِ بِتَسدیدِهِ،وأَلزَمَنی إقامَةَ حُدودِهِ،لا تَسلُبنی ما وَهَبتَ لی مِن تَحقیقِ مَعرِفَتِکَ،وأَحیِنی بِیَقینٍ أسلَمُ بِهِ مِنَ الإِلحادِ فی صِفَتِکَ،یا خَیرَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ،وأَرأَفَ مَن لَجَأَ إلَیهِ اللّاجونَ،وأَکرَمَ مَن قَصَدَهُ المُحتاجونَ،ارحَمنی إذَا انقَطَعَ مَعلومُ عُمُری،ودَرَسَ ذِکری وَامتَحی أثَری،وبُوِّئتُ فِی الضَّریحِ مُرتَهَناً بِعَمَلی،مَسؤولاً عَمّا أسلَفتُهُ مِن فارِطِ زَلَلی،مَنسِیّاً کَمَن نُسِیَ فِی الأَمواتِ مِمَّن کانَ قَبلی.

رَبِّ،سَهِّل لی تَوبَةً إلَیکَ،وأَعِنّی عَلَیها،وَاحمِلنی عَلی مَحَجَّةِ الإِخباتِ لَکَ، وأَرشِدنی إلَیها،فَإِنَّ الحَولَ وَالقُوَّةَ بِمَعونَتِکَ،وَالثَّباتَ وَالاِنتِقالَ بِقُدرَتِکَ.

یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأَبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ،وأَقرَبُ إلَیَّ مِنَ الجارِ اللَّصیقِ،قَرِّبِ الخَیرَ مِن مُتَناوَلی،وَاجعَلِ الخِیَرَةَ العامَّةَ فیما قَضَیتَ لی،وَاختِم لی بِالبِرِّ وَالتَّقوی عَمَلی،وأَجِرنی مِن کُلِّ عائِقٍ یَقطَعُنی عَنکَ،وکُلِّ قَولٍ وفِعلٍ یُباعِدُنی مِنکَ، وَارحَمنی رَحمَةً تَشفی بِها قَلبی مِن کُلِّ شُبهَةٍ مُعتَرِضَةٍ،وبِدعَةٍ مُمرِضَةٍ.

سَیِّدی،خابَ رَجاءُ مَن رَجا سِواکَ،وظَفِرَت یَدُ مَن بِحاجَتِهِ ناجاکَ،وضَلَّ مَن یَدعُو العِبادَ لِکَشفِ ضُرِّهِم إلّاإیّاکَ،أنتَ المُؤَمَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وَالمَفزَعُ فی کُلِّ کُربَةٍ وضَرّاءَ،وَالمُستَجارُ بِهِ مِن کُلِّ فادِحَةٍ ولَأواءٍ،لا یَقنَطُ مِن رَحمَتِکَ إلّامَن تَوَلّی وکَفَرَ، ولا یَیأَسُ مِن رَوحِکَ إلّامَن عَصی وأَصَرَّ،أنتَ وَلِیّی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،تَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ.

یا مَن لا یَحرِمُ زُوّارَهُ عَطایاهُ،ولا یُسلِمُ مَنِ استَجارَهُ وَاستَکفاهُ،أمَلی واقِفٌ عَلی

ص:294

جَدواکَ،ووَجهُ طَلِبَتی مُنصَرِفٌ عَمَّن سِواکَ،وأَنتَ المَلیءُ بِتَیسیرِ الطَّلِباتِ،وَالوَفِیُّ بِتَکثیرِ الرَّغَباتِ،فَأَنجِح لِیَ المَطلوبَ مِن فَضلِکَ بِرَحمَتِکَ،وَاسمَح لی بِالمَرغوبِ فیهِ مِن بَذلِکَ بِنِعمَتِکَ.

سَیِّدی،ضَعُفَ جِسمی،ودَقَّ عَظمی،وکَبُرَ سِنّی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،ونَفَدَت مُدَّتی، وذَهَبَت شَهوَتی،وبَقِیَت تَبِعَتی،فَجُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِعَفوِکَ عَلی قَبیحِ فِعلی،ولا تُؤاخِذنی بِما کَسَبتُ مِنَ الذُّنوبِ العِظامِ فی سالِفِ الأَیّامِ.

سَیِّدی،أنَا المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،المُقِرُّ بِخَطائی،المَأسورُ بِإِجرامی،المُرتَهَنُ بِآثامی، المُتَهَوِّرُ بِإِساءَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِ طَریقِی،انقَطَعَت مَقالَتی،وضَلَّ عُمُری،وبَطَلَت حُجَّتی فی عَظیمِ وِزری،فَامنُن عَلَیَّ بِکَریمِ غُفرانِکَ،وَاسمَح لی بِعَظیمِ إحسانِکَ،فَإِنَّکَ ذو مَغفِرَةٍ لِلطّالِبینَ،شَدیدُ العِقابِ لِلمُجرِمینَ.

سَیِّدی،إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی،فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی،سَیِّدی، کَیفَ أنقَلِبُ مِن عِندِکَ بِالخَیبَةِ مَحروماً،وظَنّی بِکَ أنَّکَ تَقلِبُنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!

سَیِّدی،لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل لی صِدقَ رَجائی لَکَ فِی الآمِلینَ.

سَیِّدی،عَظُمَ جُرمی إذ بارَزتُکَ بِاکتِسابِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ جاهَرتُکَ بِارتِکابِهِ،إلّاأنَّ عَظیمَ عَفوِکَ یَسَعُ المُعتَرِفینَ،وجَسیمَ غُفرانِکَ یَعُمُّ التَّوّابینَ.

سَیِّدی،إن دَعانی إلَی النّارِ مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد دَعانی إلَی الجَنَّةِ مَرجُوُّ ثَوابِکَ.

سَیِّدی،إن أوحَشَتنِی الخَطایا مِن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَنِی الیَقینُ بِمَکارِمِ عَطفِکَ، وإن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أیقَظَتنِی المَعرِفَةُ بِقَدیمِ آلائِکَ،وإن عَزَبَ عَنّی تَقدیمٌ لِما یُصلِحُنی (1)،فَلَم یَعزُب إیقانی بِنَظَرِکَ إلَیَّ فیما یَنفَعُنی،وإنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی،فَبِالإِیمانِ أمضَیتُ السّالِفاتِ مِن أعوامی.

ص:295


1- .فی الصحیفة السجّادیّة الجامعة ص 450:«وإن عَزُبَ لُبّی عَن تَقدیمِ ما یُصلِحُنی».

سَیِّدی،جِئتُ مَلهوفاً قَد لَبِستُ عُدمَ فاقَتی،وأَقامَنی مُقامَ الأَذِلّاءِ بَینَ یَدَیکَ ضُرُّ حاجَتی.

سَیِّدی،کَرُمتَ فَأَکرِمنی إذ کُنتُ مِن سُؤّالِکَ،وجُدتَ بِمَعروفِکَ فَاخلُطنی بِأَهلِ نَوالِکَ.

اللّهُمَّ ارحَم مِسکیناً لا یُجیرهُ إلّاعَطاؤُکَ،وفَقیراً لا یُغنیهِ إلّاجَدواکَ.

سَیِّدی،أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ بِسِواکَ عادِلاً، ولَیسَ مِن جَمیلِ امتِنانِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ فَضلِکَ المَألوفِ.

سَیِّدی،إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فِی دارِ السَّلامِ،وأَعدَمتَنی طَوفَ الوَصائِفِ وَالخُدّامِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی دارِ المُقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی مِنکَ،یا ذَا الطَّولِ وَالإِنعامِ.

سَیِّدی،وعِزَّتِکَ لَو قَرَنتَنی فِی الأَصفادِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ مِن بَینِ العِبادِ،ما قَطَعتُ رَجائی عَنکَ،ولا صَرَفتُ انتِظاری لِلعَفوِ مِنکَ.

سَیِّدی،لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ لَضَلَلتُ،ولَو لَم تُثَبِّتنی إذاً لَزَلَلتُ،ولَو لَم تُشعِر قَلبِیَ الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ ولا صَدَّقتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَقیقَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،ولَو لَم تَدُلَّنی عَلی کَریمِ ثَوابِکَ ما رَغِبتُ،ولَو لَم تُبَیِّن لی ألیمَ عِقابِکَ ما رَهِبتُ،فَأَسأَ لُکَ تَوفیقی لِما یوجِبُ ثَوابَکَ،وتَخلیصی مِمّا یَکسِبُ عِقابَکَ.

سَیِّدی،إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.

سَیِّدی،کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجِئُ،وکُلُّ مَحزونٍ إیّاکَ یَرتَجی،سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ المُوَلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجعوا،وسَمِعَ المَحرومونَ بِسَعَةِ فَضلِکَ فَطَمِعوا،حَتَّی ازدَحَمَت عَصائِبُ العُصاةِ مِن عِبادِکَ بِبابِکَ،وعَجَّت إلَیکَ الأَلسُنُ

ص:296

بِأَصنافِ الدُّعاءِ فی بِلادِکَ،فَکُلُّ أمَلٍ ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ مُحتاجاً،وکُلُّ قَلبٍ تَرَکَهُ وَجیبُ الخَوفِ إلَیکَ مُهتاجاً.

سَیِّدی،وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ لَدَیهِ وُجوهُ المَطالِبِ،ولَم یَردُد راجیهِ فَیُزیلَهُ عَنِ الحَقِّ إلَی المَعاطِبِ.

سَیِّدی،إن أخطَأتُ طَریقَ النَّظَرِ لِنَفسی بِما فیهِ کَرامَتُها،فَقَد أصَبتُ طَریقَ الفَرَجِ بِما فیهِ سَلامَتُها.

سَیِّدی،إن کانَت نَفسِی استَعبَدَتنی مُتَمَرِّدَةً عَلَیَّ بِما یُرجیها،فَقَدِ استَعبَدتُهَا الآنَ عَلی ما یُنجیها.

سَیِّدی،إن أجحَفَ بی زادُ الطَّریقِ فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَقَد أوصَلتُهُ بِذَخائِرِ ما أعدَدتُهُ مِن فَضلِ تَعویلی عَلَیکَ.

سَیِّدی،إذا ذَکَرتُ رَحمَتَکَ ضَحِکَت لَها عُیونُ مَسائلی،وإذا ذَکَرتُ عُقوبَتَکَ بَکَت لَها جُفونُ وَسائِلی.

سَیِّدی،أدعوکَ دُعاءَ مَن لَم یَدعُ غَیرَکَ فی دُعائِهِ،وأَرجوکَ رَجاءَ مَن لَم یَقصِد غَیرَکَ بِرَجائِهِ.

سَیِّدی،وکَیفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعی إلی نَوالِکَ،وإنَّما أنَا فی هذَا الخَلقِ أحَدُ عِیالِکَ؟!

سَیِّدی،کَیفَ اسکِتُ بِالإِفحامِ لِسانَ ضَراعَتی وقَد أقلَقَنی ما ابهِمَ عَلَیَّ مِن تَقدیرِ عاقِبَتی.

سَیِّدی،قَد عَلِمتَ حاجَةَ جِسمی إلی ما قَد تَکَفَّلتَ لی مِنَ الرِّزقِ أیّامَ حَیاتی،وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائی عَنهُ بَعدَ وَفاتی،فَیا مَن سَمَحَ لی بِهِ مُتَفَضِّلاً فِی العاجِلِ،لا تَمنَعنیهِ یَومَ حاجَتی إلَیهِ فِی الآجِلِ،فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الکَریمِ إتمامُ نَعمائِهِ،ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ إکمالُ آلائِهِ.

ص:297

إلهی ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمری لَم أستَقِلکَ عَثَراتی،ولَولا ما ذَکَرتُ مِن شِدَّةِ التَّفریطِ لَم أسکُب عَبَراتی،سَیِّدی،فَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ لِمُسبَلاتِ العَبَراتِ،وهَب کَثیرَ السَّیِّئاتِ بِقَلیلِ الحَسَناتِ.

سَیِّدی،إن کُنتَ لا تَرحَمُ إلَّاالمُجِدّینَ فی طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُقَصِّرونَ؟وإن کُنتَ لا تَقبَلُ إلّامِنَ المُجتَهِدینَ فَإِلی مَن یَلجَأُ الخاطِئونَ؟وإن کُنتَ لا تُکرِمُ إلّاأهلَ الإِحسانِ فَکَیفَ یَصنَعُ المُسیئونَ؟وإن کانَ لا یَفوزُ یَومَ الحَشرِ إلَّاالمُتَّقونَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُذنِبونَ؟

سَیِّدی،إن کانَ لا یَجوزُ عَلَی الصِّراطِ إلّامَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ،فَأَنّی بِالجَوازِ لِمَن لَم یَتُب إلَیکَ قَبلَ دُنُوِّ أجَلِهِ؟وإن لَم تَجُد إلّاعَلی مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَکنونَ سَریرَتِهِ،فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذی لَم یُرضِهِ بَینَ العالَمینَ سَعیُ نَقِیَّتِهِ؟

سَیِّدی،إن حَجَبتَ عَن أهلِ تَوحیدِکَ نَظَرَ تَغَمُّدِکَ بِخَطیئاتِهِم،أوبَقَهُم (1)غَضَبُکَ بَینَ المُشرِکینَ بِکُرُباتِهِم.

سَیِّدی،إن لَم تَشمَلنا یَدُ إحسانِکَ یَومَ الوُرودِ،اختَلَطنا فِی الخِزیِ یَومَ الحَشرِ بِذَوِی الجُحودِ،فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِکَ،وأَصفِ ما کَدَّرَتهُ الجَرائِمُ بِصَفحِ صِلاتِکَ.

سَیِّدی،لَیسَ لی عِندَکَ عَهدٌ اتَّخَذتُهُ،ولا کَبیرُ عَمَلٍ أخلَصتُهُ،إلّاأنّی واثِقٌ بِکَریمِ أفعالِکَ،راجٍ لِجَسیمِ إفضالِکَ،عَوَّدتَنی مِن جَمیلِ تَطَوُّلِکَ عادَةً أنتَ أولی بِإِتمامِها، ووَهَبتَ لی مِن خُلوصِ مَعرِفَتِکَ حَقیقَةً أنتَ المَشکورُ عَلی إلهامِها.

سَیِّدی،ما جَفَّت هذِهِ العُیونُ لِفَرطِ بُکائِها،ولا جادَت هذِهِ الجُفونُ بِفَیضِ مائِها،ولا أسعَدَها نَحیبُ الباکِیاتِ الثّاکِلاتِ لِفَقدِ عَزائِها،إلّالِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها،

ص:298


1- .أَوبَقه:أهلکه (لسان العرب:ج 10 ص 370« وبق»).

وأَنتَ القادِرُ سَیِّدی عَلی کَشفِ غَماها.

سَیِّدی،أمَرتَ بِالمَعروفِ وأَنتَ أولی بِهِ مِنَ المَأمورینَ،وحَضَضتَ عَلی إعطاءِ السّائِلینَ وأَنتَ خَیرُ المَسؤولینَ،ونَدَبتَ إلی عِتقِ (1)الرِّقابِ وأَنتَ خَیرُ المُعتِقینَ، وَحَثثتَ عَلَی الصَّفحِ عَنِ المُذنِبینَ وأَنتَ أکرَمُ الصّافِحینَ.

سَیِّدی،إن تَلَونا مِن کِتابِکَ سَعَةَ رَحمَتِکَ أشفَقنا من مُخالَفَتِکَ،وفَرِحنا بِبَذلِ رَحمَتِکَ،وإذا تَلَونا ذِکرَ عُقوبَتِکَ جَدَدنا فی طاعَتِکَ،وفَرِقنا مِن ألیمِ نَقِمَتِکَ،فَلا رَحمَتُکَ تُؤمِنُنا،ولا سَخَطُکَ یُؤیِسُنا.

سَیِّدی،کَیفَ یَتَمَنَّعُ مَن فیها مِن طَوارِقِ الرَّزایا،وقَد رُشِقَ فی کُلِّ دارٍ مِنها سَهمٌ مِن سِهامِ المَنایا؟

سَیِّدی،إن کانَ ذَنبی مِنکَ قَد أخافَنی فَإِنَّ حُسنَ ظَنّی بِکَ قَد أجارَنی،وإن کانَ خَوفُکَ قَد أربَقَنی (2)فَإِنَّ حُسنَ نَظَرِکَ لی قَد أطلَقَنی.

سَیِّدی،إن کانَ قَد دَنا مِنّی أجَلی ولَم یُقَرِّبنی مِنکَ عَمَلی،فَقَد جَعَلتُ الاِعتِرافَ بِالذَّنبِ أوجَهَ وَسائِلِ عِلَلی.

سَیِّدی،مَن أولی بِالرَّحمَةِ مِنکَ إن رَحِمتَ،ومَن أعدَلُ فِی الحُکمِ مِنکَ إن عَذَّبتَ.

سَیِّدی،لَم تَزل بَرّاً بی أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع لَطیفَ بِرِّکَ بی بَعدَ وَفاتی.

سَیِّدی،کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ بی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلّاجَمیلاً فی حَیاتی.

سَیِّدی،عَفوُکَ أعظَمُ مِن کُلِّ جُرمٍ،ونِعمَتُکَ مَمحاةٌ لِکُلِّ إثمٍ.

ص:299


1- .فی المصدر:«عتیق»،والتصویب من الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 455.
2- الرَّبقُ:حَبلٌ فیه عدّة عری یُشَدُّ به البُهُمُ الصغار،وربقه:جَعل رأسه فی الربقة-أی قیّده-(تاج العروس:ج 13 ص 159« ربق»).

سَیِّدی،إن کانَت ذُنوبی قَد أخافَتنی،فَإِنَّ مَحَبَّتی لَکَ قَد آمَنَتنی،فَتَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ،وعُد بِفَضلِکَ عَلی مَن قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ،یا مَنِ السِّرُّ عِندَهُ عَلانِیَةُ،ولا تَخفی عَلَیهِ مِنَ الغَوامِضِ خافِیَةٌ،فَاغفِر لی ما خَفِیَ عَلَی النّاسِ مِن أمری،وخَفِّف بِرَحمَتِکَ مِن ثِقلِ الأَوزارِ ظَهری.

سَیِّدی،سَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوبی فِی الدُّنیا ولَم تُظهِرها،فَلا تَفضَحنی بِها فِی القِیامَةِ وَاستُرها،فَمَن أحَقُّ بِالسَّترِ مِنکَ یا سَتّارُ،ومَن أولی مِنکَ بِالعَفوِ عَنِ المُذنِبینَ یا غَفّارُ.

إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وسَترُکَ قَبِلَ عَمَلی،فَسُرَّنی بِلِقائِکَ عِندَ اقتِرابِ أجَلی.

سَیِّدی،لَیسَ اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارَ مَن یَستَغنی عَن قَبولِ عُذرِهِ،ولا تَضَرُّعی تَضَرُّعَ مَن یَستَنکِفُ عَن مَسأَلَتِکَ لِکَشفِ ضُرِّهِ،فَاقبَل عُذری یا خَیرَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ، وأَکرَمَ مَنِ استَغفَرَهُ الخاطِئونَ.

سَیِّدی،لا تَرُدَّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ،ولا أجِدُ غَیرَکَ مَعدِلاً بِهاَ عَنکَ.

سَیِّدی،لَو أرَدتَ إهانَتی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تَستُرنی،فَأَدِم إمتاعی بِما لَهُ هَدَیتَنی،ولا تَهتِک عَمّا بِهِ سَتَرتَنی.

سَیِّدی،لَولا مَا اقتَرَفتُ مِنَ الذُّنوبِ ما خِفتُ عِقابَکَ،ولَولا ما عَرَفتُ مِن کَرَمِکَ ما رَجَوتُ ثَوابَکَ،وأَنتَ أکرَمُ الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ آمالِ الآمِلینَ،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ فِی التَّجاوُزِ عَنِ المُذنِبینَ.

سَیِّدی،ألقَتنِی الحَسَناتُ بَینَ جودِکَ وإحسانِکَ،وأَلقَتنِی السَّیِّئاتُ بَینَ عَفوِکَ وغُفرانِکَ،وقَد رَجَوتُ أن لا یُضَیَّعَ بَینَ ذَینَ وذَینَ مُسیءٌ مُرتَهَنٌ بِجَریرَتِهِ (1)،ومُحسِنٌ مُخلِصٌ فی بَصیرَتِهِ.

ص:300


1- .الجَریرَةُ:الجِنایَةُ والذنب ( النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

سَیِّدی،إنّی شَهِدَ لِیَ الإِیمانُ بِتَوحیدِکَ،ونَطَقَ لِسانی بِتَمجیدِکَ،ودَلَّنِی القُرآنُ عَلی فَواضِلِ جودِکَ،فَکَیفَ لا یَبتَهِجُ رَجائی بِتَحقیقِ مَوعودِکَ،ولا تَفرَحُ امنِیَّتی بِحُسنِ مَزیدِکَ.

سَیِّدی،إن غَفَرتَ فَبِفَضلِکَ،وإن عَذَّبتَ فَبِعَدلِکَ،فَیا مَن لا یُرجی إلّافَضلُهُ،ولا یُخشی إلّاعَدلُهُ،اُمنُن عَلَیَّ بِفَضلِکَ،ولا تَستَقصِ عَلَیَّ فی عَدلِکَ.

سَیِّدی،أدعوکَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا یَمَلُّ مَولاهُ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ مَن أقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالحُجَّةِ فی دَعواهُ،وخَضَعَ لَکَ خُضوعَ مَن یُؤَمِّلُکَ لِآخِرَتِهِ ودُنیاهُ،فَلا تَقطَع عِصمَةَ رَجائی،وَاسمَع تَضَرُّعی،وَاقبَل دُعائی،وثَبِّت حُجَّتی عَلی ما اثبِتُ مِن دَعوایَ.

سَیِّدی،لَو عَرَفتُ اعتِذاراً مِنَ الذَّنبِ لَأَتَیتُهُ،فَأَنَا المُقِرُّ بِما أحصَیتَهُ وجَنَیتُهُ، وخالَفتُ أمرَکَ فیهِ فَتَعَدَّیتُهُ،فَهَب لی ذَنبی بِالاِعتِرافِ،ولا تَرُدَّنی فی طَلِبَتی عِندَ الاِنصِرافِ.

سَیِّدی،قَد أصَبتُ مِنَ الذُّنوبِ ما قَد عَرَفتَ،وأَسرَفتُ عَلی نَفسی بِما قَد عَلِمتَ، فَاجعَلنی عَبداً إمّا طائِعاً فَأَکرَمتَهُ،وإمّا عاصِیاً فَرَحِمتَهُ.

سَیِّدی،کَأَنّی بِنَفسی قَد اضجِعَت بِقَعرِ حُفرَتِها،وَانصَرَفَ عَنهَا المُشَیِّعونَ مِن جیرَتِها،وبَکی عَلَیهَا الغَریبُ لِطولِ غُربَتِها،وجادَ عَلَیها بِالدُّموعِ المُشفِقُ مِن عَشیرَتِها، وناداها مِن شَفیرِ القَبرِ ذو مَوَدَّتِها،ورَحِمَهَا المُعادی لَها فِی الحَیاةِ عِندَ صَرعَتِها،ولَم یَخفَ عَلَی النّاظِرینَ إلَیها فَرطُ فاقَتِها،ولا عَلی مَن قَد رَآها تَوَسَّدَتِ الثّری عَجزُ حیلَتِها، فَقُلتَ:مَلائِکَتی،فَریدٌ نَأی عَنهُ الأَقرَبونَ،وبَعیدٌ جَفاهُ الأَهلونَ،ووَحیدٌ فارَقَهُ المالُ وَالبَنونَ،نَزَلَ بی قَریباً،وسَکَنَ اللَّحدَ غَریباً،وکانَ لی فی دارِ الدُّنیا داعِیاً،ولِنَظَری لَهُ فی هذَا الیَومِ راجِیاً،فَتُحسِنُ عِندَ ذلِکَ ضِیافَتی،وتَکونُ أشفَقَ عَلَیَّ مِن أهلی وقَرابَتی.

إلهی وسَیِّدی ! لَو أطبَقَت ذُنوبی ما بَینَ ثَرَی الأَرضِ إلی أعنانِ السَّماءِ،وخَرَقَتِ

ص:301

النُّجومَ إلی حَدِّ الاِنتِهاءِ،ما رَدَّنِیَ الیَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِکَ،ولا صَرَفَنِیَ القُنوطُ عَنِ انتِظارِ رِضوانِکَ.

سَیِّدی،قَد ذَکَرتُکَ بِالذِّکرِ الَّذی ألهَمتَنیهِ،ووَحَّدتُکَ بِالتَّوحیدِ الَّذی أکرَمتَنیهِ، ودَعَوتُکَ بِالدُّعاءِ الَّذی عَلَّمتَنیهِ،فَلا تَحرِمنی بِرَحمَتِکَ الجَزاءَ الَّذی وَعَدتَنیهِ،فَمِنَ النِّعمَةِ لَکَ عَلَیَّ أن هَدَیتَنی بِحُسنِ دُعائِکَ،ومِن إتمامِها أن توجِبَ لی مَحمودَةَ جَزائِکَ.

سَیِّدی،أنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ،ولَستُ أیأَسُ مِن رَحمَتِکَ الَّتی یَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ.إلهی وسَیِّدِی ! انهَمَلَت بِالسَّکبِ عَبَراتی،حینَ ذَکَرتُ خَطایایَ وعَثَراتی،وما لَها لا تَنهَمِلُ وتَجری وتَفیضُ ماؤُها وتَذری ولَستُ أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وعَلی ما یَتَهَجَّمُ عِندَ البَلاغِ مَسیری،یا انسَ کُلِّ غَریبٍ مُفرَدٍ آنِس فِی القَبرِ وَحشَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ ارحَم فِی الثَّری طولَ وَحدَتی.

سَیِّدی،کَیفَ نَظَرُکَ لی بَینَ سُکّانِ الثَّری؟وکَیفَ صَنیعُکَ بی فی دارِ الوَحشَةِ وَالبِلی؟ فَقَد کُنتَ بی لَطیفاً أیّامَ حَیاةِ الدُّنیا،یا أفضَلَ المُنعِمینَ فی آلائِهِ،وأَنعَمَ المُفضِلینَ فی نَعمائِهِ،کَثُرَت أیادیکَ فَعَجَزتُ عَن إحصائِها،وضِقتُ ذَرعاً فی شُکری لَکَ بِجَزائِها،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أولَیتَ مِنَ التَّفَضُّلِ،ولَکَ الشُّکرُ عَلی ما أبلَیتَ مِنَ التَّطَوُّلِ.

یا خَیرَ مَن دَعاهُ الدّاعونَ،وأَفضَلَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ،بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ، وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِمُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ أستَشفِعُ وأَتَقَرَّبُ وأُقَدِّمُهُم أمامَ حاجَتی إلَیکَ فِی الرَّغَبِ وَالرَّهَبِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاجعَلنی بِحُبِّهِم یَومَ العَرضِ عَلَیکَ نَبیهاً،ومِنَ الأَنجاسِ وَالأَرجاسِ نَزیهاً،وبِالتَّوَسُّلِ بِهِم إلَیکَ مُقَرَّباً وَجیهاً یا کَریمَ الصَّفحِ وَالتَّجاوُزِ،ومَعدِنَ العَوارِفِ وَالجَوائِزِ،کُن عَن ذُنوبی صافِحاً مُتَجاوِزاً،وهَب لی مِن مُراقَبَتِکَ ما یَکونُ بَینی و بَینَ مَعاصیکَ حاجِزاً.

ص:302

سَیِّدی،إنَّ مَن تَقَرَّبَ مِنکَ لَمَکینٌ مِن مُوالاتِکَ،وإن مَن تَحَبَّبَ إلَیکَ لَقَمینٌ بِمَرضاتِکَ،وإنَّ مَن تَعَرَّفَ بِکَ لَغَیرُ مَجهولٍ،وإنَّ مَنِ استَجارَ بِکَ لَغَیرُ مَخذولٍ.

سَیِّدی،أتُراکَ تُحرِقُ بِالنّارِ وَجهاً طالَما خَرَّ ساجِداً بَینَ یَدَیکَ،أم تُراکَ تَغُلُّ إلَی الأَعناقِ أکُفّاً طالَما تَضَرَّعَت فی دُعائِها إلَیکَ،أم تُراکَ تُقَیِّدُ بِأَنکالِ (1)الجَحیمِ أقداماً طالَما خَرَجَت مِن مَنازِلِها طَمَعاً فیما لَدَیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیها لامَنّاً مِنها عَلَیکَ؟!

سَیِّدی،کَم مِن نِعمَةٍ لَکَ عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها عَجَزَ عَنها صَبری،فَیا مَن قَلَّ شُکری عِندَ نِعَمِهِ فَلَم یَحرِمنی،وعَجَزَ صَبری عِندَ بَلِیَّتی فَلَم یَخذُلنی،جَمیلُ فَضلِکَ عَلَیَّ أبطَرَنی،وجَلیلُ حِلمِکَ عَنّی غَرَّنی.

سَیِّدی،قَویتُ بِعافِیَتِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ،وأَنفَقتُ نِعمَتَکَ فی سَبیلِ مُخالَفَتِکَ،وأَفنَیتُ عُمُری فی غَیرِ طاعَتِکَ،فَلَم یَمنَعکَ جُرأَتی عَلی ما عَنهُ نَهَیتَنی،ولَا انتِهاکی ما مِنهُ حَذَّرتَنی أن سَتَرتَنی بِحِلمِکَ السّاتِرِ،وحَجَبتَنی عَن عَینِ کُلِّ ناظِرٍ،وعُدتَ بِکَریمِ أیادیکَ حینَ عُدتُ بِارتِکابِ مَعاصیکَ،فَأَنتَ العَوّادُ بِالإِحسانِ،وأَ نَا العَوّادُ بِالعِصیانِ.

سَیِّدی،أتَیتُکَ مُعتَرِفاً لَکَ بِسوءِ فِعلی،خاضِعاً لَکَ بِاستِکانَةِ ذُلّی،راجِیاً مِنکَ جَمیلَ ما عَرَّفتَنیهِ مِنَ الفَضلِ الَّذی عَوَّدتَنیهِ،فَلا تَصرِف رَجائی مِن فَضلِکَ خائِباً،ولا تَجعَل ظَنّی بِتَطَوُّلِکَ کاذِباً.سَیِّدی،إنَّ آمالی فیکَ یَتَجاوَزُ آمالَ الآمِلینَ،وسُؤالی إیّاکَ لا یُشبِهُ سُؤالَ السّائِلینَ؛لِأَنَّ السّائِلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ،وأَ نَا فَلا غَناءَ بی عَنکَ فی کُلِّ حالٍ.

سَیِّدی،غَرَّنی بِکَ حِلمُکَ عَنّی إذ حَلُمتَ،وعَفوُکَ عَن ذَنبی إذ رَحِمتَ،وقَد عَلِمتُ أنَّکَ قادِرٌ أن تَقولَ لِلأَرضِ خُذیهِ فَتَأخُذَنی،ولِلسَّماءِ أمطِریهِ حِجارَةً فَتُمطِرَنی،ولَو أمَرتَ بَعضی أن یَأخُذَ بَعضاً لَما أمهَلَنی،فَامنُن عَلَیَّ بِعَفوِکَ عَن ذَنبی،وتُب عَلَیَّ تَوبَةً

ص:303


1- .أنکال:قُیود ثِقال ویقال:أغلال (مجمع البحرین:ج 3 ص 1834«نکل»).

نَصوحاً تُطَهِّرُ بِها قَلبی.

سَیِّدی،أنتَ نوری فی کُلِّ ظُلمَةٍ،وذُخری لِکُلِّ مُلِمَّةٍ،وعِمادی عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ، وأَنیسی فی کُلِّ خَلوَةٍ ووَحدَةٍ،فَأَعِذنی من سوءِ مَواقِفِ الخائِنینَ،وَاستَنقِذنی مِن ذُلِّ مَقامِ الکاذِبینَ.

سَیِّدی،أنتَ دَلیلُ مَنِ انقَطَعَ دَلیلُهُ،وأَمَلُ مَنِ امتَنَعَ تَأمیلُهُ،فَإِن کانَ ذُنوبی حالَت بَینَ دُعائی وإجابَتِکَ،فَلَم یَحُل کَرَمُکَ بَینی وبَینَ مَغفِرَتِکَ،وإنَّکَ لا تُضِلُّ مَن هَدَیتَ،ولا تُذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَفتَقِرُ مَن أغنَیتَ،ولا یُسعَدُ مَن أشقَیتَ،وعِزَّتِکَ لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت فی قَلبی حَلاوَتُها،وأَنِسَت نَفسی بِبِشارَتِها،ومُحالٌ فی عَدلِ أقضِیَتِکَ أن تَسُدَّ أسبابَ رَحمَتِکَ عَن مُعتَقِدی مَحَبَّتِکَ.

سَیِّدی،لَولا تَوفیقُکَ ضَلَّ الحائِرونَ،ولَولا تَسدیدُکَ لَم یَنجُ المُستَبصِرونَ،أنتَ سَهَّلتَ لَهُمُ السَّبیلَ حَتّی وَصَلوا،وأَنتَ أیَّدتَهُم بِالتَّقوی حَتّی عَمِلوا،فَالنِّعمَةُ عَلَیهِم مِنکَ جَزیلَةٌ،وَالمِنَّةُ مِنکَ لَدَیهِم مَوصولَةٌ.

سَیِّدی،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ مِسکینٍ ضارِعٍ (1)،مُستَکینٍ خاضِعٍ،أن تَجعَلَنی مِنَ الموقِنینَ خُبراً وفَهماً،وَالمُحیطینَ مَعرِفَةً وعِلماً،إنَّکَ لَم تُنزِل کُتُبَکَ إلّابِالحَقِّ،ولَم تُرسِل رُسُلَکَ إلّا بِالصِّدقِ،ولَم تَترُک عِبادَکَ هَمَلاً ولا سُدیً،ولَم تَدَعهُم بِغَیرِ بَیانٍ ولا هُدیً،ولَم تَرضَ مِنهُم بِالجَهالَةِ وَالإِضاعَةِ،بَل خَلَقتَهُم لِیَعبُدوکَ،ورَزَقتَهُم لِیَحمَدوکَ،ودَلَلتَهُم عَلی وَحدانِیَّتِکَ لِیُوَحِّدوکَ،ولَم تُکَلِّفهُم مِنَ الأَمرِ ما لا یُطیقونَ،ولَم تُخاطِبهُم بِما یَجهَلونَ، بَل هُم بِمَنهَجِکَ عالِمونَ،وبِحُجَّتِکَ مَخصوصونَ،أمرُکَ فیهِم نافِذٌ،وقَهرُکَ بِنَواصیهِم آخِذٌ،تَجتَبی مَن تَشاءُ فَتُدنیهِ،وتَهدی مَن أنابَ إلَیکَ مِن مَعاصیکَ فَتُنجیهِ،تَفَضُّلاً مِنکَ بِجَسیمِ نِعمَتِکَ،عَلی مَن أدخَلتَهُ فی سَعَةِ رَحمَتِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،وأَرأَفَ

ص:304


1- .الضارِعٌ:النَّحیفُ الضاوی الجِسم ( النهایة:ج 3 ص 84« ضرع»).

الرّاحِمینَ.

سَیِّدی،خَلَقتَنی فَأَکمَلتَ تَقدیری،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ تَصویری،فَصِرتُ بَعدَ العَدَمِ مَوجوداً،وبَعدَ المَغیبِ شَهیداً،وجَعَلتَنی بِتَحَنُّنِ رَأفَتِکَ تامّاً سَوِیّاً،وحَفِظتَنی فِی المَهدِ طِفلاً صَبِیّاً،ورَزَقتَنی مِنَ الغِذاءِ سائِغاً هَنیئاً،ثُمَّ وَهَبتَ لی رَحمَةَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ، وعَطَفتَ عَلَیَّ قُلوبَ الحَواضِنِ وَالمُرَبِّیاتِ،کافِیاً لی شُرورَ الإِنسِ وَالجانِّ،مُسَلِّماً لی مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقصانِ،حَتّی أفصَحتُ ناطِقاً بِالکَلامِ،ثُمَّ أنبَتَّنی زائِدَةً فی کُلِّ عامٍ،وقَد أسبَغتَ عَلَیَّ مَلابِسَ الإِنعامِ.

ثُمَّ رَزَقتَنی مِن ألطافِ المَعاشِ،وأَصنافِ الرِّیاشِ،وکَنَفتَنی بِالرِّعایَةِ فی جَمیعِ مَذاهِبی،وبَلَّغتَنی ما احاوِلُ مِن سائِرِ مَطالِبی إتماماً لِنِعمَتِکَ لَدَیَّ،وإیجاباً لِحُجَّتِکَ عَلَیَّ،وذلِکَ أکثَرُ مِن أن یُحصِیَهُ القائِلونَ،أو یُثنِیَ بِشُکرِهِ العامِلونَ،فَخالَفتُ ما یُقَرِّبُنی مِنکَ،وَاقتَرَفتُ ما یُباعِدُنی عَنکَ،فَظاهَرتَ عَلَیَّ جَمیلَ سِترِکَ،وأَدنَیتَنی بِحُسنِ نَظَرِکَ وبِرِّکَ،ولَم یُباعِدنی عَن إحسانِکَ تَعَرُّضی لِعِصیانِکَ،بَل تابَعتَ عَلَیَّ فی نِعَمِکَ،وعُدتَ بِفَضلِکَ وکَرَمِکَ،فَإِن دَعَوتُکَ أجَبتَنی،وإن سَأَلتُکَ أعطَیتَنی،وإن شَکَرتُکَ زِدتَنی،وإن أمسَکتُ عَن مَسأَلَتِکَ ابتَدَأتَنی،فَلَکَ الحَمدُ عَلی بَوادی أیادیکَ وتَوالیها،حَمداً یُضاهی آلاءَکَ ویُکافیها.

سَیِّدی،سَتَرتَ عَلَیَّ فِی الدُّنیا ذُنوباً ضاقَ عَلَیَّ مِنهَا المَخرَجُ،وأَ نَا إلی سَترِها عَلَیَّ فِی القِیامَةِ أحوَجُ،فَیا مَن جَلَّلَنی بِسِترِهِ عَن لَواحِظِ المُتَوَسِّمینَ،لا تُزِل سِترَکَ عَنّی عَلی رُؤوسِ العالَمینَ.

سَیِّدی،أعطَیتَنی فَأَسنَیتَ (1)حَظّی،وحَفِظتَنی فَأَحسَنتَ حِفظی،وغَذَّیتَنی فَأَنعَمتَ غِذائی،وحَبَوتَنی فَأَکرَمتَ مَثوایَ،وتَوَلَّیتَنی بِفَوائِدِ البِرِّ وَالإِکرامِ،وخَصَصتَنی بِنَوافِلِ

ص:305


1- .السناءُ:ارتفاع القدر والمنزلة عند اللّه تعالی ( مجمع البحرین:ج 2 ص 896«سنا»).

الفَضلِ وَالإِنعامِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی جَزیلِ جودِکَ،ونَوافِلِ مَزیدِکَ،حَمداً جامِعاً لِشُکرِکَ الواجِبِ،مانِعاً مِن عَذابِکَ الواصِبِ (1)،مُکافِئاً لِما بَذَلتَهُ مِن أقسامِ المَواهِبِ.

سَیِّدی،عَوَّدتَنی إسعافی بِکُلِّ ما أسأَ لُکَ،وإجابَتی إلی تَسهیلِ کُلِّ ما احاوِلُهُ،وأَ نَا أعتَمِدُکَ فی کُلِّ ما یَعرِضُ لی مِنَ الحاجاتِ،واُنزِلُ بِکَ کُلَّ ما یَخطُرُ بِبالی مِنَ الطَّلِباتِ، واثِقاً بِقَدیمِ طَولِکَ،ومُدِلاًّ بِکَریمِ تَفَضُّلِکَ،وأَطلُبُ الخَیرَ مِن حَیثُ تَعَوَّدتُهُ،وأَلتَمِسُ النُّجحَ مِن مَعدِنِهِ الَّذی تَعَرَّفتُهُ،وأَعلَمُ أنَّکَ لا تَکِلُ اللّاجینَ إلَیکَ إلی غَیرِکَ،ولا تُخلِی الرّاجینَ لِحُسنِ تَطَوُّلِکَ مِن نَوافِلِ بِرِّکَ.

سَیِّدی،تَتابَعَ مِنکَ البِرُّ وَالعَطاءُ،فَلَزِمَنِی الشُّکرُ وَالثَّناءُ،فَما مِن شَیءٍ أنشُرُهُ وأَطویهِ مِن شُکرِکَ،ولا قَولٍ اعیدُهُ واُبدیهِ فی ذِکرِکَ،إلّاکُنتَ لَهُ أهلاً ومَحَلاًّ،وکانَ فی جَنبِ مَعروفِکَ مُستَصغَراً مُستَقَلاًّ.

سَیِّدی،أستَزیدُکَ مِن فَوائِدِ النِّعَمِ،غَیرَ مُستَبطِئٍ مِنکَ فیهِ سَنِیَّ الکَرَمِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن بَوادِرِ النِّقَمِ،غَیرَ مُخَیِّلٍ (2)فی عَدلِکَ خَواطِرَ التُّهَمِ.

سَیِّدی،عَظُمَ قَدرُ مَن أسعَدتَهُ بِاصطِفائِکَ،وعَدِمَ النَّصرَ مَن أبعَدتَهُ مِن فِنائِکَ.

سَیِّدی،ما أعظَمَ رَوحَ قُلوبِ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وأَنجَحَ سَعیَ الآمِلینَ لِما لَدَیکَ.

سَیِّدی،أنتَ أنقَذتَ أولِیاءَکَ مِن حَیرَةِ الشُّکوکِ،وأَوصَلتَ إلی نُفوسِهِم حَبَرَةَ (3)المُلوکِ،وزَیَّنتَهُم بِحِلیَةِ الوَقارِ وَالهَیبَةِ،وأَسبَلتَ عَلَیهِم سُتورَ العِصمَةِ وَالتَّوبَةِ،وسَیَّرتَ هِمَمَهُم فی مَلَکوتِ السَّماءِ،وحَبَوتَهُم بِخَصائِصِ الفَوائِدِ وَالحِباءِ،وعَقَدتَ عَزائِمَهُم بِحَبلِ مَحَبَّتِکَ،وآثَرتَ خَواطِرَهُم بِتَحصیلِ مَعرِفَتِکَ،فَهُم فی خِدمَتِکَ مُتَصَرِّفونَ،وعِندَ نَهیِکَ وأَمرِکَ واقِفونَ،وبِمُناجاتِکَ آنِسونَ،ولَکَ بِصِدقِ الإِرادَةِ مُجالِسونَ،وذلِکَ بِرَأفَةِ تَحَنُّنِکَ

ص:306


1- .الواصِبُ:الواجِبُ الثابِتُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1940«وصب»).
2- هکذا فی المصدر:وفی نسخ اخری:«محیل»و«مجیل».
3- الحَبَرة:النِعمة وسِعَةُ العیش (النهایة:ج 1 ص 327«حبر»).

عَلَیهِم،وما أسدَیتَ مِن جَمیلِ مَنِّکَ إلَیهِم.

سَیِّدی،بِکَ وَصَلوا إلی مَرضاتِکَ،وبِکَرَمِکَ استَشعَروا مَلابِسَ مُوالاتِکَ.

سَیِّدی،فَاجعَلنی مِمَّن ناسَبَهُم مِن أهلِ طاعَتِکَ،ولا تُدخِلنی فیمَن جانَبَهُم مِن أهلِ مَعصِیَتِکَ،وَاجعَل مَا اعتَقَدتُهُ مِن ذِکرِکَ خالِصاً مِن شُبَهِ الفِتَنِ،سالِماً مِن تَمویهِ الأَسرارِ وَالعَلَنِ،مَشوباً بِخَشیَتِکَ فی کُلِّ أوانٍ،مُقَرَّباً مِن طاعَتِکَ فِی الإِظهارِ وَالإِبطانِ،داخِلاً فیما یُؤَیِّدُهُ الدّینُ ویَعصِمُهُ،خارِجاً مِمّا تَبنیهِ الدُّنیا وتَهدِمُهُ،مُنَزَّهاً عَن قَصدِ أحَدٍ سِواکَ،وَجیهاً عِندَکَ یَومَ أقومُ لَکَ وأَلقاکَ،مُحَصَّناً مِن لَواحِقِ الرِّئاءِ،مُبَرَّءاً مِن بَوائِقِ (1)الأَهواءِ،عارِجاً إلَیکَ مَعَ صالِحِ الأَعمالِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،مُتَّصِلاً لا یَنقَطِعُ بَوادِرُهُ،ولا یُدرَکُ آخِرُهُ،مُثبَتاً عِندَکَ فِی الکُتُبِ المَرفوعَةِ فِی عِلِّیّینَ،مَخزوناً فِی الدّیوانِ المَکنونِ الَّذی یَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ،ولا یَمَسُّهُ إلَّاالمُطَهَّرونَ.

اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ الأَصفِیاءِ وَالأَخیارِ،ولَکَ الخَلقُ وَالاِختِیارُ،وقَد ألبَستَنی فِی الدُّنیا ثَوبَ عافِیَتِکَ،وأَودَعتَ قَلبی صَوابَ مَعرِفَتِکَ،فَلا تُخلِنی فِی الآخِرَةِ عَن عَواطِفِ رَأفَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن شَمِلَهُ عَفوُکَ،ولَم یَنَلهُ سَطوَتُکَ،یا مَن یَعلَمُ عِلَلَ الحَرَکاتِ وحَوادِثَ السُّکونِ،ولا تَخفی عَلَیهِ عَوارِضُ الخَطَراتِ فی مَحالِّ الظُّنونِ،اجعَلنا مِنَ الَّذینَ أوضَحتَ لَهُمُ الدَّلیلَ عَلَیکَ،وفَسَحتَ لَهُمُ السَّبیلَ إلَیکَ،فَاستَشعَروا مَدارِعَ الحِکمَةِ، وَاستَطرَقوا سُبُلَ التَّوبَةِ،حَتّی أناخوا فی رِیاضِ الرَّحمَةِ،وسَلِموا مِنَ الاِعتِراضِ بِالعِصمَةِ،إنَّکَ وَلِیُّ مَنِ اعتَصَمَ بِنَصرِکَ،ومُجازی مَن أذعَنَ بِوُجوبِ شُکرِکَ،لا تَبخَلُ بِفَضلِکَ،ولا تُسأَلُ عَن فِعلِکَ،جَلَّ ثَناؤُکَ،وفَضُلَ عَطاؤُکَ،وتَظاهَرَت نَعماؤُکَ، وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،فَبِتَسییرِکَ یَجری سَدادُ الاُمورِ،وبِتَقدیرِکَ یَمضِی انقِیادُ التَّدبیرِ، تُجیرُ ولا یُجارُ مِنکَ،ولا لِراغِبٍ مَندوحَةٌ عَنکَ.

ص:307


1- .بَوائِقُهُ:أی غَوائلُه وشرُورُه (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،عَلَیکَ تَوَکُّلی،وإلَیکَ یَفِدُ أمَلی،وبِکَ ثِقَتی،وعَلَیکَ مُعَوَّلی، ولا حَولَ لی عَن مَعصِیَتِکَ إلّابِتَسدیدِکَ،ولا قُوَّةَ لی عَلی طاعَتِکَ إلّابِتَأییدِکَ،لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وخَیرَ الغافِرینَ.

وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وأَصحابِهِ المُنتَجَبینَ وسَلَّمَ تَسلیماً (کَثیراً)،وحَسُبنَا اللّهُ وَحدَهُ،ونِعمَ المُعینُ.

یا خَیرَ مَدعُوٍّ ویا خَیرَ مَسؤولٍ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،وخَیرَ مُرتَجیً،اُرزُقنی وأَوسِع عَلَیَّ مِن واسِعِ رِزقِکَ رِزقاً واسِعاً مُبارَکاً طَیِّباً حَلالاً لا تُعَذِّبُنی عَلَیهِ،وسَبِّب لی ذلِکَ مِن فَضلِکَ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

د-المُناجاةُ الَّتی تُعرَفُ بِالصُّغری

363.بحار الأنوار: مُناجاةٌ لَهُ [الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام ] اخری صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ تُعرَفُ بِالصُّغری:

سُبحانَکَ یا إلهی ما أحلَمَکَ وأَعظَمَکَ،وأَعَزَّکَ وأَکرَمَکَ،وأَعلاکَ وأَقدَمَکَ، وأَحکَمَکَ وأَعلَمَکَ،وَسِعَ عِلمُکَ تَهَدُّدَ المُتَکَبِّرینَ،وَاستَغرَقَت نِعمَتُکَ شُکرَ الشّاکِرینَ، وعَظُمَ فَضلُکَ عَن إحصاءِ المُحصینَ،وجَلَّ طَولُکَ عَن وَصفِ الواصِفینَ.

خَلَقتَنا بِقُدرَتِکَ ولَم نَکُ شَیئاً،وصَوَّرتَنا فِی الظَّلماءِ بِکُنهِ (2)لُطفِکَ،وأَنهَضتَنا إلی نَسیمِ رَوحِکَ،وغَذَوتَنا بِطیبِ رِزقِکَ،ومَکَّنتَ لَنا فی مِهادِ أرضِکَ،ودَعَوتَنا إلی طاعَتِکَ،فَاستَنجَدنا بِإِحسانِکَ عَلی عِصیانِکَ،ولَولا حِلمُکَ ما أمهَلتَنا؛إذ کُنتَ قَد سَدَلتَنا بِسِترِکَ،وأَکرَمتَنا بِمَعرِفَتِکَ،وأَظهَرتَ عَلَینا حُجَّتَکَ،وأَسبَغتَ عَلَینا نِعمَتَکَ، وهَدَیتَنا إلی تَوحیدِکَ،وسَهَّلتَ لَنَا المَسلَکَ إلَی النَّجاةِ،وحَذَّرتَنا سَبیلَ المَهلَکَةِ،فَکانَ جَزاؤُکَ مِنّا أن کافَأناکَ عَلَی الإِحسانِ بِالإِساءَةِ؛اجتِراءً مِنّا عَلی ما أسخَطَ،ومُسارَعَةً

ص:308


1- .بحار الأنوار،ج 94 ص 153 ح 22 نقلاً عن کتاب أنیس العابدین من مؤلّفات بعض قدمائنا.
2- کُنهُ الأمر:حَقیقتُهُ (النهایة:ج 4 ص 206«کنه»).

إلی ما باعَدَ مِن رِضاکَ،وَاغتِباطاً بِغُرورِ آمالِنا،وإعراضاً عَلی زَواجِرِ (1)آجالِنا،فَلَم یَردَعنا ذلِکَ حَتّی أتانا وَعدُکَ،لِیَأخُذَ القُوَّةَ مِنّا،فَدَعَوناکَ مُستَحِطّینَ لِمَیسورِ رِزقِکَ، مُنتَقِصینَ لِجَوائِزِکَ،فَنَعمَلُ بِأَعمالِ الفُجّارِ،کَالمُراصِدینَ لِمَثوبَتِکَ بِوَسائِلِ الأَبرارِ، نَتَمَنّی عَلَیکَ العَظائِمَ.

فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ مِن مُصیبَةٍ عَظُمَت رَزِیَّتُها،وساءَ ثَوابُها،وظَلَّ عِقابُها،وطالَ عَذابُها،وإن لَم تَتَفَضَّل بِعَفوِکَ رَبَّنا فَتُبسَطَ آمالُنا،وفی وَعدِکَ العَفوُ عَن زَلَلِنا،رَجَونا إقالَتَکَ وقَد جاهَرناکَ بِالکَبائِرِ،وَاستَخفَینا فیها مِن أصاغِرِ خَلقِکَ،ولا نَحنُ راقَبناکَ خَوفاً مِنکَ وأَنتَ مَعَنا،ولَا استَحیَینا مِنکَ وأَنتَ تَرانا،ولا رَعَینا حَقَّ حُرمَتِکَ.

أی رَبِّ،فَبِأَیِّ وَجهٍ-عَزَّ وَجهُکَ-نَلقاکَ،أو بِأَیِّ لِسانٍ نُناجیکَ،وقَد نَقَضنَا العُهودَ بَعدَ تَوکیدِها وجَعَلناکَ عَلَینا کَفیلاً،ثُمَّ دَعَوناکَ عِندَ البَلِیَّةِ،ونَحنُ مُقتَحِمونَ فِی الخَطیئَةِ،فَأَجَبتَ دَعوَتَنا،وکَشَفتَ کُربَتَنا،ورَحِمتَ فَقرَنا وفاقَتَنا؟! فَیا سَوأَتاه ویا سوءَ صَنیعاه،بِأَیِّ حالَةٍ عَلَیکَ اجتَرَأنا؟! وأَیِّ تَغریرٍ بِمُهَجِنا غَرَّرنا؟!

أی رَبِّ،بِأَنفُسِنَا استَخفَفنا عِندَ مَعصِیَتِکَ لا بِعَظَمَتِکَ،وبِجَهلِنَا اغتَرَرنا لا بِحِلمِکَ، وحَقَّنا أضَعنا لا کَبیرَ حَقِّکَ،وأَنفُسَنا ظَلَمنا،ورَحمَتَکَ رَجَونا،فَارحَم تَضَرُّعَنا، وکَبَونا لِوَجهِکَ وُجوهَنَا المُسوَدَّةَ مِن ذُنوبِنا،فَنَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَصِلَ خَوفَنا بِأَمنِکَ،ووَحشَتَنا بِاُنسِکَ،ووَحدَتَنا بِصُحبَتِکَ،وفَناءَنا بِبَقائِکَ،وذُلَّنا بِعِزِّکَ،وضَعفَنا بِقُوَّتِکَ،فَإِنَّهُ لا ضَیعَةَ عَلی مَن حَفِظتَ،ولا ضَعفَ عَلی مَن قَوَّیتَ،ولا وَهنَ عَلی مَن أعَنتَ.نَسأَ لُکَ یا واسِعَ البَرَکاتِ،ویا قاضِیَ الحاجاتِ،ویا مُنجِحَ الطَّلِباتِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنا خَوفاً و حُزناً تَشغَلُنا بِهِما عَن لَذّاتِ الدُّنیا وشَهَواتِها،وما یَعتَرِضُ لَنا فیها عَنِ العَمَلِ بِطاعَتِکَ،إنَّهُ لا یَنبَغی لِمَن حَمَّلتَهُ

ص:309


1- .الزجرَةُ:الصیحة بشدّة وانتهار ( مجمع البحرین:ج 2 ص 767«زجر»).

مِن نِعَمِکَ ما حَمَّلتَنا،أن یَغفُلَ عَن شُکرِکَ،وأَن یَتَشاغَلَ بِشَیءٍ غَیرِکَ،یا مَن هُوَ عِوَضٌ مِن کُلِّ شَیءٍ،ولَیسَ مِنهُ عِوَضٌ.

رَبَّنا فَداوِنا قَبلَ التَّعَلُّلِ،وَاستَعمِلنا بِطاعَتِکَ قَبلَ انصِرامِ الأَجَلِ،وَارحَمنا قَبلَ أن یُحجَبَ دُعاؤُنا فیما نَسأَلُ،وَامنُن عَلَینا بِالنَّشاطِ،وأَعِذنا مِنَ الفَشَلِ وَالکَسَلِ،وَالعَجزِ وَالعِلَلِ،وَالضَّرَرِ وَالضَّجَرِ وَالمَلَلِ،وَالرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ،وَالهَوی وَالشَّهوَةِ،وَالأَشَرِ (1)وَالبَطَرِ، وَالمَرَحِ وَالخُیَلاءِ،وَالجِدالِ وَالمِراءِ،وَالسَّفَهِ وَالعُجبِ،وَالطَّیشِ وسوءِ الخُلُقِ وَالغَدرِ، وکَثرَةِ الکَلامِ فیما لا تُحِبُّ،وَالتَّشاغُلِ بِما لا یَعودُ عَلَینا نَفعُهُ،وطَهِّرنا مِنِ اتِّباعِ الهَوی، ومُخالَطَةِ السُّفَهاءِ وعِصیانِ العُلَماءِ،وَالرَّغبَةِ عَن القُرّاءِ،ومُجالَسَةِ الدُّناةِ،وَاجعَلنا مِمَّن یُجالِسُ أولِیاءَکَ،ولا تَجعَلنا مِنَ المُقارِنینَ لِأَعدائِکَ،وأَحیِنا حَیاةَ الصّالِحینَ،وَارزُقنا قُلوبَ الخائِفینَ،وصَبرَ الزّاهِدینَ،وقَناعَةَ المُتَّقینَ،ویَقینَ السّائِرینَ،وأَعمالَ العابِدینَ، وحِرصَ المُشتاقینَ،حَتّی تورِدَنا جَنَّتَکَ غَیرَ مُعَذَّبینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَمَلَ بِفَرائِضِکَ،وَالتَّمَسُّکَ بِسُنَّتِکَ،وَالوُقوفَ عِندَ نَهیِکَ،وَالطّاعَةَ لِأَهلِ طاعَتِکَ،وَالاِنتِهاءَ عَن مَحارِمِکَ.

اللّهُمَّ ارزُقنا مَعروفاً فی غَیرِ أذیً ولا مِنَّةٍ،وعِزّاً بِکَ فی غَیرِ ضَلالَةٍ،وتَثبیتاً ویَقیناً وتَذَکُّراً،وقَناعَةً وتَعَفُّفاً،وغِنیً عَنِ الحاجَةِ إلَی المَخلوقینَ،ولا تَجعَل وُجوهَنا مَبذولَةً لِأَحَدٍ مِنَ العالَمینَ،فَإِنَّهُ مَن حَمَلَ فَضلَ غَیرِهِ مِنَ الآدَمِیّینَ خَضَعَ لَهُ،فَلَم یَنهَهُ عَن باطِلٍ، ولَم یُبغِضهُ عَلی مَعصِیَةٍ،بَلِ اجعَل أرزاقَنا مِن عِندِکَ دارَّةً،وأَعمالَنا مَبرورَةً،وأَعِذنا مِنَ المَیلِ إلی أهلِ الدُّنیا،وَالتَّصَنُّعِ لَهُم بِشَیءٍ مِنَ الأَشیاءِ.

اللّهُمَّ وما أجرَیتَ عَلی ألسِنَتِنا مِن نورِ البَیانِ،وإیضاحِ البُرهانِ،فَاجعَلهُ نوراً لَنا فی قُبورِنا ومَبعَثِنا،ومَحیانا ومَماتِنا،وعِزّاً لَنا لا ذُلاًّ عَلَینا،وأَمناً لَنا مِن مَحذورِ الدُّنیا

ص:310


1- .أشِرَ:کَفَرَ النعمة ولم یشکرها (المصباح المنیر:ص 15«أشر»).

وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أسرَعَت أرواحُهُم فِی العُلی، وخَطَطَت (1)هِمَمُهُم فی عِزِّ الوَری،فَلَم تَزَل قُلوبُهُم والِهَةً (2)طائِرَةً،حَتّی أناخوا فی رِیاضِ النَّعیمِ،وجَنَوا مِن ثِمارِ النَّسیمِ،وشَرِبوا بِکَأسِ العَیشِ،وخاضوا لُجَّةَ السُّرورِ،وغاصوا فی بَحرِ الحَیاةِ،وَاستَظَلّوا فی ظِلِّ الکَرامَةِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن جاسوا خِلالَ دِیارِ الظّالِمینَ، وَاستَوحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ،وسَمَوا إلَی العُلُوِّ بِنورِ الإِخلاصِ،ورَکِبوا فی سَفینَةِ النَّجاةِ،وأَقلَعوا بِریحِ الیَقینِ،وأَرسَوا بِشَطِّ بِحارِ الرِّضا،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ غَلَقوا بابَ الشَّهوَةِ مِن قُلوبِهِم، وَاستَنقَذوا مِنَ الغَفلَةِ أنفُسَهُم،وَاستَعذَبوا مَرارَةَ العَیشِ،وَاستَلانُوا البَسطَ،وظَفِروا بِحَبلِ النَّجاةِ،وعُروَةِ السَّلامَةِ،وَالمُقامِ فی دارِ الکَرامَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَمَسَّکوا بِعُروَةِ العِلمِ،وأَدَّبوا أنفُسَهُم بِالفَهمِ وقَرَؤوا صحیفَةَ السَّیِّئاتِ،ونَشَروا دیوانَ الخَطیئاتِ،وتَجَرَّعوا مَرارَةَ الکَمَدِ (3)،حَتّی سَلِموا مِنَ الآفاتِ،ووَجَدُوا الرّاحَةَ فِی المُنقَلَبِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ غَرَسوا أشجارَ الخَطایا نُصبَ رَوامِقِ القُلوبِ،وسَقَوها مِن ماءِ التَّوبَةِ حَتّی أثمَرَت لَهُم ثَمَرَ النَّدامَةِ،فَأَطلَعتَهُم عَلی سُتورِ خَفِیّاتِ العُلی،وآمَنتَهُمُ (4)المَخاوِفَ وَالأَحزانَ وَالغُمومَ وَالأَشجانَ،ونَظَروا فی مِرآةِ الفِکرِ،فَأَبصَروا جَسیمَ الفِطنَةِ،ولَبِسوا ثَوبَ الخِدمَةِ.

ص:311


1- .فی الصحیفة السجّادیّة الجامعة:ص 471:«خَطَتْ».
2- والِهٌ ووالِهَةٌ:إذا ذهب عقله من فرح أو حزن ( المصباح المنیر:ص 672«وله»).
3- الکَمَدُ:الحُزنُ المکتوم (المصباح المنیر:ص 541«کمد»).
4- فی المصدر:«وأرویتهم»وما أثبتناه من بعض نسخ المصدر.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ شَرِبوا بِکَأسِ الصَّفاءِ فَأَورَثَهُمُ الصَّبرَ عَلی طولِ البَلاءِ،فَقَرَّت أعیُنُهُم بِما وَجَدوا مِنَ العَینِ،حَتّی تَوَلَّهَت قُلوبُهُم فِی المَلَکوتِ،وجالَت بَینَ سَرائِرِ حُجُبِ الجَبَروتِ،ومالَت أرواحُهُم إلی ظِلِّ بَردِ المُشتاقینَ،فی رِیاضِ الرّاحَةِ،ومَعدِنِ العِزِّ،وعَرَصاتِ المُخَلَّدینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ رَتَعوا فی زَهرَةِ رَبیعِ الفَهمِ، حَتّی تَسامی بِهِمُ السُّمُوُّ إلی أعلی عِلِّیّینَ،فَرَسَموا ذِکرَ هَیبَتِکَ فی قُلوبِهِم،حَتّی ناجَتکَ ألسِنَةُ القُلوبِ الخَفِیَّةِ بِطولِ استِغفارِ الوَحدَةِ،فی مَحاریبِ قُدسِ رَهبانِیَّةِ الخاشِعینَ، وحَتّی لاذَت أبصارُ القُلوبِ نَحوَ السَّماءِ،وعَبَرَت أینَمَةُ (1)النّوّاحینَ بَینَ مَصافِّ الکَروبِیّینَ (2)،ومُجالَسَةِ الرّوحانِیّینَ،لَهُم زَفَراتٌ أحرَقَتِ القُلوبَ عِندَ إرسالِ الفِکرِ فی مَراتِعِ الإِحسانِ بَینَ یَدَیکَ،وأَنضَجَت نارُ الخَشیَةِ مَنابِتَ الشَّهَواتِ مِن قُلوبِهِم،وسَکَنَت بَینَ خَوافی طابِقِ الغَفَلاتِ مِن صُدورِهِم،فَأَنبَهَ [ال] (3)ذِّکرُ رُقادَ قُلوبِهِم.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ اشتَغَلوا بِالذِّکرِ عَنِ الشَّهَواتِ، وخالَفوا دَواعِیَ العِزَّةِ بِواضِحاتِ المَعرِفَةِ،وقَطَعوا أستارَ نارِ الشَّهَواتِ بِنَضحِ ماءِ التَّوبَةِ، وغَسَلوا أوعِیَةَ الجَهلِ بِصَفوِ ماءِ الحَیاةِ،حَتّی جالَت فی مَجالِسِ الذِّکرِ رُطوبَةُ ألسِنَةِ الذّاکِرینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن سَهَّلتَ لَهُ طَریقَ الطّاعَةِ بِالتَّوفیقِ فی مَنازِلِ الأَبرارِ،فَحُیُّوا وقُرِّبوا واُکرِموا وزُیِّنوا بِخِدمَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أرسَلتَ عَلَیهِم سُتورَ عِصمَةِ

ص:312


1- .الهینمة-وقد یقلب الهاء همزةً-:الصوت الخفی کالزمزمة (انظر:لسان العرب:ج 12 ص 123«هنم»).وفی الصحیفة السجّادیّة الجامعة:«أعین»بدل«أینمة».
2- الکَروبیّون:من الملائکة،وجبرئیل هو رأس الکروبیّین (مجمع البحرین:ج 3 ص 1560«کرب»).
3- اُضیفت لاقتضاء السیاق.

الأَولِیاءِ،وخَصَصتَ قُلوبَهُم بِطَهارَةِ الصَّفاءِ،وزَیَّنتَها بِالفَهمِ وَالحَیاءِ فی مَنزِلِ الأَصفِیاءِ، وسَیَّرتَ هُمومَهُم فی مَلَکوتِ سَماواتِکَ،حُجُباً حُجُباً حَتّی یَنتَهِیَ إلَیکَ وارِدُها،ومَتِّع أبصارَنا بِالجَوَلانِ فی جَلالِکَ،لِتُسهِرَنا عَمّا نامَت قُلوبُ الغافِلینَ،وَاجعَل قُلوبَنا مَعقودَةً بِسَلاسِلِ النّورِ،وعَلِّقها مِن أرکانِ عَرشِکَ بِأَطنابِ (1)الذِّکرِ،وَاشغَلها بِالنَّظَرِ إلَیکَ عَن شَرِّ مَواقِفِ المُختانینَ،وأَطلِقها مِنَ الأَسرِ لِتَجولَ فی خِدمَتِکَ مَعَ الجَوّالینَ،وَاجعَلنا بِخِدمَتِکَ لِلعُبّادِ وَالأَبدالِ فی أقطارِها طُلّاباً،ولِلخاصَّةِ مِن أصفِیائِکَ أصحاباً، ولِلمُریدینَ المُتَعَلِّقینَ بِبابِکَ أحباباً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ عَرَفوا أنفُسَهُم،وأَیقَنوا بِمُستَقَرِّهِم،فَکانَت أعمارُهُم فی طاعَتِکَ تَفنی،وقَد نَحِلَت أجسادُهُم بِالحُزنِ وإن لَم تَبلَ،وهَدَیتَ إلی ذِکرِکَ وإن لَم تَبلُغ إلی مُستَراحِ الهُدی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ فَتَقتَ لَهُم رَتقَ عَظیمِ غَواشی جُفونِ حَدَقِ عُیونِ القُلوبِ،حَتّی نَظَروا إلی تَدبیرِ حِکمَتِکَ وشَواهِدِ حُجَجِ بَیِّناتِکَ، فَعَرَفوکَ بِمَحصولِ فِطَنِ القُلوبِ،وأَنتَ فی غَوامِضِ سُتُراتِ حُجُبِ القُلوبِ،فَسُبحانَکَ أیُّ عَینٍ تَقومُ بِها نُصبَ نورِکَ،أم تَرقَأُ (2)إلی نورِ ضِیاءِ قُدسِکَ،أو أیُّ فَهمٍ یَفهَمُ ما دونَ ذلِکَ،إلَّاالأَبصارُ الَّتی کَشَفتَ عَنها حُجُبَ العَمِیَّةِ،فَرَقَت أرواحُهُم عَلی أجنِحَةِ المَلائِکَةِ،فَسَمّاهُم أهلُ المَلَکوتِ زُوّاراً،وأَسماهُم أهلُ الجَبَروتِ عُمّاراً،فَتَرَدَّدوا فی مَصافِّ المُسَبِّحینَ،وتَعَلَّقوا بِحِجابِ القُدرَةِ،وناجوا رَبَّهُم عِندَ کُلِّ شَهوَةٍ،فَخَرَّقَت قُلوبُهُم حُجُبَ النّورِ،حَتّی نَظَروا بِعَینِ القُلوبِ إلی عِزِّ الجَلالِ فی عِظَمِ المَلَکوتِ (3)، فَرَجَعَتِ القُلوبُ إلَی الصُّدورِ عَلَی النِّیِّاتِ بِمَعرِفَةِ تَوحیدِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا

ص:313


1- .الطَّنَبُ:الحَبلُ تُشَدُّ به الخیمة والجمع:أطناب.(المصباح المنیر:ص 378«طنب»)
2- رَقَأ:إذا سکن وانقطع (النهایة:ج 2 ص 248«رقأ»).
3- الملکوت:العِزَّةُ والسلطان ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1717«ملک»).

شَریکَ لَکَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.

إلهی ! فی هذِهِ الدُّنیا هُمومٌ وأَحزانٌ وغُمومٌ وبَلاءٌ،وفِی الآخِرَةِ حِسابٌ وعِقابٌ،فَأَینَ الرّاحَةُ وَالفَرَجُ؟

إلهی ! خَلَقتَنی بِغَیرِ أمری،وتُمیتُنی بِغَیرِ إذنی،ووَکَّلتَ فِیَّ عَدُوّاً لی،لَهُ عَلَیَّ سُلطانٌ، یَسلُکُ بِیَ البَلایا مَغروراً (1)،وقُلتَ لی:اِستَمسِک (2)،فَکَیفَ أستَمسِکُ إن لَم تُمسِکنی؟!

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وثَبِّتنی بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وثَبِّتنی بِالعُروَةِ الوُثقَی الَّتی لَاانفِصامَ لَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا مَن قالَ: ادْعُونِی (3) فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (4)،وقَد دَعَوتُکَ یا إلهی کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی، إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ وما وَلَدا،ومَن وَلَدتُ وما تَوالَدوا،ولِأَهلی ووَلَدی،وأَقارِبی وإخوانی فیکَ،وجیرانی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ، الأَحیاءِ مِنهُمُ وَالأَمواتِ، وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ (5). (6)

ص:314


1- .غَرَّهُ:خَدَعَهُ وأَطمَعَهُ بالباطل فهو مغرور (لسان العرب:ج 5 ص 11« غرر»).
2- إشارة إلی الآیة الشریفة: «فَاسْتَمْسِکْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْکَ إِنَّکَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ» (الزخرف:43).
3- غافر:60.
4- البقرة:186.
5- الحشر:10. والغِلُّ:الحِقدُ (المصباح المنیر:ص 451« [5]غلل»).
6- بحار الأنوار:ج 94 ص 124 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.

الفَصلُ السادس:دَعَواتُ الاِستِعاذَةِ

1/6الأَدعِیَةُ القُرآنِیَّةُ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ * وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ * وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدِ* وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ . (1)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ * مَلِکِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ * اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ . (2)

وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ . (3)

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ . (4)

2/6الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ(صلی الله علیه و آله)

364.الإمام علیّ علیه السلام: رَقَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله حَسَناً وحُسَیناً فَقالَ:

ص:315


1- .الفلق:1-5.
2- الناس:1-6.
3- المؤمنون:97 و 98.
4- آل عمران:35 و 36.

اعیذُکُما بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،وأَسمائِهِ الحُسنی کُلِّها عامَّةً،مِن شَرِّ السّامَّةِ (1)وَالهامَّةِ، ومِن شَرِّ کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ،ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ.

ثُمَّ التَفَتَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَینا فَقالَ:هکَذا کانَ یُعَوِّذُ إبراهیمُ إسماعیلَ وإسحاقَ علیهم السلام. (2)

365.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ رَبّاً (3)،ومِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ ضَیاعاً،ومِن زَوجَةٍ تُشیبُنی قَبلَ أوانِ مَشیبی،ومِن خَلیلٍ ماکِرٍ عَیناهُ تَرانی وقَلبُهُ یَرعانی،إن رَأی خَیراً دَفَنَهُ وإن رَأی شَرّاً أذاعَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن وَجَعِ البَطنِ. (4)

366.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،أو أضِلَّ فی هُداکَ،أو اذَلَّ فی عِزِّکَ،أو اضامَ (5)فی سُلطانِکَ أو اضطَهَدَ وَالأَمرُ إلَیکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أقولَ زوراً (6)،أو أغشی فُجوراً،أو أکونَ بِکَ مَغروراً. (7)

367.عنه صلی الله علیه و آله -کانَ مِن دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِنورِ قُدسِکَ،وعَظَمَةِ طَهارَتِکَ،وبَرَکَةِ جَلالِکَ،مِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ، ومِن طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ.

ص:316


1- .السّامَّةُ:ما یسُمُّ ولا یقتلُ،مثل العقرب والزّنبور ونحوهما.والجمع سوامّ (النهایة:ج 2 ص 404« سمم»).
2- الکافی:ج 2 ص 569 ح 3 عن القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،عدّة الداعی:ص 265 ح 6، [3]بحار الأنوار:ج 43 ص 306 ح 67.
3- الرَبُّ:المَولی والسیّد (النهایة:ج 2 ص 179«ربب»).
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 558 ح 4917،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 443 ح 1524 ولیس فیه ذیله من«ومن خلیل...»،الجعفریّات:ص 219 [6] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه؛الدعاء للطبرانی:ص 399 ح 1339 عن أبی هریرة نحوه.
5- الضَّیْمُ:الظُلْمُ (الصحاح:ج 5 ص 1973« ضیم»).
6- الزُّور:الکَذِب،وزوّر کلامه:أی زخرفهُ (المصباح المنیر:ص 260« زور»).
7- مهج الدعوات:ص 134، بحار الأنوار:ج 94 ص 242 ح 9.

اللّهُمَّ أنتَ غِیاثی فَبِکَ أستَغیثُ،وأَنتَ مَلاذی فَبِکَ ألوذُ،وأَنتَ مَعاذی فَبِکَ أعوذُ، یا مَن ذَلَّت لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ،وخَضَعَت لَهُ مَقالیدُ الفَراعِنَةِ،أعوذُ بِکَ مِن خِزیِکَ،ومِن کَشفِ سِترِکَ،ومِن نِسیانِ ذِکرِکَ،وَالاِنصِرافِ عَن شُکرِکَ.

أنَا فی حِرزِکَ (1)فی لَیلی ونَهاری،وظَعنی (2)وأَسفاری،ونَومی وقَراری،ذِکرُکَ شِعاری وثَناؤُکَ دِثاری،لا إلهَ إلّاأنتَ،تَعظیماً لِوَجهِکَ وتَکریماً لِسُبُحاتِ نورِکَ وأَجِرنی مِن خِزیِکَ ومِن کَشفِ سِترِکَ وسوءِ عِقابِکَ وَاضرِب عَلَیَّ سُرادِقاتِ حِفظِکَ وأَدخِلنی فی حِفظِ عِنایَتِکَ وعِدنی بِخَیرٍ مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

368.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِعاذَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُلِمّاتِ نَوازِلِ البَلاءِ،وأَهوالِ عظائِمِ الضَّرّاءِ،فَأَعِذنی رَبِّ مِن صَرعَةِ البَأساءِ،وَاحجُبنی عَن سَطَواتِ البَلاءِ،ونَجِّنی مِن مُفاجَآتِ النِّقَمِ،وَاحرُسنی مِن زَوالِ النِّعَمِ،ومِن زَلَلِ القَدَمِ،وَاجعَلنِی اللّهُمَّ رَبِّ فی حِمی عِزِّکَ،وحِیاطَةِ حِرزِکَ،مِن مُباغَتَةِ الدَّوائِرِ (4)،ومُعاجَلَةِ البَوائِرِ. (5)

اللّهُمَّ رَبِّ وأَرضُ البَلاءِ فَاخسِفها،وجِبالُ السَّوءِ فَانسِفها،وکُرَبُ الدَّهرِ فَاکشِفها، وعَوائِقُ الاُمورِ فَاصرِفها،وأَورِدنی حِیاضَ السَّلامَةِ،وَاحمِلنی عَلی مَطایَا الکَرامَةِ، وَاصحَبنی إقالَةَ العَثرَةِ،وَاشمُلنی سَترَ العَورَةِ،وجُد عَلَیَّ رَبِّ بِآلائِکَ،وکَشفِ بَلائِکَ،

ص:317


1- .الحِرْزُ:الموضعُ الحصینُ (الصحاح:ج 3 ص 873« حرز»).
2- ظَعَنَ ظعْناً:ذَهَبَ وسَارَ (تاج العروس:ج 18 ص 362«ظعن»).
3- مهج الدعوات:ص 95، بحار الأنوار:ج 94 ص 309 [3] نقلاً من خطّ الشهید نحوه و ص 212 ح 8؛تاریخ دمشق:ج 51 ص 319 ح 10898 عن ابن عمر نحوه.
4- الدائِرةُ:الهزیمةُ،یقال:علیهم دائرةُ السَّوء (الصحاح:ج 2 ص 661« دور»).
5- بار فلان،أی:هلک،وأبارهُ اللّه:أهلکهُ،وقومٌ بورٌ:أی هلکی (الصحاح:ج 2 ص 597« بور»).

ودَفعِ ضَرّائِکَ،وَادفَع عَنّی کَلاکِلَ عَذابِکَ،وَاصرِف عَنّی ألیمَ عِقابِکَ،وأَعِذنی مِن بَوائِقِ (1)الدُّهورِ،وأَنقِذنی مِن سوءِ عَواقِبِ الاُمورِ،وَاحرُسنی مِن جَمیعِ المَحذورِ،وَاصدَع صَفاةَ البَلاءِ عَن أمری،وأَشلِل یَدَهُ عَنّی مَدی عُمُری،إنَّکَ الرَّبُّ المَجیدُ،المُبدِئُ المُعیدُ،الفَعّالُ لِما یُریدُ. (2)

369.صحیح مسلم عن ابن عمر: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،وَتَحَوُّلِ عافِیَتِکَ،وفُجاءَةِ نَقِمَتِکَ،وجَمیعِ سَخَطِکَ. (3)

370.صحیح البخاری عن أنس: کُنتُ أسمَعُهُ [رَسولَ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یُکثِرُ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ،وَالحَزَنِ،وَالعَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالبُخلِ،وَالجُبنِ،وضَلَعِ الدَّینِ (4)،وغَلَبَةِ الرِّجالِ. (5)

371.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ،وأَعوذُ بِکَ أن ارَدَّ إلی أرذَلِ (6)

ص:318


1- .بَوائِقُهُ:أی غوائِلُهُ وشرورُهُ (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).
2- الدعوات:ص 82 ح 207،مهج الدعوات:ص 313 عن محمّد بن الحارث عن النوفلی،المصباح للکفعمی:ص 330 [2] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 282 ح 45.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2097 ح 96،سنن أبی داوود:ج 2 ص 91 ح 1545،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 463 ح 7955، الأدب المفرد:ص 205 ح 685، [5]کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3634.
4- ضَلَع الدَّین:أی ثقلُهُ.والضَّلَعُ:الاعوجاجُ؛أی یثقله حتی یمیلَ صاحبه عن الاستواء والاعتدال (النهایة:ج 3 ص 96« ضلع»).
5- صحیح البخاری:ج 5 ص 2342 ح 6008 و ص 2340 ح 6002،سنن الترمذی:ج 5 ص 520 ح 3484،سنن النسائی:ج 8 ص 265،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 451 ح 13364 و ص 440 ح 13303، کنز العمّال:ج 2 ص 263 ح 3974؛مصباح المتهجّد:ص 225 [8] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 142 ح 24.
6- أرْذَلُ العُمْرِ:أی آخره فی حال الکِبَرِ والعَجْزِ والخَرَف (النهایة:ج 2 ص 217« رذل»).

العُمُرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدُّنیا،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ. (1)

372.صحیح البخاری عن أنس: کانَ نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالجُبنِ،وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ المَحیا وَالمَماتِ. (2)

373.صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ نَبِیَّ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ،وَالمَأثَمِ وَالمَغرَمِ،ومِن فِتنَةِ القَبرِ وعَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ النّارِ وعَذابِ النّارِ،ومِن شَرِّ فِتنَةِ الغِنی،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الفَقرِ، وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ المَسیحِ الدَّجّالِ. (3)

374.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالجُبنِ،وَالبُخلِ،وَالهَرَمِ،وعَذابِ القَبرِ، اللّهُمَّ آتِ نَفسی تَقواها،وزَکِّها أنتَ خَیرُ مَن زَکّاها،أنتَ وَلِیُّها ومَولاها،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن دَعوَةٍ لا یُستَجابُ لَها. (4)

ص:319


1- .صحیح البخاری:ج 5 ص 2342 ح 6009 و ص 2347 ح 6027،سنن النسائی:ج 8 ص 256،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 387 ح 1585 و ص 395 ح 1621، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 284 ح 1004 وج 5 ص 371 ح 2024،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 367 ح 746 کلّها عن سعد بن أبی وقّاص،کنز العمّال:ج 2 ص 200 ح 3748.
2- صحیح البخاری:ج 5 ص 2341 ح 6006 و ج 3 ص 1039 ح 2668،صحیح مسلم:ج 4 ص 2079 ح 50،سنن أبی داوود:ج 2 ص 90 ح 1540،سنن النسائی:ج 8 ص 257 و 258،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 227 ح 12114 و ص 416 ح 13171، کنز العمّال:ج 2 ص 190 ح 3694.
3- صحیح البخاری:ج 5 ص 2342 ح 6007 و ص 2344 ح 6014،صحیح مسلم:ج 4 ص 2078 ح 49،سنن الترمذی:ج 5 ص 525 ح 3495،سنن النسائی:ج 8 ص 262 کلّها عن عائشة ولیس فیها صدره إلی«والمغرم»،کنز العمّال:ج 2 ص 177 ح 3618.
4- صحیح مسلم:ج 4 ص 2088 ح 73،سنن النسائی:ج 8 ص 260،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 17 ح 4،المعجم الکبیر:ج 5 ص 202 ح 5088 بزیادة«وفتنة الدجّال»بعد«القبر»وکلّها عن زید بن أرقم،کنز العمّال:ج 2 ص 177 ح 3619.

375.عنه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن کُلِّ عَمَلٍ یُخزینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ صاحِبٍ یُردینی، وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ أمَلٍ یُلهینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ فَقرٍ یُنسینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ غِنیً یُطغینی. (1)

376.تنبیه الخواطر: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةَ،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ،وأَعوذُ بِکَ مِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ. (2)

377.الزهد لابن المبارک عن یحیی بن أبی کثیر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صاحِبِ غَفلَةٍ،وقَرینِ سَوءٍ،وزَوجٍ آذی (3). (4)

378.سنن النسائی عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن غَلَبَةِ الدَّینِ،وغَلَبَةِ العَدُوِّ،وشَماتَةِ (5)الأَعداءِ. (6)

379.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

ص:320


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 47 ح 120،الدعاء للطبرانی:ص 209 ح 657،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 240 ح 4335،الفردوس:ج 1 ص 462 ح 1878 کلّها عن أنس.
2- تنبیه الخواطر:ج 1 ص 273؛ ذمّ الدنیا لابن أبی الدنیا:ص 94 ح 252،الإصابة:ج 2 ص 185 [2] وفیهما صدره فقط،الزهد لابن حنبل:ص 472 [3] وفیه«العمل»بدل«الآخرة»ولیس فیه ذیله.
3- فی المصدر:«أذی»،والصواب ما أثبتناه کما أشار إلیه فی هامش المصدر.
4- الزهد لابن المبارک:ص 303 ح 875.
5- الشّماتةُ:فرح العدوِّ ببلیّةٍ تنزل بمن یعادیه (النهایة:ج 2 ص 499« شمت»).
6- سنن النسائی:ج 8 ص 265 و 268،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 584 ح 6629، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 713 ح 1945،الدعاء للطبرانی:ص 398 ح 1336،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 21 ح 31 عن مجاهد وفیه«بوار الأیّم»بدل«شماتة الأعداء»،کنز العمّال:ج 2 ص 683 ح 5066.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تَمنَعُ إجابَتَکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تَمنَعُ رِزقَکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ. (1)

380.مسند ابن حنبل عن عائشة -وقَد سُئِلَت عَن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما عَمِلَتهُ نَفسی. (2)

381.سنن الترمذی عن قطبة بن مالک: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُنکَراتِ الأَخلاقِ وَالأَعمالِ وَالأَهواءِ. (3)

382.سنن أبی داوود عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وسوءِ الأَخلاقِ. (4)

383.سنن أبی داوود عن أبی الیسر السّلمی: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَدمِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ التَّرَدّی (5)،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ أن یَتَخَبَّطَنِی الشَّیطانُ عِندَ المَوتِ،وأَعوذُ بِکَ أن أموتَ فی سَبیلِکَ مُدبِراً،وأَعوذُ بِکَ أن أموتَ لَدیغاً. (6)

384.مسند ابن حنبل عن أبی امامة الباهلی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ فِی الصَّلاةِ مِنَ اللَّیلِ کَبَّرَ ثَلاثاً،وسَبَّحَ ثَلاثاً،وهَلَّلَ ثَلاثاً،ثُمَّ یَقولُ:

ص:321


1- .الدعاء للطبرانی:ص 410 ح 1385.
2- مسند ابن حنبل:ج 9 ص 272 ح 24088.
3- سنن الترمذی:ج 5 ص 575 ح 3591، الأذکار المنتخبة:ص 344،کنز العمال:ج 2 ص 186 ح 3671.
4- سنن أبی داوود:ج 2 ص 91 ح 1546،سنن النسائی:ج 8 ص 264،تاریخ بغداد:ج 9 ص 382، المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 440 ح 19639 عن زید بن أسلم،کنز العمال:ج 2 ص 189 ح 3690.
5- تردّی:أی سقط،من الرَّدی:الهلاک (النهایة:ج 2 ص 216« ردا»).
6- سنن أبی داوود:ج 2 ص 92 ح 1552،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 286 ح 15523 بزیادة«الغم»قبل«والغرق»،و ح 15524،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 713 ح 1948 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 206 ح 3780.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ وشَرَکِهِ. (1)

385.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی وَترِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ، لا احصی ثَناءً عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ. (2)

386.سنن النسائی عن امِّ سلمة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ،رَبِّ أعوذُ بِکَ مِن أن أزِلَّ،أو أضِلَّ،أو أظلِمَ أو اظلَمَ،أو أجهَلَ أو یُجهَلَ عَلَیَّ. (3)

راجع:ص 180 ح 239 و ج 2 ص 217 ح 1378.

3/6الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

387.الدعوات: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا أعطی ما فی بَیتِ المالِ أمَرَ بِهِ فَکُنِسَ،ثُمَّ صَلّی فیهِ، ثُمَّ یَدعو فَیَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُحبِطُ العَمَلَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُعَجِّلُ النِّقَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُغَیِّرُ النِّعَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ الرِّزقَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ الدُّعاءَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ التَّوبَةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَهتِکُ العِصمَةَ (4)،وأَعوذُ بِکَ

ص:322


1- .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 277 ح 22239، تاریخ دمشق:ج 68 ص 121 ح 13676،کنز العمّال:ج 8 ص 401 ح 23439.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 561 ح 3566،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 373 ح 1179،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 417 ح 7752 و7753، کنز العمّال:ج 8 ص 63 ح 21885.
3- سنن النسائی:ج 8 ص 268،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1278 ح 3884،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 220 ح 26766، کنز العمّال:ج 7 ص 143 ح 18419.
4- العِصمَةُ:المَنعَةُ،أی ما یعصمه من المهالک یوم القیامة (النهایة:ج 3 ص 249« عصم»).

مِن ذَنبٍ یورِثُ النَّدَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَحبِسُ القِسَمَ. (1)

388.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنیا لی سِجناً،ولا فِراقَها عَلَیَّ حُزناً؛أعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَحرِمُنِی الآخِرَةَ،ومِن أمَلٍ یَحرِمُنِی العَمَلَ،ومِن حَیاةٍ تَحرِمُنی خَیرَ المَماتِ. (2)

389.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أقولَ حَقّاً لَیسَ فیهِ رِضاکَ،ألتَمِسُ بِهِ أحَداً سِواکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أتَزَیَّنَ لِلنّاسِ بِشَیءٍ یَشینُنی عِندَکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أکونَ عِبرَةً لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،وأَعوذُ بِکَ أن یَکونَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أسعَدَ بِما عَلَّمتَنی مِنّی. (3)

راجع:ج3 ص438 ح 2216 وص443 ح 2217.

نهج الدعاء :ص212 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهمّ إنّی أعوذ بک من الفتنة).

4/6الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ(علیه السلام)

390.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِعاذَةِ مِنَ المَکارِهِ وسَیِّئِ الأَخلاقِ ومَذامِّ الأَفعالِ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن هَیَجانِ الحِرصِ،وسَورَةِ الغَضَبِ،وغَلَبَةِ الحَسَدِ،وضَعفِ الصَّبرِ،وقِلَّةِ القَناعَةِ،وشَکاسَةِ الخُلُقِ،وإلحاحِ الشَّهوَةِ،ومَلَکَةِ الحَمِیَّةِ،ومُتابَعَةِ الهَوی، ومُخالَفَةِ الهُدی،وسِنَةِ الغَفلَةِ،وتَعاطِی الکُلفَةِ،وإیثارِ الباطِلِ عَلَی الحَقِّ،وَالإِصرارِ عَلَی المَأثَمِ،وَاستِصغارِ المَعصِیَةِ،وَاستِکبارِ الطّاعَةِ ومُباهاةِ المُکثِرینَ وَالإِزراءِ بِالمُقِلِّینَ،

ص:323


1- .الدعوات:ص 60 ح 150،بحار الأنوار:ج 91 ص 382 ح 8.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 281 ح 224.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 348 ح 993.

وسوءِ الوِلایَةِ لِمَن تَحتَ أیدینا،وتَرکِ الشُّکرِ لِمَنِ اصطَنَعَ العارِفَةَ (1)عِندَنا،أو أن نَعضُدَ ظالِماً،أو نَخذُلَ مَلهوفاً (2)،أو نَرومَ ما لَیسَ لَنا بِحَقٍّ،أو نَقولَ فِی العِلمِ بِغَیرِ عِلمٍ.

ونَعوذُ بِکَ أن نَنطَوِیَ عَلی غِشِّ أحَدٍ،وأَن نُعجَبَ بِأَعمالِنا،ونُمَدَّ فی آمالِنا،ونَعوذُ بِکَ مِن سوءِ السَّریرَةِ،وَاحتِقارِ الصَّغیرَةِ،وأَن یَستَحوِذَ عَلَینَا الشَّیطانُ،أو یَنکُبَنَا الزَّمانُ،أو یَتَهَضَّمَنَا (3)السُّلطانُ.

ونَعوذُ بِکَ مِن تَناوُلِ الإِسرافِ،ومِن فِقدانِ الکَفافِ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَماتَةِ الأَعداءِ، ومِنَ الفَقرِ إلَی الأَکفاءِ،ومِن مَعیشَةٍ فی شِدَّةٍ،ومیتَةٍ عَلی غَیرِ عُدَّةٍ،ونَعوذُ بِکَ مِنَ الحَسرَةِ العُظمی،وَالمُصیبَةِ الکُبری،وأَشقَی الشَّقاءِ،وسوءِ المَآبِ،وحِرمانِ الثَّوابِ، وحُلولِ العِقابِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعِذنی مِن کُلِّ ذلِکَ بِرَحمَتِکَ،وجَمیعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

391.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا ذُکِرَ الشَّیطانُ فَاستَعاذَ مِنهُ ومِن عَداوَتِهِ وکَیدِهِ-:

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن نَزَغاتِ (5)الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وکَیدِهِ ومَکائِدِهِ،ومِنَ الثِّقَةِ بِأَمانِیِّهِ ومَواعیدِهِ،وغُرورِهِ ومَصائِدِهِ،وأَن یُطمِعَ نَفسَهُ فی إضلالِنا عَن طاعَتِکَ،وَامتِهانِنا بِمَعصِیَتِکَ،أو أن یَحسُنَ عِندَنا ما حَسَّنَ لَنا،أو أن یَثقُلَ عَلَینا ما کَرَّهَ إلَینا،اللّهُمَّ اخسَأهُ (6)عَنّا بِعِبادَتِکَ،وَاکبِتهُ بِدُؤوبِنا فی مَحَبَّتِکَ،وَاجعَل بَینَنا وبَینَهُ سِتراً لا یَهتِکُهُ، ورَدماً مُصمِتاً لا یَفتُقُهُ.

ص:324


1- .العارِفَةُ:المعروف (الصحاح:ج 3 ص 1402«عرف»).
2- المَلْهوفُ:المَظلومُ یستغیث (الصحاح:ج 4 ص 1429« لهف»).
3- هضمه حقّه واهتضمه:إذا ظلمه وکسر علیه حقّه (الصحاح:ج 5 ص 2059« هضم»).
4- الصحیفة السجّادیّة:ص 45 الدعاء 8؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 185 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه.
5- النَّزغُ:هو الطَّعن والفساد،نزغ الشیطانُ بینهم:أی أفسد وأغری (النهایة:ج 5 ص 42« نزغ»).
6- خَسَأتُه:أی طردته وأبعدته (النهایة:ج 2 ص 31«خسأ»).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَلهُ عَنا بِبَعضِ أعدَائِکَ،وَ اعصِمنَا مِنهُ بِحُسنِ رِعَایَتِکَ،وَاکفِنَا خَترَهُ،ووَلِّنا ظَهرَهُ،وَاقطَع عَنا إثرَهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَمتِعنا مِنَ الهُدی بِمِثلِ ضَلالَتِهِ،وزَوِّدنَا مِنَ التَّقوی ضِدَّ غَوایَتِهِ،وَاسلُک بِنا مِنَ التُّقی خِلافَ سَبیلِهِ مِنَ الرَّدی.

اللّهُمَّ لا تَجعَل لَهُ فی قُلوبِنا مَدخَلاً ولا توطِنَنَّ لَهُ فیما لَدَینا مَنزِلاً.

اللّهُمَّ وما سَوَّلَ لَنا مِن باطِلٍ فَعَرِّفناهُ،وإِذا عَرَّفتَناهُ فَقِناهُ،وبَصِّرنا ما نُکایِدُهُ بِهِ، وأَلهِمنا ما نُعِدُّهُ لَهُ،وأَیقِظنا عَن سِنَةِ الغَفلَةِ بِالرُّکونِ إلَیهِ،وأَحسِن بِتَوفیقِکَ عَونَنا عَلَیهِ.

اللّهُمَّ وأَشرِب قُلوبَنا إنکارَ عَمَلِهِ،وَالطُف لَنا فی نَقضِ حِیَلِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَوِّل سُلطانَهُ عَنّا،وَاقطَع رَجاءَهُ مِنّا،وَادرَأهُ عَنِ الوُلوعِ بِنا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل آبَاءَنا واُمَّهاتِنا وأَولادَنا وأَهالِیَنا وذَوِی أرحَامِنا وَ قَراباتِنا وجیرانَنا مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِنهُ فی حِرزٍ حارِزٍ،وحِصنٍ حافِظٍ،وکَهفٍ مانِعٍ،وأَلبِسهُم مِنهُ جُنَناً واقِیَةً،وأَعطِهِم عَلَیهِ أسلِحَةً ماضِیَةً.

اللّهُمَّ وَاعمُم بِذلِکَ مَن شَهِدَ لَکَ بِالرُّبوبِیَّةِ،وأَخلَصَ لَکَ بِالوَحدانِیَّةِ،وعاداهُ لَکَ بِحَقِیقَةِ العُبودِیَّةِ،وَاستَظهَرَ بِکَ عَلَیهِ فی مَعرِفَةِ العُلومِ الرَّبّانِیَّةِ.

اللّهُمَّ احلُل ما عَقَدَ،وَافتُق ما رَتَقَ،وَافسَخ ما دَبَّرَ،وثَبِّطهُ إذا عَزَمَ،وَانقُض ما أبرَمَ.

اللّهُمَّ وَاهزِم جُندَهُ،وأَبطِل کَیدَهُ وَاهدِم کَهفَهُ،وأَرغِم أنفَهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنَا فی نَظمِ أعدائِهِ،وَاعزِلنا عَن عِدادِ أولِیائِهِ،لا نُطیعُ لَهُ إذَا استَهوانا،ولا نَستَجیبُ لَهُ إذا دَعانا،نَأمُرُ بِمُناوأَتِهِ،مَن أطاعَ أمرَنا،ونَعِظُ عَن مُتابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجرَنا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وسَیِّدِ المُرسَلینَ وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ

ص:325

الطّاهِرینَ،وأَعِذنا وأَهالِیَنا وإخوانَنا وجَمیعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِمَّا استَعَذنا مِنهُ، وأَجِرنا مِمَّا استَجَرنا بِکَ مِن خَوفِهِ،وَاسمَع لَنا ما دَعَونا بِهِ،وأَعطِنا ما أغفَلناهُ،وَاحفَظ لَنا ما نَسیناهُ،وصَیِّرنا بِذلِکَ فی دَرَجاتِ الصّالِحینَ ومَراتِبِ المُؤمِنینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

392.عنه علیه السلام:

إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی،أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ، فَوَجَدتَ عِبادَکَ فی شَتَّی الحالاتِ:فَمِنهُ (2)خائِفٌ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ،ومُذنِبٌ دَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وراقِدٌ استَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وضالٌّ استَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ،ومُسافِرٌ لاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وذو (3)حاجَةٍ ناداکَ لَها فَلَبَّیتَهُ،وناسِکٌ (4)أفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ (5)وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،وجاهِلٌ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ (6)مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.

إلهی فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ وَالحَقِّ الَّذی إذا اقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلنی مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ ودَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ وَاستَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ وَاستَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ ولاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ وناداکَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّیتَهُ وأَفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ وبِالفَوزِ جازَیتَهُ ولا تَجعَلنی مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.

إلهی غَلَّقَتِ المُلوکُ أبوابَها ووَکَّلَت بِها حُجّابَها وبابُکَ مَفتوحٌ لِقاصِدیهِ وجودُکَ

ص:326


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 73 الدعاء 17، المصباح للکفعمی:ص 310.
2- کذا فی المصدر،والصواب:«فمنهم».
3- فی المصدر:«وذی حاجة»،والصواب ما أثبتناه.
4- النُّسْک والنُّسُک:الطاعة والعبادة (النهایة:ج 5 ص 48«نسک»).
5- الحَظْوَةُ:بلوغ المرام (مجمع البحرین:ج 1 ص 425«حظا»).
6- الجَلَدُ:الصَّلابَةُ والجَلادةُ (لسان العرب:ج 3 ص 125« جلد»).

مَوجودٌ لِطالِبیهِ وغُفرانُکَ مَبذولٌ لِمُؤَمِّلیهِ وسُلطانُکَ دامِغٌ لِمُستَحِقِّیهِ.

إلهی خَلَت نَفسی بِأَعمالِها بَینَ یَدَیکَ وَانتَصَبَت بِالرَّغبَةِ خاضِعَةً لَدَیکَ ومُستَشفِعَةً بِکَرَمِکَ إلَیکَ فَبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُسَبِّحینَ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ وَاقضِ حاجاتِها وتَغَمَّد هَفَواتِها وتَجاوَز فَرَطاتِها فَالوَیلُ لَها إن صادَفَت نَقِمَتَکَ وَالفَوزُ لَها إن أدرَکَت رَحمَتَکَ فَیا مَن یُخافُ عَدلُهُ ویُرجی فَضلُهُ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل دُعائی مَنوطاً بِالإِجابَةِ وتَسبیحی مَوصولاً بِالإِثابَةِ ولَیلی مَقروناً بِعَظیمِ صَباحٍ سَلَفَ مِن عُمُری بَرَکَةً وإِیماناً وأَوفاهُ سَعادَةً وأَمناً إنَّکَ خَیرُ مَسؤُولٍ وأَکرَمُ مَأمولٍ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

5/6الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ(علیه السلام)

393.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:

نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وتُقَرِّبُ الآجالَ،وتُخلِی الدِّیارَ؛وهِیَ قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالعُقوقُ،وتَرکُ البِرِّ. (2)

394.الإمام الباقر علیه السلام: مَن قالَ إذا أصبَحَ:

«اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ فی ذِمَّتِکَ وجِوارِکَ،اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ دینی ونَفسی ودُنیایَ وآخِرَتی وأَهلی ومالی،وأَعوذُ بِکَ یا عَظیمُ مِن شَرِّ خَلقِکَ جَمیعاً،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما یُبلِسُ (3)بِهِ إبلیسُ وجُنودُهُ».

إذا قالَ هذَا الکَلامَ،لَم یَضُرَّهُ یَومَهُ ذلِکَ شَیءٌ،وإذا أمسی فَقالَهُ،لَم یَضُرَّهُ تِلکَ اللَّیلَةَ

ص:327


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 130 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- الکافی:ج 2 ص 448 ح 2 عن إسحاق بن عمّار.
3- الإبلاس:الحَیرَة،یقال أبلَسَ یُبلِسُ:إذا تحیَّرَ (مجمع البحرین:ج 1 ص 184«بلس»).

شَیءٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

6/6الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ(علیه السلام)

395.الإمام الصادق علیه السلام: حَصِّنوا أموالَکُم وأَهلیکُم وأَحرِزوهُم بِهذِهِ،وقولوها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ:«اُعیذُ نَفسی وذُرِّیَّتی وأَهلَ بَیتی ومالی بِکَلِماتِ اللّهِ التّامَّةِ،مِن کُلِّ شَیطانٍ وهامَّةٍ،ومِن کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ»،وهِیَ العوذَةُ الَّتی عَوَّذَ بِها (2)جَبرَئیلُ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام. (3)

396.الکافی عن مفضّل بن عمر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنِ استَطَعتَ ألّا تَبیتَ لَیلَةً حَتّی تَعَوَّذَ بِأَحَدَ عَشَرَ حَرفاً.قُلتُ:أخبِرنی بِها؟قالَ:قُل:

«أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِدَفعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمَنعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمُلکِ اللّهِ،وأَعوذُ بِوَجهِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وبَرَأَ وذَرَأَ».

وتَعَوَّذ بِهِ کُلَّما شِئتَ. (4)

397.الإمام الصادق علیه السلام -لِأَبی بَصیرٍ-:

قُل أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَفوِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمَغفِرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَحمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ الَّذی هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَعوذُ بِکَرَمِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،مِن شَرِّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وکُلِّ شَیطانٍ

ص:328


1- .الکافی:ج 2 ص 528 ح 19، بحار الأنوار:ج 86 ص 294 ح 55.
2- فی المصدر:«بهما»،والتصویب من بحار الأنوار.
3- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 119 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 86 ص 127 ح 9.
4- الکافی:ج 2 ص 537 ح 9، فلاح السائل:ص 477 ح 323 [7] نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 205 ح 23.

مَریدٍ،وشَرِّ کُلِّ قَریبٍ أو بَعیدٍ أو ضَعیفٍ أو شَدیدٍ،ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعامَّةِ، ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ صَغیرَةٍ أو کَبیرَةٍ،بِلَیلٍ أو نَهارٍ،ومِن شَرِّ فُسّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ. (1)

398.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ الظَّنِّ بِکَ،وَالصِّدقَ فِی التَّوَکُّلِ عَلَیکَ.وأَعوذُ بِکَ أن تَبتَلِیَنی بِبَلِیَّةٍ تَحمِلُنی ضَرورَتُها عَلَی التَّعَوُّذِ بِشَیءٍ مِن مَعاصیکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تُدخِلَنی فی حالٍ- کُنتُ أو أکونُ فیها فی عُسرٍ أو یُسرٍ-أظُنُّ أنَّ مَعاصِیَکَ أنجَحُ لی مِن طاعَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أقولَ قَولاً حَقّاً مِن طاعَتِکَ ألتَمِسُ بِهِ سِواکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تَجعَلَنی عِظَةً لِغَیری، وأَعوذُ بِکَ أن یَکونَ أحَدٌ أسعَدَ بِما آتَیتَنی بِهِ مِنّی.

وأَعوذُ بِکَ أن أتَکَلَّفَ طَلَبَ ما لَم تَقسِم لی،وما قَسَمتَ لی مِن قِسمٍ،أو رَزَقتَنی مِن رِزقٍ،فَائتِنی بِهِ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،حَلالاً طَیِّباً.

وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ زَحزَحَ بَینی وبَینَکَ،وباعَدَ بَینی وبَینَکَ،أو نَقَصَ بِهِ حَظَّی عِندَکَ،أو صَرَفَ بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی.

وأَعوذُ بِکَ أن تَحولَ خَطیئَتی أو ظُلمی،أو جُرمی وإسرافی عَلی نَفسی،وَاتِّباعُ هَوایَ وَاستِعجالُ شَهوَتی،دونَ مَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ،وثَوابِکَ ونائِلِکَ،وبَرَکاتِکَ ومَوعودِکَ الحَسَنِ الجَمیلِ عَلی نَفسِکَ. (2)

راجع:نهج الذکر:ج 2 ص 111-316 (القسم الثامن:الاستعاذة).

ص:329


1- .الکافی:ج 2 ص 569 ح 2 عن أبی بصیر و ص 537 ح 8 عن معاویة بن وهب،طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 120 عن یونس بن یعقوب عن الإمام الباقر [ أو] الإمام الصادق علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 127 ح 9.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 74 ح 233،مصباح المتهجّد:ص 546 ح 636، الإقبال:ج 2 ص 299 [4] نحوه،المصباح للکفعمی:ص 752 [5] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 372.

ص:330

الفَصلُ السابع:دَعَواتُ الاِستِغفارِ

1/7الأَدعِیَةُ القُرآنِیَّةُ

رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (1)

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (2)

أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ . (3)

رَبَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّاحِمِینَ . (4)

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ . (5)

رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (6)

آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ

ص:331


1- .آل عمران:16.
2- الأعراف:23.
3- الأعراف:155.
4- المؤمنون:109.
5- الحشر:10.
6- نوح:28.

بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اکْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (1)

2/7الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ(صلی الله علیه و آله)

399.سنن الترمذی عن ابن عمر: کانَ یُعَدُّ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی المَجلِسِ الواحِدِ مِئَةَ مَرَّةٍ مِن قَبلِ أن یَقومَ:

رَبِّ اغفِر لی وتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ. (2)

400.صحیح البخاری عن شدّاد بن أوس عن النبیّ صلی الله علیه و آله: سَیِّدُ الاِستِغفارِ أن تَقولَ:

اللّهُمَّ أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَنی وأَنَا عَبدُکَ وأَنَا عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ،أبوءُ لَکَ بِنِعمَتِکَ عَلَیَّ،وأَبوءُ لَکَ بِذَنبی،فَاغفِر لی فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

قالَ:ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ موقِناً بِها فَماتَ مِن یَومِهِ قَبلَ أن یُمسِیَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ،ومَن قالَها مِنَ اللَّیلِ وهُوَ موقِنٌ بِها فَماتَ قَبلَ أن یُصبِحَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ. (3)

ص:332


1- .البقرة:285 و 286.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 494 ح 3434،سنن أبی داوود:ج 2 ص 85 ح 1516،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1253 ح 3814،الأدب المفرد:ص 187 ح 618 وفیها«الرحیم»بدل«الغفور»،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 244 ح 4726 [3] وص 385 ح 5568،کنز العمّال:ج 2 ص 689 ح 5091 نقلاً عن النسائی وص 699 ح 5122 نقلاً عن ابن شیبة.
3- صحیح البخاری:ج 5 ص 2324 ح 5947،سنن الترمذی:ج 5 ص 467 ح 3393،سنن النسائی:ج 8 ص279،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 75 ح 17110، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 213 ح 933،کنز العمّال:ج 1 ص 478 ح 2087.

401.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذَا استَفتَحَ الصَّلاةَ قالَ:

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ،ظَلَمتُ نَفسی وعَمِلتُ سوءً،فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ. (1)

402.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ إذا وَضَعَ وَجهَهُ لِلسُّجودِ:

اللّهُمَّ مَغفِرَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،ورَحمَتُکَ أرجی عِندی مِن عَمَلی،فَاغفِر لی ذُنوبی، یا حَیّاً لا یَموتُ. (2)

403.صحیح مسلم عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی کُلَّهُ،دِقَّهُ وجِلَّهُ (3)،وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ،وعَلانِیَتَهُ وسِرَّهُ. (4)

404.مسند ابن حنبل عن عمران بن حصین: کانَ عامَّةُ دُعاءِ نَبِیِّ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ اغفِر لی ما أخطَأتُ وما تَعَمَّدتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما جَهِلتُ وما عَلِمتُ (5). (6)

405.صحیح البخاری عن أبی موسی الأشعریّ عن النبیّ صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ-:

رَبِّ اغفِر لی خَطیئَتی وجَهلی،وإسرافی فی أمری کُلِّهِ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی.

اللّهُمَّ اغفِر لی خَطایایَ وعَمدی وجَهلی،وهَزلی (7)،وکُلُّ ذلِکَ عِندی.

ص:333


1- .السنن الکبری:ج 2 ص 50 ح 2346 عن الحارث،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 263 ح 19 نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 99 ح 22079.
2- بحار الأنوار:ج 86 ص 218 ذیل ح 33 نقلاً عن الجعفریّات عن عبد اللّه بن سنان،فقه الرضا:ص 141 [3] نحوه.
3- دِقُّهُ وَجِلُّهُ:قلیله وکثیره (الصحاح:ج 4 ص 1475«دقق»).
4- صحیح مسلم:ج 1 ص 350 ح 216،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 395 ح 969،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 258 ح 1931،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 335 ح 672،کنز العمّال:ج 2 ص 210 ح 3805.
5- فی المصدر:«وما تعمّدت»،والتصویب من کنز العمّال.
6- مسند ابن حنبل:ج 7 ص 214 ح 19945، المعجم الکبیر:ج 18 ص 121 ح 242،مسند الشهاب:ج 2 ص 337 ح 1479،کنز العمّال:ج 2 ص 687 ح 5083.
7- فی مهج الدعوات:«...وهزلی وجدّی»،وهو الأنسب.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

406.مسند ابن حنبل عن أبی موسی الأشعری: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،إنَّکَ أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

407.صحیح مسلم عن مصعب بن سعد عن أبیه: جاءَ أعرابِیٌّ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:

عَلِّمنی کَلاماً أقولُهُ.

قالَ:قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً، وسُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَزیزِ الحَکیمِ».

قالَ:فَهؤُلاءِ لِرَبّی فَما لی؟

قالَ:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وَاهدِنی وَارزُقنی». (3)

408.الإمام الصادق علیه السلام: مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِرَجُلٍ وهُوَ ساجِدٌ ویَقولُ:

یا رَبِّ،ماذا عَلَیکَ أن تُرضِیَ عَنّی کُلَّ مَن کانَ لَهُ عِندی تَبِعَةٌ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی، وأَن تُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،فَإِنَّما عَفوُکَ عَنِ الظّالِمینَ،وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ،فَلتَسَعنی

ص:334


1- .صحیح البخاری:ج 5 ص 2350 ح 6035،صحیح مسلم:ج 4 ص 2087 ح 70،الأدب المفرد:ص 205 ح 688، کنز العمّال:ج 2 ص 177 ح 3620؛مهج الدعوات:ص 169 [2]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 394 ح 32.
2- مسند ابن حنبل:ج 7 ص 124 ح 19506، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 692 ح 1883،کنز العمّال:ج 2 ص 208 ح 3791؛العدد القویّة:ص 101، [5]الإقبال:ج 2 ص 221 [6] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2072 ح 33،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 382 ح 1561 و ص 392 ح 1611، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 226 ح 946،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 359 ح 764،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 54 ح 1 بزیادة«وعافنی»فی آخره،کنز العمّال:ج 2 ص 690 ح 5096.

رَحمَتُکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اِرفَع رَأسَکَ فَقَدِ استُجیبَ لَکَ،إنَّکَ دَعَوتَ بِدُعاءِ نَبِیٍّ کانَ عَلی عَهدِ عادٍ. (1)

راجع:ص54 ح 78 وج3 ص 109 (دعاءُ اللّیلة العشرین).

3/7الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

409.الإمام علیّ علیه السلام -مِن کَلِماتٍ کانَ یَدعو بِها-:

اللّهُمَّ اغفِر لی ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ.اللّهُمَّ اغفِر لی ما وَأَیتُ (2)مِن نَفسی ولَم تَجِد لَهُ وَفاءً عِندی.اللّهُمَّ اغفِر لی ما تَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ بِلِسانی ثُمَّ خالَفَهُ قَلبی.اللّهُمَّ اغفِر لی رَمَزاتِ (3)الأَلحاظِ،وسَقَطاتِ الأَلفاظِ،وشَهَواتِ الجَنانِ، وهَفَواتِ اللِّسانِ. (4)

410.عنه علیه السلام -کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی لا تَضُرُّکَ،وإنَّ رَحمَتَکَ إیّایَ لا تَنقُصُکَ،فَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، وأَعطِنی ما لا یَنقُصُکَ. (5)

411.البلد الأمین: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَستَغفِرُ سَبعینَ مَرَّةً فی سَحَرِ کُلِّ لَیلَةٍ بِعَقِبِ رَکعَتَیِ الفَجرِ:

ص:335


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 40 ح 2091، بحار الأنوار:ج 86 ص 206 ح 20.
2- الوَأیُ:الوَعدُ الذی یوثِّقُه الرجُل علی نفسه،ویعزم الوفاء به (النهایة:ج 5 ص 144« وأی»).
3- الرَّمزُ:الإشارة والإیماء بالشفتین والحاجب (الصحاح:ج 3 ص 880«رمز»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 78، المصباح للکفعمی:ص 402 [5] وفیه«سهوات»بدل«شهوات»،بحار الأنوار:ج 94 ص 229 ح 3؛ [6]المناقب للخوارزمی:ص 376 وفیه ذیله من«اللّهمّ اغفر لی رمزات».
5- البیان والتبیین:ج 3 ص 274، کنز العمّال:ج 2 ص 683 ح 5064 نقلاً عن الدینوری عن سفیان الثوری وفیه إلی«لا تنقصک»؛نثر الدرّ:ج 1 ص 274.

[ 1.] اللّهُمَّ إنّی اثنی عَلَیکَ بِمَعونَتِکَ عَلی ما نِلتُ بِهِ الثَّناءَ عَلَیکَ،واُقِرُّ لَکَ عَلی نَفسی بِما أنتَ أهلُهُ،وَالمُستَوجِبُ لَهُ فی قَدرِ فَسادِ نِیَّتی وضَعفِ یَقینی.

اللّهُمَّ نِعمَ الإِلهُ أنتَ،ونِعمَ الرَّبُّ أنتَ وبِئسَ المَربوبُ أنَا،ونِعمَ المَولی أنتَ وبِئسَ العَبدُ أنَا،ونِعمَ المالِکُ أنتَ وبِئسَ المَملوکُ أنَا،فَکَم قَد أذنَبتُ فَعَفَوتَ عَن ذَنبی،وکَم قَد أجرَمتُ فَصَفَحتَ عَن جُرمی،وکَم قَد أخطَأتُ فَلَم تُؤاخِذنی،وکَم قَد تَعَمَّدتُ فَتَجاوَزتَ عَنّی،وکَم قَد عَثَرتُ فَأَقَلتَنی عَثرَتی ولَم تَأخُذنی عَلی غِرَّتی،فَأَنَا الظّالِمُ لِنَفسی،المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِخَطیئَتی،فَیا غافِرَ الذُّنوبِ أستَغفِرُکَ لِذَنبی،وأَستَقیلُکَ لِعَثرَتی،فَأَحسِن إجابَتی،فَإِنَّکَ أهلُ الإِجابَةِ،وأَهلُ التَّقوی،وأَهلُ المَغفِرَةِ.

[ 2.] اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ بَدَنی عَلَیهِ بِعافِیَتِکَ،أو نالَتهُ قُدرَتی بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو بَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِتَوسِعَةِ رِزقِکَ،أوِ احتَجَبتُ فیهِ مِنَ النّاسِ بِسِترِکَ،أوِ اتَّکَلتُ فیهِ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أناتِکَ،ووَثِقتُ مِن سَطوَتِکَ عَلَیَّ فیهِ بِحِلمِکَ،وعَوَّلتُ فیهِ عَلی کَرَمِ عَفوِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 3.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلی غَضَبِکَ،أو یُدنی مِن سَخَطِکَ،أو یَمیلُ بی إلی ما نَهَیتَنی عَنهُ،أو یَنآنی (1)عَمّا دَعَوتَنی إلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 4.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَمَلتُ إلَیهِ أحَداً مِن خَلقِکَ بِغَوایَتی،أو خَدَعتُهُ بِحیلَتی،فَعَلَّمتُهُ مِنهُ ما جَهِلَ،وعَمَّیتُ عَلَیهِ مِنهُ ما عَلِمَ،ولَقیتُکَ غَداً بِأَوزاری وأَوزارٍ مَعَ أوزاری،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 5.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلَی الغَیِّ (2)،ویُضِلُّ عَنِ الرُّشدِ،ویُقِلُّ الرِّزقَ،

ص:336


1- .ینآنی:یُبعِدنی (انظر:لسان العرب:ج 15 ص 300«نأی»).وفی بحار الأنوار:« ینأی بی».
2- الغَیُّ:الضلال والانهماک فی الباطل (النهایة:ج 3 ص 397« غوا»).

ویَمحَقُ التَّلدَ (1)،ویُخمِلُ الذِّکرَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 6.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أتعَبتُ فیهِ جَوارِحی فی لَیلی ونَهاری،وقَدِ استَتَرتُ مِن عِبادِکَ بِسِتری،ولا سِترَ إلّاما سَتَرتَنی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 7.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ رَصَدَنی فیهِ أعدائی لِهَتکی،فَصَرَفتَ کَیدَهُم عَنّی، ولَم تُعِنهُم عَلی فَضیحَتی،کَأَنّی لَکَ وَلِیٌّ،فَنَصَرتَنی،وإلی مَتی یا رَبِّ أعصی فَتُمهِلُنی، وطالَما عَصَیتُکَ فَلَم تُؤاخِذنی،وسَأَلتُکَ عَلی سوءِ فِعلی فَأَعطَیتَنی،فَأَیُّ شُکرٍ یَقومُ عِندَکَ بِنِعمَةٍ مِن نِعَمِکَ عَلَیَّ؟! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 8.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ إلَیکَ فیهِ تَوبَتی،ثُمَّ واجَهتُ بِتَکَرُّمِ قَسَمی بِکَ (2)،وأَشهَدتُ عَلی نَفسی بِذلِکَ أولِیاءَکَ مِن عِبادِکَ أنّی غَیرُ عائِدٍ إلی مَعصِیَتِکَ،فَلَمّا قَصَدَنی بِکَیدِهِ الشَّیطانُ،ومالَ بی إلَیهِ (3)الخِذلانُ،ودَعَتنی نَفسی إلَی العِصیانِ،استَتَرتُ حَیاءً مِن عِبادِکَ،جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،وأَ نَا أعلَمُ أنَّهُ لا یَکُنُّنی مِنکَ سِترٌ ولا بابٌ،ولا یَحجُبُ نَظَرَکَ إلَیَّ حِجابٌ،فَخالَفتُکَ فِی المَعصِیَةِ إلی ما نَهَیتَنی عَنهُ،ثُمَّ کَشَفتَ السِّترَ عَنّی،وساوَیتُ أولِیاءَکَ کَأَنّی لَم أزَل لَکَ طائِعاً،وإلی أمرِکَ مُسارِعاً،ومِن وَعیدِکَ فازِعاً،فَلَبَّستُ عَلی عِبادِکَ،ولا یَعرِفُ بِسیرَتی غَیرُکَ،فَلَم تَسِمنی بِغَیرِ سِمَتِهِم،بَل

ص:337


1- .التَّلْدُ والتُّلْدُ:ما وُلد عندک من مالک أو نُتج (لسان العرب:ج 3 ص 99« تلد»).وفی بحار الأنوار:«یمحو البرکة»بدل«یمحق التلد».
2- «بتکرّم قسمی بک»أی بتنزّهی عن الذنب مقروناً بقسمی وحلفی بک،یقال:تکرَّم عنه،أی تنزَّه،أو بإظهارالکرم والجود من الناس وتکلُّفهما بترک الذنب مقروناً بالقسم،یقال:تکرَّم،أی تکلَّف الکرم أو بتکلُّف إظهار کرامة الاسم عنده حیث حلف به،ولا یبعد أن یکون:«یتکرَّر»بالراءین (بحار الأنوار:ج 87 ص 336).
3- «مال إلیه»أی إلی الشیطان أو العصیان،والأوّل أظهر.والخذلان،أی خذلانک وسلبک التوفیق منّی (بحار الأنوار:ج 87 ص 336).

أسبَغتَ عَلَیَّ مِثلَ نِعَمِهِم،ثُمَّ فَضَّلتَنی فی ذلِکَ عَلَیهِم،کَأَنّی عِندَکَ فی دَرَجَتِهِم،وما ذلِکَ إلّا بِحِلمِکَ وفَضلِ نِعمَتِکَ،فَلَکَ الحَمدُ مَولایَ،فَأَسأَ لُکَ یا اللّهُ کَما سَتَرتَهُ عَلَیَّ فِی الدُّنیا، ألّا تَفضَحَنی بِهِ فِی القِیامَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

[ 9.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ سَهِرتُ لَهُ لَیلی فِی التَّأَنّی لِإِتیانِهِ،وَالتَّخَلُّصِ إلی وُجودِهِ،حَتّی إذا أصبَحتُ تَخَطَّأتُ إلَیکَ بِحِلیَةِ الصّالِحینَ،وأَ نَا مُضمِرٌ خِلافَ رِضاکَ یا رَبَّ العالَمینَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 10.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ظَلَمتُ بِسَبَبِهِ وَلِیّاً مِن أولِیائِکَ،أو نَصَرتُ بِهِ عَدُوّاً مِن أعدائِکَ،أو تَکَلَّمتُ فیهِ بِغَیرِ مَحَبَّتِکَ،أو نَهَضتُ فیهِ إلی غَیرِ طاعَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 11.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ نَهَیتَنی عَنهُ فَخالَفتُکَ إلَیهِ،أو حَذَّرتَنی إیّاهُ فَأَقَمتُ عَلَیهِ،أو قَبَّحتَهُ لی فَزَیَّنتُهُ لِنَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 12.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ نَسیتُهُ فَأَحصَیتَهُ،وتَهاوَنتُ بِهِ فَأَثبَتَّهُ، وجاهَرتُکَ (1)فیهِ فَسَتَرتَهُ عَلَیَّ،ولَو تُبتُ إلَیکَ مِنهُ لَغَفَرتَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 13.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تَوَقَّعتُ فیهِ قَبلَ انقِضائِهِ تَعجیلَ العُقوبَةِ،فَأَمهَلتَنی وأَدلَیتَ عَلَیَّ سِتراً،فَلَم آلُ (2)فی هَتکِهِ عَنّی جَهداً،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 14.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَصرِفُ عَنّی رَحمَتَکَ،أو یُحِلُّ بی نَقِمَتَکَ،أو

ص:338


1- .فی بحار الأنوار:«جاهرت به»بدل«جاهرتک فیه».
2- ما ألوتُ جهداً،أی لم أدع جهداً،وما ألوتُ الشیء:ما ترکتهُ (تاج العروس:ج 19 ص 164« ألو»).

یَحرِمُنی کَرامَتَکَ،أو یُزیلُ عَنّی نِعمَتَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 15.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ الفَناءَ،أو یُحِلُّ البَلاءَ،أو یُشمِتُ الأَعداءَ، أو یَکشِفُ الغِطاءَ،أو یَحبِسُ قَطرَ السَّماءِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 16.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ عَیَّرتُ بِهِ أحَداً مِن خَلقِکَ،أو قَبَّحتُهُ مِن فِعلِ أحَدٍ مِن بَرِیَّتِکَ،ثُمَّ تَقَحَّمتُ عَلَیهِ وَانتَهَکتُهُ،جُرأَةً مِنّی عَلی مَعصِیَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 17.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ،وأَقدَمتُ عَلی فِعلِهِ،فَاستَحیَیتُ مِنکَ وأَنَا عَلَیهِ،ورَهِبتُکَ وأَ نَا فیهِ،ثُمَّ استَقَلتُکَ مِنهُ وعُدتُ إلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 18.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ثَوَّرَکَ عَلَیَّ (1)،ووَجَبَ فی فِعلی بِسَبَبِ عَهدٍ عاهَدتُکَ عَلَیهِ،أو عَقدٍ عَقَدتُهُ لَکَ،أو ذِمَّةٍ آلَیتُ بِها مِن أجلِکَ لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،ثُمَّ نَقَضتُ ذلِکَ مِن غَیرِ ضَرورَةٍ لِرَغبَتی فیهِ،بَلِ استَزَلَّنی عَنِ الوَفاءِ بِهِ البَطَرُ (2)،وَاستَحَطَّنی عَن رِعایَتِهِ الأَشَرُ (3)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 19.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَحِقَنی بِسَبَبِ نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،فَقَویتُ بِها عَلی مَعصِیَتِکَ،وخالَفتُ بِها أمرَکَ،وقَدِمتُ بِها عَلی وَعیدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:339


1- .«ثوَّرک علیّ»أی هیَّجک وأغضبک،ولعلّ الأظهر:تورَّک.قال الفیروزآبادی:«تورَّک بالمکان:أقام،وعلی الأمر:قدر،وورَّکه توریکاً:أوجبه،والذنب علیه:حمله»(بحار الأنوار:ج 87 ص 336).
2- البَطَرُ:الطغیان عند النعمة وطول الغِنی (النهایة:ج 1 ص 135« بطر»).
3- الأشرُ:البَطَرُ،وقیل:أشدّ البطر (النهایة:ج 1 ص 51« أشر»).

[ 20.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ فیهِ شَهوَتی عَلی طاعَتِکَ،وآثَرتُ فیهِ مَحَبَّتی عَلی أمرِکَ،وأَرضَیتُ نَفسی فیهِ بِسَخَطِکَ؛إذ رَهَّبتَنی مِنهُ بِنَهیِکَ،وقَدَّمتَ إلَیَّ فیهِ بِإِعذارِکَ،وَاحتَجَجتَ عَلَیَّ فیهِ بِوَعیدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 21.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ عَلِمتُهُ مِن نَفسی،أو نَسیتُهُ أو ذَکَرتُهُ،أو تَعَمَّدتُهُ أو أخطَأتُ،فیما لا أشُکُّ أنَّکَ سائِلی عَنهُ،وأَنَّ نَفسی بِهِ مُرتَهَنَةٌ لَدَیکَ،وإن کُنتُ قَد نَسیتُهُ وغَفَلتُ عَنهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 22.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ واجَهتُکَ بِهِ،وقَد أیقَنتُ أنَّکَ تَرانی عَلَیهِ، واُغفِلتُ أن أتوبَ إلَیکَ مِنهُ،واُنسیتُ أن أستَغفِرَکَ لَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 23.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَخَلتُ فیهِ بِحُسنِ ظَنّی بِکَ ألّا تُعَذِّبَنی عَلَیهِ، ورَجَوتُکَ لِمَغفِرَتِهِ فَأَقدَمتُ عَلَیهِ،وقَد عَوَّلَت نَفسی عَلی مَعرِفَتی بِکَرَمِکَ،ألّا تَفضَحَنی بَعدَ أن سَتَرتَهُ عَلَیَّ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 24.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَوجَبتُ مِنکَ بِهِ رَدَّ الدُّعاءِ،وحِرمانَ الإِجابَةِ، وخَیبَةَ الطَّمَعِ،وَانفِساخَ الرَّجاءِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 25.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُعقِبُ الحَسرَةَ،ویورِثُ النَّدامَةَ،ویَحبِسُ الرِّزقَ، ویَرُدُّ الدُّعاءَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 26.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ الأَسقامَ وَالفَناءَ،ویوجِبُ النِّقَمَ وَالبَلاءَ، ویَکونُ فِی القِیامَةِ حَسرَةً ونَدامَةً،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:340

[ 27.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِسانی،أو أضمَرَهُ جَنانی،أو هَشَّت (1)إلَیهِ نَفسی،أو أتَیتُهُ بِفَعالی،أو کَتَبتُهُ بِیَدی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 28.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَلَوتُ بِهِ فی لَیلٍ أو نَهارٍ،وأَرخَیتَ عَلَیَّ فیهِ الأَستارَ،حَیثُ لا یَرانی إلّاأنتَ یا جَبّارُ،فَارتابَت فیهِ نَفسی،ومَیَّزتُ بَینَ تَرکِهِ لِخَوفِکَ وَانتِهاکِهِ لِحُسنِ الظَّنِّ بِکَ،فَسَوَّلَت لی نَفسِیَ الإِقدامَ عَلَیهِ،فَواقَعتُهُ وأَ نَا عارِفٌ بِمَعصِیَتی فیهِ لَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 29.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَقلَلتُهُ أوِ استَکثَرتُهُ،أوِ استَعظَمتُهُ أوِ استَصغَرتُهُ،أو وَرَّطَنی جَهلی فیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 30.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مالَأتُ (2)فیهِ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،أو أسَأتُ بِسَبَبِهِ إلی أحَدٍ مِن بَرِیَّتِکَ،أو زَیَّنَتهُ لی نَفسی،أو أشَرتُ بِهِ إلی غَیری،أو دَلَلتُ عَلَیهِ سِوایَ، أو أصرَرتُ عَلَیهِ بِعَمدی،أو أقَمتُ عَلَیهِ بِجَهلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 31.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خُنتُ فیهِ أمانَتی،أو بَخَستُ بِفِعلِهِ نَفسی،أو أخطَأتُ بِهِ عَلی بَدَنی،أو آثَرتُ فیهِ شَهَواتی،أو قَدَّمتُ فیهِ لَذّاتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ إلَیهِ مَن تابَعَنی،أو کاثَرتُ فیهِ مَن مَنَعَنی،أو قَهَرتُ عَلَیهِ مَن غالَبَنی،أو غَلَبتُ عَلَیهِ بِحیلَتی،أوِ استَزَلَّنی إلَیهِ مَیلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:341


1- .هَشَّ لهذا الأمر:إذا فرح به واستبشر (النهایة:ج 5 ص 264« هشش»).
2- مالأتُ:ساعدتُ أو عاونتُ (انظر:تاج العروس:ج 1 ص 253«ملأ»).

[ 32.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَعَنتُ عَلَیهِ بِحیلَةٍ تُدنی مِن غَضَبِکَ،أوِ استَظهَرتُ بِنَیلِهِ عَلی أهلِ طاعَتِکَ،أوِ استَمَلتُ بِهِ أحَداً إلی مَعصِیَتِکَ،أو راءَیتُ فیهِ عِبادَکَ،أو لَبَّستُ عَلَیهِم بِفِعالی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 33.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ کَتَبتَهُ عَلَیَّ بِسَبَبِ عُجبٍ کانَ مِنّی بِنَفسی،أو رِیاءٍ،أو سُمعَةٍ،أو خُیَلاءَ،أو فَرَحٍ،أو حِقدٍ،أو مَرَحٍ،أو أشَرٍ،أو بَطَرٍ،أو حَمِیَّةٍ،أو عَصَبِیَّةٍ،أو رِضاً،أو سَخَطٍ،أو سَخاءٍ،أو شُحٍّ،أو ظُلمٍ،أو خِیانَةٍ،أو سَرِقَةٍ،أو کَذِبٍ،أو نَمیمَةٍ،أو لَهوٍ،أو لَعِبٍ،أو نَوعٍ مِمّا یُکتَسَبُ بِمِثلِهِ الذُّنوبُ،ویَکونُ فِی اجتِراحِهِ العَطَبُ (1)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 34.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ سَبَقَ فی عِلمِکَ أنّی فاعِلُهُ بِقُدرَتِکَ الَّتی قَدَرتَ بِها عَلی کُلِّ شَیءٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 35.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ رَهِبتُ فیهِ سِواکَ،أو عادَیتُ فیهِ أولِیاءَکَ،أو والَیتُ فیهِ أعداءَکَ،أو خَذَلتُ فیهِ أحِبّاءَکَ،أو تَعَرَّضتُ فیهِ لِشَیءٍ مِن غَضَبِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 36.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،ونَقَضتُ العَهدَ فیما بَینی وبَینَکَ جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،لِمَعرِفَتی بِکَرَمِکَ وعَفوِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 37.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أدنانی مِن عَذابِکَ،أو نَآنی (2)عَن ثَوابِکَ،أو حَجَبَ عَنّی رَحمَتَکَ،أو کَدَّرَ عَلَیَّ نِعمَتَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:342


1- .العَطَبُ:الهَلاکُ (النهایة:ج 3 ص 256«عطب»).
2- نآنی:أبعدنی (انظر:لسان العرب:ج 15 ص 300«نأی»).

[ 38.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ حَلَلتُ بِهِ عَقداً شَدَدتَهُ،أو حَرَمتُ بِهِ نَفسی خَیراً وَعَدتَنی بِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 39.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ارتَکَبتُهُ بِشُمولِ عافِیَتِکَ،أو تَمَکَّنتُ مِنهُ بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو قَویتُ عَلَیهِ بِسابِغِ رِزقِکَ،أو خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ،فَخالَطَنی فیهِ وشارَکَ فِعلی ما لا یَخلُصُ لَکَ،أو وَجَبَ عَلَیَّ ما أرَدتُ بِهِ سِواکَ،فَکَثیرٌ مّا یَکونُ کَذلِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 40.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَعَتنِی الرُّخصَةُ فَحَلَّلتُهُ لِنَفسی،وهُوَ فیما عِندَکَ مُحَرَّمٌ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 41.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَفِیَ عَن خَلقِکَ،ولَم یَعزُب (1)عَنکَ،فَاستَقَلتُکَ مِنهُ فَأَقَلتَنی،ثُمَّ عُدتُ فیهِ فَسَتَرتَهُ عَلَیَّ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 42.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَطَوتُ إلَیهِ بِرِجلی،أو مَدَدتُ إلَیهِ یَدی،أو تَأَمَّلَهُ بَصری،أو أصغَیتُ إلَیهِ بِسَمعی،أو نَطَقَ بِهِ لِسانی،أو أنفَقتُ فیهِ ما رَزَقتَنی،ثُمَّ استَرزَقتُکَ عَلی عِصیانی فَرَزَقتَنی،ثُمَّ استَعَنتُ بِرِزقِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ فَسَتَرتَ عَلَیَّ،ثُمَّ سَأَلتُکَ الزِّیادَةَ فَلَم تُخَیِّبنی،وجاهَرتُکَ فیهِ فَلَم تَفضَحنی،فَلا أزالُ مُصِرّاً عَلی مَعصِیَتِکَ،ولا تَزالُ عائِداً عَلَیَّ بِحِلمِکَ ومَغفِرَتِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 43.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یوجِبُ عَلَیَّ صَغیرُهُ ألیمَ عَذابِکَ،ویُحِلُّ بی کَبیرُهُ شَدیدَ عِقابِکَ،وفی إتیانِهِ تَعجیلُ نَقِمَتِکَ،وفِی الإِصرارِ عَلَیهِ زَوالُ نِعمَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:343


1- .لا یعزب:لا یغیب (لسان العرب:ج 1 ص 596«عزب»).

[ 44.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ سِواکَ،ولا عَلِمَهُ أحَدٌ غَیرُکَ، ولا یُنجینی مِنهُ إلّاحِلمُکَ،ولا یَسَعُهُ إلّاعَفوُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 45.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُزیلُ النِّعَمَ،أو یُحِلُّ النِّقَمَ،أو یُعَجِّلُ العَدَمَ،أو یُکثِرُ النَّدَمَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 46.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَمحَقُ الحَسَناتِ،ویُضاعِفُ السَّیِّئاتِ،ویُعَجِّلُ النَّقِماتِ،ویُغضِبُکَ یا رَبَّ السَّماواتِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 47.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أنتَ أحَقُّ بِمَعرِفَتِهِ؛إذ کُنتَ أولی بِسُترَتِهِ،فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 48.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تَجَهَّمتُ (1)فیهِ وَلِیّاً مِن أولِیائِکَ،مُساعَدَةً فیهِ لِأَعدائِکَ،أو مَیلاً مَعَ أهلِ مَعصِیَتِکَ عَلی أهلِ طاعَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 49.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ألبَسَنی کِبرَةً (2)،وَانهِماکی فیهِ ذِلَّةً،أو آیَسَنی مِن وُجودِ رَحمَتِکَ،أو قَصَّرَ بِیَ الیَأسُ عَنِ الرُّجوعِ إلی طاعَتِکَ؛لِمَعرِفَتی بِعَظیمِ جُرمی وسوءِ ظَنّی بِنَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 50.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أورَدَنِی الهَلَکَةَ لَولا رَحمَتُکَ،وأَحَلَّنی دارَ البَوارِ لَولا تَغَمُّدُکَ،وسَلَکَ بی سَبیلَ الغَیِّ لَولا رُشدُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

ص:344


1- .یتجهَّمُنی:أی یلقانی بالغلظة والوجه الکریه (النهایة:ج 1 ص 323« جهم»).
2- الکِبْرَةُ:کَالکِبْرِ،التأنیث علی المبالغة (لسان العرب:ج 5 ص 129« کبر»).

[ 51.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ألهانی عَمّا هَدَیتَنی إلَیهِ،أو أمَرتَنی بِهِ أو نَهَیتَنی عَنهُ أو دَلَلتَنی عَلَیهِ،فیما فیهِ الحَظُّ لی لِبُلوغِ رِضاکَ،وإیثارِ مَحَبَّتِکَ،وَالقُربِ مِنکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 52.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَرُدُّ عَنکَ دُعائی،أو یَقطَعُ مِنکَ رَجائی،أو یُطیلُ فی سَخَطِکَ عَنائی،أو یُقَصِّرُ عِندَکَ أمَلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 53.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُمیتُ القَلبَ،ویُشعِلُ الکَربَ (1)،ویُرضِی الشَّیطانَ،ویُسخِطُ الرَّحمنَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 54.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُعقِبُ الیَأسَ مِن رَحمَتِکَ،وَالقُنوطَ مِن مَغفِرَتِکَ، وَالحِرمانَ مِن سَعَةِ ما عِندَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 55.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَقَتُّ نَفسی عَلَیهِ إجلالاً لَکَ،فَأَظهَرتُ لَکَ التَّوبَةَ فَقَبِلتَ،وسَأَلتُکَ العَفوَ فَعَفَوتَ،ثُمَّ مالَ بِیَ الهَوی إلی مُعاوَدَتِهِ طَمَعاً فی سَعَةِ رَحمَتِکَ وکَریمِ عَفوِکَ،ناسِیاً لِوَعیدِکَ،راجِیاً لِجَمیلِ وَعدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 56.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ سَوادَ الوُجوهِ،یَومَ تَبیَضُّ وُجوهُ أولِیائِکَ وتَسوَدُّ وُجوهُ أعدائِکَ؛إذ أقبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ (2)،فَقیلَ لَهُم: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ (3)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 57.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلَی الکُفرِ،ویُطیلُ الفِکرَ،ویورِثَ الفَقرَ،

ص:345


1- .الکَرْبُ:الحُزنُ والغمّ الذی یأخذ بالنفس (تاج العروس:ج 2 ص 366« کرب»).
2- القلم:30.
3- ق:28.

ویَجلِبُ العُسرَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 58.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُدنِی الآجالَ،ویَقطَعُ الآمالَ،ویَبتُرُ الأَعمارَ،فُهتُ بِهِ أو صَمَتُّ عَنهُ؛حَیاءً مِنکَ عِندَ ذِکرِهِ،أو أکنَنتُهُ فی صَدری،أو عَلِمتَهُ مِنّی،فَإِنَّکَ تَعلَمُ السِّرَّ وأَخفی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 59.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَکونُ فِی اجتِراحِهِ قَطعُ الرِّزقِ،ورَدُّ الدُّعاءِ، وتَواتُرُ البَلاءِ،ووُرودُ الهُمومِ،وتَضاعُفُ الغُمومِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 60.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُبَغِّضُنی إلی عِبادِکَ،ویُنَفِّرُ عَنّی أولِیاءَکَ،أو یوحِشُ مِنّی أهلَ طاعَتِکَ؛لِوَحشَةِ المَعاصی،ورُکوبِ الحَوبِ (1)،وکَآبَةِ الذُّنوبِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 61.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَلَّستُ بِهِ مِنّی ما أظهَرتَهُ،أو کَشَفتُ عَنّی بِهِ ما سَتَرتَهُ،أو قَبَّحتُ بِهِ مِنّی ما زَیَّنتَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 62.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لا یُنالُ بِهِ عَهدُکَ،ولا یُؤمَنُ مَعَهُ غَضَبُکَ،ولا تَنزِلُ مَعَهُ رَحمَتُکَ،ولا تَدومُ مَعَهُ نِعمَتُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 63.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَخفَیتُ لَهُ ضَوءَ النَّهارِ مِن عِبادِکَ،وبارَزتُ بِهِ فی ظُلمَةِ اللَّیلِ؛جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،عَلی أنّی أعلَمُ أنَّ السِّرَّ عِندَکَ عَلانِیَةٌ،وأَنَّ الخَفِیَّةَ عِندَکَ بارِزَةٌ،وأَنَّهُ لَن یَمنَعَنی مِنکَ مانِعٌ،ولا یَنفَعُنی (2)عِندَکَ نافِعٌ،مِن مالٍ

ص:346


1- .الحَوبُ:الإثم،وتُفتح الحاء وتُضمّ (النهایة:ج 1 ص 455«حوب»).
2- فی المصدر:«یسعنی»،والتصویب من بحار الأنوار.

وبَنینَ،إلّاأن أتَیتُکَ بِقَلبٍ سَلیمٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 64.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ النِّسیانَ لِذِکرِکَ،ویُعقِبُ الغَفلَةَ عَن تَحذیرِکَ،أو یُمادی فِی الأَمنِ مِن مَکرِکَ،أو یُطمِعُ فی طَلَبِ الرِّزقِ مِن عِندِ غَیرِکَ،أو یُؤیِسُ مِن خَیرِ ما عِندَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 65.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَحِقَنی بِسَبَبِ عَتبی عَلَیکَ فِی احتِباسِ الرِّزقِ عَنّی، وإعراضی عَنکَ ومَیلی إلی عِبادِکَ،بِالاِستِکانَةِ (1)لَهُم وَالتَّضَرُّعِ إلَیهِم،وقَد أسمَعتَنی قَولَکَ فی مُحکَمِ کِتابِکَ فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (2)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 66.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَزِمَنی بِسَبَبِ کُربَةٍ استَعَنتُ عِندَها بِغَیرِکَ،أوِ استَبدَدتُ بِأَحَدٍ فیها دونَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 67.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ حَمَلَنی عَلَی الخَوفِ مِن غَیرِکَ،أو دَعانی إلَی التَّواضُعِ لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،أوِ استَمالَنی إلَیهِ الطَّمَعُ فیما عِندَهُ،أو زَیَّنَ لی طاعَتَهُ فی مَعصِیَتِکَ؛استِجراراً لِما فی یَدِهِ،وأَ نَا أعلَمُ بِحاجَتی إلَیکَ،لا غِنی لی عَنکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 68.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِسانی،أو هَشَّت إلَیهِ نَفسی،أو حَسَّنتُهُ بِفَعالی،أو حَثَثتُ عَلَیهِ بِمَقالی،وهُوَ عِندَکَ قَبیحٌ تُعَذِّبُنی عَلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 69.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَثَّلَتهُ فِیَّ نَفسِی؛استِقلالاً لَهُ،وصَوَّرَت لِی

ص:347


1- .استکانَ:خَضَعَ وذلّ (تاج العروس:ج 18 ص 289«سکن»).
2- المؤمنون:76.

استِصغارَهُ،وهَوَّنَت عَلَیَّ الاِستِخفافَ بِهِ حَتّی أورَطَتنی (1)فیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.

[ 70.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ جَری بِهِ عِلمُکَ،فِیَّ وعَلَیَّ إلی آخِرِ عُمُری بِجَمیعِ ذُنوبی،لِأَوَّلِها وآخِرِها،وعَمدِها وخَطَئِها،وقَلیلِها وکَثیرِها،ودَقیقِها وجَلیلِها، وقَدیمِها وحَدیثِها،وسِرِّها وعَلانِیَتِها،وجَمیعِ ما أنَا مُذنِبُهُ،وأَتوبُ إلَیکَ،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی جَمیعَ ما أحصَیتَ مِن مَظالِمِ العِبادِ قِبَلی،فَإِنَّ لِعِبادِکَ عَلَیَّ حُقوقاً أنَا مُرتَهَنٌ بِها،تَغفِرُها لی کَیفَ شِئتَ وأَنّی شِئتَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

412.بحار الأنوار عن المصباح للکفعمی والبلد الأمین (3)والاختیار لابن باقی: یُستَحَبُّ أن یَقولَ فی قُنوتِ الوَترِ ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فِی الاِستِغفارِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُحکَمِ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ،وقَولُکَ الحَقُّ: کانُوا قَلِیلاً مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اَلصّابِرِینَ وَ الصّادِقِینَ وَ الْقانِتِینَ وَ الْمُنْفِقِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

ص:348


1- .وَرَطَ:إذا وقع فی بلیّة یعسر المخرج منها (النهایة:ج 5 ص 174« ورط»).
2- البلد الأمین:ص 38، بحار الأنوار:ج 87 ص 326 ح 16.
3- فی البلد الأمین و المصباح للکفعمی:«یستحبّ أن یستغفر اللّه تعالی فی سحر کلّ لیلة،ثمّ قل ما کان أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام یقوله فی الاستغفار».
4- الذاریات:17 و 18.
5- البقرة:199.
6- آل عمران:17.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (1)،وأَنَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِیماً (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللّهَ یَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِیماً (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: أَ فَلا یَتُوبُونَ إِلَی اللّهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما کانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: ما کانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِکِینَ وَ لَوْ

ص:349


1- .آل عمران:135.
2- آل عمران:159.
3- النساء:64.
4- النساء:110.
5- المائدة:74.
6- الأنفال:33.
7- التوبة:80.

کانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما کانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیّاهُ (2)، وأَنَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَکُمْ فِیها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ (5)، وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً وَ یَزِدْکُمْ قُوَّةً إِلی قُوَّتِکُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِینَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ اسْتَغْفِرِی لِذَنْبِکِ إِنَّکِ کُنْتِ مِنَ الْخاطِئِینَ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ (8)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

ص:350


1- .التوبة:113.
2- التوبة:114.
3- هود:3.
4- هود:61.
5- هود:90.
6- هود:52.
7- یوسف:29.
8- یوسف:97.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدی وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَلامٌ عَلَیْکَ سَأَسْتَغْفِرُ لَکَ رَبِّی إِنَّهُ کانَ بِی حَفِیًّا (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: یا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راکِعاً وَ أَنابَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اَلَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ

ص:351


1- .یوسف:98.
2- الکهف:55.
3- مریم:47.
4- النور:62.
5- النمل:46.
6- ص:24.
7- غافر:7.

بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْکارِ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ الْمَلائِکَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللّهُ یَعْلَمُ مُتَقَلَّبَکُمْ وَ مَثْواکُمْ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَیَقُولُ لَکَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: حَتّی تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَ ما أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ لا یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوفٍ فَبایِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَکُمْ رَسُولُ اللّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَکْبِرُونَ (8)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللّهُ

ص:352


1- .غافر:55.
2- فصّلت:6.
3- الشوری:5.
4- محمّد:19.
5- الفتح:11.
6- الممتحنة:4.
7- الممتحنة:12.
8- المنافقون:5.

لَهُمْ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَیْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ کانَ تَوّاباً (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (5)

413.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَجُلاً أتی أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،کانَ لی مالٌ وَرِثتُهُ ولَم انفِق مِنهُ دِرهَماً فی طاعَةِ اللّهِ عز و جل،ثُمَّ اکتَسَبتُ مِنهُ مالاً فَلَم انفِق مِنهُ دِرهَماً فی طاعَةِ اللّهِ،فَعَلِّمنی دُعاءً یُخلِفُ عَلَیَّ ما مَضی ویَغفِرُ لی ما عَمِلتُ،أو عَمَلاً أعمَلُهُ، قالَ:قُل.قالَ:وأَیَّ شَیءٍ أقولُ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟قالَ:قُل کَما أقولُ:

یا نوری فی کُلِّ ظُلمَةٍ،ویا انسی فی کُلِّ وَحشَةٍ،ویا رَجائی فی کُلِّ کُربَةٍ،ویا ثِقَتی فی کُلِّ شِدَّةٍ،ویا دَلیلی فِی الضَّلالَةِ،أنتَ دَلیلی إذَا انقَطَعَت دَلالَةُ الأَدِلّاءِ،فَإِنَّ دَلالَتَکَ لا تَنقَطِعُ،ولا یَضِلُّ مَن هَدَیتَ،أنعَمتَ عَلَیَّ فَأَسبَغتَ،ورَزَقتَنی فَوَفَّرتَ،وغَذَّیتَنی فَأَحسَنتَ غِذائی،وأَعطَیتَنی فَأَجزَلتَ بِلَا استِحقاقٍ لِذلِکَ بِفِعلٍ مِنّی ولکِنِ ابتِداءً مِنکَ؛ لِکَرَمِکَ وجودِکَ،فَتَقَوَّیتُ بِکَرَمِکَ عَلی مَعاصیکَ،وتَقَوَّیتُ بِرِزقِکَ عَلی سَخَطِکَ، وأَفنَیتُ عُمُری فیما لا تُحِبُّ،فَلَم یَمنَعکَ جُرأَتی عَلَیکَ ورُکوبی لِما نَهَیتَنی عَنهُ ودُخولی

ص:353


1- .المنافقون:6.
2- نوح:10.
3- المزّمّل:20.
4- النصر:3.
5- بحار الأنوار:ج 87 ص 282 ح 75، البلد الأمین:ص 36، [6]المصباح للکفعمی:ص 87.

فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ أن عُدتَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ،ولَم یَمنَعنی حِلمُکَ عَنّی وعَودُکَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ وأَن عُدتُ فی مَعاصیکَ،فَأَنتَ العَوّادُ بِالفَضلِ وأَ نَا العَوّادُ بِالمَعاصی،فَیا أکرَمَ مَن اقِرَّ لَهُ بِذَنبٍ،وأَعَزَّ مَن خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ،لِکَرَمِکَ أقرَرتُ بِذَنبی،ولِعِزِّکَ خَضَعتُ بِذُلّی،فَما أنتَ صانِعٌ بی فی کَرَمِکَ وإقراری بِذَنبی ! وعِزِّکَ وخُضوعی بِذُلِّی افعَل بی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ. (1)

راجع:ص 493 ح 673 وج2 ص 219 ح 1382 و 2245 وص 254 ح 1417.

4/7الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الصّادِقَینِ علیهما السلام

414.الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ لا إلهَ إلّاأنتَ،المَنّانُ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،إنّی سائِلٌ فَقیرٌ،وخائِفٌ مُستَجیرٌ،وتائِبٌ مُستَغفِرٌ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ذُنوبی کُلَّها،قَدیمَها وحَدیثَها،وکُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،اللّهُمَّ لا تُجهِد بَلائی،ولا تُشمِت بی أعدائی،فَإِنَّهُ لا دافِعَ ولا مانِعَ إلّاأنتَ. (2)

415.الکافی عن یعقوب بن شعیب عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: کانَ مِن دُعائِهِ یَقولُ:

یا نورُ یا قُدّوسُ،یا أوَّلَ الأَوَّلینَ ویا آخِرَ الآخِرینَ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ (3)الأَعداءَ،وَاغفِر

ص:354


1- .الکافی:ج 2 ص 595 ح 35، جمال الاُسبوع:ص 191، [2]مصباح المتهجّد:ص 314 ح 422 [3] ولیس فیهما صدره إلی«یا نوری»وکلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 202 ح 5.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 89 ح 248 عن برید بن معاویة العجلی،مصباح المتهجّد:ص 565 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 327،بحار الأنوار:ج 98 ص 132.
3- الإدالة:الغَلَبةُ (النهایة:ج 2 ص 141«دول»).

لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ غَیثَ السَّماءِ. (1)

راجع:ص 193 (أدعیة المناجاة/مناجاة التائبین)

وص 384 (دعوات لحوائج خاصّة/طلب عفو اللّه)

ونهج الذکر:ج 2 ص 317-478 (القسم التاسع:الاستغفار).

ص:355


1- .الکافی:ج 2 ص 589 ح 29، المصباح للکفعمی:ص 766، [2]جمال الاُسبوع:ص 140 [3] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.

ص:356

الفَصلُ الثامن:دَعَواتٌ لِحَوائِجَ خاصَّةٍ

1/8طَلَبُ العافِیةِ

الف-تَأکیدُ الدُّعاءِ بِالعافِیَةِ

416.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ لِعَمِّهِ:أکثِرِ الدُّعاءَ بِالعافِیَةِ. (1)

417.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ ابنَ آدَمَ لَم یُعطَ شَیئاً أفضَلَ مِنَ العافِیَةِ،فَاسأَ لُوا اللّهَ العافِیَةَ. (2)

418.عنه صلی الله علیه و آله: ما سُئِلَ اللّهُ شَیئاً یُعطی أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُسأَلَ العافِیَةَ. (3)

419.سنن الترمذی عن أنس: إنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أیُّ الدُّعاءِ أفضَلُ؟قالَ:

سَل رَبَّکَ العافِیَةَ وَالمُعافاةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

ص:357


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 711 ح 1939،المعجم الکبیر:ج 11 ص 262 ح 11908،الشکر لابن أبی الدنیا:ص 72 ح 153،کنز العمّال:ج 2 ص 76 ح 3208.
2- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 34 ح 66، مسند أبی یعلی:ج 1 ص 69 ح 69 نحوه وکلاهما عن أبی بکر،کنز العمّال:ج 2 ص 625 ح 4924.
3- سنن الترمذی:ج 5 ص 552 ح 3548 و ص 535 ح 3515،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 675 ح 1833،الدعاء للطبرانی:ص 386 ح 1296،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 26 ح 5 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 2 ص 64 ح 3130.

ثُمَّ أتاهُ فِی الیَومِ الثّانی فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أیُّ الدُّعاءِ أفضَلُ؟فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ أتاهُ فِی الیَومِ الثّالِثِ فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِکَ.قالَ:

فَإِذا اعطیتَ العافِیَةَ فِی الدُّنیا واُعطیتَها فِی الآخِرَةِ فَقَد أفلَحتَ. (1)

420.سنن الترمذی عن العبّاس بن عبدالمطّلب: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی شَیئاً أسأَ لُهُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ،قالَ:سَلِ اللّهَ العافِیَةَ،فَمَکَثتُ أیّاماً ثُمَّ جِئتُ فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی شَیئاً أسأَ لُهُ اللّهَ،فَقالَ لی:

یا عَبّاسُ یا عَمَّ رَسولِ اللّهِ،سَلُوا اللّهَ العافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)

421.المعجم الأوسط عن عبد اللّه بن یزید عن عائشة -أنَّها قالَت-:یا رَسولَ اللّهِ،إن وافَقتُ لَیلَةَ القَدرِ ما أسأَلُ اللّهَ؟

قالَ [ صلی الله علیه و آله ]:سَلیهِ العافِیَةَ. (3)

راجع: نهج الدعاء :ص 211 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهُمَّ اجعَل عُقوبَتی فِی الدُّنیا) و معانی الأخبار :ص 230 ح 1 و الدعوات :ص 114 ح 261.

ب-أدعِیَةُ العافِیَةِ

الکتاب

وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَکَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِکْری لِلْعابِدِینَ . (4)

ص:358


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 533 ح 3512،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1265 ح 3848،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 256 ح 12293، الأدب المفرد:ص 191 ح 637 [2] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 75 ح 3200.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 534 ح 3514،الاذکار المنتخبة:ص 346،الأدب المفرد:ص 217 ح 726 وفیه«قلیلاً»بدل«أیاما»،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 447 ح 1783 [4] نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 76 ح 3202.
3- المعجم الأوسط:ج 3 ص 66 ح 2500،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 26 ح 6 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله نحوه؛مستدرک الوسائل:ج 7 ص 458 ح 8654 [6] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب نحوه.
4- الأنبیاء:83 و 84.

الحدیث

422.مکارم الأخلاق: کانَ مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وشُکرَ العافِیَةِ،وتَمامَ العافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

423.الدعوات: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو ویَقولُ:«أسأَ لُکَ تَمامَ العافِیَةَ».ثُمَّ قالَ:تَمامُ العافِیَةِ الفَوزُ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةُ مِنَ النّارِ. (2)

424.المعجم الکبیر عن معاذ بن جبل: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن دَعوَةٍ أحَبُّ إلَی اللّهِ أن یَدعُوَهُ بِها عَبدٌ مِن أن یَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ المُعافاةَ-قالَ:أو قالَ:العافِیَةَ-فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)

425.الدعاء للطبرانی عن ابن عباس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فی دینی ودُنیایَ وأَهلی ومالی. (4)

426.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَخافُ زَوالَ نِعمَةٍ أو فَجاءَةَ نَقِمَةٍ أو تَغَیُّرَ عافِیَةٍ ویَقولُ:«یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا واحِدُ یا مَجیدُ،یا بَرُّ یا کَریمُ،یا رَحیمُ یا غَنِیُّ،تَمِّم عَلَینا نِعمَتَکَ،وهَب لَنا کَرامَتَکَ،وأَلبِسنا عافِیَتَکَ»إلّاأعطاهُ اللّهُ تَعالی خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)

427.سنن الترمذی عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

ص:359


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 157 ح 2388، مشکاة الأنوار:ص 450 ح 1510 [2] عن الإمام الرضا عن الإمام زین العابدین علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 95 ص 292 ح 6 و ص 357 ح 12.
2- الدعوات:ص 84 ح 212،بحار الأنوار:ج 95 ص 362 ح 20.
3- المعجم الکبیر:ج 20 ص 165 ح 346،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 247 نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 88 ح 3271.
4- الدعاء للطبرانی:ص 387 ح 1297،سنن أبی داوود:ج 4 ص 319 ح 5074.السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 145 ح 10401،الأدب المفرد:ص 208 ح 698 والثلاثة الأخیرة عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 636 ح 4957.
5- بحار الأنوار:ج 95 ص 194 ح 27 نقلاً عن خط الشهید الأوّل.

اللّهُمَّ عافِنی فی جَسَدی،وعافِنی فی بَصَری،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّی،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (1)

428.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ مَتِّعنی بِسَمعی وبَصَری حَتّی تَجعَلَهُمَا الوارِثَ مِنّی،وعافِنی فی دینی وجَسَدی، وَانصُرنی مِمَّن ظَلَمَنی حَتّی تُرِیَنی فیهِ ثَأری،اللّهُمَّ إنّی أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ،وخَلَّیتُ وَجهی إلَیکَ،لا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ،آمَنتُ بِرَسولِکَ الَّذی أرسَلتَ،وبِکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ. (2)

429.سنن ابن ماجة عن عثمان بن حنیف: إنَّ رَجُلاً ضَریرَ البَصَرِ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:اُدعُ اللّهَ لی أن یُعافِیَنی،فَقالَ:إن شِئتَ أخَّرتُ لَکَ وهُوَ خَیرٌ،وإن شِئتَ دَعَوتُ،فَقالَ:اُدعُهُ، فَأَمَرَهُ أن یَتَوَضَّأَ فَیُحسِنَ وُضوءَهُ،ویُصَلِّیَ رَکعَتَینِ،ویَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،یا مُحَمَّدُ إنّی قَد تَوَجَّهتُ بِکَ إلی رَبّی فی حاجَتی هذِهِ لِتُقضی،اللّهُمَّ فَشَفِّعهُ فِیَّ. (3)

430.الإمام علیّ علیه السلام: نَحمَدُهُ عَلی ما کانَ،ونَستَعینُهُ مِن أمرِنا عَلی ما یَکونُ،ونَسأَ لُهُ المُعافاةَ فِی الأَدیانِ،کَما نَسأَ لُهُ المُعافاةَ فِی الأَبدانِ. (4)

431.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا سَأَلَ اللّهَ العافِیَهَ وشُکرَها-:

ص:360


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 518 ح 3480، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 712 ح 1941،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 360 ح 4671،تاریخ بغداد:ج 2 ص 137، [2]کنز العمّال:ج 2 ص 684 ح 5069.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1933 عن حسین بن علی بن الحسین عن الإمام الباقر عن أبیه علیهما السلام،المعجم الأوسط:ج 8 ص 36 ح 7884،المعجم الصغیر:ج 2 ص 108 کلاهما عن الحسن بن محمّد بن علیّ عن أبیه عنه علیه السلام نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 174 ح 3612.
3- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 441 ح 1385،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 169 ح 10495، سنن الترمذی:ج 5 ص 569 ح 3578،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 107 ح 17241، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 700 ح 1909 بزیادة«وشفعنی فیه»فی آخره،کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3640.
4- نهج البلاغة:الخطبة 99.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ،وحَصِّنّی بِعافِیَتِکَ، وأَکرِمنی بِعافِیَتِکَ،وأَغنِنی بِعافِیَتِکَ،وتَصَدَّق عَلَیَّ بِعافِیَتِکَ،وهَب لی عافِیَتَکَ، وأَفرِشنی عافِیَتَکَ،وأَصلِح لی عافِیَتَکَ،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَ عافِیَتِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعافِنی عافِیَةً کافِیَةً شافِیَةً عالِیَةً نامِیَةً،عافِیَةً تُوَلِّدُ فی بَدَنِی العافِیَةَ،عافِیَةَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَامنُن عَلَیَّ بِالصِّحَّةِ وَالأَمنِ وَالسَّلامَةِ فی دینی وبَدَنی،وَالبَصیرَةِ فی قَلبی،وَالنَّفاذِ فی اموری،وَالخَشیَةِ لَکَ،وَالخَوفِ مِنکَ،وَالقُوَّةِ عَلی ما أمَرتَنی بِهِ مِن طاعَتِکَ،وَالاِجتِنابِ لِما نَهَیتَنی عَنهُ مِن مَعصِیَتِکَ.

اللّهُمَّ وَامنُن عَلَیَّ بِالحَجِّ وَالعُمرَةِ،وزِیارَةِ قَبرِ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ وآلِ رَسولِکَ عَلَیهِمُ السَّلامُ أبَداً ما أبقَیتَنی،فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،وَاجعَل ذلِکَ مَقبولاً مَشکوراً،مَذکوراً لَدَیکَ،مَذخوراً عِندَکَ،وأَنطِق بِحَمدِکَ وشُکرِکَ وذِکرِکَ وحُسنِ الثَّناءِ عَلَیکَ لِسانی،وَاشرَح لِمَراشِدِ دینِکَ قَلبی،وأَعِذنی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ (1)وَالعامَّةِ وَاللّامَّةِ (2)،ومِن شَرِّ کُلِّ شَیطانٍ مَریدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ سُلطانٍ عَنیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ مُترَفٍ حَفیدٍ (3)،ومِن شَرِّ کُلِّ ضَعیفٍ وشَدیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ شَریفٍ ووَضیعٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ صَغیرٍ وکَبیرٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ قَریبٍ وبَعیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ مَن نَصَبَ لِرَسولِکَ ولِأَهلِ بَیتِهِ حَرباً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَاصرِفهُ عَنّی،وَادحَر عَنّی مَکرَهُ، وَادرَأ عَنّی شَرَّهُ،ورُدَّ کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وَاجعَل بَینَ یَدَیهِ سَدّاً حَتّی تُعمِیَ عَنّی بَصَرَهُ، وتُصِمَّ عَن ذِکری سَمعَهُ،وتُقفِلَ دونَ إخطاری قَلبَهُ،وتُخرِسَ عَنّی لِسانَهُ،وتَقمَعَ رَأسَهُ،

ص:361


1- .الهامّة:الحیة.والسامّة:العقرب (لسان العرب:ج 12 ص 619«همم»).
2- اللّامّةُ:العین التی تصیب بسوء (مجمع البحرین:ج 3 ص 1649«لمم»).
3- حَفید:صاحب مال (مجمع البحرین:ج 1 ص 425«حفد»).

وتُذِلَّ عِزَّهُ،وتَکسِرَ جَبَروتَهُ،وتُذِلَّ رَقَبَتَهُ،وتَفسَخَ کِبرَهُ،وتُؤمِنَنی مِن جَمیعِ ضَرِّهِ وشَرِّهِ وغَمزِهِ وهَمزِهِ ولَمزِهِ وحَسَدِهِ وعَداوَتِهِ وحَبائِلِهِ ومَصائِدِهِ ورَجِلِهِ وخَیلِهِ (1)،إنَّکَ عَزیزٌ قَدیرٌ. (2)

432.عنه علیه السلام -فِی الاِعتِرافِ وطَلَبِ مَزیدِ العافِیَةِ-:

رَبِّ إنَّکَ قَد حَسَّنتَ خَلقی،وعَظَّمتَ عافِیَتی،ووَسَّعتَ عَلَیَّ فی رِزقِکَ،ولَم تَزَل تَنقُلُنی مِن نِعمَةٍ إلی کَرامَةٍ،ومِن کَرامَةٍ إلی رِضاً تُجَدِّدُ لی ذلِکَ فی لَیلی ونَهاری،لا أعرِفُ غَیرَ ما أنَا فیهِ مِن عافِیَتِکَ یا مَولایَ،حَتّی ظَنَنتُ أنَّ ذلِکَ واجِبٌ عَلَیکَ لی،وأَنَّهُ لا یَنبَغی لی أن أکونَ فی غَیرِ مَرتَبَتی،لِأَنّی لَم أذُق طَعمَ البَلاءِ فَأَجِدَ لَذَّةَ الرِّضا،ولَم یُذلِلنِی الفَقرُ فَأَعرِفَ لَذَّةَ الغِنی،ولَم یُلهِنِی الخَوفُ فَأَعرِفَ فَضلَ الأَمنِ.

یا إلهی ! فَأَصبَحتُ وأَمسَیتُ فی غَفلَةٍ مِمّا فیهِ غَیری مِمَّن هُوَ دونی،نَکِرتُ آلاءَکَ ولَم أشکُر نَعماءَکَ،ولَم أشُکَّ فی أنَّ الَّذی أنَا فیهِ دائِمٌ غَیرُ زائِلٍ عَنّی،ولا احَدِّثُ نَفسی بِانتِقالِ عافِیَةٍ،ولا حُلولِ فَقرٍ ولا خَوفٍ ولا حُزنٍ فی عاجِلِ دُنیایَ وفی آجِلِ آخِرَتی.

فَحالَ ذلِکَ بَینی وبَینَ التَّضَرُّعِ إلَیکَ فی دَوامِ ذلِکَ لی مَعَ ما أمَرتَنی بِهِ مِن شُکرِکَ، ووَعَدتَنی عَلَیهِ مِنَ المَزیدِ مِن لَدُنکَ،فَسَهَوتُ ولَهَوتُ وغَفَلتُ وأَشِرتُ (3)وبَطِرتُ وتَهاوَنتُ،حَتّی جاءَ التَّغَیُّرِ مَکانَ العافِیَةِ بِحُلولِ البَلاءِ،ونَزَلَ الضُّرُّ مَنزِلَ الصِّحَّةِ بِأَنواعِ الأَذی،وأَقبَلَ الفَقرُ بِإِزالَةِ الغِنی،فَعَرَفتُ ما کُنتُ فیهِ لِلَّذی صِرتُ إلَیهِ،فَسَأَلتُکَ مَسأَلَةَ مَن لا یَستَوجِبُ أن تَسمَعَ لَهُ دَعوَةً لِعَظیمِ ما کُنتُ فیهِ مِنَ الغَفلَةِ،وطَلَبتُ طَلِبَةَ مَن لا یَستَحِقُّ نَجاحَ الطَّلِبَةِ لِلَّذی کُنتُ فیهِ مِنَ اللَّهوِ وَالغِرَّةِ،وتَضَرَّعتُ تَضَرُّعَ مَن لا یَستَوجِبُ الرَّحمَةَ لِلَّذی کُنتُ فیهِ مِنَ الزَّهوِ وَالاِستِطالَةِ،فَرَکَنتُ إلی ما إلَیهِ صَیَّرتَنی،وإن کانَ الضُّرُّ

ص:362


1- .رجله وخیله:کنایة عن أعوانه من کلّ راکبٍ وماشٍ.
2- الصحیفة السجادیة:ص 97 الدعاء 23.
3- الأشرُ:البَطَرُ،وقیل:أشدّ البطر (النهایة:ج 1 ص 51« أشر»).

قَد مَسَّنی،وَالفَقرُ قَد أذَلَّنی،وَالبَلاءُ قَد جاءَنی.

فَإِن یَکُ ذلِکَ یا إلهی مِن سَخَطِکَ عَلَیَّ،فَأَعوذُ بِحِلمِکَ مِن سَخَطِکَ یا مَولایَ،وإن کُنتَ أرَدتَ أن تَبلُوَنی فَقَد عَرَفتَ ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،إذ قُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً . (1)

وقُلتَ: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ (2).

وقُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی (3).

وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ (4).

وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ (5).

وقُلتَ: وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (6).

وقُلتَ: إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها (7).

صَدَقتَ وبَرَرتَ یا مَولایَ،فَهذِهِ صِفاتِی الَّتی أعرِفُها مِن نَفسی،قَد مَضَت بِقُدرَتِکَ فِیَّ،غَیرَ أن وَعَدتَنی مِنکَ وَعداً حَسَناً أن أدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لی.

فَأَنَا أدعوکَ کَما أمَرتَنی،فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،وَاردُد عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَانقُلنی مِمّا

ص:363


1- .المعارج:19-21.
2- الفجر:15 و 16.
3- العلق:6 و 7.
4- یونس:12.
5- الزمر:8.
6- الاسراء:11.
7- الشوری:48.

أنَا فیهِ إلی ما هُوَ أکبَرُ مِنهُ،حَتّی أبلُغَ مِنهُ رِضاکَ،وأَنالَ بِهِ ما عِندَکَ فیما أعدَدتَهُ لِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،قَریبٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ. (1)

433.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ عَرَفَةَ-:

اللّهُمَّ...وسَربِلنی (2)بِسِربالِ عافِیَتِکَ،ورَدِّنی رِداءَ مُعافاتِکَ،وجَلِّلنی سَوابِغَ نَعمائِکَ، وظاهِر لَدَیَّ فَضلَکَ وطَولَکَ. (3)

434.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ المَرَضِ-:

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وأَوجِدنی حَلاوَةَ العافِیَةِ،وأَذِقنی بَردَ السَّلامَةِ. (4)

435.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِقالَةِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وَاستَصلِحنی بِالعافِیَةِ،وأَذِقنی حَلاوَةَ المَغفِرَةِ. (5)

436.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ-:

اللّهُمَّ أنتَ عُدَّتی إن حَزِنتُ...فَامنُن عَلَیَّ قَبلَ البَلاءِ بِالعافِیَةِ. (6)

437.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الأَضحی وَالجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ...وأَذِقنی طَعمَ العافِیَةِ إلی مُنتَهی أجَلی،ولا تُشمِت بی عَدُوّی،ولا تُمَکِّنهُ مِن عُنُقی،ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ. (7)

ص:364


1- .الدعوت:ص 175 ح 491،بحار الأنوار:ج 94 ص 136 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی نحوه.
2- سربلته:أی ألبستهُ السربال،والسربال:القمیص (مجمع البحرین:ج 2 ص 833«سربل»).
3- الصحیفة السّجادیة:ص 197 الدعاء 47، الإقبال:ج 2 ص 97.
4- الصحیفة السجّادیّة:ص 66 الدعاء 15، المصباح للکفعمی:ص 198، [5]الدعوات:ص 175 ح 490.
5- الصحیفة السجّادیّة:ص 71 الدعاء 16، المزار الکبیر:ص 160؛شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 182.
6- الصحیفة السجّادیّة:ص 86 الدعاء 20.
7- الصحیفة السجّادیة:ص 207 الدعاء 48، المزار الکبیر:ص 471،مصباح المتهجّد:ص 269 ح 379، [10]ū جمال الاسبوع،ص 133،البلد الأمین:ص 69 [11] والثلاثة الأخیرة من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 295 ح 6.

438.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِوُلدِهِ علیهم السلام-:

اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَیَّ بِبَقاءِ وُلدی...،وأَصِحَّ لی أبدانَهُم وأَدیانَهُم وأَخلاقَهُم،وعافِهِم فی أنفُسِهِم،وفی جَوارِحِهِم،وفی کُلِّ ما عُنیتُ بِهِ مِن أمرِهِم. (1)

439.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الأَحَدِ-:

إیّاکَ أرغَبُ فی لِباسِ العافِیَةِ وتَمامِها،وشُمولِ السَّلامَةِ ودَوامِها. (2)

440.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ کَرِّمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالنِّعَمِ،وَاغمُرنی بِالعافِیَةِ،وَارزُقنی شُکرَ العافِیَةِ. (3)

441.الإقبال: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ إنِ ابتَلَیتَنی فَصَبِّرنی،وَالعافِیَةُ أحَبُّ إلَیَّ. (4)

442.الإمام الباقر علیه السلام:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ الحَصینَةَ،فَإِنِ ابتَلَیتَنی فَصَبِّرنی، وَالعافِیَةُ أحَبُّ إلَیَّ. (5)

443.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أصبَحَ-:

ص:365


1- .الصحیفة السجّادیة:ص 105 الدعاء 25.
2- المصباح للکفعمی:ص 152، البلد الأمین:ص 109، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 164 ح 15.
3- الکافی:ج 4 ص 552 ح 2، کامل الزیارات:ص 53 ح 29 [6] کلاهما عن علیّ بن جعفر عن الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،المزار للمفید:ص 175 عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام وفیهما«اللّهُمَّ زیّنّی بالتقوی»،بحار الأنوار:ج 100 ص 153 ح 20.
4- الإقبال:ج 1 ص 318، بحار الأنوار:ج 98 ص 126 ح 3.
5- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 81 ح 236 عن عبد اللّه بن میمون عن أبیه،مصباح المتهجّد:ص 555 ح 648 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 318،بحار الأنوار:ج 98 ص 126 ح 3.

نَسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ مِن کُلِّ سوءٍ وشَرٍّ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

444.الإمام الصادق علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ،وشَماتَةِ الأَعداءِ،وسوءِ القَضاءِ،ودَرکِ الشَّقاءِ،ومِنَ الضَّرَرِ فِی المَعیشَةِ،وأَن تَبتَلِیَنی بِبَلاءٍ لا طاقَةَ لی بِهِ،أو تُسَلِّطَ عَلَیَّ طاغِیاً،أو تَهتِکَ لی سِتراً،أو تُبدِیَ لی عَورَةً،أو تُحاسِبَنی یَومَ القِیامَةِ مُناقِشاً،أحوَجَ ما أکونُ إلی عَفوِکَ وتَجاوُزِکَ عَنّی فیما سَلَفَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الکَریمِ وکَلِماتِکَ التّامَّةِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَجعَلَنی مِن عُتَقائِکَ وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ. (2)

445.عنه علیه السلام: أدنی ما یُجزیکَ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ المَکتوبَةِ أن تَقولَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ، ونَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی جَمیعِ امورِنا کُلِّها، ونَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (3)

446.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ-:

اللّهُمَّ...وبَلِّغنی بِرَحمَتِکَ کَمالَ العافِیَةِ بِتَمامِ دَوامِ العافِیَةِ،وَالنِّعمَةِ عِندی إلی مُنتَهی أجَلی. (4)

ص:366


1- .الکافی:ج 2 ص 525 ح 13 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 26 ح 2059،مصباح المتهجّد:ص 94 ح 152 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 263 ح 34.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 87 ح 246،المقنعة:ص 183،مصباح المتهجد:ص 553 ح 645، الإقبال:ج 1 ص 315 [5] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 130 ح 3.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 323 ح 948،معانی الأخبار:ص 394 ح 46،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 33 ح 2072، الکافی:ج 2 ص 578 ح 3 و ج 3 ص 343 ح 16، [8]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 108 ح 407 والثلاثة الأخیره عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،ولیس فیها الصلاة [9]علی النبیّ وآله فی صدره،بحار الأنوار:ج 86 ص 33 ح 37.
4- الکافی:ج 4 ص 73 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 108 ح 266 کلاهما عن علی بن رئاب،ū کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 104 ح 1848،الإقبال:ج 1 ص 118، [12]بحار الأنوار:ج 97 ص 342 ح 2.

447.الإمام الرضا علیه السلام: هذا دُعاءُ العافِیَةِ:

یا اللّهُ یا وَلِیَّ العافِیَةِ،وَالمَنّانَ بِالعافِیَةِ،ورازِقَ العافِیَةِ،وَالمُنعِمَ بِالعافِیَةِ،وَالمُتَفَضِّلَ بِالعافِیَةِ عَلَیَّ وعَلی جَمیعِ خَلقِهِ،ورَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل لَنا فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنِی العافِیَةَ ودَوامَ العافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

448.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ-:

أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ وَالمُعافاةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،عافِیَةَ الدُّنیا مِنَ البَلاءِ،وعافِیَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقاءِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وتَمامَ العافِیَةِ،[ودَوامَ العافِیَةِ] (2)،وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ. (3)

449.کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عَن مِسمَعٍ کِردینٍ أنَّهُ قالَ:صَلَّیتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أربَعینَ صَباحاً،فَکانَ إذَا انفَتَلَ رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ،وقالَ:

أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ،اللّهمّ إنّا عَبیدُکَ وأَبناءُ عَبیدِکَ،اللّهُمَّ احفَظنا مِن حَیثُ نَحتَفِظُ ومِن حَیثُ لا نَحتَفِظُ،اللّهُمَّ احرُسنا مِن حَیثُ نَحتَرِسُ ومِن حَیثُ لا نَحتَرِسُ، اللّهُمَّ استُرنا مِن حَیثُ نَستَتِرُ ومِن حَیثُ لا نَستَتِرُ،اللّهُمَّ استُرنا بِالغِنی وَالعافِیَةِ،اللّهُمَّ ارزُقنَا العافِیَةَ ودَوامَ العافِیَةِ،وَارزُقنَا الشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ. (4)

ص:367


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 95 ح 257 عن سعد بن سعد،مصباح المتهجد:ص 571 ح 680 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 334،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 16 ح 37 [2] عن أحمد بن موسی بن سعد نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 137.
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من فلاح السائل.
3- مصباح المتهجد:ص 65 ح 101، فلاح السائل:ص 321 ح 215، [6]المصباح للکفعمی:ص 46 [7] کلّها عن معاویة بن عمار،بحار الأنوار:ج 86 ص 71 ح 5.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 338 ح 983،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 24 ح 2057، بحار الأنوار:ج 86 ص 190 ح 51.

450.الإمام الکاظم علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وأَسأَ لُکَ جَمیلَ العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ شُکرِ العافِیَةِ. (1)

راجع:ص 168 (دعوات الأبرار/دعاء أبی ذرّ).

2/8طَلَبُ دَفعِ المَرَضِ

451.الإمام الباقر علیه السلام: مَرِضَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَأَتاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَعجیلَ عافِیَتِکَ،وصَبراً عَلی بَلِیَّتِکَ،وخُروجاً إلی رَحمَتِکَ. (2)

452.الکافی عن إسماعیل بن عبد الخالق: أبطَأَ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عَنهُ،ثُمَّ أتاهُ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما أبطَأَ بِکَ عَنّا؟فَقالَ:السُّقمُ وَالفَقرُ.

فَقالَ لَهُ:أفَلا اعَلِّمُکَ دُعاءً یَذهَبُ اللّهُ عَنکَ بِالسُّقمِ وَالفَقرِ؟قالَ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ:قُل:

لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وکَبِّرهُ تَکبیراً.

قالَ:فَما لَبِثَ أن عادَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد أذهَبَ اللّهُ عَنِّی السُّقمَ وَالفَقرَ. (3)

ص:368


1- .الدعوات:ص 84 ح 211 عن داوود بن رزین،بحار الأنوار:ج 95 ص 362 ح 20.
2- الکافی:ج 2 ص 567 ح 16 عن أبی حمزة،مسند زید:ص 181 عن زید بن علیّ عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،الدعوات:ص 192 ح 531 وفیه«أو»بدل«و»فی الموضعین،بحار الأنوار:ج 95 ص 19 ح 19؛ [3]مسند الشهاب:ج 2 ص 334 ح 1470،المرض والکفارات لابن أبی الدنیا:ص 40 ح 30 کلاهما عن أنس نحوه.
3- الکافی:ج 2 ص 551 ح 3، الأمالی للمفید:ص 229 ح 2 عن محمّد بن جعفر عن الإمام الصادق علیه السلام،تفسیر ū العیّاشی:ج 2 ص 320 ح 181 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،الدعوات:ص 193 ح 532 عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 19 ح 20.

453.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أصابَکَ مَرَضٌ،فَقُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،وسُبحانَ رَبِّ العِبادِ،ورَبِّ البِلادِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ عَلی کُلِّ حالٍ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،إجلالاً للّهِ ِ وکِبرِیائِهِ،وقُدرَتِهِ وعَظَمَتِهِ بِکُلِّ حالٍ،اللّهُمَّ إن کُنتَ کَتَبتَ عَلَیَّ فیهِ المَوتَ فَاغفِر لی،وأَخرِجنی مِن ذُنوبی،وأَسکِنّی جَنَّةَ عَدنٍ. (1)

454.عنه صلی الله علیه و آله: إذَا اشتَکی أحَدُکُم،فَلیَضَع یَدَهُ عَلی ذلِکَ الوَجَعِ،ثُمَّ لیَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ،مِن شَرِّ وَجَعی هذا. (2)

455.سنن ابن ماجة عن عثمان بن أبی العاص: قَدِمتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وبی وَجَعٌ قَد کادَ یُبطِلُنی، فَقالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِجعَل یَدَکَ الیُمنی عَلَیهِ،وقُل:

«بِسمِ اللّهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ،مِن شَرِّ ما أجِدُ واُحاذِرُ»سَبعَ مَرّاتٍ.

فَقُلتُ ذلِکَ،فَشَفانِیَ اللّهُ عز و جل. (3)

456.الإمام علیّ علیه السلام: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ مَریضٍ یَعودُهُ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اُدعُ اللّهَ لی.فَقالَ صلی الله علیه و آله:قُل:

أسأَلُ اللّهَ العَظیمَ رَبَّ العَرشِ العَظیمِ،وأَسأَلُ اللّهَ الکَبیرَ.

ص:369


1- .المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا:ص 120 ح 44 عن أنس.
2- المعجم الصغیر:ج 1 ص 181،الدعاء للطبرانی:ص 343 ح 1127،سنن الترمذی:ج 5 ص 574 ح 3588،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 244 ح 7515 کلاهما نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 10 ص 57 ح 28344،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 245 ح 2591 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 16 ح 16.
3- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1164 ح 3522،سنن أبی داوود:ج 4 ص 12 ح 3891،سنن الترمذی:ج 4 ص 408 ح 2080، السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 367 ح 7546، [4]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 489 ح 16268 [5] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 83 ح 28464.

فَقالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ،فَقامَ کَأَنَّما نَشِطَ (1)مِن عِقالٍ. (2)

457.السنن الکبری عن عبد اللّه بن حسن: إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ دَخَلَ عَلَی ابنٍ لَهُ مَریضٍ یُقالُ لَهُ صالِحٌ،فَقال:قُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ اغفِر لی،اللّهُمَّ ارحَمنی،اللّهُمَّ تَجاوَز عَنّی،اللّهُمَّ اعفُ عَنّی فَإِنَّکَ عَفُوٌّ غَفورٌ.

ثُمَّ قالَ:هؤُلاءِ الکَلِماتُ عَلَّمَنیهِنَّ عَمّی [عَلِیٌّ علیه السلام ] (3)،وذَکَرَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُنَّ إیّاهُ. (4)

458.مهج الدعوات: دَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیها السلام فَوَجَدَ الحَسَنَ علیه السلام مَوعوکاً (5)،فَشَقَّ ذلِکَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،ألا اعَلِّمُکَ مَعاذَةً تَدعو بِها فَیَنجَلی بِها عَنهُ ما یَجِدُهُ؟قالَ:بَلی،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،ذُو السُّلطانِ القَدیمِ،وَالمَنِّ العَظیمِ،وَالوَجهِ الکَریمِ، لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وَلِیُّ الکَلِماتِ التّامّاتِ وَالدَّعَواتِ المُستَجاباتِ،حُلَّ ما أصبَحَ بِفُلانٍ.

فَدَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلی جَبهَتِهِ،فَإِذا هُوَ بِعَونِ اللّهِ قَد أفاقَ. (6)

459.مهج الدعوات عن ابن عبّاس: کُنتُ عِندَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام جالِساً،فَدَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ

ص:370


1- .نَشِطَ:أی حُلَّ (لسان العرب:ج 7 ص 414«نشط»).
2- مسند زید:ص 181 عن زید بن علیّ عن أبیه عن جدّه علیهما السلام.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من حلیة الأولیاء.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 165 ح 10481،الدعاء للطبرانی: ص 310 ح 1017،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 56 ح 8،حلیة الأولیاء:ج 7 ص 230،کنز العمّال:ج 10 ص 101 ح 28519.
5- ورد فی الحدیث ذکرُ الوَعْک وهو الحُمّی،وقیل:ألمها،وقد وَعَکه المرضُ فهو مَوْعُوک (لسان العرب:ج 10ص 514« وعک»).
6- مهج الدعوات:ص 141، بحار الأنوار:ج 95 ص 36 ح 21.

مُتَغَیِّرُ اللَّونِ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی رَجُلٌ مِسقامٌ کَثیرُ الأَوجاعِ،فَعَلِّمنی دُعاءً أستَعینُ بِهِ عَلی ذلِکَ،فَقالَ:اُعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَرَضِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،وهُوَ هذَا الدُّعاءُ:

إلهی کُلَّما أنعَمتَ عَلَیَّ بِنِعمَةٍ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکُلَّمَا ابتَلَیتَنی بِبَلِیَّةٍ قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری،فَیا مَن قَلَّ شُکری عِندَ نِعَمِهِ فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ صَبری عِندَ بَلائِهِ فَلَم یَخذُلنی،ویا مَن رَآنی عَلَی المَعاصی فَلَم یَفضَحنی،و یا مَن رَآنی عَلَی الخَطایا فَلَم یُعاقِبنی عَلَیها،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ذَنبی،وَاشفِنی مِن مَرَضی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

460.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا مَرِضَ أو نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو بَلِیَّةٌ-:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما لَم أزَل أتَصَرَّفُ فیهِ مِن سَلامَةِ بَدَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما أحدَثتَ بی مِن عِلَّةٍ فی جَسَدی،فَما أدری یا إلهی أیُّ الحالَینِ أحَقُّ بِالشُّکرِ لَکَ؟وأَیُّ الوَقتَینِ أولی بِالحَمدِ لَکَ؟أوَقتُ الصِّحَّةِ الَّتی هَنَّأتَنی فیها طَیِّباتِ رِزقِکَ،ونَشَّطتَنی بِها لِابتِغاءِ مَرضاتِکَ وفَضلِکَ،وقَوَّیتَنی مَعَها عَلی ما وَفَّقتَنی لَهُ مِن طاعَتِکَ؟أم وَقتُ العِلَّةِ الَّتی مَحَّصتَنی بِها،وَالنِّعَمِ الَّتی أتحَفتَنی بِها تَخفیفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَیَّ ظَهری مِنَ الخَطیئاتِ، وتَطهیراً لِمَا انغَمَستُ فیهِ مِنَ السَّیِّئاتِ،وتَنبیهاً لِتَناوُلِ التَّوبَةِ،وتَذکیراً لِمَحوِ الحَوبَةِ (2)بِقَدیمِ النِّعمَةِ؟وفی خِلالِ ذلِکَ ما کَتَبَ لِیَ الکاتِبانِ مِن زَکِیِّ الأَعمالِ،ما لا قَلبٌ فَکَّرَ فیهِ، ولا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ،ولا جارِحَةٌ تَکَلَّفَتهُ،بَل إفضالاً مِنکَ عَلَیَّ،وإحساناً مِن صَنیعِکَ إلَیَّ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَبِّب إلَیَّ ما رَضیتَ لی،ویَسِّر لی ما أحلَلتَ بی، وطَهِّرنی مِن دَنَسِ ما أسلَفتُ،وَامحُ عَنّی شَرَّ ما قَدَّمتُ،وأَوجِدنی حَلاوَةَ العافِیَةِ،وأَذِقنی بَردَ السَّلامَةِ،وَاجعَل مَخرَجی عَن عِلَّتی إلی عَفوِکَ،ومُتَحَوَّلی عَن صَرعَتی إلی تَجاوُزِکَ،

ص:371


1- .مهج الدعوات:ص 8، المصباح للکفعمی:ص 201 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 63 ح 39.
2- الحَوبَةُ:الإثمُ (النهایة:ج 1 ص 455«حوب»).

وخَلاصی مِن کَربی إلی رَوحِکَ،وسَلامَتی مِن هذِهِ الشِّدَّةِ إلی فَرَجِکَ،إنَّکَ المُتَفَضِّلُ بِالإِحسانِ،المُتَطَوِّلُ بِالاِمتِنانِ،الوَهّابُ الکَریمُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

461.الإمام الباقر علیه السلام: إذَا اشتَکَی الإِنسانُ فَلیَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ عَلی ما یَشاءُ مِن شَرِّ ما أجِدُ. (2)

462.الکافی عن أبی حمزة: عَرَضَ بی وَجَعٌ فی رُکبَتی،فَشَکَوتُ ذلِکَ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام، فَقالَ:إذا أنتَ صَلَّیتَ فَقُل:

یا أجوَدَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ،ارحَم ضَعفی،وقِلَّةَ حیلَتی،وعافِنی مِن وَجَعی.

قالَ:فَفَعَلتُهُ،فَعوفیتُ. (3)

463.الإمام الصادق علیه السلام: دُعاءُ المَکروبِ فِی اللَّیلِ:

یا مُنزِلَ الشِّفاءِ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومُذهِبَ الدّاءِ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،أنزِل عَلَیَّ مِن شِفائِکَ شِفاءً لِکُلِّ ما بی مِنَ الدّاءِ. (4)

464.الکافی عن الحسین بن نعیم عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: اشتَکی بَعضُ وُلدِهِ:فَقالَ:یا بُنَیَّ،قُل:

اللّهُمَّ اشفِنی بِشِفائِکَ،وداوِنی بِدَوائِکَ،وعافِنی مِن بَلائِکَ،فَإِنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ. (5)

ص:372


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 65 الدعاء 15، المصباح للکفعمی:ص 197، [2]الدعوات:ص 174 ح 490 نحوه.
2- الکافی:ج 2 ص 567 ح 13، طب الأئمّة علیهم السلام [4]لابنی بسطام:ص 39 نحوه وکلاهما عن الثُّمالی،بحار الأنوار:ج 95 ص 52 ح 13.
3- الکافی:ج 2 ص 568 ح 19، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 248 ح 2599، [7]الدعوات:ص 198 ح 546،عدّة الداعی:ص 258، [8]بحار الأنوار:ج 86 ص 34 ح 39.
4- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 121،بحار الأنوار:ج 95 ص 9 ح 9.
5- الکافی:ج 2 ص 565 ح 3، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 244 ح 2590، [13]قرب الإسناد:ص 4 ح 9 [14] نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 16 ح 16.

465.الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ عِندَ العِلَّةِ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ عَیَّرتَ أقواماً فَقُلتَ: قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لا تَحْوِیلاً (1)فَیا مَن لا یَملِکُ کَشفَ ضُرّی ولا تَحویلَهُ عَنّی أحَدٌ غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاکشِف ضُرّی،وحَوِّلهُ إلی مَن یَدعو مَعَکَ إلهاً آخَرَ،لا إلهَ غَیرُکَ. (2)

466.الکافی عن داوود بن رزین: مَرِضتُ بِالمَدینَةِ مَرَضاً شَدیداً،فَبَلَغَ ذلِکَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَکَتَبَ إلَیَّ:قَد بَلَغَنی عِلَّتُکَ،فَاشتَرِ صاعاً مِن بُرٍّ،ثُمَّ استَلقِ عَلی قَفاکَ وَانثُرهُ عَلی صَدرِکَ کَیفَمَا انتَثَرَ،وقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا سَأَلَکَ بِهِ المُضطَرُّ کَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرٍّ،ومَکَّنتَ لَهُ فِی الأَرضِ،وجَعَلتَهُ خَلیفَتَکَ عَلی خَلقِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُعافِیَنی مِن عِلَّتی.

ثُمَّ استَوِ جالِساً،وَاجمَعِ البُرَّ مِن حَولِکَ وقُل مِثلَ ذلِکَ،وَاقسِمهُ مُدّاً مُدّاً لِکُلِّ مِسکینٍ،وقُل مِثلَ ذلِکَ. (3)

467.مکارم الأخلاق: صَلاةُ المَریضِ عَن إسماعیلَ بنِ مُحَمَّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام قالَ:مَرِضتُ مَرَضاً شَدیداً حَتّی یَئِسوا مِنّی،فَدَخَلَ عَلَیَّ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَرَأی جَزَعَ امّی عَلَیَّ،فَقالَ لَها:تَوَضَّئی وصَلّی رَکعَتَینِ وقولی فی سُجودِکِ:

اللّهُمَّ أنتَ وَهَبتَهُ لی ولَم یَکُ شَیئاً،فَهَبهُ لی هِبَةً جَدیدَةً.

فَفَعَلَت،فَأَصبَحتُ وقَد صَنَعَت هَریسَةً،فَأَکَلتُ مِنها مَعَ القَومِ. (4)

ص:373


1- .الإسراء:56.
2- الکافی:ج 2 ص 564 ح 1، عدّة الداعی:ص 256، [3]الدعوات:ص 190 ح 528،بحار الأنوار:ج 95 ص 18 ح 18.
3- الکافی:ج 2 ص 564 ح 2 و ج 8 ص 88 ح 54، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 236 ح 2569 [6] کلاهما عن داوود بن زربی،عدة الداعی:ص 256 [7] عن داوود بن زید،طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 53 عن داوود الرقی،بحار الأنوار:ج 95 ص 35 ح 19.
4- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 251 ح 2603، بحار الأنوار:ج 91 ص 372 ح 27.

468.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلی مَوضِعِ الوَجَعِ وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظیمِ الّذی نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمینُ،وهُوَ عِندَکَ فی امِّ الکِتابِ عَلِیٌّ حَکیمٌ،أن تَشفِیَنی بِشِفائِکَ،وتُداوِیَنی بِدَوائِکَ،وتُعافِیَنی مِن بَلائِکَ.

ثَلاثَ مَرّاتٍ،وتُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (1)

469.المقنعة: رُوِیَ أنَّ رَجُلاً شَکا إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام سِلعَةً (2)کانَت لَهُ،فَقالَ لَهُ:اِیتِ أهلَکَ، فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ،ثُمَّ اغتَسِل فِی الیَومِ الثّالِثِ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ،وَابرُز لِرَبِّکَ وَلیَکُن مَعَکَ خِرقَةٌ نَظیفَةٌ،فَصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ تَقرَأُ فیها ما تَیَسَّرَ مِنَ القُرآنِ،وَاخضَع بِجَهدِکَ،فَإِذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَأَلقِ ثِیابَکَ وَاتَّزِر بِالخِرقَةِ،وأَلصِق خَدَّکَ الأَیمَنَ بِالأَرضِ،ثُمَّ قُل:

یا واحِدُ یا ماجِدُ،یا کَریمُ یا حَنّانُ،یا قَریبُ یا مُجیبُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاکشِف ما بی مِن ضُرٍّ ومَعَرَّةٍ (3)،وأَلبِسنِی العافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَامنُن عَلَیَّ بِتَمامِ النِّعمَةِ،وأَذهِب ما بی؛فَإِنَّهُ قَد آذانی وغَمَّنی.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ لا یَنفَعُکَ حَتّی تَیَقَّنَ أنَّهُ یَنفَعُکَ فَتَبرَأُ مِنهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

470.الدعوات: دُعاءُ العَلیلِ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ دُعاءَ العَلیلِ الذَّلیلِ الفَقیرِ،دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ، وضَعُفَ عَمَلُهُ،وأَلَحَّ البَلاءُ عَلَیهِ،دُعاءَ مَکروبٍ إن لَم تُدرِکهُ هَلَکَ،وإن لَم تُسعِدهُ فَلا

ص:374


1- .الکافی:ج 2 ص 568 ح 18 عن معاویة بن عمّار،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 240 ح 2580، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 50 ح 2.
2- السلعة:زیادة تحدث فی الجسد کالغدّة تتحرّک إذا حرّکت،وقد تکون من حمصة إلی بطیخة (الصحاح:ج 3ص 1231« سلع»).
3- المعرّة-بالفتحات وتشدید الراء-:الإثم و الأذی و المشقّة (انظر:لسان العرب:ج 4 ص 556«عرر»).
4- المقنعة:ص 222،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 249 ح 2601، طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 109 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 370 ح 25 و ج 95 ص 99 ح 1.

حیلَةَ لَهُ،فَلا تُحِط بی مَکرَکَ،ولا تُثبِت عَلَیَّ غَضَبَکَ،ولا تَضطَرَّنی إلَی الیَأسِ مِن رَوحِکَ وَالقُنوطِ مِن رَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا طاقَةَ لی بِبَلائِکَ،ولا غِنیً بی عَن رَحمَتِکَ،وهذا أمیرُ المُؤمِنینَ أخو نَبِیِّکَ ووَصِیُّ نَبِیِّکَ أتَوَجَّهُ بِهِ إلَیکَ،فَإِنَّکَ جَعَلتَهُ مَفزَعاً لِخَلقِکَ،وَاستَودَعتَهُ عِلمَ ما سَبَقَ وما هُوَ کائِنٌ،فَاکشِف بِهِ ضُرّی،وخَلِّصنی مِن هذِهِ البَلِیَّةِ إلی ما عَوَّدتَنی مِن رَحمَتِکَ،یا هُوَ یا هُوَ یا هُوَ،انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ. (1)

471.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلَی المَوضِعِ الَّذی فیهِ الوَجَعُ،وتَقولُ ثلاثَ مَرّاتٍ:

اللّهُ اللّهُ رَبّی حَقّاً،لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً،اللّهُمَّ أنتَ لَها ولِکُلِّ عَظیمَةٍ،فَفَرِّجها عَنّی. (2)

472.الکافی عن إبراهیم بن عبد الحمید عن رجل: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَشَکَوتُ إلَیهِ وَجَعاً بی،فَقالَ:قُل:«بِاسمِ اللّهِ»،ثُمَّ امسَح یَدَکَ عَلَیهِ،وقُل:

أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَسولِ اللّهِ،وأَعوذُ بِأَسماءِ اللّهِ،مِن شَرِّ ما أحذَرُ،ومِن شَرِّ ما أخافُ عَلی نَفسی.

تَقولُها سَبعَ مَرّاتٍ.

قالَ:فَفَعَلتُ فَأَذهَبَ اللّهُ عز و جل بِهَا الوَجَعَ عَنّی. (3)

473.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلی مَوضِعِ الوَجَعِ،ثُمَّ تَقولُ:

ص:375


1- .الدعوات:ص 173 ح 488،مهج الدعوات:ص 324، البلد الأمین:ص 147 [2] کلاهما عن سعد بن عبد اللّه عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 18 ح 18.
2- الکافی:ج 2 ص 565 ح 6، عدّة الداعی:ص 258 [5] کلاهما عن داوود بن رزین،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 239 ح 2579، [6]بحار الأنوار:ج 95 ص 19 ح 21.
3- الکافی:ج 2 ص 566 ح 8، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 241 ح 2582، [9]عدّة الداعی:ص 258، [10]بحار الأنوار:ج 95 ص 19 ح 21.

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ، اللّهُمَّ امسَح عَنّی ما أجِدُ.

وتَمسَحُ الوَجَعَ ثَلاثَ مَرّات. (1)

474.الکافی عن علی بن عیسی عن عمّه: قُلتُ لَهُ [الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام ]:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ لِوَجَعٍ أصابَنی،قالَ:قُل وأَنتَ ساجِدٌ:

یا اللّهُ،یا رَحمانُ،یا رَحیمُ،یا رَبَّ الأَربابِ وإلهَ الآلِهَةِ،ویا مَلِکَ المُلوکِ،ویا سَیِّدَ السّادَةِ،اشفِنی بِشِفائِکَ مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،فَإِنّی عَبدُکَ أتَقَلَّبُ فی قَبضَتِکَ. (2)

475.الإمام الصادق علیه السلام: یا مُنزِلَ الشِّفاءِ ومُذهِبَ الدّاءِ أنزِل عَلی ما بی مِن داءٍ شِفاءً. (3)

476.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الهَریرِ بِصِفّینَ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ یَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ (4)،وآخِرُهُ جَزَعٌ،تَسوَدُّ فیهِ الوُجوهُ،وتَجِفُّ فیهِ الأَکبادُ.وأَعوذُ بِکَ أن أعمَلَ ذَنباً مُحبِطاً لا تَغفِرُهُ أبَداً،ومِن ذَنبٍ یَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةِ،ومِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ،ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ،ومِن سُقمٍ یَشغَلُنی،ومِن صِحَّةٍ تُلهینی. (5)

راجع:ص 46 ح 63.

ص:376


1- .الکافی:ج 2 ص 566 ح 10 عن عبد اللّه بن سنان وح 9 عن عون ومن دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 241 ح 2583 [2] وفیه«امح»بدل«امسح»،بحار الأنوار:ج 95 ص 50 ذیل ح 2.
2- الکافی:ج 2 ص 566 ح 11، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 275 ح 2632 [5] عن یونس بن یعقوب عن الإمام الصادق علیه السلام،طبّ الأئمّة علیهم السلام [6]لابنی بسطام:ص 118 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 94 ح 5.
3- الکافی:ج 2 ص 567 ح 14 عن هشام الجوالیقی،طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 102،بحار الأنوار:ج 95 ص 78 ذیل ح 1.
4- فی بحار الأنوار هنا بزیادة:«وأوسطه وجع».
5- مهج الدعوات:ص 101 عن أبی جعفر محمّد بن النعمان الأحول عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 240 ح 9.

3/8طَلَبُ الوَلَدِ الصّالِحِ

الکتاب

وَ قالَ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ * رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصّالِحِینَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ . (1)

هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ . (2)

وَ زَکَرِیّا إِذْ نادی رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ . (3)

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (4)

الحدیث

477.الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَتَوَضَّأ وُضوءاً سابِغاً،وصَلِّ رَکعَتَینِ وحَسِّنهُما،وَاسجُد بَعدَهُما سَجدَةً،وقُل:«أستَغفِرُ اللّهَ»إحدی وسَبعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَغشَی (5)امرَأَتَکَ،وقُل:

اللّهُمَّ إن تَرزُقنی وَلَداً لَاُسَمِّیَنَّهُ بِاسمِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله.

فَإِنَّ اللّهَ یَفعَلُ ذلِکَ؛فَإِنّی أمَرتُکَ بِالطَّهورِ،وقَد قالَ اللّهُ تَعالی: وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ (6)، وأَمَرتُکَ بِالصَّلاةِ،وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:«أقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ إذا رَآهُ ساجِداً وراکِعاً»،وأَمَرتُکَ بِالاِستِغفارِ،وقَد قالَ اللّهُ تَعالی: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ

ص:377


1- .الصافّات:99-101.
2- آل عمران:38.
3- الأنبیاء:89 و 90.
4- الأعراف:189.
5- غَشِیَها غِشیاناً:جامعها (الصحاح:ج 6 ص 2447« غشا»).
6- البقرة:222.

کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ (1)،وقالَ تَعالی لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله:

إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (2)فَأَمَرتُکَ أن تَزیدَ عَلَی السَّبعینَ. (3)

478.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام لِبَعضِ أصحابِهِ:قُل فی طَلَبِ الوَلَدِ:

«رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ (4)وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ وَلِیّاً یَرِثُنی فی حَیاتی، ویَستَغفِرُ لی بَعدَ مَوتی،وَاجعَلهُ لی خَلقاً سَوِیّاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ نَصیباً،اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ»سَبعینَ مَرَّةً،فَإِنَّهُ مَن أکثَرَ مِن هذَا القَولِ رَزَقَهُ اللّهُ تَعالی ما تَمَنّی مِن مالٍ ووَلَدٍ ومِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛فَإِنَّهُ یَقولُ:

اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً . (5)

479.الإمام الباقر علیه السلام: إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَقُل عِندَ الجِماعِ:

اللّهُمَّ ارزُقنی وَلَداً،وَاجعَلهُ تَقِیّاً،لَیسَ فی خَلقِهِ زِیادَةٌ ولا نُقصانٌ،وَاجعَل عاقِبَتَهُ إلی خَیرٍ. (6)

480.الکافی عن ابن أبی عمیر عن بعض أصحابه: شَکَا الأَبرَشُ الکَلبِیُّ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام أنَّهُ لا یولَدُ لَهُ،فَقالَ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً.

قالَ:اِستَغفِرِ اللّهَ فی کُلِّ یَومٍ (أ)و فی کُلِّ لَیلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛فَإِنَّ اللّهَ یَقولُ: اِسْتَغْفِرُوا

ص:378


1- .نوح:10-12.
2- التوبة:80.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 133 ح 2344، بحار الأنوار:ج 91 ص 363 ح 23.
4- الأنبیاء:89.
5- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 474 ح 4660،عوالی اللآلی:ج 3 ص 308 ح 127، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 481 ح 1666 و [7]فیه«یبر بی»بدل«یرثنی»،بحار الأنوار:ج 104 ص 84 ح 45.
6- الکافی:ج 6 ص 10 ح 12، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 411 ح 1641 بزیادة«زکیا»بعد«تقیا»و کلاهما عن محمد بن مسلم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 454 ح 1551 [10] نقلا عن کتاب النجاة المروی عن الأئمة علیهم السلام بزیادة«ذکیا»بعد«تقیا».

رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً إلی قَولِهِ: وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ . (1)

481.الکافی عن سعید بن یسار: قالَ رَجُلٌ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لا یولَدُ لی ! فَقالَ:اِستَغفِر رَبَّکَ فِی السَّحَرِ مِئَةَ مَرَّةٍ،فَإِن نَسیتَهُ فَاقضِهِ. (2)

482.الکافی عن أبی جمیلة عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ خُراسانَ بِالرَّبَذَةِ (3):جُعِلتُ فِداکَ لَم ارزَق وَلَداً ! فَقالَ لَهُ:إذا رَجَعتَ إلی بِلادِکَ وأَرَدتَ أن تَأتِیَ أهلَکَ فَاقرَأ إذا أرَدتَ ذلِکَ: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ (4)إلی ثَلاثِ آیاتٍ،فَإِنَّکَ سَتُرزَقُ وَلَداً إن شاءَ اللّهُ. (5)

483.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أبطَأَ عَلی أحَدِکُمُ الوَلَدُ فَلیَقُل:

اللّهُمَّ لا تَذَرنی فَرداً وأَنتَ خَیرُ الوارِثینَ،وَحیداً وَحشاً فَیَقصُرَ شُکری عَن تَفَکُّری، بَل هَب لی عاقِبَةَ صِدقٍ ذُکوراً وإناثاً،آنَسُ بِهِم مِنَ الوَحشَةِ،وأَسکُنُ إلَیهِم مِنَ الوَحدَةِ، وأَشکُرُکَ عِندَ تَمامِ النِّعمَةِ،یا وَهّابُ یا عَظیمُ یا مُعَظَّمُ،ثُمَّ أعطِنی فی کُلِّ عافِیَةٍ شُکراً، حَتّی تُبَلِّغَنی مِنها رِضوانَکَ،فی صِدقِ الحَدیثِ وأَداءِ الأَمانَةِ ووَفاءٍ بِالعَهدِ. (6)

484.الکافی عن الحارث النصری: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنّی مِن أهلِ بَیتٍ قَدِ انقَرَضوا ولَیسَ لی وَلَدٌ ! قالَ:اُدعُ وأَنتَ ساجِدٌ:

رَبِّ هَب لی مِن لَدُنکَ وَلِیّاً یَرِثُنی، رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ ، رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ .

ص:379


1- .الکافی:ج 6 ص 8 ح 4.
2- الکافی:ج 6 ص 9 ح 6.
3- الرَّبذَةُ:من قُری المدینة علی ثَلاثةِ أیّامٍ (معجم البلدان:ج 3 ص 24).
4- الأنبیاء:87.
5- الکافی:ج 6 ص 10 ح 10.
6- الکافی:ج 6 ص 7 ح 1 عن أبی بصیر وص 9 ح 8 عن أبی عبیدة نحوه.

قالَ:فَفَعَلتُ،فَوُلِدَ لی عَلِیٌّ وَالحُسَینُ. (1)

485.الإمام الصادق علیه السلام: مَن أرادَ أن یُحبَلَ لَهُ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ بَعدَ الجُمُعَةِ،یُطیلُ فیهِمَا الرُّکوعَ وَالسُّجودَ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِما سَأَلَکَ بِهِ زَکَرِیّا علیه السلام،یا رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ (2)، اللّهُمَّ هَب لی مِن لَدُنکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.اللّهُمَّ بِاسمِکَ استَحلَلتُها،وفی أمانَتِکَ أخَذتُها،فَإِن قَضَیتَ لی فی رَحِمِها وَلَداً فَاجعَلهُ غُلاماً مُبارَکاً زَکِیّاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً. (3)

486.عنه علیه السلام -لِرَجُلٍ شَکا إلَیهِ أنَّهُ لا یولَدُ لَهُ-:إذا جامَعتَ فَقُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ إن رَزَقتَنی ذَکَراً سَمَّیتُهُ مُحَمَّداً. (4)

487.عنه علیه السلام: إذا کانَ بِامرَأَةِ أحَدِکُم حَبَلٌ فَأَتی عَلَیها أربَعَةُ أشهُرٍ،فَلیَستَقبِل بِهَا القِبلَةَ وَلیَقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ،وَلیَضرِب عَلی جَنبِها وَلیَقُل:«اللّهُمَّ إنّی قَد سَمَّیتُهُ مُحَمَّداً»؛فَإِنَّهُ یَجعَلُهُ غُلاماً،فَإِن وَفی بِالاِسمِ بارَکَ اللّهُ لَهُ فیهِ،وإن رَجَعَ عَنِ الاِسمِ کانَ للّهِ ِ فیهِ الخِیارُ؛إن شاءَ أخَذَهُ وإن شاءَ تَرَکَهُ. (5)

ص:380


1- .الکافی:ج 6 ص 8 ح 2، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 482 ح 1668 [2] عن أبی بکر بن الحرث البصری،طبّ الأئمّة علیهم السلام [3]لابنی بسطام:ص 130 عن الحارث بن المغیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 104 ص 83 ح 39.
2- الأنبیاء:89.
3- الکافی:ج 6 ص 8 ح 3 عن محمّد بن مسلم وج 3 ص 482 ح 3،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 315 ح 974،مصباح المتهجّد:ص 378 ح 504 [7] کلّها عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 71 ح 14.
4- الکافی:ج 6 ص 9 ح 7.
5- الکافی:ج 6 ص 11 ح 1، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 482 ح 1670، [11]عدّة الداعی:ص 78، [12]بحار الأنوار:ج 104 ص 86 ح 49.

4/8طَلَبُ الرِّضا یَومَ القِیامَةِ

الکتاب

وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ مَساکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَکْبَرُ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ . (1)

الحدیث

488 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ رَسولاً،وبِأَهلِ بَیتِهِ أولِیاءَ»،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (2)

489.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیّاً،وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وإماماً،وبِوُلدِهِ الأَئِمَّةِ أئِمَّةً وسادَةً وهُداةً»،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (3)

490.الإمام علیّ علیه السلام: ما مِن عَبدٍ یَقولُ حینَ یُمسی ویُصبِحُ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً،وبِالقُرآنِ بَلاغاً،وبِعَلِیٍّ إماماً»ثَلاثاً إلّاکانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ العَزیزِ الجَبّارِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (4)

5/8طَلَبُ الرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ

491.الإمام علیّ علیه السلام: أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ (5)فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ نَفسی لا تَشبَعُ ولا تَقنَعُ،

ص:381


1- .التوبة 72.
2- ثواب الأعمال:ص 45 عن علیّ بن جعفر عن أخیه الإمام الکاظم عن أبیه علیهما السلام،بشارة المصطفی:ص 192 [3] عن علیّ بن جعفر عن أبیه الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 94 ص 180 ح 5.
3- أعلام الدین:ص 366 ح 34 عن أبی سعید الخدریّ،بحار الأنوار:ج 94 ص 181 ح 10.
4- الکافی:ج 2 ص 525 ح 12، بحار الأنوار:ج 86 ص 291 ح 52.
5- فی المصدر:«رجلاً»وهو تصحیف،والصواب ما أثبتناه کما فی مستدرک الوسائل:ج 15 ص 275 ح 18228.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل:

اللّهُمَّ رَضِّنی بِقَضائِکَ،وصَبِّرنی عَلی بَلائِکَ،وبارِک لی فی أقدارِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ شَیءٍ أخَّرتَهُ،ولا احِبَّ تَأخیرَ شَیءٍ عَجَّلتَهُ. (1)

492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قُل کُلَّ یَومٍ حینَ تُصبِحُ:

...أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ (2)العَیشِ بَعدَ المَماتِ،ولَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وشَوقاً إلی لِقائِکَ. (3)

493.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الرِّضا إذا نَظَرَ إلی أصحابِ الدُّنیا-:

الحَمدُ للّهِ ِ رِضاً بِحُکمِ اللّهِ،شَهِدتُ أنَّ اللّهَ قَسَمَ مَعایِشَ عِبادِهِ بِالعَدلِ،وأَخَذَ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِالفَضلِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَفتِنّی بِما أعطَیتَهُم،ولا تَفتِنهُم بِما مَنَعتَنی فَأَحسُدَ خَلقَکَ،وأَغمَطَ (4)حُکمَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وطَیِّب بِقَضائِکَ نَفسی،ووَسِّع بِمَواقِعِ حُکمِکَ صَدری، وهَب لِیَ الثِّقَةَ لِاُقِرَّ مَعَها بِأَنَّ قَضاءَکَ لَم یَجرِ إلّابِالخِیَرَةِ،وَاجعَل شُکری لَکَ عَلی ما زَوَیتَ (5)عَنّی أوفَرَ مِن شُکری إیّاکَ عَلی ما خَوَّلتَنی،وَاعصِمنی مِن أن أظُنَّ بِذی عَدَمٍ خَساسَةً (6)،أو أظُنَّ بِصاحِبِ ثَروَةٍ فَضلاً،فَإِنَّ الشَّریفَ مَن شَرَّفَتهُ طاعَتُکَ،وَالعَزیزَ مَن

ص:382


1- .الجعفریّات:ص 220 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
2- بَردُ العَیشِ:أی طیبُ العیش (مجمع البحرین:ج 1 ص 136«برد»).
3- مسند ابن حنبل:ج 8 ص 156 ح 21724، مسند الشامیّین:ج 2 ص 352 ح 1481 کلاهما عن زید بن ثابت،المعجم الکبیر:ج 18 ص 319 ح 825،الدعاء للطبرانی:ص 421 ح 1423 کلاهما عن فضالة بن عبید،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 706 ح 1923 عن عمّار بن یاسر نحوه.
4- الغَمطُ:الاستهانة والاستحقار (النهایة:ج 3 ص 387«غمط»).
5- زَوَیت عنّی:أی صرفته وقبضته ( النهایة:ج 2 ص 320«زوی»).
6- الخسیس:الدنیء،والخساسة:الدناءة (مجمع البحرین:ج 1 ص 511«خسس»).

أعَزَّتهُ عِبادَتُکَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَتِّعنا بِثَروَةٍ لا تَنفَدُ،وأَیِّدنا بِعِزٍّ لا یُفقَدُ،وَاسرَحنا فی مُلکِ الأَبَدِ،إنَّکَ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم تَلِد ولَم تولَد،ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ. (1)

راجع:ص 18 ح 7.

6/8طَلَبُ الرِّضا مِنَ اللّهِ

494.تاریخ أصبهان عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو فَیَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّکَ سَأَلتَنا مِن أنفُسِنا ما لا نَملِکُهُ إلّابِکَ،اللّهُمَّ فَأَعطِنا مِنها ما یُرضیکَ عَنّا. (2)

راجع:ص 17 ح 6.

7/8طَلَبُ مَنزِلَةِ الشُّهَداءِ

495.الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:

نَسأَلُ اللّهَ مَنازِلَ الشُّهَداءِ،ومُعایَشَةَ السُّعَداءِ،ومُرافَقَةَ الأَنبِیاءِ. (3)

8/8طَلَبُ السَّترِ وَالوِقایَةِ

496.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دعائِهِ فی طَلَبِ السِّترِ وَالوِقایَةِ-:

ص:383


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 139 الدعاء 35، البلد الأمین:ص 471.
2- تاریخ أصبهان:ج 2 ص 90، تاریخ دمشق:ج 36 ص 321 ح 7355،کنز العمّال:ج 2 ص 178 ح 3625 وص 685 ح 5074.
3- نهج البلاغة:الخطبة 23، غرر الحکم:ج 6 ص 189 ح 10007 [5] بزیادة«والأبرار»فی آخره،بحار الأنوار:ج 103 ص 39 ح 87.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَفرِشنی مِهادَ کَرامَتِکَ،وأَورِدنی مَشارِعَ رَحمَتِکَ، وأَحلِلنی بُحبوحَةَ (1)جَنَّتِکَ.

ولا تَسُمنی بِالرَّدِّ عَنکَ،ولا تَحرِمنی بِالخَیبَةِ مِنکَ،ولا تُقاصَّنی بِمَا اجتَرَحتُ،ولا تُناقِشنی بِمَا اکتَسَبتُ،ولا تُبرِز مَکتومی،ولا تَکشِف مَستوری،ولا تَحمِل عَلی میزانِ الإِنصافِ عَمَلی،ولا تُعلِن عَلی عُیونِ المَلَأِ خَبَری.

أخفِ عَنهُم ما یَکونُ نَشرُهُ عَلَیَّ عاراً،وَاطوِ عَنهُم ما یُلحِقُنی عِندَکَ شَناراً (2).

شَرِّف دَرَجَتی بِرِضوانِکَ،وأَکمِل کَرامَتی بِغُفرانِکَ،وأَنظِمنی فی أصحابِ الیَمینِ، ووَجِّهنی فی مَسالِکِ الآمِنینَ،وَاجعَلنی فی فَوجِ الفائِزینَ،وَاعمُر بی مَجالِسَ الصّالِحینَ، آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (3)

9/8طَلَبُ عَفوِ اللّهِ

497.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:

إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَأهِلٍ لِما أرجو مِن رَحمَتِکَ،فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَی المُذنِبینَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ.

إلهی ! إن کانَ ذَنبی قَد أخافَنی،فَإِنَّ حُسنَ ظَنّی بِکَ قَد أجارَنی.

إلهی ! لَیسَ تُشبِهُ مَسأَلَتی مَسأَلَةَ السّائِلینَ؛لِأَنَّ السّائِلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ،وأَ نَا لا غِنی بی عَمّا سَأَلتُکَ عَلی کُلِّ حالٍ.

إلهِی ! ارضَ عنّی،فَإِن لَم تَرضَ عَنّی فَاعفُ عَنّی،فَقَد یَعفُو السَّیِّدُ عَن عَبدِهِ وهُوَ عَنهُ

ص:384


1- .بُحبُوبَةُ الدارِ:وسطها (النهایة:ج 1 ص 98«بحبح»).
2- الشّنارُ:العَیبُ والعارُ (النهایة:ج 2 ص 504«شنر»).
3- الصحیفة السجّادیّة:ص 155 الدعاء 41، البلد الأمین:ص 475.

غَیرُ راضٍ.

إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وأَ نَا أنَا؟! أم کَیفَ أیأَسُ مِنکَ وأَنتَ أنتَ؟!

إلهی ! إنَّ نَفسی قائِمَةٌ بَینَ یَدَیکَ،وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَصَنَعتَ بِها ما یُشبِهُکَ،وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ...

إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وشُکرُکَ قَبِلَ عَمَلی،فَسُرَّنی بِلِقائِکَ عِندَ اقتِرابِ أجَلی.

إلهی ! لَیسَ اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارَ مَن یَستَغنی عَن قَبولِ عُذرِهِ،فَاقبَل عُذری،یا خَیرَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ.

إلهی ! لا تَرُدَّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ،وهِیَ المَغفِرَةُ.

إلهی ! لَو أرَدتَ إهانَتی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تَستُرنی،فَمَتِّعنی بِما لَهُ قَد هَدَیتَنی،وأَدِم لی ما بِهِ سَتَرتَنی.

إلهی ! ما وَصَفتُ مِن بَلاءٍ ابتَلَیتَنیهِ،أو إحسانٍ أولَیتَنیهِ،فَکُلُّ ذلِکَ بِمَنِّکَ فَعَلتَهُ، وعَفوُکَ تَمامُ ذلِکَ إن أتمَمتَهُ.

إلهی ! لَولا ما قَرَفتُ مِنَ الذُّنوبِ،ما فَرِقتُ (1)عِقابَکَ،ولَولا ما عَرَفتُ مِن کَرَمِکَ،ما رَجَوتُ ثَوابَکَ،وأَنتَ أولَی الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ أمَلِ الآمِلینَ،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ فی تَجاوُزِهِ عَنِ المُذنِبینَ.

إلهی ! نَفسی تُمَنّینی بِأَ نَّکَ تَغفِرُ لی،فَأَکرِم بِها امنِیَّةً بَشَّرَت بِعَفوِکَ ! وصَدِّق بِکَرَمِکَ مُبَشِّراتِ تَمَنّیها،وهَب لی بِجودِکَ مُدَمِّراتِ تَجَنّیها.

إلهی ! ألقَتنِی الحَسَناتُ بَینَ جودِکَ وکَرَمِکَ،وأَلقَتنِی السَّیِّئاتُ بَینَ عَفوِکَ ومَغفِرَتِکَ، وقَد رَجَوتُ أن لا یَضیعَ بَینَ ذَینِ وذَینِ مُسیءٌ ومُحسِنٌ.

ص:385


1- .الفَرَق:الخَوْف والفَزَع (النهایة:ج 3 ص 438).

إلهی ! إذا شَهِدَ لِیَ الإِیمانُ بِتَوحیدِکَ،وَانطَلَقَ لِسانی بِتَمجیدِکَ،ودَلَّنِی القُرآنُ عَلی فَواضِلِ جودِکَ،فَکَیفَ لایَبتَهِجُ رَجائی بِحُسنِ مَوعودِکَ؟!

إلهی ! تَتابُعُ إحسانِکَ إلَیَّ یَدُلُّنی عَلی حُسنِ نَظَرِکَ لی،فَکَیفَ یَشقَی امرُؤٌ حَسُنَ لَهُ مِنکَ النَّظَرُ؟!

إلهی ! إن نَظَرَت إلَیَّ بِالهَلکَةِ عُیونُ سَخطَتِکَ،فَما نامَت عَنِ استِنقاذی مِنها عُیونُ رَحمَتِکَ.

إلهی ! إن عَرَّضَنی ذَنبی لِعِقابِکَ،فَقَد أدنانی رَجائی مِن ثَوابِکَ.

إلهی ! إن عَفَوتَ فَبِفَضلِکَ،وإن عَذَّبتَ فَبِعَدلِکَ،فَیا مَن لا یُرجی إلّافَضلُهُ،ولا یُخافُ إلّا عَدلُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن عَلَینا بِفَضلِکَ،ولا تَستَقصِ عَلَینا فی عَدلِکَ...

إلهی ! أدعوکَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا یَمَلُّ دُعاءَهُ مَولاهُ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ مَن قَد أقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالحُجَّةِ فی دَعواهُ.

إلهی ! لَو عَرَفتُ اعتِذاراً مِنَ الذَّنبِ فی التَّنَصُّلِ (1)أبلَغَ مِنَ الاِعتِرافِ بِهِ لَأَتَیتُهُ،فَهَب لی ذَنبی بِالاِعتِرافِ،ولا تَرُدَّنی بِالخَیبَةِ عِندَ الاِنصِرافِ.

إلهی ! سَعَت نَفسی إلَیکَ لِنَفسی تَستَوهِبُها،وفَتَحَت أفواهَها نَحوَ نَظرَةٍ مِنکَ لا تَستَوجِبُها،فَهَب لَها ما سَأَلَت،وجُد عَلَیها بِما طَلَبَت،فَإِنَّکَ أکرَمُ الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ أمَلِ الآمِلینَ.

إلهی ! قَد أصَبتُ مِنَ الذُّنوبِ ما قَد عَرَفتَ،وأَسرَفتُ عَلی نَفسی بِما قَد عَلِمتَ، فَاجعَلنی عَبداً إمّا طائِعاً فَأَکرَمتَهُ،وإمّا عاصِیاً فَرَحِمتَهُ. (2)

ص:386


1- .فی المصدر:«التفضّل»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.والتنصّل:شبه التبرُّؤِ من جنایة أو ذنب(لسان العرب:ج 11 ص 664« نصل»).
2- المصباح للکفعمی:ص 492-495، البلد الأمین:ص 316-317 [3] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 105-107 ح 14.

498.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دعائِهِ فی طَلَبِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکسِر شَهوَتی عَن کُلِّ مَحرَمٍ،وَازوِ حِرصی عَن کُلِّ مَأثَمٍ، وَامنَعنی عَن أذی کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ،ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ.

اللّهُمَّ وأَیُّما عَبدٍ نالَ مِنّی ما حَظَرتَ عَلَیهِ،وَانتَهَکَ مِنّی ما حَجَزتَ عَلَیهِ،فَمَضی بِظُلامَتی مَیِّتاً،أو حَصَلَت لی قِبَلَهُ حَیّاً فَاغفِر لَهُ ما ألَمَّ بِهِ مِنّی،وَاعفُ لَهُ عَمّا أدبَرَ بِهِ عَنّی،ولا تَقِفهُ عَلی مَا ارتَکَبَ فِیَّ،ولا تَکشِفهُ عَمَّا اکتَسَبَ بی.

وَاجعَل ما سَمَحتُ بِهِ مِنَ العَفوِ عَنهُم،وتَبَرَّعتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَیهِم أزکی صَدَقاتِ المُتَصَدِّقینَ،وأَعلی صِلاتِ المُتَقَرِّبینَ،وعَوِّضنی مِن عَفوی عَنهُم عَفوَکَ،ومِن دُعائی لَهُم رَحمَتَکَ،حَتّی یَسعَدَ کُلُّ واحِدٍ مِنّا بِفَضلِکَ،ویَنجُوَ کُلٌّ مِنّا بِمَنِّکَ.

اللّهُمَّ وأَیُّما عَبدٍ مِن عَبیدِکَ أدرَکَهُ مِنّی دَرَکٌ،أو مَسَّهُ مِن ناحِیَتی أذیً،أو لَحِقَهُ بی أو بِسَبَبی ظُلمٌ فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ،أو سَبَقتُهُ بِمَظلِمَتِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَرضِهِ عَنّی مِن وُجدِکَ،وأَوفِهِ حَقَّهُ مِن عِندِکَ،ثُمَّ قِنی ما یوجِبُ لَهُ حُکمُکَ،وخَلِّصنی مِمّا یَحکُمُ بِهِ عَدلُکَ،فَإِنَّ قُوَّتی لا تَستَقِلُّ بِنَقِمَتِکَ،وإنَّ طاقَتی لا تَنهَضُ بِسُخطِکَ،فَإِنَّکَ إن تُکافِنی بِالحَقِّ تُهلِکنی،وإلّا تَغَمَّدنی بِرَحمَتِکَ توبِقنی.

اللّهُمَّ إنّی أستَوهِبُکَ یا إلهی ما لا یُنقِصُکَ بَذلُهُ،وأَستَحمِلُکَ ما لا یَبهَظُکَ حَملُهُ.

أستَوهِبُکَ یا إلهی نَفسِیَ الَّتی لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ،أو لِتَطَرَّقَ بِها إلی نَفعٍ،ولکِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِکَ عَلی مِثلِها،وَاحتِجاجاً بِها عَلی شَکلِها.

وأَستَحمِلُکَ مِن ذُنوبی ما قَد بَهَظَنی حَملُهُ،وأَستَعینُ بِکَ عَلی ما قَد فَدَحَنی ثِقلُهُ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لِنَفسی عَلی ظُلمِها نَفسی،ووَکِّل رَحمَتَکَ بِاحتِمالِ إصرِی، فَکَم قَد لَحِقَت رَحمَتُکَ بِالمُسیئینَ،وکَم قَد شَمِلَ عَفوُکَ الظّالِمینَ.

ص:387

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی اسوَةَ مَن قَد أنهَضتَهُ بِتَجاوُزِکَ عَن مَصارِعِ الخاطِئینَ،وخَلَّصتَهُ بِتَوفیقِکَ مِن وَرَطاتِ المُجرِمینَ،فَأَصبَحَ طَلیقَ عَفوِکَ مِن إسارِ سُخطِکَ،وعَتیقَ صُنعِکَ مِن وَثاقِ عَدلِکَ،إنَّکَ إن تَفعَل ذلِکَ یا إلهی تَفعَلهُ بِمَن لا یَجحَدُ استِحقاقَ عُقوبَتِکَ،ولا یُبَرِّئُ نَفسَهُ مِنِ استیجابِ نَقِمَتِکَ،تَفعَل ذلِکَ یا إلهی بِمَن خَوفُهُ مِنکَ أکثَرُ مِن طَمَعِهِ فیکَ،وبِمَن یَأسُهُ مِنَ النَّجاةِ أوکَدُ مِن رَجائِهِ لِلخَلاصِ،لا أن یَکونَ یَأسُهُ قُنوطاً،أو أن یَکونَ طَمَعُهُ اغتِراراً،بَل لِقِلَّةِ حَسَناتِهِ بَینَ سَیِّئاتِهِ،وضَعفِ حُجَجِهِ فی جَمیعِ تَبِعاتِهِ.

فَأَمّا أنتَ یا إلهی فَأَهلٌ أن لا یَغتَرَّ بِکَ الصِّدّیقونَ،ولا یَیأَسَ مِنکَ المُجرِمونَ،لِأَنَّکَ الرَّبُّ العَظیمُ الَّذی لا یَمنَعُ أحَداً فَضلَهُ،ولا یَستَقصی مِن أحَدٍ حَقَّهُ.

تَعالی ذِکرُکَ عَنِ المَذکورینَ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ عَنِ المَنسوبینَ،وفَشَت نِعمَتُکَ فی جَمیعِ المَخلوقینَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)

499.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ عَفوُکَ عَن ذُنوبی،وتَجاوُزُکَ عَن خَطایایَ،وسَترُکَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،أطمَعَنی فی أن أسأَلَکَ ما لا أستَحِقُّهُ،بِما أذَقتَنی مِن رَحمَتِکَ،وأَولَیتَنی مِن إحسانِکَ،فَصِرتُ أدعوکَ آمِنا،وأَسأَ لُکَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً،مُدِلّاً عَلَیکَ بِإِحسانِکَ إلَیَّ،عاتِباً عَلَیکَ إذا أبطَأَ عَلَیَّ ما قَصَدتُ فیهِ إلَیکَ،ولَعَلَّ الَّذی أبطَأَ عَلَیَّ هُوَ خَیرٌ لی لِعِلمِکَ بِعَواقِبِ الاُمورِ،فَلَم أرَ مَولیً کَریماً أصبَرَ عَلی عَبدٍ لَئیمٍ مِنکَ عَلَیَّ،لِأَ نَّکَ تُحسِنُ فیما بَینی وبَینَکَ واُسیءُ،وتَتَوَدَّدُ إلَیَّ وأَتَبَغَّضُ إلَیکَ،کَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیکَ،ثُمَّ لَم یَمنَعکَ ذلِکَ مِنَ الرَّأفَةِ بی،وَالإِحسانِ إلَیَّ،وإنّی لَأَعلَمُ أنَّ واحِداً مِن ذنوبی یوجِبُ لی ألیمَ عَذابِکَ، ویُحِلُّ بی شَدیدَ عِقابِکَ،ولکِنَّ المَعرِفَةَ بِکَ وَالثِّقَةَ بِکَرَمِکَ،دَعانی إلَی التَّعَرُّضِ لِذلِکَ

ص:388


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 149 الدعاء 39.

-وتَدعو بِما أحبَبتَ-. (1)

راجع:ص 331 (دعوات الاستغفار).

10/8طَلَبُ حُسنِ العاقِبَةِ

الکتاب

رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (2)

رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (3)

وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً . (4)

رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ * وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ . (5)

الحدیث

500 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أحسِن عاقِبَتَنا فِی الاُمورِ کُلِّها،وأَجِرنا مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (6)

ص:389


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 132 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- یوسف:101.
3- الأعراف:126.
4- الفرقان:65 و 66.
5- الشعراء:83-85.
6- مسند ابن حنبل:ج 6 ص 196 ح 17645، المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 683 ح 6508،الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1436،تاریخ دمشق:ج 41 ص 218 ح 8241 و ج 52 ص 141 کلّها عن بُسر بن أرطاة،کنز العمّال:ج 2 ص 178 ح 3624.

501.عنه صلی الله علیه و آله: دَفَعَ إلَیَّ جَبرَئیلُ عَنِ اللّه تَبارَکَ وتَعالی هذِهِ المُناجاةَ فِی الاِستِعاذَةِ:

اللّهُمَّ...وأَعِذنی مِن بَوائِقِ (1)الدُّهورِ،وأَنقِذنی مِن سوءِ عَواقِبِ الاُمورِ،وَاحرُسنی مِن جَمیعِ المَحذورِ. (2)

502.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ إذَا استُودِعَ شَیئاً أدّاهُ،وإنَّ لُقمانَ علیه السلام قالَ لِابنِهِ:

أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (3)

503.مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا وَدَّعَ أحَداً قالَ:

أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (4)

504.کنزالعمّال عن عمر بن الخطّاب: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا وَدَّعَهُ الرَّجُلُ قالَ لَهُ:

جَعَلَ اللّهُ زادَکَ التَّقوی،ولَقّاکَ الخَیرَ حَیثُ کُنتَ،ورَزَقَکَ حُسنَ المَآبِ. (5)

505.المعجم الأوسط عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ بِأَعرابِیٍّ وهُوَ یَدعو فی صَلاتِهِ وهُوَ یَقولُ:

یا مَن لا تَراهُ العُیونُ،ولا تُخالِطُهُ الظُّنونُ،ولا یَصِفُهُ الواصِفونَ،ولا تُغَیِّرُهُ الحَوادِثُ، ولا یَخشَی الدَّوائِرَ،یَعلَمُ مَثاقیلَ الجِبالِ،ومَکاییلَ البِحارِ،وعَدَدَ قَطَرِ الأَمطارِ،وعَدَدَ وَرَقِ الأَشجارِ،وعَدَدَ ما أظلَمَ عَلَیهِ اللَّیلُ وأَشرَقَ عَلَیهِ النَّهارُ،ولا تُواری مِنهُ سَماءٌ سَماءً،ولا أرضٌ أرضاً،ولا بَحرٌ ما فی قَعرِهِ،ولا جَبَلٌ ما فی وَعرِهِ،اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ فیهِ.

ص:390


1- .بَوَائِقهُ:أی غوائله وشرورُه (النهایة:ج 1 ص 163«بوق»).
2- الدعوات:ص 82 ح 207،بحار الأنوار:ج 86 ص 282 ح 45.
3- المعجم الأوسط:ج 2 ص 153 ح 1551،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 132 ح 10350، السنن الکبری:ج 9 ص 291 ح 18577 کلاهما نحوه،الفردوس:ج 1 ص 161 ح 596 کلّها عن ابن عمر.
4- مسند ابن حنبل:ج 3 ص 278 ح 8702،سنن الترمذی:ج 5 ص 499 ح 3443،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 131 ح 10344، تاریخ دمشق:ج 49 ص 318 ح 10552 والثلاثة الاخیرة عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 100 ح 18159.
5- کنز العمّال:ج 6 ص 727 ح 17596 نقلاً عن أبی الحسن علی بن أحمد المدینی فی أمالیه.

فَوَکَّلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِالأَعرابِیِّ رَجُلاً فَقالَ:إذا صَلّی فَائِتنی بِهِ،فَلَمّا صَلّی أتاهُ،وقَد کانَ اهدِیَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذَهَبٌ مِن بَعضِ المَعادِنِ،فَلَمّا أتَی الأَعرابِیُّ وَهَبَ لَهُ الذَّهَبَ وقالَ:مِمَّن أنتَ یا أعرابِیُّ؟قالَ:مِن بَنی عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:هَل تَدری لِمَ وَهَبتُ لَکَ الذَّهَبَ؟قالَ:لِلرَّحِمِ بَینَنا وبَینَکَ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ:إنَّ لِلرَّحِمِ حَقّاً،ولکِن وَهَبتُ لَکَ الذَّهَبَ لِحُسنِ ثَنائِکَ عَلَی اللّهِ عز و جل. (1)

506.فاطمة علیها السلام -مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ-:

...اللّهم ألحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی،وَاجعَلنی مِن صالِحِ مَن بَقِیَ،وَاختِم لی عَمَلی بِأَحسَنِهِ إنَّکَ غَفورٌ رَحیمٌ.

اللّهُمَّ إذا فَنِیَ عُمُری وتَصَرَّمَت أیّامُ حَیاتی وکانَ لا بُدَّ لی مِن لِقائِکَ،فَأَسأَ لُکَ یا لَطیفُ أن توجِبَ لِیَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً یَغبِطُنی بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ. (2)

507.الإمام الحسن علیه السلام -فی دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ. (3)

508.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِخَواتِمِ الخَیرِ-:

یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ،ویا مَن شُکرُهُ فَوزٌ لِلشّاکِرینَ،ویا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطیعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَل قُلوبَنا بِذِکرِکَ عَن کُلِّ ذِکرٍ،وأَلسِنَتَنا بِشُکرِکَ عَن کُلِّ شُکرٍ،وجَوارِحَنا بِطاعَتِکَ عَن کُلِّ طاعَةٍ،فَإِن قَدَّرتَ لَنا فَراغاً مِن شُغُلٍ فَاجعَلهُ فَراغَ سَلامَةٍ لا تُدرِکُنا فیهِ تَبِعَةٌ،ولا تَلحَقُنا فیهِ سَأمَةٌ،حَتّی یَنصَرِفَ عَنّا کُتّابُ السَّیِّئاتِ

ص:391


1- .المعجم الأوسط:ج 9 ص 172 ح 9448.
2- فلاح السائل:ص 442 ح 303، بحار الأنوار:ج 86 ص 116 ح 2.
3- مهج الدعوات:ص 144، الإقبال:ج 2 ص 216، [4]جامع الأخبار:ص 364 ح 1011 نحوه وکلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 190 ح 3.

بِصَحیفَةٍ خالِیَةٍ مِن ذِکرِ سَیِّئاتِنا،ویَتَوَلّی کُتّابُ الحَسَناتِ عَنّا مَسرورینَ بِما کَتَبوا مِن حَسَناتِنا.

وإذَا انقَضَت أیّامُ حَیاتِنا،وتَصَرَّمَت (1)مُدَدُ أعمارِنا،وَاستَحضَرَتنا دَعوَتُکَ الَّتی لا بُدَّ مِنها ومِن إجابَتِها،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل خِتامَ ما تُحصی عَلَینا کَتَبَةُ أعمالِنا تَوبَةً مَقبولَةً،لا توقِفُنا بَعدَها عَلی ذَنبٍ اجتَرَحناهُ،ولا مَعصِیَةٍ اقتَرَفناها،ولا تَکشِف عَنّا سِتراً سَتَرتَهُ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ،یَومَ تَبلو أخبارَ عِبادِکَ،إنَّکَ رَحیمٌ بِمَن دَعاکَ، ومُستَجیبٌ لِمَن ناداکَ. (2)

509.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا دُفِعَ عَنهُ ما یَحذَرُ،أو عُجِّلَ لَهُ مَطلَبُهُ-:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ قَضائِکَ،وبِما صَرَفتَ عَنّی مِن بَلائِکَ،فَلا تَجعَل حَظّی مِن رَحمَتِکَ ما عَجَّلتَ لی مِن عافِیَتِکَ،فَأَکونَ قَد شَقیتُ بِما أحبَبتُ وسَعِدَ غَیری بِما کَرِهتُ،وإن یَکُن ما ظَلِلتُ فیهِ،أو بِتُّ فیهِ مِن هذِهِ العافِیَةِ بَینَ یَدَی بَلاءٍ لا یَنقَطِعُ، ووِزرٍ لا یَرتَفِعُ،فَقَدِّم لی ما أخَّرتَ،وأَخِّر عَنّی ما قَدَّمتَ،فَغَیرُ کَثیرٍ ما عاقِبَتُهُ الفَناءُ، وغَیرُ قَلیلٍ ما عاقِبَتُهُ البَقاءُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)

510.عنه علیه السلام -مِن دُعاءِ یَومِ الأَحَدِ-:

اللّهُمَّ...وَاختِم بِالاِنقِطاعِ إلَیکَ أمری،وبِالمَغفِرَةِ عُمُری،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (4)

511.عنه علیه السلام -فی دُعاءِ مَکارِمِ الأَخلاقِ-:

اللّهُمَّ اختِمِ بِعَفوِکَ أجَلی،وحَقِّق فی رَجاءِ رَحمَتِکَ أمَلی،وسَهِّل إلی بُلوغِ رِضاکَ

ص:392


1- .تصرّمت الأیام والسنة:أی انقَضَت (العین:ص 447«صرم»).
2- الصحیفة السجادیة:ص 51 الدعاء 11، الدعوات:ص 132 ح 329.
3- الصحیفة السجادیة:ص 77 الدعاء 18.
4- المصباح للکفعمی:ص 152، البلد الأمین:ص 109، [4]بحار الأنوار:ج 90 ص 165 ح 15.

سُبُلی،وحَسِّن فی جَمیعِ أحوالی عَمَلی. (1)

512.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِخارَةِ-:

اللّهُمَّ...اختِم لَنا بِالَّتی هِیَ أحمَدُ عاقِبَةً،وأَکرَمُ مَصیراً،إنَّکَ تُفیدُ الکَریمَةَ،وتُعطِی الجَسیمَةَ،وتَفعَلُ ما تُریدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

513.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِلعیدَینِ وَالجُمُعَةِ-:

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاسمَع نَجوایَ،وَاستَجِب دُعائی،ولا تَختِم یَومی بِخَیبَتی. (3)

514.الإمام الباقر علیه السلام -مِن دُعائِهِ المُسَمّی بِالجامِعِ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ وسَوابِغَهُ وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ. (4)

515.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الصَّباحِ وَالمَساءِ-:

اللّهُمَّ اختِم لی بِالأَمنِ وَالإِیمانِ کُلَّما طَلَعَت شَمسٌ أو غَرَبَت. (5)

516.عنه علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَقُل:

...وأَسأَ لُکَ أن تَعصِمَنی بِطاعَتِکَ حَتّی تَتَوَفّانی عَلَیها وأَنتَ عَنّی راضٍ،وأَن تَختِمَ لی بِالسَّعادَةِ ولا تُحَوِّلَنی عَنها أبَداً،ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (6)

ص:393


1- .الصحیفة السجّادیة:ص 87 الدعاء 20.
2- الصحیفة السجّادیة:ص 136 الدعاء 33.
3- الصحیفة السجادیة:ص 184 الدعاء 46، مصباح المتهجد:ص 371 ح 500، [4]المزار الکبیر:ص 406.
4- الکافی:ج 2 ص 588 ح 26، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 76 ح 234،کلاهما عن أبی حمزة الثمالی الإقبال:ج 1 ص 107 عن الإمام الصادق علیه السلام،المقنعة:ص 178،مصباح المتهجد:ص 548 [6] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وفیهما«وشرائعه»بدل«وسوابغه»،بحار الأنوار:ج 94 ص 269 ح 3.
5- الکافی:ج 2 ص 530 ح 23 عن فرات بن الأحنف،مصباح المتهجد:ص 93 ح 151 و ص 213 ح 319 [9] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 150 ح 34.
6- الکافی:ج 3 ص 345 ح 26، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 99 ح 259 کلاهما عن إدریس بن عبد اللّه،الإقبال:ج 1 ص 339، [12]بحار الأنوار:ج 86 ص 40 ح 48.

517.عنه علیه السلام -مِن دُعاءٍ کان یَدعو بِهِ عِندَ خُروجِهِ مِن مَنزِلِهِ-:

اللّهُمَّ افتَح لی فی وَجهی هذا بِخَیرٍ،وَاختِم لی بِخَیرٍ. (1)

518.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی شَهرِ رَمَضانَ-:

اللّهُمَّ...وَامنَعنی مِن کُلِّ عَمَلٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ یَکونُ مِنّی أخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ. (2)

راجع:ص 509 ح 689 وج2 ص 167 ح 1233.

11/8طَلَبُ الهِدایَةِ ودَوامِها

الکتاب

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالِّینَ . (3)

إِذْ أَوَی الْفِتْیَةُ إِلَی الْکَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (4)

رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (5)

وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . (6)

الحدیث

ص:394


1- .الکافی:ج 2 ص 540 ح 1 عن أبی حمزة،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 527 ح 1834 ولیس فیه ذیله،الأمان:ص 104 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 239 ح 21.
2- الکافی:ج 4 ص 73 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 107 ح 266،المقنعة:ص 322 کلّها عن علی بن رئاب،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 103 ح 1848،بحار الأنوار:ج 97 ص 342 ح 2.
3- الفاتحة:6 و 7.
4- الکهف:10.
5- آل عمران:8.
6- الأعراف:43.

519.الإمام علیّ علیه السلام: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل:

اللّهُمَّ اهدِنی وسَدِّدنی. (1)

520.اُسد الغابة عن عبد اللّه بن الهاد: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ ثَبِّتنی أن أزِلَّ،وَاهدِنی أن أضِلَّ،اللّهُمَّ کَما حُلتَ بَینی وبَینَ قَلبی،فَحُل بَینی وبَینَ الشَّیطانِ وعَمَلِهِ. (2)

521.الأذکار المنتخبة عن عمران بن الحصین: أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ أباهُ حُصَیناً کَلِمَتَینِ یَدعو بِهِما:

اللّهُمَّ ألهِمنی رُشدی،وأَعِذنی مِن شَرِّ نَفسی. (3)

522.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أستَهدیکَ لِأَرشَدِ أمری،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی. (4)

523.صحیح مسلم عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ وإلَیکَ أنَبتُ،وبِکَ خاصَمتُ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعِزَّتِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ أن تُضِلَّنی،أنتَ الحَیُّ الَّذی لا یَموتُ وَالجِنُّ

ص:395


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2090 ح 78،سنن أبی داوود:ج 4 ص 90 ح 4225،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 455 ح 9541، مسند ابن حنبل:ج 1 ص 324 ح 1320 [2] کلّها عن أبی بردة،کنز العمّال:ج 2 ص 83 ح 3246.
2- اُسد الغابة:ج 3 ص 405، الإصابة:ج 5 ص 166.
3- الأذکار المنتخبة:ص 345،سنن الترمذی:ج 5 ص 520 ح 3483،الدعاء للطبرانی:ص 412 ح 1393،المعجم الکبیر:ج 18 ص 174 ح 396 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 194 ح 3713.
4- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 490 ح 16269 و ج 6 ص 269 ح 17925،الدعاء للطبرانی: ص 412 ح 1392،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 62 ح 5 [6] کلّها عن عثمان بن أبی العاص وامرأة من قیس،کنز العمّال:ج 2 ص 205 ح 3772.

وَالإِنسُ یَموتونَ. (1)

524.الإمام الکاظم علیه السلام -فی حِرزِهِ (2)-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ أعطِنِی الهُدی وثَبِّتنی عَلَیهِ،وَاحشُرنی عَلَیهِ آمِناً أمنَ مَن لا خَوفَ عَلَیهِ ولا حُزنَ ولا جَزَعَ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ. (3)

525.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذتَ بِناصِیَتی وقَلبی فَلَم تُمَلِّکنی مِنهُما شَیئاً،فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ بِهِما فَأَنتَ وَلِیُّهُما فَاهدِهِما إلی سَواءِ السَّبیلِ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،ما أقدَرَکَ،ما أقدَرَکَ،ما أقدَرَکَ عَلی تَعویضِ کُلِّ مَن کانَت لَهُ قِبَلی تَبِعَةٌ،وتَغفِرُ لی فَإِنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ. (4)

راجع:ج3 ص 376 (الدعاء لثبات الدین).

12/8طَلَبُ التَّوفیقِ

526.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ أنتَ خَلَقتَنی کَما شِئتَ،فَارحَمنی کَیفَ شِئتَ،ووَفِّقنی لِطاعَتِکَ،حَتّی تَکونَ ثِقَتی کُلُّها بِکَ،وخَوفی کُلُّهُ مِنکَ. (5)

راجع:ص158 (طلب التوفیق).

ص:396


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2086 ح 67،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 646 ح 2748، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 181 ح 898،الدعاء للطبرانی:ص 240 ح 758،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3636.
2- أورده الصدوق فی عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 61 ح 29 وکمال الدین:ص 267 ح 11 [3] عن ابیّ بن کعب عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی ذکر أدعیة الأئمّة علیهم السلام فی زمانهم.
3- مهج الدعوات:ص 33، بحار الأنوار:ج 94 ص 343 ح 7.
4- قرب الإسناد:ص 314 ح 1219 عن بکر بن محمّد الأزدی،بحار الأنوار:ج 95 ص 341 ح 1.
5- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 329 ح 766.

13/8طَلَبُ الفَراغِ لِلطّاعَةِ

527.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ فَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ،ولا تَشغَلنی بِما تَکَفَّلتَ لی بِهِ،ولا تَحرِمنی وأَ نَا أسأَ لُکَ،ولا تُعَذِّبنی وأَ نَا أستَغفِرُکَ. (1)

528.فاطمة علیها السلام:

اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی،وَاستُرنی وعافِنی أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاغفِر لی وَارحَمنی إذا تَوَفَّیتَنی.

اللّهُمَّ لا تُعیِنی فی طَلَبِ ما لَم (2)تُقَدِّر لی،وما قَدَّرتَهُ عَلَیَّ فَاجعَلهُ مُیَسَّراً سَهلاً.

اللّهُمَّ کافِ عَنّی والِدَیَّ وکُلَّ مَن لَهُ نِعمَةٌ عَلَیَّ خَیرَ مُکافاةٍ.

اللّهُمَّ فَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ ولا تَشغَلنی بِما تَکَفَّلتَ لی بِهِ،ولا تُعَذِّبنی وأَ نَا أستَغفِرُکَ،ولا تَحرِمنی وأَ نَا أسأَ لُکَ.

اللّهُمَّ ذَلِّل نَفسی فی نَفسی،وعَظِّم شَأنَکَ فی نَفسی،وأَلهِمنی طاعَتَکَ وَالعَمَلَ بِما یُرضیکَ،وَالتَّجَنُّبَ لِما یُسخِطُکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

529.الإمام الکاظم علیه السلام -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً وهُوَ فی سِجنِ الرَّشیدِ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنّی کُنتُ أسأَ لُکَ أن تُفَرِّغَنی لِعِبادَتِکَ،اللّهُمَّ وقَد فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ. (4)

ص:397


1- .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 348 ح 989.
2- فی المصدر:«ما لا»وما أثبتناه من بحار الأنوار.
3- مهج الدعوات:ص 141، بحار الأنوار:ج 95 ص 406 ح 36.
4- الإرشاد:ج 2 ص 240، المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 318، [6]روضة الواعظین:ص 241، [7]کشف الغمّة:ج 3 ص 22، [8]بحار الأنوار:ج 48 ص 107 ح 9.

14/8طَلَبُ الضّالَّةِ

530.الکافی عن الأصبغ بن نباتة،عن أمیر المؤمنین علیه السلام: وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ وأَکرَمَ أهلَ بَیتِهِ،ما مِن شَیءٍ تَطلُبونَهُ...إلّاوهُوَ فِی القُرآنِ،فَمَن أرادَ ذلِکَ فَلیَسأَلنی عَنهُ...

ثُمَّ قامَ إلَیهِ آخَرُ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنی عَنِ الضّالَّةِ.

فَقالَ:اِقرَأ یس فی رَکعَتَینِ،وقُل:«یا هادِیَ الضّالَّةِ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی»،فَفَعَلَ فَرَدَّ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ ضالَّتَهُ. (1)

531.الإمام علیّ علیه السلام -فِی ذِکرِ صَلاةٍ لِرَدِّ الضّالَّةِ-:تُصَلّی رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فیهِما«یس»وتَقولُ بَعدَ فَراغِکَ مِنهُما رافِعاً یَدَکَ إلَی السَّماءِ:

اللّهُمَّ رادَّ الضّالَّةِ،وَالهادِیَ مِنَ الضَّلالَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظ عَلَیَّ ضالَّتی،وَاردُدها إلَیَّ سالِمَةً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،فَإِنَّها مِن فَضلِکَ وعَطائِکَ،یا عِبادَ اللّهِ فِی الأَرضِ،ویا سَیّارَةَ اللّهِ فِی الأَرضِ،رُدُّوا عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن فَضلِ اللّهِ وعَطائِهِ. (2)

532.المحاسن عن أبی عبیدة الحذّاء: کُنتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَضَلَّ بَعیری،فَقالَ:صَلِّ رَکعَتَینِ، ثُمَّ قُل کَما أقولُ:

اللّهُمَّ رادَّ الضّالَّةِ،هادِیاً مِنَ الضَّلالَةِ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن فَضلِ اللّهِ وعَطائِهِ (3). (4)

533.الإمام الصادق علیه السلام: تَدعو لِلضّالَّةِ:

ص:398


1- .الکافی:ج 2 ص 624 ح 21، البلد الأمین:ص 532،المصباح للکفعمی:ص 242 [2] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 40 ص 182 ح 64.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 255 ح 2607، بحار الأنوار:ج 91 ص 374 ح 30.
3- ثمّ ذکر أنّ أبا جَعفَرٍ علیه السلام أرکبه علی بعیر ثمّ وجد بعیره.
4- المحاسن:ج 2 ص 111 ح 1304، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 552 ح 1905، [7]الأمان:ص 122، [8]بحار الأنوار:ج 95 ص 122 ح 2.

اللّهُمَّ إنَّکَ إلهُ مَن فِی السَّماءِ وإلهُ مَن فِی الأَرضِ،وعَدلٌ فیهِما،وأَنتَ الهادی مِنَ الضَّلالَةِ،وتَرُدُّ الضّالَّةَ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن رِزقِکَ وعَطِیَّتِکَ،اللّهُمَّ لا تَفتِن بِها مُؤمِناً،ولا تُغنِ بِها کافِراً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وعَلی أهلِ بَیتِهِ. (1)

534.الإمام الرضا علیه السلام: إذا ذَهَبَ لَکَ ضالَّةٌ أو مَتاعٌ فَقُل: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ إلی قَولِهِ: فِی کِتابٍ مُبِینٍ (2)ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَهدی مِنَ الضَّلالَةِ وتُنجی مِنَ العَمی وتَرُدُّ الضّالَّةَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ورُدَّ ضالَّتی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. (3)

535.مکارم الأخلاق -صَلاةُ الضّالَّةِ ودُعاؤُها-:رَوی جابِرٌ الأَنصارِیُّ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام وفاطِمَةَ علیها السلام هذَا الدُّعاءَ،وقالَ لَهُما:إن نَزَلَت بِکُما مُصیبَةٌ أو خِفتُما جَورَ سُلطانٍ أو ضَلَّت لَکُما ضالَّةٌ،فَأَحسِنَا الوُضوءَ وصَلِّیا رَکعَتَینِ،وَارفَعا أیدِیَکُما إلَی السَّماءِ وقولا:

یا عالِمَ الغَیبِ وَالسَّرائِرِ،یا مُطاعُ یا عَلیمُ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا هازِمَ الأَحزابِ لِمُحَمَّدٍ،یا کائِدَ فِرعَونَ لِموسی،یا مُنجِیَ عیسی مِن أیدِی الظَّلَمَةِ،یا مُخَلِّصَ قَومِ نوحٍ مِنَ الغَرَقِ،یا راحِمَ عَبدِهِ یَعقوبَ،یا کاشِفَ ضُرِّ أیّوبَ،یا مُنجِیَ ذِی النّونِ مِنَ الظُّلُماتِ، یا فاعِلَ کُلِّ خَیرٍ،یا هادِیاً إلی کُلِّ خَیرٍ،یا دالاًّ عَلی کُلِّ خَیرٍ،یا آمِراً بِکُلِّ خَیرٍ،یا خالِقَ الخَیرِ،ویا أهلَ الخَیرِ،أنتَ اللّهُ رَغِبتُ إلَیکَ فیما قَد عَلِمتَ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.

ثُمَّ اسأَلَا الحاجَةَ تُجابا إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

ص:399


1- .المحاسن:ج 2 ص 111 ح 1303 عن زید الشحام،بحار الأنوار:ج 95 ص 122 ح 1.
2- الأنعام:59.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 232 ح 2558، بحار الأنوار:ج 95 ص 123 ح 4.
4- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 138 ح 2348،بحار الأنوار:ج 91 ص 370 ح 25.

15/8طَلَبُ النَّجاةِ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ

536.مسند ابن حنبل عن امّ سلمة: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ألّا تُعَلِّمُنی دَعوَةً أدعو بِها لِنَفسی؟

قالَ:بَلی (1)،قولی:

اللّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ،اغفِر لی ذَنبی،وأَذهِب غَیظَ قَلبی،وأَجِرنی مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ما أحیَیتَنا. (2)

537.المستدرک علی الصحیحین عن معاذ بن جبل: أبطَأَ عَنّا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِصَلاةِ الفَجرِ حَتّی کادَت أن تُدرِکَنَا الشَّمسُ،ثُمَّ خَرَجَ فَصَلّی بِنا فَخَفَّفَ فی صَلاتِهِ،ثُمَّ انصَرَفَ،فَأَقبَلَ عَلَینا بِوَجهِهِ فَقالَ:

عَلی مَکانِکُم،اُخبِرُکُم ما أبطَأَنی عَنکُمُ الیَومَ فی هذِهِ الصَّلاةِ،إنّی صَلَّیتُ فی لَیلَتی هذِهِ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ مَلَکَتنی عَینی فَنِمتُ،فَرَأَیتُ رَبّی تَبارَکَ وتَعالی،فَأَلهَمَنی أن قُلتُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الطَّیِّباتِ،وتَرکَ المُنکَراتِ،وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَتوبَ عَلَیَّ، وتَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ فی خَلقِکَ فِتنَةً فَنَجِّنی إلَیکَ مِنها غَیرَ مَفتونٍ،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ حُبَّکَ،وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ،وحُبَّ عَمَلٍ یُقَرِّبُنی إلی حُبِّکَ.

ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:تَعَلَّموهُنَّ وَادرُسوهُنَّ؛فَإِنَّهُنَّ حَقٌّ. (3)

راجع: نهج الدعاء ص 212 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهمّ إنّی أعوذ بک من الفتنة) و نهج البلاغة :الحکمة 93.

ص:400


1- .فی المصدر:«بل»،وما فی المتن أثبتناه من المنتخب من مسند عبد بن حمید.
2- مسند ابن حنبل:ج 10 ص 193 ح 26638، المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 443 ح 1534،المعجم الکبیر:ج 23 ص 338 ح 785،الدعاء للطبرانی:ص 424 ح 1439 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 524 ح 7724.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 702 ح 1913 و 1912 عن عبد الرحمن بن عایش،الدعاء للطبرانی:ص 418 ح 1415 و 1414 کلّها نحوه،المعجم الکبیر:ج 20 ص 141 ح 290،کنز العمّال:ج 15 ص 898 ح 43545.

16/8طَلَبُ الخَلاصِ مِنَ الحَبسِ

538.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام وهُوَ فی سِجنِ الرَّشیدِ فَاُطلِقَ-:

یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُحیِیَ النُّفوسِ مِن بَعدِ المَوتِ،ما لی إلهٌ غَیرُکَ فَأَدعُوَهُ،ولا شَریکٌ لَکَ فَأَرجُوَهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما تُخَلِّصُ الوَلَدَ مِن ضیقِ المَشیمَةِ (1)وَاللَّحمِ بِرَحمَتِکَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِمَشِیَّتِکَ وإرادَتِکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما تُخَلِّصُ الثَّمَرَةَ مِن بَینِ ماءٍ وطینٍ ورَملٍ بِقُدرَتِکَ وجَلالِکَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ وممّا أخافُ وأَحذَرُ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما تُخَلِّصُ البَیضَةَ مِن جَوفِ الطّائِرِ بِعَفوِکَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِنِعمَتِکَ وتَکَبُّرِکَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخَلِّصنی مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما تُخَلِّصُ الطّائِرَ مِن جَوفِ البَیضَةِ بِعِزَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

539.الکافی عن زیاد القندی: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ الأَوَّلِ علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً فَإِنّی قَد بُلیتُ بِشَیءٍ-وکانَ قَد حُبِسَ بِبَغدادَ حَیثُ اتُّهِمَ بِأَموالِهِم-فَکَتَبَ إلَیهِ:

ص:401


1- .المَشیمَةُ:هی غشاء وَلَدِ الإنسان ( المصباح المنیر:ص 329« شیم».
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 314 نقلاً عن خط الشهید.

إذا صَلَّیتَ فَأَطِلِ السُّجودَ،ثُمَّ قُل:«یا أحَدَ مَن لا أحَدَ لَهُ»حَتّی تَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ قُل:«یا مَن لا یَزیدُهُ کَثرَةُ الدُّعاءِ إلّاجوداً وکَرَماً»حَتّی تَنقَطِعَ نَفَسُکَ،ثُمَّ قُل:«یا رَبَّ الأَربابِ أنتَ أنتَ أنتَ الَّذِی انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ،یا عَلِیُّ یا عَظیمُ».

قالَ زِیادٌ:فَدَعَوتُ بِهِ،فَفَرَّجَ اللّهُ عَنّی وخُلِّیَ سَبیلی. (1)

540.مهج الدعوات عن عبد اللّه بن مالک الخزاعی -حینَ أمَرَهُ الرَّشیدُ بِإِطلاقِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام مِنَ الحَبسِ،لِأَنَّهُ رَأی فی مَنامِهِ قائِلاً یَتَهَدَّدُهُ ویَقولُ لَهُ:أطلِق موسَی بنَ جَعفرٍ،قالَ-:

فَرَجَعتُ إلی مَنزِلی،وفَتَحتُ الحُجرَةَ،ودَخَلتُ عَلی موسَی بنِ جَعفَرٍ فَوَجَدتُهُ قَد نامَ فی سُجودِهِ،فَجَلَستُ حَتَّی استَیقَظَ ورَفَعَ رَأسَهُ،وقالَ:یا عَبدَ اللّهِ افعَل (2)ما امِرتَ بِهِ.

فَقُلتُ لَهُ:یا مَولایَ سَأَلتُکَ بِاللّهِ وبِحَقِّ جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ هَل دَعَوتَ اللّهَ عز و جل فی یَومِکَ هذا بِالفَرَجِ؟

فَقالَ:أجَل،إنّی صَلَّیتُ المَفروضَةَ وسَجَدتُ وغَفَوتُ فی سُجودی،فَرَأَیتُ رَسولَ اللّه صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا موسی،أتُحِبُّ أن تُطلَقَ؟فَقُلتُ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،یا مُجَلِّیَ الهِمَمِ،یا مُغَشِّیَ الظُّلَمِ،یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،ویا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُدرِکَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،ومُنشِئَها بَعدَ المَوتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

فَلَقَد دَعَوتُ بِهِ ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُلَقِّنّیهِ حَتّی سَمِعتُهُ یَقولُ:قَدِ استَجابَ اللّهُ فیکَ.

ثُمَّ قُلتُ لَهُ ما أمَرَنی بِهِ الرَّشیدُ وأَعطَیتُهُ ذلِکَ. (3)

ص:402


1- .الکافی:ج 3 ص 328 ح 25، بحار الأنوار:ج 86 ص 232 ح 56.
2- فی المصدر:«أفعلت»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
3- مهج الدعوات:ص 246،بحار الأنوار:ج 94 ص 332 ح 4.

541.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ عَلَّمَهُ صاحِبُ الأمرِ علیه السلام لِرَجُلٍ مَحبوسٍ فَخُلِّصَ:

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ،وبَرِحَ (1)الخَفاءُ،وَانکَشَفَ الغِطاءُ،وَانقَطَعَ الرَّجاءُ،وضاقَتِ الأَرضُ ومُنِعَتِ السَّماءُ،وأَنتَ المُستَعانَ وإلَیکَ المُشتَکی،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اُولِی الأَمرِ الَّذینَ فَرَضتَ عَلَینا طاعَتَهُم،وعَرَّفتَنا مَنزِلَتَهُم،فَفَرِّج عَنّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً قَریباً،کَلَمحِ البَصَرِ،أو هُوَ أقرَبُ.

یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اِکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،وَانصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ،یا مَولانا یا صاحِبَ الزَّمانِ،الأَمانَ،الأَمانَ،الأَمانَ،الغَوثَ،الغَوثَ،الغَوثَ، أدرِکنی،أدرِکنی،أدرِکنی،السّاعَةَ،السّاعَةَ،السّاعَةَ،العَجَلَ،العَجَلَ،العَجَلَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (2)

راجع:ص 32 (دعوات الأنبیاء/دعوات یوسف علیه السلام ) وص485 (دعوات لدفع الهموم والشدائد)

و ج 3 ص 574 ح 2453 وص 586 ح 2461.

17/8طَلَبُ دَفعِ شَرِّ الأَعداءِ

الف-الأَدعِیَةُ القُرآنِیَّةُ

قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (3)

رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (4)

ص:403


1- .برح الخَفاء:وضح الأمر (المصباح المنیر:ص 42« برح»).
2- المصباح للکفعمی:ص 235، المزار الکبیر:ص 591،المزار للشهید الأوّل:ص 210،جمال الاُسبوع:ص 181 [3] ولیس فی الثلاثة الأخیرة ذیله من«الساعة الساعة الساعة...»،بحار الأنوار:ج 53 ص 275.
3- القصص:21.
4- التحریم:11.
ب-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

542.سنن أبی داوود عن عبد اللّه بن قیس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا خافَ قَوماً قالَ:

اللّهُمَّ إنّا نَجعَلُکَ فی نُحورِهِم،ونَعوذُ بِکَ مِن شُرورِهِم. (1)

543.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِهِ عَلَی المَنصورِ،ورَواهُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ عَلَّمَهُ عَلِیّاً عِندَ النّائِبَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِ،یا کافی،یا شافی،یا مُعافی،اکفِنی کُلَّ شَیءٍ حَتّی لا أخافَ مَعَکَ شَیئاً. (2)

544.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا تَخَوَّفتَ مِن أحَدٍ شَیئاً فَقُل:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ومَن فیهِنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جِبریلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،کُن لی جاراً مِن فُلانٍ وأَشیاعِهِ وأَتباعِهِ،أن یَفرُطوا عَلَیَّ أو أن یَطغَوا عَلَیَّ أبَداً،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ إلّاأنتَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)

545.المستدرک علی الصحیحین عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ کانَ یَدعو:

اللّهُمَّ احفَظنی بِالإِسلامِ قائِماً،وَاحفَظنی بِالإِسلام قاعِداً،وَاحفَظنی بِالإِسلامِ راقِداً، ولا تُشمِت بی عَدُوّاً حاسِداً.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ خَزائِنُهُ بِیَدِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ خَزائِنُهُ بِیَدِکَ. (4)

ص:404


1- .سنن أبی داوود:ج 2 ص 89 ح 1537،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 188 ح 8631، مسند ابن حنبل:ج 7 ص 169 ح 19741، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 154 ح 2629،السنن الکبری للبیهقی:ج 5 ص 415 ح 10325،کنز العمّال:ج 7 ص 69 ح 18002.
2- بحار الأنوار:ج 94 ص 312 نقلاً عن خطّ الشهید الأوّل.
3- الدعاء للطبرانی:ص 323 ح 1057 و 1056،المعجم الکبیر:ج 10 ص 15 ح 9795 کلاهما نحوه وکلّها عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 120 ج 3426.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 706 ح 1924،الدعاء للطبرانی:ص 426 ح 1445 نحوه وکلاهما عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3679.

546.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ:...یا عَلِیُّ،أمانٌ لَکَ مِن کُلِّ سوءٍ تَخافُهُ أن تَقولَ:

ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (1)

547.عنه علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أرادَهُ إنسانٌ بِسوءٍ فَأَرادَ أن یَحجُزَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَهُ،فَلیَقُل حینَ یَراهُ:

أعوذُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِ خَلقِهِ وقُوَّتِهِم،وأَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ.

ثُمَّ یَقولُ ما قالَ اللّهُ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله:

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (2)،صَرَفَ اللّهُ عَنهُ کَیدَ کُلِّ کائِدٍ،ومَکرَ کُلِّ ماکِرٍ،وحَسَدَ کُلِّ حاسِدٍ.

ولا یَقولَنَّ هذِهِ الکَلِماتِ إلّافی وَجهِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یَکفیهِ بِحَولِهِ. (3)

548.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی دَخلَةٍ اخری عَلَی المَنصورِ رَواهُ عَن جَدِّهِ صلی الله علیه و آله-:

اللّهُمَّ یا کافِیَ کُلِّ شَیءٍ،ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ،اِکفِنا کُلَّ شَیءٍ،حَتّی لا یَضُرَّ مَعَ اسمِکَ شَیءٌ. (4)

549.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

أمسَینا وأَمسی المُلکُ للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،أعوذُ بِاللّهِ الَّذی یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ.

ص:405


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 193 ح 2510.
2- التوبة:129.
3- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 122 عن الشعیری،بحار الأنوار:ج 95 ص 220 ح 18.
4- بحار الأنوار:ج 94 ص 311 نقلاً عن خطّ الشهید الأوّل.

مَن قالَهُنَّ عُصِمَ مِن کُلِّ ساحِرٍ وکاهِنٍ وشَیطانٍ وحاسِدٍ. (1)

550.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی دَخلَةٍ اخری عَلَی المَنصورِ،رُوِیَ أنَّهُ عَلَّمَهُ إیّاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فی مَنامِهِ-:

اللّهُمَّ قَد أکدَی (2)الطَّلَبُ وأَعیَتِ الحیلَةُ إلّاإلَیکَ،ودَرَسَتِ الآمالُ وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلّا مِنکَ،وخابَتِ الثِّقَةُ وأَخلَفَ الظَّنُّ إلّابِکَ،وکَذَبَتِ الأَلسُنُ واُخلِفَتِ العِداتُ (3)إلّاعِدَتُکَ.

اللّهُمَّ إنّی أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَیکَ مُشرَعَةً،ومَناهِلَ (4)الدُّعاءِ لَکَ مُفَتَّحَةً،وأَجِدُکَ لِدُعاتِکَ بِمَوضِعِ إجابَةٍ،ولِلصّارِخِ إلَیکَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ،وأَنَّ فِی اللَّهفِ إلی جودِکَ مِنَ الرِّضا بِضَمانِکَ عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلینَ،ومَندوحَةً (5)عَمّا فی أیدِی المُستَأثِرینَ.

وأَعلَمُ أنَّکَ لا تَحجُبُ عَن خَلقِکَ،إلّاأن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دونَکَ،فَأَعلَمُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَیکَ عَزمُ الإِرادَةِ،وخُضوعُ الاِستِغاثَةِ،وقَد ناجاکَ بِعَزمِ الإِرادَةِ وخُضوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی.

فَأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها راجٍ بَلَّغتَهُ بِها أمَلَهُ،أو صارِخٌ أغَثتَ صَرخَتَهُ،أو مَلهوفٌ مَکروبٌ فَرَّجتَ عَنهُ،ولِتِلکَ الدَّعوَةِ عَلَیکَ حَقٌّ،وعِندَکَ مَنزِلَةٌ،إلّاصَلَّیتَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلَّصتَنی مِن کُلِّ مَکروهٍ،وفَعَلتَ بی کَذا وکَذا. (6)

551.عنه علیه السلام: حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا ألَّبَت عَلَیهِ الیَهودُ وفَزارَةُ وغَطَفانُ،

ص:406


1- .المعجم الأوسط:ج 4 ص 310 ح 4291،الدعاء للطبرانی:ص 129 ح 344 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه.
2- أکدی:تعسّر وتعذّر وانقطع ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1557«کدی»).
3- العدات:الوعود ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1915«وعد»).
4- مناهل:جمع منهل؛وهو المورد،وهو عین ماء ترده الإبل فی المرعی ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1840«نهل»).
5- المندوحة:الفسحة والسعة ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1763«ندح»).
6- بحار الأنوار:ج 94 ص 310 نقلاً عن خطّ الشهید الأوّل.

وهُوَ قَولُهُ تَعالی: إِذْ جاؤُکُمْ مِنْ فَوْقِکُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْکُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا (1)،وکانَ ذلِکَ الیَومُ مِن أغلَظِ یَومٍ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَجَعَلَ یَدخُلُ ویَخرُجُ ویَنظُرُ إلَی السَّماءِ،ویَقولُ:ضَیِّقی تَتَّسِعی،ثُمَّ خَرَجَ فی بَعضِ اللَّیلِ فَرَأی شَخصاً،فَقالَ لِحُذَیفَةَ:اُنظُر مَن هذا؟فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هذا عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا أبَا الحَسَنِ،أما خَشیتَ أن تَقَعَ عَلَیکَ عَینٌ؟

قالَ:إنّی وَهَبتُ نَفسی للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،وخَرَجتُ حارِساً لِلمُسلِمینَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ،فَمَا انقَضی کَلامُهُما حَتّی نَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام وقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یُقرِئُکَ السَّلامَ،ویَقولُ لَکَ:قَد رَأَیتُ مَوقِفَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام مُنذُ اللَّیلَةِ،وأَهدَیتُ لَهُ مِن مَکنونِ عِلمی کَلِماتٍ لا یَتَعَوَّذُ بِها عِندَ شَیطانٍ مارِدٍ،ولا سُلطانٍ جائِرٍ،ولا حَرَقٍ ولا غَرَقٍ،ولا هَدمٍ ولا رَدمٍ،ولا سَبُعٍ ضارٍ،ولا لُصٍّ قاطِعٍ،إلّاآمَنَهُ اللّهُ مِن ذلِکَ،وهُوَ أن یَقولَ:

اللّهُمَّ احرُسنا بِعَینِکَ الّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنا بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ،وأَعِزَّنا بِسُلطانِکَ الَّذی لا یُضامُ،وَارحَمنا بِقُدرَتِکَ عَلَینا،ولا تُهلِکنا وأَنتَ الرَّجاءُ،رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری، فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعمَتِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ عِندَ بَلِیَّتِهِ صَبری فَلَم یَخذُلنی،یا ذَا المَعروفِ الدّائِمِ الَّذی لا یَنقَضی أبَداً،ویا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ،وأَدرَأُ بِکَ فی نُحورِ الأَعداءِ وَالجَبّارینَ.

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیایَ،وعَلی آخِرَتی بِتَقوایَ،وَاحفَظنی فیما غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فیما حَضَرتُهُ،یا مَن لا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ،ولا تَضُرُّهُ المَعصِیَةُ،أسأَ لُکَ فَرَجاً عاجِلاً،وصَبراً جَمیلاً،ورِزقاً واسِعاً،وَالعافِیَةَ مِن جَمیعِ البَلاءِ،وَالشُّکرَ عَلَی

ص:407


1- .الأحزاب:10.

العافِیَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

552.مهج الدعوات: حِرزٌ آخَرُ عَنِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِرِوایَةٍ اخری:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ،مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ،وأَعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ،مِن شَرِّ عِداتِکَ (عَذابِکَ خ ل) وشَرِّ عِبادِکَ، وأَعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن شَرِّ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن خَیرِ ما تُعطی وما تُسأَلُ،وخَیرِ ما تُخفی وما تُبدی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن شَرِّ ما یَجری بِهِ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،إنَّ رَبِّیَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.ما شاءَ اللّهُ کانَ،أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّا أنتَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ وأَنتَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ، ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ علماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (3). (4)

553.مهج الدعوات: دُعاءٌ رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُ لِبَعضِ أصحابِهِ،فَأَرادَ الحَجّاجُ قَتلَهُ،فَلَمّا قَرَأَهُ لَم یَستَطِع صاحِبُ سَیفِهِ أن یَقتُلَهُ،وهُوَ هذَا الدُّعاءُ:

ص:408


1- .مهج الدعوات:ص 191 عن الربیع،بحار الأنوار:ج 94 ص 405 ح 7 [2] نقلاً عن اختیار ابن الباقی من أدعیة الإمام الصادق [3]علیه السلام نحوه وص 287 ح 2.
2- هود:56.
3- التوبة:129.
4- مهج الدعوات:ص 5، بحار الأنوار:ج 94 ص 209 ح 2.

یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُحیِیَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ،یا مَن لا یَعجَلُ لِأَ نَّهُ لا یَخافُ الفَوتَ،یا دائِمَ الثَّباتِ،یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا مُحیِیَ العِظامِ الرَّمیمِ الدّارِساتِ،بِاسمِ اللّهِ، اعتَصَمتُ بِاللّهِ،وتَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،ورَمَیتُ کُلَّ مَن یُؤذینی بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

554.مسند ابن حنبل عن جعفر بن سلیمان عن أبی التیاج: سَأَلَ رَجُلٌ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ خنبش:

کَیفَ صَنَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ کادَتهُ الشَّیاطینُ؟

قالَ:جاءَتِ الشَّیاطینُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ الأَودِیَةِ،وتَحَدَّرَت عَلَیهِ مِنَ الجِبالِ، وفیهِم شَیطانٌ مَعَهُ شُعلَةٌ مِن نارٍ،یُریدُ أن یُحرِقَ بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،قالَ:فَرُعِبَ،قالَ جَعفَرٌ:أحسَبُهُ قالَ:جَعَلَ یَتَأَخَّرُ.

قالَ:وجاءَ جِبریلُ علیه السلام:فَقالَ یا مُحَمَّدُ،قُل ! قالَ:ما أقولُ؟قالَ:قُل:

أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،الَّتی لا یُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ (2)،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ومِن شَرِّ ما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِی الأَرضِ ومِن شَرِّ ما یَخرُجُ مِنها،ومِن شَرِّ فِتَنِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن شَرِّ کُلِّ طارِقٍ إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ،یا رَحمنُ. (3)

ج-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام

555.الإمام علیّ علیه السلام: [کُلُّ مَنِ استَصعَبَ عَلَیهِ شَیءٌ مِن مالٍ أو أهلٍ أو وَلَدٍ أو أمرِ فِرعَونٍ مِنَ

ص:409


1- .مهج الدعوات:ص 75، بحار الأنوار:ج 94 ص 214 ح 12.
2- ذَرَأ وَبَرأ:ذَرَأ،أی خلق،وَبَرأ:الذی خَلَقَ الخلق لا عن مثال ( النهایة:ج 2 ص 156« ذرأ»و ج 1 ص 111«برأ»).
3- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 268 ح 15461 و 15460 نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 332 ح 1058 عن ابن مسعود،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 226 ح 637 [5] عن عبد الرحمن بن خنیس،کنز العمّال:ج 2 ص 191 ح 3699؛مهج الدعوات:ص 97، [6]المصباح للکفعمی:ص 311 [7] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 63 ص 282 ح 176.

الفَراعِنَةِ فَلیَبتَهِل بِهذَا الدُّعاءِ؛فَإِنَّهُ یَکفی مِمّا یَخافُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی وبِهِ القُوَّةُ] (1)،قُل:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،وأَهلِ بَیتِهِ الَّذینَ اختَرتَهُم عَلی عِلمٍ عَلَی العالَمینَ،اللّهُمَّ فَذَلِّل لی صُعوبَتَها وحُزانَتَها،وَاکفِنی شَرَّها؛فَإِنَّکَ الکافِی المُعافی وَالغالِبُ القاهِرُ. (2)

د-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام

556.الإمام الحسن علیه السلام -لَمّا أرادَ الدُّخولَ عَلی مُعاوِیَةَ وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ أرادُوا استِنقاصَهُ-:

اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نُحورِهِم،وأَعوذُ بِکَ مِن شُرورِهِم،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِم، فَاکفِنیهِم بِما شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،مِن حَولِکَ وقُوَّتِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ه-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

557.الإرشاد عن داوود بن القاسم: حَدَّثَنَا الحُسَینُ بنُ زَیدٍ،عَن عَمِّهِ عُمَرَ بنِ عَلِیٍّ،عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام،أنّهُ کانَ یَقولُ:«لَم أرَ مِثلَ التَّقَدُّمِ فِی الدُّعاءِ،فَإِنَّ العَبدَ لَیسَ تَحضُرُهُ الإِجابَةُ فی کُلِّ وَقتٍ».

وکانَ مِمّا حُفِظَ عَنهُ علیه السلام مِنَ الدُّعاءِ حینَ بَلَغَهُ تَوَجُّهُ مُسرِفِ بنِ عُقبَةَ (4)إلَی المَدینَةِ:

رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری؟وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری؟فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعمَتِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،وقَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبری فَلَم

ص:410


1- .أثبتنا ما بین المعقوفین من نهایة الدعاء.
2- خصائص الأئمة علیهم السلام:ص 48،الدعوات:ص 64 ح 161 و 162،بحار الأنوار:ج 95 ص 285 ح 9.
3- الاحتجاج:ج 2 ص 19 ح 150 عن الشعبی وأبی مخنف ویزید بن أبی حبیب المصری،بحار الأنوار:ج 44 ص71 ح 1؛ [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 286.
4- هو مسلم بن عقبة الذی وجّهه یزید بن معاویة-علیهما اللعنة-نحو المدینة فهاجمها،وسمّیت الواقعة واقعة الحرّة،وسمّی مسرفاً لإسرافه فی إهراق الدماء.

یَخذُلنی،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً،ویا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَادفَع عَنّی شَرَّهُ،فَإِنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ.

فَقَدِمَ مُسرِفُ بنُ عُقبَةَ المَدینَةَ،وکانَ یُقالُ:لا یُریدُ غَیرَ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،فَسَلِمَ مِنهُ،وأَکرَمَهُ وحَباهُ ووَصَلَهُ. (1)

558.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ:ما ابالی إذا قُلتُ هذِهِ الکَلِماتِ لَوِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الإِنسُ وَالجِنُّ:

بِاسمِ اللّه وبِاللّهِ،ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ إلَیکَ أسلَمتُ نَفسی،وإلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی،وإلَیکَ ألجَأتُ ظَهری، وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی ومِن قِبَلی (2)،وَادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)

559.مروج الذهب: نَظَرَ النّاسُ إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ السَّجّادِ علیه السلام وقَد لاذَ بِالقَبرِ،وهُوَ یَدعو، فَاُتِیَ بِهِ إلی مُسرِفٍ وهُوَ مُغتاظٌ عَلَیهِ فَتَبَرَّأَ مِنهُ ومِن آبائِهِ،فَلَمّا رَآهُ وقَد أشرَفَ عَلَیهِ ارتَعَدَ وقامَ لَهُ،وأَقعَدَهُ إلی جانِبِهِ،وقالَ لَهُ:سَلنی حَوائِجَکَ،فَلَم یَسأَلهُ فی أحَدٍ مِمَّن قُدِّمَ إلَی السَّیفِ إلّاشَفَّعَهُ فیهِ،ثُمَّ انصَرَفَ عَنهُ.فَقیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام:رَأَیناکَ تُحَرِّکُ شَفَتَیکَ، فَمَا الَّذی قُلتَ؟قالَ:قُلتُ:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ،وَالأَرَضینَ السَّبعِ وما أقلَلنَ،رَبَّ العَرشِ

ص:411


1- .الإرشاد:ج 2 ص 151، المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 164 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 221 ح 19.
2- فی بعض النسخ:«وممّا قبلی».
3- الکافی:ج 2 ص 559 ح 10 عن بشیر بن مسلمة و ص 563 ح 23 عن قیس بن سلمة،الأمالی للطوسی:ص 208 ح 358 [4] عن محمّد بن أعین،قرب الإسناد:ص 3 ح 8 [5] عن مسعدة بن صدقة،الأمان:ص 125، [6]بحار الأنوار:ج 95 ص 215 ح 7.

العَظیمِ،رَبَّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،أسأَ لُکَ أن تُؤتِیَنی خَیرَهُ وتَکفِیَنی شَرَّهُ.

وقیلَ لِمُسلِمٍ:رَأَیناکَ تَسُبُّ هذَا الغُلامَ وسَلَفَهُ،فَلَمّا اتِیَ بِهِ إلَیکَ رَفَعتَ مَنزِلَتَهُ؟! فَقالَ:ما کانَ ذلِکَ لِرَأیٍ مِنّی،لَقَد مُلِئَ قَلبی مِنهُ رُعباً ! (1)

560.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی دَفعِ کَیدِ الأَعداءِ ورَدِّ بَأسِهِم-:

إلهی ! هَدَیتَنی فَلَهَوتُ،ووَعَظتَ فَقَسَوتُ،وأَبلَیتَ الجَمیلَ فَعَصَیتُ،ثُمَّ عَرَفتُ ما أصدَرتَ إذ عَرَّفتَنیهِ،فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ،فَعُدتُ فَسَتَرتَ،فَلَکَ-إلهِی-الحَمدُ،تَقَحَّمتُ أودِیَةَ الهَلاکِ،وحَلَلتُ شِعابَ تَلَفٍ تَعَرَّضتُ فیها لِسَطَواتِکَ،وبِحُلولِها عُقوباتِکَ، ووَسیلَتی إلَیکَ التَّوحیدُ،وذَریعَتی أنّی لَم اشرِک بِکَ شَیئاً،ولَم أتَّخِذ مَعَکَ إلهاً،وقَد فَرَرتُ إلَیکَ بِنَفسی،وإلَیکَ مَفَرُّ المُسیءِ،ومَفزَعُ المُضَیِّعِ لِحَظِّ نَفسِهِ المُلتَجِئِ.

فَکَم مِن عَدُوٍّ انتَضی (2)عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لی ظُبَةَ (3)مُدیَتِهِ (4)،وأَرهَفَ لی شَبا (5)حَدِّهِ،ودافَ (6)لی قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ نَحوی صَوائِبَ سِهامِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ،وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ،ویُجَرِّعَنی زُعاقَ (7)مَرارَتِهِ،فَنظَرتَ یا إلهی إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ عَدَدِ مَن ناوانی،وأَرصَدَ لی بِالبَلاءِ فیما لَم اعمِل فیهِ فِکری،فَابتَدَأتَنی بِنَصرِکَ، وشَدَدتَ أزری بِقُوَّتِکَ،ثُمَّ فَلَلتَ لی حَدَّهُ،وصَیَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ عَدیدٍ وَحدَهُ،وأَعلَیتَ

ص:412


1- .مروج الذهب:ج 3 ص 80.
2- اِنتضی السیفَ:أی أخرجه ( النهایة:ج 5 ص 73«نضا»).
3- ظُبَةُ السیف:طرفه ( النهایة:ج 3 ص 155«ظبب»).
4- المُدیة والمِدیة:الشَّفرة،والجمع مُدی ومِدی ومُدیات (لسان العرب:ج 15 ص 273«مدی»).
5- الشباةُ:طرف السیف وَحَدُّه وجمعها شباً ( النهایة:ج 2 ص 442«شبا»).
6- دافَ:خَلَطَ ( النهایة:ج 2 ص 140«دوف»).
7- الزُّعاق:الماء المرّ (لسان العرب:ج 10 ص 141« زعق»).

کَعبی عَلَیهِ،وجَعَلتَ ما سَدَّدَهُ مَردوداً عَلَیهِ،فَرَدَدتَهُ لَم یَشفِ غَیظَهُ،ولَم یَسکُن غَلیلُهُ، قَد عَضَّ عَلی شَواهُ (1)،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً قَد أخلَفَت سَرایاهُ.

وکَم مِن باغٍ بَغانی بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی شَرَکَ مَصائِدِهِ،ووَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ، وأَضبَأَ إلَیَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ؛انتِظاراً لِانتِهازِ الفُرصَةِ لِفَریسَتِهِ،وهُوَ یُظهِرُ لی بَشاشَةَ المَلَقِ،ویَنظُرُنی عَلی شِدَّةِ الحَنَقِ (2).

فَلَمّا رَأَیتَ-یا إلهی تَبارَکتَ وتَعالَیتَ-دَغَلَ سَریرَتِهِ،وقُبحَ مَا انطَوی عَلَیهِ، أرکَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ فی زُبیَتِهِ (3)،ورَدَدتَهُ فی مَهوی حُفرَتِهِ،فَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَلیلاً فی رِبَقِ (4)حِبالَتِهِ الَّتی کانَ یُقَدِّرُ أن یَرانی فیها،وقَد کادَ أن یَحُلَّ بی-لَولا رَحمَتُکَ-ما حَلَّ بِساحَتِهِ.

وکَم مِن حاسِدٍ قَد شَرِقَ بی بِغُصَّتِهِ،وشَجِیَ مِنّی بِغَیظِهِ،وسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ، ووَحَرَنی (5)بِقَرفِ عُیوبِهِ،وجَعَلَ عِرضی غَرَضاً لِمَرامیهِ،وقَلَّدَنی خِلالاً لَم تَزَل فیهِ، ووَحَرَنی بِکَیدِهِ،وقَصَدَنی بِمَکیدَتِهِ،فَنادَیتُکَ یا إلهی مُستَغیثاً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،عالِماً أنّهُ لا یُضطَهَدُ مَن أوی إلی ظِلِّ کَنَفِکَ،ولا یَفزَعُ مَن لَجَأَ إلی مَعقِلِ انتِصارِکَ،فَحَصَّنتَنی مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِکَ.

وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ جَلَّیتَها عَنّی،وسَحائِبِ نِعَمٍ أمطَرتَها عَلَیَّ،وجَداوِلِ رَحمَةٍ نَشَرتَها،وعافِیَةٍ ألبَستَها،وأَعیُنِ أحداثٍ طَمَستَها،وغَواشی کُرُباتٍ کَشَفتَها.

وکَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ،وعَدَمٍ جَبَرتَ،وصَرعَةٍ أنعَشتَ،ومَسکَنَةٍ حَوَّلتَ،کُلُّ

ص:413


1- .عَضَّ علی شَواهُ:أی علی أطراف الیدین ( مجمع البحرین:ج 2 ص 922«شوی»).
2- الحَنَق:شدّة الاغتیاظ (لسان العرب:ج 10 ص 69« حنف»).
3- الزبیَةُ:الحُفرَةُ ( النهایة:ج 2 ص 295«زبا»).
4- الرِبقُ:فی الأصل عروة فی حبل تُجعل فی عنق البهیمة أو یدها تمسکها ( النهایة:ج 2 ص 190« ربق»).
5- الوَحرُ:الحِقدُ والغیظ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1915«وحر»).

ذلِکَ إنعاماً وتَطَوُّلاً مِنکَ،وفی جَمیعِهِ انهِماکاً مِنّی عَلی مَعاصیکَ،لَم تَمنَعکَ إساءَتی عَن إتمامِ إحسانِکَ،ولا حَجَرَنی ذلِکَ عَنِ ارتِکابِ مَساخِطِکَ،لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ،ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَیتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ،وَاستُمیحَ فَضلُکَ فَما أکدَیتَ (1)،أبَیتَ یا مَولایَ إلّا إحساناً وَامتِناناً،وتَطَوُّلاً وإنعاماً،وأَبَیتُ إلّاتَقَحُّماً لِحُرُماتِکَ،وتَعَدِّیاً لِحُدودِکَ، وغَفلَةً عَن وَعیدِکَ !

فَلَکَ الحَمدُ إلهی مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النِّعَمِ،وقابَلَها بِالتَّقصیرِ،وشَهِدَ عَلی نَفسِهِ بِالتَّضییعِ.

اللّهُمَّ فَإِنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِالمُحَمَّدِیَّةِ الرَّفیعَةِ،وَالعَلَوِیَّةِ البَیضاءِ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِهِما أن تُعیذَنی مِن شَرِّ کَذا وکَذا،فَإِنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُجدِکَ،ولا یَتَکَأَّدُکَ (2)فی قُدرَتِکَ، وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

فَهَب لی یا إلهی مِن رَحمَتِکَ ودَوامِ تَوفیقِکَ ما أتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ بِهِ إلی رِضوانِکَ، وآمَنُ بِهِ مِن عِقابِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

و-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

561.مصباح المتهجّد عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام: ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا أصابَهُ شَیءٌ مِن غَمِّ الدُّنیا أن یُصَلِّیَ یَومَ الجُمُعَةِ رَکعَتَینِ ویَحمَدَ اللّهَ تَعالی ویُثنِیَ عَلَیهِ ویُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،ویَمُدَّ یَدَهُ ویَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلِکٌ وأَنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ مُقتَدِرٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ

ص:414


1- .أکدی:أی قَطَع عطیّته ویُئِسَ من خیره ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1556«کدی»).
2- لا یَتَکَأّدُه:لا یَشقُّ علیه ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1540«کأد»).
3- الصحیفة السجادیّة:ص 211 الدعاء 49، الأمالی للمفید:ص 239 ح 3،الأمالی للطوسی:ص 15 ح 19 کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام نحوه ولیس فیهما ذیله،البلد الأمین:ص 494، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 180 ح 1.

یَکونُ وما شاءَ اللّهُ مِن شَیءٍ یَکونُ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،یا رَسولَ اللّهِ ! إنّی أتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّهِ رَبّی ورَبِّکَ لِیُنجِحَ بِکَ طَلِبَتی ویَقضِیَ بِکَ حاجَتی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاقضِ حاجَتی بِتَوَجُّهی إلَیکَ بِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ مَن أرادَنی مِن خَلقِکَ بِبَغیٍ أو عَنَتٍ أو سوءٍ أو مَساءَةٍ أو کَیدٍ،مِن جِنِّیٍّ أو إنسِیٍّ،مِن قَریبٍ أو بَعیدٍ،صَغیرٍ أو کَبیرٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَحرِج صَدرَهُ،وأَفحِم لِسانَهُ،وقَصِّر یَدَهُ،وَاسدُد بَصَرَهُ،وَادفَع فی نَحرِهِ،وَاقمَع رَأسَهُ،وأَوهِن کَیدَهُ،وأَمِتهُ بِدائِهِ وغَیظِهِ،وَاجعَل لَهُ شاغِلاً مِن نَفسِهِ،وَاکفِنیهِ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وعِزَّتِکَ وعَظَمَتِکَ وقُدرَتِکَ وسُلطانِکَ ومَنعَتِکَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ یا اللّهُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَالمَح مَن أرادَنی بِسوءٍ مِنکَ لَمحَةً توهِنُ بِها کَیدَهُ، وتَقلِبُ بِها مَکرَهُ،وتُضَعِّفُ بِها قُوَّتَهُ،وتَکسِرُ بِها حِدَّتَهُ،وتَرُدُّ بِها کَیدَهُ فی نَحرِهِ،یا رَبّی ورَبَّ کُلِّ شَیءٍ.

ویَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ:

اللّهُمَّ إنّی أستَکفیکَ ظُلمَ مَن لَم تَعِظهُ المَواعِظُ،ولَم تَمنَعهُ مِنِّی المَصائِبُ ولَا الغِیَرُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاشغَلهُ عَنّی بِشُغُلٍ شاغِلٍ فی نَفسِهِ وجَمیعِ ما یُعانیهِ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ إنّی بِکَ أعوذُ،وبِکَ ألوذُ،وبِکَ أستَجیرُ مِن شَرِّ فُلانٍ.

وتُسَمِّیهِ،فَإِنَّکَ تُکفاهُ إن شاءَ اللّهُ وبِهِ الثِّقَةُ. (1)

ز-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

562.الکافی عن معاویة بن عمار والعلاء بن سَیابة وظریف بن ناصح قال: لَمّا بَعَثَ

ص:415


1- .مصباح المتهجّد:ص 323، البلد الأمین:ص 151،بحار الأنوار:ج 90 ص 28 ح 1.

أبُو الدَّوانیقِ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ حَفِظتَ الغُلامَینِ بِصَلاحِ أبَوَیهِما،فَاحفَظنی بِصَلاحِ آبائی مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ؛اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ. (1)

563.الإمام الصادق علیه السلام: مَن دَخَلَ عَلی سُلطانٍ یَهابُهُ فَلیَقُل:

بِاللّهِ أستَفتِحُ،وبِاللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل لی صُعوبَتَهُ،وسَهِّل لی حُزونَتَهُ،فَإِنَّکَ تَمحو مَا تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.

وتَقولُ أیضاً:حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ،وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،وأَمتَنِعُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِهِم وقُوَّتِهِم،وأَمتَنِعُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)

564.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی دَفعِ کَیدِ الأَعداءِ-:

حَسبِیَ الرَّبُّ مِنَ المَربوبینَ،وحَسبِیَ الخالِقُ مِنَ المَخلوقینَ،وحَسبِیَ الرّازِقُ مِنَ المَرزوقینَ،وحَسبِیَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،حَسبی مَن هُوَ حَسبی،حَسبی مَن لَم یَزَلَ حَسبی، حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (3). (4)

565.عنه علیه السلام: قالَ لی رَجُلٌ:أیَّ شَیءٍ قُلتَ حینَ دَخَلتَ عَلی أبی جَعفَرٍ بِالرَّبَذَةِ؟قالَ:

قُلتُ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنکَ شَیءٌ؛فَاکفِنی بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،

ص:416


1- .الکافی:ج 2 ص 563 ح 22، بحار الأنوار:ج 47 ص 208 ح 51.
2- الکافی:ج 2 ص 558 ح 7 عن سماعة،بحار الأنوار:ج 94 ص 313.
3- التوبة:129.
4- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 305 ح 64 عن الحسن بن الفضل عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام،مهج الدعوات:ص 185 [7] عن الربیع نحوه،بحار الأنوار:ج 47 ص 163 ح 2.

ومِن حَیثُ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ. (1)

566.الکافی عن علی بن میسّر: لَمّا قَدِمَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَلی أبی جَعفَرٍ [ المَنصورِ ]،أقامَ أبو جَعفَرٍ مَولیً لَهُ عَلی رَأسِهِ وقالَ لَهُ:إذا دَخَلَ عَلَیَّ فَاضرِب عُنُقَهُ،فَلَمّا دَخَلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام نَظَرَ إلی أبی جَعفَرٍ وأَسَرَّ شَیئاً فیما بَینَهُ وبَینَ نَفسِهِ،لا یُدری ما هُوَ،ثُمَّ أظهَرَ:«یا مَن یَکفی خَلقَهُ کُلَّهُم ولا یَکفیهِ أحَدٌ،اِکفِنی شَرَّ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِیٍّ (2)»،قالَ:

فَصارَ أبو جَعفَرٍ لا یُبصِرُ مَولاهُ وصارَ مَولاهُ لا یُبصِرُهُ.فَقالَ أبو جَعفَرٍ:یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،لَقَد عَیَّیتُکَ (3)فی هذَا الحَرِّ فَانصَرِف،فَخَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام مِن عِندِهِ.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ لِمَولاهُ:ما مَنَعَکَ أن تَفعَلَ ما أمَرتُکَ بِهِ؟! فَقالَ:لا وَاللّهِ،ما أبصَرتُهُ، ولَقَد جاءَ شَیءٌ فَحالَ بَینی وبَینَهُ ! فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ:وَاللّهِ،لَئِن حَدَّثتَ بِهذَا الحَدیثِ أحَداً لَأَقتُلَنَّکَ. (4)

567.مهج الدعوات: رَأَیتُ فی کِتابٍ عَتیقٍ مِن وَقفِ امِّ الخَلیفَةِ النّاصِرِ،أوَّلُهُ أخبارُ وَقعَةِ الحَرَّةِ،بِإسنادِهِ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،قالَ:«قَرَأتُ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ حینَ دَخَلتُ عَلی أبی جَعفَرٍ [ المَنصورِ ] وهُوَ یُریدُ قَتلی،فَحالَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَ ذلِکَ».

فَلَمّا قَرَأَها حینَ نَظَرَ إلَیهِ لَم یَخرُج إلَیهِ حَتّی ألطَفَهُ،وقیلَ لَهُ:بِمَا احتَرَستَ؟قالَ:

«بِاللّهِ،وبِقِراءَةِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ،فَقُلتُ:یا اللّهُ یا اللّهُ-سَبعاً-إنّی أتَشَفَّعُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَن تَغلِبَهُ لی (5)،فَمَنِ ابتُلِیَ بِمِثلِ ذلِکَ فَلیَصنَع مِثلَ صُنعی،ولَولا أنَّنا نَقرَأُها ونَأمُرُ بِقِراءَتِها شیعَتَنا لَتَخَطَّفَهُمُ النّاسُ،ولکِن هِیَ

ص:417


1- .الکافی:ج 2 ص 559 ح 11.
2- وهو اسم أبی جعفر المنصور الخلیفة العبّاسی وهو عبد اللّه بن محمّد بن علی کما فی مختصر بصائر الدرجات.
3- فی مختصر بصائر الدرجات:«أتعَبتُکَ»،وهو الأنسب.
4- الکافی:ج 2 ص 559 ح 12، مختصر بصائر الدرجات:ص 8 عن علی بن قیس،الثاقب فی المناقب:ص 422 ح 357 [3] عن علی بن المبشر،بحار الأنوار:ج 47 ص 169 ح 11.
5- فی بحار الأنوار:« مِن أن تُقَلِّبَهُ لی»بدل«وأن تغلبه لی».

-وَاللّهِ-لَهُم کَهفٌ». (1)

568.بحار الأنوار -فی أدعِیَةٍ ذَکَرَها لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام عِندَ دُخولِهِ عَلَی المَنصورِ العَبّاسِیِّ-:

دُعاؤُهُ علیه السلام فی دُخولٍ آخَرَ عَلَیهِ،وکانَ قَد أمَرَ بِقَتلِهِ،فَلَقِیَهُ وأَمَرَ لَهُ بِثَلاثینَ بَدرَةً (2)بَعدَ أن قامَ لَهُ وجَلَسَ بَینَ یَدَیهِ،أهداهُ جَبرَئیلُ إلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،وعالِماً غَیرَ مُعَلَّمٍ، وعالِماً بِجَمیعِ الاُمَمِ،ویا مونِسَ المُستَوحِشینَ فِی الظُّلَمِ،ادفَع عَنّی کُلَّ بَأسٍ وأَلَمٍ، وعافِنی مِن کُلِّ عاهَةٍ وسُقمٍ،ومِن شَرِّ مَن لا یَخشاکَ مِن جَمیعِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3). (4)

569.مهج الدعوات: دُعاءُ الصّادِقِ علیه السلام لَمَّا استَدعاهُ المَنصورُ مَرَّةً ثالِثَةً بِالرَّبَذَةِ،رَوَیناهُ بِإِسنادنا إلی مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الصَّفّارِ،بِإِسنادِهِ فی کِتاب فَضلِ الدُّعاءِ،عَن إبراهیمَ بنِ جَبَلَةَ، عَن مَخرَمَةَ الکِندِیِّ،قالَ:

لَمّا نَزَلَ أبو جَعفَرٍ المَنصورُ الرَّبَذَةَ وجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ یَومَئِذٍ بِها،قالَ:مَن یَعذِرُنی مِن جَعفَرٍ هذا؟قَدَّمَ رِجلاً وأَخَّرَ اخری یَقولُ:«أتَنَحّی (5)عَن مُحَمَّدٍ ( أقولُ:یَعنی مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ ) فَإِن یَظفَر فَإِنَّمَا الأَمرُ لی،وإن تَکُنِ الاُخری فَکُنتُ قَد أحرَزتُ نَفسی»! أما وَاللّهِ،لَأَقتُلَنَّهُ.ثُمَّ التَفَتَ إلی إبراهیمَ بنِ جَبَلَةَ فَقالَ:یَابنَ جَبَلَةَ،قُم إلَیهِ فَضَع فی عُنُقِهِ ثِباتَهُ (6)،ثُمَّ ائتِنی بِهِ سَحباً.

ص:418


1- .مهج الدعوات:ص 186، بحار الأنوار:ج 94 ص 281 ح 2.
2- البَدرَةُ:کیس فیه ألف أو عشرة آلاف (لسان العرب:ج 4 ص 49« بدر»).
3- البقرة:137.
4- بحار الأنوار:ج 94 ص 313 نقلاً عن خطّ الشهید الأوّل.
5- فی المصدر:«أنتحی»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار، ومعناه:أبتعد (انظر:ترتیب کتاب العین:ص 795«نحو»).
6- الثبات:سیرٌ یُشَدُّ به الرَّحلُ وجمعه أثبتة (لسان العرب:ج 2 ص 19« ثبت»).

قالَ إبراهیمُ:فَخَرَجتُ حَتّی أتَیتُ مَنزِلَهُ،فَلَم اصِبهُ،فَطَلَبتُهُ فی مَسجِدِ أبی ذَرٍّ، فَوَجَدتُهُ فی بابِ المَسجِدِ،قالَ:فَاستَحیَیتُ أن أفعَلَ ما امِرتُ [ بِهِ ] (1)،فَأَخَذتُ بِکُمِّهِ فَقُلتُ لَهُ:أجِب أمیرَ المُؤمِنینَ،فَقالَ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،دَعنی حَتّی اصَلِّیَ رَکعَتَینِ،ثُمَّ بَکی بُکاءً شَدیداً،وأَ نَا خَلفَهُ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،ورَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ فیهِ القَریبُ، ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،وتُعیینی فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ،وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً فیهِ إلَیکَ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حَسَنَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (2)

ثُمَّ قالَ:اِصنَع ما امِرتَ بِهِ.فَقُلتُ:وَاللّهِ لا أفعَلُ،ولَو ظَنَنتُ أنّی اقتَلُ.فَأَخَذتُ بِیَدِهِ فَذَهَبتُ بِهِ،لا وَاللّهِ،ما أشُکُّ إلّاأنَّهُ یَقتُلُهُ،قالَ:فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی بابِ السِّترِ قالَ:«یا إلهَ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وإلهَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ ومُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،تَوَلَّ عافِیَتی،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ فی هذِهِ الغَداةِ أحَداً مِن خَلقِکَ بِشَیءٍ لا طاقَةَ لی بِهِ».

ثُمَّ قالَ إبراهیمُ:ثُمَّ أدخَلتُهُ عَلَیهِ،فَاستَوی جالِساً،ثُمَّ أعادَ عَلَیهِ الکَلامَ،فَقالَ:

قَدَّمتَ رِجلاً وأَخَّرتَ اخری،أما وَاللّهِ،لَأَقتُلَنَّکَ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ما فَعَلتُ فَارفُق بی،فَوَاللّهِ،لَقَلَّ ما أصحَبُکَ.

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ:اِنصَرِف،ثُمَّ قالَ (3):اِلتَفَتَ إلی عیسَی بنِ عَلِیٍّ فَقالَ لَهُ:یا

ص:419


1- .الزیادة من بحار الأنوار.
2- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی تتمّة هذا الدعاء:ووَجَدتُ زِیادَةَ هذَا الدُّعاءِ عَن مَولانَا الرِّضا علیه السلام:«بِنِعمَتِکَ اللّهُمَّ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،یا مَن هُوَ بِالمَعروفِ مَوصوفٌ،أنِلنی مِن مَعروفِکَ مَعروفاً تُغنینی بِهِ عَن مَعروفِ مَن سِواکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».
3- أی إبراهیم.

أبَا العَبّاسِ،الحَقهُ فَسَلهُ،أبی أم بِهِ؟قالَ:فَخَرَجَ یَشتَدُّ حَتّی لَحِقَهُ،فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ، إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ یَقولُ لَکَ:أبِکَ أم بِهِ؟فَقالَ:لا بَل بی،فَقالَ أبو جَعفَرٍ:صَدَقَ.

قالَ إبراهیمُ:ثُمَّ خَرَجتُ فَوَجَدتُهُ قاعِداً یَنتَظِرُنی یَتَشَکَّرُ (1)لی صُنعی بِهِ،وإذا بِهِ یَحمَدُ اللّهَ ویَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَوجَبَ الشُّکرَ عَلَیَّ بِفَضلِهِ وإن کُنتُ قَلیلاً شُکری،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنِیَ النّاسُ إلَیهِ فَأَکرَمَنی،ولَم یَکِلنی إلَیهم فَیُهینونی،فَرَضیتُ بِلُطفِکَ یا رَبِّ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ خَلَفاً.

اللّهُمَّ یا رَبِّ،ما أعطَیتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قَواماً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ أعطِنی ما احِبُّ،وَاجعَلهُ خَیراً لی، وَاصرِف عَنّی ما أکرَهُ،وَاجعَلهُ خَیراً لی،اللّهُمَّ ما غَیَّبتَ عَنّی مِنَ الاُمورِ فَلا تُغَیِّبنی عَن حِفظِکَ،وما فَقَدتُ فَلا أفقُدُ عَونَکَ،وما نَسیتُ فَلا أنسی ذِکرَکَ،وما مَلِلتُ فَلا أمَلُّ شُکرَکَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (2)

570.مهج الدعوات عن صفوان بن مِهران الجمّال (3): رَفَعَ رَجُلٌ مِن قُرَیشِ المَدینَةِ مِن بَنی مَخزومٍ إلی أبی جَعفَرٍ المَنصورِ-وذلِکَ بَعدَ قَتلِهِ لِمُحَمَّدٍ وإبراهیمَ ابنَی عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ-أنَّ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ بَعَثَ مَولاهُ المُعَلَّی بنَ خُنَیسٍ لِجِبایَةِ الأَموالِ مِن شیعَتِهِ، وأَنَّهُ کانَ یُمِدُّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ،فَکادَ المَنصورُ أن یَأکُلَ کَفَّهُ عَلی جَعفَرٍ غَیظاً،

ص:420


1- .تَشَکَّرَ لَهُ:کَشَکَرَهُ (لسان العرب:ج 4 ص 423«شکر»).
2- مهج الدعوات:ص 186، بحار الأنوار:ج 94 ص 282 ح 2.
3- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی أوّل الدعاء:«ومن ذلک دعاء مولانا الصادق جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین-علیهم أفضل الصلاة والسلام-لمّا استدعاه المنصور مرّةً سادسةً،وهی ثانی مرّةٍ إلی بغداد بعد قتل محمّد وإبراهیم ابنی عبد اللّه بن الحسن،وجدتُها فی الکتاب العتیق الذی قدّمتُ ذکرَه بخطّ الحسین بن علیّ بن هند،قال:...».فذکر إسناده إلی صفوان بن مهران الجمّال.

وکَتَبَ إلی عَمِّهِ داوودَ بنِ عَلِیٍّ-وداوودُ إذ ذاکَ أمیرُ المَدینَةِ-أن یُسَیِّرَ إلَیهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ولا یُرَخِّصَ لَهُ فِی التَّلَوُّمِ وَالمُقامِ،فَبَعَثَ إلَیهِ داوودُ بِکِتابِ المَنصورِ وقالَ:اِعمَد عَلَی المَسیرِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ فی غَدٍ ولا تَتَأَخَّر.قالَ صَفوانُ:وکُنتُ بِالمَدینَةِ یَومَئِذٍ، فَأَنفَذَ إلَیَّ جَعفَرٌ علیه السلام فَصِرتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:تَعَهَّد راحِلَتَنا فَإِنّا غادونَ فی غَدٍ إن شاءَ اللّهُ العِراقَ.ونَهَضَ مِن وَقتِهِ وأَ نَا مَعَهُ إلی مَسجِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وکانَ ذلِکَ بَینَ الاُولی وَالعَصرِ، فَرَکَعَ فیهِ رَکَعاتٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ،فَحَفِظتُ یَومَئِذٍ مِن دُعائِهِ:

یا مَن لَیسَ لَهُ ابتِداءٌ ولَا انقِضاءٌ،یا مَن لَیسَ لَهُ أمَدٌ ولا نِهایَةٌ ولا میقاتٌ ولا غایَةٌ،یا ذَا العَرشِ المَجیدِ وَالبَطشِ الشَّدیدِ،یا مَن هُوَ فَعّالٌ لِما یُریدُ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ ولا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،یا مَن قامَت بِجَبَروتِهِ الأَرضُ وَالسَّماواتُ،یا حَسَنَ الصُّحبَةِ، یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا کَریمَ العَفوِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحرُسنی فی سَفَری ومُقامی وفی حَرَکَتی وَانتِقالی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُضامُ.

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ فی سَفَری هذا بِلا ثِقَةٍ مِنّی لِغَیرِکَ،ولا رَجاءٍ یَأوی بی إلّاإلَیکَ،ولا قُوَّةَ لی أتَّکِلُ عَلَیها،ولا حیلَةَ ألجَأُ إلَیها إلَّاابتِغاءَ فَضلِکَ،وَالتِماسَ عافِیَتِکَ،وطَلَبَ فَضلِکَ،وإجرائِکَ لی عَلی أفضَلِ عَوائِدِکَ عِندی.

اللّهُمَّ وأَنتَ أعلَمُ بِما سَبَقَ لی فی سَفَری هذا مِمّا احِبُّ وأَکرَهُ،فَمَهما أوقَعتَ عَلَیهِ قَدَرَکَ فَمَحمودٌ فیهِ بَلاؤُکَ،مُنتَصِحٌ فیهِ قَضاؤُکَ،وأَنتَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.

اللّهُمَّ فَاصرِف عَنّی فیهِ مَقادیرَ کُلِّ بَلاءٍ،ومَقضِیَّ کُلِّ لَأواءٍ،وَابسُط عَلَیَّ کَنَفاً مِن رَحمَتِکَ،ولُطفاً مِن عَفوِکَ،وتَماماً مِن نِعمَتِکَ،حَتّی تَحفَظَنی فیهِ بِأَحسَنِ ما حَفِظتَ بِهِ غائِباً مِنَ المُؤمِنینَ وخَلَفتَهُ (1)؛فی سَترِ کُلِّ عَورَةٍ،وکِفایَةِ کُلِّ مَضَرَّةٍ،وصَرفِ کُلِّ

ص:421


1- .فی المصدر:«خَلَقتَهُ»،والصواب ما أثبتناه کما فی المصباح للکفعمی.

مَحذورٍ،وهَب لی فیهِ أمناً وإیماناً وعافِیَةً ویُسراً وصَبراً وشُکراً،وَارجِعنی فیهِ سالِماً إلی سالِمینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

قالَ صَفوانُ:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ علیه السلام بِأَن یُعیدَ الدُّعاءَ عَلَیَّ،فَأَعادَهُ وکَتَبتُهُ.

فَلَمّا أصبَحَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَحَلتُ لَهُ النّاقَةَ (1)،وسارَ مُتَوَجِّهاً إلَی العِراقِ حَتّی قَدِمَ مَدینَةَ أبی جَعفَرٍ،وأَقبَلَ حَتَّی استَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ.

قالَ صَفوانُ:فَأَخبَرَنی بَعضُ مَن شَهِدَهُ عِندَ أبی جَعفَرٍ قالَ:فَلَمّا رَآهُ أبو جَعفَرٍ قَرَّبَهُ وأَدناهُ،ثُمَّ استَدعی قِصَّةَ الرّافِعِ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،یَقولُ فی قِصَّتِهِ:إنَّ مُعَلَّی بنَ خُنَیسٍ مَولی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ یَجبی لَهُ الأَموالَ مِن جَمیعِ الآفاقِ،وأَنَّهُ مَدَّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ.فَدَفَعَ إلَیهِ القِصَّةَ فَقَرَأَها أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَأَقبَلَ عَلَیهِ المَنصورُ فَقالَ:یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،ما هذِهِ الأَموالُ الَّتی یَجبیها لَکَ مُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ؟فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَعاذَ اللّهِ مِن ذلِکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ !

قالَ لَهُ:تَحلِفُ عَلی بَراءَتِکَ مِن ذلِکَ؟قالَ:نَعَم أحلِفُ بِاللّهِ أنَّهُ ما کانَ مِن ذلِکَ شَیءٌ.

قالَ أبو جَعفَرٍ:لا،بَل تَحلِفُ بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أما تَرضی یَمینی بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ؟قالَ أبو جَعفَرٍ:فَلا تَتَفَقَّه عَلَیَّ.فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:فَأَینَ تَذهَبُ بِالفِقهِ مِنّی یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟

قالَ لَهُ:دَع عَنکَ هذا،فَإِنّی أجمَعُ السّاعَةَ بَینَکَ وبَینَ الرَّجُلِ الَّذی رَفَعَ عَنکَ حَتّی یُواجِهَکَ.فَأَتَوا بِالرَّجُلِ وسَأَلوهُ بِحَضرَةِ جَعفَرٍ،فَقالَ:نَعَم،هذا صَحیحٌ،وهذا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ،وَالَّذی قُلتُ فیهِ کَما قُلتُ.

ص:422


1- .رَحَل البعیرَ یَرحَلُه وارتَحَلَه:جعل علیه الرَّحْل،ورَحَله رِحْلةً:شدَّ علیه أداته (لسان العرب:ج 11 ص 276« رحل»).

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:تَحلِفُ أیُّهَا الرَّجُلُ أنَّ هذَا الَّذی رَفَعتَهُ صَحیحٌ؟

قالَ:نَعَم.ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِالیَمینِ فَقالَ:وَاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَیُّ القَیُّومُ.

فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ علیه السلام:لا تَعجَل فی یَمینِکَ فَإِنّی أنَا أستَحلِفُ.

قالَ المَنصورُ:وما أنکَرتَ مِن هذِهِ الیَمینِ؟قالَ علیه السلام:إنَّ اللّهَ حَیِیٌّ کَریمٌ یَستَحیی مِن عَبدِهِ إذا أثنی عَلَیهِ أن یُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ،ولکِن قُل یا أیُّهَا الرَّجُلُ:أبرَأُ إلَی اللّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ وأَلجَأُ إلی حَولی وقُوَّتی إنّی لَصَادِقٌ بَرٌّ فیما أقولُ.

فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِیِّ:اِحلِف بِمَا استَحلَفَکَ بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ.فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ الیَمینِ،فَلَم یَستَتِمَّ الکَلامَ حَتّی أجذَمَ وخَرَّ مَیِّتاً.فَراعَ أبا جَعفَرٍ ذلِکَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ، فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ،سِر مِن غَدٍ إلی حَرَمِ جَدِّکَ إنِ اختَرتَ ذلِکَ،وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ فی إکرامِکَ وبِرِّکَ،فَوَ اللّهِ لا قَبِلتُ عَلَیکَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَداً. (1)

ح-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

571.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الفضل بن الربیع عن الإمام الکاظم علیه السلام -فی جَوابِ الفَضلِ حینَ قالَ لَهُ:مَا الَّذی قُلتَ حَتّی کُفیتَ أمرَ هارونَ الرَّشیدِ؟-:دُعاءُ جَدّی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،کانَ إذا دَعا بِهِ ما بَرَزَ إلی عَسکَرٍ إلّاهَزَمَهُ،ولا إلی فارِسٍ إلّاقَهَرَهُ،وهُوَ دُعاءُ کِفایَةِ البَلاءِ.قُلتُ:وما هُوَ؟قالَ:قُلتُ:

اللّهُمَّ بِکَ اساوِرُ،وبِکَ احاوِلُ،وبِکَ اجاوِرُ (2)،وبِکَ أصولُ،وبِکَ أنتَصِرُ،وبِکَ أموتُ وبِکَ أحیا،أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

ص:423


1- .مهج الدعوات:ص 198، المصباح للکفعمی:ص 318،بحار الأنوار:ج 94 ص 294.
2- فی بحار الأنوار:«اُحاور»بدل«اُجاور».

اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی ورَزَقتَنی وسَتَرتَنی عَنِ العِبادِ بِلُطفِ ما خَوَّلتَنی وأَغنَیتَنی،إذا هَویتُ رَدَدتَنی،وإذا عَثَرتُ قَوَّمتَنی،وإذا مَرِضتُ شَفَیتَنی،وإذا دَعَوتُ أجَبتَنی،یا سَیِّدِی،ارضَ عَنّی فَقَد أرضَیتَنی. (1)

572.مهج الدعوات: حِجابُ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:

تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وتَحَصَّنتُ بِذِی العِزَّةِ وَالجَبروتِ،وَاستَعَنتُ بِذِی الکِبرِیاءِ وَالمَلَکوتِ،مَولایَ استَسلَمتُ إلَیکَ فَلا تُسلِمنی،وتَوَکَّلتُ عَلَیکَ فَلا تَخذُلنی، ولَجَأتُ إلی ظِلِّکَ البَسیطِ فَلا تَطرَحنی،أنتَ المَطلَبُ،وإلَیکَ المَهرَبُ،تَعلَمُ ما اخفی وما اعلِنُ،وتَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،فَأَمسِک عَنِّی اللّهُمَّ أیدِیَ الظّالِمینَ،مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،وَاشفِنی وعافِنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

573.مهج الدعوات عن علیّ بن یقطین: انمِیَ الخَبَرُ إلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَیتِهِ بِما عَزَمَ عَلَیهِ موسَی بنُ المَهدِیِّ فی أمرِهِ.

فَقالَ لِأَهلِ بَیتِهِ:ما تَرَونَ؟قالوا:نَری أن تَتَباعَدَ مِنهُ،وأَن تُغَیِّبَ شَخصَکَ عَنهُ،فَإِنَّهُ لا یُؤمَنُ شَرُّهُ ! فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام ثُمَّ قالَ: زَعَمَت سَخینَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ

ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ وقالَ:

إلهی ! کَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لی ظُبَةَ مُدیَتِهِ،وأَرهَفَ لی شَبا حَدِّهِ،ودافَ لی قَواتِلَ سُمومِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ،فَلَمّا رَأَیتَ ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَن مُلِمّاتِ الجَوائِحِ (3)،صَرَفتَ ذلِکَ عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،لا بِحَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،فَأَلقَیتَهُ فِی

ص:424


1- .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 78 ح 5، المجتنی:ص 85،المصباح للکفعمی:ص 330 [2] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 214 ح 5.
2- مهج الدعوات:ص 299، بحار الأنوار:ج 94 ص 376 ح 1.
3- فی المصدر:«الجوانح»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری وهو الأنسب.والجوائح جمع جائحة:وهی کلّ مصیبة عظیمة ( النهایة:ج 1 ص 312«جوح»).

الحَفیرِ الَّذِی احتَفَرَهُ لی،خائِباً مِمّا أمَّلَهُ فِی الدُّنیا،مُتَباعِداً مِمّا رَجاهُ فِی الآخِرَةِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ قَدرَ استِحقاقِکَ سَیِّدی.

اللّهُمَّ فَخُذهُ بِعِزَّتِکَ،وَافلُل حَدَّهُ عَنّی بِقُدرَتِکَ،وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فیما یَلیهِ،وعَجزاً عَمّا یُناویهِ،اللّهُمَّ وأَعدِنی عَلَیهِ عَدوی حاضِرَةً،تَکونُ مِن غَیظی شِفاءً،ومِن حَنَقی عَلَیهِ وَفاءً،وصِلِ اللّهُمَّ دُعائی بِالإِجابَةِ،وَانظِم شِکایَتی بِالتَّغییرِ،وعَرِّفهُ عَمّا قَلیلٍ ما أوعَدتَ الظّالِمینَ،وعَرِّفنی ما وَعَدتَ فی إجابَةِ المُضطَرّینَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وَالمَنِّ الکَریمِ.

قالَ:ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ،فَمَا اجتَمَعوا إلّالِقِراءَةِ الکِتابِ بِمَوتِ موسَی بنِ المَهدِیِّ. (1)

574.مهج الدعوات عن علیّ بن یقطین: کُنتُ واقِفاً عَلی رَأسِ هارونَ الرَّشیدِ إذ دَعا موسَی بنَ جَعفَرٍ وهُوَ یَتَلَظّی عَلَیهِ،فَلَمّا دَخَلَ حَرَّکَ شَفَتَیهِ بِشَیءٍ،فَأَقبَلَ هارونُ عَلَیهِ ولاطَفَهُ وبَرَّهُ،وأَذِنَ لَهُ فی الرُّجوعِ.

فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،جَعَلَنِیَ اللّهُ فِدَاکَ،إنَّکَ دَخَلتَ عَلی هارونَ وهُوَ یَتَلَظّی عَلَیکَ،فَلَم أشُکَّ إلّاأنَّهُ یَأمُرُ بِقَتلِکَ،فَسَلَّمَکَ اللّهُ مِنهُ،فَمَا الَّذی کُنتَ تُحَرِّکُ (2)بِهِ شَفَتَیکَ؟

فَقالَ علیه السلام:إنّی دَعَوتُ بِدُعاءَینِ:أحَدُهُما خاصٌّ،وَالآخَرُ عامٌّ،فَصَرَفَ اللّهُ شَرَّهُ عَنّی.

فَقُلتُ:ما هُما یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟فَقالَ:أمَّا الخاصُّ:«اللّهُمَّ إنَّکَ حَفِظتَ الغُلامَینِ لِصَلاحِ أبَوَیهِما،فَاحفَظنی لِصَلاحِ آبائی».وأَمَّا العامُّ:«اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفی مِن کُلِّ أحَدٍ ولا یَکفی مِنکَ أحَدٌ،فَاکفِنیهِ بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ».فَکَفانِیَ اللّهُ شَرَّهُ. (3)

ص:425


1- .مهج الدعوات:ص 28، عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 79 ح 7، [2]الأمالی للطوسی:ص 421 ح 944، [3]الأمالی للصدوق:ص 459 ح 612، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 337 ح 6 و ج 48 ص 217 ح 17.
2- فی المصدر:«تَتَحرّکُ»،والتصویب من بحار الأنوار.
3- مهج الدعوات:ص 29، بحار الأنوار:ج 94 ص 338 ح 6.

575.مهج الدعوات عن أبی الوَضّاح عن أبیه عبد اللّه النَّهشَلی: لَمّا قُتِلَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ صَاحِبُ فَخٍّ-وهُوَ الحُسَینُ بنُ عَلِیِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ-بِفَخٍّ وتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ، حُمِلَ رَأسُهُ وَالأَسری مِن أصحابِهِ إلی موسَی بنِ المَهدِیِّ....

ثُمَّ أمَرَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَسری فَوَبَّخَهُ،ثُمَّ قَتَلَهُ،ثُمَّ صَنَعَ مِثلَ ذلِکَ بِجَماعَةٍ مِن وُلدِ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،وأَخَذَ مِنَ الطّالِبِیِّینَ وجَعَلَ یَنالُ (1)مِنهُم،إلی أن ذَکَرَ موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام فَنالَ مِنهُ،ثُمَّ قالَ:وَاللّهِ،ما خَرَجَ حُسَینٌ إلّاعَن أمرِهِ،ولَا اتَّبَعَ إلّامَحَبَّتَهُ؛لِأَ نَّهُ صاحِبُ الوَصِیَّةِ فی أهلِ هذَا البَیتِ،قَتَلَنِیَ اللّهُ إن أبقَیتُ عَلَیهِ...

قالَ:وکَتَبَ عَلِیُّ بنُ یَقطینٍ إلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام بِصورَةِ الأَمرِ،فَوَرَدَ الکِتابُ،فَلَمّا أصبَحَ أحضَرَ أهلَ بَیتِهِ وشیعَتَهُ،فَأَطلَعَهُم أبُو الحَسَنِ علیه السلام عَلی ما وَرَدَ عَلَیهِ مِنَ الخَبَرِ،وقالَ لَهُم:ما تُشیرونَ فی هذا؟فَقالوا:نُشیرُ عَلَیکَ-أصلَحَکَ اللّهُ وعَلَینا مَعَکَ-أن تُباعِدَ شَخصَکَ عَن هذَا الجَبّارِ وتُغَیِّبَ شَخصَکَ دونَهُ،فَإِنَّهُ لا یُؤمَنُ شَرُّهُ وعادِیَتُهُ وغَشمُهُ،سِیَّما وقَد تَوَعَّدَکَ وإیّانا مَعَکَ،فَتَبَسَّمَ موسی علیه السلام ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَیتِ کَعبِ بنِ مالِکٍ أخی بَنی سَلَمَةَ،وهُوَ: زَعَمَت سَخینَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ

ثُمَّ أقبَلَ عَلی مَن حَضَرَهُ مِن مَوالیهِ وأَهلِ بَیتِهِ فَقالَ:لِیَفرَح رَوعُکُم،إنَّهُ لا یَرِدُ أوَّلُ کِتابٍ مِنَ العِراقِ إلّابِمَوتِ موسَی بنِ المَهدِیِّ وهَلاکِهِ.

فَقالوا:وما ذاکَ أصلَحَکَ اللّهُ؟

فَقالَ:قَد-وحُرمَةِ هذَا القَبرِ-ماتَ فی یَومِهِ هذَا،وَاللّهِ، إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2)سَاُخبِرُکُم بِذلِکَ:

ص:426


1- .فی المصدر:«یسأل»،والتصویب من بحار الأنوار، وکذا فی الموضع الآتی.
2- الذاریات:23.

بَینَما أنَا جالِسٌ فی مُصَلّایَ بَعدَ فَراغی مِن وِردی،وقَد تَنَوَّمَت (1)عَینایَ،إذ سَنَحَ لی جَدّی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَنامی،فَشَکَوتُ إلَیهِ موسَی بنَ المَهدِیِّ،وذَکَرتُ ما جَری مِنهُ فی أهلِ بَیتِهِ،وأَ نَا مُشفِقٌ مِن غَوائِلِهِ،فَقالَ لی:لِتَطِب نَفسُکَ یا موسی،فَما جَعَلَ اللّهُ لِموسی عَلَیکَ سَبیلاً،فَبَینَما هُوَ یُحَدِّثُنی إذ أخَذَ بِیَدی وقالَ لی:قَد أهلَکَ اللّهُ آنِفاً عَدُوَّکَ فَلتُحسِن للّهِ ِ شُکرَکَ.

قالَ:ثُمَّ استَقبَلَ أبُو الحَسَنِ القِبلَةَ ورَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ یَدعو (2)...قالَ:فَسَمِعناهُ وهُوَ یَقولُ فی دُعائِهِ:«شُکراً للّهِ ِ،جَلَّت عَظَمَتُهُ».الدُّعاءُ (3):

«إلهی ! کَم مِن عَدُوٍّ انتَضی عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لی ظُبَةَ مُدیَتِهِ،وأَرهَفَ لی شَبا حَدِّهِ،ودافَ لی قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ نَحوی صَوائِبَ سِهامِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ، وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ،ویُجَرِّعَنی ذُعافَ مَرارَتِهِ،فَنَظَرتَ إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ مَن ناوانی، وإرصادِهِم لی فیما لَم اعمِل فیهِ فِکری فِی الإِرصادِ لَهُم بِمِثلِهِ،فَأَیَّدتَنی بِقُوَّتِکَ،وشَدَدتَ أزری بِنَصرِکَ،وفَلَلتَ لی شَبا حَدِّهِ،وخَذَلتَهُ بَعدَ جَمعِ عَدیدِهِ وحَشدِهِ،وأَعلَیتَ کَعبی عَلَیهِ،ووَجَّهتَ ما سَدَّدَ إلَیَّ مِن مَکائِدِهِ إلَیهِ،ورَدَدتَهُ،ولَم یَشفِ غَلیلَهُ،ولَم تَبرُد حَراراتُ (4)غَیظِهِ،وقَد عَضَّ عَلَیَّ أنامِلَهُ،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً قَد أخفَقَت سَرایاهُ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی

ص:427


1- .فی بحار الأنوار:« هَوَّمَت»،وقال فی شرحه:هَوَّمَ الرَّجُلُ إذا هَزَّ رَأسَهُ من النعاس (بحار الأنوار:ج 48ص 153).
2- قال فی تتمّة الحدیث هنا:«فَقالَ أبُو الوَضَّاحِ:فَحَدَّثَنی أبی قالَ:کانَ جَماعَةٌ مِن خاصَّةِ أبِی الحَسَنِ علیه السلام مِن أهلِ بَیتِهِ وشیعَتِهِ یَحضُرونَ مَجلِسَهُ ومَعَهُم فی أکمامِهِم ألواحُ آبَنوسٍ لِطافٌ وأَمیالٌ،فَإِذا نَطَقَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام بِکَلِمَةٍ أو أفتی فی نازِلَةٍ أثبَتَ القَومُ ما سَمِعوا مِنهُ فی ذلِکَ».
3- هذا الدعاء معروف بدعاء الجوشن الصغیر.
4- فی بحار الأنوار:« حزازات»بدل«حرارات».

لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن باغٍ بَغانی بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی أشراکَ مَصائِدِهِ،ووَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ،وأَضبَأَ إلَیَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ؛انتِظاراً لِانتِهازِ فُرصَتِهِ (1)،وهُوَ یُظهِرُ لی بَشاشَةَ المَلَقِ (2)،ویَبسُطُ لی وَجهاً غَیرَ طَلقٍ،فَلَمّا رَأَیتَ دَغَلَ سَریرَتِهِ (3)،وقُبحَ مَا انطَوی عَلَیهِ لِشَریکِهِ فی مُلَبِّهِ،وأَصبَحَ مُجلِباً إلَیَّ فی بَغیِهِ،أرکَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ، وأَتَیتَ بُنیانَهُ مِن أساسِهِ،فَصَرَعتَهُ فی زُبیَتِهِ (4)،وأَردَیتَهُ فی مَهوی حُفرَتِهِ (5)،ورَمَیتَهُ بِحَجَرِهِ،وخَنَقتَهُ بِوَتَرِهِ،وذَکَّیتَهُ بِمَشاقِصِهِ (6)،وکَبَبتَهُ لِمَنخِرِهِ،ورَدَدتَ کَیدَهُ فی نَحرِهِ، ووَبِقتَهُ (7)بِنَدامَتِهِ،وفَتَنتَهُ (8)بِحَسرَتِهِ،فَاستُخذِلَ وَاستَخذَأَ (9)،وتَضاءَلَ بَعدَ نَخوَتِهِ،وَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَلیلاً مَأسوراً فی رِبقِ حَبائِلِهِ،الَّتی کانَ یُؤَمِّلُ أن یَرانِیَ فیها یَومَ سَطوَتِهِ، وقَد کِدتُ لَولاَ رَحمَتُکَ یَحِلُّ بی ما حَلَّ بِساحَتِهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ،وشَجِیَ بِغَیظِهِ،وسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ،ووَخَزَنی

ص:428


1- .الفرصة ( خ ل ).
2- المَلَقُ:الودّ واللطف الشدید ( لسان العرب:ج 10 ص 347« ملق»).
3- دغل السریرة:خبثها ومکرها وخدیعتها (مجمع البحرین:ج 5،ص 372«دغل»).
4- الزبیة:حفرة یتزبّی فیها الرجل للصید (لسان العرب:ج 14 ص 353« زبی»).
5- زاد فی بحار الأنوار والبلد الأمین [4]هنا:«وجَعَلتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرابِ رِجلِهِ،وشَغَلتَهُ فی بَدَنِهِ ورِزقِهِ».
6- مِشقَص-کمنبر-:نصل السهم إذا کان طویلاً غیر عریض،والجمع مشاقص (مجمع البحرین:ج 2 ص 966«شقص»).
7- وَبَقَ الرَّجلُ یَبِقُ:هلک،وأَوبَقَهُ هو؛وأَوْبَقه أیضاً:ذَلَّله.وفیه لغة اخری:وَبِقَ یَوْبَقُ وأَوْبَقه:أَهلکه.ووَبِقَ فی دَینه:إذا نشب فیه ( لسان العرب:ج 10 ص 370« وبق»).وفی بحار الأنوار:« [6]وثقته».
8- فی بحار الأنوار:« فنیته».
9- استخذأ:خضع وانقاد (انظر:لسان العرب:ج 1،ص 64«خذأ»).

بِمُؤقِ (1)عَینِهِ،وجَعَلَ عِرضی غَرَضاً لِمَرامیهِ،وقَلَّدَنی خِلالاً لَم یَزَل فیهِ،فَنادَیتُکَ یا رَبِّ مُستَجیراً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،مُتَوَکِّلاً عَلی ما لَم أزَل أعرِفُهُ مِن حُسنِ دِفاعِکَ، عالِماً أنَّهُ لَم یُضطَهَد مَن أوی إلی ظِلِّ کَنَفِکَ،وأَن لا تَقرَعَ الفَوادِحُ مَن لَجَأَ إلی مَعقِلِ الاِنتِصارِ بِکَ،فَحَصَّنتَنی مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِکَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ قَد جَلَّیتَها،وسَماءِ نِعمَةٍ أمطَرتَها،وجَداوِلِ کَرامَةٍ أجرَیتَها،وأَعیُنِ أحداثٍ طَمَستَها،وناشِئَةِ رَحمَةٍ نَشَرتَها،وجُنَّةِ عافِیَةٍ ألبَستَها، وغَوامِرِ کُرُباتٍ کَشَفتَها،واُمورٍ جارِیَةٍ قَدَّرتَها،لَم تُعجِزکَ إذ طَلَبتَها،ولَم تَمتَنِع عَلَیکَ إذ أرَدتَها،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ،ومِن عُدمِ إملاقٍ جَبَرتَ،ومِن مَسکَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلتَ،ومِن صَرعَةٍ مُهلِکَةٍ أنعَشتَ،ومِن مَشَقَّةٍ أزَحتَ،لا تُسأَلُ یا سَیِّدی عَمّا تَفعَلُ وهُم یُسأَلونَ،ولا یَنقُصُکَ ما أنفَقتَ ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَیتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ، وَاستُمیحَ بابُ فَضلِکَ فَما أکدَیتَ،أبَیتَ إلّاإنعاماً وَامتِناناً،وإلّا تَطَوُّلاً یا رَبِّ وإحساناً، وأَبَیتُ یا رَبِّ إلَّاانتِهاکاً لِحُرُماتِکَ،وَاجتِراءً عَلی مَعاصیکَ،وتَعَدِّیاً لِحُدودِکَ،وغَفلَةً عَن وَعیدِکَ،وطاعَةً لِعَدُوّی وعَدُوِّکَ،لَم یَمنَعکَ یا إلهی وناصِری إخلالی بِالشُّکرِ عَن إتمامِ إحسانِکَ،ولا حَجَزَنی ذلِکَ عَنِ ارتِکابِ مَساخِطِکَ.

اللّهُمَّ فَهذا مَقامُ عَبدٍ ذَلیلٍ اعتَرَفَ لَکَ بِالتَّوحیدِ،وأَقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالتَّقصیرِ فی أداءِ حَقِّکَ،وشَهِدَ لَکَ بِسُبوغِ نِعمَتِکَ عَلَیهِ،وجَمیلِ عاداتِکَ عِندَهُ،وإحسانِکَ إلَیهِ،فَهَب لی

ص:429


1- .موق العین:مؤخّرها (المصباح المنیر:ص 585«موق»).

یا إلهی وسَیِّدی مِن فَضلِکَ ما اریدُهُ سَبَباً إلی رَحمَتِکَ،وأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ فیهِ إلی مَرضاتِکَ،وآمَنُ بِهِ مِن سَخَطِکَ بِعِزَّتِکَ وطَولِکَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی کَربِ المَوتِ،وحَشرَجَةِ الصَّدرِ،وَالنَّظَرِ إلی ما تَقشَعِرُّ مِنهُ الجُلودُ،وتَفزَعُ إلَیهِ القُلوبُ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ سَقیماً موجَعاً مُدنَفاً فی أنینٍ وعَویلٍ،یَتَقَلَّبُ فی غَمِّهِ،ولا یَجِدُ مَحیصاً،ولا یُسیغُ طَعاماً،ولا یَستَعذِبُ شَراباً،ولا یَستَطیعُ ضَرّاً ولا نَفعاً،وهُوَ فی حَسرَةٍ ونَدامَةٍ،وأَ نَا فی صِحَّةٍ مِنَ البَدَنِ،وسَلامَةٍ مِنَ العَیشِ،کُلُّ ذلِکَ مِنکَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ خائِفاً مَرعوباً مُسَهَّداً،مُشفِقاً وَحیداً وَجِلاً (1)، هارباً طَریداً أو مُنحَجِزاً فی مَضیقٍ،أو مَخبَأَةٍ مِنَ المَخابی،قَد ضاقَت عَلَیهِ الأَرضُ بِرُحبِها،ولا یَجِدُ حیلَةً ولا مَنجی،ولا مَأوی ولا مَهرباً،وأَ نَا فی أمنٍ وأَمانٍ، وطُمَأنینَةٍ وعافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ مَغلولاً مُکَبَّلاً بِالحَدیدِ بِأَیدِی العُداةِ،

ص:430


1- .فی المصدر:«وجاهلاً»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.

لا یَرحَمونَهُ،فَقیداً مِن أهلِهِ ووَلَدِهِ،مُنقَطِعاً عَن إخوانِهِ وبَلَدِهِ،یَتَوَقَّعُ کُلَّ ساعَةٍ بِأَیَّةِ قِتلَةٍ یُقتَلُ،وبِأَیِّ مُثلَةٍ یُمثَلُ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ یُقاسِی الحَربَ ومُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفسِهِ،قَد غَشِیَتهُ الأعداءُ مِن کُلِّ جانِبٍ،وَالسُّیوفُ وَالرِّماحُ وآلَةُ الحَربِ،یَتَقَعقَعُ (1)فِی الحَدیدِ مَبلَغَ مَجهودِهِ،ولا یَعرِفُ حیلَةً،ولا یَهتدی سَبیلاً،ولا یَجِدُ مَهرَباً،قَد ادنِفَ بِالجَراحاتِ، أو مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحتَ السَّنابِکِ وَالأَرجُلِ،یَتَمَنّی شَربَةً مِن ماءٍ أو نَظرَةً إلی أهلِهِ ووَلَدِهِ،ولا یَقدِرُ عَلَیها،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی ظُلُماتِ البِحارِ،وعَواصِفِ الرِّیاحِ وَالأَهوالِ وَالأَمواجِ،یَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاکَ،لا یَقدِرُ عَلی حیلَةٍ،أو مُبتَلیً بِصاعِقَةٍ،أو هَدمٍ أو غَرَقٍ،أو حَرَقٍ أو شَرَقٍ،أو خسفٍ أو مَسخٍ أو قَذفٍ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ مُسافِراً شاحِطاً (2)عَن أهلِهِ ووَطَنِهِ ووَلَدِهِ،مُتَحَیِّراً فِی المَفاوِزِ،تائِهاً مَعَ الوُحوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ،وَحیداً فَریداً،لا یَعرِفُ حیلَةً،ولا یَهتدی سَبیلاً،أو مُتَأَذِّیاً بِبَردٍ أو حَرٍّ،أو جوعٍ أو عُریٍ،أو غَیرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ،مِمّا أنَا مِنهُ خِلوٌ،وأَنَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ

ص:431


1- .التَّقَعقُع:التحرّک (لسان العرب:ج 8 ص 286« قمع»).
2- الشَّحطُ والشَّحَطُ:البعد (لسان العرب:ج 7 ص 327«شحط»).وفی طبعة بیروت وبحار الأنوار:« شاخصاً».

لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فَقیراً عائِلاً عارِیاً،مُملِقاً مُخفِقاً مَهجوراً،جائِعاً خائِفاً ظَمآنَ،یَنتَظِرُ مَن یَعودُ عَلَیهِ بِفَضلٍ،أو عَبدٍ وَجیهٍ هُوَ أوجَهُ مِنّی عِندَکَ،وأَشَدُّ عِبادَةً لَکَ،مَغلولاً مَقهوراً،قَد حُمِّلَ ثِقلاً مِن تَعَبِ العَناءِ،وشِدَّةِ العُبودِیَّةِ وکُلفَةِ الرِّقِّ، وثِقلِ الضَّریبَةِ،أو مُبتَلیً بِبَلاءٍ شَدیدٍ لا قِبَلَ لَهُ بِهِ،إلّابِمَنِّکَ عَلَیهِ،وأَ نَا المَخدومُ المُنَعَّمُ المُعافَی المُکَرَّمُ فی عافِیَةٍ مِمّا هُوَ فیهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.

إلهی ومَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ شَریداً طَریداً،حَیرانَ مُتَحَیِّراً، جائِعاً خائِفاً،حاسِراً فِی الصَّحاری وَالبَراری،أحرَقَهُ الحَرُّ وَالبَردُ،وهُوَ فی ضُرٍّ مِنَ العَیشِ،وضَنکٍ مِنَ الحَیاةِ،وذُلٍّ مِنَ المَقامِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَقدِرُ عَلی ضَرٍّ ولا نَفعٍ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،( یا مالِکَ الرّاحِمینَ ) (1).

مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ عَلیلاً مَریضاً،سَقیماً مُدنِفاً عَلی فُرُشِ العِلَّةِ،وفی لِباسِها یَنقَلِبُ یَمیناً وشِمالاً،لا یَعرِفُ شَیئاً مِن لَذَّةِ الطَّعامِ،ولا مِن لَذَّةِ الشَّرابِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،

ص:432


1- .ما بین القوسین لم یرد فی بحار الأنوار، وهو الأنسب للسیاق.وممّا ینبغی التنبیه علیه أنّ هذه القطعة لیست فی البلد الأمین.

صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ، ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.

مَولایَ وسَیِّدی ! کَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَد دَنا یَومُهُ مِن حَتفِهِ،وقَد أحدَقَ بِهِ مَلَکُ المَوتِ فی أعوانِهِ،یُعالِجُ سَکَراتِ المَوتِ وحِیاضَهُ،تَدورُ عَیناهُ یَمیناً وشِمالاً،یَنظُرُ إلی أحِبّائِهِ وأَوِدّائِهِ وأَخِلّائِهِ،قَد مُنِعَ عَنِ الکَلامِ،وحُجِبَ عَنِ الخِطابِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،فَلَا یَستَطیعُ لَها نَفعاً ولا ضَرّاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّا أنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.

مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی مَضائِقِ الحُبوسِ وَالسُّجونِ،وکَربِها وذُلِّها وحَدیدِها،یَتَداوَلُهُ أعوانُها وزَبانِیَتُها،فَلا یَدری أیَّ حالٍ یُفعَلُ بِهِ،وأَیَّ مُثلَةٍ یُمثَلُ بِهِ،فَهُوَ فی ضُرٍّ مِنَ العَیشِ،وضَنکٍ مِنَ الحَیاةِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ استَمَرَّ عَلَیهِ القَضاءُ،وأَحدَقَ بِهِ البَلاءُ،وفارَقَ أوِدّاءَهُ وأَحِبّاءَهُ وأَخِلّاءَهُ،وأَمسی حَقیراً أسیراً،ذَلیلاً فی أیدِی الکُفّارِ وَالأعداءِ،یَتَداوَلونَهُ یَمیناً وشِمالاً،قَد حُمِّلَ فِی المَطامیرِ،وثُقِّلَ بِالحَدیدِ،لا یَری شَیئاً مِن ضِیاءِ الدُّنیا ولا مِن رَوحِها،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً، وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدرٍ لا یُغلَبُ، وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ

ص:433

مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.

مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ اشتاقَ إلَی الدُّنیا؛لِلرَّغبَةِ فیها إلی أن خاطَرَ بِنَفسِهِ ومالِهِ؛حِرصاً مِنهُ عَلَیها،قَد رَکِبَ الفُلکَ،وکُسِرَت بِهِ،وهُوَ فی آفاقِ البِحارِ وظُلَمِها،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَقدِرُ لَها عَلی ضَرٍّ ولا نَفعٍ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ، ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.

مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ استَمَرَّ عَلَیهِ القَضاءُ،وأَحدَقَ بِهِ البَلاءُ وَالکُفّارُ وَالأَعداءُ،وأَخَذَتهُ الرِّماحُ وَالسُّیوفُ وَالسِّهامُ،وجُدِّلَ صَریعاً،وقَد شَرِبَتِ الأَرضُ مِن دَمِهِ،وأَکَلَتِ السِّباعُ وَالطُّیورُ مِن لَحمِهِ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،لا بِاستِحقاقٍ مِنّی،یا لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.

وعِزَّتِکَ یا کَریمُ،لَأَطلُبَنَّ مِمّا لَدَیکَ،ولَاُلِحَّنَّ عَلَیکَ،ولَأَلجَأَنَّ إلَیکَ،ولَأَمُدَّنَّ یَدَیَّ نَحوَکَ مَعَ جُرمِها إلَیکَ،فَبِمَن أعوذُ یا رَبِّ وبِمَن ألوذُ؟لا أحَدَ لی إلّاأنتَ،أفَتَرُدُّنی وأَنتَ مُعَوَّلی،وعَلَیکَ مُعتَمَدی (1)؟

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَاستَقَلَّت،وعَلَی الجِبالِ فَرَسَت،وعَلَی الأَرضِ فَاستَقَرَّت،وعَلَی اللَّیلِ فَأَظلَمَ،وعَلَی النَّهارِ فَاستَنارَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی جَمیعَ حَوائِجی،وتَغفِرَ لی ذُنوبی کُلَّها،صَغیرَها وکَبیرَها،وتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزقِ ما تُبَلِّغُنی بِهِ شَرَفَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:434


1- .مُتَّکَلی ( خ ل ).

مَولایَ ! بِکَ استَعَنتُ (1)فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَعِنّی (2)،وبِکَ استَجَرتُ [فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَجِرنی] (3)،وأَغنِنی بِطاعَتِکَ عَن طاعَةِ عبِادِکَ،وبِمَسأَلَتِکَ عَن مَسأَلَةِ خَلقِکَ،وَانقُلنی مِن ذُلِّ الفَقرِ إلی عِزِّ الغِنی،ومِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ الطّاعَةِ،فَقَد فَضَّلتَنی عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِکَ جوداً وکَرَماً،لا بِاستِحقاقٍ مِنّی،إلهی ! فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

قالَ:ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا مَولانا أبُو الحَسَنِ علیه السلام وقالَ:سَمِعتُ مِن أبی،جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،عَن أبیهِ،عَن جَدِّهِ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:«اِعتَرِفوا بِنِعمَةِ اللّهِ رَبِّکُم عز و جل،وتوبوا إلَیهِ مِن جَمیعِ ذُنوبِکُم،فَإِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الشّاکِرینَ مِن عِبادِهِ».

قالَ:ثُمَّ قُمنا إلَی الصَّلاةِ،وتَفَرَّقَ القَومُ،فَمَا اجتَمَعوا إلّالِقِراءَةِ الکِتابِ الوارِدِ بِمَوتِ موسَی المَهدِیِّ،وَالبَیعَةِ لِهارونَ الرَّشیدِ (4). (5)

576.مهج الدعوات: حِرزٌ لِمَولانا موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام،قالَ الشَّیخُ عَلِیُّ بنُ عَبدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللّهُ:وَجَدتُ فی کُتُبِ أصحابِنا مَروِیّاً عَنِ المَشایِخِ رَحِمَهُمُ اللّهُ:أنَّهُ لَمّا هَمَّ هارونُ

ص:435


1- .استغثت ( خ ل ).
2- وأغثنی ( خ ل ).
3- ما بین المعقوفین سقط من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.
4- قال العلّامة المجلسی:وجدت فی نسخ المهج بعد إتمام شرح دعاء الجوشن ما هذا لفظه:ومن ذلک الشرح المعروف بدعاء الجوشن،یقول کاتبه الفقیر إلی اللّه تعالی أبو طالب بن رجب:وجدت دعاء الجوشن وخبره وفضله فی کتاب من کتب جدّی السعید تقیّ الدین الحسن بن داوود بغیر هذه الروایة،فأحببت إثباته فی هذا المکان،ثمّ ذکر الخبر الذی أوردناه فی شرح دعاء الجوشن الصغیر.وهذا لیس من کلام السیّد ابن طاووس،وإنّما زاده ابن الشیخ رجب،ولعلّه روی فی کلیهما،وإن کان الظاهر أنّه اشتبه علی هذا الشیخ ( بحار الأنوار:ج 94 ص 327 ).
5- مهج الدعوات:ص 218، البلد الأمین:ص 326،بحار الأنوار:ج 94 ص 320 ح 1.

الرَّشیدُ بِقَتلِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام دَعَا الفَضلَ بنَ الرَّبیعِ،وقالَ لَهُ:قَد وَقَعَت لی إلَیکَ حاجَةٌ،أسأَ لُکَ أن تَقضِیَها ولَکَ مِئَةُ ألفِ دِرهَمٍ.

قالَ:فَخَرَّ الفَضلُ عِندَ ذلِکَ ساجِداً،وقالَ:أمرٌ (1)أم مَسأَلَةٌ؟

قالَ:بَل مَسأَلَةٌ،ثُمَّ قالَ:أمَرتُ بِأَن تَحمِلَ إلی دارِکَ فی هذِهِ السّاعَةِ مِئَةَ ألفِ دِرهَمٍ،وأَسأَ لُکَ أن تَصیرَ إلی دارِ موسَی بنِ جَعفَرٍ وتَأتِیَنی بِرَأسِهِ.

قالَ الفَضلُ:فَذَهَبتُ إلی ذلِکَ البَیتِ،فَرَأیتُ فیهِ موسَی بنَ جَعفَرٍ وهُوَ قائِمٌ یُصَلّی، فَجَلَستُ حَتّی قَضی صَلاتَهُ وأَقبَلَ إلَیَّ وتَبَسَّمَ،وقالَ:عَرَفتُ لِماذا حَضَرتَ،أمهِلنی حَتّی اصَلِّیَ رَکعَتَینِ.

قالَ:فَأَمهَلتُهُ،فَقامَ وتَوَضَّأَ،فَأَسبَغَ الوُضوءَ،وصَلّی رَکعَتَینِ،وأَتَمَّ الصَّلاةَ بِحُسنِ رُکوعِها وسُجودِها،وقَرَأَ خَلفَ صَلاتِهِ بِهذَا الحِرزِ....

ورُوِیَ عَنهُ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن قَرَأَهُ کُلَّ یَومٍ بِنِیَّةٍ خالِصَةٍ وطَوِیَّةٍ صادِقَةٍ،صانَهُ اللّهُ عَن کُلِّ مَحذورٍ وآفَةٍ،وإن کانَت بِهِ مِحنَةٌ خَلَّصَهُ اللّهُ مِنها،وکَفاهُ شَرَّها،ومَن لَم یُحسِنِ القِراءَةَ فَلیُمسِکهُ مَعَ نَفسِهِ مُتَبَرِّکاً بِهِ حَتّی یَنفَعَهُ اللّهُ بِهِ،ویَکفیهِ المَحذورَ وَالمَخوفَ،إنَّهُ وَلِیُّ ذلِکَ وَالقادِرُ عَلَیهِ.الدُّعاءُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،اللّه أکبَرُ،أعلی وأَجَلُّ مِمّا أخافُ وأَحذَرُ،وأَستَجیرُ بِاللّهِ-یَقولُها ثَلاثَ مَرّاتٍ-عَزّ جارُ اللّهِ،وجَلَّ ثَناءُ اللّهِ،ولا إلهَ إلَّا اللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

اللّهُمَّ احرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ،وَاغفِر لی بِقُدرَتِکَ، فَأَنتَ رَجائی،رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری،فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعَمِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ

ص:436


1- .فی الطبعة المعتمدة:«فقال:أمراً»،وما أثبتناه من طبعة بیروت وبحار الأنوار، وهو الصحیح.

عِندَ بَلِیَّتِهِ صَبری فَلَم یَخذُلنی،ویا مَن رَآنی عَلَی الخَطایا فَلَم یَفضَحنی،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَضی أبَداً،یا ذَا النِّعَمِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.اللّهُمَّ بِکَ أدفَعُ وأَدرَأُ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ.

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیای،وعَلی آخِرَتی بِتَقوایَ،وَاحفَظنی فیما غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فیما حَضَرتُهُ،یا مَن لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ،ولا تَنفَعُهُ (1)المَغفِرَةُ،اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وأَعطِنی ما لا یَنفَعُکَ (2)،إنَّکَ أنتَ وَهّابٌ،أسأَ لُکَ فَرَجاً قَریباً،ومَخرَجاً رَحیباً،ورِزقاً واسِعاً،وصَبراً جَمیلاً،وعافِیَةً مِن جَمیعِ البَلایا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ،وَالأَمنَ وَالصِّحَّةَ وَالصَّبرَ،ودَوامَ العافِیَةِ،وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُلبِسَنی عافِیَتَکَ فی دینی ونَفسی،وأَهلی ومالی،وإخوانی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وجَمیعِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ، وأَستَودِعُکَ ذلِکَ کُلَّهُ یا رَبِّ،وأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی فی کَنَفِکَ وفی جِوارِکَ،وفی حِفظِکَ وحِرزِکَ وعِیاذِکَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ فَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ وذِکرِکَ،وأَنعِشهُ لِخَوفِکَ أیّامَ حَیاتی کُلَّها،وَاجعَل زادی مِنَ الدُّنیا تَقواکَ،وهَب لی قُوَّةً أحتَمِلُ بِها جَمیعَ طاعَتِکَ،وأَعمَلُ بِها جَمیعَ مَرضاتِکَ، وَاجعَل فِراری إلَیکَ،ورَغبَتی فیما عِندَکَ،وأَلبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ، وَالاُنسَ بِأَولِیائِکَ،وأَهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا لِکافرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا لی إلَیهِ حاجَةً.

إلهی ! قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعلَمُ سِرّی وعَلانِیَتی،لا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ

ص:437


1- .لا تنقصه ( خ ل ).
2- لا ینقصک ( خ ل ).

مِن أمری،یا مَن لا یَصِفُهُ نَعتُ النّاعِتینَ،ویا مَن لا یُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجینَ،یا مَن لا یَضیعُ لَدَیهِ أجرُ المُحسِنینَ،یا مَن قَرُبَت نُصرَتُهُ مِنَ المَظلومینَ،یا مَن بَعُدَ عَونُهُ عَنِ الظّالِمینَ،قَد عَلِمتَ ما نالَنی مِن فُلانٍ مِمّا حَظَرتَ،وَانتَهَکَ مِنّی ما حَجَرتَ؛بَطَراً فی نِعمَتِکَ عِندَهُ،وَاغتِراراً بِسَترِکَ عَلَیهِ.

اللّهُمَّ فَخُذهُ عَن ظُلمی بِعِزَّتِکَ،وَافلُل حَدَّهُ عَنّی بِقُدرَتِکَ،وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فیما یَلیهِ، وعَجزاً عَمّا یَنویهِ،اللّهُمَّ لا تُسَوِّغهُ ظُلمی،وأَحسِن عَلَیه عَونی،وَاعصِمنی مِن مِثلِ فِعالِهِ،ولا تَجعَلنی بِمِثلِ حالِهِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنِّی استَجَرتُ بِکَ،وتَوَکَّلتُ عَلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ، وضَعفَ رُکنی إلی قُوَّتِکَ،مُستَجیراً بِکَ مِن ذِی التَّعَزُّزِ عَلَیَّ،وَالقُوَّةِ عَلی ضَیمی،فَإِنّی فی جِوارِکَ،فَلا ضَیمَ عَلی جارِکَ،رَبِّ،فَاقهَر عَنّی قاهِری،وأَوهِن عَنّی مُستَوهِنی بِعِزَّتِکَ، وَاقبِض عَنّی ضائِمی بِقِسطِکَ،وخُذ لی مِمَّن ظَلَمَنی بِعَدلِکَ.

رَبِّ،فَأَعِذنی بِعِیاذِکَ،فَبِعِیاذِکَ امتَنَعَ عائِذُکَ،وأَدخِلنی فی جِوارِکَ،عَزَّ جارُکَ، وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،وأَسبِل عَلَیَّ سِترَکَ،فَمَن تَستُرُهُ فَهُوَ الآمِنُ المُحَصَّنُ الَّذی لا یُراعُ.

رَبِّ،وَاضمُمنی فی ذلِکَ إلی کَنَفِکَ،فَمَن تَکنُفُهُ فَهُوَ الآمِنُ المَحفوظُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ ولا حیلَةَ إلّابِاللّهِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً . (1)

مَن یَکُن ذا حیلَةٍ فی نَفسِهِ أو حَولٍ بِتَقَلُّبِهِ أو قُوَّةٍ فی أمرِهِ بِشَیءٍ سِوَی اللّهِ،فَإِنَّ حَولی وقُوَّتی وکُلَّ حیلَتی بِاللّهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،وکُلُّ ذی مُلکٍ فَمَملوکٌ للّهِ ِ،وکُلُّ قَوِیٍّ ضَعیفٌ عِندَ قُوَّةِ اللّهِ،وکُلُّ ذی عِزٍّ فَغالِبُهُ اللّهُ،

ص:438


1- .الإسراء:111.

وکُلُّ شَیءٍ فی قَبضَةِ اللّهِ.

ذَلَّ کُلُّ عَزیزٍ لِبَطشِ اللّهِ،صَغُرَ کُلُّ عَظیمٍ عِندَ عَظَمَةِ اللّهِ،خَضَعَ کُلُّ جَبّارٍ عِندَ سُلطانِ اللّهِ،وَاستَظهَرتُ وَاستَطَلتُ عَلی کُلِّ عَدُوٍّ لی بِتَوَلِّی اللّهِ،دَرَأتُ فی نَحرِ کُلِّ عادٍ عَلَیَّ بِاللّهِ.

ضَرَبتَ بِإِذنِ اللّهِ بَینی وبَینَ کُلِّ مُترَفٍ ذی سَورَةٍ (1)،وجَبّارٍ ذی نَخوَةٍ،ومُتَسَلِّطٍ ذی قُدرَةٍ،ووالٍ ذی إمرَةٍ،ومُستَعِدٍّ ذی ابَّهَةٍ،وعَنیدٍ ذی ضَغینَةٍ،وعَدُوٍّ ذی غیلَةٍ،وحاسِدٍ ذی قُوَّةٍ،وماکِرٍ ذی مَکیدَةٍ،وکُلُّ مُعینٍ أو مُعانٍ عَلَیَّ بِمَقالَةٍ مُغوِیَةٍ،أو سِعایَةٍ مُسلِبَةٍ،أو حیلة مُؤذِیَةٍ،أو غائِلَةٍ مُردِیَةٍ،أو کُلِّ طاغٍ ذی کِبرِیاءَ،أو مُعجَبٍ ذی خُیَلاءَ،عَلی کُلِّ سَبَبٍ وبِکُلِّ مَذهَبٍ،فَأَخَذتُ لِنَفسی ومالی حِجاباً دونَهُم بِما أنزَلتَ مِن کِتابِکَ، وأَحکَمتَ مِن وَحیِکَ الَّذی لا یُؤتی مِن سورَةٍ بِمِثلِهِ،وهُوَ الحَکَمُ العَدلُ،وَالکِتابُ الَّذی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَکِیمٍ حَمِیدٍ . (2)

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعل حَمدی لَکَ،وثَنائی عَلَیکَ،فِی العافِیَةِ وَالبَلاءِ،وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،دائِماً لا یَنقَضی ولا یَبیدُ،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ.

اللّهُمَّ بِکَ أعوذُ،وبِکَ أصولُ،وإیّاکَ أعبُدُ،وإیّاکَ أستَعینُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وأَدرَأُ بِکَ فی نَحرِ أعدائی،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِم،وأَستَکفیکَهُم،فَاکفِنیهِم بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،ومِمّا شِئتَ،بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3).

قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَ نَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْکُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغالِبُونَ (4) لا تَخافا إِنَّنِی مَعَکُما أَسْمَعُ وَ أَری (5)، قالَ اخْسَؤُا فِیها

ص:439


1- .سَورَة السلطان:سطوته واعتداؤه (لسان العرب:ج 4 ص 384«سور»).
2- فصّلت:42.
3- البقرة:137.
4- القصص:35.
5- طه:46.

وَ لا تُکَلِّمُونِ 1، أخَذتُ بِسَمعِ مَن یُطالِبُنی بِالسّوءِ بِسَمعِ اللّهِ وبَصَرِهِ،وقُوَّتِهِ بِقُوَّةِ اللّهِ وحَبلِهِ المَتینِ، وسُلطانِهِ المُبینِ،فَلَیسَ لَهُم عَلَینا سُلطانٌ ولا سَبیلٌ إن شاءَ اللّهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (1).

اللّهُمَّ یَدُکَ فَوقَ کُلِّ ذی یَدٍ،وقُوَّتُکَ أعَزُّ مِن کُلِّ قُوَّةٍ،وسُلطانُکَ أجَلُّ مِن کُلِّ سُلطانٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وکُن عِندَ ظَنّی فیما لَم أجِد فیهِ مَفزَعاً غَیرَکَ،ولا مَلجَأً سِواکَ،فَإِنَّنی أعلَمُ أنَّ عَدلَکَ أوسَعُ مِن جَورِ الجَبّارینَ،وأَنَّ إنصافَکَ مِن وَراءِ ظُلمِ الظّالِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أجمَعینَ،وأَجِرنی مِنهُم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اعیذُ نَفسی ودینی،وأَهلی ومالی ووَلَدی،ومَن یَلحَقُهُ عِنایَتی،وجَمیعَ نِعَمِ اللّهِ عِندی،بِبِاسمِ اللّهِ الَّذی خَضَعَت لَهُ الرِّقابُ،وبِاسمِ اللّهِ الَّذی خافَتهُ الصُّدورُ،ووَجِلَت مِنهُ النُّفوسُ،وبِالاِسمِ الَّذی نَفَّسَ عَن داوودَ کُربَتَهُ،وبِالاِسمِ الَّذی قالَ لِلنّارِ: کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ * وَ أَرادُوا بِهِ کَیْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِینَ (2)،وبِعَزیمَةِ اللّهِ الَّتی لا تُحصی وبِقُدرَةِ اللّهِ المُستَطیلَةِ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ،مِن شَرِّ فُلانِ،ومِن شَرِّ ما خَلَقَهُ الرَّحمنُ،ومِن شَرِّ مَکرِهِم وکَیدِهِم،وحَولِهِم وقُوَّتِهِم وحیلَتِهِم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ بِکَ أستَعینُ،وبِکَ أستَغیثُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وأَنتَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی مِن کُلِّ مُصیبَةٍ نَزَلَت فی هذَا الیَومِ،وفی هذِهِ اللَّیلَةِ،وفی جَمیعِ الأیّامِ وَاللَّیالی،مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَاجعَل لی سَهماً فی کُلِّ حَسَنَةٍ نَزَلَت فی هذَا الیَومِ،وفی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی جَمیعِ اللَّیالی وَالأَیّامِ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ص:440


1- یس:9.
2- الأنبیاء:69 و 70.

اللّهُمَّ بِکَ أستَفتِحُ،وبِکَ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ إلَیکَ أتَوَجَّهُ، وبِکِتابِکَ أتَوَسَّلُ،أن تَلطُفَ لی بِلُطفِکَ الخَفِیِّ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

جَبرَئیلُ عَن یَمینی،ومیکائیلُ عَن شِمالی،وإسرافیلُ أمامی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ خَلفی،وبَینَ یَدَیَّ لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ کَثیراً. (1)

راجع:ص 138 (دعاء الاعتقاد).

ط-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام

577.مهج الدعوات: حِرزُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ العَسکَرِیِّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،احتَجَبتُ بِحِجابِ اللّهِ النّورِ الَّذِی احتَجَبَ بِهِ عَنِ العُیونِ، وَاحتَطتُ عَلی نَفسی وأَهلی ووَلَدی ومَالی،وما اشتَمَلَت عَلَیهِ عِنایَتی بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،وأَحرَزتُ نَفسی وذلِکَ کُلَّهُ مِن کُلِّ ما أخافُ وأَحذَرُ،بِاللّهِ الَّذی: لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (2)، وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُکِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِیَ ما قَدَّمَتْ یَداهُ إِنّا جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَی الْهُدی فَلَنْ یَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (3)، أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ (4)، أُولئِکَ الَّذِینَ طَبَعَ اللّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِکَ هُمُ

ص:441


1- .مهج الدعوات:ص 23، بحار الأنوار:ج 94 ص 333 ح 5.
2- البقرة:255.
3- الکهف:57.
4- الجاثیة:23.

اَلْغافِلُونَ (1)، وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً * وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَکَرْتَ رَبَّکَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (2)،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (3)

578.مهج الدعوات: حِرزٌ آخَرُ لِلعَسکَرِیِّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا عُدَّتی عِندَ شِدَّتی،ویا غَوثی عِندَ کُربَتی،یا مُؤنِسی عِندَ وَحدَتی،اُحرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ. (4)

راجع:ص 150 ح 214.

ی-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الحُجَّةِ علیه السلام

579.مهج الدعوات: حِجابُ مَولانا صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام:

اللّهُمَّ احجُبنی عَن عُیونِ أعدائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی،وأَنجِز لی ما وَعَدتَنی، وَاحفَظنی فی غَیبَتی إلی أن تَأذَنَ لی فی ظُهوری،وأَحیِ بی ما دَرَسَ مِن فُروضِکَ وسُنَنِکَ، وعَجِّل فَرَجی،وسَهِّل مَخرَجی،وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،وَافتَح لی فَتحاً مُبیناً،وَاهدِنی صِراطاً مُستَقیماً،وقِنی جَمیعَ ما احاذِرُهُ مِنَ الظّالِمینَ،وَاحجُبنی عَن أعیُنِ الباغِضینَ،النّاصِبینَ العَداوَةَ لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،ولا یَصِلُ مِنهُم إلَیَّ أحَدٌ بِسوءٍ،فَإِذا أذِنتَ فی ظُهوری فَأَیِّدنی بِجُنودِکَ،وَاجعَل مَن یَتبَعُنی لِنُصرَةِ دینِکَ مُؤَیَّدینَ،وفی سَبیلِکَ مُجاهِدینَ،وعَلی مَن أرادَنی وأَرادَهُم بِسوءٍ مَنصورینَ،ووَفِّقنی لِإِقامَةِ حُدودِکَ، وَانصُرنی عَلی مَن تَعَدّی مَحدودَکَ،وَانصُرِ الحَقَّ،وأَزهِقِ الباطِلَ،إنَّ الباطِلَ کانَ زَهوقاً، وأَورِد عَلَیَّ مِن شیعَتی وأَنصاری مَن تَقَرُّ بِهِمُ العَینُ،ویُشَدُّ بِهِمُ الأَزرُ،وَاجعَلهُم فی

ص:442


1- .النحل:108.
2- الإسراء:45 و 46.
3- مهج الدعوات:ص 44، بحار الأنوار:ج 94 ص 363 ح 1.
4- مهج الدعوات:ص 45، بحار الأنوار:ج 94 ص 364 ح 2.

حِرزِکَ وأَمنِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

580.مهج الدعوات: حِرزٌ لِمَولانَا القائِمِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مالِکَ الرِّقابِ،ویا هازِمَ الأَحزابِ،یا مُفَتِّحَ الأَبوابِ،یا مُسَبِّبَ الأَسبابِ،سَبِّب لَنا سَبَباً لا نَستَطیعُ لَهُ طَلَباً،بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ أجمَعینَ. (2)

راجع:ج 3 ص 586 (دعوات الفرج/الدعاء المأثور عن الإمام المهدی علیه السلام ).

18/8الاِستِسقاءُ وَالاِستِصحاءُ

الف-أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فِی الاِستِسقاءِ

581.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استَسقی قالَ:

اللّهُمَّ اسقِ عِبادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ،وأَحیِ بِلادَکَ المَیتَةَ.

یُرَدِّدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)

582.الأمالی للمفید عن مسلم الغلابی: جاءَ أعرابِیٌّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ،لَقَد أتَیناکَ وما لَنا بَعیرٌ یَئِطُّ (4)،ولا غَنَمٌ یَغِطُّ (5)،ثُمَّ أنشَأَ یَقولُ:

أتَیناکَ یا خَیرَ البَرِیَّةِ کُلِّها لِتَرحَمَنا مِمّا لَقینا مِنَ الأَزَلِ (6)...

ص:443


1- .مهج الدعوات:ص 302، المصباح للکفعمی:ص 296، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 378 ح 1.
2- مهج الدعوات:ص 45، بحار الأنوار:ج 94 ص 365 ح 1.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 527 ح 1500،المصباح للکفعمی:ص 548، بحار الأنوار:ج 91 ص 340 ح 25؛ [7]سنن أبی داوود:ج 1 ص 305 ح 1176،السنن الکبری:ج 3 ص 496 ح 6441 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 74 ح 18025.
4- ما لنا بَعیرُ یَئطُّ:أی یحنّ ویصیح،یرید ما لنا بعیر أصلاً (النهایة:ج 1 ص 54« أطط»).
5- أی یُصوّت (انظر:لسان العرب:ج 7 ص 362« غطط»).
6- الأزل:الشدّة والضیقُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 45«أزل»).

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَصحابِهِ:إنَّ هذَا الأَعرابِیَّ یَشکو قِلَّةَ المَطَرِ وقَحطاً شَدیداً،ثُمَّ قامَ یَجُرُّ رِداءَهُ حَتّی صَعِدَ المِنبَرَ،فَحَمِدَ اللّهَ وأَثنی علَیهِ،وکانَ مِمّا حَمِدَ رَبَّهُ أن قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فِی السَّماءِ فَکانَ عالِیاً،وفِی الأَرضِ قَریباً دانِیاً أقرَبُ إلَینا مِن حَبلِ الوَریدِ.

ورَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وقالَ:

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً،مَریئاً مَریعاً،غَدَقاً (1)طَبَقاً،عاجِلاً غَیرَ رائِثٍ (2)،نافِعاً غَیرَ ضائِرٍ (3)،تَملَأُ بِهِ الضَّرعَ،وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُحیی بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها.

فَما رَدَّ یَدَیهِ إلی نَحرِهِ،حَتّی أحدَقَ السَّحابُ بِالمَدینَةِ کَالإِکلیلِ،وَالتَقَتِ السَّماءُ بِأَردافِها (4)،وجاءَ أهلُ البِطاحِ (5)یَضِجّونَ:یا رَسولَ اللّهِ،الغَرَقَ الغَرَقَ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا (6).

فَانجابَ السَّحابُ (7)عَنِ السَّماءِ،فَضَحِکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وقالَ:للّهِ ِ دَرُّ أبی طالِبٍ،لَو کانَ حَیّاً لَقَرَّت عَیناهُ،مَن یُنشِدُنا قَولَهُ؟...فَقامَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام فَقالَ:کَأَنَّکَ أرَدتَ یا رَسولَ اللّهِ قَولَهُ:

ص:444


1- .الغَدَقُ:المَطرُ الکِبارُ القطرِ (النهایة:ج 3 ص 345« غدق»).
2- غیرُ رائِثٍ:أی غیرُ بطیءٍ متأخّر (النهایة:ج 2 ص 287« ریث»).
3- فی المصادر الاُخری:«غَیرَ ضارٍّ».
4- فی بحار الأنوار:« وألقت السماءُ بأرواقها».
5- الأبطَحُ:مسیل وادی مکّة،والجمع الأباطح والبطاح (مجمع البحرین:ج 1 ص 160«بطح»).
6- قال المجلسی:«قال الجزری:یقال:رأیتُ الناس حوله وحوالَیه،أی مطیفین به من جوانبه یرید:اللّهمّ أنزل الغیث فی مواضع النبات لا فی مواضع الأبنیة.وقال الجوهری:یقال:قَعدوا حوله وحواله وحوالَیه ولا تقل حوالیه بکسر اللام»(بحار الأنوار:ج 91 ص 333).
7- فانجاب السحاب عن المدینة حتّی صارت کالإکلیل:أی تجمّع وتقبّض بعضه إلی بعض وانکشف عنها(النهایة:ج 1 ص 299« جوب»).

وأَبیَضُ یُستَسقَی الغَمامُ بِوَجهِهِ

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أجَل. (1)

583.المعجم الکبیر عن سمرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَسقی قالَ:

اللّهُمَّ أنزِل فی أرضِنا زینَتَها،وأَنزِل فی أرضِنا سَکَنَها،وَارزُقنا وأَنتَ خَیرُ الرّازِقینَ. (2)

584.السنن الکبری عن عبد للّه بن جراد: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَسقی قالَ:

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً مَرِیّاً،تُوَسِّعُ بِهِ لِعِبادِکَ،تَغرِزُ (3)بِهِ الضَّرعَ،وتُحیی بِهِ الزَّرعَ. (4)

585.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ الاِستِسقاءِ-:

اللّهُمَّ اسقِ بِلادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ،وأَحیِ بَلَدَک المَیِّتَ،اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً

ص:445


1- الأمالی للمفید:ص 302 ح 3،الأمالی للطوسی:ص 74 ح 110 وفیه«بأرواقها»بدل«بأردانها»،الثاقب فی المناقب:ص 88 ح 71 نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 331 ح 17؛الدعاء للطبرانی: [2]ص 596 عن أنس،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 14 ص 80 [3] کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 437 ح 23549.
2- المعجم الکبیر:ج 7 ص 228 ح 6952،تاریخ دمشق:ج 15 ص 364 ح 3810 نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 74 ح 18026.
3- الظاهر:تغزر به الضرع،أی تجعله غزیراً،یقال:أغزر القوم،إذا کثرت ألبان مواشیهم (انظر:النهایة:ج 3 ص 365« غزر»).أمّا تغرز فمعناه:قلّ لبنها،یقال:غرزت الغنم غرازاً،وغرَّزها صاحبها،إذا قطع حلبها وأراد أن تسمن (النهایة:ج 3 ص 358« [5]غرز»).
4- السنن الکبری:ج 3 ص 496 ح 6442،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 336 ح 1416 عن جابر بن عبد اللّه،الدعاء للطبرانی:ص 599 ح 2184 عن أنس وکلاهما نحوه.

مُغیثاً مَریئاً مَریعاً (1)مُطبِقاً واسِعاً،عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ،نافِعاً غَیرَ ضارٍّ،اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا رَحمَةٍ لا سُقیا عَذابٍ،ولا هَدمٍ ولا غَرَقٍ ولا مَحقٍ،اللّهُمَّ اسقِنَا الغَیثَ وَانصُرنا عَلَی الأَعداءِ. (2)

586.عنه صلی الله علیه و آله -أیضاً-:

اللّهُمَّ إنَّکَ أنتَ الغَنِیُّ ونَحنُ الفُقَراءُ،فَأَنزِل عَلَینَا الغَیثَ،ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ، اللّهُمَّ اجعَل ما تُنزِلُهُ عَلَینا قُوَّةً لَنا وبَلاغاً إلی حینٍ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

587.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا بِهذَا الدُّعاءِ فِی الاِستِسقاءِ:

اللّهُمَّ انشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالغَیثِ العَمیقِ وَالسَّحابِ الفَتیقِ (4)،ومُنَّ عَلی عِبادِکَ بِبُلوغِ القَطرِ (5)،وأَحیِ عِبادَکَ (6)بِبُلوغِ الزَّهرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ سُقیا مِنکَ نافِعَةً دائِمَةً غُزرُهُ،واسِعَةً دَرُّهُ،وابِلاً سَریعاً وَحِیّاً مَریعاً،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ لَنا فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً هَنیئاً مَریئاً طَبَقاً دَفِقاً،غَیرَ مُضِرٍّ وَدقُهُ (7)،ولا خُلَّبٍ (8)بَرقُهُ.

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً سَریعاً مُمرِعاً عَریضاً واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ،وتَجبُرُ

ص:446


1- .المَریعُ:المُخصبُ الناجِعُ (النهایة:ج 4 ص 320« مرع»).
2- الطبقات الکبری:ج 1 ص 297، السیرة النبویّة لابن کثیر:ج 4 ص 171 کلاهما عن أبی وجزة السعدی،کنز العمّال:ج 7 ص 836 ح 21604.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 7 ص 273،الدعاء للطبرانی:ص 595 ح 2173 نحوه وکلاهما عن عائشة.
4- الفَتق:خلاف الرتق.فتقه یَفْتُقُه یَفْتِقُه فتقاً:شقّه،والفَتَق:الخصب،سمّی بذلک لانشقاق الأرض بالنبات(لسان العرب:ج 10 ص 296 و 298« فتق»).والمعنی:المنفتق عن المطر أو یشقّ الأرض بغیثه (بحار الأنوار:ج 91 ص 316).
5- فی بحار الأنوار:« بِیُنوعِ الثَّمَرَةِ»بدل«ببلوغ القطر».
6- فی بحار الأنوار:« بلادک»بدل«عبادک».
7- الوَدَقُ:المطر (النهایة:ج 5 ص 168«ودق»).
8- البَرقُ الخُلَّبُ:الذی لا غیث فیه،کأنّه خادع (مجمع البحرین:ج 1 ص 534«خلب»).

بِهِ المَریضِ.

اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا تُسیلُ مِنهُ الرِّحابَ (1)،وتَملَأُ بِهِ الجِبابَ (2)،وتُفَجِّرُ بِهِ الأَنهارَ، وتُنبِتُ بِهِ الأَشجارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتُنعِشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ، وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَزیدُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا،اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ سَموماً، ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً (3)،ولا تَجعَل صَعقَهُ عَلَینا رُجوماً،ولا تَجعَل ماءَهُ بَینَنا اجاجاً،اللّهُمَّ ارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ. (4)

588.المعجم الأوسط عن أنس: مَحَلَ النّاسُ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتاهُ المُسلِمونَ فَقالوا:

یا رَسولَ اللّهِ،قَحَطَ المَطَرُ،ویَبِسَ الشَّجَرُ،وهَلَکَتِ المَواشی،وأَسنَتَ (5)النّاسُ، فَاستَسقِ لَنا رَبَّکَ.فَقالَ:إذا کانَ یَومُ کَذا وکَذا فَاخرُجوا وأَخرِجوا مَعَکُم بِصَدَقاتٍ، فَلَمّا کانَ ذلِکَ الیَومُ،خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَالنّاسُ،یَمشی ویَمشونَ،عَلَیهِمُ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،حَتّی أتَوُا المُصَلّی.

فَتَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَصَلّی بِهِم رَکعَتَینِ یَجهَرُ فیهِما بِالقِراءَةِ وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقرَأُ فِی العیدَینِ وَالاِستِسقاءِ،فِی الرَّکعَةِ الاُولی بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«سَبِّح اسمَ رَبِّکَ الأَعلی»،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«هَل أتاکَ حَدیثُ الغاشِیَةِ»،فَلَمّا قَضی صَلاتَهُ استَقبَلَ القَومَ بِوَجهِهِ،وقَلَبَ رِداءَهُ،ثُمَّ جَثی عَلی رُکبَتَیهِ،ورَفَعَ یَدَیهِ وکَبَّرَ تَکبیرَةً قَبلَ أن یَستَسقِیَ،ثُمَّ قالَ:

ص:447


1- .فی المصدر:«الرطاب»وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. وَالرِّحابُ جمع رَحَبَة وهی الساحة والمکان المتّسع.وفی الجعفریات:« [2]الرضاب».
2- الجِبابُ:جمع الجُبِّ وهو البئر (لسان العرب:ج 1 ص 250«جبب»).
3- الحُسومُ:الشؤمُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 405« حسم»).
4- النوادر للراوندی:ص 162 ح 244، الجعفریّات:ص 49 [5] نحوه وفیه«إنّ علیّاً کان إذا استسقی یدعو بهذا الدعاء»وکلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 315 ح 4.
5- أسنَتَ القومُ:إذا قَحَطوا،والسَّنَةُ:الجدب (مجمع البحرین:ج 2 ص 895«سنه»).

اللّهُمَّ اسقِنا وأَغِثنا،اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً رَحباً رَبیعاً،وَجداً (1)غَدَقاً،طَبَقاً (2)مُغدِقاً،هَنیئاً مَریئاً،مَریعاً مُرتِعاً،وابِلاً شامِلاً،مُسبِلاً مُجَلِّلاً،دائِماً دِرَراً،نافِعاً غَیرَ ضارٍّ،عاجِلاً غَیرَ رائِثٍ،غَیثاً اللّهُمَّ تُحیِی بِهِ البِلادَ،وتُغیثُ بِهِ العِبادَ،وتَجعَلُهُ بَلاغاً لِلحاضِرِ مِنّا وَالبادِ،اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا فی أرضِنا زینَتَها،وأَنزِل فی أرضِنا سَکَنَها، اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهوراً،فَأَحیِ بِهِ بَلدَةً مَیِّتَةً،وَاسقِهِ مِمّا خَلقتَ لَنا أنعاماً وأَناسِیَّ کَثیراً. (3)

589.البلد الأمین: أفضَلُ القُنوتِ-فی صَلاةِ الاِستِسقاءِ-ما رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ:

أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ، وأَسأَ لُهُ أن یَتوبَ عَلَیَّ تَوبَةَ عَبدٍ ذَلیلٍ،خاضِعٍ فَقیرٍ،بائِسٍ مِسکینٍ مُستَکینٍ،لا یَملِکُ لِنَفسِهِ نَفعاً ولا ضَرّاً،ولا مَوتاً ولا حَیاةً ولا نُشوراً.

اللّهُمَّ مُعتِقَ الرِّقابِ،ورَبَّ الأَربابِ،ومُنشِئَ السَّحابِ،ومُنزِلَ القَطرِ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ بَعدَ مَوتِها،فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،ومُخرِجَ النَّباتِ،وجامِعَ الشَّتاتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسقِنا غَیثاً مُغیثاً،غَدَقاً مُغدَودِقاً،هَنیئاً مَریئاً تُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ، وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتُحیی بِهِ مِمّا خَلَقتَ أنعاماً وأَناسِیَّ کَثیراً،اللّهُمَّ اسقِ عِبادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ وأَحیِ بِلادَکَ المَیتَةَ. (4)

590.صحیح مسلم عن عبد اللّه بن زید الأنصاری: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ إلَی المُصَلّی

ص:448


1- .وَجَدَ:أی استغنی غنیً لا فقر بعده (النهایة:ج 5 ص 155« وجد»).
2- طَبَقاً:أی مُغَطّیاً للأرض مالئاً لها کلّها (مجمع البحرین:ج 2 ص 1095« طبق»).
3- المعجم الأوسط:ج 7 ص 320 ح 7619،الدعاء للطبرانی:ص 596 ح 2179،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 7 ص 320 ح 273 نحوه؛بحار الأنوار:ج 91 ص 326 ح 10.
4- البلد الأمین:ص 166، المصباح للکفعمی:ص 548، [6]بحار الأنوار:ج 91 ص 339 ح 25 [7] وراجع المقنعة:ص 208 والنوادر للراوندی:ص 162 ح 244.

یَستَسقی،وإنَّهُ لَمّا أرادَ أن یَدعُوَ استَقبَلَ القِبلَةَ وحَوَّلَ رِداءَهُ. (1)

راجع: نهج الدعاء :ص 469 (من دعا له النبیّ صلی الله علیه و آله/دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله فی الاستسقاء).

ب-أدعِیَةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الاِستِسقاءِ

591.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعاءٍ استَسقی بِهِ-:اللّهُمَّ اسقِنا ذُلُلَ السَّحابِ دونَ صِعابِها (2). (3)

592.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ إذَا استَسقی یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ انشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالغَیثِ العَمیقِ (4)،وَالسَّحابِ الفَتیقِ،ومُنَّ عَلی عِبادِکَ بِبُلوغِ (5)الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ سَقیاً مِنکَ نافِعاً دائِماً غَزرُهُ (6)،واسِعاً دَرُّهُ (7)،وابِلاً سَریعاً وَحِیّاً (8)،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ، وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ لَنا بِهِ فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً،هَنیئاً مَریئاً،طَبَقاً مُجَلِّلاً،غَیرَ مُضِرٍّ (9)وَدْقُهُ (10)،ولا خُلَّبٍ (11)بَرقُهُ.

ص:449


1- .صحیح مسلم:ج 2 ص 611 ح 3،صحیح البخاری:ج 1 ص 348 ح 982 نحوه،سنن أبی داوود:ج 1 ص 303 ح 1166.
2- قال السیّد الرضی رحمه الله بعد ذکره لکلام الإمام علیه السلام:وهذا من الکلام العجیب الفصاحة،وذلک أنّه علیه السلام شبّه السحاب ذوات الرعود والبوارق والریاح والصواعق بالإبل الصعاب،التی تقمص برحالها وتقصّ برکبانها،وشبّه السحاب خالیة من تلک الروائع بالإبل الذلل،التی تحتلب طیّعة وتقتعد مسمحة.
3- نهج البلاغة:الحکمة 472، خصائص الأئمّة علیهم السلام:ص 125، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 318 ح 7.
4- فی المصدر:«المعبوّ»،والأصحّ ما أثبتناه کما فی نسخة اخری.ویراد بالغیث العمیق:الذاهب فی عمق الأرض لکثرته.
5- وفی نسخة اخری:«بینوع»بدل«ببلوغ».
6- الغَزِیرُ:الکثیر من کلّ شیء (لسان العرب:ج 5 ص 22).
7- الدِّرَّة فی الأمطار:أن یتبع بعضها بعضاً وجمعها دِرَرٌ (لسان العرب:ج 4 ص 280).
8- فی المصدر:«وجلاً»،بدل«وَحِیّاً»،والتصویب من بحار الأنوار والنوادر للراوندی.وَالوَحِیُّ عَلی فعیل:السریع (لسان العرب:ج 15 ص 382« [7]وحی»).
9- فی المصدر:«ملط»،وما أثبتناه من نسخة اخری.
10- الوَدْقُ:المطر (لسان العرب:ج 10 ص 373« ودق»).
11- البرقُ الخُلَّب:الذی لا غَیث فیه (الصحاح:ج 1 ص 122« خلب»).

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مَریعاً،مُمرِعاً عَریضاً (1)،واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ (2)،وتَجبُرُ بِهِ المَهیضَ (3).

[اللّهُمَّ] (4)اسقِنا سَقیاً تُسیلُ مِنهُ الرُّضابَ،وتَملَأُ بِهِ الحِبابَ (5)،وتُفَجِّرُ مِنهُ الأَنهارَ، وتُنبِتُ بِهِ الأَشجارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتَنعَشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ، وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَز[ی]دُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا (6).

اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً (7)،ولا تَجعَل ضَرَّهُ عَلَینا رُجوماً (8)،ولا ماءَهُ عَلَینا اجاجاً (9).اللّهُمَّ ارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ. (10)

593.تهذیب الأحکام: رُوِیَ أنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام خَطَبَ بِهذِهِ الخُطبَةِ فی صَلاةِ الاِستِسقاءِ فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ سابِغِ النِّعَمِ،ومُفَرِّجِ الهَمِّ،وبارِئِ النَّسَمِ،الَّذِی جَعَلَ السَّماواتِ لِکُرسِیِّهِ عِماداً،وَالجِبالَ أوتاداً،وَالأَرضَ لِلعِبادِ مِهاداً،ومَلائِکَتَهُ عَلی أرجائِها،وحَمَلَةَ عَرشِهِ عَلی أمطائِها،وأَقامَ بِعِزَّتِهِ أرکانَ العَرشِ،وأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعاعَ الشَّمسِ،وأَطفَأَ بِشُعاعِهِ

ص:450


1- .فی المصدر:«عدیماً»،وما أثبتناه من النوادر للراوندی.
2- قال المجلسی قدس سره:النهیض:هو النبات المستوی،یقال:نهض النبت،إذا استوی،والمعنی:تردّ النهیض الذی یبس أو بقی علی حاله لاینمو؛لفقدان الماء إلی النمو والخضرة والنضارة (بحار الأنوار:ج 91 ص 317).
3- فی المصدر:«عزیزاً یرویه البهم ویجبر به النهم»،وما أثبتناه من بحار الأنوار والنوادر للراوندی.
4- الزیادة من النوادر للراوندی.
5- کذا فی المصدر،وفی النوادر للراوندی:«الجباب».والجباب:جمع جبّ،وهو البئر التی لم تطو (انظر:الصحاح:ج 1 ص 96« جبب»).وأمّا الحباب فهو جمع حُبّ وهو الخابیة،فارسی معرّب (انظر:الصحاح:ج 1 ص 105« [4]جبب»).
6- فی المصدر:«قوّتک»،وما أثبتناه من نسخة اخری.
7- حُسوماً:أی قاطعاً لعمرهم (مفردات ألفاظ القرآن:ص 235« حسم»).
8- رجوماً:الرجم:الرمی بالحجارة،والرجم:القَتلُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 682« رجم»).
9- الاُجاج:شدید الملوحة والحرارة ( مفردات ألفاظ القرآن:ص 64« أجّ»).
10- الجعفریّات:ص 49، النوادر للراوندی:ص 162 ح 244 [9] نحوه وفی صدره:«قال علیّ علیه السلام:إنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله دعا بهذا الدعاء فی الاستسقاء...»وکلاهما عن الإمام الکاظم عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 315 ح 4.

ظُلمَةَ الغَطشِ (1)،وفَجَّرَ الأَرضَ عُیوناً،وَالقَمَرَ نوراً،وَالنُّجومَ بُهوراً،ثُمَّ عَلا فَتَمَکَّنَ، وخَلَقَ فَأَتقَنَ،وأَقامَ فَتَهَیمَنَ،فَخَضَعَت لَهُ نَخوَةُ المُستَکبِرِ،وطَلَبَت إلَیهِ خَلَّةُ المُتَمَسکِنِ.

اللّهُمَّ فَبِدَرَجَتِکَ الرَّفیعَةِ،ومَحَلَّتِکَ المَنیعَةِ،وفَضلِکَ البالِغِ،وسَبیلِکَ الواسِعِ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما دانَ لَکَ،ودَعا إلی عِبادَتِکَ،وأَوفی بِعُهودِکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ،وَاتَّبَعَ أعلامَکَ،عَبدِکَ ونَبِیِّکَ وأَمینِکَ عَلی عَهدِکَ إلی عِبادِکَ،القائِمِ بِأَحکامِکَ،ومُؤَیِّدِ مَن أطاعَکَ،وقاطِعِ عُذرِ مَن عَصاکَ.

اللّهُمَّ فَاجعَل مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أجزَلَ مَن جَعَلتَ لَهُ نَصیباً مِن رَحمَتِکَ، وأَنضَرَ مَن أشرَقَ وَجهُهُ بِسِجالِ عَطِیَّتِکَ،وأَقرَبَ الأَنبِیاءِ زُلفَةً (2)یَومَ القِیامَةِ عِندَکَ، وأَوفَرَهُم حَظّاً مِن رِضوانِکَ،وأَکثَرَهُم صُفوفَ امَّةٍ فی جِنانِکَ،کَما لَم یَسجُد لِلأَحجارِ، ولَم یَعتَکِف لِلأَشجارِ،ولَم یَستَحِلَّ السِّباءَ (3)،ولَم یَشرَبِ الدِّماءَ.

اللّهُمَّ خَرَجنا إلَیکَ حینَ فاجَأَتنَا المَضایِقُ الوَعرَةُ،وأَلجَأَتنَا المَحابِسُ العَسِرَةُ، وعَضَّتنا عَلائِقُ الشَّینِ،وتَأَثَّلَت عَلَینا لَواحِقُ المَینِ (4)،وَاعتَکَرَت عَلَینا حَدابیرُ (5)السِّنینَ، وأَخلَقَتنا مَخایِلُ الجودِ،وَاستَظمَأنا لِصَوارِخِ القَودِ،فَکُنتَ رَجاءَ المُبتَئِسِ،وَالثِّقَةَ لِلمُلتَمِسِ،نَدعوکَ حینَ قَنَطَ الأَنامُ،ومُنِعَ الغَمامُ،وهَلَکَ السَّوامُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَالنُّجومِ،وَالمَلائِکَةِ الصُّفوفِ،وَالعَنانِ المَکفوفِ،وأَن لا تَرُدَّنا خائِبینَ،ولا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا،ولا تُحاصَّنا بِذُنوبِنا،وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالسَّحابِ المُنساقِ،

ص:451


1- .ظُلمةُ الغَطشِ:أی ظُلمةُ الظلام (مجمع البحرین:ج 2 ص 1324« غطش»).
2- الزُلفی:القُربی والمنزلة (مجمع البحرین:ج 2 ص 778«زلف»).
3- السِّباءُ:الخَمرُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 801«سبأ»).
4- تأَثَّلَ:أی تأصّل واستحکم أو عظم،والمَینُ:الکَذِبُ أی عظم واستحکم علینا غضبک اللاحق بکذبنا خصوصاًعلی اللّه ورسوله فی الأحکام (بحار الأنوار:ج 91 ص 279).
5- حَدابیرُ السنینِ:أی السنینُ التی یکثر فیها الجدبُ والقحط (النهایة:ج 1 ص 350« حدبر»).

وَالنَّباتِ المونِقِ،وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِتَنویعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ،سُقیا مِنکَ نافِعَةً دائِمَةً غُزرُها،واسِعاً دَرُّها،سَحاباً وابِلاً سَریعاً عاجِلاً،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ.

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُمرِعاً (1)،طَبَقاً مُجَلجِلاً،مُتَتابِعاً خُفوقُهُ،مُنبَجِسَةً بُروقُهُ،مُرتَجِسَةً هُموعُهُ،وسَیبُهُ مُستَدِرٌّ،وصَوبُهُ مُستَبطِرٌ،لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،وبَردَهُ عَلَینا حُسوماً،وضَوءَهُ عَلَینا رُجوماً،وماءَهُ اجاجاً،ونَباتَهُ رَماداً رِمدِداً (2).

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِنَ الشِّرکِ وهَوادیهِ،وَالظُّلمِ ودَواهیهِ،وَالفَقرِ ودَواعیهِ،یا مُعطِیَ الخَیراتِ مِن أماثِلِها (3)،ومُرسِلَ البَرَکاتِ مِن مَعادِنِها،مِنکَ الغَیثُ المُغیثُ،وأَنتَ الغِیاثُ المُستَغاثُ،ونَحنُ الخاطِئونَ وأَهلُ الذُّنوبِ،وأَنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ،نَستَغفِرُکَ لِلجَهالاتِ مِن ذُنوبِنا،ونَتوبُ إلَیکَ مِن عَوامِّ خَطایانا.

اللّهُمَّ فَأَرسِل عَلَینا دِیمَةً مِدراراً،وَاسقِنَا الغَیثَ واکِفاً (4)مِغزاراً،غَیثاً واسِعاً،وبَرَکَةً مِنَ الوابِلِ نافِعَةً،تُدافِعُ الوَدقَ بِالوَدقِ دِفاعاً،ویَتلُو القَطرُ مِنهُ القَطرَ،غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُهُ،ولا مُکَذَّبٍ رَعدُهُ،ولا عاصِفَةٍ جَنائِبُهُ،بَل رِیّاً یَغُصُّ بِالرِّیِّ رَبابُهُ،وفاضَ فَانصاعَ بِهِ سَحابُهُ، وجَری آثارُ هَیدَبِهِ (5)جَنابَهُ،سُقیا مِنکَ مُحیِیَةً مُروِیَةً،مُحفِلَةً مُفضِلَةً،زاکِیاً نَبتُها، نامِیاً زَرعُها،ناضِراً عودُها،مُمرِعَةً آثارُها،جارِیَةً بِالخِصبِ وَالخَیرِ عَلی أهلِها،تُنعِشُ بِهَا الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهَا المَیتَ مِن بِلادِکَ،وتُنعِمُ بِهَا المَبسوطَ مِن رِزقِکَ، وتُخرِجُ بِهَا المَخزونَ مِن رَحمَتِکَ،وتَعُمُّ بِها مَن نَأی مِن خَلقِکَ،حَتّی یُخصِبَ لِإِمراعِهَا

ص:452


1- .یقال:عَیشٌ مُمرِعٌ:أی خصیب واسع (مجمع البحرین:ج 3 ص 1689«مرع»).
2- رِمدِداً:أی هالکاً (مجمع البحرین:ج 2 ص 732«رمدد»).
3- فی المصادر الاُخری:«مِن أماکِنِها».
4- واکِفاً:غزیراً (النهایة:ج 5 ص 220«وکف»).
5- هَیدبُ السَحابِ:ذیله،ینصبّ کأنّه خیوط متّصلة (تاج العروس:ج 2 ص 485« هدب»).

المُجدِبونَ،ویَحیا بِبَرَکَتِهَا المُسنِتونَ (1)،وتَترَعَ بِالقِیعانِ غُدرانُها،وتورِقَ ذُرَی الآکامِ زَهَراتُها،ویَدهامَّ (2)بِذُرَی الآکامِ شَجَرُها،وتَستَحِقَّ بَعدَ الیَأسِ شُکراً مِنَّةً مِن مِنَنِکَ مُجَلِّلَةً،ونِعمَةً مِن نِعَمِکَ مُفضَلَةً،عَلی بَرِیَّتِکَ المُؤَمِّلَةِ،وبِلادِکَ المُغرِبَةِ،وبَهائِمِکَ المُعمَلَةِ،ووَحشِکَ المُهمَلَةِ.

اللّهُمَّ مِنکَ ارتِجاؤُنا،وإلَیکَ مَآبُنا،فَلا تَحبِسهُ عَنّا لِتَبَطُّنِکَ سَرائِرَنا،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا،فَإِنَّکَ تُنزِلُ الغَیثَ مِن بَعدِ ما قَنَطوا،وتَنشُرُ رَحمَتَکَ،وأَنتَ الوَلِیُّ الحَمیدُ.

ثُمَّ بَکی علیه السلام فَقالَ:

سَیِّدی صاخَت (3)جِبالُنا،وَاغبَرَّت أرضُنا،وهامَت دَوابُّنا،وقَنَطَ ناسٌ مِنّا أو مَن قَنَطَ مِنهُم،وتاهَتِ البَهائِمُ،وتَحَیَّرَت فی مَراتِعِها،وعَجَّت عَجیجَ الثَّکلی عَلی أولادِها،ومَلَّتِ الدَّوَرانَ فی مَراتِعِها حینَ حَبَستَ عَنها قَطرَ السَّماءِ،فَرَقَّ لِذلِکَ عَظمُها،وذَهَبَ لَحمُها، وذابَ شَحمُها،وَانقَطَعَ دَرُّها،اللّهُمَّ ارحَم أنینَ الآ نَّةِ،وحَنینَ الحانَّةِ،ارحَم تَحَیُّرَها فی مَراتِعِها،وأَنینَها فی مَرابِضِها. (4)

594.الإمام علیّ علیه السلام -فِی دُعاءٍ استَسقی بِهِ-:

اللّهُمَّ قَدِ انصاحَت (5)جِبالُنا،وَاغبَرَّت أرضُنا،وهامَت دَوابُّنا،وتَحَیَّرَت فی مَرابِضِها، وعَجَّت عَجیجَ الثَّکالی عَلی أولادِها،ومَلَّتِ التَّرَدُّدَ فی مَراتِعِها،وَالحَنینَ إلی مَوارِدِها.

ص:453


1- .المسنِتون:أی المُجدبون،أصابهم السِنَةُ وهی القحط والجدب (النهایة:ج 2 ص 407«سنت»).
2- الإدهامُ:أی الشدید الخُضرة،کأنّها سوداء لشدّة خضرتها (النهایة:ج 2 ص 146« دهم»).
3- هکذا فی المصدر،وفی کتاب من لا یحضره الفقیه:«ساخت»،وفی مصباح المتهجّد:« صاحت».
4- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 151 ح 328،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 527 ح 1501،مصباح المتهجّد:ص 527 ح 611 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 293 ح 2.
5- انصاحَت:أی تشقّقت وجفّت لعدم المطر (النهایة:ج 3 ص 58« صوح»).

اللّهُمَّ فَارحَم أنینَ الآ نَّةِ،وحَنینَ الحانَّةِ.اللّهُمَّ فَارحَم حَیرَتَها فی مَذاهِبِها،وأَنینَها فی مَوالِجِها.

اللّهُمَّ خَرَجنا إلَیکَ حینَ اعتَکَرَت (1)عَلَینا حَدابیرُ (2)السِّنینَ،وأَخلَفَتنا مَخایِلُ (3)الجودِ، فَکُنتَ الرَّجاءَ لِلمُبتَئِسِ،وَالبَلاغَ لِلمُلتَمِسِ.نَدعوکَ حینَ قَنَطَ الأَنامُ،ومُنِعَ الغَمامُ، وهَلَکَ السَّوامُ،ألّا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا،ولا تَأخُذَنا بِذُنوبِنا.وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالسَّحابِ المُنبَعِقِ (4)،وَالرَّبیعِ المُغدِقِ،وَالنَّباتِ المونِقِ،سَحّاً وابِلاً تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ، وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ.

اللّهُمَّ سُقیا مِنکَ مُحیِیَةً مُرْوِیَةً،تامَّةً عامَّةً،طَیِّبَةً مُبارَکَةً،هَنیئَةً مَریعَةً (5)،زاکِیاً نَبتُها،ثامِراً فَرعُها،ناضِراً وَرَقُها،تُنعِشُ بِهَا الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهَا المَیِّتَ مِن بِلادِکَ.

اللّهُمَّ سُقیا مِنکَ تُعشِبُ بِها نِجادُنا (6)،وتَجری بِها وِهادُنا (7)،ویُخصِبُ بِها جَنابُنا (8)، وتُقبِلُ بِها ثِمارُنا،وتَعیشُ بِها مَواشینا،وتَندی بِها أقاصینا،وتَستَعینُ بِها ضَواحینا مِن بَرَکاتِکَ الواسِعَةِ،وعَطایاکَ الجَزیلَةِ عَلی بَرِیَّتِکَ المُرمِلَةِ (9)،ووَحشِکَ المُهمَلَةِ،وأَنزِل

ص:454


1- .اعتکرت،أی تکثّرت وقام بعضها علی بعض (مجمع البحرین:ج 2 ص 1253« عکر»).
2- الحدابیر:جمع حِدبار،وهی الناقة التی بَدَا عَظمُ ظَهرها،ونَشزَت حراقِیفُها من الهُزال،فَشبّه بها السِّنِین التی یَکثُر فیها الجَدْب والقَحط (النهایة:ج 1 ص 350« حدبر»).
3- المَخِیلَة:السحابة الخلیقة بالمطر (النهایة:ج 2 ص 93« خیل»).
4- البُعاق-بالضمّ-:المطر الکثیر الغزیر الواسِع.ومنه السحاب المُنبَعِق،أی السائل الکثیر السیلان (مجمع البحرین:ج 1 ص 169« بعق»).
5- فی بحار الأنوار:« مریئة»بدل«مریعة».
6- النَّجد:ما ارتفع من الأرض (النهایة:ج 5 ص 19« نجد»).
7- الوَهدُ:المطمئنُّ من الأرض والمکان المنخفض کأ نّه حفرة (لسان العرب:ج 3 ص 470«وهد).
8- الجنابُ:الناحیة (النهایة:ج 1 ص 303«جنب»).
9- بریّتک المرملة:أی الذین نفذ زادهم،ولصقوا بالرمل-کفلس-واحد الرمال (مجمع البحرین:ج 2 ص 735«رمل»).

عَلَینا سَماءً مُخضِلَةً،مِدراراً هاطِلَةً،یُدافِعُ الوَدقُ مِنهَا الوَدقَ،ویَحفِزُ القَطرُ مِنهَا القَطرَ، غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُها،ولا جَهامٍ (1)عارِضُها،ولا قَزَعٍ (2)رَبابُها،ولا شَفّانٍ (3)ذِهابُها،حَتّی یُخصِبَ لِإِمراعِهَا المُجدِبونَ،ویَحیی بِبَرَکَتِهَا المُسنِتونَ،فَإِنَّکَ تُنزِلُ الغَیثَ مِن بَعدِما قَنَطوا،وتَنشُرُ رَحمَتَکَ وأَنتَ الوَلِیُّ الحَمیدُ. (4)

595.عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فِی الاِستِسقاءِ وفیهِ تَنبیهُ العِبادِ وُجوبَ استِغاثَةِ رَحمَةِ اللّهِ إذا حُبِسَ عَنهُم رَحمَةُ المَطَرِ:ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتی تُقِلُّکُم،وَالسَّماءَ الَّتی تُظِلُّکُم مُطیعَتانِ لِرَبِّکُم،وما أصبَحَتا تَجودانِ لَکُم بِبَرَکَتِهِما تَوَجُّعاً لَکُم،ولا زُلفَةً إلَیکُم،ولا لِخَیرٍ تَرجُوانِهِ مِنکُم،ولکِن امِرَتا بِمَنافِعِکُم فَأَطاعَتا،واُقیمَتا عَلی حُدودِ مَصالِحِکُم فَقامَتا.

إنَّ اللّهَ یَبتَلی عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّیِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ،وحَبسِ البَرَکاتِ،وإغلاقِ خَزائِنِ الخَیراتِ،لِیَتوبَ تائِبٌ،ویُقلِعَ مُقلِعٌ،ویَتَذَکَّرَ مُتَذَکِّرٌ،ویَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ،وقَد جَعَلَ اللّهُ سُبحانَهُ الاِستِغفارَ سَبَباً لِدُرورِ الرِّزقِ،ورَحمَةَ الخَلقِ،فَقالَ سُبحانَهُ:

اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً (5)،فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ،وَاستَقالَ خَطیئَتَهُ، وبادَرَ مَنِیَّتَهُ.

اللّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَیکَ مِن تَحتِ الأَستارِ وَالأَکنانِ،وبَعدَ عَجیجِ البَهائِمِ وَالوِلدانِ، راغِبینَ فی رَحمَتِکَ،وراجینَ فَضلَ نِعمَتِکَ،وخائِفینَ مِن عَذابِکَ ونِقمَتِکَ.

ص:455


1- .الجنابُ:الناحیة (النهایة:ج 1 ص 303«جنب»).
2- القَزَعُ:قطع السحاب المتفرّقة (النهایة:ج 4 ص 59« قزع»).
3- ولا شفّانٌ ذِهابها:أی قلیلة أمطارها،والذِهابُ:الأمطارُ اللیّنَةُ (النهایة:ج 2 ص 488« شفن»).
4- نهج البلاغة:الخطبة 115، بحار الأنوار:ج 91 ص 318 ح 7.
5- نوح:10-12.

اللّهُمَّ فَاسقِنا غَیثَکَ،ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ،ولا تُهلِکنا بِالسِّنینَ (1)،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَیکَ نَشکو إلَیکَ ما لا یَخفی عَلَیکَ حینَ ألجَأَتنَا المَضائِقُ الوَعرَةُ، وأَجاءَتنَا المَقاحِطُ المُجدِبَةُ،وأَعیَتنَا المَطالِبُ المُتَعَسِّرَةُ،وتَلاحَمَت عَلَینَا الفِتَنُ المُستَصعِبَةُ.

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ أن لا تَرُدَّنا خائِبینَ ولا تَقلِبَنا واجِمینَ (2)،ولا تُخاطِبَنا بِذُنوبِنا (3)، ولا تُقایِسَنا بِأَعمالِنا.

اللّهُمَّ انشُر عَلَینا غَیثَکَ وبَرَکَتَکَ،ورِزقَکَ ورَحمَتَکَ،وَاسقِنا سُقیا ناقِعَةً (4)،مُروِیَةً مُعشِبَةً،تُنبِتُ بِها ما قَد فاتَ،وتُحیی بِها ما قَد ماتَ،نافِعَةَ الحَیا،کَثیرَةَ المُجتَنی، تُروی بِهَا القیعانَ (5)،وتُسیلُ البُطنانَ (6)،وتَستَورِقُ الأَشجارَ،وتُرخِصُ الأَسعارَ،إنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ. (7)

596.فقه الرضا: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو عِندَ الاِستِسقاءِ بِهذَا الدُّعاءِ یَقولُ:

یا مُغیثَنا ومُعینَنا عَلی دینِنا ودُنیانا،بِالَّذی تَنشُرُ عَلَینا مِنَ الرِّزقِ،نَزَلَ بِنا نَبَأٌ

ص:456


1- .السَّنةُ:الجدْبُ،یقال:أخذتْهم السَّنة،إذا أجدبوا واُقحطوا ( النهایة:ج 2 ص 413« سنه»).
2- واجمین:أی ساکتین من شدّة الحزن (مجمع البحرین:ج 3 ص 1911«وجم»).
3- قوله:«ولا تخاطبنا بذنوبنا»أی لا تجعل جواب دعائنا لک ما تقتضیه ذنوبنا،کأنّه یجعله کالمخاطب لهم والمجیب عمّا سألوه إیّاه کما یفاوض الواحد منّا صاحبه ویستعطفه فقد یجیبه ویخاطبه بما یقتضیه ذنبه إذا اشتدّت موجدته علیه ونحوه (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 9 ص 82).
4- ناقع:أی دائم،والناقع:کالناجع (لسان العرب:ج 8 ص 360« نقع»).
5- القاع:أرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنّة مستویة حُرّة،لا حُزونةَ فیها ولا ارتِفاعَ ولا انهِباط،تَنفَرِجُ عنها الجبالُ والآکامُ (لسان العرب:ج 8 ص 304).
6- بُطنان الأرض:ما تَوَطَّأ فی بطون الأرض،سَهلِها وحَزَنها وریاضها،وهی قَرار الماء ومستَنقَعُه،وهی البواطن والبُطون (لسان العرب:ج 13 ص 55).
7- نهج البلاغة:الخطبة 143، بحار الأنوار:ج 91 ص 312 ح 3.

عَظیمٌ،لا یَقدِرُ عَلی تَفریجِهِ غَیرُ مُنزِلِهِ،عَجِّل عَلَی العِبادِ فَرَجَهُ،فَقَد أشرَفَتِ الأَبدانُ عَلَی الهَلاکِ،فَإِذا هَلَکَتِ الأَبدانُ هَلَکَ الدّینُ !

یا دَیّانَ العِبادِ،ومُقَدِّرَ امورِهِم بِمَقادیرِ أرزاقِهِم،لا تَحُل بَینَنا وبَینَ رِزقِکَ،وهَبنا ما أصبَحنا فیهِ مِن کَرامَتِکَ مُعتَرِفینَ،قَد اصیبَ مَن لا ذَنبَ لَهُ مِن خَلقِکَ بِذُنوبِنَا،ارحَمنا بِمَن جَعَلتَهُ أهلاً بِاستِجابَةِ دُعائِهِ حینَ نَسأَ لُکَ.

یا رَحیمُ،لا تَحبِس عَنّا ما فِی السَّماءِ،وَانشُر عَلَینا کَنَفَکَ (1)،وعُد عَلَینا رَحمَتَکَ، وَابسُط عَلَینا کَنَفَکَ،وعُد عَلَینا بِقَبولِکَ،وَاسقِنَا الغَیثَ ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ، ولا تُهلِکنا بِالسِّنینَ،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ،وعافِنا یا رَبِّ مِنَ النَّقِمَةِ فِی الدّینِ، وشَماتَةِ القَومِ الکافِرینَ،یا ذَا النَّفعِ وَالنَّصرِ (2)،إنَّکَ إن أجَبتَنا فَبِجودِکَ وکَرَمِکَ،ولِإِتمامِ ما بِنا مِن نَعمائِکَ،وإن رَدَدتَنا فَبِلا ذَنبٍ مِنکَ لَنا،ولکِن بِجِنایَتِنا عَلی أنفُسِنا،فَاعفُ عَنّا قَبلَ أن تَصرِفَنا،وأَقِلنا وَاقلِبنا (3)بِإِنجاحِ الحاجَةِ،یا اللّهُ. (4)

597.دستور معالم الحکم عن حَوثَرَة بن الهِرماس عن الإمام علیّ علیه السلام -فی حَدیثِ الاِستِسقاءِ وقَد جاءَهُ بَنو دارِمٍ یَشکونَ إلَیهِ البَلاءَ،فَقالَ-:الحَمدُ للّهِ ِ،وَالصَّلاةُ عَلی خَیرِ خَلقِ اللّهِ، وسَلامٌ عَلَی المُصطَفَینَ مِن عِبادِ اللّهِ.یا قَنبَرُ ! نادِ:الصَّلاةَ جامِعَةً.

ثُمَّ نَهَضَ مُضجِراً بِنَصیفٍ مُزَبرَقٍ (5)کَأَنَّما غُرَّتُهُ البَدرُ لِتِمِّهِ (6)یَکادُ یُعشِی النّاظِرینَ، یَؤُمُّ المَسجِدَ،فَصَلّی،ثُمَّ دَنا مِنَ القَبرِ فَهَینَمَ (7)بِکَلِماتٍ لَم اوجِسهُنَّ،ثُمَّ قامَ قانِتاً،فَقالَ

ص:457


1- .فی بحار الأنوار:« نعمک»بدل«کنفک».والکَنَف:الجانِب والناحِیة،هذا تمثیل لجعله تحت ظِلّ رحمته یوم القیامة (النهایة،ج 4 ص 205« [2]کنف»).
2- کذا فی الأصل،ولعلّ الصواب:«والضرّ».
3- وفی نسخة:«واقبلنا».
4- فقه الرضا:154، بحار الأنوار:ج 91 ص 334 ح 18.
5- مُزبرقَ:زبرق ثوبه،إذا صَبَغه (تاج العروس:ج 13 ص 187« زبرق»).
6- تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً-ثلاث لغات-:أی تَماماً (لسان العرب:ج 12 ص 69« تمم»).
7- الهینَمةُ:الکلام الخفیّ (النهایة:ج 5 ص 290«هینم»).

أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وسَلامُهُ:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّبعِ الطِّباقِ،وَالرُّقَعِ (1)الوِثاقِ،خالِقَ الخَلقِ،وباسِطَ الرِّزقِ،عالِمَ الخَفِیّاتِ، وکاشِفَ الکُرُباتِ،ومُجیبَ الدَّعَواتِ،وقابِلَ الحَسَناتِ،وغافِرَ السَّیِّئاتِ،ومُقیلَ العَثَراتِ،ومُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ بِعِلمِکَ،مِن خَزائِنِ رَحمَتِکَ،وأَکنافِ کَرامَتِکَ،عَلی شاکِری آلائِکَ،وکافِری نَعمائِکَ مِن عِبادِکَ.وقُطّانِ بِلادِکَ رَأفَةً مِنکَ لَهُم ونِعمَةً عَلَیهِم،أنتَ غایَةُ الطّالِبینَ،ومَلاذُ الهارِبینَ،أتاکَ مَلَأٌ مِن عَبیدِکَ بِإِزاءِ قَبرِ نَبِیِّکَ، تَزدَلِفُ إلَیکَ بِعَبدِکَ وتَشکوا ما أنتَ أعلَمُ بِهِ.

اللّهُمَّ فَإِنّا نَسأَ لُکَ بِکَ فَلا شَیءَ أعظَمُ مِنکَ،وبِمَا استَقَلَّ بِهِ عَرشُکَ مِن عَظَمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،السَّماءَ وَالأَرضَ،ومَلَأَتِ البَرَّ وَالبَحرَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وسَیِّدِ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.

اللّهُمَّ کاشِفَ الضُّرِّ ومُزیلَ الأَزلِ،أزِل عَن عِبادِکَ ما قَد غَشِیَهُم مِن آیاتِکَ،وبَرَّحَ بِهِم مِن عِقابِکَ،إنَّهُ لا یَکشِفُ السّوءَ إلّاأنتَ،إنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ. (2)

ج-أدعِیَةُ الحَسَنَینِ علیهما السلام فِی الاِستِسقاءِ

598.الإمام زین العابدین علیه السلام: اجتَمَعَ عِندَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام قَومٌ،فَشَکَوا إلَیهِ قِلَّةَ المَطَرِ، وقالوا:یا أبَا الحَسَنِ،اُدعُ لَنا بِدَعَواتٍ فِی الاِستِسقاءِ.

قالَ:فَدَعا عَلِیٌّ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام،ثُمَّ قالَ لِلحَسَنِ:اُدعُ لَنا بِدَعَواتٍ فِی الاِستِسقاءِ.فَقالَ الحَسَنُ علیه السلام:

اللّهُمَّ هَیِّج لَنَا السَّحابَ،بِفَتحِ الأَبوابِ،بِماءٍ عُبابٍ (3)،ورَبابٍ (4)بِانصِبابٍ وَانسِکابٍ،یا

ص:458


1- .الرقیعُ:السماء الاُولی لأنّ الکواکب رقعتها،فهی مرقوعة بالنجوم (تاج العروس:ج 11 ص 174« رقع»).
2- دستور معالم الحکم:ص 143.
3- العباب:الماء الکثیر،المطر الکثیر (لسان العرب:ج 1 ص 573« عبب»).
4- الرباب:السحاب الأبیض (لسان العرب:ج 1 ص 402« [4]ربب»). الرَّبابة-بالفتح-:السحابة التی رکب بعضها بعضاً (النهایة:ج 2 ص 181« [5]ربب»).

وَهّابُ،اسقِنا مُغدِقَةً مُطبِقَةً مونِقَةً (1)،فَتِّح إغلاقَها،ویَسِّر إطباقَها،وسَهِّل إطلاقَها،وعَجِّل سِیاقَها بِالأَندِیَةِ فی بُطونِ الأَودِیَةِ بِصَوبِ (2)الماءِ،یا فَعّالُ،اسقِنا مَطَراً قَطرا طَلّاً مُطِلّاً، مُطبِقاً طَبَقاً،عامّاً مِعَمّاً،دَهماً (3)بُهماً (4)رُحماً (5)،رَشّاً مُرِشّاً،واسِعاً کافِیاً،عاجِلاً طَیِّباً مَریئاً مُبارَکاً،سُلاطِحاً بُلاطِحاً (6)یُناطِحُ الأَباطِحَ،مُغدَودِقاً مُطبَوبِقاً مُغرَورِقاً،اِسقِ سَهلَنا وجَبَلَنا،وبَدوَنا وحَضَرَنا،حَتّی تُرَخِّصَ بِهِ أسعارَنا،وتُبارِکَ لَنا فی صاعِنا ومُدِّنا،أرِنَا الرِّزقَ مَوجوداً وَالغَلاءَ مَفقوداً،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

ثُمَّ قالَ لِلحُسَینِ علیه السلام:اُدعُ.

فَقالَ الحُسَینُ:

اللّهُمَّ یا مُعطِیَ الخَیراتِ مِن مَناهِلِها،ومُنزِلَ الرَّحَماتِ مِن مَعادِنِها،ومُجرِیَ البَرَکاتِ عَلی أهلِهِا،مِنکَ الغَیثُ المُغیثُ،وأَنتَ الغِیاثُ المُستَغاثُ،ونَحنُ الخاطِئونَ وأَهلُ الذُّنوبِ،وأَنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ،لا إله إلاّ أنتَ.

اللّهُمَّ أرسِلِ السَّماءَ عَلَینا لِحینِها (7)مِدراراً،وَاسقِنَا الغَیثَ واکِفاً (8)مِغزاراً،غَیثاً مُغیثاً،واسِعاً مُتَّسِعاً،مُهطِلاً مَریئاً مُمرِعاً،غَدَقاً (9)مُغدِقاً عُباباً،مُجَلجِلاً (10)سَحّاً

ص:459


1- .فی المصدر:«بروقة»بدل«مونقة»،بدل«مونقة»وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخری.
2- الصوب:نزول المطر (الصحاح:ج 1 ص 164« صوب»).
3- الدهم:العدد الکثیر (لسان العرب:ج 12 ص 211« دهم»).فی کتاب من لا یحضره الفقیه:رهماً.أی مستدیماً.
4- البهم:السود (لسان العرب:ج 12 ص 58«بهم»).
5- فی الطبعة المعتمدة:«رحیماً»وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.وفی طبعة اخری للمصدر وبحار الأنوار:« رَجماً».قال فیه:لعلّه کنایة عن سرعته وشدّة وقعه.
6- کذا فی المصدر وفی کتاب من لا یحضره الفقیه:«سُلاطِحَ بُلاطِحَ».أی کثرة الماء وقوّتة وفیضانه (مجمع البحرین:ج 2 ص 864«سلطح»).
7- فی کتاب من لا یحضره الفقیه:«دیمَةً»بدل لحینها».والدّیمَة:المطر الذی لیس فیه رعدٌ ولا برق،وأقلّه ثلث النهار أو ثلث اللیل،وأکثره ما بلغ من العدّة (الصحاح:ج 5 ص 1924« دیم»).
8- وکفَ البیت:قَطَرَ،وناقة وکوف:غزیرة (القاموس المحیط:ج 3 ص 206«وکف»).
9- الغَدَقُ:المطر الکبار القطر (النهایة:ج 3 ص 345« غدق»).
10- المُجَلْجِلُ:السحاب الذی فیه صوت الرعد (الصحاح:ج 4 ص 1659« جلل»).

سَحساحاً (1)،ثَجّاً ثَجّاجاً (2)،سائِلاً مُسیلاً،عامّاً ودَقاً (3)مِطفاحاً (4)،یَدفَعُ الوَدقَ بِالوَدقِ دِفاعاً،ویَتلُو القَطرُ مِنهُ قَطراً،غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُهُ،ولا مُکَذَّبٍ وَعدُهُ،تُنعِشُ بِهِ الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهِ المَیِّتَ مِن بِلادِکَ،وتونِقُ بِهِ ذُرَی الآکامِ (5)مِن بِلادِکَ،وتَسخو بِهِ عَلَینا مِن مِنَنِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

فَما فَرَغا مِن دُعائِهِما حَتّی صَبَّ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی عَلَیهِمُ السَّماءَ صَبّاً.

قالَ:فَقیلَ لِسَلمانَ،یا أبا عَبدِ اللّهِ،أعُلِّما هذَا الدُّعاءَ؟قالَ:وَیحَکُم! أینَ أنتُم عَن حَدیثِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَیثُ یَقولُ:«إنَّ اللّهَ قَد أجری عَلی ألسُنِ أهلِ بَیتی مَصابیحَ الحِکمَةِ»؟! (6)

599.الإمام زین العابدین علیه السلام: جاءَ أهلُ الکوفَةِ إلی عَلِیٍّ علیه السلام فَشَکَوا إلَیهِ إمساکَ المَطَرِ،وقالوا لَهُ:اِستَسقِ لَنا.فَقالَ لِلحُسَینِ علیه السلام:قُم وَاستَسقِ.

فَقامَ،وحَمِدَ اللّهَ وأَثنی عَلَیهِ وصَلّی عَلَی النَّبِیِّ،وقالَ:

اللّهُمَّ مُعطِیَ الخَیراتِ ومُنزِلَ البَرَکاتِ،أرسِلِ السَّماءَ عَلَینا مِدراراً،وَاسقِنا غَیثاً مِغزاراً،واسِعاً غَدَقاً مُجَلِّلاً،سَحّاً سَفوحاً فَجاجاً،تُنَفِّسُ بِهِ الضَّعفَ مِن عِبادِکَ، وتُحیی بِهِ المَیتَ مِن بِلادِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

فَما فَرَغَ علیه السلام مِن دُعائِهِ حَتّی غاثَ اللّهُ تَعالی غَیثاً بَغتَةً،وأَقبَلَ أعرابِیٌ مِن بَعضِ

ص:460


1- .مطر سحساح:شدید الانصباب،یقشر وجه الأرض (لسان العرب:ج 2 ص 476« سحح»).
2- فی بحار الأنوار:« بَحّاً بَحّاحاً».وفی کتاب من لا یحضره الفقیه:«بَسّاً بَسّاساً».والبَسُّ:السَّوْق اللّیَّن (الصحاح:ج 3 ص 908« [3]بسس»).
3- الوَدْق:المطر کلّه؛شدیده وهیّنه (لسان العرب:ج 10 ص 373« ودق»).
4- طفح النهر بالماء:امتلأ وارتفع حتّی یفیض (لسان العرب:ج 2 ص 530«طفح»).
5- الآکام:جمع الأکمة،وهی الموضع المرتفع،أعلی من التلّ وأقلّ ارتفاعا من الجبل (لسان العرب:ج 12ص 20«أکم»).
6- قرب الإسناد:ص 157 ح 576 عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 535 ح 1504نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 321 ح 9.

نَواحِی الکوفَةِ،فَقالَ:تَرَکتُ الأَودِیَةَ وَالآکامَ یَموجُ بَعضُها فی بَعضٍ. (1)

600.الإمام الحسین علیه السلام -أنَّهُ کانَ إذَا استَسقی قالَ-:

اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا واسِعَةً وادِعَةً عامَّةً،نافِعَةً غَیرَ ضارَّةٍ،تَعُمُّ بِها حاضِرَنا وبادِیَنا، وتَزیدُ بِها فی رِزقِنا وشُکرِنا.اللّهُمَّ اجعَلهُ رِزقَ إیمانٍ،وعَطاءَ إیمانٍ،إنَّ عَطاءَکَ لَم یَکُن مَحظوراً.اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا فی أرضِنا سَکَنَها (2)،وأَنبِت فیها زینَتَها ومَرعاها. (3)

د-أدعِیَةُ عَلیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام فِی الاِستِسقاءِ

601.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام عِندَ الاِستِسقاءِ بَعدَ الجَدبِ-:

اللّهُمَّ اسقِنَا الغَیثَ،وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِغَیثِکَ المُغدِقِ،مِنَ السَّحابِ المُنساقِ لِنَباتِ أرضِکَ المونِقِ فی جَمیعِ الآفاقِ.

وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِإِیناعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ بِسَقیٍ مِنکَ نافِعٍ،دَائِمٍ غُزرُهُ،واسِعٍ دِرَرُهُ،وابِلٍ سَریعٍ عاجِلٍ،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ بِهِ فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً هَنیئاً مَریئاً طَبَقاً مُجَلجَلاً،غَیرَ مُلِثٍّ وَدقُهُ،ولا خُلَّبٍ بَرقُهُ.

اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً مَریعاً مُمرِعاً عَریضاً واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ (4)،وتَجبُرُ بِهِ المَهیضَ (5).

ص:461


1- .بحار الأنوار:ج 44 ص 187 ح 16 نقلاً عن عیون المعجزات للمرتضی عن محمّد بن عمارة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام.
2- کذا فی الأصل ولسان العرب مادّة«سکن».وفی منتخب کنز العمّال المطبوع بهامش مسند ابن حنبل (ج 3 ص 65 طبع المطبعة المیمنیّة بمصر سنة 1313 ه):«اللّهُمَّ أنزل فی أرضنا برکتها وزینتها وسکنها وارزقنا وأنت خیر الرازقین».وسکنها بفتح السین والکاف:غیاث أهلها الذی تسکن أنفسهم إلیه (هامش المصدر).
3- عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 278 عن إسرائیل.
4- النَّهضُ:الضَّیمُ والقَسرُ (تاج العروس:ج 10 ص 174«نهض»).
5- هاضَ العظمَ:أی کَسَرَهُ بعد الجبور،فهو مهیض (مجمع البحرین:ج 3 ص 1893«هیض»).

اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا تُسیلُ مِنهُ الظِّرابَ (1)،وتَملَأُ مِنهُ الجِبابَ،وتُفَجِّرُ بِهِ الأَنهارَ،وتُنبِتُ بِهِ الأَشجَارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتَنعَشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ،وتُکمِلُ لَنا بِهِ طَیِّباتِ الرِّزقِ،وتُنبِتُ لَنا بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَزیدُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا.

اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً،ولا تَجعَل صَوبَهُ عَلَینا رُجوماً،ولا تَجعَل ماءَهُ عَلَینا اجاجاً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

602.الاحتجاج عن ثابت البنانی: کُنتُ حاجّاً وجَماعَةً مِن عُبّادِ البَصرَةِ مِثلَ:أیّوبَ السِّجِستانِیِّ وصالِحٍ المَروِیِّ وعُتبَةَ الغُلامِ وحَبیبٍ الفارِسِیِّ ومالِکِ بنِ دینارٍ،فَلَمّا أن دَخَلنا مَکَّةَ رَأَینَا الماءَ ضَیقاً،وقَدِ اشتَدَّ بِالنّاسِ العَطَشُ لِقِلَّةِ الغَیثِ فَفَزِعَ إلَینا أهلُ مَکَّةَ وَالحُجّاجُ یَسأَلونَنا أن نَستَسقِیَ لَهُم،فَأَتَینَا الکَعبَةَ وطُفنا بِها،ثُمَّ سَأَلنَا اللّهَ خاضِعینَ مُتَضَرِّعینَ بِها،فَمُنِعنَا الإِجابَةَ،فَبَینَما نَحنُ کَذلِکَ إذا نَحنُ بِفَتیً قَد أقبَلَ وقَد أکرَبَتهُ أحزانُهُ،وأَقلَقَتهُ أشجانُهُ،فَطافَ بِالکَعبَةِ أشواطاً،ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا فَقالَ:یا مالِکَ بنَ دینارٍ، ویا ثابِتُ البُنانِیُّ،ویا أیّوبُ السِّجِستانِیُّ،ویا صالِحُ المَروِیُّ،ویا عُتبَةُ الغُلامُ،ویا حَبیبُ الفارِسِیُّ،ویا سَعدُ،ویا عُمَرُ،ویا صالِحُ الأَعمی،ویا زابِعَةُ،ویا سَعدانَةُ،ویا جَعفَرَ بنَ سُلَیمانَ،فَقُلنا:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ یا فَتی،فَقالَ:أما فیکُم أحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحمنُ؟ فَقُلنا:یا فَتی،عَلَینَا الدُّعاءُ وعَلَیهِ الإِجابَةُ،فَقالَ:اُبعُدوا عَنِ الکَعبَةِ،فَلَو کانَ فیکُم أحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحمنُ لَأَجابَهُ.

ثُمَّ أتَی الکَعبَةَ فَخَرَّ ساجِداً،فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:

ص:462


1- .الظِرابُ:الجبالُ الصغارُ (النهایة:ج 3 ص 156« ظرب»).
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 79 الدعاء 19، المصباح للکفعمی:ص 548.

سَیِّدی،بِحُبِّکَ لی إلّاسَقَیتَهُمُ الغَیثَ.

قالَ:فَمَا استَتَمَّ الکَلامَ حَتّی أتاهُمُ الغَیثُ کَأَفواهِ القِرَبِ.

فَقُلتُ:یا فَتی،مِن أینَ عَلِمتَ أنَّهُ یُحِبُّکَ؟قالَ:لَو لَم یُحِبَّنی لَم یَستَزِرنی،فَلَمَّا استَزارَنی عَلِمتُ أنَّهُ یُحِبُّنی،فَسَأَلتُهُ بِحُبِّهِ لی فَأَجابَنی،ثُمَّ وَلّی عَنّا وأَنشَأَ یَقولُ: مَن عَرَفَ الرَّبَّ فَلَم تُغنِهِ

فَقُلتُ:یا أهلَ مَکَّةَ،مَن هذَا الفَتی؟قالُوا:عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام. (1)

ه-أدعِیَةُ الاِستِصحاءِ (حینَ ازدِیادِ الأَمطارِ)

603.الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثِ استِسقِاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:...فَجاءَ اولئِکَ النَّفَرُ بِأَعیانِهِم إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ادعُ اللّهَ أن یَکُفَّ السَّماءَ عَنّا،فَإنّا کِدنا أن نَغرَقَ، فَاجتَمَعَ النّاسُ ودَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وأَمَرَ النّاسَ أن یُؤَمِّنوا عَلی دُعائِهِ،فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ:یا رَسولَ اللّهِ أسمِعنا،فَإِنَّ کُلَّ ما تَقولُ لَیسَ نَسمَعُ،فَقالَ:قولوا:

اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا،اللّهُمَّ صُبَّها فی بُطونِ الأَودِیَةِ،وفی نَباتِ الشَّجَرِ،وحَیثُ یَرعی أهلُ الوَبَرِ،اللّهُمَّ اجعَلها رَحمَةً ولا تَجعَلها عَذاباً. (2)

604.صحیح البخاری عن أنس: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ المَواشی وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ.فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَمُطِروا مِن جُمُعَةٍ إلی جُمُعَةٍ.

ص:463


1- .الاحتجاج:ج 2 ص 149 ح 186، بحار الأنوار:ج 46 ص 50 ح 1.
2- الکافی:ج 8 ص 217 ح 266، الأمالی للطوسی:ص 697 ح 1488 [4] کلاهما عن أبی العبّاس رزیق بن الزبیر الحلقانی،بحار الأنوار:ج 91 ص 318 ح 5.

فَجاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،تَهَدَّمَتِ البُیوتُ،وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وهَلَکَتِ المَواشی،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ عَلی رُؤوسِ الجِبالِ وَالآکامِ،وبُطونِ الأَودِیَةِ،ومَنابِتِ الشَّجَرِ،فَانجابَت (1)عَنِ المَدینَةِ انجِیابَ الثَّوبِ. (2)

605.صحیح البخاری عن أنس بن مالک: إنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسجِدَ یَومَ جُمُعَةٍ مِن بابٍ کانَ نَحوَ دارِ القَضاءِ،ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِمٌ یَخطُبُ،فَاستَقبَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِماً،ثُمَّ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ الأَموالُ وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یُغِثنا،فَرَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَیهِ ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ أغِثنا،اللّهُمَّ أغِثنا،اللّهُمَّ أغِثنا.

قالَ أنَسٌ:...ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلِکَ البابِ فِی الجُمُعَةِ-یَعنِی الثّانِیَةَ-،ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِمٌ یَخطُبُ،فَاستَقبَلَهُ قائِماً،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ الأَموالُ وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ عز و جل یُمسِکها عَنّا،قالَ:فَرَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَیهِ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا،اللّهُمَّ عَلَی الآکامِ وَالظِّرابِ،وبُطونِ الأَودِیَةِ ومَنابِتِ الشَّجَرِ.

قالَ:فَأَقلَعَت،وخَرَجنا نَمشی فِی الشَّمسِ. (3)

606.السنن الکبری للنسائی عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی المَطَرَ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَلهُ صَیِّباً هَنِیّاً. (4)

ص:464


1- .انجاب السحاب:أی انجمع وتقبّض بعضه إلی بعض وانکشف عنها (النهایة:ج 1 ص 310«جوب»).
2- صحیح البخاری:ج 1 ص 345 ح 971،السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 555 ح 1805، صحیح ابن حبان:ج 7 ص 104 ح 2857،السنن الکبری:ج 3 ص 479 ح 6383،الدعاء للطبرانی: [2]ص 600 ح 2187.
3- صحیح البخاری:ج 1 ص 344 ح 968،صحیح مسلم:ج 2 ص 612 ح 8،السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 560 ح 1824، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 272 ح 992،الدعاء للطبرانی:ص 297 ح 958.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 228 ح 10754، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1280 ح 3890،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 378 ح 24643، [5]تاریخ دمشق:ج 8 ص 105 ح 2133،کنز العمّال:ج 8 ص 439 ح 23551.

607.السنن الکبری عن المُطَّلِب بن حنطب: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ عِندَ المَطَرِ:

اللّهُمَّ سُقیا رَحمَةٍ ولا سُقیا عَذابٍ،ولا بَلاءٍ ولا هَدمٍ ولا غَرَقٍ،اللّهُمَّ عَلَی الظِّرابِ (1)ومَنابِتِ الشَّجَرِ،اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا. (2)

راجع: نهج الدعاء :ص469 (من دعا له النبی صلی الله علیه و آله/دعاء النبی صلی الله علیه و آله فی الاستسقاء).

19/8طَلَبُ زَوالِ الفَقرِ

608.الإمام الباقر علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی ذو عِیالٍ وعَلَیَّ دَینٌ وقَدِ اشتَدَّت حالی،فَعَلِّمنی دُعاءً أدعوُ اللّهَ عز و جل بِهِ لِیَرزُقَنی ما أقضی بِهِ دَینی،وأَستَعینُ بِهِ عَلی عِیالی.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَبدَ اللّهِ،تَوَضَّأ وأَسبِغ وُضوءَکَ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ تُتِمُّ الرُّکوعَ وَالسُّجودَ،ثُمَّ قُل:

یا ماجِدُ یا واحِدُ،یا کَریمُ یا دائِمُ،أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،إنّی أتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّهِ رَبِّکَ ورَبّی ورَبِّ کُلِّ شَیءٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَسأَ لُکَ نَفحَةً (3)کَریمَةً مِن نَفَحاتِکَ،وفَتحاً یَسیراً ورِزقاً واسِعاً،ألُمُّ بِهِ شَعَثی،وأَقضی بِهِ دَینی،وأَستَعینُ بِهِ عَلی عِیالی. (4)

609.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا عَسُرَ عَلَیهِ أمرُ مَعیشَتِهِ أن یَقولَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ:

ص:465


1- .الظِّرابُ:الجِبالُ الصِغارُ (النهایة:ج 3 ص 156« ظرب»).
2- السنن الکبری:ج 3 ص 497 ح 6443، معرفة السنن والآثار:ج 3 ص 100 ح 2014،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 345.
3- النفحةُ:العَطِیّةُ،ونَفَحُه:أعطاه (المصباح المنیر:ص 616« نفح»).
4- الکافی:ج 2 ص 552 ح 6 و ج 3 ص 473 ح 2 کلاهما عن أبی حمزة،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 311 ح 966 عن ابن أبی حمزة عن الإمام الجواد علیه السلام وفیه:«جاء رجل إلی الرضا علیه السلام فقال:یابن رسول اللّه،إنّی ذو عیال...»،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 129 ح 2337، [6]بحار الأنوار:ج 91 ص 360 ح 20.

بِسمِ اللّهِ عَلی نَفسی ومالی ودینی،اللّهُمَّ رَضِّنی بِقَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ. (1)

610.عنه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الجوعِ؛فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجیعُ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الخِیانَةِ؛فَإِنَّها بِئسَتِ البِطانَةُ. (2)

611.عنه صلی الله علیه و آله -لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ-:أفَلا اعَلِّمُکَ کَلاماً إذا أنتَ قُلتَهُ أذهَبَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ هَمَّکَ، وقَضی عَنکَ دَینَکَ؟...قُل إذا أصبَحتَ وإذا أمسَیتَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ وَالکَسَلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِن غَلَبَةِ الدَّینِ وقَهرِ الرِّجالِ. (3)

612.الفرج بعد الشدّة: حَدَّثَنی أیّوبُ بنُ العَبّاسِ بنِ الحَسَنِ بِإِسنادٍ کَثیرٍ،أنَّ أعرابِیّاً شَکا إلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیٍّ علیه السلام شَکوی لَحِقَتهُ،وضیقاً فِی الحالِ،وکَثرَةً مِنَ العِیالِ،فَقالَ لَهُ:

عَلَیکَ بِالاِستِغفارِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً (4)الآیاتِ.

فَمَضَی الرَّجُلُ وعادَ إلَیهِ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی قَدِ استَغفَرتُ اللّهَ کَثیراً ولَم أرَ فَرَجاً مِمّا أنَا فیهِ !

فَقالَ لَهُ:لَعَلَّکَ لا تُحسِنُ الاِستِغفارَ.قالَ:عَلِّمنی.

ص:466


1- .الدعاء للطبرانی:ص 147 ح 410،الأذکار المنتخبة:ص 118،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 126 ح 350 کلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 4 ص 26 ح 9323.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 91 ح 1547،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1113 ح 3354،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 452 ح 7904، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 304 ح 1029،الدعاء للطبرانی:ص 405 ح 1360 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 189 ح 3689.
3- سنن أبی داوود:ج 2 ص 93 ح 1555،الأذکار المنتخبة:ص 79 کلاهما عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 6 ص 239 ح 15519.
4- نوح:10.

فَقالَ:أخلِص نِیَّتَکَ،وأَطِع رَبَّکَ،وقُل:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ،أو نالَتهُ قُدرَتی بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو بَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِسابِغِ رِزقِکَ،وَاتَّکَلتُ فیهِ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أمانِکَ، ووَثِقتُ فیهِ بِحِلمِکَ،وعَوَّلتُ فیهِ عَلی کَریمِ عَفوِکَ،اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ خُنتُ (1)فیهِ أمانَتی،أو بَخَستُ فیهِ نَفسی،أو قَدَّمتُ فیهِ لَذَّتی،أو آثَرتُ فیهِ شَهوَتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ إلَیهِ مَن تَبِعَنی،أو غَلَبتُ فیهِ بِفَضلِ حیلَتی،أو أحَلتُ فیهِ عَلی مَولایَ فَلَم یُعاجِلنی عَلی فِعلی؛إذ کُنتَ سُبحانَکَ کارِهاً لِمَعصِیَتی،غَیرَ مُریدِها مِنّی،لکِن سَبَقَ عِلمُکَ فِیَّ بِاختِیاری وَاستِعمالِ مُرادی وإیثاری،فَحَلُمتَ عَنّی،ولَم تُدخِلنی فیهِ جَبراً،ولَم تَحمِلنی عَلَیهِ قَهراً،ولَم تَظلِمنی عَلَیهِ شَیئاً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا صاحِبی فی شِدَّتی،یا مونِسی فی وَحدَتی،یا حافِظی فی غُربَتی،یا وَلِیّی فی نِعمَتی،یا کاشِفَ کُربَتی،یا مُستَمِعَ دَعوَتی،یا راحِمَ عَبرَتی،یا مُقیلَ عَثرَتی،یا إلهی بِالتَّحقیقِ،یا رُکنِیَ الوَثیقَ،یا رَجائی لِلضّیقِ (2)،یا مَولایَ الشَّفیقَ،یا رَبَّ البَیتِ العَتیقِ، أخرِجنی مِن حَلَقِ المَضیقِ إلی سَعَةِ الطَّریقِ،بِفَرَجٍ مِن عِندِکَ قَریبٍ وَثیقٍ،وَاکشِف عَنّی کُلَّ شِدَّةٍ وضیقٍ،وَاکفِنی ما اطیقُ وما لا اطیقُ.

اللّهُمَّ فَرِّج عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ حُزنٍ وکَربٍ،یا فارِجَ الهَمِّ،ویا کاشِفَ الغَمِّ،ویا مُنزِلَ القَطرِ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وفَرِّج عَنّی ما ضاقَ بِهِ صَدری،وعیلَ مَعَهُ صَبری،وقَلَّت فیهِ حیلَتی،وضَعُفَت لَهُ قُوَّتی،یا کاشِفَ کُلِّ ضُرٍّ وبَلِیَّةٍ،یا عالِمَ کُلِّ سِرٍّ وخَفِیَّةٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللّهِ إِنَّ

ص:467


1- .فی المصدر:«خفت»،و التصویب من دستور معالم الحکم و کنز العمال.
2- فی کنز العمال:«یا جاری اللصیق».

اَللّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ (1)،وما تَوفیقی إلّابِاللّهِ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.

قالَ الأَعرابِیُّ:فَاستَغفَرتُ بِذلِکَ مِراراً فَکَشَفَ اللّهُ عَنِّی الغَمَّ وَالضِّیقَ،ووَسَّعَ عَلَیَّ فِی الرِّزقِ،وأَزالَ المِحنَةَ. (2)

613.الإمام زین العابدین علیه السلام: مَن قالَ إذا أوی إلی فِراشِهِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلا شَیءَ فَوقَکَ،وأَنتَ الباطِنُ فَلا شَیءَ دونَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبَّ التَّورَاةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ الحَکیمِ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

نَفَی اللّهُ عَنهُ الفَقرَ،وصَرَفَ عَنهُ شَرَّ کُلِّ دابَّةٍ. (3)

614.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:

یا حَلیمُ یا کَریمُ،یا عالِمُ یا عَلیمُ،یا قادِرُ یا قاهِرُ،یا خَبیرُ یا لَطیفُ،یا اللّهُ یا رَبّاه،یا سَیِّداه یا مَولاه،یا رَجاءاه،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ نَفحَةً مِن نَفَحاتِکَ کَریمَةً رَحیمَةً،تَلُمُّ بِها شَعَثی (4)وتُصلِحُ بِها شَأنی،وتَقضی بِها دَینی، وتَنعَشُنی بِها وعِیالی،وتُغنینی بِها عَمَّن سِواکَ.

یا مَن هُوَ خَیرٌ لی مِن أبی واُمّی ومِنَ النّاسِ أجمَعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافعَل ذلِکَ بِیَ السّاعَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (5)

ص:468


1- .غافر:44.
2- الفرج بعد الشدّة للتنوخی:ج 1 ص 42، دستور معالم الحکم:ص 90 نحوه ولیس فیه ذیله من«یا أرحم الراحمین،یا صاحبی فی شدّتی...»،کنز العمّال:ج 2 ص 258 ح 3966 نقلاً عن ابن النجّار.
3- فلاح السائل:ص 494 ح 345 [3] عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 76 ص 214 ح 23. [4] قال السیّد ابن طاووس رحمه الله قبله:ومن ذلک روایة فیما یقال عند النوم لطلب الرزق والأمان من الهوامّ.
4- تَلُمّ بها شَعَثی:أی تجمع بها ماتفرّق من أمری (النهایة:ج 2 ص 478« شعث»).
5- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 90 ح 250،الإقبال:ج 1 ص 328، بحار الأنوار:ج 98 ص 133 ح 3.

615.عنه علیه السلام: مَن جاعَ فَلیَتَوَضَّأ وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَقولُ:«یا رَبِّ،إنّی جائِعٌ فَأَطعِمنی»فَإِنَّهُ یُطعَمُ مِن ساعَتِهِ. (1)

616.مصباح المتهجّد عن مبشّر بن عبد العزیز: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَدَخَلَ بَعضُ أصحابِنا فَقالَ:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی فَقیرٌ.فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اِستَقبِل یَومَ الأَربِعاءِ فَصُمهُ وَاتلُهُ بِالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ ثَلاثَةَ أیّامٍ،فَإِذا کانَ فی ضُحی یَومِ الجُمُعَةِ فَزُر رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن أعلی سَطحِکَ أو فی فَلاةٍ مِنَ الأَرضِ حَیثُ لا یَراکَ أحَدٌ،ثُمَّ صَلِّ مَکانَکَ رَکعَتَینِ،ثُمَّ اجثُ عَلی رُکبَتَیکَ وأَفضِ بِهِما إلَی الأَرضِ وأَنتَ مُتَوَجِّهٌ إلَی القِبلَةِ بِیَدِکَ الیُمنی فَوقَ الیُسری،وقُل:

اللّهُمَّ أنتَ أنتَ انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ،وخابَتِ الآمالُ إلّافیکَ،یا ثِقَةَ مَن لا ثِقَةَ لَهُ، لا ثِقَةَ لی غَیرُکَ،اجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

ثُمُّ اسجُد عَلَی الأَرضِ وقُل:

یا مُغیثُ اجعَل لی رِزقاً مِن فَضلِکَ.

فَلَن یَطلُعَ عَلَیکَ نَهارُ السَّبتِ إلّابِرِزقٍ جَدیدٍ. (2)

20/8طَلَبُ الرِّزقِ

الف-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

617.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی

ص:469


1- .الکافی:ج 3 ص 475 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 237 ح 939 و ج 3 ص 313 ح 968 کلّها عن شعیب العقرقوفی.
2- مصباح المتهجّد:ص 329، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 124 ح 2332 [3] عن میسر بن عبد العزیز،البلد الأمین:ص 152 [4] عن میسرة بن عبد العزیز نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 36 ح 4.

فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ الرِّزقِ-:

اللّهُمَّ أرسِل عَلَیَّ سِجالَ (1)رِزقِکَ مِدراراً،وأَمطِر عَلَیَّ سَحائِبَ إفضالِکَ غِزاراً،وأَدِم غَیثَ نَیلِکَ إلَیَّ سِجالاً،وأَسبِل (2)مَزیدَ نِعَمِکَ عَلی خَلَّتی إسبالاً،وأَفقِرنی بِجودِکَ إلَیکَ، وأَغنِنی عَمَّن یَطلُبُ ما لَدَیکَ،وداوِ داءَ فَقری بِدَواءِ فَضلِکَ،وَانعَش صَرعَةَ عَیلَتی بِطَولِکَ.

وتَصَدَّق عَلی إقلالی بِکَثرَةِ عَطائِکَ،وعَلَی اختِلالی بِکَریمِ حِبائِکَ،وسَهِّل رَبِّ سَبیلَ الرِّزقِ إلَیَّ،وثَبِّت قَواعِدَهُ لَدَیَّ،وبَجِّس (3)لی عُیونَ سَعَتِهِ بِرَحمَتِکَ،وفَجِّر أنهارَ رَغَدِ العَیشِ قِبَلی بِرَأفَتِکَ،وأَجدِب أرضَ فَقری،وأَخصِب جَدبَ ضُرّی،وَاصرِف عَنّی فِی الرِّزقِ العَوائِقَ،وَاقطَع عَنّی مِنَ الضّیقِ العَلائِقَ.

وَارمِنی مِن سَعَةِ الرِّزقِ اللّهُمَّ بِأَخصَبِ سِهامِهِ،وَاحبُنی مِن رَغَدِ العَیشِ بِأَکثَرِ دَوامِهِ، وَاکسُنِی اللّهُمَّ سَرابیلَ السَّعَةِ،وجَلابیبَ الدَّعَةِ،فَإِنّی یا رَبِّ مُنتَظِرٌ لِإِنعامِکَ بِحَذفِ المَضیقِ،ولِتَطَوُّلِکَ بِقَطعِ التَّعویقِ،ولِتَفَضُّلِکَ بِإِزالَةِ التَّقتیرِ،ولِوُصولِ حَبلی بِکَرَمِکَ بِالتَّیسیرِ.

وأَمطِرِ اللّهُمَّ عَلَیَّ سَماءَ رِزقِکَ بِسِجالِ الدِّیَمِ،وأَغنِنی عَن خَلقِکَ بِعَوائِدِ النِّعَمِ،وَارمِ مَقاتِلَ الإِقتارِ مِنّی،وَاحمِل کَشفَ (4)الضُّرِّ عَنّی عَلی مَطایَا الإِعجالِ،وَاضرِب عَنِّی الضّیقَ بِسَیفِ الاِستیصالِ،وأَتحِفنی رَبِّ مِنکَ بِسَعَةِ الإِفضالِ،وَامدُدنی بِنُمُوِّ الأَموالِ، وَاحرُسنی مِن ضیقِ الإِقلالِ،وَاقبِض عَنّی سوءَ الجَدبِ،وَابسُط لی بِساطَ الخِصبِ.

وَاسقِنی مِن ماءِ رِزقِکَ غَدَقاً (5)،وَانهَج لی مِن عَمیمِ بَذلِکَ طُرُقاً،وفاجِئنی بِالثَّروَةِ

ص:470


1- .سَجلت الماء:إذا صببته صبّاً متّصلاً (النهایة:ج 2 ص 344« سجل»).
2- أسبل المطر:إذا هطل (النهایة:ج 2 ص 340«سبل»).
3- بجّس:فجّر.(انظر:النهایة:ج 1 ص 97«بجس»).
4- فی المصادر الاُخری:«عَسفَ»بدل«کَشفَ».
5- الغَدَقُ:المَطَرُ الکبارُ القطر-أی رزقاً واسعاً-(النهایة:ج 3 ص 345« غدق»).

وَالمالِ،وَانعَشنی بِهِ مِنَ الإِقلالِ،وصَبِّحنی بِالاِستِظهارِ،ومَسِّنی بِالتَّمَکُّنِ مِنَ الیَسارِ، إنَّکَ ذُو الطَّولِ العَظیمِ وَالفَضلِ العَمیمِ،وَالمَنِّ الجَسیمِ،وأَنتَ الجَوادُ الکَریمُ. (1)

618.الإمام الصادق علیه السلام: عَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله هذَا الدُّعاءَ:

یا رازِقَ المُقِلّینَ،یا راحِمَ المَساکینِ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ وَارزُقنی،وعافِنی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی. (2)

619.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ کانَ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إلهَ جَبرَئیلَ وإلهَ میکائیلَ وإلهَ إسرافیلَ،اجعَلِ الیَقینَ فی قَلبی،وَالنّورَ فی بَصَری،وَالنَّصیحَةَ (3)فی صَدری،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،ورِزقاً غَیرَ مَمنونٍ ولا مَحظورٍ فَارزُقنی. (4)

620.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ بارِک لَنا فِی الخُبزِ ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُ،فَلَولَا الخُبزُ ما صُمنا ولا صَلَّینا،ولا أدَّینا فَرائِضَ رَبِّنا عَزَّ وجَلَّ. (5)

621.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو:

ص:471


1- .مهج الدعوات:ص 261، المصباح للکفعمی:ص 227، [2]البلد الأمین:ص 517 [3] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 116 ح 17.
2- الکافی:ج 2 ص 552 ح 7 عن أبی سعید المکاری وغیره،الخصال:ص 578 ح 1 عن مکحول عن الإمام علی علیه السلام،العدد القویّة:ص 350 [6] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 97 ص 304.
3- فی المصدر:«والنصحة»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- الجعفریّات:ص 221 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 75 ح 233،الإقبال:ج 1 ص 101 [9] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیهما صدره إلی«...إله إسرافیل...»،جمال الاُسبوع:ص 136 [10] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 316 ح 26.
5- الکافی:ج 6 ص 287 ح 6 وج 5 ص 73 ح 13،المحاسن:ج 2 ص 416 ح 2460، [13]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 333 ح 1071، [14]بحار الأنوار:ج 66 ص 270 ح 6.

اللّهُمَّ اجعَل أوسَعَ رِزقِکَ عَلَیَّ عِندَ کِبَرِ سِنّی وَانقِطاعِ عُمُری. (1)

622.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِبُرَیدَةَ الأَسلَمِیِّ-:قُل:

اللّهُمَّ إنّی ضَعیفٌ فَقَوِّنی،وإنّی ذَلیلٌ فَأَعِزَّنی،وإنّی فَقیرٌ فَارزُقنی. (2)

ب-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

623.الإمام علیّ علیه السلام -یَلتَجِئُ إلَی اللّهِ أن یُغنِیَهُ-:

اللّهُمَّ صُن وَجهی بِالیَسارِ،ولا تَبذُل جاهی بِالإِقتارِ فَأَستَرزِقَ طالِبی رِزقِکَ، وأَستَعطِفَ شِرارَ خَلقِکَ،واُبتَلی بِحَمدِ مَن أعطانی،واُفتَتَنَ بِذَمِّ مَن مَنَعَنی،وأَنتَ مِن وَراءِ ذلِکَ کُلِّهِ وَلِیُّ الإِعطاءِ وَالمَنعِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

624.عنه علیه السلام -فی طَلَبِ الرِّزقِ لِمَن قُتِّرَ عَلَیهِ-:

اللّهُمَّ لا طاقَةَ لِ«فُلانِ بنِ فُلانٍ»بِالجُهدِ،ولا صَبرَ لَهُ عَلَی البَلاءِ،ولا قُوَّةَ لَهُ عَلَی الفَقرِ وَالفاقَةِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَحظُر (4)عَلی«فُلانِ بنِ فُلانٍ»رِزقَکَ،ولا تَقتُر عَلَیهِ سَعَةَ ما عِندَکَ،ولا تَحرِمهُ فَضلَکَ،ولا تَحسِمهُ مِن جَزیلِ قِسَمِکَ،ولا تَکِلهُ إلی خَلقِکَ ولا إلی نَفسِهِ فَیَعجِزَ عَنها،ویَضعُفَ عَنِ القِیامِ فیما یُصلِحُهُ،ویُصلِحُ ما قِبَلَهُ،بَل تَفَرَّد بِلَمِّ شَعَثِهِ،وتَوَلَّ کِفایَتَهُ،وَانظُر إلَیهِ فی جَمیعِ امورِهِ،إنَّکَ إن وَکَلتَهُ إلی خَلقِکَ لَم

ص:472


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 726 ح 1987،الدعاء للطبرانی:ص 320 ح 1049،المعجم الأوسط:ج 4 ص 62 ح 3611،کنز العمّال:ج 2 ص 188 ح 3682.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 708 ح 1931،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 55 ح 4،المعجم الأوسط:ج 6 ص 347 ح 6585 وفیه«فاغننی»بدل«فارزقنی»وکلّها عن بریدة الأسلمی،کنز العمّال:ج 2 ص 198 ح 3736.
3- نهج البلاغة:الخطبة 225، الدعوات:ص 133 ح 330،بحار الأنوار:ج 94 ص 230 ح 5 [2] وج 95 ص 297 ح 11.
4- الحَظرُ:المَنعُ (النهایة:ج 1 ص 405«حظر»).

یَنفَعوهُ،وإن ألجَأتَهُ إلی أقرِبائِهِ حَرَموهُ،وإن أعطَوهُ أعطَوهُ قَلیلاً نَکِداً (1)،وإن مَنَعوهُ مَنَعوهُ کَثیراً،وإن بَخِلوا بَخِلوا وهُم لِلبُخلِ أهلٌ.

اللّهُمَّ أغنِ«فُلانَ بنَ فُلانٍ»مِن فَضلِکَ ولا تُخلِهِ مِنهُ،فَإِنَّهُ مُضطَرٌّ إلَیکَ فَقیرٌ إلی ما فی یَدَیکَ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَنهُ،وأَنتَ بِهِ خَبیرٌ عَلیمٌ، وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْراً (2)، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً (3)، وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (4). (5)

625.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ کُما صُنتَ وَجهی عَنِ السُّجودِ لِغَیرِکَ،فَصُن وَجهی عَن مَسأَلَةِ غَیرِکَ. (6)

626.عنه علیه السلام: مَن أصبَحَ ولَم یَقُل هذِهِ الکَلِماتِ خیفَ عَلَیهِ فَواتُ الرِّزقِ؛وهِیَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَرَّفَنی نَفسَهُ،ولَم یَترُکنی عُمیانَ القَلبِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِن امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ رِزقی فی یَدِهِ ولَم یَجعَلهُ فی أیدِی النّاسِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَتَرَ عَورَتی ولَم یَفضَحنی بَینَ النّاسِ. (7)

ج-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

627.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ المَعیشَةِ،مَعیشَةً أتَقَوّی بِها عَلی جَمیعِ حَوائِجی،وأَتَوَصَّلُ

ص:473


1- .نکد:أی قلیل عسر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1831«نکد»).
2- الطلاق:3.
3- الشرح:6.
4- الطلاق:2 و 3.
5- مهج الدعوات:ص 126، المصباح للکفعمی:ص 225، [4]بحار الأنوار:95 ص 300 ح 18.
6- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 320 ح 672؛ بحار الأنوار:ج 95 ص 297 ح 14 [7] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
7- المصباح للکفعمی:ص 226 وراجع الدعوات:ص 81 ح 204.

بِها فِی الحَیاةِ إلی آخِرَتی مِن غَیرِ أن تُترِفَنی فیها فَأَطغی،أو تَقتُرَ بِها عَلَیَّ فَأَشقی.

أوسِع عَلَیَّ مِن حَلالِ رِزقِکَ،وأَفِض (1)عَلَیَّ مِن سَیبِ فَضلِکَ،نِعمَةً مِنکَ سابِغَةً وعَطاءً غَیرَ مَمنونٍ،ثُمَّ لا تَشغَلنی عَن شُکرِ نِعمَتِکَ بِإِکثارٍ مِنها تُلهینی بَهجَتُهُ،وتَفتِنّی زَهراتُ زَهوَتِهِ،ولا بِإِقلالٍ عَلَیَّ مِنها یَقصُرُ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَملَأُ صَدری هَمُّهُ.

أعطِنی مِن ذلِکَ-یا إلهی-غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضوانَکَ،وأَعوذُ بِکَ-یا إلهی-مِن شَرِّ الدُّنیا،وشَرِّ ما فیها.

لا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً،ولا فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أخرِجنی مِن فِتنَتِها مَرضِیّاً عَنّی، مَقبولاً فیها عَمَلی إلی دارِ الحَیَوانِ ومَساکِنِ الأَخیارِ،وأَبدِلنی بِالدُّنیَا الفانِیَةِ نَعیمَ الدّارِ الباقِیَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أزلِها وزِلزالِها،وسَطَواتِ شَیاطینِها وسَلاطینِها ونَکالِها،ومِن بَغیِ مَن بَغی عَلَیَّ فیها.

اللّهُمَّ مَن کادَنی فَکِدهُ،ومَن أرادَنی فَأَرِدهُ،وفُلَّ عَنّی حَدَّ مَن نَصَبَ لی حَدَّهُ،وأَطفِ عَنّی نارَ مَن شَبَّ لی وَقودَهُ،وَاکفِنی مَکرَ المَکَرَةِ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ،وَاکفِنی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَادفَع عَنّی شَرَّ الحَسَدَةِ.

وَاعصِمنی مِن ذلِکَ بِالسَّکینَةِ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،وَاخبَأنی فی سِترِکَ الواقی، وأَصلِح لی حالی،وصَدِّق قَولی بِفِعالی،وبارِک لی فی أهلی ومالی. (2)

628.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا قُتِّرَ عَلَیهِ الرِّزقُ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ ابتَلَیتَنا فی أرزاقِنا بِسوءِ الظَّنِّ،وفی آجالِنا بِطولِ الأَمَلِ،حَتَّی التَمَسنا

ص:474


1- .فی المصدر:«وأفضل»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- الکافی:ج 2 ص 553 ح 13 عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد:ص 351 ح 466، [2]الإقبال:ج 1 ص 134، [3]جمال الأسبوع:ص 233 [4] کلّها من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 3 ح 1 [5] وص 12 ح 2.

أرزاقَکَ مِن عِندِ المَرزوقینَ،وطَمِعنا بِآمالِنا فی أعمارِ المُعَمَّرینَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لَنا یَقیناً صادِقاً تَکفینا بِهِ مِن مَؤُونَةِ الطَّلَبِ،وأَلهِمنا ثِقَةً خالِصَةً تُعفینا بِها مِن شِدَّةِ النَّصَبِ،وَاجعَل ما صَرَّحتَ بِهِ مِن عِدَتِکَ فی وَحیِکَ، وأَتبَعتَهُ مِن قَسَمِکَ فی کِتابِکَ قاطِعاً لِاهتِمامِنا بِالرِّزقِ الَّذی تَکَفَّلتَ بِهِ،وحَسماً لِلاِشتِغالِ بِما ضَمِنتَ الکِفایَةَ لَهُ،فَقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ الأَصدَقُ،وأَقسَمتَ وقَسَمُکَ الأَبَرُّ الأوفی: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1).

ثُمَّ قُلتَ: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2). (3)

629.بحارالأنوار: دُعاءُ الرِّزقِ،مَروِیٌّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما:

اللّهُمَّ سَأَلتَ عِبادَکَ قَرضاً مِمّا تَفَضَّلتَ بِهِ عَلَیهِم،وضَمِنتَ لَهُم مِنهُ خَلَفاً،ووَعَدتَهُم عَلَیهِ وَعداً حَسَناً،فَبَخِلوا عَنکَ،فَکَیفَ بِمَن هُوَ دونَکَ إذا سَأَ لَهُم؟! فَالوَیلُ لِمَن کانَت حاجَتُهُ إلَیهِم ! فَأَعوذُ بِکَ یا سَیِّدی أن تَکِلَنی إلی أحَدٍ مِنهُم،فَإِنَّهُم لَو یَملِکونَ خَزائِنَ رَحمَتِکَ لَأَمسَکوا خَشیَةَ الإِنفاقِ بِما وَصَفتَهُم: وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (4).

اللّهُمَّ اقذِف فی قُلوبِ عِبادِکَ مَحَبَّتی،وضَمِّنِ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقی،وأَلقِ الرُّعبَ فی قُلوبِ أعدائِکَ مِنّی،وآنِسنی بِرَحمَتِکَ،وأَتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ وَاجعَلها مَوصولَةً بِکَرامَتِکَ إیّایَ،وأَوزِعنی شُکرَکَ،وأَوجِب لِیَ المَزیدَ مِن لَدُنکَ،ولا تُنسِنی،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،أحِبَّنی وحَبِّبنی،وحَبِّب إلَیَّ ما تُحِبُّ مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ،حَتّی أدخُلَ فیهِ بِلَذَّةٍ وأَخرُجَ مِنهُ بِنَشاطٍ،وأَدعُوَکَ فیهِ بِنَظَرِکَ مِنّی إلَیهِ لِاُدرِکَ بِهِ ما عِندَکَ مِن فَضلِکَ الَّذی مَنَنتَ بِهِ عَلی أولِیائِکَ،وأَنالَ بِهِ طاعَتَکَ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ.

ص:475


1- .الذاریات:22 و 23.
2- الذاریات:22 و 23.
3- الصحیفة السجادیة:ص 119 الدعاء 29، البلد الأمین:ص 466، [4]المصباح للکفعمی:ص 227.
4- الإسراء:100.

رَبِّ إنَّکَ عَوَّدتَنی عافِیَتَکَ،وغَذَوتَنی بِنِعمَتِکَ،وتَغَمَّدتَنی بِرَحمَتِکَ،تَغدو وتَروحُ بِفَضلِ ابتِدائِکَ لا أعرِفُ غَیرَها،ورَضیتَ مِنّی بِما أسدَیتَ إلَیَّ أن أحمَدَکَ بِها شُکراً مِنّی عَلَیها،فَضَعُفَ شُکری لِقِلَّةِ جُهدی،فَامنُن عَلَیَّ بِحَمدِکَ کَمَا ابتَدَأتَنی بِنِعمَتِکَ،فَبِها تَتِمُّ الصّالِحاتُ،فَلا تَنزِع مِنّی ما عَوَّدتَنی مِن رَحمَتِکَ فَأَکونَ مِنَ القانِطینَ،فَإِنَّهُ لا یَقنَطُ مِن رَحمَتِکَ إلَّاالضّالّونَ.

رَبِّ إنَّکَ قُلتَ: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1)،وقَولُکَ الحَقُّ،وأَتبَعتَ ذلِکَ مِنکَ بِالیَمینِ لِأَکونَ مِنَ الموقِنینَ،فَقُلتَ: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2)،فَعَلِمتُ ذلِکَ عِلمَ مَن لَم یَنتَفِع بِعِلمِهِ حینَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ وأَ نَا مُهتَمٌّ -بَعدَ ضَمانِکَ لی وحَلفِکَ لی عَلَیهِ-هَمّاً أنسانی ذِکرَکَ فی نَهاری،ونَفی عَنِّی النَّومَ فی لَیلی،فَصارَ الفَقرُ مُمَثَّلاً بَینَ عَینَیَّ ومَلَأَ قَلبی؛أقولُ:مِن أینَ؟وإلی أینَ؟وکَیفَ أحتالُ؟ ومَن لی؟وما أصنَعُ؟ومِن أینَ أطلُبُ؟وأَینَ أذهَبُ؟ومَن یَعودُ عَلَیَّ؟! أخافُ شَماتَةَ الأَعداءِ،وأَکرَهُ حُزنَ الأَصدِقاءِ،فَقَدِ استَحوَذَ الشَّیطانُ عَلَیَّ إن لَم تَدارَکنی مِنکَ بِرَحمَةٍ تُلقی بِها فی نَفسِیَ الغِنی وأَقوی بِها عَلی أمرِ الآخِرَةِ وَالدُّنیا،فَارضَنی یا مَولایَ بِوَعدِکَ کَی اوفِیَ بِعَهدِکَ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وَاجعَلنی مِنَ العامِلینَ بِطاعَتِکَ،حَتّی ألقاکَ سَیِّدی وأَ نَا مِنَ المُتَّقینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لی وأَنتَ خَیرُ الغافِرینَ،وَارحَمنی وأَنتَ خَیرُ الرّاحِمینَ،وَاعفُ عَنّی وأَنتَ خَیرُ العافینَ،وَارزُقنی وأَنتَ خَیرُ الرّازِقینَ،وأَفضِل عَلَیَّ وأَنتَ خَیرُ المُفضِلینَ، وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،ولا تُخزِنی یَومَ القِیامَةِ یَومَ یُبعَثونَ،یَومَ لا یَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا عِلمَ لی بِمَوضِعِ رِزقی،وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلی قَلبی،فَأَجولُ فی

ص:476


1- .الذاریات:22.
2- الذاریات:23.

طَلَبِهِ فِی البُلدانِ،وأَ نَا مِمّا احاوِلُ طالِبٌ کَالحَیرانِ؛لا أدری فی سَهلٍ أو فی جَبَلٍ،أو فی أرضٍ أو فی سَماءٍ،أو فی بَحرٍ أو فی بَرٍّ،وعَلی یَدَی مَن هُوَ ومِن قِبَلِ مَن،وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَ ذلِکَ کُلِّهِ عِندَکَ،وأَنَّ أسبابَهُ بِیَدِکَ،وأَنتَ الَّذی تَقسِمُهُ بِلُطفِکَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِکَ، فَاجعَل رِزقَکَ لی واسِعاً،ومَطلَبَهُ سَهلاً،ومَأخَذَهُ قَریباً،ولا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،فَإِنَّکَ غَنِیٌّ عَن عَذابی وأَ نَا إلی رَحمَتِکَ فَقیرٌ،فَجُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ یا مَولایَ إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ. (1)

د-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

630.الإمام الباقر علیه السلام: ادعُ فی طَلَبِ الرِّزقِ فِی المَکتوبَةِ وأَنتَ ساجِدٌ:

یا خَیرَ المَسؤولینَ،یا خَیرَ المُعطینَ،اُرزُقنی وَارزُق عِیالی مِن فَضلِکَ الواسِعِ،فَإِنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (2)

631.عنه علیه السلام -کانَ یَقولُ-:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلَی الدُّنیا بِالغِنی،وعَلَی الآخِرَةِ بِالتَّقوی. (3)

632.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی رَضِیَ اللّهُ عَنهُ یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ ألبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ ما تُغنینی بِهِ عَن سائِرِ خَلقِکَ،ولا أشتَغِلَ عَن طاعَتِکَ بِبَشَرٍ سِواکَ. (4)

ص:477


1- .بحار الأنوار:ج 95 ص 298 ح 17 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- الکافی:ج 2 ص 551 ح 4 عن زید الشحّام،المقنعة:ص 157،مصباح المتهجّد:ص 199 ح 286، [3]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 59 ح 2142 [4] والثلاثة الأخیرة من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 316 ح 12.
3- البیان والتبیین:ج 3 ص 271؛ نثر الدرّ:ج 1 ص 345، [7]نزهة الناظر:ص 100 ح 20،کشف الغمّة:ج 2 ص 362 وفیها«بالعفو»بدل«بالتقوی».
4- قرب الإسناد:ص 8 ح 25 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 2.

633.الإمام الباقر علیه السلام -لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ-:قُل:

اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ فی رِزقی،وَامدُد لی فی عُمُری،وَاغفِر لی ذَنبی،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،ولا تَستَبدِل بی غَیری. (1)

ه-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

634.الکافی عن أبی بصیر: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الحاجَةَ وسَأَلتُهُ أن یُعَلِّمَنی دُعاءً فی طَلَبِ الرِّزقِ،فَعَلَّمَنی دُعاءً مَا احتَجتُ مُنذُ دَعَوتُ بِهِ،قالَ:قُل فی دُبُرِ صَلاةِ اللَّیلِ وأَنتَ ساجِدٌ:

یا خَیرَ مَدعُوِّ،ویا خَیرَ مَسؤولٍ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مُرتَجیً،ارزُقنی وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وسَبِّب لی رِزقاً مِن قِبَلِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

635.الکافی عن معاویة بن عمّار: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام أن یُعَلِّمَنی دُعاءً لِلرِّزقِ،فَعَلَّمَنی دُعاءً ما رَأَیتُ أجلَبَ مِنهُ لِلرِّزقِ،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ الحَلالِ الطَّیِّبِ،رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً بَلاغاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ،صَبّاً صَبّاً،هَنیئاً مَریئاً،مِن غَیرِ کَدٍّ ولا مَنٍّ مِن أحَدٍ مِن خَلقِکَ إلّاسَعَةً مِن فَضلِکَ الواسِعِ،فَإِنَّکَ قُلتَ: وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ (3)فَمِن فَضلِکَ أسأَلُ،ومِن عَطِیَّتِکَ أسأَلُ،ومِن یَدِکَ المَلأی أسأَلُ. (4)

ص:478


1- .الکافی:ج 2 ص 589 ح 27 عن محمّد بن مسلم وص 553 ح 10 عن مفضّل بن مزید عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیه«واغفر لی ذنبی»،مصباح المتهجّد:ص 209 ح 330، [2]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 72 ح 2172 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیهما«ولا تستبدل بی غیری»،بحار الأنوار:ج 86 ص 146 ح 28.
2- الکافی:ج 2 ص 551 ح 5، مصباح المتهجّد:ص 147 ح 236 [5] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 254 ح 60.
3- النساء:32.
4- الکافی:ج 2 ص 550 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 69،المزار للمفید:ص 131،مصباح المتهجّد: [9]ū ص 207 ح 302 کلّها من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه.

636.الکافی عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لَقَدِ استَبطَأتُ الرِّزقَ ! فَغَضِبَ،ثُمَّ قالَ لی:

قُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَکَفَّلتَ بِرِزقی ورِزقِ کُلِّ دابَّةٍ،یا خَیرَ مَدعُوٍّ،ویا خَیرَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أفضَلَ مُرتَجیً،افعَل بی کَذا وکَذا. (1)

637.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی طَلَبِ الرِّزقِ-:

اللّهُمَّ إن کانَ رِزقی فِی السَّماءِ فَأَنزِلهُ،وإن کانَ فِی الأَرضِ فَأَظهِرهُ،وإن کانَ بَعیداً فَقَرِّبهُ،وإن کانَ قَریباً فَأَعطِنیهِ،وإن کانَ قَد أعطَیتَنیهِ فَبارِک لی فیهِ وجَنِّبنی عَلَیهِ المَعاصِیَ وَالرَّدی. (2)

638.عنه علیه السلام: تَقولُ إذا طَلَعَ الفَجرُ:

الحَمدُ للّهِ ِ فالِقِ الإِصباحِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ المَساءِ وَالصَّباحِ،اللّهُمَّ صَبِّح آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَکَةٍ وعافِیَةٍ وسُرورٍ وقُرَّةِ عَینٍ.اللّهُمَّ إنَّکَ تُنزِلُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ ما تَشاءُ،فَأَنزِل عَلَیَّ وعَلی أهلِ بَیتی مِن بَرَکَةِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،رِزقاً حَلالاً طَیِّباً واسِعاً تُغنینی بِهِ عَن جَمیعِ خَلقِکَ. (3)

639.فلاح السائل عن عبید بن زرارة: حَضَرتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وشَکا إلَیهِ رَجُلٌ مِن شیعَتِهِ الفَقرَ وضیقَ المَعیشَةِ،وأَنَّهُ یَجولُ فی طَلَبِ الرِّزقِ البُلدانَ فَلا یَزدادُ إلّافَقراً،فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَقُل وأَنتَ مُتَأَنٍّ:

ص:479


1- .الکافی:ج 2 ص 551 ح 2 وص 553 ح 12.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 150 ح 2368، المجتنی:ص 72 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 295 ح 7.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 501 ح 1438 عن عمّار بن موسی الساباطی،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 63 ح 2154، مصباح المتهجّد:ص 199 ح 282 [5] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 356 ح 23.

اللّهُمَّ إنَّهُ لَیسَ لی عِلمٌ بِمَوضِعِ رِزقی وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلی قَلبی،فَأَجولُ فی طَلَبِهِ البُلدانَ،فَأَنَا فیما أنَا طالِبٌ کَالحَیرانِ،لا أدری أفی سَهلٍ هُوَ أم فی جَبَلٍ،أم فی أرضٍ أم فی سَماءٍ،أم فی بَرٍّ أم فی بَحرٍ،وعَلی یَدَی مَن ومِن قِبَلِ مَن،وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَهُ عِندَکَ وأَسبابَهُ بِیَدِکَ،وأَنتَ الَّذی تَقسِمُهُ بِلُطفِکَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِکَ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل یا رَبِّ رِزقَکَ لی واسِعاً،ومَطلَبَهُ سَهلاً ومَأخَذَهُ قَریباً،ولا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،فَإِنَّکَ غَنِیٌّ عَن عَذابی،وأَ نَا فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وجُد عَلی عَبدِکَ بِفَضلِکَ إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ.

قالَ عُبَیدُ بنُ زُرارَةَ:فَما مَضَت بِالرَّجُلِ مُدَیدَةٌ حَتّی زالَ عَنهُ الفَقرُ وحَسُنَت حالُهُ. (1)

640.قرب الإسناد عن مسعدة: سَمِعتُ جَعفَراً علیه السلام یُملی عَلی بَعضِ التُّجّارِ مِن أهلِ الکوفَةِ فی طَلَبِ الرِّزقِ،فَقالَ لَهُ:صَلِّ رَکعَتَینِ مَتی شِئتَ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَقُل:

تَوَجَّهتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّاما قَوَّیتَنی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ،وأَسأَ لُکَ بَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً،حَلالاً طَیِّباً مُبارَکاً،تَسوقُهُ إلَیَّ فی عافِیَةٍ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،وأَ نَا خافِضٌ (2)فی عافِیَةٍ.

تَقولُ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)

641.الکافی عن محمّد بن علی الحلبی: شَکا رَجُلٌ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الفاقَةَ وَالحُرفَةَ (4)فِی التِّجارَةِ بَعدَ یَسارٍ قَد کانَ فیهِ؛ما یَتَوَجَّهُ فی حاجَةٍ إلّاضاقَت عَلَیهِ المَعیشَةُ.

ص:480


1- .فلاح السائل:ص 447 ح 305، مصباح المتهجّد:ص 109 ح 184،عدّة الداعی:ص 53 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 124 ح 5.
2- فی خَفضِ العَیشِ:أی فی سِعَةٍ وراحَةٍ (مجمع البحرین:ج 1 ص 529«خفض»).
3- قرب الإسناد:ص 3 ح 7، بحار الأنوار:ج 91 ص 342 ح 2.
4- الحُرفَةُ-بِضمِّ الحاء وکسرها-:الحرمان والاسم من قولک:رجل مُحارَفٌ أی منقوص الحظِّ لا ینمو له مالٌ.

فَأَمَرَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام أن یَأتِیَ مَقامَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَینَ القَبرِ وَالمِنبَرِ،فَیُصَلِّیَ رَکعَتَینِ، ویَقولَ مِئَةَ مَرَّةٍ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقُوَّتِکَ،وقُدرَتِکَ،وبِعِزَّتِکَ،وما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،أن تُیَسِّرَ لی مِنَ التِّجارَةِ أوسَعَها رِزقاً،وأَعَمَّها فَضلاً،وخَیرَها عاقِبَةً.

قالَ الرَّجُلُ:فَفَعَلتُ ما أمَرَنی بِهِ،فَما تَوَجَّهتُ بَعدَ ذلِکَ فی وَجهٍ إلّارَزَقَنِیَ اللّهُ. (1)

642.الکافی عن ابن الطیّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ کانَ فی یَدی شَیءٌ تَفَرَّقَ وضِقتُ ضیقاً شَدیداً ! فَقالَ لی:أ لَکَ حانوتٌ فِی السّوقِ؟قُلتُ:نَعَم،وقَد تَرَکتُهُ،فَقالَ:إذا رَجَعتَ إلَی الکوفَةِ فَاقعُد فی حانوتِکَ وَاکنُسهُ،فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ إلی سوقِکَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ أو أربَعَ رَکَعاتٍ ثُمَّ قُل فی دُبُرِ صَلاتِکَ:

تَوَجَّهتُ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا بِکَ،فَأَنتَ حَولی ومِنکَ قُوَّتی.اللّهُمَّ فَارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً کَثیراً طَیِّباً وأَ نَا خافِضٌ (2)فی عافِیَتِکَ،فَإِنَّهُ لا یَملِکُها أحَدٌ غَیرُکَ.

قالَ:فَفَعَلتُ ذلِکَ-إلی أن قالَ:-فَما زِلتُ آخُذُ عِدلاً عِدلاً فَأَبیعُهُ،وآخُذُ فَضلَهُ وأَرُدُّ عَلَیهِ مِن رَأسِ المالِ؛حَتّی رَکِبتُ الدَّوابَّ،وَاشتَرَیتُ الرَّقیقَ،وبَنَیتُ الدّورَ. (3)

643.الکافی عن الولید بن صبیح: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا وَلیدُ،أینَ حانوتُکَ مِنَ المَسجِدِ؟ فَقُلتُ عَلی بابِهِ،فَقالَ:إذا أرَدتَ أن تَأتِیَ حانوتَکَ فَابدَأ بِالمَسجِدِ فَصَلِّ فیهِ رَکعَتَینِ أو أربَعاً،ثُمَّ قُل:

غَدَوتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،وغَدَوتُ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،بَل بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ یا رَبِّ،

ص:481


1- .الکافی:ج 3 ص 473 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 311 ح 965،وسائل الشیعة:ج 5 ص 250 ح 1.
2- الخَفضُ:الدعة والسکون (النهایة:ج 2 ص 54«خفض»).
3- الکافی:ج 3 ص 474 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 312 ح 967 عن أبی الطیّار،بحار الأنوار:ج 47 ص 367 ح 84.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ألتَمِسُ مِن فَضلِکَ کَما أمَرتَنی،فَیَسِّر لی ذلِکَ وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ. (1)

644.الکافی عن محمّد بن الحسن العطّار،عن رجل من أصحابنا عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لی:یا فُلانُ،أما تَغدو فِی الحاجَةِ،أما تَمُرُّ بِالمَسجِدِ الأَعظَمِ عِندَکُم بِالکوفَةِ؟قُلتُ:

بَلی،قالَ:فَصَلِّ فیهِ أربَعَ رَکَعاتٍ،قُل فیهِنَّ:

غَدَوتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،غَدَوتُ بِغَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ وبَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ حَلالاً طَیِّباً تَسوقُهُ إلَیَّ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ. (2)

645.الإمام الصادق علیه السلام: إذا غَدَوتَ فی حاجَتِکَ بَعدَ أن تَجِبَ الصَّلاةُ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ قُلتَ:

اللّهُمَّ إنّی غَدَوتُ ألتَمِسُ مِن فَضلِکَ کَما أمَرتَنی،فَارزُقنی رِزقاً حَلالاً طَیِّباً،وأَعطِنی فیما رَزَقتَنِی العافِیَةَ.

تُعیدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ اخراوَینِ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ قُلتَ:

بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ غَدَوتُ بِغَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،وأَبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ وبَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً طَیِّباً حَلالاً،تَسوقُهُ إلَیَّ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ.

تَقولُها ثَلاثاً. (3)

ص:482


1- .الکافی:ج 3 ص 475 ح 4، وسائل الشیعة:ج 5 ص 251 ح 4.
2- الکافی:ج 3 ص 475 ح 5، المزار الکبیر:ص 164 و 165،المزار للشهید الأوّل:ص 234 و 235 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 100 ص 414 ح 69.
3- الکافی:ج 3 ص 475 ح 7 عن الولید بن صبیح،قرب الإسناد:ص 3 ح 6 و7 [6] عن مسعدة بن صدقة نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 293 ح 1.

646.فلاح السائل عن هاشم بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام: لا تَترُکوا رَکعَتَینِ بَعدَ عِشاءِ الآخِرَةِ فَإِنَّها مَجلَبَةٌ لِلرِّزقِ؛تَقرَأُ فِی الاُولی:الحَمدَ،وآیَةَ الکُرسِیِّ،و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وفِی الثّانِیَةِ:الحَمدَ وثَلاثَ عَشرَةَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا سَلَّمتَ فَارفَع یَدَیکَ وقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مَن لا تَراهُ العُیونُ،ولا تُخالِطُهُ الظُّنونُ،ولا یَصِفُهُ الواصِفونَ،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الدُّهورُ،ولا تُبلیهِ الأَزمِنَةُ ولا تُحیلُهُ الاُمورُ،یا مَن لا یَذوقُ المَوتَ ولا یَخافُ الفَوتَ،یا مَن لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ ولا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وهَب لی ما لا یَنقُصُکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

وتَسأَلُ حاجَتَکَ.وقالَ علیه السلام:مَن صَلّاها بَنَی اللّهُ لَه بَیتاً فِی الجَنَّةِ. (1)

و-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

647.الإمام الکاظم علیه السلام: دُعاءٌ فِی الرِّزقِ:

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مَن حَقُّهُ عَلَیکَ عَظیمٌ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنِی العَمَلَ بِما عَلَّمتَنی مِن مَعرِفَةِ حَقِّکَ،وأَن تَبسُطَ عَلَیَّ ما حَظَرتَ مِن رِزقِکَ. (2)

648.الکافی عن ابراهیم بن صالح عن رجل من الجعفریّین: کانَ بِالمَدینَةِ عِندَنا رَجُلٌ یُکَنّی أبَا القَمقامِ،وکانَ مُحارَفاً (3)،فَأَتی أبَا الحَسَنِ علیه السلام فَشَکا إلَیهِ حِرفَتَهُ،وأَخبَرَهُ أنَّهُ لا یَتَوَجَّهُ

ص:483


1- .فلاح السائل:ص 453 ح 308، مصباح المتهجّد:ص 119 ح 192 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 107 ح 2.
2- الکافی:ج 2 ص 553 ح 11 عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقی،المصباح للکفعمی:ص 224، [5]عدّة الداعی:ص 260 [6] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 36 ح 2077، [7]مصباح المتهجّد:ص 55 ح 81 [8] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 297 ح 12.
3- رجل مُحارَف-بفتح الرّاء-:أی محدود محروم،وهو خلاف قولک مبارک.وقد حُورف کسب فلان:إذا شدّدعلیه فی معاشه،کأنّه میلَ برزقه عنه (الصحاح:ج 4 ص 1342« حرف»).

فی حاجَةٍ فَتُقضی (1)لَهُ !

فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ علیه السلام:قُل فی آخِرِ دُعائِکَ مِن صَلاةِ الفَجرِ:«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ، أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ»عَشرَ مَرّاتٍ.

قالَ أبُو القَمقامِ:فَلَزِمتُ ذلِکَ،فَوَ اللّهِ ما لَبِثتُ إلّاقَلیلاً حَتّی وَرَدَ عَلَیَّ قَومٌ مِنَ البادِیَةِ،فَأَخبَرونی أنَّ رَجُلاً مِن قَومی ماتَ ولَم یُعرَف لَهُ وارِثٌ غَیری،فَانطَلَقتُ فَقَبَضتُ میراثَهُ وأَنَا مُستَغنٍ. (2)

ص:484


1- .فی المصدر:«فیقضی»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- الکافی:ج 5 ص 315 ح 46، عدّة الداعی:ص 251، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 295 ح 8.

الفَصلُ التاسع:دَعَواتٌ لِدَفعِ الهُمومِ وَالشَّدائِدِ

1/9الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ(صلی الله علیه و آله)

الکتاب

أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِیلاً ما تَذَکَّرُونَ . (1)

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (2)

قالَ إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . (3)

الحدیث

649.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا،دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟فَقیلَ لَهُ:بَلی.

ص:485


1- .النمل:62.
2- الأنبیاء:87 و 88.
3- یوسف:86. والبثّ:أشدّ الحزن الذی لا یَصبِر علیه صاحبه حتّی یبثّه أو یشکوه.قیل:البثّ:ما أبداه الإنسان.والحزن:ما أخفاه،لأنّ الحزن مستکنّ فی القلب،والبثّ ما بُثّ واُظهر ( مجمع البحرین:ج 1 ص 113« [4]بثث»).

قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ . (1)

650.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دَعوَةُ ذِی النّونِ الَّتی دَعا بِها فی بَطنِ الحوتِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ؛لَم یَدعُ بِها مُسلِمٌ فی کُربَةٍ،إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (2)

651.عنه صلی الله علیه و آله: مَن أصابَهُ هَمٌّ أو غَمٌّ أو کَربٌ أو بَلاءٌ أو لَأواءٌ (3)فَلیَقُل:

اللّهُ رَبّی ولا اشرِکُ بِهِ شَیئاً،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ. (4)

652.عنه صلی الله علیه و آله -مِمّا أوصی عَلِیّاً علیه السلام-:أمانٌ لِاُمَّتی مِنَ الهَمِّ:

لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنَ اللّهِ إلّاإلَیهِ. (5)

653.سنن أبی داوود عن أسماء بنت عمیس: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا اعَلِّمُکِ کَلِماتٍ تَقولینَهُنَّ عِندَ الکَربِ-أو فِی الکَربِ-؟

اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً. (6)

654.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ»عوفِیَ

ص:486


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10491، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 685 ح 1864،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3419.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 415 ح 3444،سنن الترمذی:ج 5 ص 529 ح 3505،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10492، مسند ابن حنبل:ج 1 ص 360 ح 1462 [3] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3418.
3- اللأواءُ:الشِدَّةُ وضیق المعیشة ( النهایة:ج 4 ص 221« لأو»).
4- الکافی:ج 2 ص 556 ح 2، عدّة الداعی:ص 260 [6] کلاهما عن أسماء،الدعوات:ص 50 ح 125 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 208 ح 39؛ [7]الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 39 ح 52 عن أسماء بنت عمیس،التاریخ الکبیر:ج 4 ص 329 ح 3006 عن أسماء بنت أبی بکر وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3415.
5- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 371 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 334 ح 2656 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 77 ص 58 ح 3.
6- سنن أبی داوود:ج 2 ص 87 ح 1525،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1277 ح 3882،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 307 ح 27150،الدعاء للطبرانی: ص 313 ح 1027 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 661 ح 5012.

مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ. (1)

655.عنه صلی الله علیه و آله: ما قالَ عَبدٌ:«اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،اکفِنی کُلَّ مُهِمٍّ مِن حَیثُ شِئتَ،مِن أینَ شِئتَ»إلّاأذهَبَ اللّهُ تَعالی هَمَّهُ. (2)

656.عنه صلی الله علیه و آله: دَعَواتُ المَکروبِ:

اللّهُمَّ رَحمَتَکَ أرجو،فَلا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ،وأَصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،لا إلهَ إلّا أنتَ. (3)

657.صحیح البخاری عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ عِندَ الکَربِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ العَظیمُ الحَلیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ ورَبُّ العَرشِ الکَریمِ. (4)

658.السنن الکبری للنسائی عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا حَزَبَهُ أمرٌ (5)قالَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.

ثُمَّ یَدعو. (6)

ص:487


1- .المعجم الکبیر:ج 10 ص 290 ح 10691 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 2 ص 123 ح 3438.
2- کنز العمّال:ج 2 ص 122 ح 3433 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن الإمام علی علیه السلام.
3- سنن أبی داوود:ج 4 ص 324 ح 5090،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 167 ح 10487، الأدب المفرد:ص 210 ح 701، [2]مسند ابن حنبل:ج 7 ص 317 ح 20452 [3] کلّها عن أبی بکرة،کنز العمّال:ج 2 ص 119 ح 3422.
4- صحیح البخاری:ج 5 ص 2336 ح 5986 و 5985 و ج 6 ص 2702 ح 6994،صحیح مسلم:ج 4 ص 2092 ح 83،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1278 ح 3883 نحوه،سنن الترمذی:ج 5 ص 495 ح 3435، السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 397 ح 7674 [5]ه،کنز العمّال:ج 7 ص 70 ح 18005.
5- إذا حَزَبه أمرٌ:أی إذا نزل به مُهِمٌّ وأصابه غَمّ ( تاج العروس:ج 1 ص 417« حزب»).
6- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 167 ح 10488، مسند ابن حنبل:ج 1 ص 575 ح 2411،الدعاء للطبرانی: [8]ص 312 ح 1023،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 221 ح 660.

659.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فیما عَلَّمَهُ (1)عَلیّاً علیه السلام وَالعَبّاسَ-:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ بِاسمِکَ الواحِدِ الأَحَدِ،وأَعوذُ بِاسمِکَ الأَحَدِ الصَّمَدِ،وأَعوذُ بِکَ بِاسمِکَ-اللّهُمَّ-العَظیمِ الوَترِ.

وأَعوذُ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الکَبیرِ المُتَعالِ،الَّذی مَلَأَ الأَرکانَ کُلَّها،أن تَکشِفَ عَنّی غَمَّ ما أصبَحتُ فیهِ وأَمسَیتُ. (2)

660.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما قالَ عَبدٌ قَطُّ إذا أصابَهُ هَمٌّ وحُزنٌ:

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تَجعَلَ القُرآنَ رَبیعَ قَلبی، ونورَ صَدری (3)،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ هَمّی.

إلّا أذهَبَ اللّهُ عز و جل هَمَّهُ وأَبدَلَهُ مَکانَ حُزنِهِ فَرَحاً.

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،یَنبَغی لَنا أن نَتَعَلَّمَ هؤُلاءِ الکَلِماتِ؟

قالَ:أجَل،یَنبَغی لِمَن سَمِعَهُنَّ أن یَتَعَلَّمَهُنَّ. (4)

ص:488


1- .قال السیّد ابن طاووس قبل نقل هذا الدعاء:«ومن ذلک دعاء عیسی علیه السلام بروایة غیر هذه:وهِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله رَأی فی باطِنِ جَناحِ جَبرَئیلَ علیه السلام الدُّعاءَ فَعَلَّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام وَالعَبّاسَ وقالَ:یا عَلِیُّ،یا خَیرُ بَنی هاشِمٍ،یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،سَلوا رَبَّکُم بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ،فَوَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ،ما دَعا بِهِنَّ مُؤمِنٌ بِإِخلاصٍ إلَّااهتَزَّ بِهِنَّ العَرشُ وَالسَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ وقالَ اللّهُ تَعالی لِمَلائِکَتِهِ:اِشهَدوا أنّی قَدِ استَجَبتُ لِلدّاعی بِهِنَّ وأَعطَیتُهُ سُؤلَهُ فی عاجِلِ دُنیاهُ وآجِلِ آخِرَتِهِ وزَعَموا أنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی دَعا عِیسَی ابنُ مَریَمَ فَرَفَعَهُ اللّهُ إلَیهِ».
2- مهج الدعوات:ص 313، بحار الأنوار:ج 95 ص 176 ح 22.
3- فی المصادر الاُخری:«ونور بصری»،هذا وفی عمل الیوم واللیلة لابن السنی ص 123 ح 340:«نور بصری وشفاء صدری»وهو الأنسب.
4- مسند ابن حنبل:ج 2 ص 168 ح 4318، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 253 ح 972،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 690 ح 1877،الدعاء للطبرانی:ص 314 ح 1035،کنز العمّال:ج 2 ص 122 ح 3434؛الدعوات:ص 54 ح 140،بحار الأنوار:ج 95 ص 279 ح 1.

661.سنن الترمذی عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا کَرَبَهُ (1)أمرٌ قالَ:

یا حَیُّ یا قَیّومُ،بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ. (2)

662.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو هَمٌّ دَعا:

یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیّاً لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،کاشِفُ الغَمِّ،مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،ورَحمانُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمُهُما،اِرحَمنی رَحمَةً تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما دَعا أحَدٌ مِنَ المُسلِمینَ بِهذِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إلّااُعطِیَ مَسأَلَتَهُ إلّا أن یَسأَلَ مَأثَماً أو قَطیعَةَ رَحِمٍ. (3)

663.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما کَرَبَنی أمرٌ إلّاتَمَثَّلَ لی جَبرَئیلُ علیه السلام:فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،قُل:

تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ،وکَبِّرهُ تَکبیراً. (4)

664.عنه صلی الله علیه و آله -إذا أصابَهُ غَمٌّ أو کَربٌ-:

حَسبِیَ الرَّبُّ مِنَ العِبادِ،حَسبِیَ الخالِقُ مِنَ المَخلوقینَ،حَسبِیَ الرّازِقُ مِنَ المَرزوقینَ، حَسبِیَ الَّذی هُوَ حَسبی،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ

ص:489


1- .کَرَبَهُ أمرٌ:اشتدَّ علیه ( لسان العرب:ج 1 ص 711«کرب»).
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 539 ح 3524،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 689 ح 1875،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 38 ح 51 کلاهما عن ابن مسعود نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 661 ح 5010.
3- الأمالی للطوسی:ص 511 ح 1118 عن زید بن علی عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 156 ح 5.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 689 ح 1876 عن أبی هریرة،الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 46 ح 66 عن إسماعیل بن أبی فدیک،کنز العمّال:ج 2 ص 119 ح 3424.

وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (1)

665.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن نَبِیٍّ إلّاوقَد خَلَّفَ فی أهلِ بَیتِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً،وقَد خَلَّفَ فینَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله دَعوَتَینِ مُجابَتَینِ،واحِدَةً لِشَدائِدِنا،وهِیَ:

یا دائِماً لَم یَزَل،یا إلهی وإلهَ آبائی،یا حَیُّ یا قَیّومُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

وأَمّا (2)لِحَوائِجِنا وقَضاءِ دیونِنا فَهِیَ:

یا مَن یَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ یا اللّهُ یا رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاقضِ عَنِّی الدَّینَ،وَافَعل بی کَذا وکَذا. (3)

666.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا هالَکَ أمرٌ ونَزَلَت بِکَ شِدَّةٌ،فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِیَنی مِن هذَا الغَمِّ. (4)

667.الأمالی للطوسی عن الربیع -فیما جَری بَینَ المَنصورِ وَالإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام بِبَغدادَ-:...

فَشَیَّعتُ جَعفَراً علیه السلام وقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنَّ المَنصورَ کانَ قَد هَمَّ بِأَمرٍ عَظیمٍ،فَلَمّا وَقَعَت عَینُکَ عَلَیهِ وعَینُهُ عَلَیکَ زالَ ذلِکَ !

فَقالَ:یا رَبیعُ،إنّی رَأَیتُ البارِحَةَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی النَّومِ فَقالَ لی:یا جَعفَرُ خِفتَهُ؟ فَقُلتُ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ.فَقالَ لی:إذا وَقَعَت عَینُکَ عَلَیهِ فَقُل:

ص:490


1- .الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 40 ح 54 عن خلیل بن مرّة عن فقیه أهل الأردن،کنز العمّال:ج 7 ص 71 ح 18009.
2- فی مستدرک الوسائل:« وثانیة»بدل«وأمّا».
3- المصباح للکفعمی:ص 232، مستدرک الوسائل:ج 13 ص 289 ح 15378.
4- مهج الدعوات:ص 4 عن موسی بن إبراهیم عن الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 280 ح 3.

بِبِسمِ اللّهِ أستَفتِحُ،وبِسمِ اللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل لی صُعوبَةَ أمری وکُلَّ صُعوبَةٍ،وسَهِّل لی حُزونَةَ (1)أمری وکُلَّ حُزونَةٍ،وَاکفِنی مَؤونَةَ أمری وکُلَّ مَؤونَةٍ. (2)

668.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا هالَکَ أمرٌ فَقُل:

اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ إلّافَرَّجتَ عَنّی. (3)

669.المجتنی: دُعاءٌ عَن مَولانَا الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،أنَّهُ رَأَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُهُ فِی النَّومِ،فَجاءَهُ ما طَلَبَهُ،وهُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ أمرٍ ضَعُفَت عَنهُ حیلَتی،أن تُعطِیَنی مِنهُ ما لَم تَنتَهِ إلَیهِ رَغبَتی،ولَم یَخطُر بِبالی،ولَم یَجرِ عَلی لِسانی،وأَن تُعطِیَنی مِنَ الیَقینِ ما یَحجُزُنی عَن أن أسأَلَ أحَداً مِنَ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

670.رسول اللّه صلی الله علیه و آله (5):

اللّهُمَّ إنَّکَ حَیٌّ لا تَموتُ،وصادِقٌ لا تَکذِبُ،وقاهِرٌ لا تُقهَرُ،وبَدِیءٌ لا تَنفَدُ،وقَریبٌ لا تَبعُدُ،وقادِرٌ لا تُضادُّ،وغافِرٌ لا تُظلَمُ،وصَمَدٌ لا تُطعَمُ،وقَیّومٌ لا تَنامُ،ومُجیبٌ لا تَسأَمُ، وجَبّارٌ لا تُعانُ،وعَظیمٌ لا تُرامُ،وعالِمٌ لا تُعَلَّمُ،وقَوِیٌّ لا تَضعُفُ،وحَلیمٌ لا تَعجَلُ،وجَلیلٌ

ص:491


1- .الحُزونَةُ:الخُشونَةُ (النهایة:ج 1 ص 380«حزن»).
2- الأمالی للطوسی:ص 462 ح 1029، بحار الأنوار:ج 95 ص 217 ح 9.
3- تحف العقول:ص 11،بحار الأنوار:ج 77 ص 65 ح 5.
4- المجتنی:ص 69،تاریخ دمشق:ج 13 ص 166 ح 3119 نحوه.
5- قال السیّد ابن طاووس قدس سره:«ومِن ذلِکَ دُعاءٌ جامِعٌ لِمَولانا ومُقتَدانا أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ فی کِتابِهِ کِتابِ فَضلِ الدُّعاءِ،قالَ:حَدَّثَنا یَعقوبُ بنُ یَزیدَ یَرفَعُهُ،قالَ:قالَ سَلمانُ الفارِسِیُّ رضی الله عنه،قالَ:سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ:قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،لَو دَعا داعٍ بِهذَا الدُّعاءِ عَلی صَفائِحِ الحَدیدِ لَذابَت،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً ! لَو دَعا داعٍ بِهذَا الدُّعاءِ عَلی ماءٍ جارٍ لَسَکَنَ حَتّی یَمُرَّ عَلَیهِ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً ! إنَّهُ مَن بَلَغَ بِهِ الجوعُ وَالعَطَشُ ثُمَّ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ أطعَمَهُ اللّهُ وسَقاهُ...»وذکر فضلاً کثیراً.

لا توصَفُ،ووَفِیٌّ لا تُخلِفُ،وغالِبٌ لا تُغلَبُ،وعادِلٌ لا تَحیفُ،وغَنِیٌّ لا تَفتَقِرُ،وکَبیرٌ لا تُغادَرُ،وحَکیمٌ لا تَجورُ،ووَکیلٌ لا تَحیفُ،وفَردٌ لا تَستَشیرُ،ووَهّابٌ لا تَمَلُّ،وعَزیزٌ لا تُستَذَلُّ،وسَمیعٌ لا تَذهَلُ،وجَوادٌ لا تَبخَلُ،وحافِظٌ لا تَغفَلُ،وقائِمٌ لا تَسهو،ودائِمٌ لا تَفنی،ومُحتَجِبٌ لا تُری،وباقٍ لا تَبلی،وواحِدٌ لا تُشَبَّهُ،ومُقتَدِرٌ لا تُنازَعُ.

یا کَریمُ الجَوادُ المُتَکَرِّمُ،یا ظاهِرُ یا قاهِرُ،أنتَ القادِرُ المُقتَدِرُ،یا عَزیزُ المُتَعَزِّزُ،یا مَن یُنادی مِن کُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ بِأَلسِنَةٍ شَتّی ولُغاتٍ مُختَلِفَةٍ وحَوائِجَ مُتَتابِعَةٍ،لا یَشغَلُکَ شَیءٌ عَن شَیءٍ،أنتَ الَّذی لا تُفنیکَ الدُّهورُ،ولا تُحیطُ بِکَ الأَمکِنَةُ،ولا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ویَسِّر لی ما أخافُ عُسرَهُ،وفَرِّج عَنّی ما أخافُ کَربَهُ،وسَهِّل لی ما أخافُ حُزونَتَهُ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

671.الإمام علی علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:ما مِن أحَدٍ مِن امَّتی قَضَی الصَّلاةَ ثُمَّ مَسَحَ وَجهَهُ بِیَدِهِ الیُمنی،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الحَزَنَ وَالهَمَّ وَالفِتَنَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ.

وقالَ صلی الله علیه و آله:ما مِن أحَدٍ مِن امَّتی فَعَلَ ذلِکَ إلّاأعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (2)

672.صحیح ابن حبّان عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:

اللّهُمَّ لا سَهلَ إلّاما جَعَلتَهُ سَهلاً،وأَنتَ تَجعَلُ الحَزنَ سَهلاً إذا شِئتَ. (3)

راجع:ص 43 (دعوات یونس علیه السلام ) وص 406 ح 551 وج3 ص 572 ح 2452 وص 574 ح 2453.

ص:492


1- .مهج الدعوات:ص 138 عن سلمان الفارسی عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 389 ح 29.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 171، الجعفریّات:ص 40 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،فلاح السائل:ص 333 ح 222 من دون إسناد إلیه علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.
3- صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 255 ح 974،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 127 ح 351،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 276 الرقم 1702، الأذکار المنتخبة:ص 130 ح 334،کنز العمّال:ج 2 ص 201 ح 3755.

2/9الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

673.الإمام علی علیه السلام -إنَّهُ کانَ إذا حَزَنَهُ أمرٌ خَلا فی بَیتٍ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ-:

یا کهیعص،یا نورُ یا قُدّوسُ،یا حَیُّ یا اللّهُ،یا رَحمنُ-ورَدَّدَها ثَلاثاً-اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَحبِسُ القِسَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ (1)الأَعداءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُمسِکُ غَیثَ السَّماءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوب الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ. (2)

674.عنه علیه السلام -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:

یا عُدَّتی عِندَ کُربَتی (3)،یا غِیاثی عِندَ شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ومُنجِحی فی حاجَتی،یا مَفزَعی فی وَرطَتی (4)،یا مُنقِذی مِن هَلَکَتی،یا کالِئی (5)فی وَحدَتی،اغفِر لی خَطیئَتی،ویَسِّر لی أمری،وَاجمَع لی شَملی،وأَنجِح لی طَلِبَتی،وأَصلِح لی شَأنی، وَاکفِنی ما أهَمَّنی،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَ العافِیَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی،وفِی الآخِرَةِ إذا تَوَفَّیتَنی،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (6)

ص:493


1- .الإدالَةُ:الغَلَبَةُ ( النهایة:ج 2 ص 141«دول»).
2- الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 47 ح 68 عن الحارث العکلی،کنز العمّال:ج 2 ص 656 ح 4999؛المجتنی:ص 61 عن الإمام الحسن علیه السلام نحوه.
3- الکُربَة:الغَمُّ الذی یأخذ بالنَفسَ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1560« کرب»).
4- الوَرطَةُ:الهوّة العَمیقةُ،ثمّ استعیر للناس إذا وقعوا ببلیّة یعسر المخرج منها (النهایة:ج 5 ص 174« ورط»).
5- الکَلاءةُ:الحِفظُ والحِراسة (النهایة:ج 4 ص 194«کلأ»).
6- مهج الدعوات:ص 145، مصباح المتهجد:ص 422 ح 541، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 191 ح 4.

675.بحار الأنوار عن عدیّ بن حاتم الطائیّ: دَخَلتُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام فَوَجَدتُهُ قائِماً یُصَلّی مُتَغَیِّراً لَونُهُ،فَلَم أرَ مُصَلِّیاً بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أتَمَّ رُکوعاً ولا سُجوداً مِنهُ،فَسَعَیتُ نَحوَهُ،فَلَمّا سَمِعَ بِحِسّی أشارَ بِیَدِهِ،فَوَقَفتُ حَتّی صَلّی رَکعَتَینِ أوجَزَهُما وأَکمَلَهُما ثُمَّ سَلَّمَ،ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً أطالَها،فَقُلتُ فی نَفسی:نامَ وَاللّهِ ! فَرَفَعَ رَأسَهُ،ثُمَّ قالَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وتَصدیقاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً،یا مُعِزَّ المُؤمِنینَ بِسُلطانِهِ،یا مُذِلَّ الجَبّارینَ بِعَظَمَتِهِ،أنتَ کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ عِندَ حُلولِ النَّوائِبِ،فَتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِرُحبِها،أنتَ خَلَقتَنی یا سَیِّدی رَحمَةً مِنکَ لی، ولَولا رَحمَتُکَ لَکُنتُ مِنَ الهالِکینَ،وأَنتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ مِن أعدائی،ولَولا نَصرُکَ لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ،یا مُنشِئَ البَرَکاتِ مِن مَواضِعِها،ومُرسِلَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها،ویا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالعِزِّ وَالرِّفعَةِ فَأَولِیاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعتَزّونَ،ویا مَن وَضَعَ لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعنَاقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ،أسأَ لُکَ بِکِبرِیائِکَ الَّتی شَقَقتَها مِن عَظَمَتِکَ، وبِعَظَمَتِکَ الَّتِی استَوَیتَ بِها عَلی عَرشِکَ،وعَلَوتَ بِها عَلی خَلقِکَ،وکُلُّهُم خاضِعٌ ذَلیلٌ لِعِزَّتِکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی أولَی الأَمرَینِ،تَبارَکتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

قالَ عَدِیُّ بنُ حاتِمٍ الطّائِیُّ:ثُمَّ التَفَتَ إلَیَّ أمیرُ المُؤمِنینَ بِکُلِّهِ فَقالَ:یا عَدِیُّ، أ سَمِعتَ ما قُلتُ أنَا؟قُلتُ:نَعَم یا أمیرَ المُؤمِنینَ.قالَ:وَالَّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! ما دَعا بِهِ مَکروبٌ،ولا تَوَسَّلَ إلَی اللّهِ بِهِ مَکروبٌ ولا مَسلوبٌ،إلّانَفَّسَ اللّهُ خِناقَهُ، وحَلَّ وَثاقَهُ،وفَرَّجَ هَمَّهُ،ویَسَّرَ غَمَّهُ،وحَقیقٌ عَلی مَن بَلَغَهُ أن یَتَحَفَّظَهُ.

قالَ عَدِیٌّ:فَما تَرَکتُ الدُّعاءَ مُنذُ سَمِعتُهُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ حَتَّی الآنَ. (2)

ص:494


1- .نِیرُ الفَدّانِ:الخَشَبَةُ المُعتَرِضَةُ فی عُنُق الثورین؛وقد یستعار للإذلال (مجمع البحرین:ج 3 ص 1853« نیر»).
2- بحار الأنوار:ج 86 ص 225 ح 45 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.

676.مُهَج الدعوات عن الإمام الحسین عن الإمام علیّ علیه السلام -فیما عَلَّمَهُ لِلشّابِّ المَشلولِ المَأخوذَ بِذَنبِهِ (1)-:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وفیهِ اسمُ اللّهِ الأَکبَرُ الأَعظَمُ،العَزیزُ الأَکرَمُ،الَّذی یُجیبُ بِهِ مَن دَعاهُ،ویُعطی بِهِ مَن سَأَلَهُ،ویُفَرِّجُ [بِهِ] (2)الهَمَّ،ویَکشِفُ بِهِ الکَربَ،ویُذهِبُ بِهِ الغَمَّ،ویُبرِئُ بِهِ السُّقمَ،ویَجبُرُ بِهِ الکَسیرَ،ویُغنی بِهِ الفَقیرَ،ویَقضی بِهِ الدَّینَ،ویَرُدُّ بِهِ العَینَ،ویَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ،ویَستُرُ بِهِ العُیوبَ،ویُؤمِنُ بِهِ کُلَّ خائِفٍ مِن شَیطانٍ مَریدٍ،وجَبّارٍ عَنیدٍ.ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ للّهِ ِ عَلی جَبَلٍ لَزالَ مِن مَکانِهِ،أو عَلی مَیِّتٍ لَأَحیاهُ اللّهُ بَعدَ مَوتِهِ،ولَو دَعا بِهِ عَلَی الماءِ لَمَشی عَلَیهِ بَعدَ أن لا یَدخُلَهُ العُجبُ.

فَاتَّقِ اللّهَ أیُّهَا الرَّجُلُ،فَقَد أدرَکَتنِی الرَّحمَةُ لَکَ،وَلیَعلَمِ اللّهُ مِنکَ صِدقَ النِّیَّةِ إنَّکَ لا تَدعو بِهِ فی مَعصِیَتِهِ ولا تُفیدُهُ إلَّاالثِّقَةَ فی دینِکَ،فَإِن أخلَصتَ النِّیَّةَ استَجابَ اللّهُ لَکَ، ورَأَیتَ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فی مَنامِکَ،یُبَشِّرُکَ بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.

قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیهما السلام:فَکانَ سُروری بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِیَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ؛لِأَ نَّنی لَم أکُن سَمِعتُهُ مِنهُ،ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِکَ.

ثُمَّ قالَ:اِیتِنی بِدَواةٍ وبَیاضٍ،وَاکتُب ما املیهِ عَلَیکَ.فَفَعَلتُ،وهُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ،بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا مَن لا یَعلَمُ ما هُوَ،ولا أینَ هُوَ،ولا حَیثُ هُوَ،ولا کَیفَ هُوَ،إلّاهُوَ،یا ذَا المُلکِ وَالمَلَکوتِ،یا ذَا العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،یا مَلِکُ یا قُدّوسُ،یا سَلامُ یا مُؤمِنُ یا مُهَیمِنُ،یا عَزیزُ یا جَبّارُ یا مُتَکَبِّرُ،یا خالِقُ یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ،یا مُفیدُ،[یا مُدَبِّرُ یا شَدیدُ،یا مُبدِئُ یا مُعیدُ یا مُبیدُ خ ل] یا وَدودُ یا مَحمودُ یا مَعبودُ،یا بَعیدُ یا قَریبُ یا مُجیبُ،یا رَقیبُ یا حَسیبُ،یا بَدیعُ یا رَفیعُ یا مَنیعُ،یا سَمیعُ یا عَلیمُ،یا

ص:495


1- .راجع نهج الدعاء:ص 363 ( قصص فی إجابة الدّعوات/استجابة دعاء الشّابِّ المشلول).
2- الزیادة من بحار الأنوار.

حَکیمُ یا کَریمُ یا قَدیمُ.

یا عَلِیُّ یا عَظیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا دَیّانُ یا مُستَعانُ،یا جَلیلُ یا جَمیلُ،یا وَکیلُ یا کَفیلُ،یا مُقیلُ یا مُنیلُ،یا نَبیلُ یا دَلیلُ،یا هادی یا بادی،یا أوَّلُ یا آخِرُ،یا ظاهِرُ یا باطِنُ،یا قائِمُ یا دائِمُ،یا عالِمُ یا حاکِمُ،یا قاضی یا عادِلُ،یا فاضِلُ یا واصِلُ،یا طاهِرُ یا مُطَهِّرُ،یا قادِرُ یا مُقتَدِرُ،یا کَبیرُ یا مُتَکَبِّرُ.

یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،ولَم یَکُن لَهُ صاحِبَةٌ ولا کانَ مَعَهُ وَزیرٌ،ولَا اتَّخَذَ مَعَهُ مُشیراً،ولَا احتاجَ إلی ظَهیرٍ،ولا کانَ مَعَهُ إلهٌ،لا إلهَ إلّا أنتَ فَتَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الجاحِدونَ (1)عُلُوّاً کَبیراً.

یا علیّ یا عالِمُ،یا شامِخُ یا باذِخُ،یا فَتّاحُ [یا نَفّاحُ خ ل] یا مُرتاحُ یا مُفَرِّجُ،یا ناصِرُ یا مُنتَصِرُ،یا مُهلِکُ [مُدرِکُ خ ل] یا مُنتَقِمُ،یا باعِثُ یا وارِثُ،یا أوَّلُ (2)یا طالِبُ یا غالِبُ،یا مَن لا یَفوتُهُ هارِبٌ،یا تَوّابُ یا أوّابُ یا وَهّابُ،یا مُسَبِّبَ الأَسبابِ،یا مُفَتِّحَ الأَبوابِ،یا مَن حَیثُ ما دُعِیَ أجابَ،یا طَهورُ یا شَکورُ،یا عَفُوُّ یا غَفورُ،یا نورَ النّورِ، یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا لَطیفُ یا خَبیرُ،یا مُتَجَبِّرُ یا مُنیرُ،یا بَصیرُ یا ظَهیرُ،یا کَبیرُ یا وَترُ،یا فَردُ یا صَمَدُ،یا سَنَدُ یا کافی،یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا شافی یا وافی یا مُعافی، یا مُنعِمُ یا مُتَفَضِّلُ،یا مُتَکَرِّمُ یا مُتَفَرِّدُ.

یا مَن عَلا فَقَهَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،یا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن عُبِدَ فَشَکَرَ،یا مَن عُصِیَ فَغَفَرَ وسَتَرَ،یا مَن لا تَحویهِ الفِکَرُ،ولا یُدرِکُهُ بَصَرٌ،ولا یَخفی عَلَیهِ أثَرٌ،یا رازِقَ البَشَرِ،ویا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَرٍ.

یا عالِیَ المَکانِ،یا شَدیدَ الأَرکانِ،یا مُبَدِّلَ الزَّمانِ،یا قابِلَ القُربانِ،یا ذَا المَنِّ

ص:496


1- .الظّالِمونَ (خ ل).
2- فی بحار الأنوار إضافة:«یا آخر».

وَالإِحسانِ،یا ذَا العِزِّ وَالسُّلطانِ،یا رَحیمُ یا رَحمنُ،یا عَظیمَ الشَّأنِ،یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ.

یا سامِعَ الأَصواتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا مُنجِحَ الطَّلِباتِ،یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا رَفیعَ الدَّرَجاتِ،یا مُعطِیَ المَسأَلاتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ (یا جامِعَ الشَّتاتِ خ ل)،یا مُطَّلِعَ عَلَی النِّیاتِ،یا رادَّ ما قَد فاتَ،یا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،یا مَن لا تُضجِرُهُ المَسأَلاتُ،ولا تَغشاهُ الظُّلُماتُ،یا نورَ الأَرضِ وَالسَّماواتِ.

یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،یا جامِعَ الاُمَمِ،یا شافِیَ السَّقَمِ،یا خالِقَ النّورِ وَالظُّلَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،یا مَن لا یَطَأُ عَرشَهُ قَدَمٌ.

یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ، یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أمانَ الخائِفینَ،یا ظَهرَ اللّاجینَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا غایَةَ الطّالِبینَ.

یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا مَلجَأَ کُلِّ طَریدٍ،یا مَأوی کُلِّ شَریدٍ، یا حافِظَ کُلِّ ضالَّةٍ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا فَکّاکَ کُلِّ أسیرٍ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مَن لَهُ التَّدبیرُ وَالتَّقدیرُ،یا مَنِ العَسیرُ عَلَیهِ سَهلٌ یَسیرٌ،یا مَن لا یَحتاجُ إلی تَفسیرٍ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ بَصیرٌ.

یا مُرسِلَ الرِّیاحِ،یا فالِقَ الإِصباحِ،یا باعِثَ الأَرواحِ،یا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ،یا مَن بِیَدِهِ کُلُّ مِفتاحٍ،یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا سابِقَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ کُلِّ نَفسٍ بَعدَ المَوتِ.

یا عُدَّتی فی شِدَّتی،یا حافِظی فی غُربَتی،یا مونِسی فی وَحدَتی،یا وَلِیّی فی نِعمَتی، یا کَنَفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وتُسلِمُنِی الأَقارِبُ،ویَخذُلُنی کُلُّ صاحِبٍ.

ص:497

یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا کَهفَ مَن لا کَهفَ لَهُ،یا رُکنَ مَن لا رُکنَ لَهُ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ،یا جارَ مَن لا جارَ لَهُ.

یا جارِیَ اللَّصیقَ،یا رُکنِیَ الوَثیقَ،یا إلهی بِالتَّحقیقِ،یا رَبَّ البَیتِ العَتیقِ،یا شَفیقُ یا رَفیقُ،فُکَّنی مِن حَلَقِ المَضیقِ،وَاصرِف عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وضیقٍ،وَاکفِنی شَرَّ ما لا اطیقُ،وأَعِنّی عَلی ما اطیقُ.

یا رادَّ یوسُفَ عَلی یَعقوبَ،یا کاشِفَ ضُرِّ أیّوبَ،یا غافِرَ ذَنبِ داوودَ،یا رافِعَ عیسَی بنِ مَریَمَ مِن أیدِی الیَهودِ،یا مُجیبَ نِداءِ یونُسَ فِی الظُّلُماتِ،یا مُصطَفِیَ موسی بِالکَلِماتِ،یا مَن غَفَرَ لِآدَمَ خَطیئَتَهُ،ورَفَعَ إدریسَ بِرَحمَتِهِ،یا مَن نَجّی نوحاً مِنَ الغَرَقِ،یا مَن أهلَکَ عاداً الاُولی وثَمودَ فَما أبقی،وقَومَ نوحٍ مِن قَبلُ،إنَّهُم کانوا هُم أظلَمَ وأَطغی،وَالمُؤتَفِکَةَ أهوی،یا مَن دَمَّرَ عَلی قَومِ لوطٍ،ودَمدَمَ عَلی قَومِ شُعَیبٍ.

یا مَنِ اتَّخَذَ إبراهیمَ خَلیلاً،یا مَنِ اتَّخَذَ موسی کَلیماً،وَاتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ حَبیباً،یا مُؤتِیَ لُقمانَ الحِکمَةَ،وَالواهِبَ لِسُلَیمانَ مُلکاً لا یَنبَغی لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ،یا مَن نَصَرَ ذَا القَرنَینِ عَلَی المُلوکِ الجَبابِرَةِ،یا مَن أعطَی الخِضرَ الحَیاةَ،ورَدَّ لِیوشَعَ بنِ نونٍ الشَّمسَ بَعدَ غُروبِها،یا مَن رَبَطَ عَلی قَلبِ امِّ موسی،وأَحصَنَ فَرجَ مَریَمَ بِنتِ عِمرانَ،یا مَن حَصَّنَ یَحیَی بنَ زَکَرِیّاءَ مِنَ الذَّنبِ،وسَکَّنَ عَن موسَی الغَضَبَ،یا مَن بَشَّرَ زَکَرِیّاءَ بِیَحیی،یا مَن فَدی إسماعیلَ مِنَ الذَّبحِ،یا مَن قَبِلَ قُربانَ هابیلَ وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلی قابیلَ،یا هازِمَ الأَحزابِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی جَمیعِ المُرسَلینَ ومَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وأَهلِ طاعَتِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ مَسأَلَةٍ سَأَلَکَ بِها أحَدٌ مِمَّن رَضیتَ عَنهُ فَحَتَمتَ لَهُ عَلَی الإِجابَةِ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِه بِهِ أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی شَیءٍ مِن کُتُبِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی

ص:498

عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وبِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ،وبِما لَو أنَّ ما فِی الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ وَالبَحرُ یَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أبحُرٍ ما نَفِدَت کَلِماتُ اللّهِ،إنَّ اللّهَ عَزیزٌ حَکیمٌ.

وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الحُسنَی الَّتی بَیَّنتَها فی کِتابِکَ فَقُلتَ: وَ لِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَادْعُوهُ بِها (1)،وقُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،وقُلتَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (3)،وقُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ (4).

وأَنَا أسأَ لُکَ یا إلهی وأَطمَعُ فی إجابَتی یا مَولایَ کَما وَعَدتَنی،وقَد دَعَوتُکَ کَم أمَرتَنی،فَافعَل بی کَذا وکَذا.

وتَسأَلُ اللّهَ تَعالی ما أحبَبتَ،وتُسَمّی حاجَتَکَ،ولا تَدعُ بِهِ إلّاوأَنتَ طاهِرٌ.

ثُمَّ قالَ لِلفَتی:إذا کانَتِ اللَّیلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ مَرّاتٍ،وَائتِنی مِن غَدٍ بِالخَبَرِ (5). (6)

راجع:ج 3 ص 577 ح 2254.

3/9الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَینِ(علیه السلام)

677.الإمام زین العابدین علیه السلام: لَمّا صَبَّحَتِ الخَیلُ الحُسَینَ علیه السلام رَفَعَ یَدَیهِ،وقالَ:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،ورَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ

ص:499


1- .الأعراف:180.
2- غافر:60.
3- البقرة:186.
4- الزمر:53.
5- فی المصدر:«بالخیر»،والتصویب من بحار الأنوار.
6- مُهج الدعوات:ص 151، المصباح للکفعمی:ص 348 ذکره فی الهامش،البلد الأمین:ص 337،بحار الأنوار:ج 95 ص 394 ح 33.

وعُدَّةٌ،کَم مِن هَمٍّ یَضعُفُ فیهِ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ فیهِ الصَّدیقُ،ویَشمَتُ فیهِ العَدُوُّ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،رَغبَةً مِنّی إلَیکَ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ، وأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حَسَنَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ. (1)

678.عنه علیه السلام: ضَمَّنی والِدی علیه السلام إلی صَدرِهِ یَومَ قُتِلَ وَالدِّماءُ تَغلی،وهُوَ یَقولُ:یا بُنَیَّ،احفَظ عَنّی دُعاءً عَلَّمَتنیهِ فاطِمَةُ علیها السلام،وعَلَّمَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وعَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام؛فِی الحاجَةِ وَالمُهِمِّ وَالغَمِّ،وَالنّازِلَةِ إذا نَزَلَت،وَالأَمرِ العَظیمِ الفادِحِ.قالَ:اُدعُ:

بِحَقِّ یس وَالقُرآنِ الحَکیمِ،وبِحَقِّ طه وَالقُرآنِ العَظیمِ،یا مَن یَقدِرُ عَلی حَوائِجِ السّائِلینَ،یا مَن یَعلَمُ ما فِی الضَّمیرِ،یا مُنَفِّسُ عَنِ المَکروبینَ،یا مُفَرِّجُ عَنِ المَغمومینَ، یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا مَن لا یَحتاجُ إلَی التَّفسیرِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (2)

679.الإمام الحسین علیه السلام: دَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وعِندَهُ ابَیُّ بنُ کَعبٍ،فَقالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَرحَباً بِکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،یا زَینَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،قالَ لَهُ ابَیٌّ:وکَیفَ یَکونُ یا رَسولَ اللّهِ زَینَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ أحَدٌ غَیرُکُ؟

قالَ:یا ابَیُّ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً ! إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ فِی السَّماءِ أکبَرُ مِنهُ فِی الأَرضِ،وإنَّهُ لَمَکتوبٌ عَن یَمینِ عَرشِ اللّهِ عز و جل:«مِصباحُ هُدیً،وسَفینَةُ نَجاةٍ،وإمامُ خَیرٍ ویُمنٍ،وعِزٍّ وفَخرٍ وعِلمٍ وذُخرٍ»،وإنَّ اللّهَ عز و جل رَکَّبَ فی صُلبِهِ نُطفَةً طَیِّبَةً مُبارَکَةً زَکِیَّةً،ولَقَد لُقِّنَ دَعَواتٍ ما یَدعو بِهِنَّ مَخلوقٌ إلّاحَشَرَهُ اللّهُ عز و جل مَعَهُ،وکانَ شَفیعَهُ فی آخِرَتِهِ،وفَرَّجَ اللّهُ عَنهُ کَربَهُ،وقَضی بِها دَینَهُ،ویَسَّرَ أمرَهُ،وأَوضَحَ سَبیلَهُ،وقَوّاهُ عَلی

ص:500


1- .الإرشاد:ج 2 ص 96، بحار الأنوار:ج 45 ص 4؛ [2]تاریخ الطبری:ج 5 ص 423، [3]تاریخ دمشق:ج 14 ص 217 کلاهما عن أبی خالد الکاهلی،سیر أعلام النبلاء:ج 3 ص 301،وفیه صدره إلی«نزل بی ثقة»،الکامل فی التاریخ:ج 2 ص 561.
2- الدعوات:ص 54 ح 137،بحار الأنوار:ج 95 ص 196 ح 29.

عَدُوِّهِ،ولَم یَهتِک سِترَهُ.

فَقالَ لَهُ ابَیُّ بنُ کَعبٍ:وما هذِهِ الدَّعَواتُ یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:تَقولُ إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ وأَنتَ قاعِدٌ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَلِماتِکَ،ومَعاقِدِ عَرشِکَ،وسُکّانِ سَماواتِکَ،وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ، أن تَستَجیبَ لی،فَقَد رَهِقَنی (1)مِن أمری عُسراً،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری یُسراً.

فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یُسَهِّلُ أمرَکَ،ویَشرَحُ صَدرَکَ،ویُلَقِّنُکَ شَهادَةَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ عِندَ خُروجِ نَفسِکَ. (2)

4/9الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ(علیه السلام)

680.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا عَرَضَت لَهُ مُهِمَّةٌ أو نَزَلَت بِهِ مُلِمَّةٌ وعِندَ الکَربِ-:

یا مَن تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ المَکارِهِ،ویا مَن یُفثَأُ (3)بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ،ویا مَن یُلتَمَسُ مِنهُ المَخرَجُ إلی رَوحِ الفَرَجِ،ذَلَّت لِقُدرَتِکَ الصِّعابُ،وتَسَبَّبَت بِلُطفِکَ الأَسبابُ،وجَری بِقُدرَتِکَ القَضاءُ،ومَضَت عَلی إرادَتِکَ الأَشیاءُ،فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دونَ قَولِکَ مُؤتَمِرَةٌ، وبِإِرادَتِکَ دونَ نَهیِکَ مُنزَجِرَةٌ.

أنتَ المَدعُوُّ لِلمُهِمّاتِ،وأَنتَ المَفزَعُ فِی المُلِمّاتِ،لا یَندَفِعُ مِنها إلّاما دَفَعتَ،ولا یَنکَشِفُ مِنها إلّاما کَشَفتَ،وقَد نَزَلَ بی یا رَبِّ ما قَد تَکَأَّدَنی (4)ثِقلُهُ،وأَلَمَّ بی ما قَد

ص:501


1- .رَهِقَهُ الدَّینُ:إذا غَشِیَهُ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 740«رهق»).
2- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 59 ح 29 عن علی بن عاصم عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 184 ح 1.
3- یُفثأ:یُکسر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1363«فثأ»).
4- تکّأّدَهُ:شقّ علیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1540«کأد»).

بَهَظَنی حَملُهُ،وبِقُدرَتِکَ أورَدتَهُ عَلَیَّ،وبِسُلطانِکَ وَجَّهتَهُ إلَیَّ.

فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ،ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ،ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ،ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافتَح لی یا رَبِّ بابَ الفَرَجِ بِطَولِکَ،وَاکسِر عَنّی سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِکَ،وأَنِلنی حُسنَ النَّظَرِ فیما شَکَوتُ،وأَذِقنی حَلاوَةَ الصُّنعِ فیما سَأَلتُ،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً وفَرَجاً هَنیئاً،وَاجعَل لی مِن عِندِکَ مَخرَجاً وَحِیّاً (1).

ولا تَشغَلنی بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فُروضِکَ وَاستِعمالِ سُنَّتِکَ،فَقَد ضِقتُ لِما نَزَلَ بی یا رَبِّ ذَرعاً،وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَیَّ هَمّاً،وأَنتَ القادِرُ عَلی کَشفِ ما مُنیتُ بِهِ، ودَفعِ ما وَقَعتُ فیهِ.

فَافعَل بی ذلِکَ،وإن لَم أستَوجِبهُ مِنکَ یا ذَا العَرشِ العَظیمِ. (2)

681.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا أحزَنَهُ أمرٌ وأَهَمَّتهُ الخَطایا-:

اللّهُمَّ یا کافِیَ الفَردِ الضَّعیفِ،وواقِیَ الأَمرِ المَخوفِ،أفرَدَتنِی الخَطایا فَلا صاحِبَ مَعی،وضَعُفتُ عَن غَضَبِکَ فَلا مُؤَیِّدَ لی،وأَشرَفتُ عَلی خَوفِ لِقائِکَ فَلا مُسَکِّنَ لِرَوعَتی، ومَن یُؤمِنُنی مِنکَ وأَنتَ أخَفتَنی،ومَن یُساعِدُنی وأَنتَ أفرَدتَنی،ومَن یُقَوّینی وأَنتَ أضعَفتَنی؟

لا یُجیرُ یا إلهی إلّارَبٌّ عَلی مَربوبٍ،ولا یُؤمِنُ إلّاغالِبٌ عَلی مَغلوبٍ،ولا یُعینُ إلّا طالِبٌ عَلی مَطلوبٍ،وبِیَدِکَ یا إلهی جَمیعُ ذلِکَ السَّبَبِ،وإلَیکَ المَفَرُّ وَالمَهرَبُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَجِر هَرَبی وأَنجِح مَطلَبی.

اللّهُمَّ إنَّکَ إن صَرَفتَ عَنّی وَجهَکَ الکَریمَ،أو مَنَعتَنی فَضلَکَ الجَسیمَ،أو حَظَرتَ (3)

ص:502


1- .الوَحِیُّ-علی فعیل-:السریع (لسان العرب:ج 15 ص 382« وحی»).
2- الصحیفة السجادیة:ص 43 الدعاء 7، البلد الأمین:ص 445.
3- الحَظرُ:المَنعُ ( النهایة:ج 1 ص 405«حظر»).

عَلَیَّ رِزقَکَ،أو قَطَعتَ عَنّی سَبَبَکَ،لَم أجِدِ السَّبیلَ إلی شَیءٍ مِن أمَلی غَیرَکَ،ولَم أقدِر عَلی ما عِندَکَ بِمَعونَةِ سِواکَ،فَإِنّی عَبدُکَ وفی قَبضَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،لا أمرَ لی مَعَ أمرِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،ولا قُوَّةَ لی عَلَی الخُروجِ مِن سُلطانِکَ،ولا أستَطیعُ مُجاوَزَةَ قُدرَتِکَ،ولا أستَمیلُ هَواکَ،ولا أبلُغُ رِضاکَ،ولا أنالُ ما عِندَکَ إلّا بِطاعَتِکَ وبِفَضلِ رَحمَتِکَ.

إلهی أصبَحتُ وأَمسَیتُ عَبداً داخِراً (1)لَکَ،لا أملِکُ لِنَفسی نَفعاً ولا ضَرّاً إلّابِکَ، أشهَدُ بِذلِکَ عَلی نَفسی،وأَعتَرِفُ بِضَعفِ قُوَّتی،وقِلَّةِ حیلَتی،فَأَنجِز لی ما وَعَدتَنی، وتَمِّم لی ما آتَیتَنی،فَإِنّی عَبدُکَ المِسکینُ المُستَکینُ الضَّعیفُ الضَّریرُ،الحَقیرُ،المَهینُ الفَقیرُ،الخائِفُ المُستَجیرُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَجعَلنی ناسِیاً لِذِکرِکَ فیما أولَیتَنی،ولا غافِلاً لِإِحسانِکَ فیما أبلَیتَنی،ولا آیِساً مِن إجابَتِکَ لی وإن أبطَأَت عَنّی،فی سَرّاءَ کُنتُ أو ضَرّاءَ أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ،أو عافِیَةٍ أو بَلاءٍ،أو بُؤسٍ أو نَعماءَ،أو جِدَةٍ (2)أو لَأواءَ،أو فَقرٍ أو غِنیً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل ثَنائی عَلَیکَ،ومَدحی إیّاکَ،وحَمدی لَکَ فی کُلِّ حالاتی،حَتّی لا أفرَحَ بِما آتَیتَنی مِنَ الدُّنیا،ولا أحزَنَ عَلی ما مَنَعتَنی فیها،وأَشعِر قَلبی تَقواکَ،وَاستَعمِل بَدَنی فیما تَقبَلُهُ مِنّی،وَاشغَل بِطاعَتِکَ نَفسی عَن کُلِّ ما یَرِدُ عَلَیَّ، حَتّی لا احِبَّ شَیئاً مِن سُخطِکَ،ولا أسخَطَ شَیئاً مِن رِضاکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وفَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ،وَاشغَلهُ بِذِکرِکَ،وَانعَشهُ بِخَوفِکَ وبِالوَجَلِ مِنکَ،وقَوِّهِ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ،وأَمِلهُ إلی طاعَتِکَ،وأَجرِ بِهِ فی أحَبِّ السُّبُلِ إلَیکَ،

ص:503


1- .الداخر:الذلیل المُهان ( النهایة:ج 2 ص 107«دخر»).
2- الجدة:الغِنی وکثرة المال والاستطاعة ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1909«وجد»).

وذَلِّلهُ بِالرَّغبَةِ فیما عِندَکَ أیّامَ حَیاتی کُلِّها،وَاجعَل تَقواکَ مِنَ الدُّنیا زادی،وإلی رَحمَتِکَ رِحلَتی،وفی مَرضاتِکَ مَدخَلی،وَاجعَل فی جَنَّتِکَ مَثوایَ،وهَب لی قُوَّةً أحتَمِلُ بِها جَمیعَ مَرضاتِکَ،وَاجعَل فِراری إلَیکَ،ورَغبَتی فیما عِندَکَ،وأَلبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا کافِرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا بی إلَیهِم حاجَةً،بَلِ اجعَل سُکونَ قَلبی،واُنسَ نَفسی، وَاستِغنائی وکِفایَتی بِکَ وبِخِیارِ خَلقِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی لَهُم قَریناً،وَاجعَلنی لَهُم نَصیراً،وَامنُن عَلَیَّ بِشَوقٍ إلَیکَ،وبِالعَمَلِ لَکَ بِما تُحِبُّ وتَرضی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (1)

682.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الشِّدَّةِ وَالجَهدِ وتَعَسُّرِ الاُمورِ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ کَلَّفتَنی مِن نَفسی ما أنتَ أملَکُ بِه مِنّی،وقُدرَتُکَ عَلَیهِ وعَلَیَّ أغلَبُ مِن قُدرَتی،فَأَعطِنی مِن نَفسی ما یُرضیکَ عَنّی،وخُذ لِنَفسِکَ رِضاها مِن نَفسی فی عافِیَةٍ.

اللّهُمَّ لا طاقَةَ لی بِالجَهدِ،ولا صَبرَ لی عَلَی البَلاءِ،ولا قُوَّةَ لی عَلَی الفَقرِ،فَلا تَحظُر (2)عَلَیَّ رِزقی،ولا تَکِلنی إلی خَلقِکَ،بَل تَفَرَّد بِحاجتی،وتَوَلَّ کِفایَتی،وَانظُر إلَیَّ،وَانظُر لی فی جَمیعِ اموری،فَإِنَّکَ إن وَکَلتَنی إلی نَفسی عَجَزتُ عَنها ولَم اقِم ما فیهِ مَصلَحَتُها، وإن وَکَلتَنی إلی خَلقِکَ تَجَهَّمونی (3)،وإن ألجَأتَنی إلی قَرابَتی حَرَمونی،وإن أعطَوا أعطَوا قَلیلاً نَکِداً (4)ومَنّوا عَلَیَّ طَویلاً،وذَمّوا کَثیراً،فَبِفَضلِکَ اللّهُمَّ فَأَغنِنی،وبِعَظَمَتِکَ فَانعَشنی،وبِسَعَتِکَ فَابسُط یَدی،وبِما عِندَکَ فَاکفِنی.

ص:504


1- .الصحیفة السجادیة:ص 89 الدعاء 21.
2- حَظَرتُهُ:أی منعتُه (المصباح المنیر:ص 141« حظر»).
3- یتجهّمنی:أی یلقانی بالغلظة والوجه الکریه (النهایة:ج 1 ص 323« جهم»).
4- نَکِدٌ:أی قلیلٌ عَسِرٌ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1831«نکد»).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلِّصنی مِنَ الحَسَدِ،وَاحصُرنی عَنِ الذُّنوبِ،ووَرِّعنی عَنِ المَحارِمِ،ولا تُجَرِّئنی عَلَی المَعاصی،وَاجعَل هَوایَ عِندَکَ،ورِضایَ فیما یَرِدُ عَلَیَّ مِنکَ،وبارِک لی فیما رَزَقتَنی وفیما خَوَّلتَنی،وفیما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،وَاجعَلنی فی کُلِّ حالاتی مَحفوظاً،مَکلوءاً (1)مَستوراً مَمنوعاً مُعاذاً مُجاراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقضِ عَنّی کُلَّ ما ألزَمتَنیهِ،وفَرَضتَهُ عَلَیَّ لَکَ فی وَجهٍ مِن وُجوهِ طاعَتِکَ،أو لِخَلقٍ مِن خَلقِکَ وإن ضَعُفَ عَن ذلِکَ بَدَنی،ووَهَنَت عَنهُ قُوَّتی،ولَم تَنَلهُ مَقدُرَتی،ولَم یَسَعهُ مالی ولا ذاتُ یَدی،ذَکَرتُهُ أو نَسیتُهُ هُوَ یا رَبِّ مِمّا قَد أحصَیتَهُ عَلَیَّ،وأَغفَلتُهُ أنَا مِن نَفسی،فَأَدِّهِ عَنّی مِن جَزیلِ عَطِیَّتِکَ وکَثیرِ ما عِندَکَ،فَإِنَّکَ واسِعٌ کَریمٌ،حَتّی لا یَبقی عَلَیَّ شَیءٌ مِنهُ،تُریدُ أن تُقاصَّنی (2)بِهِ مِن حَسَناتی،أو تُضاعِفَ بِهِ مِن سَیِّئاتی یَومَ ألقاکَ یا رَبِّ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنِی الرَّغبَةَ فِی العَمَلِ لَکَ لِآخِرَتی،حَتّی أعرِفَ صِدقَ ذلِکَ مِن قَلبی،وحَتّی یَکونَ الغالِبُ عَلَیَّ الزُّهدَ فی دُنیایَ،وحَتّی أعمَلَ الحَسَناتِ شَوقاً، وآمَنَ مِنَ السَّیِّئاتِ فَرَقاً (3)وخَوفاً،وهَب لی نوراً أمشی بِهِ فِی النّاسِ،وأَهتَدی بِهِ فِی الظُّلُماتِ،وأَستَضیءُ بِهِ مِنَ الشَّکِّ وَالشُّبُهاتِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی خَوفَ غَمِّ الوَعیدِ،وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ،حَتّی أجِدَ لَذَّةَ ما أدعوکَ لَهُ،وکَآبَةَ ما أستَجیرُ بِکَ مِنهُ.

اللّهُمَّ قَد تَعلَمُ ما یُصلِحُنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی،فَکُن بِحَوائِجی حَفِیّاً. (4)

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الحَقَّ عِندَ تَقصیری فِی الشُّکرِ لَکَ،بِما

ص:505


1- .کَلَأَهُ:حَفِظَهُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1584«کلأ»).
2- تقاصَّ القومُ:إذا قاصّ کلّ واحد منهم صاحبَه فی حساب أو غیره (لسان العرب:ج 7 ص 76« قصص»).
3- الفَرَقُ:الخَوفُ والفَزَعُ (النهایة:ج 3 ص 438«فرق»).
4- حَفِیَ به:أی بالغَ فی بِرِّه والسؤال عن حاله (النهایة:ج 1 ص 409« حفا»).

أنعَمتَ عَلَیَّ فِی الیُسرِ وَالعُسرِ،وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ،حَتّی أتَعَرَّفَ مِن نَفسی رَوحَ الرِّضا، وطُمَأنینَةَ النَّفسِ مِنّی بِما یَجِبُ لَکَ،فیما یَحدُثُ فی حالِ الخَوفِ وَالأَمنِ،وَالرِّضا وَالسُّخطِ،وَالضَّرِّ وَالنَّفعِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی سَلامَةَ الصَّدرِ مِنَ الحَسَدِ حَتّی لا أحسُدَ أحَداً مِن خَلقِکَ عَلی شَیءٍ مِن فَضلِکَ،وحَتّی لا أری نِعمَةً مِن نِعَمِکَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ فی دینٍ أو دُنیا،أو عافِیَةٍ أو تَقوی أو سَعَةٍ أو رَخاءٍ،إلّارَجَوتُ لِنَفسی أفضَلَ ذلِکَ بِکَ ومِنکَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنِی التَّحَفُّظَ مِنَ الخَطایا،وَالاِحتِراسَ مِنَ الزَّلَلِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ فی حالِ الرِّضا وَالغَضَبِ،حَتّی أکونَ بِما یَرِدُ عَلَیَّ مِنهُما بِمَنزِلَةٍ سَواءٍ، عامِلاً بِطاعَتِکَ،مُؤثِراً لِرِضاکَ عَلی ما سِواهُما فِی الأَولِیاءِ وَالأَعداءِ،حَتّی یَأمَنَ عَدُوّی مِن ظُلمی وجَوری،ویَیأَسَ وَلِیّی مِن مَیلی وَانحِطاطِ هَوایَ.

وَاجعَلنی مِمَّن یَدعوکَ مُخلِصاً فِی الرَّخاءِ،دُعاءَ المُخلِصینَ المُضطَرّینَ لَکَ فِی الدُّعاءِ، إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)

683.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی استِکشافِ الهُمومِ-:

یا فارِجَ الهَمِّ،وکاشِفَ الغَمِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافرُج هَمّی،وَاکشِف غَمّی.یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اعصِمنی وطَهِّرنی وَاذهَب بِبَلِیَّتی.

-وَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ وَالمُعَوِّذَتَینِ وقُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ،وقُل-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ وکَثُرَت ذُنوبُهُ،سُؤالَ مَن لا یَجِدُ لِفاقَتِهِ مُغیثاً،ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّیاً،ولا لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ.یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،

ص:506


1- .الصحیفة السجادیة:ص 93 الدعاء 22، البلد الأمین:ص 459.

أسأَ لُکَ عَمَلاً تُحِبُّ بِهِ مَن عَمِلَ بِهِ،ویَقیناً تَنفَعُ بِهِ مَنِ استَیقَنَ بِهِ حَقَّ الیَقینِ فی نَفاذِ أمرِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاقبِض عَلَی الصِّدقِ نَفسی،وَاقطَع مِنَ الدُّنیا حاجَتی،وَاجعَل فیما عِندَکَ رَغبَتی شَوقاً إلی لِقائِکَ،وهَب لی صِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ.

أسأَ لُکَ مِن خَیرِ کِتابٍ قَد خَلا،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کِتابٍ قَد خَلا.أسأَ لُکَ خَوفَ العابِدینَ لَکَ،وعِبادَةَ الخاشِعینَ لَکَ،ویَقینَ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وتَوَکُّلَ المُؤمِنینَ عَلَیکَ.

اللّهُمَّ اجعَل رَغبَتی فی مَسأَلَتی مِثلَ رَغبَةِ أولِیائِکَ فی مَسائِلِهِم،ورَهبَتی مِثلَ رَهبَةِ أولِیائِکَ،وَاستَعمِلنی فی مَرضاتِکَ عَمَلاً لا أترُکُ مَعَهُ شَیئاً مِن دینِکَ مَخافَةَ أحَدٍ مِن خَلقِکَ.

اللّهُمَّ هذِهِ حاجَتی فَأَعظِم فیها رَغبَتی،وأَظهِر فیها عُذری،ولَقِّنی فیها حُجَّتی،وعافِ فیها جَسَدی.

اللّهُمَّ مَن أصبَحَ لَهُ ثِقَةٌ أو رَجاءٌ غَیرُکَ،فَقَد أصبَحتُ وأَنتَ ثِقَتی ورَجائی فِی الاُمورِ کُلِّها،فَاقضِ لی بِخَیرِها عاقِبَةً،ونَجِّنی مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ المُصطَفی وعَلی آلِهِ الطّاهِرینَ. (1)

684.نثر الدرّ: کَتَبَ الوَلیدُ بنُ عَبدِ المَلِکِ إلی صالِحِ بنِ عَبدِ اللّهِ المُرِّیِّ عامِلِهِ عَلَی المَدینَةِ:أبرِزِ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ-وکانَ مَحبوساً-فَاضرِبهُ فی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَمسَمِئَةِ سَوطٍ.

فَأَخرَجَهُ إلَی المَسجِدِ،وَاجتَمَعَ النّاسُ،وصَعِدَ صالِحٌ لِیَقرَأَ عَلَیهِمُ الکِتابَ ثُمَّ یَنزِلَ فَیَأمُرَ بِضَربِهِ،فَبَینا هُوَ یَقرَأُ الکِتابَ إذ جاءَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام فَأَفرَجَ لَهُ النّاسُ حَتَّی انتَهی إلَی الحَسَنِ،فَقالَ:یَابنَ عَمِّ،ما لَکَ؟اُدعُ اللّهَ بِدُعاءِ الکَربِ یُفَرِّجِ اللّهُ عَنکَ،فَقالَ:

ص:507


1- .الصحیفة السجادیة:ص 227 الدعاء 54.

ما هُوَ یَابنَ عَمِّ؟

قالَ:قُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

قالَ:وَانصَرَفَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،وأَقبَلَ الحَسَنُ یُکَرِّرُها،فَلَمّا فَرَغَ صالِحٌ مِن قِراءَةِ الکِتابِ ونَزَلَ،قالَ:أری سِجنَهُ،رَجُلٌ مَظلومٌ،أخِّروا أمرَهُ وأَ نَا اراجِعُ أمیرَ المُؤمِنینَ فی أمرِهِ.فَأَخَّروهُ ثُمَّ اطلِقَ بَعدَ أیّامٍ. (1)

راجع:ج3 ص 546 (دعوات الفرج/الدعوات المأثورة عن الإمام زین العابدین علیه السلام ).

5/9الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ(علیه السلام)

685.الإمام الصادق صلی الله علیه و آله: عَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ کَیفَ لا یَفزَعُ إلی قَولِهِ تَعالی: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ فَإِنّی سَمِعتُ اللّهَ عز و جل یَقولُ بِعَقِبِها: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (2)

686.عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ لِأَربَعٍ....وَالرّابِعَةُ لِلغَمِّ وَالهَمِّ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ،قالَ اللّهُ سُبحانَهُ: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (3)

687.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لَمَّا استَدعاهُ المَنصورُ إلَی الکوفَةِ-:

ص:508


1- .نثر الدرّ:ج 1 ص 341، مهج الدعوات:ص 332 [2] بزیادة«لا إله إلّااللّه الحلیم الکریم»فی أوّل الدعاء،بحار الأنوار:ج 95 ص 33 ح 29.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 393 ح 5835،الخصال:ص 218 ح 43،الأمالی للصدوق:ص 55 ح 9 کلّها عن أبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمّد بن حمران،روضة الواعظین:ص 493، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 184 ح 1.
3- تهذیب الأحکام:ج 6 ص 171 ح 329 عن کرام.

اللّهُمَّ بِکَ أستَفتِحُ،وبِکَ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل حُزونَتَهُ (1)وکُلَّ حُزونَةٍ،وسَهِّل لی صُعوبَتَهُ وکُلَّ صُعوبَةٍ،وَارزُقنی مِنَ الخَیرِ فَوقَ ما أرجو،وَاصرِف عَنّی مِنَ الشَّرِّ فَوقَ ما أحذَرُ،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ. (2)

688.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کُربَةٍ،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،کَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ عَنهُ القَریبُ وَالبَعیدُ،ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،وتَعنینی (3)فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً فیهِ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ، ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (4)

689.الکافی عن ابن محبوب: حَدَّثَنا نوحٌ أبُو الیَقظانِ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قالَ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ (5)الَّتی لا تُنالُ مِنکَ إلّابِرِضاکَ،وَالخُروجَ مِن جَمیعِ مَعاصیکَ،وَالدُّخولَ فی کُلِّ ما یُرضیکَ،وَالنَّجاةَ مِن کُلِّ وَرطَةٍ،وَالمَخرَجَ مِن کُلِّ کَبیرَةٍ أتی بِها مِنّی عَمدٌ،أو زَلَّ بِها مِنّی خَطَأٌ،أو خَطَرَ بِها عَلَیَّ خَطَراتُ الشَّیطانِ،أسأَ لُکَ

ص:509


1- .الحَزن:المکان الغلیظ الخشن،والحزونة:الخشونة (النهایة:ج 1 ص 380« حزن»).
2- مهج الدعوات:ص 189 عن إبراهیم بن جبلة،بحار الأنوار:ج 94 ص 285 ح 2.
3- فی تهذیب الأحکام و الإقبال:« وتعیینی»بدل«وتعنینی».
4- الکافی:ج 2 ص 578 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 94 ح 255 کلاهما عن بکر بن محمّد،مصباح المتهجّد،ص 570، [6]الإقبال:ج 1 ص 333، [7]بحار الأنوار:ج 94 ص 284 ح 2.
5- الظاهر أنّ الباء فی«برحمتک»زائدة فی المفعول،فیکون المقصود بالسؤال:الرحمة.أو للتعدیة،کما فی قوله تعالی: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ» (المعارج:1) أو للقسم،أو للسببیّة إذا کان الواو غیر موجودة فی«والخروج»وهو عطف علی محلّ«برحمتک».والقول بأنّه وکذا المعطوفات بعده مجرور عطفاً علی«رضاک»کما فی شرح المازندرانی خطأ.وللمزید راجع مرآة العقول ( [10]هامش المصدر من الطبعة الحدیثة).

خَوفاً توقِفُنی بِهِ عَلی حُدودِ رِضاکَ،وتَشعَبُ (1)بِهِ عَنّی کُلَّ شَهوَةٍ خَطَرَ بِها هَوایَ،وَاستَزَلَّ بِها رَأیی لِیُجاوِزَ حَدَّ حَلالِکَ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الأَخذَ بِأَحسَنِ ما تَعلَمُ،وتَرکَ سَیِّئِ کُلِّ ما تَعلَمُ،أو أخطَأُ مِن حَیثُ لا أعلَمُ أو مِن حَیثُ أعلَمُ،أسأَ لُکَ السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالزُّهدَ فِی الکَفافِ،وَالمَخرَجَ بِالبَیانِ مِن کُلِّ شُبهَةٍ،وَالصَّوابَ فی کُلِّ حُجَّةٍ،وَالصِّدقَ فی جَمیعِ المَواطِنِ،وإنصافَ النّاسِ مِن نَفسی فیما عَلَیَّ ولی،وَالتَّذَلُّلَ فی إعطاءِ النَّصَفِ مِن جَمیعِ مَواطِنِ السُّخطِ وَالرِّضا،وتَرکَ قَلیلِ البَغیِ وکَثیرِهِ فِی القَولِ مِنّی وَالفِعلِ،وتَمامَ نِعمَتِکَ فی جَمیعِ الأَشیاءِ،وَالشُّکرَ لَکَ عَلَیها لِکَی تَرضی وبَعدَ الرِّضا،وأَسأَ لُکَ الخِیَرَةَ فی کُلِّ ما یَکونُ فیهِ الخِیَرَةُ بِمَیسورِ الاُمورِ کُلِّها لا بِمَعسورِها،یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ.

وَافتَح لی بابَ الأَمرِ الَّذی فیهِ العافِیَةُ وَالفَرَجُ،وَافتَح لی بابَهُ ویَسِّر لی مَخرَجَهُ،ومَن قَدَّرتَ لَهُ عَلَیَّ مَقدُرَةً مِن خَلقِکَ،فَخُذ عَنّی بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ،ولِسانِهِ ویَدِهِ،وخُذهُ عَن یَمینِهِ وعَن یَسارِهِ،ومِن خَلفِهِ ومِن قُدّامِهِ،وَامنَعهُ أن یَصِلَ إلَیَّ بِسوءٍ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناءُ وَجهِکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ.

اللّهُمَّ أنتَ رَجائی فی کُلِّ کُربَةٍ،وأَنتَ ثِقَتی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَشمَتُ فیهِ العَدُوُّ، وتُعیی فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً إلَیکَ فیهِ عَمَّن سِواکَ،قَد فَرَّجتَهُ وکَفَیتَهُ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (2)

ص:510


1- .شَعبتُ الشیء:أی صدعته وأصلحته (مجمع البحرین:ج 2 ص 954«شعب»).
2- الکافی:ج 2 ص 592 ح 32، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 82 ح 238 عن حمّاد عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 319 [2] عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 126 ح 3.

690.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن دَهِمَهُ أمرٌ مِن سُلطانٍ أو مِن عَدُوٍّ حاسِدٍ فَلیَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،وَلیَدعُ عَشِیَّةَ الجُمُعَةِ لَیلَةَ السَّبتِ،وَلیَقُل فی دُعائِهِ:

أی رَبّاه،أی سَیِّداه،أی سَنَداه،أی أمَلاه،أی رَجایاه،أی عِماداه،أی کَهفاه،أی حِصناه،أی حِرزاه،أی فَخراه،بِکَ آمَنتُ ولَکَ أسلَمتُ وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وبابَکَ قَرَعتُ وبِفِنائِکَ نَزَلتُ،وبِحَبلِکَ اعتَصَمتُ وبِکَ استَغَثتُ،وبِکَ أعوذُ وبِکَ ألوذُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وإلَیکَ ألجَأُ وأَعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ فی جَمیعِ اموری،وأَنتَ غِیاثی وعِمادی وأَنتَ عِصمَتی ورَجائی.

وأَنتَ اللّهُ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی وَارحَمنی،وخُذ بِیَدی وأَنقِذنی وقِنی وَاکفِنی وَاکلَأنی وَارعَنی فی لَیلی ونَهاری،وإمسائی وإصباحی،ومُقامی وسَفَری،یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أعدَلَ الفاصِلینَ،ویا إلهَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،ویا مالِکَ یَومِ الدّینِ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ، بِفاطِمَةَ یا اللّهُ،بِالحَسَنِ یا اللّهُ،بِالحُسَینِ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ.صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.

قالَ الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ:فَعَرَضتُهُ عَلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام فَزادنی فیهِ:

بِجَعفَرٍ یا اللّهُ،بِموسی یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِالحَسَنِ یا اللّهُ،بِحُجَّتِکَ ثُمَّ خَلیفَتِکَ فی بِلادِکَ یا اللّهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخُذ بِناصِیَةِ مَن أخافُهُ-وتُسَمّیهِ بِاسمِهِ-وذَلِّل لی صَعبَهُ،وسَهِّل لی قِیادَهُ،ورُدَّ عَنّی نافِرَةَ قَلبِهِ،وَارزُقنی خَیرَهُ وَاصرِف عَنّی شَرَّهُ،فَإِنّی بِکَ اللّهُمَّ أعوذُ وأَلوذُ،وبِکَ أثِقُ وعَلَیکَ أعتَمِدُ وأَتَوَکَّلُ،

ص:511

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاصرِفهُ عَنّی،فَإِنَّکَ غِیاثُ المُستَغیثینَ وجارُ المُستَجیرینَ،ولَجَأُ اللّاجِئینَ،وأَرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

691.مهج الدعوات: دُعاءُ التَّضَرُّعِ وکانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَدعو بِهِ فِی الشَّدائِدِ،ویَکشِفُ عَن ذِراعَیهِ ویَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ ویَنتَحِبُ ویُکثِرُ البُکاءَ:

اللّهُمَّ،لَولا أن القِیَ بِیَدی،واُعینَ عَلی نَفسی واُخالِفَ کِتابَکَ،وقَد قُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (3)لَمَا انشَرَحَ قَلبی ولِسانی لِدُعائِکَ، وَالطَّلَبِ مِنکَ،وقَد عَلِمتُ مِن نَفسی،فیما بَینی وبَینَکَ ما عَرَفتَ،اللّهُمَّ مَن أعظَمُ جُرماً مِنّی،وقَد ساوَرتُ (4)مَعصِیَتَکَ،الَّتی زَجَرتَنی عَنها بِنَهیِکَ إیّایَ،وکاثَرتُ العَظیمَ مِنهَا الَّتی أوجَبتَ النّارَ لِمَن عَمِلَها مِن خَلقِکَ،وکُلَّ ذلِکَ عَلی نَفسی جَنَیتُ،وإیّاها أوبَقتُ (5)،إلهی ! فَتَدارَکنی بِرَحمَتِکَ،الَّتی بِها تَجمَعُ الخَیراتِ لِأَولِیائِکَ،وبِها تَصرِفُ السَّیِّئاتِ عَن أحِبّائِکَ.

اللّهُمَّ،إنّی أسأَ لُکَ التَّوبَةَ النَّصوحَ،فَاستَجِب دُعائی،وَارحَم عَبرَتی وأَقِلنی عَثرَتی.

اللّهُمَّ لَولا رَجائی لِعَفوِکَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعاءِ،ولکِنَّکَ عَلی کُلِّ حالٍ،یا إلهی غایَةُ الطّالِبینَ،ومُنتَهی رَغبَةِ الرّاغِبینَ،وَاستِعاذَةِ العائِذینَ.

اللّهُمَّ فَأَنَا أستَعیذُکَ مِن غَضَبِکَ،وسوءِ سَخَطِکَ،وعِقابِکَ ونَقِمَتِکَ،ومِن شَرِّ نَفسی، وشَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،وأَستَغفِرُکَ مِن جَمیعِ الذُّنوبِ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ فیما بَقِیَ مِن عُمُری، بِالعافِیَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی،وأَسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالرَّحمَةَ إذا تَوَفَّیتَنی،فَإِنَّکَ لِذلِکَ لَطیفٌ، وعَلَیهِ قادِرٌ.

اللّهُمَّ إنّی أشکو إلَیکَ کُلَّ حاجَةٍ،لا یُجیرُنی مِنها إلّاأنتَ،یا مَن هُوَ عُدَّتی فی کُلِّ

ص:512


1- .مصباح المتهجّد:ص 423 ح 543، جمال الاُسبوع:ص 112، [2]البلد الأمین:ص 154، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 330 ح 45.
2- غافر:60.
3- البقرة:186.
4- المُساوَرةُ:المواثبة والمغالبة (المصباح المنیر:ص 294«ساور»).
5- أوبقَ:أی أهلک (النهایة:ج 5 ص 146«وبق»).

عُسرٍ ویُسرٍ،یا مَن هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِندی،یا قَدیمَ العَفوِ عَنّی،إنَّنی لا أرجو غَیرَکَ،ولا أدعو سِواکَ،إذا لَم تُجِبنی.اللّهُمَّ فَلا تَحرِمنی لِقِلَّةِ شُکری،ولا تُؤیِسنی لِکَثرَةِ ذُنوبی، فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی،وأَهلُ المَغفِرَةِ.

إلهی ! أنَا مَن قَد عَرَفتَ،بِئسَ العَبدُ أنَا،وخَیرُ المولی أنتَ،فَیا مَخشِیَّ الاِنتِقامِ،ویا مَرهوبَ البَطشِ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،إنَّنی لَستُ أخافُ مِنکَ إلا عَدلَکَ،ولا أرجُو الفَضلَ وَالعَفوَ إلّامِن عِندِکَ،وأَ نَا عَبدُکَ،ولا عَبدَ لَکَ أحَقُّ بِاستیجابِ جَمیعِ العُقوبَةِ بِذُنوبِهِ مِنّی،ولکِنّی وَسِعَنی عَفوُکَ،وحِلمُکَ،وأَخَّرتَنی إلَی الیَومِ،فَلَیتَ شِعری،یا إلهی لِأَزدادَ إثماً أخَّرتَنی !!،أم لِیَتِمَّ لی رَجائی مِنکَ،ویَتَحَقَّقَ حُسنُ ظَنّی بِکَ،فَأَمّا بِعَمَلی،فَقَد أعلَمتُکَ یا إلهی أنَّنی مُستَحِقٌّ لِجَمیعِ عُقوبَتِکَ بِذُنوبی،غَیرَ أنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وأَنتَ بی أعلَمُ مِن نَفسی،وعِندَ أرحَمِ الرّاحِمینَ رَجاءُ الرَّحمَةِ.

فَیا أرحَمَ الرّاحِمینَ لا تُشَوِّه خَلقی بِالنّارِ،ولا تَقطَع عَصَبی بِالنّارِ یا اللّهُ،ولا تَفلِق قِحفَ (1)رَأسی بِالنّارِ یا رَحمنُ،ولا تُفَرِّق بَین أوصالی بِالنّارِ یا کَریمُ،ولا تَهشِم عِظامی بِالنّارِ یا عَفُوُّ،ولا تَصلِ شَیئاً مِن جَسَدی بِالنَّارِ یا رَحمنُ،عَفوَکَ عَفوَکَ،ثُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ، فَإِنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی ذلِکَ غَیرُکَ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مُحیطاً بِمَلَکوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ومُدَبِّرَ امورِهِما،أوَّلِها وآخِرِها،أصلِح لی دُنیایَ وآخِرَتی،وأَصلِح لی نَفسی ومالی وما خَوَّلتَنی.

یا اللّهُ،خَلِّصنی مِنَ الخَطایا،یا اللّهُ،مُنَّ عَلَیَّ بِتَرکِ الخَطایا،یا رَحیمُ،تَحَنَّن عَلَیَّ بِفَضلِکَ،یا عَفُوُّ،تَفَضَّل عَلَیَّ بِفَضلِکَ،یا حَنّانُ،جُد عَلَیَّ بِسَعَةِ عافِیَتِکَ،یا مَنّانُ،امنُن عَلَیَّ بِالعِتقِ مِنَ النّارِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أوجِب لِیَ الجَنَّةَ الَّتی حَشوُها رَحمَتُکَ وسُکّانُها مَلائِکَتُکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أکرِمنی ولا تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ عَلَیَّ سَبیلاً أبَداً ما أبقَیتَنی،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،وأَنتَ عَلی کُلِّ

ص:513


1- .القحف:العظم الذی فوق الدماغ من الجمجمة (لسان العرب:ج 9 ص 275« قحف»).

شَیءٍ قَدیرٌ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لَکَ الأَسماءُ الحُسنی، وأَنتَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدورِ.

وتُسَمّی حاجَتَکَ. (1)

692.الکافی عن سعید بن یسار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یَدخُلُنِی الغَمُّ،فَقالَ:أکثِر مِن أن تَقولَ:

اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً.

فَإِذا خِفتَ وَسوَسَةً أو حَدیثَ نَفسٍ،فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،عَدلٌ فِیَّ حُکمُکَ،ماضٍ فِیَّ قَضاؤُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ القُرآنَ نورَ بَصَری،ورَبیعَ قَلبی،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ هَمّی،اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً. (2)

693.کتاب من لا یحضره الفقیه: فی رِوایَةِ إبراهیمَ بنِ عَبدِ الحَمیدِ:إنَّ الصّادِقَ علیه السلام قالَ لِرَجُلٍ:

إذا أصابَکَ هَمٌّ فَامسَح یَدَکَ عَلی مَوضِعِ سُجودِکَ،ثُمَّ امسَح یَدَکَ عَلی وَجهِکَ مِن جانِبِ خَدِّکَ الأَیسَرِ،وعَلی جَبهَتِکَ إلی جانِبِ خَدِّکَ الأَیمَنِ...ثُمَّ قُل:

بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الغَمَّ وَالحَزَنَ.ثَلاثاً. (3)

راجع:ص 35 ح 36 وج3 ص 584 ح 2458.

ص:514


1- .مهج الدعوات:ص 215، بحار الأنوار:ج 94 ص 380 ح 3.
2- الکافی:ج 2 ص 561 ح 16.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 331 ح 969،الکافی:ج 2 ص 549 ح 10 عن سعید بن یسار،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 112 ح 420 کلاهما نحوه،دعائم الإسلام:ج 2 ص 137 ح 482، [5]بحار الأنوار:ج 86 ص 206 ح 20.

6/9الدَّعَاُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا(علیه السلام)

694.مهج الدعوات عن یونس بن بکیر: سَأَلتُ سَیِّدی [ الإِمامَ الرِّضا علیه السلام ] أن یُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ عِندَ الشَّدائِدِ،فَقالَ لی:یا یونُسُ،تَحَفَّظ ما أکتُبُهُ لَکَ،وَادعُ بِهِ فی کُلِّ شِدَّةٍ، تُجابُ وتُعطی ما تَتَمَنّاهُ،ثُمَّ کَتَبَ لی:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی وکَثرَتَها قَد أخلَقَت (1)وَجهی عِندَکَ، وحَجَبَتنی عَنِ استیهالِ رَحمَتِکَ،وباعَدَتنی عَنِ استیجابِ مَغفِرَتِکَ،ولَولا تَعَلُّقی بِآلائِکَ،وتَمَسُّکی بِالدُّعاءِ وما وَعَدتَ أمثالی مِنَ المُسرِفینَ وأَشباهی مِنَ الخاطِئینَ، ووَعَدتَ (2)القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ بِقَولِکَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)وحَذَّرتَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ،فَقُلتَ: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (4)ثُمَّ نَدَبتَنا بِرَأفَتِکَ إلی دُعائِکَ، فَقُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (5).

إلهی ! لَقَد کانَ ذلِکَ الإِیاسُ عَلَیَّ مُشتَمِلاً،وَالقُنوطُ مِن رَحمَتِکَ عَلَیَّ مُلتَحِفاً.إلهی ! لَقَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً.اللّهُمَّ وقَد أمسَکَ رَمَقی (6)حُسنُ الظَّنِّ بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَّتی وإقالَةِ عَثرَتی.

اللّهُمَّ قُلتَ فی کِتابِکَ وقَولُکَ الَحقُّ الَّذی لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ

ص:515


1- .أخلق الدهرُ الشیءَ:أبلاه،وکذلک أخلق السائل وجهه،وهو علی المثل (لسان العرب،ج10 ص89« خلق»).
2- فی الطبعة المعتمدة:«وأَوعَدتَ»وما اثبت من طبعة بیروت وبحار الأنوار، وهو الأنسب بالمقام.
3- الزمر:53.
4- الحجر:56.
5- غافر:60.
6- الرَّمَقُ:أی بقیّة الروحِ وآخِرُ النَّفَس (النهایة:ج 2 ص 264«رمق»).

بِإِمامِهِمْ (1)وذلِکَ یَومُ النُّشورِ،إذا نُفِخَ فِی الصُّورِ (2)و بُعْثِرَ ما فِی الْقُبُورِ (3)اللّهُمَّ فَإِنیّ اوفی وأَشهَدُ واُقِرُّ،ولا انکِرُ ولا أجحَدُ،واُسِرُّ واُعلِنُ واُظهِرُ واُبطِنُ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرَ المُؤمِنینَ سَیِّدُ الأَوصِیاءِ،ووارِثُ عِلمِ الأَنبِیاءِ،عَلَمُ الدّینِ،ومُبیرُ المُشرِکینَ،ومُمَیِّزُ المُنافِقینَ،ومُجاهِدُ المارِقینَ (4)،وإمامی وحُجَّتی،وعُروَتی وصِراطی،ودَلیلی ومَحَجَّتی (5)، ومَن لا أثِقُ بِأَعمالی ولَو زَکَت،ولا أراها مُنجِیَةً لی ولَو صَلَحَت،إلّابِوِلایَتِهِ،وَالاِئتِمامِ بِهِ، وَالإِقرارِ بِفَضائِلِهِ،وَالقَبولِ مِن حَمَلَتِها،وَالتَّسلیمِ لِرُواتِها،واُقِرُّ بِأَوصِیائِهِ مِن أبنائِهِ،أئِمَّةً وحُجَجاً،وأَدِلَّةً وسُرُجاً،وأَعلاماً ومَناراً،وسادَةً وأَبراراً،واُومِنُ بِسِرِّهِم وجَهرِهِم، وظاهِرِهِم وباطِنِهِم،وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم،لا شَکَّ فی ذلِکَ ولَا ارتِیابَ عِندَ تَحَوُّلِکَ،ولَا انقِلابَ.

اللّهُمَّ فَادعُنی یَومَ حَشری ونَشری بِإِمامَتِهِم،وأَنقِذنی بِهِم یا مَولای مِن حَرِّ النّیرانِ،وإن لَم تَرزُقنی رَوحَ الجِنانِ،فَإِنَّکَ إن أعتَقتَنی مِنَ النّارِ کُنتُ مِنَ الفائِزینَ.

اللّهُمَّ وقَد أصبَحتُ یَومی هذا لا ثِقَةَ لی ولا رَجاءَ،ولا لَجَأَ ولا مَفزَعَ ولا مَنجی غَیرُ مَن تَوَسَّلتُ بِهِم إلَیکَ،مُتَقَرِّباً إلی رَسولِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ثُمَّ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ، وَالزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وجَعفَرٍ وموسی،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ،ومَن بَعدَهُم یُقیمُ المَحَجَّةَ إلَی الحُجَّةِ المَستورَةِ (6)مِن وُلدِهِ، المَرجُوِّ لِلاُمَّةِ مِن بَعدِهِ.

اللّهُمَّ فَاجعَلهُم فی هذَا الیَومِ وما بَعدَهُ حِصنی مِنَ المَکارِهِ،ومَعقِلی مِنَ المَخاوِفِ،

ص:516


1- .الإسراء:71.
2- الکهف:99،المؤمنون:101، یس:51.
3- العادیات:9.
4- المارِقون:هم الذین مَرقُوا-خرجوا-من دین اللّه واستحلّوا القتال (مجمع البحرین:ج 3 ص 1689«مرق»).
5- فی الطبعة المعتمدة:«وحجّتی»وما اثبت من بحار الأنوار، وهو الأنسب.
6- فی بحار الأنوار:« تقیم الحجّة إلی الحجّة المنشورة».

ونَجِّنی بِهِم مِن کُلِّ عَدُوٍّ وطاغٍ وباغٍ وفاسِقٍ،ومِن شَرِّ ما أعرِفُ وما انکِرُ،ومَا استَتَرَ عَنّی وما ابصِرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صَراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ فَبِتَوَسُّلی بِهِم إلَیکَ،وتَقَرُّبی بِمَحَبَّتِهِم،وتَحَصُّنی بِإِمامَتِهِم،افتَح عَلَیَّ فی هذَا الیَومِ أبوابَ رِزقِکَ،وَانشُر عَلَیَّ رَحمَتَکَ،وحَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وجَنِّبنی بُغضَهُم وعَداوَتَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ،ولِکُلِّ ذی شَفاعَةٍ حَقٌّ،فَأَسأَ لُکَ بِمَن جَعَلتُهُ إلَیکَ سَبَبی، وقَدَّمتُهُ أمامَ طَلِبَتی،أن تُعَرِّفَنی بَرَکَةَ یَومی هذا،وشَهری هذا،وعامی هذا.

اللّهُمَّ وهُم مَفزَعی ومَعونَتی فی شِدَّتی ورَخائی،وعافِیَتی وبَلائی،ونَومی ویَقَظَتی، وظَعنی وإقامَتی،وعُسری ویُسری،وعَلانِیَتی وسِرّی،وإصباحی وإمسائی،وتَقَلُّبی ومَثوایَ،وسِرّی وجَهری.

اللّهُمَّ فَلا تُخَیِّبنی بِهِم مِن نائِلِکَ،ولا تَقطَع رَجائی مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ،ولا تَبتَلِنی بِانغِلاقِ أبوابِ الأَرزاقِ،وَانسِدادِ مَسالِکِها وَارتِیاحِ (1)مَذاهِبِها،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ فَتحاً یَسیراً،وَاجعَل لی مِن کُلِّ ضَنکٍ مَخرَجاً،وإلی کُلِّ سَعَةٍ مَنهَجاً،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)

راجع:ج 3 ص 585 (دعوات الفرج/الدعاء المأثور عن الإمام الرضا علیه السلام ).

7/9صَلَواتٌ لِدَفعِ الشَّدائِدِ وَالهُمومِ ودَعَواتُها

الف-الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

695.الکافی عن ابن أبی حمزة: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ مَن أصابَهُ

ص:517


1- .فی بحار الأنوار:« وارتتاج»بدل«وارتیاح».
2- مهج الدعوات:ص 253، بحار الأنوار:ج 94 ص 346 ح 4.

مِنکُم مُصیبَةٌ أو نَزَلَت بِهِ نازِلَةٌ،فَلیَتَوَضَّأ وَلیُسبِغِ الوُضوءَ،ثُمَّ یُصَلّی رَکعَتَینِ أو أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ یَقولُ فی آخِرِهِنَّ:

یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،ویا سامِعَ کُلِّ نَجوی،وشاهِدَ کُلِّ مَلَإٍ،وعالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ،ویا دافِعَ ما یَشاءُ مِن بَلِیَّةٍ،ویا خَلیلَ إبراهیمَ،ویا نَجِیَّ موسی،ویا مُصطَفِیَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أدعوکَ دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ،دُعاءَ الغَریقِ الغَریبِ المُضطَرِّ،الَّذی لا یَجِدُ لِکَشفِ ما هُوَ فیهِ إلّاأنتَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

فَإِنَّهُ لا یَدعو بِهِ أحَدٌ إلّاکَشَفَ اللّهُ عَنهُ إن شاءَ اللّهُ. (1)

696.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا حَزَنَهُ أمرٌ لَبِسَ ثَوبَینِ مِن أغلَظِ ثِیابِهِ وأَخشَنِها،ثُمَّ رَکَعَ فی آخِرِ اللَّیلِ رَکعَتَینِ،حَتّی إذا کانَ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِن سُجودِهِ،سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ تَسبیحَةٍ،وحَمِدَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وهَلَّلَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وکَبَّرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَعتَرِفُ بِذُنوبِهِ کُلِّها،ما عَرَفَ مِنها أقَرَّ لَهُ تَبارَکَ وتَعالی بِهِ فی سُجودِهِ،وما لَم یَذکُر مِنهَا اعتَرَفَ بِهِ جُملَةً،ثُمَّ یَدعُو اللّهَ عز و جل ویُفضی (2)بِرُکبَتَیهِ إلَی الأَرضِ. (3)

697.مکارم الأخلاق: رُوِیَ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام کانَ إذا أحزَنَهُ أمرٌ لَبِسَ أنظَفَ ثِیابِهِ، وأَسبَغَ الوُضوءَ،وصَعِدَ أعلی سَطحِهِ،فَصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ یَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و «إذا زُلزِلَت»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«إذا جاءَ نَصرُ اللّهِ»،وفِی الثّالِثَةِ«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وفِی الرّابِعَةِ«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،ثُمَّ یَرفَعُ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ، ویَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلی أبوابِ السَّماءِ لِلفَتحِ انفَتَحَت،وإذا

ص:518


1- .الکافی:ج 2 ص 561 ح 15، کشف الغمّة:ج 2 ص 180 نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 374 ح 31.
2- [یقال:] أفضی بیده إلی الأرض:إذا مسّها بباطن راحته فی سجوده (الصحاح:ج 6 ص 2455« فضا»).فالمراد أنّه علیه السلام یرفع ثیابه عن رکبتیه ویمسّ بهما الأرض.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 558 ح 1545،الدعوات:ص 130 ح 324 نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 376 ح 33.

دُعیتَ بِها عَلی مَضایِقِ الأَرَضینَ لِلفَرَجِ انفَرَجَت.وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلی أبوابِ العُسرِ لِلیُسرِ تَیَسَّرَت،وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلَی القُبورِ تَنَشَّرَت،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقلِبنی بِقَضاءِ حاجَتی.

قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام:إذاً-وَاللّهِ-لا یَزولُ قَدَمُهُ حَتّی تُقضی حاجَتُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

ب-الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

698.الإمام الصادق علیه السلام: یا مِسمَعُ،ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا دَخَلَ عَلَیهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنیا أن یَتَوَضَّأَ،ثُمَّ یَدخُلَ مَسجِدَهُ ویَرکَعَ رَکعَتَینِ فَیَدعُوَ اللّهَ فیهِما،أما سَمِعتَ اللّهَ یَقولُ:

وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (2). (3)

699.عنه علیه السلام: صُم (4)یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ اغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی مَوضِعٍ فی دارِکَ،وأَبرِز (5)مُصَلّاکَ فی زاوِیَةٍ مِن دارِکَ، وصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وَلیَکُن ذلِکَ قَبلَ الزَّوالِ بِنِصفِ ساعَةٍ، وقُل:

اللّهُمَّ إنّی ذَکَرتُ (6)تَوحیدی إیّاکَ،ومَعرِفَتی بِکَ،وإخلاصی لَکَ،وإقراری بِرُبوبِیَّتِکَ، وذَکَرتُ وِلایَةَ مَن أنعَمتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم مِن بَرِیَّتِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،لِیَومِ فَزَعی إلَیکَ عاجِلاً وآجِلاً،وقَد فَزِعتُ إلَیکَ وإلَیهِم یا مَولایَ ! فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی

ص:519


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 132 ح 2342، بحار الأنوار:ج 91 ص 363 ح 23.
2- البقرة:45.
3- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 43 ح 39 عن مسمع،مجمع البیان:ج 1 ص 217،بحار الأنوار:ج 91 ص 348 ح 10.
4- فی المصدر:«قم»،والتصویب من بحار الأنوار.
5- فی بحار الأنوار:« أوِ ابرُز».
6- فی بحار الأنوار هنا وما یأتی فی الموضع الآتی بعید هذا:«ذخرت»بدل«ذکرت».

هذا،وسَأَلتُکَ مادَّتی (1)مِن نِعمَتِکَ،وإزاحَةَ ما أخشاهُ مِن نَقِمَتِکَ،وَالبَرَکَةَ لی فی جَمیعِ ما رَزَقتَنیهِ،وتَحصینَ صَدری مِن کُلِّ هَمٍّ وجائِحَةٍ (2)ومُصیبَةٍ فی دینی ودُنیایَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

700.الدعاء للطبرانی عن محمّد بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السلام: کانَ أبی [الإِمامُ الصّادِقُ علیه السلام ] إذا حَزَبَهُ (4)أمرٌ قامَ فَتَوَضَّأَ وصَلّی رَکعَتَینِ، ثُمَّ قالَ فی دُبُرِ صَلاتِهِ:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ قَد یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَرغَبُ عَنهُ الصَّدیقُ،ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ صاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ ووَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وأَنتَ الَّذی حَفِظتَ الغُلامَ بِصَلاحِ أبَوَیهِ،فَاحفَظنی بِما حَفِظتَهُ بِهِ ولا تَجعَلنی فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ بِالاِسمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الَّذی إذا سُئِلتَ بِهِ کانَ حَقّاً عَلَیکَ أن تُجیبَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَقضِیَ حاجَتی.

ویَسأَلُ حاجَتَهُ. (5)

ص:520


1- .فی هامشی المصدر و بحار الأنوار:« ما دنی»بدل«مادتی».وفی بحار الأنوار ج 100 ص 412:« [2]ما ذُکِّیَ»بدل«مادتی».
2- الجائِحةُ:کلُّ مصیبةٍ عَظیمةٍ وَفِتنةٍ ( مجمع البحرین:ج 1 ص 335«جوح»).
3- مصباح المتهجّد:ص 331 ح 440، المزار للشهید الأوّل:ص 253 وفیه الدعاء:«اللّهُمَّ إنّی ذکرت...»فقط،بحار الأنوار:ج 90 ص 38 ح 7.
4- حَزَبَهُ:أی نَزَلَ به مُهمٌّ أو أصابه غمّ (النهایة:ج 1 ص 377« حزب»).
5- الدعاء للطبرانی:ص 316 ح 1039.

701.الکافی عن إسماعیل بن جابر عن الإمام الصادق علیه السلام -فِی الهَمِّ قالَ-:تَغتَسِلُ وتُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ:

یا فارِجَ الهَمِّ ویا کاشِفَ الغَمِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،فَرِّج هَمّی وَاکشِف غَمّی،یا اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اعصِمنی وطَهِّرنی،وَاذهَب بِبَلِیَّتی.

وَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ وَالمُعَوِّذَتَینِ. (1)

702.الإمام الصادق علیه السلام: مَن نَزَلَ بِهِ کَربٌ فَلیَغتَسِل وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَضطَجِعُ ویَضَعُ خَدَّهُ الأَیمَنَ عَلی یَدِهِ الیُمنی،فَیَقولُ:

یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،یا مُذِلَّ کُلِّ عَزیزٍ،وحَقِّکَ لَقَد شَقَّ عَلَیَّ کَذا وکَذا.

ویُسَمِّی الأَمرَ الَّذی نَزَلَ بِهِ (2). (3)

703.فلاح السائل عن عبد الرحمن بن کثیر: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام کَرباً أصابَنی،قالَ:یا عَبدَ الرَّحمنِ،إذا صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ ثُمَّ قُل:

یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ ومُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،قَد وحَقِّکَ بَلَغَ بی مَجهودی.

قالَ:فَما قُلتُهُ إلّاثَلاثَ لَیالٍ حَتّی جاءَنِیَ الفَرَجُ. (4)

704.الکافی عن عبد الرحیم القصیر: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنِّی

ص:521


1- .الکافی:ج 2 ص 557 ح 6.
2- زاد هنا فی المصباح للکفعمی وبحار الأنوار:« [3]ویکشف کربه إن شاء اللّه».
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 119 ح 2325، المصباح للکفعمی:ص 525، [5]بحار الأنوار:ج 91 ص 377 ح 34 [6] نقلاً عن البلد الأمین.
4- فلاح السائل:ص 451 ح 307، فقه الرضا:ص 393 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 106 ح 2.

اختَرَعتُ دُعاءً،قالَ:دَعنی مِنِ اختِراعِکَ،إذا نَزَلَ بِکَ أمرٌ فَافزَع إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، وصَلِّ رَکعَتَینِ تُهدیهِما إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.قُلتُ:کَیفَ أصنَعُ؟

قالَ:تَغتَسِلُ وتُصَلّی رَکعَتَینِ تَستَفتِحُ بِهِمَا افتِتاحَ الفَریضَةِ وتَشَهَّدُ تَشَهُّدَ الفَریضَةِ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ وسَلَّمتَ قُلتَ:

اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ وإلَیکَ یَرجِعُ السَّلامُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ مِنِّی السَّلامَ وأَرواحَ الأَئِمَّةِ الصّادِقینَ سَلامی،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُمُ السَّلامَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.اللّهُمَّ إنَّ هاتَینِ الرَّکعَتَینِ هَدِیَّةٌ مِنّی إلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فَأَثِبنی عَلَیهِما ما أمَّلتُ ورَجَوتُ فیکَ وفی رَسولِکَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.

ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:

یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ فَتَقولُها أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیسَرَ فَتَقولُها أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَمُدُّ یَدَکَ وتَقولُ أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَرُدُّ یَدَکَ إلی رَقَبَتِکَ وتَلوذُ بِسَبّابَتِکَ وتَقولُ ذلِکَ أربَعینَ مَرَّةً.ثُمَّ خُذ لِحیَتَکَ بِیَدِکَ الیُسری وَابکِ أو تَباکِ وقُل:

یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،أشکو إلَی اللّهِ وإلَیکَ حاجَتی و [أشکو] (1)إلی أهلِ بَیتِکَ الرّاشِدینَ حاجَتی،وبِکُم أتَوَجَّهُ إلَی اللّهِ فی حاجَتی.

ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ:

ص:522


1- .سقط ما بین المعقوفین من الطبعة المعتمدة وأثبتناه من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر وکتاب من لا یحضره الفقیه.

یا اللّهُ یا اللّهُ-حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُکَ-صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:فَأَنَا الضّامِنُ عَلَی اللّهِ عز و جل أن لا یَبرَحَ حَتّی تُقضی حاجَتُهُ. (1)

705.بحارالأنوار عن الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی مُهِمَّةٌ یُریدُ قَضاءَها، فَلیَغتَسِل وَلیَلبَس أنظَفَ ثِیابِهِ،ویَصعَدُ إلی سَطحِهِ ویُصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَسجُدُ ویُثنی عَلَی اللّهِ،ویَقولُ:

یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ،یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ،أنتُما کافِیانِ فَاکفِیانی،وأَنتُما حافِظانِ فَاحفَظانی،وأَنتُما کالِئانِ فَاکلَآنی.

مِئَةَ مَرَّةٍ.ثُمَّ قالَ الصّادِقُ علیه السلام:حَقٌّ عَلَی اللّهِ تَعالی أن لا یَقولَ ذلِکَ أحَدٌ إلّاقَضَی اللّهُ حاجَتَهُ. (2)

706.الإمام الصادق علیه السلام: إذا حَضَرَت لَکَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ إلَی اللّهِ عز و جل فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ مُتَوالِیَةً:

الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ إن شاءَ اللّهُ فَاغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی بَیتٍ فی دارِکَ،وصَلِّ فیهِ رَکعَتَینِ،وَارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ، ثُمَّ قُل:

«اللّهُمَّ إنّی حَلَلتُ بِساحَتِکَ لِمَعرِفَتی بِوَحدانِیَّتِکَ وصَمَدانِیَّتِکَ،وأَنَّهُ لا قادِرَ عَلی قَضاءِ حاجَتی غَیرُکَ،وقَد عَلِمتَ یا رَبِّ أنَّهُ کُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ اشتَدَّت فاقَتی إلَیکَ،وقَد طَرَقَنی هَمُّ کَذا وکَذا وأَنتَ بِکَشفِهِ عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وَاسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ، فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی الجِبالِ فَنُسِفَت،ووَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَانشَقَّت، وعَلَی النُّجومِ فَانتَشَرَت (3)،وعَلَی الأَرضِ فَسُطِحَت،وأَسأَ لُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ عِندَ

ص:523


1- .الکافی:ج 3 ص 476 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 559 ح 1548،تهذیب الأحکام:ج 1 ص 116 ح 304 وفیه صدر الحدیث وذیله ولم یذکر الدعاء،بحار الأنوار:ج 102 ص 229 ح 3.
2- بحار الأنوار:ج 91 ص 376 ح 34 نقلاً عن البلد الأمین عن کتاب الأغسال لأحمد بن محمّد بن عیّاش.
3- فی کتاب من لا یحضره الفقیه:«فانتثرت».

مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ-وتُسَمّیهِم إلی آخِرِهِم-أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ وأَن تَقضِیَ حاجَتی،وأَن تُیَسِّرَ لی عُسرَها،وتَکفِیَنی مُهِمَّها،فَإِن فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ،وإن لَم تَفعَل فَلَکَ الحَمدُ غَیرُ جائِرٍ فی حُکمِکَ،ولا مُتَّهَمٍ فی قَضائِکَ،ولا حائِفٍ (1)فی عَدلِکَ».

وتُلصِقُ خَدَّکَ بِالأَرضِ وتَقولُ:«اللّهُمَّ إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی عَبدُکَ دَعاکَ فی بَطنِ الحوتِ وهُوَ عَبدُکَ فَاستَجَبتَ لَهُ،وأَ نَا عَبدُکَ أدعوکَ فَاستَجِب لی».

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا کانَت لِیَ الحاجَةُ فَأَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فَأَرجِعُ وقَد قُضِیَت. (2)

707.عنه علیه السلام: مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَلیَصُمِ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،ثُمَّ یُصَلّی رَکعَتَینِ قَبلَ الرَّکعَتَینِ اللَّتَینِ یُصَلّیهِما قَبلَ الزَّوالِ،ثُمَّ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الَّذی خَشَعَت لَهُ الأَصواتُ،وعَنَت لَهُ الوُجوهُ،وذَلَّت لَهُ النُّفوسُ،ووَجِلَت لَهُ القُلوبُ مِن خَشیَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلیکٌ، وأَنَّکَ مُقتَدِرٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،وأَنَّکَ اللّهُ الماجِدُ الواحِدُ الَّذی لا یُحفیکَ سائِلٌ،ولا یَنقُصُکَ نائِلٌ،ولا یَزیدُکَ کَثرَةُ الدُّعاءِ إلّاکَرَماً وجوداً،لا إلهَ إلّاأنتَ الحَیُّ القَیّومُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ الخالِقُ الرّازِقُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ المُحیِی المُمیتُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ البَدیءُ البَدیعُ،لَکَ الفَخرُ،ولَکَ الکَرَمُ،ولَکَ المَجدُ،ولَکَ الحَمدُ،ولَکَ الأَمرُ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا».

ص:524


1- .الحائِفُ:الجائر (مجمع البحرین:ج 1 ص 480«حیف»).
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 183 ح 416،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 556 ح 1543،المقنعة:ص 220،مصباح المتهجّد:ص 324 عن عاصم بن حمید ولیس فیه ذیله من«ثمّ قال أبو عبد اللّه علیه السلام...»،جمال الاُسبوع:ص 208، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 33 ح 3.

وهُوَ دُعاءُ الدَّینِ أیضاً. (1)

708.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:أنَّهُ صامَ یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ، وصَلّی لَیلَةَ السَّبتِ ما شاءَ،ثُمَّ قالَ:«یا رَبِّ،یا رَبِّ»،ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ،ثُمَّ قالَ:

یا رَبِّ،إنَّهُ لَیسَ یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عِقابِکَ إلّاعَفوُکَ،ولا یُخَلِّصُ مِنکَ إلّارَحمَتُکَ وَالتَّضَرُّعُ إلَیکَ،فَهَب لی یا إلهی ! فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتی تُحیی بِها أمواتَ العِبادِ وبِها تَنشُرُ مَیتَ البِلادِ،ولا تُهلِکنی وعَرِّفنی یا رَبِّ إجابَتَکَ،وأَذِقنی طَعمَ العافِیَةِ إلی مُنتَهی أجَلی،یا رَبِّ ارفَعنی ولا تَضَعنی وَاحفَظنی وَانصُرنی ولا تَخذُلنی.

یا رَبِّ،إن رَفَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَضَعُنی،وإن وَضَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی،وقَد عَلِمتُ یا إلهی أن لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،وإنَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ،وإنَّما یَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ،وقَد تَعالَیتَ عَن ذلِکَ سَیِّدی عُلُوّاً کَبیراً،فَلا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً ولا لِنَقِمَتِکَ نَصَباً،ومَهِّلنی ونَفِّسنی وأَقِلنی عَثرَتی،ولا تُتبِعنی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی وتَمَرُّغی وتَضَرُّعی إلَیکَ.

یا رَبِّ،أعوذُ بِکَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی هذَا الیَومِ مِن کُلِّ سوءٍ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ فَأَجِرنی،وأَستَتِرُ بِکَ مِن شَرِّ خَلقِکَ فَاستُرنی،وأَستَغفِرُکَ مِن ذُنوبی فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ،وأَنتَ العَظیمُ العَظیمُ العَظیمُ،أعظَمُ مِن کُلِّ عَظیمٍ. (2)

709.الأمالی للطوسی عن سلیمان الدیلمی: جاءَ رَجُلٌ إلی سَیِّدِنَا الصّادِقِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا سَیِّدی،أشکو إلَیکَ دَیناً رَکِبَنی،وسُلطاناً غَشَمَنی واُریدُ أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أغتَنِمُ بِهِ غَنیمَةً أقضی بِها دَینی وأَکفی بِها ظُلمَ سُلطانی.

ص:525


1- .مصباح المتهجّد:ص 338 ح 449، جمال الاُسبوع:ص 215، [2]البلد الأمین:ص 153 [3]عن یونس بن عبد الرحمن،بحار الأنوار:ج 90 ص 44 ح 9.
2- مصباح المتهجّد:ص 422 ح 542، جمال الاُسبوع:ص 111، [6]بحار الأنوار:ج 90 ص 329 ح 45.

فَقالَ:إذا جَنَّکَ اللَّیلُ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،اقرَأ فِی الاُولی مِنهُمَا«الحَمدَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ«الحَمدَ»وآخِرَ الحَشرِ: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ (1)إلی خاتِمَةِ السّورَةِ،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ فَدَعهُ عَلی رَأسِکَ وقُل:

بِهذَا القُرآنِ وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ بِهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فیهِ وبِحَقِّکَ عَلَیهِم فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّکَ مِنکَ،بِکَ یا اللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-.

ثُمَّ تَقولُ:«یا مُحَمَّدُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیُّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا فاطِمَةُ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا حَسَنُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حُسَینُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا موسَی بنَ جَعفَرٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیَّ بنَ موسی»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حَسَنَ (2)بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حُجَّةُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَسأَلُ اللّهَ تَعالی حاجَتَکَ.

قالَ:فَمَضَی الرَّجُلُ وعادَ إلَیهِ بَعدَ مُدَّةٍ وقَد قَضی دینَهُ وصَلَحَ لَهُ سُلطانُهُ وعَظُمَ یَسارُهُ. (3)

ج-الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

710.الإمام الکاظم علیه السلام -لِمُرازِمٍ-:إذا فَدَحَکَ أمرٌ عَظیمٌ فَتَصَدَّق فی نَهارِکَ عَلی سِتّینَ مِسکیناً،عَلی کُلِّ مِسکینٍ نِصفَ صاعٍ بِصاعِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مِن تَمرٍ أو بُرٍّ أو شَعیرٍ،فَإِذا کانَ بِاللَّیلِ اغتَسَلتَ فی ثُلُثِ اللَّیلِ الأَخیرِ،ثُمَّ لَبِستَ أدنی ما یَلبَسُ مَن تَعولُ مِنَ الثِّیابِ، إلّا أنَّ عَلَیکَ فی تِلکَ الثِّیابِ إزاراً،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تَقرَأُ فیهِما بِالتَّوحیدِ و«قُل یا أیُّهَا

ص:526


1- .الحشر:21.
2- فی المصدر«حسین»بدل«حسن»وهو تصحیف،وما أثبتناه من بحار الأنوار وقد نقله عن المصدر.
3- الأمالی للطوسی:ص 292 ح 567، بحار الأنوار:ج 91 ص 346 ح 6 [4] وج 92 ص 112 ح 1.

الکافِرونَ»،فَإِذا وَضَعتَ جَبینَکَ فِی الرَّکعَةِ الأَخیرَةِ لِلسُّجودِ،هَلَّلتَ اللّهَ وقَدَّستَهُ وعَظَّمتَهُ ومَجَّدتَهُ،ثُمَّ ذَکَرتَ ذُنوبَکَ فَأَقرَرتَ بِما تَعرِفُ مِنها تُسَمّی،وما لَم تَعرِف أقرَرتَ بِهِ جُملَةً،ثُمَّ رَفَعتَ رَأسَکَ فَإِذا وَضَعتَ جَبینَکَ فِی السَّجدَةِ الثّانِیَةِ،استَخَرتَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ تَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ».

ثُمَّ تَدعُو اللّهَ بِما شِئتَ مِن أسمائِهِ وتَقولُ:

یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا کائِناً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،افعَل بی کَذا وکَذا.

وکُلَّما سَجَدتَ فَأَفضِ بِرُکبَتَیکَ إلَی الأَرضِ،وتَرفَعُ الإِزارَ حَتّی تَکشِفَ عَنهُما، وَاجعَلِ الإِزارَ مِن خَلفِکَ بَینَ ألیَتَیکَ وباطِنِ ساقَیکَ،فَإِنّی أرجو أن تُقضی حاجَتُکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی،وَابدَأ بِالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ. (1)

711.مکارم الأخلاق: صَلاةُ الشِّدَّةِ:قالَ الکاظِمُ علیه السلام:تُصَلّی ما بَدا لَکَ فَإِذا فَرَغتَ فَأَلصِق خَدَّکَ بِالأَرضِ وقُل:

یا قُوَّةَ کُلِّ ضَعیفٍ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ قَد وحَقِّکَ بَلَغَ الخَوفُ مَجهودی فَفَرِّج عَنّی.

ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وقُل:

یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ قَد وحَقِّکَ أعیا صَبری فَفَرِّج عَنّی.

ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُقَلِّبُ خَدَّکَ الأَیسَرَ وتَقولُ مِثلَ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ جَبهَتَکَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ:

أشهَدُ أنَّ کُلَّ مَعبودٍ مِن دونِ عَرشِکَ إلی قَرارِ أرضِکَ باطِلٌ إلّاوَجهَکَ،تَعلَمُ کُربَتی فَفَرِّج عَنّی.

ص:527


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 555 ح 1542،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 111 ح 2311، بحار الأنوار:ج 91 ص 352 ح 13.

ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ اجلِس وأَنتَ مُستَرسِلٌ وقُل:

اللّهُمَّ أنتَ الحَیُّ القَیّومُ،العَلِیُّ العَظیمُ،الخالِقُ البارِئُ،المُحیِی المُمیتُ،البَدیءُ البَدیعُ،لَکَ الکَرَمُ ولَکَ الحَمدُ،ولَکَ المَنُّ ولَکَ الجودُ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،کَذلِکَ اللّهُ رَبّی-ثَلاثَ مَرّاتٍ-صَلِّ [اللّهُمَّ] عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الصّادِقینَ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)

د-الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

712.الإمام الرضا علیه السلام: إذا حَزَنَکَ أمرٌ شَدیدٌ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی إحداهُمَا«الفاتِحَةَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الثّانِیَةِ«الفاتِحَةَ»و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِکَ،وقُل:«اللّهُمَّ بِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ إلی خَلقِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ آیَةٍ فیهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مَن مَدَحتَهُ فیهِ عَلَیکَ،وبِحَقِّکَ عَلَیهِ ولا نَعرِفُ أحَداً أعرَفَ بِحَقِّکَ مِنکَ،یا سَیِّدی یا اللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-بِحَقِّ مُحَمَّدٍ-عَشراً-بِحَقِّ عَلِیٍّ»-عَشراً-بِحَقِّ فاطِمَةَ-عَشراً-، بِحَقِّ إمامٍ بَعدَهُ-کُلَّ إمامٍ تَعُدُّهُ عَشراً-حَتّی تَنتَهِیَ إلی إمامٍ حَقٍّ الَّذی هُوَ إمامُ زَمانِکَ، فَإِنَّکَ لا تَقومُ مِن مَقامِکَ حَتّی یَقضِیَ اللّهُ حاجَتَکَ. (2)

713.مکارم الأخلاق: صَلاةٌ لِمَن أصابَهُ هَمٌّ أو غَمٌّ أو کانَت لَهُ إلَی اللّهِ حاجَةٌ،عَنِ الرِّضا علیه السلام قالَ:

یُصَلّی رَکعَتَینِ یَقرَأُ فی کُلِّ واحِدَةٍ مِنهُمَا«الحَمدَ»مَرَّةً و«إنّا أنزَلناهُ»ثَلاثَ عَشرَةَ مَرَّةً، فَإِذا فَرَغَ سَجَدَ وقالَ:

اللّهُمَّ یا فارِجَ الهَمِّ،ویا کاشِفَ الغَمِّ،ومُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا رَحمانَ الدُّنیا ورَحیمَ الآخِرَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی رَحمَةً تُطفِئُ بِها عَنّی غَضَبَکَ

ص:528


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 130 ح 2339، بحار الأنوار:ج 91 ص 361 ح 21.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 112 ح 2312، بحار الأنوار:ج 91 ص 353 ح 14 [4] وراجع الأمالی للطوسی:ص 292 ح 567 [5] والإقبال:ج 1 ص 346.

وسَخَطَکَ،وتُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ.

ثُمَّ یُلصِقُ خَدَّهُ الأَیمَنَ بِالأَرضِ ویَقولُ:

یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارِ عَنیدٍ،ومُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،وحَقِّکَ قَد بَلَغَ المَجهودُ مِنّی فی أمرِ کَذا، فَفَرِّج عَنّی.

ثُمَّ یُلصِقُ خَدَّهُ الأَیسَرَ بِالأَرضِ ویَقولُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ یَعودُ إلی سُجودِهِ ویَقولُ مِثلَ ذلِکَ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ یُفَرِّجُ غَمَّهُ ویَقضی حاجَتَهُ. (1)

ه-الصَّلَواتُ الاُخری

714.المزار الکبیر: یُستَحَبُّ أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ الزِّیارَةِ،فَهُوَ مَروِیٌّ عَنهُ [ الإِمامِ المَهدِیِّ ] علیه السلام:

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ،وبَرِحَ الخَفاءُ،وَانکَشَفَ الغِطاءُ،وضاقَتِ الأَرضُ ومَنَعَتِ السَّماءُ، وإلَیکَ یا رَبِّ المُشتَکی،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الَّذینَ فَرَضتَ عَلَینا طاعَتَهُم،وعَرَّفتَنا بِذلِکَ مَنزِلَتَهُم،فَفَرِّج عَنّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً کَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ مِن ذلِکَ.یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اُنصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ،وَاکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،یا مَولایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ،الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ، أدرِکنی أدرِکنی أدرِکنی. (2)

715.الدعوات: رُوِیَ عَنِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام:إذا حَزَنَکَ أمرٌ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الرَّکعَةِ الاُولَی «الحَمدَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«إنّا أنزَلناهُ»،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِکَ وقُل:

ص:529


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 116 ح 2322، بحار الأنوار:ج 91 ص 355 ح 19.
2- المزار الکبیر:ص 591،المزار للشهید الأوّل:ص 210،جمال الاُسبوع:ص 181، المصباح للکفعمی:ص 176، [4]بحار الأنوار:ج 53 ص 275 و ج 91 ص 190 ح 11.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ ما أرسَلتَهُ إلی خَلقِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ آیَةٍ هِیَ [لَکَ] (1)فِی القُرآنِ، وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ مَدَحتَهُما فِی القُرآنِ،وبِحَقِّکَ عَلَیکَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّکَ مِنکَ.

وتَقولُ:«یا سَیِّدی یا اللّهُ-عَشراً-،بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله-عَشراً-،وبِحَقِّ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-عَشراً-».

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ نَبِیِّکَ المُصطَفی،وبِحَقِّ وَلِیِّکَ ووَصِیِّ رَسولِکَ المُرتَضی،وبِحَقِّ الزَّهراءِ مَریَمَ الکُبری سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سِبطَی نَبِیِّ الهُدی، ورَضیعَی ثَدیِ التُّقی،وبِحَقِّ زَینِ العابِدینَ وقُرَّةِ عَینِ النّاظِرینَ،وبِحَقِّ باقِرِ عِلمِ الأَوَّلینَ وَالخَلَفِ مِن آلِ یس،وبِحَقِّ الصّادِقِ مِنَ الصِّدّیقینَ،وبِحَقِّ الصّالِحِ مِنَ الصّالِحینَ،وبِحَقِّ الرّاضی مِنَ المَرضِیّینَ،وبِحَقِّ الخَیِّرِ مِنَ الخَیِّرینَ،وبِحَقِّ الصّابِرِ مِنَ الصّابِرینَ،وبِحَقِّ النَّقِیِّ وَالسَّجّادِ الأَصغَرِ،وبِبُکائِهِ لَیلَةَ المُقامِ بِالسَّهَرِ،وبِحَقِّ النَّفسِ الزَّکِیَّةِ وَالرّوحِ الطَّیِّبَةِ، سَمِیِّ نَبِیِّکَ وَالمُظهِرِ لِدینِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّهِم وحُرمَتِهِم عَلَیکَ إلّاقَضَیتَ بِهِم حَوائِجی.

وتَذکُرُ ما شِئتَ. (2)

716.مکارم الأخلاق: صَلاةُ المَکروبِ،تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَأخُذُ المُصحَفَ فَتَرفَعُهُ إلَی اللّهِ تَعالی، وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِما فیهِ وفیهِ اسمُکَ الأَکبَرُ وأَسماؤُکَ الحُسنی،وما بِهِ تُخافُ وتُرجی،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَقضِیَ حاجَتی»وتُسَمّیها. (3)

ص:530


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
2- الدعوات:ص 57 ح 146،بحار الأنوار:ج 91 ص 375 ح 33 و ج 92 ص 113 ح 3.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 118 ذیل ح 2323، بحار الأنوار:ج 91 ص 356 ح 19.

717.الکافی عن إِسماعیل بن یسار عن بعض من رواه،قال: قالَ (1):إذا أحزَنَکَ أمرٌ فَقُل فی آخِرِ سُجودِکَ:

یا جَبرَئیلَ یا مُحَمَّدُ،یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ-تُکَرِّرُ ذلِکَ-اِکفِیانی ما أنَا فیهِ،فَإِنَّکُما کافِیانِ،وَاحفَظانی بِإِذنِ اللّهِ فَإِنَّکُما حافِظانِ. (2)

راجع:ص 556 (دعوات لمطلق الحوائج/صلوات للحوائج ودعواتها) ونهج الدعاء:ص351 (صلوات قضاء الحوائج).

ص:531


1- .أی الإمام المعصوم علیه السلام.
2- الکافی:ج 2 ص 559 ح 9، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 116 ح 2321 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیه صدره إلی«سجودک»،مستدرک الوسائل:ج 4 ص 464 ح 5170.

ص:532

الفَصلُ العاشر:دَعَواتٌ لِمُطلَقِ الحَوائِجِ

1/10الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ(صلی الله علیه و آله)

718.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ الحَوائِجِ-:

[اللّهُمَّ] (1)جَدیرٌ مَن أمَرتَهُ بِالدُّعاءِ أن یَدعُوَکَ،ومَن وَعَدتَهُ بِالإِجابَةِ أن یَرجُوَکَ،ولِیَ اللّهُمَّ حاجَةٌ قَد عَجَزَت عَنها حیلَتی،وکَلَّت (2)فیها طاقَتی،وضَعُفَ عَن مَرامِها قُوَّتی، وسَوَّلَت (3)لی نَفسِیَ الأَمّارَةُ بِالسّوءِ،وعَدُوِّیَ الغَرورُ الَّذی أنَا مِنهُ مَبلُوٌّ (4)أن أرغَبَ إلَیکَ فیها.

اللّهُمَّ وأَنجِحها بِأَیمَنِ النَّجاحِ،وَاهدِها سَبیلَ الفَلاحِ،وَاشرَح بِالرَّجاءِ لِإِسعافِکَ صَدری،ویَسِّر فی أسبابِ الخَیرِ أمری،وصَوِّر إلَیَّ الفَوزَ بِبُلوغِ ما رَجَوتُهُ بِالوُصولِ إلی ما أمَّلتُهُ،ووَفِّقنِی اللّهُمَّ فی قَضاءِ حاجَتی بِبُلوغِ امنِیَّتی،وتَصدیقِ رَغبَتی.

ص:533


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- الکَلُّ:الإعیاءُ ونُقصانُ القُوّة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1587«کِلل»).
3- التَسوِیلُ:تحسین الشیء وتَزیینُه وتَحبییُه إلی الإنسان لیفعله أو یقوله (النهایة:ج 2 ص 425« سول»).
4- مُبتَلیً (خ ل).

وأَعِذنِی اللّهُمَّ بِکَرَمِکَ مِنَ الخَیبَةِ وَالقُنوطِ (1)،وَالأَناةِ وَالتَّثبیطِ،اللّهُمَّ إنَّکَ مَلیءٌ بِالمَنائِحِ الجَزیلَةِ،وَفِیٌّ بِها،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِعِبادِکَ خَبیرٌ بَصیرٌ. (2)

719.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا طَلَبتَ حاجَةً فَأَحبَبتَ أن تُنجَحَ فَقُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ الحَلیمُ الکَریمُ،بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ الحَلیمُ،سُبحانَ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ: کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (3)، کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَها لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ عَشِیَّةً أَوْ ضُحاها (4).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ (5)مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرِّ، وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ ذَنبٍ،اللّهُمَّ لا تَدَع لَنا ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا دَیناً إلّا قَضَیتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّاقَضَیتَها،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (6)

720.عنه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ الکَلِماتِ الَّتی عَلَّمَهُنَّ اللّهُ عز و جل إبراهیمَ علیه السلام یَومَ قُذِفَ فِی النّارِ-:

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ المَرهوبُ مِنکَ جَمیعُ خَلقِکَ.یا نورَ النّورِ،أنتَ الَّذِی احتَجَبتَ دونَ خَلقِکَ،فَلا یُدرِکُ نورَکَ نورٌ.

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ الرَّفیعُ الَّذِی ارتَفَعتَ فوقَ عَرشِکَ مِن فوقِ سَمائِکَ،فَلا یَصِفُ عَظَمَتَکَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ.یا نورَ النّورِ،قَدِ استَنارَ بِنورِکَ أهلُ سَمائِکَ،وَاستَضاءَ بِضَوئِکَ أهلُ أرضِکَ.

ص:534


1- .القُنوطُ:أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« قنط»).
2- مهج الدعوات:ص 265، البلد الأمین:ص 520 [3] کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،المصباح للکفعمی:ص 526 [4] عن الإمام الرضا علیه السلام،الدعوات:ص 59 ح 147 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 120 ح 17.
3- الأحقاف:35.
4- النازعات:46.
5- عزائم المغفرة:مُحتّماتُها،والمراد:ما یجعلها حتماً ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1212«عزم»).
6- الدعاء للطبرانی:ص 318 ح 1044،المعجم الأوسط:ج 3 ص 358 ح 3398 کلاهما عن أنس.

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ غَیرُکَ،تَعالَیتَ عَن أن یَکونَ لَکَ شَریکٌ، وتَعَظَّمتَ عَن أن یَکونَ لَکَ وَلَدٌ،وتَکَرَّمتَ عَن أن یَکونَ لَکَ شَبیهٌ،وتَجَبَّرتَ عَن أن یَکونَ لَکَ ضِدٌّ،فَأَنتَ اللّهُ المَحمودُ بِکُلِّ لِسانٍ،وأَنتَ المَعبودُ فی کُلِّ مَکانٍ،وأَنتَ المَذکورُ فی کُلِّ أوانٍ وزَمانٍ.یا نورَ النّورِ،کُلُّ نورٍ خامِدٌ لِنورِکَ،یا مَلیکُ،کُلُّ مَلیکٍ یَفنی غَیرَکَ،یا دائِمُ،کُلُّ حَیٍّ یَموتُ غَیرَکَ.

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،ارحَمنی رَحمَةً تُطفِئُ بِها غَضَبَکَ،وتَکُفُّ بِها عَذابَکَ،وتَرزُقُنی بِها سَعادَةً مِن عِندِکَ،وتُحِلُّنی بِها دارَکَ الَّتی تُسکِنُها خِیَرَتَکَ مِن خَلقِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ (1)،ولَم یَهتِکِ السِّترَ،یا عَظیمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ویا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئَ النِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه ویا أمَلاه،ویا غایَةَ رَغبَتاه،أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ أن لا تُشَوِّهَ خَلقی فِی النّارِ. (2)

721.مهج الدعوات عن اویس القرنی عن الإمام علیّ علیه السلام: مَن دَعا بِهذِهِ الدَّعَواتِ استَجابَ اللّهُ لَهُ وقَضی جَمیعَ حَوائِجِهِ (3)،وقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً،إنَّ مَن بَلَغَ إلَیهِ

ص:535


1- .الجریرة:الجنایة والذنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 143 ح 2354 عن معاذ بن جبل،بحار الأنوار:ج 95 ص 356 ح 11.
3- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی أوّل هذا الدعاء:دعاء لمولانا ومقتدانا علی صلوات اللّه علیه علَّمه لاُویس القرنی وهو غیر الذی ذکرناه فی کتاب السعادة وغیر الذی ذکرناه فی کتاب إغاثة الداعی،حدّثنا موسی بن زید عن اویس القرنی عن علی بن أبی طالب علیه السلام قال:من دعا بهذه الدعوات استجاب اللّه له وقضی جمیع حوائجه،وقال رسول اللّه صلی الله علیه و آله:«والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً إنّ من بلغ إلیه الجوع والعطش ثم قام ودعا بهذه الأسماء أطعمه اللّه وسقاه،ولَو أنَّهُ دَعا بِهذِهِ الأَسماءِ عَلی جَبَلٍ بَینَهُ وبَینَ المَوضِعِ الَّذی یُریدُهُ لَاتَّسَعَ الجَبَلُ حَتّی یَسلُکَ فیهِ إلی أینَ یُریدُ،وإن دَعا بِها عَلی مَجنونٍ أفاقَ مِن جُنونِهِ،وإن دَعا بِها عَلی امرَأَةٍ قَد عَسُرَ عَلَیها وَلَدُها هَوَّنَ اللّهُ عز و جل عَلَیها وِلادَتَها.قالَ:وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً،إنَّ مَن دَعا بِهِ أربَعینَ لَیلَةً مِن لَیالِی الجُمُعَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ کُلَّ ذَنبٍ بَینَهُ وبَینَ اللّهِ،ولَو أنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَی السُّلطانِ لَخَلَّصَهُ اللّهُ مِن شَرِّهِ،ومَن دَعا بِها عِندَ مَنامِهِ فَیَذهَبَ بِهِ النَّومُ وهُوَ یَدعو بِها بَعَثَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ بِکُلِّ حَرفٍ مِنهُ سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ،مِنَ الرُّوحانِیَّةِ وُجوهُهُم أحسَنُ مِنَ الشَّمسِ بِسَبعینَ ألفَ مَرَّةٍ،ویَستَغفِرونَ اللّهَ ویَدعونَ لَهُ،ویَکتُبونَ لَهُ الحَسَناتِ،ومَن دَعا بِها وقَدِ ارتَکَبَ الکَبائِرَ غُفِرَت لَهُ الذُّنوبُ کُلُّها،وإن ماتَ لَیلَتَهُ ماتَ شَهیداً».ثُمَّ قالَ لی:یا أبا عَبدِ اللّهِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ولِأَهلِ بَیتِهِ ولِمُؤَذِّنِ مَسجِدِهِ ولِإِمامِهِ المُتَخَیِّرِ الدُّعَاءُ...

الجوعُ وَالعَطَشُ،ثُمَّ قامَ ودَعا بِهذِهِ الأَسماءِ،أطعَمَهُ اللّهُ وسَقاهُ...الدُّعاءُ:

یا سَلامُ المُؤمِنُ المُهَیمِنُ (1)العَزیزُ الجَبّارُ المُتَکَبِّرُ الطّاهِرُ المُطَهِّرُ القاهِرُ القادِرُ المُقتَدِرُ،یا مَن یُنادی مِن کُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ (2)بِأَلسِنَةٍ شَتّی ولُغاتٍ مُختَلِفَةٍ وحَوائِجَ اخری،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ.

أنتَ الَّذی لا تُغَیِّرُکَ الأَزمِنَةُ،ولا تُحیطُ بِکَ الأَمکِنَةُ،ولا تَأخُذُکَ نَومٌ ولا سِنَةٌ،یَسِّر لی [مِن أمری] (3)ما أخافُ عُسرَهُ،وفَرِّج لی مِن أمری ما أخافُ کَربَهُ،وسَهِّل لی مِن أمری ما أخافُ حَزنَهُ.

سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَلَّمَ تَسلیماً. (4)

722.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ (5)...الدُّعاءُ:

ص:536


1- .المهَیمن:من أسماء اللّه تعالی،ومعناه القائم علی خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم ( مجمع البحرین:ج 3ص 1895«هیمن»).
2- فجّ عمیق:الفجّ:الطریق الواسع بین الجبلین،أی مسلک بعید غامض ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1363« فجج»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- مهج الدعوات:ص 103، البلد الأمین:ص 377، [3]بحار الأنوار:ج 95 ص 390 ح 30.
5- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی أوّل هذا الدعاء:«ومِن ذلک دعاء آخَرُ لِمَولانا أمیر المُؤمنین عَلِیِّ بن أبی طالب صلوات اللّه علیه عَلَّمَه أیضاً لاُوَیسٍ القَرَنِیِّ حَدَّثَ أبو عَبدِ اللّهِ الدُّبَیلِیُّ یَرفَعُ الحَدیثَ إلی اوَیسٍ القَرَنِیِّ عن أمیر المُؤمنین علیه السلام،قالَ:«قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن عَبدٍ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ إلّااستَجابَ اللّهُ لَهُ،وحَلَفَ النَّبِیُّ دَفَعاتٍ کَثیرَةً أنَّهُ لَو دُعِیَ بِهِ عَلی ماءٍ جارٍ لَسَکَنَ،ولَو دَعا بِهِ رَجُلٌ قَد بَلَغَ بِهِ الجُوعُ وَالعَطَشُ لَأَطعَمَهُ اللّهُ وسَقاهُ،ولَو دَعا بِهِ عَلی جَبَلٍ أن یَزولَ مِن مَوضِعِهِ لَزالَ،ولَو دَعا بِهِ لِامرَأَةٍ قَد عَسُرَ عَلَیها وِلادَتُها لَسَهَّلَ اللّهُ عَلَیها وِلادَتَها،ولَو دَعا بِهِ رَجُلٌ فی مَدینَةٍ وَالمَدینَةُ تَحتَرِقُ ومَنزِلُهُ فی وَسَطِها لَنَجا ولَم یَحتَرِق مَنزِلُهُ،ولَو دَعا بِهِ رَجُلٌ أربَعینَ لَیلَةً مِن لَیالِی الجُمَعِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ کُلَّ ذَنبٍ بَینَهُ وبَینَ الآدَمِیِّینَ،وما دَعا بِهِ مَغمومٌ أو مَهمومٌ إلّافَرَّجَ اللّهُ عَنهُ،وما دَعا بِهِ رَجُلٌ عَلی سُلطانٍ جائِرٍ إلَّااستَجابَ اللّهُ تَعالی لَهُ فیهِ،ولَهُ شَرحٌ طَویلٌ اقتَصَرنا مِنهُ».

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ولا أسأَلُ غَیرَکَ،وأَرغَبُ إلَیکَ ولا أرغَبُ إلی غَیرِکَ،أسأَ لُکَ یا أمانَ الخائِفینَ،وجارَ المُستَجیرینَ،أنتَ الفَتّاحُ ذُو الخَیراتِ، مُقیلُ العَثَراتِ،ماحِی السَّیِّئاتِ،وکاتِبُ الحَسَناتِ،ورافِعُ الدَّرَجاتِ.

أسأَ لُکَ بِأَفضَلِ المَسائِلِ کُلِّها وأَنجَحِهَا الَّتی لا یَنبَغی لِلعِبادِ أن یَسأَلوکَ إلّابِها،یا اللّهُ یا رَحمنُ،وبِأَسمائِکَ الحُسنی،وأَمثالِکَ العُلیا،ونِعَمِکَ الَّتی لا تُحصی،وبِأَکرَمِ أسمائِکَ عَلَیکَ،وأَحَبِّها إلَیکَ،وأَشرَفِها عِندَکَ مَنزِلَةً،وأَقرَبِها مِنکَ وَسیلَةً،وأَجزَلِها مَبلَغاً، وأَسرَعِها مِنکَ إجابَةً،وبِاسمِکَ المَخزونِ الجَلیلِ الأَجَلِّ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی تُحِبُّهُ وتَرضاهُ،وتَرضی عَمَّن دَعاکَ بِهِ،فَاستَجَبتَ دُعاءَهُ وحَقٌّ عَلَیکَ ألّا تَحرِمَ سائِلَکَ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ،عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أو لَم تُعَلِّمهُ أحَداً،وبِکُلِّ اسمٍ دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ ومَلائِکَتُکَ وأَصفِیاؤُکَ مِن خَلقِکَ،وبِحَقِّ السّائِلینَ لَکَ،وَالرّاغِبینَ إلَیکَ،وَالمُتَعَوِّذینَ بِکَ،وَالمُتَضَرِّعینَ لَدَیکَ، وبِحَقِّ کُلِّ عَبدٍ مُتَعَبِّدٍ لَکَ فی بَرٍّ أو بَحرٍ،أو سَهلٍ أو جَبَلٍ.

أدعوکَ دُعاءَ مَن قَدِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وعَظُمَ جُرمُهُ،وأَشرَفَ عَلَی الهَلَکَةِ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ،ومَن لا یَثِقُ بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ،ولا یَجِدُ لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ،ولا لِسَعیِهِ [شاکِراً] (1)سِواکَ،هَرَبتُ مِنکَ إلَیکَ،مُعتَرِفاً غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ عَن عِبادَتِکَ،یا انسَ کُلِّ فَقیرٍ مُستَجیرٍ،أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَنّانُ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ

ص:537


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ.

أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَنَا الفَقیرُ،وأَنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وأَنتَ الباقی وأَ نَا الفانی،وأَنتَ المُحسِنُ وأَ نَا المُسیءُ،وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وأَنتَ الرَّحیمُ وأَ نَا الخاطِئُ،وأَنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الأَمینُ وأَ نَا الخائِفُ،وأَنتَ الرّازقُ وأَ نَا المَرزوقُ.

وأَنتَ أحَقُّ مَن شَکَوتُ إلَیهِ،وَاستَغَثتُ بِهِ ورَجَوتُهُ،لِأَ نَّکَ کَم مِن مُذنِبٍ قَد غَفَرتَ لَهُ،وکَم مِن مُسیءٍ قَد تَجاوَزتَ عَنهُ،فَاغفِر لی وتَجاوَز عَنّی وَارحَمنی،وعافِنی مِمّا نَزَلَ بی،ولا تَفضَحنی بِما جَنَیتُهُ عَلی نَفسی،وخُذ بِیَدی وبِیَدِ والِدَیَّ ووَلَدی،وَارحَمنا بِرَحمَتِکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

723.عنه صلی الله علیه و آله -لِفاطِمَةَ علیها السلام-یا بُنَیَّةُ،ألا اعَلِّمُکِ دُعاءً لا یَدعو بِهِ أحَدٌ إلَّااستُجیبَ لَهُ (2)...

تَقولینَ:

یا أعَزَّ مَذکورٍ وأَقدَمَهُ قِدَماً فِی العِزِّ وَالجَبَروتِ،یا رَحیمَ کُلِّ مُستَرحِمٍ،ومَفزَعَ کُلِّ مَلهوفٍ إلَیهِ،یا راحِمَ کُلِّ حَزینٍ یَشکو بَثَّهُ وحُزنَهُ إلَیهِ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ المَعروفُ مِنهُ وأَسرَعَهُ إعطاءً،یا مَن یَخافُ المَلائِکَةُ المُتَوَقِّدَةُ بِالنّورِ مِنهُ،أسأَ لُکَ بِالأَسماءِ الَّتی یَدعوکَ بِها حَمَلَةُ عَرشِکَ،ومَن حَولَ عَرشِکَ بِنورِکَ،یُسَبِّحونَ شَفَقَةً مِن خَوفِ عِقابِکَ،

ص:538


1- .مهج الدعوات:ص 104، البلد الأمین:ص 377، [2]المصباح للکفعمی:ص 378 [3] کلها عن أویس القرنی عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 391 ح 31.
2- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی أوّل الدعاء:دعاء علَّمها إیّاه رسول اللّه صلی الله علیه و آله رویناه بإسنادنا إلی أبی المفضّل محمّدبن المطلب الشیبانی من الجزء الثالث من أمالیه بإسناده نسبة إلی مولانا الحسن بن مولانا علی بن أبی طالب علیهما السلام عن امِّه فاطمة بنت رسول اللّه صلی الله علیه و آله وجدناه بإسناد صحیح:أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ لِلزَّهراءِ فاطِمَةَ علیها السلام:یا بُنَیَّةِ،ألا اعَلِّمُکِ دُعاءً لا یَدعو بِهِ أحَدٌ إلَّااستُجیبَ لَهُ،ولا یَجوزُ فیکِ سِحرٌ،ولا سَمٌّ،ولا یَشمَتُ بِکِ عَدُوٌّ،ولا یَعرِضُ لَکِ الشَّیطانُ،ولا یُعرِضُ عَنکِ الرَّحمنُ،ولا یَزِغُ قَلبُکِ،ولا تُرَدُّ لَکِ دَعوَةٌ،ویُقضی حَوائِجُکِ کُلُّها؟قالَت:یا أبَتِ لَهذا أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الدُّنیا وما فیها.قالَ:تَقولینَ:...

وبِالأَسماءِ الَّتی یَدعوکَ بِها جَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ إلّاأجَبتَنی وکَشَفتَ یا إلهی کُربَتی،وسَتَرتَ ذُنوبی.

یا مَن أمَرَ بِالصَّیحَةِ فی خَلقِهِ فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ (1)یُحشَرونَ،وبِذلِکَ الاِسمِ الَّذی أحیَیتَ بِهِ العِظامَ وهِیَ رَمیمٌ،أحیِ قَلبی،وَاشرَح صَدری،وأَصلِح شَأنی،یا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالبَقاءِ،وخَلَقَ لِبَرِیَّتِهِ المَوتَ وَالحَیاةَ وَالفَناءَ،یا مَن فِعلُهُ قَولٌ،وقَولُهُ أمرٌ، وأَمرُهُ ماضٍ عَلی ما یَشاءُ،أسأَ لُکَ بِالاِسمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ خَلیلُکَ حینَ القِیَ فِی النّارِ، فَدَعاکَ بِهِ فَاستَجَبتَ لَهُ وقُلتَ: یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (2)،وبِالاِسمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ موسی مِن جانِبِ الطّورِ (3)الأَیمَنِ فَاستَجَبتَ لَهُ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ عیسی مِن روحِ القُدُسِ،وبِالاِسمِ الَّذی تُبتَ بِهِ عَلی داوودَ،وبِالاِسمِ الَّذی وَهَبتَ بِهِ لِزَکَرِیّا یَحیی،وبِالاِسمِ الَّذی کَشَفتَ بِهِ عَن أیّوبَ الضُّرَّ،وتُبتَ بِهِ عَلی داوودَ،وسَخَّرتَ بِهِ لِسُلَیمانَ الرّیحَ تَجری بِأَمرِهِ وَالشَّیاطینَ وعَلَّمتَهُ مَنطِقَ الطَّیرِ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ العَرشَ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الکُرسِیَّ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الرّوحانِیّینَ (4)، وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الجِنَّ وَالإِنسَ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ جَمیعَ الخَلقِ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ جَمیعَ ما أرَدتَ مِن شَیءٍ،وبِالاِسمِ الَّذی قَدَرتَ بِهِ عَلی کُلِّ شَیءٍ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ إلّاما أعطَیتَنی سُؤلی،وقَضَیتَ حَوائِجی یا کَریمُ.

فَإِنَّهُ یُقالُ لَکِ:یا فاطِمَةُ،نَعَم نَعَم. (5)

ص:539


1- .النازعات:14. والسّاهرة:قیل:وجه الأرض،وقیل:هی أرض القیامة (مفردات ألفاظ القرآن:ص 430« [2]سهر»).
2- الأنبیاء:69.
3- الطُّورُ:وهو جبل کلّم اللّه تعالی علیه موسی علیه السلام فی الأرض المقدّسة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1119«طور»).
4- الرّوحانیّون:أجسام لطیفة لا یُدرکها البصر-أی الملائکة-(مجمع البحرین:ج 2 ص 750«روح»).
5- مهج الدعوات:ص 139 عن الإمام الحسن علیه السلام عن فاطمة علیها السلام،دلائل الإمامة:ص 73 ح 12 عن عبد اللّه بن الحسن عن أبیه عن الأمام الحسن علیه السلام عن فاطمة علیها السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،المصباح للکفعمی:ص 404 [5] عن فاطمة علیها السلام ولیس فیه صدره إلی«تقولین»ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 95 ص 405 ح 35.

724.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قَرَأَ یَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلاةِ الإِمامِ:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،وصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ،وقالَ سَبعینَ مَرَّةً:«اللّهُمَّ اکفِنی بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ،وأَغنِنی بِفَضلِکَ عَمَّن سِواکَ»،قَضَی اللّهُ لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ. (1)

راجع:ص 50 ح 71.

2/10الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ(علیه السلام)

725.الدعاء للطبرانی عن ربعی بن حراش: قالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ:ألا اعَلِّمُکَ کَلِماتٍ ما عَلَّمتُهُنَّ حَسَناً ولا حُسَیناً؛إذا سَأَلتَ رَبَّکَ حاجَةً فَأَحبَبتَ أن تُنجَحَ،فَقُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

726.المحاسن عن عبد اللّه بن جعفر: قالَ لی عَمّی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:ألا أحبوکَ (3)کَلِماتٍ، وَاللّهِ ما حَدَّثتُ بِها حَسَناً ولا حُسَیناً؛إذا کانَت لَکَ إلَی اللّهِ حاجَةٌ تُحِبُّ قَضاءَها فَقُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَ نَّکَ مَلِکٌ مُقتَدِرٌ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ما تَشاءُ مِن کُلِّ شَیءٍ یَکونُ.

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ. (4)

ص:540


1- .مصباح المتهجّد:ص 368، جمال الاُسبوع:ص 261 [2] کلاهما عن أنس،المصباح للکفعمی:ص 557، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 68 ح 11.
2- الدعاء للطبرانی:ص 310 ح 1015 و 1014،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 163 ح 10469 عن عبد اللّه بن جعفر نحوه.
3- حَباهُ:إذا أعطاه (النهایة:ج 1 ص 336«حبا»).
4- المحاسن:ج 1 ص 103 ح 80، بحار الأنوار:ج 95 ص 157 ح 6.

727.مکارم الأخلاق: مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الحاجَةِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ العَلِیُّ العَظیمُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،یا هُوَ،یا مَن هُوَ هُوَ،یا مَن لَیسَ هُوَ إلّا هُوَ،یا هُوَ،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ. (1)

728.الخصال عن ابن عبّاس: أقبَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَسَأَلَهُ شَیئاً،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً،ما عِندی قَلیلٌ ولا کَثیرٌ،ولکِنّی اعَلِّمُکَ شَیئاً أتانی بِهِ جَبرَئیلُ خَلیلی فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،هذِهِ هَدِیَّةٌ لَکَ مِن عِندِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ، أکرَمَکَ اللّهُ بِها لَم یُعطِها أحَداً قَبلَکَ مِنَ الأَنبِیاءِ،وهِیَ تِسعَةَ عَشَرَ حَرفاً،لا یَدعو بِهِنَّ مَلهوفٌ ولا مَکروبٌ ولا مَحزونٌ ولا مَغمومٌ،ولا عِندَ سَرَقٍ ولا حَرَقٍ،ولا یَقولُهُنَّ عَبدٌ یَخافُ سُلطاناً إلّافَرَّجَ اللّهُ عَنهُ...قُل:

یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،ویا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،ویا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،ویا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ،ویا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ (2)،ویا کَریمَ العَفوِ،ویا حَسَنَ البَلاءِ،ویا عَظیمَ الرَّجاءِ،ویا عَونَ الضُّعَفاءِ،ویا مُنقِذَ الغَرقی،ویا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا مُنعِمُ یا مُفضِلُ،أنتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ سَوادُ اللَّیلِ ونورُ النَّهارِ وضَوءُ القَمَرِ وشُعاعُ الشَّمسِ ودَوِیُّ الماءِ وحَفیفُ الشَّجَرِ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ افعَل بی کَذا وکَذا.

فَإِنَّکَ لا تَقومُ مِن مَجلِسِکَ حَتّی یُستَجاب لَکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)

ص:541


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 145 ح 2355، بحار الأنوار:ج 95 ص 158 ح 10.
2- زاد هنا فی البلد الأمین:« ویا کَنزَ مَن لا کَنزَ لَهُ،ویا عِزَّ مَن لا عِزَّ لَهُ».
3- الخصال:ص 510 ح 1،البلد الأمین:ص 332 نحوه وفیه:دعاء مرویّ عن أمیر المؤمنین علیه السلام تعلّمه من النبیّ صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 95 ص 155 ح 3.

729.الإمام علیّ علیه السلام -لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ-:اُعَلِّمُکَ شَیئاً أصلُهُ مِن کِتابِ اللّهِ عَلَّمَنیهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَإِذا أرَدتَ أن تَدعُوَ اللّهَ بِهِ فَادعُ بِهِ بَعدَ صَلاةِ الغَداةِ أو بَعدَ صَلاةِ العَصرِ،ثُمَّ سَمِّ ما أرَدتَ مِن حَوائِجِکَ،وَاعلَم أنَّکَ إذَا ابتَدَأتَ بِهِ وَکَّلَ اللّهُ بِکَ ألفَ مَلَکٍ یَستَغفِرونَ لَکَ،وأَعطی کُلَّ مَلَکٍ قُوَّةَ ألفِ مَلَکٍ فی سُرعَةِ الاِستِغفارِ،ویَبنی لَکَ ألفَ قَصرٍ فِی الجَنَّةِ،وعِشتَ ما عِشتَ فِی الدُّنیا مُنَعَّماً،ولا یُصیبُکَ فیها قَتَرٌ (1)ولا خَلَّةٌ، ولا تَسأَلُ أحَداً مِنَ الدُّنیا کائِناً ما کانَ إلّاقَضی لَکَ،قُل:

سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ، فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ (2)، سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ * وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ * وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (3)،سُبحانَ اللّهِ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ اللّهِ ذِی العِزَّةِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ اللّهِ المَلِکِ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبحانَ العَلِیِّ الأَعلی سُبحانَهُ وتَعالی،سُبحانَ المَلِکِ القُدّوسِ رَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً یَصعَدُ ولا یَنفَدُ،ولَکَ الحَمدُ عَلَیَّ ومَعی وقُدّامی وخَلفی،یا اللّهُ -عَشراً-یا رَحمانُ-عَشراً-یا رَحیمُ-عَشراً-یا رَبِّ-مِثلَهُ-یا حَیُّ یا قَیّومُ -مِثلَهُ-یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ-مِثلَهُ-یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ-مِثلَهُ-یا حَنّانُ یا مَنّانُ-مِثلَهُ-اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ-عَشراً-وسَل حاجَتَکَ. (4)

730.مهج الدعوات: دُعاءٌ آخَرُ عَلَّمَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ لِابنِهِ الحَسَنِ علیهما السلام:إذا قَصَدتَ إنساناً لِحاجَةٍ

ص:542


1- .القَتَرُ:ضیق العیش (لسان العرب:ج 5 ص 71« قتر»).
2- الروم:17-19.
3- الصافات:180-182.
4- بحار الأنوار:ج 95 ص 179 نقلاً عن الشهید الأوّل عن عبد اللّه بن المبارک عن ثقة.

فَاکتُب ذلِکَ وأَمسِکهُ فی یَدِکَ الیُمنی وتَذهَبُ أینَ شِئتَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ،یا واحِدُ یا أحَدُ،یا وَترُ یا نورُ یا صَمَدُ،یا مَن مَلَأَت أرکانُهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ،أن تُسَخِّرَ لی قَلبَ فُلانِ بنِ فُلانٍ کَما سَخَّرتَ الحَیَّةَ لِموسَی بنِ عِمرانَ عَلَیهِ السَّلامُ،وأَسأَ لُکَ أن تُسَخِّرَ لی قَلبَهُ کَما سَخَّرتَ لِسُلَیمانَ جُنودَهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّیرِ فَهُم یوزَعونَ،وأَسأَ لُکَ أن تُلَیِّنَ لی قَلبَهُ کَما لَیَّنتَ الحَدیدَ لِداوودَ عَلَیهِ السَّلامُ،وأَسأَ لُکَ أن تُذَلِّلَ لی قَلبَهُ کَما ذَلَّلتَ نورَ القَمَرِ لِنورِ الشَّمسِ.

یا اللّهُ هُوَ عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ،وأَ نَا عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ،أخَذتُ بِقَدَمَیهِ وبِناصِیَتِهِ فَسَخِّرهُ لی حَتّی یَقضِیَ حاجَتی هذِهِ و ما اریدُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلی ما هُوَ فیما هُوَ،لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ. (1)

راجع:ج3 ص 599 ح 2459.

3/10الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ(علیه السلام)

731.الدعوات عن الثمالی: قُلتُ لَهُ علیه السلام (2):عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:یا ثابِتُ قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

ثُمَّ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:هُوَ الدُّعاءُ الَّذی إذا دُعِیَ بِهِ أجابَ،وإذا سُئِلَ بِهِ أعطی. (3)

732.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی طَلَبِ الحَوائِجِ إلَی اللّهِ تَعالی-:

ص:543


1- .مهج الدعوات:ص 144، بحار الأنوار:ج 95 ص 165 ح 19.
2- فی بحار الأنوار:« قُلت لِعَلیّ بن الحسین علیه السلام».
3- الدعوات:ص 57 ح 144،بحار الأنوار:ج 95 ص 163 ح 17.

اللّهُمَّ یا مُنتَهی مَطلَبِ الحاجاتِ،ویا مَن عِندَهُ نَیلُ الطَّلِباتِ،ویا مَن لا یَبیعُ نِعَمَهُ بِالأَثمانِ،ویا مَن لا یُکَدِّرُ عَطایاهُ بِالاِمتِنانِ،ویا مَن یُستَغنی بِهِ ولا یُستَغنی عَنهُ،ویا مَن یُرغَبُ إلَیهِ ولا یُرغَبُ عَنهُ،ویا مَن لا تُفنی خَزائِنَهُ المَسائِلُ،ویا مَن لا تُبَدِّلُ حِکمَتَهُ الوَسائِلُ،ویا مَن لا تَنقَطِعُ عَنهُ حَوائِجُ المُحتاجینَ،ویا مَن لا یُعَنّیهِ (1)دُعاءُ الدّاعینَ.

تَمَدَّحتَ بِالغَناءِ عَن خَلقِکَ وأَنتَ أهلُ الغِنی عَنهُم،ونَسَبتَهُم إلَی الفَقرِ وهُم أهلُ الفَقرِ إلَیکَ،فَمَن حاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِن عِندِکَ،ورامَ صَرفَ الفَقرِ عَن نَفسِهِ بِکَ،فَقَد طَلَبَ حاجَتَهُ فی مَظانِّها (2)،وأَتی طَلِبَتَهُ مِن وَجهِها،ومَن تَوَجَّهَ بِحاجَتِهِ إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،أو جَعَلَهُ سَبَبَ نُجحِها دونَکَ فَقَد تَعَرَّضَ لِلحِرمانِ،وَاستَحَقَّ مِن عِندِکَ فَوتَ الإِحسانِ.

اللّهُمَّ ولی إلَیکَ حاجَةٌ قَد قَصَّرَ عَنها جُهدی،وتَقَطَّعَت دونَها حِیَلی،وسَوَّلَت لی نَفسی رَفعَها إلی مَن یَرفَعُ حَوائِجَهُ إلَیکَ،ولا یَستَغنی فی طَلِباتِهِ عَنکَ،وهِیَ زَلَّةٌ مِن زَلَلِ الخاطِئینَ،وعَثرَةٌ مِن عَثَراتِ المُذنِبینَ،ثُمَّ انتَبَهتُ بِتَذکیرِکَ لی مِن غَفلَتی،ونَهَضتُ بِتَوفیقِکَ مِن زَلَّتی،ورَجَعتُ ونَکَصتُ (3)بِتَسدیدِکَ عَن عَثرَتی،وقُلتُ:سُبحانَ رَبّی کَیفَ یَسأَلُ مُحتاجٌ مُحتاجاً؟! وأَنّی یَرغَبُ مُعدِمٌ إلی مُعدِمٍ؟!

فَقَصَدتُکَ یا إلهی بِالرَّغبَةِ،وأَوفَدتُ عَلَیکَ رَجائی بِالثِّقَةِ بِکَ،وعَلِمتُ أنَّ کَثیرَ ما أسأَ لُکَ یَسیرٌ فی وُجدِکَ (4)،وأَنَّ خَطیرَ ما أستَوهِبُکَ حَقیرٌ فی وُسعِکَ،وأَنَّ کَرَمَکَ لایَضیقُ عَن سُؤالِ أحَدٍ،وأَنَّ یَدَکَ بِالعَطایا أعلی مِن کُلِّ یَدٍ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحمِلنی بِکَرَمِکَ عَلَی التَّفَضُّلِ،ولا تَحمِلنی بِعَدلِکَ عَلَی الاِستِحقاقِ،فَما أنَا بِأَوَّلِ راغِبٍ رَغِبَ إلَیکَ فَأَعطَیتَهُ وهُوَ یَستَحِقُّ المَنعَ،ولا بِأَوَّلِ سائِلٍ

ص:544


1- .تَعنّی:نصب أی تعب (تاج العروس:ج 19 ص 711«عنی»).
2- مظنّةُ الشیء:مَوضَعُهُ والجمع:مَظانّ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1144«ظن»).
3- نَکصَ:أی رجع القهقری (مجمع البحرین:ج 3 ص 1833«نکص»).
4- الوجدُ:السِّعةُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1909«وجد»).

سَأَلَکَ فَأَفضَلتَ عَلَیهِ وهُوَ یَستَوجِبُ الحِرمانَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وکُن لِدُعائی مُجیباً،ومِن نِدائی قَریباً،ولِتَضَرُّعی راحِماً،ولِصَوتی سامِعاً،ولا تَقطَع رَجائی عَنکَ،ولا تَبُتَّ (1)سَبَبی مِنکَ،ولا تُوَجِّهنی فی حاجَتی هذِهِ وغَیرِها إلی سِواکَ،وتَوَلَّنی بِنُجحِ طَلِبَتی وقَضاءِ حاجَتی،ونَیلِ سُؤلی قَبلَ زَوالی عَن مَوقِفی هذا،بِتَیسیرِکَ لِیَ العَسیرَ،وحُسنِ تَقدیرِکَ لی فی جَمیعِ الاُمورِ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً دائِمَةً نامِیَةً لَاانقِطاعَ لِأَبَدِها،ولا مُنتَهی لِأَمَدِها، وَاجعَل ذلِکَ عَوناً لی،وسَبَباً لِنَجاحِ طَلِبَتی،إنَّکَ واسِعٌ کَریمٌ،ومِن حاجَتی یا رَبِّ:کَذا وکَذا.

وتَذکُرُ حاجَتَکَ،ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ فی سُجودِکَ:

فَضلُکَ آنَسَنی،وإحسانُکَ دَلَّنی،فَأَسأَ لُکَ بِکَ وبِمُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم أن لا تَرُدَّنی خائِباً. (2)

733.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ دَعَوتَنی إلَی النَجاةِ فَعَصَیتُکَ،ودَعانی عَدُوُّکَ إلَی الهَلَکَةِ فَأَجَبتُهُ،فَکَفی مَقتاً عِندَکَ أن أکونَ لِعَدُوِّکَ أحسَنَ طاعَةً مِنّی لَکَ،فَوا سَوأَتاه إذ خَلَقتَنی لِعِبادَتِکَ،ووَسَّعتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،فَاستَعَنتُ بِهِ عَلی مَعصِیَتِکَ،وأَنفَقتُهُ فی غَیرِ طاعَتِکَ،ثُمَّ سَأَلتُکَ الزِّیادَةَ مِن فَضلِکَ،فَلَم یَمنَعکَ ما کانَ مِنّی أن عُدتَ بِحِلمِکَ عَلَیَّ فَأَوسَعتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ، وآتَیتَنی أکثَرَ ما سَأَلتُکَ،ولَم یَنهَنی حِلمُکَ عَنّی وعِلمُکَ بی،وقُدرَتُکَ عَلَیَّ،وعَفوُکَ عَنّی مِنَ التَّعَرُّضِ لِمَقتِکَ،وَالتَّمادی فِی الغَیِّ مِنّی،کَأَنَّ الَّذی تَفعَلُهُ بی أراهُ حَقّاً واجِباً عَلَیکَ، فَکَأَنَّ الَّذی نَهَیتَنی عَنهُ أمَرتَنی بِهِ،ولَو شِئتَ ما تَرَدَّدتَ إلَیَّ بِإِحسانِکَ،ولا شَکَرتَنی

ص:545


1- .البَتُّ:القطع المستأصل (لسان العرب:ج 2 ص 6« بتت»).
2- الصحیفة السجّادیة:ص 57 الدعاء 13، البلد الأمین:ص 449.

بِنِعمَتِکَ عَلَیَّ،ولا أخَّرتَ عِقابَکَ عَنّی بِما قَدَّمَت یَدایَ،ولکِنَّکَ شَکورٌ فَعّالٌ لِما تُریدُ.

فَیا مَن وَسِعَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً،اِرحَم عَبدَکَ المُتَعَرِّضَ لِمَقتِکَ،الدّاخِلَ فی سَخَطِکَ، الجاهِلَ بِکَ،الجَرِیَّ عَلَیکَ،رَحمَةً مَنَنتَ بِها إلی مَن أحسنَ طاعَتَکَ،وأَفضَلَ (1)عِبادَتَکَ، إنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ،عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ،حُل بَینی وبَینَ التَّعَرُّضِ لِسَخَطِکَ،وأَقبِل بِقَلبی إلی طاعَتِکَ،وأَوزِعنی (2)شُکرَ نِعمَتِکَ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِن عِبادِکَ.

اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ مالاً طَیِّباً کَثیراً فاضِلاً لا یُطغینی،وتِجارَةً نامِیَةً مُبارَکَةً لا تُلهینی،وقُدرَةً عَلی عِبادَتِکَ،وصَبراً عَلَی العَمَلِ بِطاعَتِکَ،وَالقَولَ بِالحَقِّ،وَالصِّدقَ فِی المَواطِنِ کُلِّها،وشَنَآنَ (3)الفاسِقینَ،وأَعِنّی عَلَی التَّهَجُّدِ لَکَ بِحُسنِ الخُشوعِ فِی الظُّلَمِ، وَالتَّضَرُّعِ إلَیکَ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وإقامِ الصَّلاةِ وإیتاءِ الزَّکاةِ،وَالصَّومِ فِی الهَواجِرِ (4)ابتِغاءَ وَجهِکَ،وقَرِّبنی إلَیکَ زُلفَةً،ولا تُعرِض عَنّی لِذَنبٍ رَکِبتُهُ،ولا لِسَیِّئَةٍ أتَیتُها،ولا لِفاحِشَةٍ أنَا مُقیمٌ عَلَیها راجٍ لِلتَّوبَةِ عَلَیَّ مِنکَ فیها،ولا لِخَطَأٍ وعَمدٍ کانَ مِنّی عَمِلتُهُ،أو أمَرتُ بِهِ،صَفَحتَ لی عَنهُ أو عاقَبتَنی عَلَیهِ،سَتَرتَهُ عَلَیَّ أو هَتَکتَهُ،وأَ نَا مُقیمٌ عَلَیهِ أو تائِبٌ إلَیکَ مِنهُ.

أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ الواجِبِ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ،لَمّا طَهَّرتَنی مِنَ الآفاتِ،وعافَیتَنی مِنِ اقتِرافِ الآثامِ،بِتَوبَةٍ مِنکَ عَلَیَّ،ونَظرَةٍ مِنکَ إلَیَّ تَرضی بِها عَنّی،وحُبابَتُکَ (5)لی بِنِعمَةٍ مَوصولَةٍ بِکَرامَةٍ تَبلُغُ بی شَرَفَ الجَنَّةِ،ومُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم،

ص:546


1- .أفضَلَ عَلَیهِ:زاد (لسان العرب:ج 11 ص 524«فضل»).
2- أوزعنی:ألهمنی ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1930«وزع»).
3- شَنآن:بَغضاء (مجمع البحرین:ج 2 ص 978«شنأ»).
4- الهاجرةُ:نصف النهار عند اشتداد الحرّ،والجمع:هواجر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1860«هجر») والمراد هنا:الأیام الشدیدة الحرارة.
5- کذا فی المصدر،وفی الصحیفة السجادیة الجامعة ص 83:«صیانتک».

آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

734.عنه علیه السلام -فی مُناجاةٍ له اخری-:

إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی ! أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ،فَوَجَدتَ عِبادَکَ فِی شَتَّی الحالاتِ:فَمِن (2)خائِفٍ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ،ومُذنِبٍ دَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وراقِدٍ استَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وضالٍّ استَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ، ومُسافِرٍ لاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وذی حاجَةٍ ناداکَ لَها فَلَبَّیتَهُ،وناسِکٍ أفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ،وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،وجاهِلٍ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.

إلهی ! فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،وَالحَقِّ الَّذی إذا اقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ، وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ،وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ،ودَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وَاستَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وَاستَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ،ولاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وناداکَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّیتَهُ،وأَفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ، وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،ولا تَجعَلنی مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ،وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.

إلهی ! غَلَّقَتِ المُلوکُ أبوابَها،ووَکَّلَت بِها حُجّابَها،وبابُکُ مَفتوحٌ لِقاصِدیهِ،وجودُکَ مَوجودٌ لِطالِبیهِ،وغُفرانُکُ مَبذولٌ لِمُؤَمِّلیهِ،وسُلطانُکُ دامِغٌ (3)لِمُستَحِقّیهِ.

إلهی ! خَلَت نَفسی بِأَعمالِها بَینَ یَدَیکَ،وَانتَصَبَت بِالرَّغبَةِ خاضِعَةً لَدَیکَ، ومُستَشفِعَةً بِکَرَمِکَ إلَیکَ،فَبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُسَبِّحینَ،صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وَاقضِ حاجاتِها،وتَغَمَّد هَفَواتِها،وتَجاوَز فَرَطاتِها، فَالوَیلُ لَها إن صادَفَت نَقِمَتَکَ،وَالفَوزُ لَها إن أدرَکَت رَحمَتَکَ،فَیا مَن یُخافُ عَدلُهُ

ص:547


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 132 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- فی المصدر:«فمنه»،والصواب ما أثبتناه کما فی الصحیفة السجادیّة الجامعة.
3- دامِغٌ:مُهلِکٌ (النهایة:ج 3 ص 133«دمغ»).

ویُرجی فَضلُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل دُعائی مَنوطاً بِالإِجابَةِ،وتَسبیحی مَوصولاً بِالإِثابَةِ،ولَیلی مَقروناً بِعَظیمِ صَباحٍ سَلَفَ مِن عُمُری بَرَکَةً وإیماناً،وأَوفاهُ سَعادَةً وأَمناً،إنَّکَ خَیرُ مَسؤولٍ،وأَکرَمُ مَأمولٍ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

4/10الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامَ الباقِرِ(علیه السلام)

735.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی إذا ألَحَّت بِهِ الحاجَةُ سَجَدَ مِن غَیرِ صَلاةٍ ولا رُکوعٍ،ثُمَّ یَقولُ:«یا أرحَمَ الرّاحِمینَ»سَبعَ مَرّاتٍ،ثُمَّ یَسأَلُ حاجَتَهُ.

ثُمَّ قالَ:ما قالَها أحَدٌ سَبعاً إلّاقالَ اللّهُ تَعالی:ها أنَا أرحَمُ الرّاحِمینَ،سَل حاجَتَکَ. (2)

736.الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قالَ لی:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ، وأَ نَا ضامِنٌ لَکَ حاجَتَکَ عَلَی اللّهِ:

اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ نِعمَتی،وأَنتَ القادِرُ عَلی طَلِبَتی،قَد تَعلَمُ حاجَتی،فَأَسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا قَضَیتَها. (3)

راجع:ص 126 (دَعَواتُ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام/دعاؤه فِی الأَمرِ یَحدُثُ)

5/10الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ(علیه السلام)

737.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (4)

ص:548


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 130 ح 19 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- محاسبة النفس لابن طاووس:ص 35، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 145 ح 2356، [3]بحار الأنوار:ج 93 ص 234 ح 6 [4] وج 95 ص 164 ح 18 وص 159 ح 10.
3- الأمالی للطوسی:ص 676 ح 1430، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 20 ح 2048 [6]عن یحیی بن معاذ،بحار الأنوار:ج 95 ص 162 ح 16.
4- الکافی:ج2 ص519 ح1 عن أیّوب بن الحرّ،عدّة الداعی:ص52 [9] وفیه:«...لبّیک عبدی سل حاجتک تعط».

738.عنه علیه السلام: مَن قالَ عَشرَ مَرّاتٍ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (1)

739.عنه علیه السلام: مَن قالَ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُهُ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (2)

740.عنه علیه السلام: مَن قالَ:«یا رَبِّ یا اللّهُ،یا رَبِّ یا اللّهُ» (3)حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُهُ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (4)

741.عنه علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَقِفُ عِندَ ذِکرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،ثُمَّ یَقولُ:«أی رَبِّ،أی رَبِّ،أی رَبِّ»ثَلاثاً،فَإِذا قالَها نودِیَ مِن فَوقِ رَأسِهِ:سَل ما حاجَتُکَ؟ (5)

742.المحاسن عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی کِتابِهِ: وَ حَناناً مِنْ لَدُنّا (6)؟قالَ:إنَّهُ کانَ یَحیی إذا دَعا قالَ فی دُعائِهِ:«یا رَبِّ یا اللّهُ»،ناداهُ اللّهُ مِنَ السَّماءِ:

لَبَّیکَ یا یَحیی،سَل حاجَتَکَ. (7)

743.المجتنی: دُعاءٌ رَواهُ اللَّیثُ بنُ سَعدٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام،استُجیبَ لَهُ فِی الحالِ وهُوَ:

یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ-حَتّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحمنُ،یا رَحمنُ،یا رَحمنُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحیمُ،یا رَحیمُ،یا رَحیمُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا أرحَمَ الرّاحِمینَ

ص:549


1- .الکافی:ج 2 ص 520 ح 1 عن أیوب بن الحرّ وح 2 عن محمّد بن حمران نحوه،المحاسن:ج 1 ص 105 ح 85 [2] عن أبی بصیر.
2- المحاسن:ج 1 ص 105 ح 85 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 93 ص 234 ح 5.
3- فی بعض النسخ:«یا ربّی اللّه یا ربّی اللّه»وفی بعضها:«یا ربّی یا اللّه یا ربّی یا اللّه»(هامش المصدر).وفی المحاسن:«یا اللّه یا ربّی».
4- الکافی:ج 2 ص 520 ح 3، المحاسن:ج 1 ص 104 ح 82 [6] کلاهما عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 93 ص 233 ح 3.
5- المحاسن:ج 1 ص 105 ح 84 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 93 ص 233 ح 4.
6- مریم:13.
7- المحاسن:ج 1 ص 104 ح 83، بحار الأنوار:ج 93 ص 233 ح 3.

-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-.

ثُمَّ سَأَلَ حاجَتَهُ فَحَضَرَت فِی الحالِ. (1)

744.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَعَا الرَّجُلُ فَقالَ بَعدَما دَعا:«ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ»،قالَ اللّهَ عز و جل:استَبسَلَ عَبدی،وَاستَسلَمَ لِأَمری،اِقضوا حاجَتَهُ. (2)

745.عنه علیه السلام: مَن أحَبَّ أن لا یُرَدَّ دُعاؤُهُ فَلیُقَدِّم هذَا الدُّعاءَ أمامَ دُعائِهِ،وهُوَ:

ما شاءَ اللّهُ تَوَجُّهاً إلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ تَعَبُّداً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَلَطُّفاً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَذَلُّلاً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ استِنصاراً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِکانَةً (3)للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَضَرُّعاً إلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِغاثَةً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِعانَةً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (4)

746.عنه علیه السلام -لِعیسَی بنِ عَبدِ اللّهِ القُمِّیِّ-:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ وجَمالِکَ وکَرَمِکَ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا. (5)

747.الکافی عن محمّد بن مسلم: قُلتُ لَهُ (6):عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ الإِلحاحِ؟ قالَ:قُلتُ:وما دُعاءُ الإِلحاحِ؟فَقالَ:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ القُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،إنّی أسأَ لُکَ بِالَّذی تَقومُ بِهِ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تَفرُقُ بَینَ الجَمعِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ،

ص:550


1- .المجتنی:ص 64 وراجع المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 232، بحار الأنوار:ج 95 ص 158 ح 9.
2- الکافی:ج 2 ص 521 ح 1 عن هشام بن سالم،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1134 ح 8822.
3- الإستکانة:الخضوع والذلّ ( انظر:النهایة:ج 2 ص 386«سکن»).
4- فلاح السائل:ص 194 ح 109 عن أبی عاصم النبیل،بحار الأنوار:ج 95 ص 161 ح 14.
5- الکافی:ج 2 ص 579 ح 6 عن عیسی بن عبد اللّه القمی.
6- فی قرب الإسناد:«قال لجعفر علیه السلام قائل:علّمنی...».

وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ ووَزنَ الجِبالِ وکَیلَ البُحورِ.

ثُمَّ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ تَسأَ لُهُ حاجَتَکَ،وأَلِحَّ فِی الطَّلَبِ. (1)

748.قرب الإسناد عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام: وهذا مِنهُ [ أی مِن دُعاءِ الإِلحاحِ ]:

یا مَن لا تَحجُبُهُ سَماءٌ عَن سَماءٍ،ولا أرضٌ عَن أرضٍ،ولا جَنبٌ عن قَلبٍ،ولا سِترٌ عَن کِنٍّ (2)،ولا جَبَلٌ عَمّا فی أصلِهِ،ولا بَحرٌ عَمّا فی قَعرِهِ،یا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ، ولا تَغلِبُهُ کَثرَةُ الحاجاتِ،ولا یُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.

ثُمَّ سَل حاجَتَکَ. (3)

749.الکافی عن حسین بن أبی سعید المکاری وجهم بن أبی جهیمة،عن أبی جعفر -رَجُلٍ مِن أهلِ الکوفَةِ کانَ یُعرَفُ بِکُنیَتِهِ-،قالَ:قُلتُ:لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ، فَقالَ:نَعَم،قُل:

یا مَن أرجوهُ لِکُلِّ خَیرٍ،ویا مَن آمَنُ سَخَطَهُ عِندَ کُلِّ عَثرَةٍ،ویا مَن یُعطی بِالقَلیلِ الکَثیرَ،یا مَن أعطی مَن سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً،یا مَن أعطی مَن لَم یَسأَلهُ ولَم یَعرِفهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی بِمَسأَلَتی مِن جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وجَمیعِ خَیرِ الآخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَیرُ مَنقوصٍ ما أعطَیتَنی،وزِدنی مِن سَعَةِ فَضلِکَ یا کَریمُ (4). (5)

ص:551


1- .الکافی:ج 2 ص 585 ح 23، مصباح المتهجد:ص 69 ح 111 من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،فلاح السائل:ص 340 ح 226،قرب الإسناد:ص 6 ح 17 [2] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 79 ح 2.
2- الکِنُّ:ما یَرُدُّ الحَرَّ والبردَ،من الأبنیة والمساکن (النهایة:ج 4 ص 206« کنن»).
3- قرب الإسناد:ص 6 ح 18، بحار الأنوار:ج 95 ص 155 ح 2.
4- وزاد فی رجال الکشی: ثم رفع یدیه،فقال:یا ذا المن،ویاذا الجلال والاکرام،یاذا النعماء والجود،ارحم شیبتی من النار،ثم وضع یده علی لحیته ولم یرفعها إلّاوقد امتلأ ظهر کفّه دموعاً.
5- الکافی:ج 2 ص 84 ح 20، رجال الکشّی:ج 2 ص 667 [9] عن محمّد بن زید الشحّام،بحار الأنوار:ج 95 ص 360 ح 15 [10] وراجع:مصباح المتهجّد:ص 353 [11] والإقبال:ج 3 ص 211.

750.الإمام الصادق علیه السلام: إیتِ مَقامَ جَبرَئیلَ علیه السلام وهُوَ تَحتَ المیزابِ (1)،فَإِنَّهُ کانَ مَقامَهُ إذَا استَأذَنَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وقُل:

أی جَوادُ،أی کَریمُ،أی قَریبُ،أی بَعیدُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ، وأَسأَ لُکَ أن تَرُدَّ عَلَیَّ نِعمَتَکَ. (2)

751.الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام: قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم،ونورَ الأَنبِیاءِ وصِدقَهُم،ونَجاةَ المُجاهِدینَ وثَوابَهُم،وشُکرَ المُصطَفَینَ ونَصیحَتَهُم،وعَمَلَ الذّاکِرینَ ویَقینَهُم،وإیمانَ العُلَماءِ وفِقهَهُم،وتَعَبُّدَ الخاشِعینَ وتَواضُعَهُم،وحُکمَ الفُقَهاءِ وسیرَتَهُم،وخَشیَةَ المُتَّقینَ ورَغبَتَهُم،وتَصدیقَ المُؤمِنینَ وتَوَکُّلَهُم،ورَجاءَ المُحسِنینَ وبِرَّهُم.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ثَوابَ الشّاکِرینَ،ومَنزِلَةَ المُقَرَّبینَ،ومُرافَقَةَ النَّبِیّینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَوفَ العامِلینَ لَکَ،وعَمَلَ الخائِفینَ مِنکَ،وخُشوعَ العابِدینَ لَکَ، ویَقینَ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وتَوَکُّلَ المُؤمِنینَ بِکَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ بِحاجَتی عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وأَنتَ لَها واسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ،وأَنتَ الَّذی لا یُحفیکَ (3)سائِلٌ،ولا یَنقُصُکَ نائِلٌ،ولا یَبلُغُ مِدحَتَکَ قَولُ قائِلٍ،أنتَ کَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ.

اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً قَریباً،وأَجراً عَظیماً،وسِتراً جَمیلاً.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنّی عَلی ظُلمی لِنَفسی وإسرافی عَلَیها لَم أتَّخِذ لَکَ ضِدّاً ولا نِدّاً ولا

ص:552


1- .یراد به میزاب مسجد النبیّ صلی الله علیه و آله.
2- الکافی:ج 4 ص 557 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 9 ح 17 کلاهما عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 569 ح 3158،مصباح المتهجّد:ص 710 ح 791 [2] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیهما«أسألک أن تصلّی علی محمّد وأهل بیته»،بحار الأنوار:100 ص 147 ح 8.
3- یُحفیک:یجهدک،أحفیت الرجل:إذا أجهدته (لسان العرب:ج 14 ص 188« حفا»).

صاحِبَةً ولا وَلَداً،یا مَن لا تُغَلِّطُهُ المَسائِلُ،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَیءٌ عَن شَیءٍ،ولا سَمعٌ عَن سَمعٍ،ولا بَصَرٌ عَن بَصَرٍ،ولا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ،أسأَ لُکَ أن تُفَرِّجَ عَنّی فی ساعَتی هذِهِ مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،إنَّکَ تُحیِی العِظامَ وهِیَ رَمیمٌ،وإنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

یا مَن قَلَّ شُکری لَهُ فَلَم یَحرِمنی،وعَظُمَت خَطیئَتی فَلَم یَفضَحنی،ورَآنی عَلَی المَعاصی فَلَم یَجبَهنی (2)،وخَلَقَنی لِلَّذی خَلَقَنی لَهُ فَصَنَعتُ غَیرَ الَّذی خَلَقَنی لَهُ (3)،فَنِعمَ المَولی أنتَ یا سَیِّدی،وبِئسَ العَبدُ أنَا وَجَدتَنی،ونِعمَ الطّالِبُ أنتَ رَبّی،وبِئسَ المَطلوبُ أنَا ألفَیتَنی،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ بَینَ یَدَیکَ ما شِئتَ صَنَعتَ بی.

اللّهُمَّ هَدَأَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ،وخَلَوتُ بِکَ، أنتَ المَحبوبُ إلَیَّ،فَاجعَل خَلوَتی مِنکَ اللَّیلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ.

یا مَن لَیسَت لِعالِمٍ فَوقَهُ صِفَةٌ (4)،یا مَن لَیسَ لِمَخلوقٍ دونَهُ مَنَعَةٌ (5)،یا أوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ ویا آخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن لَیسَ لَهُ عُنصُرٌ،ویا مَن لَیسَ لِآخِرِهِ فَناءٌ،ویا أکمَلَ مَنعوتٍ،ویا أسمَحَ المُعطینَ،ویا مَن یَفقَهُ بِکُلِّ لُغَةٍ یُدعی بِها،ویا مَن عَفوُهُ قَدیمٌ، وبَطشُهُ شَدیدٌ،ومُلکُهُ مُستَقیمٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی شافَهتَ بِهِ موسی،یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ أنتَ الصَّمَدُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ

ص:553


1- .برمه:إذا سئمه ومَلَّه (النهایة:ج 1 ص 121«برم»).
2- یجبهی:یردّنی،جبه الرجل:ردّه عن حاجته واستقبله بما یکره (لسان العرب:ج 13 ص 483« جبه»).
3- زید هنا فی بعض النسخ فی الهامش:«وضَیَّعتُ الذی خَلَقَنی له»(هامش المصدر).
4- لعلّ المراد لیس لعالم صفة فی العلم یکون فوقه أی لیس أحد أعلم منه أو لا یمکن للعلماء أن یبالغوا فی وصفه حتی یکون أکثر ممّا هو علیه بل کلّما بالغوا فیه فهم مقصرون والأخیر أظهر (هامش المصدر نقلاً عن مرآة العقول:ج 12 ص 472).
5- أی لیس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن یصل إلیهم مکروه أو لیس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعة.وفی النهایة:«یقال:قوم لیست لهم منعة أی قوة تمنع من یریدهم بسوء،وقد یفتح النون»(هامش المصدر نقلاً عن مرآة العقول:ج 12 ص 472).

مُحَمَّدٍ،وأَن تُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ. (1)

752.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،فَإِذا صَلَّیتَ الجُمُعَةَ فَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الحَیِّ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأَرضِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،الَّذی عَنَت لَهُ الوُجوهُ،وخَشَعَت لَهُ الأَبصارُ وأَذِنَت لَهُ النُّفوسُ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.

ثُمَّ تَدعو بِما بَدا لَکَ،تُجابُ إن شاءَ اللّهُ. (2)

753.الإمام الصادق علیه السلام: مَن عَرَضَت لَهُ حاجَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی صامَ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ، ولَم یُفطِر عَلی شَیءٍ فیهِ روحٌ،ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ قَضَی اللّهُ حاجَتَهُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ ابتَدَعتَ عَجائِبَ الخَلقِ فی غامِضِ العِلمِ بِجودِ جَمالِ وَجهِکَ مِن عِظَمِ (3)عَجیبِ خَلقِ أصنافِ غَریبِ أجناسِ الجَواهِرِ،فَخَرَّتِ المَلائِکَةُ سُجَّداً لِهَیبَتِکَ مِن مَخافَتِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلکَلیمِ عَلَی الجَبَلِ العَظیمِ،فَلَمّا بَدا شُعاعُ نورِ الحُجُبِ العَظیمَةِ أثبَتَّ مَعرِفَتَکَ فی قُلوبِ العارِفینَ بِمَعرِفَةِ تَوحیدِکَ،فَلا إلهَ إلّا أنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَعلَمُ بِهِ خَواطِرَ رَجمِ الظُّنونِ بِحَقائِقِ الإِیمانِ،وغَیبَ عَزیماتِ الیَقینِ وکَسرَ الحَواجِبِ وإغماضَ الجُفونِ،ومَا استَقَلَّت بِهِ الأَعطافُ وإدارةَ لَحظِ العُیونِ وحَرَکاتِ السُّکونِ،فَکَوَّنتَهُ مِمّا شِئتَ أن یَکونَ مِمّا إذا لَم تُکَوِّنهُ فَکَیفَ یَکونُ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ.

ص:554


1- .الکافی:ج 2 ص 593 ح 33.
2- مصباح المتهجّد:ص 341 ح 451، بحار الأنوار:ج 90 ص 47 ح 10.
3- فی بحار الأنوار:« فی عظیم».

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَتَقتَ بِهِ رَتقَ عَقیمِ غَواشی جُفونِ حَدَقِ عُیونِ قُلوبِ النّاظِرینَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ فِی الهَواءِ بَحراً مُعَلَّقاً عَجّاجاً مُغَطمِطاً،فَحَبَستَهُ فِی الهَواءِ عَلی صَمیمِ تَیّارِ الیَمِّ الزّاخِرِ فی مُستَعلی عَظیمِ تَیّارِ أمواجِهِ عَلی ضَحضاحِ (1)صَفاءِ الماءِ،فَعَذلَجَ المَوجُ فَسَبَّحَ ما فیهِ لِعَظَمَتِکَ فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلجَبَلِ فَتَحَرَّکَ وتَزَعزَعَ وَاستَقَرَّ،ودَرَجَ اللَّیلَ الحَلَکَ،ودارَ بِلُطفِهِ الفَلَکَ فَهَمَّکَ،فَتَعالی رَبُّنا،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا نورَ النّورِ،یا مَن بَرِئَ الحورَ کَدُرٍّ مَنثورٍ،بِقَدَرٍ مَقدورٍ،لِعَرضِ النُّشورِ،لِنَقرَةِ النّاقورِ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا واحِدُ یا مَولی کُلِّ أحَدٍ،یا مَن هُوَ عَلَی العَرشِ واحِدٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مَن لا یَنامُ ولا یُرامُ ولا یُضامُ،ویا مَن بِهِ تَواصَلَتِ الأَرحامُ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ.

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ فَإِنَّها تُقضی إن شاءَ اللّهُ. (2)

6/10الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ(علیه السلام)

754.الکافی عن سماعة: قالَ لی أبُو الحَسَنِ علیه السلام:إذا کانَ لَکَ یا سَماعَةُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حاجَةٌ، فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ،فَإِنَّ لَهُما عِندَکَ شَأناً مِنَ الشَّأنِ وقَدراً مِنَ القَدرِ، فَبِحَقِّ ذلِکَ الشَّأنِ وبِحَقِّ ذلِکَ القَدرِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

فَإِنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ لَم یَبقَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ إلّا

ص:555


1- .الضحضاح:الماء القلیل یکون فی الغدیر وغیره (لسان العرب:ج 2 ص 525« ضحح»).
2- مصباح المتهجّد:ص 339 ح 450، جمال الاُسبوع:ص 216،البلد الأمین:ص 156 [3] کلاهما نحوه وکلّها عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 44 ح 9.

وهُوَ یَحتاجُ إلَیهِما فی ذلِکَ الیَومِ. (1)

راجع:ص485 (دعوات لدفع الهموم والشدائد)

وج3 ص 571 (دعوات الفرج) وص591 (الدعوات السریعة الإجابة).

7/10صَلَواتٌ لِلحَوائِجِ ودَعَواتُها

الف-الصَّلاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

755.المزار الکبیر عن أبی حمزة الثمالی: بَینا أنَا قاعِدٌ یَوماً فِی المَسجِدِ عِندَ السّابِعَةِ إذا بِرَجُلٍ مِمّا یَلی أبوابَ کِندَةَ قَد دَخَلَ،فَنَظَرتُ إلی أحسَنِ النّاسِ وَجهاً،وأَطیَبِهِم ریحاً، وأَنظَفِهِم ثَوباً،مُعَمَّمٍ بِلا طَیلَسانٍ ولا إزارٍ،عَلَیهِ قَمیصٌ ودُرّاعَةٌ وعِمامَةٌ،وفی رِجلَیهِ نَعلانِ عَرَبِیّانِ،فَخَلَعَ نَعلَیهِ،ثُمَّ قامَ عِندَ السّابِعَةِ ورَفَعَ مُسَبِّحَتَیهِ حَتّی بَلَغَتا شَحمَتَی اذُنَیهِ،ثُمَّ أرسَلَهُما بِالتَّکبیرِ،فَلَم یَبقَ فی بَدَنی شَعرَةٌ إلّاقامَت،ثُمَّ صَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ أحسَنَ رُکوعَهُنَّ وسُجودَهُنَّ،وقالَ:

إلهی ! إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَقَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ الإِیمانِ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ،لَم أتَّخِذ لَکَ وَلَداً ولَم أدعُ لَکَ شَریکاً.

وقَد عَصَیتُکَ عَلی غَیرِ وَجهِ المُکابَرَةِ،ولَا الخُروجِ عَن عُبودِیَّتِکَ،ولَا الجُحودِ لِرُبوبِیَّتِکَ ولکِنِ اتَّبَعتُ هَوایَ،وأَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَیَّ وَالبَیانِ.

فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذنوبی غَیرَ ظالمٍ لی،وإن تَعفُ عَنّی فَبِجودِکَ وکَرَمِکَ یا کَریمُ.

ثُمَّ خَرَّ ساجِداً یَقولُها حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ.

وقالَ أیضاً فی سُجودِهِ:

ص:556


1- .الکافی:ج 2 ص 562 ح 21، عدّة الداعی:ص 52، [2]الدعوات:ص 51 ح 127،بحار الأنوار:ج 95 ص 165 ح 18.

یا مَن یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حَوائِجِ السّائِلینَ،یا مَن یَعلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ،یا مَن لا یَحتاجُ إلَی التَّفسیرِ،یا مَن یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،یا مَن أنزَلَ العَذابَ عَلی قَومِ یونُسَ وهُوَ یُریدُ أن یُعَذِّبَهُم،فَدَعَوهُ وتَضَرَّعوا إلَیهِ،فَکَشَفَ عَنهُمُ العَذابَ،ومَتَّعَهُم إلی حینٍ،قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعلَمُ حاجَتی فَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،یا سَیِّدی یا سَیِّدی-سَبعینَ مَرَّةً-.

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَتَأَمَّلتُهُ،فَإِذا هُوَ مَولایَ زَینُ العابِدینَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام،فَانکَبَبتُ عَلی یَدَیهِ اقَبِّلُهُما،فَنَزَعَ یَدَهُ مِنّی،وأَومَأَ إلَیَّ بِالسُّکوتِ،فَقُلتُ:یا مَولایَ أنَا مَن قَد عَرَفتَهُ فی وِلائِکُم،فَمَا الَّذی أقدَمَکَ إلی هاهُنا؟فَقالَ:هُوَ لِما رَأَیتَ. (1)

ب-الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

756.الإمام الصادق علیه السلام: مَن صَلّی بَینَ العِشاءَینِ رَکعَتَینِ (2)،قَرَأَ فِی الاُولَی«الحَمدَ»وقَولَهُ تَعالی: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ ، وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»وقَولَهُ تَعالی: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلاّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ ،فَإِذا فَرَغَ مِنَ القِراءَةِ رَفَعَ یَدَیهِ وقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَفاتِحِ الغَیبِ الَّتی لا یَعلَمُها إلّاأنتَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ نِعمَتی،وَالقادِرُ عَلی طَلِبَتی،تَعلَمُ حاجَتی فَأَسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ

ص:557


1- .المزار الکبیر:ص 168،المزار للشهید الأوّل:ص 239،بحار الأنوار:ج 100 ص 388 ح 12.
2- وهی التی تسمّی بصلاة الغفیلة.

مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَیتَها لی.

ویَسأَلُ اللّهَ جَلَّ جَلالَهُ حاجَتَهُ،أعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (1)

757.جمال الأسبوع عن المفضّل بن عمر: کُنتُ أنَا وإسحاقُ بنُ عَمّارٍ وداوودُ بنُ کَثیرٍ الرَّقِّیُّ وداوودُ بنُ أحیَلَ وسَیفٌ التَّمّارُ وَالمُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ وحُمرانُ بنُ أعیَنَ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،إذ دَخَلَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:إسماعیلُ بنُ قَیسٍ المَوصِلِیُّ،ونَحنُ نَتَکَلَّمُ وَالصّادِقُ علیه السلام ساجِدٌ،فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ نَظَرَ إلَیهِ فَقالَ لَهُ:ما هذَا الغَمُّ وَالنَّفَسُ؟فَقالَ:یا مَولایَ جُعِلتُ فِداکَ،قَد وحَقِّکَ بَلَغَ مَجهودی وضاقَ صَدری،قالَ علیه السلام:أینَ أنتَ عَن صَلاةِ الحَوائِجِ؟ قالَ:وکَیفَ اصَلّیها جُعِلتُ فِداکَ؟

قالَ:إذا کانَ یَومُ الخَمیسِ بَعدَ الضُّحی فَاغتَسِل وَائتِ مُصَلّاکَ،وصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ، تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ«فاتِحَةَ الکِتابِ»و«إِنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»عَشرَ مَرّاتٍ (2)،فَإِذا سَلَّمتَ فَقُل مِئَةَ مَرَّةٍ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»،ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ نَحوَ السَّماءِ وقُل:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُحَرِّکُ سُبحَتَکَ وتَقولُ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ تَبسُطُ کَفَّیکَ وتَرفَعُهُما تِلقاءَ وَجهِکَ وتَقولُ:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،وقُل:

یا أفضَلَ مَن رُجِیَ،ویا خَیرَ مَن دُعِیَ،ویا أجوَدَ مَن سَمَحَ،وأَکرَمَ مَن سُئِلَ،یا مَن لا یَعزُبُ عَلَیهِ ما یَفعَلُهُ،یا مَن حَیثُ ما دُعِیَ أجابَ،أسأَ لُکَ بِموجِباتِ رَحمَتِکَ وعَزائِمِ مَغفِرَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ العِظامِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ عَظیمٌ،وأَسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ وبِفَضلِکَ العَظیمِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ العَظیمِ دَیّانِ الدّینِ مُحیِی العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی

ص:558


1- .فلاح السائل:ص 431 ح 295،مصباح المتهجّد:ص 106 کلاهما عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 87 ص 96 ح 15.
2- فی مصباح المتهجّد:« عشرین مرّةً».

حاجَتی،وتُیَسِّرَ لی مِن أمری فَلا تُعَسِّرَ عَلَیَّ،وتُسَهِّلَ لی مَطلَبَ رِزقی مِن فَضلِکَ الواسِعِ، یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا قَدیراً عَلی ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ غَیرُکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ وأَکرَمَ الأَکرَمینَ.

قالَ الصّادِقُ علیه السلام:فَقُلها مَرّاتٍ.

فَلَمّا کانَ بَعدَ حَولٍ وکُنّا فی دارِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،إذ دَخَلَ عَلَینا داوودُ،ثُمَّ أخرَجَ مِن کُمِّهِ کیساً فَقالَ:جُعِلتُ فِداکَ ! هذِهِ خَمسُمِئَةِ دینارٍ وَجَبَت عَلَیَّ بِبَرَکَتِکَ،وبِما عَلَّمتَنی مِنَ الخَیرِ فَتَحَ اللّهُ عَلَیَّ.

وزادَ الطّوسِیُّ (1):حَتّی کانَ لی عَلی رَجُلٍ مالٌ وقَد حَبَسَهُ عَلَیَّ وحَلَفَ عَلَیهِ عِندَ بَعضِ الحُکّامِ،فَجاءَنی بَعدَ ذلِکَ وما صَلَّیتُ إلّاثَلاثَ مَرّاتٍ،وحَمَلَ إلَیَّ ما کانَ لی عَلَیهِ وسَأَ لَنی أن أجعَلَهُ فی حِلٍّ مِمّا دَفَعَنی،فَفَعَلتُ ذلِکَ.

فَقالَ الصّادِقُ علیه السلام:اِحمَد رَبَّکَ،ولا یَشغَلکَ عَن عِبادَةِ رَبِّکَ أحَدٌ،وتَفَقَّد إخوانَکَ. (2)

758.مصباح المتهجد: صَلاةٌ اخری لِلحاجَةِ،رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:صُم (3)یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ اغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی مَوضِعٍ فی دارِکَ أو (4)أبرِز مُصَلّاکَ فی زاوِیَةٍ مِن دارِکَ،وصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی الاُولی:«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»، ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماء،وَلیَکُن ذلِکَ قَبلَ الزَّوالِ بِنِصفِ ساعَةٍ،وقُل:

اللّهُمَّ إنّی ذَخَرتُ (5)تَوحیدی إیّاکَ،ومَعرِفَتی بِکَ،وإخلاصی لَکَ،وإقراری بِرُبوبِیَّتِکَ،

ص:559


1- .هو أبو الحسن علیّ بن أحمد الطوسی،أحد الرجال الذین جاؤوا فی سند هذه الروایة فی إحدی طُرُقها.
2- جمال الأسبوع:ص 79، مصباح المتهجد:ص 258 ح 370 و 371 و [2] 372،المصباح للکفعمی:ص 525 کلاهما الی قوله:«قال الصادق علیه السلام:فقلها مرّات»ونحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 314 ح 43.
3- فی الطبعة المعتمدة:«قم»،والصواب ما أثبتناه کما فی الطبعة الاُخری للمصدر ص 293 وبحار الأنوار.
4- فی المصدر:«و»بدل«أو»،والصواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار.
5- فی المصدر:«ذکرت»هنا وفی الموضع الآتی،والأصحّ وما أثبتناه کما فی بحارالأنوار.

وذَخَرتُ وِلایَةَ مَن أنعَمتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم مِن بَرِیَّتِکَ،مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم لِیَومِ فَزَعی إلَیکَ عاجِلاً وآجِلاً،وقَد فَزِعتُ إلَیکَ وإلَیهِم یا مَولایَ فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی هذا،وسَأَلتُکَ مادَّتی مِن نِعمَتِکَ،وإزاحَةَ ما أخشاهُ مِن نَقِمَتِکَ،وَالبَرَکَةَ لی فی جَمیعِ ما رَزَقتَنیهِ،وتَحصینَ صَدری مِن کُلِّ هَمٍّ وجائِحَةٍ (1)ومُصیبَةٍ فی دینی ودُنیایَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تَقرَأُ فِی الاُولی:«الحَمدَ»وخَمسینَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدَ»وسِتّینَ مَرَّةً«إنّا أنزَلناهُ»،ثُمَّ تَمُدُّ یَدَیکَ وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی حَلَلتُ بِساحَتِکَ لِمَعرِفَتی بِوَحدانِیَّتِکَ وصَمَدانِیَّتِکَ،وأَنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حَوائِجی غَیرُکَ،وقَد عَلِمتُ یا رَبِّ أنَّهُ کُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ اشتَدَّت فاقَتی إلَیکَ، وقَد طَرَقَنی هَمُّ کَذا وکَذا وأَنتَ تَکشِفُهُ،وأَنتَ عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وواسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ، فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی الجِبالِ فَاستَقَرَّت،ووَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَارتَفَعَت، وأَسأَ لُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ عِندَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعِندَ الأَئِمَّةِ عَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وجَعفَرٍ وموسی وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَن تَقضِیَ حاجَتی،وتُیَسِّرَ عَسیرَها، وتَکفِیَنی مُهِمّاتِها،فَإِن فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ وَالمِنَّةُ،وإن لَم تَفعَل فَلَکَ الحَمدُ غَیرَ جائِرٍ فی حُکمِکَ،وغَیرَ مُتَّهَمٍ فی قَضائِکَ،ولا حائِفٍ (2)فی عَدلِکَ.

وتُلصِقُ خَدَّکَ الأَیمَنَ بِالأَرضِ وتُخرِجُ رُکبَتَیکَ حَتّی تُلصِقَهُما بِالمُصَلَّی الَّذی صَلَّیتَ عَلَیهِ،وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی عَبدُکَ ونَبِیُّکَ،دَعاکَ فی بَطنِ الحوتِ وهُوَ عَبدُکَ،فَاستَجَبتَ لَهُ،وأَنَا عَبدُکَ فَاستَجِب لی کَمَا استَجَبتَ لَهُ،یا کَریمُ یا حَیُّ یا قَیّومُ لا إلهَ إلّاأنتَ،

ص:560


1- .الجائِحةُ:کلّ مصیبةٍ عَظیمةٍ وَفِتنَةٍ مبیرة (النهایة:ج 1 ص 312« جوح»).
2- الحَیفُ:المَیلُ فی الحکم والجورُ والظلم،یقال:رجلُ حائف (لسان العرب:ج 9 ص 60« حوف»).

بِرَحمَتِکَ استَغَثتُ فَأَغِثنِی (1)،السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ،یا کَریمُ یا حَیُّ یا قَیّومُ.

ثُمَّ تَجعَلُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ وتَفعَلُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ تَرُدُّ جَبهَتَکَ وتَدعو بِما شِئتَ،ثُمَّ اجلِس مِن سُجودِکَ وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ اسدُد فَقری بِفَضلِکَ،وتَغَمَّد ظُلمی بِعَفوِکَ،وفَرِّغ قَلبی لِذِکرِکَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ،ورَبَّ السَّبعِ المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ المَلائِکَةِ أجمَعینَ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ،ورَبَّ الخَلقِ أجمَعینَ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تَقومُ السَّماواتُ وبِهِ تَقومُ الأَرَضونَ،وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ (2)،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الجِبالِ وکَیلَ البِحارِ،وبِهِ تُرسِلُ الرِّیاحَ،وبِهِ تَرزُقُ العِبادَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ،وبِهِ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وبِهِ تَقولُ لِکُلِّ شَیءٍ:کُن فَیَکونُ،أن تَستَجیبَ دُعائی،وأَن تُعطِیَنی سُؤلی،وأَن تُعَجِّلَ لِیَ الفَرَجَ مِن عِندِکَ بِرَحمَتِکَ فی عافِیَةٍ،وأَن تُؤمِنَ خَوفی فی أتَمِّ نِعمَةٍ وأَعظَمِ عافِیَةٍ،وأَفضَلِ الرِّزقِ وَالسَّعَةِ وَالدَّعَةِ ما لَم تَزَل تُعَوِّدُنیها،یا إلهی وتَرزُقَنِی الشُّکرَ عَلی ما أبلَیتَنی،وتَجعَلَ ذلِکَ تامّاً أبَداً ما أبقَیتَنی،حَتّی تَصِلَ ذلِکَ بِنَعیمِ الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ بِیَدِکَ مَقادیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ المَوتِ وَالحَیاةِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الخِذلانِ وَالنَّصرِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الغِنی وَالفَقرِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الخَیرِ وَالشَّرِّ،فَبارِک لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،وبارِک لی فی جَمیعِ اموری کُلِّها.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلّاأنتَ وَعدُکَ حَقٌّ،ولِقاؤُکَ حَقٌّ،وَالسّاعَةُ حَقٌّ،وَالجَنَّةُ حَقٌّ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِ جَهَنَّمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ المَحیا وَالمَماتِ،وأَعوذُ

ص:561


1- .فی بحار الأنوار:« برحمتک أستَغیثُ فَأَعِنّی».
2- الأنبیاء (خ ل).

بِکَ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالعَجزِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ مِن مَکارِهِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ قَد سَبَقَ مِنّی ما قَد سَبَقَ مِن زَلَلٍ قَدیمٍ،وما قَد جَنَیتُ عَلی نَفسی،وأَنتَ یا رَبِّ تَملِکُ مِنّی ما لا أملِکُ مِن نَفسی،وخَلَقتَنی یا رَبِّ وتَفَرَّدتَ بِخَلقی ولَم أکُ شَیئاً إلّابِکَ، ولَستُ أرجُو الخَیرَ إلّامِن عِندِکَ،ولَم أصرِف عَن نَفسی سوءاً قَطُّ إلّاما صَرَفتَهُ عَنّی، أنتَ عَلَّمتَنی یا رَبِّ ما لَم أعلَم،ورَزَقتَنی یا رَبِّ ما لَم أملِک ولم أحتَسِب،وبَلَغتَ بی یا رَبِّ ما لَم أکُن أرجو،وأَعطَیتَنی یا رَبِّ ما قَصُرَ عَنهُ أمَلی،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،یا غافِرَ الذَّنبِ اغفِر لی،وأَعطِنی فی قَلبی مِنَ الرِّضا ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ بَوائِقَ (1)الدُّنیا.

اللّهُمَّ افتَح لِیَ الیَومَ یا رَبِّ البابَ الَّذی فیهِ الفَرَجُ وَالعافِیَةُ وَالخَیرُ کُلُّهُ،اللّهُمَّ افتَح لی بابَهُ وهَیِّئ لی سَبیلَهُ،ولَیِّن لی مَخرَجَهُ،اللّهُمَّ وکُلُّ مَن قَدَرتَ لَهُ عَلَیَّ مَقدُرَةً مِن خَلقِکَ، فَخُذ عَنّی بِقُلوبِهِم وأَلسِنَتِهِم وأَسماعِهِم وأَبصارِهِم،ومِن فَوقِهِم ومِن تَحتِهِم ومِن بَینِ أیدیهِم ومِن خَلفِهِم،وعَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم،ومِن حَیثُ شِئتَ ومِن أینَ شِئتَ وکَیفَ شِئتَ وأَنّی شِئتَ،حَتّی لا یَصِلَ إلَیَّ واحِدٌ مِنهُم بِسوءٍ،اللّهُمَّ وَاجعَلنی فِی حِفظِکَ وسِترِکَ وجِوارِکَ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وأَن تُسکِنَنی دارَ السَّلامِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما أرجو،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما أحذَرُ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ وفی قَبضَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی شَیءٍ مِن کُتُبِکَ،أو

ص:562


1- .البَوائقُ:أی الغوائل والشرور،واحدها بائِقة (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ عَبدِکَ ورَسولِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُبارِکَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وتَرَحَّمتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

وأَن تَجعَلَ القُرآنَ نورَ صَدری،ورَبیعَ قَلبی،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ غَمّی،وَاشرَح بِهِ صَدری،ویَسِّر بِهِ أمری،وَاجعَلهُ نوراً فی بَصَری،ونوراً فی مُخّی،ونوراً فی عِظامی، ونوراً فی عَصَبی،ونوراً فی قَصَبی،ونوراً فی شَعری،ونوراً فی بَشَری،ونوراً مِن فَوقی ونوراً مِن تَحتی،ونوراً عَن یَمینی ونوراً عَن شِمالی،ونوراً فی مَطعَمی ونوراً فی مَشرَبی،ونوراً فی مَحشَری ونوراً فی قَبری،ونوراً فی حَیاتی ونوراً فی مَماتی،ونوراً فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی حَتّی تُبَلِّغَنی بِهِ إلَی الجَنَّةِ.

یا نورُ یا نورُ یا نورَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،أنتَ کَما وَصَفتَ نَفسَکَ فی کِتابِکَ وعَلی لِسانِ نَبِیِّکَ،وقَولُکَ الحَقُّ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَکادُ زَیْتُها یُضِیءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ (1).

اللّهُمَّ فَاهدِنی لِنورِکَ،وَاهدِنی بِنورِکَ،وَاجعَل لی فِی القِیامَةِ نوراً مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،تَهدی بِهِ إلی دارِ السَّلامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ،فی أهلی ومالی ووَلَدی وکُلِّ مَن احِبُّ،أن تُلبِسَنی فیهِ العَفوَ وَالعافِیَةَ،اللّهُمَّ أقِل عَثرَتی،وآمِن رَوعَتی،وَاحفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی، وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،وأَعوذُ بِکَ أن اغتالَ مِن تَحتی.

اَللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ

ص:563


1- .النور:35.

تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (1)،رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،اِرحَمنی وَاغفِر ذَنبی وَاقضِ لی جَمیعَ حَوائِجی،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلِکٌ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً صادِقاً،ویَقیناً لَیسَ بَعدَهُ کُفرٌ، ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)

ج-الصَّلاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الهادی علیه السلام

759.الإمام الهادی علیه السلام: إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ، وَاغتَسِل فِی الجُمُعَةِ فی أوَّلِ النَّهارِ،وتَصَدَّق عَلی مِسکینٍ بِما أمکَنَ،وَاجلِس فی مَوضِعٍ لا یَکونُ بَینَکَ وبَینَ السَّماءِ سَقفٌ ولا سِترٌ مِن صَحنِ دارٍ أو غَیرِها،تَجلِسُ تَحتَ السَّماءِ وتُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«یس»،وفِی الثّانِیَةِ «الحَمدَ»و«حم الدُّخانَ»،وفِی الثّالِثَةِ«الحَمدَ»و«إذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ»،وفِی الرّابِعَةِ «الحَمدَ»و«تَبارَکَ الَّذی بِیَدِهِ المُلکُ»،وإن لَم تُحسِنها فَاقرَأِ«الحَمدَ»ونِسبَةَ الرَّبِّ تَعالی:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا فَرَغتَ بَسَطتَ راحَتَیکَ إلَی السَّماءِ وتَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً یَکونُ أحَقَّ الحَمدِ بِکَ وأَرضَی الحَمدِ لَکَ،وأَوجَبَ الحَمدِ بِکَ وأَحَبَّ الحَمدِ إلَیکَ،ولَکَ الحَمدُ کَما أنتَ أهلُهُ وکَما رَضیتَ لِنَفسِکَ وکَما حَمِدَکَ مَن رَضیتَ حَمدَهُ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،ولَکَ الحَمدُ کَما حَمِدَکَ بِهِ جَمیعُ أنبِیائِکَ ورُسُلُکَ ومَلائِکَتُکَ وکَما یَنبَغی لِعِزِّکَ وکِبرِیائِکَ وعَظَمَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً تَکِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ،ویَقِفُ القَولُ عَن مُنتَهاهُ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا یَقصُرُ عَن رِضاکَ ولا یَفضُلُهُ شَیءٌ مِن مَحامِدِکَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وَالعافِیَةِ وَالبَلاءِ،وَالسِّنینَ

ص:564


1- .آل عمران:26.
2- مصباح المتهجّد:ص 331 ح 440-443، بحار الأنوار:ج 90 ص 38 ح 7 [3] وراجع العدد القویّة:ص 323 [4] والدروع الواقیة:ص 238.

وَالدُّهورِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی آلائِکَ ونَعمائِکَ عَلَیَّ وعِندی،وعَلی ما أولَیتَنی وأَبلَیتَنی، وعافَیتَنی ورَزَقتَنی،وأَعطَیتَنی وفَضَّلتَنی،وشَرَّفتَنی وکَرَّمتَنی وهَدَیتَنی لِدینِکَ حَمداً لا یَبلُغُهُ وَصفُ واصِفٍ،ولا یُدرِکُهُ قَولُ قائِلٍ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً فیما آتَیتَ إلی أحَدٍ (1)مِن إحسانِکَ عِندی،وإفضالِکَ عَلَیَّ وتَفضیلِکَ إیّایَ عَلی غَیری،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما سَوَّیتَ مِن خَلقی وأَدَّبتَنی فَأَحسَنتَ أدَبی مَنّاً مِنکَ عَلَیَّ لا لِسابِقَةٍ کانَت مِنّی،فَأَیَّ النِّعَمِ یا رَبِّ لَم تَتَّخِذ عِندی،وأَیَّ شُکرٍ لَم تَستَوجِب مِنّی،رَضیتُ بِلُطفِکَ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ مِن جَمیعِ الخَلقِ خَلَفاً.

یا رَبِّ أنتَ المُنعِمُ عَلَیَّ،المُحسِنُ المُتَفَضِّلُ المُجمِلُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالفَواضِلِ وَالنِّعَمِ العِظامِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ یا رَبِّ،لَم تَخذُلنی فی شَدیدَةٍ،ولَم تُسلِمنی بِجَریرَةٍ،ولَم تَفضَحنی بِسَریرَةٍ،لَم تَزَل نَعماؤُکَ عَلَیَّ عامَّةً عِندَ کُلِّ عُسرٍ ویُسرٍ،أنتَ حَسَنُ البَلاءِ عِندی،قَدیمُ العَفوِ عَنّی،أمتِعنی بِسَمعی وبَصَری وجَوارحی وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی.

اللّهُمَّ وإنَّ أوَّلَ ما أسأَ لُکَ مِن حاجَتی وأَطلُبُ إلَیکَ مِن رَغبَتی وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِهِ بَینَ یَدَی مَسأَلَتی،وأَتَقَرَّبُ بِهِ إلَیکَ بَینَ یَدَی طَلِبَتی،الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلَیهِ وعَلَیهِم کَأَفضَلِ ما أمَرتَ أن یُصَلّی عَلَیهِم وکَأَفضَلِ ما سَأَلَکَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ،وکَما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ ولَهُم إلی یَومِ القِیامَةِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِم بِعَدَدِ مَن صَلّی عَلَیهِم،وبِعَدَدِ مَن لَم یُصَلِّ عَلَیهِم،وبِعَدَدِ مَن لا یُصَلّی عَلَیهِم،صَلاةً دائِمَةً تَصِلُها بِالوَسیلَةِ وَالرِّفعَةِ وَالفَضیلَةِ،وصَلِّ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وعِبادِکَ الصّالِحینَ،وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلِّم عَلَیهِم تَسلیماً.

اللّهُمَّ ومِن جودِکَ وکَرَمِکَ أنَّکَ لا تُخَیِّبُ مَن طَلَبَ إلَیکَ وسَأَلَکَ ورَغِبَ فیما عِندَکَ،

ص:565


1- .فی جمال الاُسبوع وبحار الأنوار:«... [2]فیما آتَیتَهُ إلیَّ مِن إحسانِکَ».

وتُبغِضُ مَن لَم یَسأَلکَ ولَیسَ أحَدٌ کَذلِکَ غَیرُکَ،وطَمَعی یا رَبِّ فی رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ، وثِقَتی بِإِحسانِکَ وفَضلِکَ،حَدانی عَلی دُعائِکَ وَالرَّغبَةِ إلَیکَ وإنزالِ حاجَتی بِکَ،وقَد قَدَّمتُ أمامَ مَسأَلَتِی التَّوَجُّهَ بِنَبِیِّکَ الَّذی جاءَ بِالحَقِّ وَالصِّدقِ مِن عِندِکَ ونورِکَ وصِراطِکَ المُستَقیمِ،الَّذی هَدَیتَ بِهِ العِبادَ وأَحیَیتَ بِنورِهِ البِلادَ،وخَصَصتَهُ بِالکَرامَةِ وأَکرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ،وبَعَثتَهُ عَلی حینِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ،اللّهُمَّ وإنّی مُؤمِنٌ بِسِرِّهِ وعَلانِیَتِهِ،وسِرِّ أهلِ بَیتِهِ الَّذینَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً،وعَلانِیَتِهِم.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَقطَع بَینی وبَینَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل عَمَلی بِهِم مُتَقَبَّلاً،اللّهُمَّ دَلَلتَ عِبادَکَ عَلی نَفسِکَ،فَقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ ،وقُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ ،وقُلتَ: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ .

أجَل یا رَبِّ،نِعمَ المَدعُوُّ أنتَ،ونِعمَ الرَّبُّ ونِعمَ المُجیبُ،وقُلتَ: قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی ،وأَ نَا أدعوکَ اللّهُمَّ بِأَسمائِکَ الحُسنی کُلِّها،ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم،أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِها أعطَیتَ،أدعوکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ مِسکیناً دُعاءَ مَن أسلَمَتهُ الغَفلَةُ،وأَجهَدَتهُ الحاجَةُ،أدعوکَ دُعاءَ مَنِ استَکانَ وَاعتَرَفَ بِذَنبِهِ ورَجاکَ لِعَظیمِ مَغفِرَتِکَ وجَزیلِ مَثوبَتِکَ.اللّهُمَّ إن کُنتَ خَصَصتَ أحَداً بِرَحمَتِکَ طائِعاً لَکَ فیما أمَرتَهُ وعَمِلَ لَکَ فیما لَهُ خَلَقتَهُ،فَإِنَّهُ لَم یَبلُغ ذلِکَ إلّابِکَ وبِتَوفیقِکَ.

اللّهُمَّ مَن أعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وجَوائِزِهِ،فَإِلیکَ یا سَیِّدی کانَ استِعدادی،رَجاءَ رِفدِکَ وجَوائِزِکَ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُعطِیَنی مَسأَلَتی وحاجَتی.

ص:566

ثُمَّ تَسأَلُ ما شِئتَ مِن حَوائِجِکَ،ثُمَّ تَقولُ:

یا أکرَمَ المُنعِمینَ،وأَفضَلَ المُحسِنینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ مِن خَلقِکَ فَأَحرِج صَدرَهُ،وأَفحِم لِسانَهُ وَاسدُد بَصَرَهُ،وَاقمَع رَأسَهُ وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فی نَفسِهِ وَاکفِنیهِ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،ولا تَجعَل مَجلسی هذا آخِرَ العَهدِ مِنَ المَجالِسِ الَّتی أدعوکَ بِها مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،فَإِن جَعَلتَهُ فَاغفِر لی ذُنوبی کُلَّها مَغفِرَةً لا تُغادِرُ لی ذَنباً، وَاجعَل دُعائی فِی المُستَجابِ وعَمَلی فِی المَرفوعِ المُتَقَبَّلِ عِندَکَ،وکَلامی فیما یَصعَدُ إلَیکَ مِنَ العَمَلِ الطَّیِّبِ،وَاجعَلنی مَعَ نَبِیِّکَ وصَفِیِّکَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم،فَبِهِمُ اللّهُمَّ أتَوَسَّلُ وإلَیکَ بِهِم أرغَبُ،فَاستَجِب دُعائی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وأَقِلنی مِنَ العَثَراتِ ومَصارِعِ العَبَراتِ».

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ وتَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ، وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا أبلُغُ مِدحَتَکَ ولَا الثَّناءَ عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ،اجعَل حَیاتی زِیادَةً لی مِن کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَل وَفاتی راحَةً لی مِن کُلِّ سوءٍ،وَاجعَل قُرَّةَ عَینی فی طاعَتِکَ.

ثُمَّ تَقولُ:

یا ثِقَتی ورَجائی لا تُحرِق وَجهی بِالنّارِ بَعدَ سُجودی وتَعفیری لَکَ،یا سَیِّدی مِن غَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ المَنُّ لِذلِکَ عَلَیَّ،فَارحَم ضَعفی ورِقَّةَ جِلدی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَارزُقنی مُرافَقَةَ النَّبِیِّ وأَهلِ بَیتِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم السَّلامُ فِی الدَّرَجاتِ العُلی فِی الجَنَّةِ.

ثُمَّ تَقولُ:

یا نورَ النّورِ یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا جَوادُ یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد

ص:567

ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،یا مَن هُوَ هکَذا ولا یَکونُ هکَذا غَیرُهُ،یا مَن لَیسَ فِی السَّماواتِ العُلی وَالأَرَضینَ السُّفلی إلهٌ سِواهُ،یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ ومُذِلَّ کُلِّ عَزیزٍ،قَد وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ عیلَ صَبری فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وفَرِّج عَنّی کَذا وکَذا،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

وتُسَمِّی الحاجَةَ وذلِکَ الشَّیءَ بِعَینِهِ«السّاعَةَ السّاعَةَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

تَقولُ ذلِکَ وأَنتَ ساجِدٌ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ الدُّعاءَ الأَخیرَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَخضَعُ وتَقولُ:«واغَوثاه بِاللّهِ وبِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله [وبآلِهِ] (1)»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ الدُّعاءَ الأَخیرَ،وتَتَضَرَّعُ إلَی اللّهِ تَعالی فی مَسائِلِکَ،فَإِنَّهُ أیسَرُ مَقامٍ لِلحاجَةِ إن شاءَ اللّهُ وبِهِ الثِّقَةُ. (2)

راجع:517 (صلوات لدفع الشدائد والهموم ودعواتها)

ونهج الدعاء:ص 351 (صلوات قضاء الحوائج).

ص:568


1- .أثبتناها من جمال الاُسبوع وبحار الأنوار.
2- مصباح المتهجّد:ص 342، جمال الاُسبوع:ص 209 [4] کلاهما عن یعقوب بن یزید الکاتب الأنباری،بحار الأنوار:ج 90 ص 48 ح 12.

المجلد 2

هویة الکتاب

عنوان کتاب:کنز الدعاء المجلد 2 / نویسنده:محمد محمدی ری شهری - همکاری:رسول افقی

ناشر:سازمان چاپ و نشر دار الحدیث

زبان: عربی

قطع:وزیری

جلد:3

نوبت چاپ:اول

تاریخ انتشار:1392

موضوع: ادعیه و زیارت

ص:1

اشارة

ص :2

کنز الدعاء المجلد 2

نویسنده:محمد محمدی ری شهری

همکاری:رسول افقی

ص :3

ص :4

الفَصلُ الحادی عشر:دعوات الاِستِخارَةِ

1/11التَّأکیدُ عَلَی الاِستِخارَةِ

760.الإمام الصادق علیه السلام: یَقولُ اللّهُ عز و جل:إنَّ مِن شَقاءِ عَبدی أن یَعمَلَ الأَعمالَ،ثُمَّ لا یَستَخیرُنی. (1)

761.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن سَعادَةِ المَرءِ کَثرَةُ استِخارَتِهِ،ومِن شَقائِهِ تَرکُهُ الاِستِخارَةَ. (2)

762.عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إذا أرَدتَ أمراً فَاستَخِر رَبَّکَ،ثُمَّ ارضَ ما یَخیرُ لَکَ،تَسعَد فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)

763.الإمام علیّ علیه السلام: بَعَثَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی الیَمَنِ،فَقالَ-و هُوَ یوصینی-:یا عَلِیُّ،ما حارَ مَنِ استَخارَ،و لا نَدِمَ مَنِ استَشارَ. (4)

ص:5


1- .المقنعة:ص 217،المحاسن:ج 2 ص 432 ح 2497، فتح الأبواب:ص 132، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 222 ح 1.
2- درر الأحادیث النبویّة:ص 33،تحف العقول:ص 55 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 159 ح 153؛ مسند ابن حنبل:ج 1 ص 357 ح 1444،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 699 ح 1903 کلاهما عن سعد بن أبی وقّاص نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 814 ح 21533.
3- فتح الأبواب:ص 156، بحار الأنوار:ج 91 ص 265 ح 19.
4- الأمالی للطوسی:ص 136 ح 220 عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 207 من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله وفیه ذیله من:«ما حار من استخار»،بحار الأنوار:ج 91 ص 225 ح 5.

764.عنه علیه السلام: -فی وَصِیَّتِهِ لِلحَسَنِ علیه السلام-:أکثِرِ الاِستِخارَةَ. (1)

765.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بِالکوفَةِ...فَیُنادی:یا مَعشَرَ التُّجّارِ،اِتَّقُوا اللّهَ عز و جل...

قَدِّمُوا الاِستِخارَةَ،وتَبَرَّکوا بِالسُّهولَةِ. (2)

766.عنه علیه السلام: کُنّا نَتَعلَّمُ الاِستِخارَةَ،کَما نَتَعَلَّمُ السّورَةَ مِنَ القُرآنِ. (3)

767.الإمام الصادق علیه السلام: ما ابالی إذَا استَخَرتُ اللّهَ عَلی أیِّ طَرَفَیَّ وَقَعتُ،وکانَ أبی یُعَلِّمُنِی الاِستِخارَةَ کَما یُعَلِّمُنِی السُّوَرَ مِنَ القُرآنِ. (4)

768.عنه علیه السلام: مَا استَخارَ اللّهَ عز و جل عَبدٌ مُؤمِنٌ إلّاخارَ لَهُ،وإن وَقَعَ فی ما یَکرَهُ. (5)

769.عنه علیه السلام: مَن دَخَلَ فی أمرٍ بِغَیرِ استِخارَةٍ ثُمَّ ابتُلِیَ،لَم یُؤجَر. (6)

770.عنه علیه السلام: مَنِ استَخارَ اللّهَ راضِیاً بِما صَنَعَ اللّهُ لَهُ،خارَ اللّهُ لَهُ حَتماً. (7)

771.الإمام الرضا علیه السلام -فی خِطبَةِ النِّکاحِ-:اِستَخیرُوا اللّهَ فی امورِکُم،یَعزِم لَکُم عَلی رُشدِکُم إن شاءَ اللّهُ. (8)

2/11الاِستِخارَةُ بِالدُّعاءِ

772.فتح الأبواب: فی فِردَوسِ الأخبارِ:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:یا أنَسُ،إذا هَمَمتَ بِأَمرٍ فَاستَخِر

ص:6


1- .نهج البلاغة:الکتاب 31،تحف العقول:ص 69،کشف المحجّة:ص 222، بحار الأنوار:ج 77 ص 218 ح 2.
2- الکافی:ج 5 ص 151 ح 3، الأمالی للمفید:ص 198 ح 31 کلاهما عن جابر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 193 ح 3726 نحوه،الأمالی للصدوق:ص 587 ح 809 عن محمّد بن قیس،تحف العقول:ص 216،بحار الأنوار:ج 41 ص 104 ح 5.
3- فتح الأبواب:ص 159 عن إدریس بن عبد اللّه بن الحسن عن الإمام الصادق علیه السلام و ص 160 عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 224 ح 4.
4- فتح الأبواب:ص 148 عن عبد اللّه بن میمون القدّاح،بحار الأنوار:ج 91 ص 223 ح 3.
5- فتح الأبواب:ص 149 عن الفضیل،بحار الأنوار:ج 91 ص 224 ح 4.
6- المحاسن:ج 2 ص 432 ح 2498 عن محمّد بن مضارب،فتح الأبواب:ص 134 [12] عن عبد اللّه بن مسکان،بحار الأنوار:ج 91 ص 223 ح 2.
7- الکافی:ج 8 ص 241 ح 330 عن هارون بن خارجة،وسائل الشیعة:ج 5 ص 204 ح 10097.
8- الکافی:ج 5 ص 374 ح 7 عن معاویة بن حکیم.

رَبَّکَ فیهِ سَبعَ مَرّاتٍ،ثُمَّ انظُر إلَی الَّذی یَسبِقُ إلی قَلبِکَ،فَإِنَّ الخِیَرَةَ فیهِ.یَعنی:افعَل ذلِکَ. (1)

773.سنن الترمذی عن أبی بکر: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أرادَ أمراً قالَ:

اللّهُمَّ خِر لی وَاختَر لی. (2)

774.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

اللّهُمَّ إن فَهِهتُ (3)عَن مَسأَلَتی أو عَمِهتُ (4)عَن طَلِبَتی،فَدُلَّنی عَلی مَصالِحی،وخُذ بِناصِیَتی إلی مَراشِدی،اللّهُمَّ احمِلنی عَلی عَفوِکَ ولا تَحمِلنی عَلی عَدلِکَ. (5)

775.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِخارَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقضِ لی بِالخِیَرَةِ،وأَلهِمنا مَعرِفَةَ الاِختِیارِ،وَاجعَل ذلِکَ ذَریعَةً إلَی الرِّضا بِما قَضَیتَ لَنا وَالتَّسلیمِ لِما حَکَمتَ، فَأَزِح عَنّا رَیبَ الاِرتِیابِ،وأَیِّدنا بِیَقینِ المُخلِصینَ،ولا تَسُمنا عَجزَ المَعرِفَةِ عَمّا تَخَیَّرتَ،فَنَغمِطَ (6)قَدرَکَ ونَکرَهَ مَوضِعَ رِضاکَ (7)،ونَجنَحَ (8)إلَی الَّتی هِیَ أبعَدُ مِن حُسنِ العاقِبَةِ،وأَقرَبُ إلی ضِدِّ العافِیَةِ.

حَبِّب إلَینا ما نَکرَهُ مِن قَضائِکَ،وسَهِّل عَلَینا ما نَستَصعِبُ مِن حُکمِکَ،وأَلهِمنَا

ص:7


1- .فتح الأبواب:ص 156، بحار الأنوار:ج 91 ص 265 ح 19؛ [2]الأذکار المنتخبة:ص 113،کنز العمّال:ج 7 ص 816 ح 21539 نقلاً عن کتاب عمل الیوم واللیلة لابن السنی.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 535 ح 3516،عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 211 ح 597،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 53 ح 40،مسند الشهاب:ج 2 ص 334 ح 1471،کنز العمّال:ج 6 ص 631 ح 17148؛فتح الأبواب:ص 155، بحار الأنوار:ج 91 ص 228 ح 4.
3- فههتُ:أی عییتُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1420«فهه»).
4- عَمِهَ:تَردَّدَ مُتَحیّراً (مجمع البحرین:ج 2 ص 1274«عمه»).
5- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 347 ح 987.
6- الغَمطُ:الاستهانةُ والاستحقار (النهایة:ج 3 ص 387«غمط»).
7- فی فتح الأبواب:« ونَکرَهَ مَوضِعَ قَضائِکَ».
8- جَنَحَ:أی مالَ (الصحاح:ج 1 ص 360«جنح»).

الاِنقِیادَ لِما أورَدتَ عَلَینا مِن مَشِیَّتِکَ حَتّی لا نُحِبَّ تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،و لا تَعجیلَ ما أخَّرتَ،و لا نَکرَهَ ما أحبَبتَ،ولا نَتَخَیَّرَ ما کَرِهتَ.

وَاختِم لَنا بِالَّتی هِیَ أحمَدُ عاقِبَةً،وأَکرَمُ مَصیراً،إنَّکَ تُفیدُ الکَریمَةَ وتُعطِی الجَسیمَةَ،وتَفعَلُ ما تُریدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

776.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ:مَا استَخارَ اللّهَ عَبدٌ قَطُّ مِئَةَ مَرَّةٍ إلّارُمِیَ بِخَیرِ الأَمرَینِ،یَقولُ:

اللّهُمَّ عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،إن کانَ أمرُ کَذا وکَذا خَیراً لِأَمرِ دُنیایَ وآخِرَتی وعاجِلِ أمری وآجِلِهِ،فَیَسِّرهُ لی وَافتَح لی بابَهُ،ورَضِّنی فیهِ بِقَضائِکَ. (2)

777.عنه علیه السلام: کانَتِ استِخارَةُ الباقِرِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّ خِیَرَتَکَ تُنیلُ الرَّغائِبَ،وتُجزِلُ المَواهِبَ،وتُغنِمُ المَطالِبَ،وتُطیبُ المَکاسِبَ،وتَهدی إلی أجمَلِ العَواقِبِ،وتَقی مَحذورَ النَّوائِبِ،اللّهُمَّ یا مالِکَ المُلوکِ، أستَخیرُکَ فیما عَزَمَ رَأیی عَلَیهِ،وقادَنی یا مَولایَ إلَیهِ،فَسَهِّل مِن ذلِکَ ما تَوَعَّرَ،ویَسِّر مِنهُ ما تَعَسَّرَ،وَاکفِنی فِی استِخارَتِی المُهِمَّ،وَارفَع عَنّی کُلَّ مُلِمٍّ (3)،وَاجعَل عاقِبَةَ أمری غُنماً،ومَحذورَهُ سِلماً،وبُعدَهُ قُرباً،وجَدبَهُ خِصباً،أعطِنی یا رَبِّ لِواءَ الظَّفَرِ فیمَا استَخَرتُکَ فیهِ،وفَوزَ الإِنعامِ فی ما دَعَوتُکَ لَهُ،ومُنَّ عَلَیَّ بِالإِفضالِ فیما رَجَوتُکَ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (4)

778.المحاسن عن علیّ بن أسباط: حَدَّثَنی مَن قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:إنّی إذا أرَدتُ الاِستِخارَةَ

ص:8


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 135 الدعاء 33، فتح الأبواب:ص 197، [2]البلد الأمین:ص 162، [3]المصباح للکفعمی:ص 519، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 269 ح 22.
2- فتح الأبواب:ص 236 عن معاویة بن عمار،بحار الأنوار:ج 91 ص 278 ح 28.
3- المُلِمَّةُ:النازلة من نوازل الدنیا (الصحاح:ج 5 ص 2032« لمم»).
4- الأمالی للطوسی:ص 293 ح 568 عن عیسی بن أحمد عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 261 ح 12.

فِی الأَمرِ العَظیمِ استَخَرتُ اللّهَ فی مَقعَدٍ (1)مِئَةَ مَرَّةٍ،وإذا کانَ شِراءَ رَأسٍ أو شِبهَهُ استَخَرتُهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ فی مَقعَدٍ،أقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،إن کُنتَ تَعلَمُ أنَّ کَذا وکَذا خَیرٌ لی فَخِرهُ لی ویَسِّرهُ،وإن کُنتَ تَعلَمُ أنَّهُ شَرٌّ لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی فَاصرِفهُ عَنّی إلی ما هُوَ خَیرٌ لی،ورَضِّنی فی ذلِکَ بِقَضائِکَ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَقضی ولا أقضی،إنَّکَ عَلّامُ الغُیوبِ. (2)

779.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ فِی الاِستِخارَةِ:

أستَخیرُ اللّهَ،وأَستَقدِرُ اللّهَ،وأَتَوَکَّلُ عَلَی اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،أرَدتُ أمراً فَأَسأَلُ إلهی إن کانَ ذلِکَ لَهُ رِضاً أن یَقضِیَ لی حاجَتی،وإن کانَ لَهُ سَخَطاً أن یَصرِفَنی عَنهُ،وأَن یُوَفِّقَنی لِرِضاهُ. (3)

780.عنه علیه السلام: مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ لَم یَرَ فی عاقِبَةِ أمرِهِ إلّاما یُحِبُّهُ،وهُوَ:

اللّهُمَّ إنَّ خِیَرَتَکَ تُنیلُ الرَّغائِبَ،وتُجزِلُ المَواهِبَ،وتُطیبُ المَکاسِبَ،وتُغنِمُ المَطالِبَ،وتَهدی إلی أحمَدِ العَواقِبِ،وتَقی مِن مَحذورِ النَّوائِبِ.

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ فیما عَقَدَ عَلَیهِ رَأیی،وقادَنی إلَیهِ هَوایَ،فَأَسأَ لُکَ یا رَبِّ أن تُسَهِّلَ لی مِن ذلِکَ ما تَعَسَّرَ،وإن تُعَجِّلَ مِن ذلِکَ ما تَیَسَّرَ،وأَن تُعطِیَنی یا رَبِّ الظَّفَرَ فیما أستَخیرُکَ (4)فیهِ،وعَوناً بِالإِنعامِ فیما دَعَوتُکَ،وأَن تَجعَلَ یا رَبِّ بُعدَهُ قُرباً،وخَوفَهُ أمناً،ومَحذورَهُ سِلماً،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

اللّهُمَّ إن یَکُن هذَا الأَمرُ خَیراً لی فی عاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ فَسَهِّلهُ لی،ویَسِّرهُ

ص:9


1- .أی فی مجلس واحد.
2- المحاسن:ج 2 ص 434 ح 2506، بحار الأنوار:ج 91 ص 263 ح 16.
3- المحاسن:ج 2 ص 435 ح 2507، بحار الأنوار:ج 91 ص 263 ح 16.
4- فی بحار الأنوار:« اِستَخَرتُکَ».

عَلَیَّ،وإن لَم یَکُن فَاصرِفهُ عَنّی وَاقدِر لی فیهِ الخِیَرَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

781.المحاسن عن مسعدة بن صدقة: سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقولُ:لِیَجعَل أحَدُکُم مَکانَ قَولِهِ:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ،وأَستَقدِرُکَ بِقُدرَتِکَ»:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِرَحمَتِکَ،وأَستَقدِرُکَ الخَیرَ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ»؛وذلِکَ لِأَنَّ فی قَولِکَ:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ وأَستَقدِرُکَ بِقُدرَتِکَ»الخَیرَ وَالشَّرَّ،فَإِذَا اشتَرَطتَ فی قَولِکَ کانَ لَکَ شَرطُکَ إنِ استُجیبَ لَکَ،ولکِن قُل:

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِرَحمَتِکَ،وأَستَقدِرُکَ الخَیرَ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ؛لِأَ نَّکَ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ،کَما صَلَّیتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،اللّهُمَّ إن کانَ هذَا الأَمرُ الَّذی اریدُهُ خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی فَیَسِّرهُ لی،وإن کانَ غَیرَ ذلِکَ فَاصرِفهُ عَنّی وَاصرِفنی عَنهُ. (2)

782.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ بَعضُ آبائی علیهم السلام یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِرَحمَتِکَ،وأَستَقدِرُکَ الخَیرَ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ لِأَ نَّکَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَعلَمُ ولا أعلَمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.اللّهُمَّ فَما کانَ مِن أمرٍ هُوَ أقرَبُ مِن طاعَتِکَ،وأَبعَدُ مِن مَعصِیَتِکَ،وأَرضی لِنَفسِکَ،وأَقضی لِحَقِّکَ، فَیَسِّرهُ لی ویَسِّرنی لَهُ،وما کانَ من غَیرِ ذلِکَ فَاصرِفهُ عَنّی وَاصرِفنی عَنهُ،فَإِنَّکَ لَطیفٌ لِذلِکَ وَالقادِرُ عَلَیهِ. (3)

ص:10


1- .فتح الأبواب:ص 204 عن إبراهیم بن أحمد البزوری عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام،البلد الأمین:ص 161 [2] عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 275 ح 24.
2- المحاسن:ج 2 ص 433 ح 2503، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 107 ح 2303، [5]بحار الأنوار:ج 91 ص 262 ذیل ح 14.
3- المحاسن:ج 2 ص 434 ح 2504، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 108 ح 2304 [8] کلاهما عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 91 ص 262 ذیل ح 14.

783.قرب الإسناد عن صفوان الجمّال: سَمِعتُهُ [الإِمامَ الصّادِقَ علیه السلام ] یَقولُ فِی الاِستِخارَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِلمِکَ،وأَستَخیرُکَ بِعِزَّتِکَ،وأَسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ العَظیمِ،وأَنتَ أعلَمُ بِعَواقِبِ الاُمورِ،إن کانَ هذَا الأَمرُ خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،فَیَسِّرهُ لی وبارِک لی فیهِ،وإن کانَ شَرّاً فَاصرِفهُ عَنّی،وَاقضِ لِیَ الخَیرَ حَیثُ کانَ،ورَضِّنی بِهِ حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ. (1)

784.الإمام الصادق علیه السلام: کُنّا امِرنا بِالخُروجِ إلَی الشّامِ فَقُلتُ:

اللّهُمَّ إن کانَ هذَا الوَجهُ الَّذی هَمَمتُ بِهِ خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ وعاقِبَةِ أمری ولِجَمیعِ المُسلِمینَ،فَیَسِّرهُ لی وبارِک لی فیهِ،وإن کانَ ذلِکَ شَرّاً لی فَاصرِفهُ عَنّی إلی ما هُوَ خَیرٌ لی مِنهُ؛فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.أستَخیرُ اللّهَ -ویَقولُ ذلِکَ مِئَةَ مَرَّةٍ-. (2)

785.عنه علیه السلام: مَا استَخارَ اللّهَ عَبدٌ سَبعینَ مَرَّةً بِهذِهِ الاِستِخارَةِ إلّارَماهُ اللّهُ عز و جل بِالخِیَرَةِ،یَقولُ:

یا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ، ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وخِر لی فی کَذا وکَذا. (3)

786.عنه علیه السلام: مَا استَخارَ اللّهَ عز و جل عَبدٌ فی أمرٍ قَطُّ مِئَةَ مَرَّةٍ،یَقِفُ عِندَ رَأسِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام (4)، فَیَحمَدُ اللّهَ ویُهَلِّلُهُ،ویُسَبِّحُهُ ویُمَجِّدُهُ،ویُثنی عَلَیهِ بِما هُوَ أهلُهُ،إلّارَماهُ اللّهُ تَبارَکَ

ص:11


1- .قرب الإسناد:ص 62 ح 196، بحار الأنوار:ج 91 ص 260 ح 9.
2- فتح الأبواب:ص 252 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 91 ص 282 ح 34.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 563 ح 1555،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 182 ح 414،مصباح المتهجّد:ص 536 ح 624، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 102 ح 2293، [6]فتح الأبواب:ص 249 [7] کلّها عن معاویة بن میسرة،المقنعة:ص 218،بحار الأنوار:ج 91 ص 282 ح 33.
4- فی فتح الأبواب و بحار الأنوار نقلاً عن المصدر:«یقف عند رأس الحسین علیه السلام»،بدل«یقف عند رأس قبرالحسین»،وهو الأنسب.

وتَعالی بِأَخیَرِ الأَمرَینِ. (1)

787.فتح الأبواب عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فِی الاِستِخارَةِ:تُعَظِّمُ اللّهَ وتُمَجِّدُهُ وتُحَمِّدُهُ وتُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ، أستَخیرُ اللّهَ بِرَحمَتِهِ.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إن کانَ الأَمرُ شَدیداً تَخافُ فیهِ قُلتَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وإن کانَ غَیرَ ذلِکَ قُلتَهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (2)

788.الأمالی للطوسی عن محمّد بن أحمد بن عبید اللّه المنصوری،عن عمّ أبیه،عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام: قالَ سَیِّدُنَا الصّادِقُ علیه السلام:إذا عَرَضَت لِأَحَدِکُم حاجَةٌ فَلیَستَشِرِ اللّهَ رَبَّهُ،فَإِن أشارَ عَلَیهِ اتَّبَعَ،وإن لَم یُشِر عَلَیهِ تَوَقَّفَ،قَالَ:فَقُلتُ:یا سَیِّدی،وکَیفَ أعلَمُ ذلِکَ؟

قالَ:تَسجُدُ عَقیبَ المَکتوبَةِ،وتَقولُ:«اللّهُمَّ خِر لی»مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ تَتَوَسَّلُ بِنا، وتُصَلّی عَلَینا،وتَستَشفِعُ بِنا،ثُمَّ تَنظُرُ ما یُلهِمُکَ تَفعَلُهُ،فَهُوَ الَّذی أشارَ عَلَیکَ بِهِ. (3)

789.کتاب من لا یحضره الفقیه عن هارون بن خارجة،عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرادَ أحَدُکُم أمراً فَلا یُشاوِر فیهِ أحَداً مِنَ النّاسِ حَتّی یَبدَأَ فَیُشاوِرَ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی.

قالَ:قُلتُ:وما مُشاوَرَةُ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی-جُعِلتُ فِداکَ-؟

قالَ:یَبدَأُ فَیَستَخیرُ اللّهَ فیهِ أوَّلاً،ثُمَّ یُشاوِرُ فیهِ،فَإِنَّهُ إذا بَدَأَ بِاللّهِ تَبارَکَ وتَعالی

ص:12


1- .قرب الإسناد:ص 59 ح 189، فتح الأبواب:ص 240 [2] کلاهما عن صفوان الجمّال،بحار الأنوار:ج 101 ص 285 ح 1.
2- فتح الأبواب:ص 255، بحار الأنوار:ج 91 ص 256 ح 1.
3- الأمالی للطوسی:ص 275 ح 525، بحار الأنوار:ج 91 ص 261 ح 11.

أجری لَهُ الخِیَرَةَ عَلی لِسانِ مَن یَشاءُ مِنَ الخَلقِ. (1)

790.قرب الإسناد عن علیّ بن جعفر رحمه الله: جاءَ رَجُلٌ إلی أخی [الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام ]...وأَتاهُ رَجلٌ آخَرُ فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ،اُریدُ وَجهَ کَذا وکَذا فَعَلِّمنِی استِخارَةً إن کانَ ذلِکَ الوَجهُ خِیَرَةً أن یُیَسِّرَهُ اللّهُ لی،وإن کانَ شَرّاً صَرَفَهُ اللّهُ عَنّی.

فَقالَ لَهُ:وتُحِبُّ أن تَخرُجَ فی ذلِکَ الوَجهِ؟قالَ الرَّجُلُ:نَعَم.

قالَ:قُل:«اللّهُمَّ قَدِّر لی کَذا وکَذا،وَاجعَلهُ خَیراً لی»،فَإِنَّکَ تَقدِرُ عَلی ذلِکَ. (2)

791.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِخارَةِ-:

اللّهُمَّ إنَّ خِیَرَتَکَ فیمَا استَخَرتُکَ فیهِ تُنیلُ الرَّغائِبَ،وتُجزِلُ المَواهِبَ،وتُغنِمُ المَطالِبَ،وتُطیبُ المَکاسِبَ،وتَهدی إلی أجمَلِ المَذاهِبِ،وتَسوقُ إلی أحمَدِ العَواقِبِ، وتَقی مَخوفَ النَّوائِبِ،اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ فیما عَزَمَ رَأیی عَلَیهِ،وقادَنی عَقلی إلَیهِ.

فَسَهِّلِ اللّهُمَّ فیهِ ما تَوَعَّرَ،ویَسِّر مِنهُ ما تَعَسَّرَ،وَاکفِنی فیهِ المُهِمَّ،وَادفَع بِهِ عَنّی کُلَّ مُلِمٍّ،وَاجعَل یا رَبِّ عَواقِبَهُ غُنماً،ومَخوفَهُ سِلماً،وبُعدَهُ قُرباً،وجَدبَهُ خِصباً،وأَرسِلِ اللّهُمَّ إجابَتی،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاقضِ حاجَتی،وَاقطَع عَنّی عَوائِقَها،وَامنَع عَنّی بَوائِقَها (3).

وأَعطِنِی اللّهُمَّ لِواءَ الظَّفَرِ وَالخِیَرَةَ فیمَا استَخَرتُکَ،ووُفورَ المَغنَمِ فیما دَعَوتُکَ، وعَوائِدَ الإِفضالِ فیما رَجَوتُکَ،وَاقرِنهُ اللّهُمَّ بِالنَّجاحِ،وخُصَّهُ بِالصَّلاحِ،وأَرِنی أسبابَ الخِیَرَةِ فیهِ واضِحَةً،وأَعلامَ غُنمِها لائِحَةً،وَاشدُد خِناقَ تَعسیرِها،وَانعَش صَریخَ

ص:13


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 562 ح 1550،المقنعة:ص 216 ح 29،معانی الأخبار:ص 144 ح 1،فتح الأبواب:ص 138 وفیهما«من أحبّ»بدل«من یشاء»وص 137،المحاسن:ج 2 ص 431 ح 2496، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 252 ح 1 و 2.
2- قرب الإسناد:ص 300 ح 1178، بحار الأنوار:ج 91 ص 260 ح 10.
3- البَوائِقُ:الغوائل والشرور،واحدها بائقة وهی الداهیة (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

تَکسیرِها (1).وبَیِّنِ اللّهُمَّ مُلتَبِسَها،وأَطلِق مُحتَبَسَها،ومَکِّن اسَّها،حَتّی تَکونَ خِیَرَةً مُقبِلَةً بِالغُنمِ،مُزیلَةً لِلغُرمِ (2)،عاجِلَةً لِلنَّفعِ،باقِیَةَ الصُّنعِ،إنَّکَ مَلیءٌ بِالمَزیدِ،مُبتَدِئٌ بِالجودِ. (3)

3/11الاِستِخارَةُ بِالدُّعاءِ بَعدَ الصَّلاةِ

792.سنن الترمذی عن جابر بن عبد اللّه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنَا الاِستِخارَةَ فِی الاُمورِ کُلِّها، کَما یُعَلِّمُنَا السّورَةَ مِنَ القُرآنِ،یَقولُ:إذا هَمَّ أحَدُکُم بِالأَمرِ فَلیَرکَع رَکعَتَینِ مِن غَیرِ الفَریضَةِ،ثُمَّ لیَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ،وأَستَقدِرُکَ بِقُدرَتِکَ،وأَسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ العَظیمِ،فَإِنَّکَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَعلَمُ ولا أعلَمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،اللّهُمَّ إن کُنتَ تَعلَمُ أنَّ هذَا الأَمرَ خَیرٌ لی فی دینی ومَعیشَتی وعاقِبَةِ أمری،فَیَسِّرهُ لی،ثُمَّ بارِک لی فیهِ،وإن کُنتَ تَعلَمُ أنَّ هذَا الأَمرَ شَرٌّ لی فی دینی ومَعیشَتی وعاقِبَةِ أمری،فَاصرِفهُ عَنّی،وَاصرِفنی عَنهُ،وَاقدِر لِیَ الخَیرَ حَیثُ کانَ،ثُمَّ أرضِنی بِهِ. (4)

793.مکارم الأخلاق: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُصَلّی رَکعَتَینِ،ویَقولُ فی دُبُرِهِما:«أستَخیرُ اللّهَ» مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی قَد هَمَمتُ بِأَمرٍ قَد عَلِمتَهُ،فَإِن کُنتَ تَعلَمُ أنَّهُ خَیرٌ لی فی دینی ودُنیایَ

ص:14


1- .فی البلد الأمین:« صَریعَ تَیَسُّرِها».
2- الغُرمُ:الدَّین (لسان العرب:ج 12 ص 436« غرم»).
3- مهج الدعوات:ص 259، البلد الأمین:ص 515 [4] کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 91 ص 281 ح 32 و ج 94 ص 113 ح 17.
4- سنن الترمذی:ج 2 ص 345 ح 480، سنن أبی داوود:ج 2 ص 89 ح 1538،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 440 ح 1383،الأدب المفرد:ص 211 ح 703 [7] کلّها نحوه؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 107 ح 2302، [8]فتح الأبواب:ص 150 [9] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 265 ح 18.

وآخِرَتی فَیَسِّرهُ لی،وإن کُنتَ تَعلَمُ أنَّهُ شَرٌّ لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی فَاصرِفهُ عَنّی، کَرِهَت نَفسی ذلِکَ أم أحَبَّت،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

ثُمَّ یَعزِمُ. (1)

794.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما-إذا هَمَّ بِأَمرِ حَجٍّ أو عُمرَةٍ أو بَیعٍ أو شِراءٍ أو عِتقٍ،تَطَهَّرَ،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَیِ الاِستِخارَةِ،فَقَرَأَ فیهِما بِسورَةِ الحَشرِ، وبِسورَةِ الرَّحمنِ،ثُمَّ یَقرَأُ المُعَوِّذَتَینِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» إذا فَرَغَ وهُوَ جالِسٌ فی دُبُرِ الرَّکعَتَینِ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إن کانَ کَذا وکَذا خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ،وعاجِلِ أمری وآجِلِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ویَسِّرهُ لی عَلی أحسَنِ الوُجوهِ وأَجمَلِها.اللّهُمَّ وإن کانَ کَذا وکَذا شَرّاً لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی وعاجِلِ أمری وآجِلِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاصرِفهُ عَنّی.رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاعزِم لی عَلی رُشدی،وإن کَرِهَت ذلِکَ أو أبَتهُ نَفسی. (2)

795.عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا هَمَّ بِحَجٍّ أو عُمرَةٍ (3)أو عِتقٍ أو شِراءٍ أو بَیعٍ،تَطَهَّرَ وصَلّی رَکعَتَیِ الاِستِخارَةِ،وقَرَأَ فیهِما سورَةَ«الرَّحمنِ»وسورَةَ«الحَشرِ»،فَإِذا فَرَغَ مِنَ الرَّکعَتَینِ استَخارَ اللّهَ مِئَتَی مَرَّةٍ،ثُمَّ قَرَأَ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وَ«المُعَوِّذَتَینِ»،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی قَد هَمَمتُ بِأَمرٍ قَد عَلِمتَهُ،فَإِن کُنتَ تَعلَمُ أنَّهُ خَیرٌ لی فی دینی ودُنیایَ

ص:15


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 101 ح 2291، بحار الأنوار:ج 91 ص 258 ح 5.
2- الکافی:ج 3 ص 470 ح 2، تهذیب الاحکام:ج 3 ص 180 ح 408،مصباح المتهجّد:ص 533، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 103 ح 2295 [5] نحوه،فتح الأبواب:ص 173 [6] کلّها عن جابر،البلد الأمین:ص 160، [7]بحار الأنوار:ج 91 ص 263 ح 15.
3- قال السیّد ابن طاووس رحمه الله:«ومعنی استخارته عند الهمّ بالحجّ والعمرة-وإن کانا من جملة العبادات،واللّه أعلم-لأنّه ربّما یرغّب الشیطان الإنسان فی أداء شیء من النوافل،ومقصوده أن یحرمه عند اشتغاله به من بعض الفرائض،ویمنعه عمّا هو أهمّ له منه،وللشیطان تسویلات وتعذیرات،فاستخار اللّه تعالی لیرشده إلی ما هو الأهمّ،ویوفّقه لما هو الأصلح له،وباللّه الثقة وعلیه التکلان».

وآخِرَتی فَاقدِرهُ لی،وإن کُنتَ تَعلَمُ أنَّهُ شَرٌّ لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی فَاصرِفهُ عَنّی، رَبِّ اعزِم لی عَلی رُشدی وإن کَرِهَت أو أحَبَّت ذلِکَ نَفسی،بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ.

ثُمَّ یَمضی ویَعزِمُ. (1)

796.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی إذا أرادَ الاِستِخارَةَ فِی الأَمرِ تَوَضَّأَ وصَلّی رَکعَتَینِ،وإن کانَتِ الخادِمَةُ لَتُکَلِّمُهُ فَیَقولُ:«سُبحانَ اللّهِ»ولا یَتَکَلَّمُ حَتّی یَفرُغَ. (2)

797.فتح الأبواب عن زرارة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إذا أرَدتُ الأَمرَ،وأَرَدتُ أن أستَخیرَ رَبّی کَیفَ أقولُ؟

قالَ:إذا أرَدتَ ذلِکَ فَصُمِ الثُّلاثاءَ وَالأَربِعاءَ وَالخَمیسَ،ثُمَّ صَلِّ یَومَ الجُمُعَةِ فی مَکانٍ نَظیفٍ،فَتَشَهَّد ثُمَّ قُل وأَنتَ تَنظُرُ إلَی السَّماءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،أنتَ عالِمُ الغَیبِ،إن کانَ هذَا الأَمرُ خَیراً لی فیما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،فَیَسِّرهُ لی وبارِک فیهِ،وَافتَح لی بِهِ،وإن کانَ ذلِکَ شَرّاً لی فیما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،فَاصرِفهُ عَنّی بِما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ، وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَقضی ولا أقضی،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

تَقولُها مِئَةَ مَرَّةٍ. (3)

798.الإمام الصادق علیه السلام: صَلِّ رَکعَتَینِ وَاستَخِرِ اللّهَ،فَوَ اللّهِ،مَا استَخارَ اللّهَ مُسلِمٌ إلّاخارَ لَهُ البَتَّةَ. (4)

ص:16


1- .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 545 ح 1881 و ج 2 ص 105 ح 2300، فتح الأبواب:ص 157 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 259 ح 7.
2- المحاسن:ج 2 ص 433 ح 2502 عن شهاب بن عبد ربّه،بحار الأنوار:ج 91 ص 262 ح 14.
3- فتح الأبواب:ص 236، بحار الأنوار:ج 91 ص 278 ح 28.
4- الکافی:ج 3 ص 470 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 179 ح 407،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 108 ح 2305، [9]فتح الأبواب:ص 164 [10] کلّها عن عمرو بن حریث،بحار الأنوار:ج 91 ص 283 ح 36.

799.الکافی عن إسحاق بن عمّار،عَن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:رُبَّما أرَدتُ الأَمرَ یَفرُقُ مِنّی فَریقانِ،أحَدُهُما یَأمُرُنی وَالآخَرُ یَنهانی؟قالَ:فَقالَ:إذا کُنتَ کَذلِکَ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ وَاستَخِرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،ثُمَّ انظُر أحزَمَ الأَمرَینِ لَکَ فَافعَلهُ،فَإِنَّ الخِیَرَةَ فیهِ إن شاءَ اللّهُ،وَلتَکُنِ استِخارَتُکَ فی عافِیَةٍ،فَإِنَّهُ رُبَّما خِیرَ لِلرَّجُلِ فی قَطعِ یَدِهِ،ومَوتِ وَلَدِهِ،وذَهابِ مالِهِ. (1)

800.الکافی عن مرازم: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا أرادَ أحَدُکُم شَیئاً فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ لیَحمَدِ اللّهَ وَلیُثنِ عَلَیهِ،وَلیُصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،ویَقولُ:

اللّهُمَّ إن کانَ هذَا الأَمرُ خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ فَیَسِّرهُ لی وَاقدِرهُ،وإن کانَ غَیرَ ذلِکَ فَاصرِفهُ عَنّی.

فَسَأَلتُهُ:أیَّ شَیءٍ أقرَأُ فیهِما؟

فَقالَ:اِقرَأ فیهِما ما شِئتَ،وإن شِئتَ قَرَأتَ فیهِما: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ». (2)

801.الکافی عن زرارة،عن الإمام الصادق علیه السلام -فِی الأَمرِ یَطلُبُهُ الطّالِبُ مِن رَبِّهِ-:تَصَدَّق فی یَومِکَ عَلی سِتّینَ مِسکیناً،عَلی کُلِّ مِسکینٍ صاعٌ بِصاعِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَإِذا کانَ اللَّیلُ اغتَسَلتَ فِی الثُّلُثِ الباقی،ولَبِستَ أدنی ما یَلبَسُ مَن تَعولُ مِنَ الثِّیابِ،إلّاأنَّ عَلَیکَ فی تِلکَ الثِّیابِ إزاراً،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،فَإِذا وَضَعتَ جَبهَتَکَ فِی الرَّکعَةِ الأَخیرَةِ لِلسُّجودِ،هَلَّلتَ اللّهَ وعَظَّمتَهُ وقَدَّستَهُ ومَجَّدتَهُ،وذَکَرتَ ذُنوبَکَ،فَأَقرَرتَ بِما تَعرِفُ مِنها مُسَمّیً،ثُمَّ رَفَعتَ رَأسَکَ،ثُمَّ إذا وَضَعتَ رَأسَکَ لِلسَّجدَةِ الثّانِیَةِ،استَخَرتَ اللّهَ مِئَةَ

ص:17


1- .الکافی:ج 3 ص 472 ح 7، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 181 ح 411،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 104 ح 2298، [2]فتح الأبواب:ص 232، [3]المصباح للکفعمی:ص 514، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 277 ح 26.
2- الکافی:ج 3 ص 472 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 180 ح 410،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 562 ح 1551،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 103 ح 2297، [7]بحار الأنوار:ج 91 ص 283 ح 35.

مَرَّةٍ:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ»،ثُمَّ تَدعُو اللّهَ بِما شِئتَ وتَسأَ لُهُ إیّاهُ،وکُلَّما سَجَدتَ فَأَفضِ بِرُکبَتَیکَ إلَی الأَرضِ،ثُمَّ تَرفَعُ الإِزارَ حَتّی تَکشِفَهُما،وَاجعَلِ الإِزارَ مِن خَلفِکَ بَینَ ألیَتَیکَ وباطِنِ ساقَیکَ. (1)

802.کتاب من لا یحضره الفقیه: سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ خالِدٍ القَسرِیُّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الاِستِخارَةِ فَقالَ:اِستَخِرِ اللّهَ فی آخِرِ رَکعَةٍ مِن صَلاةِ اللَّیلِ وأَنتَ ساجِدٌ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً.

قالَ:کَیفَ أقولُ؟

قالَ:تَقولُ:أستَخیرُ اللّهَ بِرَحمَتِهِ،أستَخیرُ اللّهَ بِرَحمَتِهِ. (2)

803.کتاب من لا یحضره الفقیه: رَوی حَمّادُ بنُ عُثمانَ النّابُ عَنهُ [الإِمامِ الصّادِقِ] علیه السلام أنَّهُ قالَ فِی الاِستِخارَةِ:أن یَستَخیرَ اللّهَ الرَّجُلُ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِن رَکعَتَیِ الفَجرِ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً، ویَحمَدَ اللّهَ ویُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ،ثُمَّ یَستَخیرَ اللّهَ خَمسینَ مَرَّةً،ثُمَّ یَحمَدَ اللّهَ ویُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ صلی الله علیه و آله،ویُتِمَّ المِئَةَ وَالواحِدَةَ. (3)

804.مکارم الأخلاق: رُوِیَ أنَّ رَجُلاً جاءَ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی رُبَّما رَکِبتُ الحاجَةَ فَأَندَمُ عَلَیها،فَقالَ لَهُ:أینَ أنتَ عَنِ الاِستِخارَةِ؟فَقالَ الرَّجُلُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَکَیفَ الاِستِخارَةُ؟

فَقالَ:إذا صَلَّیتَ صَلاةَ الفَجرِ،فَقُل بَعدَ أن تَرفَعَ یَدَیکَ حِذاءَ وَجهِکَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخِر لی

ص:18


1- .الکافی:ج 3 ص 479 ح 8، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 314 ح 972،فتح الأبواب:ص 237 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 258 ح 6.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 562 ح 1552،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 101 ح 2290، فتح الأبواب:ص 233 [5] وص 239 عن جعفر بن محمّد بن خلف العشیری ولیس فیه«ومرّة»،بحار الأنوار:ج 91 ص 277 ح 27.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 563 ح 1553،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 101 ح 2289، فتح الأبواب:ص 234 [8] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 257 ح 3.

فی جَمیعِ ما عَزَمتُ بِهِ مِن اموری خِیارَ بَرَکَةٍ وعافِیَةٍ.

ثُمَّ تَسجُدُ سَجدَةً تَقولُ فیها مِئَةَ مَرَّةٍ:«أستَخیرُ اللّهَ بِرَحمَتِهِ،أستَقدِرُ اللّهَ فی عافِیَةٍ بِقُدرَتِهِ»،ثُمَّ ائتِ حاجَتَکَ فَإِنَّها خَیرٌ لَکَ عَلی کُلِّ حالٍ،ولا تَتَّهِم رَبَّکَ فیما تَتَصَرَّفُ فیهِ. (1)

805.فتح الأبواب عن علیّ بن أسباط: دَخَلتُ عَلی أبِی الحَسَنِ-یَعنِی الرِّضا-علیه السلام،فَسَأَلتُهُ عَنِ الخُروجِ فِی البَرِّ أوِ البَحرِ إلی مِصرَ.

فَقالَ لی:اِئتِ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی غَیرِ وَقتِ صَلاةٍ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ،وَاستَخِرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،فَانظُر ما یَقضِی اللّهُ. (2)

806.الکافی عن ابن فضّال: سَأَلَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ أبَا الحَسَنِ علیه السلام لِابنِ أسباطٍ،فَقالَ:ما تَری لَهُ-وَابنُ أسباطٍ حاضِرٌ ونَحنُ جَمیعاً-یَرکَبُ البَرَّ أوِ البَحرَ إلی مِصرَ؟فَأَخبَرَهُ بِخَیرِ طَریقِ البَرِّ،فَقالَ:البَرُّ،وَائتِ المَسجِدَ فی غَیرِ وَقتِ صَلاةِ الفَریضَةِ فَصَلِّ رَکعَتَینِ، وَاستَخِرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ انظُر أیَّ شَیءٍ یَقَعُ فی قَلبِکَ فَاعمَل بِهِ.

وقالَ لَهُ الحَسَنُ:البَرُّ أحَبُّ إلَیَّ لَهُ،قالَ:وإلَیَّ. (3)

807.الکافی عن علیّ بن أسباط: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،ما تَری آخُذُ بَرّاً أو بَحراً،فَإِنَّ طَریقَنا مَخوفٌ شَدیدُ الخَطَرِ؟فَقالَ:اُخرُج بَرّاً،ولا عَلَیکَ أن تَأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وتُصَلِّیَ رَکعَتَینِ فی غَیرِ وَقتِ فَریضَةٍ،ثُمَّ لَتَستَخیرُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،ثُمَّ تَنظُرُ،فَإِن عَزَمَ اللّهُ لَکَ عَلَی البَحرِ فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 4 ،فَإِنِ اضطَرَبَ بِکَ البَحرُ فَاتَّکِ عَلی جَانِبِکَ

ص:19


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 102 ح 2292، بحار الأنوار:ج 91 ص 258 ذیل ح 5.
2- فتح الأبواب:ص 141، بحار الأنوار:ج 91 ص 264 ح 17.
3- الکافی:ج 3 ص 471 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 180 ح 409 و ص 311 ح 964،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 102 ح 2294 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 281 ح 30.

الأَیمَنِ،وقُل:

بِسمِ اللّهِ،اسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ،وقِر بِوَقارِ اللّهِ،وَاهدَأ بِإِذنِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

قُلنا:أصلَحَکَ اللّهُ،مَا السَّکینَةُ؟

قالَ:ریحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنَّةِ،لَها صورَةٌ کَصورَةِ الإِنسانِ،ورائِحَةٌ طَیِّبَةٌ،وهِیَ الَّتی نَزَلَت عَلی إبراهیمَ،فَأَقبَلَت تَدورُ حَولَ أرکانِ البَیتِ،وهُوَ یَضَعُ الأَساطینَ.

قیلَ لَهُ:هِیَ مِنَ الَّتی قَالَ اللّهُ عز و جل: «فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ» 1 ؟

قالَ:تِلکَ السَّکینَةُ فِی التّابوتِ،وکانَت فیهِ طَشتٌ تُغسَلُ فیها قُلوبُ الأَنبِیاءِ،وکانَ التّابوتُ یَدورُ فی بَنی إسرائیلَ مَعَ الأَنبِیاءِ.ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا فَقالَ:ما تابوتُکُم؟قُلنا:

السِّلاحُ،قالَ:صَدَقتُم هُوَ تابوتُکُم.

وإن خَرَجتَ بَرّاً فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 2 ،فَإِنَّهُ لَیسَ مِن عَبدٍ یَقولُها عِندَ رُکوبِهِ،فَیَقَعَ مِن بَعیرٍ أو دابَّةٍ فَیُصیبَهُ شَیءٌ بِإِذنِ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ:فَإِذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِکَ،فَقُل:«بِسمِ اللّهِ،آمَنتُ بِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»،فَإِنَّ المَلائِکَةَ تَضرِبُ وُجوهَ الشَّیاطینِ،ویَقولونَ:قَد سَمَّی اللّهَ، وآمَنَ بِاللّهِ،وتَوَکَّلَ عَلَی اللّهِ،وقالَ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ». (1)

808.فتح الأبواب: رَوی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ فی کِتابٍ جامِعٍ لَهُ،ما هذا لَفظُهُ:اِستِخارَةُ الأَسماءِ الَّتی عَلَیهَا العَمَلُ،ویَدعو بِها فی صَلاةِ الحاجَةِ وغَیرِها،ذَکَرَ أبو دُلَفٍ مُحَمَّدُ بنُ

ص:20


1- الکافی:ج 3 ص 471 ح 5، قرب الإسناد:ص 372 ح 1327 و 1328، [2]تفسیر القمّی:ج 2 ص 282 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 243 ح 25.

المُظَفَّرِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَیهِ أنَّها آخِرُ ما خَرَجَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی عَزَمتَ بِهِ عَلَی السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَقُلتَ لَهُما: «اِئْتِیا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ» 1 ،وبِاسمِکَ الَّذی عَزَمتَ بِهِ عَلی عَصا موسی «فَإِذا هِیَ تَلْقَفُ ما یَأْفِکُونَ» 2 ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی صَرَفتَ بِهِ قُلوبَ السَّحَرَةِ إلَیکَ حَتّی «قالُوا آمَنّا بِرَبِّ الْعالَمِینَ رَبِّ مُوسی وَ هارُونَ» 3 ،أنتَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ؛وأَسأَ لُکَ بِالقُدرَةِ الَّتی تُبلی بِها کُلَّ جَدیدٍ،وتُجَدِّدُ بِها کُلَّ بالٍ؛وأَسأَ لُکَ بِحَقِّ کُلِّ حَقٍّ هُوَ لَکَ،وبِکُلِّ حَقٍّ جَعَلتَهُ عَلَیکَ،إن کانَ هذَا الأَمرُ خَیراً لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتُسَلِّمَ عَلَیهِم تَسلیماً،وتُهَیِّئَهُ لی،وتُسَهِّلَهُ عَلَیَّ،وتَلطُفَ لی فیهِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وإن کانَ شَرّاً لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتُسَلِّمَ عَلَیهِم تَسلیماً،وأَن تَصرِفَهُ عَنّی بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،وحَیثُ شِئتَ،وتُرضِیَنی بِقَضائِکَ،وتُبارِکَ لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ شَیءٍ أخَّرتَهُ،ولا تَأخیرَ شَیءٍ عَجَّلتَهُ،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،یا عَلِیُّ یا عَظیمُ،یا ذَ الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

809.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ أبی-رَضِیَ اللّهُ عَنهُ-فی رِسالَتِهِ إلَیَّ:إذا أرَدتَ یا بُنَیَّ أمراً فَصَلِّ رَکعَتَینِ وَاستَخِرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،فَما عَزَمَ لَکَ فَافعَل،وقُل فی دُعائِکَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ؛رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخِر لی فی کَذا وکَذا لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ خِیَرَةً فی عافِیَةٍ. (2)

ص:21


1- فتح الأبواب:ص 206، البلد الأمین:ص 163، [2]المصباح للکفعمی:ص 521 [3] ولیس فیهما«ربّ موسی وهارون،أنت اللّه ربّ العالمین»،بحار الأنوار:ج 91 ص 275 ح 25.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 563 ح 1555،المقنع:ص 151، فقه الرضا:ص 152 [6] نحوه وبزیادة«یا ذا المنّ والطول»فی آخره،فتح الأبواب:ص 231، [7]بحار الأنوار:ج 91 ص 261 ح 13 و ص 276 ح 25.

4/11الاِستِخارَةُ بِالسُّبحَةِ

810.الإمام الصادق علیه السلام: مَن أرادَ أن یَستَخیرَ اللّهَ تَعالی فَلیَقرَأ«الحَمدَ»عَشرَ مَرّاتٍ،و«إنّا أنزَلناهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ لِعِلمِکَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ،وأَستَشیرکُ لِحُسنِ ظَنّی بِکَ فِی المَأمولِ وَالمَحذورِ،اللّهُمَّ إن کانَ أمری هذا مِمّا قَد نیطَت بِالبَرَکَةِ أعجازُهُ وبَوادیهِ،وحُفَّت بِالکَرامَةِ أیّامُهُ ولَیالیهِ،فَخِر لی بِخِیَرَةٍ تَرُدُّ شَموسَهُ (1)ذَلولاً،وتَقعَضُ (2)أیّامَهُ سُروراً،یا اللّهُ،إمّا أمرٌ فَأَئتَمِرَ،وإمّا نَهیٌ فَأَنتَهِیَ.اللّهُمَّ خِر لی بِرَحمَتِکَ خِیَرَةً فی عافِیَةٍ.

ثَلاثَ مَرّاتٍ.ثُمَّ یَأخُذُ کَفّاً مِنَ الحَصی أو سُبحَةً (3). (4)

811.منهاج الصلاح للعلامة الحلیّ قدس سره: هُنا نَوعٌ آخَرُ مِنَ الاِستِخارَةِ،رَوَیتُهُ عَن والِدی سَدیدِ الدّینَ یوسُفِ بنِ عَلِیٍّ المُطَهَّرِ قدس سره عَنِ السّیِّدِ رَضِیِّ الدّینَ مُحَمَّدِ الآوی،عَن صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام وهُوَ أن یَقرَأَ فاتِحَةَ الکِتابِ عَشرَ مَرّات وأَقَلُّ مِنهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ وَالأدوَنُ مِنهُ مَرَّةً،ثُمَّ یَقرَأَ «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ یَقولُ هذَا الدُّعاءَ ثَلاثَ مَرّاتٍ:

ص:22


1- .الشَّموسُ:هو النفور من الدوابّ الذی لا یستقرّ لِشَغَبِهِ وحِدَّتهِ (النهایة:ج 2 ص 501« شمس»).
2- فی المصدر:«تقعص»،وما أثبتناه من جمیع المصادر الاُخری،وهو المناسب.قعضتُ العودَ:عَطفتهُ کما تُعطَفُ عروش الکرم (الصحاح:ج 3 ص 1103« قعض»).
3- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الحدیث:«هذا لفظ الحدیث،ولعلّ المراد بأخذ الحصی والسبحة أن یکون قد قصد بقلبه أنّه إن خرج عدد الحصی والسبحة فرداً کان إفعل،وإن خرج منه زوجاً کان لا تفعل،أو لعلّه یجعل نفسه والحصی أو السبحة بمنزلة اثنین یقترعان،فیجعل الصدر فی القرعة منه أو من الحصی أو السبحة،فیخرج عن نفسه عدداً معلوماً،ثمّ یأخذ من الحصی شیئاً أو من السبحة شیئاً،ویکون قد قصد بقلبه أنّه إن وقعت القرعة علیه-مثلاً-فیفعل،وإذا وقعت علی الحصی أو السبحة فلا یفعل،فیعمل بذلک».
4- فتح الأبواب:ص 272، الأمان:ص 98، [4]البلد الأمین:ص 160، [5]المصباح للکفعمی:ص 515 کلاهما عن الإمام المهدی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 247 ح 1.

اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ لِعِلمِکَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ،وأَستَشیرکُ لِحُسنِ ظَنّی بِکَ فِی المَأمولِ وَالمَحذورِ،اللّهُمَّ إن کانَ الأَمرُ الفُلانِیُّ مِمّا قَد نیطَت بِالبَرَکَةِ أعجازُهُ وبَوادیهِ،وحُفَّت بِالکَرامَةِ أیّامُهُ ولَیالیهِ،فَخِر لی فیهِ خِیَرَةً تَرُدُّ شَموسَهُ ذَلولاً،وتَقعَضُ (1)أیّامَهُ سُروراً، اللّهُمَّ،إمّا أمرٌ فَأَئتَمِرَ،أو نَهیٌ فَأَنتَهِیَ.اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِرَحمَتِکَ خِیَرَةً فی عافِیَةٍ.

ثُمَّ یَقبِضُ عَلی قَطعَةٍ مِنَ السُّبحَةِ ویُضمِرُ حاجَتَهُ،ویُخرِجُ،إن کانَ عَدَدُ تِلکَ القَطعَةِ زَوجاً فَهُوَ افعَل،وإن کانَ فَرداً،لا تَفعَل،أو بِالعَکسِ. (2)

5/11الاِستِخارَةُ بِالمُصحَفِ

812.تهذیب الأحکام عن الیَسَع القمّی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اُریدُ الشَّیءَ فَأَستَخیرُ اللّهَ فیهِ،فَلا یُوَفَّقُ فیهِ الرَّأیُ،أفعَلُهُ أو أدَعُهُ؟

فَقالَ:اُنظُر،إذا قُمتَ إلَی الصَّلاةِ فَإِنَّ الشَّیطانَ أبعَدُ ما یَکونُ مِنَ الإِنسانِ إذا قامَ إلَی الصَّلاةِ،فَانظُر إلی شَیءٍ یَقَعُ فی قَلبِکَ فَخُذ بِهِ،وَافتَحِ المُصحَفَ فَانظُر إلی أوَّلِ ما تَری فیهِ فَخُذ بِهِ،إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (3)

813.فتح الأبواب: حَدَّثَنی بَدرُ بنُ یَعقوبَ المُقرِئُ الأَعجَمِیُّ بِمَشهَدِ الکاظِمِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ، فی صِفَةِ الفَألِ فِی المُصحَفِ،بِثَلاثِ رِوایاتٍ مِن غَیرِ صَلاةٍ،فَقالَ:

تَأخُذُ المُصحَفَ وتَدعو،فَتَقولُ:

اللّهُمَّ إن کانَ مِن قَضائِکَ وقَدَرِکَ أن تَمُنَّ عَلی امَّةِ نَبِیِّکَ بِظُهورِ وَلِیِّکَ وَابنِ بِنتِ نَبِیِّکَ،

ص:23


1- .فی المصدر:«تقعص»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- منهاج الصلاح:ص 230،البلد الأمین:ص 160، المصباح للکفعمی:ص 515، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 248 ح 2.
3- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 310 ح 960،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 109 ح 2307، جامع الأحادیث (الغایات):ص 211 نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 243 ح 5.

فَعَجِّل ذلِکَ وسَهِّلهُ ویَسِّرهُ وکَمِّلهُ،وأَخرِج لی آیَةً أستَدِلُّ بِها عَلی أمرٍ فَأَئتَمِرَ،أو نَهیٍ فَأَنتَهِیَ-أو ما تُریدُ الفَألَ فیهِ-فی عافِیَةٍ.

ثُمَّ تَعُدُّ سَبعَ أوراقٍ،ثُمَّ تَعُدُّ فِی الوِجهَةِ الثّانِیَةِ مِنَ الوَرَقَةِ السّابِعَةِ سِتَّةَ أسطُرٍ،وتَتَفَأَّلُ بِما یَکونُ فِی السَّطرِ السّابِعِ.

وقالَ فی رِوایَةٍ اخری:إنَّهُ یَدعو بِالدُّعاءِ،ثُمَّ یَفتَحُ المُصحَفَ الشَّریفَ ویَعُدُّ سَبعَ قَوائِمَ،ویَعُدُّ ما فِی الوِجهَةِ الثّانِیَةِ مِنَ الوَرَقَةِ السّابِعَةِ،وما فِی الوِجهَةِ الاُولی مِنَ الوَرَقَةِ الثّامِنَةِ،مِن لَفظِ اسمِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ،ثُمَّ یَعُدُّ قَوائِمَ بِعَدَدِ لَفظِ اسمِ اللّهِ،ثُمَّ یَعُدُّ مِنَ الوِجهَةِ الثّانِیَةِ مِنَ القائِمَةِ الَّتی یَنتَهِی العَدَدُ إلَیها،ومِن غَیرِها مِمّا یَأتی بَعدَها سُطوراً بِعَدَدِ لَفظِ اسمِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ،ویَتَفَأَّلُ بِآخِرِ سَطرٍ مِن ذلِکَ.

و قالَ فِی الرِّوایَةِ الثّالِثَةِ:إنَّهُ إذا دَعا بِالدُّعاءِ عَدَّ ثَمانِیَ قَوائِمَ،ثُمَّ یَعُدُّ فِی الوِجهَةِ الاُولی مِنَ الوَرَقَةِ الثّامِنَةِ أحَدَ عَشَرَ سَطراً،ویَتَفَأَّلُ بِما فِی السَّطرِ الحادی عَشَرَ.

وهذا ما سَمِعناهُ فِی الفَألِ بِالمُصحَفِ الشَّریفِ،قَد نَقَلناهُ کَما حَکَیناهُ. (1)

814.الإمام الصادق علیه السلام (2): إذا أرَدتَ الاِستِخارَةَ مِنَ الکِتابِ العَزیزِ فَقُل بَعدَ البَسمَلَةِ:«إن کانَ فی قَضائِکَ وقَدَرِکَ أن تَمُنَّ عَلی شیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِفَرَجِ وَلِیِّکَ وحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ، فَأَخرِج إلَینا آیَةً مِن کِتابِکَ نَستَدِلُّ بِها عَلی ذلِکَ»،ثُمَّ تَفتَحُ المُصحَفَ وتَعُدُّ سِتَّ وَرَقاتٍ ومِنَ السّابِعَةِ سِتَّةَ أسطُرٍ وتَنظُرُ ما فیهِ. (3)

815.فتح الأبواب: ذَکَرَ الإِمامُ الشَّیخُ الخَطیبُ المُستَغفِرِیُّ بِسَمَرقَنْدَ فی دَعَواتِهِ:إذا أرَدتَ أن

ص:24


1- .فتح الأبواب:ص 278، بحار الأنوار:ج 91 ص 242 ح 4.
2- قال العلّامة المجلسی قبل ذکر هذا الحدیث:«وجدتُ فی بعض مؤلّفات أصحابنا أنّه قال:ممّا نقل من خطّالشیخ یوسف بن الحسین القَطیفیّ ما هذه صورته:نقلت من خطّ الشیخ العلّامة جمال الدین الحسن بن المطهّر طاب ثراه:رُوی عن الصادق علیه السلام...».
3- بحار الأنوار:ج 91 ص 246.

تَتَفَأَّلَ بِکِتابِ اللّهِ عز و جل فَاقرَأ سورَةَ الإِخلاصِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وآلِهِ ثَلاثاً،ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ إنّی تَفَأَّلتُ بِکِتابِکَ،وتَوَکَّلتُ عَلَیکَ،فَأَرِنی مِن کِتابِکَ ما هُوَ المَکتومٌ مِن سِرِّکَ،المَکنونِ فی غَیبِکَ.

ثُمَّ افتَحِ الجامِعَ وخُذِ الفَألَ مِنَ الخَطِّ الأَوَّلِ فِی الجانِبِ الأَوَّلِ مِن غَیرِ أن تَعُدَّ الأَوراقَ وَالخُطوطَ.کَذا أورَدَ مُسنَداً إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (1)

6/11الاِستِخارَةُ بِالرِّقاعِ

816.الکافی عن هارون بن خارجة،عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ أمراً فَخُذ سِتَّ رِقاعٍ، فَاکتُب فی ثَلاثٍ مِنها:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،خِیَرَةٌ مِنَ اللّهِ العَزیزِ الحَکیمِ لِفُلانِ بنِ فُلانَةَ افعَلهُ»،وفی ثَلاثٍ مِنها:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،خِیَرَةٌ مِنَ اللّهِ العَزیزِ الحَکیمِ لِفُلانِ بنِ فُلانَةَ،لا تَفعَل»،ثُمَّ ضَعها تَحتَ مُصَلّاکَ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ،فَإِذا فَرَغتَ فَاسجُد سَجدَةً وقُل فیها مِئَةَ مَرَّةٍ:«أستَخیرُ اللّهَ بِرَحمَتِهِ خِیَرَةً فی عافِیَةٍ»،ثُمَّ استَوِ جالِساً وقُل:«اللّهُمَّ خِر لی وَاختَر لی فی جَمیعِ اموری فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ».

ثُمَّ اضرِب بِیَدِکَ إلَی الرِّقاعِ فَشَوِّشها،وأَخرِج واحِدَةً،فَإِن خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوالِیاتٌ «اِفعَل»فَافعَلِ الأَمرَ الَّذی تُریدُهُ،وإن خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوالِیاتٌ«لا تَفعَل»فَلا تَفعَلهُ،وإن خَرَجَت واحِدَةٌ«افعَل»وَالاُخری«لا تَفعَل»فَأَخرِج مِنَ الرِّقاعِ إلی خَمسٍ،فَانظُر أکثَرَها فَاعمَل بِهِ،ودَعِ السّادِسَةَ لا تَحتاجُ إلَیها (2). (3)

ص:25


1- .فتح الأبواب:ص 156، بحار الأنوار:ج 91 ص 241 ح 1.
2- الکافی:ج 3 ص 470 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 181 ح 412،فتح الأبواب:ص 187، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 230 ح 5.
3- قال العلّامة المجلسی قدس سره:هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها وعلیه عمل أصحابنا،ولیس فیه ذکر ū الغسل،وذکره بعض الأصحاب لوروده فی سائر أنواع الاستخارة،ولا بأس به.وأیضاً لیس فیه تعیین سورة فی الصلاة،وذکر بعضهم سورتی الحشر والرحمن؛لورودهما فی الاستخارة المطلقة،فلو قرأهما أو الإخلاص فی کلّ رکعة-کما مرّ أو ما سیأتی فی روایة الکراجکی-لم أستبعد حسنه. ثمّ اعلم أنّ إخراج الخمس قد لا یحتاج إلیه کما إذا خرج أوّلا«لا تفعل»،ثمّ ثلاثاً«افعل»وبالعکس.فإن قلت:هذا داخل فی القسمین المذکورین،قلت:إن سلّمنا ذلک-وإن کان بعیداً-فیمکن أن یخرج«افعل»ثمّ«لا تفعل»،ثمّ مرّتین«افعل»وبالعکس،ولا یحتاج فیهما إلی إخراج الخامسة،فالظاهر أنّ المذکور فی الخبر أقصی الاحتمالات،مع أنّه یحتمل لزوم إخراج الخامسة تعبّداً،وإن کان بعیداً. ثمّ إنّه لا یظهر مع کثرة إحداهما تفاوت فی مراتب الحسن وضدّه،وبعض الأصحاب جعلوا لهما مراتب بسرعة خروج«افعل»أو«لا تفعل»،أو توالی أحدهما بأن یکون الخروج فی الأربع أولی فی الفعل والترک من الخروج فی الخمس،أو یکون خروج مرّتین«افعل»ثمّ«لا تفعل»ثمّ«افعل»،أحسن من الابتداء ب«لا تفعل»،ثمّ«افعل»ثلاثاً،وکذا العکس،إلی غیر ذلک من الاعتبارات التی تظهر بالمقایسة بما ذکر،ولیس ببعید.(بحار الأنوار:ج 91 ص 231).

817.فتح الأبواب: وَجَدتُ بِخَطِّ الشَّیخِ عَلِیِّ بنِ یَحیَی الحافِظِ-ولَنا مِنهُ إجازَةٌ بِکُلِّ ما یَرویهِ-ما هذا لَفظُهُ:

استِخارَةُ مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ،وهِیَ أن تُضمِرَ ما شِئتَ،وتَکتُبَ هذِهِ الاِستِخارَةَ وتَجعَلَها فی رُقعَتَینِ،وتَجعَلَهُما فی مِثلِ البُندُقِ،ویَکونَ بِالمیزانِ (1)،وتَضَعَهُما فی إناءٍ فیهِ ماءٌ،ویَکونَ عَلی ظَهرِ أحَدِهِما:

«اِفعَل»،وَالاُخری:«لا تَفعَل»،وهذِهِ کِتابَتُها:

ما شاءَ اللّهُ کانَ،اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ خِیارَ مَن فَوَّضَ إلَیکَ أمرَهُ،وأَسلَمَ إلَیکَ نَفسَهُ، وَاستَسلَمَ إلَیکَ فی أمرِهِ،وخَلا لَکَ وَجهُهُ،وتَوَکَّلَ عَلَیکَ فیما نَزَلَ بِهِ،اللّهُمَّ خِر لی ولا تَخِر عَلَیَّ،وکُن لی ولا تَکُن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وأَعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وأَمکِنّی ولا تُمَکِّن مِنّی،وَاهدِنی إلَی الخَیرِ ولا تُضِلَّنی،وأَرضِنی بِقَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ، إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وتَحکُمُ ما تُریدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ إن کانَت لِیَ الخِیَرَةُ فی أمری هذا فی دینی ودُنیایَ وعاقِبَةِ أمری،فَسَهِّلهُ لی،وإن کانَ غَیرُ ذلِکَ فَاصرِفهُ عَنّی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ص:26


1- .أی اجعلهما متساویین بأن تزنهما بالمیزان (بحار الأنوار:ج 91 ص 239).

فَأَیُّهُما طَلَعَ عَلی وَجهِ الماءِ فَافعَل بِهِ ولا تُخالِفهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)

818.الکافی عن علیّ بن محمّد رفعه عنهم علیهم السلام: أنَّهُ قالَ لِبَعضِ أصحابِهِ،وقَد سَأَلَهُ عَنِ الأَمرِ یَمضی فیهِ ولا یَجِدُ أحَداً یُشاوِرُهُ،فَکَیفَ یَصنَعُ؟قالَ:شاوِر رَبَّکَ،قالَ:فَقالَ لَهُ:

کَیفَ؟

قالَ لَهُ:اِنوِ الحاجَةَ فی نَفسِکَ،ثُمَّ اکتُب رُقعَتَینِ،فی واحِدَةٍ«لا»،وفی واحِدَةٍ «نَعَم»،وَاجعَلهُما فی بُندُقَتَینِ مِن طینٍ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ وَاجعَلهُما تَحتَ ذَیلِکَ،وقُل:

یا اللّهُ،إنّی اشاوِرُکَ فی أمری هذا وأَنتَ خَیرُ مُستَشارٍ ومُشیرٍ،فَأَشِر عَلَیَّ بِما فیهِ صَلاحٌ وحُسنُ عاقِبَةٍ.

ثُمَّ أدخِل یَدَکَ،فَإِن کانَ فیها«نَعَم»فَافعَل،وإن کانَ فیها«لا»لا تَفعَل.هکَذا شاوِر رَبَّکَ. (2)

ص:27


1- .فتح الأبواب:ص 264 وص 265 عن الإمام المهدی علیه السلام نحوه،المصباح للکفعمی:ص 520 نقلاً عن ابن الباقی فی اختیاره،البلد الأمین:ص 162،بحار الأنوار:ج 91 ص 238 ح 4 و ص 284 ح 39.
2- الکافی:ج 3 ص 473 ح 8، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 182 ح 413،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 106 ح 2301، [4]فتح الأبواب:ص 228، [5]بحار الأنوار:ج 91 ص 237 ح 2.

ص:28

الفَصلُ الثانی عشر:دَعَواتٌ لِأَحوالٍ خاصَّةٍ

1/12الدُّعاءُ عِندَ الغَضَبِ

819.الإمام الصادق علیه السلام: قُل عِندَ الغَضَبِ:

اللّهُمَّ أذهِب عَنّی غَیظَ قَلبی،وَاغفِر لی ذَنبی،وأَجِرنی مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ،أسأَ لُکَ رِضاکَ وأَعوذُ بِکَ مِن سَخَطِکَ،أسأَ لُکَ جَنَّتَکَ وأَعوذُ بِکَ مِن نارِکَ،أسأَ لُکَ الخَیرَ کُلَّهُ وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ،اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلَی الهُدی وَالصَّوابِ،وَاجعَلنی راضِیاً مَرضِیّاً،غَیرَ ضالٍّ ولا مُضِلٍّ. (1)

2/12الدُّعاءُ عِندَ المَخاوِفِ

820.مکارم الأخلاق: رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله شَکا إلَیهِ رَجُلٌ الوَحشَةَ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:أکثِر مِن أن تَقولَ هذا،فَقالَهُنَّ فَأَذهَبَ اللّهُ عَنهُ الوَحشَةَ،وهِیَ:

سُبحانَ رَبِّیَ المَلِکِ القُدّوسِ،رَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،خالِقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذِی

ص:29


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 154 ح 2377؛ بحار الأنوار:ج 95 ص 338 ح 1.

العِزَّةِ وَالجَبَروتِ. (1)

821.الإمام الباقر علیه السلام -لِأَبی حَمزَةَ-:یا أبا حَمزَةَ،ما لَکَ إذا أتی بِکَ أمرٌ تَخافُهُ ألّا تَتَوَجَّهَ إلی بَعضِ زَوایا بَیتِکَ-یَعنِی القِبلَةَ-فَتُصَلِّیَ رَکعَتَینِ،ثُمَّ تَقولَ:

یا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ -سَبعینَ مَرَّةً-کُلَّما دَعَوتَ بِهذِهِ الکَلِماتِ مَرَّةً سَأَلتَ حاجَةً. (2)

822.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ مَدخَلاً تَخافُهُ فَاقرَأ هذِهِ الآیَةَ: «رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً» 3 ،وإذا عایَنتَ الَّذی تَخافُهُ، فَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ. (3)

823.الکافی عن سماعة عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا خِفتَ أمراً فَقُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ لا یَکفی مِنکَ أحَدٌ،وأَنتَ تَکفی مِن کُلِّ أحَدٍ مِن خَلقِکَ،فَاکفِنی کَذا وکَذا.

وفی حَدیثٍ آخَرَ قالَ:تَقولُ:

یا کافِیاً مِن کُلِّ شَیءٍ،ولا یَکفی مِنکَ شَیءٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،اِکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (4)

824.الکافی عن ابن المنذر: ذَکَرتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الوَحشَةَ،فَقالَ:ألا اخبِرُکُم بِشَیءٍ إذا قُلتُموهُ لَم تَستَوحِشوا بِلَیلٍ ولا نَهارٍ؟

ص:30


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 155 ح 2381،بحار الأنوار:ج 95 ص 340 ح 1؛ المعجم الکبیر:ج 2 ص 24 ح 1171،عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 227 ح 639،تاریخ مشق:ج 43 ص 532 ح 9390 کلّها عن البراء بن عازب نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 663 ح 5016.
2- الکافی:ج 2 ص 556 ح 1، عدّة الداعی:ص 259 [3] وفیه«أنابک»بدل«أتی بک»وکلاهما عن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 95 ص 208 ح 39.
3- المحاسن:ج 2 ص 116 ح 1321 عن إبراهیم بن نعیم،بحار الأنوار:ج 76 ص 247 ح 37.
4- الکافی:ج 2 ص 557 ح 7.

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وتَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،وإنَّهُ «مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْراً» 1 ،اللّهُمَّ اجعَلنی فی کَنَفِکَ (1)وفی جِوارِکَ،وَاجعَلنی فی أمانِکَ وفی مَنعِکَ. (2)

825.الإمام الکاظم علیه السلام: إذا خِفتَ أمراً،فَاقرَأ مِئَةَ آیَةٍ مِنَ القُرآنِ مِن حَیثُ شِئتَ،ثُمَّ قُل:«اللّهُمَّ اکشِف عَنِّی البَلاءَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)

3/12الدُّعاءُ عِندَ سَماعِ الرَّعدِ

826.سنن الترمذی عن عبد اللّه بن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کان إذا سَمِعَ صَوتَ الرَّعدِ وَالصَّواعِقِ قالَ:

اللّهُمَّ لا تَقتُلنا بِغَضَبِکَ،ولا تُهلِکنا بِعَذابِکَ،وعافِنا قَبلَ ذلِکَ. (4)

827.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا نَظَرَ إلَی السَّحابِ وَالبَرقِ وسَمِعَ صَوتَ الرَّعدِ-:

اللّهُمَّ إنَّ هذَینِ آیَتانِ مِن آیاتِکَ،وهذَینِ عَونانِ مِن أعوانِکَ،یَبتَدِرانِ طاعَتَکَ بِرَحمَةٍ نافِعَةٍ أو نَقِمَةٍ ضارَّةٍ،فَلا تُمطِرنا بِهِما مَطَرَ السَّوءِ،ولا تُلبِسنا بِهِما لِباسَ البَلاءِ.

ص:31


1- الکَنَفُ:الجانبُ والناحیة،وهذا تمثیل لجعله تحت ظلّ رحمته یوم القیامة (النهایة:ج 4 ص 205« کنف»).
2- الکافی:ج 2 ص 568 ح 1، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 283 ح 2639 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 146 ح 16.
3- الکافی:ج 2 ص 621 ح 8، ثواب الأعمال:ص 157 ح 9،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 182 ح 2477، [6]الدعوات:ص 218 ح 590،بحار الأنوار:ج 92 ص 176 ح 1.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 503 ح 3450،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 230 ح 10764، مسند ابن حنبل:ج 2 ص 422 ح 5767، [9]کنز العمّال:ج 7 ص 76 ح 18035؛مجمع البیان:ج 6 ص 435،بحار الأنوار:ج 59 ص 357.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَنزِل عَلَینا نَفعَ هذِهِ السَّحائِبِ وبَرَکَتَها،وَاصرِف عَنّا أذاها ومَضَرَّتَها،ولا تُصِبنا فیها بِآفَةٍ،ولا تُرسِل عَلی مَعایِشِنا عاهَةً.

اللّهُمَّ وإن کُنتَ بَعَثتَها نَقِمَةً،وأَرسَلتَها سَخطَةً،فَإِنّا نَستَجیرُکَ مِن غَضَبِکَ،ونَبتَهِلُ (1)إلَیکَ فی سُؤالِ عَفوِکَ،فَمِل بِالغَضَبِ إلَی المُشرِکینَ،وأَدِر رَحی نَقِمَتِکَ عَلَی المُلحِدینَ.

اللّهُمَّ أذهِب مَحلَ (2)بِلادِنا بِسُقیاکَ،وأَخرِج وَحَرَ (3)صُدورِنا بِرِزقِکَ،ولا تَشغَلنا عَنکَ بِغَیرِکَ،ولا تَقطَع عَن کافَّتِنا مادَّةَ بِرِّکَ،فَإِنَّ الغَنِیَّ مَن أغنَیتَ،وإنَّ السّالِمَ مَن وَقَیتَ،ما عِندَ أحَدٍ دونَکَ دِفاعٌ،ولا بِأَحَدٍ عِن سَطوَتِکَ امتِناعٌ،تَحکُمُ بِما شِئتَ عَلی مَن شِئتَ، وتَقضی بِما أرَدتَ فیمَن أرَدتَ.

فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما وَقَیتَنا مِنَ البَلاءِ،ولَکَ الشُّکرُ عَلی ما خَوَّلتَنا مِنَ النَّعماءِ،حَمداً یُخَلِّفُ حَمدَ الحامِدینَ وَراءَهُ،حَمداً یَملَأُ أرضَهُ وسَماءَهُ.

إنَّکَ المَنّانُ بِجَسیمِ المِنَنِ،الوَهّابُ لِعَظیمِ النِّعَمِ،القابِلُ یَسیرَ الحَمدِ،الشّاکِرُ قَلیلَ الشُّکرِ،المُحسِنُ المُجمِلُ ذُو الطَّولِ (4)،لا إلهَ إلّاأنتَ،إلَیکَ المَصیرُ. (5)

4/12الدُّعاءُ عِندَ الرّیحِ العاصِفِ

828.سنن أبی داوود عن عقبة بن عامر: بَینا أنَا أسیرُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَینَ الجُحفَةِ وَالأَبواءِ إذ غَشِیَتنا ریحٌ وظُلمَةٌ شَدیدَةٌ،فَجَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ بِ «أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و «أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» ویَقولُ:یا عُقبَةُ تَعَوَّذ بِهِما،فَما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثلِهِما. (6)

ص:32


1- .الابتهال:التضرّع والمبالغة فی السؤال (النهایة:ج 1 ص 167«بهل»).
2- المحل:الجَدبُ،انقطاع المطر (النهایة:ج 4 ص 304«محل»).
3- الوَحرُ:الحِقد و الغیظ (النهایة:ج 5 ص 160«وحر»).
4- الطَولُ:الفضلُ والسعةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125«طول»).
5- الصحیفة السجّادیّة:ص 141 الدعاء 36.
6- سنن أبی داوود:ج 2 ص 73 ح 1463،السنن الکبری:ج 2 ص 552 ح 4050، المعجم الکبیر:ج 17 ū ص 345 ح 950،تفسیر القرطبی:ج 20 ص 252، [3]کنز العمّال:ج 1 ص 486 ح 2130.

829.الأدب المفرد عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا هاجَت ریحٌ شَدیدَةٌ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما ارسِلَت بِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما ارسِلَت بِهِ. (1)

830.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا عَصَفَتِ الرّیحُ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَها وخَیرَ ما فیها وخیرَ ما ارسِلَت بِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فیها وشَرِّ ما ارسِلَت بِهِ. (2)

831.الدعاء للطبرانی عن عثمان بن أبی العاص: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا اشتَدَّتِ الرّیحُ الشَّمالُ قالَ:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما ارسِلَت بِهِ. (3)

832.الدعاء للطبرانی عن ابن عبّاس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا هاجَت ریحٌ استَقبَلَها وجَثا عَلی رُکبَتَیهِ،وقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذِهِ الرّیحِ وخَیرِ ما ارسِلَت بِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما ارسِلَت بِهِ،اللّهُمَّ اجعَلها رِیاحاً ولا تَجعَلها ریحاً،اللّهُمَّ اجعَلها رَحمَةً ولا تَجعَلها عَذاباً. (4)

833.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لاتَسُبُّوا الرّیحَ،فَإِذا رَأَیتُم مِنها ما تَکرَهونَ فَقولوا:

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ خَیرَ هذِهِ الرّیحَ وخَیرَ ما فیها وخَیرَ ما ارسِلَت بِهِ،ونَعوذُ بِکَ مِن

ص:33


1- .الأدب المفرد:ص 215 ح 717،الدعاء للطبرانی:ص 301 ح 969،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 223 ح 2898 وفیهما«اُمرت»بدل«اُرسلت»فی الموضعین.
2- صحیح مسلم:ج 2 ص 616 ح 15،سنن الترمذی:ج 5 ص 503 ح 3449،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 233 ح 10776، السن الکبری:ج 3 ص 503 ح 6463،کنز العمّال:ج 7 ص 75 ح 18032.
3- الدعاء للطبرانی:ص 301 ح 970،المعجم الکبیر:ج 9 ص 47 ح 8346،تاریخ دمشق:ج 65 ص 163 ح 13219،کنز العمّال:ج 7 ص 75 ح 18031.
4- الدعاء للطبرانی:ص 303 ح 977،المعجم الکبیر:ج 11 ص 170 ح 11533،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 347 نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 75 ح 18033.

شَرِّ هذِهِ الرّیحِ ومِن شَرِّ ما فیها ومِن شَرِّ ما ارسِلَت بِهِ. (1)

834.الإمام الباقر علیه السلام: ما بَعَثَ اللّهُ عز و جل ریحاً إلّارَحمَةً أو عَذاباً،فَإِذا رَأَیتُموها فَقولوا:«اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ خَیرَها وخَیرَ ما ارسِلَت لَهُ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما ارسِلَت لَهُ»،وکَبِّروا وَارفَعوا أصواتَکُم بِالتَّکبیرِ،فَإِنَّهُ یَکسِرُها. (2)

835.الإمام الصادق علیه السلام: إذا هَبَّتِ الرِّیاحُ فَأَکثِر مِنَ التَّکبیرِ وقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما هاجَت بِهِ الرِّیاحُ وخَیرَ ما فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فیها،اللّهُمَّ اجعَلها عَلَینا رَحمَةً وعَلَی الکافِرینَ عَذاباً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (3)

5/12الدُّعاءُ عِندَ الزَّلزَلَةِ

836.علل الشرائع عن الهیثم النهدی عن بعض أصحابنا بإسناده رفعه: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقرَأُ: «إِنَّ اللّهَ یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً» 4 یَقولُها عِندَ الزَّلزَلَةِ،ویَقولُ: «وَ یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ» 5 . (4)

837.تهذیب الأحکام عن ابن یقطین عن الإمام الصادق علیه السلام: مَن أصابَتهُ زَلزَلَةٌ فَلیَقرَأ:

ص:34


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 231 ح 10769، سنن الترمذی:ج 4 ص 521 ح 2252 و فیه«اُمرت»بدل«اُرسلت»فی کلا الموضعین،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 23 ح 21196، [2]الأدب المفرد:ص 215 ح 719، [3]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 31 ح 2 کلّها عن ابی بن کعب،کنز العمّال:ج 3 ص 601 ح 8110.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 544 ح 1519 عن کامل (بن العلاء)،بحار الأنوار:ج 60 ص 6 ح 2.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 160 ح 2393، بحار الأنوار:ج 91 ص 336 ح 19.
4- علل الشرائع:ص 555 ح 4، بحار الأنوار:ج 91 ص 149 ح 8.

یا مَن «یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً» ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَمسِک عَنَّا السّوءَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

وقالَ:إنَّ مَن قَرَأَها عِندَ النَّومِ لَم یَسقُط عَلَیهِ البَیتُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

838.کتاب من لا یحضره الفقیه: سَأَلَ سُلَیمانُ الدَّیلَمِیُّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الزَّلزَلَةِ ما هِیَ؟ فَقالَ:آیَةٌ...

قالَ:قُلتُ:فَإِذا کانَ ذلِکَ فَما أصنَعُ؟قالَ:صَلِّ صَلاةَ الکُسوفِ،فَإِذا فَرَغتَ خَرَرتَ للّهِ ِ عز و جل ساجِداً وتَقولُ فی سُجودِکَ:

یا مَن «یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً» 2 ،یا مَن «یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ» 3 ،أمسِک عَنَّا السّوءَ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

839.تهذیب الأحکام عن علیّ بن مهزیار: کَتَبتُ إلی أبی جَعفَرٍ [الجَوادِ] علیه السلام وشَکَوتُ إلَیهِ کَثرَةَ الزَّلازِلِ فِی الأَهوازِ،وقُلتُ:تَری لِیَ التَّحَوُّلَ عَنها؟

فَکَتَبَ علیه السلام:لا تَتَحَوَّلوا عَنها،وصومُوا الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،وَاغتَسِلوا وطَهِّروا ثِیابَکُم،وَابرُزوا یَومَ الجُمُعَةِ،وَادعُوا اللّهَ فَإِنَّهُ یَدفَعُ عَنکُم.

قالَ:فَفَعَلنا فَسَکَنَتِ الزَّلازِلُ. (3)

ص:35


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 294 ح 892،وسائل الشیعة:ج 7 ص 506 ح 9979.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 543 ح 1514،علل الشرائع:ص 556 ح 7 ولیس فیه«یا من «یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ» ،بحار الأنوار:ج 60 ص 129 ح 24 و ج 91 ص 150 ح 8.
3- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 294 ح 891،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 544 ح 1515،علل الشرائع:ص 555 ح 6 وفیهما«یرفع»بدل«یدفع»،بحار الأنوار:ج 91 ص 150 ح 8.

6/12الدُّعاءُ عِندَ الزَّرعِ وَالغَرسِ

840.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَزرَعَ زَرعاً فَخُذ قَبضَةً مِنَ البَذرِ وَاستَقبِلِ القِبلَةَ،وقُل:

«أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ» 1 ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَقولُ:«بَلِ اللّهُ الزّارِعُ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ قُل:«اللّهُمَّ اجعَلهُ حَبّاً مُبارَکاً،وَارزُقنا فیهِ السَّلامَةَ»،ثُمَّ انثُرِ القَبضَةَ الَّتی فی یَدِکَ فِی القَراحِ (1). (2)

841.عنه علیه السلام: إذا بَذَرتَ فَقُل:

اللّهُمَّ قَد بَذَرتُ وأَنتَ الزّارِعُ،فَاجعَلهُ حَبّاً مُتَراکِماً. (3)

842.عنه علیه السلام: لَمّا هُبِطَ بِآدَمَ إلَی الأَرضِ احتاجَ إلَی الطَّعامِ وَالشَّرابِ،فَشَکا ذلِکَ إلی جَبرَئیلَ علیه السلام،فَقالَ لَهُ جَبرَئیلُ:یا آدَمُ،کُن حَرّاثاً.قالَ:فَعَلِّمنی دُعاءً،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اکفِنی مَؤونَةَ الدُّنیا وکُلَّ هَولٍ دونَ الجَنَّةِ،وأَلبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ. (4)

843.الکافی عن علیّ بن محمّد رفعه،قال: قالَ علیه السلام:إذا غَرَستَ غَرساً أو نَبتاً فَاقرَأ عَلی کُلِّ عودٍ أو حَبَّةٍ:«سُبحانَ الباعِثِ الوارِثِ»؛فَإِنَّهُ لا یَکادُ یُخطِئُ إن شاءَ اللّهُ. (5)

844.الکافی عن محمّد بن یحیی رفعه عن أحدهما علیهما السلام: تَقولُ إذا غَرَستَ أو زَرَعتَ:ومَثَلُ کَلِمَةٍ طَیِّبَةٍ کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أصلُها ثابِتٌ وفَرعُها فِی السَّماءِ،تُؤتی اکُلَها کُلَّ حینٍ

ص:36


1- القَراحُ:المزرعة التی لیس علیها بناء ولا فیها شجر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1461«قرح»).
2- الکافی:ج 5 ص 262 ح 1 عن ابن بکیر،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 161 ح 2394 [2] عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 66 ح 17.
3- الکافی:ج 5 ص 263 ح 2 عن شعیب العقرقوفی،وسائل الشیعة:ج 13 ص 197 ح 2.
4- الکافی:ج 5 ص 260 ح 4 عن مسمع،بحار الأنوار:ج 11 ص 217 ح 31.
5- الکافی:ج 5 ص 263 ح 5، وسائل الشیعة:ج 13 ص 197 ح 4.

بِإِذنِ رَبِّها (1). (2)

7/12الدُّعاءُ عِندَ بِناءِ الدّارِ

845.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن بَنی مَسکَنا فَلیَذبَح کَبشاً سَمیناً وَلیُطعِم لَحمَهُ المَساکینَ،ثُمَّ یَقولُ:

«اللّهُمَّ ادحَر عَنّی مَرَدَةَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالشَّیاطینِ،وبارِک لَنا فی بُیوتِنا»،إلّااُعطِیَ ما سَأَلَ. (3)

846.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن بَنی مَسکَناً فَلیَذبَح کَبشاً وَلیُطعِم لَحمَهُ المَساکینَ،وَلیَقُل:«اللّهُمَّ ادحَر عَنّی وعَن أهلی ووَلَدی مَرَدَةَ الجِنِّ وَالشَّیاطینِ،وبارِک لی فیهِ بِنُزولی»،فَإِنَّهُ یُعطی ما سَأَلَ إن شاءَ اللّهُ. (4)

8/12الدُّعاءُ عِندَ التَّهنِئَةِ

847.الإمام الحسین علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله...إذا هَنَّأَ قالَ:

بارَکَ اللّهُ لَکُم،وبارَکَ عَلَیکُم. (5)

9/12الدُّعاءُ عِندَ الخُروجِ مِنَ البَیتِ ودُخولِهِ

848.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِن بَیتِهِ،فَقالَ:«بِسمِ اللّهِ»،قالَتِ المَلائِکَةُ لَهُ:سَلِمتَ،

ص:37


1- .إشارة إلی الآیتین 24 و 25 من سورة إبراهیم.
2- الکافی:ج 5 ص 263 ح 6، وسائل الشیعة:ج 13 ص 197 ح 5.
3- الکافی:ج 6 ص 299 ح 20 عن السّکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 221 عن السّکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«وبارک لی فی بنائی»،بحار الأنوار:ج 76 ص 158 ح 4.
4- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 276 ح 845 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 3 ص 470 ح 4021 [6] نقلاً عن الکفعمی فی مجموع الغرائب وفیه«ازجر»بدل«ادحر».
5- تاریخ أصبهان:ج 1 ص 118 الرقم 37 عن فاطمة بنت الحسین علیه السلام؛مسکّن الفؤاد:ص 108 عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 82 ص 95 ح 46 و ج 104 ص 126 ح 85.

فَإِذا قالَ:«لا حَولَ ولا قُوَّة إلّابِاللّهِ»،قالَت لَهُ المَلائِکَةُ:کُفیتَ،فَإِذا قالَ:«تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ»،قالَتِ المَلائِکَةُ لَهُ:وُقیتَ. (1)

849.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ:«بِسمِ اللّهِ»،قالَ المَلَکانِ:هُدیتَ،فَإِن قالَ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»،قالا:وُقیتَ،فَإِن قالَ:«تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ»،قالا:کُفیتَ.

فَیَقولُ الشَّیطانُ:کَیفَ لی بِعَبدٍ هُدِیَ ووُقِیَ وکُفِیَ؟! (2)

850.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِن بَیتِهِ فَقالَ:«بِسمِ اللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»،یُقالُ حینَئِذٍ:هُدیتَ وکُفیتَ ووُقیتَ،فَتَتَنَحّی لَهُ الشَّیاطینُ. (3)

851.الدعاء للطبرانی عن یزید بن خصیفة عن أبیه عن جدّه: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:إذا خَرَجَ أحَدُکُم مِن بَیتِهِ فَلیَقُل:

بِسمِ اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (4)

852.سنن الترمذی عن امّ سلمة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،کانَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ،قالَ (5):

بِسمِ اللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن أن نَزِلَّ،أو نَضِلَّ،أو نَظلِمَ أو نُظلَمَ،

ص:38


1- .قرب الإسناد:ص 66 ح 211 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 168 ح 10.
2- ثواب الأعمال:ص 195،الأمالی للصدوق:ص 675 ح 915 کلاهما عن أبی سعید الخدری،بحار الأنوار:ج 76 ص 169 ح 12؛سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1278 ح 3886،الدعاء للطبرانی:ص 146 ح 408 کلاهما عن أبی هریرة نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 397 ح 41538.
3- سنن أبی داوود:ج 4 ص 325 ح 5095،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 26 ح 9917، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 104 ح 822،السنن الکبری:ج 5 ص 411 ح 10310 [5] والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 397 ح 41537 و 41536.
4- الدعاء للطبرانی:ص 146 ح 408،المعجم الکبیر:ج 22 ص 396 ح 984،کنز العمّال:ج 15 ص 398 ح 41539.
5- فی سنن أبی داوود:«ما خَرَجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مِن بَیتی قَطُّ،إلّارَفَعَ طَرفَهُ إلَی السَّماءِ فَقالَ:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ...».

أو نَجهَلَ أو یُجهَلَ عَلَینا. (1)

853.الإمام الباقر علیه السلام -کانَ یَقولُ إذا خَرَجَ مِنَ البَیتِ-:

بِسمِ اللّهِ خَرَجتُ،وعَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)

854.عنه علیه السلام: إذا خَرَجتَ مِن بَیتِکَ فَقُل:بِسمِ اللّهِ عَلی دینی ونَفسی ووُلدی وأَهلی ومالی -ثَلاثَ مَرّاتٍ-.ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ بارِک لَنا فی قَدَرِکَ،ورَضِّنا بِقَضائِکَ حَتّی لا نُحِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ. (3)

855.عنه علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ:«بِسمِ اللّهِ،حَسبِیَ اللّهُ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ أموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ»،کَفاهُ اللّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمرِ دُنیاهُ وآخِرَتِهِ. (4)

856.عنه علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَخرُجُ مِن بابِ دارِهِ:

أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِکَةُ اللّهِ مِن شَرِّ هذَا الیَومِ الجَدیدِ الَّذی إذا غابَت شَمسُهُ لَم تَعُد، مِن شَرِّ نَفسی ومِن شَرِّ غَیری ومِن شَرِّ الشَّیاطینِ،ومِن شَرِّ مَن نَصَبَ لِأَولِیاءِ اللّهِ،ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ السِّباعِ وَالهَوامِّ ومِن شَرِّ رُکوبِ المَحارِمِ کُلِّها،اُجیرُ نَفسی بِاللّهِ مِن کُلِّ شَرٍّ.

ص:39


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 490 ح 3427،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 26 ح 9915، مسند ابن حنبل:ج 10 ص 201 ح 26678، [2]سنن أبی داوود:ج 4 ص 325 ح 5094،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1278 ح 3884 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 143 ح 18418.
2- الکافی:ج 2 ص 543 ح 10 عن أبی حمزة،المحاسن:ج 2 ص 90 ح 1238 عن الحلبی عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام بزیادة«و بسم اللّه ولجت»بعد«بسم اللّه خرجت»،و«العلیّ العظیم»بعد«باللّه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 171 ح 19.
3- الکافی:ج 5 ص 488 ح 2.
4- الکافی:ج 2 ص 541 ح 3، المحاسن:ج 2 ص 90 ح 1239، [7]الأمان:ص 106، [8]عدّة الدّاعی:ص 266 [9] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 76 ص 171 ح 20.

غَفَرَ اللّهُ لَهُ،وتابَ عَلَیهِ،وکَفاهُ الهَمَّ،وحَجَزَهُ عَنِ السّوءِ،وعَصَمَهُ مِنَ الشَّرِّ. (1)

857.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قَرَأَ: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» حینَ یَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ عَشرَ مَرّاتٍ،لَم یَزَل فی حِفظِ اللّهِ عز و جل وکِلاءَتِهِ (2)،حَتّی یَرجِعَ إلی مَنزِلِهِ. (3)

858.عنه علیه السلام: إذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِکَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما خَرَجتُ لَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما خَرَجتُ لَهُ،اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وأَتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَاستَعمِلنی فی طاعَتِکَ،وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (4)

859.مکارم الأخلاق عن الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ:

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،بِاسمِ اللّهِ دَخَلتُ،وبِاسمِ اللّهِ خَرَجتُ،وعَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.اللّهُمَّ افتَح لی فی وَجهی هذا بِخَیرٍ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی ومِن شَرِّ غَیری،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

کانَ فی ضَمانِ اللّهِ حَتّی یَرجِعَ إلی مَنزِلِهِ.

قالَ:ثُمَّ یَقولُ:

ص:40


1- .الکافی:ج 2 ص 541 ح 4، المحاسن:ج 2 ص 89 ح 1236،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 272 ح 2417 کلّها عن أبی بصیر،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 526 ح 1831 [3] ولیس فیهما من«الجدید»إلی«ومن شرّ غیری»،بحار الأنوار:ج 76 ص 170 ح 17.
2- الکلاءةُ:الحفظ والحراسة (النهایة:ج 4 ص 194«کلأ»).
3- الکافی:ج 2 ص 542 ح 8، عدّة الداعی:ص 281 [6] کلاهما عن عمر بن یزید،بحار الأنوار:ج 92 ص 351 ح 22.
4- الکافی:ج 2 ص 542 ح 5، المحاسن:ج 2 ص 91 ح 1240، [9]الأمان:ص 105 [10] کلّها عن معاویة بن عمّار،الأمالی للطوسی:ص 371 ح 799 [11] عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الکاظم عنه علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 240 ح 21.

تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما خَرَجتُ لَهُ، وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما خَرَجتُ لَهُ،اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وأَتمِم عَلَیَّ مِن نِعمَتِکَ، وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ،وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ.

ثُمَّ اقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ وَالمُعَوِّذَتَینِ،ثُمَّ اقرَأ سورَةَ الإِخلاصِ بَینَ یَدَیکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، ومِن فَوقِکَ مَرَّةً،ومِن تَحتِکَ مَرَّةً،ومِن خَلفِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،وعَن یَمینِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، وعَن شِمالِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،وتَوَکَّل عَلَی اللّهِ. (1)

860.الکافی عن أبی خدیجة: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذا خَرَجَ یَقولُ:

اللّهُمَّ بِکَ خَرَجتُ ولَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،اللّهُمَّ بارِک لی فی یَومی هذا،وَارزُقنی فَوزَهُ وفَتحَهُ ونَصرَهُ،وطَهورَهُ وهُداهُ وبَرَکَتَهُ،وَاصرِف عَنّی شَرَّهُ وشَرَّ ما فیهِ،بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی قَد خَرَجتُ فَبارِک لی فی خُروجی،وَانفَعنی بِهِ.

قالَ:وإذا دَخَلَ فی مَنزِلِهِ قالَ ذلِکَ. (2)

861.الکافی عن أبی حمزة: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یُحَرِّکُ شَفَتَیهِ حینَ أرادَ أن یَخرُجَ وهُوَ قائِمٌ عَلَی البابِ،فَقُلتُ:إنّی رَأَیتُکَ تُحَرِّکُ شَفَتَیکَ حینَ خَرَجتَ،فَهَل قُلتَ شَیئاً؟

قالَ:نَعَم،إنَّ الإِنسانَ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ،قالَ حینَ یُریدُ أن یَخرُجَ:

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ-ثَلاثاً-،بِاللّهِ أخرُجُ وبِاللّهِ أدخُلُ وعَلَی اللّهِ أتَوَکَّلُ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-،اللّهُمَّ افتَح لی فی وَجهی هذا بِخَیرٍ،وَاختِم لی بِخَیرٍ،وقِنی شَرَّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

ص:41


1- .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 527 ح 1834،بحار الأنوار:ج 76 ص 251 ذیل ح 46.
2- الکافی:ج 2 ص 542 ح 6، المحاسن:ج 2 ص 89 ح 1237، [3]الأمان:ص 105 [4] وفیهما«قوّته»بدل«فوزه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 171 ح 18.

لَم یَزَل فی ضَمانِ اللّهِ عز و جل،حَتّی یَرُدَّهُ اللّهُ إلَی المَکانِ الَّذی کانَ فیهِ. (1)

862.الاُصول الستة عشر عن زید الزرّاد: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إذا خَرَجَ أحَدُکُم مِن مَنزِلِهِ فَلیَتَصَدَّق بِصَدَقَةٍ،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ أظِلَّنی مِن تَحتِ کَنَفِکَ (2)،وهَب لِیَ السَّلامَةَ فی وَجهی هذَا ابتِغاءَ السَّلامَةِ وَالعافِیَةِ وَالمَغفِرَةِ،وَاصرِف عَنّی أنواعَ البَلاءِ،اللّهُمَّ فَاجعَلهُ لی أماناً فی وَجهی هذا، وحِجاباً وسِتراً ومانِعاً،وحاجِزاً مِن کُلِّ مَکروهٍ ومَحذورٍ وجَمیعِ أنواعِ البَلاءِ،إنَّکَ وَهّابٌ جَوادٌ ماجِدٌ کَریمٌ. (3)

863.الإمام الرضا علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قالَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،خَرَجتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،لا بِحَولٍ مِنّی ولا قُوَّتی،بَل بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ یا رَبِّ،مُتَعَرِّضاً لِرِزقِکَ،فَأتِنی بِهِ فی عافِیَةٍ. (4)

864.عنه علیه السلام: إذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِکَ فی سَفَرٍ أو حَضَرٍ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ،آمَنتُ بِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»،فَتَلَقّاهُ الشَّیاطینُ فَتَنصَرِفُ،وتَضرِبُ المَلائِکَةُ وُجوهَها وتَقولُ:ما سَبیلُکُم عَلَیهِ وقَد سَمَّی اللّهَ وآمَنَ بِهِ وتَوَکَّلَ عَلَیهِ وقالَ:ما شاءَ اللّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (5)

ص:42


1- .الکافی:ج 2 ص 540 ح 1، وسائل الشیعة:ج 8 ص 277 ح 15072.
2- الکَنَف:الجانِب والناحِیة،هذا تمثیل لجعله تحت ظِلّ رحمته یوم القیامة (النهایة،ج 4 ص 205« کنف»).
3- الاُصول الستّة عشر (أصل زید الزرّاد):ص 133 ح 30،بحار الأنوار:ج 95 ص 305 ح 2.
4- الکافی:ج 2 ص 542 ح 7، عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 6 ح 11، [7]المحاسن:ج 2 ص 91 ح 1241 [8] کلّها عن محمّد بن سنان،بحار الأنوار:ج 76 ص 169 ح 13.
5- الکافی:ج 2 ص 543 ح 12 عن الحسن بن الجهم،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 272 ح 2416،المحاسن:ج 2 ص 88 ح 1235، [11]الأمان:ص 105 [12] کلّها عن علیّ بن أسباط،بحار الأنوار:ج 63 ص 201 ح 21.

10/12الدُّعاءُ عِندَ النَّظَرِ إلَی السَّماءِ

865.الاُصول الستّة عشر عن زید النرسِیّ عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا نَظَرتَ إلَی السَّماءِ فَقُل:

سُبحانَ مَن جَعَلَ فِی السَّماءِ بُروجاً،وجَعَلَ فیها سِراجاً وقَمَراً مُنیراً،وجَعَلَ لَنا نُجوماً وقِبلَةً نَهتَدی بِها إلَی التَّوَجُّهِ إلَیهِ فی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ.

اللّهُمَّ کَما هَدَیتَنا إلَی التَّوَجُّهِ إلَیکَ وإلی قِبلَتِکَ المَنصوبَةِ لِخَلقِکَ،فَاهدِنا إلی نُجومِکَ الَّتی جَعَلتَها أماناً لِأَهلِ الأَرضِ ولِأَهلِ السَّماءِ حَتّی نَتَوَجَّهَ بِهِم إلَیکَ،فَلا یَتَوَجَّهُ المُتَوَجِّهونَ إلَیکَ إلّابِهِم،ولا یَسلُکُ الطَّریقَ إلَیکَ مَن سَلَکَ مِن غَیرِهِم،ولا لَزِمَ المَحَجَّةَ مَن لَم یَلزَمهُم.

استَمسَکتُ بِعُروَةِ اللّهِ الوُثقی وَاعتَصَمتُ بِحَبلِ اللّهِ المَتینِ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ومِن شَرِّ ما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِی الأَرضِ ومِن شَرِّ ما خَرَجَ مِنها،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ،وَالبَحرِ المَکفوفِ،وَالفُلکِ المَسجورِ،وَالنُّجومِ المُسَخَّراتِ،ورَبِّ هودِ بنِ آسِیَةَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعافِنی مِن کُلِّ حَیَّةٍ وعَقرَبٍ،ومِن جَمیعِ هَوامِّ الأَرضِ وَالهَواءِ وَالسِّباعِ،مِمّا (1)فِی البَرِّ وَالبَحرِ،ومِن أهلِ الأَرضِ وسُکّانِ الأَرضِ وَالهَواءِ.

قالَ:قُلتُ:وما هودُ بنُ آسِیَةَ؟قالَ:کَوکَبَةٌ فِی السَّماءِ خَفِیَّةٌ تَحتَ الوُسطی مِنَ الثَّلاثِ الکَواکِبِ الَّتی فی بَناتِ النَّعشِ المُتَفَرِّقاتِ،ذلِکَ أمانٌ مِمّا قُلتُ. (2)

866.الاُصول الستّة عشر عن زید الزرّاد: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذا نَظَرَ إلَی السَّماءِ قَرَأَ هذِهِ الآیَةَ:

ص:43


1- .فی المصدر:«وممّا»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- الاُصول الستّة عشر ( أصل زید النرسی):ص 208 ح 200،بحار الأنوار:ج 87 ص 186 ح 1.

«إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» 1 ،وقَرَأَ آیَةَ السُّخرَةِ: «إِنَّ رَبَّکُمُ اللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ» 2 ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّکَ جَعَلتَ فِی السَّماءِ نُجوماً ثاقِبَةً وشُهُباً بِها حَرَستَ (1)السَّماءَ مِن سُرّاقِ السَّمعِ مِن مَرَدَةِ الشَّیاطینِ،اللّهُمَّ فَاحرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ، وَاجعَلنی فی وَدیعَتِکَ الَّتی لا تَضیعُ،وفی دِرعِکَ الحَصینَةِ ومَنعِکَ المَنیعِ،وفی جِوارِکَ، عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ. (2)

11/12الدُّعاءُ عِندَ أخذِ أوَّلِ الثَّمَرِ

867.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الفاکِهَةَ الجَدیدَةَ قَبَّلَها ووَضَعَها عَلی عَینَیهِ وفَمِهِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ کَما أرَیتَنا أوَّلَها فی عافِیَةٍ،فَأَرِنا آخِرَها فی عافِیَةٍ. (3)

868.صحیح مسلم عن أبی هریرة: کانَ النّاسُ إذا رَأَوا أوَّلَ الثَّمَرِ جاؤُوا بِهِ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَإِذا أخَذَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:

اللّهُمَّ بارِک لَنا فی ثَمَرِنا،وبارِک لَنا فی مَدینَتِنا،وبارِک لَنا فی صاعِنا،وبارِک لَنا فی مُدِّنا.اللّهُمَّ إنَّ إبراهیمَ عَبدُکَ وخَلیلُکَ ونَبِیُّکَ،وإنّی عَبدُکَ ونَبِیُّکَ،وإنَّهُ دَعاکَ لِمَکَّةَ وإنّی

ص:44


1- فی بحار الأنوار:« أحرَستَ بِهِ».
2- الاُصول الستّة عشر (أصل زید الزراد):ص 136 ح 34،بحار الأنوار:ج 95 ص 346 ح 1.
3- الأمالی للصدوق:ص 338 ح 396 عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 315 ح 1004 [5]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 66 ص 119 ح 10؛ [6]تاریخ بغداد:ج 14 ص 217 عن عائشة،المراسیل:ص 231 ح 2 کلاهما نحوه.

أدعوکَ لِلمَدینَةِ بِمِثلِ ما دَعاکَ لِمَکَّةَ ومِثلِهِ مَعَهُ.

قالَ:ثُمَّ یَدعو أصغَرَ وَلیدٍ لَهُ فَیُعطیهِ ذلِکَ الثَّمَرَ. (1)

12/12الدُّعاءُ عِندَ القِیامِ مِنَ المَجلِسِ

الکتاب

«وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ». 2

الحدیث

869.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَتَمَ مَجلِسَهُ بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ،إن کانَ مُسیئاً کُنَّ کَفّاراتِ الإِساءَةِ، وإن کانَ مُحسِناً ازدادَ إحساناً،وهِیَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (2)

870.تاریخ بغداد عن أنس: جاءَ جِبریلُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنَّ کَفّارَةَ المَجلِسِ أن تَقولَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (3)

871.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن جَلَسَ فَقالَ:«سُبحانَکَ رَبَّنا وبِحَمدِکَ»فَهُوَ کَفّارَةٌ. (4)

872.عنه صلی الله علیه و آله: مَن جَلَسَ فی مَجلِسٍ فَکَثُرَ فیهِ لَغطُهُ،فَقالَ قَبلَ أن یَقومَ مِن مَجلِسِهِ ذلِکَ:

ص:45


1- .صحیح مسلم:ج 2 ص 1000 ح 473،سنن الترمذی:ج 5 ص 506 ح 3544،الموطأ:ج 2 ص 885 ح 2، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 83 ح 10134، [2]صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 62 ح 3747،کنز العمّال:ج 12 ص 245 ح 34882.
2- الجعفریات:ص 226 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 5 ص 290 ح 5883.
3- تاریخ بغداد:ج 11 ص 278،الدعاء للطبرانی:ص 536 ح 1916،المعجم الأوسط:ج 6 ص 98 ح 5914،المعجم الکبیر:ج 10 ص 164 ح 10333 عن عبد اللّه بن مسعود وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 9 ص 150 ح 25468.
4- التاریخ الکبیر:ج 4 ص 105 الرقم 2120،التاریخ الصغیر:ج 2 ص 40 کلاهما عن أبی هریرة.

«سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ»،إلّاغُفِرَ لَهُ ما کانَ فی مَجلِسِهِ ذلِکَ. (1)

873.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقومُ مِن مَجلِسٍ إلّاقالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبّی وبِحَمدِکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

فَقُلتُ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أکثَرَ ما تَقولُ هؤُلاءِ الکَلِماتِ إذا قُمتَ؟

قالَ:لا یَقولُهُنَّ مِن أحَدٍ حینَ یَقومُ مِن مَجلِسِهِ،إلّاغُفِرَ لَهُ ما کانَ مِنهُ فی ذلِکَ المَجلِسِ. (2)

874.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ»فَقالَها فی مَجلِسِ ذِکرٍ کانَت کَالطّابِعِ (3)یُطبَعُ عَلَیهِ، ومَن قالَها فی مَجلِسِ لَغوٍ کانَت کَفّارَةً لَهُ. (4)

875.سنن أبی داوود عن أبی برزة الأسلمی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ بِأَخَرَةٍ (5)إذا أرادَ أن یَقومَ مِنَ المَجلِسِ:«سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ».

فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّکَ لَتَقولُ قَولاً ما کُنتَ تَقولُهُ فیما مَضی !

ص:46


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 494 ح 3433،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 105 ح 10230، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 554 ح 10420، [2]صحیح ابن حبان:ج 2 ص 354 ح 594 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 9 ص 142 ح 25418.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 674 ح 1827،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 106 ح 10231 و10232، کنز العمّال:ج 7 ص 153 ح 18479.
3- الطابَع والطابِع:الخاتم الذی یختم به (لسان العرب:ج 8 ص 232« طبع»).
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 720 ح 1970،المعجم الکبیر:ج 2 ص 139 ح 1586،الدعاء للطبرانی:ص 537 ح 1919 کلّها عن جبیر بن مطعم،کنز العمّال:ج 9 ص 142 ح 25419.
5- بأخَرَةٍ:أی فی آخر جلوسهِ (النهایة:ج 1 ص 29« أخر»).

قالَ:[هذا] کَفّارَةٌ لِما یَکونُ فِی المَجلِسِ. (1)

876.السنن الکبری للنسائی عن رافع بن خدیج: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِأَخَرَةٍ،إذَا اجتَمَعَ إلَیهِ أصحابُهُ فَأَرادَ أن یَنهَضَ قالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ،عَمِلتُ سوءاً،وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

فَقُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ هذِهِ کَلِماتٌ أحدَثتَهُنَّ؟

قالَ:أجَل،جاءَنی جِبریلُ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا مُحَمَّدُ ! هُنَّ کَفّاراتُ المَجلِسِ. (2)

877.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أرادَ أن یَکتالَ بِالمِکیالِ الأَوفی مِنَ الأَجرِ یَومَ القِیامَةِ،فَلیَکُن آخِرُ کَلامِهِ فی مَجلِسِهِ: «سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» 3 . (3)

878.مسند ابن الجعد عن أبی امامة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا جَلَسَ مَجلِساً فَأَرادَ أن یَقومَ، استَغفَرَ اللّهَ عَشراً إلی خَمسَ عَشرَةَ. (4)

879.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ لا یَقومُ مِن مَجلِسٍ وإن خَفَّ،حَتّی یَستَغفِرَ اللّهَ

ص:47


1- .سنن أبی داوود:ج 4 ص 265 ح 4859،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 113 ح 10259، سنن الدارمی:ج 2 ص 736 ح 2559، [2]مسند ابن حنبل:ج 7 ص 191 ح 19833، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 721 ح 1971 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 9 ص 225 ح 25760.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 113 ح 10260، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 721 ح 1972،الدعاء للطبرانی:ص 537 ح 1918 وفیه صدره إلی«وأتوب إلیک».
3- مجمع البیان:ج 8 ص 722 عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علی علیه السلام،الکافی:ج 2 ص 496 ح 3 عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،عدّة الدّاعی:ص 241 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 468 ح 20؛ [7]حلیة الأولیاء:ج 7 ص 123 عن الأصبغ عن الإمام علی علیه السلام نحوه.
4- مسند ابن الجعد:ص 292 ح 1979،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 160 ح 452 ولیس فیه«مجلساً»،کنز العمّال:ج 7 ص 152 ح 18477.

عَزَّ وجَلَّ خَمساً وعِشرینَ مَرَّةً. (1)

880.سنن الترمذی عن ابن عمر: کانَ یُعَدُّ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی المَجلِسِ الواحِدِ مِئَةُ مَرَّةٍ مِن قَبلِ أن یَقومَ:رَبِّ اغفِر لی،وتُبَ عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ. (2)

881.منیة المرید: قَد وَرَدَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَختِمُ مَجلِسَهُ بِالدُّعاءِ،وفیهِ حَدیثٌ مُسَلسَلٌ بِخَتمِهِ بِهِ مَشهورٌ،ومَتنُهُ:أنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ إذا فَرَغَ مِن حَدیثِهِ،وأَرادَ أن یَقومَ مِن مَجلِسِهِ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لَنا ما أخطَأنا وما تَعَمَّدنا،وما أسرَرنا وما أعلَنّا،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا، أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،لا إلهَ إلّاأنتَ. (3)

882.الدعوات الکبیر عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّهُ کانَ یَدعو بِهذِهِ الدَّعَواتِ فی آخِرِ قَولِهِ وبِها یَختِمُ قَولَهُ:

اللّهُمَّ أصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاهدِنا سُبُلَ السَّلامِ،وأَخرِجنا مِنَ الظُّلُماتِ إلَی النّورِ، وَاصرِف عَنَّا الفَحشاءَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وبارِک لَنا فی أسماعِنا وأَبصارِنا وأَزواجِنا وذُرِّیّاتِنا ومَعاشِنا،وتُب عَلَینا إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ اجعَلنا شاکِرینَ لِأَنعُمِکَ، مُثنینَ بِها قائِلیها. (4)

883.سنن الترمذی عن ابن عمر: قَلَّما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقومُ مِن مَجلِسٍ حَتّی یَدعُوَ بِهؤُلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ:

ص:48


1- .الکافی:ج 2 ص 504 ح 4 عن طلحة بن زید،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 90 ح 2252، [2]عدّة الداعی:ص 250 [3]عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 93 ص 281 ح 22.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 494 ح 3434،سنن أبی داوود:ج 2 ص 85 ح 1516،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1253 ح 3814،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 244 ح 4726 ح 5568 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 689 ح 5091.
3- منیة المرید:ص 219، بحار الأنوار:ج 2 ص 63 ح 13.
4- الدعوات الکبیر:ص 167 ح 224،الدعاء للطبرانی:ص 423 ح 1430،المعجم الأوسط:ج 6 ص 53 ح 5769،کنز العمّال:ج 2 ص 187 ح 3677.

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعاصیکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَینا مُصیباتِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحیَیتَنا،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا،وَاجعَل ثَأرَنا عَلی مَن ظَلَمَنا،وَانصُرنا عَلی مَن عادانا، ولا تَجعَل مُصیبَتَنا فی دینِنا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا مَبلَغَ عِلمِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا. (1)

884.رسول اللّه صلی الله علیه و آله (2):

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،اللّهُمَّ ارزُقنی مِن طاعَتِکَ ما تَحولُ بَینی وبَینَ مَعصِیَتِکَ،وَارزُقنی مِن خَشیَتِکَ ما تُبَلِّغُنی (3)بِهِ رَحمَتَکَ،وَارزُقنی مِنَ الیَقینِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ مَصائِبَ الدُّنیا،وبارِک لی فی سَمعی وبَصَری،وَاجعَلهُمَا الوارِثَ مِنّی،اللّهُمَّ وخُذ بِثَأری مِمَّن ظَلَمَنی،وَانصُرنی عَلی مَن عادانی،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمّی ولا مَبلَغَ عِلمی،اللّهُمَّ ولا تُسَلِّط عَلَیَّ مَن لا یَرحَمُنی. (4)

13/12الدُّعاءُ عِندَ الرُّؤیَا المَکروهَةِ

885.الإمام الباقر علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِفاطِمَةَ علیها السلام فی رُؤیاهَا الَّتی رَأَتها:قولی:

ص:49


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 528 ح 3502،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 106 ح 10234، الزهد لابن المبارک:ص 144 ح 431،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 158 ح 446،کنز العمّال:ج 2 ص 175 ح 3615 وص 203 ح 3764،منیة المرید:ص 211 [2] من دون إسناد إلی أحد من من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 361 ح 18.
2- روی فی المصدر عن نافع عن ابن عمر أنّه [أی ابن عمر] لم یکن یجلس مجلساً-کان عنده أحد أو لم یکن-إلّاقال:اللّهم...-إلی آخر الحدیث-فَسُئِلَ عنهنّ ابن عمر فقال:کان رسول اللّه صلی الله علیه و آله یختم بهنّ مجلسه.
3- فی الطبعة المعتمدة«تبغی»،والتصویب من طبعة دار المعرفة.
4- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1934،المعجم الصغیر:ج 2 ص 37،تاریخ دمشق:ج 16 ص 186 ح 3877 نحوه وکلّها عن ابن عمر.

أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِکَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ،وأَنبِیاؤُهُ المُرسَلونَ،وعِبادُهُ الصّالِحونَ،مِن شَرِّ ما رَأَیتُ فی لَیلَتی هذِهِ،أن یُصیبَنی مِنهُ سوءٌ أو شَیءٌ أکرَهُهُ.

ثُمَّ انقَلِبی عَن یَسارِکِ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (1)

886.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ جَبرَئیلُ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله:قُل یا مُحَمَّدُ إذا رَأَیتَ فی مَنامِکَ شَیئاً تَکرَهُهُ،أو رَأی أحَدٌ مِنَ المُؤمِنینَ فَلیَقُل:

أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِکَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ،وأَنبِیاءُ اللّهِ المُرسَلونَ،وعِبادُهُ الصّالِحونَ، مِن شَرِّ ما رَأَیتُ مِن رُؤیایَ.

ویَقرَأُ الحَمدَ وَالمُعَوِّذَتَینِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،ویَتفُلُ عَن یَسارِهِ ثَلاثَ تَفَلاتٍ،فَإِنَّهُ لا یَضُرُّهُ ما رَأی.

فَأَنزَلَ اللّهُ عَلی رَسولِهِ: «إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ» 2 الآیَةَ. (2)

887.عنه علیه السلام: إذا رَأَی الرَّجُلُ ما یَکرَهُ فی مَنامِهِ،فَلیَتَحَوَّل عَن شِقِّهِ الَّذی کانَ عَلَیهِ نائِماً وَلیَقُل: «إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ» ، ثُمَّ لیَقُل:

عُذتُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِکَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ وأَنبِیاؤُهُ المُرسَلونَ وعِبادُهُ الصّالِحونَ،مِن شَرِّ ما رَأَیتُ ومِن شَرِّ الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (3)

888.الاُصول الستّة عشر عن زید: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام قَد خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ فَوَقَفَ عَلی عَتَبَةِ

ص:50


1- .الکافی:ج 8 ص 142 ح 107 عن أبی الورد،فلاح السائل:ص 502 ح 358 [2] عن عبد اللّه بن سلیمان وح 359 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 220 ح 29.
2- تفسیر القمّی:ج 2 ص 356 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 43 ص 91 ح 14.
3- الکافی:ج 8 ص 142 ح 106، فلاح السائل:ص 501 ح 357 [7] کلاهما عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 76 ص 218 ح 24.

بابِ دارِهِ،فَلَمّا نَظَرَ إلَی السَّماءِ رَفَعَ رَأسَهُ وحَرَّکَ إصبَعَهُ السَّبّابَةَ یُدیرُها ویَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ خَفِیٍّ لَم أسمَعهُ،فَسَأَلتُهُ،فَقالَ:نَعَم یا زَیدُ،إذا أنتَ نَظَرتَ إلَی السَّماءِ فَقُل:

یا مَن جَعَلَ السَّماءَ سَقفاً مَرفوعاً،یا مَن رَفَعَ السَّماءَ بِغَیرِ عَمَدٍ،یا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،یا مَن فِی السَّماءِ مُلکُهُ وعَرشُهُ،وفِی الأَرضِ سُلطانُهُ،یا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا مَن هُوَ بِالاُفُقِ المُبینِ،یا مَن زَیَّنَ السَّماءَ بِالمَصابیحِ وجَعَلَها رُجوماً لِلشَّیاطینِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل فِکری فی خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،وأَنزِل عَلَیَّ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ،وَافتَح لِیَ البابَ الَّذی إلَیکَ یَصعَدُ مِنهُ صالِحُ عَمَلی حَتّی یَکونَ ذلِکَ إلَیکَ واصِلاً،وقَبیحَ عَمَلی فَاغفِرهُ وَاجعَلهُ هَباءً مَنثوراً مُتَلاشِیاً،وَافتَح لی بابَ الرَّوحِ وَالفَرحِ (1)وَالرَّحمَةِ،وَانشُر عَلَیَّ بَرَکاتِکَ،وکِفلَینِ مِن رَحمَتِکَ فَآتِنی،وأَغلِق عَنِّی البابَ الَّذی تُنزِلُ مِنهُ نَقِمَتَکَ وسَخَطَکَ وعَذابَکَ الأَدنی وعَذابَکَ الأَکبَرَ، «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ» إلی آخِرِ الآیَةِ (2).

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ عافِنی مِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،ومِن شَرِّ ما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها،ومِن شَرِّ طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ إلّاطارِقاً یَطرُقُنی بِخَیرٍ،اللّهُمَّ اطرُقنی بِرَحمَةٍ مِنکَ تَعُمُّنی وتَعُمُّ داری وأَهلی ووُلدی وأَهلَ حُزانَتی،ولا تَطرُقنی وداری وأَهلی ووُلدی وأَهلَ حُزانَتی بِبَلاءٍ یَغُصُّنی بِریقی ویَشغَلُنی عَن رُقادی، فَإِنَّ رَحمَتَکَ سَبَقَت غَضَبَکَ،وعافِیَتَکَ سَبَقَت بَلاءَکَ.

وتَقرَأُ حَولَ نَفسِکَ ووُلدِکَ آیَةَ الکُرسِیِّ،وأَ نَا ضامِنٌ لَکَ أن تُعافی مِن کُلِّ طارِقِ

ص:51


1- .فی بحار الأنوار ومستدرک الوسائل ( [2]ج 4 ص 154 ح 4359):«الفرج»بدل«الفرح».
2- آل عمران:190.

سَوءٍ ومِن کُلِّ أنواعِ البَلاءِ. (1)

14/12الدُّعاءُ عِندَ النَّظَرِ فِی المِرآةِ

889.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا نَظَرَ فِی المِرآةِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکمَلَ خَلقی،وأَحسَنَ صورَتی،وزانَ مِنّی ما شانَ (2)مِن غَیری،وهَدانی لِلإِسلامِ،ومَنَّ عَلَیَّ بِالنُّبُوَّةِ. (3)

890.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إذا نَظَرتَ فی مِرآةٍ فَکَبِّر ثَلاثاً وقُل:

اللّهُمَّ کَما حَسَّنتَ خَلقی فَحَسِّن خُلُقی. (4)

891.المعجم الأوسط عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا نَظَرَ وَجهَهُ فِی المِرآةِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَوّی خَلقی فَعَدَّلَهُ،وصَوَّرَ صورَةَ وَجهی فَحَسَّنَها،وجَعَلَنی مِنَ المُسلِمینَ. (5)

892.الإمام علیّ علیه السلام: إذا نَظَرَ أحَدُکُم فِی المِرآةِ فَلیَقُل:

ص:52


1- .الاُصول الستّة عشر (أصل زید الزراد):ص 131 ح 28،بحار الأنوار:ج 95 ص 304 ح 1.
2- الشَینُ:العیب،وقد شانه یشینه (النهایة:ج 2 ص 521« شین»).
3- الجعفریّات:ص 186، النوادر للراوندی:ص 112 ح 104 [5] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام؛الدعاء للطبرانی:ص 144 ح 402،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 103 ح 2604،عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 63 ح 164 کلّها عن ابن عبّاس عنه صلی الله علیه و آله وفیها«خلقی»بدل«أحسن صورتی»ولیس فیها ذیله من«وهدانی للإسلام»،کنز العمّال:ج 7 ص 124 ح 18301.
4- تحف العقول:ص 11،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 161 ح 447 بزیادة«ورزقی»بعد«خلقی»،بحار الأنوار:ج 77 ص 65 ح 5؛ [7]عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 62 ح 163 عن النعمان بن سعد عن الإمام علیّ علیه السلام،الأذکار المنتخبة:ص 268 عن الإمام علیّ علیه السلام وفیهما«إنّ النبیّ صلی الله علیه و آله کان إذا نظر وجهه فی المرآة قال»بدل صدره.
5- المعجم الأوسط:ج 1 ص 240 ح 787،الشکر لابن أبی الدنیا:ص 59 ح 119،عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 63 ح 165 الأذکار المنتخبة:ص 268 وفیها«کرّم»بدل«صوّر»،کنز العمّال:ج 6 ص 693 ح 17442.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَنی فَأَحسَنَ خَلقی،وصَوَّرَنی فَأَحسَنَ صورَتی،وزانَ مِنّی ما شانَ مِن غَیری،وأَکرَمَنی بِالإِسلامِ. (1)

15/12الدُّعاءُ عِندَ دُخولِ الحَمّامِ

893.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نِعمَ البَیتُ یَدخُلُهُ الرَّجُلُ المُسلِمُ بَیتُ الحَمّامِ؛وذلِکَ لِأَ نَّهُ إذا دَخَلَهُ سَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ،وَاستَعاذَ بِهِ مِنَ النّارِ. (2)

894.الکافی عن عبد اللّه بن مسکان: کُنّا جَماعَةً مِن أصحابِنا دَخَلنَا الحَمّامَ،فَلَمّا خَرَجنا لَقِیَنا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَنا:مِن أینَ أقبَلتُم؟فَقُلنا لَهُ:مِنَ الحَمّامِ.

فَقالَ:أنقَی اللّهُ غَسلَکُم،فَقُلنا لَهُ:جُعِلنا فِداکَ.وإنّا جِئنا مَعَهُ حَتّی دَخَلَ الحَمّامَ، فَجَلَسنا لَهُ حَتّی خَرَجَ فَقُلنا لَهُ:أنقَی اللّهُ غَسلَکَ،فَقالَ:طَهَّرَکُمُ اللّهُ. (3)

895.الإمام الحسن علیه السلام -لِرَجُلٍ قالَ لَهُ علیه السلام عِندَما خَرَجَ مِنَ الحَمّامِ:طابَ لَکَ استِحمامُکَ-:

قُل:طَهُرَ ما طابَ مِنکَ،وطابَ ما طَهُرَ مِنکَ. (4)

896.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ لَکَ أخوکَ وقَد خَرَجتَ مِنَ الحَمّامِ:طابَ حَمّامُکَ،فَقُل:أنعَمَ اللّهُ بالَکَ (5). (6)

ص:53


1- .الخصال:ص 612 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،المقنع:ص 543 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 102،بحار الأنوار:ج 10 ص 91 ح 1.
2- تفسیر القرطبی:ج 12 ص 225، عمیل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 114 ح 315،تاریخ دمشق:ج 8 ص 188 ح 2158، [5]الفردوس:ج 4 ص 260 ح 6768 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 9 ص 393 ح 26644.
3- الکافی:ج 6 ص 500 ح 20، بحار الأنوار:ج 47 ص 46 ح 67.
4- الکافی:ج 6 ص 500 ح 21، بحار الأنوار:ج 44 ص 111 ح 5.
5- البالُ:الحالُ والشأن ( النهایة:ج 1 ص 164«بول»).
6- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 125 ح 298،الخصال:ص 635 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام بزیادة«وحمیمک»بعد«حمامک»،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 127 ح 307، بحار الأنوار:ج 76 ص 72 ح 7.

897.الإمام الحسین عن الإمام علیّ علیهما السلام: أنَّهُ کانَ یَقولُ لِمَن یَخرُجُ مِنَ الحَمّامِ:دامَ نَعیمُکَ،فَقیلَ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،فَماذا یَرُدُّ؟قالَ:یَقولُ:أنعَمَ اللّهُ نَداکَ. (1)

898.مستدرک الوسائل: إذا أرَدتَ دُخولَ الحَمّامِ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ أعِذنی مِن حَرِّهِ وکَربِهِ،وأَنِبنی مِن ذُنوبی کَما یُنفی فیهِ دَرَنی (2)یا رَبَّ العالَمینَ.

وعِندَ نَزعِ الثِّیابِ:

اللّهُمَّ استُر عَورَتی،وَاستُر عَلَیَّ،وجَرِّدنی مِنَ الذُّنوبِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ...

فَإِذا دَخَلتَ البَیتَ الحارَّ فَقُل:

أعوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أستَجیرُ بِکَ مِنَ النّارِ،وما یُقَرِّبُ إلیها مِن قَولٍ وعَمَلٍ.

فَإِذَا اغتَسَلتَ فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً مِن ذُنوبی،وحِرزاً وشِفاءً لِجِسمی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ...

فَإِذا لَبِستَ ثِیابَکَ فَقُل:

اللّهُمَّ ألبِسنی عَفوَکَ وعافِیَتَکَ،وَاستُرنی،وَاستُر عَلَیَّ،یا مَلِکُ یا حَقُّ یا مُبینُ. (3)

899.مستدرک الوسائل: وإذا خَرَجَ مِنَ الحَمّامِ فَقُل لَهُ:«طابَ ما طَهُرَ مِنکَ»،وَالجَوابُ:

«طَهُرتَ فَلا تَنجَس إن شاءَ اللّهُ تَعالی». (4)

ص:54


1- .الجعفریّات:ص 174 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 1 ص 386 ح 935.
2- الدَرنُ:الوَسَخُ (النهایة:ج 2 ص 115«درن»).
3- مستدرک الوسائل:ج 1 ص 381 ح 921 نقلاً عن کتاب التعریف للصفوانی.
4- مستدرک الوسائل:ج 1 ص 386 ح 936 نقلاً عن کتاب التعریف للصفوانی.

16/12الدُّعاءُ عِندَ التَّدهینِ

900.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أخذَتَ الدُّهنَ عَلی راحَتِکَ فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الزَّینَ وَالزّینَةَ وَالمَحَبَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّینِ وَالشَّنَآنِ وَالمَقتِ.

ثُمَّ اجعَلهُ عَلی یافوخِکَ (1)؛اِبدَأ بِما بَدَأَ اللّهُ بِهِ. (2)

17/12الدُّعاءُ عِندَ العِطاسِ

901.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا عَطَسَ أحَدُکُم فَلیَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ»وَلیَقُل لَهُ أخوهُ أو صاحِبُهُ:

«یَرحَمُکَ اللّهُ»،فَإِذا قالَ لَهُ:«یَرحَمُکَ اللّهُ»فَلیَقُل:«یَهدیکُمُ اللّهُ ویُصلِحُ بالَکُم». (3)

902.عنه صلی الله علیه و آله: إذا عَطَسَ أحَدُکُم فَلیَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ حالٍ»،وَلیَقُلِ الَّذی یَرُدُّ عَلَیهِ:

«یَرحَمُکَ اللّهُ»،وَلیَقُل هُوَ:«یَهدیکُمُ اللّهُ ویُصلِحُ بالَکُم». (4)

903.عنه صلی الله علیه و آله: إذا عَطَسَ أحَدُکُم فَلیَقُل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» ،وَلیَقُل لَهُ مَن یَرُدُّ عَلَیهِ:

«یَرحَمُکَ اللّهُ»،وَلیَقُل:«یَغفِرُ اللّهُ لَنا ولَکُم». (5)

ص:55


1- .الیافوخُ:أعلی الدماغ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1997«یفخ»).
2- الکافی:ج 6 ص 519 ح 6 عن مهزم الأسدی،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 111 ح 247،الدعوات:ص 157 ح 427 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 145 ح 3.
3- صحیح البخاری:ج 5 ص 2298 ح 5870،سنن أبی داوود:ج 4 ص 308 ح 5033،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 67 ح 10060، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 268 ح 8639، [4]الأدب المفرد:ص 271 ح 921 [5] والأربعة الأخیرة نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 9 ص 159 ح 25516.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 83 ح 2741،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 62 ح 10041، سنن الدارمی:ج 2 ص 737 ح 2560،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 149 ح 23648 [7] والثلاثة الأخیره نحوه وکلّها عن أبی أیوب الأنصاری.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 82 ح 2740،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 66 ح 10055،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 226 ح 23914 کلّها عن سالم بن عبید،الأدب المفرد:ص 275 ح 934،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 296 ح 7694 کلاهما عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 9 ص 160 ح 25520.

904.الإمام الصادق علیه السلام: لِلمُسلِمِ عَلی أخیهِ مِنَ الحَقِّ أن یُسَلِّمَ عَلَیهِ إذا لَقِیَهُ،...ویُسَمِّتَهُ إذا عَطَسَ؛یَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ لا شَریکَ لَهُ»،ویَقولُ لَهُ:«یَرحَمُکَ اللّهُ»،فَیُجیبُهُ فَیَقولُ لَهُ:«یَهدیکُمُ اللّهُ ویُصلِحُ بالَکُم». (1)

905.عنه علیه السلام: مَن قالَ إذا سَمِعَ عاطِساً:«الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ حالٍ،ما کانَ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ»لَم یَرَ فی فَمِهِ سوءاً. (2)

906.الکافی عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:أسمَعُ العَطسَةَ وأَ نَا فِی الصَّلاةِ فَأَحمَدُ اللّهَ واُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله؟

قالَ:نَعَم،وإذا عَطَسَ أخوکَ وأَنتَ فِی الصَّلاةِ فَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ»وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ، وإن کانَ بَینَکَ وبَینَ صاحِبِکَ الیَمُّ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)

18/12الدُّعاءُ لِدَفعِ العَینِ

907.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العَینُ حَقٌّ،وَالفَألُ حَقٌّ،فَإِذا نَظَرَ أحَدُکُم إلی إنسانٍ أو إلی دابَّةٍ،أو إلی شَیءٍ حَسَنٍ فَأَعجَبَهُ فَلیَقُل:«آمَنتُ بِاللّهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ»،فَإِنَّهُ لا تَضُرُّ عَینُهُ. (4)

ص:56


1- .الکافی:ج 2 ص 653 ح 1 عن جراح المدائنی،وسائل الشیعة:ج 8 ص 459 ح 15713.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 163 ح 2402، بحار الأنوار:ج 76 ص 51 ح 1.
3- الکافی:ج 3 ص 366 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 332 ح 1368،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 367 ح 1058 کلاهما نحوه،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1268 ح 9317.
4- دعائم الإسلام:ج 2 ص 141 ح 495، الجعفریات:ص 168 [8] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ولیس فیه صدره،بحار الأنوار:ج 63 ص 18 ح 10.

19/12الدُّعاءُ عِندَ مَدحِ المادِحِ

908.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِمّا أوصی بِهِ عَلِیّاً علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إذا اثنِیَ عَلَیکَ فی وَجهِکَ،فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَلنی خَیراً مِمّا یَظُنّونَ،وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ،ولا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ. (1)

909.الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ،وَاجعَلنی أفضَلَ مِمّا یَظُنّونَ،وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ. (2)

910.عنه علیه السلام -عِندَما مَدَحَهُ قَومٌ فی وَجهِهِ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ أعلَمُ بی مِن نَفسی،وأَ نَا أعلَمُ بِنَفسی مِنهُم،اللّهُمَّ اجعَلنا خَیراً مِمّا یَظُنّونَ،وَاغفِر لَنا ما لا یَعلَمونَ. (3)

911.عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُتَّقینَ-:إذا زُکِّیَ أحَدٌ مِنهُم خافَ مِمّا یُقالُ لَهُ،فَیَقولُ:

أنَا أعلَمُ بِنَفسی مِن غَیری،ورَبّی أعلَمُ بی مِنّی بِنَفسی،اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ، وَاجعَلنی أفضَلَ مِمّا یَظُنّونَ،وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ. (4)

912.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أن تُحَسِّنَ فی لامِعَةِ العُیونِ عَلانِیَتی،وتُقَبِّحَ فیما ابطِنُ لَکَ

ص:57


1- .تحف العقول:ص 12،بحار الأنوار:ج 77 ص 65 ح 5.
2- نهج البلاغة:الخطبة 193، الأمالی للصدوق:ص 668 ح 897 [3] عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،تحف العقول:ص 160،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 392 ح 2663، [4]کنز الفوائد:ج 1 ص 91، [5]بحار الأنوار:ج 67 ص 316 ح 50.
3- نهج البلاغة:الحکمة 100، بحار الأنوار:ج 34 ص 343 ح 1165.
4- نهج البلاغة:الخطبة 193، تحف العقول:ص 160،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 392 ح 2663، [10]الأمالی للصدوق:ص 668 ح 897 [11] عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام بزیادة«ویستغفر اللّه ممّا لا یعلمون»بعد«خاف ممّا یقال له»،کنز الفوائد:ج 1 ص 91 [12] وفیه«إن ذکر»بدل«إذا زکی»،بحار الأنوار:ج 67 ص 316 ح 50.

سَریرَتی،مُحافِظاً عَلی رِئاءِ النّاسِ مِن نَفسی بِجَمیعِ ما أنتَ مُطَّلِعٌ عَلَیهِ مِنّی،فَاُبدِیَ لِلنّاسِ حُسنَ ظاهِری،واُفضِیَ إلَیکَ بِسوءِ عَمَلی،تَقَرُّباً إلی عِبادِکَ،وتَباعُداً مِن مَرضاتِکَ. (1)

913.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ:

اللّهُمَّ إنَّ ظَنَّ النّاسِ بی حَسَنٌ،فَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ،ولا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ، وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (2)

20/12الدُّعاءُ عِندَ أخذِ الشَّعرِ

914.فقه الرضا: إذا أرَدتَ أن تَأخُذَ شَعرَکَ فَابدَأ بِالنّاصِیَةِ فَإِنَّها مِنَ السُّنَّةِ،وقُل:

بِسمِ وبِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسُنَّتِهِ،حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،اللّهُمَّ أعطِنی بِکُلِّ شَعرَةٍ نوراً ساطِعاً یَومَ القِیامَةِ.

فَإِذا فَرَغتَ فَقُل:«اللّهُمَّ زَیِّنّی بِالتُّقی،وجَنِّبنِی الرَّدی». (3)

21/12الدُّعاءُ عِندَ المَشطِ

915.فقه الرضا: إذا أرَدتَ أن تَمشُطَ لِحیَتَکَ فَخُذِ المُشطَ بِیَدِکَ الیُمنی وقُل:«بِسمِ اللّهِ»،وضَعِ المُشطَ عَلی امِّ رَأسِکَ،ثُمَّ تُسَرِّحُ مُقَدَّمَ رَأسِکَ وقُل:«اللّهُمَّ حَسِّن شَعری وبَشَری، وطَیِّب عَیشی،وَافرُق عَنِّی السّوءَ».

ص:58


1- .نهج البلاغة:الحکمة 276، بحار الأنوار:ج 94 ص 231 ح 7.
2- قرب الإسناد:ص 8 ح 23 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 86 ص 228 ح 48.
3- فقه الرضا:ص 394، الاُصول الستّة عشر (أصل زید النرسی):ص 207 ح 199 عن زید النرسی عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 85 ح 9.

ثُمَّ تُسَرِّحُ مُؤَخَّرَ رَأسِکَ وقُل:«اللّهُمَّ لا تَرُدَّنی عَلی عَقِبی،وَاصرِف عَنّی کَیدَ الشَّیطانِ ولا تُمَکِّنهُ مِنیّ».

ثُمَّ سَرِّح حاجِبَیکَ وقُل:«اللّهُمَّ زَیِّنی بِزینَةِ أهلِ التَّقوی».

ثُمَّ تُسَرِّحُ لِحیَتَکَ مِن فَوقُ وقُل:«اللّهُمَّ سَرِّح عَنِّی الغُمومَ وَالهُمومَ ووَسوَسَةَ الصُّدورِ»،ثُمَّ أمِرَّ المُشطَ عَلی صُدغِکَ. (1)

22/12الدُّعاءُ عِندَ الاِغتِسالِ

916.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذَا اغتَسَلتُم فَقولوا:بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ استُرنا بِسِترِکَ. (2)

917.الإمام الصادق علیه السلام: إذَا اغتَسَلتَ مِنَ الجَنابَةِ فَقُل:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی،وتَقَبَّل سَعیی،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ.

وإذَا اغتَسَلتَ لِلجُمُعَةِ فَقُل:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِن کُلِّ آفَةٍ تَمحَقُ بِها دینی،وتُبطِلُ بِها عَمَلی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ. (3)

918.عنه علیه السلام: مَنِ اغتَسَلَ یَومَ الجُمُعَةِ فَقالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ.

ص:59


1- .فقه الرضا:ص 397، المقنع:ص 543 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 118 ح 11.
2- مستدرک الوسائل:ج 1 ص 478 ح 1210 نقلاً عن قطب الدین الراوندی فی لب اللباب.
3- تهذیب الأحکام:ج 1 ص 367 ح 1116 عن عمار الساباطی وص 146 ح 414 عن محمّد بن مروان،الکافی:ج 3 ص 43 ح 4 مضمراً وکلاهما نحوه.

کانَ لَهُ طُهراً مِنَ الجُمُعَةِ إلی یَومِ الجُمُعَةِ. (1)

919.عنه علیه السلام: صَلاةُ العیدِ یَومَ الفِطرِ أن یُغتَسَلَ مِن نَهرٍ،فَإِن لَم یَکُن نَهرٌ وَلِّ أنتَ بِنَفسِکَ استیفاءَ الماءِ بِتَخَشُّعٍ،وَلیَکُن غُسلُکَ تَحتَ الظِّلالِ،أو تَحتَ حائِطٍ،وتَستَتِرُ بِجَهدِکَ، فَإِذا هَمَمتَ بِذلِکَ فَقُل:«اللّهُمَّ إیماناً بِکَ وتَصدیقاً بِکِتابِکَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ».

ثُمَّ سَمِّ وَاغتَسِل،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الغُسلِ فَقُل:«اللّهُمَّ اجعَلهُ کَفّارَةً لِذُنوبی وطَهِّر دینی،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الدَّنَسَ». (2)

920.تهذیب الأحکام عن إبراهیم بن محمّد الثقفی: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی غُسلِ الزِّیارَةِ إذا فَرَغَ مِنَ الغُسلِ:

اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً وحِرزاً وکافِیاً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ، وطَهِّر بِهِ قَلبی وجَوارِحی وعِظامی ولَحمی ودَمی وشَعری وبَشَری ومُخّی وعَصَبی وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی،وَاجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ القِیامَةِ یَوم حاجَتی وفَقری وفاقَتی. (3)

921.المزار الکبیر: زِیارَةٌ جامِعَةٌ لِسائِرِ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،وَالقَولُ فی مُبتَدَإِ الأَمرِ فِی الزِّیارَةِ إلی آخِرِها وَرَدَت عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام (4):...فَإِذا أرَدتَ الغُسلَ لِلزِّیارَةِ فَقُل وأَنتَ تَغتَسِلُ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ اغسِل عَنّی دَرَنَ (5)الذُّنوبِ،

ص:60


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 10 ح 31 عن أبی ولاد الحناط،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 112 ح 228،بحار الأنوار:ج 89 ص 352 ح 29 نقلاً عن جمال الأسبوع.
2- الإقبال:ج 1 ص 475 عن أبی عیینة،بحار الأنوار:ج 91 ص 5 ح 2 و ج 81 ص 21 ح 26.
3- تهذیب الأحکام:ج 6 ص 54 ح 130،کامل الزیارات:ص 345 ح 583، بحار الأنوار:ج 101 ص 146 ح 29.
4- فی مصباح الزائر:«...هی مرویّة عن الأئمّة علیهم السلام».
5- الدَّرَن:الوَسَخ،أو تَلَطُّخه؛دَرِنَ الثوبُ فهو دَرِن،ودَرِنَت یدُه بالشیء:تلَطَّخَت ( القاموس المحیط:ج 4ص 222«درن»).

ووَسَخَ العُیوبِ،وطَهِّرنی بِماءِ التَّوبَةِ،وأَلبِسنی رِداءَ العِصمَةِ،وأَیِّدنی بِلُطفٍ مِنکَ تُوَفِّقُنی لِصالِحِ الأَعمالِ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (1)

922.الإمام الصادق علیه السلام -مِمّا عَلَّمَهُ لِصَفوانَ فی زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام-:ثُمَّ اغتَسِل مِنَ الفُراتِ؛فَإِنَّ أبی حَدَّثَنی عَن آبائِهِ علیهم السلام قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«إنَّ ابنی هذَا -الحُسَینَ-یُقتَلُ بَعدی عَلی شاطِئِ الفُراتِ،فَمَن زارَهُ وَاغتَسَلَ مِنَ الفُراتِ تَساقَطَت خَطایاهُ کَهَیئَةِ یَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ».

فَإِذَا اغتَسَلتَ،فَقُل فی غُسلِکَ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً،وحِرزاً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ وآفَةٍ وعاهَةٍ،اللّهُمَّ طَهِّر بِهِ قَلبی،وَاشرَح بِهِ صَدری،وسَهِّل لی بِهِ أمری. (2)

923.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ المَسیرَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام،فَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ، فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَاجمَع أهلَکَ ووُلدَکَ وَادعُ بِدُعاءِ السَّفَرِ،وَاغتَسِل قَبلَ خُروجِکَ، وقُل حینَ تَغتَسِلُ:

اللّهُمَّ طَهِّرنی وطَهِّر قَلبی،وَاشرَح لی صَدری،وأَجرِ عَلی لِسانی ذِکرَکَ ومِدحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ؛فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِکَ،وقَد عَلِمتُ أنَّ قِوامَ دینِیَ التَّسلیمُ لِأَمرِکَ وَالاِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ،وَالشَّهادَةُ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ إلی جَمیعِ خَلقِکَ.اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً،وحِرزاً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،وآفَةٍ وعاهَةٍ،ومِن شَرِّ ما أخافُ وأَحذَرُ....

ثُمَّ تَأتِی النّینوی (3)فَتَضَعُ رَحلَکَ بِها،ولا تَدَّهِنُ ولا تَکتَحِلُ ولا تَأکُلُ اللَّحمَ ما دُمتَ مُقیماً بِها،ثُمَّ تَأتِی الشَّطَّ بِحِذاءِ نَخلِ القَبرِ،وَاغتَسِل وعَلَیکَ المیزَرُ،وقُل وأَنتَ

ص:61


1- .المزار الکبیر:ص 291 ح 14،مصباح الزائر:ص 460، بحار الأنوار:ج 102 ص 163.
2- مصباح المتهجّد:ص 718، المزار للشهید الأوّل:ص 119،بحار الأنوار:ج 101 ص 197 ح 32.
3- نِینَوی:ناحیة بسواد الکوفة منها کربلاء التی قتل بها الحسین علیه السلام (معجم البلدان:ص 339).

تَغتَسِلُ:

اللّهُمَّ طَهِّرنی وطَهِّر قَلبی،وَاشرَح لی صَدری،وأَجرِ عَلی لِسانی مَحَبَّتَکَ ومِدحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ؛فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،وقَد عَلِمتُ أنَّ قِوامَ دینِی التَّسلیمُ لِأَمرِکَ، وَالشَّهادَةُ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ بِالاُلفَةِ بَینَهُم،أشهَدُ أنَّهُم أنبِیاؤُکَ ورُسُلُکَ إلی جَمیعِ خَلقِکَ.

اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً وحِرزاً،وشِفاءً مِن کُلِّ سُقمٍ وداءٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ، ومِن شَرِّ ما أخافُ وأَحذَرُ.

اللّهُمَّ طَهِّر بِهِ جَوارحی وعِظامی،ولَحمی ودَمی،وشَعری وبَشَری،ومُخّی وعَصَبی، وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی،وَاجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ فَقری وفاقَتی. (1)

924.المزار الکبیر عن صفوان الجمّال: قالَ لی مَولایَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصّادِقُ علیه السلام:إذا أرَدتَ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَصُم قَبلَ ذلِکَ ثَلاثَةَ أیّامٍ،...فَإِذا أرَدتَ الغُسلَ نَدباً فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وعَلَی الأَئِمَّةِ الصّادِقینَ،اللّهُمَّ طَهِّر بِهِ قَلبی،وَاشرَح بِهِ صَدری،ونَوِّر بِهِ بَصری،اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً،وخَیراً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،وعافِنی مِن کُلِّ ما أخافُ وأَحذَرُ،اللّهُمَّ اجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی إلَیکَ یا رَبَّ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

925.المصباح للکفعمی: یُستَحَبُّ أن یَقولَ فی أثناءِ کُلِّ غُسلٍ ما ذَکَرَهُ الشَّهیدُ فی نَفلِیَّتِهِ:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی،وَاشرَح لی صَدری،وأَجرِ عَلی لِسانی مِدحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ،اللّهُمَّ

ص:62


1- .کامل الزیارات:ص 393 و 397 ح 639 عن أبی حمزة الثُّمالی،بحار الأنوار:ج 101 ص 173 و175 ح 30.
2- المزار الکبیر:ص 427 ح 3،بحار الأنوار:ج 101 ص 257 ح 41.

اجعَلهُ لی طَهوراً وشِفاءً ونوراً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ویَقولَ بَعدَ الفَراغِ:

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی وزَکِّ عَمَلی،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ، وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ. (1)

23/12الدُّعاءُ عِندَ الاِکتِحالِ

926.فقه الرضا: إذا أرَدتَ أن تَکتَحِلَ،فَخُذِ المیلَ بِیَدِکَ الیُمنی،وَاضرِبهُ فِی المُکحُلَةِ وقُل:

«بِسمِ اللّهِ»،وإذا جَعَلتَ المیلَ فی عَینِکَ فَقُل:

اللّهُمَّ نَوِّر بَصَری،وَاجعَل فیهِ نوراً ابصِرُ بِهِ حَقَّکَ،وَاهدِنی إلی طَریقِ الحَقِّ، وأَرشِدنی إلی سَبیلِ الرَّشادِ،اللّهُمَّ نَوِّر عَلَیَّ دُنیایَ وآخِرَتی. (2)

24/12الدُّعاءُ عِندَ لُبسِ الثَّوبِ

927.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَبِسَ ثَوباً فَقالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی هذَا الثَّوبَ ورَزَقَنیهِ مِن غَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ»غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (3)

928.مکارم الأخلاق: کانَ صلی الله علیه و آله إذا لَبِسَ ثِیابَهُ وَاستوی قائِماً قَبلَ أن یَخرُجَ قالَ:

اللّهُمَّ بِکَ استَتَرتُ وإلَیکَ تَوَجَّهتُ،وبِکَ اعتَصَمتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی

ص:63


1- .المصباح للکفعمی:ص 18، مصباح المتهجّد:ص 10 ح 14، [2]فلاح السائل:ص 133 کلاهما بزیادة«طهرنی»قبل«طهر قلبی»ولیس فیهما ذیله من«ویقول بعد الفراغ»،بحار الأنوار:ج 81 ص 40 ح 1.
2- فقه الرضا:ص 397، بحار الأنوار:ج 76 ص 95 ح 6.
3- سنن أبی داوود:ج 4 ص 42 ح 4023،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 687 ح 1870 و ج 4 ص 213 ح 7409،الدعاء للطبرانی:ص 143 ح 396،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 99 ح 271 ولیس فی الأربعة الأخیرة«وما تأخّر»وکلّها عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 304 ح 41128.

وأَنتَ رَجائی،اللّهُمَّ اکفِنی ما أهَمَّنی وما لا أهتَمُّ بِهِ وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،عَزَّ جارُکَ، وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،اللّهُمَّ زَوِّدنِی التَّقوی،وَاغفِر لی ذَنبی،ووَجِّهنی لِلخَیرِ حَیثُما تَوَجَّهتُ»،ثُمَّ یَندَفِعُ لِحاجَتِه. (1)

929.الإمام الصادق علیه السلام: إذا لَبِستَ ثَوباً فَقُل:

اللّهُمَّ ألبِسنی لِباسَ الإِیمانِ،وزَیِّنّی بِالتَّقوی،اللّهُمَّ اجعَل جَدیدَهُ ابلیهِ فی طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،وأَبدِلنی بِخَلَقِهِ حُلَلَ الجَنَّةِ،ولا تَجعَلنی ابلیهِ فی مَعصِیَتِکَ،ولا تُبدِلنی بِخَلَقِهِ مُقَطَّعاتِ النّیرانِ. (2)

25/12الدُّعاءُ عِندَ لُبسِ الثَّوبِ الجَدیدِ

930.مکارم الأخلاق: کانَ [ رَسولُ اللّهِ ] صلی الله علیه و آله:إذا لَبِسَ ثَوباً جَدیداً قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی ما یُواری عَورَتی وأَتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ. (3)

931.الإمام علی علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا لَبِستُ ثَوباً جَدیداً أن أقولَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی مِنَ اللِّباسِ ما أتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ،اللّهُمَّ اجعَلها ثِیابَ بَرَکَةٍ أسعی فیها لِمَرضاتِکَ وأَعمُرُ فیها مَساجِدَکَ.

فَقالَ:یا عَلِیُّ،مَن قالَ ذلِکَ لَم یَتَقَمَّصهُ حَتّی یَغفِرَ اللّهُ لَهُ. (4)

932.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَبِسَ ثَوباً جَدیداً فَقالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی ما اواری بِهِ عَورَتی، وأَتَجَمَّلُ بِهِ فی حَیاتی»،ثُمَّ عَمَدَ إلَی الثَّوبِ الَّذی أخلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ؛کانَ فی کَنَفِ اللّهِ،

ص:64


1- .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 88 ص 168، بحار الأنوار:ج 16 ص 251 ح 35.
2- الأمالی للطوسی:ص 700 ح 1495 عن رزیق،وسائل الشیعة:ج 3 ص 374 ح 5874.
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 88 ح 156، بحار الأنوار:ج 16 ص 251.
4- الکافی:ج 6 ص 458 ح 2 عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 338 ح 398 [8] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 3 ص 373 ح 5871.

وفی حِفظِ اللّهِ،وفی سِترِ اللّهِ حَیّاً ومَیِّتاً. (1)

933.سنن الترمذی عن أبی سعید الخدری: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استَجَدَّ ثَوباً-سَمّاهُ بِاسمِهِ:

عِمامَةً أو قَمیصاً أو رِداءً-ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ أنتَ کَسَوتَنیهِ،أسأَ لُکَ خَیرَهُ وخَیرَ ما صُنِعَ لَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ. (2)

934.مسند ابن حنبل عن أبی مطر البصری: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام اشتَری ثَوباً بِثَلاثَةِ دَراهِمَ،فَلَمّا لَبِسَهُ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنی مِنَ الرِّیاشِ ما أتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ،واُواری بِهِ عَورَتی».

ثُمَّ قالَ:هکَذا سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ. (3)

935.الإمام الحسین: أتی أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام أصحابَ القُمُصِ فَساوَمَ شَیخاً مِنهُم،فَقالَ:یا شَیخُ بِعنی قَمیصاً بِثَلاثَةِ دَراهِمَ.فَقالَ الشَّیخُ:حُبّاً وکَرامَةً،فَاشتَری مِنهُ قَمیصاً بِثَلاثَةِ دَراهِمَ فَلَبِسَهُ ما بَینَ الرُّسغَینِ إلَی الکَعبَینِ،وأَتَی المَسجِدَ فَصَلّی فیهِ رَکعَتَینِ،ثُمَّ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنی مِنَ الرِّیاشِ ما أتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ،واُؤَدّی فیهِ فَریضَتی، وأَستُرُ بِهِ عَورَتی.

ص:65


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 558 ح 3560، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1178 ح 3557،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 214 ح 7410،الدعاء للطبرانی:ص 142 ح 393 کلاهما نحوه وکلّها عن عمر بن الخطاب،کنز العمّال:ج 15 ص 297 ح 41089.
2- سنن الترمذی:ج 4 ص 239 ح 1767، سنن أبی داوود:ج 4 ص 41 ح 4020،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 60 ح 11248 [3] ولیس فیهما«رداءً»،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 213 ح 7408،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 27 ح 1077،کنز العمّال:ج 7 ص 118 ح 18267.
3- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 331 ح 1352 و 1354، فضائل الصحابة لابن حنبل:ج 2 ص 711 ح 1215، [5]مسند أبی یعلی:ج 1 ص 181 ح 290،الدعاء للطبرانی:ص 142 ح 394 و 395 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج15 ص 462 ح 41837؛الأمالی للطوسی:ص 387 ح 849، [6]دعائم الإسلام:ج 2 ص 156 ح 556 [7] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 40 ص 332 ح 14.

فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أعَنکَ نَروی هذا،أو شَیءٌ سَمِعتَهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟

قالَ:بَل شَیءٌ سَمِعتُهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ ذلِکَ عِندَ الکِسوَةِ. (1)

936.الإمام علی علیه السلام: إذا کَسَا اللّهُ تَعالَی المُؤمِنَ ثَوباً جَدیداً،فَلیَتَوَضَّأ وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ یَقرَأُ فیهِما امَّ الکِتابِ وآیَةَ الکُرسِیِّ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» و«إنّا أنزَلناهُ»،ثُمَّ لیَحمَدِ اللّهَ الَّذی سَتَرَ عَورَتَهُ وزَیَّنَهُ فِی النّاسِ وَلیُکثِر مِن قَولِ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»فَإِنَّهُ لا یَعصِی اللّهَ فیهِ،ولَهُ بِکُلِّ سِلکٍ فیهِ مَلَکٌ یُقَدِّسُ لَهُ و یَستَغفِرُ لَهُ،ویَتَرَحَّمُ عَلَیهِ. (2)

937.الکافی عن محمّد بن مسلم: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَلبَسُ الثَّوبَ الجَدیدَ؟قالَ:

یَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَلهُ ثَوبَ یُمنٍ وتُقیً وبَرَکَةٍ،اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ حُسنَ عِبادَتِکَ،وعَمَلاً بِطاعَتِکَ، وأَداءَ شُکرِ نِعمَتِکَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی ما اواری بِهِ عَورَتی،وأَتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ. (3)

938.الإمام الصادق علیه السلام -لِعُمَرَ بنِ یَزیدَ-:یا عُمَرُ،إذا لَبِستَ ثَوباً جَدیداً فَقُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ»؛تَبرَأ مِنَ الآفَةِ. (4)

939.عنه علیه السلام: مَن قَطَعَ ثَوباً جَدیداً وقَرَأَ «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» سِتّاً (5)وثَلاثینَ مَرَّةً،

ص:66


1- .الإمالی للطوسی:ص 365 ح 771 عن أبی الحسن علی بن علی بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 41 ص 108 ح 14.
2- الکافی:ج 6 ص 459 ح 5 عن محمّدبن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 624 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 226 ح 666 [4] عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 387 ح 21.
3- الکافی:ج 6 ص 458 ح 1، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 222 ح 654 [7]عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 3 ص 373 ح 5870.
4- الکافی:ج 6 ص 459 ح 6 عن عمر بن یزید،بحار الأنوار:ج 76 ص 324.
5- فی المصدر:«ستّة»والصواب ما أثبتناه کما فی المصادر الاُخری.

فَإِذا بَلَغَ«تَنَزَّلُ المَلائِکَةُ»أخرَجَ شَیئاً مِنَ الماءِ ورَشَّ عَلَی الثَّوبِ رَشّاً خَفیفاً،ثُمَّ صَلّی فیهِ رَکعَتَینِ ودَعا بِهِ،وقالَ فی دُعائِهِ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنی ما أتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ واُواری بِهِ عَورَتی،واُصَلّی فیهِ لِرَبّی وأَحمَدُ اللّهَ»لَم یَزَل یَأکُلُ فی سَعَةٍ حَتّی یَبلی ذلِکَ الثَّوبُ. (1)

940.الإمام الکاظم علیه السلام: قَد یَنبَغی لِأَحَدِکُم إذا لَبِسَ الثَّوبَ الجَدیدَ أن یُمِرَّ یَدَهُ عَلَیهِ ویَقولَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَسانی ما اواری بِهِ عَورَتی،وأَتَجَمَّلُ بِهِ فِی النّاسِ،وأَتَزَیَّنُ بِهِ بَینَهُم. (2)

26/12الدُّعاءُ عِندَ لُبسِ الحِذاءِ

941.فقه الرضا: إذا لَبِستَ الخُفَّ أوِ النَّعلَ،فَابدَأ بِرِجلِکَ الیُمنی قَبلَ الیُسری،وإذا أرَدتَ لُبسَهُ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ وَطِّئ قَدَمَیَّ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وثَبِّتهُما عَلَی الإِیمانِ،ولا تُزِلَّهُما یَومَ زَلزَلَةِ الأَقدامِ،اللّهُمَّ وقِنی مِن جَمیعِ الآفاتِ وَالعاهاتِ وَالأَذی. (3)

27/12دَعَواتُ الخَلاءَ

942.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ دُخولَ المُتَوَضَّأِ (4)قالَ:

ص:67


1- .ثواب الأعمال:ص 44 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 339 ح 400، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 222 ح 653، [2]روضة الواعظین:ص 339، [3]أعلام الدین:ص 363، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 383 ح 11.
2- الکافی:ج 6 ص 459 ح 3 عن خالد الجوان،کشف الغمّة:ج 3 ص 32 عن خالد ولیس فیه«وأتزیّن به بینهم»،بحار الأنوار:ج 48 ص 31 ح 2.
3- فقه الرضا:ص 397، مستدرک الوسائل:ج 3 ص 282 ح 3589.
4- المُتَوضَّأُ:الکَنیفُ والمُستراحُ والخَلاءَ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1945« وضأ»).

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الرِّجسِ النِّجسِ الخَبیثِ المُخبِثِ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،اللّهُمَّ أمِط (1)عَنِّی الأَذی،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (2)

943.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَعجِز أحَدُکُم إذا دَخَلَ مِرفَقَهُ أن یَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الرِّجسِ النِّجسِ،الخَبیثِ المُخبِثِ،الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (3)

944.صحیح البخاری عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن الخُبثِ وَالخَبائِثِ. (4)

945.الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرادَ أحَدُکُمُ الخَلاءَ فَلیَقُل:«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ أمِط عَنِّی الأَذی،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ»،وَلیَقُل إذا جَلَسَ:«اللّهُمَّ کَما أطعَمتَنیهِ طَیِّباً وسَوَّغتَنیهِ فَاکفِنیهِ». (5)

946.عنه علیه السلام -عِندَ الاِستِنجاءِ-:اللّهُمَّ حَصِّن فَرجی وأَعِفَّهُ،وَاستُر عَورَتی وحَرِّمها عَلَی النّارِ. (6)

947.الإمام الصادق علیه السلام: مَن کَثُرَ عَلَیهِ السَّهوُ فِی الصَّلاةِ،فَلیَقُل إذا دَخَلَ الخَلاءَ:

ص:68


1- .فی المصدر:«أمت»،والتصویب من وسائل الشیعة:ج 1 ص 307 ح 809 نقلاً عن المصدر.وأماطَ عنّی الأذی:أی أبعدَهُ عنّی ونَحّاهُ وأزالَهُ وأذهَبَهُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1737« [2]میط»).
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 23 ح 37.
3- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 109 ح 299،المعجم الکبیر:ج 8 ص 210 ح 7849،الدعاء للطبرانی:ص 135 ح 366 کلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 9 ص 352 ح 26405؛الجعفریات:ص 13، النوادر للراوندی:ص 227 ح 463 [4] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام وفیهما«عن علی علیه السلام«علّمنی رسول اللّه إذا دخلت الکنیف أن أقول:...».
4- صحیح البخاری:ج 1 ص 66 ح 142،صحیح مسلم:ج 1 ص 283 ح 122،سنن الترمذی:ج 1 ص 11 ح 6،الأدب المفرد:ص 206 ح 692،الدعاء للطبرانی:ص 133 ح 359،کنز العمّال:ج 7 ص 44 ح 17873.
5- تحف العقول:ص 117،بحار الأنوار:ج 10 ص 116 ح 1.
6- الکافی:ج 3 ص 70 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 53 ح 153،ثواب الأعمال:ص 31 ح 1 کلّها عن عبد الرحمن بن کثیر عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 42 ح 84 عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام و فیها«وحرّمنی»بدل«وحرّمها»،بحار الأنوار:ج 80 ص 319 ح 12.

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَبیثِ المُخبِثِ،الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (1)

948.عنه علیه السلام: إذا دَخَلتَ إلَی المَخرَجِ وأَنتَ تُریدُ الغائِطَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الرِّجسِ النِّجسِ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،إنّ اللّهَ هُوَ السَّمیعُ العَلیمُ. (2)

949.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ الصّادِقُ علیه السلام إذا دَخَلَ الخَلاءَ یُقَنِّعُ رَأسَهُ ویَقولُ فی نَفسِهِ:

بِسمِ اللّهِ و بِاللّهِ و لا إلهَ إلَّااللّهُ،رَبِّ أخرِج عَنِّی الأَذی سَرحاً (3)بِغَیرِ حِسابٍ، وَاجعَلنی لَکَ مِنَ الشّاکِرینَ فیما تَصرِفُهُ عَنّی مِنَ الأَذی وَالغَمِّ الَّذی لَو حَبَستَهُ عَنّی هَلَکتُ، لَکَ الحَمدُ اعصِمنی مِن شَرِّ ما فی هذِهِ البُقعَةِ،وأَخرِجنی مِنها سالِماً،وحُل بَینی وبَینَ طاعَةِ الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (4)

950.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذَا انکَشَفَ أحَدُکُم لِبَولٍ أو غَیرِ ذلِکَ فَلیَقُل:«بِسمِ اللّه»فَإِنَّ الشَّیطانَ یَغُضُّ بَصَرَهُ. (5)

951.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله...إذَا استَوی جالِساً لِلوُضوءِ (6)قالَ:اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی القَذی وَالأَذی (7)،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ،وإذا تَزَحَّرَ (8)قالَ:اللّهُمَّ کَما

ص:69


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 25 ح 42 عن سعد بن عبد اللّه.
2- فلاح السائل:ص 118 ح 55 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 80 ص 179 ح 27.
3- سرحاً:سهلاً سریعاً (النهایة:ج 2 ص 358«سرح»).
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 24 ح 41،المقنع:ص 7 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه.
5- تهذیب الأحکام:ج 1 ص 353 ح 1047 عن محمّد بن الحسین عن الإمام الحسن العسکری عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 25 ح 43 عن الإمام الباقر علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 30 ح 1 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،الجعفریّات:ص 13 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله کلّها بزیادة«حتی یفرغ»فی آخرها،بحار الأنوار:ج 63 ص 201 ح 20.
6- یعنی التغوّط تسمیةً له باسم مسبّبه وباعتباره یسمّی المتوضّأ،ویحتمل الاستنجاء أیضاً لکن الأوّل أظهر(روضة المتقین:ج 1 ص 99).
7- الظاهر أن المراد بالقذی النجاسات و بالأذی لازمها أو الصفات المهلکة التی هی النجاسات الحقیقیة (روضةالمتقین:ج 1 ص 100).
8- فی نسخة:انزحر.والزحیر والزحار والزحارة:إخراج الصوت أو النفس بأنین عند عمل أو شدّة.وقال ū الجوهری:الزَّحیر:استطلاق البطن (لسان العرب:ج 4 ص 319 و 320« زحر»).وفی روضة المتقین:«یعنی إذا خرج الغائط أو إذا عسر خروجه کما هو الظاهر»(روضة المتقین:ج 1 ص 100).

أطعَمتَنیهِ طَیِّباً فی عافِیَةٍ،فَأَخرِجهُ مِنّی خَبیثاً فی عافِیَةٍ. (1)

952.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ إلّاوبِهِ مَلَکٌ [مُوَکَّلٌ] (2)یَلوی عُنُقَهُ حَتّی یَنظُرَ إلی حَدَثِهِ،ثُمَّ یَقولُ لَهُ المَلَکُ:یَابنَ آدَمَ،هذا رِزقُکَ،فَانظُر مِن أینَ أخَذتَهُ وإلی ما صارَ،فَعِندَ ذلِکَ یَنبَغی لِلعَبدِ أن یَقولَ:اللّهُمَّ ارزُقنِی الحَلالَ،وجَنِّبنِی الحَرامَ. (3)

953.فلاح السائل: إذا أرادَ الاِستِنجاءَ فَلیَقُل ما رَوَیناهُ عَن جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ بِإِسنادِهِ،قالَ:یَقولُ إذَا استَنجی:

اللّهُمَّ حَصِّن فَرجی،وَاستُر عَورَتی،وحَرِّمهُما عَلَی النّارِ،ووَفِّقنی لِما یُرضیکَ عَنّی، یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (4)

954.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قُمتُ عَنِ الغائِطِ أن أقولَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنی لَذَّةَ طَعامی ومَنفَعَتَهُ،وأَماطَ عَنّی أذاهُ،یا لَها مِن نِعمَةٍ ما أبیَنَ فَضلَها. (5)

955.سنن ابن ماجة عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذهَبَ عَنِّی الأَذی وعافانی. (6)

ص:70


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 23 ح 37،وسائل الشیعة:ج 1 ص 217 ح 809.
2- أثبتناه من کتاب من لا یحضره الفقیه.
3- تنبیه الخواطر:ج 2 ص 26،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 23 ح 38 عن الإمام علی علیه السلام،تحف العقول:ص 117 عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 10 ص 116.
4- فلاح السائل:ص 119 ح 57، مصباح المتهجّد:ص 7 ح 2 [5] وفیه«لما یقرّبنی منک»بدل«لما یرضیک عنّی»،بحار الأنوار:ج 80 ص 180 ح 29.
5- الجعفریّات:ص 29، النوادر للراوندی:ص 233 ح 480 [8] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
6- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 110 ح 301،الدعاء للطبرانی:ص 136 ح 372 عن أبی ذر من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،عمل الیوم واللیة لابن السنی:ص 12 ح 22 عن أبی ذر بزیادة«الحزن»قبل«والأذی»،کنز العمّال:ج 9 ص 511 ح 27204.

956.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا خَرَجَ أحَدُکُم مِنَ الخَلاءِ فَلیَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذهَبَ عَنّی ما یُؤذینی،وأَمسَکَ عَلَیَّ ما یَنفَعُنی. (1)

957.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً علیه السلام لَم یَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّاقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذاقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی مَنفَعَتَهُ فی جَسَدی،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ. (2)

958.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذاقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی فِیَّ قُوَّتَهُ،ودَفَعَ عَنّی أذاهُ. (3)

959.سنن أبی داوود عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا خَرَجَ مِنَ الغائِطِ قالَ:

غُفرانَکَ. (4)

960.الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام: أنَّهُ کانَ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ قالَ:

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی قُوَّتَهُ فی جَسَدی،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ،یا لَها مِن نِعمَةٍ»ثَلاثاً. (5)

961.الإمام الصادق علیه السلام: إذا فَرَغتَ-یَعنی مِنَ الغائِطِ-فَقُل:

ص:71


1- .المصنَّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 12 ح 6 و ج 7 ص 149 ح 5،السنن الکبری:ج 1 ص 179 ح 538،سنن الدار قطنی:ج 1 ص 57 ح 12،الدعاء للطبرانی:ص 136 ح 371،کنز العمّال:ج 9 ص 350 ح 26390.
2- الشکر لابن أبی الدنیا:ص 62 ح 127،تاریخ دمشق:ج 62 ص 272 ح 12810،الفردوس:ج 4 ص 290 ح 5854 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 9 ص 359 ح 26452؛بحار الأنوار:ج 80 ص 189 ح 45.
3- الدعاء للطبرانی:ص 136 ح 370،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 13 ح 25 وفیه«أذهب»بدل«دفع»،الأذکار المنتخبة:ص 33،کنز العمّال:ج 7 ص 45 ح 17877.
4- سنن أبی داوود:ج 1 ص 8 ح 30،سنن الترمذی:ج 1 ص 12 ح 7، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 110 ح 300،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 497 ح 25275، [3]کنز العمّال:ج 9 ص 513 ح 27211.
5- تهذیب الأحکام:ج 1 ص 29 ح 77 وص 351 ح 1039 کلاهما عن عبد اللّه بن میمون القدّاح،بحار الأنوار:ج 80 ص 191 ح 48 عن الهدایة.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أماطَ عَنِّی الأَذی وأَذهَبَ عَنِّی الغائِطَ،وهَنَّأَنی وعافانی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَسَّرَ المَساغَ (1)،وسَهَّلَ المَخرَجَ،وأَمضَی الأَذی. (2)

962.فلاح السائل: إذا أرَدتَ الخُروجَ مِن بَیتِ الخَلاءِ فَامسَح عَلی بَطنِکَ،ثُمَّ قُل ما رَوَیناهُ بِإِسنادِنا عَن جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی [أماطَ عَنِّی الأَذی و] (3)هَنَّأَنی طَعامی وشَرابی،وعافانی مِنَ البَلوی»،ثُمَّ یُخرِجُ رِجلَهُ الیُمنی قَبلَ الیُسری ویَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَرَّفَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی فی جَسَدی قُوَّتَهُ،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ،یا لَها نِعمَةً،یا لَها نِعمَةً،یا لَها نِعمَةً،لا یَقدِرُ القادِرونَ قَدرَها». (4)

963.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ [ عَلِیٌّ ] علیه السلام إذا دَخَلَ الخَلاءَ یَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الحافِظِ المُؤَدّی»،فَإِذا خَرَجَ مَسَحَ بَطنَهُ وقالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أخرَجَ عَنّی أذاهُ،وأَبقی فِیَّ قُوَّتَهُ، فَیا لَها مِن نِعمَةٍ لا یَقدِرُ القادِرونَ قَدرَها». (5)

964.الشکر لابن أبی الدنیا عن الأصبغ بن نباتة: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ:«بِسمِ اللّهِ الحافِظِ المُؤَدّی»،وإذا خَرَجَ مَسَحَ بِیَدِهِ بَطنَهُ،ثُمَّ قالَ:«یا لَها مِن نِعمَةٍ لَو یَعلَمُ العِبادُ شُکرَها !». (6)

965.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَخرَجَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الخَبیثِ المُخبِثِ،الرِّجسِ النِّجسِ الشَّیطانِ الرَّجیمِ».فَإِذا خَرَجتَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ،الحَمدُ للّهِ ِ

ص:72


1- .ساغَ:أی دَخَلَ سهلاً (النهایة:ج 2 ص 422«سوغ»).
2- فلاح السائل:ص 120 ح 58 عن أبی بصیر،فقه الرضا:ص 78 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 80 ص 179 ح 27.
3- أثبتناه من مصباح المتهجّد.
4- فلاح السائل:ص 120 ح 59، مصباح المتهجّد:ص 7 ح 3 و 4، [6]بحار الأنوار:ج 80 ص 180 ح 29.
5- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 24 ح 40،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 26، وسائل الشیعة:ج 1 ص 217 ح 810.
6- الشکر لابن أبی الدنیا:ص 19 ح 13،کنز العمّال:ج 9 ص 510 ح 27195.

الَّذی عافانی مِنَ الخَبیثِ المُخبِثِ،وأَماطَ عَنِّی الأَذی». (1)

966.فلاح السائل عن أبی خدیجة عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: إنَّ عَمرَو بنَ عُبَیدٍ وواصِلَ بنَ عَطاءٍ وبَشیرَ الرَّحّالِ،سَأَلوا أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن حَدِّ الخَلاءِ إذا دَخَلَهُ الرَّجُلُ،فَقالَ:إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَإِذا جَلَسَ یَقضی حاجَتَهُ قالَ:«اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الأَذی، وهَنِّئْنی طَعامی»،فَإِذا قَضی حاجَتَهُ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أماطَ عَنِّی الأَذی،وهَنَّأَنی طَعامی». (2)

967.الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَنِ السُّنَّةِ فی دُخولِ الخَلاءِ-:تَذکُرُ اللّهَ،وتَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وإذا فَرَغتَ قُلتَ:

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما أخرَجَ مِنّی مِنَ الأَذی فی یُسرٍ وعافِیَةٍ. (3)

28/12الدُّعاءُ عِندَ الذَّهابَ إلَی المَسجِدِ

968.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَرَجَ مِن بَیتِهِ إلَی الصَّلاةِ فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ السّائِلینَ عَلَیکَ،وأَسأَ لُکَ بِحَقِّ مَمشایَ هذا،فَإِنّی لَم أخرُج أشِراً (4)ولا بَطِراً،ولا رِیاءً ولا سُمعَةً،وخَرَجتُ اتِّقاءَ سَخَطِکَ،وَابتِغاءَ مَرضاتِکَ، فَأَسأَ لُکَ أن تُعیذَنی مِنَ النّارِ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

ص:73


1- .الکافی:ج 3 ص 16 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 25 ح 63 کلاهما عن معاویة بن عمّار،و ص 351 ح 1038 عن أبی بصیر عن أحدهما علیهما السلام نحوه،دعائم الإسلام:ج 1 ص 104، [2]بحار الأنوار:ج 80 ص 193 ح 51.
2- فلاح السائل:ص 119 ح 56، بحار الأنوار:ج 80 ص 179 ح 28.
3- الکافی:ج 3 ص 69 ح 3، علل الشرائع:ص 276 ح 4، [7]المحاسن:ج 1 ص 433 ح 1004 کلّها عن أبی اسامة،بحار الأنوار:ج 80 ص 164 ح 4.
4- الأَشِرُ:الفَرِحُ البَطِرُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 49«أشر»).

أقبَلَ اللّهُ عَلَیهِ بِوَجهِهِ،وَاستَغفَرَ لَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ. (1)

969.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ إذا خَرَجَ إلَی الصَّلاةِ-:

اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نوراً،وفی لِسانی نوراً،وَاجعَل فی سَمعی نوراً،وَاجعَل فی بَصَری نوراً،وَاجعَل مِن خَلفی نوراً،ومِن أمامی نوراً،وَاجعَل مِن فَوقی نوراً،ومِن تَحتی نوراً.اللّهُمَّ أعطِنی نوراً. (2)

970.الدعاء للطبرانی عن امّ سلمة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا خَرَجَ إلَی الصَّلاةِ یَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَلنی أقرَبَ مَن تَقَرَّبَ إلَیکَ،وأَوجَهَ مَن تَوَجَّهَ إلَیکَ،وأَنجَحَ مَن سَأَلَکَ وطَلَبَ إلَیکَ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ. (3)

971.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ إلَی المَسجِدِ،فَقَرَأَ حینَ یَخرُجُ مِن بَیتِهِ:بِاسمِ اللّهِ «اَلَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهْدِینِ» 4 ،هَداهُ اللّهُ إلَی الصَّوابِ وَالإِیمانِ،وإذا قالَ: «وَ الَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِ» ،أطعَمَهُ اللّهُ مِن طَعامِ الجَنَّةِ وسَقاهُ مِن شَرابِها،وإذا قالَ: «وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفِینِ» ،جَعَلَ اللّهُ تَعالی ذلِکَ کَفّارَةً لِذُنوبِهِ،وإذا قالَ: «وَ الَّذِی یُمِیتُنِی ثُمَّ یُحْیِینِ» ،أماتَهُ اللّهُ تَعالی مَوتَةَ الشُّهَداءِ وأَحیاهُ حَیاةَ السُّعَداءِ،وإذا قالَ: «وَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ» ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ خَطایاهُ کُلَّها وإن کانَت أکثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ،وإذا قالَ: «رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ» ،وَهَبَ اللّهُ لَهُ حُکماً وعِلماً،وأَلحَقَهُ

ص:74


1- .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 256 ح 778،مسند ابن حنبل،ج 4 ص 42 ح 11156،الدعاء للطبرانی: ص 149 ح 421 کلاهما نحوه و کلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 15 ص 396 ح 41535.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 530 ح 191،سنن أبی داوود:ج 2 ص 44 ح 1353،صحیح البخاری:ج 5 ص 2328 ح 5957 وفیه:«کان یقول فی دعائه»،مسند ابن حنبل:ج 11 ص 608 ح 2567 وفیه:«وجعل یقول فی صلاته أو فی سجوده»کلاهما نحوه وکلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 8 ص 225 ح 22666.
3- الدعاء للطبرانی:ص 150 ح 422،المعجم الکبیر:ج 23 ص 370 ح 876 وفیه«وألحح من سألک»بدل«وأنجح من سألک»ولیس فیه ذیله من«وطلب إلیک».

بِصالِحِ مَن مَضی وصالِحِ مَن بَقِیَ،وإذا قالَ: «وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ» ، کَتَبَ اللّهُ لَهُ وَرَقَةً بَیضاءَ:أنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ مِنَ الصّادِقینَ،وإذا قالَ: «وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ» ،أعطاهُ اللّهُ مَنازِلَ فِی الجَنَّةِ،وإذا قالَ: «وَ اغْفِرْ لِأَبِی» 1 ،غَفَرَ اللّهُ تَعالی لِأَبَوَیهِ. (1)

29/12الدُّعاءُ عِندَ دُخولَ المَسجِدِ وَالخُروجَ مِنهُ

972.عنه صلی الله علیه و آله: إذا صَلّی أحَدُکُمُ المَکتوبَةَ وخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَلیَقِف بِبابِ المَسجِدِ ثُمَّ لیَقُل:

اللّهُمَّ دَعَوتَنی فَأَجَبتُ دَعوَتَکَ،وصَلَّیتُ مَکتوبَتَکَ،وَانتَشَرتُ فی أرضِکَ کَما أمَرتَنی، فَأَسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ العَمَلَ بِطاعَتِکَ،وَاجتِنابَ سَخَطِکَ،وَالکَفافَ مِنَ الرِّزقِ بِرَحمَتِکَ. (2)

973.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ علیهما السلام کانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ:«اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ»،فَإِذا خَرَجَ قالَ:«اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رِزقِکَ». (3)

974.فاطمة علیها السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ یَقولُ:«بِاسمِ اللّهِ،وَالسَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی،وَافتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ»،وإذا خَرَجَ قالَ:«بِاسمِ اللّهِ، وَالسَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی،وَافتَح لی أبوابَ فَضلِکَ». (4)

ص:75


1- المصباح للکفعمی:ص 19، عدّة الداعی:ص 282، [2]أعلام الدین:ص 352 [3] کلاهما عن سمرة بن جندب،بحار الأنوار:ج 84 ص 20 ح 6.
2- الکافی:ج 3 ص 309 ح 4 عن أبی حفص العطّار،فلاح السائل:ص 336 ح 244 [6] عن أبی جعفر العطّار وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 72 ح 2175 [7] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 22 ح 9.
3- الأمالی للطوسی:ص 596 ح 1237 عن فاطمة بنت الحسین عن أبیها الإمام الحسین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 26 ح 20؛ [10]مسند أبی یعلی:ج 1 ص 258 ح 482،تاریخ دمشق:ج 27 ص 366 ح 5836 کلاهما عن فاطمة بنت الحسین علیه السلام عن أبیها وفیهما«فضلک»بدل«رزقک»،کنز العمّال:ج 8 ص 321 ح 23106.
4- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 253 ح 771،سنن الترمذی:ج 2 ص 128 ح 314، مسند ابن حنبل: [12]ج 10 ū ص 159 ح 26479 و 26481،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 373 ح 1 و ج 7 ص 123 ح 1، [13]مسند أبی یعلی:ج 6 ص 167 ح 6721 کلّها عن فاطمة بنت الحسین علیه السلام،کنز العمّال:ج 8 ص 321 ح 23109.

975.المصنّف لعبد الرزّاق عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ،وسَهِّل عَلَیَّ أبوابَ رِزقِکَ. (1)

976.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا دَخَلَ أحَدُکُمُ المَسجِدَ (2)فَلیَقُل:«اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ»،وإذا خَرَجَ فَلیَقُل:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ». (3)

977.عنه صلی الله علیه و آله: إذا دَخَلَ أحَدُکُمُ المَسجِدَ فَلیُسَلِّم عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وَلیَقُل:

«اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ»،وإذا خَرَجَ فَلیُسَلِّم عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وَلیَقُل:«اللّهُمَّ اعصِمنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ». (4)

978.المعجم الأوسط عن ابن عمر: عَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ إذا دَخَلَ المَسجِدَ أن یُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ویَقولَ:«اللّهُمَّ اغفِر لَنا ذُنوبَنا،وَافتَح لَنا أبوابَ رَحمَتِکَ»،وإذا خَرَجَ صَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وقالَ:«اللّهُمَّ افتَح لَنا أبوابَ فَضلِکَ». (5)

979.الإمام الحسین عن الإمام علیّ علیهما السلام: أنَّهُ کانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ:

ص:76


1- .المصنّف لعبد الرزاق:ج 1 ص 426 ح 1666،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 373 ح 2 و ج 7 ص 123 ح 2 وفیهما«ویسرّ لی»بدل«وسهّل علیّ».
2- زاد هنا فی سنن أبی داوود وسنن ابن ماجة وسنن الدارمی:«فلیسلِّم علی النبیّ صلی الله علیه و آله».
3- صحیح مسلم:ج 1 ص 494 ح 68،سنن النسائی:ج 2 ص 53،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 434 ح 16057 و ج 9 ص 154 ح 23668، سنن أبی داوود:ج 1 ص 126 ح 465،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 254 ح 772،سنن الدارمی:ج 1 ص 345 ح 1366 [2] کلّها عن أبی حُمید (و) أو أبی اسید،کنز العمّال:ج 7 ص 659 ح 20784.
4- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 254 ح 773،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 27 ح 9918 وفیه«باعدنی»بدل«اعصمنی»،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 231 ح 452،السنن الکبری:ج 2 ص 620 ح 4321 [4] وفیهما«أجرنی»بدل«اعصمنی»،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 35 ح 86 [5] وفیه«أعذنی»بدل«اعصمنی»وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 659 ح 20783.
5- المعجم الأوسط:ج 6 ص 358 ح 6612،کنز العمّال:ج 7 ص 660 ح 20789.

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ،السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)

980.المناقب لابن شهرآشوب: کانَ [الإِمامُ الحَسَنُ] علیه السلام إذا بَلَغَ بابَ المَسجِدِ رَفَعَ رَأسَهُ ویَقولُ:

إلهی ضَیفُکَ بِبابِکَ،یا مُحسِنُ،قَد أتاکَ المُسیءُ،فَتَجاوَز عَن قَبیحِ ما عِندی بِجَمیلِ ما عِندَکَ،یا کَریمُ. (2)

981.الإمام الباقر علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ وأَنتَ تُریدُ أن تَجلِسَ فَلا تَدخُلهُ إلّاطاهِراً،وإذا دَخَلتَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ،ثُمَّ ادعُ اللّهَ وَاسأَلهُ،وسَمِّ حینَ تَدخُلُهُ،وَاحمَدِ اللّهَ وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله. (3)

982.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله. (4)

983.عنه علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وإذا خَرَجتَ فَافعَل ذلِکَ. (5)

984.عنه علیه السلام: مَن دَخَلَ سوقاً أو مَسجِدَ جَماعَةٍ فَقالَ مَرَّةً واحِدَةً:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وَاللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأَصیلاً،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

ص:77


1- .مسند زید:ص 154 عن زید بن علیّ عن أبیه الإمام زین العابدین علیه السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 150، بحار الأنوار:ج 84 ص 23 ح 12.
2- المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 14 عن الفتّال،بحار الأنوار:ج 43 ص 339 ح 13؛ [4]تنبیه الغافلین:ص 539 ح 871 [5] نحوه.
3- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 263 ح 743،الاُصول الستّة عشر ( أصل جعفر بن محمد بن شریح الحضرمی):ص 228 ح 251 عن جابر مضمراً نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 21 ح 7.
4- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 65 ح 233 عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 3 ص 516 ح 3.
5- الکافی:ج 3 ص 309 ح 2 عن عبد اللّه بن سنان،تهذیب الأحکام:ج 6 ص 7 ح 12،کامل الزیارات:ص 51 ح 28 [10] کلاهما عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 84 ص 21 ح 8.

عَدَلَت لَهُ حَجَّةً مَبرورَةً. (1)

985.عنه علیه السلام: مَن أسبَغَ وُضوءَهُ فی بَیتِهِ وتَمَشَّطَ وتَطَیَّبَ،ثُمَّ مَشی مِن بَیتِهِ غَیرَ مُستَعجِلٍ، وعَلَیهِ السَّکینَةُ وَالوَقارُ إلی مُصَلّاهُ؛رَغبَةً فی جَماعَةِ المُسلِمینَ،لَم یَرفَع قَدَماً ولَم یَضَع اخری إلّاکُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ،ومُحِیَت عَنهُ سَیِّئَةٌ،ورُفِعَت لَهُ دَرَجَةٌ،فَإِذا ما دَخَلَ المَسجِدَ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ،وما شاءَ اللّهُ،ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ،وأَغلِق عَنّی أبوابَ سَخَطِکَ وغَضَبِکَ،اللّهُمَّ مِنکَ الرَّوحُ وَالفَرَجُ،اللّهُمَّ إلَیکَ غُدُوّی ورَواحی،وبِفِنائِکَ أنَختُ أبتَغی رَحمَتَکَ ورِضوانَکَ وأَتَجَنَّبُ سَخَطَکَ،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ الرَّوحَ وَالرّاحَةَ وَالفَرَجَ.

ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ أمیرِالمُؤمِنینَ،فَاجعَلنی مِن أوجَهِ مَن تَوَجَّهَ إلَیکَ بِهِما،وأَقرَبِ مَن تَقَرَّبَ إلَیکَ بِهِما،وقَرِّبنی بِهِما مِنکَ زُلفی،ولا تُباعِدنی عَنکَ،آمینَ یا رَبَّ العالَمینَ.

ثُمَّ افتَتَحَ الصَّلاةَ مَعَ الإِمامِ جَماعَةً،إلّاوَجَبَت لَهُ مِنَ اللّهِ المَغفِرَةُ وَالجَنَّةُ مِن قَبلِ أن یُسَلِّمَ الإِمامُ. (2)

986.فلاح السائل -فی بَیانِ صِفَةِ دُخولِ المَسجِدِ-:مِمّا رَوَیناهُ بِإِسنادِنا عَن مَولانَا الصّادِقِ وعَن مَولانَا الحَسَنِ العَسکَرِیِّ علیهما السلام،ویَدخُلُ بَعضُها فی بَعضٍ،وهُما مِنِ ابتِداءِ إرادَةِ الدُّخولِ إلَی المَسجِدِ إلی أن یَقِفَ فی مُصَلّاهُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ:

ص:78


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 199 ح 3753،المحاسن:ج 1 ص 111 ح 102 کلاهما عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 84 ص 19 ح 4.
2- الاُصول الستّة عشر (أصل زید النرسی):ص 191 ح 159 عن زید النرسی عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 88 ص 98 ح 68.

فَإِذا أرادَ الدُّخولَ إلَی المَسجِدِ استَقبَلَ القِبلَةَ وقالَ:

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومِن اللّهِ وإلَی اللّهِ،وخَیرُ الأَسماءِ للّهِ ِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ وتَوبَتِکَ،وأَغلِق عَنّی أبوابَ مَعصِیَتِکَ، وَاجعَلنی مِن زُوّارِکَ وعُمّارِ مَساجِدِکَ،ومِمَّن یُناجیکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِنَ الَّذینَ هُم عَلی صَلَواتِهِم یُحافِظونَ،وَادحَر (1)عَنِّی الشَّیطانَ الرَّجیمَ وجُنودَ إبلیسَ أجمَعینَ.

وقَدِّم رِجلَکَ الیُمنی قَبلَ الیُسری،وَادخُل وقُل:

اللّهُمَّ افتَح لی بابَ رَحمَتِکَ وتَوبَتِکَ،وأَغلِق عَنّی بابَ سَخَطِکَ و بابَ کُلِّ مَعصِیَةٍ هِیَ لَکَ.اللّهُمَّ أعطِنی فی مَقامی هذا جَمیعَ ما أعطَیتَ أولِیاءَکَ مِنَ الخَیرِ،وَاصرِف عَنّی جَمیعَ ما صَرَفتَهُ عَنهُم مِنَ الأَسواءِ وَالمَکارِهِ، «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ» 2 .

اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ،وَارزُقنی نَصرَ آلِ مُحَمَّدٍ،وثَبِّتنی عَلی أمرِهِم،وصِل ما بَینی وبَینَهُم،وَاحفَظهُم مِن بَینِ أیدیهِم ومِن خَلفِهِم،وعَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم، وَامنَعهُم أن یوصَلَ إلَیهِم بِسوءٍ.

اللّهُمَّ إنّی زائِرُکَ فی بَیتِکَ،وعَلی کُلِّ مَأتِیٍّ حَقٌّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ،وأَنتَ أکرَمُ مَأتِیٍّ وخَیرُ مَزورٍ،وخَیرُ مَن طُلِبَ إلَیهِ الحاجاتُ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،وبِحَقِّ الوِلایَةِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُدخِلَنِی الجَنَّةَ،وتَمُنَّ عَلَیَّ بِفَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.

فَإِذا أتَیتَ مُصَلّاکَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وقُل:

ص:79


1- .الدَّحرُ:الدَّفعُ بِعُنف علی سبیل الإهانة والإذلال (النهایة:ج 2 ص 103« حر»).

اللّهُمَّ إنّی اقَدِّمُ إلَیکَ مُحَمَّداً نَبِیَّکَ نَبِیَّ الرَّحمَةِ وأَهلَ بَیتِهِ الأَوصِیاءَ المَرضِیّینَ،بَینَ یَدَی حَوائِجی،وأَتَوَجَّهُ بِهِم إلَیکَ،فَاجعَلنی بِهِم عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِنَ المُقَرَّبینَ،اللّهُمَّ اجعَل صَلاتی بِهِم مَقبولَةً،ودُعائی بِهِم مُستَجاباً،وذَنبی بِهِم مَغفوراً، ورِزقی بِهِم مَبسوطاً،وَانظُر إلَیَّ بِوَجهِکَ الکَریمِ نَظرَةً أستَکمِلُ بِهَا الکَرامَةَ وَالإِیمانَ،ثُمَّ لا تَصرِفهُ إلّابِمَغفِرَتِکَ وتَوبَتِکَ،رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

اللّهُمَّ إلَیکَ تَوَجَّهتُ،ورِضاکَ طَلَبتُ،وثَوابَکَ ابتَغَیتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ، اللّهُمَّ أقبِل عَلَیَّ بِوَجهِکَ واُقبِلُ إلَیکَ بِقَلبی،اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِمَّن یُناجیهِ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما هَدَیتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما فَضَّلتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما رَزَقتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابتَلَیتَنی،اللّهُمَّ تَقَبَّل صَلاتی وتَقَبَّل دُعائی،وَاغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)

30/12الدُّعاءُ لِقَضاءِ الدّینِ

987.الإمام علی علیه السلام: شَکَوتُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَیناً کانَ عَلَیَّ فَقالَ:یا عَلِیُّ،قُل:

اللّهُمَّ أغنِنی بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ،وبِفَضلِکَ عَمَّن سِواکَ.

فَلَو کانَ عَلَیکَ مِثلُ صَبیرٍ (2)دَیناً قَضاهُ اللّهُ عَنکَ. (3)

ص:80


1- .فلاح السائل:ص 182 ح 91، مصباح المتهجّد:ص 286 ح 396 و 397 و [2] 398 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،جمال الاُسبوع:ص 150 عن رجاء بن یحیی بن سامان العبرتائی عن الإمام العسکریّ علیه السلام وفیه صدره إلی«جنود إبلیس أجمعین»،بحار الأنوار:ج 84 ص 25 ح 18 و ص 365 ح 19.
2- قال فی المصدر فی ذیل الحدیث:«وصبیر:جبل بالیمن،لیس بالیمن جبلٌ أجلّ ولا أعظم منه».
3- الأمالی للطوسی:ص 431 ح 963، الأمالی للصدوق:ص 472 ح 631 [5] کلاهما عن جابر عن الإمام الباقر ū عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 301 ح 1.

988.سنن الترمذی عن أبی وائل عن الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ مُکاتَباً (1)جاءَهُ فَقالَ:إنّی قَد عَجَزتُ عَن کِتابَتی فَأَعِنّی،قالَ:ألا اعَلِّمُکَ کَلِماتٍ عَلَّمَنیهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟لَو کانَ عَلَیکَ مِثلُ جَبَلِ ثَبیرٍ دَیناً أدّاهُ اللّهُ عز و جل عَنکَ.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ اکفِنی بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ،وأَغِننی بِفَضلِکَ عَمَّن سِواکَ. (2)

989.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا سَلمانُ ! أکثِر أن تَقولَ:

رَبِّی اقضِ عَنِّی الدَّینَ،وأَغنِنی مِنَ الفَقرِ. (3)

990.عنه صلی الله علیه و آله -لِأَصحابِ الصُّفَّةِ (4)عِندَما شَکَوا إلَیهِ الحاجَةَ-:قولوا:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،اقضِ عَنَّا الدَّینَ،وأَغنِنا مِنَ الفَقرِ. (5)

991.مهج الدعوات: رُوِیَ أنَّ فاطِمَةَ علیها السلام زارَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَها:أ لا ازَوِّدُکِ؟قالَت:نَعَم.

قالَ:قولی:

اللّهُمَّ رَبَّنا و رَبَّ کُلِّ شَیءٍ،مُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالفُرقانِ،فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی، أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،وَاقضِ عَنِّی الدَّینَ وأَغنِنی مِنَ

ص:81


1- .المُکاتَبُ:العَبدُ یُکاتِبُ علی نفسِه بِثَمَنِه ( الصحاح:ج 1 ص 209« کتب»).
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 560 ح 3563،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 323 ح 1318، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 721 ح 1973 وفیه«صبیر»بدل«ثبیر»،الدعاء للطبرانی:ص 317 ح 1042،کنز العمّال:ج 6 ص 253 ح 15563.
3- المعجم الکبیر:ج 6 ص 233 ح 6078 عن سلمان الفارسی،کنز العمّال:ج 6 ص 227 ح 15465.
4- الصُّفَّةُ:سقیفة فی مسجد رسول اللّه صلی الله علیه و آله کانت مسکن الغرباء والفقراء (مجمع البحرین:ج 2 ص 1036« صفف»).
5- الدعاء للطبرانی:ص 320 ح 1048 عن عمر؛المصباح للکفعمی:ص 225.

الفَقرِ،ویَسِّر لی کُلَّ الأَمرِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

992.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن نَبِیٍّ إلّاوقَد خَلَّفَ فی أهلِ بَیتِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً،وقَد خَلَّفَ فینَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله دَعوَتَینِ مُجابَتَینِ،واحِدَةً لِشَدائِدِنا وهِیَ...وأَمّا لِحَوائِجِنا وقَضاءِ دُیونِنا فَهِیَ:

یا مَن یَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ،ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ یا اللّهُ،یا رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاقضِ عَنِّی الدَّینَ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (2)

993.عدّة الداعی عن معاذ بن جبل: احتُبِستُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَوماً لَم اصَلِّ مَعَهُ الجُمُعَةَ، فَقالَ صلی الله علیه و آله:یا مُعاذُ،ما مَنَعَکَ عَنِ صَلاةِ الجُمُعَةِ؟

قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،لِیوحَنَّا الیَهودِیِّ عَلَیَّ أُوقِیَةٌ مِن بُرٍّ،وکانَ عَلی بابی یَرصُدُنی، فَأَشفَقتُ أن یَحبِسَنی دونَکَ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:أتُحِبُّ-یا مُعاذُ-أن یَقضِیَ اللّهُ دَینَکَ؟.قُلتُ:نَعَم،یا رَسولَ اللّهِ.قالَ:

«قُلِ اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ -إلی قَولِهِ:- بِغَیْرِ حِسابٍ» 3 ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،تُعطی مِنهُما ما تَشاءُ،وتَمنَعُ مِنهُما ما تَشاءُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اقضِ عَنّی دَینی یا کَریمُ.

فَلَو کانَ عَلَیکَ مِلءُ الأَرضِ ذَهَباً لَأَدّاهُ اللّهُ عَنکَ. (3)

994.الإمام الصادق علیه السلام: أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ فَقالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،الغالِبُ عَلَیَّ الدَّینُ ووَسوَسَةُ (4)الصَّدرِ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:قُل:

ص:82


1- .مهج الدعوات:ص 142، بحار الأنوار:ج 95 ص 406 ح 37؛ [2]مسند فاطمة للسیوطی:ص 25 ح 34.
2- المصباح للکفعمی:ص 232.
3- عدّة الداعی:ص 54، مجمع البیان:ج 2 ص 725 وفیه«من تبر»بدل«من برّ»،المصباح للکفعمی:ص 232 [5] نحوه وفیه«رُوِیَ لقضاء الدین أن یصلّی المدیون رکعتین بمهما شاء ویقرأ بعدهما آیتی الملک ثمّ یقول...»،مستدرک الوسائل:ج 13 ص 290 ح 15381 [6] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب،المعجم الکبیر:ج 20 ص 155 ح 323 وص 159 ح 332 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 227 ح 15466 وص 228 ح 15467.
4- الوَسوَسَةُ:حَدیثُ النفسِ والأفکارِ (النهایة:ج 5 ص 186«وسوس»).

تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِ ّ الَّذی لا یَموتُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیُّ مِنَ الذُّلِّ وکَبِّرهُ تَکبیراً.

فَصَبَرَ الرَّجُلُ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ مَرَّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَهَتَفَ بِهِ،فَقالَ:ما صَنَعتَ؟فَقالَ:

أدمَنتُ ما قُلتَ لی یا رَسولَ اللّهِ فَقَضَی اللّهُ دَینی،وأَذهَبَ وَسوَسَةَ صَدری. (1)

995.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ استُر عَورَتی،وآمِن رَوعَتی،وَاقضِ عَنّی دَینی. (2)

996.عنه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثٍ لِقَضاءِ الدَّینِ-:

اللّهُمَّ فَارِجَ الهَمِّ،کاشِفَ الغَمِّ،مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،أنتَ تَرحَمُنی،فَارحَمنی بِرَحمَةٍ تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ. (3)

997.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی المَعونَةِ عَلی قَضاءِ الدَّینِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لِیَ العافِیَةَ مِن دَینٍ تُخلِقُ بِهِ وَجهی،ویَحارُ فیهِ ذِهنی،ویَتَشَعَّبُ لَهُ فِکری،ویَطولُ بِمُمارَسَتِهِ شُغُلی،وأَعوذُ بِکَ-یا رَبِّ-مِنَ هَمِّ الدَّینِ وفِکرِهِ،وشُغُلِ الدَّینِ وسَهَرِهِ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعِذنی مِنهُ،وأَستَجیرُ بِکَ-یا رَبِّ-مِن ذِلَّتِهِ فِی الحَیاةِ،ومِن تَبِعَتِهِ بَعدَ الوَفاةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَجِرنی مِنهُ بِوُسعٍ فاضِلٍ،أو کَفافٍ واصِلٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحجُبنی عَنِ السَّرَفِ وَالاِزدِیادِ،وقَوِّمنی بِالبَذلِ وَالاِقتِصادِ،وعَلِّمنی حُسنَ التَّقدیرِ،وَاقبِضنی بِلُطفِکَ عَنِ التَّبذیرِ،وأَجرِ مِن أسبابِ الحَلالِ

ص:83


1- .الکافی:ج 2 ص 554 ح 2 عن حمّاد بن عثمان،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 115 ح 2319 عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه.
2- المعجم الکبیر:ج 4 ص 82 ح 3710 عن إبراهیم بن خباب عن أبیه،الدعاء للطبرانی:ص 417 ح 1413 عن إبراهیم بن بلال عن أبیه،کنز العمّال:ج 2 ص 182 ح 3647.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 696 ح 1898،الدعاء للطبرانی:ص 317 ح 1041 کلاهما عن أبی بکر،کنز العمّال:ج 6 ص 252 ح 15561 و15562؛المصباح للکفعمی:ص 233، المجتنی:ص 110 کلاهما عن عیسی بن مریم علیه السلام نحوه.

أرزاقی،ووَجِّه فی أبوابِ البِرِّ إنفاقی،وَازوِ عَنّی مِنَ المالِ ما یُحدِثُ لی مَخیلَةً (1)أو تَأَدِّیاً إلی بَغیٍ،أو ما أتَعَقَّبُ مِنهُ طُغیاناً.

اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ صُحبَةَ الفُقَراءِ،وأَعِنّی عَلی صُحبَتِهِم بِحُسنِ الصَّبرِ،وما زَوَیتَ عَنّی مِن مَتاعِ الدُّنیَا الفانِیَةِ فَاذخَرهُ لی فی خَزائِنِکَ الباقِیَةِ،وَاجعَل ما خَوَّلتَنی مِن حُطامِها،وعَجَّلتَ لی مِن مَتاعِها بُلغَةً إلی جِوارِکَ،ووُصلَةً إلی قُربِکَ،وذَریعَةً إلی جَنَّتِکَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وأَنتَ الجَوادُ الکَریمُ. (2)

998.تفسیر العیّاشی عن عبد اللّه بن سنان: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَقالَ:ألا اعَلِّمُکَ شَیئاً إذا قُلتَهُ قَضَی اللّهُ دَینَکَ،وأَنعَشَکَ (3)وأَنعَشَ حالَکَ؟فَقُلتُ:ما أحوَجَنی إلی ذلِکَ !

فَعَلَّمَهُ هذَا الدُّعاءَ:قُل فی دُبُرِ صَلاةِ الفَجرِ:

تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَ «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً» 4 ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُؤسِ وَالفَقرِ،ومِن غَلَبَةِ الدَّینِ وَالسُّقمِ،وأَسأَ لُکَ أن تُعینَنی عَلی أداءِ حَقِّکَ إلَیکَ وإلَی النّاسِ. (4)راجع:ج1 ص 465 (دعوات لحوائج خاصّة/طلب زوال الفقر).

31/12الدُّعاءُ لِاقتِضاءِ الدَّینِ

999.الکافی عن الولید بن صبیح: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام دَیناً لی عَلی اناسٍ،فَقالَ:قُل:

ص:84


1- .المخیلة:الکبرُ (الصحاح:ج 4 ص 1691«خیل»).
2- الصحیفة السجّادیة:ص 121 الدعاء 30.
3- تنعِشُهُ:ترفعه عن مواطن الذلّ،تُقوّیه وتُقیمُه ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1802«نعش»).
4- تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 320 ح 182، بحار الأنوار:ج 86 ص 132 ح 8 [3] وج 95 ص 302 ح 4.

اللّهُمَّ لَحظَةً مِن لَحَظاتِکَ تُیَسِّرُ عَلی غُرَمائی (1)بِهَا القَضاءَ،وتُیَسِّرُ لی بِهَا الاِقتِضاءَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

32/12الدُّعاءُ عِندَ رُؤیَةِ المُبتَلی

1000.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی صاحِبِ بَلاءٍ فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَدَلَ عَنّی بَلاءَکَ،وفَضَّلَنی عَلَیکَ وعَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً.

کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ تَعالی أن لا یَضرِبَهُ بِذلِکَ البَلاءِ. (3)

1001.عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَأی مُبتَلیً فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عافانی مِمَّا ابتَلاکَ بِهِ،وفَضَّلَنی عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً.

لَم یُصِبهُ ذلِکَ البَلاءُ. (4)

1002.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذَا ابتُلِیَ أو رَأی مُبتَلیً بِفَضیحَةٍ أو بِذَنبٍ-:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی سِترِکَ بَعدَ عِلمِکَ،ومُعافاتِکَ بَعدَ خُبرِکَ،فَکُلُّنا قَدِ اقتَرَفَ العائِبَةَ فَلَم تَشهَرهُ،وَارتَکَبَ الفاحِشَةَ فَلَم تَفضَحهُ،وتَسَتَّرَ بِالمَساوِئِ فَلَم تَدلُل عَلَیهِ.

کَم نَهیٍ لَکَ قَد أتَیناهُ،وأَمرٍ قَد وَقَفتَنا عَلَیهِ فَتَعَدَّیناهُ،وسَیِّئَةٍ اکتَسَبناها،وخَطیئَةٍ ارتَکَبناها،کُنتَ المُطَّلِعَ عَلَیها دُونَ النّاظِرینَ،وَالقادِرَ عَلی إعلانِها فَوقَ القادِرینَ،کانَت عافِیَتُکَ لَنا حِجاباً دُونَ أبصارِهِم،ورَدماً دُونَ أسماعِهِم.

ص:85


1- .الغَرِیمُ:الذی علیه الدَّین،وقد یکون الغَریمُ أیضاً:الذی له الدّین (مجمع البحرین:ج 2 ص 1316«غرم»).
2- الکافی:ج 2 ص 554 ح 1، فقه الرضا:ص 399 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 301 ح 3.
3- الجعفریّات:ص 220 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 8 ص 364 ح 9687.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 494 ح 3432 عن أبی هریرة،المعجم الأوسط:ج 5 ص 283 ح 5324،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1281 ح 3892 کلاهما عن ابن عمر،الدعاء للطبرانی:ص 253 ح 797 عن عمر وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 142 ح 3511.

فَاجعَل ما سَتَرتَ مِنَ العَورَةِ،وأَخفَیتَ مِنَ الدَّخیلَةِ،واعِظاً لَنا،وزاجِراً عَن سوءِ الخُلُقِ،وَاقتِرافِ الخَطیئَةِ،وسَعیاً إلَی التَّوبَةِ الماحِیَةِ،وَالطَّریقِ المَحمودَةِ،وقَرِّبِ الوَقتَ فیهِ،ولا تَسُمنَا الغَفلَةَ عَنکَ،إنّا إلَیکَ راغِبونَ،ومِنَ الذُّنوبِ تائِبونَ.

وصَلِّ عَلی خِیَرَتِکَ اللّهُمَّ مِن خَلقِکَ،مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الصِّفوَةِ مِن بَرِیَّتِکَ الطّاهِرینَ، وَاجعَلنا لَهُم سامِعینَ ومُطیعینَ کَما أمَرتَ. (1)

1003.الإمام الباقر علیه السلام: إذا رَأَیتَ الرَّجُلَ مَرَّ بِهِ البَلاءُ فَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عافانی مِمَّا ابتَلاکَ بِهِ، وفَضَّلَنی عَلَیکَ وعَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ»،ولا تُسمِعْهُ. (2)

1004.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن عَبدٍ یَری مُبتَلیً فَیَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَدَلَ عَنّی مَا ابتَلاکَ بِهِ، وفَضَّلَنی عَلَیکَ بِالعافِیَةِ،اللّهُمَّ عافِنی مِمَّا ابتَلَیتَهُ بِهِ»،إلّالَم یُبتَلَ بِذلِکَ البَلاءِ. (3)

1005.عنه علیه السلام: مَن نَظَرَ إلی ذی عاهَةٍ أو مَن قَد مُثِّلَ بِهِ،أو صاحِبَ بَلاءٍ،فَلیَقُل سِرّاً فی نَفسِهِ مِن غَیرِ أن یُسمِعَهُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عافانی مِمَّا ابتَلاکَ بِهِ،ولَو شاءَ لَفَعَلَ بی ذلِکَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ؛فَإِنَّهُ لا یُصیبُهُ ذلِکَ البَلاءُ أبَداً. (4)

1006.الإمام الباقر علیه السلام: رَأی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً نُغاشِیّاً (5)یُقالُ لَهُ:«زَنیمٌ،قَصیرٌ»،فَخَرَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ساجِداً،ثُمَّ قالَ:أسأَلُ اللّهَ العافِیَةَ. (6)

ص:86


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 137 الدعاء 34.
2- الکافی:ج 2 ص 565 ح 5 عن حنان بن سدیر،عن أبیه،طبّ الأئمّة علیهم السلام [3]لابنی بسطام:ص 112 نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 218 ح 4.
3- الکافی:ج 2 ص 97 ح 21 عن حفص الکناسی،بحار الأنوار:ج 71 ص 34 ح 16.
4- الأمالی للصدوق:ص 339 ح 402 عن العیص بن القاسم،روضة الواعظین:ص 519، [8]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 156 ح 2383 [9] عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 217 ح 2.
5- النُغاشیّ:القصیر أقصر ما یکون،الضعیف الحرکة،الناقص الخَلق (لسان العرب:ج 6 ص 357« نغش»).
6- السنن الکبری:ج 2 ص 519 ح 3938، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 611 ح 9،المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 357 ح 5960 کلاهما نحوه وکلّها عن جابر.

33/12الدُّعاءُ عِندَ رُؤیَةِ الجَنازَةِ

1007.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ استَقبَلَ جِنازَةً أو رَآها فَقالَ:

اللّهُ أکبَرُ هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ ورَسولُهُ وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ زِدنا إیماناً وتَسلیماً، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ،وقَهَرَ العِبادَ بِالمَوتِ.

لَم یَبقَ فِی السَّماءِ مَلَکٌ إلّابَکی رَحمَةً لِصَوتِهِ. (1)

1008.الکافی عن أبی حمزة: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا رَأی جِنازَةً قَد أقبَلَت قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَجعَلنی مِنَ السَّوادِ المُختَرَمِ (2). (3)

1009.تهذیب الأحکام عن عمّار الساباطی،عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الجِنازَةِ إذا حُمِلَت کَیفَ یَقولُ الَّذی یَحمِلُها؟قالَ:یَقولُ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ. (4)

34/12الدُّعاءُ عِندَ الخُروجِ إلَی السّوقِ

1010.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن أبی بریدة عن أبیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا خَرَجَ إلَی

ص:87


1- .الکافی:ج 3 ص 167 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 452 ح 1471 کلاهما عن عنبسة بن مصعب عن الإمام الصادق علیه السلام،الدعوات:ص 259 ح 739 عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 81 ص 266 ح 24؛الدعاء للطبرانی:ص 352 ح 1161 عن أنس نحوه.
2- المخترم:الهالک،أی لم یجعلنی هالکاً ( مجمع البحرین:ج 1 ص 639« خرم»).
3- الکافی:ج 3 ص 167 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 452 ح 1472،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 177 ح 525،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 156 ح 2385، [4]الدعوات:ص 260 ح 740،بحار الأنوار:ج 81 ص 266 ذیل ح 24.
4- تهذیب الأحکام:ج 1 ص 454 ح 1478،الدعوات:ص 260 ح 741 بزیادة«لی»بعد«اغفر»،بحار الأنوار:ج 81 ص 267 ح 25.

السّوقِ قالَ:

بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذِهِ السّوقِ وخَیرِ ما فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ هذِهِ السّوقِ وشَرِّ ما فیها،وأَعوذُ بِکَ أن اصیبَ فیها یَمیناً فاجِرَةً أو صَفقَةً خاسِرَةً. (1)

1011.الغارات عن النعمان بن سعد عن الإمام علیّ علیه السلام: کانَ یَخرُجُ إلَی السُّوقِ ومَعَهُ الدِّرَّةُ، فَیَقولُ:إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفُسوقِ،ومِن شَرِّ هذِهِ السّوقِ. (2)

35/12الدُّعاءُ عِندَ دُخولِ السّوقِ

1012.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَدخُلُ السّوقَ:

سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اعطِیَ مِنَ الأَجرِ عَدَدَ ما خَلَقَ اللّهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)

1013.الدعاء للطبرانی عن بریدة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا دَخَلَ السّوقَ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذِهِ السّوقِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالفُسوقِ. (4)

1014.ربیع الأبرار عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَلیلَ الخُطُواتِ فِی السّوقِ،وکانَ یَقولُ إذا

ص:88


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 69 ح 181،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 723 ح 1977 وفیه:«إذا دخل السوق»،المعجم الکبیر:ج 2 ص 21 ح 1157،المعجم الأوسط:ج 5 ص 354 ح 5534 کلاهما عن بریدة،کنز العمال:ج 4 ص 126 ح 9867.
2- الغارات:ج 1 ص 114، بحار الأنوار:ج 103 ص 102 ح 46.
3- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 31 ح 42 عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 150 ح 87 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،جامع الأخبار:ص 142 ح 302 عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 97 ح 26؛سنن الترمذی:ج 5 ص 491 ح 3428،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 722 ح 1974 کلاهما عن عمر نحوه.
4- الدعاء للطبرانی:ص 252 ح 794،المعجم الأوسط:ج 5 ص 371 ح 5589؛مستدرک الوسائل:ج 13 ص265 ح 5309 نقلاً عن لبّ اللباب.

خَطا فیها:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ السّوقِ،وأَعوذُ بِکَ مِن الفُسوقِ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ صَفقَةٍ خاسِرَةٍ،ومِن کُلِّ یَمینٍ کاذِبَةٍ. (1)

1015.الإمام علیّ علیه السلام: إذَا اشتَرَیتُم ما تَحتاجونَ إلَیهِ مِنَ السّوقِ،فَقولوا حینَ تَدخُلونَ الأَسواقَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صَفقَةٍ خاسِرَةٍ،ویَمینٍ فاجِرَةٍ،وأَعوذُ بِکَ مِن بَوارِ الأَیِّمِ (2). (3)

1016.الإمام الباقر علیه السلام: مَن دَخَلَ السّوقَ فَنَظَرَ إلی حُلوِهِا ومُرِّها وحامِضِها،فَلیَقُل:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ،وأَستَجیرُ بِکَ مِنَ الظُّلمِ وَالغُرمِ (4)وَالمَأثَمِ. (5)

1017.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فِی السّوقِ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ»کَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ. (6)

1018.عنه علیه السلام: مَن دَخَلَ سوقاً فَقالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الظُّلمِ وَالمَأثَمِ وَالمَغرَمِ»کَتَبَ اللّهُ لَهُ مِنَ الحَسَناتِ عَدَدَ مَن فیها مِن فَصیحٍ وأَعجَمَ. (7)

ص:89


1- .ربیع الأبرار:ج 1 ص 349.
2- بوار الأیِّم:أی کسادها،من بارت السوق إذا کسدت،والأیِّم:التی لا زوج لها وهی مع ذلک لا یرغب فیها أحد ( النهایة:ج 1 ص 161« بور»).والمراد هنا کساد المتاع کنایةً وتشبیهاً.
3- الخصال:ص 634 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 122،بحار الأنوار:ج 76 ص 172 ح 1.
4- الغرمُ:وهو الدَّینُ،وهو ما استدین فیما یکرهُهُ اللّه (النهایة:ج 3 ص 363« غرم»).
5- المحاسن:ج 1 ص 110 ح 100 عن سعد الخفّاف،بحار الأنوار:ج 76 ص 173 ح 4.
6- الأمالی للصدوق:ص 704 ح 967، المحاسن:ج 1 ص 111 ح 101 [9] کلاهما عن أبی عبیدة الحذّاء،روضة الواعظین:341، [10]بحار الأنوار:ج 76 ص 173 ح 5.
7- الأمالی للطوسی:ص 145 ح 238 عن محمّد بن عثمان بن زید بن بکار بن الولید الجهنی،بحار الأنوار: [13]ū ج 76 ص 173 ح 3.

1019.عنه علیه السلام: مَن دَخَلَ سوقاً أو مَسجِدَ جَماعَةٍ،فَقالَ مَرَّةً واحِدَةً:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وَاللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأَصیلاً،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

عَدَلَت لَهُ حَجَّةً مَبرورَةً. (1)

1020.عنه علیه السلام: إذا دَخَلتَ السُّوقَ فَقُل:

لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ ما یَنطِقونَ،سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما یَسومونَ،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما یَلغونَ،سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما یَنطِقونَ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما یَسومونَ،تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ. (2)

1021.الکافی عن حنان،عن أبیه: قالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السلام:یا أبَا الفَضلِ،أما لَکَ مَکانٌ تَقعُدُ فیهِ فَتُعامِلَ النّاسَ؟قالَ:قُلتُ:بَلی.

قالَ:ما مِن رَجُلٍ مُؤمِنٍ یَروحُ أو یَغدو إلی مَجلِسِهِ أو سوقِهِ،فَیَقولُ حینَ یَضَعُ رِجلَهُ فِی السّوقِ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِها وخَیرِ أهلِها»إلّاوَکَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ مَن یَحفَظُهُ ویَحفَظُ عَلَیهِ،حَتّی یَرجِعَ إلی مَنزِلِهِ،فَیَقولُ لَهُ:قَد اجِرتَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها یَومَکَ هذا بِإِذنِ اللّهِ عز و جل،وقَد رُزِقتَ خَیرَها وخَیرَ أهلِها فی یَومِکَ هذا.

فَإِذا جَلَسَ مَجلِسَهُ قالَ حینَ یَجلِسُ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ حَلالاً طَیِّباً،وأَعوذُ بِکَ مِن أن أظلِمَ أو اظلَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن صَفقَةٍ

ص:90


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 199 ح 3753،المحاسن:ج 1 ص 111 ح 102 نحوه وکلاهما عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 76 ص 173 ح 6.
2- الاُصول الستّة عشر ( أصل عبد اللّه بن یحیی الکاهلی):ص 327 ح 536،مستدرک الوسائل:ج 13 ص 263 ح 15303.

خاسِرَةٍ ویَمینٍ کاذِبَةٍ.

فَإِذا قالَ ذلِکَ قالَ لَهُ المَلَکُ المُوَکَّلُ بِهِ:أبشِر فَما فی سوقِکَ الیَومَ أحَدٌ أوفَرُ مِنکَ حَظّاً،قَد تَعَجَّلتَ الحَسَناتِ،ومُحِیَت عَنکَ السَّیِّئاتُ،وسَیَأتیکَ ما قَسَمَ اللّهُ لَکَ مُوَفَّراً، حَلالاً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ. (1)

1022.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ سوقَکَ (2)فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِها وخَیرِ أهلِها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أن أظلِمَ أو اظلَمَ،أو أبغِیَ أو یُبغی عَلَیَّ،أو أعتَدِیَ أو یُعتَدی عَلَیَّ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ إبلیسَ وجُنودِهِ،وشَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،وحَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ، عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (3)

36/12الدُّعاءُ عِندَ الاِشتِراءِ

1023.الإمام الصادق علیه السلام: إذَا اشتَرَیتَ شَیئاً مِن مَتاعٍ أو غَیرِهِ فَکَبِّر،ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ إنِّی اشتَرَیتُهُ ألتَمِسُ فیهِ مِن فَضلِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ فَاجعَل لی فیهِ فَضلاً،اللّهُمَّ إنِّی اشتَرَیتُهُ ألتَمِسُ فیهِ مِن رِزقِکَ،اللّهُمَّ فَاجعَل لی فیهِ رِزقاً.

ثُمَّ أعِد کُلَّ واحِدَةٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (4)

ص:91


1- .الکافی:ج 5 ص 155 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 200 ح 3754 عن سدیر نحوه،وسائل الشیعة:ج 12 ص 301 ح 22851.
2- فی مکارم الأخلاق:« فإذا انتهیت إلی السوق فقل:«أشهد أن لا إله إلّااللّه وحده لا شریک له،له الملک وله الحمد یحیی ویمیت ویمیت ویحیی،وهو حیّ لا یموت،بیده الخیر وهو علی کلّ شیء قدیر،وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله»بدل«إذا دخلت سوقک فقل».
3- الکافی:ج 5 ص 156 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 9 ح 32 کلاهما عن معاویة بن عمّار،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 546 ح 1882 [5] نحوه،عوالی اللآلی:ج 3 ص 204 ح 31، [6]بحار الأنوار:ج 103 ص 91 ح 4.
4- الکافی:ج 5 ص 156 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 9 ح 33 کلاهما عن حریزٍ،کتاب من لا یحضره ū الفقیه:ج 3 ص 200 ح 3757 عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 546 ح 1883 [9] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 92 ح 4.

1024.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَشتَرِیَ شَیئاً فَقُل:

یا حَیُّ یا قَیّومُ یا دائِمُ،یا رَؤوفُ یا رَحیمُ،أسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ وقُدرَتِکَ وما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،أن تَقسِمَ لی مِنَ التِّجارَةِ الیَومَ أعظَمَها رزِقاً،وأَوسَعَها فَضلاً،وخَیرَها عاقِبَةً، فَإِنَّهُ لا خَیرَ فیما لا عاقِبَةَ لَهُ. (1)

1025.الإمام الصادق علیه السلام: إذَا اشتَرَیتَ دابَّةً أو رَأساً فَقُل:

اللّهُمَّ اقدِر لی أطوَلَها حَیاةً،وأَکثَرَها مَنفَعَةً،وخَیرَها عاقِبَةً. (2)

1026.عنه علیه السلام: إذَا اشتَرَیتَ دابَّةً فَقُل:

اللّهُمَّ إن کانَت عَظیمَةَ البَرَکَةِ،فاضِلَةَ المَنفَعَةِ،مَیمونَةَ النّاصِیَةِ،فَیَسِّر لی شِراءَها، وإن کانَت غَیرَ ذلِکَ فَاصرِفنی عَنها إلَی الَّذی هُوَ خَیرٌ لی مِنها،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ، وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

تَقولُ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)

1027.عنه علیه السلام: إذا أحرَزتَ مَتاعاً فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَهُ یا مَن لا یُضَیِّعُ وَدیعَتَهُ،وأَستَحرِسُکَهُ،فَاحفَظهُ عَلَیَّ،وَاحرُسهُ لی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وبِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ،وبِعِزِّکَ الَّذی لا یَذِلُّ،وبِسُلطانِکَ القاهِرِ الغالِبِ لِکُلِّ شَیءٍ. (4)

ص:92


1- .الکافی:ج 5 ص 157 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 10 ح 34 کلاهما عن معاویة بن عمّار،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 546 ح 1882، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 91 ح 4.
2- الکافی:ج 5 ص 157 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 10 ح 34 کلاهما عن معاویة بن عمّار،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 546 ح 1882 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 92 ح 4.
3- الکافی:ج 5 ص 157 ح 4 عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 12 ص 304 ح 22861.
4- الاُصول الستّة عشر ( أصل زید النرسی):ص 207 ح 198،بحار الأنوار:ج 103 ص 103 ح 53.

1028.الأمالی للطوسی عن رزیق: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً إذا أنَا أحرَزتُ شَیئاً لَم أخَف عَلَیهِ ضَیعَةً،قالَ:تَقولُ:

یا اللّهُ،یا حافِظَ الغُلامَینِ بِصَلاحِ أبیهِمَا،احفَظنی وَاحفَظ عَلَیَّ دینی وأَمانَتی ومالی؛ فَإِنَّهُ لا حافِظَ حِفظِ ضَیعَةٍ أحفَظُ عَلی مالی مِنکَ إنَّکَ حافِظٌ حَفیظٌ أخَذتُ بِسَمعِ اللّهِ وبَصَرِهِ وقُدرَتِهِ عَلی کُلِّ مَن أرادَنی وأَرادَ مالی ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

ص:93


1- .الأمالی للطوسی:ص 700 ح 1494، بحار الأنوار:ج 94 ص 406 ح 8.

ص:94

الفَصلُ الثالث عشر:دَعَواتُ الأَکلِ وَالشُّربِ

1/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عِندَ وَضعِ المائِدَةِ

1029.الکافی عن أحمد بن الحسن المیثمی رفعه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَینَ یَدَیهِ، قالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ ما أحسَنَ ما تَبتَلینا ! سُبحانَکَ ما أکثَرَ ما تُعطینا! سُبحانَکَ ما أکثَرَ ما تُعافینا! اللّهُمَّ أوسِع عَلَینا وعَلی فُقَراءِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ. (1)

1030.مکارم الأخلاق: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَینَ یَدَیهِ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشکورَةً تَصِلُ بِها نِعمَةَ الجَنَّةِ. (2)

1031.الإمام علیّ علیه السلام -عِندَ الأَکلِ وَالشُّربِ-:

اللّهُمَّ إنَّ هذا مِن عَطائِکَ فَبارِک لَنا فیهِ وسَوِّغناهُ (3)،وَاخلُف لَنا خَلَفاً لِما أکَلناهُ أو شَرِبناهُ، مِن غَیرِ حَولٍ مِنّا ولا قُوَّةٍ،رَزَقتَ فَأَحسَنتَ فَلَکَ الحَمدُ،رَبِّ اجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ. (4)

ص:95


1- .الکافی:ج 6 ص 293 ح 8، المحاسن:ج 2 ص 215 ح 1645 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 375 ح 29.
2- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 309 ح 987، الجعفریات:ص 216 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام نحوه وفیه«رفعت»بدل«وضعت»،بحار الأنوار:ج 66 ص 380 ح 47.
3- ساغَ الشّرابُ فی الحلق:سَهُلَ انحداره (مفردات ألفاظ القرآن:ص 435« ساغ»).
4- المحاسن:ج 2 ص 216 ح 1648، بحار الأنوار:ج 66 ص 376 ح 32.

1032.عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:یا بُنَیَّ لا تَطعَمَنَّ لُقمَةً مِن حارٍّ ولا بارِدٍ،ولا تَشرَبَنَّ شَربَةً ولا جُرعَةً إلّاوأَنتَ تَقولُ قَبلَ أن تَأکُلَهُ،وقَبلَ أن تَشرَبَهُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی أکلی وشُربِی السَّلامَةَ مِن وَعکِهِ (1)،وَالقُوَّةَ بِهِ عَلی طاعَتِکَ وذِکرِکَ وشُکرِکَ فیما بَقَّیتَهُ فی بَدَنی،وأَن تُشَجِّعَنی بِقُوَّتِها عَلی عِبادَتِکَ،وأَن تُلهِمَنی حُسنَ التَّحَرُّزِ مِن مَعصِیَتِکَ.

فَإِنَّکَ إن فَعَلتَ ذلِکَ أمِنتَ وَعثَهُ (2)وغائِلَتَهُ. (3)

1033.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا وُضِعَ الطَّعامُ بَینَ یَدَیهِ قالَ:

اللّهُمَّ هذا مِن مَنِّکَ وفَضلِکَ وعَطائِکَ،فَبارِک لَنا فیهِ وسَوِّغناهُ،وَارزُقنا خَلَفاً إذا أکَلناهُ،ورُبَّ مُحتاجٍ إلَیهِ،رَزَقتَ فَأَحسَنتَ.اللّهُمَّ وَاجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ. (4)

1034.عنه علیه السلام: إذا وُضِعَ الخِوانُ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا أکَلتَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ عَلی أوَّلِهِ وآخِرِهِ»، وإذا رُفِعَ فَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ». (5)

1035.الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ الصّادِقُ علیه السلام إذا قُدِّمَ إلَیهِ الطَّعامُ یَقولُ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وهذا مِن فَضلِ اللّهِ،وبَرَکَةِ رَسولِ اللّهِ وآلِ رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ کَما أشبَعتَنا فَأَشبِع کُلَّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ،وبارِک لَنا فی طَعامِنا وشَرابِنا وأَجسادِنا وأَموالِنا. (6)

ص:96


1- .الوعک:مَغْص المرض،وقیل:أذی الحمّی ووجعها فی البدن (لسان العرب:ج 10 ص 514« وعک»).
2- الوعث:المشقّة،وأصله المکان السهل الکثیر الرمل الذی یتعب فیه الماشی ویشقّ علیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1951«وعث»).
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 309 ح 986، بحار الأنوار:ج 66 ص 380 ح 47.
4- الکافی:ج 6 ص 294 ح 12، المحاسن:ج 2 ص 212 ح 1632 [5] کلاهما عن أبی یحیی الصنعانی،بحار الأنوار:ج 66 ص 373 ح 18.
5- الکافی:ج 6 ص 292 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 9 ص 99 ح 428،المحاسن:ج 2 ص 212 ح 1631 [8] کلّها عن أبی بصیر،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 316 ح 1011، [9]بحار الأنوار:ج 66 ص 373 ح 17.
6- بحار الأنوار:ج 66 ص 383 ذیل ح 49 نقلاً عن الراوندی فی النوادر.

1036.الإقبال عنهم علیهم السلام -فیما یُقالُ عِندَ تَناوُلِ الطَّعامِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ،ویُجیرُ ولا یُجارُ عَلَیهِ،ویَستَغنی ویُفتَقَرُ إلَیهِ.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما رَزَقتَنی مِن طَعامٍ وإدامٍ (1)فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،مِن غَیرِ کَدٍّ (2)مِنّی ومَشَقَّةٍ.

بِسمِ اللّهِ خَیرِ الأَسماءِ،بِسمِ اللّهِ رَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ،بِسمِ اللّهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَیءٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ،اللّهُمَّ أسعِدنی مِن مَطعَمی هذا بِخَیرِهِ، وأَعِذنی مِن شَرِّهِ،وأَمتِعنی بِنَفعِهِ،وسَلِّمنی مِن ضَرِّهِ. (3)

2/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ حینَ الأَکلِ

1037.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الطَّعامُ إذا جَمَعَ أربَعَ خِصالٍ فَقَد تَمَّ:إذا کانَ مِن حَلالٍ،وکَثُرَتِ الأَیدی، وسُمِّیَ فی أوَّلِهِ،وحُمِدَ اللّهُ عز و جل فی آخِرِهِ. (4)

1038.مکارم الأخلاق: کانَ [النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ] إذا وَضَعَ یَدَهُ فِی الطَّعامِ قالَ:

بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ بارِک لَنا فیما رَزَقتَنا،وعَلَیکَ خَلَفُهُ. (5)

1039.الإقبال: رَوَی السَّیِّدُ یَحیَی بنُ الحُسَینِ بنِ هارونَ الحَسَنِیُّ فی کِتابِ أمالیهِ بِإِسنادِهِ،قالَ:

کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ بَعضَ اللُّقمَةِ قالَ:

ص:97


1- .الإدامُ:ما یؤکل مع الخبز؛أیّ شیء کان (النهایة:ج 1 ص 31« ادم»).
2- الکَدُّ:الإتعابُ (النهایة:ج 4 ص 155«کدد»).
3- الإقبال:ج 1 ص 238، الأمان:ص 60، [3]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 310 ح 992 [4] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 10 ح 2.
4- الکافی:ج 6 ص 273 ح 2 عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 216 ح 39،معانی الأخبار:ص 375 ح 1 کلاهما عن السّکونی عن الإمام الصّادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،المحاسن:ج 2 ص 161 ح 1439 [7] عن عبد اللّه بن مسکان عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 66 ص 369 ح 4.
5- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 69 ح 81، بحار الأنوار:ج 66 ص 380 ح 47؛ [10]اُسد الغابة:ج 6 ص 374 الرقم 6496 الدعاء للطبرانی: [11]ص 278 ح 888،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 162 ح 457 کلاهما عن عبد اللّه بن عمرو وفیهما«وقنا عذاب النّار بسم اللّه»بدل«وعلیک خلفه».

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،أطعَمتَ وسَقَیتَ وأَروَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ غَیرَ مَکفورٍ،ولا مُوَدَّعٍ،ولا مُستَغنیً عَنکَ. (1)

1040.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أکَلَ أحَدُکُم طَعاماً فَلیَقُل:«اللّهُمَّ بارِک لَنا فیهِ؛وأَطعِمنا خَیراً مِنهُ».

وإذا سُقِیَ لَبَناً فَلیَقُل:«اللّهُمَّ بارِک لَنا فیهِ،وزِدنا مِنهُ»؛فَإِنَّهُ لَیسَ شَیءٌ یُجزِئُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ إلَّااللَّبَنُ (2). (3)

1041.مسند ابن حنبل عن ابن أعبد: قالَ لی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:یَابنَ أعبَدَ،هَل تَدری ما حَقُّ الطَّعامِ؟

قالَ:قُلتُ:وما حَقُّهُ یَابنَ أبی طالِبٍ؟

قالَ:تَقولُ:«بِسمِ اللّه،اللّهُمَّ بارِک لَنا فیما رَزَقتَنا».قالَ:وتَدری ما شُکرُهُ إذا فَرَغتَ؟

قالَ:قُلتُ:وما شُکرُهُ؟

قالَ:تَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا». (4)

1042.الإمام علیّ علیه السلام: اذکُرُوا اللّهَ عز و جل عَلَی الطَّعامِ ولا تَلغَطوا،فَإِنَّهُ نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللّهِ ورِزقٌ مِن رِزقِهِ، یَجِبُ عَلَیکُم فیهِ شُکرُهُ وذِکرُهُ وحَمدُهُ. (5)

ص:98


1- .الإقبال:ج 1 ص 245، بحار الأنوار:ج 98 ص 15 ح 2.
2- لیس شیء یُجزئ من الطعام والشراب إلّااللبن:أی لیس یکفی،یقال:جزأت الإبلُ بالرُّطب [والرُّطب:الرعی الأخضر من البقل والشجر] عن الماء:أی اکتفت (النهایة:ج 1 ص 266« جزأ»).
3- سنن أبی داوود:ج 3 ص 339 ح 3730،سنن الترمذی:ج 5 ص 507 ح 3455،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1103 ح 3322،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 484 ح 1978، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 79 ح 10118 [5] کلّها عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 239 ح 40743.
4- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 322 ح 1312،الدعاء للطبرانی: ص 95 ح 235،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 5 ص 564 ح 11 و ج 7 ص 91 ح 5،کنز العمّال:ج 15 ص 428 ح 41697.
5- الکافی:ج 6 ص 296 ح 23، المحاسن:ج 2 ص 213 ح 1635 [8] کلاهما عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 616 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 317 ح 1016 [9] عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام وفیهما«تطغوا»بدل«تلغطوا»،بحار الأنوار:ج 66 ص 374 ح 21.

3/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عِندَ الشُّربِ

1043.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا شَرِبَ الماءَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَقانا عَذباً زُلالاً،ولَم یَسقِنا مِلحاً اجاجاً،ولَم یُؤاخِذنا بِذُنوبِنا. (1)

1044.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا شَرِبَ الماءَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَقانا عَذبا فُراتاً بِرَحمَتِهِ،ولَم یَجعَلهُ اجاجاً (2)بِذُنوبِنا. (3)

1045.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ بَعدَ شُربِ الماءِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَقانی فَأَروانی،وأَعطانی فَأَرضانی،وعافانی وکَفانی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن تَسقیهِ فِی المَعادِ مِن حَوضِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وتُسعِدُهُ بِمُرافَقَتِهِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

4/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ بَعدَ تَناوُلِ الطَّعامِ أو عِندَ رَفعِ المائِدَةِ

1046.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ مِن بَینِ یَدَیهِ،یَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ. (5)

ص:99


1- .الکافی:ج 6 ص 384 ح 2 عن أبی القدّاح،المحاسن:ج 2 ص 406 ح 2420، [2]قرب الإسناد:ص 21 ح 71 [3] کلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 130 ح 456 [4] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 16 ص 268 ح 78.
2- اُجاجٌ:شدید الملوحة والحرارة (مفردات ألفاظ القرآن:ص 64« أجّ»).
3- الدّعاء للطبرانی:ص 280 ح 899 عن فضیل بن عیاض عن الإمام الصادق علیه السلام،الشکر لابن أبی الدّنیا:ص 41 ح 70،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 137 الرقم 405 کلاهما عن جابر،کنز العمّال:ج 7 ص 111 ح 18226.
4- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 324 ح 1039 عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمان:ص 62 [8] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 66 ص 475 ح 59.
5- الجعفریّات:ص 160 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.

1047.عنه علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ مِن بَینِ یَدَیهِ،قالَ:

اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَحضورَةً (1)مَشکورَةً مَوصولَةً بِالجَنَّةِ. (2)

1048.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ قالَ:

اللّهُمَّ أکثَرتَ وأَطَبتَ وبارَکتَ،فَأَشبَعتَ وأَروَیتَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (3)

1049.الدّعاء للطبرانی عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا فَرَغَ مِنَ الطَّعامِ،قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَینا فَهَدانا،وکُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانا. (4)

1050.سنن أبی داوود عن أبی سعید الخدری: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ،قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مُسلِمینَ. (5)

1051.سنن أبی داوود عن أبی أیّوب الأنصاری: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ أو شَرِبَ،قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَ وسَقی،وسَوَّغَهُ وجَعَلَ لَهُ مَخرَجاً. (6)

1052.صحیح البخاری عن أبی امامة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رُفِعَ مائِدَتُهُ،قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ،غَیرَ مَکفِیٍّ ولا مُوَدَّعٍ،ولا مُستَغنیً عَنهُ،رَبَّنا. (7)

ص:100


1- .محضورة:أی تحضرها ملائکة اللّیل والنّهار (النهایة:ج 1 ص 399« حضر»).
2- الجعفریّات:ص 216 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 309 ح 987 [3] من دون إسنادٍ إلی الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 380 ح 47.
3- الکافی:ج 6 ص 294 ح 15، المحاسن:ج 2 ص 216 ح 647 [6] بزیادة«فهنّئه»بعد«وأرویت»،بحار الأنوار:ج 66 ص 376 ح 31.
4- الدعاء للطبرانی:ص 279 ح 895،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 91 ح 1 عن عمرو بن مرة نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 429 ح 41699.
5- سنن أبی داوود:ج 3 ص 366 ح 3850،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1092 ح 3283،سنن الترمذی:ج 5 ص 508 ح 3457، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 80 ح 10120، [10]الجامع الصغیر:ج 2 ص 343 ح 6756.
6- سنن أبی داوود:ج 3 ص 366 ح 3851،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 79 ح 10117، صحیح ابن حبان:ج 12 ص 24 ح 5220،المعجم الکبیر:ج 4 ص 182 ح 4082،المعجم الأوسط:ج 5 ص 304 ح 5384،کنز العمّال:ج 7 ص 103 ح 18176.
7- صحیح البخاری:ج 5 ص 2078 ح 5142،سنن أبی داوود:ج 3 ص 366 ح 3849،سنن ابن ماجة:ج 2 ū ص 1092 ح 3284،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 283 ح 22262 و ص 294 ح 22319، سنن الترمذی:ج 5 ص 507 ح 3456 ولیس فیه«مکفّی»،کنز العمّال:ج 7 ص 104 ح 18178.

1053.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ طَعاماً ثُمَّ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی هذَا الطَّعامَ ورَزَقَنیهِ،مِن غَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ.

غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (1)

1054.مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن جبیر،عن رجل خدم رسول اللّه صلی الله علیه و آله ثمان سنین: أنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله إذا قُرِّبَ إلَیهِ طَعامُهُ یَقولُ:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ:

اللّهُمَّ،أطعَمتَ وأَسقَیتَ،وأَغنَیتَ وأَقنَیتَ (2)،وهَدَیتَ وأَحیَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أعطَیتَ. (3)

1055.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا طَعِمَ،قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،وأَشبَعَنا وأَروانا،وکَفانا وأَولانا (4)،فَکَم مِن مَکفوفٍ لا کافِیَ لَهُ ولا مَأوی،ومَصیرُهُ إلَی النّارِ. (5)

1056.مسند ابن حنبل عن نعیم بن سلامة عن رجل من بنی سلیم -وکانَت لَهُ صُحبَةٌ-:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،أطعَمتَ وسَقَیتَ،وأَشبَعتَ وأَروَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ غَیرَ مَکفورٍ ولا

ص:101


1- .سنن أبی داوود:ج 4 ص 42 ح 4023،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1093 ح 3285،سنن الترمذی:ج 5 ص 508 ح 3458، مسند ابن حنبل:ج 5 ص 312 ح 5632، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 687 ح 1870 کلّها عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 239 ح 40744.
2- أقنی:أعطاه ما یدّخره بعد الکفایة،ویقال:قنیت به:أی رضیت به (لسان العرب:ج 15 ص 202« قنا»).
3- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 577 ح 6595 و ج 7 ص 13 ح 18992 و ج 9 ص 60 ح 23244 وفیهما«اجتبیت»بدل«احییت»،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 164 ح 465،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 202 ح 6898، [5]اُسد الغابة:ج 6 ص 420 الرقم 6630 ولیس فیهما«واحییت»،کنز العمّال:ج 7 ص 105 ح 18181.
4- أولانی:أی أنعم علیّ،من الآلاء وهی النّعم (لسان العرب:ج 15 ص 413«ولی»).
5- الدعاء للطبرانی:ص 279 ح 894.

مُوَدَّعٍ،ولا مُستَغنیً عَنکَ. (1)

1057.السنن الکبری للنسائی عن أبی هریرة: دَعا رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ-ِ من أهلِ قُباءَ (2)-النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَانطَلَقنا مَعَهُ،فَلَمّا طَعِمَ وغَسَلَ یَدَهُ-أو یَدَیهِ-قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ،مَنَّ عَلَینا فَهَدانا،وأَطعَمَنا وسَقانا،وکُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانا،الحَمدُ للّهِ ِ غَیرُ مُوَدَّعٍ ولا مُکافَأٍ ولا مَکفورٍ ولا مُستَغنیً عَنهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَ مِن الطَّعامِ،وسَقی مِنَ الشَّرابِ،وکَسا مِنَ العُریِ،وهَدی مِنَ الضَّلالَةِ،وبَصَّرَ مِنَ العَمی، وفَضَّلَ عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِهِ تَفضیلاً،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (3)

1058.الإمام علیّ علیه السلام -مِن قَولِهِ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَفانا وأَکرَمَنا،وحَمَلَنا فِی البَرِّ وَالبَحرِ،ورَزَقَنا مِنَ الطَّیِّباتِ،وفَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَفانَا المَؤونَةَ،وأَسبَغَ عَلَینا. (4)

1059.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام...إذا رُفِعَ الخِوانُ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی حَمَلَنا فِی البَرِّ وَالبَحرِ،ورَزَقَنا مِنَ الطَّیِّباتِ وفَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِهِ تَفضیلاً. (5)

ص:102


1- .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 310 ح 18093، اُسد الغابة:ج 6 ص 387 الرقم 6536، [2]تاریخ دمشق:ج 62 ص 172 ح 12759 ولیس فیه«ولا مستغنی عنک»،کنز العمّال:ج 7 ص 104 ح 18180؛الإقبال:ج 1 ص 245 [3] وفیه«کان النبیّ صلی الله علیه و آله إذا أکل بعض اللّقمة قال:....»ولیس فیه«وأشبعت»،بحار الأنوار:ج 98 ص 15.
2- قُبا:هی قریة علی میلین من المدینة علی یسار القاصد إلی مکّة...وهناک مسجد التّقوی (معجم البلدان:ج 4ص 302).
3- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 82 ح 10133، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 731 ح 2003،صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 23 ح 5219 نحوه،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 171 ح 485،الشکر لابن أبی الدّنیا:ص 20 ح 15 بزیادة«رجاء ربی»بعد«مودّع».
4- المحاسن:ج 2 ص 216 ح 1648، بحار الأنوار:ج 66 ص 376 ح 32.
5- الکافی:ج 6 ص 294 ح 12، المحاسن:ج 2 ص 212 ح 1632 [10] کلاهما عن أبی یحیی الصّنعانی،بحار الأنوار:ج 66 ص 373 ح 18.

1060.کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عَن أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام أنَّهُ کانَ إذا طَعِمَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،وکَفانا وأَیَّدَنا وآوانا،وأَنعَمَ عَلَینا وأَفضَلَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (1)

1061.المحاسن عن أبی بصیر: تَغَدَّیتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام،فَلَمّا وُضِعَتِ المائِدَةُ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»، فَلَمّا فَرَغَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،ورَزَقَنا وعافانا،ومَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وجَعَلَنا مُسلِمینَ. (2)

1062.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أشبَعَنا فی جائِعینَ،وأَروانا فی ظامِئینَ،وآوانا فی ضائِعینَ (3)،وحَمَلَنا فی راجِلینَ،وآمَنَنا فی خائِفینَ،وأَخدَمَنا فی عانینَ (4). (5)

1063.عنه علیه السلام: اذکُرِ اسمَ اللّهِ عز و جل عَلَی الطَّعامِ،فَإِذا فَرَغتَ فَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (6)

ص:103


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 358 ح 4266،المحاسن:ج 2 ص 216 ح 1646، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 310 ح 988، [2]بحار الأنوار:ج 66 ص 376 ح 30.
2- المحاسن:ج 2 ص 217 ح 1649، بحار الأنوار:ج 66 ص 377 ح 33.
3- فی المصادر الاُخری:«ضاحین»بدل«ضائعین».وفی هامش المصدر:«فی بعض النسخ (ضاحین) بالضادالمعجمة والحاء المهملة؛أی أسکننا فی المساکین بین جماعة ضاحین،أی لیس بینهم وبین ضحوة الشمس ستر یحفظهم من حرّها».
4- أی جعل لنا من یخدمنا ونحن بین جماعة عانین؛من العناء والتّعب والمشقّة (هامش المصدر).
5- الکافی:ج 6 ص 295 ح 16، المحاسن:ج 2 ص 217 ح 1650 [7] کلاهما عن هشام بن سالم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 310 ح 990 ولیس فیه«کان أبی علیه السلام یقول»وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 377 ح 34.
6- الکافی:ج 6 ص 294 ح 13، المحاسن:ج 2 ص 214 ح 1637 [10] بزیادة«والشراب»بعد«الطعام»وکلاهما عن جرّاح المدائنی،بحار الأنوار:ج 66 ص 374 ح 23.

1064.الکافی عن عبید بن زرارة: أکَلتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام طَعاماً،فَما احصی کَم مَرَّةً قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی أشتَهیهِ. (1)

1065.الإمام الصادق علیه السلام -لِسِنانٍ-:یا سِنانُ،مَن قُدِّمَ إلَیهِ طَعامٌ فَأَکَلَهُ فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنیهِ بِلا حَولٍ ولا قُوَّةٍ مِنّی.

غُفِرَ لَهُ قَبلَ أن یَقومَ-أو قالَ:قَبلَ أن یُرفَعَ طَعامُهُ-. (2)

1066.الکافی عن یونس بن ظبیان: کُنتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَحَضَرَ وَقتُ العِشاءِ فَذَهَبتُ أقومُ، فَقالَ:اِجلِس یا أبا عَبدِ اللّهِ،فَجَلَستُ،حَتّی وُضِعَ الخِوانُ،فَسَمّی حینَ وُضِعَ،فَلَمّا فَرَغَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ،هذا مِنکَ ومِن مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (3)

1067.الکافی عن ابن بکیر: کُنّا عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَأَطعَمَنا،ثُمَّ رَفَعنا أیدِیَنا فَقُلنا:الحَمدُ للّهِ ِ.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:

اللّهُمَّ هذا مِنکَ ومِن مُحَمَّدٍ رَسولِکَ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (4)

1068.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ سَلمانُ إذا رَفَعَ یَدَهُ مِنَ الطَّعامِ قالَ:

اللّهُمَّ أکثَرتَ وأَطَبتَ فَزِد،وأَشبَعتَ وأَروَیتَ فَهَنِّئهُ. (5)

ص:104


1- .الکافی:ج 6 ص 295 ح 17، المحاسن:ج 2 ص 218 ح 1653، [2]بحار الأنوار:ج 66 ص 378 ح 37.
2- المحاسن:ج 2 ص 212 ح 1633 و ص 215 ح 1643 کلاهما عن عبد اللّه بن سنان عن أبیه،بحار الأنوار:ج 66 ص 373 ح 19.
3- الکافی:ج 6 ص 295 ح 21، المحاسن:ج 2 ص 218 ح 1654، [7]کنز الفوائد:ج 2 ص 36 [8] نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 378 ح 38.
4- الکافی:ج 6 ص 296 ح 22، المحاسن:ج 2 ص 217 ح 1651 [11] عن أبی بکر نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 377 ح 35.
5- المحاسن:ج 2 ص 218 ح 1652، الاُصول الستّة عشر (أصل عاصم بن حمید الحناط):ص 160 ح 85 کلاهما عن محمد بن مسلم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 310 ح 989،بحار الأنوار:ج 66 ص 378 ح 36.

5/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ لِصاحِبِ الطَّعامِ

1069.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ لِقَومٍ تَناوَلَ الطَّعامَ عِندَهُم-:

اللّهُمَّ بارِک لَهُم فیما رَزَقتَهُم،وَاغفِر لَهُم وَارحَمهُم. (1)

1070.الإمام الصادق علیه السلام -فی دُعائِهِ لِصاحِبِ الطَّعامِ-:

أکَلَ طَعامَکَ الأَبرارُ،وصَلَّت عَلَیکَ المَلائِکَةُ الأَخیارُ. (2)

6/13الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ بعدَ غَسلِ الیَدَینِ

1071.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا غَسَلتَ یَدَکَ بَعدَ الطَّعامِ،فَامسَح وَجهَکَ وعَینَیکَ قَبلَ أن تَمسَحَ بِالمِندیلِ،وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الزّینَةَ وَالمَحَبَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ المَقتِ وَالبِغضَةِ. (3)

1072.مکارم الأخلاق: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا فَرَغَ مِن غَسلِ الیَدِ بَعدَ الطَّعامِ،مَسَحَ بِفَضلِ الماءِ الَّذی فی یَدِهِ وَجهَهُ،ثُمَّ یَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا،وأَطعَمَنا وسَقانا،وکُلَّ بَلاءٍ صالِحٍ أولانا. (4)

1073.الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ لَمّا شَکا إلَیهِ الرَّمَدَ-:إذا غَسَلتَ یَدَکَ بَعدَ الطَّعامِ فَامسَح

ص:105


1- .صحیح مسلم:ج 3 ص 1616 ح 146،سنن الترمذی:ج 5 ص 568 ح 3576،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 202 ح 6900 و ج 6 ص 81 ح 10126 کلاهما نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 287 ح 920 وکلّها عن عبد اللّه بن بسر،کنز العمّال:ج 13 ص 490 ح 37280.
2- المحاسن:ج 2 ص 221 ح 1665 عن أبی عبد اللّه السمّان،بحار الأنوار:ج 75 ص 454 ح 21.
3- المحاسن:ج 2 ص 204 ح 1603،الدعوات:ص 143 ح 369 عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«الرتبة»بدل«الزینة»و«المغضبة»بدل«البغضة»،بحار الأنوار:ج 66 ص 359 ح 27.
4- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 304 ح 965، بحار الأنوار:ج 66 ص 363 ح 38.

حاجِبَیکَ وقُل ثَلاثَ مَرّاتٍ:

الحَمدُ للّهِ ِ المُحسِنِ المُجمِلِ،المُنعِمِ المُفضِلِ. (1)

1074.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن قَولِهِ بَعدَ غَسلِهِ لِیَدَیهِ مِن غَمَرِ (2)الطَّعامِ-:

اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن لا یَرهَقُ (3)وُجوهَهُم قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ. (4)

ص:106


1- .الکافی:ج 6 ص 292 ح 5 عن المفضّل،بحار الأنوار:ج 66 ص 367 ح 47.
2- الغَمَر:الدسم والزهومة من اللحم (النهایة:ج 3 ص 385«غمر»).
3- رهقَهُ الأمر:غشیه بقهر (مفردات ألفاظ القرآن:ص 367« رهق»).
4- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 302 ح 956، المحاسن:ج 2 ص 204 ح 1603 [5] عن الإمام الجواد علیه السلام وفیه«وجهه»بدل«وجوههم»،بحار الأنوار:ج 66 ص 358 ح 27.

الفَصلُ الرابع عشر:دَعَواتُ الزَّواجِ وما یَتَعَلَّقُ بِهِ

1/14الدُّعاءُ عِندَ العَزمِ عَلَی الزَّواجِ

1075.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اکتُمِ الخِطبَةَ،ثُمَّ تَوَضَّأ فَأَحسِن وُضوءَکَ،ثُمَّ صَلِّ ما کَتَبَ اللّهُ لَکَ،ثُمَّ احمَد رَبَّکَ ومَجِّدهُ،ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَعلَمُ ولا أعلَمُ وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَإِن رَأَیتَ لی فُلانَةَ- تُسَمّیها بِاسمِها-خَیراً لی فی دینی ودُنیای وآخِرَتی فَاقدِرها لی،وإن کانَ غَیرَها خَیراً لی مِنها فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی فَاقضِ لی بِها-أو قُل-:فَاقدِرها لی. (1)

1076.الجعفریات عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام: مَن أرادَ مِنکُمُ التَّزویجَ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،وَلیَقرَأ فیهِما فاتِحَةَ الکِتابِ ویس،فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ،فَلیَحمَدِ اللّهَ تَعالی، وَلیُثنِ عَلَیهِ،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ ارزُقنی زَوجَةً وَدوداً وَلوداً شَکوراً غَیوراً،إن أحسَنتُ شَکَرَت،وإن أسَأتُ غَفَرَت،وإن ذَکَرتُ اللّهَ تَعالی أعانَت،وإن نَسیتُ ذَکَّرَت،وإن خَرَجتُ مِن عِندِها

ص:107


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 458 ح 1181 و ج 2 ص 179 ح 2698،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 151 ح 23657 وفیه«الخطیبة»بدل«الخطبة»،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 226 ح 1220،السنن الکبری:ج 7 ص 239 ح 13837 کلّها عن أبی أیّوب الأنصاری،کنز العمّال:ج 7 ص 814 ح 21534.

حَفِظَت،وإن دَخَلتُ عَلَیها سَرَّتنی،وإن أمَرتُها أطاعَتنی،وإن أقسَمتُ عَلَیها أبَرَّت (1)قَسَمی،وإن غَضِبتُ عَلَیها أرضَتنی،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،هَب لی ذلِکَ،فَإِنَّما أسأَ لُکَ ولا آخُذُ إلّاما مَنَنتَ وأَعطَیتَ.

وقالَ:مَن فَعَلَ ذلِکَ أعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (2)

1077.الکافی عن أبی بصیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا تَزَوَّجَ أحَدُکُم کَیفَ یَصنَعُ؟قُلتُ:لا أدری،قالَ:إذا هَمَّ بِذلِکَ،فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ ویَحمَدُ اللّهَ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی اریدُ أن أتَزَوَّجَ،فَقَدِّر لی مِنَ النِّساءِ أعَفَّهُنَّ فَرجاً،وأَحفَظَهُنَّ لی فی نَفسِها وفی مالی،وأَوسَعَهُنَّ رِزقاً،وأَعظَمَهُنَّ بَرَکَةً،وقَدِّر لی وَلَداً طَیِّباً تَجعَلُهُ خَلَفاً صالِحاً فی حَیاتی وبَعدَ مَماتی. (3)

1078.فقه الرضا: إذا أرَدتَ التَّزویجَ فَاستَخِر وَامضِ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ،وَارفَع یَدَیکَ وقُل:

اللّهُمَّ إنّی اریدُ التَّزویجَ،فَسَهِّل لی مِنَ النِّساءِ أحسَنَهُنَّ خَلقاً وخُلُقاً،وأَعَفَّهُنَّ فَرجاً، وأَحفَظَهُنَّ نَفساً فِیَّ وفی مالی،وأَکمَلَهُنَّ جَمالاً،وأَکثَرَهُنَّ أولاداً. (4)

2/14الدُّعاءُ إذا تزَوَّجَ

1079.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا زُفَّت إلَی الرَّجُلِ زَوجَتُهُ،واُدخِلَت إلَیهِ،فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ وَلیَمسَح عَلی ناصِیَتِها،ثُمَّ لیَقُل:

ص:108


1- .أبرَّهُ:أی صَدَّقَهُ (النهایة:ج 1 ص 117«برر»).
2- الجعفریّات:ص 109، النوادر للراوندی:ص 211 ح 417،بحار الأنوار:ج 103 ص 268 ح 18.
3- الکافی:ج 3 ص 482 ح 2 و ج 5 ص 501 ح 3 عن الإمام الباقر علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 407 ح 1627،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 394 ح 4387،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 447 ح 1538 [4] وفیهما«وقیّض»بدل«وقدّر»،بحار الأنوار:ج 103 ص 263 ح 1.
4- فقه الرضا:ص 234، بحار الأنوار:ج 91 ص 387 ح 20.

اللّهُمَّ بارِک لی فی أهلی وبارِک لَها فِیَّ،وما جَمَعتَ بَینَنا فَاجمَع بَینَنا فی خَیرٍ ویُمنٍ وبَرَکَةٍ،وإذا جَعَلتَها فُرقَةً فَاجعَلها فُرقَةً إلی کُلِّ خَیرٍ.

ثُمَّ لیَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدی ضَلالَتی،وأَغنی فَقری،ونَعَشَ (1)خُمولی،وأَعَزَّ ذِلَّتی،وآوی عَیلَتی،وزَوَّجَ عُزبَتی،وأَخدَمَ مِهنَتی،وآنَسَ وَحشَتی،ورَفَعَ خَسیسَتی،حَمداً کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً عَلی ما أعطَیتَ یا رَبِّ،وعَلی ما قَسَمتَ،وعَلی ما أکرَمتَ. (2)

1080.عنه صلی الله علیه و آله: إذا تَزَوَّجَ أحَدُکُمُ امرَأَةً...فَلیَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَها،وخَیرَ ما جَبَلتَها (3)عَلَیهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،و (مِن) شَرِّ ما جَبَلتَها عَلَیهِ. (4)

1081.الکافی عن المیثمی رفعه: أتی رَجُلٌ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ لَهُ:إنّی تَزَوَّجتُ فَادعُ اللّهَ لی، فَقالَ:قُل:

اللّهُمَّ بِکَلِماتِکَ استَحلَلتُها،وبِأَمانَتِکَ أخَذتُها،اللّهُمَّ اجعَلها وَلوداً وَدوداً لا تَفرَکُ (5)، تَأکُلُ مِمّا راحَ،ولا تَسأَلُ عَمّا سَرَحَ (6). (7)

ص:109


1- .نَعَشَ:أی رَفَع (مجمع البحرین:ج 3 ص 1802«نعش»).
2- دعائم الإسلام:ج 2 ص 210 ح 772، الجعفریّات:ص 109، [2]النوادر للراوندی:ص 211 ح 417 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 268 ح 18.
3- جُبِلت علیه:أی خُلِقَت وَطُبِعَت علیه (النهایة:ج 1 ص 236«جبل»).
4- سنن أبی داوود:ج 2 ص 248 ح 2160،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 74 ح 10093، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 618 ح 1918،السنن الکبری:ج 7 ص 239 ح 13838،الدعاء للطبرانی: [5]ص 292 ح 940 کلّها عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،کنز العمّال:ج 15 ص 420 ح 41659.
5- الفِرک:البغضَةُ عامّة،وقیل:الفِرک بغضة الرجل لامرأته أو بغضة امرأة له،وهو أشهر،وقد فرِکَته تَفرَکه فِرکاًوفَرکاً ( لسان العرب:ج 10 ص 474« فرک»).
6- قال المحدّث الفیض الکاشانی قدس سره-فی بیان المراد من قوله علیه السلام:«تأکل ممّا راح...»-:«کأنّ المراد أنّها تأکل ممّا جاء وحصل عندها بالعشی کائناً ما کان ولا تسأل عمّا ذهب وغاب عنها»(الوافی:ج 22 ص 711،ذیل ح 21992).
7- الکافی:ج 5 ص 501 ح 4، وسائل الشیعة:ج 14 ص 81 ح 25178.

1082.الکافی عن أبی بصیر: سَمِعتُ رَجُلاً وهُوَ یَقولُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی رَجُلٌ قَد أسنَنتُ،وقَد تَزَوَّجتُ امرَأَةً بِکراً صَغیرَةً ولَم أدخُل بِها،وأَ نَا أخافُ أنَّها إذا دَخَلَت عَلَیَّ تَرانی أن تَکرَهَنی لِخِضابی وکِبَری.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:إذا دَخَلَت فَمُرْها قَبلَ أن تَصِلَ إلَیکَ أن تَکونَ مُتَوَضِّئَةً،ثُمَّ أنتَ لا تَصِلُ إلَیها حَتّی تَوَضَّأَ،وصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ مَجِّدِ اللّهَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ ادعُ،ومُر مَن مَعَها أن یُؤَمِّنوا عَلی دُعائِکَ،وقُل:

اللّهُمَّ ارزُقنی إلفَها ووُدَّها ورِضاها،وأَرضِنی بِها،وَاجمَع بَینَنا بِأَحسَنِ اجتِماعٍ وآنَسِ ائتِلافٍ،فَإِنَّکَ تُحِبُّ الحَلالَ وتَکرَهُ الحَرامَ.

ثُمَّ قالَ:وَاعلَم أنَّ الإِلفَ مِنَ اللّهِ،وَالفِرکَ مِنَ الشَّیطانِ،لِیُکَرِّهَ ما أحَلَّ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ. (1)

1083.الکافی عن أبی بصیر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا أبا مُحَمَّدٍ،أیَّ شَیءٍ یَقولُ الرَّجُلُ مِنکُم إذا دَخَلَت عَلَیهِ امرَأَتُهُ؟قُلتُ:جُعِلتُ فِدَاکَ،أیَستَطیعُ الرَّجُلُ أن یَقولَ شَیئاً؟فَقالَ:ألا اعَلِّمُکَ ما تَقولُ؟قُلتُ:بَلی،قالَ:تَقولُ:

بِکَلِماتِ اللّهِ استَحلَلتُ فَرجَها،وفی أمانَةِ اللّهِ أخَذتُها،اللّهُمَّ إن قَضَیتَ لی فی رَحِمِها شَیئاً،فَاجعَلهُ بارّاً تَقِیّاً،وَاجعَلهُ مُسلِماً سَوِیّاً،ولا تَجعَل فیهِ شِرکاً لِلشَّیطانِ.

قُلتُ:وبِأَیِّ شَیءٍ یُعرَفُ ذلِکَ؟قالَ:أما تَقرَأُ کِتابَ اللّهِ عز و جل،ثُمَّ ابتَدَأَ هُوَ: «وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» 2 . (2)

ص:110


1- .الکافی:ج 5 ص 500 ح 1 وج 3 ص 481 ح 1،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 410 ح 1636،دعائم الإسلام:ج 2 ص 211 ح 773 [2] نحوه،وسائل الشیعة:ج 5 ص 267 ح 10263.
2- الکافی:ج 5 ص 502 ح 2

3/14التَّهنِئَةُ لِلزَّواجِ

1084.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا تَزَوَّجَ أحَدُکُم فَلیَقُل لَهُ:

بارَکَ اللّهُ عَلَیکَ وبارَکَ فیکَ. (1)

1085.المناقب لابن شهرآشوب -رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله سَأَلَ عَلِیّاً علیه السلام صَبیحَةَ لَیلَةِ الزِّفافِ-:کَیفَ وَجَدتَ أهلَکَ؟قالَ:نِعمَ العَونُ عَلی طاعَةِ اللّهِ.وسَأَلَ فاطِمَةَ علیها السلام فَقالَت:خَیرُ بَعلٍ.

فَقالَ:

اللّهُمَّ اجمَع شَملَهُما،وأَ لِّف بَینَ قُلوبِهِما،وَاجعَلهُما وذُرِّیَّتَهُما مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعیمِ، وَارزُقهُما ذُرِّیَّةً طاهِرَةً طَیِّبَةً مُبارَکَةً،وَاجعَل فی ذُرِّیَّتِهِمَا البَرَکَةَ،وَاجعَلهُم أئِمَّةً یَهدونَ بِأَمرِکَ إلی طاعَتِکَ،ویَأمُرونَ بِما یُرضیکَ. (2)

1086.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -حینَ زَوَّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِیٍّ علیهما السلام-:جَمَعَ اللّهُ شَملَکُما،وأَسعَدَ جَدَّکُما، وبارَکَ عَلَیکُما،وأَخرَجَ مِنکُما کَثیراً طَیِّباً. (3)

1087.عنه صلی الله علیه و آله -لِفاطِمَةَ وعَلِیٍّ علیهما السلام لَیلَةَ البِناءِ-:

اللّهُمَّ بارِک فیهِما وبارِک عَلَیهِما،وبارِک لَهُما فی شِبلِهِما. (4)

ص:111


1- .الدعاء للطبرانی:ص 291 ح 936 عن عقیل بن أبی طالب.
2- المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 356، بحار الأنوار:ج 43 ص 117 [2] نقلاً عن کتاب ابن مردویه.
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 452 ح 1545 عن الإمام زین العابدین علیه السلام،روضة الواعظین:ص 164 نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 265 ح 6؛ [4]جواهر المطالب:ج 1 ص 151، [5]تاریخ دمشق:ج 52 ص 445 ح 11114 کلاهما عن أنس نحوه.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 73 ح 10088، عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 215 ح 607،تاریخ دمشق:ج 42 ص 124 ح 8490 وفیهما«شملهما»بدل«شبلهما»وکلّها عن بریدة؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 355 [7] نقلاً عن کتاب ابن مردویه،بحار الأنوار:ج 43 ص 116.

1088.سنن أبی داوود عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَفَّأَ (1)الإِنسانَ إذا تَزَوَّجَ،قالَ:

بارَکَ اللّهُ لَکَ،وبارَکَ عَلَیکَ،وجَمَعَ بَینَکُما فی خَیرٍ. (2)

1089.السنن الکبری للنسائی عن الحسن: تَزَوَّجَ عَقیلُ بنُ أبی طالِبٍ امرَأَةً مِن بَنی جُشَمٍ،فَقیلَ لَهُ:بِالرَّفاءِ وَالبَنینَ،فَقالَ:قولوا کَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

بارَکَ اللّهُ فیکُم،وبارَکَ لَکُم. (3)

4/14الدُّعاءُ إذا أرادَ الجِماعَ

1090.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَو أنَّ أحَدَکُم إذا أرادَ أن یَأتِیَ أهلَهُ فَقالَ:

بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ جَنِّبنَا الشَّیطانَ،وجَنِّبِ الشَّیطانَ ما رَزَقتَنا.

فَإِنَّهُ إن یُقَدَّر بَینَهُما وَلَدٌ فی ذلِکَ لَم یَضُرَّهُ الشَّیطانُ أبَداً. (4)

1091.الإمام علیّ علیه السلام (5): إذا جامَعَ أحَدُکُم فَلیَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ جَنِّبنِی الشَّیطانَ،وجَنِّبِ الشَّیطانَ ما رَزَقتَنی.

فَإِن قَضَی اللّهُ بَینَهُما وَلَداً لا یَضُرُّهُ الشَّیطانُ بِشَیءٍ أبَداً. (6)

ص:112


1- .رفّأه ترفِئة وترفیئاً:دعا له،قال له:بالرفاء والبنین (لسان العرب:ج 1 ص 87« رفأ»).
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 241 ح 2130،سنن الترمذی:ج 3 ص 400 ح 1091،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 324 ح 8966، سنن الدارمی:ج 2 ص 572 ح 2096، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 199 ح 2745،کنز العمّال:ج 7 ص 128 ح 18328.
3- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 74 ح 10092، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 614 ح 1906 وفیه«اللّهُمَّ بارک لهم وبارک علیهم»،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 430 ح 1739 و ج 5 ص 339 ح 15741،الدعاء للطبرانی: [5]ص 291 ح 936 والثلاثة الأخیرة نحوه.
4- صحیح البخاری:ج 6 ص 2692 ح 6961 و ج 1 ص 66 ح 141،صحیح مسلم:ج 2 ص 1058 ح 116،سنن الترمذی:ج 3 ص 401 ح 1092، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 75 ح 10096 [7] کلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 16 ص 345 ح 44847.
5- فی تحف العقول عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:«یا علیّ،إذا جامعت فقل:بسم اللّه...»فذکر نحوه.
6- الکافی:ج 5 ص 503 ح 3 عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 12،بحار الأنوار:ج 77 ū ص 66 ح 5.

1092.عنه علیه السلام: إذا أرادَ أحَدُکُم مُجامَعَةَ زَوجَتِهِ فَلیَقُل:

اللّهُمَّ إنِّی استَحلَلتُ فَرجَها بِأَمرِکَ،وقَبِلتُها بِأَمانَتِکَ،فَإِن قَضیتَ لی مِنها وَلَداً فَاجعَلهُ ذَکَراً سَوِیّاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ نَصیباً ولا شَریکاً. (1)

1093.الإمام الباقر علیه السلام: إذا تَزَوَّجَ أحَدُکُم...فَإِذا دَخَلَت إلَیهِ فَلیَضَع یَدَهُ عَلی ناصِیَتِها،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ عَلی کِتابِکَ تَزَوَّجتُها،وفی أمانَتِکَ أخَذتُها،وبِکَلِماتِکَ استَحلَلتُ فَرجَها،فَإِن قَضَیتَ لی فی رَحِمِها شَیئاً فَاجعَلهُ مُسلِماً سَوِیّاً ولا تَجعَلهُ شِرکَ شَیطانٍ. (2)

1094.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ إذا أتی أهلَهُ قالَ:

بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ لا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ نَصیباً ولا شِرکاً. (3)

1095.عنه علیه السلام: إذا دَخَلتَ بِأَهلِکَ فَخُذ بِناصِیَتِها،وَاستَقبِلِ القِبلَةَ وقُل:

اللّهُمَّ بِأَمانَتِکَ أخَذتُها،وبِکَلِماتِکَ استَحلَلتُها،فَإِن قَضَیتَ لی مِنها وَلَداً فَاجعَلهُ مُبارَکاً تَقِیّاً مِن شیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً. (4)

1096.عنه علیه السلام: إذا أرادَ الرَّجُلَ أن یُجامِعَ أهلَهُ،فَلیُسَمِّ اللّهَ،ویَدعوهُ بِما قَدَرَ عَلَیهِ،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ إن قَضَیتَ مِنِّی الیَومَ خَلَفاً فَاجعَلهُ لَکَ خالِصاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً

ص:113


1- .الخصال:ص 637 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 125 وفیه«شرکاً»بدل«شریکاً»،بحار الأنوار:ج 103 ص 287 ح 19.
2- الکافی:ج 5 ص 501 ح 3 عن أبی بصیر،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 407 ح 1627 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 454 ح 549 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 287 ح 19.
3- الاُصول الستّة عشر (أصل جعفر بن محمّد الحضرمی):ص 236 ح 278 عن جابر.
4- الکافی:ج 5 ص 500 ح 2 عن أبی بصیر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 402 ح 4405 وفیه«سویّاً»بدل«تقیّاً من شیعة آل محمّد»،المقنع:ص 302 [7] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،فقه الرضا:ص 235 [8] نحوه.

ولا حَظّاً ولا نَصیباً،وَاجعَلهُ زَکِیّاً،ولا تَجعَل (1)فی خَلقِهِ نَقصاً ولا زِیادَةً،وَاجعَلهُ إلی خَیرِ عاقِبَةٍ. (2)

1097.الکافی عن عبد الرحمن بن کثیر: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام جالِساً،فَذَکَرَ شِرکَ الشَّیطانِ فَعَظَّمَهُ حَتّی أفزَعَنی،قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَمَا المَخرَجُ مِن ذلِکَ؟قالَ:إذا أرَدتَ الجِماعَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،اللّهُمَّ إن قَضَیتَ مِنّی فی هذِهِ اللَّیلَةَ خَلیفَةً،فَلا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً ولا حَظّاً، وَاجعَلهُ مُؤمِناً مُخلِصاً مُصَفّیً مِنَ الشَّیطانِ ورِجزِهِ،جَلَّ ثَناؤُکَ. (3)

5/14التَّهنِئَةُ بِالوَلَدِ

1098.الإمام علیّ علیه السلام: إذا هَنَّأتُمُ الرَّجُلَ عَن مَولودٍ ذَکَرٍ،فَقولوا:

بارَکَ اللّهُ لَکَ فی هِبَتِهِ،وبَلَّغَهُ أشُدَّهُ،ورَزَقَکَ بِرَّهُ. (4)

1099.الإمام الصادق علیه السلام: هَنَّأَ رَجُلٌ رَجُلاً أصابَ ابناً فَقالَ:یَهنِئُکَ الفارِسُ،فَقالَ لَهُ الحَسَنُ علیه السلام:

ما عِلمُکَ یَکونُ فارِساً أو راجِلاً؟قالَ:جُعِلتُ فِداکَ،فَما أقولُ؟قالَ:تَقولُ:

شَکَرتَ الواهِبَ،وبورِکَ لَکَ فِی المَوهوبِ،وبَلَغَ أشُدَّهُ،ورَزَقَکَ بِرَّهُ. (5)

ص:114


1- .فی النسخة المعتمدة من المصدر:«تجعله»،والتصویب من مستدرک الوسائل:ج 14 ص 230 ح 16572 نقلاًعن المصدر.
2- دعائم الإسلام:ج 2 ص 211 ح 774، مستدرک الوسائل:ج 14 ص 230 ح 16573.
3- الکافی:ج 5 ص 503 ح 4، تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 300 ح 106 [5] عن أبی الربیع الشامی نحوه،عوالی اللآلی:ج 3 ص 305 ح 114، [6]بحار الأنوار:ج 103 ص 294 ح 46.
4- الخصال:ص 635 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 123،بحار الأنوار:ج 10 ص 113 ح 1 و ج 104 ص 110 ح 15.
5- الکافی:ج 6 ص 17 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 437 ح 1744،نهج البلاغة:الحکمة 354 [10] عن الإمام ū علیّ علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 476 ح 1640، [11]بحار الأنوار:ج 44 ص 111 ح 4 و ج 104 ص 125 ح 84.

6/14دُعاءُ العَقیقَةِ

1100.الإمام الصادق علیه السلام: عَقَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الحَسَنِ علیه السلام بِیَدِهِ،وقالَ:بِسمِ اللّهِ،عَقیقَةٌ عَنِ الحَسَنِ.وقالَ:

اللّهُمَّ عَظمُها بِعَظمِهِ،ولَحمُها بِلَحمِهِ،ودَمُها بِدَمِهِ،وشَعرُها بِشَعرِهِ،اللّهُمَّ اجعَلها وِقاءً لِمُحَمَّدٍ وآلِهِ. (1)

1101.الإمام الباقر علیه السلام: إذا ذَبَحتَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وَاللّهُ أکبَرُ،إیماناً بِاللّهِ،وثَناءً عَلی رَسولِ اللّهِ9،وَالعِصمَةَ لِأَمرِهِ،وَالشُّکرَ لِرِزقِهِ،وَالمَعرِفَةَ بِفَضلِهِ عَلَینا أهلَ البَیتِ.

فَإِن کانَ ذَکَراً فَقُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ وَهَبتَ لَنا ذَکَراً وأَنتَ أعلَمُ بِما وَهَبتَ،ومِنکَ ما أعطَیتَ،وکُلَّ ما صَنَعنا فَتَقَبَّلهُ مِنّا عَلی سُنَّتِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ ورَسولِکَ صلی الله علیه و آله،وَاخسَأْ عَنَّا الشَّیطانَ الرَّجیمَ،لَکَ سُفِکَتِ الدِّماءُ،لا شَریکَ لَکَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

1102.الکافی عن سهل بن زیاد عن بعض أصحابه یرفعه عن الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ عَلَی العَقیقَةِ-ذَکَرَ مِثلَهُ وزادَ فیهِ:-

اللّهُمَّ لَحمُها بِلَحمِهِ،ودَمُها بِدَمِهِ،وعَظمُها بِعَظمِهِ،وشَعرُها بِشَعرِهِ،وجِلدُها بِجِلدِهِ، اللّهُمَّ اجعَلهُ وِقاءً لِفُلانِ بنِ فُلانٍ. (3)

ص:115


1- .الکافی:ج 6 ص 32 ح 1، بحار الأنوار:ج 43 ص 256 ح 36.
2- الکافی:ج 6 ص 30 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 7 ص 443 ح 1774،بحار الأنوار:ج 104 ص 116 ذیل ح 43.
3- الکافی:ج 6 ص 31 ح 3، وسائل الشیعة:ج 15 ص 155 ح 27495.

1103.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ عَلَی العَقیقَةِ إذا عَقَقتَ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ عَقیقَةٌ عَن فُلانٍ،لَحمُها بِلَحمِهِ ودَمُها بِدَمِهِ وعَظمُها بِعَظمِهِ، اللّهُمَّ اجعَلهُ وِقاءً لِآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

1104.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَذبَحَ العَقیقَةَ قُلتَ:

یا قَومِ إنّی بَریءٌ مِمّا تُشرِکونَ،إنّی وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ،بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَقَبَّل مِن فُلانِ بنِ فُلانٍ،وتُسَمِّی المَولودَ بِاسمِهِ،ثُمَّ تَذبَحُ. (2)

1105.الإمام الصادق علیه السلام: فِی العَقیقَةِ إذا ذَبَحتَ تَقولُ:

وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ،اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ،اللّهُمَّ هذا عَن فُلانِ بنِ فُلانٍ. (3)

1106.عنه علیه السلام: یُقالُ عِندَ العَقیقَةِ:

اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ ما وَهَبتُ وأَنتَ أعطَیتَ،اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنّا عَلی سُنَّةِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله، ونَستَعیذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

وتُسَمّی وتَذبَحُ،وتَقولُ:

ص:116


1- .الکافی:ج 6 ص 30 ح 1 عن إبراهیم الکرخیّ،وسائل الشیعة:ج 15 ص 154 ح 27491.
2- الکافی:ج 6 ص 31 ح 4،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 487 ح 4722 کلاهما عن عمّار بن موسی الساباطی،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 486 ح 1682، [4]بحار الأنوار:ج 104 ص 121 ح 58.
3- الکافی:ج 6 ص 31 ح 6 عن الکاهلی،وسائل الشیعة:ج 15 ص 156 ح 27496.

لَکَ سُفِکَتِ الدِّماءُ،لا شَریکَ لَکَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ اخسَأِ الشَّیطانَ الرَّجیمَ. (1)

1107.فقه الرضا: إذا أرَدتَ ذَبحَهُ (2)فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،مِنکَ وبِکَ ولَکَ وإلَیکَ،عَقیقَةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ عَلی مِلَّتِکَ ودینِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وَاللّهُ أکبَرُ،إیماناً بِاللّهِ،وثَناءً عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وَالعِصمَةَ بِأَمرِهِ،وَالشُّکرَ لِرِزقِهِ،وَالمَعرِفَةَ لِفَضلِهِ عَلَینا أهلَ البَیتِ. (3)

7/14الدُّعاءُ عِندَ الخِتانِ

1108.کتاب من لا یحضره الفقیه عن مرازم بن حکیم بن الأزدی عن الإمام الصادق علیه السلام -فِی الصَّبِیِّ إذا خُتِنَ،قالَ-:یَقولُ:

اللّهُمَّ هذِهِ سُنَّتُکَ وسُنَّةُ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ وَاتِّباعٌ مِنّا لَکَ ولِنَبِیِّکَ،بِمَشیئَتِکَ وبِإِرادَتِکَ وقَضائِکَ،لِأَمرٍ أنتَ أرَدتَهُ وقَضاءٍ حَتَمتَهُ،وأَمرٍ أنفَذتَهُ فَأَذَقتَهُ حَرَّ الحَدیدِ فی خِتانِهِ وحِجامَتِهِ،لِأَمرٍ أنتَ أعرَفُ بِهِ مِنّی،اللّهُمَّ فَطَهِّرهُ مِنَ الذُّنوبِ،وزِد فی عُمُرِهِ،وَادفَعِ الآفاتِ عَن بَدَنِهِ،وَالأَوجاعَ عَن جِسمِهِ،وزِدهُ مِنَ الغِنی،وَادفَع عَنهُ الفَقرَ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا نَعلَمُ.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أیُّ رَجُلٍ لَم یَقُلها عِندَ خِتانِ وَلَدِهِ،فَلیَقُلها عَلَیهِ مِن قَبلِ أن یَحتَلِمَ،فَإِن قالَها کُفِیَ حَرَّ الحَدیدِ مِن قَتلٍ أو غَیرِهِ. (4)

ص:117


1- .الکافی:ج 6 ص 31 ح 5 عن محمّد بن مارد،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 487 ح 4723،وسائل الشیعة:ج 15 ص 155 ح 27493.
2- أی:ذبح العقیقة.
3- فقه الرضا:ص 239، بحار الأنوار:ج 104 ص 116 ح 43.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 488 ح 4726،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 490 ح 1699، بحار الأنوار:ج 104 ص 124 ح 75.

ص:118

الفَصلُ الخامس عشر:دَعَواتُ السَّفَرِ

1/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلسَّفَرِ

الف-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله

1109.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أرادَ أن یُسافِرَ فَلیَقُل لِمَن یُخَلِّفُ:

أستَودِعُکُمُ اللّهَ الَّذی لا تَضیعُ وَدائِعُهُ. (1)

1110.عنه صلی الله علیه و آله: مَا استَخلَفَ رَجُلٌ عَلی أهلِهِ بِخِلافَةٍ أفضَلَ مِن رَکعَتَینِ یَرکَعُهُما إذا أرادَ الخُروجَ إلی سَفَرٍ،یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ نَفسی وأَهلی ومالی وذُرِّیَّتی (2)ودُنیایَ وآخِرَتی وأَمانَتی وخاتِمَةَ عَمَلی.

إلّا أعطاهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ما سَأَلَ. (3)

ص:119


1- .الدعاء للطبرانی:ص 260 ح 823،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 131 ح 10342، الأذکار المنتخبة:ص 195 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 6 ص 703 ح 17480.
2- فی الکافی:ج 3 ص 480 ح 1 وتهذیب الأحکام ج 3 ص 310 ح 959:«دینی»بدل«ذرّیتی».
3- الکافی:ج 4 ص 283 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 49 ح 152 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 271 ح 2413،المحاسن:ج 2 ص 87 ح 1231، [4]بحار الأنوار:ج 76 ص 244 ح 27.

1111.عنه صلی الله علیه و آله: مَا استَخلَفَ العَبدُ فی أهلِهِ مِن خَلیفَةٍ إذا هُوَ شَدَّ ثِیابَ سَفَرِهِ خَیرٌ مِن أربَعِ رَکَعاتٍ یَضَعُهُنَّ فی بَیتِهِ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ مِنهُنَّ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،ویَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ بِهِنَّ إلَیکَ،فَاجعَلهُنَّ خَلیفَتی فی أهلی ومالی.

فَهُنَّ خَلیفَتُهُ فی أهلِهِ ومالِهِ ودارِهِ حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ. (1)

1112.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ یَخرُجُ مِن بَیتِهِ یُریدُ سَفَراً أو غَیرَهُ،فَقالَ حینَ یَخرُجُ:

بِاسمِ اللّهِ،آمَنتُ بِاللّهِ،اعتَصَمتُ بِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

إلّا رُزِقَ خَیرَ ذلِکَ المَخرَجِ،وصُرِفَ عَنهُ شَرُّ ذلِکَ المَخرَجِ. (2)

1113.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ سَفَراً قالَ:

بِکَ اللّهُمَّ أصولُ (3)،وبِکَ أجولُ (4)،وبِکَ أسیرُ. (5)

1114.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ أن یَخرُجَ فی سَفَرٍ قالَ:

اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن الضُّبنَةِ (6)فِی

ص:120


1- .الأمان:ص 44، بحار الأنوار:ج 76 ص 239 ح 20؛کنز العمّال:ج 6 ص 714 ح 17535 نقلاً عن الحاکم فی تاریخه والخرائطی فی مکارم الأخلاق عن أنس.
2- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 144 ح 471، التوکّل علی اللّه لابن أبی الدنیا:ص 70 ح 45،تاریخ بغداد:ج 9 ص 146 الرقم 4757، [3]عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 173 ح 491 کلّها عن عثمان بن عفّان،کنز العمّال:ج 6 ص 714 ح 17534.
3- أصولُ:أی أسطو وأقهر (النهایة:ج 3 ص 61«صول»).
4- جالَ:إذا ذَهَبَ وجاء (النهایة:ج 1 ص 317«جول»).
5- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 195 ح 691 وص 318 ح 1295 وفیه«أحول»بدل«أجول»،الدعاء للطبرانی:ص 256 ح 806 کلّها عن حکیم بن سعد،کنز العمّال:ج 7 ص 99 ح 18150.
6- الضُّبْنَةُ:ما تحت یدک من مال وعیال،وقیل هنا:تعوّذ من صحبة من لا غناء فیه ولا کفایة (النهایة:ج 3 ص 73« ضبن»).

السَّفَرِ،وَالکَآبَةِ فِی المُنقَلَبِ،اللّهُمَّ اقبِض لَنَا الأَرضَ،وهَوِّن عَلَینَا السَّفَرَ. (1)

1115.سنن أبی داوود عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ قالَ:

اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ (2)السَّفَرِ،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ،اللّهُمَّ اطوِ لَنَا الأَرضَ،وهَوِّن عَلَینَا السَّفَرَ. (3)

1116.السنن الکبری للنسائی عن عبد اللّه بن سرجس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ اصحَبنا فی سَفَرِنا، وَاخلُفنا فی أهلِنا،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وَالحَورِ بَعدَ الکَورِ (4)،ودَعوَةِ المَظلومِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ والمالِ. (5)

1117.السنن الکبری للنسائی عن البراء: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا خَرَجَ إلی سَفَرٍ قالَ:

اللّهُمَّ بَلاغاً یُبَلِّغُ خَیراً،مَغفِرَةً مِنکَ ورِضواناً،بِیَدِکَ الخَیرُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ هَوِّن عَلَینَا السَّفَرَ،وَاطوِ لَنَا الأَرضَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ. (6)

ص:121


1- .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 642 ح 2723 وص 550 ح 2311،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 431 ح 2716،السنن الکبری:ج 5 ص 410 ح 10304، [2]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 724 ح 1،کنز العمّال:ج 6 ص 735 ح 17626 و17627.
2- وَعثاءُ السفَرِ:أی شِدَّتُه ومَشَقَّتُه (النهایة:ج 5 ص 206« وعث»).
3- سنن أبی داوود:ج 3 ص 33 ح 2598،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 128 ح 334، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 428 ح 9605 [5] کلاهما نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 256 ح 818،کنز العمّال:ج 6 ص 732 ح 17616.
4- الحَورُ بعد الکَورِ:أی النقصان بعد الزیادة (النهایة:ج 4 ص 208« کور»).
5- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 128 ح 10333، سنن الترمذی:ج 5 ص 497 ح 3439 نحوه،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1279 ح 3888 ولیس فیه صدره إلی«فی أهلنا»،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 397 ح 20807، [8]السنن الکبری:ج 5 ص 410 ح 10303، [9]کنز العمّال:ج 6 ص 736 ح 17628.
6- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 129 ح 10335، مسند أبی یعلی:ج 2 ص 282 ح 1659،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 100 ح 5 عن إبراهیم من دون إسناد الیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 6 ص 737 ح 17635.

1118.السنن الکبری عن أنس: لَم یُرِد رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَفَراً إلّاقالَ حینَ یَنهَضُ مِن جُلوسِهِ:

اللّهُمَّ بِکَ انتَشَرتُ،وإلَیکَ تَوَجَّهتُ،وبِکَ اعتَصَمتُ،أنتَ ثِقَتی ورَجائی،اللّهُمَّ اکفِنی ما أهَمَّنی وما لا أهتَمُّ بِهِ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،اللّهُمَّ زَوِّدنِی التَّقوی،وَاغفِر لی ذَنبی، ووَجِّهنی إلَی الخَیرِ حَیثُما تَوَجَّهتُ.

ثُمَّ یَخرُجُ. (1)

1119.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ بِالسَّفَرِ-:

اللّهُمَّ إنّی اریدُ سَفَراً فَخِر لی فیهِ،وأَوضِح لی فیهِ سَبیلَ الرَّأیِ وفَهِّمنیهِ،وَافتَح عَزمی بِالاِستِقامَةِ،وَاشمُلنی فی سَفَری بِالسَّلامَةِ،وأَفِدنی جَزیلَ الحَظِّ وَالکَرامَةِ،وَاکلَأنی بِحُسنِ الحِفظِ وَالحِراسَةِ.

وجَنِّبنِی اللّهُمَّ وَعثاءَ الأَسفارِ،وسَهِّل لی حُزونَةَ (2)الأَوعارِ،وَاطوِ لی بِساطَ المَراحِلِ، وقَرِّب مِنّی بُعدَ نَأیِ المَناهِلِ (3)،وباعِدنی فِی المَسیرِ بَینَ خُطَا الرَّواحِلِ،حَتّی تُقَرِّبَ نِیاطَ البَعیدِ،وتُسَهِّلَ وُعورَ الشَّدیدِ.

ولَقِّنِی اللّهُمَّ فی سَفَری نُجحَ طائِرِ الواقِیَةِ،وهَبنی فیهِ غُنمَ العافِیَةِ،وخَفیرَ (4)الاِستِقلالِ،ودَلیلَ مُجاوَزَةِ الأَهوالِ،وباعِثَ وُفورِ الکِفایَةِ،وسانِحَ خَفیرِ الوِلایَةِ، وَاجعَلهُ اللّهُمَّ سَبَبَ عَظیمِ السَّلمِ،حاصِلَ الغُنمِ،وَاجعَلِ اللَّیلَ عَلَیَّ سِتراً مِنَ الآفاتِ، وَالنَّهارَ مانِعاً مِنَ الهَلَکاتِ.

ص:122


1- .السنن الکبری:ج 5 ص 410 ح 10306،الدعاء للطبرانی:ص 255 ح 805،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 174 ح 495،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 182 ح 2762،کنز العمّال:ج 6 ص 737 ح 17636.
2- الحُزونَةُ:الخشونة (النهایة:ج 1 ص 380«حزن»).
3- مَنهَلُ بَنی فُلان:أی مشربهم وموضع نهلهم،والجمع مناهل ( النهایة:ج 5 ص 138« نهل»).
4- خَفَرتُ الرجل:أجرتَهُ وحَفِظتهُ،وکنت له حامیاً وکفیلاً (النهایة:ج 2 ص 52« خفر»).

وَاقطَع عَنّی قُطَّعَ لُصوصِهِ بِقُدرَتِکَ،وَاحرُسنی مِن وُحوشِهِ بِقُوَّتِکَ،حَتّی تَکونَ السَّلامَةُ فیهِ مُصاحِبَتی،وَالعافِیَةُ فیهِ مُقارِنَتی،وَالیُمنُ سائِقی،وَالیُسرُ مُعانِقی،وَالعُسرُ مُفارِقی،وَالفَوزُ مُوافِقی،وَالأَمنُ مُرافِقی،إنَّکَ ذُو الطَّولِ وَالمَنِّ،وَالقُوَّةِ وَالحَولِ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِعِبادِکَ بَصیرٌ خَبیرٌ. (1)

ب-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام

1120.الإمام علیّ علیه السلام: إذا خَرَجَ أحَدُکُم فی سَفَرٍ فَلیَقُل:

اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالحامِلُ عَلَی الظَّهرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ. (2)

1121.دعائم الإسلام: عَن عَلِیٍّ علیه السلام أنَّهُ کانَ إذا بَرَزَ لِلسَّفَرِ قالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِلإِسلامِ،وجَعَلَنا مِن خَیرِ امَّةٍ اخرِجَت لِلنّاسِ،سُبحانَ الَّذی سَخَّرَ لَنا هذا وما کُنّا لَهُ مُقرِنینَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،وَالمُستَعانُ عَلَی الأَمرِ،اطوِ لَنَا البَعیدَ،وسَهِّل لَنَا الحُزونَةَ،وَاکفِنَا المُهِمَّ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

ج-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

1122.الکافی عن برید بن معاویة العجلی: کانَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام إذا أرادَ سَفَراً جَمَعَ عِیالَهُ فی بَیتٍ، ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ الغَداةَ نَفسی ومالی وأَهلی ووَلَدی،الشّاهِدَ مِنّا وَالغائِبَ،اللّهُمَّ

ص:123


1- .مهج الدعوات:ص 260، البلد الأمین:ص 517 کلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،المصباح للکفعمی:ص 253 [2]عن الإمام الجواد علیه السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 115 ح 17.
2- الخصال:ص 634 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 122،بحار الأنوار:ج 76 ص 234 ح 15.
3- دعائم الاسلام:ج 1 ص 347، مستدرک الوسائل:ج 8 ص 140 ح 9246.

احفَظنا وَاحفَظ عَلَینا،اللّهُمَّ اجعَلنا فی جِوارِکَ،اللّهُمَّ لا تَسلُبنا نِعمَتَکَ،ولا تُغَیِّر ما بِنا مِن عافِیَتِکَ وفَضلِکَ. (1)

د-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

1123.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ الصّادِقُ علیه السلام إذا أرادَ سَفَراً قالَ:

اللّهُمَّ خَلِّ سَبیلَنا،وأَحسِن تَسییرَنا،وأَعظِم عافِیَتَنا. (2)

1124.الإمام الصادق علیه السلام: کُنّا امِرنا بِالخُروجِ إلَی الشّامِ فَقُلتُ:

اللّهُمَّ إن کانَ هذَا الوَجهُ الَّذی هَمَمتُ بِهِ خَیراً لی فی دینی ودُنیای وعاقِبَةِ أمری ولِجَمیعِ المُسلِمینَ،فَیَسِّرهُ لی وبارِک لی فیهِ،وإن کانَ ذلِکَ شَرّاً لی،فَاصرِفهُ عَنّی إلی ما هُوَ خَیرٌ لی مِنهُ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،أستَخیرُ اللّهَ»،ویَقولُ ذلِکَ مِئَةَ مَرَّةٍ...یَقولُها فِی الأَمرِ العَظیمِ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،وفِی الأَمرِ الدّونِ عَشرَ مَرّاتٍ. (3)

1125.عنه علیه السلام: إذا خَرَجتَ فی سَفَرٍ فَقُل (4):

اللّهُمَّ إنّی خَرَجتُ فی وَجهی هذا بِلا ثِقَةٍ مِنّی بِغَیرِکَ،ولا رَجاءٍ آوی إلَیهِ إلّاإلَیکَ، ولا قُوَّةٍ أتَّکِلُ عَلَیها،ولا حیلَةٍ ألجَأُ إلَیها،إلّاطَلَبَ فَضلِکَ وَابتِغاءَ رِزقِکَ،وتَعَرُّضاً

ص:124


1- .الکافی:ج 4 ص 283 ح 2، المحاسن:ج 2 ص 87 ح 1232، [2]بحار الأنوار:ج 76 ص 244 ح 28.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 271 ح 2415،المحاسن:ج 2 ص 88 ح 1234، مکارم الأخلاق:ج1 ص 525 ح 1829، [5]بحار الأنوار:ج 76 ص 245 ح 30.
3- فتح الأبواب:ص 252 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 91 ص 282 ح 34.
4- فی المزار الکبیر ص 47 عن الإمام الباقر علیه السلام:«إذا عَزَمتَ عَلَی السَّفَرِ فَتَوَضَّأ،وصَلِّ رَکعَتَینِ الأَوَّلَةَ بِالحَمدِ وسورَةِ الرَّحمنِ،وَالثّانِیَةَ بِالحَمدِ وسورَةِ الواقِعَةِ أو تَبارَکَ،فَإِن لَم یَتَأَتَّ لَکَ ذلِکَ فَاقرَأ مِنَ السُّوَرِ ما شِئتَ حَسَبَ العَجَلَةِ،ثُمَّ ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:اللّهُمَّ إنّی خَرَجتُ فی سَفَری هذا بِلا ثِقَةٍ...»فذکر نحو ما فی المتن مع زیادات. وفی المزار الکبیر ص 242 عن الإمام الصادق علیه السلام:«لَمّا أرادَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام الخُروجَ إلَی الیَمَنِ قالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،صَلِّ رَکعَتَینِ وأَقبِل إلَیَّ حَتّی اعَلِّمَکَ دُعاءً یَجمَعُ اللّهُ بِهِ لَکَ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.قالَ مَولایَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:فَصَلَّیتُ وأَقبَلتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:قُل:اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ...»وساق الدعاء کما فی المتن.

لِرَحمَتِکَ،وسُکوناً إلی حُسنِ عادَتِکَ،وأَنتَ أعلَمُ بِما سَبَقَ لی فی عِلمِکَ فی سَفَری هذا مِمّا احِبُّ أو أکرَهُ،فَإِنَّما اوقِعتُ عَلَیهِ یا رَبِّ مِن قَدَرِکَ فَمَحمودٌ فیهِ بَلاؤُکَ،ومُنتَصِحٌ عِندی فیهِ قَضاؤُکَ،وأَنتَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.

اللّهُمَّ فَاصرِف عَنّی مَقادیرَ کُلِّ بَلاءٍ،ومَقضِیَّ کُلِّ لَأواءٍ (1)،وَابسُط عَلَیَّ کَنَفاً (2)مِن رَحمَتِکَ،ولُطفاً مِن عَفوِکَ،وسَعَةً مِن رِزقِکَ،وتَماماً مِن نِعمَتِکَ،وجِماعاً مِن مُعافاتِکَ،وأَوقِع عَلَیَّ فیهِ جَمیعَ قَضائِکَ عَلی مُوافَقَةِ جَمیعِ هَوایَ فی حَقیقَةِ أحسَنِ أمَلی، وَادفَع ما أحذَرُ فیهِ وما لا أحذَرُ،عَلی نَفسی ودینی ومالی مِمّا أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی، وَاجعَل ذلِکَ خَیراً لِآخِرَتی ودُنیایَ،مَعَ ما أسأَ لُکَ یا رَبِّ أن تَحفَظَنی فیمَن خَلَّفتُ وَرائی مِن وَلَدی وأَهلی،ومالی ومَعیشَتی وحُزانَتی (3)،وقَرابَتی وإخوانی،بِأَحسَنِ ما خَلَفتَ بِهِ غائِباً مِنَ المُؤمِنینَ فی تَحصینِ کُلِّ عَورَةٍ وحِفظٍ مِن کُلِّ مَضیعَةٍ،وتَمامِ کُلِّ نِعمَةٍ،وکِفایَةِ کُلِّ مَکروهٍ،وسَترِ کُلِّ سَیِّئَةٍ،وصَرفِ کُلِّ مَحذورٍ،وکَمالِ کُلِّ ما یَجمَعُ لِیَ الرِّضا وَالسُّرورَ فی جَمیعِ اموری،وَافعَل ذلِکَ بی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (4)

1126.مکارم الأخلاق: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ إذا خَرَجَ فی سَفَرِهِ:

اللّهُمَّ احفَظنی وَاحفَظ ما مَعی،وبَلِّغنی وبَلِّغ ما مَعی بِبَلاغِکَ الحَسَنِ،بِاللّهِ أستَفتِحُ، وبِاللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ سَهِّل لی کُلَّ حُزونَةٍ،وذَلِّل لی کُلَّ صُعوبَةٍ،وأَعطِنی مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ أکثَرَ مِمّا أرجو،وَاصرِف عَنّی مِنَ الشَّرِّ أکثَرَ مِمّا

ص:125


1- .اللّأواءُ:الشِدَّةُ والضّیقُ (النهایة:ج 4 ص 221« لأو»).
2- الکَنَفُ:الجانبُ والناحیة (النهایة:ج 4 ص 204«کنف»).
3- الحُزانة-بالضمّ والتخفیف-:عیال الرجل الذین یتحزّن بأمرهم ولهم (لسان العرب:ج 13 ص 112« حزن»).
4- الکافی:ج 4 ص 288 ح 5 عن أبی سعید المکاری،مهج الدعوات:ص 94 [4] عنه صلی الله علیه و آله،المزار الکبیر:ص 242 عن الإمام الصادق عنه صلی الله علیه و آله،الأمان:ص 41 [5] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 303 ح 1.

أحذَرُ فی عافِیَةٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وکانَ یَقولُ أیضاً:

أسأَلُ اللّهَ الَّذی بِیَدِهِ ما دَقَّ وجَلَّ،وبِیَدِهِ أقواتُ المَلائِکَةِ،أن یَهَبَ لَنا فی سَفَرِنا أمناً وإیماناً،وسَلامَةً وإسلاماً،وفِقهاً وتَوفیقاً،وبَرَکَةً وهُدیً،وشُکراً وعافِیَةً،ومَغفِرَةً وعَزماً لا یُغادِرَ ذَنباً. (1)

1127.الإمام الصادق علیه السلام: مَن یَخرُج فی سَفَرٍ وَحدَهُ فَلیَقُل:

ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وأَعِنّی عَلی وَحدَتی،وأَدِّ غَیبَتی. (2)

1128.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ سَفَراً فاشتَرِ سَلامَتَکَ مِن رَبِّکَ بِما طابَت بِهِ نَفسُکَ،ثُمَّ تُخرِجُ ذلِکَ وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی اریدُ سَفرَ کَذا وکَذا،وإنّی قَدِ اشتَرَیتُ سَلامَتی فی سَفَری هذا بِهذا»، وتَضَعُهُ حَیثُ یَصلُحُ،وتَفعَلُ مِثلَ ذلِکَ إذا وَصَلتَ شُکراً. (3)

ه-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

1129.الإمام الکاظم علیه السلام: لَو کانَ الرَّجُلُ مِنکُم إذا أرادَ سَفَراً قامَ عَلی بابِ دارِهِ تِلقاءَ وَجهِهِ الَّذی یَتَوَجَّهُ لَهُ،فَقَرَأَ«الحَمدَ»أمامَهُ وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،وَالمُعَوِّذَتَینِ أمامَهُ وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» أمامَهُ وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،وآیَةَ الکُرسِیِّ أمامَهُ وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ احفَظنی وَاحفَظ ما مَعی،وسَلِّمنی وسَلِّم ما مَعی،وبَلِّغنی وبَلِّغ ما مَعی بِبَلاغِکَ

ص:126


1- .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 526 ح 1833، بحار الأنوار:ج 76 ص 250 ح 46.
2- الکافی:ج 4 ص 288 ح 4 عن عیسی بن عبد اللّه القمّی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 276 ح 2431،المحاسن:ج 2 ص 98 ح 1256 [4] کلاهما عن سلیمان بن جعفر عن الإمام الکاظم علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 551 ح 1901 [5]عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 288 ح 4.
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 521 ح 1816، بحار الأنوار:ج 76 ص 233 ذیل ح 14.

الحَسَنِ الجَمیلِ.

لَحَفِظَهُ اللّهُ وحَفِظَ ما مَعَهُ،وسَلَّمَهُ وسَلَّمَ ما مَعَهُ،وبَلَّغَهُ وبَلَّغَ ما مَعَهُ،أما رَأَیتَ الرَّجُلَ یُحفَظُ ولا یُحفَظُ ما مَعَهُ،ویَبلُغُ ولا یَبلُغُ ما مَعَهُ ویَسلَمُ ولا یَسلَمُ ما مَعَهُ. (1)

و-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

1130.الکافی عن علیّ بن أسباط: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،ما تَری آخُذُ بَرّاً أو بَحراً؛فَإِنَّ طَریقَنا مَخوفٌ شَدیدُ الخَطَرِ؟

فَقالَ:اُخرُج بَرّاً،ولا عَلَیکَ أن تَأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وتُصَلِّیَ رَکعَتَینِ فی غَیرِ وَقتِ فَریضَةٍ،ثُمَّ لَتَستَخیرُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،ثُمَّ تَنظُرُ فَإِن عَزَمَ اللّهُ لَکَ عَلَی البَحرِ،فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 2 ، فَإِنِ اضطَرَبَ بِکَ البَحرُ فَاتَّکِ عَلی جانِبِکَ الأَیمَنِ وقُل:

بِسمِ اللّهِ،اسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ،وقِر بِوَقارِ اللّهِ،وَاهدَأ بِإِذنِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ...

وإن خَرَجتَ بَرّاً فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 3 ،فَإِنَّهُ لَیسَ مِن عَبدٍ یَقولُها عِندَ رُکوبِهِ فَیَقَعُ مِن بَعیرٍ أو دابَّةٍ، فَیُصیبُهُ شَیءٌ بِإِذنِ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ:فَإِذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِکَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ،آمَنتُ بِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

ص:127


1- .الکافی:ج 2 ص 543 ح 11 و 9 وج 4 ص 283 ح 1،تهذیب الأحکام:ج 5 ص 49 ح 153،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 271 ح 2414،المحاسن:ج 2 ص 88 ح 1233 [2] کلّها عن صباح الحذّاء نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 245 ح 29.

فَإِنَّ المَلائِکَةَ تَضرِبُ وُجوهَ الشَّیاطینِ،ویَقولونَ:قَد سَمَّی اللّهَ،وآمَنَ بِاللّهِ،وتَوَکَّلَ عَلَی اللّهِ،وقالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (1)

ز-دُعاءٌ جامِعٌ لِلسَّفَرِ

1131.الأمان -فیما یُدعی عِندَ الخُروجِ إلَی السَّفَرِ-:رُوِیَ أنَّهُ إذا وَقَفَ عَلی بابِ دارِهِ،سَبَّحَ تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السلام،وقَرَأَ الحَمدَ وآیَةَ الکُرسِیِّ کَما قَدَّمناهُ (2)،وقالَ:

اللّهُمَّ إلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی،وعَلَیکَ خَلَّفتُ أهلی ومالی وما خَوَّلتَنی،قَد وَثِقتُ بِکَ فَلا تُخَیِّبنی،یا مَن لا یُخَیِّبُ مَن أرادَهُ،ولا یُضَیِّعُ مَن حَفِظَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاحفَظنی فیما غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ بَلِّغنی ما تَوَجَّهتُ لَهُ،وسَبِّب لِیَ المُرادَ،وسَخِّر لی عِبادَکَ وبِلادَکَ،وَارزُقنی زِیارَةَ نَبِیِّکَ،ووَلِیِّکَ أمیرِ المُؤمِنینَ،وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ،وجَمیعِ أهلِ بَیتِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،ومُدَّنی مِنکَ بِالمَعونَةِ فی جَمیعِ أحوالی،ولا تَکِلنی إلی نَفسی ولا إلی غَیری، فَأَکِلَّ وأَعطَبَ،وزَوِّدنِی التَّقوی،وَاغفِر لی فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،اللّهُمَّ اجعَلنی أوجَهَ مَن تَوَجَّهَ إلَیکَ.

ویَقولُ أیضاً:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وتَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،وَاستَعَنتُ بِاللّهِ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَی اللّهِ،وفَوَّضتُ أمری إلَی اللّهِ،رَبِّ آمَنتُ بِکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ،وبِنَبِیِّکَ الَّذی أرسَلتَ،لِأَ نَّهُ لا یَأتی بِالخَیرِ إلهی إلّاأنتَ،ولا یَصرِفُ السّوءَ إلّاأنتَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،وعَظُمَت آلاؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ.

فَقَد رُوِیَ أنَّ مَن خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ مُصبِحاً،ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ،لَم یَطرُقهُ بَلاءٌ حَتّی

ص:128


1- .الکافی:ج 3 ص 471 ح 5، قرب الإسناد:ص 373 ح 1327 و 1328، [2]تفسیر القمّی:ج 2 ص 282 نحوه.
2- فی هامش المخطوط:أی کلّ واحد منهما أمامه وعن یمینه وعن شماله.

یُمسِیَ ویَؤوبَ إلی مَنزِلِهِ،وکَذلِکَ مَن خَرَجَ فِی المَساءِ ودَعا بِهِ،لَم یَطرُقهُ بَلاءٌ حَتّی یُصبِحَ أو یَؤوبَ إلی مَنزِلهِ. (1)

2/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلمُسافِرِ

1132.الإمام الصادق علیه السلام: وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً فَقالَ لَهُ:

سَلَّمَکَ اللّهُ وغَنَّمَکَ،وَالمیعادُ للّهِ ِ. (2)

1133.الاُصول الستّة عشر عن خلّاد: وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقالَ لَهُ:

زَوَّدَکَ اللّهُ التَّقوی،وغَفَرَ لَکَ ذَنبَکَ،ووَجَّهَ لَکَ الخَیرِ حَیثُما تَوَجَّهتَ. (3)

1134.الجعفریّات عن أنس: أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ یُریدُ سَفَراً،فَقالَ لَهُ:أوصِنی،فَقالَ لَهُ:اِتَّقِ اللّهَ حَیثُما کُنتَ،وأَتبِعِ السَّیِّئَةَ الحَسَنَةَ،وخالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ،فَلَمّا وَدَّعَهُ قالَ لَهُ:

زَوَّدَکَ اللّهُ التَّقوی،وجَنَّبَکَ الرَّدی،وغَفَرَ لَکَ ذَنبَکَ،ووَجَّهَکَ إلَی الخَیرِ حَیثُما تَوَجَّهتَ. (4)

1135.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ إذا وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً قالَ:

أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ،وخَواتیمَ عَمَلِکَ،ووَجَّهَکَ لِلخَیرِ حَیثُما تَوَجَّهتَ، وزَوَّدَکَ (5)التَّقوی،وغَفَرَ لَکَ الذُّنوبَ. (6)

ص:129


1- .الأمان:ص 106، مصباح الزائر:ص 31، [2]بحار الأنوار:ج 76 ص 241 ح 21.
2- المحاسن:ج 2 ص 96 ح 1252 عن إدریس بن یونس،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 532 ح 1846 ولیس فیه«والمیعاد للّه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 281 ح 8.
3- الاُصول الستّة عشر (أصل خلّاد السندی):ص 315 ح 488،مستدرک الوسائل:ج 8 ص 209 ح 9268.
4- الجعفریات:ص 249، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 530 ح 1842 [8] نحوه؛المعجم الأوسط:ج 1 ص 305 ح 1027 عن ابن عمر نحوه،تاریخ دمشق:ج 61 ص 314 ح 12642.
5- فی المصدر:«رزقک»بدل«زوَّدک»،وما أثبتناه من بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر.
6- المحاسن:ج 2 ص 96 ح 1251 عن عبد اللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 76 ū ص 281 ح 7.

1136.المحاسن عن علیّ بن أسباط عمَّن ذکره عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: وَدَّعَ رَجُلاً،فَقالَ:

أستَودِعُ اللّهَ نَفسَکَ وأَمانَتَکَ ودینَکَ،وزَوَّدَکَ زادَ التَّقوی،ووَجَّهَکَ اللّهُ لِلخَیرِ حَیثُ تَوَجَّهتَ.

قالَ:ثُمَّ التَفَتَ إلَینا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ:هذا وَداعُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إذا وَجَّهَهُ فی وَجهٍ مِنَ الوُجوهِ. (1)

1137.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وَدَّعَ المُؤمِنَ قالَ:

رَحِمَکُمُ اللّهُ،وزَوَّدَکُمُ التَّقوی،ووَجَّهَکُم إلی کُلِّ خَیرٍ،وقَضی لَکُم کُلَّ حاجَةٍ،وسَلَّمَ لَکُم دینَکُم ودُنیاکُم،ورَدَّکُم سالِمینَ إلی سالِمینَ. (2)

1138.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وَدَّعَ مُسافِراً أخَذَ بِیَدِهِ،ثُمَّ قالَ:أحسَنَ اللّهُ لَکَ الصَّحابَةَ،وأَکمَلَ لَکَ المَعونَةَ،وسَهَّلَ لَکَ الحُزونَةَ،وقَرَّبَ لَکَ البَعیدَ،وکَفاکَ المُهِمَّ، وحَفِظَ لَکَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتیمَ عَمَلِکَ،ووَجَّهَکَ لِکُلِّ خَیرٍ.

عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ،أستَودِعُ اللّهَ نَفسَکَ،سِر عَلی بَرَکَةِ اللّهِ عز و جل. (3)

1139.السنن الکبری للنسائی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ لِلشّاخِصِ (4):أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتِمَ عَمَلِکَ. (5)

ص:130


1- .المحاسن:ج 2 ص 96 ح 1250، الاُصول الستّة عشر (أصل علیّ بن أسباط):ص 341 ح 566،بحار الأنوار:ج 76 ص 281 ح 6
2- المحاسن:ج 2 ص 95 ح 1248 عن ابن مسکان وغیره،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 276 ح 2429،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 531 ح 1844 ولیس فیهما«رحمکم اللّه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 280 ح 4.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 276 ح 2430،المحاسن:ج 2 ص 95 ح 1249 عن عبد الرحیم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 531 ح 1845، [6]بحار الأنوار:ج 76 ص 281 ح 5.
4- فی سنن ابن ماجة:«کان رسول اللّه صلی الله علیه و آله...إذا أشخص السرایا یقول للشاخص».وشخوص المسافر:خروجه عن منزله (النهایة:ج 2 ص 450«شخص»).
5- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 130 ح 10340، سنن أبی داوود:ج 3 ص 34 ح 2600،سنن الترمذی:ج 5 ص 499 ح 3443،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 943 ح 2826،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 499 ح 6207، [9]کنز العمّال:ج 6 ص 703 ح 17479.

1140.سنن ابن ماجة عن أبی هریرة: وَدَّعَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:أستَودِعُکَ اللّهَ الَّذی لا تَضیعُ وَدائِعُهُ. (1)

1141.سنن الترمذی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وَدَّعَ رَجُلاً أخَذَ بِیَدِهِ فَلا یَدَعُها حَتّی یَکونَ الرَّجُلُ هُوَ یَدَعُ یَدَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ویَقولُ:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وآخِرَ عَمَلِکَ. (2)

1142.سنن أبی داوود عن عبد اللّه الخطمی: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ أن یَستَودِعَ الجَیشَ قالَ:

أستَودِعُ اللّهَ دینَکُم وأَمانَتَکُم وخَواتیمَ أعمالِکُم. (3)

1143.سنن الترمذی عن أنس: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی اریدُ سَفَراً فَزَوِّدنی.قالَ:«زَوَّدَکَ اللّهُ التَّقوی»،قالَ:زِدنی،قالَ:«وغَفَرَ ذَنبَکَ»،قالَ:زِدنی بِأَبی أنتَ واُمّی،قالَ:«ویَسَّرَ لَکَ الخَیرَ حَیثُما کُنتَ». (4)

1144.سنن الترمذی عن أبی هریرة: إنّ رَجُلاً قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی اریدُ أن اسافِرَ فَأَوصِنی.

قالَ:عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ،وَالتَّکبیرِ عَلی کُلِّ شَرَفٍ.فَلَمّا أن وَلَّی الرَّجُلُ قالَ:اللّهُمَّ اطوِ لَهُ الأَرضَ،وهَوِّن عَلَیهِ السَّفَرَ. (5)

ص:131


1- .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 943 ح 2825،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 368 ح 9241،الدعاء للطبرانی: ص 260 ح 823،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 179 ح 507،الأذکار المنتخبة:ص 195 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 6 ص 702 ح 17474.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 499 ح 3442،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 131 ح 10345 عن عبد العزیز،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 278 ح 8702 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 100 ح 18159.
3- سنن أبی داوود:ج 3 ص 34 ح 2601،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 130 ح 10341، المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 107 ح 2478،السنن الکبری:ج 7 ص 444 ح 14587، [4]عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 177 ح 504،کنز العمّال:ج 7 ص 95 ح 18136.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 500 ح 3444، المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 107 ح 2477،صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 138 ح 2532،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 177 ح 502.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 500 ح 3445،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 449 ح 9730، المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 108 ح 2481،السنن الکبری:ج 5 ص 412 ح 10313 [7] وفیها«ازو»بدل«اطو»،الدعاء للطبرانی:ص 260 ح 822،کنز العمّال:ج 3 ص 90 ح 5636.

1145.سنن الدارمی عن أنس: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:یا نَبِیَّ اللّهِ،إنّی اریدُ السَّفَرَ،فَقالَ لَهُ:مَتی؟قالَ:غَداً إن شاءَ اللّهُ،قالَ:فَأَتاهُ فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ،فَقالَ لَهُ:

فی حِفظِ اللّهِ وفی کَنَفِهِ،زَوَّدَکَ اللّهُ التَّقوی وغَفَرَ لَکَ ذَنبَکَ،ووَجَّهَکَ لِلخَیرِ أینَما تَوَجَّهتَ. (1)

1146.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن ابن عمر: جاءَ غُلامٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنّی اریدُ هذَا الوَجهَ الحَجَّ،قالَ:فَمَشی مَعَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:

یا غُلامُ،زَوَّدَکَ اللّهُ التَّقوی،ووَجَّهَکَ فِی الخَیرِ،وکَفاکَ المُهِمَّ.

فَلَمّا رَجَعَ الغُلامُ سَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَیهِ فَقالَ:

یا غُلامُ،قَبِلَ اللّهُ حَجَّکَ،وغَفَرَ ذَنبَکَ،وأَخلَفَ نَفَقَتَکَ. (2)

1147.المحاسن عن هشام بن سالم: دَعا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام لِقَومٍ مِن أصحابِهِ مُشاةٍ حُجّاجٍ،فَقالَ:

اللّهُمَّ احمِلهُم عَلی أقدامِهِم،وسَکِّن عُروقَهُم. (3)

1148.المحاسن عن الحسین بن موسی: دَخَلنا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام نُوَدِّعُهُ فَقالَ:

اللّهُمَّ اغفِر لَنا ما أذنَبنا،وها نَحنُ مُذنِبونَ،وثَبِّتنا وإیّاهُم بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الآخِرَةِ وَالدُّنیا،وعافِنا وإیّاهُم مِن شَرِّ ما قَضَیتَ فی عِبادِکَ وبِلادِکَ فی سَنَتِنا هذِهِ المُستَقبَلَةِ، وعَجِّل نَصرَ آلِ مُحَمَّدٍ ووَلِیِّهِم،وأَخزِ عَدُوَّهُم عاجِلاً. (4)

ص:132


1- .سنن الدارمی:ج 2 ص 740 ح 2571،الدعاء للطبرانی: ص 259 ح 817،عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 3 ص 31، [2]عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 177 ح 503،کنز العمّال:ج 6 ص 703 ح 17485.
2- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 188 ح 533،المعجم الأوسط:ج 5 ص 16 ح 4548،المعجم الکبیر:ج 12 ص 226 ح 13151 وفیهما«الهمّ»بدل«المهمّ»،کنز العمّال:ج 6 ص 704 ح 17486.
3- المحاسن:ج 2 ص 98 ح 1257، بحار الأنوار:ج 76 ص 280 ح 1.
4- المحاسن:ج 2 ص 97 ح 1255، بحار الأنوار:ج 76 ص 281 ح 9.

1149.المحاسن عن موسی بن بکر الواسطی: أرَدتُ وَداعَ أبِی الحَسَنِ علیه السلام فَکَتَبَ إلَیَّ رُقعَةً:

کَفاکَ اللّهُ المُهِمَّ،وقَضی لَکَ بِالخَیرِ،ویَسَّرَ لَکَ حاجَتَکَ فی صُحبَةِ اللّهِ وکَنَفِهِ. (1)

3/15الدَّعَواتُ المأثورَةُ عِندَ الرُّکوبِ

الکتاب

«وَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْواجَ کُلَّها وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْفُلْکِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْکَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ». 2 الحدیث

1150.الإمام علیّ علیه السلام: إذا رَکِبتُمُ الدَّوابَّ فَاذکُرُوا اللّهَ عز و جل،وقولوا: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» . (2)

1151.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا رَکِبَ الدّابَّةَ:«بِسمِ اللّهِ،لا حَولَ ولا قُوَّة إلّابِاللّهِ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا» 4 -الآیَةَ-،و «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ»» ،حُفِظَت لَهُ نَفسُهُ ودابَّتُهُ حَتّی یَنزِلَ. (3)

1152.سنن الترمذی عن ابن عمر: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا سافَرَ فَرَکِبَ راحِلَتَهُ کَبَّرَ ثَلاثاً،ویَقولُ:

ص:133


1- .المحاسن:ج 2 ص 98 ح 1258، بحار الأنوار:ج 76 ص 280 ح 2.
2- الخصال:ص 634 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 295 ح 22.
3- الکافی:ج 6 ص 540 ح 17، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 165 ح 309،ثواب الأعمال:ص 228 ح 1،المحاسن:ج 2 ص 470 ح 2631 [6] کلّها عن إبراهیم بن عبد الحمید عن أبی الحسن علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 529 ح 1839 عن الإمام الرضا علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 296 ح 25.

«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» . (1)

1153.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إنَّهُ لَیسَ مِن أحَدٍ یَرکَبُ ما أنعَمَ اللّهُ عَلَیهِ،ثُمَّ یَقرَأُ آیَةَ السُّخرَةِ (2)، ثُمَّ یَقولُ:«أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ وأَتوبُ إلَیهِ،اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی، فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ»إلّاقالَ السَّیِّدُ الکَریمُ:یا مَلائِکَتی،عَبدی یَعلَمُ أنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ غَیری،اِشهَدوا أنّی قَد غَفَرتُ لَهُ ذُنوبَهُ. (3)

1154.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا رَکِبَ دابَّتَهُ:«بِسمِ اللّهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَیءٌ،سُبحانَهُ لَیسَ لَهُ سَمِیٌّ، «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ»،قالَتِ الدّابَّةُ:بارَکَ اللّهُ عَلَیکَ مِن مُؤمِنٍ حَلَلتَ عَلی ظَهری،وأَطَعتَ رَبَّکَ عز و جل،وأَحسَنتَ إلی نَفسِکَ،بارَکَ اللّهُ لَکَ فی سَفَرِکَ،وأَنجَحَ حاجَتَکَ. (4)

1155.سنن أبی داوود عن علیّ بن ربیعة: شَهِدتُ عَلِیّاً علیه السلام واُتِیَ بِدابَّةٍ لِیَرکَبَها،فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِی الرِّکابِ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمَّا استَوی عَلی ظَهرِها قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ»،ثُمَّ قالَ:

«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» ثُمَّ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ قالَ:«اللّهُ أکبَرُ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ قالَ:«سُبحانَکَ إنّی ظَلَمتُ

ص:134


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 501 ح 3447،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 517 ح 6319، سنن الدارمی:ج 2 ص 741 ح 2573، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 279 ح 3004،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 412 ح 2695.
2- تطلق آیة السُّخرَة علی قوله تعالی: «إِنَّ رَبَّکُمُ اللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ...» (الأعراف:54-56). ولکنّ المراد هنا من آیة السُّخرَة هی: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ...» (الزخرف:13 و14).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 273 ح 2419،المحاسن:ج 2 ص 92 ح 1242، مکارم الأخلاق:ج1 ص 528 ح 1837،الأمالی للصدوق:ص 597 ح 824، [6]تفسیر القمّی:ج 2 ص 281 [7] وفیهما«آیة الکرسی»بدل«آیة السخرة»،الأمان:ص 109 [8] کلّها عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج76 ص 295 ح 21.
4- الدعاء للطبرانی:ص 247 ح 776 عن أبی الدرداء؛بحار الأنوار:ج 64 ص 218.

نَفسی،فَاغفِر لی،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ»،ثمَّ ضَحِکَ.

فَقیلَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،مِن أیِّ شَیءٍ ضَحِکتَ؟

قالَ:رَأَیتُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَعَلَ کَما فَعَلتُ،ثُمَّ ضَحِکَ،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،مِن أیِّ شَیءٍ ضَحِکتَ؟قالَ:إنَّ رَبَّکَ یَعجَبُ مِن عَبدِهِ إذا قالَ:اغفِر لی ذُنوبی،یَعلَمُ أنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ غَیری. (1)

1156.صحیح مسلم عن ابن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَوی عَلی بَعیرِهِ خارِجاً إلی سَفَرٍ، کَبَّرَ ثَلاثاً،ثُمَّ قالَ:

«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ فی سَفَرِنا هذَا البِرَّ وَالتَّقوی،ومِنَ العَمَلِ ما تَرضی،اللّهُمَّ هَوِّن عَلَینا سَفَرَنا هذا، وَاطوِ عَنّا بُعدَهُ،اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،وکَآبَةِ المَنظَرِ،وسوءِ المُنقَلَبِ فِی المالِ وَالأَهلِ.

وإذا رَجَعَ قالَهُنَّ وزادَ فیهِنَّ:«آیِبونَ تائِبونَ،عابِدونَ لِرَبِّنا حامِدونَ». (2)

1157.سنن الترمذی عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ فَرَکِبَ راحِلَتَهُ قالَ بِإِصبَعِهِ...:

اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،اللّهُمَّ اصحَبنا بِنُصحِکَ،وَاقلِبنا بِذِمَّةٍ،اللّهُمَّ ازوِ (3)لَنَا الأَرضَ،وهَوِّن عَلَینَا السَّفَرَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،

ص:135


1- .سنن أبی داوود:ج 3 ص 34 ح 2602،سنن الترمذی:ج 5 ص 501 ح 3446، مسند ابن حنبل:ج 1 ص 208 ح 753، [2]صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 415 ح 2698،السنن الکبری:ج 5 ص 413 ح 10317، [3]عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 174 ح 496،کنز العمال:ج 9 ص 194 ح 25640.
2- صحیح مسلم:ج 2 ص 978 ح 425،سنن أبی داوود:ج 3 ص 33 ح 2599،سنن الترمذی:ج 5 ص 501 ح 3447 کلاهما نحوه،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 529 ح 6382، [5]السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 141 ح 10382، [6]کنز العمّال:ج 6 ص 734 ح 17623.
3- اِزوِ لنا البعید:أی اجمعه واطوه (مجمع البحرین:ج 2 ص 793« زوی»).

وکَآبَةِ المُنقَلَبِ. (1)

1158.الأمالی للطوسی عن علیّ بن ربیعة الأسدی: رَکِبَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام،فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِی الرِّکابِ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمَّا استَوی عَلَی الدّابَّةِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَنا،وحَمَلَنا فِی البَرِّ وَالبَحرِ،ورَزَقَنا مِنَ الطَّیِّباتِ،وفَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً، «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ» .

ثُمَّ سَبَّحَ اللّهَ ثَلاثاً،وحَمِدَ اللّهَ ثَلاثاً،وکَبَّرَ اللّهَ ثَلاثاً،ثُمَّ قالَ:

رَبِّ اغفِر لی؛فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

ثُمَّ قالَ:کَذا فَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله هذا،وأَ نَا رَدیفُهُ. (2)

1159.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن الحارث: إنَّهُ [ عَلِیّاً علیه السلام ] خَرَجَ مِن بابِ القَصرِ،فَوَضَعَ رِجلَهُ فِی الغَرزِ (3)،فَقالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمَّا استَوی عَلَی الدّابَّةِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَرَّمَنا،وحَمَلَنا فِی البَرِّ وَالبَحرِ،ورَزَقَنا مِنَ الطَّیِّباتِ،وفَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً، «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» .

ثُمَّ قالَ:

رَبِّ اغفِر لی؛إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

ثُمَّ قالَ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:إنَّ اللّهَ عز و جل لَعَجِبَ مِن عَبدِهِ إذا قالَ:«رَبِّ اغفِر

ص:136


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 497 ح 3438،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 364 ح 9216، المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 109 ح 2484،الدعاء للطبرانی:ص 256 ح 807 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 714 ح 17536.
2- الأمالی للطوسی:515 ح 1126، بحار الأنوار:ج 76 ص 295 ح 23 [3] وص 299 ح 38؛المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 108 ح 2482،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 414 ح 2697،الدعاء للطبرانی:ص 248 ح 778 و779 کلّها نحوه.
3- الغَرْز:رِکاب کُورِ الجمَل إذا کان من جِلدٍ أو خَشَبٍ،وقیل:هو الکُور مُطلقاً،مِثل الرکاب للسَّرج (النهایة:ج 3 ص359« غرز»).

لی؛إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ». (1)

1160.کنز العمّال عن هلال بن خباب: إنَّ عَلِیّاً اتِیَ بِدابَّةٍ،فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِی الرِّکابِ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمَّا استَوی عَلی ظَهرِها قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِلإِسلامِ،وعَلَّمَنَا القُرآنَ،ومَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وجَعَلَنا فی خَیرِ امَّةٍ اخرِجَت لِلنّاسِ،اللّهُمَّ لاطَیرَ (2)إلّاطَیرُکَ،ولا خَیرَ إلّاخَیرُکَ، ولا إلهَ إلّاأنتَ. (3)

1161.الدعاء للطبرانی عن أبی مجلز: عَن حُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام أنَّهُ رَأی رَجُلاً رَکِبَ دابَّةً فَقالَ:

«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ» .

فَقالَ لَهُ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام:وبِهذا امِرتَ؟

قالَ:فَکَیفَ أقولُ؟قالَ:تَقولُ:

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی لِلإِسلامِ،ومَنَّ عَلَیَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وجَعَلَنی فی خَیرِ امَّةٍ اخرِجَت لِلنّاسِ»،فَهذِهِ النِّعمَةُ.

فَقالَ:تَبدَأُ بِهذا لِقَولِهِ عز و جل: «ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ» . (4)

1162.الإمام الباقر علیه السلام -عِندَما رَکِبَ-:

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا بِالإِسلامِ،وعَلَّمَنَا القُرآنَ،ومَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ

ص:137


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 176 ح 499؛بحار الأنوار:ج 76 ص 294 ح 20.
2- الطِیرَةُ:التشاؤم بالشیء،وأصله التطیّر بالسوانح والبوارح من الطیر والظباء وغیرهما.وکان ذلک یصدّهم عن مقاصدهم،فنفاه الشرع وأبطله ونهی عنه (النهایة:ج 3 ص 152« طیر»).
3- کنز العمّال:ج 9 ص 196 ح 25644 نقلاً عن رسته.
4- الدعاء للطبرانی:ص 246 ح 775،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 116 ح 3 نحوه،الدرّ المنثور:ج 7 ص369؛ الدعوات:ص 296 ح 62 عن أبی هاشم نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 292 ح 17.

وآلِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ «اَلَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (1)

1163.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ الصّادِقُ علیه السلام إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِی الرِّکابِ یَقولُ: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ» ،ویُسَبِّحُ اللّهَ سَبعاً،ویُحَمِّدُ اللّهَ سَبعاً،ویُهَلِّلُ اللّهَ سَبعاً. (2)

1164.الأمان: فی رِوایَةِ صَفوانَ بنِ مِهرانَ الجَمّالِ أنَّهُ [الصّادِقَ] علیه السلام لَمّا رَکِبَ الجَمَلَ قالَ:

بِسمِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ، «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» . (3)

1165.فقه الرضا: إذا وَضَعتَ رِجلَکَ فِی الرِّکابِ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وَ «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ» ،الحَمدُ للّهِ ِ «اَلَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ» ،ومَنَّ عَلَینا بِالإِیمانِ وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (4)راجع:ج3 ص 434 ح 2208.

ص:138


1- .الکافی:ج 8 ص 276 ح 417، المحاسن:ج 2 ص 92 ح 1243 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن عطاء،تهذیب الأحکام:ج 5 ص 51 ح 154 عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 526 وفی صدرهما:«فإذا استویت علی راحلتک»بدل«عند ما رکب»،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 529 ح 1840،المزار للمفید:ص 63،المزار الکبیر:ص 50 والأربعة الأخیرة من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 46 ص 291 ح 16.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 272 ح 2418،المحاسن:ج 2 ص 93 ح 1244 و ص 475 ح 2649، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 528 ح 1836، [5]الأمان:ص 109، [6]بحار الأنوار:ج 76 ص 297 ح 27.
3- الأمان:ص 109، بحار الأنوار:ج 76 ص 298 ح 34.
4- فقه الرضا:ص 398، بحار الأنوار:ج 76 ص 298 ح 32.

4/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ رُکوبِ البَحرِ

الکتاب

«وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ». 1

الحدیث

1166.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ-:...یا عَلِیُّ،أمانٌ لِاُمَّتی مِنَ الغَرَقِ إذا هُم رَکِبُوا السُّفُنَ فَقَرَؤوا:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» 2 ، «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» . (1)

1167.الإمام علیّ علیه السلام: مَن رَکِبَ سَفینَةً فَلیَقُل:

«بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» ،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی مَرکَبِنا، وأَحسِن سَیرَنا،وعافِنا مِن شَرِّ بَحرِنا. (2)

1168.الإمام الباقر علیه السلام -لِبَعضِ أصحابِهِ-:إذا عَزَمَ اللّهُ لَکَ عَلَی البَحرِ فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:

«بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» .

فَإِذَا اضطَرَبَ بِکَ البَحرُ،فَاتَّکِ عَلی جانِبِکَ الأَیمَنِ وقُل:

ص:139


1- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 370 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 333 ح 2656 [2]عن الإمام الصادق [3]عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 1 ص 349 [4]عن الإمام الحسین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 58 ح 3؛الدعاء للطبرانی: [5]ص 255 ح 804 عن ابن عباس و803،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 181 ح 6748،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 176 ح 500 کلّها عن طلحة بن عبید اللّه عن الإمام الحسین علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 6 ص 709 ح 17513.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 349، مستدرک الوسائل:ج 8 ص 235 ح 9335.

بِسمِ اللّهِ،اسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ،وقِرَّ بِقَرارِ اللّهِ،وَاهدَأ بِإِذنِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ. (1)

1169.الأمان: رُوّینا أنَّهُ إذا رَکِبَ فی سَفینَةٍ فَیُکَبِّرُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ مِئَةَ تَکبیرَةٍ،ویُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام مِئَةَ مَرَّةٍ،ویَلعَنُ ظالِمی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام مِئَةَ مَرَّةٍ،ویَقولُ:

بِسمِ اللّهِ وباللّهِ،وَالصَّلاةُ عَلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وعَلَی الصّادِقینَ،اللّهُمَّ أحسِن مَسیرَنا،وعَظِّم اجورَنا،اللّهُمَّ بِکَ انتَشَرنا،وإلَیکَ تَوَجَّهنا،وبِکَ آمَنّا،وبِحَبلِکَ اعتَصَمنا،وعَلَیکَ تَوَکَّلنا.

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتُنا ورَجاؤُنا وناصِرُنا،لا تُحِلَّ بِنا ما لا نُحِبُّ،اللّهُمَّ بِکَ نَحُلُّ وبِکَ نَسیرُ، اللّهُمَّ خَلِّ سَبیلَنا،وأَعظِم عافِیَتَنا،أنتَ الخَلیفَةُ فِی الأَهلِ وَالمالِ،وأَنتَ الحامِلُ فِی الماءِ وعَلَی الظَّهرِ، «وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» ، «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» .

اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ،وشُدَّت إلَیهِ الرِّحالُ،فَأَنتَ سَیِّدی أکرَمُ مَزورٍ، وأَکرَمُ مَقصودٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً،ولِکُلِّ وافِدٍ تُحفَةً،فَأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَ تُحفَتَکَ إیّایَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَاشکُر سَعیی،وَارحَم مَسیری مِن أهلی،بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ المِنَّةُ عَلَیَّ؛إذ جَعَلتَ لی سَبیلاً إلی زِیارَةِ وَلِیِّکَ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ،وحَفِظتَنی فی لَیلی ونَهاری حَتّی بَلَّغتَنی هذَا المَکانَ،وقَد رَجَوتُکَ فَلا تَقطَع رَجائی،وأَمَّلتُکَ فَلا تُخَیِّب أمَلی،وَاجعَل مَسیری هذا کَفّارَةً لِذُنوبی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ (2). (3)راجع:ص 127 ح 1130.

ص:140


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 459 ح 1329،تفسیر القمی:ج 2 ص 282 عن علیّ بن أسباط عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 286 ح 4.
2- قال السیّد قدس سره:وإن کان قصده برکوب السفینة غیر الزیارة،فیغیِّر اللفظ بما یلیق بسفره من العبارة.
3- الأمان:ص 115، بحار الأنوار:ج 76 ص 255 ح 50.

5/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی المَسیرِ

1170.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی سَفَرِهِ إذا هَبَطَ سَبَّحَ،وإذا صَعِدَ کَبَّرَ. (1)

1171.مسند ابن حنبل عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا صَعِدَ أکَمَةً (2)أو نَشَزاً (3)قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ الشَّرَفُ عَلی کُلِّ شَرَفٍ،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ حَمدٍ. (4)

1172.صحیح مسلم عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا کانَ فی سَفَرٍ وأَسحَرَ یَقولُ:

سَمَّعَ (5)سامِعٌ بِحَمدِ اللّهِ،وحُسنِ بَلائِهِ عَلَینا،رَبَّنا صاحِبنا وأَفضِل عَلَینا،عائِذاً بِاللّهِ مِنَ النّارِ. (6)

1173.عیون الأخبار لابن قتیبة عن حسّان بن عطیّة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ فی سَفَرِهِ حینَ هاجَرَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَنی ولَم أکُ شَیئاً مَذکوراً،اللّهُمَّ أعِنّی عَلی أهاویلِ الدُّنیا،وبَوائِقِ (7)الدَّهرِ،ومُصیباتِ اللَّیالی وَالأَیّامِ،وَاکفِنی شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ،اللّهُمَّ فی سَفَری فَاصحَبنی،وفی أهلی فَاخلُفنی،وفیما رَزَقتَنی فَبارِک لی،ولَکَ فی نَفسی فَذَلِّلنی، وفی أعیُنِ الصّالِحینَ فَعَظِّمنی،وفی خَلقی فَقَوِّمنی،وإلَیکَ رَبِّ فَحَبِّبنی،إلی مَن تَکِلُنی

ص:141


1- .الکافی:ج 4 ص 287 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 273 ح 2420 کلاهما عن معاویة بن عمّار،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 553 ح 1909، [2]بحار الأنوار:ج 76 ص 254 ح 48.
2- الأکمةُ:التَلُّ أو الموضع یکون أشدّ ارتفاعاً ممّا حوله (القاموس المحیط:ج 4 ص 75«أکم»).
3- النَشَزُ:المرتفع من الأرض (النهایة:ج 5 ص 55« نشز»).
4- مسند ابن حنبل:ج 4 ص 255 ح 12283، مسند أبی یعلی:ج 4 ص 220 ح 4281،الدعاء للطبرانی:ص 267 ح 849،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 184 ح 522 کلها نحوه.
5- «سمع»رُوِیَ بوجهین:أحدهما فتح المیم وتشدیدها،ومعناها:بَلَّغَ سامع بقولی هذا لغیره.والثانی کسرها مع تخفیفها،ومعناها:شهد شاهد،وهو أمر بلفظ الخبر (انظر هامش المصدر).
6- صحیح مسلم:ج 4 ص 2086 ح 68،سنن أبی داوود:ج 4 ص 323 ح 5086،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 615 ح 1636،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 257 ح 8828 وج 6 ص 137 ح 10370.
7- البَوائِقُ:الغوائل والشرور (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

رَبَّ المُستَضعَفینَ وأَنتَ رَبّی. (1)

1174.سنن أبی داوود عن عبد اللّه بن عمرو: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ فَأَقبَلَ اللَّیلُ قالَ:

یا أرضُ،رَبّی ورَبُّکِ اللّهُ،أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّکِ وشَرِّ ما فیکِ،وشَرِّ ما خُلِقَ فیکِ،ومِن شَرِّ ما یَدُبُّ عَلَیکِ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن أسَدٍ وأَسوَدَ،ومِنَ الحَیَّةِ وَالعَقرَبِ،ومِن ساکِنِ البَلَدِ، ومِن والِدٍ وما وَلَدَ. (2)

1175.مکارم الأخلاق: عُوذَةٌ کانَ یَتَعَوَّذُ بِها رَسولُ اللّه صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ وأَقبَلَ اللَّیلُ (3):

یا أرضُ،رَبّی ورَبُّکِ اللّهُ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّکِ وشَرِّ ما فیکِ،وسوءِ ما خُلِقَ فِیکِ، وسوءِ ما یَدُبُّ عَلَیکِ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن أسَدٍ وأَسوَدَ،ومِن شَرِّ الحَیَّةِ وَالعَقرَبِ،ومِن شَرِّ ساکِنِ البَلَدِ،ومِن شَرِّ والِدٍ وما وَلَدَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما أقلَلنَ،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَینَ،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضلَلنَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ خَیرَ هذِهِ اللَّیلَةِ،وخَیرَ هذَا الیَومِ،وخَیرَ هذَا الشَّهرِ،وخَیرَ هذِهِ السَّنَةِ،وخَیرَ هذَا البَلَدِ وأَهلِهِ،وخَیرَ هذِهِ القَریَةِ وأَهلِها،وخَیرَ ما فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،وشَرِّ ما فیها،وشَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ. (4)

1176.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَرَجَ فی سَفَرٍ ومَعَهُ عَصا لَوزٍ مُرٍّ وتَلا هذِهِ الآیَةَ: «وَ لَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ» -إلی قَولِ اللّهِ عز و جل-: «وَ اللّهُ عَلی ما نَقُولُ

ص:142


1- .عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 1 ص 137، المصنّف لعبد الرزاق:ج 5 ص 156 ح 9234،السیرة النبویّة لابن کثیر:ج 2 ص 234،امتاع الأسماع:ج 8 ص 157 ح 17485 [2] کلاهما نقلاً عن محمّد بن إسحاق وکلّها نحوه.
2- سنن أبی داوود:ج 3 ص 34 ح 2603،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 491 ح 6169 وج 4 ص 249 ح 12251،السنن الکبری:ج 5 ص 414 ح 10321 [4] کلّها عن ابن عمر،کنز العمال:ج 6 ص 735 ح 17624؛فلاح السائل:ص 478 ح 324،الأمان:ص 140، [5]بحار الأنوار:ج 76 ص 260 ح 55.
3- فی المصدر:«قبل اللیل»،والتصویب من بحار الأنوار.
4- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 527 ح 1835، بحار الأنوار:ج 76 ص 251 ح 46.

وَکِیلٌ» 1 ،آمَنَهُ اللّهُ عز و جل مِن کُلِّ سَبُعٍ ضارٍ،ومِن کُلِّ لُصٍّ عادٍ،وکُلِّ ذاتِ حُمَةٍ (1)حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ ومَنزِلِهِ،وکانَ مَعَهُ سَبعَةٌ وسَبعونَ مِنَ المُعَقِّباتِ یَستَغفِرونَ لَهُ حَتّی یَرجِعَ ویَضَعَها. (2)

1177.الدعاء للطبرانی عن علیّ بن ربیعة: حَمَلَنی عَلِیٌّ علیه السلام خَلفَهُ ثُمَّ سارَ فی جَبّانَةِ (3)الکوفَةِ،ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَی السَّماءِ،فَقالَ:

اللّهُمَّ اغفِر ذُنوبی؛إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ أحَدٌ غَیرُکَ. (4)

1178.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا عَثَرَت بِهِ دابَّتُهُ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،ومِن تَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ. (5)

1179.الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام: إذا کُنتَ فی سَفَرٍ فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَل مَسیری عِبَراً،وصَمتی تَفَکُّراً،وکَلامی ذِکراً. (6)

1180.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قَرَأَ آیَةَ الکُرسِیِّ فِی السَّفَرِ فِی کُلِّ لَیلَةٍ سَلِمَ وسَلِمَ ما مَعَهُ،ویَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَل مَسیری عَبَراً،وصَمتی تَفَکُّراً،وکَلامی ذِکراً. (7)

1181.عنه علیه السلام: قُل:

ص:143


1- حُمَة بالتخفیف:السُّمُّ،وقد یُشَدّد (النهایة:ج 1 ص 446«حمه»).
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 270 ح 2409،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 522 ح 1820، الأمان:ص 46 [2] کلّها عن الإمام علیّ علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 222 ح 1 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الدعوات:ص 128 ح 318 عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 234 ح 14.
3- الجبّان والجبّانة:الصحراء،وتسمّی بهما المقابر؛لأنّها تکون فی الصحراء (لسان العرب:ج 13 ص 84«جبن»).
4- الدعاء للطبرانی:ص 247 ح 777،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 63 ح 12 فیه«سار بی إلی جانب الحرّة»بدل«سار فی جبّانة الکوفة»،کنز العمّال:ج 2 ص 257 ح 3964.
5- قرب الإسناد:ص 84 ح 275 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 296 ح24.
6- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 273 ح 2421،الأمان:ص 112 کلاهما عن أبی عبیدة.
7- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 542 ح 1877، بحار الأنوار:ج 76 ص 252 ح 47.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لِنَفسِیَ الیَقینَ وَالعَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی، وأَنتَ رَجائی،وأَنتَ عَضُدی،وأَنتَ ناصِری،بِکَ أحُلُّ وبِکَ أسیرُ. (1)

1182.الکافی عن حذیفة بن منصور: صَحِبتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلی مَکَّةَ،فَلَمّا صَلّی قالَ:«اللّهُمَّ خَلِّ سَبیلَنا،وأَحسِن تَسییرَنا،وأَحسِن عافِیَتَنا».وکُلَّما صَعِدَ أکَمَةً قالَ:

«اللّهُمَّ لَکَ الشَّرَفُ عَلی کُلِّ شَرَفٍ». (2)

1183.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ المَسیرَ إلی قبر الحسین علیه السلام...فَإِذا خِفتَ شَیئاً فَقُل:

لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،بِهِ احتَجَبتُ،وبِهِ اعتَصَمتُ،اللّهُمَّ اعصِمنی مِن شَرِّ خَلقِکَ، فَإِنَّما أنَا بِکَ وأَ نَا عَبدُکَ. (3)

1184.الأمان: رُوِیَ فی لَفظِ التَّکبیرِ:إذا عَلَوتَ تَلعَةً أو أکَمَةً أو قَنطَرَةً فَقُل:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ لَکَ الشَّرَفُ عَلی کُلِّ شَرَفٍ.

ثُمَّ تَقولُ:

خَرَجتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،بِغَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،لکِن بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،بَرِئتُ إلَیکَ یا رَبِّ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بَرَکَةَ سَفَری هذا وبَرَکَةَ أهلِهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً حَلالاً طَیِّباً،تَسوقُهُ إلَیَّ وأَ نَا خافِضٌ (4)فی عافِیَةٍ بِقُوَّتِکَ وقُدرَتِکَ،اللّهُمَّ سِرتُ فی سَفَری هذا بِلا ثِقَةٍ مِنّی لِغَیرِکَ،ولا رَجاءٍ لِسِواکَ،فَارزُقنی فی ذلِکَ شُکرَکَ وعافِیَتَکَ،ووَفِّقنی لِطاعَتِکَ وعِبادَتِکَ،حَتّی تَرضی وبَعدَ الرِّضا. (5)

ص:144


1- .الکافی:ج 4 ص 288 ح 4 عن عیسی بن عبد اللّه القمّی،وسائل الشیعة:ج 11 ص 392 ح 15091.
2- الکافی:ج 4 ص 287 ح 1، المحاسن:ج 2 ص 94 ح 1245، [4]بحار الأنوار:ج 76 ص 245 ح 32.
3- کامل الزیارات:ص 396 ح 639 عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 101 ص 175 ح 30.
4- الخَفضُ:السَّیرُ اللَّیِّنُ (لسان العرب:ج 7 ص 46«خفض»).
5- الأمان:ص 112، بحار الأنوار:ج 76 ص 254 ح 49.

6/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِدَفعِ الطِّیَرَةِ

1185.مکارم الأخلاق: فِی الحَدیثِ:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُحِبُّ الفَألَ الحَسَنَ،ویَکرَهُ الطِّیَرَةَ.

وکانَ صلی الله علیه و آله یَأمُرُ مَن رَأی شَیئاً یَکرَهُهُ ویَتَطَیَّرُ مِنهُ أن یَقولَ:

اللّهُمَّ لا یُؤتِی الخَیرَ إلّاأنتَ،ولا یَدفَعُ السَّیِّئاتِ إلّاأنتَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (1)

1186.الأمالی للصدوق عن عبد اللّه بن عَوف بن الأحمر: لَمّا أرادَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام المَسیرَ إلَی النَّهرَوانِ أتاهُ مُنَجِّمٌ فَقالَ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،لا تَسِر فی هذِهِ السّاعَةِ،وسِر فی ثَلاثِ ساعاتٍ یَمضینَ مِنَ النَّهارِ،فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:ولِمَ ذاکَ؟قالَ:لِأَ نَّکَ إن سِرتَ فی هذِهِ السّاعَةِ أصابَکَ وأَصابَ أصحابَکَ أذیً وضُرٌّ شَدیدٌ،وإن سِرتَ فِی السّاعَةِ الَّتی أمَرتُکَ ظَفِرتَ وظَهَرتَ وأَصَبتَ کُلَّ ما طَلَبتَ.

فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنِینَ علیه السلام:تَدری ما فی بَطنِ هذِهِ الدّابَّةِ أ ذَکَرٌ أم انثی؟قالَ:إن حَسَبتُ عَلِمتُ.

قالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:مَن صَدَّقَکَ عَلی هذَا القَولِ فَقَد کَذَّبَ بِالقُرآنِ،قالَ اللّهُ تَعالی: «إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَکْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ» 2 ،ما کانَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله یَدَّعی مَا ادَّعَیتَ،أ تَزعُمُ أنَّکَ تَهدی إلَی السّاعَةِ الَّتی مَن سارَ فیها صُرِفَ عَنهُ السُّوءُ وَالسّاعَةِ الَّتی مَن سارَ فیها حاقَ بِهِ الضُّرُّ؟! مَن صَدَّقَکَ بِهذَا استَغنی بِقَولِکَ عَنِ الاِستِعانَةِ بِاللّهِ عز و جل فی ذلِکَ الوَجهِ،وأَحوَجَ إلَی الرَّغبَةِ إلَیکَ فی دَفعِ المَکروهِ عَنهُ،ویَنبَغی لَهُ أن یولِیَکَ الحَمدَ دونَ رَبِّهِ عز و جل،فَمَن آمَنَ لَکَ بِهذا فَقَدِ اتَّخَذَکَ مِن دونِ اللّهِ نِدّاً وضِدّاً.

ص:145


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 153 ح 2374 و 2375، بحار الأنوار:ج 95 ص 2 ح 2؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 374 [3] وفیه«بالحسنات»بدل«الخیر».

ثُمَّ قالَ علیه السلام:

اللّهُمَّ لا طَیرَ إلّاطَیرُکَ،ولا ضَیرَ (1)إلّاضَیرُکُ،ولا خَیرَ إلّاخَیرُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ.

ثُمَّ التَفَتَ إلَی المُنَجِّمِ فَقالَ:بَل نُکَذِّبُکَ ونُخالِفُکَ،ونَسیرُ فِی السّاعَةِ الَّتی نَهَیتَ عَنها. (2)

7/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ دُخولِ مَدخَلٍ یَخافُهُ

1187.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ مَدخَلاً تَخافُهُ فَاقرَأ هذِهِ الآیَةَ: «رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً» 3 ،وإذا عایَنتَ الَّذی تَخافُهُ فَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ. (3)

1188.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن نَزَلَ مَنزِلاً یَتَخَوَّفُ فیهِ السَّبُعَ فَقالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،بِیَدِهِ الخَیرُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ سَبُعٍ.

إلّا أمِنَ مِن شَرِّ ذلِکَ السَّبُعِ حَتّی یَرحَلَ مِن ذلِکَ المَنزِلِ،إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

8/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الإِشرافِ عَلَی المَدینَةِ

1189.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا أرَدتَ مَدینَةً أو قَریَةً فَقُل حینَ تُعایِنُها:

ص:146


1- .ضارَهُ یَضیرُهُ:أی ضَرَّهُ (النهایة:ج 3 ص 107«ضیر»).
2- الأمالی للصدوق:ص 501 ح 687، بحار الأنوار:ج 33 ص 347 ح 587؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 2 ص 270 نحوه.
3- المحاسن:ج 2 ص 116 ح 1321 عن إبراهیم بن نعیم،بحار الأنوار:ج 76 ص 247 ح 37.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 294 ح 2500،المحاسن:ج 2 ص 116 ح 1320 عن عمر بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مصباح الزائر:ص 37 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 247 ح 38.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،اللّهُمَّ حَبِّبنا إلی أهلِها وحَبِّب صالِحی أهلِها إلَینا. (1)

1190.السنن الکبری للنسائی عن صهیب: إنَّ مُحَمَّداً رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یَکُن یَری قَریَةً یُریدُ دُخولَها إلّاقالَ حینَ یَراها:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما أقلَلنَ،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضلَلنَ،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَینَ،فَإِنّا نَسأَ لُکَ خَیرَ هذِهِ القَریَةِ،وخَیرَ أهلِها،ونَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها وشَرِّ ما فیها. (2)

1191.الإمام الصادق علیه السلام: إذا سافَرتَ فَدَخَلتَ المَدینَةَ الَّتی تُریدُها فَقُل حینَ تُشرِفُ عَلَیها وتَراها:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظَلَّت،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما أقَلَّت،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَت،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضَلَّت،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذِهِ القَریَةِ وما فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فیها. (3)

1192.المزار للمفید (4): إذا أشرَفتَ عَلَی القَریَةِ الَّتی تُریدُ دُخولَها فَقُل:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظَلَّت،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما أقَلَّت،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضَلَّت،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَت،ورَبَّ البِحارِ وما جَرَت،إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ

ص:147


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 298 ح 2509،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 553 ح 1908، المحاسن:ج 2 ص 123 ح 1344 [2] عن الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 248 ح 41.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 256 ح 8826، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 614 ح 1634 وج 2 ص 110 ح 2488،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 426 ح 2709،صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 150 ح 2565،السنن الکبری:ج 5 ص 414 ح 10320.
3- المحاسن:ج 2 ص 124 ح 1346 عن علیّ بن المغیرة،مهج الدعوات:ص 189 [7] عن الربیع نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 248 ح 43.
4- قال فی الأمان:«فیما نذکره من الدعاء الفاضل إذا أشرف علی بلد أو قریة أو بعض المنازل،روینا من عدّة طرق....».

هذِهِ القَریَةِ وخَیرَ ما فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فیها.

اللّهُمَّ یَسِّر لی ما کانَ فیها مِن خیرٍ،ووَفِّق لی ما کانَ فیها مِن یُسرٍ،وأَعِنّی عَلی [قَضاءِ] حاجَتی،یا قاضِیَ الحاجاتِ،ویا مُجیبَ الدَّعَواتِ،أدخِلنی مُدخَلَ صِدقٍ، وأَخرِجنی مُخرَجَ صِدقٍ،وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً. (1)

1193.السنن الکبری للنسائی عن أبی هریرة: قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،ما کانَ یَتَخَوَّفُ القَومُ حَیثُ کانوا یَقولونَ إذا أشرَفوا عَلَی المَدینَةِ:«[اللّهُمَّ] (2)اجعَل لَنا فیها رِزقاً وقَراراً»؟

قالَ:کانوا یَتَخَوَّفونَ جَورَ الوُلاةِ وقُحوطَ المَطَرِ. (3)

9/15الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ النُّزولِ

الکتاب

«وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ». 4

الحدیث

1194.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا نَزَلتَ مَنزِلاً فَقُل:«اللّهُمَّ أنزِلنی مُنزَلاً مُبارَکاً وأَنتَ خَیرُ المُنزِلینَ»،تُرزَق خَیرَهُ،ویُدفَع عَنکَ شَرُّهُ. (4)

ص:148


1- .المزار للمفید:ص 67،الأمان:ص 132، مصباح الزائر:ص 36، [2]المزار الکبیر:ص 52،بحار الأنوار:ج 76 ص 260 ح 54 [3] وص 264 ح 57.
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 142 ح 10387،الدعاء للطبرانی: ص 264 ح 837،التاریخ الکبیر:ج 7 ص 154 ح 690.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 298 ح 2508،الخصال:ص 634 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،تحف العقول:ص 122 عن الإمام علیّ علیه السلام،المحاسن:ج 2 ص 124 ح 1345 [6] ولیس فیها ذیله من«ترزق خیره»،بحار الأنوار:ج 76 ص 248 ح 42.

1195.مکارم الأخلاق: قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام:یا عَلِیُّ،إذا نَزَلتَ مَنزِلاً فَقُل: «رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ» .

وفی رِوایَةٍ:

وأَیِّدنی بِما أیَّدتَ بِهِ الصّالِحینَ،وهَب لِیَ السَّلامَةَ وَالعافِیَةَ فی کُلِّ وَقتٍ وحینٍ،أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ کُلِّها،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ (1)و بَرَأَ.

ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ وقُل:

اللّهُمَّ ارزُقنا خَیرَ هذِهِ البُقعَةِ،وأَعذِنا مِن شَرِّها،اللّهُمَّ أطعِمنا مِن جَناها،وأَعِذنا مِن وَباها،وحَبِّبنا إلی أهلِها،وحَبِّب صالِحی أهلِها إلَینا.

وإذا أرَدتَ الرَّحیلَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ وَادعُ اللّهَ بِالحِفظِ وَالکِلاءَةِ،ووَدِّعِ المَوضِعَ وأَهلَهُ، فَإِنَّ لِکُلِّ مَوضِعٍ أهلاً مِنَ المَلائِکَةِ،وقُل:

السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الحافِظینَ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (2)

1196.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أشرَفَ عَلی أرضٍ یُریدُ دُخولَها قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذِهِ الأَرضِ (3)وخَیرِ ما جَمَعتَ فیها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما جَمَعتَ فیها،اللّهُمَّ ارزُقنا حَیاها (4)،وأَعِذنا مِن وَباها،وحَبِّبنا إلی أهلِها، وحَبِّب صالِحی أهلِها إلَینا. (5)

ص:149


1- .ذَرأ اللّهُ الخَلقَ:إذا خَلَقَهُم (النهایة:ج 2 ص 156« ذرأ»).
2- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 552 ح 1906، بحار الأنوار:ج 76 ص 253 ح 48.
3- القریة (ن خ).
4- فی المصدر:«حماها»،والتصویب من الأذکار المنتخبة.والحَیا-مقصور-:المطر لِإِحیائه الأرض.وقیل:الخِصب (النهایة:ج 1 ص 453«حیا»).
5- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 186 ح 527،الأذکار المنتخبة:ص 201.

1197.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن نَزَلَ مَنزِلاً ثُمَّ قالَ:«أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ»،لَم یَضُرَّهُ شَیءٌ حَتّی یَرتَحِلَ مِن مَنزِلِهِ ذلِکَ. (1)

1198.الأمان: رَوَینا فی کتابِ«مصباح الزائر وجناح المسافر» (2)وغَیرِهِ مِنَ النَّقلِ الظّاهِرِ:أنَّ المُسافِرَ إذا نَزَلَ بِبَعضِ المَنازِلِ یَقولُ:

اللّهُمَّ «أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ» .

ویُصَلّی رَکعَتَینِ بِالحَمدِ وما یَشاءُ مِنَ السُّوَرِ القِصارِ،ویَقولُ:

اللّهُمَّ ارزُقنا خَیرَ هذِهِ البُقعَةِ،وأَعِذنا مِن شَرِّها،اللّهُمَّ أطعِمنا مِن جَناها،وأَعِذنا مِن وَباها،وحَبِّبنا إلی أهلِها،وحَبِّب صالِحی أهلِها إلَینا.

ویَقولُ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ أئِمَّةٌ أتَوَلّاهُم،وأَبرَأُ مِن أعدائِهِم،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ هذِهِ البُقعَةِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،اللّهُمَّ اجعَل أوَّلَ دُخولِنا هذا صَلاحاً،وأَوسَطَهُ فَلاحاً،وآخِرَهُ نَجاحاً. (3)

1199.مروج الذهب عن المنذر بن الجارود: لَمّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام البَصرَةَ دَخَلَ مِمّا یَلِی الطَّفَّ،فَأَتَی الزّاوِیَةَ،فَخَرَجتُ أنظُرُ إلَیهِ،فَوَرَدَ مَوکِبٌ...فَساروا حَتّی نَزَلُوا المَوضِعَ المَعروفَ بِالزّاوِیَةِ،فَصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،وعَفَّرَ خَدَّیهِ عَلَی التُّرابِ،وقَد خالَطَ ذلِکَ دُموعَهُ،ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ یَدعو:

ص:150


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2080 ح 54،سنن الترمذی:ج 5 ص 496 ح 3437،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1174 ح 3547،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 144 ح 10394، مسند ابن حنبل:ج 10 ص 320 ح 27192 [2] کلّها عن خولة بنت حکیم السلمیّة،کنز العمّال:ج 6 ص 709 ح 17512.
2- راجع:مصباح الزائر:ص 37.
3- الأمان:ص 136، بحار الأنوار:ج 76 ص 261 ح 56.

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وما أظَلَّت،وَالأَرَضینَ وما أقَلَّت،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،هذِهِ البَصرَةُ أسأَ لُکَ مِن خَیرِها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،اللّهُمَّ أنزِلنا فیها خَیرَ مُنزَلٍ وأَنتَ خَیرُ المُنزِلینَ. (1)

ص:151


1- .مروج الذهب:ج 2 ص 368.

ص:152

الفَصلُ السادس عشر:دَعَواتُ الوُضوءِ

1/16الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله

1200.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا تَوَضَّأتَ فَقُل:

«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَمامَ الوُضوءِ،وتَمامَ الصَّلاةِ،وتَمامَ رِضوانِکَ،وتَمامَ مَغفِرَتِکَ».

فَهذا زَکاةُ الوُضوءِ. (1)

1201.عنه صلی الله علیه و آله -عِندَ وُضوئِهِ-:

اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی،ووَسِّع لی فی داری،وبارِک لی فی رِزقی. (2)

1202.عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَوَضَّأَ فَقالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

ص:153


1- .جامع الأخبار:ص 165 ح 394، بحار الأنوار:ج 80 ص 317 ح 9؛ [2]بغیة الباحث:ص 151 ح 468 عن السریّ بن خالد بن شدّاد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 9 ص 469 ح 26993.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 24 ح 9908، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 62 ح 2،الدعاء للطبرانی:ص 209 ح 656،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 398 ح 7236،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 140 ح 19591 [4] نحوه وکلّها عن أبی موسی،کنز العمّال:ج 2 ص 686 ح 5080.

کُتِبَ فی رِقٍّ (1)ثُمَّ طُبِعَ بِطابِعٍ،فَلَم یُکسَر إلی یَومِ القِیامَةِ. (2)

1203.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ یَتَوَضَّأُ ثُمَّ یَقولُ عِندَ فَراغِهِ مِن وُضوئِهِ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ،وَاغفِر لی إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلّا کُتِبَت فی رِقٍّ ثُمَّ خُتِمَ عَلَیها،ثُمَّ وُضِعَت تَحتَ العَرشِ،حَتّی تُدفَعَ إلَیهِ بِخاتَمِها یَومَ القِیامَةِ. (3)

1204.عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ الوُضوءَ،ثُمَّ قالَ [عِندَ فَراغِهِ]:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ.

فُتِحَت لَهُ ثَمانِیَةُ أبوابِ الجَنَّةِ یَدخُلُ مِن أیِّها شاءَ. (4)

2/16الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

1205.الإمام علیّ علیه السلام -فی حَدیثِ الأَربَعِمِئَةِ-:لا یَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ حَتّی یُسَمِّیَ،یَقولُ قَبلَ أن یَمَسَّ الماءَ:

ص:154


1- .الرِقّ:الجِلدُ یکتبُ فیه (المصباح المنیر:ص 235«رقّ»).
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 25 ح 9909، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 753 ح 2072،المعجم الأوسط:ج 2 ص 123 ح 1455،الدعاء للطبرانی:ص 140 ح 388 نحوه وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 9 ص 296 ح 26077.
3- مسند زید:ص 78 عن الإمام زین العابدین عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 105، بحار الأنوار:ج 80 ص 327 ح 13.
4- سنن الترمذی:ج 1 ص 78 ح 55،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 159 ح 470 نحوه وکلاهما عن عمر،المعجم الأوسط:ج 5 ص 140 ح 4895،عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 16 ح 32 کلاهما عن ثوبان وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 9 ص 297 ح 26083.

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ.

فَإِذا فَرَغَ مِن طَهورِهِ قالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صلی الله علیه و آله.

فَعِندَها یَستَحِقُّ المَغفِرَةَ. (1)

1206.المصنّف لابن أبی شیبة عن سالم بن أبی الجعد: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا فَرَغَ مِن وُضوئِهِ قالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،رَبِّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ. (2)

1207.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا تَوَضَّأَ قالَ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وخَیرُ الأَسماءِ للّهِ ِ وأَکبَرُ الأَسماءِ للّهِ ِ،وقاهِرٌ لِمَن فِی السَّماءِ،وقاهِرٌ لِمَن فِی الأَرضِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ مِنَ الماءِ کُلَّ شَیءٍ حَیٍّ،وأَحیا قَلبی بِالإِیمانِ،اللّهُمَّ تُب عَلَیَّ وطَهِّرنی وَاقضِ لی بِالحُسنی،وأَرِنی کُلَّ الَّذی احِبُّ،وَافتَح لی بِالخَیراتِ مِن عِندِکَ،یا سَمیعَ الدُّعاءِ. (3)

1208.الإمام الصادق علیه السلام: بَینا أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام ذاتَ یَومٍ جالِسٌ مَعَ ابنِ الحَنَفِیَّةِ،إذ قالَ لَهُ:

یا مُحَمَّدُ،اِیتِنی بِإِناءٍ مِن ماءٍ أتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ،فَأَتاهُ مُحَمَّدٌ بِالماءِ فَأَکفاهُ بِیَدِهِ الیُسری عَلی یَدِهِ الیُمنی.

ص:155


1- .الخصال:ص 628 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،المحاسن:ج 1 ص 118 ح 120 عن ابن مسلم عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،تحف العقول:ص 117،بحار الأنوار:ج 10 ص 106 ح 1 و ج 80 ص 314 ح 1.
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 13 ح 2 و ج 7 ص 147 ح 2،المصنّف لعبد الرزاق:ج 1 ص 186 ح 731،الدعاء للطبرانی:ص 141 ح 392 عن الحارث وفیه ذیله من«ربِّ اجعلنی»،کنز العمّال:ج 9 ص 469 ح 26994.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 43 ح 87،مصباح المتهجّد:ص 298 ح 406، جمال الاُسبوع:ص 169 [4] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 178 ح 6.

ثُمَّ قالَ:«بِسمِ اللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ الماءَ طَهوراً ولَم یَجعَلهُ نَجِساً».

ثُمَّ استَنجی فَقالَ:«اللّهُمَّ حَصِّن فَرجی وأَعِفَّهُ،وَاستُر عَورَتی وحَرِّمنی عَلَی النّارِ».

ثُمَّ تَمَضمَضَ فَقالَ:«اللّهُمَّ لَقِّنّی حُجَّتی یَومَ ألقاکَ،وأَطلِق لِسانی بِذِکرِکَ».

ثُمَّ استَنشَقَ فَقالَ:«اللّهُمَّ لا تُحَرِّم عَلَیَّ ریحَ الجَنَّةِ،وَاجعَلنی مِمَّن یَشُمُّ ریحَها ورَوحَها وطیبَها».

ثُمَّ غَسَلَ وَجهَهُ فَقالَ:«اللّهُمَّ بَیِّض وَجهی یَومَ تَسوَدُّ فیهِ الوُجوهُ،ولا تُسَوِّد وَجهی یَومَ تَبیَضُّ فیهِ الوُجوهُ».

ثُمَّ غَسَلَ یَدَهُ الیُمنی،فَقالَ:«اللّهُمَّ أعطِنی کِتابی بِیَمینی وَالخُلدَ فِی الجِنانِ بِیَساری، وحاسِبنی حِساباً یَسیراً».

ثُمَّ غَسَلَ یَدَهُ الیُسری فَقالَ:«اللّهُمَّ لا تُعطِنی کِتابی بِشِمالی ولا تَجعَلها مَغلولَةً إلی عُنُقی،وأَعوذُ بِکَ مِن مُقَطَّعاتِ النّیرانِ».

ثُمَّ مَسَحَ رَأسَهُ فَقالَ:«اللّهُمَّ غَشِّنی بِرَحمَتِکَ وبَرَکاتِکَ».

ثُمَّ مَسَحَ رِجلَیهِ فَقالَ:«اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلَی الصِّراطِ یَومَ تَزِلُّ فیهِ الأَقدامُ،وَاجعَل سَعیی فیما یُرضیکَ عَنّی».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَنَظَرَ إلی مُحَمَّدٍ فَقالَ:یا مُحَمَّدُ ! مَن تَوَضَّأَ مِثلَ وُضوئی،وقالَ مِثلَ قَولی،خَلَقَ اللّهُ لَهُ مِن کُلِّ قَطرَةٍ مَلَکاً یُقَدِّسُهُ ویُسَبِّحُهُ ویُکَبِّرُهُ،فَیَکتُبُ اللّهُ لَهُ ثَوابَ ذلِکَ إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)

ص:156


1- .تهذیب الأحکام:ج 1 ص 53 ح 153،الکافی:ج 3 ص 70 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 41 ح 84،الأمالی للصدوق:ص 649 ح 883، [2]ثواب الأعمال:ص 31 ح 1، [3]المحاسن:ج 1 ص 116 ح 118 [4] کلّها عن عبد الرحمن بن کثیر نحوه،بحار الأنوار:ج 80 ص 318 ح 12.

3/16الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

1209.الإمام الباقر علیه السلام: إذا وَضَعَت یَدَکَ فِی الماءِ فَقُل:

«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ».

فَإِذا فَرَغتَ فَقُل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ». (1)

4/16الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

1210.الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثٍ-:إذا تَوَضَّأتَ فَقُل:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

ص:157


1- .الکافی:ج 3 ص 445 ح 12، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 76 ح 192 و ج 2 ص 123 ح 467 کلّها عن زرارة،بحار الأنوار:ج 87 ص 188 ح 5.
2- الکافی:ج 3 ص 16 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 25 ح 63 کلاهما عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 1 ص 216 ح 805.

ص:158

الفَصلُ السابع عشر:دَعَواتُ الأَذانِ وَالإِقامَةِ وما بَینَهُما

1/17الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله

1211.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا نادَی المُنادی فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ وَاستُجیبَ الدُّعاءُ،فَمَن نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو شِدَّةٌ فَلیَتَحَیَّنِ المُنادِیَ (1)،فَإِذا کَبَّرَ کَبَّرَ،وإذا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ (2)،وإذا قالَ:حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،قالَ:حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،وإذا قالَ:حَیَّ عَلَی الفَلاحِ،قالَ:حَیَّ عَلَی الفَلاحِ.

ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ الصّادِقَةِ المُستَجابَةِ،المُستَجابِ لَها دَعوَةُ الحَقِّ وکَلِمَةُ التّقوی، أحیِنا عَلَیها وأَمِتنا عَلَیها،وَابعَثنا عَلَیها،وَاجعَلنا مِن خِیارِ أهلِها أحیاءً وأَمواتاً.

ثُمَّ یَسأَلُ اللّهَ حاجَتَهُ. (3)

1212.عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ یُؤَذِّنُ فَقولوا:

اللّهُمَّ افتَح أقفالَ قُلوبِنا بِذِکرِکَ،وأَتمِم عَلَینا نِعمَتَکَ مِن فَضلِکَ،وَاجعَلنا مِن عِبادِکَ

ص:159


1- .أی ینتظر وقت أذانه (فیض القدیر:ج 1 ص 570 ح 868).
2- فی المصدر:«فَإِذا کَبَّرَ کَبَّروا،وإذا تَشَهَّدَ تَشَهَّدوا»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 731 ح 2004،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 39 ح 98،الدعاء للطبرانی:ص 159 ح 458 نحوه وکلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 7 ص 686 ح 20920.

الصّالِحینَ. (1)

1213.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ المُؤَذِّنَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ و رَسولُهُ،رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِمُحَمَّدٍ رَسولاً،وبِالإِسلامِ دیناً.

غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ. (2)

1214.عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ النِّداءَ فَقالَ:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ وبَلِّغهُ دَرَجَةَ الوَسیلَةِ عِندَکَ،وَاجعَلنا فی شَفاعَتِهِ یَومَ القِیامَةِ.

وَجَبَت لَهُ الشَّفاعَةُ. (3)

1215.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ النِّداءَ:

اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ التّامَّةِ،وَالصَّلاةِ القائِمَةِ،آتِ مُحَمَّداً الوَسیلَةَ وَالفَضیلَةَ،وَابعَثهُ مَقاماً مَحموداً الَّذی وَعَدتَهُ.

حَلَّت لَهُ شَفاعَتی (4)یَومَ القِیامَةِ. (5)

1216.عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ فَقولوا مِثلَ ما یَقولُ،ثُمَّ صَلّوا عَلَیَّ؛فَإِنَّهُ مَن صَلّی عَلَیَّ صَلاةً

ص:160


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 40 ح 100،الثقات لابن حبّان:ج 5 ص 153 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 699 ح 20990.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 290 ح 13،سنن أبی داوود:ج 1 ص 145 ح 525،سنن النسائی:ج 2 ص 26،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 239 ح 721،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 319 ح 728،السنن الکبری:ج 1 ص 604 ح 1934 کلّها عن سعد بن أبی وقّاص.
3- المعجم الکبیر:ج 12 ص 66 ح 12554 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 7 ص 704 ح 21017.
4- حَلَّتْ له شفاعتی:بمعنی غَشِیَتهُ ونزلت به (النهایة:ج 1 ص 432« حلل»).
5- صحیح البخاری:ج 1 ص 222 ح 589،سنن أبی داوود:ج 1 ص 146 ح 529،سنن الترمذی:ج 1 ص 413 ح 211، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 239 ح 722،سنن النسائی:ج 2 ص 27،السنن الکبری:ج 1 ص 603 ح 1933 [4] کلّها عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 7 ص 698 ح 20986.

صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ بِها عَشراً،ثُمَّ سَلُوا اللّهَ لِیَ الوَسیلَةَ (1)؛فَإِنَّها مَنزِلَةٌ فِی الجَنَّةِ لا تَنبَغی إلّا لِعَبدٍ مِن عِبادِ اللّهِ،وأَرجو أن أکونَ أنَا هُوَ،فَمَن سَأَلَ لِیَ الوَسیلَةَ حَلَّت لَهُ الشَّفاعَةُ. (2)

1217.الإمام زین العابدین علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ قالَ کَما یَقولُ،فَإِذا قالَ:

«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،حَیَّ عَلَی الفَلاحِ،حَیَّ عَلی خَیرِ العَمَلِ»قالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ.

فَإِذَا انقَضَتِ الإِقامَةُ،قالَ:

اللّهُمَّ رَبَّ [هذِهِ] (3)الدَّعوَةِ التّامَةِ،وَالصَّلاةِ القائِمَةِ،أعطِ مُحَمَّداً سُؤلَهُ یَومَ القِیامَةِ، وبَلِّغهُ الدَّرَجَةَ الوَسیلَةَ مِنَ الجَنَّةِ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ فی امَّتِهِ. (4)

1218.سنن أبی داوود عن امّ سلمة: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن أقولَ عِندَ أذانِ المَغرِبِ:

اللّهُمَّ،إنَّ هذا إقبالُ لَیلِکَ،وإدبارُ نَهارِکَ،وأَصواتُ دُعاتِکَ،فَاغفِر لی. (5)

2/17الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

1219.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ»فَقُل:اللّهُ أکبَرُ،وإذا قالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ»فَقُل:أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وإذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»،فَقُل:أشهَدُ

ص:161


1- .الوَسِیلَةُ فی الحدیث:أی القرب من اللّه تعالی،وقیل:هی الشفاعة یوم القیامة،وقیل:هی منزلةٌ من منازل الجنّة (النهایة:ج 5 ص 185« وسل»).
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 288 ح 11،سنن أبی داوود:ج 1 ص 144 ح 523،سنن الترمذی:ج 5 ص 586 ح 3614، سنن النسائی:ج 2 ص 25،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 571 ح 6579 [3] کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 7 ص 700 ح 20998.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، بحار الأنوار:ج 84 ص 179 ح 11.
5- سنن أبی داوود:ج 1 ص 146 ح 530،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 314 ح 714،السنن الکبری:ج 1 ص 604 ح 1935،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 36 ح 2،المعجم الکبیر:ج 23 ص 303 ح 680 کلاهما بزیادة«وحضور صلاتک»بعد«دعاتک»،کنز العمّال:ج 2 ص 157 ح 3560.

أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،فَإِذا قالَ:«قَد قامَتِ الصَّلاةُ»فَقُل:

اللّهُمَّ أقِمها وأَدِمها،وَاجعَلنی مِن خَیرِ صالِحی أهلِها عَمَلاً. (1)

1220.عنه علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ أذانَ الصُّبحِ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِإِقبالِ نَهارِکَ،وإدبارِ لَیلِکَ، وحُضورِ صَلَواتِکَ،وأَصواتِ دُعاتِکَ (2)،أن تَتوبَ عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ»،وقالَ مِثلَ ذلِکَ حینَ یَسمَعُ أذانَ المَغرِبِ (3)،ثُمَّ ماتَ مِن یَومِهِ أو لَیلَتِهِ،ماتَ تائِباً. (4)

3/17الحَثُّ عَلَی الدُّعاءِ وَالذِّکرِ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ

1221.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُرَدُّ الدُّعاءُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ. (5)

1222.عنه صلی الله علیه و آله: إذا نودِیَ لِلصَّلاةِ،فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ،وَاستُجیبَ الدُّعاءُ،ولا یُرَدُّ الدُّعاءُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ. (6)

4/17الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ

1223.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:مَن سَجَدَ

ص:162


1- .دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، بحار الأنوار:ج 84 ص 179 ح 11.
2- فی ثواب الأعمال هنا بزیادة:«وتسبیح ملائکتک».وفی عیون أخبار الرّضا علیه السلام أیضاً:« [4]أن تصلّی علی محمّدوآل محمّد».وزاد فی فلاح السائل کلَّ ما فی المصدرین.
3- واضح أنّ من أراد أن یقول هذا الدّعاء عند أذان المغرب فله أن یقول«...بإقبال لیلک وإدبار نهارک...».
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 287 ح 890،ثواب الأعمال:ص 183 ح 1،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 253 ح 1 کلاهما عن عباس مولی الإمام الرضا عن الإمام الرضا علیه السلام،فلاح السائل:ص 404 ح 273 [6] عن عباس الشامی عن الإمام الکاظم عنه علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 173 ح 1.
5- سنن أبی داوود:ج 1 ص 144 ح 521،سنن الترمذی:ج 1 ص 416 ح 212،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 22 ح 9895، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 240 ح 12201،الدعاء للطبرانی: [9]ص 166 ح 483 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 103 ح 3344.
6- الدعاء للطبرانی:ص 166 ح 485، مسند الطیالسی:ص 282 ح 2106،المصّنف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 35 ح 7 نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 108 ح 3372.

بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ،فَقالَ فی سُجودِهِ:«رَبِّ لَکَ سَجَدتُ خاضِعاً خاشِعاً ذَلیلاً»یَقولُ اللّهُ تَعالی:مَلائِکَتی؛وعِزَّتی وجَلالی،لَأَجعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ فی قُلوبِ عِبادِی المُؤمِنینَ، وهَیبَتَهُ فی قُلوبِ المُنافِقینَ. (1)

1224.عنه علیه السلام: مَن أذَّنَ ثُمَّ سَجَدَ،فَقالَ«لا إلهَ إلّاأنتَ رَبّی،سَجَدتُ لَکَ خاضِعاً خاشِعاً»غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ. (2)

1225.فلاح السائل عن معاویة بن وهب: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ:

سُبحانَ مَن لا تَبیدُ (3)مَعالِمُهُ،سُبحانَ مَن لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،سُبحانَ مَن لا یَخیبُ سائِلُهُ،سُبحانَ مَن لَیسَ لَهُ حاجِبٌ یُغشی،ولا بَوّابٌ یُرشی،ولا تَرجُمانٌ یُناجی، سُبحانَ مَنِ اختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ،سُبحانَ مَن فَلَقَ البَحرَ لِموسی،سُبحانَ مَن لا یَزدادُ عَلی کَثرَةِ العَطاءِ إلّاکَرَماً وجوداً،سُبحانَ مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ. (4)

1226.فلاح السائل عن معاویة بن وهب: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَقتَ المَغرِبِ فَإِذا هُوَ قَد أذَّنَ وجَلَسَ،فَسَمِعتُهُ یَدعو بِدُعاءٍ ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ،فَسَکَتُّ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ،ثُمَّ قُلتُ:یا سَیِّدی،لَقَد سَمِعتُ مِنکَ دُعاءً ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ قَطُّ !

قالَ:هذا دُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام لَیلَةَ باتَ عَلی فِراشِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وهُوَ هذا:

یا مَن لَیسَ مَعَهُ رَبٌّ یُدعی،یا مَن لَیسَ فَوقَهُ خَالِقٌ یُخشی،یا مَن لَیسَ دونَهُ إلهٌ یُتَّقی،یا مَن لَیسَ لَهُ وَزیرٌ یُغشی،یا مَن لَیسَ لَهُ بَوّابٌ یُنادی،یا مَن لا یَزدادُ عَلی کَثرَةِ

ص:163


1- .فلاح السائل:ص 272 ح 163 عن بکر بن محمّد الأزدی،بحار الأنوار:ج 84 ص 152 ح 48.
2- فلاح السائل:ص 272 ح 164 عن محمّد بن أبی عمیر عن أبیه،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 64 ح 2156 [4] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 153 ح 48.
3- لا تَبِیدُ:أی لا تَهلک ولا تَموتُ (النهایة:ج 1 ص 171«بید»).
4- فلاح السائل:ص 273 ح 165، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 64، [7]المصباح للکفعمی:ص 22 [8] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 178 ح 9.

السُّؤالِ إلّاکَرَماً وجوداً،یا مَن لا یَزدادُ عَلی عِظَمِ الجُرمِ إلّارَحمَةً وعَفواً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،وأَنتَ أهلُ الجودِ وَالخَیرِ وَالکَرَمِ. (1)

1227.الکافی عن جعفر بن محمّد بن یقظان رفعه إلیهم علیهم السلام: یَقولُ الرَّجُلُ إذا فَرَغَ مِنَ الأَذانِ وجَلَسَ:

اللّهُمَّ اجعَل قَلبی بارّاً،وعَیشی قارّاً،ورِزقی دارّاً،وَاجعَل لی عِندَ قَبرِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ قَراراً ومُستَقَرّاً. (2)راجع: نهج الذکر :ج 1 ص 328 ح 911 .

ص:164


1- .فلاح السائل:ص 405 ح 274، بحار الأنوار:ج 84 ص 181 ح 13 و ج 95 ص 291 ح 5 [2] نقلاً عن کتاب الاستدراک نحوه.
2- الکافی:ج 3 ص 308 ح 32، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 64 ح 230،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 64 ح 2157، [4]مصباح المتهجّد:ص 30 ح 32 [5] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 182 ح 15.

الفَصلُ الثامن عشر:دَعَواتُ الصَّلاةِ

1/18دَعَواتُ افتِتاحِ الصَّلاةِ

1228.سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استَفتَحَ الصَّلاةَ قالَ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،وتَبارَکَ اسمُکَ،وتَعالی جَدُّکَ (1)،ولا إلهَ غَیرُکَ. (2)

1229.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استَفتَحَ الصَّلاةَ قالَ:

وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ (3)السَّماواتِ وَالأَرضَ،حَنیفاً (4)مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ (5).

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،وتَبارَکَ اسمُکَ،وتَعالی جَدُّکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ، «إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُکِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ * لا شَرِیکَ لَهُ وَ بِذلِکَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِینَ» 6 . (6)

ص:165


1- .تعالی جَدُّکَ:أی علا جلالک وعظمتک،والجَدُّ:الحَظُّ والسعادةُ وَالغِنی (النهایة:ج 1 ص 244« جدد»).
2- سنن أبی داوود:ج 1 ص 206 ح 776،سنن الترمذی:ج 2 ص 11 ح 243، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 265 ح 806 و ص 264 ح 804،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 138 ح 11657 [3] کلاهما عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 7 ص 47 ح 17887.
3- فَطَرَ اللّهُ الخَلْقَ:خَلَقَهم،وفی الأساس:ابتدعهم (تاج العروس:ج 7 ص 350« فطر»).
4- الحَنیفُ:هو المائل إلی الإسلام،الثابت علیه (النهایة:ج 1 ص 451« حنف»).
5- هذه العبارة مقتبسة من الآیة 79 من سورة الأنعام.
6- الدعاء للطبرانی:ص 172 ح 500،المعجم الکبیر:ج 12 ص 271 ح 13324.

1230.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا قامَ إلَی الصَّلاةِ قالَ:

«وَجَّهْتُ وَجْهِیَ لِلَّذِی فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِیفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِکِینَ» 1 ،إنَّ صَلاتی و نُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ،وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ (1).

اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ لا إلهَ إلّاأنتَ،أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ،ظَلَمتُ نَفسی،وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی ذُنوبی جَمیعاً،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ،وَاهدِنی لِأَحسنِ الأَخلاقِ، لا یَهدی لِأَحسَنِها إلّاأنتَ،وَاصرِف عَنّی سَیِّئَها،لا یَصرِفُ عَنّی سَیِّئَها إلّاأنتَ،لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ کُلُّهُ فی یَدَیکَ،وَالشَّرُّ لَیسَ إلَیکَ،أنَا بِکَ وإلَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ، أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (2)

1231.سنن ابن ماجة عن جبیر بن مطعم: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ دَخَلَ فِی الصَّلاةِ قالَ:

اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً-ثَلاثاً-الحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،الحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً-ثَلاثاً- سُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأَصیلاً-ثَلاثَ مَرّاتٍ-اللّهُمَّ أنی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ وَنَفثِهِ. (3)

1232.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:مَن أقامَ الصَّلاةَ،وقالَ قَبلَ أن یُحرِمَ ویُکَبِّرَ:

ص:166


1- هذه العبارة مقتبسة من الآیة 162 و 163 من سورة الأنعام.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 486 ح 3422 و 3423 نحوه،صحیح مسلم:ج 1 ص 534 ح 201،سنن أبی داوود:ج 1 ص 202 ح 760،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 219 ح 803، السنن الکبری:ج 2 ص 48 ح 2343 [3] کلّها عن عبید اللّه بن أبی رافع،کنز العمّال:ج 8 ص 99 ح 22080.
3- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 265 ح 807،سنن أبی داوود:ج 1 ص 203 ح 764،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 625 ح 16784، صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 80 ح 1780،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 239 ح 468 و الأربعة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 401 ح 23439.

یا مُحسِنُ قَد أتاکَ المُسیءُ،وقَد أمَرتَ المُحسِنَ أن یَتَجاوَزَ عَنِ المُسیءِ،وأَنتَ المُحسِنُ وأَ نَا المُسیءُ،فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَجاوَز عَن قَبیحِ ما تَعلَمُ مِنّی.

فَیَقولُ اللّهُ تَعالی:مَلائِکَتِی اشهَدوا أنّی قَد عَفَوتُ عَنهُ،وأَرضَیتُ عَنهُ أهلَ تَبِعاتِهِ. (1)

1233.عنه علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ:مَن قالَ هذَا القَولَ کانَ مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،إذا قامَ قَبلَ أن یَستَفتِحَ الصَّلاةَ:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی صَلاتی،وأَتَقَرَّبُ بِهِم إلَیکَ،فَاجعَلنی بِهِم وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِنَ المُقَرَّبینَ،مَنَنتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم، فَاختِم لی بِطاعَتِهِم ومَعرِفَتِهِم ووِلایَتِهِم،فَإِنَّهَا السَّعادَةُ،وَاختِم لی بِها فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

1234.الإمام علیّ علیه السلام: إذَا استَفتَحتَ الصَّلاةَ فَقُل:

اللّهُ أکبَرُ،وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ،حَنیفاً مُسلِماً،وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی،ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وبِذلِکَ امرِتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ. (3)

1235.المصنّف لعبد الرزّاق عن عاصم بن ضمرة: کانَ عَلِیٌّ إذَا افتَتَحَ الصَّلاةَ قالَ:

اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی ظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ،لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،وَالشَّرُّ لَیسَ إلَیکَ،وَالمَهدِیُّ مَن هَدَیتَ، وعَبدُکَ بَینَ یَدَیکَ،وعَبدُکَ بَینَ یَدَیکَ،ومِنکَ،وإلَیکَ،ولا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّا

ص:167


1- .فلاح السائل:ص 277 ح 169 عن بکر بن محمّد الأزدی،مصباح المتهجّد:ص 30 ح 31 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 375 ح 29.
2- الکافی:ج 2 ص 544 ح 1، وسائل الشیعة:ج 4 ص 708 ح 2.
3- دعائم الإسلام:ج 1 ص 157، بحار الأنوار:ج 84 ص 377 ح 30.

إلَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،سُبحانَکَ رَبَّ البَیتِ. (1)

1236.الإمام الباقر علیه السلام: یُجزیکَ فِی الصَّلاةِ مِنَ الکَلامِ فِی التَّوَجُّهِ إلَی اللّهِ أن تَقولَ:

وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ،حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ، وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ.

ویُجزیکَ تَکبیرَةٌ واحِدَةٌ. (2)

1237.الکافی عن صفوان الجمّال: شَهِدتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَاستَقبَلَ القِبلَةَ قَبلَ التَّکبیرِ،وقالَ:

اللّهُمَّ لا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ (3)،ولا تُقَنِّطنی (4)مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،فَإِنَّهُ لا یَأمَنُ مَکرَ اللّهِ إلَّاالقَومُ الخاسِرونَ. (5)

1238.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قُمتَ إلَی الصَّلاةِ،فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی اقَدِّمُ إلَیکَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بَینَ یَدَی حاجَتی،وأَتَوَجَّهُ بِهِ إلَیکَ،فَاجعَلنی بِهِ وَجیهاً عِندَکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ،اجعَل صَلاتی بِهِ مَقبولَةً،وذَنبی بِهِ مَغفوراً،ودُعائی بِهِ مُستَجاباً،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (6)

1239.دعائم الإسلام: عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ قالَ:إذا قُمتَ إلَی الصَّلاةِ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ،وکَما شاءَ اللّهُ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِن

ص:168


1- .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 79 ح 2566.
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 67 ح 245 عن زرارة،وسائل الشیعة:ج 4 ص 724 ح 2.
3- الرُّوحُ:بفتح أوّله الراحة والاستراحة والحیاة الدائمة،وبضمّه:الرحمة (مجمع البحرین:ج 2 ص 742«روح»).
4- القُنوطُ:أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« قنط»).
5- الکافی:ج 2 ص 544 ح 3، بحار الأنوار:ج 84 ص 370 ح 22.
6- الکافی:ج 3 ص 309 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 287 ح 1149 کلاهما عن أبان ومعاویة بن وهب،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 302 ح 916،بحار الأنوار:ج 84 ص 370 ح 22.

زُوّارِکَ وعُمّارِ مَساجِدِکَ،وَافتَح لی بابَ رَحمَتِکَ،وأَغلِق عَنّی بابَ مَعصِیَتِکَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِمَّن یُناجیهِ،اللّهُمَّ أقبِل عَلَیَّ بِوَجهِکَ (1)،جَلَّ ثَناؤُکَ.

ثُمَّ افتَحِ الصَّلاةَ. (2)

1240.الإمام الصادق علیه السلام: إذَا افتَتَحتَ الصَّلاةَ فَارفَع کَفَّیکَ ثُمَّ ابسُطهُما بَسطاً،ثُمَّ کَبِّر ثَلاثَ تَکبیراتٍ،ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ الحَقُّ،لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ،إنّی ظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی ذَنبی إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.

ثُمَّ تُکَبِّرُ تَکبیرَتَینِ،ثُمَّ قُل:

لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،وَالشَّرُّ لَیسَ إلَیکَ،وَالمَهدِیُّ مَن هَدَیتَ،لا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ،سُبحانَکَ وحَنانَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،سُبحانَکَ رَبَّ البَیتِ.

ثُمَّ تُکَبِّرُ تَکبیرَتَینِ،ثُمَّ تَقولُ:

وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ،عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی،ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ،وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ.

ثُمَّ تَعَوَّذ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ثُمَّ اقرَأ فاتِحَةَ الکِتابِ. (3)

1241.فلاح السائل عن عبد الرحمن بن نجران عن الإمام الرضا علیه السلام: تَقولُ بَعدَ الإِقامَةِ قَبلَ الاِستِفتاحِ فی کُلِّ صَلاةٍ:

اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ التّامَّةِ،وَالصَّلاةِ القائِمَةِ،بَلِّغ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ

ص:169


1- .فی بحار الأنوار:« بِرَحمَتِکَ»بدل«بِوَجهِکَ».
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 167، بحار الأنوار:ج 84 ص 377.
3- الکافی:ج 3 ص 310 ح 7، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 67 ح 244 نحوه وکلاهما عن الحلبیّ،وسائل الشیعة:ج 4 ص 724 ح 1.

الدَّرَجَةَ وَالوَسیلَةَ،وَالفَضلَ وَالفَضیلَةَ،بِاللّهِ أستَفتِحُ،وبِاللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ وآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی بِهِم عِندَکَ وجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِنَ المُقَرَّبینَ. (1)

1242.الإمام المهدیّ علیه السلام -لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحِمیَرِیِّ وقَد سَأَلَهُ عَنِ التَّوَجُّهِ لِلصَّلاةِ-:التَّوَجُّهُ کُلُّهُ لَیسَ بِفَریضَةٍ،وَالسُّنَّةُ المُؤَکَّدَةُ فیهِ،الَّتی هِیَ کَالإِجماعِ الَّذی لا خِلافَ فیهِ:

وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ،حَنیفاً مُسلِماً عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ،ودینِ مُحَمَّدٍ،وهَدیِ أمیرِ المُؤمِنینَ،وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ،وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ المُسلِمینَ،أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،بِسمِ اللّهِ الرَّحمن الرَّحیمِ.

ثُمَّ تَقرَأُ الحَمدَ. (2)

1243.المصنّف لعبد الرزّاق عن أبی سعید الخُدری: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ قَبلَ القِراءَةِ:أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (3)

1244.الإمام الصادق علیه السلام: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أشکو إلَیکَ ما ألقی مِنَ الوَسوَسَةِ فی صَلاتی حَتّی لا أدری ما صَلَّیتُ مِن زِیادَةٍ أو نُقصانٍ.

فَقالَ:إذا دَخَلتَ فی صَلاتِکَ،فَاطعَن فَخِذَکَ الأَیسَرَ بِإِصبَعِکَ الیُمنَی المُسَبِّحَةِ ثُمَّ قُل:«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ،مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ»، فَإِنَّکَ تَنحَرُهُ وتَطرُدُهُ. (4)

ص:170


1- .فلاح السائل:ص 276 ح 168، مصباح المتهجّد:ص 30 ح 29 و ص 72 ح 117 [2] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 375 ح 29.
2- الاحتجاج:ج 2 ص 575 ح 356، بحار الأنوار:ج 84 ص 359 ح 7 و ج 53 ص 160 ح 3.
3- المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 86 ح 2589،تفسیر الآلوسی:ج 14 ص 229 عن جبیر بن مطعم،ذکری الشیعة:ج 3 ص 330، [7]وسائل الشیعة:ج 6 ص 135 ح 7547.
4- الکافی:ج 3 ص 358 ح 4 عن السکونی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج1 ص338 ح984 عن إسماعیل بن ū مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریات:ص 37 [10] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 1 [11] ص 0 19 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 88 ص 238 ذیل ح 39.

1245.قرب الإسناد عن حَنان بن سَدیرٍ: صَلَّیتُ خَلفَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام المَغرِبَ،فَتَعَوَّذَ جِهاراً:

«أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وأَعوذُ بِاللّهِ أن یَحضُرونِ»،ثمّ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ (1).

2/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الرُّکوعِ

1246.سنن أبی داوود عن عوف بن مالک الأشجعی: قُمتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَیلَةً،فَقامَ فَقَرَأَ سورَةَ البَقَرَةِ،لا یَمُرُّ بِآیَةِ رَحمَةٍ إلّاوَقَفَ فَسَأَلَ،ولا یَمُرُّ بِآیَةِ عَذابٍ إلّاوَقَفَ فَتَعَوَّذَ.

قالَ:ثُمَّ رَکَعَ بِقَدرِ قِیامِهِ،یَقولُ فی رُکوعِهِ:«سُبحانَ ذِی الجَبَروتِ (2)وَالمَلَکوتِ وَالکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ».ثُمَّ سَجَدَ بِقَدرِ قِیامِهِ،ثُمَّ قالَ فی سُجودِهِ مِثلَ ذلِکَ.

ثُمَّ قامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمرانَ،ثُمَّ قَرَأَ سورَةً سورَةً. (3)

1247.صحیح البخاری عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ أن یَقولَ فی رُکوعِهِ وسُجودِهِ:«سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لی»،یَتَأَوَّلُ القُرآنَ (4). (5)

ص:171


1- .قرب الإسناد:ص 124 ح 436، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 289 ح 1158 وفیه:«فتعوَّذَ بإجهار،ثمّ جهر ببسم اللّه الرحمن الرحیم»،بحار الأنوار:ج 85 ص 35 ح 25.
2- الجَبَروتُ:من الجبر والقهر،وجبروت،أی عُتُوّ وقهر (النهایة:ج 1 ص 236« جبر»).
3- سنن أبی داوود:ج 1 ص 231 ح 873،سنن النسائی:ج 2 ص 223،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 256 ح 24035، المعجم الکبیر:ج 18 ص 61 ح 113 والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج8 ص160 ح22384.
4- یتأوّل القرآن:أی یفعل ما أمر به فیه،أی فی قوله عز و جل: «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ کانَ تَوّاباً» (هامش صحیح مسلم).
5- صحیح البخاری:ج 1 ص 282 ح 784 و ص 274 ح 761،صحیح مسلم:ج 1 ص 350 ح 217،سنن أبی داوود:ج 1 ص 232 ح 877،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 287 ح 889،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 293 ح 24218، کنز العمّال:ج 8 ص 226 ح 22670.

1248.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَکَعَ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ رَکَعتُ،وبِکَ آمَنتُ،ولَکَ أسلَمتُ،أنتَ رَبّی،خَشَعَ سَمعی وبَصَری، ومُخّی وعَظمی وعَصَبی،ومَا استَقَلَّت (1)بِهِ قَدَمی،للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ (2).

1249.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُصَلّی صَلاةَ الخَوفِ عَلَی الدّابَّةِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ،ثُمَّ یَرکَعُ ویَقولُ:«لَکَ خَشَعتُ وبِکَ آمَنتُ وأَنتَ رَبّی»،ثُمَّ یَخفِضُ رَأسَهُ مِنَ الرُّکوعِ مِن غَیرِ أن یَمَسَّ جَبهَتَهُ شَیءٌ،ثُمَّ یَقولُ:لَکَ سَجَدتُ وبِکَ آمَنت وأَنتَ رَبّی. (3)

1250.عنه علیه السلام: مَن قالَ فی رُکوعِهِ وسُجودِهِ وقِیامِهِ:«صَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»،کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِمِثلِ الرُّکوعِ وَالسُّجودِ وَالقِیامِ. (4)

1251.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَرکَعَ فَقُل وأَنتَ مُنتَصِبٌ:«اللّهُ أکبَرُ»،ثُمَّ ارکَع وقُل:

«اللّهُمَّ لَکَ رَکَعتُ،ولَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وأَنتَ رَبّی،خَشَعَ لَکَ قَلبی،وسَمعی وبَصَری،وشَعری وبَشَری،ولَحمی ودَمی،ومُخّی وعِظامی وعَصَبی، وما أقَلَّتهُ قَدَمایَ،غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ ولا مُستَحسِرٍ (5)،سُبحانَ رَبِّیَ العَظیمِ وبِحَمدِهِ»-ثَلاثَ مَرّاتٍ-فی تَرتیلٍ.... (6)

ص:172


1- .استقلّت به راحلته:حملته (مجمع البحرین:ج 2 ص 1510«قلل»).
2- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 252 ح 960، السنن الکبری:ج 2 ص 124 ح 2564، [2]صحیح مسلم:ج 1 ص 535 ح 201،سنن أبی داوود:ج 1 ص 202 ح 760،سنن الترمذی:ج 5 ص 485 ح 3421، [3]سنن النسائی:ج 2 ص 192 والأربعة الأخیرة نحوه وکلّها عن عبید اللّه بن أبی رافع،کنز العمّال:ج 8 ص 99 ح 22080.
3- النوادر للراوندی:ص 198 ح 371، الجعفریّات:ص 47 [5] نحوه وکلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
4- الکافی:ج 3 ص 324 ح 13، بشارة المصطفی:ص 193 [7] کلاهما عن أبی حمزة،ثواب الأعمال:ص 56 عن محمد بن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 85 ص 108 ح 16.
5- لا تَسْتَحسِروا:أی لا تَملُّوا (النهایة:ج 1 ص 384« حسر»).وفی دعائم الإسلام:«..ولا مستحسر عن عبادتک،والخنوع لک،والتذلّل لطاعتک».
6- الکافی:ج 3 ص 319 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 77 ح 289،فلاح السّائل:ص 246 ح 148 کلّها عن زرارة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 311 ح 927 عن الإمام علیّ علیه السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 163 [11] عن الإمام الصادق علیه السلام والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 115 ح 21.

3/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ رَفعِ الرَّأسِ مِنَ الرُّکوعِ

1252.صحیح البخاری عن رفاعة بن رافع الزرقی: کُنّا یَوماً نُصَلّی وَراءَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَلَمّا رَفَعَ رأسَهُ مِنَ الرَّکعَةِ،قالَ:«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ»،قالَ رَجُلٌ وَراءَهُ:رَبَّنا ولَکَ الحَمدُ،حَمداً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ.

فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:مَنِ المُتَکَلِّمُ؟قالَ:أنَا،قالَ:رَأَیتُ بِضعَةً وثَلاثینَ مَلَکاً یَبتَدِرونَها (1)،أیُّهُم یَکتُبُها أوَّلُ. (2)

1253.صحیح مسلم عن ابن أبی أوفی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَفَعَ ظَهرَهُ مِنَ الرُّکوعِ قالَ:

سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ،اللّهُمَّ رَبَّنا لَکَ الحَمدُ مِلءَ السَّماواتِ،ومِلءَ الأَرضِ،ومِلءَ ما شِئتَ مِن شَیءٍ بَعدُ. (3)

1254.صحیح مسلم عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّکوعِ قالَ:

اللّهُمَّ رَبَّنا لَکَ الحَمدُ مِلءَ السَّماواتِ،ومِلءَ الأَرضِ،وما بَینَهُما،ومِلءَ ما شِئتَ مِن شَیءٍ بَعدُ،أهلَ الثَّناءِ وَالمَجدِ،لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ. (4)

1255.المصنَّف لابن أبی شیبة عن الحارث: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِن الرُّکوعِ قالَ:

ص:173


1- .ابتدَروا السّلاحَ:تسارعوا إلی أخذهِ (الصحاح:ج 2 ص 586« بدر»).
2- صحیح البخاری:ج 1 ص 275 ح 766،الأذکار المنتخبة:ص 57.
3- صحیح مسلم:ج 1 ص 346 ح 202،سنن أبی داوود:ج 1 ص 223 ح 846،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 284 ح 878،سنن الترمذی:ج 2 ص 53 ح 266،سنن الدارمی:ج 1 ص 330 ح 1288 کلاهما عن عبید اللّه بن أبی رافع عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 581 ح 2440 [3] عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 8 ص 226 ح 22667.
4- صحیح مسلم:ج 1 ص 347 ح 206،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 285 ح 879 عن أبی جحیفة،سنن أبی داوود:ج 1 ص 224 ح 847،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 174 ح 11827، سنن الدارمی:ج 1 ص 320 ح 1287 [5] کلّها عن أبی سعید الخدری نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 125 ح 22211.

سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ،اللّهُمَّ رَبَّنا لَکَ الحَمدُ،[اللّهُمَّ] بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ أقومُ وأَقعُدُ. (1)

1256.الإمام الباقر علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَرکَعَ فَقُل وأَنتَ مُنتَصِبٌ:«اللّهُ أکبَرُ»،ثُمَّ ارکَع...ثُمَّ قُل:

«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ»-وأَنتَ مُنتَصِبٌ قائِمٌ-«الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،أهلِ الجَبَروتِ وَالکِبرِیاءِ،وَالعَظَمَةُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ»تَجهَرُ بِها صَوتَکَ،ثُمَّ تَرفَعُ یَدَیکَ بِالتَّکبیرِ وتَخِرُّ ساجِداً. (2)

1257.الکافی عن المفضّل: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،عَلِّمنی دُعاءً جامِعاً.فَقال لی:

احمَدِ اللّهَ،فَإِنَّهُ لا یَبقی أحَدٌ یُصَلّی إلّادَعا لَکَ،یَقولُ:سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ. (3)

1258.الکافی عن جمیل بن درّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ:ما یَقولُ الرَّجُلُ خَلفَ الإِمامِ إذا قالَ:سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ؟قالَ:یَقولُ: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» ویَخفِضُ مِن صَوتِهِ. (4)

1259.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ الإِمامُ:«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ»،قالَ مَن خَلفَهُ:«رَبَّنا لَکَ الحَمدُ»،وإن کانَ وَحدَهُ إماماً أو غَیرَهُ،قالَ:«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ». (5)

4/18تَأکیدُ کَثرَةِ الدُّعاءِ فِی السُّجودِ

1260.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ وهُوَ ساجِدٌ،فَأَکثِرُوا الدُّعاءَ. (6)

ص:174


1- .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 278 ح 4،الدعاء للطبرانی: ص 189 ح 576 ولیس فیه«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ»،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 166 ح 2914 نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 228 ح 22677.
2- الکافی:ج 3 ص 319 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 77 ح 289،فلاح السّائل:ص 247 ح 148 [3] نحوه وکلّها عن زرارة،بحار الأنوار:ج 85 ص 110 ح 20.
3- الکافی:ج 2 ص 503 ح 1، عدّة الداعی:ص 244 [6] عن الفضل،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 79 ح 2202،بحار الأنوار:ج 84 ص 192.
4- الکافی:ج 3 ص 320 ح 2، وسائل الشیعة:ج 4 ص 940 ح 1.
5- ذکری الشیعة:ج 3 ص 378 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 85 ص 118 ذیل ح 27.
6- صحیح مسلم:ج 1 ص 350 ح 215،سنن أبی داوود:ج 1 ص 231 ح 875،سنن النسائی:ج 2 ص 226،ū مسند ابن حنبل:ج 3 ص 3 ح 9452 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 100 ح 3328.

1261.عنه صلی الله علیه و آله: إذا رَکَعتُم فَعَظِّموا رَبَّکُم،وإذا سَجَدتُم فَاجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ،فَإِنَّهُ قَمِنٌ (1)أن یُستَجابَ لَکُم. (2)

1262.عنه صلی الله علیه و آله: إنّی قَد نُهیتُ عَنِ القِراءَةِ فِی الرُّکوعِ وَالسُّجودِ،فَأَمَّا الرُّکوعُ فَعَظِّمُوا اللّهَ فیهِ،وأَمَّا السُّجودُ فَأَکثِروا فیهِ مِنَ الدُّعاءِ،فَإِنَّهُ قَمِنٌ أن یُستَجابَ لَکُم. (3)

1263.الکافی عن عبد اللّه بن هلال: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام تَفَرُّقَ أموالِنا وما دَخَلَ عَلَینا، فَقالَ:عَلَیکَ بِالدُّعاءِ وأَنتَ ساجِدٌ،فَإِنَّ أقرَبَ ما یَکونُ العَبدُ إلَی اللّهِ وهُوَ ساجِدٌ. (4)

5/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی السُّجودِ

1264.صحیح البخاری عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی رُکوعِهِ وسُجودِهِ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لی. (5)

1265.الدّعاء للطبرانی عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ نَبِیُّکُم صلی الله علیه و آله إذا کانَ ساجِداً قالَ:

سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (6)

1266.صحیح مسلم عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:

ص:175


1- .قَمِنٌ:أی خلیقٌ وجدیرٌ (الصحاح:ج 6 ص 2184«قمن»).
2- سنن النسائی:ج 2 ص 218،السنن الکبری:ج 2 ص 158 ح 2685 کلاهما عن ابن عبّاس،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 327 ح 1336، [2]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 280 ح 4 کلاهما عن النعمان بن سعد عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 8 ص 126 ح 22219.
3- معانی الأخبار:ص 279،بحار الأنوار:ج 85 ص 106 ح 14.
4- الکافی:ج 3 ص 324 ح 11، مستطرفات السرائر:ص 98 ح 20 نحوه،وسائل الشیعة:ج 4 ص 973 ح 3.
5- صحیح البخاری:ج 1 ص 274 ح 761 و ص 282 ح 784،صحیح مسلم:ج 1 ص 350 ح 217،سنن أبی داوود:ج 1 ص 232 ح 877،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 287 ح 889،کنز العمّال:ج 8 ص 226 ح 22670.
6- الدعاء للطبرانی:ص 192 ح 593،المعجم الأوسط:ج 10 ص 124 ح 394،المعجم الکبیر:ج 10 ص 155 ح 10302،کنز العمّال:ج 7 ص 55 ح 17926.

اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی کُلَّهُ،دِقَّهُ وجِلَّهُ،وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ،وعَلانِیَتَهُ وسِرَّهُ. (1)

1267.صحیح مسلم عن عبید اللّه بن أبی رافع عن الإمام علیّ علیه السلام: إنَّهُ [رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ...إذا سَجَدَ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ،ولَکَ أسلَمتُ،سَجَدَ وَجهی لِلَّذی خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ، وشَقَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ. (2)

1268.الإمام علیّ علیه السلام: مِن أحَبِّ الکَلامِ إلَی اللّهِ عز و جل أن یَقولَ العَبدُ وهُوَ ساجِدٌ:

رَبِّ ظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی. (3)

1269.الإمام الباقر علیه السلام: ادعُ فی طَلَبِ الرِّزقِ فِی المَکتوبَةِ وأَنتَ ساجِدٌ:

یا خَیرَ المَسؤولینَ،ویا خَیرَ المُعطینَ،اُرزُقنی وَارزُق عِیالی مِن فَضلِکَ الواسِعِ،فَإِنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (4)راجع:ص331 (الدعوات المأثورة فی مطلق السجود).

6/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَینَ السَّجدَتَینِ

1270.سنن أبی داوود عن حذیفة: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] یَقعُدُ فیما بَینَ السَّجدَتَینِ نَحواً مِن

ص:176


1- .صحیح مسلم:ج 1 ص 350 ح 216،سنن أبی داوود:ج 1 ص 232 ح 878،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 395 ح 969،السنن الکبری:ج 2 ص 159 ح 2687، کنز العمّال:ج 2 ص 210 ح 3805.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 534 ح 201،سنن الترمذی:ج 5 ص 486 ح 3421، سنن أبی داوود:ج 1 ص 202 ح 760،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 220 ح 803 [3] کلاهما بزیادة«فأحسن صورته»بعد«صوّره»،کنز العمّال:ج 8 ص 223 ح 22660.
3- الدعاء للطبرانی:ص 195 ح 608،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 33 ح 2 کلاهما عن زرّ بن حبیش،سیر أعلام النبلاء:ج 23 ص 117 الرقم 90،کنز العمّال:ج 2 ص 676 ح 5048 نقلاً عن عیّاش ویوسف القاضی فی سننه.
4- الکافی:ج 2 ص 551 ح 4 عن زید الشّحام،وسائل الشیعة:ج 4 ص 974 ح 4.

سُجودِهِ،وکانَ یَقولُ:رَبِّ اغفِر لی،رَبِّ اغفِر لی. (1)

1271.سنن أبی داوود عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ بَینَ السَّجدَتَینِ:

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وعافِنی وَاهدِنی وَارزُقنی. (2)

1272.السنن الکبری عن سلیمان التیمی: بَلَغَنی أنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ بَینَ السَّجدَتَینِ:

رَبِّ اغفِر لی وَارحَمنی،وَارفَعنی وَاجبُرنی. (3)

1273.الإمام الصادق علیه السلام: إذا رَفَعتَ رَأسَکَ فَقُل بَینَ السَّجدَتَینِ:

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وأَجِرنی وَادفَع عَنّی،إنّی لِما أنزَلتَ إلَیَّ مِن خَیرٍ فَقیرٌ، تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ. (4)

7/18الدَّعَواتُ المأثورةُ عِندَ القِیامِ مِنَ السُّجودِ

1274.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا نَهَضَ مِنَ الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ قالَ:بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ أقومُ وأَقعُدُ. (5)

ص:177


1- .سنن أبی داوود:ج 1 ص 231 ح 874،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 289 ح 897،سنن النسائی:ج 2 ص 200 و ص 231،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 103 ح 23435، السنن الکبری:ج 2 ص 175 ح 2749.
2- سنن أبی داوود:ج 1 ص 224 ح 850،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 394 ح 964،سنن الترمذی:ج 2 ص 76 ح 284 وفیه«واجبرنی»بدل«وعافنی»،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 794 ح 3514،الدُّعاء للطبرانی: ص 197 ح 614 کلاهما نحوه.
3- السنن الکبری:ج 2 ص 176 ح 2751،الدعاء للطبرانی:ص 197 ح 615،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 415 ح 1، المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 187 ح 3009 نحوه والثلاثة الأخیرة عن الحارث،کنز العمّال:ج 8 ص 128 ح 22228.
4- الکافی:ج 3 ص 321 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 79 ح 295 وفیه«واجبرنی»بدل«وأجرنی»وبزیادة«وعافنی»بعد«وادفع عنی»،فلاح السائل:ص 248 ح 149 [6] نحوه وکلّها عن الحلبی،بحار الأنوار:ج 85 ص 137 ح 17.
5- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 88 ح 327 عن رفاعة بن موسی،دعائم الإسلام:ج 1 ص 164 عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه:«أنّه یقول إذا نهض من السجود للقیام...»،بحار الأنوار:ج 85 ص 186.

1275.عنه علیه السلام: إذا قامَ الرَّجُلُ مِنَ السُّجودِ قالَ:بِحَولِ اللّهِ أقومُ وأَقعُدُ. (1)

1276.عنه علیه السلام: إذا جَلَستَ فِی الرَّکعَتَینِ الأَوَّلَتَینِ فَتَشَهَّدتَ ثُمَّ قُمتَ،فَقُل:بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ أقومُ وأَقعُدُ. (2)

1277.عنه علیه السلام: إذا قُمتَ مِنَ السُّجودِ قُلتَ:«اللّهُمَّ رَبّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ أقومُ وأَقعُدُ»،وإن شِئتَ قُلتَ:«وأَرکَعُ وأَسجُدُ». (3)

1278.عنه علیه السلام: إذا قُمتَ مِنَ الرَّکعَةِ فَاعتَمِد عَلی کَفَّیکَ وقُل:«بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ أقومُ وأَقعُدُ»؛فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَفعَلُ ذلِکَ. (4)

8/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی القُنوتِ

1279.الکافی عن بکر بن حبیب: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:أیَّ شَیءٍ أقولُ فِی التَّشَهُّدِ وَالقُنوتِ؟قالَ:

قُل بِأَحسَنِ ما عَلِمتَ،فَإِنَّهُ لَو کانَ مُوَقَّتاً (5)لَهَلَکَ النّاسُ. (6)

1280.الکافی عن إسماعیل بن الفضل: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ القُنوتِ وما یُقالُ فیهِ،فَقالَ:ما قَضَی اللّهُ عَلی لِسانِکَ،ولا أعلَمُ لَهُ شَیئاً مُوَقَّتاً. (7)

1281.کتاب من لا یحضره الفقیه: سَأَلَ الحَلَبِیُّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ القُنوتِ،فیهِ قَولٌ مَعلومٌ؟فَقالَ:

ص:178


1- .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 87 ح 321 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 85 ص 186.
2- الکافی:ج 3 ص 338 ح 11، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 88 ح 326 کلاهما عن محمّد بن مسلم،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1003 ح 1.
3- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 86 ح 320 عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 85 ص 186.
4- الکافی:ج 3 ص 338 ح 10، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 89 ح 328،فلاح السائل:ص 248 ح 150 [6] کلّها عن أبی بکر الحضرمی،بحار الأنوار:ج 85 ص 183 ح 6.
5- وَقّتَ الشیءَ یُوَقِّتُهُ،ووَقَتَهُ یَقِتُهُ،إذا بیّن حدّه (النهایة:ج 5 ص 212« وقت»).
6- الکافی:ج 3 ص 337 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 102 ح 381،وسائل الشیعة:ج 4 ص 993 ح 1.
7- الکافی:ج 3 ص 340 ح 8، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 314 ح 1281،وسائل الشیعة:ج 4 ص 908 ح 1.

أثنِ عَلی رَبِّکَ،وصَلِّ عَلی نَبِیِّکَ،وَاستَغفِر لِذَنبِکَ. (1)

1282.المزار الکبیر عن عبد الرحمن بن الأسود الکاهلی: صَلّی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِنا فی مَسجِدِ بَنی کاهِلٍ الفَجرَ،فَقَنَتَ بِنا فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّا نَستَعینُکَ ونَستَغفِرُکَ،ونَستَهدیکَ ونُؤمِنُ بِکَ،ونَتَوَکَّلُ عَلَیکَ،ونُثنی عَلَیکَ الخَیرَ کُلَّهُ،نَشکُرُکَ ولا نَکفُرُکَ،ونَخلَعُ ونَترُکُ مَن یُنکِرُکَ.

اللّهُمَّ إیّاکَ نَعبُدُ،ولَکَ نُصَلّی ونَسجُدُ،وإلَیکَ نَسعی ونَحفِدُ (2)،نَرجو رَحمَتَکَ، ونَخشی عَذابَکَ،إنَّ عَذابَکَ بِالکافِرینَ مُلحَقٌ.

اللّهُمَّ اهدِنا فیمَن هَدَیتَ،وعافِنا فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنا فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لَنا فیمَن أعطَیتَ،وقِنا شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،إنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ ولا یَعِزُّ مَن عادَیتَ،تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ، «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ» 3 . (3)

1283.ذکری الشیعة: اختارَ ابنُ أبی عَقیلٍ الدُّعاءَ بِما رُوِیَ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی القُنوتِ:

اللّهُمَّ إلَیک شَخَصَتِ (4)الأَبصارُ،ونُقِلَتِ الأَقدامُ،ورُفِعَتِ الأَیدی ومُدَّتِ الأَعناقُ،وأَنتَ دُعیتَ بِالأَلسُنِ،وإلَیکَ سِرُّهُم ونَجواهُم فِی الأَعمالِ،رَبَّنَا افتَح بَینَنا وبَینَ قَومِنا بِالحَقِّ،

ص:179


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 316 ح 933،وسائل الشیعة:ج 4 ص 908 ح 4.
2- نَحفِدُ:أی نُسرع فی العمل والخِدمة (النهایة:ج 1 ص 406« حفد»).
3- المزار الکبیر:ص 121 ح 1،المزار للشهید الأوّل:ص 276 وفیه«کان بالکافرین محیطاً»بدل«بالکافرین ملحق»،مصباح الزائر:ص 116 وفیه«للکافرین مخلق»بدل«بالکافرین ملحق»،بحار الأنوار:ج 100 ص 452 ح 27؛ [4]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 115 ح 4،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 3 ص 114 ح 4978 کلاهما نحوه وفیهما صدره إلی«بالکافرین ملحق»،کنز العمّال:ج 8 ص 80 ح 21979.وانظر حدیث دعائم الإسلام الذی سوف یأتی لاحقاً.
4- شخصَتِ الأبصارُ:أی ارتفعت أجفانها ناظرةً إلی عفوک ورحمتک (مجمع البحرین:ج 2 ص 935«شخص»).

وأَنتَ خَیرُ الفاتِحینَ.

اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ غَیبَةَ نَبِیِّنا وقِلَّةَ عَدَدِنا وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وتَظاهُرَ الأَعداءِ عَلَینا، ووُقوعَ الفِتَنِ بِنا،فَفَرِّج ذلِکَ اللّهُمَّ بِعَدلٍ تُظهِرُهُ،وإمامِ حَقٍّ نَعرِفُهُ (1)،إلهَ الحَقِّ آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

قالَ:وبَلَغَنی أنَّ الصّادِقَ علیه السلام کانَ یَأمُرُ شیعَتَهُ أن یَقنُتوا بِهذا بَعدَ کَلِماتِ الفَرَجِ. (2)

1284.الإمام الباقر علیه السلام: تَقولُ (3)فی قُنوتِ الفَریضَةِ فِی الأَیّامِ کُلِّها-إلّافِی الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لی ولِوالِدَیَّ،ولِوُلدی ولِأَهلِ بَیتی،وإخوانِیَ المُؤمِنینَ فیکَ،الیَقینَ، وَالعَفوَ،وَالمُعافاةَ،وَالرَّحمَةَ،وَالمَغفِرَةَ،وَالعافِیَةَ،فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (4)

1285.الإمام الصادق علیه السلام: یُجزِئُکَ فِی القُنوتِ:

اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا،وعافِنا وَاعفُ عَنّا،فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (5)

1286.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن رجاء بن أبی الضحّاک: کانَ قُنوتُهُ [الإِمامِ الرِّضا علیه السلام ] فی جَمیعِ صَلاتِهِ:

رَبِّ اغفِر وَارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ الأَعَزُّ الأَجَلُّ الأَکرَمُ. (6)

ص:180


1- .تُعَرِّفُهُ (خ ل).
2- ذکری الشیعة:ج 3 ص 290، کشف المحجّة:ص 247 نقلاً عن کتاب الرسائل للکلینی نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 207 ذیل ح 24.
3- فی المصدر:«القول»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 318 ح 944 عن زرارة،المقنعة:ص 160،جمال الاُسبوع:ص 257،مصباح المتهجّد:ص 365 ح 490 کلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 85 ص 209 ح 27.
5- الکافی:ج 3 ص 340 ح 12، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 87 ح 322 کلاهما عن سعد بن أبی خلف،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 400 ح 1189 عن أبی بکر بن أبی سمال نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 207 ذیل ح 24.
6- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 182 ح 5، بحار الأنوار:ج 85 ص 33 ح 23.

1287.دعائم الإسلام: رُوِّینا عَن أهلِ البَیتِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم فِی الدُّعاءِ فی قُنوتِ الفَجرِ وُجوهاً کَثیرَةً،ومِن أحسَنِ ما فیها-وکُلُّهُ حَسَنٌ-أن تَقولَ:

اللّهُمَّ إنّا نَستَعینُکَ ونَستَغفِرُکَ،ونُثنی عَلَیکَ الخَیرَ ولا نَکفُرُکَ،ونَخشَعُ لَکَ ونَختَلِعُ مِمَّن یَکفُرُکَ،اللّهُمَّ إیّاکَ نَعبُدُ ولَکَ نُصَلّی ونَسجُدُ،وإلَیکَ نَسعی ونَحفِدُ،نَرجو رَحمَتَکَ ونَخشی عَذابَکَ،إنَّ عَذابَکَ بِالکافِرینَ مُلحَقٌ.

اللّهُمَّ عَذِّبِ الکافِرینَ وَالمُنافِقینَ،وَالجاحِدینَ لِأَولِیائِکَ الأَئِمَّةِ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ الطّاهِرینَ،وأَنزِل عَلَیهِم رِجزَکَ (1)وبَأسَکَ،وغَضَبَکَ وعَذابَکَ،اللّهُمَّ عَذِّب کَفَرَةَ أهلِ الکِتابِ وَالمُشرِکینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وأَصلِح یا رَبِّ ذاتَ بَینِهِم،وأَ لِّف کَلِمَتَهُم،وثَبِّت فی قُلوبِهِمُ الإِیمانَ وَالحِکمَةَ،وثَبِّتهُم عَلی مِلَّةِ نَبِیِّکَ،وَانصُرهُم عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّهِم.

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،ولا یَذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَعِزُّ مَن عادَیتَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ،وأَسأَ لُکَ یا رَبِّ فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وأَسأَ لُکَ أن تَقِیَنا بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ. (2)

1288.الإمام الصادق علیه السلام: القُنوتُ-قُنوتُ یَومِ الجُمُعَةِ-فِی الرَّکعَةِ الاُولی بَعدَ القِراءَةِ تَقولُ فِی القُنوتِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبُّ الأَرَضینَ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبُّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

ص:181


1- .الرِّجزُ:العذابُ والإثمُ والذنب (النهایة:ج 2 ص 200«رجز»).
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 206.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما هَدَیتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما أکرَمتَنا بِهِ،اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّنِ اختَرتَهُ لِدینِکَ وخَلَقتَهُ لِجَنَّتِکَ،اللّهُمَّ «لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ» 1 . (1)

1289.مصباح المتهجّد: یُستَحَبُّ أن یَقنُتَ فِی الفَجرِ بَعدَ القِراءَةِ وقَبلَ الرُّکوعِ فَیَقولَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ، وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُعَجِّلَ فَرَجَهُم.

اللّهُمَّ مَن کانَ أصبَحَ وثِقَتُهُ ورَجاؤُهُ غَیرُکَ فَأَنتَ ثِقَتی ورَجائی فِی الاُمورِ کُلِّها،یا أجوَدَ مَن سُئِلَ،ویا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ،ارحَم ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،وَامنُن عَلَیَّ بِالجَنَّةِ طَولاً مِنکَ،وفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وعافِنی فی نَفسی وفی جَمیعِ اموری،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)راجع:ج1 ص107-108 ح163 و164 وص131-132 ح 196 و197 وص134-135 ح200 و201 وص142 ح204 وص144-145 ح208 و209 وص147-148 ح211 و212 وص149-150 ح213 و214 وص158-159 ح217 و218.

9/18الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی التَّشَهُّدِ

1290.الإمام الصادق علیه السلام: التَّشَهُّدُ فِی الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ:

الحَمدُ للّهِ ِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ

ص:182


1- الکافی:ج 3 ص 426 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 18 ح 64،جمال الاُسبوع:ص 255 [2] کلّها عن أبی بصیر،المقنعة:ص 124 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام و نحوه،وفیه«یستحب أن یقنت فی الوتر بهذا القنوت»،بحار الأنوار:ج 89 ص 253 ح 70.
2- مصباح المتهجّد:ص 200 ح 127، البلد الأمین:ص 49، [5]بحار الأنوار:ج 85 ص 260 ح 4.

ورَسولُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ فی امَّتِهِ وَارفَع دَرَجَتَهُ. (1)

1291.عنه علیه السلام: إذا جَلَستَ فِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،وخَیرُ الأَسماءِ للّهِ ِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أرسَلَهُ بِالحَقِّ بَشیراً ونَذیراً بَینَ یَدَیِ السّاعَةِ، أشهَدُ أنَّکَ نِعمَ الرَّبُّ،وأَنَّ مُحَمَّداً نِعمَ الرَّسولُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ فی امَّتِهِ،وَارفَع دَرَجَتَهُ.

ثُمَّ تَحمَدُ اللّهَ مَرَّتَینِ أو ثَلاثاً،ثُمَّ تَقومُ،فَإِذا جَلَستَ فِی الرّابِعَةِ قُلتَ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،وخَیرُ الأَسماءِ للّهِ ِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أرسَلَهُ بِالحَقِّ بَشیراً ونَذیراً بَینَ یَدَیِ السّاعَةِ،أشهَدُ أنَّکَ نِعمَ الرَّبُّ،وأَنَّ مُحَمَّداً نِعمَ الرَّسولُ،التَّحِیّاتُ للّهِ ِ،وَالصَّلَواتُ الطّاهِراتُ،الطَّیِّباتُ الزّاکِیاتُ،الغادِیاتُ الرّائِحاتُ،السّابِغاتُ النّاعِماتُ للّهِ ِ،ما طابَ وزَکا وطَهُرَ وخَلَصَ وصَفا فَلِلّهِ،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أرسَلَهُ بِالحَقِّ بَشیراً ونَذیراً بَینَ یَدَیِ السّاعَةِ،أشهَدُ أنَّ رَبّی نِعمَ الرَّبُّ،وأَنَّ مُحَمَّداً نِعمَ الرَّسولُ،وأَشهَدُ «أَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ» 2 ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ» 3 ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وسَلِّم عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَرَحَّم عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وعَلی آلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

ص:183


1- .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 92 ح 344 عن عبد الملک بن عمرو الأحول،وسائل الشیعة:ج 6 ص 393 ح 1.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وَ «اِغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ» 1 .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن عَلَیَّ بِالجَنَّةِ،وعافِنی مِنَ النّارِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ، «وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً»» . (1)ثُمَّ قُل:

«السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلی أنبِیاءِ اللّهِ ورُسُلِهِ،السَّلامُ عَلی جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ، لا نَبِیَّ بَعدَهُ،وَالسَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ»،ثُمَّ تُسَلِّمُ. (2)

1292.دعائم الإسلام: رُوِّینا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ کانَ یَقولُ فِی التَّشَهُّدِ الآخِرِ-وهُوَ الَّذی یَنصَرِفُ مِنهُ مِنَ الصَّلاةِ-:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،التَّحِیّاتُ للّهِ ِ،الطَّیِّباتُ الطّاهِراتُ،الصَّلَواتُ الزّاکِیاتُ الحَسَناتُ، الغادِیاتُ الرّائِحاتُ،النّاعِماتُ السّابِغاتُ للّهِ ِ،ما طابَ وخَلَصَ وصَلَحَ وزَکا فَلِلّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ،لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ بَشیراً ونَذیراً بَینَ یَدَیِ السّاعَةِ.أشهَدُ أنَّ اللّهَ نِعمَ الرَّبُّ،وأَنَّ مُحَمَّداً نِعمَ الرَّسولُ....

السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ. (3)

ص:184


1- نوح:28. والتَّبارُ:الهَلاکُ (تاج العروس:ج 6 ص 127« [2]تبر»).
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 99 ح 373،عوالی اللآلی:ج 4 ص 17 ح 48 نحوه وکلاهما عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 85 ص 290 ح 22.
3- دعائم الإسلام:ج 1 ص 164، بحار الأنوار:ج 85 ص 288 ح 19.

الفَصلُ التاسع عشر:دَعَواتُ تَعقیبِ الصَّلَواتِ

1/19الحَثُّ عَلَی الدُّعاءِ عَقیبَ المَکتوباتِ لا سیَّما بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ

1293.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أدّی للّهِ ِ مَکتوبَةً فَلَهُ فی أثَرِها (1)دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ. (2)

1294.سنن الترمذی عن أبی امامة: قیلَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّ الدُّعاءِ أسمَعُ؟قالَ:جَوفُ اللَّیلِ الآخِرِ،ودُبُرُ الصَّلَواتِ المَکتوباتِ. (3)

1295.الإمام الباقر علیه السلام: الدُّعاءُ بَعدَ الفَریضَةِ أفضَلُ مِنَ الصَّلاةِ تَنَفُّلاً،وبِذلِکَ جَرَتِ السُّنَّةُ. (4)

1296.الکافی عن زرارة: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:لا تَنسَوُا الموجِبَتَینِ-أو قالَ:عَلَیکُم بِالموجِبَتَینِ-

ص:185


1- .خرج فلان فی إثْرِه وأَثَرِه:أی بَعدَهُ.یقال:جئتک علی أثَر فلان،کأنّک جئت تطأ أثره (تاج العروس:ج 6 ص 6 و 7« أثر»).
2- الأمالی للطوسی:ص 289 ح 560، الدعوات:ص 27 ح 47 کلاهما عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 28 ح 22 [3] عن داوود بن سلیمان الفرا عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،عدّة الداعی:ص 58 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 85 ص 321 ح 8.
3- سنن الترمذی:ج 5 ص 527 ح 3499،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 32 ح 9936، المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 424 ح 3948 نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 114 ح 3402.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 328 ح 963،الکافی:ج 3 ص 342 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 103 ح 389 کلّها عن زرارة،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 37 ح 2081، [8]دعائم الإسلام:ج 1 ص 166 [9] ولیس فیها«وبذلک جرت السنّة»،بحار الأنوار:ج 85 ص 324 ح 17.

فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ.قُلتُ:ومَا الموجِبَتانِ؟قالَ:تَسأَلُ اللّهَ الجَنَّةَ،وتَعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ. (1)

1297.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ فی قَولِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی: «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَ إِلی رَبِّکَ فَارْغَبْ» 2 :إذا قَضَیتَ الصَّلاةَ بَعدَ أن تُسَلِّمَ وأَنتَ جالِسٌ،فَانصَب فِی الدُّعاءِ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وإذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَارغَب إلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی أن یَتَقَبَّلَها مِنکَ. (2)

1298.عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ فَرَضَ عَلَیکُم الصَّلَواتِ الخَمسَ فی أفضَلِ السّاعاتِ؛فَعَلَیکُم بِالدُّعاءِ فی أدبارِ الصَّلَواتِ. (3)

1299.تهذیب الأحکام عن الولید بن صبیح عن الإمام الصادق علیه السلام: التَّعقیبُ أبلَغُ فی طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِی البِلادِ.یَعنی بِالتَّعقیبِ:الدُّعاءَ بِعَقِبِ الصَّلاةِ. (4)

1300.الإمام الصادق علیه السلام: یُستَجابُ الدُّعاءُ فی أربَعَةِ مَواطِنَ:فِی الوَترِ (5)،وبَعدَ الفَجرِ،وبَعدَ الظُّهرِ،وبَعدَ المَغرِبِ. (6)

ص:186


1- .الکافی:ج 3 ص 343 ح 19، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 108 ح 408،معانی الأخبار:ص 183 ح 1،بحار الأنوار:ج 86 ص 26 ح 28.
2- قرب الإسناد:ص 7 ح 22 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 85 ص 325 ح 19.
3- الخصال:ص 278 ح 23،تفسیر القمّی:ج 1 ص 67 کلاهما عن حمّاد بن عیسی،بحار الأنوار:ج 85 ص 320 ح 6.
4- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 104 ح 391،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 329 ح 966،دعائم الإسلام:ج 1 ص 170 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 315 و ج 86 ص 133 ح 11.
5- الوَتْرُ:الفرد،وصلاة الوَتْر:وهو أن یصلّی مثنی مثنی،ثم یصلّی فی آخرها رکعة واحدة (النهایة:ج 5 ص 147« وتر»).
6- الکافی:ج 2 ص 477 ح 2 عن أبی العبّاس فضل البقباق و ج 3 ص 343 ح 17،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 114 ح 428 کلاهما عن أبی العبّاس الفضل بن عبد الملک،الاختصاص:ص 223،بحار الأنوار:ج 93 ص 346 ح 10.

1301.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ:یَابنَ آدَمَ،اذکُرنی (1)بَعدَ الفَجرِ ساعَةً،وَاذکُرنی بَعدَ العَصرِ ساعَةً، أکفِکَ ما أهَمَّکَ. (2)

1302.عنه صلی الله علیه و آله: إذا صَلَّیتُمُ الصُّبحَ فَافزَعوا إلَی الدُّعاءِ. (3)

1303.الإمام الباقر علیه السلام: مَنِ استَغفَرَ اللّهَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ سَبعینَ مَرَّةً،غَفَرَ اللّهُ لَهُ. (4)

1304.الإمام الصادق علیه السلام: الجُلوسُ بَعدَ صَلاةِ الغَداةِ فِی التَّعقیبِ وَالدُّعاءِ حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ أبلَغُ فی طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِی الأَرضِ. (5)

1305.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أبی یَعفورٍ لِلصّادِقِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ ! یُقالُ:مَا استُنزِلَ الرِّزقُ بِشَیءٍ مِثلِ التَّعقیبِ فیما بَینَ طُلوعِ الفَجرِ إلی طُلوعِ الشَّمسِ؟فَقالَ:

أجَل. (6)

2/19التَّکبیرُ وَالتَّهلیلُ

1306.علل الشرائع عن المفضّل بن عمر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لِأَیِّ عِلَّةٍ یُکَبِّرُ المُصَلّی بَعدَ

ص:187


1- .الظاهر أنّ المراد من الذکر فی الحدیث التعقیب والدعاء والثناء علی اللّه تعالی.
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 138 ح 536،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 329 ح 96،ثواب الأعمال:ص 69 ح 3،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 67 ح 2168 کلّها عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 398 ح 514 [2] عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام وفیها کلّها:«الغداة»بدل«الفجر»،عدّة الداعی:ص 242، [3]بحار الأنوار:ج 85 ص 319 ح 3.
3- تاریخ بغداد:ج 12 ص 155 الرقم 6628، تاریخ دمشق:ج 26 ص 266 ح 5565 کلاهما عن القاسم بن جعفر العلوی عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کنز العمّال:ج 2 ص 100 ح 3329.
4- ثواب الأعمال:ص 198 ح 1،الخصال:ص 581 ح 4 کلاهما عن جابر الجعفی،بحار الأنوار:ج 83 ص 111 ح 16.
5- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 138 ح 539،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 329 ح 966،الخصال:ص 612 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،تحف العقول:ص 101 عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 10 ص 90 ح 1.
6- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 127 ح 310،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 238 ح 630،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1036 ح 6.

التَّسلیمِ ثَلاثاً یَرفَعُ بِها یَدَیهِ؟

فَقالَ:لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا فَتَحَ مَکَّةَ صَلّی بِأَصحابِهِ الظُّهرَ عِندَ الحَجَرِ الأَسوَدِ،فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ یَدَیهِ وکَبَّرَ ثَلاثاً،وقالَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وأَعَزَّ جُندَهُ،وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ،فَلَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ثُمَّ أقبَلَ عَلی أصحابِهِ،فَقالَ:لا تَدَعوا هذَا التَّکبیرَ وهذَا القَولَ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ؛فَإِنَّ مَن فَعَلَ ذلِکَ بَعدَ التَّسلیمِ وقالَ هذَا القَولَ،کانَ قَد أدّی ما یَجِبُ عَلَیهِ مِن شُکرِ اللّهِ-تَعالی ذِکرُهُ-عَلی تَقوِیَةِ الإِسلامِ وجُندِهِ. (1)

1307.الإمام الصادق علیه السلام: قُل بَعدَ التَّسلیمِ:

اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ،صَدَقَ وَعدَهُ، ونَصَرَ عَبدَهُ،وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ،اللّهُمَّ اهدِنی لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ؛إنَّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ. (2)

3/19تَسبیحُ فاطِمَةَ علیها السلام

1308.الإمام الباقر علیه السلام: ما عُبِدَ اللّهُ بِشَیءٍ مِنَ التَّحمیدِ أفضَلَ مِن تَسبیحِ فاطِمَةَ علیها السلام،ولَو کانَ شَیءٌ أفضَلَ مِنهُ لَنَحَلَهُ (3)رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ علیها السلام. (4)

ص:188


1- .علل الشرائع:ص 360 ح 1، بحار الأنوار:ج 86 ص 22 ح 21.
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 106 ح 402 عن أبی بصیر،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 67 ح 2169 نحوه ومن دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 48.
3- النُّحْلُ:العَطیَّة واِلهَبة ابتداءً من غیر عوض (النهایة:ج 5 ص 29« نحل»).
4- الکافی:ج 3 ص 343 ح 14 عن عقبة،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 105 ح 398 عن صالح بن عقبة،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1024 ح 1.

1309.الإمام الصادق علیه السلام: مَن سَبَّحَ تَسبیحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیها السلام قَبلَ أن یَثنِیَ رِجلَیهِ مِن صَلاةِ الفَریضَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ،وَلیَبدَأ بِالتَّکبیرِ. (1)

1310.عنه علیه السلام: مَن سَبَّحَ اللّهَ فی دُبُرِ الفَریضَةِ تَسبیحَ فاطِمَةَ علیها السلام المِئَةَ مَرَّةً،وأَتبَعَها بِ«لا إلهَ إلَّا اللّهُ»مَرَّةً غَفَرَ اللّهُ لَهُ. (2)

4/19التَّسبیحُ ثَلاثونَ مَرَّةً

1311.الإمام الصادق علیه السلام: مَن صَلّی صَلاةً مَکتوبَةً ثُمَّ سَبَّحَ فی دُبُرِها ثَلاثینَ مَرَّةً،لَم یَبقَ عَلی بَدَنِهِ شَیءٌ مِنَ الذُّنوبِ إلّاتَناثَرَ. (3)

1312.تهذیب الأحکام عن ابن بکیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل: «اُذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً» 4 ما ذَا الذِّکرُ الکَثیرُ؟قالَ:أن یُسَبِّحَ فی دُبُرِ المَکتوبَةِ ثَلاثینَ مَرَّةً. (4)

5/19الاِستِغفارُ

1313.الإمام الباقر علیه السلام: مَن قالَ فی دُبُرِ صَلاةِ الفَریضَةِ قَبلَ أن یَثنِیَ رِجلَیهِ:

أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ وأَتوبُ إلَیهِ.

ص:189


1- .الکافی:ج 3 ص 342 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 105 ح 395،ثواب الأعمال:ص 196 ح 4 کلّها عن عبد اللّه بن سنان،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 320 ح 946،المحاسن:ج 1 ص 106 ح 87 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 332 ح 11.
2- الکافی:ج 3 ص 342 ح 7، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 105 ح 396،المحاسن:ج 1 ص 106 ح 87، [5]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 68 ح 2170، [6]بحار الأنوار:ج 85 ص 335 ح 23.
3- الأمالی للصدوق:ص 345 ح 416 عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 86 ص 21 ح 19.
4- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 107 ح 405،قرب الإسناد:ص 169 ح 621 وفیه:«ما أدنی»بدل«ماذا»،بحار الأنوار:ج 86 ص 24 ح 25.

ثَلاثَ مَرّاتٍ غَفَرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو کانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ. (1)

1314.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أرادَ أن لا یُؤاخِذَهُ اللّهُ تَعالی یَومَ القِیامَةِ عَلی قَبیحِ أعمالِهِ ولا یُنشَرَ لَهُ دیوانٌ،فَلیَدعُ هذَا الدُّعاءَ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ (2):

اللّهُمَّ إنَّ مَغفِرَتَکَ أرجی مِن عَمَلی،وإنَّ رَحمَتَکَ أوسَعُ مِن ذَنبی،اللّهُمَّ إن کانَ ذَنبی عِندَکَ عَظیماً فَعَفوُکَ أعظَمُ مِن ذَنبی،اللّهُمَّ إن لَم أکُن أهلاً أن أبلُغَ رَحمَتَکَ فَرَحمَتُکَ أهلٌ أن تَبلُغَنی [وتَسَعَنی] (3)لِأَنَّها وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1315.صحیح مسلم عن ثَوبان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ استَغفَرَ ثَلاثاً وقالَ:

اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،تَبارَکتَ ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (5)

1316.صحیح مسلم عن أبی مالک الأشجعی عن أبیه: کانَ الرَّجُلُ إذا أسلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله الصَّلاةَ، ثُمَّ أمَرَهُ أن یَدعُوَ بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وَاهدِنی وعافِنی وَارزُقنی. (6)

1317.السنن الکبری للنسائی عن زاذان: حَدَّثَنی رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ،قالَ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی دُبُرِ الصَّلاةِ:

ص:190


1- .الکافی:ج 2 ص 521 ح 1، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 93 ح 2261 [2] کلاهما عن الحسین بن حمّاد،بحار الأنوار:ج 86 ص 5 ح 5؛ [3]المعجم الصغیر:ج 2 ص 26،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 53 ح 137 کلاهما عن البراء بن عازب نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 475 ح 2066 وج 2 ص 642 ح 4971.
2- أثبتنا صدر الحدیث إلی هنا من هامش المصدر،إذ أورد فی المتن الدعاءَ فقط.
3- ما بین المعقوفین لم یذکر فی المصدر،وأثبتناه من بحار الأنوار.
4- المصباح للکفعمی:ص 30، بحار الأنوار:ج 86 ص 37 ح 44.
5- صحیح مسلم:ج 1 ص 414 ح 135،سنن الترمذی:ج 2 ص 98 ح 300،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 300 ح 928،سنن النسائی:ج 3 ص 68،سنن الدارمی:ج 1 ص 331 ح 1322، مسند ابن حنبل:ج 8 ص 321 ح 22428 و ص 329 ح 22471، [9]السنن الکبری:ج 2 ص 260 ح 3006، [10]کنز العمّال:ج 7 ص 48 ح 17889.
6- صحیح مسلم:ج 4 ص 2073 ح 35،الأذکار المنتخبة:ص 381 ح 1009.

اللّهُمَّ اغفِر لی وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ»حَتّی بَلَغَ مِئَةَ مَرَّةً. (1)

1318.السنن الکبری للنسائی عن أبی بکر: یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ فی صَلاتی وفی بَیتی.قالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی ظَلَمتُ نَفسی ظُلماً کَثیراً،ولا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ،فَاغفِر لی مَغفِرَةً مِن عِندِکَ وَارحَمنی؛إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (2)

6/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی تَعقیبِ الصَّلَواتِ

الف-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

1319.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ:

اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ. (3)

1320.عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:إذا أرَدتَ أن تَحفَظَ کُلَّ ما تَسمَعُ وتَقرَأُ فَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ،وهُوَ:

سُبحانَ مَن لا یَعتَدی عَلی أهلِ مَملَکَتِهِ،سُبحانَ مَن لا یَأخُذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ

ص:191


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 31 ح 9931 و 9932، مسند ابن حنبل:ج 9 ص 52 ح 23210، [2]الأدب المفرد:ص 187 ح 619 [3] عن عائشة،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 39 ح 15 و ج 8 ص 239 ح 4،کنز العمّال:ج 2 ص 645 ح 4980.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 53 ح 10007، صحیح البخاری:ج 1 ص 287 ح 799،صحیح مسلم:ج 4 ص 2078 ح 48،سنن الترمذی:ج 5 ص 543 ح 3531،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1261 ح 3835 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 155 ح 22359.
3- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 107 ح 404،ثواب الأعمال:ص 191 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 110 ح 85 کلّها عن سلام المکّی عن الإمام الباقر علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 324 ح 951،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 33 ح 2074 [6] کلاهما عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 20 ح 18.

العَذابِ،سُبحانَ الرَّؤوفِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ اجعَل لی فی قَلبی نوراً وبَصَراً وفَهماً وعِلماً، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

1321.صحیح البخاری عن المغیرة بن شعبة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ (2)مِنکَ الجَدُّ. (3)

1322.الدعاء للطبرانی عن جابر: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن أقولَ خَلفَ کُلِّ صَلاةٍ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما أبدَیتُ وما أخفَیتُ،أنتَ إلهی لا إلهَ إلّاأنتَ. (4)

1323.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قَضی صَلاتَهُ-یَعنی وسَلَّمَ-مَسَحَ جَبهَتَهُ بِیَدِهِ الیُمنی،ثُمَّ یَقولُ:

بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الهَمَّ وَالحَزَنَ. (5)

1324.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أرادَ الاِنصِرافَ عَنِ الصَّلاةِ مَسَحَ جَبهَتَهُ بِیَدِهِ

ص:192


1- .فلاح السائل:ص 304 ح 206، عدّة الداعی:ص 54، [2]المصباح للکفعمی:ص 266، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 9 ح 8.
2- الجَدُّ:الحَظُّ والرّزق.و«لا ینفع ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ»أی من کان له حَظٌّ فی الدنیا لم ینفعه ذلک منه فی الآخِرة (لسان العرب:ج 3 ص 107« جدد»).
3- صحیح البخاری:ج 1 ص 289 ح 808 و ج 5 ص 2332 ح 5971،صحیح مسلم:ج 1 ص 414 ح 137،سنن أبی داوود:ج 2 ص 82 ح 1505،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 332 ح 18182 و ص 337 ح 18207، سنن الدارمی:ج 1 ص 331 ح 1323، [7]کنز العمّال:ج 2 ص 642 ح 4972.
4- الدعاء للطبرانی:ص 215 ح 678.
5- الدعاء للطبرانی:ص 210 ح 659،المعجم الأوسط:ج 3 ص 66 ح 2499 وفیه«الغمّ»بدل«الهمّ»،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 44 ح 112،الأذکار المنتخبة:ص 79 ح 175،کنز العمّال:ج 7 ص 53 ح 17915؛الکافی:ج 2 ص 549 ح 10 عن سعید بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 331 ح 969 عن ابن أبی عمیر عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 206 ح 20.

الیُمنی،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ لا إلهَ إلّاأنتَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اللّهُمَّ أذهِب عَنَّا الهَمَّ وَالحَزَنَ وَالفِتَنَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ.

وقالَ صلی الله علیه و آله:ما أحَدٌ مِن امَّتی یَفعَلُ ذلِکَ إلّاأعطاهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ما سَأَلَ. (1)

1325.صحیح مسلم عن عبد اللّه بن الزبیر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ حینَ یُسَلِّمُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ ولا نَعبُدُ إلّاإیّاهُ،لَهُ النِّعمَةُ ولَهُ الفَضلُ ولَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ ولَو کَرِهَ الکافِرونَ. (2)

1326.الدّعاء للطبرانی عن جابر بن سمرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قَضَی الصَّلاةَ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (3)

1327.سنن أبی داوود عن معاذ بن جبل: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أخَذَ بِیَدِهِ وقالَ:یا مُعاذُ،وَاللّهِ،إنّی لَاُحِبُّکَ،فَقالَ:اُوصیکَ یا مُعاذُ،لا تَدَعَنَّ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ تَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ. (4)

ص:193


1- .الجعفریّات:ص 40 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،فلاح السائل:ص 333 ح 222،بحار الأنوار:ج 86 ص 210 ح 25.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 415 ح 139،سنن أبی داوود:ج 2 ص 82 ح 1506 و 1507،سنن النسائی:ج 3 ص 70،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 450 ح 16105، السنن الکبری:ج 2 ص 263 ح 3015،الدعاء للطبرانی: [4]ص 216 ح 681.
3- الدعاء للطبرانی:ص 208 ح 655،مسند الطیالسی:ص 106 ح 785 ولیس فیه ذیله«وأعوذ بک من الشرّ...»،کنز العمّال:ج 2 ص 178 ح 3623.
4- سنن أبی داوود:ج 2 ص 86 ح 1522،سنن النسائی:ج 3 ص 53،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 265 ū ح 22187،الأدب المفرد:ص 206 ح 690، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 307 ح 5194،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 187 ح 109،کنز العمّال:ج 2 ص 128 ح 3457.

1328.کنزالفوائد عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو فی أثَرِ الصَّلاةِ،فَیَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ،وقَلبٍ لا یَخشَعُ،ونَفسٍ لا تَشبَعُ،ودُعاءٍ لا یُسمَعُ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ [بِکَ] (1)مِن هؤُلاءِ الأَربَعِ. (2)

1329.الأمالی للطوسی عن أبی بردة الأسلمی عن أبیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا صَلَّی الصُّبحَ رَفَعَ صَوتَهُ حَتّی یُسمِعَ أصحابَهُ،یَقولُ:«اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی جَعَلتَهُ لی عِصمَةً»ثَلاثَ مَرّاتٍ«اللّهُمَّ أصلِح لی دُنیایَ الَّتی جَعَلتَ فیها مَعاشی»ثَلاثَ مَرّاتٍ«اللّهُمَّ أصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی جَعَلتَ إلَیها مَرجَعی»ثَلاثَ مَرّاتٍ«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ، وأَعوذُ بِعَفوِکَ مِن نَقِمَتِکَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ«اللّهُمَّ أعوذُ بِکَ مِنکَ،لا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ». (3)

1330.سنن النسائی عن مسلم بن أبی بکرة: کانَ أبی یَقولُ فی دُبُرِ الصَّلاةِ:«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالفَقرِ وعَذابِ القَبرِ»،فَکُنتُ أقولُهُنَّ،فَقالَ:أی بُنَیَّ عَمَّن أخَذتَ هذا؟قُلتُ:

عَنکَ.قالَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُهُنَّ فی دُبُرِ الصَّلاةِ. (4)

ص:194


1- .الزیادة من بحار الأنوار والمصادر الاُخری.
2- کنز الفوائد:ج 1 ص 385، بحار الأنوار:ج 86 ص 18 ح 15؛ [3]سنن أبی داوود:ج 2 ص 92 ح 1548،سنن النسائی:ج 8 ص 263 کلاهما عن أبی هریرة،سنن الترمذی:ج 5 ص 519 ح 3482، [4]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 569 ح 6572 [5] کلاهما عن عبد اللّه بن عمرو ولیس فیها«یدعو فی أثر الصلاة»،کنز العمّال:ج 2 ص 179 ح 3631.
3- الأمالی للطوسی:ص 158 ح 265، بحار الأنوار:ج 86 ص 134 ح 14؛ [7]سنن النسائی:ج 3 ص 73،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 367 ح 745،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 373 ح 2026،تاریخ دمشق:ج 17 ص 106 و 107،الدعاء للطبرانی:ص 207 ح 653،کنز العمّال:ج 2 ص 697 ح 5116.
4- سنن النسائی:ج 3 ص 74،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 306 ح 20403 و ص 312 ح 20431،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 367 ح 747،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 90 ح 99،کنز العمّال:ج 2 ص 643 ح 4973.

1331.سنن أبی داوود عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّهُ کانَ یَقولُ بَعدَ التَّشَهُّدِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَذابِ جَهَنَّمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ (1)،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ المَحیا وَالمَماتِ. (2)

1332.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا صَلّی بِأَصحابِهِ أقبَلَ عَلَی القَومِ فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَمَلٍ یُخزینی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن غِنیً یُطغینی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صاحِبٍ یُردینی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أمَلٍ یُلهینی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن فَقرٍ یُنسینی. (3)

1333.السنن الکبری للنسائی عن سعد -فی کَلِماتٍ کانَ یُعَلِّمُهُنَّ بَنیهِ-:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَتَعَوَّذُ بِهِنَّ دُبُرَ الصَّلاةِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ،وأَعوذُ بِکَ أن ارَدَّ إلی أرذَلِ العُمُرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدُّنیا،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ. (4)

1334.المستدرک علی الصحیحین عن أبی أیّوب الأنصاری: ما صَلَّیتُ وَراءَ نَبِیِّکُم صلی الله علیه و آله إلّاسَمِعتُهُ حینَ یَنصَرِفُ مِن صَلاتِهِ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لی أخطائی وذُنوبی کُلَّها،[اللّهُمَّ] (5)أنعِمنی وأَحیِنی وَارزُقنی،وَاهدِنی

ص:195


1- .الدجّال:هو الذی یظهر فی آخر الزمان یدّعی الاُلوهیّة،وفعّال من أبنیة المبالغة:أی یکثر منه الکذب والتلبیس (النهایة:ج 2 ص 102« دجل»).
2- سنن أبی داوود:ج 1 ص 259 ح 984،سنن الترمذی:ج 5 ص 525 ح 3494،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 521 ح 2168 و ص 638 ح 2709 کلّها عن ابن عبّاس،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 357 ح 721،السنن الکبری:ج 2 ص 220 ح 2882 [3] کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 477 ح 19862.
3- الدعاء للطبرانی:ص 209 ح 657،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 240 ح 4335 وفیه«یؤذینی»بدل«یردینی»و«أمر»بدل«أمل»،مجمع الزوائد:ج 10 ص 145 ح 16973.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 39 ح 9960، سنن الترمذی:ج 5 ص 562 ح 3567 نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 210 ح 661،کنز العمّال:ج 2 ص 200 ح 3748.
5- الزیادة من المصادر الاُخری.

لِصالِحِ الأَعمالِ وَالأَخلاقِ،فَإِنَّهُ لا یَهدی لِصالِحِها إلّاأنتَ،ولا یَصرِفُ عَن سَیِّئِها إلّا أنتَ. (1)

1335.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قالَ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ وما أسرَفتُ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،لا إلهَ إلّاأنتَ. (2)

1336.الإمام الجواد علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وإسرافی عَلی نَفسی، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،اللّهُمَّ أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،بِعِلمِکَ الغَیبَ وبِقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی فَأَحیِنی،وتَوَفَّنی إذا عَلِمتَ الوَفاةَ خَیراً لی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ،وکَلِمَةَ الحَقِّ فِی الغَضَبِ وَالرِّضا، وَالقَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ،وقُرَّةَ عَینٍ لا یَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بِالقَضاءِ،وبَرَکَةَ المَوتِ بَعدَ العَیشِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،ولَذَّةَ المَنظَرِ إلی وَجهِکَ، وشَوقاً إلی رُؤیَتِکَ ولِقائِکَ،مِن غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ.

اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مَهدِیّینَ،اللّهُمَّ اهدِنا فیمَن هَدَیتَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عَزیمَةَ الرَّشادِ وَالثَّباتَ فِی الأَمرِ وَالرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ وحُسنَ عافِیَتِکَ وأَداءَ حَقِّکَ،وأَسأَ لُکَ یا رَبِّ قَلباً سَلیماً ولِساناً صادِقاً،وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ،وأَسأَ لُکَ

ص:196


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 523 ح 5942،المعجم الکبیر:ج 4 ص 125 ح 3875،المعجم الصغیر:ج 1 ص 219 وفیهما«وانعشنی واجبرنی»بدل«أنعمنی وأحینی»،کنز العمّال:ج 2 ص 185 ح 3667.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 83 ح 1509،سنن الدار قطنی:ج 1 ص 297 ح 1،السنن الکبری:ج 2 ص 264 ح 3018، صحیح مسلم:ج 1 ص 536 ح 201،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 297 ح 1966،وفیهما«یکون من آخر ما یقول بین التشهّد والتسلیم»بدل«إذا سلّم من الصلاة قال»وکلّها عن عبید اللّه بن أبی رافع؛دعائم الإسلام:ج 1 ص 170.

خَیرَ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا نَعلَمُ وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)

1337.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقولُ إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ وأَنتَ قاعِدٌ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَلِماتِکَ ومَعاقِدِ عَرشِکَ،وسُکّانِ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،أن تَستَجیبَ لی فَقَد رَهِقَنی (2)مِن أمری عُسرٌ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن عُسری یُسراً. (3)

1338.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَبسُطُ کَفَّیهِ فی دُبُرِ صَلاتِهِ ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إلهی وإلهَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ ویوسُفَ،وإلهَ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،أسأَ لُکَ أن تَستَجیبَ لی دَعوَتی فَإِنّی مُضطَرٌّ،وتَعصِمَنی فی دینی، فَإِنّی مُبتَلیً،وتَنالَنی بِرَحمَتِکَ،فَإِنّی مُذنِبٌ،وتَنفِیَ عَنِّی الفَقرَ؛فَإِنّی مِسکینٌ.

إلّا کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ ألّا یَرُدَّ یَدَیهِ خائِبَتَینِ. (4)

1339.عنه صلی الله علیه و آله -فیما یُقالُ بَعدَ الفَرائِضِ مِن أدعِیَةِ السِّرِّ-:

اللّهُمَّ إنَّهُ لَم یُمسِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أنتَ أحسَنُ إلَیهِ صَنیعاً مِنّی،ولا لَهُ أدوَمُ کَرامَةً، ولا عَلَیهِ أبیَنُ فَضلاً،ولا بِهِ أشَدُّ تَرَفُّقاً،ولا عَلَیهِ أشَدُّ حِیاطَةً،ولا عَلَیهِ أشَدُّ تَعَطُّفاً مِنکَ عَلَیَّ،وإن کانَ جَمیعُ المَخلوقینَ یُعَدِّدونَ مِن ذلِکَ مِثلَ تَعدیدی.

ص:197


1- .الکافی:ج 2 ص 548 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 327 ح 960 کلاهما عن محمّد بن الفرج،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 31 ح 2069 [2] ولیس فیه«اللّهمّ إنّی أسألک خشیتک والقصد فی الفقر والغنی»،بحار الأنوار:ج 86 ص 2 ح 2.
2- رَهِقَةُ:أی غَشِیَهُ (لسان العرب:ج 10 ص 129«رهق»).
3- کمال الدین:ص 265 ح 11، عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 60 ح 29، [5]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 361 ح 437، [6]إعلام الوری:ج 2 ص 186 [7] کلّها عن علیّ بن عاصم عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 185 ح 1.
4- الدعوات:ص 50 ح 123،بحار الأنوار:ج 86 ص 34 ح 39؛ تاریخ دمشق:ج 16 ص 383 ح 3977 عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 134 ح 3476.

فَأَشهَدُ-یا کافِیَ الشَّهادَةِ-بِأَنّی اشهِدُکَ بِنِیَّةِ صِدقٍ،بِأَنَّ لَکَ الفَضلَ وَالطَّولَ (1)فی إنعامِکَ عَلَیَّ مَعَ قِلَّةِ شُکری لَکَ فیها،یا فاعِلَ کُلِّ إرادَتِهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وطَوِّقنی أماناً مِن حُلولِ السَّخَطِ لِقِلَّةِ الشُّکرِ،وأَوجِب لی زِیادَةً مِن إتمامِ النِّعمَةِ بِسَعَةِ المَغفِرَةِ، أنظِرنی خَیرَکَ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُقایِسنی بِسَریرَتی،وَامتَحِن قَلبی لِرِضاکَ، وَاجعَل ما تَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ فی دینِکَ لَکَ خالِصاً،ولا تَجعَلهُ لِلُزومِ شُبهَةٍ أو فَخرٍ،أو رِیاءٍ أو کِبرٍ،یا کَریمُ. (2)

ب-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام

1340.الإمام علیّ علیه السلام: لا یَنفَتِلُ العَبدُ مِن صَلاتِهِ حَتّی یَسأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ ویَستَجیرَ بِهِ مِنَ النّارِ، ویَسأَ لَهُ أن یُزَوِّجَهُ مِن الحورِ العینِ. (3)

1341.المصباح للکفعمی: ...ثُمَّ قُل ما رُوِیَ عَن عَلِیٍّ علیه السلام فی تَعقیبِ کُلِّ فریضة:

إلهی ! هذِهِ صَلاتی صَلَّیتُها لا لِحاجَةٍ مِنکَ إلَیها،ولا رَغبَةٍ مِنکَ فیها،إلّاتَعظیماً وطاعَةً وإجابَةً لَکَ إلی ما أمَرتَنی بِهِ.

إلهی ! إن کانَ فیها خَلَلٌ أو نَقصٌ،مِن نِیَّتِها أو قِیامِها أو قِراءَتِها أو رُکوعِها أو سُجودِها،فَلا تُؤاخِذنی،وتَفَضَّل عَلَیَّ بِالقَبولِ وَالغُفرانِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1342.المصنّف لابن أبی شیبة عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علیّ علیه السلام: إنَّهُ کانَ یَقولُ (5):

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ،وبَسَطتَ یَدَکَ

ص:198


1- .الطَّولُ:المَنُّ (الصحاح:ج 5 ص 1755«طول»).
2- البلد الأمین:ص 513 عن الإمام الباقر عن الإمام علیّ علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 321 ح 1.
3- الخصال:ص 629 ح 10 عن أبی بصیر و محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،عدّة الداعی:ص 58، بحار الأنوار:ج 86 ص 19 ح 17.
4- المصباح للکفعمی:ص 30، بحار الأنوار:ج 86 ص 38 ح 45.
5- زاد فی آخر الدعاء فی المصدر:«یعنی بعد الصلاة».

فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،رَبَّنا وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ خَیرُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیَّةِ وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ،تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ،وتُنجی مِنَ الکَربِ وتَقبَلُ التَّوبَةَ،وتَغفِرُ الذَّنبَ لِمَن شِئتَ،لا یُجزی آلاءَکَ أحَدٌ،ولا یُحصی نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ. (1)

1343.الإمام علیّ علیه السلام -فی تَعقیبِ کُلِّ فَریضَةٍ-:

[اللّهُمَّ] (2)إلَیکَ رُفِعَتِ الأَصواتُ،ودُعِیَتِ الدَّعَواتُ،ولَکَ عَنَتِ الوُجوهُ،ولَکَ وُضِعَتِ الرِّقابُ،وإلَیکَ التَّحاکُمُ فِی الأَعمالِ.

یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا خَیرَ مَن أعطی،یا صادِقُ یا بارِئُ،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،یا مَن أمَرَ بِالدُّعاءِ،ووَعَدَ بِالإِجابَةِ،یا مَن قالَ: «اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ» ، (3)یا مَن قالَ:

«وَ إِذا 4سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ» 5 ،ویا مَن قالَ: «یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ» 6 .

لَبَّیکَ وسَعدَیکَ ها أنا ذا بَینَ یَدَیکَ،المُسرِفُ عَلی نَفسی،وأَنتَ القائِلُ: «لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً» . (4)

ص:199


1- .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 37 ح 6،الدعاء للطبرانی:ص 233 ح 734 ولیس فیه«وتقبل التوبة وتغفر الذنب لمن شئت»،کنز العمّال:ج 2 ص 640 ح 4963؛کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 488 ح 1404،الأمالی للطوسی:ص 433 ح 971 کلاهما عن الإمام الباقر علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 474 ح 639 [2] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام وکلّها نحوه،دعائم الإسلام:ج 1 ص 169 [3] وفیه«أنفع العطیّات»بدل«أفضل العطیّة»،بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.
2- الزیادة من کمال الدین ومصباح المتهجّد والبلد الأمین.
3- غافر:60.
4- الغیبة للطوسی:ص 260 ح 227،کمال الدین:ص 471 ح 22 ولیس فیه ذیله من«لبّیک وسعدیک»،ū دلائل الإمامة:ص 543 ح 523 کلّها عن الإمام المهدی علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 58 ح 89، البلد الأمین:ص 12 [7] کلاهما من دون إسنادٍ إلیه علیه السلام،بحار الأنوار:ج 52 ص 7 ح 5 و ج 86 ص 28 ح 31.

1344.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ یَقولُ:...ثُمَّ تُصَلّی فَإِذَا انصَرَفتَ قُلتَ:

اللّهُمَّ اجعَلنی مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فی کُلِّ عافِیَةٍ وبَلاءٍ،وَاجعَلنی مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فی کُلِّ مَثویً ومُنقَلَبٍ.

اللّهُمَّ اجعَل مَحیایَ مَحیاهُم ومَماتی مَماتَهُم،وَاجعَلنی مَعَهُم فِی المَواطِنِ کُلِّها،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

1345.معانی الأخبار عن الأصبغ عن الإمام علیّ علیه السلام: مَن أحَبَّ أن یَخرُجَ مِن الدُّنیا وقَد خَلَصَ مِنَ الذُّنوبِ کَما یَخلُصُ الذَّهَبُ الَّذی لا کَدَرَ فیهِ،ولَیسَ أحَدٌ یُطالِبُهُ بِمَظلِمَةٍ،فَلیَقرَأ فی دُبُرِ الصَّلاةِ الخَمسِ نِسبَةَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» اثنَتَی عَشرَةَ مَرَّةً،ثُمَّ یَبسُطُ یَدَیهِ ویَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَکنونِ المَخزونِ،الطّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَکِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ وسُلطانِکَ القَدیمِ،یا واهِبَ العَطایا،یا مُطلِقَ الاُساری،یا فَکّاکَ الرِّقابِ مِنَ النّارِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدِ،وفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وأَخرِجنی مِنَ الدُّنیا آمِناً، وأَدخِلنِی الجَنَّةَ سالِماً،وَاجعَل دُعائی (2)أوَّلَهُ فَلاحاً وأَوسَطَهُ نَجاحاً وآخِرَهُ صَلاحاً، إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

ثُمَّ قالَ علیه السلام:هذا مِنَ المُخَبَّیاتِ مِمّا عَلَّمَنی رَسولُ اللّه صلی الله علیه و آله وأَمَرَنی أن اعَلِّمَهُ الحَسَنَ وَالحُسَینَ. (3)

ص:200


1- .الکافی:ج 2 ص 544 ح 1، بحار الأنوار:ج 86 ص 43 ح 52.
2- فی فلاح السائل:« یومی»بدل«دعائی».
3- معانی الأخبار:ص 140 ح 1،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 108 ح 410،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 324 ح 949 کلاهما نحوه،فلاح السائل:ص 300 ح 201 وفیه«المستجاب»بدل«المخبّیات»،بحار الأنوار:ج 86 ص 25 ح 26.

1346.الأمالی للمفید عن محمّد بن الحنفیّة: بَینا أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،إذا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِالأَستارِ،وهُوَ یَقولُ:

یا مَن لا یَشغَلُهُ سَمعٌ عَن سَمعٍ،یا مَن لا یُغَلِّطُهُ السّائِلونَ،یا من لا یُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّینَ،أذِقنی بَردَ عَفوِکَ وحَلاوَةَ رَحمَتِکَ.

فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:هذا دُعاؤُکَ؟قالَ لَهُ الرَّجُلُ:وقَد سَمِعتَهُ؟قالَ:نَعَم،قالَ:

فَادعُ بِهِ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ،فَوَاللّهِ ما یَدعو بِهِ أحَدٌ مِنَ المُؤمِنینَ فی أدبارِ الصَّلاةِ إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو کانَت عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ وقَطرِها،وحَصباءِ الأَرضِ وثَراها.

فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:إنَّ عِلمَ ذلِکَ عِندی،وَاللّهٌ واسِعٌ کَریمٌ.

فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ-وهُوَ الخِضرُ علیه السلام-:صَدَقتَ وَاللّهِ یا أمیرَ المُؤمِنینَ ! «وَ فَوْقَ کُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ» 1 . (1)

1347.بحار الأنوار: دُعاءٌ بَعدَ الصَّلاةِ المَکتوبَةِ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:

اللّهُمَّ لَکَ صَلَّیتُ،وفی صَلاتی ما قَد عَلِمتَ مِنَ النُّقصانِ وَالعَجَلَةِ،وَالسَّهوِ وَالغَفلَةِ، وَالکَسَلِ وَالفَترَةِ،وَالنِّسیانِ وَالرِّیاءِ،وَالسُّمعَةِ وَالشَّکِّ،وَالمُدافَعَةِ وَالرَّیبِ،وَالعُجبِ وَالفِکرِ،وَالتَّلَبُّثِ عَن إقامَةِ کَمالِ فَرضِکَ،فَأَسأَ لُکَ یا إلهی أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَن تُحَوِّلَ نُقصانَها تَماماً،وعَجَلَتی فیها تَثَبُّتاً وتَمَکُّناً،وسَهوی تَیَقُّظاً،وغَفلَتی مُواظَبَةً، وکَسَلی نَشاطاً،وفَترَتی قُوَّةً،ونِسیانی مُحافَظَةً،ومُدافَعَتی مُرابَطَةً،ورِیائی إخلاصاً، وسُمعَتی تَسَتُّراً،وشَکّی یَقیناً،ورَیبی بَیاناً،وفِکری خُشوعاً،وتَحَیُّری خُضوعاً،فَإِنّی

ص:201


1- الأمالی للمفید:ص 92 ح 8،فلاح السائل:ص 302 ح 204، المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 247 عن محمّد بن یحیی نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 1 ح 1؛ [2]أخبار مکّة للفاکهی:ج 2 ص 279 ح 1524 [3] عن محمّد بن یحیی،تاریخ بغداد:ج 4 ص 118 الرقم 1785 عن یزید بن الأصم وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 640 ح 4964.

لَکَ صَلَّیتُ وإلَیکَ تَوَجَّهتُ،وبِکَ آمَنتُ وإیّاکَ قَصَدتُ،فَاجعَل لی فی صَلاتی ودُعائی رَحمَةً وبَرَکَةً تُکَفِّرُ بِها سَیِّئاتی،وتُکرِمُ بِها مَقامی،وتُبَیِّضُ بِها وَجهی،وتُزَکّی بِها عَمَلی،وتَحُطُّ بِها وِزری،اللّهُمَّ احطُط بِها عَنّی ثِقلی،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی مِمّا تَقطَعُ عَنّی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی فَریضَةً مِنَ الصَّلَواتِ الَّتی کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً،یا اللّهُ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

1348.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ بَعدَ فَراغِهِ مِنَ الصَّلَواتِ لِتَلافی ما یَکونُ حَصَلَ فیها مِنَ الغَفَلاتِ وَالجِنایاتِ مِن کِتابِ أحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ خانِبَةَ،وقَد ذَکَرَ جَدِّیَ السَّعیدُ أبو جَعفَرٍ الطّوسِیُّ فی کِتابِ الفِهرِستِ أنَّهُ مِن أصحابِنَا الثِّقاتِ،ورَوی لَنَا العَمَلَ بِما تَضَمَّنَهُ کِتابُهُ فِی الدَّعَواتِ.حَدَّثَنا أبو مُحَمَّدٍ هارونُ بنُ موسی رَحمَةُ اللّهِ عَلَیهِ،قالَ:

حَدَّثَنا أبو عَلِیٍّ الأَشعَرِیِّ-وکانَ قائِداً مِنَ القُوّادِ-عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَشعَرِیِّ،قالَ:

عَرَضَ أحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ خانِبَةَ کِتابَهُ عَلی مَولانا أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ صاحِبِ العَسکَرِ الآخَرِ،فَقَرَأَهُ وقالَ:«صَحیحٌ فَاعمَلوا بِهِ».

فَقالَ أحمَدُ بنُ خانِبَةَ فی کِتابِهِ المُشارِ إلَیهِ فِی الدُّعاءِ وَالمُناجاةِ بَعدَ الفَراغِ مِنَ الصَّلاةِ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ صَلَّیتُ وإیّاکَ دَعَوتُ،وفی صَلاتی ودُعائی ما عَلِمتَ مِنَ النُّقصانِ وَالعَجَلَةِ، وَالسَّهوِ وَالغَفلَةِ،وَالکَسَلِ وَالفَترَةِ وَالنِّسیانِ،وَالمُدافَعَةِ (2)وَالرِّیاءِ،وَالسُّمعَةِ وَالرَّیبِ، وَالفِکرَةِ وَالشَّکِّ،وَالمَشغَلَةِ،وَاللَّحظَةِ المُلهِیَةِ عَن إقامَةِ فَرائِضِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل مَکانَ نُقصانِها تَماماً،وعَجَلَتی تَثَبُّتاً (3)وتَمَکُّناً،وسَهوی تَیَقُّظاً،وغَفلَتی تَذَکُّراً،

ص:202


1- .بحار الأنوار:ج 86 ص 54 ح 60 نقلاً عن الکتاب العتیق الغرویّ.
2- المدافعة:عدم انقیاد النفس للطاعة والریب.فی بعض النسخ بالباء الموحدة،وفی بعضها بالثاء المثلثة،وهوالإبطاء.وکذا النسختان موجودتان فی قوله:«وریبی بیاناً»والبیان بالأوّل أنسب،وفی بعض النسخ«ثباتاً»فهو أنسب بالثانی،ولا یبعد أن یکون«بیاتاً»أی أبیت علی العمل وآتی به بیاتاً (بحار الأنوار:ج 86 ص 16).
3- فی المصدر:«تثبیتاً»،والتصویب من المصادر الاُخری.

وکَسَلی نَشاطاً،وفُتوری قُوَّةً،ونِسیانی مُحافَظَةً،ومُدافَعَتی مُواظَبَةً،ورِیائی إخلاصاً، وسُمعَتی تَسَتُّراً،ورَیبی بَیاناً (1)،وفِکری خُشوعاً،وشَکّی یَقیناً،وتَشاغُلی فَراغاً، ولِحاظی خُشوعاً؛فَإِنّی لَکَ صَلَّیتُ،وإیّاکَ دَعَوتُ،ووَجهَکَ أرَدتُ،وإلَیکَ تَوَجَّهتُ، وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وما عِندَکَ طَلَبتُ؛فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی فی صَلاتی ودُعائی رَحمَةً وبَرَکَةً تُکَفِّرُ بِها سَیِّئاتی،وتُضاعِفُ بِها حَسَناتی،وتَرفَعُ بِها دَرَجَتی،وتُکرِمُ بِها مَقامی،وتُبَیِّضُ بِها وَجهی،[وتُزَکّی بِها عَمَلی] (2)،وتَحُطُّ بِها وِزری، وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی مِمّا یَنقَطِعُ عَنّی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاتی، «إِنَّ الصَّلاةَ کانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتاباً مَوْقُوتاً» 3 ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

«اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ» 4 ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَ وَجهی عَنِ السُّجودِ إلّالَهُ،اللّهُمَّ کَما أکرَمتَ وَجهی عَنِ السُّجودِ إلّالَکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصُنهُ عَنِ المَسأَلَةِ إلّامِنکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وتَقَبَّلها مِنّی بِأَحسَنِ قَبولِکَ،ولا تُؤاخِذنی بِنُقصانِها،وما سَها عَنهُ قَلبی مِنها فَتَمِّمهُ لی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ اولِی الأَمرِ الَّذینَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم،واُولِی الأَرحامِ الَّذینَ أمَرتَ بِصِلَتِهِم،وذَوِی القُربَی الَّذینَ أمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم،وأَهلِ الذِّکرِ الَّذینَ أمَرتَ بِمَسأَلَتِهِم،وَالمَوالِی الَّذینَ أمَرتَ بِمُوالاتِهِم ومَعرِفَةِ حَقِّهِم،وأَهلِ البَیتِ الَّذینَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهِیراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل ثَوابَ صَلاتِی وثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ

ص:203


1- .فی مصباح المتهجّد:« ثباتاً»بدل«بیاناً».
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من مصباح المتهجّد.

مَجلِسی رِضاکَ وَالجَنَّةَ،وَاجعَل ذلِکَ کُلَّهُ خالِصاً مُخلَصاً یُوافِقُ مِنکَ رَحمَةً وإجابَةً، وَافعَل بی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ مِن خَیرٍ،وزِدنی مِن فَضلِکَ إنّی إلَیکَ مِنَ الرّاغِبینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا ذَا المَنِّ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً،یا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً (1)،یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلنی مِمَّن آمَنَ بِکَ فَهَدَیتَهُ،وتَوَکَّلَ عَلَیکَ فَکَفَیتَهُ،وسَأَلَکَ فَأَعطَیتَهُ،ورَغِبَ إلَیکَ فَأَرضَیتَهُ، وأَخلَصَ لَکَ فَأَنجَیتَهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَحلِلنا دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِکَ،لا یَمَسُّنا فیها نَصَبٌ ولا یَمَسُّنا فیها لُغوبٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ الذَّلیلِ الفَقیرِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَن تَغفِرَ لی جَمیعَ ذُنوبی،وتَقلِبَنی بِقَضاءِ جَمیعِ حَوائِجی إلَیکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ ما قَصُرَت عَنهُ مَسأَلَتِی وعَجَزَت عَنهُ قُوَّتی،ولَم تَبلُغهُ فِطنَتی،مِن أمرٍ تَعلَمُ فیهِ صَلاحَ أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَلهُ (2)بی یا لا إلهَ إلّاأنتَ بِحَقِّ لا إلهَ إلّاأنتَ بِرَحمَتِکَ فی عافِیَةٍ،ما شاءَ اللّهُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

...ورُوِیَ هذَا الدُّعاءُ عَن مَولانا عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام مِن أوَّلِهِ إلی قَولِهِ فِی الدُّعاءِ:

«کانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتاباً مَوْقُوتاً» ،ثُمَّ قالَ:«یا أرحم الراحمین».وفِی الرِّوایَتَینِ اختِلافٌ. (3)ثُمَّ قُل:

ص:204


1- .فی الطبعة المعتمدة:«...لا تُحصی أبداً»وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- فی الطبعة المعتمدة:«وافعل»،وما أثبتناه من طبعة بیروت.
3- قال العلّامة المجلسی لمّا وصل فی نقل الدعاء إلی هنا:مصباحُ الشَّیخِ،وغَیرُهُ مُرسَلاً مِثلَهُ،وجَعَلَهُ الأَکثَرُ مِمّا یُختَمُ بِهِ التَّعقیبُ،وهُوَ مِن أدعِیَةِ السِّرِّ،رَواهُ الکَفعَمِیُّ فیها،وفیهِ:«یا مُحَمَّدُ،ومَن أرادَ مِن امَّتِکَ أن لا یَحولَ بَینَ دُعائِهِ وبَینی حائِلٌ وأَن اجِیبَهُ لِأَیِّ أمرٍ شاءَ-عَظیماً کانَ أو صَغیراً فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ إلَیَّ أو إلی غَیری-فَلیَقُل آخِرَ دُعائِهِ:یا اللّهُ المانِعُ»،إلی آخِرِ الدُّعاءِ.بحار الأنوار:ج 86 ص 16.

یا اللّهُ المانِعُ قُدرَتُهُ خَلقَهُ،والمالِکُ بِها سُلطانَهُ،والمُتَسَلِّطُ بِما فی یَدَیهِ،کُلُّ مَرجُوٍّ دُونَکَ یُخَیِّبُ رَجاءَ راجیهِ وراجیکَ مَسرورٌ لا یَخیبُ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ رِضاً لَکَ مِن کُلِّ شَیءٍ أنتِ فیهِ،وبِکُلِّ شَیءٍ تُحِبُّ أن تُذکَرَ بِهِ وبِکَ یا اللّهُ،فَلَیسَ یَعدِلُکَ شَیءٌ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَن تَحوطَنی وإخوانی ووُلدی،وتَحفَظَنی بِحِفظِکَ،وأَن تَقضِیَ حاجَتی فی کَذا وکَذا.

وتَذکُرُ ما تُریدُ،فَقَد رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أنَّهُ (قالَ) (1):إذا قالَ ذلِکَ قُضِیَت حاجَتُهُ مِن قَبلِ أن یَزولَ (2). (3)

ج-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

1349.الإمام الباقر علیه السلام: أقَلُّ ما یُجزِئُکَ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ الفَریضَةِ أن تَقولَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی اموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (4)

ص:205


1- .لم ترد کلمة«قال»فی الطبعة المعتمدة،وأثبتناها من طبعة بیروت.
2- قال العلّامة المجلسی قدس سره لمّا وصل فی نقل الدعاء إلی هنا:قال فی البلد الأمین:هذا الدعاء عظیم الشأن،رفیع المنزلة،ففی الحدیث القدسی:«یا محمّد،من أحبّ من امّتک أن لا یحول بین دعائه وبینی حائل،وألّا أخیبه لأیّ أمر شاء-عظیماً کان أو صغیراً،فی السرّ والعلانیة،إلیّ أو إلی غیری-فلیقل آخر دعائه:یا اللّه»،إلی آخره،وهو من أدعیة السرّ (بحار الأنوار:ج 86 ص 17).
3- فلاح السائل:ص 326، مصباح المتهجّد:ص 80 ح 132 و ص 241 ح 356 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 14 ح 11.
4- الکافی:ج 3 ص 343 ح 16 و ج 2 ص 578 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 108 ح 407 کلّها عن زرارة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 323 ح 948،معانی الأخبار:ص 394 ح 46 عن أحمد بن محمّد بن عیسی،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 32 ح 2072 [5] والثلاثة الأخیرة عن الإمام الصادق علیه السلام مع زیادة الصلاة [6]علی النبیّ وآله فی صدر الدعاء،دعائم الإسلام:ج 1 ص 170،بحار الأنوار:ج 86 ص 33 ح 37.
د-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

1350.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فی دُبُرِ الفَریضَةِ:

أستَودِعُ اللّهَ العَظیمَ الجَلیلَ نَفسی وأَهلی ووَلَدی ومَن یَعنینی أمرُهُ،وأَستَودِعُ اللّهَ المَرهوبَ المَخوفَ المُتَضَعضِعَ لِعَظَمَتِهِ کُلُّ شَیءٍ نَفسی وأَهلی ومالی ووَلَدی ومَن یَعنینی أمرُهُ.

حُفَّ بِجَناحٍ مِن أجنِحَةِ جَبرَئیلَ علیه السلام،وحُفِظَ فی نَفسِهِ وأَهلِهِ ومالِهِ. (1)

1351.عنه علیه السلام: لا تَدَع فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ:

اعیذُ نَفسی وما رَزَقَنی رَبّی بِاللّهِ الواحِدِ الصَّمَدِ-حَتّی تَختِمَها-واُعیذُ نَفسی وما رَزَقَنی رَبّی «بِرَبِّ الْفَلَقِ» -حَتّی تَختِمَها-واُعیذُ نَفسی وما رَزَقَنی رَبّی «بِرَبِّ النّاسِ» -حَتّی تَختِمَها-. (2)

1352.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ هذِهِ الکَلِماتِ عِندَ کُلِّ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ حُفِظَ فی نَفسِهِ ودارِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ:

اجیرُ نَفسی ومالی ووَلَدی وأَهلی وداری وکُلَّ ما هُوَ مِنّی،بِاللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذی «لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ * وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ» ،واُجیرُ نَفسی ومالی ووَلَدی وکُلَّ ما هُوَ مِنّی، «بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ» -إلی آخِرِها-،و «بِرَبِّ النّاسِ» -إلی آخِرِها- وآیَةِ الکُرسِیِّ-إلی آخِرِها-. (3)

ص:206


1- .الکافی:ج 2 ص 573 ح 12 عن أبی الجارود،مصباح المتهجّد:ص 56 ح 85 [2] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 50.
2- الکافی:ج 3 ص 343 ح 18 و ص 346 ح 27، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 108 ح 409 کلّها عن محمّد الواسطی،بحار الأنوار:ج 86 ص 51.
3- الکافی:ج 2 ص 549 ح 8،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 328 ح 961،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 32 ح 2070، [7]فلاح السائل:ص 299 ح 199، [8]بحار الأنوار:ج 86 ص 4 ح 3.

1353.معانی الأخبار عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ عَلَیَّ دَیناً کَثیراً ولی عِیالٌ ولا أقدِرُ عَلَی الحَجِّ،فَعَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ،فَقالَ:قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقضِ عَنّی دَینَ الدُّنیا ودَینَ الآخِرَةِ. (1)

1354.الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی یوسُفَ علیه السلام وهُوَ فِی السِّجنِ،فَقالَ لَهُ:یا یوسُفُ، قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ (2):

اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً ومَخرَجاً وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (3)

1355.تهذیب الأحکام عن محمّد بن سلیمان الدیلمی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! إنَّ شیعَتَکَ تَقولُ:إنَّ الإِیمانَ مُستَقَرٌّ ومُستَودَعٌ،فَعَلِّمنی شَیئاً إذا أنَا قُلتُهُ استَکمَلتُ الإِیمانَ،قالَ:قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةِ فَریضَةٍ:

رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِمُحَمَّدٍ نَبیّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وبِالکَعبَةِ قِبلَةً، وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وإماماً،وبِالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،اللّهُمَّ إنّی رَضیتُ بِهِم أئِمَّةً فَارضَنی لَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

1356.الإمام الصادق علیه السلام: إذا صَلَّیتَ فَقُل بِعَقِبِ صَلاتِکَ:

اللّهُمَّ لَکَ صَلَّیتُ،وبِکَ آمَنتُ،وإیّاکَ دَعَوتُ،وإیّاکَ رَجَوتُ،فَأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَ لی فی صَلاتی ودُعائی بَرَکَةً تُکَفِّرُ بِها سَیِّئاتی،وتُبَیِّضُ بِها وَجهی وتُکرِمُ بِها مَقامی،وتَحُطُّ

ص:207


1- .معانی الأخبار:ص 175 ح 1،بحار الأنوار:ج 95 ص 301 ح 2 و ج 99 ص 27 ح 1.
2- زاد فی الأمالی للصدوق وروضة الواعظین:« مفروضة».
3- الکافی:ج 2 ص 549 ح 7 عن سیف بن عمیرة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 324 ح 950،الأمالی للصدوق:ص 672 ح 902 [4] بزیادة«ثلاث مرّات»فی آخره،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 33 ح 2073، [5]روضة الواعظین:ص 360، [6]بحار الأنوار:ج 12 ص 256 ح 20.
4- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 109 ح 412،بحار الأنوار:ج 86 ص 42 ح 51.

بِها عَنّی وِزری،اللّهُمَّ احطُط عَنّی وِزری،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً. (1)

1357.الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ اعطینَ سَمعَ الخَلائِقِ:الجَنَّةُ وَالنّارُ وَالحورُ العینُ،فَإِذا صَلَّی العَبدُ وقالَ:«اللّهُمَّ أعتِقنی مِنَ النّارِ وأَدخِلنِی الجَنَّةَ وزَوِّجنی مِنَ الحورِ العینِ»،قالَتِ النّارُ:یا رَبِّ،إنَّ عَبدَکَ قَد سَأَلَکَ أن تُعتِقَهُ مِنّی فَأَعتِقهُ،وقالَتِ الجَنَّةُ:یا رَبِّ،إنَّ عَبدَکَ قَد سَأَلَکَ إیّایَ فَأَسکِنهُ فِیَّ،وقالَتِ الحورُ العینُ:یا رَبِّ،إنَّ عَبدَکَ قَد خَطَبَنا إلَیکَ فَزَوِّجهُ مِنّا،فَإِن هُوَ انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ ولَم یَسأَلِ اللّهَ شَیئاً مِن هذِهِ،قُلنَ الحورُ العینُ:إنَّ هذَا العَبدَ فینا لَزاهِدٌ،وقالَتِ الجَنَّةُ:إنَّ هذَا العَبدَ فِیَّ لَزاهِدٌ،وقالَتِ النّارُ:إنَّ هذَا العَبدَ فِیَّ لَجاهِلٌ». (2)

1358.عنه علیه السلام: تَدعو فی أعقابِ الصَّلَواتِ الفَرائِضِ بِهذِهِ الأَدعِیَةِ:

اللّهُمَّ إنَّی أسأَ لُکَ بِحَقَ ّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بَراءَةً مِنَ النّارِ،فَاکتُب لَنا بَراءَتَنا،وفی جَهَنَّمَ فَلا تَجعَلنا،وفی عَذابِکَ وهَوانِکَ فَلا تَبتَلِنا،ومِنَ الضَّریعِ (3)وَالزَّقُّومِ فَلا تُطعِمنا، ومَعَ الشَّیاطینِ فِی النّارِ فَلا تَجمَعنا،وعَلی وُجوهِنا فَلا تَکبُبنا،ومِن ثِیابِ النّارِ وسَرابیلِ القَطِرانِ (4)فَلا تُلبِسنا،ومِن کُلّ سوءٍ-لا إلهَ إلّاأنتَ-یَومَ القِیامَةِ فَنَجِّنا،وبِرَحمَتِکَ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا،وفی عِلِّیّینَ فَارفَعنا،ومِن کَأسٍ مَعینٍ (5)وسَلسَبیلٍ (6)فَاسقِنا،ومِنَ الحورِ العینِ بِرَحمَتِکَ فَزَوِّجنا،ومِنَ الوِلدانِ المُخَلَّدینَ کَأَنَّهُم لُؤلُؤٌ مَکنونٌ فَأَخدِمنا،ومِن

ص:208


1- .دعائم الإسلام:ج 1 ص 169، بحار الأنوار:ج 86 ص 35 ح 41.
2- الکافی:ج 3 ص 344 ح 22 عن داوود العجلی،بحار الأنوار:ج 86 ص 58 ح 62.
3- الضَّریع:نبتٌ بالحجاز له شوکٌ کبار (النهایة:ج 3 ص 85« ضرع»).
4- قَطِران:أی نحاس مذاب (مفردات ألفاظ القرآن:ص 677« قطر»).
5- فی بحار الأنوار:« وبکأس مِن معین».ومعین:أی من خمر یجری من العیون (مجمع البحرین:ج 2 ص 1300«عین»).
6- سلسبیل:اسم عین فی الجنّة، أی سلسة لیّنة سائغة (مجمع البحرین:ج 2 ص 864«سلسل»).

ثِمارِ الجَنَّةِ ولُحومِ الطَّیرِ فَأَطعِمنا،ومِن ثِیابِ الحَریرِ وَالسُّندسِ وَالإِستَبرَقِ فَاکسُنا، ولَیلَةَ القَدرِ (1)وحَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فَارزُقنا،وسَدِّدنا وقَرِّبنا إلَیکَ زُلفی (2)،وصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ فَاستَجِب لَنا،یا خالِقَنا اسمَع لَنا وَاستَجِب،وإذَا جَمَعتَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ یَومَ القِیامَةِ فَارحَمنا،یا رَبِّ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ. (3)

1359.فلاح السائل عن جمیل بن درّاج: دَخَلَ رَجُلٌ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا سَیِّدی،عَلَت سِنّی وماتَ أقارِبی،وأَ نَا خائِفٌ أن یُدرِکَنِی المَوتُ ولَیسَ لی مَن آنَسُ بِهِ وأَرجِعُ إلَیهِ.

فَقالَ لَهُ:إنَّ مِن إخوانِکَ المُؤمِنینَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَباً أو سَبَباً،واُنسُکَ بِهِ خَیرٌ مِن انسِکَ بِقَریبٍ،ومَعَ هذا فَعَلَیکَ بِالدُّعاءِ،وأَن تَقولَ فی عَقیبِ کُلِّ صَلاةٍ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنَّ الصّادِقَ (4)قالَ:إنَّکَ قُلتَ:ما تَرَدَّدتُ فی شَیءٍ أنَا فاعِلُهُ کَتَرَدُّدی فی قَبضِ روحِ عَبدِیَ المُؤمِنِ یَکرَهُ المَوتَ وأَکرَهُ مَساءَتَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل لِوَلِیِّکَ الفَرَجَ وَالعافِیَةَ وَالنَّصرَ،ولا تَسُؤنی فی نَفسی ولا فی أحَدٍ مِن أحِبَّتی»إن شِئتَ أن تُسَمِّیَهُم واحِداً واحِداً فَافعَل،وإن شِئَت مُتَفَرِّقینَ، وإن شِئتَ مُجتَمِعینَ.

قالَ الرَّجُلُ:وَاللّهِ،لَقَد عِشتُ حَتّی سَئِمتُ الحَیاةَ. (5)

1360.الإمام الصادق علیه السلام: مَن سَبَّحَ تَسبیحَ الزَّهراءِ فاطِمَةَ علیها السلام،بَدَأَ فَکَبَّرَ اللّهَ أربَعاً وثَلاثینَ تَکبیرَةً،وسَبَّحَهُ ثَلاثاً وثَلاثینَ تَسبیحَةً،ووَصَلَ التَّسبیحَ بِالتَّکبیرِ،وحَمِدَ اللّهَ ثَلاثاً

ص:209


1- .فی مصباح المتهجّد والمصباح للکفعمی:« [2]ولیلة القبر فارحمنا»بدل«ولیلة القدر».
2- الزُلفی:القربة والدرجة والمنزلة (لسان العرب:ج 9 ص 138« زلف»).
3- فلاح السائل:ص 316 ح 213 عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد:ص 62 ح 98 [5] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،المصباح للکفعمی:ص 49 [6]عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 86 ص 12 ح 10.
4- فی مکارم الأخلاق:« إنّ رسولک الصادق المصدّق صلواتک علیه وآله»بدل«إنّ الصادق».
5- فلاح السائل:ص 303 ح 205، مصباح المتهجّد:ص 58 ح 90 [10] وفیه ذکر الدعاء فقط،بحار الأنوار:ج 86 ص 7 ح 7 [11] وراجع مکارم الأخلاق:ج 2 ص 35 ح 2076.

وثَلاثینَ مَرَّةً،ووَصَلَ التَّحمیدَ بِالتَّسبیحِ،وقالَ بَعدَما یَفرُغُ مِنَ التَّحمیدِ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ، «إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً» ،لَبَّیکَ رَبَّنا وسَعدَیکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی أهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ،وعَلی ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،وأَشهَدُ أنَّ التَّسلیمَ مِنّا لَهُم،وَالاِئتِمامَ بِهِم،وَالتَّصدیقَ لَهُم،رَبَّنا آمَنّا وصَدَّقنا وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ وآلَ الرَّسولِ،فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ. (1)اللّهُمَّ صُبَّ الرِّزقَ عَلَینا صَبّاً صَبّاً،بَلاغاً لِلآخِرَةِ وَالدُّنیا،مِن غَیرِ کَدٍّ ولا نَکَدٍ،ولا مَنٍّ مِن أحَدٍ مِن خَلقِکَ إلَّاسَعَةً مِن رِزقِکَ وطَیِّباً مِن وُسعِکَ،مِن یَدِکَ المَلأی عَفافاً لا مِن أیدی لِئامِ خَلقِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ اجعَلِ النُّورَ فی بَصَری،وَالبَصیرَةَ فِی دینی،وَالیَقینَ فی قَلبی،وَالإِخلاصَ فی عَمَلی،وَالسَّعَةَ فی رِزقی،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،وَالشُّکرَ لَکَ أبَداً ما أبقَیتَنی،اللّهُمَّ لا تَجِدنی حَیثُ نَهَیتَنی،وبارِک لی فِیما أعطَیتَنی،وَارحَمنی إذا تَوَفَّیتَنی، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

1361.عنه علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أدینُکَ بِطاعَتِکَ ووِلایَتِکَ،ووِلایَةِ رَسولِکَ ووِلایَةِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام مِن أوَّلِهِم إلی آخِرِهِم.

وتُسَمّیهِم،ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ إنّی أدینُکَ بِطاعَتِکَ ووِلایَتِهِم،وَالرِّضا بِما فَضَّلتَهُم بِهِ،غَیرَ مُتَکَبِّرٍ (3)ولا

ص:210


1- .هذه العبارة مقتبسة من الآیة 53 من سورة آل عمران.
2- فلاح السائل:ص 251 ح 153 عن وهب بن عبد ربّه،بحار الأنوار:ج 86 ص 6 ح 6.
3- فی تهذیب الأحکام والإقبال:« منکر»بدل«متکبّر».

مُستَکبِرٍ،عَلی مَعنی ما أنَزلتَ فی کِتابِکَ،عَلی حُدودِ ما أتانا فیهِ وما لَم یَأتِنا،مُؤمِنٌ مُقِّرٌ مُسَلِّمٌ بِذلِکَ،راضٍ بِما رَضیتَ بِهِ یا رَبِّ،اُریدُ بِهِ وَجهَکَ وَالدّارَ الآخِرَةَ،مَرهوباً ومَرغوباً إلَیکَ فیهِ،فَأَحیِنی ما أحیَیتَنی عَلی ذلِکَ،وأَمِتنی إذا أمَتَّنی عَلی ذلِکَ،وَابعَثنی إذا بَعَثتَنی عَلی ذلِکَ،وإن کانَ مِنّی تَقصیرٌ فیما مَضی فَإِنّی أتوبُ إلَیکَ مِنهُ،وأَرغَبُ إلَیکَ فیما عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ أن تَعصِمَنی مِن مَعاصیکَ،ولا تَکِلَنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً ما أحیَیتَنی،لا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ،إنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إلّاما رَحِمتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وأَسأَ لُکَ أن تَعصِمَنی بِطاعَتِکَ حَتّی تَتَوَفّانی عَلَیها وأَنتَ عَنّی راضٍ،وأَن تَختِمَ لی بِالسَّعادَةِ ولا تُحَوِّلنی عَنها أبَداً،ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (1)

1362.عنه علیه السلام: تَمسَحُ بِیَدِکَ الیُمنی عَلی جَبهَتِکَ ووَجهِکَ فی دُبُرِ المَغرِبِ وَالصَّلَواتِ وتَقولُ:

بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحُزنِ،وَالسُّقمِ وَالعُدمِ (2)،وَالصِّغارِ وَالذُّلِّ،وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ. (3)

1363.الکافی عن حسین الخراسانی: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَجَعاً بی،فَقالَ:إذا صَلَّیتَ فَضَع یَدَکَ مَوضِعَ سُجودِکَ،ثُمَّ قُل:

بِسمِ اللّهِ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اِشفِنی یا شافی،لا شِفاءَ إلّاشِفاؤُکَ، شِفاءً لا یُغادِرَ سُقماً،شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ. (4)

1364.الإمام الصادق علیه السلام: دُعاءٌ یُدعی بِهِ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ تُصَلّیها،فَإِن کانَ بِکَ داءٌ مِن سُقمٍ

ص:211


1- .الکافی:ج 3 ص 345 ح 26، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 99 ح 259،فلاح السائل:ص 305 ح 207 [2] ولیس فیه ذیله من«وأسألک أن تعصمنی»وکلّها عن إدریس بن عبد اللّه،مصباح المتهجّد:ص 576 ح 688 [3] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 338،بحار الأنوار:ج 86 ص 39 ح 48.
2- العُدم:الفقر (لسان العرب:ج 12 ص 392« عدم»).
3- الکافی:ج 3 ص 345 ح 24، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 115 ح 429 کلاهما عن محمّد بن مروان،دعائم الإسلام:ج 2 ص 137 ح 482 [7] نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 232 ح 57 [8] نقلاً عن السرائر.
4- الکافی:ج 2 ص 567 ح 15، طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 121 نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 10 ح 10.

ووَجَعٍ،فَإِذا قَضَیتَ صَلاتَکَ فَامسَح بِیَدِکَ عَلی مَوضِعِ سُجودِکَ مِنَ الأَرضِ،وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ،وأَمِرَّ بِیَدِکَ عَلی مَوضِعِ وَجَعِکَ سَبعَ مَرّاتٍ تَقولُ:

یا مَن کَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وسَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ،وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا،وَارزُقنی کَذا وکَذا،وعافِنی مِن کَذا وکَذا. (1)

ه-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

1365.الإرشاد: کانَ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام أعبَدَ أهلِ زَمانِهِ...ورُوِیَ أنَّهُ کانَ یُصَلّی نَوافِلَ اللَّیلِ ویَصِلُها بِصَلاةِ الصُّبحِ،ثُمَّ یُعَقِّبُ حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ،ویَخِرُّ للّهِ ِ ساجِداً،فَلا یَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ الدُّعاءِ وَالتَّمجیدِ حَتّی یَقرُبَ زَوالُ الشَّمسِ،وکانَ یَدعو کَثیراً فَیَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ.

ویُکَرِّرُ ذلِکَ. (2)

1366.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فیما یَقولُهُ الأَئِمَّةُ علیهم السلام مِن بَعدِهِ فی أدعِیَتِهِم،وذَکَرَ دُعاءَ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام، فَقالَ-:...یَقولُ فی دُعائِهِ:

یا خالِقَ الخَلقِ،وباسِطَ الرِّزقِ،وفالِقَ الحَبِّ،وبارِئَ النَّسَمِ،ومُحیِیَ المَوتی،ومُمیتَ الأَحیاءِ،ودائِمَ الثَّباتِ،ومُخرِجَ النَّباتِ،افعَل بی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَفعَل بی ما أنَا اهلُهُ؛ فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ. (3)

ص:212


1- .الکافی:ج 3 ص 344 ح 23، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 112 ح 419،فلاح السائل:ص 334 ح 224، [2]مصباح المتهجّد:ص 79 ح 129 و ص 244 ح 358 [3] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،الدعوات:ص 190 ح 529 عنهم علیهم السلام والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 210 ح 25.
2- الإرشاد:ج 2 ص 231، الکافی:ج 3 ص 323 ح 10، [6]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 300 ح 1209 کلاهما عن أبی جریر الرواسی،الدعوات:ص 179 ح 495 وفی کلّها الدعاء فقط،بحار الأنوار:ج 48 ص 101 ح 5.
3- المصباح للکفعمی:ص 406، کمال الدین:ص 266 ح 11، [9]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 61 [10] ح 29 ū کلاهما عن علیّ بن عاصم عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 36 ص 206 ح 8.

1367.مصباح المتهجّد: کانَ أبُو الحَسَنِ موسَی بنُ جَعفَرٍ علیه السلام یَدعو (1)عَقیبَ الفَریضَةِ فَیَقولُ:

اللّهُمَّ بِبِرِّکَ القَدیمِ،ورَأفَتِکَ بِبَرِیَّتِکَ اللَّطیفَةِ،وشَفَقَتِکَ بِصَنعَتِکَ المُحکَمَةِ وقُدرَتِکَ بِسَترِکَ الجَمیلِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَحیِ قُلوبَنا بِذِکرِکَ،وَاجعَل ذُنوبَنا مَغفورَةً،وعُیوبَنا مَستورَةً،وفَرائِضَنا مَشکورَةً،ونَوافِلَنا مَبرورَةً،وقُلوبَنا بِذِکرِکَ مَعمورَةً،ونُفوسَنا بِطاعَتِکَ مَسرورَةً،وعُقولَنا عَلی تَوحیدِکَ مَجبورَةً،وأَرواحَنا عَلی دینِکَ مَفطورَةً،وجَوارِحَنا عَلی خِدمَتِکَ مَقهورَةً،وأَسماءَنا فی خَواصِّکَ مَشهورَةً، وحَوائِجَنا لَدَیکَ مَیسورَةً،وأَرزاقَنا مِن خَزائِنِکَ مَدرورَةً،أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ، لَقَد فازَ مَن والاکَ،وسَعِدَ مَن ناجاکَ،وعَزَّ مَن ناداکَ،وظَفِرَ مَن رَجاکَ،وغَنِمَ مَن قَصَدَکَ، ورَبِحَ مَن تاجَرَکَ (2). (3)

و-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الهادی علیه السلام

1368.الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهیمَ إلی أبِی الحَسَنِ علیه السلام:إن رَأَیتَ یا سَیِّدی أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فی دُبُرِ صَلَواتی،یَجمَعُ اللّهُ لی بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

فَکَتَبَ علیه السلام تَقولُ:

أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ وعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،مِن شَرِّ

ص:213


1- .فی بحار الأنوار نقلاً عن الکتاب العتیق،لبعض قُدماء علمائنا عن أبی الحسن أحمد بن عِنانٍ یرفعه عن معاویة بن وهب البَجَلِیِّ قال:«وَجَدتُ فی ألواحِ أبی بِخَطِّ مَولانا موسَی بنِ جَعفَرٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما:إنَّ مِن وُجوبِ حَقِّنا عَلی شیعَتِنا أن لا یَثنوا أرجُلَهُم مِن صَلاةِ الفَریضَةِ أو یَقولوا:اللّهُمَّ...».
2- زاد هنا فی بحار الأنوار:« وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاسمَع دُعائی کَما تَعلَمُ فَقری إلَیکَ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».
3- مصباح المتهجد:ص 59 ح 92، بحار الأنوار:ج 86 ص 53 ح 58 [4] نقلاً عن الکتاب العتیق لبعض قدماء علمائنا عن معاویة بن وهب البجلی عن أبیه نحوه و ص 54 ح 59.

الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِن شَرِّ الأَوجاعِ کُلِّها. (1)

ز-دَعَواتٌ اخری

1369.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ ما یُفعَلُ بَعدَ کُلِّ صَلاةٍ-:ثُمَّ یَرفَعُ یَدَیهِ بِالتَّکبیرِ إلی حِیالِ اذُنَیهِ،فَیُکَبِّرُ ثَلاثَ تَکبیراتٍ فی تَرَسُّلٍ واحِدٍ،ثُمَّ یَقولُ ما یَنبَغی أن یُقالَ عَقیبَ کُلِّ فَریضَةٍ،وهُوَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ إلهاً واحِداً ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ ولا نَعبدُ إلّاإیّاهُ،مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّنا ورَبُّ آبائِنَا الأَوَّلینَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وأَعَزَّ جُندَهُ،وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ،فَلَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ثُمَّ یَقولُ:

أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ وأَتوبُ إلَیهِ.

ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ اغفِر لی ذُنوبی کُلَّها جَمیعاً،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ کُلَّها جَمیعاً إلّاأنتَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی اموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ،وأَعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ وعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ وقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ مِن شَرِّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ وشَرِّ الأَوجاعِ کُلِّها،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،تَوَکَّلتُ

ص:214


1- .الکافی:ج 3 ص 346 ح 28، بحار الأنوار:ج 86 ص 48.

عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً،ولَم یَکُن لَه شَریکٌ فِی المُلکِ، ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ،وکَبِّرهُ تَکبیراً.

ثُمَّ یُسَبِّحُ تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السلام. (1)

1370.الکافی عن معاویة بن عمّار: مَن قالَ فی دُبُرِ الفَریضَةِ:«یا مَن یَفعَلُ ما یَشاءُ ولا یَفعَلُ ما یَشاءُ أحَدٌ غَیرُهُ»ثَلاثاً،ثُمَّ سَأَلَ؛اُعطِیَ ما سَأَلَ. (2)

1371.فلاح السائل عن أبی غالب أحمد بن محمّد بن سلیمان الزراریّ،رفعه قال: هذَا الدُّعاءُ یَجِبُ أن یَکونَ آخِرَ ما یُدعی بِهِ بَعدَ الصَّلواتِ:

اللّهُمَّ إنّی وَجَّهتُ وَجهی إلَیکَ وأَقبَلتُ بِدُعائی عَلَیکَ،راجِیاً إجابَتَکَ،طامِعاً فی مَغفِرَتِکَ،طالِباً ما وَأَیتَ (3)بِهِ عَلی نَفسِکَ،مُستَنجِزاً وَعدَکَ؛إذ تَقولُ: «اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ» 4 ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَقبِل إلَیَّ بِوَجهِکَ،وَاغفِر لِیَ وَارحَمنی،وَاستَجِب دُعائی یا إلهَ العالَمینَ. (4)

7/19الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ نافِلَةِ الفَجرِ

1372.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا صَلّی رَکعَتَینِ قَبلَ صَلاةِ الغَداةِ،اضطَجَعَ عَلی شِقِّهِ الأَیمَنِ وجَعَلَ یَدَهُ الیُمنی تَحتَ خَدِّهِ الیُمنی،ثُمَّ قالَ:

استَمسَکتُ بِالعُروَةِ الوُثقَی الَّتی لَاانفِصامَ لَها،وَاستَعصَمتُ بِحَبلِ اللّهِ المَتینِ،أعوذُ

ص:215


1- .مصباح المتهجّد:ص 50، فلاح السائل:ص 296 ح 192، [2]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 67 ح 2169 [3] وفیه صدره إلی«فإنّه لا یغفر الذنوب کلّها جمیعاً الّا أنت»،بحار الأنوار:ج 86 ص 43 ح 54.
2- الکافی:ج 2 ص 549 ح 9، فلاح السائل:ص 298 ح 195.
3- الوَأی:الوعد الذی یُوثّقه الرجل علی نفسه ویعزم علی الوفاء به،(لسان العرب:ج 15 ص 377« وأی»).
4- فلاح السائل:ص 330 ح 220، مصباح المتهجّد:ص 79 ح 130 و ص 244 ح 360، [9]البلد الأمین:ص 23، [10]بحار الأنوار:ج 86 ص 17 ح 13.

بِاللّهِ مِن فَورَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ شَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ.تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،طَلَبتُ حاجَتی مِنَ اللّهِ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

8/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ

1373.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن صَلَّی الغَداةَ،فَقالَ قَبلَ أن یَنفُضَ (2)رُکبَتَیهِ-عَشرَ مَرّاتٍ-:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ،ویُمیتُ ویُحیی،وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

وفِی المَغرِبِ مِثلَها،لَم یَلقَ اللّهَ عز و جل عَبدٌ بِعَمَلٍ أفضَلَ مِن عَمَلِهِ،إلّامَن جاءَ بِمِثلِ عَمَلِهِ. (3)

1374.الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یُقالُ لَهُ:«شَیبَةُ الهُذَیلِ»فَقالَ:...عَلِّمنی یا رَسولَ اللّهِ کَلاماً یَنفَعُنِیَ اللّهُ بِهِ،وخَفِّف عَلَیَّ یا رَسولَ اللّهِ.فَقالَ:...إذا صَلَّیتَ الصُّبحَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ:

سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

فَإِنَّ اللّهَ یُعافیکَ بِذلِکَ مِنَ العَمی وَالجُنونِ وَالجُذامِ وَالفَقرِ وَالهَرَمِ. (4)

1375.سنن ابن ماجة عن امّ سلمة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ إذا صَلَّی الصُّبحَ حینَ یُسَلِّمُ:

ص:216


1- .الجعفریّات:ص 34 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 5 ص 106 ح 5447.
2- فی بحار الأنوار:«ینقض».
3- الکافی:ج 2 ص 518 ح 2، فلاح السائل:ص 409 ح 280 [4] کلاهما عن عمر بن محمّد عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 97 ح 5.
4- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 106 ح 404،ثواب الأعمال:ص 191 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 110 ح 85 کلّها عن سلام المکّی،عدّة الداعی:ص 259،بحار الأنوار:ج 86 ص 19 ح 18.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عِلماً نافِعاً،ورِزقاً طَیِّباً،وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً. (1)

1376.الدّعوات: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله إذا صَلَّی الغَداةَ قالَ:

اللّهُمَّ،مَتِّعنی بِسَمعی وبَصَری،وَاجعَلهُمَا الوارِثَینِ مِنّی،وأَرِنی ثاری فی عَدُوّی. (2)

1377.الدعاء للطبرانی عن أنس: إنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله...فَقالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،أفِدنی فَإِنّی شَیخٌ نَسِیٌّ،ولا تُکثِر عَلَیَّ.

قالَ:اُعَلِّمُکَ دُعاءً تَدعُو اللّهَ عز و جل بِهِ کُلَّما صَلَّیتَ الغَداةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،فَیَدفَعُ اللّهُ عز و جل عَنکَ البَرَصَ وَالجُنونَ وَالجُذامَ وَالفالِجَ،ویَفتَحُ لَکَ بِها ثَمانِیَةَ أبوابِ الجَنَّةِ،تَقولُ:

اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وأَسبِغ عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وأَنزِل عَلَیَّ بَرَکَتَکَ. (3)

1378.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ بَعدَ صَلاهِ الفَجرِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وَالعَجزِ وَالکَسَلِ،وَالبُخلِ وَالجُبنِ،وضَلَعِ الدَّینِ (4)،وغَلَبَةِ الرِّجالِ،وبَوارِ الأَیِّمِ (5)،وَالغَفلَةِ وَالذِّلَّةِ،وَالقَسوَةِ وَالعَیلَةِ (6)وَالمَسکَنَةِ.

وأَعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن عَینٍ لا تَدمَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ،وأَعوذُ بِکَ مِنِ امرَأَةٍ تَشیبُنی قَبلَ أوانِ مَشیبی،وأَعوذُ بِکَ مِن

ص:217


1- .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 298 ح 925،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 180 ح 26584 و ص 226 ح 26793، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 39 ح 14،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 31 ح 9930، [2]مسند الطیالسی:ص 224 ح 1605،کنز العمّال:ج 2 ص 207 ح 3787.
2- الدعوات:ص 82 ح 206،بحار الأنوار:ج 86 ص 130 ح 3.
3- الدعاء للطبرانی:ص 233 ح 733،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 51 ح 133 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 145 ح 3520 نقلاً عن أبی الشیخ فی الثواب.
4- ضَلَعُ الدَّینِ:أی ثِقَلُه (النهایة:ج 3 ص 96« ضلع»).
5- بَوَارُ الأیِّم:أی کسادها،والأیّم التی لا زوج لها (النهایة:ج 1 ص 161« بور»).
6- العَیلَةُ:الفاقةُ،عالَ یعیلُ عیلَةً،إذا افتقر (الصحاح:ج 5 ص 779«عیل»).

وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ رَبّاً (1)،وأَعوذُ بِکَ مِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ عَذاباً،وأَعوذُ بِکَ مِن صاحِبِ خَدیعَةٍ،إن رَأی حَسَنَةً دَفَنَها،وإن رَأی سَیِّئَةً أفشاها.اللّهُمَّ لا تَجعَل لِفاجِرٍ عِندی یَداً ولا مِنَّةً. (2)

1379.المعجم الأوسط عن أبی بردة عن أبیه: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا صَلَّی الصُّبحَ،یَرفَعُ صَوتَهُ حَتّی یَسمَعُ أصحابُهُ،یَقولُ:

«اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی جَعَلتَهُ لی عِصمَةً»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ أصلِح لی دُنیایَ الَّتی (3)جَعَلتَ فیها مَعاشی»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ أصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی جَعَلتَ إلَیها مَرجِعی»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعَفوِکَ مِن نَقِمَتِکَ»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنکَ»ثَلاثَ مِرارٍ.

«اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ». (4)

1380.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا صَلَّیتَ الصُّبحَ فَقُل قَبلَ أن تَتَکَلَّمَ:«اللّهُمَّ أجِرنی مِنَ النّارِ»سَبعَ مَرّاتٍ، فَإِنَّکَ إن مِتَّ مِن یَومِکَ ذلِکَ کَتَبَ اللّهُ لَکَ جِواراً (5)مِنَ النّارِ.

فَإِذا صَلَّیتَ المَغرِبَ فَقُل قَبلَ أن تَتَکَلَّمَ:«اللّهُمَّ أجِرنی مِنَ النّارِ»سَبعَ مَرّاتٍ،فَإِنَّکَ

ص:218


1- .فی المصدر:«رباء»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 335 ح 981 عن حفص بن البختری،بحار الأنوار:ج 86 ص 186 ح 49.
3- فی المصدر:«الذی»،والتصویب من کنز العمّال.
4- المعجم الأوسط:ج 7 ص 142 ح 7106،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 181 ح 515،کنز العمّال:ج 2 ص 697 ح 5116؛الأمالی للطوسی:ص 158 ح 265، بحار الأنوار:ج 86 ص 134 ح 14.
5- جاورته جواراً،والجار:الذی أجرته من أن یُظلم (الصحاح:ج 2 ص 618« جور»).

إن مِتَّ مِن لَیلَتِکَ کَتَبَ اللّهُ لَکَ جِواراً مِنَ النّارِ. (1)

1381.المستدرک علی الصحیحین عن اسامة بن عمیر: أنَّهُ صَلّی مَعَ النَّبِیّ صلی الله علیه و آله رَکعَتَیِ الفَجرِ، فَصَلّی قَریباً مِنهُ،فَصَلَّی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ،فَسَمِعَهُ یَقولُ:«اللّهُمَّ رَبَّ جِبریلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ ومُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (2)

1382.المصباح للکفعمی -فی ذِکرِ الاِستِغفاراتِ المَأثورَةِ-:ثُمَّ قُل ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُهُ فی سَحَرِ کُلِّ لَیلَةٍ بِعَقِبِ رَکعَتَیِ الفَجرِ:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ جَری بِهِ عِلمُکَ فِیَّ وعَلَیَّ إلی آخِرِ عُمُری،بِجَمیعِ ذُنوبی لِأَوَّلِها وآخِرِها،وعَمدِها وخَطَئِها،وقَلیلِها وکَثیرِها،ودَقیقِها وجَلیلِها،وقَدیمِها وحَدیثِها،وسِرِّها وعَلانِیَتِها،وجَمیعِ ما أنَا مُذنِبُهُ،وأَتوبُ إلَیکَ.

وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی جَمیعَ ما أحصَیتَ مِن مَظالِمِ العِبادِ قِبَلی؛فَإِنَّ لِعِبادِکَ عَلَیَّ حُقوقاً أنَا مُرتَهَنٌ بِها،تَغفِرُها لی کَیفَ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

1383.المصباح للکفعمی -فی ذِکرِ الاِستِغفاراتِ المَأثورَةِ-:ثُمَّ قُل ما کانَ علیٌّ علیه السلام یَقولُهُ فی سَحَرِ کُلِّ لَیلَةٍ وبَعدَ رَکعَتَیِ الفَجرِ:

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِمّا تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،وأَستَغفِرُکَ لِما أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ،وأَستَغفِرُکَ لِلنِّعَمِ الَّتی مَنَنتَ بِها عَلَیَّ فَقَویتُ بِها عَلی معاصیکَ،أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ

ص:219


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 33 ح 9939، مسند ابن حنبل:ج 6 ص 305 ح 18076، [2]سنن أبی داوود:ج 4 ص 320 ح 5079،الدعاء للطبرانی:ص 211 ح 665 کلّها عن مسلم بن الحارث عن أبیه،کنز العمّال:ج 2 ص 131 ح 3467.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 721 ح 6610،المعجم الکبیر:ج 1 ص 195 ح 520،الأذکار المنتخبة:ص 44،الدرّ المنثور:ج 1 ص 231.
3- المصباح للکفعمی:ص 91، البلد الأمین:ص 46، [5]بحار الأنوار:ج 87 ص 325 ح 14.

الرَّحیمُ،لِکُلِّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،ولِکُلِّ مَعصِیَةٍ ارتَکَبتُها.

اللّهُمَّ ارزُقنی عَقلاً کامِلاً،وعَزماً ثاقِباً (1)،ولُبّاً (2)راجِحاً،وقَلباً زَکِیّاً (3)،وعِلماً کَثیراً، وأَدَباً بارِعاً،وَاجعَل ذلِکَ کُلَّهُ لی،ولا تَجعَلهُ عَلَیَّ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1384.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ إذا صَلَّی الغَداةَ:

یا مَن هُوَ أقرَبُ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ،یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ،یا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا مَن لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ،یا أجوَدَ مَن سُئِلَ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مَدعُوٍّ،ویا أفضَلَ مَرجُوٍّ،ویا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا خَیرَ النّاصِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَوسِع عَلَیَّ فی رِزقی،وَامدُد لی فی عُمُری، وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،ولا تَستَبدِل بی غَیری.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَکَفَّلتَ بِرِزقی ورِزقِ کُلِّ دابَّةٍ،فَأَوسِع عَلَیَّ وعَلی عِیالی مِن رِزقِکَ الواسِعِ الحَلالِ،وَاکفِنا مِنَ الفَقرِ.

ثُمَّ یَقولُ:مَرحَباً بِالحافِظَینِ،وحَیّاکُمَا اللّهُ مِن کاتِبَینِ،اُکتُبا رَحِمَکُمَا اللّهُ:إنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وأَنَّ القَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،اللّهُمَّ بَلِّغ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ أفضَلَ التَّحِیَّةِ وأَفضَلَ السَّلامِ.

أصبَحتُ ورَبّی مَحمودٌ،أصبَحتُ لا اشرِکُ بِاللّهِ شَیئاً،ولا أدعو مَعَ اللّهِ أحَداً،ولا

ص:220


1- .الثَّاقِبُ:المُضیء (تاج العروس:ج 1 ص 339«ثقب»).
2- اللُّبُّ:العقل (الصحاح:ج 1 ص 216«لبب»).
3- فی المصدر:«ذکیّاً»،والتصویب من بحار الأنوار.
4- المصباح للکفعمی:ص 92، بحار الأنوار:ج 87 ص 325 ح 14؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 197 [3] نحوه ولیس فیه ذیله من«أستغفر اللّه الذی».

أتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِیّاً،أصبَحتُ عَبداً مَملوکاً لا أملِکُ إلّاما مَلَّکَنی رَبّی،أصبَحتُ لا أستَطیعُ أن أسوقَ إلی نَفسی خَیرَ ما أرجو،ولا أصرِفَ عَنها شَرَّ ما أحذَرُ،أصبَحتُ مُرتَهَناً بِعَمَلی،وأَصبَحتُ فَقیراً لا أجِدُ أفقَرَ مِنّی،بِاللّهِ اصبِحُ وبِاللّهِ امسی،وبِاللّهِ أحیا وبِاللّهِ أموتُ،وإلَی اللّهِ النُّشورُ. (1)

1385.الأمالی للمفید عن محمّد الجعفی عن أبیه: کُنتُ کَثیراً ما أشتَکی عَینی،فَشَکَوتُ ذلِکَ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَقالَ:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً لِدُنیاکَ وآخِرَتِکَ،وتُکفی بِهِ وَجَعَ عَینِکَ؟قُلتُ:

بَلی.

قالَ:تَقولُ:فی دُبُرِ الفَجرِ ودُبُرِ المَغرِبِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَجعَلَ النّورَ فی بَصَری،وَالبَصیرَةَ فی دینی،وَالیَقینَ فی قَلبی،وَالإِخلاصَ فی عَمَلی، وَالسَّلامَةَ فی نَفسی،وَالسَّعَةَ فی رِزقی،وَالشُّکرَ لَکَ أبداً ما أبقَیتَنی. (2)

1386.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مِنَ الدُّعاءِ ما یَنبَغی لِصاحِبِهِ إذا نَسِیَهُ أن یَقضِیَهُ،یَقولُ بَعدَ الغَداةِ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ کُلُّهُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»عَشرَ مَرّاتٍ.

ویَقولُ:«أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ»عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِذا نَسِیَ مِن ذلِکَ شَیئاً،کانَ عَلَیهِ قَضاؤُهُ. (3)

1387.عنه علیه السلام: مَن قالَ فی دُبُرِ صَلاةِ الفَجرِ،ودُبُرِ صَلاةِ المَغرِبِ سَبعَ مَرّاتٍ:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ

ص:221


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 336 ح 982،بحار الأنوار:ج 86 ص 188 ح 50.
2- الأمالی للمفید:ص 179 ح 9،الأمالی للطوسی:ص 196 ح 334، الکافی:ج 2 ص 549 ح 11، [3]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 247 ح 2597، [4]فلاح السائل:ص 410 ح 282 [5] والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 86 ح 2.
3- الکافی:ج 2 ص 533 ح 33 عن العلاء بن کامل،بحار الأنوار:ج 86 ص 284.

الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»دَفَعَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَنهُ سَبعینَ نَوعاً مِن أنواعِ البَلاءِ.... (1)

1388.عنه علیه السلام: مَن قالَ:«ما شاءَ اللّهُ کانَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»مِئَةَ مَرَّةٍ حینَ یُصَلِّی الفَجرَ،لَم یَرَ یَومَهُ ذلِکَ شَیئاً یَکرَهُهُ. (2)

1389.الکافی عن محمّد بن مسلم: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَنِ التَّسبیحِ؟فَقالَ:ما عَلِمتُ شَیئاً مَوقوفاً غَیرَ تَسبیحِ فاطِمَةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیها،وعَشرَ مَرّاتٍ بَعدَ الغَداةِ تَقولُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی، بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ولکِنَّ الإِنسانَ یُسَبِّحُ ما شاءَ تَطَوُّعاً. (3)

1390.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ وبَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ قَبلَ أن یَثنِیَ رِجلَهُ أو یُکَلِّمَ أحَداً:

«إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً» 4 ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وعَلی ذُرِّیَّتِهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ.

مَرَّةً واحِدَةً،قَضَی اللّهُ تَعالی لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ؛سَبعونَ مِنها لِلآخِرَةِ،وثَلاثونَ لِلدُّنیا. (4)

ص:222


1- .الکافی:ج 2 ص 531 ح 25 عن أبی بصیر،الأمالی للطوسی:ص 415 ح 935 و ص 734 ح 1533 [2] کلاهما عن محمّد بن مسلم،مشکاة الأنوار:ص 518 ح 1743، [3]عدّة الداعی:ص 265 [4] عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 132 ح 9.
2- الکافی:ج 2 ص 530 ح 24 عن حمّاد بن عثمان،بحار الأنوار:ج 83 ص 111 ح 15 و ج 86 ص 162 ح 42.
3- الکافی:ج 3 ص 345 ح 25 و ج 2 ص 533 ح 34، الاُصول الستّة عشر (أصل علاء بن رزین):ص 156 کلاهما نحوه ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 86 ص 191 ح 52.
4- فلاح السائل:ص 408 ح 278 عن معاویة بن عمّار،ثواب الأعمال:ص 187 عن ابن المغیرة عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 97 ح 5.

1391.عنه علیه السلام: مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ أو بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ (1):«اللّهُمَّ اجعَل صَلَواتِکَ وصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ ورُسُلِکَ،عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»لَم یُکتَب عَلَیهِ ذَنبٌ سَنَةً. (2)

1392.ثواب الأعمال عن الصباح بن سیابة عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: ألا اعَلِّمُکَ شَیئاً یَقِی اللّهُ بِهِ وَجهَکَ مِن حَرِّ جَهَنَّمَ؟قالَ:قُلتُ:بَلی،قالَ:قُل بَعدَ الفَجرِ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»مِئَةَ مَرَّةٍ،یَقِی اللّهُ بِهِ وَجهَکَ مِن حَرِّ جَهَنَّمَ. (3)

1393.تهذیب الأحکام عن سلیمان بن خالد: سَأَلتُهُ عَمّا أقولُ إذَا اضطَجَعتُ عَلی یَمینی بَعدَ رَکعَتَیِ الفَجرِ،فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اِقرَأِ الخَمسَ آیاتٍ الَّتی فی آخِرِ آلِ عِمرانَ إلی «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» ، (4)وقُل:

«اِستَمسَکتُ بِعُروَةِ اللّهِ الوُثقَی الَّتی لَاانفِصامَ لَها،وَاعتَصَمتُ بِحَبلِ اللّهِ المَتینِ، وأَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ.آمَنتُ بِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،ألجَأتُ ظَهری إلَی اللّهِ،فَوَّضتُ أمری إلَی اللّهِ،ومَن یَتَوَکَّل عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ،إنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ،قَد جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیءٍ قَدراً،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،اللّهُمَّ مَن أصبَحَت حاجَتُهُ إلی مَخلوقٍ فَإِنَّ حاجَتی ورَغبَتی إلَیکَ،الحَمدُ لِرَبِّ الصَّباحِ،الحَمدُ لِفالِقِ الإِصباحِ»ثَلاثاً. (5)

1394.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یَلقَی اللّهَ عز و جل یَومَ القِیامَةِ وفی صَحیفَتِهِ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأَنّی رَسولُ اللّهِ،وتُفتَحَ لَهُ أبوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِیَةُ،ویُقالَ لَهُ:یا وَلِیَّ اللّهِ،اُدخُل مِن أیِّها شِئتَ،فَلیَقُل إذا أصبَحَ:

ص:223


1- .فی المصادر الاُخری:«بعد صلاة الجمعة».
2- مصباح المتهجّد:ص 368 ح 497، جمال الاُسبوع:ص 261، [2]المصباح للکفعمی:ص 557، [3]بحار الأنوار:ج 89 ص 364 ح 53.
3- ثواب الأعمال:ص 186 ح 1،بحار الأنوار:ج 86 ص 135 ح 16 و ج 94 ص 58 ح 36.
4- آل عمران:190-194.
5- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 136 ح 530،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 494،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 58 ح 2138، مصباح المتهجّد:ص 179 ح 263 [8] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 313 ح 8.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِاللَّیلِ بِقُدرَتِهِ،وجاءَ بِالنَّهارِ بِرَحمَتِهِ،خَلقاً جَدیداً،مَرحَباً بِالحافِظَینِ،وحَیّاهُمَا اللّهُ مِن کاتِبَینِ ویَلتَفِتُ عَن یَمینِهِ،ثُمَّ یَلتَفِتُ عَن شِمالِهِ،ویَقولُ:

اکتُبا:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ «أَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ» 1 ،عَلی ذلِکَ أحیا،وعَلَیهِ أموتُ،وعَلی ذلِکَ ابعَثُ إن شاءَ اللّهُ،اللّهُمَّ أقرِئ مُحَمَّداً وآلَهُ مِنِّی السَّلامَ. (1)

1395.کتاب من لا یحضره الفقیه عن مسمع کردین: صَلَّیتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أربَعینَ صَباحاً، فَکانَ إذَا انفَتَلَ (2)رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وقالَ:

أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ،اللّهُمَّ إنّا عَبیدُکَ وأَبناءُ عَبیدِکَ،اللّهُمَّ احفَظنا مِن حَیثُ نَحتَفِظُ ومِن حَیثُ لا نَحتَفِظُ،اللّهُمَّ احرُسنا مِن حَیثُ نَحتَرِسُ ومِن حَیثُ لا نَحتَرِسُ، اللّهُمَّ استُرنا مِن حَیثُ نَستَتِرُ ومِن حَیثُ لا نَستَتِرُ،اللّهُمَّ استُرنا بِالغِنی وَالعافِیَةِ،اللّهُمَّ ارزُقنَا العافِیَةَ ودَوامَ العافِیَةِ،وَارزُقنَا الشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ. (3)

1396.الإمام الصادق علیه السلام (4)-فیما رَواهُ مُعاوِیَةُ بنُ عَمّارٍ فی أعقابِ الصَّلَواتِ-:تَقولُ بَعدَ الفَجرِ:

ص:224


1- الأمالی للصدوق:ص 69 ح 35 عن عمرو بن جمیع عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 231 ح 338 و 339 [2]عن الإمام الصادق علیه السلام،عدّة الداعی:ص 252 [3] عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،المصباح للکفعمی:ص 115 [4] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 246 ح 5.
2- انفَتَلَ من الصلاة:انصَرفَ منها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1359«فتل»).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 338 ح 983،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 24 ح 2057، بحار الأنوار:ج 86 ص 190 ح 51.
4- ذکر فی المصدر اسم الراوی،أعنی معاویة بن عمّار فقط ولم یصرّح باسم الإمام الصادق علیه السلام ولکن المقطوع الذی لا شکّ فیه أنّه رواه عن الإمام الصادق علیه السلام کما ذکره فی تعقیب الظهر والعصر والمغرب والعشاء،وصرّح بذلک فی مکارم الأخلاق، وأورد سنده الکامل فی فلاح السائل ص 319 ح 215 [9] حیث قال:روی أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن المطلّب،قال حدّثنا...سلیمان بن خالد عن معاویة بن عمار الدُّهنی،قال:هذا دعاء سیّدی أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد فی عقیب صلاته أملاه علیَّ،فأوّل الصلوات الظهر...

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ الأَخیارِ، الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً،واُفَوِّضُ أمری إلَی اللّهِ، وما تَوفیقی إلّابِاللّهِ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ،ومَن یَتَوَکَّل عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ،إنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ،ما شاءَ اللّهُ کانَ،حَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،وأَعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ، ومِن هَمَزاتِ الشَّیاطینِ،وأَعوذُ بِکَ رَبِّ أن یَحضُرونِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ کَثیراً کَما هُوَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ،وکَما یَنبَغی لِکَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ،عَلی إدبارِ اللَّیلِ وإقبالِ النَّهارِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِاللَّیلِ مُظلِماً بِقُدرَتِهِ،وجاءَ بِالنَّهارِ مُبصِراً بِرَحمَتِهِ،خَلقاً جَدیداً ونَحنُ فی عافِیَتِهِ وسَلامَتِهِ،وسَترَتِهِ وکِفایَتِهِ وجَمیلِ صُنعِهِ،مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وَالیَومِ العَتیدِ،وَالمُلکِ الشَّهیدِ،مَرحَباً بِکُما مِن مَلَکَینِ کَریمَینِ،وحَیّاکُمَا اللّهُ مِن کاتِبَینِ حافِظَینِ،اُشهِدُکُما فَاشهَدا لی وَاکتُبا شَهادَتی هذِهِ مَعَکُما حَتّی ألقی بِها رَبّی.

إنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ،وأَنَّ الدّینَ کَما شَرَعَ،وَالإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ،وَالرَّسولَ حَقٌّ، وَالقُرآنَ حَقٌّ،وَالمَوتَ حَقٌّ،ومُساءَلَةَ مُنکَرٍ ونَکیرٍ فِی القَبرِ حَقٌّ،وَالبَعثَ حَقٌّ، وَالصِّراطَ حَقٌّ،وَالمیزانَ حَقٌّ،وَالجَنَّةَ حَقٌّ،وَالنّارَ حَقٌّ،وَالسّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وأَنَّ اللّهَ باعِثُ مَن فِی القُبورِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاکتُبِ اللّهُمَّ شَهادَتی عِندَکَ مَعَ شَهادَةِ اولِی العِلمِ بِکَ،یا رَبِّ،ومَن أبی أن یَشهَدَ لَکَ بِهذِهِ الشَّهادَةِ،وزَعَمَ أنَّ لَکَ نِدّاً أو لَکَ وَلَداً،أو لَکَ صاحِبَةً،أو لَکَ شَریکاً،أو مَعَکَ خالِقاً أو رازِقاً،[فَأَنَا بَریءٌ مِنهُم] (1)،

ص:225


1- .الزیادة من بحار الأنوار ومکارم الأخلاق.

لا إلهَ إلّاأنتَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً،فَاکتُبِ اللّهُمَّ شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِم،وأَحیِنی عَلی ذلِکَ،وأَمِتنی عَلَیهِ،وأَدخِلنی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصَبِّحنی مِنکَ صَباحاً صالِحاً مُبارَکاً مَیموناً،لا خازِیاً ولا فاضِحاً.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی محَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل أوَّلَ یَومی هذا صَلاحاً،وأَوسَطَهُ فَلاحاً،وآخِرَهُ نَجاحاً،وأَعوذُ بِکَ مِن یَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ،وأَوسَطُهُ جَزَعٌ،وآخِرُهُ وَجَعٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی خَیرَ یَومی هذا،وخَیرَ ما فیهِ،وخَیرَ ما قَبلَهُ وخَیرَ ما بَعدَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما فیهِ،وشَرِّ ما قَبلَهُ وشَرِّ ما بَعدَهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافتَح لی بابَ کُلِّ خَیرٍ فَتَحتَهُ عَلی أحَدٍ مِن أهلِ الخَیرِ، ولا تُغلِقهُ عَنّی أبَداً،وأَغلِق عَنّی بابَ کُلِّ شَرٍّ فَتَحتَهُ عَلی أحَدٍ مِن أهلِ الشَّرِّ،ولا تَفتَحهُ عَلَیَّ أبَداً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فی کُلِّ مَوطِنٍ ومَشهَدٍ، ومَقامٍ ومَحَلٍّ ومُرتَحَلٍ،وفی کُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ وعافِیَةٍ وبَلاءٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی مَغفِرَةً عَزماً جَزماً،لا تُغادِرُ لی ذَنباً ولا خَطیئَةً ولا إثماً.اللّهُمَّ،إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ، وأَستَغفِرُکَ لِما أعطَیتُ مِن نَفسی ثُمَّ لَم أفِ لَکَ بِهِ،وأَستَغفِرُکَ لِما أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَهُ ما لَیسَ لَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی یا رَبِّ ولِوالِدَیَّ وما وَلَدا،وما وَلَدتُ وما تَوالَدوا مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،ولِإِخوانِنَا الَّذینَ سَبَقونا بِالإِیمانِ،ولا تَجعَل فی قُلوبِنا غِلاًّ لِلَّذینَ آمَنوا،رَبَّنا إنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً،ولَم یَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ. (1)

ص:226


1- .مصباح المتهجّد:ص 217 ح 331، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 69 ح 2172، [2]المصباح للکفعمی:ص 99، [3]کلّها عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 86 ص 163 ح 43.

1397.الکافی عن هلقام بن أبی هلقام: أتَیتُ أبا إبراهیمَ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ،عَلِّمنی دُعاءً جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ وأَوجِز،فَقالَ:قُل فی دُبُرِ الفَجرِ إلی أن تَطلُعَ الشَّمسُ:

سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَلُهُ مِن فَضلِهِ. (1)

1398.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن رجاء بن أبی الضحّاک: کانَ [الرِّضا علیه السلام ] إذا أصبَحَ صَلَّی الغَداةَ، فَإِذا سَلَّمَ جَلَسَ فی مُصَلّاهُ،یُسَبِّحُ اللّهَ ویُحَمِّدُهُ ویُکَبِّرُهُ ویُهَلِّلُهُ،ویُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ. (2)

1399.الإمام المهدی علیه السلام -فیما خَرَجَ عَنهُ إلی مُحَمَّدِ بنِ الصَّلتِ القُمِّیِّ-:

اللّهُمَّ رَبَّ النّورِ العَظیمِ،ورَبَّ الکُرسِیِّ الرَّفیعِ،ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ (3)،ومُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ،ورَبَّ الظِّلِّ وَالحَرورِ،ومُنزِلَ الزَّبورِ وَالقُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالأَنبِیاءِ المُرسَلینَ،أنتَ إلهُ مَن فِی السَّماءِ،وإلهُ مَن فِی الأَرضِ،لا إلهَ فیهِما غَیرُکَ،وأَنتَ جَبّارُ مَن فِی السَّماءِ،وجَبّارُ مَن فِی الأَرضِ،لا جَبّارَ فیهِما غَیرُکَ،وأَنتَ خالِقُ مَن فِی السَّماءِ،وخالِقُ مَن فِی الأَرضِ،لا خالِقَ فیهِما غَیرُکَ،وأَنتَ حَکَمُ مَن فِی السَّماءِ،وحَکَمُ مَن فِی الأَرضِ،لا حَکَمَ فیهِما غَیرُکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وبِنورِ وَجهِکَ المُشرِقِ،ومُلکِکَ القَدیمِ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ،وبِاسمِکَ الَّذی یَصلُحُ عَلَیهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ،یا حَیّاً قَبلَ کُلِّ حَیٍّ،ویا حَیّاً بَعدَ کُلِّ حَیٍّ،ویا حَیّاً حینَ لا حَیَّ، ویا مُحیِیَ المَوتی،ویا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ (4)،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ

ص:227


1- .الکافی:ج 2 ص 550 ح 12،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 328 ح 962،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 34 ح 2075، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 131 ح 7.
2- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 180 ح 5، بحار الأنوار:ج 49 ص 92 ح 7.
3- البحرُ المسجُور:أی المملوء، «وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ» (التکویر:6) [7] أی مُلئت ونفذ بعضها إلی بعض فصار بحراًواحداً (مجمع البحرین:ج 2 ص 820«سجر»).
4- القَیّومُ:القائمُ الحافظُ لکلِّ شیء (مفردات ألفاظ القرآن:ص 691« قوم»).

وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،رِزقاً واسِعاً،حَلالاً طَیِّباً،وأَن تُفَرِّجَ عَنّی کُلَّ غَمٍّ وهَمٍّ،وأَن تُعطِیَنی ما أرجوهُ وآمُلُهُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)راجع:ج1 ص 335 ح411.

9/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ نَوافِلِ الظُّهرِ

1400.الإمام الحسن علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ مِن صَلاةِ الزَّوالِ:

الرَّکعَتانِ الأَوَّلَتانِ:

اللّهُمَّ أنتَ أکرَمُ مَأتِیٍّ،وأَکرَمُ مَزورٍ،وخَیرُ مَن طُلِبَ إلَیهِ الحاجاتُ،وأَجوَدُ مَن أعطی،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ،وأَرأَفُ مَن عَفا،وأَعَزُّ مَنِ اعتُمِدَ [عَلَیهِ] (2).

اللّهُمَّ بی إلَیکَ فاقَةٌ،ولی إلَیکَ حاجاتٌ،ولَکَ عِندی طَلِباتٌ،مِن ذُنوبٍ أنَا بِها مُرتَهَنٌ، وقَد أوقَرَت (3)ظَهری وأَوبَقَتنی (4)،وإلّا تَرحَمنی وتَغفِر لی أکُن مِنَ الخاسِرینَ.

اللّهُمَّ،اعتَمَدتُکَ فیها تائِباً إلَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرلی ذُنوبی کُلَّها،قَدیمَها وحَدیثَها،سِرَّها وعَلانِیَتَها،خَطَأَها وعَمدَها،صَغیرَها وکَبیرَها،وکُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ وأَ نَا مُذنِبُهُ،مَغفِرَةً عَزماً جَزماً،لا تُغادِرُ ذَنباً واحِداً،ولا أکتَسِبُ بَعدَها مُحَرَّماً أبَداً، وَاقبَل مِنِّی الیَسیرَ مِن طاعَتِکَ،وتَجاوَز لی عَنِ الکَثیرِ مِن مَعصِیَتِکَ،یا عَظیمُ،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ، «یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ» 5 .

ص:228


1- .مصباح المتهجّد:ص 227 ح 336، البلد الأمین:ص 59، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 171 ح 44.
2- الزیادة من مصباح المتهجّد وبحار الأنوار.
3- أوقَرهُ الدَّینُ:أی أثقَلَهُ (لسان العرب:ج 5 ص 292« وقر»).
4- وَبَقَ:هَلَکَ،وأوبَقَهُ غَیرُه (النهایة:ج 5 ص 146«وبق»).

یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی فی شَأنِکَ شَأنَ حاجَتی،وَاقضِ فی شَأنِکَ حاجَتی،وحاجَتی هِیَ فَکاکُ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَالأَمانُ مِن سَخَطِکَ،وَالفَوزُ بِرِضوانِکَ وجَنَّتِکَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن بِذلِکَ عَلَیَّ، وبِکُلِّ ما فیهِ صَلاحی.

أسأَ لُکَ بِنورِکَ السّاطِعِ فِی الظُّلُماتِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ وَاکتُب لی عِتقاً مِنَ النّارِ مَبتولاً (1)،وَاجعَلنی مِنَ المُنیبینَ إلَیکَ،التّابِعینَ لِأَمرِکَ، المُخبِتینَ (2)الَّذینَ إذا ذُکِرتَ وَجِلَت قُلوبُهُم،وَالمُستَکمِلینَ مَناسِکَهُم،وَالصّابِرینَ فِی البَلاءِ،وَالشّاکِرینَ فِی الرَّخاءِ،وَالمُطیعینَ لِأَمرِکَ فیما أمَرتَهُم بِهِ،وَالمُقیمینَ الصَّلاةَ، وَالمُؤتینَ الزَّکاةَ،وَالمُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ.

اللّهُمَّ أضِفنی بِأَکرَمِ (3)کَرامَتِکَ،وأَجزِل لی عَطِیَّتَکَ،وَالفَضیلَةَ لَدَیکَ،وَالرّاحَةَ مِنکَ، وَالوَسیلَةَ إلَیکَ،وَالمَنزِلَةَ عِندَکَ،ما تَکفینی بِهِ کُلَّ هَولٍ دونَ الجَنَّةِ،وتُظِلُّنی فی ظِلِّ عَرشِکَ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّکَ،وتُعَظِّمُ نوری،وتُعطینی کِتابی بِیَمینی،وتُخَفِّفُ حِسابی، وتَحشُرُنی فی أفضَلِ الوافِدینَ إلَیکَ مِنَ المُتَّقینَ،وتُسکِنُنی (4)فی عِلِّیّینَ،وتَجعَلُنی مِمَّن تَنظُرُ إلَیهِ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وتَتَوَفّانی وأَنتَ عَنّی راضٍ،وأَلحِقنی بِعِبادِکَ الصّالِحینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقلِبنی بِذلِکَ مُفلِحاً مُنجِحاً،قَد غَفَرتَ لی خَطایایَ وذُنوبی کُلَّها،وکَفَّرتَ عَنّی سَیِّئاتی،وحَطَطتَ عَنّی وِزری،وشَفَّعتَنی فی جَمیعِ حَوائِجی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ.

ص:229


1- .أبتِلُه:إذا قَطَعتُه وأَبَنْتَهُ من غیره (مجمع البحرین:ج 1 ص 112«بتل»).
2- مُخبِتاً:خاشعاً مطیعاً (النهایة:ج 2 ص 4«خبت»).
3- فی الطبعة المعتمدة:«أضعف لی یا کریم»وهو تصحیف،والتصویب من نسخة الأصل للطبعة المعتمدة وکمافی مصباح المتهجّد وبحار الأنوار.
4- فی مصباح المتهجّد وبحار الأنوار:« [4]تثبتنی»بدل:«تسکننی».

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَخلِط بِشَیءٍ مِن عَمَلی،ولا بِما تَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ رِیاءً ولا سُمعَةً،ولا أشَراً ولا بَطَراً (1)،وَاجعَلنی مِنَ الخاشِعینَ لَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعطِنِی السَّعَةَ فی رِزقی،وَالصِّحَّةَ فی جِسمی،وَالقُوَّةَ فی بَدَنی عَلی طاعَتِکَ وعِبادَتِکَ،وأَعطِنی مِن رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ وعافِیَتِکَ ما تُسَلِّمُنی بِهِ مِن کُلِّ بَلاءِ الآخِرَةِ وَالدُّنیا،وَارزُقنِی الرَّهبَةَ مِنکَ،وَالرَّغبَةَ إلَیکَ،وَالخُشوعَ لَکَ،وَالوَقارَ وَالحَیاءَ مِنکَ،وَالتَّعظیمَ لِذِکرِکَ،وَالتَّقدیسَ لِمَجدِکَ أیّامَ حَیاتی،حَتّی تَتَوَفّانی وأَنتَ عَنّی راضٍ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ السَّعَةَ وَالدَّعَةَ،وَالأَمنَ وَالکِفایَةَ وَالسَّلامَةَ،وَالصِّحَّةَ وَالقُنوعَ،وَالعِصمَةَ وَالهُدی وَالرَّحمَةَ،وَالعَفوَ وَالعافِیَةَ،وَالیَقینَ وَالمَغفِرَةَ،وَالشُّکرَ وَالرِّضا،وَالصَّبرَ وَالعِلمَ، وَالصِّدقَ وَالبِرَّ وَالتَّقوی،وَالحِلمَ وَالتَّواضُعَ،وَالیُسرَ وَالتَّوفیقَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاعمُم بِذلِکَ أهلَ بَیتی،وقَراباتی وإخوانی فیکَ،ومَن أحبَبتُ وأَحَبَّنی فیکَ،أو وَلَدتُهُ ووَلَدَنی،مِن جَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،وأَسأَ لُکَ یا رَبِّ حُسنَ الظَّنِّ بِکَ،وَالصِّدقَ فِی التَّوَکُّلِ عَلَیکَ.

وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ أن تَبتَلِیَنی بِبَلِیَّةٍ تَحمِلُنی ضَرورَتُها عَلَی التَّغَوُّثِ (2)بِشَیءٍ مِن مَعاصیکَ،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ أن أکونَ فی حالِ عُسرٍ أو یُسرٍ،أظُنُّ أنَّ مَعاصِیَکَ أنجَحُ فی طَلِبَتی مِن طاعَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن تَکَلُّفِ ما لَم (3)تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،وما قَدَّرتَ لی مِن رِزقٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَأتِنی بِهِ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وقُل:

ص:230


1- .الأشَرُ:البَطَر،قیل:أشدّ البَطَرِ،والبَطَرُ:الطغیان عند النعمة وطول الغنی (النهایة:ج 1 ص 51« أشر»و ص 135«بطر»).
2- التغوّث:طلب الإعانة والإنقاذ (انظر مجمع البحرین:ج 2 ص 1339«غوث»).
3- فی المصدر:«لا»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ،وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،یا اللّهُ یا رَبِّ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرَامِ،أسأَ لُکَ رِضاکَ وجَنَّتَکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ.

تَرفَعُ بِها صَوتَکَ.

ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ، وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تُقیلَنی عَثرَتی،وتَستُرَ عَلَیَّ ذُنوبی،وتَغفِرَها لی،وتُقَلِّبَنی الیَومَ بِقَضاءِ حاجَتی،ولا تُعَذِّبَنی بِقَبیحٍ کانَ مِنّی،یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،یا بَرُّ یا کَریمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی ومِن نَفسی ومِنَ النّاسِ أجمَعینَ،بی إلَیکَ فَقرٌ وفاقَةٌ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَنّی،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرحَمَ فَقری،وتَستَجیبَ دُعائی،وتَکُفَّ عَنّی أنواعَ البَلاءِ؛فَإِنَّ عَفوَکَ وجودَکَ یَسَعانی».

التَّسلیمَةُ الثّانِیَةُ:

اللّهُمَّ إلهَ السَّماءِ وإلهَ الأَرضِ،وفاطِرَ السَّماءِ وفاطِرَ الأَرضِ،ونورَ السَّماءِ ونورَ الأَرضِ،وزَینَ السَّماءِ وزَینَ الأَرضِ،وعِمادَ السَّماءِ وعِمادَ الأَرضِ،وبَدیعَ السَّماءِ وبَدیعَ الأَرضِ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،صَریخَ المُستَصرِخینَ،وغَوثَ المُستَغیثینَ،ومُنتَهی رَغبَةِ العابِدینَ،أنتَ المُفَرِّجُ عَنِ المَکروبینَ،أنتَ المُرَوِّحُ عَنِ المَغمومینَ،أنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،مُفَرِّجُ الکَربِ ومُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،إلهُ العالَمینَ،المَنزولُ بِهِ کُلُّ حاجَةٍ، یا عَظیماً یُرجی لِکُلِّ عَظیمٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

وقُل:

ص:231

«رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،یا اللّهُ یا رَبِّ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أسأَ لُکَ رِضاکَ وجَنَّتَکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ»تَرفَعُ بِها صَوتَکَ.

التَّسلیمَةُ الثّالِثَةُ:

یا عَلِیُّ یا عَظیمُ،یا حَیُّ یا عَلیمُ،یا غَفورُ یا رَحیمُ،یا سَمیعُ یا بَصیرُ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا نورَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،تَمَّ نورُ وَجهِکَ،أسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وبِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ،وبِقُدرَتِکَ عَلی ما تَشاءُ مِن خَلقِکَ،فَإِنَّما أمرُکَ إذا أرَدتَ شَیئاً أن تَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.

وقُل:

«رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ،وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،یا اللّهُ یا رَبِّ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أسأَ لُکَ رِضاکَ وجَنَّتَکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ»تَرفَعُ بِها صَوتَکَ.

التَّسلیمَةُ الرّابِعَةُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ،ومَوضِعِ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفِ المَلائِکَةِ،ومَعدِنِ العِلمِ،وأَهلِ بَیتِ الوَحیِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الفُلکِ الجارِیَةَ فِی اللُّجَجِ الغامِرَةِ،یَأمَنُ مَن رَکِبَها، ویَغرَقُ مَن تَرَکَهَا،المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ،وَالمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ،وَاللّازِمُ لَهُم لاحِقٌ.

ص:232

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الکَهفِ الحَصینِ وغِیاثِ المُضطَرِّ المُستَکینِ، ومَلجَإِ الهارِبینَ،ومُنجِی الخائِفینَ،وعِصمَةِ المُعتَصِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،صَلاةً کَثیرَةً تَکونُ لَهُم رِضاً،ولِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أداءً وقَضاءً،بِحَولٍ مِنکَ وقُوَّةٍ،یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الَّذینَ أوجَبتَ حَقَّهُم ومَوَدَّتَهُم،وفَرَضتَ طاعَتَهُم ووِلایَتَهُم.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاعمُر قَلبی بِطاعَتِکَ ولا تُخزِنی بِمَعصِیَتِکَ، وَارزُقنی مُواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَیهِ مِن رِزقِکَ مِمّا وَسَّعتَ عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ نِعمَةٍ،وأَستَغفِرُ اللّهَ مِن کُلِّ ذَنبٍ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ مِن کُلِّ هَولٍ. (1)

1401.مصباح المتهجّد: رُوِیَ أنَّکَ تَقولُ عَقیبَ التَّسلیمَةِ الأَوَّلَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِرَحمَتِکَ مِن نَقِمَتِکَ،وأَعوذُ بِمَغفِرَتِکَ مِن عَذابِکَ،وأَعوذُ بِرَأفَتِکَ مِن غَضَبِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،ولا أبلُغُ مِدحَتَکَ ولَا الثَّناءَ عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَجعَلَ حَیاتی زِیادَةً فی کُلِّ خَیرٍ،ووَفاتی راحَةً مِن کُلِّ سوءٍ،وتَسُدَّ فاقَتی بِهُداکَ وتَوفیقِکَ،وتُقَوِّیَ ضَعفی فی طاعَتِکَ،وتَرزُقَنِی الرّاحَةَ وَالکَرامَةَ،وقُرَّةَ العَینِ وَاللَّذَّةَ،وبَردَ (2)العَیشِ مِن بَعدِ المَوتِ،ونَفِّس عَنِّی الکُربَةَ یَومَ المَشهَدِ العَظیمِ،وَارحَمنی یَومَ ألقاکَ فَرداً،هذِهِ نَفسی سِلمٌ لَکَ،مُعتَرِفٌ بِذَنبی، مُقِرٌّ بِالظُّلمِ عَلی نَفسی،عارِفٌ بِفَضلِکَ عَلَیَّ،فَبِوَجهِکَ الکَریمِ أسأَ لُکَ لَمّا صَفَحتَ عَنّی ما سَلَفَ مِن ذُنوبی،وَاعصِمنی فیما بَقِیَ مِن عُمُری،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

ص:233


1- .فلاح السائل:ص 253 ح 154 عن فاطمة بنت الإمام الحسن علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 40 ح 51 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 64 ح 19.
2- بَردُ العَیشِ:أی طیبُ العَیشِ (مجمع البحرین:ج 1 ص 136«برد»).

وقُل:

«رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،یا اللّهُ یا رَبِّ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أسأَ لُکَ رِضاکَ وجَنَّتَکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ»تَرفَعُ بِها صَوتَکَ.

وتَقولُ عَقیبَ الرّابِعَةِ:

اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ ودینِ نَبِیِّکَ،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ، وأَجِرنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی سَعیداً،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.

وتَقولُ عَقیبَ السّادِسَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ، وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ،اللّهُمَّ أنتَ الغَنِیُّ عَنّی وبِیَ الفاقَةُ إلَیکَ،أنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ إلَیکَ،أقَلتَنی عَثرَتی،وسَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوبی،فَاقضِ یا اللّهُ حاجَتی،ولا تُعَذِّبنی بِقَبیحِ ما تَعلَمُ مِنّی،فَإِنَّ عَفوَکَ وجودَکَ یَسَعُنی.

وتَقولُ عَقیبَ الثّامِنَةِ:

یا أوَّلَ الأَوَّلینَ ویا آخِرَ الآخِرینَ،ویا أجوَدَ الأَجوَدینَ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،یا رازِقَ المَساکینِ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبینَ وَاغفِر لی جِدّی وهَزلی،وخَطَئی وعَمَدی،وإسرافی عَلی نَفسی،وکُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وَاعصِمنی مِنِ اقتِرافِ مِثلِهِ،إنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ.

ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:

ص:234

یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،یا بَرُّ یا رَحیمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی ومن جَمیعِ الخَلائِقِ أجمَعینَ،اقلِبنی بِقَضاءِ حاجَتی،مُستَجاباً دُعائی،مَرحوماً صَوتی،قَد کَشَفتَ أنواعَ البَلاءِ عَنّی. (1)

1402.الإمام الصادق علیه السلام: تَقرَأُ فی صَلاةِ الزَّوالِ فِی الرَّکعَةِ الاُولَی الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ، وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ الحَمدَ و «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» وفِی الرَّکعَةِ الثّالِثَةِ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وآیَةَ الکُرسِیِّ،وفِی الرَّکعَةِ الرّابِعَةِ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وآخِرَ البَقَرَةِ:

«آمَنَ الرَّسُولُ» 2 إلی آخِرِها،وفِی الرَّکعَةِ الخامِسَةِ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وَالخَمسَ آیاتٍ مِن آلِ عِمرانَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» إلی قَولِهِ «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 3 ،وفِی الرَّکعَةِ السّادِسَةِ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وثَلاثَ آیاتِ السُّخرَةِ: «إِنَّ رَبَّکُمُ اللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ» إلی قَولِهِ «إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ» 4 ، وفِی الرَّکعَةِ السّابِعَةِ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» وَالآیاتِ مِن سورَةِ الأَنعامِ: «وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَکاءَ الْجِنَّ» إلی قَولِهِ «وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ» 5 ،وفِی الرَّکعَةِ الثّامِنَةِ الحَمدَ و«قُل هُوَ اللّهُ»وآخِرَ سورَةِ الحَشرِ مِن قَولِهِ: «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ» 6 إلی آخِرِها،فَإِذا فَرَغتَ قُلتَ:«اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ،ولا تُزِع قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ»سَبعَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَقولُ:«أستَجیرُ بِاللّهِ مِن النّارِ»سَبعَ مَرّاتٍ. (2)

ص:235


1- .مصباح المتهجّد:ص 46 ح 59-64. فلاح السائل:ص 259 ح 155، [2]بحار الأنوار:ج 87 ص 68 ح 19.
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 74 ح 272 عن محسن المیثمی،فلاح السائل:ص 238 ح 140 عن یعقوب بن شعیب،مصباح المتهجّد:ص 83 ح 136 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیهما«استجیر باللّه من النار سبع مرّات»،بحار الأنوار:ج 87 ص 58 ح 11.

1403.عنه علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ إذا فَرَغَ مِنَ الزَّوالِ (1):

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وَکَرَمِکَ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ وَرسولِکَ، وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ وبِکَ.اللّهُمَّ أنتَ الغَنِیُّ عَنّی وبِیَ الفاقَةُ إلَیکَ،أنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ إلَیکَ،أقَلتَنی عَثرَتی،وسَتَرتَ عَلیَّ ذُنوبی،فَاقضِ لِیَ الیَومَ حاجَتی،ولا تُعَذِّبنی بِقَبیحِ ما تَعلَمُ مِنّی،بَل عَفوُکَ وجودُکَ یَسَعُنی.

ثُمَّ یَخِرُّ ساجِداً ویَقولُ:

یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ،یا بَرُّ یا رَحیمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی،ومِن جَمیعِ الخَلائِقِ،اقلِبنی (2)بِقَضاءِ حاجَتی،مُجاباً دُعائی،مَرحوماً صَوتی،قَد کَشَفتَ أنواعَ البَلایا عَنّی. (3)

10/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ

1404.الإمام علیّ علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: کانَ مِن دُعائِهِ صلی الله علیه و آله عَقیبَ صَلاةِ الظُّهرِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ العَظیمُ الحَلیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ خَیرٍ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ.

اللّهُمَّ،لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا سُقماً إلّاشَفَیتَهُ،ولا عَیباً

ص:236


1- .قال المجلسی قدس سره:یحتمل الفریضة والنافلة،لکنّ الشیخ وغیره ذکروهما فی تعقیب نوافل الزوال بأدنی تغییر،وإطلاق صلاة الزوال علی النافلة فی عُرف الأخبار أکثر (مرآة العقول:ج 12 ص 335).
2- فی المصدر:«اقبلنی»،والتصویب من نسخة اخری للمصدر وکما فی المصادر الاُخری.
3- الکافی:ج 2 ص 545 ح 1، جمال الاسبوع:ص 248 [3] کلاهما عن عیسی بن عبد اللّه القمی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 325 ح 956،دعائم الإسلام:ج 1 ص 209، [4]بحار الأنوار:ج 87 ص 71 ح 20.

إلّا سَتَرتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا سوءاً إلّاصَرَفتَهُ،ولا حاجَةً هِیَ لَکَ رِضاً ولی فیها صَلاحٌ إلّاقَضَیتَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،آمینَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)

1405.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ الاِقتِداءُ بِمَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الدُّعاءِ عَقیبَ الخَمسِ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ،فَمِن دُعائِهِ عَقیبَ فَریضَةِ الظُّهرِ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،ولَکَ المُلکُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ، عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ،وأَنتَ مُنتَهَی الشَّأنِ کُلِّهِ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی عَفوِکَ بَعدَ قُدرَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ عَلی غُفرانِکَ بَعدَ غَضَبِکَ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ رَفیعَ الدَّرَجاتِ،مُجیبَ الدَّعَواتِ، مُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ،مُعطِیَ السُّؤلاتِ،ومُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِالحَسَناتِ، وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ،وَالمُخرِجَ إلَی النّورِ مِنَ الظُّلُماتِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ غافِرَ الذَّنبِ،وقابِلَ التَّوبِ،شَدیدَ العِقابِ،ذَا الطَّولِ (2)،لا إلهَ إلّاأنتَ وإلَیکَ المَصیرُ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی اللَّیلِ إذا یَغشی،ولَکَ الحَمدُ فِی النَّهارِ إذا تَجَلّی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی اللَّیلِ إذا عَسعَسَ (3)،ولَکَ الحَمدُ فِی الصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ،ولَکَ الحَمدُ عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ وغُروبِها،ولَکَ الحَمدُ عَلی نِعَمِکَ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،ولا تَنقَضی مَدَداً سَرمَداً،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فیما مَضی،ولَکَ الحَمدُ فیما بَقِیَ،اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ أمرٍ،وعُدَّتی فی کُلِّ حاجَةٍ،وصاحِبی فی کُلِّ طَلِبَةٍ،واُنسی فی کُلِّ وَحشَةٍ،وعِصمَتی عِندَ کُلِّ هَلَکَةٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَوسِّع لی فی رِزقی،وبارِک لی فیما آتَیتَنی،وَاقضِ

ص:237


1- .فلاح السائل:ص 310 ح 210 عن عبد اللّه بن محمّد التمیمی عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 61 ح 97 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 63 ح 2.
2- الطَولُ:الفَضلُ والسَّعَةُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125«طول»).
3- عَسعَسَ:أی أقبل وأدبر،وذلک فی مبدأ اللیل ومنتهاه (مفردات ألفاظ القرآن:ص 566« عسعس»).

عَنّی دَینی،وأَصلِح لی شَأنی،إنَّکَ رؤوفٌ رَحیمٌ.

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العالَمینَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ خَیرٍ، والسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ،لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا غَمّاً إلّاکَشَفتَهُ،ولا سُقماً إلّا شَفَیتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا حاجَةً إلّاقَضَیتَها بِمَنِّکَ ولُطفِکَ، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

1406.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ الدُّعاءُ عَقیبَ الصَّلَواتِ الخَمسِ المَفروضاتِ بِما کانَتِ الزَّهراءُ فاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِساءِ العالَمینَ علیها السلام تَدعو بِهِ،فَمِن ذلِکَ دُعاؤُها عَقیبَ فَریضَةِ الظُّهرِ، وهُوَ:

سُبحانَ ذِی العِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ (2)،سُبحانَ ذِی الجَلالِ الباذِخِ (3)العَظیمِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بِنِعمَتِهِ بَلَغتُ ما بَلَغتُ مِنَ العِلمِ بِهِ،وَالعَمَلِ لَهُ، والرَّغبَةِ إلَیهِ،وَالطّاعَةِ لِأَمرِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَجعَلنی جاحِداً لِشَیءٍ مِن کِتابِهِ،ولا مُتَحَیِّراً فی شَیءٍ مِن أمرِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی إلی دینِهِ،ولَم یَجعَلنی أعبُدُ شَیئاً غَیرَهُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم،ونَجاةَ المُجاهِدینَ وثَوابَهُم،وتَصدیقَ المُؤمِنینَ وتَوَکُّلَهُم،وَالرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالأَمنَ عِندَ الحِسابِ،وَاجعَلِ المَوتَ خَیرَ غائِبٍ أنتَظِرُهُ وخَیرَ مُطَّلِعٍ یَطَّلِعُ عَلَیَّ،وَارزُقنی عِندَ حُضورِ المَوت وعِندَ نُزولِهِ وفی غَمَراتِهِ،وحینَ تَنزِلُ النَّفسُ مِن بَینِ التَّراقی (4)،وحینَ تَبلُغُ الحُلقومَ،وفی حالِ خُروجی مِنَ الدُّنیا،وتِلکَ السّاعَةِ

ص:238


1- .فلاح السائل:ص 310 ح 211، بحار الأنوار:ج 86 ص 64 ح 3.
2- نافَ الشیءُ:ارتَفَع وأَشرَفَ (لسان العرب:ج 9 ص 342«نوف»).
3- الباذِخُ:العالی (لسان العرب:ج 3 ص 7« بذخ»).
4- التَراقی:جمع ترقوة:مقدّم الحلق فی أعلی الصدر حیث ما یترقّی فیه النّفس (مفردات الفاظ القرآن:ص 363« رقی»).

الَّتی لَاأملِکُ لِنَفسی فیها ضَرّاً ولا نَفعاً،ولا شِدَّةً ولا رَخاءً،رَوحاً مِن رَحمَتِکَ،وحَظّاً مِن رِضوانِکَ،وبُشری مِن کَرامَتِکَ،قَبلَ أن تَتَوَفَّی نَفسی وتَقبِضَ روحی،وتُسَلِّطَ مَلَکَ المَوتِ عَلی إخراجِ نَفسی بِبُشری مِنکَ یا رَبِّ،لَیسَت مِن أحَدٍ غَیرِکَ،تُثلِجُ (1)بِها صَدری،وتَسُرُّ بِها نَفسی،وتَقَرُّ بِها عَینی،ویَتَهَلَّلُ بِها وَجهِی،ویَسفِرُ (2)بِها لَونی،ویَطمَئِنُّ بِها قَلبی، ویَتَباشَرُ بِها سائِرُ جَسَدی،یَغبِطُنی (3)بِها مَن حَضَرَنی مِن خَلقِکَ ومَن سَمِعَ بی مِن عِبادِکَ، تُهَوِّنُ عَلَیَّ بِها سَکَراتِ المَوتِ،وتُفَرِّجُ عَنّی بِها کُربَتَهُ،وتُخَفِّفُ عَنّی بِها شِدَّتَهُ،وتَکشِفُ عَنّی بِها سُقمَهُ،وتُذهِبُ عَنّی بِها هَمَّهُ وحَسرَتَهُ،وتَعصِمُنی بِها مِن أسَفِهِ وفِتنَتِهِ،وتُجیرُنی بِها مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما یَحضُرُ أهلَهُ،وتَرزُقُنی بِها خَیرَهُ وخَیرَ ما یَحضُرُ عِندَهُ،وخَیرَ ما هُوَ کائِنٌ بَعدَهُ.

ثُمَّ إذا تَوَفَّیتَ نَفسی وقَبَضتَ روحی فَاجعَل روحی فِی الأَرواحِ الرّابِحَةِ،وَاجعَل نَفسی فِی الأَنفُسِ الصّالِحَةِ،واجعَل جَسَدی فِی الأَجسادِ المُطَهَّرَةِ،وَاجعَل عَمَلی فِی الأَعمالِ المُتَقَبَّلَةِ،ثُمَّ ارزُقنی فِی خِطّتی (4)مِن الأَرضِ حِظَتی (5)ومَوضِعَ جُثَّتی،حَیثُ یُرفَتُ لَحمی (6)ویُدفَنُ عَظمی،واُترَکُ وَحیداً لا حیلَةَ لی،قَد لَفَظَتنِی البِلادُ،وتَخَلّی مِنِّی العِبادُ،وَافتَقَرتُ إلی رَحمَتِکَ،وَاحتَجتُ إلی صالِحِ عَمَلی،وأَلقی ما مَهَّدتُ لِنَفسی،وقَدَّمتُ لآِخِرَتی، وعَمِلتُ فی أیّام حَیاتی،فَوزاً مِن رَحمَتِکَ،وضِیاءً مِن نورِکَ،وتَثبیتاً مِن کَرامَتِکَ بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ،إنَّکَ تُضِلُّ الظّالِمینَ وتَفعَلُ ما تَشاءُ.

ص:239


1- .ثَلَجَ:یقال:ثَلَجَت نفسی بالأمر،إذا اطمأنّت إلیه وسکنت وثبت فیها ووثقت به (لسان العرب:ج 2 ص 222« ثلج»).
2- سَفَرَ وجهه حُسناً:أشرق،وفی التنزیل العزیز:«وُجُوهٌ یَوْمَلِذٍ مُّسْفِرَةٌ»(عبس:38) أی مُشرقة مُضیئة (لسان العرب:ج 4 ص 369« سفر»).
3- یَغبِطُنی من الغِبطَة:حسن الحال،المسرّة (لسان العرب:ج 7 ص 358« غبط»).
4- الخِطّةُ:الأرض یختطّها الرجل لنفسه اختارها لیبنیها داراً (الصحاح:ج 3 ص 1123« خطط»).
5- الحِظوَةُ وَالحِظَةُ:المکانَةُ والمَنزِلَةُ (لسان العرب:ج 14 ص 185«حظا»).
6- رَفَتَ الشیءَ:کَسَرَهُ ودَقَّهُ (لسان العرب:ج 2 ص 34«رفت»).

ثُمّ بارِک لی فِی البَعثِ وَالحِسابِ إذَا انشَقَّتِ الأَرضُ عَنّی،وتَخَلّی العِبادُ مِنّی،وغَشِیَتنِی الصَّیحَةُ،وأَفزَعَتنِی النَّفخَةُ،ونَشَرتَنی بَعدَ المَوتِ،وبَعَثتَنی لِلحِسابِ،فَابعَث مَعی یا رَبِّ نورَاً مِن رَحمَتِکَ،یَسعی بَینَ یَدَیَّ وعَن یَمینی،تُؤمِنُنی بِهِ،وتَربُطُ بِهِ عَلی قَلبی،وتُظهِرُ بِهِ عُذری،وتُبَیِّضُ بِهِ وَجهی،وتُصَدِّقُ بِهِ حَدیثی،وتُفلِجُ (1)بِهِ حُجَّتی،وتُبَلِّغُنی بِهِ العُروَةَ القُصوی مِن رَحمَتِکَ،وتُحِلُّنِی الدَّرَجَةَ العُلیا مِن جَنَّتِکَ،وتَرزُقُنی بِهِ مُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ عَبدِکَ ورَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فی أعلَی الجَنَّةِ دَرَجَةً،وأَبلَغِها فَضیلَةً،وأَبَرِّها عَطِیَّةً، وأَرفَقِها نَفَسَةً (2)،مَعَ الَّذینَ أنعَمتَ عَلَیهِم مِنَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقِینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.

اللّهُمَّ،صَلِّ عَلی مُحَمّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وعَلی جَمیعِ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ،وعَلَی المَلائِکَةِ أجمَعینَ،وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وعَلی أئِمَّةِ الهُدی أجمَعینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما هَدَیتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما رَحِمتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما عَزَّزتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما فَضَّلتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما شَرَّفتَنا بِهِ، وصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ کَما بَصَّرتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ کَما أنقَذتَنا بِهِ مِن شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ بَیِّض وَجهَهُ،وأَعلِ کَعبَهُ،وأَفلِج حُجَّتَهُ،وأَتمِم نورَهُ،وثَقِّل مِیزانَهُ،وعَظِّم بُرهانَهُ،وَافسَح لَهُ حَتّی یَرضی،وبَلِّغهُ الدَّرَجَةَ وَالوَسیلَةَ مِنَ الجَنَّةِ،وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذی وَعَدتَهُ،وَاجعَلهُ أفضَلَ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ عندَکَ مَنزِلَةً ووَسیلَةً،وَاقصُص بِنا أثَرَهُ، وَاسقِنا بِکَأسِهِ،وأَورِدنا حَوضَهُ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ،وتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِهِ،وَاسلُک بِنا سَبیلَهُ،وَاستَعمِلنا بِسُنَّتِهِ غَیرَ خَزایا ولا نادِمینَ،ولا شاکِّینَ ولا مُبَدِّلینَ.

یا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعیهِ،وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجیهِ،یا ساتِرَ الأَمرِ القَبیحِ ومُداوِیَ

ص:240


1- .تُفلِجوا:أی تَظفروا وتَغلِبوا من خاصمکم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1412«فلج»).
2- النَّفَسُ:الجُرعة،ویُقال:أنت فی نفس من أمرک،أی فی سعة.وهذا أنفسُ مالی:أی أحَبُّهُ وأکرمه عندی(الصحاح:ج 3 ص 984«نفسَ»).

القَلبِ الجَریحِ،لا تَفضَحنی فی مَشهَدِ القِیامَةِ بِموبِقاتِ الآثامِ،ولا تُعرِض بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی مِن بَینِ الأَنامِ،یا غایَةَ المُضطَرِّ الفَقیرِ،ویا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،هَب لی موبِقاتِ الجَرائِرِ (1)،وَاعفُ عَن فاضِحاتِ السَّرائِرِ،وَاغسِل قَلبی مِن وِزرِ الخَطایا،وَارزُقنی حُسنَ الاِستِعدادِ لِنُزولِ المَنایا،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ومُنتَهی امنِیَّةِ السّائِلینَ.

أنتَ مَولایَ فَتَحتَ لی بابَ الدُّعاءِ وَالإِنابَةِ (2)،فَلا تُغلِق عَنّی بابَ القَبولِ وَالإِجابَةِ، ونَجِّنی بِرَحمَتِکَ مِنَ النّارِ،وبَوِّئنی غُرُفاتِ الجِنانِ،وَاجعَلنی مُتَمَسِّکاً بِالعُروَةِ الوُثقی، وَاختِم لی بِالسَّعادَةِ،وأَحیِنی بِالسَّلامَةِ،یا ذَا الفَضلِ وَالکَمالِ،وَالعِزَّةِ وَالجَلالِ،لا تُشمِت بی عَدُوّاً ولا حاسِداً،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ سُلطاناً عَنیداً ولا شَیطاناً مَریداً،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً. (3)

1407.فلاح السائل عن الفضل بن الجرّاح الکوفیّ یحکی عن أبیه،قال: حَدَّثَنی خادِمُ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ،أنَّهُ کانَ لَهُ علیه السلام دَعَواتٌ یَدعو بِهِنَّ فی عَقیبِ کُلِّ صَلاةٍ مَفروضَةٍ،فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،عَلِّمنی دَعَواتِکَ هذِهِ الَّتی تَدعو بِها؟فَقالَ علیه السلام:إذا صَلَّیتَ الظُّهرَ فَقُل:«بِاللّهِ اعتَصَمتُ،وبِاللّهِ أثِقُ،وعَلَی اللّهِ أتَوَکَّلُ»عَشرَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ إن عَظُمَت ذُنوبی فَأَنتَ أعظَمُ،وإن کَبُرَ تَفریطی فَأَنتَ أکبَرُ،وإن دامَ بُخلی فَأَنتَ أجوَدُ.اللّهُمَّ اغفِر لی عَظیمَ ذُنوبی بِعَظیمِ عَفوِکَ،وکَبِیرَ تَفریطی بِظاهِرِ کَرَمِکَ، وَاقمَع بُخلی بِفَضلِ جودِکَ،اللّهُمَّ ما بِنا مِن نِعمَةٍ فَمِنکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ (4).

ص:241


1- .الجَریرَةُ:الجِنایة والذَّنبُ (لسان العرب:ج 4 ص 129« جرر»).
2- الإنابة:الرجوع إلی اللّه بالتوبة (النهایة:ج 5 ص 123« نوب»).
3- فلاح السائل:ص 312 ح 212، بحار الأنوار:ج 86 ص 66 ح 4.
4- فلاح السائل:ص 318 ح 214، المصباح للکفعمی:ص 49 [6] عن معاویة بن عمّار،مصباح المتهجّد: [7]ص 63 ū ح 99 و 100 من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 73 ح 7.

1408.فلاح السائل عن معاویة بن عمّار الدُّهنی: هذا دُعاءُ سَیِّدی أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فی عَقیبِ صَلاتِهِ أملاهُ عَلَیَّ،فَأَوَّلُ الصَّلَواتِ الظُّهرُ،وبِذلِکَ سُمِّیَتِ الاُولی؛لِأَ نَّها أوَّلُ صَلاةٍ افتَرَضَهَا اللّهُ تَعالی عَلی عِبادِهِ.

دُعاءُ صَلاةِ الظُّهرِ:

یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أجوَدَ الأَجوَدینَ، ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَأَفضَلِ وأَجزَلِ،وأَوفی وأَکمَلِ وأَحسَنِ،وأَجمَلِ وأَکرَمِ،وأَطهَرِ وأَزکی،وأَنوَرِ وأَعلی،وأَبهی وأَسنی،وأَنمی وأَدوَمِ، وأَعَمِّ وأَبقی ما صَلَّیتَ وبارَکتَ،ومَنَنتَ وسَلَّمتَ،وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وعَلی آلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ امنُن عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَما مَنَنتَ عَلی موسی وهارونَ،وسَلِّم عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَما سَلَّمتَ عَلی نوحٍ فِی العالَمینَ.

اللّهُمَّ وأَورِد عَلَیهِ مِن ذُرِّیَّتِهِ وأَزواجِهِ،وأَهلِ بَیتِهِ وأَصحابِهِ وأَتباعِهِ،مَن تَقَرُّ بِهِم عَینُهُ،وَاجعَلنا مِنهُم،ومِمَّن تَسقیهِ بِکَأسِهِ،وتورِدُهُ حَوضَهُ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ وتَحتَ لِوائِهِ،وأَدخِلنا فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنا مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،ولا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی مَعَهُم فی کُلِّ عافِیَةٍ وبَلاءٍ،وَاجعَلنی مَعَهُم فی کُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ،وَاجعَلنی مَعَهُم فی کُلِّ أمنٍ وخَوفٍ،وَاجعَلنی مَعَهُم فی کُلِّ مَثویً ومُنقَلَبٍ.

اللّهُمَّ أحیِنی مَحیاهُم،وأَمِتنی مَماتَهُم،وَاجعَلنی مَعَهُم فِی المَواقِفِ کُلِّها،وَاجعَلنی

ص:242

بِهِم عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاکشِف عَنّی بِهِم کُلَّ کَربٍ،ونَفِّس عَنّی بِهِم کُلَّ هَمٍّ،وفَرِّج عَنّی بِهِم کُلَّ غَمٍّ،وَاکفِنی بِهِم کُلَّ خَوفٍ،وَاصرِف عَنّی بِهِم مَقادیرَ کُلِّ بَلاءٍ، وسوءَ القَضاءِ،ودَرکَ الشَّقاءِ،وشَماتَةَ الأَعداءِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وَاغفِر ذَنبی،وطَیِّب لی کَسبی،وقَنِّعنی بِما رَزَقتَنی،وبارِک لی فیهِ،ولا تَذهَب بِنَفسی إلی شَیءٍ صَرَفتَهُ عَنّی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةِ،ومِن عاجِلٍ یَمنَعُ خَیرَ الآجِلِ،وحَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ،وأَمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصَّبرَ عَلی طاعَتِکَ،وَالصَّبرَ عَن مَعصِیَتِکَ،وَالقِیامَ بِحَقِّکَ،وأَسأَ لُکَ حَقائِقَ الإیمانِ،وصِدقَ الیَقینِ فِی المَواطِنِ کُلِّها،وأَسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ وَالمُعافاةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،عافِیَةَ الدُّنیا مِنَ البَلاءِ،وعافِیَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقاءِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وتَمامَ العافِیَةِ،ودَوامَ العافیَةِ،وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ الظَّفَرَ وَالسَّلامَةَ،وَحُلولَ دارِ الکَرامَةِ.

اللّهُمَّ اجعَل لی فی صَلاتی ودُعائی رَهبَةً مِنکَ ورَغبَةً إلَیکَ،وراحَةً تَمُنُّ بِها عَلَیَّ.

اللّهُمَّ لا تَحرِمنی سَعَةَ رَحمَتِکَ،وسُبوغَ نِعمَتِکَ،وشُمولَ عافِیَتِکَ،وجَزیلَ عَطایاکَ، ومِنَحَ مَواهِبِکَ لِسوءِ ما عِندی،ولا تُجازِنی بِقَبیحِ عَمَلی،ولا تَصرِف وَجهَکَ الکَریمَ عَنّی.

اللّهُمَّ لا تَحرِمنی وأَ نَا أدعوکَ،ولا تُخَیِّبنی وأَ نَا أرجوکَ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،ولا إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ؛فَیَحرِمَنی ویَستَأثِرَ عَلَیَّ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ،أسأَ لُکَ بِآلِ یاسینَ خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ وصَفوَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی ورَغبَتی إلَیکَ.اللّهُمَّ إن کُنتَ

ص:243

کَتَبتَنی فی امِّ الکِتابِ شَقِیّاً مَحروماً،مُقَتَّراً عَلَیَّ فِی الرِّزقِ،فَامحُ مِن امِّ الکِتابِ شَقائی وحِرمانی،وأَثبِتنی عِندَکَ سَعیداً مَرزوقاً،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.

اللّهُمَّ إنّی لِما أنزَلتَ إلَیَّ مِن خَیرٍ فَقیرٌ،وأَ نَا مِنکَ خائِفٌ،وبِکَ مُستَجیرٌ،وأَ نَا حَقیرٌ مِسکینٌ،أدعوکَ کَما أمَرتَنی،فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،یا مَن قالَ: «اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ» ،نِعمَ المُجیبُ أنتَ یا سَیِّدی،ونِعمُ الرَّبُّ،ونِعمَ المَولی،وبِئسَ العَبدُ أنَا،وهذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ،یا فارِجَ الهَمِّ،ویا کاشِفَ الغَمِّ، یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُمَا،ارحَمنی رَحمَةً تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ،وأَدخِلنی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ.

الحمَدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

1409.الکافی عن محمّد بن سلیمان عن أبیه: خَرَجتُ مَعَ أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام إلی بَعضِ أموالِهِ،فَقامَ إلی صَلاةِ الظُّهرِ،فَلَمّا فَرَغَ خَرَّ للّهِ ِ ساجِداً،فَسَمِعتُهُ یَقولُ بِصَوتٍ حَزینٍ،وتَغَرغَرُ دُموعُهُ:

رَبِّ عَصَیتُکَ بِلِسانی ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَأَخرَستَنی،وعَصَیتُکَ بِبَصَری ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَأَکمَهتَنی (2)،وعَصَیتُکَ بِسَمعی ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَأَصمَمتَنی،وعَصَیتُکَ بِیَدی ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَکَنَعتَنی (3)،وعَصَیتُکَ بِرِجلی ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَجَذَمتَنی،وعَصَیتُکَ بِفَرجی ولَو شِئتَ وعِزَّتِکَ لَعَقَمتَنی،وعَصَیتُکَ بِجَمیعِ جَوارِحِی الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،

ص:244


1- .فلاح السّائل:ص 319 ح 215، مصباح المتهجّد:ص 63 ح 101، [2]المصباح للکفعمی:ص 45، [3]البلد الأمین:ص 15، [4]بحار الأنوار:ج 86 ص 70 ح 5.
2- الکَمَهُ:العمی الذی یولد به الإنسان (لسان العرب:ج 13 ص 536« کمه»).
3- کنَعَ:تقبَّض وانضمَّ وتشنَّج یُبساً (لسان العرب:ج 8 ص 314«کنع»).

ولَیسَ هذا جَزاؤُکَ مِنّی.

قالَ:ثُمَّ أحصَیتُ لَهُ ألفَ مَرَّةٍ وهُوَ یَقولُ:«العَفوَ،العَفوَ»،قالَ:ثُمَّ ألصَقَ خَدَّهُ الأَیمَنَ بِالأَرضِ،فَسَمِعتُهُ وَهُوَ یَقولُ بِصَوتٍ حَزینٍ:«بُؤتُ إلَیکَ بِذَنبی،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ غَیرُکَ یا مَولایَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ ألصَقَ خَدَّهُ الأَیسَرَ بِالأَرضِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:«اِرحَم مَن أساءَ وَاقتَرَفَ،وَاستَکان وَاعتَرَفَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ. (1)

11/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ

1410.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قال بَعدَ صَلاةِ العَصرِ فی کُلِّ یَومٍ مَرَّةً واحِدَةً:

أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ، وأَسأَ لُهُ أن یَتوبَ عَلَیَّ تَوبَةَ عَبدٍ ذَلیلٍ،خاضِعٍ فَقیرٍ،بائِسٍ مِسکینٍ،مُستَکینٍ مُستَجیرٍ، لا یَملِکُ لِنَفسِهِ نَفعاً ولا ضَرّاً،ولا مَوتاً ولا حَیاةً ولا نُشوراً.

أمَرَ اللّهُ تَعالَی المَلَکَینِ بِتَخریقِ صَحیفَتِهِ کائِنَةً ما کانَت. (2)

1411.وقعة صفّین عن عبد الرحمن بن عبید بن أبی الکنود: خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وهُوَ یُریدُ صِفّینَ...

حَتّی أتی دَیرَ أبی موسی،وهُوَ مِنَ الکوفَةِ عَلی فَرسَخَینِ،فَصَلّی بِهَا العَصرَ،فَلَمَّا انصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ قالَ:

ص:245


1- .الکافی:ج 3 ص 326 ح 19، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 111 ح 418،فلاح السائل:ص 332 ح 221، [2]مصباح المتهجّد:ص 66 ح 102، [3]المصباح للکفعمی:ص 39، [4]بحار الأنوار:ج 86 ص 208 ح 24.
2- فلاح السائل:ص 355 ح 239 عن السّکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،عدّة الداعی:ص 251 عن هارون بن موسی التلعکبری عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مصباح المتهجّد:ص 75 ح 122، [7]البلد الأمین:ص 20 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیهما ذیله من«أمر اللّه تعالی»،بحار الأنوار:ج 86 ص 82 ح 9.

سُبحانَ (1)ذِی الطَّولِ وَالنِّعَمِ،سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالإِفضالِ،أسأَلُ اللّهَ الرِّضا بِقَضائِهِ، وَالعَمَلَ بِطاعَتِهِ،وَالإِنابَةَ إلی أمرِهِ،فَإِنَّهُ سَمیعُ الدُّعاءِ. (2)

1412.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ الاِقتِداءُ بِمَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الدُّعاءِ عَقیبَ الخَمسِ الصَّلَواتِ،فَمِن دُعائِهِ عَقیبَ صَلاةِ العَصرِ:

سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ الَّا اللّهُ وَاللّهُ أکبرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِیِّ وَالإِبکارِ،فَسُبحانَ اللّهِ حینَ تُمسونَ وحینَ تُصبِحونَ،ولَهُ الحَمدُ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وَعَشِیّاً وحینَ تُظهِرونَ، سُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا یَصِفونَ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبحانَ اللّه القائِمِ الدّائِمِ،سُبحانَ الحَیِّ القَیّومِ،سُبحانَ العَلِیِّ الأَعلی،سُبحانَهُ وتَعالی،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ.

اللّهُمَّ إنَّ ذَنبی أمسی مُستَجیراً بِعَفوِکَ،وخَوفی أمسی مُستَجیراً بِأَمنِکَ،وفَقری أمسی مُستَجیراً بِغِناکَ،وذُلّی أمسی مُستَجیراً بِعِزِّکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِر لی وَارحَمنی إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ.

وَجهُکَ رَبَّنا أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ أعظَمُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطاءِ،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ وتُعصی فَتَغفِرُ،وتُجیبُ المُضطَرَّ وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتُنجی مِنَ الکَربِ (3)،وتُغنِی الفَقیرَ،وتَشفِی السَّقیمَ،ولا یُجازی آلاءَکَ (4)أحَدٌ،وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (5)

ص:246


1- .فی بحار الأنوار نقلاً عن المصدر:«سُبحانَ اللّهِ...».
2- وقعة صفّین:ص 134، بحار الأنوار:ج 86 ص 93 ح 14.
3- الکَرْبُ:الغمّ الشدید (مفردات ألفاظ القرآن:ص 706« کرب»).
4- الآلاءُ:النِّعَمُ (لسان العرب:ج 14 ص 43« ألا»).
5- فلاح السائل:ص 356 ح 240، بحار الأنوار:ج 86 ص 83 ح 10.

1413.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ الدُّعاءُ عَقیبَ العَصرِ بِما کانَتِ الزَّهراءُ فاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِساءِ العالَمینَ تَدعو بِهِ فی جُملَةِ دُعائِها لِلخَمسِ الصَّلَواتِ،وهُوَ:

سُبحانَ مَن یَعلَمُ جَوارِحَ القُلوبِ،سُبحانَ مَن یُحصی عَدَد الذُّنوبِ،سُبحانَ مَن لا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَجعَلنی کافِراً لأَِنعُمِهِ، ولا جاحِداً لِفَضلِهِ،فَالخَیرُ مِنهُ وهُوَ أهلُهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی حُجَّتِهِ البالِغَةِ عَلی جَمیعِ مَن خَلَقَ مِمَّن أطاعَهُ ومِمَّن عَصاهُ،فَإِن رَحِمَ فَمِن مَنِّهِ،وإن عاقَبَ فَبِما قَدَّمَت أیدیهِم ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبیدِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ العَلِیِّ المَکانِ،الرَّفیعِ البُنیانِ،الشَّدیدِ الأَرکانِ،العَزیزِ السُّلطانِ،العَظیمِ الشَّأنِ،الواضِحِ البُرهانِ،الرَّحیمِ الرَّحمنِ،المُنعِمِ المَنّانِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی احتَجَبَ عَن کُلِّ مَخلوقٍ یَراهُ بِحَقیقَةِ الرُّبوبِیَّةِ،وقُدرَةِ الوَحدانِیَّةِ،فَلَم تُدرِکهُ الأَبصارُ،ولَم تُحِط بِهِ الأَخبارُ،ولَم یَقِسهُ (1)مِقدارٌ،ولَم یَتَوَهَّمهُ اعتِبارٌ؛لِأَ نَّهُ المَلِکُ الجَبّارُ.

اللّهُمَّ،قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَطَّلِعُ عَلی أمری،وتَعلَمُ ما فی نَفسی،ولَیسَ یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری،وقَد سَعَیتُ إلَیکَ فی طَلِبَتی،وطَلَبتُ إلَیکَ فی حاجَتی، وتَضَرَّعتُ إلَیکَ فی مَسأَلَتی،وسَأَلتُکَ لِفَقرٍ وحاجَةٍ وذِلَّةٍ،وضیقَةٍ وبُؤسٍ ومَسکَنَةٍ، وأَنتَ الرَّبُّ الجَوادُ بِالمَغفِرَةِ،تَجِدُ مَن تُعَذِّبُ غَیری ولا أجِدُ مَن یَغفِرُ لی غَیرَکَ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابی،وأَ نَا فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ،فَأَسأَ لُکَ بِفَقری إلَیکَ وغَنائِکَ عَنّی،وبِقُدرَتِکَ عَلَیَّ وقِلَّةِ امتِناعی مِنکَ،أن تَجعَل دُعائی هذا دُعاءً وافَقَ مِنکَ إجابَةً،ومَجلِسی هذا مَجلِساً وافَقَ مِنکَ رَحمَةً،وطَلِبَتی هذِهِ طَلِبَةً وافَقَت نَجاحاً،وما خِفتُ عُسرَتَهُ مِنَ الاُمورِ فَیَسِّرهُ،وما خِفتُ عَجزَهُ مِن الأَشیاءِ فَوَسِّعهُ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ مِنَ الخَلائِقِ کُلِّهِم فَاغلِبهُ،آمینَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:247


1- .فی بحار الأنوار:« لم یعیّنه»بدل«لم یقسه».

وهَوِّن عَلَیَّ ما خَشیتُ شِدَّتَهُ،وَاکشِف عَنّی ما خَشیتُ کُربَتَهُ،ویَسِّر لی ما خَشیتُ عُسرَتَهُ،آمینَ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ انزِعِ العُجبَ،وَالرِّیاءَ،وَالکِبرَ،وَالبَغیَ،وَالحَسَدَ،وَالضَّعفَ،وَالشَّکَّ،وَالوَهنَ، وَالضُّرَّ،وَالأَسقامَ،وَالخِذلانَ،وَالمَکرَ،وَالخَدیعَةَ،وَالبَلِیَّةَ،وَالفَسادَ،مِن سَمعی و بَصَری وجَمیعِ جَوارِحی،وخُذ بِناصِیَتی إلی ما تُحِبُّ وتَرضی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر ذَنبی،وَاستُر عَورَتی،وآمِن رَوعَتی،وَاجبُر مُصیبَتی،وأَغنِ فَقری،ویَسِّر حاجَتی،وأَقِلنی عَثرَتی،وَاجمَع شَملی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی،وما غابَ عَنّی،وما حَضَرَنی وما أتَخَوَّفُهُ مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ فَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ،وأَسلَمتُ نَفسی إلَیکَ بِما جَنَیتُ عَلَیها،فَرَقاً (1)مِنکَ وخَوفاً وطَمَعاً،وأَنتَ الکَریمُ الَّذی لا یَقطَعُ الرَّجاءَ،ولا یُخَیِّبُ الدُّعاءَ،فَأَسأَ لُکَ بِحَقِّ إبراهیمَ خَلیلِکَ،وموسی کَلیمِکَ،وعیسی رُوحِکَ،ومُحَمَّدٍ صَفِیِّکَ ونَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أن لا تَصرِفَ وَجهَکَ الکَریمَ عَنّی،حَتّی تَقبَلَ تَوبَتی، وتَرحَمَ عَبرَتی،وتَغفِرَ لی خَطیئَتی،یا أرحَم الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ.

اللّهُمَّ اجعَل ثَأری عَلی مَن ظَلَمَنی،وَانصُرنی عَلی مَن عادانی،اللّهُمَّ لا تَجعَل مُصیبَتی فی دینی،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمّی،ولا مَبلَغَ عِلمی،اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی فیها مَعاشی،وأَصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی إلَیها مَعادی، وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ المَوتَ راحَةً لی مِن کُلِّ شَرٍّ،اللّهُمَّ إنَّکَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنّی.

اللّهُمَّ أحَیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی،وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،وَالعَدلَ فِی الغَضَبِ وَالرِّضا،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ

ص:248


1- .الفَرَقُ:الخَوفُ والفزع (النهایة:ج 3 ص 438«فرق»).

وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَبیدُ،وقُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ، وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَهدیکَ لإِِرشادِ أمری،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی،اللّهُمَّ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَعجیلَ عافِیَتِکَ، وصَبراً عَلی بَلِیَّتِکَ،وخُروجاً مِنَ الدُّنیا إلی رَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ وحَمَلَةَ عَرشِکَ،واُشهِدُ مَن فِی السَّماواتِ ومَن فِی الأَرضِ،أنَّکَ أنتَ اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ، یا کائِنُ قَبلَ أن یَکونَ شَیءٌ،وَالمَکَوِّنُ لِکُلِّ شَیءٍ،وَالکائِنُ بَعدَما لا یَکونُ شَیءٌ.

اللّهُمَّ إلی رَحمَتِکَ رَفَعتُ بَصَری،وإلی جودِکَ بَسَطتُ کَفّی فَلا تَحرِمنی،وأَ نَا أسأَ لُکَ فَلا تُعَذِّبنی،وأَ نَا أستَغفِرُکَ اللّهُمَّ فَاغفِر لی،فَإِنَّکَ بی عالِمٌ،ولا تُعَذِّبنی فَإِنَّکَ عَلَیَّ قادِرٌ، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحمینَ.

اللّهُمَّ ذَا الرَّحمَةِ الواسِعَةِ،وَالصَّلاةِ النّافِعَةِ الرّافِعَةِ،صَلِّ عَلی أکرَمِ خَلقِکَ عَلَیکَ، وأَحَبِّهِم إلَیکَ،وأَوجَهِهِم لَدَیکَ،مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،المَخصوصِ بِفَضائِلِ الرَّسائِلِ (1)، أشرَفَ وأَکرَمَ،وأَرفَعَ وأَعظَمَ،وأَکمَلَ ما صَلَّیتَ عَلی مُبَلِّغٍ عَنکَ،وَمُؤتَمَنٍ عَلی وَحیِکَ، اللّهُمَّ کَما سَدَدتَ بِهِ العَمی،وفَتَحتَ بِهِ الهُدی،فاجعَل مَناهِجَ سُبُلِهِ لَنا سُنَناً،وحُجَجَ بُرهانِهِ لَنا سَبَباً،نَأتَمُّ بِهِ إلَی القُدومِ عَلَیکَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ مِلءَ السَّماواتِ السَّبعِ،ومِلءَ طِباقِهِنَّ،ومِلءَ الأَرَضینَ (2)السَّبعِ وَمِلءَ ما بَینَهُما،ومِلءَ عَرشِ رَبِّنَا الکَریمِ،ومیزانَ رَبِّنَا الغَفّارِ،ومِدادَ کَلِماتِ رَبِّنَا القَهّارِ،

ص:249


1- .کذا فی الطبعة المعتمدة،وفی بحار الأنوار والطبعة السابقة:«بفضائل الوسائل».
2- فی المصدر:«الأرض»،والتصویب من بحار الأنوار.

ومِلءَ الجَنَّةِ ومِلءَ النّارِ،وعَدَدَ الثَّری وَالماءِ،وعَدَدَ ما یُری وما لا یُری.

اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِکَ،وبَرَکاتِکَ،ومَنَّکَ،ومَغفِرَتَکَ،ورَحمَتَکَ،ورِضوانَکَ، وفَضلَکَ،وسَلامَتَکَ،وذِکرَکَ،ونورَکَ،وشَرَفَکَ،ونِعمَتَکَ،وخِیَرَتَکَ،عَلی مُحَمّدٍ وَعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً الوَسیلَةَ العُظمی،وکَریمَ جَزائِکَ فِی العُقبی،حَتّی تُشَرِّفَهُ یَومَ القِیامَةِ یا إلهَ الهُدی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی جَمیعِ مَلائِکَتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ، سَلامٌ عَلی جَبرَئیلَ و میکائیلَ وإسرافیلَ،وحَمَلَةِ العَرشِ،ومَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ، وَالکِرامِ الکاتِبینَ وَالکَروبِیّینَ،وسَلامٌ عَلی مَلائِکَتِکَ أجمَعینَ،وسَلامٌ عَلی أبینا آدَمَ وعَلی امِّنا حَوّاءَ،وسَلامٌ عَلَی النَّبِیّینَ أجمَعینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ أجمَعینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وحَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ کَثیراً. (1)

1414.الإمام الصادق علیه السلام: مَنِ استَغفَرَ اللّهَ تَعالی بَعدَ صَلاةِ العَصرِ سَبعینَ مَرَّةً غَفَرَ اللّهُ لَهُ سَبعَمِئَةِ ذَنبٍ. (2)

1415.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ دُعاءُ الصّادِقِ علیه السلام بَعدَ العَصرِ،وقَد قَدَّمنا إسنادَهُ عِندَ ما یَختَصُّ بِفَریضَةِ الظُّهرِ بِرِوایَةِ مُعاوِیَةَ بنِ عَمّارٍ لِکُلِّ صَلاةٍ مِنَ المَفروضاتِ.

الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ:

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وعَلی آلِهِ الطّاهِرینَ،اللّهُمَّ

ص:250


1- .فلاح السائل:ص 357 ح 241، بحار الأنوار:ج 86 ص 85 ح 11.
2- مصباح المتهجّد:ص 73، الأمالی للصدوق:ص 327 ح 386 [4] عن سفیان بن خالد،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 89 ح 2248، [5]فلاح السائل:ص 351 ح 235، [6]روضة الواعظین:ص 358، [7]بحار الأنوار:ج 86 ص 78 ح 2.

صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی النَّهارِ إذا تَجَلّی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما لاحَ الجَدیدانِ (1)،ومَا اطَّرَدَ الخافِقانِ (2)،وما حَدَا الحادِیانِ (3)،وما عَسعَسَ لَیلٌ ومَا ادلَهَمَّ ظَلامٌ،وما تَنَفَّسَ صُبحٌ وما أضاءَ فَجرٌ.

اللّهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً خَطیبَ وَفدِ المُؤمِنینَ إلَیکَ،وَالمَکسُوَّ حُلَلَ الأَمانِ إذا وَقَفَ بَینَ یَدَیکَ،وَالنّاطِقَ إذا خَرِسَتِ الأَلسُنُ بِالثَّناءِ عَلَیکَ.

اللّهُمَّ أعلِ مَنزِلَتَهُ،وَارفَع دَرَجَتَهُ،وأَظهِر حُجَّتَهُ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ،وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذی وَعَدتَهُ،وَاغفِر ما أحدَثَ المُحدِثونَ مِن امَّتِهِ بَعدَهُ،اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ مِنِّی التَّحِیَّةَ وَالسَّلامَ،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُمُ تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً،یاذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ.

اللّهُمَّ،إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وَالإِثمِ وَالبَغیِ بِغَیرِ الحَقِّ،وأَن اشرِکَ بِکَ ما لَم تُنَزِّل بِهِ سُلطاناً،وأَن أقولَ عَلَیکَ ما لا أعلَمُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ، وأَسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی فی صَلاتی ودُعائی بَرَکَةً تُطَهِّرُ بِها قَلبی، وتُؤمِنُ بِها رَوعَتی،وتَکشِفُ بِها کَربی،وتَغفِرُ بِها ذَنبی،وتُصلِحُ بِها أمری،وتُغنی بِها فَقری،وتُذهِبُ بِها ضُرّی،وتُفَرِّجُ بِها هَمّی،وتُسَلّی بِها غَمّی،وتَشفی بِها سُقمی،وتُؤمِنُ

ص:251


1- .الجَدیدان:اللّیل والنَّهار (مجمع البحرین:ج 1 ص 274«جدد»).
2- الخافِقان:جانبا الجوّ من المشرق إلی المغرب،واطّرد الخافقان:أی ما بقیا (مجمع البحرین:ج 1 ص 532« خفق»).
3- الحادیان:هما اللیل والنهار کأنّهما یحدوان بالناس لیسیروا إلی قبورهم کالذی یحدی بالإبل (مفتاح الفلاح:ص 103).

بها خَوفی،وتَجلو بِها حُزنی،وتَقضی بِها دَینی،وتَجمَعُ بِها شَملی،وتُبَیِّضُ بِها وَجهی، وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا کَرباً إلّاکَشَفتَهُ، ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا سُقماً إلّاشَفَیتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا غَمّاً إلاّ أذهَبتَهُ،ولا حُزناً إلّاسَلَّیتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا عَدُوّاً إلّاکَفَیتَهُ،ولا حاجَةً إلّاقَضَیتَها،ولا دَعوَةً إلّاأجَبتَها،ولا مَسأَلَةً إلّاأعطَیتَها،ولا أمانَةً إلّاأدَّیتَها،ولا فِتنَةً إلّاصَرَفتَها.

اللّهُمَّ اصرِف عَنّی مِنَ العاهاتِ وَالآفاتِ وَالبَلِیّاتِ،ما اطیقُ وما لا اطیقُ صَرفَهُ إلّابِکَ.

اللّهُمَّ،أمسی ظُلمی مُستَجیراً بِعَفوِکَ،وأَمسَت ذُنوبی مُستَجیرَةً بِمَغفِرَتِکَ،وأَمسی خَوفی مُستَجیراً بِأَمانِکَ،وأَمسی فَقری مُستَجیراً بِغِناکَ،وأَمسی ذُلّی مُستَجیراً بِعِزِّکَ، وأَمسی ضَعفی مُستَجیراً بِقُوَّتِکَ،وأَمسی وَجهِیَ البالِی الفانی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الدّائِمِ الباقی،یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاصرِف عَنّی وعَن أهلی،ومالی ووَلَدی،وأَهلِ حُزانَتی (1)وإخوانی فیکَ،شَرَّ کُلِّ ذی شَرٍّ، وشَرَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وشَیطانٍ مَریدٍ،وسُلطانٍ جائِرٍ (2)،وعَدُوٍّ قاهِرٍ،وحاسِدٍ مُعانِدٍ، وباغٍ مُراصِدٍ،ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ،وما دَبَّ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن شَرِّ فُسّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،وفَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَعوذُ بِدِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی لا تُرامُ،وأَسأَ لُکَ أن لا تُمیتَنی غَمّاً،ولا هَمّاً،ولا مُتَرَدِّیاً،ولا رَدماً،ولا غَرَقاً،ولا حَرَقاً،ولا عَطَشاً،ولا صَبراً،ولا قَوَداً،ولا أکیلَ السَّبُعِ،وأَمِتنی عَلی فِراشی فی عافِیَةٍ،أو فِی الصَّفِّ الَّذی نَعَتَّ أهلَهُ فی کِتابِکَ،فَقُلتَ: «کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ» 3 مُقبِلینَ غَیرَ مُدبِرینَ،عَلی طاعَتِکَ

ص:252


1- .الحُزانةُ:عِیالُ الرجل الذین یتحزّن بأمرهم ولهم،والحَزَنُ:هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ (لسان العرب:ج 13 ص 112« حزن»).
2- فی المصدر«جابر»،والتصویب من بحار الأنوار والمصادر الاُخری.

وطاعَةِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،قائِماً بِحَقِّکَ،غَیرَ جاحِدٍ لِآلائِکَ،ولا مُعانِدٍ لِأَولِیائِکَ،ولا مُوالٍ لِأَعدائِکَ،یا کَریمُ.

اللّهُمَّ،اجعَل دُعائی فی المَرفوعِ المُستَجابِ،وَاجعَلنی عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِنَ المُقَرَّبینَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ وما وَلَدا،ومَن وَلَدتُ وما تَوَالَدوا مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا خَیرَ الغافِرینَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً. (1)

1416.مصباح المتهجّد: کانَ أبُو الحَسَنِ موسَی بنُ جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ بَعدَ العَصرِ:

أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ، إلَیکَ زِیادَةُ الأَشیاءِ ونُقصانُها،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَ خَلقَکَ بِغَیرِ مَعونَةٍ مِن غَیرِکَ،ولا حاجَةٍ إلَیهِم،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،مِنکَ المَشِیَّةُ وإلیکَ البَداءُ،أنتَ اللّهُ لا إله إلّاأنتَ،قَبلَ القَبلِ وخالِقُ القَبلِ،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،بَعدَ البَعدِ وخالِقُ البَعدِ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ (2)امُّ الکِتابِ،أنتَ اللّهُ لا ألهَ إلّا أنتَ،غایَةُ کُلِّ شَیءٍ ووارِثُهُ،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،لا یَعزُبُ (3)عَنکَ الدَّقیقُ ولَا الجَلیلُ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،لا تَخفی عَلَیکَ اللُّغاتُ،ولا تَتَشابَهُ عَلَیکَ الأَصواتُ،کُلَّ یَومٍ أنتَ فی شَأنٍ،لا یَشغَلُکَ شَأنٌ عَن شَأنٍ،عالِمُ الغَیبِ وأَخفی،دَیّانُ الدّینِ،مُدَبِّرُ الاُمورِ، باعِثُ مَن فِی القُبورِ،مُحیِی العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ.

أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ الحَیِّ القَیّومِ،الَّذی لا یَخیبُ مَن سَأَلَکَ بِهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتَقِمِ لَکَ مِن أعدائِکَ،وأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ،یا

ص:253


1- .فلاح السائل:ص 362 ح 242، مصباح المتهجّد:ص 75 ح 124، [2]المصباح للکفعمی:ص 52، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 89 ح 12.
2- فی المصدر:«وعنده»،والتصویب من بحار الأنوار والمصادر الاُخری.
3- عَزُبَ:بَعُدَ وغابَ (الصحاح:ج 1 ص 181«عزب»).

ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

12/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ

1417.فلاح السائل: ومِن تَعقیبِ فَریضَةِ المَغرِبِ مِمّا یَختَصُّ بِها ما رُوِیَ عَن مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام مِنَ الدُّعاءِ عَقیبَ الخَمسِ المَفروضاتِ،فَمِنها بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ:

اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّی ما کانَ صالِحاً،وأَصلِح مِنّی ما کانَ فاسِداً،اللّهُمَّ لا تُسَلِّطنی عَلی فَسادِ ما أصلَحتَ مِنّی،وأَصلِح لی ما أفسَدتُهُ مِن نَفسی.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ،ونالَتهُ یَدی بِفَضلِ نِعمَتِکَ، وبَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِسَعَةِ رِزقِکَ،وَاحتَجَبتُ فیهِ عَن النّاسِ بِسِترِکَ،وَاتَّکَلتُ فیهِ عَلی کَریمِ عَفوِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ،ونَدِمتُ عَلی فِعلِهِ،وَاستَحیَیتُ مِنکَ وأَ نَا عَلَیهِ،ورَهِبتُکَ وأَ نَا فیهِ،ثُمَّ راجَعتُهُ وعُدتُ إلَیهِ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ عَلِمتُهُ أو جَهِلتُهُ،ذَکَرتُهُ أو نَسیتُهُ،أخطَأتُهُ أو تَعَمَّدتُهُ،هُوَ مِمّا لا أشُکُّ أنَّ نَفسی مُرتَهَنَةٌ بِهِ،وإن کُنتُ نَسیتُهُ وغَفَلتُ عَنهُ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلّ ذَنبٍ جَنَیتُهُ عَلَیَّ بِیَدی،وآثَرتُ فیهِ شَهوَتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ فیهِ مَن تابَعَنی،أو کابَرتُ فیهِ مَن مَنَعَنی،أو قَهَرتُهُ بِجَهلی،أو لَطُفتُ فیهِ بِحیلَةٍ غَیری،أوِ استَزَلَّنی إلَیهِ مَیلی وهَوایَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلّ شَیءٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ،وشارَکَنی فیهِ ما لَم یَخلُص لَکَ،وأَستَغفِرُکَ مِمّا عَقَدتُهُ عَلی نَفسِی ثُمَّ خالَفَهُ هَوایَ.

ص:254


1- .مصباح المتهجّد:ص 73 ح 119، فلاح السائل:ص 353 ح 238 [2] عن یحیی بن الفضل النوفلی،المصباح للکفعمی:ص 51، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 81 ح 8.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعتِقنی مِنَ النّارِ وجُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،الباقِی الدائِمِ،الَّذی أشرَقَت بِنورِهِ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وکَشَفتَ بِهِ ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ،ودَبَّرتَ بِهِ امورَ الجِنِّ وَالإِنسِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُصلِحَ شَأنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحمینَ. (1)

1418.فلاح السائل: ومِن تَعقیبِ فَریضَةِ المَغرِبِ أیضاً ما یَختَصُّ بِها مِمّا رُوِیَ عَن مَولاتِنا فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیها السلام مِنَ الدُّعاءِ عَقیبَ الخَمسِ الصَّلَواتِ،وهُوَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُحصی مِدحَتَهُ القائِلونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الذَّی لا یُحصی نَعماءَهُ العادّونَ، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُؤَدّی حَقَّهُ المُجتَهِدونَ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الظّاهرُ وَالباطِنُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ المُحیِی المُمیتُ،وَاللّهُ أکبَرُ ذُو الطَّولِ،وَاللّهُ أکبرُ ذُو البَقاءِ الدّائِمِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُدرِکُ العالِمونَ عِلمَهُ،ولا یَستَخِفُّ الجاهِلونَ حِلمَهُ،ولا یَبلُغُ المادِحونَ مِدحَتَهُ،ولا یَصِفُ الواصِفونَ صِفَتَهُ،ولا یُحسِنُ الخَلقُ نَعتَهُ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ،وَالعِزِّ وَالکِبرِیاءِ،وَالجَلالِ وَالبَهاءِ،وَالمَهابَةِ وَالجَمالِ،وَالعِزَّةِ وَالقُدرَةِ،وَالحَولِ وَالقُوَّةِ،وَالمِنَّةِ وَالغَلَبَةِ،وَالفَضلِ وَالطَّولِ،وَالعَدلِ وَالحَقِّ،وَالعُلی وَالرِّفعَةِ وَالمَجدِ،وَالفَضیلَةِ وَالحِکمَةِ،وَالغَناءِ وَالسَّعَةِ، وَالبَسطِ وَالقَبضِ،وَالحِلمِ وَالعِلمِ،وَالحُجَّةِ البالِغَةِ،وَالنِّعمَةِ السّابِغَةِ،وَالثَّناءِ الحَسَنِ الجَمیلِ،وَالآلاءِ الکَریمَةِ،مَلِکِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَالجَنَّةِ وَالنّارِ وما فیهِنَّ،تَبارَکَ وتَعالی.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلِمَ أسرارَ الغُیوبِ،وَاطَّلَعَ عَلی ما تُجِنُّ (2)القُلوبُ،فَلَیسَ عَنهُ مَذهَبٌ ولا مَهرَبٌ،الحَمدُ للّهِ ِ المُتَکَبِّرِ فی سُلطانِهِ،العَزیزِ فی مَکانِهِ،المُتَجَبِّرِ فی مُلکِهِ،القَوِیِّ

ص:255


1- .فلاح السائل:ص 419 ح 289، بحار الأنوار:ج 86 ص 101 ح 7.
2- تُجِنُّ:تَستُرُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 325«جنن»).

فی بَطشِهِ،الرَّفیعِ فَوقَ عَرشِهِ،المُطَّلِعِ عَلی خَلقِهِ،وَالبالِغِ لِما أرادَ مِن عِلمِهِ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بِکَلِماتِهِ قامَتِ السَّماواتُ الشِّدادُ،وثَبَتَتِ الأَرَضونَ المِهادُ،وَانتَصَبَتِ الجِبالُ الرّواسِی الأَوتادُ،وجَرَتِ الرِّیاحُ اللَّواقِحُ،وسارَ فی جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،ووَقَفَت عَلی حُدُودِهَا البِحارُ،ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن مَخافَتِهِ،وَانقَمَعَتِ الأَربابُ لِرُبوبِیَّتِهِ، تَبارَکتَ یا مُحصِیَ قَطرِ المَطَرِ،ووَرَقِ الشَّجَرِ،ومُحیِیَ أجسادِ المَوتی لِلحَشرِ.

سُبحانَکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،ما فَعَلتَ بِالغَریبِ الفَقیرِ إذَا أتاکَ مُستَجیراً مُستَغیثاً،ما فَعَلتَ بِمَن أناخَ بِفِنائِکَ،وتَعَرَّضَ لِرِضاکَ،وغَدَا إلَیکَ فَجَثا بَینَ یَدَیکَ، یَشکو إلَیکَ ما لا یَخفی عَلَیکَ،فَلا یَکونَنَّ یا رَبِّ حَظّی مِن دُعائِی الحِرمانَ،ولا نَصیبی مِمّا أرجو مِن مَنِّکَ الخِذلانَ،یا مَن لَم یَزَل ولا (1)یَزالُ ولا یَزول،کَما لَم یَزَل قائِماً عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبَت.

یا مَن جَعَلَ أیّامَ الدُّنیا تَزولُ،وشُهورَها تَحولُ،وسِنینَها تَدورُ،وأَنتَ الدّائِمُ لا تُبلیکَ الأَزمانُ،ولا تُغَیِّرُکَ الدُّهورُ،یا مَن کُلُّ یَومٍ عِندَهُ جَدیدٌ،وکُلُّ رِزقٍ عِندَهُ عَتیدٌ (2)، لِلضَّعیفِ وَالقَوِیِّ وَالشَّدیدِ،قَسَمتَ الأَرزاقَ بَینَ الخَلائِقِ،فَسَوَّیتَ بَینَ الذَّرَّةِ (3)وَالعُصفورِ.

اللّهُمَّ إذا ضاقَ المُقامُ بِالنّاسِ فَنَعوذُ بِکَ فی ضیقِ المُقامِ،اللّهُمَّ إذا طالَ یَومُ القِیامَةِ عَلَی المُجرِمینَ،فَقَصِّر ذلِکَ الیَومَ عَلَینا کَما بَینَ الصَّلاةِ إلَی الصَّلاةِ،اللّهُمَّ إذا دَنَتِ الشَّمسُ مِنَ الجَماجِمِ فَکانَ بَینَها وبَینَ الجَماجِمِ مِقدارُ میلٍ،وزیدَ فی حَرِّها حَرُّ عَشَرِ سِنینَ،فَإِنّا نَسأَ لُکَ أن تُظِلَّنَا بِالغَمامِ،وتَنصِبَ لَنَا المَنابِرَ وَالکَراسِیَّ نَجلِسُ عَلَیها وَالنّاسُ یَنطَلِقونَ فِی المُقامِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ المَحامِدِ إلّاغَفَرتَ لی وتَجاوَزتَ عَنّی،وأَلبَستَنِی العافِیَةَ فی

ص:256


1- .فی الطبعة المعتمدة:«لم یزال»وهو تصحیف،وما أثبتناه من الطبعة السابقة.
2- شیءٌ عَتیدٌ:مُعَدٌّ حاضر (لسان العرب:ج 3 ص 279« عتد»).
3- الذَرُّ:النمل الأحمر الصغیر (النهایة:ج 2 ص 157« ذرر»).

بَدَنی،ورَزَقتَنِی السَّلامَةَ فی دینی،فَإِنّی أسأَ لُکَ وأَ نَا واثِقٌ بِإِجابَتِکَ إیّایَ فی مَسأَلَتی، وأَدعوکَ وأَ نَا عالِمٌ بِاستِماعِکَ دَعوَتی،فَاستَمِع دُعائی،ولَا تَقطَع رَجائی،ولا تَرُدَّ ثَنائی، ولا تُخَیِّب دُعائی،أنَا مُحتاجٌ إلی رِضوانِکَ وفَقیرٌ إلی غُفرانِکَ،أسأَ لُکَ ولا آیَسُ مِن رَحمَتِکَ،وأَدعوکَ وأَ نَا غَیرُ مُحتَرِزٍ مِن سَخطَتِکَ،رَبِّ فَاستَجِب لی وَامنُن عَلَیَّ بِعَفوِکَ، تَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ.

رَبِّ لا تَمنَعنی فَضلَکَ یا مَنّانُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی مَخذولاً یا حَنّانُ،رَبِّ ارحَم عِندَ فِراقِ الأَحِبَّةِ صَرعَتی،وعِندَ سُکونِ القَبرِ وَحدَتی،وفی مَفازَةِ (1)القِیامَةِ غُربَتی،وبَینَ یَدَیکَ مَوقوفاً لِلحِسابِ فاقَتی،رَبِّ أستَجیرُکَ مِنَ النّارِ فَأَجِرنی،رَبِّ أعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ فَأَعِذنی،رَبِّ أفزَعُ إلَیکَ مِنَ النّارِ فَأَبعِدنی،رَبِّ أستَرحِمُکَ مَکروبَاً فَارحَمنی،رَبِّ أستَغفِرُکَ لِما جَهِلتُ فَاغفِر لی،ربِّ قَد أبرَزَنِی الدُّعاءُ لِلِحاجَةِ إلَیکَ فَلا تُؤیِسنی،یا کَریمُ یا ذَا الآلاءِ وَالإِحسانِ وَالتَّجاوُزِ.

سَیِّدی،یا بَرُّ یا رَحیمُ،اِستَجِب بَینَ المُتَضَرِّعینَ إلَیکَ دَعوَتی،وَارحَم بَینَ المُنتَحِبینَ بِالعَویلِ عَبرَتی،وَاجعَل فی لِقائِکَ یَومَ الخُروجِ مِنَ الدُّنیا راحَتی،وَاستُر بَینَ الأَمواتِ -یا عَظیمَ الرَّجاءِ-عَورَتی،وَاعطِف عَلَیَّ عِندَ التَّحَوُّلِ وحیداً إلی حُفرَتی،إنَّکَ أمَلی ومَوضِعُ طَلِبَتی،وَالعارِفُ بِما اریدُ فی تَوجیهِ مَسأَلَتی،فَاقضِ یا قاضِیَ الحاجاتِ حاجَتی،فَإِلَیکَ المُشتَکی وأَنتَ المُستَعانُ وَالمُرتَجی.

أفِرُّ إلَیکَ هارِباً مِن الذُّنوبِ فَاقبَلنی،وأَلتَجِئُ مِن عَدلِکَ إلی مَغفِرَتِکَ فَأَدرِکنی،وأَلتاذُ بِعَفوِکَ مِن بَطشِکَ فَامنَعنی،وأَستَروِحُ رَحمَتَکَ مِن عِقابِکَ فَنَجِّنی،وأطلُبُ القُربَةَ مِنکَ بِالإِسلامِ فَقَرِّبنی،ومِنَ الفَزَعِ الأَکبَرِ فَآمِنّی،وفی ظِلِّ عَرشِکَ فَظَلِّلنی،وَکِفلَینِ (2)مِن

ص:257


1- .المفازَةُ:البرّیَّةُ القَفرُ،سمّیت بذلک لأنّها مُهلِکَةٌ،من فوّز،إذا مات (النهایة:ج 3 ص 478« فوز»).
2- الکِفْلُ:الضِّعفُ والحَظُّ والنصیب،وکفلین من رحمته:أی نصیبین منها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1582«کفل»).

رَحمَتِکَ فَهَب لی،ومِنَ الدُّنیا سالِماً فَنَجِّنی،ومِنَ الظُّلُماتِ إلَی النّورِ فَأَخرِجنی،ویَومَ القِیامَةِ فَبَیِّض وَجهی،وحِساباً یَسیراً فَحاسِبنی،وبِسَرائری فَلا تَفضَحنی،وعَلی بَلائِکَ فَصَبِّرنی،وکَما صَرَفتَ عَن یوسُفَ السّوءَ وَالفَحشاءَ فَاصرِفهُ عَنّی،وما لا طاقَةَ لی بِه فَلا تُحَمِّلنی،وإلی دارِ السَّلامِ فَاهدِنی،وبِالقُرآنِ فَانفَعنی،وبِالقَولِ الثّابِتِ فَثَبِّتنی،ومِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ فَاحفَظنی،وبِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وجَبَروتِکَ فَاعصِمنی،وبِحِلمِکَ وعِلمِکَ وسَعَةِ رَحمَتِکَ مِن جَهَنَّمَ فَنَجِّنی،وجَنَّتَکَ الفِردَوسَ فَأَسکِنّی،وَالنَّظَرَ إلی وَجهِکَ فَارزُقنی،وبِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فَأَلحِقنی،ومِنَ الشَّیاطینِ وأَولِیائِهِم ومِن شَرِّ کُلِّ ذِی شَرٍّ فَاکفِنی.

اللّهُمَّ وأَعدائی ومَن کادَنی بِسوءٍ إن أتَوا بَرّاً فَجَبِّن شَجیعَهم (1)،فُضَّ (2)جُموعَهُم،کَلِّل (3)سِلاحَهُم،عَرقِب (4)دَوابَّهُم،سَلِّط عَلَیهِمُ العَواصِفَ وَالقَواصِفَ أبَداً حَتّی تُصلِیَهُمُ النّارَ، أنزِلهُم مِن صَیاصیهِم (5)،أمکِنّا مِن نَواصیهِم،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،صَلاةً یَشهَدُ الأَوَّلونَ مَعَ الأَبرارِ،وسَیِّدِ المُتَّقینَ وخاتَمِ النَّبِیّینَ،وقائِدِ الخَیرِ ومِفتاحِ الرَّحمَةِ.

اللّهُمَّ رَبَّ البَیتِ الحَرامِ،وَالشَّهرِ الحَرامِ،ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،ورَبَّ الرُّکنِ وَالمَقامِ، ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ،بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ مِنَّا التَّحِیَّةَ وَالسَّلامَ،سَلامٌ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ، سَلامٌ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ،سَلامٌ عَلَیکَ یا مُحَمَّدَ بِنَ عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ

ص:258


1- .الشجاعة:شدّة القلب فی البأس،ورجل شجیع،من قومٍ شُجعان (لسان العرب:ج 8 ص 173« شجع»).
2- الفَضُّ:تفریقک حلقةً من الناس بعد اجتماعهم (لسان العرب:ج 7 ص 207« فضض»).
3- فی المصدر:«کلّ»،والتصویب من بحار الأنوار. والکَلّ:قفا السیف والسکین الذی لیس بحادّ،وکَلَّ السیف والبصر وغیره من الشیء الحدید،یکلّ:لم یقطع.وانکلّ السیف:ذهب حدّه (لسان العرب:ج 11 ص 591« [4]کلل»).
4- عَرقَبَ الدابَّةَ:قطع عُرقوبها،العُرقوبُ:عَصَبٌ موتَّر خلف الکعبین (لسان العرب:ج 1 ص 594« عرقب»).
5- الصیاصی:الحصون،وکلّ شیء امتنع به وتحصّن به (لسان العرب:ج 7 ص 52« صوص»).

وبَرَکاتُهُ،فَهُوَ کَما وَصَفتَهُ بِالمُؤمِنینَ رَؤوفٌ رَحیمٌ،اللّهُمَّ أعطِهِ ما سَأَلَکَ وأَفضَلَ ما سُئِلتَ لَهُ،وأَفضَلَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ إلی یَومِ القِیامةِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

1419.فلاح السائل: ومِن تَعقیبِ صَلاةِ المَغرِبِ أیضاً ما یَختَصُّ بِها مِن رِوایَةِ مُعاوِیَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام فی تَعقیبِ الخَمسِ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ،وهُوَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ البَشیرِ النَّذیرِ،السِّراجِ المُنیرِ،الطُّهرِ الطّاهِرِ،الخَیرِ الفاضِلِ، خاتَمِ أنبِیائِکَ،وسَیِّدِ أصفِیائِکَ وخالِصِ أخِلّائِکَ،ذِی الوَجهِ الجَمیلِ،وَالشَّرفِ الأَصیلِ، وَالمِنبَرِ النَّبیلِ،وَالمَقامِ المَحمودِ،وَالمَنهَلِ المَشهودِ،وَالحَوضِ المَورودِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما بَلَّغَ رِسالَتَکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ،وعَبَدَکَ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،وصَلِّ عَلی آلِهِ الطّاهِرینَ الأَخیارِ،الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،الَّذینَ انتَجَبتَهُم لِدینِکَ،وَاصطَفَیتَهُم مِن خَلقِکَ،وَائتَمَنتَهُم عَلی وَحیِکَ،وجَعَلتَهُم خُزّانَ عِلمِکَ، وتَراجِمَةَ کَلِماتِکَ،وأَعلامَ نورِکَ،وحَفَظَةَ سِرِّکَ،وأَذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً.

اللّهُمَّ انفَعنا بِحُبِّهِم،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِم وتَحتَ لِوائِهِم،ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُم، وَاجعَلنی بِهِم عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِنَ المُقَرَّبینَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِالنَّهارِ بِقُدرَتِهِ،وجاءَ بِاللَّیلِ بِرَحمَتِهِ،خَلقاً جَدیداً وجَعَلَهُ لِباساً وسَکَناً،وجَعَلَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ آیَتَینِ؛لِیُعلَمَ بِهِما عَدَدُ السِّنینَ وَالحِسابُ.

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی إقبالِ اللَّیلِ وإدبارِ النَّهارِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَصلِح لی دینِیَ الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی فیها مَعیشَتی،وأَصلِح لی آخِرَتِی الَّتی إلَیها مُنقَلَبی،وَاجعَلِ الحَیاةَ

ص:259


1- .فلاح السائل:ص 420 ح 290، بحار الأنوار:ج 86 ص 102 ح 8.

زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ المَوتَ راحَةً لی مِن کُلِّ سوءٍ،وَاکفِنی أمرَ دُنیایَ وآخِرَتی بِما کَفَیتَ بِهِ أولِیاءَکَ وخِیَرَتَکَ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ،وَاصرِف عَنّی شَرَّهُما ووَفِّقنی لِما یُرضِیکَ عَنّی یا کَریمُ،أمسَیتُ وَالمُلکُ للّهِ ِ الواحِدِ القَهّارِ،وما فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ.

اللّهُمَّ إنّی وهذَا اللَّیلَ وَالنَّهارَ خَلقانِ مِن خَلقِکَ،فَاعصِمنی فیهِما بِقُوَّتِکَ،ولا تُرِهِما جُرَأةً مِنّی عَلی مَعاصیکَ،ولا رُکوباً مِنّی لِمَحارِمِکَ،وَاجعَل عَمَلی فیهِما مَقبولاً، وسَعیی مَشکوراً،ویَسِّر لی ما أخافُ عُسرَهُ،وسَهِّل لی ما صَعُبَ عَلَیَّ أمرُهُ،وَاقضِ لی فیهِ بِالحُسنی،وآمِنّی مَکرَکَ،ولا تَهتِک عَنّی سِترَکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تَحُل بَینی وبَینَ حَولِکَ وقُوَّتِکَ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،ولا إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ یا کَریمُ.

اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ حَتّی أعِیَ وَحیَکَ وأَتَّبِعَ کِتابَکَ،واُصَدِّقَ رُسُلَکَ واُؤمِنَ بِوَعدِکَ واُوفِیَ بِعَهدِکَ،وأَتَّبِعَ أمرَکَ وأَجتَنِبَ نَهیَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَصرِف عَنّی وَجهَکَ،ولا تَمنَعنی فَضلَکَ،ولا تَحرِمنی عَفوَکَ،وَاجعَلنی اوالی أولِیاءَکَ واُعادی أعداءَکَ،وَارزُقنِی الرَّهبَةَ مِنکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ،وَالخُشوعَ وَالوَقارَ وَالتَّسلیمَ لِأَمرِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ،وبَطنٍ لا یَشبَعُ،وعَینٍ لا تَدمَعُ،وقَلبٍ لا یَخشَعُ، وصِلاةٍ لا تُرفَعُ،وعَمَلٍ لا یَنفَعُ،ودُعاءٍ لا یُسمَعُ.

وأَعوذُ بِکَ مِن سوءِ القَضاءِ،ودَرَکِ الشَّقاءِ،وجَهدِ البَلاءِ،وشَماتَةِ الأَعداءِ،ومِن عَمَلٍ لا یُرضی.

وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالفَقرِ وَالقَهرِ وَالغَدرِ،ومِن ضیقِ الصَّدرِ،ومِن شَتاتِ الأَمرِ، ومِنَ الدّاءِ العُضالِ (1)،وغَلَبَةِ الرِّجالِ،وخَیبَةِ المُنقَلَبِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی النَّفسِ وَالدّینِ

ص:260


1- .الداءُ العُضالُ:المُنکَر الذی یأخذ مبادهةً ثمّ لا یلبث أن یقتل،وهو الذی یُعیی الأطبّاء عِلاجه (لسان العرب: ūج 11 ص 452«عضل»).

وَالأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،وعِندَ مُعایَنَةِ المَوتِ.

وأَعوذُ بِاللّهِ مِن إنسانِ سَوءٍ،وجارِ سَوءٍ،وقَرینِ سَوءٍ،ویَومِ سَوءٍ،وساعَةِ سَوءٍ، ومِن شَرِّ ما یَلِجُ فِی الأَرضِ (1)وما یَخرُجُ مِنها،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِن السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ (2)إلّاطارقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ دَابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقِیم،فَسَیَکفیکَهُمُ اللّهُ،وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً. (3)

1420.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ إذا صَلَّی المَغرِبَ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَفعَلُ ما یَشاءُ ولا یَفعَلُ ما یَشاءُ غَیرُهُ»اُعطِیَ خَیراً کَثیراً. (4)

1421.عنه علیه السلام: إذا صَلَّیتَ المَغرِبَ فَأَمِرَّ یَدَکَ عَلی جَبهَتِکَ وقُل:

«بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الهَمَّ وَالغَمَّ وَالحُزنَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (5)

1422.عنه علیه السلام: إذا أمسَیتَ وأَصبَحتَ،فَقُل فی دُبُرِ الفَریضَةِ فی صَلاةِ المَغرِبِ وصَلاةِ الفَجرِ:

«أستَعیذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ»عَشرَ مَرّاتٍ.

ص:261


1- .ما یلج فی الأرض:ما یدخل فیها من الهوامّ والحیوان (لسان العرب:ج 2 ص 399«ولج»).
2- فی الحدیث«أعوذ بک من طوارق اللیل إلّاطارقاً یطرق بخیر»سمّی الآتی باللّیل طارقاً لحاجته إلی دقّ الباب(لسان العرب:ج 10 ص 217« طرق»).
3- فلاح السائل:ص 424 ح 291، مصباح المتهجّد:ص 103، [3]المصباح للکفعمی:ص 58 [4] کلّها عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 86 ص 108 ح 9.
4- الکافی:ج 2 ص 545 ح 2 عن الصباح بن سیابة،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 115 ح 430،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 326 ح 957،بحار الأنوار:ج 86 ص 112 ح 12.
5- الکافی:ج 2 ص 549 ح 10 عن سعید بن یسار،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 115 ح 429 عن محمّد بن مروان،مصباح المتهجّد:ص 106 ح 178 [9] من دون إسنادٍ الی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 231 ح 55.

ثُمَّ قُل:

اکتُبا رَحِمَکُمَا اللّهُ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،أمسَیتُ وأَصبَحتُ بِاللّهِ مُؤمِناً،عَلی دینِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسُنَّتِهِ،وعَلی دینِ عَلِیٍّ عَلَیهِ السَّلامُ وسُنَّتِهِ،وعَلی دینِ فاطِمَةَ عَلَیهَا السَّلامُ وسُنَّتِها،وعَلی دینِ الأَوصِیاءِ [صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم] (1)وسُنَّتِهِم،آمَنتُ بِسِرِّهِم وعَلانِیَتِهِم،وبِغَیبِهِم وشَهادَتِهِم،وأَستَعیذُ بِاللّهِ فی لَیلَتی هذِهِ،ویَومی هذا،مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ وعَلِیٌّ وفاطِمَةُ وَالأَوصِیاءُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم،وأَرغَبُ إلَی اللّهِ فیما رَغِبوا فیهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)

1423.عنه علیه السلام: مَن قالَ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ النّافِلَةِ بَعدَ المَغرِبِ لَیلَةَ الجُمُعَةِ-وإن فَعَلَهُ کُلَّ لَیلَةٍ کانَ أفضَلَ-یَقولُ:

«اللّهُمَّ،إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وبِاسمِکَ العَظیمِ،ومُلکِکَ القَدیمِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَغفِرَ ذَنبِیَ العَظیمَ،إنَّهُ لا یَغفِرُ العَظیمُ إلَّاالعَظیمُ»سَبعَ مَرّاتٍ.

فَإِذا قالَهُ انصَرَفَ وقَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ. (3)

1424.عنه علیه السلام: إذا صَلَّیتَ المَغرِبَ وَالغَداةَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»سَبعَ مَرّاتٍ؛فَإِنَّهُ مَن قالَها لَم یُصِبهُ جُذامٌ ولا بَرَصٌ ولا جُنونٌ،ولا سَبعونَ نَوعاً مِن أنواعِ البَلاءِ. (4)

ص:262


1- .الزیادة من الطبعة الاُخری للمصدر وبحار الأنوار.
2- فلاح السائل:ص 407 ح 277 عن محمّد بن عجلان،بحار الأنوار:ج 86 ص 96 ح 5.
3- فلاح السائل:ص 415 ح 287،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 424 ح 1251،الخصال:ص 393 ح 95 کلّها عن عبد اللّه بن سنان،مصباح المتهجّد:ص 99 ح 165 [5] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 91 ح 10.
4- الکافی:ج 2 ص 528 ح 20 عن أبی بصیر و ح 28 عن سماعة،الأمالی للطوسی:ص 415 ح 935 [8]عن محمّد بن مسلم،مصباح المتهجّد:ص 98 [9] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،فلاح السائل:ص 409 ح 279 عن سعید بن إسماعیل بن همّام عن الإمام الرضا عن الإمام علیّ علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 132 ح 9.

1425.الکافی عن سعد بن زید: قالَ أبُو الحَسنِ علیه السلام (1):إذا صَلَّیتَ المَغرِبَ فَلا تَبسُط رِجلَکَ،ولا تَکَلَّم أحَداً،حَتّی تَقولَ مِئَةَ مَرَّةٍ:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»،ومِئَةَ مَرَّةٍ فِی الغَداةِ،فَمَن قالَها دَفَعَ اللّهُ عَنهُ مِئَةَ نَوعٍ مِن أنواعِ البَلاءِ، أدنی نَوعٍ مِنهَا البَرَصُ وَالجُذامُ وَالشَّیطانُ وَالسُّلطانُ. (2)راجع:ص216 ح1373 وص218 ح1380 وص221-222 ح1385 و1387 و1390 وص485 (دعاء العشرات).

13/19الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ

1426.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ بَعدَ صَلاةِ عِشاءِ الآخِرَةِ الدُّعاءُ المُختَصُّ بِهذِهِ الفَریضَةِ مِن أدعِیَةِ مَولانا عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام المُختَصَّةِ بِالخَمسِ المَفروضاتِ،وهُوَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی (3)بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرام،وَاغفِر لی بِقُدرَتِکَ عَلَیَّ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن جَورِ کُلِّ جائِرٍ،وحَسَدِ کُلِّ حاسِدٍ،وبَغیِ کُلِّ باغٍ.

اللّهُمَّ احفَظنی فی نَفسی وأَهلی ومالی وجَمیعِ ما خَوَّلتَنی مِن نِعَمِکَ،اللّهُمَّ تَوَلَّنی فیما عِندَکَ مِمّا غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فیما حَضَرتُهُ،یا من لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ ولا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ،اغِفر لی ما لا یَضُرُّکَ،وأَعطِنی ما لا یَنقُصُکَ،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَرَجاً قَریباً،وصَبراً جَمیلاً،ورِزقاً واسِعاً،وَالعَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمّدٍ،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ ولِلمُؤمِنینَ

ص:263


1- .هو الإمام الکاظم أو الإمام الرّضا علیهما السلام.
2- الکافی:ج 2 ص 531 ح 29، عدّة الداعی:ص 261، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 101 ح 6.
3- یضع اللّه علیه کَنَفهُ:أی رحمَتَه وِبرَّهُ،وهو تمثیل لجعله تحت ظلّ رحمته یوم القیامة (لسان العرب:ج 9ص 308« کنف»).

وَالمُؤمِناتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن یُکثِرُ ذِکرَکَ ویُتابِعُ شُکرَکَ، ویَلزَمُ عِبادَتَکَ ویُؤَدّی أمانَتَکَ.

اللّهُمَّ طَهِّر لِسانی مِنَ الکَذِبِ،وقَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،وبَصَری مِنَ الخِیانَةِ،إنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ.

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظَلَّت،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما أقَلَّت،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَت،ورَبَّ کُلِّ شَیءٍ وإلهَ کُلِّ شیءٍ،وأَوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَ کُلِّ شَیءٍ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وإلهَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَتَولّانِی بِرَحمَتِکَ،وتَشمَلَنی بِعافِیَتِکَ،وتُسعِدَنی بِمَغفِرَتِکَ،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ أحَداً مِن خَلقِکَ.اللّهُمَّ إلَیکَ فَقَرِّبنی،وعَلی حُسنِ الخُلُقِ فَقَوِّمنی،ومِن شَرِّ شَیاطینِ الجِنِّ وَالإِنسِ فَسَلِّمنی،وفی آناءِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ فَاحرُسنی،وفی أهلی ومالی ووُلدی وإخوانی وجَمیعِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ فَاحفَظنی،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ ولِسائِرِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا رَبَّ الباقِیاتِ الصّالِحاتِ،إنّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا نِعمَ المَولی ونِعمَ النَّصیرُ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَواتُهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ وعِترَتِهِ الطّاهِرینَ. (1)

1427.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ أیضاً بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ الدُّعاءُ المُختَصُّ بِهذِهِ الفَریضَةِ مِن أدعِیَةِ مَولاتِنا فاطِمَةَ علیها السلام عَقیبَ الخَمسِ المَفروضاتِ،وهُوَ:

سُبحانَ مَن تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ،سُبحانَ مَن ذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ،سُبحانَ مَن خَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِأَمرِهِ ومُلکِهِ،سُبحانَ مَنِ انقادَت لَهُ الاُمورُ بِأَزِمَّتِها،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ، الحَمدُ للّهِ ِ سامِکِ السَّماءِ،وساطِحِ الأَرضِ،وحاصِرِ البِحارِ،وناضِدِ (2)الجِبالِ،وبارِئِ

ص:264


1- .فلاح السائل:ص 438 ح 302، بحار الأنوار:ج 86 ص 113 ح 1.
2- نَضَدَ الشیءَ:جعل بعضه علی بعض مُتَّسِقاً (لسان العرب:ج 3 ص 424« نضد»).

الحَیَوانِ،وخالِقِ الشَّجَرِ،وفاتِحِ یَنابیعِ الأَرضِ،ومُدَبِّرِ الاُمورِ،ومُسَیِّرِ السَّحابِ، ومُجرِی الرّیحِ وَالماءِ وَالنّارِ مِن أغوارِ الأَرضِ،مُتَصادِعاتٍ (1)فِی الهَواءِ،ومُهبِطِ الحَرِّ وَالبَردِ،الَّذی بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،وبِشُکرِهِ تُستَوجَبُ الزِّیاداتُ،وبِأَمرِهِ قامَتِ السَّماواتُ،وبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرّاسِیاتُ (2)،وسَبَّحَتِ الوُحوشُ فِی الفَلَواتِ،وَالطَّیرُ فِی الوُکُناتِ (3).

الحَمدُ للّهِ ِ رَفیعِ الدَّرَجاتِ،مُنزِلِ الآیاتِ،واسِعِ البَرَکاتِ،ساتِرِ العَوراتِ،قابِلِ الحَسَناتِ،مُقیلِ العَثَراتِ،مُنَفِّسِ الکُرُباتِ،مُنزِلِ البَرَکاتِ،مُجیبِ الدَّعَواتِ،مُحیِی الأَمواتِ،إلهِ مَن فِی الأَرضِ وَالسَّماواتِ.

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ حَمدٍ وذِکرٍ،وشُکرٍ وصَبرٍ،وصَلاةٍ وزَکاةٍ،وقِیامٍ وعِبادَةٍ،وسَعادَةٍ وبَرَکَةٍ وزِیادَةٍ،ورَحمَةٍ ونِعمَةٍ،وکَرامَةٍ وفَریضَةٍ،وسَرّاءَ وضَرّاءَ،وشِدَّةٍ ورَخاءٍ، ومُصیبَةٍ وبَلاءٍ،وعُسرٍ ویُسرٍ،وغَناءٍ وفَقرٍ،وعَلی کُلِّ حالٍ،وفی کُلِّ أوانٍ وزَمانٍ،وکُلِّ مَثویً ومُنقَلَبٍ ومُقامٍ.

اللّهُمَّ إنّی عائِذٌ بِکَ فَأَعِذنی،ومُستَجیرٌ بِکَ فَأَجِرنی،ومُستَعینٌ بِکَ فَأَعِنّی، ومُستَغیثٌ بِکَ فَأَغِثنی،وداعِیکَ فَأَجِبنی،ومُستَغفِرُکَ فَاغفِر لی،ومُستَنصِرُکَ فَانصُرنی، ومُستَهدیکَ فَاهدِنی،ومُستَکفیکَ فَاکفِنی،ومُلتَجٍ إلَیکَ فَآوِنی،ومُتَمَسِّکٌ بِحَبلِکَ فَاعصِمنی،ومُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ فَاکفِنی،وَاجعَلنی فی عِیاذِکَ (4)وجِوارِکَ وحِرزِکَ،وکَهفِکَ وحِیاطَتِکَ،وحِراسَتِکَ وکِلاءَتِکَ (5)،وحُرمَتِکَ وأَمنِکَ،وتَحتَ ظِلِّکَ،وتَحتَ جَناحِکَ،

ص:265


1- .فی الطبعة المعتمدة:«متصاعدات»وهو تصحیف ظاهر،والتصویب من الطبعة الاُخری للمصدر.وجَبَلٌ صادعٌ:ذاهب فی الأرض طولاً وکذلک سبیل صادعٌ ووادٍ صادعٌ (لسان العرب:ج 4 ص 358«صدع»).
2- جبال راسیات:الثوابت الرواسخ (لسان العرب:ج 14 ص 321« رسا»).
3- الوُکنات:جمع وُکْنَةٍ وهی عُشُّ الطائر ووکره (النهایة:ج 5 ص 222« وکن»).
4- فی الطبعة المعتمدة:«عبادک»،والتصویب من بحار الأنوار.
5- کلاک اللّه کلاءةً:أی حفظک وحرسک (لسان العرب:ج 1 ص 145« کلأ»).

وَاجعَل عَلَیَّ واقِیَةً مِنکَ،وَاجعَل حِفظَکَ وحِیاطَتَکَ وحِراسَتَکَ وکِلاءَتَکَ مِن وَرائی وأَمامی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی وَحَوالیَّ،حَتّی لا یَصِلَ أحَدٌ مِنَ المَخلوقینَ إلی مَکروهی وأَذایَ،بِحَقِّ لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ اکفِنی حَسَدَ الحاسِدینَ،وبَغیَ الباغینَ،وکَیدَ الکائِدینَ،ومَکرَ الماکِرینَ، وحیلَةَ المُحتالینَ،وغیلَةَ المُغتالینَ (1)،وغیبَةَ المُغتابینَ،وظُلمَ الظّالِمینَ،وجَورَ الجائِرینَ،وَاعتِداءَ المُعتَدینَ،وسَخَطَ المُسخِطینَ،وتَشَحُّبَ المُتَشَحِّبینَ (2)،وصَولَةَ الصّائِلینَ،وَاقتِسارَ المُقتَسِرینَ (3)وغَشمَ الغاشِمینَ،وخَبطَ الخابِطینَ (4)وسِعایَةَ السّاعینَ، ونَمیمَةَ النّامّینَ (5)،وسِحرَ السَّحَرَةِ وَالمَرَدَةِ وَالشَّیاطینِ،وجَورَ السَّلاطینِ،ومَکروهَ العالَمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ الطَیِّبِ الطّاهرِ،الَّذی قامَت بِهِ السَّماواتُ وَالأَرضُ، وأَشرَقَت لَهُ الظُّلَمُ،وسَبَّحَت لَهُ المَلائِکَةُ،ووَجِلَت مِنهُ القُلوبُ،وَخَضَعَت لَه الرِّقابُ، وأَحیَیتَ بِهِ المَوتی،أن تَغفِرَ لی کُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ فِی ظُلَمِ اللَّیلِ وضَوءِ النَّهارِ،عَمداً أو خَطَأً،سِرّاً أو عَلانِیَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً وهَدیاً ونوراً وعِلماً وفَهماً،حَتّی اقیمَ کِتابَکَ،واُحِلَّ حَلالَکَ،واُحَرِّمَ حَرامَکَ،واُؤَدِّیَ فَرائِضَکَ،واُقیمَ سُنَّةَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی

ص:266


1- .الغیلة بالکسر:الاغتیال،یقال:قتله غیلة،وهو أن یخدعه فیذهب به إلی موضع،فإذا صار إلیه قتله (الصحاح:ج 5 ص 1787« غیل»).
2- فی الطبعة المعتمدة:«تسخبّ المستخبّین»وهو تصحیف ظاهر.وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. وفی الطبعة الاُخری:«تسحب المتسحّبین».وفی بحار الأنوار:« [3]تشحّب المتشحّبین».قال العلامة المجلسی:«تشحّب المتشحّبین،أی تغیّر المتغیّرین.وفی بعض النسخ بالسین المهملة من سحبه-کمنعه-:جرّه علی وجه الأرض،ولعلّ فیه تصحیفاً».
3- فی حدیث علیّ علیه السلام«مربوبون اقتساراً»وهو القهر والغلبة (لسان العرب:ج 5 ص 92« قسر»).
4- الخبط:کلّ سیر علی غیر هدی (لسان العرب:ج 7 ص 282« خبط»).
5- فی الطبعة المعتمدة:«نمامة النّمّامین»والتصویب من بحار الأنوار.

اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ.

اللّهُمَّ ألحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی،وَاجعَلنی مِن صالِحِ مَن بَقِیَ،وَاختِم لی عَمَلی بِأَحسَنِهِ،إنّکَ غَفورٌ رَحیمٌ.اللّهُمَّ إذا فَنِیَ عُمُری وتَصَرَّمَت أیّامَ حَیاتی،وکانَ لا بُدَّ لی مِن لِقائِکَ،فَأَسأَ لُکَ یا لَطیفُ أن تُوجِبَ لی مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً یَغبِطُنی بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ.

اللّهُمَّ اقبَل مِدحَتی وَالتِهافی (1)،وَارحَم ضَراعَتی وهُتافی،وإقراری عَلی نَفسی وَاعتِرافی،فَقَد أسمَعتُکَ صَوتی فِی الدّاعینَ،وخُشوعی فِی الضّارِعینَ،وَمِدحَتی فِی القائِلینَ،وتَسبِیحی فِی المادِحینَ،وأَنتَ مُجیبُ المُضطَرّینَ،ومُغیثُ المُستَغیثینَ، وغِیاثُ المَلهوفینَ،وحِرزُ الهارِبینَ،وصَریخُ المُؤمِنینَ،ومُقیلُ المُذنِبینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَی البَشیرِ النَّذیرِ وَالسِّراجِ المُنیرِ،وعَلی جَمیعِ المَلائِکَةِ وَالنَّبِیّینَ.

اللّهُمَّ داحِیَ المَدحُوّاتِ (2)،وبارِئَ المَسموکاتِ (3)،وجَبّالَ القُلوبِ عَلی فِطرَتِها،شَقِیِّها وسَعیدِها،اجعَل شَرائِفَ صَلَواتِکَ،ونَوامِیَ بَرَکاتِکَ،وکَرائِمَ تَحِیّاتِکَ (4)،عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ،القائِمِ بِحُجَّتِکَ،وَالذّابِّ عَن حَرَمِکَ،وَالصّادِعِ بِأَمرِکَ،وَالمُشَیِّدِ بِآیاتِکَ،وَالموفی لِنَذرِکَ.اللّهُمَّ فَأَعطِهِ بِکُلِّ فَضیلَةٍ مِن فَضائِلِهِ،نَقیبَةٍ مِن مَناقِبِهِ،وحالٍ مِن أحوَالِهِ،ومَنزِلَةٍ مِن مَنازِلِهِ،رَأَیتَ مُحَمَّداً لَکَ فِیها ناصِراً،وعَلی کُلِّ مَکروهِ بَلائِکَ صابِراً،ولِمَن عاداکَ مُعادِیاً،ولِمَن والاکَ مُوالِیاً،وعَمّا کَرِهتَ نائِیاً، وإلی ما أحبَبتَ داعِیاً،فَضائِلَ مِن جَزائِکَ،وخَصائِصَ من عَطائِکَ،وحَبائِکَ (5)تُسنی بِها

ص:267


1- .لَهَّفَتْ:أی استغاثتْ (لسان العرب:ج 9 ص 322« لهف»).
2- فی حدیث علیّ علیه السلام:«اللّهُمَّ داحی المدحوّات»أیّ باسط الأرضین وموسّعها (لسان العرب:ج 14 ص 251« دحا»).
3- جاء فی حدیث علیّ علیه السلام«اللّهُمَّ بارئ المسموکات السبع وربّ المدحُوّات»فالمسموکات:السماوات السبع،والمدحوّات:الأرضون (لسان العرب:ج 10 ص 444« سمک»).
4- فی الطبعة المعتمدة:«رأفة تحیّتک»،والتصویب من بحار الأنوار. وفی الطبعة الاُخری:«روافه تحیّاتک».
5- الحبائک:الطُّرق،یعنی بها السماوات؛لأنّ فیها طرق النُّجوم،ومنه قوله تعالی (وَ السَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُکِ) ū [ الذاریات:7 ] ( النهایة:ج 1 ص 332« [6]حبک»).

أمرَهُ،وتُعلی بِها دَرَجَتَهُ مَعَ القُوّامِ بِقِسطِکَ وَالذّابّینَ عَن حَرَمِکَ،حَتّی لا یَبقی سَناءٌ ولا بَهاءٌ ولا رَحمَةٌ ولا کَرامَةٌ،إلّاخَصَصتَ مُحَمَّداً بِذلِکَ،وآتَیتَهُ مِنهُ الذُّری،وبَلَّغتَهُ المَقاماتِ العُلی،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ،إنّی أستَودِعُکَ دینی ونَفسی وجَمیعَ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وَاجعَلنی فی کَنَفِکَ وحِفظِکَ وعِزِّکَ ومَنعِکَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،حَسبی أنتَ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ونِعمَ الوَکیلُ، «رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 1 ، «رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً» 2 ، «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» 3 ،رَبَّنا إنَّنا آمَنّا «فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 4 ، «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ» 5 ،رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیمَاً. (1)

1428.فلاح السائل عن عبید بن زرارة: حَضَرتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وشَکا إلَیهِ رَجُلٌ مِن شیعَتِهِ الفَقرَ وضیقَ المَعیشَةِ،وأَنَّهُ یَجولُ فی طَلَبِ الرِّزقِ البُلدانَ،فَلا یَزدادُ إلّافَقراً.

ص:268


1- فلاح السائل:ص 440 ح 303، بحار الأنوار:ج 86 ص 115 ح 2.

فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَقُل-وأَنتَ مُتَأَنٍّ-:

اللّهُمَّ إنَّهُ لَیسَ لی عِلمٌ بِمَوضِعِ رِزقی،وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلی قَلبی،فَأَجولُ فی طَلَبِهِ البُلدانَ،فَأَنَا فیما أنَا طالِبٌ کَالحَیرانِ،لا أدری أفی سَهلٍ هُوَ أم فی جَبَلٍ،أم فی أرضٍ أم فی سَماءٍ،أم فی بَرٍّ أم فی بَحرٍ،وعَلی یَدَی مَن،ومِن قِبَلِ مَن،وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَهُ عِندَکَ وأَسبابَهُ بِیَدِکَ،وأَنتَ الَّذی تَقسِمُهُ بِلُطفِکَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِکَ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل یا رَبِّ رِزقَکَ لی واسِعاً،ومَطلَبَهُ سَهلاً،ومَأخَذَهُ قَریباً،ولا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،فَإِنَّکَ غَنِیٌّ عَن عَذابی وأَ نَا فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وجُد عَلی عَبدِکَ بِفَضلِکَ،إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ.

قالَ عُبَیدُ بنُ زُرارَةَ:فَما مَضَت بِالرَّجُلِ مُدَیدَةٌ حَتّی زالَ عَنهُ الفَقرُ وحَسُنَت حالُهُ. (1)

1429.الإمام الصادق علیه السلام: یَقولُ بَعدَ العِشاءَینِ:

اللّهُمَّ بِیَدِکَ مَقادیرُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومَقادیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومَقادیرُ المَوتِ وَالحَیاةِ، ومَقادیرُ الشَّمسِ وَالقَمَرِ،ومَقادیرُ النَّصرِ وَالخِذلانِ،ومَقادیرُ الغِنی وَالفَقرِ.[اللّهُمَّ،بارِک لی فی دینی ودُنیایَ،وفی جَسَدی وأَهلی ووَلَدی] (2)،اللّهُمَّ ادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ، وَاجعَل مُنقَلَبی إلی خَیرٍ دائِمٍ ونَعیمٍ لا یَزولُ. (3)

1430.فلاح السائل: ومِنَ المُهِمّاتِ أیضاً بَعدَ صَلاةِ عِشاءِ الآخِرَةِ الدُّعاءُ المُختَصُّ بِهذِهِ الفَریضَةِ مِن أدعِیَةِ مَولانَا الصّادِقِ علیه السلام الَّذی رَواهُ مُعاوِیَةُ بنُ عَمّارٍ عَقیبَ الصَّلَواتِ،وهُوَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً تُبَلِّغُنا بِها رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وتُنجینا بِها مِن سَخَطِکَ وَالنّارِ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَرِنِی الحَقَّ حَقّاً حَتّی أتَّبِعَهُ،وأَرِنِی الباطِلَ باطِلاً حَتّی أجتَنِبَهُ،ولا تَجعَلهُما عَلَیَّ مُتَشابِهَینِ،فَأَتَّبِعَ

ص:269


1- .فلاح السائل:ص 447 ح 305، مصباح المتهجّد:ص 109، [2]بحار الأنوار:ج 86 ص 124 ح 5.
2- الزیادة من الکافی.
3- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 115 ح 432،الکافی:ج 2 ص 545 ح 3 والحدیث فیه مرفوع،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 326 ح 958،بحار الأنوار:ج 86 ص 125 ح 7.

هَوایَ بِغَیرِ هُدیً مِنکَ،وَاجعَل هَوایَ تَبَعاً لِرِضاکَ وطاعَتِکَ،وخُذ لِنَفسِکَ رِضاها مِن نَفسی،وَاهدِنی لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ،إنّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وَتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ، وتُجیرُ ولا یُجارُ عَلَیکَ،تَمَّ نورُکَ اللّهُمَّ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَستُرُ وتَغفِرُ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ بِالکَرَمِ وَالجودِ،لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ، لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَارحَمنی وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فاغفِر لی یا خَیرَ الغافِرینَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،لا إلهَ إلَّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،سُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا یَصِفونَ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبَیِّتنی مِنکَ فی عافیَةٍ،وصَبِّحنی مِنکَ فی عافیَةٍ، وَاستُرنی مِنکَ بِالعافیَةِ،وَارزُقنی تَمامَ العافیَةِ،ودَوامَ العافیَةِ،وَالشُّکرَ عَلَی العافیَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ نَفسی ودینی،وأَهلی ومالی ووُلدی،وأَهلَ حُزانَتی (1)،وکُلَّ نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی فی کَنَفِکَ وأَمنِکَ،وکِلاءَتِکَ وحِفظِکَ، وحِیاطَتِکَ وکِفایَتِکَ،وسَترِکَ وذِمَّتِکَ،وجِوارِکَ ووَدائِعِکَ،یا مَن لا تَضیعُ وَدائِعُهُ،ولا یَخیبُ سائِلُهُ،ولا یَنفَدُ ما عِندَهُ.اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ (2)بِکَ فی نُحورِ أعدَائی،وکُلِّ مَن کادَنی وبَغی عَلَیَّ،اللّهُمَّ مَن أرادَنا فَأَرِدهُ،ومَن کادَنا فَکِدهُ،وَمَن نَصَبَ لَنا فَخُذهُ یا رَبِّ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ.

ص:270


1- .الحُزانةُ:عیال الرجل الذین یتحزّن بأمرهم،والحَزَنُ:هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ (لسان العرب:ج 13 ص 112).
2- فی الحدیث:«اللّهُمَّ إنّی أدرأ بک فی نحورهم»أی أدفع بک لتکفینی أمرهم (لسان العرب:ج 1 ص 72« درأ»).

اللّهُمَّ،صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاصرِف عَنّی مِن جَمیعِ البَلِیّاتِ وَالآفاتِ وَالعاهاتِ، وَالنِّقَمِ ولُزومِ السُّقمِ،وزَوالِ النِّعَمِ وعَواقِبِ التّلَفِ،ما طغی بِهِ الماءُ لِغَضَبِکَ.وما عَتَت (1)بِهِ الرّیحُ عَن أمرِکَ،وما أعلَمُ وما لاَ أعلَمُ،وما أخافُ وما لا أخافُ،وما أحذَرُ وما لا أحذَرُ، وما أنتَ بِهِ أعلَمُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی محُمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وفَرِّج هَمّی،ونَفِّس غَمّی،وسُلَّ حُزنی،وَاکفِنی ما ضاقَ بِهِ صَدری،وعیلَ (2)بِهِ صَبری،وقَلَّت فیهِ حیلَتی،وضَعُفَت عَنهُ قُوَّتی،وعَجَزَت عَنهُ طاقَتی،ورَدَّتنی فیهِ الضَّرورَةُ عِندَ انقِطاعِ الآمالِ،وخَیبَةِ الرِّجاءِ مِنَ المَخلوقینَ إلَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاکفِنیهِ یا کافِیاً مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ،اکفِنی کُلَّ شَیءٍ حَتّی لا یَبقی شَیءٌ یا کَریمُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحرَامِ،وزِیارَةَ قَبرِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ مَعَ التَّوبَةِ وَالنَّدَمِ،اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ نَفسی ودینی،وأَهلی ومالی،ووُلدی وإخوانی،وأَستَکفیکَ ما أهَمَّنی وما لَم یُهِمُّنی،أسأَ لُکَ بِخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،الَّذی لا یَمُنُّ بِهِ سِواکَ یا کَریمُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّی صَلاةً کانَت عَلَی المُؤمِنینَ کِتاباً مَوقوتاً. (3)

ص:271


1- .العاتی:الشدید الدخول فی الفساد (لسان العرب:ج 15 ص 27« عتا»).
2- عیل صبره:أی غُلِبَ وغُیّر عمّا کان علیه (لسان العرب:ج 11 ص 483« عول»).
3- فلاح السائل:ص 444 ح 304، [3]مصباح المتهجّد:ص 111 ح 189، [4]المصباح للکفعمی:ص 62 [5] وکلّها عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 86 ص 119 ح 3، [6]وزاد فی فلاح السائل: [7]ثمّ اسجد سجدة الشکر إن شئت الآن،وإن شئت بعد صلاة الوتیرة وبعد تعقیبهما بحسب ما یفتحه اللّه جلّ جلاله علیک من الإمکان،وقل:«اللّهُمَّ أنت أنت،انقطع الرجاء إلّامنک منک منک،یا أحد من لا أحد له،یا أحد من لا أحد له،یا أحد من لا أحد له غیرک،یا من لا یزیده کثرة الدعاء [العطاء] إلّاکرماً وجوداً،یا من لا یزیده کثرة الدعاء إلّاکرماً وجوداً،صلّ علی محمّد وأهل بیته،صلّ علی محمّد وأهل بیته،صلّ علی محمّد وأهل بیته»،وسل حاجتک. ثمّ تضع خدّک الأیمن علی الأرض فتقول مثل ذلک،وتضع خدّک الأیسر وتقول مثل ذلک،ثمّ تعید جبهتک إلی الأرض وتسجد فتقول مثل ذلک.

ص:272

الفَصلُ العشرون:دَعَواتُ صَلاةِ اللَّیلِ وما یَتَعَلَّقُ بِإِحیاءِ اللَّیلِ

1/20الحَثُّ الأَکیدُ عَلَی الصَّلاةِ وَالدُّعاءِ فی جَوفِ اللَّیلِ

الکتاب

«تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ». (1)

الحدیث

1431.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ العَبدَ إذا تَخَلّی بِسَیِّدِهِ فی جَوفِ اللَّیلِ المُظلِمِ وناجاهُ،أثبَتَ اللّهُ النّورَ فی قَلبِهِ،فَإِذا قالَ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»ناداهُ الجَلیلُ جَلَّ جَلالُهُ:«لَبَّیکَ عَبدی سَلنی اعطِکَ، وتَوَکَّل عَلَیَّ أکفِکَ».

ثُمَّ یَقولُ جَلَّ جَلالُهُ لِمَلائِکَتِهِ:

یا مَلائِکَتی،انظُروا إلی عَبدی فَقَد تَخَلّی بی فی جَوفِ اللَّیلِ المُظلِمِ،وَالبَطّالونَ لاهونَ،وَالغافِلونَ نِیامٌ،اِشهَدوا أنّی قَد غَفَرتُ لَهُ. (2)

ص:273


1- .السجدة:16 و 17.
2- الأمالی للصدوق:ص 354 ح 432 عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مشکاة الأنوار:ص 450 ح 1509، [3]روضة الواعظین:ص 488، [4]بحار الأنوار:ج 38 ص 99 ح 18.

1432.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ فیما ناجَی اللّهُ عز و جل بِهِ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام أن قالَ لَهُ:

یَابنَ عِمرانَ ! کَذَبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ یُحِبُّنی فَإِذا جَنَّهُ (1)اللَّیلُ نامَ عَنّی؛ألَیسَ کُلُّ مُحِبٍّ یُحِبُّ خَلوَةَ حَبیبِهِ؟! ها أنَا ذا-یَابنَ عِمرانَ-مُطَّلِعٌ عَلی أحِبّائی،إذا جَنَّهُمُ اللَّیلُ حَوَّلتُ أبصارَهُم مِن قُلوبِهِم،ومَثَّلتُ عُقوبَتی بَینَ أعیُنِهِم،یُخاطِبُونّی عَنِ المُشاهَدَةِ، ویُکَلِّمُونّی عَنِ الحُضورِ.

یَابنَ عِمرانَ ! هَب لی مِن قَلبِکَ الخُشوعَ،ومِن بَدَنِکَ الخُضوعَ،ومِن عَینَیکَ الدُّموعَ فی ظُلَمِ اللَّیلِ،وَادعُنی؛فَإِنَّکَ تَجِدُنی قَریباً مُجیباً. (2)

1433.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: رَکعَتانِ یَرکَعُهُمَا العَبدُ فی جَوفِ اللَّیلِ،خَیرٌ لَهُ مِنَ الدُّنیا وما فیها،ولَو لا أن أشُقَّ عَلی امَّتی لَفَرَضتُهُما عَلَیهِم. (3)

1434.عنه صلی الله علیه و آله: عَلَیکُم بِقِیامِ اللَّیلِ فَإِنَّهُ دَأبُ الصّالِحینَ قَبلَکُم،وإنَّ قِیامَ اللَّیلِ قُربَةٌ إلَی اللّهِ عز و جل، ومَنهاةٌ عَنِ الإِثمِ،وتَکفیرٌ لِلسَّیِّئاتِ،ومَطرَدَةٌ لِلدّاءِ عَنِ الجَسَدِ. (4)

1435.عنه صلی الله علیه و آله: لا بُدَّ مِن قِیامِ اللَّیلِ ولَو قَدرَ حَلبِ شاةٍ. (5)

1436.عنه صلی الله علیه و آله: یُنادی مُنادٍ کُلَّ لَیلَةٍ:هَل مِن داعٍ فَیُستَجابَ لَهُ؟هَل مِن سائِلٍ فَیُعطی؟هَل مِن مُستَغفِرٍ فَیُغفَرَ لَهُ؟حَتّی یَنفَجِرَ الفَجرُ. (6)

ص:274


1- .جَنَّهُ اللیلُ:إذا أظلم حتّی یستره بظلمته (لسان العرب:ج 13 ص 92« جنن»).
2- الأمالی للصدوق:ص 438 ح 577 عن المفضّل بن عمر،روضة الواعظین:ص 361، [3]بحار الأنوار:ج 13 ص 329 ح 7 [4] وراجع أعلام الدین:ص 263 [5] وإرشاد القلوب:ص 93 [6] وربیع الأبرار:ج 2 ص 95 وعیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 300.
3- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 89 ح 156 عن حسّان بن عطیة،کنز العمّال:ج 7 ص 785 ح 21405.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 552 ح 3549،السنن الکبری:ج 2 ص 707 ح 4650، تاریخ بغداد:ج 7 ص 187 الرقم 3638، [9]تاریخ دمشق:ج 60 ص 90 ح 12404 کلّها عن بلال،التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 27 ح 1 وفیه«مکفّر»بدل«تکفیر»،کنز العمّال:ج 7 ص 786 ح 21409.
5- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 34 ح 11 عن قتادة،المعجم الأوسط:ج 4 ص 251 ح 4114 عن جابر،اُسد الغابة:ج 1 ص 343 الرقم 348 عن أیاس بن معاویة وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 784 ح 21395.
6- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 491 ح 16280 و ج 6 ص 271 ح 17932 و 17937 کلّها عن عثمان بن أبی العاص.

1437.المعجم الأوسط عن سمرة بن جندب: أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن نُصَلِّیَ مِنَ اللَّیلِ ما قَلَّ أو کَثُرَ،وأَن نَجعَلَ آخِرَ ذلِکَ وَتراً. (1)

1438.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا رَجُلٌ یَقومُ مِنَ اللَّیلِ بِعَشرِ آیاتٍ فَیُصبِحُ وقَد کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها مِئَةَ حَسَنَةٍ؟ ألا رَجُلٌ صالِحٌ یوقِظُ امرَأَتَهُ مِنَ اللَّیلِ فَإِن قامَت وإلّا نَضَحَ فی وَجهِهَا الماءَ فَقاما للّهِ ِ ساعَةً؟ألا امرَأَةٌ صالِحَةٌ توقِظُ زَوجَها مِنَ اللَّیلِ فَإِن قامَ وإلّا نَضَحَت فی وَجهِهِ الماءَ ثُمَّ قاما للّهِ ِ ساعَةً مِنَ اللَّیلِ؟ (2)

1439.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ فِی اللَّیلِ لَساعَةً لا یُوافِقُها رَجُلٌ مُسلِمٌ (3)یَسأَلُ اللّهَ خَیراً مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّا أعطاهُ إیّاهُ،وذلِکَ کُلَّ لَیلَةٍ. (4)

1440.مسند ابن حنبل عن عثمان بن أبی العاص: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:کانَ لِداوودَ نَبِیِّ اللّهِ علیه السلام مِنَ اللَّیلِ ساعَةٌ یوقِظُ فیها أهلَهُ،فَیَقولُ:یا آلَ داوودَ قوموا فَصَلّوا،فَإِنَّ هذِهِ ساعَةٌ یَستَجیبُ اللّهُ فیهَا الدُّعاءَ إلّالِساحِرٍ أو عَشّارٍ. (5)

1441.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَت امُّ سُلَیمانَ بنِ داوودَ لِسُلَیمانَ علیه السلام:یا بُنَیَّ إیّاکَ وکَثرَةَ النَّومِ بِاللَّیلِ،فَإِنَّ کَثرَةَ النَّومِ بِاللَّیلِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقیراً یَومَ القِیامَةِ. (6)

ص:275


1- .المعجم الأوسط:ج 4 ص 131 ح 3792،المعجم الکبیر:ج 7 ص 246 ح 7001 و 7002،التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 108-109 ح 218،التاریخ الکبیر:ج 1 ص 26 الرقم 29 کلّها نحوه.
2- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 131 ح 280،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 40 ح 19846 ولیس فیه ذیله من«ألا امرأة صالحة...».
3- فی الدرّ المنثور (ج 6 ص 271) نقلاً عن عبد بن حُمید عن قتادة وفیه«...رجل مسلم یصلّی فیها یسأل...».
4- صحیح مسلم:ج 1 ص 521 ح 166،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 118 ح 14752، صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 301 ح 2561،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 469 ح 2277 کلّها عن جابر نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 744 ح 21198؛الدعوات:ص 35 ح 81.
5- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 492 ح 16281، المعجم الکبیر:ج 9 ص 55 ح 8374،الدعاء للطبرانی:ص 61 ح 139 کلاهما نحوه،تاریخ دمشق:ج 50 ص 275،کنز العمّال:ج 2 ص 112 ح 3396.
6- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 556 ح 4913،الخصال:ص 28 ح 99 کلاهما عن جابر،بحار الأنوار:ج 14 ص 134 ح 8؛ سنن ابن ماجة:ج 1 ص 422 ح 1332،المعجم الصغیر:ج 1 ص 121،تاریخ دمشق:ج 22 ص 277 و ص 276 ح 4941 کلّها عن جابر،کنز العمّال:ج 7 ص 782 ح 21389.

1442.الإمام الباقر علیه السلام: یُنادی مُنادٍ حینَ یَمضی ثُلُثُ اللَّیلِ:«یا باغِیَ الخَیرِ أقبِل،یا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر،هَل مِن تائِبٍ یُتابُ عَلَیهِ؟هَل مِن مُستَغفِرٍ یُغفَرُ لَهُ؟هَل مِن سائِلٍ فَیُعطی؟» حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ. (1)

2/20سیرَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله فی إحیاءِ اللَّیلِ بِالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ وَالقِراءَةِ

الکتاب

«وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً». 2 «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ * وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ». 3 «یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّیْلَ إِلاّ قَلِیلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلاً * أَوْ زِدْ عَلَیْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً». 4 «إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَکَ». 5 «وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَیْلاً طَوِیلاً». 6 «طه * ما أَنْزَلْنا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی». (2)

الحدیث

1443.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل :«وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ» -:هُوَ الوَترُ مِن

ص:276


1- .دعائم الإسلام:ج 1 ص 210، مستدرک الوسائل:ج 5 ص 208 ح 5710.
2- طه:1 و 2.

آخِرِ اللَّیلِ. (1)

1444.عنه علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ * وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ» -:أمَرَهُ أن یُصَلِّیَ مِنَ اللَّیلِ. (2)

1445.عنه علیه السلام -فی قَولِهِ عز و جل: «وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَیْلاً طَوِیلاً» -:أمَرَهُ أن یُصَلِّیَ فی ساعاتٍ مِنَ اللَّیلِ فَفَعَلَ صلی الله علیه و آله. (3)

1446.مجمع البیان: رُوِیَ عَنِ الرِّضا علیه السلام أنَّهُ سَأَلَهُ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ عَن هذِهِ الآیَةِ [ أی قَولِ اللّهِ تَعالی: «وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَیْلاً طَوِیلاً» ] وقالَ:ما ذلِکَ التَّسبیحُ؟قالَ:صَلاةُ اللَّیلِ. (4)

1447.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فی قَولِهِ تَعالی: «وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ» -:

إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقومُ مِنَ اللَّیلِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،فَیَنظُرُ فی آفاقِ السَّماءِ ویَقرَأُ الخَمسَ مِن آلِ عِمرانَ،الَّتی آخِرُها: «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 5 ،ثُمَّ یَفتَتِحُ صَلاةَ اللَّیلِ. (5)

1448.السنن الکبری للنسائی عن عائشة: قَلَّ ما کانَ یَنامُ [ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] مِنَ اللَّیلِ لَمّا قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ: «قُمِ اللَّیْلَ إِلاّ قَلِیلاً» . (6)

1449.تفسیر القمّی -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ» -:قالَ:صَلاةُ اللَّیلِ «فَسَبِّحْهُ» قالَ:قَبلَ صَلاةِ اللَّیلِ. (7)

ص:277


1- .دعائم الإسلام:ج 1 ص 204، بحار الأنوار:ج 87 ص 157 ح 43.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 210، بحار الأنوار:ج 87 ص 159 ح 47.
3- دعائم الإسلام:ج 1 ص 211، بحار الأنوار:ج 87 ص 159 ح 47.
4- مجمع البیان:ج 10 ص 626،بحار الأنوار:ج 82 ص 329 و ج 87 ص 135.
5- مجمع البیان:ج 9 ص 257 عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم،عوالی اللآلی:ج 2 ص 26 ح 62، بحار الأنوار:ج 82 ص 329.
6- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 501 ح 11628، مسند أبی یعلی:ج 4 ص 466 ح 4918،الدر المنثور:ج 8 ص 312.
7- تفسیر القمّی:ج 2 ص 333، بحار الأنوار:ج 9 ص 239 ح 138 و ج 87 ص 140 ح 9.

1450.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یُراوِحُ بَینَ قَدَمَیهِ یَقومُ عَلی کُلِّ رِجلٍ،حَتّی نَزَلَت: «ما أَنْزَلْنا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی» . (1)

1451.عنه علیه السلام: لَقَد قامَ[ رَسولُ اللّهِ ] صلی الله علیه و آله عَشرَ سِنینَ عَلی أطرافِ أصابِعِهِ،حَتّی تَوَرَّمَت قَدَماهُ وَاصفَرَّ وَجهُهُ،یَقومُ اللَّیلَ أجمَعَ،حَتّی عوتِبَ فی ذلِکَ،فَقالَ اللّهُ عز و جل: «طه * ما أَنْزَلْنا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی» بِل لِتَسعَدَ بِهِ. (2)

1452.التهجّد لابن أبی الدنیا عن قدامة: قامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فینا لَیلَةً،فَقامَ بِآیَةٍ یُرَدِّدُها: «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 3 . (3)

1453.حلیة الأولیاء عن ابن عبّاس: ذَکَرَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله قِیامَ اللَّیلِ وفاضَت عَیناهُ،فَقَرَأَ: «تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ» 5 . (4)

1454.المعجم الأوسط عن جندب بن سفیان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعجِبُهُ التَّهَجُّدُ مِنَ اللَّیلِ. (5)

1455.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عِندَ عائِشَةَ لَیلَتَها،فقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،لِمَ تُتعِبُ نَفسَکَ وقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وما تَأَخَّرَ؟!

فَقالَ:یا عائِشَةُ،ألا أکونُ عَبداً شَکوراً؟! (6)

ص:278


1- .مسند البزّار:ج 3 ص 136 ح 926 عن یزید بن بلال،تاریخ دمشق:ج 4 ص 144 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 466 ح 4508.
2- الاحتجاج:ج 1 ص 520، الخرائج والجرائح:ج 2 ص 917،بحار الأنوار:ج 10 ص 40 ح 1.
3- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 48 ح 45،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 429 ح 1350،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 367 ح 879،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 271 ح 119،السنن الکبری:ج 3 ص 20 ح 4718 کلّها عن أبی ذرّ نحوه،الدرّ المنثور:ج 3 ص 240.
4- حلیة الأولیاء:ج 5 ص 87 الرقم 302،تفسیر الطبریّ:ج 11 الجزء 21 ص 103، الدرّ المنثور:ج 6 ص 547.
5- المعجم الأوسط:ج 6 ص 13 ح 5654،المعجم الکبیر:ج 2 ص 175 ح 1720،کنز العمّال:ج 7 ص 67 ح 17992.
6- الکافی:ج 2 ص 95 ح 6 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 16 ص 264 ح 59؛صحیح البخاری:ج 4 ū ص 1830 ح 4557،صحیح مسلم:ج 4 ص 2172 ح 81 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 180 ح 18581.

1456.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُصَلّی مِنَ اللَّیلِ ثَلاثَ عَشرَةَ رَکعَةً؛مِنهَا الوَترُ ورَکعَتَا الفَجرِ،فِی السَّفَرِ وَالحَضَرِ. (1)

1457.التهجّد لابن أبی الدنیا عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُصَلّی بِاللَّیلِ عَشرَ رَکَعاتٍ،ویوتِرُ بِواحِدَةٍ. (2)

1458.صحیح مسلم عن أبی إسحاق: سَأَلتُ الأَسوَدَ بنَ یَزیدَ عَمّا حَدَّثَتهُ عائِشَةُ عَن صَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

قالَت:کانَ یَنامُ أوَّلَ اللَّیلِ ویُحیی آخِرَهُ. (3)

1459.مسند ابن حنبل عن حمید: سُئِلَ أنَسٌ عَن صَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ اللَّیلِ،فَقالَ:ما کُنّا نَشاءُ أن نَراهُ مِنَ اللَّیلِ مُصَلِّیاً إلّارَأَیناهُ،وما کُنّا نَشاءُ أن نَراهُ نائِماً إلّارَأَیناهُ. (4)

1460.سنن الترمذی عن أُمّ سلمة: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] یُصَلّی ثُمَّ یَنامُ قَدرَ ما صَلّی،ثُمَ یُصَلّی قدرَ ما نامَ،ثُمَّ یَنامُ قدرَ ما صَلّی حَتّی یُصبِحَ. (5)

1461.صحیح البخاری عن ابن عمر: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یُصَلّی فِی السَّفَرِ عَلی راحِلَتِهِ-حَیثُ

ص:279


1- .الکافی:ج 3 ص 446 ح 14 عن زرارة،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 117 ح 442 عن فضیل عن أحدهما علیهما السلام نحوه،وسائل الشیعة:ج 3 ص 67 ح 6.
2- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 123 ح 263،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 348 ح 2616 نحوه وراجع:صحیح البخاری:ج 1 ص 338 ح 949 و ص 378 ح 1071 و سنن أبی داوود:ج 2 ص 39 ح 1336 و سنن النسائی:ج 2 ص 30 و مسند ابن حنبل:ج 9 ص 351 ح 24515.
3- صحیح مسلم:ج 1 ص 510 ح 129،سنن النسائی:ج 3 ص 218،صحیح البخاری:ج 1 ص 385 ح 1095،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 434 ح 1365،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 329 ح 24396 والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 181 ح 18586.
4- مسند ابن حنبل:ج 4 ص 208 ح 12012، السنن الکبری:ج 3 ص 25 ح 4734، [6]مسند أبی یعلی:ج 4 ص 67 ح 3840،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 410 ح 1394،تاریخ دمشق:ج 4 ص 152 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 179 ح 18579.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 182 ح 2923، سنن النسائی:ج 3 ص 214،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 453 ح 1165،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 188 ح 1158،السنن الکبری:ج 3 ص 19 ح 4713.

تَوَجَّهَت بِهِ،یُومِئُ إیماءً-صَلاةَ اللَّیلِ إلَّاالفَرائِضَ،ویوتِرُ عَلی راحِلَتِهِ. (1)

1462.صحیح مسلم عن عبد اللّه بن شقیق العقیلی: سَأَلتُ عائِشَةَ عَن صَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِاللَّیلِ، فَقالَت:کانَ یُصَلّی لَیلاً طَویلاً قائِماً،ولَیلاً طَویلاً قاعِداً.وکانَ إذا قَرَأَ قائِماً رَکَعَ قائِماً، وإذا قَرَأَ قاعِداً رَکَعَ قاعِداً. (2)

1463.الإرشاد للمفید عن حارث بن مضرب: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:لَقَد حَضَرنا بَدراً وما فینا فارِسٌ غَیرُ المِقدادِ بنِ الأَسوَدِ،ولَقَد رَأَیتُنا لَیلَةَ بَدرٍ وما فینا إلّامَن نامَ غَیرُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَإِنَّهُ کانَ مُنتَصِباً فی أصلِ شَجَرَةٍ یُصَلّی ویَدعو حَتَّی الصَّباحِ. (3)

1464.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَستاکُ ویَقرَأُ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» 4 . (4)

1465.سنن أبی داوود عن أبی سعید الخدری: کانَ رَسولُ اللّه صلی الله علیه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ کَبَّرَ ثُمَّ یَقولُ:

«سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،وتَبارَکَ اسمُکَ،وتَعالی جَدُّکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ»،ثُمَّ یقولُ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»ثَلاثاً،ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُ أکبَرُ کَبیراً»ثلاثاً،«أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ ونَفثِهِ»ثُمَّ یَقرَأُ. (5)

ص:280


1- .صحیح البخاری:ج 1 ص 339 ح 955،صحیح مسلم:ج 1 ص 487 ح 38،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 503 ح 6232، السنن الکبری:ج 2 ص 10 ح 2214 و [2]فیها ذیله«یوتر علی راحلته»،کنز العمّال:ج 8 ص 386 ح 23371،و راجع قرب الإسناد:ص 16 ح 51 و ص 115 ح 402 و [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 96 ح 9 وج 87 ص 40 ح 29.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 505 ح 109،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 388 ح 1228،سنن أبی داوود:ج 1 ص 251 ح 955،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 410 ح 1022،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 466 ح 4099 والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 388 ح 23382.
3- الإرشاد للمفید:ج 1 ص 73، إرشاد القلوب:ص 239، [5]بحار الأنوار:ج 19 ص 279 ح 17؛ [6]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 264 ح 1023، [7]التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 119 ح 250،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 175 ح 275،تاریخ دمشق:ج 60 ص 163 والأربعة الأخیرة نحوه.
4- التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 122 ح 261.
5- سنن أبی داوود:ج 1 ص 206 ح 775،سنن الترمذی:ج 2 ص 9 ح 242، سنن الدارمی:ج 1 [9] ص 299 ū ح 1219،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 238 ح 467،سنن الدارقطنی:ج 1 ص 298 ح 4 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 401 ح 23439.

1466.سنن أبی داوود عن عاصم بن حمید: سَأَلتُ عائِشَةَ:بِأَیِّ شَیءٍ کانَ یَفتَتِحُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قِیامَ اللَّیلِ؟فَقالَت:لَقَد سَأَلتَنی عَن شَیءٍ ما سَأَلَنی عَنهُ أحَدٌ قَبلَکَ؛کانَ إذا قامَ کَبَّرَ عَشراً،وحَمِدَ اللّهَ عَشراً،وسَبَّحَ عَشراً،وهَلَّلَ عَشراً،وَاستَغفَرَ عَشراً،وقالَ:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَاهْدِنی وَارزُقنی وعافِنی»،ویَتَعَوَّذُ مِن ضیقِ المَقامِ یَومَ القِیامَةِ. (1)

1467.السنن الکبری للنسائی عن ربیعة الجرشی: سَأَلتُ عائِشَةَ قُلتُ:ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقرَأُ إذا قامَ یُصَلّی مِنَ اللَّیلِ وبِما کانَ یَستَفتِحُ؟

قالَت:کانَ یُکَبِّرُ عَشراً،ویُحَمِّدُ عَشراً،ویُسَبِّحُ عَشراً،ویُهَلِّلُ عَشراً،ویَستَغفِرُ اللّهَ عَشراً،ویَقولُ:«اللّهُمَّ اغفِر لی،وَاهدِنی،وَارزُقنی»عَشراً،ویَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الضّیقِ یَومَ الحِسابِ»عَشراً. (2)

1468.سنن أبی داوود عن عوف بن مالک الأشجعی: قُمتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَیلَةً،فَقامَ فَقَرَأَ سورَةَ البَقَرَةِ لا یَمُرُّ بِآیَةِ رَحمَةٍ إلّاوَقَفَ فَسَأَلَ،ولا یَمُرُّ بِآیَةِ عَذابٍ إلّاوَقَفَ فَتَعَوَّذَ.

قالَ:ثُمَّ رَکَعَ بِقَدرِ قِیامِهِ،یَقولُ فی رُکوعِهِ:«سُبحانَ ذِی الجَبَروتِ وَالمَلَکوتِ وَالکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ».

ثُمَّ سَجَدَ بِقَدرِ قِیامِهِ،ثُمَّ قالَ فی سُجودِهِ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ قامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمرانَ،ثُمَّ قَرَأَ سورَةً سورَةً. (3)

ص:281


1- .سنن أبی داوود:ج 1 ص 203 ح 766،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 431 ح 1356،سنن النسائی:ج 3 ص 209 کلاهما نحوه.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 218 ح 10706، مسند ابن حنبل:ج 9 ص 475 ح 25156، [2]المعجم الأوسط:ج 8 ص 211 ح 8427 بزیادة«وارحمنی»بعد«اغفر لی».
3- سنن أبی داوود:ج 1 ص 231 ح 873،السنن الکبری:ج 2 ص 439 ح 3689، تفسیر ابن کثیر:ج 6 ص 583، [4]المعجم الکبیر:ج 18 ص 61 ح 113 نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 160 ح 22384.

1469.مسند ابن حنبل عن صالح بن سعید عن عائشة،قال: أنَّها فَقَدَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله مِن مَضجَعِهِ، فَلَمَسَتهُ بِیَدِها فَوَقَعَت عَلَیهِ وهُوَ ساجِدٌ،وهُوَ یَقولُ:رَبِّ أعطِ نَفسی تَقواها،زَکِّها أنتَ خَیرُ مَن زَکّاها،أنتَ وَلِیُّها ومَولاها. (1)

1470.السنن الکبری عن ربیعة بن کعب الأسلمی: کُنتُ أبیتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وآتیهِ بِوَضوئِهِ وحاجَتِهِ،فَکانَ یَقومُ مِنَ اللَّیلِ ویَقولُ:«سُبحانَ رَبّی وبِحَمدِهِ،سُبحانَ رَبّی وبِحَمدِهِ» الهَوِیَّ (2)،«سُبحانَ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ رَبِّ العالَمینَ»الهَوِیَّ. (3)

1471.المصنّف لعبد الرزّاق عن ربیعة بن کعب الأسلمی: کُنتُ أنامُ فی (4)حُجرَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَکُنتُ أسمَعُهُ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یُصَلّی،یَقولُ: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» ،الهَوِیَّ،ثُمَّ یَقولُ:

«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ»الهَوِیَّ.

قُلتُ لَهُ:مَا الهَوِیُّ؟قالَ:یَدعو ساعَةً. (5)

1472.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَیتِ امِّ سَلَمَةَ فی لَیلَتِها،فَفَقَدَتهُ مِنَ الفِراشِ، فَدَخَلَها مِن ذلِکَ ما یَدخُلُ النِّساءَ،فَقامَت تَطلُبُهُ فی جَوانِبِ البَیتِ،حَتَّی انتَهَت إلَیهِ وهُوَ فی جانِبٍ مِنَ البَیتِ قائِمٌ رافِعٌ یَدَیهِ یَبکی،وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّی صالِحَ ما أعطَیتَنی أبَداً،اللّهُمَّ ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، اللّهُمَّ لا تُشمِت بی عَدُوّاً ولا حاسِداً أبَداً،اللّهُمَّ لا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ أبَداً.

قالَ:فَانصَرَفَت امُّ سَلَمَةَ تَبکی حَتَّی انصَرَفَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِبُکائِها،فَقالَ لَها:ما

ص:282


1- .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 27 ح 25815، تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 436، [2]کنز العمّال:ج 2 ص 223 ح 3854.
2- الهَوِیّ-بالفتح-:الحین الطویل من الزمان،وقیل:هو مختصّ باللیل (النهایة:ج 5 ص 285« هوا»).
3- السنن الکبری:ج 2 ص 684 ح 4568، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1277 ح 3879،سنن النسائی:ج 3 ص 209 کلاهما نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 245 ح 768،کنز العمّال:ج 8 ص 13 ح 21653 نقلاً عن ابن زنجویه.
4- فی کنز العمّال:«عند باب»بدل«فی».
5- المصنّف لعبد الرزّاق:ج 2 ص 78 ح 2563،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 569 ح 16574 ولیس فیه ذیله من«قلت له:ما الهویّ»،المعجم الکبیر:ج 5 ص 56 ح 4569،کنز العمّال:ج 7 ص 179 ح 18578.

یُبکیکِ یا امَّ سَلَمَةَ؟فَقالَت:بِأَبی أنتَ واُمّی یا رَسولَ اللّهِ،ولِمَ لا أبکی وأَنتَ بِالمَکانِ الَّذی أنتَ بِهِ مِنَ اللّهِ،قَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وما تَأَخَّرَ،تَسأَ لُهُ أن لا یُشمِتَ بِکَ عَدُوّاً أبَداً،ولا حاسِداً،وأَن لا یَرُدَّکَ فی سوءٍ استَنقَذَکَ مِنهُ أبَداً،وأَن لا یَنزِعَ عَنکَ صالِحَ ما أعطاکَ أبَداً،وأَن لا یَکِلَکَ إلی نَفسِکَ طَرفَةَ عَینٍ أبَداً !

فَقالَ:یا امَّ سَلَمَةَ،وما یُؤمِنُنی؟وإنَّما وَکَلَ اللّهُ یونُسَ بنَ مَتّی إلی نَفسِهِ طَرفَةَ عَینٍ، فَکانَ مِنهُ ما کانَ ! (1)

1473.الکافی عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ أمَرَ بِوَضوئِهِ وسِواکِهِ یوضَعُ عِندَ رَأسِهِ مُخَمَّراً (2)،فَیَرقُدُ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ یَقومُ فَیَستاکُ ویَتَوَضَّأُ ویُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ یَرقُدُ،ثُمَّ یَقومُ فَیَستاکُ ویَتَوَضَّأُ ویُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ یَرقُدُ حَتّی إذا کانَ فی وَجهِ الصُّبحِ قامَ فَأَوتَرَ،ثُمَّ صَلَّی الرَّکعَتَینِ.ثُمَّ قالَ: «لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» 3 .

قُلتُ:مَتی کانَ یَقومُ؟قالَ:بَعدَ ثُلُثِ اللَّیلِ.وقالَ فی حَدیثٍ آخَرَ:بَعدَ نِصفِ اللَّیلِ.

وفی رِوایَةٍ اخری:یَکونُ قِیامُهُ ورُکوعُهُ وسُجودُهُ سَواءً،ویَستاکُ فی کُلِّ مَرَّةٍ قامَ مِن نَومِهِ،ویَقرَأُ الآیاتِ مِن آلِ عِمرانَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» إلی قَولِهِ:

«إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 4 . (3)

1474.تهذیب الأحکام عن معاویة بن وهب: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ-وذَکَرَ صَلاةَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله، قالَ-:کانَ یُؤتی بِطَهورٍ فَیُخَمَّرُ عِندَ رَأسِهِ،ویوضَعُ سِواکُهُ تَحتَ فِراشِهِ،ثُمَّ یَنامُ

ص:283


1- .تفسیر القمی:ج 2 ص 75 عن عبد اللّه بن سیّار،بحار الأنوار:ج 16 ص 217 ح 6.
2- التخمیرُ:التغطیة (الصحاح:ج 2 ص 650« خمر»).
3- الکافی:ج 3 ص 445 ح 13، دعائم الإسلام:ج 2 ص 211 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 226 ح 40 و ص 228.

ما شاءَ اللّهُ،فَإِذَا استَیقَظَ جَلَسَ،ثُمَّ قَلَّبَ بَصَرَهُ فِی السَّماءِ،ثُمَّ تَلَا الآیاتِ مِن آلِ عِمرانَ « إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ» الآیَةَ،ثُمَّ یَستَنُّ (1)ویَتَطَهَّرُ.ثُمَّ یَقومُ إلَی المَسجِدِ فَیَرکَعُ أربَعَ رَکَعاتٍ عَلی قَدرِ قِراءَتِهِ رُکوعَهُ،وسُجودُهُ عَلی قَدرِ رُکوعِهِ،یَرکَعُ حَتّی یُقالُ:مَتی یَرفَعُ رَأسَهُ؟ویَسجُدُ حَتّی یُقالُ:مَتی یَرفَعُ رَأسَهُ؟

ثُمَّ یَعودُ إلی فِراشِهِ فَیَنامُ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ یَستَیقِظُ فَیَجلِسُ فَیَتلُو الآیاتِ مِن آلِ عِمرانَ ویُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی السَّماءِ،ثُمَّ یَستَنُّ ویَتَطَهَّرُ،ویَقومُ إلَی المَسجِدِ فَیُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ کَما رَکَعَ قَبلَ ذلِکَ،ثُمَّ یَعودُ إلی فِراشِهِ فَیَنامُ ما شاءَ اللّهُ.

ثُمَّ یَستَیقِظُ فَیَجلِسُ فَیَتلُو الآیاتِ مِن آلِ عِمرانَ ویُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی السَّماءِ،ثُمَّ یَستَنُّ ویَتَطَهَّرُ،ویَقومُ إلَی المَسجِدِ فَیوتِرُ ویُصَلِّی الرَّکعَتَینِ،ثُمَّ یَخرُجُ إلَی الصَّلاةِ. (2)

1475.حلیة الأولیاء عن محمّد بن سوید الفهری عن حذیفة بن الیمان: لَقیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَعدَ العَتَمَةِ،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ ائذَن لی أن أتَعَبَّدَ بِعِبادَتِکَ اللَّیلَةَ.فَذَهَبَ وذَهَبتُ مَعَهُ إلَی البِئرِ،فَأَخَذتُ ثَوبَهُ فَسَتَرتُ عَلَیهِ ووَلَّیتُهُ ظَهری،ثُمَّ أخَذَ ثَوبی فَسَتَرَ عَلَیَّ حَتَّی اغتَسَلتُ.

ثُمَّ أتَی المَسجِدَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ وأَقامَنی عَن یَمینِهِ،ثُمَّ قَرَأَ فاتِحَةَ الکِتابِ،ثُمَّ استَفتَحَ البَقَرَةَ،لا یَمُرُّ بِآیَةِ رَحمَةٍ إلّاسَأَلَ،ولا آیَةِ خَوفٍ إلَّااستَعاذَ،ولا مَثَلٍ إلّافَکَّرَ، حَتّی خَتَمَها،ثُمَّ کَبَّرَ فَرَکَعَ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی رُکوعِهِ:«سُبحانَ رَبِّیَ العَظیمِ»ویُرَدِّدُ فیهِ شَفَتَیهِ حَتّی أظُنُّ أنَّهُ یَقولُ:«وبِحَمدِهِ»،فَمَکَثَ فی رُکوعِهِ قَریباً مِن قِیامِهِ،ورَفَعَ رَأسَهُ ثُمَّ سَجَدَ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:«سُبحانَ رَبِّیَ الأَعلی»و یُرَدِّدُ شَفَتَیهِ،فَأَظُنُّ أنَّهُ یَقولُ:«وبِحَمدِهِ»فَمَکَثَ فی سُجودِهِ قَریباً مِن قِیامِهِ،ثُمَّ نَهَضَ حینَ فَرَغَ مِن سَجدَتَیهِ،

ص:284


1- .الاستنان:استعمال السِّواک،وهو افتعالٌ من الأسنان؛أی یُمِرُّه علیها (النهایة:ج 2 ص 411« سنن»).
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 334 ح 1377،مجمع البیان:ج 2 ص 908،بحار الأنوار:ج 16 ص 276 ح 115.

فَقَرَأَ بِفاتِحَةِ الکِتابِ،ثُمَّ استَفتَحَ آلَ عِمرانَ،لا یَمُرُّ بِآیَةِ رَحمَةٍ إلّاسَأَلَ،ولا آیَةِ خَوفٍ إلَّا استَعاذَ،ولا مَثَلٍ إلّافَکَّرَ،حَتّی خَتَمَها،ثُمَّ فَعَلَ فِی الرُّکوعِ وَالسُّجودِ کَفِعلِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَمِعتُ النِّداءَ بِالصُّبحِ.

قالَ حُذَیفَةُ:فَما تَعَبَّدتُ بِعِبادَةٍ کانَت أشَدَّ عَلَیَّ مِنها. (1)

1476.سنن النسائی عن حمید بن عبد الرحمن بن عوف: إنَّ رَجُلاً مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قالَ:

قُلتُ وأَ نَا فی سَفَرٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَأَرقُبَنَّ وَاللّهِ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِصَلاةٍ حَتّی أری فِعلَهُ.

فَلَمّا صَلّی صَلاةَ العِشاءِ-وهِیَ العَتَمَةُ-اضطَجَعَ هَوِیّاً مِنَ اللَّیلِ،ثُمَّ استَیقَظَ فَنَظَرَ فِی الاُفُقِ فَقالَ: «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً» حَتّی بَلَغَ «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 2 ،ثُمَّ أهوی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی فِراشِهِ فَاستَلَّ مِنهُ سِواکاً،ثُمَّ أفرَغَ فی قَدَحٍ مِن إداوَةٍ عِندَهُ ماءً فَاستَنَّ،ثُمَّ قامَ فَصَلّی حَتّی قُلتُ قَد صَلّی قَدْرَ ما نامَ،ثُمَّ اضطَجَعَ حَتّی قُلتُ قَد نامَ قَدرَ ما صَلّی،ثُمَّ استَیقَظَ فَفَعَلَ کَما فَعَلَ أوَّلَ مَرَّةٍ وقالَ مِثلَ ما قالَ،فَفَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثَلاثَ مَرّاتٍ قَبلَ الفَجرِ. (2)

1477.سنن أبی داوود عن زید بن خالد الجهنی -أنَّهُ قالَ-:لَأَرمُقَنَّ صَلاةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله اللَّیلَةَ، قالَ:فَتَوَسَّدتُ عَتَبَتَهُ أو فُسطاطَهُ،فَصَلّی صلی الله علیه و آله رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ طَویلَتَینِ طَویلَتَینِ طَویلَتَینِ،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ وهُما دونَ اللَّتَینِ قَبلَهُما،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ دونَ اللَّتَینِ قَبلَهُما،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ دونَ اللَّتَینِ قَبلَهُما،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ دونَ اللَّتَینِ قَبلَهُما،ثُمَّ أوتَرَ،فَذلِکَ ثَلاثَ عَشرَةَ رَکعَةً. (3)

ص:285


1- .حلیة الأولیاء:ج 6 ص 128 الرقم،تاریخ بغداد:ج 11 ص 201 الرقم 5904، تاریخ دمشق:ج 53 ص 154 وفیهما صدره إلی«حتی ختمها»الاُولی.
2- سنن النسائی:ج 3 ص 213،اُسد الغابة:ج 5 ص 84 الرقم 4723 نحوه.
3- سنن أبی داوود:ج 2 ص 47 ح 1366،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 433 ح 1362،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 160 ح 21738، صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 343 ح 2608،التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 137 ح 300،کنز العمّال:ج 8 ص 271 ح 22877.

1478.مسند ابن حنبل عن صفوان بن المعطّل: کُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی سَفَرٍ،فَرَمَقتُ صَلاتَهُ لَیلَةً،فَصَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ،ثُمَّ نامَ،فَلَمّا کانَ نِصفُ اللَّیلِ استَیقَظَ،فَتَلَا الآیاتِ العَشرَ آخِرَ سورَةِ آلِ عِمرانَ،ثُمَّ تَسَوَّکَ،ثُمَّ تَوَضَّأَ،ثُمَّ قامَ فَصَلّی رَکعَتَینِ فَلا أدری أقِیامُهُ أو رُکوعُهُ أو سُجودُهُ أطوَلُ؟! ثُمَّ انصَرَفَ فَنامَ،ثُمَّ استَیقَظَ فَتَلَا الآیاتِ،ثُمَّ تَسَوَّکَ،ثُمَّ تَوَضَّأَ،ثُمَّ قامَ فَصَلّی رَکعَتَینِ لا أدری أقِیامُهُ أم رُکوعُهُ أم سُجودُهُ أطوَلُ؟! ثُمَّ انصَرَفَ فَنامَ،ثُمَّ استَیقَظَ فَفَعَلَ ذلِکَ،ثُمَّ لَم یَزَل یَفعَلُ کَما فَعَلَ أوَّلَ مَرَّةٍ،حَتّی صَلّی إحدی عَشرَةَ رَکعَةً. (1)

1479.صحیح البخاری عن ابن عبّاس: بِتُّ عِندَ خالَتی مَیمونَةَ،فَتَحَدَّثَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَعَ أهلِهِ ساعَةً ثُمَّ رَقَدَ،فَلَمّا کانَ ثُلُثُ اللَّیلِ الآخِرُ قَعَدَ فَنَظَرَ إلَی السَّماءِ،فَقالَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» 2 ،ثُمَّ قامَ فَتَوَضَّأَ وَاستَنَّ، فَصَلّی إحدی عَشرَةَ رَکعَةً،ثُمَّ أذَّنَ بِلالٌ فَصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّی الصُّبحَ. (2)

1480.سنن أبی داوود عن ابن عبّاس: بِتُّ لَیلَةً عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَلَمَّا استَیقَظَ مِن مَنامِهِ أتی طَهورَهُ فَأَخَذَ سِواکَهُ فَاستاکَ،ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیاتِ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» حَتّی قارَبَ أن یَختِمَ السّورَةَ أو خَتَمَها،ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَتی مُصَلّاهُ فَصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ رَجَعَ إلی فِراشِهِ فَنامَ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ استَیقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ ذلِکَ، ثُمَّ رَجَعَ إلی فِراشِهِ فَنامَ،ثُمَّ استَیقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ رَجَعَ إلی فِراشِهِ فَنامَ،ثُمَّ

ص:286


1- .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 391 ح 22726، التهجُّد لابن أبی الدنیا:ص 117 ح 246،المعجم الکبیر:ج 8 ص 52 ح 7343،تاریخ دمشق:ج 24 ص 159،سیر أعلام النبلاء:ج 2 ص 547 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 178 ح 18577.
2- صحیح البخاری:ج 4 ص 1666 ح 4293 وج 6 ص 2712 ح 7014،تفسیر ابن کثیر:ج 2 ص 162، المعجم الکبیر:ج 11 ص 329 ح 12184 نحوه.

استَیقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ ذلِکَ،کُلُّ ذلِکَ یَستاکُ ویُصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ أوتَرَ. (1)

1481.مسند أبی یعلی عن ابن عبّاس: قالَ لِیَ العَبّاسُ:بِت بِآلِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَاحفَظ صَلاةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وتَقَدَّم إلی أن لا تَنامَ حَتّی تَحفَظَ صَلاةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

قالَ:فَصَلَّی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله العِشاءَ وخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ حَتّی لَم یَبقَ فیهِ أحَدٌ غَیری،فَنَظَرَ إلَیَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:مَن هذا،عَبدُ اللّهِ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم،قالَ:ما لَکَ؟قالَ:قُلتُ:أمَرَنِیَ العَبّاسُ أن أبیتَ بِکُمُ اللَّیلَةَ،قالَ:فَانطَلِق إذاً،قالَ:اُفرُشها عَبدَ اللّهِ،قالَ:فَأَتَیتُ بِوِسادَةٍ مِن مُسوحٍ حَشوُها لیفٌ.

قالَ:ثُمَّ تَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَصَلّی رَکعَتَینِ لَیسَتا بِطَویلَتَینِ ولا قَصیرَتَینِ،ثُمَّ أتی فِراشَهُ حَتّی سَمِعتُ غَطیطَهُ-أو خَطیطَهُ-ثُمَّ استَیقَظَ فَقَرَأَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» حَتّی خَتَمَ السّورَةَ،ثُمَّ مَسَحَ ثَلاثاً،ثُمَّ قامَ فَبالَ،ثُمَّ استَنَّ بِسِواکِهِ،ثُمَّ تَوَضَّأَ،ثُمَّ قامَ فَصَلّی رَکعَتَینِ لَیسَتا بِطَویلَتَینِ ولا قَصیرَتَینِ.

ثُمَّ عادَ إلی فِراشِهِ فَنامَ حَتّی سَمِعتُ غَطیطَهُ-أو خَطیطَهُ-ثُمَّ استَیقَظَ،ثُمَّ استَوی عَلی فِراشِهِ وفَعَلَ کَما فَعَلَ فِی المَرَّةِ الاُولی،ثُمَّ مَسَحَ ثَلاثاً وقَرَأَ الآیاتِ مِن آخِرِ سورَةِ آلِ عِمرانَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» حَتّی خَتَمَ السّورَةَ،ثُمَّ قامَ فَاستَنَّ بِسِواکِهِ،ثُمَّ تَوَضَّأَ،ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ لَیسَتا بِطَویلَتَینِ ولا قَصیرَتَینِ.

ثُمَّ عادَ إلی فِراشِهِ فَنامَ حَتّی سَمِعتُ غَطیطَهُ-أو خَطیطَهُ-ثُمَّ استَیقَظَ فَفَعَلَ کَما فَعَلَ فِی المَرَّتَینِ الاُولَیَینِ فَصَلّی سِتَّ رَکَعاتٍ،ثُمَّ أوتَرَ بِثَلاثٍ،ثُمَّ صَلَّی الرَّکعَتَینِ قَبلَ الفَجرِ،فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَل لی فی بَصَری نوراً،وفی سَمعی نوراً،وفی قَلبی نوراً،ومِن أمامی نوراً،

ص:287


1- .سنن أبی داوود:ج 1 ص 15 ح 58،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 798 ح 3541 نحوه.

ومِن خَلفی نوراً،ومِن فَوقی نوراً،ومِن تَحتی نوراً،وعَن یَمینی نوراً،وعَن یَساری نوراً،وَاجعَل لی یَومَ القِیامَةِ نوراً،وأَعظِم لی نوراً. (1)

1482.المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: بَعَثَنِی العَبّاسُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتَیتُهُ مُمسِیاً وهُوَ فی بَیتِ خالَتی مَیمونَةَ،فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُصَلّی مِنَ اللَّیلِ،فَلَمّا صَلَّی الرَّکعَتَینِ قَبلَ الفَجرِ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ رَحمَةً مِن عِندِکَ تَهدی بِها قَلبی،وتَجمَعُ بِها شَملی،وتَلُمُّ بِها شَعَثی،وتَرُدُّ بِها الفَتی،وتُصلِحُ بِها دینی،وتَحفَظُ بِها غائِبی،وتَرفَعُ بِها شاهِدی،وتُزَکّی بِها عَمَلی،وتُبَیِّضُ بِها وَجهی،وتُلهِمُنی بِها رُشدی،وتَعصِمُنی بِها مِن کُلِّ سوءٍ.

اللّهُمَّ أعطِنی إیماناً صادِقاً،ویَقیناً لَیسَ بَعدَهُ کُفرٌ،ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ کَرامَتِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الفَوزَ عِندَ القَضاءِ (2)،ونُزُلَ الشُّهَداءِ،وعَیشَ السُّعَداءِ،ومُرافَقَةَ الأَنبِیاءِ،وَالنَّصرَ عَلَی الأَعداءِ.

اللّهُمَّ أنزَلتُ بِکَ حاجَتی،وإن قَصُرَ رَأْیی وضَعُفَ عَمَلی وَافتَقَرتُ إلی رَحمَتِکَ، فأَسأَ لُکَ یا قاضِیَ الاُمورِ،ویا شافِیَ الصُّدورِ،کَما تُجیرُ بَینَ البُحورِ،أن تُجیرَنی مِن عَذابِ السَّعیرِ،ومِن دَعوَةِ الثَّبورِ،ومِن فِتنَةِ القُبورِ.

اللّهُمَّ ما قَصُرَ عَنهُ رَأْیی،وضَعُفَ عَنهُ عَمَلی،ولَم تَبلُغهُ امنِیَّتی،مِن خَیرٍ وَعَدتَهُ أحَداً مِن عِبادِکَ،أو خَیرٍ أنتَ مُعطیهِ أحَداً مِن خَلقِکَ،فَإِنّی أرغَبُ إلَیکَ فیهِ،وأَسأَ لُکَ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ اجعَلنا هادینَ مَهدِیّینَ،غَیرَ ضالّینَ ولا مُضِلّینَ،حَرباً لِأَعدائِکَ،وسِلماً

ص:288


1- .مسند أبی یعلی:ج 3 ص 79 ح 2539،المعجم الکبیر:ج 10 ص 275 ح 10648،الدعاء للطبرانی:ص 241 ح 759 نحوه.
2- فی المعجم الأوسط:«اللقاء»بدل«القضاء».

لِأَولِیائِکَ،نُحِبُّ بِحُبِّکَ النّاسَ،ونُعادی بِعَداوَتِکَ مَن خالَفَکَ مِن خَلقِکَ.

اللّهُمَّ هذَا الدُّعاءُ وعَلَیکَ الاِستِجابَةُ،اللّهُمَّ وهذَا الجُهدُ وعَلَیکَ التُّکلانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

اللّهُمَّ ذَا الحَبلِ الشَّدیدِ،وَالأَمرِ الرَّشیدِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ یَومَ الوَعیدِ،وَالجَنَّةَ یَومَ الخُلودِ،مَعَ المُقَرَّبینَ الشُّهودِ،وَالرُّکَّعِ السُّجودِ،وَالموفینَ بِالعُهودِ،إنَّکَ رَحیمٌ وَدودٌ، وأَنَّکَ تَفعَلُ ما تُریدُ.

سُبحانَ الَّذی تَعَطَّفَ بِالعِزِّ وقالَ بِهِ،سُبحانَ الَّذی لا یَنبَغِی الحَمدُ (1)إلّالَهُ،سُبحانَ ذِی العَرشِ (2)وَالبَهاءِ،سُبحانَ ذِی المَقدُرَةِ وَالکَرَمِ،سُبحانَ الَّذی أحصی کُلَّ شَیءٍ بِعِلمِهِ.

اللّهُمَّ اجعَل لی نوراً فی قَلبی،و نوراً فی قَبری،ونوراً فی سَمعی،ونوراً فی بَصَری، ونوراً فی شَعری،ونوراً فی بَشَری،ونوراً فی لَحمی،ونوراً فی دَمی،ونوراً فی عِظامی، ونوراً بَینَ یَدَیَّ،ونوراً مِن خَلفی،ونوراً عَن یَمینی،ونوراً عَن شِمالی،ونوراً مِن فَوقی،ونوراً مِن تَحتی.اللّهُمَّ زِدنی نوراً،وأَعظِم لی (3)نوراً،وَاجعَل لی نوراً. (4)

1483.سنن أبی داوود عن أُبی بن کعب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سَلَّمَ فِی الوَترِ قالَ:سُبحانَ المَلِکِ القُدّوسِ. (5)

ص:289


1- .فی المعجم الأوسط:«التسبیح»بدل«الحمد».
2- فی المعجم الأوسط:«العزّ»بدل«العرش».
3- فی المعجم الأوسط:«أعطنی»بدل«أعظم لی».
4- المعجم الکبیر:ج 10 ص 283 ح 10668،سنن الترمذی:ج 5 ص 482 ح 3419، صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 166 ح 1119،تهذیب الکمال:ج 8 ص 424 الرقم 1776 کلّها نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 165 ح 482،کنز العمّال:ج 2 ص 649 ح 4987،جامع الصغیر:ج 1 ص 219 ح 1477.
5- سنن أبی داوود:ج 2 ص 65 ح 1430،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 183 ح 10565، مسند ابن حنبل:ج 8 ص 24 ح 21200، [3]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 198 ح 1 و 2 [4] کلاهما عن عبد الرحمن بن أبزی عن أبیه وکلّها نحوه بزیادة«ثلاث مرّات»فی آخرها،کنز العمّال:ج 8 ص 67 ح 21909.

3/20سیرَةُ أهلِ البَیتِ:فی إحیاءِ اللَّیلِ بِالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ

1484.المناقب لابن شهر آشوب عن سلیمان بن المغیرة،عن امّه قالت: سَأَلتُ امَّ سَعیدٍ-سُرِّیَّةَ عَلِیٍّ-عَن صَلاةِ عَلِیٍّ فی شَهرِ رَمضانَ،فَقالَت:رَمَضانُ وشَوّالٌ سَواءٌ؛یُحیِی اللَّیلَ کُلَّهُ. (1)

1485.المناقب لابن شهر آشوب عن الإمام علیّ علیه السلام: ما تَرَکتُ صَلاةَ اللَّیلِ مُنذُ سَمِعتُ قَولَ النَّبِیِّ:

«صَلاةُ اللَّیلِ نورٌ».

فَقالَ ابنُ الکَوّاءِ:ولا لَیلَةَ الهَریرِ؟قالَ:ولا لَیلَةَ الهَریرِ. (2)

1486.تاریخ الطبری عن عبد اللّه بن الزبیر -لَمّا سَمِعَ بِمَقتَلِ الحُسَینِ علیه السلام-:أما وَاللّهِ لَقَد قَتَلوهُ ! طَویلاً بِاللَّیلِ قِیامُهُ،کَثیراً فِی النَّهارِ صِیامُهُ. (3)

1487.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام شَدیدَ الاِجتِهادِ فِی العِبادَةِ،نَهارَهُ صائِمٌ،ولَیلَهُ قائِمٌ،فَأَضَرَّ ذلِکَ بِجِسمِهِ،فَقُلتُ لَهُ:یا أبَه (4)،کَم هذَا الدُّؤوبُ (5)؟! فَقالَ:أتَحَبَّبُ إلی رَبّی لَعَلَّهُ یُزلِفُنی. (6)

1488.کشف الغمّة عن عبد اللّه بن علیّ بن الحسین (7)علیه السلام: کانَ أبی یُصَلِّی اللَّیلَ حَتّی یَزحَفَ

ص:290


1- .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 123، بحار الأنوار:ج 41 ص 17 ح 10.
2- المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 123، بحار الأنوار:ج 41 ص 17 ح 10.
3- تاریخ الطبریّ:ج 5 ص 475، الکامل فی التاریخ:ج 2 ص 585، [6]البدایة والنهایة:ج 8 ص 212.
4- مضی علیّ بن الحسین علیهما السلام فی عام خمسة وتسعین من الهجرة،وکان مولد جعفر بن محمّد سنة ثلاث وثمانین من الهجرة،فکان مقامه مع جدّه اثنتی عشرة سنة (راجع:تاریخ أهل بیت:ص 77 و 81).
5- دأب فی العمل:إذا جدَّ وتَعِب (النهایة:ج 2 ص 95« دأب»).
6- المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 155 عن معتب،بحار الأنوار:ج 46 ص 91 ح 78.
7- عبد اللّه بن علیّ بن الحسین علیهما السلام،کان فاضلاً فقیهاً،یلی صدقات رسول اللّه صلی الله علیه و آله وصدقات أمیر المؤمنین علیه السلام (جامع الرواة:ج 1 ص 498).

إلی فِراشِهِ. (1)

1489.الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام: إنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام کانَ لا یُحِبُّ أن یُعینَهُ أحَدٌ عَلی طَهورِهِ،وکانَ یَستَقِی الماءَ لِطَهورِهِ،ویُخَمِّرُهُ قَبلَ أن یَنامَ،فَإِذا قامَ مِنَ اللَّیلِ بَدَأَ بِالسِّواکِ،ثُمَّ یَتَوَضَّأُ ثُمَّ یَأخُذُ فی صَلاتِهِ،وکانَ علیه السلام یَقضی ما فاتَهُ مِن صَلاةِ [نافِلَةِ] (2)النَّهارِ فِی اللَّیلِ،ثُمَّ یَقولُ:یا بَنِیَّ،لَیسَ هذا عَلَیکُم بِواجِبٍ،ولکِن احِبُّ لِمَن عَوَّدَ نَفسَهُ مِنکُم عادَةً مِنَ الخَیرِ أن یَدومَ عَلَیها. (3)

1490.مصباح المتهجّد: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یُصَلّی أمامَ صَلاةِ اللَّیلِ رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ،یَقرَأُ فیهِما بِ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» فِی الاُولی،وفِی الثّانِیَةِ بِ «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» .و یَرفَعُ یَدَیهِ بِالتَّکبیرِ ویَقولُ:

اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ الحَقُّ،ذُو العِزِّ الشّامِخِ،وَالسُّلطانِ الباذِخِ وَالمَجدِ الفاضِلِ،أنتَ المَلِکُ القاهِرُ،الکَبیرُ القادِرُ،الغَنِیُّ الفاخِرُ،یَنامُ العِبادُ ولا تَنامُ،ولا تَغفَلُ ولا تَسأَمُ.

الحَمدُ للّهِ ِ المُحسِنِ المُجمِلِ،المُنعِمِ المُفضِلِ،ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ،وذِی الفَواضِلِ العِظامِ وَالنِّعَمِ الجِسامِ،وصاحِبِ کُلِّ حَسَنَةٍ،ووَلِیِّ کُلِّ نِعمَةٍ لَم تَخذُل عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ،ولَم تَفضَح بِسَریرَةٍ،ولَم تُسلِم بِجَریرَةٍ (4)،ولَم تُخزِ فی مَوطِنٍ،ومَن هُوَ لَنا أهلَ البَیتِ عُدَّةٌ ورِدءٌ عِندَ کُلِّ عَسیرٍ ویَسیرٍ،حَسَنُ البَلاءِ،کَریمُ الثَّناءِ،عَظیمُ العَفوِ عَنّا.

أمسَینا لا یُغنینا أحَدٌ إن حَرَمتَنا،ولا یَمنَعُنا مِنکَ أحَدٌ إن أرَدتَنا،فَلا تَحرِمنا فَضلَکَ لِقِلَّةِ شُکرِنا،ولا تُعَذِّبنا لِکَثرَةِ ذُنوبِنا وما قَدَّمَت أیدینا،سُبحانَ ذِی المُلکِ

ص:291


1- .کشف الغمّة:ج 2 ص 304، بحار الأنوار:ج 46 ص 99 ذیل ح 87.
2- مابین القوسین سقط من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.
3- صفوة الصفوة:ج 2 ص 95، مطالب السؤول:ج 2 ص 87؛ [4]کشف الغمّة:ج 2 ص 287، [5]بحار الأنوار:ج 46 ص 98 ح 86.
4- الجریرة:الجنایة والذنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ.

ثُمَّ یَقرَأُ ویَرکَعُ ثُمَّ یَقومُ فِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ فَیَقرَأُ بِفاتِحَةِ الکِتابِ وسورَةً،فَإِذا فَرَغَ مِنَ القِراءَةِ بَسَطَ یَدَیهِ وقالَ:

اللّهُمَّ إلَیکَ رُفِعَت أیدِی السّائِلینَ،ومُدَّت أعناقُ المُجتَهِدینَ،ونُقِلَت أقدامُ الخائِفینَ، وشَخَصَت أبصارُ العابِدینَ،وأَفضَت قُلوبُ المُتَّقینَ،وطُلِبَتِ الحَوائِجُ.

یا مُجیبَ المُضطَرّینَ،ومُعینَ المَغلوبینَ،ومُنَفِّسَ کُرُباتِ المَکروبینَ،وإلهَ المُرسَلینَ،ورَبَّ النَّبِیّینَ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ،ومَفزَعَهُم عِندَ الأَهوالِ وَالشَّدائِدِ العِظامِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِمَا استَعمَلتَ بِهِ مَن قامَ بِأَمرِکَ،وعانَدَ عَدُوَّکَ،وَاعتَصَمَ بِحَبلِکَ،وصَبَرَ عَلَی الأَخذِ بِکِتابِکَ،مُحِبّاً لِأَهلِ طاعَتِکَ،مُبغِضاً لِأَهلِ مَعصِیَتِکَ،مُجاهِداً فیکَ حَقَّ جِهادِکَ،لَم تَأخُذهُ فیکَ لَومَةُ لائِمٍ،ثُمَّ ثَبَّتَّهُ بِما مَنَنتَ عَلَیهِ،فَإِنَّمَا الخَیرُ بِیَدِکَ،وأَنتَ تَجزی بِهِ مَن رَضیتَ عَنهُ،وفَسَحتَ لَهُ فی قَبرِهِ،ثُمَّ بَعَثتَهُ مُبیَضّاً وَجهُهُ،قَد آمَنتَهُ مِنَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،وهَولِ یَومِ القِیامَةِ.

ثُمَّ یَرکَعُ،فَإِذا سَلَّمَ کَبَّرَ ثَلاثاً ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقنِی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،إنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَعِزُّ مَن عادَیتَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،سُبحانَکَ یا رَبَّ البَیتِ الحَرامِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،وإنَّ بِیَدِکَ المَماتَ وَالمَحیا،وإنَّ إلَیکَ المُنتَهی وَالرُّجعی،وإنّا نَعوذُ بِکَ أن نَذِلَّ ونَخزی.

الحَمدُ للّهِ ِ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،الحَمدُ للّهِ ِ ذِی العِزِّ وَالجَبَروتِ،الحَمدُ للّهِ ِ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،الحَمدُ للّهِ ِ العَزیزِ الجَبّارِ،الحَلیمِ الغَفّارِ،الواحِدِ القَهّارِ،الکَبیرِ المُتَعالِ.

سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ

ص:292

فِی المُلکِ،ولا مِثلٌ ولا شِبهٌ،ولا عَدلٌ،یا اللّهُ یا رَحمانُ.

« رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ» . (1)« رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ» . (2)« رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً» . (3)« رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً» . (4)اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وأَنبِیائِکَ وَالصِّدّیقینَ،واُولِی العَزمِ مِنَ المُرسَلینَ،الَّذینَ اوذُوا فی جَنبِکَ،وجاهَدوا فیکَ حَقَّ جِهادِکَ،وقَاموا بِأَمرِکَ،ووَحَّدوکَ وعَبَدوکَ حَتّی أتاهُمُ الیَقینُ.

اللّهُمَّ عَذِّبِ الکَفَرَةَ الَّذینَ یَصُدُّونَ عَن کِتابِکَ،ویُکَذِّبونَ رُسُلَکَ،وَاجعَل عَلَیهِم رِجزَکَ وعَذابَکَ،وَاغفِر لَنا ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وأَوزِعهُم (5)أن یَشکُروا نِعمَتَکَ الَّتی أنعَمتَ عَلَیهِم،إلهَ الحَقِّ آمینَ.

اللّهُمَّ ارحَم عِبادَکَ الصّالِحینَ مِن أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،یا رَبَّ العالَمینَ.«سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ-عَشرَ مَرّاتٍ-»،ویَسجُدُ. (6)

1491.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی لا یَدَعُ ثَلاثَ عَشرَةَ رَکعَةً بِاللَّیلِ فی سَفَرٍ ولا فِی الحَضَرِ. (7)

ص:293


1- .البقرة:286.
2- آل عمران:8.
3- الفرقان:65.
4- الفرقان:74.
5- أوزعه:أی ألهمه (لسان العرب:ج 8 ص 391« وزع»).
6- مصباح المتهجّد:ص 134 ح 218 و 219 و 220،بحار الأنوار:ج 87 ص 239 ح 50.
7- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 15 ح 39 عن الحرث بن المغیرة،وسائل الشیعة:ج 3 ص 66 ح 4586.

1492.عنه علیه السلام: کانَ أبی رضی الله عنه یُصَلّی فی جَوفِ اللَّیلِ،فَیَسجُدُ السَّجدَةَ فَیُطیلُ حَتّی نَقولُ:إنَّهُ راقِدٌ. (1)

1493.عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ،وکانَ یُحِبُّ أن یَجمَعَها فِی الوَترِ لِیَکونَ القُرآنَ کُلَّهُ. (2)

1494.تهذیب الأحکام عن عبد الرحمن بن الحجّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ القِراءَةِ فِی الوَترِ، فَقالَ:کانَ بَینی وبَینَ أبی بابٌ،فَکانَ أبی إذا صَلّی یَقرَأُ فِی الوَترِ بِ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» فی ثَلاثَتِهِنَّ.وکانَ یَقرَأُ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،فَإِذا فَرَغَ مِنها قالَ:کَذلِکَ اللّهُ رَبّی،أو کَذاکَ اللّهُ رَبّی. (3)

1495.شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: کانَ موسَی بنُ جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ آخِرَ اللَّیلِ:

إلهی عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ،فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ. (4)

1496.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن ابراهیم بن العبّاس: کانَ [الإِمامُ الرِّضا] علیه السلام قَلیلَ النَّومِ بِاللَّیلِ، کَثیرَ السَّهَرِ،یُحیی أکثَرَ لَیالیهِ مِن أوَّلِها إلَی الصُّبحِ. (5)

1497.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن رجاء بن أبی الضحّاک -فی وَصفِ صَلاةِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام بِاللَّیلِ-:إذا کانَ الثُّلُثُ الأَخیرُ مِنَ اللَّیلِ قامَ مِن فِراشِهِ بِالتَّسبیحِ وَالتَّحمیدِ وَالتَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ وَالاِستِغفارِ،فَاستاکَ ثُمَّ تَوَضَّأَ،ثُمَّ قامَ إلی صَلاةِ اللَّیلِ،فَیُصَلّی ثَمانَ رَکَعاتٍ ویُسَلِّمُ فی کُلِّ رَکعَتَینِ،یَقرَأُ فِی الاُولَیَینِ مِنها فی کُلِّ رَکعَةٍ«الحَمدَ»مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ

ص:294


1- .قرب الإسناد:ص 5 ح 15 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 87 ص 197 ح 4.
2- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 127 ح 482 عن الحرث بن المغیرة،بحار الأنوار:ج 87 ص 226 ح 39.
3- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 126 ح 481،بحار الأنوار:ج 87 ص 226 ح 39.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 191؛ دلائل الإمامة:ص 310،الدرّ النظیم:ص 652 کلاهما نحوه.
5- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 184 ح 7، المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 360، [7]إعلام الوری:ج 2 ص 63، [8]بحار الأنوار:ج 49 ص 91 ح 4.

أَحَدٌ» ثَلاثینَ مَرَّةً،ثُمَّ یُصَلّی صَلاةَ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام أربَعَ رَکَعاتٍ،یُسَلِّمُ فی کُلِّ رَکعَتَینِ،ویَقنُتُ فی کُلِّ رَکعَتَینِ فِی الثّانِیَةِ قَبلَ الرُّکوعِ وبَعدَ التَّسبیحِ،ویَحتَسِبُ بِها مِن صَلاةِ اللَّیلِ،ثُمَّ یَقومُ فَیُصَلّی رَکعَتَینِ الباقِیَتَینِ،یَقرَأُ فِی الاُولَی:«الحَمدَ»وسورَةَ المُلکِ،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدُ للّهِ ِ»و «هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ».

ثُمَّ یَقومُ فَیُصَلّی رَکعَتَیِ الشَّفعِ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ مِنهُمَا«الحَمدَ»مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ثَلاثَ مَرّاتٍ،ویَقنُتُ فِی الثّانِیَةِ قَبلَ الرُّکوعِ وبَعدَ القِراءَةِ،فَإِذا سَلَّمَ قامَ فَصَلّی رَکعَةَ الوَترِ،یَتَوَجَّهُ فیها ویَقرَأُ فیهَا«الحَمدَ»مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ثَلاثَ مَرّاتٍ،و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» مَرَّةً واحِدَةً،و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» مَرَّةً واحِدَةً،ویَقنُتُ فیها قَبلَ الرُّکوعِ وبَعدَ القِراءَةِ،ویَقولُ فی قُنوتِهِ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ اهدِنا فیمَن هَدَیتَ،وعافِنا فیمَن عافَیتَ، وتَوَلَّنا فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لَنا فیما أعطَیتَ،وقِنا شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،إنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ ولا یَعِزُّ مَن عادَیت،تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ.

ثُمَّ یَقولُ:«أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ التَّوبَةَ»سَبعینَ مَرَّةً،فَإِذا سَلَّمَ جَلَسَ فِی التَّعقیبِ ما شاءَ اللّهُ،فَإِذا سَلَّمَ جَلَسَ فِی التَّعقیبِ ما شاءَ اللّهُ...ولا یَدَعُ صَلاةَ اللَّیلِ وَالشَّفعَ وَالوَترَ ورَکعَتَیِ الفَجرِ فی سَفَرٍ ولا حَضَرٍ. (1)

1498.الإرشاد عن سعید الحاجب: صِرتُ إلی دارِ أبِی الحَسَنِ [ الهادی ] علیه السلام بِاللَّیلِ...فَوَجَدتُ عَلَیهِ جُبَّةَ صوفٍ وقَلَنسُوَةً مِنها،وسَجّادَتُهُ عَلی حَصیرٍ بَینَ یَدَیهِ،وهُوَ مُقبِلٌ عَلَی القِبلَةِ. (2)

ص:295


1- .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 181 و 182 ح 5، بحار الأنوار:ج 49 ص 93 ح 7.
2- الإرشاد:ج 2 ص 303، کشف الغمّة:ج 3 ص 169،الخرائج والجرائح:ج 2 ص 901،بحار الأنوار:ج 5 ص 199 ح 10.

4/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلاِنتِباهِ لِقِیامِ اللَّیلِ

1499.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أرادَ شَیئاً مِن قِیامِ اللَّیلِ وأَخَذَ مَضجَعَهُ فَلیَقُل:«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ لا تُؤمِنّی (1)مَکرَکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،أقومُ (2)ساعَةَ کَذا وکَذا»،إلّا وَکَّلَ اللّهُ عَزَّو جَلَّ بِهِ مَلَکاً یُنَبِّهُهُ تِلکَ السّاعَةَ. (3)

1500.عنه صلی الله علیه و آله: مَن خافَ أن یَنامَ عَن صَلاةِ اللَّیلِ فَلیَقرَأ عِندَ مَنامِهِ:

اللّهُمَّ ابعَثنی مِن مَضجَعی لِذِکرِکَ وشُکرِکَ،وصَلَواتِکَ وَاستِغفارِکَ،وتِلاوَةِ کِتابِکَ، وحُسنِ عِبادَتِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1501.فلاح السائل عن صفوان بن یحیی: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسَی بنَ جَعفَرٍ علیهما السلام یَقولُ:مَن أرادَ أن یَقومَ مِن لَیلِهِ لِلصَّلاةِ فَلا یَذهَبَ بِهِ النَّومُ،فَلیَقُل حینَ یَأوی (5)إلی فِراشِهِ:

اللّهُمَّ لا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُوَلِّ عَنّی وَجهَکَ،ولا تَهتِک عَنّی سِترَکَ،ولا تَأخُذنی عَلی تَمَرُّدی،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،وأَیقِظنی مِن رَقدَتی، وسَهِّل لِیَ القِیامَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ فی أحَبِّ الأَوقاتِ إلَیکَ،وَارزُقنی فیهَا الصَّلاةَ وَالشُّکرَ وَالدُّعاءَ،حَتّی أسأَلَکَ فَتُعطِیَنی،وأَدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لَی،وأَستَغفِرَکَ فَتَغفِرَ لی،إنَّکَ

ص:296


1- .لا تؤمنّی مکرک:أصل المکر الخداع،وهو علی اللّه محال،وإذا نسب إلیه تعالی یراد به الاستدراج،أو الجزاءبالغفلات والإیقاع بالبلیّات،والعقوبة بالسیّئات (مرآة العقول:ج 12 ص 318).
2- فی بعض المصادر:«أقوم إن شاء اللّه».
3- الکافی:ج 2 ص 540 ح 18 عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 49 ح 2115 [3] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریّات:ص 35، [4]فلاح السائل:ص 498 ح 353 [5] کلاهما عن موسی عن أبیه عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 1 ص 213 [6] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 202 ح 20.
4- إرشاد القلوب:ص 91، بحار الأنوار:ج 87 ص 173 ح 2.
5- فی المصدر:«أوی»،والتصویب من بحار الأنوار.

أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

1502.الإمام الکاظم علیه السلام: مَن أحَبَّ أن یَنتَبِهَ بِاللَّیلِ فَلیَقُل عِندَ النَّومِ:

اللّهُمَّ لا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،وأَنبِهنی لِأَحَبِّ السّاعاتِ إلَیکَ،أدعوکَ فیها فَتَستَجیبُ لی،وأَسأَ لُکَ فَتُعطینی،وأَستَغفِرُکَ وتَغفِرُ لی، إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

قالَ:ثُمَّ یَبعَثُ اللّهُ تَعالی إلَیهِ مَلَکَینِ یُنَبِّهانِهِ،فَإِنِ انتَبَهَ وإلّا امِرا أن یَستَغفِرا لَهُ،فَإِن ماتَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ ماتَ شَهیداً،وإذَا انتَبَهَ لَم یَسأَلِ اللّهَ تَعالی شَیئاً فی ذلِکَ الوَقتِ إلّا أعطاهُ. (2)

1503.مصباح المتهجّد: ومَن أرادَ الاِنتِباهَ لِصَلاةِ اللَّیلِ وخافَ النَّومَ،فَلیَقُل عِندَ مَنامِهِ: «قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ» 3 إلی آخِرِ السّورَةِ.ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ لا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،وأَنبِهنی لِأَحَبِّ السّاعاتِ إلَیکَ،أدعوکَ فیها فَتَستَجیبُ لی،وأَسأَ لُکَ فَتُعطینی،وأَستَغفِرُکَ فَتَغفِرُ لی، إنَّه لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

5/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الاِنتِباهِ

1504.التهجّد لابن أبی الدنیا عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ کانَ إذا تَعارَّ (4)مِنَ اللَّیلِ

ص:297


1- .فلاح السائل:ص 499 ح 354، مصباح المتهجّد:ص 123 ح 204 [2] ولیس فیه مِن«مَن أراد أن یقوم...یأوی إلی فراشه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 217 ح 24.
2- فلاح السائل:ص 498 ح 352 عن حمّاد بن عیسی،بحار الأنوار:ج 76 ص 216 ح 23 [5] وراجع کنز العمّال:ج 15 ص 348 ح 41326.
3- مصباح المتهجّد:ص 123 ح 202 و 203، بحار الأنوار:ج 87 ص 177 ذیل ح 6.
4- إذا تعارّ:أی إذا استیقظ،ولا یکون إلّایقظة مع کلام (النهایة:ج 3 ص 204« عرر»).

قالَ:یا مُقَلِّبَ القُلوبِ،ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ. (1)

1505.صحیح البخاری عن عبادة بن الصامت عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَعارَّ مِنَ اللَّیلِ فَقالَ (2):

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، الحَمدُ للّهِ ِ وسُبحانَ اللّهِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

ثُمَّ قالَ:«اللّهُمَّ اغفِر لی»أو دَعَا،استُجیبَ لَهُ،فَإِن تَوَضَّأَ وصَلّی قُبِلَت صَلاتُهُ. (3)

1506.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ یَتَعارُّ مِن جَوفِ اللَّیلِ،فَیَقولُ:

اللّهُ أکبَرُ،وسُبحانَ اللّهِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ، یُحیی ویُمیتُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،أستَغفِرُ اللّهَ الغَفورَ الرَّحیمَ.

إلّا سَلَخَهُ اللّهُ مِن ذُنوبِهِ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (4)

1507.سنن أبی داوود عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَیقَظَ مِنَ اللَّیلِ قالَ:

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ،اللّهُمَّ أستَغفِرُکَ لِذَنبی وأَسأَ لُکَ رَحمَتَکَ،اللّهُمَّ زِدنی عِلماً، ولا تُزِغ (5)قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ. (6)

ص:298


1- .التهجّد لابن أبی الدنیا:ص 99 ح 190.
2- فی سنن أبی داوود وسنن ابن ماجة:«فقال حین یستیقظ».
3- صحیح البخاری:ج 1 ص 387 ح 1103،سنن أبی داوود:ج 4 ص 316 ح 5060،سنن الترمذی:ج 5 ص 480 ح 3414، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1276 ح 3878،کنز العمّال:ج 7 ص 780 ح 21381.
4- کنز العمّال:ج 15 ص 354 ح 41349 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن عبادة بن الصامت.
5- لا تُزِغ قلبی:أی لا تُمِلهُ عن الإیمان (النهایة:ج 2 ص 324« زیغ»).
6- سنن أبی داوود:ج 4 ص 314 ح 5061،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 216 ح 10701، صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 341 ح 5531،الدعاء للطبرانی:ص 244 ح 762،کنز العمّال:ج 8 ص 396 ح 23417.

6/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ القِیامِ

1508.صحیح البخاری عن ابن عبّاس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَتَهَجَّدُ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،أنتَ قَیِّمُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ،ولَکَ الحَمدُ،لَکَ مُلکُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ،ولَکَ الحَمدُ،أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ،ولَکَ الحَمدُ،أنتَ مَلِکُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ولَکَ الحَمدُ،أنتَ الحَقُّ،ووَعدُکَ الحَقُّ،ولِقاؤُکَ حَقٌّ،وقَولُکُ حَقٌّ،وَالجَنَّةُ حَقٌّ،وَالنّارُ حَقٌّ،وَالنَّبِیّونَ حَقٌّ،ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله حَقٌّ،وَالسّاعَةُ حَقٌّ.

اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ أنَبتُ (1)،وبِکَ خاصَمتُ، وإلَیکَ حاکَمتُ،فَاغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،لا إلهَ إلّاأنتَ أو:لا إلهَ غَیرُکَ. (2)

1509.مکارم الأخلاق عن الإمام الصادق علیه السلام: مَا استَیقَظَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن نَومٍ إلّاخَرَّ للّهِ ِ عز و جل ساجِداً.وکانَ صلی الله علیه و آله إذا نامَ تَنامُ عَیناهُ ولا یَنامُ قَلبُهُ،ویَقولُ:«إنَّ قَلبی یَنتَظِرُ الوَحیَ».

وکانَ صلی الله علیه و آله إذا راعَهُ شَیءٌ فی مَنامِهِ قالَ:«هُوَ اللّهُ لا شَریکَ لَهُ».وکانَ صلی الله علیه و آله کَثیرَ الرُّؤیا،ولا یَری رُؤیا إلّاجاءَت مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ.وکانَ صلی الله علیه و آله إذَا استَیقَظَ مِن نَومِهِ یَقولُ:«سبحان الذی یحی الموتی و هو علی کل شیء قدیر».وإذا قامَ صلی الله علیه و آله لِلصَّلاةِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ نورِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ قَیّومِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ،أنتَ الحَقُّ،وقَولُکَ الحَقُّ،ولِقاؤُکَ حَقٌّ،وَالجَنَّةُ حَقٌّ،

ص:299


1- .أنابَ إلی اللّه:أقبلَ وتابَ (الصّحاح:ج 1 ص 229« نوب»).
2- صحیح البخاری:ج 1 ص 377 ح 1069 و ج 5 ص 2328 ح 5958،صحیح مسلم:ج 1 ص 532 ح 199،سنن أبی داوود:ج 1 ص 205 ح 771،سنن الترمذی:ج 5 ص 482 ح 3418 کلاهما نحوه،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 430 ح 1355،الدرّ المنثور:ج 6 ص 195.

وَالنّارُ حَقٌّ،وَالسّاعَةُ حَقٌّ.

اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ أنَبتُ،وبِکَ خاصَمتُ، وإلَیکَ حاکَمتُ،فَاغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ إلهی لا إلهَ إلّاأنت.

ثُمَّ یَستاکُ قَبلَ الوُضوءِ. (1)

1510.الإمام الباقر علیه السلام: إذا قُمتَ بِاللَّیلِ مِن مَنامِکَ فَقُل:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَدَّ عَلَیَّ روحی لِأَحمَدَهُ وأَعبُدَهُ.

فَإِذا سَمِعتَ صَوتَ الدُّیوکِ فَقُل:

سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،سَبَقَت رَحمَتُکَ غَضَبَکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،عَمِلتُ سوءاً،وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی وَارحَمنی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ.

فَإِذا قُمتَ فَانظُر فی آفاقِ السَّماءِ وقُل:

اللّهُمَّ إنَّهُ لا یُواری عَنکَ لَیلٌ ساجٍ (2)،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ (3)،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ (4)،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ (5)،تُدلِجُ (6)بَینَ یَدَیِ المُدلِجِ مِن خَلقِکَ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،غارَتِ النُّجومُ،ونامَتِ العُیونُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا

ص:300


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 50 ح 2120-2125، بحار الأنوار:ج 76 ص 203 ح 20.
2- سُجِّی:أی غُطِّی.والمُتسَجِّی:المُتغَطِّی،من اللیل الساجی:لأنّه یغطِّی بظلامِهِ وسکونِه (النهایة:ج 2 ص 344« سجا»).
3- البُروجُ:المنازِلُ العالیةُ،والمراد هنا:منازل الشمس والقمر والکواکب،وبروج وأبراج جمع برج (مجمع البحرین:ج 1 ص 132« برج»).
4- المِهادُ:الفِراشُ،و قوله:وأرض ذاتِ مهاد،من ذلک (مجمع البحرین:ج 3 ص 1729« مهد»).
5- بحر لُجِّی:أی عظیم،منسوب إلی اللُجَّةُ:وهی معظم البحر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1622« لجج»).
6- أدلَجَ:سار اللیل کلّه،فهو مدلج (مجمع البحرین:ج 1 ص 605« دلج»).

تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ،سُبحانَ رَبِّ العالَمینَ،وإلهِ المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

ثُمَّ اقرَأِ الخَمسَ الآیاتِ مِن آخِرِ آلِ عِمرانَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» -إلی قَولِهِ- «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 1 ،ثُمَّ استَک وتَوَضَّأ،فَإِذا وَضَعتَ یَدَکَ فِی الماءِ،فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ،وَاجعَلنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ.

فَإِذا فَرَغتَ فَقُل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ».

فَإِذا قُمتَ إلی صَلاتِکَ فَقُل:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وإلَی اللّهِ ومِنَ اللّهِ،وما شاءَ اللّهُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِن زُوّارِ بَیتِکَ وعُمّارِ مَساجِدِکَ،وَافتَح لی بابَ تَوبَتِکَ،وأَغلِق عَنّی بابَ مَعصِیَتِکَ وکُلِّ مَعصِیَةٍ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِمَّن یُناجیهِ،اللّهُمَّ أقبِل عَلَیَّ بِوَجهِکَ، جَلَّ ثَناؤُکَ.

ثُمَّ افتَتِحِ الصَّلاةَ بِالتَّکبیرِ. (1)

1511.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَقومَ إلی صَلاةِ اللَّیلِ فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ وآلِهِ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی،فَاجعَلنی بِهِم وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ،اللّهُمَّ ارحَمنی بِهِم ولا تُعَذِّبنی بِهِم،وَاهدِنی بِهِم ولا تُضِلَّنی بِهِم،وَارزُقنی بِهِم ولا تَحرِمنی بِهِم،وَاقضِ لی حَوائِجی لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ. (2)

1512.الکافی عن عبد الرّحمن بن الحجّاج: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذا قامَ آخِرَ اللَّیلِ یَرفَعُ صَوتَهُ حَتّی

ص:301


1- الکافی:ج 3 ص 445 ح 12 و ج 2 ص 538 ح 12 ولیس فیه ذیله من«ثمّ اقرأ الخمس الآیات»،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 123 ح 467 کلّها عن زرارة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 480 ح 1390 نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 187 ح 5.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 483 ح 1398،بحار الأنوار:ج 87 ص 243 ح 52.

یُسمِعَ أهلَ الدّارِ ویَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی هَولِ المُطَّلَعِ (1)،ووَسِّع عَلَیَّ ضیقَ المَضجَعِ،وَارزُقنی خَیرَ ما قَبلَ المَوتِ،وَارزُقنی خَیرَ ما بَعدَ المَوتِ. (2)

7/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ رَکعَتَیِ الوِردِ

الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ رَکعَتَیِ الوِردِ (3)

1513.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَقومُ مِنَ اللَّیلِ فَیُصَلّی رَکعَتَینِ،فَیَدعو فی سُجودِهِ لِأَربَعینَ مِن أصحابِهِ،یُسَمّی بِأَسمائِهِم وأَسماءِ آبائِهِم،إلّاولَم یَسأَلِ اللّهَ تَعالی شَیئاً إلّاأعطاهُ. (4)

1514.بحار الأنوار عن مصباح السیّد ابن الباقی: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو بَعدَ رَکعَتَیِ الوِردِ قَبلَ صَلاةِ اللَّیلِ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إلَیکَ حَنَّت قُلوبُ المُخبِتینَ (5)،وبِکَ أنِسَت عُقولُ العاقِلینَ،وعَلَیکَ عَکَفَت رَهبَةُ العامِلینَ،وبِکَ استَجارَت أفئِدَةُ المُقَصِّرینَ،فَیا أمَلَ العارِفینَ،ورَجاءَ الآمِلینَ،

ص:302


1- .المُطَّلعُ:أمر الآخرة وموقف القیامة الذی یحصل الاطّلاع علیه بعد الموت (مجمع البحرین:ج 2 ص 1109« طلع»).
2- الکافی:ج 2 ص 539 ح 13،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 480 ح 1389،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 50 ح 2119، [3]بحار الأنوار:ج 87 ص 192 ح 6.
3- یستحبُّ أن یُصلّی قبل صلاة اللّیل رکعتان خفیفتان وأن یُدعی بعدها بالدعاء المأثور کما ورد فی هذین الحدیثین:1-قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا قامَ أحَدُکُم مِنَ اللَّیلِ فَلیَفتَتِح صَلاتَهُ بِرَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ،ثُمَّ یُسَلِّمُ ویَقومُ فَیُصَلّی ما کُتِبَ لَهُ (دعائم الإسلام:ج 1 ص 211، 5بحار الأنوار:ج 87 ص 227 ح 40؛ 6صحیح مسلم:ج 1 ص 532 ح 198،سنن أبی داوود:ج 2 ص 36 ح 1323،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 13 ح 7179، 7کنز العمّال:ج 7 ص 781 ح 21385).2-صحیح مسلم عن عائشة:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ لِیُصَلِّیَ افتَتَحَ صَلاتَهُ بِرَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ (صحیح مسلم:ج 1 ص 532 ح 197،السنن الکبری:ج 3 ص 8 ح 4669،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 174 ح 1، 8مسند إسحاق بن راهویه:ج 3 ص 1048 ح 1814،کنز العمّال:ج 7 ص 66 ح 17986). وراجع:بحار الأنوار:ج 87 ص 239 ح 50 [9] ومستدرک الوسائل:ج 6 ص 341.
4- مصباح المتهجّد:ص 133، بحار الأنوار:ج 87 ص 239 ح 50.
5- مُخبِت:خاشع مطیع (انظر النهایة:ج 2 ص 4« خبت»).

صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وأَجِرنی مِن فَضائِحِ یَومِ الدّینِ،عِندَ هَتکِ السُّتورِ وتَحصیلِ ما فِی الصُّدورِ،وآنِسنی عِندَ خَوفِ المُذنِبینَ ودَهشَةِ المُفرِطینَ (1)،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،فَوَعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،ما أرَدتُ بِمَعصِیَتی إیّاکَ مُخالَفَتَکَ،ولا عَصَیتُکَ إذ عَصَیتُکَ وأَ نَا بِمَکانِکَ جاهِلٌ،ولا لِعُقوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ،ولا بِنَظَرِکَ مُستَخِفٌّ،ولکِن سَوَّلَت لی نَفسی،وأَعانَتنی عَلی ذلِکَ شِقوَتی،وغَرَّنی سِترُکَ المُرخی عَلَیَّ،فَعَصَیتُکَ بِجَهلی،وخالَفتُکَ بِجَهدی،فَمِنَ الآنِ مِن عَذابِکَ مَن یَستَنقِذُنی؟وبِحَبلِ مَن أعتَصِمُ إذا قَطَعتَ حَبلَکَ عَنّی؟

وا سَوأَتاه مِنَ الوُقوفِ بَینَ یَدَیکَ غَداً،إذا قیلَ لِلمُخِفّینَ:جوزوا،ولِلمُثقِلینَ:حُطّوا، أمَعَ المُخِفّینَ أجوزُ،أم مَعَ المُثقِلینَ أحُطُّ؟!

یا وَیلَتا،کُلَّما کَبِرَت سِنّی کَثُرَت مَعاصِیَّ ! فَکَم ذا أتوبُ،وکَم ذا أعودُ؟ما آنَ لی أن أستَحیِیَ مِن رَبّی؟!.

ثُمَّ یَسجُدُ،ویَقولُ-ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ-:«أستَغفِرُ اللّهَ رَبّی وأَتوبُ إلَیهِ». (2)

8/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ قَبلَ صَلاةِ اللَّیلِ

1515.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ [النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ] إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ افتَتَحَ صَلاتَهُ:

اللّهُمَّ رَبَّ جَبرائیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،أنتَ تَحکُمُ بَینَ عِبادِکَ فیما کانوا فیهِ یَختَلِفونَ،اهدِنی لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ،إنَّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ. (3)

ص:303


1- .المُفرطُ:بالتخفیف:المسرف فی العمل،وبالتشدید:المقصّر فیه (النهایة:ج 3 ص 435« فرط»).
2- بحار الأنوار:ج 87 ص 242 ح 51.
3- صحیح مسلم:ج 1 ص 534 ح 200،سنن أبی داوود:ج 1 ص 204 ح 767،سنن الترمذی:ج 5 ص 484 ū ح 3420،سنن النسائی:ج 3 ص 211،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 498 ح 25280، الدرّ المنثور:ج 7 ص 234.

1516.بحار الأنوار (1): کانَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام إذا قامَ إلی مِحرابِهِ فِی اللَّیلِ قالَ:

اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی سَوِیّاً،ورَبَّیتَنی صَبِیّاً،وجَعَلتَنی غَنِیّاً مَکفِیّاً،اللّهُمَّ إنّی وَجَدتُ فیما أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،وبَشَّرتَ بِهِ عِبادَکَ،أن قُلتَ: «یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ * وَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّکُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ» 2 وقَد کانَ مِنِّی اللّهُمَّ ما عَلِمتَ وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،فَوا سَوأَتاه مِمّا أحصاهُ کِتابُکَ ! فَلَولَا المَواقِفُ الَّتی أرجو فیها عَفوَکَ، الَّذی شَمَلَ کُلَّ شَیءٍ لَأَلقَیتُ بِیَدی،ولَو أنَّ أحَداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن ذَنبِهِ لَکُنتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنهُ،حَیثُ لا یَقدِرُ،ولکِن کَیفَ لی بِذلِکَ وأَنتَ لا یَعزُبُ عَنکَ مِثقالُ ذَرَّةٍ إلّا أتَیتَ بِها؟! وکَفی بِکَ جازِیاً،وکَفی بِکَ حَسیباً.

اللّهُمَّ إنَّکَ طالِبی إن هَرَبتُ،ومُدرِکی إن فَرَرتُ،فَها أنَا بَینَ یَدَیکَ عَبدٌ ذَلیلٌ خاضِعٌ راغِمٌ،إن تُعَذِّبنی فَإِنّی لِذلِکَ أهلٌ،وهُوَ یا رَبِّ مِنکَ عَدلٌ،وإن تَغفِر فَإِنَّکَ تَغفِرُ قَبیحاً، فَلتَسَعنی رَحمَتُکَ وعَفوُکَ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ.

وأَسأَ لُکَ بِالحُسنی مِن أسمائِکَ،وبِما وارَتِ الحُجُبُ مِن بَهائِکَ،أو تَرحَمَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ (2)،وهذَا البَدَنَ الهَلوعَ (3)،الَّذی لا یَستَطیعُ حَرَّ شَمسِکَ فَکَیفَ یَستَطیعُ حَرَّ نارِکَ؟! وَالَّذی لا یَستَطیعُ صَوتَ رَعدِکَ فَکَیفَ یَستَطیعُ صَوتَ غَضَبِکَ؟! فَارحَمنِیَ اللّهُمَّ إنِّی امرُؤٌ فَقیرٌ حَقیرٌ،وخَطَری یَسیرٌ،إن تُعَذِّبنی فَلَم یَزِد عَذابی فی مُلکِکَ مِثقالَ ذَرَّةٍ، ولَو کانَ ذلِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلی ذلِکَ،وأَحبَبتُ أن یَکونَ المُلکُ لَکَ،ولکِنَّ سُلطانَکَ

ص:304


1- .هذا هو الدّعاء الخمسون من أدعیة الصّحیفة السّجادیة مع اختلافات یسیرة بین النصّین.هذا ولم أجد الدعاء فی المحاسن المطبوعة.
2- الجَزَعُ:نقیض الصبر (الصحاح:ج 3 ص 1196« جزع»).
3- الهَلَعُ:أفحش الجزع (الصحاح:ج 3 ص 1308« هلع»).

أعظَمُ،ومُلکَکَ أدوَمُ مِن أن یَزیدَ فیهِ طاعَةُ المُطیعینَ،أو یَنقُصَ مِنهُ مَعصِیَةُ المُذنِبینَ، فَاغفِر لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ ما جَزَیتَ المُرسَلینَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)

9/20الدُّعاءُ المَأثورُ فی صَلاةِ اللَّیلِ

1517.بحار الأنوار: فَإِذا فَرَغَ مِن هاتَینِ الرَّکعَتَینِ (2)قالَ بَعدَهُما ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو بِهِ وهُوَ:

إلهی ! نُمتُ القَلیلَ فَنَبَّهَنی قَولُکَ المُبینُ: «تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ» 3 .

فَجانَبتُ لَذیذَ الرُّقادِ بِتَحَمُّلِ ثِقلِ السُّهادِ (3)،وتَجافَیتُ طیبَ المَضجَعِ بِانسکِابِ غَزیرِ المَدمَعِ،ووَطِئتُ الأَرضَ بِقَدَمَیَّ،وبُؤتُ إلَیکَ بِذَنبی،ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکَ قائِماً وقاعِداً،وتَضَرَّعتُ إلَیکَ راکِعاً وساجِداً ودَعَوتُکَ خَوفاً وطَمَعاً،ورَغِبتُ إلَیکَ والِهاً (4)مُتَحَیِّراً.

انادیکَ بِقَلبٍ قَریحٍ،واُناجیکَ بِدَمعٍ سَفوحٍ،وأَعوذُ بِکَ مِن قُوَّتی،وأَلوذ بِکَ مِن جُرأتی،وأَستَجیرُ بِکَ مِن جَهلی،وأَتَعَلَّقُ بِعُری أسبابِکَ مِن ذَنبی،وأَعمُرُ بِذِکرِکَ قَلبی.

إلهی ! لَو عَلِمَتِ الأَرضُ بِذُنوبی لَساخَت بی،وَالسَّماواتُ لَاختَطَفَتنی،وَالبِحارُ

ص:305


1- .بحار الأنوار:ج 87 ص 229 ح 42 نقلاً عن کتاب المحاسن.
2- أی من الرکعتین الاُولَیَینِ من صلاة اللیل.
3- السُّهاد:الأرق (الصحاح:ج 2 ص 492«سهد»).
4- الوَلَهُ:ذَهاب العقلِ والتحیّرِ من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« وله»).

لَأَغرَقَتنی،وَالجِبالُ لَدَهدَهَتنی (1)وَالمَفاوِزُ (2)لَابتَلَعَتنی.

إلهی ! أیَّ تَغریرٍ اغتَرَرتُ بِنَفسی،وأَیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ یا رَبِّ.

إلهی ! کُلُّ مَن آتَیتُهُ إلَیکَ یُرشِدُنی،وما مِن أحَدٍ إلّاعَلَیکَ یَدُلُّنی،ولا مَخلوقٍ أرغَبُ إلَیهِ إلّاوفیکَ یُرَغِّبُنی،فَنِعمَ الرَّبُّ وَجَدتُکَ،وبِئسَ العَبدُ وَجَدتَنی.

إلهی ! إن عاقَبتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَملِکُ العُقوبَةَ عَنّی؟وإن هَتَکتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَستُرُ عَورَتی؟وإن أهلَکتَنَی فَمَن ذَا الَّذی یَعرِضُ لَکَ فی عَبدِکَ أو یَسأَ لُکَ عَن شَیءٍ مِن أمرِهِ، وقَد عَلِمتُ یا إلهی أن لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ،ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،وإنَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ،ویَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ،وقَد تَعالَیتَ عَن ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی-کَذا وکَذا-.

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن تُحَسِّنَ فی لامِعَةِ العُیونِ عَلانِیَتی،وتُقَبِّحَ فیما ابطِنُ لَکَ سَریرَتی،مُحافِظاً عَلی رِئاءِ النّاسِ مِن نَفسی،فَاُرِیَ النّاسَ حُسنَ ظاهِری،واُفضِیَ إلَیکَ بِسوءِ عَمَلی،تَقَرُّباً إلی عِبادِکَ،وتَباعُداً مِن مَرضاتِکَ. (3)

10/20الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی قُنوتِ الوَترِ

1518.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی قُنوتِ الوَترِ:

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،سُبحانَکَ رَبَّ البَیتِ،

ص:306


1- .یَتَدَهدی:أی یَتَدَحرَج،یقال:دَهدَیتُ الحجر ودَهدَتُه ( النهایة:ج 2 ص 143« دهدأ»).
2- المفازةُ:البرّیّة القفر،والجمع:المفاوز (النهایة:ج 3 ص 478« فوز»).
3- بحار الأنوار:ج 87 ص 246 ح 56 نقلاً عن اختیار [4]ابن الباقی.

أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ،واُؤمِنُ بِکَ وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ یا رَحیمُ. (1)

1519.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی آخِرِ وَترِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وبِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا احصی ثَناءً عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ. (2)

1520.عنه علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی آخِرِ وَترِهِ:

اللّهُمَّ اجعَل فی بَصَری نوراً،ومِن خَلفی نوراً،ومِن تَحتی نوراً،ومِن فَوقی نوراً، وعَن یَمینی نوراً،وأَعظِم لی نوراً. (3)

1521.الإمام الحسن علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فِی الوَترِ:

اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (4)

1522.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو فی قُنوتِ الوَترِ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ خَلَقتَنی بِتَقدیرٍ وتَدبیرٍ وتَبصیرٍ بِغَیرِ تَقصیرٍ،وأَخرَجتَنی مِن ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،اُحاوِلُ الدُّنیا ثُمَّ ازاوِلُها ثُمَّ ازایِلُها،وآتَیتَنی فیهَا الکَلَأَ وَالمَرعی،وبَصَّرتَنی فیهَا الهُدی،فَنِعمَ الرَّبُّ أنتَ ونِعمَ المَولی،فَیا مَن کَرَّمَنی وشَرَّفَنی ونَعَّمَنی،أعوذُ بِکَ مِنَ

ص:307


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 487 ح 1402،بحار الأنوار:ج 87 ص 205.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 64 ح 1427،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 373 ح 1179،سنن النسائی:ج 3 ص 249،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 317 ح 1294 کلّها عن عبد الرحمن بن الحارث،کنز العمّال:ج 8 ص 63 ح 21885.
3- الدعاء للطبرانی:ص 238 ح 752 عن حبیب بن أبی ثابت عن الإمام الباقر علیه السلام.
4- سنن أبی داوود:ج 2 ص 63 ح 1425،سنن الترمذی:ج 2 ص 328 ح 464، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 372 ح 1178،سنن النسائی:ج 3 ص 248،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 425 ح 1718، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 188 ح 4801 کلّها عن أبی الحوراء،کنز العمّال:ج 7 ص 412 ح 19575.

الزَّقّومِ (1)،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الحَمیمِ،وأَعوذُ بِکَ مِن مَقیلٍ فِی النّارِ،بَینَ أطباقِ النّارِ،فِی ظِلالِ النّارِ،یَومَ النّارِ،یا رَبَّ النّارِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَقیلاً فِی الجَنَّةِ بَینَ أنهارِها وأَشجارِها،وثِمارِها ورَیحانِها (2)، وخَدَمِها وأَزواجِها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ الخَیرِ:رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الشَّرِّ:سَخَطِکَ وَالنّارِ.

هذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-.

اللّهُمَّ اجعَل خَوفَکَ فی جَسَدی کُلِّهِ،وَاجعَل قَلبی أشَدَّ مَخافَةً لَکَ مِمّا هُوَ،وَاجعَل لی فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ حَظّاً ونَصیباً مِن عَمَلٍ بِطاعَتِکَ،وَاتِّباعِ مَرضاتِکَ.

اللّهُمَّ أنتَ مُنتَهی غایَتی ورَجائی،ومَسأَلَتی وطَلِبَتی،أسأَ لُکَ یا إلهی کَمالَ الإِیمانِ، وتَمامَ الیَقینِ،وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ.

یا سَیِّدِی،اجعَل إحسانی مُضاعَفاً،وصَلاتی تَضَرُّعاً،ودُعائی مُستَجاباً،وعَمَلی مَقبولاً،وسَعیی مَشکوراً،وذَنبی مَغفوراً،ولَقِّنی مِنکَ نَضرَةً وسُروراً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)

1523.المصنف لابن أبی شیبة عن أبی محمّد: إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ یَقولُ فی قُنوتِ الوَترِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،وإنَّ إلَیکَ الرُّجعی،وإنَّ لَکَ الآخِرَةَ وَالاُولی،اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن أن نَذِلَّ ونَخزی. (4)

1524.الإمام الباقر علیه السلام: القُنوتُ فِی الوَترِ کَقُنوتِکَ یَومَ الجُمُعَةِ،تَقولُ فی دُعاءِ القُنوتِ:

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا،

ص:308


1- .الزَّقّومُ:شجرة مرّة کریهة الطعم والرائحة،یکره أهل النار علی تناولها (مجمع البحرین:ج 2 ص 775«زقم»).
2- الرَّیحان:هو کلّ نبت طیّب الرِّیح (النهایة:ج 2 ص 288« ریحان»).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 491 ح 1412،بحار الأنوار:ج 87 ص 269 ح 67.
4- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 113 ح 2 و ج 2 ص 200 ح 3، کنز العمّال:ج 8 ص 82 ح 21992.

وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا،وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجِهَتُکَ خَیرُ الجِهاتِ، وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیّاتِ وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ، تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ،وتُنجی مِنَ الکَربِ العَظیمِ،لا یَجزی بِآلائِکَ أحَدٌ،ولا یُحصی نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ.

اللّهُمَّ إلَیکَ رُفِعَتِ الأَبصارُ،ونُقِلَتِ الأَقدامُ،ومُدَّتِ الأَعناقُ،ورُفِعَتِ الأَیدی،ودُعِیتَ بِالأَلسُنِ؛وتُحوکِمَ إلَیکَ فِی الأَعمالِ،رَبَّنَا اغفِر لَنا وَارحَمنا،وَافتَح بَینَنا وبَینَ خَلقِکَ بِالحَقِّ،وأَنتَ خَیرُ الفاتِحینَ.

اللّهُمَّ إلَیکَ نَشکو غَیبَةَ نَبِیِّنا،وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا،ووُقوعَ الفِتَنِ،وتَظاهُرَ الأَعداءِ، وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وقِلَّةَ عَدَدِنا،فَافرُج ذلِکَ یا رَبِّ بِفَتحٍ مِنکَ تُعَجِّلُهُ،ونَصرٍ مِنکَ تُعِزُّهُ، وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ،إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمینَ.

ثُمَّ تَقولُ فی قُنوتِ الوَترِ بَعدَ هذا:«أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ»سَبعینَ مَرَّةً،وتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ کَثیراً.

وتَقولُ فی دُبُرِ الوَترِ بَعدَ التَّسلیمِ:«سُبحانَ اللّهِ رَبِّیَ المَلِکِ القُدّوسِ العَزیزِ الحَکیمِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ،«الحَمدُ لِرَبِّ الصَّباحِ،الحَمدُ لِفالِقِ الإِصباحِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (1)

1525.الإمام الصادق علیه السلام: ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ فِی الوَترِ (2):

اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ،وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً (3)مِنکَ،وشَوقاً إلَیکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ وَاجعَل فی لِقائِکَ خَیرَ الرَّحمَةِ وَالبَرَکَةِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،ولا تُؤَخِّرنی مَعَ الأَشرارِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِمَّن

ص:309


1- .الأمالی للصدوق:ص 474 ح 639، الأمالی للطوسی:ص 432 ح 971 [2] کلاهما عن زرارة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 487 ح 1404 نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 198 ح 6.
2- ورد هذا الدعاء فی الکافی:ج 2 ص 586 ح 24 ولیس فیه:«ادع بهذا الدعاء فی الوتر»،وورد أیضاً فی مصباح المتهجّد:ص 143 ح 232 وفیه«وممّا یختصّ عقیب الرابعة»أی الرّکعة الرابعة من صلاة اللیل.
3- الفَرَقُ-بالتحریک-:الخَوفُ (لسان العرب:ج 10 ص 304« فرق»).

مَضی،وَاجعَلنی مِن صالِحی مَن بَقِیَ،وخُذ بی سَبیلَ الصّالِحینَ،ولا تَرُدَّنی فی شَرٍّ استَنقَذتَنی مِنهُ یا رَبَّ العالَمینَ،وأَعِنّی عَلی نَفسی بِما أعَنتَ بِهِ الصّالِحینَ عَلی أنفُسِهِم.

أسأَ لُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ،تُحیینی عَلَیهِ وتُمیتُنی عَلَیهِ وتَوَلَّنی عَلَیهِ، وتُحیینی ما أحیَیتَنی عَلَیهِ،وتَوَفَّنی عَلَیهِ إذا تَوَفَّیتَنی،وتَبعَثُنی عَلَیهِ إذا بَعَثتَنی،وأَبرِئ قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ وَالشَّکِّ فی دینی.

اللّهُمَّ أعطِنی بَصَراً فی دینِکَ،وفِقهاً فی عِبادَتِکَ،وفَهماً فی حُکمِکَ،وکِفلَینِ (1)مِن رَحمَتِکَ،وبَیِّض وَجهی بِنورِکَ،وَاجعَل رَغبَتی فی ما عِندَکَ،وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ،وَالجُبنِ وَالبُخلِ،وَالغَلَبَةِ وَالذِّلَّةِ،وَالقَسوَةِ وَالمَسکَنَةِ،وأَعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،وقَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ،واُعیذُ بِکَ دینی وأَهلی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لَن یُجیرَنی مِنکَ أحَدٌ،ولَن أجِدَ مِن دونِکَ مُلتَحَداً،فَلا تَجعَل أجَلی فی شَیءٍ مِن عَذابِکَ ولا تَرُدَّنی بِهَلَکَةٍ ولا بِعَذابٍ.أسأَ لُکَ الثَّباتَ عَلی دینِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ رَسولِکَ.

أسأَ لُکَ أن تَذکُرَنی بِرَحمَتِکَ ولا تَذکُرَنی بِخَطیئَتی،وتَقبَلَ مِنّی،وتَزیدَنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ اجعَل ثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ مَجلِسی رِضاکَ،وَاجعَل عَمَلی ودُعائی خالِصاً لَکَ، وَاجعَل ثَوابِیَ الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.

اللّهُمَّ غارَتِ النُّجومُ،ونامَتِ العُیونُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ، ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ،

ص:310


1- .الکِفل:الحظّ،وقیل:«یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ»(الحدید:28) أی حظّین،وقیل:ضعفین (لسان العرب:ج 66 ص 589«کفل»).

تُدلِجُ (1)عَلی مَن تَشاءُ مِن خَلقِکَ،أشهَدُ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ ومَلائِکَتِکَ،اُکتُب شَهادَتی مِثلَ شَهادَتِهِم،اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ، أن تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (2)

1526.کتاب من لا یحضره الفقیه عن معروف بن خرّبوذ عن أحدهما علیهما السلام: قُل فی قُنوتِ الوَترِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ اللّهُ زَینُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ اللّهُ جَمالُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ اللّهُ عِمادُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ اللّهُ قِوامُ (3)السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ اللّهُ صَریخُ المُستَصرِخینَ،وأَنتَ اللّهُ غِیاثُ المُستَغیثینَ،وأَنتَ اللّهُ المُفَرِّجُ عَنِ المَکروبینَ،وأَنتَ اللّهُ المُرَوِّحُ عَنِ المَغمومینَ،وأَنتَ اللّهُ مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،وأَنتَ اللّهُ إلهُ العالَمینَ،وأَنتَ اللّهُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَنتَ اللّهُ کاشِفُ السّوءِ،وأَنتَ اللّهُ بِکَ تُنزَلُ (4)کُلُّ حاجَةٍ.

یا اللّهُ لَیسَ یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عَذابِکَ إلّارَحمَتُکَ،ولا یُنجی مِنکَ إلَّا التَّضَرُّعُ إلَیکَ،فَهَب لی مِن لَدُنکَ-یا إلهی-رَحمَةً تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ، بِالقُدرَةِ الَّتی بِها أحیَیتَ جَمیعَ ما فِی البِلادِ،وبِها تَنشُرُ مَیتَ العِبادِ،ولا تُهلِکنی غَمّاً حَتّی تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی وتُعَرِّفَنِی الاِستِجابَةَ فی دُعائی،وَارزُقنِی العافِیَةَ إلی مُنتَهی أجَلی،وأَقِلنی عَثرَتی،ولا تُشمِت بیّ عَدُوّی،ولا تُمَکِّنهُ مِن رَقَبَتی.

اللّهُمَّ إن رَفَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَضَعُنی؟وإن وَضَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی؟وإن

ص:311


1- .الدّلج:أن یأخذ الدلو إذا خرجت فیذهب بها حیث یشاء-کنایة عن الرحمة والخیر-(انظر لسان العرب:ج 2ص 273« دلج»).
2- بحار الأنوار:ج 87 ص 271 ح 68 نقلاً عن خطّ التلعکبری عن عبد اللّه بن أبی یعفور.
3- قِوامُ الأمر:نظامه وعماده،والقِوامُ:العدل (لسان العرب:ج 12 ص 499« قوم»).
4- فی المصدر:«منزل»،والتّصویب من بحار الأنوار ومکارم الأخلاق.

أهلَکتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَحولُ بَینَکَ وبَینی؟أو یَتَعَرَّضُ لَکَ فی شَیءٍ مِن أمری؟وقَد عَلِمتُ أن لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ،ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،إنَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ،وإنَّما یَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ،وقَد تَعالَیتَ عَن ذلِکَ یا إلهی ! فَلا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً،ولا لِنَقِمَتِکَ نَصَباً،ومَهِّلنی ونَفِّسنی وأَقِلنی عَثرَتی،ولا تُتبِعنی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،أستَعیذُ بِکَ اللَّیلَةَ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ مِنَ النّارِ فَأَجِرنی، وأَسأَ لُکَ الجَنَّةَ فَلا تَحرِمنی.

ثُمَّ ادعُ اللّهَ بِما أحبَبتَ،وَاستَغفِرِ اللّهَ سَبعینَ مَرَّةً. (1)

1527.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن رجاء بن أبی الضحّاک -فی حَدیثٍ طَویلٍ یَذکُرُ فیهِ حالاتِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام وعِباداتِهِ وکَیفِیَّةِ صَلاتِهِ...إلی أن قالَ-:ویَقولُ فی قُنوتِهِ [أی فی رَکعَةِ الوَترِ]:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ اهدِنا فیمَن هَدَیتَ،وعافِنا فیمَن عافَیتَ، وتَوَلَّنا فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لَنا فیما أعطَیتَ،وقِنا شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،أنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَعِزُّ مَن عادَیتَ،تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ.

ثُمَّ یَقولُ:«أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ التَّوبَةَ»سَبعینَ مَرَّةً،فَإِذا سَلَّمَ جَلَسَ فِی التَّعقیبِ ما شاءَ اللّهُ. (2)

11/20الحَثُّ عَلَی الاِستِغفارِ فِی الوَترِ

1528.تهذیب الأحکام عن معاویة بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی قَولِ اللّه عَزَّ وجَلَّ:

ص:312


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 490 ح 1409،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 55 ح 2135،بحار الأنوار:ج 87 ص 203 ح 11.
2- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 182 ح 5، بحار الأنوار:ج 49 ص 93 ح 7.

«وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ» :فِی الوَترِ فی آخِرِ اللَّیلِ سَبعینَ مَرَّةً. (1)

1529.تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قَولُ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی:

«وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ» ؟قالَ:اِستَغفَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی وَترِهِ سَبعینَ مَرَّةً. (2)

1530.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَستَغفِرُ اللّهَ فِی الوَترِ سَبعینَ مَرَّةً ویَقولُ:«هذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ»سَبعَ مَرّاتٍ. (3)

1531.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام سَیِّدُ العابِدینَ یَقولُ:«العَفوَ العَفوَ» (4)ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ فِی الوَترِ فِی السَّحَرِ. (5)

1532.الإمام الباقر علیه السلام: مَن داوَمَ عَلی صَلاةِ اللَّیلِ وَالوَترِ،وَاستَغفَرَ اللّهَ فی کُلِّ وَترٍ سَبعینَ مَرَّةً،ثُمَّ واظَبَ عَلی ذلِکَ سَنَةً،کُتِبَ مِنَ المُستَغفِرینَ بِالأَسحارِ. (6)

1533.الإمام الصادق علیه السلام: القُنوتُ فِی الفَریضَةِ الدُّعاءُ،وفِی الوَترِ الاِستِغفارُ. (7)

1534.الکافی عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّهُ سُئِلَ عَنِ القُنوتِ فِی الوَترِ،هَل فیهِ شَیءٌ مُوَقَّتٌ یُتَّبَعُ ویُقالُ؟فَقالَ:لا،أثنِ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وَاستَغفِر لِذَنبِکَ العَظیمِ.ثُمَّ قالَ:کُلُّ ذَنبٍ عَظیمٌ. (8)

ص:313


1- .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 130 ح 498،علل الشرائع:ص 364 ح 1 نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 121.
2- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 165 ح 13، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 130 ح 501 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 225 ح 37.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 489 ح 1406 عن عبد اللّه بن أبی یعفور،بحار الأنوار:ج 87 ص 287 ح 79.
4- الظاهر قراءة العفو بالنصب،أی أسأل العفو،ویحتمل الرفع،أی العفو مطلوبی أو مسؤولی (بحار الأنوار:ج 84ص 277).
5- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 489 ح 1408،بحار الأنوار:ج 87 ص 277.
6- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 165 ح 12 عن زرارة،بحار الأنوار:ج 87 ص 225 ح 37.
7- الکافی:ج 3 ص 340 ح 9 و ص 450 ح 32، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 131 ح 503،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 491 ح 1411 کلّها عن عبد الرحمن بن أبی عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 87 ص 269 ح 67.
8- الکافی:ج 3 ص 450 ح 31، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 131 ح 502،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ū ص 316 ح 933 نحوه،وسائل الشیعة:ج 6 ص 277 ح 7957.

1535.الإمام الصادق علیه السلام: استَغفِرِ اللّهَ فِی الوَترِ سَبعینَ مَرَّةً،تَنصِبُ یَدَکَ الیُسری وتَعُدُّ بِالیُمنَی الاِستِغفارَ. (1)

1536.عنه علیه السلام: مَن قالَ آخِرَ قُنوتِهِ فِی الوَترِ:«أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ»مِئَةَ مَرَّةٍ أربَعینَ لَیلَةً، کَتَبَهُ اللّهُ مِنَ المُستَغفِرینَ بِالأَسحارِ. (2)

1537.عنه علیه السلام: مَن قالَ فی وَترِهِ إذا أوتَرَ:«أستَغفِرُ اللّهَ رَبّی وأَتوبُ إلَیهِ»-سَبعینَ مَرَّةً-وواظَبَ عَلی ذلِکَ حَتّی تَمضِیَ سَنَةٌ،کَتَبَهُ اللّهُ عِندَهُ مِنَ المُستَغفِرینَ بِالأَسحارِ،ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ وَالمَغفِرَةُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (3)

12/20الاِستِغفارُ المَأثورُ فی قُنوتِ الوَترِ

1538.کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی حمزة الثمالی: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ فی آخِرِ وَترِهِ وهُوَ قائِمٌ:

رَبِّ،أسَأتُ وظَلَمتُ نَفسی،وبِئسَ ما صَنَعتُ،وهذِهِ یَدایَ جَزاءً بما صَنَعَتا.

قالَ:ثُمَّ یَبسُطُ یَدَیهِ (4)جَمیعاً قُدّامَ وَجهِهِ ویَقولُ:

وهذِهِ رَقَبَتی خاضِعَةٌ لَکَ لِما أتَت.

ص:314


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 489 ح 1406،علل الشرائع:ص 364 ح 2 ولیس فیه«الاستغفار»وکلاهما عن عبد اللّه بن أبی یعفور،الکافی:ج 3 ص 450 ح 33، [2]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 130 ح 500 کلاهما عن منصور بن حازم وفیهما صدره فقط،بحار الأنوار:ج 87 ص 287 ح 79.
2- بحار الأنوار:ج 87 ص 224 ذیل ح 35 نقلاً عن المصباح للکفعمی.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 489 ح 1405،الخصال:ص 581 ح 3،ثواب الأعمال:ص 204 ح 1 کلاهما بزیادة«وهو قائم»بعد«سبعین مرّة»،تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 165 ح 14 و 15 کلّها عن عمر بن یزید و ح 12 عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 120.
4- لعلّ البسط قبل الدعاء الأوّل أو عنده-و کذا الخضوع قبل الدعاء الثانی أو عنده-أنسب بلفظ الدعاء من إیقاعهما بعدهما کما هو ظاهر لفظ الخبر (بحار الأنوار:ج 87 ص 276).

قالَ:ثُمَّ یُطَأطِئُ رَأسَهُ ویَخضَعُ بِرَقَبَتِهِ،ثُمَّ یَقولُ:

وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،فَخُذ لِنَفسِکَ (1)الرِّضا مِن نَفسی حَتّی تَرضی،لَکَ العُتبی (2)،لا أعودُ،لا أعودُ،لا أعودُ. (3)

1539.الإمام زین العابدین علیه السلام: (4)

اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ وأَ نَا مُصِرٌّ عَلی ما نَهَیتَ قِلَّةُ حَیاءٍ،وتَرکِیَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمی بِسَعَةِ حِلمِکَ تَضییعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ.

اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی تُؤیِسُنی أن أرجُوَکَ،وإنَّ عِلمی بِسَعَةِ رَحمَتِکَ یُؤمِنُنی أن أخشاکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وحَقِّق رَجائی لَکَ،وکَذِّب خَوفی مِنکَ،وکُن لی عِندَ أحسَنِ ظَنّی بِکَ یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،وأَیِّدنی بِالعِصمَةِ،وأَنطِق لِسانی بِالحِکمَةِ،وَاجعَلنی مِمَّن یَندَمُ عَلی ما ضَیَّعَهُ فی أمسِهِ.

اللّهُمَّ إنَّ الغَنِیَّ مَنِ استَغنی عَن خَلقِکَ بِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَغنِنی یا رَبِّ عَن خَلقِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن لا یَبسُطُ کَفَّهُ إلّاإلَیکَ.

ص:315


1- .فخذ لنفسک،أی استعملنی ووفّقنی لعمل یوجب رضاک عنّی،أو وقفت بین یدیک وسلّمت نفسی إلیک لتعاقبنی بما یوجب رضاک عنّی،وهو أظهر (بحار الأنوار:ج 87 ص 276).
2- قال الشیخ البهائی قدس سره:العتبی بمعنی المؤاخذة،والمعنی:أنت حقیق بأن تؤاخذنی بسوء أعمالی.أقول:هذا المعنی للعتبی غیر معهود،بل الظاهر أنّ المعنی:أرجع عن ذنبی وأطلب رضاک عنّی.قال فی النهایة: أعتبنی فلان:عاد إلی مسرّتی،واستعتب طلب أن یرضی عنه.وفی الحدیث:«وإمّا مسیئاً فلعلّه یستعتب»،أی یرجع عن الإساءة ویطلب الرضا،ومنه الحدیث:«ولا بعد الموت من مستعتب»،أی لیس بعد الموت من استرضاء،والعتبی الرجوع عن الذنب والإساءة.انتهی.وقال الجوهری:أعتبنی فلان،إذا عاد إلی مسرّتی راجعاً عن الإساءة،والاسم منه العتبی،تقول:استعتبته فأعتبنی،أی استرضیته فأرضانی (بحار الأنوار:ج 87 ص 276).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 491 ح 1410،مصباح المتهجّد:ص 155 ح 246 من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 276.
4- لم یذکر فی البلد الأمین والمصباح [7]أنّ الدعاء فی الوتر،ولکنه أورده فی بحار الأنوار [8]فی أدعیة قنوت الوتر.

اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِیَّ مَن قَنَطَ (1)وأَمامَهُ التَّوبَةُ،وخَلفَهُ الرَّحمَةُ،وإن کُنتُ ضَعیفَ العَمَلِ فَإِنّی فی رَحمَتِکَ قَوِیُّ الأَمَلِ،فَهَب لی ضَعفَ عَمَلی لِقُوَّةِ أمَلی.

اللّهُمَّ أمَرتَ فَعَصَینا،ونَهَیتَ فَمَا انتَهَینا،وذَکَّرتَ فَتَناسَینا،وبَصَّرتَ فَتَعامَینا، وحَذَّرتَ فَتَعَدَّینا،وما کانَ ذلِکَ جَزاءَ إحسانِکَ إلَینا،وأَنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وما أخفَینا، وأَخبَرُ بِما لَم نَأتِ وما أتَینا.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا فیهِ وما نَسینا،وهَب لَنا حُقوقَکَ لَدَینا،وتَمِّم إحسانَکَ إلَینا،وأَسبِغ نِعمَتَکَ عَلَینا،إنّا نَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ رَسولِکَ،وبِعَلِیٍّ وَصِیِّهِ،وفاطِمَةَ ابنَتِهِ،وبِالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وجَعفَرٍ وموسی،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،أهلِ بَیتِ الرَّحمَةِ.

[ونَسأَ لُکَ] (2)إدرارَ الرِّزقِ الَّذی هُوَ قِوامُ حَیاتِنا وصَلاحُ أحوالِ عِیالِنا،فَأَنتَ الکَریمُ الَّذی تُعطی مِن سَعَةٍ،وتَمنَعُ عَن قُدرَةٍ،ونَحنُ نَسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ ما یَکونُ صَلاحاً لِلدُّنیا وبَلاغاً لِلآخِرَةِ وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ. (3)

1540.تهذیب الأحکام عن أبی بَکر بن أبی سَمّاک عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قالَ لی فی قُنوتِ الوَترِ (4):

اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا،وعافِنا وَاعفُ عَنّا فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)راجع:ج1 ص348 ح 412.

ص:316


1- .القُنوط:هو أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« قنط»).
2- الزیادة من بحار الأنوار.
3- البلد الأمین:ص 46، المصباح للکفعمی:ص 91، [4]بحار الأنوار:ج 87 ص 285 ح 77.
4- ورد هذا الدعاء فی مطلق القنوت أیضاً،وقد أوردناه فی أدعیة القنوت مع ذکر مصادره.
5- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 92 ح 342،وسائل الشیعة:ج 4 ص 907 ح 7956.

13/20الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ رَفعِ الرَّأسِ مِن آخِرِ رَکعَةِ الوَترِ

1541.بحارالأنوار -فی ذِکرِ ما یُقالُ بَعدَ رَفعِ الرَّأسِ مِنَ الرُّکوعِ الأَخِیرِ فی صَلاةِ اللَّیلِ-:یَمُدُّ یَدَیهِ ویَدعو بِما رُوِیَ عن مَولانَا الرِّضا علیه السلام:

إلهی ! وَقَفتُ بَینَ یَدَیکَ،ومَدَدتُ یَدی إلَیکَ،مَعَ عِلمی بِتَفریطی فی عِبادَتِکَ،وإهمالی لِکَثیرٍ مِن طاعَتِکَ،ولَو أنّی سَلَکتُ سَبیلَ الحَیاءِ لَخِفتُ مِن مَقامِ الطَّلَبِ وَالدُّعاءِ،ولکِنّی یا رَبِّ لَمّا سَمِعتُکَ تُنادِی المُسرِفینَ إلی بابِکَ،وتَعِدُهُم بِحُسنِ إقالَتِکَ (1)وثَوابِکَ،جِئتُ مُمتَثِلاً لِلنِّداءِ،ولائِذاً بِعَواطِفِ أرحَمِ الرُّحَماءِ،وقَد تَوَجَّهتُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،الَّذی فَضَّلتَهُ عَلی أهلِ الطّاعَةِ،ومَنَحتَهُ بِالإِجابَةِ وَالشَّفاعَةِ،وبِوَصِیِّهِ المُختارِ، المُسَمّی عِندَکَ بِقَسیمِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،وبِفاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّساءِ،وبِأَبنائِهَا الأَولِیاءِ الأَوصِیاءِ، وبِکُلِّ مَلَکٍ خاصَّةٍ یَتَوَجَّهونَ بِهِم إلَیکَ،ویَجعَلونَهُمُ الوَسیلَةَ فِی الشَّفاعَةِ لَدَیکَ،وهؤُلاءِ خاصَّتُکَ،فَصَلِّ عَلَیهِم،وآمِنّی مِن أخطارِ لِقائِکَ،وَاجعَلنی مِن خاصَّتِکَ وأَحِبّائِکَ.

فَقَد قَدَّمتُ أمامَ مَسأَلَتِکَ ونَجواکَ ما یَکونُ سَبَباً إلی لِقائِکَ ورُؤیاکَ،وإن رَدَدتَ مَعَ ذلِکَ سُؤالی،وخابَت إلَیکَ آمالی،فَمالِکٌ رَأی مِن مَملوکِهِ ذُنوباً فَطَرَدَهُ عَن بابِهِ،وسَیِّدٌ رَأی مِن عَبدِهِ عُیوباً فَأَعرَضَ عَن جَوابِهِ،یا شِقوَتاه إن ضاقَت عَنّی سَعَةُ رَحمَتِکَ.

إن طَرَدتَنی عَن بابِکَ عَلی بابِ مَن أقِفُ بَعدَ بابِکَ؟! وإن فَتَحتَ لِدُعائی أبوابَ القَبولِ، وأَسعَفتَنی (2)بِبُلوغِ السُّؤلِ،فَمالِکٌ بَدَأَ بِالإِحسانِ،وأَحَبَّ إتمامَهُ،ومَولیً أقالَ عَثرَةَ عَبدِهِ،ورَحِمَ مَقامَهُ،وهُناکَ لا أدری أیَّ نِعَمِکَ أشکُرُ؟

أحینَ تَطَوَّلتَ عَلَیَّ بِالرِّضا وتَفَضَّلتَ بِالعَفوِ عَمّا مَضی؟أم حینَ زِدتَ عَلَی العَفوِ

ص:317


1- .أقالَ اللّه فلاناً عثرته:بمعنی الصفح عنه (لسان العرب:ج 11 ص 580« قیل»).
2- الإسعاف:الإعانة وقضاء الحاجة (مجمع البحرین:ج 2 ص 846«سعف»).

وَالغُفرانِ بِاستینافِ الکَرَمِ وَالإِحسانِ؟فَمَسأَلَتی لَکَ یا رَبِّ فی هذَا المَقامِ المَوصوفِ- مَقامِ العَبدِ البائِسِ المَلهوفِ-أن تَغفِرَ لی ما سَلَفَ مِن ذُنوبی،وتَعصِمَنی فیما بَقِیَ مِن عُمُری،وأَن تَرحَمَ والِدَیَّ الغَریبَینِ فی بُطونِ الجَنادِلِ (1)،البَعیدَینِ مِنَ الأَهلِ وَالمَنازِلِ، صِل وَحدَتَهُما بِأَنوارِ إحسانِکَ،وآنِس وَحشَتَهُما بِآثارِ غُفرانِکَ،وجَدِّد لِمُحسِنِهِما فی کُلِّ وَقتٍ مَسَرَّةً ونِعمَةً،ولِمُسیئِهِما مَغفِرَةً ورَحمَةً،حَتّی یَأمَنا بِعاطِفَتِکَ مِن أخطارِ القِیامَةِ،وتُسکِنَهُما بِرَحمَتِکَ فی دارِ المُقامَةِ،وعَرِّف بَینی وبَینَهُما فی ذلِکَ النَّعیمِ الرّائِقِ (2)،حَتّی تَشمَلَ بِنا مَسَرَّةَ السّابِقِ وَاللّاحِقِ بِهِ.

سَیِّدی وإن عَرَفتَ مِن عَمَلی شَیئاً یَرفَعُ مِن مَقامِهِما،ویَزیدُ فی إکرامِهِما،فَاجعَلهُ ما یوجِبُهُ حَقَّهُما لَهما،وأَشرِکنی فِی الرَّحمَةِ مَعَهُما،وَارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً».

ثُمَّ یَدعو لِمَن یَعنیهِ أمرُهُ مِن مَوتاهُ بَعدَ ذلِکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)

1542.الکافی: کانَ أبُو الحَسَنِ الأَوَّلُ علیه السلام إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِن آخِرِ رَکعَةِ الوَترِ قالَ:

هذا مَقامُ مَن حَسَناتُهُ نِعمَةٌ مِنکَ،وشُکرُهُ ضَعیفٌ،وذَنبُهُ عَظیمٌ،ولَیسَ لَهُ إلّادَفعُکَ ورَحمَتُکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ: «کانُوا قَلِیلاً مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ» 4 ،طالَ هُجوعی،وقَلَّ قِیامی، وهذَا السَّحَرُ،وأَ نَا أستَغفِرُکَ لِذَنبِی استِغفارَ مَن لَم یَجِد لِنَفسِهِ ضَرّاً ولا نَفعاً،ولا مَوتاً ولا حَیاةً ولا نُشوراً.

ص:318


1- .الجندل:الحجارة،الواحدة جندلة،والجندل:صخرة مثل رأس الإنسان وجمعه جنادل،والجندل ما یقلّ الرّجل من الحجارة،وقیل:هو الحجر کلّه (لسان العرب:ج 11 ص 129« جندل»).
2- راق الشیء:إذا صفا وخلص (مجمع البحرین:ج 2 ص 755«روق»).
3- بحار الأنوار:ج 87 ص 280 ح 72 نقلاً عن اختیار السیّد ابن الباقی وفیه:«بعد رفع الرأس من الرکوع یمدّ یدیه ویدعو»،والظاهر أنّ المقصود هی الرّکعة الأخیرة من صلاة اللّیل حیث ذکر الدّعاء فی هذا المکان واللّه العالم.

ثُمَّ یَخِرُّ ساجِداً صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ. (1)

14/20الدَّعَوَاتُ المَأثورَةُ فی تَعقیب صَلاةِ اللَّیلِ

1543.شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:کانَ کَثیراً ما یَقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ اللَّیلِ:

أشهَدُ أنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما بَینَهُما آیاتٌ تَدُلُّ عَلَیکَ،وشَواهِدُ تَشهَدُ بِما إلَیهِ دَعَوتَ،کُلُّ ما یُؤَدّی عَنکَ الحُجَّةَ،ویَشهَدُ لَکَ بِالرُّبوبِیَّةِ،مَوسومٌ (2)بِآثارِ نِعمَتِکَ ومَعالِمِ تَدبیرِکَ،عَلَوتَ بِها عَن خَلقِکَ،فَأَوصَلتَ إلَی القُلوبِ مِن مَعرِفَتِکَ ما آنَسَها مِن وَحشَةِ الفِکرِ،وکَفاها رَجمُ الاِحتِجاجِ،فَهِیَ مَعَ مَعرِفَتِها بِکَ ووَلَهِها إلَیکَ شاهِدَةٌ بِأَنَّکَ لا تَأخُذُکَ الأَوهامُ،ولا تُدرِکُکَ العُقولُ ولَا الأَبصارُ،أعوذُ بِکَ أن اشیرَ بِقَلبٍ أو لِسانٍ أو یَدٍ إلی غَیرِکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،واحِداً أحَداً،فَرداً صَمَداً (3)،ونَحنُ لَکَ مُسلِمونَ. (4)

1544.تاریخ دمشق عن محمّد بن الحنفیّة: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا فَرَغَ مِن وَترِهِ رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وقالَ:

اللّهُمَّ حاجَتِیَ العُظمَی الَّتی إن قَضَیتَها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی،وإن مَنَعتَنی لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،فَکّاکَ الرِّقابِ فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.رَبِّ،ما أنَا أن تَقصِدَ قَصدی بِغَضَبٍ مِنکَ یَدومُ عَلَیَّ،فَوَعِزَّتِکَ ما یُحَسِّنُ مُلکَکَ إحسانی،ولا تُقَبِّحُهُ إساءَتی،ولا یَنقُصُ مِن خَزائِنِکَ غَنائی،ولا یَزیدُ فیها فَقری،یا مَن هُوَ هکَذَا اسمَع دُعائی،وأَجِب نِدائی،

ص:319


1- .الکافی:ج 3 ص 325 ح 16، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 132 ح 508 وفیه«رفقک»بدل«دفعک»،بحار الأنوار:ج 87 ص 281 ح 73.
2- موسوم:أی قد وسم بسمة یعرف بها،والسِّمة:العلامة (تاج العروس:ج 17 ص 726« وسم»).
3- الصَّمَدُ:هو السیّد الذی انتهی إلیه السّؤدد،وقیل:هو الدائم الباقی،وقیل:الذی یُصمد فی الحوائج إلیه،أی یقصد (النهایة:ج 3 ص 52« صمد»).
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 255 ح 1.

وأَقِلنی عَثرَتی،وَارحَم غُربَتی ووَحشَتی ووَحدَتی فی قَبری،ها أنَا ذا یا رَبِّ بِرُمَّتی (1).

ویَأخُذُ بِتَلابیبِهِ ثُمَّ یَرکَعُ. (2)

1545.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام بَعدَ الفَراغِ مِن صَلاةِ اللَّیلِ لِنَفسِهِ فِی الاِعتِرافِ بِالذَّنبِ-:

اللّهُمَّ یا ذَا المُلکِ المُتَأَبِّدِ بِالخُلودِ،وَالسُّلطانِ المُمتَنِعِ بِغَیرِ جُنودٍ ولا أعوانٍ،وَالعِزِّ الباقی عَلی مَرِّ الدُّهورِ،وخَوالِی الأَعوامِ،ومَواضِی الأَزمانِ وَالأَیّامِ،عَزَّ سُلطانُکُ عِزّاً لاحَدَّ لَهُ بِأَوَّلِیَّةٍ،ولا مُنتَهی لَهُ بِآخِرِیَّةٍ،وَاستَعلی مُلکُکَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الأَشیاءُ دونَ بُلوغِ أمَدِهِ،ولا یَبلُغُ أدنی مَا استَأثَرتَ بِهِ مِن ذلِکَ أقصی نَعتِ النّاعِتینَ.

ضَلَّت فیکَ الصِّفاتُ،وتَفَسَّخَت دونَکَ النُّعوتُ،وحارَت فی کِبرِیائِکَ لَطائِفُ الأَوهامِ.

کَذلِکَ أنتَ اللّهُ الأَوَّلُ فی أوَّلِیَّتِکَ،وعَلی ذلِکَ أنتَ دائِمٌ لا تَزولُ وأَ نَا العَبدُ الضَّعیفُ عَمَلاً،الجَسیمُ أمَلاً،خَرَجَت مِن یَدَیَّ أسبابُ الوُصُلاتِ إلّاما وَصَلَهُ رَحمَتُکَ،وتَقَطَّعَت عَنّی عِصَمُ الآمالِ إلّاما أنَا مُعتَصِمٌ بِهِ مِن عَفوِکَ،قَلَّ عِندی ما أعتَدُّ بِهِ مِن طاعَتِکَ،وکَثُرَ عَلَیَّ ما أبوءُ (3)بِهِ مِن مَعصِیَتِکَ،ولَن یَضیقَ عَلَیکَ عَفوٌ عَن عَبدِکَ وإن أساءَ،فَاعفُ عَنّی.

اللّهُمَّ وقَد أشرَفَ عَلی خَفایَا الأَعمالِ عِلمُکَ،وَانکَشَفَ کُلُّ مَستورٍ دونَ خُبرِکَ،ولا تَنطَوی عَنکَ دَقائِقُ الاُمورِ،ولا تَعزُبُ (4)عَنکَ غَیِّباتُ السَّرائِرِ.

وقَدِ استَحوَذَ عَلَیَّ عَدُوُّکَ الَّذِی استَنظَرَکَ لِغَوایَتی فَأَنظَرتَهُ،وَاستَمهَلَکَ إلی یَومِ الدّینِ

ص:320


1- .الرُّمّة-بالضم-:قطعة حبل یشدّ بها الأسیر أو القاتل إذا قیدَ إلی القصاص،أی یسلّم إلیهم بالحبل الذی شدّ به تمکیناً لهم منه؛لئلاً یهرب،ثمّ اتّسعوا فیه حتّی قالوا:أخذت الشیء برُمّته أی کلّه (النهایة:ج 2 ص 266« رمم»).
2- تاریخ دمشق:ج 54 ص 353 عن محمّد بن الحنفیّة.
3- أباءَ:أی أقرّ (الصحاح:ج 1 ص 38«بوأ»).
4- عَزُبَ:أی بعد وغاب (الصحاح:ج 1 ص 181«عزب»).

لِإِضلالی فَأَمهَلتَهُ،فَأَوقَعَنی وقَد هَرَبتُ إلَیکَ مِن صَغائِرِ ذُنوبٍ موبِقَةٍ (1)،وکَبائِرِ أعمالٍ مُردِیَةٍ (2).

حَتّی إذا قارَفتُ (3)مَعصِیَتَکَ،وَاستَوجَبتُ بِسوءِ سَعیی سَخطَتَکَ،فَتَلَ (4)عَنّی عِذارَ غَدرِهِ وتَلَقّانی بِکَلِمَةِ کُفرِهِ،وتَوَلَّی البَراءَةَ مِنّی،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً عَنّی،فَأَصحَرَنی (5)لِغَضَبِکَ فَریداً،وأَخرَجَنی إلی فِناءِ نَقِمَتِکَ طَریداً،لا شَفیعٌ یَشفَعُ لی إلَیکَ،ولا خَفیرٌ (6)یُؤمِنُنی عَلَیکَ،ولا حِصَنٌ یَحجُبُنی عَنکَ،ولا مَلاذٌ ألجَأُ إلَیهِ مِنکَ.

فَهذا مَقامُ العائِذِ بِکَ،ومَحَلُّ المُعتَرِفِ لَکَ،فَلا یَضیقَنَّ عَنّی فَضلُکَ،ولا یَقصُرَنَّ دونی عَفوُکَ،ولا أکُن أخیَبَ عِبادِکَ التّائِبینَ،ولا أقنَطَ وُفودِکَ الآمِلینَ،وَاغفِر لی،إنَّکَ خَیرُ الغافِرینَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ أمَرتَنی فَتَرَکتُ،ونَهَیتَنی فَرَکِبتُ،وسَوَّلَ لِیَ الخَطاءَ خاطِرُ السّوءِ فَفَرَّطتُ، ولا أستَشهِدُ عَلی صِیامی نَهاراً،ولا أستَجیرُ بِتَهَجُّدی لَیلاً،ولا تُثنی عَلَیَّ بِإِحیائِها سُنَّةٌ، حاشی فُروضِکَ الَّتی مَن ضَیَّعَها هَلَکَ،ولَستُ أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِفَضلِ نافِلَةٍ مَعَ کَثیرِ ما أغفَلتُ مِن وَظائِفِ فُروضِکَ،وتَعَدَّیتُ عَن مَقاماتِ حُدودِکَ إلی حُرُماتٍ انتَهَکتُها، وکَبائِرِ ذُنوبٍ اجتَرَحتُها (7)،کانَت عافِیَتُکَ لی مِن فَضائِحِها سِتراً.

وهذا مَقامُ مَنِ استَحیا لِنَفسِهِ مِنکَ،وسَخِطَ عَلَیها،ورَضِیَ عَنکَ،فَتَلَقّاکَ بِنَفسٍ خاشِعَةٍ،ورَقَبَةٍ خاضِعَةٍ،وظَهرٍ مُثقَلٍ مِنَ الخَطایا،واقِفاً بَینَ الرَّغبَةِ إلَیکَ وَالرَّهبَةِ مِنکَ،

ص:321


1- .المُوبِقُ:أی المُهلِکُ (النهایة:ج 5 ص 146«وبق»).
2- تُردیه:أی توقعه فی مهلکة (النهایة:ج 2 ص 216«ردا»).
3- قرفَ الذنب واقترفه:إذا عمله (النهایة:ج 4 ص 45«قرف»).
4- فتله:أی صرفه (الصحاح:ج 5 ص 1788«فتل»).
5- أصحر:أخرج (الصحاح:ج 2 ص 708«صحر»).
6- خَفیر:أی حامی وکفیل (النهایة:ج 2 ص 52«خفر»).
7- اجترَحَ:أی اکتسب (الصحاح:ج 1 ص 358« جرح»).

وأَنتَ أولی مَن رَجاهُ،وأَحَقُّ مَن خَشِیَهُ وَاتَّقاهُ،فَأَعطِنی یا رَبِّ ما رَجَوتُ،وآمِنّی ما حَذِرتُ،وعُد عَلَیَّ بِعائِدَةِ رَحمَتِکَ،إنَّکَ أکرَمُ المَسؤولینَ.

اللّهُمَّ وإذ سَتَرتَنی بِعَفوِکَ،وتَغَمَّدتَنی بِفَضلِکَ فی دارِ الفَناءِ بِحَضرَةِ الأَکفاءِ (1)،فَأَجِرنی مِن فَضیحاتِ دارِ البَقاءِ،عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ مِنَ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ،وَالرُّسُلِ المُکَرَّمینَ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،مِن جارٍ کُنتُ اکاتِمُهُ سَیِّئاتی،ومِن ذی رَحِمٍ کُنتُ أحتَشِمُ (2)مِنهُ فی سَریراتی.

لَم أثِق بِهِم رَبِّ فِی السِّترِ عَلَیَّ،ووَثِقتُ بِکَ رَبِّ فِی المَغفِرَةِ لی،وأَنتَ أولی مَن وُثِقَ بِهِ،وأَعطی مَن رُغِبَ إلَیهِ،وأَرأَفُ مَنِ استُرحِمَ،فَارحَمنی.

اللّهُمَّ وأَنتَ حَدَرتَنی (3)ماءً مَهیناً،مِن صُلبٍ مُتَضائِقِ العِظامِ،حَرِجِ المَسالِکِ إلی رَحِمٍ ضَیِّقَةٍ،سَتَرتَها بِالحُجُبِ،تُصَرِّفُنی حالاً عَن حالٍ،حَتَّی انتَهَیتَ بی إلی تَمامِ الصّورَةِ، وأَثبَتَّ فِیَّ الجَوارِحَ کَما نَعَتَّ فی کِتابِکَ«نُطفَةً،ثُمَّ عَلَقَةً،ثُمَّ مُضغَةً،ثُمَّ عِظاماً،ثُمَّ کَسَوتَ العِظامَ لَحماً،ثُمَّ أنشَأتَنی خَلقاً آخَرَ» (4)کَما شِئتَ.

حَتّی إذَا احتَجتُ إلی رِزقِکَ،ولَم أستَغنِ عَن غِیاثِ (5)فَضلِکَ،جَعَلتَ لی قوتاً مِن فَضلِ طَعامٍ وشَرابٍ أجرَیتَهُ لِأَمَتِکَ الَّتی أسکَنتَنی جَوفَها،وأَودَعتَنی قَرارَ رَحِمِها،ولَو تَکِلُنی یا رَبِّ فی تِلکَ الحالاتِ إلی حَولی،أو تَضطَرُّنی إلی قُوَّتی،لَکانَ الحَولُ عَنّی مُعتَزِلاً، ولَکانَتِ القُوَّةُ مِنّی بَعیدَةً،فَغَذَوتَنی بِفَضلِکَ غِذاءَ البَرِّ اللَّطیفِ،تَفعَلُ ذلِکَ بی تَطَوُّلاً عَلَیَّ إلی غایَتی هذِهِ،لا أعدَمُ بِرَّکَ،ولا یُبطِئُ بی حُسنُ صَنیعِکَ،ولا تَتَأَکَّدُ مَعَ ذلِکَ ثِقَتی فَأَتَفَرَّغَ لِما هُوَ أحظی لی عِندَکَ.

ص:322


1- .الأَکفاء:الأمثال (مجمع البحرین:ج 1 ص 359« کفأ»).
2- أحتشمُ:أی أستحی وأنقبض (النهایة:ج 1 ص 391«حشم»).
3- یحدُر ویتحادر:أی ینزل ویقطر (النهایة:ج 1 ص 353«حدر»).
4- إشارة إلی الآیتین:13 و 14 من سورة المؤمنون.
5- الغیاث،من الإغاثة:الإعانة (النهایة:ج 3 ص 392« غوث»).

قَد مَلَکَ الشَّیطانُ عِنانی فی سوءِ الظَّنِّ وضَعفِ الیَقینِ،فَأَنَا أشکو سوءَ مُجاوَرَتِهِ لی، وطاعَةَ نَفسی لَهُ،وأَستَعصِمُکَ مِن مَلَکَتِهِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ فی صَرفِ کَیدِهِ عَنّی.

وأَسأَ لُکَ فی أن تُسَهِّلَ إلی رِزقی سَبیلاً،فَلَکَ الحَمدُ عَلَی ابتِدائِکَ بِالنِّعَمِ الجِسامِ، وإلهامِکَ الشُّکرَ عَلَی الإِحسانِ وَالإِنعامِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَهِّل عَلَیَّ رِزقی،وأَن تُقَنِّعَنی بِتَقدیرِکَ لی،وأَن تُرضِیَنی بِحِصَّتی فیما قَسَمتَ لی،وأَن تَجعَلَ ما ذَهَبَ مِن جِسمی وعُمُری فی سَبیلِ طاعَتِکَ،إنَّکَ خَیرُ الرّازِقینَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن نارٍ تَغَلَّظتَ (1)بِها عَلی مَن عَصاکَ،وتَوَعَّدتَ بِها مَن صَدَفَ (2)عَن رِضاکَ،ومِن نارٍ نورُها ظُلمَةٌ،وهَیِّنُها ألیمٌ،وبَعیدُها قَریبٌ،ومِن نارٍ یَأکُلُ بَعضَها بَعضٌ، ویَصولُ (3)بَعضُها عَلی بَعضٍ،ومِن نارٍ تَذَرُ العِظامَ رَمیماً (4)،وتَسقی أهلَها حَمیماً (5)،ومِن نارٍ لا تُبقی عَلی مَن تَضَرَّعَ إلَیها،ولا تَرحَمُ مَنِ استَعطَفَها،ولا تَقدِرُ عَلَی التَّخفیفِ عَمَّن خَشَعَ لَها وَاستَسلَمَ إلَیها،تَلقی سُکّانَها بِأَحَرِّ ما لَدَیها،مِن ألیمِ النَّکالِ (6)وشَدیدِ الوَبالِ (7).

وأَعوذُ بِکَ مِن عَقارِبِهَا الفاغِرَةِ (8)أفواهُها،وحَیّاتِهَا الصّالِقَةِ (9)بِأَنیابِها،وشَرابِهَا الَّذی یَقطَعُ أمعاءَ وأَفئِدَةَ سُکّانِها،ویَنزِعُ قُلوبَهُم،وأَستَهدیکَ لِما باعَدَ مِنها،وأَخَّرَ عَنها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَجِرنی مِنها بِفَضلِ رَحمَتِکَ،وأَقِلنی عَثَراتی بِحُسنِ إقالَتِکَ،ولا تَخذُلنی یا خَیرَ المُجیرینَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَقِی الکَریهَةَ وتُعطِی الحَسَنَةَ،وتَفعَلُ ما تُریدُ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ص:323


1- .غلیظٌ:شدیدٌ وصعبٌ (لسان العرب:ج 7 ص 449«غلظ»).
2- صَدَفَ:أی أعرض (الصحاح:ج 4 ص 1384«صدف»).
3- أصولُ:أسطُو وأقهر،والصولَةُ:الحملة والوثبة (النهایة:ج 3 ص 61«صول»).
4- الرِمَّةُ والرّمیم:العظم البالی (النهایة:ج 2 ص 267«رمم»).
5- الحَمیمُ:الماءُ الحارّ (النهایة:ج 1 ص 445«حمم»).
6- النَّکالُ:العقوبة (النهایة:ج 5 ص 117«نکل»).
7- الوَبالُ:الوخامةُ وسوء العاقبة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1901«وبل»).
8- یَفغرُ فاهُ:أی یفتحه (النهایة:ج 3 ص 460«فغر»).
9- صَلَقَ نابه یَصلِقُه صَلقاً:حکّه بالآخر فحدث بینهما صوت (لسان العرب:ج 10 ص 205« صلق»).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ إذا ذُکِرَ الأَبرارُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ مَا اختَلَفَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،صَلاةً لا یَنقَطِعُ مَدَدُها،ولا یُحصی عَدَدُها،صَلاةً تَشحَنُ الهَواءَ،وتَملَأُ الأَرضَ وَالسَّماءَ.

صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ حَتّی یَرضی،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بَعدَ الرِّضا،صَلاةً لا حَدَّ لَها ولا مُنتَهی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

1546.مکارم الأخلاق: دُعاءُ الحَزینِ،کانَ یَدعو بِهِ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام بَعدَ صَلاةِ اللَّیلِ:

اناجیکَ یا مَوجودُ فی کُلِّ مَکانٍ لَعَلَّکَ تَسمَعُ نِدائی،فَقَد عَظُمَ جُرمی وقَلَّ حَیائی.

مَولایَ یا مَولایَ،أیَّ الأَهوالِ أتَذَکَّرُ،وأَیَّها أنسی،ولَو لَم یَکُن إلَّاالمَوتُ لَکَفی،کَیفَ وما بَعدَ المَوتِ أعظَمُ وأَدهی (2)؟!

مَولایَ یا مَولایَ،حَتّی مَتی وإلی مَتی أقولُ لَکَ العُتبی مَرَّةً بَعدَ اخری،ثُمَّ لا تَجِدُ عِندی صِدقاً ولا وَفاءً؟فَیا غَوثاه ! ثُمَّ وا غَوثاه ! بِکَ یا اللّهُ مِن هَویً قَد غَلَبَنی،ومِن عَدُوٍّ قَدِ استَکلَبَ عَلَیَّ،ومِن دُنیا قَد تَزَیَّنَت لی،ومِن نَفسٍ أمّارَةٍ بِالسّوءِ إلّاما رَحِمَ رَبّی.

مَولایَ یا مَولایَ،إن کُنتَ رَحِمتَ مِثلی فَارحَمنی،وإن کُنتَ قَبِلتَ مِثلی فَاقبَلنی،یا قابِلَ السَّحَرَةِ اقبَلنی،یا مَن لَم أزَل أتَعَرَّفُ مِنهُ الحُسنی.

یا مَن یُغَذّینی بِالنِّعَمِ صَباحاً ومَساءً،ارحَمنی یومَ آتیکَ فَرداً،شاخِصاً إلَیکَ بَصَری، مُقَلِّداً عَمَلی،قَد تَبَرَّأَ جَمیعُ الخَلقِ مِنّی،نَعَم وأَبی واُمّی،ومَن کانَ لَهُ کَدّی وسَعیی،فَإِن لَم تَرحَمنی فَمَن یَرحَمُنی؟ومَن یُؤنِسُ فِی القَبرِ وَحشَتی؟ومَن یُنطِقُ لِسانی إذا خَلَوتُ بِعَمَلی، وسَأَلتَنی عَمّا أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی؟

فَإِن قُلتُ:نَعَم،فَأَینَ المَهرَبُ مِن عَدلِکَ؟وإن قُلتُ:لَم أفعَل،قُلتَ:ألَم أکُنِ الشّاهِدَ عَلَیکَ؟

ص:324


1- .الصحیفة السّجادیّة:ص 129 الدعاء 32، مصباح المتهجّد:ص 188 ح 272، [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 183 [3] عن الإمام علیّ والإمام زین العابدین علیهما السلام نحوه.
2- أدهی:أشدّ وأنکر (مجمع البحرین:ج 1 ص 617«دهی»).

فَعَفوَکَ عَفوَکَ یا مَولایَ قَبلَ سَرابیلِ (1)القَطِرانِ (2)،عَفوَکَ عَفوَکَ یا مَولایَ قَبلَ أن تُغَلَّ الأَیدی إلَی الأَعناقِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وخَیرَ الغافِرینَ. (3)

1547.الإمام الباقر علیه السلام: إذا أنتَ انصَرَفتَ مِنَ الوَترِ فَقُل:

سُبحانَ رَبِّی المَلِکِ القُدّوسِ العَزیزِ الحَکیمِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-ثُمَّ تَقولُ:یا حَیُّ یا قَیّومُ، یا بَرُّ یا رَحیمُ،یا غَنِیُّ یا کَریمُ،ارزُقنی مِنَ التِّجارَةِ أعظَمَها فَضلاً،وأَوسَعَها رِزقاً، وخَیرَها لی عاقِبَةً،فَإِنَّهُ لا خَیرَ فیما لا عاقِبَةَ لَهُ. (4)

1548.مصباح المتهجّد: دُعاءُ أبی جَعفَرٍ الباقِرِ علیه السلام عَقیبَ صَلاةِ اللَّیلِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی، وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ یا رَبِّ،أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ قَوّامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ جَمالُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ زَینُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ صَریخُ المُستَصرِخینَ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ غِیاثُ المُستَغیثینَ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ فَلَکَ الحَمدُ.

اللّهُمَّ بِکَ تُنزَلُ کُلُّ حاجَةٍ فَلَکَ الحَمدُ،وبِکَ-یا إلهی-أنزَلتُ حَوائِجِی اللَّیلَةَ فَاقضِها یا قاضِیَ حَوائِجِ السّائِلینَ.

ص:325


1- .سرابیلهم:أی قمصهم،والسربالُ:القمیص (مجمع البحرین:ج 2 ص 833«سربل»).
2- القَطِران:هو-بفتح القاف وکسر الطاء-:الذی یطلی به الإبل التی فیها الجرب،فیحرق بحدّته وحرارته الجرب (مجمع البحرین:ج 3 ص 1493«قطر»).
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 57 ح 2137، مصباح المتهجّد:ص 163 ح 253، [2]المصباح للکفعمی:ص 80 [3] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 288 ح 83.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 494 ح 1422،الأمالی للصدوق:ص 475 ح 639 کلاهما عن زرارة،الأمالی للطوسی:ص 433 ح 971 [6] وفیهما صدره إلی«ثلاث مرّات»،مصباح المتهجّد:ص 163 ح 251 [7] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 287 ح 82.

اللّهُمَّ أنتَ الحَقُّ،وقَولُکَ الحَقُّ،ووَعدُکَ الحَقُّ،وأَنتَ مَلیکُ الحَقِّ،أشهَدُ أنَّ لِقاءَکَ حَقٌّ، وأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وَالنّارَ حَقٌّ،وَالسّاعَةَ حَقٌّ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وأَنَّکَ تَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.

اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وبِکَ خاصَمتُ،وإلَیکَ حاکَمتُ، فَاغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ الحَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ. (1)

1549.مصباح المتهجّد: ثُمَّ تُسَبِّحُ تَسبیحَ شَهرِ رَمَضانَ عَلی ما رَواهُ أبو بَصیرٍ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَقیبَ کُلِّ وَترٍ (2)،وهُوَ:

سُبحانَ اللّهِ السَّمیعِ الَّذی لَیسَ شَیءٌ أسمَعَ مِنهُ،یَسمَعُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضینَ،ویَسمَعُ ما فی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ،ویَسمَعُ الأَنینَ وَالشَّکوی،ویَسمَعُ السِّرَّ وأَخفی،ویَسمَعُ وَساوِسَ الصُّدورِ،ویَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،ولا یُصِمُّ سَمعَهُ صَوتٌ.

سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ (3)الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ (4)کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ البَصیرِ الَّذی لَیسَ شَیءٌ أبصَرَ مِنهُ،یُبصِرُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضینَ،ویُبصِرُ ما فی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ،لا تُدرِکُهُ الأَبصارُ وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ،وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ،لا یَغشی بَصَرَهُ ظُلمَةٌ،ولا یَستَتِرُ بِسِترٍ،ولا یُواری مِنهُ جِدارٌ (5)،ولا یَغیبُ مِنهُ بَحرٌ ما فی قَعرِهِ،ولا جَبَلٌ ما فی أصلِهِ،ولا جَنبٌ ما فی قَلبِهِ،ولا قَلبٌ ما فیهِ، ولا یَستَتِرُ مِنهُ صَغیرٌ لِصِغَرِهِ،و «لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ * هُوَ الَّذِی

ص:326


1- .مصباح المتهجّد:ص 164 ح 254، بحار الأنوار:ج 87 ص 258 ح 63.
2- قال العلّامة المجلسی:هذا الدعاء سیأتی بروایة أبی بصیر فی أدعیة شهر رمضان،وهو أکثر ممّا أورده هنا،ولعلّه وصل إلیه بروایتین فذکر فی کلّ موضع بروایة (بحار الأنوار:ج 87 ص 291).
3- فالق الحبّ والنّوی:أی الذی یشقّ حبّة الطعام ونوی التمر للإنبات (النهایة:ج 3 ص 471« فلق»).
4- مدادُ کلماته:أی مثلُ عددها (النهایة:ج 5 ص 307« مدد»).
5- فی المصدر:«حذر»،والتصویب من بحار الأنوار، وکذلک فی الموارد الکثیرة بهذا الترکیب.

یُصَوِّرُکُمْ فِی الْأَرْحامِ کَیْفَ یَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 1 ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «وَ یُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ * وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِکَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصِیبُ بِها مَنْ یَشاءُ» 2 ،و «یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ» 3 ، ویُنزِلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِکَلِماتِهِ،ویَبسُطُ الرِّزقَ،ویَسقُطُ الوَرَقَ بِعِلمِهِ،ویُنبِتُ النَّباتَ بِقُوَّتِهِ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِکَ وَ لا أَکْبَرُ إِلاّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ» 4 ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِکَ وَ لا أَکْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما کانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ» 5 ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ کُلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ 6الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ کُلُّ شَیْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ * عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْکَبِیرُ الْمُتَعالِ * سَواءٌ مِنْکُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ 7بِالنَّهارِ» 8 ،یُمیتُ الأَحیاءَ ویُحیِی المَوتی،ویُقِرُّ فِی الأَرحامِ ما یَشاءُ إلی أجَلٍ مُسَمّیً،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ مالِکِ المُلکِ،یُؤتِی المُلکَ مَن یَشاءُ ویَنزِعُ المُلکَ مِمَّن یَشاءُ،ویُعِزُّ مَن یَشاءُ ویُذِلُّ مَن یَشاءُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یولِجُ (1)اللَّیلَ فِی النَّهارِ

ص:327


1- یولِجُ:یُدخِلُ (النهایة:ج 5 ص 224« ولج»).

ویولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیلِ،ویُخرِجُ الحَیَّ مِنَ المَیِّتِ ویُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ،ویَرزُقُ مَن یَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلاّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ» 1 ، سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی «یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها» 2 ،لا یَشغَلُهُ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها عَمّا یَلِجُ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها، ولا یَشغَلُهُ عِلمُ شَیءٍ عَن عِلمِ شَیءٍ،ولا خَلقُ شَیءٍ عَن خَلقِ شَیءٍ،ولا حِفظُ شَیءٍ عَن حِفظِ شَیءٍ،ولا یُساوی بِهِ شَیءٌ ولا یَعدِلُهُ شَیءٌ،لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یُحصی نَعماءَهُ العادّونَ،ولا یَجزی بِآلائِهِ الشّاکِرونَ المُتَعَبِّدونَ، وهُوَ کَما قالَ وفَوقَ ما نَقولُ،وَاللّهُ کَما أثنی عَلی نَفسِهِ «وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ» 3 ،سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ. (1)

1550.الکافی عن أبی بصیر: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الحاجَةَ،وسَأَلتُهُ أن یُعَلِّمَنی دُعاءً فی طَلَبِ الرِّزقِ،فَعَلَّمَنی دُعاءً مَا احتَجتُ مُنذُ دَعَوتُ بِهِ،قالَ:قُل فی دُبُرِ صَلاةِ اللَّیلِ وأَنتَ ساجِدٌ:

یا خَیرَ مَدعُوٍّ،ویا خَیرَ مَسؤولٍ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مُرتَجیً،ارزُقنی

ص:328


1- مصباح المتهجّد:ص 165 ح 255 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 87 ص 289 ح 84.

وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وسَبِّب لی رِزقاً مِن قِبَلِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

1551.مصباح المتهجّد عن علیّ بن حدید: کانَ أبُو الحَسَنِ الأَوَّلُ [الإِمامُ الکاظِمُ] علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ بَعدَ فَراغِهِ مِن صَلاةِ اللَّیلِ:

لَکَ المَحمَدَةُ إن أطَعتُکَ،ولَکَ الحُجَّةُ إن عَصَیتُکَ،لا صُنعَ لی ولا لِغَیری فی إحسانٍ إلّا بِکَ،یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ العَدیلَةِ (2)عِندَ المَوتِ،ومِن شَرِّ المَرجِعِ فِی القُبورِ،ومِنَ النَّدامَةِ یَومَ الآزِفَةِ (3)،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَجعَلَ عیشَتی عیشَةً نَقِیَّةً،ومیتَتی میتَةً سَوِیَّةً،ومُنقَلَبی مُنقَلَباً کَریماً غَیرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،الأَئِمَّةِ یَنابیعِ الحِکمَةِ،واُولِی النِّعمَةِ،ومَعادِنِ العِصمَةِ، وَاعصِمنی بِهِم مِن کُلِّ سوءٍ،ولا تَأخُذنی عَلی غِرَّةٍ ولا غَفلَةٍ،ولا تَجعَل عَواقِبَ أعمالی حَسرَةً،وَارضَ عَنّی،فَإنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وأَعطِنی ما لا یَنقُصُکَ،فَإِنَّکَ الوَسیعُ رَحمَتُهُ،البَدیعُ حِکمَتُهُ،وأَعطِنِی السَّعَةَ وَالدَّعَةَ،وَالأَمنَ وَالصِّحَّةَ،وَالبُخوعَ (4)وَالقُنوعَ،وَالشُّکرَ وَالمُعافاةَ، وَالتَّقوی وَالصَّبرَ،وَالصِّدقَ عَلَیکَ وعَلی أولِیائِکَ،وَالیُسرَ وَالشُّکرَ،وَاعمُم بِذلِکَ یا رَبِّ أهلی ووُلدی وإخوانی فیکَ،ومَن أحبَبتُ وأَحَبَّنی،ووَلَدتُ ووَلَدَنی مِنَ المُسلِمینَ وَالمُؤمِنینَ،یا رَبَّ العالَمینَ. (5)

ص:329


1- .الکافی:ج 2 ص 551 ح 5، مصباح المتهجّد:ص 147 ح 236 [2] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 254 ح 60.
2- العَدیلَة:العدول عن الحقّ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1176« عدل»).
3- أزِفَ:اقتربَ،الآزِفة:القیامة لِقُربِها،قال اللّهُ تعالی:«أَزِفَتِ الْأَزِفَةُ»(النجم 57) ( لسان العرب:ج 9 ص 4« [6]أزف»).
4- بَخَعَ بالحقّ:أقرّ به وخضع له (الصحاح:ج 3 ص 1183« بخع»).
5- مصباح المتهجّد:ص 798 ح 859، الإقبال:ج 3 ص 186، [9]بحار الأنوار:ج 98 ص 381 ح 2.

1552.مکارم الأخلاق عن عثمان بن عیسی: شَکا رَجُلٌ إلی أبِی الحَسَنِ علیه السلام:إنَّ بی زَحیراً (1)لا یَسکُنُ.

فَقالَ:إذا فَرَغتَ مِن صَلاةِ اللَّیلِ فَقُل:

اللّهُمَّ ما کانَ مِن خَیرٍ فَمِنکَ لا حَمدَ لی فیهِ،وما عَمِلتُ مِن سوءٍ فَقَد حَذَّرتَنیهِ ولا عُذرَ لی فیهِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أتَّکِلَ عَلی ما لا حَمدَ لی فیهِ أو آمَنَ ما لا عُذرَ لی فیهِ. (2)

1553.مصباح المتهجّد: ثُمَّ تَدعو بِالدُّعاءِ المَروِیِّ عَنِ الرِّضا علیه السلام عَقیبَ الثَّمانِی الرَّکَعاتِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحُرمَةِ مَن عاذَ بِکَ مِنکَ،ولَجَأَ إلی عِزِّکَ،وَاستَظَلَّ بِفَیئِکَ،وَاعتَصَمَ بِحَبلِکَ،ولَم یَثِق إلّابِکَ،یا جَزیلَ العَطایا،یا مُطلِقَ الاُساری،یا مَن سَمّی نَفسَهُ مِن جودِهِ وَهّاباً،أدعوکَ رَغَباً ورَهَباً،وخَوفاً وطَمَعاً،وإلحاحاً وإلحافاً (3)،وتَضَرُّعاً وتَمَلُّقاً،وقائِماً وقاعِداً،وراکِعاً وساجِداً،وراکِباً وماشِیاً،وذاهِباً وجائِیاً،وفی کُلِّ حالاتی،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا. (4)

ص:330


1- .الزَّحیر:استِطلاق البطن،وکذلک الزُّحار بالضمّ.(الصحاح:ج 2 ص 668« زحر»).
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 276 ح 2634، الدعوات:ص 199 ح 547،طبّ الأئمّة علیهم السلام [3]لابنی بسطام:ص 100 نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 221 ح 29.
3- الإلحافُ:شِدّةُ الإلحاح فی المسألة (لسان العرب:ج 9 ص 314« لحف»).
4- مصباح المتهجّد:ص 150 ح 239، بحار الأنوار:ج 87 ص 257 ح 61.

الفَصلُ الحادی والعشرون:دَعَواتُ السُّجودِ

1/21الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی مُطلَقِ السُّجودِ

الف-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

1554.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ إذا وَضَعَ وَجهَهُ لِلسُّجودِ:

اللّهُمَّ مَغفِرَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،ورَحمَتُکَ أرجی عِندی مِن عَمَلی،فَاغفِر لی ذُنوبی، یا حَیّاً لا یَموتُ. (1)

1555.صحیح مسلم عن عائشة: فَقَدتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَیلَةً مِنَ الفِراشِ،فَالتَمَستُهُ،فَوَقَعَت یَدی عَلی بَطنِ قَدَمَیهِ-وهُوَ فِی المَسجِدِ-وهُما مَنصوبَتانِ،وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وبِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا احصی ثَناءً عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ. (2)

ص:331


1- .بحار الأنوار:ج 86 ص 218 ح 33 نقلاً عن الجعفریّات عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،فقه الرضا:ص 141 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 352 ح 222،سنن أبی داوود:ج 1 ص 232 ح 879،سنن الترمذی:ج 5 ص 524 ح 3493،سنن النسائی:ج 2 ص 210،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1263 ح 3841،کنز العمّال:ج 8 ص 225 ح 22664.

1556.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عِندَ عائِشَةَ ذاتَ لَیلَةٍ،فَقامَ یَتَنَفَّلُ،فَاستَیقَظَت عائِشَةُ، فَضَرَبَت بِیَدِها فَلَم تَجِدهُ،فَظَنَّت أنَّهُ قَد قامَ إلی جارِیَتِها،فَقامَت تَطوفُ عَلَیهِ،فَوَطِئَت عُنُقَهُ صلی الله علیه و آله وهُوَ ساجِدٌ باکٍ،یَقولُ:

سَجَدَ لَکَ سَوادی وخَیالی،وآمَنَ بِکَ فُؤادی،أبوءُ إلَیکَ بِالنِّعَمِ،وأَعتَرِفُ لَکَ بِالذَّنبِ العَظیمِ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ إلّاأنتَ.

أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِرَحمَتِکَ مِن نَقِمَتِکَ، وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا أبلُغُ مَدحَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (1)

1557.المستدرک علی الصحیحین عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله إذا سَجَدَ قالَ:

اللّهُمَّ سَجَدَ لَکَ سَوادی وخَیالی،وبِکَ آمَنَ فُؤادی،أبوءُ بِنِعمَتِکَ عَلَیَّ،وهذا ما جَنَیتُ عَلی نَفسی،یا عَظیمُ یا عَظیمُ اغفِر لی،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ العَظیمةَ إلَّاالرَّبُّ العَظیمُ. (2)

1558.سنن النسائی عن عائشة: فَقَدتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن مَضجَعِهِ فَجَعَلتُ ألتَمِسُهُ،وظَنَنتُ أنَّهُ أتی بَعضَ جَواریهِ،فَوَقَعَت یَدی عَلَیهِ وهُوَ ساجِدٌ،وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لی ما أسرَرتُ وما أعلَنتُ. (3)

1559.مسند الطیالسی عن عائشة: فَقَدتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن مَضجَعِهِ لَیلَةً وظَنَنتُ أنَّهُ قَد أتی بَعضَ نِسائِهِ،فَانتَهَیتُ إلَیهِ وهُوَ ساجِدٌ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:

ص:332


1- .الکافی:ج 3 ص 324 ح 12 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 22 ص 245 ح 14، [2]شعب الإیمان:ج 3 ص 385 ح 3838، [3]فضائل الأوقات للبیهقی:ص 127 ح 26،الدعاء للطبرانی:ص 195 ح 1606 کلّها عن عائشة نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 466 ح 19812.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 716 ح 1957،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 348 ح 4642 عن عائشة نحوه؛بحار الأنوار:ج 86 ص 239 ح 63 نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن خدیجة الکبری.
3- سنن النسائی:ج 2 ص 220،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 482 ح 25194، مسند الطیالسی:ص 200 ح 1405،مسند ابن راهویه:ج 3 ص 912 ح 1601 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 226 ح 22669.

سُبّوحاً قُدّوساً رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،سَبَقَت رَحمَةُ رَبِّنا غَضَبَهُ. (1)راجع:ص 175 (دعوات الصلاة/الدعوات المأثورة فی السجود) و ج 3 ص 364-365 ح2126-2128.

ب-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

1560.المصنّف لعبد الرزّاق عن عاصم بن ضمرة: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا سَجَدَ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،ولَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وأَنتَ رَبّی،سَجَدَ لَکَ سَمعی وبَصَری،ولَحمی ودَمی،وعِظامی وعَصَبی،وشَعری وبَشَری،سُبحانَ اللّهِ، سُبحانَ اللّهِ،سُبحانَ اللّهِ. (2)

1561.الأمالی للصدوق عن الأصبغ بن نباتة: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ:

اناجیکَ یا سَیِّدی کَما یُناجِی العَبدُ الذَّلیلُ مَولاهُ،وأَطلُبُ إلَیکَ طَلَبَ مَن یَعلَمُ أنَّکَ تُعطی ولا یَنقُصُ مِمّا عِندَک شَیءٌ،وأَستَغفِرُکَ استِغفارَ مَن یَعلَمُ أنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ تَوَکُّلَ مَن یَعلَمُ أنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

1562.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:

ارحَم ذُلّی بَینَ یَدَیکَ،وتَضَرُّعی إلَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،وآنِسنی بِکَ یا کَریمُ.

وکانَ یَقولُ أیضاً:

وَعَظتَنی فَلَم أتَّعِظ،وزَجَرتَنی عَن مَحارِمِکَ فَلَم أنزَجِر،وعَمَّرَتنی (4)أیادِیَکَ فَما شَکَرتُ،عَفوَکَ عَفوَکَ یا کَریمُ،أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ العَفوَ

ص:333


1- .مسند الطیالسی:ص 209 ح 1496،المصنّف لعبد الرزاق:ج 2 ص 157 ح 2884 نحوه،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 146، کنز العمّال:ج 8 ص 227 ح 22672.
2- المصنّف لعبد الرزاق:ج 2 ص 163 ح 2902،کنز العمّال:ج 8 ص 224 ح 22662.
3- الأمالی للصدوق:ص 327 ح 385، بحار الأنوار:ج 86 ص 227 ح 47.
4- فی المصادر الاُخری:«وغمرتنی»بدل«وعمّرتنی»وهو الأنسب.

عِندَ الحِسابِ. (1)

1563.فقه الرضا: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ:

اللّهُمَّ ارحَم ذُلّی بَینَ یَدَیکَ،وتَضَرُّعی إلَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،واُنسی بِکَ یا کَریمُ،فَإِنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،أتَقَلَّبُ فی قَبضَتِکَ،یا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالجودِ وَالغِنی وَالکَرَمِ،ارحَم ضَعفی،وشَیبَتی مِنَ النّارِ یا کَریمُ. (2)

1564.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ وهُوَ ساجِدٌ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن تَبتَلِیَنی بِبَلِیَّةٍ تَدعونی ضَرورَتُها عَلی أن أتَغَوَّثَ (3)بِشَیءٍ مِن معاصیکَ.اللّهُمَّ ولا تَجعَل لی حاجَةً إلی أحَدٍ مِن شِرارِ خَلقِکَ ولِئامِهِم،فَإِن جَعَلتَ لی حاجَةً إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،فَاجعَلها إلی أحسَنِهِم وَجهاً وخَلقاً وخُلُقاً،وأَسخاهُم بِها نَفساً،وأَطلَقِهِم بِها لِساناً،وأَسمَحِهِم بِها کَفّاً،وأَقَلِّهِم بِها عَلَیَّ امتِناناً. (4)

ج-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

1565.مصباح المتهجّد: اعتَمَرَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام فی رَجَبٍ،فَکانَ یُصَلّیَ عِندَ الکَعبَةِ عامَّةَ لَیلِهِ ونَهارِهِ،ویَسجُدُ عامَّةَ لَیلِهِ ونَهارِهِ،وکانَ یُسمَعُ مِنهُ فی سُجودِهِ:«عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ،فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ»،لا یَزیدُ عَلی هذا مُدَّةَ مُقامِهِ. (5)

1566.الأمالی للصدوق عن أبی حمزة الثمالی: دَخَلتُ مَسجِدَ الکوفَةِ،فَإِذا أنَا بِرَجُلٍ عِندَ

ص:334


1- .الکافی:ج 3 ص 327 ح 21، المصباح للکفعمی:ص 43، [2]البلد الأمین:ص 17، [3]عوالی اللآلی:ج 1 ص 334 ح 96 [4] وفی الثلاثة الأخیرة:کان علیّ علیه السلام یقول فی سجدة الشکر:«وعظتنی فلم أتّعظ...عفوک یا کریم»،بحار الأنوار:ج 86 ص 216 ح 29.
2- فقه الرضا:ص 141، بحار الأنوار:ج 86 ص 229 ح 51.
3- غوّث الرجل:قال:واغوثاه،وطلبُ الغوث،وهو التخلیص من الشدّة والنقمة والعون علی الفکاک من الشدائد( تاج العروس:ج 3 ص242«غوث»).
4- قرب الإسناد:ص 1 ح 1 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 228 ح 48.
5- مصباح المتهجّد:ص 801 ح 863، الإقبال:ج 3 ص 218.

الاُسطُوانَةِ السّابِعَةِ قائِماً یُصَلّی،یُحسِنُ رُکوعَهُ وسُجودَهُ،فَجِئتُ لِأَنظُرَ إلَیهِ،فَسَبَقَنی إلَی السُّجودِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:

اللّهُمَّ إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَقَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،وهُوَ الإِیمانُ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً بِهِ مِنّی عَلَیکَ،ولَم أعصِکَ فی أبغَضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،لَم أدعُ لَکَ وَلَداً، ولَم أتَّخِذ لَکَ شَریکاً،مَنّاً مِنکَ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی عَلَیکَ،وعَصَیتُکَ فی أشیاءَ عَلی غَیرِ مُکاثَرَةٍ مِنّی ولا مُکابَرَةٍ،ولَا استِکبارٍ عَن عِبادَتِکَ،ولا جُحودٍ لِرُبوبِیَّتِکَ،ولکِنِ اتَّبَعتُ هَوایَ،وأَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ وَالبَیانِ،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذَنبی غَیرَ ظالِمٍ لی،وإن تَرحَمنی فَبِجودِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ثُمَّ انفَتَلَ (1)وخَرَجَ مِن بابِ کِندَةَ،فَتَبِعتُهُ حَتّی أتی مُناخَ الکَلبِیّینَ،فَمَرَّ بِأَسوَدَ فَأَمَرَهُ بِشَیءٍ لَم أفهَمهُ،فَقُلتُ:مَن هذا؟فَقالَ:هذا عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ.

فَقُلتُ:جَعَلَنِیَ اللّهُ فِداکَ،ما أقدَمَکَ هذَا المَوضِعَ؟فَقالَ:الَّذی رَأَیتَ. (2)

1567.الملهوف: حَدَّثَ مَولیً لَهُ [أی لِزَینِ العابِدینَ] علیه السلام أنَّهُ بَرَزَ إلَی الصَّحراءِ یَوماً،قالَ:فَتَبِعتُهُ، فَوَجَدتُهُ قَد سَجَدَ عَلی حِجارَةٍ خَشِنَةٍ،فَوَقَفتُ وأَ نَا أسمَعُ شَهیقَهُ وبُکاءَهُ،وأَحصَیتُ عَلَیهِ ألفَ مَرَّةٍ یَقولُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وصِدقاً.

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ،وإنَّ لِحیَتَهُ ووَجهَهُ قَد غُمِرا مِنَ الدُّموعِ. (3)

د-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام

1568.الإمام الصادق علیه السلام: سَمِعتُ أبی یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:

ص:335


1- .انِفَتَلَ:انِصَرَفَ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1359«فتل»).
2- الأمالی للصدوق:ص 389 ح 503،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 333 ح 977 نحوه وفیه الدعاء فقط،بحار الأنوار:ج 85 ص 139 ح 25.
3- الملهوف:ص 234،مسکّن الفؤاد:ص 92،بحار الأنوار:ج 45 ص 149.

یا ثِقَتی ورَجائی فی شِدَّتی ورَخائی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَالطُف بی فی جَمیعِ أحوالی،فَإِنَّکَ تَلطُفَ لِمَن تَشاءُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (1)

1569.عنه علیه السلام: إنّی کُنتُ امَهِّدُ لِأَبی فِراشَهُ فَأَنتَظِرُهُ حَتّی یَأتِیَ،فَإِذا أوی إلی فِراشِهِ ونامَ قُمتُ إلی فِراشی،وإنَّهُ أبطَأَ عَلَیَّ ذاتَ لَیلَةٍ،فَأَتَیتُ المَسجِدَ فی طَلَبِهِ وذلِکَ بَعدَما هَدَأَ النّاسُ، فَإِذا هُوَ فِی المَسجِدِ ساجِدٌ،ولَیسَ فِی المَسجِدِ غَیرُهُ،فَسَمِعتُ حَنینَهُ وهُوَ یَقولُ:

سُبحانَکَ اللّهُمَّ،أنتَ رَبّی حَقّاً حَقّاً،سَجَدتُ لَکَ یا رَبِّ تَعَبُّداً ورِقّاً (2)،اللّهُمَّ إنَّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفهُ لی،اللّهُمَّ قِنی عَذابَکَ یَومَ تَبعَثُ عِبادَکَ،وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)

1570.الکافی عن أبی عبیدة الحذّاء: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:

أسأَ لُکَ بِحَقِّ حَبیبِکَ مُحَمَّدٍ إلّابَدَّلتَ سَیِّئاتی حَسَناتٍ،وحاسَبتَنی حِساباً یَسیراً.

ثُمَّ قالَ فِی الثّانِیَةِ:

أسأَ لُکَ بِحَقِّ حَبیبِکَ مُحَمَّدٍ إلّاکَفَیتَنی مَؤونَةَ الدُّنیا وکُلَّ هَولٍ،دونَ الجَنَّةِ.

ثُمَّ قالَ فِی الثّالِثَةِ:

أسأَ لُکَ بِحَقِّ حَبیبِکَ مُحَمَّدٍ لَمّا غَفَرتَ لِیَ الکَثیرَ مِنَ الذُّنوبِ وَالقَلیلَ،وقَبِلتَ مِنّی عَمَلِیَ الیَسیرَ.

ثُمَّ قالَ فِی الرّابِعَةِ:

أسأَ لُکَ بِحَقِّ حَبیبِکَ مُحَمَّدٍ لَمّا أدخَلتَنِی الجَنَّةَ وجَعَلتَنی مِن سُکّانِها،ولَمّا نَجَّیتَنی

ص:336


1- .قرب الإسناد:ص 8 ح 27 عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 86 ص 228 ح 48.
2- الرِقُّ:وهو العُبودیّة ( مجمع البحرین:ج 2 ص 724«رقق»).
3- الکافی:ج 3 ص 323 ح 9 عن إسحاق بن عمّار،بحار الأنوار:ج 46 ص 301 ح 45.

مِن سَفَعاتِ النّارِ (1)بِرَحمَتِکَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)

ه-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

1571.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ العَبدَ إذا سَجَدَ فَقالَ:«یا رَبِّ،یا رَبِّ»حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُهُ،قالَ لَهُ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:لَبَّیکَ ! ما حاجَتُکَ؟ (3)

1572.عنه علیه السلام: إذا سَجَدتَ فَکَبِّر وقُل:

اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ،ولَکَ أسلَمتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وأَنتَ رَبّی،سَجَدَ وَجهی لِلَّذی خَلَقَهُ،وشَقَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ.

ثُمَّ قُل:«سُبحانَ رَبِّیَ الأَعلی وبِحَمدِهِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (4)

1573.الکافی عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: أقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ إذا دَعا رَبَّهُ وهُوَ ساجِدٌ،فَأَیَّ شَیءٍ تَقولُ إذا سَجَدتَ؟قُلتُ:عَلِّمنی-جُعِلتُ فِداکَ-ما أقولُ.

قالَ:قُل:

یا رَبَّ الأَربابِ،ویا مَلِکَ المُلوکِ،و یا سَیِّدَ السّاداتِ،ویا جَبّارَ الجَبابِرَةِ،ویا إلهَ الآلِهَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

ص:337


1- .سفعته النار والشمس والسموم:لفحته لفحاً یسیراً،فغیّرت لون بشرته وسوّدته.(لسان العرب:ج 8 ص 157« سفع»).
2- الکافی:ج 3 ص 322 ح 4، فلاح السائل:ص 427 ح 292،المصباح للکعفمی:ص 42 نحوه من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 222 ح 43.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 333 ح 976،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 38 ح 2085، بحار الأنوار:ج 86 ص 205 ح 19 [4] وص 239 ح 62.
4- الکافی:ج 3 ص 321 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 79 ح 295،فلاح السائل:ص 247 ح 149 کلّها عن الحلبی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 313 ح 929 عن إسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 137 ح 17.

ثُمَّ قُل:«فَإِنّی عَبدُکَ،ناصِیَتی فی قَبضَتِکَ»،ثُمَّ ادعُ بِما شِئتَ وَاسأَلهُ،فَإِنَّهُ جَوادٌ ولا یَتَعاظَمُهُ شَیءٌ. (1)

و-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامَینِ الکاظِمِ وَالرِّضا علیهما السلام

1574.الکافی عن زیاد بن مروان: کانَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ:

أعوذُ بِکَ مِن نارٍ حَرُّها لا یَطفَأُ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارٍ جَدیدُها لا یَبلی،وأَعوذُ بِکَ مِن نارٍ عَطشانُها لا یَروی،وأَعوذُ بِکَ مِن نارٍ مَسلوبُها لا یُکسی. (2)

1575.التوحید عن إبراهیم بن عبد الحمید: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ:

یا مَن عَلا فَلا شَیءَ فَوقَهُ،یا مَن دَنا فَلا شَیءَ دونَهُ،اغفِر لی ولِأَصحابی. (3)

1576.تهذیب الکمال: رَوی أصحابُنا أنَّهُ [موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام ] دَخَلَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَسَجَدَ سَجدَةً فی أوَّلِ اللَّیلِ،فَسُمِعَ وهُوَ یَقولُ فی سُجودِهِ:«عَظُمَ الذَّنبُ عِندی فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ،یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ»فَجَعَلَ یُرَدِّدُها حَتّی أصبَحَ. (4)

1577.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن أبی الحسن الصائغ عن عمّه: خَرَجتُ مَعَ الرِّضا علیه السلام إلی خُراسانَ...فَلَمّا صارَ إلی قَریَةٍ سَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:

لَکَ الحَمدُ إن أطَعتُکَ،ولا حُجَّةَ لی إن عَصَیتُکَ،ولا صُنعَ لی ولا لِغَیری فی إحسانِکَ، ولا عُذرَ لی إن أسَأتُ،ما أصابَنی مِن حَسَنَةٍ فَمِنکَ،یا کَریمُ،اغفِر لِمَن فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ. (5)

ص:338


1- .الکافی:ج 3 ص 323 ح 7، بحار الأنوار:ج 86 ص 233 ح 58.
2- الکافی:ج 3 ص 328 ح 22، بحار الأنوار:ج 86 ص 238 ح 60.
3- التوحید:ص 67 ح 21،بحار الأنوار:ج 86 ص 229 ح 50.
4- تهذیب الکمال:ج 29 ص 44 الرقم 6247،تاریخ بغداد:ج 13 ص 27 الرقم 6987، سیر أعلام النبلاء:ج 6 ص 271 الرقم 118،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 191 [7] وفیه«کان موسی بن جعفر علیه السلام یقول فی سجوده آخر اللیل»بدل صدره؛دلائل الإمامة:ص 310.
5- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 205 ح 5، فقه الرضا:ص 142 [9] وفیه«کان أبو الحسن علیه السلام یقول:«لک ū الحمد...»بدل صدره.مصباح المتهجّد:ص 78 ح 126 [10] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 228 ح 49.

2/21الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی سَجدَةِ الشُّکرِ

1578.دلائل الإمامة عن محمّد بن أحمد المحمودی عن الإمام المهدی علیه السلام،قال: أتَدرونَ ما کانَ یَقولُ زَینُ العابِدینَ علیه السلام عِندَ فَراغِهِ مِن صَلاتِهِ فی سَجدَةِ الشُّکرِ؟قُلنا:لا.قالَ:کانَ یَقولُ:

یا کَریمُ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،یا کَریمُ،فَقیرُکَ زائِرُکَ،حَقیرُکَ بِبابِکَ یا کَریمُ. (1)

1579.مصباح المتهجّد: رُوِیَ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام کانَ یَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ [فی سَجدَةِ الشُّکرِ]:

«الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً»،وکُلَّما قالَ عَشرَ مَرّاتٍ قالَ:شُکراً لِلمُجیبِ.

ثُمَّ یَقولُ:

یا ذَا المَنِّ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً،ولا یُحصیهِ غَیرُهُ،ویا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنفَدُ أبَداً، یا کَریمُ،یا کَریمُ،یا کَریمُ.

ثُمَّ یَدعو ویَتَضَرَّعُ،ویَذکُرُ حاجَتَهُ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ إن أطَعتُکَ،ولَکَ الحُجَّةُ إن عَصَیتُکَ،لا صُنَع لی ولا لِغَیری فی إحسانٍ مِنکَ إلَیَّ فی حالِ الحَسَنَةِ،یا کَریمُ،یا کَریمُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وصِل بِجَمیعِ ما سَأَلتُکَ وسَأَلَکَ مَن فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَابدَأ بِهِم، وثَنِّ بی بِرَحمَتِکَ.

ثُمَّ یَضَعُ خَدَّهُ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ ویَقولُ:

اللّهُمَّ لا تَسلُبنی ما أنَعمتَ بِهِ عَلَیَّ مِن وِلایَتِکَ ووِلایَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.

ص:339


1- .دلائل الإمامة:ص 539 ح 521،بحار الأنوار:ج 86 ص 239 ح 61.

ثُمَّ یَضَعُ خَدَّهُ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ،ویَقولُ مِثلَ ذلِکَ. (1)

1580.الکافی عن سلیمان بن حفص المروزی: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام فی سَجدَةِ الشُّکرِ،فَکَتَبَ إلَیَّ:«مِئَةَ مَرَّةٍ:شُکراً،شُکراً»،وإن شِئتَ«عَفواً،عَفواً». (2)

1581.الإمام الکاظم علیه السلام: تَقولُ فی سَجدَةِ الشُّکرِ:

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ،واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ وأَنبِیاءَکَ ورُسُلَکَ وجَمیعَ خَلقِکَ،أنَّکَ أنتَ اللّهُ رَبّی،وَالإِسلامَ دینی،ومُحَمَّداً نَبِیّی،وعَلِیّاً وَالحَسَنَ وَالحُسَینَ وعَلِیَّ بنَ الحُسَینِ ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ وموسَی بنَ جَعفَرٍ وعَلِیَّ بنَ موسی ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ وعَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ وَالحُجَّةَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ أئِمَّتی،بِهِم أتَوَلّی ومِن أعدائِهِم أتَبَرَّأُ.

اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ دَمَ المَظلومِ-ثَلاثاً-اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ بِإِیوائِکَ (3)عَلی نَفسِکَ لِأَعدائِکَ لَتُهلِکَنَّهُم بِأَیدینا وأَیدِی المُؤمِنینَ.اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ بِإِیوائِکَ عَلی نَفسِکَ لِأَولِیائِکَ لَتُظفِرَنَّهُم بِعَدُوِّکَ وعَدُوِّهِم،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَی المُستَحفَظینَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ -ثَلاثاً-.

ص:340


1- .مصباح المتهجّد:ص 78، فلاح السائل:ص 365 ح 243، [2]المصباح للکفعمی:ص 41، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 214 ح 27.
2- الکافی:ج 3 ص 326 ح 18 و ص 344 ح 20، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 111 ح 417،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 332 ح 970 عن الإمام الرضا علیه السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 280 ح 23، [6]بحار الأنوار:ج 86 ص 197 ح 4.
3- قال المجلسی قدس سره:قوله علیه السلام:«بإیوائک»الوأی بمعنی الوعد،والإیواء لم یأتِ فی اللغة بهذا المعنی،وعدم ذکرهم لا یدلّ علی العدم،مع أنّه یمکن أن یکون من قولهم:آوی فلاناً:أی أجاره وأسکنه،فکان الواعد یؤدّی الوعد إلی نفسه لکنّه بعید.قال فی النهایة: فی حدیث وهب:«إنّ اللّه تعالی قال:إنّی أویت علی نفسی أن أذکر من ذکرنی».قال القتیبی:هذا غلط،إلّاأن یکون من المقلوب.والصحیح:وأیت من الوأی،وهو الوعد،یقول:جعلته وعداً علی نفسی.انتهی.والوعد هو الذی قال اللّه تعالی:«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَی لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّن م بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا یَعْبُدُونَنِی لَایُشْرِکُونَ بِی شَیًْا»( مرآة العقول:ج 15 ص 135، [9]وراجع بحار الأنوار:ج 101 ص 221 [10] وملاذ الأخیار:ج 9 ص 163 ).

و تَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الیُسرَ بَعدَ العُسرِ»ثَلاثاً.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ:

«یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت (1)،یا بارِئَ خَلقی رَحمَةً بی وکُنتَ عَن خَلقی غَنِیّاً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلَی المُستَحفَظینَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ»ثَلاثاً.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ،وتَقولُ:«یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ،ویا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ، قَد وعِزَّتِکَ بَلَغَ بی مَجهودی»ثَلاثاً. (2)ثُمَّ تَعودُ لِلسُّجودِ وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:«شُکراً شُکراً»،ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ،إن شاءَ اللّهُ. (3)وراجع:ج1 ص494 ح675.

3/21الدُّعاءُ المَأثورُ فی سَجدَتَیِ السَّهوِ

1582.الکافی عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ فی سَجدَتَیِ السَّهوِ:«بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ».

قالَ الحَلَبِیُّ:وسَمِعتُهُ مَرَّةً اخری یَقولُ:«بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ بَرَکاتُهُ». (4)

ص:341


1- .«تعیینی»بیائین مثناتین من تحت أو بنونین أولهما مشدودة وبینهما یاء مثناة تحتانیة،أی یا ملجئی حین تعیینی مسالکی إلی الخلق وترددّاتی إلیهم.وقوله:«بما رحبت»أی بسعتها و«ما»مصدریّة.(مرآة العقول:ج 15 ص 137).
2- زاد فی الکافی هنا:«ثُمَّ تَقولُ:یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا کاشِفَ الکُرَبِ العِظامِ-ثَلاثاً-».
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 329 ح 967،الکافی:ج 3 ص 325 ح 17، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 110 ح 416 کلاهما نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن جندب،بحار الأنوار:ج 86 ص 235 ح 59.
4- الکافی:ج 3 ص 357 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 196 ح 773،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 342 ح 997،فقه الرضا:ص 120 [6] عن العالم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 88 ص 220.

4/21الدُّعاءُ المَأثورُ فی سَجدَةِ صَلاةِ الخَوفِ

1583.الإمام علیٌّ علیه السلام -فی سَجدَةِ صَلاةِ الخَوفِ-:لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ،وأَنتَ رَبّی. (1)وراجع:ج3 ص415 (دعوات القرآن/دعاء سجدة التلاوة).

ص:342


1- .الجعفریّات:ص 47، النوادر للراوندی:ص 198 ح 371 [2] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.

الفَصلُ الثانی والعشرون:دَعَواتُ الصَّباحِ وَالمَساءِ

1/22التَّأکیدُ عَلَی الدُّعاءِ عِندَ الصَّباحِ وَالزَّوالِ وَالمَساءِ

الکتاب

«وَ اصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَیْناکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ کانَ أَمْرُهُ فُرُطاً». 1 «فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ». 2 «لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْءٍ إِلاّ کَباسِطِ کَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الْکافِرِینَ إِلاّ فِی ضَلالٍ * وَ لِلّهِ یَسْجُدُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ». 3

الحدیث

1584.الإمام علیّ علیه السلام: مَن قالَ حینَ یُمسی ثَلاثَ مَرّاتٍ: «فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ

ص:343

تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ» لَم یَفُتهُ خَیرٌ یَکونُ فی تِلکَ اللَّیلَةِ،وصُرِفَ عَنهُ جَمیعُ شَرِّها.

ومَن قالَ مِثلَ ذلِکَ حینَ یُصبِحُ لَم یَفُتهُ خَیرٌ یَکونُ فی ذلِکَ الیَومِ،وصُرِفَ عَنهُ جَمیعُ شَرِّهِ. (1)

1585.الخصال عن إسماعیل بن الفضل: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها» 2 فَقالَ:فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ أن یَقولَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ عَشرَ مَرّاتٍ وقَبلَ غُروبِها عَشرَ مَرّاتٍ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یحُیی ویُمیتُ،وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

1586.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی: «وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ» 4 -:هُوَ الدُّعاءُ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها،وهِیَ ساعَةُ إجابَةٍ. (3)

1587.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن صَباحٍ یُصبِحُ العِبادُ إلّاصارِخٌ یَصرُخُ:أیُّهَا الخَلائِقُ ! سَبِّحُوا المَلِکَ القُدّوسَ. (4)

ص:344


1- .ثواب الأعمال:ص 199 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 674 ح 912 کلاهما عن الحارث،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 81 ح 2210، [2]روضة الواعظین:ص 360، [3]بحار الأنوار:ج 86 ص 253 ح 19.
2- الخصال:ص 452 ح 58، المحاسن:ج 1 ص 99 ح 69 [6] عن عبدالکریم بن عتبة الهاشمی،مجمع البیان:ج 9 ص 225 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 250 ح 15.
3- الکافی:ج 2 ص 522 ح 1 عن غالب بن عبد اللّه و ص 532 ح 31،فلاح السائل:ص 385 ح 260 [9] کلاهما عن أبی خدیجة نحوه،عدّة الداعی:ص 243، [10]بحار الأنوار:ج 83 ص 125 ح 71.
4- مسند أبی یعلی:ج 1 ص 327 ح 681،سنن الترمذی:ج 5 ص 563 ح 3569 نحوه،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 27 ح 62، تاریخ دمشق:ج 14 ص 314 ح 3587 ولیس فیه«الملک»و کلّها عن الزبیر بن العوّام،کنز العمّال:ج 1 ص 459 ح 1987.

1588.عنه صلی الله علیه و آله: إذا زالَتِ الشَّمسُ فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ وأَبوابُ الجِنانِ،وَاستُجیبَ الدُّعاءُ، فَطوبی لِمَن رُفِعَ لَهُ عِندَ ذلِکَ عَمَلٌ صالِحٌ. (1)

1589.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ إبلیسَ-عَلَیهِ لَعائِنُ اللّهِ-یَبُثُّ جُنودَ اللَّیلِ مِن حَیثُ (2)تَغیبُ الشَّمسُ وتَطلُعُ،فَأَکثِروا ذِکرَ اللّهِ عز و جل فی هاتَینِ السّاعَتَینِ،وتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن شَرِّ إبلیسَ وجُنودِهِ، وعَوِّذوا صِغارَکُم فی تِلکَ السّاعَتَینِ،فَإِنَّهُما ساعَتا غَفلَةٍ. (3)

1590.الإمام الصادق علیه السلام: إذا تَغَیَّرَتِ الشَّمسُ فَاذکُرِ اللّهَ عز و جل،وإن کُنتَ مَعَ قَومٍ یَشغَلونَکَ فَقُم وَادعُ. (4)

2/22الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الصَّباحِ

1591.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ عَشرَ مَرّاتٍ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ واحِدَةٍ قالَها عَشرَ حَسَناتٍ،وحَطَّ عَنهُ بِها عَشرَ سَیِّئاتٍ،ورَفَعَهُ بِها عَشرَ دَرَجاتٍ،وکُنَّ لَهُ مَسلَحَةً مِن أوَّلِ نَهارِهِ إلی آخِرِهِ؛ما لَم

ص:345


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 209 ح 633،الأمالی للصدوق:ص 671 ح 899، الأربعون حدیثاً [2]للشهید الأوّل:ص 42 ح 13،فلاح السائل:ص 192 ح 104 [3] والثلاثة الأخیرة عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 348، [4]بحار الأنوار:ج 83 ص 26 ح 1.
2- فی المصادر الاُخری:«من حین».
3- الکافی:ج 2 ص 522 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1، ص 501 ح 1440،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 73 ح 2180 [7] کلاهما نحوه وکلّها عن جابر،عدّة الداعی:ص 242، [8]بحار الأنوار:ج 63 ص 257 ح 127.
4- الکافی:ج 2 ص 524 ح 9، فلاح السائل:ص 382 ح 253 [11] کلاهما عن شهاب بن عبد ربّه،بحار الأنوار:ج 86 ص 245 ح 3.

یَعمَل یَومَئِذٍ عَمَلاً یَقهَرُهُنَّ (1). (2)

1592.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن ابن عبّاس: إنَّ رَجُلاً شَکا إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ یُصیبُهُ الآفاتُ،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل إذا أصبَحتَ:«بِاسمِ اللّهِ عَلی نَفسی وأَهلی ومالی» فَإِنَّهُ لا یَذهَبُ لَکَ شَیءٌ.فَقالَهُنَّ الرَّجُلُ فَذَهَبَت عَنهُ الآفاتُ. (3)

1593.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ»،کُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ. (4)

1594.مسند أبی یعلی عن امّ سلمة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أصبَحَ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عِلماً نافِعاً،ورِزقاً طَیِّباً،وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً. (5)

ص:346


1- .قال الشریف الرضی رحمه الله:وفی هذا الکلام استعارتان:إحداهما:قوله علیه الصلاة والسلام:«کنّ له مسلحة من أوّل نهاره إلی آخره».والمراد بالمسلحة هاهنا مجتمع السلاح الکثیر،یقال:هاهنا مسلحة للسلطان،ویراد به الموضع الذی فیه جماعة من أعوانه قد کثرت أسلحتهم،واشتدّت شوکتهم،کما یقال:مأسدة للأرض الکثیرة الأسد،ومکمأة للأرض الکثیرة الکمأة،ومفعاة،ومحواة للأرض الکثیرة الأفاعی والحیّات،ونظائر ذلک کثیرة،فجعل علیه الصلاة والسلام هذه الکلمات لقائلهنّ بمنزلة السلاح الکثیر الذی یدفع عنه المخاوف،ویردّ الأیدی البواطش. والاستعارة الاُخری:قوله علیه الصلاة والسلام:«ما لم یعمل یومئذٍ عملاً یقهرهنّ»،والمراد:ما لم یعمل من الأعمال السیّئة فی یومه ما یغلب إثمه أجر هذه الکلمات إذا قالها علی الوجه المحدود فیها.وینبغی أن یکون المراد بذلک الذنوب الصغائر دون الذنوب الکبائر؛لأنّ عقاب الکبیرة یعظم،فیکون کالقاهر لتلک الحسنات التی ذکرها،والدرجات التی أشار إلیها. ولمّا أقام علیه الصلاة والسلام تلک الکلمات مقام السلاح لقائلها،جعل ما فی مقابلتها-من إثم مولغ،وذنب موبق-بمنزلة القاهر لها والثالم فیها؛ملامحة بین صفحات الألفاظ،ومزاوجة بین فوائد الکلام (المجازات النبویّة:ص 355).
2- المجازات النبویّة:ص 355 ح 313، بحار الأنوار:ج 86 ص 192 ح 55؛ [3]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 144 ح 23627، [4]المعجم الکبیر:ج 4 ص 128 ح 3883،الدعاء للطبرانی،ص 126 ح 337 والثلاثة الأخیرة عن أبّی أیوب الأنصاری نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 147 ح 3528.
3- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 23 ح 51،کنز العمّال:ج 2 ص 141 ح 3507.
4- المعجم الکبیر:ج 23 ص 370 ح 875،الدعاء للطبرانی:ص 123 ح 325 نحوه وکلاهما عن امّ سلمة،کنز العمّال:ج 2 ص 158 ح 3570.
5- مسند أبی یعلی:ج6 ص264 ح6914،مسند الحمیدی:ج 1 ص 143 ح299،المنتخب من مسند عبد بن ū حمید:ص 443 ح 1535،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 24 ح 54.

1595.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن القاسم: حَدَّثَتنی جارَةٌ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أنَّها کانَت تَسمَعُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ عِندَ طُلوعِ الفَجرِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ القَبرِ. (1)

1596.داعی الفلاح عن أبی هریرة: صَلَّیتُ خَلفَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله الصُّبحَ فَسَمِعتُهُ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ مِنکَ فی نِعمَةٍ وعافِیَةٍ وسَترٍ،فَأَتِمَّ عَلَیَّ نِعمَتَکَ وعافِیَتَکَ،وَارزُقنی شُکرَکَ،اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ،وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ،وبِنِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ. (2)

1597.الزهد لابن المبارک عن عبد اللّه بن أبی أوفی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أصبَحَ قالَ:

أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ وَالکِبرِیاءُ،وَالعَظَمَةُ وَالخَلقُ،وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ وما سَکَنَ فیها، للّهِ ِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،اللّهُمَّ اجعَل أوَّلَ هذَا النَّهارِ صَلاحاً،وأَوسَطَهُ فَلاحاً،وآخِرَهُ نَجاحاً،وأَسأَ لُکَ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

1598.المعجم الأوسط عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:

«أصبَحتُ یا رَبِّ اشهِدُکَ،واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ وأَنبِیاءَکَ ورُسُلَکَ،وجَمیعَ خَلقِکَ عَلی شَهادَتی عَلی نَفسی،أنّی أشهَدُ أنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکُ،واُؤمِنُ بِکَ،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ»،یَقولُها ثَلاثاً. (4)

1599.مسند ابن حنبل عن ضمرة بن حبیب بن صهیب عن زید بن ثابت: أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُ

ص:347


1- .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 312 ح 22391.
2- داعی الفلاح:ص 97 ح 48.
3- الزهد لابن المبارک:ص 384 ح 1085،الدعاء للطبرانی:ص 113 ح 296،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 188 ح 531،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 18 ح 38،عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 278، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 41 ح 4 عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبزی عن أبیه.
4- المعجم الأوسط:ج 9 ص 141 ح 9356،الدعاء للطبرانی:ص 114 ح 297 عن أنس نحوه.

دُعاءً،وأَمَرَهُ أن یَتَعاهَدَ بِهِ أهلَهُ کُلَّ یَومٍ،قالَ:قُل کُلَّ یَومٍ حینَ تُصبِحُ:

لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،ومِنکَ وبِکَ وإلَیکَ،اللّهُمَّ ما قُلتُ مِن قَولٍ أو نَذَرتُ مِن نَذرٍ،أو حَلَفتُ مِن حَلفٍ فَمَشیئَتُکَ بَینَ یَدَیهِ،ما شِئتَ کانَ وما لَم تَشَأ لَم یَکُن،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ وما صَلَّیتُ مِن صَلاةٍ فَعَلی مَن صَلَّیتَ،وما لَعَنتُ مِن لَعنَةٍ فَعَلی مَن لَعَنتَ،إنَّکَ أنتَ وَلِیّی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،تَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَماتِ،ولَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ وشَوقاً إلی لِقائِکَ،مِن غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،أعوذُ بِکَ أن أظِلَم أو اظلَمَ،أو أعتَدِیَ أو یُعتَدی عَلَیَّ،أو أکتَسِبَ خَطیئَةً مُحبِطَةً أو ذَنباً لا یُغفَرُ.

اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،فَإِنّی أعهَدُ إلَیکَ فی هذِهِ الحَیاةِ الدُّنیا واُشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،إنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لَکَ المُلکُ،ولَکَ الحَمدُ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَشهَدُ أنَّ وَعدَکَ حَقٌّ،ولِقاءَکَ حَقٌّ وَالجَنَّةَ حَقٌّ،وَالسّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وأَنتَ تَبعَثُ مَن فِی القُبورِ،وأَشهَدُ أنَّکَ إن تَکِلنی إلی نَفسی تَکِلنی إلی ضَیعَةٍ (1)وعَورَةٍ وذَنبٍ وخَطیئَةٍ،وإنّی لا أثِقُ إلّابِرَحمَتِکَ فَاغفِر لی ذَنبی کُلَّهُ،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ،وتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (2)

1600.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أصبَحَ ولا یَذکُرُ أربَعَةَ أشیاءَ أخافُ عَلَیهِ زَوالَ النِّعمَةِ:أوَّلُها أن یَقولَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَرَّفَنی نَفسَهُ ولَم یَترُکنی عُمیانَ القَلبِ.

ص:348


1- .الضیعة:الضیاع،أعنی الهلاک،ومنه قوله:أخاف علیه الضیعة ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1089« ضیع»).وفی المستدرک والمعجم الکبیر:«ضعف»بدل«ضیعة».
2- مسند ابن حنبل:ج 8 ص 156 ح 21724، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 697 ح 1900،المعجم الکبیر:ج 5 ص 119 ح 4803 و ص 157 ح 4932،الدعاء للطبرانی:ص 121 ح 320.

وَالثّانی یَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِن امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

وَالثّالِثُ یَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ رِزقی فی یَدَیهِ ولَم یَجعَل رِزقی فی أیدِی النّاسِ.

وَالرّابِعُ یَقولُ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَتَرَ ذُنوبی وعُیوبی ولَم یَفضَحنی بَینَ النّاسِ. (1)

1601.الإمام علیّ علیه السلام: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ:«الحَمدُ للّهِ ِ عَلی حُسنِ المَساءِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی حُسنِ المَبیتِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی حُسنِ الصَّباحِ»،فَقَد أدّی شُکرَ لَیلَتِهِ ویَومِهِ. (2)

1602.الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ إذا أصبَحَ:

سُبحانَ اللّهِ المَلِکِ القُدّوسِ-ثَلاثاً-اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،ومِن تَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،ومِن دَرکِ الشَّقاءِ،ومِن شَرِّ ما سَبَقَ فِی الکِتابِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِزَّةِ مُلکِکَ،وشِدَّةِ قُوَّتِکَ،وبِعَظیمِ سُلطانِکَ،وبِقُدرَتِکَ عَلی خَلقِکَ. (3)

1603.بحار الأنوار عن الاختیار لابن الباقی: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو بَعدَ رَکعَتَیِ الفَجرِ بِهذَا الدُّعاءِ:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ یا مَن دَلَعَ (4)لِسانَ الصَّباحِ بِنُطقِ تَبَلُّجِهِ،وسَرَّحَ قِطَعَ

ص:349


1- .الدعوات:ص 81 ح 204 عن الإمام علیّ علیه السلام،المصباح للکفعمی:ص 227 عن الإمام علیّ علیه السلام من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 282 ح 45.
2- شعب الإیمان:ج 4 ص 95 ح 4388 عن عبد اللّه بن ضمیرة عن أبیه،کنز العمّال:ج 2 ص 635 ح 4953.
3- الکافی:ج 2 ص 532 ح 30 عن عبد اللّه بن إبراهیم الجعفری و ص 527 ح 16 عن عبد اللّه بن میمون عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،عدّة الداعی:ص 251 [5] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 283 ح 46.
4- دَلَعَ لسانَه:أخرجه،والمراد هنا هو عبارة عن الشمس عند طلوعها،والتبلّجُ:الإشراق (انظر مجمع البحرین:ج 1 ص 606«دلع»).

اللَّیلِ المُظلِمِ بِغَیاهِبِ (1)تَلَجلُجِهِ (2)،وأَتقَنَ صُنعَ الفَلَکِ الدَّوّارِ فی مَقادیرِ تَبَرُّجِهِ (3)،وشَعشَعَ ضِیاءَ الشَّمسِ بِنورِ تَأَجُّجِهِ (4)،یا مَن دَلَّ عَلی ذاتِهِ بِذاتِهِ،وتَنَزَّهَ عَن مُجانَسَةِ مَخلوقاتِهِ، وجَلَّ عَن مُلائَمَةِ کَیفِیّاتِهِ،یا مَن قَرُبَ مِن خَطَراتِ الظُّنونِ،وبَعُدَ عَن لَحَظاتِ العُیونِ، وعَلِمَ بِما کانَ قَبلَ أن یَکونَ،یا مَن أرقَدَنی فی مِهادِ أمنِهِ وأَمانِهِ،وأَیقَظَنی إلی ما مَنَحَنی بِهِ مِن مِنَنِهِ وإحسانِهِ،وکَفَّ أکُفَّ السّوءِ عَنّی بِیَدِهِ وسُلطانِهِ،صَلِّ اللّهُمَّ عَلَی الدَّلیلِ إلَیکَ فِی اللَّیلِ الأَلْیَلِ،وَالماسِکِ مِن أسبابِکَ بِحَبلِ الشَّرَفِ الأَطوَلِ،وَالنّاصِعِ الحَسَبِ فی ذِروَةِ (5)الکاهِلِ الأَعبَلِ (6)،وَالثّابِتِ القَدَمِ عَلی زَحالیفِها (7)فِی الزَّمَنِ الأَوَّلِ،وعَلی آلِهِ الأَخیارِ المُصطَفَینَ الأَبرارِ.

وَافتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصاریعَ الصَّباحِ بِمَفاتیحِ الرَّحمَةِ وَالفَلاحِ،وأَلبِسنِی اللّهُمَّ مِن أفضَلِ خِلَعِ الهِدایَةِ وَالصَّلاحِ،وَاغرِس اللّهُمَّ بِعَظَمَتِکَ فی شِربِ جَنانی یَنابیعَ الخُشوعِ،وأَجرِ اللّهُمَّ لِهَیبَتِکَ مِن آماقی زَفَراتِ الدُّموعِ،وأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ (8)الخُرقِ (9)مِنّی بِأَزِمَّةِ القُنوعِ.

إلهی ! إن لَم تَبتَدِئنِی الرَّحمَةُ مِنکَ بِحُسنِ التَّوفیقِ،فَمَنِ السّالِکُ بی إلَیکَ فی واضِحِ الطَّریقِ ! وإن أسلَمَتنی أناتُکَ لِقائِدِ الأَمَلِ وَالمُنی،فَمَنِ المُقیلُ عَثَراتی مِن کَبَواتِ الهَوی !

ص:350


1- .الغَیهب:الظلام (النهایة:ج 3 ص 398«غهب»).
2- التَّلَجلُج:التردّد (مجمع البحرین:ج 3 ص 1622« لجلج»).
3- تبرّجه:أی زینته (مجمع البحرین:ج 1 ص 133« برج»).
4- تأجّجه:أی توقّده (کتاب العین:ج 6 ص 198«أجج»).
5- ذِروَة کلّ شیء:أعلاه (لسان العرب:ج 14 ص 284«ذرا»).
6- الکاهل:مقدّم أعلی الظهر (النهایة:ج 4 ص 214«کهل»).والأعْبَل:الجبل الأبیض الحجارة (تاج العروس:ج 15 ص 460« عبل»).
7- الزُّحلوفةُ:المکانُ الزَّلِقُ،والجمع زحالیف ( لسان العرب:ج 9 ص 131« زحلف»).
8- النَّزَقُ:خفّة فی کلّ أمر وعجلة فی جهل وحُمق (لسان العرب:ج 10 ص 352« نزق»).
9- الخُرْق:الحمق وضعف العقل والجهل (کتاب العین:ج 4 ص 149«فرق»).

وإن خَذَلَنی نَصرُکَ عِندَ مُحارَبَةِ النَّفسِ وَالشَّیطانِ،فَقَد وَکَلَنی خِذلانُکَ إلی حَیثُ النَّصَبِ (1)وَالحِرمانِ.

إلهی ! أ تَرانی ما أتَیتُکَ إلّامِن حَیثُ الآمالِ؟! أم عَلِقتُ بِأَطرافِ حِبالِکَ إلّاحینَ باعَدَتنی ذُنوبی عَن دارِ الوِصالِ؟! فَبِئسَ المَطِیَّةُ الَّتِی امتَطَت نَفسی مِن هَواها ! فَواهاً لَها لِما سَوَّلَت لَها ظُنونُها ومُناها ! وتَبّاً لَها لِجُرأَتِها عَلی سَیِّدِها ومَولاها !

إلهی ! قَرَعتُ بابَ رَحمَتِکَ بِیَدِ رَجائی،وهَرَبتُ إلَیکَ لاجِئاً مِن فَرطِ أهوائی، وعَلَّقتُ بِأَطرافِ حِبالِکَ أنامِلَ وَلائی،فَاصفَحِ اللّهُمَّ عَمّا کُنتُ أجرَمتُهُ مِن زَلَلی وخَطَئی، وأَقِلنی مِن صَرعَةِ دائی،فَإِنَّکَ سَیِّدی ومَولایَ ومُعتَمَدی ورَجائی،وأَنتَ غایَةُ مَطلوبی ومُنایَ فی مُنقَلَبی ومَثوایَ.

إلهی! کَیفَ تَطرُدُ مِسکیناً التَجَأَ إلَیکَ مِنَ الذُّنوبِ هارِباً؟! أم کَیفَ تُخَیِّبُ مُستَرشِداً قَصَدَ إلی جَنابِکَ صاقِباً (2)؟! أم کَیفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ إلی حِیاضِکَ شارِباً؟! کَلّا وحِیاضُکَ مُترَعَةٌ فی ضَنکِ المُحولِ (3)،وبابُکُ مَفتوحٌ لِلطَّلَبِ وَالوُغولِ،وأَنتَ غایَةُ المَسؤولِ،ونِهایَةُ المَأمولِ.

إلهی ! هذِهِ أزِمَّةُ نَفسی عَقَلتُها بِعِقالِ مَشِیَّتِکَ،وهذِهِ أعباءُ ذُنوبی دَرَأتُها بِعَفوِکَ ورَحمَتِکَ،وهذِهِ أهوائِیَ المُضِلَّةُ وَکَلتُها إلی جَنابِ لُطفِکَ ورَأفَتِکَ،فَاجعَلِ اللّهُمَّ صَباحی هذا نازِلاً عَلَیَّ بِضِیاءِ الهُدی،وَالسَّلامَةِ فِی الدّینِ وَالدُّنیا،ومَسائی جُنَّةً مِن کَیدِ العِدی، ووِقایَةً مِن مُردِیاتِ الهَوی،إنَّکَ قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ، «تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ * تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ

ص:351


1- .النَّصَب:التعب (لسان العرب:ج 1 ص 758«نصب»).
2- الصَّقَبُ:القُربُ والمُلاصَقَة (النهایة:ج 3 ص 41«صقب».).
3- المَحْلُ:الشدّة والجَدبُ وانقطاع المطر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1677«محل»).

تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ» 1 .

سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ ! مَن ذا یَعرِفُ قَدرَکَ فَلا یَخافُکَ؟! ومَن ذا یَعلَمُ ما أنتَ فَلا یَهابُکَ؟! ألَّفتَ بِمَشِیَّتِکَ الفِرَقَ،وفَلَقتَ بِقُدرَتِکَ الفَلَقَ،وأَنَرتَ بِکَرَمِکَ دَیاجِیَ الغَسَقِ، وأَنهَرتَ المِیاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیاخیدِ (1)عَذباً واُجاجاً،وأَنزَلتَ مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً (2)، وجَعَلتَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لِلبَرِیَّةِ سِراجاً وَهّاجاً،مِن غَیرِ أن تُمارِسَ فیمَا ابتَدَأتَ بِهِ لُغوباً (3)ولا عِلاجاً.

فَیا مَن تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالبَقاءِ،وقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوتِ وَالفَناءِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الأَتقِیاءِ،وَاسمَع نِدائی،وَاستَجِب دُعائی،وحَقِّق بِفَضلِکَ أمَلی ورَجائی، یا خَیرَ مَن دُعِیَ لِکَشفِ الضُّرِّ،وَالمَأمولِ لِکُلِّ یُسرٍ وعُسرٍ،بِکَ أنزَلتُ حاجَتی،فَلا تَرُدَّنی مِن سَنِیِّ مَواهِبِکَ خائِباً،یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ».

ثُمَّ یَسجُدُ ویَقولُ:

«إلهی ! قَلبی مَحجوبٌ،ونَفسی مَعیوبٌ،وعَقلی مَغلوبٌ،وهَوائی غالِبٌ،وطاعَتی قَلیلَةٌ،ومَعصِیَتی کَثیرَةٌ،ولِسانی مُقِرٌّ بِالذُّنوبِ،فَکَیفَ حیلَتی یا سَتّارَ العُیوبِ، ویا عَلّامَ الغُیوبِ،ویاکاشِفَ الکُروبِ؟! اغفِر ذُنوبی کُلَّها بِحُرمَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، یا غَفّارُ یا غَفّارُ یا غَفّارُ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ». (4)

ص:352


1- الصَّیاخید:جمع صَیخود؛وهی الصخرةُ الشدیدة (النهایة:ج 3 ص 14« صخد»).
2- ثجّاجاً:أی مُتدافِقاً وقیل:سیّالاً (مجمع البحرین:ج 1 ص 239« ثجج»).
3- اللُغوبُ:التَّعَبُ والنَّصَبُ (مفردات ألفاظ القرآن،ص 742«لغب»).
4- بحار الأنوار:ج 87 ص 339 ح 19 و ج 94 ص 243 ح 11 کلاهما نقلاً عن اختیار ابن الباقی.

1604.المصنّف لابن أبی شیبة عن هشام بن عروة عن أبیه: إنَّ الحَسَنَ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام کانَ یَقولُ إذا طَلَعَتِ الشَّمسُ:

سَمِعَ سامِعٌ بِحَمدِ اللّهِ الأَعظَمِیِّ (1)،لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلی کُلِّ !شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

1605.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما،کانَ إذا أصبَحَ قالَ:«أبتَدِئُ یَومی هذا بَینَ یَدَی نِسیانی وعَجَلَتی،بِاسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ».

فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ العَبدُ أجزَأَهُ مِمّا نَسِیَ فی یَومِهِ. (3)

1606.عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ (4):ما ابالی إذا قُلتُ هذِهِ الکَلِماتِ لَوِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الإِنسُ وَالجِنُّ:

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ إلَیکَ أسلَمتُ نَفسی،وإلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی،وإلَیکَ ألجَأتُ ظَهری،وإلَیکَ فَوَّضتُ (5)أمری،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،ومِن قِبَلی وَادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِکَ. (6)

ص:353


1- .الأعظمی:الذی لا یوجد أعظم منه (هامش المصدر).
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 99 ح 1.
3- الکافی:ج 2 ص 523 ح 5، الاُصول الستّة عشر:ص 359 ح 601 [2] بزیادة:«عشر مرّات،وفی اللیلة إذا استقبلها مثل ذلک،یجزیه ممّا صنع فی یومه ولیلته ذلک»فی آخره وکلاهما عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 86 ص 288 ح 49 و ص 282 ح 25.
4- أورده الکلینی فی باب«الدعاء للکرب والهمّ والحزن والخوف»،وابن طاووس فی کتاب فلاح السائل فی أدعیة الصباح،ولمناسبة الدعاء للصباح ارتئینا رأیه.
5- فَوَّضَ أمره إلیه:سلّم أمره إلیه (المصباح المنیر:ص 483« تفاوض»).
6- الکافی:ج 2 ص 559 ح 10 عن بشیر بن مسلمة و ص 563 ح 23 عن قیس بن سلمة،قرب الإسناد:ص 3 ح 8 [6] عن مسعدة بن صدقة،الأمالی للطوسی:ص 208 ح 358 [7] عن محمّد بن أعین،مصباح الزائر:ص 38، [8]فلاح السائل:ص 395 ح 268 [9] وفیهما:وروی عن زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 278 ح 41.

1607.الإمام الباقر علیه السلام: ما مِن عَبدٍ یَقولُ إذا أصبَحَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ:«اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأَصیلاً،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ کَثیراً،لا شَریکَ لَهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ»إلَّاابتَدَرَهُنَّ مَلَکٌ وجَعَلَهُنَّ فی جَوفِ جَناحِهِ وصَعِدَ بِهِنَّ إلَی السَّماءِ الدُّنیا. (1)

1608.عنه علیه السلام: إذا أصبَحتَ فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَل لی سَهماً وافِراً فی کُلِّ حَسَنَةٍ أنزَلتَها مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ فی هذَا الیَومِ، وَاصرِف عَنّی کُلَّ مُصیبَةٍ أنزَلتَها مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ فی هذَا الیَومِ،وعافِنی مِن طَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی مِن رِزقٍ،وما قَدَّرتَ لی مِن رِزقٍ فَسُقهُ إلَیَّ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ آمینَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (2)

1609.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ إذا أصبَحَ:

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وإلَی اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ إلَیکَ أسلَمتُ نَفسی،وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ یا رَبَّ العالَمینَ،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی وعَن یَمینی وعَن شِمالی ومِن فَوقی ومِن تَحتی ومِن قِبَلی،لا إلهَ إلّاأنتَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،نَسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ مِن کُلِّ سوءٍ وشَرٍّ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ ومِن ضَغطَةِ القَبرِ ومِن ضیقِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن سَطَواتِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،اللّهُمَّ رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،ورَبَّ البَلَدِ الحَرامِ،ورَبَّ الحِلِّ

ص:354


1- .الکافی:ج 2 ص 526 ح 14 عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 86 ص 292 ح 53.
2- الأمالی للطوسی:ص 371 ح 798 عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 249 ح 12.

وَالحَرامِ،أبلِغ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عَنِّی السَّلامَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِدِرعِکَ الحَصینَةِ،وأَعوذُ بِجَمعِکَ (1)أن تُمیتَنی غَرَقاً أو حَرَقاً أو شَرَقاً (2)،أو قَوَداً (3)أو صَبراً (4)أو مَسَمّاً (5)،أو تَرَدِّیاً فی بِئرٍ،أو أکیلَ السَّبُعِ،أو مَوتَ الفَجأَةِ،أو بِشَیءٍ مِن میتاتِ السَّوءِ،ولکِن أمِتنی عَلی فِراشی فی طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،مُصیباً لِلحَقِّ غَیرَ مُخطِئٍ،أو فِی الصَّفِّ الَّذی نَعَتَّهُم فی کِتابِکَ:

«کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ» 6 .

اعیذُ (6)نَفسی ووَلَدی وما رَزَقَنی رَبّی بِ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» -حَتّی یَختِمَ السّورَةَ- واُعیذُ نَفسی ووَلَدی وما رَزَقَنی رَبّی بِ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» -حَتّی یَختِمَ السّورَةَ-».

ویَقولُ:

«الحَمدُ للّهِ ِ عَدَدَ ما خَلَقَ اللّهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ مِثلَ ما خَلَقَ [ اللّهُ] (7)،وَالحَمدُ للّهِ ِ مِلءَ ما خَلَقَ اللّهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ مِدادَ کَلِماتِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ زِنَةَ عَرشِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رِضا نَفسِهِ،ولا إلهَ إلَّا اللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ، وما بَینَهُما ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دَرکِ الشَّقاءِ،ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ

ص:355


1- .فی مکارم الأخلاق:« بوجهک»بدل«بجمعک».
2- شرق بریقه:أی غصّ به (مجمع البحرین:ج 2 ص 946«شرق»).
3- القَوَدُ:القِصاص وقتل القاتل بدل القتیل (النهایة:ج 4 ص 119« قود»).
4- قتل الشیء صبراً:هو أن یمسک شیء من ذوات الروح حیّاً ثمّ یُرمی بشیء حتی یموت (النهایة:ج 3 ص 8« صبر»).
5- قال المجلسی قدس سره:فی بعض النسخ:«سُمّاً»وهو أظهر (مرآة العقول:ج 12 ص 246).
6- زاد فی مکارم الأخلاق هنا:«اُعیذ نفسی ودینی وأهلی ومالی وولدی وما رزقنی ربّی باللّه الواحد الأحد الصمدالذی لم یلد ولم یولد ولم یکن له کفواً أحد».
7- الزیادة من المصادر الاُخری.

وَالوَقرِ (1)،وأَعوذُ بِکَ مِن سوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ».

ویُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَشرَ مَرّاتٍ. (2)

1610.الإمام الباقر علیه السلام أو الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ إذا أصبَحتَ:

أصبَحتُ بِاللّهِ مُؤمِناً عَلی دینِ مُحَمَّدٍ وسُنَّتِهِ،ودینِ عَلِیٍّ وسُنَّتِهِ،ودینِ الأَوصِیاءِ وسُنَّتِهِم،آمَنتُ بِسِرِّهِم وعَلانِیَتِهِم وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،وأَعوذُ بِاللّهِ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلِیٌّ وَالأَوصِیاءُ،وأَرغَبُ إلَی اللّهِ فیما رَغِبوا إلَیهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (3)

1611.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أصبَحتَ فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ (4)وبَرَأتَ (5)فی بِلادِکَ وعِبادِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ وجَمالِکَ وحِلمِکَ وکَرَمِکَ،کَذا وکَذا. (6)

1612.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الصَّباحِ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،أصبَحتُ بِاللّهِ مُمتَنِعاً،وبِعِزَّتِهِ مُحتَجِباً،وبِأَسمائِهِ عائِذاً مِن شَرِّ الشَّیطانِ وَالسُّلطانِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ، «فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ» 7 ،

ص:356


1- .فقیر وقیر:جعل آخره عماداً لأوّله،ویقال:یعنی به ذلّته ومهانته،وقیل:هو الذی قد أوقره الدین،أی أثقله (لسان العرب:ج 5 ص 289« وقر»).
2- الکافی:ج 2 ص 525 ح 13 عن أبی بصیر،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 26 ح 2059 ولیس فیه صدره،مصباح المتهجّد:ص 94 [3] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ونحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 263 ح 34.
3- الکافی:ج 2 ص 522 ح 4 عن یزید بن کلثمة،فلاح السائل،ص 407 ح 277 [6] عن محمّد بن عجلان عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،مصباح المتهجّد:ص 206 ح 299 [7] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 142 ح 25.
4- ذَرَأَ اللّهُ الخَلقَ:أی أوجد أشخاصهم (مفردات ألفاظ القرآن:ص 327« ذرأ»).
5- بَرَأَ:هو الذی خَلَقَ الخَلقَ لا عن مِثال (النهایة:ج 1 ص 111« برأ»).
6- الکافی:ج 2 ص 527 ح 15 عن عیسی بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 86 ص 292 ح 53.

«فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ» 1 ،اللّهُ خَیرٌ حافِظاً وهُوَ أرحَمُ الرّاحِمینَ، «إِنَّ اللّهَ یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً» 2 ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِاللَّیلِ بِقُدرَتِهِ وجاءَ بِالنَّهارِ بِرَحمَتِهِ،خَلقاً جَدیداً ونَحنُ فی عافِیَةٍ مِنهُ بِمَنِّهِ وجودِهِ وکَرَمِهِ،مَرحَباً بِالحافِظَینِ. (1)

1613.عنه علیه السلام:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،أحمَدُکَ وأَستَعینُکَ وأَنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ،أصبَحتُ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ،واُؤمِنُ بِوَعدِکَ واُوفی بِعَهدِکَ مَا استَطَعتُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أصبَحتُ عَلی فِطرَةِ الإِسلامِ وکَلِمَةِ الإِخلاصِ ومِلَّةِ إبراهیمَ ودینِ مُحَمَّدٍ،عَلی ذلِکَ أحیا وأَموتُ إن شاءَ اللّهُ،اللّهُمَّ أحیِنی ما أحیَیتَنی بِهِ،وأَمِتنی إذا أمَتَّنی عَلی ذلِکَ،وَابعَثنی إذا بَعَثتَنی عَلی ذلِکَ،أبتَغی بِذلِکَ رِضوانَکَ وَاتِّباعَ سَبیلِکَ.

إلَیکَ ألجَاتُ ظَهری وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،آلُ مُحَمَّدٍ أئِمَّتی،لَیسَ لی أئِمَّةٌ غَیرُهُم،بِهِم أئتَمُّ،وإیّاهُم أتَوَلّی،وبِهِم أقتَدی،اللّهُمَّ اجعَلهُم أولِیائی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَلنی اوالی أولِیاءَهُم،واُعادی أعداءَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ وآبائی مَعَهُم. (2)

1614.عنه علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أصبَحنا وَالمُلکُ لَهُ،وأَصبَحتُ عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ فی قَبضَتِکَ،اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ رِزقاً مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ، وَاحفَظنی مِن حَیثُ أحتَفِظُ ومِن حَیثُ لا أحتَفِظُ.

ص:357


1- مصباح المتهجّد:ص 230 ح 338، بحار الأنوار:ج 86 ص 179 ح 46.
2- الکافی:ج 2 ص 529 ح 21 عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 86 ص 294 ح 56.

اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ ولا تَجعَل لی حاجَةً إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ.

اللّهُمَّ ألبِسنِی العافِیَةَ وَارزُقنی عَلَیهَا الشُّکرَ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا اللّهُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا مالِکَ المُلکِ ورَبَّ الأَربابِ وسَیِّدَ السّاداتِ،ویا اللّهُ (یا) لا إلهَ إلّاأنتَ،اشفِنی بِشِفائِکَ مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ، فَإِنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ أتَقَلَّبُ فی قَبضَتِکَ. (1)راجع:ص 361 (الدعوات المأثورة عند الصباح والمساء)

وج1 ص18 ح7.

3/22الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ المَساءِ

1615.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا احمَرَّتِ الشَّمسُ عَلی قُلَّةِ الجَبَلِ هَمَلَت عَیناهُ دُموعاً،ثُمَّ قالَ:

أمسی ظُلمی مُستَجیراً بِعَفوِکَ،وأَمسَت ذُنوبی مُستَجیرَةً بِمَغفِرَتِکَ،وأَمسی خَوفی مُستَجیراً بِأَمنِکَ،وأَمسی ذُلّی مُستَجیراً بِعِزِّکَ،وأَمسی فَقری مُستَجیراً بِغِناکَ،وأَمسی وَجهِیَ البالِی الفانی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقِی الکَریمِ،اللّهُمَّ ألبِسنی عافِیَتَکَ،وجَلِّلنی کَرامَتَکَ وغَشِّنی رَحمَتَکَ،وقِنی شَرَّ خَلقِکَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ. (2)

1616.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا أمسی:«أمسَینا وأَمسَی المُلکُ للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،أعوذُ بِاللّهِ الَّذی یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ»،مَن قالَهُنَّ عُصِمَ مِن کُلِّ ساحِرٍ وکاهِنٍ وشَیطانٍ وحاسِدٍ. (3)

ص:358


1- .الکافی:ج 2 ص 524 ح 11، بحار الأنوار:ج 86 ص 289 ح 51.
2- فلاح السائل:ص 383 ح 254 عن سلام بن أبی عمرة،عدّة الداعی:ص 253، [4]محاسبة النفس لابن طاووس:ص 30 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 266 ح 37.
3- الدعاء للطبرانی:ص 129 ح 344،المعجم الأوسط:ج 4 ص 310 ح 4291 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 28 ح 67 عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص،کنز العمّال:ج 2 ص 161 ح 3580.

1617.الدُّعاء للطبرانی عن الحارث الأعور: دَخَلتُ عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام بَعدَ العِشاءِ، فَقالَ:ما جاءَ بِکَ هذِهِ السّاعَةَ؟قُلتُ:إنّی احِبُّکَ.قالَ:آللّهَ إنَّکَ تُحِبُّنی؟قُلتُ:آللّهَ إنّی احِبُّکَ،قالَ:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟قُلتُ:بَلی،قالَ:قُل:

اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ،وَارزُقنی طاعَتَکَ وطاعَةَ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وعَمَلاً بِکِتابِکَ. (1)

1618.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ هذا حینَ یُمسی حُفَّ بِجَناحٍ مِن أجنِحَةِ جَبرَئیلَ علیه السلام حَتّی یُصبِحَ:

أستَودِعُ اللّهَ العَلِیَّ الأَعلَی الجَلیلَ العَظیمَ نَفسی ومَن یَعنینی أمرُهُ،أستَودِعُ اللّهَ نَفسِیَ المَرهوبَ المَخوفَ المُتَضَعضِعَ (2)لِعَظَمَتِهِ کُلُّ شَیءٍ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-. (3)

1619.عنه علیه السلام: مَن قالَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ فی کُلِّ یَومٍ:«یا مَن خَتَمَ النُّبُوَّةَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اختِم لی فی یَومی هذا بِخَیرٍ،وشَهری بِخَیرٍ،وسَنَتی بِخَیرٍ،وعُمُری بِخَیرٍ»، فَماتَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ أو فِی الجُمُعَةِ أو فی ذلِکَ الشَّهرِ أو فی تِلکَ السَّنَةِ،دَخَلَ الجَنَّةَ. (4)

1620.عنه علیه السلام: إذا أمسَیتَ قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عِندَ إقبالِ لَیلِکَ وإدبارِ نَهارِکَ،وحُضورِ صَلَواتِکَ وأَصواتِ دُعائِکَ،

ص:359


1- .الدعاء للطبرانی:ص 428 ح 1451،المعجم الأوسط:ج 2 ص 72 ح 1286 و ج 5 ص 289 ح 5341،کنز العمّال:ج 2 ص 677 ح 5051.
2- المُتَضَعضِع:أی الخاضع والمتذلّل (انظر:لسان العرب:ج 8 ص 224«ضعع»).
3- الکافی:ج 2 ص 523 ح 6، بحار الأنوار:ج 86 ص 296 ح 57.
4- فلاح السائل:ص384 ح256، محاسبة النفس لابن طاووس:ص30 کلاهما عن امیّة بن علیّ،مصباح المتهجد:ص83 ح135، [4]المصباح للکفعمی:ص56 [5] کلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیهما ذیله من«فمات فی تلک اللیلة...»،بحار الأنوار:ج86 ص267 ح38.

أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَادعُ بِما أحبَبتَ. (1)

1621.الإمام الکاظم علیه السلام: سَمِعتُ أبی جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقولُ إذا أمسی:

أمسَینا وأَمسَی المُلکُ للّهِ ِ الواحِدِ القَهّارِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ الَّذی ذَهَبَ بِالنَّهارِ وجاءَ بِاللَّیلِ،ونَحنُ فی عافِیَةٍ مِنهُ،اللّهُمَّ هذا خَلقٌ جَدیدٌ قَد غَشّانا،فَما عَمِلتُ فیهِ مِن خَیرٍ فَسَهِّلهُ لی وقَیِّضهُ وَاکتُبهُ أضعافاً مُضاعَفَةً،وما عَمِلتُ فیهِ مِن شَرٍّ فَتَجاوَز عَنهُ بِرَحمَتِکَ.

أمسَیتُ لا أملِکُ ما أرجو،ولا أدفَعُ شَرَّ ما أخشی،أمسَی الأَمرُ لِغَیری،وأَمسَیتُ مُرتَهَناً بِکَسبی،وأَمسَیتُ لا فَقیرَ أفقَرُ مِنّی،فَلتَسَع (2)لِفَقری مِن سَعَتِکَ مِمّا کَتَبتَ عَلی نَفسِکَ،[وأَسأَ لُکَ] (3)التَّقوی ما أبقَیتَنی،وَالکَرامَةَ إذا تَوَفَّیتَنی،وَالصَّبرَ عَلی ما أبلَیتَنی، وَالبَرَکَةَ فی ما رَزَقتَنی،وَالعَزمَ عَلی طاعَتِکَ فی ما بَقِیَ مِن عُمُری،وَالشُّکرَ لَکَ فی ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ. (4)

1622.الکافی عن عبد اللّه بن إبراهیم الجعفری عن الإمام الکاظم علیه السلام: إذا أمسَیتَ فَنَظَرتَ إلَی الشَّمسِ فی غُروبٍ وإدبارٍ فَقُل:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَصِفُ ولا یوصَفُ،ویَعلَمُ ولا یُعلَمُ،یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،أعوذُ بِوَجهِ اللّهِ الکَریمِ وبِاسمِ اللّهِ العَظیمِ مِن شَرِّ ما ذَرَأَ وما بَرَأَ،ومِن شَرِّ ما تَحتَ الثَّری،ومِن شَرِّ ما ظَهَرَ وما بَطَنَ،ومِن شَرِّ ما کانَ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن شَرِّ

ص:360


1- .الکافی:ج 2 ص 523 ح 7، بحار الأنوار:ج 86 ص 289 ح 50.
2- فی بحار الأنوار:« فَسَع».
3- الزیادة من بحار الأنوار.
4- الأمالی للطوسی:ص 371 ح 799، عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 249 ح 13.

أبی مُرَّةَ (1)وما وَلَدَ،ومِن شَرِّ الرَّسیسِ (2)،ومِن شَرِّ ما وَصَفتُ وما لَم أصِف،فَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ».

ذَکَرَ أنَّها أمانٌ مِنَ السَّبُعِ ومِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ ومِن ذُرِّیَّتِهِ. (3)راجع:ص361 (الدعوات المأثورة عند الصباح والمساء).

4/22الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ إشعالِ المِصباحِ

1623.الإمام الصادق علیه السلام: إذا ادخِلَ عَلَیکَ المِصباحُ فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَل لَنا نوراً نَمشی بِهِ فِی النّاسِ،ولا تَحرِمنا نورَکَ یَومَ نَلقاکَ،اللّهُمَّ وَاجعَل لَنا نوراً،إنَّکَ نورٌ،لا إلهَ إلّاأنتَ. (4)

5/22الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ

1624.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ: «فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ

ص:361


1- .أبو مُرَّة:کُنیةُ إبلیس (لسان العرب:ج 5 ص 171« مرر»).
2- قال العلّامة المجلسی:أمّا قوله:«من شرّ الرسیس»فقال صاحب الصحاح:رسّ المیّت،أی قبر،والرس:الإصلاح بین الناس والإفساد،وقد رسست بینهم،وهو من الأضداد،ولعلّه تعوّذ من الفساد ومن الموت ومن کلّ ما یتعلّق بمعناه.انتهی.وأقول:الأظهر أنّ المراد بالرسیس العشق الباطل أو الحمّی،قال الفیروزآبادی:الرسیس الشیء الثابت والفطن العاقل،وخبر لم یصحّ،وابتداء الحبّ والحمّی.انتهی (بحار الأنوار:ج 86 ص 260).
3- الکافی:ج 2 ص 532 ح 30، المحاسن:ج 2 ص 118 ح 1324، [4]فلاح السائل:ص 395 ح 269،بحار الأنوار:ج 86 ص 259 ح 28.
4- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 43 ح 2096، بحار الأنوار:ج 76 ص 165 ح 7.

مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ» 1 أدرَکَ ما فاتَهُ فی یَومِهِ ذلِکَ،ومَن قالَهُنَّ حینَ یُمسی أدرَکَ ما فاتَهُ فی لَیلَتِهِ. (1)

1625.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أصبَحَ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ کَثیراً عَلی کُلِّ حالٍ»ثَلاثَمِئَةٍ وسِتّینَ مَرَّةً،وإذا أمسی قالَ مِثلَ ذلِکَ. (2)

1626.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّما سَمَّی اللّهُ نوحاً عَبداً شَکوراً؛لِأَنَّهُ کانَ إذا أمسی وأَصبَحَ قالَ:

«فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ» . (3)

1627.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«بِاسمِ اللّهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَیءٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،لَم تُصِبهُ فَجأَةُ بَلاءٍ حَتّی یُصبِحَ،ومَن قالَها حینَ یُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ،لَم تُصِبهُ فَجأَةُ بَلاءٍ حَتّی یُمسِیَ. (4)

1628.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ وحینَ یُمسی:«أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ» لَم یَضُرَّهُ شَیءٌ. (5)

ص:362


1- سنن أبی داوود:ج 4 ص 319 ح 5076،المعجم الکبیر:ج 12 ص 185 ح 12991،الدعاء للطبرانی:ص 123 ح 323،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 24 ح 56و ص 32 ح 79 کلّها عن ابن عباس،کنز العمّال:ج 2 ص 137 ح 3487.
2- الکافی:ج 2 ص 503 ح 4، علل الشرائع:ص 354 ح 1 [2] کلاهما عن یعقوب بن شعیب،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 80 ح 2203 [3]عن الإمام علیّ علیه السلام،الأمالی للطوسی:ص 597 ح 1240 [4] عن یعقوب بن شعیب عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،ولیس فیه ذیله«وإذا أمسی...»،بحار الأنوار:ج 61 ص 317 ح 25.
3- الدرّ المنثور:ج 5 ص 237 نقلاً عن ابن مردویه عن معاذ بن أنس الجهنی.
4- سنن أبی داوود:ج 4 ص 323 ح 5088،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 158 ح 528، صحیح ابن حبان:ج 3 ص 132 ح 852 و ص 144 ح 862،الأدب المفرد:ص 198 ح 660 [8] نحوه وکلّها عن عثمان بن عفان،کنز العمّال:ج 2 ص 137 ح 3489.
5- المعجم الأوسط:ج 1 ص 167 ح 523،صحیح ابن حبان:ج 3 ص 299 ح 1022،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 461 ح 8280 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 167 ح 3600.

1629.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ فی کُلِّ یَومٍ حینَ یُصبِحُ وحینَ یُمسی:«حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ»سَبعَ مَرّاتٍ،کَفاهُ اللّهُ عز و جل هَمَّهُ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

1630.الأمالی للمفید عن سلمان الفارسی رحمه الله: قالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا سَلمانُ،إذا أصبَحتَ فَقُل:

«اللّهُمَّ أنتَ رَبّی لا شَریکَ لَکَ،أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ لا شَریکَ لَهُ»تَقولُها ثلاثاً،وإذا أمسَیتَ فَقُل ذلِکَ؛فَإِنَّهُنَّ یُکَفِّرنَ ما بَینَهُنَّ مِن خَطیئَةٍ. (2)

1631.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ فی یَومٍ إذا أصبَحَ وإذا أمسی:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،غُفِرَت لَهُ ذُنوبُهُ وإن کانَت أکثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ. (3)

1632.الإمام علیّ علیه السلام: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:مَن سَرَّهُ أن یُنسِئَ (4)اللّهُ فی عُمُرِهِ ویَنصُرَهُ عَلی عَدُوِّهِ ویَقِیَهُ میتَةَ السَّوءِ،فَلیَقُل حینَ یُمسی وحینَ یُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ:

سُبحانَ اللّهِ مِلءَ المیزانِ،ومُنتَهَی العِلمِ (5)،ومَبلَغَ الرِّضا،وزِنَةَ العَرشِ. (6)

1633.سنن أبی داوود عن عبد الحمید مولی بنی هاشم عن امّه -وکانَت تَخدِمُ بَعضَ بَناتِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:إنَّ ابنَةَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله حَدَّثَتها أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُعَلِّمُها فَیَقولُ:قولی حینَ تُصبِحینَ:«سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن، أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً»؛فَإِنَّهُ مَن قالَهُنَّ

ص:363


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص30 ح71،الأذکار المنتخبة:ص82 کلاهما عن أبی الدرداء،سنن أبی داوود:ج4 ص321 ح 5081 عن أبی الدرداء من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 164 ح 3588.
2- الأمالی للمفید:ص 228 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 186 ح 313، بحار الأنوار:ج 86 ص 248 ح 10؛ [2]عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 28 ح 66،کنز العمّال:ج 2 ص 139 ح 3495.
3- مسند البزّار:ج 3 ص 260 ح 1051 عن عبدالرحمن بن عوف،مجمع الزوائد:ج 10 ص 150 ح 16987.
4- تُنسِئ:أی تُؤخِّر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1775«نسأ»).
5- فی المصدر:«الحلم»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
6- المجتنی:ص 107،بحار الأنوار:ج 86 ص 160 ح 39؛ کنز العمّال:ج 2 ص 635 ح 4955 نقلاً عن الدیلمی ونظام الدین المسعودی فی الأربعین.

حینَ یُصبِحُ حُفِظَ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَهُنَّ حینَ یُمسی حُفِظَ حَتّی یُصبِحَ. (1)

1634.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ،وسُبحانَ اللّهِ مِلءَ ما خَلَقَ،وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،وسُبحانَ اللّهِ مِلءَ ما أحصی کِتابُهُ،وسُبحانَ اللّهِ مِلءَ کُلِّ شَیءٍ»،وقالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ»مِثلَ ذلِکَ،وَ«اللّهُ أکبَرُ»مِثلَ ذلِکَ حینَ یُصبِحُ،فَقَد قالَ مِثلَ ما قالَ النّاسُ کُلُّهُم إلّامَن قالَ مِثلَ قَولِهِ،أو أکثَرَ،ومَن قالَها حینَ یُمسی،قالَ مِثلَ ما قالَ النّاسُ فی لَیلَتِهِم إلّامَن قالَ مِثلَ قَولِهِ أو أکثَرَ. (2)

1635.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ:«اللّهُمَّ ما أصبَحَ بی مِن نِعمَةٍ فَمِنکَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ، فَلَکَ الحَمدُ،ولَکَ الشُّکرُ»،فَقَد أدّی شُکرَ یَومِهِ،ومَن قالَ مِثلَ ذلِکَ حینَ یُمسی فَقَد أدّی شُکرَ لَیلَتِهِ. (3)

1636.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ أو یُمسی:«اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ اشهِدُکَ،واُشهِدُ حَمَلَةَ عَرشِکَ ومَلائِکَتِکَ،وجَمیعَ خَلقِکَ أنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ»، أعتَقَ اللّهُ رُبعَهُ مِنَ النّارِ،فَمَن قالَها مَرَّتَینِ أعتَقَ اللّهُ نِصفَهُ،ومَن قالَها ثَلاثاً أعتَقَ اللّهُ ثَلاثَةَ أرباعِهِ،فَإِن قالَها أربَعاً أعتَقَهُ اللّهُ (4)مِنَ النّارِ. (5)

1637.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا أصبَحَ وإذا أمسی:«اللّهُمَّ أنتَ خَلَقتَنی وأَنتَ تَهدینی،وأَنتَ تُطعِمُنی

ص:364


1- .سنن أبی داوود:ج 4 ص 319 ح 5075،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 7 ح 9840، عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 21 ح 46،الأذکار المنتخبة:ص 79،کنز العمّال:ج 2 ص 139 ح 3496.
2- داعی الفلاح:ص 104 ح 54 نقلاً عن المستغفری عن أبی امامة وراجع صحیح ابن حبان:ج 3 ص 112 ح 830.
3- سنن أبی داوود:ج 4 ص 318 ح 5073،شعب الإیمان:ج 4 ص 89 ح 4368، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 5 ح 9835، [3]الشکر لابن أبی الدنیا:ص 77 ح 166 کلّها عن عبد اللّه بن غنّام،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 142 ح 861 عن ابن عبّاس،ولیس فی الثلاثة الأخیرة ذیله،کنز العمّال:ج 2 ص 136 ح 3486.
4- زاد فی داعی الفلاح هنا:«ذلک الیوم».
5- سنن أبی داوود:ج 4 ص 317 ح 5069 و ص 493 ح 5078،الأدب المفرد:ص 351 ح 1201 ذکر الدعاء فیهما فی الصباح فقط،سنن الترمذی:ج5 ص 527 ح 3501، [5]السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 6 ح 9838 [6] کلاهما نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 114 ح 297 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 138 ح 3493.

وأَنتَ تَسقینی،وأَنتَ تُمیتُنی وأَنتَ تُحیینی»،لَم یَسأَل شَیئاً إلّاأعطاهُ اللّهُ إیّاهُ. (1)

1638.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا أصبَحَ وإذا أمسی:«رَبِّیَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ العَلِیُّ العَظیمُ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،ما شاءَ اللّهُ کانَ وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً»،ثُمَّ ماتَ،دَخَلَ الجَنَّةَ. (2)

1639.الدعاء للطبرانی عن طلق بن حبیب: جاءَ رَجُلٌ إلی أبِی الدَّرداءِ فَقالَ:یا أبَا الدَّرداءِ، احتَرَقَ بَیتُکَ،فَقالَ:مَا احتَرَقَ بَیتی،ثُمَّ جاءَ آخَرُ،فَقالَ:یا أبَا الدَّرداءِ احتَرَقَ بَیتُکَ، فَقالَ:مَا احتَرَقَ بَیتی،ثُمَّ جاءَ آخَرُ فَقالَ:یا أبَا الدَّرداءِ اتَّبَعتُ النّارَ،فَلَمَّا انتَهَت إلی بَیتِکَ طُفِیَت (3)،فَقالَ:قَد عَلِمتُ أنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَکُن لِیَفعَلَ.

فَقالَ رَجُلٌ:یا أبَا الدَّرداءِ ما نَدری أیُّ کَلامِکَ أعجَبُ؟قَولُکَ:مَا احتَرَقَ،أو قَولُکَ:

قَد عَلِمتُ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لَم یَکُن لِیَفعَلَ !

قالَ:ذاکَ لِکَلِماتٍ سَمِعتُهُنَّ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،مَن قالَهُنَّ حینَ یُصبِحُ لَم تُصِبهُ مُصیبَةٌ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَهُنَّ حینَ یُمسی لَم تُصِبهُ مُصیبَةٌ حَتّی یُصبِحَ:

اللّهُمَّ أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وأَنتَ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ،ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ. (4)

1640.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِأَبی بَکرٍ لَمّا قالَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی ما أقولُ إذا أصبَحتُ وإذا

ص:365


1- .المعجم الأوسط:ج 1 ص 306 ح 1028 عن سمرة بن جندب.
2- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 20 ح 42،الأذکار المنتخبة:ص 82 کلاهما عن بریدة،کنز العمّال:ج 2 ص 164 ح 3587.
3- قوله:«طفیت»من باب تسهیل الهمزة،وهو لغة أهل الحجاز.
4- الدعاء للطبرانی:ص 128 ح 343،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 25 ح 57 نحوه،تاریخ دمشق:ج 37 ص 4 ح 7413 و ج 64 ص 118 ح 13070،کنز العمّال:ج 2 ص 638 ح 4960.

أمسَیتُ-:یا أبا بَکرٍ،قُل:

اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،لا إلهَ إلّاأنتَ،رَبُّ کُلِّ شَیءٍ ومَلیکُهُ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی،ومِن شَرِّ الشَّیطانِ وشَرَکِهِ،وأَن أقتَرِفَ عَلی نَفسی سوءاً،أو أجُرَّهُ إلی مُسلِمٍ. (1)

1641.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أصبَحَ أحَدُکُم فَلیَقُل:«اللّهُمَّ بِکَ أصبَحنا،وبِکَ أمسَینا،وبِکَ نَحیا،وبِکَ نَموتُ،وإلَیکَ المَصیرُ».

وإذا أمسی فَلیَقُل:«اللّهُمَّ بِکَ أمسَینا،وبِکَ أصبَحنا وبِکَ نَحیا،وبِکَ نَموتُ،وإلَیکَ النُّشورُ». (2)

1642.صحیح مسلم عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أمسی قالَ:«أمسَینا وأَمسَی المُلکُ للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،رَبِّ أسأَ لُکَ خَیرَ ما فی هذِهِ اللَّیلَةِ وخَیرَ ما بَعدَها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما فی هذِهِ اللَّیلَةِ وشَرِّ ما بَعدَها،رَبِّ أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ،وسوءِ الکِبَرِ،رَبِّ أعوذُ بِکَ مِن عَذابٍ فِی النّارِ،وعَذابٍ فِی القَبرِ»،وإذا أصبَحَ قالَ ذلِکَ أیضاً:«أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ». (3)

1643.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أمسی قالَ:«أمسَینا وأَمسَی المُلکُ للّهِ ِ الواحِدِ القَهّارِ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِالنَّهارِ وجاءَ بِاللَّیلِ ونَحنُ مِنهُ فی عافِیَةٍ.اللّهُمَّ هذا خَلقٌ لَکَ جَدیدٌ

ص:366


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 542 ح 3529،الأدب المفرد:ص 352 ح 1204، مسند ابن حنبل:ج 2 ص 633 ح 6866،الدعاء للطبرانی: [2]ص 111 ح 289،مسند الشامیّین:ج 2 ص 23 ح 849،کنز العمّال:ج 2 ص 197 ح 3728.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 466 ح 3391، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 145 ح 10399، [4]سنن أبی داوود:ج 4 ص 317 ح 5068،الأدب المفرد:ص351 ح 1199 [5] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 136 ح 3485.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 2089 ح 75،سنن أبی داوود:ج 4 ص 318 ح 5071،سنن الترمذی:ج 5 ص 466 ح 3390، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 10 ح 9851 [7] نحوه،الدعاء للطبرانی:ص 128 ح 342،کنز العمّال:ج 2 ص 633 ح 4949.

قَد جاءَ،فَما عَمِلتُ فیهِ من سَیِّئَةٍ فَتَجاوَز عَنها،وما عَمِلتُ فیهِ مِن حَسَنَةٍ فَتَقَبَّلها وأَضعِفها أضعافاً مُضاعَفَةً.اللّهُمَّ إنَّکَ بِجَمیعِ حاجَتی عالِمٌ،وإنَّکَ عَلی جَمیعِ نُجحِها قادِرٌ،اللّهُمَّ أنجِحِ اللَّیلَةَ کُلَّ حاجَةٍ لی ولا تَزِدنی فی دُنیایَ،ولا تَنقُصنی فی آخِرَتی».

وإذا أصبَحَ قالَ مِثلَ ذلِکَ. (1)

1644.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ یَقولُ حینَ یُصبِحُ وحینَ یُمسی-ثَلاثَ مَرّاتٍ-:

«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله نَبِیّاً»،إلّاکانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (2)

1645.مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبزی: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ إذا أصبَحَ وإذا أمسی:

أصبَحنا عَلی فِطرَةِ الإِسلامِ،وعَلی کَلِمَةِ الإِخلاصِ،وعَلی دینِ نَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وعَلی مِلَّةِ أبینا إبراهیمَ حَنیفاً وما کانَ مِنَ المُشرِکینَ. (3)

1646.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-:«اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ رَبّی وأَنَا عَبدُکَ،آمَنتُ بِکَ مُخلِصاً لَکَ دینی،أصبَحتُ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ، أتوبُ إلَیکَ مِن سَیِّئِ عَمَلی،وأَستَغفِرُکَ لِذُنوبِیَ الَّتی لا یَغفِرُها إلّاأنتَ»،فَإِن ماتَ فی ذلِکَ الیَومِ دَخَلَ الجَنَّةَ،وإن قالَ حینَ یُمسی-ثَلاثَ مَرّاتٍ-...فَماتَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ إلّا دَخَلَ الجَنَّةَ. (4)

ص:367


1- .المعجم الأوسط:ج 7 ص 334 ح 7657 عن الحارث،کنز العمّال:ج 2 ص 634 ح 4951.
2- مسند ابن حنبل:ج 7 ص 12 ح 18989 و ج 9 ص 44 ح 23172، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1273 ح 3870،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 4 ح 9832، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 699 ح 1905،الدعاء للطبرانی:ص 115 ح 301،کنز العمّال:ج 2 ص 137 ح 3490.
3- مسند ابن حنبل:ج 5 ص 238 ح 15363 و ص 239 ح 15367، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 3 ح 9829، [4]سنن الدارمی:ج 2 ص 746 ح 2588،الدعاء للطبرانی: [5]ص 113 ح 294 وفی الأربعة الأخیرة ذکر الدعاء فی الصباح فقط،کنز العمّال:ج 7 ص 71 ح 18011.
4- المعجم الکبیر:ج 8 ص 196 ح 7802،المعجم الأوسط:ج 3 ص 263 ح 3096،الدعاء للطبرانی:ص 118 ح 310،مسند الشامیّین:ج 2 ص 47 ح 897 کلّها عن أبی أمامة،کنز العمّال:ج 2 ص 161 ح 3577.

1647.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یُصبِحُ أو حینَ یُمسی:«اللّهُمَّ أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَنی وأَنَا عَبدُکَ،وأَنَا عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ،أبوءُ (1)بِنِعمَتِکَ،وأَبوءُ بِذَنبی فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ»،فَماتَ مِن یَومِهِ،أو مِن لَیلَتِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ. (2)

1648.عنه صلی الله علیه و آله -لِفاطِمَةَ علیها السلام-:ما یَمنَعُکِ أن تَسمَعی ما اوصیکِ بِهِ أن تَقولی إذا أصبَحتِ وإذا أمسَیتِ:

یا حَیُّ یا قَیّومُ،بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ،أصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ. (3)

1649.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أصبَحَ أحَدُکُم فَلیَقُل:«أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ هذَا الیَومِ،فَتحَهُ ونَصرَهُ ونورَهُ وبَرَکَتَهُ وهُداهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما فیهِ (4)، وشَرِّ ما بَعدَهُ»،ثُمَّ إذا أمسی فَلیَقُل مِثلَ ذلِکَ. (5)

1650.مسند أبی یعلی عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو بِهذِهِ الدَّعَواتِ إذا أصبَحَ،وإذا أمسی:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن فَجأَةِ الخَیرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فَجأَةِ الشَّرِّ»؛فَإِنَّ العَبدَ لا یَدری ما یَفجَؤُهُ إذا أصبَحَ،وإذا أمسی. (6)

ص:368


1- .أبوءُ:أی أقِرُّ واعترف بها (مجمع البحرین:ج 1 ص 201«بوأ»).
2- سنن أبی داوود:ج 4 ص 317 ح 5070،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1274 ح 3872،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 24 ح 23075، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 696 ح 1896،الدعاء للطبرانی:ص 117 ح 309 کلّها عن بریدة،کنز العمّال:ج 2 ص 140 ح 3501.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 730 ح 2000،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 147 ح 10405، عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 22 ح 48،تاریخ بغداد:ج 8 ص 48 الرقم 4106 [3] عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 139 ح 3498.
4- زید هنا فی المصادر الاُخری:«شرّ ما قبله».
5- سنن أبی داوود:ج 4 ص 322 ح 5084،المعجم الکبیر:ج 3 ص 296 ح 3453،مسند الشامیین:ج 2 ص 447 ح 1675 کلّها عن أبی مالک الأشعری،کنز العمّال:ج 2 ص 138 ح 3494.
6- مسند أبی یعلی:ج 3 ص 360 ح 3358،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 19 ح 39،الأذکار المنتخبة:ū ص 81 ولیس فیه ذیله من«فأن العبد...»،کنز العمّال:ج 7 ص 71 ح 18010.

1651.سنن أبی داوود عن أبی سعید الخدریّ: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ المَسجِدَ،فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ یُقالُ لَهُ:أبو امامَةَ،فَقالَ:یا أبا امامَةَ،ما لی أراکَ جالِساً فِی المَسجِدِ فی غَیرِ وَقتِ الصَّلاةِ؟.قالَ:هُمومٌ لَزِمَتنی ودُیونٌ یا رَسولَ اللّهِ.قال:أفَلا اعَلِّمُکَ کَلاماً إذا أنتَ قُلتَهُ أذهَبَ اللّهُ عز و جل هَمَّکَ،وقَضی عَنکَ دَینَکَ؟قالَ:قُلتُ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:قُل إذا أصبَحتَ وإذا أمسَیتَ:«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ وَالکَسَلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِن غَلَبةِ الدَّینِ وقَهرِ الرِّجالِ».

قالَ:فَفَعَلتُ ذلِکَ فَأَذهَبَ اللّهُ عز و جل هَمّی،وقَضی عَنّی دَینی. (1)

1652.سنن أبی داوود عن ابن عمر: لَم یَکُن رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَعُ هؤُلاءِ الدَّعَواتِ حینَ یُمسی وحینَ یُصبِحُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فی دینی ودُنیایَ وأَهلی ومالی،اللّهُمَّ استُرعَوراتی وآمِن رَوعاتی،اللّهُمَّ احفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی وعَن یَمینی وعَن شِمالی ومِن فَوقی،وأَعوذُ بِعَظَمَتِکَ أن اغتالَ مِن تَحتی-یَعنِی الخَسفَ-. (2)

1653.مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبی بکرة -أَنَّهُ قالَ لِأَبیهِ-:یا أبَتِ إنّی أسمَعُکَ تَدعو کُلَّ غَداةٍ:

«اللّهُمَّ عافِنی فی بَدَنی،اللّهُمَّ عافِنی فی سَمعی،اللّهُمَّ عافِنی فی بَصَری،لا إلهَ إلّاأنتَ» تُعیدُها ثَلاثاً حینَ تُصبِحُ وثَلاثاً حینَ تُمسی،وتَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ

ص:369


1- .سنن أبی داوود:ج 2 ص 93 ح 1555،تهذیب الکمال:ج 23 ص 106 الرقم 4690،الأذکار المنتخبة:ص 79،کنز العمّال:ج 6 ص 239 ح 15519.
2- سنن أبی داوود:ج 4 ص 319 ح 5074،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1273 ح 3871،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 254 ح 4785، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 241 ح 961،کنز العمّال:ج 2 ص 636 ح 4957.

وَالفَقرِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،لا إلهَ إلّاأنتَ»تُعیدُها حینَ تُصبِحُ ثَلاثاً، وثَلاثاً حینَ تُمسی؟!

قالَ:نَعَم یا بُنَیَّ،إنّی سَمِعتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَدعو بِهِنَّ،فَاُحِبُّ أن أستَنَّ بِسُنَّتِهِ. (1)

1654.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ:مَن قالَ إذا أصبَحَ هذَا القَولَ لَم یُصِبهُ سوءٌ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَهُ حینَ یُمسی لَم یُصِبهُ سوءٌ حَتّی یُصبِحَ،یَقولُ:

سُبحانَ اللّهِ مَعَ کُلِّ شَیءٍ-حَتّی لا یَکونَ شَیءٌ-بِعَدَدِ کُلِّ شَیءٍ وَحدَهُ،وعَدَدِ جَمیعِ الأَشیاءِ،وأَضعافِها مُنتَهی رِضَا اللّهِ.وَالحَمدُ للّهِ ِ-کَذلِکَ-ولا إلهَ إلَّااللّهُ-مِثلَ ذلِکَ-وَاللّهُ أکبَرُ-مِثلَ ذلِکَ-. (2)

1655.الکافی عن محمّد بن علیّ رفعه إلی أمیر المؤمنین علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:

«اللّهُمَّ إنّی وهذَا النَّهارَ خَلقانِ مِن خَلقِکَ،اللّهُمَّ لا تَبتَلِنی بِهِ ولا تَبتَلِهِ بی،اللّهُمَّ ولا تُرِهِ مِنّی جُرأَةً عَلی مَعاصیکَ ولا رُکوباً لِمَحارِمِکَ.اللّهُمَّ اصرِف عَنِّی الأَزلَ (3)وَاللَّأواءَ (4)، وَالبَلوی وسوءَ القَضاءِ،وشَماتَةَ الأَعداءِ،ومَنظَرَ السَّوءِ فی نَفسی ومالی».

قالَ:وما مِن عَبدٍ یَقولُ حینَ یُمسی ویُصبِحُ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً، وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیّاً،وبِالقُرآنِ بَلاغاً،وبِعَلِیٍّ إماماً»ثَلاثاً،إلّاکانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ العَزیزِ الجَبّارِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ.

قالَ:وکانَ یَقولُ علیه السلام إذا أمسی:«أصبَحنا للّهِ ِ شاکِرینَ،وأَمسَینا للّهِ ِ حامِدینَ،فَلَکَ الحَمدُ کَما أمسَینا لَکَ مُسلِمینَ سالِمینَ».

ص:370


1- .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 316 ح 20452، سنن أبی داوود:ج 4 ص 324 ح 5090،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 10 ح 9850، [2]الأدب المفرد:ص 210 ح 701، [3]کنز العمّال:ج 2 ص 181 ح 3642.
2- المحاسن:ج 1 ص 115 ح 116، بحار الأنوار:ج 86 ص 258 ح 28.
3- الأَزل:الضیق والشدة وأیضاً شدّة الزمان (لسان العرب:ج 11 ص 13« أزل»).
4- اللأواء:الشدّة وضیق المعیشة (لسان العرب:ج 15 ص 238« لأی»).

قالَ:وإذا أصبَحَ قالَ:«أمسَینا للّهِ ِ شاکِرینَ،وأَصبَحنا للّهِ ِ حامِدینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَما أصبَحنا لَکَ مُسلِمینَ سالِمینَ». (1)

1656.فلاح السائل -ضِمنَ أدعِیَةِ الغُروبِ-:وتَقولُ أیضاً ما قالَهُ مَولانا أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ مَبیتِهِ عَلی فِراشِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَقیهِ بِمُهجَتِهِ مِنَ الأَعداءِ،فَإِنَّهُ مِن مُهِمّاتِ الدُّعاءِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ وَجَدناهُ مَروِیّاً عَن مَولانا جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ علیه السلام:أنَّهُ لَمّا قَدِمَ إلَی العِراقِ-حَیثُ طَلَبَهُ المَنصورُ-اجتَمَعَ إلَیهِ النّاسُ،فَقالوا:یا مَولانا تُربَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ،فَهَل هِیَ أمانٌ مِن کُلِّ خَوفٍ؟فَقالَ:نَعَم،إذا أرادَ أحَدُکُم أن تَکونَ أماناً مِن کُلِّ خَوفٍ فَلیَأخُذِ السُّبحَةَ مِن تُربَتِهِ ویَدعو بِدُعاءِ المَبیتِ عَلَی الفِرَاشِ ثَلاثَ مَرّاتٍ وهُوَ:

«أمسَیتُ اللّهُمَّ مُعتَصِماً بِذِمامِکَ المَنیعِ الَّذی لا یُطاوَلُ ولا یُحاوَلُ،مِن شَرِّ کُلِّ غاشِمٍ وطارِقٍ (2)،مِن سائِرِ مَن خَلَقتَ وما خَلَقتَ مِن خَلقِکَ،الصّامِتِ وَالنّاطِقِ،[فی جُنَّةٍ] (3)مِن کُلِّ مَخوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ حَصینَةٍ،وِلاءَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ عَلَیهِمُ السَّلامُ،مُحتَجِباً مِن کُلِّ قاصِدٍ لی إلی أذِیَّةٍ بِجِدارٍ حَصینٍ،الإِخلاصِ فِی الاِعتِرافِ بِحَقِّهِم وَالتَّمَسُّکِ بِحَبلِهِم، موقِناً أنَّ الحَقَّ لَهُم ومَعَهُم وفیهِم وبِهِم.

اوالی مَن والوا،واُجانِبُ مَن جانَبوا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعِذنِی اللّهُمَّ بِهِم مِن شَرِّ کُلِّ ما أتَّقیهِ.

یا عَظیمُ،حَجَزتُ الأَعادِیَ عَنّی بِبَدیعِ السَّماواتِ وَالأَرضِ إنّا «جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ» 4» .

ص:371


1- .الکافی:ج 2 ص 525 ح 12، بحار الأنوار:ج 86 ص 291 ح 52.
2- طارِق:یُقال لکلّ آتٍ باللیل طارق (مجمع البحرین:ج 2 ص 1100«طرق»).
3- الزیادة من المصادر الاُخری.

ثُمَّ یُقَبِّلُ السُّبحَةَ ویَضَعُها عَلی عَینَیهِ ویَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ وبِحَقِّ صاحِبِها،وبِحَقِّ جَدِّهِ،وبِحَقِّ أبیهِ،وبِحَقِّ امِّهِ،وبِحَقِّ أخیهِ،وبِحَقِّ وُلدِهِ الطّاهِرینَ،اِجعَلها شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأَماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،وحِفظاً مِن کُلِّ سوءٍ»،ثُمَّ یَضَعُها فی جَیبِهِ (1)،فَإِن فَعَلَ ذلِکَ فِی الغَداةِ فَلا یَزالُ فی أمانِ اللّهِ حَتَّی العِشاءِ،وإن فَعَلَ ذلِکَ فِی العِشاءِ فَلا یَزالُ فی أمانِ اللّهِ حَتَّی الغَداةِ. (2)

1657.الإمام الحسین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أصبَحَ وأَمسی-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومِنَ اللّهِ،وإلَی اللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ،وتَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،ووَجَّهتُ وَجهی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،إیّاکَ أسأَلُ العافِیَةَ مِن کُلِّ سوءٍ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفینی مِن کُلِّ أحَدٍ،ولا یَکفینی أحَدٌ مِنکَ،فَاکفِنی مِن کُلِّ أحَدٍ ما أخافُ وأَحذَرُ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،إنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

1658.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ،ومَیَّزَ بَینَهُما بِقُدرَتِهِ،وجَعَلَ لِکُلِّ واحِدٍ مِنهُما حَدّاً مَحدوداً،وأَمَداً مَمدوداً،یولِجُ کُلَّ واحِدٍ مِنهُما فی صاحِبِهِ،ویولِجُ صاحِبَهُ فیهِ بِتَقدیرٍ مِنهُ لِلعِبادِ فیما یَغذوهُم بِهِ،ویُنشِئُهُم عَلَیهِ.

فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّیلَ لِیَسکُنوا فیهِ مِن حَرَکاتِ التَّعَبِ ونَهَضاتِ النَّصَبِ،وجَعَلَهُ لِباساً

ص:372


1- .فی بحار الأنوار:« جَبِینِهِ».
2- فلاح السائل:ص 392 ح 266، مصباح المتهجّد:ص 92 ح 150،الأمان:ص 50، [3]البلد الأمین:ص 27،بحار الأنوار:ج 86 ص 276 ح 41.
3- مهج الدعوات:ص 157، بحار الأنوار:ج 86 ص 313 ح 65.

لِیَلبَسوا مِن راحَتِهِ ومَنامِهِ،فَیَکونَ ذلِکَ لَهُم جَماماً (1)وقُوَّةً،ولِیَنالوا بِهِ لَذَّةً وشَهوَةً.

وخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبصِراً لِیَبتَغوا فیهِ مِن فَضلِهِ،ولِیَتَسَبَّبوا إلی رِزقِهِ،ویَسرَحوا فی أرضِهِ،طَلَباً لِما فیهِ نَیلُ العاجِلِ مِن دُنیاهُم،ودَرَکُ الآجِلِ فی اخراهُم،بِکُلِّ ذلِکَ یُصلِحُ شَأنَهُم ویَبلو أخبارَهُم،ویَنظُرُ کَیفَ هُم فی أوقاتِ طاعَتِهِ،ومَنازِلِ فُروضِهِ ومَواقِعِ أحکامِهِ «لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی» . (2)اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما فَلَقتَ لَنا مِنَ الإِصباحِ،ومَتَّعتَنا بِهِ مِن ضَوءِ النَّهارِ،وبَصَّرتَنا مِن مَطالِبِ الأَقواتِ،ووَقَیتَنا فیهِ مِن طَوارِقِ الآفاتِ.

أصبَحنا وأَصبَحَتِ الأَشیاءُ کُلُّها بِجُملَتِها لَکَ،سَماؤُها وأَرضُها،وما بَثَثتَ فی کُلِّ واحِدٍ مِنهُما،ساکِنُهُ ومُتَحَرِّکُهُ،ومُقیمُهُ وشاخِصُهُ،وما عَلا فِی الهَواءِ وما کَنَّ (3)تَحتَ الثَّری.

أصبَحنا فی قَبضَتِکَ،یَحوینا مُلکُکَ وسُلطانُکَ،وتَضُمُّنا مَشِیَّتُکَ،ونَتَصَرَّفُ عَن أمرِکَ،ونَتَقَلَّبُ فی تَدبیرِکَ،لَیسَ لَنا مِنَ الأَمرِ إلّاما قَضَیتَ،ولا مِنَ الخَیرِ إلّاما أعطَیتَ،وهذا یَومٌ حادِثٌ جَدیدٌ وهُوَ عَلَینا شاهِدٌ عَتیدٌ،إن أحسَنّا وَدَّعَنا بِحَمدٍ،وإن أسَأنا فارَقَنا بِذَمٍّ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنا حُسنَ مُصاحَبَتِهِ،وَاعصِمنا مِن سوءِ مُفارَقَتِهِ بِارتِکابِ جَریرَةٍ (4)أوِ اقتِرافِ صَغیرَةٍ أو کَبیرَةٍ،وأَجزِل لَنا فیهِ مِنَ الحَسَناتِ،وأَخلِنا فیهِ مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاملَأ لَنا ما بَینَ طَرَفَیهِ حَمداً وشُکراً وأَجراً وذُخراً وفَضلاً وإحساناً.

اللّهُمَّ یَسِّر عَلَی الکِرامِ الکاتِبینَ مَؤُونَتَنا،وَاملَأ لَنا مِن حَسَناتِنا صَحائِفَنا،ولا تُخزِنا

ص:373


1- .الجَمام-بالفتح-:الراحة (لسان العرب:ج 12 ص 105« جمم»).
2- النجم:31.
3- کنّ:استتر (النهایة:ج 4 ص 206«کنن»).
4- الجریرةُ:الجنایة والذنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

عِندَهُم بِسوءِ أعمالِنا.

اللّهُمَّ اجعَل لَنا فی کُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِهِ حَظّاً مِن عِبادِکَ (1)،ونَصیباً مِن شُکرِکَ، وشاهِدَ صِدقٍ مِن مَلائِکَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحفَظنا مِن بَینِ أیدینا،ومِن خَلفِنا وعَن أیمانِنا وعَن شَمائِلِنا،ومِن جَمیعِ نَواحینا،حِفظاً عاصِماً مِن مَعصِیَتِکَ،هادِیاً إلی طاعَتِکَ،مُستَعمِلاً لِمَحَبَّتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ووَفِّقنا فی یَومِنا هذا ولَیلَتِنا هذِهِ وفی جَمیعِ أیّامِنا لِاستِعمالِ الخَیرِ،وهِجرانِ الشَّرِّ،وشُکرِ النِّعَمِ،وَاتِّباعِ السُّنَنِ،ومُجانَبَةِ البِدَعِ،وَالأَمرِ بِالمَعروفِ،وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ،وحِیاطَةِ الإِسلامِ،وَانتِقاصِ الباطِلِ وإذلالِهِ،ونُصرَةِ الحَقِّ وإعزازِهِ،وإرشادِ الضّالِّ،ومُعاوَنَةِ الضَّعیفِ،وإدراکِ اللَّهیفِ (2).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلهُ أیمَنَ (3)یَومٍ عَهِدناهُ،وأَفضَلَ صاحِبٍ صَحِبناهُ، وخَیرَ وَقتٍ ظَلِلنا فیهِ،وَاجعَلنا مِن أرضی مَن مَرَّ عَلَیهِ اللَّیلُ وَالنَّهارُ مِن جُملَةِ خَلقِکَ، أشکَرَهُم لِما أولَیتَ مِن نِعَمِکَ،وأَقوَمَهُم بِما شَرَعتَ مِن شَرائِعِکَ،وأَوقَفَهُم عَمّا حَذَّرتَ مِن نَهیِکَ.

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،واُشهِدُ سَماءَکَ وأَرضَکَ ومَن أسکَنتَهُما مِن مَلائِکَتِکَ،وسائِرِ خَلقِکَ،فی یَومی هذا،وساعَتی هذِهِ،ولَیلَتی هذِهِ،ومُستَقَرّی هذا، أنّی أشهَدُ أنَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ،قائِمٌ بِالقِسطِ،عَدلٌ فِی الحُکمِ،رَؤوفٌ بِالعِبادِ،مالِکُ المُلکِ،رَحیمٌ بِالخَلقِ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکُ وخِیَرَتُکَ مِن خَلقِکَ، حَمَّلتَهُ رِسالَتَکَ فَأَدّاها،وأَمَرتَهُ بِالنُّصحِ لِاُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَها.

ص:374


1- .فی المصادر الاُخری:«حَظّاً مِن عِبادَتِکَ»وهو الأنسب بالسیاق.
2- اللَّهیفُ:المضطرّ (لسان العرب:ج 9 ص 322« لهف»).
3- الیُمنُ:البرکةُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1999«یمن»).

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ أکثَرَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،وآتِهِ عَنّا أفضَلَ ما آتَیتَ أحَداً مِن عِبادِکَ،وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ وأَکرَمَ ما جَزَیتَ أحَداً مِن أنبِیائِکَ عَن امَّتِهِ، إنَّکَ أنتَ المَنّانُ بِالجَسیمِ،الغافِرُ لِلعَظیمِ،وأَنتَ أرحَمُ مِن کُلِّ رَحیمٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ الأَنجَبینَ. (1)

1659.الکافی عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:ما عَنی بِقَولِهِ: «وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفّی» 2 ؟

قالَ:«کَلِماتٍ بالَغَ فیهِنَّ»،قُلتُ:وما هُنَّ؟

قالَ:«کانَ إذا أصبَحَ قالَ:أصبَحتُ ورَبّی مَحمودٌ،أصبَحتُ لا اشرِکُ بِاللّهِ شَیئاً،ولا أدعو مَعَهُ إلهاً،ولا أتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِیّاً-ثَلاثاً-وإذا أمسی قالَها ثَلاثاً.

قالَ:فَأَنزَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فی کِتابِه «وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفّی» .

قُلتُ:فَما عَنی بِقَولِهِ فی نوحٍ: «إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً» 3 ؟

قالَ:«کَلِماتٍ بالَغَ فیهِنَّ»،قُلتُ،وما هُنَّ؟

قالَ:کانَ إذا أصبَحَ قالَ:«أصبَحتُ اشهِدُکَ ما أصبَحَت بی مِن نِعمَةٍ أو عافِیَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّها مِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ ولَکَ الشُّکرُ کَثیراً»،کانَ یَقولُها إذا أصبَحَ ثَلاثاً وإذا أمسی ثَلاثاً. (2)

1660.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ إذا أصبَحَ قَبلَ أن تَطلُعَ الشَّمسُ،وإذا أمسی قَبلَ أن تَغرُبَ الشَّمسُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،

ص:375


1- .الصحیفة السجادیّة:ص 39 الدعاء 6، المصباح للکفعمی:ص 101، [2]البلد الأمین:ص 444، [3]بحار الأنوار:ج 58 ص 199 ح 37.
2- الکافی:ج 2 ص 535 ح 38، بحار الأنوار:ج 86 ص 253 ح 21 [6] وراجع علل الشرائع:ص 37 ح 1، [7]تفسیر العیاشی:ج 2 ص 281 ح 19.

وأَنَّ الدّینَ کما شَرَعَ،وَالإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وَالکِتابَ کَما أنزَلَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ»،وذَکَرَ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ بِخَیرٍ،وحَیّی مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ بِالسَّلامِ،فَتَحَ اللّهُ لَهُ ثَمانِیَةَ أبوابِ الجَنَّةِ،وقیلَ لَهُ:اُدخُل مِن أیِّ أبوابِها شِئتَ ومَحا عَنهُ خَنا ذلِکَ الیَومِ (1). (2)

1661.عنه علیه السلام: مَن قالَ عَشَر مَرّاتٍ قَبلَ أن تَطلُعَ الشَّمسُ وقَبلَ غُروبِها:«لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،کانَت کَفّارَةً لِذُنوبِهِ ذلِکَ الیَومَ. (3)

1662.الکافی عن محمّد بن مروان عن الإمام الصادق علیه السلام: قُل:«أستَعیذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ، وأَعوذُ بِاللّهِ أن یَحضُرونِ إنَّ اللّهَ هُوَ السَّمیعُ العَلیمُ».

وقُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:مَفروضٌ هُوَ؟قالَ علیه السلام:نَعَم،مَفروضٌ مَحدودٌ تَقولُهُ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ الغُروبِ عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِن فاتَکَ شَیءٌ فَاقضِهِ مِنَ اللَّیلِ وَالنَّهارِ. (4)

1663.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الدُّعاءَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها سُنَّةٌ واجِبَةٌ مَعَ طُلوعِ الفَجرِ وَالمَغرِبِ،تَقولُ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»عَشرَ مَرّاتٍ، وتَقولُ:«أعوذُ بِاللّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِن هَمَزاتِ الشَّیاطینِ،وأَعوذُ بِکَ رَبِّ أن یَحضُرونِ، إنَّ اللّهَ هُوَ السَّمیعُ العَلیمُ»عَشرَ مَرّاتٍ،قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ الغُروبِ،فَإِن نَسیتَ

ص:376


1- .فی بعض النسخ:«ومَحا اللّهُ عَنهُ».وخَنَا الدَّهر:آفاته (کتاب العین:ج 4 ص 310«خنو»).
2- الأمالی للمفید:ص 84 ح 6 عن أبی الصباح الکنانی،بحار الأنوار:ج 86 ص 263 ح 33.
3- الکافی:ج 2 ص 518 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 335 ح 980،المحاسن:ج 1 ص 99 ح 69، [3]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 23 ح 2055 [4] کلّها عن عبدالکریم بن عتبة،بحار الأنوار:ج 86 ص 255 ح 25.
4- الکافی:ج 2 ص 533 ح 32 عن محمد بن مروان،تفسیر العیاشی:ج 2 ص 45 ح 137، [7]بحار الأنوار:ح 86 ص 262 ح 31.

قَضَیتَ کَما تَقضِی الصَّلاةَ إذا نَسیتَها. (1)

1664.الإمام الصادق علیه السلام: ما عَلی أحَدِکُم أن یَقولَ إذا أصبَحَ وأَمسی-ثَلاثَ مَرّاتٍ-:

اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی، وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،وأَجِرنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ.اللّهُمَّ امدُد لی فی عُمُری،وأَوسِع عَلَیَّ فی رِزقی،وَانشُر عَلَیَّ رَحمَتَکَ،وإن کُنتُ عِندَکَ فی امِّ الکِتابِ شَقِیّاً فَاجعَلنی سَعیداً،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکتابِ. (2)

1665.عنه علیه السلام: إذا أصبَحتَ وأَمسَیتَ فَضَع یَدَکَ عَلی رَأسِکَ،ثُمَّ أمِرَّها عَلی وَجهِکَ،ثُمَّ خُذ بِمَجامِعِ لِحیَتِکَ وقُل:

«أحَطتُ عَلی نَفسی وأَهلی ومالی ووَلَدی مِن غائِبٍ وشاهِدٍ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ، عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،الحَیُّ القَیّومُ،لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ،لَهُ ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ،مَن ذَا الَّذی یَشفَعُ عِندَهُ إلّابِإِذنِهِ،یَعلَمُ ما بَینَ أیدیهِم وما خَلفَهُم،ولا یُحطیونَ بِشَیءٍ مِن عِلمِهِ إلّابِما شاءَ،وَسِعَ کُرسِیُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ،ولا یَؤُدُهُ حِفظُهُما وهُوَ العَلِیُّ العَظیمُ».

فَإِذا قُلتَها بِالغَداةِ حُفِظتَ فی نَفسِکَ وأَهلِکَ ومالِکِ ووَلَدِکَ حَتّی تُمسِیَ،فَإِذا قُلتَها بِاللَّیلِ حُفِظتَ حَتّی تُصبِحَ. (3)

ص:377


1- .الکافی:ج 2 ص 532 ح 31 عن أبی خدیجة و ص 527 ح 17 عن العلاء بن کامل،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 45 ح 136 عن الحسین بن المختار عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 268 ح 38.
2- فلاح السائل:ص 385 ح 259 عن یعقوب بن شعیب،مصباح المتهجّد:ص 108 ح 181 و ص 211 ح 315، [4]المصباح للکفعمی:ص 24 [5] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 268 ح 38.
3- فلاح السائل:ص 386 ح 261 عن عامر بن عذافر،مصباح المتهجد:ص 84 ح 140 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیه ذیله من«فإذا قلتها بالغداة...»،بحار الأنوار:ج 86 ص 269 ح 39.

1666.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ نوحاً إنَّما سُمِّیَ عَبداً شَکوراً لِأَ نَّهُ کانَ یَقولُ إذا أمسی وأَصبَحَ:

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنَّهُ ما أمسی وأَصبَحَ بی (1)مِن نِعمَةٍ أو عافِیَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَمِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لَکَ الحَمدُ ولَکَ الشُّکرُ بِها عَلَیَّ حَتّی تَرضی،وبَعدَ الرِّضا،إلهَنا ! (2)

1667.الکافی عن صفوان عمّن ذکره عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً أقولُهُ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَیتُ.فَقالَ:قُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَفعَلُ ما یَشاءُ ولا یَفعَلُ ما یَشاءُ غَیرُهُ،الحَمدُ للّهِ ِ کَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُحمَدَ،الحَمدُ للّهِ ِ کَما هُوَ أهلُهُ،اللّهُمَّ أدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (3)

1668.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَدَع أن تَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أصبَحتَ وثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أمسَیتَ:

اللّهُمَّ اجعَلنی فی دِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی تَجعَلُ فیها مَن تُریدُ.

فَإِنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:هذا مِنَ الدُّعاءِ المَخزونِ. (4)

1669.عنه علیه السلام: مَن قالَ هذَا القَولَ إذا أصبَحَ،فَماتَ فی ذلِکَ الیَومِ دَخَلَ الجَنَّةَ،فَإِن قالَ إذا أمسی فَماتَ مِن لَیلَتِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ:

«اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ المُقَرَّبینَ وحَمَلَةَ العَرشِ المُصطَفَینَ،أنَّکَ أنتَ اللّهُ

ص:378


1- .فی حدیث 16 من تفسیر العیاشی:« ما کان»بدل«ما أمسی وأصبح بی».
2- علل الشرائع:ص 29 ح 1 عن محمّد بن مسلم،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 335 ح 981،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 280 ح 17 و 16 [3] کلّها عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام،فلاح السائل:ص 386 ح 262 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 11 ص 291 ح 2.
3- الکافی:ج 2 ص 529 ح 22، بحار الأنوار:ج 86 ص 295 ح 56.
4- الکافی:ج 2 ص 534 ح 37 عن داوود الرقی،بحار الأنوار:ج 896 ص 296 ح 57.

لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکُ،وفُلانٌ وفُلانٌ حَتّی یَنتَهِیَ إلَیهِ أئِمَّتی وأَولِیائی،عَلی ذلِکَ أحیا وعَلَیهِ أموتُ،وعَلَیهِ ابعَثُ یَومَ القِیامَةِ إن شاءَ اللّهُ، وأَبرَأُ مِن فُلانٍ و فُلانٍ و فُلانٍ و فُلانٍ-أربَعَةً-»فَإِن ماتَ فی یَومِهِ أو لَیلَتِهِ،دَخَلَ الجَنَّةَ. (1)

1670.عنه علیه السلام: تَقولُ إذا أصبَحتَ وأَمسَیتَ:

«أصبَحنا وَالمُلکُ،وَالحَمدُ،وَالعَظَمَةُ،وَالکِبرِیاءُ،وَالجَبَروتُ،وَالحِلمُ،وَالعِلمُ، وَالجَلالُ،وَالجَمالُ،وَالکَمالُ،وَالبَهاءُ،وَالقُدرَةُ،وَالتَّقدیسُ،وَالتَّعظیمُ،وَالتَّسبیحُ، وَالتَّکبیرُ،وَالتَّهلیلُ،وَالتَّحمیدُ،وَالسَّماحُ،وَالجودُ،وَالکَرَمُ،وَالمَجدُ،وَالمَنُّ،وَالخَیرُ، وَالفَضلُ،وَالسَّعَةُ،وَالحَولُ،وَالسُّلطانُ،وَالقُوَّةُ،وَالعِزَّةُ،وَالقُدرَةُ،وَالفَتقُ،وَالرَّتقُ، وَاللَّیلُ،وَالنَّهارُ،وَالظُّلُماتُ،وَالنّورُ،وَالدُّنیا وَالآخِرَةُ،وَالخَلقُ جَمیعاً،وَالأَمرُ کُلُّهُ،وما سَمَّیتُ،وما لَم اسَمِّ،وما عَلِمتُ مِنهُ،وما لَم أعلَم،وما کانَ،وما هُوَ کائِنٌ،للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذهَبَ (2)بِاللَّیلِ،وجاءَ بِالنَّهارِ وأَنَا فی نِعمَةٍ مِنهُ وعافِیَةٍ وفَضلٍ عَظیمٍ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَهُ ما سَکَنَ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یولِجُ اللَّیلَ فِی النَّهارِ ویولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیلِ،ویُخرِجُ الحَیِّ مِنَ المَیِّتِ ویُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ وهُوَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدورِ،اللّهُمَّ بِکَ نُمسی وبِکَ نُصبِحُ،وبِکَ نَحیا وبِکَ نَموتُ،وإلَیکَ نَصیرُ،وأَعوذُ بِکَ أن أذِلَّ أو اذَلَّ،أو أضِلَّ أو اضَلَّ،أو أظلِمَ أو اظلَمَ،أو أجهَلَ أو یُجهَلَ عَلَیَّ،یا مُصَرِّفَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبی عَلی طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،اللّهُمَّ لا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ

ص:379


1- .المحاسن:ج 1 ص 115 ح 115 عن کلیمة صاحب الکلل،الکافی:ج 2 ص 522 ح 3 [2] عن رزین صاحب الأنماط عن أحدهما علیهما السلام نحوه،ولیس فیه صدره إلی«من لیلته دخل الجنّة»،بحار الأنوار:ج 86 ص 258 ح 27.
2- کذا فی أکثر النسخ،والظاهر:«ذهب باللیل»أو«أذهب اللیل»کما فی سائر الأدعیة (بحار الأنوار:ج 86ص 287).

هَدَیتَنی وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ».

ثُمَّ تَقولُ:«اللّهُمَّ إنَّ اللَّیلَ وَالنَّهارَ خَلقانِ مِن خَلقِکَ،فَلا تَبتَلِیَنّی فیهِما بِجُرأَةٍ عَلی معاصیکَ،ولا رُکوبٍ لِمَحارِمِکَ،وَارزُقنی فیهِما عَمَلاً مُتَقَبَّلاً،وسَعیاً مَشکوراً وتِجارَةً لَن تَبورَ». (1)

1671.عنه علیه السلام: مَهما تَرَکتَ مِن شَیءٍ فَلا تَترُک أن تَقولَ فی کُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ:

اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ أستَغفِرُکَ فی هذَا الصَّباحِ وفی هذَا الیَومِ لِأَهلِ رَحمَتِکَ،وأَبرَأُ إلَیکَ مِن أهلِ لَعنَتِکَ،اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ أبرَأُ إلَیکَ فی هذَا الیَومِ وفی هذَا الصَّباحِ مِمَّن نَحنُ بَینَ ظَهرانَیهِم مِنَ المُشرِکینَ،ومِمّا کانوا یَعبُدونَ «إِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِینَ» 2 ،اللّهُمَّ اجعَل ما أنزَلتَ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ فی هذَا الصَّباحِ وفی هذَا الیَومِ بَرَکَةً عَلی أولِیائِکَ، وعِقاباً عَلی أعدائِکَ،اللّهُمَّ والِ مَن والاکَ،وعادِ مَن عاداکَ،اللّهُمَّ اختِم لی بِالأَمنِ وَالإِیمانِ کُلَّما طَلَعَت شَمسٌ أو غَرَبَت.

اللّهُمَّ اغفِر لی ولِوالِدَیَّ وَارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً،اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ مُنقَلَبَهُم ومَثواهُم، اللّهُمَّ احفَظ إمامَ المُسلِمینَ بِحِفظِ الإِیمانِ،وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً،وَافتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً، وَاجعَل لَهُ ولَنا مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً.

اللّهُمَّ العَن فُلاناً وفُلاناً وَالفِرَقَ المُختَلِفَةَ عَلی رَسولِکَ ووُلاةِ الأَمرِ بَعدَ رَسولِکَ وَالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ وشیعَتِهِم،وأَسأَ لُکَ الزِّیادَةَ مِن فَضلِکَ،وَالإِقرارَ بِما جاءَ مِن عِندِکَ،وَالتَّسلیمِ لِأَمرِکَ،وَالمُحافَظَةَ عَلی ما أمَرتَ بِهِ،لا أبتَغی بِهِ بَدَلاً ولا أشتَری بِهِ ثَمَناً قَلیلاً.

اللّهُمَّ اهدِنی فی مَن هَدَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،ولا یَذِلُّ مَن والَیتَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،سُبحانَکَ رَبَّ البَیتِ،تَقَبَّل مِنّی دُعائی،وما تَقَرَّبتُ

ص:380


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 337 ح 982 عن عمّار بن موسی،بحار الأنوار:ج 86 ص 286 ح 48.

بِهِ إلَیکَ مِن خَیرٍ فَضاعِفهُ لی أضعافاً مُضاعَفَةً کَثیرَةً،وآتِنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً وأَجراً عَظیماً.

رَبِّ ما أحسَنَ مَا ابتَلَیتَنی،وأَعظَمَ ما أعطَیتَنی،وأَطوَلَ ما عافَیتَنی،وأَکثَرَ ما سَتَرتَ عَلَیَّ،فَلَکَ الحَمدُ یا إلهی کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً عَلَیهِ،مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأَرضِ،و مِلءَ ما شاءَ رَبّی،کَما یُحِبُّ ویَرضی،وکَما یَنبَغی لِوَجهِ رَبّی ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

1672.عنه علیه السلام: تَقولُ إذا أصبَحتَ وأَمسَیتَ:

«الحَمدُ لِرَبِّ الصَّباحِ،الحَمدُ لِفالِقِ الإِصباحِ»مَرَّتَینِ،«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذهَبَ اللَّیلَ بِقُدرَتِهِ،وجاءَ بِالنَّهارِ بِرَحمَتِهِ،ونَحنُ فی عافِیَةٍ».

ویَقرَأُ آیَةَ الکُرسِیِّ،وآخِرَ الحَشرِ،وعَشرَ آیاتٍ مِنَ الصّافاتِ،و ««سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ * وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ * وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» 2 ، «فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ» 3 ،سُبّوحٌ (2)قُدّوسٌ،رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،سَبَقَت رَحمَتُکَ غَضَبَکَ،لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ». (3)

ص:381


1- .الکافی:ج 2 ص 529 ح 23 عن فرات بن الأحنف،بحار الأنوار:ج 86 ص 151 ح 34.
2- سُبّوحٌ:ظاهرٌ عن أوصاف المخلوقات،وقُدّوس بمعناه،وقیل:مبارک (مجمع البحرین:ج 2 ص 807« سبح»).
3- الکافی:ج 2 ص 528 ح 20 عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 83 ص 112 ح 20.

ص:382

الفَصلُ الثالث والعشرون:دَعَواتُ النَّومِ وَالاِستیقاظِ

1/23الدُّعاءُ قَبلَ النَّومِ

1673.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أوی إلی فِراشِهِ قالَ:

اللّهُمَّ بِاسمِکَ أحیا،وبِاسمِکَ أموتُ. (1)

1674.الکافی عن محمّد بن مروان: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ألا اخبِرُکُم بِما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ إذا أوی إلی فِراشِهِ؟قُلتُ:بَلی.قالَ:کانَ یَقرَأُ آیَةَ الکُرسِیِّ،ویَقولُ:

بِاسمِ اللّهِ،آمَنتُ بِاللّهِ وکَفَرتُ بِالطّاغوتِ،اللّهُمَّ احفَظنی فی مَنامی وفی یَقَظَتی. (2)

1675.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أوی أحَدُکُم إلی فِراشِهِ فَلیَنفُض فِراشَهُ بِداخِلَةِ إزارِهِ؛فَإِنَّهُ لا یَدری ما خَلَفَهُ عَلَیهِ،ثُمَّ یَقولُ:

بِاسمِکَ رَبّی وَضَعتُ جَنبی،وبِکَ أرفَعُهُ،إن أمسَکتَ نَفسی فَارحَمها،وإن أرسَلتَها

ص:383


1- .الکافی:ج 2 ص 539 ح 16 عن ابن القدّاح،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 480 ح 1387،بحار الأنوار:ج 87 ص 173 ح 4؛ [2]صحیح البخاری:ج 5 ص 2326 ح 5953 و ص 2330 ح 5965،سنن أبی داوود:ج 4 ص 311 ح 5049،سنن الترمذی:ج 5 ص 481 ح 3417 [3] کلّها عن حذیفة بن الیمان.
2- الکافی:ج 2 ص 536 ح 4.

فَاحفَظها بِما تَحفَظُ بِهِ عِبادَکَ الصّالِحینَ. (1)

1676.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا اضطَجَعَ لِلنَّومِ یَقولُ:

بِاسمِکَ (2)رَبّی وَضَعتُ جَنبی،فَاغفِر لی ذَنبی. (3)

1677.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أوی أحَدُکُم إلی فِراشِهِ فَلیَمسَحهُ بِطَرَفِ إزارِهِ؛فَإِنَّهُ لا یَدری ما یَحدُثُ عَلَیهِ،ثُمَّ لیَقُل:

اللّهُمَّ إن أمسَکتَ نَفسی فی مَنامی فَاغفِر لَها،وإن أرسَلتَها فَاحفَظها بِما تَحفَظُ بِهِ عِبادَکَ الصّالِحینَ. (4)

1678.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ إذا أخَذَ مَضجَعَهُ-:

اللّهُمَّ (5)خَلَقتَ نَفسی وأَنتَ تَوَفّاها،لَکَ مَماتُها ومَحیاها،إن أحیَیتَها فَاحفَظها،وإن أمَتَّها فَاغفِر لَها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ. (6)

1679.سنن أبی داوود عن أبی الأزهر الأنماری: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أخَذَ مَضجَعَهُ مِنَ اللَّیلِ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ وَضَعتُ جَنبی،اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی،وَاخسَأ شَیطانی،وفُکَّ رِهانی،

ص:384


1- .صحیح البخاری:ج 5 ص 2329 ح 5961 و ج 6 ص 2691 ح 6958 نحوه،صحیح مسلم:ج 4 ص 2084 ح 64 وفیه«سبحانک اللّهمّ ربّی»بدل«باسمک»،سنن أبی داوود:ج 4 ص 312 ح 5050،سنن الترمذی:ج 5 ص 472 ح 3401 نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 330 ح 41262.
2- فی السنن الکبری للنسائی:« اللّهُمَّ بِاسمِکَ...».
3- مسند ابن حنبل:ج 2 ص 584 ح 6631، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 192 ح 10606،الدعاء للطبرانی: [3]ص 104 ح 258،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 250 ح 714،کنز العمّال:ج 15 ص 498 ح 41970.
4- علل الشرائع:ص 589 ح 34 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 50 ح 2118 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 186 ح 2.
5- فی مسند ابن حنبل:« اللّهُمَّ إنَّکَ...»،وفی السنن الکبری للنسائی [8]وصحیح ابن حبّان:«اللّهُمَّ أنتَ...».
6- صحیح مسلم:ج 4 ص 2083 ح 60،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 199 ح 10632، مسند ابن حنبل:ج 2 ص 374 ح 5503، [10]صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 351 ح 5541 کلّها عن عبد اللّه بن عمر،کنز العمّال:ج 15 ص 337 ح 41292.

وَاجعَلنی فِی النَّدِیِّ (1)الأَعلی. (2)

1680.مکارم الأخلاق: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَقولُ عِندَ مَنامِهِ:

بِاسمِ اللّهِ أموتُ وأَحیا،وإلَی اللّهِ المَصیرُ،اللّهُمَّ آمِن رَوعَتی،وَاستُر عَورَتی،وأَدِّ عَنّی أمانَتی. (3)

1681.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أوی إلی فِراشِهِ قالَ:

اللّهُمَّ ارزُقنی،وَاستُر عَورَتی،وأَدِّ عَنّی أمانَتی،وَاقضِ عَنّی دَینی. (4)

1682.سنن أبی داوود عن حفصة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أرادَ أن یَرقُدَ،وَضَعَ یَدَهُ الیُمنی تَحتَ خَدِّهِ،ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُمَّ قِنی عَذابَکَ یَومَ تَبعَثُ عِبادَکَ»ثَلاثَ مِرارٍ. (5)

1683.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَأوی إلی فِراشِهِ:«أستَغفِرُ اللّهَ العَظیمَ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،وأَتوبُ إلَیهِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،غَفَرَ اللّهُ ذُنوبَهُ وإن کانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ. (6)

1684.عنه صلی الله علیه و آله -فیما کانَ یَقولُهُ إذا أوی إلی فِراشِهِ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،وکَفانا وآوانا،فَکَم مِمَّن لا کافِیَ لَهُ ولا مُؤوِیَ. (7)

ص:385


1- .النَّدِیُّ-بالتشدید-:النادی،أی اجعلنی مع الملأ الأعلی من الملائکة (النهایة:ج 5 ص 37« ندا»).
2- سنن أبی داوود:ج 4 ص 313 ح 5054،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 724 ح 1982 وص 733 ح 7012،الدعاء للطبرانی:ص 105 ح 264 نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 113 ح 18236.
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 93 ح 175، بحار الأنوار:ج 16 ص 253.
4- الدعاء للطبرانی:ص 106 ح 265.
5- سنن أبی داوود:ج 4 ص 310 ح 5045،سنن الترمذی:ج 5 ص 471 ح 3398 عن حذیفة بن الیمان نحوه،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1276 ح 3877،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 88 ح 3931 کلاهما عن ابن مسعود ولیس فیهما«ثلاث مرار»،کنز العمّال:ج 7 ص 114 ح 18240؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 92 ح 173 ولیس فیه«ثلاث مرار».
6- سنن الترمذی:ج 5 ص 470 ح 3397، مسند ابن حنبل:ج 4 ص 23 ح 11074، [6]مسند أبی یعلی:ج 2 ص 114 ح 1334 کلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 15 ص 333 ح 41275،جامع الأخبار:ص 148 ح 338 و ص 517 ح 1462.
7- صحیح مسلم:ج 4 ص 2085 ح 64،سنن أبی داوود:ج 4 ص 312 ح 5053،سنن الترمذی:ج5 ص470 ū ح 3396،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 307 ح 12553، الأدب المفرد:ص 353 ح 1206، [9]السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 199 ح 10635 [10] کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 114 ح 18241.

1685.الإمام علیّ علیه السلام: دَعانی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا عَلِیُّ،إذا أخَذتَ مَضجَعَکَ فَعَلَیکَ بِالاِستِغفارِ وَالصَّلاةِ عَلَیَّ،وقُل:«سُبحانَ اللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ،وَاللّهُ أکبَرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»،وأَکثِر مِن قِراءَةِ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ؛فَإِنَّها نورُ القُرآنِ،وعَلَیکَ بِقِراءَةِ آیَةِ الکُرسِیِّ؛فَإِنَّ فی کُلِّ حَرفٍ مِنها ألفَ بَرَکَةٍ وأَلفَ رَحمَةٍ. (1)

1686.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أوَیتَ إلی فِراشِکَ فَقُل:«اللّهُمَّ أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،ووَجَّهتُ وَجهی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ،رَغبَةً ورَهبَةً إلَیکَ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ،آمَنتُ بِکتابِکَ الَّذی أنزَلتَ،وبِنَبِیِّکَ الَّذی أرسَلتَ»،فَإِنَّکَ إن مِتَّ فی لَیلَتِکَ مِتَّ عَلَی الفِطرَةِ،وإن أصبَحتَ أصَبتَ أجراً. (2)

1687.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ عِندَ مَضجَعِهِ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ وبِکَلِماتِکَ التّامَّةِ،مِن شَرِّ ما أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِهِ، اللّهُمَّ أنتَ تَکشِفُ المَأثَمَ وَالمَغرَمَ،اللّهُمَّ لا یُهزَمُ جُندُکَ،ولا یُخلَفُ وَعدُکَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ. (3)

1688.عنه علیه السلام: بِتُّ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذاتَ لَیلَةٍ،فَکُنتُ أسمَعُهُ إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ وتَبَوَّأَ مَضجَعَهُ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،

ص:386


1- .الدعوات:ص 84 ح 214،بحار الأنوار:ج 76 ص 220 ح 31.
2- صحیح البخاری:ج 6 ص 2722 ح 7050،صحیح مسلم:ج 4 ص 2082 ح 56،سنن أبی داوود:ج 4 ص 311 ح 5046،سنن الترمذی:ج 5 ص 567 ح 3574،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1275 ح 3876 کلّها عن البراء بن عازب ولیس فیها ذیله من«وإن أصبحت أصبت أجراً»،کنز العمّال:ج 15 ص 333 ح 41273.
3- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 413 ح 7732، سنن أبی داوود:ج 4 ص 312 ح 5052،الدعاء للطبرانی:ص 97 ح 237،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 47 ح 24، [3]المعجم الصغیر:ج 2 ص 84 کلّها عن الحارث وأبی میسرة،کنز العمّال:ج 15 ص 509 ح 41987.

اللّهُمَّ لا أستَطیعُ ثَناءً عَلَیکَ ولَو حَرَصتُ،ولکِن أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ. (1)

1689.الأدب المفرد عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ إذا أوی إلی فِراشِهِ:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ورَبَّ کُلِّ شَیءٍ،فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،مُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالقُرآنِ،أعوذُ بِکَ مِن کُلِّ ذی شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِهِ،أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،اقضِ عَنِّی الدَّینَ،وأَغنِنی مِنَ الفَقرِ. (2)

1690.مسند ابن حنبل عن أبی عبد الرحمن الحبلی: أخرَجَ لَنا عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرٍو قِرطاساً وقالَ:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا،یَقولُ:

«اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،أنتَ رَبُّ کُلِّ شَیءٍ،وإلهُ کُلِّ شَیءٍ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ، وَالمَلائِکَةُ یَشهَدونَ.[اللّهُمَّ إنّی] أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّیطانِ وشَرَکِهِ،وأَعوذُ بِکَ أن أقتَرِفَ عَلی نَفسی إثماً أو أجُرَّهُ عَلی مُسلِمٍ».

قالَ أبو عَبدِ الرَّحمنِ:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَمرٍو،أن یَقولَ ذلِکَ حینَ یُریدُ أن یَنامَ. (3)

1691.فاطمة علیها السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ وقالَ:إذا أخَذتِ مَضجَعَکِ فَقولی:

ص:387


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 222 ح 10727، المعجم الأوسط:ج 2 ص 283 ح 1992،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 268 ح 766 [2] کلّها عن إبراهیم بن عبد اللّه بن عبد القاری،کنز العمّال:ج 2 ص 676 ح 5049؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 93 ح 174، [3]بحار الأنوار:ج 76 ص 202 ح 19.
2- الأدب المفرد:ص 354 ح 1212، صحیح مسلم:ج 4 ص 2084 ح 61،سنن الترمذی:ج 5 ص 472 ح 3400 [6] وفیهما:«کان رسول اللّه صلی الله علیه و آله یأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن یقول»،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1274 ح 3873،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 325 ح 8969، [7]کنز العمّال:ج 2 ص 194 ح 3715.
3- مسند ابن حنبل:ج 2 ص 579 ح 6608،الدعاء للطبرانی: ص 105 ح 263،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 135 ح 338،کنز العمّال:ج 2 ص 634 ح 4950.

«الحَمدُ للّهِ ِ الکافی،سُبحانَ اللّهِ الأَعلی،حَسبِیَ اللّهُ وکَفی،ما شاءَ اللّهُ قَضی،سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا،لَیسَ مِنَ اللّهِ مَلجَأٌ،ولا وَراءَ اللّهِ مُلتَجَأٌ، «تَوَکَّلْتُ عَلَی اللّهِ رَبِّی وَ رَبِّکُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ» 1 ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً» . (1)ثُمَّ قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما مِن مُسلِمٍ یَقولُها عِندَ مَنامِهِ،ثُمَّ یَنامُ وَسَطَ الشَّیاطینِ وَالهَوامِّ فَتَضُرَّهُ. (2)

1692.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذا أوی إلی فِراشِهِ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَفانی وآوانی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی وسَقانی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَیَّ فَأَفضَلَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ أن تُنجِیَنی مِنَ النّارِ»،فَقَد حَمِدَ اللّهَ بِجَمیعِ مَحامِدِ الخَلقِ کُلِّهِم. (3)

1693.عنه صلی الله علیه و آله: مَن أرادَ شَیئاً مِن قِیامِ اللَّیلِ،وأَخَذَ مَضجَعَهُ،فَلیَقُل:«بِاسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ لا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،أقومُ ساعَةَ کَذا وکَذا»،إلّاوَکَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ مَلَکاً یُنَبِّهُهُ تِلکَ السّاعَةَ. (4)

1694.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ عِندَ مَنامِهِ:«اللّهُمَّ لا تُؤمِنّا مَکرَکَ،ولا تُنسِنا ذِکرَکَ،ولا تَهتِک عَنّا سِترَکَ،ولا تَجعَلنا مِنَ الغافِلینَ،اللّهُمَّ ابعَثنا فی أحَبِّ الأَوقاتِ إلَیکَ،حَتّی نَذکُرَکَ

ص:388


1- الإسراء:111.
2- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 256 ح 735 عن فاطمة بنت الحسین علیه السلام،الفردوس:ج 5 ص 435 ح 8660،کنز العمّال:ج 15 ص 340 ح 41303.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 730 ح 2001،شعب الإیمان:ج 4 ص 93 ح 4382 ولیس فیه ذیله من«اللّهمّ إنّی أسألک بعزّتک»،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 252 ح 720 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 347 ح 41322.
4- الکافی:ج 2 ص 540 ح 18 عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 49 ح 2115 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،فلاح السائل:ص 498 ح 353 [6] عن موسی بن إسماعیل عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 1 ص 213 [7] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 202 ح 20.

فَتَذکُرَنا،ونَسأَلَکَ فَتُعطِیَنا،ونَدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لَنا،ونَستَغفِرَکَ فَتَغفِرَ لَنا»،إلّابَعَثَ اللّهُ تَعالی إلَیهِ مَلَکاً فی أحَبِّ السّاعاتِ إلَیهِ فَیوقِظُهُ،فَإِن قامَ وإلّا صَعِدَ المَلَکُ فَیَعبُدُ اللّهَ فِی السَّماءِ،ثُمَّ یَعرُجُ إلَیهِ مَلَکٌ آخَرُ فَیوقِظُهُ،فَإِن قامَ وإلّا صَعِدَ المَلَکُ فَقامَ مَعَ صاحِبِهِ،فَإِن قامَ بَعدَ ذلِکَ ودَعَا استُجیبَ لَهُ،فَإِن لَم یَقُم کَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَوابَ اولئِکَ المَلائِکَةِ. (1)

1695.المصنّف لابن أبی شیبة عن عاصم بن ضمرة: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ عِندَ المَنامِ إذا نامَ:

بِاسمِ اللّهِ،وعَلی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (2)

1696.کنز العمّال عن أبی عبید اللّه الجدلی: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ إذا أوی إلی فِراشِهِ قالَ:

«عُذتُ بِالَّذی یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ»سَبعَ مَرّاتٍ. (3)

1697.الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرادَ أحَدُکُمُ النَّومَ،فَلیَضَع یَدَهُ الیُمنی تَحتَ خَدِّهِ الأَیمَنِ،وَلیَقُل:

بِاسمِ اللّهِ،وَضَعتُ جَنبی للّهِ ِ،عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ ودینِ مُحَمَّدٍ،ووِلایَةِ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طاعَتَهُ،ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن. (4)

1698.عنه علیه السلام -فی حَدیثِ الأَربَعِمِئَةِ-:إذا أرادَ أحَدُکُمُ النَّومَ،فَلا یَضَعَنَّ جَنبَهُ عَلَی الأَرضِ حَتّی یَقولَ:

اعیذُ نَفسی ودینی،وأَهلی ووَلَدی ومالی،وخَواتیمَ عَمَلی،وما رَزَقَنی رَبّی وخَوَّلَنی، بِعِزَّةِ اللّهِ،وعَظَمَةِ اللّهِ،وجَبَروتِ اللّهِ،وسُلطانِ اللّهِ،ورَحمَةِ اللّهِ،ورَأفَةِ اللّهِ،وغُفرانِ اللّهِ،وقُوَّةِ اللّهِ،وقُدرَةِ اللّهِ،وجَلالِ اللّهِ،وبِصُنعِ اللّهِ،وأَرکانِ اللّهِ،وبِجَمعِ اللّهِ،وبِرَسولِ

ص:389


1- .کنز العمّال:ج 15 ص 348 ح 41326 نقلاً عن ابن النجّار والدیلمی عن ابن عبّاس.
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 211 ح 12 و ج 7 ص 138 ح 7 وفیه«وفی سبیل اللّه»بدل«وعلی سبیل اللّه»،کنز العمّال:ج 15 ص 496 ح 41965.
3- کنز العمّال:ج 15 ص 511 ح 41992 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق.
4- الخصال:ص 631 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 120،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 45 ح 2105، [3]عدّة الداعی:ص 266، [4]بحار الأنوار:ج 10 ص 109 ح 1.

اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِقُدرَةِ اللّهِ عَلی ما یَشاءُ،مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ،ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ ما یَدِبُّ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

1699.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ [عِندَ النَّومِ]:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الاِحتِلامِ ومِن سوءِ الأَحلامِ،وأَن یَلعَبَ بِیَ الشَّیطانُ فِی الیَقَظَةِ وَالمَنامِ. (2)

1700.الإمام زین العابدین علیه السلام: مَن قالَ إذا أوی إلی فِراشِهِ:«اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَیءَ قَبلَکَ، وأَنتَ الظّاهِرُ فَلا شَیءَ فَوقَکَ،وأَنتَ الباطِنُ فَلا شَیءَ دونَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبَّ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ، وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ الحَکیمِ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ»،نَفَی اللّهُ عَنهُ الفَقرَ،وصَرَفَ عَنهُ شَرَّ کُلِّ دابَّةٍ. (3)

1701.تهذیب الأحکام عن محمّد بن مسلم: قالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السلام:إذا تَوَسَّدَ الرَّجُلُ یَمینَهُ فَلیَقُل:«بِاسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،ووَجَّهتُ وَجهی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ،تَوَکَّلتُ عَلَیکَ،رَهبَةً مِنکَ ورَغبَةً إلَیکَ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ،آمَنتُ بِکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ،وبِرَسولِکَ الَّذی أرسَلتَ».ثُمَّ

ص:390


1- .الخصال:ص 631 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 120، [2]عدّة الداعی:ص 266، [3]المصباح للکفعمی:ص 66، [4]بحار الأنوار:ج 10 ص 109 ح 1.
2- الکافی:ج 2 ص 536 ح 5، فلاح السائل:ص 490 ح 339 [7] وفیه«سوء»بدل«شرَّ»وکلاهما عن عبد اللّه بن میمون،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 471 ح 1358 عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه:«إذا خفت الجنابة فقل فی فراشک:اللّهمّ...»،مصباح المتهجّد:ص 122 ح 199، [8]المصباح للکفعمی:ص 69 [9] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وفیهما:«من خاف الاحتلام فلیقل:اللّهمّ...»،بحار الأنوار:ج 76 ص 212 ح 23.
3- فلاح السائل:ص 494 ح 345 عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 76 ص 214 ح 23.

یُسَبِّحُ تَسبیحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیها السلام.

ومَن أصابَهُ فَزَعٌ عِندَ مَنامِهِ فَلیَقرَأ إذا أوی إلی فِراشِهِ المُعَوِّذَتَینِ وآیَةَ الکُرسِیِّ. (1)

1702.تهذیب الأحکام عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام: لا یَدَعُ الرَّجُلُ أن یَقولَ عِندَ مَنامِهِ:

«اُعیذُ نَفسی وذُرِّیَّتی وأَهلَ بَیتی ومالی،بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،مِن کُلِّ شَیطانٍ وهامَّةٍ، ومِن کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ» (2)،فَذلِکَ الَّذی عَوَّذَ بِهِ جَبرَئیلُ علیه السلام الحُسَینَ علیه السلام. (3)

1703.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَأوی إلی فِراشِهِ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»مِئَةَ مَرَّةٍ،بَنَی اللّهُ بَیتاً لَهُ فِی الجَنَّةِ.ومَنِ استَغفَرَ اللّهَ حینَ یَأوی إلی فِراشِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ،تَحاتَّت (4)ذُنوبُهُ،کَما یَسقُطُ وَرَقُ الشَّجَرَةِ. (5)

1704.عنه علیه السلام: مَنِ استَغفَرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ حینَ یَنامُ،باتَ وقَد تَحاتَّتِ الذُّنوبُ کُلُّها عَنهُ کَما یَتَحاتُّ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ،ویُصبِحُ ولَیسَ عَلَیهِ ذَنبٌ. (6)

1705.عنه علیه السلام: إذا أوَیتَ إلی فِراشِکَ فَقُل:«بِاسمِ اللّهِ وَضَعتُ جَنبِیَ الأَیمَنَ للّهِ ِ،عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ، حَنیفاً للّهِ ِ مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ». (7)

1706.عنه علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَأخُذُ مَضجَعَهُ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فَقَهَرَ،

ص:391


1- .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 116 ح 435،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 469 ح 1351،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 43 ح 2097،فلاح السائل:ص 481 ح 328 ولیس فیه ذیله من«ومن أصابه فزع عند منامه...»،بحار الأنوار:ج 76 ص 195 ح 12.
2- العَینُ اللامّة:أی ذات لَمَمٍ،وهی التی تصیب بسوء (مجمع البحرین:ج 3 ص 1649«لمم»).
3- تهذیب الأحکام:ج 2 ص 116 ح 436،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 470 ح 1352،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 44 ح 2101 کلاهما بزیادة«الحسن علیه السلام»بعد«جبرئیل علیه السلام»،بحار الأنوار:ج 76 ص 196 ح 12.
4- تَحاتَّت:أی تَساقَطَت (النهایة:ج 1 ص 337«حتّ»).
5- الخصال:ص 594 ح 6،ثواب الأعمال:ص 18 ح 2،الأمالی للصدوق:ص 265 ح 285 کلّها عن سلام بن غانم،بحار الأنوار:ج 76 ص 192 ح 3.
6- ثواب الأعمال:ص 197 ح 2 عن سلام الحنّاط،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 89 ح 2247، بحار الأنوار:ج 76 ص 201 ح 17.
7- الکافی:ج 2 ص 538 ح 10 عن خالد بن نجیح،مستدرک الوسائل:ج 5 ص 43 ح 5321.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَطَنَ فَخَبَرَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَلَکَ فَقَدَرَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُحیِی المَوتی ویُمیتُ الأَحیاءَ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،خَرَجَ مِنَ الذُّنوبِ کَهَیئَةِ یَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (1)

1707.عنه علیه السلام: إذا أوی أحَدُکُم إلی فِراشِهِ فَلیَقُل:

اللّهُمَّ إنِّی احتَبَستُ نَفسی عِندَکَ،فَاحتَبِسها فی مَحَلِّ رِضوانِکَ ومَغفِرَتِکَ،وإن رَدَدتَها إلی بَدَنی فَاردُدها مُؤمِنَةً عارِفَةً بِحَقِّ أولِیائِکَ،حَتّی تَتَوَفّاها عَلی ذلِکَ. (2)

1708.عنه علیه السلام: إذا أوَیتَ إلی فِراشِکَ فَاضطَجِع عَلی شِقِّکَ الأَیمَنِ،وقُل:

بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.اللّهُمَّ إنّی أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،ووَجَّهتُ وَجهی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ، رَغبَةً ورَهبَةً إلَیکَ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ.اللّهُمَّ آمَنتُ بِکُلِّ کِتابٍ أنزَلتَهُ، وبِکُلِّ رَسولٍ أرسَلتَهُ. (3)

1709.الکافی عن معاویة بن وهب عن الإمام الصادق علیه السلام: أنَّهُ أتاهُ ابنٌ لَهُ لَیلَةً،فَقالَ لَهُ:یا أبَه، اریدُ أن أنامَ،فَقالَ:یا بُنَیَّ،قُل:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ، وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ،إنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وأَعوذُ بِعَفوِ اللّهِ،وأَعوذُ بِغُفرانِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَحمَةِ اللّهِ،مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ صَغیرَةٍ أو کَبیرَةٍ،بِلَیلٍ أو نَهارٍ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ

ص:392


1- .الکافی:ج 2 ص 535 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 2 ص 117 ح 438،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 470 ح 1354،ثواب الأعمال:ص 184 ح 1،قرب الإسناد:ص 35 ح 115 [2] کلّها عن بکر بن محمّد،بحار الأنوار:ج 76 ص 196 ح 12.
2- الکافی:ج 2 ص 536 ح 2، مستدرک الوسائل:ج 5 ص 41 ح 5316.
3- فلاح السائل:ص 479 ح 327 عن أبی بصیر،البلد الأمین:ص 33، [7]مصباح المتهجّد:ص 120 ح 194 [8] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 206 ح 23.

العَرَبِ وَالعَجَمِ،ومِن شَرِّ الصَّواعِقِ وَالبَردِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ. (1)

1710.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ حینَ تَأوی إلی فِراشِکَ:

«أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِکَمالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَبَروتِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمَلَکوتِ اللّهِ،وأَعوذُ بِدَفعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمُلکِ اللّهِ، وأَعوذُ بِرَحمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَسولِ اللّهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ،ومِن شَرِّ الهامَّةِ وَالسّامَّةِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ».

وتُعَوِّذُ مَن شِئتَ. (2)

1711.عنه علیه السلام: مَن قالَ إذا أوی إلی فِراشِهِ:«اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنَّکَ افتَرَضتَ عَلَیَّ طاعَةَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ-ویُسَمّیهِم واحِداً [واحِداً] (3)حَتّی یَنتَهِیَ إلَی الإِمامِ الَّذی فی عَصرِهِ-»ثُمَّ ماتَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ،دَخَلَ الجَنَّةَ. (4)

1712.الکافی عن یحیی بن أبی العلاء عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ عِندَ مَنامِهِ-:

آمَنتُ بِاللّهِ وکَفَرتُ بِالطّاغوتِ،اللّهُمَّ احفَظنی فی مَنامی وفی یَقَظَتی. (5)

1713.المحاسن عن الجعفری عن أبی الحسن علیه السلام: مَن باتَ فی بَیتٍ وَحدَهُ،أو فی دارٍ أو فی قَریَةٍ وَحدَهُ فَلیَقُل:

اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وأَعِنّی عَلی وَحدَتی. (6)

ص:393


1- .الکافی:ج 2 ص 537 ح 8، مستدرک الوسائل:ج 5 ص 42 ح 5319.
2- فلاح السائل:ص 477 ح 323 عن المفضّل بن عمر،مصباح المتهجّد:ص 120 ح 193، [4]المصباح للکفعمی:ص 66 [5] وفیهما:«جمال اللّه»بدل«کمال اللّه»،بحار الأنوار:ج 76 ص 205 ح 23.
3- الزیادة من بحار الأنوار.
4- فلاح السائل:ص 479 ح 326، بحار الأنوار:ج 76 ص 206 ح 23.
5- الکافی:ج 2 ص 536 ح 3.
6- المحاسن:ج 2 ص 119 ح 1325، الأمان:ص 138، [12]بحار الأنوار:ج 76 ص 201 ح 18.

1714.الکافی عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقی رفعه،قال [ علیه السلام ] : مَن باتَ فی دارٍ وبَیتٍ وَحدَهُ فَلیَقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وآمِن رَوعَتی،وأَعِنّی عَلی وَحدَتی. (1)

1715.الکافی عن ابن أبی عمیر عن بعض أصحابه رفعه،قال: تَقولُ إذا أرَدتَ النَّومَ:

اللّهُمَّ إن أمسَکتَ نَفسی فَارحَمها،وإن أرسَلتَها فَاحفَظها. (2)

2/23الدُّعاءُ لِدَفعِ الأَرَقِ

1716.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام شَکَت إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله الأَرَقَ،فَقالَ:قولی یا بُنَیَّةُ:

«یا مُشبِعَ البُطونِ الجائِعَةِ،ویا کاسِیَ الجُسومِ العارِیَةِ،ویا مُسَکِّنَ (3)العُروقِ الضّارِبَةِ، ویا مُنَوِّمَ العُیونِ السّاهِرَةِ،سَکِّن عُروقِیَ الضّارِبَةَ،وَائذَن لِعَینی نَوماً عاجِلاً».

فَقالَتهُ،فَذَهَبَ عَنها ما کانَت تَجِدُهُ. (4)

1717.سنن الترمذی عن بریدة: شَکا خالِدُ بنُ الوَلیدِ المَخزومِیُّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أنامُ اللَّیلَ مِنَ الأَرَقِ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إذا أوَیتَ إلی فِراشِکَ فَقُل:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظَلَّت،ورَبَّ الأَرَضینَ وما أقَلَّت،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضَلَّت،کُن لی جاراً مِن شَرِّ خَلقِکَ کُلِّهِم جَمیعاً،أن یَفرُطَ عَلَیَّ أحَدٌ،أو أن یَبغِیَ عَلَیَّ،

ص:394


1- .الکافی:ج 2 ص 573 ح 13.
2- الکافی:ج 2 ص 539 ح 14، بحار الأنوار:ج 87 ص 175.
3- فی الطبعة المعتمدة:«ساکن»،والتصویب من الطبعة الاُخری:ص 284.
4- فلاح السائل:ص 492 ح 343، الجعفریّات:ص 247 [5] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 122 ح 198، [6]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 46 ح 2108 [7] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وفیها:«الجنوب»بدل«الجسوم»،بحار الأنوار:ج 76 ص 213 ح 23.

عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،ولا إلهَ إلّاأنتَ. (1)

1718.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أصابَکَ الأَرَقُ فَقُل:

سُبحانَ اللّهِ ذِی الشَّأنِ،دائِمِ السُّلطانِ،عَظیمِ البُرهانِ،کُلَّ یَومٍ هُوَ فی شَأنٍ. (2)

3/23الدُّعاءُ لِدَفعِ الفَزَعِ

1719.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا فَزِعَ أحَدُکُم فِی النَّومِ فَلیَقُل:

«أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِن غَضَبِهِ وعِقابِهِ وشَرِّ عِبادِهِ،ومِن هَمَزاتِ الشَّیاطینِ وأَن یَحضُرونِ»،فَإِنَّها لَن تَضُرَّهُ. (3)

1720.الکافی عن داوود بن فرقد عن أخیه: إنَّ شَهابَ بنَ عَبدِ رَبِّهِ،سَأَلَهُ أن یَسأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام، وقالَ:قُل لَهُ:إنَّ امرَأَةً تُفزِعُنی فِی المَنامِ بِاللَّیلِ.

فَقالَ:قُل لَهُ:اِجعَل مِسباحاً،وکَبِّرِ اللّهَ أربَعاً وثَلاثینَ تَکبیرَةً،وسَبِّحِ اللّهَ ثَلاثاً وثَلاثینَ تَسبیحَةً،وَاحمَدِ اللّهَ ثَلاثاً وثَلاثینَ،وقُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی،بِیَدِهِ الخَیرُ،ولَهُ اختِلافُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»عَشرَ مَرّاتٍ. (4)

ص:395


1- .سنن الترمذی:ج 5 ص 539 ح 3523،الدعاء للطبرانی:ص 332 ح 1084 و ح 1085،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 102 ح 6 عن ابن سابط وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 329 ح 41259؛فلاح السائل:ص 493 ح 344 عن عبد الرحمن بن سابط نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 213 ح 23.
2- فلاح السائل:ص 492 ح 342 عن معاویة بن عمّار،مصباح المتهجّد:ص 122 ح 197، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 46 ح 2108 [5] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 213 ذیل ح 23.
3- سنن الترمذی:ج 5 ص 541 ح 3528،سنن أبی داوود:ج 4 ص 12 ح 3893،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 5 ص 439 ح 5 کلّها عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 45 ح 2104، بحار الأنوار:ج 76 ص 196 ح 12.
4- الکافی:ج 2 ص 536 ح 7، وسائل الشیعة:ج 4 ص 1028 ح 8416.

1721.الإمام الصادق علیه السلام -لِمَن کانَ یَتَفَزَّعُ-:یَقولُ عِندَ النَّومِ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی،وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ویُسَبِّحُ تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السلام،فَإِنَّهُ یَزولُ ذلِکَ. (1)

4/23الدُّعاءُ عِندَ الاِستیقاظِ

1722.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله...إذا قامَ مِن نَومِهِ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أحیانی بَعدَما أماتَنی،وإلَیهِ النُّشورُ. (2)

1723.مکارم الأخلاق: کانَ مِمّا یَقولُ [النَّبِیُّ] صلی الله علیه و آله إذَا استَیقَظَ:

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أحیانی بَعدَ مَوتی،إنَّ رَبّی لَغَفورٌ شَکورٌ».

وکانَ یَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ هذَا الیَومِ ونورَهُ،وهُداهُ وبَرَکَتَهُ،وطَهورَهُ ومُعافاتَهُ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَهُ وخَیرَ ما فیهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ». (3)

1724.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذَا استَیقَظَ [أحَدُکُم] (4)فَلیَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عافانی فی جَسَدی،ورَدَّ عَلَیَّ روحی،وأَذِنَ لی بِذِکرِهِ. (5)

1725.الدعاء للطبرانی عن أبی سعید: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ قالَ:«لا إلهَ إلَّا

ص:396


1- .فلاح السائل:ص 488 ح 336 نقلاً عن کتاب المشیخة،بحار الأنوار:ج 76 ص 211 ح 23.
2- الکافی:ج 2 ص 539 ح 16 عن ابن القدّاح،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 480 ح 1387 من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 173 ح 4؛ [4]صحیح البخاری:ج 5 ص 2326 ح 5953،سنن أبی داوود:ج 4 ص 311 ح 5049،سنن الترمذی:ج 5 ص 481 ح 3417 کلّها عن حذیفة نحوه ومن دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام.
3- مکارم الأخلاق:ج 1 ص 94 ح 180 و 181، بحار الأنوار:ج 76 ص 202 ح 19.
4- اُضیفت من المصادر الاُخری.
5- سنن الترمذی:ج 5 ص 473 ح 3401، عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 8 ح 9 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 789 ح 21418.

اللّهُ»ثَلاثاً. (1)

1726.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ انتَبَهَ مِن فِراشِهِ،فَقالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،آمَنتُ بِاللّهِ،وکَفَرتُ بِالجِبتِ (2)وَالطّاغوتِ»،غَفَرَ اللّهُ جَمیعَ ذُنوبِهِ. (3)

1727.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أحَبَّ ما یَقولُ العَبدُ إذَا استَیقَظَ مِن نَومِهِ:

سُبحانَ الَّذی یُحیِی المَوتی،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

1728.السنن الکبری للنسائی عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله إذا تَضَوَّرَ-أی تَقَلَّبَ-مِنَ اللَّیلِ قالَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ الواحِدُ القَهّارُ،رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وما بَینَهُمَا العَزیزُ الغَفّارُ. (5)

1729.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَستَیقِظُ وقَد رَدَّ اللّهُ عَلَیهِ-یَعنی روحَهُ-:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،بِیَدِهِ الخَیرُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،غَفَرَ اللّهُ ذُنوبَهُ وإن کانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ. (6)

1730.سنن أبی داوود عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَیقَظَ مِنَ اللَّیلِ قالَ:

لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ،أستَغفِرُکَ لِذَنبی،وأَسأَ لُکَ رَحمَتَکَ،اللّهُمَّ زِدنی عِلماً،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ. (7)

ص:397


1- .الدعاء للطبرانی:ص 244 ح 765.
2- الجبتُ:هو کلّ معبود سوی اللّه،ویُقال:الجبت والطاغوت:الکَهَنَةُ والشیاطین (مجمع البحرین:ج 1 ص 265«جبت»).
3- الجعفریّات:ص 217 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 4 ص 146 ح 4346.
4- تاریخ بغداد:ج 11 ص 279 الرقم 6051 عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 789 ح 21419؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 51 ح 2124 عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه:«کان صلّی اللّه علیه وآله إذا استیقظ من نومه یقول....»،بحار الأنوار:ج 76 ص 203 ح 20.
5- السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 400 ح 7688 و ج 6 ص 216 ح 10700، صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 340 ح 5530،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 724 ح 1980،الدعاء للطبرانی:ص 244 ح 764،کنز العمّال:ج 7 ص 114 ح 18242.
6- تاریخ بغداد:ج 8 ص 301 الرقم 4403 عن عائشة،کنز العمّال:ج 15 ص 354 ح 41350.
7- سنن أبی داوود:ج4 ص314 ح5061،السنن الکبری للنسائی:ج6 ص216 ح10701، صحیح ابن حبّان:ū ج 12 ص 341 ح 5531،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 724 ح 1981،الدعاء للطبرانی:ص 244 ح 762،کنز العمّال:ج 8 ص 396 ح 23417.

1731.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ إذَا استَیقَظَ مِن مَنامِهِ:«سُبحانَ الَّذی یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی یَومَ تَبعَثُنی مِن قَبری،اللّهُمَّ قِنی عَذابَکَ یَومَ تَبعَثُ عِبادَکَ»،قالَ اللّهُ عز و جل:صَدَقَ عَبدی وشَکَرَ. (1)

1732.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن رَجُلٍ یَنتَبِهُ مِن نَومِهِ فَیَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَ النَّومَ وَالیَقَظَةَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَعَثَنی سالِماً سَوِیّاً،أشهَدُ أنَّ اللّهَ یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،إلّاقالَ اللّهُ:صَدَقَ عَبدی. (2)

1733.عنه صلی الله علیه و آله: إذَا استَیقَظَ الإِنسانُ مِن مَنامِهِ،ابتَدَرَهُ مَلَکٌ وشَیطانٌ،فَیَقولُ المَلَکُ:«اِفتَح بِخَیرٍ»، ویَقولُ الشَّیطانُ:«اِفتَح بِشَرٍّ»،فَإِن قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أحیا نَفسی بَعدَ مَوتِها،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی «یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ» 3 وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُمسِکُ «اَلَّتِی قَضی عَلَیْهَا الْمَوْتَ وَ یُرْسِلُ الْأُخْری إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی» 4» ،طَرَدَ المَلَکُ الشَّیطانَ،وظَلَّ یَکلَؤُهُ (3). (4)

1734.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ حینَ یَستَیقِظُ مِن مَنامِهِ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَعَثَنی مِن مَرقَدی هذا ولَو شاءَ لَجَعَلَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی

ص:398


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 9 ح 11،مسند ابن الجعد:ص 300 ح 2037 کلاهما عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 15 ص 354 ح 41351.
2- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 10 ح 13،الفردوس:ج 4 ص 20 ح 6059 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 355 ح 41352.
3- کَلَأَهُ یکلؤه:حرَسَه وحَفظَهُ (لسان العرب:ج 1 ص 146« کلأ»).
4- الدعاء للطبرانی:ص 110 ح 286،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 213 ح 10689، صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 343 ح 5533،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 723 ح 2011،کنز العمّال:ج 15 ص 353 ح 41347.

جَعَلَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أرادَ أن یَذَّکَّرَ أو أرادَ شُکوراً (1).

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ لَکُمُ اللَّیلَ لِباساً وَالنَّومَ سُباتاً وجَعَلَ النَّهارَ نُشوراً (2)،لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنِّی کُنتُ مِنَ الظَّالِمینَ (3)،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا تَجِنُّ مِنهُ البُحورُ (4)،ولا تَکِنُّ مِنهُ السُّتورُ،ولا یَخفی عَلَیهِ ما فِی الصُّدورِ. (5)

1735.کنز العمّال عن امّ سلمة: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] إذا تَعارَّ (6)مِنَ اللَّیلِ قالَ:

رَبِّ اغفِر وَارحَم،وَاهدِ لِلسَّبیلِ الأَقوَمِ. (7)

1736.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ ذاتَ لَیلَةٍ بَعدَما مَضی مِنَ اللَّیلِ،فَنَظَرَ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ» 8 ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نوراً،وفی بَصَری نوراً،وفی سَمعی نوراً،وعَن یَمینی نوراً، وعن شِمالی نوراً،ومِن بَینِ یَدَیَّ نوراً،ومِن خَلفی نوراً،ومِن فَوقی نوراً،ومِن تَحتی نوراً،وأَعظِم لی نوراً یَومَ القِیامَةِ. (8)

1737.الإمام علیّ علیه السلام: إذا قامَ أحَدُکُم مِنَ اللَّیلِ فَلیَنظُر إلی أکنافِ (9)السَّماءِ وَلیَقرَأ: «إِنَّ فِی خَلْقِ

ص:399


1- .تضمین للآیة 62 من سورة الفرقان.
2- تضمین للآیة 47 من سورة الفرقان.
3- تضمین للآیة 87 من سورة الأنبیاء.
4- فی بحار الأنوار:« النجوم»بدل«البحور».
5- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 51 ح 2126، بحار الأنوار:ج 76 ص 203 ح 20.
6- تعارّ:أی استیقظ (النهایة:ج 3 ص 204«عرر»).
7- کنز العمّال:ج 7 ص 115 ح 18243 نقلاً عن محمّد بن نصر فی الصلاة،المعجم الکبیر:ج 23 ص 303 ح 680،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 34 ح 3، المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 445 ح 1543،کلّها من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله.
8- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 267 ح 764.
9- الکَنَفُ:الجانِبُ والناحیةُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1599«کنف»).

اَلسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» إلی قَولِهِ: «إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» . (1)

1738.عنه علیه السلام -فی حَدیثِ الأَربَعِمِئَةِ-:إذَا انتَبَهَ أحَدُکُم مِن نَومِهِ فَلیَقُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،الحَیُّ القَیّومُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،سُبحانَ رَبِّ النَّبِیّینَ وإلهَ المُرسَلینَ، وسُبحانَ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ وما فیهِنَّ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ».

فَإِذا جَلَسَ مِن نَومِهِ فَلیَقُل قَبلَ أن یَقومَ:«حَسبِیَ اللّهُ،حَسبِیَ الرَّبُّ مِنَ العِبادِ، حَسبِیَ الَّذی هُوَ حَسبی مُنذُ کُنتُ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ». (2)

1739.کنز العمّال عن أبی همام عبد اللّه بن یسار: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ قالَ:

اللّهُ أکبَرُ،أهلٌ أن یُکَبَّرَ،وأَهلٌ أن یُذکَرَ،وأَهلٌ أن یُشکَرَ،مَن نَفعُهُ نَفعٌ،وضَرُّهُ ضَرٌّ. (3)

1740.کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی عبیدة الحذّاء عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،إن أنَا قُمتُ فی آخِرِ اللَّیلِ،أیَّ شَیءٍ أقولُ إذا قُمتُ؟

فَقالَ:قُل:«الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ وإلهِ المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُحیِی المَوتی ویَبعَثُ مَن فِی القُبورِ»،فَإِنَّکَ إذا قُلتَها ذَهَبَ عَنکَ رِجزُ الشَّیطانِ ووَسواسُهُ،إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

ص:400


1- .الخصال:ص 625 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 114،بحار الأنوار:ج 10 ص 103 ح 1.
2- الخصال:ص 625 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 52 ح 2127 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 127 ح 205 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیه ذیله من«فإذا جلس...»،بحار الأنوار:ج 10 ص 103 ح 1.
3- کنز العمّال:ج 15 ص 511 ح 41993 نقلاً عن الخرائطی.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 482 ح 1391،علل الشرائع:ص 365 ح 4، بحار الأنوار:ج 87 ص 193 ح 8.

1741.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قامَ أحَدُکُم مِنَ اللَّیلِ فَلیَقُل:«سُبحانَ رَبِّ النَّبِیّینَ،وإلهِ المُرسَلینَ، ورَبِّ المُستَضعَفینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُحیِی المَوتی،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»،یَقولُ اللّهُ عز و جل:صَدَقَ عَبدی وشَکَرَ. (1)راجع:ص 273 (دعوات صلاة اللیل وما یتعلّق بإحیاء اللیل).

ص:401


1- .الکافی:ج 2 ص 538 ح 11،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 480 ح 1388 کلاهما عن جرّاح المدائنی،بحار الأنوار:ج 87 ص 187 ح 3.

ص:402

الفَصلُ الرابع والعشرون:دَعَواتُ أیّامِ الاُسبوعِ

1/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ السَّبتِ

1742.البلد الأمین: دُعاءُ یَومِ السَّبتِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَرَنَ رَجائی بِعَفوِهِ،وفَسَحَ أمَلی بِحُسنِ تَجاوُزِهِ وصَفحِهِ،وقَوّی مُنَّتی (1)وظَهری وساعِدی ویَدی (2)بِما عَرَّفَنی مِن جودِهِ وکَرَمِهِ، ولَم یُخلِنی مَعَ مُقامی عَلی مَعصِیَتِهِ،وتَقصیری فی طاعَتِهِ،وما یَحِقُّ عَلَیَّ مِنِ اعتِقادِ خَشیَتِهِ،وَاستِشعارِ خیفَتِهِ،مِن تَواتُرِ مِنَنِهِ،وتَظاهُرِ نِعَمِهِ.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی یَتَوَکَّلُ کُلُّ مُؤمِنٍ عَلَیهِ،ویَضطَرُّ کُلُّ جاحِدٍ إلَیهِ،ولا یَستَغنی أحَدٌ إلّا بِفَضلِ ما لَدَیهِ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ المُقبِلُ عَلی مَن أعرَضَ عَن ذِکرِهِ،التَّوّابُ عَلی مَن تابَ إلَیهِ مِن عَظیمِ ذَنبِهِ،السّاخِطُ عَلی مَن قَنَطَ مِن واسِعِ رَحمَتِهِ،ویَئِسَ مِن عاجِلِ رَوحِهِ.

وَاللّهُ أکبَرُ،خالِقُ کُلِّ شَیءٍ ومالِکُهُ،ومُبیدُ کُلِّ شَیءٍ ومُهلِکُهُ.

ص:403


1- .المُنَّةُ-بالضم-:القوّة،وخصّ بعضهم به قوّة القلب (لسان العرب:ج 13 ص 415« منن»).
2- فی بحار الأنوار:« وبدنی».

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ونَبِیِّکَ،وأَمینِکَ وشاهِدِکَ،التَّقِیِّ النَّقِیِّ،وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مُعتَرِفٍ بِذَنبِهِ،نادِمٍ عَلَی اقتِرافِ تَبِعَتِهِ،وأَنتَ أولی مَنِ اعتُمِدَ،وعَفا وجادَ بِالمَغفِرَةِ عَلی مَن ظَلَمَ وأَساءَ،فَقَد أوبَقَتنِی الذُّنوبُ فی مَهاوِی الهَلَکَةِ،وأَحاطَت بِیَ الآثامُ وبَقیتُ غَیرَ مُستَقِلٍّ بِها،وأَنتَ المُرتَجی وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وأَنتَ مَلجَأُ الخائِفِ الغَریقِ،وأَرأَفُ مِن کُلِّ شَفیقٍ،إلَیکَ قَصَدتُ سَیِّدی،وأَنتَ مُنتَهَی القَصدِ لِلقاصِدینَ،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ فی تَجاوُزِکَ عَنِ المُذنِبینَ.

اللّهُمَّ أنتَ الَّذی لا یَتَعاظَمُکَ غُفرانُ الذُّنوبِ وکَشفُ الکُروبِ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ وساتِرُ العُیوبِ،لِأَ نَّکَ الباقِی الرَّحیمُ،الَّذی تَسَربَلتَ بِالرُّبوبِیَّةِ،وتَوَحَّدتَ بِالإِلهِیَّةِ، وتَنَزَّهتَ عَنِ الحَیثوثِیَّةِ،فَلَم یَجِدکَ (1)واصِفٌ مَحدوداً بِالکَیفوفِیَّةِ،ولَم تَقَع عَلَیکَ الأَوهامُ بِالمائِیَّةِ وَالحَینونِیَّةِ،فَلَکَ الحَمدُ عَدَدَ نَعمائِکَ عَلَی الأَنامِ،ولَکَ الشُّکرُ عَلی کُرورِ اللَّیالی وَالأَیّامِ.

إلهی ! بِیَدِکَ الخَیرُ وأَنتَ وَلِیُّهُ،مُتیحُ الرَّغائِبِ وغایَةُ المَطالِبِ،أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،وقَد تَری یا رَبِّ مَکانی،وتَطَّلِعُ عَلی ضَمیری،وتَعلَمُ سِرّی،ولا یَخفی عَلَیکَ أمری،وأَنتَ أقرَبُ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ،فَتُب عَلَیَّ تَوبَةً لا أعودُ بَعدَها فیما یُسخِطُکَ،وَاغفِر لی مَغفِرَةً لا أرجِعُ مَعَها إلی مَعصِیَتِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ.

إلهی ! أنتَ الَّذی أصلَحتَ قُلوبَ المُفسِدینَ فَصَلَحَت بِإِصلاحِکَ إیّاها،فَأَصلِحنی بِإِصلاحِکَ،وأَنتَ الَّذی مَنَنتَ عَلَی الضّالّینَ فَهَدَیتَهُم بِرُشدِکَ عَنِ الضَّلالَةِ،وعَلَی الجائِرینَ (2)عَن قَصدِکَ،فَسَدَّدتَهُم وقَوَّمتَ مِنهُم عَثرَ الزَّلَلِ،فَمَنَحتَهُم مَحَبَّتَکَ،وجَنَّبتَهُم

ص:404


1- .فی بحار الأنوار:« فَلَم یَحُدَّکَ».
2- فی المصدر:«الجاحدین»،وما فی المتن من بحار الأنوار.

مَعصِیَتَکَ،وأَدرَجتَهُم دَرَجَ المَغفورِ لَهُم،وأَحلَلتَهُم مَحَلَّ الفائِزینَ،فَأَسأَ لُکَ یا مَولایَ أن تُلحِقَنی بِهِم،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنی رِزقاً حَلالًا طَیِّباً فی عافِیَةٍ،وعَمَلاً یُقَرِّبُ إلَیکَ یا خَیرَ مَسؤولٍ.

اللّهُمَّ وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ ضَراعَةَ مُقِرٍّ عَلی نَفسِهِ بِالهَفَواتِ (1)،وأَتوبُ إلَیکَ یا تَوّابُ،فَلا تَرُدَّنی خائِباً مِن جَزیلِ عَطائِکَ یا وَهّابُ،فَقَدیماً جُدتَ عَلَی المُذنِبینَ بِالمَغفِرَةِ، وسَتَرتَ عَلی عِبادِکَ قَبیحاتِ الفِعالِ،یا جَلیلُ یا مُتَعالِ،أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمَن أوجَبتَ حَقَّهُ عَلَیکَ؛إذ لَم یَکُن لی مِنَ الخَیرِ ما أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِهِ،وحالَتِ الذُّنوبُ بَینی وبَینَ المُحسِنینَ،وإذ لَم یوجِب لی عَمَلی مُرافَقَةَ المُتَّقینَ،فَلا تَرُدَّ سَیِّدی تَوَجُّهی بِمَن تَوَجَّهتُ [بِهِ إلَیکَ] (2)،أتَخذُلُنی رَبّی وأَنتَ أمَلی؟! أم تَرُدُّنی صِفراً مِنَ العَفوِ وأَنتَ مُنتَهی رَغبَتی؟!

یا مَن هُوَ مَوجودٌ (3)مَوصوفٌ مَعروفٌ بِالجودِ،الخَلقُ لَهُ عَبیدٌ وإلَیهِ مَرَدُّ الاُمورِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وجُد عَلَیَّ بِإِحسانِکَ الَّذی فیهِ الغِنی عَنِ القَریبِ وَالبَعیدِ، وَالأَعداءِ وَالإِخوانِ،وَالأَخَواتِ،وأَلحِقنی بِالَّذینَ غَمَرتَهُم بِسَعَةِ تَطَوُّلِکَ وکَرامَتِکَ، وجَعَلتَهُم أطایِبَ أبراراً أتقِیاءَ أخیاراً،ولِنَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی دارِکَ جیراناً، وَاغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،مَعَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1743.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِسمِ اللّهِ کَلِمَةِ المُعتَصِمینَ،ومَقالَةِ المُتَحَرِّزینَ (5)وأَعوذُ بِاللّهِ

ص:405


1- .الهَفوَة:الزلَّة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1875«هفا»).
2- الزیادة من بحار الأنوار.
3- فی بحار الأنوار:« مأمول فی الشدائد»بدل«موجود».
4- البلد الأمین:ص 95، بحار الأنوار:ج 90 ص 146 ح 9.
5- تَحَّرزتُ من کذا:أی توقّیته وتحفّظت منه (مجمع البحرین:ج 1 ص 386«حرز»).

مِن جَورِ الجائِرینَ،وکَیدِ الحاسِدینَ،وبَغیِ الطّاغینَ،وأَحمَدُهُ فَوقَ حَمدِ الحامِدینَ.اللّهُمَّ أنتَ الواحِدُ بِلا شَریکٍ،وَالمَلِکُ بَلا تَملیکٍ،لا تُضادُّ فی حُکمِکَ،ولا تُنازَعُ فی مُلکِکَ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وأَن توزِعَنی (1)مِن شُکرِ نَعمائِکَ ما یُبلِغُنی فی غایَةِ رِضاکَ،وأَن تُعینَنی عَلی طاعَتِکَ،و لُزومِ عِبادَتِکَ،وَاستِحقاقِ مَثوبَتِکَ،بِلُطفِ عِنایَتِکَ،وتَرحَمَنی بِصَدّی عَن مَعاصیکَ ما أحیَیتَنی،وتُوَفِّقَنی لِما یَنفَعُنی ما أبقَیتَنی، وأَن تَشرَحَ بِکِتابِکَ صَدری،وتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزری،وتَمنَحَنِی السَّلامَةَ فی دینی ونَفسی، ولا توحِش بی أهلَ انسی،وتَمِّم إحسانَکَ فیما بَقِیَ مِن عُمُری،کَما أحسَنتَ فیما مَضی مِنهُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

1744.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یَومِ السَّبتِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وأَنَّ الدّینَ کَما شَرَعَ وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،وصَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وشَرائِفُ تَحِیّاتِهِ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

أصبَحتُ اللّهُمَّ فی أمانِکَ،أسلَمتُ إلَیکَ نَفسی،ووَجَّهتُ إلَیکَ وَجهی،وفَوَّضتُ إلَیکَ أمری،وأَلجَأتُ إلَیکَ ظَهری،رَهبَةً مِنکَ ورَغبَةً إلَیکَ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ، آمَنتُ بِکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ،ورَسولِکَ الَّذی أرسَلتَ.

اللّهُمَّ إنّی فَقیرٌ إلَیکَ فَارزُقنی بِغَیرِ حِسابٍ،إنَّکَ تَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزقِ،وتَرکَ المُنکَراتِ،وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَتوبَ عَلَیَّ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَرامَتِکَ الَّتی أنتَ أهلُها،أن تَجاوَزَ عَن سوءِ ما عِندی بِحُسنِ ما

ص:406


1- .أوزِعنی:أی ألهِمنی وأولِعنی به (النهایة:ج 5 ص 181«وزع»).
2- البلد الأمین:ص 100، المصباح للکفعمی:ص 101، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 152 ح 11.

عِندَکَ،وأَن تُعطِیَنی مِن جَزیلِ عَطائِکَ أفضَلَ ما أعطَیتَهُ أحَداً مِن عِبادِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ فِتنَةً،ومِن وَلَدٍ یَکونُ لی عَدُّواً،اللّهُمَّ قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ دُعائی وکَلامی،وتَعلَمُ حاجَتی،أسأَ لُکَ بِجَمیعِ أسمائِکَ،أن تَقضِیَ لی کُلَّ حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ دُعاءَ عَبدٍ ضَعُفَت قُوَّتُهُ،وَاشتَدَّت فاقَتُهُ،وعَظُمَ جُرمُهُ،وقَلَّ عَدَدُهُ (1)، وضَعُفَ عَمَلُهُ،دُعاءَ مَن لا یَجِدُ لِفاقَتِهِ سادّاً غَیرَکَ،ولا لِضَعفِهِ عَوناً سِواکَ،أسأَ لُکَ جَوامِعَ الخَیرِ وخَواتِمَهُ،وسَوابِقَهُ وفَوائِدَهُ،وجَمیعَ ذلِکَ،بِدائِمِ فَضلِکَ وإحسانِکَ، وبِمَنِّکَ ورَحمَتِکَ،فَارحَمنی وأَعتِقنی مِنَ النّارِ.

یا مَن کَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،ویا مَن سَمَکَ السَّماءَ بِالهَواءِ،ویا واحِداً قَبلَ کُلِّ أحَدٍ،ویا واحِداً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مَن لا یَعلَمُ ولا یَدری کَیفَ هُوَ إلّاهُوَ،ویا مَن لا یَقدِرُ قُدرَتَهُ إلّاهُوَ،یا مَن کُلَّ یَومٍ هُوَ فی شَأنٍ،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شأنٍ،ویا غَوثَ المُستَغیثینَ،یا صَریخَ المَکروبینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،ویا رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،رَبِّ،ارحَمنی رَحمَةً لا تُضِلَّنی ولا تُشقِنی بَعدَها أبَداً،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. (2)

1745.البلد الأمین: عوذَةُ یَومِ السَّبتِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:

اعیذُ نَفسی بِاللّهِ الَّذی «لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ» 3 .

ص:407


1- .فی البلد الأمین و بحار الأنوار:« [2]عذره»بدل«عدده».
2- مصباح المتهجّد:ص 503، البلد الأمین:ص 101 ح 584، [4]المصباح للکفعمی:ص 102، [5]بحار الأنوار:ج 90 ص 153 ح 11.

ثُمَّ تَقرَأُ الحَمدَ وَالمُعَوِّذَتَینِ وَالتَّوحیدَ،وتَقولُ:

کَذلِکَ اللّهُ رَبُّنا وسَیِّدُنا ومَولانا،لا إلهَ إلّاهُوَ،نورُ النّورِ،ومُدَبِّرُ الاُمُورِ، «نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَکادُ زَیْتُها یُضِیءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ» 1 ، «اَلَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ یَوْمَ یَقُولُ کُنْ فَیَکُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْکُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَکِیمُ الْخَبِیرُ» 2 ، «اَلَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً» 3 ، «وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً» 4 ،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،مِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ مُعلِنٍ بِهِ أو مُسِرٍّ،ومِن شَرِّ الجِنَّةِ وَالبَشَرِ،ومِن شَرِّ ما یَظهَرُ بِاللَّیلِ ویَکمُنُ بِالنَّهارِ،ومِن شَرِّ طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ الحَمّاماتِ وَالحُشوشَ (1)،وَالخَراباتِ وَالأَودِیَةَ وَالصَّحارِیَ،وَالغِیاضَ (2)والشَجَرَ،وما یَکونُ فِی الأَنهارِ.

اعیذُ نَفسی ومَن یَعنینی أمرُهُ بِاللّهِ مالِکِ المُلکِ،یُؤتِی المُلکَ مَن یَشاءُ ویَنزِعُ المُلکَ مِمَّن یَشاءُ،ویُعِزُّ مَن یَشاءُ ویُذِلُّ مَن یَشاءُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٍ،یولِجُ اللَّیلَ فِی النَّهارِ ویولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیلِ ویُخرِجُ الحَیَّ مِنَ المَیِّتِ ویُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ

ص:408


1- الحُشوشُ:الکُنُفُ وَمَواضِعُ قضاء الحاجة،وأصله من الحَشِّ،وهو البستان؛لأنّهم کانوا کثیراً ما یتغوّطون فی البساتین (النهایة:ج 1 ص 390« حشش»).
2- الغَیضَةُ:الأجَمَة،وهی مغیض ماء یجتمع فیَنبتُ فیه الشجر،والجمع غیاض (مجمع البحرین:ج 2 ص 1348«غیض»).

ویَرزُقُ مَن یَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ (1)، «لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ» 2 ، «خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلی الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی» 3 ،لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ،مُنزِلُ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ العَظیمِ مِن شَرِّ کُلِّ طاغٍ وباغٍ،ونافِثٍ وشَیطانٍ وسُلطانٍ،وساحِرٍ وکاهِنٍ،وباطِرٍ (2)وطارِقٍ،ومُتَحَرِّکٍ وساکِنٍ،ومُتَکَلِّمٍ وساکِتٍ،وناطِقٍ وصامِتٍ،ومُتَخَیِّلٍ ومُتَمَثِّلٍ،ومُتَلَوِّنٍ ومُحتَقِرٍ ومُتَجَبِّرٍ.

ونَستَجیرُ بِاللّهِ حِرزِنا وناصِرِنا ومونِسِنا،وهُوَ یَدفَعُ عَنّا،لا شَریکَ لَهُ،ولا مُعِزَّ لِمَن أذَلَّ،ولا مُذِلَّ لِمَن أعَزَّ،وهُوَ الواحِدُ القَهّارُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیماً. (3)

2/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الأَحَدِ

1746.البلد الأمین: دُعاءُ یَومِ الأَحَدِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی حَلمِهِ وأَناتِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی عِلمی بِأَنَّ ذَنبی وإن کَبُرَ صَغیرٌ فی جَنبِ عَفوِهِ،وجُرمی وإن عَظُمَ حَقیرٌ عِندَ رَحمَتِهِ،وسُبحانَ اللّهِ الَّذی رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیرِ عَمَدٍ،وأَنشَأَ جَنّاتِ المَأوی بِلا أمَدٍ،وخَلَقَ الخَلائِقَ بِلا ظَهرٍ ولا سَنَدٍ.

ص:409


1- .إشارة إلی الآیتین 26 و 27 من سورة آل عمران.
2- ناظِرٍ (خ ل).
3- البلد الأمین:ص 102، مصباح المتهجّد:ص 438 ح 549 و 550، [3]المصباح للکفعمی:ص 103 [4] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 155.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ المُنذِرُ مَن عَنَدَ عَن طاعَتِهِ،وعَتا عَن أمرِهِ،وَالمُحَذِّرُ مَن لَجَّ فی مَعصِیَتِهِ، وَاستَکبَرَ عَن عِبادَتِهِ،المُعذِرُ إلی مَن تَمادی فی غَیِّهِ وضَلالَتِهِ،لِتَثبیتِ حُجَّتِهِ عَلَیهِ، وعِلمِهِ بِسوءِ عاقِبَتِهِ.

وَاللّهُ أکبَرُ الجَوادُ الکَریمُ الَّذی لَیسَ لِقَدیمِ إحسانِهِ وعَظیمِ امتِنانِهِ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ نِهایَةٌ،ولا لِقُدرَتِهِ وسُلطانِهِ عَلی بَرِیَّتِهِ غایَةٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مجیدٌ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مُذنِبٍ أوبَقَتهُ (1)مَعاصیهِ فی ضیقِ المَسلَکِ،ولَیسَ لَهُ مُجیرٌ سِواکَ،ولا أمَلٌ غَیرُکَ،ولا مُغیثٌ أرأَفُ بِهِ مِنکَ،ولا مُعتَمَدٌ یَعتَمِدُ عَلَیهِ غَیرُ عَفوِکَ.

أنتَ مَولایَ الَّذی جُدتَ بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،وأَهَّلتَها بِتَطَوُّلِکَ غَیرَ مُؤَهَّلیها،ولَم یَعُزَّکَ مَنعٌ،ولا أکداکَ (2)إعطاءٌ،ولا أنفَدَ سَعَتَکَ سُؤالُ مُلِحٍّ،بَل أدَرتَ أرزاقَ (3)عِبادِکَ تَطَوُّلاً مِنکَ عَلَیهِم،وتَفَضُّلاً مِنکَ لَدَیهِم.

اللّهُمَّ کَلَّتِ العِبارَةُ عَن بُلوغِ مِدحَتِکَ،وهَفَا (4)اللِّسانُ عَن نَشرِ مَحامِدِکَ وتَفَضُّلِکَ،وقَد تَعَمَّدتُکَ بِقَصدی إلَیکَ وإن أحاطَت بِیَ الذُّنوبُ،وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وأَکرَمُ الأَکرَمینَ،وأَجوَدُ الأَجوَدینَ،وأَنعَمُ الرّازِقینَ،وأَحسَنُ الخالِقینَ،الأَوَّلُ الآخِرُ،الظّاهِرُ الباطِنُ،أجَلُّ وأَعَزُّ،وأَرأَفُ وأَکرَمُ مِن أن تَرُدَّ مَن أمَّلَکَ ورَجاکَ،وطَمِعَ فیما قِبَلَکَ،فَلَکَ الحَمدُ یا أهلَ الحَمدِ.

إلهی ! إنّی جُرتُ عَلی نَفسی فِی النَّظَرِ لَها،وسالَمتُ الأَیّامَ بِاقتِرافِ الآثامِ،وأَنتَ وَلِیُّ

ص:410


1- .وَبَقَ:أی هَلَک،موبِقاً:أی مُهلِکاً (مجمع البحرین:ج 3 ص 1900«وبق»).
2- أکدی:أی قطع عطیّته (مجمع البحرین:ج 3 ص 1556«کدی»).
3- فی المصدر:«أردت»،وما فی المتن من بحار الأنوار، وهو المناسب بالسیاق.
4- الهَفوَة:السِّقْطة والزلَّة (لسان العرب:ج 15 ص 362« هفو»).

الإِنعامِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،فَما بَقِیَ لَها إلّانَظَرُکَ،فَاجعَل مَرَدَّها مِنکَ بِالنَّجاحِ، وأَجمِلِ النَّظَرَ مِنکَ لَها بِالفَلاحِ؛فَإِنَّکَ المُعطی النَّفّاحُ (1)،ذُو الآلاءِ وَالنِّعَمِ وَالسَّماحِ،یا فالِقَ الإِصباحِ،امنَحها سُؤلَها وإن لَم تَستَحِقَّ یا غَفّارُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُمضی بِهِ المَقادیرَ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی تُتِمُّ بِهَا التَّدابیرَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَرزُقَنی رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً مِن فَضلِکَ،وأَلّا تَحولَ بَینی وبَینَ ما یُقَرِّبُنی مِنکَ یا حَنّانُ،وأَدرِجنی فیمَن أبَحتَ لَهُ عَفوَکَ ورِضوانَکَ،وأَسکَنتَهُ جِنانَکَ بِرَأفَتِکَ وطَولِکَ وَامتِنانِکَ.

إلهی ! أنتَ أکرَمتَ أولِیاءَکَ بِکَرامَتِکَ،فَأَوجَبتَ لَهُم حِیاطَتَکَ،وأَظلَلتَهُم بِرِعایَتِکَ مِنَ التَّتابُعِ فِی المَهالِکِ،وأَ نَا عَبدُکَ فَأَنقِذنی [بِرَحمَتِکَ مِن ذلِکَ] (2)،وأَلبِسنِی العافِیَةَ،وإلی طاعَتِکَ فَمِل بی،وعَن طُغیانِکَ ومَعاصیکَ فَرُدَّنی،فَقَد عَجَّت إلَیکَ الأَصواتُ بِضُروبِ اللُّغاتِ،یَسأَلونَکَ الحاجاتِ،تُرتَجی لِمَحقِ العُیوبِ وغُفرانِ الذُّنوبِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ.

اللّهُمَّ إنّی أستَهدیکَ فَاهدِنی،وأَعتَصِمُ بِکَ فَاعصِمنی،وأَدِّ عَنّی حُقوقَکَ عَلَیَّ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،وَاصرِف عَنّی شَرَّ کُلِّ ذی شَرٍّ إلی خَیرِ ما لا یَملِکُهُ أحَدٌ سِواکَ،وَاحتَمِل عَنّی مُفتَرَضاتِ حُقوقِ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وَاغفِر لی ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ وَالقَراباتِ،یا وَلِیَّ البَرَکاتِ وعالِمَ الخَفِیّاتِ. (3)

1747.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِسمِ اللّهِ الَّذی لا أرجو إلّافَضلَهُ،ولا أخشی إلّاعَدلَهُ، ولا أعتَمِدُ إلّاقَولَهُ،ولا أتَمَسَّکُ إلّابِحَبلِهِ.بِکَ أستَجیرُ یا ذَا العَفوِ وَالرِّضوانِ،مِنَ الظُّلمِ وَالعُدوانِ،ومِن غِیَرِ الزَّمانِ،وتَواتُرِ الأَحزانِ،وطَوارِقِ الحَدَثانِ،ومِنِ انقِضاءِ

ص:411


1- .النفَحةُ:الدفَعةُ من الشیء (مجمع البحرین:ج 3 ص 1808«نفح»).
2- الإضافة من بحار الأنوار.
3- البلد الأمین:ص 105، بحار الأنوار:ج 90 ص 160 ح 11.

المُدَّةِ قَبلَ التَّأَهُّبِ وَالعُدَّةِ،وإیّاکَ أستَرشِدُ لِما فیهِ الصَّلاحُ وَالإِصلاحُ،وبِکَ أستَعینُ فیما یَقتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنجاحُ،وإیّاکَ أرغَبُ فی لِباسِ العافِیَةِ و تَمامِها،وشُمولِ السَّلامَةِ ودَوامِها،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ مِن هَمَزاتِ الشَّیاطینِ،وأَحتَرِزُ بِسُلطانِکَ مِن جَورِ السَّلاطینِ،فَتَقَبَّل ما کانَ مِن صَلاتی وصَومی،وَاجعَل غَدی وما بَعدَهُ أفضَلَ مِن ساعَتی ویَومی،وأَعِزَّنی فی عَشیرَتی وقَومی،وَاحفَظنی فی یَقَظَتی ونَومی،فَأَنتَ اللّهُ خَیرٌ حافِظاً وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ إلَیکَ فی یَومی هذا وما بَعدَهُ مِنَ الآحادِ،مِنَ الشِّرکِ وَالإِلحادِ،واُخلِصُ لَکَ دُعائی تَعَرُّضاً لِلإِجابَةِ،وأَقهَرُ نَفسی عَلی طاعَتِکَ رَجاءً لِلإِثابَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ خَیرِ خَلقِکَ،وأَعِزَّنی بِعِزِّکَ الَّذی لا یُضامُ،وَاحفَظنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاختِم بِالاِنقِطاعِ إلَیکَ أمری،وبِالمَغفِرَةِ عُمُری،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

1748.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یَومِ الأَحَدِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،حَیَّا اللّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلامِ،وصَلّی عَلَیهِ کَما هُوَ أهلُهُ وعَلی آلِهِ.

أصبَحتُ وأَصبَحَ المُلکُ وَالکِبرِیاءُ وَالعَظَمَةُ،وَالخَلقُ وَالأَمرُ،وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ وما یَکونُ فیهِما،للّهِ ِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ.

اللّهُمَّ اجعَل أوَّلَ هذَا النَّهارِ صَلاحاً،وأَوسَطَهُ نَجاحاً،وآخِرَهُ فَلاحاً،وأَسأَ لُکَ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

ص:412


1- .البلد الأمین:ص 109، المصباح للکفعمی:ص 108، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 164 ح 15.

اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا غائِباً إلّا حَفِظتَهُ وأَدَّیتَهُ،ولا مَریضاً إلّاشَفَیتَهُ وعافَیتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ لَکَ فیها رِضاً ولی فیها صَلاحٌ إلّاقَضَیتَها.

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ، وَجهُکَ خَیرُ الوُجوهِ،وعَطِیَّتُکَ أنفَعُ العَطِیَّةِ،فَلَکَ الحَمدُ،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ،تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ،وتُنجی مِنَ الکَربِ العَظیمِ،لا یَجزی بِآلائِکَ [ أحَدٌ] (1)،ولا یُحصی نَعماءَکَ أحَدٌ،رَحمَتُکَ وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ وأَ نَا شَیءٌ فَارحَمنی،ومِنَ الخَیراتِ فَارزُقنی،تَقَبَّل صَلاتی وَاسمَع دُعائی،ولا تُعرِض عَنّی یا مَولایَ حینَ أدعوکَ،ولا تَحرِمنی إلهی حینَ أسأَ لُکَ مِن أجلِ خَطایایَ،ولا تَحرِمنی لِقاءَکَ،وَاجعَل مَحَبَّتی وإرادَتی مَحَبَّتَکَ وإرادَتَکَ،وَاکفِنی هَولَ المُطَّلَعِ (2).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً لا یَرتَدُّ،ونَعیماً لا یَنفَدُ،ومُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی أعلی جَنَّةِ الخُلدِ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ العَفافَ وَالتُّقی،وَالعَمَلَ بِما تُحِبُّ وتَرضی،وَالرِّضا بِالقَضاءِ،وَالنَّظَرَ إلی وَجهِکَ.

اللّهُمَّ لَقِّنّی حُجَّتی عِندَ المَماتِ،ولا تُرِنی عَمَلی حَسَراتٍ.

اللّهُمَّ اکفِنی طَلَبَ ما لَم تُقَدِّر لی مِن رِزقٍ،وما قَسَمتَ لی فَائتِنی بِهِ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَوبَةً نَصوحاً تَقبَلُها مِنّی،تُبقی عَلَیَّ بَرَکَتَها،وتَغفِرُ بِها ما مَضی مِن ذُنوبی،وتَعصِمُنی بِها فیما بَقِیَ مِن عُمُری،یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی

ص:413


1- .الزیادة من المصادر الاُخری.
2- المُطَّلَعُ:المَأتیُّ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1109«طلع»).

مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،إنّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)

1749.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الأَحَدِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ الثّانی علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،اِستَوَی الرَّبُّ عَلَی العَرشِ،وقامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ بِحِکمَتِهِ،وزَهَرَتِ النُّجومُ بِأَمرِهِ،ورَسَتِ الجِبالُ بِإِذنِهِ،لا یُجاوِزُ اسمَهُ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،الَّذی دانَت لَهُ الجِبالُ وهِیَ طائِعَةٌ،وَانبَعَثَت لَهُ الأَجسادُ وهِیَ بالِیَةٌ،وبِهِ أحتَجِبُ عَن کُلِّ غاوٍ وباغٍ وطاغٍ،وجَبّارٍ وحاسِدٍ.

وبِسمِ اللّهِ الَّذی جَعَلَ بِهِ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً،وأَحتَجِبُ بِاللّهِ الَّذی جَعَلَ فِی السَّماءِ بُروجاً،وجَعَلَ فیها سِراجاً وقَمَراً مُنیراً،وزَیَّنَها لِلنّاظِرینَ،وحَفِظَها مِن کُلِّ شَیطانٍ رَجیمٍ،وجَعَلَ فِی الأَرضِ رَواسِیَ،جِبالاً أوتاداً،أن یوصَلَ إلَیَّ بِسوءٍ أو فاحِشَةٍ أو بَلِیَّةٍ.

حم،حم «حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» 2 ،حم،حم، «حم عسق کَذلِکَ یُوحِی إِلَیْکَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ اللّهُ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 3 ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وسَلَّمَ تَسلیماً. (2)

3/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الإِثنَینِ

الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الإِثنَینِ (3)

1750.البلد الأمین:دُعاءُ یَومِ الإِثنَینِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

ص:414


1- .مصباح المتهجّد:ص 504 ح 585، البلد الأمین:ص 109، [2]المصباح للکفعمی:ص 108، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 165 ح 16.
2- مصباح المتهجّد:ص 449 ح 555، البلد الأمین:ص 110، [6]المصباح للکفعمی:ص 110 [7] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 289.
3- فی مصباح المتهجّد 9عن أنس قال:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن صَلّی لَیلَةَ الإِثنَینِ أربَعَ رَکَعاتٍ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ سَبعَ مَرّاتٍ،و «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» مَرَّةً واحِدَةً،ویَفصِلُ بَینَهُما بِتَسلیمَةٍ،فَإِذا فَرَغَ یَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»،ومِئَةَ مَرَّةٍ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی جِبریلَ»،أعطاهُ اللّهُ تَعالی سَبعینَ ألفَ قَصرٍ فِی الجَنَّةِ (مصباح المتهجّد:ص 252، 10جمال الاُسبوع:ص 97 و ص 55، 11بحار الأنوار:ج 89 ص 326 ح 34). 12

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی لِلإِسلامِ،وأَکرَمَنی بِالإِیمانِ، وبَصَّرَنی فِی الدّینِ،وشَرَّفَنی بِالیَقینِ،وعَرَّفَنِی الحَقَّ الَّذی عَنهُ یُؤفَکونَ،وَالنَّبَأَ العَظیمَ الَّذی هُم فیهِ مُختَلِفونَ.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی یَرزُقُ القاسِطَ وَالعادِلَ وَالعاقِلَ وَالجاهِلَ،ویَرحَمُ السّاهِیَ وَالغافِلَ، فَکَیفَ الدّاعِیَ السّائِلَ !

ولا إلهَ إلَّااللّهُ اللَّطیفُ بِمَن شَرَدَ عَنهُ مِن مُسرِفی عِبادِهِ؛لِیَرجِعَ عَن عُتُوِّهِ وعِنادِهِ، الرّاضی مِنَ المُنیبِ المُخلِصِ بِدونِ الوُسعِ وَالطّاقَةِ.

وَاللّهُ أکبَرُ الحَلیمُ العَلیمُ،الَّذی لَهُ فی کُلِّ صِنفٍ مِن غَرائِبِ فِطرَتِهِ وعَجائِبِ صَنعَتِهِ آیَةٌ بَیِّنَةٌ توجِبُ لَهُ الرُّبوبِیَّةَ،وعَلی کُلِّ نَوعٍ مِن غَوامِضِ تَقدیرِهِ وحُسنِ تَدبیرِهِ دَلیلٌ واضِحٌ، وشاهِدٌ عَدلٌ،یَقضِیانِ لَهُ بِالوَحدانِیَّةِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مَن یَصرِفُ البَلایا،ویَعلَمُ الخَفایا،ویُجزِلُ العَطایا،سُؤالَ نادِمٍ عَلَی اقتِرافِ الآثامِ،وسالِمٍ عَلَی المَعاصی مِنَ اللَّیالی وَالأَیّامِ؛إذ لَم یَجِد مُجیراً سِواکَ لِغُفرانِکَها (1)،ولا مَوئِلاً (2)یَفزَعُ إلَیهِ لِارتِجاءِ کَشفِ فاقَتِهِ إلّاإیّاکَ،یا جَلیلُ،أنتَ الَّذی عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّکَ وغَمَرَتهُم سَعَةُ رَحمَتِکَ،وشَمَلَتهُم سَوابِغُ نِعَمِکَ،یا کَریمَ المَآبِ،وَالجَوادَ الوَهّابَ،وَالمُنتَقِمَ مِمَّن عَصاهُ بِأَلیمِ العَذابِ،دَعَوتُکَ مُقِرّاً بِالإِساءَةِ عَلی نَفسی؛إذ لَم أجِد مَلجَأً ألجَأُ إلَیهِ فِی اغتِفارِ مَا اکتَسَبتُ،یا خَیرَ مَنِ استُدعِیَ لِبَذلِ الرَّغائِبِ،وأَنجَحَ مَأمولٍ

ص:415


1- .فی بحار الأنوار:« لغفرانها».
2- المَوئِلُ:المَلجأُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1898«وأل»).

لِکَشفِ اللَّوازِبِ (1)،لَکَ عَنَتِ الوُجوهُ فَلا تَرُدَّنی مِنکَ بِالحِرمانِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ.

إلهی وسَیِّدی ومَولایَ ! أیُّ رَبٍّ أرتَجیهِ [سِواکَ] (2)؟أم أیُّ إلهٍ أقصِدُهُ إذا أ لَمَّ بِیَ النَّدَمُ، وأَحاطَت بِیَ المَعاصی ونَکائِبُ خَوفِ النِّقَمِ؟وأَنتَ وَلِیُّ الصَّفحِ ومَأوَی الکَرَمِ.

إلهی ! أتُقیمُنی مَقامَ التَّهَتُّکِ وأَنتَ جَمیلُ السَّترِ؟! وتَسأَ لُنی عَنِ اقتِرافی عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ وقَد عَلِمتَ مَخبِیّاتِ السِّرِّ؟! (3)فَإِن کُنتُ إلهی مُسرِفاً عَلی نَفسی،مُخطِئاً عَلَیها بِانتِهاکِ الحُرُماتِ،ناسِیاً لِمَا اجتَرَمتُ مِنَ الهَفَواتِ،فَأَنتَ لَطیفٌ تَجودُ عَلَی المُسرِفینَ بِرَحمَتِکَ،وتَتَفَضَّلُ عَلَی الخاطِئینَ بِکَرَمِکَ،فَارحَمنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ؛فَإِنَّکَ تُسَکِّنُ إلهی بِتَحَنُّنِکَ رَوعاتِ قُلوبِ الوَجِلینَ،وتُحَقِّقُ بِتَطَوُّلِکَ أمَلَ الآمِلینَ،وتُفیضُ سِجالَ عَطایاکَ عَلی غَیرِ المُستَأهِلینَ،فَآمِنّی بِرَجاءٍ لا یَشوبُهُ قُنوطٌ،وأَمَلٍ لا یُکَدِّرُهُ یَأسٌ،یا مُحیطاً بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وقَد أصبَحتُ سَیِّدی وأَمسَیتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن جَمیلِ امتِنانِکَ رَدُّ سائِلٍ مَأسورٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ خَیرِکَ المَألوفِ.

إلهی ! أنتَ الَّذی عَجَزَتِ الأَوهامُ عَنِ الإِحاطَةِ بِکَ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن نَعتِ ذاتِکَ، فَبِآلائِکَ وطَولِکَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ذُنوبی،وأَوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ الواسِعِ،رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً فی عافِیَةٍ،وأَقِلنِی العَثرَةَ یا غایَةَ أمَلِ الآمِلینَ،وجَبّارَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،وَالباقِیَ بَعدَ فَناءِ الخَلقِ أجمَعینَ،ودَیّانَ (4)یَومِ الدّینِ،وأَنتَ مَولایَ ثِقَةُ مَن لَم یَثِق بِنَفسِهِ لِإِفراطِ حالِهِ،وأَمَلُ مَن لَم یَکُن لَهُ تَأمیلٌ لِکَثرَةِ زَلَلِهِ،ورَجاءُ مَن

ص:416


1- .اللَّزبَةُ:الشِدَّةُ والضیقُ (لسان العرب:ج 1 ص 738« لزب»).
2- الزیادة من بحار الأنوار.
3- فی المصدر:«السّتر»،والتصویب من بحار الأنوار.
4- الدَیّان:القَهّار،وقیل:هو الحاکم والقاضی (النهایة:ج 2 ص 148« دین»).

لَم یَرتَجِ لِنَفسِهِ بِوَسیلَةِ عَمَلِهِ.

إلهی ! فَأَنقِذنی بِرَحمَتِکَ مِنَ المَهالِکِ،وأَحلِلنی دارَ الأَخیارِ،وَاجعَلنی مُرافِقَ الأَبرارِ، وَاغفِر لی ذُنوبَ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،یا مُطَّلِعاً عَلَی الأَسرارِ،وَاحتَمِل عَنّی مَولای أداءَ مَا افتَرَضتَ عَلَیَّ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وَالإِخوانِ وَالأَخَواتِ،بِلُطفِکَ وکَرَمِکَ،یا عَلِیَّ المَلَکوتِ،وأَشرِکنا فی دُعاءِ مَنِ استُجیبَ لَهُ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،إنَّکَ عالِمٌ جَوادٌ کَریمٌ وَهّابٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرینَ. (1)

1751.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یُشهِد أحَداً حینَ فَطَرَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ،ولَا اتَّخَذَ مُعیناً حینَ بَرَأَ النَّسَماتِ،لَم یُشارَک فِی الإِلهِیَّةِ،ولَم یُظاهَر فِی الوَحدانِیَّةِ،کَلَّتِ الأَلسُنُ عَن غایَةِ صِفَتِهِ،وَالعُقولُ عَن کُنهِ (2)مَعرِفَتِهِ،وتَواضَعَتِ الجَبابِرَةُ لِهَیبَتِهِ،وعَنَتِ الوُجوهُ لِخَشیَتِهِ،وَانقادَ کُلُّ عَظیمٍ لِعَظَمَتِهِ،فَلَهُ الحَمدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً، ومُتَوالِیاً مُستَوسِقاً،وصَلاتُهُ عَلی رَسولِهِ أبَداً،وسَلامُهُ دائِماً سَرمَداً.

اللّهُمَّ اجعَل أوَّلَ یَومی هذا صَلاحاً،وأَوسَطَهُ فَلاحاً،وآخِرَهُ نَجاحاً،وأَعوذُ بِکَ مِن یَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ،وأَوسَطُهُ جَزَعٌ،وآخِرُهُ وَجَعٌ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِکُلِّ نَذرٍ نَذَرتُهُ،وکُلِّ وَعدٍ وَعَدتُهُ،وکُلِّ عَهدٍ عاهَدتُهُ ثُمَّ لَم أفِ بِهِ،وأَسأَ لُکَ فی حَملِ مَظالِمِ العِبادِ عَنّا،فَأَیُّما عَبدٍ مِن عَبیدِکَ أو أمَةٍ مِن إمائِکَ،کانَت لَهُ قِبَلی مَظلِمَةٌ ظَلَمتُها إیّاهُ،فی نَفسِهِ أو فی عِرضِهِ،أو فی مالِهِ أو فی أهلِهِ ووَلَدِهِ،أو غیبَةٌ اغتَبتُهُ بِها،أو تَحامُلٌ عَلَیهِ بِمَیلٍ أو هَویً،أو أ نَفَةٍ أو حَمِیَّةٍ،أو رِیاءٍ أو عَصَبِیَّةٍ، غائِباً کانَ أو شاهِداً،حَیّاً کانَ أو مَیِّتاً،فَقَصُرَت یَدی وضاقَ وُسعی عَن رَدِّها إلَیهِ،

ص:417


1- .البلد الأمین:ص 112، بحار الأنوار:ج 90 ص 171 ح 19.
2- کُنهُ الأمرِ:حَقیقَتُه،وقیل:غایَتُه (النهایة:ج 4 ص 206«کنه»).

وَالتَّحَلُّلِ مِنهُ،فَأَسأَ لُکَ یا مَن یَملِکُ الحاجاتِ وهِیَ مُستَجیبَةٌ بِمَشِیَّتِهِ،ومُسرِعَةٌ إلی إرادَتِهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُرضِیَهُ عَنّی بِمَ شِئتَ،وتَهَبَ لی مِن عِندِکَ رَحمَةً،إنَّهُ لا تَنقُصُکَ المَغفِرَةُ،ولا تَضُرُّکَ المَوهِبَةُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ أولِنی فی کُلِّ یَومِ اثنَینِ نِعمَتَینِ (مِنکَ) (1)ثِنتَینِ،سَعادَةً فی أوَّلِهِ بِطاعَتِکَ،ونِعمَةً فی آخِرِهِ بِمَغفِرَتِکَ،یا مَن هُوَ الإِلهُ ولا یَغفِرُ الذُّنوبَ سِواهُ. (2)

1752.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یَومِ الإِثنَینِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وأَنَّ الدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ القَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،حَیَّا اللّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلامِ،وصَلّی عَلَیهِ وعَلی آلِهِ.

اللّهُمَّ ما أصبَحتُ فیهِ مِن عافِیَةٍ فی دینی ودُنیایَ،فَأَنتَ الَّذی أعطَیتَنی ورَزَقتَنی، ووَفَّقتَنی لَهُ وسَتَرتَنی،فَلا حَمَد لی یا إلهی فیما کانَ مِن خَیرٍ،ولا عُذرَ لی فیما کانَ مِنّی مِن شَرٍّ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أتَّکِلَ عَلی ما لا حَمدَ لی فیهِ،أو ما لا عُذرَ لی فیهِ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ بی عَلی جَمیعِ ذلِکَ إلّابِکَ،یا مَن بَلَّغَ أهلَ الخَیرِ [الخَیرَ] (3)وأَعانَهُم عَلَیهِ،بَلِّغنِی الخَیرَ وأَعِنّی عَلَیهِ.

اللّهُمَّ أحسِن عاقِبَتی فِی الاُمورِ کُلِّها،وأَجِرنی مِن مَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ص:418


1- .الإضافة من بحار الأنوار.
2- البلد الأمین:ص 116، المصباح للکفعمی:ص 113، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 176 ح 19.
3- الزیادة من المصادر الاُخری.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وأَسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ رَضِّنی بِقَضائِکَ حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ عَلَیَّ.

اللّهُمَّ أعطِنی ما أحبَبتَ وَاجعَلهُ خَیراً لی،اللّهُمَّ ما أنسَیتَنی فَلا تُنسِنی ذِکرَکَ،وما أحبَبتُ فَلا احِبُّ مَعصِیَتَکَ.

اللّهُمَّ امکُر لی ولا تَمکُر عَلَیَّ،وأَعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وَاهدِنی ویَسِّر لِیَ الهُدی،وأَعِنّی عَلی مَن ظَلَمَنی حَتّی أبلُغَ شاکِراً ذاکِراً فیهِ مَآرِبی.

اللّهُمَّ اجعَلنی لَکَ شاکِراً،لَکَ ذاکِراً،لَکَ مُحِبّاً،لَکَ راهِباً،وَاختِم لی مِنکَ بِخَیرٍ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِلمِکَ الغَیبَ وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أن تُحیِیَنی ما کانَتِ الحَیاةُ خَیراً لی،وأَن تَتَوَفّانی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی،وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ، وَالعَدلَ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وَالقَصدَ فِی الغِنی وَالفَقرِ،وأَن تُحَبِّبَ إلَیَّ لِقاءَکَ فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،وَاختِم لی بِما خَتَمتَ بِهِ لِعِبادِکَ الصّالِحینَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ. (1)

1753.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الإِثنَینِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اُعیذُ نَفسی بِرَبِّیَ الأَکبَرِ مِمّا یَخفی ومِمّا یَظهَرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ انثی وذَکَرٍ،ومِن شَرِّ ما رَأَتِ الشَّمسُ وَالقَمَرُ،قُدّوسٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ، أدعوکُم أیُّهَا الجِنُّ إن کُنتُم سامِعینَ مُطیعینَ،وأَدعوکُم أیُّهَا الإِنسُ إلَی اللَّطیفِ الخَبیرِ، وأَدعوکُم أیُّهَا الجِنُّ وَالإِنسُ إلَی الَّذی خَتَمتُهُ بِخاتَمِ رَبِّ العالَمینَ،وخاتَمِ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وخاتَمِ سُلَیمانَ بنِ داوودَ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وخاتَمِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ

ص:419


1- .مصباح المتهجّد:ص 506 ح 586، البلد الأمین:ص 117، [2]المصباح للکفعمی:ص 115، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 177 ح 20.

المُرسَلینَ وَالنَّبِیّینَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.

أخِّر عَن فُلانِ بنِ فُلانٍ کُلَّما یَغدو ویَروحُ،مِن ذی سَمِّ حَیَّةٍ أو عَقرَبٍ أو ساحِرٍ،أو شَیطانٍ رَجیمٍ،أو سُلطانٍ عَنیدٍ،أخَذتُ عَنهُ [ما] (1)یُری وما لا یُری،وما رَأَت عَینُ نائِمٍ أو یَقَظانَ،بِإِذنِ اللّهِ اللَّطیفِ الخَبیرِ،لا سُلطانَ لَکُم عَلَی اللّهِ،لا شَریکَ لَهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی رَسولِهِ سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ تَسلیماً. (2)

4/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الثَّلاثاءِ

1754.البلد الأمین: دُعاءُ یَومِ الثَّلاثاءِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَیَّ بِاستِحکامِ المَعرِفَةِ وَالإِخلاصِ بِالتَّوحیدِ لَهُ،ولَم یَجعَلنی مِن أهلِ الغَوایَةِ وَالغَباوَةِ وَالشَّکِّ وَالشِّرکِ،ولا مِمَّنِ استَحوَذَ الشَّیطانُ عَلَیهِ فَأَغواهُ وأَضَلَّهُ وَاتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی یُجیبُ المُضطَرَّ،و یَکشِفُ الضُّرَّ،ویَعلَمُ السِّرَّ،ویَملِکُ الخَیرَ وَالشَّرَّ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ الَّذی یَحلُمُ عَن عَبدِهِ إذا عَصاهُ،ویَتَلَقّاهُ بِالإِسعافِ وَالتَّلبِیَةِ إذا دَعاهُ،وَاللّهُ أکبَرُ البَسیطُ مُلکُهُ،المَعدومُ شِرکُهُ،المَجیدُ عَرشُهُ،الشَّدیدُ بَطشُهُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مَن لَم یَجِد لِسُؤالِهِ مَسؤولاً سِواکَ،وأَعتَمِدُ عَلَیکَ اعتِمادَ مَن لَم یَجِد لِاعتِمادِهِ مُعتَمَداً غَیرَکَ؛لِأَ نَّکَ الأَوَّلُ الَّذِی ابتَدَأتَ الاِبتِداءَ،فَکَوَّنتَهُ (3)بِأَیدی

ص:420


1- .الزیادة من المصادر الاُخری.
2- مصباح المتهجّد:ص 460 ح 561: البلد الأمین:ص 118، [2]المصباح للکفعمی:ص 115، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 179 ح 21.
3- فی المصدر:«فلویته»،وما فی المتن من بحار الأنوار.

تَلَطُّفِکَ فَاستَکانَ عَلی مَشِیَّتِکَ مُنشَأً،کَما أمَرتَ بِإِحکامِ التَّقدیرِ،وأَنتَ أجَلُّ وأَعَزُّ مِن أن تُحیطَ العُقولُ بِمَبلَغِ وَصفِکَ.

أنتَ العالِمُ الَّذی لا یَعزُبُ عَنکَ مِثقالُ الذَّرِّ فِی الأَرضِ وَالسَّماءِ،وَالجَوادُ الَّذی لا یُبخِلُکَ إلحاحُ المُلِحّینَ،فَإِنَّما أمرُکَ لِشَیءٍ إذا أرَدتَهُ أن تَقولَ لَهُ:کُن،فَیَکونُ.أمرُکَ ماضٍ،ووَعدُکَ حَتمٌ،وحُکمُکُ عَدلٌ،لا یَعزُبُ عَنکَ شَیءٌ،وإلَیکَ مَرَدُّ کُلِّ شَیءٍ، احتَجَبتَ بِآلائِکَ فَلَم تُرَ،وشَهِدتَ کُلَّ نَجوی،وتَعالَیتَ عَلَی العُلی،وتَفَرَّدتَ بِالکِبرِیاءِ، وتَعَزَّزتَ بِالقُدرَةِ وَالبَقاءِ،فَلَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،ولَکَ الشُّکرُ فِی البَدءِ وَالعُقبی.

أنتَ إلهی حَلیمٌ قادِرٌ،رَؤوفٌ غافِرٌ،ومَلِکٌ قاهِرٌ،ورازِقٌ بَدیعٌ،مُجیبٌ سَمیعٌ،بِیَدِکَ نَواصِی العِبادِ ونَواحِی البِلادِ،حَیٌّ قَیّومٌ،جَوادٌ ماجِدٌ،رَحیمٌ کَریمٌ.

أنتَ إلهِی المالِکُ الَّذی مَلَکتَ المُلوکَ،فَتَواضَعَ لِهَیبَتِکَ الأَعِزّاءُ،ودانَ لَکَ بِالطّاعَةِ الأَولِیاءُ،فَاحتَوَیتَ بِإِلهِیَّتِکَ عَلَی المَجدِ وَالسَّناءِ،ولا یَؤُودُکَ حِفظُ خَلقِکَ،ولا قَلَّت عَطایاکَ بِمَن مَنَحتَهُ سَعَةَ رِزقِکَ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،سَتَرتَ عَلَیَّ عُیوبی،وأَحصَیتَ عَلَیَّ ذُنوبی،وأَکرَمتَنی بِمَعرِفَةِ دینِکَ،ولَم تَهتِک عَنّی جَمیلَ سِترِکَ یا حَنّانُ،ولَم تَفضَحنی یا مَنّانُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُوَسِّعَ عَلَیَّ مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً حَلالاً طَیِّباً،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوباً (1)حالَت بَینی وبَینَکَ بِاقتِرافی لَها،فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَیَّ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ،وتُنقِذَنی مِن ألیمِ عُقوبَتِکَ،وتُدرِجَنی دَرَجَ المُکرَمینَ،وتُلحِقَنی مَولایَ بِالصّالِحینَ،مَعَ «اَلَّذِینَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِکَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْکُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ

ص:421


1- .فی بحار الأنوار:«... حَلالاً طَیِّباً هَنیئاً مَریئاً صَبّاً صَبّاً،وأَسأَ لُکَ یا إلهی أماناً مِن عُقوبَتِکَ،وأَسأَ لُکَ سُبوغَ نِعمَتِکَ ودَوامَ عافِیَتِکَ ومَحَبَّةَ طاعَتِکَ،وَاجتِنابَ مَعصِیَتِکَ،وحُلولَ جَنَّتِکَ،إنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ،إلهی إن کُنتُ اقتَرَفتُ ذُنوباً حالَت بَینی وبَینَکَ بِاقتِرافی لَها...».

بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» 1 ،بِصَفحِکَ وتَغَمُّدِکَ یا رَؤوفُ یا رَحیمُ.

رَبِّ،أسأَ لُکَ الصَّلاةَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَحتَمِلَ عَنّی واجِبَ [حُقوقِ] الآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وأَدِّ حُقوقَهُم عَنّی،وأَلحِقنی مَعَهُم بِالأَبرارِ،وَالإِخوانِ وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ، وَالمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَاغفِر لی ولَهُم جَمیعاً،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ. (1)

1755.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ،وَالحَمدُ حَقُّهُ کَما یَستَحِقُّهُ،حَمداً کَثیراً، وأَعوذُ بِهِ مِن شَرِّ نَفسی؛ «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّی» 3 ،وأَعوذُ بِهِ مِن شَرِّ الشَّیطانِ الَّذی یَزیدُنی ذَنباً إلی ذَنبی،وأَحتَرِزُ بِهِ مِن کُلِّ جَبّارٍ فاجِرٍ،وسُلطانٍ جائِرٍ، وعَدُوٍّ قاهِرٍ.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِن جُندِکَ فَإِنَّ جُندَکَ هُمُ الغالِبونَ،وَاجعَلنی مِن أولِیائِکَ فَإِنَّ أولِیاءَکَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ.

اللّهُمَّ أصلِح لی دینی فَإِنَّهُ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی آخِرَتی فَإِنَّها دارُ مَقَرّی،وإلَیها مِن مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرّی،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَالوَفاةَ زاجِراً (2)لی مِن کُلِّ شَرٍّ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وتَمامِ عِدَّةِ المُرسَلینَ،وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وأَصحابِهِ المُنتَجَبینَ،وهَب لی فِی الثَّلاثاءِ ثَلاثاً؛لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ، ولا غَمّاً إلّاأذهَبتَهُ،ولا عَدُوّاً إلّادَفَعتَهُ،بِسمِ اللّهِ خَیرِ الأَسماءِ،بِسمِ اللّهِ رَبِّ الأَرضِ

ص:422


1- البلد الأمین:ص 120، بحار الأنوار:ج 90 ص 183 ح 23.
2- راحَةً (خ ل).

وَالسَّماءِ،أستَدفِعُ کُلَّ مَکروهٍ أوَّلُهُ سَخَطُهُ،وأَستَجلِبُ کُلَّ مَحبوبٍ أوَّلُهُ رِضاهُ،فَاختِم لی مِنکَ بِالغُفرانِ یا وَلِیَّ الإِحسانِ. (1)

1756.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یَومِ الثَّلاثاءِ:

مَرحباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینَ،حَیَّا اللّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلامِ،وصَلّی عَلَیهِ وآلِهِ،أصبَحتُ أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی وأَهلی ومالی ووَلَدی.

اللّهُمَّ استُر عَوراتی،وأَجِب دَعَواتی،وَاحفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی.

اللّهُمَّ إن رَفَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَضَعُنی؟وإن تَضَعنی فَمَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی؟

اللّهُمَّ لا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً،ولا لِلفِتنَةِ نَصَباً،ولا تُتبِعنی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی [وقِلَّةَ حیلَتی] (2)وتَضَرُّعی.

أعوذُ بِکَ مِن جَمیعِ غَضَبِکَ (3)فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ مِن جَمیعِ عَذابِکَ فَأَجِرنی، وأَستَنصِرُکَ عَلی عَدُوّی فَانصُرنی،وأَستَعینُ بِکَ فَأَعِنّی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فَاکفِنی، وأَستَهدیکَ فَاهدِنی،وأَستَعصِمُکَ فَاعصِمنی،وأَستَغفِرُکَ فَاغفِر لی،وأَستَرحِمُکَ فَارحَمنی،وأَستَرزِقُکَ فَارزُقنی.

ص:423


1- .البلد الأمین:ص 123، المصباح للکفعمی:ص 118، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 187 ح 25.
2- الزیادة من المصادر الاُخری.
3- فی المصادر الاُخری:«خلقک».

سُبحانَکَ مَن ذا یَعلَمُ ما أنتَ ولا یَخافُکَ،ومَن یَعرِفُ قُدرَتَکَ ولا یَهابُکَ،سُبحانَکَ رَبَّنا !

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً دائِماً،وقَلباً خاشِعاً،وعِلماً نافِعاً،ویَقیناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ دیناً قَیِّماً،وأَسأَ لُکَ رِزقاً واسِعاً.

اللّهُمَّ لا تَقطَع رَجاءَنا،ولا تُخَیِّب دُعاءَنا،ولا تُجهِد بَلاءَنا،وأَسأَ لُکَ العافِیَةَ وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ الغَناءَ عَنِ النّاسِ أجمَعینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا مُنتَهی هِمَّةِ الرّاغِبینَ،وَالمُفَرِّجَ عَنِ المَهمومینَ،ویا مَن إذا أرادَ شَیئاً فَبِحَسبِهِ (1)أن یَقولَ لَهُ:کُن، فَیَکونُ.

اللّهُمَّ إنَّ کُلَّ شَیءٍ لَکَ،وکُلَّ شَیءٍ بِیَدِکَ،وکُلَّ شَیءٍ إلَیکَ یَصیرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا رادَّ لِما قَضَیتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا مُعَسِّرَ لِما یَسَّرتَ،ولا مُعَقِّبَ لِما حَکَمتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ، ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،ما شِئتَ کانَ وما لَم تَشَأ لَم یَکُن.

اللّهُمَّ فَما قَصُرَ عَنهُ عَمَلی ورَأیی،ولَم تَبلُغهُ مَسأَلَتی مِن خَیرٍ وَعَدتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،وخَیرِ ما أنتَ مُعطیهِ أحَداً مِن خَلقِکَ،فَإِنّی أسأَ لُکَ وأَرغَبُ إلَیکَ فیهِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (2)

1757.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الثَّلاثاءِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اُعیذُ نَفسی بِاللّهِ الأَکبَرِ،رَبِّ السَّماواتِ القائِماتِ بِلا عَمَدٍ، وبِالَّذی خَلَقَها فی یَومَینِ،وقَضی فی کُلِّ سَماءٍ أمرَها،وخَلَقَ الأَرضَ فی یَومَینِ وقَدَّرَ

ص:424


1- .فی المصادر الاُخری:«فحسبه».
2- مصباح المتهجّد:ص 507 ح 587، البلد الأمین:ص 124، [2]المصباح للکفعمی:ص 119، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 188 ح 26.

فیها أقواتَها،وجَعَلَ فیها جِبالاً أوتاداً،وجَعَلَها فِجاجاً (1)سُبُلاً،وأَنشَأَ السَّحابَ وسَخَّرَهُ،وأَجرَی الفُلکَ،وسَخَّرَ البَحرَ،وجَعَلَ فِی الأَرضِ رَواسِیَ وأَنهاراً،مِن شَرِّ ما یَکونُ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وتَعقِدُ عَلَیهِ القُلوبُ،وتَراهُ العُیونُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،کَفانَا اللّهُ، کَفانَا اللّهُ،کَفانَا اللّهُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ تَسلیماً. (2)

5/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الأَربِعاءِ

1758.البلد الأمین: دُعاءُ یَومِ الأَربِعاءِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَرضاتُهُ فِی الطَّلَبِ إلَیهِ وَالتِماسِ ما لَدَیهِ، وسَخَطُهُ فی تَرکِ الإِلحاحِ فِی المَسأَلَةِ عَلَیهِ،وسُبحانَ اللّهِ شاهِدِ کُلِّ نَجوی بِعِلمِهِ،ومُبایِنِ کُلِّ جِسمٍ بِنَفسِهِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الَّذی لا یُدرَکُ بِالعُیونِ وَالأَبصارِ،ولا یُجهَلُ بِالعُقولِ وَالأَلبابِ،ولا یَخلو مِنَ الضَّمیرِ،ویَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،وَاللّهُ أکبَرُ المُتَجَلِّلُ عَن صِفاتِ المَخلوقینَ،المُطَّلِعُ عَلی ما فی قُلوبِ الخَلائِقِ أجمَعینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مَن لا یَمَلُّ دُعاءَ رَبِّهِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ غَریقٍ یَرجو کَشفَ کَربِهِ،وأَبتَهِلُ إلَیکَ ابتِهالَ تائِبٍ مِن ذُنوبِهِ،وأَنتَ الرَّؤوفُ الَّذی مَلَکتَ الخَلائِقَ کُلَّهُم، وفَطَرتَهُم أجناساً مُختَلِفاتِ الأَلوانِ وَالأَقدارِ عَلی مَشِیَّتِکَ،قَدَّرتَ آجالَهُم وأَرزاقَهُم،فَلَم یَتَعاظَمکَ خَلقُ خَلقٍ حَتّی کَوَّنتَهُ کَما شِئتَ،مُختَلِفاً مِمّا شِئتَ،فَتَعالَیتَ وتَجَبَّرتَ عَنِ اتِّخاذِ وَزیرٍ،وتَعَزَّزتَ مِن مُؤامَرَةِ شَریکٍ،وتَنَزَّهتَ عَنِ اتِّخاذِ الأَبناءِ،وتَقَدَّستَ عَن

ص:425


1- .الفِجاجُ:جمع فجّ؛وهو الطریق الواسع (النهایة:ج 3 ص 412« فجج»).
2- مصباح المتهجّد:ص 468 ح 566 البلد الأمین:ص 125، [3]المصباح للکفعمی:ص 121، [4]بحار الأنوار:ج 90 ص 190 ح 27.

مُلامَسَةِ النِّساءِ،فَلَیسَتِ الأَبصارُ بِمُدرِکَةٍ لَکَ،ولَا الأَوهامُ واقِعَةٌ عَلَیکَ،ولَیسَ لَکَ شَریکٌ ولا نِدٌّ ولا عَدیلٌ ولا نَظیرٌ.

أنتَ الفَردُ الواحِدُ الدّائِمُ،الأَوَّلُ الآخِرُ،وَالعالِمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القائِمُ،الَّذی لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ،لا توصَفُ بِوَصفٍ،ولا تُدرَکُ بِوَهمٍ،ولا یُغَیِّرُکَ فی مَرِّ الدُّهورِ صَرفٌ،کُنتَ أزَلِیّاً لَم تَزَل ولا تَزالُ،وعِلمُکَ بِالأَشیاءِ فِی الخَفاءِ کَعِلمِکَ بِها فِی الإِجهارِ وَالإِعلانِ،فَیا مَن ذَلَّ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ،وخَضَعَت لِعِزَّتِهِ الرُّؤَساءُ،ومَن کَلَّت عَن بُلوغِ ذاتِهِ ألسُنُ البُلَغاءِ،ومَن أحکَمَ تَدبیرَ الأَشیاءِ،وَاستَعجَمَت عَن إدراکِهِ عِبارَةُ عُلومِ العُلَماءِ،أ تُعَذِّبُنی بِالنّارِ وأَنتَ أمَلی؟! أو تُسَلِّطُها عَلَیَّ بَعدَ إقراری لَکَ بِالتَّوحیدِ، وخُضوعی وخُشوعی لَکَ بِالسُّجودِ؟! أو تُلَجلِجُ لِسانی فِی المَوقِفِ،وقَد مَهَّدتَ لی بِمَنِّکَ سُبُلَ الوُصولِ إلَی التَّحمیدِ وَالتَّسبیحِ وَالتَّمجیدِ؟!

فَیا غایَةَ الطّالِبینَ،وأَمنَ الخائِفینَ،وعِمادَ المَلهوفینَ،وغِیاثَ المُستَغیثینَ،وجارَ المُستَجیرینَ،وکاشِفَ ضُرِّ المَکروبینَ،ورَبَّ العالَمینَ،وأَرحَمَ الرّاحِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتُب عَلَیَّ،وأَلبِسنِی العافِیَةَ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً، وَاجعَلنی مِنَ التَّوّابینَ.

اللّهُمَّ إن کُنتَ کَتَبتَنی شَقِیّاً عِندَکَ،فَإِنّی أسأَ لُکَ بِمَعاقِدِ العِزِّ وبِالکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ الَّتی لا یُقاوِمُها مُتَکَبِّرٌ ولا عَظیمٌ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُحَوِّلَنی سَعیداً، فَإِنَّکَ تُجرِی الاُمورَ عَلی إرادَتِکَ،وتُجیرُ ولا یُجارُ عَلَیکَ یا قَدیرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ الخَبیرُ،تَعلَمُ ما فی نَفسی ولا أعلَمُ ما فی نَفسِکَ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَالطُف بی،فَقَدیماً لَطُفتَ بِمُسرِفٍ عَلی نَفسِهِ،غَریقٍ فی بُحورِ خَطیئَتِهِ،أسلَمَتهُ لِلحُتوفِ کَثرَةُ زَلَلِهِ،وتَطَوَّل عَلَیَّ یا مُتَطَوِّلاً عَلَی المُذنِبینَ بِالعَفوِ وَالصَّفحِ،فَإِنَّکَ لَم تَزَل آخِذاً بِالفَضلِ وَالصَّفحِ عَلَی العاثِرینَ،ومَن وَجَبَ لَهُ بِاجتِرِائِهِ عَلَی

ص:426

الآثامِ حُلولُ دارِ البَوارِ.

یا عالِمَ الخَفِیّاتِ وَالأَسرارِ،یا جَبّارُ یا قَهّارُ،وما ألزَمتَنیهِ مَولایَ مِن فَرضِ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وواجِبِ حُقوقِهِم مَعَ الإِخوانِ وَالأَخَواتِ،فَاحتَمِل ذلِکَ عَنّی إلَیهِم،وأَدِّهِ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،وَاغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

1759.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ اللَّیلَ لِباساً،وَالنَّومَ سُباتاً،وجَعَلَ النَّهارَ نُشوراً،لَکَ الحَمدُ أن بَعَثتَنی مِن مَرقَدی ولَو شِئتَ جَعَلتَهُ سَرمَداً (2)،حَمداً دائِماً لا یَنقَطِعُ أبَداً،ولا یُحصی لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ أن خَلَقتَ فَسَوَّیتَ،وقَدَّرتَ وقَضَیتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ،وأَمرَضتَ وشَفَیتَ،وعافَیتَ وأَبلَیتَ،وعَلَی العَرشِ استَوَیتَ،وعَلَی المُلکِ احتَوَیتَ،أدعوکَ دُعاءَ مَن ضَعُفَت وَسیلَتُهُ،وَانقَطَعَت حیلَتُهُ،وَاقتَرَبَ أجَلُهُ،وتَدانی فِی الدُّنیا أمَلُهُ،وَاشتَدَّت إلی رَحمَتِکَ فاقَتُهُ،وعَظُمَت لِتَفریطِهِ حَسرَتُهُ،وکَثُرَت زَلَّتُهُ وعَثرَتُهُ،وخَلُصَت لِوَجهِکَ تَوبَتُهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وَارزُقنی شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ولا تَحرِمنی صُحبَتَهُ،إنَّکَ أنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اقضِ لی فِی الأَربِعاءِ أربَعاً؛اِجعَل قُوَّتی فی طاعَتِکَ،ونَشاطی فی عِبادَتِکَ، ورَغبَتی فی ثَوابِکَ،وزُهدی فیما یوجِبُ لی ألیمَ عِقابِکَ،إنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ. (3)

1760.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یومِ الأَربِعاءِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن

ص:427


1- .البلد الأمین:ص 127، بحار الأنوار:ج 90 ص 193 ح 29.
2- السرمَدُ:الدائمُ الذی لا ینقطع (النهایة:ج 2 ص 363« سرمد»)
3- البلد الأمین:ص 131، المصباح للکفعمی:ص 123، [5]بحار الأنوار:ج 90 ص 200 ح 31.

لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،حَیَّا اللّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلامِ،وصَلّی عَلَیهِ وعَلی آلِهِ.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِن أفضَلِ عِبادِکَ نَصیباً فی کُلِّ خَیرٍ تَقسِمُهُ فی هذَا الیَومِ،مِن نورٍ تَهدی بِهِ،أو رِزقٍ تَبسُطُهُ،أو ضُرٍّ تَکشِفُهُ،أو بَلاءٍ تَصرِفُهُ،أو شَرٍّ تَدفَعُهُ،أو رَحمَةٍ تَنشُرُها، أو مُصیبَةٍ تَصرِفُها.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَد سَلَفَ مِن ذُنوبی،وَاعصِمنی فیما بَقِیَ مِن عُمُری،وَارزُقنی عَمَلاً تَرضی بِهِ عَنّی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی شَیءٍ مِن کُتُبِکَ، أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أن تَجعَلَ القُرآنَ رَبیعَ قَلبی،وشِفاءَ صَدری،ونورَ بَصَری،وذَهابَ هَمّی وحُزنی،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ.

اللّهُمَّ رَبَّ الأَرواحِ الفانِیَةِ،ورَبَّ الأَجسادِ البالِیَةِ،أسأَ لُکَ بِطاعَةِ الأَرواحِ البالِغَةِ إلی عُروقِها،وبِطاعَةِ القُبورِ المُنشَقَّةِ عَن أهلِها،وبِدَعوَتِکَ الصّادِقَةِ فیهِم،وأَخذِکَ الحَقَّ بَینَهُم وبَینَ الخَلائِقِ،فَلا یَنطِقونَ مِن مَخافَتِکَ،یَرجونَ رَحمَتَکَ،ویَخافونَ عَذابَکَ،أسأَ لُکَ النّورَ فی بَصَری،وَالیَقینَ فی قَلبی،وَالإِخلاصَ فی عَمَلی،وذِکرَکَ عَلی لِسانی أبَداً ما أبقَیتَنی.

اللّهُمَّ ما فَتَحتَ لی مِن بابِ طاعَةٍ فَلا تُغلِقهُ عَنّی أبَداً،وما أغلَقتَ عَنّی مِن بابِ مَعصِیَةٍ فَلا تَفتَحهُ عَلَیَّ أبَداً.

اللّهُمَّ ارزُقنی حَلاوَةَ الإِیمانِ،وطَعمَ المَغفِرَةِ،ولَذَّةَ الإِسلامِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ، إنَّهُ لا یَملِکُ ذلِکَ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن اضِلَّ أو اضَلَّ،أو اذِلَّ أو اذَلَّ،أو أظلِمَ أو اظلَمَ،أو أجهَلَ أو

ص:428

یُجهَلَ عَلَیَّ،أو أجورَ أو یُجارَ عَلَیَّ،أخرِجنی مِنَ الدُّنیا مَغفوراً لی [ذَنبی ومَقبولاً] (1)عَمَلی،وأَعطِنی کِتابی بِیَمینی،وَاحشُرنی فی زُمرَةِ نَبِیّی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ کَثیراً،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (2)

1761.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الأَربِعاءِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اُعیذُ نَفسی بِالأَحَدِ الصَّمَدِ،مِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی العُقَدِ،ومِن شَرِّ ابنِ قِترَةَ (3)وما وَلَدَ،أستَعیذُ بِاللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الأَعلی،مِن شَرِّ ما رَأَت عَینی وما لَم تَرَهُ،أستَعیذُ بِاللّهِ الواحِدِ الفَردِ الکَبیرِ الأَعلی،مِن شَرِّ مَن أرادَنی بِأَمرٍ عَسیرٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی فی جِوارِکَ وحِصنِکَ الحَصینِ،العَزیزِ الجَبّارِ،المَلِکِ القُدّوسِ القَهّارِ،السَّلامِ المُؤمِنِ المُهَیمِنِ الغَفّارِ،عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرِ المُتَعالِ،هُوَ اللّهُ،هُوَ اللّهُ،هُوَ اللّهُ لا شَریکَ لَهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ کَثیراً دائِماً. (4)

6/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الخَمیسِ

1762.البلد الأمین: دُعاءُ یَومِ الخَمیسِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَهُ فی کُلِّ نَفَسٍ مِنَ الأَنفاسٍ وخَطرَةٍ مِنَ الخَطَراتِ مِنّا مِنَنٌ لا تُحصی،وفی کُلِّ لَحظَةٍ مِنَ اللَّحَظاتِ نِعَمٌ لا تُنسی،وفی کُلِّ حالٍ مِنَ الحالاتِ عائِدَةٌ لا تَخفی.

ص:429


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- مصباح المتهجّد:ص 509 ح 588، البلد الأمین:ص 132، [2]المصباح للکفعمی:ص 124، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 201 ح 32.
3- قِترَة:اسم إبلیس لعنه اللّه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1438«قتر»).
4- مصباح المتهجّد:ص 479 ح 571، البلد الأمین:ص 133، [6]المصباح للکفعمی:ص 126، [7]بحار الأنوار:ج 90 ص 203 ح 34.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی یَقهَرُ القَوِیَّ،ویَنصُرُ الضَّعیفَ،ویَجبُرُ الکَسیرَ،ویُغنِی الفَقیرَ، ویَقبَلُ الیَسیرَ (1)،ویُعطِی الکَثیرَ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ السّابِغُ النِّعمَةِ،البالِغُ الحِکمَةِ،الدّامِغُ الحُجَّةِ،الواسِعُ الرَّحمَةِ،المانِعُ العِصمَةِ.

وَاللّهُ أکبَرُ ذُو السُّلطانِ المَنیعِ،وَالبُنیانِ الرَّفیعِ،وَالإِنشاءِ البَدیعِ،وَالحِسابِ السَّریعِ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ خَیرِ النَّبِیّینَ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ الخائِفِ مِن وَقفَةِ المَوقِفِ،الوَجِلِ مِنَ العَرضِ،المُشفِقِ مِنَ الخَشیَةِ لِبَوائِقِ (2)القِیامَةِ (3)،المَأخوذِ عَلَی الغِرَّةِ (4)،النّادِمِ عَلی خَطیئَتِهِ،المَسؤولِ المُحاسَبِ،المُثابِ المُعاقَبِ،الَّذی لَم یُکِنُّهُ (5)عَنکَ مَکانٌ،ولا وَجَدَ مَفَرّاً إلّاإلَیکَ،سُؤالَ مُتَنَصِّلٍ مِن سَیِّءِ عَمَلِهِ،مُقِرٍّ قَد أحاطَت بِهِ الهُمومُ وضاقَت عَلَیهِ رَحائِبُ التُّخومِ،موقِنٍ بِالمَوتِ،مُبادِرٍ بِالتَّوبَةِ قَبلَ الفَوتِ،إن مَنَنتَ بِها عَلَیهِ وعَفَوتَ عَنهُ فَأَنتَ یا إلهی رَجائی إذ ضاقَ عَنِّی الرَّجاءُ،ومَلجَئی إذ لَم أجِد فِناءً لِلاِلتِجاءِ،تَوَحَّدتَ سَیِّدی بِالعِزِّ وَالعَلاءِ، وتَفَرَّدتَ بِالوَحدانِیَّةِ وَالبَقاءِ،وأَنتَ المُتَعَزِّزُ الفَردُ المُتعالِ ذُو المَجدِ،فَلَکَ رَبِّیَ الحَمدُ،لا یُواری مِنکَ مَکانٌ ولا یُغَیِّرُکُ زَمانٌ.

تَأَ لَّفتَ بِلُطفِکَ الفَرَقَ،وفَلَقتَ بِقُدرَتِکَ الفَلَقَ،وأَنَرتَ بِکَرَمِکَ دَیاجِیَ الغَسَقِ، وأَجرَیتَ الأَمواهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیاخیدِ (6)عَذباً واُجاجاً،وأَنهَرتَ مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً،وجَعَلتَ لِلبَرِیَّةِ سِراجاً وَهّاجاً،ولِلقَمَرِ وَالنُّجومِ أبراجاً (7)،مِن غَیرِ أن تُمارِسَ

ص:430


1- .القلیل (خ ل).
2- البَوائِقُ:أی الغوائل والشرور (مجمع البحرین:ج 1 ص 203«بوق»).
3- فی بحار الأنوار:«... المُشفِقُ مِنَ الحِسابِ،المُستَعیذُ مِن بَوائِقِ القِیامَةِ».
4- فی المصدر:«العزّة»،وما اثبتناه من بحار الأنوار. والغِرَّةُ:الغفلة (النهایة:ج 3 ص 354«غرر»).
5- الکِنّ والکِنّة والکِنان:وِقاء کلّ شیء وسِتره (لسان العرب:ج 13 ص 360« کنن»).
6- الصیخودُ:واحد الصیاخید وهی الصخرة الشدیدةُ الصُلبة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1013«صخد»).
7- فی بحار الأنوار:« وجَعَلتَ الشَّمسَ للبریّة سراجاً وَهّاجاً وَالقَمَرَ والنجومَ أبراجاً».

فیمَا ابتَدَأتَ لُغوباً (1)وعِلاجاً،وأَنتَ إلهُ کُلِّ شَیءٍ وخالِقُهُ،وجَبّارُ کُلِّ مَخلوقٍ ورازِقُهُ، فَالعَزیزُ مَن أعزَزتَ،وَالذَّلیلُ مَن أذلَلتَ،وَالسَّعیدُ مَن أسعَدتَ،وَالشَّقِیُّ مَن أشقَیتَ، وَالغَنِیُّ مَن أغنَیتَ،وَالفَقیرُ مَن أفقَرتَ.

أنتَ وَلِیّی ومَولایَ،وعَلَیکَ رِزقی،وبِیَدِکَ ناصِیَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،وعُد بِفَضلِکَ عَلی عَبدٍ غَمَرَهُ جَهلُهُ،وَاستَولی عَلَیهِ التَّسویفُ حَتّی سالَمَ الأَیّامَ،فَاعتَقَدَ المَحارِمَ وَالآثامَ،فَاجعَلنی سَیِّدی عَبداً یَفزَعُ إلَی التَّوبَةِ،فَإِنَّها مَفزَعُ المُذنِبینَ،وأَغنِنی بِجودِکَ الواسِعِ عَنِ المَخلوقینَ،ولا تُحوِجنی إلی شِرارِ العالَمینَ، وهَب لی عَفوَکَ فی مَوقِفِ یَومِ الدّینِ،فَإِنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وأَجوَدُ الأَجوَدینَ،وأَکرَمُ الأَکرَمینَ.

یا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنی،وَالأَمثالُ العُلیا،وجَبّارَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،إلَیکَ قَصَدتُ راجِیاً،فَلا تَرُدَّنی عَن سَنِیِّ مَواهِبِکَ صِفراً،إنَّکَ جَوادٌ مِفضالٌ،یا رَؤوفاً بِالعِبادِ، ومَن هُوَ لَهُم بِالمِرصادِ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُجزِلَ ثَوابی، وتُحسِنَ مَآبی،وتَستُرَ عُیوبی،وتَغفِرَ ذُنوبی،وأَنقِذنی مَولایَ بِفَضلِکَ مِن ألیمِ العَذابِ، إنَّکَ کَریمٌ وَهّابٌ،فَقَد ألقَتنِی السَّیِّئاتُ وَالحَسَناتُ بَینَ عِقابٍ وثَوابٍ،وقَد رَجَوتُکَ أن تَکونَ بِلُطفِکَ تَتَغَمَّدُ عَبدَکَ المُقِرَّ بِفَوادِحِ العُیوبِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،یا غافِرَ الذُّنوبِ، وتَصفَحُ عَن زَلَلِهِ،فَلَیسَ لی سَیِّدی رَبٌّ أرتَجیهِ غَیرُکَ،ولا إلهَ أسأَ لُهُ جَبرَ فاقَتی ومَسکَنَتی سِواکَ،فَلا تَرُدَّنی مِنکَ بِالخَیبَةِ،یا مُقیلَ العَثَراتِ،وکاشِفَ الکُرُباتِ، وسُرَّنی فَإِنّی لَستُ بِأَوَّلِ مَن سَرَرتَهُ،یا وَلِیَّ النِّعَمِ،وشَدیدَ النِّقَمِ،ودائِمَ المَجدِ وَالکَرَمِ، وَاخصُصنی مِنکَ بِمَغفِرَةٍ لا یُقارِبُها شَقاءٌ،وسَعادَةٍ لا یُدانیها أذیً،وأَلهِمنی تُقاکَ ومَحَبَّتَکَ،وجَنِّبنی موبِقاتِ مَعصِیَتِکَ،ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَیَّ سُلطاناً،إنَّکَ أهلُ التَّقوی

ص:431


1- .اللغَبُ:التَعبُ والإعیاءُ (النهایة:ج 4 ص 256«لغب»).

وأَهلُ المَغفِرَةِ،وقَد دَعَوتُکَ وتَکَفَّلتَ بِالإِجابَةِ،ولا تُخَیِّب سائِلیکَ،ولا تَخذُل طالِبیکَ، ولا تَرُدَّ آمِلیکَ،یا خَیرَ مَأمولٍ بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ وفَردانِیَّتِکَ ورُبوبِیَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ.

وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،لَطیفٌ لِما تَشاءُ، وأَدرِجنی دَرَجَ مَن أوجَبتَ لَهُ حُلولَ دارِ کَرامَتِکَ مَعَ أصفِیائِکَ،وأَهلِ اختِصاصِکَ، بِجَزیلِ مَواهِبِکَ فی دَرَجاتِ جَنّاتِکَ،مَعَ الَّذینَ أنعَمتَ عَلَیهِم مِنَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،ومَا افتَرَضتَ عَلَیَّ فَاحتَمِلهُ عَنّی إلی مَن أوجَبتَ حُقوقَهُ،مِنَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ،وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ،وَاغفِر لی ولَهُم مَعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ واسِعُ البَرَکاتِ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ وسَلَّمَ تَسلیماً. (1)

1763.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِاللَّیلِ مُظلِماً بِقُدرَتِهِ،وجاءَ بِالنَّهارِ مُبصِراً بِرَحمَتِهِ،وکَسانی ضِیاءَهُ وأَ نَا فی نِعمَتِهِ.اللّهُمَّ فَکَما أبقَیتَنی لَهُ فَأَبقِنی لِأَمثالِهِ، وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَفجَعنی فیهِ وفی غَیرِهِ مِنَ اللَّیالی وَالأَیّامِ،بِارتِکابِ المَحارِمِ وَاکتِسابِ المَآثِمِ،وَارزُقنی خَیرَهُ وخَیرَ ما فیهِ وخَیرَ ما بَعدَهُ،وَاصرِف عَنّی شَرَّهُ وشَرَّ ما فیهِ وشَرَّ ما بَعدَهُ.

اللّهُمَّ إنّی بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ،وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِمُحَمَّدٍ المُصطَفی صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أستَشفِعُ لَدَیکَ،فَاعرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِیَ الَّتی رَجَوتُ بِها قَضاءَ حاجَتی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اقضِ لی فِی الخَمیسِ خَمساً،لا یَتَّسِعُ لَها إلّاکَرَمُکَ،ولا یُطیقُها إلّانِعَمُکَ؛

ص:432


1- .البلد الأمین:ص 135، بحار الأنوار:ج 90 ص 207 ح 35.

سَلامَةً أقوی بِها عَلی طاعَتِکَ،وعِبادَةً أستَحِقُّ بِها جَزیلَ مَثوبَتِکَ،وسَعَةً فِی الحالِ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ،وأَن تُؤمِنَنی فی مَواقِفِ الخَوفِ بِأَمنِکَ،وتَجعَلَنی مِن طَوارِقِ الهُمومِ وَالغُمومِ فی حِصنِکَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلهُ لی شافِعاً یَومَ القِیامَةِ نافِعاً (1)،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (2)

1764.مصباح المتهجّد -فی ذِکرِ أدعِیَةِ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام-:دُعاءُ یَومِ الخَمیسِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالدّینَ کَما شَرَعَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وَالکِتابَ کَما أنزَلَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،حَیَّا اللّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلامِ وصَلّی عَلَیهِ وآلِهِ.

أصبَحتُ أعوذُ بِوَجهِ اللّهِ الکَریمِ،وَاسمِ اللّهِ العَظیمِ،وکَلِمَتِهِ التّامَّةِ،مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعَینِ اللّامَّةِ،ومِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن جَمیعِ خَلقِکَ فَأَعِذنی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فی جَمیعِ اموری فَاحفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،ولا تَکِلنی فی حَوائِجی إلی عَبدٍ مِن عِبادِکَ فَیَخذُلَنی،أنتَ مَولایَ وسَیِّدی فَلا تُخَیِّبنی مِن رَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،وتَحویلِ عافِیَتِکَ،اِستَعَنتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِ خَلقِهِ وقُوَّتِهِم،وأَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ.

اللّهُمَّ أعِزَّنی بِطاعَتِکَ،وأَذِلَّ أعدائی بِمَعصِیَتِکَ،وَاقصِمهُم یا قاصِمَ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،

ص:433


1- .فی بحار الأنوار:«... شافعاً واجعل توسلّی یوم القیامة نافعاً...».
2- البلد الأمین:ص 139، المصباح للکفعمی:ص 129، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 211 ح 37.

یا مَن لا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،ویا مَن إذا تَوَکَّلَ العَبدُ عَلَیهِ کَفاهُ،اکفِنی کُلَّ مُهِمٍّ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عَمَلَ الخائِفینَ،وخَوفَ العامِلینَ،وخُشوعَ العابِدینَ،وعِبادَةَ المُتَّقینَ،وإخباتَ (1)المُؤمِنینَ،وإنابَةَ المُخبِتینَ،وتَوَکُّلَ الموقِنینَ،وبُشرَی المُتَوَکِّلینَ،وأَلحِقنا بِالأَحیاءِ المَرزوقینَ،وأَدخِلنَا الجَنَّةَ وأَعتِقنا مِنَ النّارِ،وأَصلِح لَنا شَأنَنا کُلَّهُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً صادِقاً،یا مَن یَملِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ،ویَعلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ،إنَّکَ بِکُلِّ خَیرٍ عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،أن تَقضِیَ لی حاجَتی،وأَن تَغفِرَ لی ولِوالِدَیَّ، ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ،إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ. (2)

1765.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الخَمیسِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اُعیذُ نَفسی بِرَبِّ المَشارِقِ وَالمَغارِبِ،مِن کُلِّ شَیطانٍ مارِدٍ،وقائِمٍ وقاعِدٍ،وعَدُوٍّ وحاسِدٍ ومُعانِدٍ، «وَ یُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِکُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ» 3 ، «اُرْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ» 4 ، «وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً * لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً وَ نُسْقِیَهُ مِمّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِیَّ کَثِیراً» 5 ، «اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْکُمْ» 6 ، «ذلِکَ تَخْفِیفٌ مِنْ

ص:434


1- .الإخباتُ:الخشوع والتواضع (مجمع البحرین:ج 1 ص 488«خبت»).
2- مصباح المتهجّد:ص 510 ح 589، البلد الأمین:ص 139، [2]المصباح للکفعمی:ص 129، [3]بحار الأنوار:ج 90 ص 212 ح 38.

رَبِّکُمْ وَ رَحْمَةٌ» 1 ، «یُرِیدُ اللّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ» 2 ، «فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ» 3 ، لا إلهَ إلَّااللّهُ «وَ اللّهُ غالِبٌ عَلی أَمْرِهِ» 4 ،لا إله إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً. (1)

1766.مصباح المتهجّد: یُستَحَبُّ الاِستِکثارُ فیهِ مِن بَعدِ صَلاةِ العَصرِ یَومَ الخَمیسِ إلی آخِرِ نَهارِ یَومِ الجُمُعَةِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَیَقولُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل فَرَجَهُم،وأَهلِک عَدُوَّهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ. (2)

7/24الدَّعَواتُ المُطلَقةُ لِلَیلَةِ الجُمُعَةِ

الف-فی آخِرِ سَجدَةٍ مِن نافِلَةِ المَغرِبِ

1767.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ النّافِلَةِ بَعدَ المَغرِبِ لَیلَةَ الجُمُعَةِ-وإن قالَهُ کُلَّ لَیلَةٍ فَهُوَ أفضَلُ-:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وَاسمِکَ العَظیمِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ذَنبِیَ العَظیمَ»سَبعَ مَرّاتٍ،اِنصَرَفَ وقَد غُفِرَ لَهُ. (3)

ص:435


1- مصباح المتهجّد:ص 489 ح 576، البلد الأمین:ص 141، [2]المصباح للکفعمی:ص 132 [3] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 214 ح 39.
2- مصباح المتهجّد:ص 265 ح 376.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 424 ح 1251،الکافی:ج 3 ص 428 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 8 ح 24 کلّها عن عبد اللّه بن سنان و ج 2 ص 115 ح 431 عن عمر بن یزید وکلّها نحوه،الخصال:ص 309 ح 14؛بحار الأنوار:ج 89 ص 309 ح 14.
ب-دُعاءُ کُمَیلٍ فی کُلَّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ

1768.الإقبال: ومِنَ الدَّعَواتِ فی هذِهِ اللَّیلَةِ [یَعنی لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ] ما رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ قالَ:رُوِیَ أنَّ کُمَیلَ بنَ زِیادٍ النَّخَعِیَّ رَأی أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام ساجِداً یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ.

أقولُ:ووَجَدتُ فی رِوایَةٍ اخری ما هذا لَفظُها:قالَ کُمَیلُ بنُ زِیادٍ:کُنتُ جالِساً مَعَ مَولایَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی مَسجِدِ البَصرَةِ ومَعَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ،فَقالَ بَعضُهُم:ما مَعنی قَولِ اللّهِ عز و جل: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 1 ؟

قالَ علیه السلام:لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ،وَالَّذی نَفسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ ! إنَّهُ ما مِن عَبدٍ إلّاوجَمیعُ ما یَجری عَلَیهِ مِن خَیرٍ وشَرٍّ مَقسومٌ لَهُ فی لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ إلی آخِرِ السَّنَةِ فی مِثلِ تِلکَ اللَّیلَةِ المُقبِلَةِ،وما مِن عَبدٍ یُحییها ویَدعو بِدُعاءِ الخِضرِ علیه السلام إلّااُجیبَ لَهُ.

فَلَمَّا انصَرَفَ طَرَقتُهُ لَیلاً،فَقالَ علیه السلام:ما جاءَ بِکَ یا کُمَیلُ؟

قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ دُعاءُ الخِضرِ !

فَقالَ:اِجلِس یا کُمَیلُ،إذا حَفِظتَ هذَا الدُّعاءَ فَادعُ بِهِ کُلَّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ،أو فِی الشَّهرِ مَرَّةً،أو فِی السَّنَةِ مَرَّةً،أو فی عُمُرِکَ مَرَّةً،تُکفَ وتُنصَر وتُرزَق ولَن تَعدَمَ المَغفِرَةَ.یا کُمَیلُ أوجَبَ لَکَ طولُ الصُّحبَةِ لَنا أن نَجودَ لَکَ بِما سَأَلتَ،ثُمَّ قالَ:اُکتُب:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،وبِقُوَّتِکَ الَّتی قَهرَتَ بِها کُلَّ شَیءٍ، وخَضَعَ لَها کُلُّ شَیءٍ،وذَلَّ لَها کُلُّ شَیءٍ،وبِجَبَروتِکَ الَّتی غَلَبتَ بِها کُلَّ شَیءٍ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی لا یَقومُ لَها شَیءٌ،وبِعَظَمَتِکَ الَّتی مَلَأَت أرکانَ کُلِّ شَیءٍ،وبِسُلطانِکَ الَّذی عَلا کُلَّ شَیءٍ،وبِوَجهِکَ الباقی بَعدَ فَناءِ کُلِّ شَیءٍ،وبِأَسمائِکَ الَّتی غَلَبَت (1)أرکانَ کُلَّ شَیءٍ،

ص:436


1- وفی نسخة:«عَلَت».

وبِعِلمِکَ الَّذی أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ،وبِنورِ وَجهِکَ الَّذی أضاءَ لَهُ کُلُّ شَیءٍ،یا نورُ یا قُدّوسُ، یا أوَّلَ الأَوَّلینَ،ویا آخِرَ الآخِرینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَم،اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ النِّقَمَ،اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَحبِسُ الدُّعاءَ،اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ [اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ] (1)،اللّهُمَّ اغفِر لی کُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وکُلَّ خَطیئَةٍ أخطَأتُها.

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِذِکرِکَ،وأَستَشفِعُ بِکَ إلی نَفسِکَ،وأَسأَ لُکَ بِجودِکَ أن تُدنِیَنی مِن قُربِکَ،وأَن توزِعَنی شُکرَکَ،وأَن تُلهِمَنی ذِکرَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لَُک سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ،أن تُسامِحَنی وتَرحَمَنی،وتَجعَلَنی بِقَسمِکَ راضِیاً قانِعاً،وفی جِمیعِ الأَحوالِ مُتَواضِعاً.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وأَنزَلَ بِکَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ،وعَظُمَ فیما عِندَکَ رَغبَتُهُ.

اللّهُمَّ عَظُمَ سُلطانُکَ،وعَلا مَکانُکَ،وخَفِیَ مَکرُکَ،وظَهَرَ أمرُکَ،وغَلَبَ جُندُکَ (2)، وجَرَت قُدرَتُکَ،ولا یُمکِنُ الفِرارُ مِن حُکومَتِکَ.

اللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنوبی غافِراً،ولا لِقَبائِحی ساتِراً،ولا لِشَیءٍ مِن عَمَلِیَ القَبیحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَیرَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،ظَلَمتُ نَفسی وتَجَرَّأتُ بِجَهلی،وسَکَنتُ إلی قَدیمِ ذِکرِکَ لی،ومَنِّکَ عَلَیَّ.

اللّهُمَّ مَولایَ کَم مِن قَبیحٍ سَتَرتَهُ،وکَم مِن فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أقَلتَهُ،وکَم مِن عِثارٍ وَقَیتَهُ، وکَم مِن مَکروهٍ دَفَعتَهُ،وکَم مِن ثَناءٍ جَمیلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ !

ص:437


1- .أثبتنا ما بین المعقوفین من مصباح الزائر.
2- وفی نسخة:«قهرک».

اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائی،وأَفرَطَ بی سوءُ حالی،وقَصُرَت بی أعمالی،وقَعَدَت بی أغلالی، وحَبَسَنی عَن نَفعی بُعدُ آمالی (1)،وخَدَعَتِنی الدُّنیا بِغُرورِها،ونَفسی بِخِیانَتِها (2)ومِطالی یا سَیِّدی،فَأَسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ أن لا یَحجُبَ عَنکَ دُعائی سوءُ عَمَلی وفِعالی،ولا تَفضَحنی بِخَفِیِّ مَا اطَّلَعتَ عَلَیهِ مِن سَریرَتی،ولا تُعاجِلنی بِالعُقوبَةِ عَلی ما عَمِلتُهُ فی خَلَواتی مِن سوءِ فِعلی وإساءَتی،ودَوامِ تَفریطی وجَهالَتی،وکَثرَةِ شَهَواتی وغَفلَتی.وکُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِکَ لی فی کُلِّ الأَحوالِ رَؤوفاً،وعَلَیَّ فی جَمیعِ الاُمورِ عَطوفاً.

إلهی ورَبّی مَن لی غَیرُکَ أسأَ لُهُ کَشفَ ضُرّی،وَالنَّظَرَ فی أمری.

إلهی ومَولایَ أجرَیتَ عَلَیَّ حُکماً اتَّبَعتُ فیهِ هَوی نَفسی،ولَم أحتَرِس مِن تَزیینِ عَدُوّی،فَغَرَّنی بِما أهوی،وأَسعَدَهُ عَلی ذلِکَ القَضاءُ،فَتَجاوزَتُ بِما جَری عَلَیَّ مِن ذلِکَ مِن نَقضِ (3)حُدودِکَ،وخالَفتُ بَعضَ أوامِرِکَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلَیَّ فی جَمیعِ ذلِکَ،ولا حُجَّةَ لی فیما جَری عَلَیَّ فیهِ قَضاؤُکَ،وأَلزَمَنی حُکمُکَ وبَلاؤُکَ.

وقَد أتَیتُکَ یا إلهی بَعدَ تَقصیری وإسرافی عَلی نَفسی،مُعتَذِراً نادِماً مُنکَسِراً، مُستَقیلاً مُستَغفِراً مُنیباً،مُقِرّاً مُذعِناً مُعتَرِفاً،لا أجِدُ مَفَرّاً مِمّا کانَ مِنّی،ولا مَفزَعاً أتَوَجَّهُ إلَیهِ فی أمری،غَیرَ قَبولِکَ عُذری،وإدخالِکَ إیّایَ فی سَعَةٍ مِن رَحمَتِکَ.

إلهی فَاقبَل عُذری،وَارحَم شِدَّةَ ضُرّی،وفُکَّنی مِن شَدِّ وَثاقی.یا رَبِّ ارحَم ضَعفَ بَدَنی،ورِقَّةَ جِلدی،ودِقَّةَ عَظمی،یا مَن بَدَأَ خَلقی وذِکری وتَربِیَتی وبِرّی وتَغذِیَتی، هَبنی لِابتِداءِ کَرَمِکَ،وسالِفِ بِرِّکَ بی.

إلهی وسَیِّدی ورَبّی،أ تُراکَ مُعَذِّبی بِالنّارِ بَعدَ تَوحیدِکَ،وبَعدَمَا انطَوی عَلَیهِ قَلبی مِن مَعرِفَتِکَ،ولَهِجَ بِهِ لِسانی مِن ذِکرِکَ،وَاعتَقَدَهُ ضَمیری مِن حُبِّکَ،وبَعدَ صِدقِ اعتِرافی

ص:438


1- .وفی نسخة:«أملی».
2- وفی نسخة:«بجنایتها».
3- وفی نسخة:«بعض».

ودُعائی خاضِعاً لِرُبوبِیَّتِکَ،هَیهاتَ أنتَ أکرَمُ مِن أن تُضَیِّعَ مَن رَبَّیتَهُ،أو تُبَعِّدَ مَن أدنَیتَهُ،أو تُشَرِّدَ مَن آوَیتَهُ،أو تُسَلِّمَ إلَی البَلاءِ مَن کَفَیتَهُ ورَحِمتَهُ !

ولَیتَ شِعری یا سَیِّدی وإلهی ومَولایَ ! أ تُسَلِّطُ النّارَ عَلی وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِکَ ساجِدَةً،وعَلی ألسُنٍ نَطَقَت بِتَوحیدِکَ صادِقَةً،وبِشُکرِکَ مادِحَةً،وعَلی قُلوبٍ اعتَرَفَت بِإِلهِیَّتِکَ مُحَقِّقَةً،وعَلی ضَمائِرَ حَوَت مِنَ العِلمِ بِکَ حَتّی صارَت خاشِعَةً،وعَلی جَوارِحَ سَعَت إلی أوطانِ تَعَبُّدِکَ طائِعَةً،وأَشارَت بِاستِغفارِکَ مُذعِنَةً؟! ما هکَذَا الظَّنُّ بِکَ،ولا اخبِرنا بِفَضلِکَ عَنکَ،یا کَریمُ،یا رَبِّ وأَنتَ تَعلَمُ ضَعفی عَن قَلیلٍ مِن بَلاءِ الدُّنیا وعُقوباتِها،وما یَجری فیها مِنَ المَکارِهِ عَلی أهلِها،عَلی أنَّ ذلِکَ بَلاءٌ ومَکروهٌ قَلیلٌ مَکثُهُ،یَسیرٌ بَقاؤُهُ،قَصیرٌ مُدَّتُهُ،فَکَیفَ احتِمالی لِبَلاءِ الآخِرَةِ،وجَلیلِ وُقوعِ المَکارِهِ فیها؟! وهُوَ بَلاءٌ تَطولُ مُدَّتُهُ،ویَدومُ مَقامُهُ،ولا یُخَفَّفُ عَن أهلِهِ،لِأَ نَّهُ لا یَکونُ إلّاعَن غَضَبِکَ وَانتِقامِکَ وسَخَطِکَ،وهذا ما لا تَقومُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،یا سَیِّدی فَکَیفَ بی وأَ نَا عَبدُکَ الضَّعیفُ،الذَّلیلُ الحَقیرُ،المِسکینُ المُستَکینُ؟!

یا إلهی ورَبّی وسَیِّدی ومَولایَ،لِأَیِّ الاُمورِ إلَیکَ أشکو،ولِما مِنها أضِجُّ وأَبکی؟! لِأَلیمِ العَذابِ وشِدَّتِهِ،أم لِطولِ البَلاءِ ومُدَّتِهِ،فَلَئِن صَیَّرتَنی فِی العُقوباتِ (1)مَعَ أعدائِکَ، وجَمَعتَ بَینی وبَینَ أهلِ بَلائِکَ،وفَرَّقتَ بَینی وبَینَ أحِبّائِکَ وأَولِیائِکَ،فَهَبنی-یا إلهی وسَیِّدی ومَولایَ ورَبّی-صَبَرتُ عَلی عَذابِکَ،فَکَیفَ أصبِرُ عَلی فِراقِکَ؟وَهبنی صَبَرتُ عَلی حَرِّ نارِکَ،فَکَیفَ أصبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلی کَرامَتِکَ؟أم کَیفَ أسکُنُ فِی النّارِ ورَجائی عَفوُکَ؟!

فَبِعِزَّتِکَ-یا سیِّدی ومَولایَ-اُقسِمُ صادِقاً،لَئِن تَرَکتَنی ناطِقاً لَأَضِجَّنَّ إلَیکَ بَینَ أهلِها ضَجیجَ الآمِلینَ،ولَأَصرُخَنَّ إلَیکَ صُراخَ المُستَصرِخینَ،ولَأَبکِیَنَّ عَلَیکَ بُکاءَ الفاقِدینَ،

ص:439


1- .وفی نسخة:«للعقوبات».

ولَاُنادِیَنَّکَ أینَ کُنتَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ؟! یا غایَةَ آمالِ العارِفینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا حَبیبَ قُلوبِ الصّادِقینَ،ویا إلهَ العالَمینَ !

أفَتُراکَ-سُبحانَکَ یا إلهی وبِحَمدِکَ-تَسمَعُ فیها صَوتَ عَبدٍ مُسلِمٍ سُجِنَ فیها بِمُخالَفَتِهِ،وذاقَ طَعمَ عَذابِها بِمَعصِیَتِهِ،وحُبِسَ بَینَ أطباقِها بِجُرمِهِ وجَریرَتِهِ،وهُوَ یَضِجُّ إلَیکَ ضَجیحَ مُؤَمِّلٍ لِرَحمَتِکَ،ویُنادیکَ بِلِسانِ أهلِ تَوحیدِکَ،ویَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِرُبوبِیَّتِکَ؟!

یا مَولایَ فَکَیفَ یَبقی فِی العَذابِ وهُوَ یَرجو ما سَلَفَ مِن حِلمِکَ؟! أم کَیفَ تُؤلِمُهُ النّارُ وهُوَ یَأمُلُ فَضلَکَ ورَحمَتَکَ؟! أم کَیفَ تُحرِقُهُ لَهیبُها (1)وأَنتَ تَسمَعُ صَوتَهُ وتَری مَکانَهُ؟أم کَیفَ یَشتَمِلُ عَلَیهِ زَفیرُها وأَنتَ تَعلَمُ ضَعفَهُ؟أم کَیفَ یَتَقَلقَلُ (2)بَینَ أطباقِها وأَنتَ تَعلَمُ صِدقَهُ؟أم کَیفَ تَزجُرُهُ زَبانِیَتُها وهُوَ یُنادیکَ یا رَبَّهُ؟أم کَیفَ یَرجو فَضلَکَ فی عِتقِهِ مِنها فَتَترُکُهُ فیها (3)؟

هَیهاتَ ما ذلِکَ الظَنُّ بِکَ،ولَا المَعروفُ مِن فَضلِکَ،ولا مُشبِهٌ لِما عامَلتَ بِهِ المُوَحِّدینَ مِن بِرِّکَ وإحسانِکَ !

فَبِالیَقینِ أقطَعُ لَولا ما حَکَمتَ بِهِ مِن تَعذیبِ جاحِدیکَ،وقَضَیتَ بِهِ مِن إخلادِ مُعانِدیکَ،لَجَعَلتَ النّارَ کُلَّها بَرداً وسَلاماً،وما کانَ لِأَحَدٍ فیها مَقَرّاً ولا مُقاماً،لکِنَّکَ تَقَدَّسَت أسماؤُکَ أقسَمتَ أن تَملَأَها مَِن الکافِرینَ،مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،وأَن تُخَلِّدَ فیهَا المُعانِدینَ،وأَنتَ جَلَّ ثَناؤُکَ قُلتَ مُبتَدِئاً وتَطَوَّلتَ بِالإِنعامِ مُتَکَرِّماً «أَ فَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ» 4 .

ص:440


1- .وفی نسخة:«لَهبُها».
2- وفی نسخة:«یَتَغَلغَل».
3- وفی نسخة:«أم کیف تنزله فیها وهو یرجو فضلک فی عتقه منها فتترکه».

إلهی وسَیِّدی فَأَسأَ لُکَ بِالقُدرَةِ الَّتی قَدَّرتَها،وبِالقَضِیَّةِ الَّتی حَتَمتَها وحَکَمتَها، وغَلَبتَ مَن عَلَیهِ أجرَیتَها،أن تَهَبَ لی فی هذِهِ اللَّیلَةِ،وفی هذِهِ السّاعَةِ کُلَّ جُرمٍ أجرَمتُهُ،وکُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وکُلَّ قَبیحٍ أسرَرتُهُ،وکُلَّ جَهلٍ عَمِلتُهُ،کَتَمتُهُ أو أعلَنتُهُ، أخفَیتُهُ أو أظهَرتُهُ،وکُلَّ سَیِّئَةٍ أمَرتَ بِإِثباتِهَا الکِرامَ الکاتِبینَ،الَّذینَ وَکَّلتَهُم بِحِفظِ ما یَکونُ مِنّی،وجَعَلتَهُم شُهوداً عَلَیَّ مَعَ جَوارِحی،وکُنتَ أنتَ الرَّقیبَ عَلَیَّ مِن وَرائِهِم، وَالشّاهِدَ لِما خَفِیَ عَنهُم،وبِرَحمَتِکَ أخفَیتَهُ،وبِفَضلِکَ سَتَرتَهُ.وأَن تُوَفِّرَ حَظّی مِن کُلِّ خَیرٍ تُنزِلُهُ (1)،أو إحسانٍ تُفَضِّلُهُ (2)،أو بِرٍّ تَنشُرُهُ (3)أو رِزقٍ تبَسُطُهُ (4)،أو ذَنبٍ تَغفِرُهُ،أو خَطَاً تَستُرُهُ.

یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،یا إلهی وسَیِّدی ومَولایَ ومالِکَ رِقّی،یا مَن بِیَدِهِ ناصِیَتی،یا عَلیماً بِضُرِّی (5)ومَسکَنَتی،یا خَبیراً بِفَقری وفاقَتی.یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ وقُدسِکَ وأَعظَمِ صِفاتِکَ،وأَسمائِکَ،أن تَجعَلَ أوقاتی فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ بِذِکرِکَ مَعمورَةً،وبِخِدمَتِکَ مَوصولَةً،وأَعمالی عِندَکَ مَقبولَةً،حَتّی تَکونَ أعمالی وأورادی (6)کُلُّها وِرداً واحِداً،وحالی فی خِدمَتِکَ سَرمَداً.

یا سَیِّدی یا مَن عَلَیهِ مُعَوَّلی،یا مَن إلَیهِ شَکَوتُ أحوالی.یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،قَوِّ عَلی خِدمَتِکَ جَوارِحی،وَاشدُد عَلَی العَزیمَةِ جَوانِحی،وهَب لِیَ الجِدَّ فی خَشیَتِکَ وَالدَّوامِ فِی الاِتِّصالِ بِخِدمَتِکَ،حَتّی أسرَحَ إلَیکَ فی مَیادینِ السّابِقینَ،واُسرِعَ إلَیکَ فِی المُبادِرینَ (7)،وأَشتاقَ إلی قُربِکَ فِی المُشتاقینَ،وأَدنُوَ مِنکَ دُنُوَّ المُخلِصینَ،وأَخافَکَ

ص:441


1- .وفی نسخة:«أنزلته».
2- وفی نسخة:«فضّلته».
3- وفی نسخة:«نشرته».
4- وفی نسخة:«بسطته».
5- وفی نسخة:«بفقری».
6- وفی نسخة:«إرادتی».
7- وفی نسخة:«البارزین».

مَخافَةَ الموقِنینَ،وأَجتَمِعَ فی جِوارِکَ مَعَ المُؤمِنینَ.

اللّهُمَّ ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَأَرِدهُ،ومَن کادَنی فَکِدهُ،وَاجعَلنی مِن أحسَنِ عِبادِکَ نَصیباً عِندَکَ،وأَقرَبِهِم مَنزِلَةً مِنکَ،وأَخَصِّهِم زُلفَةً لَدَیکَ،فَإِنَّهُ لا یُنالُ ذلِکَ إلّابِفَضلِکَ،وجُد لی بِجودِکَ،وَاعطِف عَلَیَّ بِمَجدِکَ،وَاحفَظنی بِرَحمَتِکَ،وَاجعَل لِسانی بِذِکرِکَ لَهِجاً، وقَلبی بِحُبِّکَ مُتَیَّماً،ومُنَّ عَلَیَّ بِحُسنِ إجابَتِکَ،وأَقِلنی عَثرَتی،وَاغفِر زَلَّتی،فَإِنَّکَ قَضَیتَ عَلی عِبادِکَ بِعِبادَتِکَ،وأَمَرتَهُم بِدُعائِکَ،وضَمِنتَ لَهُمُ الإِجابَةَ.

فَإِلَیکَ یا رَبِّ نَصَبتُ وَجهی،وإلَیکَ یا رَبِّ مَدَدتُ یَدی،فَبِعِزَّتِکَ استَجِب لی دُعائی، وبَلِّغنی مُنایَ،ولا تَقطَع مِن فَضلِکَ رَجائی،وَاکفِنی شَرَّ الجِنِّ وَالإِنسِ مِن أعدائی،یا سَریعَ الرِّضَا اغفِر لِمَن لا یَملِکُ إلَّا (1)الدُّعاءَ فَإِنَّکَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ.

یا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ،وذِکرُهُ شِفاءٌ،وطاعَتُهُ غِنیً،ارحَم مَن رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ،وسِلاحُهُ البُکاءُ.یا سابِغَ النِّعَمِ یا دافِعَ النِّقَمِ،یا نورَ المُستَوحِشینَ فِی الظُلَمِ،یا عالِماً لا یُعلَّمُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ (2)وَالأَئِمَّةِ المَیامینَ مِن آلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً. (3)

ج-دُعاءٌ آخَرُ

1769.مصباح المتهجد: یُستَحَبُّ (4)أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ لَیلَةَ الجُمُعَةِ:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،وأَنتَ الحَیُّ الَّذی

ص:442


1- .وفی نسخة:«غیر».
2- فی مصباح المتهجّد:« رسوله»بدل«محمّد».
3- الإقبال:ج 3 ص 331، مصباح المتهجّد:ص 844 ح 910، [3]مصباح الزائر:ص 317، [4]المصباح للکفعمی:ص 737، [5]البلد الأمین:ص 188.
4- ورد فی هامش المصباح للکفعمی:« هذا الدعاء رفیع الشأن عظیم المنزلة ویسمّی دعاء السرور وهو مروی عن علیّ علیه السلام ذکر الشیخ الطوسی رحمه الله فی متهجّده أنّه من أدعیة لیلة الجمعة وکذا ابن باقی فی الفتیا».

لا یَموتُ،وَالخالِقُ الَّذی لا یَعجِزُ،وأَنتَ البَصیرُ الَّذی لا تَرتابُ،وَالصّادِقُ لا تَکذِبُ، القاهِرُ لا تُغلَبُ،البَدیءُ لا تَنفَدُ،القَریبُ لا تَبعُدُ،القادِرُ لا تُضامُ،الغافِرُ لا تَظلِمُ،الصَّمَدُ لا یَطعَمُ،القَیّومُ لا تَنامُ،المُجیبُ لا تَسأَمُ،الحَنّانُ لا تُرامُ،العالِمُ لا تُعَلَّمُ،القَوِیُّ لا تَضعُفُ،العَظیمُ لا توصَفُ،الوَفِیُّ لا تُخلِفُ،العَدلُ لا تَحیفُ،الغَنِیُ لا تَفتَقِرُ،الکَبیرُ لا تَصغُرُ،المَنیعُ لا تُقهَرُ،المَعروفُ لا تُنکَرُ،الغالِبُ لا تُغلَبُ،الوِترُ لا تَستَأنِسُ،الفَردُ لا تَستَشیرُ،الوَهّابُ لا تَمَلُّ،الجَوادُ لا تَبخَلُ،العَزیزُ لا تَذِلُّ،الحافِظُ لا تَغفُلُ،القائِمُ لا تَنامُ،المُحتَجِبُ لا تُرَی،الدّائِمُ لا تَفنَی،الباقی لا تَبلَی،المُقتَدِرُ لا تُنازَعُ،الواحِدُ لا تُشَبَّهُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ،الحَقُّ الَّذی لا تُغَیِّرُکَ الأَزمِنَةُ،ولا تُحیطُ بِکَ الأَمکِنَةُ، ولا یَأخُذُکَ نَومٌ ولا سِنَةٌ،ولا یُشبِهُکَ شَیءٌ،وکَیفَ لا تَکونُ کَذلِکَ وأَنتَ خالِقُ کُلِّ شَیءٍ،لا إلهَ إلّاأنتَ،کُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَکَ الکَریمَ أکرَمَ الوُجوهِ،أمانَ الخائِفینَ وجارَ المُستَجیرینَ.

أسأَ لُکَ ولا أسأَلُ غَیرَکَ،وأَرغَبُ إلَیکَ ولا أرغَبُ إلی غَیرِکَ،أسأَ لُکَ بِأَفضَلِ المَسائِلِ کُلِّها وأَنجَحِهَا الَّتی لا یَنبَغی لِلعِبادِ أن یَسأَلوا إلّابِها،أنتَ الفَتّاحُ النَّفّاحُ ذُو الخَیراتِ،مُقیلُ العَثَراتِ،کاتِبُ الحَسَناتِ،ماحِی السَّیِّئاتِ،رافِعُ الدَّرَجاتِ،أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا رَحمانُ یا رَحیمُ بِأَسمائِکَ الحُسنی کُلِّها وکَلِماتِکَ العُلیا کُلِّها ونِعَمِکَ الَّتی لا تُحصی،وأَسأَ لُکَ بِأَکرَمِ أسمائِکَ عَلَیکَ وأَحَبِّها إلَیکَ وأَشرَفِها عِندَکَ مَنزِلَةً وأَقرَبِها مِنکَ وَسیلَةً وأَسرَعِها مِنکَ إجابَةً،وبِاسمِکَ المَکنونِ المَخزونِ الجَلیلِ الأَجَلِّ العَظیمِ الَّذی تُحِبُّهُ وتَرضی عَمَّن دَعاکَ بِهِ وتَستَجیبُ لَهُ دُعاءَهُ،وحَقٌّ عَلَیکَ أن لا تَحرِمَ سائِلَکَ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ العَظیمِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أو لَم تُعَلِّمهُ أحَداً،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ ومَلائِکَتُکَ وأَصفِیاؤُکَ مِن خَلقِکَ،وبِحَقِّ السّائِلینَ لَکَ وَالرّاغِبینَ إلَیکَ وَالمُتَعَوِّذینَ بِکَ وَالمُتُضَرِّعینَ إلَیکَ،أدعوکَ یا اللّهُ دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ وعَظُمَ

ص:443

جُرمُهُ وأَشرَفَ عَلَی الهَلَکَةِ وضَعُفَت قُوَّتُهُ ومَن لا یَثِقُ بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ ولا یَجِدُ لِفاقَتِهِ سادّاً غَیرَکَ ولا لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ،فَقَد هَرَبتُ مِنها إلَیکَ غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ عَن عِبادَتِکَ،یا انسَ کُلِّ مُستَجیرٍ،یا سَنَدَ کُلِّ فَقیرٍ،أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ، لا إلهَ إلّاأنتَ- بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحمنُ الرَّحیمُ،أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وأَنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وأَنتَ الباقی وأَ نَا الفانی، وأَنتَ المُحسِنُ وأَ نَا المُسِیءُ،وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وأَنتَ الرَّحیمُ وأَ نَا الخاطِئُ، وأَنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ، وأَنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وأَنتَ أحَقُّ مَن شَکَوتُ إلَیهِ وَاستَعَنتُ بِهِ ورَجَوتُهُ.

إلهی کَم مِن مُذنِبٍ قَد غَفَرتَ لَهُ،وکَم مِن مُسیءٍ قَد تَجاوَزتَ عَنهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی،وَارحَمنی،وَاعفُ عَنّی،وعافِنی،وَافتَح لی مِن فَضلِکَ،سُبّوحٌ ذِکرُکَ، قُدّوسٌ أمرُکَ،نافِذٌ قَضاؤُکَ،یَسِّر لی مِن أمری ما أخافُ عُسرَهُ،وفَرِّج لی وعَنّی وعَن والِدَیَّ وعَن کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ،وَاکفِنی ما أخافُ ضَرورَتَهُ،وَادرَأ عَنّی ما أخافُ حُزونَتَهُ،وسَهِّل لی ولِکُلِّ مُؤمِنٍ ما أرجوهُ وآمُلُهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمین. (1)راجع:ج3 ص187 ح1952.

8/24الدَّعَواتُ المُطلَقَةُ لِیَومِ الجُمُعَةِ

الدَّعَواتُ المُطلَقَةُ لِیَومِ الجُمُعَةِ (2)

1770.البلد الأمین: دُعاءٌ عَظیمٌ یُدعی بِهِ یَومَ الجُمُعَةِ،وهُوَ مِن أدعِیَةِ الاُسبوعِ لِعَلِیٍّ علیه السلام:

ص:444


1- .مصباح المتهجّد:ص 265 ح 377، جمال الاُسبوع:ص 129، [2]المصباح للکفعمی:ص 133، [3]البلد الأمین:ص 66، [4]بحار الأنوار:ج 89 ص 289 ذیل ح 4.
2- فی المحاسن عن جابر عن الإمام علیّ علیه السلام:أکثِرُوا المَسأَلَةَ فی یَومِ الجُمُعَةِ وَالدُّعاءَ،فَإِنَّ فیهِ ساعاتٍ یُستَجابُ فیهَا الدُّعاءُ وَالمَسأَلَةُ،ما لَم تَدعوا بِقَطیعَةٍ أو مَعصِیَةٍ أو عُقوقٍ.وَاعلَموا أنَّ الخَیرَ وَالشَّرَّ یُضاعَفانِ یَومَ الجُمُعَةِ (المحاسن:ج 1 ص 131 ح 158، 6بحار الأنوار:ج 89 ص 349 ح 25). 7

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا مِن شَیءٍ کانَ،ولا مِن شَیءٍ کَوَّنَ ما قَد کانَ،مُستَشهِدٌ بِحُدوثِ الأَشیاءِ عَلی أزَلِیَّتِهِ،وبِما وَسَمَها بِهِ مِنَ العَجزِ عَلی قُدرَتِهِ،وبِمَا اضطَرَّها إلَیهِ مِنَ الفَناءِ عَلی دَوامِهِ،لَم یَخلُ مِنهُ مَکانٌ فُیَدرَکَ بِأَینِیَّتِهِ،ولا لَهُ شَبَحُ مِثالٍ فَیوصَفَ بِکَیفِیَّتِهِ،ولَم یَغِب عَن شَیءٍ فَیُعلَمَ بِحَیثِیَّتِهِ.

مُبایِنٌ لِجَمیعِ ما أحدَثَ فِی الصِّفاتِ،ومُمتَنِعٌ عَنِ الإِدراکِ بِمَا ابتَدَعَ مِن تَصَرُّفِ الذَّواتِ،وخارِجٌ بِالکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ مِن جَمیعِ تَصَرُّفِ الحالاتِ.

مُحَرَّمٌ عَلی بَوارِعِ ثاقِباتِ الفِطَنِ تَجدیدُهُ (1)،وعَلی عَوامِقِ ثاقِباتِ الفِکرِ تَکییفُهُ،وعَلی غَوائِصِ سابِحاتِ النَّظَرِ تَصویرُهُ،ولا تَحویهِ الأَماکِنُ لِعَظَمَتِهِ،ولا تَذرَعُهُ المَقادیرُ لِجَلالِهِ،ولا تَقطَعُهُ المَقاییسُ لِکِبرِیائِهِ.

مُمتَنِعٌ عَنِ الأَوهامِ أن تَکتَنِهَهُ،وعَنِ الأَفهامِ أن تَستَغرِقَهُ،وعَنِ الأَذهانِ أن تُمَثِّلَهُ.

قَد یَئِسَت عَنِ استِنباطِ (2)الإِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ العُقولِ،ونَضَبَت عَنِ الإِشارَةِ إلَیهِ بِالاِکتِناهِ بِحارُ العُلومِ،ورَجَعَت بِالصِّغَرِ مِنَ السُّمُوِّ إلی وَصفِ قُدرَتِهِ لَطائِفُ الخُصومِ.

واحِدٌ لا مِن عَدَدٍ،ودائِمٌ لا بِأَمَدٍ،وقائِمٌ لا بِعَمَدٍ.

لَیسَ بِجِنسٍ فَتُعادِلَهُ الأَجناسُ،ولا بِشَبَحٍ فَتُضارِعَهُ الأَشباحُ،ولا کَالأَشیاءِ فَتَقَعَ عَلَیهِ الصِّفاتُ.

قَد ضَلَّتِ العُقولُ فی أمواجِ تَیّارِ إدراکِهِ،وتَحَیَّرَتِ الأَوهامُ عَن إحاطَةِ ذِکرِ أزَلِیَّتِهِ، وحَصَرَتِ الأَفهامُ عَنِ استِشعارِ وَصفِ قُدرَتِهِ،وغَرَقَتِ الأَذهانُ فی لُجَجِ أفلاکِ مَلَکوتِهِ.

مُقتَدِرٌ بِالآلاءِ،مُمتَنِعٌ بِالکِبرِیاءِ،ومُتَمَلِّکٌ عَلَی الأَشیاءِ،فَلا دَهرٌ یُخلِقُهُ،ولا وَصفٌ

ص:445


1- .فی بحار الأنوار:« تحدیده».
2- فی المصدر:«الاستنباط»،والتصویب من بحار الأنوار.

یُحیطُ بِهِ،قَد خَضَعَت لَهُ رِقابُ الصِّعابِ فی مَحَلِّ تُخومِ قَرارِها،وأَذعَنَت لَهُ رَواصِنُ الأَسبابِ فی مُنتَهی شَواهِقِ أقطارِها.

مُستَشهِدٌ بِکُلِّیَّةِ الأَجناسِ عَلی رُبوبِیَّتِهِ،وبِعَجزِها عَن قُدرَتِهِ،وبِفُطورِها عَلی قِدمَتِهِ،وبِزَوالِها عَلی بَقائِهِ،فَلا لَها مَحیصٌ عَن إدراکِهِ إیّاها،ولا خُروجٌ عَن إحاطَتِهِ بِها، ولَا احتِجابٌ عَن إحصائِهِ لَها،ولَا امتِناعٌ مِن قُدرَتِهِ عَلَیها.

کَفی بِإِتقانِ الصُّنعِ لَهُ آیَةً،وبِتَرکیبِ الطَّبعِ عَلَیهِ دَلالَةً،وبِحُدوثِ الفِطَرِ عَلَیهِ قِدمَةً، وبِإِحکامِ الصَّنعَةِ عَلَیهِ عِبرَةً،فَلا إلَیهِ حَدٌّ مَنسوبٌ،ولا لَهُ مَثَلٌ مَضروبٌ،ولا شَیءٌ عَنهُ بِمَحجوبٍ،تَعالی عَن ضَربِ الأَمثالِ لَهُ وَالصِّفاتِ المَخلوقَةِ عُلُوّاً کَبیراً.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی خَلَقَ الدُّنیا لِلفَناءِ وَالبُیودِ،وَالآخِرَةَ لِلبَقاءِ وَالخُلودِ.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یَنقُصُهُ ما أعطی فَأَسنی،وإن جازَ المَدی فِی المُنی،وبَلَغَ الغایَةَ القُصوی،ولا یَجورُ فی حُکمِهِ إذا قَضی.

وسُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یُرَدُّ ما قَضی،ولا یُصرَفُ ما أمضی،ولا یُمنَعُ ما أعطی،ولا یَهفو ولا یَنسی،ولا یَعجَلُ بَل یُمهِلُ،ویَعفو ویَغفِرُ،ویَرحَمُ ویَصبِرُ،ولا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ وهُم یُسأَلونَ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ الشّاکِرُ لِلمُطیعِ لَهُ،المُملی لِلمُشرِکِ بِهِ،القَریبُ مِمَّن دَعاهُ عَلی حالِ بُعدِهِ،وَالبَرُّ الرَّحیمُ بِمَن لَجَأَ إلی ظِلِّهِ،وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ المُجیبُ لِمَن ناداهُ بِأَخفَضِ صَوتِهِ،السَّمیعُ لِمَن ناجاهُ لِأَغمَضِ سِرِّهِ، الرَّؤوفُ بِمَن رَجاهُ لِتَفریجِ هَمِّهِ،القَریبُ مِمَّن دَعاهُ لِتَنفیسِ کَربِهِ وغَمِّهِ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ عَمَّن ألحَدَ فی آیاتِهِ،وَانحَرَفَ عَن بَیِّناتِهِ،ودانَ بِالجُحودِ فی کُلِّ حالاتِهِ.

وَاللّهُ أکبَرُ القاهِرُ لِلأَضدادِ،المُتَعالی عَنِ الأَندادِ،المُتَفَرِّدُ بِالمِنَّةِ عَلی جَمیعِ العِبادِ.

ص:446

وَاللّهُ أکبَرُ المُحتَجِبُ بِالمَلَکوتِ وَالعِزَّةِ،المُتَوَحِّدُ بِالجَبَروتِ وَالقُدرَةِ،المُتَرَدّی بِالکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ.

وَاللّهُ أکبَرُ المُتَقَدِّسُ بِدَوامِ السُّلطانِ،وَالغالِبُ بِالحُجَّةِ وَالبُرهانِ،ونَفاذِ المَشِیَّةِ فی کُلِّ حینٍ وأَوانٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وأَعطِهِ الیَومَ أفضَلَ الوَسائِلِ،وأَشرَفَ العَطاءِ، وأَعظَمَ الحِباءِ وَالمَنازِلِ،وأَسعَدَ الجُدودِ،وأَقَرَّ الأَعیُنِ. (1)اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الَّذینَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم،وأَذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الَّذینَ ألهَمتَهُم عِلمَکَ،وَاستَحفَظتَهُم کُتُبَکَ، وَاستَرعَیتَهُم عِبادَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وحَبیبِکَ وخَلیلِکَ،وسَیِّدِ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ، مِنَ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ وَالخَلقِ أجمَعینَ،وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الَّذینَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم، وأَوجَبتَ عَلَینا حَقَّهُم ومَوَدَّتَهُم. (2)اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ وَجِلٍ مِنِ انتِقامِکَ،حاذِرٍ مِن نَقِمَتِکَ،فَزِعٍ إلَیکَ مِنکَ،لَم یَجِد لِفاقَتِهِ مُجیراً غَیرَکَ،ولا (3)أمناً غَیرَ فِنائِکَ.

وتَطَوُّلُکَ سَیِّدی ومَولایَ عَلی طولِ (4)مَعصِیَتی لَکَ أقصَدَنی إلَیکَ،وإن کانَت سَبَقَتنِی الذُّنوبُ وحالَت بَینی وبَینَکَ؛لِأَ نَّکَ عِمادُ المُعتَمِدِ،ورَصَدُ المُرتَصِدِ،لا تَنقُصُکَ

ص:447


1- .زاد فی بحار الأنوار هنا:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِهِ الوَسیلَةَ وَالفَضیلَةَ وَالمَکانَ الرَّفیعَ وَالغِبطَةَ وشَرَفَ المُنتَهی وَالنَّصیبَ الأَوفی وَالغایَةَ القُصوی وَالرَّفیعَ الأَعلی حَتّی یَرضی وزِدهُ بَعدَ الرِّضا».
2- زاد فی بحار الأنوار هنا:«اللّهُمَّ إنّی اقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی مَسأَلَتی وحاجَتی،وأَستَشفِعُ بِهِم عِندَکَ أمامَ طَلِبَتی».
3- فی بحار الأنوار:« ولا لخوفه أمناً».
4- فی بحار الأنوار:«... مولایَ عَلَیَّ مَعَ طولِ مَعصِیَتی لَکَ أقصِدُ إلَیکَ...».

المَواهِبُ،ولا تَغیضُکَ المَطالِبُ،فَلَکَ المِنَنُ العِظامُ،وَالنِّعَمُ الجِسامُ (1)،یا مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ،ولا یَبیدُ مُلکُهُ،ولا تَراهُ العُیونُ،ولا تَعزُبُ مِنهُ حَرَکَةٌ ولا سُکونٌ.

لَم تَزَل ولا تَزالُ،لا یَتَواری عَنکَ مُتَوارٍ فی کَنینِ أرضٍ ولا سَماءٍ ولا تُخومٍ،تَکَفَّلتَ بِالأَرزاقِ یا رَزّاقُ،و تَقَدَّستَ عَن أن تَتَناوَلَکَ الصِّفاتُ،وتَعَزَّزتَ عَن أن تُحیطَ بِکَ تَصاریفُ اللُّغاتِ،ولَم تَکُن مُستَحدَثاً فَتوجَدَ مُتَنَقِّلاً عَن حالَةٍ إلی حالَةٍ،بَل أنتَ الفَردُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،ذُو العِزِّ القاهِرُ،جَزیلُ العَطاءِ،سابِغُ النَّعماءِ،أحَقُّ مَن تَجاوَزَ وعَفا عَمَّن ظَلَمَ وأَساءَ.

بِکُلِّ لِسانٍ إلهی تُمَجَّدُ،وفِی الشَّدائِدِ عَلَیکَ یُعتَمَدُ،فَلَکَ الحَمدُ وَالمَجدُ؛لِأَ نَّکَ المالِکُ الأَبَدُ،وَالرَّبُّ السَّرمَدُ،أتقَنتَ إنشاءَ البَرایا فَأَحکَمتَها بِلُطفِ التَّقدیرِ،وتَعالَیتَ فِی ارتِفاعِ شَأنِکَ عَن أن یُنفَذَ فیکَ حُکمُ التَّغییرِ،أو یُحتالَ مِنکَ بِحالٍ یَصِفُکَ بِهِ المُلحِدُ إلی تَبدیلٍ،أو یوجَدَ فِی الزِّیادَةِ وَالنُّقصانِ مَساغٌ فِی اختِلافِ التَّحویلِ،أو تَلتَثِقَ (2)سَحائِبُ الإِحاطَةِ بِکَ فی بُحورِ هِمَمِ الأَحلامِ،أو تَمتَثِلَ لَکَ مِنها جِبِلَّةٌ تَضِلُّ فیها رَوِیّاتُ الأَوهامِ، فَلَکَ مَولایَ انقادَ الخَلقُ مُستَخذِئینَ (3)بِإِقرارِ الرُّبوبِیَّةِ،ومُعتَرِفینَ خاضِعینَ بِالعُبودِیَّةِ.

سُبحانَکَ ! ما أعظَمَ شَأنَکَ،وأَعلی مَکانَکَ،وأَنطَقَ بِالصِّدقِ بُرهانَکَ،وأَنفَذَ أمرَکَ، وأَحسَنَ تَقدیرَکَ ! سَمَکتَ السَّماءَ فَرَفَعتَها،ومَهَّدتَ الأَرضَ فَفَرَشتَها،وأَخرَجتَ مِنها ماءً ثَجّاجاً،ونَباتاً رَجراجاً،فَسَبَّحَکَ نَباتُها،وجَرَت بِأَمرِکَ مِیاهُها،وقاما عَلی مُستَقَرِّ المَشِیَّةِ کَما أمَرتَهُما.

فَیا مَن تَعَزَّزَ بِالبَقاءِ،وقَهَرَ عِبادَهُ بِالفَناءِ،أکرِم مَثوایَ،فَإِنَّکَ خَیرُ مُنتَجَعٍ لِکَشفِ الضُّرِّ،یا مَن هُوَ مَأمولٌ فی کُلِّ عُسرٍ،ومُرتَجیً لِکُلِّ یُسرٍ،بِکَ أنزَلتُ الیَومَ حاجَتی

ص:448


1- .زاد فی بحار الأنوار هنا:«یا کثیر الخیر،یا دائم المعروف».
2- تلتثق:أی تبتلّ (انظر النهایة:ج 4 ص 231«لثق»).
3- خَذِئَ له وخَذَأَ:خضع وانقاد له،وکذلک استخذأت له (لسان العرب:ج 1 ص 64« خذأ»).

وإلَیکَ أبتَهِلُ،فَلا تَرُدَّنی خائِباً مِمّا رَجَوتُ،ولا تَحجُب دُعائی عَنکَ إذ فَتَحتَهُ لی فَدَعَوتُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ،رِزقاً واسِعاً،سائِغاً حَلالاً،طَیِّباً هَنیئاً،مَریئاً لَذیذاً فی عافِیَةٍ.

اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ،وَاغفِر لی خَطایایَ فَقَد أوحَشَتنی،وتَجاوَز عَن ذُنوبی فَقَد أوبَقَتنی،فَإِنَّکَ مُجیبٌ مُثیبٌ،رَقیبٌ قَریبٌ،قادِرٌ غافِرٌ قاهِرٌ،رَحیمٌ کَریمٌ قَیّومٌ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،وأَنتَ أحسَنُ الخالِقینَ.

اللّهُمَّ [إنَّکَ] (1)افتَرَضتَ عَلَیَّ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ حُقوقاً فَعَظَّمتَهُنَّ،وأَنتَ أولی مَن حَطَّ الأَوزارَ وخَفَّفَها،وأَدَّی الحُقوقَ عَن عَبیدِهِ فَاحتَمِلهُنَّ عَنّی إلَیهِما،وَاغفِر لَهُما کَما رَجاکَ کُلُّ مُوَحِّدٍ مَعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ،وأَلحِقنا وإیّاهُم بِالأَبرارِ،وأَبِح لَنا ولَهُم جَنّاتِکَ مَعَ النُّجَباءِ الأَخیارِ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،وصَلَّی اللّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطَّیِّبینَ وسَلَّمَ تَسلیماً. (2)

1771.البلد الأمین: دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ علیه السلام-وهُوَ مِن أدعِیَةِ الاُسبوعِ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الأَوَّلِ قَبلَ الأَشیاءِ وَالأَحیاءِ (3)،وَالآخِرِ بَعدَ فَناءِ الأَشیاءِ،العَلیمِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،ولا یَنقُصُ مَن شَکَرَهُ،ولا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،ولا یَقطَعُ رَجاءَ مَن رَجاهُ.

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،واُشهِدُ جَمیعَ مَلائِکَتِکَ ورُسُلِکَ،وسُکّانَ سَماواتِکَ وحَمَلَةَ عَرشِکَ،ومَن بَعَثتَ مِن أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،وأَنشَأتَ مِن أصنافِ خَلقِکَ،أنّی أشهَدُ أنَّکَ أنتَ اللّهُ [لا إلهَ إلّاأنتَ] (4)،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ ولا عَدیلَ لَکَ،

ص:449


1- .الزیادة من بحار الأنوار.
2- البلد الأمین:ص 92، بحار الأنوار:ج 90 ص 138 ح 7.
3- فی المصباح للکفعمی:« قبل الإنشاء والإحیاء».
4- الزیادة من بحار الأنوار.

ولا خُلفَ لِقَولِکَ ولا تَبدیلَ،وأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدُکَ ورَسولُکَ،أدّی ما حَمَّلتَهُ إلَی العِبادِ،وجاهَدَ فِی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حَقَّ الجِهادِ،وأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ،وأَنذَرَ بِما هُوَ صِدقٌ مِنَ العِقابِ.

اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلی دینِکَ ما أحیَیتَنی،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی مِن أتباعِهِ وشیعَتِهِ، وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِ،ووَفِّقنی لِأَداءِ فَرضِ الجُمُعاتِ،وما أوجَبتَ عَلَیَّ فیها مِنَ الطّاعاتِ، وقَسَمتَ لِأَهلِها مِنَ العَطاءِ فی یَومِ الجَزاءِ،إنَّکَ أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ. (1)

1772.الکافی عن إبراهیم الکرخیّ: عَلَّمَنا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام دُعاءً وأَمَرَنا أن نَدعُوَ بِهِ یَومَ الجُمُعَةِ:

اللّهُمَّ إنّی تَعَمَّدتُ إلَیکَ بِحاجَتی،وأَنزَلتُ بِکَ الیَومَ فَقری ومَسکَنَتی،فَأَنَا الیَومَ لِمَغفِرَتِکَ أرجی مِنّی لِعَمَلی،ولَمَغفِرَتُکَ ورَحمَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،فَتَوَلَّ قَضاءَ کُلِّ حاجَةٍ هِیَ لی بِقُدرَتِکَ عَلَیها،وتَیسیرِ ذلِکَ عَلَیکَ ولِفَقری إلَیکَ،فَإِنّی لَم اصِب خَیراً قَطُّ إلّا مِنکَ،ولَم یَصرِف عَنّی أحَدٌ شَرّاً قَطُّ غَیرُکَ،ولَیسَ أرجو لِآخِرَتی ودُنیایَ سِواکَ،ولا لِیَومِ فَقری ویَومِ یُفرِدُنِی النّاسُ فی حُفرَتی واُفضی إلَیکَ یا رَبِّ بِفَقری. (2)

1773.مصباح المتهجّد: أدعِیَةُ الأَیّامِ عَن أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:دُعاءُ یَومِ الجُمُعَةِ:

مَرحَباً بِخَلقِ اللّهِ الجَدیدِ،وبِکُما مِن کاتِبَینِ وشاهِدَینِ،اُکتُبا:بِسمِ اللّهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَنَّ الإِسلامَ کَما وَصَفَ، وَالدّینَ کَما شَرَعَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما أنزَلَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ، وصَلَواتُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وشَرائِفُ تَحِیّاتِهِ وسَلامُهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

ص:450


1- .البلد الأمین:ص 87، المصباح للکفعمی:ص 96، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 134 ح 2.
2- الکافی:ج 2 ص 580 ح 12، المقنعة:ص 161،مصباح المتهجّد:ص 285، [5]جمال الاُسبوع:ص 261 [6] والثلاثة الأخیرة نحوه ومن دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 331 ح 4.

أصبَحتُ فی أمانِ اللّهِ الَّذی لا یُستَباحُ،وفی ذِمَّةِ اللّهِ الَّتی لا تُخفَرُ،وفی جِوارِ اللّهِ الَّذی لا یُضامُ،وکَنَفِهِ الَّذی لا یُرامُ،وجارُ اللّهِ آمِنٌ مَحفوظٌ ما شاءَ اللّهُ،کُلُّ نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ،[ما شاءَ اللّهُ] (1)لا یَأتی بِالخَیرِ إلَّااللّهُ،ما شاءَ اللّهُ نِعمَ القادِرُ اللّهُ،ما شاءَ اللّهُ تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ، أشهَدُ أنَّ لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ اغفِر لی کُلَّ ذَنبٍ یَحبِسُ رِزقی ویَحجُبُ مَسأَلَتی،أو یَقصُرُ بی عَن بُلوغِ مَسأَلَتی،أو یَصُدُّ بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی.

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارزُقنی وَارحَمنی وَاجبُرنی وعافِنی وَاعفُ عَنّی،وَارفَعنی وَاهدِنی وَانصُرنی،وأَلقِ فی قَلبِی الصَّبرَ وَالنَّصرَ،یا مالِکَ المُلکِ،فَإِنَّهُ لا یَملِکُ ذلِکَ غَیرُکَ.

(اللّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلوبِ،غَفّارَ الذُّنوبِ،خُذ بِسَمعی وقَلبی وبَصَری ووَجهی إلَیکَ،ولا تَجعَل لِشَیءٍ مِن ذلِکَ مَصروفاً عَنکَ،ولا مُنتَهی لَهُ دونَکَ) (2).

اللّهُمَّ وما کَتَبتَ عَلَیَّ مِن خَیرٍ فَوَفِّقنی وَاهدِنی لَهُ،ومُنَّ عَلَیَّ بِذلِکَ کُلِّهِ،وأَعِنّی وثَبِّتنی عَلَیهِ،وَاجعَلهُ أحَبَّ إلَیَّ مِن غَیرِهِ،وآثَرَ عِندی مِمّا سِواهُ،وزِدنی مِن فَضلِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن سَخَطِکَ وَالنّارِ،وأَسأَ لُکَ النَّصیبَ الأَوفَرَ فی جَنّاتِ النَّعیمِ.

اللّهُمَّ طَهِّر لِسانی مِنَ الکَذِبِ،وقَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،وبَصَری مِنَ الخِیانَةِ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ.

اللّهُمَّ إن کُنتُ عِندَکَ مَحروماً مُقَتَّراً عَلَیَّ رِزقی فَامحُ حِرمانی وتَقتیرَ رِزقی،وَاکتُبنی عِندَکَ مَرزوقاً مُوَفَّقاً لِلخَیراتِ،فَإِنَّکَ قُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ

ص:451


1- .الزیاده من المصادر الاُخری.
2- ما بین القوسین لایوجد فی المصادر الاُخری.

وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 1 ،اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)

1774.مصباح المتهجّد: عوذَةُ یَومِ الجُمُعَةِ مِن عُوَذِ أبی جَعفَرٍ علیه السلام:أخبَرَنا جَماعَةٌ عَن أبِی المُفَضَّلِ،قالَ:حَدَّثَنا أبو أحمَدَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحُسَینِ بنِ إبراهیمَ العَلَوِیُّ،قالَ:حَدَّثَنا أبی،قالَ:حَدَّثَنی عَبدُ العَظیمِ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَسَنِیُّ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ:أنَّ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کَتَبَ هذِهِ العوذَةَ لِابنِهِ أبِی الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ صَبِیٌّ فِی المَهدِ،وکانَ یُعَوِّذُهُ بِها یَوماً فَیَوماً:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،اللّهُمَّ رَبَّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ وَالنَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ،وقاهِرَ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،وخالِقَ کُلِّ شَیءٍ ومالِکَهُ،کُفَّ عَنّی بَأسَ أعدائِنا ومَن أرادَنا بِسوءٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَعمِ أبصارَهُم وقُلوبَهُم،وَاجعَل بَینَنا وبَینَهُم حِجاباً وحَرَساً ومَدفَعاً،إنَّکَ رَبُّنا لا حَولَ ولا قُوَّةَ لَنا إلّا بِاللّهِ،عَلَیهِ تَوَکَّلنا وإلَیهِ أنَبنا،وهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ.

رَبَّنا عافِنا مِن کُلِّ سوءٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،ومِن شَرِّ ما سَکَنَ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن کُلِّ سوءٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،رَبَّ العالَمینَ وإلهَ المُرسَلینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ وأَولِیائِکَ،وخُصَّ مُحَمَّداً وآلَهُ بِأَتَمِّ ذلِکَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اُؤمِنُ بِاللّهِ،وبِاللّهِ أعوذُ،وبِاللّهِ أعتَصِمُ،وبِاللّهِ أستَجیرُ،وبِعِزَّةِ اللّهِ ومَنَعَتِهِ أمتَنِعُ مِن شیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ،ومِن رَجِلِهِم وخَیلِهِم ورَکضِهِم،وعَطفِهِم ورَجعِهِم،وکَیدِهِم وشَرِّهِم،وشَرِّ ما یَأتونَ بِهِ تَحتَ اللَّیلِ وتَحتَ النَّهارِ،مِنَ البُعدِ وَالقُربِ،ومِن شَرِّ الغائِبِ وَالحاضِرِ،وَالشّاهِدِ وَالزّائِرِ،أحیاءً وأَمواتاً،أعمی وبَصیراً،

ص:452


1- مصباح المتهجّد:ص 501 ح 583، البلد الأمین:ص 87، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 134 ح 3.

ومِن شَرِّ العامَّةِ وَالخاصَّةِ،ومِن شَرِّ نَفسٍ ووَسوَسَتِها،ومِن شَرِّ الدَّیاهِشِ (1)وَالحِسِّ وَاللَّمسِ وَاللَّبسِ،ومِن عَینِ الجِنِّ وَالإِنسِ،وبِالاِسمِ الَّذِی اهتَزَّ بِهِ عَرشُ بِلقیسَ.

واُعیذُ دینی ونَفسی وجَمیعَ ما تَحوطُهُ عِنایَتی،مِن شَرِّ کُلِّ صورَةٍ وخَیالٍ،أو بَیاضٍ أو سَوادٍ أو تِمثالٍ أو مُعاهِدٍ أو غَیرِ مُعاهِدٍ،مِمَّن یَسکُنُ الهَواءَ وَالسَّحابَ،وَالظُّلُماتِ وَالنّورَ،وَالظِّلَّ وَالحَرورَ،وَالبَرَّ وَالبُحورَ،وَالسَّهلَ وَالوُعورَ،وَالخَرابَ وَالعُمرانَ،وَالآکامَ وَالآجامَ،وَالمَغائِضَ وَالکَنائِسَ وَالنَّواویسَ (2)،وَالفَلَواتِ وَالجَبّاناتِ (3)،مِنَ الصّادِرینَ وَالوارِدینَ،مِمَّن یَبدو بِاللَّیلِ ویَنتَشِرُ بِالنَّهارِ،وبِالعَشِیِّ وَالإِبکارِ وَالغُدُوِّ وَالآصالِ، وَالمُربئینَ (4)وَالأَسامِرَةِ وَالأَفاتِرَةِ،وَالفَراعِنَةِ وَالأَبالِسَةِ (5)،ومِن جُنودِهِم وأَزواجِهِم وعَشائِرِهِم وقَبائِلِهِم،ومِن هَمزِهِم ولَمزِهِم ونَفثِهِم ووِقاعِهِم،وأَخذِهِم وسِحرِهِم وضَربِهِم وعَینِهِم،ولَمحِهِم وَاحتِیالِهِم وأَخلاقِهِم،ومِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَالغیلانِ (6)واُمِّ الصِّبیانِ (7)،وما وَلَدوا وما وَرَدوا،ومِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،داخِلٍ أو خارِجٍ، وعارِضٍ ومُعتَرِضٍ،وساکِنٍ ومُتَحَرِّکٍ،وضَرَبانِ عِرقٍ وصُداعٍ،وشَقیقَةٍ واُمِّ مِلدَمٍ (8)، وَالحُمّی وَالمُثَلَّثَةِ وَالرِّبعِ،وَالغِبِّ وَالنافِضَةِ وَالصّالِبَةِ،وَالدّاخِلَةِ وَالخارِجَةِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وسَلَّمَ تَسلیماً. (9)

ص:453


1- .وفی المصادر الاُخری«الدناهش».والدناهش:قیل:هی جنس من أجناس الجنّ (مجمع البحرین:ج 1ص 613«نهش»).
2- الناووسُ:مقبرةُ النصاری (مجمع البحرین:ج 3 ص 1848«نوس»).
3- الجَبّانَةُ:المُصلّی فی الصحراء،وربّما اطلقت علی المقبرة (المصباح المنیر:ص 91« جبن»).
4- فی المصادر الاُخری:«المُریبینَ».
5- الظاهر أنّ هذه الأسماء هی أسماء قبائل من الجنّ والشیاطین.
6- الغولُ:جنس من الجنّ والشیاطین وهم سحرتهم،والجمع غیلان (مجمع البحرین:ج 2 ص 1342«غول»).
7- اُمُّ الصِّبیان:ریح تعرض للصغار فیکون فی عقلهم ضعف (انظر:مجمع البحرین:ج 2 ص 1008«صبا»).
8- اُمُّ مِلدَم:کنیة للحُمّی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1628«لدم»).
9- مصباح المتهجّد:ص 499 ح 581، البلد الأمین:ص 88، [3]الدعوات:ص 103 کلاهما من دون إسناد إلی ū أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 204 ح 2.

9/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی صَباحِ یَومِ الجُمُعَةِ

1775.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ صَبیحَةَ یَومِ الجُمُعَةِ قَبلَ صَلاةِ الغَداةِ:«أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّا هُوَ الحَیُّ القَیّومُ،وأَتوبُ إلَیهِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،غَفَرَ اللّهُ ذُنوبَهُ ولَو کانَت ذُنوبُهُ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ. (1)

1776.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ یَومَ الجُمُعَةِ حینَ یُصَلِّی الغَداةَ قَبلَ أن یَتَکَلَّمَ:«اللّهُمَّ ما قُلتُ فی جُمعَتی هذِهِ مِن قَولٍ،أو حَلَفتُ فیها مِن حَلفٍ،أو نَذَرتُ فیها مِن نَذرٍ،فَمَشِیَّتُکَ بَینَ یَدَی ذلِکَ کُلِّهِ،فَما شِئتَ مِنهُ أن یَکونَ کانَ،وما لَم تَشَأ مِنهُ لَم یَکُن،اللّهُمَّ اغفِر لی وتَجاوَز عَنّی،اللّهُمَّ مَن صَلَّیتَ عَلَیهِ فَصَلَواتی عَلَیهِ،ومَن لَعَنتَ فَلَعنَتی عَلَیهِ»،کانَ کَفّارَةً مِن جُمُعَةٍ إلی جُمُعَةٍ. (2)

1777.جمال الاُسبوع -فیما یُقالُ إذا طَلَعَ فَجرُ یَومِ الجُمُعَةِ-:

أصبَحتُ فی ذِمَّةِ اللّهِ وذِمَّةِ مَلائِکَتِهِ وذِمَمِ أنبِیائِهِ ورُسُلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وذِمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وذِمَمِ الأَوصِیاءِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ،آمَنتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ وعَلانِیَتِهِم وظاهِرِهِم وباطِنِهِم،وأَشهَدُ أنَّهُم فی عِلمِ اللّهِ وطاعَتِهِ کَمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی داوودَ الرَّقِّیِّ عن أبی عبدِ اللّهِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن قالَهُ صَباحاً ومَساءً ثَلاثَ مَرّاتٍ آمَنَهُ اللّهُ مِمّا یَخافُ. (3)

ص:454


1- .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 34 ح 83،تاریخ دمشق:ج 16 ص 382 ح 3976 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 741 ح 21191؛بحار الأنوار:ج 89 ص 359 ح 36 نقلاً عن رسالة الشهید الثانی.
2- جمال الاُسبوع:ص 151 عن أبی رکاز،بحار الأنوار:ج 89 ص 332 ح 5.
3- جمال الاُسبوع:ص 146، مصباح المتهجّد:ص 280 ح 388 [5] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیه ذیله من:«رویناه بإسنادنا»،بحار الأنوار:ج 89 ص 307 ح 11.

1778.مصباح المتهجّد عن صفوان: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ الحَلَبِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی یَومِ الجُمُعَةِ،فَقالَ لَهُ:تُعَلِّمُنی أفضَلَ ما أصنَعُ فی مِثلِ هذَا الیَومِ؟

فَقالَ علیه السلام:یا مُحَمَّدُ،ما أعلَمُ أنَّ أحَداً کانَ أکثَرَ (1)عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن فاطِمَةَ علیها السلام، ولا أفضَلَ مِمّا عَلَّمَها أبوها مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن أصبَحَ یَومَ الجُمُعَةِ فَاغتَسَلَ، وصَفَّ قَدَمَیهِ وصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ مَثنی [مَثنی] (2)،یَقرَأُ فی أوَّلِ رَکعَةٍ«فاتِحَةَ الکِتابِ» و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» خَمسینَ مَرَّةً،وفِی الثّانِیَةِ«فاتِحَةَ الکِتابِ»وَ«العادِیاتِ»خَمسینَ مَرَّةً،وفِی الثّالِثَةِ«فاتِحَةَ الکِتابِ»و«إذا زُلزِلَت»خَمسینَ مَرَّةً،وفِی الرّابِعَةِ«فاتِحَةَ الکِتابِ»و «إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ» خَمسینَ مَرَّةً،وهذِهِ سورَةُ النَّصرِ وهِیَ آخِرُ سورَةٍ نَزَلَت،فَإِذا فَرَغَ مِنها دَعا،فَقالَ:

إلهی وسَیِّدی ! مَن تَهَیَّأَ أو تَعَبَّأَ أو أعَدَّ أوِ استَعَدَّ لِوِفادَةِ مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ (3)وفَوائِدِهِ ونائِلِهِ (4)وفَواضِلِهِ وجَوائِزِهِ،فَإِلَیکَ یا إلهی کانَت تَهیِئَتی وتَعبِئَتی وإعدادی وَاستِعدادی، رَجاءَ رِفدِکَ وفَوائِدِکَ ومَعروفِکَ ونائِلِکَ وجَوائِزِکَ،فَلا تُخَیِّبنی مِن ذلِکَ،یا مَن لا تَخیبُ عَلیهِ مَسأَلَةُ السّائِلِ،ولا تَنقُصُهُ عَطِیَّةُ نائِلٍ،فَإِنّی لَم آتِکَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمتُهُ،ولا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجَوتُهُ أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِشَفاعَتِهِ،إلّامُحَمَّداً وأَهلَ بَیتِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وعَلَیهِم.

أتَیتُکَ أرجو عَظیمَ عَفوِکَ الَّذی عُدتَ بِهِ عَلَی الخاطِئینَ عِندَ عُکوفِهِم عَلَی المَحارِمِ، فَلَم یَمنَعکَ طولُ عُکوفِهِم عَلَی المَحارِمِ أن جُدتَ عَلَیهِم بِالمَغفِرَةِ،وأَنتَ سَیِّدِی العَوّادُ بِالنَّعماءِ وأَ نَا العَوّادُ بِالخَطاءِ.

ص:455


1- .فی جمال الاُسبوع و بحار الأنوار:« [2]أکبر».
2- الزیادة من المصادر الاُخری.
3- الرِفدُ:الإعانة،والصِلَةُ والعطیّة (النهایة:ج 2 ص 242«رفد»).
4- النوال:العطاء.والنائل مثله (مجمع البحرین:ج 3 ص 1850«نول»).

أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،أن تَغفِرَ لی ذَنبِیَ العَظیمَ،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ العَظیمَ إلَّا العَظیمُ،یا عَظیمُ یا عَظیمُ،یا عَظیمُ یا عَظیمُ،یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ. (1)

10/24الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ زَوالِ یَومِ الجُمُعَةِ

1779.مصباح المتهجّد: فَإِذا زالَتِ الشَّمسُ فَلیَدعُ بِما رَواهُ مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،وسُبحانَ اللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ،وکَبِّرهُ تَکبیراً».

ثُمَّ یَقولُ:

«یا سابِغَ النِّعَمِ،ویا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،یا عَلِیَّ الهِمَمِ،ویا مُغشِیَ الظُّلَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ،یا مونِسَ المُستَوحِشینَ فِی الظُّلَمِ،یا عالِماً لا یُعَلَّمُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،یا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ،وذِکرُهُ شِفاءٌ،وطاعَتُهُ غَناءٌ،ارحَم مَن رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ،وسِلاحُهُ البُکاءُ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّا أنتَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ».

وقَد أورَدنا ما یُدعی بِهِ عِندَ الزَّوالِ فی عَمَلِ یَومٍ ولَیلَةٍ فیما تَقَدَّمَ،فَلیَدعُ بِذلِکَ أیضاً یَومَ الجُمُعَةِ. (2)

11/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ نَوافِلِ یَومِ الجُمُعَةِ

1780.مصباح المتهجّد: قَد رَوی حَمّادُ بنُ عیسی،عَن حَریزٍ،عَن أبی بَصیرٍ،عَن أبی جَعفَرٍ علیه السلام

ص:456


1- .مصباح المتهجّد:ص 318 ح 425، جمال الاُسبوع:ص 93 و ص 172، [2]بحار الأنوار:ج 89 ص 368 ح 64.
2- مصباح المتهجّد:ص 360، جمال الاُسبوع:ص 254،بحار الأنوار:ج 90 ص 61 ح 3.

فی تَرتیبِ نَوافِلِ الجُمُعَةِ:أن تُصَلِّیَ سِتَّ رَکَعاتٍ بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ،وسِتّاً قَبلَ الزَّوالِ، تَفصِلُ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ بِالتَّسلیمِ،ورَکعَتَینِ بَعدَ الزَّوالِ،وسِتَّ رَکَعاتٍ بَعدَ الجُمُعَةِ، وَالدُّعاءُ دُبُرَ الرَّکَعاتِ. (1)

1781.مصباح المتهجّد: ثُمَّ تُصَلّی نَوافِلَ یَومِ الجُمُعَةِ،عَلی ما وَرَدَت بِهِ الرِّوایَةُ عَنِ الرِّضا علیه السلام، أنَّهُ قالَ:«تُصَلّی سِتَّ رَکَعاتٍ بُکرَةً،وسِتَّ رَکَعاتٍ بَعدَهَا اثنَتا عَشرَةَ،وسِتَّ رَکَعاتٍ بَعدَ ذلِکَ ثَمانَ عَشرَةَ،ورَکعَتَینِ عِندَ الزَّوالِ». (2)

1782.مصباح المتهجّد -بَعدَ ذِکرِ جُملَةٍ مِن أعمالِ یَومِ الجُمُعَةِ-:ویَنبَغی أن تَدعُوَ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ بِالدُّعاءِ المَروِیِّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،فَإِنَّهُ کانَ یَدعو بِهِ بَینَ الرَّکَعاتِ.

الدُّعاءُ بَینَ الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحُرمَةِ مَن عاذَ بِکَ مِنکَ،ولَجَأَ إلی عِزِّکَ،وَاعتَصَمَ بِحَبلِکَ،ولَم یَثِق إلّابِکَ،یا واهِبَ العَطایا،یا مَن سَمّی نَفسَهُ مِن جودِهِ الوَهّابَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی حَلالاً طَیِّباً مِمّا شِئتَ،وأَنّی شِئتَ، وکَیف شِئتَ،فَإِنَّهُ لا یَکونُ إلّاما شِئتَ،حَیثُ شِئتَ،کَما شِئتَ».

زِیادَةٌ فِی الدُّعاءِ مِن رِوایَةٍ اخری:

«اللّهُمَّ إنَّ قَلبی یَرجوکَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ،ونَفسی تَخافُکَ لِشِدَّةِ عِقابِکَ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُؤمِنَنی مَکرَکَ،وتُعافِیَنی مِن سَخَطِکَ،وتَجعَلَنی مِن أولِیاءِ طاعَتِکَ،وتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ،وتُشَرِّفَنی بِسَعَةِ فَضلِکَ عَنِ التَّذَلُّلِ لِعِبادِکَ،

ص:457


1- .مصباح المتهجّد:ص 357، جمال الاُسبوع:ص 245، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 16 ح 3.
2- مصباح المتهجّد:ص 347، جمال الاُسبوع:ص 230، [5]بحار الأنوار:ج 90 ص 1 ح 1 و ص 10 ح 2.

وتَرحَمَنی مِن خَیبَةِ الرَّدِّ وسَفعِ (1)نارِ الحِرمانِ».

ثُمَّ تَقومُ فَتُصَلّی رَکعَتَینِ (2)،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ کَما عَصَیتُکَ وَاجتَرَأتُ عَلَیکَ،فَإِنّی أستَغفِرُکَ لِما تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ، وأَستَغفِرُکَ لِما وَأَیتُ (3)لَکَ بِهِ عَلی نَفسی ولَم أفِ بِهِ،وأَستَغفِرُکَ لِلمَعاصِی الَّتی قَویتُ عَلَیها بِنِعمَتِکَ،وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ما خالَطَنی مِن کُلِّ خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ،فَإِنَّکَ أنتَ أنتَ وأَ نَا أنَا».

زِیادَةٌ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعَظِّمِ النّورَ فی قَلبی،وصَغِّرِ الدُّنیا فی عَینی،وَاحبِس لِسانی بِذِکرِکَ عَنِ النُّطقِ بِما لا یُرضیکَ،وَاحرُس نَفسی مِنَ الشَّهَواتِ،وَاکفِنی طَلَبَ ما قَدَّرتَ لی عِندَکَ،حَتّی أستَغنِیَ بِهِ عَمّا فی أیدی عِبادِکَ».

ثُمَّ تَقومُ فَتُصَلّی رَکعَتَینِ الثّالِثَةَ (4)،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ وأَسأَ لُکَ بِما دَعاکَ بِهِ ذُو النّونِ «إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ» 5 ،[فَاستَجَبتَ لَهُ] (5)،فَإِنَّهُ دَعاکَ وهُوَ عَبدُکَ وأَ نَا أدعوکَ وأَ نَا عَبدُکَ،وسَأَلَکَ وأَ نَا أسأَ لُکَ،فَفَرِّج عَنّی کَما فَرَّجتَ عَنهُ.

وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِما دَعاکَ بِهِ أیّوبُ إذ مَسَّهُ الضُّرُّ فَنادی «أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ

ص:458


1- .سَفعٌ من النار:أی علامةٌ تُغَیِّرُ ألوانهم (النهایة:ج 2 ص 374« سفع»).
2- أی بعد الرکعتین الثالثة والرابعة من الستّ الاُولی.
3- وَأَیتُ علی نفسی:أی جَعلتُه وعداً علی نفسی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1899«وأی»).
4- أی بعد الرکعتین الخامسة والسادسة من الستّ الاُولی.
5- الزیادة من بحار الأنوار.

اَلرّاحِمِینَ» 1 ،فَفَرَّجتَ عَنهُ؛فَإِنَّهُ دَعاکَ وهُوَ عَبدُکَ وأَ نَا أدعوکَ وأَ نَا عَبدُکَ،وسَأَلَکَ وأَ نَا أسأَ لُکَ،فَفَرِّج عَنّی کَما فَرَّجتَ عَنهُ.

وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ یوسُفُ إذ فَرَّقتَ بَینَهُ وبَینَ أهلِهِ إذ هُوَ فِی السِّجنِ،فَفَرَّجتَ عَنهُ؛فَإِنَّهُ دَعاکَ وهُوَ عَبدُکَ وأَ نَا أدعوکَ وأَ نَا عَبدُکَ،وسَأَلَکَ وأَ نَا أسأَ لُکَ،فَاستَجِب لی کَمَا استَجَبتَ لَهُ،وفَرِّج عَنّی کَما فَرَّجتَ عَنهُ.

وأَدعوکَ اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِما دَعاکَ بِهِ النَّبِیّونَ فَاستَجَبتَ لَهُم؛فَإِنَّهُم دَعَوکَ وهُم عَبیدُکَ،وسَأَلوکَ وأَ نَا أسأَ لُکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وأَن تُبارِکَ عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وأَن تُفَرِّجَ عَنّی کَما فَرَّجتَ عَن أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وعِبادِکَ الصّالِحینَ».

زِیادَةٌ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَغنِنی بِالیَقینِ،وأَعِنّی بِالتَّوَکُّلِ،وَاکفِنی رَوعاتِ القُنوطِ،وَافسَح لی فِی انتِظارِ جَمیلِ الصُّنعِ،وَافتَح لی بابَ الرَّحمَةِ إلَیکَ وَالخَشیَةِ مِنکَ، وَالوَجَلِ مِنَ الذُّنوبِ،وحَبِّب إلَیَّ الدُّعاءَ،وصِلهُ مِنکَ بِالإِجابَةِ».

ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً،وتَقولُ فی سُجودِکَ:

«سَجَدَ وَجهِیَ البالِی الفانی لِوَجهِکَ الدّائِمِ الباقی،سَجَدَ وَجهی مُتَعَفِّراً فِی التُّرابِ لِخالِقِهِ وحُقَّ لَهُ أن یَسجُدَ،سَجَدَ وَجهی لِمَن خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ،سَجَدَ وَجهِیَ الذَّلیلُ الحَقیرُ لِوَجهِکَ العَزیزِ الکَریمِ،سَجَدَ وَجهِیَ اللَّئیمُ الذَّلیلُ لِوَجهِکَ الکَریمِ الجَلیلِ».

ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلِ النّورَ فی بَصَری،وَالیَقینَ فی قَلبی،وَالنَّصیحَةَ

ص:459

فی صَدری،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،ومِن طَیِّبِ رِزقِکَ یا رَبِّ غَیرَ مَمنونٍ ولا مَحظورٍ فَارزُقنی،ومِن ثِیابِ الجَنَّةِ فَاکسُنی،ومِن حَوضِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فَاسقِنی،ومِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ فَأَجِرنی،ولَکَ یا رَبِّ فی نَفسی فَذَلِّلنی،وفی أعیُنِ النّاسِ فَعَظِّمنی،وإلَیکَ یا رَبِّ فَحَبِّبنی،وبِذُنوبی فَلا تَفضَحنی،وبِسَریرَتی فَلا تُخزِنی،وبِعَمَلی فَلا تُبسِلنی (1)،وغَضَبَکَ فَلا تُنزِل بی،أشکو إلَیکَ غُربَتی،وبُعدَ داری،وطولَ أمَلی، وَاقتِرابَ أجَلی،وقِلَّةَ مَعرِفَتی،فَنِعمَ المُشتَکی إلَیهِ أنتَ یا رَبِّ،ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ فَسَلِّمنی،إلی مَن تَکِلُنی یا رَبَّ المُستَضعَفینَ،إلی عَدُوٍّ مَلَّکتَهُ أمری،أو إلی بَعیدٍ فَیَتَجَهَّمَنی؟

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ المَعیشَةِ،مَعیشَةً أقوی بِها عَلی جَمیعِ حاجاتی،وأَتَوَسَّلُ (2)بِها إلَیکَ فی حَیاةِ الدُّنیا وفی آخِرَتی،مِن غَیرِ أن تُترِفَنی فیها فَأَطغی،أو تَقتُرُها عَلَیَّ فَأَشقی،وأَوسِع عَلَیَّ مِن حَلالِ رِزقِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن حَیثُ شِئتَ مِن فَضلِکَ،وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ،نِعمَةً مِنکَ سابِغَةً وعَطاءً غَیرَ مَمنونٍ،ولا تَشغَلنی عَن شُکرِ نِعمَتِکَ عَلیَّ بِإِکثارٍ مِنها تُلهینی عَجائِبُ بَهجَتِهِ،وتَفتِنُنی زَهَراتُ نَضرَتِهِ،ولا بِإِقلالٍ عَلَیَّ مِنها فَیَقصُرَ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَملَأَ صَدری هَمُّهُ،أعطِنی مِن ذلِکَ یا إلهی غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضوانَکَ.

وأَعوذُ بِکَ یا إلهی مِن شَرِّ الدُّنیا وشَرِّ أهلِها وشَرِّ ما فیها،ولا تَجعَلِ الدُّنیا لی سِجناً ولا فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أجِرنی مِن فِتنَتِها مَرضِیّاً عَنّی مَقبولاً فیها عَمَلی،إلی دارِ الحَیَوانِ ومَساکِنِ الأَبرارِ الأَخیارِ،وأَبدِلنی بِالدُّنیَا الفانِیَةِ نَعیمَ الدّارِ الباقِیَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أزلِها وزِلزالِها،وسَطَواتِ سُلطانِها،ومِن شَرِّ شَیاطینِها،و بَغیِ

ص:460


1- .أبْسَلْته بجَریرته أی أسْلمته بها،ویقال جَزَیْته بها.وأَبْسَله لعمله وبه:وَکَلَه إلیه.وأَبْسَلْت فلاناً إذا أسلمتَه للهَلَکة،فهو مُبْسَل.وقوله تعالی:«أُوْلَلِکَ الَّذِینَ أُبْسِلُواْ بِمَا کَسَبُواْ»(لسان العرب:ج 11 ص 55« بسل»).
2- فی بحار الأنوار:« وأَتَوَصَّلُ»وهو الأنسب.

مَن بَغی عَلَیَّ فیها.

اللّهُمَّ مَن کادَنی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وکِدهُ،ومَن أرادَنی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَرِدهُ،وفُلَّ عَنّی حَدَّ مَن نَصَبَ لی حَدَّهُ،وأَطفِئ عَنّی نارَ مَن شَبَّ لی وَقودَهُ،وَاکفِنی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَادفَع عَنّی شَرَّ الحَسَدَةِ،وَاعصِمنی مِن ذلِکَ بِالسَّکینَةِ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،وأَحیِنی (1)فی سِترِکَ الواقی،وأَصلِح لی حالی لِلَمِّ عِیالی،وصِدقَ مَقالی بِفِعالی،وبارِک لی فی أهلی ومالی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی حَلالاً طَیِّباً واسِعاً،مِمّا شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،فَإِنَّهُ لا یَکونُ إلّاما شِئتَ،حَیثُ شِئتَ،کَما شِئتَ».

فَإِذا أرادَ أن یُصَلِّیَ السِّتَّ الرَّکَعاتِ الثّانِیَةَ،فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ (2)ویَقولُ بَعدَهُما:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَشهَدُ أنَّ الدّینَ کَما شَرَعَ،وَالإِسلامَ کَما وَصَفَ،وَالقَولَ کَما حَدَّثَ،ذَکَرَ اللّهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ بِخَیرٍ،وحَیّاهُم بِالسَّلامِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ.

اللّهُمَّ اردُد عَلی جَمیعِ خَلقِکَ مَظالِمَهُمُ الَّتی قِبَلی،صَغیرَها وکَبیرَها،فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،وما لَم تَبلُغهُ قُوَّتی ولَم تَسَعهُ ذاتُ یَدی ولَم یَقوَ عَلَیهِ بَدَنی فَأَدِّهِ عَنّی مِن جَزیلِ ما عِندَکَ مِن فَضلِکَ،حَتّی لا تُخَلِّفَ عَلَیَّ شَیئاً مِنهُ تَنقُصُهُ مِن حَسَناتی یا أرحَمَ

ص:461


1- .فی بحار الأنوار:« وأَجِنَّنی».
2- وهما السابعة والثامنة.

الرّاحِمینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی حَلالاً طَیِّباً واسِعاً مِمّا شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،فَإِنَّهُ لا یَکونُ إلّاما شِئتَ، حَیثُ شِئتَ،کَما شِئتَ».

زِیادَةٌ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ،وقَنِّعنی بما رَزَقتَنی،وبارِک لی فیما أعطَیتَنی،وأَسبِغ نِعمَتَکَ عَلَیَّ،وهَب لی شُکراً تَرضی بِهِ عَنّی،وحَمداً عَلی ما ألهَمتَنی،وأَقبِل بِقَلبی إلی ما یُقَرِّبُنی إلَیکَ،وَاشغَلنی عَمّا یُباعِدُنی عَنکَ،وأَلهِمنی خَوفَ عِقابِکَ،وَازجُرنی عَنِ المُنی لِمَنازِلِ المُتَّقینَ بِما یُسخِطُکَ مِنَ العَمَلِ،وهَب لِیَ الجِدَّ فی طاعَتِکَ».

ثُمَّ تَقومُ فَتُصَلِّی الرَّکعَتَینِ الخامِسَةَ (1)،وتَقولُ بَعدَهُما:

«یا مَن أرجوهُ لِکُلِّ خَیرٍ،ویا مَن آمَنُ عُقوبَتَهُ عِندَ کُلِّ عَثرَةٍ،ویا مَن یُعطِی الکَثیرَ بِالقَلیلِ،ویا مَن أعطَی الکَثیرَ بِالقَلیلِ،ویا مَن أعطی مَن سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً،ویا مَن أعطی مَن لَم یَسأَلهُ،ومَن لَم یَعرِفهُ،ومَن لَم یُؤمِن بِهِ؛تَفَضُّلاً مِنهُ وکَرَماً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی بِمَسأَلَتی إیّاکَ مِن جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَیرُ مَنقوصٍ ما أعطَیتَ،وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی

ص:462


1- .وهما التاسعة والعاشرة.

حَلالاً طَیِّباً واسِعاً مِمّا شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،فَإِنَّهُ لا یَکونُ إلّاما شِئتَ، حَیثُ شِئتَ،کَما شِئتَ».

زِیادَةٌ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی قَلباً طاهِراً ولِساناً صادِقاً ونَفساً سامِیَةً إلی نَعیمِ الجَنَّةِ،وَاجعَلنی بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ عَزیزاً،وبِما أتَوَقَّعُهُ مِنکَ غَنِیّاً،وبِما رَزَقتَنی قانِعاً راضِیاً،وعَلی رَجائِکَ مُعتَمِداً،وإلَیکَ فی حَوائِجی قاصِداً،حَتّی لا أعتَمِدَ إلّاعَلَیکَ،ولا أثِقَ إلّابِکَ».

ثُمَّ تَقومُ فَتُصَلِّی الرَّکعَتَینِ السّادِسَةَ (1)،وتَقولُ بَعدَهُما:

«اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ سَریرَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل سَیِّدی ومَولایَ مَعذِرَتی،وتَعلَمُ حاجَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَعطِنی مَسأَلَتی،وتَعلَمُ ما فی نَفسی، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی ذُنوبی.

اللّهُمَّ مَن أرادَنی بِسوءٍ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاصرِفهُ عَنّی،وَاکفِنی کَیدَ عَدُوّی؛فَإِنَّ عَدُوّی عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ،وعَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ عَدُوُّ مُحَمَّدٍ،وعَدُوَّ مُحَمَّدٍ عَدُوُّکَ،فَأَعطِنی سُؤلی یا مَولایَ فی عَدُوّی عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ یا مُعطِیَ الرَّغائِبِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَعطِنی رَغبَتی فیما سَأَلتُکَ فی عَدُوِّکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا إلهی ! إلهاً واحِداً،لا إلهَ إلّا أنتَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وأَرِنِی الرَّخاءَ وَالسُّرورَ عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی حَلالاً طَیِّباً واسِعاً مِمّا شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،فَإِنَّهُ لا یَکونُ إلّاما شِئتَ،

ص:463


1- .وهما الحادیة عشر والثانیة عشر.

حَیثُ شِئتَ،کَما شِئتَ».

زِیادَةٌ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،إلهی ! ظَلَمتُ نَفسی،وعَظُمَ عَلَیها إسرافی،وطالَ فی مَعاصیکَ انهِماکی،وتَکاثَفَت ذُنوبی،وتَظاهَرَت عُیوبی،وطالَ بِکَ اغتِراری،ودامَ لِلشَّهَواتِ اتِّباعی،فَأَنَا الخائِبُ إن لَم تَرحَمنی،وأَ نَا الهالِکُ إن لَم تَعفُ عَنّی،فَصِلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وتَجاوَز عَن سَیِّئاتی،وأَعطِنی سُؤلی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی، ولا تَکِلنی إلی نَفسی فَتَعجِزَ عَنّی،وأَنقِذنی بِرَحمَتِکَ مِن خَطایایَ،وأَسعِدنی بِسَعَةِ رَحمَتِکَ سَیِّدی».

فَإِذا أرادَ أن یُصَلِّیَ السِّتَّ الرَّکَعاتِ الباقِیَةَ،فَلیَقُم وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ (1)،فَإِذا سَلَّمَ بَعدَهُما قالَ:

«اللّهُمَّ أنتَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَوِدّائِکَ،وأَحضَرُهُم لِکِفایَةِ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،تُشاهِدُهُم فی ضَمائِرِهِم،وتَطَّلِعُ عَلی سَرائِرِهِم،وتُحیطُ بِمَبالِغِ بَصائِرِهِم،وسِرِّی اللّهُمَّ مَکشوفٌ، وأَ نَا إلَیکَ مَلهوفٌ،إذا أوحَشَتنِی الغُربَةُ آنَسَنی ذِکرُکَ،وإذا کَثُرَت عَلَیَّ الهُمومُ لَجَأتُ إلَی الاِستِجارَةِ بِکَ،عِلماً بِأَنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِیَدِکَ،ومَصدَرَها عَن قَضائِکَ خاضِعاً لِحُکمِکَ.

اللّهُمَّ إن عَمیتُ عَن مَسأَلَتِکَ أو فَهِهتُ عَنها،فَدُلَّنی عَلی مَصالِحی،وخُذ بِقَلبی إلی مَراشدی،فَلَستُ بِبِدعٍ مِن وِلایَتِکَ،ولا بِوَترٍ مِن أناتِکَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ أمَرتَ بِدُعائِکَ وضَمِنتَ الإِجابَةَ لِعِبادِکَ،ولَن یَخیبَ مَن فَزِعَ إلَیکَ بِرَغبَةٍ وقَصَدَ إلَیکَ بِحاجَةٍ،ولَم تَرجِع یَدٌ طالِبَةٌ صِفراً مِن عَطائِکَ،ولا خالِیَةً مِن نِحَلِ هِباتِکَ، وأَیُّ راحِلٍ أمَّکَ فَلَم یَجِدکَ (2)،أو أیُّ وافِدٍ وَفَدَ إلَیکَ فَاقتَطَعَتهُ عَوائِقُ الرَّدِّ دونَکَ،بَل أیُّ

ص:464


1- .وهما الثالثة عشرة والرابعة عشرة.
2- زاد فی بحار الأنوار هنا:«قریباً».

مُستَجیرٍ بِفَضلِکَ لَم یَنَل مِن فَیضِ جودِکَ،وأَیُّ مُستَنبِطٍ لِمَزیدِکَ أکدی دونَ استِماحَةِ عَطِیَّتِکَ.

اللّهُمَّ وقَد قَصَدتُ إلَیکَ بِحاجَتی،وقَرَعَت بابَ فَضلِکَ یَدُ مَسأَلَتی،وناجاکَ بِخُشوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی،وعَلِمتَ ما یَحدُثُ مِن طَلِبَتی قَبلَ أن یَخطُرَ بِبالی أو یَقَعَ فی صَدری، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصِلِ اللّهُمَّ دُعائی بِإِجابَتِکَ،وَاشفَع مَسأَلَتی إیّاکَ بِنُجحِ حَوائِجی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ (1)،وتَقولُ بَعدَهُما:

«یا مَن أرجوهُ لِکُلِّ خَیرٍ،وآمَنُ سَخَطَهُ عِندَ کُلِّ عَثرَةٍ،یا مَن یُعطِی الکَثیرَ بِالقَلیلِ، یا مَن أعطی مَن سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً،یا مَن أعطی مَن لَم یَسأَلهُ ولَم یَعرِفهُ (2)،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی بِمَسأَلَتی إیّاکَ جَمیعَ سُؤلی مِن جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَیرُ مَنقوصٍ ما أعطَیتَ،وَاصرِف عَنّی شَرَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا ذَا المَنِّ ولا یُمَنُّ عَلَیهِ،یا ذَا الجودِ وَالمَنِّ وَالطَّولِ وَالنِّعَمِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی سُؤلی،وَاکفِنی جَمیعَ المُهِمِّ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ (3)،وتَقولُ بَعدَهُما:

«یا ذَا المَنِّ لا مَنَّ عَلَیکَ،یا ذَا الطَّولِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا أمانَ الخائِفینَ وظَهرَ اللّاجِئینَ وجارَ المُستَجیرینَ،إن کانَ فی امِّ الکِتابِ عِندَکَ أنّی شَقِیٌّ مَحرومٌ أو مُقتَرٌ عَلَیَّ فی رِزقی،فَامحُ مِن امِّ الکِتابِ شَقائی وحِرمانی وإقتارَ رِزقی،وَاکتُبنی عِندَکَ سَعیداً مُوَفَّقاً لِلخَیرِ،مُوَسَّعاً فی رِزقی،إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ

ص:465


1- .وهما الخامسة عشرة والسادسة عشرة.
2- زاد فی بحار الأنوار هنا:«تَفَضُّلاً مِنهُ وکَرَماً».
3- وهما السابعة عشرة والثامنة عشرة.

وآلِهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 1 ،وقُلتَ: «رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ» 2 ،وأَ نَا شَیءٌ،فَلتَسَعنی رَحمَتُکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وَالتَّسلیمِ لِأَمرِکَ،وَالرِّضا بِقَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،یا رَبَّ العالَمینَ». (1)

1783.مصباح المتهجّد: رَوی جابِرٌ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السلام فی عَمَلِ الجُمُعَةِ قالَ:تُصَلّی رَکعَتَینِ، وتَقولُ مُتَرَسِّلاً (2):

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ.

اللّهُمَّ إنَّ قَلبی یَرجوکَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ،ونَفسی تَخافُکَ لِشِدَّةِ عِقابِکَ،فَوَفِّقنی لِما یُؤمِنُنی مَکرَکَ،ویُعافینی مِن سَخَطِکَ،وَاجعَلنی مِن أولِیائِکَ،وتَفَضَّل عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ،وَاستُرنی بِسَعَةِ فَضلِکَ عَنِ التَّذَلُّلِ لِعِبادِکَ،وَارحَمنی مِن خَیبَةِ الرَّدِّ وسَفعِ نارِ الحِرمانِ.

اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَأتِیٍّ وأَکرَمُ مَزورٍ،وخَیرُ مَن طُلِبَت إلیهِ الحاجاتُ،وأَجوَدُ مَن أعطی،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ،وأَرأَفُ مَن عَفا،وأَعَزُّ مَنِ اعتُمِدَ،اللّهُمَّ وبی إلَیکَ فاقَةٌ ولی عِندَکَ حاجاتٌ،و لَکَ عِندی طَلِباتٌ مِن ذُنوبٍ أنَا بِها مُرتَهَنٌ،قَد أوقَرَت ظَهری

ص:466


1- مصباح المتهجّد:ص 347-357، جمال الاُسبوع:ص 230-238 [2] وص 239 عن أبی یحیی الصنعانی عن الإمام الباقر عن الإمام زین العابدین علیهما السلام نحوه وبحذف الزیادات من الروایة الاُولی،بحار الأنوار:ج 90 ص 1 ح 1 و ص 10 ح 2.
2- فی الطبعة المعتمدة:«متوسّلاً»وهو تصحیف،والصحیح ما أثبتناه کما فی بعض نسخ المصدر.وفی جمال الاُسبوع:«مسترسلاً».والترسّل مِن الرِّسل فی الاُمور والمنطق کالتَّمَهُّل والتوقُّر والتثبُّت.قال ابن جنبة:الترسّل فی الکلام:التوقّر والتفهّم والترفّق من غیر أن یرفع صوته شدیداً (لسان العرب:ج 11 ص 283« رسل»).

وأَوبَقَتنی،وإلّا تَرحَمنی وتَغفِرها لی أکُن مِنَ الخاسِرینَ».

ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَتَشَفَّعُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ، وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ،أن تُقیلَنی عَثرَتی،وتَستُرَ عَلَیَّ ذُنوبی وتَغفِرَها لی،وتَقلِبَنی بِقَضاءِ حاجَتی،ولا تُعَذِّبنی بِقَبیحٍ کانَ مِنّی (1)،یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،یا بَرُّ یا کَریمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی،ومِن نَفسی ومِنَ النّاسِ أجمَعینَ،بی إلَیکَ فاقَةٌ وفَقرٌ وأَنتَ غَنِیٌّ عَنّی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاستَجِب دُعائی، وکُفَّ عَنّی أنواعَ البَلاءِ،فَإِنَّ عَفوَکَ وجودَکَ یَسَعُنی».

ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ وَارفَع دَرَجَتی،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،اللّهُمَّ عَظِّمِ النّورَ فی قَلبی،وصَغِّرِ الدُّنیا فی عَینی،وأَطلِق لِسانی بِذِکرِکَ، وَاحرُس نَفسی عَنِ الشَّهَواتِ،وَاکفِنی طَلَبَ ما قَدَّرتَهُ لی عِندَکَ،حَتّی أستَغنِیَ بِهِ عَمّا فی أیدی عِبادِکَ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،اللّهُمَّ أغنِنی بِالیَقینِ،وأَعِزَّنی بِالتَّوَکُّلِ،وَاکفِنی رَوعَةَ القُنوطِ،وَافسَح لی فِی انتِظارِ جَمیلِ الصُّنعِ،وَافتَح لی بابَ الرَّحمَةِ،وحَبِّب إلَیَّ الدُّعاءَ وصِلهُ مِنکَ بِالإِجابَةِ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ،

ص:467


1- .فی المصادر الاُخری:«بقبیحِ ما کان منّی».

وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،اللّهُمَّ استَعمِلنی بِما عَلَّمتَنی، ومَتِّعنی بِما رَزَقتَنی،وبارِک لی فی نِعَمِکَ عَلَیَّ،وهَب لی شُکراً تَرضی بِهِ عَنّی،وحَمداً عَلی ما ألهَمتَنی،وأَقبِل بِقَلبی إلی ما یُرضیکَ،وَاشغَلنی عَمّا یُباعِدُنی مِنکَ،وأَلهِمنی خَوفَ عِقابِکَ،وَازجُرنی عَنِ المُنی لِمَنازِلِ المُتَّقینَ بِما یُسخِطُکَ،وهَب لِیَ الجِدَّ فی طاعَتِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ، وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَل لی قَلباً طاهِراً،ولِساناً صادِقاً،ونَفساً سامِیَةً إلی نَعیمِ الجَنَّةِ،وَاجعَلنی بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ عَزیزاً،وبِما أتَوَقَّعُهُ مِنکَ غَنِیّاً،وبِما رَزَقتَنیهِ قانِعاً راضِیاً،وعَلی رَجائِکَ مُعتَمِداً،وإلَیکَ فی حَوائِجی قاصِداً،حَتّی لا أعتَمِدَ إلّاعَلَیکَ،ولا أثِقَ فیها إلّابِکَ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَجِرنی مِنَ السَّیِّئاتِ،وَاستَعمِلنی عَمَلاً بِطاعَتِکَ،وَارفَع دَرَجَتی بِرَحمَتِکَ،وأَعِذنی مِن نارِکَ وسَخَطِکَ،اللّهُمَّ ظَلَمتُ نَفسی وعَظُمَ عَلَیها إسرافی،وطالَ فی مَعاصیکَ انهِماکی،وتَکاثَفَت ذُنوبی وطالَ بِکَ اغتِراری، وتَظاهَرَت سَیِّئاتی،ودامَ لِلشَّهَواتِ اتِّباعی،فَأَنَا الخائِبُ (1)إن لَم تَرحَمنی،وأَ نَا الهالِکُ إن لَم تَعفُ عَنّی،فَاغفِر لی ذُنوبی،وتَجاوَز عَن سَیِّئاتی،وأَعطِنی سُؤلی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی، ولا تَکِلنی إلی نَفسی،فَتَعجِزَ عَنّی،وأَنقِذنی بِرَحمَتِکَ مِن خَطایایَ سَیِّدی». (2)

1784.جمال الاُسبوع عن أبی حمزة عن الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ التَّعقیبِ بَعدَ رَکعَتَیِ

ص:468


1- .فی الطبعة المعتمدة:«فأنا المذنب»،والصواب ما أثبتناه کما فی المصادر الاُخری والنسخ الاُخری الخَطیّةللمصدر.
2- مصباح المتهجّد:ص 357، جمال الاُسبوع:ص 245، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 16 ح 3.

الزَّوالِ-:مَن قالَ بَعدَ الرَّکعَتَینِ قَبلَ الفَریضَةِ یَومَ الجُمُعَةِ:«سُبحانَ رَبّی وبِحَمدِهِ، وأَستَغفِرُ رَبّی وأَتوبُ إلَیهِ»مِئَةَ مَرَّةٍ،بَنَی اللّهُ لَهُ مَسکَناً فِی الجَنَّةِ. (1)

1785.مصباح المتهجّد: وعَنهُ [الإِمامِ الصّادِقِ] علیه السلام أنَّهُ قالَ:قُل عَقیبَ الرَّکعَتَینِ،إلّاأنَّهُ قالَ قَبلَ الزَّوالِ،ثُمَّ یَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَتَشَفَّعُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُصَلِّیَ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ، وأَن تُقیلَنی عَثرَتی،وتَستُرَ عَلَیَّ ذُنوبی،وتَغفِرَها لی،وتَقضِیَ الیَومَ حاجَتی،ولا تُعَذِّبَنی بِقَبیحِ عَمَلی،فَإِنَّ عَفوَکَ وجودَکَ یَسَعُنی».

ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ:

«یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،أنتَ خَیرٌ لی مِن أبی واُمّی،ومِنَ النّاسِ أجمَعینَ،بی إلَیکَ حاجَةٌ وفَقرٌ وفاقَةٌ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابی،أسأَ لُکَ أن تُقیلَنی عَثرَتی،وأَن تَقلِبَنی بِقَضاءِ حاجَتی،وتَستَجیبَ لی دُعائی،وتَرحَمَ صَوتی،وتَکشِفَ أنواعَ البَلاءِ عَنّی، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

وقُل:«أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ»سَبعینَ مَرَّةً.

فَإِذا رَفَعتَ رَأسَکَ فَقُل:

«یا شارِعاً لِمَلائِکَتِهِ دینَ القَیِّمَةِ دیناً،ویا راضِیاً بِهِ مِنهُم لِنَفسِهِ،ویا خالِقاً مَن سِوَی المَلائِکَةِ مِن خَلقِهِ لِلاِبتِداءِ بِدینِهِ،ویا مُستَخِصّاً مِن خَلقِهِ لِدینِهِ رُسُلاً إلی مَن دونَهُم،یا مُجازِیَ أهلِ الدّینِ بِما عَمِلوا فِی الدّینِ،اِجعَلنی بِحَقِّ اسمِکَ الَّذی فیهِ تَفصیلُ الاُمورِ کُلِّها مِن أهلِ دینِکَ،المُؤثِرینَ لَهُ بِإِلزامِکَهُم حَقَّهُ،وتَفریغِکَ قُلوبَهُم لِلرَّغبَةِ فی أداءِ حَقِّکَ إلَیکَ،لا تَجعَل بِحَقِّ اسمِکَ الَّذی فیهِ تَفصیلُ الاُمورِ وتَفسیرُها شَیئاً سِوی

ص:469


1- .جمال الاُسبوع:ص 248، مصباح المتهجّد:ص 361، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 20.

دینِکَ عِندی أثیراً،ولا إلَیَّ أشَدَّ تَحَبُّباً،ولا بی لاصِقاً،ولا أنَا إلَیهِ أشَدُّ انقِطاعاً مِنهُ، وأَغلِب بالی وهَوایَ وسَریرَتی وعَلانِیَتی بِأَخذِکَ بِناصِیَتی إلی طاعَتِکَ،ورِضاکَ فِی الدّینِ». (1)

12/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی الخُطبَةِ الثّانِیَةِ لِصَلاةِ الجُمُعَةِ

1786.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الخُطبَةِ الثّانِیَةِ مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ،صَلاةً نامِیَةً زاکِیَةً،تَرفَعُ بِها دَرَجَتَهُ، وتُبَیِّنُ بِها فَضلَهُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ عَذِّب کَفَرَةَ أهلِ الکِتابِ الَّذینَ یَصُدُّونَ عَن سَبیلِکَ،ویَجحَدونَ آیاتِکَ، ویُکَذِّبونَ رُسُلَکَ،اللّهُمَّ خالِف بَینَ کَلِمَتِهِم،وأَلقِ الرُّعبَ فی قُلوبِهِم،وأَنزِل عَلَیهِم رِجزَکَ ونَقِمَتَکَ وبَأسَکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمینَ.

اللّهُمَّ انصُر جُیوشَ المُسلِمینَ وسَرایاهُم ومُرابِطیهِم فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،اللّهُمَّ اجعَلِ التَّقوی زادَهُم،وَالإِیمانَ وَالحِکمَةَ فی قُلوبِهِم،وأَوزِعهُم أن یَشکُروا نِعمَتَکَ الَّتی أنعَمتَ عَلَیهِم،وأَن یوفوا بِعَهدِکَ الَّذی عاهَدتَهُم عَلَیهِ،إلهَ الحَقِّ وخالِقَ الخَلقِ.

اللّهُمَّ اغفِر لِمَن تُوُفِّیَ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،ولِمَن هُوَ لاحِقٌ بِهِم مِن بَعدِهِم مِنهُم،إنَّکَ أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، «إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ» 2 .

ص:470


1- .مصباح المتهجّد:ص 362، جمال الاُسبوع:ص 249، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 18 ح 3.

اذکُرُوا اللّهَ یَذکُرکُم فَإِنَّهُ ذاکِرٌ لِمَن ذَکَرَهُ،وَاسأَ لُوا اللّهَ مِن رَحمَتِهِ وفَضلِهِ،فَإِنَّهُ لا یَخیبُ عَلَیهِ داعٍ دَعاهُ «رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ» 12 .

1787.الإمام الباقر علیه السلام -فی بَیانِ الدُّعاءِ فِی الخُطبَةِ الثّانِیَةِ مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ سَیِّدِ المُرسَلینَ وإمامِ المُتَّقینَ ورَسولِ رَبِّ العالَمینَ.

ثُمَّ تَقولُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ ووَصِیِّ رَسولِ رَبِّ العالَمینَ».

ثُمَّ تُسَمِّی الأَئِمَّةَ حَتّی تَنتَهِیَ إلی صاحِبِکَ،ثُمَّ تَقولُ:«اِفتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً،اللّهُمَّ أظهِر بِهِ دینَکَ وسُنَّةَ نَبِیِّکَ،حَتّی لا یَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ،اللّهُمَّ إنَّا نَرغَبُ إلَیکَ فی دَولَةٍ کَریمَةٍ،تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأَهلَهُ،وتُذِلُّ بِها النِّفاقَ وأَهلَهُ،وتَجعَلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعَتِکَ وَالقادَةِ فی سَبیلِکَ،وتَرزُقُنا بِها کَرامَةَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ ما حَمَّلتَنا مِنَ الحَقِّ فَعَرِّفناهُ،وما قَصُرنا عَنهُ فَعَلِّمناهُ».

ثُمَّ یَدعُو اللّهَ عَلی عَدُوِّهِ ویَسأَلُ لِنَفسِهِ وأَصحابِهِ،ثُمَّ یَرفَعونَ أیدِیَهُم فَیَسأَلونَ اللّهَ حَوائِجَهُم کُلَّها،حَتّی إذا فَرَغَ مِن ذلِکَ قالَ:«اللّهُمَّ استَجِب لَنا».

ویَکونُ آخِرَ کَلامِهِ أن یَقولَ: «إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ» .ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن تَذَکَّرَ فَتَنفَعَهُ الذِّکری»،ثُمَّ یَنزِلُ. (1)

ص:471


1- الکافی:ج 3 ص 422 ح 6 عن محمّد بن مسلم.

13/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی قُنوتِ صَلاةِ الجُمُعَةِ

1788.مصباح المتهجّد عن أبی حمزة الثمالی: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ فی قُنوتِ الجُمُعَةِ کَلِماتِ الفَرَجِ،ویَقولُ:

یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً کَثیرَةً طَیِّبَةً مُبارَکَةً، اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ جَمیعَ الخَیرِ کُلَّهُ،وَاصرِف عَن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ جَمیعَ الشَّرِّ کُلَّهُ.

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ وعافِنی ومُنَّ عَلَیَّ بِالجَنَّةِ طَولاً مِنکَ،ونَجِّنی مِنَ النّارِ،وَاغفِر لی ما سَلَفَ مِن ذُنوبی،وَارزُقنِی العِصمَةَ فیما بَقِیَ مِن عُمُری أن أعودَ فی شَیءٍ مِن مَعاصیکَ أبَداً،حَتّی تَتَوَفّانی وأَنتَ عَنّی راضٍ،وأَثبِت لی عِندَکَ الشَّهادَةَ،ثُمَّ لا تُحَوِّلنی عَنها أبَداً بِرَحمَتِکَ،یا مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ وطاعَتِکَ ودینِ رَسولِکَ،وثَبِّت قَلبی عَلَی الهُدی بِرَحمَتِکَ،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ. (1)

1789.الإمام الباقر علیه السلام -لِزُرارَةَ-:فی قُنوتِکَ یَومَ الجُمُعَةِ تَقولُ قَبلَ دُعائِکَ لِنَفسِکَ:

اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا، وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا،وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ أکرَمُ الجاهِ، وجِهَتُکَ خَیرُ الجِهاتِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیّاتِ وأَهنَأُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ فَلَکَ الحَمدُ،تُجیبُ المُضطَرَّ وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتُنجی مِنَ الکَربِ العَظیمِ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ وتَشفِی السَّقیمَ،وتَعفو عَنِ الذَّنبِ،لا یَجزی أحَدٌ بِآلائِکَ،ولا یَبلُغُ نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ.

ص:472


1- .مصباح المتهجّد:ص 365 ح 491، جمال الاُسبوع:ص 256، [2]بحار الأنوار:ج 89 ص 250 ح 69.

اللّهُمَّ إلَیکَ رُفِعَتِ الأَصواتُ ونُقِلَتِ الأَقدامُ،ومُدَّتِ الأَعناقُ ورُفِعَتِ الأَیدی،ودُعیتَ بِالأَلسُنِ وتُقُرِّبَ إلَیکَ بِالأَعمالِ،رَبَّنَا اغفِر لَنا وَارحَمنا وَافتَح بَینَنا وبَینَ قَومِنا بِالحَقِّ وأَنتَ خَیرُ الفاتِحینَ،اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ فَقدَ نَبِیِّنا،وغَیبَةَ وَلِیِّنا،وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا، ووُقوعَ الفِتَنِ،وتَظاهُرَ الأَعداءِ،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وقِلَّةَ عَدَدِنا،فَافرُج ذلِکَ یا رَبِّ عَنّا بِفَتحٍ مِنکَ تُعَجِّلُهُ،ونَصرٍ مِنکَ تُعِزُّهُ،وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ،إلهَ الحَقِّ آمینَ. (1)

1790.الإمام الصادق علیه السلام: لِیَکُن مِن قَولِکُم فی قُنوتِ الجُمُعَةِ:

اللّهُمَّ إنَّ عَبیداً مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ قاموا بِکِتابِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، فَاجزِهِم عَنّا خَیرَ الجَزاءِ. (2)

1791.تهذیب الأحکام عن عبید اللّه الحلبی: قالَ[ علیه السلام ] فی قُنوتِ الجُمُعَةِ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أئِمَّةِ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن خَلَقتَهُ لِدینِکَ ومِمَّن خَلَقتَهُ لِجَنَّتِکَ».قُلتُ:

اسَمِّی الأئِمَّةَ؟قالَ:سَمِّهِم جُملَةً. (3)

1792.الإمام الصادق علیه السلام: القُنوتُ-قُنوتُ یَومِ الجُمُعَةِ-فِی الرَّکعَةِ الاُولی بَعدَ القِراءَةِ،تَقولُ فِی القُنوتِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ و(رَبُّ) الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبُّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما هَدَیتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما أکرَمتَنا بِهِ، اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّنِ اختَرتَهُ لِدینِکَ وخَلَقتَهُ لِجَنَّتِکَ،اللّهُمَّ لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ. (4)

ص:473


1- .مصباح المتهجّد:ص 366 ح 492 عن زرارة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 487 ح 1404 نحوه.
2- مصباح المتهجّد:ص 367 ح 495 عن المعلّی بن خنیس، [3]بحار الأنوار:ج 89 ص 251 ح 69.
3- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 18 ح 63،وسائل الشیعة:ج 4 ص 914 ح 7985.
4- الکافی:ج 3 ص 426 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 18 ح 64 بزیادة«وآل محمّد»بعد«صلّ علی محمّد»ū فی کلا الموضعین،جمال الاُسبوع:ص 255 [7] کلّها عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 6 ص 275 ح 7952.

1793.مصباح المتهجّد عن ابن مقاتل: قالَ أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:أیَّ شَیءٍ تَقولونَ فی قُنوتِ صَلاةِ الجُمُعَةِ؟قُلتُ:ما تَقولُ النّاسُ،قالَ:لا تَقُل کَما یَقولونَ ولکِن قُل:

اللّهُمَّ أصلِح عَبدَکَ وخَلیفَتَکَ بِما أصلَحتَ بِهِ أنبِیاءَکَ ورُسُلَکَ،وحُفَّهُ بِمَلائِکَتِکَ وأَیِّدهُ بِروحِ القُدُسِ مِن عِندِکَ،وَاسلُکهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ رَصَداً یَحفَظونَهُ مِن کُلِّ سوءٍ،وأَبدِلهُ مِن بَعدِ خَوفِهِ أمناً،یَعبُدُکَ لا یُشرِکُ بِکَ شَیئاً،ولا تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ عَلی وَلِیِّکَ سُلطاناً،وَائذَن لَهُ فی جِهادِ عَدُوِّکَ وعَدُوِّهِ،وَاجعَلنی مِن أنصارِهِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

14/24الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ صَلاةِ الجُمُعَةِ

1794.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قَرَأَ دُبُرَ صَلاةِ الجُمُعَةِ فاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً،و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» سَبعَ مَرّاتٍ،وفاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً،و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» سَبعَ مَرّاتٍ،وفاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» سَبعَ مَرّاتٍ،لَم تَنزِل بِهِ بَلِیَّةٌ ولَم تُصِبهُ فِتنَةٌ إلَی الجُمُعَةِ الاُخری،فَإِن قالَ:

«اللّهُمَّ اجعَلنی مِن أهلِ الجَنَّةِ الَّتی حَشوُها بَرَکَةٌ،وعُمّارُهَا المَلائِکَةُ مَعَ نَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وأَبینا إبراهیمَ عَلَیهِ السَّلامُ»،جَمَعَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَ مُحَمَّدٍ وإبراهیمَ علیهما السلام فی دارِ السَّلامِ. (2)راجع: نهج الدعاء :ص 351 ح 1047.

ص:474


1- .مصباح المتهجّد:ص 366 ح 494، جمال الاُسبوع:ص 256، [2]بحار الأنوار:ج 89 ص 251 ح 69.
2- ثواب الأعمال:ص 61 ح 1 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه:،الأمالی للصدوق:ص 406 ح 522، الجعفریّات:ص 227 [5] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،جمال الاُسبوع:ص 260، [6]بحار الأنوار:ج 90 ص 66 ح 9.

15/24الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ ظُهرِ الجُمُعَةِ

1795.مصباح المتهجّد: رَوی جابِرٌ عَن أبی جَعفَرٍ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهم السلام:مِن عَمَلِ یَومِ الجُمُعَةِ الدُّعاءُ بَعدَ الظُّهرِ:

«اللّهُمَّ اشتَر مِنّی نَفسِیَ المَوقوفَةَ عَلَیکَ،المَحبوسَةَ لِأَمرِکَ،بِالجَنَّةِ مَعَ مَعصومٍ مِن عِترَةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،مَخزونٍ (1)لِظُلامَتِهِ،مَنسوبٍ بِوِلادَتِهِ،تَملَأُ بِهِ الأَرضَ عَدلاً وقِسطاً کَما مُلِئَت جوراً وظُلماً،ولا تَجعَلنی مِمَّن تَقَدَّمَ فَمَرَقَ،أو تَأَخَّرَ فَمُحِقَ، وَاجعَلنی مِمَّن لَزِمَ فَلَحِقَ،وَاجعَلنی شَهیداً سَعیداً فی قَبضَتِکَ.

یا إلهی ! سَهِّل لی نَصیباً جَزلاً،وقَضاءً حَتماً،لا یُغَیِّرُهُ شَقاءٌ،وَاجعَلنی مِمَّن هَدَیتَهُ فَهَدی،وزَکَّیتَهُ فَنَجا،ووالَیتَ فَاستَثنَیتَ،فَلا سُلطانَ لِإِبلیسَ عَلَیهِ،ولا سَبیلَ لَهُ إلَیهِ، ومَا استَعمَلتَنی فیهِ مِن شَیءٍ فَاجعَل فِی الحَلالِ مَأکَلی ومَلبَسی ومَنکَحی.

وقَنِّعنی یا إلهی بِما رَزَقتَنی،وما رَزَقتَنی مِن رِزقٍ فَأَرِنی فیهِ عَدلاً حَتّی أری قَلیلَهُ کَثیراً،وأَبذُلَهُ فیکَ بَذلاً،ولا تَجعَلنی مِمَّن طَوَّلتَ لَهُ فِی الدُّنیا أمَلَهُ،وقَدِ انقَضی أجَلُهُ، وهُوَ مَغبونٌ عَمَلُهُ.

أستَودِعُکَ یا إلهی غُدُوّی ورَواحی،ومَقیلی وأَهلَ وِلایَتی،مَن کانَ مِنهُم أو هُوَ کائِنٌ، زَیِّنّی وإیّاهُم بِالتَّقوی وَالیُسرِ،وَاطرُد عَنّی وعَنهُمُ الشَّکَّ وَالعُسرَ،وَامنَعنی وإیّاهُم مِن ظُلمِ الظَّلَمَةِ،وأَعیُنِ الحَسَدَةِ،وَاجعَلنی وإیّاهُم مِمَّن حَفِظتَ،وَاستُرنی وإیّاهُم فیمَن سَتَرتَ، وَاجعَل آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ أئِمَّتی وقادَتی،وآمِن رَوعَتَهُم ورَوعَتی،وَاجعَل حُبّی ونُصرَتی ودینی فیهِم ولَهُم،فَإِنَّکَ إن وَکَلتَنی إلی نَفسی زَلَّت قَدَمی.

ص:475


1- .فی جمال الاُسبوع:« محزون».

ما أحسَنَ ما صَنَعتَ بی یا رَبِّ إذ هَدَیتَنی لِلإِسلامِ،وبَصَّرتَنی ما جَهِلَهُ غَیری، وعَرَّفتَنی ما أنکَرَهُ غَیری،وأَلهَمتَنی ما ذَهَلوا (1)عَنهُ،وفَهَّمتَنی قَبیحَ ما فَعَلوا وصَنَعوا، حَتّی شَهِدتُ مِنَ الأَمرِ ما لَم یَشهَدوا وأَ نَا غائِبٌ،فَما نَفَعَهُم قُربُهُم،ولا ضَرَّنی بُعدی، وأَ نَا مِن تَحویلِکَ إیّایَ عَنِ الهُدی وَجِلٌ،وما تَنجو نَفسی إن نَجَت إلّابِکَ،ولَن یَهلِکَ مَن هَلَکَ إلّاعَن بَیِّنَةٍ !

رَبِّ ! نَفسی غَریقُ خَطایا مُجحِفَةٍ،ورَهینُ ذُنوبٍ موبِقَةٍ،وصاحِبُ عُیوبٍ جَمَّةٍ،فَمَن حَمِدَ عِندَکَ نَفسَهُ فَإِنّی عَلَیها زارٍ (2)،ولا أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِإِحسانٍ،ولا فی جَنبِکَ سُفِکَ دَمی، ولَم یُنحِلِ الصِّیامُ وَالقِیامُ جِسمی،فَبِأَیِّ ذلِکَ ازَکّی نَفسی وأَشکُرُها عَلَیهِ وأَحمَدُها بِهِ؟ بَلِ الشُّکرُ لَکَ.

اللّهُمَّ لِسَترِکَ عَلَیَّ ما فی قَلبی،وتَمامِ النِّعمَةِ عَلَیَّ فی دینی،وقَد أمَتَّ مَن کانَ مَولِدُهُ مَولِدی،ولَو شِئتَ لَجَعَلتَ مَعَ نَفادِ عُمُرِهِ عُمُری.

ما أحسَنَ ما فَعَلتَ بی یا رَبِّ،لَم تَجعَل سَهمی فیمَن لَعَنتَ،ولا حَظّی فیمَن أهَنتَ، إلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ مِلتُ بِهَوایَ وإرادَتی ومَحَبَّتی.

فَفی مِثلِ سَفینَةِ نوحٍ عَلَیهِ السَّلامُ فَاحمِلنی،ومَعَ القَلیلِ فَنَجِّنی،وفیمَن زَحزَحتَ عَنِ النّارِ فَزَحزِحنی،وفیمَن أکرَمتَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ فَأَکرِمنی،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ ورِضوانُکَ عَلَیهِم مِنَ النّارِ فَأَعتِقنی».

ثُمَّ اسجُد سَجدَةَ الشُّکرِ الَّتی بَعدَ الظُّهرِ فی کُلِّ یَومٍ،وقُل فیها ما تَقَدَّمَ ذِکرُهُ مِنَ الدُّعاءِ. (3)

ص:476


1- .تَذهَلُ:أی تنسی وتسلو (مجمع البحرین:ج 1 ص 648«ذهل»).
2- زری علیه:عابه واستهزأ به (مجمع البحرین:ج 2 ص 772«زری»).
3- مصباح المتهجّد:ص 375 ح 502، جمال الاُسبوع:ص 267، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 68 ح 12.

16/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ عَصرِ الجُمُعَةِ

الف-الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ

1796.المحاسن عَن حمّاد بن عثمان: أنَّهُ سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام قالَ:أخبِرنا عَن أفضَلِ الأَعمالِ یَومَ الجُمُعَةِ،فَقالَ:الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ مِئَةَ مَرَّةٍ بَعدَ العَصرِ،وما زِدتَ فَهُوَ أفضَلُ. (1)

1797.الإمام الباقر علیه السلام: إذا صَلَّیتَ العَصرَ یَومَ الجُمُعَةِ فَقُل:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وعَلَیهِمُ السَّلامُ وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ».

مَن قالَها فی دُبُرِ العَصرِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ،ومَحا عَنهُ مِئَةَ ألفِ سَیِّئَةٍ، وقَضی لَهُ مِئَةَ ألفِ حاجَةٍ،ورَفَعَ لَهُ بِها مِئَةَ ألفِ دَرَجَةٍ. (2)

1798.الإمام الصادق علیه السلام: مَن صَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ حینَ یُصَلِّی العَصرَ یَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ أن یَنفَتِلَ مِن صَلاتِهِ (3)عَشرَ مَرّاتٍ،یَقولُ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَفضَلِ بَرَکاتِکَ،وعَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ»صَلَّت عَلَیهِ المَلائِکَةُ مِن تِلکَ الجُمُعَةِ إلَی الجُمُعَةِ المُقبِلَةِ فی تِلکَ السّاعَةِ. (4)

ص:477


1- .المحاسن:ج 1 ص 131 ح 159، ثواب الأعمال:ص 189 ح 1،بحار الأنوار:ج 90 ص 93 ح 6.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 19 ح 68،ثواب الأعمال:ص 60 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 440 ح 986، الأمالی للصدوق:ص 484 ح 656، [4]جمال الاُسبوع:ص 275 ح 4 [5] کلّها عن ناجیة،مستطرفات السرائر:ص 60 ح 30 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 92 ح 5 [6] وج 86 ص 79 ح 4.
3- انفَتَلَ فلان عن صلاته:انصرف (لسان العرب:ج 11 ص 514« فتل»).
4- جمال الاُسبوع:ص 274 ح 1 عن أبی إسماعیل الصیقل،بحار الأنوار:ج 90 ص 90 ح 4.

1799.عنه علیه السلام: یُستَحَبُّ أن یُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بَعدَ العَصرِ یَومَ الجُمُعَةِ بِهذِهِ الصَّلاةِ:

اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ کَما وَصَفتَهُ فی کِتابِکَ،حَیثُ تَقولُ: «لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ 1عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ 2حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ» 3 ،فَأَشهَدُ أنَّهُ کَذلِکَ،وأَنَّکَ لَم تَأمُر بِالصَّلاةِ عَلَیهِ إلّابَعدَ أن صَلَّیتَ عَلَیهِ أنتَ ومَلائِکَتُکَ،وأَنزَلتَ فی مُحکَمِ قُرآنِکَ: «إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً» 4 ،لا لِحاجَةٍ إلی صَلاةِ أحَدٍ مِنَ المَخلوقینَ بَعدَ صَلاتِکَ عَلَیهِ،ولا إلی تَزکِیَتِهِم إیّاهُ بَعدَ تَزکِیَتِکَ،بَلِ الخَلقُ جَمیعاً هُمُ المُحتاجونَ إلی ذلِکَ؛لِأَ نَّکَ جَعَلتَهُ بابَکَ الَّذی لا تَقبَلُ لِمَن أتاکَ إلّامِنهُ،وجَعَلتَ الصَّلاةَ عَلَیهِ قُربَةً مِنکَ ووَسیلَةً إلَیکَ وزُلفَةً عِندَکَ،ودَلَلتَ المُؤمِنینَ عَلَیهِ،وأَمَرتَهُم بِالصَّلاةِ عَلَیهِ لِیَزدادوا بِها اثرَةً (1)لَدَیکَ وکَرامَةً عَلَیکَ،ووَکَّلتَ بِالمُصَلّینَ عَلَیهِ مَلائِکَتَکَ یُصَلّونَ عَلَیهِ،ویُبَلِّغونَهُ صَلاتَهُم وتَسلیمَهُم.

اللّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ،فَإِنّی أسأَ لُکَ بِما عَظَّمتَ مِن أمرِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وأَوجَبتَ مِن حَقِّهِ،أن تُطلِقَ لِسانی مِنَ الصّلاةِ عَلَیهِ بِما تُحِبُّ وتَرضی،وبِما لَم تُطلِق بِهِ لسانَ أحَدٍ مِن خَلقِکَ ولَم تُعطِهِ إیّاهُ،ثُمَّ تُؤتِیَنی عَلی ذلِکَ مُرافَقَتَهُ حَیثُ أحلَلتَهُ عَلی قُدسِکَ وجَنّاتِ فِردَوسِکَ،ثُمَّ لا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُ.

اللّهُمَّ إنّی أبدَأُ بِالشَّهادَةِ لَهُ،ثُمَّ بِالصَّلاةِ عَلَیهِ،وإن کُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِکَ رِضا نَفسی، ولا یُعَبِّرُهُ لِسانی عَن ضَمیری،ولا الامُ عَلَی التَّقصیرِ مِنّی لِعَجزِ قُدرَتی عَن بُلوغِ الواجِبِ

ص:478


1- الاُثرَةُ والمأثَرَةُ والمَأثُرَةُ:المَکرُمَةُ لأنّها تُؤثَرُ،أی تُذْکَرُ ویَأثُرُها قَرنٌ عن قَرنٍ یَتَحَدَّثونَ بها،وفی المحکم:المکرمة المُتَوارَثَةُ (لسان العرب:ج 4 ص 7« أثر»).

عَلَیَّ مِنهُ؛لِأَنَّهُ حَظٌّ لی وحَقٌّ عَلَیَّ وأَداءٌ لِما أوجَبتَ لَهُ فی عُنُقی؛إذ قَد بَلَّغَ رِسالاتِکَ غَیرَ مُفَرِّطٍ (1)فیما أمَرتَ،ولا مُجاوِزٍ لِما نَهَیتَ،ولا مُقَصِّرٍ فیما أرَدتَ،ولا مُتَعَدٍّ لِما أوصَیتَ،وتَلا آیاتِک عَلی ما أنزَلتَهُ إلَیهِ مِن وَحیِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ مُقبِلاً غَیرَ مُدبِرٍ،[ و] (2)وَفی بِعَهدِکَ،وصَدَّقَ وَعدَکَ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،لا یَخافُ فیکَ لَومَةَ لائِمٍ، وباعَدَ فیکَ الأَقرَبینَ،وقَرَّبَ فیکَ الأَبعَدینَ،وأَمَرَ بِطاعَتِکَ وَائتَمَرَ بِها سِرّاً وعَلانِیَةً، ونَهی عَن مَعصِیَتِکَ وَانتَهی عَنها سِرّاً وعَلانِیَةً،مَرضِیّاً عِندَکَ،مَحموداً فِی المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ،وعِبادِکَ الصّالِحینَ المُصطَفَینَ،وأَنَّهُ غَیرُ مُلیمٍ (3)ولا ذَمیمٍ (4)،وأَنَّهُ لَم یَکُن مِنَ المُتَکَلِّفینَ،وأَنَّهُ لَم یَکُن ساحِراً ولا سُحِرَ لَهُ،ولا کاهِناً ولا تُکُهِّنَ لَهُ،ولا شاعِراً ولا شُعِرَ لَهُ،ولا کَذّاباً،وأَنَّهُ رَسولُکَ وخاتَمُ النَّبِیّینَ،جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِکَ (5)الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلینَ،وأَشهَدُ أنَّ الَّذینَ کَذَّبوهُ ذائِقُو العَذابِ الأَلیمِ،أشهَدُ أنَّ ما أتی بِهِ مِن عِندِکَ وأَخبَرَنا بِهِ عَنکَ أنَّهُ الحَقُّ الیَقینُ،لا شَکَّ فیهِ مِن رَبِّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،ونَبِیِّکَ ووَلِیِّکَ،ونَجِیِّکَ وصَفِیِّکَ وصَفوَتِکَ، وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،الَّذِی انتَجَبتَهُ لِرِسالاتِکَ،وَاستَخلَصتَهُ لِدینِکَ،وَاستَرعَیتَهُ عِبادَکَ، وَائتَمَنتَهُ عَلی وَحیِکَ،عَلَمِ الهُدی،وبابِ التُّقی وَالنُّهی،وَالعُروَةِ الوُثقی فیما بَینَکَ وبَینَ خَلقِکَ،الشّاهِدِ لَهُمُ،المُهَیمِنِ عَلَیهِم،أشرَفَ وأَفضَلَ،وأَزکی وأَطهَرَ وأَنمی،وأَطیَبَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،وأَصفِیائِکَ وَالمُخلِصینَ مِن عِبادِکَ.

اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِکَ وغُفرانَکَ،ورِضوانَکَ ومُعافاتَکَ،وکَرامَتَکَ ورَحمَتَکَ،ومَنَّکَ

ص:479


1- .المفرِّط:المقصِّر فی العمل (النهایة:ج 3 ص 435«فرط»).
2- الزیادة من المصادر الاُخری.
3- غیر ملیم-بضمّ المیم-:أی غیر داخل فی الملامة أو آت بما یلام علیه أو ملیم نفسه.أو بالفتح مبنیاً من لئم کمشیب فی مشوب (بحار الأنوار:ج 90 ص 88).
4- ذمیم:أی مذموم (بحار الأنوار:ج 90 ص 88).
5- کذا فی المصدر وبحار الأنوار. وفی جمال الاُسبوع:« [4]عند».

وفَضلَکَ،وسَلامَکَ وشَرَفَکَ،وإعظامَکَ وتَبجیلَکَ،وصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ ورُسُلِکَ، وأَنبِیائِکَ وَالأَوصِیاءِ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،وعِبادِکَ الصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً، وأَهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وما بَینَهُما،وما فَوقَهُما وما تَحتَهُما،وما بَینَ الخافِقَینِ،وما بَینَ الهَواءِ وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ وَالنُّجومِ،وَالجِبالِ وَالشَّجَرِ وَالدَّوابِّ،وما سَبَّحَ لَکَ فِی البَرِّ وَالبَحرِ،وفِی الظُّلمَةِ وَالضِّیاءِ،بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،وفی آناءِ اللَّیلِ وأَطرافِ النَّهارِ وساعاتِهِ، عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ سَیِّدِ المُرسَلینَ،وخاتَمِ النَّبِیّینَ،وإمامِ المُتَّقینَ،ومَولَی المُؤمِنینَ، ووَلِیِّ المُسلِمینَ،وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ (1)،ورَسولِ رَبِّ العالَمینَ إلَی الجِنِّ وَالإِنسِ وَالأَعجَمینَ (2)،وَالشّاهِدِ البَشیرِ،الأَمینِ النَّذیرِ،الدّاعی إلَیکَ بِإِذنِکَ،السِّراجِ المُنیرِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الأَوَّلینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ یَومَ الدّینِ؛یَومَ یَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما هَدَیتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَمَا استَنقَذتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَمَا أنعَشتَنا (3)بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما أحیَیتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما شَرَّفتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما أعزَزتَنا بِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما فَضَّلتَنا بِهِ.

اللّهُمَّ اجزِ نَبِیَّنا مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أفضَلَ ما أنتَ جازٍ یَومَ القِیامَةِ نَبِیّاً عَن امَّتِهِ،ورَسولاً عَمَّن أرسَلتَهُ إلَیهِ.

اللّهُمَّ اخصُصهُ بِأَفضَلِ قِسَمِ الفَضائِلِ،وبَلِّغهُ أعلی شَرَفِ المَنازِلِ مِنَ الدَّرَجاتِ العُلی فی أعلی عِلِّیّینَ،فی جَنّاتٍ ونَهَرٍ فی مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلیکٍ مُقتَدِرٍ.

اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ حَتّی یَرضی،وزِدهُ بَعدَ الرِّضا،وَاجعَلهُ أکرَمَ

ص:480


1- .الغُرّ المُحَجَّلون:أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی والوَجه والأقدام،استعار أثر الوضوء فی الوجه والیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یکون فی وجه الفرس ویدیه ورجلیه (النهایة:ج 1 ص 346« حجل»).
2- یرید بالأعجمین الذین لا یفصحون،لا العجم الذین هم خلاف العرب؛لأنّ العجم من الإنس،والأعجمی:الذی لا یفصح،سواء کان من العرب أو العجم؛لآفة بلسانه لا یتبیّن کلامه (بحار الأنوار:ج 90 ص 88).
3- نَعَشَه اللّهُ ینعشه نعشاً وأَنعَشَهُ:رَفَعَهُ.ونَعَشَه اللّهُ وأَنعَشَهُ:سدّ فقره (لسان العرب:ج 6 ص 355« نعش»).

خَلقِکَ مِنکَ مَجلِساً،وأَعظَمَهُم عِندَک جاهاً،وأَوفَرَهُم عِندَکَ حَظّاً فی کُلِّ خَیرٍ أنتَ قاسِمُهُ بَینَهُم.

اللّهُمَّ أورِد عَلَیهِ مِن ذُرِّیَّتِهِ وأَزواجِهِ وأَهلِ بَیتِهِ وذَوی قَرابَتِهِ واُمَّتِهِ مَن تُقِرُّ بِهِ عَینَهُ، وأَقرِر عُیونَنا بِرُؤیَتِهِ ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِهِ مِنَ الوَسیلَةِ وَالفَضیلَةِ وَالشَّرَفِ وَالکَرامَةِ ما یَغبِطُهُ (1)بِهِ المَلائِکَةُ المُقَرَّبونَ،وَالنَّبِیّونَ وَالمُرسَلونَ،وَالخَلقُ أجمَعونَ.

اللّهُمَّ بَیِّض وَجهَهُ،وأَعلِ کَعبَهُ،وأَفلِج حُجَّتَهُ،وأَجِب دَعوَتَهُ،وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذی وَعَدتَهُ،وأَکرِم زُلفَتَهُ،وأَجزِل عَطِیَّتَهُ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ،وأَعطِهِ سُؤلَهُ،وشَرِّف بُنیانَهُ،وعَظِّم بُرهانَهُ،ونَوِّر نورَهُ،وأَورِدنا حَوضَهُ،وَاسقِنا بِکَأسِهِ،وتَقَبَّل صَلاةَ امَّتِهِ عَلَیهِ،وَاقصُص بِنا أثَرَهُ،وَاسلُک بِنا سَبیلَهُ،وتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِهِ،وَاستَعمِلنا بِسُنَّتِهِ،وَابعَثنا عَلی مِنهاجِهِ،وَاجعَلنا نَدینُ بِدینِهِ،ونَهتَدی بِهُداهُ،ونَقتَدی بِسُنَّتِهِ،ونَکونُ مِن شیعَتِهِ ومَوالیهِ،وأَولِیائِهِ وأَحِبّائِهِ،وخِیارِ امَّتِهِ،ومُقَدَّمِ زُمرَتِهِ،وتَحتَ لِوائِهِ،نُعادی عَدُوَّهُ، ونُوالی وَلِیَّهُ،حَتّی تورِدَنا عَلَیهِ بَعدَ المَماتِ مَورِدَهُ غَیرَ خَزایا ولا نادِمینَ،ولا مُبَدِّلینَ ولا ناکِثینَ. (2)اللّهُمَّ وأَعطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ مَعَ کُلِّ زُلفَةٍ زُلفَةً،ومَعَ کُلِّ قُربَةٍ قُربَةً،ومَعَ کُلِّ وَسیلَةٍ وَسیلَةً،ومَعَ کُلِّ فَضیلَةٍ فَضیلَةً،ومَعَ کُلِّ شَفاعَةٍ شَفاعَةً،ومَعَ کُلِّ کَرامَةٍ کَرامَةً،ومَعَ کُلِّ خَیرٍ خَیراً،ومَعَ کُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً،وشَفِّعهُ فی کُلِّ مَن یَشفَعُ لَهُ فی امَّتِهِ وغَیرِهِم مِنَ الاُمَمِ،حَتّی لا یُعطی مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولانَبیٌّ مُرسَلٌ ولا عَبدٌ مُصطَفیً إلّادونَ ما أنتَ مُعطیهِ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ یَومَ القِیامَةِ.

ص:481


1- .یقال:غَبَطتُ الرجلَ أغبِطه غَبطاً،إذا اشتهیتَ أن یکون لک مثل ما لَه،وأن یدوم علیه ما هو فیه (النهایة:ج 3 ص 339« غبط»).
2- النکث:نقض العهد (النهایة:ج 5 ص 114« نکث»).

اللّهُمَّ وَاجعَلهُ المُقَدَّمَ فِی الدَّعوَةِ،وَالمُؤثَرَ بِهِ فِی الأَثَرَةِ،وَالمُنَوَّهَ بِاسمِهِ فِی الشَّفاعَةِ، إذا تَجَلَّیتَ بِنورِکَ،وجیءَ بِالکِتابِ وَالنَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وقُضِیَ بَینَهُم بِالحَقِّ،وقیلَ:الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،ذلِکَ یَومُ التَّغابُنِ،ذلِکَ یَومُ الحَسرَةِ،ذلِکَ یَومُ الآزِفَةِ (1)،ذلِکَ یَومٌ لاتُستَقالُ فیهِ العَثَراتُ،ولا تُبسَطُ فیهَ التَّوباتُ،ولا یُستَدرَکُ فیهِ ما فاتَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ ورَحِمتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ وَامنُن عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَأَفضَلِ ما مَنَنتَ عَلی موسی وهارونَ.

اللّهُمَّ وسَلِّم عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَأَفضَلِ ما سَلَّمتَ عَلی نوحٍ فِی العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی أئِمَّةِ المُسلِمینَ،الأَوَّلینَ مِنهُم وَالآخِرینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی إمامِ المُسلِمینَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ،وَافتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً،وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً،وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ،وأَهلِک أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وذُرِّیَّتِهِ وأَزواجِهِ،الطَّیِّبینَ الأَخیارِ،الطّاهِرینَ المُطَهَّرینَ،الهُداةِ المَهدِیّینَ،غَیرَ الضّالّینَ ولَا المُضِلّینَ،الَّذینَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الأَوَّلینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرینَ،وصَلِّ عَلَیهِم فِی المَلَأِ الأَعلی،وصَلِّ عَلَیهِم أبَدَ الآبِدینَ،صَلاةً لا مُنتَهی لَها ولا أمَدَ دونَ رِضاکَ،آمینَ آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

ص:482


1- .الآزِفة:القیامة؛لقُربها وإن استبعد الناس مداها،وکلّ شیء اقتربَ فقد أزِفَ (لسان العرب:ج 9 ص 4« أزف»).

اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ بَدَّلوا دینَکَ وکِتابَکَ،وغَیَّروا سُنَّةَ نَبِیِّکَ عَلَیهِ سَلامُکَ،وأَزالُوا الحَقَّ عَن مَوضِعِهِ،ألفَی ألفِ لَعنَةٍ مُختَلِفَةٍ غَیرِ مُؤتَلِفَةٍ،وَالعَنهُم ألفَی ألفِ لَعنَةٍ مُؤتَلِفَةٍ غَیرِ مُختَلِفَةٍ،وَالعَن أشیاعَهُم وأَتباعَهُم ومَن رَضِیَ بِفِعالِهِم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.

اللّهُمَّ یا بارِئَ السَّماواتِ وداحِیَ المَدحُوّاتِ (1)،وقاصِمَ الجَبابِرَةِ ورَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،تُعطی مِنهُما ما تَشاءُ،وتَمنَعُ مِنهُما ما تَشاءُ،أسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أعطِ مُحَمَّداً حَتّی یَرضی،وبَلِّغهُ الوَسیلَةَ العُظمی،اللّهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً فِی السّابِقینَ غایَتَهُ،وفِی المُنتَجَبینَ کَرامَتَهُ،وفِی العالَمینَ ذِکرَهُ،وأَسکِنهُ أعلی غُرَفِ الفِردَوسِ فِی الجَنَّةِ الَّتی لا تَفوقُها دَرَجَةٌ،ولا یَفضُلُها شَیءٌ.

اللّهُمَّ بَیِّض وَجهَهُ،وأَضِئ نورَهُ،وکُن أنتَ الحافِظَ لَهُ.

اللّهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً أوَّلَ قارِعٍ لِبابِ الجَنَّةِ وأَوَّلَ داخِلٍ،وأَوَّلَ شافِعٍ وأَوَّلَ مُشَفَّعٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الوُلاةِ السّادَةِ الکُفاةِ (2)،الکُهولِ (3)الکِرامِ،القادَةِ القَماقِمِ (4)الضِّخامِ،اللُّیوثِ الأَبطالِ،عِصمَةً لِمَن اعتَصَمَ بِهِم،وإجارَةً لِمَنِ استَجارَ بِهِم، وَالکَهفِ الحَصینِ،وَالفُلکِ الجارِیَةِ فِی اللُّجَجِ الغامِرَةِ،الرّاغِبُ عَنهُم مارِقٌ،وَالمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ،وَاللاّزِمُ لَهُم لاحِقٌ،رِماحِکَ فی أرضِکَ،وصَلِّ عَلی عِبادِکَ فی أرضِکَ الَّذینَ أنقَذتَ بِهِم مِنَ الهَلَکَةِ وأَنَرتَ بِهِم مِنَ الظُّلمَةِ،شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ،ومَوضِعِ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفِ المَلائِکَةِ،ومَعدِنِ العِلمِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ،آمینَ آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

ص:483


1- .الدَّحْو:البَسط.والمدحُوّات:الأرضون.یقال:دحا یدحو ویدحی،أی بَسَط ووسّع (النهایة:ج 2 ص 106« دحا»).
2- رجلٌ کَفیٌّ:أی کافٍ (لسان العرب:ج 15 ص 227« کفی»).وقال العلّامة المجلسی قدس سره:الکُفاة:جمع الکفیّ؛وهو الذی یکفیک الشرور والآفات،وفی بعض النسخ:الکُماة؛وهو جمع الکَمِیّ؛وهو الشجاع (بحار الأنوار:ج 90 ص 89).
3- الکَهْل:الحلیم العاقل (النهایة:ج 4 ص 213« کهل»).
4- القَمقام:السیّد.والقَمقام:العدد الکثیر،ویقال:سیّدٌ قمقامٌ لکثرة خیره (الصحاح:ج 5 ص 2015« قمم»).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ المُستَکینِ،وأَبتَغی إلَیکَ ابتِغاءَ البائِسِ الفَقیرِ، وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ الضَّعیفِ الضَّریرِ،وأَبتَهِلُ إلَیکَ ابتِهالَ المُذنِبِ الخاطِئِ،مَسأَلَةَ مَن خَضَعَت لَکَ نَفسُهُ،ورَغِمَ لَکَ أنفُهُ،وسَقَطَت لَکَ ناصِیَتُهُ،وَانهَمَلَت لَکَ دُموعُهُ،وفاضَت لَکَ عَبرَتُهُ،وَاعتَرَفَ بِخَطیئَتِهِ،وقَلَّت عَنهُ حیلَتُهُ،وأَسلَمَتهُ ذُنوبُهُ،أسأَ لُکَ الصَّلاةَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ أوَّلاً وآخِراً،وأَسأَ لُکَ حُسنَ المَعیشَةِ ما أبقَیتَنی؛مَعیشَةً أقوی بِها فی جَمیعِ حالاتی،وأَتَوَصَّلُ بِها فِی الحَیاةِ الدُّنیا إلی آخِرَتی عَفواً (1)،لا تُترِفُنی فَأَطغی،ولا تُقَتِّرُ عَلَیَّ فَأَشقی،أعطِنی مِن ذلِکَ غِنیً عَن جَمیعِ خَلقِکَ وبُلغَةً إلی رِضاکَ،ولا تَجعَلِ الدُّنیا لی سِجناً،ولا تَجعَل فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أخرِجنی مِنها ومِن فِتنَتِها مَرضِیّاً عَنّی، مَقبولاً فیها عَمَلی،إلی دارِ الحَیَوانِ ومَساکِنِ الأَخیارِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أزلِها (2)وزِلزالِها،وسَطَواتِ سُلطانِها وسَلاطینِها،وشَرِّ شَیاطینِها وبَغیِ مَن بَغی عَلَیَّ فیها.

اللّهُمَّ مَن أرادَنی فَأَرِدهُ،ومَن کادَنی فَکِدهُ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ،وَاعصِمنی مِن ذلِکَ بِالسَّکینَةِ وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،وَاجعَلنی فی سِترِکَ الواقی،وأَصلِح لی حالی، وبارِک لی فی أهلی ومالی،ووُلدی وحُزانَتی (3)،ومَن أحبَبتُ فیکَ وأَحَبَّنی.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ،وما نَسیتُ وما تَعَمَّدتُ.

اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی کَما أرَدتَ،فَاجعَلنی کَما تُحِبُّ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

ص:484


1- .العَفْو:أحلّ المال وأطیبه (القاموس المحیط:ج 4 ص 364«عفا»).
2- الأزْل:الشدّة والضیق.وقد أزَلَ الرجلُ یأزِل أزْلاً:أی صار فی ضیق وجَدْب (النهایة:ج 1 ص 46« أزل»).
3- حُزانَتُک:عیالُک الذین تتحزّن لأمرِهم (القاموس المحیط:ج 4 ص 213«حزن»).
4- مصباح المتهجّد:ص 387 ح 517، البلد الأمین:ص 72، [3]جمال الاُسبوع:ص 288، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 43 ح 26 [5] نقلاً عن أصل قدیم من مؤلَّف قدماء الأصحاب نحوه وکلاهما عن مهران بن جعفر بن محمّد وج 90 ص 82 ح 3.
ب-دُعاءُ العَشَراتِ

1800.جمال الاُسبوع عن عبد اللّه بن عطا: حَدَّثنی أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ الباقِرُ،عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،عَن أبیهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ،عَن أبیهِ أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ،أنَّهُ قالَ:یا بُنَیَّ،إنَّهُ لا بُدَّ أن یُمضِیَ اللّهُ عز و جل مَقادیرَهُ وأَحکامَهُ عَلی ما أحَبَّ وقَضی،وسَیُنفِذُ اللّهُ قَضاءَهُ وقَدَرَهُ وحُکمَهُ فیکَ،فَعاهِدنی-یا بُنَیَّ-أنَّهُ لا تَلفِظُ بِکَلِمَةٍ مِمّا اسِرُّ بِهِ إلَیکَ حَتّی أموتَ،وبَعدَ مَوتی بِاثنَی عَشَرَ شَهراً،فَإِنّی اخبِرُکَ بِخَبَرٍ أصلُهُ مِنَ اللّهِ تَعالی،تَقولُهُ غُدوَةً وعَشِیَّةً...فَعاهِدنی-یا بُنَیَّ-ألّا تُعَلِّمَ هذَا الدُّعاءَ لِأَحَدٍ إلی مَحَلِّ مَنِیَّتِکَ،فَلا تُعَلِّمهُ أحَداً إلّاأهلَ بَیتِکَ وشیعَتَکَ ومَوالِیَکَ،فَإِنَّکَ إن لَم تَفعَل ذلِکَ وعَلَّمتَهُ کُلَّ أحَدٍ،طَلَبُوا الحَوائِجَ إلی رَبِّهِم تَعالی فی کُلِّ نَحوٍ فَقَضاها لَهُم،وإنّی لَاُحِبُّ أن یَتِمَّ ما أنتُم عَلَیهِ،فَتُحشَرونَ ولا خَوفٌ عَلَیکُم ولا أنتُم تَحزَنونَ،ولا تَدعو بِهِ إلّا وأَنتَ طاهِرٌ ووَجهُکَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ،فَإِن فَعَلتَ ذلِکَ فی یَومِ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ کانَ أفضَلَ.

فَعاهَدَهُ الحُسَینُ علیه السلام عَلی ذلِکَ،فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا بُنَیَّ،إذا أرَدتَ ذلِکَ فَقُل:...

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وسُبحانَ اللّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ، وَاللّهُ أکبَرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،سُبحانَ اللّهِ آناءَ اللَّیلِ وأَطرافَ النَّهارِ، سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِیِّ وَالإِبکارِ،سُبحانَ اللّهِ حینَ تُمسونَ وحینَ تُصبِحونَ،ولَهُ الحَمدُ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وعَشِیّاً وحینَ تُظهِرونَ،یُخرِجُ الحَیَّ مِنَ المَیِّتِ ویُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ،ویُحیِی الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وکَذلِکَ تُخرَجونَ،سُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا یَصِفونَ وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،سُبحانَ الَّذی لَهُ العِزَّةُ وَالکَرَمُ،سُبحانَ الَّذی لا یَنبَغِی التَّسبیحُ إلّالَهُ،سُبحانَ مَن أحصی کُلَّ

ص:485

یَومٍ عِلمُهُ،سُبحانَ ذِی الطَّولِ وَالفَضلِ،سبُحانَ ذِی المَنِّ وَالنِّعَمِ،سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالکَرَمِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی الکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ، سُبحانَ المَلِکِ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبحانَ المَلِکِ الحَیِّ المُهَیمِنِ القُدّوسِ،سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ،سُبحانَ اللّهِ الحَیِّ القَیّومِ،سُبحانَ رَبِّیَ العَظیمِ،سُبحانَ رَبِّیَ الأَعلی،سُبحانَهُ وتَعالی،سُبّوحٌ وقُدّوسٌ رَبُّنا ورَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،سُبحانَ الدّائِمِ غَیرِ الغافِلِ،سُبحانَ العالِمِ بِغَیرِ تَعلیمٍ (1)،سُبحانَ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ الَّذی یُدرِکُ الأَبصارَ ولا تُدرِکُهُ الأَبصارُ،وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ.

اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ وأَمسَیتُ مِنکَ فی نِعمَةٍ وخَیرٍ وبَرَکَةٍ وعافِیَةٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ وخَیرَکَ وبَرَکاتِکَ وعافِیَتَکَ بِنَجاةٍ مِنَ النّارِ،وَارزُقنی شُکرَکَ وعافِیَتَکَ وفَضلَکَ وکَرامَتَکَ أبَداً ما أبقَیتَنی،اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ وفی نِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ.

اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ وحَمَلَةَ عَرشِکَ وسُکّانَ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،وأَنبِیاءَکَ ورُسُلَکَ،ووَرَثَةَ أنبِیائِکَ،وَالصّالِحینَ مِن عِبادِکَ،وجَمیعَ خَلقِکَ،بِأَنّی أشهَدُ أنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدُکَ ورَسولُکُ،وأَنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،تُحیی وتُمیتُ وتُمیتُ وتُحیی،وأَشهَدُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وأَنَّ النّارَ حَقٌّ،وأَنَّ النُّشورَ حَقٌّ،وأَنَّ القُبورَ حَقٌّ،وأَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وأَنَّکَ تَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.

وأَشهَدُ أنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ،وَالحَسَنَ،وَالحُسَینَ،وعَلِیَّ بنَ الحُسَینِ،ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ،وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،وموسَی بنَ جَعفَرٍ،وعَلِیَّ بنَ موسی،ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ،وعَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ،وَالحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ،وَالخَلَفَ الصّالِحَ الحُجَّةَ القائِمَ المُنتَظَرَ،صَلَواتُکَ یا رَبِّ عَلَیهِ

ص:486


1- .فی بحار الأنوار:« بِغَیرِ تَعَلُّمٍ».

وعَلَیهِمُ السَّلامُ أجمَعینَ،هُمُ الأَئِمَّةُ الهُداةُ المُهتَدونَ [المَهدِیّونَ]،غَیرُ الضّالّینَ ولَا المُضِلّینَ،وأَ نُّهم أولِیاؤُکَ المُصطَفَونَ،وحِزبُکَ الغالِبونَ،وصَفوَتُکَ مِن خَلقِکَ،وخِیَرَتُکَ مِن بَرِیَّتِکَ،ونُجَباؤُکَ الَّذینَ انتَجَبتَهُم لِوِلایَتِکَ،وَاختَصَصتَهُم مِن خَلقِکَ،وَاصطَفَیتَهُم عَلی عِبادِکَ،وجَعَلتَهُم حُجَّةً عَلَی العالَمینَ،صَلَواتُکَ عَلَیهِم وَالسَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکتُب لی هذِهِ الشَّهادَةَ عِندَکَ حَتّی تُلَقِّنَنیها یَومَ القِیامَةِ وأَنتَ عَنّی راضٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً کَما أنتَ أهلُهُ،حَمداً تَضَعُ لَهُ السَّماءُ کَنَفَیها (1)،وتُسَبِّحُ لَکَ الأَرضُ ومَن عَلَیها.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً یَزیدُ ولا یَبیدُ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً سَرمَداً دائِماً أبَداً،لَاانقِطاعَ لَهُ ولا نَفادَ،ولَکَ یَنبَغی،وإلَیکَ یَنتَهی،حَمداً یَصعَدُ أوَّلُهُ ولا یَنفَدُ آخِرُهُ،اللّهُمَّ ولَکَ الحَمدُ عَلَیَّ ومَعِیَ وفِیَّ،وقَبلی وبَعدی،وأَمامی وفَوقی،وتَحتی ولَدَیَّ،وإذا مِتُّ وقُبِرتُ وبَقیتُ فَرداً وَحیداً ثُمَّ فَنیتُ، ولَکَ الحَمدُ إذا نُشِرتُ وبُعِثتُ یا مَولایَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ ولَکَ الشُّکرُ بِجَمیعِ مَحامِدِکَ کُلِّها،عَلی جَمیعِ نَعمائِکَ کُلِّها،حَتّی یَنتَهِیَ الحَمدُ إلی ما تُحِبُّ وتَرضی.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ عِرقٍ ساکِنٍ،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ نَومَةٍ ویَقَظَةٍ،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ أکلَةٍ وشَربَةٍ،ونَفَسٍ وبَطشَةٍ،وقَبضَةٍ وبَسطَةٍ، ولَحظَةٍ وطَرفَةٍ،وعَلی کُلِّ مَوضِعِ شَعرَةٍ،وعَلی کُلِّ حالٍ.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،ولَکَ الشُّکرُ کُلُّهُ،ولَکَ المَجدُ کُلُّهُ،ولَکَ المُلکُ کُلُّهُ،ولَکَ الجودُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ،عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ،وأَنتَ مُنتَهَی الشَّأنِ کُلِّهِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً خالِداً مَعَ خُلودِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا مُنتَهی لَهُ دونَ عِلمِکَ، ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا أمَدَ لَهُ دونَ مَشِیَّتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا أجرَ لِقائِلِهِ إلّارِضاکَ،

ص:487


1- .الکَنَفُ:الجانِبُ والناحیة (النهایة:ج 4 ص 204«کنف»).

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی حِلمِکَ بَعدَ عِلمِکَ،ولَکَ الحَمدُ عَلی عَفوِکَ بَعدَ قُدرَتِکَ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ باعِثَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ وارِثَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ بَدیعَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ مُبتَدِعَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ مُنتَهَی الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ مُبتَدِئَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ مُشتَرِیَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ وَلِیَّ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ مالِکَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ قَدیمَ الحَمدِ،ولَکَ الحَمدُ صادِقَ الوَعدِ،وَفِیَّ العَهدِ،عَزیزَ الجُندِ،قائِمَ المَجدِ،ولَکَ الحَمدُ رَفیعَ الدَّرَجاتِ، مُجیبَ الدَّعواتِ،مُنزِلَ الآیاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ،عَظیمَ البَرَکاتِ،مُخرِجَ النّورِ مِنَ الظُّلُماتِ،ومُخرِجَ مَن فِی الظُّلُماتِ إلَی النَّورِ،مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ حَسَناتٍ،وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ غافِرَ الذَّنبِ،وقابِلَ التَّوبِ،شَدیدَ العِقابِ،ذَا الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ، إلَیکَ المَصیرُ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،ولَکَ الحَمدُ فِی النَّهارِ إذا تَجَلّی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَدَدَ کُلِّ نَجمٍ فِی السَّماءِ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ کُلِّ مَلَکٍ فِی السَّماءِ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ کُلِّ قَطرَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ کُلِّ قَطرَةٍ فِی البِحارِ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ ما فی جَوفِ الأَرَضینَ وأَوزانَ مِیاهِ البِحارِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی عَدَدِ ما عَلی وَجهِ الأَرضِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی عَدَدِ ما أحصی کِتابُکَ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ الوَرَقِ وَالشَّجَرِ وَالحَصی وَالنَّوی وَالثَّری،ولَکَ الحَمدُ عَدَدَ الإِنسِ وَالجِنِّ وَالبَهائِمِ وَالسِّباعِ وَالهَوامِّ،حَمداً کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ کَما تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضی،وکَما یَنبَغی لِکَرَمِ وَجهِکَ وعِزِّ جَلالِکَ،مِنَ الحَمدِ مُبارَکاً فیهِ أبَداً».

ثُمَّ تَقولُ عَشرَ مَرّاتٍ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی،وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

ثُمَّ تَقولُ عَشراً:«أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ وأَتوبُ إلَیهِ».

ثُمَّ تَقولُ عَشرَ مَرّاتٍ:«الحَمدُ للّهِ ِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ

ص:488

اللَّطیفُ الخَبیرُ».ثُمَّ تَقولُ عَشراً:«یا اللّهُ یا اللّهُ»،وتَقولُ عَشراً:«یا رَحمنُ یا رَحمنُ»، وتَقولُ عَشراً:«یا رَحیمُ یا رَحیمُ»،وتَقولُ عَشراً:«یا حَنّانُ یا مَنّانُ»،وتَقولُ عَشراً:

«یا حَیُّ یا قَیّومُ»،وتَقولُ عَشراً:«یا مُنیرُ یا مُنیرُ»،وتَقولُ عَشراً:«یا قُدّوسُ یا قُدّوسُ»،وتَقولُ عَشراً:«یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ»،وتَقولُ عَشراً:«یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ»،وتَقولُ عَشراً:«یا حَیُّ،لا إلهَ إلّاأنتَ»،وتَقولُ عَشراً:«یا اللّهُ،لا إلهَ إلّا أنتَ»،وتَقولُ عَشراً:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ»،وتَقولُ عَشراً:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ».

ثُمَّ تَقولُ عَشراً:«اللّهُمَّ افعَل بی ما أنتَ أهلُهُ»،وتَقولُ عَشراً: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» 1 ، وتَقولُ عَشراً:«اللّهُمَّ اصنَع بی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَصنَع بی ما أنَا أهلُهُ،فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،وأَ نَا أهلُ الذُّنوبِ وَالخَطایا،فَارحَمنی یا مَولایَ وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ»،وتَقولُ عَشراً:«آمینَ آمینَ».

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ،فَإِنَّکَ تُجابُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

ج-دُعاءُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

1801.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَن جابِرٍ عَن أبی جَعفَرٍ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام فی عَمَلِ یَومِ الجُمُعَةِ،الدُّعاءُ بَعدَ العَصرِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ أنهَجتَ سَبیلَ الدَّلالَةِ عَلَیکَ بِأَعلامِ الهِدایَةِ بِمَنِّکَ عَلی خَلقِکَ،وأَقَمتَ لَهُم مَنارَ القَصدِ إلی طَریقِ أمرِکَ بِمَعادِنِ لُطفِکَ،وتَوَلَّیتَ أسبابَ الإِنابَةِ إلَیکَ بِمُستَوضَحاتٍ

ص:489


1- جمال الاُسبوع:ص 279، مهج الدعوات:ص 145 [2] عن معاویة بن وهب وص 149،فلاح السائل:ص 388 ح 265،مصباح المتهجّد:ص 84 ح 141 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،المصباح للکفعمی:ص 127،البلد الأمین:ص 24 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 73 ح 1.

مِن حُجَجِکَ،قُدرَةً مِنکَ عَلَی استِخلاصِ أفاضِلِ عِبادِکَ،وحَضّاً (1)لَهُم عَلی أداءِ مَضمونِ شُکرِکَ،وجَعَلتَ تِلکَ الأَسبابَ بِخَصائِصَ مِن أهلِ الإِحسانِ عِندَکَ،وذَوِی الحِباءِ (2)لَدَیکَ؛تَفضیلاً لِأَهلِ المَنازِلِ مِنکَ،وتَعلیماً أنَّ ما أمَرتَ بِهِ مِن ذلِکَ مُبَرَّأٌ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّابِکَ،وشاهِداً فی إمضاءِ الحُجَّةِ عَلی عَدلِکَ،وقَوامِ وُجوبِ حُکمِکَ.

اللّهُمَّ وقَدِ استَشفَعتُ المَعرِفَةَ بِذلِکَ إلَیکَ،ووَثِقتُ بِفَضیلَتِها عِندَکَ،وقَدَّمتُ الثِّقَةَ بِکَ وَسیلَةً فِی استِنجازِ مَوعودِکَ،وَالأَخذِ بِصالِحِ ما نَدَبتَ إلَیهِ عِبادَکَ،وَانتِجاعاً (3)بِها مَحَلَّ تَصدیقِکَ،وَالإِنصاتَ إلی فَهمِ غَباوَةِ الفَطِنِ عَن تَوحیدِکَ؛عِلماً مِنّی بِعَواقِبِ الخِیَرَةِ فی ذلِکَ،وَاستِرشاداً لِبُرهانِ آیاتِکَ،وَاعتَمَدتُکَ حِرزاً واقِیاً مِن دونِکَ،وَاستَنجَدتُ الاِعتِصامَ بِکَ کافِیاً مِن أسبابِ خَلقِکَ،فَأَرِنی مُبَشِّراتٍ مِن إجابَتِکَ تَفی بِحُسنِ الظَّنِّ بِکَ، وتَنفی عَوارِضَ التُّهَمِ لِقَضائِکَ،فَإِنَّهُ ضَمانُکَ لِلمُجتَدینَ (4)ووَفاؤُکَ لِلرّاغِبینَ إلَیکَ.

اللّهُمَّ ولا أذِلَّنَّ عَلَی التَّعَزُّزِ بِکَ،ولا أستَقفِیَنَّ نَهجَ الضَّلالَةِ عَنکَ،وقَد أمَّتکَ رَکائِبُ طَلِبَتی،وَانتَحَت (5)نَوازِعُ الآمالِ مِنّی إلَیکَ،وناجاکَ عَزمُ البَصائِرِ لی فیکَ.

اللّهُمَّ ولا اسلَبَنَّ عَوائِدَ مِنَنِکَ غَیرَ مُتَوَسِّماتٍ إلی غَیرِکَ.

اللّهُمَّ وجَدِّد لی وُصلَةَ الاِنقِطاعِ إلَیکَ،وَاصدُد قُوی سَبَبی عَن سِواکَ،حَتّی أفِرَّ عَن مَصارِعِ الهَلَکاتِ إلَیکَ،وأَحُثَّ الرِّحلَةَ إلی إیثارِکَ بِاستِظهارِ الیَقینِ فیکَ،فَإِنَّهُ لا عُذرَ لِمَن جَهِلَکَ بَعدَ استِعلاءِ الثَّناءِ عَلَیکَ،ولا حُجَّةَ لِمَنِ اختَزَلَ (6)عَن طریقِ العِلمِ بِکَ مَعَ إزاحَةِ الیَقینِ مَواقِعَ الشَّکِّ فیکَ،ولا یَبلُغُ إلی فَضائِلِ القِسَمِ إلّابِتَأییدِکَ وتَسدیدِکَ،فَتَوَلَّنی

ص:490


1- .حَضَّهُ:أی حَثَّهُ علیه (مجمع البحرین:ج 1 ص 420«حضض»).
2- الحباء:المِنحَةُ والعطیّة (مجمع البحرین:ج 1 ص 357«حبا»).
3- الانتجاعُ:طلبُ الإحسان (مجمع البحرین:ج 3 ص 1753«نجع»).
4- اجتدی:إذا سَألَ وطَلبَ (النهایة:ج 1 ص 249«جدا»).
5- فی المصادر الاُخری:«اُنیخت»،وهو الأنسب.
6- اختزل بِرأیه:انفرد (لسان العرب:ج 11 ص 204« خزل»).

بِتَأییدٍ مِن عَونِکَ،وکافِنی عَلَیهِ بِجَزیلِ عَطائِکَ.

اللّهُمَّ اثنی عَلَیکَ أحسَنَ الثَّناءِ؛لِأَنَّ بَلاءَکَ عِندی أحسَنُ البَلاءِ،أوقَرتَنی (1)نِعَماً وأَوقَرتُ نَفسی ذُنوباً،کَم مِن نِعمَةٍ أسبَغتَها عَلَیَّ لَم اؤَدِّ شُکرَها؟! وکَم مِن خَطیئَةٍ أحصَیتَها عَلَیَّ أستَحیی مِن ذِکرِها،وأَخافُ جَزاءَها؟! إن تَعفُ لی عَنها فَأَهلُ ذلِکَ أنتَ، وإن تُعاقِبنی عَلَیها فَأَهلُ ذلِکَ أنَا.

اللّهُمَّ فَارحَم نِدائی إذا نادَیتُکَ،وأَقبِل عَلَیَّ إذا ناجَیتُکَ،فَإِنّی أعتَرِفُ لَکَ بِذُنوبی، وأَذکُرُ لَکَ حاجَتی،وأَشکو إلَیکَ مَسکَنَتی وفاقَتی وقَسوَةَ قَلبی ومَیلَ نَفسی،فَإِنَّکَ قُلتَ: «فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ» 2 ،وها أنَا ذا یا إلهی قَدِ استَجَرتُ بِکَ، وقَعَدتُ بَینَ یَدَیکَ مُستَکیناً،مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،راجِیاً لِما عِندَکَ،تَرانی وتَعلَمُ ما فی نَفسی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعرِفُ حاجَتی ومَسکَنَتی وحالی ومُنقَلَبی ومَثوایَ،وما اریدُ أن أبتَدِئَ فیهِ مِن مَنطِقی،وَالَّذی أرجو مِنکَ فی عاقِبَةِ أمری،وأَنتَ مُحصٍ لِما اریدُ التَّفَوُّهَ بِهِ مِن مَقالَتی.

جَرَت مَقادیرُکَ بِأَسبابی وما یَکونُ مِنّی فی سَریرَتی وعَلانِیَتی،وأَنتَ مُتِمٌّ لی ما أخَذتَ عَلَیهِ میثاقی،وبِیَدِکَ لا بِیَدِ غَیرِکَ زِیادَتی ونُقصانی.

فَأَحَقُّ ما اقَدِّمُ إلَیکَ قَبلَ ذِکرِ حاجَتی،وَالتَّفَوُّهِ بِطَلِبَتی،شَهادَتی بِوَحدانِیَّتِکَ، وإقراری بِرُبوبِیَّتِکَ الَّتی ضَلَّت عَنهَا الآراءُ،وتاهَت فیهَا العُقولُ،وقَصُرَت دونَهَا الأَوهامُ، وکَلَّت عَنهَا الأَحلامُ،وَانقَطَعَ دونَ کُنهِ (2)مَعرِفَتِها مَنطِقُ الخَلائِقِ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن غایَةِ وَصفِها،فَلَیسَ لِأَحَدٍ أن یَبلُغَ شَیئاً مِن وَصفِکَ،ویَعرِفَ شَیئاً مِن نَعتِکَ إلّاما حَدَّدتَهُ ووَصَفتَهُ ووَقَّفتَهُ عَلَیهِ،وبَلَّغتَهُ إیّاهُ،فَأَنَا مُقِرٌّ بِأَنّی لا أبلُغُ ما أنتَ أهلُهُ مِن تَعظیمِ

ص:491


1- .الوِقرُ:الحِملُ الثقیل (لسان العرب:ج 5 ص 289« وقر»).
2- کُنهُ الأمرِ:حقیقتُه (النهایة:ج 4 ص 206«کنه»).

جَلالِکَ،وتَقدیسِ مَجدِکَ،وتَمجیدِکَ وکَرَمِکَ،وَالثَّناءِ عَلَیکَ،وَالمَدحِ لَکَ،وَالذِّکرِ لِآلائِکَ،وَالحَمدِ لَکَ عَلی بَلائِکَ،وَالشُّکرِ لَکَ عَلی نَعمائِکَ،وذلِکَ ما تَکِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ،وتَعجِزُ الأَبدانُ عَن أدنی شُکرِهِ (1)،وإقراری لَکَ بِمَا احتَطَبتُ عَلی نَفسی،مِن موبِقاتِ الذُّنوبِ الَّتی قد أوبَقَتنی،وأَخلَقَت عِندَکَ وَجهی؛ولِکَثیرِ خَطیئَتی وعَظیمِ جُرمی هَرَبتُ إلَیکَ رَبّی،وجَلَستُ بَینَ یَدَیکَ مَولایَ،وتَضَرَّعتُ إلَیکَ سَیِّدی؛لِاُقِرَّ لَکَ بِوَحدانِیَّتِکَ،وبِوُجودِ رُبوبِیَّتِکَ،واُثنِیَ عَلَیکَ بِما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ،وأَصِفَکَ بِما یَلیقُ بِکَ مِن صِفاتِکَ،وأَذکُرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ مِن مَعرِفَتِکَ،وأَعتَرِفَ لَکَ بِذُنوبی وأَستَغفِرَکَ لِخَطیئَتی،وأَسأَ لَکَ التَّوبَةَ مِنها إلَیکَ،وَالعَودَ مِنکَ عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ لَها؛فَإِنَّکَ قُلتَ:

«اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً» 2 ،وقُلتَ: «اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ» 3 .

إلهی ! إلَیکَ اعتَمَدتُ لِقَضاءِ حاجَتی،وبِکَ أنزَلتُ الیَومَ فَقری وفاقَتِی؛التِماساً مِنّی لِرَحمَتِکَ،ورَجاءً مِنّی لِعَفوِکَ،فَإِنّی لِرَحمَتِکَ وعَفوِکَ أرجی مِنّی لِعَمَلی،ورَحمَتُکَ وعَفوُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،فَتَوَلَّ الیَومَ قَضاءَ حاجَتی بِقُدرَتِکَ عَلی ذلِکَ وتَیسیرِ ذلِکَ عَلَیکَ،فَإِنّی لَم أرَ خَیراً قَطُّ إلّامِنکَ،ولَم یَصرِف عَنّی سوءاً أحَدٌ غَیرُکَ،فَارحَمنی سَیِّدی یَومَ یُفرِدُنِی النّاسُ فی حُفرَتی،واُفضی إلَیکَ بِعَمَلی،وقَد قُلتَ سَیِّدی: «وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ» 4 .

أجَل ! وعِزَّتِکَ سَیِّدی،لَنِعمَ المُجیبُ أنتَ،ولَنِعمَ المَدعُوُّ أنتَ،[ولَنِعمَ المُستَعانُ أنتَ] (2)،ولَنِعمَ الرَّبُّ أنتَ،ولَنِعمَ القادِرُ أنتَ،ولَنِعمَ الخالِقُ أنتَ،ولَنِعمَ المُبدِئُ أنتَ،

ص:492


1- .فی المصادر الاُخری:«عن أداء شکره».
2- الزیادة من بحار الأنوار وجمال الاُسبوع.

ولَنِعمَ المُعیدُ أنتَ،ولَنِعمَ المُستَغاثُ أنتَ،ولَنِعمَ الصَّریخُ أنتَ.

فَأَسأَ لُکَ یا صَریخَ المَکروبینَ،ویا غِیاثَ المُستَغیثینَ،ویا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،وَالفَعّالَ لِما یُریدُ،یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ،أن تُکرِمَنی فی مَقامی هذا وفیما بَعدَهُ کَرامَةً لا تُهینُنی بَعدَها أبَداً،وأَن تَجعَلَ أفضَلَ جائِزَتِکَ الیَومَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وأَن تَصرِفَ عَنّی شَرَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وشَرَّ کُلِّ شَیطانٍ مَریدٍ،وشَرَّ کُلِّ ضَعیفٍ مِن خَلقِکَ أو شَدیدٍ،وشَرَّ کُلِّ قَریبٍ أو بَعیدٍ،وشَرَّ کُلِّ مَن ذَرَأتَهُ وبَرَأتَهُ وأَنشَأتَهُ وَابتَدَعتَهُ،ومِن شَرِّ الصَّواعِقِ وَالبَرَدِ (1)وَالرّیحِ وَالمَطَرِ،ومِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ صَغیرَةٍ أو کَبیرَةٍ-بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ-أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ. (2)

17/24الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِآخِرِ ساعَةٍ مِن نَهارِ الجُمُعَةِ

الف-الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ

1802.مصباح المتهجّد: دُعاءٌ آخَرُ مَروِیٌّ عَن صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام،خَرَجَ إلی أبِی الحَسَنِ الضَّرّابِ الإِصفَهانِیِّ بِمَکَّةَ،بِإِسنادٍ لَم نَذکُرهُ اختِصاراً،نُسخَتُهُ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ المُرسَلینَ،وخاتَمِ النَّبِیّینَ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ،المُنتَجَبِ فِی المیثاقِ،المُصطَفی فِی الظِّلالِ،المُطَهَّرِ مِن کُلِّ آفَةٍ، البَریءِ مِن کُلِّ عَیبٍ،المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ،المُرتَجی لِلشَّفاعَةِ،المُفَوَّضِ إلَیهِ دینُ اللّهِ.اللّهُمَّ شَرِّف بُنیانَهُ،وعَظِّم بُرهانَهُ،وأَفلِج حُجَّتَهُ،وَارفَع دَرَجَتَهُ،وأَضِئ نورَهُ،وبَیِّض وَجهَهُ،

ص:493


1- .البَرَد:سحاب کالجَمَد،سمّی بذلک لشدّة برده (لسان العرب:ج 3 ص 84« برد»).
2- مصباح المتهجّد:ص 395 ح 519، جمال الاُسبوع:ص 285، [3]البلد الأمین:ص 77 [4] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 78 ح 2.

وأَعطِهِ الفَضَلَ وَالفَضیلَةَ،وَالوَسیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفیعَةَ،وَابعَثهُ مَقاماً مَحموداً یَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ.

وصَلِّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،وسَیِّدِ الوَصِیّینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی الحَسَنِ بنِ عَلیٍّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلیٍّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی عَلیِّ بنِ الحُسَینِ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَلیٍّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی موسَی بِن جَعفَرٍ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی عَلیِّ بنِ موسی إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَلیٍّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلی عَلیِّ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلیٍّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینِ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

وصَلِّ عَلَی الخَلَفِ الهادِی المَهدِیِّ إمامِ المُؤمِنینَ،ووارِثِ المُرسَلینَ،وحُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الأَئِمَّةِ الهادینَ [ المَهدِیّینَ] (1)،العُلَماءِ الصّادِقینَ، [ الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ] (2)،الأَبرارِ المُتَّقینَ،دَعائِمِ دینِکَ،وأَرکانِ تَوحیدِکَ،وتَراجِمَةِ (3)

ص:494


1- .الزیادة من الغیبة للطوسی وبحار الأنوار.
2- الزیادة من دلائل الإمامة.
3- تَراجِمة وَحْیک:هی جمع تَرْجُمان؛وهو المترجم المفسِّر للِّسان،یقال:ترجم فلانٌ کلامَه:بیّنه وأوضحَه (مجمع البحرین:ج 1 ص 222« ترجم»).

وَحیِکَ،وحُجَجِکَ عَلی خَلقِکَ،وخُلَفائِکَ فی أرضِکَ،الَّذینَ اختَرتَهُم لِنَفسِکَ، وَاصطَفَیتَهُم عَلی عِبادِکَ،وَارتَضَیتَهُم لِدینِکَ،وخَصَصتَهُم بِمَعرِفَتِکَ،وجَلَّلتَهُم بِکَرامَتِکَ، وغَشَّیتَهُم بِرَحمَتِکَ،ورَبَّیتَهُم بِنِعمَتِکَ،وغَذَّیتَهُم بِحِکمَتِکَ،وأَلبَستَهُم نورَکَ،ورَفَعتَهُم فی مَلَکوتِکَ،وحَفَفتَهُم بِمَلائِکَتِکَ،وشَرَّفتَهُم بِنَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَیهِم صَلاةً زاکِیَةً نامِیَةً کَثیرَةً دائِمَةً طَیِّبَةً،لا یُحیطُ بِها إلّا أنتَ،ولا یَسَعُها إلّاعِلمُکَ،ولا یُحصیها أحَدٌ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی وَلِیِّکَ المُحیی سُنَّتَکَ،القائِمِ بِأَمرِکَ،الدّاعی إلَیکَ،الدَّلیلِ عَلَیکَ، حُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ،وخَلیفَتِکَ فی أرضِکَ،وشاهِدِکَ عَلی عِبادِکَ.

اللّهُمَّ أعِزَّ نَصرَهُ،ومُدَّ فی عُمرِهِ،وزَیِّنِ الأَرضَ بِطولِ بَقائِهِ.

اللّهُمَّ اکفِهِ بَغیَ الحاسِدینَ،وأَعِذهُ مِن شَرِّ الکائِدینَ،وَازجُر (1)عَنهُ إرادَةَ الظّالِمینَ، وخَلِّصهُ مِن أیدِی الجَبّارینَ.

اللّهُمَّ أعطِهِ فی نَفسِهِ وذُرِّیَّتِهِ،وشیعَتِهِ ورَعِیَّتِهِ،وخاصَّتِهِ وعامَّتِهِ،وعَدُوِّهِ وجَمیعِ أهلِ الدُّنیا،ما تُقِرُّ بِهِ عَینَهُ،وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ،وبَلِّغهُ أفضَلَ ما أمَّلَهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ جَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِن دینِکَ،وأَحیِ به ما بُدِّلَ مِن کِتابِکَ،وأَظهِر بِهِ ما غُیِّرَ مِن حُکمِکَ،حَتّی یَعودَ دینُکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ غَضّاً جَدیداً،خالِصاً مُخلَصاً،لا شَکَّ فیهِ ولا شُبهَةَ مَعَهُ،ولا باطِلَ عِندَهُ ولا بِدعَةَ لَدَیهِ.

اللّهُمَّ نَوِّر بِنورِهِ کُلَّ ظُلمَةٍ،وهُدَّ بِرُکنِهِ کُلَّ بِدعَةٍ،وَاهدِم بِعِزَّتِهِ کُلَّ ضَلالَةٍ،وَاقصِم بِهِ کُلَّ جَبّارٍ،وأَخمِد بِسَیفِهِ کُلَّ نارٍ،وأَهلِک بِعَدلِهِ کُلَّ جَورٍ،وأَجرِ حُکمَهُ عَلی کُلِّ حُکمٍ،

ص:495


1- .فی الغیبة للطوسی ودلائل الإمامة:«وادحر»بدل«وازجر».

وأَذِلَّ بِسُلطانِهِ کُلَّ سُلطانٍ.

اللّهُمَّ أذِلَّ کُلَّ مَن ناواهُ (1)،وأَهلِک کُلَّ مَن عاداهُ،وَامکُر بِمَن کادَهُ،وَاستَأصِل مَن جَحَدَهُ حَقَّهُ،وَاستَهانَ بِأَمرِهِ،وسَعی فی إطفاءِ نورِهِ،وأَرادَ إخمادَ ذِکرِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ المُصطَفی،وعَلِیٍّ المُرتَضی،وفاطِمَةَ الزَّهراءِ،وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَینِ المُصَفّی،وجَمیعِ الأَوصِیاءِ،مَصابیحِ الدُّجی،وأَعلامِ الهُدی،ومَنارِ التُّقی، وَالعُروَةِ الوُثقی،وَالحَبلِ المَتینِ،وَالصِّراطِ المُستَقیمِ،وصَلِّ عَلی وَلِیِّکَ،ووُلاةِ عَهدِکَ، وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ،ومُدَّ فی أعمارِهِم،وزِد فی آجالِهِم،وبَلِّغهُم أقصی آمالِهِم دیناً ودُنیا وآخِرَةً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

ب-دُعاءُ السِّماتِ

1803.مصباح المتهجّد: دُعاءُ السِّماتِ (3)مَروِیٌّ عَنِ العَمرِیِّ (4)،یُستَحَبُّ الدُّعاءُ بِهِ آخِرَ ساعَةٍ مِن

ص:496


1- .ناوأهُ:فاخره وعاداه (القاموس المحیط:ج 1 ص 31«ناء»).
2- مصباح المتهجّد:ص 406 ح 534، الغیبة للطوسی:ص 277 ح 238، [2]دلائل الإمامة:ص 549 ح 524، [3]جمال الاُسبوع:ص 304، [4]البلد الأمین:ص 79، [5]بحار الأنوار:ج 52 ص 20 ح 14 [6] وج 94 ص 81 ح 2.
3- السمات-بکسر السین-:أی العلامات.والسِّمَةُ:العلامة،کأنّ علیه علامات الإجابة (بحار الأنوار:ج 90ص 102).
4- أورده فی بحار الأنوار [8]قائلاً:وجدت بخطّ الشیخ الأجلّ شمس الدین محمّد بن علیّ الجبعی جدّ شیخنا العلامة البهائی قدّس اللّه روحهما ما هذا لفظه:دعاء السمات،وهو المعروف بدعاء الشبور،ویستحبّ الدعاء به فی آخر ساعة من نهار الجمعة،رواه أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عیّاش الجوهری،قالَ:حَدَّثَنی أبو الحُسَینِ عَبدُ العَزِیزِ بنُ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَسَنِیُّ،قالَ:حَدَّثَنی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ الحَسَنِ بنِ یَحیَی الرّاشِدِیُّ مِن وُلدِ الحُسَینِ بنِ راشِدٍ،قالَ:حَدَّثَنَا الحُسَینُ بنُ أحمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ الصَّبّاحِ،قالَ:حَضَرتُ مَجلِسَ الشَّیخِ أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ بنِ سَعیدٍ العَمرِیِّ قَدَّسَ اللّهُ رُوحَهُ فَقالَ بَعضُنا لَهُ:یا سَیِّدی،ما بالُنا نَری کَثیراً مِنَ النّاسِ یَصَّدَّقونَ شَبُّورَ الیَهودِ عَلی مَن سَرَقَ مِنهُم وهُم مَلعونونَ عَلی لِسانِ عیسَی بنِ مَریَمَ ومُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟فَقالَ:لِهذا عِلَّتانِ:ظاهِرَةٌ وباطِنَةٌ،فَأَمَّا الظّاهِرَةُ فَإِنَّها أسماءُ اللّهِ ومَدائِحُهُ إلّاأنَّها عِندَهُم مَبتورَةٌ وعِندَنا صَحیحَةٌ مَوفورَةٌ عَن سادَتِنا أهلِ الذِّکرِ نَقَلَها لَنا خَلَفٌ عَن سَلَفٍ حَتّی وَصَلَت إلَینا،وأَمَّا الباطِنَةُ فَإِنّا رُوِّینا عَنِ العالِمِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:إذا دَعَا المُؤمِنُ یَقولُ اللّهُ عز و جل:صَوتٌ احِبُّ أن أسمَعَهُ،اقضُوا حاجَتَهُ وَاجعَلوها مُعَلَّقَةً بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ حَتّی یُکثِرَ دُعاءَهُ شَوقاً مِنّی إلَیهِ،وإذا دَعَا الکافِرُ یَقولُ اللّهُ عز و جل:صَوتٌ أکرَهُ سَماعَهُ،اقضُوا حاجَتَهُ وعَجِّلوها لَهُ حَتّی لا أسمَعَ صَوتَهُ ویَشتَغِلَ بِما طَلَبَهُ عَن خُشوعِهِ.قالُوا:فَنَحنُ نُحِبُّ أن تُملِیَ عَلَینا دُعاءَ السِّماتِ الَّذی هُوَ لِلشَّبُّورِ حَتّی نَدعُوَ بِهِ عَلی ظالِمِنا ومُضطَهِدِنا وَالمُخاتِلینَ لَنا وَالمُتَعَزِّزینَ عَلَینا. قالَ:حَدَّثَنی أبو عُمَرَ عُثمانُ بنُ سَعیدٍ،قالَ:حَدَّثَنی مُحَمَّدُ بنُ راشِدٍ،قالَ:حَدَّثَنی مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ،قالَ:حَدَّثَنِی المُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ الجُعفِیُّ:أنَّ خَواصّاً مِنَ الشِّیعَةِ سَأَلوا عَن هذِهِ المَسأَلَةِ بِعَینِها أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَأَجابَهُم بِمِثلِ هذَا الجَوابِ.قالَ:وقالَ أبو جَعفَرٍ بَاقِرُ عِلمِ الأَنبِیاءِ لَو یَعلَمُ النّاسُ ما نَعلَمُهُ مِن عِلمِ هذِهِ المَسَائِلِ وعِظَمِ شَأنِها عِندَ اللّهِ وسُرعَةِ إجابَةِ اللّهِ لِصاحِبِها مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ مِن حُسنِ الثَّوابِ لَاقتَتَلوا عَلَیها بِالسُّیوفِ؛فَإِنَّ اللّهَ یَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن یَشاءُ. ثُمَّ قالَ:أما إنّی لَو حَلَفتُ لَبَرَرتُ أنَّ الاِسمَ الأَعظَمَ قَد ذُکِرَ فِیها،فَإِذا دَعَوتُم فَاجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ بِالباقی وَارفِضُوا الفانِیَ،فَإِنَّ ما عِندَ اللّهِ خَیرٌ وأَبقَی.الخَبَرَ بِتَمامِهِ،ثُمَّ قالَ:هذَا هُوَ مِن مَکنونِ العِلمِ ومَخزونِ المَسائِلِ المُجابَةِ عِندَ اللّهِ تَعالی:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الأَعَزِّ الأَجَلِّ...(بحار الأنوار:ج 90 ص 95).

نَهارِ یَومِ الجُمُعَةِ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الأَعَزِّ الأَجَلِّ الأَکرَمِ،الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ عَلی مَغالِقِ أبوابِ السَّماءِ لِلفَتحِ بِالرَّحمَةِ انفَتَحَت،وإذا دُعیتَ بِهِ عَلی مَضائِقِ أبوابِ الأَرضِ لِلفَرَجِ انفَرَجَت،وإذا دُعیتَ بِهِ عَلَی العُسرِ لِلیُسرِ تَیَسَّرَت،وإذا دُعیتَ بِهِ عَلَی الأَمواتِ لِلنُّشورِ انتَشَرَت،وإذا دُعیتَ بِهِ عَلی کَشفِ البَأساءِ وَالضَّرّاءِ انکَشَفَت،وبِجَلالِ وَجهِکَ الکَریمِ أکرَمِ الوُجوهِ وأَعَزِّ الوُجوهِ،الَّذی عَنَت لَهُ الوُجوهُ،وخَضَعَت لَهُ الرِّقابُ، وخَشَعَت لَهُ الأَصواتُ،ووَجِلَت لَهُ القُلوبُ مِن مَخافَتِکَ،وبِقُوَّتِکَ الَّتی تُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِکَ،وتُمسِکُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أن تَزولا،وبِمَشِیَّتِکَ الَّتی دانَ لَهَا العالَمونَ،وبِکَلِمَتِکَ الَّتی خَلَقتَ بِهَا السَّماواتِ وَالأَرضَ،وبِحِکمَتِکَ الَّتی صَنَعتَ بِهَا العَجائِبَ،وخَلَقتَ بِهَا الظُّلمَةَ وجَعَلتَها لَیلاً،وجَعَلتَ اللَّیلَ سَکَناً،وخَلَقتَ بِهَا النّورَ وجَعَلتَهُ نَهاراً،وجَعَلتَ النَّهارَ نُشوراً مُبصِراً،وخَلَقتَ بِهَا الشَّمسَ،وجَعَلتَ الشَّمسَ ضِیاءً،وخَلَقتَ بِهَا القَمَرَ،وجَعَلتَ القَمَرَ نوراً،وخَلَقتَ بِهَا الکَواکِبَ،وجَعَلتَها نُجوماً وبُروجاً ومَصابیحَ وزینَةً ورُجوماً،وجَعَلتَ لَها مَشارِقَ ومَغارِبَ،وجَعَلتَ لَها مَطالِعَ

ص:497

ومَجارِیَ،وجَعَلتَ لَها فَلَکاً ومَسابِحَ،وقَدَّرتَها فِی السَّماءِ مَنازِلَ فَأَحسَنتَ تَقدیرَها، وصَوَّرتَها فَأَحسَنتَ تَصویرَها،وأَحصَیتَها بِأَسمائِکَ إحصاءً،ودَبَّرتَها بِحِکمَتِکَ تَدبیراً وأَحسَنتَ تَدبیرَها،وسَخَّرتَها بِسُلطانِ اللَّیلِ وسُلطانِ النَّهارِ وَالسّاعاتِ،وعَرَّفتَ بِها عَدَدَ السِّنینَ وَالحِسابِ،وجَعَلتَ رُؤیَتَها لِجَمیعِ النّاسِ مَرأیً واحِداً.

وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِمَجدِکَ الَّذی کَلَّمتَ بِهِ عَبدَکَ ورَسولَکَ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام فِی المُقَدَّسینَ،فَوقَ إحساسِ الکَروبِیّینَ (1)،فَوقَ غَمائِمِ النّورِ،فَوقَ تابوتِ الشَّهادَةِ،فی عَمودِ النّارِ (2)،وفی طورِ سَیناءَ،وفی جَبَلِ حوریثَ (3)فِی الوادِی المُقَدَّسِ،فِی البُقعَةِ المُبارَکَةِ مِن جانِبِ الطّورِ الأَیمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ،وفی أرضِ مِصرَ،بِتِسعِ آیاتٍ بَیِّناتٍ،ویَومَ فَرَقتَ لِبَنی إسرائیلَ البَحرَ،وفِی المُنبَجِساتِ (4)الَّتی صَنَعتَ بِهَا العَجائِبَ فی بَحرِ سوفٍ (5)،وعَقَدتَ ماءَ البَحرِ فی قَلبِ الغَمرِ کَالحِجارَةِ،وجاوَزتَ بِبَنی إسرائیلَ البَحرَ،وتَمَّت کَلِمَتُکَ الحُسنی عَلَیهِم بِما صَبَروا،وأَورَثتَهُم مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَهَا الَّتی بارَکتَ فیها لِلعالَمینَ، وأَغرَقتَ فِرعَونَ وجُنودَهُ ومَراکِبَهُ (6)فِی الیَمِّ.

وبِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الأَعَزِّ الأَجَلِّ الأَکرَمِ،وبِمَجدِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِموسی کَلیمِکَ علیه السلام فی طورِ سَیناءَ،ولِإِبراهیمَ علیه السلام خَلیلِکَ مِن قَبلُ فی مَسجِدِ الخیفِ، ولِإِسحاقَ صَفِیِّکَ علیه السلام فی بِئرِ شِیَعٍ،ولِیَعقوبَ نَبِیِّکَ علیه السلام فی بَیتِ إیلٍ،وأَوفَیتَ لِإِبراهیمَ علیه السلام بِمیثاقِکَ،ولِإِسحاقَ علیه السلام بِحَلفِکَ،ولِیَعقوبَ علیه السلام بِشَهادَتِکَ،ولِلمُؤمِنینَ بِوَعدِکَ،ولِلدّاعینَ

ص:498


1- .الکروبیّون:هم سادة الملائکة والمقرّبون منهم (مجمع البحرین:ج 3 ص 1560«کرب»).
2- فی بحار الأنوار:« النور»بدل«النار».
3- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«حوریت»،وما أثبتناه من نسخة اخری منه ومن باقی المصادر.قال العلّامة المجلسی قدس سره:قال السیّد ابن طاووس:رأیت فی بعض تفاسیر کلمات هذا الدعاء أن جبل حوریث،وقیل:حوریثا:هو الجبل الذی خاطب اللّه جل جلاله موسی علیه فی أوّل خطابه (بحار الأنوار:ج 87 ص 111).
4- مُنبَجِسَةٌ:أی منفجرة بالماء (مجمع البحرین:ج 1 ص 116« بجس»).
5- بحر سوف:هو البحر الأحمر (قاموس الکتاب المقدّس:ص 162).
6- فی البلد الأمین:« ومواکبه»بدل«ومراکبه».

بِأَسمائِکَ فَأَجَبتَ،وبِمَجدِکَ الَّذی ظَهَرَ لِموسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام عَلی قُبَّةِ الرُّمّانِ،وبِأَیدِکَ الَّذی رَفَعتَ (1)عَلی أرضِ مِصَرَ بِمَجدِ العِزَّةِ وَالغَلَبَةِ بِآیاتٍ عَزیزَةٍ،وبِسُلطانِ القُوَّةِ،وبِعِزَّةِ القُدرَةِ،وبِشَأنِ الکَلِمَةِ التّامَّةِ،وبِکَلِماتِکَ الَّتی تَفَضَّلتَ بِها عَلی أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، وأَهلِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وبِرَحمَتِکَ الَّتی مَنَنتَ بِها عَلی جَمیعِ خَلقِکَ،وبِاستِطاعَتِکَ الَّتی أقَمتَ بِها عَلَی العالَمینَ.

وبِنورِکَ الَّذی قَد خَرَّ مِن فَزَعِهِ طورُ سَیناءَ،وبِعِلمِکَ وجَلالِکَ وکِبرِیائِکَ وعِزَّتِکَ وجَبَروتِکَ الَّتی لَم تَستَقِلَّهَا الأَرضُ،وَانخَفَضَت لَهَا السَّماواتُ،وَانزَجَرَ لَهَا العُمقُ الأَکبَرُ، ورَکَدَت لَهَا البِحارُ وَالأَنهارُ،وخَضَعَت لَهَا الجِبالُ،وسَکَنَت لَهَا الأَرضُ بِمَناکِبِها، وَاستَسلَمَت لَهَا الخَلائِقُ کُلُّها،وخَفَقَت لَهَا الرِّیاحُ فی جَرَیانِها،وخَمَدَت لَهَا النّیرانُ فی أوطانِها،وبِسُلطانِکَ الَّذی عُرِفَت لَکَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهرَ الدُّهورِ،وحُمِدتَ بِهِ فِی السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،وبِکَلِمَتِکَ کَلِمَةِ الصِّدقِ الَّتی سَبَقَت لِأَبینا آدَمَ وذُرِّیَّتِهِ بِالرَّحمَةِ.

وأَسأَ لُکُ بِکَلِمَتِکَ الَّتی غَلَبَت کُلَّ شَیءٍ،وبِنورِ وَجهِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلجَبَلِ فَجَعَلتَهُ دَکّاً،وخَرّ موسی صَعِقاً،وبِمَجدِکَ الَّذی ظَهَرَ عَلی طورِ سَیناءَ،فَکَلَّمتَ بِهِ عَبدَکَ ورَسولَکَ موسَی بنَ عِمرانَ،وبِطَلعَتِکَ فی ساعیرَ (2)،وظُهورِکَ فی جَبَلِ فارانَ (3)بِرَبَواتِ المُقَدَّسینَ،وجُنودِ المَلائِکَةِ الصّافّینَ،وخُشوعِ المَلائِکَةِ المُسَبِّحینَ،وبِبَرَکاتِکَ الَّتی بارَکتَ فیها عَلی إبراهیمَ خَلیلِکَ علیه السلام فی امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبارَکتَ لِإِسحاقَ صَفِیِّکَ فی امَّةِ عیسی علیه السلام،وبارَکتَ لِیَعقوبَ إسرائیلِکَ فی امَّةِ موسی علیهما السلام،وبارَکتَ لِحَبیبِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی عِتَرتِهِ وذُرِّیَّتِهِ واُمَّتِهِ.

اللّهُمَّ،وکَما غِبنا عَن ذلِکَ ولَم نَشهَدهُ،وآمَنّا بِهِ ولَم نَرَهُ صِدقاً وعَدلاً،أن تُصَلِّیَ عَلی

ص:499


1- .فی المصادر الاُخری:«وبِآیاتِکَ الَّتی وَقَعَتْ»بدل«وبأیدک الذی رفعت».
2- ساعیر:اسمٌ لجبال فلسطین (معجم البلدان:ج 3 ص 171).
3- فاران:اسم لجبال مکّة (معجم البلدان:ج 4 ص 225).

مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُبارِکَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَرَحَّمَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،فَعّالٌ لِما تُریدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ شَهیدٌ».

ثُمَّ تَذکُرُ ما تُریدُ (1)،ثُمَّ تَقولُ:

«اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ،وبِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ الَّتی لا یَعلَمُ تَفسیرَها ولا یَعلَمُ باطِنَها غَیرُکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ، وَاغفِر لی مِن ذُنوبی ما تَقَدَّمَ مِنها وما تَأَخَّرَ،ووَسِّع عَلَیَّ مِن حَلالِ رِزقِکَ،وَاکفِنی مَؤونَةَ إنسانِ سَوءٍ،وجارِ سَوءٍ،وقَرینِ سَوءٍ،وسُلطانِ سَوءٍ،إنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ،وبِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ» (2). (3)

18/24النَّوادِرُ

1804.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ فی یَومٍ خَمساً وعِشرینَ مَرَّةً:«اللّهُمَّ بارِک [لی] (4)فِی المَوتِ،وفیما بَعدَ المَوتِ»ثُمَّ ماتَ عَلی فِراشِهِ،أعطاهُ اللّهُ أجرَ شَهیدٍ. (5)

ص:500


1- .فی بحار الأنوار هنا:«ثُمَّ قُل:یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ...».
2- فی بحار الأنوار هنا:«قالَ الشَّیخُ أحمَدُ بنُ فَهدٍ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ فِی العُدَّةِ:ویُستَحَبُّ أن یَقولَ عَقیبَ دُعاءِ السِّماتِ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحُرمَةِ هذَا الدُّعاءِ،وبِما فاتَ مِنهُ مِنَ الأَسماءِ،وبِما یَشتَمِلُ عَلَیهِ مِنَ التَّفسیرِ وَالتَّدبیرِ الَّذی لا یُحیطُ بِهِ إلّاأنتَ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا».
3- مصباح المتهجّد:ص 416 ح 538 و 539، البلد الأمین:ص 89، [4]المصباح للکفعمی:ص 560، [5]جمال الاُسبوع:ص 321 [6] ولیس فیه ذیله من«ثمّ تذکر ما ترید»وکلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 97.
4- الزیادة من کتاب داعی الفلاح؛إذ هو الأنسب.
5- المعجم الأوسط:ج 7 ص 343 ح 7676،داعی الفلاح:ص 174 ح 123 کلاهما عن عائشة.

1805.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ فی کُلِّ یَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ [المَلِکُ] (1)الحَقُّ المُبینُ»کانَ لَهُ أماناً مِنَ الفَقرِ،وَاستَجلَبَ بِهِ الغِنی،وأَمِنَ مِن وَحشَةِ القَبرِ،وَاستَقرَعَ بِهِ بابَ الجَنَّةِ. (2)

1806.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فی کُلِّ یَومٍ عَشرَ مَرّاتٍ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،إلهاً واحِداً أحَداً صَمَداً،لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً»کَتَبَ اللّهُ لَهُ خَمساً وأَربَعینَ ألفَ حَسَنَةٍ،ومَحا عَنهُ خَمساً وأَربَعینَ ألفَ سَیِّئَةٍ،ورَفَعَ لَهُ خَمساً وأَربَعینَ ألفَ دَرَجَةٍ،وکُنَّ لَهُ حِرزاً فی یَومِهِ مِنَ الشَّیطانِ وَالسُّلطانِ،ولَم تُحِط بِهِ کَبیرَةٌ مِنَ الذُّنوبِ. (3)

1807.الکافی عن إسحاق بن عمّار،عن بعض أصحابه،عن أبی عبد اللّه علیه السلام قال: إنَّ للّهِ ِ عز و جل ثَلاثَ ساعاتٍ فِی اللَّیلِ وثَلاثَ ساعاتٍ فِی النَّهارِ یُمَجِّدُ فیهِنَّ نَفسَهُ،فَأَوَّلُ ساعاتِ النَّهارِ حینَ تَکونُ الشَّمسُ هذَا الجانِبَ-یَعنی مِنَ المَشرِقِ-مِقدارَها مِنَ العَصرِ-یَعنی مِنَ المَغرِبِ-إلَی الصَّلاةِ الاُولی،وأَوَّلُ ساعاتِ اللَّیلِ فِی الثُّلُثِ الباقی مِنَ اللَّیلِ إلی أن یَنفَجِرَ الصُّبحُ،یَقولُ:

«إنّی أنَا اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،إنّی أنَا اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،إنّی أنَا اللّهُ العَزیزُ الحَکیمُ،إنّی أنَا اللّهُ الغَفورُ الرَّحیمُ،إنّی أنَا اللّهُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،إنّی أنَا اللّهُ مالِکُ یَومِ الدّینِ،إنّی أنَا اللّهُ لَم أزَل ولا أزالُ،إنّی أنَا اللّهُ خالِقُ الخَیرِ وَالشَّرِّ،إنّی أنَا اللّهُ خالِقُ الجَنَّةِ وَالنّارِ،إنّی أنَا اللّهُ بَدیءُ کُلِّ شَیءٍ وإلَیَّ یَعودُ،إنّی أنَا اللّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ،إنّی أنَا اللّهُ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ، إنّی أنَا اللّهُ المَلِکُ القُدّوسُ،السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَیمِنُ،العَزیزُ الجَبّارُ المُتَکَبِّرُ،إنّی أنَا اللّهُ

ص:501


1- .الزیادة من حلیة الأولیاء.
2- تاریخ بغداد:ج 12 ص 358 الرقم 6790، حلیة الأولیاء:ج 8 ص 280 الرقم 419 نحوه وکلاهما عن مالک بن أنس عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کنز العمّال:ج 2 ص 233 ح 3896 و ص 681 ح 5058.
3- الکافی:ج 2 ص 519 ح 1، المحاسن:ج 1 ص 99 ح 70، [3]ثواب الأعمال:ص 23 ح 1 نحوه وکلّها عن عمر بن یزید،بحار الأنوار:ج 93 ص 207 ح 10 و ص 206 ح 5.

الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ،لِیَ الأَسماءُ الحُسنی،إنّی أنَا اللّهُ الکَبیرُ المُتَعالِ».

قالَ:ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام مِن عِندِهِ:«وَالکِبرِیاءُ رِداؤُهُ،فَمَن نازَعَهُ شَیئاً مِن ذلِکَ أکَبَّهُ اللّهُ فِی النّارِ».

ثُمَّ قالَ:ما مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ یَدعو بِهِنَّ،مُقبِلاً قَلبُهُ إلَی اللّهِ عز و جل،إلّاقَضی حاجَتَهُ،ولَو کانَ شَقِیّاً رَجَوتُ أن یُحَوَّلَ سَعیداً. (1)

ص:502


1- .الکافی:ج 2 ص 515 ح 1، مصباح المتهجّد:ص 518 ح 602، [2]بحار الأنوار:ج 93 ص 221 ح 5.

المجلد 3

هویة الکتاب

عنوان کتاب:کنز الدعاء المجلد 3 / نویسنده:محمد محمدی ری شهری - همکاری:رسول افقی

ناشر:سازمان چاپ و نشر دار الحدیث

زبان: عربی

قطع:وزیری

جلد:3

نوبت چاپ:اول

تاریخ انتشار:1392

موضوع: ادعیه و زیارت

ص:1

اشارة

ص :2

کنز الدعاء المجلد 3

نویسنده:محمد محمدی ری شهری

همکاری:رسول افقی

ص :3

ص :4

الفَصلُ الخامس والعشرون:دَعَواتُ شَهرِ اللّهِ

1/25أدعِیَةُ التَّهَیُّوَ لِضِیافَةِ اللّهِ

الف-دُعاءُ آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ إلی آخِرِهِ

1808.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن عبد السلام بن صالح الهرویّ: دَخَلتُ عَلی أبِی الحَسَنِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام فی آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ،فَقالَ لی:

«یا أبَا الصَّلتِ،إنَّ شَعبانَ قَد مَضی أکثَرُهُ،وهذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنهُ،فَتَدارَک فیما بَقِیَ مِنهُ تَقصیرَکَ فیما مَضی مِنهُ،وعَلَیکَ بِالإِقبالِ عَلی ما یَعنیکَ وتَرکِ ما لا یَعنیکَ،وأَکثِر مِنَ الدُّعاءِ وَالِاستِغفارِ وتِلاوَةِ القُرآنِ،وتُب إلَی اللّهِ مِن ذُنوبِکَ؛لِیُقبِلَ شَهرُ اللّهِ إلَیکَ وأَنتَ مُخلِصٌ للّهِ ِ عز و جل،ولا تَدَعَنَّ أمانَةً فی عُنُقِکَ إلّاأدَّیتَها،ولا فی قَلبِکَ حِقداً عَلی مُؤمِنٍ إلّانَزَعتَهُ،ولا ذَنباً أنتَ مُرتَکِبُهُ إلّا[ أ]قلَعتَ عَنهُ،وَاتَّقِ اللّهَ وتَوَکَّل عَلَیهِ فی سِرِّ أمرِکَ وعَلانِیَتِکَ «وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْراً» 1 ،وأَکثِر مِن أن تَقولَ فیما بَقِیَ مِن هذَا الشَّهرِ:

اللّهُمَّ إن لَم تَکُن قَد غَفَرتَ لَنا فیما مَضی مِن شَعبانَ فَاغفِر لَنا فیما بَقِیَ مِنهُ.

ص:5

فَإِنَّ اللّهَ-تَبارَکَ وتَعالی-یُعتِقُ فی هذَا الشَّهرِ رِقاباً مِنَ النّارِ لِحُرمَةِ شَهرِ رَمَضانَ». (1)

ب-أدعِیَةُ آخِرِ شَعبانَ

1809.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی آخِرِ شَعبانَ-:

[ اللّهُمَّ] إنَّ هذَا الشَّهرَ المُبارَکَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ هُدیً لِلنّاسِ وبَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ،فَسَلِّمنا فیهِ وسَلِّمهُ لَنا وسَلِّمهُ مِنّا (2)فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ. (3)

1810.عنه علیه السلام -مِمّا کانَ یَقولُهُ فی آخِرِ لَیلَةٍ مِن شَعبانَ وأَوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:

اللّهُمَّ إنَّ هذَا الشَّهرَ المُبارَکَ الَّذی انزِلَ فیهِ القُرآنُ هُدیً لِلنّاسِ وبَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ،فَسَلِّمنا فیهِ وَسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،یا مَن أخَذَ القَلیلَ وشَکَرَ الکَثیرَ اقبَل مِنِّی الیَسیرَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَجعَلَ لی إلی کُلِّ خَیرٍ سَبیلاً،ومِن کُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا مَن عَفا عَنّی وعَمّا خَلَوتُ بِهِ مِنَ السَّیِّئاتِ،یا مَن لَم یُؤاخِذنی بِارتِکابِ المَعاصی،عَفوَکَ عَفوَکَ عَفوَکَ یا کَریمُ،إلهی وَعَظتَنی فَلَم أتَّعِظ،وزَجَرتَنی عَن مَحارِمِکَ فَلَم أنزَجِر،فَما عُذری؟فَاعفُ عَنّی یا کَریمُ،عَفوَکَ عَفوَکَ.

اللّهُمّ،إنّی أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ،عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ فَلیَحسُنِ التَّجاوُزُ مِن عِندِکَ،یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ،عَفوَکَ عَفوَکَ.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ضَعیفٌ فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ،وأَنتَ مُنزِلُ الغِنی

ص:6


1- .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 51 ح 198، الإقبال:ج 1 ص 42 [2] ولیس فیه«وترک ما لا یعنیک»،بحار الأنوار:ج 97 ص 73 ح 17.
2- قوله:«فسلِّمْنا فیه»أی لا یصیبنا فیه ما یحول بیننا وبین صومه من مرض أو غیره.وقوله:«سلِّمه لنا»أی لا تغمّه علینا فی أوّله وآخره،فیلتبس الصوم علینا والفطر.وقوله:«وسلِّمه منّا»أی تعصمنا من المعاصی فیه (مجمع البحرین:ج 2 ص 874).
3- تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 80 ح 182 عن الحارث النصری،بحار الأنوار:ج 96 ص 383 ح 1.

وَالبَرَکَةِ عَلَی العِبادِ،قاهِرٌ مُقتَدِرٌ،أحصَیتَ أعمالَهُم وقَسَمتَ أرزاقَهُم،وجَعَلتَهُم مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم وأَلوانُهُم،خَلقاً مِن بَعدِ خَلقٍ،لا یَعلَمُ العِبادُ عِلمَکَ،ولا یَقدِرُ العِبادُ قَدرَکَ،وکُلُّنا فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ،فَلا تَصرِف عَنّی وَجهَکَ،وَاجعَلنی مِن صالِحی خَلقِکَ فِی العَمَلِ وَالأَمَلِ وَالقَضاءِ وَالقَدَرِ.

اللّهُمَّ أبقِنی خَیرَ البَقاءِ،وأَفنِنی خَیرَ الفَناءِ؛عَلی مُوالاةِ أولِیائِکَ ومُعاداةِ أعدائِکَ وَالرَّغبَةِ إلَیکَ وَالرَّهبَةِ مِنکَ،وَالخُشوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسلیمِ لَکَ،وَالتَّصدیقِ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِکَ.

اللّهُمَّ ما کانَ فی قَلبی مِن شَکٍّ أو ریبَةٍ،أو جُحودٍ أو قُنوطٍ،أو فَرَحٍ أو بَذَخٍ،أو بَطَرٍ أو خُیَلاءَ،أو رِیاءٍ أو سُمعَةٍ،أو شِقاقٍ أو نِفاقٍ،أو کُفرٍ أو فُسوقٍ أو عِصیانٍ،أو عَظَمَةٍ أو شَیءٍ لا تُحِبُّ،فَأَسأَ لُکَ یا رَبِّ أن تُبدِلَنی مَکانَهُ إیماناً بِوَعدِکَ،ووَفاءً بِعَهدِکَ،ورِضاً بِقَضائِکَ،وزُهداً فِی الدُّنیا،ورَغبَةً فیما عِندَکَ،واُثرَةً (1)وطُمَأنینَةً وتَوبَةً نَصوحاً (2)، أسأَ لُکَ ذلِکَ یا رَبَّ العالَمینَ.

إلهی أنتَ مِن حِلمِکَ تُعصی،ومِن کَرَمِکَ وَجودِکَ تُطاعُ؛فَکَأَنَّکَ لَم تُعصَ،وأَنَا ومَن لَم یَعصِکَ سُکّانُ أرضِکَ،فَکُن عَلَینا بِالفَضلِ جَواداً،وبِالخَیرِ عَوّاداً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحصی ولا تُعَدُّ،ولا یَقدِرُ قَدرَها غَیرُکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ص:7


1- .الاُثرة:المَکرُمة المتوارثة،والبقیّة من العلم تؤثر (القاموس المحیط:ج 1 ص 362).
2- النَّصوح:هی فَعول من النُّصح،وهو خلاف الغِشّ.والتوبة النَّصوح:هی البالغة فی النُّصح الّتی لا ینوی فیها معاودة المعصیة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1789).
3- مصباح المتهجّد:ص 850 ح 911 عن الحارث بن المغیرة النضری،الإقبال:ج 1 ص 43، [3]البلد الأمین:ص 192.
ج-أدعِیَةُ رُؤیَةِ هِلالِ شَهرِ رَمَضانَ

1811.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا اهِلَّ (1)هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ استَقبَلَ القِبلَةَ ورَفَعَ یَدَیهِ فَقالَ:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ (2)عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالعافِیَةِ المُجَلِّلَةِ (3)،وَالرِّزقِ الواسِعِ،ودَفعِ الأَسقامِ.اللّهُمَّ ارزُقنا صِیامَهُ وقِیامَهُ وتِلاوَةَ القُرآنِ فیهِ.اللّهُمَّ سَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فیهِ. (4)

1812.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استُهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ استَقبَلَ القِبلَةَ بِوَجهِهِ وقالَ:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالعافِیَةِ المُجَلِّلَةِ ودَفعِ الأَسقامِ،وَالرِّزقِ الواسِعِ،وَالعَونِ عَلَی الصَّلاةِ وَالصِّیامِ وَالقِیامِ وتِلاوَةِ القُرآنِ.اللّهُمَّ سَلِّمنا لِشَهرِ رَمَضانَ وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فیهِ؛حَتّی یَنقَضِیَ عَنّا شَهرُ رَمَضانَ وقَد عَفَوتَ عَنّا وغَفَرتَ لَنا ورَحِمتَنا. (5)

1813.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأی هِلالَ رَمَضانَ قالَ:«هِلالُ خَیرٍ

ص:8


1- .أی إذا ابْصِرَ (النهایة:ج 5 ص 271).
2- أهِلّه:أی أطلِعه علینا وأرِنا إیّاه.والمعنی:اجعل رؤیتنا مقرونة بالأمن والإیمان.ویحتمل أن یکون الإهلال بمعنی الدخول کقولهم:أهلَلْنا الهِلالَ:إذا دخلنا فیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1878).
3- المجلّلة:هی إمّا بکسر اللام المشدّدة؛أی الشاملة لجمیع البدن،یقال:سحابٌ مجلِّلٌ؛أی یجلّل الأرض بالمطر؛أی یعمّ.ذکره الجوهری.أو بفتحها؛أی العافیة الّتی جلّلت علینا وجعلت کالجُلّ شاملة لنا،من قولهم:اللّهمّ جَلِّلهم خزیاً؛أی عظِّمهم به کما یتجلّل الرجل بالثوب.ذکره الجزری (مرآة العقول:ج 16 ص 217).
4- الکافی:ج 4 ص 70 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 4 ص 196 ح 562 کلاهما عن جابر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 100 ح 1846،مصباح المتهجّد:ص 540 ح 625.
5- الإقبال:ج 1 ص 62 عن محمّد بن الحنفیّة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 96 ح 1833،الأمالی للصدوق:ص 102 ح 78، [6]فضائل الأشهر الثلاثة:ص 80 ح 62، [7]ثواب الأعمال:ص 89 ح 2 کلّها عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 96 ص 378 ح 1؛ [8]تاریخ دمشق:ج 51 ص 186 ح 10845 نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 589 ح 24288.

ورُشدٍ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-آمَنتُ بِالَّذی خَلَقَکَ». (1)

1814.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-إذا اهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ أقبَلَ إلَی القِبلَةِ ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالعافِیَةِ المُجَلِّلَةِ،اللّهُمَّ ارزُقنا صِیامَهُ وقِیامَهُ وتِلاوَةَ القُرآنِ فیهِ،اللّهُمَّ سَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فیهِ. (2)

1815.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: کانَ عَلِیّ ٌ علیه السلام إذا کانَ بِالکوفَةِ یَخرُجُ وَالنّاسُ مَعَهُ یَتَراءی هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ،فَإِذا رَآهُ قالَ:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وصِحَّةٍ مِنَ السُّقمِ،وفَراغٍ لِطاعَتِکَ مِنَ الشُّغلِ،وَاکفِنا بِالقَلیلِ مِنَ النَّومِ. (3)

1816.الإمام الباقر علیه السلام: مَرَّ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام فی طَریقِهِ یَوماً فَنَظَرَ إلی هِلالِ شَهرِ رَمَضانَ، فَوَقَفَ فَقالَ:

أیُّهَا الخَلقُ المُطیعُ الدّائِبُ (4)السَّریعُ،المُتَرَدِّدُ فی مَنازِلِ التَّقدیرِ،المُتَصَرِّفُ فی فَلَکِ التَّدبیرِ. (5)

آمَنتُ بِمَن نَوَّرَ بِکَ الظُّلَمَ،وأَوضَحَ بِکَ البُهَمَ (6)،وجَعَلَکَ آیَةً مِن آیاتِ مُلکِهِ،وعَلامَةً

ص:9


1- .الدعاء للطبرانی:ص 283 ح 906،سنن أبی داوود:ج 4 ص 324 ح 5092،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 207 ح 20338،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 121 ح 6 کلّها عن قتادة وفیها«الهلال»بدل«هلال رمضان»،کنز العمّال:ج 7 ص 77 ح 18040.
2- الکافی:ج 4 ص 73 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 4 ص 197 ح 563 کلاهما عن عمرو بن شمر،مصباح المتهجّد:ص 541 ح 626.
3- الإقبال:ج 1 ص 65 عن الفضیل بن یسار،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 234 ح 8617.
4- الدأب:الجدّ فی العمل (مجمع البحرین:ج 1 ص 571).
5- التصرّف:التقلّب،إشارة إلی تقلّباته وتغیّراته بتدبیر الحکیم الخبیر.والفلک:مجری الکواکب (بحار الأنوار:ج 58 ص 183).
6- البُهَم-کصُرَد-:جمع بُهْمة؛وهی ما یصعب علی الحاسّة إدراکه إن کان محسوساً،وعلی الفهم إن کان ūمعقولاً (بحار الأنوار:ج 58 ص 186).

مِن عَلاماتِ سُلطانِهِ،فَحَدَّ بِکَ الزَّمانَ،وَامتَهَنَکَ (1)بِالکَمالِ وَالنُّقصانِ،وَالطُّلوعِ وَالاُفولِ، وَالإِنارَةِ وَالکُسوفِ،فی کُلِّ ذلِکَ أنتَ لَهُ مُطیعٌ وإلی إرادَتِهِ سَریعٌ.

سُبحانَهُ! ما أعجَبَ ما دَبَّرَ فی أمرِکَ،وأَلطَفَ ما صَنَعَ فی شَأنِکَ! جَعَلَکَ مِفتاحَ شَهرٍ حادِثٍ لأَِمرٍ حادِثٍ،فَأَسأَلُ اللّهَ رَبّی ورَبَّکَ،وخالِقی وخالِقَکَ،ومُقَدِّری ومُقَدِّرَکَ، ومُصَوِّری ومُصَوِّرَکَ؛أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن یَجعَلَکَ هِلالَ بَرَکَةٍ لا تَمحَقُهَا (2)الأَیّامُ،وطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الآثامُ؛هِلالَ أمنٍ مِنَ الآفاتِ؛وسَلامَةٍ مِنَ السَّیِّئاتِ؛ هِلالَ سَعدٍ لا نَحسَ فیهِ،ویُمنٍ لا نَکَدَ (3)مَعَهُ،ویُسرٍ لا یُمازِجُهُ عُسرٌ،وخَیرٍ لا یَشوبُهُ (4)شَرٌّ؛هِلالَ أمنٍ وإیمانٍ،ونِعمَةٍ وإحسانٍ،وسَلامَةٍ وإسلامٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِن أرضی مَن طَلَعَ عَلَیهِ،وأَزکی مَن نَظَرَ إلَیهِ،وأَسعَدِ مَن تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ،ووَفِّقنا فیهِ لِلطّاعَةِ وَالتَّوبَةِ،وَاعصِمنا فیهِ مِنَ الآثامِ وَالحَوبَةِ (5)،وأَوزِعنا (6)فیهِ شُکرَ النِّعمَةِ،وَاَلبِسنا فیهِ جُنَنَ (7)العافِیَةِ،وأَتمِم عَلَینا بِاستِکمالِ طاعَتِکَ فیهِ المِنَّةَ،إنَّکَ أنتَ المَنّانُ الحَمیدُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ. (8)

ص:10


1- .المهنة:الحِذقُ بالخدمة والعمل.وَمَهَنَه:خَدَمه،وامتهنه:استعمله للمهنة (القاموس المحیط:ج 4 ص 273).
2- مَحَقَه:أی أبطله ومحاه (الصحاح:ج 4 ص 1553).
3- نکِد عیشُه:اشتدّ وعَسُر (القاموس المحیط:ج 1 ص 342).
4- شابَهُ:خلَطَه.والشوائب:الأدناس والأقذار (المصباح المنیر:ص 326).
5- الحَوْبَة:کلُّ حُرمةٍ تضیعُ من ذوی الرحِم (مجمع البحرین:ج 1 ص 470).
6- أوزعنا:ألْهِمْنا،والإیزاع لشکرک:أی الإلهام له (مجمع البحرین:ج 3 ص 1930).
7- جُنَن:جمع جُنّة؛وهی السُّترة،والجُنّة:ما واراک من السلاح واستترت به منه (لسان العرب:ج 13 ص 94).
8- الإقبال:ج 1 ص 63، الأمالی للطوسی:ص 495 ح 1086 [5] عن إسحاق بن جعفر وکلاهما عن الإمام الکاظم عن أبیه علیهما السلام،الصحیفة السجّادیّة:ص 163 الدعاء 43 [6] ولم یذکر فیه اختصاصه بشهر رمضان،مصباح المتهجّد:ص 542 ح 628 [7] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 344 [8] وج 96 ص 379 وراجع:کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 101 ح 1847.

1817.الکافی: عَن مُعاوِیَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أبی عَبدِ اللّه علیه السلام أنَّهُ کانَ إذا اهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ قالَ:

اللّهُمَّ أدخِلهُ عَلَینا بِالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالیَقینِ وَالإِیمانِ،وَالبِرِّ وَالتَّوفیقِ لِما تُحِبُّ وتَرضی. (1)

1818.الإمام الصادق علیه السلام: إذا رَأَیتَ الهِلالَ فَقُل:

اللّهُمَّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَینا صِیامَهُ،وأَنزَلتَ فیهِ القُرآنَ هُدیً لِلنّاس وبَیِّناتِ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ.اللّهُمَّ أعِنّا عَلی صِیامِهِ،وتَقَبَّلهُ مِنّا،وَسَلِّمنا فیهِ وسَلِّمنا مِنهُ (2)وسَلِّمهُ لَنا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا رَحمانُ یا رَحیمُ. (3)

1819.عنه علیه السلام: إذا رَأَیتَ هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ فَلا تُشِر إلَیهِ،ولکِنِ استَقبِلِ القِبلَةَ،وَارفَع یَدَیکَ إلَی اللّهِ عز و جل،وخاطِبِ الهِلالَ تَقولُ:

رَبّی ورَبُّکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ (4)،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ، وَالمُسارَعَةِ إلی ما تُحِبُّ وتَرضی.اللّهُمَّ بارِک لَنا فی شَهرِنا هذا،وَارزُقنا خَیرَهُ وعَونَهُ،وَاصرِف عَنّا ضُرَّهُ وشَرَّهُ،وبَلاءَهُ وفِتنَتَهُ. (5)

1820.الإمام الکاظم علیه السلام: إذا رَأَیتَ الهِلالَ فَقُل:

اللّهُمَّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَینا صِیامَهُ وقِیامَهُ،فَأَعِنّا عَلی صِیامِهِ وقِیامِهِ،وتَقَبَّلهُ مِنّا،وسَلِّمنا فیهِ وسَلِّمهُ لَنا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ

ص:11


1- .الکافی:ج 4 ص 74 ح 4، وسائل الشیعة:ج 7 ص 234 ح 13517.
2- قوله:سلّمنا منه؛أی لا یصیبنا فیه ما یحول بیننا وبین صومه من مرض أو غیره (النهایة:ج 2 ص 395).
3- الإقبال:ج 1 ص 64، مستدرک الوسائل:ج 7 ص 441 ح 8616.
4- فی کتاب من لا یحضره الفقیه:ج«بالأمن والأمان»،وفی فقه الرضا:«بالأمن والأمانة والإیمان».
5- الإقبال:ج 1 ص 66، المقنع:ص 185 [7] ولیس فیه ذیله من«اللّهُمَّ بارک لنا فی شهرنا...»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 100 ذیل ح 1846 وفیه«قال أبی رحمه الله فی رسالته إلیّ:إذا رأیت هلال...»،فقه الرضا:ص 206 [8] بزیادة«وکبّر فی وجهه»بعد«وخاطب الهلال»،بحار الأنوار:ج 96 ص 383 ح 9.

قَدیرٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

1821.الإمام الرضا علیه السلام: مَعاشِرَ شیعَتی،إذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ فَلا تُشیروا إلَیهِ بِالأَصابِعِ، ولکِنِ استَقبِلُوا القِبلَةَ وَارفَعوا أیدِیَکُم إلَی السَّماءِ وخاطِبُوا الهِلالَ وقولوا:

رَبُّنا ورَبُّکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ.اللّهُمَّ اجعَلهُ عَلَینا هِلالاً مُبارَکاً،ووَفِّقنا لِصِیامِ شَهرِ رَمَضانَ،وسَلِّمنا فیهِ وتَسَلَّمنا مِنهُ (2)فی یُسرٍ وعافِیَةٍ،وَاستَعمِلنا فیهِ بِطاعَتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

فَما مِن عَبدٍ فَعَلَ ذلِکَ إلّاکَتَبَهُ اللّهُ-تَبارَکَ وتَعالی-فی جُملَةِ المَرحومینَ،وأَثبَتَهُ فی دیوانِ المَغفورینَ.

ولَقَد کانَت فاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِساءِ العالَمینَ علیها السلام تَقولُ ذلِکَ سُنَّةً (3). (4)

1822.المقنعة: مِنَ السُّنَّةِ الثّابِتَةِ عَنِ الرَّسولِ صلی الله علیه و آله الدُّعاءُ عِندَ رُؤیَةِ الهِلالِ،فَإِذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ فَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ لِلِاستِهلالِ؛فَإِنَّهُ مَأثورٌ عَنِ الصّادقینَ علیهم السلام:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا وعَلی أهلِ بُیوتاتِنا وأَشیاعِنا وإخوانِنا بِأَمنٍ وإیمانٍ،وسَلامَةٍ وإسلامٍ،وبِرٍّ وَتَقویً،وعافِیَةٍ مُجَلِّلَةٍ،ورِزقٍ واسِعٍ حَسَنٍ،وفَراغٍ مِنَ الشُّغلِ،وَاکتِفاءٍ فیهِ (5)بِالقَلیلِ مِنَ النَّومِ،ومُسارَعَةٍ فیما تُحِبُّ وتَرضی،وثَبِّتنا عَلَیهِ.

اللّهُمَّ بارِک لَنا فی هذَا الشَّهرِ (6)،وَارزُقنا بَرَکَتَهُ وخَیرَهُ،وعَونَهُ وغُنمَهُ وفَوزَهُ (7)، وَاصرِف عَنّا شَرَّهُ وضُرَّهُ وبَلاءَهُ وفِتنَتَهُ.

ص:12


1- .الإقبال:ج 1 ص 65، مستدرک الوسائل:ج 7 ص 442 ح 8618.
2- کذا فی المصدر،ولعلّ الصواب:«وسلّمنا منه»وقد مرّ معناها.وفی بعض الأدعیة:«وتسلّمه منّا».
3- ویمکن ضبطها بهذه الصورة:«تقول:ذلک سنّةٌ».
4- فضائل الأشهر الثلاثة:ص 99 ح 84 عن الحسن بن علیّ الخزّاز.
5- فی الإقبال:«واکفنا»بدل«واکتفاء فیه».
6- فی الإقبال:« فی شهرنا هذا».
7- فی الإقبال:«ونوره ویمنه ورحمته ومغفرته»بدل«وفوزه».

اللّهُمَّ ما قَسَمتَ فیهِ مِن رِزقٍ أو خَیرٍ أو عافِیَةٍ أو فَضلٍ أو مَغفِرَةٍ أو رَحمَةٍ،فَاجعَل نَصیبَنا فیهِ الأَکثَرَ،وحَظَّنا مِنهُ الأَوفَرَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

د-أدعِیَةُ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ

1823.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّهُ قَد دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ،اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ بَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ.اللّهُمَّ فَبارِک لَنا فی شَهرِ رَمَضانَ،وأَعِنّا عَلی صِیامِهِ وصَلاتِهِ،وتَقَبَّلهُ مِنّا. (2)

1824.الدعاء للطبرانی عن عائشة: لَمّا حَضَرَ رَمَضانُ،قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد حَضَرَ رَمَضانُ فَما أقولُ؟قالَ:قولی:

اللّهُمَّ إنَّکَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ؛فَاعفُ عَنّی. (3)

1825.الدعاء للطبرانی عن عبادة بن الصامت: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا هؤُلاءِ الکَلِماتِ إذا جاءَ رَمَضانُ،أن یَقولَ أحَدُنا:

اللّهُمَّ سَلِّمنی مِن رَمَضانَ،وسَلِّم رَمَضانَ لی،وتَسَلَّمهُ مِنّی مُتَقَبَّلاً (4). (5)

1826.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ-:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِحَمدِهِ،وجَعَلَنا مِن أهلِهِ؛لِنَکونَ لِإِحسانِهِ مِنَ الشّاکِرینَ،

ص:13


1- .المقنعة:ص 315،الإقبال:ج 1 ص 66 نحوه وفیه«ثمّ قل ما وجدناه فی نسخة عتیقة من کتب اصول الشیعة:ربّی وربّک اللّه ربّ العالمین،اللّهمّ صلّ علی محمّد وآل محمّد،وأَهلّه علینا...».
2- الإقبال:ج 1 ص 137، بحار الأنوار:ج 97 ص 340 ح 1.
3- الدعاء للطبرانی:ص 285 ح 915،کنز العمّال:ج 8 ص 588 ح 24282 نقلاً عن ابن النجّار.
4- ویمکن ضبطها بهذا الشکل:«متقبِّلاً».
5- الدعاء للطبرانی:ص 284 ح 912 و 913 عن مکحول،سیر أعلام النبلاء:ج 19 ص 51 وفیهما«لرمضان»بدل«من رمضان»،کنز العمّال:ج 8 ص 584 ح 24277.

ولِیَجزِیَنا عَلی ذلِکَ جَزاءَ المُحسِنینَ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی حَبانا (1)بِدینِهِ،وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ،وسَبَّلَنا (2)فی سُبُلِ إحسانِهِ،لِنَسلُکَها بِمَنِّهِ إلی رِضوانِهِ؛حَمداً یَتَقَبَّلُهُ مِنّا،ویَرضی بِهِ عَنّا.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ مِن تِلکَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ؛شَهرَ الصِّیامِ،وشَهرَ الإِسلامِ، وشَهرَ الطَّهورِ،وشَهرَ التَّمحیصِ (3)،وشَهرَ القِیامِ «اَلَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ» . (4)

فَأَبانَ فَضیلَتَهُ عَلی سائِرِ الشُّهورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الحُرُماتِ المَوفورَةِ وَالفَضائِلِ المَشهُورَةِ،فَحَرَّمَ فیهِ ما أحَلَّ فی غَیرِهِ إعظاماً،وحَجَرَ (5)فیهِ المَطاعِمَ وَالمَشارِبَ إکراماً، وجَعَلَ لَهُ وَقتاً بَیِّناً؛لا یُجیزُ-جَلَّ وعَزَّ-أن یُقَدَّمَ قَبلَهُ،ولا یَقبَلُ أن یُؤَخَّرَ عَنهُ.

ثُمَّ فَضَّلَ لَیلَةً واحِدَةً مِن لَیالیهِ عَلی لَیالی ألفِ شَهرٍ،وسَمّاها لَیلَةَ القَدرِ «تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ» 6 ،سَلامٌ دائِمُ البَرَکَةِ إلی طُلوعِ الفَجرِ عَلی مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحکَمَ مِن قَضائِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَلهِمنا مَعرِفَةَ فَضلِهِ،وإجلالَ حُرمَتِهِ،وَالتَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرتَ (6)فیهِ،وأَعِنّا عَلی صِیامِهِ بِکَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصیکَ،وَاستِعمالِها فیهِ بِما یُرضیکَ؛حَتّی لا نُصغِیَ بِأَسماعِنا إلی لَغوٍ،ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلی لَهوٍ،وحَتّی لا نَبسُطَ أیدِیَنا إلی مَحظورٍ،ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلی مَحجورٍ،وحَتّی لا تَعِیَ (7)بُطونُنا إلّا

ص:14


1- .حبا فلاناً:أعطاه بلا جزاء ولا منّ،وحاباه:اختصّه (القاموس المحیط:ج 4 ص 315).
2- السبیل:الطریق (النهایة:ج 2 ص 338).وسبّل الشیء:أباحه،کأنّه جعل إلیه طریقاً مطروقاً.
3- التمحیص:الابتلاء والاختبار.وتمحیص الذنوب:تطهیرها (تاج العروس:ج 9 ص 359 و360).
4- البقرة:185.
5- أی حرّم.والحِجْرُ:الحرام (الصحاح:ج 2 ص 623).
6- حظرتُ الشیءَ:حرّمته (النهایة:ج 1 ص 405).
7- وَعی:جَمَع من الطعام والشراب (النهایة:ج 5 ص 207).

ما أحلَلتَ،ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلّابِما مَثَّلتَ،ولا نَتَکَلَّفَ إلّاما یُدنی مِن ثَوابِکَ،ولا نَتَعاطی إلَّاالَّذی یَقی مِن عِقابِکَ،ثُمَّ خَلِّص ذلِکَ کُلَّهُ مِن رِیاءِ المُرائینَ،وسُمعَةِ المُسمِعینَ،لا نُشرِکُ فیهِ أحَداً دونَکَ،ولا نَبتَغی فیهِ مُراداً سِواکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وقِفنا (1)فیهِ عَلی مَواقیتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ بِحُدودِهَا الَّتی حَدَّدتَ،وفُروضِهَا الَّتی فَرَضتَ،ووَظائِفِهَا الَّتی وَظَّفتَ،وأَوقاتِهَا الَّتی وَقَّتَّ،وأَنزِلنا فیها مَنزِلَةَ المُصیبینَ لِمَنازِلِها؛الحافِظینَ لِأَرکانِها؛المُؤَدّینَ لَها فی أوقاتِها،عَلی ما سَنَّهُ عَبدُکَ ورَسولُکَ-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-فی رُکوعِها وسُجودِها وجَمیعِ فَواضِلِها،عَلی أتَمِّ الطَّهورِ وأَسبَغِهِ (2)،وأَبیَنِ الخُشوعِ وأَبلَغِهِ.

ووَفِّقنا فیهِ لِأَن نَصِلَ أرحامَنا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ،وأَن نَتَعاهَدَ جیرانَنا بِالْإِفضالِ وَالعَطِیَّةِ، وأَن نُخَلِّصَ أموالَنا مِنَ التَّبِعاتِ،وأَن نُطَهِّرَها بِإِخراجِ الزَّکَواتِ.

وأَن نُراجِعَ مَن هاجَرَنا (3)،وأَن نُنصِفَ مَن ظَلَمَنا،وأَن نُسالِمَ مَن عادانا،حاشا مَن عودِیَ فیکَ ولَکَ؛فَإِنَّهُ العَدُوُّ الَّذی لا نُوالیهِ،وَالحِزبُ الَّذی لا نُصافیهِ.

وأَن نَتَقَرَّبَ إلَیکَ فیهِ مِنَ الأَعمالِ الزّاکِیَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنوبِ،وتَعصِمُنا فیهِ مِمّا نَستَأنِفُ مِنَ العُیوبِ؛حَتّی لا یورِدَ عَلَیکَ أحَدٌ مِن مَلائِکَتِکَ إلّادونَ ما نورِدُ مِن أبوابِ الطّاعَةِ لَکَ،وأَنواعِ القُربَةِ إلَیکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذَا الشَّهرِ،وبِحَقِّ مَن تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ مِن ابتِدائِهِ إلی وَقتِ فَنائِهِ -مِن مَلَکٍ قَرَّبتَهُ،أو نَبِیٍّ أرسَلتَهُ،أو عَبدٍ صالِحٍ اختَصَصتَهُ-أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَهِّلنا (4)فیهِ لِما وَعَدتَ أولِیاءَکَ مِن کَرامَتِکَ،وأَوجِب لَنا فیهِ ما أوجَبتَ لِأَهلِ المُبالَغَةِ

ص:15


1- .فی مصباح المتهجّد:« اللّهم وفّقنا فیه للمحافظة علی...»و فی الإقبال [2]کما فی المصدر.
2- أسبغَ الوضوء:أبلَغَهُ مواضعه،ووفّی کلّ عضو حقّه (القاموس المحیط:ج 3 ص 107).
3- الهَجْر:ضدّ الوصل (النهایة:ج 5 ص 244).
4- هو أهل لکذا:أی مستوجب له ومستحقّ.وأهَّلَه لذلک:رآه له أهلاً ومستحقّاً،أو جعله أهلاً لذلک (تاج العروس:ج 14 ص 36).

فی طاعَتِکَ،وَاجعَلنا فی نَظمِ مَنِ استَحَقَّ الرَّفیعَ (1)الأَعلی بِرَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وجَنِّبنَا الإِلحادَ فی تَوحیدِکَ،وَالتَّقصیرَ فی تَمجیدِکَ، وَالشَّکَّ فی دینِکَ،وَالعَمی عَن سَبیلِکَ،وَالإِغفالَ لِحُرمَتِکَ،وَالِانخِداعَ لِعَدُوِّکَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وإذا کانَ لَکَ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن لَیالی شَهرِنا هذا رِقابٌ یُعتِقُها عَفوُکَ أو یَهَبُها صَفحُکَ،فَاجعَل رِقابَنا مِن تِلکَ الرِّقابِ،وَاجعَلنا لِشَهرِنا مِن خَیرِ أهلٍ وأَصحابٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَامحَق ذُنوبَنا مَعَ امِّحاقِ هِلالِهِ،وَاسلَخ عَنّا تَبِعاتِنا مَعَ انسِلاخِ أیّامِهِ؛حَتّی یَنقَضِیَ عَنّا وقَد صَفَّیتَنا فیهِ مِنَ الخَطیئاتِ وأَخلَصتَنا فیهِ مِنَ السَّیِّئاتِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وإن مِلنا فیهِ فَعَدِّلنا،وإن زِغنا (2)فیهِ فَقَوِّمنا،وإنِ اشتَمَلَ عَلَینا عَدُوُّکَ الشَّیطانُ فَاستَنقِذنا مِنهُ.

اللّهُمَّ اشحَنهُ (3)بِعِبادَتِنا إیّاکَ،وزَیِّن أوقاتَهُ بِطاعَتِنا لَکَ،وأَعِنّا فی نَهارِهِ عَلی صِیامِهِ، وفی لَیلِهِ عَلَی الصَّلاةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَیکَ،وَالخُشوعِ لَکَ وَالذِّلَّةِ بَینَ یَدَیکَ؛حَتّی لا یَشهَدَ نَهارُهُ عَلَینا بِغَفلَةٍ،ولا لَیلُهُ بِتَفریطٍ.

اللّهُمَّ وَاجعَلنا فی سائِرِ الشُّهورِ وَالْأَیّامِ کَذلِکَ ما عَمَّرْتَنا،وَاجعَلنا مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ «اَلَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ» 4 ، «وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ

ص:16


1- .الرفیع الأعلی:هو المکان الرفیع الّذی هو أرفع المنازل فی الجنّة،وهو مسکن الأنبیاء والأولیاء من أعلی علّیّین،وهم الرفیق الأعلی (مرآة العقول:ج 12 ص 54).
2- زاغ عن الطریق:إذا عدل عنه (النهایة:ج 2 ص 324).
3- شَحَنَ:ملأ (الصحاح:ج 5 ص 2143).

إِلی رَبِّهِمْ راجِعُونَ» 1 ،ومِنَ الَّذینَ «یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ» . (1)

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ فی کُلِّ وَقتٍ وکُلِّ أوانٍ وعَلی کُلِّ حالٍ،عَدَدَ ما صَلَّیتَ عَلی مَن صَلَّیتَ عَلَیهِ،وأَضعافَ ذلِکَ کُلِّهِ بِالأَضعافِ الَّتی لا یُحصیها غَیرُکَ،إنَّکَ فَعّالٌ لِما تُریدُ. (2)

1827.الإمام الصادق علیه السلام: إذا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ فَقُل:

اللّهُمَّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَینا صِیامَهُ،وأَنزَلتَ فیهِ القُرآنَ هُدیً لِلنّاسِ وبَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ.اللّهُمَّ أعِنّا عَلی صِیامِهِ،اللّهُمَّ (3)تَقَبَّلهُ مِنّا،وسَلِّمنا فیهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

1828.الإقبال: دعاءٌ آخر إن دعوتَ به أوّلَ لیلةٍ فی شهر الصیام فقدِّم لفظ:«لَیلَتی هذِهِ»علی «یَومی هذا»،وإن دعوتَ به أوّلَ یومٍ من الشهر فَادعُ باللفظة الَّتی یَأتی فیه،والَّذی رَجح فی خاطری أنَّ الدعاء به فی أوّلِ یومٍ منه.رَویناه بإسنادِنا إلی أبی محمّدٍ هارونَ بن موسی التلعکبریّ،بإسناده إلی أبی عبد اللّه علیه السلام قالَ:یَقولُ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ:

اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ المُبارَکُ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ هُدیً لِلنّاسِ وبَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ،فَسَلِّمنا فیهِ وسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ.

وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ أن تَغفِرَ لی فی شَهری هذا،وتَرحَمَنی فیهِ،وتُعتِقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،

ص:17


1- المؤمنون:61.
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 165 الدعاء 44، مصباح المتهجّد:ص 607 ح 695، [3]الإقبال:ج 1 ص 111 [4] کلاهما نحوه.
3- فی الإقبال:«... اللّهمّ فصلّ علی محمّد وآله،وأعنّا علی صیامه،وتقبّله...».
4- الکافی:ج 4 ص 74 ح 5، تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 80 ح 183 [7] کلاهما عن أبی بصیر،المقنع:ص 185، [8]المقنعة:ص 315 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 146،بحار الأنوار:ج 96 ص 383 ح 2.

وتُعطِیَنی فیهِ خَیرَ ما أعطَیتَ أحَداً مِن خَلقِکَ،وخَیرَ ما أنتَ مُعطیهِ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَکَ مُنذُ أسکَنتَنی أرضَکَ إلی یَومی هذا،وَاجعَلهُ عَلَیَّ أتَمَّهُ نِعمَةً، وأَعَمَّهُ عافِیَةً،وأَوسَعَهُ رِزقاً،وأَجزَلَهُ وأَهنَأَهُ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ وبِوَجهِکَ الکَریمِ ومُلکِکَ العَظیمِ،أن تَغرُبَ الشَّمسُ مِن یَومی هذا،أو یَنقَضِیَ بَقِیَّةُ هذَا الیَومِ،أو یَطلُعَ الفَجرُ مِن لَیلَتی هذِهِ،أو یَخرُجَ هذَا الشَّهرُ؛ ولَکَ قِبَلی مَعَهُ تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ أو خَطیئَةٌ تُریدُ أن تُقایِسَنی بِذلِکَ،أو تُؤاخِذَنی بِهِ،أو تَقِفَنی بِهِ مَوقِفَ خِزیٍ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أو تُعَذِّبَنی بِهِ یَومَ ألقاکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ لِهَمٍّ لا یُفَرِّجُهُ غَیرُکَ،ولِرَحمَةٍ لا تُنالُ إلّابِکَ،ولِکَربٍ (1)لا یَکشِفُهُ إلّا أنتَ،ولِرَغبَةٍ لا تُبلَغُ إلّابِکَ،ولِحاجَةٍ لا تُقضی دونَکَ.

اللّهُمَّ فَکَما کانَ مِن شَأنِکَ ما أرَدتَنی بِهِ مِن مَسأَلَتِکَ،ورَحِمتَنی بِهِ مِن ذِکرِکَ،فَلیَکُن مِن شَأنِکَ سَیِّدِی الإِجابَةُ لی فیما دَعَوْتُکَ،وَالنَّجاةُ لی فیما قَد فَزِعتُ إلَیکَ مِنهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لی مِن خَزائِنِ رَحمَتِکَ رَحمَةً لا تُعَذِّبُنی بَعدَها أبَداً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً حَلالاً طَیِّباً لا تُفقِرُنی بَعدَهُ إلی أحَدٍ سِواکَ أبَداً،تَزیدُنی بِذلِکَ لَکَ شُکراً،وإلَیکَ فاقَةً وفَقراً،وبِکَ عَمَّن سِواکَ غِنیً وتَعَفُّفاً.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن تَکونَ جَزاءَ إحسانِکَ الإِساءَةُ مِنّی،

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن اصلِحَ عَمَلی فیما بَینی وبَینَ النّاسِ،واُفسِدَهُ فیما بَینی وبَینَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن تُحَوِّلَ سَریرَتی بَینی وبَینَکَ،أو تَکونَ مُخالِفَةً لِطاعَتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن یَکونَ شَیءٌ مِنَ الأَشیاءِ آثَرَ عِندی مِن طاعَتِکَ.

ص:18


1- .الکرب:الغمّ الّذی یأخذ بالنفس (الصحاح:ج 1 ص 211).

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أعمَلَ مِن طاعَتِکَ قَلیلاً أو کَثیراً اریدُ بِهِ أحَداً غَیرَکَ،أو أعمَلَ عَمَلاً یُخالِطُهُ رِیاءٌ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن هَویً یُردی مَن یَرکَبُهُ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أجعَلَ شَیئاً مِن شُکری فیما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ لِغَیرِکَ؛أطلُبُ بِهِ رِضا خَلقِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أتَعَدّی حَدّاً مِن حُدودِکَ؛أتَزَیَّنُ بِذلِکَ لِلنّاسِ،وأَرکَنُ بِهِ إلَی الدُّنیا.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِطاعَتِکَ مِن مَعصِیَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،جَلَّ ثَناءُ وَجهِکَ،لا احصِی الثَّناءَ عَلَیکَ ولَو حَرَصتُ،وأَنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ مِن مَظالِمَ کَثیرَةٍ لِعِبادِکَ عِندی،فَأَیُّما عَبدٍ مِن عِبادِکَ أو أمَةٍ مِن إمائِکَ کانَت لَهُ قِبَلی مَظلِمَةٌ ظَلَمتُهُ إیّاها فی مالِهِ أو بَدَنِهِ أو عِرضِهِ لا أستَطیعُ أداءَ ذلِکَ إلَیهِ ولا أتَحَلَّلُها مِنهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَرضِهِ أنتَ عَنّی بِما شِئتَ وکَیفَ شِئتَ،وهَبها لی.

وما تَصنَعُ یا سَیِّدی بِعَذابی وقَد وَسِعَت رَحمَتُکَ کُلَّ شَیءٍ !؟وما عَلَیکَ یا رَبِّ أن تُکرِمَنی بِرَحمَتِکَ ولا تُهینَنی بِعَذابِکَ !؟ولا یَنقُصُکَ یا رَبِّ أن تَفعَلَ بی ما سَأَلتُکَ وأَنتَ واجِدٌ لِکُلِّ شَیءٍ !

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،ومِمّا ضَیَّعتُ مِن فَرائِضِکَ وأَداءِ حَقِّکَ-مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ،وَالصِّیامِ،وَالجِهادِ،وَالحَجِّ، وَالعُمرَةِ،وإسباغِ الوُضوءِ،وَالغُسلِ مِنَ الجَنابَةِ،وقِیامِ اللَّیلِ،وکَثرَةِ الذِّکرِ،وکَفّارَةِ الیَمینِ،وَالِاستِرجاعِ فِی المَعصِیَةِ،وَالصُّدودِ مِن کُلِّ شَیْءٍ قَصَّرتُ فیهِ؛مِن فَریضَةٍ أو

ص:19

سُنَّةٍ-فَإِنّی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ مِنهُ،ومِمّا رَکِبتُ مِنَ الکَبائِرِ،وأَتَیتُ مِنَ المَعاصی، وعَمِلتُ مِنَ الذُّنوبِ،وَاجتَرَحتُ (1)مِنَ السَّیِّئاتِ،وأَصَبتُ مِنَ الشَّهَواتِ،وباشَرتُ مِنَ الخَطایا،مِمّا عَمِلتُهُ مِن ذلِکَ عَمداً أو خَطَأً؛سِرّاً أو عَلانِیَةً.

فَإِنّی أتوبُ إلَیکَ مِنهُ ومِن سَفکِ الدَّمِ،وعُقوقِ الوالِدَینِ،وقَطیعَةِ الرَّحِمِ،وَالفَرارِ مِنَ الزَّحفِ،وقَذفِ المُحصَناتِ،وأَکلِ أموالِ الیَتامی ظُلماً،وشَهادَةِ الزّورِ،وکِتمانِ الشَّهادَةِ،وأَن أشتَرِیَ بِعَهدِکَ فی نَفسی ثَمَناً قَلیلاً،وأَکلِ الرِّبا وَالغُلولِ (2)،وَالسُّحتِ وَالسِّحرِ،وَالکِتمانِ وَالطِّیَرَةِ (3)،وَالشِّرکِ وَالرِّیاءِ،وَالسَّرِقَةِ وشُربِ الخَمرِ،ونَقصِ المِکیالِ وبَخسِ المیزانِ،وَالشِّقاقِ (4)وَالنِّفاقِ،ونَقضِ العَهدِ وَالفِریَةِ،وَالخِیانَةِ وَالغَدرِ،وإخفارِ الذِّمَّةِ (5)وَالحَلفِ،وَالغیبَةِ وَالنَّمیمَةِ وَالبُهتانِ،وَالهَمزِ وَاللَّمزِ وَالتَّنابُزِ بِالأَلقابِ (6)،وأَذَی الجارِ ودُخولِ بَیتٍ بِغَیرِ إذنٍ،وَالفَخرِ وَالکِبرِ وَالإِشراکِ وَالإِصرارِ وَالِاستِکبارِ،وَالمَشیِ فِی الأَرضِ مَرَحاً،وَالجَورِ فِی الحُکمِ،وَالِاعتِداءِ فِی الغَضَبِ،ورُکوبِ الحَمِیَّةِ،وتَعَضُّدِ الظّالِمِ،وعَونٍ عَلَی الإِثمِ وَالعُدوانِ،وقِلَّةِ العَدَدِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،ورُکوبِ الظَّنِّ وَاتِّباعِ الهَوی،وَالعَمَلِ بِالشَّهوَةِ،وَالأَمرِ بِالمُنکَرِ،وَالنَّهیِ عَنِ المَعروفِ،وفَسادٍ فِی الأَرضِ،وجُحودِ الحَقِّ،وَالإِدلاءِ (7)إلَی الحُکّامِ بِغَیرِ حَقٍّ،وَالمَکرِ وَالخَدیعَةِ،وَالبُخلِ،

ص:20


1- .الاجتراح:الاکتساب (مجمع البحرین:ج 1 ص 282).
2- الغلول:الخیانة فی المغنم،والسرقة من الغنیمة قبل القسمة (النهایة:ج 3 ص 380).
3- الطِّیرة:التشاؤم بالشیء،وأصله-فیما یقال-التطیّر بالسوانح [ وهو ما جاء عن یسارک] والبوارح [ وهوما جاء عن یمینک ] من الطیر والظباء وغیرهما.وکان ذلک یصدّهم عن مقاصدهم،فنفاه الشرع (النهایة:ج 3 ص 152).
4- الشِّقاق:الخِلافُ والعداوة (القاموس المحیط:ج 3 ص 251).
5- أخفر الذّمة:أی لم یفِ بها (لسان العرب:ج 4 ص 253).
6- تنابزوا بالألقاب:أی لقّب بعضهم بعضاً (مجمع البحرین:ج 3 ص 1745).
7- الإدلاء:الإلقاء.وقوله تعالی: «وَ تُدْلُوا بِها إِلَی الْحُکّامِ» أی:تلقوا حکومة الأموال إلی الحکّام.وفی الصحاح:یعنی الرشوة (مجمع البحرین:ج 1 ص 608).

وقَولٍ فیما لا أعلَمُ،وأَکلِ المیتَةِ وَالدَّمِ ولَحمِ الخِنزیرِ وما اهِلَّ (1)لِغَیرِ اللّهِ بِهِ،وَالحَسَدِ وَالبَغیِ وَالدُّعاءِ إلَی الفاحِشَةِ.

وَالتَّمَنّی بِما فَضَّلَ اللّهُ،وَالإِعجابِ بِالنَّفسِ،وَالمَنِّ بِالعَطِیَّةِ،وَالِارتِکابِ إلَی الظُّلمِ، وجُحودِ القُرآنِ،وقَهرِ الیَتیمِ،وَانتِهارِ السّائِلِ (2)،وَالحِنثِ (3)فِی الأَیمانِ وکُلِّ یَمینٍ کاذِبَةٍ فاجِرَةٍ،وظُلمِ أحَدٍ مِن خَلقِکَ فی أموالِهِم وأَشعارِهِم (4)وأَعراضِهِم وأَبشارِهِم. (5)

وما رَآهُ بَصَری،وسَمِعَهُ سَمعی،ونَطَقَ بِهِ لِسانی،وبَسَطَت إلَیهِ یَدی،ونَقَلَت إلَیهِ قَدَمی،وباشَرَهُ جِلدی،وحَدَّثَت بِهِ نَفسی مِمّا هُوَ لَکَ مَعصِیَةٌ،وکُلِّ یَمینٍ زورٍ.

ومِن کُلِّ فاحِشَةٍ وذَنبٍ وخَطیئَةٍ عَمِلتُها فی سَوادِ اللَّیلِ وبَیاضِ النَّهارِ،فِی مَلاءٍ أو خَلاءٍ،مِمّا عَلِمتُهُ أو لَم أعلَمهُ،ذَکَرتُهُ أو لَم أذکُرهُ،سَمِعتُهُ أو لَم أسمَعهُ،عَصَیتُکَ فیهِ رَبّی طَرفَةَ عَینٍ،وفیما سِواها مِن حِلٍّ أو حَرامٍ تَعَدَّیتُ فیهِ أو قَصَّرتُ عَنهُ،مُنذُ یَومَ خَلَقتَنی إلی أن جَلَستُ مَجلِسی هذا،فَإِنّی أتوبُ إلَیکَ مِنهُ،وأَنتَ یا کَریمُ تَوّابٌ رَحیمٌ.

اللّهُمَّ یا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالمَحامِدِ الَّتی لا تُحصی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتی،ولا تَرُدَّها لِکَثرَةِ ذُنوبی وما أسرَفتُ عَلی نَفسی؛حَتّی لا أرجِعَ فی ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ،فَاجعَلها یا عَزیزُ تَوبَةً نَصوحاً صادِقَةً مَبرورَةً لَدَیکَ مَقبولةً مَرفوعَةً عِندَکَ، فی خَزائِنِکَ الَّتی ذَخَرتَها لِأَولِیائِکَ حینَ قَبِلتَها مِنهُم ورَضیتَ بِها عَنهُم.

اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ النَّفسَ نَفسُ عَبدِکَ،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُحَصِّنَها مِنَ الذُّنوبِ وتَمنَعَها مِنَ الخَطایا وتَحرُزَها مِنَ السَّیِّئاتِ،وتَجعَلَها فی حِصنٍ

ص:21


1- .أی ذکر عند ذبحه اسم غیر اللّه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1878).
2- انتهره:زجره (لسان العرب:ج 5 ص 239).
3- الحِنْث:الخلف فی الیمین (الصحاح:ج 1 ص 280).
4- أشعار:جمع شَعَر (المصباح المنیر:ص 314).
5- أبشار:جمعُ جمعِ بَشَرَة،وهو ظاهر جلد الإنسان (تاج العروس:ج 6 ص 84).

حَصینٍ مَنیعٍ لا یَصِلُ إلَیها ذَنبٌ ولا خَطیئَةٌ،ولا یُفسِدُها عَیبٌ ولا مَعصِیَةٌ؛حَتّی ألقاکَ یَومَ القِیامَةِ وأَنتَ عَنّی راضٍ وأَنَا مَسرورٌ،تَغبِطُنی مَلائِکَتُکَ وأَنبِیاؤُکَ وجَمیعُ خَلقِکَ، وقَد قَبِلتَنی وجَعَلتَنی طائِعاً طاهِراً زاکِیاً عِندَکَ مِنَ الصّادِقینَ.

اللّهُمَّ إنّی أعتَرِفُ لَکَ بِذُنوبی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلها ذُنوباً لا تُظهِرُها لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،یا غَفّارَ الذُّنوبِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ.

اللّهُمَّ إن کانَ مِن عَطائِکَ ومَنِّکَ وفَضلِکَ وفی عِلمِکَ وقَضائِکَ أن تَرزُقَنِی التَّوبَةَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاعصِمنی بَقِیَّةَ عُمُری،وأَحسِن مَعونَتی فِی الجِدِّ وَالِاجتِهادِ وَالمُسارَعَةِ إلی ما تُحِبُّ وتَرضی وَالنَّشاطِ وَالفَرَحِ وَالصِّحَّةِ،حَتّی أبلُغَ فی عِبادَتِکَ وطاعَتِکَ الَّتی یَحِقُّ لَکَ عَلَیَّ رِضاکَ.

وأَن تَرزُقَنی بِرَحمَتِکَ ما اقیمُ بِهِ حُدودَ دینِکَ،وحَتّی أعمَلَ فی ذلِکَ بِسُنَنِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،وَافعَل ذلِکَ بِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،اللّهُمَّ إنَّکَ تَشکُرُ الیَسیرَ وتَغفِرُ الکَثیرَ،وأَنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ-تَقولُها ثَلاثاً-. (1)

1829.الکافی عن علیّ بن رئاب عن الإمام الکاظم علیه السلام: ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ فی شَهرِ رَمَضانَ مُستَقبِلَ (2)دُخولِ السَّنَةِ،وذَکَرَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ مُحتَسبِاً مُخلِصاً لَم تُصِبهُ فی تِلکَ السَّنَةِ فِتنَةٌ ولا آفَةٌ یُضَرُّ بِها دینُهُ وبَدَنُهُ،ووَقاهُ اللّهُ-عَزَّ ذِکرُهُ-شَرَّ ما یَأتی بِهِ تِلکَ السَّنَةَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی دانَ (3)لَهُ کُلُّ شَیءٍ،وبِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،

ص:22


1- .الإقبال:ج 1 ص 119، بحار الأنوار:ج 97 ص 326 ح 1.
2- مستقبل:هو إمّا بکسر الباء أو بالفتح،وعلی التقدیرین فهو مبنی علی أنّ السنة الشرعیة أوّلها شهر رمضان(مرآة العقول:ج 16 ص 219) وراجع شهر اللّه فی الکتاب والسنّة:ص 36 ( [4]خصائص شهر رمضان/أوّل السنة).
3- دان:ذلّ وأطاع (القاموس المحیط:ج 4 ص 225).

وبِعِزَّتِکَ الَّتی قَهَرتَ بِها کُلَّ شَیءٍ،وبِعَظَمَتِکَ الَّتی تَواضَعَ لَها کُلُّ شَیءٍ،وبِقُوَّتِکَ الَّتی خَضَعَ لَها کُلُّ شَیءٍ،وبِجَبَروتِکَ الَّتی غَلَبَت کُلَّ شَیءٍ،وبِعِلمِکَ الَّذی أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ،یا نورُ یا قُدّوسُ (1)،یا أوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ ویا باقی بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،یا أللّهُ یا رَحمانُ یا أللّهُ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ (2)الأَعداءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی یُستَحَقُّ بِها نُزولُ البَلاءِ (3)،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَحبِسُ غَیثَ السَّماءِ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ الَّتی لا تُرامُ،وعافِنی مِن شَرِّ ما احاذِرُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ فی مُستَقبِلِ سَنَتی هذِهِ.

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ، ورَبَّ السَّبعِ المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ إسرافیلَ ومیکائیلَ وجَبرَئیلَ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وأَهلِ بَیتِهِ سَیِّدِ المُرسَلینَ وخاتَمِ النَّبِیِّینَ،أسأَ لُکَ بِکَ وبِما سَمَّیتَ یا عَظیمُ،أنتَ الَّذی تَمُنُّ بِالعَظیمِ وتَدفَعُ کُلَّ مَحذورٍ،وتُعطی کُلَّ جَزیلٍ وتُضاعِفُ مِنَ الحَسَناتِ بِالقَلیلِ وَالکَثیرِ وتَفعَلُ ما تَشاءُ،یا قَدیرُ یا أللّهُ،یا رَحمانُ یا رَحیمُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَلبِسنی فی مُستَقبِلِ هذِهِ السَّنَةِ سِترَکَ،ونَضِّر وَجهی بِنورِکَ، وأَحِبَّنی (4)بِمَحَبَّتِکَ،وبَلِّغنی رِضوانَکَ وشریفَ کَرامَتِکَ وجَزیلَ عَطائِکَ مِن خَیرِ ما عِندَکَ ومِن خَیرِ ما أنتَ مُعطٍ أحَداً مِن خَلقِکَ،وأَلبِسنی مَعَ ذلِکَ عافِیَتَکَ،یا مَوضِعَ کُلِّ

ص:23


1- .القدّوس:الطاهر المنزّه عن العیوب (النهایة:ج 4 ص 23).
2- الإدالة:الغلبة (النهایة:ج 2 ص 241).
3- فی کتاب من لا یحضره الفقیه والإقبال:«واغفر لی الذنوب الّتی تنزل البلاء».
4- فی تهذیب الأحکام:«وأحیِنی».

شَکوی ویا شاهِدَ کُلِّ نَجوی،ویا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ ویا دافِعَ کُلِّ ما تَشاءُ مِن بَلِیَّةٍ،یا کَریمَ العَفوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،تَوَفَّنی عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ (1)وفِطرَتِهِ،وعَلی دینِ مُحَمَّدٍ وسُنَّتِهِ، وعَلی خَیرِ وَفَاةٍ فَتَوَفَّنی؛مُوالِیاً لِأَولِیائِکَ مُعادِیاً لِأَعدائِکَ.

اللّهُمَّ وجَنِّبنی فی هذِهِ السَّنَةِ کُلَّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ یُباعِدُنی مِنکَ،وَاجلِبنی إلی کُلِّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ یُقَرِّبُنی مِنکَ فی هذِهِ السَّنَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وَامنَعنی مِن کُلِّ عَمَلٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ یَکونُ مِنّی أخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ وأَخافُ مَقتَکَ إیّایَ عَلَیهِ،حَذَراً أن تَصرِفَ وَجهَکَ الکَریمَ عَنّی فَأَستَوجِبَ بِهِ نَقصاً مِن حَظٍّ لی عِندَکَ،یا رَؤوفُ یا رَحیمُ.

اللّهُمَّ اجعَلنی فی مُستَقبِلِ هذِهِ السَّنَةِ فی حِفظِکَ وجِوارِکَ وکَنَفِکَ (2)،وجَلِّلنی سِترَ عافِیَتِکَ،وهَب لی کَرامَتَکَ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناءُ وَجهِکَ ولا إلهَ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ اجعَلنی تابِعاً لِصالِحِ مَن مَضی مِن أولِیائِکَ وأَلحِقنی بِهِم،وَاجعَلنی مُسَلِّماً لِمَن قالَ بِالصِّدقِ عَلَیکَ مِنهُم،وأَعوذُ بِکَ یا إلهی أن تُحیطَ بِهِ خَطیئَتی وظُلمی وإسرافی عَلی نَفسی وَاتِّباعی لِهَوایَ وَاشتِغالی بِشَهَواتی،فَیَحولَ ذلِکَ بَینی وبَینَ رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ، فَأَکونَ مَنسِیّاً عِندَکَ،مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِکَ ونِقمَتِکَ.

اللّهُمَّ وَفِّقنی لِکُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرضی بِهِ عَنّی،وقَرِّبنی بِهِ إلَیکَ زُلفی. (3)

اللّهُمَّ کَما کَفَیتَ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ هَولَ عَدُوِّهِ،وفَرَّجتَ هَمَّهُ وکَشَفتَ غَمَّهُ وصَدَقتَهُ وَعدَکَ وأَنجَزتَ لَهُ مَوعِدَکَ بِعَهدِکَ،اللّهُمَّ بِذلِکَ فَاکفِنی هَولَ هذِهِ السَّنَةِ وآفاتِها وأَسقامَها وفِتنَتَها وشُرورَها وأَحزانَها وضیقَ المَعاشِ فیها،وبَلِّغنی بِرَحمَتِکَ کَمالَ العافِیَةِ بِتَمامِ دَوامِ العافِیَةِ وَالنِّعمَةِ عِندی إلی مُنتَهی أجَلی،أسأَ لُکَ سُؤالَ مَن أساءَ

ص:24


1- .أی دِینه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1721).
2- کنفت الشیءَ:حُطته وصُنته.والکنَف:الجانب (الصحاح:ج 4 ص 1424).
3- زُلفی:هی المنزلة والقرب،وهو مفعول مطلق لقوله:«قرّبنی»من غیر لفظه (مرآة العقول:ج 16 ص 223).

وظَلَمَ وَاعتَرَفَ،وأَسأَ لُکَ أن تَغفِرَ لی ما مَضی مِنَ الذُّنوبِ الَّتی حَصَرَتها حَفَظَتُکَ وأَحصَتها کِرامُ مَلائِکَتِکَ عَلَیَّ،وأَن تَعصِمَنی إلهی مِنَ الذُّنوبِ فیما بَقِیَ مِن عُمُری إلی مُنتَهی أجَلی،یا أللّهُ یا رَحمانُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ وآتِنی کُلَّ ما سَأَلتُکَ ورَغِبتُ إلَیکَ فیهِ؛فَإِنَّکَ أمَرتَنی بِالدُّعاءِ وتَکَفَّلتَ لی بِالإِجابَةِ. (1)

1830.الإقبال عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی: صَلّی أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ الرِّضا علیه السلام صَلاةَ المَغرِبِ فی لَیلَةٍ رَأی فیها هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ،فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ ونَوَی الصِّیامَ رَفَعَ یَدَیهِ فَقالَ:

اللّهُمَّ،یا مَن یَملِکُ التَّدبیرَ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ (2)وما تُخفِی الصُّدورُ وتُجِنُّ (3)الضَّمیرُ وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ،اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن نَوی فَعَمِلَ،ولا تَجعَلنا مِمَّن شَقِیَ فَکَسِلَ،ولا مِمَّن هُوَ عَلی غَیرِ عَمَلٍ یَتَّکِلُ،اللّهُمَّ صَحِّح أبدانَنا مِنَ العِلَلِ،وأَعِنّا عَلی مَا افتَرَضتَ عَلَینا مِنَ العَمَلِ،حَتّی یَنقَضِیَ عَنّا شَهرُکَ هذا وقَد أدَّینا مَفروضَکَ فیهِ عَلَینا،اللّهُمَّ أعِنّا عَلی صِیامِهِ،ووَفِّقنا لِقِیامِهِ،ونَشِّطنا فیهِ لِلصَّلاةِ،ولا تَحجُبنا مِنَ القِراءَةِ،وسَهِّل لَنا فیهِ إیتاءَ الزَّکاةِ.

اللّهُمَّ لا تُسَلِّط عَلَینا وَصَباً (4)ولا تَعَباً ولا سَقَماً ولا عَطَباً (5)،اللّهُمَّ ارزُقنَا الإِفطارَ مِن رِزقِکَ الحَلالِ،اللّهُمَّ سَهِّل لَنا فیهِ ما قَسَمتَهُ مِن رِزقِکَ ویَسِّر ما قَدَّرتَهُ مِن أمرِکَ، وَاجعَلهُ حَلالاً طَیِّباً نَقِیّاً مِنَ الآثامِ،خالِصاً مِنَ الآصارِ (6)وَالأَجرامِ.

ص:25


1- .الکافی:ج 4 ص 72 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 106 ح 266،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 102 ح 1848،المقنعة:ص 320،الإقبال:ج 1 ص 115، [2]بحار الأنوار:ج 97 ص 341 ح 2.
2- خائنة الأعین:هی النظرة المسْتَرَقة إلی ما لا یحلّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 563).
3- جَنّ:استتر (لسان العرب:ج 13 ص 92) وفی مستدرک الوسائل ج 7 ص 444:« [5]ویجنّ»بدل«وتجنّ».
4- الْوصَبُ:دوام الوجع ولزومه (النهایة:ج 5 ص 190).
5- العَطَبُ:الهلاک (لسان العرب:ج 1 ص 610).
6- الإصر:الذنب،وجمعه آصار (لسان العرب:ج 1 ص 23).

اللّهُمَّ،لا تُطعِمنا إلّاطَیِّباً غَیرَ خَبیثٍ ولا حَرامٍ،وَاجعَل رِزقَکَ لَنا حَلالاً لا یَشوبُهُ دَنَسٌ ولا أسقامٌ،یا مَن عِلمُهُ بِالسِّرِّ کَعِلمِهِ بِالإِعلانِ،یا مُتَفَضِّلاً عَلی عِبادِهِ بِالإِحسانِ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ خَبیرٌ،ألهِمنا ذِکرَکَ وجَنِّبنا عُسرَکَ،وأَنِلنا یُسرَکَ وَاهدِنا لِلرَّشادِ،ووَفِّقنا لِلسَّدادِ،وَاعصِمنا مِنَ البَلایا،وصُنّا مِنَ الأَوزارِ وَالخَطایا، یا مَن لا یَغفِرُ عَظیمَ الذُّنوبِ غَیرُهُ،ولا یَکشِفُ السَّوءَ إلّاهُوَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ وأَکرَمَ الأَکرَمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ،وَاجعَل صِیامَنا مَقبولاً،وبِالبِرِّ وَالتَّقوی مَوصولاً،وکَذلِکَ فَاجعَل سَعیَنا مَشکوراً،وقِیامَنا مَبروراً،وقُرآنَنا مَرفوعاً،ودُعاءَنا مَسموعاً،وَاهدِنا لِلحُسنی،وجَنِّبنَا العُسری،ویَسِّرنا لِلیُسری،وأَعلِ لَنَا الدَّرَجاتِ، وضاعِف لَنَا الحَسَناتِ،وَاقبَل مِنَّا الصَّومَ وَالصَّلاةَ،وَاسمَع مِنَّا الدَّعَواتِ،وَاغفِر لَنَا الخَطیئاتِ،وتَجاوَز عَنَّا السَّیِّئاتِ،وَاجعَلنا مِنَ العامِلینَ الفائِزینَ ولا تَجعَلنا مِنَ المَغضوبِ عَلَیهِم ولَا الضّالّینَ،حَتّی یَنقَضِیَ شَهرُ رَمَضانَ عَنّا وقَد قَبِلتَ فیهِ صِیامَنا وقِیامَنا،وزَکَّیتَ فیهِ أعمالَنا،وغَفَرتَ فیهِ ذُنوبَنا،وأَجزَلتَ فیهِ مِن کُلِّ خَیرٍ نَصیبَنا، فَإِنَّکَ الإِلهُ المُجیبُ وَالرَّبُّ القَریبُ،وأَنتَ بِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ. (1)

2/25أدعِیَةُ الصَّلَواتِ المَکتوبَةِ

الف-دُعاءُ«اللّهُمَّ أدخِل عَلی أهلِ القُبورِ السُّرورَ»

1831.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ فی شَهرِ رَمَضانَ بَعدَ المَکتوبَةِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،وهُوَ:

اللّهُمَّ أدخِل عَلی أهلِ القُبورِ السُّرورَ،اللّهُمَّ أغنِ کُلَّ فَقیرٍ،اللّهُمَّ أشبِع کُلَّ جائِعٍ،

ص:26


1- .الإقبال:ج 1 ص 76، مستدرک الوسائل:ج 7 ص 444 ح 8620.

اللّهُمَّ اکسُ کُلَّ عُریانٍ،اللّهُمَّ اقضِ دَینَ کُلِّ مَدیونٍ (1)،اللّهُمَّ فَرِّجِ عَن کُلِّ مَکروبٍ،اللّهُمَّ رُدَّ کُلَّ غَریبٍ،اللّهُمَّ فُکَّ کُلَّ أسیرٍ،اللّهُمَّ أصلِح کُلَّ فاسِدٍ مِن امورِ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ اشفِ کُلَّ مَریضٍ،اللّهُمَّ سُدَّ فَقرَنا بِغِناکَ،اللّهُمَّ غَیِّر سُوءَ حالِنا بِحُسنِ حالِکَ،اللّهُمَّ اقضِ عَنَّا الدَّینَ وأَغنِنا مِنَ الفَقرِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

ب-الدُّعاءُ لِلحَجِّ

1832.الإمام الصادق والإمام الکاظم علیهما السلام: تَقولُ فی شَهرِ رَمَضانَ مِن أوَّلِهِ إلی آخِرِهِ بَعدَ کُلِّ فَریضَةٍ:

اللّهُمَّ ارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ ما أبقَیتَنی فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ وسَعَةِ رِزقٍ،ولا تُخلِنی مِن تِلکَ المَواقِفِ الکَریمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّریفَةِ،وزِیارَةِ قَبرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ وفی جَمیعِ حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ فَکُن لی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فی لَیلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُمُ،المَشکورِ سَعیُهُمُ،المَغفورِ ذُنوبُهُمُ،المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُم،وَاجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ أن تُطیلَ عُمُری فی طاعَتِکَ،وتُوَسِّعَ عَلَیّ َ رِزقی،وتُؤَدِّیَ عَنّی أمانَتی ودَینی،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (3)

1833.الإمام الصادق علیه السلام: ادعُ لِلحَجِّ فی لَیالی شَهرِ رَمَضانَ بَعدَ المَغرِبِ (4):

ص:27


1- .وفی البلد الأمین:« مدینٍ»بدل«مدیونٍ».
2- المصباح للکفعمی:ص 816، البلد الأمین:ص 222، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 120 ح 3 [4] نقلاً عن خطّ الشهید الأوّل قدس سره.
3- الإقبال:ج 1 ص 79.
4- فی الکافی:«کان أبوعبد اللّه علیه السلام یدعو بهذا الدعاء فی شهر رمضان:اللّهمّ بک...»،وفی المقنعة:«إذا صلّیت المغرب من هذه اللیلة وهی أوّل لیلة فی الشهر فادعُ بهذا الدعاء وهو دعاء الحجّ فتقول:...»،وفی بحار الأنوار:« دعاء الحجّ یدعی به أوّل لیلة من شهر رمضان».وقال الکفعمی فی المصباح [7]والبلد الأمین:« [8]یستحبّ أن یدعو فی کلّ یوم من شهر رمضان بهذا الدعاء وفی أولّ لیلة منه،ویسمّی دعاء الحجّ».

اللّهُمَّ بِکَ ومِنکَ أطلُبُ حاجَتی،اللّهُمَّ ومَن طَلَبَ حاجَتَهُ إلی أحَدٍ مِنَ المَخلوقینَ فَإِنّی لا أطلُبُ حاجَتی إلّامِنکَ،أسأَ لُکَ بِفَضلِکَ ورِضوانِکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن عامی هذا إلی بَیتِکَ الحَرامِ سَبیلاً،حَجَّةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً زاکِیَةً خالِصَةً لَکَ، تُقِرُّ بِها عَینی،وتَرفَعُ بِها دَرَجَتی،وتَرزُقَنی أن أغُضَّ بَصَری،وأَن أحفَظَ فَرجی،وأَن أکُفَّ عَن جَمیعِ مَحارِمِکَ،حَتّی لا یَکونَ شَیءٌ آثَرَ عِندی مِن طاعَتِکَ وخَشیَتِکَ،وَالعَمَلِ بِما أحبَبتَ،وَالتَّرکِ لِما کَرِهتَ ونَهَیتَ عَنهُ،وَاجعَل ذلِکَ فی یُسرٍ ویَسارٍ وعافِیَةٍ،وأَوزِعنی شُکرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ.[وأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَ وَفاتی قَتلاً فی سَبیلِکَ تَحتَ رایَةِ نَبِیِّکَ مع أولِیائِکَ] (1)،وأَسأَ لُکَ أن تَقتُلَ بی أعداءَکَ وأَعداءَ رَسولِکَ،وأَسأَ لُکَ أن تُکرِمَنی بِهَوانِ مَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،ولا تُهِنّی بِکَرامَةِ أحَدٍ مِن أولِیائِکَ.اللّهُمَّ اجعَل لی مَعَ الرَّسولِ سَبیلاً. (2)

ج-دُعاءُ«یا عَلِیّ ُ یا عَظیمُ»

1834.الإقبال: تَدعو عَقیبَ کُلِّ فَریضَةٍ فی شَهرِ رَمَضانَ لَیلاً کانَ أو نَهاراً فَتَقولُ:

یا عَلِیّ ُ یا عَظیمُ یا غَفورُ یا رَحیمُ،أنتَ الرَّبُّ العَظیمُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ،وهذا شَهرٌ عَظَّمتَهُ وکَرَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وفَضَّلتَهُ عَلَی الشُّهورِ،وهُوَ الشَّهرُ الَّذی فَرَضتَ صِیامَهُ عَلَیّ َ وهُوَ شَهرُ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ هُدیً لِلنّاسِ وبَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ،وجَعَلتَ فیهِ لَیلَةَ القَدرِ وجَعَلتَها خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ،فَیا ذَا المَنِّ ولا یُمَنُّ عَلَیکَ، مُنَّ عَلَیّ َ بِفَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ فیمَن تَمُنُّ عَلَیهِ،وأَدخِلنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ص:28


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- الإقبال:ج 1 ص 78، الکافی:ج 4 ص 74 ح 6 [2] کلاهما عن أبی بصیر،المقنعة:ص 313،البلد الأمین:ص 222، [3]المصباح للکفعمی:ص 816 [4] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 1 ح 1 [5] نقلاً عن خطّ الشیخ الجباعی من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
3- الإقبال:ج 1 ص 79، المصباح للکفعمی:ص 832.

3/25أدعِیَةُ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ

اشارة

3/25أدعِیَةُ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ (1)

الف-الدُّعاءُ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ

1835.الإقبال عن رجاء بن یحیی بن سامان: خَرَجَ إلَینا مِن دارِ سَیِّدِنا أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ صاحِبِ العَسکَرِ سَنَةَ خَمسٍ وخَمسینَ ومِئَتَینِ،فَذَکَرَ الرِّسالَةَ المُقنِعَةَ بِأَسرِها.

قالَ:وَلیَکُن مِمّا تَدعو بِهِ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ مِن نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ:

اللّهُمَّ اجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ،وفیما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ،أن تَجعَلَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُمُ،المَشکورِ سَعیُهُمُ، المَغفورِ ذُنوبُهُم،وأَسأَ لُکَ أن تُطیلَ عُمُری فی طاعَتِکَ،وتُوَسِّعَ لی فی رِزقی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

ب-أدعِیَةُ العِشرینَ رَکعَةً

1836.السیّد ابن طاووس قدس سره فی الإقبال: وها نَحنُ نَبدَأُ بَینَ کُلِّ رَکعَةٍ بِدَعَواتٍ مُختَصَراتٍ (3)،نَنقُلُها مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ،أمَدَّهُ اللّهُ تَعالی بِالرَّحَماتِ وَالعِنایاتِ.

ص:29


1- قال السیّد ابن طاووس قدس سره قبل هذه الأدعیة:«فصلٌ فیما نذکره من ترتیب نافلة شهر رمضان بین العشاءین و أدعیتها فی کلّ لیلة تکون نافلتها عشرین رکعة. اعلم أنّنا نذکر من الأدعیة بعض ما رویناه،ونفرّد کلّ فصل وحده ولا نشرکه بسواه،بحیث یکون عملک بحسب توفیقک لسعادتک،وإن شُرّفت بالعمل بالجمیع،فقد ظهر لک أنّ اللّه جلّ جلاله قد ارتضاک لتشریفک بخدمتک له وطاعتک،وإن کان لک عذرٌ صالح ومانعٌ واضح فاعمل بالأدعیة المختصرات. أقول:فأخصر ما وجدته من الدعوات بین رکعات نافلة شهر رمضان،ولعلّها لمن یکون له عذر عن أکثر منها من الأدعیة فی بعض الأزمان،أو تکون مضافة إلی غیرها من الدعاء لقوله فی الحدیث:ولیکن ممّا تدعو به»(الإقبال:ج 1 ص 80).
2- الإقبال:ج 1 ص 80، بحار الأنوار:ج 97 ص 358 ح 1.
3- أقول:أورد فی الإقبال بعد هذه الأدعیة المختصرة أدعیة اخری مفصّلة من کتاب محمّد بن أبی قرّة فی عمل شهر رمضان،فمن أرادها فلینظر الإقبال:ج 1 ص 81-110.

فَمِنها فی تَهذیبِ الأَحکامِ وغَیرِهِ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

[1 و 2]«إذا صَلَّیتَ المَغرِبَ ونَوافِلَها فَصَلِّ الثَّمانِیَ رَکَعاتٍ الَّتی بَعدَ المَغرِبِ،فَإِذا صَلَّیتَ رَکعَتَینِ فَسَبِّح تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السلام بَعدَ کُلِّ رَکعَتَینِ،وقُل:

اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،وأَنتَ العَزیزُ الحَکیمُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سُوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ» (1)....

[3 و 4] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ بِإِسنادِهِ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فَقَهَرَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَلَکَ فَقَدَرَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَطَنَ فَخَبَرَ، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُحیِی المَوتی،ویُمیتُ الأَحیاءَ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ،وَالحَمُد للّهِ ِ الَّذی ذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَسلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدرَتِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِمَلَکَتِهِ (2)،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَفعَلُ مایَشاءُ ولایَفعَلُ ما یَشاءُ غَیرُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً (3)....

ص:30


1- .الإقبال:ج 1 ص 81، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 71 ح 229،مصباح المتهجّد:ص 542 ح 629 [2] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 97 ص 359 ح 1.
2- مَلَکهُ یملکهُ ملْکاً ومَلَکَةً-محرّکة-:احتواه قادراً علی الاستبداد به (القاموس المحیط:ج 3 ص 320).
3- الإقبال:ج 1 ص 85، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 71 ح 230،مصباح المتهجّد:ص 543 ح 630، [5]ū بحار الأنوار:ج 97 ص 362 ح 1.

[5 و 6] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما دَعاکَ بِهِ عِبادُکَ الَّذینَ اصطَفَیتَهُم لِنَفسِکَ، المَأمونونَ عَلی سِرِّکَ،المُحتَجِبونَ بِغَیبِکَ،المُستَسِرّونَ بِدینِکَ المُعلِنونَ بِهِ،الواصِفونَ لِعَظَمَتِکَ،المُنَزَّهونَ (1)عَن مَعاصیکَ،الدّاعونَ إلی سَبیلِکَ،السّابِقونَ فی عِلمِکَ،الفائِزونَ بِکَرامَتِکَ.

أدعوکَ عَلی مَواضِعِ حُدودِکَ وکَمالِ طاعَتِکَ،وبِما یَدعوکَ بِهِ وُلاةُ أمرِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی ما أنتَ أهلُهُ،ولا تَفعَلَ بی ما أنَا أهلُهُ (2)....

[7 و 8] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ مِمّا رَواهُ عَن مَولانَا الصّادِقِ علیه السلام:

یا ذَا المَنِّ لا یُمَنُّ (3)عَلَیکَ،یا ذَا الطَّولِ لا إلهَ إلّاأنتَ،ظَهرُ اللاّجینَ،ومَأمَنُ الخائِفینَ، وجارُ المُستَجیرینَ،إن کان فی امِّ الکِتابِ عِندَکَ أنّی شَقِیٌّ أو مَحرومٌ أو مُقتَّرٌ عَلَیَّ رِزقی،فَامحُ مِن امِّ الکِتابِ شَقائی وحِرمانی وإقتارِ رِزقی،واکتُبنی عِندَکَ سَعیداً مُوَفَّقاً لِلخَیرِ مُوَسَّعاً عَلَیَّ فی رِزقِکَ.

فَإِنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ المُرسَلِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ: «یَمْحُوا ْ اَللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 4 ،وقُلتَ: «وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ» 5 وأَنَا شَیءٌ

ص:31


1- .فی تهذیب الأحکام ونسخة اخری:«المتنزّهون».
2- الإقبال:ج 1 ص 87، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 72 ح 231،مصباح المتهجّد:ص 543 ح 631، [2]بحار الأنوار:ج 97 ص 363 ح 1.
3- فی المصادر الاُخری:«لامنّ».

فَلتَسَعنی رَحمَتُکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

وَادعُ بِما بَدالَکَ....

فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ سَجَدتَ وقُلتَ فی سُجودِکَ،ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله:

اللّهُمَّ أغنِنی بِالعِلمِ،وزَیِّنّی بِالحِلمِ،وکَرِّمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ،عَفوَکَ عَفوَکَ مِنَ النّارِ.

فَإِذا رَفَعتَ رَأسَکَ فَقُل:

یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،أسأَ لُکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ،بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا رَحمانُ،یا أللّهُ یا رَبِّ،یاقَریبُ یا مُجیبُ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ.

أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ تُحِبُّ أن تُدعی بِهِ،وبِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها أحَدٌ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ فَاستَجَبتَ لَهُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَصرِفَ قَلبی إلی خَشیَتِکَ ورَهبَتِکَ وأَن تَجعَلَنی مِنَ المُخلَصینَ،وتُقَوِّیَ أرکانی کُلَّها لِعِبادَتِکَ،وتَشرَحَ صَدری لِلخَیرِ وُالتُّقی،وتُطلِقَ لِسانی لِتِلاوَةِ کِتابِکَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.

وَادعُ بِما أحبَبتَ.ثُمَّ صَلِّ العِشاءَ الآخِرَةَ وَما یَتَعَقَّبُها. (2)

1837.السیّد ابن طاووس قدس سره فی الإقبال: فَصلٌ فیما نَذکُرُهُ مِن تَرتیبِ نافِلَةِ شَهرِ رَمَضانَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ وأَدعِیَتِها فی کُلِّ لَیلَةٍ تَکونُ نافِلَتُها عِشرینَ رَکعَةً أیضاً:

ص:32


1- .الإقبال:ج 1 ص 92، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 72 ح 232 عن ذریح بن محمّد بن یزید المحاربی،مصباح المتهجّد:ص 544 ح 632، [2]بحار الأنوار:ج 97 ص 367 ح 1.
2- الإقبال:ج 1 ص 94، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 73 ذیل ح 232،مصباح المتهجّد:ص 544 ح 633 و 634 کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 368 ح 1.

[9 و 10] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِبَهائِکَ وجَلالِکَ وجَمالِکَ وعَظَمَتِکَ ونورِکَ وسَعَةِ رَحمَتِکَ، وبِأَسمائِکَ وعِزَّتِکَ،وقُدرَتِکَ ومَشِیَّتِکَ ونَفاذِ أمرِکَ،ومُنتَهی رِضاکَ وشَرَفِکَ وکَرَمِکَ، ودَوامِ عِزِّکَ وسُلطانِکَ،وفَخرِکَ وعُلُوِّ شَأنِکَ وقَدیمِ مَنِّکَ،وعَجیبِ آیاتِکَ،وفَضلِکَ وجودِکَ،وعُمومِ رِزقِکَ وعَطائِکَ وخَیرِکَ وإحسانِکَ،وتَفَضُّلِکَ وَامتِنانِکَ،وشَأنِکَ وجَبَروتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِجَمیعِ مَسائِلِکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتُنجِیَنی مِنَ النّارِ وتَمُّنَ عَلَیَّ بِالجَنَّةِ،وتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ الطَّیِّبِ،وتَدرَأَ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،وتَمنَعَ لِسانی مِنَ الکَذِبِ،وقَلبی مِنَ الحَسَدِ،وعَینی مِنَ الخِیانَةِ،فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،وتَرزُقَنی فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ الحَجَّ وَالعُمرَةَ،وتَغُضَّ بَصَری وتُحصِنَ فَرجی،وتُوَسِّعَ رِزقی وتَعصِمَنی مِن کُلِّ سوءٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ (1)....

[11 و 12] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ الظَنِّ بِکَ،وَالصِّدقَ فِی التَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تَبتَلِیَنی بِبَلِیَّةٍ تَحمِلُنی ضَرورَتُها عَلَی التَّعَرُّضِ (2)بِشَیءٍ مِن مَعاصیکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تُدخِلَنی فی حالٍ کُنتُ أو أکونُ فیها فی عُسرٍ أو یُسرٍ،أظُنُّ أنَّ مَعاصِیَکَ أنجَحُ لی مِن طاعَتِکَ، وأَعوذُ بِکَ أن أقولَ قَولاً حَقّاً مِن (3)طاعَتِکَ ألتَمِسُ بِهِ سِواکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تَجعَلَنی عِظَةً

ص:33


1- .الإقبال:ج 1 ص 95، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 73 ذیل ح 232،مصباح المتهجّد:ص 545 ح 635 [2] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 369 ح 1.
2- فی تهذیب الأحکام:«التعوّد»،وفی مصباح المتهجّد وبحار الأنوار:« [5]التعوّذ»،وفی نسخة اخری للمصدرالخطیّة:«التغوّث».
3- فی نسخة اخری:«فی».

لِغَیری،وأَعوذُ بِکَ أن یَکونَ أحَدٌ أسعَدَ بِما آتَیتَنی بِهِ مِنّی،وأَعوذُ بِکَ أن أتَکَلَّفَ طَلَبَ ما لَم تَقسِم لی،وما قَسَمتَ لی مِن قِسمٍ،أو رَزَقتَنی مِن رِزقٍ،فَآتِنی بِهِ فی یُسرٍ مِنکَ، وعافِیَةٍ حَلالاً طَیِّباً.

وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ زَحزَحَ بَینی وبَینَکَ،أو باعَدَ بَینی وبَینَکَ،أو نَقَصَ بِهِ حَظّی عِندَک،أو صَرَفَ بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی،وأَعوذُ بِکَ أن تَحولَ خَطیئَتی أو ظُلمی أو جُرمی،أو إسرافی عَلی نَفسی وَاتِّباعُ هَوایَ وَاستِعمالُ (1)شَهوَتی،دونَ مَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ وثَوابِکَ ونائِلِکَ (2)وبَرَکاتِکَ،ومَوعودِکَ الحَسَنِ الجَمیلِ عَلی نَفسِکَ (3)....

[13 و 14] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله فیما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أَسأَ لُکَ بِعَزائِمِ مَغفِرَتِکَ (4)وبِواجِبِ رَحمَتِکَ،السَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ دَعاکَ الدّاعونَ ودَعَوتُکَ،وسَأَلَکَ السّائِلونَ وسَأَلتُکَ،وطَلَبَکَ الطّالِبونَ وطَلَبتُ إلَیکَ.

اللّهُمَّ أنتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ،وإلَیکَ مُنتَهَی الرَّغبَةِ وَالدُّعاءِ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلِ الیَقینَ فی قَلبی،وَالنّورَ فی بَصَری،وَالنَّصیحَةَ فی صَدری،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،ورِزقاً واسِعاً غَیرَ مَمنونٍ (5)ولامَحظورٍ

ص:34


1- .فی تهذیب الأحکام ومصباح المتهجّد:« واستعجال».
2- النائل:العطاء (مجمع البحرین:ج 3 ص1850).
3- الإقبال:ج 1 ص 99، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 74 ح 233،مصباح المتهجّد:ص 546 ح 636، [3]بحار الأنوار:ج 97 ص 372 ح 1.
4- عزائم المغفرة:محتِّماتها.والمراد:ما یجعلها حتماً (مجمع البحرین:ج 2 ص 1212).
5- فی نسخة اخری:«ممنوع».

فَارزُقنی،وبارِک لی فیما رَزَقتَنی،واجعَل غِنایَ فی نَفسی ورَغبَتی فیما عِندَکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ (1)....

[15 و 16] وتُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ مانَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله فیما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وفَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ ولا تَشغَلنی بِما قَد تَکَلَّفتُ (2)لی بِهِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً لا یَرتَدُّ،ونَعیماً لا یَنفَدُ،ومُرافَقَةَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی أعلی جَنَّةِ الخُلدِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ رِزقَ یَومٍ بِیَومٍ لا قَلیلاً فَأَشقی ولا کَثیراً فَأَطغی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقنی مِن فَضلِکَ ما تَرزُقُنی بِهِ الحَجَّ وَالعُمرَةَ فی عامی هذا،وتُقَوِّینی بِهِ عَلَی الصَّومِ وَالصَّلاةِ،فَإِنَّکَ أنتَ رَبّی ورَجائی وعِصمَتی،لَیسَ لی مُعتَصَمٌ إلّاأنتَ،ولا رَجاءٌ غَیرَکَ،ولا مَنجی (3)مِنکَ إلّاإلَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وآتِنی فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنی بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ (4)....

[17 و 18] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ رحمه الله فیما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ (5)ولَکَ المُلکُ کُلُّهُ وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ

ص:35


1- .الإقبال:ج 1 ص 101، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 74 ح 233،مصباح المتهجّد:ص 546 ح 637 [2] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 374 ح 1.
2- فی تهذیب الأحکام:«تکفّلت».
3- فی نسخة اخری:«ولا ملجأ ولا منجی...».
4- الإقبال:ج 1 ص 103، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 75 ح 233،مصباح المتهجّد:ص 547 ح 638 [5] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 375 ح 1.
5- فی نسخة اخری:«ذلک المنّ کلّه».

عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ،وأَنتَ مُنتَهَی الشَّأنِ کُلِّهِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ورَضِّنی بِقَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبُّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخَیرَ ما عَجَّلتَ.

اللّهُمَّ وأَوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ وَارزُقنی بَرَکَتَکَ،وَاستَعمِلنی فی طاعَتِکَ،وتَوَفَّنی عِندَ انقِضاءِ أجَلی عَلی سَبیلِکَ،ولا تُوَلِّ أمری غَیرَکَ،ولاتُزِغ (1)قَلبی بَعدَ إذ هَدَیتَنی وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ (2)....

[19 و 20] ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ فیما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام،قالَ:وکانَ یُسَمّیهِ الدُّعاءَ الجامِعَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لاشَریکَ لَهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،آمَنتُ بِاللّهِ وبِجَمیعِ رُسُلِ اللّهِ وبِجَمیعِ ما انزِلَت بِهِ جَمیعُ رُسُلِ اللّهِ،وأَنَّ وَعدَاللّهِ حَقٌّ ولِقاءَهُ حَقٌّ،وصَدَقَ اللّهُ وبَلَّغَ المُرسَلونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.وسُبحانَ اللّهِ کُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُسَبَّحَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُحمَدَ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُهَلَّلَ،وَاللّهُ أکبَرُ کُلَّما کَبَّرَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُکَبَّرَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ،سَوابِغَهُ (3)وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ،مِمّا بَلَغَ عِلمَهُ عِلمی وما قَصُرَ عِن إحصائِهِ حِفظی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَانهَج لی أسبابَ مَعرِفَتِهِ وَافتَح لی أبوابَهُ،وغَشِّنی

ص:36


1- .لاتُزغ قلبی:أی لاتمله عن الإیمان (النهایة:ج 2 ص 324).
2- الإقبال:ج 1 ص 105، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 75 ح 233،مصباح المتهجّد:ص 548 ح 639 [2] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 376 ح 1.
3- السُّبوغ:الشمول.وسابغ النِّعم:کاملها وتامّها (مجمع البحرین:ج 2 ص 810).

بَرَکاتِ رَحمَتِکَ،ومُنَّ عَلَیَّ بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزالَةِ عَن دینِکَ،وطَهِّر قَلبی مِنَ الشَّکِّ،ولا تَشغَل قَلبی بِدُنیایَ وعاجِلِ مَعاشی عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتی،وَاشغَل قَلبی بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّی جَهلَهُ،وذَلِّل لِکُلِّ خَیرٍ لِسانی،طَهِّر قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ ولا تُجرِهِ فی مَفاصلی،وَاجعَل عَمَلی خالِصاً لَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ وأَنواعِ الفَواحِشِ کُلِّها،ظاهِرِها وباطِنِها وغَفَلاتِها، وجَمیعِ ما یُریدُنی بِهِ الشَّیطانُ الرَّجیمُ،وما یُریدُنی بِهِ السُّلطانُ العَنیدُ،مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ،وأَنتَ القادِرُ عَلی صَرفِهِ عَنّی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن طَوارِقِ (1)الجِنِّ وَالإِنسِ وزَوابِعِهِم (2)وبَوائِقِهِم (3)ومَکایِدِهِم ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَن استَزَلَّ عَن دینی فَتَفسُدَ عَلَیَّ آخِرَتی،وأَن یَکونَ ذلِکَ مِنهُم ضَرَراً عَلَیَّ فی مَعاشی،أو تَعَرُّضَ بَلاءٍ یُصیبُنی مِنهُم لا قُوَّةَ لی بِهِ،ولا صَبرَ لی عَلَی احتِمالِهِ،فَلا تَبتَلِنی یا إلهی بِمُقاساتِهِ،فَیَمنَعَنی ذلِکَ مِن ذِکرِکَ ویَشغَلَنی عَن عِبادَتِکَ،أنتَ العاصِمُ المانِعُ والدّافِعُ الواقی مِن ذلِکَ کُلِّهِ.

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرَّفاهِیَةَ فی مَعیشَتی ما أبقَیتَنی،مَعیشَةً أقوی بِها عَلی طاعَتِکَ وأَبلُغُ بِها رِضوانَکَ،وأَصیرُ بِها بِمَنِّکَ إلی دارِ الحَیَوانِ غَداً.

اللّهُمَّ ارزُقنی رِزقاً حَلالاً یَکفینی،ولا تَرزُقنی رِزقاً یُطغینی،ولا تَبتَلِنی بِفَقرٍ أشقی بِهِ مُضَیَّقاً عَلَیَّ،أعطِنی حَظّاً وافِراً فی آخِرَتی،ومَعاشاً واسِعاً هَنیئاً مَریئاً فی دُنیایَ،ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً ولا تَجعَل فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أجِرنی مِن فِتنَتِها سَلیماً،وَاجعَل عَمَلی فیها مَقبولاً،وسَعیی فیها مَشکوراً.

اللّهُمَّ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَأَرِدهُ،ومَن کادَنی فیها فَکِدهُ،وَاصرِف عَنّی هَمَّ مَن أدخَلَ

ص:37


1- .هی الّتی تأتی علی غفلة باللیل.ویقال لکلّ آتٍ باللیل:طارقٌ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1100).
2- الزَّوبعة:اسم شیطان أو رئیس للجنّ (القاموس المحیط:ج 3 ص33).
3- البوائق:الغوائل والشرور واحدهما بائقة،وهی:الداهیة (النهایة:ج 1 ص 162).

عَلَیَّ هَمَّهُ،وَامکُر بِمَن مَکَرَ بی فَإِنَّکَ خَیرُ الماکِرینَ،وَافقَأ (1)عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغاةِ الحَسَدَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَنزِل عَلَیَّ مِنکَ سَکینَةً،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ وَاحفَظنی بِسِترِکَ الواقی،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ النّافِعَةَ،وصَدِّق قَولی وفِعالی وبارِک لی فی أهلِی ووُلدی ومالی،وما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ وما تَوانَیتُ،وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ فَاغفِر لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ کَما أنتَ أهلُهُ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ (2)....

ثُمَّ اسجُد وقُل:اللّهُمَّ أغنِنی بِالعِلمِ،وزَیِّنّی بِالحِلمِ،وکَرِّمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ،عَفوَکَ عَفوَکَ مِنَ النّارِ.

ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ وقُل:یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،أسأَ لُکَ یا لا إلهَ إلَّاأنتَ (3)،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا أللّهُ یا رَبُّ،یا قَریبُ یا مُجیبُ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ.

أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ تُحِبُّ أن تُدعی بِهِ،وبِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها أحَدٌ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ فَاستَجَبتَ لَهُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَصرِفَ قَلبی إلی خَشیَتِکَ ورَهبَتِکَ،وتَجعَلَنی مِنَ المُخلَصینَ،وتُقَوِّیَ أرکانی کُلَّها لِعِبادَتِکَ،وتَشرَحَ بِهِ صَدری لِلخَیرِ وَالتُّقی،وتُطلِقَ لِسانی لِتِلاوَةِ کِتابِکَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی کَذا وکَذا.وتَسأَلُ حَوائِجَکَ. (4)

ص:38


1- .أی شقّها واعمها عن النظر إلیّ.والفَقء:الشقّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1406).
2- الإقبال:ج 1 ص 107، الکافی:ج 2 ص 587 ح 26 [2] ولم یذکره فی أدعیة نوافل رمضان بل ذکره فی باب دعوات موجزات لجمیع الحوائج للدنیا والآخرة،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 76 ح 234 وفیهما«عن أبی حمزة الثمالی قال:أخذت هذا الدعاء عن أبی جعفر علیه السلام وکان یسمّیه:الدعاء الجامع»،مصباح المتهجّد:ص 548 ح 640، [3]بحار الأنوار:ج 97 ص 378 ح 1.
3- فی نسخة اخری:«بلا إله إلّاأنت».
4- الإقبال:ج 1 ص 110، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 77 ح ذیل ح 234،مصباح المتهجّد:ص 550 [6] ذیل ū ح 640 وفیهما«ثُمّ تسجد وتدعو فی حال السجود بالدعاء المقدَّم ذکره»فقط،بحار الأنوار:ج 97 ص 380 ح 1.
ج-أدعِیَةُ الثَّمانینَ رَکعَةً تَمامَ المِئَةِ

أقول:یمکن قراءة أدعیة الرکعات العشرین السابقة فی جمیع لیالی شهر رمضان، لجهة أنَّ أقلّ ما یتنفّل به الصائم فی کلّ لیلة من لیالی الشهر،هو عشرون رکعة.راجع:

شهر اللّه فی الکتاب والسنّة:ص 345-356 (ترتیب نوافل شهر رمضان).

أمّا أدعیة الرکعات الثمانین البقیة المذکورة هنا،فهی تختصّ بلیالی القدر،لجهة أن التنفّل بمئة رکعة هو ممّا یختصّ بهذه اللیالی وحسب.لکن لمّا کانت النافلة فی العشر الأواخر من الشهر هی ثلاثین رکعة،فللإنسان لو شاء أن یقرأ أدعیة الرکعات العشر الّتی تلی الرکعات العشرین السابقة،بعد أن یأخذها من کتاب«شهر اللّه فی الکتاب والسنّة:ص 371-398،الإقبال:ج 1 ص 313-339،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 77-100 و مصباح المتهجّد:ص 550-577».

4/25أدعِیَةُ الإِفطارِ

1838.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ لِکُلِّ صائِمٍ دَعوَةً،فَإِذا هُوَ أرادَ أن یُفطِرَ فَلیَقُل عِندَ أوَّلِ لُقمَةٍ:

یا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لی. (1)

1839.سنن أبی داوود: عَن مُعاذِ بنِ زُهرَةَ أنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أفطَرَ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ صُمتُ وعَلی رِزقِکَ أفطَرتُ. (2)

ص:39


1- .الزهد لابن المبارک:ص 494 ح 1409،مسند الشهاب:ج 2 ص 128 ح 1031 کلاهما عن الحارث بن عبید؛الدعوات:ص 26 ح 44 عن أبی الحسن علیه السلام وفیه صدره فقط.
2- سنن أبی داوود:ج 2 ص 306 ح 2358،السنن الکبری:ج 4 ص 403 ح 8134، الزهد لابن المبارک:ص495 ح 1410 و1411،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 511 ح 1 [2] عن أبی هریرة وفیهما«کان رسول اللّه صلی الله علیه و آله إذا صام ثمّ أفطر قال...»،کنز العمّال:ج 7 ص 81 ح 18056؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 300 ح 947.

1840.الدعاء للطبرانی عن أنس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أفطَرَ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ لَکَ صُمتُ وعَلی رِزقِکَ أفطَرتُ،تَقَبَّل مِنّی إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (1)

1841.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن ابن عبّاس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أفطَرَ یَقولُ:

اللّهُمَّ لَکَ صُمنا وعَلی رِزقِکَ أفطَرنا،فَتَقَبَّل مِنّا إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (2)

1842.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أفطَرَ قالَ:

اللّهُمَّ لَکَ صُمنا وعَلی رِزقِکَ أفطَرنا فَتَقَبَّلهُ مِنّا؛ذَهَبَ الظَّمَأُ،وَابتَلَّتِ العُروقُ،وبَقِیَ الأَجرُ. (3)

1843.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا قُرِّبَ إلی أحَدِکُم طَعامٌ وهُوَ صائِمٌ فَلیَقُل:

بِاسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ،اللّهُمَّ لَکَ صُمتُ وعَلی رِزقِکَ أفطَرتُ وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،تَقَبَّل مِنّی إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (4)

1844.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن معاذ: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أفطَرَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أعانَنی فَصُمتُ،ورَزَقَنی فَأَفطَرتُ. (5)

1845.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ لِلصّائِمِ عِندَ فِطرِهِ دَعوَةً:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ أن تَغفِرَ لی ذُنوبی. (6)

ص:40


1- .الدعاء للطبرانی:ص 286 ح 918،المعجم الصغیر:ج 2 ص 52،المعجم الأوسط:ج 7 ص 298 ح 7549 ولیس فیهما ذیله من«تقبّل...»،کنز العمّال:ج 7 ص 81 ح 18057.
2- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:169 ح 480،المعجم الکبیر:ج 12 ص 114 ح 12720 والضمائر فیه للمفرد.
3- الکافی:ج 4 ص 95 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 4 ص 199 ح 576،المقنعة:ص 319 کلّها عن السکونی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 106 ح 1850،مصباح المتهجّد:ص 625 ح 702، [2]الإقبال:ج 1 ص 245، [3]دعائم الإسلام:ج 1 ص 280 [4]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 96 ص 315 ح 17.
4- کنز العمّال:ج 8 ص 509 ح 23873 نقلاً عن الدارالقطنی فی الإفراد عن أنس.
5- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:169 ح 479،تاریخ بغداد:ج 12 ص 75 الرقم 6482، الأذکار المنتخبة:172،کنز العمّال:ج 7 ص 81 ح 18058.
6- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 583 ح 1535،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 557 ح 1753،عمل ū الیوم واللیلة لابن السنی:169 ح 481 کلاهما بزیادة«ما تردّ»بعد«دعوة»ولیس فیهما«ذنوبی»وکلّها عن عبد اللّه بن عمرو والأخیر من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 361 ح 8417 نقلاً عن درر اللآلی نحوه.

1846.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَصومُ فَیَقولُ عِندَ إفطارِهِ:

«یا عَظیمُ یا عَظیمُ؛أنتَ إلهی لا إلهَ لی غَیرُکَ،اِغفِر لِیَ الذَّنبَ العَظیمَ؛إنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ»إلّاخَرَجَ مِن ذُنوبِهِ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (1)

1847.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:«یا أبَا الحَسَنِ،هذا شَهرُ رَمَضانَ قَد أقبَلَ،فَاجعَل دُعاءَکَ قَبلَ فُطورِکَ؛فَإِنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام جاءَنی فَقالَ:یا مُحَمَّدُ، مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ فی شَهرِ رَمَضانَ قَبلَ أن یُفطِرَ استَجابَ اللّهُ تَعالی دُعاءَهُ،وقَبِلَ صَومَهُ وصَلاتَهُ،وَاستَجابَ لَهُ عَشرَ دَعَواتٍ،وغَفَرَ لَهُ ذَنبَهُ،وفَرَّجَ هَمَّهُ،ونَفَّسَ کُربَتَهُ، وقَضی حَوائِجَهُ،وأَنجَحَ طَلِبَتَهُ،ورَفَعَ عَمَلَهُ مَعَ أعمالِ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقینَ،وجاءَ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ أضوَأُ مِنَ القَمَرِ لَیلَةَ البَدرِ.فَقُلتُ:ما هُوَ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:قُل:

اللّهُمَّ رَبَّ النّورِ العَظیمِ،ورَبَّ الکُرسِیِّ الرَّفیعِ (2)،ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ (3)،ورَبَّ الشَّفعِ الکَبیرِ،وَالنّورِ العَزیزِ،ورَبَّ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ العَظیمِ.

أنتَ إلهُ مَن فِی السَّماواتِ وإلهُ مَن فِی الأَرضِ لا إلهَ فیهِما غَیرُکَ،وأَنتَ جَبّارُ مَن فِی السَّماواتِ وجَبّارُ مَن فِی الأَرضِ لا جَبّارَ فیهِما غَیرُکَ،أنتَ مَلِکُ مَن فِی السَّماواتِ ومَلِکُ مَن فِی الأَرضِ لا مَلِکَ فیهِما غَیرُکَ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الکَبیرِ ونورِ وَجهِکَ المُنیرِ وبِمُلکِکَ القَدیمِ.

یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أشرَقَ بِهِ کُلُّ

ص:41


1- .الإقبال:ج 1 ص 240، البلد الأمین:ص 231، [2]المصباح للکفعمی:ص 832، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 11 ح 2؛ [4]تاریخ دمشق:ج 54 ص 238 ح 11479 عن أنس،کنز العمّال:ج 8 ص 614 ح 24400.
2- الرفیع:الشریف (مجمع البحرین:ج 2 ص 719).
3- المسجور:أی المملوء (مجمع البحرین:ج 2 ص 820).

شَیءٍ،وبِاسمِک،الَّذی أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وبِاسمِکَ الَّذی صَلَحَ بِهِ الأَوَّلونَ وبِهِ یَصلُحُ الآخِرونَ.

یا حَیّاً قَبلَ کُلِّ حَیٍّ،ویا حَیّاً بَعدَ کُلِّ حَیٍّ،ویا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ذُنوبی،وَاجعَل لی مِن أمری یُسراً وفَرَجاً قَریباً،وثَبِّتنی عَلی دینِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی هُدی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.

وَاجعَل عَمَلی فِی المَرفوعِ المُتَقَبَّلِ،وهَب لی کَما وَهَبتَ لِأَولِیائِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ؛ فَإِنّی مُؤمِنٌ بِکَ ومُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ،مُنیبٌ إلَیکَ مَعَ مَصیری إلَیکَ،وتَجمَعُ لی ولِأَهلی ولِوَلَدِیَ الخَیرَ کُلَّهُ،وتَصرِفُ عَنّی وعَن وَلَدی وأَهلِیَ الشَّرَّ کُلَّهُ.

أنتَ الحَنّانُ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،تُعطِی الخَیرَ مَن تَشاءُ وتَصرِفُهُ عَمَّن تَشاءُ،فَامنُن عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ». (1)

1848.الإمام الباقر علیه السلام: جاءَ قَنبَرٌ مَولی عَلِیٍّ علیه السلام بِفِطرِهِ إلَیهِ...فَلَمّا أرادَ أن یَشرَبَ قالَ:

بِاسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ لَکَ صُمنا وعَلی رِزقِکَ أفطَرنا،فَتَقَبَّل مِنّا إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (2)

1849.عنه علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ إذا أفطَرَ جَثا عَلی رُکبَتَیهِ،حَتّی یوضَعَ الخِوانُ (3)ویَقَولُ:

اللّهُمَّ لَکَ صُمنا وعَلی رِزقِکَ أفطَرنا،فَتَقَبَّلهُ مِنّا إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (4)

ص:42


1- .الإقبال:ج 1 ص 239 عن المفضّل بن عمر،البلد الأمین:ص 231، [2]المصباح للکفعمی:ص 832، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 10 ح 2.
2- تهذیب الأحکام:ج 4 ص 200 ح 578 عن عبد اللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 626 ح 704 من دون اسنادٍ إلی الإمام الباقر علیه السلام وفیه«کان أمیر المؤمنین علیه السلام إذا أراد أن یفطر قال...»،بحار الأنوار:ج 40 ص 339 ح 24.
3- الخِوانُ:ما یؤکَلُ علیه،معرَّب،وفیه ثلاثُ لغاتٍ:کسرُ الخاء؛وهی الأکثر،وضمُّها،وإخوان (المصباح المنیر:ص 185).
4- الإقبال:ج 1 ص 246، بحار الأنوار:ج 98 ص 15 ح 2.

1850.الإقبال: روی محمّد بن أبی قرّة فی کتاب عمل شَهر رمضان-تغمّده اللّه بالرضوان- بإسناده إلی مولانا موسی بن جعفر عن أبیه عن جدّه عن الحسن بن علیّ علیهم السلام:«إنَّ لِکُلِّ صائِمٍ عِندَ فُطورِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً،فَإِذا کانَ أوَّلُ لُقمَةٍ فَقُل:

بِاسمِ اللّهِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لی.

وفی رِوایَةٍ اخری:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لی.

فَإِنَّهُ مَن قالَها عِندَ إفطارِهِ غُفِرَ لَهُ. (1)

1851.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ إلی آخِرِهِ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أعانَنا فَصُمنا،ورَزَقَنا فَأَفطَرنا،اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّا وأَعِنّا عَلَیهِ؛وسَلِّمنا فیهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی قَضی عَنّا یَوماً مِن شَهرِ رَمَضانَ. (2)

1852.الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام: إذا أمسَیتَ صائِماً فَقُل عِندَ إفطارِکَ:«اللّهُمَّ لَکَ صُمتُ وعَلی رِزقِکَ أفطَرتُ وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ»یُکتَب لَکَ أجرُ مَن صامَ ذلِکَ الیَومَ. (3)

1853.الإمام الرضا علیه السلام: مَن قالَ عِندَ إفطارِهِ:«اللّهُمَّ لَکَ صُمنا بِتَوفیقِکَ وعَلی رِزقِکَ أفطَرنا بِأَمرِکَ،فَتَقَبَّلهُ مِنّا وَاغفِر لَنا إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ»غَفَرَ اللّهُ ما أدخَلَ عَلی صَومِهِ مِنَ النُّقصانِ بِذُنوبِهِ. (4)

ص:43


1- .الإقبال:ج 1 ص 244، بحار الأنوار:ج 98 ص 14 ح 2.
2- الکافی:ج 4 ص 95 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 4 ص 200 ح 577،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 106 ح 1851،المقنعة:ص 319،مصباح المتهجّد:ص 625 ح 703، [4]الإقبال:ج 1 ص 246 [5] کلّها عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 96 ص 311 ح 5.
3- الإقبال:ج 1 ص 246، بحار الأنوار:ج 98 ص 15 ح 2.
4- فضائل الأشهر الثلاثة:ص 96 ح 81 وص 106 ح 98 کلاهما عن الحسن بن علیّ بن فضّال،بحار الأنوار:ج 96 ص 312 ح 6.

5/25الأَدعِیَةُ المُشتَرَکَةُ لِکُلِّ لَیلَةٍ

الف-الدُّعاءُ لِلحَجِّ

1854.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ (1)فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِی الأَمرِ الحَکیمِ مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُمُ،المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُمُ،المَغفورِ ذُنوبُهُمُ،المَشکورِ سَعیُهُم،وأَن تَجعَلَ فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِی الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ أن تُطیلَ عُمُری وأَن تُوَسِّعَ عَلَیَّ فی رِزقی،وأَن تَجعَلَنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ ولا تَستَبدِلَ بی غَیری. (2)

1855.الإقبال: عَن مُحَمَّدِ بنِ أبی عُمَیرٍ عَمَّن ذَکَرَهُ عَن بَعضِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام أنَّهُ قالَ:مَن قالَ هذَا الدُّعاءَ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غُفِرَت لَهُ ذُنوبُ أربَعینَ سَنَةً:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلی عِبادِکَ فیهِ الصِّیامَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،وَاغفِر لی تِلکَ الذُّنوبَ العِظامَ؛فَإِنَّهُ لا یَغفِرُها غَیرُکَ یا رَحمانُ یا عَلّامُ. (3)

راجع:ص 27 ح 1833.

ب-دُعاءُ حُسنِ القَضاءِ

1856.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ عِندَ کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:

ص:44


1- .زاد فی الإقبال هنا:«أن تجعل».
2- الکافی:ج 4 ص 161 ح 3 عن محمّد بن عطیّة،الإقبال:ج 1 ص 145 [3] وص 144،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 162 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه.
3- الإقبال:ج 1 ص 144، الهدایة:187 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 96 ص 311 ح 5.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِی الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ فِی القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،أن تُطیلَ عُمُری وأَن تُوَسِّعَ عَلَیَّ فی رِزقی،وأن تَجعَلَنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ ولا تَستَبدِلَ بی غَیری. (1)

ج-الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ

1857.الإمام الجواد علیه السلام: یُستَحَبُّ أن تُکثِرَ مِن أن تَقولَ فی کُلِّ وَقتٍ مِن لَیلٍ أو نَهارٍ مِن أوَّلِ الشَّهرِ إلی آخِرِهِ:

یا ذَا الَّذی کانَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ثُمَّ خَلَقَ کُلَّ شَیءٍ،ثُمَّ یَبقی ویَفنی کُلُّ شَیءٍ،یا ذَا الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،ویا ذَا الَّذی لَیسَ فِی السَّماواتِ العُلی ولا فِی الأَرَضینَ السُّفلی ولا فَوقَهُنَّ ولا تَحتَهُنَّ ولا بَینَهُنَّ إلهٌ یُعبَدُ غَیرُهُ.لَکَ الحَمدُ حَمداً لا یَقوی عَلی إحصائِهِ إلّاأنتَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا یَقوی عَلی إحصائِها إلّاأنتَ. (2)

د-دُعاءُ الاِفتِتاحِ

1858.الإقبال عن أبی عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السکونی: سَأَلتُ أبا بَکرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِیَّ أن یُخرِجَ إلَیَّ أدعِیَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتی کانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعیدِ العَمرِیُّ یَدعو بِها،فَأَخرَجَ إلَیّ َ دَفتَراً مُجَلَّداً بِأَحمَرَ،فَنَسَختُ مِنهُ أدعِیَةً کَثیرَةً،وکانَ مِن جُملَتِها:

وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ؛فَإِنَّ الدُّعاءَ فی هذَا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِکَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ،وهُوَ:

ص:45


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 102 ح 264 عن محمّد بن عطیّة،مصباح المتهجّد:ص 630 ح 708 ولیس فیه«فی لیلة القدر»،المصباح للکفعمی:ص 773 [2] نحوه.
2- المقنعة:ص 320 عن علیّ بن مهزیار،الإقبال:ج 1 ص 348 ذکره فی أدعیة اللیلة التاسعة عشرة،المصباح للکفعمی:ص 823، [4]البلد الأمین:ص 226 [5] ذکراه فی أدعیة کلّ یوم،وکلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.

اللّهُمَّ إنّی أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِکَ وأَنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّکَ،وأَیقَنتُ أنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ فی مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ،وأَشَدُّ المُعاقِبینَ فی مَوضِعِ النَّکالِ وَالنَّقِمَةِ،وأَعظَمُ المُتَجَبِّرینَ فی مَوضِعِ الکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ.

اللّهُمَّ أذِنتَ لی فی دُعائِکَ ومَسأَلَتِکَ،فَاسمَع یا سَمیعُ مِدحَتی،وأَجِب یا رَحیمُ دَعوَتی،وأَقِل یا غَفورُ عَثرَتی،فَکَم یا إلهی مِن کُربَةٍ قَد فَرَّجتَها! وهُمومٍ قَد کَشَفتَها ! وعَثرَةٍ قَد أقَلتَها ! ورَحمَةٍ قَد نَشَرتَها ! وحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَکَکتَها !

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ ولَم یَکُن لَهُ وَلِیّ ٌ مِنَ الذُّلِّ وکَبِّرهُ تَکبیراً.الحَمدُ للّهِ ِ بِجَمیعِ مَحامِدِهِ کُلِّها عَلی جَمیعِ نِعَمِهِ کُلِّها.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا مُضادَّ لَهُ فی مُلکِهِ ولا مُنازِعَ لَهُ فی أمرِهِ.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا شَریکَ لَهُ فی خَلقِهِ،ولا شَبیهَ (1)لَهُ فی عَظَمَتِهِ.الحَمدُ للّهِ ِ الفاشی فِی الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ،الظّاهِرِ بِالکَرَمِ مَجدُهُ،الباسِطِ بِالجودِ یَدَهُ،الَّذی لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ولا تَزیدُهُ کَثرَةُ العَطاءِ إلّاجوداً وکَرَماً،إنَّهُ هُوَ العَزیزُ الوَهّابُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَلیلاً مِن کَثیرٍ مَعَ حاجَةٍ بی إلَیهِ عَظیمَةٍ وغِناکَ عَنهُ قَدیمٌ،وهُوَ عِندی کَثیرٌ وهُوَ عَلَیکَ سَهلٌ یَسیرٌ.

اللّهُمَّ إنَّ عَفوَکَ عَن ذَنبی وتَجاوُزَکَ عَن خَطیئَتی،وصَفحَکَ عَن ظُلمی وسَترَکَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،وحِلمَکَ عَن کَثیرِ جُرمی عِندَما کانَ مِن خَطَئی وعَمدی،أطمَعَنی فی أن أسأَ لَکَ ما لا أستَوجِبُهُ مِنکَ الَّذی رَزَقتَنی مِن رَحمَتِکَ وأَرَیتَنی مِن قُدرَتِکَ وعَرَّفتَنی مِن إجابَتِکَ،فَصِرتُ أدعوکَ آمِناً وأَسأَ لُکَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً،مُدِلّاً (2)عَلَیکَ فیما قَصَدتُ فیهِ إلَیکَ،فَإِن أبطَأَ عَنّی عَتَبتُ بِجَهلی عَلَیکَ،ولَعَلَّ الَّذی أبطَأَ عَنّی هُوَ خَیرٌ لی؛

ص:46


1- .فی نسخة:«شبه».
2- هو من أدلّ علیه:أی انبسط،کتدلّل،یقال:تدلّل علی غیره:لم یخَف منه،بل یعدّ نفسه عزیزاً عنده(مجمع البحرین:ج 1 ص607).

لِعِلمِکَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ،فَلَم أرَ مَولیً کَریماً أصبَرَ عَلی عَبدٍ لَئیمٍ مِنکَ عَلَیَّ.

یا رَبِّ،إنَّکَ تَدعونی فَاُوَلّی عَنکَ،وتَتَحَبَّبُ إلَیّ َ فَأَتَبَغَّضُ إلَیکَ،وتَتَوَدَّدُ إلَیّ َ فَلا أقبَلُ مِنکَ،کَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیکَ،فَلَم یَمنَعکَ ذلِکَ مِنَ الرَّحمَةِ لی وَالإِحسانِ إلَیّ َ وَالتَّفَضُّلِ عَلَیّ َ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَارحَم عَبدَکَ الجاهِلَ وجُد عَلَیهِ بِفَضلِ إحسانِکَ إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ.

الحَمدُ للّهِ ِ مالِکِ المُلکِ مُجرِی الفُلکِ،مُسَخِّرِ الرِّیاحِ فالِقِ الإِصباحِ،دَیّانِ الدّینِ رَبِّ العالَمینَ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی طولِ أناتِهِ فی غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلی ما یُریدُ،الحَمدُ للّهِ ِ خالِقِ الخَلقِ باسِطِ الرِّزقِ ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ،الَّذی بَعُدَ فَلا یُری وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوی تَبارَکَ وتَعالی، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَیسَ لَهُ مُنازِعٌ یُعادِلُهُ ولا شَبیهٌ یُشاکِلُهُ ولا ظَهیرٌ یُعاضِدُهُ،قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما یَشاءُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُجیبُنی حینَ انادیهِ،ویَستُرُ عَلَیّ َ کُلَّ عَورَةٍ وأَنَا أعصیهِ،ویُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَیّ َ فَلا اجازیهِ،فَکَم مِن مَوهِبَةٍ هَنیئَةٍ قَد أعطانی! وعَظیمَةٍ مَخوفَةٍ قَد کَفانی! وبَهجَةٍ مونِقَةٍ قَد أرانی ! فَاُثنی عَلَیهِ حامِداً وأَذکُرُهُ مُسَبِّحاً.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُهتَکُ حِجابُهُ ولا یُغلَقُ بابُهُ،ولا یُرَدُّ سائِلُهُ ولا یُخَیَّبُ آمِلُهُ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُؤمِنُ الخائِفینَ ویُنَجِّی الصّالِحینَ،ویَرفَعُ المُستَضعَفینَ ویَضَعُ المُستَکبِرینَ،ویُهلِکُ مُلوکاً ویَستَخلِفُ آخَرینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ قاصِمِ الجَبّارینَ مُبیرِ الظّالِمینَ،مُدرِکِ الهارِبینَ نَکالِ الظّالِمینَ،صَریخِ المُستَصرِخینَ مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبینَ مُعتَمَدِ المُؤمِنینَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مِن خَشیَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُکّانُها،وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها،وتَموجُ البِحارُ ومَن یَسبَحُ (1)فی غَمَراتِها، (2)الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَخلُقُ ولَم یُخلَق

ص:47


1- .ویمکن ضبطها أیضاً بهذا الشکل:«یُسَبِّحُ».
2- فی الطبعة الحجریّة للمصدر،و البلد الأمین والمصباح للکفعمی [2]بزیادة:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ»فی هذا الموضع.

ویَرزُقُ ولا یُرزَقُ (1)ویُطعِمُ ولا یُطعَمُ،ویُمیتُ الأَحیاءَ ویُحیِی المَوتی وهُوَ حَیّ ٌ لا یَموتُ، بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وأَمینِکَ وصَفِیِّکَ وحَبیبِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وحافِظِ سِرِّکَ ومُبَلِّغِ رِسالاتِکَ،أفضَلَ وأَحسَنَ وأَجمَلَ وأَکمَلَ وأَزکی وأَنمی وأَطیَبَ وأَطهَرَ وأَسنی وأَکثَرَ ما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ وتَحَنَّنتَ وسَلَّمتَ عَلی أحَدٍ مِن عِبادِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وصَفوَتِکَ وأَهلِ الکَرامَةِ عَلَیکَ مِن خَلقِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ ووَصِیِّ رَسولِ رَبِّ العالَمینَ،(عَبدِکَ ووَلِیِّکَ وأَخی رَسولِکَ وحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ وآیَتِکَ الکُبری وَالنَّبَاِ العَظیمِ) (2)وصَلِّ عَلَی الصِّدّیقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وصَلِّ عَلی سِبطَیِ الرَّحمَةِ وإمامَیِ الهُدی الحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،وصَلِّ عَلی أئِمَّةِ المُسلِمینَ:(عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وموسَی بنِ جَعفَرٍ وعَلیِّ بنِ موسی ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ وعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ وَالخَلَفِ المَهدِیِّ) (3)حُجَجِکَ عَلی عِبادِکَ واُمنَائِکَ فی بِلادِکَ صَلاةً کَثیرَةً دائِمَةً.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی وَلِیِّ أمرِکَ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ،وحُفَّهُ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَیِّدهُ بِروحِ القُدُسِ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ اجعَلهُ الدّاعِیَ إلی کِتابِکَ وَالقائِمَ بِدینِکَ،وَاستَخلِفهُ فِی الأَرضِ کَمَا استَخلَفتَ الَّذینَ مِن قَبلِهِ،مَکِّن لَهُ دینَهُ الَّذی ارتَضَیتَهُ لَهُ،أبدِلهُ مِن بَعدِ خَوفِهِ أمناً یَعبُدُکَ لا یُشرِکُ بِکَ شَیئاً.

اللّهُمَّ أعِزَّهُ وأَعزِز بِهِ،وَانصُرهُ وَانتَصِر بِهِ وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً (وَافتَح لَهُ فَتحاً مُبیناً

ص:48


1- .فی الطبعة المعتمدة«ولم یرزق»،والتصویب من الطبعة الحجریّة والمصادر الاُخری.
2- ما بین القوسین لا یوجد فی مصباح المتهجّد والبلد الأمین [2]وتهذیب الأحکام.
3- ما بین القوسین لا یوجد فی مصباح المتهجّد وتهذیب الأحکام.

وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً) (1).

اللّهُمَّ أظهِر بِهِ دینَکَ وسُنَّةَ نَبِیِّکَ؛حَتّی لا یَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ.

اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَیکَ فی دَولَةٍ کَریمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأَهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأَهلَهُ، وتَجعَلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعَتِکَ وَالقادَةِ إلی سَبیلِکَ،وتَرزُقُنا بِها کَرامَةَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ ما عَرَّفتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلناهُ وما قَصُرنا عَنهُ فَبَلِّغناهُ.

اللّهُمَّ المُم بِهِ شَعَثَنا (2)وَاشعَب بِهِ صَدعَنا (3)وَارتُق بِهِ فَتقَنا،وکَثِّر بِهِ قِلَّتَنا،وأَعِزَّ بِهِ ذِلَّتَنا،وأَغنِ بِهِ عائِلَنا (4)،وَاقضِ بِهِ عَن مَغرَمِنا (5)،وَاجبُر بِهِ فَقرَنا،وسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا،ویَسِّر بِهِ عُسرَنا،وبَیِّض بِهِ وُجوهَنا،وفُکَّ بِهِ أسرَنا،وأَنجِح بِهِ طَلِبَتَنا،وأَنجِز بِهِ مَواعیدَنا، وَاستَجِب بِهِ دَعوَتَنا،(وأَعطِنا بِهِ سُؤلَنا،وبَلِّغنا بِهِ مِنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ آمالَنا) (6)،وأَعطِنا بِهِ آمالَنا،وأَعطِنا بِهِ فَوقَ رَغبَتِنا،یا خَیرَ المَسؤولینَ وأَوسَعَ المُعطینَ،اِشفِ بِهِ صُدورَنا،وأَذهِب بِهِ غَیظَ قُلوبِنا،وَاهدِنا بِهِ لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ؛إنَّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،وَانصُرنا بِهِ عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّنا إلهَ الحَقِّ آمینَ.

اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ فَقدَ نَبِیِّنا-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-وغَیبَةَ إمامِنا (7)،وکَثرَةَ عَدُوِّنا

ص:49


1- .ما بین القوسین أثبتناه من الطبعة الحجریّة للمصدر،وکذلک فی المصباح للکفعمی.
2- الشَّعَث:انتشار الأمر،یقال:لمَّ اللّهُ شعثَک:أی جمع أمرک المنتشِر (مجمع البحرین:ج 2 ص 954).
3- شعبت الشیء:جمعته وأصلحته،أی أصلح به ما تشعّب منّا.والصدع:الشقّ (مجمع البحرین:ج 2 ص 954 وص 1016).
4- العائل:الفقیر (النهایة:ج 3 ص 330).
5- المُغرَم:کثیر الدین (مجمع البحرین:ج 2 ص 1317).
6- ما بین القوسین أثبتناه من الطبعة الحجریّة للمصدر،وکذلک فی المصباح للکفعمی.
7- فی المصباح للکفعمی« ولیّنا»بدل«إمامنا».

( وقِلَّةَ عَدَدِنا) (1)وشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا،وتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَینا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَعِنّا عَلی ذلِکَ بِفَتحٍ تُعَجِّلُهُ،وبِضُرٍّ تَکشِفُهُ ونَصرٍ تُعِزُّهُ،وسُلطانِ حَقٍّ تُظهِرُهُ،ورَحمَةٍ مِنکَ تُجَلِّلُناها وعافِیَةٍ [ مِنکَ] تُلبِسُناها بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

ه-دُعاءُ«اللّهُمَّ بِرَحمَتِکَ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا»

1859.الإقبال: دُعاءٌ آخَرُ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِنهُ:

اللّهُمَّ بِرَحمَتِکَ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا،وفی عِلِّیِّینَ فَارفَعنا،وبِکَأسٍ مِن مَعینٍ مِن عَینٍ سَلسَبیلٍ فَاسقِنا،ومِنَ الحورِ العینِ بِرَحمَتِکَ فَزَوِّجنا،ومِنَ الوِلدانِ المُخَلَّدینَ کَأنَّهُم لُؤلُؤٌ مَکنونٌ (3)فَأَخدِمنا،ومِن ثِمارِ الجَنَّةِ ولُحومِ الطَّیرِ فَأَطعِمنا،ومِن ثِیابِ السُّندُسِ وَالحَریرِ وَالإِستَبرَقِ فَأَلبِسنا،ولَیلَةَ القَدرِ وحَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ وقَتلاً فی سَبیلِکَ فَوَفِّق لَنا،وصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ فَاستَجِب لَنا،یا خالِقَنَا اسمَع وَاستَجِب لَنا.وإذا جَمَعتَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ یَومَ القِیامَةِ فَارحَمنا،وبَراءَةً مِنَ النّارِ فَاکتُب لَنا،وفی جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا،وفی عَذابِکَ وهَوانِکَ فَلا تَبتَلِنا،ومِنَ الزَّقّومِ وَالضَّریعِ (4)فَلا تُطعِمنا،ومَعَ الشَّیاطینِ فَلا تَجمَعنا،وفِی النّارِ عَلی وُجوهِنا فَلا تَکُبَّنا،ومِن ثِیابِ النّارِ وسَرابیلِ (5)القَطِرانِ (6)فَلا تُلبِسنا،ومِن کُلِّ سوءٍ یا لا إلهَ إلّاأنتَ بِحَقِّ لا إلهَ إلّاأنتَ فَنَجِّنا. (7)

ص:50


1- .ما بین القوسین أثبتناه من الطبعة الحجریّة للمصدر،وکذلک فی البلد الأمین والمصباح للکفعمی.
2- الإقبال:ج 1 ص 138، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 108،مصباح المتهجّد:ص 577 ح 690، [4]المصباح للکفعمی:ص 770، [5]البلد الأمین:ص 193.
3- مکنون:أی مَصُون.والکِنُّ:السِّتر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1599).
4- الضَّریع:نبت بالحجاز له شوک کبار.ویقال له:الشِّبرِق (النهایة:ج 3 ص 85).
5- السِّربال:القمیص.ویجمع علی سرابیل (النهایة:ج 2 ص 357).
6- القَطِران:هو الّذی یطلی به الإبل الّتی فیها الجرب،فیُحرق بحدّته وحرارته الجرَب (مجمع البحرین:ج 3 ص 1493).
7- الإقبال:ج 1 ص 143.

6/25أدعِیَةُ الأَسحارِ

اشارة

6/25أدعِیَةُ الأَسحارِ (1)

الف-دُعاءُ أبی جَعفَرٍ علیه السلام

1860.الإقبال: عَن أیّوبَ بنِ یَقطینٍ أنَّهُ کَتَبَ إلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام یَسأَ لُهُ أن یُصَحِّحَ لَهُ هذَا الدُّعاءَ،فَکَتَبَ إلَیهِ:«نَعَم،وهُوَ دُعاءُ أبی جَعفَرٍ علیه السلام بِالأَسحارِ فی شَهرِ رَمَضانَ.

قالَ أبی علیه السلام:قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:لَو یَعلَمُ النّاسُ مِن عِظَمِ هذِهِ المَسائِلِ عِندَ اللّهِ وسُرعَةِ إجابَتِهِ لِصاحِبِها لَاقتَتَلوا عَلَیهِ ولَو بِالسُّیوفِ،وَاللّهُ یَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن یَشاءُ.

وقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:لَو حَلَفتُ لَبَرِرتُ أنَّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ قَد دَخَلَ فیها،فَإِذا دَعَوتُم (2)فَاجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ فَإِنَّهُ مِن مَکنونِ العِلمِ،وَاکتُموهُ إلّامِن أهلِهِ،ولَیسَ مِن أهلِهِ المُنافِقونَ وَالمُکَذِّبونَ وَالجاحِدونَ،وهُوَ دُعاءُ المُباهَلَةِ تَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن بَهائِکَ بِأَبهاهُ وکُلُّ بَهائِکَ بَهِیّ ٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِبَهائِکَ کُلِّهِ؛ اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن جَمالِکَ بِأَجمَلِهِ وکُلُّ جَمالِکَ جَمیلٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِجَمالِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن جَلالِکَ بِأَجَلِّهِ وکُلُّ جَلالِکَ جَلیلٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عَظَمَتِکَ بِأَعظَمِها وکُلُّ عَظَمَتِکَ عَظیمَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ

ص:51


1- قال السیّد ابن طاووس قدس سره:اعلم أننّا روینا فی عمل الیوم واللیلة من کتاب المهمّات والتتمّات فیما اخترناه من الروایات،بأنّ سحر کلّ لیلة ینادی مناد عن مالک قضاء الحاجات بما معناه:هل من سائل؟هل من طالب؟هل من مستغفر؟یا طالب الخیر أقبل،ویا طالب الشرّ أقصر. وقد قدّمنا فی فصل من هذا الکتاب أنّ المنادی ینادی عن اللّه جلّ جلاله فی شهر رمضان من أوّل اللیل إلی آخره. وإیّاک ثمّ إیّاک أن تعرض عن مناد اللّه جلّ جلاله،وهو یسألک أن تطلب منه ما تقدر علیه من ذخائره وأنت محتاج إلی دون ما دعاک إلیه،فاغتنم فتح الأبواب ونداء المنادی عن مالک الأسباب،وإن لم تسمع اذناک فقد سمع العقل والقلب،وإن کنت مسلماً مصدّقاً بمولاک ومالک دنیاک واُخراک (الإقبال:ج 1 ص 156).
2- فی المصدر و بحار الأنوار:« دعوتهم»وهو تصحیف.

بِعَظَمَتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن نورِکَ بِأَنوَرِهِ وکُلُّ نورِکَ نَیِّرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِنورِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن رَحمَتِکَ بِأَوسَعِها وکُلُّ رَحمَتِکَ واسِعَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کَلِماتِکَ بِأَتَمِّها وکُلُّ کَلِماتِکَ تامَّةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَلِماتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کَمالِکَ بِأَکمَلِهِ وکُلُّ کَمالِکَ کامِلٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَمالِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن أسمائِکَ بِأَکبَرِها وکُلُّ أسمائِکَ کَبیرَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِزَّتِکَ بِأَعَزِّها وکُلُّ عِزَّتِکَ عَزیزَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَشِیَّتِکَ بِأَمضاها وکُلُّ مَشِیَّتِکَ ماضِیَةٌ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَشِیَّتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن قُدرَتِکَ بِالقُدرَةِ الَّتِی استَطَلتَ بِها عَلی کُلِّ شَیءٍ وکُلُّ قُدرَتِکَ مُستَطیلَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقُدرَتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِلمِکَ بِأَنفَذِهِ وکُلُّ عِلمِکَ نافِذٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِلمِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن قَولِکَ بِأَرضاهُ وکُلُّ قَولِکَ رَضِیٌّ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقَولِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَسائِلِکَ بِأَحَبِّها إلَیکَ وکُلُّ مَسائِلِکَ إلَیکَ حَبیبَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَسائِلِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن شَرَفِکَ بِأَشرَفِهِ وکُلُّ شَرَفِکَ شَریفٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِشَرَفِکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن سُلطانِکَ بِأَدوَمِهِ وکُلُّ سُلطانِکَ دائِمٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِسُلطانِکِ کُلِّهِ؛ اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مُلکِکَ بِأَفخَرِهِ وکُلُّ مُلکِکَ فاخِرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمُلکِکَ کُلِّهِ؛ اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عُلُوِّکَ بِأَعلاهُ وکُلُّ عُلُوِّکَ عالٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعُلُوِّکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَنِّکَ بِأَقدَمِهِ وکُلُّ مَنِّکَ قَدیمٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَنِّکَ کُلِّهِ؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن آیاتِکَ بِأَکرَمِها وکُلُّ آیاتِکَ کَریمَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِآیاتِکَ کُلِّها؛اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِما أنتَ فیهِ مِنَ الشَّأنِ وَالجَبَروتِ،وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ شَأنٍ وَحدَهُ وَجَبَروتٍ وَحدَها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِما تُجیبُنی بِهِ حینَ أسأَ لُکَ فَأَجِبنی یا أللّهُ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.

ص:52

وتَذکُرُ حاجَتَکَ،فَإِنَّکَ تُعطاها إن شاءَ اللّهُ تَعالی». (1)

ب-دُعاءُ أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ

1861.مصباح المتهجّد عن أبی حمزة الثمالی (2): کانَ عَلِیّ ُ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما-یُصَلّی عامَّةَ اللَّیلِ فی شَهرِ رَمَضانَ،فَإِذا کانَ ( فِی) السَّحَرِ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ:

إلهی لا تُؤَدِّبنی بِعُقوبَتِکَ،ولا تَمکُر بی فی حیلَتِکَ،مِن أینَ لِیَ الخَیرُ یا رَبِّ ولا یوجَدُ إلّامِن عِندِکَ،ومِن أینَ لِیَ النَّجاةُ ولا تُستَطاعُ إلّابِکَ،لَاالَّذی أحسَنَ استَغنی عَن عَونِکَ ورَحمَتِکَ ولَا الَّذی أساءَ وَاجتَرَأَ عَلَیکَ ولَم یُرضِکَ خَرَجَ عَن قُدرَتِکَ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ-حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ-بِکَ (3)عَرَفتُکَ وأَنتَ دَلَلتَنی عَلَیکَ ودَعَوتَنی إلَیکَ،ولَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَلُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی انادیهِ کُلَّما شِئتُ لِحاجَتی وأَخلو بِهِ حَیثُ شِئتُ لِسِرّی بِغَیرِ شَفیعٍ فَیَقضی لی حاجَتی.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا أدعو (4)غَیرَهُ،ولَو دَعَوتُ غَیرَهُ لَم یَستَجِب لی دُعائی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا أرجو (5)غَیرَهُ،ولَو رَجَوتُ غَیرَهُ لَأَخلَفَ رَجائی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنی إلَیهِ فَأَکرَمَنی ولَم یَکِلنی إلَی النّاسِ فَیُهینونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی تَحَبَّبَ إلَیَّ وهُوَ غَنِیّ ٌ عَنّی، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَحلُمُ عَنّی حَتّی کَأَنّی لاذَنبَ لی،فَرَبّی أحمَدُ شَیءٍ عِندی وأَحَقُّ بِحَمدی.

ص:53


1- .الإقبال:ج 1 ص 175، بحار الأنوار:ج 98 ص 94 ح 2.
2- ورواه فی الإقبال بهذا السند:رویناه بإسنادنا إلی أبی محمّد هارون بن موسی التلعکبری بإسناده إلی الحسن بن محبوب الزرّاد عن أبی حمزة الثمالی.
3- لفظة«بک»لیست فی المصدر وأثبتناها من المصادر الاُخری.
4- فی الإقبال والمصباح للکفعمی [5]والبلد الأمین:« [6]أدعوه ولا أدعو غیره».
5- فی الإقبال والمصباح للکفعمی [8]والبلد الأمین:« [9]أرجوه ولا أرجو غیره».

اللّهُمَّ إنّی أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَیکَ مُشرَعَةً،ومَناهِلَ الرَّجاءِ إلَیکَ مُترَعَةً (1)، وَالِاستِعانَةَ بِفَضلِکَ لِمَن أمَّلَکَ مُباحَةً،وأَبوابَ الدُّعاءِ إلَیکَ لِلصّارِخینَ مَفتوحَةً،وأَعلَمُ أنَّکَ لِلرّاجینَ (2)بِمَوضِعِ إجابَةٍ ولِلمَلهوفینَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ،وأَنَّ فِی اللَّهفِ إلی جودِکَ وَالرِّضا بِقَضائِکَ عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلینَ ومَندوحَةً (3)عَمّا فی أیدِی المُستَأثِرینَ،وأَنَّ الرّاحِلَ إلَیکَ قَریبُ المَسافَةِ،وأَنَّکَ لا تَحتَجِبُ عَن خَلقِکَ إلّاأن تَحجِبَهُمُ الأَعمالُ (4)دونَکَ،وقَد قَصَدتُ إلَیکَ بِطَلِبَتی وتَوَجَّهتُ إلَیکَ بِحاجَتی،وجَعَلتُ بِکَ استِغاثَتی وبِدُعائِکَ تَوَسُّلی مِن غَیرِ استِحقاقٍ لِاستِماعِکَ مِنّی ولَا استیجابٍ لِعَفوِکَ عَنّی،بَل لِثِقَتی بِکَرَمِکَ وسُکونی إلی صِدقِ وَعدِکَ ولَجَئی إلَی الإِیمانِ بِتَوحیدِکَ،ویَقینی (5)بِمَعرِفَتِکَ مِنّی ألّا رَبَّ لی غَیرُکَ، ولا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.

اللّهُمَّ أنتَ القائِلُ وقَولُکَ حَقٌّ ووَعدُکَ صِدقٌ:وَاسأَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ إنَّ اللّهَ کانَ بِکُم رَحیماً (6)،ولَیسَ مِن صِفاتِکَ یا سَیِّدی أن تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وتَمنَعَ العَطِیَّةَ،وأَنتَ المَنّانُ بِالعَطِیّاتِ عَلی أهلِ مَملَکَتِکَ وَالعائِدُ عَلَیهِم بِتَحَنُّنِ رَأفَتِکَ.

إلهی رَبَّیتَنی فی نِعَمِکَ وإحسانِکَ صَغیراً ونَوَّهتَ بِاسمی کَبیراً،فَیا مَن رَبّانی فِی الدُّنیا بِإِحسانِهِ وتَفَضُّلِهِ ونِعَمِهِ،وأَشارَ لی فِی الآخِرَةِ إلی عَفوِهِ وکَرَمِهِ،مَعرِفَتی یا مَولایَ دَلَّتنی (دَلیلی) عَلَیکَ،وحُبّی لَکَ شَفیعی إلَیکَ،وأَنَا واثِقٌ مِن دَلیلی بِدَلالَتِکَ وساکِنٌ مِن شَفیعی إلی شَفاعَتِکَ،أدعوکَ یا سَیِّدی بِلِسانٍ قَد أخرَسَهُ ذَنبُهُ،رَبِّ اناجیکَ

ص:54


1- .المناهل:جمع المنهل؛وهو المشرَب،والموضع الّذی فیه المشرَب.ومُترَعة من التَّرَع:الامتلاء (القاموس المحیط:ج 4 ص 61 وج 3 ص 9).
2- فی المصدر:«للراجی»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری،إذ هو المناسب للسیاق.
3- مندوحة:أی سعةً وفسحةً (النهایة:ج 5 ص 35).
4- فی الإقبال:« الأعمال السیئة».
5- فی المصدر:«ثقتی»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
6- إشارة إلی قوله تعالی: «وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ کانَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیماً» (النساء:32).

بِقَلبٍ قَد أوبَقَهُ جُرمُهُ،أدعوکَ یا رَبِّ راهِباً راغِباً راجِیاً خائِفاً،إذا رَأَیتُ مَولایَ ذُنوبی فَزِعتُ،وإذا رَأَیتُ کَرَمَکَ طَمِعتُ،فَإِن عَفَوتَ فَخَیرُ راحِمٍ،وإن عَذَّبتَ فَغَیرُ ظالِمٍ، حُجَّتی یا أللّهُ فی جُرأَتی عَلی مَسأَلَتِکَ مَعَ إتیانی ما تَکرَهُ:جودُکَ وکَرَمُکَ،وعُدَّتی فی شِدَّتی مَعَ قِلَّةِ حَیائی:رَأفَتُکَ ورَحمَتُکَ،وقَد رَجَوتُ ألّا تُخَیِّبَ بَینَ ذَینِ وذَینِ مُنیَتی، فَحَقِّق رَجائی (1)وَاسمَع دُعائی (2)یا خَیرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأَفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ،عَظُمَ یا سَیِّدی أمَلی وساءَ عَمَلی،فَأَعطِنی مِن عَفوِکَ بِمِقدارِ أمَلی ولا تُؤاخِذنی بِأَسوَءِ عَمَلی،فَإِنَّ کَرَمَکَ یَجِلُّ عَن مُجازاةِ المُذنِبینَ،وحِلمَکَ یَکبُرُ عَن مُکافاةِ المُقَصِّرینَ،وأَنَا یا سَیِّدی عائِذٌ بِفَضلِکَ هارِبٌ مِنکَ إلَیکَ،مُنتَجِزٌ (مُتَنَجِّزٌ) ما وَعَدتَ مِنَ الصَّفحِ عَمَّن أحسَنَ بِکَ ظَنّاً، وما أنَا یا رَبِّ وما خَطَری،هَبنی بِفَضلِکَ وتَصَدَّق عَلَیّ َ بِعَفوِکَ،أی رَبِّ جَلِّلنی بِسِترِکَ وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ،فَلَوِ اطَّلَعَ الیَومَ عَلی ذَنبی غَیرُکَ ما فَعَلتُهُ،ولَو خِفتُ تَعجیلَ العُقوبَةِ لَاجتَنَبتُهُ،لا لِأَنَّکَ أهوَنُ النّاظِرینَ إلَیَّ وأَخَفُّ المُطَّلِعینَ عَلَیَّ،بَلِ لِأَنَّکَ یا رَبِّ خَیرُ السّاتِرینَ وأَحکَمُ الحاکِمینَ وأَکرَمُ الأَکرَمینَ،سَتّارُ العُیوبِ غَفّارُ الذُّنوبِ عَلّامُ الغُیوبِ،تَستُرُ الذَّنبَ بِکَرَمِکَ وتُؤَخِّرُ العُقوبَةَ بِحِلمِکَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی حِلمِکَ بَعدَ عِلمِکَ وعَلی عَفوِکَ بَعدَ قُدرَتِکَ،ویَحمِلُنی ویُجَرِّئُنی عَلی مَعصِیَتِکَ حِلمُکَ عَنّی، ویَدعونی إلی قِلَّةِ الحَیاءِ سَترُکَ عَلَیَّ،ویُسرِعُنی إلَی التَّوَثُّبِ عَلی مَحارِمِکَ مَعرِفَتی بِسَعَةِ رَحمَتِکَ وعَظیمِ عَفوِکَ.

یا حَلیمُ یا کَریمُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا غافِرَ الذَّنبِ یا قابِلَ التَّوبِ،یا عَظیمَ المَنِّ یا قَدیمَ الإِحسانِ،أینَ سِترُکَ الجَمیلُ؟أینَ عَفوُکَ الجَلیلُ؟أینَ فَرَجُکَ القَریبُ؟أینَ غِیاثُکَ السَّریعُ؟أینَ رَحمَتُکَ الواسِعَةُ؟أینَ عَطایاکَ الفاضِلَةُ؟أینَ مَواهِبُکَ الهَنیئَةُ؟أینَ صَنائِعُکَ

ص:55


1- .فی الإقبال:« فصلّ علی محمّد وآل محمّد وحقّق رجائی...».
2- فی الإقبال:« ندائی».

السَّنِیَّةُ؟أینَ فَضلُکَ العَظیمُ؟أینَ مَنُّکَ الجَسیمُ؟أینَ إحسانُکَ القَدیمُ (1)؟أینَ کَرَمُکَ یا کَریمُ؟ بِهِ (2)فَاستَنقِذنی وبِرَحمَتِکَ فَخَلِّصنی.

یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا مُنعِمُ یا مُفضِلُ،لَسنا نَتَّکِلُ (3)فِی النَّجاةِ مِن عِقابِکَ عَلی أعمالِنا،بَل بِفَضلِکَ عَلَینا لِأَنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،تُبدِئُ بِالإِحسانِ نِعَماً وتَعفو عَنِ الذَّنبِ کَرَماً،فَما نَدری ما نَشکُرُ،أجَمیلَ ما تَنشُرُ أم قَبیحَ ما تَستُرُ؟أم عَظیمَ ما أبلَیتَ وأَولَیتَ؟أم کَثیرَ ما مِنهُ نَجَّیتَ وعافَیتَ؟یا حَبیبَ مَن تَحَبَّبَ إلَیکَ،ویا قُرَّةَ عَینِ مَن لاذَ بِکَ وَانقَطَعَ إلَیکَ،أنتَ المُحسِنُ ونَحنُ المُسیؤونَ،فَتَجاوَز یا رَبِّ عَن قَبیحِ ما عِندَنا بِجَمیلِ ما عِندَکَ،وأَیُّ جَهلٍ یا رَبِّ لا یَسَعُهُ جودُکَ،أو أیُّ زَمانٍ أطوَلُ مِن أناتِکَ، وما قَدرُ أعمالِنا فی جَنبِ نِعَمِکَ،وکَیفَ نَستَکثِرُ أعمالاً نُقابِلُ بِها کَرَمَکَ،بَل کَیفَ یَضیقُ عَلَی المُذنِبینَ ما وَسِعَهُم مِن رَحَمَتِکَ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ، فَوَعِزَّتِکَ یا سَیِّدی لَو نَهَرتَنی ما بَرِحتُ مِن بابِکَ ولا کَفَفتُ عَن تَمَلُّقِکَ لِمَا انتَهی إلَیَّ مِنَ المَعرِفَةِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَنتَ الفاعِلُ لِما تَشاءُ،تُعَذِّبُ مَن تَشاءُ بِما تَشاءُ کَیفَ تَشاءُ، وتَرحَمُ مَن تَشاءُ بِما تَشاءُ کیفَ تَشاءُ.

لا تُسأَلُ عَن فِعلِکَ،ولا تُنازَعُ فی مُلکِکَ،ولا تُشارَکُ فی أمرِکَ،ولا تُضادُّ فی حُکمِکَ ولا یَعتَرِضُ عَلَیکَ أحَدٌ فی تَدبیرِکَ،لَکَ الخَلقُ وَالأَمرُ تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ.

یا رَبِّ هذا مَقامُ مَن لاذَ بِکَ وَاستَجارَ بِکَرَمِکَ وأَلِفَ إحسانَکَ ونِعَمَکَ،وأَنتَ الجَوادُ الَّذی لا یَضیقُ عَفوُکَ ولا یَنقُصُ فَضلُکَ ولا تَقِلُّ رَحمَتُکَ،وقَد تَوَثَّقنا مِنکَ بِالصَّفحِ القَدیمِ وَالفَضلِ العَظیمِ وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ،أفَتُراکَ یا رَبِّ تُخلِفُ ظُنونَنا أو تُخَیِّبُ آمالَنا؟کَلّا یا کَریمُ لَیسَ هذا ظَنُّنا بِکَ ولا هذا فیکَ طَمَعُنا،یا رَبِّ،إنَّ لَنا فیکَ أمَلاً طَویلاً کَثیراً،إنَّ

ص:56


1- .لیس فی الإقبال من«أین صنائعک»إلی«إحسانک القدیم».
2- فی نسخة:«به وبمحمّد وآل محمّد».
3- فی المصدر:«لست أتّکل»،وما فی المتن أثبتناه من بعض النسخ الخطیّة للمصدر،وکذلک فی الإقبال.

لَنا فیکَ رَجاءً عَظیماً،عَصَیناکَ ونَحنُ نَرجو أن تَستُرَ عَلَینا ودَعَوناکَ ونَحنُ نَرجو أن تَستَجیبَ لَنا،فَحَقِّق رَجاءَنا مَولانا فَقَد عَلِمنا ما نَستَوجِبُ بِأَعمالِنا،ولکِنَّ عِلمَکَ فینا وعِلمَنا بِأَنَّکَ لا تَصرِفُنا عَنکَ ( حَثَّنا عَلَی الرَّغبَةِ إلَیکَ ) (1)وإن کُنّا غَیرَ مُستَوجِبینَ لِرَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَینا وعَلَی المُذنِبینَ بِفَضلِ سَعَتِکَ،فَامنُن عَلَینا بِما أنتَ أهلُهُ وجُد عَلَینا فَإِنّا مُحتاجونَ إلی نَیلِکَ،یا غَفّارُ بِنورِکَ اهتَدَینا،وبِفَضلِکَ استَغنَینا، وبِنِعمَتِکَ أصبَحنا وأَمسَینا،ذُنوبُنا بَینَ یَدَیکَ نَستَغفِرُکَ اللّهُمَّ مِنها ونَتوبُ إلَیکَ، تَتَحَبَّبُ إلَینا بِالنِّعَمِ ونُعارِضُکَ بِالذُّنوبِ،خَیرُکَ إلَینا نازِلٌ وشَرُّنا إلَیکَ صاعِدٌ،ولَم یَزَل ولا یَزالُ مَلَکٌ کَریمٌ یَأتیکَ عَنّا بِعَمَلٍ قَبیحٍ فَلا یَمنَعُکَ ذلِکَ أن تَحوطَنا بِنِعَمِکَ وتَتَفَضَّلَ عَلَینا بِآلائِکَ،فَسُبحانَکَ ما أحلَمَکَ وأَعظَمَک وأَکرَمَکَ مُبدِئاً ومُعیداً،تَقَدَّسَت أسماؤُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ وکَرُمَ صَنائِعُکَ وفِعالُکَ،أنتَ إلهی أوسَعُ فَضلاً وأَعظَمُ حِلماً مِن أن تُقایِسَنی بِفِعلی وخَطیئَتی،فَالعَفوَ العَفوَ سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی.

اللّهُمَّ اشغَلنا بِذِکرِکَ،وأَعِذنا مِن سَخَطِکَ وأَجِرنا مِن عَذابِکَ،وَارزُقنا مِن مَواهِبِکَ، وأَنعِم عَلَینا مِن فَضلِکَ،وَارزُقنا حَجَّ بَیتِکَ وزِیارَةَ قَبرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ ومَغفِرَتُکَ ورِضوانُکَ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ،وَارزُقنا عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ اغفِر (2)لی ولِوالِدَیَّ وَارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً،اِجزِهِما بِالإِحسانِ إحساناً وبِالسَّیِّئاتِ غُفراناً،اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وتابِع بَینَنا وبَینَهُم فِی الخَیراتِ،اللّهُمَّ اغفِر لِحَیِّنا ومَیِّتِنا،شاهِدِنا وغائِبِنا،ذَکَرِنا واُنثانا، صَغیرِنا وکَبیرِنا،حُرِّنا ومَملوکِنا،کَذِبَ العادِلونَ (3)بِاللّهِ وضَلّوا ضَلالاً بَعیداً وخَسِروا

ص:57


1- .ما بین القوسین أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- فی الإقبال:« اللّهُمَّ صلّ علی محمّد وآله واغفر...».
3- عدلوا باللّه:أشرکوا به وجعلوا له مِثلاً (مجمع البحرین:ج 2 ص 1176).

خُسراناً مُبیناً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاختِم لی بِخَیرٍ وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی ولا تُسَلِّط عَلَیَّ مَن لا یَرحَمُنی،وَاجعَل عَلَیَّ مِنکَ واقِیَةً باقِیَةً،ولا تَسلُبنی صالِحَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً،اللّهُمَّ احرُسنی بِحَراسَتِکَ وَاحفَظنی بِحِفظِکَ وَاکلَأنی بِکِلاءَتِکَ (1)،وَارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامِنا هذا وفی کُلِّ عامٍ وزِیارَةِ قَبرِ نَبِیِّکَ (2)،ولا تُخلِنی یا رَبِّ مِن تِلکَ المَشاهِدِ الشَّریفَةِ وَالمَواقِفِ الکَریمَةِ.

اللّهُمَّ تُب عَلَیَّ حَتّی لا أعصِیَکَ وأَلهِمنِی الخَیرَ وَالعَمَلَ بِهِ،وخَشیَتَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ ما أبقَیتَنی یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ إنّی (3)کُلَّما قُلتُ:قَد تَهَیَّأتُ وتَعَبَّأتُ وقُمتُ لِلصَّلاةِ بَینَ یَدَیکَ وناجَیتُکَ،ألقَیتَ عَلَیَّ نُعاساً إذا أنَا صَلَّیتُ،وسَلَبتَنی مُناجاتَکَ إذا أنَا ناجَیتُ،ما لی کُلَّما قُلتُ:قَد صَلَحَت سَریرَتی وقَرُبَ مِن مَجالِسِ التَّوابینَ مَجلِسی،عَرَضَت لی بَلِیَّةٌ أزالَت قَدَمی وحالَت بَینی وبَینَ خِدمَتِکَ.

سَیِّدی لَعَلَّکَ عَن بابِکَ طَرَدتَنی وعَن خِدمَتِکَ نَحَّیتَنی،أو لَعَلَّکَ رَأَیتَنی مُستَخِفّاً بِحَقِّکَ فَأَقصَیتَنی،أو لَعَلَّکَ رَأَیتَنی مُعرِضاً عَنکَ فَقَلَیتَنی،أو لَعَلَّکَ وَجَدتَنی فی مَقامِ الکاذِبینَ فَرَفَضتَنی،أو لَعَلَّکَ رَأَیتَنی غَیرَ شاکِرٍ لِنَعمائِکَ فَحَرَمتَنی،أو لَعَلَّکَ فَقَدتَنی مِن مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلتَنی،أو لَعَلَّکَ رَأَیتَنی فِی الغافِلینَ فَمِن رَحمَتِکَ آیَستَنی،أو لَعَلَّکَ رَأَیتَنی آلِفَ مَجالِسِ البَطّالینَ فَبَینی وبَینَهُم خَلَّیتَنی،أو لَعَلَّکَ لَم تُحِبَّ أن تَسمَعَ دُعائی فَباعَدتَنی،أو لَعَلَّکَ بِجُرمی وجَریرَتی کافَیتَنی،أو لَعَلَّکَ بِقِلَّةِ حَیائی مِنکَ جازَیتَنی،

ص:58


1- .کَلَأه:حفظه،وکلاءتک:أی حفظک وحراستک (مجمع البحرین:ج 3 ص 1584).
2- زاد فی المصباح للکفعمی والبلد الأمین:« [2]والأئمّة علیهم السلام».
3- فی الإقبال:« إلهی ما لی»بدل«اللّهُمَّ إنّی».

فَإِن عَفَوتَ یا رَبِّ فَطالَما عَفَوتَ عَنِ المُذنِبینَ قَبلی؛لِأَنَّ کَرَمَکَ أی رَبِّ یَجِلُّ عَن ( مُجازاةِ المُذنِبینَ،وحِلمَکَ یَکبُرُ عَن ) (1)مُکافاةِ المُقَصِّرینَ،وأَنَا عائِذٌ بِفَضلِکَ هارِبٌ مِنکَ إلَیکَ، مُنتَجِزٌ (مُتَنَجِّزٌ) ما وَعَدتَ مِنَ الصَّفحِ عَمَّن أحسَنَ بِکَ ظَنّاً.

إلهی أنتَ أوسَعُ فَضلاً وأَعظَمُ حِلماً مِن أن تُقایِسَنی بِعَمَلی،أو أن تَستَزِلَّنی بِخَطیئَتی،وما أنَا یا سَیِّدی وما خَطَری؟! هَبنی بِفَضلِکَ سَیِّدی،وتَصَدَّق عَلَیَّ بِعَفوِکَ وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ.

سَیِّدی أنَا الصَّغیرُ الَّذی رَبَّیتَهُ،وأَنَا الجاهِلُ الَّذی عَلَّمتَهُ،وأَنَا الضّالُّ الَّذی هَدَیتَهُ، و( أنَا) الوَضیعُ الَّذی رَفَعتَهُ،وأَنَا الخائِفُ الَّذی آمَنتَهُ،وَالجائِعُ الَّذی أشبَعتَهُ،وَالعَطشانُ الَّذی أروَیتَهُ،وَالعارِی الَّذی کَسَوتَهُ وَالفَقیرُ الَّذی أغنَیتَهُ،وَالضَّعیفُ الَّذی قَوَّیتَهُ،وَالذَّلیلُ الَّذی أعزَزتَهُ،وَالسَّقیمُ الَّذی شَفَیتَهُ،وَالسّائِلُ الَّذی أعطَیتَهُ،وَالمُذنِبُ الَّذی سَتَرتَهُ والخاطِئُ الَّذی أقَلتَهُ،وأَنَا القَلیلُ الَّذی کَثَّرتَهُ،وَالمُستَضعَفُ الَّذی نَصَرتَهُ،وأَنَا الطَّریدُ (2)الَّذی آوَیتَهُ (3).

أنَا یا رَبِّ الَّذی لَم أستَحیِکَ فِی الخَلاءِ ولَم اراقِبکَ فِی المَلاءِ،أنَا صاحِبُ الدَّواهِی العُظمی،أنَا الَّذی عَلی سَیِّدِهِ اجتَری،أنَا الَّذی عَصَیتُ جَبّارَ السَّماءِ،أنَا الَّذی أعطَیتُ علی مَعاصِی الجَلیلِ الرُّشا،أنَا الَّذی حینَ بُشِّرتُ بِها خَرَجتُ إلَیها أسعی،أنَا الَّذی أمهَلتَنی فَمَا ارعَوَیتُ،وسَتَرتَ عَلَیَّ فَمَا استَحیَیتُ،وعَمِلتُ بِالمَعاصی فَتَعَدَّیتُ،وأَسقَطتَنی مِن عَینِکَ فَما بالَیتُ،فَبِحِلمِکَ أمهَلتَنی وبِسِترِکَ سَتَرتَنی،حَتّی کَأَنَّکَ أغفَلتَنی،ومِن عُقوباتِ المَعاصی جَنَّبتَنی حَتّی کَأَنَّکَ استَحیَیتَنی.

إلهی لَم أعصِکَ حینَ عَصَیتُکَ وأَنَا بِرُبوبِیَّتِکَ جاحِدٌ،ولا بِأَمرِکَ مُستَخِفٌّ،ولا

ص:59


1- .ما بین القوسین أثبتناه من الإقبال.
2- فی المصباح للکفعمی:« الشرید».
3- زاد فی الإقبال هنا:«فلک الحمد».

لِعُقوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ،ولا لِوَعیدِکَ مُتَهاوِنٌ،لکِن خَطیئَةٌ عَرَضَت وسَوَّلَت لی نَفسی وغَلَبَنی هَوایَ وأَعانَتنی عَلَیها شِقوَتی،وغَرَّنی سِترُکَ المُرخی عَلَیَّ،فَقَد عَصَیتُکَ وخالَفتُکَ بِجَهدی،فَالآنَ مِن عَذابِکَ مَن یَستَنقِذُنی؟ومِن أیدِی الخُصَماءِ غَداً مَن یُخَلِّصُنی؟وبِحَبلِ مَن أتَّصِلُ إن أنتَ قَطَعتَ حَبلَکَ عَنّی؟فَوا سَوأَتا عَلی ما أحصی کِتابُکَ مِن عَمَلِیَ الَّذی لَولا ما أرجو مِن کَرَمِکَ وسَعَةِ رَحمَتِکَ،ونَهیِکَ إیّایَ عَنِ القُنوطِ لَقَنَطتُ عِندَما أتَذَکَّرُها،یا خَیرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأَفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ.

اللّهُمَّ بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ،وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِحُبِّ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ القُرَشِیِّ الهاشِمِیِّ العَرَبِیِّ التَّهامِیِّ المَکِّیِّ المَدَنِیِّ أرجُو الزُّلفَةَ لَدَیکَ،فَلا توحِشِ استیناسَ إیمانی،ولا تَجعَل ثَوابی ثَوابَ مَن عَبَدَ سِواکَ،فَإِنَّ قَوماً آمَنوا بِأَلسِنَتِهِم لِیَحقِنوا بِهِ دِماءَهُم فَأَدرَکوا ما أمَّلوا،وإنّا آمَنّا بِکَ بِأَلسِنَتِنا وقُلوبِنا لِتَعفُوَ عَنّا فَأَدرِکنا ما أمَّلنا، وثَبِّت رَجاءَکَ فی صُدورِنا،ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،فَوَعِزَّتِکَ لَوِ انتَهَرتَنی ما بَرِحتُ مِن بابِکَ ولا کَفَفتُ عَن تَمَلُّقِکَ لِما الهِمَ قَلبی (1)مِنَ المَعرِفَةِ بِکَرَمِکَ وسَعَةِ رَحمَتِکَ،إلی مَن یَذهَبُ العَبدُ إلّاإلی مَولاهُ،وإلی مَن یَلتَجِئُ المَخلوقُ إلّاإلی خالِقِهِ.

إلهی لَو قَرَنتَنی بِالأَصفادِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ (2)مِن بَینِ الأَشهادِ،ودَلَلتَ عَلی فَضائِحی عُیونَ العِبادِ،وأَمَرتَ بی إلَی النّارِ وحُلتَ بَینی وبَینَ الأَبرارِ،ما قَطَعتُ رَجائی مِنکَ وما صَرَفتُ تَأمیلی لِلعَفوِ عَنکَ،ولا خَرَجَ حُبُّکَ مِن قَلبی،أنَا لا أنسی أیادِیَکَ عِندی وسِترَکَ عَلَیَّ فی دارِ الدُّنیا.

سَیِّدی (3)أخرِج حُبَّ الدُّنیا مِن قَلبی،اِجمَع بَینی وبَینَ المُصطَفی وآلِهِ خِیَرَتِکَ مِن

ص:60


1- .زاد فی الإقبال هنا:«یا سیّدی».
2- السَّیب:العطاء (القاموس المحیط:ج 1 ص 84).
3- زاد فی الإقبال هنا:«صلّ علی محمّد وآل محمّد».

خَلقِکَ وخاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ،وَانقُلنی إلی دَرَجَةِ التَّوبَةِ إلَیکَ، وأَعِنّی بِالبُکاءِ عَلی نَفسی فَقَد أفنَیتُ بِالتَّسویفِ وَالآمالِ عُمُری،وقَد نَزَلتُ مَنزِلَةَ الآیِسینَ مِن خَیری،فَمَن یَکونُ أسوَأَ حالاً مِنّی إن أنَا نُقِلتُ عَلی مِثلِ حالی إلی قَبری (1)، لَم امَهِّدهُ لِرَقدَتی ولَم أفرُشهُ بِالعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجعَتی،وما لی لا أبکی وما أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وأَری نَفسی تُخادِعُنی وأَیّامی تُخاتِلُنی؟وقَد خَفَقَت عِندَ رَأسی أجنِحَةُ المَوتِ،فَما لی لا أبکی؟! أبکی لِخُروجِ نَفسی،أبکی لِظُلمَةِ قَبری،أبکی لِضیقِ لَحدی، أبکی لِسُؤالِ مُنکَرٍ ونَکیرٍ إیّایَ،أبکی لِخُروجی مِن قَبری عُریاناً ذَلیلاً حامِلاً ثِقلی عَلی ظَهری،أنظُرُ مَرَّةً عَن یَمینی واُخری عَن شِمالی،إذِ الخَلائِقُ فی شَأنٍ غَیرِ شَأنی،لِکُلِّ امرِیً مِنهُم یَومَئِذٍ شَأنٌ یُغنیهِ،وُجوهٌ یَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ ضاحِکَةٌ مُستَبشِرَةٌ،ووُجوهٌ یَومَئِذٍ عَلَیها غَبَرَةٌ تَرهَقُها قَتَرَةٌ وذِلَّةٌ،سَیِّدی عَلَیکَ مُعَوَّلی ومُعتَمَدی ورَجائی وتَوَکُّلی، وبِرَحمَتِکَ تَعَلُّقی،تُصیبُ بِرَحمَتِکَ مَن تَشاءُ وتَهدی بِکَرامَتِکَ مَن تُحِبُّ،فَلَکَ (2)الحَمدُ عَلی ما نَقَّیتَ مِنَ الشِّرکِ قَلبی،ولَکَ الحَمدُ عَلی بَسطِ لِسانی،أفَبِلِسانی هذا الکالِّ أشکُرُکَ؟أم بِغایَةِ جَهدی فی عَمَلی ارضیکَ؟وما قَدرُ لِسانی یا رَبِّ فی جَنبِ شُکرِکَ وما قَدرُ عَمَلی فی جَنبِ نِعَمِکَ وإحسانِکَ إلَیَّ.

إلهی (3)إنَّ جودَکَ بَسَطَ أمَلی،وشُکرَکَ قَبِلَ عَمَلی،سَیِّدی إلَیکَ رَغبَتی وإلَیکَ رَهبَتی وإلَیکَ تَأمیلی،قَد ساقَنی إلَیکَ أمَلی وعَلَیکَ یا واحِدی عَلِقَت هِمَّتی (4)وفیما عِندَکَ انبَسَطَت رَغبَتی،ولَکَ خالِصُ رَجائی وخَوفی،وبِکَ أنِسَت مَحَبَّتی وإلَیکَ ألقَیتُ بِیَدی، وبِحَبلِ طاعَتِکَ مَدَدتُ رَهبَتی.

ص:61


1- .فی الإقبال والمصباح للکفعمی:« [2]إلی قبر».
2- فی الإقبال والمصباح للکفعمی:« [4]اللّهُمَّ فلک...».
3- فی الإقبال والمصباح للکفعمی [6]والبلد الأمین:« [7]إلّا»بدل«إلهی».
4- فی بعض نسخ المصدر الخطیّة والمصادر الاُخری:«عَکَفتَ»بدل«علقت».

مَولایَ بِذِکرِکَ عاشَ قَلبی،وبِمُناجاتِکَ بَرَّدتَ ألَمَ الخَوفِ عَنّی،فَیا مَولایَ ویا مُؤَمَّلی ویا مُنتَهی سُؤلی،فَرِّق بَینی وبَینَ ذَنبِیَ المانِعِ لی مِن لُزومِ طاعَتِکَ،فَإِنَّما أسأَ لُکَ لِقَدیمِ الرَّجاءِ فیکَ وعَظیمِ الطَّمَعِ مِنکَ،الَّذی أوجَبتَهُ عَلی نَفسِکَ مِنَ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ،فَالأَمرُ لَکَ وَحدَکَ،وَالخَلقُ کُلُّهُم عِیالُکَ (1)وفی قَبضَتِکَ،وکُلُّ شَیءٍ خاضِعٌ لَکَ تَبارَکتَ یا رَبَّ العالَمینَ.

إلهِی ارحَمنی إذَا انقَطَعَت حُجَّتی،وکَلَّ عَن جَوابِکَ لِسانی وطاشَ عِندَ سُؤالِکَ إیّایَ لُبّی،فَیا عَظیمَ رَجائی لا تُخَیِّبنی إذَا اشتَدَّت فاقَتی،ولا تَرُدَّنی لِجَهلی،ولا تَمنَعنی لِقِلَّةِ صَبری،أعطِنی لِفَقری وَارحَمنی لِضَعفی،سَیِّدی عَلَیکَ مُعتَمَدی ومُعَوَّلی ورَجائی وتَوَکُّلی،وبِرَحمَتِکَ تَعَلُّقی وبِفَنائِکَ أحُطُّ رَحلی،ولِجودِکَ أقصُدُ طَلِبَتی،وبِکَرَمِکَ أی رَبِّ أستَفتِحُ دُعائی،ولَدَیکَ أرجو غِنی (2)فاقَتی،وبِغِناکَ أجبُرُ عَیلَتی،وتَحتَ ظِلِّ عَفوِکِ قِیامی،وإلی جودِکَ وکَرَمِکَ أرفَعُ بَصَری،وإلی مَعروفِکَ ادیمُ نَظَری،فَلا تُحرِقنی بِالنّارِ وأَنتَ مَوضِعُ أمَلی،ولا تُسکِنِّی الهاوِیَةَ فَإِنَّکَ قُرَّةُ عَینی،یا سَیِّدی لا تُکَذِّب ظَنّی بِإِحسانِکَ ومَعروفِکَ،فَإِنَّکَ ثِقَتی (3)ولا تَحرِمنی ثَوابَکَ فَإِنَّکَ العارِفُ بِفَقری.

إلهی إن کانَ قَد دَنا أجَلی ولَم یُقَرِّبنی مِنکَ عَمَلی،فَقَد جَعَلتُ الِاعترافَ إلَیکَ بِذَنبی وَسائِلَ عِلَلی (4).

إلهی إن عَفَوتَ فَمَن أولی مِنکَ (5)؟وإن عَذَّبتَ فَمَن أعدَلُ مِنکَ فِی الحُکمِ؟اِرحَم (6)فی هذِهِ الدُّنیا غُربَتی،وعِندَ المَوتِ کُربَتی،وفِی القَبرِ وَحدَتی،وفِی اللَّحدِ وَحشَتی،وإذا

ص:62


1- .فی الإقبال:« عبادک»بدل«عیالک».
2- لیس فی المصباح للکفعمی والبلد الأمین:« [3]غنی»،وفی الإقبال:« [4]سدّ فاقتی».
3- زاد فی الإقبال هنا:«ورجائی».
4- فی البلد الأمین:« عملی».
5- زاد فی المصباح للکفعمی هنا:«بالعفو».
6- فی المصباح للکفعمی:« اللّهمّ ارحم».

نُشِرتُ لِلحِسابِ بَینَ یَدَیکَ ذُلَّ مَوقِفی،وَاغفِر لی ما خَفِیَ عَلَی الآدَمِیِّینَ مِن عَمَلی،وأَدِم لی ما بِهِ سَتَرتَنی،وَارحَمنی صَریعاً عَلَی الفِراشِ تُقَلِّبُنی أیدی أحِبَّتی،وتَفَضَّل عَلَیَّ مَمدوداً عَلَی المُغتَسَلِ یُقَلِّبُنی (1)صالِحُ جیرَتی،وتَحَنَّن عَلَیَّ مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتی،وجُد عَلَیَّ مَنقولاً قَد نَزَلتُ بِکَ وَحیداً فی حُفرَتی،وَارحَم فی ذلِکَ البَیتِ الجَدیدِ غُربَتی حَتّی لا أستَأنِسَ بِغَیرِکَ،یا سَیِّدی إن وَکَلتَنی إلی نَفسی هَلَکتُ، سَیِّدی فَبِمَن أستَغیثُ إن لَم تُقِلنی عَثرَتی؟فَإِلی مَن أفزَعُ إن فَقَدتُ عِنایَتَکَ فی ضَجعَتی؟وإلی مَن ألتَجِئُ إن لَم تُنَفِّس کُربَتی؟سَیِّدی مَن لی ومَن یَرحَمُنی إن لَم تَرحَمنی؟ وفَضلَ مَن اؤَمِّلُ إن عَدِمتُ فَضلَکَ یَومَ فاقَتی؟وإلی مَنِ الفِرارُ مِنَ الذُّنوبِ إذَا انقَضی أجَلی؟ سَیِّدی لا تُعَذِّبنی وأَنَا أرجوکَ.

إلهی حَقِّق رَجائی وآمِن خَوفی فَإِنَّ کَثرَةَ ذُنوبی لا أرجو فیها إلّاعَفوَکَ،سَیِّدی أنَا أسأَ لُکَ ما لا أستَحِقُّ وأَنتَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ فَاغفِر لی،وأَلبِسنی مِن نَظَرِکَ ثَوباً یُغَطّی عَلَیَّ التَّبِعاتِ وتَغفِرُها لی ولا اطالَبُ بِها،إنَّکَ ذو مَنٍّ قَدیمٍ وصَفحٍ عَظیمٍ وتَجاوُزٍ کَریمٍ.

إلهی أنتَ الَّذی تُفیضُ سَیبَکَ عَلی مَن لا یَسأَ لُکَ وعَلَی الجاحِدینَ بِرُبوبِیَّتِکَ،فَکَیفَ سَیِّدی بِمَن سَأَلَکَ وأَیقَنَ أنَّ الخَلقَ لَکَ وَالأَمرَ إلَیکَ؟تَبارَکتَ وتَعالَیتَ یا رَبَّ العالَمینَ، سَیِّدی عَبدُکَ بِبابِکَ أقامَتهُ الخَصاصَةُ (2)بَینَ یَدَیکَ،یَقرَعُ بابَ إحسانِکَ بِدُعائِهِ ویَستَعطِفُ جَمیلَ نَظَرِکَ بِمَکنونِ رَجائِهِ،فَلا تُعرِض بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی وَاقبَل مِنّی ما أقولُ،فَقَد دَعَوتُکَ بِهذَا الدُّعاءِ وأَنَا أرجو ألّا تَرُدَّنی مَعرِفَةً مِنّی بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ،إلهی أنتَ الَّذی لایُحفیکَ (3)سائِلٌ ولا یَنقُصُکَ نائِلٌ؛أنتَ کَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ (4).

ص:63


1- .فی الإقبال والمصباح للکفعمی [2]والبلد الأمین:« [3]یغسّلنی»بدل«یقلّبنی».
2- الخَصاصة:الفقر والحاجة إلی الشیء (النهایة:ج 2 ص 37).
3- أحفَوا:استقصوا فی السؤال (النهایة:ج 1 ص 410).
4- فی الإقبال والمصباح للکفعمی:« [5]یقول القائلون»بدل«نقول».

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صَبراً جَمیلاً وفَرَجاً قَریباً وقَولاً صادِقاً وأَجراً عَظیماً،أسأَ لُکَ یا رَبِّ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ مِنهُ عِبادُکَ الصّالِحونَ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ وأَجوَدَ مَن أعطی،أعطِنی سُؤلی فی نَفسی وأَهلی ووالِدَیَّ ووَلَدی وأَهلِ حُزانَتی (1)وإخوانی فیکَ،وأَرغِد عَیشی وأَظهِر مُرُوَّتی وأَصلِح جَمیعَ أحوالی،وَاجعَلنی مِمَّن أطَلتَ عُمُرَهُ وحَسَّنتَ عَمَلَهُ،وأَتمَمتَ عَلَیهِ نِعمَتَکَ ورَضیتَ عَنهُ،وأَحیَیتَهُ حَیاةً طَیِّبَةً فی أدوَمِ السُّرورِ وأَسبَغِ الکَرامَةِ وأَتَمِّ العَیشِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ولا یَفعَلُ ما یَشاءُ غَیرُکَ.

اللّهُمَّ خُصَّنی مِنکَ بِخاصَّةِ ذِکرِکَ،ولا تَجعَل شَیئاً مِمّا أتَقَرَّبُ بِهِ فی آناءِ اللَّیلِ وأَطرافِ النَّهارِ رِیاءً ولا سُمعَةً ولا أشَراً (2)ولا بَطَراً (3)وَاجعَلنی لَکَ مِنَ الخاشِعینَ.

اللّهُمَّ أعطِنِی السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالأَمنَ فِی الوَطَنِ،وقُرَّةَ العَینِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ فی نِعَمِکَ عِندی،وَالصِّحَّةَ فِی الجِسمِ وَالقُوَّةَ فِی البَدَنِ وَالسَّلامَةَ فِی الدّینِ، وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أبَداً مَا استَعمَرتَنی، وَاجعَلنی مِن أوفَرِ عِبادِکَ عِندَکَ نَصیباً فی کُلِّ خَیرٍ أنزَلتَهُ وتُنزِلُهُ فی شَهرِ رَمَضانَ فی لَیلَةِ القَدرِ وما أنتَ مُنزِلُهُ فی کُلِّ سَنَةٍ،مِن رَحمَةٍ تَنشُرُها وعافِیَةٍ تُلبِسُها وبَلِیَّةٍ تَدفَعُها وحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها وسَیِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنها،وَارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،وَارزُقنی رِزقاً واسِعاً مِن فَضلِکَ الواسِعِ،وَاصرِف عَنّی یا سَیِّدِی الأَسواءَ،وَاقضِ عَنِّی الدَّینَ وَالظُّلاماتِ حَتّی لا أتَأَذّی بِشَیءٍ مِنهُ،وخُذ عَنّی بِأَسماعِ وأَبصارِ أعدائی وحُسّادی وَالباغینَ عَلَیَّ وَانصُرنی عَلَیهِم،وأَقِرَّ عَینی وفَرِّح قَلبی (4)،وَاجعَل لی مِن هَمّی

ص:64


1- .الحزانة:عِیال الرجل الّذی یتحزن لهم (مجمع البحرین:ج 1 ص 398).
2- أشِرَ:بَطِرَ واستکبر (المعجم الوسیط:ج 1 ص 19).
3- بَطِرَ فلانٌ:غلا فی المرح والزهو (المعجم الوسیط:ج 1 ص61).
4- زاد فی الإقبال هنا:«وحقّق ظنّی».

وکَربی فَرَجاً ومَخرَجاً،وَاجعَل مَن أرادَنی بِسوءٍ مِن جَمیعِ خَلقِکَ تَحتَ قَدَمَیَّ،وَاکفِنی شَرَّ الشَّیطانِ وشَرَّ السُّلطانِ وسَیِّئاتِ عَمَلی،وطَهِّرنی مِنَ الذُّنوبِ کُلِّها،وأَجِرنی مِنَ النّارِ بِعَفوِکَ وأَدخِلنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ وزَوِّجنی مِنَ الحورِ العینِ بِفَضلِکَ،وأَلحِقنی بِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الأَبرارِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم وعَلی أجسادِهِم وأَرواحِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

إلهی وسَیِّدی وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،ولَئِن طالَبتَنی بِلُؤمی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن أدخَلتَنِی النّارَ لَاُخبِرَنَّ أهلَ النّارِ بِحُبّی لَکَ.

إلهی وسَیِّدی إن کُنتَ لا تَغفِرُ إلّالِأَولِیائِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُذنِبونَ؟وإن کُنتَ لاتُکرِمُ إلّاأهلَ الوَفاءِ بِکَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُسیؤونَ؟

إلهی إن أدخَلتَنِی النّارَ فَفی ذلِکَ سُرورُ عَدُوِّکَ،وإن أدخَلتَنِی الجَنَّةَ فَفی ذلِکَ سُرورُ نَبِیِّکَ،وأَنَا وَاللّهِ أعلَمُ أنَّ سُرورَ نَبِیِّکَ أحَبُّ إلَیکَ مِن سُرورِ عَدُوِّکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَملَأَ قَلبی حُبّاً لَکَ وخَشیَةً مِنکَ وتَصدیقاً لَکَ وإیماناً بِکَ وفَرَقاً (1)مِنکَ وشَوقاً إلَیکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ وأَحبِب لِقائی، وَاجعَل لی فی لِقائِکَ الرّاحَةَ وَالفَرَجَ وَالکَرامَةَ.

اللّهُمَّ ألحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی وَاجعَلنی مِن صالِحِ مَن بَقِیَ،وخُذ بی سَبیلَ الصّالِحینَ وأَعِنّی عَلی نَفسی بِما تُعینُ بِهِ الصّالِحینَ عَلی أنفُسِهِم،وَاختِم عَمَلی بِأَحسَنِهِ وَاجعَل ثَوابی مِنهُ الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وأَعِنّی عَلی صالِحِ ما أعطَیتَنی،وثَبِّتنی یا رَبِّ ولا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ،أحیِنی ما أحیَیتَنی عَلَیهِ وتَوَفَّنی إذا تَوَفَّیتَنی عَلَیهِ،وَابعَثنی إذا بَعَثتَنی عَلَیهِ وأَبرِئ قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالشَّکِّ وَالسُّمعَةِ فی دینِکَ

ص:65


1- .الفَرَق:الخوف والفزع (النهایة:ج 3 ص 438).

حَتّی یَکونَ عَمَلی خالِصاً لَکَ.

اللّهُمَّ أعطِنی بَصیرَةً فی دینِکَ وفَهماً فی حُکمِکَ وفِقهاً فی عِلمِکَ،وکِفلَینِ مِن رَحمَتِکَ ووَرَعاً یَحجُزُنی عَن مَعاصیکَ وبَیِّض وَجهی بِنورِکَ وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ، وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ وعَلی مِلَّةِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالفَشَلِ وَالهَمِّ وَالجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ وَالذِّلَّةِ وَالمَسکَنَةِ وَالفَقرِ وَالفاقَةِ وکُلِّ بَلِیَّةٍ،وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وأَعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ وبَطنٍ لا یَشبَعُ وقَلبٍ لا یَخشَعُ ودُعاءٍ لا یُسمَعُ وعَمَلٍ لایَنفَعُ،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ عَلی نَفسی ودینی ومالی وعَلی جَمیعِ ما رَزَقتَنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ.

اللّهُمَّ إنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ أحَدٌ ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً،فَلا تَجعَل نَفسی فی شَیءٍ مِن عَذابِکَ،ولا تَرُدَّنی بِهَلَکَةٍ ولا تَرُدَّنی بِعَذابٍ ألیمٍ.

اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّی وأَعلِ ذِکری وَارفَع دَرَجَتی وحُطَّ وِزری ولا تُذَکِّرنی بِخَطیئَتی، وَاجعَل ثَوابَ مَجلسی وثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ دُعائی رِضاکَ وَالجَنَّةَ،أعطِنی یا رَبِّ جَمیعَ ما سَأَلتُکَ وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ أنزَلتَ فی کِتابِکَ أن نَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَنا،وقَد ظَلَمنا أنفُسَنا فَاعفُ عَنّا فَإِنَّکَ أولی بِذلِکَ مِنّا،وأَمَرتَنا ألّا نَرُدَّ سائِلاً عَن أبوابِنا وقَد جِئتُکَ سائِلاً فَلا تَرُدَّنی إلّابِقَضاءِ حاجَتی،وأَمَرتَنا بِالإِحسانِ إلی ما مَلَکَت أیمانُنا ونَحنُ أرِقّاؤُکَ فَأَعتِق رِقابَنا مِنَ النّارِ.

یا مَفزَعی عِندَ کُربَتی،ویا غَوثی عِندَ شِدَّتی،إلَیکَ فَزَعتُ وبِکَ استَغَثتُ ولُذتُ،لا ألوذُ بِسِواکَ ولا أطلُبُ الفَرَجَ إلّامِنکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فَأَغِثنی وفَرِّج عَنّی، یا مَن یَقبَلُ الیَسیرَ ویَعفو عَنِ الکَثیرِ،اِقبَل مِنِّی الیَسیرَ وَاعفُ عَنِّی الکَثیرَ إنَّکَ أنتَ الرَّحیمُ الغَفورُ.

ص:66

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لَن یُصیبَنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورَضِّنی مِنَ العَیشِ بِما قَسَمتَ لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ج-دُعاءُ إدریسَ علیه السلام

1862.مصباح المتهجّد: ویَدعو أیضاً فِی السَّحَرِ بِدُعاءِ إدریسَ علیه السلام (2):

سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ ووارِثَهُ،یا إلهَ الآلِهَةِ الرَّفیعَ فی جَلالِهِ،یا أللّهُ المَحمودُ فی کُلِّ فِعالِهِ،یا رَحمانَ کُلِّ شَیءٍ وراحِمَهُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ فی دَیمومَةِ مُلکِهِ وبَقائِهِ،یا قَیّومُ فَلا یَفوتُ شَیئاً عِلمُهُ ولا یَؤودُهُ (3)،یا واحِدُ الباقی أوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَهُ،یا دائِمُ بِغَیرِ فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلکِهِ،یا صَمَداً مِن غَیرِ شَبَهٍ ولا شَیءَ کَمِثلِهِ،یا بارُّ ولا شَیءَ کُفوُهُ ولا مُدانِیَ لِوَصفِهِ،یا کَبیرُ أنتَ الَّذی لا تَهتَدِی القُلوبُ لِعَظَمَتِهِ،یا بارِئُ المُنشِئُ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَیرِهِ،یا زاکِی الطّاهِرُ مِن کُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ،یا کافِی الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطایا فَضلِهِ،یا نَقِیُّ مِن کُلِّ جَورٍ لَم یَرضَهُ ولَم یُخالِطهُ فِعالُهُ،یا حَنّانُ الَّذی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُهُ،یا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ،یا دَیّانَ العِبادِ فَکُلٌّ یَقومُ خاضِعاً لِرَهبَتِهِ،یا خالِقَ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وکُلٌّ إلَیهِ مَعادُهُ،یا رَحمانَ کُلِّ صَریخٍ ومَکروبٍ وغِیاثَهُ ومَعاذَهُ،یا بارُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ کُنهَ جَلالِ مُلکِهِ وعِزِّهِ، یا مُبدِئَ البَرایا لَم یَبغِ فی إنشائِها أعواناً مِن خَلقِهِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ فَلا یَؤودُهُ مِن شَیءٍ حِفظُهُ،یا مُعیداً ما أفناهُ (4)إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ،یا حَلیمُ ذَا الأَناةِ فَلا شَیءَ یَعدِلُهُ مِن خَلقِهِ،یا مَحمودَ الفِعالِ ذَا المَنِّ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ،یا عَزیزُ المَنیعُ الغالِبُ

ص:67


1- .مصباح المتهجّد:ص 582 ح691، الإقبال:ج1 ص157، [2]المصباح للکفعمی:ص 781، [3]البلد الأمین:ص205، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 82 ح 2.
2- وزاد فی الإقبال:« ورأیت فی إسناد هذا الدعاء أنّه الّذی رفعه اللّه-جلّ جلاله-به إلیه،وأنّه من أفضل الدعاء»؛وفی المصباح للکفعمی:« [7]ثمّ ادعُ بدعاء إدریس علیه السلام وهو أربعون اسماً عدد أیّام التوبة».
3- یؤوده:أی یثقله ویشقّ علیه،من قولهم:آدنی الشیءُ أو الحمل؛أی أثقلنی (مجمع البحرین:ج 1 ص 96).
4- فی المصدر:«إذا أفنی»،والتصویب من الإقبال وبحار الأنوار، [9]وفی المصباح للکفعمی:« [10]لما أفناه».

عَلی أمرِهِ ولا شَیءَ یَعدِلُهُ،یا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّدیدِ أنتَ الَّذی لا یُطاقُ انتِقامُهُ،یا مُتَعالِی القَریبُ فی عُلُوِّ ارتِفاعِ دُنُوِّهِ،یا جَبّارُ المُذَلِّلُ کُلَّ شَیءٍ بِقَهرِ عَزیزِ سُلطانِهِ،یا نورَ کُلِّ شَیءٍ أنتَ الَّذی فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ،یا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن کُلِّ سوءٍ ولا شَیءَ یَعدِلُهُ،یا قَریبُ المُجیبُ المُتَدانی دونَ کُلِّ شَیءٍ قُربُهُ،یا عالِی الشّامِخُ فِی السَّماءِ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا بَدیعَ البَدائِعِ ومُعیدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ،یا جَلیلُ المُتَکَبِّرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ فَالعَدلُ أمرُهُ وَالصِّدقُ وَعدُهُ،یا مَجیدُ فَلا یَبلُغُ الأَوهامُ کُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ،یا کَریمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذی مَلَأَ کُلَّ شَیءٍ عَدلُهُ،یا عَظیمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وَالعِزِّ وَالکِبرِیاءِ فَلا یَذِلُّ عِزُّهُ،یا عَجیبُ فَلا تَنطِقُ الأَلسُنُ بِکُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ.

أسأَ لُکَ یا مُعتَمَدی عِندَ کُلِّ کُربَةٍ وغِیاثی عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ بِهذِهِ الأَسماءِ أماناً مِن عُقوباتِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،( و) أسأَ لُکَ أن تَصرِفَ عَنّی بِهِنَّ کُلَّ سوءٍ ومَخوفٍ ومَحذورٍ، وتَصرِفَ عَنّی أبصارَ الظَّلَمَةِ المُریدینَ بِیَ السّوءَ الَّذی نَهَیتَ عَنهُ مِن شَرِّ ما یُضمِرونَ إلی خَیرِ ما لا یَملِکونَ ولا یَملِکُهُ غَیرُکَ یا کَریمُ.

اللّهُمَّ لا تَکِلنی إلی نَفسی فَأَعجِزَ عَنها (1)،ولا إلَی النّاسِ فَیَظفَروا بی (2)،ولا تُخَیِّبنی وأَنَا أرجوکَ ولا تُعَذِّبنی وأَنَا أدعوکَ،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَأَجِبنی کَما وَعَدتَنی.اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری ما وَلِیَ أجَلی،اللّهُمَّ لا تُغَیِّر جَسَدی ولا تُرسِل حَظّی ولا تَسُؤ صَدیقی.

أعوذُ بِکَ مِن سُقمٍ مُضرِعٍ (3)وفَقرٍ مُدقِعٍ (4)ومِنَ الذُّلِّ وبِئسَ الخِلُّ.اللّهُمَّ سَلِّ قَلبی عَن کُلِّ شَیءٍ لا أتَزَوَّدُهُ إلَیکَ،ولا أنتَفِعُ بِهِ یَومَ ألقاکَ مِن حَلالٍ أو حَرامٍ،ثُمَّ أعطِنی قُوَّةً عَلَیهِ

ص:68


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی نهایة الدعاء:قد مضی فی هذا الدعاء:«ولا تکلنی إلی نفسی فأعجز عنها»وظاهر الحال أنّه:«لا تکلنی إلی نفسی فتعجز عنّی»ولکن هکذا وجدناه فیما رأیناه (الإقبال:ج 1 ص 183).
2- فی الإقبال:« فیرفضونی»بدل«فیظفروا بی».
3- یقال:ضَرعَ-بالفتح والکسر-:إذا خضع وذلّ (النهایة:ج 3 ص 85).
4- فقر مُدقع:أی شدید یُفضی بصاحبه إلی الدَّقعاء:وهو التراب وقیل:هو سوء احتمال الفقر (النهایة:ج 2 ص 127).

وعِزّاً وقَناعَةً ومَقتاً لَهُ ورِضاکَ فیهِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی عَطایاکَ الجَزیلَةِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی مِنَنِکَ المُتَواتِرَةِ الَّتی بِها دافَعتَ عَنّی مَکارِهَ الاُمورِ،وبِها آتَیتَنی مَواهِبَ السُّرورِ مَعَ تَمادِیَّ فِی الغَفلَةِ وما بَقِیَ فِیَّ مِنَ القَسوَةِ،فَلَم یَمنَعکَ ذلِکَ مِن فِعلی أن عَفَوتَ عَنّی وسَتَرتَ ذلِکَ عَلَیَّ وسَوَّغتَنی ما فی یَدی مِن نِعَمِکَ،وتابَعتَ عَلَیَّ إحسانَکَ،وصَفَحتَ لی عَن قَبیحِ ما أفضَیتُ بِهِ إلَیکَ، وانتَهَکتُهُ مِن مَعاصیکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ یَحِقُّ عَلَیکَ فیهِ إجابَةُ الدُّعاءِ إذا دُعیتَ بِهِ وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ ذی حَقٍّ عَلَیکَ وبِحَقِّکَ عَلی جَمیعِ مَن هُوَ دونَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وعَلی آلِهِ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَخُذ بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ ومِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،وَامنَعهُ مِنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،یا مَن لَیسَ مَعَهُ رَبٌّ یُدعی،ویا مَن لَیسَ فَوقَهُ خالِقٌ یُخشی،ویا مَن لَیسَ دونَهُ إلهٌ یُتَّقی،ویا مَن لَیسَ لَهُ وَزیرٌ یُؤتی،ویا مَن لَیسَ لَهُ حاجِبٌ یُرشی،ویا مَن لَیسَ لَهُ بَوّابٌ یُنادی،ویا مَن لا یَزدادُ عَلی کَثرَةِ العَطاءِ إلّا کَرَماً وجوداً وعَلی تَتابُعِ الذُّنوبِ إلّامَغفِرَةً وعَفواً صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ. (1)

د-دُعاءُ«یا عُدَّتی فی کُربَتی»

1863.مصباح المتهجّد: ویَدعو أیضاً فِی السَّحَرِ بِهذَا الدُّعاءِ:

یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا غایَتی فی رَغبَتی،أنتَ السّاتِرُ عَورَتی وَالمُؤمِنُ رَوعَتی وَالمُقیلُ عَثرَتی،فَاغفِر لی خَطیئَتی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خُشوعَ الإِیمانِ قَبلَ خُشوعِ الذُّلِّ فِی النّارِ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ

ص:69


1- .مصباح المتهجّد:ص 601 ح 693، الإقبال:ج 1 ص 180، [2]المصباح للکفعمی:ص 800، [3]البلد الأمین:ص 216، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 98 ح 2.

یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،یا مَن یُعطی مَن سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً، ویَبتَدِئُ بِالخَیرِ مَن لَم یَسأَلهُ تَفَضُّلاً مِنهُ وکَرَماً،بِکَرَمِکَ الدّائِمِ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وهَب لی رَحمَةً واسِعَةً جامِعَةً أبلُغُ بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاعفُ عَن ظُلمی وجُرمی بِحِلمِکَ وجودِکَ یا کَریمُ، یا مَن لا یَخیبُ سائِلُهُ ولا یَنفَدُ نائِلُهُ،یا مَن عَلا فَلا شَیءَ فَوقَهُ ودَنا فَلا شَیءَ دونَهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارحَمنی یا فالِقَ البَحرِ لِموسی،اللَّیلَةَ اللَّیلَةَ اللَّیلَةَ،السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ.

اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،ولِسانی مِنَ الکَذِبِ،وعَینی مِنَ الخِیانَةِ فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورِ.

یا رَبِّ هذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ،هذا مَقامُ المُستَجیرِ بِکَ مِنَ النّارِ،هذا مَقامُ المُستَغیثِ بِکَ مِنَ النّارِ،هذا مَقامُ الهارِبِ إلَیکَ مِنَ النّارِ،هذا مَقامُ مَن یَبوءُ لَکَ بِخَطیئَتِهِ ویَعتَرِفُ بِذَنبِهِ ویَتوبُ إلی رَبِّهِ،هذا مَقامُ البائِسِ الفَقیرِ،هذا مَقامُ الخائِفِ المُستَجیرِ، هذا مَقامُ المَحزونِ المَکروبِ،هذا مَقامُ المَحزونِ المَغمومِ المَهمومِ،هذا مَقامُ الغَریبِ الغَریقِ،هذا مَقامُ المُستَوحِشِ الفَرِقِ (1)،هذا مَقامُ مَن لا یَجِدُ لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّیاً إلّاأنتَ،ولا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواکَ.

یا أللّهُ یا کَریمُ،لا تُحرِق وَجهی بِالنّارِ بَعدَ سُجودی لَکَ وتَعفیری بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ الحَمدُ وَالمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَلَیَّ.اِرحَم أی رَبِّ أی رَبِّ أی رَبِّ-حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ-ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی ورِقَّةَ جِلدی وتَبَدُّدَ أوصالی وتَناثُرَ لَحمی وجِسمی وجَسَدی

ص:70


1- .فَرِق فَرَقاً:جزع واشتدّ خوفه،فهو فَرِقٌ (المعجم الوسیط:ج 2 ص 685).

ووَحدَتی ووَحشَتی فی قَبری وجَزَعی مِن صَغیرِ البَلاءِ.أسأَ لُکَ یا رَبِّ قُرَّةَ العَینِ وَالِاغتِباطَ یَومَ الحَسرَةِ وَالنَّدامَةِ،بَیِّض وَجهی یا رَبِّ یَومَ تَسوَدُّ فیهِ الوُجوهُ،آمِنّی مِنَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،أسأَ لُکَ البُشری یَومَ تُقَلَّبُ فیهِ القُلوبُ وَالأَبصارُ،وَالبُشری عِندَ فِراقِ الدُّنیا.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أرجوهُ عَوناً فی حَیاتی،واُعِدُّهُ ذُخراً لِیَومِ فاقَتی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ (و) لا أدعو غَیرَهُ ولَو دَعَوتُ غَیرَهُ لَخَیَّبَ دُعائی.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أرجوهُ ولا أرجو غَیرَهُ ولَو رَجَوتُ غَیرَهُ لَأَخلَفَ رَجائی،الحَمدُ للّهِ ِ المُنعِمِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُفضِلِ ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ،وَلِیِّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبِ کُلِّ حَسَنَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،وقاضِی کُلِّ حاجَةٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الیَقینَ وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ،وأَثبِت رَجاکَ فی قَلبی،وَاقطَع رَجائی عَمَّن سِواکَ حَتّی لا أرجُوَ غَیرَکَ ولا أثِقَ إلّابِکَ.یا لَطیفاً لِما یَشاءُ، الطُف لی فی جَمیعِ أحوالی بِما تُحِبُّ وتَرضی.یا رَبِّ إنّی ضَعیفٌ عَلَی النّارِ فَلا تُعَذِّبنی بِالنّارِ.یا رَبِّ ارحَم دُعائی وتَضَرُّعی وخَوفی وذُلّی ومَسکَنَتی وتَعویذی وتَلویذی. (1)

یا رَبِّ إنّی ضَعیفٌ عَن طَلَبِ الدُّنیا وأَنتَ واسِعٌ کَریمٌ،أسأَ لُکَ یا رَبِّ بِقُوَّتِکَ عَلی ذلِکَ وقُدرَتِکَ عَلَیهِ وغِناکَ عَنهُ وحاجَتی إلَیهِ،أن تَرزُقَنی فی عامی هذا وشَهری ویَومی هذا وساعَتی هذِهِ رِزقاً تُغنینی بِهِ عَن تَکَلُّفِ ما فی أیدِی النّاسِ؛مِن رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ.

أی رَبِّ،مِنکَ أطلُبُ وإلَیکَ أرغَبُ وإیّاکَ أرجو وأَنتَ أهلُ ذلِکَ،لا أرجو غَیرَکَ ولا أثِقُ إلّابِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.أی رَبِّ،ظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی وَارحَمنی وعافِنی،یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،ویا جامِعَ کُلِّ فَوتٍ،ویا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ،یا مَن لا تَغشاهُ الظُّلُماتُ ولا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،ولا یَشغَلُهُ شَیءٍ عَن شَیءٍ أعطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أفضَلَ ما سَأَلَکَ وأَفضَلَ ما سَأَلتَ لَهُ وأَفضَلَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،

ص:71


1- .اللَّوذ بالشیء:الاستتار والاحتصان به.لاذَ بِه:لجأ إلیه وعاذ به (تاج العروس:ج 5 ص 395).

وهَب لِیَ العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ،وَاختِم لی بِخَیرٍ حَتّی لا تَضُرَّنِیَ الذُّنوبُ.

اللّهُمَّ رَضِّنی بِما قَسَمتَ لی حَتّی لا أسأَلَ أحَداً شَیئاً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافتَح لی خَزائِنَ رَحمَتِکَ،وَارحَمنی رَحمَةً لا تُعَذِّبُنی بَعدَها أبَداً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً حَلالاً طَیِّباً لا تُفقِرُنی إلی أحَدٍ بَعدَهُ سِواکَ، تَزیدُنی بِذلِکَ شُکراً وإلَیکَ فاقَةً وفَقراً وبِکَ عَمَّن سِواکَ غِنیً وتَعَفُّفاً،یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا مُنعِمُ یا مُفضِلُ،یا مَلیکُ یا مُقتَدِرُ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاکفِنِی المُهِمَّ کُلَّهُ،وَاقضِ لی بِالحُسنی بارِک لی فی جَمیعِ اموری وَاقضِ لی جَمیعَ حَوائِجی.

اللّهُمَّ یَسِّر لی ما أخافُ تَعسیرَهُ فَإِنَّ تَیسیرَ ما أخافُ تَعسیرَهُ عَلَیکَ یَسیرٌ،وسَهِّل لی ما أخافُ حُزونَتَهُ (1)،ونَفِّس عَنّی ما أخافُ ضیقَهُ،وکُفَّ عَنّی ما أخافُ غَمَّهُ،وَاصرِف عَنّی ما أخافُ بَلِیَّتَهُ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً (2)وإیماناً بِکَ وفَرَقاً مِنکَ وشَوقاً إلَیکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ إنَّ لَکَ حُقوقاً فَتَصَدَّق بِها عَلَیَّ،ولِلنّاسِ قِبَلی تَبِعاتٌ فَتَحَمَّلها عَنّی،وقَد أوجَبتَ لِکُلِّ ضَیفٍ قِریً (3)وأَنا ضَیفُکَ فَاجعَل قِرایَ اللَّیلَةَ الجَنَّةَ،یا وَهّابَ الجَنَّةِ،یا وَهّابَ المَغفِرَةِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (4)

ه-دُعاءُ«یا مَفزَعی عِندَ کُربَتی»

1864.الإقبال: دعاءٌ آخَرُ فِی السَّحرِ نُقِلَ مِن أصلٍ عتیقٍ مِن اصولِ أصحابِنا،أوَّلُ رِوایَتِهِ عَنِ

ص:72


1- .الحزونة:الخشونة.والحَزْن:المکان الغلیظ الخشِن (النهایة:ج 1 ص 380).
2- فی الإقبال:«وتصدیقاً بکتابک».
3- القِری:الضِّیافة،وقَریتُ الضیفَ:إذا أحسنت إلیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1475).
4- مصباح المتهجّد:ص 598 ح 692، الإقبال:ج 1 ص 177، [3]المصباح للکفعمی:ص 797، [4]البلد الأمین:ص 214، [5]بحار الأنوار:ج 98 ص 95 ح 2.

الحَسَنِ بنِ مَحبوبٍ،وتاریخُ کِتابَتِهِ سَنَةُ ثَلاثٍ وسَبعینَ وثَلاثِمِئَةٍ:

یا مَفزَعی عِندَ کُربَتی،ویا غَوثی عِندَ شِدَّتی،إلَیکَ فَزِعتُ وبِکَ استَغَثتُ وبِکَ لُذتُ، لا ألوذُ بِسِواکَ ولا أطلُبُ الفَرَجَ إلّامِنکَ،فَأَغِثنی وفَرِّج عَنّی،یا مَن یَقبَلُ الیَسیرَ ویَعفو عَنِ الکَثیرِ،اِقبَل مِنِّی الیَسیرَ وَاعفُ عَنِّی الکَثیرَ إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لَن یُصیبَنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورَضِّنی مِنَ العَیشِ بِما قَسَمتَ لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا غایَتی فی رَغبَتی،أنتَ السّاتِرُ عَورَتی وَالآمِنُ رَوعَتی وَالمُقیلُ عَثرَتی،فَاغفِر لی خَطیئَتی یا أرحَمَ الرّاحِمین. (1)

و-التَّسبیحُ

1865.الإقبال: وقالَ فِی الکِتابِ المَذکورِ (2):التَّسبیحُ فِی السَّحرِ:

سُبحانَ مَن یَعلَمُ جَوارِحَ القُلوبِ،سُبحانَ مَن یُحصی عَدَدَ الذُّنوبِ،سُبحانَ مَن لا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،سُبحانَ الرَّبِّ الوَدودِ،سُبحانَ الفَردِ الوَترِ، سُبحانَ العَظیمِ الأَعظَمِ،سُبحانَ مَن لا یَعتَدی عَلی أهلِ مَملَکَتِهِ،سُبحانَ مَن لا یُؤاخِذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ،سُبحانَ الحَنّانِ المَنّانِ،سُبحانَ الرَّؤوفِ الرَّحیمِ،سُبحانَ الجَبّارِ الجَوادِ،سُبحانَ الحَلیمِ الکَریمِ،سُبحانَ البَصیرِ العَلیمِ،سُبحانَ البَصیرِ الواسِعِ، سُبحانَ اللّهِ عَلی إقبالِ النَّهارِ،سُبحانَ اللّهِ عَلی إدبارِ النَّهارِ،سُبحانَ اللّهِ عَلی إدبارِ اللَّیلِ وإقبالِ النَّهارِ،ولَهُ الحَمدُ وَالمَجدُ وَالعَظَمَةُ وَالکِبرِیاءُ مَعَ کُلِّ نَفَسٍ،وکُلِّ طَرفَةِ عَینٍ وکُلِّ لَمحَةٍ سَبَقَ فی عِلمِهِ،سُبحانَکَ مِلءَ ما أحصی کِتابُکَ،سُبحانَکَ زِنَةَ عَرشِکَ،سُبحانَکَ

ص:73


1- .الإقبال:ج 1 ص 183، بحار الأنوار:ج 98 ص 100 ح 2.
2- أی:من أصل عتیق من اصول أصحابنا.

سُبحانَکَ سُبحانَکَ. (1)

7/25الأدعِیَةُ المُشتَرَکَةُ لِکُلِّ یَومٍ

الف-دُعاءُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

1866.الکافی: عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ بَشیرٍ عَن بَعضِ رِجالِهِ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام کانَ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ (2)فی کُلِّ یَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ:

اللّهُمَّ إنَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ،وهذا شَهرُ الصِّیامِ،وهذا شَهرُ الإِنابَةِ،وهذا شَهرُ التَّوبَةِ، وهذا شَهرُ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ،وهذا شَهرُ العِتقِ مِنَ النّارِ وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ،اللّهُمَّ فَسَلِّمهُ لی وتَسَلَّمهُ مِنی،وأَعِنّی عَلَیهِ بِأَفضَلِ عَونِکَ،ووَفِّقنی فیهِ لِطاعَتِکَ،وفَرِّغنی فیهِ لِعِبادَتِکَ ودُعائِکَ وتِلاوَةِ کِتابِکَ،وأَعظِم لی فیهِ البَرَکَةَ وأَحسِن لی فیهِ العاقِبَةَ،وأَصِحَّ لی فیهِ بَدَنی وأَوسِع فیهِ رِزقی،وَاکفِنی فیهِ ما أهَمَّنی وَاستَجِب لی فیهِ دُعائی وبَلِّغنی فیهِ رَجائی.

اللّهُمَّ أذهِب عَنّی فیهِ النُّعاسَ وَالکَسَلَ وَالسَّآمَةَ (3)وَالفَترَةَ (4)وَالقَسوَةَ وَالغَفلَةَ وَالغِرَّةَ. (5)

اللّهُمَّ جَنِّبنی فیهِ العِلَلَ وَالأَسقامَ،وَالهُمومَ وَالأَحزانَ،وَالأَعراضَ وَالأَمراضَ،وَالخَطایا وَالذُّنوبَ،وَاصرِف عَنّی فیهِ السّوءَ وَالفَحشاءَ وَالجَهدَ وَالبَلاءَ وَالتَّعَبَ وَالعَناءَ إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

ص:74


1- .الإقبال:ج 1 ص 184، بحار الأنوار:ج 98 ص 100 ح 2.
2- أقول:ممّا ینبغی التنبیه علیه هو أنّ هذا الدعاء قد ورد أیضاً ولکن مع زیادات کثیرة ومن دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام فی المصادر التالیة:تهذیب الأحکام:ج 3 ص 111،مصباح المتهجّد:ص 610 ح 696، المقنعة:ص 332،الإقبال:ج 1 ص 202، [4]المصباح للکفعمی:ص817، [5]البلد الأمین:ص 223.
3- السّآمة:الملالة-وزناً ومعنی-(مجمع البحرین:ج 2 ص 800).
4- الفترة:الانکسار والضعف،وفَتَر الشیءُ:سکنَ بعد حِدّة،ولانَ بعد شدّة (لسان العرب:ج 5 ص43).
5- الغِرّة:الاغترار بنعمة اللّه،والأمن من مکر اللّه (مجمع البحرین:ج 2 ص 1312).

اللّهُمَّ أعِذنی فیهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ وهَمزِهِ (1)ولَمزِهِ (2)ونَفثِهِ (3)ونَفخِهِ ووَسواسِهِ وکَیدِهِ ومَکرِهِ وحِیَلِهِ وأَمانِیِّهِ وخُدَعِهِ وغُرورِهِ وفِتنَتِهِ ورَجلِهِ (4)وشَرَکِهِ وأَعوانِهِ وأَتباعِهِ وأَخدانِهِ (5)وأَشیاعِهِ وأَولِیائِهِ وشُرَکائِهِ وجَمیعِ کَیدِهِم.

اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ تَمامَ صِیامِهِ وبُلوغَ الأَمَلِ فی قِیامِهِ،وَاستِکمالَ ما یُرضیکَ فیهِ صَبراً وإیماناً ویَقیناً وَاحتِساباً،ثُمَّ تَقَبَّل ذلِکَ مِنّا بِالأَضعافِ الکَثیرَةِ وَالأَجرِ العَظیمِ.

اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ الجِدَّ وَالِاجتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالرَّغبَةَ وَالرَّهبَةَ وَالجَزَعَ (6)وَالرِّقَّةَ وصِدقَ اللِّسانِ،وَالوَجَلَ مِنکَ وَالرَّجاءَ لَکَ وَالتَّوَکُّلَ عَلَیکَ وَالثِّقَةَ بِکَ، وَالوَرَعَ عَن مَحارِمِکَ بِصالِحِ القَولِ ومَقبولِ السَّعیِ ومَرفوعِ العَمَلِ ومُستَجابِ الدُّعاءِ ولا تَحُل بَینی وبَینَ شَیءٍ مِن ذلِکَ بِعَرضِ ولا مَرَضٍ ولا هَمٍّ ولا غَمٍّ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (7)

ب-تَسبیحاتُ کُلِّ یَومٍ

1867.الإقبال: ومِنَ العَمَلِ فی کُلِّ یَومٍ مِن شَهرِ رَمضانَ التَّسبیحُ،رَوَیناهُ بِإِسنادنا إلی أبی العَبّاسِ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعیدِ بنِ عُقدَةَ،قالَ:أخبَرَنا أبو عَبدِ اللّهِ یَحیَی بنِ زَکَریَّا بنِ شَیبانَ العَلّافُ فی کِتابِهِ سَنَةَ خمسٍ وسِتِّینَ ومِئَتَینِ،قالَ:أخبَرَنا أبُو الحَسَنِ عَلیُّ بنُ أبی حَمزَةَ عَن أبیهِ،وحُسَینُ بنُ أبِی العَلاءِ الزَّندَجیُّ (8)جمیعاً عَن أبی بَصیرٍ عَن

ص:75


1- .الَهمْز:النخس والغمز (النهایة:ج 5 ص 273).
2- اللّمْز:العیب والوقوع فی الناس (النهایة:ج 4 ص 269).
3- النفث:أقلّ من التفل،لأنّ التفل لا یکون إلّامعه ریق (لسان العرب:ج 2 ص195).
4- الرَّجْل:جماعة الراجِل،کالرَّکْب (المحیط فی اللغة:ج 7 ص 81).
5- الأخدان:جمع خِدْن وخَدِین وهو الصدیق (لسان العرب:ج 13 ص 139).
6- الجَزَع:أی التضرّع (مرآة العقول:ج 16 ص 227).
7- الکافی:ج 4 ص 75 ح 7،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 104 ح 1849.
8- فی المصدر:«الزیدجی»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الرجالیّة.

أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،قالَ:تُسَبِّحُ فی کُلِّ یَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ-ونَذکُرُ فیهِ زِیادَةً مِن رِوایَةِ جَدّی أبی جَعفَرٍ الطّوسِیِّ (1)-:

الأَوَّل:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ السَّمیعِ الَّذی لَیسَ شَیءٌ أسمَعَ مِنهُ،یَسمَعُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضینَ،ویَسمَعُ ما فی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ،ویَسمَعُ الأَنینَ وَالشَّکوی،ویَسمَعُ السِّرَّ وأَخفی،وَیَسمَعُ وَساوِسَ الصُّدورِ ولا یُصِمُّ سَمعَهُ صَوتٌ.

الثّانی:سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ اللّهِ البَصیرِ الَّذی لَیسَ شَیءٌ أبصَرَ مِنهُ،یُبصِرُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضینَ،ویُبصِرُ ما فِی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ،لا تُدرِکُهُ الأَبصارُ وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ،ولا تَغشی بَصَرَهُ الظُّلمَةُ ولا یُستَتَرُ مِنهُ بِسِترٍ،ولا یُواری مِنهُ جِدارٌ ولا یَغیبُ عَنهُ بَرٌّ ولا بَحرٌ،ولا یُکِنُّ (2)مِنهُ جَبَلٌ ما فی أصلِهِ ولا قَلبٌ ما فیهِ ولا جَنبٌ ما فی قَلبِهِ،ولا یَستَتِرُ مِنهُ صَغیرٌ ولا کَبیرٌ،ولا یَستَخفی مِنهُ صَغیرٌ لِصِغَرِهِ،ولا یَخفی عَلَیهِ شَیءٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ هُوَ الَّذی یُصَوِّرُکُم فِی الأَرحامِ کَیفَ یَشاءُ،لا إلهَ إلّاهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ.

ص:76


1- .وفی مصباح المتهجّد:«ویسبّح فی کلّ یوم من شهر رمضان إلی آخره عشرة أجزاء،کلّ جزء منها علی حدة».
2- أکنَّ الشیءَ:ستره (لسان العرب:ج 13 ص 361).

الثّالِث:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی یُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ویُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِکَةُ مِن خیفَتِهِ ویُرسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصیبُ بِها مَن یَشاءُ،ویُرسِلُ الرِّیاحَ بُشری بَینَ یَدَی رَحمَتِهِ،ویُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِکَلِماتِهِ،ویُنبِتُ النَّباتَ بِقُدرَتِهِ ویَسقُطُ الوَرَقُ بِعِلمِهِ (1)،سُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ،ولا أصغَرُ مِن ذلِکَ ولا أکبَرُ إلّا فی کِتابٍ مُبینٍ.

الرَّابِع:سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ اللّهِ الَّذی یَعلَمُ ما تَحمِلُ کُلُّ انثی وما تَغیضُ الأَرحامُ (2)وما تَزدادُ وکُلُّ شَیءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ،عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرِ المُتَعالِ سَواءٌ مِنکُم مَن أسَرَّ القَولَ ومَن جَهَرَ بِهِ ومَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّیلِ وسارِبٌ بِالنَّهارِ (3)لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ یَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللّهِ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی یُمیتُ الأَحیاءَ ویُحیِی المَوتی ویَعلَمُ ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم ویُقِرُّ (4)فِی الأَرحامِ ما یَشاءُ إلی أجَلٍ مُسَمّیً.

ص:77


1- .فی الطبعة المعتمدة:«ویبسط الرزق بعلمه»،وما أثبتناه من الطبعة الحجریّة والمصادر الاُخری.
2- أی تنقص عن مقدار الحمل الّذی یسلم معه الولد (مجمع البحرین:ج 2 ص 1348).
3- أی بارزٌ بالنهار یراه کلُّ أحد (مجمع البحرین:ج 2 ص 833).
4- فی المصدر«وتقرّ»،والصحیح ما أثبتناه کما فی جمیع المصادر.

الخامِس:سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ.

سُبحانَ اللّهِ مالِکِ المُلکِ تُؤتِی المُلکَ مَن تَشاءُ وتَنزِعُ المُلکَ مِمَّن تَشاءُ وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِیَدِکَ الخَیرُ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،تولِجُ اللَّیلَ فِی النَّهارِ وتولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیلِ وتُخرِجُ الحَیَّ مِنَ المَیِّتِ وتُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ.

السّادِس:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی عِندَهُ مَفاتِحُ الغَیبِ لا یَعلَمُها إلّاهُوَ ویَعلَمُ ما فِی البَرِّ وَالبَحرِ وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلّایَعلَمُها ولا حَبَّةٍ فی ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٍ ولا یابِسٍ إلّا فی کِتابٍ مُبینٍ.

السّابِع:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یُحصی مِدحَتَهُ القائِلونَ ولا یَجزی بِآلائِهِ الشّاکِرونَ العابِدونَ وهُوَ کَما قالَ وفَوقَ ما نَقولُ،وَاللّهُ سُبحانَهُ کَما أثنی عَلی نَفسِهِ ولا یُحیطونَ بِشَیءٍ مِن عِلمِهِ إلّابِما شاءَ وَسِعَ کُرسِیُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ولا یَؤودُهُ حِفظُهُما وهُوَ العَلِیُّ العَظیمُ.

الثّامِن:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ

ص:78

کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی یَعلَمُ ما یَلِجُ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها وما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،ولا یَشغَلُهُ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها عَمّا یَلِجُ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها،ولا یَشغَلُهُ ما یَلِجُ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها عَمّا یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،ولا یَشغَلُهُ عِلمُ شَیءٍ عَن عِلمِ شَیءٍ،ولا یَشغَلُهُ خَلقُ شَیءٍ عَن خَلقِ شَیءٍ ولا حِفظُ شَیءٍ عَن حِفظِ شَیءٍ،ولا یُساویهِ شَیءٌ ولا یَعدِلُهُ شَیءٌ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ.

التّاسِع:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ جاعِلِ المَلائِکَةِ رُسُلاً اولی أجنِحَةٍ مَثنی وثُلاثَ ورُباعَ یَزیدُ فِی الخَلقِ ما یَشاءُ إنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ما یَفتَحُ اللّهُ لِلنّاسِ مِن رَحمَةٍ فَلا مُمسِکَ لَها وما یُمسِکُ فَلا مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ.

العاشِر:سُبحانَ اللّهِ بارِیَ النَّسَمِ،سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ کُلِّها،سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ،سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوی،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ کُلِّ شَیءٍ،سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما یُری وما لا یُری،سُبحانَ اللّهِ مِدادَ کَلِماتِهِ سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی یَعلَمُ ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ،ما یَکونُ مِن نَجوی ثَلاثَةٍ إلّاهُوَ رابِعُهُم ولا خَمسَةٍ إلّاهُوَ سادِسُهُم ولا أدنی مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ إلّاهُوَ مَعَهُم أینَما کانوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا یَومَ القِیامَةِ إنَّ اللّهَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ،سُبحانَ الَّذی بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. (1)

ص:79


1- .الإقبال:ج 1 ص 208، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 115،مصباح المتهجّد:ص 616 ح 698، [2]المقنعة:ū ص 324،المصباح للکفعمی:ص 825، [3]البلد الأمین:ص 227 [4] کلّها من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 105 ح 3.
ج-دُعاءُ«اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ»

1868.البلد الأمین: ثُمَّ ادعُ بِما ذَکَرَهُ السَّیِّدُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ بنِ باقی رحمه الله فِی اختِیارِهِ؛فَقَد رُوِیَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ کُلَّ یَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَ أربَعینَ سَنَةً،وهُوَ:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلی عِبادِکَ فیهِ الصِّیامَ، ارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی هذَا العامِ وفی کُلِّ عامٍ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ العِظامَ؛فَإِنَّهُ لا یَغفِرُها غَیرُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

8/25دُعاءُ الجَوشَنِ الکَبیرِ

1869.المصباح للکفعمی (2): دُعاءُ الجَوشَنِ الکَبیرِ مَروِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ مِئَةُ فَصلٍ کُلُّ فَصلٍ

ص:80


1- .البلد الأمین:ص 223، المصباح للکفعمی:ص817، [2]المزار الکبیر:ص628.
2- قال العلامة المجلسی قدس سره:ومن الأدعیة المعروفة دعاء الجوشن الکبیر وهو مرویّ عن النبیّ صلی الله علیه و آله رواه جماعة من متأخّری أصحابنا رضوان اللّه علیهم،قال الکفعمی وغیره:ملخّص شرح دعاء الجوشن:هذا الدعاء رفیع الشأن عظیم المنزلة جلیل القدر،مرویّ عن السجّاد زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیّ بن أبی طالب علیهم السلام عن النبیّ صلی الله علیه و آله قال: نَزَلَ بِهِ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ فی بَعضِ غَزَواتِهِ وقَدِ اشتَدَّت،وعَلَیهِ جَوشَنٌ ثَقیلٌ آلَمَهُ،فَدَعَا اللّهَ تَعالی فَهَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام وقالَ:«یا مُحَمَّدُ رَبُّکَ یَقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ ویَقولُ لَکَ:اِخلَع هذَا الجَوشَنَ وَاقرَأ هذَا الدُّعاءَ،فَهُوَ أمانٌ لَکَ ولِاُمَّتِکَ؛فَمَن قَرَأَهُ عِندَ خُروجِهِ مِن مَنزِلِهِ أو حَمَلَهُ،حَفِظَهُ اللّهُ وأَوجَبَ الجَنَّةَ عَلَیهِ،ووَفَّقَهُ لِصالِحِ الأَعمالِ... ومَن کَتَبَهُ وجَعَلَهُ فی مَنزِلِهِ لَم یُسرَق ولَم یَحتَرِق،ومَن کَتَبَ فی رَقِّ غَزالٍ أو کاغَذٍ وحَمَلَهُ کانَ آمِناً مِن کُلِّ شَیءٍ،ومَن دَعا بِهِ ثُمَّ ماتَ ماتَ شَهیداً،وکُتِبَ لَهُ ثَوابُ تِسعِمِئَةِ ألفِ شَهیدٍ مِن شُهَداءِ بَدرٍ،ونَظَرَ اللّهُ إلَیهِ وأَعطاهُ ما سَأَلَهُ،ومَن قَرَأَهُ سَبعینَ مَرَّةً بِنِیَّةٍ خالِصَةٍ عَلی أیِّ مَرَضٍ کانَ لَزالَ مِن جُنونٍ أو جُذامٍ أو بَرَصٍ... وإنَّ اللّهَ تَعالی کَتَبَ هذَا الدُّعاءَ عَلی قَوائِمِ العَرشِ قَبلَ أن یَخلُقَ الدُّنیا بِخَمسینَ ألفَ عامٍ. ومَن دَعا بِهِ بِنِیَّةٍ خالِصَةٍ فی أوَّلِ شَهرِ رَمَضانَ أعطاهُ اللّهُ تَعالی ثَوابَ لَیلَةِ القَدرِ،وخَلَقَ لَهُ سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ یُسَبِّحونَ اللّهَ ویُقَدِّسونَهُ،وجَعَلَ ثَوابَهُم لِمَن دَعا بِهِ. یا مُحَمَّدُ مَن دَعا بِهِ لَم یَبقَ بَینَهُ وبَینَ اللّهِ تَعالی حِجابٌ،ولَم یَطلُب مِنَ اللّهِ تَعالی شَیئاً إلّاأعطاهُ... یا مُحَمَّدُ ومَن دَعا بِهِ فی شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ أو مَرَّةً واحِدَةً حَرَّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَی النّارِ،ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ،ووَکَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَکَینِ یَحفَظانِهِ مِنَ المَعاصی،وکانَ فی أمانِ اللّهِ تَعالی طُولَ حَیاتِهِ،وعِندَ مَماتِهِ. یا مُحَمَّدُ ولا تُعَلِّمهُ إلّالِمُؤمِنٍ تَقِیٍّ،ولا تُعَلِّمهُ مُشرکاً فَیَسأَلَ بِهِ ویُعطی. قالَ الحُسَینُ علیه السلام:أوصانی أبی علیه السلام بِحِفظِهِ وتَعظِیمِهِ،وأَن أکتُبَهُ عَلی کَفَنِهِ،وأَن اعَلِّمَهُ أهلی وأَحُثَّهُم عَلَیهِ،وهُوَ ألفُ اسمٍ [وفیهِ الاِسمُ الأَعظَمُ] (بحار الأنوار:ج 94 ص 382، [3]المصباح للکفعمی:ص 332 [4] أورده فی الحاشیة). جدیر بالذکر أنّ سند هذا الدعاء ضعیف.

عَشَرَةُ أسماءٍ،وتَقولُ فی آخِرِ کُلِّ فَصلٍ مِنها (1):

سُبحانَکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ الغَوثَ الغَوثَ خَلِّصنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ.

الأَوَّل:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا أللّهُ،یا رَحمانُ،یا رَحیمُ،یا کَریمُ،یا مُقیمُ، یا عَظیمُ،یا قَدیمُ،یا عَلیمُ،یا حَلیمُ،یا حَکیمُ.

الثّانی:یا سَیِّدَ السّاداتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا رافِعَ الدَّرَجاتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ، یا غافِرَ الخَطیئاتِ،یا مُعطِیَ المَسأَلاتِ،یا قابِلَ التَّوباتِ،یا سامِعَ الأَصواتِ،یا عالِمَ الخَفِیّاتِ،یا دافِعَ البَلِیّاتِ.

الثّالِث:یا خَیرَ الغافِرینَ،یا خَیرَ الفاتِحینَ،یا خَیرَ النّاصِرینَ،یا خَیرَ الحاکِمینَ،یا خَیرَ الرّازِقینَ،یا خَیرَ الوارِثینَ،یا خَیرَ الحامِدینَ،یا خَیرَ الذّاکِرینَ،یا خَیرَ المُنزِلینَ، یا خَیرَ المُحسِنینَ.

الرّابِع:یا مَن لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ،یا مَن لَهُ القُدرَةُ وَالکَمالُ،یا مَن لَهُ المُلکُ وَالجَلالُ، یا مَن هُوَ الکَبیرُ المُتَعالِ،یا مُنشِئَ السَّحابِ الثِّقالِ،یا مَن هُوَ شَدیدُ المِحالِ (2)،یا مَن هُوَ

ص:81


1- .فی البلد الأمین و [1]بحار الأنوار:دعاء الجوشن الکبیر مرویّ عن النبیّ صلی الله علیه و آله، [2]وهو مئة فصل،کلّ فصل عشرة أسماء،وتبسمل فی أوّل کلّ فصل منها وتقول فی آخره: «سبحانک یا لا إله إلا أنت الغوث الغوث صلّ علی محمّد وآله وخلّصنا من النار یا ربّ یا ذا الجلال والإکرام یا أرحم الراحمین».
2- شدید المِحال:أی شدید العقوبة والنَّکال.وقیل:المَکر والکید.وقیل:القوّة والشدّة (مجمع البحرین:ج 3ص 1676).

سَریعُ الحِسابِ،یا مَن هُوَ شَدیدُ العِقابِ،یا مَن عِندَهُ حُسنُ الثَّوابِ،یا مَن عِندَهُ امُّ الکِتابِ.

الخامِس:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا حَنّانُ،یا مَنّانُ،یا دَیّانُ،یا بُرهانُ،یا سُلطانُ،یا رِضوانُ،یا غُفرانُ،یا سُبحانُ،یا مُستَعانُ،یا ذَا المَنِّ وَالبَیانِ.

السّادِس:یا مَن تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ،یا مَنِ استَسلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدرَتِهِ،یا مَن ذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ،یا مَن خَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِهَیبَتِهِ،یا مَنِ انقادَ کُلُّ شَیءٍ مِن خَشیَتِهِ،یا مَن تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِن مَخافَتِهِ،یا مَن قامَتِ السَّماواتُ بِأَمرِهِ،یا مَنِ استَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِإِذنِهِ،یا مَن یُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ،یا مَن لا یَعتَدی عَلی أهلِ مَملَکَتِهِ.

السّابِع:یا غافِرَ الخَطایا،یا کاشِفَ البَلایا،یا مُنتَهَی الرَّجایا،یا مُجزِلَ العَطایا،یا واهِبَ الهَدایا،یا رازِقَ البَرایا،یا قاضِیَ المَنایا،یا سامِعَ الشَّکایا،یا باعِثَ البَرایا،یا مُطلِقَ الاُساری.

الثّامِن:یا ذَا الحَمدِ وَالثَّناءِ،یا ذَا الفَخرِ وَالبَهاءِ یا ذَا المَجدِ وَالسَّناءِ،یا ذَا العَهدِ وَالوَفاءِ،یا ذَا العَفوِ وَالرِّضاءِ،یا ذَا المَنِّ وَالعَطاءِ،یا ذَا الفَصلِ (1)وَالقَضاءِ،یا ذَا العِزِّ وَالبَقاءِ،یا ذَا الجودِ وَالسَّخاءِ،یا ذَا الآلاءِ وَالنَّعماءِ.

التّاسِع:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مانِعُ،یا دافِعُ،یا رافِعُ،یا صانِعُ،یا نافِعُ،یا سامِعُ،یا جامِعُ،یا شافِعُ،یا واسِعُ،یا مُوَسِّعُ.

العاشِر:یا صانِعَ کُلِّ مَصنوعٍ،یا خالِقَ کُلِّ مَخلوقٍ،یا رازِقَ کُلِّ مَرزوقٍ،یا مالِکَ کُلِّ مَملوکٍ،یا کاشِفَ کُلِّ مَکروبٍ،یا فارِجَ کُلِّ مَهمومٍ،یا راحِمَ کُلِّ مَرحومٍ،یا ناصِرَ کُلِّ مَخذولٍ،یا ساتِرَ کُلِّ مَعیوبٍ،یا مَلجَأَ کُلِّ مَطرودٍ.

الحادی عَشَر:یا عُدَّتی عِندَ شِدَّتی،یا رَجائی عِندَ مُصیبَتی،یا مُؤنِسی عِندَ

ص:82


1- .فی المصدر:«الفضل»،والتصویب من البلد الأمین.

وَحشَتی،یا صاحِبی عِندَ غُربَتی،یا وَلِیّی عِندَ نِعمَتی،یا غِیاثی عِندَ کُربَتی،یا دَلیلی عِندَ حَیرَتی،یا غِنائی عِندَ افتِقاری،یا مَلجَئی عِندَ اضطِراری،یا مُعینی عِندَ مَفزَعی.

الثّانی عَشَر:یا عَلّامَ الغُیوبِ،یا غَفّارَ الذُّنوبِ،یا سَتّارَ العُیوبِ،یا کاشِفَ الکُروبِ،یا مُقَلِّبَ القُلوبِ،یا طَبیبَ القُلوبِ،یا مُنَوِّرَ القُلوبِ،یا أنیسَ القُلوبِ،یا مُفَرِّجَ الهُمومِ،یا مُنَفِّسَ الغُمومِ.

الثّالِث عَشَر:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا جَلیلُ،یا جَمیلُ،یا وَکیلُ،یا کَفیلُ،یا دَلیلُ،یا قَبیلُ،یا مُدیلُ (1)،یا مُنیلُ،یا مُقیلُ،یا مُحیلُ.

الرّابع عَشَر:یا دَلیلَ المُتَحَیِّرینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أمانَ الخائِفینَ،یا عَونَ المُؤمِنینَ،یا راحِمَ المَساکینِ،یا مَلجَأَ العاصینَ،یا غافِرَ المُذنِبینَ،یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ.

الخامِس عَشَر:یا ذَا الجودِ وَالإِحسانِ،یا ذَا الفَضلِ وَالِامتِنانِ،یا ذَا الأَمنِ وَالأَمانِ، یا ذَا القُدسِ وَالسُّبحانِ،یا ذَا الحِکمَةِ وَالبَیانِ،یا ذَا الرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ،یا ذَا الحُجَّةِ وَالبُرهانِ،یا ذَا العَظَمَةِ وَالسُّلطانِ،یا ذَا الرَّأفَةِ وَالمُستَعانِ،یا ذَا العَفوِ وَالغُفرانِ.

السّادِس عَشَر:یا مَن هُوَ رَبُّ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ إلهُ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ خالِقُ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ صانِعُ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ عالِمٌ بِکُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ قادِرٌ عَلی کُلِّ شَیءٍ،یا مَن هُوَ یَبقی ویَفنی کُلُّ شَیءٍ.

السّابِع عَشَر:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُؤمِنُ،یا مُهَیمِنُ،یا مُکَوِّنُ،یا مُلَقِّنُ،یا مُبَیِّنُ،یا مُهَوِّنُ،یا مُمَکِّنُ،یا مُزَیِّنُ،یا مُعلِنُ،یا مُقَسِّمُ.

ص:83


1- .الإدالة:النّصرة والغلبة.یقال:اُدیل لنا علی أعدائنا:أی نُصرنا علیهم وکانت الدَّولة لنا (مجمع البحرین:ج 1 ص 620).

الثّامِن عَشَر:یا مَن هُوَ فی مُلکِهِ مُقیمٌ،یا مَن هُوَ فی سُلطانِهِ قَدیمٌ،یا مَن هُوَ فی جَلالِهِ عَظیمٌ،یا مَن هُوَ عَلی عِبادِهِ رَحیمٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ،یا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَلیمٌ،یا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ کَریمٌ،یا مَن هُوَ فی صُنعِهِ حَکیمٌ،یا مَن هُوَ فی حِکمَتِهِ لَطیفٌ،یا مَن هُوَ فی لُطفِهِ قَدیمٌ.

التّاسِع عَشَر:یا مَن لا یُرجی إلّافَضلُهُ،یا مَن لا یُسأَلُ إلّاعَفوُهُ،یا مَن لا یُنظَرُ إلّا بِرُّهُ،یا مَن لا یُخافُ إلّاعَدلُهُ،یا مَن لا یَدومُ إلّامُلکُهُ،یا مَن لا سُلطانَ إلّاسُلطانُهُ،یا مَن وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُهُ،یا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلمُهُ،یا مَن لَیسَ أحَدٌ مِثلَهُ.

العِشرون:یا فارِجَ الهَمِّ،یا کاشِفَ الغَمِّ،یا غافِرَ الذَّنبِ،یا قابِلَ التَّوبِ،یا خالِقَ الخَلقِ،یا صادِقَ الوَعدِ،یا موفِیَ العَهدِ،یا عالِمَ السِّرِّ،یا فالِقَ الحَبِّ،یا رازِقَ الأَنامِ.

الحادی وَالعِشرون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا عَلِیُّ،یا وَفِیُّ،یا غَنِیُّ،یا مَلِیُّ (1)،یا حَفِیُّ (2)،یا رَضِیُّ،یا زَکِیُّ،یا بَدِیُّ (3)،یا قَوِیُّ،یا وَلِیُّ.

الثّانی وَالعِشرون:یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،یا مَن سَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ،یا مَن لَم یَهتِکِ السِّترَ،یا عَظیمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،یا مُنتَهی کُلِّ شَکوی.

الثّالث والعِشرون:یا ذَا النِّعمَةِ السّابِغَةِ،یا ذَا الرَّحمَةِ الواسِعَةِ،یا ذَا المِنَّةِ السّابِقَةِ،یا ذَا الحِکمَةِ البالِغَةِ،یا ذَا القُدرَةِ الکامِلَةِ،یا ذَا الحُجَّةِ القاطِعَةِ،یا ذَا الکَرامَةِ الظّاهِرَةِ،یا ذَا العِزَّةِ الدّائِمَةِ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینَةِ،یا ذَا العَظَمَةِ المَنیعَةِ.

الرّابِع والعِشرون:یا بَدیعَ السَّماواتِ،یا جاعِلَ الظُّلُماتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُقیلَ

ص:84


1- .المَلیء-بالهمز-:الثقة الغنیّ.قد اولع الناس فیه بترک الهمز وتشدید الیاء (النهایة:ج 4 ص 352).
2- الحَفِیّ:العالم ومعنی ثانٍ أنّه اللطیف المحتفی بک ببرِّک وبلطفک (بحار الأنوار:ج 4 ص 194).
3- البَدِیّ:الأوّل (النهایة:ج 1 ص 109).

العَثَراتِ،یا ساتِرَ العَوراتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ،یا مُنزِلَ الآیاتِ،یا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ، یا ماحِیَ السَّیِّئاتِ،یا شَدیدَ النَّقِماتِ.

الخامِس وَالعِشرون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُصَوِّرُ،یا مُقَدِّرُ،یا مُدَبِّرُ،یا مُطَهِّرُ،یا مُنَوِّرُ،یا مُیَسِّرُ،یا مُبَشِّرُ،یا مُنذِرُ،یا مُقَدِّمُ،یا مُؤَخِّرُ.

السّادِس وَالعِشرون:یا رَبَّ البَیتِ الحَرامِ،یا رَبَّ الشَّهرِ الحَرام،یا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ،یا رَبَّ الرُّکنِ وَالمَقامِ،یا رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،یا رَبَّ المَسجِدِ الحَرامِ،یا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ،یا رَبَّ النّورِ وَالظَّلامِ،یا رَبَّ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ،یا رَبَّ القُدرَةِ فِی الأَنامِ.

السّابِع وَالعِشرون:یا أحکَمَ الحاکِمینَ،یا أعدَلَ العادِلینَ،یا أصدَقَ الصّادِقینَ،یا أطهَرَ الطّاهِرینَ،یا أحسَنَ الخالِقینَ،یا أسرَعَ الحاسِبینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا أشفَعَ الشّافِعینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ.

الثّامِن وَالعِشرون:یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ،یا فَخرَ مَن لا فَخرَ لَهُ،یا عِزَّ مَن لا عِزَّ لَهُ،یا مُعینَ مَن لا مُعینَ لَهُ،یا أنیسَ مَن لا أنَیسَ لَهُ،یا أمانَ مَن لا أمانَ لَهُ.

التّاسِع وَالعِشرون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا عاصِمُ،یا قائِمُ،یا دائِمُ،یا راحِمُ،یا سالِمُ،یا حاکِمُ،یا عالِمُ،یا قاسِمُ،یا قابِضُ،یا باسِطُ.

الثَّلاثون:یا عاصِمَ مَنِ استَعصَمَهُ،یا راحِمَ مَنِ استَرحَمَهُ،یا غافِرَ مَنِ استَغفَرَهُ،یا ناصِرَ مَنِ استَنصَرَهُ،یا حافِظَ مَنِ استَحفَظَهُ،یا مُکرِمَ مَنِ استَکرَمَهُ،یا مُرشِدَ مَنِ استَرشَدَهُ،یا صَریخَ مَنِ استَصرَخَهُ،یا مُعینَ مَنِ استَعانَهُ،یا مُغیثَ مَنِ استَغاثَهُ.

الحادی وَالثَّلاثون:یا عَزیزاً لا یُضامُ،یا لَطیفاً لا یُرامُ،یا قَیّوماً لا یَنامُ،یا دائِماً لا یَفوتُ،یا حَیّاً لا یَموتُ،یا مَلِکاً لا یَزولُ،یا باقِیاً لا یَفنی،یا عالِماً لا یَجهَلُ یا صَمَداً لا یُطعَمُ،یا قَوِیّاً لا یُضعَفُ.

ص:85

الثّانی وَالثَّلاثون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا أحَدُ،یا واحِدُ،یا شاهِدُ،یا ماجِدُ،یا حامِدُ،یا راشِدُ،یا باعِثُ،یا وارِثُ،یا ضارُّ،یا نافِعُ.

الثّالِث وَالثَّلاثون:یا أعظَمَ مِن کُلِّ عَظیمٍ،یا أکرَمَ مِن کُلِّ کَریمٍ،یا أرحَمَ مِن کُلِّ رَحیمٍ،یا أعلَمَ مِن کُلِّ عَلیمٍ،یا أحکَمَ مِن کُلِّ حَکیمٍ،یا أقدَمَ مِن کُلِّ قَدیمٍ،یا أکبَرَ مِن کُلِّ کَبیرٍ،یا ألطَفَ مِن کُلِّ لَطیفٍ،یا أجَلَّ مِن کُلِّ جَلیلٍ،یا أعَزَّ مِن کُلِّ عَزیزٍ.

الرّابِع وَالثَّلاثون:یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا کَثیرَ الخَیرِ،یا قَدیمَ الفَضلِ،یا دائِمَ اللُّطفِ،یا لَطیفَ الصُّنعِ،یا مُنَفِّسَ (1)الکَربِ،یا کاشِفَ الضُّرِّ،یا مالِکَ المُلکِ،یا قاضِیَ الحَقِّ.

الخامِس وَالثَّلاثون:یا مَن هُوَ فی عَهدِهِ وَفِیٌّ،یا مَن هُوَ فی وَفائِهِ قَوِیّ ٌ،یا مَن هُوَ فی قُوَّتِهِ عَلِیٌّ،یا مَن هُوَ فی عُلُوِّهِ قَریبٌ،یا مَن هُوَ فی قُربِهِ لَطیفٌ،یا مَن هُوَ فی لُطفِهِ شَریفٌ،یا مَن هُوَ فی شَرَفِهِ عَزیزٌ،یا مَن هُوَ فی عِزِّهِ عَظیمٌ،یا مَن هُوَ فی عَظَمَتِهِ مَجیدٌ، یا مَن هُوَ فی مَجدِهِ حَمیدٌ.

السّادِس وَالثَّلاثون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا کافی،یا شافی،یا وافی،یا مُعافی، یا هادی،یا داعی،یا قاضی،یا راضی،یا عالی،یا باقی.

السّابِع وَالثَّلاثون:یا مَن کُلُّ شَیءٍ خاضِعٌ لَهُ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ خاشِعٌ لَهُ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ کائِنٌ لَهُ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ مَوجودٌ بِهِ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ مُنیبٌ إلَیهِ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ خائِفٌ مِنهُ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ قائِمٌ بِهِ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ صائِرٌ إلَیهِ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ یُسَبِّحُ بِحَمدِهِ،یا مَن کُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَهُ.

الثّامِن وَالثَّلاثون:یا مَن لا مَفَرَّ إلّاإلَیهِ،یا مَن لا مَفزَعَ إلّاإلَیهِ،یا مَن لا مَقصَدَ إلّا إلَیهِ،یا مَن لا مَنجی مِنهُ إلّاإلَیهِ،یا مَن لا یُرغَبُ إلّاإلَیهِ،یا مَن لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِهِ،

ص:86


1- .نفّس:فرّج (النهایة:ج 5 ص 94).

یا مَن لا یُستَعانُ إلّابِهِ،یا مَن لا یُتَوَکَّلُ إلّاعَلَیهِ،یا مَن لا یُرجی إلّاهُوَ،یا مَن لا یُعبَدُ إلّا إیّاهُ.

التّاسِع وَالثَّلاثون:یا خَیرَ المَرهوبینَ،یا خَیرَ المَرغوبینَ،یا خَیرَ المَطلوبینَ،یا خَیرَ المَسؤولینَ،یا خَیرَ المَقصودینَ،یا خَیرَ المَذکورینَ،یا خَیرَ المَشکورینَ،یا خَیرَ المَحبوبینَ،یا خَیرَ المَدعُوّینَ،یا خَیرَ المُستَأنِسینَ.

الأَربَعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا غافِرُ،یا ساتِرُ،یا قادِرُ،یا قاهِرُ،یا فاطِرُ،یا کاسِرُ،یا جابِرُ،یا ذاکِرُ،یا ناظِرُ،یا ناصِرُ.

الحادی وَالأَربَعون:یا مَن خَلَقَ فَسَوّی،یا مَن قَدَّرَ فَهَدی،یا مَن یَکشِفُ البَلوی،یا مَن یَسمَعُ النَّجوی،یا مَن یُنقِذُ الغَرقی،یا مَن یُنَجِّی الهَلکی،یا مَن یَشفِی المَرضی،یا مَن أضحَکَ وأَبکی،یا مَن أماتَ وأَحیا،یا مَن خَلَقَ الزَّوجَینِ الذَّکَرَ وَالاُنثی.

الثّانی وَالأَربَعون:یا مَن فِی البَرِّ وَالبَحرِ سَبیلُهُ،یا مَن فِی الآفاقِ آیاتُهُ،یا مَن فِی الآیاتِ بُرهانُهُ،یا مَن فِی المَماتِ قُدرَتُهُ،یا مَن فِی القُبورِ عِبرَتُهُ،یا مَن فِی القِیامَةِ مُلکُهُ،یا مَن فِی الحِسابِ هَیبَتُهُ،یا مَن فِی المیزانِ قَضاؤُهُ،یا مَن فِی الجَنَّةِ ثَوابُهُ،یا مَن فِی النّارِ عِقابُهُ.

الثّالِث وَالأَربَعون:یا مَن إلَیهِ یَهرَبُ الخائِفونَ،یا مَن إلَیهِ یَفزَعُ المُذنِبونَ،یا مَن إلَیهِ یَقصُدُ المُنیبونَ،یا مَن إلَیهِ یَرغَبُ الزّاهِدونَ،یا مَن إلَیهِ یَلجَأُ المُتَحَیِّرونَ،یا مَن بِهِ یَستَأنِسُ المُریدونَ (1)،یا مَن بِهِ یَفتَخِرُ المُحِبّونَ،یا مَن فی عَفوِهِ یَطمَعُ الخاطِئونَ (2)یا مَن إلَیهِ یَسکُنُ الموقِنونَ،یا مَن عَلَیهِ یَتَوَکَّلُ المُتَوَکِّلونَ.

الرّابِع وَالأَربَعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا حَبیبُ،یا طَبیبُ،یا قَریبُ،یا

ص:87


1- .فی المصدر:«المزیدون»،والتصویب من البلد الأمین.
2- فی نسخة:«الخائفون».

رَقیبُ،یا حَسیبُ،یا مُهیبُ،یا مُثیبُ،یا مُجیبُ،یا خَبیرُ،یا بَصیرُ.

الخامِس وَالأَربَعون:یا أقرَبَ مِن کُلِّ قَریبٍ،یا أحَبَّ مِن کُلِّ حَبیبٍ،یا أبصَرَ مِن کُلِّ بَصیرٍ،یا أخبَرَ مِن کُلِّ خَبیرٍ،یا أشرَفَ مِن کُلِّ شَریفٍ،یا أرفَعَ مِن کُلِّ رَفیعٍ،یا أقوی مِن کُلِّ قَوِیٍّ،یا أغنی مِن کُلِّ غَنِیٍّ،یا أجوَدَ مِن کُلِّ جَوادٍ،یا أرأَفَ مِن کُلِّ رَؤوفٍ.

السّادِس وَالأَربَعون:یا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،یا صانِعاً غَیرَ مَصنوعٍ،یا خالِقاً غَیرَ مَخلوقٍ،یا مالِکاً غَیرَ مَملوکٍ،یا قاهِراً غَیرَ مَقهورٍ،یا رافِعاً غَیرَ مَرفوعٍ،یا حافِظاً غَیرَ مَحفوظٍ،یا ناصِراً غَیرَ مَنصورٍ،یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،یا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ.

السّابِع والأَربَعون:یا نورَ النّورِ،یا مُنَوِّرَ النّورِ،یا خالِقَ النّورِ،یا مُدَبِّرَ النّورِ،یا مُقَدِّرَ النّورِ،یا نورَ کُلِّ نورٍ،یا نوراً قَبلَ کُلِّ نورٍ،یا نوراً بَعدَ کُلِّ نورٍ،یا نوراً فَوقَ کُلِّ نورٍ،یا نوراً لَیسَ کَمِثلِهِ نورٌ.

الثّامِن وَالأَربَعون:یا مَن عَطاؤُهُ شَریفٌ،یا مَن فِعلُهُ لَطیفٌ،یا مَن لُطفُهُ مُقیمٌ،یا مَن إحسانُهُ قَدیمٌ،یا مَن قَولُهُ حَقٌّ،یا مَن وَعدُهُ صِدقٌ،یا مَن عَفوُهُ فَضلٌ،یا مَن عَذابُهُ عَدلٌ، یا مَن ذِکرُهُ حُلوٌ،یا مَن فَضلُهُ عَمیمٌ.

التّاسِع وَالأَربَعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُسَهِّلُ،یا مُفَضِّلُ،یا مُبَدِّلُ،یا مُذَلِّلُ،یا مُنَزِّلُ،یا مُنَوِّلُ،یا مُفَصِّلُ،یا مُجزِلُ،یا مُمهِلُ،یا مُجمِلُ.

الخَمسون:یا مَن یَری ولا یُری،یا مَن یَخلُقُ ولا یُخلَقُ،یا مَن یَهدی ولا یُهدی،یا مَن یُحیی ولا یُحیا،یا مَن یُسأَلُ ولا یَسأَلُ،یا مَن یُطعِمُ ولا یُطعَمُ،یا مَن یُجیرُ ولا یُجارُ عَلَیهِ،یا مَن یَقضی ولا یُقضی عَلَیهِ،یا مَن یَحکُمُ ولا یُحکَمُ عَلَیهِ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

الحادی وَالخَمسون:یا نِعمَ الحَسیبِ،یا نِعمَ الطَّبیبِ،یا نِعمَ الرَّقیبِ،یا نِعمَ القَریبِ،یا نِعمَ المُجیبِ،یا نِعمَ الحَبیبِ،یا نِعمَ الکَفیلِ،یا نِعمَ الوَکیلِ،یا نِعمَ

ص:88

المَولی،یا نِعمَ النَّصیرِ.

الثّانی وَالخَمسون:یا سُرورَ العارِفینَ،یا مُنَی المُحِبّینَ،یا أنیسَ المُریدینَ،یا حَبیبَ التَّوّابینَ،یا رازِقَ المُقِلّینَ،یا رَجاءَ المَدینینَ (1)،یا قُرَّةَ عَینِ العابِدینَ،یا مُنَفِّساً عَنِ المَکروبینَ،یا مُفَرِّجاً عَنِ المَغمومینَ،یا إلهَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.

الثّالِث وَالخَمسون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا رَبَّنا،یا إلهَنا،یا سَیِّدَنا،یا مَولانا، یا ناصِرَنا،یا حافِظَنا،یا دَلیلَنا،یا مُعینَنا،یا حَبیبَنا،یا طَبیبَنا.

الرّابِع وَالخَمسون:یا رَبَّ النَّبِیِّینَ وَالأَبرارِ،یا رَبَّ الصِّدّیقینَ وَالأَخیارِ،یا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنّارِ،یا رَبَّ الصِّغارِ وَالکِبارِ،یا رَبَّ الحُبوبِ وَالثِّمارِ،یا رَبَّ الأَنهارِ وَالأَشجارِ، یا رَبَّ الصَّحاری وَالقِفارِ (2)،یا رَبَّ البَراری وَالبِحارِ،یا رَبَّ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،یا رَبَّ الإِعلانِ وَالإِسرارِ.

الخامِس وَالخَمسون:یا مَن نَفَذَ فی کُلِّ شَیءٍ أمرُهُ،یا مَن لَحِقَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلمُهُ،یا مَن بَلَغَت إلی کُلِّ شَیءٍ قُدرَتُهُ،یا مَن لا تُحصِی العِبادُ نِعَمَهُ،یا مَن لا تَبلُغُ الخَلائِقُ شُکرَهُ،یا مَن لا تُدرِکُ الأَفهامُ جَلالَهُ،یا مَن لا تَنالُ الأَوهامُ کُنهَهُ،یا مَنِ العَظَمَةُ وَالکِبرِیاءُ رِداؤُهُ،یا مَن لا تَرُدُّ العِبادُ قَضاءَهُ،یا مَن لا مُلکَ إلّامُلکُهُ،یا مَن لا عَطاءَ إلّا عَطاؤُهُ.

السّادِس وَالخَمسون:یا مَن لَهُ المَثَلُ الأَعلی،یا مَن لَهُ الصِّفاتُ العُلیا،یا مَن لَهُ الآخِرَةُ وَالاُولی،یا مَن لَهُ جَنَّةُ المَأوی،یا مَن لَهُ الآیاتُ الکُبری،یا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنی،یا مَن لَهُ الحُکمُ وَالقَضاءُ،یا مَن لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ یا مَن لَهُ العَرشُ وَالثَّری،یا مَن لَهُ السَّماواتُ العُلی.

ص:89


1- .فی البلد الأمین:« یا رجاء المذنبین».
2- القِفار:جمع القَفْر؛وهی الخلاء من الأرض لا نباتَ به ولا ماءَ (تاج العروس:ج 7 ص 410).

السّابِع وَالخَمسون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا عَفُوُّ،یا غَفورُ،یا صَبورُ،یا شَکورُ،یا رَؤوفُ،یا عَطوفُ،یا مَسؤولُ،یا وَدودُ،یا سُبّوحُ،یا قُدّوسُ.

الثّامِن وَالخَمسون:یا مَن فِی السَّماواتِ (1)عَظَمَتُهُ،یا مَن فِی الأَرضِ آیاتُهُ،یا مَن فی کُلِّ شَیءٍ دَلائِلُهُ،یا مَن فِی البِحارِ عَجائِبُهُ،یا مَن فِی الجِبالِ خَزائِنُهُ،یا مَن یَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ یُعیدُهُ،یا مَن إلَیهِ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ،یا مَن أظهَرَ فی کُلِّ شَیءٍ لُطفَهُ،یا مَن أحسَنَ کُلَّ شَیءٍ خَلَقَهُ،یا مَن تَصَرَّفَ فِی الخَلائِقِ قُدرَتُهُ.

التّاسِع وَالخَمسون:یا حَبیبَ مَن لا حَبیبَ لَهُ،یا طَبیبَ مَن لا طَبیبَ لَهُ،یا مُجیبَ مَن لا مُجیبَ لَهُ،یا شَفیقَ مَن لا شَفیقَ لَهُ،یا رَفیقَ مَن لا رَفیقَ لَهُ،یا مُغیثَ مَن لا مُغیثَ لَهُ،یا دَلیلَ مَن لا دَلیلَ لَهُ،یا أنیسَ مَن لا أنیسَ لَهُ،یا راحِمَ مَن لا راحِمَ لَهُ،یا صاحِبَ مَن لا صاحِبَ لَهُ.

السِّتّون:یا کافِیَ مَنِ استَکفاهُ،یا هادِیَ مَنِ استَهداهُ،یا کالِئَ مَنِ استَکلاهُ،یا راعِیَ مَنِ استَرعاهُ،یا شافِیَ مَنِ استَشفاهُ،یا قاضِیَ مَنِ استَقضاهُ،یا مُغنِیَ مَنِ استَغناهُ،یا موفِیَ مَنِ استَوفاهُ،یا مُقَوِّیَ مَنِ استَقواهُ،یا وَلِیَّ مَنِ استَولاهُ.

الحادی وَالسِّتّون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا خالِقُ یا رازِقُ،یا ناطِقُ یا صادِقُ،یا فالِقُ یا فارِقُ،یا فاتِقُ یا راتِقُ،یا سابِقُ یا سامِقُ.

الثّانی وَالسِّتّون:یا مَن یُقَلِّبُ اللَّیلَ وَالنَّهارَ،یا مَن جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأَنوارَ،یا مَن خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرورَ،یا مَن سَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ،یا مَن قَدَّرَ الخَیرَ وَالشَّرَّ،یا مَن خَلَقَ المَوتَ وَالحَیاةَ،یا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ،یا مَن لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،یا مَن لَیسَ لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،یا مَن لَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ.

الثّالِثُ وَالسِّتّون:یا مَن یَعلَمُ مُرادَ المُریدینَ،یا مَن یَعلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ،یا مَن

ص:90


1- .فی نسخة:«السماء».

یَسمَعُ أنینَ الواهِنینَ،یا مَن یَری بُکاءَ الخائِفینَ،یا مَن یَملِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ،یا مَن یَقبَلُ عُذرَ التّائِبینَ،یا مَن لا یُصلِحُ عَمَلَ (1)المُفسِدینَ،یا مَن لا یُضیعُ أجرَ المُحسِنینَ،یا مَن لا یَبعُدُ عَن قُلوبِ العارِفینَ،یا أجوَدَ الأَجوَدینَ.

الرّابِعُ وَالسِّتّون:یا دائِمَ البَقاءِ،یا سامِعَ الدُّعاءِ،یا واسِعَ العَطاءِ،یا غافِرَ الخَطاءِ،یا بَدیعَ السَّماءِ،یا حَسَنَ البَلاءِ،یا جَمیلَ الثَّناءِ،یا قَدیمَ السَّناءِ،یا کَثیرَ الوَفاءِ،یا شَریفَ الجَزاءِ.

الخامِسُ وَالسَّتّون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا سَتّارُ یا غَفّارُ،یا قَهّارُ یا جَبّارُ،یا صَبّارُ یا بارُّ،یا مُختارُ یا فَتّاحُ،یا نَفّاحُ (2)یا مُرتاحُ.

السّادِسُ وَالسِّتّون:یا مَن خَلَقَنی وسَوّانی،یا مَن رَزَقَنی ورَبّانی،یا مَن أطعَمَنی وسَقانی،یا مَن قَرَّبَنی وأَدنانی،یا مَن عَصَمَنی وکَفانی،یا مَن حَفِظَنی وکَلانی،یا مَن أعَزَّنی وأَغنانی،یا مَن وَفَّقَنی وهَدانی،یا مَن آنَسَنی وآوانی،یا مَن أماتَنی وأَحیانی.

السّابِع وَالسِّتّون:یا مَن یُحِقُّ الحَقَّ بِکَلِماتِهِ،یا مَن یَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ،یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ،یا مَن لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إلّابِإِذنِهِ،یا مَن هُوَ أعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبیلِهِ،یا مَن لا مُعَقِّبَ لِحُکمِهِ،یا مَن لا رادَّ لِقَضائِهِ،یا مَنِ انقادَ کُلُّ شَیءٍ لِأَمرِهِ،یا مَنِ السَّماواتُ مَطوِیّاتٌ بِیَمینِهِ،یا مَن یُرسِلُ الرِّیاحَ بُشراً بَینَ یَدَی رَحمَتِهِ.

الثّامِنُ وَالسِّتّون:یا مَن جَعَلَ الأَرضَ مِهاداً،یا مَن جَعَلَ الجِبالَ أوتاداً،یا مَن جَعَلَ الشَّمسَ سِراجاً،یا مَن جَعَلَ القَمَرَ نوراً،یا مَن جَعَلَ اللَّیلَ لِباساً،یا مَن جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً،یا مَن جَعَلَ النَّومَ سُباتاً،یا مَن جَعَلَ السَّماءَ بِناءً،یا مَن جَعَلَ الأَشیاءَ أزواجاً، یا مَن جَعَلَ النّارَ مِرصاداً. (3)

ص:91


1- .فی نسخة:«أعمال».
2- النَفّاح:المُنعم علی عباده (لسان العرب:ج 2 ص 624).
3- مِرصاداً:محبساً یُحبس فیه الناس،وقیل:طریقاً منصوباً للعاصین فهو موردهم ومنهلهم (مجمع البحرین:ū ج 2 ص 704).

التّاسِعُ وَالسِّتّون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا سَمیعُ یا شَفیعُ،یا رَفیعُ یا مَنیعُ،یا سَریعُ یا بَدیعُ،یا کَبیرُ یا قَدیرُ،یا خَبیرُ یا مُجیرُ.

السَّبعون:یا حَیّاً قَبلَ کُلِّ حَیٍّ،یا حَیّاً بَعدَ کُلِّ حَیٍّ،یا حَیُّ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ حَیٌّ،یا حَیُّ الَّذی لا یُشارِکُهُ حَیٌّ،یا حَیُّ الَّذی لا یَحتاجُ إلی حَیٍّ،یا حَیُّ الَّذی یُمیتُ کُلَّ حَیٍّ،یا حَیُّ الَّذی یَرزُقُ کُلَّ حَیٍّ،یا حَیّاً لَم یَرِثِ الحَیاةَ مِن حَیٍّ،یا حَیُّ الَّذی یُحیِی المَوتی،یا حَیُّ یا قَیّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

الحادی وَالسَّبعون:یا مَن لَهُ ذِکرٌ لا یُنسی،یا مَن لَهُ نورٌ لا یُطفی،یا مَن لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ،یا مَن لَهُ مُلکٌ لا یَزولُ،یا مَن لَهُ ثَناءٌ لا یُحصی،یا مَن لَهُ جَلالٌ لا یُکَیَّفُ،یا مَن لَهُ کَمالٌ لا یُدرَکُ،یا مَن لَهُ قَضاءٌ لا یُرَدُّ،یا مَن لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ،یا مَن لَهُ نُعوتٌ لا تُغَیَّرُ.

الثّانی وَالسَّبعون:یا رَبَّ العالَمینَ،یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،یا غایَةَ الطّالِبینَ،یا ظَهرَ اللّاجِئینَ،یا مُدرِکَ الهارِبینَ،یا مَن یُحِبُّ الصّابِرینَ،یا مَن یُحِبُّ التَّوّابینَ،یا مَن یُحِبُّ المُتَطَهِّرینَ،یا مَن یُحِبُّ المُحسِنینَ،یا مَن هُوَ أعلَمُ بِالمُهتَدینَ.

الثّالِثُ وَالسَّبعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا شَفیقُ یا رَفیقُ،یا حَفیظُ یا مُحیطُ، یا مُقیتُ یا مُغیثُ،یا مُعِزُّ یا مُذِلُّ،یا مُبدِئُ یا مُعیدُ.

الرّابِعُ وَالسَّبعون:یا مَن هُوَ أحَدٌ بِلا ضِدٍّ،یا مَن هُوَ فَردٌ بِلا نِدٍّ،یا مَن هُوَ صَمَدٌ بِلا عَیبٍ،یا مَن هُوَ وَترٌ بِلا کَیفٍ،یا مَن هُوَ قاضٍ بِلا حَیفٍ (1)،یا مَن هُوَ رَبٌّ بِلا وَزیرٍ،یا مَن هُوَ عَزیزٌ بِلا ذُلٍّ،یا مَن هُوَ غَنِیٌّ بِلا فَقرٍ،یا مَن هُوَ مَلِکٌ بِلا عَزلٍ،یا مَن هُوَ مَوصوفٌ بِلا شَبیهٍ.

الخامِسُ وَالسَّبعون:یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ،یا مَن شُکرُهُ فَوزٌ لِلشّاکِرینَ،یا مَن

ص:92


1- .الحَیف:الجور والظلم (النهایة:ج 1 ص 469).

حَمدُهُ عِزٌّ لِلحامِدینَ،یا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطیعینَ،یا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِلطّالِبینَ،یا مَن سَبیلُهُ واضِحٌ لِلمُنیبینَ،یا مَن آیاتُهُ بُرهانٌ لِلنّاظِرینَ،یا مَن کِتابُهُ تَذکِرَةٌ لِلمُتَّقینَ،یا مَن رِزقُهُ عُمومٌ لِلطّائِعینَ وَالعاصینَ،یا مَن رَحمَتُهُ قَریبٌ مِنَ المُحسِنینَ.

السّادِسُ وَالسَّبعون:یا مَن تَبارَکَ اسمُهُ،یا مَن تَعالی جَدُّهُ (1)،یا مَن لا إلهَ غَیرُهُ،یا مَن جَلَّ ثَناؤُهُ،یا مَن تَقَدَّسَت أسماؤُهُ،یا مَن یَدومُ بَقاؤُهُ،یا مَنِ العَظَمَةُ بَهاؤُهُ،یا مَنِ الکِبرِیاءُ رِداؤُهُ،یا مَن لا تُحصی آلاؤُهُ،یا مَن لا تُعَدُّ نَعماؤُهُ.

السّابِعُ وَالسَّبعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُعینُ یا أمینُ،یا مُبینُ یا مَتینُ،یا مَکینُ یا رَشیدُ،یا حَمیدُ یا مَجیدُ،یا شَدیدُ یا شَهیدُ.

الثّامِنُ وَالسَّبعون:یا ذَا العَرشِ المَجیدِ،یا ذَا القَولِ السَّدیدِ،یا ذَا الفِعلِ الرَّشیدِ،یا ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،یا ذَا الوَعدِ وَالوَعیدِ،یا مَن هُوَ الوَلِیُّ الحَمیدُ،یا مَن هُوَ فَعّالٌ لِما یُریدُ، یا مَن هُوَ قَریبٌ غَیرُ بَعیدٍ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ شَهیدٌ،یا مَن هُوَ لَیسَ بِظَلّامٍ لِلعَبیدِ.

التّاسِعُ وَالسَّبعون:یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا مَن لا شَبیهَ لَهُ ولا نَظیرَ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مَن هُوَ بِعِبادِهِ خَبیرٌ بَصیرٌ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

الثَّمانون:یا ذَا الجُودِ وَالنِّعَمِ،یا ذَا الفَضلِ وَالکَرَمِ،یا خالِقَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ،یا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ،یا ذَا البَأسِ وَالنِّقَمِ،یا مُلهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ،یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ،یا عالِمَ السِّرِّ وَالهِمَمِ،یا رَبَّ البَیتِ وَالحَرَمِ،یا مَن خَلَقَ الأَشیاءَ مِنَ العَدَمِ.

الحادی وَالثَّمانون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا فاعِلُ یا جاعِلُ،یا قابِلُ یا کامِلُ،یا

ص:93


1- .جَدُّه:أی جلاله وعظمته.والمعنی:تعالی بجلاله وعظمته أن یوصف بما لا یلیق به (مجمع البحرین:ج 1ص 273).

فاضِلُ یا فاصِلُ (1)،یا عادِلُ یا غالِبُ،یا طالِبُ یا واهِبُ.

الثّانی وَالثَّمانون:یا مَن أنعَمَ بِطَولِهِ (2)،یا مَن أکرَمَ بِجودِهِ،یا مَن جادَ بِلُطفِهِ،یا مَن تَعَزَّزَ بِقُدرَتِهِ،یا مَن قَدَّرَ بِحِکمَتِهِ،یا مَن حَکَمَ بِتَدبیرِهِ،یا مَن دَبَّرَ بِعِلمِهِ،یا مَن تَجاوَزَ بِحِلمِهِ،یا مَن دَنا فی عُلُوِّهِ،یا مَن عَلا فی دُنُوِّهِ.

الثّالِثُ وَالثَّمانون:یا مَن یَخلُقُ ما یَشاءُ،یا مَن یَفعَلُ ما یَشاءُ،یا مَن یَهدی مَن یَشاءُ،یا مَن یُضِلُّ مَن یَشاءُ،یا مَن یُعَذِّبُ مَن یَشاءُ،یا مَن یَغفِرُ لِمَن یَشاءُ،یا مَن یُعِزُّ مَن یَشاءُ،یا مَن یُذِلُّ مَن یَشاءُ،یا مَن یُصَوِّرُ فِی الأَرحامِ ما یَشاءُ،یا مَن یَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن یَشاءُ.

الرّابِعُ وَالثَّمانون:یا مَن لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،یا مَن جَعَلَ لِکُلِّ شَیءٍ قَدراً،یا مَن لا یُشرِکُ فی حُکمِهِ أحَداً،یا مَن جَعَلَ المَلائِکَةَ رُسُلاً،یا مَن جَعَلَ فِی السَّماءِ بُروجاً (3)،یا مَن جَعَلَ الأَرضَ قَراراً،یا مَن خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً،یا مَن جَعَلَ لِکُلِّ شَیءٍ أمَداً،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،یا مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً.

الخامِسُ وَالثَّمانون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا أوَّلُ یا آخِرُ،یا باطِنُ یا ظاهِرُ،یا بَرُّ یا حَقُّ،یا فَردُ یا وَترُ،یا صَمَدُ یا سَرمَدُ. (4)

السّادِسُ وَالثَّمانون:یا خَیرَ مَعروفٍ عُرِفَ،یا أفضَلَ مَعبودٍ عُبِدَ،یا أجَلَّ مَشکورٍ شُکِرَ،یا أعَزَّ مَذکورٍ ذُکِرَ،یا أعلی مَحمودٍ حُمِدَ،یا أقدَمَ مَوجودٍ طُلِبَ،یا أرفَعَ مَوصوفٍ وُصِفَ،یا أکبَرَ مَقصودٍ قُصِدَ،یا أکرَمَ مَسؤولٍ سُئِلَ،یا أشرَفَ مَحبوبٍ عُلِمَ.

السّابِعُ وَالثَّمانون:یا حَبیبَ الباکینَ،یا سَیِّدَ المُتَوَکِّلینَ،یا هادِیَ المُضِلّینَ،یا وَلِیَّ

ص:94


1- .فی البلد الأمین:« یا فاصل،یا واصل»بدل«یا فاضل،یا فاصل».
2- الطَّوْل:الفضل والقدرة والغِنی والسعة (القاموس المحیط:ج 4 ص 9).
3- بروج السماء:منازل الشمس والقمر،والبروج-أیضاً-:الکواکب العظام (مجمع البحرین:ج 1 ص 132).
4- السَّرمَد:الدائم الّذی لا ینقطع (النهایة:ج 2 ص 363).

المُؤمِنینَ،یا أنیسَ الذّاکِرینَ،یا مَفزَعَ المَلهوفینَ (1)،یا مُنجِیَ الصّادِقینَ،یا أقدَرَ القادِرینَ،یا أعلَمَ العالِمینَ،یا إلهَ الخَلقِ أجمَعینَ.

الثّامِنُ وَالثَّمانون:یا مَن عَلا فَقَهَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،یا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن عُبِدَ فَشَکَرَ،یا مَن عُصِیَ فَغَفَرَ،یا مَن لا تَحویهِ الفِکَرُ،یا مَن لا یُدرِکُهُ بَصَرٌ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ أثَرٌ،یا رازِقَ البَشَرِ،یا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَرٍ.

التّاسِعُ وَالثَّمانون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا حافِظُ یا بارِئُ،یا ذارِئُ یا باذِخُ (2)،یا فارِجُ یا فاتِحُ،یا کاشِفُ یا ضامِنُ،یا آمِرُ یا ناهی.

التِّسعون:یا مَن لا یَعلَمُ الغَیبَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَصرِفُ السُّوءَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَخلُقُ الخَلقَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَغفِرُ الذَّنبَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یُتِمُّ النِّعمَةَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یُقَلِّبُ القُلوبَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یُدَبِّرُ الأَمرَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یُنَزِّلُ الغَیثَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَبسُطُ الرِّزقَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یُحیِی المَوتی إلّاهُوَ.

الحادی وَالتِّسعون:یا مُعینَ الضُّعَفاءِ،یا صاحِبَ الغُرَباءِ،یا ناصِرَ الأَولِیاءِ،یا قاهِرَ الأَعداءِ،یا رافِعَ السَّماءِ،یا أنیسَ الأَصفِیاءِ،یا حَبیبَ الأَتقِیاءِ،یا کَنزَ الفُقَراءِ،یا إلهَ الأَغنِیاءِ،یا أکرَمَ الکُرَماءِ.

الثانی وَالتِّسعون:یا کافِیاً مِن کُلِّ شَیءٍ،یا قائِماً عَلی کُلِّ شَیءٍ،یا مَن لا یُشبِهُهُ شَیءٌ،یا مَن لا یَزیدُ فی مُلکِهِ شَیءٌ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ شَیءٌ،یا مَن لا یَنقُصُ مِن خَزائِنِهِ شَیءٌ،یا مَن لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،یا مَن لا یَعزُبُ عَن عِلمِهِ شَیءٌ (3)،یا مَن هُوَ خَبیرٌ بِکُلِّ شَیءٍ،یا مَن وَسِعَت رَحمَتُهُ کُلَّ شَیءٍ.

ص:95


1- .المَلهوف،المظلوم یستغیث (الصحاح:ج 4 ص 1429).
2- الباذخ:العالی (النهایة:ج 1 ص 110).
3- أی لا یغیب عن علمه ولا یخفی (مجمع البحرین:ج 2 ص 1206).

الثّالِثُ وَالتِّسعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُکرِمُ یا مُطعِمُ،یا مُنعِمُ یا مُعطی،یا مُغنی یا مُقنی (1)،یا مُفنی یا مُحیی،یا مُرضی یا مُنجی.

الرّابِعُ وَالتِّسعون:یا أوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَهُ،یا إلهَ کُلِّ شَیءٍ ومَلیکَهُ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ وصانِعَهُ،یا بارِئَ (2)کُلِّ شَیءٍ وخالِقَهُ،یا قابِضَ کُلِّ شَیءٍ وباسِطَهُ،یا مُبدِئَ کُلِّ شَیءٍ ومُعیدَهُ،یا مُنشِئَ کُلِّ شَیءٍ ومُقَدِّرَهُ،یا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ ومُحَوِّلَهُ،یا مُحیِیَ کُلِّ شَیءٍ ومُمیتَهُ،یا خالِقَ کُلِّ شَیءٍ ووارِثَهُ.

الخامِسُ وَالتِّسعون:یا خَیرَ ذاکِرٍ ومَذکورٍ،یا خَیرَ شاکِرٍ ومَشکورٍ،یا خَیرَ حامِدٍ ومَحمودٍ،یا خَیرَ شاهِدٍ ومَشهودٍ،یا خَیرَ داعٍ ومَدعُوٍّ،یا خَیرَ مُجیبٍ ومُجابٍ،یا خَیرَ مُؤنِسٍ وأَنیسٍ،یا خَیرَ صاحِبٍ وجَلیسٍ،یا خَیرَ مَقصودٍ ومَطلوبٍ،یا خَیرَ حَبیبٍ ومَحبوبٍ.

السّادِسُ وَالتِّسعون:یا مَن هُوَ لِمَن دَعاهُ مُجیبٌ،یا مَن هُوَ لِمَن أطاعَهُ حَبیبٌ،یا مَن هُوَ إلی مَن أحَبَّهُ قَریبٌ،یا مَن هُوَ بِمَنِ استَحفَظَهُ رَقیبٌ،یا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ کَریمٌ،یا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَلیمٌ،یا مَن هُوَ فی عَظَمَتِهِ رَحیمٌ،یا مَن هُوَ فی حِکمَتِهِ عَظیمٌ،یا مَن هُوَ فی إحسانِهِ قَدیمٌ،یا مَن هُوَ بِمَن أرادَ عَلیمٌ.

السّابِعُ وَالتِّسعون:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مُسَبِّبُ،یا مُرَغِّبُ،یا مُقَلِّبُ،یا مُعَقِّبُ،یا مُرَتِّبُ،یا مُخَوِّفُ،یا مُحَذِّرُ،یا مُذَکِّرُ،یا مُسَخِّرُ،یا مُغَیِّرُ.

الثّامِنُ وَالتِّسعون:یا مَن عِلمُهُ سابِقٌ،یا مَن وَعدُهُ صادِقٌ،یا مَن لُطفُهُ ظاهِرٌ،یا مَن أمرُهُ غالِبٌ،یا مَن کِتابُهُ مُحکَمٌ،یا مَن قَضاؤُهُ کائِنٌ،یا مَن قُرآنُهُ مَجیدٌ،یا مَن مُلکُهُ قَدیمٌ،یا مَن فَضلُهُ عَمیمٌ،یا مَن عَرشُهُ عَظیمٌ.

ص:96


1- .أقناه اللّه:أی أعطاه.وأقناه أیضاً:أرضاه (الصحاح:ج 6 ص 2468).
2- أثبتناها من البلد الأمین وبحار الأنوار،وفی المصدر:«بادئ»وفی الطبعة القدیمة:«مبدئ».

التّاسِعُ وَالتِّسعون:یا مَن لا یَشغَلُهُ سَمعٌ عَن سَمعٍ،یا مَن لا یَمنَعُهُ فِعلٌ عَن فِعلٍ،یا مَن لا یُلهیهِ قَولٌ عَن قَولٍ،یا مَن لا یُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَن سُؤالٍ،یا مَن لا یَحجُبُهُ شَیءٌ عَن شَیءٍ،یا مَن لا یُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّینَ،یا مَن هُوَ غایَةُ مُرادِ المُریدینَ،یا مَن هُوَ مُنتَهی هِمَمِ العارِفینَ،یا مَن هُوَ مُنتَهی طَلَبِ الطّالِبینَ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ ذَرَّةٌ فِی العالَمینَ.

المِئَة:یا حَلیماً لا یَعجَلُ،یا جَواداً لا یَبخَلُ،یا صادِقاً لا یُخلِفُ،یا وَهّاباً لا یَمَلُّ، یا قاهِراً لا یُغلَبُ،یا عَظیماً لا یوصَفُ،یا عَدلاً لا یَحیفُ،یا غَنِیّاً لا یَفتَقِرُ،یا کَبیراً لا یَصغَرُ،یا حافِظاً لا یَغفُلُ.

سُبحانَکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ،الغَوثَ الغَوثَ،خَلِّصنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ. (1)

9/25الأدعِیَةُ المُختَصَّةُ بِاللَّیالی

1.دُعاءُ اللَّیلَةِ الاُولی

1870.الإقبال: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو أوَّلَ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ بِهذَا الدُّعاءِ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَنا بِکَ أیُّهَا الشَّهرُ المُبارَکُ،اللّهُمَّ فَقَوِّنا عَلی صِیامِنا وقِیامِنا، وثَبِّت أقدامَنا وَانصُرنا عَلَی القَومِ الکافِرینَ.

اللّهُمَّ أنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَکَ،وأَنتَ الصَّمَدُ (2)فَلا شِبهَ لَکَ،وأَنتَ العَزیزُ فَلا یُعِزُّکَ شَیءٌ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَنَا الفَقیرُ،وأَنتَ المَولی وأَنَا العَبدُ،وأَنتَ الغَفورُ وأَنَا المُذنِبُ، وأَنتَ الرَّحیمُ وأَنَا المُخطِئُ،وأَنتَ الخالِقُ وأَنَا المَخلوقُ،وأَنتَ الحَیُّ وأَنَا المَیِّتُ، أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ أن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی وتَتَجاوَزَ عَنّی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)

ص:97


1- .المصباح للکفعمی:ص 334، البلد الأمین:ص 402، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 384.
2- الصَّمَد:الّذی لیس بجسم ولاجوف له (بحار الأنوار:ج 4 ص 189).
3- الإقبال:ج 1 ص 146، البلد الأمین:ص 195 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 74 ح 2.

1871.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَ أوَّلُ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ فَقُل:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ ومُنزِلَ القُرآنِ،هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وأَنزَلتَ فیهِ آیاتٍ بَیِّناتٍ مِنَ الهُدی وَالفُرقانِ،اللّهُمَّ ارزُقنا صِیامَهُ وأَعِنّا عَلی قِیامِهِ،اللّهُمَّ سَلِّمهُ لَنا وسَلِّمنا فیهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا فی یُسرٍ مِنکَ ومُعافاةٍ،وَاجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فیما یُفرَقُ (1)مِنَ الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُمُ المَشکورِ سَعیُهُمُ،المَغفورِ ذَنبُهُمُ (2)المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُم،وَاجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ أن تُطیلَ لی فی عُمُری وتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ. (3)

راجع:ص 5-26 (أدعیة التهیّؤ لضیافة اللّه).

2.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّانِیَةِ

1872.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا إلهَ الأَوَّلینَ والآخِرینَ،وإلهَ مَن بَقِیَ وإلهَ مَن مَضی،رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ومَن فیهِنَّ،فالِقَ (4)الإِصباحِ وجاعِلَ اللَّیلِ سَکَناً وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ حُسباناً،لَکَ الحَمدُ ولَکَ الشُّکرُ،ولَکَ المَنُّ (5)ولَکَ الطَّولُ (6)،وأَنتَ الواحِدُ الصَّمَدُ.

أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ سَیِّدی وجَمالِکَ مَولایَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ

ص:98


1- .فی الإقبال:« وفیما تفرق».
2- فی الإقبال:« المغفور ذنوبهم».
3- الکافی:ج 4 ص 71 ح 2، الإقبال:ج 1 ص 77 [4] کلاهما عن عمّار الساباطی وص 145 نقلاً عن ابن أبی قرَّة نحوه.
4- فالِق الإصباح:أی شاقّ عمود الصبح عن ظلمة اللیل.والفَلَق:الشقّ.والإصباح والصُّبح واحد (مجمع البحرین:ج 3 ص 1415).
5- المِنَّةَ:النِّعمة الثقیلة،یقال:مَنَّ فلانٌ علی فلانٍ:إذا أثقلَهُ بالنِّعمة (مفردات الفاظ القرآن:ص 777).
6- الطَّوْل:الفضل والعلوّ (النهایة:ج 3 ص 145).

لی وتَرحَمَنی وتَتَجاوَزَ عَنّی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

3.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّالِثَةِ

1873.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا إلهَ إبراهیمَ وإلهَ إسحاقَ وإلهَ یَعقوبَ وَالأَسباطِ،رَبَّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،السَّمیعَ العَلیمَ،الحَلیمَ الکَریمَ،العَلِیَّ العَظیمَ،لَکَ صُمتُ وعَلی رِزقِکَ أفطَرتُ،وإلی کَنَفِکَ (2)أوَیتُ،وإلَیکَ أنَبتُ وإلَیکَ المَصیرُ،وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ،قَوِّنی عَلَی الصَّلاةِ وَالصِّیامِ، ولا تُخزِنی یَومَ القِیامَةِ،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ. (3)

4.دُعاءُ اللَّیلَةِ الرّابِعَةِ

1874.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،ویا جَبّارَ الدُّنیا ویا مالِکَ المُلوکِ،ویا رازِقَ العِبادِ،هذا شَهرُ التَّوبَةِ وهذا شَهرُ الثَّوابِ وهذا شَهرُ الرَّجاءِ،وأَنتَ السَّمیعُ العَلیمُ.

أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی فی عِبادِکَ الصّالِحینَ الَّذینَ لا خَوفَ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ،وأَن تَستُرَنی بِالسِّترِ الَّذی لا یُهتَکُ،وتُجَلِّلَنی بِعافِیَتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وتُعطِیَنی سُؤلی وتُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وأَلّا تَدَعَ لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا کُربَةً (4)إلّاکَشَفتَها، ولا حاجَةً إلّاقَضَیتَها،بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،إنَّکَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ. (5)

5.دُعاءُ اللَّیلَةِ الخامِسَةِ

1875.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

ص:99


1- .الإقبال:ج 1 ص 248، البلد الأمین:ص 195، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 17 ح 2 و ص 74 ح 2.
2- کَنَف اللّه:حرزه وسِتره (القاموس المحیط:ج 3 ص 192).
3- الإقبال:ج 1 ص 251، البلد الأمین:ص 195، [6]بحار الأنوار:ج 98 ص 19 ح 2 [7] وص 74 ح 2.
4- الکُرْبَة:الغمّ الّذی یأخذ بالنفس (الصحاح:ج 1 ص 211).
5- الإقبال:ج 1 ص 256، البلد الأمین:ص 195، [10]بحار الأنوار:ج 98 ص 21 ح 2 [11] وص 75 ح 2.

یا صانِعَ کُلِ ّ مَصنوعٍ،ویا جابِرَ کُلِّ کَسیرٍ،ویا شاهِدَ کُلِّ نَجوی،ویا رَبّاهُ ویا سَیِّداهُ، أنتَ النّورُ فَوقَ النّورِ ونورُ کُلِّ نورٍ،فَیا نورَ کُلِّ نورٍ أسأَ لُکَ أن تَغفِرَ لی ذُنوبَ اللَّیلِ وذُنوبَ النَّهارِ،وذُنوبَ السِّرِّ وذُنوبَ العَلانِیَةِ.

یا قادِرُ یا قَدیرُ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا وَدودُ یا غَفورُ یا رَحیمُ،یا غافِرَ الذَّنبِ وقابِلَ التَّوبِ شَدیدَ العِقابِ ذَا الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،تُحیی وتُمیتُ وتُمیتُ وتُحیی،وأَنتَ الواحِدُ القَهّارُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وَاعفُ عَنّی،إنَّکَ أنتَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ. (1)

6.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّادِسَةِ

1876.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ،وأَنتَ الواحِدُ الکَریمُ،وأَنتَ الإِلهُ الصَّمَدُ،رَفَعتَ السَّماواتِ بِقُدرَتِکَ،ودَحَوتَ (2)الأَرضَ بِعِزَّتِکَ،وأَنشَأتَ السَّحابَ بِوَحدانِیَّتِکَ،وأَجرَیتَ البِحارَ بِسُلطانِکَ.

یا مَن سَبَّحَت لَهُ الحیتانُ فِی البُحورِ وَالسِّباعُ فِی الفَلَواتِ (3)،یا مَن لا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضینَ السَّبعِ.

یا مَن یُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ وما فیهِنَّ،یا مَن لا یَموتُ ولا یَبقی إلّا وَجهُهُ الجَلیلُ الجَبّارُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وَاعفُ عَنّی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (4)

ص:100


1- .الإقبال:ج 1 ص 258، البلد الأمین:ص 196 [2] وفیه«یامقتدر»بدل«یا قدیر»،بحار الأنوار:ج 98 ص 22 ح 2 و ص 75 ح 2.
2- الدَحْو:البسط،دحا یدحو:أی بسط ووسّع (النهایة:ج 2 ص 106).
3- الفَلاةُ:الصَّحراءُ الواسِعة،وجمعها فَلَاً وفَلَوات (القاموس المحیط:ج 4 ص 375).
4- الإقبال:ج 1 ص 262، البلد الأمین:ص 196، [6]بحار الأنوار:ج 98 ص 75 ح 2.
7.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّابِعَةِ

1877.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا مَن کانَ ویَکونُ ولَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،یا مَن لا یَموتُ ولا یَبقی إلّاوَجهُهُ الجَبّارُ،یا مَن یُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِکَةُ مِن خیفَتِهِ،یا مَن إذا دُعِیَ أجابَ،یا مَن إذَا استُرحِمَ رَحِمَ،یا مَن لا یُدرِکُ الواصِفونَ صِفَتَهُ مِن عَظَمَتِهِ،یا مَن لا تُدرِکُهُ الأَبصارُ وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ،یا مَن یَری ولا یُری وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا مَن لا یُعِزُّهُ شَیءٌ ولا یَفوقُهُ أحَدٌ،یا مَن بِیَدِهِ نَواصِی (1)العِبادِ.

أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَیکَ وحَقِّکَ عَلی مُحَمَّدٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَرحَمَ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ فِی العالَمینَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (2)

8.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّامِنَةِ

1878.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ هذا شَهرُکَ الَّذی أمَرتَ فیهِ عِبادَکَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ لَهُمُ الإِجابَةَ،وقُلتَ: «وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ» 3 ،فَأَدعوکَ یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ،ویا کاشِفَ السّوءِ عَنِ المَکروبِ،ویا جاعِلَ اللَّیلِ سَکَناً،ویا مَن لا یَموتُ اغفِر لِمَن یَموتُ،قَدَّرتَ وخَلَقتَ وسَوَّیتَ فَلَکَ الحَمدُ،أطعَمتَ وسَقَیتَ وآوَیتَ ورَزَقتَ فَلَکَ الحَمدُ.

ص:101


1- .الناصیة:منبت الشعر فی مقدّم الرأس (لسان العرب:ج 15 ص 327). والأخذ بالنواصی تمثیل؛أی هو مالک لها،قادر علیها،یصرفها علی ما یرید بها.راجع:مجمع البحرین:ج 3 ص 1794.
2- الإقبال:ج 1 ص 266، البلد الأمین:ص 196 [4] ولیس فیه«یامن لایموت ولایبقی إلّاوجهه الجبّار»و«یامن لایعزّه شیء ولایفوقه أحد»،بحار الأنوار:ج 98 ص 26 ح 2 و ص 76 ح 2.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،وفِی النَّهارِ إذا تَجَلّی، وفِی الآخِرَةِ وَالاُولی،وأَن تَکفِیَنی ما أهَمَّنی،وتَغفِرَ لی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

9.دُعاءُ اللَّیلَةِ التّاسِعَةِ

1879.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا سَیِّداهُ ویا رَبّاهُ،ویا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،ویا ذَا العَرشِ الَّذی لا یَنامُ،ویا ذَا العِزِّ الَّذی لا یُرامُ (2)،یا قاضِیَ الاُمورِ،یا شافِیَ الصُّدورِ،اجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً، وَاقذِف رَجاءَکَ فی قَلبی حَتّی لا أرجُوَ أحَداً سِواکَ،عَلَیکَ سَیِّدی تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ مَولایَ أنَبتُ وإلَیکَ المَصیرُ.

أسأَ لُکَ یا إلهَ الآلِهَةِ،ویا جَبّارَ الجَبابِرَةِ،ویا کَبیرَ الأَکابِرِ،الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ وکانَ حَسبَهُ وبالِغَ أمرِهِ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ فَاکفِنی،وإلَیکَ أنَبتُ فَارحَمنی،وإلَیکَ المَصیرُ فَاغفِر لی،ولا تُسَوِّد وَجهی یَومَ تَسوَدُّ وُجوهٌ وتَبیَضُّ وُجوهٌ،إنَّکَ أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی وتَجاوَز عَنّی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)

0

10.دُعاءُ اللَّیلَةِ العاشِرَةِ

1880.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ یا سَلامُ یا مُؤمِنُ یا مُهَیمِنُ (4)،یا جَبّارُ یا مُتَکَبِّرُ،یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا واحِدُ یا

ص:102


1- .الإقبال:ج 1 ص 269، البلد الأمین:ص 196 [2] ولیس فیه«أطعمت وسقیت وآویت ورزقت فلک الحمد»،بحار الأنوار:ج 98 ص 27 ح 2 و ص 76 ح 2.
2- أی لایمکن لأحد أن یقصده أو یقصد من لجأ إلیه بسوء (بحار الأنوار:ج 86 ص 114).
3- الإقبال:ج 1 ص 272، البلد الأمین:ص 197 [6] ولیس فیه«ویا ذا العرش الّذی لا ینام»،بحار الأنوار:ج 98 ص 29 ح 2 [7] وص 76 ح 2.
4- المُهَیمِن:من أسمائه تعالی،ومعناه:القائم علی خَلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم.وقیل:الرقیب علی کلّ شیء.وقیل:الأمین الّذی لایضیع لأحد عنده حقّ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1895).

فَردُ،یا غَفورُ یا رَحیمُ،یا وَدودُ یا حَلیمُ،مَضی مِنَ الشَّهرِ المُبارَکِ الثُّلُثُ،ولَستُ أدری سَیِّدی ما صَنَعتَ فی حاجَتی،هَل غَفَرتَ لی؟إن أنتَ غَفَرتَ لی فَطوبی (1)لی،وإن لَم تَکُن غَفَرتَ لی فَواسَوأَتاهُ.

فَمِنَ الآنَ سَیِّدی فَاغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ ولا تَخذُلنی،وأَقِلنی عَثرَتی،وَاستُرنی بِسِترِکَ وَاعفُ عَنّی بِعَفوِکَ وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وتَجاوَز عَنّی بِقُدرَتِکَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍقَدیرٌ. (2)

1

11.دُعاءُ اللَّیلَةِ الحادِیَةَ عَشرَةَ

1881.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ إنّی أستَأنِفُ العَمَلَ وأَرجُو العَفوَ،وهذِهِ أوَّلُ لَیلَةٍ مِن لَیالِی الثُّلُثَینِ،أدعوکَ بِأَسمائِکَ الحُسنی،وأَستَجیرُ (3)بِکَ مِن نارِکَ الَّتی لا تُطفَأُ،وأَسأَ لُکَ أن تُقَوِّیَنی عَلی قِیامِهِ وصِیامِهِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.

اللّهُمَّ بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ وبِها تَتِمُّ الصّالِحاتُ،وعَلَیهَا اتَّکَلتُ،وأَنتَ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً (4)أحَدٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِر لی وَارحَمنی وتَجاوَز عَنّی،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (5)

21.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّانِیَةَ عَشرَةَ

1882.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

ص:103


1- .الطُوبی:الحسنی،والخَیر،وشجرة فی الجنّة (القاموس المحیط:ج 1 ص 98).
2- الإقبال:ج 1 ص 275، البلد الأمین:ص 197 [2] بزیادة«یا عزیز»بعد«یا مهیمن»ولیس فیه«مضی من الشهر المبارک الثلث»،بحار الأنوار:ج 98 ص 31 ح 2 و ص 76 ح 2.
3- اسْتَجار:طلب أن یجار،فأجاره:أنقذه وأعاذه (القاموس المحیط:ج 1 ص 394).
4- کفواً:أی نظیراً ومساویاً (مجمع البحرین:ج 3 ص 1576).
5- الإقبال:ج 1 ص 278، البلد الأمین:ص 197 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 32 ح 2 و ص 77 ح 2.

اللّهُمَّ أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ وأَنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ وأَنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،لَکَ الحَمدُ حَمداً یَبقی ولا یَفنی،ولَکَ الشُّکرُ شُکراً یَبقی ولا یَفنی،وأَنتَ الحَیُّ الحَکیمُ العَلیمُ.

أسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الکَریمِ،وبِجَلالِکَ الَّذی لا یُرامُ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی لا تُقهَرُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،إنَّکَ أنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

13.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّالِثَةَ عَشرَةَ

1883.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا جَبّارَ (2)السَّماواتِ وجَبّارَ الأَرَضینَ،ویا مَن لَهُ مَلَکوتُ السَّماواتِ ومَلَکوتُ الأَرَضینَ،وغَفّارَ الذُّنوبِ وَالسَّمیعُ العَلیمُ،الغَفورُ العَزیزُ الحَلیمُ الرَّحیمُ،الصَّمَدُ الفَردُ الَّذی لا شَبیهَ لَکَ ولا وَلِیَّ لَکَ،أنتَ العَلِیُّ الأَعلی وَالقَدیرُ القادِرُ،وأَنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی إنَّکَ أنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (3)

14.دُعاءُ اللَّیلَةِ الرّابِعَةَ عَشرَةَ

1884.[ رسول اللّه صلی الله علیه و آله و سلم ] (4):

یا أوَّلَ الأَوَّلینَ ویا آخِرَ الآخِرینَ،یا وَلِیَّ الأَولِیاءِ وجَبّارَ الجَبابِرَةِ،أنتَ خَلَقتَنی ولَم أکُ شَیئاً،وأَنتَ أمَرتَنی بِالطّاعَةِ فَأَطَعتُ سَیِّدی جَهدی،فَإِن کُنتُ تَوانَیتُ (5)أو

ص:104


1- .الإقبال:ج 1 ص 282، البلد الأمین:ص 197 [2] ولیس فیه«وأنت الغفور الرحیم»،بحار الأنوار:ج 98 ص 34 ح 2 [3] وص 77 ح 2.
2- الجبّار:الّذی یجبر الخلق ویقهرهم علی بعض الاُمور الّتی لیس لهم فیها اختیار ولاعلی تغییرها قدرة،والّذی یجبر حالهم ویصلحه (مجمع البحرین:ج 1 ص 265).
3- الإقبال:ج 1 ص 286، البلد الأمین:ص 197 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 36 ح 2 و ص 77 ح 2.
4- سقط اسم رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی المصدر من أوّل الدعاء فی هذه اللیلة وفی اللیلة الخامسة عشرة،والحال أنّ هذه الأدعیة الثلاثین قد وردت بروایة واحدة متسلسلة کما فی البلد الأمین.
5- توانی فی العمل:لم یبادر إلی ضبطه ولم یهتمَّ به.وتوانی فی حاجته:قصّر وفتر (المعجم الوسیط:ج 2ص 1059).

أخطَأتُ أو نَسیتُ فَتَفَضَّل عَلَیَّ سَیِّدی،ولا تَقطَع رَجائی فَامنُن عَلَیَّ بِالجَنَّةِ،وَاجمَع بَینی وبَینَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)

15.دُعاءُ اللَّیلَةِ الخامِسَةَ عَشرَةَ

1885.[ رسول اللّه صلی الله علیه و آله و سلم ]:

الحَنّانُ (2)أنتَ سَیِّدی،المَنّانُ (3)أنتَ مَولایَ،الکَریمُ أنتَ سَیِّدی،العَفُوُّ أنتَ مَولایَ، الحَلیمُ أنتَ سَیِّدی،الوَهّابُ أنتَ مَولایَ،العَزیزُ أنتَ سَیِّدی،القَریبُ أنتَ مَولایَ، الواحِدُ أنتَ سَیِّدی،القاهِرُ أنتَ مَولایَ،الصَّمَدُ أنتَ سَیِّدی،العَزیزُ أنتَ مَولایَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وتَجاوَز عَنّی إنَّکَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ. (4)

16.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّادِسَةَ عَشرَةَ

1886.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

یا أللّهُ یا أللّهُ،یا أللّهُ یا أللّهُ،یا أللّهُ یا أللّهُ،یا أللّهُ یا أللّهُ،یا رَحمانُ یا رَحمانُ،یا رَحمانُ یا رَحمانُ،یا رَحمانُ یا رَحمانُ،یا رَحمانُ یارَحمانُ،یا رَحیمُ یا رَحیمُ،یا رَحیمُ یا رَحیمُ،یا رَحیمُ یا رَحیمُ،یا رَحیمُ یا رَحیمُ،یا غَفورُ یا غَفورُ،یا غَفورُ یا غَفورُ،یا غَفورُ یا غَفورُ،یا غَفورُ یا غَفورُ،یا رَؤوفُ یا رَؤوفُ،یا رَؤوفُ یا رَؤوفُ، یا رَؤوفُ یا رَؤوفُ،یا رَؤوفُ یا رَؤوفُ،یا حَنّانُ یا حَنّانُ،یا حَنّانُ یا حَنّانُ،یا حَنّانُ یا حَنّانُ،یا حَنّانُ یا حَنّانُ،یا عَلِیُّ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا

ص:105


1- .الإقبال:ج 1 ص 291، البلد الأمین:ص 197 [2] ولیس فیه«یا ولیّ الأولیاء»وبزیادة«ویا إله الأولین والآخرین»بعد«الجبابرة»،بحار الأنوار:ج 98 ص 39 ح 2 و ص 77 ح 2.
2- الحَنّان:الرحیم،أو الّذی یُقبِل علی من أعرض عنه (القاموس المحیط:ج 4 ص 216).
3- المنّان:المُنعِم المُعطی،من المنّ وهو العطاء (النهایة:ج 4 ص 365).
4- الإقبال:ج 1 ص 296، البلد الأمین:ص 198 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 42 ح 2 و ص 77 ح 2.

عَلِیُّ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

17.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَ

1887.رسول اللّه صلی الله علیه و آله و سلم:

اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ،وأَمَرتَ فیهِ بِعِمارَةِ المَساجِدِ وَالدُّعاءِ وَالصِّیامِ وَالقِیامِ وضَمِنتَ لَنا فیهِ الِاستِجابَةَ،فَقَدِ اجتَهَدنا وأَنتَ أعَنتَنا فَاغفِر لَنا فیهِ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا،وَاعفُ عَنّا فَإِنَّکَ رَبُّنا،وَارحَمنا فَإِنَّکَ سَیِّدُنا،وَاجعَلنا مِمَّن یَنقَلِبُ إلی مَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ إنَّکَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ. (2)

1888.الإقبال :دُعاءٌ آخَرُ فِی اللَّیلَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَ مِنهُ رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلَی العالِمِ علیه السلام أنُّهُ قالَ:إنَّ هذِهِ اللَّیلَةَ هِیَ اللَّیلَةُ الَّتِی التَقی فیهَا الجَمعانِ یَومَ بَدرٍ،وأَظهَرَ اللّهُ تَعالی آیاتِهِ العِظامَ فی أولِیائِهِ وأَعدائِهِ،الدُّعاءُ فیها:

یا صاحِبَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ یَومَ حُنَینٍ،ویا مُبیرَ (3)الجَبّارینَ ویا عاصِمَ النَّبِیِّینَ،أسأَ لُکَ بِیاسین وَالقُرآنِ الحَکیمِ وبِطه وسائِرِ القُرآنِ العَظیمِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَهَبَ لِیَ اللَّیلَةَ تَأییداً تَشُدُّ بِهِ عَضُدی وتَسُدُّ بِهِ خَلَّتی (4)،یا کَریمُ أنَا المُقِرُّ بِالذُّنوبِ فَافعَل بی ماتَشاءُ لَن یُصیبَنی إلّاما کَتَبتَ لی،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ وأَنتَ حَسبی،وأَنتَ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ المَعیشَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی بُلغَةً (5)إلَی انقِضاءِ أجَلی،أتَقَوّی بِها

ص:106


1- .الإقبال:ج 1 ص 301، البلد الأمین:ص 198 [2] وفیه«یا جبّار سبعاً»بدل«یا حنّان...»،بحار الأنوار:ج 98 ص 44 ح 2 [3] وص 78 ح 2.
2- الإقبال:ج 1 ص 305، البلد الأمین:ص 198 [5] بزیادة«هدیً للناس وبیّنات من الهدی والفرقان»بعد«القرآن»و«بحقّ محمّد وآله»بعد«ورضوانک»،بحار الأنوار:ج 98 ص 47 ح 2 و ص 78 ح 2.
3- مبیر:مُهلِک (النهایة:ج 1 ص 161).
4- الخَلّة:الحاجة والفقر (النهایة:ج 2 ص 72).
5- البُلْغة:ما یُتَبلَّغُ به من العیش ولایَفْضُلُ (المصباح المنیر:ص 61).

عَلی جَمیعِ حَوائِجی،وأَتَوَصَّلُ بِها إلَیکَ،مِن غَیرِ أن تَفتِنَنی بِإِکثارٍ فَأَطغی،أو بِتَقتیرٍ (1)عَلَیَّ فَأَشقی،ولا تَشغَلنی عَن شُکرِ نِعمَتِکَ،وأَعطِنی غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الدُّنیا وشَرِّ ما فیها.

اللّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنیا لی سِجناً،ولا تَجعَل فِراقَها لی حُزناً،أخرِجنی عَن فِتَنِها إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی مِن حَیاتی،مَقبولاً عَمَلی إلی دارِ الحَیَوانِ ومَساکِنِ الأَخیارِ،وأَعوذُ بِکَ مِن أزلِها (2)وزِلزالِها،وسَطَواتِ سُلطانِها وبَغیِ بُغاتِها.

اللّهُمَّ مَن أرادَنی فَأَرِدهُ ومَن کادَنی فَکِدهُ،وَاکفِنی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وصَدِّق قَولی بِفِعلی،وأَصلِح لی حالی،وبارِک لی فی أهلی ومالی ووُلدی وإخوانی.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما مَضی مِن ذُنوبی،وَاعصِمنی فی ما بَقِیَ مِن عُمُری،حَتّی ألقاکَ وأَنتَ عَنّی راضٍ.وتَسأَلُ حاجَتَکَ.

ثُمَّ تَسجُدُ عَقیبَ الدُّعاءِ وتَقولُ فی سُجودِکَ:

سَجَدَ وَجهِیَ الفانِی البالِی المَوقوفُ المُحاسَبُ المُذنِبُ الخاطِئُ لِوَجهِکَ الکَریمِ الباقِی الدّائِمِ الغَفورِ الرَّحیمِ.سُبحانَ رَبِّیَ الأَعلی وبِحَمدِهِ.أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ.

زِیادَةٌ:

اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ اللَّیلَةِ العَظیمَةِ،لَکَ الحَمدُ کَما عَصَمتَنی مِن مَهاوِی الهَلَکَةِ،وَالتَّمَسُّکِ بِحِبالِ الظَّلَمَةِ،وَالجُحودِ (3)لِطاعَتِکَ،وَالرَّدِّ عَلَیکَ أمرَکَ،وَالتَّوَجُّهِ إلی غَیرِکَ،وَالزُّهدِ فی ما عِندَکَ وَالرَّغبَةِ فی ما عِندَ غَیرِکَ،مَنّاً مَنَنتَ بِهِ عَلَیَّ ورَحمَةً رَحِمتَنی بِها،مِن غَیرِ عَمَلٍ سالِفٍ مِنّی ولَا استِحقاقٍ لِما صَنَعتَ بی،وَاستَوجَبتَ مِنِّی الحَمدَ عَلَی الدَّلالَةِ عَلَی الحَمدِ،

ص:107


1- .فی المصدر:«بتقصیر»وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- الأزْل:الشدّة والضیق (النهایة:ج 1 ص 46).
3- الجُحود:الإنکار مع العلم (لسان العرب:ج 3 ص 106).

وَاتِّباعِ أهلِ الفَضلِ وَالمَعرِفَةِ،وَالتَّبَصُّرِ بِأَبوابِ الهُدی،ولَولاکَ مَااهتَدَیتُ إلی طاعَتِکَ ولا عَرَفتُ أمرَکَ ولا سَلَکتُ سَبیلَکَ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً ولَکَ المَنُّ فاضِلاً،وبِنِعمَتِکَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. (1)

18.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّامِنَةَ عَشرَةَ

1889.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَنا بِشَهرِنا هذا وأَنزَلَ عَلَینا فیهِ القُرآنَ وعَرَّفَنا حَقَّهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلَی البَصیرَةِ،فَبِنورِ وَجهِکَ یا إلهَنا وإلهَ آبائِنا الأَوَّلینَ ارزُقنا فیهِ التَّوبَةَ،ولا تَخذُلنا ولا تُخلِف ظَنَّنا،إنَّکَ أنتَ الجَلیلُ الجَبّارُ. (2)

19.دُعاءُ اللَّیلَةِ التّاسِعَةَ عَشرَةَ

1890.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

سُبحانَ مَن لا یَموتُ،سُبحانَ مَن لا یَزولُ مُلکُهُ،سُبحانَ مَن لا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ، سُبحانَ مَن لاتَسقُطُ وَرَقَةٌ إلّابِعِلمِهِ،ولا حَبَّةٌ فی ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٌ ولا یابِسٌ إلّا فی کِتابٍ مُبینٍ إلّابِعِلمِهِ وبِقُدرَتِهِ.

فَسُبحانَهُ سُبحانَهُ،سُبحانَهُ سُبحانَهُ،سُبحانَهُ سُبحانَهُ،ما أعظَمَ شَأنَهُ وأَجَلَّ سُلطانَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِن عُتَقائِکَ وسُعَداءِ خَلقِکَ بِمَغفِرَتِکَ، إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)

راجع:ص 135 (أدعیة لیلة القدر).

ص:108


1- .الإقبال:ج 1 ص 304، بحار الأنوار:ج 98 ص 45 ح 2.
2- الإقبال:ج 1 ص 310، البلد الأمین:ص 198 [4] بزیادة«بک صلّ علی محمّد وآله واعف عنّا وارحمنا»بعد«ولاتخلف ظنّنا»،بحار الأنوار:ج 98 ص 49 ح 2 و ص 78 ح 2.
3- الإقبال:ج 1 ص 349، البلد الأمین:ص 198، [7]بحار الأنوار:ج 98 ص 148 ح 3 و ص 78 ح 2.
20.دُعاءُ اللَّیلَةِ العِشرینَ

1891.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

أستَغفِرُ اللّهَ مِمّا مَضی مِن ذُنوبی فَاُنسیتُها وهِیَ مُثبَتَةٌ عَلَیَّ یُحصیها عَلَیَّ الکِرامُ الکاتِبونَ یَعلَمونَ ما أفعَلُ،وأَستَغفِرُ اللّهَ مِن موبِقاتِ الذُّنوبِ،وأَستَغفِرُهُ مِن مُفظِعاتِ (1)الذُّنوبِ،وأَستَغفِرُهُ مِمّا فَرَضَ عَلَیَّ فَتَوانَیتُ،وأَستَغفِرُهُ مِن نِسیانِ الشَّیءِ الَّذی باعَدَنی مِن رَبّی.

وأَستَغفِرُهُ مِنَ الزَّلّاتِ (2)وَالضَّلالاتِ ومِمّا کَسَبَت یَدایَ،واُومِنُ بِهِ وأَتَوَکَّلُ عَلَیهِ کَثیراً، وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ وأَستَغفِرُهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَعفُوَ عَنّی وتَغفِرَ لی ما سَلَفَ مِن ذُنوبی،وَاستَجِب یا سَیِّدی دُعائی،فَإِنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)

21.دُعاءُ اللَّیلَةِ الحادِیَةِ وَالعِشرینَ

1892.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَشهَدُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَالنّارَ حَقٌّ،وأَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لارَیبَ فیها،وأَنَّ اللّهَ یَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.

وأَشهَدُ أنَّ الرَّبَّ رَبّی لا شَریکَ لَهُ،ولا وَلَدَ لَهُ ولا والِدَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّهُ الفَعّالُ لِما یُریدُ،وَالقادِرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ وَالصّانِعُ لِما یُریدُ،وَالقاهِرُ مَن یَشاءُ،وَالرّافِعُ مَن یَشاءُ، مالِکُ المُلکِ ورازِقُ العِبادِ،الغَفورُ الرَّحیمُ العَلیمُ الحَلیمُ.

ص:109


1- .فُظِع الأمر فهو فَظیع:أی شدید شنیع جاوز المقدار (الصحاح:ج 3 ص 1259).
2- الزَلَلَ:الخطأ والذنب (النهایة:ج 2 ص 310).
3- الإقبال:ج 1 ص 353، البلد الأمین:ص 198 [3] ولیس فیه«والضلالات»،بحار الأنوار:ج 98 ص 51 ح 2 و ص 78 ح 2.

أشهَدُ أشهَدُ،أشهَدُ أشهَدُ،أشهَدُ أشهَدُ،أشهَدُ أنَّکَ سَیِّدی کَذلِکَ وفَوقَ ذلِکَ،لا یَبلُغُ الواصِفونَ کُنهَ عَظَمَتِکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاهدِنی ولا تُضِلَّنی بَعدَ إذ هَدَیتَنی، إنَّکَ أنتَ الهادِی المَهدِیُّ. (1)

راجع:ص 136 (أدعیة لیلة القدر).

22.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّانِیَةِ وَالعِشرینَ

1893.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

أنتَ سَیِّدی جَبّارٌ غَفّارٌ قادِرٌ قاهِرٌ،سَمیعٌ عَلیمٌ غَفورٌ رَحیمٌ،غافِرُ الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ شَدیدُ العِقابِ،فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوی،مولِجُ (2)اللَّیلِ فِی النَّهارِ ومولِجُ النَّهارِ فِی اللَّیلِ، ومُخرِجُ الحَیِّ مِنَ المَیِّتِ ومُخرِجُ المَیِّتِ مِنَ الحَیِّ،ورازِقُ العِبادِ بِغَیرِ حِسابٍ.

یا جَبّارُ یا جَبّارُ،یا جَبّارُ یا جَبّارُ،یا جَبّارُ یا جَبّارُ یا جَبّارُ (صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) وَاعفُ عَنّی وَاغفِر لی وَارحَمنی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)

23.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّالِثَةِ وَالعِشرینَ

1894.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

سُبّوحٌ قُدّوسٌ (4)رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ الرّوحِ وَالعَرشِ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ البِحارِ وَالجِبالِ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ

ص:110


1- .الإقبال:ج 1 ص 361، البلد الأمین:ص 199 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 153 ح 3 [3] وص 79 ح 2.
2- أی یُدخل هذا فی هذا،فما زاد فی أحدهما نقص فی الآخر،کنقصان نهار الشتاء وزیادة لیله،وزیادة نهارالصیف ونقصان لیله (مجمع البحرین:ج 3 ص 1972).
3- الإقبال:ج 1 ص 372، البلد الأمین:ص 199 [6] وفیه«فی هذا الشهر وهذه اللیلة»بدل«وارحمنی»ولیس فیه«غفور رحیم»،بحار الأنوار:ج 98 ص 53 ح 2 و ص 79 ح 2.
4- سبّوح قدّوس:من أبنیة المبالغة للتنزیه،ومعنی سبّوح:طاهر عن أوصاف المخلوقات.وقدّوس بمعناه،وقیل:مبارک (مجمع البحرین:ج 2 ص 807).

یُسَبِّحُ لَهُ الحیتانُ وَالهَوامُّ وَالسِّباعُ فِی الآکامِ (1)،سُبّوحٌ قُدّوسٌ سَبَّحَت لَهُ المَلائِکَةُ المُقَرَّبونَ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ عَلا فَقَهَرَ وخَلَقَ فَقَدَّرَ،سُبّوحٌ سُبّوحٌ،سُبّوحٌ سُبّوحٌ،سُبّوحٌ سُبّوحٌ سُبّوحٌ،قُدّوسٌ قُدّوسٌ،قُدّوسٌ قُدّوسٌ،قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ. (2)

راجع:ص 135 (أدعیة لیلة القدر).

24.دُعاءُ اللَّیلَةِ الرّابِعَةِ وَالعِشرینَ

1895.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ أنتَ أمَرتَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ الإِجابَةَ،فَدَعَوناکَ ونَحنُ عِبادُکَ وبَنو إمائِکَ نَواصینا بِیَدِکَ،وأَنتَ رَبُّنا ونَحنُ عِبادُکَ،ولَم یَسأَلِ العِبادُ مِثلَکَ،ونَرغَبُ إلَیکَ ولَم یَرغَبِ الخَلائِقُ إلی مِثلِکَ،یا مَوضِعَ شَکوَی السّائِلینَ ومُنتَهی حاجَةِ الرّاغِبینَ،ویا ذَا الجَبَروتِ وَالمَلَکوتِ،ویا ذَا السُّلطانِ وَالعِزِّ.

یا حَیُّ یا قَیّومُ (3)،یا بارُّ یا رَحیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا النِّعَمِ الجِسامِ وَالطَّولِ الَّذی لا یُرامُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (4)

25.دُعاءُ اللَّیلَةِ الخامِسَةِ وَالعِشرینَ

1896.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ،خالِقُ الخَلقِ ومُنشِئُ السَّحابِ،وآمِرُ الرَّعدِ أن یُسَبِّحَ لَهُ،

ص:111


1- .الآکام:جمع أکمَة؛وهو ما اجتمع من الحجارة فی مکان واحد (تاج العروس:ج 16 ص 23).
2- الإقبال:ج 1 ص 377، البلد الأمین:ص 199 [3] بزیادة«أسألک أن تصلّی علی محمّد وآله وأن تغفر لی وترحمنی فإنّک أنت الأحد الصمد»فی آخره،بحار الأنوار:ج 98 ص 161 ح 5 و ص 79 ح 2.
3- القیّوم:القائم باُمور الخلائق،والمدبّر للعالم بجمیع أحواله (مجمع البحرین:ج 3 ص 1531).
4- الإقبال:ج 1 ص 390، البلد الأمین:ص 199 [6] وفیه«ولن یصل العباد مسألتک والرغبة إلیک کرماً وجوداً وربوبیّة ووحدانیّة»بدل«وبنو إمائک نواصینا بیدک وأنت ربّنا...الخلائق إلی مثلک»،بحار الأنوار:ج 98 ص 56 ح 2 و ص 80 ح 2.

تَبارَکَ الَّذی بِیَدِهِ المُلکُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،الَّذی خَلَقَ المَوتَ وَالحَیاةَ لِیَبلُوَکُم (1)أیُّکُم أحسَنُ عَمَلاً،تَبارَکَ الَّذی نَزَّلَ الفُرقانَ (2)عَلی عَبدِهِ لِیَکونَ لِلعالَمینَ نَذیراً.

تَبارَکَ الَّذی إن شاءَ جَعَلَ لَکَ خَیراً مِن ذلِکَ جَنّاتٍ تَجری مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ویَجعَلُ لَکَ قُصوراً،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ. (3)

26.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّادِسَةِ وَالعِشرینَ

1897.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

رَبَّنا لا تُزِغ (4)قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا مُنادِیاً یُنادِی لِلإِیمانِ أن آمِنوا بِرَبِّکُم فَآمَنّا،رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وکَفِّر عَنّا سَیِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ.رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَنا عَلی رُسُلِکَ ولا تُخزِنا یَومَ القِیامَةِ إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.

رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إن نَسینا أو أخطَأنا،رَبَّنا ولا تَحمِل عَلَینا إصراً (5)کَما حَمَلتَهُ عَلَی الَّذینَ مِن قَبلِنا،رَبَّنا ولا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ،وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَی القَومِ الکافِرینَ. (6)

27.دُعاءُ اللَّیلَةِ السّابِعَةِ وَالعِشرینَ

1898.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

ص:112


1- .أبلاه وابتلاه:اختبره (الصحاح:ج 6 ص 2285).
2- الفُرْقان:من أسماء القرآن،أی أنّه فارق بین الحقّ والباطل والحلال والحرام (لسان العرب:ج 10 ص 302).
3- الإقبال:ج 1 ص 395، البلد الأمین:ص 199، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 59 ح 2 و ص 80 ح 2.
4- أی لاتُمِلْها عن الإیمان.والمراد:لاتسلبنا التوفیق،بل ثبِّتنا علی الاهتداء الّذی منحتنا به (مجمع البحرین:ج 2 ص 795).
5- أی ذنباً یشقّ علینا،وقیل:عهداً نعجز عن القیام به (مجمع البحرین:ج 1 ص 50).
6- الإقبال:ج 1 ص 398، البلد الأمین:ص 200 [8] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 60 ح 2 و ص 80 ح 2.

رَبَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وکَفِّر عَنّا سَیِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ،رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَنا عَلی رُسُلِکَ ولا تُخزِنا یَومَ القِیامَةِ إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،رَبَّنا أمَتَّنَا اثنَتَینِ وأَحیَیتَنَا اثنَتَینِ فَاعتَرَفنا بِذُنوبِنا فَهَل إلی خُروجٍ مِن سَبیلٍ.

رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إنَّ عَذابَها کانَ غَراماً (1)،رَبَّنا هَب لَنا مِن أزواجِنا وذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أعیُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقینَ إماماً،رَبَّنا عَلَیکَ تَوَکَّلنا وإلَیکَ أنَبنا وإلَیکَ المَصیرُ.

رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذینَ کَفَروا،رَبَّنَا اغفِر لَنا ولِإِخوانِنَا الَّذینَ سَبَقونا بِالإِیمانِ،ولا تَجعَل فی قُلوبِنا غِلّاً (2)لِلَّذینَ آمَنوا،رَبَّنا إنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ. (3)

1899.الإقبال عن زید بن علیّ علیه السلام: سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام لَیلَةَ سَبعٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ یَقولُ مِن أوَّلِ اللَّیلِ إلی آخِرِهِ:

اللّهُمَّ ارزُقنِی التَّجافِیَ عَن دارِ الغُرورِ وَالإِنابَةَ إلی دارِ الخُلودِ،وَالِاستِعدادَ لِلمَوتِ قَبلَ حُلولِ الفَوتِ. (4)

28.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثّامِنَةِ وَالعِشرینَ

1900.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

آمَنّا بِاللّهِ وکَفَرنا بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ (5)،آمَنّا بِمَن لا یَموتُ،آمَنّا بِمَن خَلَقَ السَّماواتِ

ص:113


1- .غراماً:أی هلاکاً.ویقال:غراماً:ملازماً (مجمع البحرین:ج 2 ص 1316).
2- الغِلّ:الحِقْد والشحناء (النهایة:ج 3 ص 381).
3- الإقبال:ج 1 ص 403، البلد الأمین:ص 200 [4] نحوه وفیه من«ربّنا اصرف عنّا...»،بحار الأنوار:ج 98 ص 63 ح 2 [5] وص 81 ح 2.
4- الإقبال:ج 1 ص 402، بحار الأنوار:ج 98 ص 63 ح 1.
5- الجِبْت:قیل هو کلّ معبود سوی اللّه تعالی.ویقال:الجبت:السحر.ویقال:الجبت والطاغوت:الکهنةو الشیاطین،وقیل:الجبت:کلمة تقع علی الصنم والکاهن والساحر.والطاغوت:من الطغیان؛وهو تجاوز الحدّ وقد یطلق علی الکافر والشیطان والأصنام وعلی کلّ رئیس فی الضلالة (مجمع البحرین:ج 1 ص 265 و ج 2 ص 1105).

وَالأَرَضینَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ وَالجِبالَ وَالشَّجَرَ وَالدَّوابَّ،وخَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ.

آمَنّا بِما انزِلَ إلَینا واُنزِلَ إلَیکُم وإلهُنا وإلهُکُم واحِدٌ ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ،آمَنّا بِرَبِّ هارونَ وموسی،آمَنّا بِرَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،آمَنّا بِمَن أنشَأَ السَّحابَ،وخَلَقَ العَذابَ وَالعِقابَ،آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا بِاللّهِ. (1)

29.دُعاءُ اللَّیلَةِ التّاسِعَةِ وَالعِشرینَ

1901.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

تَوَکَّلتُ عَلَی السَّیِّدِ الَّذی لا یَغلِبُهُ أحَدٌ،تَوَکَّلتُ عَلَی الجَبّارِ الَّذی لا یَقهَرُهُ أحَدٌ، تَوَکَّلتُ عَلَی العَزیزِ الرَّحیمِ الَّذی یَرانی حینَ أقومُ وتَقَلُّبی فِی السّاجِدینَ،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،تَوَکَّلتُ عَلی مَن بِیَدِهِ نَواصِی العِبادِ.

تَوَکَّلتُ عَلَی الحَلیمِ الَّذی لا یَعجَلُ،تَوَکَّلتُ عَلَی العَدلِ الَّذی لایَجورُ،تَوَکَّلتُ عَلَی الصَّمَدِ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،تَوَکَّلتُ عَلَی القادِرِ القاهِرِ العَلِیِّ الصَّمَدِ،تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ تَوَکَّلتُ. (2)

30.دُعاءُ اللَّیلَةِ الثَّلاثینَ

1902.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

رَبَّنا فاتَنا هذَا الشَّهرُ المُبارَکُ الَّذی أمَرتَنا فیهِ بِالصِّیامِ وَالقِیامِ،اللّهُمَّ ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِهِ،وَاغفِر لَنا ما تَقَدَّمَ مِن ذُنوبِنا وما تَأَخَّرَ،رَبَّنا ولا تَخذُلنا ولا تَحرِمنَا المَغفِرَةَ،وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا وتُب عَلَینا وَارزُقنا وَارضَ عَنّا،وَاجعَلنا مِن

ص:114


1- .الإقبال:ج 1 ص 406، البلد الأمین:ص 200 [2] وفیه«آمنّا بک سبعاً ربّنا فاغفرلنا ذنوبنا بحقّ محمّد وآله وتجاوز عنّا إنّک أنت العزیز الجبّار»بدل«آمنّا آمنّا...»،بحار الأنوار:ج 98 ص 65 ح 2 و ص 81 ح 2.
2- الإقبال:ج 1 ص 409، البلد الأمین:ص 200 [5] وفیه«العلیّ الأعلی الأحد»بدل«العلیّ الصمد»ولیس فیه«توکّلت علی العدل الّذی لایجور»،بحار الأنوار:ج 98 ص 67 ح 2 و ص 81 ح 2.

أولِیائِکَ المُهتَدینَ ومِن أولِیائِکَ المُتَّقینَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَقَبَّل مِنّا هذَا الشَّهرَ ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِهِ،وَارزُقنا حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامِنا هذا وفی کُلِّ عامٍ،إنَّکَ أنتَ المُعطِی الرّازِقُ الحَنّانُ المَنّانُ. (1)

راجع:ص 125 (الأدعیة المختصّة بالعشر الأواخر).

10/25الأدعِیَةُ المُختَصَّةُ بِالأَیّامِ

1903.المصباح للکفعمی: یُستَحَبُّ أن یَدعُوَ فی أیّامِ شَهرِ رَمَضانَ بِهذِهِ الأَدعِیَةِ لِکُلِّ یَومٍ دُعاءٌ عَلی حِدَةٍ مِن أوَّلِهِ إلی آخِرِهِ،مِن کِتابِ الذَّخیرَةِ رَواهَا ابنُ عَبّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

تَقولُ فِی الیَومِ الأَوَّلِ:«اللّهُمَّ اجعَل صِیامی فیهِ صِیامَ الصّائِمینَ،وهَب لی جُرمی فیهِ یا إلهَ العالَمینَ،وَاعفُ عَنّی یا عافِیاً عَنِ المُجرِمینَ» (2)لِیُعطی ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ.الخبر.

وفِی الیَومِ الثّانی:«اللّهُمَّ قَرِّبنی فیهِ إلی مَرضاتِکَ وجَنِّبنی فیهِ سَخَطَکَ ونَقِماتِکَ، ووَفِّقنی فیهِ لِقِراءَةِ آیاتِکَ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ»لِیُعطی بِکُلِّ خُطوَةٍ لَهُ فی جَمیعِ عُمُرِهِ عِبادَةَ سَنَةٍ صائِماً نَهارَها قائِماً لَیلَها.

وفِی الیَومِ الثّالِثِ:«اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ الذِّهنَ وَالتَّنبیهَ وأَبعِدنی مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمویهِ (3)، وَاجعَل لی نَصیباً فی کُلِّ خَیرٍ انزِلَ فیهِ (4)یا أجوَدَ الأَجوَدینَ»لِیُبنی لَهُ بَیتٌ فی جَنَّةِ الفِردَوسِ.الخبر.

ص:115


1- .البلد الأمین:ص 200، الإقبال:ج 1 ص 417، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 73 ح 2 و ص 81 ح 2.
2- فی الإقبال ج1 ص 229:« اللّهمّ اجعل صیامی صیام الصائمین،وقیامی قیام القائمین،ونبّهنی فیه عن نومة الغافلین،وهب لی جرمی یا إله العالمین».
3- التَّمویه:التلبیس،وقولٌ مُمَوَّهٌ:أی مزخرف،أو ممزوج من الحقّ والباطل (مجمع البحرین:ج 3 ص 1737).
4- فی الإقبال ج 1 ص 254:« من کلّ خیر تنزل فیه بجودک یا...».

وفِی الیَومِ الرّابِعِ:«اللّهُمَّ قَوِّنی فیهِ عَلی إقامَةِ أمرِکَ (1)وأَوزِعنی (2)لِأَداءِ شُکرِکَ بِکَرَمِکَ، وَاحفَظنی بِحِفظِکَ وسِترِکَ یا أبصَرَ النّاظِرینَ»لِیُعطی فی جَنَّةِ الخُلدِ سَبعینَ ألفَ سَریرٍ عَلی کُلِّ سَریرٍ حَوراءُ.

وفِی الیَومِ الخامِسِ:«اللّهُمَّ اجعَلنی فیهِ مِنَ المُستَغفِرینَ،وَاجعَلنی فیهِ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ وَاجعَلنی فیهِ مِن أولِیائِکَ المُتَّقینَ بِرَأفَتِکَ یا أکرَمَ الأَکرَمینَ» (3)لِیُعطی فی جَنَّةِ المَأوی ألفَ ألفِ قَصعَةٍ،فی کُلِّ قَصعَةٍ ألفُ ألفِ لَونٍ مِنَ الطَّعامِ.

وفِی الیَومِ السّادِسِ:«اللّهُمَّ لا تَخذُلنی [ فیهِ] (4)لِتَعَرُّضِ مَعاصیکَ،وأَعِذنی مِن سِیاطِ نِقمَتِکَ ومَهاویکَ،وأَجِرنی (5)مِن موجِباتِ سَخَطِکَ بِمَنِّکَ وأَیادیکَ یا مُنتَهی رَغبَةِ الرّاغِبینَ»لِیُعطِیَهُ اللّهُ أربَعینَ ألفَ مَدینَةٍ.الخبر.

وفِی الیَومِ السّابِعِ:«اللّهُمَّ أعِنّی [ فیهِ] (6)عَلی صِیامِهِ وقِیامِهِ وجَنِّبنی فیهِ مِن هَفَواتِهِ وآثامِهِ،وَارزُقنی ذِکرَکَ وشُکرَکَ بِدَوامِ هِدایَتِکَ یا هادِیَ المُؤمِنینَ» (7)لِیُعطی فِی الجَنَّةِ ما یُعطَی الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَالأَولِیاءُ.

وفِی الیَومِ الثّامِنِ:«اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ رَحمَةَ الأَیتامِ وإطعامَ الطَّعامِ وإفشاءَ السَّلامِ، وَارزُقنی فیهِ صُحبَةَ الکِرامِ ومُجانَبَةَ اللِّئامِ بِطَولِکَ یا أمَلَ الآمِلینَ» (8)لِیُرفَعَ عَمَلُهُ بِعَمَلِ ألفِ صِدّیقٍ.

ص:116


1- .وزاد فی الإقبال ج 1 ص 257 هنا:«وأذقنی فیه حلاوة ذکرک».
2- أوزِعنی:ألهِمنی (مجمع البحرین:ج 3 ص 1930).
3- فی الإقبال ج 1 ص 260:« یا أرحم الراحمین»بدل«یا أکرم الأکرمین».
4- مابین المعقوفین أثبتناه من الإقبال:ج 1 ص 263.
5- فی الإقبال:«ولاتضربنی فیه بسیاط نقمتک وزحزحنی»بدل«وأعذنی من سیاط نقمتک ومهاویک وأجرنی».
6- مابین المعقوفین أثبتناه من الإقبال:ج 1 ص 267.
7- فی الإقبال:«بدوامه بتوفیقک یا ولیّ المؤمنین»بدل«بدوام...».
8- فی الإقبال ج 1 ص 270:« یا ملجأ الآملین».

وفِی الیَومِ التّاسِعِ:«اللّهُمَّ اجعَل لی فیهِ نَصیباً مِن رَحمَتِکَ الواسِعَةِ،وَاهدِنی فیهِ بِبَراهینِکَ القاطِعَةِ (1)،وخُذ بِناصِیَتی إلی مَرضاتِکَ الجامِعَةِ بِمَحَبَّتِکَ یا أمَلَ المُشتاقینَ» لِیُعطی ثَوابَ بَنی إسرائیلَ.

وفِی الیَومِ العاشِرِ:«اللّهُمَّ اجعَلنی فیهِ مِنَ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،الفائِزینَ لَدَیکَ،المُقَرَّبینَ إلَیکَ [ بِإِحسانِکَ] (2)یا غایَةَ الطّالِبینَ»لِیَستَغفِرَ لَهُ کُلُّ شَیءٍ.

وفِی الیَومِ الحادی عَشَرَ:«اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ فیهِ الإِحسانَ وکَرِّه إلَیَّ فیهِ الفُسوقَ وَالعِصیانَ،وحَرِّم عَلَیَّ فیهِ السَّخَطَ وَالنّیرانَ بِقُوَّتِکَ (3)یا غَوثَ المُستَغیثینَ»لِیُکتَبَ لَهُ حَجَّةٌ مَقبولَةٌ مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله.الخبر.

وفِی الیَومِ الثّانی عَشَرَ:«اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ السَّترَ وَالعَفافَ وأَلبِسنی فیهِ لِباسَ القُنوعِ وَالکَفافِ،ونَجِّنی فیهِ مِمّا أحذَرُ وأَخافُ (4)،بِعِصمَتِکَ یا عِصمَةَ الخائِفینَ»لِیُغفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،ویُبَدِّلُ اللّهُ سَیِّئاتِهِ حَسَناتٍ.

وفِی الیَومِ الثّالِثَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ طَهِّرنی فیهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالأَقذارِ،وصَبِّرنی عَلی کائِناتِ الأَقدارِ،ووَفِّقنی لِلتُّقی وصُحبَةِ الأَبرارِ بِعَونِکَ یا قُرَّةَ عُیونِ المَساکینِ»لِیُعطی بِکُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ (5)حَسَنَةً ودَرَجَةً فِی الجَنَّةِ.

وفِی الیَومِ الرّابِعَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی فیهِ بِالعَثَراتِ وأَقِلنی فیهِ مِنَ الخَطایا وَالهَفَواتِ،ولا تَجعَلنی غَرَضاً (6)لِلبَلایا وَالآفاتِ بِعِزِّکَ یا عِزَّ المُسلِمینَ»فَکَأَنَّما صامَ مَعَ

ص:117


1- .فی الإقبال ج 1 ص 273:« لبراهینک الساطعة».
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من الإقبال:ج 1 ص 276.
3- فی بعض النسخ:«بعونک»بدل«بقوّتک»و«غیاث»بدل«غوث».
4- فی الإقبال ج 1 ص 284:« زیّنّی»بدل«ارزقنی»و«وحلِّنی فیه بحلیّ الفضل والإنصاف»بدل«ونجّنی فیه ممّاأحذر وأخاف».
5- المَدَر:قِطَع الطین الیابس (لسان العرب:ج 5 ص 162).
6- الغَرَض:الهدف الّذی یُرمی إلیه.والمعنی:لا تجعلنی هَدَفَ بلاء (مجمع البحرین:ج 2 ص 1314).

النَّبِیِّینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ.

وفِی الیَومِ الخامِسَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ طاعَةَ العابِدینَ،وَاشرَح فیهِ صَدری بِإِنابَةِ المُخبِتینَ (1)بِأَمانِکَ یا أمانَ الخائِفینَ»لِیَقضِیَ اللّهُ لَهُ ثَمانینَ حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا.الخبر.

وفِی الیَومِ السّادِسَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ اهدِنی فیهِ لِعَمَلِ الأَبرارِ،وجَنِّبنی فیهِ مُرافَقَةَ الأَشرارِ،وأَدخِلنی فیهِ بِرَحمَتِکَ دارَالقَرارِ بِإِلهِیَّتِکَ یا إلهَ العالَمینَ»لِیُعطی یَومَ خُروجِهِ مِن قَبرِهِ نوراً ساطِعاً یَمشی بِهِ وحُلَّةً یَلبَسُها وناقَةً یَرکَبُها ویُسقی مِن شَرابِ الجَنَّةِ.

وفِی الیَومِ السّابِعَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ اهدِنی فیهِ لِصالِحِ الأَعمالِ وَاقضِ لی فیهِ الحَوائِجَ وَالآمالَ،یا مَن لا یَحتاجُ إلَی السُّؤالِ (2)،یا عالِماً بِما فی صُدورِ العالَمینَ»لِیُغفَرَ لَهُ ولَو کانَ مِنَ الخاسِرینَ.

وفِی الیَومِ الثّامِنَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ نَبِّهنی فیهِ لِبَرَکاتِ أسحارِهِ،ونَوِّر قَلبی بِضِیاءِ أنوارِهِ، وخُذ بِکُلِّ أعضائی إلَی اتِّباعِ آثارِهِ،یا مُنَوِّرَ قُلوبِ العارِفینَ»لِیُعطی ثَوابَ ألفِ نَبِیٍّ.

وفِی الیَومِ التّاسِعَ عَشَرَ:«اللّهُمَّ وَفِّر [ فیهِ] (3)حَظّی بِبَرَکاتِهِ،وسَهِّل سَبیلی إلی خَیراتِهِ،ولا تَحرِمنی قَبولَ حَسَناتِهِ،یا هادِیاً (4)إلَی الحَقِّ المُبینِ»لِیَستَغفِرَ لَهُ مَلائِکَةُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ویَدعوا لَهُ.

وفِی الیَومِ العِشرینَ:«اللّهُمَّ افتَح لی فیهِ أبوابَ الجِنانِ،وأَغلِق عَنّی أبوابَ النِّیرانِ، ووَفِّقنی فیهِ لِتِلاوَةِ القُرآنِ،یا مُنزِلَ السَّکینَةِ فی قُلوبِ المُؤمِنینَ»لِیُکتَبَ لَهُ بِکُلِّ مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ سِتّینَ سَنَةً مَقبولَةً.الخبر.

ص:118


1- .فی الإقبال ج 1 ص 297:« الخاشعین وأشعر فیه قلبی إنابة المخلصین»بدل«العابدین...المخبتین».
2- فی الإقبال ج 1 ص 307:« إلی التفسیر والسؤال».
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من الإقبال:ج 1 ص 350.
4- فی المصدر:«هادی»والتصویب من البلد الأمین والإقبال.

وفِی الیَومِ الحادی وَالعِشرینَ:«اللّهُمَّ اجعَل لی فیهِ إلی مَرضاتِکَ دَلیلاً،ولا تَجعَل عَلَیَّ فیهِ لِلشَّیطانِ سَبیلاً (1)،یا قاضِیَ حَوائِجِ السّائِلینَ»لِیُنَوِّرَ اللّهُ قَبرَهُ،ویُبَیِّضَ وَجهَهُ، ویَمُرَّ عَلَی الصِّراطِ کَالبَرقِ الخاطِفِ.

وفِی الیَومِ الثّانی وَالعِشرینَ:«اللّهُمَّ افتَح لی فیهِ أبوابَ فَضلِکَ وأَنزِل عَلَیَّ فیهِ بَرَکاتِکَ،ووَفِّقنی فیهِ لِموجِباتِ مَرضاتِکَ،وأَسکِنّی فیهِ بُحبوحَةَ جَنّاتِکَ یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ»لِیُهَوِّنَ اللّهُ عَلَیهِ سَکَراتِ المَوتِ،ومَسأَلَةَ مُنکَرٍ ونَکیرٍ ویُثَبِّتَهُ بِالقَولِ الثّابِتِ.

وفِی الیَومِ الثّالِثِ وَالعِشرینَ:«اللّهُمَّ اغسِلنی فیهِ مِنَ الذُّنوبِ وطَهِّرنی فیهِ مِنَ العُیوبِ، وَامتَحِن فیهِ قَلبی بِتَقوَی القُلوبِ یا مُقیلَ عَثَراتِ المُذنِبینَ»لِیَمُرَّ عَلَی الصِّراطِ کَالبَرقِ الخاطِفِ مَعَ النِّبِیِّینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ.

وفِی الیَومِ الرّابِعِ وَالعِشرینَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فیهِ ما یُرضیکَ وأَعوذُ بِکَ فیهِ مِمّا یُؤذیکَ،بِأَن اطیعَکَ ولا أعصِیَکَ،یا عالِماً بِما فی صُدورِ العالَمینَ» (2)لِیُعطی بِعَدَدِ کُلِّ شَعرَةٍ عَلی رَأسِهِ وجَسَدِهِ ألفَ خادِمٍ وأَلفَ غُلامٍ کَالمَرجانِ وَالیاقوتِ.

وفِی الیَومِ الخامِسِ وَالعِشرینَ: (3)«اللّهُمَّ اجعَلنی [ فیهِ] مُحِبّاً لِأَولِیائِکَ ومُعادِیاً لِأَعدائِکَ،ومُتَمَسِّکاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أنبِیائِکَ یا عَظیماً فی قُلوبِ النَّبِیِّینَ»لِیُبنی لَهُ فِی الجَنَّةِ مِئَةُ قَصرٍ عَلی کُلِّ قَصرٍ خَیمَةٌ خَضراءُ.

وفِی الیَومِ السّادِسِ وَالعِشرینَ (4):«اللّهُمَّ اجعَل سَعیی فیهِ مَشکوراً وذَنبی فیهِ مَغفوراً،

ص:119


1- .وزاد فی الإقبال ج 1 ص 369 هنا:«واجعل الجنّة منزلاً لی ومقیلاً».
2- وفی الإقبال ج 1 ص 392:« یا عالماً بأحوال السائلین»وزاد فیه«والتوفیق»قبل«بأن أطیعک».
3- أورد هذا الدعاء فی الإقبال فی الیوم السادس والعشرین وفیه«مستنّاً»بدل«متمسّکاً»و«یا عاصم قلوب النبیّین»بدل«یا عظیماً فی قلوب النبیّین».
4- أورد هذا الدعاء فی الإقبال فی الیوم الخامس والعشرین وفیه«یا سامع أصوات المبتهلین»بدل«یا أسمع السامعین».

وعَمَلی فیهِ مَقبولاً،وعَیبی فیهِ مَستوراً،یا أسمَعَ السّامِعینَ»لِیُنادی فِی القِیامَةِ:لا تَخَف ولا تَحزَن فَقَد غُفِرَ لَکَ.

وفِی الیَومِ السّابِعِ وَالعِشرینَ (1):«اللّهُمَّ وَفِّر حَظّی فیهِ مِنَ النَّوافِلِ،وأَکرِمنی فیهِ بِإِحضارِ الأَحرازِ مِنَ (2)المَسائِلِ،وقَرِّب وَسیلَتی إلَیکَ مِن بَینِ الوَسائِلِ،یا مَن لا یَشغَلُهُ إلحاحُ المُلِحّینَ»فَکَأَنَّما أطعَمَ کُلَّ جائِعٍ.الخبر.

وفِی الیَومِ الثّامِنِ وَالعِشرینَ (3):«اللّهُمَّ غَشِّنی فیهِ بِالرَّحمَةِ وَالتَّوفیقِ وَالعِصمَةِ،وطَهِّر قَلبی مِن عائِباتِ التُّهَمَةِ،یا رَؤوفاً بِعِبادِهِ المُؤمِنینَ»لَو قیسَ نَصیبُهُ فِی الجَنَّةِ بِالدُّنیا لَکانَ مِثلَها أربَعینَ مَرَّةً.

وفِی الیَومِ التّاسِعِ وَالعِشرینَ (4):«اللّهُمَّ ارزُقنی فیهِ لَیلَةَ القَدرِ،وصَیِّر لی کُلَّ عُسرٍ إلی یُسرٍ،وَاقبَل مَعاذیری وحُطَّ عَنِّی الوِزرَ یا رَحیماً بِعِبادِهِ المُؤمِنینَ»لِیُبنی لَهُ ألفُ مَدینَةٍ فِی الجَنَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالزُّمُرُّدِ (5)وَاللُّؤلُؤِ.

وفِی الیَومِ الثَّلاثینَ:«اللّهُمَّ اجعَل صِیامی فیهِ بِالشُّکرِ وَالقَبولِ عَلی ما تَرضاهُ ویَرضاهُ الرَّسولُ،مُحکَمَةً فُروعُهُ بِالاُصولِ،بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ» (6)لِیُکرِمَهُ اللّهُ

ص:120


1- .أورد هذا الدعاء فی الإقبال فی الیوم الثامن والعشرین وفیه«الأحلام فی المسائل»بدل«الأحراز من المسائل».
2- کذا فی المصدر ولعلّ عبارة«الأحراز من»زائدة.
3- أورد هذا الدعاء فی الإقبال فی الیوم التاسع والعشرین وفیه«غیاهب»بدل«عائبات»و«المذنبین»بدل«المؤمنین».
4- أورد هذا الدعاء فی الإقبال فی الیوم السابع والعشرین وفیه«یا رؤوفاً بعباده الصالحین»بدل«یا رحیماً بعباده المؤمنین».
5- الزُّمُرُّذ:«بالذال»من الجواهر معروف،واحدته زُمرُّذة.قال الجوهری:الزُمُرُّذ:الزَّبَرْجَد (لسان العرب:ج 3 ص 493). الزُمُرُّد والزُمُرُّذ:واحدته«زُمُرُّدة»:حجر کریم شفاف شدید الخضرة وأشدّه خضرة أجوده وأصفاه جوهراً«فارسیة»(المنجد:ص 306).
6- وزاد فی الإقبال ج 1 ص 448:« الأخیار الأبرار صلّی اللّه علیهم».

تَعالی کَرامَةَ الأَنبِیاءِ وَالأَوصِیاءِ. (1)

11/25«دُعاءُ المُجیرِ»لِلأَیّامِ البیضِ مِن شَهرِ رَمَضانَ

1904.البلد الأمین: دُعاءُ المُجیرِ (2)وهُوَ مَروِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،سُبحانَکَ یا أللّهُ،تَعالَیتَ یا رَحمانُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا رَحیمُ،تَعالَیتَ یا کَریمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مَلِکُ،تَعالَیتَ یا مالِکُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قُدّوسُ،تَعالَیتَ یا سَلامُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُؤمِنُ،تَعالَیتَ یا مُهَیمِنُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا عَزیزُ،تَعالَیتَ یا جَبّارُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُتَکَبِّرُ،تَعالَیتَ یا مُتَجَبِّرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا خالِقُ،تَعالَیتَ یا بارِئُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُصَوِّرُ،تَعالَیتَ یا مُقَدِّرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا هادی،تَعالَیتَ یا باقی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا وَهّابُ،تَعالَیتَ یا تَوّابُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا فَتّاحُ،تَعالَیتَ

ص:121


1- .المصباح للکفعمی:ص 810، البلد الأمین:ص 219، [2]وأورد السیّد ابن طاووس قدس سره هذه الأدعیة ومن دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام فی الإقبال [3]موزّعة علی الأبواب وباختلاف فی بعض الألفاظ والعبارات کما أشرنا إلی أهمّها فی الهوامش السابقة.
2- رواه الکفعمی قدس سره فی البلد الأمین [4]والمصباح، [5]وقال فی حاشیة مصباحه:«هذا الدعاء یسمّی«دعاء المجیر»،رفیع الشأن عظیم المنزلة.وله نسخ کثیرة،أکملها ما رقمناه،وهو مرویّ عن النبیّ صلی الله علیه و آله،نزل جبریل علیه السلام وهو یصلّی فی مقام إبراهیم علیه السلام.وملخّص فضله أنّه من قرأه فی الأیّام البیض من شهر رمضان غفرت ذنوبه ولو کان عدد قطر المطر وورق الشجر... ومن حافظ علی قرائته أمن من کلّ آفة وکان رفیقک فی الجنّة وحشر ووجهه کالقمر لیلة البدر... وبه یشفی اللّه تعالی المریض ویقضی الدین ویغنی الفقیر ویعتق المملوک ویفرج الغم ویکشف الکرب وینجی من جور السلطان وکید الشیطان...»(المصباح للکفعمی:ص 358). [6] جدیر بالذکر أنّ سند هذا الدعاء ضعیف.

یا مُرتاحُ (1)،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا سَیِّدی،تَعالَیتَ یا مَولایَ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قَریبُ،تَعالَیتَ یا رَقیبُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا مُبدِئُ،تَعالَیتَ یا مُعیدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا حَمیدُ، تَعالَیتَ یا مَجیدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قَدیمُ،تَعالَیتَ یا عَظیمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا غَفورُ،تَعالَیتَ یا شَکورُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا شاهِدُ،تَعالَیتَ یا شَهیدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا حَنّانُ، تَعالَیتَ یا مَنّانُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا باعِثُ،تَعالَیتَ یا وارِثُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُحیی،تَعالَیتَ یا مُمیتُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا شَفیقُ،تَعالَیتَ یا رَفیقُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا أنیسُ، تَعالَیتَ یا مُؤنِسُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا جَلیلُ،تَعالَیتَ یا جَمیلُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا خَبیرُ،تَعالَیتَ یا بَصیرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا حَفِیُّ (2)،تَعالَیتَ یا مَلِیُّ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مَعبودُ،تَعالَیتَ یا مَوجودُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا غَفّارُ،تَعالَیتَ یا قَهّارُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مَذکورُ،تَعالَیتَ یا مَشکورُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا جَوادُ،تَعالَیتَ یا مَعاذُ (3)،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا جَمالُ،تَعالَیتَ یا جَلالُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا سابِقُ،تَعالَیتَ یا رازِقُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا صادِقُ،تَعالَیتَ یا فالِقُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا سَمیعُ،تَعالَیتَ یا سَریعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا

ص:122


1- .الارتیاح من اللّه:الرحمة (مجمع البحرین:ج 2 ص 751).وقال المولی هادی السبزواری قدس سره:الارتیاح:الابتهاج،إن جُعل اسمَ المفعول فهو مبتهَج به لأهله،بل لغیرهم وإن لم یستشعروا،وإن جُعل اسمَ الفاعل فهو مبتهِج بذاته وبآثار ذاته بما هی آثار ذاته (شرح الأسماء الحسنی:ص616).
2- فی المصباح:« یا خفیّ».
3- المَعاذ:الملجأ والملاذ (النهایة:ج 3 ص 318).

رَفیعُ،تَعالَیتَ یا بَدیعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا فَعّالُ،تَعالَیتَ یا مُتَعالِ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قاضی،تَعالَیتَ یا راضی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قاهِرُ،تَعالَیتَ یا ظاهِرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا عالِمُ،تَعالَیتَ یا حاکِمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا دائِمُ،تَعالَیتَ یا قائِمُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا عاصِمُ،تَعالَیتَ یا قاصِمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا غَنِیُّ،تَعالَیتَ یا مُغنی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا وَفِیُّ،تَعالَیتَ یا قَوِیُّ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا کافی،تَعالَیتَ یا شافی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُقَدِّمُ،تَعالَیتَ یا مُؤَخِّرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا أوَّلُ،تَعالَیتَ یا آخِرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا ظاهِرُ،تَعالَیتَ یا باطِنُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا رَجاءُ،تَعالَیتَ یا مُرتَجی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا ذَا المَنِّ،تَعالَیتَ یا ذَا الطَّولِ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا حَیُّ،تَعالَیتَ یا قَیّومُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا واحِدُ،تَعالَیتَ یا أحَدُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا سَیِّدُ،تَعالَیتَ یا صَمَدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا قَدیرُ،تَعالَیتَ یا کَبیرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا والی،تَعالَیتَ یا عالی (1)،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا عَلِیُّ،تَعالَیتَ یا أعلی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا وَلِیُّ،تَعالَیتَ یا مَولی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا ذارِئُ (2)،تَعالَیتَ یا بارِئُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا خافِضُ،تَعالَیتَ یا رافِعُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُقسِطُ،تَعالَیتَ یا جامِعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُعِزُّ،تَعالَیتَ یا مُذِلُّ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا حافِظُ، تَعالَیتَ یا حَفیظُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا قادِرُ،تَعالَیتَ یا مُقتَدِرُ،أجِرنا

ص:123


1- .فی المصباح:« یا متعالی».
2- الذارئ:هو الّذی ذرأ الخلق أی خلقهم،وکذلک البارئ (لسان العرب:ج 1 ص 73-79).

مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا عَلیمُ،تَعالَیتَ یا حَلیمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا حَکَمُ،تَعالَیتَ یا حَکیمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُعطی، تَعالَیتَ یا مانِعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا ضارُّ،تَعالَیتَ یا نافِعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُجیبُ،تَعالَیتَ یا حَسیبُ (1)،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا عادِلُ،تَعالَیتَ یا فاضِلُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا لَطِیفُ، تَعالَیتَ یا شَرِیفُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا رَبُّ،تَعالَیتَ یا حَقُّ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا ماجِدُ،تَعالَیتَ یا واحِدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا عَفُوُّ،تَعالَیتَ یا مُنتَقِمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا واسِعُ، تَعالَیتَ یا موسِعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا رَؤوفُ،تَعالَیتَ یا عَطوفُ، أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا فَردُ،تَعالَیتَ یا وَترُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.

سُبحانَکَ یا مُقیتُ،تَعالَیتَ یا مُحیطُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا وَکیلُ، تَعالَیتَ یا عَدلُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُبینُ،تَعالَیتَ یا مَتینُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا بَرُّ،تَعالَیتَ یا وَدودُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا رَشیدُ،تَعالَیتَ یا مُرشِدُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا نورُ،تَعالَیتَ یا مُنَوِّرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا نَصیرُ،تَعالَیتَ یا ناصِرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا صَبورُ،تَعالَیتَ یا صابِرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُحصی،تَعالَیتَ یا مُنشِی،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا سُبحانُ،تَعالَیتَ یا دَیّانُ (2)،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا مُغیثُ،تَعالَیتَ یا غِیاثُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ یا فاطِرُ،تَعالَیتَ یا حاضِرُ،أجِرنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ.سُبحانَکَ

ص:124


1- .الحسیب:هو علی أربعة أوجه:الکافی والعالم والمقتدر والمحاسب (مجمع البحرین:ج 1 ص 400).
2- الدیّان:القهّار،وقیل:الحاکم والقاضی (النهایة:ج 2 ص 148).

یا ذَا العِزِّ وَالجَمالِ،تَبارَکتَ یا ذَا الجَبَروتِ وَالجَلالِ.سُبحانَکَ (1)لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّیناهُ مِنَ الغَمِّ،وکَذلِکَ نُنجِی المُؤمِنینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ (أجمَعینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ؛ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ) (2). (3)

12/25الأدعِیَةُ المُختَصَّةُ بِالعَشرِ الأَواخِرِ

الف-الأَدعِیَةُ المُشتَرَکَةُ

1905.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ فِی العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ فی کُلِّ لَیلَةٍ (4):

أعوذُ بِجَلالِ وَجهِکَ الکَریمِ،أن یَنقَضِیَ عَنّی شَهرُ رَمَضانَ أو یَطلُعَ الفَجرُ مِن لَیلَتی هذِهِ،ولَکَ قِبَلی ذَنبٌ أو تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنی عَلَیهِ (5). (6)

1906.المصباح: ادعُ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَخیرِ بِما رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ کانَ یَقولُ بَعدَ الفَرائِضِ وَالنَّوافِلِ:

اللّهُمَّ أدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضی مِن شَهرِ رَمَضانَ وَاغفِر لَنا تَقصیرَنا فیهِ،وتَسَلَّمهُ مِنّا مَقبولاً،ولا تُؤاخِذنا (7)بِإِسرافِنا عَلی أنفُسِنا،وَاجعَلنا مِنَ المَرحومینَ ولا تَجعَلنا

ص:125


1- .فی المصباح:«سبحانک یا...».
2- أثبتنا مابین القوسین من المصباح،وفی البلد الأمین:«ثمّ حمدِل وحسبِل وحولِق».
3- البلد الأمین:ص 362، المصباح للکفعمی:ص 358.
4- فی المقنعة:«یستحبّ أن یقال فی کلّ لیلة من العشر الأواخر».
5- فی المقنعة:«تعذّبنی به یوم ألقاک»،وفی الإقبال:« بقی لک عندی تبعة أو ذنب تعذّبنی علیه یوم ألقاک».
6- الکافی:ج 4 ص 160 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 161 ح 2032،الإقبال:ج 1 ص 365 [5] کلاهما عن ابن أبی عمیر،المقنعة:ص 189،بحار الأنوار:ج 98 ص 156 ح 4.
7- آخَذَه بذنبه مؤاخذةً:عاقَبَه (لسان العرب:ج 3 ص 473).

مِنَ المَحرومینَ. (1)

1907.الإقبال: عَن مُرازِمٍ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أنَّهُ کانَ یَقولُ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَواخِرِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ: «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ» 2 ،فَعَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ بِما أنزَلتَ فیهِ مِنَ القُرآنِ، وخَصَصتَهُ بِلَیلَةِ القَدرِ،وجَعَلتَها خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ.

اللّهُمَّ وهذِهِ أیّامُ شَهرِ رَمَضانَ قَدِ انقَضَت ولَیالیهِ قَد تَصَرَّمَت (2)،وقَد صِرتُ یا إلهی مِنهُ إلی ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،وأَحصی لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلقِ أجمَعینَ.

فَأَسأَ لُکَ بِما سَأَلَکَ بِهِ مَلائِکَتُکَ المُقَرَّبونَ،وأَنبِیاؤُکَ المُرسَلونَ،وعِبادُکَ الصّالِحونَ، أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ، وأَن تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِعَفوِکَ وکَرَمِکَ،وتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبی،وتَستَجیبَ دُعائی،وتَمُنَّ عَلَیَّ بِالأَمنِ یَومَ الخَوفِ مِن کُلِّ هَولٍ أعدَدتَهُ لِیَومِ القِیامَةِ.

إلهی وأَعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ وبِجَلالِکَ العَظیمِ،أن تَنقَضِیَ أیّامُ شَهرِ رَمَضانَ ولَیالیهِ، ولَکَ قِبَلی تَبِعَةٌ أو َذنبٌ تُؤاخِذُنی بِهِ أو خَطیئَةٌ تُریدُ أن تَقتَصَّها مِنّی لَم تَغفِرها لی.

سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی،أسأَ لُکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ إذ لا إلهَ إلّاأنتَ إن کُنتَ رَضیتَ عَنّی فی هذَا الشَّهرِ فَازدَد عَنّی رِضیً،وإن لَم تَکُن رَضیتَ عَنّی فَمِنَ الآنَ فَارضَ عَنّی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا أللّهُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ. (3)

ب-الأَدعِیَةُ المُختَصَّةُ بِکُلِّ لَیلَةٍ

1908.الکافی عن أیّوب بن یقطین أو غیره عنهم علیهم السلام: دُعاءُ العَشرِ الأَواخِرِ،تَقولُ فِی اللَّیلَةِ

ص:126


1- .المصباح للکفعمی:ص 773 أورده فی الحاشیة.
2- تصرّمَ اللیلُ:ذهب (المصباح المنیر:ص 339).
3- الإقبال:ج 1 ص 364، بحار الأنوار:ج 98 ص 155 ح 4.

الاُولی:

یا مولِجَ (1)اللَّیلِ فِی النَّهارِ ومولِجَ النَّهارِ فِی اللَّیلِ،ومُخرِجَ الحَیِّ مِنَ المَیِّتِ ومُخرِجَ المَیِّتِ مِنَ الحَیِّ،یا رازِقَ مَن یَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ،یا أللّهُ یا رَحمانُ یا أللّهُ یا رَحیمُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یَذهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنا فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ الثّانِیَةِ:

یا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّیلِ فَإِذا نَحنُ مُظلِمونَ،ومُجرِیَ الشَّمسِ لِمُستَقَرِّها بِتَقدیرِکَ یا عَزیزُ یا عَلیمُ،ومُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتّی عادَ کَالعُرجونِ (2)القَدیمِ،یا نورَ کُلِّ نورٍ ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ ووَلِیَّ کُلِّ نِعمَةٍ،یا أللّهُ یا رَحمانُ،یا أللّهُ یا قُدّوسُ یا أحَدُ یا واحِدُ یا فَردُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا [ وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عَلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یَذهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ

ص:127


1- .الولوج:الدخول،المولج:المدخل (لسان العرب:ج 2 ص 399).
2- العُرجون:هو العود الأصفر الّذی فیه شماریخ العذق،فإذا قدُم واستقوس شُبّه بالهلال (مجمع البحرین:ج 2ص 1187).

وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ]. (1)

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ الثّالِثَةِ:

یا رَبَّ لَیلَةِ القَدرِ وجاعِلَها خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ،ورَبَّ اللَّیلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنوارِ وَالأَرضِ وَالسَّماءِ،یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا أللّهُ یا رَحمانُ،یا أللّهُ یا قَیّومُ،یا أللّهُ یا بَدیعُ (2)،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام....

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ الرّابِعَةِ:

یا فالِقَ الإِصباحِ (3)وجاعِلَ اللَّیلِ سَکَناً وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ حُسباناً،یا عَزیزُ یا عَلیمُ،یا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ وَالقُوَّةِ وَالحَولِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ وَالمُلکِ وَالإِکرامِ،(یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ) یا أللّهُ یا رَحمانُ،یا أللّهُ یا فَردُ یا وَترُ،یا أللّهُ یا ظاهِرُ یا باطِنُ،یا حَیُّ یا لا إلهَ إلّاأنتَ، لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً

ص:128


1- .أثبتنا ما بین المعقوفین من مصباح المتهجّد والمصادر الاُخری،وفی المصدر بعد«والأمثال العلیا»:«ثمّ تعود إلی الدعاء الأوّل إلی قوله:أسألک أن تصلّی علی محمّد وأهل بیته إلی آخر الدعاء».
2- البَدِیْع:الخالق المخترع لا عن مثال سابق (النهایة:ج 1 ص 106).
3- الإصباح-بالکسر-:الصُّبح (مجمع البحرین:ج 2 ص 1002).

تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی ورِضیً بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ الخامِسَةِ:

یا جاعِلَ اللَّیلِ لِباساً وَالنَّهارِ مَعاشاً وَالأَرضِ مِهاداً (1)وَالجِبالِ أوتاداً،یا أللّهُ یا قاهِرُ،یا أللّهُ یا جَبّارُ،یا أللّهُ یا سَمیعُ،یا أللّه یا قَریبُ،یا أللّهُ یا مُجیبُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی ورِضیً بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ السّادِسَةِ:

یا جاعِلَ اللَّیلِ وَالنَّهارِ آیَتَینِ،یا مَن مَحا آیَةَ اللَّیلِ وجَعَلَ آیَةَ النَّهارِ مُبصِرَةً لِتَبتَغوا فَضلاً مِنهُ ورِضواناً،یا مُفَصِّلَ کُلِّ شَیءٍ تَفصیلاً،یا ماجِدُ یا وَهّابُ یا أللّهُ یا جَوادُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ

ص:129


1- .مِهاداً:أی فراشاً.یقال:مهّدت الفراش مهداً:بسطته ووطّأته (مجمع البحرین:ج 3 ص 1729).

وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ السّابِعَةِ:

یا مادَّ الظِّلِّ ولَو شِئتَ لَجَعَلتَهُ ساکِناً وجَعَلتَ الشَّمسَ عَلَیهِ دَلیلاً ثُمَّ قَبَضتَهُ إلَیکَ قَبضاً یَسیراً،یا ذَا الجودِ وَالطَّولِ وَالکِبرِیاءِ وَالآلاءِ،لا إلهَ إلّاأنتَ عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،لا إلهَ إلّاأنتَ یا قُدّوسُ یا سَلامُ،یا مُؤمِنُ یا مُهَیمِنُ،یا عَزیزُ یا جَبّارُ، یا مُتَکَبِّرُ یا أللّهُ یا خالِقُ یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ الثّامِنَةِ:

یا خازِنَ اللَّیلِ فِی الهَواءِ وخازِنَ النّورِ فِی السَّماءِ،ومانِعَ السَّماءِ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ وحابِسَهُما أن تَزولا،یا عَلیمُ یا غَفورُ،یادائِمُ یا أللّهُ،یا وارِثُ یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

ص:130

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ التّاسِعَةِ:

یا مُکَوِّرَ (1)اللَّیلِ عَلَی النَّهارِ ومُکَوِّرَ النَّهارِ عَلَی اللَّیلِ،یا عَلیمُ یا حَکیمُ یا أللّهُ،یا رَبَّ الأَربابِ وسَیِّدَ السّاداتِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا أقرَبَ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وَارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

وتَقولُ فِی اللَّیلَةِ العاشِرَةِ:

الحَمدُ للّهِ ِ لا شَریکَ لَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ کَما یَنبَغی لِکَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ وکَما هُوَ أهلُهُ، یا قُدّوسُ یا نورَ القُدسِ،یا سُبّوحُ یا مُنتَهَی التَّسبیحِ،یا رَحمانُ یا فاعِلَ الرَّحمَةِ،یا عَلیمُ یا کَبیرُ یا أللّهُ،یا لَطیفُ یا جَلیلُ یا أللّهُ،یا سَمیعُ یا بَصیرُ یا أللّهُ،یا أللّهُ یا أللّهُ لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ وروحی مَعَ الشُّهَداءِ وإحسانی فی عِلِّیِّینَ وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی وإیماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَریقِ،وارزُقنی فیها ذِکرَکَ وشُکرَکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام. (2)

ص:131


1- .التکویر:اللّف واللَّی،أی یدخل هذا علی هذا،وهذا علی هذا (مجمع البحرین:ج 3 ص 1603).
2- الکافی:ج 4 ص 164 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 101 ح 263 کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 161،المقنعة:ص 184،مصباح المتهجّد:ص 628 ح 705، [2]المزار الکبیر:609 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،الإقبال:ج 1 ص 362 عن عمر بن یزید عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه مع زیادة فی دعاء کلّ لیلة،بحار الأنوار:ج 98 ص 154 ح 4.
ج-الأَدعِیَةُ الوارِدَةُ فی مِصباحِ ابنِ باقی رحمه الله

1909.المصباح للکفعمی: وأَمّا أدعِیَةُ مِصباحِ السَّیِّدِ ابنِ باقی (1)فَقُل فِی اللَّیلَةِ الاُولی:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقسِم لی حِلماً یَسُدُّ عَنّی بابَ الجَهلِ،وهُدیً تَمُنُّ بِهِ عَلَیَّ مِن کُلِّ ضَلالَةٍ،وغِنیً تَسُدُّ بِهِ عَنّی بابَ کُلِّ فَقرٍ،وقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّی کُلَّ ضَعفٍ،وعِزّاً تُکرِمُنی بِهِ عَن کُلِّ ذِلَّةٍ،ورِفعَةً تَرفَعُنی بِها عَن کُلِّ ضَعَةٍ،وأَمناً تَرُدُّ بِهِ عَنّی کُلَّ خَوفٍ، وعافِیَةً تَستُرُنی بِها مِن کُلِّ بَلاءٍ،وعِلماً تَفتَحُ لی بِهِ کُلَّ یَقینٍ،ویَقیناً تَذهَبُ بِهِ عَنّی کُلَّ شَکٍّ،ودُعاءً تَبسُطُ لی بِهِ الإِجابَةَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی هذِهِ السّاعَةِ السّاعَةِ السّاعَةِ یا کَریمُ، وخَوفاً تَنشُرُ لی بِهِ کُلَّ رَحمَةٍ،وعِصمَةً تَحولُ بِها بَینی وبَینَ الذُّنوبِ حَتّی افلِحَ بِها بَینَ المَعصومینَ عِندَکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ الثّانِیَةِ:

یا ظَهرَ اللّاجِئینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وکُن لی حِصناً وحِرزاً یا کَهفَ المُستَجیرینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وکُن لی کَهفاً وعَضُداً وناصِراً یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وکُن لی غِیاثاً ومُجیراً یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وکُن لی وَلیّاً یا مُجیرَ غُصَصِ المُؤمِنینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَجِر غُصَّتی ونَفِّس هَمّی وأَسعِدنی فی هذَا الشَّهرِ العَظیمِ سَعادَةً لا أشقی بَعدَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ الثّالِثَةِ:

اللّهُمَّ امدُد لی فی عُمُری وأَوسِع لی فی رِزقی وأَصِحَّ جِسمی وبَلِّغنی أمَلی،وإن کُنتُ

ص:132


1- .أقول:أورد هذه الأدعیة مع تفاوت یسیر فی الإقبال بعد الأدعیة السابقة وذکر فی أوّلها:«زیادة بغیر الروایة».

مِنَ الأَشقِیاءِ فَامحُنی مِنَ الأَشقِیاءِ وَاکتُبنی مِنَ السُّعَداءِ،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ،اللّهُمَّ إیّاکَ تَعَمَّدتُ بِحاجَتی فی هذِهِ اللَّیلَةِ،وبِکَ أنزَلتُ فَقری ومَسکَنَتی لِتَسَعَنِی اللَّیلَةَ بِرَحمَتِکَ وعَفوِکَ،وأَنَا لِرَحمَتِکَ أرجی مِنّی لِعَمَلی،ومَغفِرَتُکَ ورَحمَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،فَاقضِ لی کُلَّ حاجَةٍ هِیَ لی صَلاحٌ ولَکَ رِضیً بِقُدرَتِکَ عَلی ذلِکَ وتَیسیرِهِ عَلَیکَ،فَإِنّی لَم اصِب خَیراً قَطُّ إلّامِنکَ،ولَم یَصرِف عَنّی أحَدٌ سوءاً قَطُّ غَیرُکَ،ولَیسَ رَجائی لِدینی ودُنیایَ وآخِرَتی ولا لِیَومِ فَقری وفاقَتی یَومَ ادلی فی حُفرَتی وتُفرِدُنِی النّاسُ بِعَمَلی غَیرَکَ،یا رَبَّ العالَمینَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ الرّابِعَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا سَیِّدی سُؤالَ مِسکینٍ فَقیرٍ إلَیکَ خائِفٍ مُستَجیرٍ،أسأَ لُکَ یا سَیِّدی أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُجیرَنی مِن خِزیِ الدُّنیا ومِن عَذابِ الآخِرَةِ،وتُضاعِفَ لی فی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی هذَا الشَّهرِ عَمَلی وتَرحَمَ مَسکَنَتی،وتَتَجاوَزَ عَمّا أحصَیتَهُ عَلَیَّ وخَفِیَ عَن خَلقِکَ وسَتَرتَهُ عَلَیَّ مَنّاً مِنکَ،وسَلَّمتَنی مِن شَینِهِ (1)وفَضیحَتِهِ وعارِهِ فی عاجِلِ الدُّنیا،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ وعَلی کُلِّ حالٍ،وأَسأَ لُکَ یا رَبِّ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتُتِمَّ نِعمَتَکَ عَلَیَّ بِسَترِ ذلِکَ فِی الآخِرَةِ،وتُسَلِّمَنی مِن فَضیحَتِهِ وعارِهِ بِمَنِّکَ وإحسانِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ الخامِسَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُکمِلَ لِیَ الثَّوابَ بِأَفضَلِ ما أرجو مِن رَحمَتِکَ وتَصرِفَ عَنّی کُلَّ سوءٍ،فَإِنّی لا أستَطیعُ دَفعَ ما احاذِرُ إلّابِکَ،وقَد أمسَیتُ مُرتَهَناً بِعَمَلی وأَمسَی الأَمرُ وَالقَضاءُ فی یَدَیکَ،ولا فَقیرَ أفقَرُ مِنّی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ظُلمی وجُرمی وجَهلی وجِدّی وهَزلی وکُلَّ ذَنبٍ ارتَکَبتُهُ،وبَلِّغنی رِزقی بِغَیرِ مَشَقَّةٍ مِنّی،ولا

ص:133


1- .الشَین:العَیب (النهایة:ج 2 ص 521).

تُهلِک روحی وجَسَدی فی طَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ السّادِسَةِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ عَیَّرتَ أقواماً عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله فَقُلتَ: «قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لا تَحْوِیلاً» 1 فَیا مَن لا یَملِکُ کَشفَ الضُّرِّ عَنّا ولا تَحویلَهُ غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاکشِف ما بی مِن ضُرٍّ وحَوِّلهُ عَنّی،وَانقُلنی فی هذَا الشَّهرِ العَظیمِ مِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ الطّاعَةِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ السّابِعَةِ:

اللّهُمَّ ارزُقنِی التَّجافِیَ عَن دارِ الغُرورِ (1)وَالإِنابَةَ إلی دارِ الخُلودِ،وَالِاستِعدادَ لِلمَوتِ قَبلَ حُلولِ الفَوتِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ واُقسِمُ عَلَیکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمّاکَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الأَعظَمِ الَّذی حَقَّ عَلَیکَ أن تُجیبَ مَن دَعاکَ بِهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تُسعِدَنی فی هذِهِ اللَّیلَةِ سَعادَةً لا أشقی بَعدَها أبَداً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ الثّامِنَةِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَهَبَ لی قَلباً خاشِعاً ولِساناً صادِقاً وجَسَداً صابِراً،وتَجعَلَ ثَوابَ ذلِکَ الجَنَّةَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وفِی اللَّیلَةِ التّاسِعَةِ:

اللّهُمَّ لا تَفتِنّی بِطَلَبِ ما زَوَیتَ (2)عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،فَأَغنِنی یا رَبِّ بِرِزقٍ واسِعٍ بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ،وَارزُقنِی العِفَّةَ فی بَطنی وفَرجی،وفَرِّج عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ،ولا

ص:134


1- الغُرور:الباطل،مصدر:غُرِرتُ،وما اغتُرَّ به من متاع الدنیا (مجمع البحرین:ج 2 ص 1311).
2- زَوَیتَ عَنّی:أی صرفته عنّی وقبضته (لسان العرب:ج 14 ص 364)

تُشمِت بی عَدُوّی،ووَفِّق لی لَیلَةَ القَدرِ عَلی أفضَلِ ما رَآها أحَدٌ مِن خَلقِکَ،ووَفِّقنی لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،وَافعَل بی کَذا وکَذا السّاعَةَ السّاعَةَ -حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ-.

وتَقولُ هذَا الدُّعاءَ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَخیرِ.

وفِی اللَّیلَةِ العاشِرَةِ:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ ومُنَزِّلَ القُرآنِ،وهذا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ،أی رَبِّ إنّی أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ أن یَطلُعَ الفَجرُ مِن لَیلَتی هذِهِ أو یَخرُجَ شَهرُ رَمَضانَ ولَکَ عِندی تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُریدُ أن تُعَذِّبَنی عَلَیهِ یَومَ ألقاکَ إلّاغَفَرتَهُ لی بِکَرَمِکَ وجودِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

وأَکثِر وأَنتَ قائِمٌ وقاعِدٌ وراکِعٌ وساجِدٌ مِن قَولِکَ:

یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا مُجرِیَ البُحورِ،یا مُلَیِّنَ الحَدیدِ لِداوودَ علیه السلام،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی کَذا وکَذا السّاعَةَ السّاعَةَ

-حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ-. (1)

13/25أدعِیَةُ لَیلَةِ القَدرِ

الف-تَأکیدُ الدُّعاءِ فی لَیلَةِ القَدرِ

1910.الکافی عن الفضیل بن یسار: کانَ أبوجَعفَرٍ علیه السلام إذا کانَت لَیلَةُ إحدی وعِشرینَ،ولَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ أخَذَ فِی الدُّعاءِ حَتّی یَزولَ اللَّیلُ،فَإِذا زالَ اللَّیلُ صَلّی. (2)

ص:135


1- .المصباح للکفعمی:ص 778، البلد الأمین:ص 202، [2]الإقبال:ج 1 ص 363-415 [3] نحوه.
2- الکافی:ج 4 ص 155 ح 5، الخصال:ص 519 ح 5،بحار الأنوار:ج 97 ص 16 ح 29.

1911.تهذیب الأحکام عن سماعة: قالَ (1)لی:«صَلِّ فی لَیلَةِ إحدی وعِشرینَ،ولَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ فی کُلِّ واحِدَةٍ مَنهُما-إن قَویتَ عَلی ذلِکَ-مِئَةَ رَکعَةٍ سِوَی الثَّلاثَ عَشرَةَ،وَاسهَر فیهِما حَتّی تُصبِحَ؛فَإِنَّهُ یُستَحَبُّ أن تَکونَ فی صَلاةٍ ودُعاءٍ وتَضَرُّعٍ؛فَإِنَّهُ یُرجی أن تَکونَ لَیلَةُ القَدرِ فی إحداهُما». (2)

راجع:شهر اللّه فی الکتاب والسنّة:ص 203 (ما یؤکّد استحبابه من الأعمال/کثرة الدعاء والذکر).

ب-أدعِیَةُ لَیلَةِ القَدرِ

1912.المعجم الأوسط: عَن عَبدِ اللّهِ بنِ یَزیدَ عَن عائِشَةَ أنَّها قالَت:یا رَسولَ اللّهِ،إن وافَقتُ لَیلَةَ القَدرِ ما أسأَلُ اللّهَ؟

قالَ [ صلی الله علیه و آله ]:«سَلیهِ العافِیَةَ». (3)

1913.سنن الترمذی عن عائشة: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،أرَأَیتَ إن عَلِمتُ أیَّ لَیلَةٍ لَیلَةَ القَدرِ ما أقولُ فیها؟

قالَ:«قولی:اللّهُمَّ إنَّکَ عَفُوٌّ کَریمٌ تُحِبُّ العَفوَ،فَاعفُ عَنّی». (4)

1914.الإقبال: دُعاءُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فی لَیلَةِ القَدرِ:

یا باطِناً فی ظُهورِهِ ویا ظاهِراً فی بُطونِهِ،یا باطِناً لَیسَ یَخفی یا ظاهراً لَیسَ یُری، یا مَوصوفاً لا یَبلُغُ بَکَینونِیَّتِهِ (5)مَوصوفٌ ولا حَدٌّ مَحدودٌ،یا غائِباً غَیرَ مَفقودٍ ویا شاهِداً

ص:136


1- .کذا فی المصدر مضمراً.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 58 ح 199،الأمالی للطوسی:ص 689 ح 1465، بحار الأنوار:ج 97 ص 3 ح 4.
3- المعجم الأوسط:ج 3 ص 66 ح 2500،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 26 ح 6 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله؛مستدرک الوسائل:ج 7 ص 458 ح 8654 [4] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب نحوه.
4- سنن الترمذی:ج 5 ص 534 ح 3513،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1265 ح 3850،عمل الیوم واللیلة للنسائی:ص 499 ح 872،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 526 ح 25439، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 712 ح 1942،الدعاء للطبرانی:ص 285 ح 916،شُعب الإیمان:ج 3 ص 338 ح 3700، [6]کنز العمّال:ج 2 ص 90 ح 3279.
5- فی المصدر:«بکینونته»،والتصحیح من بحار الأنوار.

غَیرَ مَشهودٍ یُطلَبُ فَیُصابُ،ولَم یَخلُ مِنهُ السَّمَاواتُ وَالأَرضُ وما بَینَهُما طَرفَةَ عَینٍ،لا یُدرَکُ بِکَیفٍ،ولا یُؤَیَّنُ بِأَینٍ،ولا بِحَیثٍ.

أنتَ نورُ النّورِ ورَبُّ الأَربابِ،أحَطتَ بِجَمیعِ الاُمورِ،سُبحانَ مَن لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ،سُبحانَ مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ.

ثُمَّ تَدعوهُ بِما تُریدُ. (1)

1915.المصباح: ادعُ فی هذِهِ اللَّیلَةِ [ یَعنی لَیلَةَ ثَلاثٍ وعِشرینَ] وفی لَیلَتَی تِسعَ عَشرَةَ،وإحدی وعِشرینَ بِما کانَ یَدعو بِهِ زَینُ العِابِدینَ علیه السلام فی لَیالِی الإِفرادِ قائِماً [ و] راکِعاً وساجِداً:

اللّهُمَّ إنّی أمسَیتُ لَکَ عَبداً داخِراً (2)لا أملِکُ لِنَفسی نَفعاً ولا ضَرّاً ولا أصرِفُ عَنها سُوءاً،أشهَدُ بِذلِکَ عَلی نَفسی وأَعتَرِفُ لَکَ بِضَعفِ قُوَّتی وقِلَّةِ حیلَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَنجِز لی ما وَعَدتَنی،وجَمیعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِنَ المَغفِرَةِ فی هذِهِ اللَّیلَةِ، وأَتمِم عَلَیَّ ما آتَیتَنی،فَإِنّی عَبدُکَ المِسکینُ المُستَکینُ الضَّعیفُ الفَقیرُ المَهینُ.

اللّهُمَّ لا تَجعَلنی ناسِیاً لِذِکرِکَ فیما أولَیتَنی،ولا غافِلاً لِإِحسانِکَ فیما أعطَیتَنی،ولا آیِساً مِن إجابَتِکَ وإن أبطَأتَ عَنّی،فی سَرّاءَ کُنتُ أو ضَرّاءَ،أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ،أو عافِیَةٍ أو بَلاءٍ،أو بُؤسٍ أو نَعماءَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ. (3)

1916.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ:

اللّهُمَّ اجعَل فیما تَقضی،وفیما تُقَدِّرُ مِنَ الأمرِ المَحتومِ،وفیما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ،مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ فی عامی هذا،المَبرورِ حَجُّهُمُ،المَشکورِ سَعیُهُمُ،المَغفورِ ذُنوبُهُمُ،المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُم،

ص:137


1- .الإقبال:ج 1 ص 382، بحار الأنوار:ج 98 ص 165 ح 5 [2] وفیه«دعاء علیّ بن الحسین علیهما السلام».
2- الداخر:الصاغر الذلیل (مجمع البحرین:ج 1 ص 581).
3- المصباح للکفعمی:ص 779، البلد الأمین:ص 203، [4]الإقبال:ج 1 ص 348 [5] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وذکره فی اللیلة التاسعة عشرة خاصّة،بحار الأنوار:ج 98 ص 121 ح 2 و ص 147 ح 3.

واجعَل فِیما تَقضِی،وفِیما تُقَدِّرُ أن تُطِیلَ عُمُری،وتُوَسِّعَ لی فی رِزقِی (1). (2)

1917.الإقبال عن حمّاد بن عثمان: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام لَیلَةَ إحدی وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،فَقالَ لی:«یا حَمّادُ،اغتَسَلتَ؟»

قُلتُ:نَعَم،جُعِلتُ فِداکَ ! فَدَعا بِحَصیرٍ،ثُمَّ قالَ:«إلی لِزقی فَصَلِّ».فَلَم یَزَل یُصَلّی وأَنَا اصَلّی إلی لِزقِهِ حَتّی فَرَغنا مِن جَمیعِ صَلاتِنا،ثُمَّ أخَذَ یَدعو وأَنَا اؤَمِّنُ عَلی دُعائِهِ إلی أنِ اعتَرَضَ الفَجرُ،فَأَذَّنَ وأَقامَ ودَعا بَعضَ غِلمانِهِ،فَقُمنا خَلفَهُ فَتَقَدَّمَ وصَلّی بِنا الغَداةَ،فَقَرَأَ:بِ«فاتِحَةِ الکِتابِ»،و «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» فِی الاُولی،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ بِ«فاتِحَةِ الکِتابِ»،و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» .

فَلَمّا فَرَغنا مِنَ التَّسبیحِ وَالتَّحمیدِ وَالتَّقدیسِ وَالثَّناءِ عَلَی اللّهِ تَعالی،وَالصَّلاةِ عَلی رَسولِهِ صلی الله علیه و آله وَالدُّعاءِ لِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،خَرَّ ساجِداً لا أسمَعُ مِنهُ إلَّاالنَّفَسَ ساعَةً طَویلَةً،ثُمَّ سَمِعتُهُ یَقولُ:

لا إلهَ إلّاأنتَ مُقَلِّبُ القُلوبِ وَالأَبصارِ،لا إلهَ إلّاأنتَ خالِقُ الخَلقِ بِلا حاجَةٍ فیکَ إلَیهِم،لا إلهَ إلّاأنتَ مُبدِئُ الخَلقِ لا یَنقُصُ مِن مُلکِکَ شَیءٌ،لا إلهَ إلّاأنتَ باعِثُ مَن فِی القُبورِ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُدَبِّرُ الاُمورِ،لا إلهَ إلّاأنتَ دَیّانُ الدّینِ،وجَبّارُ الجَبابِرَةِ.

لا إلهَ إلّاأنتَ مُجرِی الماءِ فِی الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُجرِی الماءِ فِی النَّباتِ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُکَوِّنُ طَعمِ الثِّمارِ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُحصی عَدَدِ القَطرِ وما تَحمِلُهُ السَّحابُ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُحصی عَدَدِ ما تَجری بِهِ الرِّیاحُ فِی الهواءِ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُحصی ما فِی البِحارِ مِن رَطبٍ ویابِسٍ،لا إلهَ إلّاأنتَ مُحصی ما یَدِبُّ فی ظُلُماتِ

ص:138


1- .قال السیّد قدس سره فی ذیل الدعاء:أقول:وهذا الدعاء ذکره ابن أبی قرّة فی دعاء لیلة ثلاث وعشرین،وأورد حدیثاً عن عُمر بن یزید عن أبی عبد اللّه علیه السلام:أنّ هذا الدعاء من أدعیة لیلة القدر.
2- الإقبال:ج 1 ص 381 و ص 348 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 164 ح 5.

البِحارِ وفی أطباقِ الثَّری.

أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ، وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ سَمّاکَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ مِن نَبِیٍّ،أو صِدیقٍ،أو شَهیدٍ،أو أحَدٍ مِن مَلائِکَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ.

وأَسأَ لُکَ بِحَقِّکَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم وبَرَکاتُکَ،وبِحَقِّهِمُ الَّذی أوجَبتَهُ عَلی نَفسِکَ وأَنَلتَهُم بِهِ فَضلَکَ،أن تُصَلِّیَ علَی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ الدّاعی إلَیکَ بِإِذنِکَ وسِراجِکَ السّاطِعِ بَینَ عِبادِکَ فی أرضِکَ وسَمائِکَ،وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمینَ ونوراً استَضاءَ بِهِ المُؤمِنونَ،فَبَشَّرَنا بِجَزیلِ ثَوابِکَ وأَنذَرَنَا الأَلیمَ مِن عَذابِکَ.

أشهَدُ أنَّهُ قَد جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلینَ،وأَشهَدُ أنَّ الَّذینَ کَذَّبوهُ ذائِقُوالعَذابِ الأَلیمِ.

أسأَ لُکَ یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا رَبّاهُ یا رَبّاهُ،یا سَیِّدی یا سَیِّدی یا سَیِّدی،یا مَولایَ یا مَولایَ یا مَولایَ،أسأَ لُکَ فی هذِهِ الغَداةِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَنی مِن أوفَرِ عِبادِکَ وسائِلیکَ نَصیباً،وأَن تَمُنَّ عَلَیَّ بِفَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

وأَسأَ لُکَ بِجَمیعِ ما سَأَلتُکَ وما لَم أسأَ لکَ مِن عَظیمِ جَلالِکَ،ما لَو عَلِمتُهُ لَسَأَلتُکَ بِهِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَن تَأذَنَ لِفَرَجِ مَن بِفَرَجِهِ فَرَجُ أولِیائِکَ وأَصفِیائِکَ مِن خَلقِکَ،وبِهِ تُبیدُ الظّالِمینَ وتُهلِکُهُم،عَجِّل ذلِکَ یا رَبَّ العالَمینَ،وأَعطِنی سُؤلی یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ فی جَمیعِ ما سَأَلتُکَ لِعاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ.

یا مَن هُوَ أقرَبُ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ،أقِلنی عَثرَتی وأَقِلنی بِقَضاءِ حَوائِجی،یا خالِقی ویا رازِقی ویا باعِثی،ویا مُحیِیَ عِظامی وهِیَ رَمیمٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واستَجِب لی دُعائی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:139

فَلَمّا فَرَغَ رَفَعَ رَأسَهُ،قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! سَمِعتُکَ وأَنتَ تَدعو بِفَرَجِ مَن بِفَرَجِهِ فَرَجُ أصفِیاءِ اللّهِ وأَولِیائِهِ،أَوَ لَستَ أنتَ هُوَ؟

قالَ:«لا،ذاکَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام».

قُلتُ:فَهَل لِخُروجِهِ عَلامَةٌ؟

قالَ:«نَعَم،کُسوفُ الشَّمسِ عِندَ طُلوعِها ثُلُثَی ساعَةٍ مِنَ النَّهارِ،وخُسوفُ القَمَرِ ثَلاثٍ وعِشرینَ،وفِتنَةٌ یَصِلُ أهلَ مِصرَ البَلاءُ وقَطعُ السَّبیلِ،اِکتَفِ بِما بَیَّنتُ لَکَ،وتَوَقَّع أمرَ صاحِبِکَ لَیلَکَ ونَهارَکَ،فِإِنَّ اللّهَ کُلَّ یَومٍ هُوَ فی شَأنٍ لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ،ذلِکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،وبِهِ تَحصینُ أولِیائِهِ وهُم لَهُ خائِفونَ». (1)

راجع:ص 108 (دعاء اللیلة التاسعة عشر) وص 109 (دعاء اللیلة الحادیةو العشرین) وص 110 (دعاء اللیلة الثالثة والعشرین) وص 125 (الأدعیة المختصّة بالعشر الأواخر) وص 29 (أدعیة نوافل شهر رمضان).

ج-الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِ

1918.الإمام الباقر علیه السلام: تَأخُذُ المُصحَفَ فی ثَلاثِ لَیالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ،فَتَنشُرُهُ وتَضَعُهُ بَینَ یَدَیکَ وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکِتابِکَ المُنزَلِ وما فیهِ،وفیهِ اسمُکَ الأَکبَرُ وأَسماؤُکَ الحُسنی وما یُخافُ ویُرجی،أن تَجعَلَنی من عُتَقائِکَ مِنَ النَّارِ.

وتَدعو بِما بَدا لَکَ مِن حاجَةٍ. (2)

د-الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِ وأَهلِ البَیتِ علیهم السلام

1919.الإقبال عن الإمام الصادق علیه السلام: خُذِ المُصحَفَ فَدَعهُ عَلی رَأسِکَ وقُل:

ص:140


1- .الإقبال:ج 1 ص 366، بحار الأنوار:ج 98 ص 157 ح 4.
2- الإقبال:ج 1 ص 346 عن حریز بن عبد اللّه السجستانی،الکافی:ج 2 ص 629 ح 9 [4] عن زرارة وفیه«فی الثلث الثانی»بدل«فی ثلاث لیال»،المقنعة:ص 190 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،الدعوات:206 ح 560 عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 146 و ج 97 ص 4 ح 5.

اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ،وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ بِهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فیهِ،وبَحَقِّکَ عَلَیهِم فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّکَ مِنکَ،بِکَ یا أللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-ثُمَّ تَقولُ:بِمُحَمَّدٍ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِعَلِیٍّ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِفاطِمَةَ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِالحَسَنِ-عَشرَ مَرّاتٍ-، بِالحُسَینِ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ-عَشَرَ مَرّاتٍ-،بِموسَی بنِ جَعفَرٍ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِعَلِیِّ بنِ موسی-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ-عَشرَ مَرّاتٍ-، بِالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ-عَشرَ مَرّاتٍ-،بِالحُجَّةِ-عَشرَ مَرّاتٍ-وتَسأَلُ حاجَتَکَ.

وذَکَرَ فی حَدیثِهِ إجابَةَ الدّاعی وقَضاءَ حَوائِجِهِ. (1)

1920.الإمام الکاظم علیه السلام: خُذِ المُصحَفَ فی یَدِکَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِکَ وقُل:

اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ،وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ إلی خَلقِکَ،وبِکُلِّ آیَةٍ هِیَ فیهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فیهِ،وبِحَقِّهِ عَلَیکَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّهِ مِنکَ.

یا سَیِّدی یا سَیِّدی یا سَیِّدی،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ -عَشرَ مَرّاتٍ-،و بِحَقِّ کُلِّ إمامٍ-وتَعُدُّهُم حَتّی تَنتَهِیَ إلی إمامِ زَمانِکَ-عَشرَ مَرّاتٍ-.

فَإِنَّکَ لا تَقومُ مِن مَوضِعِکَ حَتّی یُقضی لَکَ حاجَتُکَ،وتَیَسَّرَ لَکَ أمرُکَ. (2)

ه-الدُّعاءُ لِصاحِبِ الأَمرِ فی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ

1921.مصباح المتهجّد عن محمّد بن عیسی بإسناده عن الصالحین علیهم السلام: تُکَرِّرُ فی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ هذَا الدُّعاءَ ساجِداً وقائِماً وقاعِداً وعَلی کُلِّ حالٍ،وفِی الشَّهرِ کُلِّهِ،وکَیفَ ما أمکَنَکَ ومَتی حَضَرَ مِن دَهرِکَ.تَقولُ بَعدَ تَمجیدِ اللّهِ تَعالی وَالصَّلاةِ

ص:141


1- .الإقبال:ج 1 ص 346، بحار الأنوار:ج 98 ص 146 [2] وراجع:الأمالی للطوسی:ص 292 ح 567 و [3]جمال الاُسبوع:ص 81.
2- الإقبال:ج 1 ص 347 عن علیّ بن یقطین،بحار الأنوار:ج 98 ص 146.

عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ کُن لِوَلِیِّکَ فُلانِ بنِ فُلانٍ فی هذِهِ السّاعَةِ وفی کُلِّ ساعَةٍ وَلِیّاً وحافِظاً،وقائِداً وناصِراً،ودَلیلاً وعَیناً حَتّی تُسکِنَهُ أرضَکَ طَوعاً،وتُمَتِّعَهُ فیها طَویلاً. (1)

1922.الإقبال عن محمّد بن عیسی بن عبید بإسناده عن الصالحین علیهم السلام: کَرِّر فی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ قائِماً وقاعِداً وعَلی کُلِّ حالٍ وَالشَّهرِ کُلِّهِ،وکَیفَ أمکَنَکَ، ومَتی حَضَرَکَ فی دَهرِکَ،تَقولُ بَعدَ تَمجیدِ اللّهِ تَعالی وَالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ علیهم السلام:

اللّهُمَّ کُن لِوَلِیِّکَ القائِمِ بِأَمرِکَ الحُجَّةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَهدِیِّ عَلَیهِ وعَلی آبائِهِ أفضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ،فی هذِهِ السّاعَةِ،وفی کُلِّ ساعَةٍ،وَلِیّاً وحافِظاً،وقائِداً وناصِراً،ودَلیلاً ومُؤَیِّداً حَتّی تُسکِنَهُ أرضَکَ طَوعاً،وتُمَتِّعَهُ فیها طولاً وعَرضا،وتَجعَلَهُ وذُرِّیَّتَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ الوارِثینَ.

اللّهُمَّ انصُرهُ وَانتَصِر بِهِ،وَاجعَلِ النَّصرَ مِنکَ لَهُ وعَلی یَدِهِ،وَالفَتحَ عَلی وَجهِهِ،وَلا تُوَجِّهِ الأَمرَ إلی غَیرِهِ.

اللّهُمَّ أظهِر بِهِ دینَکَ،وسُنَّةَ نَبِیِّکَ حَتّی لایَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ.

اللّهُمَّ إنّی أرغَبُ إلَیکَ فی دَولَةٍ کَریمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأَهلَهُ،وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأَهلَهُ،وتَجعَلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعَتِکَ وَالقادَةِ إلی سَبیلِکَ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً، وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ.وَاجمَع لَنا خَیرَ الدّارَینِ،وَاقضِ عَنّا جَمیعَ ما تُحِبُّ فیهِما،وَاجعَل لَنا فی ذلِکَ الخِیَرَةَ بِرَحمَتِکَ ومَنِّکَ فی عافِیَةٍ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ،وزِدنا

ص:142


1- .مصباح المتهجّد:ص 630 ح 709، الکافی:ج 4 ص 161 ح 4، [2]تهذیب الأحکام:ج 3 ص 103 ح 265 وفیه«الصادقین»بدل«الصالحین»وکلاهما نحوه،المزار الکبیر:611،فلاح السائل:113 ح 53، [3]مختصر بصائر الدرجات:193،المصباح للکفعمی:ص 779 [4] وفیه«محمّد بن الحسن المهدی»بدل«فلان بن فلان».

مِن فَضلِکَ ویَدِکَ المَلأی؛فَإِنَّ کُلَّ مُعطٍ یَنقُصُ مِن مُلکِهِ،وعَطاؤُکَ یَزیدُ فی مُلکِکَ. (1)

14/25أدعِیَةُ وَداعِ شَهرِ رَمَضانَ

الف-وَداعُ الشَّهرِ فی آخِرِ جُمُعَةٍ مِنهُ

1923.فضائل الأشهر الثلاثة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: دَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ،فَلَمّا بَصُرَ بی،قالَ لی:«یا جابِرُ،هذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ،فَوَدِّعهُ وقُل:

اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِیامِنا إیّاهُ،فَإِن جَعَلتَهُ فَاجعَلنی مَرحوماً،ولا تَجعَلنی مَحروماً.

فَإِنَّهُ مَن قالَ ذلِکَ ظَفِرَ بِإِحدَی الحُسنَیَینِ،إمّا بِبُلوغِ شَهرِ رَمَضانَ [ مِن قابِلٍ]، (2)وإمّا بِغُفرانِ اللّهِ ورَحمَتِهِ». (3)

ب-وَداعُ الشَّهرِ فی آخِرِ لَیلَةٍ مِنهُ

1924.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَتَ آخِرُ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ،فَقُل:

اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ وقَد تَصَرَّمَ،وأَعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ یا رَبِّ،أن یَطلُعَ الفَجرُ مِن لَیلَتی هذِهِ أو یَتَصَرَّمَ شَهرُ رَمَضانَ،ولَکَ قِبَلی تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُریدُ أن تُعَذِّبَنی بِهِ یَومَ ألقاکَ. (4)

1925.عنه علیه السلام: مَن وَدَّعَ شَهرَ رَمَضانَ فی آخِرِ لَیلَةٍ مِنهُ وقالَ:

ص:143


1- .الإقبال:ج 1 ص 191، بحار الأنوار:ج 97 ص 349.
2- أثبتنا ما بین المعقوفین من الإقبال.
3- فضائل الأشهر الثلاثة:ص 139 ح 149، الإقبال:ج 1 ص 422، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 172 ح 1.
4- الکافی:ج 4 ص 164 ح 5 عن عمّار بن موسی،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 477 ح 8699.

اللّهُمَّ لاتَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِیامی لِشَهرِ رَمَضانَ،وأَعوذُ بِکَ أن یَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّیلَةِ إلّاوقَد غَفَرتَ لی.

غَفَرَ اللّهُ تَعالی لَهُ قَبلَ أن یُصبِحَ ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَیهِ. (1)

ج-دُعاءُ الإمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام فی وَداعِ الشَّهرِ

1926.الإمام زین العابدین علیه السلام:

اللّهُمَّ یا مَن لایَرغَبُ فِی الجَزاءِ،ویا مَن لایَندَمُ عَلَی العَطاءِ،ویا مَن لا یُکافِئُ عَبدَهُ عَلَی السَّواءِ،مِنَّتُکَ ابتِداءٌ،وعَفوُکَ تَفَضُّلٌ،وعُقوبَتُکَ عَدلٌ،وقَضاؤُکَ خِیَرَةٌ،إن أعطَیتَ لَم تَشُب (2)عَطاءَکَ بِمَنٍّ،وإن مَنَعتَ لَم یَکُن مَنعُکَ تَعَدِّیاً،تَشکُرُ مَن شَکَرَکَ وأَنتَ ألهَمتَهُ شُکرَکَ،وتُکافِئُ مِن حَمدِکَ وأَنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَکَ.

تَستُرُ عَلی مَن لَو شِئتَ فَضَحتَهُ،وتَجودُ عَلی مَن لَو شِئتَ مَنَعتَهُ،وکِلاهُما أهلٌ مِنکَ لِلفَضیحَةِ وَالمَنعِ،غَیرَ أنَّکَ بَنَیتَ أفعالَکَ عَلَی التَّفَضُلِ،وأَجرَیتَ قُدرَتَکَ عَلَی التَّجاوُزِ، وتَلَقَّیتَ مَن عَصاکَ بِالحِلمِ،وأَمهَلتَ مَن قَصَدَ لِنَفسِهِ بِالظُّلمِ،تَستَنظِرُهُم بِأَناتِکَ إلَی الإِنابَةِ،وتَترُکُ مُعاجَلَتَهُم إلَی التَّوبَةِ لِکَیلا یَهلِکَ عَلَیکَ هالِکُهُم،ولایَشقی بِنِعمَتِکَ شَقِیُّهُم إلّاعَن طولِ الإِعذارِ إلَیهِ،وبَعدَ تَرادُفِ الحُجَّةِ عَلَیهِ،کَرَماً مِن عَفوِکَ یا کَریمُ، وعائِدَةً (3)مِن عَطفِکَ یا حَلیمُ.

أنتَ الَّذی فَتَحتَ لِعِبادِک باباً إلی عَفوِکَ وسَمَّیتَهُ التَّوبَةَ،وجَعَلتَ عَلی ذلِکَ البابِ دَلیلاً مِن وَحیِکَ لِئَلّا یَضِلّوا عَنهُ،فَقُلتَ تَبارَکَ اسمُک: «تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسی رَبُّکُمْ أَنْ یُکَفِّرَ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ یُدْخِلَکُمْ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ یَوْمَ لا یُخْزِی اللّهُ النَّبِیَّ

ص:144


1- .الإقبال:ج 1 ص 436، بحار الأنوار:ج 98 ص 181 ح 2.
2- الشَّوْب:الخلط (لسان العرب:ج 1 ص 510).
3- العائدة:التعطّف والإحسان.وعاد إلیه بعائدة:أی تکرّم علیه بکرامة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1290).

وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ» 1 فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ ذلِکَ المَنزِلِ بَعدَ فَتحِ البابِ،وإقامَةِ الدَّلیلِ.

وأَنتَ الَّذی زِدتَ فِی السَّومِ (1)عَلی نَفسِکَ لِعِبادِکَ تُریدُ رِبحَهُم فی مُتاجَرَتِهِم لَکَ، وفَوزَهُم بِالوِفادَةِ عَلَیکَ وَالزِّیادَةِ منِکَ،فَقُلتَ تَبارَکَ اسمُکَ وتَعالَیتَ: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلاّ مِثْلَها» 3 وقلتَ: «مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی کُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ» 4 وقُلتَ: «مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً کَثِیرَةً» 5 وما أنزَلتَ مِن نظائِرِهِنَّ (2)فِی القُرآنِ مِن تَضاعیفِ الحَسَناتِ.

وأَنتَ الَّذی دَلَلتَهُم بِقَولِکَ مِن غَیبِکَ وتَرغیبِکَ الَّذی فیهِ حَظُّهُم عَلی ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِکهُ أبصارُهُم،ولَم تَعِهِ أسماعُهُم،ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم،فَقلتَ:اذکُرونی أَذکُرکُم وَاشکُرُوا لی ولا تَکفُرونِ (3)وقُلتَ: «لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَ لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ» 8 وقُلتَ: «اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ» 9 فَسَمَّیتَ دُعاءَکَ عِبادَةً وتَرکَهُ استِکباراً،وتَوَعَّدتَ عَلی تَرکِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرینَ،فَذَکَروکَ بِمَنِّکَ،وشَکَروکَ بِفَضلِکَ،ودَعَوکَ بِأَمرِکَ،وتَصَدَّقوا لَکَ طَلَباً

ص:145


1- ساومت:غالیت،والسوم:ذکر الثمن (لسان العرب:ج 12 ص 310).
2- النظائر:جمع نظیر،وهو المثل والشبه (النهایة:ج 5 ص 78).
3- إشارة إلی قوله تعالی: «فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ وَ اشْکُرُوا لِی وَ لا تَکْفُرُونِ» (البقرة:152).

لِمَزیدِکَ،وفیها کانَت نَجاتُهُم مِن غَضَبِکَ،وفَوزُهِم بِرِضاکَ.

ولَو دَلَّ مَخلوقٌ مَخلوقاً مِن نَفسِهِ عَلی مِثلِ الَّذی دَلَلتَ عَلَیهِ عِبادَکَ مِنکَ،کانَ مَوصوفاً بِالإِحسانِ،ومَنعوتاً بِالاِمتِنانِ،ومَحموداً بِکُلِّ لِسانٍ،فَلَکَ (1)الحَمدُ ما وُجِدَ فی حَمدِکَ مَذهَبٌ،وما بَقِیَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ،ومَعنیً یَنصَرِفُ إلَیهِ،یا مَن تَحَمَّدَ إلی عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ،وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ (2)،ما أفشی فینا نِعمَتَکَ،وأَسبَغَ عَلَینا مِنَّتَکَ، وأَخَصَّنا بِبِرِّکَ،هَدَیتَنا لِدینِکَ الَّذِی اصطَفَیتَ،ومِلَّتِکَ الَّتِی ارتَضَیتَ،وسَبیلِکَ الَّذی سَهَّلتَ،وبَصَّرتَنَا الزُّلفَةَ (3)لَدَیکَ،وَالوُصولَ إلی کَرامَتِکَ.

اللّهُمَّ وأَنتَ جَعَلتَ مِن صَفایا تِلکَ الوَظائِفِ،وخَصائِصِ تِلکَ الفُروضِ شَهرَ رَمَضانَ الَّذی اختَصَصتَهُ مِن سائِرِ الشُّهورِ،وتَخَیَّرتَهُ مِن جَمیعِ الأَزمِنَةِ وَالدُّهورِ،وآثَرتَهُ عَلی کُلِّ أوقاتِ السَّنَةِ بِما أنزَلتَ فیهِ مِنَ القُرآنِ وَالنّورِ،وضاعَفتَ فیهِ مِنَ الإِیمانِ،وفَرَضتَ فیهِ مِنَ الصِّیامِ،ورَغَّبتَ فیهِ مِنَ القِیامِ،وأَجلَلتَ فیهِ مِن لَیلَةِ القَدرِ الَّتی هِیَ خَیرٌ مِن ألفِ شَهرٍ.

ثُمَّ آثَرتَنا بِهِ عَلی سائِرِ الاُمَمِ،وَاصطَفَیتَنا بِفَضلِهِ دونَ أهلِ المِلَلِ،فَصُمنا بِأَمرِکَ نَهارَهُ،وُقمنا بِعَونِکَ لَیلَهُ مُتَعَرِّضینَ بِصِیامِهِ وقِیامِهِ لِما عَرَّضتَنا لَهُ مِن رَحمَتِکَ،وتَسَبَّبنا إلَیهِ مِن مَثوبَتِکَ.وأَنتَ المَلیءُ بِما رُغِبَ فیهِ إلَیکَ،الجَوادُ بِما سُئِلَت مِن فَضلِکَ،القَریبُ إلی مَن حاوَلَ قُربَکَ.

وقَد أقامَ فینا هذَا الشَّهرُ مُقامَ حَمدٍ،وصَحِبَنا صُحبَةَ مَبرورٍ،وأَربَحَنا أفضَلَ أرباحِ العالَمینَ،ثُمَّ قَد فارَقَنا عِندَ تَمامِ وَقتِهِ وانقِطاعِ مُدَّتِهِ،ووَفاءِ عَدَدِهِ،فَنَحنُ مُوَدِّعوهُ وَداعَ مَن عَزَّ فِراقُهُ عَلَینا،وغَمَّنا وأَوحَشَنَا انصِرافُهُ عَنّا،ولَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ المَحفوظُ وَالحُرمَةُ

ص:146


1- .فی نسخة:«کان محموداً فلک الحمد...».
2- الطَوْل:الفضل والعلوّ علی الأعداء (النهایة:ج 3 ص 145).
3- الزلفی:القربی والمنزلة (مجمع البحرین:ج 2 ص 778).

المَرعِیَّةُ،وَالحَقُّ المَقضِیُّ،فَنَحنُ قائِلونَ:

السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهرَ اللّهِ الأَکبَرَ ویا عیدَ أولِیائِهِ.

السَّلامُ عَلَیکَ یا أکرَمَ مَصحوبٍ مِنَ الأَوقاتِ،ویا خَیرَ شَهرٍ فی الأَیّامِ وَالسّاعاتِ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن شَهرٍ قَرُبَت فیهِ الآمالُ،ونُشِرت فیهِ الأَعمالُ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن قَرینٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً،وأَفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ومَرجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن ألیفٍ آنَسَ مُقبِلاً فَسَرَّ،وأَوحَشَ مُنقَضِیاً فَمَضَّ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن مُجاوِرٍ رَقَّت فیهِ القُلوبُ،وقَلَّت فیهِ الذُّنوبُ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن ناصِرٍ أعانَ عَلَی الشَّیطانِ،وصاحِبٍ سَهَّلَ سُبَلَ الإِحسانِ.

السَّلامُ عَلَیکَ ما أکثَرَ عُتَقاءَ اللّهِ فیکَ،وما أسعَدَ مَن رَعی حُرمَتَکَ بِکَ.

السَّلامُ عَلَیکَ ما کانَ أمحاکَ لِلذُّنوبِ وأَستَرَکَ لِأَنواعِ العُیوبِ.

السَّلامُ عَلَیکَ ما کانَ أطولَکَ عَلَی المُجرِمینَ،وأَهیَبَکَ فی صُدورِ المُؤمِنینَ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَیاّمُ.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن شَهرٍ هُوَ مِن کُلِّ أمرٍ سَلامٌ.

السَّلامُ عَلَیکَ غَیرَ کَریهِ المُصاحَبَةِ،ولا ذَمیمِ المُلابَسَةِ. (1)

السَّلامُ عَلَیکَ کَما وَفَدتَ عَلَینا بِالبَرَکاتِ،وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ الخَطیئاتِ.

السَّلامُ عَلَیکَ غَیرَ مُوَدِّعٍ بَرَماً (2)،ولامَتروکٍ صِیامُهُ سَأَماً.

السَّلامُ عَلَیکَ مِن مَطلوبٍ قَبلَ وَقتِهِ،ومَحزونٍ عَلَیهِ قَبلَ فَوتِهِ.

السَّلامُ عَلَیکَ کَم مِن سوءٍ صُرِفَ بِکَ عَنّا،وکَم مِن خَیرٍ افیضَ بِکَ عَلَینا.

ص:147


1- .الملابَسَة:المخالطة (لسان العرب:ج 6 ص 203).
2- بَرَماً:مصدر برم:إذا سئمه وملّه (النهایة:ج 1 ص 221).

السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی لَیلَةِ القَدرِ الَّتی هِیَ خَیرٌ مِن ألفِ شَهرٍ.

السَّلامُ عَلَیکَ ما کانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَیکَ،وأَشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَیکَ.

السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی فَضلِکَ الَّذی حُرِمناهُ،وعَلی ماضٍ مِن بَرَکاتِکَ سُلِبناهُ.

اللّهُمَّ إنّا أهلُ هذَا الشَّهرِ الَّذی شَرَّفتَنا بِهِ،ووَفَّقتَنا بِمَنِّکَ لَهُ،حینَ جَهِلَ الأَشقِیاءُ وَقتَهُ،وحُرِموا لِشَقائِهِم فَضلَهُ.أنتَ وَلِیُّ ما آثَرتَنا بِهِ مِن مَعرِفَتِهِ،وهَدَیتَنا لَهُ مِن سُنَّتِهِ، وقَد تَوَلَّینا بِتَوفیقِکَ صِیامَهُ وقِیامَهُ عَلی تَقصیرٍ،وأَدَّینا فیهِ قَلیلاً مِن کَثیرٍ.

اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ إقراراً بِالإِساءَةِ،وَاعتِرافاً بِالإِضاعَةِ،ولَکَ مِن قُلوبِنا عَقدُ النَّدَمِ،ومِن ألسِنَتِنا صِدقُ الاِعتِذارِ،فَأجُرنا عَلی ما أصابَنا فیهِ مِنَ التَّفریطِ (1)،أجراً نَستَدرِکُ بِهِ الفَضلَ المَرغوبَ فیهِ،ونَعتاضُ بِهِ مِن أنواعِ الذُّخرِ المَحروصِ عَلَیهِ،وأَوجِب لَنا عُذرَکَ عَلی ماقَصَّرنا فیهِ مِن حَقِّکَ،وابلُغ بِأَعمارِنا ما بَینَ أیدینا مِن شَهرِ رَمَضانَ المُقبِلِ،فَإِذا بَلَّغتَناهُ فَأَعِنّا عَلی تَناوُلِ ما أنتَ أهلُهُ مِنَ العِبادَةِ،وأَدِّنا إلَی القِیامِ بِما یَستَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ،وأَجرِ لَنا مِن صالِحِ العَمَلِ ما یَکونُ دَرَکاً لِحَقِّکَ فِی الشَّهرَینِ مِن شُهورِ الدَّهرِ.

اللّهُمَّ وما ألمَمنا (2)بِهِ فی شَهرِنا هذا مِن لَمَمٍ أو إثمٍ،أو واقَعنا فیهِ مِن ذَنبٍ،وَاکتَسَبنا فیهِ مِن خَطیئَةٍ عَلی تَعَمُّدٍ مِنّا،أو عَلی نِسیانٍ ظَلَمنا فیهِ أنفُسَنا،أوِ انتَهَکنا بِهِ حُرمَةً مِن غَیرِنا؛فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاستُرنا بِسِترِکَ،وَاعفُ عَنّا بِعَفوِکَ،ولا تَنصِبنا فیهِ لِأَعیُنِ الشّامِتینَ،ولاتَبسُط عَلَینا فیهِ ألسُنَ الطَّاغینَ،وَاستَعمِلنا بِما یَکونُ حِطَّةً (3)وکَفّارَةً لِما أنکَرتَ مِنّا فیهِ،بِرَأفَتِکَ الَّتی لاتَنفَدُ وفَضلِکَ الَّذی لایَنقُصُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجبُر مُصیبَتَنا بِشَهرِنا،وبارِک لَنا فی یَومِ عیدِنا

ص:148


1- .التفریط:التقصیر عن الحدّ والتأخیر فیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1384).
2- ألممنا:قاربنا.وقیل:اللَّمَمُ:مقاربة المعصیة من غیر إیقاع فعل.وقیل:هو من اللَّمَم:صغار الذنوب (النهایة:ج 4 ص 272).
3- أی یحطّ عنّا خطایانا وذنوبنا.وهی فعلةٌ من:حطَّ الشیءَ:إذا أنزله وألقاه (مجمع البحرین:ج 1 ص 423).

وفِطرِنا،وَاجعَلهُ مِن خَیرِ یَومٍ مَرَّ عَلَینا،أجلَبِهِ لِعَفوٍ وأَمحاهُ لِذَنبٍ،وَاغفِر لَنا ماخَفِیَ مِن ذُنوبِنا وما عَلَنَ.

اللّهُمَّ اسلَخنا بِانسِلاخِ هذَا الشَّهرِ مِن خَطایانا،وأَخرِجنا بِخُروجِهِ مِن سَیِّئاتِنا، وَاجعَلنا مِن أسعَدِ أهلِهِ بِهِ وأَجزَلِهِم قِسماً فیهِ،وأَوفَرِهِم حَظّاً مِنهُ.

اللّهُمَّ ومَن رَعی (1)هذَا الشَّهرَ حَقَّ رِعایَتِهِ،وحَفِظَ حُرمَتَهُ حَقَّ حِفظِها،وقامَ بِحُدودِهِ حَقَّ قِیامِها،وَاتَّقی ذُنوبَهُ حَقَّ تُقاتِها،أو تَقَرَّبَ إلَیکَ بِقُربَةٍ أوجَبَت رِضاکَ لَهُ،وعَطَفَت رَحمَتَکَ عَلَیهِ،فَهَب لَنا مِثلَهُ مِن وُجدِکَ،وأَعطِنا أضعافَهُ مِن فَضلِکَ،فَإِنَّ فَضلَکَ لایَغیضُ (2)،وإنَّ خَزائِنَکَ لاتَنقُصُ بَل تَفیضُ،وإنَّ مَعادِنَ إحسانِکَ لاتَفنی،وإنَّ عَطاءَکَ لَلعَطاءُ المُهَنَّأُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکتُب لَنا مِثلَ اجورِ مَن صامَهُ،أو تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ إلی یَومِ القِیامَةِ.

اللّهُمَّ إنّا نَتوبُ إلَیکَ فی یَومِ فِطرِنَا الَّذی جَعَلتَهُ لِلمُؤمِنینَ عیداً وسُروراً،ولِأَهلِ مِلَّتِکَ مَجمَعاً ومُحتَشَداً مِن کُلِّ ذَنبٍ أذنَبناهُ،أو سوءٍ أسلَفناهُ،أو خاطِرِ شَرٍّ أضمَرناهُ،تَوبَةَ مَن لا یَنطَوی عَلی رُجوعٍ إلی ذَنبٍ،ولا یَعودُ بَعدَها فی خَطیئَةٍ،تَوبَةً نَصوحاً خَلَصَت مِنَ الشَّکِ وَالِارتِیابِ،فَتَقَبَّلها مِنّا وَارضَ عَنَّا وثَبِّتنا عَلَیها.

اللّهُمَّ ارزُقنا خَوفَ عِقابِ الوَعیدِ،وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ،حَتّی نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدعوکَ بِهِ وکَآبَةَ ما نَستجیرُکَ مِنهُ،وَاجعَلنا عِندَکَ مِنَ التَّوّابینَ الَّذینَ أوجَبتَ لَهُم مَحَبَّتَکَ،وقَبِلتَ مِنهُم مُراجَعَة طاعَتِکَ،یا أعدَلَ العادِلینَ.

اللّهُمَّ تَجاوَز عَن آبائِنا واُمَّهاتِنا وأَهلِ دینِنا جَمیعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَرَ (3)إلی

ص:149


1- .فی مصباح المتهجّد:« رعی حرمة هذا الشهر»،وفی المصادر الاُخری:«رعی حقّ هذا الشهر».
2- غاضَ:قلّ ونَقَص (القاموس المحیط:ج 2 ص 339).
3- غَبَرَ:بَقِی،والغابر:الباقی (لسان العرب:ج 5 ص 3).

یَومِ القِیامَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِیِّنا وآلِهِ کَما صَلَّیتَ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وصَلِّ عَلَیهِ وآلِهِ کَما صَلَّیتَ عَلی أنبِیائِکَ المُرسَلینَ،وصَلِّ عَلَیهِ وآلِهِ کَما صَلَّیتَ عَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ، وأَفضَلَ مِن ذلِکَ یا رَبَّ العالَمینَ،صَلاةً تَبلُغُنا بَرَکَتُها،ویَنالُنا نَفعُها،ویُستَجابُ لَها دُعاؤُنا،إنَّکَ أکرَمُ مَن رُغِبَ إلَیهِ،وأَکفی مَن تُوُکِّلَ عَلَیهِ،وأَعطی مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ، وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

د-دُعاءُ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام فی وَداعِ الشَّهرِ

1927.الإمام الصادق علیه السلام:

اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ المُرسَلِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ وقَولُکَ حَقٌّ: «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ» وهذَا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ،فَأَسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ وکَلَماتِکَ التّامَّةِ،إن کانَ بَقِیَ عَلَیَّ ذَنبٌ لَم تَغفِرهُ لِی،أو تُرِیدُ أن تُعَذِّبَنی عَلَیهِ أو تُقایِسَنی (2)بِهِ،أن یَطلُعَ (3)فَجرُ هذِهِ اللَّیلَةِ أو یَتَصَرَّمَ هذا الشَّهرُ إلّاوقَد غَفَرتَهُ لی، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ بِمَحامِدِکِ کُلِّها أوَّلِها وآخِرِها،ما قُلتَ لِنَفسِکَ مِنها،وما قالَ لَکَ الخَلائِقَ الحامِدونَ،المُجتَهِدونَ،المُعَدِّدونَ (4)،المُؤثِرونَ (5)فی ذِکرِکَ وَالشُّکرِ لَکَ،الَّذینَ

ص:150


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 171 الدعاء 45، مصباح المتهجّد:ص 642 ح 718، [2]الإقبال:ج 1 ص 422 [3] کلاهما نحوه،المزار الکبیر:ص 619،البلد الأمین:ص 480، [4]المصباح للکفعمی:ص 845، [5]بحار الأنوار:ج 98 ص 172 ح 1.
2- أی تحبط حسناتی بسببه (مرآة العقول:ج 16 ص 402).
3- فی مصباح المتهجّد:« أن لایطلع»وهو الظاهر (مرآة العقول:ج 16 ص 402).
4- لعلّ المراد:الّذین یعدّدون نعماءک (ملاذ الأخیار:ج 5 ص 163).
5- الإیثار:الاختیار أی یختارون ذکرک وشکرک علی کلّ شیء،ولعلّ«فی»زائدة،أو ضمّن فیه معنی الخوض ونحوه،ویمکن أن یقرأ علی البناء للمفعول (ملاذ الأخیار:ج 5 ص 163).

أعَنتَهُم عَلی أداءِ حَقِّکَ مِن أصنافِ خَلقِکَ،مِنَ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالنَّبِیِّینَ وَالمُرسَلینَ، وأَصنافِ النّاطِقینَ المُسَبِّحینَ لَکَ مِن جَمیعِ العالَمینَ،عَلی أنَّکَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَینا مِن نِعَمِکَ،وعِندَنا مِن قِسَمِکَ وإحسانِکَ وتَظاهُرِ امتِنانِکَ بِذلِکَ،لَکَ مُنتَهَی الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاکِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ (1)الَّذی لا یَنفَدُ طولَ الأَبَدِ،جَلَّ ثَناؤُکَ أعَنتَنا عَلَیهِ حَتّی قَضَیتَ عَنّا صِیامَهُ وقِیامَهُ،مِن صَلاةٍ وما کانَ مِنّا فیهِ مِن بِرٍّ أو شُکرٍ أو ذِکرٍ.

اللّهُمَّ فَتَقَبَّلهُ مِنّا بِأَحسَنِ قَبولِکَ وتَجاوُزِکَ وعَفوِکَ،وصَفحِکَ وغُفرانِکَ وحَقیقَةِ رِضوانِکَ،حَتّی تُظفِرَنا فیهِ بِکُلِّ خَیرٍ مَطلوبٍ،وجَزیلِ عَطاءٍ مَوهوبٍ،وتُؤمِنَنا فیهِ مِن کُلِّ أمرٍ مَرهوبٍ وذَنبٍ مَکسُوبٍ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعَظیمِ ما سَأَلَکَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ،مِن کَریمِ أسمائِکَ وجَزیلِ ثَنائِکَ وخاصَّةِ دُعائِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شَهرَنا هذا أعظَمَ شَهرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَینا مُنذُ أنزَلتَنا إلَی الدُّنیا بَرَکَةً،فی عِصمَةِ دینی وخَلاصِ نَفسی،وقَضاءِ حاجَتی وَتَشفیعی فی مَسائِلی وتَمامِ النِّعمَةِ عَلَیَّ،وصَرفِ السُّوءِ عَنّی ولِباسِ العافِیَةِ لی، وأَن تَجعَلَنی بِرَحمَتِکَ مِمَّن حُزتَ لَهُ لَیلَةَ القَدرِ وجَعَلتَها لَهُ خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ،فی أعظَمِ الأَجرِ وکَرائِمِ الذُّخرِ،وطولِ العُمُرِ وحُسنِ الشُّکرِ ودَوامِ الیُسرِ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ وطَولِکَ وعَفوِکَ ونَعمائِکَ،وجَلالِکَ وقَدیمِ إحسانِکَ وَامتِنانِکَ،أن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِشَهرِ رَمَضانَ حَتّی تُبَلِّغَناهُ مِن قابِلٍ عَلی أحسَنِ حالٍ،وتُعَرِّفَنی هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرینَ إلَیهِ والمُتَعَرِّفینَ لَهُ فی أعفی عافِیَتِکَ،وأَنعَمِ نِعمَتِکَ وأَوسَعِ رَحمَتِکَ وأَجزَلِ قَسمِکَ.

اللّهُمَّ یا رَبِّیَ الَّذی لَیسَ لی رَبٌّ غَیرُهُ،لا یَکونُ هذَا الوَداعُ مِنّی وَداعَ فَناءٍ ولا آخِرَ

ص:151


1- .السَرْمَد:الدائِم الّذی لاینقطع (النهایة:ج 2 ص 362).

العَهدِ مِنَ اللِّقاءِ،حَتّی تُرِیَنیهُ مِن قابِلٍ فی أسبَغِ (1)النِّعَمِ وأَفضَلِ الرَّجاءِ،وأَنَا لَکَ عَلی أحسَنِ الوَفاءِ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

اللّهُمَّ اسمَع دُعائی وَ [ ارحَم] (2)تَضَرُّعی وتَذَلُّلی لَکَ واستِکانَتی وتَوَکُّلی عَلَیکَ،وأَنَا لَکَ سِلمٌ لا أرجو نَجاحاً ولا مُعافاةً ولا تَشریفاً ولا تَبلیغاً إلّابِکَ ومِنکَ،فَامنُن عَلَیَّ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،بِتَبلیغی شَهرَ رَمَضانَ وأَنا مُعافیً مِن کُلِّ مَکروهٍ ومَحذورٍ مِن جَمیعِ البَوائِقِ (3)،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أعانَنا عَلی صِیامِ هذَا الشَّهرِ وقِیامِهِ حَتّی بَلَّغَنا آخِرَ لَیلَةٍ مِنهُ. (4)

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَحَبِّ مادُعیتَ بِهِ وأَرضی ما رَضیتَ بِهِ عَن مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَل وَداعی شَهرَ رَمَضانَ وَداعَ خُروجی مِنَ الدُّنیا،ولا وَداعَ آخِرِ عِبادَتِکَ فیهِ ولا آخِرِ صَومی لَکَ،وَارزُقنِی العَودَ فیهِ ثُمَّ العَودَ فیهِ بِرَحمَتِکَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،ووَفِّقنی لِلَیلَةِ القَدرِ وَاجعَلها لی خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ یا رَبَّ العالَمینَ.

یا رَبَّ لَیلَةِ القَدرِ وجاعِلَها خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ،رَبَّ اللَّیلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنوارِ وَالأَرضِ وَالسَّماءِ،یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ یا حَنّانُ (5)یا مَنّانُ،یا أللّهُ یا رَحمانُ یا رَحیمُ،یا قَیّومُ یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،لَکَ الأَسماءُ الحُسنی وَالأَمثالُ العُلیا وَالکِبرِیاءُ وَالآلاءُ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ

ص:152


1- .أسْبَغْ:أتَمّ (الصحاح:ج 4 ص 1321).
2- أثبتنا ما بین المعقوفین من المصادر الاُخری.
3- البَوَائق:الغَوَائِل والشرور (النهایة:ج 1 ص 162).
4- قال الشیخ الطوسی قدس سره فی تهذیب الأحکام:«إلی هاهنا روایة محمّد بن یعقوب الکلینی.وروی إبراهیم بن إسحاق الأحمری عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاری عن أبی بصیر عن جماعة من أصحابه عن سعدان بن مسلم عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه علیه السلام مثل ذلک وزاد فیه...»ثمّ ذکر الدعاء إلی آخره.
5- الحَنّان-بالتشدید-:ذو الرَّحْمَة (الصحاح:ج 5 ص 2104).

مُحُمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ اسمی فی هذِهِ اللَّیلَةِ فِی السُّعَداءِ،وروحی مَعَ الشُّهَداءِ،وإحسانی فی عِلِّیِّینَ،وإساءَتی مَغفورَةً،وأَن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،وإیماناً لا یَشوبُهُ شَکٌّ، ورِضیً بِما قَسَمتَ لی،وأَن تُؤتِیَنی فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وأَن تَقِیَنی عَذابَ النّارِ.

اللّهُمَّ اجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ،وفیما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَکیمِ فی لَیلَةِ القَدرِ،فِی القَضاءِ الَّذی لایُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ ولا یُغَیَّرُ،أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ (1)حَجُّهُمُ المَشکورِ سَعیُهُمُ،المَغفورِ ذَنبُهُمُ المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُم، وَاجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ أن تُعتِقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ولَم یَسأَلِ العِبادُ مِثلَکَ کَرَماً وجوداً،وأَرغَبُ إلَیکَ ولَم یُرغَب إلی مِثلِکَ،أنتَ مَوضِعُ مَسأَلَةِ السّائِلینَ،ومُنتَهی رَغبَةِ الرّاغِبینَ،أسأَ لُکَ بِأَعظَمِ المَسائِلِ کُلِّها وأَفضَلِها وأَنجَحِهَا الَّتی یَنبَغی لِلعِبادِ أن یَسأَلوکَ بِها،یا أللّهُ یا رَحمانُ یا رَحیمُ، وبِأَسمائِکَ ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم،وبِأَسمائِکَ الحُسنی،وأَمثالِکَ العُلیا،وبِنِعمَتِکَ الَّتی لا تُحصی،وبِأَکرَمِ أسمائِکَ عَلَیکَ وأَحَبِّها إلَیکَ وأَشَرَفِها عِندَکَ مَنزِلَةً وأَقرَبِها مِنکَ وَسیلَةً،وأَجزَلِها مِنکَ ثَواباً،وأَسرَعِها لَدَیکَ إجابَةً،وبِاسمِکَ المَکنونِ المَخزونِ،الحَیِّ القَیّومِ،الأَکبَرِ الأَجَلِّ،الَّذی تُحِبُّهُ وتَهواهُ وتَرضی بِهِ عَمَّن دَعاکَ بِهِ،وتَستَجیبُ لَهُ دُعاءَهُ، وحَقٌّ عَلَیکَ ألّا تُخَیِّبَ سائِلَکَ.

وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ،وبِکُلِّ اسمٍ دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ،ومَلائِکَةُ سَماواتِکَ وسُکّانُ أرضِکَ،مِن نَبِیٍّ أو صِدّیقٍ أو شَهیدٍ، وبِحَقِّ الرّاغِبینَ إلَیکَ الفَرِقینَ مِنکَ المُتَعَوِّذینَ بِکَ،وبِحَقِّ مُجاوِری بَیتِکَ الحَرامِ حُجّاجاً ومُعتَمِرینَ ومُقَدِّسینَ،وَالمُجاهِدینَ فی سَبیلِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ عَبدٍ مُتَعَبِّدٍ لَکَ فی بَرٍّ أو بَحرٍ

ص:153


1- .المَبْرُور:الّذی لایخالطه شیء من المآثم،وقیل:هو المقبول (النهایة:ج 1 ص 117).

أو سَهلٍ أو جَبَلٍ،أدعوکَ دُعاءَ مَن قَدِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وکَثُرَت ذُنوبُهُ،وعَظُمَ جُرمُهُ، وضَعُفَ کَدحُهُ،دُعاءَ مَن لا یَجِدُ لِنَفسِهِ سادّاً،ولا لِضَعفِهِ مُعَوَّلاً ولا لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ، هارِباً إلَیکَ،مُتَعَوِّذاً بِکَ،مُتَعَبِّداً لَکَ،غَیرَ مُستَکبِرٍ ولا مُستَنکِفٍ،خائِفاً بائِساً فَقیراً مُستَجیراً بِکَ،أسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ وعَظَمَتِکَ وجَبَروتِکَ وسُلطانِکَ،وبِمُلکِکَ وبِبَهائِکَ وجودِکَ وکَرَمِکَ،وبِآلائِکَ وحُسنِکَ وجَمالِکَ،وبِقُوَّتِکَ عَلی ما أرَدتَ مِن خَلقِکَ.

أدعوکَ یا رَبِّ،خَوفاً وطَمَعاً،ورَهبَةً ورَغبَةً،وتَخَشُّعاً وتَمَلُّقاً،وتَضَرُّعاً وإلحاحاً وإلحافاً (1)،خاضِعاً لَکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا قُدّوسُ یا قُدّوسُ یا قُدّوسُ،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،یا رَحمانُ یا رَحمانُ یا رَحمانُ،یا رَحیمُ یا رَحیمُ یا رَحیمُ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،أعوذُ بِکَ یا أللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ،الوَترُ المُتَکَبِّرُ المُتَعالی.

وأَسأَ لُکَ بِجَمیعِ ما دَعَوتُکَ بِهِ،وبِأَسمائِکَ الَّتی تَملَأُ أرکانَکَ کُلَّها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وأَوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ العَظیمِ،وتَقَبَّل مِنّی شَهرَ رَمَضانَ وصِیامَهُ وقِیامَهُ وفَرضَهُ ونَوافِلَهُ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وَاعفُ عَنّی،ولا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَکَ وعَبَدتُکَ فیهِ،ولا تَجعَل وَداعی إیّاهُ وَداعَ خُروجی مِنَ الدُّنیا.

اللّهُمَّ أوجِب لی مِن رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ وخَشیَتِکَ،أفضَلَ ما أعطَیتَ أحَداً مِمَّن عَبَدَکَ فیهِ.

اللّهُمَّ فَلا تَجعَلنی أخسَرَ مَن سَأَلَکَ فیهِ،وَاجعَلنی مِمَّن أعتَقتَهُ فی هذَا الشَّهرِ مِنَ النّارِ وغَفَرتَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،وأَوجَبتَ لَهُ أفضَلَ ما رَجاکَ وأَمَّلَهُ مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:154


1- .الإلْحاف:شِدّة الإلْحاح فی المسألة (لسان العرب:ج 9 ص 314).

اللّهُمَّ ارزُقنِی العَودَ فی صِیامِهِ لَکَ وعِبادَتِکَ فیهِ،وَاجعَلنی مِمَّن کَتَبتَهُ فی هذَا الشَّهرِ مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُمُ،المَغفورِ لَهُم ذَنبُهُم،المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُم،آمینَ آمینَ آمینَ،رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ لا تَدَع لی فیهِ ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا خَطیئَةً إلّامَحَوتَها،ولا عَثرَةً إلّاأقَلتَها،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا عَیلَةً (1)إلّاأغنَیتَها،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا فاقَةً إلّاسَدَدتَها،ولا عُریاناً إلّاکَسَوتَهُ،ولا مَرَضاً إلّاشَفَیتَهُ،ولا داءً إلّاأذهَبتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّاقَضَیتَها عَلی أفضَلِ أمَلی ورَجائی فیکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا،ولا تُذِلَّنا بَعدَ إذ أعزَزتَنا،ولا تَضَعنا بَعدَ إذ رَفَعتَنا،ولا تُهِنّا بَعدَ إذ أکرَمتَنا،ولا تُفقِرنا بَعدَ إذ أغنَیتَنا،ولا تَمنَعنا بَعدَ إذ أعطَیتَنا، ولا تَحرِمنا بَعدَ إذ رَزَقتَنا،ولا تُغَیِّر شَیئاً مِن نِعَمِکَ عَلَینا وإحسانِکَ إلَینا لِشَیءٍ کانَ مِن ذُنوبِنا ولا لِما هُوَ کائِنٌ مِنّا؛فَإِنَّ فی کَرَمِکَ وعَفوِکَ وفَضلِکَ سَعَةً لِمَغفِرَةِ ذُنوبِنا،فَاغفِر لَنا وتَجاوَز عَنّا ولا تُعاقِبنا عَلَیها،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ أکرِمنی فی مَجلِسی هذا کَرامَةً لاتُهینُنی بَعدَها أبَداً،وأَعِزَّنی عِزّاً لا تُذِلُّنی بَعدَهُ أبَداً،وعافِنی عافِیَةً لا تَبتَلینی بَعدَها أبَداً،وَارفَعنی رِفعَةً لا تَضَعُنی بَعدَها أبَداً، وَاصرِف عَنّی شَرَّ کُلِّ شَیطانٍ مَریدٍ،وشَرَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وشَرَّ کُلِّ قَریبٍ أو بَعیدٍ،وشَرَّ کُلِّ صَغیرٍ أو کَبیرٍ،وشَرَّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.

اللّهُمَّ ما کانَ فی قَلبی من شَکٍّ أو رَیبَةٍ أو جُحودٍ أو قُنوطٍ (2)،أو تَرَحٍ (3)أو مَرَحٍ أو بَطَرٍ (4)أو فَرَحٍ أو خُیَلاءَ،أو رِیاءٍ أو سُمعَةٍ أو شِقاقٍ أو نِفاقٍ،أو کُفرٍ أو فُسوقٍ أو

ص:155


1- .العَیلةُ:الفاقة والفقر (مجمع البحرین:ج 2 ص 1297).
2- القُنُوط:الیأْس (الصحاح:ج 3 ص 1155).
3- التَرَح:ضدّ الفَرَح،وهو الهلاک والانقطاع أیضاً (النهایة:ج 1 ص 186).
4- البَطَر:التَبَختُر،وقیل:قلّة احتمال النعمة (لسان العرب:ج 4 ص 68).

مَعصِیَةٍ،أو شَیءٍ لا تُحِبُّ عَلَیهِ وَلِیّاً لَکَ،فَأَسأَ لُکَ أن تَمحُوَهُ مِن قَلبی،وتُبدِلَنی مَکانَهُ إیماناً بِکَ ورِضیً بِقَضائِکَ ووَفاءً بِعَهدِکَ ووَجَلاً (1)مِنکَ،وزُهداً فِی الدُّنیا ورَغبَةً فیما عِندَکَ،وثِقَةً بِکَ وطُمَأنینَةً إلَیکَ وتَوبَةً نَصوحاً إلَیکَ.

اللّهُمَّ إن کُنتَ بَلَّغتَناهُ وإلّا فَأَخِّر آجالَنا إلی قابِلٍ حَتّی تُبَلِّغَناهُ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأخیارِ،وسَلَّمَ کَثیراً طَیِّباً ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (2)

نُکتَةٌ مُهِمَّةٌ

قالَ السیّدُ ابنُ طاووسَ قدس سره:اعلم أنّکَ تَدّعی فی بَعضِ هذهِ الوَداعاتِ أنّ شهرَ رَمضانَ أحزنَکَ فِراقُهُ وفَقدُه،وأَوجعَکَ ما فاتَکَ مِن فَضلهِ ورِفدِه (3)،فَیرادُ مِنکَ تَصدیقَ هذهِ الدَّعوی بأن یَکونَ علی وَجهکِ أثَرُ الحزنِ والبلوی،ولا تَختِم آخِرَ یومٍ مِنهُ بالکذبِ فی المَقالِ،والخَلَلِ فی الفِعالِ (4). (5)

15/25أدعِیَةُ لَیلَةِ العیدِ

1928.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:مَن صَلّی لَیلَةَ الفِطرِ رَکعَتَینِ یَقرَأُ فِی الاُولی:«الحَمدَ»مَرَّةً،و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ألفَ مَرَّةٍ،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدَ»،و «قُلْ

ص:156


1- .الوَجَل:الخَوْف (القاموس المحیط:ج 4 ص 63).
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 122 ح 267 و 268،الکافی:ج 4 ص 165 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 164 ح 2033 وفیهما صدره إلی«حتّی بلّغنا آخر لیلة منه»،الإقبال:ج 1 ص 430 [2] کلّها عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد:ص 636 ح 717 [3] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 176 ح 2.
3- الرِفْد:الصِلَة والعَطِیّة (النهایة:ج 2 ص 242).
4- وفی نسخة:«الأفعال».
5- الإقبال:ج 1 ص 442.

هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» مَرَّةً واحِدَةً،لَم یَسأَلِ اللّهَ تَعالی شَیئاً إلّاأعطاهُ.

الدُّعاءُ فی دُبُرِها:

یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،یا رَحمانُ یا أللّهُ،یا رَحیمُ یا أللّهُ،یا مَلِکُ یا أللّهُ،یا قُدّوسُ یا أللّهُ،یا سَلامُ یا أللّهُ،یا مُؤمِنُ یا أللّهُ،یا مُهَیمِنُ یا أللّهُ،یا عَزیزُ یا أللّهُ،یا جَبّارُ یا أللّهُ (1)،یا مُتَکَبِّرُ یا أللّهُ،یا خالِقُ یا أللّهُ،یا بارِئُ یا أللّهُ،یا مُصَوِّرُ یا أللّهُ،یا عالِمُ یا أللّهُ،یا عَظیمُ یا أللّهُ،یا کَریمُ یا أللّهُ،یا حَلیمُ یا أللّهُ،یا حَکیمُ یا أللّهُ،یا سَمیعُ یا أللّهُ،یا بَصیرُ یا أللّهُ،یا قَریبُ یا أللّهُ،یا مُجیبُ یا أللّهُ،یا جَوادُ یا أللّهُ،یا واحِدُ یا أللّهُ،یا وَلِیُّ (2)یا أللّهُ (3)،یا وَفِیُّ یا أللّهُ،یا مَولی یا أللّهُ،یا قاضی یا أللّهُ،یا سَریعُ یا أللّهُ، یا شَدیدُ یا أللّهُ،یا رَؤوفُ یا أللّهُ،یا رَقیبُ یا أللّهُ،یا مُجیبُ یا أللّهُ،یا جَوادُ یا أللّهُ.

یا ماجِدُ یا أللّهُ،یا عَلِیُّ یا أللّهُ،یا حَفیظُ یا أللّهُ،یا مُحیطُ یا أللّهُ،یا سَیِّدَ السّاداتِ یا أللّهُ،یا أوَّلُ یا أللّهُ،یا آخِرُ یا أللّهُ،یا ظاهِرُ یا أللّهُ،یا باطِنُ یا أللّهُ،یا فاطِرُ یا أللّهُ، یا قاهِرُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا وَدودُ یا أللّهُ،یا نورُ یا أللّهُ،یا دافِعُ یا أللّهُ،یا مانِعُ یا أللّهُ، [ یا رافِعُ یا أللّهُ] (4)،یا فاتِحُ یا أللّهُ،یا نَفّاعُ یا أللّهُ،یا جَلیلُ یا أللّهُ،یا جَمیلُ یا أللّهُ، یا شَهیدُ یا أللّهُ،یا شاهِدُ یا أللّهُ،یا مُغیثُ یا أللّهُ،یا حَبیبُ یا أللّهُ،یا فاطِرُ یا أللّهُ، یا مَطَهِّرُ یا أللّهُ،یا مالِکُ یا أللّهُ،یا مُقتَدِرُ یا أللّهُ،یا قابِضُ یا أللّهُ،یا باسِطُ یا أللّهُ، یا مُحیی یا أللّهُ،یا مُمیتُ یا أللّهُ،یا مُجیبُ یا أللّهُ،یا باعِثُ یا أللّهُ،یا مُعطی یا أللّهُ، یا مُفضِلُ یا أللّهُ،یا مُنعِمُ یا أللّهُ،یا حَقُّ یا أللّهُ،یا مُبینُ یا أللّهُ،یا طَبیبُ (5)یا أللّهُ،

ص:157


1- .فی نسخة بزیادة:«یا حنّان یا اللّه».
2- وفی نسخة:«ملیّ».
3- فی نسخة بزیادة:«یا مکرم یا اللّه».
4- هذه الزیادة من بحار الأنوار.
5- فی نسخة:«طیّب».

یا مُحسِنُ یا أللّهُ،یا مُجمِلُ یا أللّهُ،یا مُبدِئُ یا أللّهُ،یا مُعیدُ یا أللّهُ،یا بارِئُ یا أللّهُ،یا بَدیعُ یا أللّهُ،یا هادی یا أللّهُ،یا کافی یا أللّهُ،یا شافی یا أللّهُ،یا عَلِیُّ یا أللّهُ (1)،یا حَنّانُ یا أللّهُ،یا مَنّانُ یا أللّهُ،یا ذَا الطَّولِ یا أللّهُ،یا مُتَعالی یا أللّهُ،یا عَدلُ یا أللّهُ،یا ذَا المَعارِجِ یا أللّهُ،یا صادِقُ یا أللّهُ،یا دَیّانُ یا أللّهُ،یا باقی یا أللّهُ،یا ذَا الجَلالِ یا أللّهُ،یا ذَا الإِکرامِ یا أللّهُ،یا مَعبودُ یا أللّهُ،یا مَحمودُ یا أللّهُ،یا صانِعُ یا أللّهُ،یا مُعینُ یا أللّهُ،یا مُکَوِّنُ یا أللّهُ،یا فَعّالُ یا أللّهُ،یا لَطیفُ یا أللّهُ،یا جَلیلُ یا أللّهُ،یا غَفورُ یا أللّهُ،یا شَکورُ یا أللّهُ، یا نورُ یا أللّهُ،یا حَنّانُ یا أللّهُ،یا قَدیرُ یا أللّهُ،یا ربّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ،یا رَبّاهُ یا أللّهُ (2)،یا أللّهُ یا أللّهُ یا أللّهُ،أسأَ لُکُ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَمُنَّ عَلَیَّ بِرِضاکَ،وتَعفُوَ عَنّی بِحِلمِکَ،وتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،فَإِنّی عَبدُکَ لَیسَ لی أحدٌ سِواکَ،ولا أجِدُ أحَداً (3)أسَأَلُهُ غَیرَکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ:یا أللّهُ یا أللّهُ،یا رَبُّ یا أللّهُ،یا رَبُّ یا أللّهُ،یا رَبُّ یا أللّهُ،یا مُنزِلُ البَرَکاتِ،بِکَ تُنزَلُ کُلُّ حاجَةٍ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ فِی مَخزونِ الغَیبِ عِندَکَ، وَالأَسماءِ المَشهوراتِ عِندَکَ المَکتوبَةِ عَلی سُرادِقِ عَرشِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَقبَلَ مِنّی شَهرَ رَمَضانَ وتَکتُبَنی فِی (4)الوافِدینَ إلی بَیتِکَ الحَرامِ وتَصفَحَ لی عَنِ الذُّنوبِ العِظامِ،وتَستَخرِجَ (لی) (5)یا رَبِّ کُنوزَکَ یا رَحمانُ. (6)

ص:158


1- .فی نسخة:«یا عالی یا أللّهُ».
2- فی نسخة بزیادة:«یا أللّهُ یا ربّاه».
3- فی نسخة:«ولا أحد».
4- فی نسخة:«من».
5- ما بین القوسین أثبتناه من بحار الأنوار.
6- الإقبال:ج 1 ص 461 عن الحسن بن راشد،مصباح المتهجّد:ص 649 [3] وفیه«یستحبّ أیضاً أن یصلّی بعد ū الفراغ من جمیع صلواته فی هذه اللیلة،رکعتین یقرأ...»،بحار الأنوار:ج 91 ص 120 ح 8.

1929.الکافی عن الحسن بن راشد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَقولونَ:إنَّ المَغفِرَةَ تَنزِلُ عَلی مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ لَیلَةَ القَدرِ.

فَقالَ:«یا حَسَنُ،إنَّ القاریجارَ (1)إنَّما یُعطی اجرَتَهُ عِندَ فَراغِهِ،ذلِکَ لَیلَةُ العیدِ».

قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! فَما یَنبَغی لَنا أن نَعمَلَ فیها؟

فَقالَ:«إذا غَرَبتِ الشَّمسُ فَاغتَسِل،وإذا صَلَّیتَ الثَّلاثَ المَغرِبَ فَارفَع یَدَیکَ وقُل:

یا ذَا المَنِّ یا ذَا الطَّولِ یا ذَا الجودِ،یا مُصطَفِیاً مُحَمَّداً وناصِرَهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاغفِر لی کُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ أحصَیتَهُ عَلَیَّ ونَسیتُهُ وهُوَ عِندَکَ فی کِتابِکَ.

وتَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:أتوبُ إلَی اللّهِ وأَنتَ ساجِدٌ،وتَسأَلُ حَوائِجَکَ». (2)

1930.مصباح المتهجّد: ومِنَ السُّنَّةِ أن یَقولَ عَقیبَ صَلاةَ المَغرِبِ لَیلَةَ الفِطرِ وهُوَ ساجِدٌ:یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا مُصطَفِیاً مُحَمَّداً وناصِرَهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی کُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ونَسیتُهُ أنَا وهُوَ عِندَکَ فی کِتابٍ مُبینٍ.

ثُمَّ یَقولُ:«أتوبُ إلَی اللّهِ»مِئَةَ مَرَّةٍ. (3)

1931.المصباح: قُل عَشراً فی کُلِّ لَیلَةِ عیدٍ،وکُلِّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ أیضاً:

یا دائِمَ الفَضلِ عَلَی البَرِیَّةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالعَطِیَّةِ،یا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِیَّةِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ خَیرِ الوَری سَجِیَّةً،وَاغفِر لَنا یا ذَا العُلی فی هذِهِ العَشِیَّةِ. (4)

ص:159


1- .القاریجار:معرّب«کارکر»أی الأجیر (روضة المتقین:ج 3 ص 460).
2- الکافی:ج 4 ص 167 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 115 ح 302 وفیه إلی«فارفع یدیک»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 167 ح 2036،علل الشرائع:388 ح 1،الإقبال:ج 1 ص 458، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 115 ح 1.
3- مصباح المتهجّد:ص 648 ح 719، المصباح للکفعمی:ص 855 [5] نحوه.
4- المصباح للکفعمی:ص 855.

16/25أدعِیَةُ یَومِ الفِطرِ

الف-الدُّعاءُ عِندَ غُسلِ یَومِ الفِطرِ

1932.الإمام الصادق علیه السلام: صَلاةُ العیدِ یَومَ الفِطرِ أن یُغتَسَلَ مِن نَهرٍ،فَإِن لَم یَکُن نَهرٌ وَلِّ أنتَ بِنَفسِکَ استیفاءَ الماءِ بِتَخَشُّعٍ،وَلیَکُن غُسلُکَ تَحتَ الظِّلالِ،أو تَحتَ حائِطٍ وتَستَتِرُ بِجَهدِکَ،فَإِذا هَمَمتَ بِذلِکَ فَقُل:

اللّهُمَّ إیماناً بِکَ وتَصدیقاً بِکِتابِکَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ثُمَّ سَمِّ واغتَسِل،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الغُسلِ فَقُل:

اللّهُمَّ اجعَلهُ کَفّارَةً لِذُنوبی وطَهِّر دینی،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الدَّنَسَ. (1)

ب-الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ

1933.الإقبال عن أبی عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السکونیّ: سَأَلتُ أبابَکرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِیَّ-رَحِمَهُ اللّهُ-أن یُخرِجَ إلَیَّ دُعاءَ شَهرِ رَمَضانَ الَّذی کانَ عَمُّهُ الشَّیخُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ سَعیدٍ العَمرِیُّ-رَضِیَ اللّهُ عَنهُ وأَرضاهُ-یَدعو بِهِ، فَأَخرَجَ إلَیَّ دَفتَراً مُجَلَّداً بِأَحمَرَ فیهِ أدعِیَةُ شَهرِ رَمَضانَ،مِن جُملَتِها الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ (2)یَومَ الفِطرِ:

ص:160


1- .الإقبال:ج 1 ص 475 عن أبی عیینة،بحار الأنوار:ج 91 ص 5 ح 2 و ج 81 ص 21 ح 26.
2- ورد هذا الدعاء فی بعض المصادر بعد صلاة العید،ولکنّه ورد فی الإقبال [3]بعد صلاة الفجر،والظاهر هو تقدیم الإقبال [4]کما فعله المجلسی قدس سره فی بحار الأنوار [5]حیث قال:«أورد الشیخ والکفعمی-قدّس سرّهما-وغیرهما هذا الدعاء بعد صلاة العید بأدنی تغییر،فاخترت ما فی الإقبال [6]لکونه مسنداً.وقال ابن البرّاج فی المهذّب:فإذا کان یوم العید بعد صلاة الفجر فإنّه یستحبّ للإنسان أن یدعو بهذا الدعاء فیقول:...ثمّ ذکر الدعاء موافقاً لما فی المصباح وغیره،فمن أراده فلیراجع إلیها»(بحار الأنوار:ج 91 ص 5). [7] أقول:وأخیراً وجدت الدعاء فی المقنعة والمهذّب وقد صُرِّح فیهما أنّه بعد صلاة الغداة یوم الفطر.فلا وجه لجعله بعد صلاة العید کما فعله الشیخ فی کتابیه وتبعه الکفعمی.وراجع:تخریجنا للدعاء.

اللّهُمَّ إنّی تَوَجَّهتُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أمامی،وعَلِیٍّ مِن خَلفی وعَن یَمینی،وأَئِمَّتی عَن یَساری (1)،أستَتِرُ بِهِم مِن عَذابِکَ وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ زُلفیً،لا أجِدُ أحَداً أقرَبَ إلَیکَ مِنهُم،فَهُم أئِمَّتی فَآمِن بِهِم خَوفی مِن عِقابِکَ وسَخَطِکَ،وأَدخِلنِی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ.

أصبَحتُ بِاللّهِ مُؤمِناً (2)مُخلِصاً عَلی دینِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسُنَّتِهِ،وَعَلی دینِ عَلِیٍّ وسُنَّتِهِ،وعَلی دینِ الأَوصِیاءِ وسُنَّتِهِم،آمَنتُ بِسِرِّهِم وَعَلانِیَتِهِم،وأَرغَبُ إلَی اللّهِ تَعالی فیما رَغِبَ فیهِ (3)مُحَمَّدٌ وعَلِیٌّ وَالأَوصِیاءُ (4)،ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ولاعِزَّةَ ولامَنعَةَ ولاسُلطانَ إلّاللّهِ ِ الواحِدِ القَهّارِ العَزیزِ الجَبّارِ (5)،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ ومَن یَتَوَکَّل عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ،إنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ.

اللّهُمَّ إنّی اریدُکَ فَأَرِدنی،وأَطلُبُ ما عِندَکَ فَیَسِّرهُ لی،وَاقضِ لی حَوائِجی؛فَإنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ وقَولُکَ الحَقُّ: «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ» . (6)فَعَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ بِما أنزَلتَ فیهِ مِنَ القُرآنِ،وخَصَصتَهُ وعَظَّمتَهُ بِتَصییرِکَ فیهِ لَیلَةَ القَدرِ،فَقُلتَ: «لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِیَ حَتّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ» . (7)

اللّهُمَّ وهذِهِ أَیّامُ شَهرِ رَمَضانَ قَدِ انقَضَت،ولَیالیهِ قَد تَصَرَّمَت،وقَد صِرتُ مِنهُ یا إلهی إلی ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،وأَحصی لِعَدَدِهِ مِن عَدَدی.

ص:161


1- .فی المصادر الاُخری:«وأئمّتی عن یمینی وشمالی»بدل«وعن یمینی وأئمّتی عن یساری».
2- فی نسخة:«موقناً».
3- فی نسخة:«رغب إلیه».
4- فی نسخة بزیادة:«وأعوذ باللّه من شرّ ما استعاذوا منه».
5- فی نسخة بزیادة:«المتکبّر».
6- البقرة:185.
7- القدر:3-5.

فَأَسأَ لُکَ یا إلهی بِما سَأَلَکَ بِهِ عِبادُکَ الصّالِحونَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ (1)،وأَن تَتَقَبَّلَ (2)مِنّی ما (3)تَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ،وتَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِتَضعیفِ عَمَلی وقَبولِ تَقَرُّبی وقُرُباتی وَاستِجابَةِ دُعائی،وَهَب لی مِنکَ عِتقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،ومُنَّ عَلَیَّ بِالفَوزِ بِالجَنَّةِ،وَالأَمنِ یَومَ الخَوفِ مِن کُلِّ فَزَعٍ ومِن کُلِّ هَولٍ (4)أعدَدتَهُ لِیَومِ القِیامَةِ.

أعوذُ بِحُرمَةِ وَجهِکَ الکَریمِ،وبِحُرمَةِ نَبِیِّکَ وحُرمَةِ الصّالِحینَ،أن یَنصَرِمَ هذَا الیَومُ ولَکَ قِبَلی تَبِعَةٌ تُرِیدُ أَن تُؤاخِذَنی بِها،أو ذَنبٌ تُرِیدُ أن تُقایِسَنی بِهِ وتَشقِیَنی وتَفضَحَنی بِهِ،أو خَطیئَةٌ تُرِیدُ أن تُقایِسَنی بِها وتَقتَصَّها مِنّی لَم تَغفِرها لی.

وأَسأَ لُکَ بِحُرمَةِ وَجهِکَ الکَرِیمِ الفَعّالِ لِما تُریدُ،الَّذی یَقولُ لِلشَّیءِ کُن فَیَکونُ،لا إلهَ إِلاّ هُوَ.

اللّهُمَّ إِنّی أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إِلّا أنتَ،إن کُنتَ رَضیتَ عَنّی فی هذَا الشَّهرِ،أن تَزیدَنی (5)فیما بَقِیَ مِن عُمری رِضیً،وإن کُنتَ لَم تَرضَ عَنّی فِی هذَا الشَّهرِ فَمِنَ الآنَ فَارضَ عَنّی، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ،وَاجعَلنی فِی هذِهِ السّاعَةِ وفی هذَا المَجلِسِ مِن عُتَقائِکَ مِنَ النّارِ، وطُلَقائِکَ مِن جَهَنَّمَ،وسُعَداءِ خَلقِکَ بِمَغفِرَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحُرمَةِ وَجهِکَ الکَریمِ،أَن تَجعَلَ شَهری هذا خَیرَ شَهرِ رَمَضانَ عَبَدتُکَ فیهِ وَصُمتُهُ لَکَ وتَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ مُنذُ أسکَنتَنی فیهِ،أَعظَمَهُ أجراً،وأَتَمَّهُ نِعمَةً، وأَعَمَّهُ عافِیَةً،وأَوسَعَهُ رِزقاً،وأَفضَلَهُ عِتقاً مِنَ النّارِ،وأَوجَبَهُ رَحمَةً،وأَعظَمَهُ مَغفِرَةً، وأَکمَلَهُ رِضواناً،وأَقرَبَهُ إلی ما تُحِبُّ وتَرضی.

ص:162


1- .فی نسخة:«علی محمّد وعلی آل محمّد وعلی أهل بیت محمّد».
2- فی نسخة:«تقبّل».
3- فی نسخة:«کلّما».
4- الهَوْل:الخَوف والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283).
5- فی نسخة:«تزید».

اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَکَ،وَارزُقنِی العَودَ ثُمَّ العَودَ حَتّی تَرضی وبَعدَ الرِّضا،وحَتّی تُخرِجَنی مِنَ الدُّنیا سالِماً وأَنتَ عَنّی راضٍ وأَنَا لَکَ مَرضِیٌّ.

اللّهُمَّ اجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ الَّذی لا یُرَدُّ ولایُبَدَّلُ (1)أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ فی هذَا العامِ وفی کُلِّ عامٍ،المَبرورِ حَجُّهُمُ المَشکورِ سَعیُهُمُ، المَغفورِ ذُنوبُهُمُ المُتَقَبَّلِ عَنهُم مَناسِکُهُمُ،المُعافینَ فی (2)أسفارِهِمُ،المُقبِلینَ عَلی نُسُکِهِمُ، المَحفوظینَ فی أنفُسِهِم وأَموالِهِم وذَراریهِم وکُلِّ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیهِم.

اللّهُمَّ اقلِبنی مِن مَجلِسی هذا،فی شَهری هذا،فی یَومی هذا،فی ساعَتی هذِهِ،مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لی،مَغفوراً ذَنبی،مُعافیً مِن النّارِ ومُعتَقاً مِنها عِتقاً لارِقَّ بَعدَهُ أبَداً ولا رَهبَةَ،یا رَبَّ الأَربابِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَجعَلَ فیما شِئتَ وأَرَدتَ،وقَضَیتَ وقَدَّرتَ وحَتَمتَ وأَنفَذتَ، أن تُطیلَ عُمُری وأَن تَنسَأَنی (3)فی أجَلی،وأَن تُقَوِّیَ ضَعفی وأَن تُغنِیَ فَقری،وأَن تُجبِرَ فاقَتی وأَن تَرحَمَ مَسکَنَتی،وأَن تُعِزَّ ذُلّی وأَن تَرفَعَ ضَعَتی وأَن تُغنِیَ عائِلَتی (4)،وأَن تُؤنِسَ وَحشَتی،وأَن تُکثِرَ قِلَّتی،وأَن تُدِرَّ رِزقی فی عافِیَةٍ ویُسرٍ وخَفضٍ،وأَن تَکفِیَنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی.ولا تَکِلنی إلی نَفسی فَأَعجِزَ عَنها ولا إلَی النّاسِ فَیَرفُضونی،وأَن تُعافِیَنی فی دینی وبَدَنی وجَسَدی وروحی،ووُلدی وأَهلی وأَهلِ مَوَدَّتی،وإخوانی وجیرانی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وأَن تَمُنَّ عَلَیَّ بِالأَمنِ وَالإِیمانِ ما أبقَیتَنی.

فَإِنَّکَ وَلِیّی ومَولایَ وثِقَتی ورَجائی،ومَعدِنُ مَسأَلَتی وموَضِعُ شَکوایَ ومُنتَهی

ص:163


1- .فی نسخة بزیادة:«أن تجعلنی ممّن تثیب وتسمّی وتقضی له وتزید وتحبّ له وترضی».
2- فی نسخة:«المعانین علی».
3- أنسَأْتُهُ:أخرّته (النهایة:ج 5 ص 44).
4- العائلة:العَیْلة؛وهی الفاقةُ والفقر (تاج العروس:ج 15 ص 535 و 533).

رَغبَتی،فَلا تُخَیِّبنی فی رَجائی یا سَیِّدی ومَولایَ،ولا تُبطِل طَمَعی ورَجائی.

فَقَد تَوجَّهتُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وقَدَّمتُهُم إلَیکَ أمامی وأَمامَ حاجَتی وطَلِبَتی وتَضَرُّعی ومَسأَلَتی،فَاجعَلنی بِهِم وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ،فَإِنَّکَ مَنَنتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم فَاختِم لی بِهِمُ السَّعادَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

زِیادَةٌ فیهِ:

مَنَنتَ عَلَیَّ بِهِم،فَاختِم لی بِالسَّعادَةِ وَالأَمنِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِیمانِ وَالمَغفِرَةِ وَالرِّضوانِ، وَالسَّعادَةِ وَالحِفظِ.

یا أللّهُ أنتَ لِکُلِّ حاجَةٍ لَنا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعافِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا أحَداً مِن خَلقِکَ لاطاقَةَ لَنا بِهِ،وَاکفِنا کُلَّ أمرٍ مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَرَحَّم عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وسَلِّم عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ وسَلَّمتَ وتَحَنَّنتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)

1934.الإقبال عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: کُنتُ بِالمَدینَةِ وقَد وُلِّیَها مَروانُ بنُ الحَکَمِ مِن قِبَلِ یَزیدَ بنِ مُعاوِیَةَ،وکانَ شَهرُ رَمَضانَ،فَلَمّا کانَ فی آخِرِ لَیلَةٍ مِنهُ أمَرَ مُنادِیَهُ أن یُنادِیَ بِالنّاسِ فِی الخُروجِ إلَی البَقیعِ لِصَلاةِ العیدِ،فَغَدَوتُ مِن مَنزِلی اریدُ إلی سَیِّدی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام غَلَساً (2)،فَما مَرَرتُ بِسِکَّةٍ مِن سِکَکِ المَدینَةِ إلّارَأیتُ أهلَها خارِجینَ إلَی البَقیعِ،فَیَقولونَ:إلی أینَ تُریدُ یا جابِرُ؟فَأَقولُ:إلی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،حَتّی أتَیتُ

ص:164


1- .الإقبال:ج 1 ص 468، المقنعة:ص 195، [2]المهذّب للقاضی ابن البرّاج:ج 1 ص 118،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 140 ح 315،مصباح المتهجّد:ص 655 ح 726، [3]المصباح للکفعمی:ص 866، [4]البلد الأمین:ص 241 [5] وذُکِر الدعاء فی الأربعة الأخیرة بعد صلاة العید وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 1 ح 1 و ج 98 ص 203 ح 1.
2- الغَلَس:ظلام آخر اللیل (لسان العرب:ج 6 ص 156)

المَسجِدَ فَدَخَلتُهُ،فَما وَجَدتُ فیهِ إلّاسَیِّدی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام قائِماً (1)یُصَلّی صَلاةَ الفَجرِ وَحدَهُ،فَوَقَفتُ وصَلَّیتُ بِصَلاتِهِ،فَلَمّا أن فَرَغَ مِن صَلاتِهِ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّکرِ.

ثُمَّ إنَّهُ جَلَسَ یَدعو وجَعَلتُ اؤَمِّنُ عَلی دُعائِهِ،فَما أتی إلی آخِرِ دُعائِهِ حَتّی بَزَغَتِ الشَّمسُ،فَوَثَبَ قائِماً عَلی قَدَمَیهِ تُجاهَ القِبلَةِ وتُجاهَ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

ثُمَّ إنَّهُ رَفَعَ یَدَیهِ حَتّی صارَتا بِإِزاءِ وَجهِهِ وقالَ:

إلهی وسَیِّدی أنتَ فَطَرتَنی وَابتَدَأتَ خَلقی لا لِحاجَةٍ مِنکَ إلَیَّ بَل تَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ، وقَدَّرتَ لی أجَلاً ورِزقاً لا أتَعَدّاهُما ولایَنقُصُنی أحَدٌ مِنهُما شَیئاً،وکَنَفتَنی (2)منِکَ بِأَنواعِ النِّعَمِ وَالکِفایَةِ طِفلاً وناشِئاً،مِن غَیرِ عَمَلٍ عَمِلتُهُ فَعَلِمتَهُ مِنّی فَجازَیتَنی عَلَیهِ،بَل کانَ ذلِکَ مِنکَ تَطَوُّلاً عَلَیَّ وَامتِناناً،فَلَمّا بَلَغتَ بی أجَلَ الکِتابِ مِن عِلمِکَ بی ووَفَّقتَنی لِمَعرِفَةِ وَحدانِیَّتِکَ وَالإِقرارِ بِرُبوبِیَّتِکَ،فَوَحَّدتُکَ مُخلِصاً لَم أدعُ لَکَ شَریکاً فی مُلکِکَ، ولا مُعیناً عَلی قُدرَتِکَ،ولَم أنسِب إلَیکَ صاحِبَةً ولا وَلَداً.

فَلَمّا بَلَغتَ بی تَناهِی الرَّحمَةِ مِنکَ عَلَیَّ،مَنَنتَ بِمَن هَدَیتَنی بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ، وَاستَنقَذتَنی بِهِ مِنَ الهَلَکَةِ،وَاستَخلَصتَنی بِهِ مِنَ الحَیرَةِ وفَکَکتَنی بِهِ مِنَ الجَهالَةِ،وهُوَ حَبیبُکَ ونَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله،أزلَفُ (3)خَلقِکَ عِندَکَ وأَکرَمُهُم مَنزِلَةً لَدَیکَ،فَشَهِدتُ مَعَهُ بِالوَحدانِیَّةِ وأَقرَرتُ لَکَ بِالرُّبوبِیَّةِ وَالرِّسالَةِ،وأَوجَبتَ لَهُ عَلَیَّ الطّاعَةَ،فَأَطَعتُهُ کَما أمَرتَ وصَدَّقتُهُ فیما حَتَمتَ،وخَصَصتَهُ بِالکِتابِ المُنزَلِ عَلَیهِ وَالسَّبعِ المَثانِی المُوحاةِ إلَیهِ، وأَسمَیتَهُ القُرآنَ وأَکنَیتَهُ الفُرقانَ العَظیمَ.

فَقُلتَ جَلَّ اسمُکَ: «وَ لَقَدْ آتَیْناکَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ» . (4)وقُلتَ-جَلَّ

ص:165


1- .فی المصدر:«قائم»،وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- کَنَفه:حاطَهُ (القاموس المحیط:ج 3 ص 192).
3- الزُلفة والزُلفی:القربة والمنزلة (الصحاح:ج 4 ص 1370).
4- الحِجر:87.

قَولُکَ-لَهُ حینَ اختَصَصتَهُ بِما سَمَّیتَهُ بِهِ مِنَ الأَسماءِ: «طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی» 1 وقُلتَ عَزَّ قَولُکَ: «یس وَ الْقُرْآنِ الْحَکِیمِ» 2 وقُلتَ تَقَدَّسَت أسماؤُکَ: «ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّکْرِ» 3 وقُلتَ عَظُمَت آلاؤُکَ: «ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ» 4 فَخَصَصتَهُ أن جَعَلتَهُ قَسَمَکَ حینَ أسمَیتَهُ وقَرَنتَ القُرآنَ مَعَهُ،فَما فی کِتابِکَ مِن شاهِدِ قَسَمٍ وَالقُرآنُ مُردَفٌ بِهِ إلّاوهُوَ اسمُهُ،وذلِکَ شَرَفٌ شَرَّفتَهُ بِهِ وفَضلٌ بَعَثتَهُ إلَیهِ،تَعجِزُ الأَلسُنُ وَالأَفهامُ عَن وَصفِ مُرادِکَ بِهِ،وتَکِلُّ عَن عِلمِ ثَنائِکَ عَلَیهِ.

فَقُلتَ عَزَّ جَلالُکَ فی تَأکیدِ الکِتابِ وقَبولِ ما جاءَ فیهِ: «هذا کِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ» 5 وقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ: «ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْءٍ» 6 وقُلتَ-تَبارَکتَ وتَعالَیتَ-فی عامَّةِ ابتِدائِهِ: «الر تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْحَکِیمِ» 7 و «الر کِتابٌ أُحْکِمَتْ آیاتُهُ» 8 و «الر کِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیْکَ» 9 و «الر تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْمُبِینِ» 10 و «الم * ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ» 11 وفی أمثالِها من سُوَرِ الطَّواسینِ وَالحَوامیمِ.فی کُلِّ ذلِکَ ثَنَّیتَ بِالکِتابِ مَعَ القَسَمِ الَّذی هُوَ اسمُ مَنِ اختَصَصتَهُ لِوَحیِکَ وَاستَودَعتَهُ سِرَّ غَیبِکَ، فَأَوضَحَ لَنا مِنهُ شُروطَ فَرائِضِکَ وأَبانَ لَنا عَن واضِحِ سُنَّتِکَ،وأَفصَحَ لَنا عَنِ الحَلالِ وَالحَرامِ،وأَنارَ لَنا مُدلَهِمّاتِ الظَّلامِ،وجَنَّبَنا رُکوبَ الآثامِ وأَلزَمَنَا الطّاعَةَ ووَعَدَنا

ص:166

مِن بَعدِها الشَّفاعَةَ.

فَکُنتُ مِمَّن أطاعَ أمرَهُ وأَجابَ دَعوَتَهُ وَاستَمسَکَ بِحَبلِهِ،فَأَقَمتُ الصَّلاةَ وآتَیتُ الزَّکاةَ وَالتَزَمتُ الصِّیامَ الَّذی جَعَلتَهُ حَقّا.فَقُلتَ جَلَّ اسمُکَ: «کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیامُ کَما کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ» . (1)

ثُمَّ إنَّکَ أبَنتَهُ فَقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ مِن قائِلٍ: «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ» 2 وقُلتَ: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ» . (2)

ورَغَّبتَ فِی الحَجِّ بَعدَ إذ فَرَضتَهُ إلی بَیتِکَ الَّذی حَرَّمتَهُ،فَقُلتَ جَلَّ اسمُکَ: «وَ لِلّهِ عَلَی النّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً» 4 وقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ: «وَ أَذِّنْ فِی النّاسِ بِالْحَجِّ یَأْتُوکَ رِجالاً وَ عَلی کُلِّ ضامِرٍ یَأْتِینَ مِنْ کُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ * لِیَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ یَذْکُرُوا اسْمَ اللّهِ فِی أَیّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلی ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِیمَةِ الْأَنْعامِ» . (3)

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی مِنَ الَّذینَ یَستَطیعونَ إلَیهِ سَبیلاً،ومِنَ الرِّجالِ الَّذینَ یَأتونَهُ لِیَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم وَلِیُکَبِّرُوا اللّهَ عَلی ما هَداهُم،وأَعِنِّی اللّهُمَّ عَلی جِهادِ عَدُوِّکَ فی سَبیلِکَ مَعَ وَلِیِّکَ،کَما قُلتَ جَلَّ قَولُکَ: «إِنَّ اللّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ» 6 ،وقُلتَ جَلَّت أسماؤُکَ: «وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتّی نَعْلَمَ الْمُجاهِدِینَ مِنْکُمْ وَ الصّابِرِینَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَکُمْ» . (4)اللّهُمَّ فَأَرِنی ذلِکَ السَّبیلَ حَتّی اقاتِلَ فیهِ بِنَفسی ومالی طَلَبَ رِضاکَ فَأَکونَ مِنَ الفائِزینَ.

ص:167


1- .البقرة:183.
2- البقرة:185.
3- الحجّ 27 و 28.
4- محمّد:31.

إلهی أینَ المَفَرُّ عَنکَ فَلا یَسَعُنی بَعدَ ذلِکَ إلّاحِلمُکَ،فَکُن بی رَؤوفاً رَحیماً وَاقبَلنی وتَقَبَّل مِنّی وأَعظِم لی فیهِ بَرَکَةَ المَغفِرَةِ ومَثوبَةَ الأَجرِ،وأَرِنی صِحَّةَ التَّصدیقِ بِما سَأَلتُ، وإن أنتَ عَمَّرتَنی إلی عامٍ مِثلِهِ،ویَومٍ مِثلِهِ،ولَم تَجعَلهُ آخِرَ العَهدَ مِنّی فَأَعِنّی بِالتَّوفیقِ عَلی بُلوغِ رِضاکَ،وأَشرِکنی یا إلهی فی هذَا الیَومِ فی جَمیعِ دُعاءِ مَن أجَبتَهُ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وأَشرِکهُم فی دُعائی إذا أجَبتَنی فی مَقامی هذا بَینَ یَدَیکَ؛فَإِنّی راغِبٌ إلَیکَ لی ولَهُم وعائِذٌ بِکَ لی ولَهُم،فَاستَجِب لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ج-الدُّعاءُ عِندَ الخُروجِ لِصَلاةِ العیدِ

راجع:ص 173 (دعوات العیدین/الدّعوات المأثورة عند الخروج).

د-الدُّعاءُ فِی الطَّریقِ

1935.الإقبال: استَفتِح خُروجَکَ بِهذَا الدُّعاءِ إلی أن تَدخُلَ مَعَ الإِمامِ فِی الصَّلاةِ،فَإِن فاتَکَ مِنهُ شَیءٌ فَاقضِهِ بَعدَ الصَّلاةِ:

اللّهُمَّ إلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،اللّهُ أکبَرُ کَما هَدانا،اللّهُ أکبَرُ إلهُنا ومَولانا، اللّهُ أکبَرُ عَلی ما أولانا وحَسُنَ ما أبلانا،اللّهُ أکبَرُ وَلِیُّنَا الَّذِی اجتَبانا،اللّهُ أکبَرُ رَبُّنَا الَّذی بَرَأَنا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی أنشَأَنا.

اللّهُ أکبَرُ الَّذی بِقُدرَتِهِ هَدانا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی خَلَقَنا فَسَوّانا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی بِدینِهِ حَبانا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی مِن فِتنَتِهِ عافانا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی بِالإِسلامِ اصطَفانا،اللّهُ أکبَرُ الَّذی فَضَّلَنا بِالإِسلامِ عَلی مَن سِوانا،اللّهُ أکبَرُ وأَکبَرُ سُلطاناً،اللّهُ أکبَرُ وأَعلی بُرهاناً،اللّهُ أکبَرُ وأَجَلُّ سُبحاناً.

اللّهُ أکبَرُ وأَقدَمُ إحساناً،اللّهُ أکبَرُ وأَعَزُّ غُفراناً،اللّهُ أکبَرُ وأَسنی شَأناً،اللّهُ أکبَرُ

ص:168


1- .الإقبال:ج 1 ص 488، المصباح للکفعمی:ص 858، [2]البلد الأمین:ص 238، [3]بحار الأنوار:ج 91 ص 7 ح 3.

ناصِرُ مَنِ استَنصَرَ،اللّهُ أکبَرُ ذُو المَغفِرَةِ لِمَنِ استَغفَرَ،اللّهُ أکبَرُ الَّذی خَلَقَ وصَوَّرَ.

اللّهُ أکبَرُ الَّذی أماتَ وأَقبَرَ،اللّهُ أکبَرُ الَّذی إذا شاءَ أنشَرَ،اللّهُ أکبَرُ وأَعلی وأَکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وأَقدَسُ مِن کُلِّ شَیءٍ وأَطهَرُ،اللّهُ أکبَرُ رَبُّ الخَلقِ والبَرِّ وَالبَحرِ،اللّهُ أکبَرُ کُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَیءٌ وکَبَّرَ،اللّهُ أکبَرُ کَما یُحِبُّ رَبُّنا أن یُکَبَّرَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ وصَفِیِّکَ ونَجیبِکَ (1)وأَمینِکَ،وحَبیبِکَ وصَفوَتِکَ مِن خَلقِکَ،وخَلیلِکَ وخاصَّتِکَ وخِیَرَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ،عَبدِکَ الَّذی هَدَیتَنا بِهِ مِنَ الجَهالَةِ وبَصَّرتَنا بِهِ مِنَ العَمی، وأَقَمتَنا بِهِ عَلَی المَحَجَّةِ العُظمی وسَبیلِ التَّقوی،وکَما أرشَدتَنا وأَخرَجتَنا بِهِ مِنَ الغَمَراتِ إلی جَمیعِ الخَیراتِ،وأَنقَذتَنا بِهِ مِن شَفا جُرُفِ الهَلَکاتِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أفضَلَ وأَکمَلَ وأَشرَفَ وأَکبَرَ،وأَطهَرَ وأَطیَبَ وأَتَمَّ وأَعَمَّ،وأَزکی وأَنمی وأَحسَنَ وأَجمَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِنَ العالَمینَ.

اللّهُمَّ شَرِّف بُنیانَهُ وعَظِّم بُرهانَهُ،وأَعلِ مَکانَهُ وکَرِّم فِی القِیامَةِ مَقامَهُ،وعَظِّم عَلی رُؤوسِ الخَلائِقِ حالَهُ.

اللّهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ یَومَ القِیامَةِ أقرَبَ الخَلقِ مِنکَ مَنزِلَةً،وأَعلاهُم مِنکَ مَکاناً وأَفسَحَهُم لَدَیکَ مَنزِلَةً ومَجلِساً،وأَعظَمَهُم عِندَکَ شَرَفاً وأَرفَعَهُم مَنزِلاً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ والأَئِمَّةِ الهُدی المُهتَدینَ،وَالحُجَجِ عَلی خَلقِکَ وَالأَدِلّاءِ عَلی سَبیلِکَ،وَالبابِ الَّذی مِنهُ یُؤتی وَالتَّراجِمَةِ لِوَحیِکَ،کَما سَنّوا سُنَّتَکَ،النّاطِقینَ بِحِکمَتِکَ وَالشُّهَداءِ عَلی خَلقِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ المُنتَظِرِ أمرَکَ،المُنتَظَرِ لِفَرَجِ أولِیائِکَ.

ص:169


1- .فی نسخة:«نجیِّک».

اللّهُمَّ اشعَب (1)بِهِ الصَّدعَ وَارتُق (2)بِهِ الفَتقَ،وأَمِت بِهِ الجَورَ وأَظهِر بِهِ العَدلَ،وزَیِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ وأَیِّدهُ بِنَصرِکَ وَانصُرهُ بِالرُّعبِ،وقَوِّ ناصِرَهُم وَاخذُل خاذِلَهُم، ودَمدِم (3)عَلی مَن نَصَبَ لَهُم،ودَمِّر عَلی مَن غَشَّهُم،وَاقصِم (4)بِهِم رُؤوسَ الضَّلالَةِ وشارِعَةَ البِدَعِ ومُمیتَةَ السُّنَّةِ والمُتَعَزِّزینَ بِالباطِلِ،وأَعِزَّ بِهِمُ المُؤمِنینَ،وأَذِلَّ بِهِمُ الکاذِبینَ وَالمُنافِقینَ وجَمیعَ المُلحِدینَ وَالمُخالِفینَ فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی جَمیعِ المُرسَلینَ وَالنَّبِیِّینَ الَّذینَ بَلَّغوا عَنکَ الهُدی،وَاعتَقَدوا لَکَ المَواثیقَ بِالطّاعَةِ،ودَعَوُا العِبادَ إلَیکَ بِالنَّصیحَةِ،وصَبَروا عَلی ما لَقوا مِنَ الأَذی فی جَنبِکَ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَیهِم وعَلی ذَراریهِم وأَهلِ بُیوتاتِهِم وأَهلِ مَوَدّاتِهِم، وأَزواجِهِمُ الطّاهِراتِ وجَمیعِ أشیاعِهِم مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وَالسَّلامُ عَلَیهِم جَمیعاً فی هذِهِ السّاعَةِ وفی هذَا الیَومِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.

اللّهُمَّ اخصُص أهلَ بَیتِ نَبِیِّنا مُحَمَّدٍ المُبارَکینَ السّامِعینَ المُطیعینَ،الَّذینَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ ونَوامی بَرَکاتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (5)

ه-الدُّعاءُ عِندَ القِیامِ إلَی الصَّلاةِ

1936.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قُمتَ إلَی الصَّلاةِ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وکَبِّر وقُل:

ص:170


1- .الشَعْب:الجمع والإصلاح (لسان العرب:ج 1 ص 497).
2- الرَتْق:ضدّ الفتق،ارْتَتَق:إلْتَأمَ (الصحاح:ج 4 ص 1480).
3- دَمْدَم:أطبق علیهم العذاب،وقیل:غَضِبَ (مجمع البحرین:ج 1 ص 608).
4- القَصْم:الکَسْر (النهایة:ج 4 ص 74).
5- الإقبال:ج 1 ص 484، مصباح المتهجّد:ص 651 ح 724، [3]البلد الأمین:ص 239، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 16 ح 4.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وابنُ عَبدَیکَ هارِبٌ مِنکَ إلَیکَ،أتَیتُکَ وافِداً إلَیکَ تائِباً مِن ذُنوبی، إلَیکَ زائِراً،وحَقُّ الزّائِرِ عَلَی المَزورِ التُّحفَةُ،فَاجعَل تُحفَتی مِنکَ وتُحفَتُکَ لی رِضاکَ وَالجَنَّةُ.

اللّهُمَّ إنَّکَ عَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ،ثُمَّ أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ،أی رَبِّ وجَعَلتَ فیهِ لَیلَةً خَیراً مِن ألفِ شَهرٍ،ثُمَّ مَنَنتَ عَلَیَّ بِصِیامِهِ وقِیامِهِ فیما مَنَنتَ عَلَیَّ فَتَمِّم عَلَیَّ مَنَّکَ ورَحمَتَکَ.

أی رَبِّ إنَّ لَکَ فیهِ عُتَقاءَ،فَإِن کُنتَ مِمَّن أعتَقتَنی فیهِ فَتَمِّم عَلَیَّ ولا تَرُدَّنی فی ذَنبٍ ما أبقَیتَنی،وإن لَم تَکُن فَعَلتَ یا رَبِّ لِضَعفِ عَمَلٍ أو لِعِظَمِ ذَنبٍ فَبِکَرَمِکَ وفَضلِکَ ورَحمَتِکَ (1)،وکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ فی شَهرِ رَمَضانَ لَیلَةَ القَدرِ وما أنزَلتَ فیها،وحُرمَةِ مَن عَظَّمتَ فیها وبِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ عَلَیهِما سَلامُکَ (2)وصَلَواتُکَ وبِکَ یا أللّهُ أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وبِمَن بَعدَهُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم،أتَوَجَّهُ بِکُم إلَی اللّهِ،یا أللّهُ أعتِقنی فیمَن أعتَقتَ السّاعَةَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (3)

و-الدُّعاءُ فی صَلاةِ العَیدِ

راجع:ص 178 (دعوات العیدین/الدّعوات المأثورة بین تکبیرات العیدین).

ز-دُعاءُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام بَعدَ صَلاةِ العیدِ

راجع:ص 182 (دعوات العیدین/الدعاء المأثور بعد صلاة العیدین).

ص:171


1- .فی نسخة:«رحماتک».
2- فی المصدر:«السلام»وما أثبتناه من بحار الأنوار.
3- الإقبال:ج 1 ص 494، بحار الأنوار:ج 91 ص 20 ح 6.

ص:172

الفَصلُ السادس والعشرون:دَعَواتُ العیدَینِ

1/26الدَّعَاءُ المَأثورَةُ عِندَ الاِغتِسالِ

راجع:ص 160 (أدعیة یوم الفطر/الدّعاء عند غسل یوم الفطر).

2/26الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الخُروجِ

1937.الإمام الباقر علیه السلام: ادعُ فِی العیدَینِ ویَومِ الجُمُعَةِ،إذا تَهَیَّأتَ لِلخُروجِ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ مَن تَهَیَّأَ وتَعَبَّأَ وأَعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وطَلَبَ نائِلِهِ وجَوائِزِهِ وفَواضِلِهِ ونَوافِلِهِ،فَإِلَیکَ یا سَیِّدی وِفادَتی وتَهیِئَتی وتَعبِئَتی وإعدادی وَاستِعدادی رَجاءَ رِفدِکَ وجَوائِزِکَ ونَوافِلِکَ،فَلا تُخَیِّبِ الیَومَ رَجائی،یا مَن لا یَخیبُ عَلَیهِ سائِلٌ ولا یَنقُصُهُ نائِلٌ،فَإِنّی لَم آتِکَ الیَومَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمتُهُ ولا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجَوتُهُ،ولکِن أتَیتُکَ مُقِرّاً بِالظُّلمِ وَالإِساءَةِ،لا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَسأَ لُکَ یا رَبِّ،أن تُعطِیَنی مَسأَلَتی وتَقلِبَنی بِرَغبَتی،ولا تَرُدَّنی مَجبوهاً (1)ولا خائِباً،یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ،أرجوکَ لِلعَظیمِ،أسأَ لُکَ یا عَظیمُ أن تَغفِرَ لِیَ العَظیمَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ صَلِّ

ص:173


1- .جَبَهَ الرَجُلَ:ردّه عن حاجته واستقبله بما یکره (لسان العرب:ج 13 ص 483).

عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی خَیرَ هذَا الیَومِ الَّذی شَرَّفتَهُ وعَظَّمتَهُ،وتَغسِلُنی فیهِ مِن جَمیعِ ذُنوبی وخَطایایَ،وزِدنی مِن فَضلِکَ إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ. (1)

1938.عنه علیه السلام: ادعُ فِی الجُمُعَةِ وَالعیدَینِ،إذا تَهَیَّأتَ لِلخُروجِ فَقُل:

اللّهُمَّ مَن تَهَیَّأَ فی هذَا الیَومِ أو تَعَبَّأَ أو أعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وجائِزَتِهِ ونَوافِلِهِ،فَإِلَیکَ یا سَیِّدی کانَت وِفادَتی وتَهیِئَتی وإعدادی وَاستِعدادی،رَجاءَ رِفدِکَ وجَوائِزِکَ ونَوافِلِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ ووَصِیِّ رَسولِکَ،وصَلِّ یا رَبِّ عَلی أئِمَّةِ المُؤمِنینَ:الحَسَنِ وَالحُسَینِ وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ.

-وتُسَمّیهِم إلی آخِرِهِم حَتّی تَنتَهِیَ إلی صاحِبِکَ علیه السلام (2)-وقُل:

اللّهُمَّ افتَح لَهُ (3)فَتحاً یَسیراً وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً،اللّهُمَّ أظهِر بِهِ دینَکَ وسُنَّةَ رَسولِکَ حَتّی لا یَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ.

اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَیکَ فی دَولَةٍ کَریمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأَهلَهُ،وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأَهلَهُ، وتَجعَلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعَتِکَ وَالقادَةِ إلی سَبیلِکَ،وتَرزُقُنا بِها کَرامَةَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ ما أنکَرنا مِن حَقٍّ فَعَرِّفناهُ وما قَصُرنا عَنهُ فَبَلِّغناهُ.

وتَدعُو اللّهَ لَهُ وعَلی عَدُوِّهِ،وتَسأَلُ حاجَتَکَ ویَکونُ آخِرُ کَلامِکَ:

اللّهُمَّ استَجِب لَنا،اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن تَذَکَّرَ فَیُذَکَّرُ (4). (5)

ص:174


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 142 ح 316،الإقبال:ج 1 ص 477 نحوه وکلاهما عن أبی حمزة الثمالی،مصباح المتهجّد:ص 658 ح 727، [2]المقنعة:ص 199 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 19 ح 5.
2- فی بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر:«إلی صاحب الزمان».
3- فی نسخة:«لنا».
4- فی بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر:«یذکر فیه فیذکر».
5- الإقبال:ج 1 ص 476 عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 91 ص 6 ح 2.

1939.الإمام الرضا علیه السلام -لَمّا خَرَجَ إلی صَلاةِ العیدِ،وَقَفَ عَلَی البابِ وَقفَةً،ثُمَّ قالَ-:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ (اللّهُ أکبَرُ) عَلی ما هَدانا،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما أبلانا-نَرفَعُ بِها أصواتَنا-. (1)

3/26الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی خُطَبِ صَلاةِ العیدِ

1940.مصباح المتهجّد عن جندب بن عبد اللّه الأزدیّ عن أبیه: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَخطُبُ یَومَ الفِطرِ، فَیَقولُ:

««اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ» 2 ،لا نُشرِکُ بِاللّهِ شَیئاً،ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِیّاً،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَهُ ما فِی السَّمواتِ وما فِی الأَرضِ،ولَهُ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ،وهُوَ الحَکیمُ الخَبیرُ،یَعلَمُ ما یَلِجُ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها،وما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،وهُوَ الرَّحیمُ الغَفورُ، کَذلِکَ اللّهُ رَبُّنا جَلَّ ثَناؤُهُ،لا أمَدَ لَهُ ولا غایَةَ لَهُ ولا نِهایَةَ،لا إلهَ إلّاهُوَ وإلَیهِ المَصیرُ، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،إنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤوفٌ رَحیمٌ.

اللّهُمَّ ارحَمنا بِرَحمَتِکَ،وَاعمُمنا بِعافِیَتِکَ،وأَمدِدنا بِعِصمَتِکَ،ولا تُخلِنا مِن رَحمَتِکَ،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ لا مَقنوطاً مِن رَحمَتِهِ،ولا مَخلُوّاً مِن نِعمَتِهِ،ولا مُؤیَساً مِن رَوحِهِ،ولا مُستَنکِفاً عَن عِبادَتِهِ،الَّذی بِکَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبعُ،وقَرَّتِ الأَرَضونُ السَّبعُ،وثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسی،وجَرَتِ الرِّیاحُ اللَّواقِحُ،وسارَ

ص:175


1- .الکافی:ج 1 ص 489 ح 7، عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 151 ح 21 [2] کلاهما عن یاسر الخادم والریّان بن الصلت وزاد فی الأخیر عن محمّد بن عرفة وصالح بن سعید الکاتب،بحار الأنوار:ج 49 ص 135 ح 9.

فی جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وقامَت عَلی حُدودِهَا البِحارُ،فَتَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،إلهٌ قاهِرٌ قادِرٌ،ذَلَّ لَهُ المُتَعَزِّزونَ،وتَضاءَلَ لَهُ المُتَکَبِّرونَ،ودانَ طَوعاً وکَرهاً لَهُ العالَمونَ، نَحمَدُهُ بِما حَمِدَ نَفسَهُ وکَما هُوَ أهلُهُ،ونَستَعینُهُ ونَستَغفِرُهُ،ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،یَعلَمُ ما تُخفِی الصُّدورُ،وما تُجِنُّ (1)البِحارُ،وما تُوارِی الأَسرابُ،وما تَغیضُ (2)الأَرحامُ وما تَزدادُ وکُلُّ شَیءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ،لا تُواری مِنهُ ظُلمَةٌ ولا تَغیبُ عَنهُ غائِبَةٌ،وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلّایَعلَمُها ولا حَبَّةٍ فی ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٍ ولا یابِسٍ إلّا فی کِتابٍ مُبینٍ،ویَعلَمُ ما یَعمَلُ العامِلونَ وإلی أیِّ مُنقَلَبٍ یَنقَلِبونَ،ونَستَهدِی اللّهَ بِالهُدی ونَعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدی،ونَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ونَبِیُّهُ ورَسولُهُ إلَی النّاسِ کافَّةً، وأَمینُهُ عَلی وَحیِهِ،وأَنَّهُ بَلَّغَ رِسالَةَ رَبِّهِ،وجاهَدَ فِی اللّهِ المُدبِرینَ عَنهُ،وعَبَدَهُ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ...».

ثُمَّ جَلَسَ وقامَ،فَقالَ:

«الحَمدُ للّهِ ِ،نَحمَدُهُ ونَستَعینُهُ،ونَستَغفِرُهُ ونَستَهدیهِ،ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَکَّلُ عَلَیهِ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَیِّئاتِ أعمالِنا،مَن یَهدِی اللّهُ فَهُوَ المُهتَدی،ومَن یُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِیّاً مُرشِداً،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ».

وذَکَرَ باقِیَ الخُطبَةِ الصَّغیرَةِ فی یَومِ الجُمُعَةِ. (3)

1941.مصباح المتهجّد عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه: أنَّ عَلِیّاً علیه السلام خَطَبَ یَومَ الأَضحی، فَکَبَّرَ،وقالَ:

ص:176


1- .جنَّهُ:أی سَتَرهُ (النهایة:ج 1 ص 307«جنن»).
2- تَغیضُ الأرحام:أی تنقص عن مقدار الحمل الّذی یسلم معه الولد (مجمع البحرین:ج 2 ص 1348« غیض»).
3- مصباح المتهجّد:ص 659 ح 728 و 729،کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 514 ح 1482 ولیس فیه الخطبة الثانیة،بحار الأنوار:ج 91 ص 29 ح 5.

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،ولَهُ الشُّکرُ عَلی ما أبلانا،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ،اللّهُ أکبَرُ زِنَةَ عَرشِهِ،ورِضا نَفسِهِ،ومِدادَ کَلِماتِهِ،وعَدَدَ قَطرِ سَماواتِهِ،ونُطَفِ بُحورِهِ،لَهُ الأَسماءُ الحُسنی،ولَهُ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی حَتّی یَرضی وبَعدَ الرِّضا،إنَّهُ هُوَ العَلِیُّ الکَبیرُ.

اللّهُ أکبَرُ کَبیراً مُتَکَبِّراً،وإلهاً عَزیزاً مُتَعَزِّزاً،ورَحیماً عَطوفاً مُتَحَنِّناً،یَقبَلُ التَّوبَةَ، ویُقیلُ العَثرَةَ،ویَعفو بَعدَ القُدرَةِ،ولا یَقنَطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ إلَّاالقَومُ الضّالّونَ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،ولا إلهَ إلَّااللّهُ مُخلِصاً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأَصیلاً.

وَالحَمدُ للّهِ ِ نَحمَدُهُ ونَستَعینُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهدیهِ،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،مَن یُطِعِ اللّهَ ورَسولَهُ فَقَدِ اهتَدی وفازَ فَوزاً عَظیماً،ومَن یَعصِهِما فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعیداً... (1)

4/26تَکبیراتُ العیدَینِ

1942.الإقبال عن معاویة بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إنَّ فِی الفِطرِ تَکبیراً،قُلتُ:مَتی؟ قالَ:فِی المَغرِبِ لَیلَةَ الفِطرِ وَالعِشاءِ وصَلاةِ الفَجرِ وصَلاةِ العیدِ ثُمَّ یَنقَطِعُ،وهُوَ قَولُ اللّهِ تَعالی: «وَ لِتُکْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُکَبِّرُوا اللّهَ عَلی ما هَداکُمْ» 2 .

وَالتَّکبیرُ أن یَقولَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،وللّهِ ِ الحَمدُ عَلی ما هَدانا،ولَهُ الشُّکرُ عَلی ما أولانا».

وإن قَدَّمَ هذَا التَّکبیرَ عَقیبَ صَلاةِ المَغرِبِ وقَبلَ نَوافِلِها کانَ أقرَبَ إلَی التَّوفیقِ. (2)

ص:177


1- .مصباح المتهجّد:ص 662 ح 730،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 517 ح 1483 فیه صدره إلی«رزقنا من بهیمة الأنعام»،بحار الأنوار:ج 91 ص 99 ح 4.
2- الإقبال:ج 1 ص 459، بحار الأنوار:ج 91 ص 116 ح 2.

1943.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی تَکبیرِ عیدِ الأَضحی-:

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما أبلانا. (1)

5/26الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَینَ تَکبیراتِ العیدَینِ

1944.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ بَینَ کُلِّ تَکبیرَتَینِ فی صَلاةِ العیدَینِ:

اللّهُمَّ أهلَ الکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ،وأَهلَ الجودِ وَالجَبَروتِ،وأَهلَ العَفوِ وَالرَّحمَةِ،وأهلَ التَّقوی وَالمَغفِرَةِ،أسأَ لُکَ فی هذَا الیَومِ الَّذی جَعَلتَهُ لِلمُسلِمینَ عیداً،ولِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ذُخراً ومَزیداً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ عَلی عَبدٍ مِن عِبادِکَ،وصَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ ورُسُلِکَ،وَاغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ، وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ عِبادُکَ المُرسَلونَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما عاذَ بِکَ مِنهُ عِبادُکَ المُرسَلونَ. (2)

1945.الإمام الصادق علیه السلام: صَلاةُ العیدَینِ تُکَبِّرُ فیهَا اثنَتَی عَشرَةَ تَکبیرَةً،سَبعَ تَکبیراتٍ فِی الاُولی وخَمسَ تَکبیراتٍ فِی الثّانِیَةِ،تُکَبِّرُ بِاستِفتاحِ الصَّلاةِ،ثُمَّ تَقرَأُ الحَمدَ وسورَةَ «سَبِّحِ اسمَ رَبِّکَ الأَعلی»،ثُمَّ تُکَبِّرُ فَتَقولُ:

«اللّهُ أکبَرُ أهلُ الکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ،وَالجَلالِ وَالقُدرَةِ وَالسُّلطانِ،وَالعِزَّةِ وَالمَغفِرَةِ

ص:178


1- .الکافی:ج 4 ص 517 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 270 ح 922 کلاهما عن معاویة بن عمّار،مصباح المتهجّد:ص 662 ح 730 [2] عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام،الخصال:ص 609 ح 9 [3] عن الأعمش،علل الشرائع:ص 744 ح 1 [4] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 128 ح 27.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 139 ح 314 عن محمّد بن عیسی بن أبی منصور وح 315 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام قال:«کان أمیرالمؤمنین علیه السلام إذا کبّر فی العیدین قال بین کلّ تکبیرتین:أشهد أن لا إلهُ إلّااللّه وحده لاشریک له،وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله،اللّهُمَّ أهل الکبریاء...»،المقنعة:ص 194 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،فقه الرضا:ص 132 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 380 ح 30.

وَالرَّحمَةِ،اللّهُ أکبَرُ أوَّلُ کُلِّ شَیءٍ وآخِرُ کُلِّ شَیءٍ،وبَدیعُ کُلِّ شَیءٍ ومُنتَهاهُ،وعالِمُ کُلِّ شَیءٍ ومُنتَهاهُ.

اللّهُ أکبَرُ مُدَبِّرُ الاُمورِ باعِثُ مَن فِی القُبورِ،قابِلُ الأَعمالِ مُبدِئُ الخَفِیّاتِ،مُعلِنُ السَّرائِرِ ومَصیرُ کُلِّ شَیءٍ ومَرَدُّهُ إلَیهِ،اللّهُ أکبَرُ عَظیمُ المَلَکوتِ (1)شَدیدُ الجَبَروتِ،حَیٌّ لا یَموتُ،اللّهُ أکبَرُ دائِمٌ لا یَزولُ،فَإِذا قَضی أمراً فَإِنَّما یَقولُ لَهُ کُن فَیَکونُ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ وتَرکَعُ وتَسجُدُ سَجدَتَینِ،فَذلِکَ سَبعُ تَکبیراتٍ،أوَّلُهَا استِفتاحُ الصَّلاةِ وآخِرُها تَکبیرَةُ الرُّکوعِ،وتَقولُ فی رُکوعِکَ:«خَشَعَ قَلبی وسَمعی وبَصَری وشَعری وبَشَری،وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،سُبحانَ رَبِّیَ العَظیمِ وبِحَمدِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ»،فَإِن أحبَبتَ أن تَزیدَ فَزِد ما شِئتَ.

ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ مِنَ الرُّکوعِ وتَعتَدِلُ وتُقیمُ صُلبَکَ وتَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ وَالحَولُ وَالعَظَمَةُ وَالقُوَّةُ وَالعِزَّةُ وَالسُّلطانُ وَالمُلکُ وَالجَبَروتُ وَالکِبرِیاءُ،وما سَکَنَ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ لا شَریکَ لَهُ».

ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ فی سُجودِکَ:«سَجَدَ وَجهِیَ البالِی الفانِی الخاطِئُ المُذنِبُ،لِوَجهِکَ الباقِی الدّائِمِ العَزیزِ الحَکیمِ،غَیرُ مُستَنکِفٍ ولا مُستَحسِرٍ (2)،ولا مُستَعظِمٍ ولا مُتَجَبِّرٍ، بَل بائِسٌ فقَیرٌ خائِفٌ مُستَجیرٌ،عَبدٌ ذَلیلٌ مَهینٌ حَقیرٌ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ».

ثُمَّ تُسَبِّحُ وتَرفَعُ رَأسَکَ وتَقولُ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ،وَاغفِر لی وَارحَمنی،ولا تَقطَع بی عَن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَلنی مَعَهُم وفیهِم وفی زُمرَتِهِم ومِنَ المُقَرَّبینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ».

ص:179


1- .المَلَکُوت:اسم مبنیّ من المُلْک کالجبروت من الجبر (النهایة:ج 4 ص 359).
2- تَستَحسِرُ:تَمِلُّ،وهو اسْتِفْعال حسر،أی أعیا وتعب (النهایة:ج 1 ص 384«حسر»).

ثُمَّ تَسجُدُ الثّانِیَةَ وتَقولُ مِثلَ الَّذی قُلتَ فِی الاُولی،فَإِذا نَهَضتَ فِی الثّانِیَةِ تَقولُ:

«بَرِئتُ إلَی اللّهِ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ».

ثُمَّ تَقرَأُ فاتِحَةَ الکِتابِ وسورَةَ«وَالشَّمسِ وضُحاها»،ثُمَّ تُکَبِّرُ وتَقولُ:«اللّهُ أکبَرُ، خَشَعَت لَکَ یا رَبِّ الأَصواتُ،وعَنَت لَکَ الوُجوهُ،وحارَت مِن دونِکَ الأَبصارُ،اللّهُ أکبَرُ، کَلَّتِ (1)الأَلسُنُ عَن صِفَةِ عَظَمَتِکَ،وَالنّواصی کُلُّها بِیَدِکَ،ومَقادیرُ الاُمورِ کُلِّها إلَیکَ،لا یَقضی فیها غَیرُکَ،ولا یَتِمُّ مِنها شَیءٌ دونَکَ.

اللّهُ أکبَرُ،أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلمُکَ،وقَهَرَ کُلَّ شَیءٍ عِزُّکَ،ونَفَذَ فی کُلِّ شَیءٍ أمرُکَ، وقامَ کُلُّ شَیءٍ بِکَ.

اللّهُ أکبَرُ،تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِکَ،وذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِکَ،وَاستَسلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدرَتِکَ،وخَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِمُلکِکَ،اللّهُ أکبَرُ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ وتَقولُ وأَنتَ راکِعٌ مِثلَ ما قُلتَ فی رُکوعِکَ الأَوَّلِ،وکَذلِکَ فِی السُّجودِ ما قُلتَ فِی الرَّکعَةِ الاُولی،ثُمَّ تَتَشَهَّدُ بِما تَتَشَهَّدُ بِهِ فی سائِرِ الصَّلَواتِ،فَإِذا فَرَغتَ دَعَوتَ بِما أحبَبتَ لِلدّینِ وَالدُّنیا. (2)

1946.تهذیب الأحکام عن أبی الصباح: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ التَّکبیرِ فِی العیدَینِ،فَقالَ:اِثنَتا عَشرَةَ:سَبعٌ فِی الاُولی،وخَمسٌ فِی الأَخیرَةِ،فَإِذا قُمتَ إلَی الصَّلاةِ فَکَبِّر واحِدَةً، تَقولُ:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الکِبرِیاءِ وَالعَظَمَةِ،وأَهلُ الجودِ وَالجَبَروتِ،وأَهلُ القُدرَةِ وَالسُّلطانِ وَالعِزَّةِ، أسأَ لُکَ فی هذَا الیَومِ الَّذی جَعَلتَهُ لِلمُسلِمینَ عیداً،ولِمُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ ذُخراً

ص:180


1- .کَلَلْتُ من المشی:أی أعییت (الصحاح:ج 5 ص 1811).
2- الإقبال:ج 2 ص 202، بحار الأنوار:ج 91 ص 60 ح 2.

ومَزیداً،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُصَلِّیَ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ،وأَن تَغفِرَ لَنا ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ عِبادُکَ المُرسَلونَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما عاذَ بِهِ عِبادُکَ المُخلِصونَ،اللّهُ أکبَرُ أوَّلُ کُلِّ شَیءٍ وآخِرُهُ،وبَدیعُ کُلِّ شَیءٍ ومُنتَهاهُ،وعالِمُ کُلِّ شَیءٍ ومَعادُهُ،ومَصیرُ کُلِّ شَیءٍ إلَیهِ ومَرَدُّهُ،ومُدَبِّرُ الاُمورِ،وباعِثُ مَن فِی القُبورِ،قابِلُ الأَعمالِ ومُبدِئُ الخَفِیّاتِ،مُعلِنُ السَّرائِرِ،اللّهُ أکبَرُ عَظیمُ المَلَکوتِ،شَدیدُ الجَبَروتِ، حَیٌّ لا یَموتُ،دائِمٌ لا یَزولُ،إذا قَضی أمراً فَإِنَّما یَقولُ لَهُ:کُن فَیَکونُ،اللّهُ أکبَرُ خَشَعَت لَکَ الأَصواتُ وعَنَت لَکَ الوُجوهُ،وحارَت دونَکَ الأَبصارُ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن عَظَمَتِکَ، وَالنَّواصی کُلُّها بِیَدِکَ،ومَقادیرُ الاُمورِ کُلُّها إلَیکَ،لا یَقضی فیها غَیرُکَ،ولا یَتِمُّ مِنها شَیءٌ دونَکَ،اللّهُ أکبَرُ أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ حِفظُکَ،وقَهَرَ کُلَّ شَیءٍ عِزُّکَ،ونَفَذَ کُلَّ شَیءٍ أمرُکَ، وقامَ کُلُّ شَیءٍ بِکَ،وتَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِکَ،وذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِکَ،وَاستَسلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدرَتِکَ،وخَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِمُلکِکَ،اللّهُ أکبَرُ».

وتَقرَأُ:«الحَمدَ»و«سَبِّحِ اسمَ رَبِّکَ الأَعلی»،وتُکَبِّرُ السّابِعَةَ،وتَرکَعُ وتَسجُدُ وتَقومُ، وتَقرَأُ:«الشَّمسَ وضُحاها»،وتَقولُ:«اللّهُ أکبَرُ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الکِبرِیاءِ»،تُتِمُّهُ کُلَّهُ کَما قُلتَ أوَّلَ التَّکبیرِ،یَکونُ هذَا القَولُ فی کُلِّ تَکبیرَةٍ حَتّی تُتِمَّ خَمسَ تَکبیراتٍ. (1)

1947.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ فی دُعاءِ العیدَینِ بَینَ کُلِّ تَکبیرَتَینِ:

اللّهُ رَبّی أبَداً،وَالإِسلامُ دینی أبَداً،ومُحَمَّدٌ نَبِیّی أبَداً،وَالقُرآنُ کِتابی أبَداً،وَالکَعبَةُ

ص:181


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 132 ح 290،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 512 ح 1481 و ص 523 ح 1487،وسائل الشیعة:ج 7 ص 469 ح 9884.

قِبلَتی أبَداً،وعَلِیٌّ وَلِیّی أبَداً،وَالأَوصِیاءُ أئِمَّتی أبَداً،وتُسَمّیهِم إلی آخِرِهِم،ولا أحَدَ إلَّا اللّهُ. (1)

6/26الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ صَلاةِ العیدَینِ

1948.مصباح المتهجّد: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ العیدَینِ،أو صَلاةِ الجُمُعَةِ استَقبَلَ القِبلَةَ وقالَ:

یا مَن یَرحَمُ مَن لا یَرحَمُهُ العِبادُ،یا مَن یَقبَلُ مَن لا تَقبَلُهُ البِلادُ،ویا مَن لا یَحتَقِرُ أهلَ الحاجَةِ إلیهِ،ویا مَن لایُخَیِّبُ المُلِحّینَ عَلَیهِ،ویا مَن لایَجبَهُ (2)بِالرَّدِّ أهلَ الدّالَّةِ (3)عَلَیهِ،یامَن یَجتَبی صَغیرَ ما یُتحَفُ بِهِ ویَشکُرُ یَسیرَ ما یُعمَلُ لَهُ،ویا مَن یَشکُرُ عَلَی القَلیلِ ویُجازی بِالجَزیلِ،یا مَن یَدنو إلی مَن دَنا مِنهُ،یا مَن یَدعو إلی نَفسِهِ مَن أدبَرَ عَنهُ،ویا مَن لا یُغَیِّرُ النِّعمَةَ ولا یُبادِرُ بِالنِّقمَةِ،ویا مَن یُثمِرُ الحَسَنَةَ حَتّی یُنَمِّیَها،ویا مَن یَتَجاوَزُ عَنِ السَّیِّئَةِ حَتّی یُعَفِّیَهَا،انصَرَفَتِ الآمالُ دونَ مَدَی کَرَمِکَ بِالحاجاتِ، وَامتَلَأَت بِفَیضِ جودِکَ أوعِیَةُ الطَّلِباتِ،وتَفَسَّخَت دونَ بُلوغِ نَعتِکَ الصِّفاتُ.

فَلَکَ العُلُوُّ الأَعلی فَوقَ کُلِّ عالٍ،وَالجَلالُ الأَمجَدُ فَوقَ کُلِّ جَلالٍ،کُلُّ جَلیلٍ عِندَکَ صَغیرٌ،وکُلُّ شَریفٍ فی جَنبِ شَرَفِکَ حَقیرٌ.

خابَ الوافِدونَ عَلی غَیرِکَ،وخَسِرَ المُتَعَرِّضونَ إلّالَکَ،وضاعَ المُلِمّونَ إلّابِکَ، وأَجدَبَ المُنتَجِعونَ إلّامَنِ انتَجَعَ فَضلَکَ.

بابُکَ مَفتوحٌ لِلرّاغِبینَ،وجودُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ،وإغاثَتُکَ قَریبَةٌ مِنَ المُستَغیثینَ،

ص:182


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 286 ح 856 عن بشیر بن سعید،وسائل الشیعة:ج 7 ص 469 ح 9883.
2- جبهت فلاناً:إذا استقبلته بکلام فیه غِلظة (لسان العرب:ج 13 ص 483).
3- الدّالَّة:المِنّة (لسان العرب:ج 11 ص 248).

لایَخیبُ مِنکَ الآمِلونَ،ولایَیأَسُ مِن عَطائِکَ المُتَعَرِّضونَ،ولا یَشقی بِنِقمَتِکَ المُستَغفِرونَ،رِزقُکَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاکَ،وحِلمُکَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواکَ.

عَادَتُکَ الإِحسانُ إلی المُسیئینَ،وسُنَّتُکَ الإِبقاءُ عَلَی المُعتَدینَ حَتّی لَقَد غَرَّتهُم أناتُکَ عَنِ النُّزوعِ،وصَدَّهُم إمهالُکَ عَنِ الرُّجوعِ وإنَّما تَأَنَّیتَ بِهِم لِیَفیئوا إلی أمرِکَ،وأَمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلکِکَ؛فَمَن کانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها،ومَن کانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ (1)خَذَلتَهُ لَها،کُلُّهم صائِرونَ إلی ظِلِّکَ،واُمورُهُم آئِلَةٌ إلی أمرِکَ،لَم یَهِن عَلی طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُکَ،ولَم یَدحَض لِتَرکِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُکَ.

حُجَّتُکَ قائِمَةٌ لا تَحولُ،وسُلطانُکَ ثابِتٌ لا یَزولُ،فَالوَیلُ الدّائِمُ لِمَن جَنَحَ عَنکَ، وَالخَیبَةُ الخاذِلَةُ لِمَن خابَ مِنکَ،وَالشَّقاءُ الأَشقی لِمَن اغتَرَّ بِکَ،ما أکثَرَ تَصَرُّفَهُ فی عَذابِکَ،وما أطوَلَ تَرَدُّدَهُ فی عِقابِکَ،وما أبعَدَ غایَتَهُ مِنَ الفَرَجِ،وما أقنَطَهُ مِن سُهولَةِ المَخرَجِ،عَدلاً مِن قَضائِکَ لا تَجورُ فیهِ،وإنصافاً مِن حُکمِکَ لا تَحیفُ (2)عَلَیهِ،فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ،وأَبلَیتَ الأَعذارَ وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعیدِ،وتَلَطَّفتَ فِی التَّرغیبِ،وضَرَبتَ الأَمثالَ وأَطَلتَ الإِمهالَ،وأَخَّرتَ وأَنتَ مُستَطیعٌ لِلمُعاجَلَةِ،وتَأَنَّیتَ وأَنتَ مَلِیءٌ بِالمُبادَرَةِ.لَم تَکُن أناتُکَ عَجزاً ولا إمهالُکَ وَهناً ولا إمساکُکَ غَفلَةً،ولا إنظارُکَ مُداراةً، بَل لِتَکونَ حُجَّتُکَ الأَبلَغَ،وکَرَمُکَ الأَکمَلَ،وإحسانُکَ الأَوفی،ونِعمَتُکَ الأَتَمَّ،وکُلُّ ذلِکَ کانَ ولَم تَزَل،وهُوَ کائِنٌ ولا یَزولُ.

نِعمَتُکَ أجَلُّ مِن أن توصَف بِکُلِّها،ومَجدُکَ أرفَعُ مِن أن یُحَدَّ بِکُنهِهِ،ونِعمَتُکَ أکثَرُ مِن أن تُحصی بِأَسرِها،وإحسانُکَ أکثَرُ مِن أن تُشکَرَ عَلی أقَلِّهِ،وقَد قَصَّرَ بِیَ السُّکوتُ عَن تَحمِیدِکَ،وفَهَّهَنِی (3)الإِمساکُ عَن تَمجیدِکَ،وقُصارایَ السُّکوتُ عَن تَحمیدِکَ بِما

ص:183


1- .فی المصدر:«الشَّقاء»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- الحَیْف:الجور والظلم (النهایة:ج 1 ص 469).
3- فَههت:أی عییت.والفَهُّ:الکلیل اللسان العَییّ عن حاجته (لسان العرب:ج 13 ص 525).

تَستَحِقُّهُ،ونِهایَتِی الإِمساکُ عَن تَمجیدِکَ بِما أنتَ أهلُهُ،لا رَغبَةً یا إلهی عَنکَ بَل عَجزاً، فَهأنذا یا إلهی أؤُمُّکَ بِالوِفادَةِ،وأَسأَ لُکَ حُسنَ الرِّفادَةِ. (1)فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاسمَع نَجوایَ وَاستَجِب دُعائی،ولاتَختِم یَومی بِخَیبَتی ولاتَجبَهنی بِالرَّدِّ فی مَسأَلَتی،وأَکرِم مِن عِندِکَ مُنصَرَفی وإلَیکَ مُنقَلَبی،إنَّکَ غَیرُ ضائِقٍ عَمّا تُریدُ ولا عاجِزٍ عَمّا تُسأَلُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (2)

راجع:ص 229 (دعواتُ شهر الحجّة/الدعوات المأثورة لیوم الأضحی).

ص:184


1- .الرِفْد:العَطاء والصِلَة (الصحاح:ج 2 ص 475).
2- مصباح المتهجّد:ص 369 ح 500، الصحیفة السجّادیّة:ص 181 الدعاء 46 [2] وفیه«دعاؤه للعیدین والجمعة»،جمال الاُسبوع:ص 262 [3] عن المتوکّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،المصباح للکفعمی:ص 572، [4]البلد الأمین:ص 490.

الفَصلُ السابع والعشرون:دَعَواتُ شَهرِ ذِی الحِجَّةِ

1/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی العَشرِ الاُوَلُ مِن ذِی الحِجَّةِ

1/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی العَشرِ الاُوَلُ مِن ذِی الحِجَّةِ (1)

1949.الإمام علیّ علیه السلام: مَن قالَ کُلَّ یَومٍ مِن أیّامِ العَشرِ هذَا التَّهلیلَ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ اللَّیالی وَالدُّهورِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ أمواجِ البُحورِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ ورَحمَتُهُ خَیرٌ مِمّا یَجمَعونَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ الشَّوکِ وَالشَّجرِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ الشَّعرِ وَالوَبَرِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ الحَجَرِ وَالمَدَرِ.

لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ لَمحِ العُیونِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ فِی اللَّیلِ إذا عَسعَسَ وَالصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ، لا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ الرِّیاحِ وَالبَراری وَالصُّخورِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ مِنَ الیَومِ إلی یَومِ یُنفَخُ فِی الصُّورِ».

ص:185


1- عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:قالَ لی أبی،مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیهما السلام:یا بُنَیَّ،لا تَترُکَنَّ أن تُصَلِّیَ کُلَّ لَیلَةٍ بَینَ المَغرِبِ وَالعِشاءِ الآخِرَةِ مِن لَیالی عَشرِ ذِی الحِجَّةِ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مَرَّةً واحِدَةً،وهذِهِ الآیَةَ:«وَوَ عَدْنَا مُوسَی ثَلَثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلِةً وَقَالَ مُوسَی لأَِخِیهِ هَرُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ»(الأعراف:142)، [1]فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ شارَکتَ الحاجَّ فی ثَوابِهِم وإن لَم تَحُجَّ (الإقبال:ج 2 ص 35 [2] عن الحسن بن علیّ الجعفری عن أبیه). وقال رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما مِن أیّامٍ أعظَمَ عِندَ اللّهِ،ولا أحَبَّ إلَیهِ مِنَ العَمَلِ فیهِنَّ،مِن هذِهِ الأَیّامِ العَشرِ،فَأَکثِروا فیهِنَّ مِنَ التَّهلیلِ وَالتَّکبیرِ وَالتَّحمیدِ (مسند ابن حنبل:ج 2 ص 365 ح 5447، [3]فضائل الأوقات للبیهقی:ص 91 ح 212).

أعطاهُ اللّهُ عز و جل بِکُلِّ تَهلیلَةٍ دَرَجَةً فِی الجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَالیاقوتِ.... (1)

1950.مصباح المتهجّد عن أبی حمزة الثمالی: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ مِن أوَّلِ عَشرِ ذِی الحِجَّةِ إلی عَشِیَّةِ (2)عَرَفَةَ فی دُبُرِ الصُّبحِ وقَبلَ المَغرِبِ،یَقولُ:

اللّهُمَّ هذِهِ الأَیّامُ الَّتی فَضَّلتَها عَلَی الأَیّامِ وشَرَّفتَها،قَد بَلَّغتَنیها بِمَنِّکَ ورَحمَتِکَ، فَأَنزِل عَلَینا مِن بَرَکاتِکَ وأَوسِع عَلَینا فیها مِن نَعمائِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَهدِیَنا فیها لِسَبیلِ الهُدی وَالعَفافِ وَالغِنی،وَالعَمَلِ فیها بِما تُحِبُّ وتَرضی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،ویا سامِعَ کُلِّ نَجوی،ویا شاهِدَ کُلِّ مَلَإٍ،ویا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَکشِفَ عَنّا فیهَا البَلاءَ، وتَستَجیبَ لَنا فیهَا الدُّعاءَ،وتُقَوِّیَنا فیها وتُعینَنا وتُوَفِّقَنا فیها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضی، وعَلی مَا افتَرَضتَ عَلَینا مِن طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ وأَهلِ وِلایَتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَهَبَ لَنا فیهَا الرِّضا إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،ولا تَحرِمنا خَیرَ ما تُنزِلُ فیها مِنَ السَّماءِ،وطَهِّرنا مِنَ الذُّنوبِ یا عَلّامَ الغُیوبِ،وأَوجِب لَنا فیها دارَ الخُلودِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَترُک لَنا فیها ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّا فَرَّجتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا غائِباً إلّاأدَّیتَهُ (3)،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَهِ إلّا سَهَّلتَها ویَسَّرتَها إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ یا عالِمَ الخَفِیّاتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا رَبَّ الأَرَضینَ

ص:186


1- .الإقبال:ج 2 ص 47، ثواب الأعمال:ص 97 ح 1،المزار الکبیر:ص 441،المصباح للکفعمی:ص 874، [2]البلد الأمین:ص 245 [3] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 97 ص 120 ح 1.
2- العَشِیُّ:آخِر النهار،فإذا قلتَ:عَشِیَّة فهی لیومٍ واحدٍ.(ترتیب العین:ص 546«عشو»).
3- هکذا فی المصدر،وفی الإقبال:«أدنَیتَهُ»وهو الأنسب.

وَالسَّماواتِ،یا مَن لا تَتَشابَهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا فیها مِن عُتَقائِکَ وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ،وَالفائِزینَ بِجَنَّتِکَ النّاجینَ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ وسَلَّمَ عَلَیهِم تَسلیماً. (1)

راجع:ج 1 ص 51 ح 73.

2/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلَیلَةِ عَرَفَةَ

1951.الإقبال عن امّ الفیض مولاة عبد الملک بن مروان: سَمِعتُ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ یَقولُ:ما مِن عَبدٍ ولا أمَةٍ دَعا لَیلَةَ عَرَفَةَ بِهذَا الدُّعاءِ-وهِیَ عَشرُ کَلِمٍ-ألفَ مَرَّةٍ،لَم یَسأَلِ اللّهَ عز و جل شَیئاً إلّاأعطاهُ،إلّاقَطیعَةَ رَحِمٍ أو إثمٍ:

سُبحانَ مَن فِی السَّماءِ عَرشُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی الأَرضِ سَطوَتُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی البَحرِ سَبیلُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی النّارِ سُلطانُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی الجَنَّةِ رَحمَتُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی القُبورِ قَضاؤُهُ،سُبحانَ الَّذی فِی الهَواءِ أمرُهُ،سُبحانَ الَّذی رَفَعَ السَّماءَ،سُبحانَ الَّذی وَضَعَ الأَرضَ،سُبحانَ مَن لا مَنجی مِنهُ إلّاإلَیهِ.

قالَت امُّ الفَیضِ:قُلتُ لِابنِ مَسعودٍ:عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله؟قالَ:نَعَم. (2)

1952.الإقبال: رُوِیَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ علیه السلام یَرفَعُهُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أنَّهُ قالَ:مَن دَعا بِهِ فی لَیلَةِ عَرَفَةَ أو لَیالِی الجُمَعِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ.وَالدُّعاءُ:

اللّهُمَّ یا شاهِدَ کُلِّ نَجوی،ومَوضِعَ کُلِّ شَکوی،وعالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ،ومُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ، یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَی العِبادِ،یا کَریمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا جَوادُ،یا مَن

ص:187


1- .مصباح المتهجّد:ص 672 ح 734، المزار الکبیر:ص 443،الإقبال:ج 2 ص 45.
2- الإقبال:ج 2 ص 56، المصباح للکفعمی:ص 876 وراجع المعجم الکبیر:ج 10 ص 227 ح 10554،الدعاء للطبرانی:ص 274 ح 876 ومسند أبی یعلی:ج 5 ص 17 ح 5364 وفضائل الأوقات للبیهقی:ص 105 ح 246 وکنز العمّال:ج 5 ص 75 ح 12111.

لا یُواری مِنهُ لَیلٌ داجٍ،ولا بَحرٌ عَجّاجٌ،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا ظُلَمٌ ذاتُ ارتِتاجٍ،یا مَنِ الظُّلمَةُ عِندَهُ ضِیاءٌ،أسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الکَریمِ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلجَبَلِ فَجَعَلتَهُ دَکّاً وخَرَّ موسی صَعِقاً،وبِاسمِکَ الَّذی رَفَعتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَدٍ،وسَطَحتَ بِهِ الأَرضَ عَلی وَجهِ ماءٍ جَمَدٍ،وبِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ المَکتوبِ الطّاهِرِ،الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ،وبِاسمِکَ السُّبّوحِ القُدّوسِ البُرهانِ،الَّذی هُوَ نورٌ عَلی کُلِّ نورٍ،ونورٌ مِن نورٍ،یُضیءُ مِنهُ کُلُّ نورٍ،إذا بَلَغَ الأَرضَ انشَقَّت،وإذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَت،وإذا بَلَغَ العَرشَ اهتَزَّ،وبِاسمِکَ الَّذی تَرتَعِدُ مِنهُ فَرائِصُ مَلائِکَتِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِحَقِّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ المُصطَفی صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی جَمیعِ الأَنبِیاءِ وجَمیعِ المَلائِکَةِ،وبِالاِسمِ الَّذی مَشی بِهِ الخِضرُ عَلی قُلَلِ الماءِ کَما مَشی بِهِ عَلی جَدَدِ (1)الأَرضِ،وبِاسمِکَ الَّذی فَلَقتَ بِهِ البَحرَ لِموسی وأَغرَقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ وأَنجَیتَ بِهِ موسَی بنَ عِمرانَ [ ومَن مَعَهُ،وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ موسَی بنُ عِمرانَ] (2)مِن جانِبِ الطّورِ الأَیمَنِ فَاستَجَبتَ لَهُ وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةً مِنکَ،وبِاسمِکَ الَّذی بِهِ أحیا عیسَی بنُ مَریَمَ المَوتی،وتَکَلَّمَ فِی المَهدِ صَبِیّاً،وأَبرَأَ الأَکمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِکَ، وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ،وجَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ،وحَبیبُکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ومَلائِکَتُکَ المُقَرَّبونَ وأَنبِیاؤُکَ المُرسَلونَ،وعِبادُکَ الصّالِحونَ مِن أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ.

وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ ذُو النّونِ إذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أن لَن تَقدِرَ عَلَیهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أن لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،فَاستَجَبتَ لَهُ ونَجَّیتَهُ مِنَ الغَمِّ وکَذلِکَ تُنجِی المُؤمِنینَ،وبِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ داوودُ وخَرَّ لَکَ ساجِداً فَغَفَرتَ لَهُ ذَنبَهُ،وبِاسمِکَ الَّذی دَعَتکَ بِهِ آسِیَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ إذ قالَت: «رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی

ص:188


1- .الجَدَدُ:المُستَوی من الأرض (النهایة:ج 1 ص 245« جدد»).
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من مفاتیح الجنان.

اَلْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ» 1 ،فَاستَجَبتَ لَها دُعاءَها.

وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ أیّوبُ إذ حَلَّ بِهِ البَلاءُ فَعافَیتَهُ وآتَیتَهُ أهلَهُ ومِثلَهُم مَعَهُم؛ رَحمَةً مِنکَ وذِکری لِلعابِدینَ،وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ یَعقوبُ فَرَدَدتَ عَلَیهِ بَصَرَهُ وقُرَّةَ عَینِهِ یوسُفَ وجَمَعتَ شَملَهُ،وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ سُلَیمانُ فَوَهَبتَ لَهُ مُلکاً لا یَنبَغی لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،وبِاسمِکَ الَّذی سَخَّرتَ بِهِ البُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ إذ قالَ تَعالی: «سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی» 2 ،وقَولُهُ: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 3 ،وبِاسمِکَ الَّذی تَنَزَّلَ بِهِ جَبرَئیلُ عَلی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرتَ لَهُ ذَنبَهُ وأَسکَنتَهُ جَنَّتَکَ.

وأَسأَ لُکَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظیمِ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وبِحَقِّ إبراهیمَ،وبِحَقِّ فَصلِکَ یَومَ القَضاءِ،وبِحَقِّ المَوازینِ إذا نُصِبَت وَالصُّحُفِ إذا نُشِرَت،وبِحَقِّ القَلمِ وما جَری وَاللَّوحِ وما أحصی،وبِحَقِّ الاِسمِ الَّذی کَتَبتَهُ عَلی سُرادِقِ العَرشِ قَبلَ خَلقِکَ الخَلقَ وَالدُّنیا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ بِأَلفَی عامٍ،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ فی خَزائِنِکَ الَّذِی استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،لَم یَظهَر عَلَیهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ؛لا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا عَبدٌ مُصطَفیً،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی شَقَقتَ بِهِ البِحارَ وقامَت بِهِ الجِبالُ وَاختَلَفَ بِهِ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،وبِحَقِّ السَّبعِ المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،وبِحَقِّ الکِرامِ الکاتِبینَ،وبِحَقِّ طه ویس وکهیعص وحمعسق،وبِحَقِّ تَوراةِ موسی وإنجیلِ عیسی وزَبورِ داوودَ وفُرقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلی جَمیعِ الرُّسُلِ،وبآهِیّاً شَراهِیّاً. (1)

ص:189


1- کلمة یونانیة أو سریانیة أو عبرانیة وهذا أصحّ؛أی الأزلی الذی لم یزل.وقیل:أی یا حیّ یا قیّوم (انظر ū تاج العروس:ج 19 ص 52«شره»). المضبوط فی نسخ الدعاء«آهِیّاً شَراهِیّاً»....وفی القاموس:أهیا شَراهیا بفتح الهمزة والشین یونانیة أی الأزلی الذی لم یزل،والناس یغلطون ویقولون:آهیا شراهیا وهو خطاء علی ما یزعمه أحبار الیهود (بحار الأنوار:ج 91 ص 379).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ تِلکَ المُناجاةِ الَّتی بَینَکَ وبَینَ موسَی بنِ عِمرانَ فَوقَ جَبَلِ طورِ سَیناءَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی عَلَّمتَهُ مَلَکَ المَوتِ لِقَبضِ الأَرواحِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کُتِبَ عَلی وَرَقِ الزَّیتونِ فَخَضَعَتِ النّیرانُ لِتِلکَ الوَرَقَةِ فَقُلتَ: «یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً» 1 ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَتَبتَهُ عَلی سُرادِقِ المَجدِ وَالکَرامَةِ.

یا مَن لا یُحفیهِ سائِلٌ،ولا یَنقُصُهُ نائِلٌ،یا مَن بِهِ یُستَغاثُ وإلَیهِ یُلجَأُ،أسأَ لُکَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ،وبِاسمِکَ الأَعظَمِ وجَدِّکَ الأَعلی وکَلِماتِکَ التّامّاتِ العُلی.

اللّهُمَّ رَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَت،وَالسَّماءِ وما أظَلَّت،وَالأَرضِ وما أقَلَّت،وَالشَّیاطینِ وما أضَلَّت،وَالبِحارِ وما جَرَت،وبِحَقِّ کُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَیکَ حَقٌّ،وبِحَقِّ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالرّوحانِیّینَ وَالکَروبِیّینَ وَالمُسَبِّحینَ لَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ لا یَفتُرونَ،وبِحَقِّ إبراهیمَ خَلیلِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ وَلِیٍّ یُنادیکَ بَینَ الصَّفا وَالمَروَةِ وتَستَجیبُ لَهُ دُعاءَهُ یا مُجیبُ، أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ وبِهذِهِ الدَّعَواتِ،أن تَغفِرَ لَنا ما قَدَّمنا وما أخَّرنا،وما أسرَرنا وما أعلَنّا،وما أبدَینا وما أخفَینا،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا حافِظَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا قُوَّةَ کُلِّ ضَعیفٍ،یا ناصِرَ کُلِّ مَظلومٍ، یا رازِقَ کُلِّ مَحرومٍ،یا مونِسَ کُلِّ مُستَوحِشٍ،یا صاحِبَ کُلِّ مُسافِرٍ،یا عِمادَ کُلِّ حاضِرٍ،یا غافِرَ کُلِّ ذَنبٍ وخَطیئَةٍ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،

ص:190

یا کاشِفَ کَربِ المَکروبینَ،یا فارِجَ هَمِّ المَهمومینَ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،یا مُنتَهی غایَةِ الطّالِبینَ،یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا رَبَّ العالَمینَ، یا دَیّانَ یَومِ الدّینِ،یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا أقدَرَ القادِرینَ.

اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تورِثُ السَّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَحبِسُ قَطرَ السَّماءِ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَجلِبُ الشَّقاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی لا یَغفِرُها غَیرُکَ یا اللّهُ،وَاحمِل عَنّی کُلَّ تَبِعَةٍ لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً ویُسراً،وأَنزِل یَقینَکَ فی صَدری،ورَجاءَکَ فی قَلبی،حَتّی لا أرجُوَ غَیرَکَ.

اللّهُمَّ احفَظنی وعافِنی فی مَقامی،وَاصحَبنی فی لَیلی ونَهاری،ومِن بَینِ یَدَیَّ وخَلفی، وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،ویَسِّر لِیَ السَّبیلَ،وأَحسِن لِیَ التَّیسیرَ، ولا تَخذُلنی فِی العَسیرِ،وَاهدِنی یا خَیرَ دَلیلٍ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فِی الاُمورِ،ولَقِّنی کُلَّ سُرورٍ،وَاقلِبنی إلی أهلی بِالفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحبوراً فِی العاجِلِ وَالآجِلِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن طَیِّباتِ رِزقِکَ،وَاستَعمِلنی فی طاعَتِکَ، وأَجِرنی مِن عَذابِکَ ونارِکَ،وَاقلِبنی إذا تَوَفَّیتَنی إلی جَنَّتِکَ بِرَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،ومِن تَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن حُلولِ نَقِمَتِکَ،ومِن نُزولِ بَلائِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن جَهدِ البَلاءِ ودَرکِ الشَّقاءِ،ومِن سوءِ القَضاءِ وشَماتَةِ الأَعداءِ،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ،ومِن شَرِّ ما فِی الکِتابِ المُنزَلِ.

اللّهُمَّ لا تَجعَلنی مِنَ الأَشرارِ،ولا مِن أصحابِ النّارِ،ولا تَحرِمنی صُحبَةَ الأَخیارِ،

ص:191

وأَحیِنی حَیاةً طَیِّبَةً،وتَوَفَّنی وَفاةً طَیِّبَةً تُلحِقُنی بِالأَبرارِ،وَارزُقنی مُرافَقَةَ الأَنبِیاءِ فی مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلیکٍ مُقتَدِرٍ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ بَلائِکَ وصُنعِکَ،ولَکَ الحَمدُ عَلَی الإِسلامِ وَالسُّنَّةِ،یا رَبِّ کَما هَدَیتَهُم لِدینِکَ وعَلَّمتَهُم کِتابَکَ فَاهدِنا وعَلِّمنا،ولَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ بَلائِکَ وصُنعِکَ عِندی خاصَّةً،کَما خَلَقتَنی فَأَحسَنتَ خَلقی،وعَلَّمتَنی فَأَحسَنتَ تَعلیمی، وهَدَیتَنی فَأَحسَنتَ هِدایَتی،فَلَکَ الحَمدُ عَلی إنعامِکَ عَلَیَّ قَدیماً وحَدیثاً،فَکَم مِن کَربٍ یا سَیِّدی قَد فَرَّجتَهُ،وکَم مِن غَمٍّ یا سَیِّدی قَد نَفَّستَهُ،وکَم مِن هَمٍّ یا سَیِّدی قَد کَشَفتَهُ،وکَم مِن بَلاءٍ یا سَیِّدی قَد صَرَفتَهُ،وکَم مِن عَیبٍ یا سَیِّدی قَد سَتَرتَهُ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ حالٍ فی کُلِّ مَثویً وزَمانٍ،ومُنقَلَبٍ ومَقامٍ،وعَلی هذِهِ الحالِ وکُلِّ حالٍ.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِن أفضَلِ عِبادِکَ نَصیباً فی هذَا الیَومِ (1)؛مِن خَیرٍ تَقسِمُهُ،أو ضُرٍّ تَکشِفُهُ،أو سوءٍ تَصرِفُهُ،أو بَلاءٍ تَدفَعُهُ،أو خَیرٍ تَسوقُهُ،أو رَحمَةٍ تَنشُرُها،أو عافِیَةٍ تُلبِسُها،فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِیَدِکَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَنتَ الواحِدُ الکَریمُ المُعطِی الَّذی لا یُرَدُّ سائِلُهُ،ولا یُخَیَّبُ آمِلُهُ،ولا یَنقُصُ نائِلُهُ،ولا یَنفَدُ ما عِندَهُ بَل یَزدادُ کَثرَةً وطیباً وعَطاءً وجوداً،وَارزُقنی مِن خَزائِنِکَ الَّتی لا تَفنی،ومِن رَحمَتِکَ الواسِعَةِ،إنَّ عَطاءَکَ لَم یَکُن مَحظوراً،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

3/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله لِیَومِ عَرَفَةَ

1953.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَیرُ الدُّعاءِ دُعاءُ یَومِ عَرَفَةَ،وخَیرُ ما قُلتُ أنَا وَالنَّبِیّونَ مِن قَبلی:

ص:192


1- .فی هذِهِ اللَّیلَةِ (خ ل).
2- الإقبال:ج 2 ص 50.

لا إله إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ (1)،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

1954.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءَ یَومِ عَرَفَةَ،وهُوَ دُعاءُ مَن کانَ قَبلی مِنَ الأَنبِیاءِ علیهم السلام؟قالَ:تَقولُ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کَالَّذی تَقولُ،وخَیراً مِمّا نَقولُ،وفَوقَ ما یَقولُ القائِلونَ.

اللّهُمَّ لَکَ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی،ولَکَ بَراءَتی،وبِکَ حَولی،ومِنکَ قُوَّتی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ،ومِن وَساوِسِ الصُّدورِ،ومِن شَتاتِ الأَمرِ،ومِن عَذابِ القَبرِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ الرِّیاحِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَجیءُ بِهِ الرِّیاحُ،وأَسأَ لُکَ خَیرَ اللَّیلِ وخَیرَ النَّهارِ.

اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نوراً،وفی سَمعی وبَصَری نوراً،و[ فی] (3)لَحمی ودَمی وعِظامی وعُروقی ومَقعَدی ومَقامی ومَدخَلی ومَخرَجی نوراً،وأَعظِم لی نوراً یا رَبِّ یَومَ ألقَاکَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

1955.المعجم الصغیر عن ابن عبّاس: کانَ مِمّا دَعا بِهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَشِیَّةَ عَرَفَةَ:

ص:193


1- .زاد فی شعب الإیمان هنا:«یحیی ویمیت،بیده الخیر».
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 572 ح 3585 عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،الدعاء للطبرانی:ص 273 ح 874 عن خلیفة بن حصین عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،و ص 274 ح 875 عن ابن عمر،شعب الإیمان:ج 3 ص 462 ح 4072 [2] عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 5 ص 66 ح 12078.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من الإقبال.
4- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 183 ح 612،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 542 ح 3135 عن معاویة بن عمّار،الإقبال:ج 2 ص 72، مصباح المتهجّد:ص 688 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 215 ح 3.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعلَمُ سِرّی وعَلانِیَتی،ولا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری،أنَا البائِسُ الفَقیرُ،المُستَغیثُ المُستَجیرُ،الوَجِلُ المُشفِقُ،المُقِرُّ المُعتَرِفُ بِذَنبِهِ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ،وأَبتَهِلُ إلَیکَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّلیلِ،وأَدعوکَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّریرِ،مَن خَضَعَت لَکَ رَقَبَتُهُ،وذَلَّ جَسَدُهُ،ورَغِمَ أنفُهُ.اللّهُمَّ لا تَجعَلنی بِدُعائِکَ شَقِیّاً،وکُن بی رَؤوفاً رَحیماً،یا خَیرَ المَسؤولینَ،ویا خَیرَ المُعطینَ. (1)

راجع:ص 293 (دعوات الحجّ/الدعوات المأثورة عند الوقوف بعرفات/الأدعیة المأثورة عن النبیّ صلی الله علیه و آله ).

4/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام لِیَومِ عَرَفَةَ

الف-الدُّعاءُ الأَوَّلُ

1956.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ یَومَ عَرَفَةَ-:

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،رَبَّ الأَربابِ،وإلهَ کُلِّ مَألُوهٍ،وخالِقَ کُلِّ مَخلوقٍ،ووارِثَ کُلِّ شَیءٍ،لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،ولا یَعزُبُ عَنهُ عِلمُ شَیءٍ،وهُوَ بِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ،وهُوَ عَلَی کُلِّ شَیءٍ رَقیبٌ.

أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الأَحَدُ المُتَوَحِّدُ الفَردُ المُتَفَرِّدُ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ، الکَریمُ المُتَکَرِّمُ،العَظیمُ المُتَعَظِّمُ،الکَبیرُ المُتَکَبِّرُ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،العَلِیُّ المُتَعالِ،الشَّدیدُ المِحالِ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،العَلیمُ الحَکیمُ.

وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،السَّمیعُ البَصیرُ،القَدیمُ الخَبیرُ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ، الکَریمُ الأَکرَمُ،الدّائِمُ الأَدوَمُ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الأَوَّلُ قَبلَ کُلِّ أحَدٍ،وَالآخِرُ بَعدَ

ص:194


1- .المعجم الصغیر:ص 1 ح 247،المعجم الکبیر:ج 11 ص 140 ح 11405،الدعاء للطبرانی:ص 274 ح 877،تاریخ بغداد:ج 6 ص 163 وفیها«فی حجّة الوداع»بدل«عشیة عرفة»،کنز العمّال:ج 2 ص 175 ح 3614.

کُلِّ عَدَدٍ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الدّانی فی عُلُوِّهِ،وَالعالی فی دُنُوِّهِ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ،ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ،وَالکِبرِیاءِ وَالحَمدِ.وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الَّذی أنشَأتَ الأَشیاءَ مِن غَیرِ سِنخٍ (1)،وصَوَّرتَ ما صَوَّرتَ مِن غَیرِ مِثالٍ،وَابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بِلَا احتِذاءٍ.

أنتَ الَّذی قَدَّرتَ کُلَّ شَیءٍ تَقدیراً،ویَسَّرتَ کُلَّ شَیءٍ تَیسیراً،ودَبَّرتَ ما دونَکَ تَدبیراً.أنتَ الَّذی لَم یُعِنکَ عَلی خَلقِکَ شَریکٌ،ولَم یُوازِرکَ فی أمرِکَ وَزیرٌ،ولَم یَکُن لَکَ مُشاهِدٌ ولا نَظیرٌ.أنتَ الَّذی أرَدتَ فَکانَ حَتماً ما أرَدتَ،وقَضَیتَ فَکانَ عَدلاً ما قَضَیتَ،وحَکَمتَ فَکانَ نَصَفاً ما حَکَمتَ.أنتَ الَّذی لا یَحویکَ مَکانٌ،ولَم یَقُم لِسُلطانِکَ سُلطانٌ،ولَم یُعیِکَ بُرهانٌ ولا بَیانٌ.أنتَ الَّذی أحصَیتَ کُلَّ شَیءٍ عَدَداً، وجَعَلتَ لِکُلِّ شَیءٍ أمَداً،وقَدَّرتَ کُلَّ شَیءٍ تَقدیراً.أنتَ الَّذی قَصُرَتِ الأَوهامُ عَن ذاتِیَّتِکَ،وعَجَزَتِ الأَفهامُ عَن کَیفِیَّتِکَ،ولَم تُدرِکِ الأَبصارُ مَوضِعَ أینِیَّتِکَ.أنتَ الَّذی لا تُحَدُّ فَتَکونَ مَحدوداً،ولَم تُمَثَّل فَتَکونَ مَوجوداً،ولَم تَلِد فَتَکونَ مَولوداً.أنتَ الَّذی لا ضِدَّ مَعَکَ فَیُعانِدَکَ،ولا عِدلَ لَکَ فَیُکاثِرَکَ،ولا نِدَّ لَکَ فَیُعارِضَکَ.أنتَ الَّذِی ابتَدَأَ وَاختَرَعَ،وَاستَحدَثَ وَابتَدَعَ،وأَحسَنَ صُنعَ ما صَنَعَ.

سُبحانَکَ ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَسنی فِی الأَماکِنِ مَکانَکَ،وأَصدَعَ بِالحَقِّ فُرقانَکَ ! سُبحانَکَ مِن لَطیفٍ ما ألطَفَکَ،ورَؤُوفٍ ما أرأَفَکَ،وحَکیمٍ ما أعرَفَکَ ! سُبحانَکَ مِن مَلیکٍ ما أمنَعَکَ،وجَوادٍ ما أوسَعَکَ،ورَفیعٍ ما أرفَعَکَ،ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ وَالکِبرِیاءِ وَالحَمدِ ! سُبحانَکَ بَسَطتَ بِالخَیراتِ یَدَکَ،وعُرِفَتِ الهِدایَةُ مِن عِندِکَ،فَمَنِ التَمَسَکَ لِدِینٍ أو دُنیا وَجَدَکَ ! سُبحانَکَ خَضَعَ لَکَ مَن جَری فی عِلمِکَ،وخَشَعَ لِعَظَمَتِکَ ما دونَ عَرشِکَ،وَانقادَ لِلتَّسلیمِ لَکَ کُلُّ خَلقِکَ.سُبحانَکَ لا تُحَسُّ ولا تُجَسُّ ولا تُمَسُّ،ولا تُکادُ

ص:195


1- .السِّنخُ:الأصل (النهایة:ج 2 ص 408«سنخ»).

ولا تُماطُ،ولا تُنازَعُ ولا تُجاری ولا تُماری،ولا تُخادَعُ ولا تُماکَرُ ! سُبحانَکَ سَبیلُکَ جَدَدٌ،وأَمرُکَ رَشَدٌ،وأَنتَ حَیٌّ صَمَدٌ ! سُبحانَکَ قَولُکَ حُکمٌ،وقَضاؤُکَ حَتمٌ،وإرادَتُکَ عَزمٌ ! سُبحانَکَ لا رادَّ لِمَشِیَّتِکَ،ولا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِکَ ! سُبحانَکَ باهِرَ الآیاتِ،فاطِرَ السَّماواتِ،بارِئَ النَّسَماتِ،لَکَ الحَمدُ حَمداً یَدومُ بِدَوامِکَ.

ولَکَ الحَمدُ حَمداً خالِداً بِنِعمَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً یُوازی صُنعَکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً یَزیدُ عَلَی رِضاکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً مَعَ حَمدِ کُلِّ حامِدٍ،وشُکراً یَقصُرُ عَنهُ شُکرُ کُلِّ شاکِرٍ.حَمداً لا یَنبَغی إلّالَکَ،ولا یُتَقَرَّبُ بِهِ إلّاإلَیکَ.حَمداً یُستَدامُ بِهِ الأَوَّلُ، ویُستَدعی بِهِ دَوامُ الآخِرِ.حَمداً یَتَضاعَفُ عَلَی کُرورِ الأَزمِنَةِ،ویَتَزایَدُ أضعافاً مُتَرادِفَةً.

حَمداً یَعجِزُ عَن إحصائِهِ الحَفَظَةُ،ویَزیدُ عَلی ما أحصَتهُ فی کِتابِکَ الکَتَبَةُ.حَمداً یُوازِنُ عَرشَکَ المَجیدَ ویُعادِلُ کُرسِیَّکَ الرَّفیعَ.حَمداً یَکمُلُ لَدَیکَ ثَوابُهُ،ویَستَغرِقُ کُلَّ جَزاءٍ جَزاؤُهُ.حَمداً ظاهِرُهُ وَفقٌ لِباطِنِهِ،وباطِنُهُ وَفقٌ لِصِدقِ النِّیَّةِ.حَمداً لَم یَحمَدکَ خَلقٌ مِثلَهُ، ولا یَعرِفُ أحَدٌ سِواکَ فَضلَهُ.حَمداً یُعانُ مَنِ اجتَهَدَ فی تَعدیدِهِ،ویُؤَیَّدُ مَن أغرَقَ نَزعاً فی تَوفِیَتِهِ.حَمداً یَجمَعُ ما خَلَقتَ مِنَ الحَمدِ،ویَنتَظِمُ ما أنتَ خالِقُهُ مِن بَعدُ.حَمداً لا حَمدَ أقرَبُ إلی قَولِکَ مِنهُ،ولا أحمَدَ مِمَّن یَحمَدُکَ بِهِ.حَمداً یوجِبُ بِکَرَمِکَ المَزیدَ بِوُفورِهِ، وتَصِلُهُ بِمَزیدٍ بَعدَ مَزیدٍ طَولاً مِنکَ.حَمداً یَجِبُ لِکَرَمِ وَجهِکَ،ویُقابِلُ عِزَّ جَلالِکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،المُنتَجَبِ المُصطَفَی المُکَرَّمِ المُقَرَّبِ،أفضَلَ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِ أتَمَّ بَرَکاتِکَ،وتَرَحَّم عَلَیهِ أمتَعَ رَحَماتِکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً زاکِیَةً لا تَکونُ صَلاةٌ أزکی مِنها،وصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً نامِیَةً لا تَکونُ صَلاةٌ أنمی مِنها،وصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً راضِیَةً لا تَکونُ صَلاةٌ فَوقَها.

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تُرضیهِ وتَزیدُ عَلی رِضاهُ،وصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً تُرضیکَ وتَزیدُ عَلی رِضاکَ لَهُ،وصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً لا تَرضی لَهُ إلّابِها،ولا تَری غَیرَهُ لَها أهلاً.

ص:196

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تُجاوِزُ رِضوانَکَ،ویَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِکَ،ولا یَنفَدُ کَما لا تَنفَدُ کَلِماتُکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تَنتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِکَتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ،وتَشتَمِلُ عَلی صَلَواتِ عِبادِکَ مِن جِنِّکَ وإنسِکَ وأَهلِ إجابَتِکَ،وتَجتَمِعُ عَلی صَلاةِ کُلِّ مَن ذَرَأتَ وبَرَأتَ مِن أصنافِ خَلقِکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وآلِهِ،صَلاةً تُحیطُ بِکُلِّ صَلاةٍ سالِفَةٍ ومُستَأنَفَةٍ،وصَلِّ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ صَلاةً مَرضِیَّةً لَکَ ولِمَن دونَکَ،وتُنشِئُ مَعَ ذلِکَ صَلَواتٍ تُضاعِفُ مَعَها تِلکَ الصَّلَواتِ عِندَها،وتَزیدُها عَلی کُرورِ الأَیّامِ زِیادَةً فی تَضاعیفَ لا یَعُدُّها غَیرُکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلی أطائِبِ أهلِ بَیتِهِ الَّذینَ اختَرتَهُم لِأَمرِکَ،وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِکَ، وحَفَظَةَ دینِکَ،وخُلَفاءَکَ فی أرضِکَ،وحُجَجَکَ عَلی عِبادِکَ،وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهیراً بِإِرادَتِکَ،وجَعَلتَهُمُ الوَسیلَةَ إلَیکَ،وَالمَسلَکَ إلی جَنَّتِکَ،رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تُجزِلُ لَهُم بِها مِن نِحَلِکَ وکَرامَتِکَ،وتُکمِلُ لَهُمُ الأَشیاءَ مِن عَطایاکَ ونَوافِلِکَ،وتُوَفِّرُ عَلَیهِمُ الحَظَّ مِن عَوائِدِکَ وفَوائِدِکَ.

رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وعَلَیهِم صَلاةً لا أمَدَ فی أوَّلِها،ولا غایَةَ لِأَمَدِها،ولا نِهایَةَ لِآخِرِها.

رَبِّ صَلِّ عَلَیهِم زِنَةَ عَرشِکَ وما دونَهُ،ومِلءَ سَماواتِکَ وما فَوقَهُنَّ،وعَدَدَ أرَضیکَ وما تَحتَهُنَّ وما بَینَهُنَّ،صَلاةً تُقَرِّبُهُم مِنکَ زُلفی،وتَکونُ لَکَ ولَهُم رِضیً،ومُتَّصِلَةً بِنَظائِرِهِنَّ أبَداً.

اللّهُمَّ إنَّکَ أیَّدتَ دینَکَ فی کُلِّ أوانٍ بِإِمامٍ أقَمتَهُ عَلَماً لِعِبادِکَ ومَناراً فی بِلادِکَ،بَعدَ أن وَصَلتَ حَبلَهُ بِحَبلِکَ،وجَعَلتَهُ الذَّریعَةَ إلی رِضوانِکَ،وَافتَرَضتَ طاعَتَهُ،وحَذَّرتَ مَعصِیَتَهُ،وأَمَرتَ بِامتِثالِ أوامِرِهِ،وَالاِنتِهاءِ عِندَ نَهیِهِ،وأَلّا یَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ولا یَتَأَخَّرَ عَنهُ مُتَأَخِّرٌ،فَهُوَ عِصمَةُ اللّائِذینَ،وکَهفُ المُؤمِنینَ وعُروَةُ المُتَمَسِّکینَ،وبَهاءُ العالَمینَ.

ص:197

اللّهُمَّ فَأَوزِع لِوَلِیِّکَ شُکرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیهِ،وأَوزِعنا مِثلَهُ فیهِ،وآتِهِ مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،وَافتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً،وأَعِنهُ بِرُکنِکَ الأَعَزِّ،وَاشدُد أزرَهُ،وقَوِّ عَضُدَهُ، وراعِهِ بِعَینِکَ،وَاحمِهِ بِحِفظِکَ،وَانصُرهُ بِمَلائِکَتِکَ،وَامدُدهُ بِجُندِکَ الأَغلَبِ،وأَقِم بِهِ کِتابَکَ وحُدودَکَ وشَرائِعَکَ وسُنَنَ رَسولِکَ صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَحیِ بِهِ ما أماتَهُ الظّالِمونَ مِن مَعالِمِ دینِکَ،وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَریقَتِکَ،وأَبِن بِهِ الضَّرّاءَ مِن سَبیلِکَ،وأَزِل بِهِ النّاکِبینَ عَن صِراطِکَ،وَامحَق بِهِ بُغاةَ قَصدِکَ عِوَجاً،وأَلِن جانِبَهُ لِأَولِیائِکَ،وَابسُط یَدَهُ عَلی أعدائِکَ،وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ وتَعَطُّفَهُ وتَحَنُّنَهُ،وَاجعَلنا لَهُ سامِعینَ مُطیعینَ،وفی رِضاهُ ساعینَ،وإلی نُصرَتِهِ والمُدافَعَةِ عَنهُ مُکنِفینَ،وإلَیکَ وإلی رَسولِکَ-صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وآلِهِ-بِذلِکَ مُتَقَرِّبینَ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی أولِیائِهِمُ المُعتَرِفینَ بِمَقامِهِمُ،المُتَّبِعینَ مَنهَجَهُمُ،المُقتَفینَ آثارَهُمُ، المُستَمسِکینَ بِعُروَتِهِمُ،المُتَمَسِّکینَ بِوِلایَتِهِمُ،المُؤتَمّینَ بِإِمامَتِهِمُ،المُسَلِّمینَ لِأَمرِهِمُ، المُجتَهِدینَ فی طاعَتِهِمُ،المُنتَظِرینَ أیّامَهُمُ،المادّینَ إلَیهِم أعیُنَهُمُ،الصَّلَواتِ المُبارَکاتِ الزّاکیاتِ النّامیاتِ الغادِیاتِ الرّائِحاتِ،وسَلِّم عَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم،وَاجمَع عَلَی التَّقوی أمرَهُم،وأَصلِح لَهُم شُؤونَهُم،وتُب عَلَیهِم،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،وخَیرُ الغافِرینَ، وَاجعَلنا مَعَهُم فی دارِ السَّلامِ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ هذا یَومُ عَرَفَةَ یَومٌ شَرَّفتَهُ وکَرَّمتَهُ وعَظَّمتَهُ،نَشَرتَ فیهِ رَحمَتَکَ،ومَنَنتَ فیهِ بِعَفوِکَ،وأَجزَلتَ فیهِ عَطِیَّتَکَ،وتَفَضَّلتَ بِهِ عَلی عِبادِکَ.

اللّهُمَّ وأَ نَا عَبدُکَ الَّذی أنعَمتَ عَلَیهِ قَبلَ خَلقِکَ لَهُ وبَعدَ خَلقِکَ إیّاهُ،فَجَعَلتَهُ مِمَّن هَدَیتَهُ لِدینِکَ،ووَفَّقتَهُ لِحَقِّکَ،وعَصَمتَهُ بِحَبلِکَ،وأَدخَلتَهُ فی حِزبِکَ،وأَرشَدتَهُ لِمُوالاةِ أولِیائِکَ،ومُعاداةِ أعدائِکَ.ثُمَّ أمَرتَهُ فَلَم یَأتَمِر،وزَجَرتَهُ فَلَم یَنزَجِر،ونَهَیتَهُ عَن مَعصِیَتِکَ فَخالَفَ أمرَکَ إلی نَهیِکَ،لا مُعانَدَةً لَکَ،ولَا استِکباراً عَلَیکَ،بَل دَعاهُ هَواهُ إلی

ص:198

ما زَیَّلتَهُ وإلی ما حَذَّرتَهُ،وأَعانَهُ عَلی ذلِکَ عَدُوُّکَ وعَدُوُّهُ،فَأَقدَمَ عَلَیهِ عارِفاً بِوَعیدِکَ، راجِیاً لِعَفوِکَ،واثِقاً بِتَجاوُزِکَ،وکانَ أحَقَّ عِبادِکَ مَعَ ما مَنَنتَ عَلَیهِ ألّا یَفعَلَ.

وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ صاغِراً ذَلیلاً خاضِعاً خاشِعاً خائِفاً،مُعتَرِفاً بِعَظیمٍ مِنَ الذُّنوبِ تَحَمَّلتُهُ،وجَلیلٍ مِنَ الخَطایَا اجتَرَمتُهُ،مُستَجیراً بِصَفحِکَ،لائِذاً بِرَحمَتِکَ،موقِناً أنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ مُجیرٌ،ولا یَمنَعُنی مِنکَ مانِعٌ.

فَعُد عَلَیَّ بِما تَعودُ بِهِ عَلی مَنِ اقتَرَفَ مِن تَغَمُّدِکَ،وجُد عَلَیَّ بِما تَجودُ بِهِ عَلی مَن ألقی بِیَدِهِ إلَیکَ مِن عَفوِکَ،وَامنُن عَلَیَّ بِما لا یَتَعاظَمُکَ أن تَمُنَّ بِهِ عَلی مَن أمَّلَکَ مِن غُفرانِکَ، وَاجعَل لی فی هذَا الیَومِ نَصیباً أنالُ بِهِ حَظّاً مِن رِضوانِکَ،ولا تَرُدَّنی صِفراً مِمّا یَنقَلِبُ بِهِ المُتَعَبِّدونَ لَکَ مِن عِبادِکَ،وإنّی وإن لَم اقَدِّم ما قَدَّموهُ مِنَ الصّالِحاتِ فَقَد قَدَّمتُ تَوحیدَکَ ونَفیَ الأَضدادِ وَالأَندادِ وَالأَشباهِ عَنکَ،وأَتَیتُکَ مِنَ الأَبوابِ الَّتی أمَرتَ أن تُؤتی مِنها، وتَقَرَّبتُ إلَیکَ بِما لا یَقرُبُ أحَدٌ مِنکَ إلّابِالتَّقَرُّبِ بِهِ،ثُمَّ أتبَعتُ ذلِکَ بِالإِنابَةِ إلَیکَ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاِستِکانَةِ لَکَ،وحُسنِ الظَّنِّ بِکَ،وَالثِّقَةِ بِما عِندَکَ،وشَفَعتُهُ بِرَجائِکَ الَّذی قَلَّ ما یَخیبُ عَلَیهِ راجیکَ.وسَأَلتُکَ مَسأَلَةَ الحَقیرِ الذَّلیلِ البائِسِ الفَقیرِ الخائِفِ المُستَجیرِ،ومَعَ ذلِکَ خیفَةً وتَضَرُّعاً وتَعَوُّذاً وتَلَوُّذاً،لا مُستَطیلاً بِتَکَبُّرِ المُتَکَبِّرینَ،ولا مُتَعالِیاً بِدالَّةِ المُطیعینَ،ولا مُستَطیلاً بِشَفاعَةِ الشّافِعینَ،وأَ نَا بَعدُ أقَلُّ الأَقَلّینَ وأَذَلُّ الأَذَلّینَ،ومِثلُ الذَّرَّةِ أو دونَها.

فَیامَن لَم یُعاجِلِ المُسیئینَ،ولا یَندَهُ المُترَفینَ،ویا مَن یَمُنُّ بِإِقالَةِ العاثِرینَ،ویَتَفَضَّلُ بِإِنظارِ الخاطِئینَ؛أنا المُسیءُ المُعتَرِفُ،الخاطِئُ العاثِرُ،أنَا الَّذی أقدَمَ عَلَیکَ مُجتَرِئاً،أنَا الَّذی عَصاکَ مُتَعَمِّداً،أنَا الَّذِی استَخفی مِن عِبادِکَ وبارَزَکَ،أنَا الَّذی هابَ عِبادَکَ وأَمِنَکَ، أنَا الَّذی لَم یَرهَب سَطوَتَکَ،ولَم یَخَف بَأسَکَ،أنَا الجَانی عَلی نَفسِهِ،أنَا المُرتَهَنُ بِبَلِیَّتِهِ،أنَا القَلیلُ الحَیاءِ،أنا الطَّویلُ العَناءِ،بِحَقِّ مَنِ انتَجَبتَ مِن خَلقِکَ،وبِمَنِ

ص:199

اصطَفَیتَهُ لِنَفسِکَ،بِحَقِّ مَنِ اختَرتَ مِن بَرِیَّتِکَ،ومَنِ اجتَبَیتَ لِشَأنِکَ،بِحَقِّ مَن وَصَلتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِکَ،ومَن جَعَلتَ مَعصِیَتَهُ کَمَعصِیَتِکَ،بِحَقِّ مَن قَرَنتَ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِکَ، ومَن نُطتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِکَ،تَغَمَّدنی فی یَومی هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَن جَأَرَ إلَیکَ مُتَنَصِّلاً، وعاذَ بِاستِغفارِکَ تائِباً،وتَوَلَّنی بِما تَتَوَلّی بِهِ أهلَ طاعَتِکَ وَالزُّلفی لَدَیکَ وَالمَکانَةِ مِنکَ، وتَوَحَّدنی بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَن وَفی بِعَهدِکَ،وأَتعَبَ نَفسَهُ فی ذاتِکَ،وأَجهَدَها فی مَرضاتِکَ.

ولا تُؤاخِذنی بِتَفریطی فی جَنبِکَ،وتَعَدّی طَوری فی حُدودِکَ،ومُجاوَزَةِ أحکامِکَ، ولا تَستَدرِجنی بِإِملائِکَ لِیَ استِدراجَ مَن مَنَعَنی خَیرَ ما عِندَهُ ولَم یَشرَککَ فی حُلولِ نِعمَتِهِ بی،ونَبِّهنی مِن رَقدَةِ الغافِلینَ،وسِنَةِ المُسرِفینَ،ونَعسَةِ المَخذولینَ،وخُذ بِقَلبی إلی مَا استَعمَلتَ بِهِ القانِتینَ،وَاستَعبَدتَ بِهِ المُتَعَبِّدینَ،وَاستَنقَذتَ بِهِ المُتَهاوِنینَ.

وأَعِذنی مِمّا یُباعِدُنی عَنکَ،ویَحولُ بَینی وبَینَ حَظّی مِنکَ،ویَصُدُّنی عَمّا احاوِلُ لَدَیکَ،وسَهِّل لی مَسلَکَ الخَیراتِ إلَیکَ،وَالمُسابَقَةَ إلَیها مِن حَیثُ أمَرتَ،وَالمُشاحَّةَ فیها عَلی ما أرَدتَ،ولا تَمحَقنی فیمَن تَمحَقُ مِنَ المُستَخِفّینَ بِما أوعَدتَ،ولا تُهلِکنی مَعَ مَن تُهلِکُ مِنَ المُتَعَرِّضینَ لِمَقتِکَ،ولا تُتَبِّرنی (1)فیمَن تُتَبِّرُ مِنَ المُنحَرِفینَ عَن سُبُلِکَ، ونَجِّنی مِن غَمَراتِ الفِتنَةِ،وخَلِّصنی مِن لَهَواتِ البَلوی،وأَجِرنی مِن أخذِ الإِملاءِ.

وحُل بَینی وبَینَ عَدُوٍّ یُضِلُّنی،وهَویً یوبِقُنی،ومَنقَصَةٍ تَرهَقُنی،ولا تُعرِض عَنّی إعراضَ مَن لا تَرضی عَنهُ بَعدَ غَضَبِکَ،ولا تُؤیِسنی مِنَ الأَمَلِ فیکَ فَیَغلِبَ عَلَیَّ القُنوطُ مِن رَحمَتِکَ،ولا تَمنَحنی بِما لا طاقَةَ لی بِهِ فَتَبهَظَنی مِمّا تُحَمِّلُنیهِ مِن فَضلِ مَحَبَّتِکَ،ولا تُرسِلنی مِن یَدِکَ إرسالَ مَن لا خَیرَ فیهِ،ولا حاجَةَ بِکَ إلَیهِ،ولا إنابَةَ لَهُ،ولا تَرمِ بی رَمیَ مَن سَقَطَ مِن عَینِ رِعایَتِکَ،ومَنِ اشتَمَلَ عَلَیهِ الخِزیُ مِن عِندِکَ،بَل خُذ بِیَدی مِن

ص:200


1- .تَبَّرَهُ:أی کَسَرَهُ وأَهلَکَهُ (النهایة:ج 1 ص 179«تبر»).

سَقطَةِ المُتَرَدّینَ،ووَهلَةِ المُتَعَسِّفینَ،وزَلَّةِ المَغرورینَ،ووَرطَةِ الهالِکینَ،وعافِنی مِمَّا ابتَلَیتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبیدِکَ وإمائِکَ،وبَلِّغنی مَبالِغَ مَن عُنیتَ بِهِ،وأَنعَمتَ عَلَیهِ،ورَضیتَ عَنهُ،فَأَعَشتَهُ حَمیداً،وتَوَفَّیتَهُ سَعیداً.

وطَوِّقنی طَوقَ الإِقلاعِ عَمّا یُحبِطُ الحَسَناتِ،ویَذهَبُ بِالبَرَکاتِ،وأَشعِر قَلبِیَ الاِزدِجارَ عَن قَبائِحِ السَّیِّئاتِ،وفَواضِحِ الحَوباتِ (1)،ولا تَشغَلنی بِما لا ادرِکُهُ إلّابِکَ عَمّا لا یُرضیکَ عَنّی غَیرُهُ،وَانزِع مِن قَلبی حُبَّ دُنیا دَنِیَّةٍ تَنهی عَمّا عِندَکَ،وتَصُدُّ عَنِ ابتِغاءِ الوَسیلَةِ إلَیکَ،وتُذهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنکَ،وزَیِّن لِیَ التَّفَرُّدَ بِمُناجاتِکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ، وهَب لی عِصمَةً تُدنینی مِن خَشیَتِکَ،وتَقطَعُنی عَن رُکوبِ مَحارِمِکَ،وتَفُکُّنی مِن أسرِ العَظائِمِ،وهَب لِیَ التَّطهیرَ مِن دَنَسِ العِصیانِ،وأَذهِب عَنّی دَرَنَ الخَطایا،وسَربِلنی بِسِربالِ عافِیَتِکَ،ورَدِّنی رِداءَ مُعافاتِکَ،وجَلِّلنی سَوابِغَ نَعمائِکَ،وظاهِر لَدَیَّ فَضلَکَ وطَولَکَ،وأَیِّدنی بِتَوفیقِکَ وتَسدیدِکَ،وأَعِنّی عَلی صالِحِ النِّیَّةِ،ومَرضِیِّ القَولِ، ومُستَحسَنِ العَمَلِ،ولا تَکِلنی إلی حَولی وقُوَّتی دونَ حَولِکَ وقُوَّتِکَ.

ولا تُخزِنی یَومَ تَبعَثُنی لِلِقائِکَ،ولا تَفضَحنی بَینَ یَدَی أولِیائِکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ، ولا تُذهِب عَنّی شُکرَکَ،بَل ألزِمنیهِ فی أحوالِ السَّهوِ عِندَ غَفَلاتِ الجاهِلینَ لِآلائِکَ، وأَوزِعنی أن اثنِیَ بِما أولَیتَنیهِ،وأَعتَرِفَ بِما أسدَیتَهُ إلَیَّ.وَاجعَل رَغبَتی إلَیکَ فَوقَ رَغبَةِ الرّاغِبینَ،وحَمدِی إیّاکَ فَوقَ حَمدِ الحامِدینَ،ولا تَخذُلنی عِندَ فاقَتی إلَیکَ،ولا تُهلِکنی بِما أسدَیتُهُ إلَیکَ،ولا تَجبَهنی بِما جَبَهتَ بِهِ المُعانِدینَ لَکَ،فَإِنّی لَکَ مُسَلِّمٌ،أعلَمُ أنَّ الحُجَّةَ لَکَ،وأَنَّکَ أولی بِالفَضلِ،وأَعوَدُ بِالإِحسانِ،وأَهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،وأَنَّکَ بِأَن تَعفُوَ أولی مِنکَ بِأَن تُعاقِبَ،وأَنَّکَ بِأَن تَستُرَ أقرَبُ مِنکَ إلی أن تَشهَرَ.فَأَحیِنی حَیاةً طَیِّبَةً تَنتَظِمُ بِما اریدُ،وتَبلُغُ ما احِبُّ مِن حَیثُ لا آتی ما تَکرَهُ،ولا أرتَکِبُ ما نَهَیتَ

ص:201


1- .الحَوبَةُ:الإثمُ (النهایة:ج 1 ص 455«حوب»).

عَنهُ،وأَمِتنی مَیتَةَ مَن یَسعی نورُهُ بَینَ یَدَیهِ وعَن یَمینِهِ،وذَلِّلنی بَینَ یَدَیکَ،وأَعِزَّنی عِندَ خَلقِکَ،وضَعنی إذا خَلَوتُ بِکَ،وَارفَعنی بَینَ عِبادِکَ،وأَغنِنی عَمَّن هُوَ غَنِیٌّ عَنّی،وزِدنی إلَیکَ فاقَةً وفَقراً.

وأَعِذنی مِن شَماتَةِ الأَعداءِ،ومِن حُلولِ البَلاءِ،ومِنَ الذُّلِّ وَالعَناءِ،تَغَمَّدنی فیمَا اطَّلَعتَ عَلَیهِ مِنّی بِما یَتَغَمَّدُ بِهِ القادِرُ عَلَی البَطشِ لَو لا حِلمُهُ،وَالآخِذُ عَلَی الجَرِیرَةِ لَو لا أناتُهُ،وإذا أرَدتَ بِقَومٍ فِتنَةً أو سوءاً فَنَجِّنی مِنها لِواذاً بِکَ،وإذ لَم تُقِمنی مَقامَ فَضیحَةٍ فی دُنیاکَ فَلا تُقِمنی مِثلَهُ فی آخِرَتِکَ،وَاشفَع لی أوائِلَ مِنَنِکَ بِأَواخِرِها،وقَدیمَ فَوائِدِکَ بِحَوادِثِها،ولا تَمدُد لی مَدّاً یَقسو مَعَهُ قَلبی،ولا تَقرَعنی قارِعَةً یَذهَبُ لَها بَهائی،ولا تَسُمنی خَسیسَةً یَصغُرُ لَها قَدری،ولا نَقیصَةً یُجهَلُ مِن أجلِها مَکانی.ولا تَرُعنی رَوعَةً ابلِسُ بِها،ولا خیفَةً اوجِسُ دونَهَا،اجعَل هَیبَتی فی وَعیدِکَ،وحَذَری مِن إعذارِکَ وإنذارِکَ،ورَهبَتی عِندَ تِلاوَةِ آیاتِکَ.وَاعمُر لَیلی بِإِیقاظی فیهِ لِعِبادَتِکَ،وتَفَرُّدی بِالتَّهَجُّدِ لَکَ،وتَجَرُّدی بِسُکونی إلَیکَ،وإنزالِ حَوائِجی بِکَ،ومُنازَلَتی إیّاکَ فی فَکاکِ رَقَبَتی مِن نارِکَ،وإجارَتی مِمّا فیهِ أهلُها مِن عَذابِکَ.

ولا تَذَرنی فی طُغیانی عامِهاً (1)،ولا فی غَمرَتی ساهِیاً حَتّی حینٍ،ولا تَجعَلنی عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ،ولا نَکالاً لِمَنِ اعتَبَرَ،ولا فِتنَةً لِمَن نَظَرَ،ولا تَمکُر بی فیمَن تَمکُرُ بِهِ،ولا تَستَبدِل بی غَیری،ولا تُغَیِّر لِی اسماً،ولا تُبَدِّل لی جِسماً،ولا تَتَّخِذنی هُزُواً لِخَلقِکَ، ولا سُخرِیّاً لَکَ،ولا تَبَعاً إلّالِمَرضاتِکَ،ولا مُمتَهَناً إلّابِالاِنتِقامِ لَکَ.

وأَوجِدنی بَردَ عَفوِکَ،وحَلاوَةَ رَحمَتِکَ ورَوحِکَ ورَیحانِکَ،وجَنَّةِ نَعیمِکَ،وأَذِقنی طَعمَ الفَراغِ لِما تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِن سَعَتِکَ،وَالاِجتِهادِ فیما یُزلِفُ لَدَیکَ وعِندَکَ،وأَتحِفنی بِتُحفَةٍ مِن تُحَفاتِکَ.وَاجعَل تِجارَتی رابِحَةً،وکَرَّتی غَیرَ خاسِرَةٍ،وأَخِفنی مَقامَکَ،

ص:202


1- .العَمَهُ:التَحیُّرُ والترَدُّدُ (الصحاح:ج 6 ص 2242« عمه»).

وشَوِّقنی لِقاءَکَ،وتُب عَلَیَّ تَوبَةً نَصوحاً لا تُبقِ مَعَها ذُنوباً صَغیرَةً ولا کَبیرَةً،ولا تَذَر مَعَها عَلانِیَةً ولا سَریرَةً.

وَانزِعِ الغِلَّ مِن صَدری لِلمُؤمِنینَ،وَاعطِف بِقَلبی عَلَی الخاشِعینَ،وکُن لی کَما تَکونُ لِلصّالِحینَ،وحَلِّنی حِلیَةَ المُتَّقینَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فی الغابِرینَ،وذِکراً نامِیاً فِی الآخِرینَ،ووافِ بی عَرصَةَ الأَوَّلینَ.

وتَمِّم سُبوغَ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وظاهِر کَراماتِها لَدَیَّ،اِملَأ مِن فَوائِدِکَ یَدی،وسُق کَرائِمَ مَواهِبِکَ إلَیَّ،وجَاوِر بِیَ الأَطیَبینَ مِن أولِیائِکَ فِی الجِنانِ الَّتی زَیَّنتَها لِأَصفِیائِکَ،وجَلِّلنی شَرائِفَ نِحَلِکَ فِی المَقاماتِ المُعَدَّةِ لِأَحِبّائِکَ.وَاجعَل لی عِندَکَ مَقیلاً آوی إلَیهِ مُطمَئِنّاً، ومَثابَةً أتَبَوَّؤُها،وأَقَرُّ عَیناً،ولا تُقایِسنی بِعَظیماتِ الجَرائِرِ،ولا تُهلِکنی یَومَ تُبلَی السَّرائِرُ،وأَزِل عَنّی کُلَّ شَکٍّ وشُبهَةٍ،وَاجعَل لی فِی الحَقِّ طَریقاً مِن کُلِّ رَحمَةٍ،وأَجزِل لی قِسَمَ المَواهِبِ مِن نَوالِکَ،ووَفِّر عَلَیَّ حُظوظَ الإِحسانِ مِن إفضالِکَ.

وَاجعَل قَلبی واثِقاً بِما عِندَکَ،وهَمّی مُستَفرَغاً لِما هُوَ لَکَ،وَاستَعمِلنی بِما تَستَعمِلُ بِهِ خالِصَتَکَ،وأَشرِب قَلبی عِندَ ذُهولِ العُقولِ طاعَتَکَ،وَاجمَع لِیَ الغِنی وَالعَفافَ وَالدَّعَةَ وَالمُعافاةَ وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ وَالطُّمَأنینَةَ وَالعَافِیَةَ.ولا تُحبِط حَسَناتی بِما یَشوبُها مِن مَعصِیَتِکَ،ولا خَلَواتی بِما یَعرِضُ لی مِن نَزَغاتِ فِتنَتِکَ،وصُن وَجهی عَنِ الطَّلَبِ إلی أحَدٍ مِنَ العالَمینَ،وذُبَّنی عَنِ التِماسِ ما عِندَ الفاسِقینَ.

ولا تَجعَلنی لِلظّالِمینَ ظَهیراً،ولا لَهُم عَلی مَحوِ کِتابِکَ یَداً ونَصیراً،وحُطنی مِن حَیثُ لا أعلَمُ حِیاطَةً تَقینی بِها،وَافتَح لی أبوابَ تَوبَتِکَ ورَحمَتِکَ ورَأفَتِکَ ورِزقِکَ الواسِعِ،إنّی إلَیکَ مِنَ الرّاغِبینَ،وأَتمِم لی إنعامَکَ إنَّکَ خَیرُ المُنعِمینَ،وَاجعَل باقِیَ عُمُرِی فِی الحَجِّ وَالعُمرَةِ ابتِغاءَ وَجهِکَ،یا رَبَّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أبَدَ الآبِدینَ. (1)

ص:203


1- .الصحیفة السجّادیة:ص185 الدعاء 47، الإقبال:ج 2 ص 87، [2]البلد الأمین:ص 483، [3]المصباح للکفعمی: [4]ū ص 886.
ب-الدُّعاءُ الثّانی

1957.الإقبال: مِن أدعِیَةِ یَومِ عَرَفَةَ دُعاءٌ لِمَولانا زَینِ العابِدینَ علیه السلام،وهُوَ دُعاءٌ اشتَمَلَ عَلَی المَعانِی الرَّبّانِیَّةِ وأَدَبِ العُبودِیَّةِ مَعَ الجَلالَةِ الإِلهِیَّةِ:

اللّهُمَّ إنَّ مَلائِکَتَکَ مُشفِقونَ مِن خَشیَتِکَ،سامِعونَ مُطیعونَ لَکَ،وهُم بِأَمرِکَ یَعمَلونَ،لا یَفتُرونَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ یُسَبِّحونَ،وأَ نَا أحَقُّ بِالخَوفِ الدّائِمِ لِإِساءَتی عَلی نَفسی وتَفریطِها إلَی اقتِرابِ أجَلی،فَکَم لی یا رَبِّ مِن ذَنبٍ أنَا فیهِ مَغرورٌ مُتَحَیِّرٌ !

اللّهُمَّ إنّی قَد أکثَرتُ عَلی نَفسی مِنَ الذُّنوبِ وَالإِساءَةِ،وأَکثَرتَ عَلَیَّ مِنَ المُعافاةِ، سَتَرتَ عَلَیَّ ولَم تَفضَحنی بِما أحسَنتَ لِیَ النَّظَرَ،وأَقَلتَنِی العَثرَةَ،وأَخافُ أن أکونَ فیها مُستَدرَجاً،فَقَد یَنبَغی لی أن أستَحیِیَ مِن کَثرَةِ مَعاصِیَّ،ثُمَّ لَم تَهتِک لی سِتراً،ولَم تُبدِ لی عَورَةً،ولَم تَقطَع عَنِّی الرِّزقَ،ولَم تُسَلِّط عَلَیَّ جَبّاراً،ولَم تَکشِف عَنّی غِطاءً مُجازاةً لِذُنوبی،تَرَکتَنی کَأَنّی لا ذَنبَ لی،کَفَفتَ عَن خَطیئَتی وزَکَّیتَنی بِما لَیسَ فِیَّ.

أنَا المُقِرُّ عَلی نَفسی بِما جَنَت عَلَیَّ یَدایَ،ومَشَت إلَیهِ رِجلایَ وباشَرَ جَسَدی، ونَظَرَت إلَیهِ عَینایَ وسَمِعَتهُ اذُنایَ،وعَمِلَتهُ جَوارِحی ونَطَقَ بِهِ لِسانی وعَقَدَ عَلَیهِ قَلبی.

فَأَنَا المُستَوجِبُ یا إلهی زَوالَ نِعمَتِکَ،ومُفاجَأَةَ نَقِمَتِکَ،وتَحلیلَ عُقوبَتِکَ؛لِمَا اجتَرَأتُ عَلَیهِ مِن مَعاصیکَ،وضَیَّعتُ مِن حُقوقِکَ،أنَا صاحِبُ الذُّنوبِ الکَبیرَةِ (1)الَّتی لا یُحصی عَدَدُها،وصاحِبُ الجُرمِ العَظیمِ،أنَا الَّذی أحلَلتُ العُقوبَةَ بِنَفسی،وأَوبَقتُها بِالمَعاصی جَهدی وطاقَتی،وعَرَّضتُها لِلمَهالِکِ بِکُلِّ قُوَّتی.

إلهی ! أنَا الَّذی لَم أشکُر نِعَمَکَ عِندَ مَعاصِیَّ إیّاکَ،ولَم أدَعها عِندَ حُلولِ البَلِیَّةِ،ولَم أقِف عِندَ الهَوی،ولَم اراقِبکَ.

ص:204


1- .الکثیرة (خ ل).

یا إلهی ! أنَا الَّذی لَم أعقِل عِندَ الذُّنوبِ نَهیَکَ،ولَم اراقِب عِندَ اللَّذّاتِ زَجرَکَ،ولَم أقبَل عِندَ الشَّهوَةِ نَصیحَتَکَ،ورَکِبتُ الجَهلَ بَعدَ الحِلمِ،وغَدَوتُ إلَی الظُّلمِ بَعدَ العِلمِ.

اللّهُمَّ فَکَما حَلُمتَ عَنّی فیمَا اجتَرَأتُ عَلَیهِ مِن مَعاصیکَ،وعَرَفتَ تَضییعی حَقَّکَ وضَعفی عَن شُکرِ نِعمَتِکَ ورُکوبی مَعصِیَتَکَ،اللّهُمَّ إنّی لَستُ ذا عُذرٍ فَأَعتَذِرَ ولا ذا حیلَةٍ فَأَنتَصِرَ،اللّهُمَّ قَد أسَأتُ وظَلَمتُ وبِئسَ ما صَنَعتُ،عَمِلتُ سوءاً،لَم تَضُرَّکَ ذُنوبی، فَأَستَغفِرُکَ یا سَیِّدی ومَولایَ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تَجِدُ مَن تُعَذِّبُهُ غَیری ولا أجِدُ مَن یَرحَمُنی سِواکَ،فَلَو کانَ لی مَهرَبٌ لَهَرَبتُ،ولَو کانَ لی مَصعَدٌ فِی السَّماءِ أو مَسلَکٌ فِی الأَرضِ لَسَلَکتُ،ولکِنَّهُ لا مَهرَبَ لی ولا مَلجَأَ ولا مَنجی ولا مَأوی مِنکَ إلّاإلَیکَ.

اللّهُمَّ إن تُعَذِّبنی فَأَهلُ ذلِکَ أنَا،وإن تَرحَمنی فَأَهلُ ذلِکَ أنتَ،بِمَنِّکَ وفَضلِکَ ووَحدانِیَّتِکَ وجَلالِکَ وکِبرِیائِکَ وعَظَمَتِکَ وسُلطانِکَ،فَقَدیماً ما مَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ ومُستَحِقّی عُقوبَتِکَ بِالعَفوِ وَالمَغفِرَةِ.

سَیِّدی ! عافِیَةَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ عافِیَتَکَ،وعَفوَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ عَفوَکَ، ورَحمَةَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ رَحمَتَکَ،ومَغفِرَةَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ مَغفِرَتَکَ،ورِزقَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ رِزقَکَ،وفَضلَ مَن أرجو إذا لَم أرجُ فَضلَکَ؟!

سَیِّدی ! أکثَرتَ عَلَیَّ مِنَ النِّعَمِ وأَقلَلتُ لَکَ مِنَ الشُّکرِ،فَکَم لَکَ عِندی مِن نِعمَةٍ لا یُحصیها أحَدٌ غَیرُکَ،ما أحسَنَ بَلاءَکَ عِندی وأَحسَنَ فِعالَکَ،نادَیتُکَ مُستَغیثاً مُستَصرِخاً فَأَغَثتَنی،وسَأَلتُکَ عائِلاً فَأَغنَیتَنی،ونَأَیتُ فَکُنتَ قَریباً مُجیباً،وَاستَعَنتُ بِکَ مُضطَرّاً فَأَعَنتَنی ووَسَّعتَ عَلَیَّ،وهَتَفتُ إلَیکَ فی مَرَضی فَکَشَفتَهُ عَنّی،وَانتَصَرتُ بِکَ فی رَفعِ البَلاءِ فَوَجَدتُکَ یا مَولایَ نِعمَ المَولی ونِعمَ النَّصیرُ.

وکَیفَ لا أشکُرُکَ یا إلهی؟! أطلَقتَ لِسانی بِذِکرِکَ رَحمَةً لی مِنکَ،وأَضَأتَ لی بَصَری

ص:205

بِلُطفِکَ حُجَّةً مِنکَ عَلَیَّ،وسَمِعَت اذُنایَ بِقُدرَتِکَ نَظَراً مِنکَ،ودَلَلتَ عَقلی عَلی تَوبیخِ نَفسی إلَیکَ.

أشکو ذُنوبی فَإِنَّها لا مَجری لِبَثِّها إلّاإلَیکَ،فَفَرِّج عَنّی ما ضاقَ بِهِ صَدری،وخَلِّصنی مِن کُلِّ ما أخافُ عَلی نَفسی مِن أمرِ دینی ودُنیایَ وأَهلی ومالی،فَقَدِ استَصعَبَ عَلَیَّ شَأنی وشُتِّتَ عَلَیَّ أمری،وقَد أشرَفَت عَلی هَلَکَتی نَفسی،وإذا تَدارَکتَنی مِنکَ بِرَحمَةٍ تُنقِذُنی بِها فَمَن لی بَعدَکَ یا مَولایَ؟!

أنتَ الکَریمُ العَوّادُ بِالمَغفِرَةِ،وأَ نَا اللَّئیمُ العَوّادُ بِالمَعاصی،فَاحلُم یا حَلیمُ عَن جَهلی،وأَقِلنی یا مُقیلُ عَثرَتی،وتَقَبَّل یا رَحیمُ تَوبَتی.

سَیِّدی ومَولایَ ! لا بُدَّ مِن لِقائِکَ عَلی کُلِّ حالٍ،وکَیفَ یَستَغنِی العَبدُ عَن رَبِّهِ؟وکَیفَ یَستَغنِی المُذنِبُ عَمَّن یَملِکُ عُقوبَتَهُ ومَغفِرَتَهُ؟

سَیِّدی ! لَم أزدَد إلَیکَ إلّافَقراً ولَم تَزدَد عَنّی إلّاغِنیً،ولَم تَزدَد ذُنوبی إلّاکَثرَةً ولَم یَزدَد عَفوُکَ إلّاسَعَةً.

سَیِّدِی ! ارحَم تَضَرُّعی إلَیکَ،وَانتِصابی بَینَ یَدَیکَ،وطَلَبی ما لَدَیکَ تَوبَةً فیما بَینی وبَینَکَ سَیِّدی مُتَعَوِّذاً بِکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،بائِساً فَقیراً تائِباً غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ ولا مُستَسخِطٍ،بَل مُستَسلِمٌ لِأَمرِکَ،راضٍ بِقَضائِکَ،لا آیِسٌ مِن رَوحِکَ ولا آمِنٌ مِن مَکرِکَ،ولا قانِطٌ مِن رَحمَتِکَ سَیِّدی بَل مُشفِقٌ مِن عَذابِکَ راجٍ لِرَحمَتِکَ؛لِعِلمی بِکَ یا سَیِّدی ومَولایَ،فَإِنَّهُ لَن یُجیرَنی مِنکَ أحَدٌ،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن تُحسِنَ فی رامِقَةِ (1)العُیونِ عَلانِیَتی،وتَفتَحَ فیما أخلو لَکَ سَریرَتی،مُحافِظاً عَلی رِئاءِ النّاسِ مِن نَفسی،مُضَیِّعاً ما أنتَ مُطَّلِعٌ عَلَیهِ مِنّی،فَاُبدِیَ لَکَ بِأَحسَنِ أمری،وأَخلُوَ لَکَ بِشَرِّ فِعلی،تَقَرُّباً إلَی المَخلوقینَ بِحَسَناتی وفِراراً مِنهُم إلَیکَ

ص:206


1- .رَمَقتُهُ ببصری ورامَقتُهُ:إذا أتبعتْه بصرُک تتعهَّده وتنظر إلیه وتَرقُبه (لسان العرب:ج 10 ص 126« رهق»).

بِسَیِّئاتی،حَتّی کَأَنَّ الثَّوابَ لَیسَ مِنکَ،وکَأَنَّ العِقابَ لَیسَ إلَیکَ،قَسوَةً مِن مَخافَتِکَ مِن قَلبی،وزَلَلاً عَن قُدرَتِکَ مِن جَهلی،فَیَحِلَّ بی غَضَبُکَ ویَنالَنی مَقتُکَ،فَأَعِذنی مِن ذلِکَ کُلِّهِ،وقِنی بِوِقایَتِکَ الَّتی وَقَیتَ بِها عِبادَکَ الصّالِحینَ.

اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّی ما کانَ صالِحاً،وأَصلِح مِنّی ما کانَ فاسِداً،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ مَن لا یَرحَمُنی ولا باغِیاً ولا حاسِداً.

اللّهُمَّ أذهِب عَنّی کُلَّ هَمٍّ،وفَرِّج عَنّی کُلَّ غَمٍّ،وثَبِّتنی فی کُلِّ مَقامٍ،وَاهدِنی فی کُلِّ سَبیلٍ مِن سُبُلِ الحَقِّ،وحُطَّ عَنّی کُلَّ خَطیئَةٍ،وأَنقِذنی مِن کُلِّ هَلَکَةٍ وبَلِیَّةٍ،وعافِنی أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاغفِر لی إذا تَوَفَّیتَنی،ولَقِّنی رَوحاً ورَیحاناً وجَنَّةَ نَعیمٍ أبَدَ الآبِدینَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (1)

ج-الدُّعاءُ الثّالِثُ

1958.المزار للمفید: إذا حَضَرتَ مَشهَدَ الحُسَینِ علیه السلام یَومَ عَرَفَةَ أو عَرَفاتٍ نَفسَها أو حَیثُ حَلَلتَ مِنَ البِلادِ،فَاغتَسِل قَبلَ الزَّوالِ وَابرُز تَحتَ السَّماءِ،وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ (2):

اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،وأَنتَ اللّهُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَنتَ اللّهُ الدّائِبُ فی غَیرِ وَصَبٍ ولا نَصَبٍ،ولا تَشغَلُکَ رَحمَتُکَ عَن عَذابِکَ ولا عَذابُکَ عَن رَحمَتِکَ.خَفیتَ مِن غَیرِ مَوتٍ،وظَهَرتَ فَلا شَیءَ فَوقَکَ،وتَقَدَّستَ فی عُلُوِّکَ،وتَرَدَّیتَ بِالکِبرِیاءِ فِی الأَرضِ وفِی السَّماءِ،وقَویتَ فی سُلطانِکَ،ودَنَوتَ مِن کُلِّ شَیءٍ فِی ارتِفاعِکَ،وخَلَقتَ الخَلقَ بِقُدرَتِکَ،وقَدَّرتَ الاُمورَ بِعِلمِکَ،وقَسَمتَ الأَرزاقَ بِعَدلِکَ،ونَفَذَ فی کُلِّ شَیءٍ عِلمُکَ، وحارَتِ الأَبصارُ دونَکَ،وقَصُرَ دونَکَ طَرفُ کُلِّ طارِفٍ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن صِفاتِکَ، وغَشِیَ بَصَرَ کُلِّ ناظِرٍ نورُکَ،ومَلَأتَ بِعَظَمَتِکَ أرکانَ عَرشِکَ،وَابتَدَأتَ الخَلقَ عَلی غَیرِ

ص:207


1- .الإقبال:ص 2 ح 113، مصباح الزائر:ص 362، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 236 ح 3.
2- وهو الدعاء المعروف بدعاء الموقف له علیه السلام.

مِثالٍ نَظَرتَ إلَیهِ مِن أحَدٍ سَبَقَکَ إلی صَنعَةِ شَیءٍ مِنهُ،ولَم تُشارَک فی خَلقِکَ،ولَم تَستَعِن بِأَحَدٍ فی شَیءٍ مِن أمرِکَ،ولَطُفتَ فی عَظَمَتِکَ،وَانقادَ لِعَظَمَتِکَ کُلُّ شَیءٍ،وذَلَّ لِعِزِّکَ کُلُّ شَیءٍ.

اثنی عَلَیکَ یا سَیِّدی وما عَسی أن یَبلُغَ فی مِدحَتِکَ ثَنائی مَعَ قِلَّةِ عَمَلی وقِصَرِ رَأیی ! وأَنتَ یا رَبِّ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا الخاطِئُ، وأَنتَ الحَیُّ الَّذی لا یَموتُ وأَ نَا خَلقٌ أموتُ.

یا مَن خَلَقَ الخَلقَ ودَبَّرَ الاُمورَ فَلَم یُقایِس شَیئاً بِشَیءٍ مِن خَلقِهِ،ولَم یَستَعِن عَلی خَلقِهِ بِغَیرِهِ،ثُمَّ أمضَی الاُمورَ عَلی خَلقِهِ بِغَیرِهِ،ثُمَّ أمضَی الاُمورَ عَلی قَضائِهِ وأَجَّلَها إلی أجَلٍ [ مُسَمّیً] (1)،قَضی فیها بِعَدلِهِ،وعَدَلَ فیها بِفَصلِهِ،وفَصَلَ فیها بِحُکمِهِ،وحَکَمَ فیها بِعَدلِهِ،وعَلِمَها بِحِفظِهِ،ثُمَّ جَعَلَ مُنتَهاها إلی مَشِیَّتِهِ،ومُستَقَرَّها إلی مَحَبَّتِهِ،ومَواقیتَها إلی قَضائِهِ،لا مُبَدِّلَ لِکَلمِاتِهِ ولا مُعَقِّبَ لِحُکمِهِ،ولا رادَّ لِقَضائِهِ،ولا مُستَراحَ عَن أمرِهِ، ولا مَحیصَ لِقَدَرِهِ،ولا خُلفَ لِوَعدِهِ،ولا مُتَخَلِّفَ عَن دَعوَتِهِ،ولا یُعجِزُهُ شَیءٌ طَلَبَهُ،ولا یَمتَنِعُ مِنهُ أحَدٌ أرادَهُ،ولا یَعظُمُ عَلَیهِ شَیءٌ فَعَلَهُ،ولا یَکبُرُ عَلَیهِ شَیءٌ صَنَعَهُ،ولا یَزیدُ فی سُلطانِهِ طاعَةُ مُطیعٍ،ولا تَنقُصُهُ مَعصِیَةُ عاصٍ،و لا یُبَدَّلُ القَولُ لَدَیهِ،ولا یُشرِکُ فی حُکمِهِ أحَداً،الَّذی مَلَکَ المُلوکَ بِقُدرَتِهِ،وَاستَعبَدَ الأَربابَ بِعِزِّهِ،وسادَ العُظَماءَ بِجودِهِ، وعَلَا السّادَةَ بِمَجدِهِ،وَانهَدَّتِ المُلوکُ لِهَیبَتِهِ،وعَلا أهلَ السُّلطانِ بِسُلطانِهِ ورُبوبِیَّتِهِ، وأَبادَ الجَبابِرَةَ بِقَهرِهِ،وأَذَلَّ العُظَماءَ بِعِزِّهِ،وأَسَّسَ الاُمورَ بِقُدرَتِهِ،وبَنَی المَعالِیَ بِسُؤدَدِهِ، وتَمَجَّدَ بِفَخرِهِ،وفَخَرَ بِعِزِّهِ،وعَزَّ بِجَبَروتِهِ،وعَمَّ بِنِعمَتِهِ،ووَسِعَ کُلَّ شَیءٍ بِرَحمَتِهِ.

إیّاکَ أدعو وإیّاکَ أسأَلُ،ومِنکَ أطلُبُ وإلَیکَ أرغَبُ.

ص:208


1- .أثبتناه من الإقبال.

یا غایَةَ المُستَضعَفینَ،ویا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ومُعتَمَدَ المُضطَهَدینَ،ومُنجِیَ المُؤمِنینَ،ومُثیبَ الصّابِرینَ،وعِصمَةَ الصّالِحینَ،وحِرزَ العارِفینَ،وأَمانَ الخائِفینَ، وظَهرَ اللّاجِئینَ،وجارَ المُستَجیرینَ،وطالِبَ الغادِرینَ،ومُدرِکَ الهارِبینَ،وأَرحَمَ الرّاحِمینَ،وخَیرَ النّاصِرینَ،وخَیرَ الفاصِلینَ،وخَیرَ الغافِرینَ،وأَحکَمَ الحاکِمینَ، وأَسرَعَ الحاسِبینَ،لا یَمتَنِعُ مِن بَطشِهِ شَیءٌ،ولا یُنتَصَرُ مِن عُقوبَتِهِ ولا مَحیصَ عَن قَدَرِهِ (1)،ولا یُحتالُ لِکَیدِهِ،ولا یُدرَکُ عِلمُهُ،ولا یُدرَأُ مُلکُهُ،ولا یُقهَرُ عِزُّهُ،ولا یُذَلُّ استِکبارُهُ،ولا یُبلَغُ جَبَروتُهُ،ولا تَصغُرُ عَظَمَتُهُ.ولا یَضمَحِلُّ فَخرُهُ،ولا یَتَضَعضَعُ رُکنُهُ،ولا تُرامُ قُوَّتُهُ.

المُحصی لِبَرِیَّتِهِ،الحافِظُ أعمالَ خَلقِهِ،ولا ضِدَّ لَهُ ولا نِدَّ لَهُ،ولا وَلَدَ لَهُ ولا صاحِبَةَ لَهُ،ولا سَمِیَّ لَهُ ولا قَریبَ لَهُ،ولا کُفوَ لَهُ ولا شِبهَ لَهُ ولا نَظیرَ لَهُ،ولا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِهِ، ولا یَبلُغُ [ شَیءٌ] (2)مَبلَغَهُ،ولا یَقدِرُ شَیءٌ قُدرَتَهُ،ولا یُدرِکُ شَیءٌ أثَرَهُ،ولا یَنزِلُ شَیءٌ مَنزِلَتَهُ،ولا یُدرَکُ شَیءٌ أحرَزَهُ،ولا یَحولُ دونَهُ شَیءٌ،بَنَی السَّماواتِ فَأَتقَنَهُنَّ وما فیهِنَّ بِعَظَمَتِهِ،ودَبَّرَ أمرَهُ فیهِنَّ بِحِکمَتِهِ،وکانَ کَما هُوَ أهلُهُ لا بِأَوَّلِیَّةٍ قَبلَهُ ولا بِآخِرِیَّةٍ بَعدَهُ، وکانَ کَما یَنبَغی لَهُ یَری ولا یُری وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یَعلَمُ السِّرَّ وَالعَلانِیَةَ ولا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ،ولَیسَ لِنَقِمَتِهِ واقِیَةٌ،یَبطِشُ البَطشَةَ الکُبری،ولا تُحَصِّنُ مِنهُ القُصورُ ولا تُجِنُّ (3)مِنهُ السُّتورُ،ولا تُکِنُّ مِنهُ الجُدورُ،ولا تُواری مِنهُ البُحورُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلَیمٌ،یَعلَمُ هَماهِمَ الأَنفُسِ وما تُخفِی الصُّدورُ ووَساوِسَها،ونِیّاتِ القُلوبِ ونُطقَ الأَلسُنِ،ورَجعَ الشِّفاهِ وبَطشَ الأَیدی،ونَقلَ الأَقدامِ وخائِنَةَ الأَعیُنِ،وَالسِّرَّ وأَخفی،وَالنَّجوی وما تَحتَ الثَّری،ولا یَشغَلُهُ شَیءٌ عَن شَیءٍ،ولا یُفَرِّطُ فی شَیءٍ،ولا

ص:209


1- .مرّت عبارة«ولا مَحیصَ عَن قَدَرِهِ»قبل قلیل،ولعلّها هنا زائدة إذ لم ترد فی واحد من المصادر الاُخری.
2- أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- جَنَّ عَلیهِ:سَتَرَهُ (المصباح المنیر:ص 112« جنن»).

یَنسی شَیئاً لِشَیءٍ.

أسأَ لُکَ یا مَن عَظُمَ صَفحُهُ،وحَسُنَ صُنعُهُ،وکَرُمَ عَفوُهُ،وکَثُرَت نِعَمُهُ،ولا یُحصی إحسانُهُ وجَمیلُ بَلائِهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی حَوائِجِیَ الَّتی أفضَیتُ بِها إلَیکَ،وقُمتُ بِها بَینَ یَدَیکَ،وأَنزَلتُها بِکَ وشَکَوتُها إلَیکَ،مَعَ ما کانَ مِن تَفریطی فیما أمَرتَنی،وتَقصیری فیما نَهَیتَنی عَنهُ.

یا نوری فی کُلِّ ظُلمَةٍ،ویا انسی فی کُلِّ وَحشَةٍ،ویا ثِقَتی فی کُلِّ شِدَّةٍ،ویا رَجائی فی کُلِّ کُربَةٍ،ویا وَلِیّی فی کُلِّ نِعمَةٍ،ویا دَلیلی فِی الظَّلامِ،أنتَ دَلیلی إذَا انقَطَعَت دَلالَةُ الأَدِلّاءِ،فَإِنَّ دَلالَتَکَ لا تَنقَطِعُ،لا یَضِلُّ مَن هَدَیتَ،ولا یَذِلُّ مَن والَیتَ.

أنعَمتَ عَلَیَّ فَأَسبَغتَ،ورَزَقتَنی فَوَفَّرتَ،ووَعَدتَنی فَأَحسَنتَ،وأَعطَیتَنی فَأَجزَلتَ بِلَا استِحقاقٍ لِذلِکَ بِعَمَلٍ مِنّی،ولکِنِ ابتِداءً مِنکَ بِکَرَمِکَ وجودِکَ،فَأَنفَقتُ نِعمَتَکَ فی معاصیکَ،وتَقَوَّیتُ بِرِزقِکَ عَلی سَخَطِکَ،وأَفنَیتُ عُمُری فیما لا تُحِبُّ،فَلَم تَمنَعکَ جُرأَتی عَلَیکَ،ورُکوبی ما نَهَیتَنی عَنهُ،ودُخولی فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ،أن عُدتَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ،ولَم یَمنَعنی عَودُکَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ أن عُدتُ فی مَعاصیکَ،فَأَنتَ العائِدُ بِالفَضلِ وأَ نَا العائِدُ بِالمَعاصی،وأَنتَ یا سَیِّدی خَیرُ المَوالی لِعَبیدِهِ،وأَ نَا شَرُّ العَبیدِ،أدعوکَ فَتُجیبُنی وأَسأَ لُکَ فَتُعطینی،وأَسکُتُ عَنکَ فَتَبتَدِئُنی،وأَستَزیدُکَ فَتَزیدُنی،فَبِئسَ العَبدُ أنَا لَکَ یا سَیِّدی ومَولایَ.

أنَا الَّذی لَم أزَل اسیءُ وتَغفِرُ لی،ولَم أزَل أتَعَرَّضُ لِلبَلاءِ وتُعافینی،ولَم أزَل أتَعَرَّضُ لِلهَلَکَةِ وتُنجینی،ولَم أزَل أضیعُ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ فی تَقَلُّبی فَتَحفَظُنی،فَرَفَعتَ خَسیسَتی وأَقَلتَ عَثرَتی،وسَتَرتَ عَورَتی ولَم تَفضَحنی بِسَریرَتی،ولَم تُنَکِّس بِرَأسی عِندَ إخوانی بَل سَتَرتَ عَلَیَّ القَبائِحَ العِظامَ وَالفَضائِحَ الکِبارَ،وأَظهَرتَ حَسَناتِیَ القَلیلَةَ الصِّغارَ مَنّاً مِنکَ وتَفَضُّلاً وإحساناً وإنعاماً وَاصطِناعاً.

ص:210

ثُمَّ أمَرتَنی فَلَم أئتَمِر،وزَجرَتَنی فَلَم أنزَجِر،ولَم أشکُر نِعمَتَکَ،ولَم أقبَل نَصیحَتَکَ،ولَم اؤَدِّ حَقَّکَ،ولَم أترُک مَعاصِیَکَ،بَل عَصَیتُکَ بِعَینی ولَو شِئتَ أعمَیتَنی فَلَم تَفعَل ذلِکَ بی،وعَصَیتُکَ بِسَمعی ولَو شِئتَ أصمَمتَنی فَلَم تَفعَل ذلِکَ بی،وعَصَیتُکَ بِیَدی ولَو شِئتَ لَکَنَّعتَنی (1)فَلَم تَفعَل ذلِکَ بی،وعَصَیتُکَ بِرِجلی ولَو شِئتَ لَجَذَمتَنی فَلَم تَفعَل ذلِکَ بی،وعَصَیتُکَ بِفَرجی ولَو شِئتَ عَقَمتَنی فَلَم تَفعَل ذلِکَ بی،وعَصَیتُکَ بِجَمیعِ جَوارِحی ولَم یَکُ هذا جَزاءَکَ مِنّی،فَعَفوَکَ عَفوَکَ،فَها أنَا ذا عَبدُکَ المُقِرُّ بِذَنبی،الخاضِعُ لَکَ بِذُلّی المُستَکینُ لَکَ بِجُرمی،مُقِرٌّ لَکَ بِجِنایَتی،مُتَضَرِّعٌ إلَیکَ،راجٍ لَکَ فی مَوقِفی هذا،تائِبٌ مِن جَریرَتی ومِنِ اقتِرافی،مُستَغفِرٌ لَکَ مِن ظُلمی لِنَفسی،راغِبٌ إلَیکَ فی فَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،مُبتَهِلٌ إلَیکَ فِی العَفوِ عَنّی مِنَ المَعاصی،طالِبٌ إلَیکَ أن تُنجِحَ لی حَوائِجی وتُعطِیَنی فَوقَ رَغَبتی،وأَن تَسمَعَ نِدائی وتَستَجیبَ دُعائی،وتَرحَمَ تَضَرُّعی وشَکوایَ،وکَذلِکَ العَبدُ الخاطِئُ یَخضَعُ لِسَیِّدِهِ،ویَتَخَشَّعُ لِمَولاهُ بِالذُّلِّ.

یا أکرَمَ مَن اقِرَّ لَهُ بِالذُّنوبِ،وأَکرَمَ مَن خُضِعَ لَهُ وخُشِعَ،ما أنتَ صانِعٌ بِمُقِرٍّ لَکَ بِذَنبِهِ خاشِعٍ لَکَ بِذُلِّهِ،فَإِن کانَت ذُنوبی قَد حالَت بَینی وبَینَکَ أن تُقبِلَ عَلَیَّ بِوَجهِکَ،وتَنشُرَ عَلَیَّ رَحمَتَکَ وتُنزِلَ عَلَیَّ شَیئاً مِن بَرَکاتِکَ،أو تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً أو تَغفِرَ لی ذَنباً أو تَتَجاوَزَ عَن خَطیئَةٍ،فَها أنَا ذا عَبدُکَ مُستَجیرٌ بِکَرَمِ وَجهِکَ وعِزِّ جَلالِکَ،مُتَوَجِّهٌ إلَیکَ ومُتَوَسِّلٌ إلَیکَ،ومُتَقَرِّبٌ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أحَبِّ خَلقِکَ إلَیکَ وأَکرَمِهِم لَدَیکَ،وأَولاهُم بِکَ وأَطوَعِهِم لَکَ،وأَعظَمِهِم مِنکَ مَنزِلَةً وعِندَکَ مَکاناً،وبِعِترَتِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِمُ الهُداةِ المَهدِیّینَ الَّذینَ افتَرَضتَ طاعَتَهُم وأَمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم،وجَعَلتَهُم وُلاةَ أمرِکَ بَعدَ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ،ویا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،قَد بَلَغَ مَجهودی، فَهَب لی نَفسِیَ السّاعَةَ السّاعَةَ بِرَحمَتِکَ.

ص:211


1- .الأکنَع:الأَشلُّ،وکَنَّعَ یَدَهُ:أشَلَّها (القاموس المحیط:ج 3 ص 80«کنع»).

اللّهُمَّ لا قُوَّةَ لی عَلی سَخَطِکَ،ولا صَبرَ لی عَلی عَذابِکَ،ولا غَناءَ بی عَن رَحمَتِکَ،تَجِدُ مَن تُعَذِّبُ غَیری ولا أجِدُ مَن یَرحَمُنی غَیرَکَ،ولا قُوَّةَ لی عَلَی البَلاءِ ولا طاقَةَ لی عَلَی الجَهدِ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِالأَئِمَّةِ الَّذینَ اختَرتَهُم لِسِرِّکَ،وأَطلَعتَهُم عَلی خَفِیَّتِکَ،وَاختَرتَهُم بِعِلمِکَ،وطَهَّرتَهُم وأَخلَصتَهُم وَاصطَفَیتَهُم وأَصفَیتَهُم،وجَعَلتَهُم هُداةً مَهدِیّینَ،وَائتَمَنتَهُم عَلی وَحیِکَ،وعَصَمتَهُم عَن مَعاصیکَ،ورَضیتَهُم لِخَلقِکَ،وخَصَصتَهُم بِعِلمِکَ،وَاجتَبَیتَهُم بِکَلامِکَ،وحَبَوتَهُم وجَعَلتَهُم حُجَجاً عَلی خَلقِکَ،وأَمَرتَ بِطاعَتِهِم ولَم تُرَخِّص لِأَحَدٍ فی مَعصِیَتِهِم، وفَرَضتَ طاعَتَهُم عَلی مَن بَرَأتَ،وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ فی مَوقِفِی الیَومَ أن تَجعَلَنی مِن خِیارِ وَفدِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَم صُراخی وَاعتِرافی بِذَنبی وتَضَرُّعی،وَارحَم طَرحی رَحلی بِفِنائِکَ،وَارحَم مَسیری إلَیکَ،یا أکرَمَ مَن سُئِلَ،یا عَظیماً یُرجی لِکُلِّ عَظیمٍ،اغفِر لی ذَنبِیَ العَظیمَ؛فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ.

اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،یا رَبَّ المُؤمِنینَ لا تَقطَع رَجائی،یا مَنّانُ مُنَّ بِهِ عَلَیَّ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا مَن لا یُخَیِّبُ سائِلَهُ لا تَرُدَّنی خائِباً،یا عَفُوُّ اعفُ عَنّی،یا تَوّابُ تُب عَلَیَّ وَاقبَل تَوبَتی،یا مَولایَ حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی، وإن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،أعطِنی فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَنّی تَحِیَّةً وسَلاماً،وبِهِمُ الیَومَ فَاستَنقِذنی،یا مَن أمَرَ بِالعَفوِ،یا مَن یَجزی عَلَی العَفوِ،یا مَن یَعفو،یا مَن رَضِیَ العَفوَ،یا مَن یُثیبُ عَلَی العَفوِ،العَفوَ العَفوَ-یَقولُها عِشرینَ مَرَّةً-أسأَ لُکَ الیَومَ العَفوَ،وأَسأَ لُکَ مِن کُلِّ خیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،هذا مَکانُ البائِسِ الفَقیرِ،هذا مَکانُ المُضطَرِّ إلی رَحمَتِکَ،هذا مَکانُ المُستَجیرِ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،هذا مَکانُ العائِذِ بِکَ مِنکَ،أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،

ص:212

ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،یا أمَلی،یا رَجائی،یا خَیرَ مُستَعانٍ،یا أجوَدَ المُعطینَ،یا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ،یا سَیِّدی ومَولایَ وثِقَتی ورَجائی ومُعتَمَدی،ویا ذُخری ویا ظَهری وعُدَّتی وغایَةَ أمَلی ورَغبَتی،یا غِیاثی یا وارِثی،ما أنتَ صانِعٌ بی فی هذَا الیَومِ الَّذی قَد فَزِعَت فیهِ إلَیکَ الأَصواتُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقلِبَنی فیهِ مُفلِحاً مُنجِحاً بِأَفضلِ مَا انقَلَبَ بِهِ مَن رَضیتَ عَنهُ،وَاستَجَبتَ دُعاءَهُ وقَبِلتَهُ، وأَجزَلتَ حِباءَهُ وغَفَرتَ ذُنوبَهُ،وأَکرَمتَهُ ولَم تَستَبدِل بِهِ سِواهُ،وشَرَّفتَ مَقامَهُ وباهَیتَ بِهِ مَن هُوَ خَیرٌ مِنهُ،وقَلَبتَهُ بِکُلِّ حَوائِجِهِ،وأَحیَیتَهُ بَعدَ المَماتِ حَیاةً طَیِّبَةً،وخَتَمتَ لَهُ بِالمَغفِرَةِ،وأَلحَقتَهُ بِمَن تَوَلّاهُ.

اللّهُمَّ إنَّ لِکُلِّ وافِدٍ جائِزَةً،ولِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً،ولِکُلِّ سائِلٍ لَکَ عَطِیَّةً،ولِکُلِّ راجٍ لَکَ ثَواباً،ولِکُلِّ مُلتَمِسٍ ما عِندَکَ جَزاءً،ولِکُلِّ راغِبٍ إلَیکَ هِبَةً،ولِکُلِّ مَن فَزِعَ إلَیکَ رَحمَةً،ولِکُلِّ راغِبٍ فیکَ زُلفی،ولِکُلِّ مُتَضَرِّعٍ إلَیکَ إجابَةً،ولِکُلِّ مُستَکینٍ إلَیکَ رَأفَةً، ولِکُلِّ نازِلٍ بِکَ حِفظاً،ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ إلَیکَ عَفواً،وقَد وَفَدتُ إلَیکَ ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکَ فی هذَا المَوضِعِ الَّذی شَرَّفتَهُ،رَجاءً لِما عِندَکَ ورَغبَةً إلَیکَ،فَلا تَجعَلنِی الیَومَ أخیَبَ وَفدِکَ،وأَکرِمنی بِالجَنَّةِ،ومُنَّ عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ،وأَجِرنی مِنَ النّارِ، وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،وشَرَّ شَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تَرُدَّنی خائِباً،وسَلِّمنی ما بَینی وبَینَ لِقائِکَ حَتّی تُبَلِّغَنِی الدَّرَجَةَ الَّتی فیها مُرافَقَةُ أولِیائِکَ،وَاسقِنی مِن حَوضِهِم مَشرَباً رَوِیّاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وتَوَفَّنی فی حِزبِهِم،وعَرِّفنی وُجوهَهُم فی رِضوانِکَ وَالجَنَّةِ،فَإِنّی رَضیتُ بِهِم هُداةً،یا کافِیَ کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنکَ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاکفِنی شَرَّ ما أحذَرُ وشَرَّ ما لا أحذَرُ،ولا تَکِلنی إلی أحَدٍ

ص:213

سِواکَ،وبارِک لی فیما رَزَقتَنی،ولا تَستَبدِل بی غَیری ولا تَکِلنی إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ، ولا إلی رَأیی فَیُعجِزَنی،ولا إلَی الدُّنیا فَتَلفِظَنی،ولا إلی قَریبٍ ولا بَعیدٍ،تَفَرَّدْ (1)بِالصُّنعِ لی یا سَیِّدی ومَولایَ.

اللّهُمَّ أنتَ أنتَ انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ فی هذَا الیَومِ،تَطَوَّل عَلَیَّ فیهِ بِالعافِیَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ،اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الأَمکِنَةِ الشَّریفَةِ،ورَبَّ کُلِّ حَرَمٍ ومَشعَرٍ عَظَّمتَ قَدرَهُ وشَرَّفتَهُ،وِبالبَیتِ الحَرامِ وَالشَّهرِ الحَرامِ،وبِالحِلِّ وَالإِحرامِ وَالرُّکنِ وَالمَقامِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَنجِح لی کُلَّ حاجَةٍ بِما فیهِ صَلاحُ دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ ومَن وَلَدَنی مِنَ المُسلِمینَ،وَارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً،وَاجزِهِما عَنّی خَیرَ الجَزاءِ،وعَرِّفهُما بِدُعائی ما تَقَرُّ أعیُنُهُما،فَإِنَّهُما قَد سَبَقانی إلَی الغایَةِ وخَلَّفتَنی بَعدَهُما، فَشَفِّعنی فی نَفسی وفیهِما وفی جَمیعِ أسلافی مِنَ المُؤمِنینَ فی هذَا الیَومِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وفَرِّج عَن آلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلهُم أئِمَّةً یَهدونَ بِالحَقِّ وبِهِ یَعدِلونَ،وَانصُرهُم وَانتَصِر بِهِم وأَنجِز لَهُم ما وَعَدتَهُم،وبَلِّغنی فَتحَ آلِ مُحَمَّدٍ وَاکفِنی کُلَّ هَولٍ دونَهُ،ثُمَّ اقسِمِ اللّهُمَّ لی فیهِم نَصیباً خالِصاً،یا مُقَدِّرَ الآجالِ،یا مُقَسِّمَ الأَرزاقِ، افسَح لی فی عُمُری وَابسُط لی فی رِزقِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَصلِح لَنا إمامَنا وَاستَصلِحهُ،وأَصلِح عَلی یَدَیهِ وآمِن خَوفَهُ وخَوفَنا عَلَیهِ،وَاجعَلهُ اللّهُمَّ الَّذی تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،اللّهُمَّ املَأِ الأَرضَ بِهِ عَدلاً وقِسطاً کَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً،وَامنُن بِهِ عَلی فُقَراءِ المُسلِمینَ وأَرامِلِهِم ومَساکینِهِم،وَاجعَلنی مِن خِیارِ مَوالیهِ وشیعَتِهِ؛أشَدِّهِم حُبّاً،وأَطوَعِهِم لَهُ طَوعاً، وأَنفَذِهِم لِأَمرِهِ،وأَسرَعِهِم إلی مَرضاتِهِ،وأَقبَلِهِم لِقَولِهِ،وأَقوَمِهِم بِأَمرِهِ،وَارزُقنِی

ص:214


1- .فی الإقبال:« بَل تَفَرَّد...».

الشَّهادَةَ بَینَ یَدَیهِ حَتّی ألقاکَ وأَنتَ عَنّی راضٍ.

اللّهُمَّ إنّی خَلَّفتُ الأَهلَ وَالوَلَدَ وما خَوَّلتَنی،وخَرَجتُ إلَیکَ وإلی هذَا المَوضِعِ الَّذی شَرَّفتَهُ رَجاءَ ما عِندَکَ ورَغبَةً إلَیکَ،ووَکَلتُ ما خَلَّفتُ إلَیکَ فَأَحسِن عَلَیَّ فیهِمُ الخَلَفَ، فَإِنَّکَ وَلِیُّ ذلِکَ مِن خَلقِکَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ، سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ وما تَحتَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العَالمینَ. (1)

5/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام لِیَومِ عَرَفَةَ

الف-الدُّعاءُ الأَوَّلُ

1959.الإمام الصادق علیه السلام: تُکَبِّرُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتُهَلِّلُهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتُسَبِّحُهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتُقَدِّسُهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتَقرَأُ آیَةَ الکُرسِیِّ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ علیه السلام مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ تَبدَأُ بِالدُّعاءِ فَتَقولُ:

إلهی وسَیِّدی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ ما أرَدتُ بِمَعصِیَتی لَکَ مُخالَفَةَ أمرِکَ،بَل عَصَیتُ إذ عَصَیتُکَ وما أنَا بِنَکالِکَ جاهِلٌ ولا لِعُقوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ،ولکِن سَوَّلَت لی نَفسی وغَلَبَت عَلَیَّ شِقوَتی،وأَعانَنی عَلَیهِ عَدُوُّکَ وعَدُوّی،وغَرَّنی سَترُکَ المُسبَلُ عَلَیَّ،فَعَصَیتُکَ بِجَهلی،وخالَفتُکَ بِجُهدی،فَالآنَ مِن عَذابِکَ مَن یُنقِذُنی،وبِحَبلِ مَن أتَّصِلُ إن أنتَ قَطَعتَ حَبلَکَ عَنّی؟! أنَا الغَریقُ المُبتَلی،فَمَن سَمِعَ بِمِثلی أو رَأی مِثلَ جَهلی؟! لا رَبَّ لی غَیرُکَ یُنجینی،ولا عَشیرَةَ تَکفینی،ولا مالَ یَفدینی،فَوَعِزَّتِکَ یا سَیِّدی لَأَطلُبَنَّ إلَیکَ، وعِزَّتِکَ یا مَولایَ لَأَتَضَرَّعَنَّ إلَیکَ،وعِزَّتِکَ یا إلهی لَاُلِحَّنَّ عَلَیکَ،وعِزَّتِکَ یا إلهی لَأَبتَهِلَنَّ

ص:215


1- .المزار للمفید:ص 153،مصباح المتهجّد:ص 689 ح 771، المزار الکبیر:ص 445،مصباح الزائر:ص 354، [2]الإقبال:ج 2 ص 102، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 228 ح 4.

إلَیکَ،وعِزَّتِکَ یا رَجائی لَأَمُدَّنَّ یَدَی مَعَ جُرمِها إلَیکَ.

إلهی ! فَمَن لی مَولایَ،فَبِمَن ألوذُ سَیِّدی،فَبِمَن أعوذُ أمَلی،فَمَن أرجو؟! أنتَ أنتَ، انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا أحَدَ مَن لا أحَدَ لَهُ،یا أکرَمَ مَن اقِرَّ لَهُ بِذَنبِ،یا أعَزَّ مَن خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ،یا أرحَمَ مَنِ اعتُرِفَ لَهُ بِجُرمٍ،لِکَرَمِکَ أقرَرتُ بِذُنوبی، ولِعِزَّتِکَ خَضَعتُ بِذِلَّتی،فَما صانِعٌ مَولایَ؟ولِرَحمَتِکَ أنتَ اعتَرَفتُ بِجُرمی،فَما أنتَ فاعِلٌ سَیِّدی لِمُقِرٍّ لَکَ بِذَنبِهِ،خاضِعٌ لَکَ بِذُلِّهِ،مُعتَرِفٌ لَکَ بِجُرمِهِ؟!

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَعِ اللّهُمَّ دُعائی إذا دَعَوتُکَ،ونِدائی إذا نادَیتُکَ، وأَقبِل عَلَیَّ إذا ناجَیتُکَ،فَإِنّی اقِرُّ لَکَ بِذُنوبی،وأَعتَرِفُ وأَشکو إلَیکَ مَسکَنَتی وفاقَتی وقَساوَةَ قَلبی،وضُرّی وحاجَتی،یا خَیرَ مَن آنَستُ بِهِ وَحدَتی وناجَیتُهُ بِسِرّی،یا أکرَمَ مَن بَسَطتُ إلَیهِ یَدی،ویا أرحَمَ مَن مَدَدتُ إلَیهِ عُنُقی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی ذُنوبِیَ الَّتی نَظَرَت إلَیها عَینایَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی ذُنوبِیَ الَّتی نَطَقَ بِها لِسانی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی ذُنوبِیَ الَّتِی اکتَسَبَتها یَدایَ،وَاغفِر لی ذُنوبِیَ الَّتی باشَرَها جِلدی،وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِیَ الَّتِی احتَطَبتُ بِها عَلی بَدَنی،وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِیَ الَّتی قَدَّمَتها یَدایَ،وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِیَ الَّتی أحصاها کِتابُکَ،وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِیَ الَّتی سَتَرتَها مِنَ المَخلوقینَ ولَم أستُرها مِنکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ذُنوبی أوَّلَها وآخِرَها،صَغیرَها وکَبیرَها دَقیقَها وجَلیلَها،ما أعرِفُ مِنها وما لا أعرِفُ.

مَولایَ عَظُمَت ذُنوبی وجَلَّت وهِیَ صَغیرَةٌ فی جَنبِ عَفوِکَ،فَاعفُ عَنّی فَقَد قَیَّدَتنی، وَاشتَهَرَت عُیوبی،وغَرَّقَتنی خَطایایَ،وأَسلَمَتنی نَفسی إلَیکَ بَعدَما لَم أجِد مَلجَأً ولا مَنجی مِنکَ إلّاإلَیکَ.مَولایَ استَوجَبتُ أن أکونَ لِعُقوبَتِکَ غَرَضاً،ولِنَقِمَتِکَ مُستَحِقّاً.

ص:216

إلهی ! قَد غُیِّرَ عَقلی فیما وَجِلتُ مِن مُباشَرَةِ عِصیانِکَ،وبَقیتُ حَیراناً مُتَعَلِّقاً بِعَمودِ عَفوِکَ،فَأَقِلنی یا مَولایَ وإلهی بِالاِعتِرافِ،فَها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ؛عَبدٌ ذَلیلٌ خاضِعٌ صاغِرٌ داخِرٌ راغِمٌ،إن تَرحَمنی فَقَدیماً شَمَلَنی عَفوُکَ وأَلبَستَنی عافِیَتَکَ،وإن تُعَذِّبنی فَإِنّی لِذلِکَ أهلٌ وهُوَ مِنکَ یا رَبِّ عَدلٌ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِالمَخزونِ مِن أسمائِکَ،وما وارَتِ الحُجُبُ مِن بَهائِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وتَرحَمَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ،وهذَا البَدَنَ الهَلوعَ،وَالجِلدَ الرَّقیقَ، وَالعَظمَ الدَّقیقَ،مَولایَ عَفوَکَ عَفوَکَ-مِئَةَ مَرَّةٍ-.

اللّهُمَّ قَد غَرَّقَتنِی الذُّنوبُ وغَمَرَتنِی النِّعَمُ،وقَلَّ شُکری وضَعُفَ عَمَلی،ولَیسَ لی ما أرجوهُ إلّارَحمَتُکَ،فَاعفُ عَنّی فَإِنِّی امرُؤٌ حَقیرٌ وخَطَری یَسیرٌ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وإن تَعفُ عَنّی فَإِنَّ عَفوَکَ أرجی لی مِن عَمَلی،وإن تَرحَمنی فَإِنَّ رَحمَتَکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،وأَنتَ الَّذی لا تُخَیِّبُ السّائِلَ،ولا یَنقُصُکَ النّائِلُ،یا خیرَ مَسؤولٍ،وأَکرَمَ مَأمولٍ،هذا مَقامُ المُستَجیرِ بِکَ مِنَ النّارِ-مِئَةَ مَرَّةٍ-هذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ-مِئَةَ مَرَّةٍ-هذا مَقامُ الذَّلیلِ،هذا مَقامُ البائِسِ الفَقیرِ،هذا مَقامُ المُستَجیرِ،هذا مَقامُ مَن لا أمَلَ لَهُ سِواکَ،هذا مَقامُ مَن لا یُفَرِّجُ کَربَهُ سِواکَ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ» 1 .

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما رَزَقتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما مَنَحتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما ألهَمتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما وَفَّقتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما شَفَیتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما عافَیتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما هَدَیتَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلَی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ نِعمَةٍ أنعَمتَ عَلَیَّ ظاهِرَةً وباطِنَةً،حَمداً کَثیراً دائِماً

ص:217

سَرمَداً أبَداً لا یَنقَطِعُ ولا یَفنی أبَداً،حَمداً تَرضی بِحَمدِکَ عَنّا،حَمداً یَصعَدُ أوَّلُهُ ولا یَفنی آخِرُهُ،یَزیدُ ولا یَبیدُ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ،أو نالَتهُ قُدرَتی بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو بَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِسابِغِ رِزقِکَ،أوِ اتَّکَلتُ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أناتِکَ،أو وَثِقتُ فیهِ بِحَولِکَ،أو عَوَّلتُ فیهِ عَلی کَریمِ عَفوِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ خُنتُ فیهِ أمانَتی،أو نَحَّستُ بِفِعلِهِ نَفسی،أوِ احتَطَبتُ بِهِ عَلی بَدَنی،أو قَدَّمتُ فیهِ لَذَّتی،أو آثَرتُ فیهِ شَهَواتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ فیهِ مَن تَبِعَنی،أو غَلَبتُ عَلَیهِ بِفَضلِ حیلَتی،أوِ احتَلتُ عَلَیکَ فیهِ -مَولایَ-فَلَم تَغلِبنی عَلی فِعلی إذ کُنتَ کارِهاً لِمَعصِیَتی،لکِن سَبَقَ عِلمُکَ فی فِعلی فَحَلُمتَ عَنّی،لَم تُدخِلنی یا رَبِّ فیهِ جَبراً،ولَم تَحمِلنی عَلَیهِ قَهراً،ولَم تَظلِمنی فیهِ شَیئاً.

أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن غَمَرَتهُ مَساغِبُ الإِساءَةِ فَأَیقَنَ مِن إلهِهِ بِالمُجازاةِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن تَهَوَّرَ تَهَوُّراً فِی الغَیاهِبِ،وتَداحَضَ لِلشِّقوَةِ فی أوداءِ المَذاهِبِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أورَطَهُ الإِفراطُ فی مَآثِمِهِ،وأَوثَقَهُ الاِرتِباکُ فی لُجَجِ جَرائِمِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أنافَ عَلَی المَهالِکِ بِمَا اجتَرَمَ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أوحَدَتهُ المَنِیَّةُ فی حُفرَتِهِ،فَأَوحَشَ بِمَا اقتَرَفَ مِن ذَنبٍ استَکفَفَ فَاستَرحَمَ هُنالِکَ رَبَّهُ وَاستَعطَفَ، أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم یَتَزَوَّد لِبُعدِ سَفَرِهِ زاداً،ولَم یُعِدَّ لِمَظاعِنِ تَرحالِهِ إعداداً، أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن شَسَعَت شُقَّتُهُ وقَلَّت عُدَّتُهُ فَغَشِیَتهُ هُنالِکَ کُربَتُهُ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن خالَطَ کَسبَهُ التَّدالُسَ وقَرَنَ بِأَعمالِهِ التَّباخُسَ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لا یَعلَمُ عَلی أیِّ مَنزِلَتِهِ هاجِمٌ؛أفِی النّارِ یُصلی أم فِی الجَنَّةِ ناعِمٌ یَحیا،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن غَرِقَ فی لُجَجِ المَآثِمِ وتَقَلَّبَ فی أظالیلِ مَقتِ المَحارِمِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ

ص:218

مَن عَنَدَ عَن لَوائِحِ حَقِّ المَنهَجِ وسَلَکَ سَوادِفَ (1)سُبُلِ المُرتَتَجِ (2)،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم یُهمِل شُکری ولَم یَضرِب عَنهُ صَفحاً،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم یُنجِهِ المَفَرُّ مِن مُعاناةِ ضَنکِ المُنقَلَبِ،ولَم یُجِرهُ المَهرَبُ مِن أهاویلِ عِبءِ المَکسَبِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن تَمَرَّدَ فی طُغیانِهِ عُدُوّاً وبارَزَهُ بِالخَطیئَةِ عُتُوّاً،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أحصی عَلَیهِ کُرورَ لَوافِظِ ألسِنَتِهِ وزِنَةَ مَخانِقِ الجَنَّةِ،أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لا یرجو سِواهُ،أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ مِمّا أحصاهُ العُقولُ وَالقَلبُ الجَهولُ، وَاقتَرَفَتهُ الجَوارِحُ الخاطِئَةُ وَاکتَسَبَتهُ الیَدُ الباغِیَةُ،أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ بِمِقدارِ ومِقیاسِ ومِکیالِ ومَبلَغِ ما أحصی وعَدَدِ ما خَلَقَ وما فَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ وأَنشَأَ وصَوَّرَ ودَوَّنَ،وأَستَغفِرُ اللّهَ أضعافَ ذلِکَ کُلِّهِ وأَضعافاً مُضاعَفَةً وأَمثالاً مُمَثَّلَةً حَتّی أبلُغَ رِضَا اللّهِ وأَفوزَ بِعَفوِهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی لِدینِهِ الَّذی لا یُقبَلُ عَمَلٌ (3)إلّابِهِ ولا یَغفِرُ ذَنباً إلّالِأَهلِهِ، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مُسلِماً لَهُ ولِرَسولِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فیما أمَرَ بِهِ ونَهی عَنهُ، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَجعَلنی أعبُدُ شَیئاً غَیرَهُ ولَم یُکرِم بِهَوانی أحَداً مِن خَلقِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما صَرَفَ عَنّی مِن أنواعِ البَلاءِ فی نَفسی وأَهلی ومالی ووَلَدی وأَهلِ حُزانَتی، وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ عَلی کُلِّ حالٍ.

ولا إلهَ إلَّااللّهُ المَلِکُ الرَّحمنُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ المُفضِلُ المَنّانُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ ذُو الطَّولِ وإلَیهِ المَصیرُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ.

وَاللّهُ أکبَرُ مِدادَ کَلِماتِهِ،وَاللّهُ أکبَرُ مِلءَ عَرشِهِ،وَاللّهُ أکبَرُ عَدَدَ ما أحصی کِتابُهُ.

وسُبحانَ اللّهِ الحَلیمِ الکَریمِ،وسُبحانَ اللّهِ الغَفورِ الرَّحیمِ،وسُبحانَ اللّهِ الَّذی لا یَنبَغِی

ص:219


1- .السُّدفَةُ:من الأضداد تقع علی الضیاء والظلمة (النهایة:ج 2 ص 354« سدف»).
2- المراتِجُ:الطُرقُ الضیِّقةُ (الصحاح:ج 1 ص 317« رتج»).
3- هکذا فی المصدر وبحار الأنوار، ولعلّ الصواب:«لا یَقبَلُ عَمَلاً»بالمعلوم کما یقتضیه السیاق.

التَّسبیحُ إلّالَهُ،وسُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا یَصِفونَ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ وصَفِیِّکَ وحَبیبِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ وَالمُبَلِّغِ رِسالاتِکَ؛فَإِنَّهُ قَد أدَّی الأَمانَةَ،ومَنَحَ النَّصیحَةَ،وحَمَلَ عَلَی المَحَجَّةِ،وکابَدَ العُسرَةَ.اللّهُمَّ أعطِهِ بِکُلِّ مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ ومَنزِلَةٍ مِن مَنازِلِهِ وحالٍ مِن أحوالِهِ خَصائِصَ مِن عَطائِکَ،وفَضائِلَ مِن حِبائِکَ،تَسُرُّ بِها نَفسَهُ وتُکرِمُ بِها وَجهَهُ،وتَرفَعُ بِها مَقامَهُ وتُعلی بِها شَرَفَهُ عَلَی القُوّامِ بِقِسطِکَ وَالذّابّینَ عَن حَریمِکَ،اللّهُمَّ وأَورِد عَلَیهِ وعَلی ذُرِّیَّتِهِ وأزواجِهِ وأهلِ بَیتِهِ وأَصحابِهِ واُمَّتِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَینُهُ،وَاجعَلنا مِنهُم ومِمَّن تَسقیهِ بِکَأسِهِ وتورِدُهُ حَوضَهُ وتَحشُرُنا فی زُمرَتِهِ وتَحتَ لِوائِهِ،وتُدخِلُنا فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمّداً وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ.اللّهُمَّ اجعَلنی مَعَهُم فی کُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ، وفی کُلِّ عافِیَةٍ وبَلاءٍ،وفی کُلِّ أمنٍ وخَوفٍ،وفی کُلِّ مَثویً ومُنقَلَبٍ.اللّهُمَّ أحیِنی مَحیاهُم وأَمِتنی مَماتَهُم،وَاجعَلنی مَعَهُم فِی المَواطِنِ کُلِّها،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُم أبَداً، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ أفنِنی خَیرَ الفَناءِ إذا أفنَیتَنی عَلی مُوالاتِکَ ومُوالاةِ أولِیائِکَ ومُعاداةِ أعدائِکَ،وَالرَّغبَةِ وَالرَّهبَةِ إلَیکَ وَالوَفاءِ بِعَهدِکَ،وَالتَّصدیقِ بِکِتابِکَ وَالاِتِّباعِ لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وتُدخِلُنی مَعَهُم فی کُلِّ خَیرٍ،وتُنجینی بِهِم مِن کُلِّ سوءٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر ذَنبی،ووَسِّع خُلُقی،وطَیِّب کَسبی،وقَنِّعنی بِما رَزَقتَنی،ولا تُذهِب نَفسی إلی شَیءٍ صَرَفتَهُ عَنّی.اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ النِّسیانِ وَالکَسَلِ وَالتَّوانی فی طاعَتِکَ،ومِن عِقابِکَ الأَدنی وعَذابِکَ الأَکبَرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَمنَعُ الآخِرَةَ (1)،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ،ومِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ،وأَعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ

ص:220


1- .فی بحار الأنوار:« خَیرَ الآخِرَةِ».

لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُرفَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تُقبَلُ.اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ حَتّی أتَّبِعَ کِتابَکَ،واُصَدِّقَ رَسولَکَ،واُؤمِنَ بِوَعدِکَ،واُوفِیَ بِعَهدِکَ،لا إلهَ إلّا أنتَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَسأَ لُکَ الصَّبرَ عَلی طاعَتِکَ وَالصَّبرَ لِحُکمِکَ،وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ حَقائِقَ الإِیمانِ وَالصِّدقَ فِی المَواطِنِ کُلِّها،وَالعَفوَ وَالمُعافاةَ وَالیَقینَ وَالکَرامَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَالشُّکرَ وَالنَّظَرَ إلی وَجهِکَ الکَریمِ،فَإِنَّ بِنِعمَتِکَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ.اللّهُمَّ أنتَ تُنزِلُ الغِنی وَالبَرَکَةَ مِنَ الرَّفیعِ الأَعلی عَلَی العِبادِ قاهِراً مُقتَدِراً،أحصَیتَ أعمالَهُم وقَسَمتَ أرزاقَهُم،وسَمَّیتَ آجالَهُم وکَتَبتَ آثارَهُم،وجَعَلتَهُم مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم وأَلوانُهُم خَلقاً مِن بَعدِ خَلقٍ،لا یَعلَمُ العِبادُ عِلمَکَ وکُلُّنا فُقَراءُ إلَیکَ،فَلا تَصرِفِ اللّهُمَّ عَنّی وَجهَکَ،ولا تَمنَعنی فَضلَکَ ولا تَحرِمنی طَولَکَ وعَفوَکَ،وَاجعَلنی اوالی أولِیاءَکَ واُعادی أعداءَکَ،وَارزُقنِی الرَّغبَةَ وَالرَّهبَةَ وَالخُشوعَ وَالوَفاءَ،وَالتَّسلیمَ وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی ما أهَمَّنی وغَمَّنی،ولا تَکِلنی إلی نَفسی،وأَعِذنی مِن شَرِّ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ وبَرَأتَ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ مِن شَرِّ جَمیعِ خَلقِکَ، وَاقضِ عَنّی دَینی،ووَفِّقنی لِما یُرضیکَ عَنّی،وَاحرُسنی وذُرِّیَّتی وأَهلی وقَراباتی وجَمیعَ إخوانی فیکَ وأَهلَ حُزانَتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ وشَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ،وَانصُرنی عَلی مَن ظَلَمَنی،وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالحینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعَظیمِ ما سَأَلَکَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ،مِن کَریمِ أسمائِکَ وجَمیلِ ثَنائِکَ وخاصَّةِ دُعائِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ عَشِیَّتی هذِهِ أعظَمَ عَشِیَّةٍ مَرَّت عَلَیَّ مُنذُ أخرَجتَنی إلَی الدُّنیا بَرَکَةً؛فی عِصمَةٍ مِن دینی،وخَلاصِ نَفسی، وقَضاءِ حاجَتی،وتَشفیعی فی مَسأَلَتی،وإتمامِ النِّعمَةِ عَلَیَّ،وصَرفِ السّوءِ عَنّی،ولِباسِ

ص:221

العافِیَةِ،وأَن تَجعَلَنی مِمَّن نَظَرتَ إلَیهِ فی هذِهِ العَشِیَّةِ بِرَحمَتِکَ إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ.

اللّهُمَّ إن کُنتَ لَم تَکتُبنی فی حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،أو حَرَمتَنِی (1)الحُضورَ مَعَهُم فی هذِهِ العَشِیَّةِ؛فَلا تَحرِمنی شِرکَتَهُم فی دُعائِهِم،وَانظُر إلَیَّ بِنَظرَتِکَ الرَّحیمَةِ لَهُم،وأَعطِنی مِن خَیرِ ما تُعطی أولِیاءَکَ وأَهلَ طاعَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَل هذِهِ العَشِیَّةَ آخِرَ العَهدِ مِنّی حَتّی تُبَلِّغَنیها مِن قابِلٍ مَعَ حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ وزُوّارِ قَبرِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ السَّلامُ،فی أعفی عافِیَتِکَ،وأَعَمِّ نِعمَتِکَ،وأَوسَعِ رَحمَتِکَ،وأَجزَلِ قِسَمِکَ،وأَسبَغِ رِزقِکَ،وأَفضَلِ رَجائِکَ،وأَتَمِّ رَأفَتِکَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاسمَع دُعائی،وَارحَم تَضَرُّعی وتَذَلُّلی وَاستِکانَتی وتَوَکُّلی عَلَیکَ،فَأَنَا مُسَلِّمٌ لِأَمرِکَ لا أرجو نَجاحاً ولا مُعافاةً ولا تَشریفاً إلّابِکَ ومِنکَ، فَامنُن عَلَیَّ بِتَبلیغی هذِهِ العَشِیَّةَ مِن قابِلٍ،وأَ نَا مُعافیً مِن کُلِّ مَکروهٍ ومَحذورٍ ومِن جَمیعِ البَوائِقِ ومَحذوراتِ الطَّوارِقِ.

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی طاعَتِکَ وطاعَةِ أولِیائِکَ الَّذینَ اصطَفَیتَهُم مِن خَلقِکَ لِخَلقِکَ،وَالقِیامِ فیهِم بِدینِکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَلِّم لی دینی،وزِد فی أجَلی،وأَصِحَّ لی جِسمی،وأَقِرَّ بِشُکرِ نِعمَتِکَ عَینی،وآمِن رَوعَتی،وأَعطِنی سُؤلی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَمِّم آلاءَکَ عَلَیَّ فیما بَقِیَ مِن عُمُری،وتَوَفَّنی إذا تَوَفَّیتَنی وأَنتَ عَنّی راضٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وثَبِّتنی عَلی مِلَّةِ الإِسلامِ،فَإِنّی بِحَبلِکَ اعتَصَمتُ فَلا تَکِلنی فی جَمیعِ الاُمورِ إلّاإلَیکَ.

ص:222


1- .فی المصدر:«أحرَمتَنی»،والصواب ما أثبتناه.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاملَأ قَلبی رَهبَةً مِنکَ ورَغبَةً إلَیکَ وخَشیَةً مِنکَ وغِنیً بِکَ،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وَاستَعمِلنی بِما عَلَّمتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المُضطَرِّ إلَیکَ،المُشفِقِ مِن عَذابِکَ،الخائِفِ مِن عُقوبَتِکَ،أن تُغنِیَنی بِعَفوِکَ وتُجیرَنی بِعِزَّتِکَ،وتَحَنَّنَ عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ،وتُؤَدِّیَ عَنّی فَرائِضَکَ، وتَستَجیبَ لی فیما سَأَلتُکَ،وتُغنِیَنی عَن شِرارِ خَلقِکَ،وتُدنِیَنی مِمَّن کادَنَی،وتَقِیَنی مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ،وتَغفِرَ لی ولِوالِدَیَّ ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

ب-الدُّعاءُ الثّانی

1960.الإقبال: دُعاءٌ آخَرُ یَومَ عَرَفَةَ مَروِیٌّ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:

اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبُّ العالَمینَ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ مالِکُ یَومِ الدّینِ،بَدیءُ کُلِّ شَیءٍ وإلَیکَ یَعودُ کُلُّ شَیءٍ،لَم تَزَل ولا تَزالُ،المَلِکُ القُدّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَیمِنُ العَزیزُ الجَبّارُ المُتَکَبِّرُ،الکِبرِیاءُ رِداؤُکَ،سابِغُ النَّعماءِ،جَزیلُ العَطاءِ،باسِطُ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ، نَفّاحُ (2)الخَیراتِ،کاشِفُ الکُرُباتِ،مُنزِلُ الآیاتِ،مُبَدِّلُ السَّیِّئاتِ،جاعِلُ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ،دَنَوتَ فی عُلُوِّکَ وعَلَوتَ فی دُنُوِّکَ،دَنَوتَ فَلا شَیءَ دونَکَ،وَارتَفَعتَ فَلا شَیءَ فَوقَکَ،تَری ولا تُری وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوی،لَکَ ما فِی السَّماواتِ العُلی،ولَکَ الکِبرِیاءُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،غافِرُ الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ شَدیدُ العِقابِ،لا إلهَ إلّا أنتَ،إلَیکَ المَأوی وإلَیکَ المَصیرُ،وَسِعَت رَحمَتُکَ کُلَّ شَیءٍ،وبَلَغَت حُجَّتُکَ،ولا

ص:223


1- .الإقبال:ج 2 ص 140-149، بحار الأنوار:ج 98 ص 255 ح 3.
2- النفّاحُ:المُنعِمُ علی عباده،الکَثیرُ العَطایا (لسان العرب:ج 2 ص 624« نفح»).

مُعَقِّبَ لِحُکمِکَ،ولا یَخیبُ سائِلُکَ،أحَطتَ کُلَّ شَیءٍ بِعِلمِکَ،وأَحصَیتَ کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،وجَعَلتَ لِکُلِّ شَیءٍ أمَداً،وقَدَّرتَ کُلَّ شَیءٍ تَقدیراً.بَلَوتَ فَقَهَرتَ،ونَظَرتَ فَخَبَرتَ،وبَطَنتَ وعَلِمتَ فَسَتَرتَ،وعَلی کُلِّ شَیءٍ ظَهَرتَ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،ولا تَنسی مَن ذَکَرَکَ،ولا تُخَیِّبُ مَن سَأَلَکَ،ولا تُضَیِّعُ مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ.

أنتَ الَّذی لا یَشغَلُکَ ما فِی جَوِّ سَماواتِکَ عَمّا فی جَوِّ أرضِکَ،تَعَزَّزتَ فی مُلکِکَ وتَقَوَّیتَ فی سُلطانِکَ،وغَلَبَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَضاؤُکَ،ومَلَکَ کُلَّ شَیءٍ أمرُکَ،وقَهَرَت قُدرَتُکَ کُلَّ شَیءٍ،لا یُستَطاعُ وَصفُکَ،ولا یُحاطُ بِعِلمِکَ،ولا مُنتَهی لِما عِندَکَ،ولا تَصِفُ العُقولُ صِفَةَ ذاتِکَ.عَجَزَتِ الأَوهامُ عَن کَیفِیَّتِکَ،ولا تُدرِکُ الأَبصارُ مَوضِعَ أینِیَّتِکَ، ولا تُحَدُّ فَتَکونَ مَحدوداً،ولا تُمَثَّلُ فَتَکونَ مَوجوداً،ولا تَلِدُ فَتَکونَ مَولوداً.أنتَ الَّذی لا ضِدَّ مَعَکَ فَیُعانِدَکَ،ولا عَدیلَ لَکَ فَیُکاثِرَکَ،ولا نِدَّ لَکَ فَیُعارِضَکَ،أنتَ ابتَدَأتَ وَاختَرَعتَ وَاستَحدَثتَ،فَما أحسَنَ ما صَنَعتَ !

سُبحانَکَ ما أجَلَّ ثَناءَکَ،وأَسنی فِی الأَماکِن مَکانَکَ،وأَصدَعَ بِالحَقِّ فُرقانَکَ ! سُبحانَکَ مِن لَطیفٍ ما ألطَفَکَ،وحَکیمٍ ما أعرَفَکَ،ومَلیکٍ ما أسمَحَکَ ! بَسَطتَ بِالخَیراتِ یَدَکَ،وعُرِفَتِ الهِدایَةُ مِن عِندِکَ،وخَضَعَ لَکَ کُلُّ شَیءٍ،وَانقادَ لِلتَّسلیمِ لَکَ کُلُّ شَیءٍ.سَبیلُکَ جَدَدٌ،وأَمرُکَ رَشَدٌ،وأَنتَ حَیٌّ صَمَدٌ،وأَنتَ الماجِدُ الجَوادُ،الواحِدُ الأَحَدُ،العَلیمُ الکَریمُ،القَدیمُ القَریبُ المُجیبُ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.

تَقَدَّسَت أسماؤُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،الَّذی صَدَعَ بِأَمرِکَ وبالَغَ فی إظهارِ دینِکَ،وأَکَّدَ میثاقَکَ ونَصَحَ لِعِبادِکَ وبَذَلَ جُهدَهُ فی مَرضاتِکَ،اللّهُمَّ شَرِّف بُنیانَهُ وعَظِّم بُرهانَهُ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی وُلاةِ الأَمرِ بَعدَ نَبِیِّکَ،تَراجِمَةِ وَحیِکَ،وخُزّانِ عِلمِکَ،واُمَنائِکَ فی

ص:224

بِلادِکَ،الَّذینَ أمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم وفَرَضتَ طاعَتَهُم عَلی بَرِیَّتِکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِم صَلاةً دائِمَةً باقِیَةً.اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَی السُّیّاحِ وَالعُبّادِ وأَهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ،وَاجعَلنی فی هذِهِ العَشِیَّةِ مِمَّن نَظَرتَ إلَیهِ فَرَحِمتَهُ،وسَمِعتَ دُعاءَهُ فَأَجَبتَهُ،وآمَنَ بِکَ فَهَدَیتَهُ،وسَأَلَکَ فَأَعطَیتَهُ، ورَغِبَ إلَیکَ فَأَرضَیتَهُ.وهَب لی فی یَومی هذا صَلاحاً لِقَلبی ودینی ودُنیایَ ومَغفِرَةً لِذُنوبی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

أسأَ لُکَ الرَّحمَةَ یا سَیِّدی ومَولایَ وثِقَتی،یا رَجائی ویا مُعتَمَدی ومَلجَئی وذُخری وظَهری وعُدَّتی وأَمَلی وغایَتی،وأَسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،أن تَغفِرَ لی ذُنوبی وعُیوبی وإساءَتی وظُلمی وجُرمی وإسرافی عَلی نَفسی،فَهذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ،هذا مَقامُ الهارِبِ إلَیکَ مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ وهذا یَومُ عَرَفَةَ کَرَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وعَظَّمتَهُ،نَشَرتَ فیهِ رَحمَتَکَ ومَنَنتَ فیهِ بِعَفوِکَ،وأَجزَلتَ فیهِ عَطِیَّتَکَ،وتَفَضَّلتَ فیهِ عَلی عِبادِکَ،اللّهُمَّ وهذِهِ العَشِیَّةُ مِن عَشایا رَحمَتِکَ ومِنَحِکَ،وإحدی أیّامِ زُلفَتِکَ،ولَیلَةُ عیدٍ مِن أعیادِکَ،فیها یُفضی إلَیکَ ما یَهُمُّ (1)مِنَ الحَوائِجِ مَن قَصَدَکَ مُؤَمِّلاً راجِیاً فَضلَکَ،طالِباً مَعروفَکَ الَّذی تَمُنُّ بِهِ عَلی مَن تَشاءُ مِن خَلقِکَ،وأَنتَ فیها بِکُلِّ لِسانٍ تُدعی ولِکُلِّ خَیرٍ تُبتَغی وتُرجی،ولَکَ فیها جَوائِزُ ومَواهِبُ وعَطایا تَمُنُّ بِها عَلی مَن تَشاءُ مِن عِبادِکَ،وتَشمُلُ بِها أهلَ العِنایَةِ مِنکَ،وقَد قَصَدناکَ مُؤَمِّلینَ راجینَ،وأَتَیناکَ طالِبینَ نَرجو ما لا خُلفَ لَهُ مِن وَعدِکَ،ولا مَترَکَ لَهُ مِن عَظیمِ أجرِکَ،قَد أبرَزَت ذَوُو الآمالِ إلَیکَ وُجوهَهَا المَصونَةَ،ومَدُّوا إلَیکَ أکُفَّهُم طَلَباً لِما عِندَکَ لِیُدرِکوا بِذلِکَ رِضوانَکَ،یا غَفّارُ یا مُستَراشُ مِن نَیلِهِ ومُستَعاشُ مِن فَضلِهِ،یا مَلِکُ فی عَظَمَتِهِ،یا جَبّارُ فی قُوَّتِهِ،یا لَطیفُ فی قُدرَتِهِ،یا مُتَکَفِّلُ یا رازِقَ النَّعّابِ (2)فی

ص:225


1- .فی الطبعة المعتمدة:«لهم»بدل«ما یَهُمُّ»،وفی طبعة دار الکتب الإسلامیة:«ما لهم»،والتصویب من بحارالأنوار. وهَمَّ الأمرُ فلاناً:أحزنه وأقلقه.
2- النَّعّابُ:الغُراب (النهایة:ج 5 ص 79« نعب»).

عُشِّهِ،یا أکرَمَ مَسؤولٍ ویا خَیرَ مَأمولٍ،ویا أجوَدَ مَن نَزَلَت بِفِنائِهِ الرَّکائِبُ،وطُلِبَ عِندَهُ نَیلُ الرَّغائِبِ،وأَناخَت بِهِ الوُفودُ،یا ذَا الجودِ،یا أعظَمَ مِن کُلِّ مَقصودٍ.

أنَا عَبدُکَ الَّذی أمَرتَنی فَلَم أئتَمِر،ونَهَیتَنی عَن مَعصِیَتِکَ وزَجَرتَنی فَلَم أنزَجِر، فَخالَفتُ أمرَکَ ونَهیَکَ لا مُعانَدَةً لَکَ ولَا استِکباراً عَلَیکَ،بَل دَعانی هَوایَ وَاستَزَلَّنی عَدُوُّکَ وعَدُوّی،فَأَقدَمتُ عَلی ما فَعَلتُ عارِفاً بِوَعیدِکَ،راجِیاً لِعَفوِکَ،واثِقاً بِتَجاوُزِکَ وصَفحِکَ،فَیا أکرَمَ مَن اقِرَّ لَهُ بِالذُّنوبِ،ها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ صاغِراً ذَلیلاً خاضِعاً خاشِعاً خائِفاً مُعتَرِفاً عَظیمَ ذُنوبی وخَطایایَ،فَما أعظَمَ ذُنوبِیَ الَّتی تَحَمَّلتُها،وأَوزارِیَ الَّتِی اجتَرَمتُها ! مُستَجیراً فیها بِصَفحِکَ لائِذاً بِرَحمَتِکَ،موقِناً أنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ مُجیرٌ ولا یَمنَعُنی مِنکَ مانِعٌ،فَعُد عَلَیَّ بِما تَعودُ بِهِ عَلی مَنِ اقتَرَبَ مِن تَغَمُّدِکَ،وجُد عَلَیَّ بِما تَجودُ بِهِ عَلی مَن ألقی بِیَدِهِ إلَیکَ مِن عِبادِکَ،وَامنُن عَلَیَّ بِما لا یَتَعاظَمُکَ أن تَمُنَّ بِهِ عَلی مَن أمَّلَکَ لِغُفرانِکَ لَهُ،یا کَریمُ ارحَم صَوتَ حَزینٍ یُخفی ما سَتَرتَ عَن خَلقِکَ مِن مَساویهِ، یَسأَ لُکَ فی هذِهِ العَشِیَّةِ رَحمَةً تُنجیهِ مِن کَربِ مَوقِفِ المَسأَلَةِ،ومَکروهِ یَومِ هَولِ المُعایَنَةِ،حینَ تَفَرَّدُهُ عَمَلُهُ ویَشغَلُهُ عَن أهلِهِ ووَلَدِهِ.

فَارحَم عَبدَکَ الضَّعیفَ عَمَلاً،الجَسیمَ أمَلاً،خَرَجَت مِن یَدی أسبابُ الوُصُلاتِ إلّاما وَصَلَهُ رَحمَتُکَ،وتَقَطَّعَت عَنّی عِصَمُ الآمالِ إلّاما أنَا مُعتَصِمٌ بِهِ مِن عَفوِکَ،قَلَّ عِندی ما أعتَدُّ بِهِ مِن طاعَتِکَ،وکَبُرَ عِندی ما أبوءُ بِهِ مِن مَعصِیَتِکَ،ولَن یَضیقَ عَفوُکَ عَن عَبدِکَ وإن أساءَ،فَاعفُ عَنّی فَقَد أشرَفَ عَلی خَفایَا الأَعمالِ عِلمُکَ،وَانکَشَفَ کُلُّ مَستورٍ عِندَ خُبرِکَ،ولا یَنطَوی عَلَیکَ دَقائِقُ الاُمورِ،ولا یَعزُبُ عَنکَ غَیِّباتُ السَّرائِرِ.

وقَدِ استَحوَذَ عَلَیَّ عَدُوُّکَ الَّذِی استَنظَرَکَ لِغِوایَتی فَأَنظَرتَهُ،وَاستَمهَلَکَ إلی یَومِ الدّینِ لِإِضلالی فَأَمهَلتَهُ،وأَوقَعَنی بِصَغائِرِ ذُنوبٍ موبِقَةٍ وکَبائِرِ أعمالٍ مُردِیَةٍ،حَتّی إذا قارَفتُ مَعصِیَتَکَ،وَاستَوجَبتُ بِسوءِ فِعلی سَخَطَکَ،تَوَلّی عَنّی بِالبَراءَةِ مِنّی وأَدبَرَ مُوَلِّیاً عَنّی،

ص:226

فَأَصحَرَنی (1)لِغَضَبِکَ فَریداً،وأَخرَجَنی إلی فِناءِ نَقِمَتِکَ طَریداً،لا شَفیعٌ یَشفَعُ لی إلَیکَ، ولا خَفیرٌ یَقینی مِنکَ،ولا حِصنٌ یَحجُبُنی عَنکَ،ولا مَلاذٌ ألجَأُ إلَیهِ مِنکَ،فَهذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ،ومَحَلُّ المُعتَرِفِ لَکَ،ولا یَضیقَنَّ عَنّی فَضلُکَ،ولا یَقصُرَنَّ دونی عَفوُکَ،ولا أکُن أخیَبَ وَفدِکَ مِن عِبادِکَ التّائِبینَ،ولا أقنَطَ وُفودِکَ الآمِلینَ.

اللّهُمَّ اغفِر لی إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،فَطالَما أغفَلتُ مِن وَظائِفِ فُروضِکَ،وتَعَدَّیتُ عَن مَقاماتِ حُدودِکَ،فَهذا مَقامُ مَنِ استَحیا لِنَفسِهِ مِنکَ،وسَخِطَ عَلَیها ورَضِیَ عَنکَ، وتَلَقّاکَ بِنَفسٍ خاشِعَةٍ ورَقَبَةٍ خاضِعَةٍ وظَهرٍ مُثقَلٍ مِنَ الذُّنوبِ،واقِفاً بَینَ الرَّغبَةِ إلَیکَ وَالرَّهبَةِ مِنکَ،فَأَنتَ أولی مَن وَثِقَ بِهِ مَن رَجاهُ،وآمَنَ مَن خَشِیَهُ وَاتَّقاهُ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعطِنی ما رَجَوتُ وآمِنّی مِمّا حَذِرتُ،وعُد عَلَیَّ بِعائِدَةٍ مِن رَحمَتِکَ.

اللّهُمَّ وإذ سَتَرتَنی بِفَضلِکَ وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ فی دارِ الحَیاةِ وَالفَناءِ بِحَضرَةِ الأَکفاءِ، فَأَجِرنی مِن فَضیحاتِ دارِ البَقاءِ عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ،مِنَ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالرُّسُلِ المُکَرَّمینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،فَحَقِّق رَجائی فَأَنتَ أصدَقُ القائِلینَ: «یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ» 2 .

اللّهُمَّ إنّی سائِلُکَ القاصِدُ،ومِسکینُکَ المُستَجیرُ الوافِدُ،وضَعیفُکَ الفَقیرُ،ناصِیَتی بِیَدِکَ وأَجَلی بِعِلمِکَ،أسأَ لُکَ أن تُوَفِّقَنی لِما یُرضیکَ عَنّی،وأَن تُبارِکَ لی فی یَومی هذَا الَّذی فَزِعَت فیهِ إلَیکَ الأَصواتُ،وتَقَرَّبوا إلَیکَ عِبادُکَ بِالقُرُباتِ،أسأَ لُکَ بِعَظیمِ ما سَأَلَکَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ مِن کَریمِ أسمائِکَ،وجَمیلِ ثَنائِکَ وخاصَّةِ دُعائِکَ بِآلائِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَجعَلَ یَومی هذا أعظَمَ یَومٍ مَرَّ عَلَیَّ مُنذُ أنزَلتَنی إلَی الدُّنیا بَرَکَةً فی عِصمَةِ دینی،وخاصَّةِ نَفسی،وقَضاءِ حاجَتی،وتَشفیعی فی مَسائلی،وإتمامِ النِّعمَةِ

ص:227


1- .صَحَرَنی:أی جعلنی تائِها فی بیداء الضلال متصدّیاً لحلول غضبک (مجمع البحرین:ج 2 ص 1011«صحر»).

عَلَیَّ،وصَرفِ السّوءِ عَنّی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،افتَح عَلَیَّ أبوابَ رَحمَتِکَ،ورَضِّنی بِعادِلِ قِسَمِکَ،وَاستَعمِلنی بِخالِصِ طاعَتِکَ یا أمَلی ویا رَجائی،حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی وإن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی؛فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.

إلهی لا تَقطَع رَجائی ولا تُخَیِّب دُعائی،یا مَنّانُ مُنَّ عَلَیَّ بِالجَنَّةِ،یا عَفُوُّ اعفُ عَنّی،یا تَوّابُ تُب عَلَیَّ وتَجاوَز عَنّی،وَاصفَح عَن ذُنوبی،یا مَن رَضِیَ لِنَفسِهِ العَفوَ،یا مَن أمَرَ بِالعَفوِ،یا مَن یَجزی عَلَی العَفوِ،یا مَنِ استَحسَنَ العَفوَ،أسأَ لُکَ الیَومَ العَفوَ العَفوَ -یَقولُها عِشرینَ مَرَّةً-أنتَ أنتَ،انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ،وخابَتِ الآمالُ إلّافیکَ،فَلا تَقطَع رَجائی.

یا مَولایَ ! إنَّ لَکَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ أضیافاً فَاجعَلنی مِن أضیافِکَ،فَقَد نَزَلتُ بِفِنائِکَ راجِیاً مَعروفَکَ،یا ذَا المَعروفِ الدّائِمِ الَّذی لا یَنقَضی أبَداً،یا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً.

اللّهُمَّ إنَّ لَکَ حُقوقاً فَتَصَدَّق بِها عَلَیَّ،ولِلنّاسِ قِبَلی تَبِعاتٌ فَتَحَمَّلها عَنّی،وقَد أوجَبتَ یا رَبِّ لِکُلِّ ضَیفٍ قِریً (1)وأَ نَا ضَیفُکَ فَاجعَل قِرایَ اللَّیلَةَ الجَنَّةَ،یا وَهّابَ الجَنَّةِ،یا وَهّابَ المَغفِرَةِ،اِقلِبنی مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لی،مَرحوماً صَوتی،مَغفوراً ذَنبی، بِأَفضَلِ ما یَنقَلِبُ بِهِ الیَومَ أحَدٌ مِن وَفدِکَ وزُوّارِکَ،وبارِک لی فیما أرجِعُ إلَیهِ مِن مالٍ- إلی هاهُنا ما وُجِدَ فِی الأَصلِ-. (2)

راجع:ص 313 (دعوات الحجّ/الدعوات المأثورة عند الوقوف بعرفات/الأدعیة المأثورة عن الإمام الصادق علیه السلام )

و الإقبال ج 2 ص 117-140 (دعاء الإمام الصادق علیه السلام بروایة سلمة بن الأکوع).

ص:228


1- .القِری:الضیافة،أقرَیت الضَیف:إذا أحسنت إلیه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1475«قری»).
2- الإقبال:ج 2 ص 149، بحار الأنوار:ج 98 ص 262 ح 3.

6/27الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام لِیَومِ عَرَفَةَ

1961.الإقبال: عَن مَولانا عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ فی یَومِ عَرَفَةَ:

اللّهُمَّ کَما سَتَرتَ عَلَیَّ ما لَم أعلَم فَاغفِر لی ما تَعلَمُ،وکَما وَسِعَنی عِلمُکَ فَلیَسَعنی عَفوُکَ،وکَما بَدَأتَنی بِالإِحسانِ فَأَتِمَّ نِعمَتَکَ بِالغُفرانِ،وکَما أکرَمتَنی بِمَعرِفَتِکَ فَاشفَعها بِمَغفِرَتِکَ،وکَما عَرَّفتَنی وَحدانِیَّتَکَ فَأَکرِمنی بِطاعَتِکَ،وکَما عَصَمتَنی مِمّا لَم أکُن أعتَصِمُ مِنهُ إلّابِعِصمَتِکَ فَاغفِر لی ما لَو شِئتَ عَصَمتَنی مِنهُ،یا جَوادُ یا کَریمُ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)

7/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الأَضحی

1962.کتاب من لا یحضره الفقیه: خَطَبَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فی عیدِ الأَضحی فَقالَ:

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،ولَهُ الشُّکرُ فیما أولانا،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ. (2)

1963.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَبدَأُ بِالتَّکبیرِ إذا صَلَّی الظُّهرَ مِن یَومِ النَّحرِ،وکانَ یَقطَعُ التَّکبیرَ آخِرَ أیّامِ التَّشریقِ عِندَ الغَداةِ،وکانَ یُکَبِّرُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ فَیَقولُ:

اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ. (3)

1964.الکافی عن زُرارَة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:التَّکبیرُ فی أیّامِ التَّشریقِ فی دُبُرِ الصَّلَواتِ؟

فَقالَ:التَّکبیرُ بِمِنیً فی دُبُرِ خَمسَ عَشرَةَ صَلاةً،وفی سائِرِ الأَمصارِ فی دُبُرِ عَشرِ

ص:229


1- .الإقبال:ج 2 ص 73، مصباح الزائر:ص 367، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 216 ح 3.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 517 ح 1483،بحار الأنوار:ج 91 ص 117.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 518 ح 1484،بحار الأنوار:ج 91 ص 117.

صَلَواتٍ،وأَوَّلُ التَّکبیرِ فی دُبُرِ صَلاةِ الظُّهرِ یَومَ النَّحرِ یَقولُ فیهِ:

«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ».

وإنَّما جُعِلَ فی سائِرِ الأَمصارِ فی دُبُرِ عَشرِ صَلَواتٍ،لِأَنَّهُ إذا نَفَرَ النّاسُ فِی النَّفرِ الأَوَّلِ أمسَکَ أهلُ الأَمصارِ عَنِ التَّکبیرِ،وکَبَّرَ أهلُ مِنیً ما داموا بِمِنیً إلَی النَّفرِ الأَخیرِ. (1)

1965.الصحیفة السجادیة: کانَ مِن دُعائِهِ [ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ] علیه السلام یَومَ الأَضحی ویَومَ الجُمُعَةِ (2):

«اللّهُمَّ هذا یَومٌ مُبارَکٌ مَیمونٌ،وَالمُسلِمونَ فیهِ مُجتَمِعونَ فی أقطارِ أرضِکَ،یَشهَدُ السّائِلُ مِنهُم وَالطّالِبُ وَالرّاغِبُ وَالرّاهِبُ وأَنتَ النّاظِرُ فی حَوائِجِهِم،فَأَسأَ لُکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ وهَوانِ ما سَأَلتُکَ عَلَیکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.

وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ رَبَّنا بِأَنَّ لَکَ المُلکَ ولَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَلیمُ الکَریمُ الحَنّانُ المَنّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،مَهما قَسَمتَ بَینَ عِبادِکَ المُؤمِنینَ، مِن خَیرٍ أو عافِیَةٍ أو بَرَکَةٍ أو هُدیً أو عَمَلٍ بِطاعَتِکَ،أو خَیرٍ تَمُنُّ بِهِ عَلَیهِم تَهدیهِم بِهِ إلَیکَ،أو تَرفَعُ لَهُم عِندَکَ دَرَجَةً،أو تُعطیهِم بِهِ خَیراً مِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ أن تُوَفِّرَ حَظّی ونَصیبی مِنهُ.

وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِأَنَّ لَکَ المُلکَ وَالحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،عَبدِکَ ورَسولِکَ وحَبیبِکَ وصَفوَتِکَ،وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ

ص:230


1- .الکافی:ج 4 ص 516 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 139 ح 313،الخصال:ص 502 ح 4،علل الشرائع:ص 447 ح 1، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 125 ح 17.
2- فی مصباح المتهجّد وجمال الاُسبوع:« [5]فی یوم الجمعة بعد الجمعة وبعد صلاة الأضحی».

الأَبرارِ الطّاهِرینَ الأَخیارِ،صَلاةً لا یَقوی عَلی إحصائِها إلّاأنتَ،وأَن تُشرِکَنا فی صالِحِ مَن دَعاکَ فی هذَا الیَومِ مِن عِبادِکَ المُؤمِنینَ،یا رَبَّ العالَمینَ،وأَن تَغفِرَ لَنا ولَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ إلَیکَ تَعَمَّدتُ بِحاجَتی،وبِکَ أنزَلتُ الیَومَ فَقری وفاقَتی ومَسکَنَتی،وإنّی بِمَغفِرَتِکَ ورَحمَتِکَ أوثَقُ مِنّی بِعَمَلی،ولَمَغفِرَتُکَ ورَحمَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَوَلَّ قَضاءَ کُلِّ حاجَةٍ هِیَ لی بِقُدرَتِکَ عَلَیها،وتَیسیرِ ذلِکَ عَلَیکَ،وبِفَقری إلَیکَ وغِناک عَنّی،فَإِنّی لَم اصِب خَیراً قَطَّ إلّامِنکَ،ولَم یَصرِف عَنّی سوءاً قَطُّ أحَدٌ غَیرُکَ،ولا أرجو لِأَمرِ آخِرَتی ودُنیای سِواکَ.

اللّهُمَّ مَن تَهَیَّأَ وتَعَبَّأَ وأَعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوَفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ ونَوافِلِهِ وطَلَبَ نَیلِهِ وجائِزَتِهِ،فَإِلَیکَ یا مَولایَ کانَتِ الیَومَ تَهیِئَتی وتَعبِئَتی وإعدادی وَاستِعدادی رَجاءَ عَفوِکَ ورِفدِکَ وطَلَبَ نَیلِکَ وجائِزَتِکَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تُخَیِّبِ الیَومَ ذلِکَ مِن رَجائی،ویا مَن لا یُحفیهِ سائِلٌ (1)،ولا یَنقُصُهُ نائِلٌ،فَإِنّی لَم آتِکَ ثِقَةً مِنّی بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمتُهُ،ولا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجَوتُهُ إلّاشَفاعَةَ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وعَلَیهِم وسَلامُکَ.

أتَیتُکَ مُقِرّاً بِالجُرمِ وَالإِساءَةِ إلی نَفسی،أتَیتُکَ أرجو عَظیمَ عَفوِکَ الَّذی عَفَوتَ بِهِ عَنِ الخاطِئینَ،ثُمَّ لَم یَمنَعکَ طولُ عُکوفِهِم عَلی عَظیمِ الجُرمِ أن عُدتَ عَلَیهِم بِالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ.

فَیا مَن رَحمَتُهُ واسِعَةٌ،وعَفوُهُ عَظیمٌ،یا عَظیمُ یا عَظیمُ،یا کَریمُ یا کَریمُ،صَلِّ عَلی

ص:231


1- .الإحفاء:المبالغة فی الأخذ أی کلّما أخذ السائلون وطلبوا لا یکون إحفاء مبالغة فی جنب سعة خزائنه.وقال الکفعمی:الحفو المنع أی لا یمنعه سؤال السائلین وکثرته عن العطاء.وما ذکرنا أظهر وهو المراد بقوله:ولا ینقصه نائل أی لا ینقص خزائنه کثرة العطاء (بحار الأنوار:ج 89 ص 295).

مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعُد عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ وتَعَطَّف عَلَیَّ بِفَضلِکَ،وتَوَسَّع عَلَیَّ بِمَغفِرَتِکَ.

اللّهُمَّ إنَّ هذَا المَقامَ لِخُلَفائِکَ وأَصفِیائِکَ،ومَواضِعَ امَنائِکَ فِی الدَّرَجَةِ الرَّفیعَةِ الَّتِی اختَصَصتَهُم بِها قَدِ ابتَزّوها وأَنتَ المُقَدِّرُ لِذلِکَ،لا یُغالَبُ أمرُکَ،ولا یُجاوَزُ المَحتومُ مِن تَدبیرِکَ کَیفَ شِئتَ وأَنّی شِئتَ،ولِما أنتَ أعلَمُ بِهِ غَیرُ مُتَّهَمٍ عَلی خَلقِکَ ولا لِإِرادَتِکَ، حَتّی عادَ صَفوَتُکَ وخُلَفاؤُکَ مَغلوبینَ مَقهورینَ مُبتَزّینَ،یَرَونَ حُکمَکَ مُبَدَّلاً،وکِتابَکَ مَنبوذاً،وفَرائِضَکَ مُحَرَّفَةً عَن جِهاتِ أشراعِکَ،وسُنَنَ نَبِیِّکَ مَتروکَةً.

اللّهُمَّ العَن أعداءَهُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،ومَن رَضِیَ بِفِعالِهِم وأَشیاعَهُم وأَتباعَهُم.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،کَصَلَواتِکَ وبَرَکاتِکَ وتَحِیّاتِکَ عَلی أصفِیائِکَ إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،وعَجِّلِ الفَرَجَ وَالرَّوحَ وَالنُّصرَةَ وَالتَّمکینَ وَالتَّأییدَ لَهُم.

اللّهُمَّ وَاجعَلنی مِن أهلِ التَّوحیدِ وَالإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالأَئِمَّةِ الَّذینَ حَتَمتَ طاعَتَهُم مِمَّن یَجری ذلِکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ لَیسَ یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یَرُدُّ سَخَطَکَ إلّاعَفوُکَ،ولا یُجیرُ مِن عِقابِکَ إلّا رَحمَتُکَ،ولا یُنجینی مِنکَ إلَّاالتَّضَرُّعُ إلَیکَ وبَینَ یَدَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وهَب لَنا-یا إلهی-مِن لَدُنکَ فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتی بِها تُحیی أمواتَ العِبادِ،وبِها تَنشُرُ مَیتَ البِلادِ،ولا تُهلِکنی-یا إلهی-غَمّاً حَتّی تَستَجیبَ لی،وتُعَرِّفَنِی الإِجابَةَ فی دُعائی،وأَذِقنی طَعمَ العافِیَةِ إلی مُنتَهی أجَلی،ولا تُشمِت بی عَدُوّی ولا تُمَکِّنهُ مِن عُنُقی، ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ.

إلهی ! إن رَفَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَضَعُنی،وإن وَضَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی،وإن أکرَمتَنی فَمَن ذَا الَّذی یُهینُنی،وإن أهَنتَنی فَمَن ذَا الَّذی یُکرِمُنی،وإن عَذَّبتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرحَمُنی،وإن أهلَکتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَعرِضُ لَکَ فی عَبدِکَ،أو یَسأَ لُکَ عَن أمرِهِ،وقَد

ص:232

عَلِمتُ أنَّهُ لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ،ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،وإنَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ، وإنَّما یَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ،وقَد تَعالَیتَ-یا إلهی-عَن ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً،ولا لِنَقِمَتِکَ نَصباً، ومَهِّلنی ونَفِّسنی،وأَقِلنی عَثرَتی،ولا تَبتَلِیَنّی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی وتَضَرُّعی إلَیکَ.

أعوذُ بِکَ اللّهُمَّ الیَومَ مِن غَضَبِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ الیَومَ مِن سَخَطِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَجِرنی،وأسأَ لُکَ أمناً مِن عَذابِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وآمِنّی،وأَستَهدیکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاهدِنی،وأَستَنصِرُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَانصُرنی،وأَستَرحِمُکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَارحَمنی،وأَستَکفیکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاکفِنی،وأَستَرزِقُکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَارزُقنی،وأَستَعینُکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَعِنّی،وأَستَغفِرُکَ لِما سَلَفَ مِن ذُنوبی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی،وأَستَعصِمُکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاعصِمنی،فَإِنّی لَن أعودَ لِشَیءٍ کَرِهتَهُ مِنّی إن شِئتَ ذلِکَ.

یا رَبِّ یا رَبِّ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاستَجِب لی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ وطَلَبتُ إلَیکَ ورَغِبتُ فیهِ إلَیکَ،وأَرِدهُ وقَدِّرهُ وَاقضِهِ وأَمضِهِ،وخِر لی فیما تَقضی مِنهُ،وبارِک لی فی ذلِکَ،وتَفَضَّل عَلَیَّ بِهِ،وأَسعِدنی بِما تُعطینی مِنهُ،وزِدنی مِن فَضلِکَ وسَعَةِ ما عِندَکَ،فَإِنَّکَ واسِعٌ کَریمٌ،وصِل ذلِکَ بِخَیرِ الآخِرَةِ ونَعیمِها،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

ثُمَّ تَدعو بِما بَدا لَکَ،وتُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ ألفَ مَرَّةٍ.هکَذا کانَ یَفعَلُ عَلَیهِ السَّلامُ. (1)

ص:233


1- .الصحیفة السجادیة:الدعاء 48، مصباح المتهجّد:ص 371 ح 501،المزار الکبیر:ص 467،جمال الاُسبوع:ū ص 264 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 89 ص 218 ح 65.

8/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ الغَدیرِ

1966.الإقبال: عوذَةٌ تَعَوَّذَ بِهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فی یَومِ الغَدیرِ،فَتَعَوَّذ بِها أنتَ أیضاً قَبلَ شُروعِکَ فی عَمَلِ الیَومِ المَذکورِ؛لِیَکونَ حِرزاً لَکَ مِنَ المَحذورِ،وهِیَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِسمِ اللّهِ خَیرِ الأَسماءِ،بِسمِ اللّهِ رَبِّ الآخِرَةِ وَالاُولی ورَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ،الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ کَیدُ الأَعداءِ،وبِها تُدفَعُ کُلُّ الأَسواءِ،وبِالقِسَمِ بِها یَکفی مَنِ استَکفی.

اللّهُمَّ أنتَ رَبُّ کُلِّ شَیءٍ وخالِقُهُ،وبارِئُ کُلِّ مَخلوقٍ ورازِقُهُ،ومُحصی کُلِّ شَیءٍ وعالِمُهُ،وکافی کُلِّ جَبّارٍ وقاصِمُهُ،ومُعینُ کُلِّ مُتَوَکِّلٍ عَلَیهِ وعاصِمُهُ،وبَرُّ کُلِّ مَخلوقٍ وراحِمُهُ،لَیسَ لَکَ ضِدٌّ فَیُعانِدَکَ،ولا نِدٌّ فَیُقاوِمَکَ،ولا شَبیهٌ فَیُعادِلَکَ،تَعالَیتَ عَن ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً.

اللّهُمَّ بِکَ اعتَصَمتُ وَاستَقَمتُ،وإلَیکَ تَوَجَّهتُ وعَلَیکَ اعتَمَدتُ،یا خَیرَ عاصِمٍ وأَکرَمَ راحِمٍ،وأَحکَمَ حاکِمٍ وأَعلَمَ عالِمٍ،مَنِ اعتَصَمَ بِکَ عَصَمتَهُ،ومَنِ استَرحَمَکَ رَحِمتَهُ،ومَنِ استَکفاکَ کَفَیتَهُ،ومَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ أمِنتَهُ وهَدَیتَهُ،سَمعاً لِقَولِکَ یا رَبِّ وطاعَةً لِأَمرِکَ.

اللّهُمَّ أقولُ وبِتَوفیقِکَ أقولُ،وعَلی کِفایَتِکَ اعَوِّلُ،وبِقُدرَتِکَ أطولُ،وبِکَ أستَکفی وأَصولُ،فَاکفِنِی اللّهُمَّ وأَنقِذنی وتَوَلَّنی وَاعصِمنی وعافِنی،وَامنَع مِنّی وخُذ لی،وکُن لی بِعَینِکَ ولا تَکُن عَلَیَّ،اللّهُمَّ أنتَ رَبّی،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ وإلَیکَ أنَبتُ وإلیکَ المَصیرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)

1967.الإقبال عن عمارة بن جوین العبدی: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فِی الیَومِ الثّامِنِ عَشَرَ مِن

ص:234


1- .الإقبال:ج 2 ص 275.

ذِی الحِجَّةِ فَوَجَدتُهُ صائِماً،فَقالَ:إنَّ هذَا الیَومَ یَومٌ عَظَّمَ اللّهُ حُرمَتَهُ عَلَی المُؤمِنینَ،إذ أکمَلَ اللّهُ لَهُم فیهِ الدّینَ وتَمَّمَ عَلَیهِمُ النِّعمَةَ،وجَدَّدَ لَهُم ما أخَذَ عَلَیهِم مِنَ المیثاقِ وَالعَهدِ فِی الخَلقِ الأَوَّلِ،إذ أنساهُمُ اللّهُ ذلِکَ المَوقِفَ ووَفَّقَهُم لِلقَبولِ مِنهُ،ولَم یَجعَلهُم مِن أهلِ الإِنکارِ الَّذینَ جَحَدوا.

فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ فَما ثَوابُ صَومِ هذَا الیَومِ؟

فَقالَ:إنَّهُ یَومُ عیدٍ وفَرَحٍ وسُرورٍ وصَومٍ شُکراً للّهِ ِ عز و جل،فَإِنَّ صَومَهُ یَعدِلُ سِتّینَ شَهراً مِنَ الأَشهُرِ الحُرُمِ،ومَن صَلّی فیهِ رَکعَتَینِ أیَّ وَقتٍ شاءَ،وأَفضَلُ ذلِکَ قُربُ الزَّوالِ وهِیَ السّاعَةُ الَّتی اقیمَ فیها أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بِغَدیرِ خُمٍّ عَلَماً لِلنّاسِ،وذلِکَ أنَّهُم کانوا قَرُبوا مِنَ المَنزِلِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَمَن صَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ سَجَدَ وشَکَرَ اللّهَ عز و جل مِئَةَ مَرَّةٍ، ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ بَعدَ رَفعِ رَأسِهِ مِنَ السُّجودِ،الدُّعاءُ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّکَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ.

یا مَن هُوَ کُلَّ یَومِ فی شَأنٍ،کَما کانَ مِن شَأنِکَ أن تَفَضَّلتَ عَلَیَّ بِأَن جَعَلتَنی مِن أهلِ إجابَتِکَ وأَهلِ دینِکَ وأَهلِ دَعوَتِکَ،ووَفَّقتَنی لِذلِکَ فی مُبتَدَءِ خَلقی تَفَضُّلاً مِنکَ وکَرَماً وجوداً،ثُمَّ أردَفتَ الفَضلَ فَضلاً وَالجودَ جوداً وَالکَرَمَ کَرَماً،رَأفَةً مِنکَ ورَحمَةً إلَیَّ أن جَدَّدتَ ذلِکَ العَهدَ لی تَجدیداً بَعدَ تَجدیدِکَ خَلقی،وکُنتُ نَسیاً مَنسِیّاً ناسِیاً ساهِیاً غافِلاً،فَأَتمَمتَ نِعمَتَکَ بِأَن ذَکَّرتَنی ذلِکَ،ومَنَنتَ بِهِ عَلَیَّ وهَدَیتَنی لَهُ،فَلیَکُن مِن شَأنِکَ یا إلهی وسَیِّدی ومَولایَ،أن تُتِمَّ لی ذلِکَ ولا تَسلُبنیهِ حَتّی تَتَوَفّانی عَلی ذلِکَ وأَنتَ عَنّی راضٍ،فَإِنَّکَ أحَقُّ المُنعِمینَ أن تُتِمَّ نِعمَتَکَ عَلَیَّ.

اللّهُمَّ سَمِعنا وأَطَعنا وأَجَبنا داعِیَکَ بِمَنِّکَ،فَلَکَ الحَمدُ «غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ» 1

ص:235

آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وبِرَسولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وصَدَّقنا وأَجَبنا داعِیَ اللّهِ،وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فی مُوالاةِ مَولانا ومَولَی المُؤمِنینَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ، عَبدِ اللّهِ وأَخی رَسولِهِ،وَالصِّدّیقِ الأَکبَرِ وَالحُجَّةِ عَلی بَرِیَّتِهِ،المُؤَیِّدِ بِهِ نَبِیَّهُ ودینَهُ الحَقَّ المُبینَ،عَلَماً لِدینِ اللّهِ،وخازِناً لِعِلمِهِ،وعَیبَةِ غَیبِ اللّهِ ومَوضِعِ سِرِّ اللّهِ،وأَمینِ اللّهِ عَلی خَلقِهِ وشاهِدِهِ فی بَرِیَّتِهِ.

اللّهُمَّ «رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 1 .

فَإِنّا یا رَبَّنا بِمَنِّکَ ولُطفِکَ أجَبنا داعِیَکَ،وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ وصَدَّقناهُ وصَدَّقنا مَولَی المُؤمِنینَ،وکَفَرنا بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ،فَوَلِّنا ما تَوَلَّینا،وَاحشُرنا مَعَ أئِمَّتِنا،فَإِنّا بِهِم مُؤمِنونَ موقِنونَ ولَهُم مُسَلِّمونَ.

آمَنّا بِسِرِّهِم وعَلانِیَتِهِم وشاهِدِهِم وغائِبِهِم وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم،ورَضینا بِهِم أئِمَّةً وقادَةً وسادَةً،وحَسبُنا بِهِم بَینَنا وبَینَ اللّهِ دونَ خَلقِهِ،لا نَبتَغی بِهِم بَدَلاً ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِم وَلیجَةً،وبَرِئنا إلَی اللّهِ مِن کُلِّ مَن نَصَبَ لَهُم حَرباً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وکَفَرنا بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ وَالأَوثانِ الأَربَعَةِ وأَشیاعِهِم وأَتباعِهِم،وکُلِّ مَن والاهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ مِن أوَّلِ الدَّهرِ إلی آخِرِهِ.

اللّهُمَّ إنّا نُشهِدُکَ أنّا نَدینَ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم،وقَولُنا ما قالوا،ودینُنا ما دانوا بِهِ،ما قالوا بِهِ قُلنا،وما دانوا بِهِ دِنّا،وما أنکَروا أنکَرنا،ومَن والَوا والَینا،ومَن عادَوا عادَینا،ومَن لَعَنوا لَعَنّا،ومَن تَبَرَّأُوا مِنهُ تَبَرَّأنا مِنهُ،ومَن تَرَحَّموا عَلَیهِ تَرَحَّمنا عَلَیهِ،آمَنّا وسَلَّمنا ورَضینا وَاتَّبَعنا مَوالِیَنا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم.

ص:236

اللّهُمَّ فَتَمِّم لَنا ذلِکَ ولا تَسلُبناهُ،وَاجعَلهُ مُستَقِرّاً ثابِتاً عِندَنا ولا تَجعَلهُ مُستَعاراً، وأَحیِنا ما أحیَیتَنا عَلَیهِ وأَمِتنا إذا أمَتَّنا عَلَیهِ،آلُ مُحَمَّدٍ أئِمَّتُنا،فَبِهِم نَأتَمُّ وإیّاهُم نُوالی،وعَدُوَّهُم عَدُوَّ اللّهِ نُعادی،فَاجعَلنا مَعَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ،فَإِنّا بِذلِکَ راضونَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

ثُمَّ تَسجُدُ وتَحمَدُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وتَشکُرُ اللّهَ عز و جل مِئَةَ مَرَّةٍ وأَنتَ ساجِدٌ؛فَإِنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِکَ کانَ کَمَن حَضَرَ ذلِکَ الیَومَ،وبایَعَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی ذلِکَ،وکانَت دَرَجَتُهُ مَعَ دَرَجَةِ الصّادِقینَ الَّذینَ صَدَقُوا اللّهَ ورَسولَهُ فی مُوالاةِ مَولاهُم ذلِکَ الیَومَ،وکانَ کَمَنِ استُشهِدَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،ومَعَ الحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما، وکَمَن یَکونُ تَحتَ رایَةِ القائِمِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وفی فُسطاطِهِ مِنَ النُّجَباءِ النُّقَباءِ. (1)

1968.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَ صَبیحَةُ ذلِکَ الیَومِ [ یَومِ الغَدیرِ] وَجَبَ الغُسلُ فی صَدرِ نَهارِهِ، وأَن یَلبَسَ المُؤمِنُ أنظَفَ ثِیابِهِ وأَفخَرَها ویَتَطَیَّبَ إمکانَهُ وَانبِساطَ یَدِهِ،ثُمَّ یَقولَ:

«اللّهُمَّ إنَّ هذَا الیَومَ الَّذی شَرَّفتَنا فیهِ بِوِلایَةِ وَلِیِّکَ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وجَعَلتَهُ أمیرَ المُؤمِنینَ،وأَمَرتَنا بِمُوالاتِهِ وطاعَتِهِ وأَن نَتَمَسَّکَ بِما یُقَرِّبُنا إلَیکَ،ویُزلِفُنا لَدَیکَ أمرُهُ ونَهیُهُ،اللّهُمَّ قَد قَبِلنا أمرَکَ ونَهیَکَ،وسَمِعنا وأَطَعنا لِنَبِیِّکَ وسَلَّمنا ورَضینا،فَنَحنُ مَوالی عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وأَولِیاؤُهُ کَما أمَرتَ نُوالیهِ،ونُعادی مَن یُعادیهِ،ونَبرَأُ مِمَّن یَبرَأُ مِنهُ،ونُبغِضُ مَن أبغَضَهُ ونُحِبُّ مَن أحَبَّهُ،وعَلِیٌّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ مَولانا کَما قُلتَ، وإمامُنا بَعدَ نَبِیِّنا صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ کَما أمَرتَ».

فَإِذا کانَ وَقتُ الزَّوالِ أخَذتَ مَجلِسَکَ بِهُدوءٍ وسُکونٍ ووَقارٍ وهَیبَةٍ وإخباتٍ وتَقولُ:

«الحَمدَ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ کَما فَضَّلَنا فی دینِهِ عَلی مَن جَحَدَ وعَنَدَ،وفی نَعیمِ الدُّنیا عَلی

ص:237


1- .الإقبال:ج 2 ص 276، المزار الکبیر:ص 320،مصباح الزائر:ص 176 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 298 ح 1.

کَثیرٍ مِمَّن عَمَدَ،وهَدانا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وشَرَّفَنا بِوَصِیِّهِ وخَلیفَتِهِ فی حَیاتِهِ وبَعدَ مَماتِهِ أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ،اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیُّنا کَما أمَرتَ،وعَلِیّاً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ مَولانا کَما أقَمتَ،ونَحنُ مَوالیهِ وأَولِیاؤُهُ».

ثُمَّ تَقومُ وتُصَلّی شُکراً للّهِ ِ تَعالی رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»...ثُمَّ تَقنُتُ وتَرکَعُ وتُتِمُّ الصَّلاةَ وتُسَلِّمُ،وتَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ فی سُجودِکَ:

اللّهُمَّ إنّا إلَیکَ نُوَجِّهُ وُجوهَنا فی یَومِ عیدِنَا الَّذی شَرَّفتَنا فیهِ بِوِلایَةِ مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ،عَلَیکَ نَتَوَکَّلُ وبِکَ نَستَعینُ فی امورِنَا، اللّهُمَّ لَکَ سَجَدَت وُجوهُنا وأَشعارُنا وأَبشارُنا وجُلودُنا وعُروقُنا وأَعظُمُنا وأَعصابُنا ولُحومُنا ودِماؤُنا.

اللّهُمَّ إیّاکَ نَعبُدُ ولَکَ نَخضَعُ ولَکَ نَسجُدُ عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ ودینِ مُحَمَّدٍ ووِلایَةِ عَلِیٍّ صَلَواتُکَ عَلَیهِم أجمَعینَ،حُنَفاءَ مُسلِمینَ وما نَحنُ مِنَ المُشرِکینَ ولا مِنَ الجاحِدینَ.

اللّهُمَّ العَنِ الجاحِدینَ المُعانِدینَ المُخالِفینَ لِأَمرِکَ وأَمرِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ العَنِ المُبغِضینَ لَهُم لَعناً کَثیراً لا یَنقَطِعُ أوَّلُهُ ولا یَنفَدُ آخِرُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وثَبِّتنا عَلی مُوالاتِکَ ومُوالاةِ رَسولِکَ وآلِ رَسولِکَ، ومُوالاةِ أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،اللّهُمَّ آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وأَحسِن مُنقَلَبَنا یا سَیِّدَنا ومَولانا».

ثُمَّ کُل وَاشرَب وأَظهِرِ السُّرورَ،وأَطعِمِ إخوانَکَ وأَکثِر بِرَّهُم،وَاقضِ حَوائِجَ إخوانِکَ إعظاماً لِیَومِکَ،وخِلافاً عَلی مَن أظهَرَ فیهِ الاِغتِمامَ وَالحُزنَ،ضاعَفَ اللّهُ حُزنَهُ وغَمَّهُ. (1)

1969.عنه علیه السلام: إذا کُنتَ فی یَومِ الغَدیرِ فی مَشهَدِ مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،فَادنُ مِن قَبرِهِ بَعدَ

ص:238


1- .الإقبال:ج 2 ص 280 عن أبی الحسن اللیثی،بحار الأنوار:ج 98 ص 301 ح 1.

الصَّلاةِ وَالدُّعاءِ،وإن کُنتَ فی بُعدٍ مِنهُ فَأَومِ إلَیهِ بَعدَ الصَّلاةِ،وهذَا الدُّعاءُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وأَخی نَبِیِّکَ ووَزیرِهِ،وحَبیبِهِ وخَلیلِهِ ومَوضِعِ سِرِّهِ وخِیَرَتِهِ مِن اسرَتِهِ،ووَصِیِّهِ وصَفوَتِهِ وخالِصَتِهِ وأَمینِهِ ووَلِیِّهِ،وأَشرَفِ عِترَتِهِ الَّذینَ آمَنوا بِهِ،وأَبی ذُرِّیَّتِهِ وبابِ حِکمَتِهِ،وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ،وَالدّاعی إلی شَریعَتِهِ،وَالماضی عَلی سُنَّتِهِ، وخَلیفَتِهِ عَلی امَّتِهِ،سَیِّدِ المُرسَلینَ وأَمیرِ المُؤمِنینَ وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ وأَصفِیائِکَ وأَوصِیاءِ أنبِیائِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ عَن نَبِیِّکَ ما حُمِّلَ،ورَعی مَا استُحفِظَ،وحَفِظَ مَا استودِعَ،وحَلَّلَ حَلالَکَ وحَرَّمَ حَرامَکَ،وأَقامَ أحکامَکَ ودَعا إلی سَبیلِکَ،ووالی أولِیاءَکَ وعادی أعداءَکَ،وجاهَدَ النّاکِثینَ عَن سَبیلِکَ وَالقاسِطینَ وَالمارِقینَ عَن أمرِکَ، صابِراً مُحتَسِباً غَیرَ مُدبِرٍ،لا تَأخُذُهُ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ،حَتّی بَلَغَ فی ذلِکَ الرِّضا وسَلَّمَ إلَیکَ القَضاءَ،وعَبَدَکَ مُخلِصاً ونَصَحَ لَکَ مُجتَهِداً حَتّی أتاهُ الیَقینُ،فَقَبَضتَهُ إلَیکَ شَهیداً سَعیداً وَلِیّاً تَقِیّاً رَضِیّاً زَکِیّاً هادِیاً مَهدِیّاً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَیهِ أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)

1970.تهذیب الأحکام عن علی بن الحسین العبدی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ علیه السلام یَقولُ:صِیامُ یَومِ غَدیرِ خُمٍّ یَعدِلُ صِیامَ عُمُرِ الدُّنیا،لَو عاشَ إنسانٌ ثُمَّ صامَ ما عَمَرَتِ الدُّنیا لَکانَ لَهُ ثَوابُ ذلِکَ وصِیامُهُ،یَعدِلُ عِندَ اللّهِ عز و جل فی کُلِّ عامٍ مِئَةَ حَجَّةٍ ومِئَةَ عُمرَةٍ مَبروراتٍ مُتَقَبَّلاتٍ،وهُوَ عیدُ اللّهِ الأَکبَرُ،وما بَعَثَ اللّهُ عز و جل نَبِیّاً قَطُّ إلّاوتَعَیَّدَ فی هذَا الیَومِ وعَرَفَ حُرمَتَهُ،وَاسمُهُ فِی السَّماءِ یَومُ العَهدِ المَعهودِ،وفِی الأَرضِ یَومُ المیثاقِ المَأخوذِ وَالجَمعِ المَشهودِ،مَن صَلّی فیهِ رَکعَتَینِ یَغتَسِلُ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ مِن قَبلِ أن تَزولَ مِقدارَ نِصفِ ساعَةٍ،یَسأَلُ اللّهَ عز و جل.یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ سورَةَ الحَمدِ مَرَّةً وعَشرَ مَرّاتٍ

ص:239


1- .الإقبال:ج 2 ص 306، المصباح للکفعمی:ص 685، [2]بحار الأنوار:ج 100 ص 372 ح 8.

«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»وعَشرَ مَرّاتٍ«آیَةَ الکُرسِیِّ»وعَشرَ مَرّاتٍ«إنّا أنزَلناهُ»عَدَلَت عِندَ اللّهِ عز و جل مِئَةَ ألفِ حَجَّةٍ ومِئَةَ ألفِ عُمرَةٍ،وما سَأَلَ اللّهَ عز و جل حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وحَوائِجِ الآخِرَةِ إلّاقُضِیَت کائِنَةً ما کانَتِ الحاجَةُ،وإِن فاتَتکَ الرَّکعَتانِ وَالدُّعاءُ قَضَیتَهُما بَعدَ ذلِکَ،ومَن فَطَّرَ فیهِ مُؤمِناً کانَ کَمَن أطعَمَ فِئاماً وفِئاماً وفِئاماً،فَلَم یَزَل یَعُدُّ إلی أن عَقَدَ بِیَدِهِ عَشراً،ثُمَّ قالَ:أتَدری کَمِ الفِئامُ؟قُلتُ:لا،قالَ:مِئَةُ ألفٍ کُلُّ فِئامٍ،کانَ لَهُ ثَوابُ مَن أطعَمَ بِعَدَدِها مِنَ النَّبِیّینَ وَالصِّدِّیقینَ وَالشُّهَداءِ فی حَرَمِ اللّهِ عز و جل،وسَقاهُم فی یَومٍ ذِی مَسغَبَةٍ (1)،وَالدِّرهَمُ فیهِ بِأَلفِ ألفِ دِرهَمٍ.قالَ:لَعَلَّکَ تَری أنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ یَوماً أعظَمَ حُرمَةً مِنهُ،لا وَاللّهِ ! لا وَاللّهِ ! لا وَاللّهِ !

ثُمَّ قالَ:وَلیَکُن مِن قَولِکُم إذَا التَقَیتُم أن تَقولوا:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَنا بِهذَا الیَومِ،وجَعَلَنا مِنَ الموفینَ بِعَهدِهِ إلَینا ومیثاقِهِ الَّذی واثَقَنا بِهِ مِن وِلایَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقُوّامِ بِقِسطِهِ،ولَم یَجعَلنا مِنَ الجاحِدِینَ وَالمُکَذِّبینَ بِیَومِ الدّینِ.

ثُمَّ قالَ:وَلیَکُن مِن دُعائِکَ فی دُبُرِ هاتَینِ الرَّکعَتَینِ أن تَقولَ:

«رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ» 2 .

ثُمَّ تَقولُ بَعدَ ذلِکَ:

«اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ وحَمَلَةَ عَرشِکَ وسُکّانَ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ،المَعبودُ الَّذی لَیسَ مِن لَدُن عَرشِکَ إلی قَرارِ أرضِکَ مَعبودٌ یُعبَدُ سِواکَ،إلّاباطِلٌ مُضمَحِلٌّ غَیرُ وَجهِکَ الکَریمِ،لا إلهَ إلّا

ص:240


1- .المَسغَبَة:المَجاعَة (المصباح المنیر:ص 278«سغب»).

أنتَ المَعبودُ فَلا مَعبودَ سِواکَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَشهَدُ أنَّ عَلِیّاً صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ ووَلِیُّهُم ومَولاهُم،رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا بِالنِّداءِ وصَدَّقنَا المُنادِیَ رَسولَ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، إذا نادی بِنِداءٍ عَنکَ بِالَّذی أمَرتَهُ بِهِ أن یُبَلِّغَ ما أنزَلتَ إلَیهِ مِن وِلایَةِ وَلِیِّ أمرِکَ،فَحَذَّرتَهُ وأَنذَرتَهُ إن لَم یُبَلِّغ أن تَسخَطَ عَلَیهِ،وأَنَّهُ إن بَلَّغَ رِسالاتِکَ عَصَمتَهُ مِنَ النّاسِ،فَنادی مُبَلِّغاً وَحیَکَ ورِسالاتِکَ:«ألا مَن کُنتُ مَولاهُ فَعَلِیٌّ مَولاهُ ومَن کُنتُ وَلِیَّهُ فَعَلِیٌّ وَلِیُّهُ ومَن کُنتُ نَبِیَّهُ فَعَلِیٌّ أمیرُهُ».

رَبَّنا فَقَد أجَبنا داعِیَکَ النَّذیرَ المُنذِرَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدَکَ ورَسولَکَ إلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ عَلَیهِ السَّلامُ،الَّذی أنعَمتَ عَلَیهِ وجَعَلتَهُ مَثَلاً لِبَنی إسرائیلَ،إنَّهُ أمیرُ المُؤمِنینَ ومَولاهُم ووَلِیُّهُم إلی یَومِ القِیامَةِ یَومِ الدّینِ،فَإِنَّکَ قُلتَ: «إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِی إِسْرائِیلَ» 1 رَبَّنا آمَنّا وَاتَّبَعنا مَولانا ووَلِیَّنا،وهادِیَنا وداعِیَنا وداعِیَ الأَنامِ وصِراطَکَ المُستَقیمَ السَّوِیَّ،وحُجَّتَکَ وسَبیلَکَ الدّاعِیَ إلَیکَ عَلَی بَصیرَةٍ هُوَ ومَنِ اتَّبَعَهُ،وسُبحانَ اللّهِ عَمّا یُشرِکونَ بِوِلایَتِهِ وبِما یُلحِدونَ بِاتِّخاذِ الوَلائِجِ (1)دونَهُ، فَأَشهَدُ یا إلهی أنَّهُ الإِمامُ الهادِی المُرشِدُ الرَّشیدُ عَلِیٌّ أمیرُ المُؤمِنینَ،الَّذی ذَکَرتَهُ فی کِتابِکَ فَقُلتَ: «وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ» 3 ،لا اشرِکُ مَعَهُ إماماً،ولا أتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلیجَةً.

اللّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ أنَّهُ عَبدُکَ الهادی مِن بَعدِ نَبِیِّکَ،النَّذیرُ المُنذِرُ وصِراطُکَ المُستَقیمُ، وأَمیرُ المُؤمِنینَ وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،وحُجَّتُکَ البالِغَةُ ولِسانُکَ المُعَبِّرُ عَنکَ فی خَلقِکَ، وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِیِّکَ،ودَیّانُ دینِکَ،وخازِنُ عِلمِکَ،ومَوضِعُ سِرِّکَ،وعَیبَةُ (2)

ص:241


1- وَلیجَةُ الرجُل:بِطانَتُهُ وخاصَّتُه (لسان العرب:ج 2 ص 400« ولج»).
2- العَیبَةُ:الوِعاءٌ (انظر:لسان العرب:ج 1 ص 634«عیب»).

عِلمِکَ،وأَمینُکَ المَأمونُ المَأخوذُ میثاقُهُ مَعَ میثاقِ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،مِن جَمیعِ خَلقِکَ وبَرِیَّتِکَ،شَهادَةً بِالإِخلاصِ لَکَ بِالوَحدانِیَّةِ،بِأَ نَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّا أنتَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وعَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ وأَنَّ الإِقرارَ بِوِلایَتِهِ تَمامُ تَوحیدِک،وَالإِخلاصُ بِوَحدانِیَّتِکَ وکَمالُ دینِکَ وتَمامُ نِعمَتِکَ،وفَضلِکَ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ وبَرِیَّتِکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: «اَلْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً» 1 .

اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ عَلَی ما مَنَنتَ بِهِ عَلَینا مِنَ الإِخلاصِ لَکَ بِوَحدانِیَّتِکَ،إذ هَدَیتَنا لِمُوالاةِ وَلِیِّکَ الهادی مِن بَعدِ نَبِیِّکَ المُنذِرِ،ورَضیتَ لَنَا الإِسلامَ دیناً بِمُوالاتِهِ،وأَتمَمتَ عَلَینا نِعمَتَکَ الَّتی جَدَّدتَ لَنا عَهدَکَ ومیثاقَکَ،وذَکَّرتَنا ذلِکَ وجَعَلتَنا مِن أهلِ الإِخلاصِ وَالتَّصدیقِ بِعَهدِکَ ومیثاقِکَ،ومِن أهلِ الوَفاءِ بِذلِکَ،ولَم تَجعَلنا مِنَ النّاکِثینَ وَالجاحِدینَ وَالمُکَذِّبینَ بِیَومِ الدّینِ،ولَم تَجعَلنا مِن أتباعِ المُغَیِّرینَ وَالمُبَدِّلینَ وَالمُنحَرِفینَ وَالمُبَتِّکینَ آذانَ الأَنعامِ وَالمُغَیِّرینَ خَلقَ اللّهِ،ومِنَ الَّذینَ استَحوَذَ عَلَیهِمُ الشَّیطانُ فَأَنساهُم ذِکرَ اللّهِ وصَدَّهُم عَنِ السَّبیلِ وعَنِ الصِّراطِ المُستَقیمِ».

وأَکثِر مِن قَولِکَ فی یَومِکَ ولَیلَتِکَ أن تَقولَ:

«اللّهُمَّ العَنِ الجاحِدینَ وَالنّاکِثینَ وَالمُغَیِّرینَ وَالمُکَذِّبینَ بِیَومِ الدّینِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ عَلی إنعامِکَ عَلَینا بِالَّذی هَدَیتَنا إلی وِلایَةِ وُلاةِ أمرِکَ مِن بَعدِ نَبِیِّکَ،الأَئِمَّةِ الهُداةِ الرّاشِدینَ الَّذینَ جَعَلتَهُم أرکاناً لِتَوحیدِکَ،وأَعلامَ الهُدی ومَنارَ التَّقوی وَالعُروَةَ الوُثقی،وکَمالَ دینِکَ وتَمامَ نِعمَتِکَ،فَلَکَ الحَمدُ،آمَنّا بِکَ وصَدَّقنا بِنَبِیِّکَ وَاتَّبَعنا مِن بَعدِهِ النَّذیرَ المُنذِرَ،ووالَینا وَلِیَّهُم وعادَینا عَدُوَّهُم،وبَرِئنا مِنَ الجاحِدینَ وَالنّاکِثینَ وَالمُکَذِّبینَ إلی یَومِ الدّینِ.

ص:242

اللّهُمَّ فَکَما کانَ مِن شَأنِکَ-یا صادِقَ الوَعدِ یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ-أن أنعَمتَ عَلَینا بِمُوالاةِ أولِیائِکَ المَسؤُولِ عَنها عِبادُکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ» 1 ،وقُلتَ: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» 2 ومَنَنتَ عَلَینا بِشَهادَةِ الإِخلاصِ لَکَ،بِمُوالاةِ أولِیائِکَ الهُداةِ مِن بَعدِ النَّذیرِ المُنذِرِ وَالسِّراجِ المُنیرِ، وأَکمَلتَ الدّینَ بِمُوالاتِهِم وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِم،وأَتمَمتَ عَلَینَا النِّعمَةَ الَّتی جَدَّدتَ لَنا عَهدَکَ،وذَکَّرتَنا میثاقَکَ المَأخُوذَ مِنّا فی مُبتَدَإِ خَلقِکَ إیّانا،وجَعَلتَنا مِن أهلِ الإِجابَةِ، وذَکَّرتَنَا العَهدَ وَالمیثاقَ ولَم تُنسِنا ذِکرَکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِنْ م بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی» 3 ،اللّهُمَّ بَلی شَهِدنا بِمَنِّکَ ولُطفِکَ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبُّنا،ومُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ نَبِیُّنا،وعَلِیٌّ أمِیرُ المُؤمِنینَ وَالحُجَّةُ العُظمی وآیَتُکَ الکُبری وَالنَّبَأُ العَظیمُ الَّذی هُم فیهِ مُختَلِفونَ.

اللّهُمَّ فَکَما کانَ مِن شَأنِکَ أن أنعَمتَ عَلَینا بِالهِدایَةِ إلی مَعرِفَتِهِم،فَلیَکُن مِن شَأنِکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُبارِکَ لَنا فی یَومِنا هذَا الَّذی ذَکَّرتَنا فیهِ عَهدَکَ ومیثاقَکَ،وأَکمَلتَ دینَنا وأَتمَمتَ عَلَینا نِعمَتَکَ،وجَعَلتَنا مِن أهلِ الإِجابَةِ وَالإِخلاصِ بِوَحدانِیَّتِکَ،ومِن أهلِ الإِیمانِ وَالتَّصدِیقِ بِوِلایَةِ أولِیائِکَ،وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ وأَعداءِ أولِیائِکَ،الجاحِدینَ المُکَذِّبینَ بِیَومِ الدّینِ،وأَن لا تَجعَلَنا مِنَ الغاوِینَ ولا تُلحِقَنا بِالمُکَذِّبینَ بِیَومِ الدّینِ،وَاجعَل لَنا قَدَمَ صِدقٍ مَعَ النَّبِیّینَ،وتَجعَلُ لَنا مَعَ المُتَّقینَ إماماً إلی یَومِ الدّینِ،یَومَ یُدعی کُلُّ اناسٍ بِإِمامِهِم،وَاحشُرنا فی زُمرَةِ الهُداةِ المَهدِیّینَ،وأَحیِنا ما أحیَیتَنا عَلَی الوَفاءِ بِعَهدِکَ ومیثاقِکَ المَأخوذِ مِنّا وعَلَینا لَکَ،وَاجعَل لَنا مَعَ الرَّسولِ سَبیلاً،وثَبِّت لَنا قَدَمَ صِدقٍ فِی الهِجرَةِ.

ص:243

اللّهُمَّ وَاجعَل مَحیانا خَیرَ المَحیا،ومَماتَنا خَیرَ المَماتِ،ومُنقَلَبَنا خَیرَ المُنقَلَبِ، حَتّی تَوَفّانا وأَنتَ عَنّا راضٍ،قَد أوجَبتَ لَنا حُلولَ جَنَّتِکَ بِرَحمَتِکَ،وَالمَثوی فی دارِکَ وَالإِنابَةَ إلی دارِ المُقامَةِ مِن فَضلِکَ،لا یَمَسُّنا فیها نَصَبٌ ولا یَمَسُّنا فیها لُغوبٌ (1)،رَبَّنا إنَّکَ أمَرتَنا بِطاعَةِ وُلاةِ أمرِکَ،وأَمَرتَنا أن نَکونَ مَعَ الصّادِقینَ،فَقُلتَ: «أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ» 2 وقُلتَ: «اِتَّقُوا اللّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ» 3 فَسَمِعنا وأَطَعنا،رَبَّنا فَثَبِّت أقدامَنا وتَوَفَّنا مُسلِمینَ مُصَدِّقینَ لِأَولِیائِکَ،ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِالحَقِّ الَّذِی جَعَلتَهُ عِندَهُم،وبِالَّذی فَضَّلتَهُم عَلَی العالَمینَ جَمیعاً، أن تُبارِکَ لَنا فی یَومِنا هذَا الَّذی أکرَمتَنا فیهِ،وأَن تُتِمَّ عَلَینا نِعمَتَکَ وتَجعَلَهُ عِندَنا مُستَقَرّاً ولا تَسلُبَناهُ أبَداً،ولا تَجعَلَهُ مُستَودَعاً فَإِنَّکَ قُلتَ: «فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ» 4 فَاجعَلهُ مُستَقَرّاً ولا تَجعَلهُ مُستَودَعاً،وَارزُقنا نَصرَ دینِکَ مَعَ وَلِیٍّ هادٍ مَنصورٍ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،وَاجعَلنا مَعَهُ وتَحتَ رایَتِهِ شُهَداءَ صِدّیقینَ فی سَبیلِکَ وعَلی نُصرَةِ دینِکَ».

ثُمَّ تَسأَلُ بَعدَها حاجَتَکَ لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ،فَإِنَّها وَاللّهِ مَقضِیَّةٌ فی هذَا الیَومِ. (2)

9/27الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ المُباهَلَةِ

الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ المُباهَلَةِ (3)

1971. الإقبال عن الحسین بن خالد عن الإمام الصادق علیه السلام: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:لَو قُلتُ إنَّ فی هذَا

ص:244


1- .اللُّغوبُ:التَّعَبُ والإعیاءُ (الصحاح:ج 1 ص 220« لغب»).
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 143 ح 317،الإقبال:ج 2 ص 283، مصباح الزائر:ص 167 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 303 ح 2.
3- کلمة«المباهلة»مشتقّة من مادة«بهل»وهو نوع من الدعاء یقترن مع الإخلاص،والإصرار،والتوسّل.یقول الفراهیدی:«باهَلتُ فُلاناً،أی:دَعَونا عَلَی الظّالِمِ مِنّا،وبَهَلتُهُ:لَعَنتُهُ.وَابتَهَلَ إلَی اللّهِ فِی الدُّعاءِ،أی:جَدَّ وَاجتَهَدَ (ترتیب کتاب العین:ص 100«بهل»). الجدیر بالذکر أنّ«المباهلة»هی دوماً علاقة بین شخصین،أو مجموعتین متخاصمتین،حیث یطلب کلّ واحد من اللّه أن یرسل اللعنة علی الطرف المقابل والذی یظنّه ظالماً لإثبات أنّه محقّ،وأمّا«الابتهال»فقد یکون دعاء للشخص«المبتهل»فقط،وبناءً علی ذلک،فإنّ کلّ«مباهلة»هی«ابتهال»أیضاً،ولکن لیس کلّ«ابتهال»،«مباهلة».لمزید الاطلاع راجع:موسوعة معارف الکتاب والسنّة:ج 10 ص 247 [4] المباهلة. تفید بعض الروایات بأنّ الیوم الرابع والعشرین من ذی الحجّة،هو یوم میعاد مباهلة النبیّ صلی الله علیه و آله مع ممثّلی نصاری نجران،حیث امتنعوا عن المباهلة وقبلوا المصالحة.وقد ذکرت روایات أهل البیت علیهم السلام آداباً وأعمالاً لهذا الیوم ینبغی للمجتمع المسلم وخاصة المعنیین أن یحیطها باهتمامهم من أجل الانتفاع من برکات هذا الیوم المبارک،وإحیاء ذکری حادثة المباهلة.جدیرٌ ذکره أنّ بعض الروایات ذکرت آداباً للمباهلة یؤدّی الالتزام بها إلی تعزیز الحضور القلبی للمباهِل والتفاته إلی اللّه تعالی،ویهیّیء الأرضیّة لاستجابة دعائه.

الدُّعاءِ الاِسمَ الأَکبَرَ لَصَدَقتُ،ولَو عَلِمَ النّاسُ ما فیهِ مِنَ الإِجابَةِ لَاضطَرَبوا عَلی تَعلیمِهِ بِالأَیدی،وأَ نَا لَاُقَدِّمُهُ بَینَ یَدَی حَوائِجی فَیُنجِحُ،وهُوَ دُعاءُ المُباهَلَةِ مِن قَولِ اللّهِ تَعالی: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ» 1 ثُمَّ إلی آخِرِ الآیَةِ،وإنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَأَخبَرَهُ بِهذَا الدُّعاءِ،قالَ:تَخرُجُ أنتَ ووَصِیُّکَ وسِبطاکَ وَابنَتُکَ وباهِلِ القَومَ وَادعوا بِهِ.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:فَإِذا دَعَوتُم فَاجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ،فَإِنَّ ما عِندَ اللّهِ خَیرٌ وأَبقی مِن کُنوزِ العِلمِ،فَاشفَعوا بِهِ وَاکتُموهُ مِن غَیرِ أهلِهِ السُّفَهاءِ وَالمُنافِقینَ.الدُّعاءُ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن بَهائِکَ بِأَبهاهُ،وکُلُّ بَهائِکَ بَهِیٌّ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِبَهائِکَ کُلِّهِ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن جَلالِکَ بِأَجَلِّهِ،وکُلُّ جَلالِکَ جَلیلٌ،اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ کُلِّهِ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن جَمالِکَ بِأَجمَلِهِ،وکُلُّ جَمالِکَ جَمیلٌ،اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ بِجَمالِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ من عَظَمَتِکَ بِأَعظَمِها،وکُلُّ عَظَمَتِکَ عَظیمَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعَظَمَتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن نورِکَ بِأَنوَرِهِ،وکُلُّ نورِکَ نَیِّرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ

ص:245

بِنورِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن رَحمَتِکَ بِأَوسَعِها،وکُلُّ رَحمَتِکَ واسِعَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کَمالِکَ بِأَکمَلِهِ،وکُلُّ کَمالِکَ کامِلٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَمالِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کَلِماتِکَ بِأَتَمِّها،وکُلُّ کَلِماتِکَ تامَّةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَلِماتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن أسمائِکَ بِأَکبَرِها،وکُلُّ أسمائِکَ کَبیرَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِزَّتِکَ بِأَعَزِّها،وکُلُّ عِزَّتِکَ عَزیزَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَشِیَّتِکَ بِأَمضاها،وکُلُّ مَشِیَّتِکَ ماضِیَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَشِیَّتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقُدرَتِکَ الَّتی استَطَلتَ بِها عَلی کُلِّ شَیءٍ،وکُلُّ قُدرَتِکَ مُستَطیلَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقُدرَتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِلمِکَ بِأَنفَذِهِ،وکُلُّ عِلمِکَ نافِذٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعِلمِکَ کُلِّهِ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن قَولِکَ بِأَرضاهُ،وکُلُّ قَولِکَ رِضاً (1)،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقَولِکَ کُلِّهِ، اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَسائِلِکَ بِأَحَبِّها إلَیکَ،وکُلُّ مَسائِلِکَ إلَیکَ حَبیبَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَسائِلِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن شَرَفِکَ بِأَشرَفِهِ،وکُلُّ شَرَفِکَ شَریفٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِشَرَفِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن سُلطانِکَ بِأَدوَمِهِ،وکُلُّ سُلطانِکَ دائِمٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِسُلطانِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مُلکِکَ بِأَفخَرِهِ،وکُلُّ مُلکِکَ فاخِرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمُلکِکَ کُلِّهِ،اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عَلائِکَ بِأَعلاهُ،وکُلُّ عَلائِکَ عالٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعَلائِکَ کُلِّهِ،

ص:246


1- .رَضِیٌّ (خ ل).

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن آیاتِکَ بِأَعجَبِها،وکُلُّ آیاتِکَ عَجیبَةٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِآیاتِکَ کُلِّها،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن مَنِّکَ بِأَقدَمِهِ،وکُلُّ مَنِّکَ قَدیمٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَنِّکَ کُلِّهِ، اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِما أنتَ فیهِ مِنَ الشُّؤونِ وَالجَبَروتِ،اللّهُمَّ وإنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ شَأنٍ، وکُلِّ جَبَروتٍ لَکَ.

اللّهُمَّ وإنّی أسأَ لُکَ بِما تُجیبُنی بِهِ حینَ أسأَ لُکَ،یا اللّهُ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِبَهاءِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِجَلالِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِجَمالِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِعَظَمَةِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّا أنتَ أسأَ لُکَ بِکَمالِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِقَولِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّا أنتَ أسأَ لُکَ بِشَرَفِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِعَلاءِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِکَلِماتِ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِعِزَّةِ لا إلهَ إلّاأنتَ، یا لا إلهَ إلّاأنتَ أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ یا اللّهُ یا رَبّاه-حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ-».

وتَقولُ:

«أسأَ لُکَ سَیِّدی فَلَیسَ مِثلَکَ شَیءٌ،وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها نَبِیٌّ مُرسَلٌ أو مَلَکٌ مُقَرَّبٌ أو مُؤمِنٌ امتَحَنتَ قَلبَهُ لِلإِیمانِ استَجَبتَ دَعوَتَهُ مِنهُ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،وأَتَقَدَّمُ بَینَ یَدَی حوَائِجی بِمُحَمَّدٍ،یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،بِأَبی أنتَ وأُمّی،أتَوَجَّهُ إلی رَبِّکَ ورَبّی واُقَدِّمُکَ بَینَ یَدَی حاجَتی،یا رَبّاه یا اللّهُ یا رَبّاه،أسأَ لُکَ بِکَ فَلَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ خَلیلِکَ ونَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ وبِعِترَتِهِ، واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی.

وأَسأَ لُکَ بِحَیاتِکَ الَّتی لا تَموتُ،وبِنورِ وَجهِکَ الَّذی لا یُطفَأُ،وبِالعَینِ الَّتی لا تَنامُ،

ص:247

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ».

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ تُقضی إن شاءَ اللّهُ. (1)

1972.الإقبال: (2)دُعاءُ المُباهَلَةِ وَالإِنابَةِ وَالتَّضَرُّعِ وَالمَسأَلَةِ عَن مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:

«اَللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ» 3 .

«شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً م بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 4 .

«قُلِ اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ * تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ» 5 .

«لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللّهِ وَ تِلْکَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ * هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ * هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبّارُ الْمُتَکَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا یُشْرِکُونَ * هُوَ اللّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ

ص:248


1- .الإقبال:ج 2 ص 356، مصباح المتهجّد:ص 759 ح 844 [2] ولیس فیه صدره إلی«وادعوا به».
2- قال السیّد قدس سره:ومن الدعاء فی یوم المباهلة ما وجدناه فی کتب الدعوات،فقال ما هذا لفظه:دعاء المباهلة والإنابة والتضرّع والمسألة عن مولانا أمیرالمؤمنین علیه السلام. واستظهر السیّد قدس سره من هذا الخبر المرسل أنّ هذا الدعاء لیوم المباهلة،ولذا أدرجه فی طیّ أعمال هذا الیوم،والظاهر-کما احتمله المحدّث النوری-المراد منها الابتهال؛بقرینة عطف الإنابة والتضرّع والمسألة علیها،ولیس فی ألفاظ الدعاء ما ینافیه،فیکون من الأدعیة المطلقة.

اَلْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 1 .

هُوَ اللّهُ الَّذی لا یُعرَفُ لَهُ سَمِیٌّ،وهُوَ اللّهُ الرَّجاءُ وَالمُرتَجی،وَاللَّجَأُ وَالمُلتَجی،وإلَیهِ المُشتَکی،ومِنهُ الفَرَجُ وَالرَّخاءُ،وهُوَ سَمیعُ الدُّعاءِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ بِحَقِّ الاِسمِ الرَّفیعِ عِندَکَ،العالِی المَنیعِ،الَّذِی اختَرتَهُ لِنَفسِکَ، وَاختَصَصتَهُ لِذِکرِکَ،ومَنَعتَهُ جَمیعَ خَلقِکَ،وأَفرَدتَهُ عَن کُلِّ شَیءٍ دونَکَ،وجَعَلتَهُ دَلیلاً عَلَیکَ وسَبَباً إلَیکَ،وهُوَ أعظَمُ الأَسماءِ،وأَجَلُّ الأَقسامِ،وأَفخَرُ الأَشیاءِ،وأَکبَرُ الغَنائِمِ، وأَوفَقُ الدُّعاءِ،ثُمَّ (1)لا تُخَیِّبُ راجِیَهُ ولا تَرُدُّ داعِیَهُ،ولا یَضعُفُ مَنِ اعتَمَدَ عَلَیهِ ولَجَأَ إلَیهِ.

وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ بِالرُّبوبِیَّةِ الَّتی تَفَرَّدتَ بِها أن تَقِیَنِی النّارَ بِقُدرَتِکَ،وتُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ.

یا نورُ أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،قَدِ استَضاءَ بِنورِکَ أهلُ سَماواتِکَ وأَرضِکَ، فَأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَ لی نوراً فی سَمعی وبَصَری أستَضیءُ بِهِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

یا عَظیمُ أنتَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،بِعَظَمَتِکَ استَعَنتُ فَارفَعنی وأَلحِقنی دَرَجَةَ الصّالِحینَ.

یا کَریمُ بِکَرَمِکَ تَعَرَّضتُ،وبِهِ تَمَسَّکتُ،وعَلَیهِ تَوَکَّلتُ وَاعتَمَدتُ،فَأَکرِمنی بِکَرامَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ رَحمَتَکَ وبَرَکاتِکَ،وقَرِّبنی مِن جِوارِکَ،وأَلبِسنی مِن مَهابَتِکَ وبَهائِکَ،وأَنِلنی مِن رَحمَتِکَ وجَزیلِ عَطائِکَ.

یا کَبیرُ لا تُصَعِّر خَدّی،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ مَن لا یَرحَمُنی،وَارفَع ذِکری،وشَرِّف مَقامی،وأَعلِ فی عِلِّیّینَ دَرَجَتی.یا مُتَعالِ (2)أسأَ لُکَ بِعُلُوِّکَ أن تَرفَعَنی ولا تَضَعَنی،ولا

ص:249


1- فی الطبعة المعتمدة:«أوفق الدعائم»بدل«أوفق الدعاء ثمّ»،وما فی المتن أثبتناه من طبعة دار الکتب الإسلامیة.
2- یا مُتَعالی (خ ل).

تُذِلَّنی بِمَن هُوَ أرفَعُ مِنّی،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ مَن هُوَ دونی،وأَسکِن خَوفَکَ قَلبی.

یا حَیُّ أسأَ لُکَ بِحَیاتِکَ الَّتی لا تَموتُ أن تُهَوِّنَ عَلَیَّ المَوتَ،وأَن تُحیِیَنی حَیاةً طَیِّبَةً، وتَوَفَّنی مَعَ الأَبرارِ.

یا قَیّومُ أنتَ القائِمُ عَلی کُلِّ نَفسٍ (بِما کَسَبَت)،وَالمُقیمُ بِکُلِّ شَیءٍ،اجعَلنی مِمَّن یُطیعُکَ ویَقومُ بِأَمرِکَ وحَقِّکَ،ولا یَغفُلُ عَن ذِکرِکَ.

یا رَحمنُ ارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وجُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ وجودِکَ (1)،ونَجِّنی مِن عِقابِکَ، وأَجِرنی مِن عَذابِکَ.

یا رَحیمُ تَعَطَّف عَلی ضُرّی بِرَحمَتِکَ،وجُد عَلَیَّ بِجودِکَ ورَأفَتِکَ،وخَلِّصنی مِن عَظیمِ جُرمی بِرَحمَتِکَ؛فَإِنَّکَ الشَّفیقُ الرَّفیقُ،ومَن لَجَأَ إلَیکَ فَقَدِ استَمسَکَ بِالعُروَةِ الوُثقی وَالرُّکنِ الوَثیقِ.

یا مَلِکُ مِن مُلکِکَ أطلُبُ،ومِن خَزائِنِکَ الَّتی لا تَنفَدُ أسأَلُ،فَأَعطِنی مُلکَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛فَإِنَّهُ لا یُعجِزُکَ ولا یَنقُصُکَ شَیءٌ،ولا یُؤثَرُ فیما عِندَکَ.

یا قُدّوسُ أنتَ الطّاهِرُ المُقَدَّسُ،فَطَهِّر قَلبی وفَرِّغنی لِذِکِرکَ،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی، وزِدنی عِلماً إلی ما عَلَّمتَنی.

یا جَبّارُ بِقُوَّتِکَ أعِنّی عَلَی الجَبّارینَ،وَاجبُرنی یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،وکُلُّ جَبّارٍ خاضِعٌ لَکَ.

یا مُتَکَبِّرُ اکنُفنی بِرُکنِکَ،وحُل بَینی وبَینَ البُغاةِ مِن خَلقِکَ بِکِبرِیائِکَ.

یا عَزیزُ أعِزَّنی بِطاعَتِکَ،ولا تُذِلَّنی (2)بِالمَعاصی فَأَهونَ عِندَکَ وعِندَ خَلقِکَ.

ص:250


1- .جِوارِکَ (خ ل).
2- فی الطبعة المعتمدة:«ولا تبتلنی»بدل«من خلقک بکبریائک یا عزیز أعزّنی بطاعتک ولا تذلّنی»وما فی المتن أثبتناه من طبعة دار الکتب الإسلامیة.

یا حَلیمُ عُد عَلَیَّ بِحِلمِکَ،وَاستُرنی بِعَفوِکَ،وَاجعَلنی مُؤَدِّیاً لِحَقِّکَ،ولا تَفضَحنی یَومَ الوُقوفِ بَینَ یَدَیکَ.

یا عَلیمُ أنتَ العالِمُ بِحالی وسِرّی وجَهری وخَطَئی وعَمدی،فَاصفَح لی عَمّا خَفِیَ عَن خَلقِکَ مِن أمری.

یا حَکیمُ أسأَ لُکَ بِما أحکَمتَ بِهِ الأَشیاءَ فَأَتقَنتَها،أن تَحکُمَ لی بِالإِجابَةِ فیما أسأَ لُکَ وأَرغَبُ فیهِ إلَیکَ.

یا سَلامُ سَلِّمنی مِن مَظالِمِ العِبادِ،ومِن عَذابِ القَبرِ وأَهوالِ یَومِ القِیامَةِ.

یا مُؤمِنُ آمِنّی مِن کُلِّ خَوفٍ،وَارحَم ضُرّی وذُلَّ مَقامی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دُنیای وآخِرَتی.

یا مُهَیمِنُ خُذ بِناصِیَتی إلی رِضاکَ،وَاجعَلنی عامِلاً بِطاعَتِکَ مَعصوماً عَن طاعَةِ مَن سِواکَ.

یا بارِئَ الأَشیاءِ عَلی غَیرِ مِثالٍ،أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی مِنَ الصّادِقینَ المَبرورینَ عِندَکَ.

یا مُصَوِّرُ صَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ صورَتی،وخَلَقتَنی فَأَکمَلتَ خَلقی،فَتَمِّم أحسَنَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،ولا تُشَوِّه خَلقی یَومَ القِیامَةِ.

یا قَدیرُ بِقُدرَتِکَ قَدَّرتَ وقَدَّرتَنی عَلَی الأَشیاءِ،فَأَسأَ لُکَ أن تُحسِنَ عَلی أمورِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ مَعونَتی،وتُنجِینَی مِن سوءِ أقدارِکَ.

یا غَنِیُّ أغنِنی بِغَنائِکَ،وأَوسِع عَلَیَّ فی عَطائِکَ،وَاشفِنی بِشِفائِکَ،ولا تُبعِدنی مِن سَلامَتِکَ.

یا حَمیدُ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الأَمرُ کُلُّهُ،ومِنکَ الخَیرُ کُلُّهُ.اللّهُمَّ ألهِمنِی الشُّکرَ عَلی ما أعطَیتَنی.

ص:251

یا مَجیدُ أنتَ المَجیدُ وَحدَکَ،لا یَفوتُکَ شَیءٌ ولا یَؤُودُکَ (1)شَیءٌ،فَاجعَلنی مِمَّن یُقَدِّسُکَ ویُمَجِّدُکَ ویُثنی عَلَیکَ.

یا أحَدُ أنتَ اللّهُ الفَردُ الأَحَدُ الصَّمَدُ لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ،فَکُن لی اللّهُمَّ جاراً ومونِساً وحِصناً مَنیعاً.

یا وَترُ أنتَ وَترُ کُلِّ شَیءٍ،ولا یَعدِلُکَ شَیءٌ،فَاجعَل عاقِبَةَ أمری إلی خَیرٍ،وَاجعَل خَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ.

یا صَمَدُ یا مَن لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ،ولا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فی ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ، احفَظنی فی تَقَلُّبی (2)ونَومی ویَقَظَتی.

یا سَمیعُ اسمَع صَوتی،وَارحَم صَرخَتی.

یا سَمیعُ یا مُجیبُ یا بَصیرُ،قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلمُکَ ونَفَذَ فیهِ عِلمُکَ وکُلُّهُ بِعَینِکَ،فَانظُر إلَیَّ بِرَحمَتِکَ،ولا تُعرِض عَنّی بِوَجهِکَ.

یا رَؤوفُ أنتَ أرأَفُ بی مِن أبی واُمّی،ولَو لا رَأفَتُکَ لَما عَطَفا عَلَیَّ،فَتَمِّم نِعمَتَکَ عَلَیَّ ولا تُنَغِّصنی ما أعطَیتَنی.

یا لَطیفُ الطُف بی بِلُطفِکَ الخَفِیِّ مِن حَیثُ أعلَمُ ومِن حَیثُ لا أعلَمُ،إنَّکَ أنتَ علّامُ الغُیوبِ.

یا حَفیظُ احفَظنی فی نَفسی وأَهلی ومالی ووَلَدی،وما حَضَرتُهُ ووَعَیتُهُ وغِبتُ عَنهُ مِن أمری بِما حَفِظتَ بِهِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وما بَینَهُما،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

یا غَفورُ اغفِر لی ذُنوبی وَاستُر عُیوبی،ولا تَفضَحنی بِسَرائِری إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.

ویا وَدودُ اجعَل لی مِنکَ مَوَدَّةً ورَحمَةً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل لی ذلِکَ فی

ص:252


1- .وَأَدَهُ:أی أَثْقَلَهُ (المصباح المنیر:ص 674«وأد»).
2- تَخَیُّلی (خ ل).

صُدورِ المُؤمِنینَ.

یا ذَا العَرشِ المَجیدِ اجعَلنی مِنَ المُسَبِّحینَ المُمَجِّدینَ لَکَ فی آناءِ اللَّیلِ وأَطرافِ النَّهارِ وبِالغُدُوِّ وَالآصالِ،وأَعِنّی عَلی ذلِکَ.

یا مُبدِئُ أنتَ بَدَأتَ الأَشیاءَ کَما تُریدُ،وأَنتَ المُبدِئُ المُعیدُ الفَعّالُ لِما تُریدُ،فَاجعَل لِیَ الخِیَرَةَ فِی البَدءِ وَالعاقِبَةِ فِی الاُمورِ.

یا مُعیدُ أنتَ تُعیدُ الأَشیاءَ کَما بَدَأتَها أوَّلَ مَرَّةٍ،أسأَ لُکَ إعادَةَ الصِّحَّةِ وَالمالِ وجَلیلِ الأَحوالِ إلَیَّ وَالتَّفَضُّلَ بِذلِکَ.

یا رَقیبُ احرُسنی بِرَقبَتِکَ،وأَعِنّی بِحِفظِکَ،وَاکنُفنی بِفَضلِکَ،ولا تَکِلنی إلی غَیرِکَ.

یا شَکورُ أنتَ المَشکورُ عَلی ما رَعَیتَ وغَذَّیتَ،ووَهَبتَ وأَعطَیتَ وأَغنَیتَ، فَاجعَلنی لَکَ مِنَ الشّاکِرینَ ولِآلائِکَ مِنَ الحامِدینَ.

یا باعِثُ ابعَثنی شَهیداً صِدّیقاً رَضِیّاً،عزیزاً حَمیداً،مُغتَبِطاً مَسروراً،مَشکوراً مَحبوراً.

یا وارِثُ تَرِثُ الأَرضَ ومَن عَلَیها،وَالسَّماواتِ وسُکّانَها،وجَمیعَ ما خَلَقتَ،فَوَرِّثنی حِلماً وعِلماً إنَّکَ خَیرُ الوارِثینَ.

یا مُحیی أحیِنی حَیاةً طَیِّبَةً بِجودِکَ،وأَلهِمنی شُکرَکَ [ وذِکرَکَ] (1)أبَداً ما أبقَیتَنی، وآتِنی فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنی عَذابَ النّارِ.

یا مُحسِنُ عُد عَلَیَّ اللّهُمَّ بِإِحسانِکَ،وضاعِف عِندی نِعمَتَکَ وجَمیلَ بَلائِکَ.

یا مُمیتُ هَوِّن عَلَیَّ سَکَراتِ المَوتِ وغُصَصَهُ،وبارِک لی فیهِ عِندَ نُزولِهِ،ولا تَجعَلنی مِنَ النّادِمینَ عِندَ مُفارَقَةِ الدُّنیا.

ص:253


1- .أثبتناه من طبعة دار الکتب الإسلامیة.

یا مُجمِلُ لا تُبَغِّضنی بِما أعطَیتَنی،ولا تَمنَعنی ما رَزَقتَنی،ولا تَحرِمنی ما وَعَدتَنی، وجَمِّلنی بِطاعَتِکَ.

یا مُنعِمُ تَمِّم نِعمَتَکَ عَلَیَّ،وآنِسنی بِها،وَاجعَلنی مِنَ الشّاکِرینَ لَکَ عَلَیها.

یا مُفضِلُ بِفَضلِکَ أعیشُ،ولَکَ أرجو،وعَلَیکَ أعتَمِدُ،فَأَوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ، وَارزُقنی مِن حَلالِ رِزقِکَ.

أنتَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،فَاجعَلنی أوَّلَ التّائِبینَ،ومِمَّن یَروی مِن حَوضِ نَبِیِّکَ یَومَ القِیامَةِ.

یا آخِرُ أنتَ الآخِرُ،وکُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَکَ،تَعالَیتَ عُلُوّاً کَبیراً.

یا ظاهِرُ أنتَ الظّاهِرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ مَکنونٍ،وَالعالِمُ بِکُلِّ شَیءٍ مَکتومٍ،فَأَسأَ لُکَ أن تُظهِرَ مِن اموری أحَبَّها إلَیکَ.

یا باطِنُ أنتَ تُبطِنُ فِی الأَشیاءِ مِثلَ ما تُظهِرُهُ فیها،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ أن تُصلِحَ ظَاهِری وباطِنی بِقُدرَتِکَ.

یا قاهِرُ أنتَ الَّذی قَهَرتَ الأَشیاءَ بِقُدرَتِکَ،فَکُلُّ جَبّارٍ دونَکَ،ونَواصِی الخَلقِ کُلُّهُم بِیَدِکَ،وکُلُّهُم واقِفٌ بَینَ یَدَیکَ وخاضِعٌ لَکَ.

یا وَهّابُ هَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً وعِلماً ومالاً ووَلَداً طَیِّباً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.

یا فَتّاحُ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ وأَدخِلنی فیها،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وَافتَح لی مِن فَضلِکَ.

یا رَزّاقُ ارزُقنی مِن فَضلِکَ،وزِدنی مِن عَطائِکَ،وسَعَةِ ما عِندَکَ،وأَغنِنی عَن خَلقِکَ.

یا خَلّاقُ أنتَ خَلَقتَ الأَشیاءَ بِغَیرِ نَصَبٍ ولا لُغوبٍ،خَلَقتَنی خَلقاً سَوِیّاً حَسَناً جَمیلاً،وفَضَّلتَنی عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقتَ تَفضیلاً.

یا قاضی أنتَ تَقضی فی خَلقِکَ بِما تُریدُ،فَاقضِ لی بِالحُسنی،وجَنِّبنِی الرَّدی،وَاختِم

ص:254

لی بِالحُسنی فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.

یا حَنّانُ تَحَنَّن عَلَیَّ بِرَأفَتِکَ،وتَفَضَّل عَلَیَّ بِرِزقِکَ ورَحمَتِکَ،وَاقبِض عَنّی یَدَ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ وشَیطانٍ مَریدٍ،وأَخرِجنی بِعِزَّتِکَ مِن حَلَقِ المَضیقِ إلی فَرَجِکَ القَریبِ.

یا مَنّانُ امنُن عَلَیَّ بِالعافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ولا تَسلُبنیها أبَداً ما أبقَیتَنی.

یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ اغفِر لی بِجَلالِکَ وکَرَمِکَ مَغفِرَةً تَحُلُّ بِها عَنّی قُیودَ ذُنوبی، وتَغفِرُ لی سَیِّئاتی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

یا جَوادُ أنتَ الجَوادُ الکَریمُ الَّذی لا تَبخَلُ،وَالمُعطِی الَّذی لا تَنکُلُ،فَجُد عَلَیَّ بِکَرَمِکَ،وَاجعَلنی شاکِراً لِإِنعامِکَ.

یا قَوِیُّ خَلَقتَ السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ وما بَینَهُما وما فیهِما وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ بِغَیرِ نَصَبٍ ولا لُغوبٍ،فَقَوِّنی عَلی أمری بِقُوَّتِکَ.

یا شَدیدُ اشدُد أزری،وأَعِنّی عَلی أمری،وکُن لی مِن کُلِّ حاجَةٍ قاضِیاً.یا غالِبُ غَلَبتَ کُلَّ غَلّابٍ بِقُدرَتِکَ،فَاغلِب بالی وهَوایَ حَتّی تَرُدَّهُما إلی طاعَتِکَ،وَاغلِب بِعِزَّتِکَ مَن بَغی عَلَیَّ ورامَ حَربی.

یا دَیّانُ أنتَ تَحشُرُ الخَلقَ،وعَلَیکَ العَرضُ،وکُلٌّ یَدینُ لَکَ ویُقِرُّ لَکَ بِالرُّبوبِیَّةِ، فَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ بِعِزَّتِکَ.

یا ذَکورُ اذکُرنی فِی الأَوَّلینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وعِندَ کُلِّ خَیرٍ تَقسِمُهُ.

یا خَفِیُّ أنتَ تَعلَمُ السِّرَّ وأَخفی وهُوَ ظاهِرٌ عِندَکَ،فَاغفِر لی ما خَفِیَ عَلَی النّاسِ مِن أمری،ولا تَهتِکنی یَومَ القِیامَةِ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ.

یا جَلیلُ جَلَلتَ عَنِ الأَشیاءِ فَکُلُّها صَغیرَةٌ عِندَکَ،فَأَعطِنی مِن جَلائِلِ نِعمَتِکَ،ولا تَحرِمنی مِن فَضلِکَ.

یا مُنقِذُ أنقِذنی مِنَ الهَلاکِ،وَاکشِف عَنّی غَمّاءَ الضَّلالاتِ،وخَلِّصنی مِن کُلِّ موبِقَةٍ،

ص:255

وفَرِّج عَنّی کُلَّ مُلِمَّةٍ.

یا رَفیعُ ارتَفَعتَ عَن أن یَبلُغَکَ وَصفٌ،أو یُدرِکَکَ نَعتٌ،أو یُقاسَ بِکَ قِیاسٌ، فَارفَعنی فی عِلِّیّینَ.

یا قابِضُ کُلُّ شَیءٍ فی قَبضَتِکَ،مُحیطٌ بِهِ قُدرَتُکَ،فَاجعَلنی فی ضِمانِکَ وحِفظِکَ،ولا تَقبِض یَدی عَن کُلِّ خَیرٍ أفعَلُهُ.

یا باسِطُ ابسُط یَدی بِالخَیراتِ،وأَعطِنی بِقُدرَتِکَ أعلَی الدَّرَجاتِ.

یا واسِعُ وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً فَوَسِّع عَلَیَّ فی رِزقی.

یا شَفیقُ أنتَ أشفَقُ عَلی خَلقِکَ مِن آبائِهِم واُمَّهاتِهِم وأَرأَفُ بِهِم،فَاجعَلنی شَفیقاً رَفیقاً،وکُن بی شَفیقاً رَفیقاً بِرَحمَتِکَ.

یا رَفیقُ ارفُق بی إذا أخطَأتُ،وتَجاوَز عَنّی إذا أسَأتُ،وَأْمُر مَلَکَ المَوتِ وأَعوانَهُ عَلَیهِمُ السَّلامُ أن یَرفُقوا بِروحی إذا أخرَجوها عَن جَسَدی،ولا تُعَذِّبنی بِالنّارِ.

یا مُنشِئُ أنشَأتَ کُلَّ شَیءٍ کَما أرَدتَ،وخَلَقتَ ما أحبَبتَ،فَبِتِلکَ القُدرَةِ أنشِئنی سَعیداً مَسعوداً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَنشِئ ذُرِّیَّتی وما زَرَعتُ وبَذَرتُ فی أرضِکَ، وأَنشِئ مَعاشی ورِزقی وبارِک لی فیهِما بِرَحمَتِکَ.

یا بَدیعُ أنتَ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومُبدِعُهُما،ولَیسَ لَکَ شِبهٌ،ولا یَلحَقُکَ وَصفٌ،ولا یُحیطُ بِکَ فَهمٌ.

یا مَنیعُ لا تَمنَعنی ما أطلُبُ مِن رَحمَتِکَ وفَضلِکَ،وَامنَع عَنّی کُلَّ مَحذورٍ ومَخوفٍ.

یا تَوّابُ اقبَل تَوبَتی،وَارحَم عَبرَتی،وَاصفَح عَن خَطیئَتی،ولا تَحرِمنی ثَوابَ عَمَلی.

یا قَریبُ قَرِّبنی مِن جِوارِکَ،وَاجعَلنی فی حِفظِکَ وکَنَفِکَ،ولا تُبعِدنی عَنکَ بِرَحمَتِکَ.

یا مُجیبُ أجِب دُعائی وتَقَبَّلهُ مِنّی،ولا تَحرِمنِی الثَّوابَ کَما وَعَدتَنی.

ص:256

یا مُنعِمُ بَدَأتَ بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها وقَبلَ السُّؤالِ بِها،فَکَذلِکَ إتمامُها بِالکَمالِ وَالزِّیادَةِ مِن فَضلِکَ.

یا ذَا الإِفضالِ (1)،یا مُفضِلُ،لَو لا فَضلُکَ هَلَکنا،فَلا تُقَصِّر عَنّا فَضلَکَ.یا مَنّانُ،فَامنُن عَلَینا بِالدَّوامِ،یا ذَا الإِحسانِ.

یا مَعروفُ أنتَ المَعروفُ الَّذی لا یَجهَلُ،ومَعروفُکَ ظاهِرٌ لا یُنکَلُ،فَلا تَسلُبنا ما أودَعتَناهُ مِن مَعروفِکَ بِرَحمَتِکَ.

یا خَبیرُ خَبَرتَ الأَشیاءَ قَبلَ کَونِها،وخَلَقتَها عَلی عِلمٍ مِنکَ بِها،فَأَنتَ أوَّلُها وآخِرُها،فَزِدنی خَیراً بِما ألهَمتنَیهِ مِن شُکرِکَ وبَصیرَةً.

یا مُعطی أعطِنی مِن جَلیلِ عَطائِکَ،وبارِک لی فی قَضائِکَ،وأَسکِنّی بِرَحمَتِکَ فی جِوارِکَ.

یا مُعینُ أعِنّی عَلی امورِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ بِقُوَّتِکَ،ولا تَکِلنی فی شَیءٍ إلی غَیرِکَ.

یا سَتّارُ استُر عُیوبی،وَاغفِر ذُنوبی،وَاحفَظنی فی مَشهَدی ومَغیبَی.

یا شَهیدُ اشهِدُکَ اللّهُمَّ وجَمیعَ خَلقِکَ ومَلائِکَتِکَ أنَّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،فَاکتُب هذِهِ الشَّهادَةَ عِندَکَ ونَجِّنی بِها مِن عَذابِکَ.

یا فاطِرُ أنتَ فاطِرُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وما بَینَهُما وما فیهِما،فَکُن لی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ.

یا مُرشِدُ أرشِدنی إلَی الخَیرِ بِعِزَّتِکَ،وجَنِّبنِی السَّیِّئاتِ بِعِصمَتِکَ،ولا تُخزِنی یَومَ القِیامَةِ.

یا سَیِّدَ السّاداتِ ومَولَی المَوالی إلَیکَ مَصیرُ کُلِّ شَیءٍ،فَانظُر إلَیَّ بِعَینِ عَفوِکَ.

ص:257


1- .ذَا الفَضلِ (خ ل).

یا سَیِّدُ أنتَ سَیِّدی وعِمادی ومُعتَمَدی،وذُخری وذَخیرَتی وکَهفی،فَلا تَخذُلنی.

یا مُحیطُ أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلمُکَ،ووَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُکَ،فَاجعَلنی فی ضِمانِکَ،وحُطنی مِن کُلِّ سوءٍ بِقُدرَتِکَ.

یا مُجیرُ أجِرنی مِن عِقابِکَ،وآمِنّی مِن عَذابِکَ.

اللّهُمَّ إنّی خائِفٌ،وإنّی مُستَجیرٌ بِکَ،فَأَجِرنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ،یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،یا عَدلُ أنتَ أعدَلُ الحاکِمینَ وأَرحَمُ الرّاحِمینَ،فَالطُف لَنا بِرَحمَتِکَ، وآتِنا شَیئاً بِقُدرَتِکَ،ووَفِّقنا لِطاعَتِکَ،ولا تَبتَلِنا بِما لا طاقَةَ لَنا بِهِ،وخَلِّصنا مِن مَظالِمِ العِبادِ،وأَجِرنا مِن ظُلمِ الظّالِمینَ وغَشمِ الغاشِمینَ بِقُدرَتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ اسمَع دُعائی،وَاقبَل ثَنائی،وعَجِّل إجابَتی،وآتِنی فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنی بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی خِیَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرینَ. (1)

1973.الإمام الکاظم علیه السلام: یَومُ المُباهَلَةِ الیَومُ الرّابِعُ وَالعِشرونَ مِن ذِی الحِجَّةِ،تُصَلّی فی ذلِکَ الیَومِ ما أرَدتَ مِنَ الصَّلاةِ،فَکُلَّما صَلَّیتَ رَکعَتَینِ استَغفَرتَ اللّهَ تَعالی بِعَقِبِها سَبعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَقومُ قائِماً وتَرمی (2)بِطَرفِکَ فی مَوضِعِ سُجودِکَ وتَقولُ وأَنتَ عَلی غُسلٍ:

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،الحَمدُ للّهِ ِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ» 3 ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَرَّفَنی ما کُنتُ بِهِ جاهِلاً،ولَو لا تَعریفُهُ إیّایَ لَکُنتُ هالِکاً،إذ قالَ وقَولُهُ الحَقُّ: «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی» 4 ،

ص:258


1- .الإقبال:ج 2 ص 359-368.
2- فی المصباح للکفعمی:« تُؤمی».

فَبَیَّنَ لِیَ القَرابَةَ فَقالَ سُبحانَهُ: «إِنَّما یُرِیدُ اللّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً» 1 ،فَبَیَّنَ لِیَ البَیتَ (1)بَعدَ القَرابَةِ،ثُمَّ قالَ تَعالی مُبَیِّناً عَنِ الصّادِقینَ الَّذینَ أمَرَنا بِالکَونِ مَعَهُم وَالرَّدِّ إلَیهِم بِقَولِهِ سُبحانَهُ: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ» 3 ،فَأَوضَحَ عَنهُم وأَبانَ عَن صِفَتِهِم بِقَولِهِ جَلَّ ثَناؤُهُ: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَی الْکاذِبِینَ» ؛ فَلَکَ الشُّکرُ یا رَبِّ ولَکَ المَنُّ حَیثُ هَدَیتَنی وأَرشَدتَنی،حَتّی لَم یَخفَ عَلَیَّ الأَهلُ وَالبَیتُ وَالقَرابَةُ،فَعَرَّفتَنی نِساءَهُم وأَولادَهُم ورِجالَهُم.

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِذلِکَ المَقامِ الَّذی لا یَکونُ أعظَمَ مِنهُ فَضلاً لِلمُؤمِنینَ،ولا أکثَرَ رَحمَةً لَهُم،بِتَعریفِکَ إیّاهُم شَأنَهُ،وإبانَتِکَ فَضلَ أهلِهِ الَّذینَ بِهِم أدحَضتَ باطِلَ أعدائِکَ،وثَبَّتَّ بِهِم قَواعِدَ دینِکَ،ولَولا هذَا المَقامُ المَحمودُ الَّذی أنقَذتَنا بِهِ ودَلَلتَنا عَلَی اتِّباعِ المُحِقّینَ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ الصّادِقینَ عَنکَ،الَّذینَ عَصَمتَهُم مِن لَغوِ المَقالِ ومَدانِسِ الأَفعالِ،لَخُصِمَ أهلُ الإِسلامِ وظَهَرَت کَلِمَةُ أهلِ الإِلحادِ وفِعلُ اولِی العِنادِ،فَلَکَ الحَمدُ ولَکَ المَنُّ ولَکَ الشُّکرُ عَلی نَعمائِکَ وأَیادیکَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الَّذینَ افتَرَضتَ عَلَینا طاعَتَهُم،وعَقَدتَ فی رِقابِنا وِلایَتَهُم،وأَکرَمتَنا بِمَعرِفَتِهِم،وشَرَّفتَنا بِاتِّباعِ آثارِهِم،وثَبَّتَّنا بِالقَولِ الثّابِتِ الَّذی عَرَّفوناهُ،فَأَعِنّا عَلَی الأَخذِ بِما بَصَّروناهُ،وَاجزِ مُحَمَّداً عَنّا أفضَلَ الجَزاءِ بِما نَصَحَ لِخَلقِکَ،وبَذَلَ وُسعَهُ فی إبلاغِ رِسالَتِکَ،وأَخطَرَ بِنَفسِهِ فی إقامَةِ دینِکَ،وعَلی أخیهِ ووَصِیِّهِ وَالهادی إلی دینِهِ وَالقَیِّمِ بِسُنَّتِهِ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ،وصَلِّ عَلَی الأَئِمَّةِ مِن بنائِهِ الصّادِقینَ الَّذینَ وَصَلتَ طاعَتَهُم بِطاعَتِکَ،وأَدخِلنا بِشَفاعَتِهِم دارَ کَرامَتِکَ،

ص:259


1- فی المصباح للکفعمی:« أهل البیت».

یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ هؤُلاءِ أصحابُ الکِساءِ وَالعَباءِ یَومَ المُباهَلَةِ اجعَلهُم شُفَعاءَنا،أسأَ لُکَ بِحَقِّ ذلِکَ المَقامِ المَحمودِ وَالیَومِ المَشهودِ،أن تَغفِرَ لی وتَتوبَ عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ.

اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ أرواحَهُم وطینَتَهُم واحِدَةٌ،وهِیَ الشَّجَرَةُ الَّتی طابَ أصلُها وأَغصانُها (1)،اِرحَمنا بِحَقِّهِم،وأَجِرنا مِن مَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ بِوِلایَتِهِم، وأورِدنا مَوارِدَ الأَمنِ مِن أهوالِ یَومِ القِیامَةِ بِحُبِّهِم،وإقرارِنا بِفَضلِهِم،وَاتِّباعِنا آثارَهُم، وَاهتِدائِنا بِهُداهُم،وَاعتِقادِنا ما عَرَّفوناهُ مِن تَوحیدِکَ،ووَقَّفونا عَلَیهِ مِن تَعظیمِ شَأنِکَ وتَقدیسِ أسمائِکَ،وشُکرِ آلائِکَ،ونَفیِ الصِّفاتِ أن تَحُلَّکَ،وَالعِلمِ أن یُحیطَ بِکَ وَالوَهمِ أن یَقَعَ عَلَیکَ؛فَإِنَّکَ أقَمتَهُم حُجَجاً عَلی خَلقِکَ،ودَلائِلَ عَلی تَوحیدِکَ،وهُداةً تُنَبِّهُ عَن أمرِکَ،وتَهدی إلی دینِکَ،وتوضِحُ ما أشکَلَ عَلی عِبادِکَ،وباباً لِلمُعجِزاتِ الَّتی یَعجِزُ عَنها غَیرُکَ،وبِها تُبَیِّنُ حُجَّتَکَ وتَدعو إلی تَعظیمِ السَّفیرِ بَینَکَ وبَینَ خَلقِکَ،وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلَیهِم حَیثُ قَرَّبتَهُم مِن مَلَکوتِکَ،وَاختَصَصتَهُم بِسِرِّکَ،وَاصطَفَیتَهُم لِوَحیِکَ، وأَورَثتَهُم غَوامِضَ تَأویلِکَ؛رَحمَةً بِخَلقِکَ،ولُطفاً بِعِبادِکَ،وحَناناً عَلی بَرِیَّتِکَ،وعِلماً بِما تَنطَوی عَلَیهِ ضَمائِرُ امَنائِکَ،وما یَکونُ مِن شَأنِ صَفوَتِکَ،وطَهَّرتَهُم فی مُنشَئِهِم ومُبتَدَئِهِم،وحَرَستَهُم مِن نَفثِ (2)نافِثٍ إلَیهِم،وأَرَیتَهُم بُرهاناً عَلی مَن عَرَضَ بِسوءٍ لَهُم، فَاستَجابوا لِأَمرِکَ،وشَغَلوا أنفُسَهُم بِطاعَتِکَ،ومَلَؤوا أجزاءَهُم مِن ذِکرِکَ،وعَمَروا قلُوبَهُم بِتَعظیمِ أمرِکَ،وجَزَّؤوا أوقاتَهُم فیما یُرضیکَ،وأَخلَوا دَخائِلَهُم مِن مَعاریضِ الخَطَراتِ الشّاغِلَةِ عَنکَ،فَجَعَلتَ قُلوبَهُم مَکامِنَ لِإِرادَتِکَ،وعُقولَهُم مَناصِبَ لِأَمرِکَ ونَهیِکَ،وأَلسِنَتَهُم تَراجِمَةً لِسُنَّتِکَ،ثُمَّ أکرَمتَهُم بِنورِکَ حَتّی فَضَّلتَهُم مِن بَینِ أهلِ زَمانِهِم

ص:260


1- .فی المصباح للکفعمی:« وأَوراقُها»بدل«وأَغصانُها».
2- فی الدعاء:«أعوذ بک من نفث الشیطان»وهو ما یُلقیه فی قلب الإنسان ویوقعه فی باله ممّا یصطاده به (مجمع البحرین:ج 3 ص 1808« نفث»).

وَالأَقرَبینَ إلَیهِم،فَخَصَصتَهُم بِوَحیِکَ،وأَنزَلتَ إلَیهِم کِتابَکَ،وأَمَرتَنا بِالتَّمَسُّکِ بِهِم وَالرَّدِّ إلَیهِم وَالاِستِنباطِ مِنهُم.

اللّهُمَّ إنّا قَد تَمَسَّکنا بِکِتابِکَ وبِعِترَةِ نَبِیِّکَ-صَلَواتُکَ عَلَیهِمُ-الَّذینَ أقَمتَهُم لَنا دَلیلاً وعَلَماً،وأَمَرتَنا بِاتِّباعِهِم،اللّهُمَّ فَإِنّا قَد تَمَسَّکنا بِهِم فَارزُقنا شَفاعَتَهُم حینَ یَقولُ الخائِبونَ: «فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ * وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ» 1 ،وَاجعَلنا مِنَ الصّادِقینَ المُصَدِّقینَ لَهُمُ،المُنتَظِرینَ لِأَیّامِهِمُ،النّاظِرینَ إلی شَفاعَتِهِم،ولا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً،إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أخیهِ وصِنوِهِ؛أمیرِ المُؤمِنینَ،وقِبلَةِ العارِفینَ،وعَلَمِ المُهتَدینَ،وثانِی الخَمسَةِ المَیامینَ،الَّذینَ فَخَرَ بِهِمُ الرّوحُ الأَمینُ،وباهَلَ اللّهُ بِهِمُ المُباهِلینَ،فَقالَ وهُوَ أصدَقُ القائِلینَ: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ م بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ» إلی آخِرِ الآیَةِ (1).

ذلِکَ الإِمامُ المَخصوصُ بِمُؤاخاتِهِ یَومَ الإِخاءِ،وَالمُؤثِرُ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوی (2)،ومَن شَکَرَ اللّهُ سَعیَهُ فی«هَل أتی»،ومَن شَهِدَ بِفَضلِهِ مُعادوهُ،وأَقَرَّ بِمَناقِبِهِ جاحِدوهُ،مَولَی الأَنامِ ومُکَسِّرُ الأَصنامِ،ومَن لَم تَأخُذهُ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ما طَلَعَت شَمسُ النَّهارِ وأَورَقَتِ الأَشجارُ،وعَلَی النُّجومِ المُشرِقاتِ مِن عِترَتِهِ وَالحُجَجِ الواضِحاتِ مِن ذُرِّیَّتِهِ. (3)

ص:261


1- آل عمران:61.
2- الطَّوی:الجوع (لسان العرب:ج 15 ص 20« طوی»).
3- مصباح المتهجّد:ص 764 ح 845 عن محمد بن صدقة العنبری،المصباح للکفعمی:ص 911، [4]الإقبال:ج 2 ص 354 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.

ص:262

الفَصلُ الثامن والعشرون:دَعَواتُ الحَجِّ

1/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الخُروجِ مِنَ البَیتِ

1974.الإمام الصادق علیه السلام: إذا خَرَجتَ مِن بَیتِکَ تُریدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ، وهُوَ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ».

ثُمَّ قُل:

«اللّهُمَّ کُن لی جاراً مِن کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،ومِن کُلِّ شَیطانٍ مَریدٍ».

ثُمَّ قُل:

«بِسمِ اللّهِ دَخَلتُ،وبِسمِ اللّهِ خَرَجتُ،وفی سَبیلِ اللّهِ.اللّهُمَّ إنّی اقَدِّمُ بَینَ یَدَی نِسیانی وعَجَلَتی بِسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ فی سَفَری هذا،ذَکَرتُهُ أو نَسیتُهُ.اللّهُمَّ أنتَ المُستَعانُ عَلَی الاُمورِ کُلِّها،وأَنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ.اللّهُمَّ هَوِّن عَلَینا سَفَرَنا،وَاطوِ لَنَا الأَرضَ،وسَیِّرنا فیها بِطاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ.اللّهُمَّ أصلِح لَنا ظَهرَنا،وبارِک لَنا فیما رَزَقتَنا،وقِنا عَذابَ النّارِ.اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ (1)السَّفَرِ،

ص:263


1- .وَعثاءُ السَّفَرِ:أی شِدَّةُ النَّصَبِ والتَّعَبِ (المصباح المنیر:ص 664« وعث»).

وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وسُوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ.اللّهُمَّ أنتَ عَضُدی وناصِری،بِکَ أحُلُّ وبِکَ أسیرُ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی سَفَری هذَا السُّرورَ وَالعَمَلَ بِما یُرضیکَ عَنّی.اللّهُمَّ اقطَع عَنّی بُعدَهُ ومَشَقَّتَهُ،وَاصحَبنی فیهِ،وَاخلُفنی فی أهلی بِخَیرٍ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ.اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ،وهذا حُملانُکَ (1)،وَالوَجهُ وَجهُکَ،وَالسَّفَرُ إلَیکَ،وقَدِ اطَّلَعتَ عَلی ما لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ،فَاجعَل سَفَری هذا کَفّارَةً لِما قَبلَهُ مِن ذُنوبی،وکُن عَوناً لی عَلَیهِ، وَاکفِنی وَعثَهُ ومَشَقَّتَهُ،ولَقِّنّی مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ رِضَاکَ،فَإِنَّما أنَا عَبدُکَ وبِکَ ولَکَ.

فَإِذا جَعَلتَ رِجلَکَ فِی الرِّکابِ فَقُل:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ».

فَإِذَا استَوَیتَ عَلی راحِلَتِکَ وَاستَوی بِکَ مَحمِلُکَ،فَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِلإِسلامِ،وعَلَّمَنَا القُرآنَ،ومَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.سُبحانَ اللّهِ،سُبحانَ الَّذی سَخَّرَ لَنا هذا وما کُنّا لَهُ مُقرِنینَ،وإنّا إلی رَبِّنا لَمُنقَلِبونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.اللّهُمَّ أنتَ الحامِلُ عَلَی الظَّهرِ،وَالمُستَعانُ عَلَی الأَمرِ.اللّهُمَّ بَلِّغنا بَلاغاً یَبلُغُ إلی خَیرٍ،بَلاغاً یَبلُغُ إلی مَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ.اللّهُمَّ لا طَیرَ إلّا طَیرُکَ،ولا خَیرَ إلّاخَیرُکَ،ولا حافِظَ غَیرُکَ. (2)

2/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ إحرامِ العُمرَةِ

1975.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا انتَهی إلَی البَیداءِ (3)-حَیثُ المیلُ-قُرِّبَت لَهُ ناقَةٌ

ص:264


1- .الحُملان:المتاع وأسباب السفر (مجمع البحرین:ج 1 ص 458« حمل»).
2- الکافی:ج 4 ص 284 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 50 ح 154 کلاهما عن معاویة بن عمار،مصباح المتهجّد:ص 674 [3]نحوه،الأمان:ص 40 [4] وفیه صدره إلی«ولا حول ولا قوّة إلّاباللّه»وکلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 100 ص 107 ح 13.
3- البیداء:اسم لأرض ملساء بین مکّة والمدینة،وهی إلی مکّة أقرب،تعدّ من الشَّرف،أمام ذی الحُلَیفة (معجم البلدان:ج 1 ص 523).

فَرَکِبَها،فَلَمَّا انبَعَثَت بِهِ لَبّی بِالأَربَعِ فَقالَ:

لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ. (1)

1976.عنه علیه السلام: لَمّا لَبّی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:

لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ ذَا المَعارِجِ لَبَّیکَ.

وکانَ علیه السلام یُکثِرُ مِن ذِی المَعارِجِ،وکانَ یُلَبّی کُلَّما لَقِیَ راکِباً،أو عَلا أکَمَةً (2)،أو هَبَطَ وادِیاً،ومِن آخِرِ اللَّیلِ،وفی أدبارِ الصَّلَواتِ. (3)

1977.الإمام علیّ علیه السلام: إذا تَوَجَّهتَ إلی مَکَّةَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی،فَإِن شِئتَ فَأَحرِم دُبُرَ الصَّلاةِ،وإن شِئتَ إذَا انبَعَثَت بِکَ راحِلَتُکَ؛وَالتَّلبِیَةُ:

اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ. (4)

1978.الإمام الصادق علیه السلام: أخبَرَنی أبی عَن جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أنَّ تَلبِیَةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَت:

لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ. (5)

ص:265


1- .قرب الإسناد:ص 125 ح 438 عن عاصم بن حمید،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 328 ح 2586 عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن یسار عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 183 ح 5؛ [2]صحیح البخاری:ج 2 ص 561 ح 1474،صحیح مسلم:ج 2 ص 841 ح 19،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 974 ح 2918 کلّها عن ابن عمر وح 2919 عن جابر عنه صلی الله علیه و آله،سنن النسائی:ج 5 ص 159 عن سالم عن أبیه عنه صلی الله علیه و آله،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 648 ح 2754 عن ابن عبّاس عنه صلی الله علیه و آله وکلّها نحوه.
2- الأکمَة:التلّ أو الموضع الذی یکون أکثر ارتفاعاً ممّا حوله (لسان العرب:ج 12 ص 21« أکم»).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 325 ح 2578،الکافی:ج 4 ص 250 ح 7 ولیس فیه«لبیک ذاالمعارج لبیک»وکلاهما عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 21 ص 396 ح 19.
4- الجعفریات:ص 63 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 9 ص 179 ح 10612.
5- الجعفریّات:ص 64 عن الإمام الکاظم علیه السلام.

1979.الإمام علیّ علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:إنَّ التَّلبِیَةَ شِعارُ المُحرِمِ فَارفَع صَوتَکَ بِالتَّلبِیَةِ:

لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ. (1)

1980.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أحرَمتَ مِن مَسجِدِ الشَّجَرَةِ،فَإِن کُنتَ ماشِیاً لَبَّیتَ مِن مَکانِکَ مِنَ المَسجِدِ تَقولُ:

«لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ ذَا المَعارِجِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ بِحَجَّةٍ تَمامُها عَلَیکَ».

وَاجهَر بِها کُلَّما رَکِبتَ،وکُلَّما نَزَلتَ،وکُلَّما هَبَطتَ وادِیاً،أو عَلَوتَ أکَمَةً،أو لَقیتَ راکِباً،وبِالأَسحارِ. (2)

1981.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ الإِحرامَ وَالتَّمَتُّعَ،فَقُل:

«اللّهُمَّ إنّی اریدُ ما أمَرتَ بِهِ مِنَ التَّمَتُّعِ بِالعُمرَةِ إلَی الحَجِّ،فَیَسِّر ذلِکَ لی،وتَقَبَّلهُ مِنّی وأَعِنّی عَلَیهِ،وحُلَّنی حَیثُ حَبَستَنی لِقَدَرِکَ الَّذی قَدَّرتَ عَلَیَّ،أحرَمَ لَکَ شَعری وبَشَری مِنَ النِّساءِ وَالطِّیبِ وَالثِّیابِ».

وإن شِئتَ قُلتَ حینَ تَنهَضُ،وإن شِئتَ فَأَخِّرهُ حَتّی تَرکَبَ بَعیرَکَ وتَستَقبِلَ القِبلَةَ فَافعَل. (3)

1982.قرب الإسناد عن حنان بن سدیر: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إذا أتَیتَ مَسجِدَ الشَّجَرَةِ فَافرُض.

ص:266


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 326 ح 2585،وسائل الشیعة:ج 12 ص 379 ح 16560.
2- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 92 ح 301 عن عمر بن یزید،وسائل الشیعة:ج 9 ص 383 ح 16570 وراجع دعائم الإسلام:ج 1 ص 302.
3- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 79 ح 263 عن ابن سنان،وسائل الشیعة:ج 12 ص 342 ح 16463.

قُلتُ:وأَیُّ شَیءٍ الفَرضُ؟

قالَ:تُصَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ تَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی اریدُ أن أتَمَتَّعَ بِالعُمرَةِ إلَی الحَجِّ،فَإِن أصابَنی قَدَرُکَ فَحُلَّنی حَیثُ یَحبِسُنی قَدَرُکَ»،فَإِذا أتَیتَ المیلَ فَلَبِّ. (1)

1983.الإمام الصادق علیه السلام: لا یَکونُ إحرامٌ إلّافی دُبُرِ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ أحرَمتَ فی دُبُرِها بَعدَ التَّسلیمِ،وإن کانَت نافِلَةً صَلَّیتَ رَکعَتَینِ،وأَحرَمتَ فی دُبُرِهِما.فَإِذَا انفَتَلتَ مِن صَلاتِکَ فَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وقُل:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی مِمَّنِ استَجابَ لَکَ وآمَنَ بِوَعدِکَ وَاتَّبَعَ أمرَکَ،فَإِنّی عَبدُکَ وفی قَبضَتِکَ،لا اوقی إلّاما وَقَیتَ،ولا آخُذُ إلّاما أعطَیتَ،وقَد ذَکَرتَ الحَجَّ فَأَسأَ لُکَ أن تَعزِمَ لی عَلَیهِ وعَلی کِتابِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ،وتُقَوِّیَنی عَلی ما ضَعُفتُ عَنهُ، وتَسَلَّمَ مِنّی مَناسِکی فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،وَاجعَلنی مِن وَفدِکَ الَّذینَ رَضیتَ وَارتَضَیتَ وسَمَّیتَ وکَتَبتَ،اللّهُمَّ فَتَمِّم لی حَجّی وعُمرَتی.

اللّهُمَّ إنّی اریدُ التَّمَتُّعَ بِالعُمرَةِ إلَی الحَجِّ عَلی کِتابِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، فَإِن عَرَضَ لی شَیءٌ یَحبِسُنی فَحُلَّنی حَیثُ حَبَستَنی،لِقَدَرِکَ الَّذی قَدَّرتَ عَلَیَّ،اللّهُمَّ إن لَم تَکُن حَجَّةً فَعُمرَةً،أحرَمَ لَکَ شَعری وبَشَری ولَحمی ودَمی وعِظامی ومُخّی وعَصَبی مِنَ النِّساءِ وَالثِّیابِ وَالطِّیبِ،أبتَغی بِذلِکَ وَجهَکَ وَالدّارَ الآخِرَةَ».

ویُجزیکَ أن تَقولَ هذا مَرَّةً واحِدَةً حینَ تُحرِمُ.ثُمَّ قُم فَامشِ هُنَیئَةً،فَإِذَا استَوَت بِکَ الأَرضُ-ماشِیاً کُنتَ أو راکِباً-فَلَبِّ. (2)

1984.عنه علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ وعَقَدتَ ما تُریدُ فَقُم وَامشِ هُنَیئَةً،فَإِذَا استَوَت بِکَ

ص:267


1- .قرب الإسناد:ص 123 ح 433، بحار الأنوار:ج 99 ص 134 ح 4.
2- الکافی:ج 4 ص 331 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 77 ح 253،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 318 ح 2558 کلّها عن معاویة بن عمّار،مصباح المتهجّد:ص 676 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 12 ص 340 ح 16462.

الأَرضُ ماشِیاً کُنتَ أو راکِباً فَلَبِّ؛والتَّلبِیَةُ أن تَقولَ:

«لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ لَکَ وَالمُلکَ،لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ ذَا المَعارِجِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ داعِیاً إلی دارِ السَّلامِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ غَفّارَ الذُّنوبِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ أهلَ التَّلبِیَةِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ تُبدِئُ وَالمَعادُ إلَیکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ تَستَغنی ویُفتَقَرُ إلَیکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ مَرهوباً ومَرغوباً إلَیکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ إلهَ الحَقِّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ ذَا النَّعماءِ وَالفَضلِ الحَسَنِ الجَمیلِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ کَشّافَ الکُرَبِ العِظامِ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ عَبدُکَ وَابنُ عَبدَیکَ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ یا کَریمُ لَبَّیکَ».

تَقولُ هذا فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ مَکتوبَةٍ أو نافِلَةٍ،وحینَ یَنهَضُ بِکَ بَعیرُکَ،وإذا عَلَوتَ شَرَفاً،أو هَبَطتَ وادِیاً،أو لَقیتَ راکِباً،أوِ استَیقَظتَ مِن مَنامِکَ،وبِالأَسحارِ،وأَکثِر مَا استَطَعتَ،وَاجهَر بِها.وإن تَرَکتَ بَعضَ التَّلبِیَةِ فَلا یَضُرُّکَ،غَیرَ أنَّ تَمامَها أفضَلُ.

وَاعلَم أنَّهُ لا بُدَّ لَکَ مِنَ التَّلبِیاتِ الأَربَعَةِ الَّتی کُنَّ فی أوَّلِ الکَلامِ،وهِیَ الفَریضَةُ، وهِیَ التَّوحیدُ،وبِها لَبَّی المُرسَلونَ.وأَکثِر مِن«ذِی المَعارِجِ»؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ مِنها.

وأَوَّلُ مَن لَبّی إبراهیمُ علیه السلام،قالَ:«إنَّ اللّهَ یَدعوکُم إلی أن تَحُجّوا بَیتَهُ»،فَأَجابوهُ بِالتَّلبِیَةِ،فَلَم یَبقَ أحَدٌ اخِذَ میثاقُهُ بِالمُوافاةِ فی ظَهرِ رَجُلٍ ولا بَطنِ امرَأَةٍ إلّاأجابَ بِالتَّلبِیَةِ (1). (2)

1985.الکافی عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:الرَّجُلُ یَحُجُّ عَن أخیهِ أو عَن أبیهِ

ص:268


1- .الثانی من الواجبات:التلبیات الأربع،وصورتها علی الأصح أن یقول:«لبیک اللّهُمَّ لبّیک،لبّیک لا شریک لبّیک».والأحوط الأولی أن یقول عقیب ما تقدّم:«إنّ الحمد والنعمة لک والملک،لا شریک لک لبّیک»(تحریر الوسیلة:ج 1 ص 414 وراجع:جواهر الکلام:ج 6 ص 557).
2- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 91 ح 300،الکافی:ج 4 ص 335 ح 3 نحوه وکلاهما عن معاویة بن عمّار وراجع کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 529 ومصباح المتهجّد:ص 678.

أو عَن رَجُلٍ مِنَ النّاسِ،هَل یَنبَغی لَهُ أن یَتَکَلَّمَ بِشَیءٍ؟قالَ:نَعَم یَقولُ بَعدَما یُحرِمُ:

اللّهُمَّ ما أصابَنی فی سَفَری هذا مِن تَعَبٍ أو شِدَّةٍ أو بَلاءٍ أو شَعَثٍ فَأْجُر فُلاناً فیهِ، وَأْجُرنی فی قَضائی عَنهُ. (1)

3/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ دُخولِ المَسجِدِ الحَرامِ

1986.الإمام الباقر علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ،وحاذَیتَ الحَجَرَ الأَسوَدَ فَقُل:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،آمَنتُ بِاللّهِ،وکَفَرتُ بِالطّاغوتِ،وبِاللّاتِ وَالعُزّی،وبِعِبادَةِ الشَّیطانِ،وبِعِبادَةِ کُلِّ نِدٍّ یُدعی مِن دونِ اللّهِ».

ثُمَّ ادنُ مِنَ الحَجَرِ وَاستَلِمهُ بِیَمینِکَ،ثُمَّ تَقولُ:

«بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِتَشهَدَ عِندَکَ لی بِالمُوافاةِ». (2)

1987.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ فَادخُلهُ حافِیاً عَلَی السَّکینَةِ وَالوَقارِ وَالخُشوعِ.

وقالَ:ومَن دَخَلَهُ بِخُشوعٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ إن شاءَ اللّهُ.قُلتُ:مَا الخُشوعُ؟قالَ:السَّکینَةُ، لا تَدخُلهُ بِتَکَبُّرٍ،فَإِذَا انتَهَیتَ إلی بابِ المَسجِدِ فَقُم وقُل:

«السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ، وَالسَّلامُ عَلی أنبِیاءِ اللّهِ ورُسُلِهِ،وَالسَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ،وَالسَّلامُ عَلی إبراهیمَ،وَالحَمدُ

ص:269


1- .الکافی:ج 4 ص 310 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 418 ح 1452 وفیه«سغب»بدل«شعث»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 459 ح 2967،بحار الأنوار:ج 102 ص 255 ح 2.
2- الکافی:ج 4 ص 403 ح 3، وسائل الشیعة:ج 13 ص 345 ح 17912.

للّهِ رَبِّ العالَمینَ».

فَإِذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَارفَع یَدَیکَ،وَاستَقبِلِ البَیتَ وقُل:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی مَقامی هذا فی أوَّلِ مَناسِکی أن تَقبَلَ تَوبَتی،وأَن تَجاوَزَ عَن خَطیئَتی،وتَضَعَ عَنّی وِزری،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَلَّغَنی بَیتَهُ الحَرامَ،اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ هذا بَیتُکَ الحَرامُ الَّذی جَعَلتَهُ مَثابَةً لِلنّاسِ وأَمناً مُبارَکاً وهُدیً لِلعالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ، وَالبَلَدُ بَلَدُکَ،وَالبَیتُ بَیتُکَ،جِئتُ أطلُبُ رَحمَتَکَ،وأَؤُمُّ طاعَتَکَ،مُطیعاً لِأَمرِکَ، راضِیاً بِقَدَرِکَ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المُضطَرِّ إلَیکَ الخائِفِ لِعُقوبَتِکَ،اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ ومَرضاتِکَ». (1)

1988.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ وأَنتَ عَلی بابِ المَسجِدِ:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وخَیرُ الأَسماءِ للّهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،وَالسَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلی أنبِیاءِ اللّهِ ورُسُلِهِ، السَّلامُ عَلی إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،السَّلامُ عَلَی المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ، السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وعَلی إبراهیمَ خَلیلِکَ،وعَلی أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،وسَلِّم عَلَیهِم،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

ص:270


1- .الکافی:ج 4 ص 401 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 100 ح 327،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 530 وفیه صدره إلی«الحمد للّه ربّ العالمین»،مصباح المتهجّد:ص 679 [2] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 13 ص 204 ح 17572.

اللّهُمَّ افتَح لی أبوابَ رَحمَتِکَ،وَاستَعمِلنی فی طاعَتِکَ ومَرضاتِکَ،وَاحفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ أبَداً ما أبقَیتَنی،جَلَّ ثَناءُ وَجهِکَ.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِن وَفدِهِ وزُوّارِهِ،وجَعَلَنی مِمَّن یَعمُرُ مَساجِدَهُ،وجَعَلَنی مِمَّن یُناجیهِ.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وزائِرُکَ فی بَیتِکَ،وَعَلی کُلِّ مَأتِیٍّ حَقٌّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ،وأَنتَ خَیرُ مَأتِیٍّ وأَکرَمُ مَزورٍ،فَأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا رَحمنُ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وبِأَنَّکَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ؛یا جَوادُ یا کَریمُ،یا ماجِدُ یا جَبّارُ یا کَریمُ،أسأَ لُکَ أن تَجعَلَ تُحفَتَکَ إیّایَ بِزِیارَتی إیّاکَ أوَّلَ شَیءٍ تُعطینی فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.اللّهُمَّ فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ-تَقولُها ثَلاثاً-وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ،وَادرَأ عَنی شَرَّ شَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ،وشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ. (1)

1989.حلیة الأولیاء عن نضر بن کثیر: دَخَلتُ أنَا وسُفیانُ الثَّورِیُّ عَلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام، فَقُلتُ:إنّی اریدُ البَیتَ الحَرامَ،فَعَلِّمنی شَیئاً أدعو بِهِ.

فَقالَ:إذا بَلَغتَ البَیتَ الحَرامَ فَضَع یَدَکَ عَلَی الحائِطِ ثُمَّ قُل:

«یا سابِقَ الفَوتِ،یا سامِعَ الصَّوتِ،یا کاسِیَ العِظامِ لَحماً بَعدَ المَوتِ»،ثُمَّ ادعُ بِما شِئتَ. (2)

1990.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ فَامشِ حَتّی تَدنُوَ مِنَ الحَجَرِ الأَسوَدِ، فَتَستَقبِلُهُ وتَقولُ:

ص:271


1- .الکافی:ج 4 ص 402 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 100 ح 328 کلاهما عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 13 ص 205 ح 17573.
2- حلیة الأولیاء:ج 3 ص 196 الرقم 242،تاریخ دمشق:ج 52 ص 199،تهذیب الکمال:ج 5 ص 92 الرقم 950 عن نصیر بن کثیر؛کشف الغمة:ج 2 ص 397، بحار الأنوار:ج 99 ص 197 ح 12.

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،أکبَرُ مِن خَلقِهِ وأَکبَرُ مِمَّن أخشی وأَحذَرُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحییُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

وتُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ وآلِ النَّبِیِّ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم-وتُسَلِّمُ عَلَی المُرسَلینَ،کَما فَعَلتَ حینَ دَخَلتَ المَسجِدَ،ثُمَّ تَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی اؤمِنُ بِوَعدِکَ واُوفی بِعَهدِکَ». (1)

1991.السنن الکبری للبیهقی عن ابن جریج: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَأَی البَیتَ رَفَعَ یَدَیهِ وقالَ:

اللّهُمَّ زِد هذَا البَیتَ تَشریفاً وتَعظیماً وتَکریماً ومَهابَةً،وزِد مَن شَرَّفَهُ وکَرَّمَهُ وعَظَّمَهُ مِمَّن حَجَّهُ أوِ اعتَمَرَهُ تَشریفاً وتَکریماً وتَعظیماً وبِرّاً. (2)

4/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الطَّوافِ

1992.کنزالعمّال عن ابن مسعود: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله طافَ بِالبَیتِ،ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَیهِ ودَعا:

اللّهُمَّ البَیتُ بَیتُکَ،ونَحنُ عَبیدُکَ،ونَواصینا بِیَدِکَ،وتَقَلُّبُنا فی قَبضَتِکَ،فَإِن تُعَذِّبنا فَبِذُنوبِنا،وإن تَغفِر لَنا فَبِرَحمَتِکَ.فَرَضتَ حَجَّکَ لِمَنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما جَعَلتَ لَنا مِنَ السَّبیلِ،اللّهُمَّ ارزُقنا ثَوابَ الشّاکِرینَ. (3)

1993.شُعب الإیمان عن عبد الأعلی التیمیّ: قالَت خَدیجَةُ بِنتُ خُوَیلِدٍ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أقولُ

ص:272


1- .الکافی:ج 4 ص 403 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 102 ح 330 کلاهما عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 13 ص 314 ح 17828.
2- السنن الکبری:ج 5 ص 118 ح 9213،مسند الشافعی:ص 125،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 4 ص 541 ح 4 عن مکحول،الدعاء للطبرانی:ص 268 ح 854 عن حذیفة بن أسید.
3- کنز العمّال:ج 5 ص 172 ح 12504 نقلاً عن الدیلمیّ.

وأَ نَا أطوفُ بِالبَیتِ؟قالَ:قولی:

اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی وخَطایایَ وعَمدی وإسرافی فی أمری،إنَّکَ إن لا تَغفِر لی تُهلِکنی. (1)

1994.أخبار مکّة للأزرقیّ عن سعید بن المسیّب: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا مَرَّ بِالرُّکنِ الیَمانِیِّ قالَ:

«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالذُّلِّ وَالفَقرِ ومَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ «رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ» 2» .

فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،أرَأَیتَ إن کُنتُ عَجِلاً ! قالَ:وإن کُنتَ أسرَعَ مِن بَرقِ الخُلَّبِ (2). (3)

1995.السنن الکبری للنسائی عن عبد اللّه بن السائب: سَمِعتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَقرَأُ بَینَ الرُّکنِ الیَمانِیِّ وَالحَجَرِ:

«رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ» . (4)

1996.أخبار مکّة للأزرقیّ عن عثمان: إنَّ رَجُلاً کانَ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ بَینَ الرُّکنِ الأَسوَدِ وَالرُّکنِ الیَمانِیِّ ثَلاثَ مَرّاتٍ:

«اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ وأَنتَ الرَّحمنُ لا إلهَ غَیرُکَ،وأَنتَ الرَّبُّ لا رَبَّ غَیرُکَ،وأَنتَ القائِمُ الدّائِمُ الَّذی لا تَغفُلُ،وأَنتَ الَّذی خَلَقتَ ما یُری وما لا یُری،وأَنتَ عَلِمتَ کُلَّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ».

ص:273


1- .شُعب الإیمان:ج 3 ص 453 ح 4044، کنز العمّال:ج 5 ص 57 ح 12033.
2- الخُلَّب:السَّحاب الذی یُرعِد ویبرق ولا مطر فیه (تاج العروس:ج 1 ص 472« خلب»).
3- أخبار مکّة للأزرقیّ:ج 1 ص 340.
4- السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 403 ح 3934، مسند ابن حنبل:ج 5 ص 251 ح 15399، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 304 ح 3098،السنن الکبری:ج 5 ص 137 ح 929، [6]صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 134 ح 3826،کنز العمّال:ج 5 ص 173 ح 12505.

فَسَمِعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مِن صَنیعِهِ،فَقالَ:إن کانَ قالَهُ-وَاللّهُ أعلَمُ-بَشِّروهُ بِالجَنَّةِ وأَخبِروهُ أنَّهُ فی قَومِهِ مِثلُ صاحِبِ یاسینَ فی قَومِهِ. (1)

1997.الإمام الصادق علیه السلام: طُف بِالبَیتِ سَبعَةَ أشواطٍ،وتَقولُ فِی الطَّوافِ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی یُمشی بِهِ عَلی طَلَلِ الماءِ (2)کَما یُمشی بِهِ عَلی جَدَدِ الأَرضِ (3)،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی یَهتَزُّ لَهُ عَرشُکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَهتَزُّ لَهُ أقدامُ مَلائِکَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ موسی مِن جانِبِ الطّورِ فَاستَجَبتَ لَهُ وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةً مِنکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی غَفَرتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تأَخَّرَ وأَتمَمتَ عَلَیهِ نِعمَتَکَ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا-ما أحبَبتَ مِنَ الدُّعاءِ-».

وکُلَّمَا انتَهَیتَ إلی بابِ الکَعبَةِ فَصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وتَقولُ فیما بَینَ الرُّکنِ الیَمانِیِّ وَالحَجَرِ الأَسوَدِ:

«رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ» .

وقُل فِی الطَّوافِ:

«اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَقیرٌ،وإنّی خائِفٌ مُستَجیرٌ،فَلا تُغَیِّر جِسمی،ولا تُبَدِّلِ اسمی». (4)

1998.عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا بَلَغَ الحِجرَ،قَبلَ أن یَبلُغَ المیزابَ،یَرفَعُ رَأسَهُ ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ أدخِلنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ-وهُوَ یَنظُرُ إلَی المیزابِ-وأَجِرنی بِرَحمَتِکَ مِنَ النّارِ،

ص:274


1- .أخبار مکّة للأزرقیّ:ج 1 ص 341.
2- طلل الماء:أی ظهره (مجمع البحرین:ج 2 ص 1112« طلل»).
3- جَدَد الأرض:وجه الأرض (النهایة:ج 1 ص 246« جدد»).
4- الکافی:ج 4 ص 406 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 104 ح 339 کلاهما عن معاویة بن عمار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 532،مصباح المتهجّد:ص 681 ح 751 [5] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 190 ح 5.

وعافِنی مِنَ السُّقمِ،وأَوسِع عَلَیَّ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ، وشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ. (1)

1999.عنه علیه السلام: إذا کُنتَ فِی الطَّوافِ السّابِعِ فَائتِ المُتَعَوَّذَ-وهُوَ إذا قُمتَ فی دُبُرِ الکَعبَةِ حِذاءَ البابِ-فَقُل:

«اللّهُمَّ البَیتُ بَیتُکَ،وَالعَبدُ عَبدُکَ،وهذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ،اللّهُمَّ مِن قِبَلِکَ الرَّوحُ وَالفَرَجُ».

ثُمَّ استَلِمِ الرُّکنَ الیَمانِیَّ،ثُمَّ ائتِ الحَجَرَ فَاختِم بِهِ. (2)

2000.تهذیب الأحکام عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام: کُلَّمَا انتَهَیتَ إلی بابِ الکَعبَةِ فَصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وتَقولُ فِی الطَّوافِ:

«اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَقیرٌ،وإنّی خائِفٌ مُستَجیرٌ،فَلا تُبَدِّلِ اسمی ولا تُغَیِّر جِسمی».

فَإِذَا انتَهَیتَ إلی مُؤَخَّرِ الکَعبَةِ-وهُوَ المُستَجارُ دونَ الرُّکنِ الیَمانِیِّ بِقَلیلٍ-فِی الشَّوطِ السّابِعِ،فَابسُط یَدَیکَ عَلَی الأَرضِ وأَلصِق خَدَّکَ وبَطنَکَ بِالبَیتِ،ثُمَّ قُل:

«اللّهُمَّ البَیتُ بَیتُکَ،وَالعَبدُ عَبدُکَ،وهذا مَکانُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ».

ثُمَّ أقِرَّ لِرَبِّکَ بِما عَمِلتَ مِنَ الذُّنوبِ،فَإِنَّهُ لَیسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ یُقِرُّ لِرَبِّهِ بِذُنوبِهِ فی هذَا المَکانِ إلّاغَفَرَ لَهُ إن شاءَ اللّهُ؛فَإِنَّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام قالَ لِغِلمانِهِ:أمیطوا عَنّی حَتّی اقِرَّ لِرَبّی بِما عَمِلتُ:

«اللّهُمَّ مِن قِبَلِکَ الرَّوحُ وَالفَرَجُ وَالعافِیَةُ،اللّهُمَّ إنَّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفهُ لی،وَاغفِر لی مَا اطَّلَعتَ عَلَیهِ مِنّی وخَفِیَ عَلی خَلقِکَ».

ص:275


1- .الکافی:ج 4 ص 407 ح 5 عن عمر بن عاصم،تهذیب الأحکام:ج 5 ص 105 ح 340 عن عاصم بن حمید،وسائل الشیعة:ج 13 ص 335 ح 17880.
2- الکافی:ج 4 ص 410 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 107 ح 347 کلاهما عن عبد اللّه بن سنان،وسائل الشیعة:ج 13 ص 345 ح 17909.

وتَستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،وتَختارُ لِنَفسِکَ مِنَ الدُّعاءِ.

ثُمَّ استَقبِلِ الرُّکنَ الیَمانِیَّ وَالرُّکنَ الَّذی فیهِ الحَجَرُ الأَسوَدُ فَاختِم بِهِ،وإن لَم تَستَطِع فَلا یَضُرُّکَ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی،وبارِک لی فیما آتَیتَنی». (1)

2001.تفسیرالقمی عن الفضل بن أبی قرّة: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَطوفُ مِن أوَّلِ اللَّیلِ إلَی الصَّباحِ وهُوَ یَقولُ:اللّهُمَّ قِنی شُحَّ نَفسی،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،ما سَمِعتُکَ تَدعو بِغَیرِ هذَا الدُّعاءِ؟! قالَ:وأَیُّ شَیءٍ أشَدُّ مِن شُحِّ النَّفسِ؟إنَّ اللّهَ یَقولُ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 2 . (2)

2002.الکافی عن عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعیم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:دَخَلتُ طَوافَ الفَریضَةِ فَلَم یُفتَح لی شَیءٌ مِنَ الدُّعاءِ إلَّاالصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وسَعَیتُ فَکانَ کَذلِکَ !

فَقالَ:ما اعطِیَ أحَدٌ مِمَّن سَأَلَ أفضَلَ مِمّا اعطیتَ. (3)

2003.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن أحمد بن موسی بن سعد عن أبی الحسن الرضا علیه السلام،قال: کُنتُ مَعَهُ فِی الطَّوافِ،فَلَمّا صِرنا مَعَهُ بِحِذاءِ الرُّکنِ الیَمانِیِّ أقامَ علیه السلام،فَرَفَعَ یَدَیهِ ثُمَّ قالَ:

یا اللّهُ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ،ویا خالِقَ العافِیَةِ،ویا رازِقَ العافِیَةِ،وَالمُنعِمَ بِالعَافِیَةِ،وَالمَنّانَ بِالعافِیَةِ،وَالمُتَفَضِّلَ بِالعافِیَةِ عَلَیَّ وعَلی جَمیعِ خَلقِکَ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

ص:276


1- .تهذیب الأحکام:ج 5 ص 104 ح 339 عن أبی بصیر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 533،مصباح المتهجّد:ص 682 کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 191 ح 5.
2- تفسیر القمی:ج 2 ص 372، بحار الأنوار:ج 73 ص 301 ح 7.
3- الکافی:ج 4 ص 407 ح 3، وسائل الشیعة:ج 13 ص 336 ح 17883.

ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنَا العافِیَةَ،ودَوامَ العافِیَةِ،وتَمامَ العافِیَةِ، وشُکرَ العافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

5/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ المُلتَزَمِ

2004.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: طافَ آدَمُ سَبعاً بِالبَیتِ حینَ نَزَلَ،ثُمَّ صَلّی وِجاهَ بابِ الکَعبَةِ رَکعَتَینِ،ثُمَّ أتَی المُلتَزَمَ فَقالَ:

«اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ سَریرَتی وعَلانِیَتی فَاقبَل مَعذِرَتی،وتَعلَمُ ما فی نَفسی وما عِندی فَاغفِر لی ذُنوبی،وتَعلَمُ حاجَتی فَأَعطِنی سُؤلی.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً یُباشِرُ قَلبی، ویَقیناً صادِقاً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لَن یُصیبَنی إلّاما کَتَبتَ لی،وَالرِّضا بِما قَضَیتَ عَلَیَّ».

فَأَوحَی اللّهُ تَعالی إلَیهِ:یا آدَمُ،قَد دَعَوتَنی بِدَعَواتٍ وَاستَجَبتُ لَکَ،ولَن یَدعُوَنی بِها أحَدٌ مِن وُلدِکَ إلّاکَشَفتُ هُمومَهُ وغُمومَهُ،وکَفَفتُ عَلَیهِ ضَیعَتَهُ،ونَزَعتُ الفَقرَ مِن قَلبِهِ، وجَعَلتُ الغِنی بَینَ عَینَیهِ،وتَجَرتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ،وأَتَتهُ الدُّنیا وهِیَ راغِمَةٌ وإن کانَ لا یُریدُها. (2)

2005.الإمام علیّ علیه السلام: أقِرّوا عِندَ المُلتَزَمِ بِما حَفِظتُم مِن ذُنوبِکُم وما لَم تَحفَظوا،فَقولوا:

«وما حَفِظَتهُ عَلَینا حَفَظَتُکَ ونَسیناهُ فَاغفِرهُ لَنا».

فَإِنَّهُ مَن أقَرَّ بِذَنبِهِ فی ذلِکَ المَوضِعِ وعَدَّهُ وذَکَرَهُ وَاستَغفَرَ اللّهَ مِنهُ،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ عز و جل أن یَغفِرَهُ لَهُ. (3)

2006.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ إذا أتَی المُلتَزَمَ قالَ:

ص:277


1- .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 16 ح 37، بحار الأنوار:ج 99 ص 195 ح 4.
2- أخبار مکّة للأزرقیّ:ج 1 ص 348 عن عبد اللّه بن أبی سلیمان مولی بنی مخزوم.
3- الخصال:ص 617 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 194 ح 3.

اللّهُمَّ إنَّ عِندی أفواجاً مِن ذُنوبٍ،وأَفواجاً مِن خَطایا،وعِندَکَ أفواجٌ مِن رَحمَةٍ وأَفواجٌ مِن مَغفِرَةٍ،یا مَنِ استَجابَ لِأَبغَضِ خَلقِهِ إلَیهِ إذ قالَ: «أَنْظِرْنِی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ» 1 ،اِستَجِب لی وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)

2007.عنه علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن طَوافِکَ وبَلَغتَ مُؤَخَّرَ الکَعبَةِ-وهُوَ بِحِذاءِ المُستَجارِ،دونَ الرُّکنِ الیَمانِیِّ بِقَلیلٍ-فَابسُط یَدَیکَ عَلَی البَیتِ،وأَلصِق بَطنَکَ وخَدَّکَ بِالبَیتِ وقُل:

«اللّهُمَّ البَیتُ بَیتُکَ،وَالعَبدُ عَبدُکَ،وهذا مَکانُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ».

ثُمَّ أقِرَّ لِرَبِّکَ بِما عَمِلتَ؛فَإِنَّهُ لَیسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ یُقِرُّ لِرَبِّهِ بِذُنوبِهِ فی هذَا المَکانِ إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ،إن شاءَ اللّهُ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ مِن قِبَلِکَ الرَّوحُ وَالفَرَجُ وَالعافِیَةُ،اللّهُمَّ إنّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفهُ لی،وَاغفِر لی مَا اطَّلَعتَ عَلَیهِ مِنّی وخَفِیَ عَلی خَلقِکَ».

ثُمَّ تَستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،وتَخَیَّر لِنَفسِکَ مِنَ الدُّعاءِ،ثُمَّ استَلِمِ الرُّکنَ الیَمانِیَّ،ثُمَّ ائتِ الحَجَرَ الأَسوَدَ. (2)

2008.عنه علیه السلام: لَمّا طافَ آدَمُ بِالبَیتِ وَانتَهی إلَی المُلتَزَمِ قالَ لَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا آدَمُ،أقِرَّ لِرَبِّکَ بِذُنوبِکَ فی هذَا المَکانِ،فَوَقَفَ آدَمُ علیه السلام فَقالَ:یا رَبِّ إنَّ لِکُلِّ عامِلٍ أجراً وقَد عَمِلتُ فَما أجری؟

فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:یا آدَمُ،قَد غَفَرتُ ذَنبَکَ.

قالَ:یا رَبِّ،ولِوُلدی-أو لِذُرِّیَّتی-؟

فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:یا آدَمُ،مَن جاءَ مِن ذُرِّیَّتِکَ إلی هذَا المَکانِ وأَقَرَّ بِذُنوبِهِ وتابَ

ص:278


1- تفسیر العیّاشیّ:ج 2 ص 241 ح 12 عن أبان،بحار الأنوار:ج 99 ص 196 ح 9.
2- الکافی:ج 4 ص 411 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 107 ح 349 ولیس فیه ذیله من«تقول:اللّهُمَّ من قبلک...»وکلاهما عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 13 ص 345 ح 17912.

کَما تُبتَ ثُمَّ استَغفَرَ غَفَرتُ لَهُ. (1)

2009.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: أنَّهُ کانَ إذَا انتَهی إلَی المُلتَزَمِ قالَ لِمَوالیهِ:أمیطوا (2)عَنّی حَتّی اقِرَّ لِرَبّی بِذُنوبی فی هذَا المَکانِ؛فَإِنَّ هذا مَکانٌ لَم یُقِرَّ عَبدٌ لِرَبِّهِ بِذُنوبِهِ ثُمَّ استَغفَرَ اللّهَ إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ. (3)

6/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الرُّکنِ الیَمانِیِّ

2010.سنن ابن ماجة عن حُمید بن أبی سویّة: سَمِعتُ ابنَ هِشامٍ یَسأَلُ عَطاءَ بنَ أبی رَباحٍ عَنِ الرُّکنِ الیَمانِیِّ وهُوَ یَطوفُ بِالبَیتِ،فَقالَ عَطاءٌ:حَدَّثَنی أبو هُرَیرَةَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:وُکِّلَ بِهِ سَبعونَ مَلَکاً،فَمَن قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ»،قالوا:آمینَ.

فَلَمّا بَلَغَ الرُّکنَ الأَسوَدَ قالَ:یا أبا مُحَمَّدٍ،ما بَلَغَکَ فی هذَا الرُّکنِ الأَسوَدِ؟فَقالَ عَطاءٌ:حَدَّثَنی أبو هُرَیرَةَ أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:مَن فاوَضَهُ فَإِنَّما یُفاوِضُ یَدَ الرَّحمنِ. (4)

2011.الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله طافَ بِالکَعبَةِ حَتّی إذا بَلَغَ الرُّکنَ الیَمانِیَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَی الکَعبَةِ ثُمَّ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی شَرَّفَکِ وعَظَّمَکِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بَعَثَنی نَبِیّاً،وجَعَلَ عَلِیّاً إماماً، اللّهُمَّ اهدِ لَهُ خِیارَ خَلقِکَ،وجَنِّبهُ شِرارَ خَلقِکَ. (5)

ص:279


1- .الکافی:ج 4 ص 194 ح 3 عن معاویة بن عمّار وجمیل بن صالح،قصص الأنبیاء:ص 47 ح 14 [2] عن جمیل بن صالح نحوه،بحار الأنوار:ج 11 ص 179 ح 29.
2- ماطَ:تباعَدَ،ویتعدّی بالهمزة والحرف،فیقال:أماطَهُ غَیرُهُ (المصباح المنیر:ص 587«میط»).
3- الکافی:ج 4 ص 410 ح 4، وسائل الشیعة:ج 9 ص 424 ح 17915.
4- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 985 ح 2957،کنز العمّال:ج 12 ص 219 ح 34753.
5- الکافی:ج 4 ص 410 ح 19، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 107 ح 346 کلاهما عن إبراهیم بن عیسی عن ū أبیه،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 240 ح 2295،وسائل الشیعة:ج 13 ص 315 ح 17830.

2012.الکافی عن أبی مریم: کُنتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام أطوفُ،فَکانَ لایَمُرُّ فی طَوافٍ مِن طَوافِهِ بِالرُّکنِ الیَمانِیِّ إلَّااستَلَمَهُ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ تُب عَلَیَّ حَتّی أتوبَ،وَاعصِمنی حَتّی لا أعودَ. (1)

2013.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل وَکَّلَ بِالرُّکنِ الیَمانِیِّ مَلَکًا هِجّیراً (2)یُؤَمِّنُ عَلی دُعائِکُم. (3)

7/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الحَجَرِ الأَسوَدِ

2014.السنن الکبری عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام: أنَّهُ کانَ إذا مَرَّ بِالحَجَرِ الأَسوَدِ فَرَأی عَلَیهِ زِحاماً استَقبَلَهُ وکَبَّرَ وقالَ:

اللّهُمَّ تَصدیقاً بِکِتابِکَ،وسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (4)

2015.السنن الکبری عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام: أنَّهُ کانَ یَقولُ إذَا استَلَمَ الحَجَرَ:

اللّهُمَّ إیماناً بِکَ،وتَصدیقاً بِکِتابِکَ،وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (5)

2016.الإمام الحسن علیه السلام -حینَ التَزَمَ الرُّکنَ-:

إلهی ! أنعَمتَ عَلَیَّ فَلَم تَجِدنی شاکِراً،وَابتَلَیتَنی فَلَم تَجِدنی صابِراً،فَلا أنتَ سَلَبتَ

ص:280


1- .الکافی:ج 4 ص 409 ح 14، المقنعة:ص 404 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،وسائل الشیعة:ج 13 ص 334 ح 17879.
2- الهِجّیر:الدأب والعادة (الصحاح:ج 2 ص 852«هجر»).
3- الکافی:ج 4 ص 408 ح 11 و 12 نحوه وکلاهما عن العلاء بن المقعد،وسائل الشیعة:ج 9 ص 421 ح 17902.
4- السنن الکبری:ج 5 ص 128 ح 9251،مسند الطیالسی:ص 25 ح 178،کنز العمّال:ج 5 ص 177 ح 12519.
5- السنن الکبری:ج 5 ص 128 ح 9252،الدعاء للطبرانی:ص 270 ح 860،المعجم الأوسط:ج 1 ص 157 ح 492،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 103 ح 2 نحوه،کنز العمّال:ج 5 ص 177 ح 12520.

النِّعمَةَ بِتَرکِ الشُّکرِ،ولا أنتَ أدَمتَ الشِّدَّةَ بِتَرکِ الصَّبرِ.إلهی ! ما یَکونُ مِنَ الکَریمِ إلَّا الکَرَمُ. (1)

2017.دعائم الإسلام: قالَ أبو جَعفَرٍ [ الباقِرُ] علیه السلام:وَالحَجَرُ کَالمیثاقِ وَاستِلامُهُ کَالبَیعَةِ.وکانَ إذَا استَلَمَهُ قالَ:

اللّهُمَّ أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ؛لِیَشهَدَ لی عِندَکَ بِالبَلاغِ. (2)

2018.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَنَوتَ مِنَ الحَجَرِ الأَسوَدِ فَارفَع یَدَیکَ،وَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ، وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وَاسأَلِ اللّهَ أن یَتَقَبَّلَ مِنکَ،ثُمَّ استَلِمِ الحَجَرَ وقَبِّلهُ،فَإِن لَم تَستَطِع أن تُقَبِّلَهُ فَاستَلِمهُ بِیَدِکَ،فَإِن لَم تَستَطِع أن تَستَلِمَهُ بِیَدِکَ فَأَشِر إلَیهِ،وقُل:

«اللّهُمَّ أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِتَشهَدَ لی بِالمُوافاةِ،اللّهُمَّ تَصدیقاً بِکِتابِکَ، وعَلی سُنَّةِ نَبِیِّکَ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، آمَنتُ بِاللّهِ،وکَفَرتُ بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ وبِاللّاتِ وَالعُزّی وعِبادَةِ الشَّیطانِ،وعِبادَةِ کُلِّ نِدٍّ یُدعی مِن دونِ اللّهِ».

فَإِن لَم تَستَطِع أن تَقولَ هذا کُلَّهُ فَبَعضَهُ،وقُل:

«اللّهُمَّ إلَیکَ بَسَطتُ یَدی،وفیما عِندَکَ عَظُمَت رَغبَتی،فَاقبَل سَیحَتی (3)،وَاغفِر لی وَارحَمنی.اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالفَقرِ ومَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ». (4)

2019.الکافی عن یعقوب بن شعیب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أقولُ إذَا استَقبَلتُ الحَجَرَ؟

ص:281


1- .العُدد القویّة:ص 35 ح 27، بحار الأنوار:ج 99 ص 197 ح 13 [2] نقلاً عن کشف الغمّة ولم نجده فی النسخة التی بأیدینا.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 293، بحار الأنوار:ج 99 ص 48 ح 38.
3- فی بعض النسخ:«سُبْحَتی»و«مَسْیَحی».
4- الکافی:ج 4 ص 403 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 101 ح 329 کلاهما عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 13 ص 313 ح 17826.

فَقالَ:کَبِّر،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.وسَمِعتُهُ إذا أتَی الحَجَرَ یَقولُ:اللّهُ أکبَرُ،السَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (1)

8/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بَعدَ صَلاةِ الطَّوافِ

2020.الإمام الصادق علیه السلام: تَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی دُبُرِ رَکعَتَی طَوافِ الفَریضَةِ،تَقولُ بَعدَ التَّشَهُّدِ:

اللّهُمَّ ارحَمنی بِطَواعِیَتی إیّاکَ وطَواعِیَتی رَسولَکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.اللّهُمَّ جَنِّبنی أن أتَعَدّی حُدودَکَ،وَاجعَلنی مِمَّن یُحِبُّکَ ویُحِبُّ رَسولَکَ ومَلائِکَتَکَ وعِبادَکَ الصّالِحینَ. (2)

2021.ربیع الأبرار: رُئِیَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،ثُمَّ صارَ إلَی المَقامِ فَصَلّی،ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی المَقامِ فَجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:

«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،سائِلُکَ بِبابِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ»یُرَدِّدُ ذلِکَ مِراراً. (3)

2022.قرب الإسناد عن بکر بن محمّد: خَرَجتُ أطوفُ وأَ نَا إلی جَنبِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام حَتّی فَرَغَ مِن طَوافِهِ،ثُمَّ مالَ فَصَلّی رَکعَتَینِ مَعَ رُکنِ البَیتِ وَالحَجَرِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ ساجِداً:

«سَجَدَ وَجهی لَکَ تَعَبُّداً ورِقّاً،ولا إلهَ إلّاأنتَ حَقّاً حَقّاً،الأَوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ، وَالآخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،فَاغفِر لی إنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ غَیرُکَ،فَاغفِر لی فَإِنّی مُقِرٌّ بِذُنوبی عَلی نَفسی،ولا یَدفَعُ الذَّنبَ العَظیمَ غَیرُکَ».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ووَجهُهُ مِنَ البُکاءِ کَأَنَّما غُمِسَ فِی الماءِ. (4)

ص:282


1- .الکافی:ج 4 ص 407 ح 4، وسائل الشیعة:ج 13 ص 336 ح 17884.
2- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 143 ح 475 عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 13 ص 439 ح 18162.
3- ربیع الأبرار:ج 2 ص 149.
4- قرب الإسناد:ص 39 ح 127، بحار الأنوار:ج 99 ص 213 ح 1.

2023.الإمام الصادق علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن طَوافِکَ فَائتِ مَقامَ إبراهیمَ علیه السلام،فَصَلِّ رَکعَتَینِ وَاجعَلهُ أماماً (1)،وَاقرَأ فِی الاُولی مِنهُما سورَةَ التَّوحیدِ«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،ثُمَّ تَشَهَّد وَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَاسأَلهُ أن یَتَقَبَّلَ مِنکَ،وهاتانِ الرَّکعَتانِ هُمَا الفَریضَةُ،لَیسَ یُکرَهُ لَکَ أن تُصَلِّیَهُما فی أیِّ السّاعاتِ شِئتَ،عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ وعِندَ غُروبِها،ولا تُؤَخِّرهُما؛ساعَةَ تَطوفُ وتَفرُغُ فَصَلِّهِما. (2)

9/28الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ شُربِ ماءِ زَمزَمَ

الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ شُربِ ماءِ زَمزَمَ (3)

2024.الإمام الصادق علیه السلام: إذا فَرَغَ الرَّجُلُ مِن طَوافِهِ وصَلّی رَکعَتَینِ،فَلیَأتِ زَمزَمَ،وَلیَستَقِ مِنهُ ذَنوباً (4)أو ذَنوبَینِ وَلیَشرَب مِنهُ،وَلیَصُبَّ عَلی رَأسِهِ وظَهرِهِ وبَطنِهِ ویَقولُ:

«اللّهُمَّ اجعَلهُ عِلماً نافِعاً،ورِزقاً واسِعاً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسَقَمٍ».

ثُمَّ یَعودُ إلَی الحَجَرِ الأَسوَدِ. (5)

ص:283


1- .فی تهذیب الأحکام ج 5 ص 136:«أمامک».
2- الکافی:ج 4 ص 423 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 136 ح 450 و ص 286 ح 973 کلّها عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 13 ص 301 ح 17796.
3- وروی فی الکافی 3عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:إذا فَرَغتَ مِنَ الرَّکعَتَینِ فَائتِ الحَجَرَ الأَسوَدَ،وقَبِّلهُ،وَاستَلِمهُ،أو أشِر إلَیهِ؛فَإِنَّهُ لا بُدَّ مِن ذلِکَ. وقالَ:إن قَدَرتَ أن تَشرَبَ مِن ماءِ زَمزَمَ قَبلَ أن تَخرُجَ إلَی الصَّفا فَافعَل. وتَقولُ حینَ تَشرَبُ:اللّهُمَّ اجعَلهُ عِلماً نافِعاً،ورِزقاً واسِعاً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسَقَمٍ،قالَ:وبَلَغَنا أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ حینَ نَظَرَ إلی زَمزَمَ:لَولا أنّی أشُقُّ عَلی امَّتی لَأَخَذتُ مِنهُ ذَنوباً أو ذَنوبَینِ (الکافی:ج 4 ص 430 ح 1، [4]تهذیب الأحکام:ج 5 ص 144 ح 476).
4- الذَّنوب:الدلو العظیمة،وقیل:لاتسمّی ذَنوباً إلّاإذا کان فیها ماء (النهایة:ج 2 ص 171« ذنب»).
5- الکافی:ج 4 ص 430 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 144 ح 477 کلاهما عن الحلبی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 534 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،المحاسن:ج 2 ص 400 ح 2400 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 244 ح 16.

10/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ السَّعیِ

2025.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ فَرَغَ مِن طَوافِهِ ورَکعَتَیهِ قالَ:أبدَأُ بِما بَدَأَ اللّهَ عز و جل بِهِ مِن إتیانِ الصَّفا،إنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ» 1 .

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ثُمَّ اخرُج إلَی الصَّفا مِنَ البابِ الَّذی خَرَجَ مِنهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله- وهُوَ البابُ الَّذی یُقابِلُ الحَجَرَ الأَسوَدَ-حَتّی تَقطَعَ الوادِیَ،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ، فَاصعَد عَلَی الصَّفا حَتّی تَنظُرَ إلَی البَیتِ وتَستَقبِلَ الرُّکنَ الَّذی فیهِ الحَجَرُ الأَسوَدُ، وَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ.

ثُمَّ اذکُر مِن آلائِهِ وبَلائِهِ وحُسنِ ما صَنَعَ إلَیکَ ما قَدَرتَ عَلی ذِکرِهِ.ثُمَّ کَبِّرِ اللّهَ سَبعاً،وَاحمَدهُ سَبعاً،وهَلِّلهُ سَبعاً،وقُل:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وقُل:

«اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما أولانا،وَالحَمدُ للّهِ ِ الحَیِّ القَیّومِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الحَیِّ الدّائِمِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،وقُل:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،لا نَعبُدُ إلّاإیّاهُ،مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ وَالیَقینَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ص:284

«اللّهُمَّ آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ کَبِّرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وهَلِّل مِئَةَ مَرَّةٍ،وَاحمَد مِئَةَ مَرَّةٍ،وسَبِّح مِئَةَ مَرَّةٍ،وتَقولُ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ،فَلَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وَحدَهُ وَحدَهُ.اللّهُمَّ بارِک لی فِی المَوتِ وفیما بَعدَ المَوتِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن ظُلمَةِ القَبرِ ووَحشَتِهِ،اللّهُمَّ أظِلَّنی فی ظِلِّ عَرشِکَ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّکَ».

وأَکثِر مِن أن تَستَودِعَ رَبَّکَ دینَکَ ونَفسَکَ وأَهلَکَ.ثُمَّ تَقولُ:

«أستَودِعُ اللّهَ الرَّحمنَ الرَّحیمَ الَّذی لا یُضَیِّعُ وَدائِعَهُ نَفسی ودینی وأَهلی.اللّهُمَّ استَعمِلنی عَلی کِتابِکَ وسُنَّةِ نَبِیِّکَ،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ،وأَعِذنی مِنَ الفِتنَةِ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ ثَلاثاً ثُمَّ تُعیدُها مَرَّتَینِ،ثُمَّ تُکَبِّرُ واحِدَةً ثُمَّ تُعیدُها،فَإِن لَم تَستَطِع هذا فَبَعضَهُ.

وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقِفُ عَلَی الصَّفا بِقَدرِ ما یَقرَأُ سورَةَ البَقَرَةِ مُتَرَتِّلاً. (1)

2026.صحیح مسلم عن جابر بن عبد اللّه -فی صِفَةِ حَجِّ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ إلَی الصَّفا،فَلَمّا دَنا مِنَ الصَّفا قَرَأَ: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ» أبدَأُ بِما بَدَأَ اللّهُ بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفا فَرَقِیَ عَلَیهِ،حَتّی رَأَی البَیتَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ،فَوَحَّدَ اللّهَ وکَبَّرَهُ وقالَ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،لا إلهَ إلَّا اللّهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ»،ثُمَّ دَعا بَینَ ذلِکَ، وقالَ مِثلَ هذا ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ نَزَلَ إلَی المَروَةِ،حَتّی إذَا انصَبَّت قَدَماهُ فی بَطنِ الوادی سَعی،حَتّی إذا صَعِدَتا

ص:285


1- .الکافی:ج 4 ص 431 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 145 ح 481،بحار الأنوار:ج 21 ص 402 ح 39.

مَشی حَتّی أتَی المَروَةَ،فَفَعَلَ عَلَی المَروَةِ کَما فَعَلَ عَلَی الصَّفا،حَتّی إذا کانَ آخِرُ طَوافِهِ عَلَی المَروَةِ. (1)

2027.الموطأ عن جابر بن عبد اللّه: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا وَقَفَ عَلَی الصَّفا یُکَبِّرُ ثَلاثاً،ویَقولُ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»، یَصنَعُ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ویَدعو،ویَصنَعُ عَلَی المَروَةِ مِثلَ ذلِکَ. (2)

2028.الکافی عن علیّ بن النعمان یرفعه: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا صَعِدَ الصَّفَا استَقبَلَ الکَعبَةَ، ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لی کُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ قَطُّ،فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ افعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ إن تَفعَل بی ما أنتَ أهلُهُ تَرحَمنی،وإن تُعَذِّبنی فَأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابی وأَ نَا مُحتاجٌ إلی رَحمَتِکَ،فَیا مَن أنا مُحتاجٌ إلی رَحمَتِهِ ارحَمنی.اللّهُمَّ فَلا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ،فَإِنَّک إن تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ تُعَذِّبنی ولَم تَظلِمنی،أصبَحتُ أتَّقی عَدلَکَ ولا أخافُ جَورَکَ،فَیا مَن هُوَ عَدلٌ لا یَجورُ،ارحَمنی. (3)

2029.الکافی عن جمیل: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل مِن دُعاءٍ مُوَقَّتٍ أقولُهُ عَلَی الصَّفا وَالمَروَةِ؟ فَقالَ:تَقولُ إذا وَقَفتَ عَلَی الصَّفا:لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ،ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-. (4)

ص:286


1- .صحیح مسلم:ج 2 ص 888 ح 147،سنن أبی داوود:ج 3 ص 183 ح 1905،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1023 ح 3074،السنن الکبری:ج 5 ص 151 ح 9337، صحیح ابن حبان:ج 9 ص 255 ح 3944،الدرّ المنثور:ج 1 ص 43؛ [2]بحار الأنوار:ج 21 ص 404 ح 40.
2- الموطّأ:ج 1 ص 372 ح 127، سنن النسائی:ج 5 ص 240،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 198 ح 15173، [5]السنن الکبری:ج 5 ص 151 ح 9335؛ [6]الکافی:ج 4 ص 432 ح 3 [7] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام.
3- الکافی:ج 4 ص 432 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 147 ح 482،مصباح المتهجّد:ص 684 ح 761 [9] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 13 ص 478 ح 18247.
4- الکافی:ج 4 ص 432 ح 2.

2030.الإمام الصادق علیه السلام: انحَدِر مِنَ الصَّفا ماشِیاً إلَی المَروَةِ،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ حَتّی تَأتِیَ المَنارَةَ وهِیَ عَلی طَرَفِ المَسعی،فَاسعَ مِلءَ فُروجِکَ وقُل:

بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،اللّهُمَّ اغفِر وَارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ وأَنتَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ.

حَتّی تَبلُغَ المَنارَةَ الاُخری فَإِذا جاوَزتَها فَقُل:

یا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالکَرَمِ وَالنَّعماءِ وَالجودِ اغفِر لی ذُنوبی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ.

ثُمَّ امشِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ حَتّی تَأتِیَ المَروَةَ فَاصعَد عَلَیها حَتّی یَبدُوَ لَکَ البَیتُ،وَاصنَع عَلَیها کَما صَنَعتَ عَلَی الصَّفا،وطُف بَینَهُما سَبعَةَ أشواطٍ،تَبدَءُ بِالصَّفا وتَختِمُ بِالمَروَةِ. (1)

2031.الکافی عن محمّد بن عمر بن یزید عن بعض أصحابه: کُنتُ وَراءَ أبِی الحَسَنِ موسی علیه السلام عَلَی الصَّفا-أو عَلَی المَروَةِ-وهُوَ لا یَزیدُ عَلی حَرفَینِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ الظَّنِّ بِکَ فی کُلِّ حَالٍ،وصِدقَ النِّیَّةِ فِی التَّوَکُّلِ عَلَیکَ. (2)

11/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ دُخولِ الکَعبَةِ وَالخُروجِ مِنها

2032.الإمام الصادق علیه السلام: لا بُدَّ لِلصَّرورَةِ أن یَدخُلَ البَیتَ قَبلَ أن یَرجِعَ،فَإِذا دَخَلتَهُ فَادخُلهُ بِسَکینَةٍ ووَقارٍ،ثُمَّ ائتِ کُلَّ زاوِیَةٍ مِن زَوایاهُ،ثُمَّ قُل:اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً» 3 فآمِنّی مِن عَذابِ یَومِ القیامَةِ.وصَلِّ بَینَ العَمودَینِ اللَّذَینِ یَلِیانِ البابَ عَلَی

ص:287


1- .الکافی:ج 4 ص 435 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 148 ح 487 کلاهما عن معاویة بن عمّار.
2- الکافی:ج 4 ص 433 ح 9، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 148 ح 486،بحار الأنوار:ج 97 ص 372.

الرُّخامَةِ الحَمراءِ،وإن کَثُرَ النّاسُ فَاستَقبِل کُلَّ زاوِیَةٍ فی مَقامِکَ حَیثُ صَلَّیتَ،وَادعُ اللّهَ وَاسأَلهُ. (1)

2033.عنه علیه السلام: إذا أرَدتَ دُخولَ الکَعبَةِ فَاغتَسِل قَبلَ أن تَدخُلَها،ولا تَدخُلها بِحِذاءٍ،وتَقولُ إذا دَخَلتَ:

«اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً» فَآمِنّی مِن عَذابِ النّارِ».

ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ بَینَ الاُسطُوانَتَینِ عَلَی الرُّخامَةِ الحَمراءِ،تَقرَأُ فِی الرَّکعَةِ الاُولی حم السجدة،وفِی الثّانِیَةِ عَدَدَ آیاتِها مِنَ القُرآنِ،وتُصَلّی فی زَوایاهُ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ مَن تَهَیَّأَ أو تَعَبَّأَ أو أعَدَّ أوِ استَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وجائِزَتِهِ ونَوافِلِهِ وفَواضِلِهِ،فَإِلَیکَ یا سَیِّدی تَهیِئَتی وتَعبِئَتی وإِعدادی وَاستِعدادی رَجاءَ رِفدِکَ ونَوافِلِکَ وجائِزَتِکَ،فَلا تُخَیِّبِ الیَومَ رَجائِی،یا مَن لا یَخیبُ عَلَیهِ سائِلٌ،ولا یَنقُصُهُ نائِلٌ،فإِنّی لَم آتِکَ الیَومَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمتُهُ ولا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجَوتُهُ،ولکِنّی أتَیتُکَ مُقِرّاً بِالظُّلمِ وَالإِساءَةِ عَلی نَفسی،فَإِنَّهُ لا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَسأَ لُکَ یا مَن هُوَ کَذلِکَ أن تُعطِیَنی مَسأَلَتی،وتُقیلَنی عَثرَتی،وتَقلِبَنی (2)بِرَغبَتی،ولا تَرُدَّنی مَجبوهاً (3)مَمنوعَاً ولا خائِباً،یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ،أرجوکَ لِلعَظیمِ،أسأَ لُکَ یا عَظیمُ أن تَغفِرَ لِیَ الذَّنبَ العَظیمَ،لا إلهَ إلّاأنتَ».

ولا تَدخُلها بِحِذاءٍ ولا تَبزُق فیها ولا تَمتَخِط فیها،ولَم یَدخُلها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلّایَومَ فَتحِ مَکَّةَ. (4)

ص:288


1- .الکافی:ج 4 ص 529 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 148 ح 277،منتقی الجمان:ج 3 ص 455 کلّها عن سعید الأعرج.
2- فی المصدر:«تَقبَلَنی»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- الجبه:الاستقبال بالمکروه (النهایة:ج 1 ص 237« جبه»).
4- الکافی:ج 4 ص 528 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 276 ح 945 کلاهما عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 556 [4] من دون إسناد إلی أحد من اهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 372 ح 7.

2034.تهذیب الأحکام عن ذریح: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فِی الکَعبَةِ،وهُوَ ساجِدٌ،وهُوَ یَقولُ:

لا یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُجیرُ مِن عَذابِکَ إلّارَحمَتُکَ،ولا نَجاءَ مِنکَ إلّا بِالتَّضَرُّعِ إلَیکَ،فَهَب لی یا إلهی فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتی بِها تُحیی أمواتَ العِبادِ،وبِها تَنشُرُ مَیتَ البِلادِ،ولا تُهلِکنی یا إلهی غَمّاً حَتّی تَستَجیبَ لی دُعائی وتُعَرِّفَنِی الإِجابَةَ.

اللّهُمَّ ارزُقنِی العافِیَةَ إلی مُنتَهی أجَلی،ولا تُشمِت بی عَدُوّی ولا تُمَکِّنهُ مِن عُنُقی.مَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی إن وَضَعتَنی؟! ومَن ذَا الَّذی یَضَعُنی إن رَفَعتَنی؟! وإن أهلَکتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَعرِضُ لَکَ فی عَبدِکَ أو یَسأَ لُکَ عَن أمرِکَ؟! فَقَد عَلِمتُ یا إلهی أنَّهُ لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ،ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،وانَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ ویَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ، وقَد تَعالَیتَ یا إلهی عَن ذلِکَ.

إلهی ! فَلا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً،ولا لِنَقِمَتِکَ نَصَباً،ومَهِّلنی ونَفسی،وأَقِلنی عَثرَتی، ولا تَرُدَّ یَدی فی نَحری،ولا تُتبِعنی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی وتَضَرُّعی إلَیکَ، ووَحشَتی مِنَ النّاسِ واُنسی بِکَ،أعوذُ بِکَ الیَومَ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ فَأَجِرنی، وأَستَعینُ بِکَ عَلَی الضَّرّاءِ فَأَعِنّی،وأَستَنصِرُکَ فَانصُرنی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فَاکفِنی،واُؤمِنُ بِکَ فَآمِنّی،وأَستَهدیکَ فَاهدِنی،وأَستَرحِمُکَ فَارحَمنی،وأَستَغفِرُکَ مِمّا تَعلَمُ فَاغفِر لی،وأَستَرزِقُکَ مِن فَضلِکَ الواسِعِ فَارزُقنی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

2035.الکافی عن أبی حمزة: رَأَیتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام فی فِناءِ الکَعبَةِ فِی اللَّیلِ وهُوَ یُصَلّی، فَأَطالَ القِیامَ حَتّی جَعَلَ مَرَّةً یَتَوَکَّأُ عَلی رِجلِهِ الیُمنی ومَرَّةً عَلی رِجلِهِ الیُسری،ثُمَّ سَمِعتُهُ یَقولُ بِصَوتٍ کَأَنَّهُ باکٍ:

یا سَیِّدی،تُعَذِّبُنی وحُبُّکَ فی قَلبی؟! أما وعِزَّتِکَ لَئِن فَعَلتَ لَتَجمَعَنَّ بَینی وبَینَ قَومٍ

ص:289


1- .تهذیب الأحکام:ج 5 ص 276 ح 946،المقنعة:ص 425 نحوه ولیس فیه ذیله من«واُؤمن بک فآمنّی...»،مصباح المتهجّد:ص 706 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 13 ص 279 ح 17749.

طالَما عادَیتُهُم فیکَ. (1)

2036.الکافی عن عبد اللّه بن سنان: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وهُوَ خارِجٌ مِنَ الکَعبَةِ،وهُوَ یَقولُ:

«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»حَتّی قالَها ثَلاثاً،ثُمَّ قالَ:

«اللّهُمَّ لاَ تُجهِد بَلاءَنا،رَبَّنا ولا تُشمِت بِنا أعداءَنا،فَإِنَّکَ أنتَ الضّارُّ النّافِعُ».

ثُمَّ هَبَطَ فَصَلّی إلی جانِبِ الدَّرَجَةِ،جَعَلَ الدَّرَجَةَ عَن یَسارِهِ مُستَقبِلَ الکَعبَةِ لَیسَ بَینَها وبَینَهُ أحَدٌ،ثُمَّ خَرَجَ إلی مَنزِلِهِ. (2)

12/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی حِجرِ إسماعیلَ وتَحتَ المیزابِ

2037.کمال الدین عن أبی نعیم الأنصاریّ عن الإمام المهدیّ علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ فی هذَا المَوضِعِ-وأَشارَ بِیَدِهِ إلَی الحِجرِ نَحوَ المیزابِ-:

عُبَیدُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ،أسأَ لُکَ ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ سِواکَ. (3)

2038.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس الفقیه: رَأَیتُ فِی الحِجرِ زَینَ العابِدینَ علیه السلام یُصَلّی ویَدعو:

«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،أسیرُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،سائِلُکَ بِفِنائِکَ،یَشکو إلَیکَ ما لا یَخفی عَلَیکَ»،وفی خَبَرٍ:«لاتَرُدَّنی عَن بابِکَ». (4)

2039.الإرشاد عن عن طاووس [ الیمانی ] : دَخَلتُ الحِجرَ فِی اللَّیلِ،فَإِذا عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام قَد

ص:290


1- .الکافی:ج 2 ص 579 ح 10، بحار الأنوار:ج 46 ص 107 ح 100.
2- الکافی:ج 4 ص 529 ح 7، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 279 ح 956 عن ابن مسکان،قرب الإسناد:ص 4 ح 10 [4] عن مسعدة بن صدقة ولیس فیهما«ربنا»،بحار الأنوار:ج 99 ص 368 ح 1.
3- کمال الدین:ص 471 ح 24، الغیبة للطوسی:ص 261 ح 227،دلائل الإمامة:ص 544 ح 523،فلاح السائل:ص 325 ح 216، [7]نزهة الناظر:ص 150،بحار الأنوار:ج 99 ص 195 ح 7.
4- المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 148، بحار الأنوار:ج 99 ص 196 ح 10.

دَخَلَ فَقامَ یُصَلّی فَصَلّی ما شاءَ اللّهُ ثُمَّ سَجَدَ،قالَ:فَقُلتُ:رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَیتِ الخَیرِ،لَأَستَمِعَنَّ إلی دُعائِهِ فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:

«عُبَیدُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،فَقیرُکَ بِفِنائِکَ،سائِلُکَ بِفِنائِکَ».

قالَ طاووسُ:فَما دَعَوتُ بِهِنَّ فی کَربٍ إلّافُرِّجَ عَنّی. (1)

2040.الاُصول الستة عشر عن علیّ بن مزید بیّاع السابریّ: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فِی الحِجرِ، تَحتَ المیزابِ،مُقبِلاً بِوَجهِهِ عَلَی البَیتِ باسِطاً یَدَیهِ،وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ ارحَم ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،اللّهُمَّ أنزِل عَلَیَّ کِفلَینِ (2)مِن رَحمَتِکَ،وأَدِرَّ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الواسِعِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ،وشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ فِی الرِّزقِ ولا تُقَتِّر عَلَیَّ،اللّهُمَّ ارحَمنی ولا تُعَذِّبنی،اِرضَ عَنّی ولا تَسخَط عَلَیَّ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ. (3)

2041.الکافی عن عمر بن اذینة: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ لَمَّا انتَهی إلی ظَهرِ الکَعبَةِ حینَ یَجوزُ الحِجرَ:

یا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ وَالجودِ وَالکَرَمِ،إنَّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفهُ لی وتَقَبَّلهُ مِنّی،إنَّکَ أنتَ السَّمیعُ العَلیمُ. (4)

2042.الإمام الکاظم علیه السلام -فی دُعائِهِ تَحتَ المیزابِ،ورُوِیَ أنَّ فیهِ الاِسمَ الأَعظَمَ-:یا نورُ یا قُدّوسُ-ثَلاثاً-،یا حَیُّ یا قَیّومُ-ثَلاثاً-،یا حَیُّ لا یَموتُ-ثَلاثاً-،یا حَیُّ حینَ لا

ص:291


1- .الإرشاد:ج 2 ص 143، شرح الأخبار:ج 3 ص 256 ح 1155،إعلام الوری:ج 1 ص 489، [2]بحار الأنوار:ج 46 ص 76 ح 66؛ [3]الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 49 ح 70،تاریخ دمشق:ج 41 ص 380 و 381،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 192 [4] کلّها نحوه.
2- کِفلَین:أی نَصِیبَینِ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1582«کفل»).
3- الاُصول الستّة عشر ( أصل زید النرسی):ص 195 ح 164،بحار الأنوار:ج 99 ص 199 ح 17.
4- الکافی:ج 4 ص 407 ح 6، وسائل الشیعة:ج 9 ص 417 ح 6.

حَیَّ-ثَلاثاً-،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ-ثَلاثاً-،أسأَ لُکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ-أربَعاً-یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ-ثَلاثاً-،أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ-مَرَّتَینِ-أسأَ لُکَ بِاسمِکَ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،العَزیزِ المُبینِ-ثَلاثاً-. (1)

2043.الکافی عن أیوب أخو أدیم (2)عن الشیخ،قال (3): قالَ لی أبی:کانَ أبی علیه السلام إذَا استَقبَلَ المیزابَ قالَ:

اللّهُمَّ أعتِق رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَدخِلنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ. (4)

13/28الدُّعَاءُ المَأثورُ عِندَ إحرامِ الحَجِّ

2044.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تُحرِمَ یَومَ التَّروِیَةِ،فَاصنَع کَما صَنَعتَ حینَ أرَدتَ أن تُحرِمَ،وخُذ مِن شارِبِکَ ومِن أظفارِکَ،وَاطلِ عانَتَکَ إن کانَ لَکَ شَعرٌ،وَانتِف إبطَیکَ، وَاغتَسِل،وَالبَس ثَوبَیکَ،ثُمَّ ائتِ المَسجِدَ الحَرامَ فَصَلِّ فیهِ سِتَّ رَکَعاتٍ قَبلَ أن تُحرِمَ، وتَدعُو اللّهَ وتَسأَ لُهُ العَونَ،وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی اریدُ الحَجَّ فَیَسِّرهُ لی،وحُلَّنی حَیثُ حَبَستَنی لِقَدَرِکَ الَّذی قَدَّرتَ عَلَیَّ».

وتَقولُ:

«أحرَمَ لَکَ شَعری وبَشَری ولَحمی ودَمی مِنَ النِّساءِ وَالطِّیبِ وَالثِّیابِ،اُریدُ بِذلِکَ وَجهَکَ وَالدّارَ الآخِرَةَ،وحُلَّنی حَیثُ حَبَستَنی لِقَدَرِکَ الَّذی قَدَّرتَ عَلَیَّ».

ص:292


1- .بحار الأنوار:ج 94 ص 313 نقلاً عن خطّ الشهید محمّد بن مکّی قدّس اللّه روحه.
2- هو أیّوب بن الحرّ الجعفی من أصحاب الصادق والکاظم علیهما السلام (هامش المصدر).
3- أی المعصوم علیه السلام،والحدیث مضمر.
4- الکافی:ج 4 ص 407 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 532 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،فقه الرضا:ص 219 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 196 ح 8.

ثُمَّ تُلَبّی مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ کَما لَبَّیتَ حینَ أحرَمتَ.

وتَقولُ:«لَبَّیکَ بِحَجَّةٍ تَمامُها وبَلاغُها عَلَیکَ».

فَإِن قَدَرتَ أن یَکونَ رَواحُکَ إلی مِنیً زَوالَ الشَّمسِ،وإلّا فَمَتی ما تَیَسَّرَ لَکَ مِن یَومِ التَّروِیَةِ. (1)

14/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ التَّوَجُّهِ إلی مِنیً

2045.الإمام الصادق علیه السلام: إذا تَوَجَّهتَ إلی مِنیً فَقُل:

اللّهُمَّ إیّاکَ أرجو،وإیّاکَ أدعو،فَبَلِّغنی أمَلی،وأَصلِح لی عَمَلی. (2)

2046.عنه علیه السلام: إذَا انتَهَیتَ إلی مِنیً فَقُل:

اللّهُمَّ هذِهِ مِنیً،وهِیَ مِمّا مَنَنتَ بِها عَلَینا مِنَ المَناسِکِ،فَأَسأَ لُکَ أن تَمُنَّ عَلَینا بِما مَنَنتَ بِهِ عَلی أنبِیائِکَ،فَإِنَّما أنَا عَبدُکَ وفی قَبضَتِکَ. (3)

15/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الوُقوفِ بِعَرَفاتٍ

الف-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

2047.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَقَفَ بِعَرَفاتٍ،فَلَمّا هَمَّتِ الشَّمسُ أن تَغیبَ قَبلَ أن

ص:293


1- .الکافی:ج 4 ص 454 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 168 ح 559 کلاهما عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 12 ص 409 ح 16640.
2- الکافی:ج 4 ص 460 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 177 ح 595 کلاهما عن معاویة بن عمار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 539،مصباح المتهجّد:ص 686 ح 765 [4] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 347 ح 19.
3- الکافی:ج 4 ص 461 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 178 ح 596 کلاهما عن معاویة بن عمار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 539،مصباح المتهجّد:ص 686 ح 766 [7] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 347 ح 19.

تَندَفِعَ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ،ومِن تَشَتُّتِ الأَمرِ،ومِن شَرِّ ما یَحدُثُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ.

أمسی ظُلمی مُستَجیراً بِعَفوِکَ،وأَمسی خَوفی مُستَجیراً بِأَمانِکَ،وأَمسی ذُلّی مُستَجیراً بِعِزِّکَ،وأَمسی وَجهِیَ الفانی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقی.یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أجوَدَ مَن أعطی،جَلِّلنی بِرَحمَتِکَ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ،وَاصرِف عَنّی شَرَّ جَمیعِ خَلقِکَ. (1)

2048.الإمام علیّ علیه السلام: أکثَرُ ما دَعا بِهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فِی المَوقِفِ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کَالَّذی نَقولُ وخَیراً مِمّا نَقولُ:اللّهُمَّ لَکَ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی،وإلَیکَ مَآبی،ولَکَ رَبِّ تُراثی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،ووَسوَسَةِ الصَّدرِ،وشَتاتِ الأَمرِ.اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما یَجیءُ بِهِ الرّیحُ. (2)

2049.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أکثَرُ دُعائی ودُعاءُ الأَنبِیاءِ قَبلی بِعَرَفَةَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نوراً،وفی سَمعی نوراً،وفی بَصَری نوراً،اللّهُمَّ اشرَح لی صَدری،ویَسِّر لی أمری،وأَعوذُ بِکَ مِن وَسواسِ الصَّدرِ،وشَتاتِ الأَمرِ،وفِتنَةِ القَبرِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما یَلِجُ فِی اللَّیلِ،وشَرِّ ما یَلِجُ فِی النَّهارِ،وشَرِّ ما تَهُبُّ بِهِ الرِّیاحُ،وشَرِّ بَوائِقِ الدَّهرِ. (3)

2050.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ یَقِفُ عَشِیَّةَ عَرَفَةَ بِالمَوقِفِ فَیَستَقبِلُ القِبلَةَ بِوَجهِهِ،ثُمَّ یَقولُ:«لا إلهَ

ص:294


1- .الکافی:ج 4 ص 464 ح 5 عن عبد اللّه بن میمون،قرب الإسناد:ص 21 ح 72 [2] عن عبد اللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 251 ح 5.
2- سنن الترمذی:ج 5 ص 537 ح 3520، صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 264 ح 2841،شعب الإیمان:ج 3 ص 462 ح 4073 [5] کلّها عن خلیفة بن حصین نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 180 ح 3637.
3- السنن الکبری:ج 5 ص 190 ح 9475،فضائل الأوقات للبیهقی:ص 100 ح 236، المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 107 ح 1 [7] کلّها عن عبد اللّه بن عبیده عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 5 ص 73 ح 12109.

إلَّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَقرَأُ:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَقولُ:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ کَما صَلَّیتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، وعَلَینا مَعَهُم»مِئَةَ مَرَّةٍ،إلّاقالَ اللّهُ تَعالی:

یا مَلائِکَتی:ما جَزاءُ عَبدی هذا؟سَبَّحَنی وهَلَّلَنی،وکَبَّرَنی وعَظَّمَنی،وعَرَفَنی، وأَثنی عَلَیَّ،وصَلّی عَلی نَبِیّی ! اشهَدوا مَلائِکَتی أنّی قَد غَفَرتُ لَهُ،وشَفَّعتُهُ فی نَفسِهِ، ولَو سَأَلَنی عَبدی هذا لَشَفَّعتُهُ فی أهلِ المَوقِفِ کُلِّهِم. (1)

2051.السنن الکبری عن بشر بن قدامة الضبابی: أبصَرَت عَینای حِبّی (2)رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله واقِفاً بِعَرَفاتٍ مَعَ النّاسِ عَلی ناقَةٍ لَهُ حَمراءَ قَصواءَ (3)تَحتَهُ قَطیفَةٌ بَولانِیَّةٌ (4)وهُوَ یَقولُ:«اللّهُمَّ اجعَلها حِجَّةً غَیرَ رِئاءٍ ولا هِباءٍ ولا سُمعَةٍ»،وَالنّاسُ یَقولونَ:هذا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (5)

راجع:ص 192 (دعوات شهر ذی الحجّة/الدعوات المأثورة عن النبی صلی الله علیه و آله لیوم عرفة).

ب-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام

2052.الإقبال: مِنَ الدَّعَواتِ المُشَرَّفَةِ فی یَومِ عَرَفَةَ،دُعاءُ مَولانَا الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ (6):

ص:295


1- .شُعب الإیمان:ج 3 ص 463 ح 4074، فضائل الأوقات للبیهقی:ص 100 ح 237 [2] کلاهما عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 5 ص 74 ح 12110.
2- الحِبُّ:المحبوب (النهایة:ج 1 ص 326«حبب»).
3- قَصواء:الناقَةُ التی قُطِعَ طَرَفُ اذِنها (النهایة:ج 4 ص 75« قصا»).
4- هی منسوبة إلی«بَولانَ»:اسم موضع کان یَسرِقُ فیه الأعرابُ متاعَ الحاجّ (النهایة:ج 1 ص 163« بول»).
5- السنن الکبری:ج 4 ص 544 ح 8653،صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 262 ح 2836،کنز العمّال:ج 5 ص 188 ح 12559.
6- قال الکفعمی فی حاشیة البلد الأمین: ذکر السیّد الحسیب النسیب رضیّ الدین علیّ بن طاووس-قدّس اللّه روحه-فی کتاب مصباح الزائر قال:روی بشر وبشیر الأسدیّان أنّ الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام،خرج عشیّة عرفة یومئذٍ من فسطاطه،متذلِّلاً خاشعاً،فجعل علیه السلام یمشی هوناً هوناً،حتّی وقف هو وجماعة من أهل بیته وولده وموالیه فی مَیسَرَةِ الجبل،مستقبلَ البیت،ثُمّ رفع یدیه تلقاء وجهه کاستطعام المسکین،ثُمَّ قال:الحمد للّه الذی لیس لقضائه دافع...إلی آخره (البلد الأمین:ص 251، [6]بحار الأنوار:ج 98 ص 214 ح 3).

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَیسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ،ولا لِعَطائِهِ مانِعٌ،ولا کَصُنعِهِ صُنعُ صانِعٍ،وهُوَ الجَوادُ الواسِعُ،فَطَرَ (1)أجناسَ البَدائِعِ،وأَتقَنَ بِحِکمَتِهِ الصَّنائِعَ،لا یَخفی عَلَیهِ الطَّلائِعُ، ولا تَضیعُ عِندَهُ الوَدائِعُ،أتی بِالکِتابِ الجامِعِ،وبِشَرعِ الإِسلامِ النّورِ السّاطِعِ،وهُوَ لِلخَلیقَةِ صانِعٌ،وهُوَ المُستَعانُ عَلَی الفَجائِعِ،جازی کُلِّ صانِعٍ،ورائِشُ (2)کُلِّ قانِعٍ (3)، وراحِمُ کُلِّ ضارِعٍ (4)،ومُنزِلُ المَنافِعِ وَالکِتابِ الجامِعِ بِالنّورِ السّاطِعِ،وهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ،ولِلدَّرَجاتِ رافِعٌ،ولِلکُرُباتِ دافِعٌ،ولِلجَبابِرَةِ قامِعٌ،وراحِمُ عَبرَةِ کُلِّ ضارِعٍ، ودافِعُ ضَرعَةِ کُلِّ ضارِعٍ،فَلا إلهَ غَیرُهُ،ولا شَیءَ یَعدِلُهُ،ولَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ،اللَّطیفُ الخَبیرُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ إنّی أرغَبُ إلَیکَ،وأَشهَدُ بِالرُّبوبِیَّةِ لَکَ،مُقِرّاً بِأَنَّکَ رَبّی،وأَنَّ إلَیکَ مَرَدّی، ابتَدَأتَنی بِنِعمَتِکَ قَبلَ أن أکونَ شَیئاً مَذکوراً،وخَلَقتَنی مِنَ التُّرابِ،ثُمَّ أسکَنتَنِی الأَصلابَ،أمناً لِرَیبِ المَنونِ (5)وَاختِلافِ الدُّهورِ،فَلَم أزَل ظاعِناً (6)مِن صُلبٍ إلی رَحِمٍ فی تَقادُمِ الأَیّامِ الماضِیَةِ،وَالقُرونِ الخالِیَةِ،لَم تُخرِجنی-لِرَأفَتِکَ بی،ولُطفِکَ لی وإحسانِکَ إلَیَّ-فی دَولَةِ أیّامِ الکَفَرَةِ،الَّذینَ نَقَضوا عَهدَکَ وکَذَّبوا رُسُلَکَ،لکِنَّکَ أخرَجتَنی رَأفَةً مِنکَ وتَحَنُّناً عَلَیَّ لِلَّذی سَبَقَ لی مِنَ الهُدَی،الَّذی فیهِ یَسَّرتَنی،وفیهِ

ص:296


1- .فَطَرَ:خلق (المصباح المنیر:ص 476«فطر»).
2- یقال:راشَهُ یَریشُه؛إذا أحسن حاله.وکلُّ من أولیته خیراً فقد رِشتَه (لسان العرب:ج 6 ص 310« ریش»).
3- القانِعُ:السائل،من القنوع:الرضا بالیسیر من العطاء (النهایة:ج 4 ص 114« قنع»).
4- الضَّارعُ:النحیف الضاوی الجسم (النهایة:ج 3 ص 84« ضرع»).
5- المنون:الدَّهرُ،والموتُ (القاموس المحیط:ج 4 ص 272«منّ»).
6- ظَعَنَ:سارَ (الصحاح:ج 4 ص 2159«ظعن»).

أنشَأتَنی،ومِن قَبلِ ذلِکَ رَؤُفتَ بی بِجَمیلِ صُنعِکَ وسَوابِغِ نِعمَتِکَ؛فَابتَدَعتَ خَلقی مِن مَنِیٍّ یُمنی،ثُمَّ أسکَنتَنی فی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ،بَینَ لَحمٍ وجِلدٍ ودَمٍ،لَم تُشَهِّرنی بِخَلقی (1)، ولَم تَجعَل إلَیَّ شَیئاً مِن أمری.

ثُمَّ أخرَجتَنی إلَی الدُّنیا تامّاً سَوِیّاً،وحَفِظتَنی فِی المَهدِ طِفلاً صَبِیّاً،ورَزَقتَنی مِنَ الغِذاءِ لَبَناً مَرِیّاً،وعَطَفتَ عَلَیَّ قُلوبَ الحَواضِنِ،وکَفَّلتَنِی الاُمَّهاتِ الرَّحائِمَ،وکَلَأتَنی (2)مِن طَوارِقِ الجانِّ،وسَلَّمتَنی مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقصانِ،فَتَعالَیتَ یا رَحیمُ یا رَحمنُ.

حَتّی إذَا استَهلَلتُ ناطِقاً بِالکَلامِ،أتمَمتَ عَلَیَّ سَوابِغَ الإِنعامِ،فَرَبَّیتَنی زائِداً فی کُلِّ عامٍ،حَتّی إذا کَمُلَت فِطرَتی،وَاعتَدَلَت سَریرَتی،أوجَبتَ عَلَیَّ حُجَّتَکَ بِأَن ألهَمتَنی مَعرِفَتَکَ،ورَوَّعتَنی بِعَجائِبِ فِطرَتِکَ،وأَنطَقتَنی لِما ذَرَأتَ فی سَمائِکَ وأَرضِکَ مِن بَدائِعِ خَلقِکَ،ونَبَّهتَنی لِذِکرِکَ وشُکرِکَ وواجِبِ طاعَتِکَ وعِبادَتِکَ،وفَهَّمتَنی ما جاءَت بِهِ رُسُلُکَ،ویَسَّرتَ لی تَقَبُّلَ مَرضاتِکَ،ومَنَنتَ عَلَیَّ فی جَمیعِ ذلِکَ بِعَونِکَ ولُطفِکَ.

ثُمَّ إذ خَلَقتَنی مِن حُرِّ (3)الثَّری،لَم تَرضَ لی یا إلهی بِنِعمَةٍ دونَ اخری،ورَزَقتَنی مِن أنواعِ المَعاشِ وصُنوفِ الرِّیاشِ بِمَنِّکَ العَظیمِ عَلَیَّ،وإحسانِکَ القَدیمِ إلَیَّ،حَتّی إذا أتمَمتَ عَلَیَّ جَمیعَ النِّعَمِ،وصَرَفتَ عَنّی کُلَّ النِّقَمِ،لَم یَمنَعکَ جَهلی وجُرأَتی عَلَیکَ أن دَلَلتَنی عَلی ما یُقَرِّبُنی إلَیکَ،ووَفَّقتَنی لِما یُزلِفُنی لَدَیکَ،فَإِن دَعَوتُکَ أجَبتَنی،وإن سَأَلتُکَ أعطَیتَنی،وإن أطَعتُکَ شَکَرتَنی،وإن شَکَرتُکَ زِدتَنی،کُلُّ ذلِکَ إکمالاً لِأَنعُمِکَ عَلَیَّ، وإحسانِکَ إلَیَّ.

ص:297


1- .قال العلامة المجلسی:لم تشهّرنی بخلقی؛أی لم تجعل تلک الحالات الخسیسة ظاهرة للخلق فی ابتداءخلقی لأصیر محقّراً مهیناً عندهم،بل سترت تلک الأحوال عنهم،وأخرجتنی بعد اعتدال صورتی وخروجی عن تلک الاُصول الدّنیة (بحار الأنوار:ج 60 ص 373). هذا وفی البلد الأمین:« [2]لَم تُشهِدنی خلقی».
2- کَلأهُ:حرسه (القاموس المحیط:ج 1 ص 26«کلأ»).
3- الحُرّ من الطین والرَّمل:الطیّب.وحرّ کلّ أرضٍ:وسطها وأطیبها (تاج العروس:ج 6 ص 261« حرر»).

فَسُبحانَکَ سُبحانَکَ ! مِن مُبدِئٍ مُعیدٍ حَمیدٍ مَجیدٍ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،وعَظُمَت آلاؤُکَ،فَأَیُّ أنعُمِکَ یا إلهی احصی عَدَداً أو ذِکراً،أم أیُّ عَطایاکَ أقومُ بِها شُکراً،وهِیَ یا رَبِّ أکثَرُ مِن أن یُحصِیَهَا العادّونَ،أو یَبلُغَ عِلماً بِهَا الحافِظونَ ! ثُمَّ ما صَرَفتَ ودَرَأتَ (1)عَنِّی اللّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرّاءِ أکثَرُ مِمّا ظَهَرَ لی مِنَ العافِیَةِ وَالسَّرّاءِ.

وأَ نَا أشهَدُ یا إلهی بِحَقیقَةِ إیمانی،وعَقدِ عَزَماتِ یَقینی،وخالِصِ صَریحِ تَوحیدی، وباطِنِ مَکنونِ ضَمیری،وعَلائِقِ مَجاری نورِ بَصَری،وأَساریرِ صَفحَةِ جَبینی،وخُرقِ مَسارِبِ نَفَسی،وخَذاریفِ (2)مارِنِ (3)عِرنینی (4)،ومَسارِبِ صِماخِ (5)سَمعی،وما ضَمَّت وأَطبَقَت عَلَیهِ شَفَتایَ،وحَرَکاتِ لَفظِ لِسانی،ومَغرَزِ حَنَکِ فَمی وفَکّی،ومَنابِتِ أضراسی،وبُلوغِ حَبائِلِ بارِعِ عُنُقی،ومَساغِ مَطعَمی ومَشرَبی،وحِمالَةِ (6)امِّ رَأسی، وجُمَلِ حَمائِلِ حَبلِ وَتینی (7)،ومَا اشتَمَلَ عَلَیهِ تامورُ (8)صَدری،ونِیاطِ (9)حِجابِ قَلبی، وأَفلاذِ حَواشی کَبِدی،وما حَوَتهُ شَراسیفُ (10)أضلاعی،وحِقاقِ مَفاصلی،وأَطرافِ أنامِلی،وقَبضِ عَوامِلی،ودَمی وشَعری وبَشَری،وعَصَبی وقَصَبی (11)وعِظامی،ومُخّی

ص:298


1- .الدَّرأُ:الدَّفع (الصحاح:ج 1 ص 48«درأ»).
2- الخُذروف:عُوَید،أو قصَبَة مشقوقة،یفرضُ فی وسطه...(تاج العروس:ج 12 ص 157« خذرف»).وقداستعاره علیه السلام لمجاری الأنف هنا.
3- المارِن:ما لان من الأنفِ وفَضَل عن القصَبَة (الصحاح:ج 6 ص 2202« مرن»).
4- العِرنِینُ:الأنف (النهایة:ج 3 ص 223«عرن»).
5- الصِّماخ:قناة الاُذن التی تُفضی إلی طبلته (المعجم الوسیط:ج 1 ص 522« صمخ»).
6- مَحامِلُ الشیء وحَمائِله:العروق التی فی أصله وجلده (لسان العرب:ج 11 ص 180« حمل»).
7- الوَتِینُ:عِرْقٌ فی القلب إذا انقطع مات صاحبه (الصحاح:ج 6 ص 2210«وتن»).
8- التامور:علقة القلب ودمه (النهایة:ج 1 ص 196« تمر»).
9- نیاط القلب:هو العرق الذی القلب معلّق به (النهایة:ج 5 ص 141« نیط»).
10- الشراسیف:وهی أطراف الأضلاع المشرفة علی البطن (النهایة:ج 2 ص 459« شرسف»).
11- القَصَبُ:عظام الأَصابع من الیدین والرجلین؛وقیل:هی ما بین کل مَفْصِلَیْن من الأَصابع.وشُعَبُ الحَلْق.وعُروق الرِّئَة،و هی مَخارِجُ الأَنْفاس و مجاریها.والأخیر من المعانی أنسب للمتن (لسان العرب:ج ص 675«قصب»).

وعُروقی،وجَمیعِ جَوارِحی،ومَا انتَسَجَ عَلی ذلِکَ أیّامَ رِضاعی،وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی، ونَومی ویَقَظَتی،وسُکونی وحَرَکَتی،وحَرَکاتِ رُکوعی وسُجودی؛أن لَو حاوَلتُ وَاجتَهَدتُ مَدَی الأَعصارِ وَالأَحقابِ لَو عُمِّرتُها،أن اؤَدِّیَ شُکرَ واحِدَةٍ مِن أنعُمِکَ،مَا استَطَعتُ ذلِکَ ! إلّابِمَنِّکَ الموجِبِ عَلَیَّ شُکراً آنِفاً جَدیداً،وثَناءً طارِفاً (1)عَتیداً.

أجَل،ولَو حَرَصتُ وَالعادّونَ مِن أنامِکَ أن نُحصِیَ مَدی إِنعامِکَ،سالِفَةً وآنِفَةً (2)،لَما حَصَرناهُ عَدَداً،ولا أحَصیناهُ أبَداً،هَیهاتَ ! أنّی ذلِکَ،وأَنتَ المُخبِرُ عَن نَفسِکَ فی کِتابِکَ النّاطِقِ،وَالنَّبَأِ الصّادقِ: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها» 3 ،صَدَقَ کِتابُکَ اللّهُمَّ ونَبَؤُکَ،وبَلَّغَت أنبِیاؤُکَ ورُسُلُکَ ما أنزَلتَ عَلَیهِم مِن وَحیِکَ،وشَرَعتَ لَهُم مِن دینِکَ، غَیرَ أنّی أشهَدُ بِجِدّی وجَهدی،ومَبالِغِ طاقَتی ووُسعی،وأَقولُ مُؤمِناً موقِناً:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً فَیَکونَ مَوروثاً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ فَیُضادَّهُ فیمَا ابتَدَعَ،ولا وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ فَیُرفِدَهُ (3)فیما صَنَعَ،سُبحانَهُ سُبحانَهُ سُبحانَهُ ! لَو کانَ فیهِما آلِهَةٌ إلَّااللّهُ لَفَسَدَتا وتَفَطَّرَتا،فَسُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الحَقِّ الأَحَدِ الصَّمَدِ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

الحَمدُ للّهِ ِ حَمداً یَعدِلُ حَمدَ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأَنبیائِهِ المُرسَلینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی خِیَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وآلِهِ الطّاهِرینَ المُخلَصینَ.

[ ثُمَّ اندَفَعَ علیه السلام فِی المَسأَلَةِ وَاجتَهَدَ فِی الدُّعاءِ وقالَ-وعَیناهُ تَکِفانِ (4)دُموعاً-:] (5)

ص:299


1- .الطارف:المستحدث،خلاف التالد والتلید (الصحاح:ج 4 ص 1394« طرف»).
2- فی البلد الأمین:«سالفه وآنفه».
3- الرِفْدُ:العَطَاءُ والصلة (الصحاح:ج 2 ص 475«رفد»).
4- وَکَفَ الدَّمعُ:إذا تَقَاطَر (النهایة:ج 5 ص 220« وکف»).
5- ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین:ص 253. وراجع بحار الأنوار:ج 98 ص 213 ح 2 [4] ومستدرک الوسائل:ج 10 ص 25 ح 11370.

اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ کَأَنّی أراکَ،وأَسعِدنی بِتَقواکَ،ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ،وخِر لی فی قَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ.

اللّهُمَّ اجعَل غِنایَ فی نَفسی،وَالیَقینَ فی قَلبی،وِالإِخلاصَ فی عَمَلی،وَالنّورَ فی بَصَری،وَالبَصیرَةَ فی دینی،ومَتِّعنی بِجَوارِحی،وَاجعَل سَمعی وبَصَرِی الوارِثَینِ مِنّی، وَانصُرنی عَلی مَن ظَلَمَنی،وأَرِنی فیهِ مَآرِبی وثاری،وأَقِرَّ بِذلِکَ عَینی.

اللّهُمَّ اکشِف کُربَتی،وَاستُر عَورَتی،وَاغفِر لی خَطیئَتی،وَاخسَأ شَیطانی،وفُکَّ رِهانی،وَاجعَل لی یا إلهِی الدَّرَجَةَ العُلیا فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کَما خَلَقتَنی فَجَعَلتَنی سَمیعاً بَصیراً،ولَکَ الحَمدُ کَما خَلَقتَنی فَجَعَلتَنی حَیّاً سَوِیّاً،رَحمَةً بی وکُنتَ عَن خَلقی غَنِیّاً.

رَبِّ بِما بَرَأتَنی فَعَدَّلتَ فِطرَتی،رَبِّ بِما أنشَأتَنی فَأَحسَنتَ صورَتی،یا رَبِّ بِما أحسَنتَ بی وفی نَفسی عافَیتَنی،رَبِّ بِما کَلَأتَنی ووَفَّقتَنی،رَبِّ بِما أنعَمتَ عَلَیَّ فَهَدَیتَنی،رَبِّ بِما آوَیتَنی ومِن کُلِّ خَیرٍ آتَیتَنی وأَعطَیتَنی،رَبِّ بِما أطعَمتَنی وسَقَیتَنی، رَبِّ بِما أغنَیتَنی وأَقنَیتَنی (1)،رَبِّ بِما أعَنتَنی وأَعزَزتَنی،رَبِّ بِما ألبَستَنی مِن ذِکرِکَ الصّافی،ویَسَّرتَ لی مِن صُنعِکَ الکافی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعِنّی عَلی بَوائِقِ (2)الدَّهرِ،وصُروفِ الأَیّامِ وَاللَّیالی،ونَجِّنی مِن أهوالِ الدُّنیا وکُرُباتِ الآخِرَةِ،وَاکفِنی شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ.

اللّهُمَّ ما أخافُ فَاکفِنی،وما أحذَرُ فَقِنی،وفی نَفسی ودینی فَاحرُسنی،وفی سَفَری فَاحفَظنی،وفی أهلی ومالی ووُلدی فَاخلُفنی،وفیما رَزَقتَنی فَبارِک لی،وفی نَفسی

ص:300


1- .أغْناهُ اللّهُ وأقْناهُ:أی أعطاه اللّه ما یسکن إلیه (الصحاح:ج 6 ص 2468« قنا»).
2- البائقة:الداهیة (الصحاح:ج 4 ص 1452« بوق»).

فَذَلِّلنی،وفی أعیُنِ النّاسِ فَعَظِّمنی،ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ فَسَلِّمنی،وبِذُنوبی فَلا تَفضَحنی،وبِسَریرَتی فَلا تُخزِنی،وبِعَمَلی فَلا تُبسِلنی (1)،ونِعَمَکَ فَلا تَسلُبنی،وإلی غَیرِکَ فَلا تَکِلنی.

إلی مَن تَکِلُنی؟إلَی القَریبِ یَقطَعُنی؟! أم إلَی البَعیدِ یَتَهَجَّمُنی (2)؟! أم إلَی المُستَضعِفینَ لی؟! وأَنتَ رَبّی ومَلیکُ أمری،أشکو إلَیکَ غُربَتی وبُعدَ داری،وهَوانی عَلی مَن مَلَّکتَهُ أمری.

اللّهُمَّ فَلا تُحلِل بی غَضَبَکَ،فَإِن لَم تَکُن غَضِبتَ عَلَیَّ فَلا ابالی سِواکَ،غَیرَ أنَّ عافِیَتَکَ أوسَعُ لی؛فَأَسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ الأَرضُ وَالسَّماواتُ،وَانکَشَفَت بِهِ الظُّلُماتُ،وصَلَحَ عَلَیهِ أمرُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،ألّا تُمیتَنی عَلی غَضَبِکَ،ولا تُنزِلَ بی سَخَطَکَ،لَکَ العُتبی حَتّی تَرضی مِن قَبلِ ذلِکَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، وَالمَشعَرِ الحَرامِ،وَالبَیتِ العَتیقِ،الَّذی أحلَلتَهُ البَرَکَةَ،وجَعَلتَهُ لِلنّاسِ أمَنَةً.

یا مَن عَفا عَنِ العَظیمِ مِنَ الذُّنوبِ بِحِلمِهِ،یا مَن أسبَغَ النِّعمَةَ بِفَضلِهِ،یا مَن أعطَی الجَزیلَ بِکَرَمِهِ،یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا مونِسی فی حُفرَتی،یا وَلِیَّ نِعمَتی،یا إلهی وإلهَ آبائی إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وآلِهِ المُنتَجَبینَ،ومُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالقُرآنِ العَظیمِ، ومُنزِلَ کهیعص وطه ویس وَالقُرآنِ الحَکیمِ،أنتَ کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ فی سَعَتِها، وتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت (3)،ولَولا رَحمَتُکَ لَکُنتُ مِنَ [ الهالِکینَ،وأَنتَ مُقیلُ

ص:301


1- .أبسَلَهُ:أسلَمَهُ للهَلَکَة.وأَبسَلَهُ لِعَمَلِهِ وبِعَمَلِهِ:وَکَلَهُ إلیهِ (انظر القاموس المحیط:ج 3 ص 335«بسل»).وفی البلد الأمین وبحار الأنوار:«فلا تَبتَلِنی».
2- هَجَمَ الرّجلَ وغَیرَهُ.ساقه وطرده ویقال:هجم الفحلُ آتُنَهُ أی طَرَدَها (لسان العرب:ج 12 ص 602« هجم»).وفی البلد الأمین:« [2]یَتَجهَّمُنی»،قال ابن الأثیر فی معناها:أی یلقانی بالغلظة والوجه الکریه (النهایة:ج 1 ص 323« [3]جهم»).
3- الرُّحب:السَّعَة (الصحاح:ج 1 ص 134«رحب»).

عَثرَتی،ولَولا سَترُکَ إیّایَ لَکُنتُ مِنَ] (1)المَفضوحینَ،وأَنتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ عَلَی الأَعداءِ، ولَولا نَصرُکَ لی لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ.

یا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفعَةِ،وأَولِیاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعتَزّونَ،یا مَن جَعَلَت لَهُ المُلوکُ نیرَ (2)المَذَلَّةِ عَلی أعناقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ،یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،وغَیبَ ما تَأتی بِهِ الأَزمانُ وَالدُّهورُ.

یا مَن لا یَعلَمُ کَیفَ هُوَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَعلَمُ ما هُوَ إلّاهُوَ،یا مَن لا یَعلَمُ ما یَعلَمُهُ إلّا هُوَ،یا مَن کَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وسَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ،یا مَن لَهُ أکرَمُ الأَسماءِ،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً.

یا مُقَیِّضَ (3)الرَّکبِ لِیوسُفَ فِی البَلَدِ القَفرِ،ومُخرِجَهُ مِنَ الجُبِّ،وجاعِلَهُ بَعدَ العُبودِیَّةِ مَلِکاً.

یا رادَّ یوسُفَ عَلی یَعقوبَ بَعدَ أنِ ابیَضَّت عَیناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ کَظیمٌ.

یا کاشِفَ الضُرِّ وَالبَلاءِ عَن أیّوبَ.

یا مُمسِکَ یَدِ إبراهیمَ عَن ذَبحِ ابنِهِ بَعدَ أن کَبِرَ سِنُّهُ وفَنِیَ عُمُرُهُ.

یا مَنِ استَجابَ لِزَکَرِیّا فَوَهَبَ لَهُ یَحیی ولَم یَدَعهُ فَرداً وَحیداً.

یا مَن أخرَجَ یونُسَ مِن بَطنِ الحوتِ.

یا مَن فَلَقَ البَحرَ لِبَنی إسرائیلَ فَأَنجاهُم وجَعَلَ فِرعَونَ وجُنودَهُ مِنَ المُغرَقینَ.

یا مَن أرسَلَ الرِّیاحَ مُبَشِّراتٍ بَینَ یَدی رَحمَتِهِ.

یا مَن لا یَعجَلُ عَلی مَن عَصاهُ مِن خَلقِهِ.

ص:302


1- .ما بین المعقوفین أثبتناه من البلد الأمین:ص 254.
2- نیرُ الفدّان:الخشبة المعترضة فی عنق الثورین،وقد یستعار للإذلال (مجمع البحرین:ج 3 ص 1853« نیر»).
3- قَیَّضَ اللّهُ فلاناً لفلانٍ:أی جاء به وأتاحهُ له (الصحاح:ج 3 ص 1104« قیض»).

یا مَنِ استَنقَذَ السَّحَرَةَ مِن بَعدِ طولِ الجُحودِ،وقَد غَدَوا فی نِعمَتِهِ یَأکُلونَ رِزقَهُ ویَعبُدونَ غَیرَهُ،وقَد حادّوهُ (1)ونادّوهُ وکَذَّبوا رُسُلَهُ.

یا اللّهُ یا بَدیءُ لا بَدءَ لَکَ،یا دائِماً لا نَفادَ لَکَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا مُحیِیَ المَوتی،یا مَن هُوَ قائِمٌ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبَت،یا مَن قَلَّ لَهُ شُکری فَلَم یَحرِمنی،وعَظُمَت خَطیئَتی فَلَم یَفضَحنی،ورَآنی عَلَی المَعاصی فَلَم یَخذُلنی.

یا مَن حَفِظَنی فی صِغَری،یا مَن رَزَقَنی فی کِبَری،یا مَن أیادیهِ عِندی لا تُحصی،یا مَن نِعَمُهُ عِندی لا تُجازی،یا مَن عارَضَنی بِالخَیرِ وَالإِحسانِ وعارَضتُهُ بِالإِساءَةِ وَالعِصیانِ،یا مَن هَدانی بِالإِیمانِ قَبلَ أن أعرِفَ شُکرَ الاِمتِنانِ.

یا مَن دَعَوتُهُ مَریضاً فَشَفانی،وعُریاناً فَکَسانی،وجائِعاً فَأَطعَمَنی،وعَطشاناً فَأَروانی،وذَلیلاً فَأَعَزَّنی،وجاهِلاً فَعَرَّفَنی،ووَحیداً فَکَثَّرَنی،وغائِباً فَرَدَّنی،ومُقِلّاً فَأَغنانی،ومُنتَصِراً فَنَصَرَنی،وغَنِیّاً فَلَم یَسلُبنی،وأَمسَکتُ عَن جَمیعِ ذلِکَ فَابتَدَأتَنی، فَلَکَ الحَمدُ یا مَن أقالَ عَثرَتی،ونَفَّسَ کُربَتی،وأَجابَ دَعوَتی،وسَتَرَ عَورَتی وذُنوبی، وبَلَّغَنی طَلِبَتی،ونَصَرَنی عَلی عَدُوّی،وإن أعُدَّ نِعَمَکَ ومِنَنَکَ وکَرائِمَ مِنَحِکَ لا احصیها.

یا مَولایَ،أنتَ الَّذی أنعَمتَ،أنتَ الَّذی أحسَنتَ،أنتَ الَّذی أجمَلتَ،أنتَ الَّذی أفضَلتَ،أنتَ الَّذی مَنَنتَ،أنتَ الَّذی أکمَلتَ،أنتَ الَّذی رَزَقتَ،أنتَ الَّذی أعطَیتَ، أنتَ الَّذی أغنَیتَ،أنتَ الَّذی أقنَیتَ،أنتَ الَّذی آوَیتَ،أنتَ الَّذی کَفَیتَ،أنتَ الَّذی هَدَیتَ،أنتَ الَّذی عَصَمتَ،أنتَ الَّذی سَتَرتَ،أنتَ الَّذی غَفَرتَ،أنتَ الَّذی أقَلتَ،أنتَ الَّذی مَکَّنتَ،أنتَ الَّذی أعزَزتَ،أنتَ الَّذی أعَنتَ،أنتَ الَّذی عَضَدتَ،أنتَ الَّذی أیَّدتَ،أنتَ الَّذی نَصَرتَ،أنتَ الَّذی شَفَیتَ،أنتَ الَّذی عافَیتَ،أنتَ الَّذی أکرَمتَ، تَبارَکتَ رَبّی وتَعالَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ دائِماً،ولَکَ الشُّکرُ واصِباً (2).

ص:303


1- .المحادّة:المعاداة والمخالفة والمنازعة (النهایة:ج 1 ص 353«حدد»).
2- وَصَبَ الشیء:دامَ وثَبَتَ (تاج العروس:ج 2 ص 468«وصب»).

ثُمَّ أنَا یا إلهی المُعتَرِفُ بِذُنوبی فَاغفِرها لی،أنَا الَّذی أخطَأتُ،أنَا الَّذی أغفَلتُ،أنَا الَّذی جَهِلتُ،أنَا الَّذی هَمَمتُ،أنَا الَّذی سَهَوتُ،أنَا الَّذِی اعتَمَدتُ،أنَا الَّذی تَعَمَّدتُ،أنَا الَّذی وَعَدتُ،أنَا الَّذی أخلَفتُ،أنَا الَّذی نَکَثتُ،أنَا الَّذی أقرَرتُ.

یا إلهی أعتَرِفُ بِنِعَمِکَ عِندی،وأَبوءُ بِذُنوبی (1)فَاغفِر لی،یا مَن لا تَضُرُّهُ ذُنوبُ عِبادِهِ، وهُوَ الغَنِیُّ عَن طاعَتِهِم،وَالمُوَفِّقُ مَن عَمِلَ مِنهُم صالِحاً بِمَعونَتِهِ ورَحمَتِهِ،فَلَکَ الحَمدُ.

إلهی أمَرتَنی فَعَصَیتُکَ،ونَهَیتَنی فَارتَکَبتُ نَهیَکَ،فَأَصبَحتُ لا ذا بَراءَةٍ فَأَعتَذِرَ،ولا ذا قُوَّةٍ فَأَنتَصِرَ،فَبِأَیِّ شَیءٍ أستَقیلُکَ (2)یا مَولایَ؛أبِسَمعی،أم بِبَصَری،أم بِلِسانی،أم بِیَدی،أم بِرِجلی؟ألَیسَ کُلُّها نِعَمَکَ عِندی؟وبِکُلِّها عَصَیتُکَ یا مَولایَ،فَلَکَ الحُجَّةُ وَالسَّبیلُ عَلَیَّ.

یا مَن سَتَرَنی مِنَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ أن یَزجُرونی،ومِنَ العَشائِرِ وَالإِخوانِ أن یُعَیِّرونی، ومِنَ السَّلاطینِ أن یُعاقِبونی،ولَوِ اطَّلَعوا یا مَولایَ عَلی مَا اطَّلَعتَ عَلَیهِ مِنّی إذاً ما أنظَرونی،ولَرَفَضونی وقَطَعونی.

فَها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ یا سَیِّدی،خاضِعاً ذَلیلاً حَصیراً حَقیراً،لا ذو بَراءَةٍ فَأَعتَذِرَ، ولا ذو قُوَّةٍ فَأَنتَصِرَ،ولا حُجَّةَ لی فَأَحتَجَّ بِها،ولا قائِلٌ لَم أجتَرِح (3)ولَم أعمَل سوءاً،وما عَسَی الجُحودُ لَو جَحَدتُ یا مَولایَ یَنفَعُنی،وکَیفَ وأَنّی ذلِکَ وجَوارِحی کُلُّها شاهِدَةٌ عَلَیَّ بِما قَد عَمِلتُ وعَلِمتُ یَقیناً غَیرَ ذی شَکٍّ أنَّکَ سائِلی عَن عَظائِمِ الاُمورِ،وأَنَّکَ الحَکَمُ العَدلُ الَّذی لا یَجورُ،وعَدلُکَ مُهلِکی،ومِن کُلِّ عَدلِکَ مَهرَبی،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذُنوبی یا مَولایَ بَعدَ حُجَّتِکَ عَلَیَّ،وإن تَعفُ عَنّی فَبِحِلمِکَ وجودِکِ وکَرَمِکَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ.

ص:304


1- .أبوءُ بذنبی:أی ألتَزِمُ واُقِرُّ وأرجِعُ (النهایة:ج 1 ص 159« بوء»).
2- فی بحار الأنوار والبلد الأمین:« [3]أستقبلک».
3- جَرَحَ واجتَرَحَ:اکتسبَ (الصحاح:ج 1 ص 358«جرح»).

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ المُستَغفِرینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ المُوَحِّدینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الوَجِلینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الرّاجینَ الرّاغِبینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ السّائِلینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ المُهَلِّلینَ المُسَبِّحینَ.

لا إلهَ إلّاأنتَ رَبّی ورَبُّ آبائِیَ الأَوَّلینَ.

اللّهُمَّ هذا ثَنائی عَلَیکَ مُمَجِّداً،وإخلاصی لَکَ مُوَحِّداً،وإقراری بِآلائِکَ مُعَدِّداً،وإن کُنتُ مُقِرّاً أنّی لا احصیها لِکَثرَتِها وسُبوغِها (1)،وتَظاهُرِها وتَقادُمِها،إلی حادِثٍ ما لَم تَزَل تَتَغَمَّدُنی بِهِ مَعَها،مُذ خَلَقتَنی وبَرَأتَنی مِن أوَّلِ العُمُرِ؛مِنَ الإِغناءِ بَعدَ الفَقرِ،وکَشفِ الضُّرِّ،وتَسبیبِ الیُسرِ،ودَفعِ العُسرِ،وتَفریجِ الکَربِ،وَالعافِیَةِ فِی البَدَنِ،وَالسَّلامَةِ فِی الدّینِ.ولَو رَفَدَنی (2)عَلی قَدرِ ذِکرِ نِعَمِکَ عَلَیَّ جَمیعُ العالَمینَ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،لَما قَدَرتُ ولا هُم عَلی ذلِکَ.

تَقَدَّستَ وتَعالَیتَ مِن رَبٍّ عَظیمٍ کَریمٍ رَحیمٍ،لا تُحصی آلاؤُکَ،ولا یُبلَغُ ثَناؤُکَ،ولا تُکافی نَعماؤُکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَتمِم عَلَینا نِعمَتَکَ،وأَسعِدنا بِطاعَتِکَ، سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ.

اللّهُمَّ إنَّکَ تُجیبُ دَعوَةَ المُضطَرِّ إذا دَعاکَ،وتَکشِفُ السّوءَ،وتُغیثُ المَکروبَ، وتَشفِی السَّقیمَ،وتُغنِی الفَقیرَ،وتَجبُرُ الکَسیرَ،وتَرحَمُ الصَّغیرَ،وتُعینُ الکَبیرَ،ولَیسَ دونَکَ ظَهیرٌ،ولا فَوقَکَ قَدیرٌ،وأَنتَ العَلِیُّ الکَبیرُ.

ص:305


1- .أسبغ علیه النعمة:أی أتمّها (الصحاح:ج 4 ص 1320«سبغ»).
2- تقول:رَفَدتُه؛إذا أعَنتَه (الصحاح:ج 2 ص 475« رفد»).

یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی فی هذِهِ العَشِیَّةِ أفضَلَ ما أعطَیتَ وأَنَلتَ أحَداً مِن عِبادِکَ مِن نِعمَةٍ تولیها،وآلاءٍ تُجَدِّدُها،وبَلِیَّةٍ تَصرِفُها،وکُربَةٍ تَکشِفُها،ودَعوَةٍ تَسمَعُها،وحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها،وسَیِّئَةٍ تَغفِرُها،إنَّکَ لَطیفٌ خَبیرٌ،وعَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ إنَّکَ أقرَبُ مَن دُعِیَ،وأَسرَعُ مَن أجابَ،وأَکرَمُ مَن عَفا،وأَوسَعُ مَن أعطی، وأَسمَعُ مَن سُئِلَ،یا رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،لَیسَ کَمِثلِکَ مَسؤولٌ،ولا سِواکَ مَأمولٌ،دَعَوتُکَ فَأَجَبتَنی،وسَأَلتُکَ فَأَعطَیتَنی،ورَغِبتُ إلَیکَ فَرَحِمتَنی،ووَثِقتُ بِکَ فَنَجَّیتَنی،وفَزِعتُ إلَیکَ فَکَفَیتَنی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ أجمَعینَ، وتَمِّم لَنا نَعماءَکَ،وهَنِّئنا عَطاءَکَ،وَاجعَلنا لَکَ شاکِرینَ،ولِآلائِکَ ذاکِرینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،وقَدَرَ فَقَهَرَ،وعُصِیَ فَسَتَرَ،وَاستُغفِرَ فَغَفَرَ،یا غایَةَ رَغبَةِ الرّاغِبینَ،ومُنتَهی أمَلِ الرّاجینَ،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،ووَسِعَ المُستَقیلینَ (1)رَأفَةً وحِلماً.

اللّهُمَّ إنّا نَتَوَجَّهُ إلَیکَ فی هذِهِ العَشِیَّةِ الَّتی شَرَّفتَها وعَظَّمتَها،بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ ورَسولِکَ وخِیَرَتِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی البَشیرِ النَّذیرِ،السِّراجِ المُنیرِ،الَّذی أنعَمتَ بِهِ عَلَی المُسلِمینَ، وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمینَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ کَما مُحَمَّدٌ أهلُ ذلِکَ یا عَظیمُ،فَصَلِّ عَلَیهِ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ

ص:306


1- .فی المصدر:«المستقبلین»،والصواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار والبلد الأمین.

المُنتَجَبینَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ أجمَعینَ،وتَغَمَّدنا بِعَفوِکَ عَنّا،فَإِلَیکَ عَجَّتِ الأَصواتُ بِصُنوفِ اللُّغاتِ،وَاجعَل لَنا فی هذِهِ العَشِیَّةِ نَصیباً فی کُلِّ خَیرٍ تَقسِمُهُ،ونورٍ تَهدی بِهِ، ورَحمَةٍ تَنشُرُها،وعافِیَةٍ تُجَلِّلُها،وبَرَکَةٍ تُنزِلُها،ورِزقٍ تَبسُطُهُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اقلِبنا فی هذَا الوَقتِ مُنجِحینَ مُفلِحینَ مَبرورینَ غانِمینَ،ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ،ولا تُخلِنا مِن رَحمَتِکَ،ولا تَحرِمنا ما نُؤَمِّلُهُ مِن فَضلِکَ،ولا تَرُدَّنا خائِبینَ، ولا مِن بابِکَ مَطرودینَ،ولا تَجعَلنا مِن رَحمَتِکَ مَحرومینَ،ولا لِفَضلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِن عَطایاکَ قانِطینَ،یا أجوَدَ الأَجوَدینَ ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ.

اللّهُمَّ إلَیکَ أقبَلنا موقِنینَ،ولِبَیتِکَ الحَرامِ آمّینَ قاصِدینَ،فَأَعِنّا عَلی مَنسَکِنا،وأَکمِل لَنا حَجَّنا،وَاعفُ اللّهُمَّ عَنّا وعافِنا،فَقَد مَدَدنا إلَیکَ أیدِیَنا،وهِیَ بِذِلَّةِ الاِعتِرافِ مَوسومَةٌ.

اللّهُمَّ فَأَعطِنا فی هذِهِ العَشِیَّةِ ما سَأَلناکَ،وَاکفِنا مَا استَکفَیناکَ،فَلا کافِیَ لَنا سِواکَ، ولا رَبَّ لَنا غَیرُکَ،نافِذٌ فینا حُکمُکَ،مُحیطٌ بِنا عِلمُکَ،عَدلٌ فینا قَضاؤُکَ،اقضِ لَنَا الخَیرَ وَاجعَلنا مِن أهلِ الخَیرِ.

اللّهُمَّ أوجِب لَنا بِجودِکَ عَظیمَ الأَجرِ،وکَریمَ الذُّخرِ،ودَوامَ الیُسرِ،وَاغفِر لَنا ذُنوبَنا أجمَعینَ،ولا تُهلِکنا مَعَ الهالِکینَ،ولا تَصرِف عَنّا رَأفَتَکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ اجعَلنا فی هذَا الوَقتِ مِمَّن سَأَلَکَ فَأَعطَیتَهُ،وشَکَرَکَ فَزِدتَهُ،وتابَ إلَیکَ فَقَبِلتَهُ،وتَنَصَّلَ (1)إلَیکَ مِن ذُنوبِهِ فَغَفَرتَها لَهُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ وَفِّقنا وسَدِّدنا وَاعصِمنا وَاقبَل تَضَرُّعَنا،یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ إغماضُ الجُفونِ،ولا لَحظُ العُیونِ،ولا مَا استَقَرَّ فِی المَکنونِ،ولا مَا انطَوَت عَلَیهِ مُضمَراتُ القُلوبِ،ألا کُلُّ ذلِکَ قَد أحصاهُ عِلمُکَ،ووَسِعَهُ

ص:307


1- .تَنَصَّلَ:أی انتفی من ذنبه واعتذر إلیه (النهایة:ج 5 ص 67« نصل»).

حِلمُکَ،سُبحانَکَ وتَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً،تُسَبِّحُ لَکَ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرضُ ومَن فیهنَّ،وإن مِن شَیءٍ إلّایُسَبِّحُ بِحَمدِکَ،فَلَکَ الحَمدُ وَالمَجدُ،وعُلُوُّ الجَدِّ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،وَالفَضلِ وَالإِنعامِ،وَالأَیادِی الجِسامِ،وأَنتَ الجَوادُ الکَریمُ،الرَّؤوفُ الرَّحیمُ،أوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وعافِنی فی بَدَنی ودینی،وآمِن خَوفی،وأَعتِق رَقَبَتی مِنَ النّارِ.

اللّهُمَّ لا تَمکُر بی ولا تَستَدرِجنی ولا تَخذُلنی،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ.

[ ثُمَّ رَفَعَ علیه السلام صَوتَهُ وبَصَرَهُ إلَی السَّماءِ وعَیناهُ قاطِرَتانِ کَأَنَّهُما مَزادَتانِ (1)،وقالَ:] (2)

یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی،وإن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لَکَ المُلکُ ولَکَ الحَمدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ. (3)

إلهی ! أنَا الفَقیرُ فی غِنایَ،فَکَیفَ لا أکونُ فَقیراً فی فَقری؟

إلهی ! أنَا الجاهِلُ فی عِلمی،فَکَیفَ لا أکونُ جَهولاً فی جَهلی؟

إلهی ! إنَّ اختِلافَ تَدبیرِکَ،وسُرعَةَ طَواءِ مَقادیرِکَ،مَنَعا عِبادَکَ العارِفینَ بِکَ عَنِ

ص:308


1- .المَزادَةُ:الروایة،سُمّیت بذلک لأنَّهُ یزاد فیها جِلدٌ آخر،ولِهذا أنّها أکبر مِنَ القِربَة (مجمع البحرین:ج 2 ص 794« زید»).
2- أثبتنا ما بین المعقوفین من البلد الأمین:ص 258. وراجع بحار الأنوار:ج 98 ص 213 ح 2 [3] ومستدرک الوسائل:ج 10 ص 25 ح 11370.
3- عند هذه الکلمات تمّ دعاؤه علیه السلام فی البلد الأمین، ولم یذکر قوله بعد ذلک:«إلهی أنا الفقیر...»إلی آخر الدعاء.ثمّ قال:فلم یکن له علیه السلام جهد إلّاقوله:یا ربّ،یا ربّ،بعد هذا الدعاء،وشغل من حضر ممّن کان حوله وشهد ذلک المحضر عن الدعاء لأنفسهم،وأقبلوا علی الاستماع له علیه السلام،والتأمین علی دعائه،قد اقتصروا علی ذلک لأنفسهم،ثمّ علت أصواتهم بالبکاء معه،وغربت الشمس،وأفاض علیه السلام وأفاض الناس معه (البلد الأمین:ص 258 [6] وراجع:بحار الأنوار:ج 98 ص 213 ح 2 و [7]مستدرک الوسائل:ج 10 ص 26 ح 11370).

السُّکونِ إلی عَطاءٍ،وَالیَأسِ مِنکَ فی بَلاءٍ.

إلهی ! مِنّی ما یَلیقُ بِلُؤمی،ومِنکَ ما یَلیقُ بِکَرَمِکَ.

إلهی ! وَصَفتَ نَفسَکَ بِاللُّطفِ وَالرَّأفَةِ لی قَبلَ وُجودِ ضَعفی،أفَتَمنَعُنی مِنهُما بَعدَ وُجودِ ضَعفی؟

إلهی ! إن ظَهَرَتِ المَحاسِنُ مِنّی فَبِفَضلِکَ،ولَکَ المِنَّةُ عَلَیَّ،وإن ظَهَرَتِ المَساوِئُ مِنّی فَبِعَدلِکَ،ولَکَ الحُجَّةُ عَلَیَّ.

إلهی ! کَیفَ تَکِلُنی،وقَد تَوَکَّلتَ لی؟وکَیفَ اضامُ (1)،وأَنتَ النّاصِرُ لی؟أم کَیفَ أخیبُ،وأَنتَ الحَفِیُّ (2)بی؟

ها أنَا أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِفَقری إلَیکَ،وکَیفَ أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِما هُوَ مَحالٌ أن یَصِلَ إلَیکَ؟أم کَیفَ أشکو إلَیکَ حالی،وهُوَ لا یَخفی عَلَیکَ؟أم کَیفَ اتَرجِمُ بِمَقالی،وهُوَ مِنکَ،بَرَزٌ إلَیکَ؟أم کَیفَ تُخَیِّبُ آمالی،وهِیَ قَد وَفَدَت إلَیکَ؟أم کَیفَ لا تُحِسنُ أحوالی،وبِکَ قامَت؟

إلهی ! ما ألطَفَکَ بی مَعَ عَظیمِ جَهلی ! وما أرحَمَکَ بی مَعَ قَبیحِ فِعلی !

إلهی ! ما أقرَبَکَ مِنّی وأَبعَدَنی عَنکَ ! وما أرأفَکَ بی،فَمَا الَّذی یَحجُبُنی عَنکَ؟

إلهی ! عَلِمتُ بِاختِلافِ الآثارِ،وتَنَقُّلاتِ الأَطوارِ،أنَّ مُرادَکَ مِنّی أن تَتَعَرَّفَ إلَیَّ فی کُلِّ شَیءٍ،حَتّی لا أجهَلَکَ فی شَیءٍ.

إلهی ! کُلَّما أخرَسَنی لُؤمی أنطَقَنی کَرَمُکَ،وکُلَّما آیَسَتنی أوصافی أطمَعَتنی مِنَنُکَ.

إلهی ! مَن کانَت مَحاسِنُهُ مَساوِیَ،فَکَیفَ لا تَکونُ مَساویهِ مَساوِیَ؟ومَن کانَت حَقایِقُهُ دَعاوِیَ،فَکَیفَ لا تَکونُ دَعاویهِ دَعاوِیَ؟

ص:309


1- .الضّیْمُ:الظلم (الصحاح:ج 5 ص 1973« ضیم»).
2- حَفِیَ به:أی بالغ فی برّه والسؤال عنه (النهایة:ج 1 ص 409« حفا»).

إلهی ! حُکمُکَ النّافِذُ،ومَشِیَّتُکَ القاهِرَةُ،لَم یَترُکا لِذی مَقالٍ مَقالاً،ولا لِذی حالٍ حالاً.

إلهی ! کَم مِن طاعَةٍ بَنَیتُها،وحالَةٍ شَیَّدتُها،هَدَمَ اعتِمادی عَلَیها عَدلُکَ،بل أقالَنی مِنها فَضلُکَ.

إلهی ! إنَّکَ تَعلَمُ أنّی وإن لَم تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّی فِعلاً جَزماً،فَقَد دامَت مَحَبَّةً وعَزماً.

إلهی ! کَیفَ أعزِمُ وأَنتَ القاهِرُ؟وکَیفَ لا أعزِمُ وأَنتَ الآمِرُ؟

إلهی ! تَرَدُّدی فِی الآثارِ یوجِبُ بُعدَ المَزارِ،فَاجمَعنی عَلَیکَ بِخِدمَةٍ توصِلُنی إلَیکَ.

کَیفَ یُستَدَلُّ عَلَیکَ بِما هُوَ فی وُجودِهِ مُفتَقِرٌ إلَیکَ،أیَکونُ لِغَیرِکَ مِنَ الظُّهورِ ما لَیسَ لَکَ،حَتّی یَکونَ هُوَ المُظهِرَ لَکَ؟مَتی غِبتَ حَتّی تَحتاجَ إلی دَلیلٍ یَدُلُّ عَلَیکَ؟ومَتی بَعِدتَ حَتّی تَکونَ الآثارُ هِیَ الَّتی توصِلُ إلَیکَ؟عَمِیَت عَینٌ لا تَراکَ (1)عَلَیها رَقیباً، وخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَل لَهُ مِن حُبِّکَ نَصیباً.

إلهی ! أمَرتَ بِالرُّجوعِ إلَی الآثارِ،فَأَرجِعنی إلَیکَ بِکِسوَةِ الأَنوارِ وهِدایَةِ الاِستِبصارِ، حَتّی أرجِعَ إلَیکَ مِنها کَما دَخَلتُ إلَیکَ مِنها؛مَصونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إلَیها،ومَرفوعَ الهِمَّةِ عَنِ الاِعتِمادِ عَلَیها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی ! هذا ذُلّی ظاهِرٌ بَینَ یَدَیکَ،وهذا حالی لا یَخفی عَلَیکَ،مِنکَ أطلُبُ الوُصولَ إلَیکَ،وبِکَ أستَدِلُّ عَلَیکَ،فَاهدِنی بِنورِکَ إلَیکَ،وأَقِمنی بِصِدقِ العُبودِیَّةِ بَینَ یَدَیکَ.

إلهی ! عَلِّمنی مِن عِلمِکَ المَخزونِ،وصُنّی بِسِرِّکَ المَصونِ.

إلهی ! حَقِّقنی بِحَقایِقِ أهلِ القُربِ،وَاسلُک بی مَسلَکَ أهلِ الجَذبِ.

إلهی ! أغنِنی بِتَدبیرِکَ لی عَن تَدبیری،وبِاختِیارِکَ عَنِ اختِیاری،وأَوقِفنی عَلی مَراکِزِ

ص:310


1- .فی المصدر:«لا تَزال»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. [2]وفی بحار الأنوار:ج 67 ص 142:« [3]عَمِیَت عَینٌ لا تَراکَ ولا تَزالُ عَلَیها رَقیباً».

اضطِراری.

إلهی ! أخرِجنی مِن ذُلِّ نَفسی،وطَهِّرنی مِن شَکّی وشِرکی،قَبلَ حُلولِ رَمسی (1).

بِکَ أنتَصِرُ فَانصُرنی،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ فَلا تَکِلنی،وإیّاکَ أسأَلُ فَلا تُخَیِّبنی، وفی فَضلِکَ أرغَبُ فَلا تَحرِمنی،وبِجَنابِکَ أنتَسِبُ فَلا تُبعِدنی،وبِبابِکَ أقِفُ فَلا تَطرُدنی.

إلهی ! تَقَدَّسَ رِضاکَ أن تَکونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنکَ،فَکَیفَ یَکونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّی؟

إلهی ! أنتَ الغَنِیُّ بِذاتِکَ أن یَصِلَ إلَیکَ النَّفعُ مِنکَ،فَکَیفَ لا تَکونُ غَنِیّاً عَنّی؟

إلهی ! إنَّ القَضاءَ وَالقَدَرَ یُمَنّینی،وإنَّ الهَوی (2)بِوَثائِقِ الشَّهوَةِ أسَرَنی،فَکُن أنتَ النَّصیرَ لی حَتّی تَنصُرَنی وتُبَصِّرَنی،وأَغنِنی بِفَضلِکَ حَتّی أستَغنِیَ بِکَ عَن طَلَبی.

أنتَ الَّذی أشرَقتَ الأَنوارَ فی قُلوبِ أولِیائِکَ حَتّی عَرَفوکَ ووَحَّدوکَ،وأَنتَ الَّذی أزَلتَ الأَغیارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِکَ حَتّی لَم یُحِبّوا سِواکَ،ولَم یَلجَؤوا إلی غَیرِکَ.أنتَ المونِسُ لَهُم حَیثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ،وأَنتَ الَّذی هَدَیتَهُم حَیثُ استَبانَت لَهُمُ المَعالِمُ.

ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَکَ؟ومَا الَّذی فَقَدَ مَن وَجَدَکَ؟لَقَد خابَ مَن رَضِیَ دونَکَ بَدَلاً،ولَقَد خَسِرَ مَن بَغی عَنکَ مُتَحَوِّلاً.

کَیفَ یُرجی سِواکَ وأَنتَ ما قَطَعتَ الإِحسانَ؟وکَیفَ یُطلَبُ مِن غَیرِکَ وأَنتَ ما بَدَّلتَ عادَةَ الاِمتِنانِ؟

یا مَن أذاقَ أحِبّاءَهُ حَلاوَةَ المُؤانَسَةِ فَقاموا بَینَ یَدَیهِ مُتَمَلِّقینَ،ویا مَن ألبَسَ أولِیاءَهُ مَلابِسَ هَیبَتِهِ فَقاموا بَینَ یَدَیهِ مُستَغفِرینَ،أنتَ الذّاکِرُ قَبلَ الذّاکِرینَ،وأَنتَ البادی بِالإِحسانِ قَبلَ تَوَجُّهِ العابِدینَ،وأَنتَ الجَوادُ بِالعَطاءِ قَبلَ طَلَبِ الطّالِبینَ،وأَنتَ الوَهّابُ

ص:311


1- .الرَّمس:الدَّفن،والقَبر (القاموس المحیط:ج 2 ص 220«رمس»).
2- فی المصدر:«الهواء»،والتصویب من بحار الأنوار.

ثُمَّ لِما وَهَبتَ لَنا مِنَ المُستَقرِضینَ.

إلهی ! اطلُبنی بِرَحمَتِکَ حَتّی أصِلَ إلَیکَ،وَاجذِبنی بِمَنِّکَ حَتّی اقبِلَ عَلَیکَ.

إلهی ! إنَّ رَجائی لا یَنقَطِعُ عَنکَ وإن عَصَیتُکَ،کَما أنَّ خَوفی لا یُزایِلُنی وإن أطَعتُکَ، فَقَد رَفَعَتنی (دفَعَتنی خ ل) العَوالِمُ إلَیکَ،وقَد أوقَعَنی عِلمی بِکَرَمِکَ عَلَیکَ.

إلهی ! کَیفَ أخیبُ وأَنتَ أمَلی؟أم کَیفَ اهانُ وعَلَیکَ مُتَّکَلی؟

إلهی ! کَیفَ أستَعِزُّ وفِی الذِّلَّةِ أرکَزتَنی؟أم کَیفَ لا أستَعِزُّ وإلَیکَ نَسَبتَنی؟

إلهی ! کَیفَ لا أفتَقِرُ وأَنتَ الَّذی فِی الفُقَراءِ أقَمتَنی؟أم کَیفَ أفتَقِرُ وأَنتَ الَّذی بِجودِکَ أغنَیتَنی؟

وأَنتَ الَّذی لا إلهَ غَیرُکَ؛تَعَرَّفتَ لِکُلِّ شَیءٍ فَما جَهِلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الَّذی تَعَرَّفتَ إلَیَّ فی کُلِّ شَیءٍ فَرَأیتُکَ ظاهِراً فی کُلِّ شَیءٍ،وأَنتَ الظّاهِرُ لِکُلِّ شَیءٍ.

یا مَنِ استَوی بِرَحمانِیَّتِهِ فَصارَ العَرشُ غَیباً فی ذاتِهِ،مَحَقتَ الآثارَ بِالآثارِ،ومَحَوتَ الأَغیارَ بِمُحیطاتِ أفلاکِ الأَنوارِ.

یا مَنِ احتَجَبَ فی سُرادِقاتِ (1)عَرشِهِ عَن أن تُدرِکَهُ الأَبصارُ،یا مَن تَجَلّی بِکَمالِ بَهائِهِ فَتَحَقَّقَت عَظَمَتُهُ [ مِنَ] (2)الاِستِواءِ،کَیفَ تَخفی وأَنتَ الظّاهِرُ؟! أم کَیفَ تَغیبُ وأَنتَ الرَّقیبُ الحاضِرُ؟! إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وَحدَهُ. (3)

ج-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

راجع:ص 194 (دعوات شهر ذی الحجّة/الدعوات المأثورة عن الإمام زین العابدین علیه السلام لیوم عرفة).

ص:312


1- .السُّرادِقُ:واحد السرادقات التی تمدّ فوق صحن الدار (الصحاح:ج 4 ص 1496« سردق»).
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
3- الإقبال (طبعة دار الکتب الإسلامیّة):ص 339،البلد الأمین:ص 251 ولیس فیه ذیله من:«إلهی أنا الفقیر فی غنای...»،بحار الأنوار:ج 98 ص 216 ح 3.
د-الأَدعِیَةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

2053.الإمام الصادق علیه السلام: إذا غَدَوتَ إلی عَرَفَةَ فَقُل وأَنتَ مُتَوَجِّهٌ إلَیها:

«اللّهُمَّ إلیکَ صَمَدتُ،وإیّاکَ اعتَمَدتُ،ووَجهَکَ أرَدتُ،فأَسأَ لُکَ أن تُبارِکَ لی فی رِحلَتی،وأَن تَقضِیَ لی حاجَتی،وأَن تَجعَلَنِی الیَومَ مِمَّن تُباهی بِهِ مَن هُوَ أفضَلُ مِنّی»، ثُمَّ تُلَبّی وأَنتَ غادٍ إلی عَرَفاتٍ. (1)

2054.عنه علیه السلام: ...وإنَّما تُعَجِّلُ الصَّلاةَ وتَجمَعُ بَینَهُما لِتُفَرِّغَ نَفسَکَ لِلدُّعاءِ؛فَإِنَّهُ یَومُ دُعاءٍ ومَسأَلَةٍ.ثُمَّ تَأتِی المَوقِفَ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،فَاحمَدِ اللّهَ وهَلِّلهُ ومَجِّدهُ وأَثنِ عَلَیهِ،وکَبِّرهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وَاحمَدهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وسَبِّحهُ مِئَةَ مَرَّةٍ،وَاقرَأ«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،وتَخَیَّر لِنَفسِکَ مِنَ الدُّعاءِ ما أحبَبتَ وَاجتَهِد؛فَإِنَّهُ یَومُ دُعاءٍ ومَسأَلَةٍ،وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،فَإِنَّ الشَّیطانَ لَن یُذهِلَکَ فی مَوطِنٍ قَطُّ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُذهِلَکَ فی ذلِکَ المَوطِنِ،وإیّاکَ أن تَشتَغِلَ بِالنَّظَرِ إلَی النّاسِ،وأَقبِل قِبَلَ نَفسِکَ.

وَلیَکُن فیما تَقولُهُ:

«اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ فَلا تَجعَلنی مِن أخیَبِ وَفدِکَ،وَارحَم مَسیری إلَیکَ مِنَ الفَجِّ العَمیقِ».

وَلیَکُن فیما تَقولُ:

«اللّهُمَّ رَبَّ المَشاعِرِ کُلِّها،فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ».

وتَقولُ:

ص:313


1- .الکافی:ج 4 ص 461 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 179 ح 600 کلاهما عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 540،مصباح المتهجّد:ص 687 ح 767 [2] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 261 ح 41.

«اللّهُمَّ لا تَمکُر بی ولا تَخدَعنی ولا تَستَدرِجنی».

وتَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَولِکَ وجودِکَ وکَرَمِکَ ومَنِّکَ وفَضلِکَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ أن تُصَلِّیَ عَلی محَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا».

وَلیَکُن فیما تَقولُ وأَنتَ رافِعٌ رَأسَکَ إلَی السَّماءِ:

«اللّهُمَّ حاجَتی إلَیکَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی،وَالَّتی إن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،أسأَ لُکَ خَلاصَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ».

وَلیَکُن فیما تَقولُ:

«اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ومِلکُ یَدِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ وأَجَلی بِعِلمِکَ،أسأَ لُکَ أن تُوَفِّقَنی لِما یُرضیکَ عَنّی،وأَن تَسَلَّمَ مِنّی مَناسِکِیَ الَّتی أرَیتَها خَلیلَکَ إبراهیمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ، ودَلَلتَ عَلَیها نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ».

وَلیَکُن فیما تَقولُ:

«اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن رَضیتَ عَمَلَهُ،وأَطَلتَ عُمُرَهُ،وأَحیَیتَهُ بَعدَ المَوتِ حَیاةً طَیِّبَةً».

ویُستَحَبُّ أن تَطلُبَ عَشِیَّةَ عَرَفَةَ بِالعِتقِ وَالصَّدَقَةِ. (1)

2055.عنه علیه السلام: إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ یَومَ عَرَفَةَ فَقُل:

«اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن هذَا المَوقِفِ،وَارزُقنیهِ أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاقلِبنِی الیَومَ مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لی مَرحوماً مَغفوراً لی بِأَفضَلِ ما یَنقَلِبُ بِهِ الیَومَ أحَدٌ مِن وَفدِکَ وحُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ.وَاجعَلنِی الیَومَ مِن أکرَمِ وَفدِکَ عَلَیکَ،وأَعطِنی أفضَلَ ما

ص:314


1- .تهذیب الأحکام:ج 5 ص 182 ح 611،الکافی:ج 4 ص 463 ح 4 کلاهما عن معاویة بن عمار،مصباح المتهجّد:ص 687 ح 768 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه.

أعطَیتَ أحَداً مِنهُم مِنَ الخَیرِ وَالعافِیَةِ وَالبَرَکَةِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ وَالمَغفِرَةِ،وبارِک لی فیما أرجِعُ إلَیهِ مِن أهلٍ أو مالٍ أو قَلیلٍ أو کَثیرٍ،وبارِک لَهُم فِیَّ». (1)

راجع:ص 215 (دعوات شهر ذی الحجّة/الدعوات المأثورة عن الإمام الصادق علیه السلام لیوم عرفة)

و الإقبال :ج 2 ص 117-140 (دعاء الإمام الصادق علیه السلام بروایة سلمة بن الأکوع).

ه-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

2056.الإقبال عن حماد بن عبد اللّه: کُنتُ قَریباً مِن أبِی الحَسَنِ موسی علیه السلام بِالمَوقِفِ فَلَمّا هَمَّتِ الشَّمسُ لِلغُروبِ أخَذَ بِیَدِهِ الیُسری بِمَجامِعِ ثَوبِهِ،ثُمَّ قالَ:

«اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،إن تُعَذِّبنی فَبِاُمورٍ قَد سَلَفَت مِنّی وأَ نَا بَینَ یَدَیکَ بِرُمَّتی،وإن تَعفُ عَنّی فَأَهلُ العَفوِ أنتَ،یا أهلَ العَفوِ،یا أحَقَّ مَن عَفی،اِغفِر لی ولِأَصحابی».

وحَرَّکَ دابَّتَهُ فَمَرَّ. (2)

و-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

راجع:ص 229 (دعوات شهر ذی الحجّة/الدّعاء المأثور عن الإمام الرضا علیه السلام لیوم عرفة).

16/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الخُروجِ مِن عَرَفاتٍ

2057.الإمام الصادق علیه السلام: لا تُصَلِّ المَغرِبَ حَتّی تَأتِیَ جَمعاً (3)فَتُصَلِّیَ بِهَا المَغرِبَ وَالعِشاءَ

ص:315


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 543 ح 3137،تهذیب الأحکام:ج 5 ص 187 ح 622 کلاهما عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد ص 698 ح 772 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 13 ص 559 ح 18841.
2- الإقبال:ج 2 ص 73، بحار الأنوار:ج 98 ص 215 ح 3.
3- جَمعٌ:هو المُزدَلَفَةُ،سُمّی جَمعاً لاجتماع الناس به (معجم البلدان:ج 2 ص 163).

الآخِرَةَ بِأَذانٍ واحِدٍ وإقامَتَینِ،وَانزِل بِبَطنِ الوادی عَن یَمینِ الطَّریقِ قَریباً مِنَ المَشعَرِ، ویُستَحَبُّ لِلصَّرورَةِ (1)أن یَقِفَ عَلَی المَشعَرِ الحَرامِ ویَطَأَهُ بِرِجلِهِ،ولا یُجاوِزَ الحِیاضَ لَیلَةَ المُزدَلِفَةِ (2)،ویَقولُ:

«اللّهُمَّ هذِهِ جَمعٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَجمَعَ لی فیها جَوامِعَ الخَیرِ،اللّهُمَّ لا تُؤیِسنی مِنَ الخَیرِ الَّذی سَأَلتُکَ أن تَجمَعَهُ لی فی قَلبی،وأَطلُبُ إلَیکَ أن تُعَرِّفَنی ما عَرَّفتَ أولِیاءَکَ فی مَنزِلی هذا،وأَن تَقِیَنی جَوامِعَ الشَّرِّ».

وإنِ استَطَعتَ أن تُحیِیَ تِلکَ اللَّیلَةَ فَافعَل؛فَإِنَّهُ بَلَغَنا أنَّ أبوابَ السَّماءِ لا تُغلَقُ تِلکَ اللَّیلَةَ لِأَصواتِ المُؤمِنینَ،لَهُم دَوِیٌّ کَدَوِیِّ النَّحلِ،یَقولُ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ:«أنَا رَبُّکُم وأَنتُم عِبادی أدَّیتُم حَقّی،وحَقٌّ عَلَیَّ أن أستَجیبَ لَکُم»فَیَحُطُّ اللّهُ تِلکَ اللَّیلَةَ عَمَّن أرادَ أن یَحُطَّ عَنهُ ذُنوبَهُ،ویَغفِرُ لِمَن أرادَ أن یَغفِرَ لَهُ. (3)

2058.الکافی عن معاویة بن عمّار: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ المُشرِکینَ کانوا یُفیضونَ مِن قَبلِ أن تَغیبَ الشَّمسُ،فَخالَفَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَأَفاضَ بَعدَ غُروبِ الشَّمسِ.

وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ فَأَفِض مَعَ النّاسِ،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ، وأَفِض بِالاستِغفارِ،فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یَقولُ: «ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ» ،فَإِذَا انتَهَیتَ إلَی الکَثیبِ الأَحمَرِ عَن یَمینِ الطَّریقِ فَقُل:

«اللّهُمَّ ارحَم مَوقِفی،وزِد فی عِلمی،وسَلِّم لی دینی،وتَقَبَّل مَناسِکی».

ص:316


1- .الصَّرورَةُ:الذی لم یحجّ قَطُّ (النهایة:ج 3 ص 22« صرر»).
2- عن زرارة عن الباقر علیه السلام:إنّه قال للحکم بن عتیبة:ما حدّ المزدلفة؟فسکت،فقال أبو جعفر علیه السلام:حدّها ما بین المأزَمین إلی الجبل إلی حِیاض مُسحّر (تهذیب الأحکام:ج 5 ص 190 ح 364،وراجع الکافی:ج 4 ص 471 ح 5 و 6).
3- الکافی:ج 4 ص 468 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 188 ح 626 کلاهما عن الحلبی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 544،مصباح المتهجّد:ص 699 ح 774 [4] ولیس فیه ذیله من«لهم دویٌّ کدویّ النحل»وکلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 19 ح 18488.

وإیّاکَ وَالوَجیفَ (1)الَّذی یَصنَعُهُ النّاسُ؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:أیُّهَا النّاسُ،إنَّ الحَجَّ لَیسَ بِوَجیفِ الخَیلِ ولا إیضاعِ (2)الإِبِلِ.ولکِنِ اتَّقُوا اللّهَ وسیروا سَیراً جَمیلاً،لا تُوطِئوا ضَعیفاً،ولا تُوطِئوا مُسلِماً،وتَوَأَّدوا وَاقتَصِدوا فِی السَّیرِ؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَکُفُّ ناقَتَهُ حَتّی یُصیبَ رَأسُها مُقَدَّمَ الرَّحلِ،ویَقولُ:«أیُّهَا النّاسُ ! عَلَیکُم بِالدَّعَةِ»،فَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله تُتَّبَعُ.

قالَ مُعاوِیَةُ:وسَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:«اللّهُمَّ أعتِقنی مِنَ النّارِ»،وکَرَّرَها حَتّی أفاضَ [ النّاسُ]،فَقُلتُ:ألا تُفیضُ،فَقَد أفاضَ النّاسُ؟فَقالَ:إنّی أخافُ الزِّحامَ، وأَخافُ أن أشرَکَ فی عَنَتِ إنسانٍ. (3)

2059.الکافی عن هارون بن خارجة: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی آخِرِ کَلامِهِ حینَ أفاضَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أظلِمَ،أو اظلَمَ،أو أقطَعَ رَحِماً،أو اوذِیَ جاراً. (4)

17/28الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ الوُقوفِ بِمُزدَلِفَةَ

2060.الإمام الصادق علیه السلام: أصبِح عَلی طُهرٍ بَعدَما تُصَلِّی الفَجرَ،فَقِف إن شِئتَ قَریباً مِنَ الجَبَلِ، وإن شِئتَ حَیثُ شِئتَ،فَإِذا وَقَفتَ فَاحمَدِ اللّهَ عز و جل وأَثنِ عَلَیهِ وَاذکُر مِن آلائِهِ وبَلائِهِ ما قَدَرتَ عَلَیهِ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ لیَکُن مِن قَولِکَ:

اللّهُمَّ رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ،وَادرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ.اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَطلوبٍ إلَیهِ،وخَیرُ مَدعُوٍّ وخَیرُ مَسؤولٍ،

ص:317


1- .الوجیف والإیجاف:سُرعَةُ السیر (النهایة:ج 5 ص 156« وجف»).
2- أوضَعَهُ إیضاعاً:حَمَلَهُ علی سرعة السیر (النهایة:ج 5 ص 196« وضع»).
3- الکافی:ج 4 ص 467 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 186 ح 619،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 544 ح 3137 عن أبی بصیر وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 21 ص 379 ح 4.
4- الکافی:ج 4 ص 468 ح 3، وسائل الشیعة:ج 10 ص 35 ح 18452.

ولِکُلِّ وافِدٍ جائِزَةٌ،فَاجعَل جائِزَتی فی مَوطِنی هذا أن تُقیلَنی عَثرَتی،وتَقبَلَ مَعذِرَتی، وأَن تَجاوَزَ عَن خَطیئَتی،ثُمَّ اجعَلِ التَّقوی مِنَ الدُّنیا زادی. (1)

18/28الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ الخُروجِ مِن مُزدَلِفَةَ

2061.تهذیب الأحکام عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: ...ثُمَّ أفِض حینَ یُشرِقُ لَکَ ثَبیرٌ وتَرَی الإِبِلُ مَواضِعَ أخفافِها.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کانَ أهلُ الجاهِلِیَّةِ یَقولونَ:أشرِق ثَبیرُ-یَعنونَ الشَّمسَ-کَیما نُغیرَ.وإنَّما أفاضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله خِلافَ أهلِ الجاهِلِیَّةِ،کانوا یُفیضونَ بِإِیجافِ الخَیلِ وإیضاعِ الإِبِلِ،فَأَفاضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله خِلافَ ذلِکَ بِالسَّکینَةِ وَالوَقارِ وَالدَّعَةِ،فَأَفِض بِذِکرِ اللّهِ وَالاِستِغفارِ،وحَرِّک بِهِ لِسانَکَ،فَإِذا مَرَرتَ بِوادی مُحَسِّرٍ-وهُوَ وادٍ عَظیمٌ بَینَ جَمعٍ ومِنیً،وهُوَ إلی مِنیً أقرَبُ-فَاسعَ فیهِ حَتّی تُجاوِزَهُ،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَرَّکَ ناقَتَهُ،وهُوَ یَقولُ:

اللّهُمَّ سَلِّم عَهدی،وَاقبَل تَوبَتی،وأَجِب دَعوَتی،وَاخلُفنی فیمَن تَرَکتُ بَعدی. (2)

19/28الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ النُّزولِ بِمِنیً

2062.الشکر للّه لابن أبی الدنیا عن الولید بن صالح عن شیخ من أهل المدینة: کانَ عَلِیُّ بنُ

ص:318


1- .الکافی:ج 4 ص 469 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 191 ح 635 کلاهما عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 545، [2]مصباح المتهجّد:ص 700 ح 775 [3] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 20 ح 18489.
2- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 192 ح 637،الکافی:ج 4 ص 471 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 468 ح 2987 وفیهما ذیله من«فإذا مررت بوادی محسر...»،علل الشرائع:ص 444 ح 1 وفیه صدره إلی«وحرّک به لسانک»نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 267 ح 5.

الحُسَینِ علیه السلام بِمِنیً،فَظَهَرَ مِن دُعائِهِ أن قالَ:

کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری،فَیا مَن قَلَّ شُکری عِندَ نِعمَتِهِ فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ صَبری عِندَ بَلائِهِ فَلَم یَخذُلنی،ویا مَن رَآنی عَلَی الذُّنوبِ العِظامِ فَلَم یَفضَحنی ولَم یَهتِک سِتری،ویا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَضی،ویا ذَا النِّعَمِ الَّتی لا تَحولُ ولا تَزولُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لَنا وَارحَمنا. (1)

20/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ رَمیِ الجِمارِ

2063.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: خُذ حَصَی الجِمارِ،ثُمَّ ائتِ الجَمرَةَ القُصوَی الَّتی عِندَ العَقَبَةِ فَارمِها مِن قِبَلِ وَجهِها ولا تَرمِها مِن أعلاها،وتَقولُ وَالحَصی فی یَدِکَ:

«اللّهُمَّ هؤُلاءِ حَصَیاتی فَأَحصِهِنَّ لی،وَارفَعهُنَّ فی عَمَلی».

ثُمَّ تَرمی وتَقولُ مَعَ کُلِّ حَصاةٍ:

«اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ ادحَر عَنِّی الشَّیطانَ،اللّهُمَّ تَصدیقاً بِکِتابِکَ وعَلی سُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ اجعَلهُ حَجّاً مَبروراً،وعَمَلاً مَقبولاً،وسَعیاً مَشکوراً،وذَنباً مَغفوراً».

وَلیَکُن فیما بَینَکَ وبَینَ الجَمرَةِ قَدرَ عَشَرَةِ أذرُعٍ أو خَمسَةَ عَشَرَ ذِراعاً،فَإِذا أتَیتَ رَحلَکَ ورَجَعتَ مِنَ الرَّمیِ فَقُل:

«اللّهُمَّ بِکَ وَثِقتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،فَنِعمَ الرَّبُّ ونِعمَ المَولی ونِعمَ النَّصیرُ».

ص:319


1- .الشکر لابن أبی الدنیا:ص 31 ح 42،شعب الإیمان:ج 4 ص 140 ح 4588.

قالَ:ویُستَحَبُّ أن یُرمَی الجِمارُ عَلی طُهرٍ. (1)

2064.الإمام الصادق علیه السلام: ارمِ فی کُلِّ یَومٍ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ،وقُل کَما قُلتَ حینَ رَمَیتَ جَمرَةَ العَقَبَةِ،فَابدَأ بِالجَمرَةِ الاُولی فَارمِها عَن یَسارِها فی بَطنِ المَسیلِ،وقُل کَما قُلتَ یَومَ النَّحرِ،قُم عَن یَسارِ الطَّریقِ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ،فَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله، ثُمَّ تَقَدَّمُ قَلیلًا فَتَدعو وتَسأَ لُهُ أن یَتَقَبَّلَ مِنکَ،ثُمَّ تَقَدَّم أیضًا ثُمَّ افعَل ذلِکَ عِندَ الثّانِیَةِ، وَاصنَع کَما صَنَعتَ بِالاُولی،وتَقِفُ وتَدعُو اللّهَ کَما دَعَوتَ،ثُمَّ تَمضی إلَی الثّالِثَةِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،فَارمِ ولا تَقِف عِندَها. (2)

21/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الاُضحِیَّةِ

2065.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ عَلی ذَبیحَتِهِ-:بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ تَقَبَّل مِن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ومِن امَّةِ مُحَمَّدٍ. (3)

2066.سنن أبی داوود عن جابر بن عبد اللّه: ذَبَحَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَومَ الذَّبحِ کَبشَینِ أقرَنَینِ أملَحَینِ موجَأَینِ (4)،فَلَمّا وَجَّهَهُما قالَ:

«إنّی وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ عَلی مِلَّةِ إبراهیمَ حَنیفاً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ وبِذلِکَ

ص:320


1- .الکافی:ج 4 ص 478 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 198 ح 661،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 548 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 99 ص 275 ح 18.
2- الکافی:ج 4 ص 480 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 261 ح 888 کلاهما عن معاویة بن عمار،وسائل الشیعة:ج 10 ص 76 ح 18599.
3- صحیح مسلم:ج 3 ص 1557 ح 19،سنن أبی داوود:ج 3 ص 94 ح 2792،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 358 ح 24545، السنن الکبری:ج 9 ص 448 ح 19046،الدعاء للطبرانی: [6]ص 295 ح 948 کلّها عن عائشة.
4- أی خَصِیَّینِ.والوجاء أن تُرَضَّ انثَیَا الفحل رَضّاً شدیداً یُذهِب شهوةَ الجماع.وفی نسخة:«مَوجوءَینِ»اسم مفعول من الثلاثی (هامش المصدر).وراجع:النهایة:ج 5 ص 152« وجأ».

امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ عَن مُحَمَّدٍ واُمَّتِهِ،بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ».

ثُمَّ ذَبَحَ. (1)

2067.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا فاطِمَةُ قومی إلی اضحِیَّتِکِ فَاشهَدیها،فَإِنَّهُ یُغفَرُ لَکِ عِندَ أوَّلِ قَطرَةٍ تَقطُرُ مِن دَمِها کُلُّ ذَنبٍ عَمِلتیهِ،وقولی:

إنَّ صَلاتی ونُسکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،لا شَریکَ لَهُ وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ. (2)

2068.کتاب من لا یحضره الفقیه: ضَحّی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِکَبشَینِ،ذَبَحَ واحِداً بِیَدِهِ فَقالَ:

«اللّهُمَّ هذا عَنّی وعَمَّن لَم یُضَحِّ مِن أهلِ بَیتی».

وذَبَحَ الآخَرَ وقالَ:

«اللّهُمَّ هذا عَنّی وعَمَّن لَم یُضَحِّ مِن امَّتی». (3)

2069.الإمام علیّ علیه السلام: إذا ذَبَحَ أحَدُکُم فَلیَقُل:بِسمِ اللّه،وَاللّهُ أکبَرُ. (4)

2070.الدعاء للطبرانی عن حنش بن المعتمر: صَلّی عَلِیٌّ علیه السلام العیدَ فِی الجَبّانَةِ (5)،ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ بِکَبشَینِ،ثُمَّ قالَ:

«وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنیفاً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،بِسمِ اللّهِ

ص:321


1- .سنن أبی داوود:ج 3 ص 95 ح 2795،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1043 ح 3121،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 171 ح 15026، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 639 ح 1716،کنز العمّال:ج 8 ص 99 ح 22080.
2- المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 247 ح 7524،السنن الکبری:ج 9 ص 476 ح 19162، المعجم الکبیر:ج 18 ص 239 ح 600،المعجم الأوسط:ج 3 ص 69 ح 2509 کلّها عن عمران بن حصین،کنز العمّال:ج 5 ص 101 ح 12235.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 489 ح 3046،الإقبال:ج 2 ص 234، وسائل الشیعة:ج 14 ص 205 ح 18991.
4- دعائم الإسلام:ج 2 ص 174 ح 627، بحار الأنوار:ج 65 ص 328 ح 41.
5- الجَبّانَة:هی المُصَلّی فی الصَحراء (المصباح المنیر:ص 91« جبن»).

وَاللّهُ أکبَرُ».

ثُمَّ ذَبَحَهُما وقالَ:

«اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ،اللّهُمَّ تَقَبَّل». (1)

2071.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُضَحّی عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کُلَّ سَنَةٍ بِکَبشٍ فَیَذبَحُهُ ویَقولُ:

«بِسمِ اللّهِ،وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنیفاً مُسلِماً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ».

ثُمَّ یَقولُ علیه السلام:هذا عَن نَبِیِّکَ،ثُمَّ یَذبَحُهُ ویَذبَحُ کَبشاً آخَرَ عَن نَفسِهِ. (2)

2072.الإمام الصادق علیه السلام: إذَا اشتَرَیتَ هَدیَکَ فَاستَقبِل بِهِ القِبلَةَ وَانحَرهُ أوِ اذبَحهُ،وقُل:

«وَجَّهتُ وَجهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنیفاً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ،إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ لا شَریکَ لَهُ،وبِذلِکَ امِرتُ وأَ نَا مِنَ المُسلِمینَ.اللّهُمَّ مِنکَ ولَکَ،بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّی».

ثُمَّ أمِرَّ السِّکّینَ ولا تَنخَعها حَتّی تَموتَ. (3)

2073.الکافی عن أبی خدیجة: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ یَنحَرُ بَدَنَتَهُ (4)مَعقولَةً یَدُهَا الیُسری،ثُمَّ یَقومُ مِن جانِبِ یَدِهَا الیُمنی ویَقولُ:

ص:322


1- .الدعاء للطبرانی:ص 295 ح 950.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 489 ح 3046،الإقبال:ج 2 ص 234، وسائل الشیعة:ج 14 ص 153 ح 18850.
3- الکافی:ج 4 ص 498 ح 6، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 221 ح 746،الإقبال:ج 2 ص 234 [4] کلّها عن صفوان وابن أبی عمیر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 503 ح 3084 عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 99 ص 279 ح 9.
4- فی تهذیب الأحکام:«بدنه»بدل«بدنته»،والبدَنَةُ تقع علی الجمل والناقة والبقرة،وهی بالإبل اشبه (النهایة:ج 1 ص 108« بدن»).

«بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ هذا مِنکَ ولَکَ،اللّهُمَّ تَقَبَّلهُ مِنّی».

ثُمَّ یَطعَنُ فی لَبَّتِها،ثُمَّ یُخرِجُ السِّکّینَ بِیَدِهِ،فَإِذا وَجَبَت (1)قَطَعَ مَوضِعَ الذَّبحِ بِیَدِهِ. (2)

22/28الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ الحَلقِ

2074.تهذیب الأحکام عن معاویة [ بن عمار ] عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: أمَرَ الحَلّاقَ أن یَضَعَ الموسی عَلی قَرنِهِ الأَیمَنِ،ثُمَّ أمَرَهُ أن یَحلِقَ،وسَمّی هُوَ وقالَ:

اللّهُمَّ أعطِنی بِکُلِّ شَعرَةٍ نوراً یَومَ القِیامَةِ. (3)

23/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِیَومِ النَّحرِ

2075.الإمام الصادق علیه السلام: التَّکبیرُ أیّامَ التَّشریقِ مِن صَلاةِ الظُّهرِ یَومَ النَّحرِ إلی صَلاةِ العَصرِ مِن آخِرِ أیّامِ التَّشریقِ إن أنتَ أقَمتَ بِمِنیً،وإن أنتَ خَرَجتَ فَلَیسَ عَلَیکَ التَّکبیرُ، وَالتَّکبیرُ أن تَقولَ:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَاللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،وللّهِ ِ الحَمدُ،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما هَدانا،اللّهُ أکبَرُ عَلی ما رَزَقَنا مِن بَهیمَةِ الأَنعامِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما أبلانا. (4)

2076.الدعاء للطبرانی عن جابر بن عبد اللّه: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ واقِفٌ عَلَی القَرنِ،یَعنی

ص:323


1- .وجَبَت:سَقَطت ووقعت (مفردات ألفاظ القرآن:ص 854« وجب»).
2- الکافی:ج 4 ص 498 ح 8، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 221 ح 745،بحار الأنوار:ج 65 ص 301.
3- تهذیب الأحکام:ج 5 ص 244 ح 826،مصباح المتهجّد:ص 703 ح 781 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 228 ح 19057.
4- الکافی:ج 4 ص 517 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 270 ح 922 وفیه«الفجر»بدل«العصر»وکلاهما عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 554 ح 3084 من دون اسناد الی احد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،وسائل الشیعة:ج 5 ص 124 ح 9858.

قَرنَ الثَّعالِبِ (1)،یَومَ النَّحرِ وهُوَ یَقولُ:

یا حَیُّ یا قَیّومُ لا إلهَ إلّاأنتَ بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ،فَاکفِنی شَأنی کُلَّهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ. (2)

2077.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام -فی زِیارَةِ البَیتِ یَومَ النَّحرِ-:زُرهُ،فَإِن شُغِلتَ فَلا یَضُرُّکَ أن تَزورَ البَیتَ مِنَ الغَدِ،ولا تُؤَخِّرهُ أن تَزورَ مِن یَومِکَ،فَإِنَّهُ یُکرَهُ لِلمُتَمَتِّعِ أن یُؤَخِّرَهُ،ومُوَسَّعٌ لِلمُفرِدِ أن یُؤَخِّرَهُ،فَإِذا أتَیتَ البَیتَ یَومَ النَّحرِ فَقُمتَ عَلی بابِ المَسجِدِ قُلتَ:

«اللّهُمَّ أعِنّی عَلی نُسُکِکَ،وسَلِّمنی لَهُ وسَلِّمهُ لی،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ العَلیلِ الذَّلیلِ المُعتَرِفِ بِذَنبِهِ أن تَغفِرَ لی ذُنوبی،وأَن تَرجِعَنی بِحاجَتی.اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ،وَالبَلَدُ بَلَدُکَ،وَالبَیتُ بَیتُکَ،جِئتُ أطلُبُ رَحمَتَکَ،وأَؤُمُّ طاعَتَکَ،مُتَّبِعاً لِأَمرِکَ،راضِیاً بِقَدَرِکَ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المُضطَرِّ إلَیکَ،المُطیعِ لِأَمرِکَ،المُشفِقِ مِن عَذابِکَ،الخائِفِ لِعُقوبَتِکَ،أن تُبَلِّغَنی عَفوَکَ،وتُجیرَنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ».

ثُمَّ تَأتِی الحَجَرَ الأَسوَدَ فَتَستَلِمُهُ وتُقَبِّلُهُ،فَإِن لَم تَستَطِع فَاستَلِمهُ بِیَدِکَ وقَبِّل یَدَکَ، فَإِن لَم تَستَطِع فَاستَقبِلهُ وکَبِّر،وقُل کَما قُلتَ حینَ طُفتَ بِالبَیتِ یَومَ قَدِمتَ مَکَّةَ.

ثُمَّ طُف بِالبَیتِ سَبعَةَ أشواطٍ کَما وَصَفتُ لَکَ یَومَ قَدِمتَ مَکَّةَ،ثُمَّ صَلِّ عِندَ مَقامِ إبراهیمَ علیه السلام رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فیهِما بِ«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ».ثُمَّ ارجِع إلَی الحَجَرِ الأَسوَدِ فَقَبِّلهُ إنِ استَطَعتَ،وَاستَقبِلهُ وکَبِّر.ثُمَّ اخرُج إلَی الصَّفا فَاصعَد عَلَیهِ، وَاصنَع کَما صَنَعتَ یَومَ دَخَلتَ مَکَّةَ.ثُمَّ ائتِ المَروَةَ فَاصعَد عَلَیها،وطُف بَینَهُما سَبعَةَ أشواطٍ،تَبدَأُ بِالصَّفا وتَختِمُ بِالمَروَةِ،فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ فَقَد أحلَلتَ مِن کُلِّ شَیءٍ أحرَمتَ

ص:324


1- .قَرنُ الثعالب:میقاتُ أهل نجد تلقاء مکّة علی یوم ولیلة (معجم البلدان:ج 4 ص 332).
2- الدعاء للطبرانی:ص 275 ح 880.

مِنهُ إلَّاالنِّساءَ،ثُمَّ ارجِع إلَی البَیتِ وطُف بِهِ اسبوعاً آخَرَ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ عِندَ مَقامِ إبراهیمَ علیه السلام،ثُمَّ أحلَلتَ مِن کُلِّ شَیءٍ،وفَرَغتَ مِن حَجِّکَ کُلِّهِ وکُلِّ شَیءٍ أحرَمتَ مِنهُ. (1)

24/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی وَداعِ البَیتِ

2078.الکافی عن قثم بن کعب: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّکَ لَتُدمِنُ الحَجَّ؟قُلتُ:أجَل،قالَ:فَلیَکُن آخِرُ عَهدِکَ بِالبَیتِ أن تَضَعَ یَدَکَ عَلَی البابِ وتَقولَ:

المِسکینُ عَلی بابِکَ،فَتَصَدَّق عَلَیهِ بِالجَنَّةِ. (2)

2079.الکافی عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَخرُجَ مِن مَکَّةَ وتَأتِیَ أهلَکَ فَوَدِّعِ البَیتَ وطُف بِالبَیتِ اسبوعاً،وإنِ استَطَعتَ أن تَستَلِمَ الحَجَرَ الأَسوَدَ وَالرُّکنَ الیَمانِیَّ فی کُلِّ شَوطٍ فَافعَل،وإلّا فَافتَتِح بِهِ وَاختِم بِهِ،فَإِن لَم تَستَطِع ذلِکَ فَمُوَسَّعٌ عَلَیکَ.

ثُمَّ تَأتِی المُستَجارَ فَتَصنَعُ عِندَهُ کَما صَنَعتَ یَومَ قَدِمتَ مَکَّةَ،وتَخَیَّر لِنَفسِکَ مِنَ الدُّعاءِ.

ثُمَّ استَلِمِ الحَجَرَ الأَسوَدَ،ثُمَّ ألصِق بَطنَکَ بِالبَیتِ؛تَضَعُ یَدَکَ عَلَی الحَجَرِ وَالاُخری مِمّا یَلِی البابَ،وَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَیهِ وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله.

ثُمَّ قُل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ وأَمینِکَ وحَبیبِکَ ونَجِیِّکَ وخِیَرَتِکَ

ص:325


1- .الکافی:ج 4 ص 511 ح 4، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 251 ح 853،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 551-552 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 319.
2- الکافی:ج 4 ص 532 ح 5، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 282 ح 962 فیه«لمدّمن»بدل«لتدمن»،وسائل الشیعة:ج 14 ص 290 ح 19221.

مِن خَلقِکَ،اللّهُمَّ کَما بَلَّغَ رِسالاتِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،واُوذِیَ فی جَنبِکَ،وعَبَدَکَ حَتّی أتاهُ الیَقینُ.اللّهُمَّ اقلِبنی مُفلِحاً مُنجِحاً،مُستَجاباً لی بَأَفضَلِ ما یَرجِعُ بِهِ أحَدٌ مِن وَفدِکَ مِنَ المَغفِرَةِ وَالبَرَکَةِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ وَالعافِیَةِ،اللّهُمَّ إن أمَتَّنی فَاغفِر لی،وإن أحیَیتَنی فَارزُقنیهِ مِن قابِلٍ.اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن بَیتِکَ.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،حَمَلتَنی عَلی دَوابِّکَ وسَیَّرتَنی فی بِلادِکَ، حَتّی أقدَمتَنی حَرَمَکَ وأَمنَکَ،وقَد کَانَ فی حُسنِ ظَنّی بِکَ أن تَغفِرَ لی ذُنوبی،فَإِن کُنتَ قَد غَفَرتَ لی ذُنوبی فَازدَد عَنّی رِضاً وقَرِّبنی إلَیکَ زُلفی ولا تُباعِدنی،وإن کُنتَ لَم تَغفِر لی فَمِنَ الآنَ فَاغفِر لی قَبلَ أن تَنأی عَن بَیتِکَ داری،فَهذا أوانُ انصِرافی إن کُنتَ أذِنتَ لی غَیرَ راغِبٍ عَنکَ ولا عَن بَیتِکَ ولا مُستَبدِلٍ بِکَ ولا بِهِ.

اللّهُمَّ احفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی وعَن یَمینی وعَن شِمالی حَتّی تُبَلِّغَنی أهلی، فَإِذا بَلَّغتَنی أهلی فَاکفِنی مَؤُونَةَ عِبادِکَ وعِیالی،فَإِنَّکَ وَلِیُّ ذلِکَ مِن خَلقِکَ ومِنّی».

ثُمَّ ائتِ زَمزَمَ فَاشرَب مِن مائِها.

ثُمَّ اخرُج وقُل:

«آئِبونَ تائِبونَ عابِدونَ لِرَبِّنا حامِدونَ،إلی رَبِّنا راغِبونَ،إلَی اللّهِ راجِعونَ إن شاءَ اللّهُ».

قالَ:وإنَّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام لَمّا وَدَّعَها وأَرادَ أن یَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ،خَرَّ ساجِداً عِندَ بابِ المَسجِدِ طَویلاً،ثُمَّ قامَ فَخَرَجَ. (1)

2080.الکافی عن إبراهیم بن أبی محمود: رَأَیتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام وَدَّعَ البَیتَ،فَلَمّا أرادَ أن یَخرُجَ مِن بابِ المَسجِدِ خَرَّ ساجِداً،ثُمَّ قامَ فَاستَقبَلَ الکَعبَةَ فَقالَ:

ص:326


1- .الکافی:ج 4 ص 530 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 280 ح 957،وسائل الشیعة:ج 14 ص 287 ح 19218.

«اللّهُمَّ إنّی أنقَلِبُ عَلی أن لا إلهَ إلّاأنتَ». (1)

25/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلقادِمِ مِن مَکَّةَ

2081.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ لِلقادِمِ مِن مَکَّةَ:

قَبِلَ اللّهُ مِنکَ،وأَخلَفَ عَلَیکَ نَفَقَتَکَ،وغَفَرَ ذَنبَکَ. (2)

2082.الإمام علیّ علیه السلام: إذا قَدِمَ أخوکَ مِن مَکَّةَ فَقَبِّل بَینَ عَینَیهِ،وفاهُ الَّذی قَبَّلَ بِهِ الحَجَرَ الأَسوَدَ الَّذی قَبَّلَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وَالعَینَ الَّذی نَظَرَ بِها إلی بَیتِ اللّهِ عز و جل،وقَبِّل مَوضِعَ سُجودِهِ ووَجهَهُ،وإذا هَنَّأتُموهُ فَقولوا لَهُ:

قَبِلَ اللّهُ نُسُکَکَ،ورَحِمَ سَعیَکَ،وأَخلَفَ عَلَیکَ نَفَقَتَکَ،ولا جَعَلَهُ آخِرَ عَهدِکَ بِبَیتِهِ الحَرامِ. (3)

2083.الإمام الصادق علیه السلام: إذا لَقیتَ أخاکَ وقَد قَدِمَ مِنَ الحَجِّ فَقُل:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَسَّرَ سَبیلَکَ،وهَدی دَلیلَکَ،وأَقدَمَکَ بِحالِ عافِیَةٍ،وقَد قَضَی الحَجَّ وأَعانَ عَلَی السَّفَرِ،تَقَبَّلَ اللّهُ مِنکَ،وأَخلَفَ عَلَیکَ نَفَقَتَکَ،وجَعَلَها لَکَ حَجَّةً مَبرورَةً ولِذُنوبِکَ طَهوراً. (4)

ص:327


1- .الکافی:ج 4 ص 531 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 281 ح 958،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 18 ح 43، [2]بحار الأنوار:ج 99 ص 370 ح 2.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 299 ح 2512،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 555 ح 1915 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،المحاسن:ج 2 ص 127 ح 1352 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریّات:ص 76 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 99 ص 386 ح 16.
3- الخصال:ص 635 ح 10 عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 123،بحار الأنوار:ج 99 ص 385 ح 9.
4- مستطرفات السرائر:ص 58 ح 32 عن صدقة بن الأحدب،تهذیب الأحکام:ج 5 ص 444 ح 1547 عن مسلم مولی الإمام الصادق علیه السلام وفیه«السعة»بدل«السفر»،بحار الأنوار:ج 99 ص 374 ح 1.

26/28الدُّعَاءُ المَأثورُ لِطَلَبِ الحَجِّ

2084.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ الحَجِّ-:

اللّهُمَّ ارزُقنِی الحَجَّ الَّذِی فَرَضتَهُ عَلی مَنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،وَاجعَل لی فیهِ هادِیاً وإلَیهِ دَلیلاً،وقَرِّب لی بُعدَ المَسالِکِ،وأَعِنّی عَلی تَأدِیَةِ المَناسِکِ،وحَرِّم بِإِحرامی عَلَی النّارِ جَسَدی،وزِد لِلسَّفَرِ فی زادی وقُوَّتی وجَلَدی،وَارزُقنی-رَبِّ-الوُقوفَ بَینَ یَدَیکَ وَالإِفاضَةَ إلَیکَ،وأَظفِرنی بِالنُّجحِ،وَاحبُنی بِوافِرِ الرِّبحِ.

وأَصدِرنی رَبِّ مِن مَوقِفِ الحَجِّ الأَکبَرِ إلی مُزدَلِفَةِ المَشعَرِ،وَاجعَلها زُلفَةً إلی رَحمَتِکَ،وطَریقاً إلی جَنَّتِکَ،وقِفنی مَوقِفَ المَشعَرِ الحَرامِ ومَقامَ وُفودِ الإِحرامِ، وأَهِّلنی لِتَأدِیَةِ المَناسِکِ ونَحرِ الهَدیِ التَّوامِکِ (1)،بِدَمٍ یَثُجُّ (2)،وأَوداجٍ تَمُجُّ،وإراقَةِ الدِّماءِ المَسفوحَةِ،وَالهَدایَا المَذبُوحَةِ،وفَریِ أوداجِها عَلی ما أمَرتَ،وَالتَّنَفُّلِ بِها کَما رَسَمتَ.

وأَحضِرنِی اللّهُمَّ صَلاةَ العیدِ راجِیاً لِلوَعدِ،خائِفاً مِنَ الوَعیدِ،حالِقاً شَعرَ رَأسی ومُقَصِّراً،مُجتَهِداً فی طاعَتِکَ،مُشَمِّراً،رامِیاً لِلجِمارِ بِسَبعٍ بَعدَ سَبعٍ مِنَ الأَحجارِ.

وأَدخِلنِی اللّهُمَّ عَرصَةَ بَیتِکَ وعَقوَتَکَ،وأَولِجنی مَحَلَّ أمنِکَ وکَعبَتَکَ،ومَساکینَکَ وسُؤّالَکَ،ووَفدَکَ ومَحاویجَکَ،وجُد عَلَیَّ اللّهُمَّ بِوافِرِ الأَجرِ مِنَ الاِنکِفاءِ وَالنَّفرِ،وَاختِم لی مَناسِکَ حَجّی وَانقِضاءَ عَجّی،بِقَبولٍ مِنکَ لی ورَأفَةٍ مِنکَ بی،یا غَفورُ یا رَحیمُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

ص:328


1- .ناقَةٌ تامِکٌ:أی عظیمة السَّنام (لسان العرب:ج 10 ص 407« تمک»).
2- الثَّجُّ:سیلان دماء الهدی والأضاحی (النهایة:ج 1 ص 207« ثجّ»).
3- البلد الأمین:ص 519، مهج الدعوات:ص 314 [4] نحوه وکلاهما عن محمد بن الحارث النوفلی،بحار الأنوار:ج 94 ص 118.

27/28الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِإِدمانِ الحَجِّ وَالعُمرَةِ

2085.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ وَامنُن عَلَیَّ بِالحَجِّ وَالعُمرَةِ،وزِیارَةِ قَبرِ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ (وآلِ رَسولِکَ) عَلَیهِمُ السَّلامُ أبَداً ما أبقَیتَنی،فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،وَاجعَل ذلِکَ مَقبولاً مَشکوراً مَذکوراً لَدَیکَ،مَذخوراً عِندَکَ. (1)

2086.عنه علیه السلام -من دُعائِهِ-:

اللّهُمَّ...أتمِم لی إنعامَکَ إنَّکَ خَیرُ المُنعِمینَ،وَاجعَل باقِیَ عُمری فِی الحَجِّ وَالعُمرَةِ ابتِغاءَ وَجهِکَ یا رَبَّ العالَمینَ. (2)

2087.الإمام الصادق علیه السلام -فیما یُقالُ فی نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ-:

أسأَ لُکَ بِجَمیعِ مَسائِلِکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وتَرزُقَنی فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ الحَجَّ وَالعُمرَةَ. (3)

2088.عنه علیه السلام: تَقولُ فی کُلِّ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذی أنزَلتَ فیهِ القُرآنَ،وَافتَرَضتَ عَلی عِبادِکَ فیهِ الصِّیامَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ،وزِیارَةَ قَبرِ نَبِیِّکَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم،فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ. (4)

ص:329


1- .الصحیفة السجادیّة:ص 98 الدعاء 23.
2- الصحیفة السجادیّة:ص 202 الدعاء 47، الإقبال:ج 2 ص 101، [3]المصباح للکفعمی:ص 902، [4]البلد الأمین:ص 490.
3- الإقبال:ج 1 ص 95، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 73 ح 232،مصباح المتهجّد:ص 545 ح 635 [7] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 369.
4- الهدایة:ص 187، الإقبال:ج 1 ص 144 [10] عن بعض آل محمد صلی الله علیه و آله،المزار الکبیر:ص 628 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 96 ص 311 ح 5.

2089.الإمام الصادق والکاظم علیهما السلام: تَقولُ فی شَهرِ رَمَضانَ مِن أوَّلِهِ إلی آخِرِهِ،بَعدَ کُلِّ فَریضَةٍ:

اللّهُمَّ ارزُقنی حَجَّ بَیتِکَ الحَرامِ،فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،ما أبقَیتَنی فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ وسَعَةِ رِزقٍ،ولا تُخلِنی مِن تِلکَ المَواقِفِ الکَریمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّریفَةِ وزِیارَةِ قَبرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،وفی جَمیعِ حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ فَکُن لی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فیما تَقضی وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فی لَیلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ أن تَکتُبَنی مِن حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ،المَبرورِ حَجُّهُم،المَشکُورِ سَعیُهُم، المَغفورِ ذُنوبُهُم،المُکَفَّرِ عَنهُم سَیِّئاتُهُم.وَاجعَل فیما تَقضی وتُقَدِّرُ أن تُطیلَ عُمُری فی طاعَتِکَ،وتُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزقی،وتُؤَدِّیَ عَنّی أمانَتی ودَینی،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

ص:330


1- .الإقبال:ج 1 ص 79 عن التلعکبریّ،بحار الأنوار:ج 97 ص 375.

الفَصلُ التاسع والعشرون:دَعَواتُ سائِرِ الشُّهورِ

اشارة

الفَصلُ التاسع والعشرون:دَعَواتُ سائِرِ الشُّهورِ (1)

1/29الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله عِندَ رُؤیَةِ هِلالِ کُلِّ شَهرٍ

2090.سنن الدارمی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمَنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالتَّوفیقِ لِما یُحِبُّ

ص:331


1- مصباح المتهجّد [1]عن الحسن بن علیّ الوشّاء قال:کانَ أبو جَعفَرٍ [الثّانی] مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إذا دَخَلَ شَهرٌ جَدیدٌ یُصَلّی أوَّلَ یَومٍ مِنهُ رَکعَتَینِ،یَقرَأُ فی أوَّلِ رَکعَةٍ«الحَمدَ»مَرَّةً و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»لِکُلِّ یَومٍ إلی آخِرِهِ [یَعنی ثَلاثینَ مَرَّةً]،وفِی الرَّکعَةِ الاُخرَی«الحَمدَ»و«إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ»مِثلَ ذلِکَ،ویَتَصَدَّقُ بِما یَتَسَهَّلُ،یَشتَری بِهِ سَلامَةَ ذلِکَ الشَّهرِ کُلِّهِ (مصباح المتهجّد:ص 523، [2]الإقبال:ج 1 ص 197 [3] نحوه). وزاد فی الدروع الواقیة: [4]أقول:ورأیتُ فی غیر هذه الروایة زیادةً:فقال:ویُستَحَبُّ إذا فَرَغتَ مِن هذِهِ الصَّلاةِ [5]أن تَقولَ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ«وَ مَا مِن دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللَّهِ رِزْقُهَا وَ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَ مُسْتَوْدَعَهَا کُلٌّ فِی کِتَبٍ مُّبِینٍ»(هود:6)« [6]وَإِن یَمْسَسْکَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا کَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن یَمْسَسْکَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلَی کُلِ ّ شَیْءٍ قَدِیرٌ»[الأنعام:17]. [7]بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ«سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْرًا»[الطلاق:7]« [8]مَا شَاءَ اللَّهُ لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»[الکهف:39]« [9]حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَکِیلُ»[آل عمران:173]«وَ [10]أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرُم بِالْعِبَادِ»[غافر:44]« [11]لَّاإِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَنَکَ إِنِّی کُنتُ مِنَ الظَّلِمِینَ»(الأنبیاء:87)« [12]رَبِ ّ إِنِّی لِمَا أَنزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ»[القصص:24]« [13]رَبِ ّ لَاتَذَرْنِی فَرْدًا وَ أَنتَ خَیْرُ الْوَ رِثِینَ»[الأنبیاء:89]»( [14]الدروع الواقیة:ص 43). [15] وفی الدروع الواقیة أیضاً [16]عن الإمام الصادق علیه السلام:مَن صَلّی أوَّلَ لَیلَةٍ مِنَ الشَّهرِ،وقَرَأَ سورَةَ الأَنعامِ فی صَلاتِهِ فی رَکعَتَینِ،ویَسأَلُ اللّهَ تَعالی أن یَکفِیَهُ کُلَّ خَوفٍ ووَجَعٍ،أمِنَ فی بَقِیَّةِ ذلِکَ الشَّهرِ مِمّا یَکرَهُهُ بِإِذنِ اللّهِ (الدروع الواقیة:ص 40).

رَبُّنا ویَرضی،رَبُّنا ورَبُّکَ اللّهُ. (1)

2091.الإقبال: رُوِیَ أنَّهُ [رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ إذا رَأَی الهِلالَ کَبَّرَ ثَلاثاً،وهَلَّلَ ثَلاثاً،ثُمَّ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذهَبَ شَهرَ کَذا،وجاءَ بِشَهرِ کَذا. (2)

2092.سنن أبی داوود عن قتادة أنّه بلغه: أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:«هِلالَ خَیرٍ ورُشدٍ،هِلالَ خَیرٍ ورُشدٍ،هِلالَ خَیرٍ ورُشدٍ،آمَنتُ بِالَّذی خَلَقَکَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ.

ثُمَّ یَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ذَهَبَ بِشَهرِ کَذا وجاءَ بِشَهرِ کَذا». (3)

2093.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ قالَ:

هِلالَ خَیرٍ ورُشدٍ ویُمنٍ (4)-ثَلاثاً-الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَکَ فَسَوّاکَ فَعَدَلَکَ وجَعَلَکَ آیَةً لِلعالَمینَ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ وَالسَّلامَةِ. (5)

2094.الإمام الصادق علیه السلام :کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَکَ وقَدَّرَکَ وجَعَلَکَ مَواقیتَ لِلنّاسِ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا هِلالاً مُبارَکاً. (6)

2095.الدعاء للطبرانی عن رافع بن خدیج: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:«هِلالَ خَیرٍ

ص:332


1- .سنن الدارمی:ج 1 ص 428 ح 1639، صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 171 ح 888،المعجم الکبیر:ج 12 ص 273 ح 13330 ولیس فیهما«اللّه أکبر»،تاریخ دمشق:ج 38 ص 310 ح 7676،کنز العمّال:ج 7 ص 78 ح 18044.
2- الإقبال:ج 3 ص 173، بحار الأنوار:ج 98 ص 376 ح 1.
3- سنن أبی داوود:ج 4 ص 324 ح 5092،المصنّف لابن أبی شیبة:ج2 ص 510 ح 11 و ج 7 ص 121 ح 6، المصنّف لعبد الرزاق:ج 4 ص 169 ح 7353،الدعاء للطبرانی: [5]ص 282 ح 905 عن أبی سعید،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 229 ح 647 عن عبد اللّه بن مطرف وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 77 ح 18040.
4- الیُمنُ:وهو البرکة،وضدّ الشؤم ( النهایة:ج 5 ص 302«یمن»).
5- الدعاء للطبرانی:ص 283 ح 907.
6- الإقبال:ج 1 ص 66.

ورُشدٍ»،ثُمَّ قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذَا الشَّهرِ»ثَلاثاً،«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن خَیرِ هذَا الشَّهرِ وخَیرِ القَدَرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ. (1)

2096.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَلهُ هِلالَ یُمنٍ وبَرَکَةٍ. (2)

2097.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ رَفَعَ یَدَیهِ ثُمَّ قالَ:

بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،رَبّی ورَبُّکَ اللّهُ. (3)

2098.الأمالی عن عبدالغفّار بن القاسم عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الهِلالَ استَقبَلَ القِبلَةَ وکَبَّرَ،ثُمَّ قالَ:

هِلالَ رُشدٍ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِیُمنٍ وإیمانٍ،وسَلامَةٍ وإسلامٍ،وهُدیً ومَغفِرَةٍ،وعافِیَةٍ مُجَلِّلَةٍ،ورِزقٍ واسِعٍ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

2099.الإمام علیّ علیه السلام :کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:

أیُّهَا الخَلقُ المُطیعُ،الدّائِبُ السَّریعُ،المُتَصَرِّفُ فی مَلَکوتِ الجَبَروتِ بِالتَّقدیرِ،رَبّی ورَبُّکَ اللّهُ.

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ وَالإِحسانِ،وکَما بَلَّغتَنا أوَّلَهُ فَبَلِّغنا آخِرَهُ،وَاجعَلهُ شَهراً مُبارَکاً تَمحو فیهِ السَّیِّئاتِ،وتُثبِتُ لَنا فیهِ الحَسَناتِ،

ص:333


1- .الدعاء للطبرانی:ص 283 ح 908،المعجم الکبیر:ج 4 ص 276 ح 4409،کنز العمّال:ج 7 ص 77 ح 18041.
2- الدعاء للطبرانی:ص 282 ح 904،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 227 ح 640.
3- الأمالی للطوسی:ص 495 ح 1084 عن محمّد بن علیّ بن الحنفیّة،بحار الأنوار:ج 95 ص 344 ح 2؛ [2]سنن الترمذی:ج 5 ص 504 ح 3451،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 343 ح 1397، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 317 ح 7767 کلّها عن طلحة بن عبید اللّه ولیس فیها«بسم اللّه»،کنز العمّال:ج7 ص 78 ح 18042.
4- الأمالی للطوسی:ص 495 ح 1085، بحار الأنوار:ج 95 ص 344 ح 3.

وتَرفَعُ لَنا فیهِ الدَّرَجاتِ،یا عَظیمَ الخَیراتِ. (1)

2/29الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ رُؤیَةِ هِلالِ کُلِّ شَهرٍ

2100.نثر الدرّ: کانَ [الإِمامُ عَلِیٌّ علیه السلام ] إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ قالَ:

اللّهُمَّ اجعَلنا أهدی مَن نَظَرَ إلَیهِ،وأَزکی مَن طَلَعَ عَلَیهِ. (2)

2101.دعائم الإسلام :رُوِّینا عَن عَلِیٍّ علیه السلام،أنَّهُ کانَ إذا رَأَی الهِلالَ قالَ:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ هذَا الشَّهرِ،وفَتحَهُ ونَصرَهُ،ونورَهُ ورِزقَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وشَرِّ ما بَعدَهُ. (3)

2102.الإمام علیّ علیه السلام :إذا رَأَیتَ الهِلالَ فَلا تَبرَح وقُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ هذَا الشَّهرِ وفَتحَهُ،ونورَهُ ونَصرَهُ،وبَرَکَتَهُ وطَهورَهُ ورِزقَهُ، وأَسأَ لُکَ خَیرَ ما فیهِ وخَیرَ ما بَعدَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما فیهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ.

اللّهُمَّ أدخِلهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالبَرَکَةِ [وَالتَّقوی] (4)وَالتَّوفیقِ لِما تُحِبُّ وتَرضی. (5)

ص:334


1- .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 71 ح 329 عن دارم بن قبیصة عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 343 ح 1.
2- نثر الدرّ:ج 1 ص 284.
3- دعائم الإسلام:ج 1 ص 271، الأمالی للطوسی:ص 647 ح 1341 [4] عن عبّاد بن صهیب عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 96 ص 382 ح 8؛الدعاء للطبرانی: [5]ص 284 ح 910 عن الحارث،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 510 ح 5 و ج 7 ص 121 ح 4 [6] عن أبی عبیدة و کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 596 ح 24310 نقلاً عن ابن النجّار عن الحارث.
4- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
5- الکافی:ج 4 ص 76 ح 8، تهذیب الأحکام:ج 4 ص 197 ح 564،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 100 ح 1845،مصباح المتهجّد:ص 541 ح 627، [8]الإقبال:ج 1 ص 65.

3/29الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام عِندَ رُؤیَةِ هِلالِ کُلِّ شَهرٍ

2103.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ-:

أیُّهَا الخَلقُ المُطیعُ،الدّائِبُ السَّریعُ،المُتَرَدِّدُ فی مَنازِلِ التَّقدیرِ،المُتَصَرِّفُ فی فَلَکِ التَّدبیرِ،آمَنتُ بِمَن نَوَّرَ بِکَ الظُّلَمَ،وأَوضَحَ بِکَ البُهَمَ (1)،وجَعَلَکَ آیَةً مِن آیاتِ مُلکِهِ، وعَلامَةً مِن عَلاماتِ سُلطانِهِ،وَامتَهَنَکَ (2)بِالزِّیادَةِ وَالنُّقصانِ،وَالطُّلوعِ وَالاُفولِ،وَالإِنارَةِ وَالکُسوفِ،فی کُلِّ ذلِکَ أنتَ لَهُ مُطیعٌ،وإلی إرادَتِهِ سَریعٌ.

سُبحانَهُ ما أعجَبَ ما دَبَّرَ فی أمرِکَ،وأَلطَفَ ما صَنَعَ فی شَأنِکَ،جَعَلَکَ مِفتاحَ شَهرٍ حادِثٍ لِأَمرٍ حادِثٍ.فَأَسأَلُ اللّهَ رَبّی ورَبَّکَ،وخالِقی وخالِقَکَ،ومُقَدِّری ومُقَدِّرَکَ، ومُصَوِّری ومُصَوِّرَکَ،أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن یَجعَلَکَ هِلالَ بَرَکَةٍ لا تَمحَقُهَا (3)الأَیّامُ،وطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الآثامُ،هِلالَ أمنٍ مِنَ الآفاتِ،وسَلامَةٍ مِنَ السَّیِّئاتِ،هِلالَ سَعدٍ لا نَحسَ فیهِ،ویُمنٍ لا نَکَدَ مَعَهُ،ویُسرٍ لا یُمازِجُهُ عُسرٌ،وخَیرٍ لا یَشوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ أمنٍ وإیمانٍ،ونِعمَةٍ وإحسانٍ،وسَلامَةٍ وإسلامٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِن أرضی مَن طَلَعَ عَلَیهِ،وأَزکی مَن نَظَرَ إلَیهِ، وأَسعَدَ مَن تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ،ووَفِّقنا فیهِ لِلتَّوبَةِ،وَاعصِمنا فیهِ مِنَ الحَوبَةِ (4)،وَاحفَظنا فیهِ مِن مُباشَرَةِ مَعصِیَتِکَ،وأَوزِعنا (5)فیهِ شُکرَ نِعمَتِکَ،وأَلبِسنا فیهِ جُنَنَ (6)العافِیَةِ،وأَتمِم عَلَینا بِاستِکمالِ طاعَتِکَ فیهِ المِنَّةَ،إنَّکَ المَنّانُ الحَمیدَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآله الطَّیِّبینَ

ص:335


1- .البُهَمُ:جمعُ بُهمَةِ-بِالضَّمِّ-وهیُ مشکلات الاُمور (لسان العرب:ج 12 ص 57« بهم»).
2- امتَهَنَکَ:أی استَعمَلک ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1731«مهن»).
3- المحقُ:النقص والمحو والإبطال ( النهایة:ج 4 ص 303«محق»).
4- الحَوبَةُ:الخَطیئَةُ ( المصباح المنیر:ص 155« حاب»).
5- أوزعه الشیء:ألهمه إیّاه،وأوزعنی:ألهمنی وأولعنی به (لسان العرب:ج 8 ص 391« وزع»).
6- الجُنّة:السُترة ( لسان العرب:ج 13 ص 92«جنن»).

الطّاهِرینَ. (1)

4/29الدُّعاءُ المَأثورُ فی أوَّلِ یَومٍ مِنَ المُحَرَّمِ

2104.الإقبال عن محمّد بن فضیل الصیرفی: حَدَّثَنا عَلِیُّ بنُ موسَی الرِّضا علیه السلام عَن أبیهِ عَن جَدِّهِ عَن آبائِهِ علیهم السلام قالَ:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُصَلّی أوَّلَ یَومٍ مِنَ المُحَرَّمِ رَکعَتَینِ،فَإِذا فَرَغَ رَفَعَ یَدَیهِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرّاتٍ:

اللّهُمَّ أنتَ الإِلهُ القَدیمُ وهذِهِ سَنَةٌ جَدیدَةٌ،فَأَسأَ لُکَ فیهَا العِصمَةَ مِنَ الشَّیطانِ،وَالقُوَّةَ عَلی هذِهِ النَّفسِ الأَمّارَةِ بِالسّوءِ،وَالاِشتِغالَ بِما یُقَرِّبُنی إلَیکَ،یا کَریمُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا ذَخیرَةَ مَن لا ذَخیرَةَ لَهُ،یا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا کَنزَ مَن لا کَنزَ لَهُ،یا حَسَنَ البَلاءِ،یا عَظیمَ الرَّجاءِ،یا عِزَّ الضُّعَفاءِ،یا مُنقِذَ الغَرقی،یا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُنعِمُ،یا مُجمِلُ،یا مُفضِلُ،یا مُحسِنُ،أنتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ سَوادُ اللَّیلِ،ونورُ النَّهارِ،وضَوءُ القَمَرِ،وشُعاعُ الشَّمسِ،ودَوِیُّ الماءِ،وحَفیفُ الشَّجَرِ،یا اللّهُ لا شَریکَ لَکَ،اللّهُمَّ اجعَلنا خَیراً مِمّا یَظُنّونَ،وَاغفِر لَنا ما لا یَعلَمونَ،ولا تُؤاخِذنا بِما یَقولونَ، «حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ» 2 ، «آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما یَذَّکَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ * رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ» 3 . (2)

ص:336


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 163 الدعاء 43، مصباح المتهجّد:ص 541 ح 628، [2]الأمالی للطوسی:ص 495 ح 1086 [3]عن إسحاق بن جعفر؛الإقبال:ج 1 ص 63 [4] کلاهما عن الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه عنه علیهم السلام واختصّ الدعاء فیهما لشهر رمضان،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 101 ح 1847 عن الإمام علیّ علیه السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 344 ح 4 و ج 58 ص 178 ح 36.
2- الإقبال:ج 3 ص 42، بحار الأنوار:ج 98 ص 334 ح 2.

5/29الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ رُؤیَةِ هِلالِ رَجَبٍ

2105.الإقبال: الدُّعاءُ عِندَ هِلالِ رَجَبٍ،وَجَدناهُ فی کُتُبِ الدَّعَواتِ،مَروِیٌّ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإِیمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،رَبّی ورَبُّکَ اللّهُ عز و جل. (1)

2106.الإقبال: رُوِیَ أنَّهُ [ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ إذا رَأی هِلالَ رَجَبٍ قالَ:

اللّهُمَّ بارِک لَنا فی رَجَبٍ وشَعبانَ،وبَلِّغنا شَهرَ رَمَضانَ،وأَعِنّا عَلَی الصِّیامِ وَالقِیامِ، وحِفظِ اللِّسانِ وغَضِّ البَصَرِ،ولا تَجعَل حَظَّنا مِنهُ الجوعَ وَالعَطَشَ. (2)

6/29الدَّعَواتُ العامَّةُ فی شَهرِ رَجَبٍ

2107.الإقبال عن أبی سعید الخدریّ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«ألا إنَّ رَجَباً شَهرُ اللّهِ الأَصَمُّ»وذَکَرَ فَضلَ صِیامِهِ وما لِصِیامِ أیّامِهِ مِنَ الثَّوابِ،ثُمَّ قالَ فی آخِرِهِ:قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَمَن لَم یَقدِر عَلی هذِهِ الصِّفَةِ یَصنَعُ ماذا لِیَنالَ ما وَصَفتَ؟قالَ:«یُسَبِّحُ اللّهَ تَعالی فی کُلِّ یَومٍ مِن رَجَبٍ إلی تَمامِ ثَلاثینَ یَوماً بِهذَا التَّسبیحِ مِئَةَ مَرَّةٍ:سُبحانَ الإِلهِ الجَلیلِ،سُبحانَ مَن لا یَنبَغِی التَّسبیحُ إلّالَهُ،سُبحانَ الأَعَزِّ الأَکرَمِ،سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وهُوَ لَهُ أهلٌ». (3)

ص:337


1- .الإقبال:ج 3 ص 173، بحار الأنوار:ج 98 ص 376 ح 1.
2- الإقبال:ج 3 ص 173، بحار الأنوار:ج 98 ص 376 ح 1،الدعاء للطبرانی: [4]ص 284 ح 911،المعجم الأوسط:ج 4 ص 189 ح 3939،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 232 ح 659 کلّها عن أنس وفیها«کان رسول اللّه إذا دخل رجب قال:...»ولیس فیها ذیله من«وأعنّا...»،کنز العمّال:ج 7 ص 79 ح 18049 و ج 14 ص 176 ح 38289.
3- الإقبال:ج 3 ص 197، ثواب الأعمال:ص 83 ح 4،فضائل الأشهر الثلاثة:ص 31 ح 12، [6]الأمالی للصدوق:ص 632 ح 844، [7]مصباح المتهجّد:ص 817 ح 881، [8]بحار الأنوار:ج 97 ص 31 ح 1.

2108.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن صَلّی فی رَجَبٍ سِتّینَ رَکعَةً فی کُلِّ لَیلَةٍ مِنهُ رَکعَتَینِ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ مِنهُما فاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً،و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»ثَلاثَ مَرّاتٍ،و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» مَرَّةً،فَإِذا سَلَّمَ مِنهُما رَفَعَ یَدَیهِ وقالَ:

«لا إله إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وإلَیهِ المَصیرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آل مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ وآلِهِ».

ویَمسَحُ بِیَدَیهِ وَجهَهُ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ یَستَجیبُ الدُّعاءَ،ویُعطی ثَوابَ سِتّینَ حَجَّةً وسِتّینَ عُمرَةً. (1)

2109.المزار الکبیر عن طاووس الیمانی: مَرَرتُ بِالحِجرِ فی رَجَبٍ،وإذا أنَا بِشَخصٍ راکِعٍ وساجِدٍ،فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام،فَقُلتُ:یا نَفسی،رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَیتِ النُّبُوَّةِ،وَاللّهِ لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ،فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ،ورَفَعَ باطِنَ کَفَّیهِ إلَی السَّماءِ وجَعَلَ یَقولُ:

«سَیِّدی سَیِّدی،وهذِهِ یَدایَ قَد مَدَدتُهُما إلَیکَ بِالذُّنوبِ مَملُوَّةً،وعَینایَ إلَیکَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً،وحَقٌّ لِمَن دَعاکَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً،أن تُجیبَهُ بِالکَرَمِ تَفَضُّلاً.

سَیِّدی،أ مِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی؟أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟

سَیِّدی،أ لِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائی؟أم لِشُربِ الحَمیمِ (2)خَلَقتَ أمعائی؟

سَیِّدی،لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَکُنتُ أوَّلَ الهارِبینَ مِنکَ،لکِنّی أعلَمُ أنّی لا أفوتُکَ.

ص:338


1- .الإقبال:ج 3 ص 178، بحار الأنوار:ج 98 ص 380 ح 1.
2- الحَمیمُ:الماء الحارّ الشدید الحرارة یسقی منه أهل النار ( مجمع البحرین:ج 1 ص 460«حمم»).

سَیِّدی،لَو أنَّ عَذابی یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،غَیرَ أنّی أعلَمُ أنَّهُ لا یَزیدُ فی مُلکِکَ طاعَةُ المُطیعینَ،ولا یَنقُصُ مِنهُ مَعصِیَةُ العاصینَ.

سَیِّدی،ما أنَا وما خَطَری؟هَب لی خَطایایَ بِفَضلِکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ.

إلهی وسَیِّدی ! ارحَمنی مَطروحاً عَلَی الفِراشِ تُقَلِّبُنی أیدی أحِبَّتی،وَارحَمنی مَطروحاً عَلَی المُغتَسَلِ یُغَسِّلُنی صالِحُ جیرَتی،وَارحَمنی مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتی،وَارحَم فی ذلِکَ البَیتِ المُظلِمِ وَحشَتی وغُربَتی ووَحدَتی،فَما لِلعَبدِ مَن یَرحَمُهُ إلّامَولاهُ !».

ثُمَّ سَجَدَ وقالَ:

«أعوذُ بِکَ مِن نارٍ حَرُّها لا یُطفی،وجَدیدُها لا یَبلی،وعَطشانُها لا یَروی».

وقَلَبَ خَدَّهُ الأَیمَنَ وقالَ:

«اللّهُمَّ لا تُقَلِّب وَجهی فِی النّارِ بَعدَ تَعفیری وسُجودی لَکَ بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ الحَمدُ وَالمَنُّ عَلَیَّ».

ثُمَّ قَلَبَ خَدَّهُ الأَیسَرَ وقالَ:

«اِرحَم مَن أساءَ وَاقتَرَفَ،وَاستَکانَ (1)وَاعتَرَفَ».

ثُمَّ عادَ إلَی السُّجودِ وقالَ:

«إن کُنتُ بِئسَ العَبدُ،فَأَنتَ نِعمَ الرَّبُّ،العَفوَ العَفوَ-مِئَةَ مَرَّةٍ-».

قالَ طاووسٌ:فَبَکَیتُ حَتّی عَلا نَحیبی،فَالتَفَتَ إلَیَّ وقالَ:ما یُبکیکَ یا یَمانِیُّ؟ أوَ لَیسَ هذا مَقامَ المُذنِبینَ؟! فَقُلتُ:حَبیبی ! حَقیقٌ عَلَی اللّهِ أن لا یَرُدَّکَ وجَدُّکَ

ص:339


1- .استکانَ:إذا خَضَع وذَلَّ ( المصباح المنیر:ص 283«سکن»).

مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله.

قالَ طاووسٌ:فَلَمّا کانَ فِی العامِ المُقبِلِ فی شَهرِ رَجَبٍ بِالکوفَةِ فَمَرَرتُ بِمَسجِدِ غَنِیٍّ،فَرَأَیتُهُ علیه السلام یُصَلّی فیهِ ویَدعو بِهذَا الدُّعاءِ،وفَعَلَ کَما فَعَلَ فِی الحِجرِ. (1)

2110.الإقبال عن أبی معشر عن الإمام الصادق علیه السلام، [ قال ] : إنَّهُ کانَ إذا دَخَلَ رَجَبٌ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی کُلِّ یَومٍ مِن أیّامِهِ:

خابَ الوافِدونَ عَلی غَیرِکَ،وخَسِرَ المُتَعَرِّضونَ إلّالَکَ،وضاعَ المُلِمّونَ إلّابِکَ، وأَجدَبَ المُنتَجِعونَ (2)إلّامَنِ انتَجَعَ فَضلَکَ،بابُکُ مَفتوحٌ لِلرّاغِبینَ،وخَیرُکَ مَبذولٌ لِلطّالِبینَ،وفَضلُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ،ونَیلُکَ مُتاحٌ لِلآمِلینَ،ورِزقُکَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاکَ، وحِلمُکَ مُتَعَرِّضٌ لِمَن ناواکَ،عادَتُکَ الإِحسانُ إلَی المُسیئینَ،وسَبیلُکَ الإِبقاءُ عَلَی المُعتَدینَ.اللّهُمَّ فَاهدِنی هُدَی المُهتَدینَ،وَارزُقنِی اجتِهادَ المُجتَهِدینَ،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ المُبعَدینَ،وَاغفِر لی یَومَ الدّینِ. (3)

2111.الإقبال عن محمّد السجّاد [ بن ذکوان ] : قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،هذا رَجَبٌ عَلِّمنی فیهِ دُعاءً یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ،قالَ:فَقالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اُکتُب:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،وقُل فی کُلِّ یَومٍ مِن رَجَبٍ صَباحاً ومَساءً،وفی أعقابِ صَلَواتِکَ فی یَومِکَ ولَیلَتِکَ:

یا مَن أرجوهُ لِکُلِّ خَیرٍ،وآمَنُ سَخَطَهُ عِندَ کُلِّ شَرٍّ،یا مَن یُعطِی الکَثیرَ بِالقَلیلِ،یا مَن یُعطی مَن سَأَلَهُ،یا مَن یُعطی مَن لَم یَسأَلهُ،ومَن لَم یَعرِفهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً،أعطِنی بِمَسأَلَتی إیّاکَ جَمیعَ خَیرِ الدُّنیا وجَمیعَ خَیرِ الآخِرَةِ،وَاصرِف عَنّی بِمَسأَلَتی إیّاکَ جَمیعَ

ص:340


1- .المزار الکبیر:ص 146،المزار للشهید الأوّل:ص 267،مصباح الزائر:ص 111، وفیه الدعاء فقط من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج100 ص 448 ح 25.
2- الانتجاعُ:طَلَبُ الکَلَأِ ومساقِطِ الغَیث ( النهایة:ج 5 ص 22« نجع»).
3- الإقبال:ج 3 ص 209، بحار الأنوار:ج 98 ص 389 ح 1.

شَرِّ الدُّنیا وشَرِّ الآخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَیرُ مَنقوصٍ ما أعطَیتَ،وزِدنی مِن فَضلِکَ یا کَریمُ».

قالَ:ثُمَّ مَدَّ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَدَهُ الیُسری فَقَبَضَ عَلی لِحیَتِهِ،ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ وهُوَ یَلوذُ بِسَبّابَتِهِ الیُمنی،ثُمَّ قالَ بَعدَ ذلِکَ:«یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا النَّعماءِ وَالجودِ،یا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ،حَرِّم شَیبَتی عَلَی النّارِ».

وفی حَدیثٍ آخَرَ:ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلی لِحیَتِهِ،ولَم یَرفَعها إلّاوقَدِ امتَلَأَ ظَهرُ کَفِّهِ دُموعاً. (1)

2112.مصباح المتهجّد عن ابن عیّاش: خَرَجَ إلی أهلی عَلی یَدِ الشَّیخِ أبِی القاسِمِ رحمه الله فی مُقامِهِ عِندَهُم هذَا الدُّعاءُ فی أیّامِ رَجَبٍ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِالمَولودَینِ فی رَجَبٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الثّانی وَابنِهِ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ،وأَتَقَرَّبُ بِهِما إلَیکَ خَیرَ القُرَبِ،یا مَن إلَیهِ المَعروفُ طُلِبَ،وفیما لَدَیهِ رُغِبَ،أسأَ لُکَ سُؤالَ مُقتَرِفٍ (2)مُذنِبٍ قَد أوبَقَتهُ (3)ذُنوبُهُ،وأَوثَقَتهُ عُیوبُهُ،فَطالَ عَلَی الخَطایا دُؤوبُهُ،ومِنَ الرَّزایا خُطوبُهُ،یَسأَ لُکَ التَّوبَةَ،وحُسنَ الأَوبَةِ (4)وَالنُّزوعَ عَنِ الحَوبَةِ،ومِنَ النّارِ فِکاکَ رَقَبَتِهِ،وَالعَفوَ عَمّا فی رِبقَتِهِ،فَأَنتَ یا مَولایَ أعظَمُ أمَلِهِ وثِقَتِهِ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِمَسائِلِکَ الشَّریفَةِ،ووَسائِلِکَ المُنیفَةِ،أن تَتَغَمَّدَنی فی هذَا الشَّهرِ بِرَحمَةٍ مِنکَ واسِعَةٍ،ونِعمَةٍ وازِعَةٍ،ونَفسٍ بِما رَزَقتَها قانِعَةٍ،إلی نُزولِ الحافِرَةِ ومَحَلِّ الآخِرَةِ،وما هِیَ إلَیهِ صائِرَةٌ. (5)

ص:341


1- .الإقبال:ج 3 ص 211، الکافی:ج2 ص584 ح 20،رجال الکشّی:ج 2 ص 667 الرقم 68 [2] عن محمّد بن زید الشحّام وکلاهما نحوه ولم یذکر فیهما اختصاصه بشهر رجب،بحار الأنوار:ج 98 ص 390 ح 1.
2- فی الإقبال:« معترف»بدل«مقترف»،وکلاهما بمعنی.
3- وَبَقَ:هَلَکَ ( المصباح المنیر:ص 646« وبق»).
4- آبَ أوباً:رَجَع عن ذَنبِه وتابَ ( المصباح المنیر:ص 28« أوب»).
5- مصباح المتهجّد:ص 804 ح 867، الإقبال:ج 3 ص 215، [8]بحار الأنوار:ج 98 ص 394 ح 1.

2113.مصباح المتهجّد عن أبی القاسم الحسین بن روح رحمه الله: زُر أیَّ المَشاهِدِ کُنتَ بِحَضرَتِها فی رَجَبٍ،تَقولُ إذا دَخَلتَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أشهَدَنا مَشهَدَ أولِیائِهِ فی رَجَبٍ،وأَوجَبَ عَلَینا مِن حَقِّهِم ما قَد وَجَبَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ،وعَلی أوصِیائِهِ الحُجُبِ،اللّهُمَّ فَکَما أشهَدتَنا مَشهَدَهُم،فَأَنجِز لَنا مَوعِدَهُم،وأَورِدنا مَورِدَهُم،غَیرَ مُحَلَّئینَ (1)عَن وِردٍ فی دارِ المُقامَةِ وَالخُلدِ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم.

إنّی قَصَدتُکُم وَاعتَمَدتُکُم بِمَسأَلَتی وحاجَتی،وهِیَ فَکاکُ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَالمَقَرُّ مَعَکُم فی دارِ القَرارِ،مَعَ شیعَتِکُمُ الأَبرارِ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ، أنَا سائِلُکُم وآمِلُکُم،فیما إلَیکُمُ التَّفویضُ وعَلَیکُمُ التَّعویضُ،فَبِکُم یُجبَرُ المَهیضُ (2)، ویُشفَی المَریضُ،وما تَزدادُ الأَرحامُ (3)وما تَغیضُ. (4)

إنّی بِسِرِّکُم مُؤمِنٌ،ولِقَولِکُم مُسَلِّمٌ،وعَلَی اللّهِ بِکُم مُقسِمٌ فی رَجعی بِحَوائِجی وقَضائِها وإمضائِها،وإنجاحِها وإبراحِها (5)،وبِشُؤونی لَدَیکُم وصَلاحِها.

وَالسَّلامُ عَلَیکُم سَلامَ مُوَدِّعٍ،ولَکُم حَوائِجَهُ مودِعٌ،یَسأَلُ اللّهَ إلَیکُمُ المَرجِعَ،وسَعیُهُ إلَیکُم غَیرُ مُنقَطِعٍ،وأَن یُرجِعَنی مِن حَضرَتِکُم خَیرَ مَرجِعٍ،إلی جَنابٍ (6)مُمرِعٍ (7)

ص:342


1- .حَلَّأْتُ الإبِلَ عن الماء:إذا طردتها عنه ومنعتها أن ترده (الصحاح:ج 1 ص 45« حلأ»).
2- هاضَ العَظمَ:أی کسره فهو مهیض (الصحاح:ج 3 ص 1113« هیض»).
3- قال العلّامة المجلسی قدس سره:وفی بعض النسخ:«وعندکم ما تزداد الأرحام»وهو أظهر.ثمّ المراد به إمّا ازدیاد مدّة الحمل،أو عدد الأولاد،أو دم الحیض (بحار الأنوار:ج 102 ص 196).
4- غاضَ الشیء:نقص.وغِضتُه:نَقَصتُه،یُستعمل لازماً ومتعدّیاً (المصباح المنیر:ص 459«غاض»).
5- فی المصدر:«وإبراجِها»،والتصویب من بحار الأنوار والمصادر الاُخری.وقال العلّامة المجلسی:«وإبراحها»فی أکثر النسخ بالباء الموحّدة والحاء المهملة،أی إظهارها؛من بَرَح الأمر،إذا ظهر.ویقال:أبرحه،أی أعجبه وأکرمه وعظّمه (بحار الأنوار:ج 102 ص 196).
6- الجَنابُ:الفناء والناحیة (القاموس المحیط:ج 1 ص 49«جنب»).
7- مَرُعَ الوادی:أخصَبَ بکثرة الکَلَأ.وأَمرَعَ-بالألف-لُغةٌ (المصباح المنیر:ص 569«مرع»).

وخَفضٍ (1)مُوَسَّعٍ،ودَعَةٍ ومَهَلٍ (2)،إلی حینِ الأَجَلِ،وخَیرِ مَصیرٍ ومَحَلٍّ،فِی النَّعیمِ الأَزَلِ وَالعَیشِ المُقتَبَلِ،ودَوامِ الاُکُلِ،وشُربِ الرَّحیقِ وَالسَّلسَلِ (3)،وعَلٍّ ونَهَلٍ (4)،لا سَأَمَ مِنهُ ولا مَلَلَ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وتَحِیّاتُهُ،حَتَّی العَودِ إلی حَضرَتِکُم،وَالفَوزِ فی کَرَّتِکُم، وَالحَشرِ فی زُمرَتِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ عَلَیکُم وصَلَواتُهُ وتَحِیّاتُهُ، وهُوَ حَسبُنا ونِعمَ الوَکیلُ. (5)

2114.الإقبال -فیما رَواهُ مِن کِتابِ«مَعالِمُ الدّینِ» (6)-:ذَکَرَ مُحَمَّدُ بنُ أبِی الرَّوّادِ الرَّوّاسِیُّ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ الدَّهّانِ إلی مَسجِدِ السَّهلَةِ فی یَومٍ مِن أیّامِ رَجَبٍ،فَقالَ:مِل بِنا إلی مَسجِدِ صَعصَعَةَ فَهُوَ مَسجِدٌ مُبارَکٌ،وقَد صَلّی بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ،ووَطِئَهُ الحُجَجُ بِأَقدامِهِم،فَمِلنا إلَیهِ،فَبَینا نَحنُ نُصَلّی إذا بِرَجُلٍ قَد نَزَلَ عَن ناقَتِهِ وعَقَلَها بِالظِّلالِ،ثُمَّ دَخَلَ وصَلّی رَکعَتَینِ أطالَ فیهِما،ثُمَّ مَدَّ یَدَیهِ فَقالَ-:وذَکَرَ الدُّعاءَ الَّذی یَأتی ذِکرُهُ-ثُمَّ قامَ إلی راحِلَتِهِ ورَکِبَها،فَقالَ لِیَ ابنُ (7)جَعفرٍ الدَّهّانُ:ألا نَقومُ إلَیهِ فَنَسأَ لُهُ مَن هُوَ؟فَقُمنا إلَیهِ فَقُلنا لَهُ:ناشَدناکَ اللّهَ مَن أنتَ؟فَقالَ:ناشَدتُکُمَا اللّهَ مَن تَرَیانی؟قالَ ابنُ جَعفَرٍ الدَّهّانُ:نَظُنُّکَ الخِضرَ علیه السلام فَقالَ:وأَنتَ أیضاً؟فَقُلتُ:أظُنُّکَ إیّاهُ،فَقالَ:وَاللّهِ،إنّی لَمَن الخِضرُ مُفتَقِرٌ إلی رُؤیَتِهِ،اِنصَرِفا فَأَنَا إمامُ زَمانِکُما،وهذا لَفظُ دُعائِهِ علیه السلام:

ص:343


1- .الخَفض:الدَّعَة والسکون (النهایة:ج 2 ص 54«خفض»).
2- المَهْل والمَهَل:السَّکینة والرِّفق (القاموس المحیط:ج 4 ص 52«مهل»).
3- ماءٌ سَلْسَل:سَهل الدخول فی الحَلق؛لعذوبته وصفائه (الصحاح:ج 5 ص 1732« سلل»).
4- العَلّ:الشربة الثانیة،أو الشرب بعد الشرب تِباعاً.والنَّهَل:أوّل الشرب (القاموس المحیط:ج 4 ص 20«علّ»وص 61«نهل»).
5- مصباح المتهجّد:ص 821، المزار الکبیر:ص 203 ح 2،الإقبال:ج 3 ص 183، [3]بحار الأنوار:ج 102 ص 195.
6- أبو طاهر محمّد بن الحسن النرسی (راجع:هامش الملهوف:ص 159،الذریعة:ج 21 ص 198 وفیه القرسی(النرسی).
7- فی المصدر:«أبو جعفر»وما أثبتناه هو الصحیح،کما یأتی فیما بعد.

اللّهُمَّ یا ذَا المِنَنِ السّابِغَةِ،وَالآلاءِ الوازِعَةِ (1)،وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ،وَالقُدرَةِ الجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الجَسیمَةِ،وَالمَواهِبِ العَظیمَةِ،وَالأَیادِی الجَمیلَةِ،وَالعَطایَا الجَزیلَةِ.

یا مَن لا یُنعَتُ بِتَمثیلٍ،ولا یُمَثَّلُ بِنَظیرٍ،ولا یُغلَبُ بِظَهیرٍ.

یا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ،وأَلهَمَ فَأَنطَقَ،وَابتَدَعَ فَشَرَعَ،وعَلا فَارتَفَعَ،وقَدَّرَ فَأَحسَنَ، وصَوَّرَ فَأَتقَنَ،وَاحتَجَّ فَأَبلَغَ،وأَنعَمَ فَأَسبَغَ،وأَعطی فَأَجزَلَ،ومَنَحَ فَأَفضَلَ.

یا مَن سَما فِی العِزِّ فَفاتَ خَواطِرَ الأَبصارِ،ودَنا فِی اللُّطفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفکارِ،یا مَن تَوَحَّدَ بِالمُلکِ،فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکوتِ سُلطانِهِ،وتَفَرَّدَ بِالکِبرِیاءِ وَالآلاءِ،فَلا ضِدَّ لَهُ فی جَبَروتِ شَأنِهِ،یا مَن حارَت فی کِبرِیاءِ هَیبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الأَوهامِ،وَانحَسَرَت دونَ إدراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبصارِ الأَنامِ،یا مَن عَنَتِ الوُجوهُ لِهَیبَتِهِ،وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ،ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خیفَتِهِ.أسأَ لُکَ بِهذِهِ المِدحَةِ الَّتی لا تَنبَغی إلّالَکَ،وبِما وَأَیتَ (2)بِهِ عَلی نَفسِکَ لِداعیکَ مِنَ المُؤمِنینَ،وبِما ضَمِنتَ الإِجابَةَ فیهِ عَلی نَفسِکَ لِلدّاعینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ المُبصِرینَ،ویا أنظَرَ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ، وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ الأَخیارِ،وأَن تَقسِمَ لی فی شَهرِنا هذا خَیرَ ما قَسَمتَ،وأَن تَحتِمَ لی فی قَضائِکَ خَیرَ ما حَتَمتَ،وتَختِمَ لی بِالسَّعادَةِ فیمَن خَتَمتَ،وأَحیِنی ما أحیَیتَنی مَوفوراً،وأَمِتنی مسَروراً ومَغفوراً،وتَوَلَّ أنتَ نَجاتی مِن مَسأَلَةِ البَرزَخِ، وَادرَأ عَنّی مُنکَراً ونَکیراً،وأَرِ عَینی مُبَشِّراً وبَشیراً،وَاجعَل لی إلی رِضوانِکَ وجِنانِکَ مَصیراً،وعَیشاً قَریراً،ومُلکاً کَبیراً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ بُکرَةً وأَصیلاً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ص:344


1- .آلاء اللّه:أی نعمه.وقیل:الآلاء:هی النعم الظاهرة،والنعماء:هی النعم الباطنة (مجمع البحرین:ج 1 ص 29« ألا»).والوازعة:الکافّة عن الأشیاء المضرّة (انظر:لسان العرب:ج 8 ص 390«وزع»).
2- وأیت علی نفسی:أی جعلته وعداً علی نفسی ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1899«وأی»).

ثُمَّ تَقولُ مِن غَیرِ تِلکَ الرِّوایَةِ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِعَقدِ عِزِّکَ عَلی أرکانِ عَرشِکَ،ومُنتَهی رَحمَتِکَ مِن کِتابِکَ، وَاسمِکَ الأَعظَمِ،وذِکرِکَ الأَعلَی الأَعلی،وکَلِماتِکَ التّامّاتِ کُلِّها أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَسأَ لُکَ ما کانَ أوفی بِعَهدِکَ،وأَقضی لِحَقِّکَ،وأَرضی لِنَفسِکَ،وخَیراً لی فِی المَعادِ عِندَکَ،وَالمَعادِ إلَیکَ،أن تُعطِیَنی جَمیعَ ما احِبُّ،وتَصرِفَ عَنّی جَمیعَ ما أکرَهُ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرَّاحِمینَ».

وَجَدنا هذَا الدُّعاءَ وهذِهِ الزِّیاداتِ فیهِ مَروِیّاً عَن مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَیهِ. (1)

2115.مصباح المتهجّد عن ابن عیّاش: مِمّا خَرَجَ عَلی یَدِ الشَّیخِ الکَبیرِ أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ بنِ سَعیدٍ رحمه الله مِنَ النّاحِیَةِ المُقَدَّسَةِ،ما حَدَّثَنی بِهِ جُبَیرُ بنُ عَبدِ اللّهِ،قالَ:کَتَبتُهُ مِنَ التَّوقیعِ الخارِجِ إلَیهِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اُدعُ فی کُلِّ یَومٍ مِن أیّامِ رَجَبٍ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما یَدعوکَ بِهِ وُلاةُ أمرِکَ،المَأمونونَ عَلی سِرِّکَ، المُستَبشِرونَ بِأَمرِکَ،الواصِفونَ لِقُدرَتِکَ،المُعلِنونَ لِعَظَمَتِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِما نَطَقَ فیهِم مِن مَشِیَّتِکَ،فَجَعَلتَهُم مَعادِنَ لِکَلِماتِکَ،وأَرکاناً لِتَوحیدِکَ وآیاتِکَ ومَقاماتِکَ،الَّتی لا تَعطیلَ لَها فی کُلِّ مَکانٍ یَعرِفُکَ بِها مَن عَرَفَکَ،لا فَرقَ بَینَکَ وبَینَها إلّاإنَّهُم عِبادُکَ وخَلقُکَ،فَتقُها ورَتقُها بِیَدِکَ،بَدؤُها مِنکَ،وعَودُها إلَیکَ،أعضادٌ (2)

ص:345


1- .الإقبال:ج 3 ص 212، مصباح المتهجّد:ص 802 ح 865، [2]مصباح الزائر:ص 109 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،المزار الکبیر:ص 143،المزار للشهید الأوّل:ص 264 کلّها نحوه ولیس فیها ذیله من«ثمّ تقول من غیر...»،بحار الأنوار:ج 98 ص 391 ح 1.
2- العَضُدُ:أی المعتمد علی الاستعانة ( انظر مجمع البحرین:ج 2 ص 1231«عضد»).

وأَشهادٌ (1)،ومُناةٌ وأَذوادٌ (2)،وحَفَظَةٌ ورُوّادٌ،فَبِهِم مَلَأتَ سَماءَکَ وأَرضَکَ حَتّی ظَهَرَ أن لا إلهَ إلّاأنتَ.

فَبِذلِکَ أسأَ لُکَ وبِمَواقِعِ العِزِّ مِن رَحمَتِکَ وبِمَقاماتِکَ وعَلاماتِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَزیدَنی إیماناً وتَثبیتاً،یا باطِناً فی ظُهورِهِ،وظاهِراً فی بُطونِهِ ومَکنونِهِ،یا مُفَرِّقاً بَینَ النّورِ وَالدَّیجورِ،یا مَوصوفاً بِغَیرِ کُنهٍ،ومَعروفاً بِغَیرِ شِبهٍ،حادَّ کُلِّ مَحدودٍ،وشاهِدَ کُلِّ مَشهودٍ،وموجِدَ کُلِّ مَوجودٍ،ومُحصِیَ کُلِّ مَعدودٍ،وفاقِدَ کُلِّ مَفقودٍ،لَیسَ دونَکَ مِن مَعبودٍ،أهلَ الکِبرِیاءِ وَالجودِ.

یا مَن لا یُکَیَّفُ بِکَیفٍ،ولا یُؤَیَّنُ بِأَینٍ،یا مُحتَجِباً عَن کُلِّ عَینٍ،یا دَیمومُ یا قَیّومُ، وعالِمَ کُلِّ مَعلومٍ،صَلِّ عَلی عِبادِکَ المُنتَجَبینَ،وبَشَرِکَ المُحتَجَبینَ،ومَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وبُهُمِ الصّافّینَ الحافّینَ،وبارِک لَنا فی شَهرِنا هذَا المُرَجَّبِ المُکَرَّمِ،وما بَعدَهُ مِنَ الأَشهُرِ الحُرُمِ،وأَسبِغ عَلَینا فیهِ النِّعَمَ،وأَجزِل لَنا فیهِ القِسَمَ،وأَبرِر لَنا فیهِ القَسَمَ، بِاسمِکَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَجَلِّ الأَکرَمِ،الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی النَّهارِ فَأَضاءَ،وعَلَی اللَّیلِ فَأَظلَمَ،وَاغفِر لَنا ما تَعلَمُ مِنّا ولا نَعلَمُ،وَاعصِمنا مِنَ الذُّنوبِ خَیرَ العِصَمِ،وَاکفِنا کَوافِیَ قَدَرِکَ،وَامنُن عَلَینا بِحُسنِ نَظَرِکَ،ولا تَکِلنا إلی غَیرِکَ،ولا تَمنَعنا مِن خَیرِکَ،وبارِک لَنا فیما کَتَبتَهُ لَنا مِن أعمارِنا،وأَصلِح لَنا خَبیئَةَ أسرارِنا،وأَعطِنا مِنکَ الأَمانَ، وَاستَعمِلنا بِحُسنِ الإِیمانِ،وبَلِّغنا شَهرَ الصِّیامِ وما بَعدَهُ مِنَ الأَیّامِ وَالأَعوامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (3)

وراجع:ج 1 ص 188 ح 253.

ص:346


1- .الأشهاد:هم الأنبیاء والمؤمنون ( لسان العرب:ج 3 ص 240«شهد»).
2- الذائِدُ:هو الحامی المدافع ( النهایة:ج 2 ص 172«ذود»).
3- مصباح المتهجّد:ص 803 ح 866، الإقبال:ج 3 ص 214، [2]المصباح للکفعمی:ص701، [3]البلد الأمین:ص179، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 392 ح1.

7/29الدَّعَواتُ الخاصَّةُ فی شَهرِ رَجَبٍ

الف-دَعَواتُ أوَّلِ لَیلَةٍ مِنهُ

2116.الإمام الجواد علیه السلام: تَدعو فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن رَجَبٍ بَعدَ عِشاءِ الآخِرَةِ بِهذَا الدُّعاءِ (1):

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلیکٌ،وأَنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ مُقتَدِرٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحمَةِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،إنّی أتَوَجَّهُ إلَی اللّهِ رَبّی ورَبِّکَ لِیُنجِحَ بِکَ طَلِبَتی،اللّهُمَّ بِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ وبِالأَئِمَّةِ مِن أهلِ بَیتِهِ أنجِح طَلِبَتی».

ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ. (2)

2117.الإقبال عن أبی حمزة الثمالی: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام یَدعو فِی الحِجرِ فی غُرَّةِ رَجَبٍ فی سَنَةِ ابنِ الزُّبَیرِ،فَأَنصَتُّ إلَیهِ،وکانَ یَقولُ:

«یا مَن یَملِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ،ویَعلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ،لِکُلِّ مَسأَلَةٍ مِنکَ سَمعٌ حاضِرٌ،وجَوابٌ عَتیدٌ (3).اللّهُمَّ ومَواعیدُکَ الصّادِقَةُ،وأَیادیکَ الفاضِلَةُ،ورَحمَتُکَ الواسِعَةُ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ حَوائِجی لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

قالَ-أیِ الثُّمالِیُّ-:وأَسَرَّ البَواقِیَ فَلَم أفهَمهُ. (4)

ص:347


1- .فی مصباح المتهجّد: روی عن أبی جعفر الثانی علیه السلام أنّه قال:یستحبّ أن یدعو الإنسان بهذا الدعاء أوّل لیلة من رجب.
2- الإقبال:ج 3 ص 174، مصباح المتهجّد:ص 798 ح 858، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 377 ح 1.
3- العتید:الحاضر المُهیّأ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1159«عتد»).
4- الإقبال:ج 3 ص 208، مصباح المتهجّد:ص 801 ح 862،المصباح للکفعمی:ص 699 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
ب-دُعاءُ لَیلَةِ الرَّغائِبِ

2118.الإقبال عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ فَضلِ شَهرِ رَجَبٍ-:لا تَغفُلوا عَن أوَّلِ لَیلَةِ جُمُعَةٍ مِنهُ، فَإِنّها لَیلَةٌ تُسَمّیهَا المَلائِکَةُ لَیلَةَ الرَّغائِبِ،وذلِکَ إنَّهُ إذا مَضی ثُلُثُ اللَّیلِ لَم یَبقَ مَلَکٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ إلّایَجتَمِعونَ فِی الکَعبَةِ وحَوالَیها،ویَطَّلِعُ اللّهُ عَلَیهِمُ اطِّلاعَةً،فَیَقولُ لَهُم:یا مَلائِکَتی،سَلونی ما شِئتُم،فَیَقولونَ:رَبَّنا،حاجَتُنا إلَیکَ أن تَغفِرَ لِصُوّامِ رَجَبٍ، فَیَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:قَد فَعَلتُ ذلِکَ.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن أحَدٍ صامَ یَومَ الخَمیسِ-أوَّلَ خَمیسٍ مِن رَجَبٍ- ثُمَّ یُصَلّی بَینَ العِشاءِ وَالعَتَمَةِ اثنَتَی عَشرَةَ رَکعَةً،یَفصِلُ بَینَ کُلِّ رَکعَتَینِ بِتَسلیمَةٍ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»ثَلاثَ مَرّاتٍ، و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»اثنَتَی عَشرَةَ مَرَّةً،فَإِذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ صَلّی عَلَیَّ سَبعینَ مَرَّةً، یَقولُ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ وعَلی آلِهِ»،ثُمَّ یَسجُدُ ویَقولُ فی سُجودِهِ سَبعینَ مَرَّةً:«سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحُ»،ثُمَّ یَرفَعُ رَأسَهُ ویَقولُ:«رَبِّ اغفِر وَارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ العَلِیُّ الأَعظَمُ»،ثُمَّ یَسجُدُ سَجدَةً اخری فَیَقولُ فیها مِثلَ ما قالَ فِی السَّجدَةِ الاُولی،ثُمَّ یَسأَلُ اللّهَ حاجَتَهُ فی سُجودِهِ،فَإِنَّها تُقضی إن شاءَ اللّهُ تَعالی.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لا یُصَلّی عَبدٌ أو أمَةٌ هذِهِ الصَّلاةَ إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ جَمیعَ ذُنوبِهِ ولَو کانَت ذُنوبُهُ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ،وعَدَدَ الرَّملِ،ووَزنَ الجِبالِ،وعَدَدَ وَرَقِ الأَشجارِ،ویُشَفَّعُ یَومَ القِیامَةِ فی سَبعِمِئَةٍ مِن أهلِ بَیتِهِ مِمَّن قَدِ استَوجَبَ النّارَ، فَإِذا کانَ أوَّلُ لَیلَةِ نُزولِهِ إلی قَبرِهِ بَعَثَ اللّهُ إلَیهِ ثَوابَ هذِهِ الصَّلاةِ فی أحسَنِ صورَةٍ، بِوَجهٍ طَلقٍ ولِسانٍ ذَلقٍ،فَیَقولُ:یا حَبیبی،أبشِر فَقَد نَجَوتَ مِن کُلِّ شِدَّةٍ،فَیَقولُ:مَن أنتَ؟فَما رَأَیتُ أحسَنَ وَجهاً مِنکَ،ولا شَمِمتُ رائِحَةً أطیَبَ مِن رائِحَتِکَ؟فَیَقولُ:یا حَبیبی،أنَا ثَوابُ تِلکَ الصَّلاةِ الَّتی صَلَّیتَها لَیلَةَ کَذا،فی بَلدَةِ کَذا،فی شَهرِ کَذا،فی سَنَةِ

ص:348

کَذا،جِئتُ اللَّیلَةَ لِأَقضِیَ حَقَّکَ،وآنَسَ وَحدَتَکَ،وأَرفَعَ عَنکَ وَحشَتَکَ،فَإِذا نُفِخَ فِی الصّورِ ظَلَلتُ فی عَرصَةِ القِیامَةِ عَلی رَأسِکَ،وإنَّکَ لَن تَعدَمَ الخَیرَ مِن مَولاکَ أبَداً. (1)

ج-الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ الوَترِ مِن نافِلَةِ اللَّیلِ فی رَجَبٍ

2119.مصباح المتهجّد: رَوَی ابنُ عَیّاشٍ عَن مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ الهاشِمِیِّ المَنصورِیِّ عَن أبیهِ أبی موسی عَن سَیِّدِنا أبِی الحَسَنِ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ [الهادی] علیه السلام أنَّهُ کانَ یَدعو فی هذِهِ السّاعَةِ (2)بِهِ،فَادعُ بِهذا فَإِنَّهُ خَرَجَ عَنِ العَسکَرِیِّ فی قَولِ ابنِ عَیّاشٍ:

یا نورَ النّورِ،یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا مُجرِیَ البُحورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وکَنزی حینَ تُعجِزُنِی المَکاسِبُ،ومونِسی حینَ تَجفونِی الأَباعِدُ،وتَمَلُّنِی الأَقارِبُ،ومُنَزِّهی بِمُجالَسَةِ أولِیائِهِ ومُرافَقَةِ أحِبّائِهِ فی رِیاضِهِ،وساقِیَّ بِمُؤانَسَتِهِ مِن نَمیرِ (3)حِیاضِهِ،ورافِعی بِمُجاوَرَتِهِ مِن وَرطَةِ الذُّنوبِ إلی رَبوَةِ التَّقریبِ، ومُبَدِّلی بِوِلایَتِهِ عِزَّةَ العَطایا مِن ذِلَّةِ الخَطایا.

أسأَ لُکَ یا مَولایَ بِالفَجرِ وَاللَّیالِی العَشرِ،وَالشَّفعِ وَالوَترِ،وَاللَّیلِ إذا یَسَرَ،وبِما جَری بِهِ قَلَمُ الأَقلامِ بِغَیرِ کَفٍّ ولا إبهامٍ،وبِأَسمائِکَ العِظامِ،وبِحُجَجِکَ عَلی جَمیعِ الأَنامِ، عَلَیهِم مِنکَ أفضَلُ السَّلامِ،وبِمَا استَحفَظتَهُم مِن أسمائِکَ الکِرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلَیهِم وتَرحَمَنا فی شَهرِنا هذا وما بَعدَهُ مِنَ الشُّهورِ وَالأَیّامِ،وأَن تُبَلِّغَنا شَهرَ القِیامِ (4)فی عامِنا هذا وفی کُلِّ عامٍ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالمِنَنِ الجِسامِ،وعَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ مِنّا أفضَلُ السَّلامِ. (5)

ص:349


1- .الإقبال:ج 3 ص 185، بحار الأنوار:ج 107 ص 125.
2- أی بعد الوتر من نافلة اللیل من رجب.
3- النَمیرُ:الماءُ الزاکی النامی ( لسان العرب:ج 5 ص 236« نمر»).
4- فی الإقبال:« الصیام»بدل«القیام».
5- مصباح المتهجّد:ص 800 ح 861، الإقبال:ج 3 ص 188، [6]بحار الأنوار:ج 98 ص 382 ح 2.
د-دَعَواتُ یَومِ النِّصفِ مِن رَجَبٍ

2120.الإمام الصادق علیه السلام: دَخَلَ عَدِیُّ بنُ ثابِتٍ الأَنصارِیُّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی یَومِ النِّصفِ مِن رَجَبٍ،وهُوَ یُصَلّی،فَلَمّا سَمِعَ حِسَّهُ أومَأَ بِیَدِهِ إلی خَلفِهِ أن قِف.

قالَ عَدِیٌّ:فَوَقَفتُ فَصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،لَم نَرَ أحَداً صَلّاها قَبلَهُ ولا بَعدَهُ،فَلَمّا سَلَّمَ بَسَطَ یَدَهُ وقالَ:

«اللّهُمَّ یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ،ویا مُعِزَّ المُؤمِنینَ،أنتَ کَهفی حینَ تُعیِینِی المَذاهِبُ، وأَنتَ بارِئُ خَلقی رَحمَةً بی،وقَد کُنتَ عَن خَلقی غَنِیّاً،ولَولا رَحمَتُکَ لَکُنتُ مِنَ الهالِکینَ،وأَنتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ عَلی أعدائی،ولَولا نَصرُکَ إیّایَ لَکُنتُ مِنَ المَفضوحینَ.

یا مُرسِلَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها،ومُنشِئَ البَرَکَةِ مِن مَواضِعِها،یا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالشُّموخِ وَالرِّفعَةِ،فَأَولِیاؤُهُ بِعِزِّهِ یَتَعَزَّزونَ،یا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعناقِهِم،فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ.

أسأَ لُکَ بِکَینونِیَّتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن کِبرِیائِکَ،وأَسأَ لُکَ بِکِبرِیائِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن عِزَّتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِعِزَّتِکَ الَّتِی استَوَیتَ بِها عَلی عَرشِکَ فَخَلَقتَ بِها جَمیعَ خَلقِکَ فَهُم لَکَ مُذعِنونَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ».

قالَ:ثُمَّ تَکَلَّمَ بِشَیءٍ خَفِیَ عَنّی،ثُمَّ التَفَتَ إلَیَّ فَقالَ:

یا عَدِیُّ،أ سَمِعتَ؟قُلتُ:نَعَم.قالَ:أ حَفِظتَ؟قُلتُ:نَعَم.

قالَ:وَیحَکَ احفَظهُ وأَعرِبهُ،فَوَالَّذی فَلَقَ الحَبَّةَ ونَصَبَ الکَعبَةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! ما هُوَ عِندَ أحَدٍ مِن أهلِ الأَرضِ،ولا دَعا بِهِ مَکروبٌ إلّانَفَّسَ اللّهُ کُربَتَهُ. (2)

2121.الإقبال: اعلَم أنَّ هذَا الدُّعاءَ الَّذی نَذکُرُهُ فی هذَا الفَصلِ دُعاءٌ عَظیمُ الفَضلِ مَعروفٌ بِدُعاءِ

ص:350


1- .نِیرُ الفَدّان:الخشبة المعترضة فی عنق الثورین،وقد یُستعارُ للإذلال ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1853« نیر»).
2- الإقبال:ج 3 ص 237، مصباح الزائر:ص 310.

امِّ داوودَ،وهِیَ جَدَّتُنَا الصّالِحَةُ المَعروفَةُ بِاُمِّ خالِدٍ البَربَرِیَّةُ،اُمُّ جَدِّنا داوودَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ابنِ مَولانا عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام.وکانَ خَلیفَةُ ذلِکَ الوَقتِ قَد خافَهُ عَلی خِلافَتِهِ،ثُمَّ ظَهَرَ لَهُ بَراءَةُ ساحَتِهِ فَأَطلَقَهُ مِن دونِ آلِ أبی طالِبٍ الَّذینَ قَبَضَ عَلَیهِم،وسَیَأتی شَرحُ حالِ حَبسِ وَلَدِها جَدِّنا داوودَ،وحَدیثُ الدُّعاءِ الَّذی استَجابَهُ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ مِنها رَضِیَ اللّهُ عَنها،وجَمَعَ شَملَها بِهِ بَعدَ بُعدِ العُهودِ (1)....

فَمِنَ الرِّوایاتِ فی ذلِکَ أنَّ المَنصورَ لَمّا حَبَسَ عَبدَ اللّهِ بنَ الحَسَنِ وجَماعَةً مِن آلِ أبی طالِبٍ،وقَتَلَ وَلَدَیهِ مُحَمَّداً وإبراهیم،أخَذَ داوودَ بنَ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ-وهُوَ ابنُ دایَةِ أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ علیه السلام لِأَنَّ امَّ داوودَ أرضَعَتِ الصّادِقَ علیه السلام مِنها بِلَبَنِ وَلَدِها داوودَ-وحَمَلَهُ مُکَبَّلاً بِالحَدیدِ.

ص:351


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی تتمّة کلامه:فأمّا حدیث أنّها امّ داوود جَدّنا،وأنَّ اسمها امّ خالد البربریّة کَمَّل اللّه لها مراضیه الإلهیة؛فإنّه معلوم عند العلماء،ومتواتر بین الفضلاء،منهم أبو نصر سهل بن عبد اللّه البخاری النسّابة،فقال فی کتاب سرّ أنساب العلویّین ما هذا لفظه:وأبو سلیمان داوود بن الحسن بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام،اُمّه امّ ولد تدعی امّ خالد البربریّة. أقول:وکتب الأنساب وغیرها من الطرق العلیّة قد تضمّنت وصف ذلک علی الوجوه المرضیّة. وأمّا حدیث أنَّ جدّتنا هذه امّ داوود،وهی صاحبة دعاء یوم النصف من رجب،فهو أیضاً من الاُمور المعلومات عند العارفین بالأنساب والروایات،ولکنّا نذکر منه کلمات عن أفضل علماء الأنساب فی زمانه علی بن محمّد العمری تغمّده اللّه بغفرانه،فقال فی الکتاب المبسوط فی الأنساب ما هذا لفظه:وولد داوود بن الحسن بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام امّه امّ ولد،وکانت امرأة صالحة،وإلَیها یُنسبُ دعاءُ امّ داوود.قال شیخ الشرف فی کتاب تشجیر تهذیب الأنساب أیضاً-ونقلته من خطّه عند ذکر جدّنا داوود-ما هذا لفظه:لاُمّ ولد إلیها ینسب دعاء امّ داوود.وقال ابن میمون النسّابة الواسطی فی مشجرةٍ إلی ذکر جدّتنا امّ داوود:أنّها تکنّی امّ خالد،إلیها یُعزی دعاء امّ داوود. وأمّا روایة هذا دعاء یوم النصف من رجب فإنّنا رویناه عن خلق کثیر قد تضمّن ذکر أسمائهم کتاب الإجازات فیما یخصّنی من الإجازات بطرقهم المؤتلفة والمختلفة،وهو دعاء جلیل مشهور بین أهل الروایات،وقد صار موسماً عظیماً فی یوم النصف من رجب،معروفاً بالإجابات وتفریج الکربات،ووجدت فی بعض طرق من یرویه زیادات،وسوف أذکر أکمَلَ روایته احتیاطاً للظفر بفائدته. فمن الرواة من یرفَعُه إلی مولانا موسی بن جعفر الکاظم صلوات اللّه علیه،ومنهم من یَرویه عن امّ داوود جَدَّتِنا رضوان اللّه علیها وعلیه.

قالَت امُّ داوودَ:فَغابَ عَنّی حیناً بِالعِراقِ،ولَم أسمَع لَهُ خَبَراً،ولَم أزَل أدعو وأَتَضَرَّعُ إلَی اللّهِ جَلَّ اسمُهُ،وأَسأَلُ إخوانی مِن أهلِ الدِّیانَةِ وَالجِدِّ وَالاِجتِهادِ أن یَدعُو اللّهَ تَعالی لی،وأَ نَا فی ذلِکَ کُلِّهِ لا أری فی دُعائِی الإِجابَةَ.

فَدَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام یوماً أعودهُ مِن عِلَّةٍ وَجَدَها،فَسَأَلتُهُ عَن حالِهِ ودَعَوتُ لَهُ.فَقالَ لی:یا امَّ داوودَ ما فَعَلَ داوودُ؟-وکُنتُ قَد أرضَعتُهُ بِلَبَنِهِ- فَقُلتُ:یا سَیِّدی،وأَینَ داوودُ؟وقَد فارَقَنی مُنذُ مُدَّةٍ طَویلَةٍ،وهُوَ مَحبوسٌ بِالعِراقِ.

فَقالَ:وأَینَ أنتِ عَن دُعاءِ الاِستِفتاحِ،وهُوَ الدُّعاءُ الَّذی تُفتَحُ لَهُ أبوابُ السَّماءِ،ویَلقی صاحِبُهُ الإِجابَةَ مِن ساعَتِهِ،ولَیسَ لِصاحِبِهِ عِندَ اللّهِ تَعالی جَزاءٌ إلَّاالجَنَّةُ.فَقُلتُ لَهُ:

کَیفَ ذلِکَ یَابنَ الصّادِقینَ؟

فَقالَ لی:یا امَّ داوودَ،قَد دَنَا الشَّهرُ الحَرامُ العَظیمُ شَهرُ رَجَبٍ،وهُوَ شَهرٌ مَسموعٌ فیهِ الدُّعاءُ،شَهرُ اللّهِ الأَصَمُّ،فَصومِی الثَّلاثَةَ الأَیّامِ البیضِ،وهُوَ یَومُ الثّالِثَ عَشَرَ وَالرّابِعَ عَشَرَ وَالخامِسَ عَشَرَ،وَاغتَسِلی فی یَومِ الخامِسَ عَشَرَ وَقتَ الزَّوالِ،وصَلِّی الزَّوالَ ثَمانِیَ رَکَعاتٍ. (1)

ثُمَّ صَلِّی الظُّهرَ،وتَرکَعینَ بَعدَ الظُّهرِ وتَقولینَ بَعدَ الرَّکعَتَینِ:«یا قاضِیَ حَوائِجِ الطّالِبینَ (2)»مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ تُصَلّینَ بَعدَ ذلِکَ ثَمانِیَ رَکَعاتٍ (3)،ثُمَّ صَلِّی العَصرَ.

وَلتَکُن صَلاتُکِ فی ثَوبٍ نَظیفٍ،وَاجتَهِدی أن لا یَدخُلَ عَلَیکِ أحَدٌ یُکَلِّمُکِ (4)،ثُمَّ استَقبِلِی القِبلَةَ،وَاقرَئِی الحَمدَ مِئَةَ مَرَّةٍ،و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،وآیَةَ الکُرسِیِّ

ص:352


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره هنا فی المتن:«وفی إحدی الروایات:وتحسنین قنوتهنّ ورکوعهنّ وسجودهنّ».
2- السائلین (خ ل).
3- قال السیّد ابن طاووس قدس سره هنا فی المتن:«وفی روایة اخری:تقرئین فی کلّ رکعة یعنی من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرّات "قل هو اللّه أحد" وسورة الکوثر مرّة».
4- قال السیّد ابن طاووس قدس سره هنا فی المتن:«وفی روایة:وإذا فرغت من العصر فالبسی أطهر ثیابک،واجلسی فی بیت نظیف،علی حصیر نظیف،واجتهدی أن لا یدخل علیکِ أحد یشغَلُکِ».

عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ اقرَئی سورَةَ الأَنعامِ وبَنی إسرائیلَ وسورَةَ الکَهفِ ولُقمانَ ویس وَالصّافاتِ وحم السجدة وحمعسق وحم الدخان وَالفَتحَ وَالواقِعَةَ وسورَةَ المُلکِ و«ن وَالقَلمِ»و«إذَا السَّماءُ انشَقَّت»وما بَعدَها إلی آخِرِ القُرآنِ،وإن لَم تُحسِنی ذلِکِ ولَم تُحسِنی قِراءَتَهُ مِنَ المُصحَفِ کَرَّرتَ«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»ألفَ مَرَّةٍ (1)....

ثُمَّ قالَ الصّادِقُ علیه السلام-فی إحدَی الرِّوایاتِ-:فَإِذا فَرَغتِ مِن ذلِکِ وأَنتِ مُستَقبِلَةُ القِبلَةِ فَقولی:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،صَدَقَ اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،الحَلیمُ الکَریمُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،وهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ البَصیرُ الخَبیرُ، «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ * إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ» 2 ،وبَلَّغَت رُسُلُهُ الکِرامُ وأَ نَا عَلی ذلِکَ مِنَ الشّاهِدینَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،ولَکَ المَجدُ،ولَکَ العِزُّ،ولَکَ القَهرُ،ولَکَ النِّعمَةُ،ولَکَ العَظَمَةُ،ولَکَ الرَّحمَةُ،ولَکَ المَهابَةُ،ولَکَ السُّلطانُ،ولَکَ البَهاءُ،ولَکَ الاِمتِنانُ،ولَکَ التَّسبیحُ،ولَکَ التَّقدیسُ،ولَکَ التَّهلیلُ،ولَکَ التَّکبیرُ،ولَکَ ما یُری،ولَکَ ما لا یُری،ولَکَ ما فَوقَ السَّماواتِ العُلی،ولَکَ ما تَحتَ الثَّری،ولَکَ الأَرَضونَ السُّفلی،ولَکَ الآخِرَةُ وَالاُولی، ولَکَ ما تَرضی بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمدِ وَالشُّکرِ وَالنَّعماءِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَبرَئیلَ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ،وَالقَوِّیِ عَلی أمرِکَ،وَالمُطاعِ فی

ص:353


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی تتمة الحدیث:«قال شیخنا المفید:إذا لم تُحسِن قراءة السورة المخصوصة فی یوم النصف من رجب أو لم تُطِق قراءة ذلک،فلتقرأ الحمد مئة مرّة،وآیة الکرسی عشر مرّات،ثمّ تقرأ الإخلاص ألف مرّةٍ. وأقول:ورأیت فی بعض الروایات،ویحتمل أن یکون ذلک لأهل الضرورات،أو من یکون علی حال سفر،أو فی شیء من المهمّات،فیجزیه قراءة قل هو اللّه أحد مئة مرّة».وفی بحار الأنوار:«... [1]فلتقرأ الحمد مرّة...».

سَماواتِکَ ومَحالِّ کَراماتِکَ (1)،النّاصِرِ لِأَولِیائِکَ (2)المُدَمِّرِ لِأَعدائِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی میکائیلَ مَلَکِ رَحمَتِکَ،وَالمَخلوقِ لِرَأفَتِکَ،وَالمُستَغفِرِ المُعینِ لِأَهلِ طاعَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی إسرافیلَ حامِلِ عَرشِکَ،وصاحِبِ الصّورِ،المُنتَظِرِ لِأَمرِکَ،وَالوَجِلِ المُشفِقِ مِن خیفَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی عِزرائیلَ مَلَکِ الرَّحمَةِ،المُوَکَّلِ عَلی عَبیدِکَ وإمائِکَ،المُطیعِ فی أرضِکَ وسَمائِکَ،قابِضِ أرواحِ جَمیعِ خَلقِکَ بِأَمرِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ الطّاهِرینَ،وعَلَی السَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ الطَّیِّبینَ،وعَلی مَلائِکَتِکَ الکِرامِ الکاتِبینَ،وعَلی مَلائِکَةِ الجِنانِ،وخَزَنَةِ النّیرانِ،ومَلَکِ المَوتِ وَالأَعوانِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أبینا آدَمَ،بَدیعِ فِطرَتِکَ الَّذی کَرَّمتَهُ بِسُجودِ مَلائِکَتِکَ وأَبَحتَهُ جَنَّتَکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی امِّنا حَوّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجسِ،المُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ،المُفَضَّلَةِ مِنَ الإِنسِ،المُتَرَدِّدَةِ بَینَ مَحالِّ القُدسِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی هابیلَ وشَیثٍ وإدریسَ ونوحٍ وهودٍ وصالِحٍ وإبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ ویوسُفَ وَالأَسباطِ ولوطٍ وشُعَیبٍ وأَیّوبَ وموسی وهارونَ ویوشَعَ ومیشا وَالخِضرِ وذِی القَرنَینِ ویونُسَ وإلیاسَ وَالیَسَعِ وذِی الکِفلِ وطالوتَ وداوودَ وسُلَیمانَ وزَکَرِیّا وشَعیا ویَحیی وتورَخَ ومَتّی وإرمِیا وحَیقوقَ ودانیالَ وعُزَیرٍ وعیسی وشَمعونَ وجِرجیسَ وَالحَوارِیّینَ وَالأَتباعِ وخالِدٍ وحَنظَلَةَ ولُقمانَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ

ص:354


1- .المحتمل لِکَلِماتِکَ (خ ل).
2- لِأَنبِیائِکَ (خ ل).

مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ ورَحِمتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الأَوصِیاءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وأَئِمَّةِ الهُدی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الأَبدالِ وَالأَوتادِ،وَالسُّیّاحِ وَالعُبّادِ،وَالمُخلِصینَ وَالزُّهّادِ،وأَهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ،وَاخصُص مُحَمَّداً وأَهلَ بَیتِهِ بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وأَجزَلِ کَراماتِکَ،وبَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ مِنّی تَحِیَّةً وسَلاماً،وزِدهُ فَضلاً وشَرَفاً وإکراماً،حَتّی تُبَلِّغَهُ أعلی دَرَجاتِ أهلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ وَالأَفاضِلِ المُقَرَّبینَ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مَن سَمَّیتُ،ومَن لَم اسَمِّ مِن مَلائِکَتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ،وأَوصِل صَلَواتی إلَیهِم وإلی أرواحِهِم،وَاجعَلهُم إخوانی فیکَ وأَعوانی عَلی دُعائِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أستَشفِعُ بِکَ إلَیکَ،وبِکَرَمِکَ إلی کَرَمِکَ،وبِجودِکَ إلی جودِکَ،وبِرَحمَتِکَ إلی رَحمَتِکَ،وبِأَهلِ طاعَتِکَ إلَیکَ،وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِکُلِّ ما سَأَلَکَ بِهِ أحَدٌ مِنهُم مِن مَسأَلَةٍ شَریفَةٍ مَسموعَةٍ غَیرِ مَردودَةٍ،وبِما دَعَوکَ بِهِ مِن دَعوَةٍ مُجابَةٍ غَیرِ مُخَیَّبَةٍ.

یا اللّهُ،یا رَحمنُ،یا رَحیمُ،یا حَلیمُ،یا کَریمُ،یا عَظیمُ،یا جَلیلُ،یا مُنیلُ،یا جَمیلُ،یا کَفیلُ،یا وَکیلُ،یا مُقیلُ،یا مُجیرُ،یا خَبیرُ،یا مُنیرُ،یا مُبیرُ (1)،یا مَنیعُ، یا مُدیلُ (2)،یا مُحیلُ،یا کَبیرُ،یا قَدیرُ،یا بَصیرُ،یا شَکورُ،یا بَرُّ،یا طُهرُ،یا طاهِرُ، یا قاهِرُ.

یا ظاهِرُ،یا باطِنُ،یا ساتِرُ،یا مُحیطُ،یا مُقتَدِرُ،یا حَفیظُ،یا مُجیرُ،یا قَریبُ، یا وَدودُ،یا حَمیدُ،یا مَجیدُ،یا مُبدِئُ،یا مُعیدُ،یا شَهیدُ،یا مُحسِنُ،یا مُجمِلُ،یا مُنعِمُ،یا مُفضِلُ،یا قابِضُ،یا باسِطُ،یا هادی،یا مُرسِلُ،یا مُرشِدُ،یا مُسَدِّدُ،یا

ص:355


1- .مُبیر:مُهلک ( النهایة:ج 1 ص 161«بور»).
2- أنا مُدیل المظلومین:أی أجعل لهم الدولة والغَلَبة علی مَن ظلمهم ( مجمع البحرین:ج 1 ص 621« دول»).

مُعطی،یا مانِعُ،یا دافِعُ،یا رافِعُ،یا باقی،یا واقی،یا خَلّاقُ،یا وَهّابُ،یا تَوّابُ،یا فَتّاحُ،یا نَفّاحُ (1)،یا مُرتاحُ،یا مَن بِیَدِهِ کُلُّ مِفتاحٍ،یا نَفّاعُ،یا رَؤوفُ،یا عَطوفُ،یا کافی،یا شافی،یا مُعافی،یا مُکافی،یا وَفِیُّ،یا مُهَیمِنُ،یا عَزیزُ،یا جَبّارُ،یا مُتَکَبِّرُ،یا سَلامُ،یا مُؤمِنُ،یا أحَدُ،یا صَمَدُ،یا نورُ،یا مُدَبِّرُ،یا فَردُ،یا وَترُ،یا قُدّوسُ،یا ناصِرُ،یا مُؤنِسُ.

یا باعِثُ،یا وارِثُ،یا عالِمُ،یا حاکِمُ،یا بارِیءُ،یا مُتعالی،یا مُصَوِّرُ،یا مُسَلِّمُ،یا مُتَحَبِّبُ،یا قائِمُ،یا دائِمُ،یا عَلیمُ،یا حَکیمُ،یا جَوادُ،یا بارِئُ،یا بارُّ،یا سارُّ،یا عَدلُ،یا فاضِلُ،یا دَیّانُ،یا حَنّانُ،یا مَنّانُ،یا سَمیعُ،یا بَدیعُ،یا خَفیرُ (2)،یا مُغَیِّرُ،یا مُفتی،یا ناشِرُ،یا غافِرُ،یا قَدیمُ،یا مُسَهِّلُ،یا مُیَسِّرُ.

یا مُمیتُ،یا مُحیی،یا رافِعُ،یا رازِقُ،یا مُقتَدِرُ،یا مُسَبِّبُ،یا مُغیثُ،یا مُغنی، یا مُقنی (3)،یا خالِقُ،یا راصِدُ،یا واحِدُ،یا حاضِرُ،یا جابِرُ،یا حافِظُ،یا شَدیدُ،یا غِیاثُ،یا عائِذُ،یا قابِضُ».

وفی بَعضِ الرِّوایاتِ:

«یا مُنیبُ،یا مُبینُ،یا طاهِرُ،یا مُجیبُ،یا مُتَفَضِّلُ،یا مُستَجیبُ،یا عادِلُ،یا بَصیرُ،یا مُؤَمَّلُ،یا مُسَدِّدُ،یا أوّابُ،یا وافی،یا راشِدُ،یا مَلِکُ،یا رَبُّ،یا مُعِزُّ،یا مُذِلُّ،یا ماجِدُ،یا رازِقُ،یا وَلِیُّ،یا فاضِلُ،یا سُبحانُ.

یا مَن عَلا فَاستَعلی فَکانَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا مَن قَرُبَ فَدَنا وبَعُدَ فَنَأی وعَلِمَ السِّرَّ وأَخفی،یا مَن إلَیهِ التَّدبیرُ ولَهُ المَقادیرُ،یا مَنِ العَسیرُ عَلَیهِ سَهلٌ یَسیرُ،یا مَن هُوَ عَلی ما یَشاءُ قَدیرٌ.

ص:356


1- .نَفّاح:أی کثیر العطایا ( لسان العرب:ج 2 ص 624«نفح»).
2- الخفیر:المجیر (الصحاح:ج 2 ص 648«خفر»).
3- أقناه اللّه:أی أعطاهُ،أرضاهُ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1519«قنا»).

یا مُرسِلَ الرِّیاحِ،یا فالِقَ الإِصباحِ،یا باعِثَ الأَرواحِ،یا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ،یا رادَّ ما قَد فاتَ،یا ناشِرَ الأَمواتِ،یا جامِعَ الشَّتاتِ،یا رازِقَ مَن یَشاءُ،وفاعِلَ ما یَشاءُ کَیفَ یَشاءُ،ویا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،یا حَیُّ یا مُحیِیَ المَوتی،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ.

یا إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ ورَحِمتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، وَارحَم ذُلّی وفاقَتی وفَقری وَانفِرادی ووَحدَتی وخُضوعی بَینَ یَدَیکَ،وَاعتِمادی عَلَیکَ، وتَضَرُّعی إلَیکَ.

أدعوکَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلیلِ،الخاشِعِ الخائِفِ،المُشفِقِ البائِسِ،المَهینِ الحَقیرِ، الجائِعِ الفَقیرِ،العائِذِ المُستَجیرِ،المُقِرِّ بِذَنبِهِ المُستَغفِرِ مِنهُ،المُستَکینِ لِرَبِّهِ،دُعاءَ مَن أسلَمَتهُ ثِقَتُهُ،ورَفَضَتهُ أحِبَّتُهُ،وعَظُمَت فَجیعَتُهُ،دُعاءَ حَرِقٍ حَزینٍ،ضَعیفٍ مَهینٍ، بائِسٍ مِسکینٍ بِکَ مُستَجیرٍ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلیکٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،وأَنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ، وأَسأَ لُکَ بِحُرمَةِ هذَا الشَّهرِ الحَرامِ،وَالبَیتِ الحَرامِ،وَالبَلَدِ الحَرامِ،وَالرُّکنِ وَالمَقامِ، وَالمَشاعِرِ العِظامِ،وبِحَقِّ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ.

یا مَن وَهَبَ لِآدَمَ شَیثاً ولِإِبراهیمَ إسماعیلَ وإسحقَ،ویا مَن رَدَّ یوسُفَ عَلی یَعقوبَ، ویا مَن کَشَفَ بَعدَ البَلاءِ ضُرَّ أیّوبَ،ویا رادَّ موسی عَلی امِّهِ،وزائِدَ الخِضرِ فی عِلمِهِ،یا مَن وَهَبَ لِداوودَ سُلَیمانَ،ولِزَکَرِیّا یَحیی،ولِمَریَمَ عیسی،یا حافِظَ بِنتِ شُعَیبٍ،ویا کافِلَ وَلَدِ امِّ موسی عَن والِدَتِهِ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی کُلَّها،وتُجیرَنی مِن عَذابِکَ،وتوجِبَ لی رِضوانَکَ وأَمانَکَ وإحسانَکَ وغُفرانَکَ وجِنانَکَ،وأَسأَ لُکَ أن تَفُکَّ

ص:357

عَنّی کُلَّ حَلقَةِ ضیقٍ بَینی وبَینَ مَن یُؤذینی،وتَفتَحَ لی کُلَّ بابٍ،وتُلَیِّنَ لی کُلَّ صَعبٍ، وتُسَهِّلَ لی کُلَّ عَسیرٍ،وتُخرِسَ عَنّی کُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ،وتَکُفَّ عَنّی کُلَّ باغٍ،وتَکبِتَ عَنّی کُلَّ عَدُوٍّ لی وحاسِدٍ،وتَمنَعَ عَنّی کُلَّ ظالِمٍ،وتَکفِیَنی کُلَّ عائِقٍ یَحولُ بَینی وبَینَ وَلَدی، ویُحاوِلُ أن یُفَرِّقَ بَینی وبَینَ طاعَتِکَ،ویُثَبِّطَنی عَن عِبادَتِکَ.

یا مَن ألجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدینَ،وقَهَرَ عُتاةَ الشَّیاطینِ،وأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرینَ،ورَدَّ کَیدَ المُتَسَلِّطینَ عَنِ المُستَضعَفینَ،أسأَ لُکَ بِقُدرَتِکَ عَلی ما تَشاءُ وتَسهیلِکَ لِما تَشاءُ کَیفَ تَشاءُ،أن تَجعَلَ قَضاءَ حاجَتی فی ما تَشاءُ».

ثُمَّ اسجُدی عَلَی الأَرضِ وعَفِّری خَدَّیکِ وقولی:

«اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ،فَارحَم ذُلّی وفاقَتی وَاجتِهادی وتَضَرُّعی ومَسکَنَتی وفَقری إلَیکَ یا رَبِّ».

وَاجتَهِدی أن تَسُحَّ عَیناکِ ولَو بِقَدرِ رَأسِ الذُّبابَةِ دُموعاً،فَإِنَّ ذلِکِ عَلامَةُ الإِجابَةِ (1)....

ص:358


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره هنا فی المتن:أقول:هذه سجدة إحدی الروایات،وإذا کان موضع الإجابة وهو فی محلّ السجود،فینبغی أن یستظهر فی بلوغ المقصود بذکر ما رأیناه أو رویناه من اختلاف القول فی سجدة هذه الدعوات. [1.] روایة اخری فی سجدة دعاء امّ داوود ما هذا لفظها:ثمّ اسجدی علی الأرض،وعفِّری خدَّیک وقولی:«اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ،فَارحَم ذُلّی وکَبوَتی لِحُرِّ وَجهی وفَقری وفاقَتی»،واجتهِدی فی الدُّعاء أن تَسُحَّ عیناک ولو قدرَ رأس الإبرة؛فإنّ ذلک علامة الإجابة إن شاء اللّه. [2.] روایة اخری فی سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظه:ثمّ اسجدی علی الأرض،وعفِّری خدَّیک وقولی:«اللّهُمَّ لَکَ سَجَدتُ،وبِکَ آمَنتُ فَارحَم ذُلّی وخُضوعی بَینَ یَدَیکَ،وفَقری وفاقَتی إلَیکَ،وَارحَمِ انفِرادی وخُشوعی وَاجتِهادی بَینَ یَدَیکَ وتَوَکُّلی عَلَیکَ،اللّهُمَّ بِکَ أستَفتِحُ وبِکَ أستَنجِحُ وبِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ أتَوَجَّهُ إلَیکَ.اللّهُمَّ سَهِّل لی کُلَّ حُزونَةٍ،وذَ لِّل لی کُلَّ صُعوبَةٍ،وأَعطِنی مِنَ الخَیرِ أکثَرَ مِمّا أرجو،وعافِنی مِنَ الشَّرِّ،وَاصرِف عَنِّی السّوءَ». ثمّ قولی مئة مرّة:«یا قاضِیَ حَوائِجِ الطّالِبینَ،اقضِ حاجَتی بِلُطفِکَ یا خَفِیَّ الأَلطافِ».

______________

ص:359

قالَت امُّ داوودَ:فَقُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا سَیِّدی،أیُدعی بِهذَا الدُّعاءِ فی غَیرِ رَجَبٍ؟قالَ:نَعَم،یَومَ عَرَفَةَ،وإن وافَقَ ذلِکَ یَومَ الجُمُعَةِ لَم یَفرُغ صاحِبُهُ مِنهُ حَتّی یَغفِرَ اللّهُ لَهُ،وفی کُلِّ شَهرٍ إذا أرادَ ذلِکَ صامَ الأَیّامَ البیضَ،ودَعا بِهِ فی آخِرِها کَما وَصَفتُ (1). (2)

ه-دُعاءُ یَومِ المَبعَثِ

2122.الإقبال عن أبی علیّ بن إسماعیل بن یسار: لَمّا حُمِلَ موسی [الإِمامُ الکاظِمُ] علیه السلام إلی بَغدادَ، وکانَ ذلِکَ فی رَجَبٍ سَنَةَ تِسعٍ وسَبعینَ ومِئَةٍ،دَعا بِهذَا الدُّعاءِ،وهُوَ مِن مَذخورِ أدعِیَةِ رَجَبٍ،وکانَ ذلِکَ یَومَ السّابِعِ وَالعِشرینَ مِنهُ یَومَ المَبعَثِ،صَلَّی اللّهُ عَلَی المَبعوثِ فیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ،وهُوَ هذا الدُّعاءُ:

یا مَن أمَرَ بِالعَفوِ وَالتَّجاوُزِ،وضَمَّنَ نَفسَهُ العَفوَ وَالتَّجاوُزَ،یا مَن عَفا وتَجاوَزَ،اُعفُ عَنّی وتَجاوَز یا کَریمُ،اللّهُمَّ وقَد أکدَی الطَّلَبُ،وأَعیَتِ الحیلَةُ وَالمَذهَبُ،ودَرَسَتِ الآمالُ،وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أجِدُ سُبَلَ المَطالِبِ إلَیکَ مُشرَعَةً،ومَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَیکَ مُترَعَةً،وأَبوابَ الدُّعاءِ لِمَن دَعاکَ مُفَتَّحَةً،وَالاِستِعانَةَ لِمَنِ استَعانَ بِکَ مُباحَةً،وأَعلَمُ أنَّکَ لِداعیکَ بِمَوضِعِ إجابَةٍ،ولِلصّارِخِ إلَیکَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ،وأَنَّ فِی اللَّهفِ إلی جودِکَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِکَ

ص:360


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره هنا فی المتن:«وفی روایتین:قال:نعم،فی یوم عرفة،وفی کلّ یوم دعا،فإنّ اللّه یجیب إن شاء اللّه تعالی».
2- الإقبال:ج 3 ص 239، مصباح المتهجّد:ص 807 ح 872 من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 397 ح 1.

عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلینَ،ومَندوحَةً عَمّا فی أیدِی المُستَأثِرینَ،وأَنَّکَ لا تَحتَجِبُ عَن خَلقِکَ إلّاأن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دونَکَ،وقَد عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَیکَ عَزمُ إرادَةٍ یَختارُکَ بِها،وقَد ناجاکَ بِعَزمِ الإِرادَةِ قَلبی.

وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها راجٍ بَلَّغتَهُ أمَلَهُ،أو صارِخٌ إلَیکَ أغَثتَ صَرخَتَهُ،أو مَلهوفٌ مَکروبٌ فَرَّجتَ کَربَهُ،أو مُذنِبٌ خاطِئٌ غَفَرتَ لَهُ،أو مُعافیً أتمَمتَ نِعمَتَکَ عَلَیهِ،أو فَقیرٌ أهدَیتَ غِناکَ إلَیهِ،ولِتِلکَ الدَّعوَةِ عَلَیکَ حَقٌّ وعِندَکَ مَنزِلَةٌ،إلّاصَلَّیتَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وقَضَیتَ حَوائِجی حَوائِجَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

وهذا رَجَبٌ المُرَجَّبُ المُکَرَّمُ،الَّذی أکرَمتَنا بِهِ،أوَّلُ أشهُرِ الحُرُمِ،أکرَمتَنا بِهِ مِن بَینِ الاُمَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،فَنَسأَ لُکَ بِهِ،وبِاسمِکَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الأَجَلِّ الأَکرَمِ،الَّذی خَلَقتَهُ فَاستَقَرَّ فی ظِلِّکَ،فَلا یَخرُجُ مِنکَ إلی غَیرِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وتَجعَلَنا مِنَ العامِلینَ فیهِ بِطاعَتِکَ،وَالآمِلینَ فیهِ بِشَفاعَتِکَ.

اللّهُمَّ وَاهدِنا إلی سَواءِ السَّبیلِ،وَاجعَل مَقیلَنا عِندَکَ خَیرَ مَقیلٍ فی ظِلٍّ ظَلیلٍ،فَإِنَّکَ حَسبُنا ونِعمَ الوَکیلُ،وَالسَّلامُ عَلی عِبادِهِ المُصطَفَینَ،وصَلاتُهُ عَلَیهِم أجمَعینَ،اللّهُمَّ وبارِکَ لَنا فی یَومِنا هذَا الَّذی فَضَّلتَهُ،وبِکَرامَتِکَ جَلَّلتَهُ،وبِالمَنزِلِ العَظیمِ الأَعلی أنزَلتَهُ، صَلِّ عَلی مَن فیهِ إلی عِبادِکَ أرسَلتَهُ،وبِالمَحَلِّ الکَریمِ أحلَلتَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ صَلاةً دائِمَةً،تَکونُ لَکَ شُکراً ولَنا ذُخراً،وَاجعَل لَنا مِن أمرِنا یُسراً،وَاختِم لَنا بِالسَّعادَةِ إلی مُنتَهی آجالِنا-وقَد قَبِلتَ الیَسیرَ مِن أعمالِنا-،وبَلِّغنا بِرَحمَتِکَ أفضَلَ آمالِنا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. (1)

ص:361


1- .الإقبال:ج 3 ص 276، مصباح المتهجّد:ص 14 ح 877، [2]المزار الکبیر:ص 196،مصباح الزائر:ص 187 [3] والثلاثة الأخیرة من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وفیها الدعاء فقط.

8/29الصَّلَواتُ الشَّعبانِیَّةُ وَالاِستِغفارُ فی شَعبانَ

2123.مصباح المتهجّد عن العبّاس بن مجاهد،عن أبیه: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَدعو عِندَ کُلِّ زَوالٍ (1)مِن أیّامِ شَعبانَ،وفی لَیلَةِ النِّصفِ مِنهُ،ویُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بِهذِهِ الصَّلَواتِ، فَیَقولُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ،ومَوضِعِ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفِ المَلائِکَةِ،ومَعدِنِ العِلمِ،وأَهلِ بَیتِ الوَحیِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الفُلکِ الجارِیَةِ فِی اللُّجَجِ الغامِرَةِ،یَأمَنُ مَن رَکِبَها، ویَغرَقُ مَن تَرَکَها،المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ (2)،وَالمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ (3)،وَاللّازِمُ لَهُم لاحِقٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الکَهفِ الحَصینِ،وغِیاثِ المُضطَرِّ المُستَکینِ، ومَلجَأِ الهارِبینَ،وعِصمَةِ المُعتَصِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،صَلاةً کَثیرَةً تَکونُ لَهُم رِضاً،ولِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وقَضاءً،بِحَولٍ مِنکَ وقُوَّةٍ یا رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبینَ الأَبرارِ الأَخیارِ،الَّذینَ أوجَبتَ حُقوقَهُم وفَرَضتَ طاعَتَهُم ووِلایَتَهُم.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاعمُر قَلبی بِطاعَتِکَ،ولا تُخزِنی بِمَعصِیَتِکَ، وَارزُقنی مُواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَیهِ مِن رِزقِکَ بِما وَسَّعتَ عَلَیَّ مِن فَضلِکَ،ونَشَرتَ عَلَیَّ مِن

ص:362


1- .وأورد الشیخ الطوسی فی أعمال یوم الجمعة نحو هذا الدعاء إذ قال:«ورُوِیَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ قالَ:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا زالَتِ الشَّمسُ صَلّی ودَعا،ثُمَّ صَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ...»فذکر إلی قوله:«وَارزُقنی مُواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَیهِ مِن رِزقِکَ بِما وَسَّعتَ عَلَیَّ مِن فَضلِکَ»(مصباح المتهجّد:ص 361، جمال الاُسبوع:ص 251، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 19 ح 3).
2- مارق:أی خارج عن الدین ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1689«مرق»).
3- زاهِق:أی هالِک ( مجمع البحرین:ج 2 ص 787«زهق»).

عَدلِکَ،وأَحیَیتَنی تَحتَ ظِلِّکَ،وهذا شَهرُ نَبِیِّکَ سَیِّدِ رُسُلِکَ،شَعبانُ الَّذی حَفَفتَهُ مِنکَ بِالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ،الَّذی کانَ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ یَدأَبُ فی صِیامِهِ وقِیامِهِ،فی لَیالیهِ وأَیّامِهِ،بُخوعاً (1)لَکَ فی إکرامِهِ وإعظامِهِ إلی مَحَلِّ حِمامِهِ (2).

اللّهُمَّ فَأَعِنّا عَلَی الاِستِنانِ بِسُنَّتِهِ فیهِ ونَیلِ الشَّفاعَةِ لَدَیهِ.

اللّهُمَّ وَاجعَلهُ لی شَفیعاً مُشَفَّعاً وطَریقاً إلَیکَ مَهیَعاً (3)،وَاجعَلنی لَهُ مُتَّبِعاً حَتّی ألقاهُ یَومَ القِیامَةِ عَنّی راضِیاً،وعَن ذُنوبی غاضِیاً،قَد أوجَبتَ لی مِنکَ الرَّحمَةَ وَالرِّضوانَ، وأَنزَلتَنی دارَ القَرارِ،ومَحَلَّ الأَخیارِ. (4)

2124.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فی کُلِّ یَومٍ مِن شَعبانَ سَبعینَ مَرَّةً:«أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّا هُوَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ الحَیُّ القَیّومُ،وأَتوبُ إلَیهِ»کُتِبَ فِی الاُفُقِ المُبینِ.

قُلتُ:ومَا الاُفُقُ المُبینُ؟

قالَ:قاعٌ بَینَ یَدَیِ العَرشِ فیها أنهارٌ تَطَّرِدُ،فیهِ مِنَ القِدحانِ عَدَدَ النُّجومِ. (5)

راجع:ج 1 ص 77 (نماذج من دعوات أهل البیت علیهم السلام/دعوات جمیع الائمة علیهم السلام/المناجاة الشعبانیة).

9/29الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ

2125.الإقبال: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو فیها فَیَقولُ:

اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعصِیَتِکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ

ص:363


1- .بَخَع له بُخوعاً:أقرّ به وخَضَع له ( لسان العرب:ج 8 ص 5«بخع»).
2- الحِمامُ-بالکسر والتخفیف-:الموتُ ( مجمع البحرین:ج 1 ص 460«حمم»).
3- المَهیَعُ:الطریقُ الواسع المُنبسِطُ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1894«هیع»).
4- مصباح المتهجّد:ص 828 ح 888، المزار الکبیر:ص 400،الإقبال:ج 3 ص 299، [2]المصباح للکفعمی:ص 722.
5- الخصال:ص 582 ح 5،الإقبال:ج 3 ص 295، ثواب الأعمال:ص 198 ح 1،فضائل الأشهر الثلاثة:ص 56 ح 35، [5]مصباح المتهجّد:ص 829 ح889 [6] کلّها عن محمّد بن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 97 ص 91 ح 4.

مِن رِضوانِکَ،ومِنَ الیَقینِ ما یَهونُ عَلَینا بِهِ مُصیباتُ الدُّنیا،اللّهُمَّ مَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحیَیتَنا،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا،وَاجعَل ثارَنا عَلی مَن ظَلَمَنا،وَانصُرنا عَلی مَن عادانا،ولا تَجعَل مُصیبَتَنا فی دینِنا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا مَبلَغَ عِلمِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ (1). (2)

2126.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فی هذِهِ اللَّیلَةِ هَبَطَ عَلَیَّ حَبیبی جَبرَئیلُ علیه السلام،فَقالَ لی:یا مُحَمَّدُ،مُر امَّتَکَ إذا کانَ لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ أن یُصَلِّیَ أحَدُهُم عَشرَ رَکَعاتٍ،فی کُلِّ رَکعَةٍ یَتلو فاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ سَجَدَ فَقالَ فی سُجودِهِ:

«اللّهُمَّ لَکَ سَجَدَ سَوادی وخَیالی (3)وبَیاضی،یا عَظیمَ کُلِّ عَظیمٍ،اغفِر لی ذَنبِیَ العَظیمَ، فَإِنَّهُ لا یَغفِرُهُ غَیرُکَ».

فَإنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِکَ مَحَا اللّهُ تَعالی عَنهُ اثنَتَینِ وسَبعینَ ألفَ سَیِّئَةٍ،وکَتَبَ لَهُ مِنَ الحَسَناتِ مِثلَها،ومَحَا اللّهُ عَن والِدَیهِ سَبعینَ ألفَ سَیِّئَةٍ. (4)

2127.مصباح المتهجّد عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عِندی فی لَیلَةِ الَّتی کانَ عِندی فیها فَانسَلَّ مِن لَحافی فَانتَبَهتُ،فَدَخَلَنی ما یَدخُلُ النِّساءَ مِنَ الغَیرَةِ،فَظَنَنتُ أنَّهُ فی بَعضِ حُجَرِ نِسائِهِ،فَإِذا أنَا بِهِ کَالثَّوبِ السّاقِطِ عَلی وَجهِ الأَرضِ،ساجِداً عَلی أطرافِ أصابِعِ قَدَمَیهِ وهُوَ یَقولُ:«أصبَحتُ إلَیکَ فَقیراً خائِفاً مُستَجیراً،فَلا تُبَدِّلِ اسمی،ولا تُغَیِّر جِسمی،ولا تَجهَد بَلائی وَاغفِر لی».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الثّانِیَةَ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:«سَجَدَ لَکَ سَوادی وخَیالی وآمَنَ بِکَ

ص:364


1- .قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی ذیل الدعاء:«وقد مضی هذا الدعاء فی بعض مواضع العبادات،وإنّما ذکرنا هاهنا لأنّه فی هذه-لیلة النصف من شعبان-من المهمّات».
2- الإقبال:ج 3 ص 321، بحار الأنوار:ج 98 ص 413 ح 1.
3- فی فضائل الأشهر الثلاثة:« جَنانی»بدل«خَیالی».
4- مصباح المتهجّد:ص 839، فضائل الأشهر الثلاثة:ص 65 ح 47 [5] کلاهما عن عائشة،بحار الأنوار:ج 97 ص 89 ح 17.

فُؤادی،هذِهِ یَدایَ بِما جَنَیتُ عَلی نَفسی،یا عَظیمُ تُرجی لِکُلِّ عَظیمٍ،اغفِر لی ذَنبِیَ العَظیمَ،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الثّالِثَةَ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:«أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عِقابِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الرّابِعَةَ،فَقالَ:«اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وتَشَعَّبَت (1)بِهِ الظُّلُماتُ وصَلَحَ بِهِ أمرُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،أن تُحِلَّ عَلَیَّ غَضَبَکَ أو تُنزِلَ عَلَیَّ سَخَطَکَ،أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،وفُجاءَةِ نَقِمَتِکَ،وتَحویلِ عافِیَتِکَ،وجَمیعِ سَخَطِکَ،لَکَ العُتبی فیمَا استَطَعتُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ».

قالَت عائِشَةُ:فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ مِنهُ تَرَکتُهُ وَانصَرَفتُ نَحوَ المَنزِلِ،فَأَخَذَنی نَفَسٌ عالٍ.ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله اتَّبَعَنی فَقالَ:یا عائِشَةُ،ما هذَا النَّفَسُ العالی؟قالَت:قُلتُ:

کُنتُ عِندَکَ یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ:أتَدرینَ أیَّ لَیلَةٍ هذِهِ؟هذِهِ لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ، فیها تُنسَخُ الأَعمالُ،وتُقسَمُ الأَرزاقُ،وتُکتَبُ الآجالُ،ویَغفِرُ اللّهُ تَعالی إلّالِمُشرِکٍ أو مُشاحِنٍ،أو قاطِعِ رَحِمٍ،أو مُدمِنِ مُسکِرٍ،أو مُصِرٍّ عَلی ذَنبٍ،أو شاعِرٍ أو کاهِنٍ. (2)

2128.الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا أن کانَت لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ظَنَّتِ الحُمَیراءُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قامَ إلی بَعضِ نِسائِهِ،فَدَخَلَها مِنَ الغَیرَةِ ما لَم تَصبِر،حَتّی قامَت وتَلَفَّفَت بِشَملَةٍ لَها، وَایمُ اللّهِ،ما کانَ خَزّاً ولا دیباجاً ولا کَتّاناً ولا قُطناً،ولکِن کانَ فی سَداهُ الشَّعرُ ولَحمَتُهُ أوبارُ الإِ بِلِ،فَقامَت تَطلُبُ رَسولَ اللّهِ فی حُجَرِ نِسائِهِ حُجرَةً حُجرَةً،فَبَینَما هِیَ کَذلِکَ إذا نَظَرَت إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ساجِداً کَالثَّوبِ الباسِطِ عَلی وَجهِ الأَرضِ،فَدَنَت مِنهُ

ص:365


1- .فی الإقبال:« وقشعت»بدل«وتشعّبت».
2- مصباح المتهجّد:ص839، الإقبال:ج 3 ص 325، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 417 ح 1.

قَریباً،فَسَمِعَتهُ وهُوَ یَقولُ:«سَجَدَ لَکَ سَوادی وجَنانی (1)وآمَنَ بِکَ فُؤادی،وهذِهِ یَدایَ وما جَنَیتُ بِهِما عَلی نَفسی،یا عَظیمُ یُرجی لِکُلِّ عَظیمٍ،اغفِر لِیَ الذَّنبَ العَظیمَ،فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ،ثُمَّ عادَ ساجِداً،فَسَمِعَتهُ وهُوَ یَقولُ:«أعوذُ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أضاءَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ،وتَکَشَّفَت لَهُ الظُّلُماتُ،وصَلَحَ عَلَیهِ أمرُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،مِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،ومِن تَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن زَوالِ نِعمَتِکَ،اللّهُمَّ ارزُقنی قَلباً تَقِیّاً نَقِیّاً،مِنَ الشِّرکِ بَریئاً،لا کافِراً ولا شَقِیّاً».

ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی التُّرابِ ویَقولُ:«اُعَفِّرُ وَجهی فِی التُّرابِ وحُقَّ لی أن أسجُدَ لَکَ»، فَلَمّا هَمَّ بِالاِنصِرافِ هَروَلَتِ المَرأَةُ إلی فِراشِها،فَأَتی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِراشَها،وإذا لَها نَفَسٌ عالٍ.

فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما هذَا النَّفَسُ العالی؟أما تَعلَمینَ أیَّ لَیلَةٍ هذِهِ؟،إنَّ هذِهِ اللَّیلَةَ لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ،فیها یُکتَبُ آجالٌ،وفیها تُقسَمُ أرزاقٌ،وإنَّ اللّهَ عز و جل لَیَغفِرُ فی هذِهِ اللَّیلَةِ مِن خَلقِهِ أکثَرَ مِن عَدَدِ شَعرِ مِعزی بَنی کَلبٍ،ویُنزِلُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ مَلائِکَتَهُ إلَی السَّماءِ الدُّنیا وإلَی الأَرضِ بِمَکَّةَ. (2)

2129.عنه علیه السلام: إذا کانَ النِّصفُ مِن شَعبانَ فَصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ الحَمدَ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ،فَإِذا فَرَغتَ فَقُل:

اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَقیرٌ،وإنّی عائِذٌ بِکَ،ومِنکُ خائِفٌ وبِکَ مُستَجیرٌ،رَبِّ لا تُبَدِّلِ اسمی،رَبِّ لا تُغَیِّر جِسمی،رَبِّ لا تُجهِد بَلائی،أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عِقابِکَ،وأَعوذُ بِرِضاکَ

ص:366


1- .الجَنانُ:القَلبُ ( لسان العرب:ج 13 ص 93«جنن»).
2- فضائل الأشهر الثلاثة:ص 61 ح 44 عن حمزة بن حمران،مصباح المتهجّد:ص 841، [2]الإقبال:ج 3 ص 324 [3] کلاهما عن أبان تغلب نحوه،بحار الأنوار:ج 97 ص 88 ح 16.

مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِرَحمَتِکَ مِن عَذابِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،جَلَّ ثَناؤُکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ وفَوقَ ما یَقولُ القائِلونَ. (1)

2130.مصباح المتهجّد عن أبی یحیی: قُلتُ لِسَیِّدِنَا الصّادِقِ علیه السلام:وأَیُّ شَیءٍ أفضَلُ الأَدعِیَةِ؟ فَقالَ:إذا أنتَ صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ تَقرَأُ فِی الاُولی«الحَمدَ»مَرَّةً وسورَةَ الجَحدِ وهِیَ: «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» ،وَاقرَأ فِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ«الحَمدَ»وسورَةَ التَّوحیدِ وهِیَ: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،فَإِذا سَلَّمتَ قُلتَ:«سُبحانَ اللّهِ»ثَلاثاً وثَلاثینَ مَرَّةً، وَ«الحَمدُ للّهِ ِ»ثَلاثاً وثَلاثینَ مَرَّةً،وَ«اللّهُ أکبَرُ»أربَعاً وثَلاثینَ مَرَّةً.ثُمَّ قُل:

یا مَن إلَیهِ مَلجَأُ العِبادِ فِی المُهِمّاتِ،وإلَیهِ یَفزَعُ الخَلقُ فِی المُلِمّاتِ،یا عالِمَ الجَهرِ وَالخَفِیّاتِ،ویا مَن لا تَخفی عَلَیهِ خَواطِرُ الأَوهامِ وتَصَرُّفُ الخَطَراتِ،یا رَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِیّاتِ،یا مَن بِیَدِهِ مَلَکوتُ الأَرَضینَ وَالسَّماواتِ،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،أمُتُّ إلَیکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ،فَیا لا إلهَ إلّاأنتَ اجعَلنی فی هذِهِ اللَّیلَةِ مِمَّن نَظَرتَ إلَیهِ فَرَحِمتَهُ، وسَمِعتَ دُعاءَهُ فَأَجَبتَهُ،وعَلِمتَ استِقالَتَهُ فَأَقَلتَهُ،وتَجاوَزتَ عَن سالِفِ خَطیئَتِهِ وعَظیمِ جَریرَتِهِ (2)،فَقَدِ استَجَرتُ بِکَ مِن ذُنوبی،ولَجَأتُ إلَیکَ فی سَترِ عُیوبی.

اللّهُمَّ فَجُد عَلَیَّ بِکَرَمِکَ وفَضلِکَ،وَاحطُط خَطایایَ بِحِلمِکَ وعَفوِکَ،وتَغَمَّدنی فی هذِهِ اللَّیلَةِ بِسابِغِ کَرامَتِکَ،وَاجعَلنی فیها مِن أولِیائِکَ الَّذینَ اجتَبَیتَهُم لِطاعَتِکَ، وَاختَرتَهُم لِعِبادَتِکَ،وجَعَلتَهُم خالِصَتَکَ وصَفوَتَکَ.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن سَعِدَ جَدُّهُ،وتَوَفَّرَ مِنَ الخَیراتِ حَظُّهُ،وَاجعَلنی مِمَّن سَلِمَ فَنَعِمَ، وفازَ فَغَنِمَ،وَاکفِنی شَرَّ ما أسلَفتُ،وَاعصِمنی مِنَ الاِزدِیادِ فی مَعصِیَتِکَ،وحَبِّب إلَیَّ

ص:367


1- .الکافی:ج 3 ص 469 ح 7، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 185 ح 419،مصباح المتهجّد:ص 837 [2] عن محمّد بن صدقة العنبری عن الإمام الکاظم عنه علیهما السلام وفیه«الحمد مرّة و قل هو اللّه أحد مئتین وخمسین مرّة»،الإقبال:ج 3 ص 314 [3] عن هارون بن موسی التلعکبری وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 408 ح 1.
2- الجریرة:الجنایة والذنب ( النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).

طاعَتَکَ،وما یُقَرِّبُنی مِنکَ ویُزلِفُنی عِندَکَ،سَیِّدی،إلَیکَ یَلجَأُ الهارِبُ،ومِنکَ یَلتَمِسُ الطّالِبُ،وعَلی کَرَمِکَ یُعَوِّلُ المُستَقیلُ التّائِبُ،أدَّبتَ عِبادَکَ بِالتَّکَرُّمِ وأَنتَ أکرَمُ الأَکرَمینَ،وأَمَرتَ بِالعَفوِ عِبادَکَ وأَنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ فَلا تَحرِمنی ما رَجَوتُ مِن کَرَمِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن سابِغِ نِعَمِکَ،و لا تُخَیِّبنی مِن جَزیلِ قِسَمِکَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ لِأَهلِ طاعَتِکَ،وَاجعَلنی فی جُنَّةٍ مِن شِرارِ بَرِیَّتِکَ.

رَبِّ،إن لَم أکُن مِن أهلِ ذلِکَ فَأَنتَ أهلُ الکَرَمِ وَالعَفوِ وَالمَغفِرَةِ،وجُد عَلَیَّ بِما أنتَ أهلُهُ لا بِما أستَحِقُّهُ،فَقَد حَسُنَ ظَنّی بِکَ،وتَحَقَّقَ رَجائی لَکَ،وعَلِقَت نَفسی بِکَرَمِکَ، فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ وأَکرَمُ الأَکرَمینَ،اللّهُمَّ وَاخصُصنی مِن کَرَمِکَ بِجَزیلِ قِسَمِکَ، وأَعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وَاغفِر لِیَ الذَّنبَ الَّذی یَحبِسُ عَنِّی الخَلقَ،ویُضَیِّقُ عَلَیَّ الرِّزقَ حَتّی أقومَ بِصالِحِ رِضاکَ،وأَنعَمَ بِجَزیلِ عَطایاکَ،وأَسعَدَ بِسابِغِ نَعمائِکَ،فَقَد لُذتُ بِحَرَمِکَ،وتَعَرَّضتُ لِکَرَمِکَ،وَاستَعَذتُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وبِحِلمِکَ مِن غَضَبِکَ،فَجُد بِما سَأَلتُکَ،وأَنِل مَا التَمَستُ مِنکَ،أسأَ لُکَ بِکَ لا بِشَیءٍ هُوَ أعظَمُ مِنکَ.

ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ عِشرینَ مَرَّةً:«یا رَبِّ»،«یا اللّهُ»سَبعَ مَرّاتٍ،«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ»سَبعَ مَرّاتٍ،«ما شاءَ اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»عَشرَ مَرّاتِ،ثُمَّ تُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وتَسأَلُ اللّهَ حاجَتَکَ،فَوَاللّهِ،لَو سَأَلتَ بِها بِعَدَدِ القَطرِ لَبَلَّغَکَ اللّهُ عز و جل إیّاها بِکَرَمِهِ وفَضلِهِ. (1). (2)

ص:368


1- .زاد فی الإقبال هنا:روایة اخری فی هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمّد بن علیّ الطرازی فی کتابه،فقال:ثّم تسجد وتقول عشرین مرّةً:«یا ربّ یا ربّ»،«بحقّ محمّد [صلّ علی محمّد خ ل] وآل محمّد»سبع مرّات،«لا حول ولا قوّة إلّاباللّه»سبع مرّات،«ما شاء اللّه»عشر مرّات،«لا قوّة إلّاباللّه»عشر مرّات،ثمّ تصلّی علی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل بیته ما بدا لک،ثمّ تصلّی بعد هذه الصلاة وقبل صلاة اللیل الأربع رکعات بألف مرّة«قل هو اللّه أحد».
2- مصباح المتهجّد:ص 831، المزار الکبیر:ص 405،الإقبال:ج 3 ص 315، [3]مصباح الزائر:ص 313، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 409 ح 1.

2131.الإقبال: ومِمّا ذَکَرُهُ جَدّی أبو جَعفَرٍ الطّوسِیُّ بَعدَ السَّجدَةِ الَّتی رَوَیناها عَنهُ ما هذا لَفظُهُ:

وتَقولُ:

إلهی ! تَعَرَّضَ لَکَ فِی هذَا اللَّیلِ المُتَعَرِّضونَ،وقَصَدَکَ فیهِ القاصِدونَ،وأَمَّلَ فَضلَکَ ومَعروفَکَ الطّالِبونَ،ولَکَ فی هذَا اللَّیلِ نَفَحاتٌ وجَوائِزُ وعَطایا ومَواهِبُ،تَمُنُّ بِها عَلی مَن تَشاءُ مِن عِبادِکَ،وتَمنَعُها مَن لَم تَسبِق لَهُ العِنایَةُ مِنکَ،وها أنا ذا عَبدُکَ الفَقیرُ إلَیکَ، المُؤَمِّلُ فَضلَکَ ومَعروفَکَ،فَإِن کُنتَ یا مَولایَ تَفَضَّلتَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ وعُدتَ عَلَیهِ بِعائِدَةٍ مِن عَطفِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الخَیِّرینَ الفاضِلینَ،وجُد عَلَیَّ بِطَولِکَ ومَعروفِکَ یا رَبَّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ تَسلیماً،إنَّ اللّهَ حَمیدٌ مَجیدٌ.

اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ کَما أمَرتَ فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَ،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ. (1)

وراجع:ج 2 ص 436 ح 1768 (دعوات أیّام الاُسبوع/الدعوات المطلقة للیلة الجمعة/دعاء الکمیل فی کلّ لیلة جمعة).

ص:369


1- .الإقبال:ج 3 ص 318، مصباح المتهجّد:ص 833، [2]البلد الأمین:ص 174، [3]بحار الأنوار:ج 98 ص 411 ح 1.

ص:370

الفَصلُ الثلاثون:دَعَواتُ عَصرِ غَیبَةِ الإِمامِ المَهدِیِّ

1/30دُعاءُ مَعرِفَةِ الحُجَّةِ

2132.الکافی عن زرارة: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لا بُدَّ لِلغُلامِ مِن غَیبَةٍ...فَقُلتُ:وما تَأمُرُنی لَو أدرَکتُ ذلِکَ الزَّمانَ؟قالَ:اُدعُ اللّهَ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ عَرِّفنی نَفسَکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی نَفسَکَ لَم أعرِفکَ،اللّهُمَّ عَرِّفنی نَبِیَّکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی نَبِیَّکَ لَم أعرِفهُ قَطُّ،اللّهُمَّ عَرِّفنی حُجَّتَکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی حُجَّتَکَ ضَلَلتُ عَن دینی. (1)

2133.مصباح المتهجّد عن أبی محمّد هارون بن موسی التَّلَّعُکبَرِیِّ: أنَّ أبا عَلِیٍّ مُحَمَّدَ بنَ هَمّامٍ أخبَرَهُ بِهذَا الدُّعاءِ،وذَکَرَ أنَّ الشَّیخَ أبا عَمرٍو العَمرِیَّ قَدَّسَ اللّهُ روحَهُ أملاهُ عَلَیهِ،وأَمَرَهُ أن یَدعُوَ بِهِ،وهُوَ الدُّعاءُ فی غَیبَةِ القائِمِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ:

اللّهُمَّ عَرِّفنی نَفسَکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی نَفسَکَ لَم أعرِف رَسولَکَ،اللّهُمَّ عَرِّفنی رَسولَکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی رَسولَکَ لَم أعرِف حُجَّتَکَ،اللّهُمَّ عَرِّفنی حُجَّتَکَ؛فَإِنَّکَ إن لَم تُعَرِّفنی حُجَّتَکَ ضَلَلتُ عَن دینی،اللّهُمَّ لا تُمِتنی میتَةً جاهِلِیَّةً،ولا تُزِغ قَلبی بَعدَ

ص:371


1- .الکافی:ج 1 ص 342 ح 29 وص 337 ح 5،کمال الدین:ص 342 ح 24، [2]الغیبة للطوسی:ص 334 ح 279،الغیبة للنعمانی:ص 166 ح 6 [3] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 326 ح 2.

إذ هَدَیتَنی.

اللّهُمَّ فَکَما هَدَیتَنی لِوِلایَةِ مَن فَرَضتَ عَلَیَّ طاعَتَهُ مِن وِلایَةِ وُلاةِ أمرِکَ بَعدَ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،حَتّی والَیتُ وُلاةَ أمرِکَ:أمیرَ المُؤمِنینَ،وَالحَسَنَ،وَالحُسَینَ، وعَلِیّاً،ومُحَمَّداً،وجَعفَراً،وموسی،وعَلِیّاً،ومُحَمَّداً،وعَلِیّاً،وَالحَسَنَ،وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهدِیَّ،صَلَواتُکَ عَلَیهِم أجمَعینَ،اللّهُمَّ فَثَبِّتنی عَلی دینِکَ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ، ولَیِّن قَلبی لِوَلِیِّ أمرِکَ،وعافِنی مِمَّا امتَحَنتَ بِهِ خَلقَکَ،وثَبِّتنی عَلی طاعَةِ وَلِیِّ أمرِکَ الَّذی سَتَرتَهُ عَن خَلقِکَ،فَبِإِذنِکَ غابَ عَن بَرِیَّتِکَ،وأَمرَکَ یَنتَظِرُ،وأَنتَ العالِمُ غَیرُ المُعَلَّمِ بِالوَقتِ الَّذی فیهِ صَلاحُ أمرِ وَلِیِّکَ،فِی الإِذنِ لَهُ بِإِظهارِ أمرِهِ وکَشفِ سِرِّهِ، (1)فَصَبِّرنی عَلی ذلِکَ حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،ولا أکشِفَ ما سَتَرتَ،ولا أبحَثَ عَمّا کَتَمتَ،ولا انازِعَکَ فی تَدبیرِکَ،ولا أقولَ لِمَ؟وکَیفَ؟وما بالُ وَلِیِّ الأَمرِ لا یَظهَرُ وقَدِ امتَلَأَتِ الأَرضُ مِنَ الجَورِ؟واُفَوِّضُ اموری کُلَّها إلَیکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُرِیَنی وَلِیَّ الأَمرِ ظاهِراً نافِذَ الأَمرِ،مَعَ عِلمی بِأَنَّ لَکَ السُّلطانَ وَالقُدرَةَ،وَالبُرهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِیَّةَ،وَالحَولَ وَالقُوَّةَ،فَافعَل ذلِکَ بی وبِجَمیعِ المُؤمِنینَ، حَتّی نَنظُرَ إلی وَلِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ ظاهِرَ المَقالَةِ،واضِحَ الدَّلالَةِ،هادِیاً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِیاً مِنَ الجَهالَةِ،أبرِز یا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ (2)،وثَبِّت قَواعِدَهُ،وَاجعَلنا مِمَّن تَقَرُّ عَینُهُ بِرُؤیَتِهِ،وأَقِمنا بِخِدمَتِهِ،وتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِهِ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ.

اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ جَمیعِ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ وبَرَأتَ وأَنشَأتَ وصَوَّرتَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ،بِحِفظِکَ الَّذی لا یَضیعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ،وَاحفَظ فیهِ رَسولَکَ ووَصِیَّ رَسولِکَ عَلَیهِمُ السَّلامُ.

ص:372


1- .فی کمال الدین والبلد الأمین:« [2]ستره».
2- فی کمال الدین وبحار الأنوار:« [4]مَشاهِدَهُ».

اللّهُمَّ ومُدَّ فی عُمُرِهِ وزِد فی أجَلِهِ،وأَعِنهُ عَلی ما وَلَّیتَهُ (1)وَاستَرعَیتَهُ،وزِد فی کَرامَتِکَ لَهُ،فَإِنَّهُ الهادِی المَهدِیُّ،وَالقائِمُ المُهتَدی،وَالطّاهِرُ التَّقِیُّ،الزَّکِیُّ النَّقِیُّ،الرَّضِیُّ المَرضِیُّ، الصّابِرُ الشَّکورُ المُجتَهِدُ.

اللّهُمَّ ولا تَسلُبنَا الیَقینَ لِطولِ الأَمَدِ فی غَیبَتِهِ وَانقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا،ولا تُنسِنا ذِکرَهُ وَانتِظارَهُ،وَالإِیمانَ بِهِ،وقُوَّةَ الیَقینِ فی ظُهورِهِ،وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَیهِ،حَتّی لا یُقَنِّطَنا طولُ غَیبَتِهِ مِن قِیامِهِ،ویَکونَ یَقینُنا فی ذلِکَ کَیَقینِنا فی قِیامِ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،وما جاءَ بِهِ مِن وَحیِکَ وتَنزیلِکَ.

اللّهُمَّ وقَوِّ قُلوبَنا عَلَی الإِیمانِ بِهِ حَتّی تَسلُکَ بِنا عَلی یَدِهِ مِنهاجَ الهُدی،وَالمَحَجَّةَ العُظمی،وَالطَّریقَةَ الوُسطی،وقَوِّنا عَلی طاعَتِهِ،وثَبِّتنا عَلی مُشایَعَتِهِ،وَاجعَلنا فی حِزبِهِ،وأَعوانِهِ وأَنصارِهِ،وَالرّاضینَ بِفِعلِهِ،ولا تَسلُبنا ذلِکَ فی حَیاتِنا ولا عِندَ وَفاتِنا، حَتّی تَتَوَفّانا ونَحنُ عَلی ذلِکَ،لا شاکّینَ ولا ناکِثینَ،ولا مُرتابینَ ولا مُکَذِّبینَ.

اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ،وأَیِّدهُ بِالنَّصرِ،وَانصُر ناصِریهِ،وَاخذُل خاذِلیهِ،ودَمدِم (2)عَلی مَن نَصَبَ لَهُ وکَذَّبَ بِهِ،وأَظهِر بِهِ الحَقَّ،وأَمِت بِهِ الجَورَ،وَاستَنقِذ بِهِ عِبادَکَ المُؤمِنینَ مِنَ الذُّلِّ،وَانعَش بِهِ البِلادَ،وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الکُفرِ،وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ،وذَلِّل بِهِ الجَبّارینَ وَالکافِرینَ،وأَبِر بِهِ المُنافِقینَ وَالنّاکِثینَ،وجَمیعَ المُخالِفینَ وَالمُلحِدینَ،فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،وبَرِّها وبَحرِها،وسَهلِها وجَبَلِها،حَتّی لا تَدَعَ مِنهُم دَیّاراً، ولا تُبقِیَ لَهُم آثاراً،طَهِّر مِنهُم بِلادَکَ،وَاشفِ مِنهُم صُدورَ عِبادِکَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِن دینِکَ،وأَصلِح بِهِ ما بُدِّلَ مِن حُکمِکَ وغُیِّرَ مِن سُنَّتِکَ،حَتّی یَعودَ دینُکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ غَضّاً جَدیداً صَحیحاً،لا عِوَجَ فیهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ،حَتّی تُطفِئَ بِعَدلِهِ نیرانَ

ص:373


1- .فی کمال الدین وبحار الأنوار:« [2]أولَیتَهُ».
2- دَمدَمَ:أی أطبقَ علیهم العَذابُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 608«دمدم»).

الکافِرینَ،فَإِنَّهُ عَبدُکَ الَّذِی استَخلَصتَهُ لِنَفسِکَ،وَارتَضَیتَهُ لِنُصرَةِ دینِکَ،وَاصطَفَیتَهُ بِعِلمِکَ،وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ،وبَرَّأتَهُ مِنَ العُیوبِ،وأَطلَعتَهُ عَلَی الغُیوبِ،وأَنعَمتَ عَلَیهِ،وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ،ونَقَّیتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِ وعَلی آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطّاهِرینَ،وعَلی شیعَتِهِ المُنتَجَبینَ،وبَلِّغهُم مِن آمالِهِم ما یَأمُلونَ،وَاجعَل ذلِکَ مِنّا خالِصاً مِن کُلِّ شَکٍّ وشُبهَةٍ ورِیاءٍ وسُمعَةٍ،حَتّی لا نُریدَ بِهِ غَیرَکَ،ولا نَطلُبَ بِهِ إلّاوَجهَکَ.

اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ فَقدَ نَبِیِّنا،وغَیبَةَ وَلِیِّنا،وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا،ووُقوعَ الفِتَنِ، وتَظاهُرَ الأَعداءِ،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وقِلَّةَ عَدَدِنا،اللّهُمَّ فَافرُج ذلِکَ عَنّا بِفَتحٍ مِنکَ تُعَجِّلُهُ، ونَصرٍ مِنکَ تُعِزُّهُ،وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ،إلهَ الحَقِّ آمینَ.

اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ أن تَأذَنَ لِوَلِیِّکَ فی إظهارِ عَدلِکَ فی عِبادِکَ (1)،وقَتلِ أعدائِکَ فی بِلادِکَ، حَتّی لا تَدَعَ لِلجَورِ یا رَبِّ دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا بَقِیَّةً إلّاأفنَیتَها،و لا قُوَّةً إلّاأوهَنتَها، ولا رُکناً إلّاهَدَمتَهُ،ولا حَدّاً إلّافَلَلتَهُ،ولا سِلاحاً إلّاأکلَلتَهُ،ولا رایَةً إلّانَکَّستَها،ولا شُجاعاً إلّاقَتَلتَهُ،ولا جَیشاً إلّاخَذَلتَهُ،وَارمِهِم یا رَبِّ بِحَجَرِکَ الدّامِغِ،وَاضرِبهُم بِسَیفِکَ القاطِعِ،وبَأسِکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمینَ،وعَذِّب أعداءَکَ وأَعداءَ وَلِیِّکَ وأَعداءَ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،بِیَدِ وَلِیِّکَ وأَیدی عِبادِکَ المُؤمِنینَ.

اللّهُمَّ اکفِ وَلِیَّکَ وحُجَّتَکَ فی أرضِکَ هَولَ عَدُوِّهِ،وکِد مَن کادَهُ وَامکُر بِمَن مَکَرَ بِهِ، وَاجعَل دائِرَةَ السَّوءِ عَلی مَن أرادَ بِهِ سوءاً،وَاقطَع عَنهُ مادَّتَهُم،وأَرعِب لَهُ قُلوبَهُم، وزَلزِل أقدامَهُم،وخُذهُم جَهرَةً وبَغتَةً،وشَدِّد عَلَیهِم عَذابَکَ،وأَخزِهِم فی عِبادِکَ، وَالعَنهُم فی بِلادِکَ،وأَسکِنهُم أسفَلَ نارِکَ،وأَحِط بِهِم أشَدَّ عَذابِکَ،وأَصلِهِم ناراً،

ص:374


1- .فی الطبعة المعتمدة:«بلادک»بدل«عبادک»،وما أثبتناه من کمال الدین وجمال الاُسبوع [2]ونسخة اخری من المصدر وبحار الأنوار.

وَاحشُ قُبورَ مَوتاهُم ناراً،وأَصلِهِم حَرَّ نارِکَ،فَإِنَّهُم أضاعُوا الصَّلاةَ،وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وأَضَلّوا عِبادَکَ.

اللّهُمَّ فَأَحیِ بِوَلِیِّکَ القُرآنَ،وأَرِنا نورَهُ سَرمَداً لا لَیلَ فیهِ،وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ، وَاشفِ بِهِ الصُّدورَ الوَغِرَةَ (1)،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُختَلِفَةَ عَلَی الحَقِّ،وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ،حَتّی لا یَبقی حَقٌّ إلّاظَهَرَ،ولا عَدلٌ إلّازَهَرَ،وَاجعَلنا یا رَبِّ مِن أعوانِهِ ومُقَوِّیَةِ سُلطانِهِ،وَالمُؤتَمِرینَ لِأَمرِهِ،وَالرّاضینَ بِفِعلِهِ،وَالمُسَلِّمینَ لِأَحکامِهِ،ومِمَّن لا حاجَةَ بِهِ إلَی التَّقِیَّةِ مِن خَلقِکَ،أنتَ یا رَبِّ الَّذی تَکشِفُ الضُّرَّ وتُجیبُ المُضطَرَّ إذا دَعاکَ،وتُنجی مِنَ الکَربِ العَظیمِ،فَاکشِفِ الضُّرَّ عَن وَلِیِّکَ،وَاجعَلهُ خَلیفَةً فی أرضِکَ کَما ضَمِنتَ لَهُ.

اللّهُمَّ ولا تَجعَلنی مِن خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام،ولا تَجعَلنی مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام،ولا تَجعَلنی مِن أهلِ الحَنَقِ وَالغَیظِ عَلی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام،فَإِنّی أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ فَأَعِذنی، وأَستَجیرُ بِکَ فَأَجِرنی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلنی بِهِم فائِزاً عِندَکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِن المُقَرَّبینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)

2/30الدُّعاءُ بِتَعجیلِ الفَرَجِ

2134.الإمام العسکریّ علیه السلام -فی تَعریفِ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام-:إنَّهُ سَمِیُّ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وکَنِیُّهُ، الَّذی یَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً...مَثَلُهُ مَثَلُ ذِی القَرنَینِ،

ص:375


1- .وَغِر صَدرُهُ:أی امتلأ غیظاً (المصباح المنیر:ص 666«وغر»).
2- مصباح المتهجّد:ص 411 ح 536، کمال الدین:ص 512 ح 43، [2]جمال الاُسبوع:ص 315، [3]البلد الأمین:ص 306، [4]بحار الأنوار:ج 95 ص 327 ح 3.

وَاللّهِ لَیَغیبَنَّ غَیبَةً لا یَنجو فیها مِنَ الهَلَکَةِ إلّامَن ثَبَّتَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلَی القَولِ بِإِمامَتِهِ، ووَفَّقَهُ فیها لِلدُّعاءِ بِتَعجیلِ فَرَجِهِ. (1)

2135.الإمام المهدی علیه السلام: أکثِرُوا الدُّعاءَ بِتَعجیلِ الفَرَجِ،فَإِنَّ ذلِکَ فَرَجُکُم. (2)

3/30الدُّعاءُ لِثَباتِ الدّینِ

2136.کمال الدین عن عبد اللّه بن سنان: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:سَتُصیبُکُم شُبهَةٌ فَتَبقَونَ بِلا عَلَمٍ یُری،ولا إمامِ هُدیً،ولا یَنجو مِنها إلّامَن دَعا بِدُعاءِ الغَریقِ.

قُلتُ:کَیفَ دُعاءُ الغَریقِ؟قالَ:یَقولُ:«یا اللّهُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ».

فَقُلتُ:«یا اللّهُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ».

قالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل مُقَلِّبُ القُلوبِ وَالأَبصارِ،ولکِن قُل کَما أقولُ لَکَ:«یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ». (3)

راجع:ج 1 ص 394 (طلب الهدایة ودوامها).

4/30دُعاءُ العَهدِ

2137.الإمام الصادق علیه السلام: مَن دَعا إلَی اللّهِ تَعالی أربَعینَ صَباحاً بِهذَا العَهدِ کانَ مِن أنصارِ

ص:376


1- .کمال الدین:ص 384 ح 1 عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعری،إعلام الوری:ج 2 ص 248، [2]الصراط المستقیم:ج 2 ص 231، [3]بحار الأنوار:ج 52 ص 23 ح 16.
2- کمال الدین:ص 485 ح 4، الغیبة للطوسی:ص 292 ح 247، [6]الاحتجاج:ج 2 ص 545 ح 344 [7] کلّها عن محمّد بن عثمان العمری،بحار الأنوار:ج 53 ص 181 ح 10.
3- کمال الدین:ص 352 ح 49، مُهَج الدعوات:ص 332، [10]إعلام الوری:ج 2 ص 238، [11]الصراط المستقیم:ج 2 ص 228، [12]بحار الأنوار:ج 95 ص 326 ح 1.

قائِمِنا علیه السلام،فَإِن ماتَ قَبلَهُ أخرَجَهُ اللّهُ تَعالی مِن قَبرِهِ،وأَعطاهُ بِکُلِّ کَلِمَةٍ ألفَ حَسَنَةٍ، ومَحا عَنهُ ألفَ سَیِّئَةٍ،وهُوَ هذا:

«اللّهُمَّ رَبَّ النّورِ العَظیمِ،ورَبَّ الکُرسِیِّ الرَّفیعِ،ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ (1)،ومُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ،ورَبَّ الظِّلِّ وَالحَرورِ،ومُنزِلَ الفُرقانِ العَظیمِ،ورَبَّ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وبِنورِ وَجهِکَ المُنیرِ،ومُلکِکَ القَدیمِ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ،[وبِاسمِکَ الَّذی یَصلُحُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ،] (2)یا حَیُّ قَبلَ کُلِّ حَیٍّ،ویا حَیُّ بَعدَ کُلِّ حَیٍّ،لا إلهَ إلّاأنتَ.

اللّهُمَّ بَلِّغ مَولانَا الإِمامَ الهادِیَ المَهدِیَّ القائِمَ بِأَمرِکَ،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلی آبائِهِ الطّاهِرینَ،عَنِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،سَهلِها وجَبَلِها،وبَرِّها وبَحرِها،وعَنّی وعَن والِدَیَّ،مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرشِ اللّهِ ومِدادَ کَلِماتِهِ،وما أحصاهُ عِلمُهُ وأَحاطَ بِهِ کِتابُهُ.

اللّهُمَّ إنّی اجَدِّدُ لَهُ فی صَبیحَةِ یَومی هذا وما عِشتُ مِن أیّامی،عَهداً وعَقداً وبَیعَةً لَهُ فی عُنُقی،لا أحولُ عَنها ولا أزولُ أبَداً.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِن أنصارِهِ وأَعوانِهِ،وَالذّابّینَ عَنهُ،وَالمُسارِعینَ إلَیهِ فی قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالمُحامینَ عَنهُ،وَالسّابِقینَ إلی إرادَتِهِ،وَالمُستَشهَدینَ بَینَ یَدَیهِ.

اللّهُمَّ إن حالَ بَینی وبَینَهُ المَوتُ الَّذی جَعَلتَهُ عَلی عِبادِکَ حَتماً [مَقضِیّاً] (3)،فَأَخرِجنی مِن قَبری مُؤتَزِراً کَفَنی،شَاهِراً سَیفی،مُجَرِّداً قَناتی،مُلَبِّیاً دَعوَةَ الدّاعی فِی الحاضِرِ وَالبادی.

ص:377


1- .المَسجور:أی المملوء (مجمع البحرین:ج 2 ص 820«سجر»).
2- الزیادة من بحار الأنوار.
3- الزیادة من بحار الأنوار.

اللّهُمَّ أرِنِی الطَّلعَةَ الرَّشیدَةَ،وَالغُرَّةَ الحَمیدَةَ،وَاکحُل ناظِری بِنَظرَةٍ مِنّی إلَیهِ،وعَجِّل فَرَجَهُ،وسَهِّل مَخرَجَهُ،وأَوسِع مَنهَجَهُ،وَاسلُک بی مَحَجَّتَهُ،وأَنفِذ أمرَهُ،وَاشدُد أزرَهُ.

وَاعمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَکَ،وأَحیِ بِهِ عِبادَکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: «ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أَیْدِی النّاسِ» 1 ،فَأَظهِرِ اللّهُمَّ لَنا وَلِیَّکَ،وَابنَ بِنتِ نَبِیِّکَ،المُسَمّی بِاسمِ رَسولِکَ،حَتّی لا یَظفَرَ بِشَیءٍ مِنَ الباطِلِ إلّامَزَّقَهُ،ویُحِقَّ الحَقَّ ویُحَقِّقَهُ،وَاجعَلهُ اللّهُمَّ مَفزَعاً لِمَظلومِ عِبادِکَ،وناصِراً لِمَن لا یَجِدُ لَهُ ناصِراً غَیرَکَ،ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحکامِ کِتابِکَ،ومُشَیِّداً لِما وَرَدَ مِن أعلامِ دینِکَ وسُنَنِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وَاجعَلهُ اللّهُمَّ مِمَّن حَصَّنتَهُ مِن بَأسِ المُعتَدینَ.

اللّهُمَّ وسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بِرُؤیَتِهِ،ومَن تَبِعَهُ عَلی دَعوَتِهِ،وَارحَمِ استِکانَتَنا (1)بَعدَهُ،اللّهُمَّ اکشِف هذِهِ الغُمَّةَ عَن هذِهِ الاُمَّةِ بِحُضورِهِ،وعَجِّل لَنا ظُهورَهُ، إنَّهُم یَرَونَهُ بَعیداً ونَراهُ قَریباً،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

ثُمَّ تَضرِبُ عَلی فَخِذِکَ الأَیمَنِ بِیَدِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ وتَقولُ:

العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ،یا مَولایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ. (2)

5/30زِیارَةُ آلِ یاسینَ وَالدُّعاءُ بَعدَهُ

2138.الاحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری: خَرَجَ التَّوقیعُ مِنَ النّاحِیَةِ المُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللّهُ تَعالی-بَعدَ المَسائِلِ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا لِأَمرِ اللّهِ تَعقِلونَ،ولا مِن أولِیائِهِ تَقبَلونَ،حِکمَةٌ بالِغَةٌ

ص:378


1- استکانَ:خَضَعَ وَذَلَّ (لسان العرب:ج 13 ص 218«سکن»).
2- مصباح الزائر:ص 455، المزار الکبیر:ص 663 نحوه،المصباح للکفعمی:ص 729، [2]البلد الأمین:ص 82، [3]بحار الأنوار:ج 102 ص 111 [4] وج 53 ص 95 ح 111.

فَما تُغنِی النُّذُرُ عَن قَومٍ لا یُؤمِنونَ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ.

إذا أرَدتُمُ التَّوَجَّهُ بِنا إلَی اللّهِ وإلَینا،فَقولوا کَما قالَ اللّهُ تَعالی:

(سَلامٌ علی آلِ یاسینَ) (1)،السَّلامُ عَلَیکَ یا داعِیَ اللّهِ ورَبّانِیَّ آیاتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ اللّهِ ودَیّانَ دینِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلیفَةَ اللّهِ وناصِرَ حَقِّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ ودَلیلَ إرادَتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا تالِیَ کِتابِ اللّهِ وتَرجُمانَهُ،السَّلامُ عَلَیکَ فی آناءِ لَیلِکَ وأَطرافِ نَهارِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا بَقِیَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا میثاقَ اللّهِ الَّذی أخَذَهُ ووَکَّدَهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وَعدَ اللّهِ الَّذی ضَمِنَهُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَلَمُ المَنصوبُ وَالعِلمُ المَصبوبُ،وَالغَوثُ وَالرَّحمَةُ الواسِعَةُ،وَعداً غَیرَ مَکذوبٍ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تَقومُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تَقعُدُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تَقرَأُ وتُبَیِّنُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تُصَلّی وتَقنُتُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تَرکَعُ وتَسجُدُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تُهَلِّلُ وتُکَبِّرُ، السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تَحمَدُ وتَستَغفِرُ،السَّلامُ عَلَیکَ حینَ تُصبِحُ وتُمسی،السَّلامُ عَلَیکَ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی وَالنَّهارِ إذا تَجَلّی،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الإِمامُ المَأمونُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا المُقَدَّمُ المَأمولُ،السَّلامُ عَلَیکَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.

اشهِدُکَ یا مَولایَ،أنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،لا حَبیبَ إلّاهُوَ وأَهلُهُ،وأَشهَدُ أنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ حُجَّتُهُ،وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالحُسَینَ حُجَّتُهُ،وعَلِیَّ بنَ الحُسَینِ حُجَّتُهُ،ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ،وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ،وموسَی بنَ جَعفَرٍ حُجَّتُهُ،وعَلِیَّ بنَ موسی حُجَّتُهُ،ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ، وعَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ،وَالحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ،وأَشهَدُ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ،أنتُمُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وأَنَّ رَجعَتَکُم حَقٌّ لا شَکَّ فیها،یَومَ «لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً» 2 ،وأَنَّ المَوتَ حَقٌّ،وأَنَّ ناکِراً ونَکیراً حَقٌّ،وأَشهَدُ أنَّ النَّشرَ

ص:379


1- .الصافّات:130، وهو مبنی علی قراءة نافع وابن عامر ویعقوب وزید،وفی قراءة عاصم«إل یس».

وَالبَعثَ حَقٌّ،وأَنَّ الصِّراطَ وَالمِرصادَ حَقٌّ،وَالمیزانَ وَالحِسابَ حَقٌّ،وَالجَنَّةَ حَقٌّ،وَالنّارَ حَقٌّ،وَالوَعدَ وَالوَعیدَ بِهِما حَقٌّ،یا مَولایَ شَقِیَ مَن خالَفَکُم وسَعِدَ مَن أطاعَکُم،فَاشهَد عَلَیَّ ما أشهَدتُکَ عَلَیهِ،وأَ نَا وَلِیٌّ لَکَ،بَریءٌ مِن عَدُوِّکَ،فَالحَقُّ ما رَضیتُموهُ،وَالباطِلُ ما سَخِطتُموهُ،وَالمَعروفُ ما أمَرتُم بِهِ،وَالمُنکَرُ ما نَهَیتُم عَنهُ،فَنَفسی مُؤمِنَةٌ بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وبِرَسولِهِ وبِأَمیرِ المُؤمِنینَ،وبِأَئِمَّةِ المُؤمِنینَ (1)،وبِکُم یا مَولایَ أوَّلِکُم وآخِرِکُم،ونُصرَتی مُعَدَّةٌ لَکُم،ومَوَدَّتی خالِصَةٌ لَکُم،آمینَ آمینَ.

الدُّعاءُ عَقیبَ هذَا القَولِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ رَحمَتِکَ،وکَلِمَةِ نورِکَ،وأَن تَملَأَ قَلبی نورَ الیَقینِ،وصَدری نورَ الإِیمانِ،وفِکری نورَ الثَّباتِ،وعَزمی نورَ العِلمِ،وقُوَّتی نورَ العَمَلِ،ولِسانی نورَ الصِّدقِ،ودینی نورَ البَصائِرِ مِن عِندِکَ، وبَصَری نورَ الضِّیاءِ،وسَمعی نورَ وَعیِ الحِکمَةِ،ومَوَدَّتی نورَ المُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،حَتّی ألقاکَ وقَد وَفَیتُ بِعَهدِکَ ومیثاقِکَ،فَتَسَعَنی (2)رَحمَتُکَ،یا وَلِیُّ یا حَمیدُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ فی أرضِکَ وخَلیفَتِکَ فی بِلادِکَ،وَالدّاعی إلی سَبیلِکَ،وَالقائِمِ بِقِسطِکَ،وَالثّائِرِ بِأَمرِکَ،وَلِیِّ المُؤمِنینَ،وبَوارِ الکافِرینَ،ومُجلِی الظُّلمَةِ،ومُنیرِ الحَقِّ، وَالسّاطِعِ (3)بِالحِکمَةِ وَالصِّدقِ،وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ فی أرضِکَ،المُرتَقِبِ الخائِفِ،وَالوَلِیِّ النّاصِحِ،سَفینَةِ النَّجاةِ،وعَلَمِ الهُدی،ونورِ أبصارِ الوَری،وخَیرِ مَن تَقَمَّصَ وَارتَدی، ومُجلِی العَمی،الَّذی یَملَأُ الأَرضَ عَدلاً وقِسطاً کَما مُلِئَت ظُلماً وجَوراً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابنِ أولِیائِکَ،الَّذینَ فَرَضتَ طاعَتَهُم وأَوجَبتَ حَقَّهُم،وأَذهَبتَ

ص:380


1- .لم ترد عبارة:«وبأئمّة المؤمنین»فی بحار الأنوار.
2- فی بحار الأنوار:« فَتُغَشِّیَنی».
3- فی بحار الأنوار:« الناطق»بدل«الساطع».

عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً.

اللّهُمَّ انصُرهُ وَانتَصِر بِهِ [لِدینِکَ،وَانصُر بِهِ] (1)أولِیاءَکَ وأَولِیاءَهُ وشیعَتَهُ وأَنصارَهُ، وَاجعَلنا مِنهُم.

اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ کُلِّ باغٍ وطاغٍ،ومِن شَرِّ جَمیعِ خَلقِکَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،وَاحرُسهُ وَامنَعهُ مِن أن یوصَلَ إلَیهِ بِسوءٍ،وَاحفَظ فیهِ رسولَکَ وآلَ رَسولِکَ،وأَظهِر بِهِ العَدلَ،وأَیِّدهُ بِالنَّصرِ،وَانصُر ناصِریهِ،وَاخذُل خاذِلیهِ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الکَفَرَةِ،وَاقتُل بِهِ الکُفّارَ وَالمُنافِقینَ،وجَمیعَ المُلحِدینَ،حَیثُ کانوا فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،بَرِّها وبَحرِها،وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً،وأَظهِر بِهِ دینَ نَبِیِّکَ،وَاجعَلنِی اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأَعوانِهِ،وأَتباعِهِ وشیعَتِهِ،وأَرِنی فی آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ ما یَأمُلونَ،وفی عَدُوِّهِم ما یَحذَرونَ،إلهَ الحَقِّ آمینَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)

6/30الصَّلَواتُ وَالدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ

2139.المزار الکبیر: ذِکرُ ما یُزارُ بِهِ مَولانا صاحِبُ الزَّمانِ علیه السلام کُلَّ یَومٍ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ:

اللّهُمَّ بَلِّغ مَولایَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،عَن جَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،وبَرِّها وبَحرِها،وسَهلِها وجَبَلِها،حَیِّهِم ومَیِّتِهِم،وعَن والِدَیَّ ووُلدِی وعَنّی،مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِیّاتِ زِنَةَ عَرشِ اللّهِ،ومِدادَ کَلِماتِهِ،ومُنتَهی رِضاهُ، وعَدَدَ ما أحصاهُ کِتابُهُ،وأَحاطَ بِهِ عِلمُهُ.

اللّهُمَّ إنّی اجَدِّدُ لَهُ فی هذَا الیَومِ وفی کُلِّ یَومٍ عَهداً وعَقداً وبَیعَةً لَهُ فی رَقَبَتی.

ص:381


1- .سقط ما بین المعقوفین من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار.
2- الاحتجاج:ج 2 ص 591 ح 358، المزار الکبیر:ص 568 نحوه،بحار الأنوار:ج 53 ص 171 ح 5.

اللّهُمَّ فَکَما شَرَّفتَنی بِهذَا التَّشریفِ،وفَضَّلتَنی بِهذِهِ الفَضیلَةِ،وخَصَصتَنی بِهذِهِ النِّعمَةِ، فَصَلِّ عَلی مَولایَ وسَیِّدی صاحِبِ الزَّمانِ،وَاجعَلنی مِن أنصارِهِ وأَشیاعِهِ وَالذّابّینَ عَنهُ، وَاجعَلنی مِنَ المُستَشهَدینَ بَینَ یَدَیهِ،طائِعاً غَیرَ مُکرَهٍ،فِی الصَّفِّ الَّذی نَعَتَّ أهلَهُ فی کِتابِکَ،فَقُلتَ: «صَفًّا کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ» 1 ،عَلی طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ وآلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،اللّهُمَّ هذِهِ بَیعَةٌ لَهُ فی عُنُقی إلی یَومِ القیامَةِ (1). (2)

7/30دُعاءُ النُّدبَةِ

2140.المزار الکبیر: الدُّعاءُ لِلنُّدبَةِ.قالَ مُحَمَّدُ بنُ [عَلِیِّ بنِ] أبی قُرَّةَ:نَقَلتُ مِن کِتابِ أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَینِ بنِ سُفیانَ البَزوفَرِیِّ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ هذَا الدُّعاءَ،وذَکَرَ فیهِ أنَّهُ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَجَّلَ فَرَجَهُ وفَرَجَنا بِهِ،ویُستَحَبُّ أن یُدعی بِهِ فِی الأعیادِ الأربَعَةِ: (3)

الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما جَری بِهِ قَضاؤُکَ فی أولِیائِکَ الَّذینَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِکَ ودینِکَ؛إذِ اختَرتَ لَهُم جَزیلَ ما عِندَکَ مِنَ النَّعیمِ المُقیمِ الَّذی لا زَوالَ لَهُ ولَا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَیهِمُ الزُّهدَ فی زَخارِفِ هذِهِ الدُّنیَا الدَّنِیَّةِ (4)وزِبرِجِها (5)،فَشَرَطوا لَکَ ذلِکَ،وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ،فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم،وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّکرَ العَلِیَّ وَالثَّناءَ الجَلِیَّ،

ص:382


1- زاد العلّامة المجلسی قدس سره هنا:«أقول:وجدت فی بعض الکتب القدیمة بعد ذلک:ویصفق بیده الیمنی علی الیسری».
2- المزار الکبیر:ص 662،مصباح الزائر:ص 454، بحار الأنوار:ج 102 ص 110 [2] وج 53 ص 96 ح 111.
3- وقال فی الإقبال:« دعاء آخر بعد صلاة العید ویدعی به فی الأعیاد الأربعة».
4- الدَنیّ:الضعیف الخسیس (لسان العرب:ج 14 ص 274« دنا»).
5- فی المصادر الاُخری:«...فی دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنیَا الدَّنِیَّةِ وزُخرُفِها وزِبرِجِها».

وأَهبَطتَ عَلَیهِم مَلائِکَتَکَ،وکَرَّمتَهُم بِوَحیِکَ،ورَفَدتَهُم بِعِلمِکَ،وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ (1)إلَیکَ،وَالوَسیلَةَ إلی رِضوانِکَ.

فَبَعضٌ أسکَنتَهُ جَنَّتَکَ إلی أن أخرَجتَهُ مِنها،وبَعضٌ حَمَلتَهُ فی فُلکِکَ،ونَجَّیتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَکَةِ بِرَحمَتِکَ،وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِکَ خَلیلاً،وسَأَلَکَ لِسانَ صِدقٍ فِی الآخِرینَ،فَأَجَبتَهُ وجَعَلتَ ذلِکَ عَلِیّاً،وبَعضٌ کَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَکلیماً،وجَعَلتَ لَهُ مِن أخیهِ رِدءاً ووَزیراً،وبَعضٌ أولَدتَهُ مِن غَیرِ أبٍ،وآتَیتَهُ البَیِّناتِ،وأَیَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ.

وکُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَریعَةً،ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً،وتَخَیَّرتَ لَهُ أوصِیاءَ،مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ،مِن مُدَّةٍ إلی مُدَّةٍ؛إقامَةً لِدینِکَ،وحُجَّةً عَلی عِبادِکَ،ولِئَلّا یَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ،ویَغلِبَ الباطِلُ عَلی أهلِهِ،ولا یَقولَ أحَدٌ:لَولا أرسَلتَ إلَینا رَسولاً مُنذِراً، [وأَقَمتَ لَنا عَلَماً هادِیاً] (2)،فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزی (3).

إلی أنِ انتَهَیتَ بِالأَمرِ إلی حَبیبِکَ ونَجیبِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فَکانَ کَمَا انتَجَبتَهُ،سَیِّدَ مَن خَلَقتَهُ،وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَیتَهُ،وأَفضَلَ مَنِ اجتَبَیتَهُ،وأَکرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ،قَدَّمتَهُ عَلی أنبِیائِکَ،وبَعَثتَهُ إلی الثَّقَلَینِ مِن عِبادِکَ،وأَوطَأتَهُ مَشارِقَکَ ومَغارِبَکَ،وسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ (4)،وعَرَجتَ بِهِ (5)إلی سَمائِکَ،وأَودَعتَهُ عِلمَ [ما کانَ و] (6)ما یَکونُ إلَی انقِضاءِ خَلقِکَ.

ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ،وحَفَفتَهُ بِجَبرَئیلَ ومیکائیلَ وَالمُسَوِّمینَ (7)مِن مَلائِکَتِکَ،

ص:383


1- .فی الإقبال:« الذریعة».والذرائع:جمع ذریعة؛وهی الوسیلة (الصحاح:ج 3 ص 1211«ذرع»).
2- أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- تضمین للآیة 134 من سورة طه.
4- البُراق:وهی الدابّة التی رکبها رسول اللّه صلی الله علیه و آله لیلة الإسراء،سمّی بذلک لنصوع لونه وشدّة بریقه (النهایة:ج 1ص 120« برق»).
5- فی المصادر الاُخری:«عَرَجتَ بِروحِهِ».
6- أثبتناه من المصادر الاُخری.
7- مسوِّمین:أی مُعَلِّمین أنفسهم أو خیلهم بعلامة یعرفون بها فی الحرب (مجمع البحرین:ج 2 ص 911«سوم»).

ووَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دینَهُ (1)عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المشرِکونَ (2)،وذلِکَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدقٍ مِن أهلِهِ،وجَعَلتَ لَهُ ولَهُم «أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِی بِبَکَّةَ مُبارَکاً وَ هُدیً لِلْعالَمِینَ * فِیهِ آیاتٌ بَیِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِیمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً» 3 ،وقُلتَ: «إِنَّما یُرِیدُ اللّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً» . (3)

ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ مَوَدَّتَهُم فی کِتابِکَ،فَقُلتَ: «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی» 5 ،وقُلتَ: «ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ» 6 ،وقُلتَ: (4)«ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاّ مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلاً» 8 ،فَکانوا هُمُ السَّبیلَ إلَیکَ، وَالمَسلَکَ إلی رِضوانِکَ.

فَلَمَّا انقَضَت أیّامُهُ أقامَ وَلِیَّهُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما وآلِهِما هادِیاً إذ کانَ هُوَ المُنذِرُ،ولِکُلِّ قَومٍ هادٍ،فَقالَ وَالمَلَأُ أمامَهُ:«مَن کُنتُ مَولاهُ فَعَلِیٌّ مَولاهُ،اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ،وعادِ مَن عاداهُ،وَانصُر مَن نَصَرَهُ،وَاخذُل مَن خَذَلَهُ».وقالَ:«مَن کُنتُ أنَا نَبِیَّهُ (5)فَعَلِیٌّ أمیرُهُ»،وقالَ:«أنَا وعَلِیٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وسائِرُ النّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّی».

وأَحَلَّهُ مَحَلَّ هارونَ مِن موسی،فَقالَ لَهُ:«أنتَ مِنّی بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسی إلّاأنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدی».

وزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَیِّدَةَ نِساءِ العالَمینَ،وأَحَلَّ لَهُ مِن مَسجدِهِ ما حَلَّ لَهُ،وسَدَّ الأَبوابَ إلّا بابَهُ،ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وحِکمَتَهُ،فَقالَ:«أنَا مَدینَةُ العِلمِ وعَلِیٌّ بابُها،فَمَن أرادَ الحِکمَةَ

ص:384


1- .فی المصدر:«تظهره»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- تضمین للآیة 33 من سورةالتوبة،والآیة 9 فی سورة الصف.
3- الأحزاب:33.
4- سقط هنا الآیتان الأوّلتان من المصدر وأثبتناهما من المصادر الاُخری.
5- فی المصدر:«وَلِیُّهُ»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.

فَلیَأتِها مِن بابِها».

ثُمَّ قالَ:«أنتَ أخی ووَصِیّی ووارِثی،لَحمُکَ مِن لَحمی،ودَمُکَ مِن دَمی،وسِلمُکَ سِلمی،وحَربُکَ حَربی،وَالإِیمانُ مُخالِطٌ لَحمَکَ ودَمَکَ،کَما خالَطَ لَحمی ودَمی،وأَنتَ غَداً عَلَی الحَوضِ مَعی وأَنتَ خَلیفَتی،وأَنتَ تَقضی دَینی وتُنجِزُ عِداتی (1)،وشیعَتُکَ عَلی مَنابِرَ مِن نورٍ مُبیَضَّةً وُجوهُهُم حَولی فِی الجَنَّةِ،وهُم جیرانی،ولَولا أنتَ یا عَلِیُّ لَم یُعرَفِ المُؤمِنونَ بَعدی».

وکانَ بَعدَهُ هُدیً مِنَ الضَّلالِ،ونوراً مِنَ العَمی،وحَبلَ اللّهِ المَتینَ،وصِراطَهُ المُستَقیمَ.

لا یُسبَقُ بِقَرابَةٍ فی رَحِمٍ،ولا بِسابِقَةٍ فی دینٍ،ولا یُلحَقُ فی مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ،یَحذو حَذوَ الرَّسولِ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما وآلِهِما-ویُقاتِلُ عَلَی التَّأویلِ،ولا تَأخُذُهُ فی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ.

قَد وَتَرَ (2)فیهِ صَنادیدَ العَرَبِ (3)،وقَتَلَ أبطالَهُم،وناهَشَ ذُؤبانَهُم (4)،وأَودَعَ (5)قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِیَّةً وخَیبَرِیَّةً وحُنَینِیَّةً وغَیرَهُنَّ،فَأَضَبَّت (6)عَلی عَداوَتِهِ،وأَکَبَّت عَلی مُنابَذَتِهِ، حَتّی قَتَلَ النّاکِثینَ وَالقاسِطینَ وَالمارِقینَ (7).

ص:385


1- .العِدَة:الوعد،ویجمع علی عدات (الصحاح:ج 2 ص 551« وعد»).
2- وَتَرَتُ الرَجُل:إذا قتلت له قتیلاً (لسان العرب:ج 5 ص 274« وتر»).
3- صَنَادِیدُ العرب:أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (انظر:النهایة:ج 3 ص 55«صند»).
4- قال العلامة المجلسی قدس سره:قوله:«ناهش ذُؤبانهم»فی بعض النسخ:«ناوش»،یُقال:نهشه،أی عضّه أو أخذه بأضراسه.والمناوشة:المناولة فی القتال.وذؤبان العرب:صعالیکهم ولصوصهم (بحار الأنوار:ج 102 ص 123).
5- فی بعض نسخ المصدر وبحار الأنوار:«فأودع».
6- أضبّوا علیه:أی أکثروا.یقال:أضبّوا؛إذا تکلّموا متتابعاً،وإذا نهضوا فی الأمر جمیعاً (النهایة:ج 3 ص 70« ضبب»).
7- الناکثون:أهل الجمل؛لأنّهم نکثوا البیعة؛أی نقضوها.والقاسطون:أهل صفّین؛لأنّهم جاروا فی حکمهم وبغوا علیهم.والمارقون:الخوارج؛لأنّهم مرقوا من الدین (مجمع البحرین:ج 3 ص 1830« نکث»).

ولَمّا قَضی نَحبَهُ وقَتَلَهُ أشقَی الآخِرینَ یَتبَعُ أشقَی الأَوَّلینَ،لَم یُمتَثَل أمرُ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فِی الهادینَ بَعدَ الهادینَ،وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلی مَقتِهِ،مُجتَمِعَةٌ (1)عَلی قَطیعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلدِهِ،إلَّاالقَلیلَ مِمَّن وَفی لِرِعایَةِ الحَقِّ فیهِم.

فَقُتِلَ مَن قُتِلَ،وسُبِیَ مَن سُبِیَ،واُقصِیَ مَن اقصِیَ،وجَرَی القَضاءُ لَهُم بِما یُرجی لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ،إذ کانَتِ الأَرضُ للّهِ ِ یورِثُها مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ الصّالِحینَ،وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقینَ (2)،وسُبحانَ رَبِّنا إن کانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً (3)،ولَن یُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ (4)،وهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ.

فَعَلَی الأَطائِبِ مِن أهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما وآلِهِما-فَلیَبکِ الباکونَ، وإیّاهُم فَلیَندُبِ النّادِبونَ،ولِمِثلِهِم فَلتَدُرَّ الدُّموعُ،وَلیَصرُخِ الصّارِخونَ ویَضِجَّ الضّاجّونَ ویَعِجَّ العاجّونَ.

أینَ الحَسَنُ؟أینَ الحُسَینُ؟أینَ أبناءُ الحُسَینِ؟صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ،وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ، أیَن السَّبیلُ بَعدَ السَّبیلِ؟أینَ الخِیَرَةُ بَعدَ الخِیَرَةِ؟أینَ الشُّموسُ الطّالِعَةُ؟أینَ الأَقمارُ المُنیرَةُ؟أینَ الأَنجُمُ الزّاهِرَةُ؟أینَ أعلامُ الدّینِ وقَواعِدُ العِلمِ؟

أینَ بَقِیَّةُ اللّهِ الَّتی لاتَخلو مِنَ العِترَةِ الهادِیَةِ؟أینَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ؟أینَ المُنتَظَرُ لِإِقامَةِ الأَمتِ (5)وَالعِوَجِ؟أینَ المُرتجی لِإِزالَةِ الجَورِ وَالعُدوانِ؟أینَ المُدَّخَرُ لِتَجدیدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟أینَ المُتَخَیَّرُ لِإِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّریعَةِ؟أینَ المُؤَمَّلُ لِإِحیاءِ الکِتابِ وحُدودِهِ؟أینَ مُحیی مَعالِمِ الدّینِ وأَهلِهِ؟أینَ قاصِمُ شَوکَةِ المُعتَدینَ؟أینَ هادِمُ أبنِیَةِ

ص:386


1- .فی المصدر:«مجمعة»،وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- تضمین للآیة 128 من سورة الأعراف.
3- تضمین للآیة 108 من سورة الإسراء.
4- تضمین للآیة 47 من سورة الحجّ.
5- الأمْتُ:الانخفاض والارتفاع والاختلاف فی الشیء (لسان العرب:ج 2 ص 5« أمت»).

الشِّرکِ وَالنِّفاقِ؟أینَ مُبیدُ أهلِ الفُسوقِ وَالعِصیانِ وَالطُّغیانِ؟أینَ حاصِدُ فُروعِ الغَیِّ وَالشِّقاقِ؟أینَ طامِسُ آثارِ الزَّیغِ وَالأَهواءِ؟أینَ قاطِعُ حَبائِلِ الکِذبِ وَالاِفتِراءِ؟أینَ مُبیدُ العُتاةِ (1)وَالمَرَدَةِ؟[أینَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضلیلِ وَالإِلحادِ؟] (2)أینَ مُعِزُّ الأَولِیاءِ ومُذِلُّ الأَعداءِ؟أینَ جامِعُ الکَلِمَةِ عَلَی التَّقوی؟

أینَ بابُ اللّهِ الَّذی مِنهُ یُؤتی؟أیَن وَجهُ اللّهِ الَّذی إلَیهِ یَتَوَجَّهُ الأَولِیاءُ؟أینَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَینَ الأَرضِ وَالسَّماءِ؟أینَ صاحِبُ یَومِ الفَتحِ وناشِرُ رایَةِ الهُدی؟أینَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟أینَ الطّالِبُ بِذُحولِ الأَنبِیاءِ وأَبناءِ الأَنبِیاءِ؟أینَ الطّالِبُ بِدَمِ المَقتولِ بِکَربَلاءَ؟أینَ المَنصورُ عَلی مَنِ اعتَدی عَلَیهِ وَافتَری؟أینَ المُضطَرُّ الَّذی یُجابُ إذا دَعا؟ أینَ صَدرُ الخَلائِفِ (3)ذُو البِرِّ وَالتَّقوی؟أینَ ابنُ النَبِیِّ المُصطَفی،وَابنُ عَلِیٍّ المُرتضی،وَابنُ خَدیجَةَ الغَرّاءِ،وَابنُ فاطِمَةَ الکُبری؟

بِأَبی أنتَ واُمّی،ونَفسی لَکَ الوِقاءُ وَالحِمی،یَابنَ السّادَةِ المُقَرَّبینَ،یَابنَ النُّجَباءِ الأَکرَمینَ،یَابنَ الهُداةِ المَهدِیّینَ،یَابنَ الخِیَرَةِ المُهَذَّبینَ،یَابنَ الغَطارِفَةِ (4)الأَنجَبینَ،یَابنَ الأَطائِبِ المُطَهَّرینَ،یَابنَ الخَضارِمَةِ (5)المُنتَجَبینَ،یَابنَ القَماقِمَةِ (6)الأَکرَمینَ،یَابنَ البُدورِ المُنیرَةِ،یَابنَ السُّرُجِ المُضیئَةِ،یَابنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ،یَابنَ الأَنجُمِ الزّاهِرَةِ،یَابنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ،یَابنَ الأَعلامِ اللّائِحَةِ،یَابنَ العُلومِ الکامِلَةِ،یَابنَ السُّنَنِ المَشهورَةِ،یَابنَ المَعالِمِ المَأثورَةِ،یَابنَ المُعجِزاتِ المَوجودَةِ،یَابنَ الدَّلائِلِ المَشهودَةِ،یَابنَ الصِّراطِ المُستَقیمِ،یَابنَ النَّبَأِ العَظیمِ،یَابنَ مَن هُوَ فی امِّ الکِتابِ لَدَی اللّهِ عَلِیٌّ حَکیمٌ.

ص:387


1- .فی المصدر:«أین مبید أهل العناد والمردة»،وما فی المتن أثبناه من المصادر الاُخری.
2- سقط ما بین المعقوفین من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.
3- فی الإقبال:« الخلائق»بدل«الخلائف».
4- الغطارفة:جمع الغِطریف؛وهو السیّد الشریف والسخیّ السَّرِیّ (القاموس المحیط:ج 3 ص 181«غطرف»).
5- الخِضرِم:الجواد الکثیر العطیّة (لسان العرب:ج 12 ص 184« خضرم»).
6- القِمْقام:السیّد (النهایة:ج 4 ص 110« قمقم»).

یَابنَ الآیاتِ وَالبَیِّناتِ،یَابنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ،یَابنَ البَراهینِ الباهِراتِ،یَابنَ الحُجَجِ البالِغاتِ،یَابنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ،یَابنَ طه وَالمُحکَماتِ،یَابنَ یس وَالذّارِیاتِ،یَابنَ الطّورِ وَالعادِیاتِ،یَابنَ مَن دَنا فَتَدَلّی فَکانَ قابَ قَوسَینِ أو أدنی،دُنُوّاً وَاقتِراباً مِنَ العَلِیِّ الأَعلی.

لَیتَ شِعری،أینَ استَقَرَّت بِکَ النَّوی (1)؟بَل أیُّ أرضٍ تُقِلُّکَ أو ثَری؟أبِرَضوی (2)،أو غَیرِها،أم ذی طُوی (3)؟عَزیزٌ عَلَیَّ أن أرَی الخَلقَ وأَنتَ لا تُری،ولا أسمَعَ لَکَ حَسیساً ولا نَجوی،عَزیزٌ عَلَیَّ أن تُحیطَ بِکَ دونِیَ البَلوی،ولا یَنالَکَ مِنّی ضَجیجٌ ولا شَکوی.

بِنَفسی أنتَ مِن مُغَیَّبٍ لَم یَخلُ مِنّا،بِنَفسی أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا،بِنَفسی أنتَ امنِیَّةُ شائِقٍ یَتَمَنّی،مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ذَکَرا فَحَنّا،بِنَفسی أنتَ مَن عَقیدِ عِزٍّ لا یُسامی، بِنَفسی أنتَ مِن أثیلِ (4)مَجدٍ لا یُجازی (5)،بِنَفسی أنتَ مِن تِلادِ (6)نِعَمٍ لا تُضاهی،بِنَفسی أنتَ مِن نَصیفِ شَرَفٍ لا یُساوی.

إلی مَتی أحارُ فیکَ یا مَولایَ وإلی مَتی؟وأَیَّ خِطابٍ أصِفُ فیکَ وأَیَّ نَجوی؟عَزیزٌ عَلَیَّ أن اجابَ دونَکَ واُناغی،عَزیزٌ عَلَیَّ أن أبکِیَکَ ویَخذُلَکَ الوَری،عَزیزٌ عَلَیَّ أن یَجرِیَ عَلَیکَ دونَهُم ما جَری !

هَل مِن مُعینٍ فَاُطیلَ مَعَهُ العَویلَ وَالبُکاءَ؟هَل مِن جَزوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا؟هَل قَذِیَت (7)عَینٌ فَساعَدَتها عَینی عَلَی القَذی؟هَل إلَیکَ یَابنَ أحمَدَ سَبیلٌ فَتُلقی؟هَل یَتَّصِلُ

ص:388


1- .النَّوی:الوجه الّذی یذهب فیه،والبُعد،والدار،والتحوّل من مکان إلی آخر (القاموس المحیط:ج 4 ص 397«نوی»).
2- رضوی:جبل فی المدینة (معجم البلدان:ج 3 ص 51).
3- ذو طُوی:موضع عند مکّة (معجم البلدان:ج 4 ص 45).
4- مَجْدٌ أثیل:قدیم (لسان العرب:ج 11 ص 9«أثل»).
5- فی بعض المصادر:«لا یحاذی»بدل:«لا یجازی».
6- التالد:المال القدیم الّذی وُلد عندک (النهایة:ج 1 ص 194« تلد»).
7- القَذَی فی العین:مایسقط فیه من تراب أو تبن أو وسخ،کأنه یرید الکدورة الّتی حصلت للمؤمن من حوادث الدهر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1455«قذی»).

یَومُنا مِنکَ بِغَدِهِ فَنَحظی؟مَتی نَرِدُ مِناهِلَکَ الرَّوِیَّةَ فَنَروی؟مَتی نَنتَقِعُ (1)مِن عَذبِ مائِکَ فَقَد طالَ الصَّدی (2)؟مَتی نُغادیکَ ونُراوِحُکَ فَتَقَرَّ عُیونُنا؟مَتی تَرانا ونَراکَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُری؟أتَرانا نَحُفُّ بِکَ وأَنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ؛وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأَذَقتَ أعداءَکَ هَواناً وعِقاباً،وأَبَرتَ (3)العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ،وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَکَبِّرینَ،وَاجتَثَثتَ اصولَ الظّالِمینَ،ونَحنُ نَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ أنتَ کَشّافُ الکُرَبِ وَالبَلوی،وإلَیکَ أستَعدی فَعِندَکَ العَدوی (4)،وأَنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالاُولی،فَأَغِث یا غِیاثَ المُستَغیثینَ عُبَیدَک المُبتَلی،وأَرِهِ سَیِّدَهُ یا شَدیدَ القُوی، وأَزِل عَنهُ بِهِ الأَسی وَالجَوی (5)،وبَرِّد غَلیلَهُ یا مَن عَلَی العَرشِ استَوی،ومَن إلَیهِ الرُّجعی وَالمُنتَهی.

اللّهُمَّ ونَحنُ عَبیدُکَ التّائِقونَ (6)إلی وَلِیِّکَ،المُذَکِّرِ بِکَ وبِنَبِیِّکَ،خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً ومَلاذاً،وأَقَمتَهُ لَنا قِواماً ومَعاذاً،وجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنینَ مِنّا إماماً،فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِیَّةً وسَلاماً، وزِدنا بِذلِکَ یا رَبِّ إکراماً،وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً ومُقاماً،وأَتمِم نِعمَتَکَ بِتَقدیمِکَ إیّاهُ أمامَنا حَتّی تورِدَنا جِنانَکَ،ومُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ (7)،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ جَدِّهِ رَسولِکَ السَّیِّدِ الأَکبَرِ، وعَلی أبیهِ السَّیِّدِ الأَصغَرِ (8)،وجَدَّتِهِ الصِّدّیقَةِ الکُبری فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ،وعَلی مَنِ

ص:389


1- .نقع من الماء:رَوِیَ (لسان العرب:ج 8 ص 361« نقع»).
2- الصَدَی:العَطَش (الصحاح:ج 6 ص 2399« صدی»).
3- أبَرَ القَومَ:أهلکهم (القاموس المحیط:ج 1 ص 361«أبر»).
4- العَدوی:طَلَبُک إلی والٍ لیُعدِیَکَ علی من ظَلَمَکَ أی یَنتَقِم منه...والعَدوی:النُّصرَة والمَعُونَة (لسان العرب:ج 15 ص 39« عدو»).
5- الجوی:الحرقة وشدّة الوجد من عشق أو حزن (الصحاح:ج 6 ص 2306« جوا»).
6- نفس تائقة:أی مشتاقة.وتاقت نفسه إلی الشیء:اشتاقت ونازعت إلیه (مجمع البحرین:ج 1 ص 234«توق»).وفی بحار الأنوار والإقبال:« [6]الشائقون».
7- فی الإقبال:« اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ ووَلِیِّ أمرِکَ»بدل«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»وهو الأنسب.
8- وزاد فی الإقبال:« وحامل اللواء فی المحشر،وساقی أولیاءه من نهر الکوثر،والأمیر علی سائر البشر،ūالّذی من آمن به فقد ظفر،ومن لم یؤمن به فقد خطر وکفر،صلّی اللّه علیه وعلی أخیه وعلی نجلهما المیامین الغرر،ما طلعت شمس وما أضاء قمر وعلی جدّته...».

اصطَفَیتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ،وعَلَیهِ أفضَلَ وأَکمَلَ،وأَتَمَّ وأَدوَمَ،وأَکبَرَ وأَوفَرَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن أصفِیائِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً لا غایَةَ لِعَدَدِها،ولا نِهایَةَ لِمَدَدِها.

اللّهُمَّ وأَقِم بِهِ الحَقَّ،وأَدحِض بِهِ الباطِلَ،وأَدِل (1)بِهِ أولِیاءَکَ،وأَذلِل بِهِ أعداءَکَ،وصِلِ اللّهُمَّ بَینَنا وبَینَهُ وُصلَةً تُؤَدّی إلی مُرافَقَةِ سَلَفِهِ،وَاجعَلنا مِمَّن یَأخُذُ بِحُجزَتِهِم (2)، ویَمکُثُ فی ظِلِّهِم،وأَعِنّا عَلی تَأدِیَةِ حُقوقِهِ إلَیهِ،وَالاِجتِهادِ فی طاعَتِهِ،وَاجتِنابِ مَعصِیَتِهِ.

وَامنُن عَلَینا بِرِضاهُ،وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ،ودُعاءَهُ وخَیرَهُ،ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِکَ،وفَوزاً عِندَکَ،وَاجعَل صَلاتَنا بِهِ مَقبولَةً،وذُنوبَنا بِهِ مَغفورَةً،ودُعاءَنا بِهِ مُستَجاباً،وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسوطَةً،وهُمومَنا بِهِ مَکفِیَّةً،وحَوائِجَنا بِهِ مَقضِیَّةً، وأَقبِل إلَینا بِوَجهِکَ الکَریمِ،وَاقبَل تَقَرُّبَنا إلَیکَ،وَانظُر إلَینا نَظرَةً رَحیمَةً نَستَکمِلُ بِهَا الکَرامَةَ عِندَکَ،ثُمَّ لا تَصرِفها عَنّا بِجودِکَ،وَاسقِنا مِن حَوضِ جَدِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بِکَأسِهِ وبِیَدِهِ،رَیّاً رَوِیّاً،هَنیئاً سائِغاً (3)،لا ظَمَأَ بَعدَهُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)

وزاد فی الإقبال هنا:

فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ (5)فَتَأَهَّب لِلسُّجودِ بَینَ یَدَی مَولاکَ،وقُل ما رَوَیناهُ بِإِسنادِنا

ص:390


1- .الإدالة:الغَلَبة.یقال:اُدیلَ لنا علی أعدائنا؛أی نُصرنا علیهم وکانت الدولة لنا.والدَّولة:الانتقال من حال الشدّة إلی الرخاء (النهایة:ج 2 ص 141« دول»).
2- أصل الحُجزة:موضع شدّ الإزار،ثمّ قیل للإزار حُجزة للمجاورة،فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسّک بالشیء والتعلّق به (النهایة:ج 1 ص 344« حجز»).
3- سائِغ:عذب (لسان العرب:ج 8 ص 435«سوغ»).
4- المزار الکبیر:ص 573 ح 2،مصباح الزائر:ص 446، الإقبال:ج 1 ص 504، [4]بحار الأنوار:ج 102 ص 104.
5- أی:من دعاء الندبة.

إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قالَ:

إذا فَرَغتَ مِن دُعاءِ العیدِ المَذکورِ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وقُل:

«سَیِّدی سَیِّدی،کَم مِن عَتیقٍ لَکَ فَاجعَلنی مِمَّن أعتَقتَ،سَیِّدی سَیِّدی،وکَم مِن ذنبٍ قَد غَفَرتَ فَاجعَل ذَنبی فیمَا (1)غَفَرتَ،سَیِّدی سَیِّدی،وکَم مِن حاجَةٍ قَد قَضَیتَ فَاجعَل حاجَتی فیما قَضَیتَ،سَیِّدی سَیِّدی،وکَم مِن کُربَةٍ قَد کَشَفتَ فَاجعَل کُربَتی فیما کَشَفتَ،سَیِّدی سَیِّدی،وکَم مِن مُستَغیثٍ قَد أغَثتَ فَاجعَلنی فیمَن أغَثتَ،سَیِّدی سَیِّدی،کَم مِن دَعوَةٍ قَد أجَبتَ فَاجعَل دَعوَتی فیما أجَبتَ،سَیِّدی سَیِّدِی،ارحَم سُجودی فی السّاجِدینَ،وَارحَم عَبرَتی فِی المُستَعبِرینَ،وَارحَم تَضَرُّعی فیمَن تَضَرَّعَ مِنَ المُتَضَرِّعینَ.

سَیِّدی سَیِّدی،کَم مِن فَقیرٍ قَد أغنَیتَ فَاجعَل فَقری فیما أغنَیتَ،سَیِّدی سَیِّدِی، ارحَم دَعوَتی فِی الدّاعینَ،سَیِّدی وإلهی ! أسَأتُ وظَلَمتُ وعَمِلتُ سُوءاً وَاعتَرَفتُ بِذَنبی، وبِئسَ ما عَمِلتُ،فَاغفِر لی یا مَولایَ،أی کَریمُ،أی عَزیزُ،أی جَمیلُ».

فَإِذا فَرَغتَ وَانصَرَفتَ رَفَعتَ یَدَیکَ،ثُمَّ حَمِدتَ رَبَّکَ،ثُمَّ تَقولُ ما تَقَدَّمَ (2)عَلَیهِ، وسَلَّمتَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وحَمِدَتَ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (3)

8/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2141.الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ المَهدِیِّ علیه السلام وَالدُّعاءِ لَهُ-:

أوسَعُکُم کَهفاً،وأَکثَرُکُم عِلماً،وأَوصَلُکُم رَحِماً،اللّهُمَّ فَاجعَل بَعثَهُ (4)خُروجاً مِنَ

ص:391


1- .فی المصدر:«فیمن»وما أثبتناه من بحار الأنوار.
2- فی بحار الأنوار:«ما تقدر علیه»بدل«ما تقدّم علیه».
3- الإقبال:ج 1 ص 513، بحار الأنوار:ج 91 ص 28 ح 7.
4- فی بحار الأنوار:«بیعته»بدل«بعثه».

الغُمَّةِ،وَاجمَع بِهِ شَملَ الاُمَّةِ. (1)

9/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2142.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ عَرَفَةَ-:

رَبِّ صَلِّ عَلی أطائِبِ أهلِ بَیتِهِ الَّذینَ اختَرتَهُم لِأَمرِکَ،وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِکَ،وحَفَظَةَ دینِکَ،وخُلَفاءَکَ فی أرضِکَ،وحُجَجَکَ عَلی عِبادِکَ،وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهیراً بِإِرادَتِکَ،وجَعَلتَهُمُ الوَسیلَةَ إلَیکَ،وَالمَسلَکَ إلی جَنَّتِکَ....

اللّهُمَّ فَأَوزِع لِوَلِیِّکَ شُکرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیهِ،وأَوزِعنا مِثلَهُ فیهِ،وآتِهِ مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،وَافتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً،وأَعِنهُ بِرُکنِکَ الأَعَزِّ،وَاشدُد أزرَهُ،وقَوِّ عَضُدَهُ،وراعِهِ بِعَینِکَ،وَاحمِهِ بِحِفظِکَ،وَانصُرهُ بِمَلائِکَتِکَ،وَامدُدهُ بِجُندِکَ الأَغلَبِ،وأَقِم بِهِ کِتابَکَ وحُدودَکَ وشَرائِعَکَ،وسُنَنَ رَسولِکَ صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَحیِ بِهِ ما أماتَهُ الظّالِمونَ مِن مَعالِمِ دینِکَ،وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَریقَتِکَ،وأَبِن بِهِ الضَّرّاءَ مِن سَبیلِکَ،وأَزِل بِهِ النّاکِبینَ عَن صِراطِکَ،وَامحَق بِهِ بُغاةَ قَصدِکَ عِوَجاً،وأَلِن جانِبَهُ لِأَولِیائِکَ،وَابسُط یَدَهُ عَلی أعدائِکَ،وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ،وتَعَطُّفَهُ وتَحَنُّنَهُ،وَاجعَلنا لَهُ سامِعینَ مُطیعینَ،وفی رِضاهُ ساعینَ،وإلی نُصرَتِهِ وَالمُدافَعَةِ عَنهُ مُکنِفینَ،وإلَیکَ وإلی رَسولِکَ صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وآلِهِ بِذلِکَ مُتَقَرِّبینَ. (2)

10/30الدَّعواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2143.الإمام الصادق علیه السلام -فی دُعاءٍ لَهُ-:

ص:392


1- .الغیبة للنعمانی:ص 214 ح 1 عن سلیمان بن بلال عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 51 ص 115 ح 14.
2- الصحیفة السجّادیّة:ص 190 الدعاء 47، الإقبال:ج 2 ص 91، [4]المصباح للکفعمی:ص 890.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی إمامِ المُسلِمینَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ،وَافتَح لَهُ فَتحاً یَسیراً،وَانصُرهُ نَصراً عَزیزاً،وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً.اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ،وأَهلِک أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ. (1)

2144.فلاح السائل عن عبّاد بن محمّد المدائنیّ: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِالمَدینَةِ حینَ فَرَغَ مِن مَکتوبَةِ الظُّهرِ،وقَد رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وهُوَ یَقولُ:

أی سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،أی جامِعَ کُلِّ فَوتٍ،أی بارِئَ کُلِّ نَفسِ بَعدَ المَوتِ،أی باعِثُ، أی وارِثُ،أی سَیِّدَ السّادَةِ،أی إلهَ الآلِهَةِ،أی جَبّارَ الجَبابِرَةِ،أی مَلِکَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أی رَبَّ الأَربابِ،أی مَلِکَ المُلوکِ،أی بَطّاشُ،أی ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،أی فَعّالاً لِما یُریدُ،أی مُحصِیَ عَدَدِ الأَنفاسِ ونَقلِ الأَقدامِ،أی مَنِ السِّرُّ عِندَهُ عَلانِیَةٌ،أی مُبدِئُ،أی مُعیدُ، أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ عَلی خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وبِحَقِّهِمُ الَّذی أوجَبتَ لَهُم عَلی نَفسِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأن تَمُنَّ عَلَیَّ السّاعَةَ بِفَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وأَنجِز لِوَلِیِّکَ وَابنِ نَبِیِّکَ-الدّاعی إلَیکَ بِإِذنِکَ،وأَمیِنِکَ فی خَلقِکَ،وعَینِکَ فی عِبادِکَ،وحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ،عَلَیهِ صَلَواتُکَ وبَرَکاتُکَ-وَعدَهُ.

اللّهُمَّ أیِّدهُ بِنَصرِکَ وَانصُر عَبدَکَ،وقَوِّ أصحَابَه وصَبِّرهُم،وَافتَح لَهُم مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،وعَجِّل فَرَجَهُ وأَمکِنهُ مِن أعدَائِکَ وأَعداءِ رَسولِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».

قُلتُ:ألَیسَ قَد دَعَوتَ لِنَفسِکَ جُعِلتُ فِداکَ؟

قالَ:قَد دَعَوتُ لِنورِ آلِ مُحَمَّدٍ وسائِقِهِم،وَالمُنتَقِمِ بِأَمرِ اللّهِ مِن أعدائِهِم.قُلتُ:مَتی یَکونُ خُروجُهُ جَعَلَنِیَ اللّهُ فِداکَ؟

قالَ:إذا شاءَ مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ.قُلتُ:فَلَهُ عَلامَةٌ قَبلَ ذلِکَ؟

ص:393


1- .مصباح المتهجّد:ص 392 ح 517، جمال الاُسبوع:ص 293، [2]بحار الأنوار:ج 90 ص 86 ح 3.

قالَ:نَعَم،عَلاماتٌ شَتّی.قُلتُ:مِثلُ ماذا؟

قالَ:خُروجُ رایَةٍ مِنَ المَشرِقِ،ورایَةٍ مِنَ المَغرِبِ،وفِتنَةٌ تُظِلُّ أهلَ الزَّوراءِ (1)،[و] (2)خُروجُ رَجُلٍ مِن وُلدِ عَمّی زَیدٍ بِالیَمَنِ،وَانتِهابُ سِتارَةِ البَیتِ،ویَفعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ. (3)

11/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2145.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعاءٍ دَعا بِهِ بَعدَ صَلاةِ جَعفَرٍ،مَجَّدَ اللّهَ فیهِ وصَلّی عَلی نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله، إلی أن قالَ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أهلِ بَیتِهِ أئِمَّةِ الهُدی،ومَصابیحِ الدُّجی،واُمَنائِکَ فی خَلقِکَ، وأَصفِیائِکَ مِن عِبادِکَ،وحُجَجِکَ فی أرضِکَ،ومَنارِکَ فی بِلادِکَ،الصّابِرینَ عَلی بَلائِکَ، الطّالِبینَ رِضاکَ،الموفینَ بِوَعدِکَ،غَیرِ شاکّینَ فیکَ،ولا جاحِدینَ عِبادَتَکَ،وأَولِیائِکَ وسَلائِلِ أولِیائِکَ،وخُزّانِ عِلمِکَ،الَّذینَ جَعَلتَهُم مَفاتیحَ الهُدی،ونورَ مَصابیحِ الدُّجی، صَلَواتُکَ عَلَیهِم ورَحمَتُکَ ورِضوانُکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَلی مَنارِکَ فی عِبادِکَ،الدّاعی إلَیکَ بِإِذنِکَ،القائِمِ بِأَمرِکَ،المُؤَدّی عَن رَسولِکَ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ.

اللّهُمَّ إذا أظهَرتَهُ فَأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ،وسُق إلَیهِ أصحابَهُ وَانصُرهُ،وقَوِّ ناصِریهِ،وبَلِّغهُ أفضَلَ أمَلِهِ،وأَعطِهِ سُؤلَهُ،وجَدِّد بِهِ عَن مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ بَعدَ الذُّلِّ الَّذی قَد نَزَلَ بِهِم بَعدَ نَبِیِّکَ،فَصاروا مَقتولینَ مَطرودینَ،مُشَرَّدینَ خائِفینَ غَیرَ آمِنینَ،لَقوا فی جَنبِکَ-ابتِغاءَ مَرضاتِکَ وطاعَتِکَ-الأَذی وَالتَّکذیبَ،فَصَبَروا عَلی ما أصابَهُم فیکَ،راضینَ بِذلِکَ،

ص:394


1- .مدینة الزوراء ببغداد فی الجانب الشرقی،سمّیت الزوراء لازورارٍ فی قبلتها (معجم البلدان:ج 3 ص 156).
2- لم ترد الواو فی المصدر،وأثبتناها من بحارالأنوار.
3- فلاح السائل:ص 308 ح 209، بحار الأنوار:ج 86 ص 62 ح 1 [3] وراجع:المصباح للکفعمی:ص 48.

مُسَلِّمینَ لَکَ فی جَمیعِ ما وَرَدَ عَلَیهِم وما یَرِدُ إلَیهِم.

اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ قائِمِهِم بِأَمرِکَ،وَانصُرهُ وَانصُر بِهِ دینَکَ الَّذی غُیِّرَ وبُدِّلَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِنهُ وبُدِّلَ بَعدَ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله. (1)

12/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2146.مصباح المتهجّد عن یونس بن عبد الرحمن: إنَّ الرِّضا علیه السلام کانَ یَأمُرُ بِالدُّعاءِ لِصاحِبِ الأَمرِ بِهذا:

اللّهُمَّ ادفَع عَن وَلِیِّکَ وخَلیفَتِکَ وحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ،ولِسانِکَ المُعَبِّرِ عَنکَ،النّاطِقِ بِحُکمِکَ،وعَینِکَ النّاظِرَةِ بِإِذنِکَ،وشاهِدِکَ عَلی عِبادِکَ،الجَحجاحِ (2)المُجاهِدِ،العائِذِ بِکِ،العابِدِ عِندَکَ،وأَعِذهُ مِن شَرِّ جَمیعِ ما خَلَقتَ وبَرَأتَ وأَنشَأتَ وصَوَّرتَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ،بِحِفظِکَ الَّذی لا یَضیعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ،وَاحفَظ فیهِ رَسولَکَ وآباءَهُ،أئِمَّتَکَ ودَعائِمَ دینِکَ،وَاجعَلهُ فی وَدیعَتِکَ الَّتی لا تَضیعُ،وفی جِوارِکَ الَّذی لا یُخفَرُ،وفی مَنعِکَ وعِزِّکَ الَّذی لا یُقهَرُ، وآمِنهُ بِأَمانِکَ الوَثیقِ الَّذی لا یُخذَلُ مَن آمَنتَهُ بِهِ،وَاجعَلهُ فی کَنَفِکَ الَّذی لا یُرامُ مَن کانَ فیهِ،وَانصُرهُ بِنَصرِکَ العَزیزِ،وأَیِّدهُ بِجُندِکَ الغالِبِ،وقَوِّهِ بِقُوَّتِکَ،وأَردِفهُ بِمَلائِکَتِکَ، ووالِ مَن والاهُ،وعادِ مَن عاداهُ،وأَلبِسهُ دِرعَکَ الحَصینَةَ،وحُفَّهُ بالمَلائِکَةِ حَفّاً. (3)

اللّهُمَّ اشعَب بِهِ الصَّدعَ،وَارتُق بِهِ الفَتقَ،وأَمِت بِهِ الجَورَ،وأَظهِر بِهِ العَدلَ،وزَیِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ،وأَیِّدهُ بِالنَّصرِ،وَانصُرهُ بِالرُّعبِ،وقَوِّ ناصِریهِ،وَاخذُل خاذِلیهِ،

ص:395


1- .جمال الاُسبوع:ص 186 عن الحسن بن القاسم العبّاسی،مصباح المتهجّد:ص 309 ح 417 [2] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 197 ح 3.
2- الجَحجاحُ:السیّد الکریم (النهایة:ج 1 ص 240«جحجح»).
3- زاد هنا فی جمال الاُسبوع وبحار الأنوار:« [5]اللّهُمَّ وبَلِّغهُ أفضَلَ ما بَلَّغتَ القائِمینَ بِقِسطِکَ مِن أتباعِ النَّبِیّینَ».

ودَمدِم مَن نَصَبَ لَهُ،ودَمِّر مَن غَشَّهُ،وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الکُفرِ وعُمُدَهُ ودَعائِمَهُ،وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ،وشارِعَةَ البِدَعِ،ومُمیتَةَ السُّنَّةِ،ومُقَوِّیَةَ الباطِلِ،وذَلِّل بِهِ الجَبّارینَ، وأَبِر بِهِ الکافِرینَ وجَمیعَ المُلحِدینَ فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،وبَرِّها وبَحرِها، وسَهلِها وجَبَلِها،حَتّی لا تَدَعَ مِنهُم دَیّاراً،ولا تُبقِیَ لَهُم آثاراً.

اللّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَکَ،وَاشفِ مِنهُم عِبادَکَ،وأَعِزَّ بِهِ المُؤمِنینَ،وأَحیِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلینَ،ودارِسَ حُکمِ النَّبِیّینَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِن دینِکَ،وبُدِّلَ مِن حُکمِکَ، حَتّی تُعیدَ دینَکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ جَدیداً غَضّاً،مَحضاً صَحیحاً،لا عِوَجَ فیهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ،وحَتّی تُنیرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ،وتُطفِئَ بِهِ نیرانَ الکُفرِ،وتوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ ومَجهولَ العَدلِ،فَإِنَّهُ عَبدُکَ الَّذِی استَخلَصتَهُ لِنَفسِکَ وَاصطَفَیتَهُ عَلی غَیبِکَ،وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ،وبَرَّأتَهُ مِنَ العُیوبِ،وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ،وسَلَّمتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

اللّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ ویَومَ حُلولِ الطّامَّةِ أنَّهُ لَم یُذنِب ذَنباً،ولا أتی حَوباً (1)، ولَم یَرتَکِب مَعصِیَةً،ولَم یُضِع لَکَ طاعَةً،ولَم یَهتِک لَکَ حُرمَةً،ولَم یُبَدِّل لَکَ فَریضَةً، ولَم یُغَیِّر لَکَ شَریعَةً،وأَ نَّهُ الهادِی المُهتَدِی،الطّاهِرُ التَّقِیُّ النَّقِیُّ،الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ.

اللّهُمَّ أعطِهِ فی نَفسِهِ وأَهلِهِ ووَلَدِهِ وذُرِّیَّتِهِ،واُمَّتِهِ وجَمیعِ رَعِیَّتِهِ،ما تُقِرُّ بِهِ عَینَهُ، وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ،وتَجمَعُ لَهُ مُلکَ المَملَکاتِ کُلِّها،قَریبِها وبَعیدِها،وعَزیزِها وذَلیلِها، حَتّی یَجرِیَ حُکمُهُ عَلی کُلِّ حُکمٍ،ویَغلِبَ (2)بِحَقِّهِ کُلَّ باطِلٍ.

اللّهُمَّ اسلُک بِنا عَلی یَدَیهِ مِنهاجَ الهُدی،وَالمَحَجَّةَ العُظمی،وَالطَّریقَةَ الوُسطی،الَّتی یَرجِعُ إلَیهَا الغالی،ویَلحَقُ بِهَا التّالی،وقَوِّنا عَلی طاعَتِهِ،وثَبِّتنا عَلی مُشایَعَتِهِ،وَامنُن عَلَینا بِمُتابَعَتِهِ،وَاجعَلنا فی حِزبِهِ،القَوّامینَ بِأَمرِهِ،الصّابِرینَ مَعَهُ،الطّالِبینَ رِضاکَ

ص:396


1- .الحَوبُ والحُوبُ وَالحابُ:الإثمُ (لسان العرب:ج 1 ص 340«حوب»).
2- فی الطبعة المعتمدة:«تغلب»وهو تصحیف،والصواب ما أثبتناه کما فی جمیع المصادر وکذلک فی النسخ الخطّیة للمصدر.

بِمُناصَحَتِهِ،حَتّی تَحشُرَنا یَومَ القِیامَةِ فی أنصارِهِ وأَعوانِهِ ومُقَوِّیَةِ سُلطانِهِ.

اللّهُمَّ وَاجعَل ذلِکَ لَنا خالِصاً مِن کُلِّ شَکٍّ وشُبهَةٍ،ورِیاءٍ وسُمعَةٍ،حَتّی لا نَعتَمِدَ بِهِ غَیرَکَ،ولا نَطلُبَ بِهِ إلّاوَجهَکَ،وحَتّی تُحِلَّنا مَحَلَّهُ،وتَجعَلَنا فِی الجَنَّةِ مَعَهُ،وأَعِذنا مِنَ السَّأمَةِ وَالکَسَلِ وَالفَترَةِ،وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،وتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِیِّکَ،ولا تَستَبدِل بِنا غَیرَنا؛فَإِنَّ استِبدالَکَ بِنا غَیرَنا عَلَیکَ یَسیرٌ،وهُوَ عَلَینا کَثیرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وُلاةِ عَهدِهِ وَالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ،وبَلِّغهُم آمالَهُم،وزِد فی آجالِهِم،وأَعِزَّ نَصرَهُم،وتَمِّم لَهُم ما أسنَدتَ إلَیهِم مِن أمرِکَ لَهُم،وثَبِّت دَعائِمَهُم،وَاجعَلنا لَهُم أعواناً وعَلی دینِکَ أنصاراً؛فَإِنَّهُم مَعادِنُ کَلِماتِکَ،وخُزّانُ عِلمِکَ،وأَرکانُ تَوحیدِکَ،ودَعائِمُ دینِکَ،ووُلاةُ أمرِکَ،وخالِصَتُکَ مِن عِبادِکَ،وصَفوَتُکَ مِن خَلقِکَ،وأَولِیاؤُکَ وسَلائِلُ أولِیائِکَ،وصَفوَةُ أولادِ نَبِیِّکَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)

13/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الجَوادِ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2147.الإمام الجواد علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی قُنوتِهِ-:

اللّهُمَّ أدِل (2)لِأَولِیائِکَ مِن أعدائِکَ الظّالِمینَ...الَّذینَ...اتَّخَذُوا اللّهُمَّ مالَکَ دُوَلاً، وعِبادَکَ خَوَلاً (3)،وتَرَکُوا اللّهُمَّ عالِمَ أرضِکَ فی بَکماءَ عَمیاءَ ظَلماءَ مُدلَهِمَّةً،فَأَعیُنُهُم مَفتوحَةٌ،وقُلوبُهُم عَمِیَّةٌ،ولَم تَبقَ لَهُمُ اللّهُمَّ عَلَیکَ مِن حُجَّةٍ.لَقَد حَذَّرتَ اللّهُمَّ عَذابَکَ وبَیَّنتَ نَکالَکَ،ووَعَدتَ المُطیعینَ إحسانَکَ،وقَدَّمتَ إلَیهِم بِالنُّذُرِ،فَآمَنَت طائِفَةٌ،

ص:397


1- .مصباح المتهجّد:ص 409، مختصر بصائر الدرجات:ص 192،جمال الاُسبوع:ص 307، [2]المصباح للکفعمی:ص 727، [3]البلد الأمین:ص 81، [4]بحار الأنوار:ج 95 ص 330 ح 4.
2- الإدالَةُ:النُّصرةُ والغَلَبةُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 620«دول»).
3- خَولاً:أی عبیداً (مجمع البحرین:ج 1 ص 562«خول»).

وأَیَّدتَ (1)اللّهُمَّ الَّذینَ آمَنوا عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّ أولِیائِکَ،فَأَصبَحوا ظاهِرینَ،وإلَی الحَقِّ داعینَ،ولِلإِمامِ المُنتَظَرِ القائِمِ بِالقِسطِ تابِعینَ. (2)

14/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الهادی علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2148.الإمام الهادی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ-:

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَی الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ،وَالقادَةِ الهادینَ،وَالسّادَةِ المَعصومینَ...وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ صاحِبِ العَصرِ وَالزَّمانِ،وَصِیِّ الأَوصِیاءِ،وبَقِیَّةِ الأَنبِیاءِ،المُستَتِرِ عَن خَلقِکَ، وَالمُؤَمَّلِ لِإِظهارِ حَقِّکَ،المَهدِیِّ المُنتَظَرِ،وَالقائِمِ الَّذی بِهِ تَنتَصِرُ....

اللّهُمَّ أنجِز لَهُم وَعدَکَ،وطَهِّر بِسَیفِ قائِمِهِم أرضَکَ،وأَقِم بِهِ حُدودَکَ المُعَطَّلَةَ، وأَحکامَکَ المُهمَلَةَ وَالمُبَدَّلَةَ،وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ، وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَریقَتِکَ،حَتّی یَظهَرَ الحَقُّ عَلی یَدَیهِ فی أحسَنِ صورَتِهِ، ویَهلِکَ الباطِلُ وأَهلُهُ بِنورِ دَولَتِهِ،ولا یَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ. (3)

15/30الدَّعواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام لِصاحِبِ الأَمرِ

2149.الإمام العسکریّ علیه السلام -فِی الصَّلاةِ عَلی وَلِیِّ الأَمرِ المُنتَظَرِ علیه السلام-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابنِ أولِیائِکَ الَّذینَ فَرَضتَ طاعَتَهُم،وأَوجَبتَ حَقَّهُم،وأَذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً.اللّهُمَّ انتَصِر بِهِ لِدینِکَ،وَانصُر بِهِ أولِیاءَکَ وأَولِیاءَهُ، وشیعَتَهُ وأَنصارَهُ،وَاجعَلنا مِنهُم.

ص:398


1- .فی المصدر:«فَأَیِّد»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- مهج الدعوات:ص 60، البلد الأمین:ص 561،بحار الأنوار:ج 85 ص 225 ح 1.
3- مصباح الزائر:ص 479، المزار الکبیر:ص 560،بحار الأنوار:ج 102 ص 180.

اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ کُلِّ باغٍ وطاغٍ،ومِن شَرِّ جَمیعِ خَلقِکَ،وَاحفَظهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،وَاحرُسهُ وَامنَعهُ أن یوصَلَ إلَیهِ بِسوءٍ،وَاحفَظ فیهِ رَسولَکَ وآلَ رَسولِکَ،وأَظهِر بِهِ العَدلَ وأَیِّدهُ بِالنَّصرِ،وَانصُر ناصِریهِ،وَاخذُل خاذِلیهِ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الکَفَرَةِ،وَاقتُل بِهِ الکُفّارَ وَالمُنافِقینَ وجَمیعَ المُلحِدینَ،حَیثُ کانوا وأَینَ کانوا مِن مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها وبَرِّها وبَحرِها،وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً،وأَظهِر بِهِ دینَ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ،وَاجعَلنِی اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأَعوانِهِ وأَتباعِهِ وشیعَتِهِ،وأَرِنی فی آلِ مُحَمَّدٍ ما یَأمُلونَ،وفی عَدُوِّهِم ما یَحذَرونَ،إلهَ الحَقِّ آمینَ. (1)

2150.الإمام العسکریّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی القُنوتِ-:

اللّهُمَّ...وأَسفِر لَنا عَن نَهارِ العَدلِ،وأَرِناهُ سَرمَداً لا ظُلمَةَ فیهِ،ونوراً لا شَوبَ (2)مَعَهُ، وأَهطِل عَلَینا ناشِئَتَهُ،وأَنزِل عَلَینا بَرَکَتَهُ،وأَدِل لَهُ مِمَّن ناواهُ،وَانصُرهُ عَلی مَن عاداهُ.

اللّهُمَّ وأَظهِر [بِهِ] (3)الحَقَّ،وأَصبِح بِهِ فی غَسَقِ الظُّلَمِ وبُهَمِ (4)الحَیرَةِ،اللّهُمَّ وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ،وَالآراءَ المُختَلِفَةَ،وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ، وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ (5)السّاغِبَةَ (6)،وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللّاغِبَةَ (7)المُتعَبَةَ،کَما ألهَجتَنا بِذِکرِهِ،وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَکَ لَهُ،ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَیهِ وحِیاشَةِ أهلِ الغَفلَةِ عَنهُ،وأَسکَنتَ فی قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فیهِ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ.

ص:399


1- .مصباح المتهجّد:ص 405 ح 533، جمال الاُسبوع:ص 300 [2] کلاهما عن أبی محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد،الاحتجاج:ج 2 ص 595 ح 358 [3]عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیدی،بحار الأنوار:ج 94 ص 78 ح 1.
2- الشوبُ:الخلطُ،مثل شوب اللبن بالماء (مجمع البحرین:ج 2 ص 987«شوب»).
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- البُهَمُ:جَمعُ البَهیمِ وهو المجهول الذی لا یعرف (النهایة:ج 1 ص 169« بهم»).
5- الخماص:جمع خمیص،وهو ضامر البطن (النهایة:ج 2 ص 80«خمص»).
6- الساغبة:الجائعة (النهایة:ج 2 ص 371«سغب»).
7- اللَّغَب:التعب والإعیاء (النهایة:ج 4 ص 256«لغب»).

اللّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ عَلی أحسَنِ یَقینٍ،یا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ،ویا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطِنَةِ،اللّهُمَّ وأَکذِب بِهِ المُتَأَ لّینَ (1)عَلَیکَ فیهِ،وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ وَالآیِسینَ مِنهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ،وعَلَماً مِن أعلامِهِ،ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ،ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِیَتِهِ،وأَکرِمنا بِنُصرَتِهِ،وَاجعَل فینا خَیراً تُظهِرُنا لَهُ وبِهِ،ولا تُشمِت بِنا حاسِدِی النِّعَمِ،وَالمُتَرَبِّصینَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ،فَقَد تَری یا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا وخُلُوَّ ذَرعِنا (2)مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلی إحنَةٍ (3)،وَالتَّمَنّی لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ (4)، وما تَنازَلَ مِن تَحصینِهِم بِالعافِیَةِ،وما أضبَؤوا (5)لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ،وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ.

اللّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا،وبَصَّرتَنا مِن عُیوبِنا خِلالاً نَخشی أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِکَ (6)،وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلی غَیرِ المُستَحِقّینَ،وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَیرَ السّائِلینَ،فَائتِ لَنا مِن أمرِنا عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ،وفَضلِکَ وَامتِنانِکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنّا إلَیکَ راغِبونَ ومِن جَمیعِ ذُنوبِنا تائِبونَ.

اللّهُمَّ وَالدّاعی إلَیکَ،وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ،الفَقیرُ إلی رَحمَتِکَ،المُحتاجُ إلی مَعونَتِکَ عَلی طاعَتِکَ؛إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِکَ،وأَلبَستَهُ أثوابَ کَرامَتِکَ،وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةَ طاعَتِکَ،وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِی القُلوبِ مِن مَحَبَّتِکَ،ووَفَّقتَهُ لِلقِیامِ بِما أغمَضَ فیهِ أهلُ

ص:400


1- .فی الحدیث:«ویل للمتألّین من امّتی»؛یعنی الذین یحکمون علی اللّه ویقولون:فلان فی الجنة وفلان فی النار(النهایة:ج 1 ص 62« ألی»).
2- الذَّرْع:البَدَن،والذَّرْع:الخُلُق،والذَّرْع:الوسع والطاقة (لسان العرب:ج 8 ص 95« ذرع»).
3- الإحنة:الحقد (النهایة:ج 1 ص 27«أحن»).
4- الجائحة:الشدّة والنازلة العظیمة التی تجتاح المالَ من سَنَة أو فتنة (لسان العرب:ج 2 ص 431« جوح»).
5- أضبأ علی الشیء:سکت علیه وکتمه (لسان العرب:ج 1 ص 111« ضبأ»).
6- فی البلد الأمین:«عن انتهاز الفرصة»بدل«عن اشتهار إجابتک»،وفی بحار الأنوار:« عن استیهال إجابتک».

زَمانِهِ مِن أمرِکَ،وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومِ عِبادِکَ،وناصِراً لِمَن لا یَجِدُ ناصِراً غَیرَکَ، ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحکامِ کِتابِکَ،ومُشَیِّداً لِما رُدَّ مِن أعلامِ دینِکَ،وسُنَنِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وآلِهِ سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ.

فَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدینَ،وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّینِ،وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمینَ بِقِسطِکَ مِن أتباعِ النَّبِیّینَ.

اللّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِی الرُّجوعِ إلی مَحَبَّتِکَ،ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ، وَارمِ بِحَجَرِکَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّألیبَ (1)عَلی دینِکَ بِإِذلالِهِ،وتَشتیتِ أمرِهِ (2)،وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ (3)،وعادَی الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَیکَ.

اللّهُمَّ فَکَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فیکَ لِلأَبعَدینَ،وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَکَ فِی الذَّبِّ عَن حَریمِ المُؤمِنینَ،ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدّینَ المُریبینَ،حَتّی اخفِیَ ما کانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصی،وأَبدی ما کانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ میثاقَهُم عَلی أن یُبَیِّنوهُ لِلنّاسِ ولا یَکتُموهُ،ودَعا إلی إفرادِکَ بِالطّاعَةِ،وأَلّا یَجعَلَ لَکَ شَریکاً مِن خَلقِکَ یَعلو أمرُهُ عَلی أمرِکَ مَعَ ما یَتَجَرَّعُهُ فیکَ مِن مَراراتِ الغَیظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ بالقُلوبِ،وما یَعتَوِرُهُ مِنَ الغُمومِ،ویَفزَعُ عَلَیهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ،ویَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتی لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ،ولا تَحنو عَلَیهَا الضُّلوعُ مِن نَظرَةٍ إلی أمرٍ مِن أمرِکَ،ولا تَنالُهُ یَدُهُ بِتَغییرِهِ ورَدِّهِ إلی مَحَبَّتِکَ.

ص:401


1- .التألیب:التحریض (لسان العرب:ج 1 ص 216« ألب»).
2- جَمعِه (خ ل).
3- الطائِلةُ:النفع والفائدة (النهایة:ج 3 ص 146«طول»).

فَاشدُدِ اللّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِکَ،وأَطِل باعَهُ فیما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعینَ (1)فی حِماکَ، وزِدهُ فی قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأییدِکَ،ولا توحِشنا مِن انسِهِ،ولا تَختَرِمهُ (2)دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشی فی أهلِ مِلَّتِهِ،وَالعَدلِ الظّاهِرِ فی امَّتِهِ.

اللّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القِیامِ بِأَمرِکَ لَدی مَوقِفِ الحِسابِ مَقامَهُ،وسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ بِرُؤیَتِهِ،ومَن تَبِعَهُ عَلی دَعوَتِهِ،وأَجزِل لَهُ-عَلی ما رَأَیتَهُ قائِماً بِهِ مِن أمرِکَ-ثَوابَهُ،وأَبِن قُربَ دُنُوِّهِ مِنکَ فی حَیاتِهِ،وَارحَمِ استِکانَتَنا (3)مِن بَعدِهِ،وَاستِخذاءَنا (4)لِمَن کُنّا نَقمَعُهُ بِهِ؛إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ،وبَسَطتَ أیدِیَ مَن کُنّا نَبسُطُ أیدِیَنا عَلَیهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِیَتِهِ،وَافتَرَقنا بَعدَ الاُلفَةِ،وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ کَنَفِهِ،وتَلَهَّفَنا عِندَ الفَوتِ عَلی ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ،وطَلَبنا مِنَ القِیامِ بِحَقِّ ما لا سَبیلَ لَنا إلی رَجعَتِهِ.

وَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی أمنٍ مِمّا یُشفَقُ عَلَیهِ مِنهُ،ورُدَّ عَنهُ مِن سِهامِ المَکائِدِ ما یُوَجِّهُهُ أهلُ الشَّنَآنِ (5)إلَیهِ وإلی شُرَکائِهِ فی أمرِهِ ومُعاوِنیهِ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،الَّذینَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ وحِصنَهُ،ومَفزَعَهُ واُنسَهُ،الَّذینَ سَلَوا عَنِ الأَهلِ وَالأَولادِ،وجَفَوُا الوَطَنَ،وعَطَّلُوا الوَثیرَ مِنَ المِهادِ (6)،ورَفَضوا تِجاراتِهِم وأَضَرّوا بِمَعایِشِهِم،وفُقِدوا فی أندِیَتِهِم بِغَیرِ غَیبَةٍ عَن مِصرِهِم،وخالَلُوا (7)البَعیدَ مِمَّن عاضَدَهُم عَلی أمرِهِم،وقَلَوُا (8)القَریبَ مِمَّن صَدَّ عَن

ص:402


1- .الرتعُ:أصله أکل البهائم ویستعار للإنسان إذا أراد الأکل الکثیر (مفردات ألفاظ القرآن:ص 341« رتع»).
2- یُختَرمُ:أی یهلک بأن یموت أو یقتل (مجمع البحرین:ج 1 ص 507«خرم»).
3- التمسکن:الخضوع والذلّة،استکان:خضع (النهایة:ج 2 ص 385«سکن»).
4- خَذَأ له:خضع وانقاد له،وکذلک استخذأت له (لسان العرب:ج 1 ص 64« خذأ»).
5- الشنآنُ:البُغض (مفردات ألفاظ القرآن:ص 465«شنأ»).
6- المِهادُ الوَثیر:الفراش الوطیء،وکلّ شیء جلست علیه أو نمت علیه فوجدته وطیئاً فهو وثیر (انظر:لسان العرب:ج 3 ص 410« مهد»و ج 5 ص 278«وثر»).
7- الخُلَّةُ:الصداقةُ والمحبّةُ (النهایة:ج 2 ص 72«خلل»).
8- القِلی:شدّةُ البغض (مفردات ألفاظ القرآن:ص 683« قلی»).

وِجهَتِهِم،فَائتَلَفوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ فی دَهرِهِم،وقَطَعُوا الأَسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنیا.

فَاجعَلهُمُ اللّهُمَّ فی أمنِ حِرزِکَ وظِلِّ کَنَفِکَ،ورُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إلَیهِم بِالعَداوَةِ مِن عِبادِکَ،وأَجزِل لَهُم عَلی دَعوَتِهِم مِن کِفایَتِکَ ومَعونَتِکَ،وأَمِدَّهُم (1)بِتَأییدِکَ ونَصرِکَ، وأَزهِق بِحَقِّهِم باطِلَ مَن أرادَ إطفاءَ نورِکَ.

اللّهُمَّ وَاملَأ بِهِم کُلَّ افُقٍ مِنَ الآفاقِ وقُطرٍ مِنَ الأَقطارِ قِسطاً وعَدلاً ومَرحَمَةً وفَضلاً، وَاشکُرهُم عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ ما مَنَنتَ بِهِ عَلَی القائِمینَ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ، وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوابِکَ،ما یَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ. (2)

16/30الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام

2151.الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ المَهدِیِّ علیه السلام-:کَأَ نَّنی بِهِ قَد عَبَرَ مِن وادِی السَّلامِ إلی مَسیلِ السَّهلَةِ عَلی فَرَسٍ مُحَجَّلٍ،لَهُ شِمراخٌ یَزهَرُ،یَدعو ویَقولُ فی دُعائِهِ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وصِدقاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً،اللّهُمَّ مُعِزَّ کُلِّ مُؤمِنٍ وَحیدٍ،ومُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،أنتَ کَنَفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت.

اللّهُمَّ خَلَقتَنی،وکُنتَ غَنِیّاً عَن خَلقی،ولَولا نَصرُکَ إیّایَ لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ،یا مُنشِرَ الرَّحمَةِ مِن مَواضِعِها،ومُخرِجَ البَرَکاتِ مِن مَعادِنِها،ویا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِشُموخِ

ص:403


1- .فی بحار الأنوار:« وأیِّدهم».
2- مهج الدعوات:ص 64، البلد الأمین:ص 565، [3]مصباح المتهجّد:ص 158 ح 250 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 230.

الرِّفعَةِ،فَأَولِیاؤُهُ بِعِزِّةِ یَتَعَزَّزونَ،یا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعناقِها،فَهُم مِن سَطوَتِهِ خائِفونَ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَطَرتَ بِهِ خَلقَکَ،فَکُلٌّ لَکَ مُذعِنونَ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِزَ لی أمری،وتُعَجِّلَ لِیَ الفَرَجَ، وتَکفِیَنی وتُعافِیَنی،وتَقضِیَ حَوائِجی،السّاعَةَ السّاعَةَ،اللَّیلَةَ اللَّیلَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

راجع:ص 45 (دعوات شهر اللّه/الأدعیة المشترکة لکلّ لیلة/دعاء الافتتاح)

و ص 141 (أدعیة لیلة القدر/الدعاء لصاحب الأمر فی لیلة ثلاث وعشرین).

ص:404


1- .النیرُ:الخشبة المعترضة فی عنق الثورین وقد یستعار للإذلال (مجمع البحرین:ج 3 ص 1853«نیر»).
2- العدد القویّة:ص 75 ح 125، دلائل الإمامة:ص 458 ح 438،بحار الأنوار:ج 52 ص 391 ح 214.

الفَصلُ الحادی والثلاثون:دَعَواتُ القُرآنِ

1/31دُعاءُ نَشرِ المُصحَفِ

2152.مکارم الأخلاق: کانَ أبو عَبدِ اللّه علیه السلام إذا قَرَأَ القُرآنَ قالَ قَبلَ أن یَقرَأَ حَیثُ یَأخُذُ المُصحَفَ:

اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ هذا کِتابُکَ المُنزَلُ مِن عِندِکَ عَلی رَسولِکَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وکَلامُکَ النّاطِقُ عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ،جَعَلتَهُ هادِیاً مِنکَ إلی خَلقِکَ،وحَبلاً مُتَّصِلاً فیما بَینَکَ وبَینَ عِبادِکَ.

اللّهُمَّ إنّی نَشَرتُ عَهدَکَ وکِتابَکَ،اللّهُمَّ فَاجعَل نَظَری فیهِ عِبادَةً،وقِراءَتی فیهِ فِکراً وفِکری فیهِ اعتِباراً،وَاجعَلنی مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَیانِ مَواعِظِکَ فیهِ،وَاجتَنَبَ مَعاصِیَکَ،ولا تَطبَع عِندَ قِراءَتی عَلی قَلبی ولا عَلی سَمعی،ولا تَجعَل عَلی بَصَری غِشاوَةً،ولا تَجعَل قِراءَتی قِراءَةً لا تَدَبُّرَ فیها،بَلِ اجعَلنی أتَدَبَّرُ آیاتِهِ وأَحکامَهُ،آخِذاً بِشَرائِعِ دینِکَ،ولا تَجعَل نَظَری فیهِ غَفلَةً،ولا قِراءَتی هَذَراً (1)،إنَّکَ أنتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ. (2)

2153.الکافی: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَدعو عِندَ قِراءَةِ کِتابِ اللّهِ عز و جل:

ص:405


1- .هَذَرَ کَلامُهُ هَذَراً:کَثُرَ فی الخطأ والباطل (لسان العرب:ج 5 ص 259« هذر»).
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 140 ح 2350، الإقبال:ج 1 ص 231 [3] عن علیّ بن میمون الصائغ،الاختصاص:ص 141 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 98 ص 5 ح 2.

اللّهُمَّ رَبَّنا لَکَ الحَمدُ أنتَ المُتَوَحِّدُ بِالقُدرَةِ وَالسُّلطانِ المَتینِ،ولَکَ الحَمدُ أنتَ المُتَعالی بِالعِزِّ وَالکِبرِیاءِ وفَوقَ السَّماواتِ وَالعَرشِ العَظیمِ،رَبَّنا ولَکَ الحَمدُ أنتَ المُکتَفی بِعِلمِکَ،وَالمُحتاجُ إلَیکَ کُلُّ ذی عِلمٍ،رَبَّنا ولَکَ الحَمدُ یا مُنزِلَ الآیاتِ وَالذِّکرِ العَظیمِ، رَبَّنا فَلَکَ الحَمدُ بِما عَلَّمتَنا مِنَ الحِکمَةِ وَالقُرآنِ العَظیمِ المُبینِ،اللّهُمَّ أنتَ عَلَّمتَناهُ قَبلَ رَغبَتِنا فی تَعَلُّمِهِ (1)،وَاختَصَصتَنا بِهِ قَبلَ رَغبَتِنا بِنَفعِهِ،اللّهُمَّ فَإِذا کانَ ذلِکَ مَنّاً مِنکَ وفَضلاً وجوداً ولُطفاً بِنا،ورَحمَةً لَنا وَامتِناناً عَلَینا مِن غَیرِ حَولِنا ولا حیلَتِنا ولا قُوَّتِنا، اللّهُمَّ فَحَبِّب إلَینا حُسنَ تِلاوَتِهِ،وحِفظَ آیاتِهِ،وإیماناً بِمُتَشابِهِهِ،وعَمَلاً بِمُحکَمِهِ، وسَبَباً فی تَأویلِهِ،وهُدیً فی تَدبیرِهِ،وبَصیرَةً بِنورِهِ.

اللّهُمَّ وکَما أنزَلتَهُ شِفاءً لِأَولِیائِکَ،وشَقاءً عَلی أعدائِکَ،وعَمیً عَلی أهلِ مَعصِیَتِکَ، ونوراً لِأَهلِ طاعَتِکَ،اللّهُمَّ فَاجعَلهُ لَنا حِصناً مِن عَذابِکَ،وحِرزاً مِن غَضَبِکَ،وحاجِزاً عَن مَعصِیَتِکَ،وعِصمَةً مِن سَخَطِکَ،ودَلیلاً عَلی طاعَتِکَ،ونوراً یَومَ نَلقاکَ،نَستَضیءُ بِهِ فی خَلقِکَ،ونَجوزُ بِهِ عَلی صِراطِکَ،ونَهتَدی بِهِ إلی جَنَّتِکَ.

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِنَ الشِّقوَةِ فی حَملِهِ،وَالعَمی عَن عَمَلِهِ،وَالجَورِ عَن حُکمِهِ،وَالعُلُوِّ عَن قَصدِهِ،وَالتَّقصیرِ دونَ حَقِّهِ.

اللّهُمَّ احمِل عَنّا ثِقلَهُ،وأَوجِب لَنا أجرَهُ،وأَوزِعنا شُکرَهُ،وَاجعَلنا نُراعیهِ ونَحفَظُهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنا نَتَّبِعُ حَلالَهُ،ونَجتَنِبُ حَرامَهُ،ونُقیمُ حُدودَهُ،ونُؤَدّی فَرائِضَهُ.

اللّهُمَّ ارزُقنا حَلاوَةً فی تِلاوَتِهِ،ونَشاطاً فی قِیامِهِ،ووَجَلاً فی تَرتیلِهِ،وقُوَّةً فِی استِعمالِهِ فی آناءِ اللَّیلِ وأَطرافِ النّهارِ.

اللّهُمَّ وَاشفِنا مِنَ النَّومِ بِالیَسیرِ،وأَیقِظنا فی ساعَةِ اللَّیلِ مِن رُقادِ الرّاقِدینَ،ونَبِّهنا

ص:406


1- .فی الطبعة المعتمدة:«تعلیمه»،والتصویب من طبعة الاُخری.

عِندَ الأَحایینِ الَّتی یُستَجابُ فیهَا الدُّعاءُ مِن سِنَةَ الوَسنانینَ. (1)

اللّهُمَّ اجعَل لِقُلوبِنا ذَکاءً عِندَ عَجائِبِهِ الَّتی لا تَنقَضی،ولَذاذَةً عِندَ تَردیدِهِ،وعِبرَةً عِندَ تَرجیعِهِ،ونَفعاً بَیِّناً عِندَ استِفهامِهِ.

اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن تَخَلُّفِهِ فی قُلوبِنا،وتَوَسُّدِهِ عِندَ رُقادِنا،ونَبذِهِ وَراءَ ظُهورِنا، ونَعوذُ بِکَ مِن قَساوَةِ قُلوبِنا لِما بِهِ وَعَظتَنا.

اللّهُمَّ انفَعنا بِما صَرَفتَ فیهِ مِنَ الآیاتِ،وذَکِّرنا بِما ضَرَبتَ فیهِ مِنَ المَثُلاتِ،وکَفِّر عَنّا بِتَأویلِهِ السَّیِّئاتِ،وضاعِف لَنا بِهِ جَزاءً فِی الحَسَناتِ،وَارفَعنا بِهِ ثَواباً فِی الدَّرَجاتِ،ولَقِّنا بِهِ البُشری بَعدَ المَماتِ.

اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا زاداً تُقَوّینا بِهِ فِی المَوقِفِ بَینَ یَدَیکَ،وطَریقاً واضِحاً نَسلُکُ بِهِ إلَیکَ،وعِلماً نافِعاً نَشکُرُ بِهِ نَعماءَکَ،وتَخَشُّعاً صادِقاً نُسَبِّحُ بِهِ أسماءَکَ،فَإِنَّکَ اتَّخَذتَ بِهِ عَلَینا حُجَّةً قَطَعتَ بِهِ عُذرَنا،وَاصطَنَعتَ بِهِ عِندَنا نِعمَةً قَصُرَ عَنها شُکرُنا.

اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا وَلِیّاً یُثَبِّتُنا مِنَ الزَّلَلِ،ودَلیلاً یَهدینا لِصالِحِ العَمَلِ،وعَوناً هادِیاً یُقَوِّمُنا مِنَ المَیلِ،وعَوناً یُقَوّینا مِنَ المَلَلِ حَتّی یَبلُغَ بِنا أفضَلَ الأَمَلِ.

اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا شافِعاً یَومَ اللِّقاءِ،وسِلاحاً یَومَ الاِرتِقاءِ،وحَجیجاً یَومَ القَضاءِ، ونوراً یَومَ الظَّلماءِ،یَومَ لا أرضَ ولا سَماءَ،یَومَ یُجزی کُلُّ ساعٍ بِما سَعی.

اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا رَیّاً یَومَ الظَّمَأِ،وفَوزاً یَومَ الجَزاءِ،مِن نارٍ حامِیَةٍ قَلیلَةِ البُقیا عَلی مَن بِهَا اصطَلی وبِحَرِّها تَلَظّی (2)،اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا بُرهاناً عَلی رُؤوسِ المَلَأِ،یَومَ یُجمَعُ فیهِ أهلُ الأَرضِ وأَهلُ السَّماءِ.

ص:407


1- .السِّنَة:نعاس یبدأ فی الرأس،فإذا صار إلی القلب فهو نوم.ورجل وسنان ونعسان بمعنی واحد (لسان العرب:ج 13 ص 449« وسن»).
2- تَلظّی:أی تَلَهَّبَ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1632«لظی»).

اللّهُمَّ ارزُقنا مَنازِلَ الشَّهُداءِ،وعَیشَ السُّعَداءِ،ومُرافَقَةَ الأَنبِیاءِ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ. (1)

2/31دُعاءُ الفَراغِ مِن قِراءَةِ القُرآنِ

2154.الإمام الصادق علیه السلام -فی دُعائِهِ عِندَ الفَراغِ مِن قِراءَةِ القُرآنِ-:

اللّهُمَّ إنّی قَد قَرَأتُ ما قَضَیتَ لی مِن کِتابِکَ،الَّذی أنزَلتَهُ عَلی نَبِیِّکَ الصّادِقِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،فَلَکَ الحَمدُ رَبَّنا.اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن یُحِلُّ حَلالَهُ ویُحَرِّمُ حَرامَهُ،ویُؤمِنُ بِمُحکَمِهِ ومُتَشابِهِهِ،وَاجعَلهُ لی انساً فی قَبری،واُنساً فی حَشری،وَاجعَلنی مِمَّن تُرَقّیهِ بِکُلِّ آیَةٍ قَرَأتُها (2)لی دَرَجَةً فی أعلی عِلِّیّینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (3)

3/31دُعاءُ حِفظِ القُرآنِ

2155.الکافی عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ لِحِفظِ القُرآنِ-:تَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ولَم یَسأَلِ العِبادُ مِثلَکَ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ ورَسولِکَ، وإبراهیمَ خَلیلِکَ وصَفِیِّکَ،وموسی کَلیمِکَ ونَجِیِّکَ،وعیسی کَلِمَتِکَ وروحِکَ،وأَسأَ لُکَ بِصُحُفِ إبراهیمَ،وتَوراةِ موسی،وزَبورِ داوودَ،وإنجیلِ عیسی،وقُرآنِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِکُلِّ وَحیٍ أوحَیتَهُ،وقَضاءٍ أمضَیتَهُ،وحَقٍّ قَضَیتَهُ،وغَنِیٍّ أغنَیتَهُ،وضالٍّ هَدَیتَهُ،وسائِلٍ أعطَیتَهُ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی اللَّیلِ فَأَظلَمَ،وبِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی النَّهارِ

ص:408


1- .الکافی:ج 2 ص 573 ح 1.
2- فی المصدر:«قرأها»،وما اثبت من المصادر الاُخری.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 141 ح 2351، الإقبال:ج 1 ص 233 [3] عن علیّ بن میمون الصائغ نحوه،الاختصاص:ص 141،بحار الأنوار:ج 92 ص 207 ح 2.

فَاستَنارَ،وبِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی الأَرضِ فَاستَقَرَّت،ودَعَمتَ بِهِ السَّماواتِ فَاستَقَلَّت،ووَضَعتَهُ عَلَی الجِبالِ فَرَسَت (1)،وبِاسمِکَ الَّذی بَثَثتَ بِهِ الأَرزاقَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُحیی بِهِ المَوتی،وأَسأَ لُکَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ.

أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنی حِفظَ القُرآنِ وأَصنافَ العِلمِ، وأَن تُثَبِّتَها فی قَلبی وسَمعی وبَصَری،وأَن تُخالِطَ بِها لَحمی ودَمی وعِظامی ومُخّی، وتَستَعمِلَ بِها لَیلی ونَهاری بِرَحمَتِکَ وقُدرَتِکَ،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ.

قالَ:وفی حَدیثٍ آخَرَ زِیادَةُ:

«وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ عِبادُکَ الَّذینَ استَجَبتَ لَهُم،وأَنبِیاؤُکَ فَغَفَرتَ لَهُم ورَحِمتَهُم،وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ أنزَلتَهُ فی کُتُبِکَ،وبِاسمِکَ الَّذِی استَقَرَّ بِهِ عَرشُکَ، وبِاسمِکَ الواحِدِ الأَحَدِ الفَردِ الوَترِ المُتَعالِ،الَّذی یَملَأُ الأَرکانَ کُلَّهَا،الطّاهِرِ الطُّهرِ، المُبارَکِ المُقَدَّسِ،الحَیِّ القَیّومِ،نورِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الکَبیرِ المُتَعالِ،وکِتابِکَ المُنزَلِ بِالحَقِّ،وکَلِماتِکَ التّامّاتِ،ونورِکَ التّامِّ،وبِعَظَمَتِکَ وأَرکانِکَ».

وقالَ فی حَدیثٍ آخَرَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أرادَ أن یوعِیَهُ اللّهُ عز و جل القُرآنَ وَالعِلمَ، فَلیَکتُب هذَا الدُّعاءَ فی إناءٍ نَظیفٍ بِعَسَلٍ ماذِیٍّ (2)،ثُمَّ یَغسِلُهُ بِماءِ المَطَرِ قَبلَ أن یَمَسَّ الأَرضَ،ویَشرَبُهُ ثَلاثَةَ أیّامٍ عَلَی الرّیقِ،فَإِنَّهُ یَحفَظُ ذلِکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)

2156.الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اُعَلِّمُکَ دُعاءً لا تَنسَی القُرآنَ:

ص:409


1- .رسا الشیء:ثَبتَ (المصباح المنیر:ص 227« رسا»).
2- الماذیُّ:العَسلُ الأبیض (الصحاح:ج 6 ص 2491« مذی»).
3- الکافی:ج 2 ص 576 ح 1، المصباح للکفعمی:ص 265؛الدعاء للطبرانی:ص 397 [4] ح 1334 کلاهما عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله نحوه ولیس فیهما ذیله من«قال:وفی حدیث آخر زیادة».

اللّهُمَّ ارحَمنی بِتَرکِ مَعاصیکَ أبَداً ما أبقَیتَنی،وَارحَمنی مِن تَکَلُّفِ ما لا یَعنینی، وَارزُقنی حُسنَ النَّظَرِ فیما یُرضیکَ عَنّی،وأَلزِم قَلبی حِفظَ کِتابِکَ کَما عَلَّمتَنی،وَارزُقنی أن أتلُوَهُ عَلَی النَّحوِ الَّذی یُرضیکَ عَنّی،اللّهُمَّ نَوِّر بِکِتابِکَ بَصَری،وَاشرَح بِهِ صَدری، وفَرِّح (1)بِهِ قَلبی،وأَطلِق بِهِ لِسانی،وَاستَعمِل بِهِ بَدَنی،وقَوِّنی عَلی ذلِکَ وأَعِنّی عَلَیهِ،إنَّهُ لا مُعینَ عَلَیهِ إلّاأنتَ،لا إلهَ إلّاأنتَ. (2)

راجع: سنن الترمذی :ج 5 ص 563 ح 3570 و المستدرک علی الصحیحین :

ج 1 ص 461 ح 1190 و مکارم الأخلاق :ج 2 ص 137 ح 2347.

4/31دُعاءُ خَتمِ القُرآنِ

2157.مصباح المتهجّد: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا خَتَمَ القُرآنَ قالَ:

اللّهُمَّ اشرَح بِالقُرآنِ صَدری،وَاستَعمِل بِالقُرآنِ بَدَنی،ونَوِّر بِالقُرآنِ بَصَری،وأَطلِق بِالقُرآنِ لِسانی،وأَعِنّی عَلَیهِ ما أبقَیتَنی،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)

2158.الإمام علیّ علیه السلام: حَبیبی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أمَرَنی أن أدعُوَ بِهِنَّ عِندَ خَتمِ القُرآنِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إخباتَ (4)المُخبِتینَ،وإخلاصَ الموقِنینَ،ومُرافَقَةَ الأَبرارِ، وَاستِحقاقَ حَقائِقِ الإِیمانِ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،ووُجوبَ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ. (5)

ص:410


1- .فی الأمالی للمفید والأمالی للطوسی:« وفرّج به عن قلبی».
2- الکافی:ج 2 ص 577 ح 2، الأمالی للمفید:ص 242 ح 3،الأمالی للطوسی:ص 16 ح 19 [3] کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،قرب الإسناد:ص 5 ح 16 [4] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام وکلّها نحوه،عدّة الداعی:ص 279، [5]بحار الأنوار:ج 92 ص 208 ح 5.
3- مصباح المتهجّد:ص 323 ح 431، بحار الأنوار:ج 92 ص 209 ح 6.
4- الإخباتُ:استعمال اللین والتواضع،والمخبتین:أی المتواضعین (مفردات ألفاظ القرآن:ص 272« خبت»).
5- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 139 ح 2349، بحار الأنوار:ج 92 ص 206 ح 1؛ [11]المناقب للخوارزمی:ص 86 ح 76،کنز العمال:ج 2 ص 351 ح 4221 نقلاً عن ابن النجّار وکلاهما عن زرّین بن حبیش.

2159.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ-:

اللّهُمَّ إنَّکَ أعَنتَنی عَلی خَتمِ کِتابِکَ الَّذی أنزَلتَهُ نوراً،وجَعَلتَهُ مُهَیمِناً عَلی کُلِّ کِتابٍ أنزَلتَهُ،وفَضَّلتَهُ عَلی کُلِّ حَدیثٍ قَصَصتَهُ،وفُرقاناً فَرَقتَ بِهِ بَینَ حَلالِکَ وحَرامِکَ، وقُرآناً أعرَبتَ بِهِ عَن شَرائِعِ أحکامِکَ،وکِتاباً فَصَّلتَهُ لِعِبادِکَ تَفصیلاً،ووَحیاً أنزَلتَهُ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ تَنزیلاً،وجَعَلتَهُ نوراً نَهتَدی مِن ظُلَمِ الضَّلالَةِ وَالجِهالَةِ بِاتِّباعِهِ،وشِفاءً لِمَن أنصَتَ بِفَهمِ التَّصدیقِ إلَی استِماعِهِ،ومیزانَ قِسطٍ لا یَحیفُ (1)عَنِ الحَقِّ لِسانُهُ،ونورَ هُدیً لا یَطفَأُ (2)عَنِ الشّاهِدینَ بُرهانُهُ،وعَلَمَ نَجاةٍ لا یَضِلُّ مَن أمَّ قَصدَ سُنَّتِهِ،ولا تَنالُ أیدِی الهَلَکاتِ مَن تَعَلَّقَ بِعُروَةِ عِصمَتِهِ.

اللّهُمَّ فَإِذ أفَدتَنَا المَعونَةَ عَلی تِلاوَتِهِ،وسَهَّلتَ جَواسِیَ (3)ألسِنَتِنا بِحُسنِ عِبارَتِهِ، فَاجعَلنا مِمَّن یَرعاهُ حَقَّ رِعایَتِهِ،ویَدینُ لَکَ بِاعتِقادِ التَّسلیمِ لِمُحکَمِ آیاتِهِ،ویَفزَعُ إلَی الإِقرارِ بِمُتَشابِهِهِ وموضِحاتِ بَیِّناتِهِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ أنزَلتَهُ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ-مُجمَلاً،وأَلهَمتَهُ عِلمَ عَجائِبِهِ مُکَمَّلاً (4)،ووَرَّثتَنا عِلمَهُ مُفَسَّراً (5)،وفَضَّلتَنا عَلی مَن جَهِلَ عِلمَهُ،وقَوَّیتَنا عَلَیهِ لِتَرفَعَنا فَوقَ مَن لَم یُطِق حَملَهُ.

اللّهُمَّ فَکَما جَعَلتَ قُلوبَنا لَهُ حَمَلَةً،وعَرَّفتَنا بِرَحمَتِکَ شَرَفَهُ وفَضلَهُ،فَصَلِّ عَلی

ص:411


1- .الحَیفْ:الجورُ والظلم (النهایة:ج 1 ص 469«حیف»).
2- فی مصباح المتهجّد:« یخفی»بدل«یطفأ».
3- جاس یجوس:تَردّد (لسان العرب:ج 6 ص 43«جوس»).وفی مصباح المتهجّد والإقبال:« [3]حواشی»بدل«جواسی».
4- فی مصباح المتهجّد:« مجملاً».
5- قال السیّد ابن طاووس قدس سره فی بدایة هذا الدعاء:وسیأتی فی هذا الفصل کلمات تختصّ بالنبیّ والأئمّة علیه وعلیهم السلام،فإذا أراد غیرهم تلاوتها فیبدّلهما بما یناسب حاله من الکلام،وهی قوله علیه السلام:«وورّثتنا علمه مفسَّراً-إلی قوله-فصلّ علی محمّد الخطیب به»(الإقبال:ج 1 ص 499).

مُحَمَّدٍ الخَطیبِ بِهِ،وعَلی آلِهِ الخُزّانِ لَهُ،وَاجعَلنا مِمَّن یَعتَرِفُ بِأَنَّهُ مِن عِندِکَ حَتّی لا یُعارِضَنَا الشَّکُّ فی تَصدیقِهِ،ولا یَختَلِجَنَا الزَّیغُ عَن قَصدِ طَریقِهِ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِمَّن یَعتَصِمُ بِحَبلِهِ،ویَأوی مِنَ المُتَشابِهاتِ إلی حِرزِ مَعقِلِهِ،ویَسکُنُ فی ظِلِّ جَناحِهِ،ویَهتَدی بِضَوءِ صَباحِهِ،ویَقتَدی بِتَبَلُّجِ إسفارِهِ،ویَستَصبِحُ بِمِصباحِهِ،ولا یَلتَمِسُ الهُدی فی غَیرِهِ.

اللّهُمَّ وکَما نَصَبتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَیکَ،وأَنهَجتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضا (1)إلَیکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلِ القُرآنَ وَسیلَةً لَنا إلی أشرَفِ مَنازِلِ الکَرامَةِ،وسُلَّماً نَعرُجُ فیهِ إلی مَحَلِّ السَّلامَةِ،وسَبَباً نُجزی بِهِ النَّجاةَ فی عَرصَةِ القِیامَةِ،وذَریعَةً نَقدَمُ بِها عَلی نَعیمِ دارِ المُقامَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحطُط بِالقُرآنِ عَنّا ثِقلَ الأَوزارِ،وهَب لَنا حُسنَ شَمائِلِ الأَبرارِ،وَاقفُ بِنا آثارَ الَّذینَ قاموا لَکَ بِهِ آناءَ اللَّیلِ وأَطرافَ النَّهارِ،حَتّی تُطَهِّرَنا مِن کُلِّ دَنَسٍ بِتَطهیرِهِ،وتَقفُوَ بِنا آثارَ الَّذینَ استَضاؤوا بِنورِهِ،ولَم یُلهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ العَمَلِ فَیَقطَعَهُم بِخُدَعِ غُرورِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا فی ظُلَمِ اللَّیالی مُونِساً،ومِن نَزَغاتِ الشَّیطانِ وخَطَراتِ الوَسواسِ (2)حارِساً،ولِأَقدامِنا عَن نَقلِها إلَی المَعاصی حابِساً، ولِأَلسِنَتِنا عَنِ الخَوضِ فِی الباطِلِ مِن غَیرِ ما آفَةٍ مُخرِساً،ولِجَوارِحِنا عَنِ اقتِرافِ الآثامِ زاجِراً،ولِما طَوَتِ الغَفلَةُ عَنّا مِن تَصَفُّحِ الاِعتِبارِ ناشِراً،حَتّی توصِلَ إلی قُلوبِنا فَهمَ عَجائِبِهِ،وزاجِرَ (3)أمثالِهِ الَّتی ضَعُفَتِ الجِبالُ الرَّواسی عَلی صَلابَتِها عَنِ احتِمالِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَدِم بِالقُرآنِ صَلاحَ ظاهِرِنا،وَاحجُب بِهِ خَطَراتِ

ص:412


1- .فی الإقبال:« الوصول»بدل«الرضا».
2- فی مصباح المتهجّد والإقبال:«الوساوس».
3- فی مصباح المتهجّد والإقبال:« [4]زواجر».

الوَسواسِ (1)عَن صِحَّةِ ضَمائِرِنا،وَاغسِل بِهِ دَرَنَ (2)قُلوبِنا وعَلائِقَ أوزارِنا،وَاجمَع بِهِ مُنتَشَرَ امورِنا،وأَروِ بِهِ فی مَوقِفِ العَرضِ (3)عَلَیکَ ظَمَأَ هَواجِرِنا،وَاکسُنا بِهِ حُلَلَ الأَمانِ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ فی نُشورِنا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجبُر بِالقُرآنِ خَلَّتَنا مِن عَدَمِ الإِملاقِ،وسُق إلَینا بِهِ رَغَدَ العَیشِ وخِصبَ سَعَةِ الأَرزاقِ،وجَنِّبنا بِهِ الضَّرائِبَ المَذمومَةَ ومَدانِیَ الأَخلاقِ،وَاعصِمنا بِهِ مِن هُوَّةِ الکُفرِ ودَواعِی النِّفاقِ،حَتّی یَکونَ لَنا فِی القِیامَةِ إلی رِضوانِکَ وجِنانِکَ قائِداً، ولَنا فِی الدُّنیا عَن سُخطِکَ وتَعَدّی حُدودِکَ ذائِداً،ولِما عِندَکَ بِتَحلیلِ حَلالِهِ وتَحریمِ حَرامِهِ شاهِداً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَوِّن بِالقُرآنِ عِندَ المَوتِ عَلی أنفُسِنا کَربَ السِّیاقِ، وجَهدَ الأَنینِ،وتَرادُفَ الحَشارِجِ (4)إذا بَلَغَتِ النُّفوسُ التَّراقِیَ «وَ قِیلَ مَنْ راقٍ» 5 ،وتَجَلّی مَلَکُ المَوتِ لِقَبضِها مِن حُجُبِ الغُیوبِ،ورَماها عَن قَوسِ المَنایا بِأَسهُمِ وَحشَةِ الفِراقِ،ودافَ لَها مِن ذُعافِ (5)المَوتِ کَأساً مَسمومَةَ المَذاقِ،ودَنا مِنّا إلَی الآخِرَةِ رَحیلٌ وَانطِلاقٌ،وصارَتِ الأَعمالُ قَلائِدَ فِی الأَعناقِ،وکانَتِ القُبورُ هِیَ المَأوی إلی میقاتِ یَومِ التَّلاقِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وبارِک لَنا فی حُلولِ دارِ البِلی،وطولِ المُقامَةِ بَینَ أطباقِ الثَّری،وَاجعَلِ القُبورَ بَعدَ فِراقِ الدُّنیا خَیرَ مَنازِلِنا،وَافسَح لَنا بِرَحمَتِکَ فی ضیقِ مَلاحِدِنا،ولا تَفضَحنا فی حاضِرِی القِیامَةِ بِموبِقاتِ آثامِنا،وَارحَم بِالقُرآنِ فی مَوقِفِ

ص:413


1- .فی مصباح المتهجّد والإقبال:« [2]الوساوس».
2- الدَّرَنُ:الوسخ (النهایة:ج 2 ص 114«درن»).
3- العَرضُ:من أحداث الدهر من الموت والمرض-أی یوم الحساب-(لسان العرب:ج 7 ص 169« عرض»).
4- الحشرجةُ:الغرغرة عند الموت وتردّد النَفَس (النهایة:ج 1 ص 389« حشرج»).
5- الذعاف:السَّمُّ،وموت ذعاف:أی سریع یُعَجِّل القتل (الصحاح:ج 4 ص 1361« ذعف»).

العَرضِ عَلَیکَ ذُلَّ مَقامِنا،وثَبِّت بِهِ عِندَ اضطِرابِ جِسرِ جَهَنَّمَ یَومَ المَجازِ عَلَیها زَلَلَ أقدامِنا،ونَوِّر بِهِ قَبلَ البَعثِ سُدَفَ (1)قُبورِنا،ونَجِّنا بِهِ مِن کُلِّ کَربٍ یَومَ القِیامَةِ،وشَدائِدِ أهوالِ یَومِ الطّامَّةِ (2)،وبَیِّض وُجوهَنا یَومَ تَسوَدُّ وُجوهُ الظَّلَمَةِ فی یَومِ الحَسرَةِ وَالنَّدامَةِ، وَاجعَل لَنا فی صُدورِ المُؤمِنینَ وُدّاً،ولا تَجعَلِ الحَیاةَ عَلَینا نَکَدا (3).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ کَما بَلَّغَ رِسالَتَکَ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،ونَصَحَ لِعِبادِکَ.

اللّهُمَّ اجعَل نَبِیَّنا صَلَواتُکَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ یَومَ القِیامَةِ أقرَبَ النَّبِیّینَ مِنکَ مَجلِساً، وأَمکَنَهُم مِنکَ شَفاعَةً،وأَجَلَّهُم عِندَکَ قَدراً،وأَوجَهَهُم عِندَکَ جاهاً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وشَرِّف بُنیانَهُ،وعَظِّم بُرهانَهُ،وثَقِّل میزانَهُ، وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ،وقَرِّب وَسیلَتَهُ،وبَیِّض وَجهَهُ،وأَتِمَّ نورَهُ،وَارفَع دَرَجَتَهُ،وأَحیِنا عَلی سُنَّتِهِ،وتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِهِ،وخُذ بِنا مِنهاجَهُ،وَاسلُک بِنا سَبیلَهُ،وَاجعَلنا مِن أهلِ طاعَتِهِ، وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ،وأَورِدنا حَوضَهُ،وَاسقِنا بِکَأسِهِ.

وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِها أفضَلَ ما یَأمُلُ مِن خَیرِکَ وفَضلِکَ وکَرامَتِکَ،إنَّکَ ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ،وفَضلٍ کَریمٍ.

اللّهُمَّ اجزِهِ بِما بَلَّغَ مِن رِسالاتِکَ،وأَدّی مِن آیاتِکَ،ونَصَحَ لِعِبادِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،أفضَلَ ما جَزَیتَ أحَداً مِن مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وأَنبِیائِکَ المُرسَلینَ المُصطَفَینَ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (4)

ص:414


1- .قال الأصمعی:السَّدْفة والسُّدْفة فی لغة نجد:الظلمة،وفی لغة غیرهم:الضوء،وهو من الأضداد.وکذلک السَّدَفُ بالتحریک (الصحاح:ج 4 ص 1372« سدف»).
2- الطامّة:یعنی القیامة،والطامّة:الداهیة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1114«طمم»).
3- النَکدُ:الشؤم واللؤم (لسان العرب:ج 3 ص 427« نکد»).
4- الصحیفة السجّادیّة:ص 157 الدعاء 42، مصباح المتهجّد:ص 519 ح 603، [4]الإقبال:ج 1 ص 450.

5/31دُعاءُ سَجدَةِ التِّلاوَةِ

2160.سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی سُجودِ القُرآنِ بِاللَّیلِ،یَقولُ فِی السَّجدَةِ مِراراً:

سَجَدَ وَجهِیَ لِلَّذی خَلَقَهُ،وشَقَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ،بِحَولِهِ وقُوَّتِهِ. (1)

2161.کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ أنَّهُ [الإِمامَ عَلِیّاً علیه السلام ] یَقولُ فی سَجدَةِ العَزائِمِ (2):

لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وتَصدیقاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ عُبودِیَّةً ورِقّاً، سَجَدتُ لَکَ یا رَبِّ تَعَبُّداً ورِقّاً،لا مُستَنکِفاً ولا مُستَکبِراً،بَل أنَا عَبدٌ ذَلیلٌ خائِفٌ مُستَجیرٌ.

ثُمَّ یَرفَعُ رَأسَهُ،ثُمَّ یُکَبِّرُ. (3)

2162.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قَرَأَ أحَدُکُمُ السَّجدَةَ مِنَ العَزائِمِ فَلیَقُل فی سُجودِهِ:

سَجَدتُ لَکَ تَعَبُّداً ورِقّاً،لا مُستَکبِراً عَن عِبادَتِکَ ولا مُستَنکِفاً ولا مُتَعَظِّماً،بَل أنَا عَبدٌ ذَلیلٌ خائِفٌ مُستَجیرٌ. (4)

ص:415


1- .سنن أبی داوود:ج 2 ص 60 ح 1414،سنن الترمذی:ج 2 ص 474 ح 580 و ج 5 ص 489 ح 3425، السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 239 ح 714، [2]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 270 ح 24077.
2- عَزائِمُ السجود:فرائضه التی فرض اللّه تعالی السجود فیها،وهی:الم تنزیل،حم السجدة،والنجم،وإقرأ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1211« عزم»).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 306 ح 922،الأمالی للصدوق:ص 742 ح 1006، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 141 ح 2352 [6] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 92 ص 207 ح 3.
4- الکافی:ج 3 ص 328 ح 23 عن أبی عبیدة الحذّاء،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 306 ح 922،الأمالی للصدوق:ص 742 ح 1006، [9]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 141 ح 2352 [10] کلها من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 85 ص 179.

ص:416

الفَصلُ الثانی والثلاثون:دَعَواتُ الجِهادِ

1/32دُعاءُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله عِندَ التَّهَیُّؤِ لِلخُروجِ إلی فَتحِ مَکَّةَ

2163.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -عِندَ التَّهَیُّؤِ لِلخُروجِ إلی فَتحِ مَکَّةَ-:

اللّهُمَّ خُذِ العُیونَ وَالأَخبارَ عَن قُرَیشٍ حَتّی نَبغَتَها (1)فی بِلادِها. (2)

2/32الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ

2164.صحیح البخاری عن عبد اللّه بن أبی أوفی: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَعضِ أیّامِهِ الَّتی لَقِیَ فیهَا [العَدُوَّ]،انتَظَرَ حَتّی مالَتِ الشَّمسُ...ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ مُنزِلَ الکِتابِ،ومُجرِیَ السَّحابِ،وهازِمَ الأَحزابِ،اِهزِمهُم وَانصُرنا عَلَیهِم. (3)

ص:417


1- .بَغَتَهُ:فَجِئَهُ،والبَغتةُ:الفَجأة (لسان العرب:ج 2 ص 10«بغت»).
2- تاریخ الطبری:ج 3 ص 47 عن ابن اسحاق،السیرة النبویة لابن کثیر:ج 3 ص 535،الثقات لابن حبّان:ج 2 ص 40 ولیس فیه«حتّی نبغتها فی بلادها»؛مجمع البیان:ج 10 ص 846،بحار الأنوار:ج 21 ص 102.
3- صحیح البخاری:ج 3 ص 1083 ح 2804،صحیح مسلم:ج 3 ص 363 ح 20،سنن أبی داوود:ج 3 ص 42 ح 2631،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 48 ح 19136، السنن الکبری:ج 9 ص 257 ح 18462،کنز العمّال:ج 4 ص 291 ح 10547.

2165.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا لَقیتُموهُم [الأَعداءَ] فَقولوا:

اللّهُمَّ أنتَ رَبُّنا ورَبُّهُم،ونَواصینا ونَواصیهِم بِیَدِکَ،وإنَّما تَقتُلُهُم أنتَ. (1)

2166.الدعاء للطبرانی عن أبی طلحة: کُنّا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی غَزاةٍ فَلَقِیَ العَدُوَّ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:

یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،إیّاکَ أعبُدُ وإیّاکَ أستَعینُ. (2)

2167.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا لَقِیَ العَدُوَّ عَبَّأَ الرِّجالَ (3)،وعَبَّأَ الخَیلَ،وعَبَّأَ الإِبِلَ.

ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ أنتَ عِصمَتی وناصِری ومانِعی،اللّهُمَّ بِکَ أحولُ (4)وبِکَ اقاتِلُ. (5)

2168.سنن أبی داوود عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا غَزا قالَ:

اللّهُمَّ أنتَ عَضُدی ونَصیری،بِکَ أحولُ وبِکَ أصولُ وبِکَ اقاتِلُ. (6)

2169.عیون الأخبار لابن قتیبة عن أبی رجاء: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ إذَا اشتَدَّت حَلقَةُ البَلاءِ وکانَتِ الضَّیقَةُ:«تَضَیَّقی تَفَرَّجی»،ثُمَّ یَرفَعُ یَدَیهِ فَیَقولُ:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،اللّهُمَّ إیّاکَ نَعبُدُ وإیّاکَ نَستَعینُ،اللّهُمَّ کُفَّ عَنّا بَأسَ الَّذینَ

ص:418


1- .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 40 ح 4342،الدعاء للطبرانی:ص 328 ح 1072،المعجم الصغیر:ج 2 ص 10 کلّها عن جابر بن عبد اللّه،المصنّف لعبد الرزاق:ج 5 ص 248 ح 9513 عن یحیی بن أبی کثیر،کنز العمال:ج 4 ص 361 ح 10906.
2- الدعاء للطبرانی:ص 314 ح 1033،المعجم الأوسط:ج 8 ص 123 ح 8163،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 121 ح 334 عن أنس وفیه«إیّاک نعبد وإیّاک نستعین»،کنز العمّال:ج 4 ص 360 ح 10904.
3- فی المصدر:«للرجال»،والتصویب من مستدرک الوسائل:ج 11 ص 109 ح 12553.
4- أحولُ:أی أتحرّکُ (النهایة:ج 1 ص 462«حول»).وفی دعائم الإسلام:«أصول»:أی أسطو وأَقهَرُ (النهایة:ج 3 ص 61« صول»).
5- الجعفریّات:ص 217 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الاسلام:ج 1 ص 371 [4] وفیه«معینی»بدل«مانعی»،مستدرک الوسائل:ج 11 ص 107 ح 12548.
6- سنن أبی داوود:ج 3 ص 42 ح 2632،سنن الترمذی:ج 5 ص 572 ح 3584،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 241 ح23983 عن صهیب وکلاهما نحوه،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 95 ح 1 وص 695 ح 1،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 5 ص 250 ح 9517 کلّها عن أبی مجلز،کنز العمّال:ج 7 ص 94 ح 18128.

کَفَروا،إنَّکَ أشَدُّ بَأساً وأَشَدُّ تَنکیلاً»،فَما یَخفِضُ یَدَیهِ المُبارَکَتَینِ حَتّی یُنزِلَ اللّهُ النَّصرَ. (1)

2170.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ،فَعَسی أن تُبتَلوا بِهِم،ولکِن قولوا:«اللّهُمَّ اکفِنا وکُفَّ عَنّا بَأسَهُم»،وإذا جاؤوکُم یَعزِفونَ ویَزحَفونَ ویَصیحونَ فَعَلَیکُمُ الأَرضَ جُلوساً،ثُمَّ قولوا:«اللّهُمَّ أنتَ رَبُّنا ورَبُّهُم،ونَواصینا ونَواصیهِم بِیَدِکَ»،فَإِذا غَشوکم فَثوروا فی وُجوهِهِم. (2)

3/32أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله یَومَ بَدرٍ

2171.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ یَومَ بَدرٍ-:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ (3)،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،وکَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ فیهِ القَریبُ، ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،وتُعیینی فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً فیهِ إلَیکَ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ عَنّی وکَفَیتَهُ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ، ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (4)

2172.الإمام علیّ علیه السلام: رَأَیتُ الخِضرَ علیه السلام فِی المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَیلَةٍ،فَقُلتُ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً انصَرُ بِهِ عَلَی الأَعداءِ،فَقالَ:

ص:419


1- .عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 1 ص 123؛ المجتنی:ص 49 نحوه.
2- عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 1 ص 107 عن یحیی بن أبی کثیر،الدعاء للطبرانی:ص 328 ح 1072 عن جابر بن عبد اللّه،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 15 ص 95، [3]کنز العمّال:ج 4 ص 361 ح 10906 نقلاً عن ابن السنی فی کتاب عمل الیوم واللیلة.
3- الکَربُ:الحُزنُ والغَمُّ الذی یأخذُ بالنَّفس (لسان العرب:ج 1 ص 711« کرب»).
4- مهج الدعوات:ص 69، المصباح للکفعمی:ص 400، [6]الإقبال:ج 1 ص 322 [7] عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«کان من دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله یوم الأحزاب:...»،بحار الأنوار:ج 94 ص 211 ح 4.

قُل:«یا هُوَ یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ»،فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لی:«یا عَلِیُّ،عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ»،فَکانَ عَلی لِسانی یَومَ بَدرٍ. (1)

2173.الإمام علیّ علیه السلام: لَمّا کانَ یَومُ بَدرٍ قاتَلتُ شَیئاً مِن قِتالٍ،ثُمَّ جِئتُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنظُرُ ما صَنَعَ،فَجِئتُ فَإِذا هُوَ ساجِدٌ یَقولُ:«یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ»ثُمَّ رَجَعتُ إلَی القِتالِ،ثُمَّ جِئتُ فَإِذا هُوَ ساجِدٌ لا یَزیدُ عَلی ذلِکَ،ثُمَّ ذَهَبتُ إلَی القِتالِ،ثُمَّ جِئتُ فَإِذا هُوَ ساجِدٌ یَقولُ ذلِکَ،فَفَتَحَ اللّهُ عَلَیهِ. (2)

2174.المعجم الکبیر عن عبد اللّه بن مسعود: أتَیتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ اللّهَ تَعالی قَد قَتَلَ أبا جَهلٍ.

قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی صَدَقَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وأَعَزَّ دینَهُ. (3)

2175.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ یَومَ بَدرٍ-:

اللّهُمَّ أنجِز لی ما وَعَدتَنی،اللّهُمَّ آتِ ما وَعَدتَنی،اللّهُمَّ إن تَهلِک هذِهِ العِصابَةُ (4)مِن أهلِ الإِسلامِ،لا تُعبَدُ فِی الأَرضِ. (5)

2176.السنن الکبری للنسائی عن عبد اللّه: لَمَّا التَقَینا یَومَ بَدرٍ قامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَصَلّی...وهُوَ

ص:420


1- .التوحید:ص 89 ح 2،مجمع البیان:ج 10 ص 860،عدّة الداعی:ص 262 کلّها عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 19 ص 310 ح 58.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 157 ح 10447، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 344 ح 809،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 272 ح 526 کلّها عن محمّد بن عمر بن علی،کنز العمّال:ج 10 ص 399 ح 29951؛العمدة:ص 300 ح 505،الدعوات:ص 44 ح 106 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 235.
3- المعجم الکبیر:ج 9 ص 84 ح 8472،الدعاء للطبرانی:ص 329،ح 1077،السنن الکبری:ج 5 ص 204 ح 8670 لیس فیه«ونصر عبده»،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 72 ح 3856 [6] وص 105 ح 4008 ولیس فیه«صدق وعده»،کنز العمّال:ج 10 ص 376 ح 29871.
4- ویمکن ضبطُها أیضاً هکذا:«إن تُهلِک هذه العِصابَةَ»،وکذا فی الحدیث اللاحق.
5- صحیح مسلم:ج 3 ص 1384 ح 58،سنن الترمذی:ج 5 ص 269 ح 3081،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 74 ح 208 وص 77 ح 221 کلّها عن عمر بن الخطّاب،کنز العمّال:ج 10 ص 392 ح 29939،وراجع کنز الفوائد:ج 1 ص 296.

یَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ وَعدَکَ وعَهدَکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ما وَعَدتَنی،اللّهُمَّ إن تَهلِک هذِهِ العِصابَةُ لا تُعبَدُ فِی الأَرضِ»،ثُمَّ التَفَتَ إلَینا وکَأَنَّ شِقَّةَ وَجهِهِ القَمَرُ،فَقالَ:هذِهِ مَصارِعُ القَومِ العَشِیَّةَ. (1)

4/32أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله یَومَ احُدٍ

2177.الإمام علیّ علیه السلام: دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ فَقالَ:«اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،وإلَیکَ المُشتَکی، وأَنتَ المُستَعانُ»،فَهَبَطَ إلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،لَقَد دَعَوتَ اللّهَ بِاسمِهِ الأَکبَرِ. (2)

2178.الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا تَفَرَّقَ النّاسُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ قالَ:«اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،وإلَیکَ المُشتَکی،وأَنتَ المُستَعانُ»،فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام وقالَ:یا مُحَمَّدُ،لَقَد دَعَوتَ بِدُعاءِ إبراهیمَ حینَ القِیَ فِی النّارِ،ودَعا بِهِ یونُسُ حینَ صارَ فی بَطنِ الحوتِ.

وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو فی دُعائِهِ:«اللّهُمَّ اجعَلنی صَبوراً،وَاجعَلنی شَکوراً، وَاجعَلنی فی أمانِکَ». (3)

2179.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ یَومَ احُدٍ-:

أسأَ لُکَ اللّهُمَّ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَلطُفَ لی،وأَن تَغلِبَ لی،وأَن تَمکُرَ لی،وأَن تَخدَعَ لی،وأَن تَکیدَ لی،وأَن تَکفِیَنی مَؤونَةَ فُلانِ بنِ فُلانٍ. (4)

2180.السنن الکبری للنسائی عن رفاعة الزرقی: لَمّا کانَ یَومُ احُدٍ [وَ] (5)انکَفَأَ (6)المُشرِکونَ،قالَ

ص:421


1- .السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 187 ح 8628 وج 6 ص 155 ح 10442،المعجم الکبیر:ج 10 ص 147 ح 10270،البدایة والنهایة:ج 3 ص 276، [2]السیرة النبویّة لابن کثیر:ج 2 ص 419 والثلاثة الأخیرة نحوه.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 371، الجعفریّات:ص 218 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ولیس فیه«لک الحمد».
3- مهج الدعوات:ص 70 عن محمّد بن الحسن الصفّار،بحار الأنوار:ج 94 ص 211 ح 5.
4- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 134 ح 2345، بحار الأنوار:ج 91 ص 368 ح 23.
5- لم ترد الواو فی المصدر،وأثبتناها من السنن الکبری.
6- انکَفَأَ:أی مالَ وَرَجَعَ (النهایة:ج 4 ص 183«کفأ»).

رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«اِستَعِدّوا حَتّی اثنِیَ عَلی رَبّی»،فَصاروا خَلفَهُ صُفوفاً،فَقالَ:

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،لا قابِضَ لِما بَسَطتَ ولا باسِطَ لِما قَبَضتَ،ولا هادِیَ لِمَن أضلَلتَ ولا مُضِلَّ لِما (1)هَدَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ ولا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُقَرِّبَ لِما باعَدتَ ولا مُباعِدَ لِما قَرَّبتَ،اللّهُمَّ ابسُط عَلَینا مِن بَرَکاتِکَ ورَحمَتِکَ وفَضلِکَ ورِزقِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ النَّعیمَ المُقیمَ الَّذی لا یَحولُ ولا یَزولُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ النَّعیمَ یَومَ العَیلَةِ (2)،وَالأَمنَ یَومَ الخَوفِ،اللّهُمَّ إنّی عائِذٌ بِکَ مِن شَرِّ ما أعطَیتَنا وشَرِّ ما مَنَعتَنا،اللّهُمَّ حَبِّب إلَینَا الإِیمانَ وزَیِّنهُ فی قُلوبِنا،وکَرِّه إلَینَا الکُفرَ وَالفُسوقَ وَالعِصیانَ وَاجعَلنا مِنَ الرّاشِدینَ،اللّهُمَّ تَوَفَّنا مُسلِمینَ وأَحیِنا مُسلِمینَ،وأَلحِقنا بِالصّالِحینَ غَیرَ خَزایا ولا مَفتونینَ،اللّهُمَّ قاتِلِ الکَفَرَةَ الَّذینَ یُکَذِّبونَ رُسُلَکَ ویَصُدّونَ عَن سَبیلِکَ،وَاجعَل عَلَیهِم رِجزَکَ وعَذابَکَ،إلهَ الحَقِّ آمینَ. (3)

5/32أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله یَومَ الأَحزابِ

2181.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعَا اللّهَ عز و جل یَومَ الأَحزابِ فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أستَعفیهِ فَیُعافینی وإن کُنتُ مُتَعَرِّضاً لِلَّذی نَهانی عَنهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أخلو بِهِ کُلَّما شِئتُ فی سِرّی،وأَضَعُ عِندَهُ ما شِئتُ مِن أمری مِن غَیرِ شَفیعٍ،فَیَقضی لی رَبّی

ص:422


1- .وفی المصادر الاُخری:«لمن»بدل«لما».
2- العَیلَةُ:الفَقرُ (المصباح المنیر:ص 440«عال»).
3- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 156 ح 10445، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 686 ح 1868 وج 3 ص 26 ح 4308،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 278 ح 15492، [2]الأدب المفرد:ص 209 ح 699 [3] کلاهما بزیادة«اللّهُمَّ قاتل الکفرة الذین اوتوا الکتاب»بعد«عذابک»،کنز العمّال:ج 10 ص 433 ح 30047.

حاجَتی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنی إلَیهِ النّاسُ فَأَکرَمَنی ولَم یَکِلنی إلَیهِم فَیُهینونی،وکَفانی رَبّی بِرِفقٍ،ولَطَفَ بی رَبّی لَمّا جَفَونی،فَلَکَ الحَمدُ،رَضیتُ بِلُطفِکَ رَبّی لَطیفاً،ورَضیتُ بِکَنَفِکَ رَبّی خَلَفاً. (1)

2182.السنن الکبری للنسائی عن ابن أبی أوفی: سَمِعتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَومَ الخَندَقِ یَقولُ:

اللّهُمَّ مُنزِلَ الکِتابِ،سَریعَ الحِسابِ،مُجرِیَ السَّحابِ،اِهزِمهُم وزَلزِلهُم. (2)

2183.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن ابن عمر: دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ الأَحزابِ بِهذَا الدُّعاءِ فَکُفِیَ،وهُوَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ وبِنورِ قُدسِکَ وعِظَمِ جَلالِکَ،مِن کُلِّ طارِقٍ (3)إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ.

اللّهُمَّ أنتَ غِیاثی فَبِکَ أغوثُ،وأَنتَ عِیاذی فَبِکَ أعوذُ،وأَنتَ مَلاذی فَبِکَ ألوذُ،یا مَن ذَلَّت لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ،وخَضَعَت لَهُ مَقالیدُ الفَراعِنَةِ،أجِرنی مِن خِزیِکَ وعُقوبَتِکَ، وَاحفَظنی فی لَیلی ونَهاری ونَومی وقَراری.

لا إلهَ إلّاأنتَ تَعظیماً لِوَجهِکَ،وتَکریماً لِسُبُحاتِ عَرشِکَ،فَاصرِف عَنّی شَرَّ عِبادِکَ، وَاجعَلنی فی حِفظِ عِنایَتِکَ،وسُرادقاتِ (4)حِفظِکَ،وعُد عَلَیَّ بِخَیرٍ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (5)

2184.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ دُعاءُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله لَیلَةَ الأَحزابِ:

ص:423


1- .مهج الدعوات:ص 71 عن ابن سنان،المصباح للکفعمی:ص 401.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 188 ح 8632، صحیح البخاری:ج 3 ص 107 ح 2775،صحیح مسلم:ج 3 ص 1363 ح 21،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 935 ح 2796 وفیها«أهزم الأحزاب»بدل«مجری السحاب»،سنن أبی داوود:ج 3 ص 42 ح 2631 نحوه،کنز العمّال:ج 4 ص 291 ح 10547.
3- الطارِقُ:کلّ ما أتی لیلاً فقد طرق،فهو طارق (المصباح المنیر:ص 372«طرق»).
4- السُرادِقُ:وهو کلّ ما أحاط بشیء من حائط أو مضرب أو خباء (النهایة:ج 2 ص 359« سردق»).
5- الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا:ص 90 ح 22،تاریخ دمشق:ج 51 ص 319 ح 10898 نحوه؛مهج الدعوات:ص 71 نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 212 ح 8.

یا صَریخَ المَکروبینَ (1)،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،ویا کاشِفَ غَمِّی،اکشِف عَنّی غَمّی وهَمّی وکَربی،فَإِنَّکَ تَعلَمُ حالی وحالَ أصحابی،وَاکفِنی هَولَ (2)عَدُوّی. (3)

2185.الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکر أعمالِ مَساجِدِ المَدینَةِ-:تَأتی مَسجِدَ الأَحزابِ فَتُصَلّی فیهِ،وتَدعُو اللّهَ فیهِ،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا فیهِ یَومَ الأحزابِ وقالَ:

یا صَریخَ المَکروبینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،ویا مُغیثَ المَهمومینَ،اکشِف هَمّی وکَربی وغَمّی،فَقَد تَری حالی وحالَ أصحابی. (4)

2186.مهج الدعوات: دُعاءُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ الأَحزابِ-وفیهِ زِیادَةٌ (5)-:

یا صَریخَ المَکروبینَ،یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ ومُفَرِّجاً عَنِ المَغمومینَ،اکشِف عَنّی هَمّی وغَمّی وکُربَتی،فَقَد تَری حالی وحالَ أصحابی،اللّهُمَّ ارزُقنِی الصَّلاةَ وَالصَّومَ وَالحَجَّ وَالعُمرَةَ وصِلَةَ الرَّحِمِ،وعَظِّم رِزقی ورِزقَ أهلِ بَیتی فی عافِیَةٍ.

اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وأَنتَ اللّهُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،وأَنتَ اللّهُ تَبقی ویَفنی کُلُّ شَیءٍ.

إلهی ! أنتَ الحَلیمُ الَّذی لا یَجهَلُ،وأَنتَ الجَوادُ الَّذی لا یَبخَلُ،وأَنتَ العَدلُ الّذی لا یَظلِمُ،وأَنتَ الحَکیمُ الَّذی لا یَجورُ،وأَنتَ المَنیعُ الَّذی لا یُرامُ،وأَنتَ العَزیزُ الَّذی لا یُستَذَلُّ،وأَنتَ الرَّفیعُ الَّذی لا یُری،وأَنتَ الدّائِمُ الَّذی لا یَفنی،وأَنتَ الَّذی أحَطتَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصَیتَ کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،أنتَ البَدیعُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وَالباقی بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،

ص:424


1- .المَکروبُ:المَهمومُ (المصباح المنیر:ص 529« کرب»).
2- الهَولُ:الخَوفُ والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283«هول»).
3- الکافی:ج 2 ص 561 ح 17، مهج الدعوات:ص 70 [3] کلاهما عن محمّد بن مسلم،المصباح للکفعمی:ص 400 [4] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 212 ح 6.
4- الکافی:ج 4 ص 561 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 6 ص 18 ح 39،کامل الزیارات:ص 64 ح 68 [7] کلّها عن عقبة بن خالد،بحار الأنوار:ج 20 ص 267 ح 22.
5- أی بالنسبة إلی الدعائین السابقین.

خالِقُ ما یُری وخالِقُ ما لا یُری،عالِمُ کُلِّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،وأَنتَ الَّذی تُعطِی الغَلَبَةَ مَن شِئتَ،تُهلِکُ مُلوکاً وتُمَلِّکُ آخَرینَ،بِیَدِکَ الخَیرُ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،أنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَی القَومِ الکافِرینَ،وأَدخِلنا بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ،وَاختِم لی بِالسَّعادَةِ،وَاجعَلنی مِن عُتَقائِکَ وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

2187.الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ دُعاءٍ دَعا بِهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ الأَحزابِ ودَعا بِهِ الإِمامُ علیه السلام لَمَّا استَدعاهُ المَنصورُ لِلمَرَّةِ الخامِسَةِ-:...حَدَّثَنی بِهِ أبی،عَن أبیهِ،عَن جَدِّهِ،عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیهم السلام،عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،قالَ:لَمّا کانَ یَومُ الأَحزابِ کانَتِ المَدینَةُ کَالإِکلیلِ مِن جُنودِ المُشرِکینَ،وکانوا کَما قالَ اللّهُ عز و جل: «إِذْ جاؤُکُمْ مِنْ فَوْقِکُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْکُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا * هُنالِکَ ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِیداً» 2 فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِهذَا الدُّعاءِ،وکانَ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَدعو بِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ،وَالدُّعاءُ:

اللّهُمَّ احرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُضامُ (2)،وَاغفِر لی بِقُدرَتِکَ عَلَیَّ،رَبِّ لا أهلِکُ وأَنتَ الرَّجاءُ،اللّهُمَّ أنتَ أعَزُّ وأَکبَرُ مِمّا أخافُ وأحذَرُ.

بِاللّهِ أستَفتِحُ وبِاللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أتَوَجَّهُ،یا کافِیَ إبراهیمَ نُمرودَ،وموسی فِرعَونَ،اکفِنی ما أنَا فیهِ،اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً.

حَسبِیَ (3)الرَّبُّ مِنَ المَربوبینَ،حَسبِیَ الخالِقُ مِنَ المَخلوقینَ،حَسبِیَ المانِعُ مِنَ المَمنوعینَ،حَسبی مَن لَم یَزَل حَسبی،حَسبی مُذ قَطُّ حَسبی،حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،

ص:425


1- .مهج الدعوات:ص 94، الکافی:ج 4 ص 561 ح 2، [2]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 18 ح 39 کلاهما عن عقبة بن خالد عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیهما صدره إلی«أصحابی»،بحار الأنوار:ج 94 ص 212 ح 7.
2- الرکن:ناحیة قویة من جبل أو دار ( العین:ص 326«رکن») والضیم:الانتقاص ( العین:ص 479«ضیم»).
3- حَسبِیَ اللّهُ:أی کافینی (مجمع البحرین:ج 1 ص 399«حسب»).

عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (1)

2188.الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ الأَحزابِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذتَ مِنّی عُبَیدَةَ بنَ الحارِثِ یَومَ بَدرٍ،وحَمزَةَ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ یَومَ احُدٍ، وهذا أخی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ؛ «رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ» 2 . (2)

2189.شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: فِی الحَدیثِ المَرفوعِ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله-لَمّا بارَزَ عَلِیٌّ عَمراً-ما زالَ رافِعاً یَدَیهِ مُقمِحاً (3)رَأسَهُ نَحوَ السَّماءِ،داعِیاً رَبَّهُ،قائِلاً:

اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذتَ مِنّی عُبَیدَةَ یَومَ بَدرٍ،وحَمزَةَ یَومَ احُدٍ،فَاحفَظ عَلَیَّ الیَومَ عَلِیّاً:

«رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ» . (4)

راجع:ج 1 ص 20 ح 12 وکتاب نهج الدعاء:ص 579 (طوائف دعا علیهم النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله/الأحزاب).

6/32أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله یَومَ حُنَینٍ

2190.مهج الدعوات: دُعاءُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ حُنَینٍ:

رَبِّ ! کُنتَ وتَکونُ حَیّاً لا تَموتُ،تَنامُ العُیونُ،وتَنکَدِرُ (5)النُّجومُ،وأَنتَ حَیٌّ قَیّومٌ،

ص:426


1- .مهج الدعوات:ص 195 عن محمّد بن الربیع،بحار الأنوار:ج 94 ص 292.
2- کنز الفوائد:ج 1 ص 297 عن خالد بن یزید عن الإمام الباقر عن أبیه عن جدّه الإمام الحسین علیهم السلام،کشف الغمّة:ج 1 ص 295 [4] عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،تأویل الآیات الظاهرة:ج 1 ص 329 ح 13،المناقب لابن شهر آشوب:ج2 ص221، [5]بحار الأنوار:ج 20 ص 215 ح 1؛ [6]المناقب للخوارزمی:ص 144 ح 166 عن الحسین بن موسی عن أبیه عن جدّه عن الإمام زین العابدین عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 10 ص 456 ح 30105 وج 11 ص 623 ح 33034 کلاهما عن الدیلمی عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- الإقماحُ:رَفعُ الرأس وغضُّ البَصَرِ (النهایة:ج 4 ص 106« قمح»).
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 61، بحار الأنوار:ج 39 ص 3.
5- انکَدَرَتِ النجوم:أی انتشرت وانصبّت ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1556«کدر»).

لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ. (1)

2191.سنن الدارمی عن صهیب: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو أیّامَ حُنَینٍ:

اللّهُمَّ بِکَ احاوِلُ،وبِکَ اصاوِلُ،وبِکَ اقاتِلُ. (2)

2192.الإمام الباقر علیه السلام: رَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَهُ [ یَومَ حُنَینٍ ] فَقالَ:«اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ وإلَیکَ المُشتَکی وأَنتَ المُستَعانُ»،فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلَیهِ فَقالَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ،دَعَوتَ بِما دَعا بِهِ موسی حینَ فَلَقَ اللّهُ لَهُ البَحرَ،ونَجّاهُ مِن فِرعَونَ. (3)

2193.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ حُنَینٍ:لا تَتَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ،فَإِنَّکُم لا تَدرونَ ما تُبتَلونَ بِهِ مِنهُم،فَإِذا لَقیتُموهُم فَقولوا:

«اللّهُمَّ أنتَ رَبُّنا ورَبُّهُم،وقُلوبُنا وقُلوبُهُم بِیَدِکَ،وإنَّما تَغلِبُهُم أنتَ».

وَالزَمُوا الأَرضَ جُلوساً،فَإِذا غَشوکُم فَثوروا (4)وکَبِّروا. (5)

2194.الإمام علیّ علیه السلام: خَرَجنا مَعَهُ [ أیِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ] إلی حُنَینٍ فَإِذا نَحنُ بِوادٍ یَشخَبُ (6)،فَقَدَّرناهُ فَإِذا هُوَ أربَعَ عَشرَةَ قامَةً،فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،العَدُوُّ مِن وَرائِنا،وَالوادی أمامَنا،کَما «قالَ أَصْحابُ مُوسی إِنّا لَمُدْرَکُونَ» . (7)

فَنَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثُمَّ قالَ:«اللّهُمَّ إنَّکَ جَعَلتَ لِکُلِّ مُرسَلٍ دَلالَةً،فَأَرِنی قُدرَتَکَ»، ورَکِبَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ فَعَبَرَتِ الخَیلُ لا تَندی حَوافِرُها،وَالإِبِلُ لا تَندی أخفافُها،

ص:427


1- .مهج الدعوات:ص 71، المصباح للکفعمی:ص 401، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 213 ح 10.
2- سنن الدارمی:ج 2 ص 663 ح 2351، مسند ابن حنبل:ج 9 ص 241 ح 23983، [5]صحیح ابن حبّان:ج 11 ص 72 ح 4758 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 218 ح 18699 وراجع السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 188 ح 8633.
3- تفسیر القمّی:ج 1 ص 287 عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 21 ص 150 ح 1.
4- فی المصدر:«فنودوا»،والتصویب من کنز العمّال.
5- عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 235 ح 668،الدعاء للطبرانی:ص 328 ح 1072 نحوه،المصنّف لعبد الرّزاق:ج 5 ص 248 ح 9513،کنز العمّال:ج 4 ص 361 ح 10907.
6- یشخب:یسیل و یجری (مجمع البحرین:ج 2 ص 934«شخب»).
7- الشعراء:61.

فَرَجَعنا فَکانَ فَتحُنا. (1)

7/32أدعِیَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله یَومَ خَیبَرَ

2195.مهج الدعوات: دُعاءٌ رُوِیَ أنَّهُ نَزَلَ بِهِ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ خَیبَرَ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَعجیلَ عافِیَتِکَ،وصَبراً عَلی بَلِیَّتِکَ،وخُروجاً مِنَ الدُّنیا إلی رَحمَتِکَ. (2)

2196.المعجم الکبیر عن أبی معتب بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا أشرَفَ عَلی خَیبَرَ قالَ لِأَصحابِهِ وأَ نَا فیهِم:قِفوا،ثُمَّ قالَ:

«اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وما أظلَلنَ،ورَبَّ الأَرَضینَ وما أقلَلنَ،ورَبَّ الشَّیاطینِ وما أضلَلنَ،ورَبَّ الرِّیاحِ وما ذَرَینَ،أسأَ لُکَ خَیرَ هذِهِ القَریَةِ وخَیرَ أهلِها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها وشَرِّ ما فیها».قَدِّموا بِسمِ اللّهِ.

وکانَ یَقولُها لِکُلِّ قَریَةٍ یَدخُلُها. (3)

8/32دَعَواتُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله عِندَ فَتَحِ مَکَّةَ

الکتاب

«وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً». (4)

ص:428


1- .الاحتجاج:ج 1 ص 516 ح 127 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 220، [2]الخرائج والجرائح:ج 1 ص 54 ح 84 وفیهما«خیبر»بدل«حنین»،بحار الأنوار:ج 16 ص 410 ح 1.
2- مهج الدعوات:ص 73، بحار الأنوار:ج 94 ص 214 ح 11؛ [5]صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 202 ح 922،المعجم الأوسط:ج 1 ص 293 ح 969،الدعاء للطبرانی:ص 428 ح 1452 کلاهما عن عائشة نحوه ولیس فیها یوم خیبر،کنز العمّال:ج 2 ص 190 ح 3698.
3- المعجم الکبیر:ج 22 ص 359 ح 902،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 140 ح 10380 عن مغیث بن عمرو نحوه،السیرة النبویة لابن هشام:ج 3 ص 343.
4- الإسراء:80.

الحدیث

2197.مسند ابن حنبل عن یحیی بن حسّان عن رجل من بنی کنانة: صَلَّیتُ خَلفَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عامَ الفَتحِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:

اللّهُمَّ لا تُخزِنی یَومَ القِیامَةِ. (1)

2198.الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَکَّةَ یَومَ افتَتَحَها،فَتَحَ بابَ الکَعبَةِ فَأَمَرَ بِصُوَرٍ فِی الکَعبَةِ فَطُمِسَت (2)،فَأَخَذَ بِعِضادَتَیِ البابِ فَقالَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،صَدَقَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ. (3)

2199.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا فَتَحَ مَکَّةَ صَلّی بِأَصحابِهِ الظُّهرَ عِندَ الحَجَرِ الأَسوَدِ، فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ یَدَیهِ وکَبَّرَ ثَلاثاً وقالَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وأَعَزَّ جُندَهُ،وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ،فَلَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ ویُمیتُ ویُحیی،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

9/32دُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا أرادَ القِتالَ

2200.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام کانَ إذا أرادَ القِتالَ قالَ هذِهِ الدَّعَواتِ:

اللّهُمَّ إنَّکَ أعلَمتَ سَبیلاً مِن سُبُلِکَ،جَعَلتَ فیهِ رِضاکَ،ونَدَبتَ إلَیهِ أولِیاءَکَ،

ص:429


1- .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 306 ح 18078، اُسد الغابة:ج 6 ص 393 الرقم 6550 [2] وفیه«یوم الفتح»بدل«عام الفتح»وبزیادة«ولا تخزنی یوم البأس»فی آخره،الدرّ المنثور:ج 6 ص 307.
2- الطَّمسُ:اِستئصالُ أثرِ الشیء (النهایة:ج 3 ص 139« طمس»).
3- الکافی:ج 4 ص 225 ح 3 عن حریز،بحار الأنوار:ج 21 ص 132؛ [6]السیرة النبویّة لابن هشام:ج 4 ص 54، [7]تاریخ الطبری:ج 3 ص 60 عن قتادة السدوسی،الکامل فی التاریخ:ج 1 ص 618 والثلاثة الأخیرة نحوه ومن دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
4- علل الشرائع:ص 360 ح 1، فلاح السائل:ص 294 ح 88 [9] کلاهما عن المفضّل بن عمر،بحار الأنوار:ج 86 ص 22 ح 21.

وجَعَلتَهُ أشرَفَ سُبُلِکَ عِندَکَ ثَواباً،وأَکرَمَها لَدَیکَ مَآباً،وأَحَبَّها إلَیکَ مَسلَکاً،ثُمَّ اشتَرَیتَ فیهِ مِنَ المُؤمِنینَ أنفُسَهُم وأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ،یُقاتِلونَ فی سَبیلِ اللّهِ فَیَقتُلونَ ویُقتَلونَ،وَعداً عَلَیکَ حَقّاً،فَاجعَلنی مِمَّنِ اشتَری فیهِ مِنکَ نَفسَهُ،ثُمَّ وَفی لَکَ بِبَیعِهِ الَّذی بایَعَکَ عَلَیهِ،غَیرَ ناکِثٍ ولا ناقِضٍ عَهداً،ولا مُبَدِّلاً تَبدیلاً،بَلِ استیجاباً لِمَحَبَّتِکَ،وتَقَرُّباً بِهِ إلَیکَ،فَاجعَلهُ خاتِمَةَ عَمَلی،وصَیِّر فیهِ فَناءَ عُمُری،وَارزُقنی فیهِ لَکَ وبِهِ مَشهَداً تُوجِبُ لی بِهِ مِنکَ الرِّضا،وتَحُطُّ بِهِ عَنِّی الخَطایا،وتَجعَلُنی فِی الأَحیاءِ المَرزوقینَ بِأَیدِی العُداةِ وَالعُصاةِ،تَحتَ لِواءِ الحَقِّ ورایَةِ الهُدی،ماضِیاً عَلی نُصرَتِهِم قُدُماً،غَیرَ مُوَلٍّ دُبُراً،ولا مُحدِثٍ شَکّاً.

اللّهُمَّ وأَعوذُ بِکَ عِندَ ذلِکَ مِنَ الجُبنِ عِندَ مَوارِدِ الأَهوالِ،ومِنَ الضَّعفِ عِندَ مُساوَرَةِ (1)الأَبطالِ،ومِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ،فَاُحجِمَ مِن شَکٍّ،أو أمضِیَ (2)بِغَیرِ یَقینٍ،فَیَکونَ سَعیی فی تَبابٍ،وعَملی غَیرَ مَقبولٍ. (3)

10/32دُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ لِقاءِ العَدُوَّ

2201.الإمام علیّ علیه السلام -کانَ یَقولُ إذا لَقِیَ العَدُوَّ مُحارِباً-:

اللّهُمَّ إلَیکَ أفضَتِ القُلوبُ،ومُدَّتِ الأَعناقُ،وشُخِصَتِ الأَبصارُ،ونُقِلَتِ الأَقدامُ، واُنضِیَتِ (4)الأَبدانُ.اللّهُمَّ قَد صَرَّحَ مَکنونُ الشَّنَآنِ،وجاشَت مَراجِلُ الأَضغانِ.اللّهُمَّ إنّا

ص:430


1- .المُساوَرَةُ:المواثبة (المصباح المنیر:ص 294«سار»).
2- فی المصدر:«مضی»،والتصویب من تهذیب الأحکام.
3- الکافی:ج 5 ص 46 ح 1 عن میمون القدّاح،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 81 ح 237 عن عبد اللّه بن میمون،الإقبال:ج 1 ص 318 کلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام نحوه فی نوافل شهر رمضان،بحار الأنوار:ج 98 ص 126 ح 3.
4- اُنضِیَت:هَزُلَت (انظر النهایة:ج 5 ص 72«نضا»).

نَشکو إلَیکَ غَیبَةَ نَبِیِّنا،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وتَشَتَّتَ أهوائِنا، «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» 1 . (1)

11/32دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام یَومَ الجَمَلِ

2202.مروج الذهب عن المنذر بن الجارود: لَمّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام البَصرَةَ دَخَلَ مِمّا یَلِی الطَّفَّ...[إلی أن قالَ:] فَساروا حَتّی نَزَلُوا المَوضِعَ المَعروفَ بِالزّاوِیَةِ،فَصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،وعَفَّرَ خَدَّیهِ عَلَی التُّرابِ،وقَد خالَطَ ذلِکَ دُموعَهُ،ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ یَدعو:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وما أظَلَّت،ورَبَّ الأَرَضینَ وما أقَلَّت،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،هذِهِ البَصرَةُ أسأَ لُکَ مِن خَیرِها،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،اللّهُمَّ أنزِلنا فیها خَیرَ مُنزَلٍ،وأَنتَ خَیرُ المُنزِلینَ.

اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ القَومَ قَد خَلَعوا طاعَتی،وبَغَوا عَلَیَّ،ونَکَثوا بَیعَتی،اللّهُمَّ احقِن دِماءَ المُسلِمینَ. (2)

2203.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعائِهِ یَومَ الجَمَلِ قَبلَ الواقِعَةِ-:

اللّهُمَّ إنّی أحمَدُکَ-وأَنتَ لِلحَمدِ أهلٌ-عَلی حُسنِ صُنعِکَ إلَیَّ،وتَعَطُّفِکَ عَلَیَّ،وعَلی ما وَصَلتَنی بِهِ مِن نورِکَ،وتَدارَکتَنی بِهِ مِن رَحمَتِکَ،وأَسبَغتَ عَلَیَّ مِن نِعمَتِکَ،فَقَدِ اصطَنَعتَ عِندی-یا مَولایَ-ما یَحِقُّ لَکَ بِهِ جُهدی وشُکری؛لِحُسنِ عَفوِکَ،وبَلائِکَ القَدیمِ عِندی،وتَظاهُرِ نَعمائِکَ عَلَیَّ،وتَتابُعِ أیادیکَ لَدَیَّ،لَم أبلُغ إحرازَ حَظّی،ولا صَلاحَ نَفسی،ولکِنَّکَ یا مَولایَ بَدَأتَنی أوّلاً بِإِحسانِکَ فَهَدَیتَنی لِدینِکَ،وعَرَّفتَنی

ص:431


1- نهج البلاغة: الکتاب 15،وقعة صفّین:ص 231 [2] عن سلام بن سوید نحوه،بحار الأنوار:ج 100 ص 41 ح 49.
2- مروج الذهب:ج 2 ص 368 و 370، مستدرک الوسائل:ج 3 ص 449 ح 3965.

نَفسَکَ،وثَبَّتَّنی فی اموری کُلِّها بِالکِفایَةِ وَالصُّنعِ لی،فَصَرَفتَ عَنّی جَهدَ البَلاءِ،ومَنَعتَ مِنّی مَحذورَ الأَشیاءِ (1)،فَلَستُ أذکُرُ مِنکَ إلّاجَمیلاً،ولَم أرَ مِنکَ إلّاتَفضیلاً.

یا إلهی ! کَم مِن بَلاءٍ وجَهدٍ صَرَفتَهُ عَنّی،وأَرَیتَنیهِ فی غَیری،وکَم (2)مِن نِعمَةٍ أقرَرتَ بِها عَینی،وکَم مِن صَنیعَةٍ شَریفَةٍ لَکَ عِندی.

إلهی ! أنتَ الَّذی تُجیبُ عِندَ الاِضطِرارِ دَعوَتی،وأَنتَ الَّذی تُنَفِّسُ عِندَ الغُمومِ کُربَتی، وأَنتَ الَّذی تَأخُذُ لی مِنَ الأَعداءِ بِظُلامَتی،فَما وَجَدتُکَ ولا أجِدُکَ بَعیداً مِنّی حینَ اریدُکَ،ولا مُنقَبِضاً عَنّی حینَ أسأَ لُکَ،ولا مُعرِضاً عَنّی حینَ أدعوکَ،فَأَنتَ إلهی ! أجِدُ صَنیعَکَ عِندی مَحموداً،وحُسنَ بَلائِکَ عِندی مَوجوداً،وجمیعَ أفعالِکَ عِندی جَمیلاً، یَحمَدُکَ لِسانی وعَقلی وجَوارِحی وجَمیعُ ما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی.

یا مَولایَ،أسأَ لُکَ بِنورِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن عَظَمَتِکَ،وعَظَمَتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن مَشِیَّتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی عَلا،أن تَمُّنَ عَلَیَّ بِواجِبِ شُکری نِعمَتَکَ.

رَبِّ ! ما أحرَصَنی عَلی ما زَهَّدتَنی فیهِ،وحَثَثتَنی عَلَیهِ ! إن لَم تُعِنّی عَلی دُنیایَ بِزُهدٍ، وعَلی آخِرَتی بِتَقوایَ،هَلَکتُ.

رَبِّ ! دَعَتنی دَواعِی الدُّنیا؛مِن حَرثِ النِّساءِ وَالبَنینَ،فَأَجَبتُها سَریعاً،ورَکَنتُ إلَیها طائِعاً،ودَعَتنی دَواعِی الآخِرَةِ مِنَ الزُّهدِ وَالِاجتِهادِ فَکَبَوتُ (3)لَها،ولَم اسارِع إلَیها مُسارَعَتی إلَی الحُطامِ الهامِدِ،وَالهَشیمِ البائِدِ،وَالسَّرابِ الذّاهِبِ عَن قَلیلٍ.

رَبِّ ! خَوَّفتَنی وشَوَّقتَنی وَاحتَجَبتَ (4)عَلَیّ فَما خِفتُک حَقَّ خَوفِکَ،وأَخافُ أن أکونَ قَد تَثَبَّطتُ عَنِ السَّعیِ لَکَ،وتَهاوَنتُ بِشَیءٍ مِنِ احتِجابِکَ،اللّهُمَّ فَاجعَل فی هذِهِ الدُّنیا

ص:432


1- .فی بحار الأنوار:« القضاء»بدل«الأشیاء»،وهو الأنسب.
2- فی الطبعة المعتمدة:«فکم»،والمناسب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار.
3- الکَبَوةُ:الوقفة کَوَقفَةِ العاثر ( النهایة:ج 4 ص 146« کبا»).
4- کذا،وفی بحار الأنوار نقلاً عن المصدر:«احتججتَ»،وهو الأنسب.وکذا الکلام فیما یأتی بعدها بقلیل.

سَعیی لَکَ وفی طاعَتِکَ،وَاملَأ قَلبی خَوفَکَ،وحَوِّل تَثبیطی (1)وتَهاوُنی وتَفریطی وکُلَّ ما أخافُهُ مِن نَفسی فَرَقاً (2)مِنکَ،وصَبراً علی طاعَتِکَ،وعَمَلاً بِهِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

وَاجعَل جُنَّتی مِنَ الخَطایا حَصینَةً،وحَسَناتی مُضاعَفَةً؛فَإِنَّکَ تُضاعِفُ لِمَن تَشاءُ.

اللّهُمَّ اجعَل دَرَجاتی فِی الجِنانِ رَفیعَةً،وأَعوذُ بِکَ رَبّی مِن رَفیعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ، وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما أعلَمُ ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفَواحِشِ کُلِّها؛ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وأَعوذُ بِکَ رَبّی أن أشتَرِیَ الجَهلَ بِالعِلمِ کَمَا اشتَری غَیری،أوِ السَّفَهَ بِالحِلمِ،أوِ الجَزَعَ بِالصَّبرِ،أوِ الضَّلالَةَ بِالهُدی،أوِ الکُفرَ بِالإِیمانِ.

یا رَبِّ ! مُنَّ عَلَیَّ بِذلِکَ؛فَإِنَّکَ تَتَوَلَّی الصّالِحینَ،ولا تُضیعُ أجرَ المُحسِنینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (3)

2204.الإمام علیّ علیه السلام -فی یَومِ الجَملِ لَمّا تَقابَلَ العَسکَرانِ-:

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنّی قَد أعذَرتُ وأَنذَرتُ،فَکُن لی عَلَیهِم مِنَ الشّاهِدینَ. (4)

2205.الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا تَوافَقَ النّاسُ یَومَ الجَمَلِ،خَرَجَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ حَتّی وَقَفَ بَینَ الصَّفَّینِ،ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ نَحوَ السَّماءِ،ثُمَّ قالَ:

یا خَیرَ مَن أفضَت إلَیهِ القُلوبُ،ودُعِیَ بِالأَلسُنِ،یا حَسَنَ البَلایا،یا جَزیلَ العَطاءِ، احکُم بَینَنا وبَینَ قَومِنا بِالحَقِّ،وأَنتَ خَیرُ الحاکِمینَ. (5)

2206.الجمل: لَمّا رَأی أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام ما قَدِمَ عَلَیهِ القَومُ مِنَ العِنادِ وَاستَحَلّوهُ مِن سَفکِ الدَّمِ

ص:433


1- .التثبیط:ردّک الإنسان عن الشیء یفعله (لسان العرب:ج 7 ص 267« ثبط»).
2- الفَرَق:الخوف والفزع (النهایة:ج 3 ص 438).
3- مهج الدعوات:ص 94، بحار الأنوار:ج 94 ص 234 ح 9.
4- المناقب للخوارزمی:ص 186؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 155 ولیس فیه«اُشهدک أنّی قد»،بحار الأنوار:ج 32 ص 174.
5- شرح الأخبار:ج1 ص387 ح328،مستدرک الوسائل:ج11 ص108 ح12550.

الحَرامِ،رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وقالَ:

اللّهُمَّ إلَیکَ شُخِصَتِ الأَبصارُ،وبُسِطَتِ الأَیدی،وأَفضَتِ القُلوبُ،وتَقَرَّبَت إلَیکَ بِالأَعمالِ، «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» 1 . (1)

2207.الإمام علیّ علیه السلام -لِأَهلِ الکوفَةِ بَعدَ فَتحِ البَصرَةِ-:

جَزاکُمُ اللّهُ مِن أهلِ مِصرٍ (2)عَن أهلِ بَیتِ نَبِیِّکُم أحسَنَ ما یَجزِی العامِلینَ بِطاعَتِهِ، وَالشّاکِرینَ لِنِعمَتِهِ،فَقَد سَمِعتُم وأَطَعتُم ودُعیتُم فَأَجَبتُم. (3)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 598 (طوائف دعا علیهم الإمام علیّ علیه السلام/الناکثون«أصحاب الجمل).

12/32دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی صِفّینَ

2208.وقعة صفّین عن عبد الرحمن بن عبید بن أبی الکنود: لَمّا أرادَ عَلِیٌّ علیه السلام الشُّخوصَ مِنَ النُّخَیلَةِ (4)،قامَ فی النّاسِ...فَلَمّا أرادَ أن یَرکَبَ وَضَعَ رِجلَهُ فِی الرِّکابِ وقالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمّا جَلَسَ عَلی ظَهرِها قالَ: «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 6 ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ منِ وَعثاءِ السَّفَرِ (5)،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وَالحَیرَةِ بَعدَ الیَقینِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ،

ص:434


1- الجمل:ص 341.
2- المِصْر:البَلَد (النهایة:ج 4 ص 336« مصر»).
3- نهج البلاغة: الکتاب 2،بحار الأنوار:ج 32 ص 84 ح 57.
4- النُخَیلَة:موضع قُرب الکوفة علی سمت الشام ( معجم البلدان:ج 5 ص 278 ).
5- وَعثاءُ السفَر:أی شدَّته ومشقَّته (النهایة:ج 5 ص 206« وعث»).

ولا یَجمَعُهُما غَیرُکَ؛لِأَنَّ المُستَخلَفَ لا یَکونُ مُستَصحَباً،وَالمُستَصحَبَ لا یَکونُ مُستَخلَفاً (1). (2)

2209.الإمام علیّ علیه السلام -عِندَ خُروجِهِ مِنَ الکوفَةِ إلَی الشّامِ-:ثُمَّ خَرَجَ حَتّی أتی دَیرَ أبی موسی -وهُوَ مِنَ الکوفَةِ عَلی فَرسَخَینِ-فَصَلّی بِهَا العَصرَ،فَلَمَّا انصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ قالَ:

«سُبحانَ ذِی الطَّولِ (3)وَالنِّعَمِ،سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالإِفضالِ.أسأَلُ اللّهَ الرِّضا بِقَضائِهِ، وَالعَمَلَ بِطاعَتِهِ،وَالإِنابَةَ إلی أمرِهِ؛فَإِنَّهُ سَمیعُ الدُّعاءِ».

ثُمَّ خَرَجَ حَتّی نَزَلَ عَلی شاطِئِ نَرْسٍ (4)،بَینَ مَوضِعِ حَمّامِ أبی بُردَةَ وحَمّامِ عُمَرَ، فَصَلّی بِالنّاسِ المَغرِبَ،فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یولِجُ اللَّیلَ فِی النَّهارِ ویولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیلِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما وَقَبَ (5)لَیلٌ وغَسَقَ (6)،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ». (7)

2210.وقعة صفّین عن عبد الرحمن بن جندب: لَمّا أقبَلَ عَلِیٌّ مِن صِفّینَ أقبَلنا مَعَهُ...فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:

آئِبونَ عائِدونَ لِرَبِّنا حامِدونَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،وکَآبَةِ المُنقَلَبِ، وسوءِ المَنظَرِ فِی المالِ وَالأَهلِ. (8)

ص:435


1- .قال السیّد الشریف الرضی قدس سره فی نهج البلاغة:« وابتداء هذا الکلام مرویّ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله وقد قفّاه أمیر المؤمنین بأبلغ کلام وتمَّمه بأحسن تمام،من قوله:«ولا یجمعهما غیرک...».
2- وقعة صفّین:ص 131، نهج البلاغة:الخطبة 46 [3] ولیس فیه صدره إلی قوله«ثمّ قال»،بحار الأنوار:ج 32 ص 391 ح 362.
3- ذی الطَول:أی ذو الفَضلِ والسَّعةِ (مجمع البحرین:ج 2 ص 1125« طول»).
4- نَرس:نهر حفرهُ نَرسی بن بهرام بنواحی الکوفة،مأخذه من الفرات،علیه عدّة قری (معجم البلدان:ج 5ص 280).
5- وَقَبَ:دَخَلَ (مفردات ألفاظ القرآن:ص 879« وقب»).
6- غَسَقُ اللَّیلِ:شدّة ظلمته (مفردات ألفاظ القرآن:ص 606« غسق»).
7- وقعة صفّین:ص 134، بحار الأنوار:ج 32 ص 418؛ [10]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 3 ص 167.
8- وقعة صفّین:ص 528، بحار الأنوار:ج 32 ص 550 ح 462.

2211.وقعة صفّین عن تمیم: کانَ عَلِیُّ علیه السلام إذا سارَ إلَی القِتالِ ذَکَرَ اسمَ اللّهِ حینَ یَرکَبُ،ثُمَّ یَقولُ:

«الحَمدُ للّهِ ِ عَلی نِعَمِهِ عَلَینا وفَضلِهِ العَظیمِ، «سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ»» .

ثُمَّ یَستَقبِلُ القِبلَةَ،ویَرفَعُ یَدَیهِ إلَی اللّهِ ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُمَّ إلَیکَ نُقِلَتِ الأَقدامُ،واُتعِبَتِ الأَبدانُ،وأَفضَتِ القُلوبُ،ورُفِعَتِ الأَیدی،وشُخِصَتِ الأَبصارُ، «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ»» ،سیروا عَلی بَرَکَةِ اللّهِ.

ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،یا اللّهُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا رَبَّ مُحَمَّدٍ،بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ، «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ * اَلرَّحْمنِ الرَّحِیمِ * مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ * إِیّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیّاکَ نَسْتَعِینُ» ،اللّهُمَّ کُفَّ عَنّا بَأسَ الظّالِمینَ». (1)

2212.تاریخ الطبری عن زید بن وهب الجهنی: إنَّ عَلِیّاً خَرَجَ إلَیهِم غَداةَ الأَربِعاءِ فَاستَقبَلَهُم فَقالَ:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ المَحفوظِ المَکفوفِ،الَّذی جَعَلتَهُ مَغیضاً (2)لِلَّیلِ وَالنّهارِ، وجَعَلتَ فیهِ مَجرَی الشَّمسِ وَالقَمَرِ ومَنازِلَ النُّجومِ،وجَعَلتَ سُکّانَهُ سِبطاً (3)مِنَ المَلائِکَةِ،لا یَسأَمونَ العِبادَةَ،ورَبَّ هذِهِ الأَرضِ الَّتی جَعَلتَها قَراراً لِلأَنامِ وَالهَوامِّ وَالأَنعامِ،وما لا یُحصی مِمّا لا یُری ومِمّا یُری مِن خَلقِکَ العَظیمِ،ورَبَّ الفُلکِ الَّتی تَجری فِی البَحرِ بِما یَنفَعُ النّاسَ،ورَبَّ السَّحابِ المُسَخَّرِ بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ المُحیطِ بِالعالَمِ،ورَبَّ الجِبالِ الرَّواسِی الَّتی جَعَلتَها لِلأَرضِ أوتاداً،ولِلخَلقِ

ص:436


1- .وقعة صفّین:ص 230، بحار الأنوار:ج 32 ص 460 ح 397 [2] وج 100 ص 36 ح 31؛شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 5 ص 176 [3] نحوه.
2- غاضَه:أی نَقَصَهُ (لسان العرب:ج 7 ص 201« غیض»).
3- السِّبْطُ:الاُمّة والطائفَة (النهایة:ج 2 ص 334«سبط»).

مَتاعاً؛إن أظهَرتَنا عَلی عَدُوِّنا فَجَنِّبنَا البَغیَ،وسَدِّدنا لِلحَقِّ،وإن أظهَرتَهُم عَلَینا فَارزُقنِی الشَّهادَةَ،وَاعصِم بَقِیَّةَ أصحابی مِنَ الفِتنَةِ. (1)

2213.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعائِهِ عِندَ ابتِداءِ القِتالِ یَومَ صِفّینَ لَمّا زَحَفوا بِاللِّواءِ-:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،اللّهُمَّ إیّاکَ نَعبُدُ وإیّاکَ نَستَعینُ،یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا أحَدُ یا صَمَدُ یا إلهَ مُحَمَّدٍ،إلَیکَ نُقِلَتِ الأَقدامُ،وأَفضَتِ القُلوبُ،وشُخِصَتِ الأَبصارُ،ومُدَّتِ الأَعناقُ،وطُلِبَتِ الحَوائِجُ، ورُفِعَتِ الأَیدی،اللّهُمَّ افتَح بَینَنا وبَینَ قَومِنا بِالحَقِّ وأَنتَ خَیرُ الفاتِحینَ».

ثُمَّ قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ»ثَلاثاً. (2)

2214.عنه علیه السلام -یَومَ صِفّینَ-:

اللّهُمَّ إلَیکَ رُفِعَتِ الأَبصارُ،وبُسِطَتِ الأَیدی،ونُقِلَتِ الأَقدامُ،ودَعَتِ الأَلسُنُ، وأَفضَتِ القُلوبُ،وتُحوکِمَ إلَیکَ فِی الأَعمالِ،فَاحکُم بَینَنا وبَینَهُم بِالحَقِّ وأَنتَ خَیرُ الفاتِحینَ،اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ غَیبَةَ نَبِیِّنا،وقِلَّةَ عَدَدِنا،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وتَشَتُّتَ أهوائِنا، وشِدَّةَ الزَّمانِ،وظُهورَ الفِتَنِ،[فَ ]أَعِنّا (3)عَلَیهِم بِفَتحٍ تُعَجِّلُهُ،ونَصرٍ تُعِزُّ بِهِ سُلطانَ الحَقِّ وتُظهِرُهُ. (4)

2215.وقعة صفّین عن جابر بن عمیر الأنصاری: وَاللّهِ لَکَأَنّی أسمَعُ عَلِیّاً یَومَ الهَریرِ حینَ سارَ أهلُ الشّامِ...ثُمَّ انفَتَلَ إلَی القِبلَةِ ورَفَعَ یَدَیهِ إلَی اللّهِ،ثُمَّ نادی:

ص:437


1- .تاریخ الطبری:ج 5 ص 14؛ نهج البلاغة:الخطبة 171 [2] ولیس فیه من«وربّ الفلک»إلی«بالعالم»،مهج الدعوات:ص 102 [3]عن یعقوب بن شعیب،المصباح للکفعمی:ص 403 [4] کلاهما عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،وقعة صفّین:ص 232، [5]بحار الأنوار:ج 94 ص 241 ح 9.
2- مهج الدعوات:ص 96، بحار الأنوار:ج 94 ص 235 ح 9 [8] وراجع:کتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص 902 ح 59.
3- فی المصدر:«أعنّا»بدون الفاء،وما أثبتناه من بحار الأنوار وشرح نهج البلاغة.
4- وقعة صفّین:ص 231، بحار الأنوار:ج 32 ص 461 ح 399؛ [11]شرح نهج البلاغة:ج 5 ص 176.

«یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا اللّهُ یا إلهَ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إلَیکَ نُقِلَتِ الأَقدامُ،وأَفضَتِ القُلوبُ،ورُفِعَتِ الأَیدی،وَامتَدَّتِ الأَعناقُ،وشُخِصَتِ الأَبصارُ، وطُلِبَتِ الحَوائِجُ،اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ غَیبَةَ نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وتَشَتُّتَ أهوائِنا، «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» 1» ،سیروا عَلی بَرَکَةِ اللّهِ. (1)

2216.مهج الدعوات عن أبی جعفر محمّد بن النعمان الأحول عن الإمام الصادق علیه السلام: دَعا أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَومَ الهَریرِ حینَ اشتَدَّ عَلی أولِیائِهِ الأَمرُ دُعاءَ الکَربِ؛مَن دَعا بِهِ وهُوَ فی أمرٍ قَد کَرَبَهُ وغَمَّهُ نَجّاهُ اللّهُ مِنهُ،وهُوَ:

«اللّهُمَّ لا تُحَبِّب إلَیَّ ما أبغَضتَ،ولا تُبَغِّض إلَیَّ ما أحبَبتَ.اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أرضی سَخَطَکَ،أو أسخَطَ رِضاکَ،أو أرُدَّ قَضاءَکَ،أو أعدُوَ قَولَکَ،أو اناصِحَ أعداءَکَ، أو أعدُوَ أمرَکَ فیهِم.

اللّهُمَّ ما کانَ مَن عَمَلٍ أو قَولٍ یُقَرِّبُنی مِن رِضوانِکَ،ویُباعِدُنی مِن سَخَطِکَ،فَصَبِّرنی لَهُ،وَاحمِلنی عَلَیهِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لِساناً ذاکِراً،وقَلباً شاکِراً،ویَقیناً صادِقاً،وإیماناً خالِصاً، وجَسَداً مُتَواضِعاً،وَارزُقنی مِنکَ حُبّاً،وأَدخِل قَلبی مِنکَ رُعباً.

اللّهُمَّ فَإِن تَرحَمنی فَقَد حَسُنَ ظَنّی بِکَ،وإن تُعَذِّبنی فَبِظُلمی وجَوری وجُرمی وإسرافی عَلی نَفسی؛فَلا عُذرَ لی إنِ اعتَذَرتُ،ولا مُکافاةَ أحتَسِبُ بِها.

اللّهُمَّ إذا حَضَرَتِ الآجالُ،ونَفِدَتِ الأَیّامُ،وکانَ لا بُدَّ مِن لِقائِکَ؛فَأَوجِب لی مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً یَغبِطُنی بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ،لا حَسرَةَ بَعدَها،ولا رَفیقَ بَعدَ رَفیقِها،فی أکرَمِها مَنزِلاً.

ص:438


1- وقعة صفّین:ص477، بحار الأنوار:ج32 ص528 ح445؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج2 ص210.

اللّهُمَّ ألبِسنی خُشوعَ الإِیمانِ بِالعِزِّ،قَبلَ خُشوعِ الذُّلِّ فِی النّارِ،اُثنی عَلَیکَ رَبِّ أحسَنَ الثَّناءِ؛لِأَنَّ بَلاءَکَ عِندی أحسَنُ البَلاءِ.

اللّهُمَّ فَأَذِقنی مِن عَونِکَ وتَأییدِکَ وتَوفیقِکَ ورِفدِکَ،وَارزُقنی شَوقاً إلی لِقائِکَ،ونَصراً فی نَصرِکَ حَتّی أجِدَ حَلاوَةَ ذلِکَ فی قَلبی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ اموری؛فَقَد تَری مَوقِفی ومَوقِفَ أصحابی،ولا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ النَّصرَ الَّذی نَصَرتَ بِهِ رَسولَکَ،وفَرَّقتَ بِهِ بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،حَتّی أقَمتَ بِهِ دینَکَ،وأَفلَجتَ (1)بِهِ حُجَّتَکَ،یا مَن هُوَ لی فی کُلِّ مَقامٍ».

وذَکَرَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أنَّ هذَا الدُّعاءَ دَعا بِهِ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ قَبلَ رَفعِ المَصاحِفِ الشَّریفَةِ،ثُمَّ قالَ ما مَعناهُ:إنَّ إبلیسَ صَرَخَ صَرخَةً سَمِعَها بَعضُ العَسکَرِ یُشیرُ عَلی مُعاوِیَةَ وأَصحابِهِ بِرَفعِ المَصاحِفِ الجَلیلَةِ لِلحیلَةِ،فَأَجابَهُ الخَوارِجُ لِمُعاوِیَةَ إلی شُبُهاتِهِ،فَرَفَعوها،فَاختَلَفَ أصحابُ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیٍّ علیه السلام کَمَا اختَلَفوا فی طاعَةِ رَسولِ اللّه صلی الله علیه و آله فی حَیاتِهِ،فَدَعا علیه السلام،فَقالَ:

«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ،ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ.اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی، وزَکِّ عَمَلی،وَاغسِل خَطایایَ؛فَإِنّی ضَعیفٌ إلّاما قَوَّیتَ،وَاقسِم لی حِلماً تَسُدُّ بِهِ بابَ الجَهلِ،وعِلماً تُفَرِّجُ بِهِ الجَهَلاتِ،ویَقیناً تُذِهبُ بِهِ الشَّکَّ عَنّی،وفَهماً تُخرِجُنی بِهِ مِنَ الفِتَنِ المُعضِلاتِ،ونوراً أمشی بِهِ فِی النّاسِ،وأَهتَدی بِهِ فِی الظُّلُماتِ.

اللّهُمَّ أصلِح لی سَمعی وبَصَری وشَعری وبَشَری وقَلبی صَلاحاً باقِیاً تَصلُحُ بِها ما بَقِیَ من جَسَدی،أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أیَّ عَمَلٍ کانَ أحَبَّ إلَیکَ وأَقرَبَ لَدَیکَ،أن تَستَعمِلَنی فیهِ أبَداً، ثُمَّ لَقِّنی أشرَفَ الأَعمالِ عِندَکَ،وآتِنی فیهِ قُوَّةً وصِدقاً وجِدّاً وعَزماً مِنکَ ونَشاطاً،

ص:439


1- .أفلج اللّه حجّته:أظهرها (المصباح المنیر:ص 480«فلج»).

ثُمَّ اجعَلنی أعمَلُ ابتِغاءَ وَجهِکَ،ومَعاشَةً فی ما آتَیتَ صالِحی عِبادِکَ،ثُمَّ اجعَلنی لا أشتَری بِهِ ثَمَناً قَلیلاً،ولا أبتَغی بِهِ بَدَلاً،ولا تُغَیِّرهُ فی سَرّاءَ ولا ضَرّاءَ،ولا کَسَلاً ولا نِسیاناً،ولا رِیاءً ولا سُمعَةً،حَتّی تَتَوَفّانی عَلَیهِ،وَارزُقنی أشرَفَ القَتلِ فی سَبیلِکَ،أنصُرُکَ وأَنصُرُ رَسولَکَ،أشتَرِی الحَیاةَ الباقِیَةَ بِالدُّنیا،وأَغنِنی (1)بِمَرضاةٍ مِن عِندِکَ.

اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً ثابِتاً حافِظاً (2)مُنیباً،یَعرِفُ المَعروفَ فَیَتَّبِعُهُ،ویُنکِرُ المُنکَرَ فَیَجتَنِبُهُ،لا فاجِراً ولا شَقِیّاً ولا مُرتاباً،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ،أسأَ لُکَ أن تَجعَلَ حَیاتی زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ الوَفاةَ نَجاةً لی مِن کُلِّ شَرٍّ،وَاختِم لی عَمَلی بِالشَّهادَةِ،یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی حاجَتی،ووَلِیّی فی نِعمَتی.

وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی شُکرَ نِعمَتِکَ،وصَبراً عَلی بَلِیَّتِکَ،ورِضاً بِقَدَرِکَ (3)،وتَصدیقاً بِوَعدِکَ،وحِفظاً لِوَصِیَّتِکَ،ووَرَعاً عَن مَحارِمِکَ،وتَوَکُّلاً عَلَیکَ،وَاعتِصاماً بِحَبلِکَ، وتَمَسُّکاً بِکِتابِکَ،ومَعرِفَةً بِحَقِّکَ وقُوَّةً فی عِبادَتِکَ،ونَشاطاً لِذِکرِکَ مَا استَعمَرتَنی فی أرضِکَ،فَإِذا کانَ ما لا بُدَّ مِنهُ المَوتُ،فَاجعَل میتَتی قَتلاً فی سَبیلِکَ بِیَدِ شَرِّ خَلقِکَ، وَاجعَل مَصیری فِی الأَحیاءِ المَرزوقینَ عِندَکَ فی دارِ الحَیَوانِ.

اللّهُمَّ اجعَلِ النّورَ فی بَصَری،وَالیَقینَ فی قَلبی،وخَوفَکَ فِی نَفسی،وذِکرَکَ عَلی لِسانی.اللّهُمَّ اجعَل رَغبَتی فی مَسأَلَتی إیّاکَ رَغبَةَ أولِیائِکَ فی مَسائِلِهِم،وَاجعَل رَهبَتی إیّاکَ فِی استِجارَتی مِن عَذابِکَ رَهبَةَ أولِیائِکَ.اللّهُمَّ وَاستَعمِلنی فی مَرضاتِکَ وطاعَتِکَ

ص:440


1- .فی بعض نسخ المصدر:«وأعِنّی»بدل«وأَغنِنی».
2- فی بعض نسخ المصدر:«حفیظاً»بدل«حافظاً».
3- فی الطبعة المعتمدة:«بقدرتک»،والتصویب من بحار الأنوار.

عَمَلاً لا أترُکُ شَیئاً مِن مَرضاتِکَ وطاعَتِکَ مَخافَةَ أحَدٍ مِن خَلقِکَ دونَکَ.

اللّهُمَّ ما آتَیتَنی مِن خَیرٍ فَآتِنی مَعَهُ شُکراً تُحدِثُ (1)لی بِهِ ذِکراً،وأَحسِن لی بِهِ ذُخراً،وما زَوَیتَ عَنّی مِن عَطاءٍ،وآتَیتَنی عَنهُ غِنیً،فَاجعَل لی فیهِ أجراً،وآتِنی عَلَیهِ صَبراً.

اللّهُمَّ سُدَّ فَقری فِی الدُّنیا،ولا تُلهِنی عَن عِبادَتِکَ،ولا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُقَصِّر رَغبَتی فیما عِندَکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الغَمِّ وَالحُزنِ،وَالعَجزِ وَالکَسَلِ،وَالجُبنِ وَالبُخلِ،وسوءِ الخُلُقِ،وضَلَعِ الدّینِ (2)،وغَلَبَةِ الرِّجالِ،وغَلَبَةِ العَدُوِّ،وتَوالِی الأَیّامِ،ومِن شَرِّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ،ومِن بَلِیَّةٍ لا أستَطیعُ عَلَیها صَبراً.وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ زَحزَحَ بَینی وبَینَکَ،أو باعَدَ مِنکَ أو صَرَفَ عَنّی وَجهَکَ،أو نَقَصَ مِن حَظّی عِندَکَ.

وأَعوذُ بِکَ أن تَحولَ خَطایای،أو ظُلمی،أو إسرافی عَلی نَفسی وَاتِّباعُ هَوایَ، وَاستِعمالُ شَهوَتی،دونَ رَحمَتِکَ وبِرِّکَ وفَضلِکَ وبَرَکاتِکَ ومَوعودِکَ عَلی نَفسِکَ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صاحِبِ سَوءٍ فِی المَغیبِ وَالمَحضَرِ؛فَإِنَّ قَلبَهُ یَرعانی،وعَیناهُ تُبصِرانی،واُذناهُ تَسمَعانی،إن رَأی حَسَنَةً أطفَأَها (3)،وإن رَأی سَیِّئَةً أبداها.وأَعوذُ بِکَ مِن طَمَعٍ یُدنی إلی طَبعٍ،وأَعوذُ بِکَ مِن ضَلالَةٍ تُردینی،ومِن فِتنَةٍ تَعرِضُ لی،ومِن خَطیئَةٍ لا تَوبَةَ مَعَها،ومِن مَنظَرِ سَوءٍ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،وعِندَ غَضاضَةِ المَوتِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ وَالشَّکِّ وَالبَغیِ،وَالحَمِیَّةِ وَالغَضَبِ.وأَعوذُ بِکَ مِن غِنیً یُطغینی،ومِن فَقرٍ یُنسینی،ومِن هَوَیً یُردینی،ومِن عَمَلٍ یُخزینی،ومِن صاحِبٍ یُغوینی.

ص:441


1- .فی الطبعة المعتمدة:«یحدث»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- ضَلَعُ الدَّین:أی ثِقلُهُ ( النهایة:ج 3 ص 96« ضلع»).
3- أخفاها (خ ل).

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ یَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ (1)،وآخِرُهُ جَزَعٌ،تَسوَدُّ فیهِ الوُجوهُ،وتَجِفُّ فیهِ الأَکبادُ.وأَعوذُ بِکَ أن أعمَلَ ذَنباً مُحبِطاً لا تَغفِرُهُ أبَداً،ومِن ذَنبٍ یَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةِ،ومِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ،ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ،ومِن سُقمٍ یَشغَلُنی،ومِن صِحَّةٍ تُلهینی.وأَعوذُ بِکَ مِنَ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ وَالوَصَبِ (2)،وَالضّیقِ وَالضَّنکِ وَالضَّلالَةِ،وَالغائِلَةِ (3)وَالذِّلَّةِ وَالمَسکَنَةِ، وَالرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ،وَالنَّدامَةِ وَالحُزنِ،وَالخُشوعِ وَالبَغیِ وَالفِتَنِ،ومِن جَمیعِ الآفاتِ وَالسَّیِّئاتِ،وبَلاءِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وأَعوذُ بِکَ مِن وَسوَسَةِ الأَنفُسِ،مِمّا تُحِبُّ مِنَ القَولِ وَالفِعلِ وَالعَمَلِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وَالحَسِّ وَاللَّبسِ،ومِن طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ، وأَنفُسِ الجِنِّ،وأَعیُنِ الإِنسِ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی،ومِن شَرِّ لِسانی،ومِن شَرِّ سَمعی،ومِن شَرِّ بَصَری.

وأَعوذُ بِکَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،وصَلاةٍ لا تُرفَعُ.

اللّهُمَّ لا تَجعَلنی فی شَیءٍ مِن عَذابِکَ،ولا تَرُدَّنی فی ضَلالَةٍ.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ بِشِدَّةِ مُلکِکَ،وعِزَّةِ قُدرَتِکَ،وعَظمَةِ سُلطانِکَ مِن شَرِّ خَلقِکَ أجمَعینَ».

ثُمّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هذَا الدُّعاءُ هُوَ لِکُلِّ أمرٍ مُهِمٍّ شَدیدٍ وکَربٍ،وهُوَ دُعاءٌ لا یُرَدُّ مَن دَعا بِهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 604 (طوائف دعا علیهم الإمام علیّ علیه السلام/القاسطون«معاویة وأشیاعه»).

ص:442


1- .فی بحار الأنوار هنا بزیادة:«وأوسطه وجع».
2- الوَصبُ:الوجع والمرض ( لسان العرب:ج 1 ص 797« وصب»).
3- الغائِلَةُ:صفة لخصلة مهلکة (النهایة:ج 3 ص 397« غول»).
4- مهج الدعوات:ص 98، بحار الأنوار:ج 94 ص 237 ح 9.

13/32دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی لَیلَةِ الهَریرِ

دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی لَیلَةِ الهَریرِ (1)

2217.الأمان عن ابن عبّاس: قُلتُ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام لَیلَةَ صِفّینَ:أما تَرَی الأَعداءَ قَد أحدَقوا بِنا؟فَقالَ:وقَد راعَکَ هذا؟قُلتُ:نَعَم.فَقالَ:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن اضامَ فی سُلطانِکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أضِلَّ فی هُداکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أضیعَ فی سَلامَتِکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن اغلَبَ وَالأَمرُ لَکَ (2). (3)

2218.وقعة صفّین عن القعقاع بن الأبرد الطهوی: وَاللّهِ،إنّی لَواقِفٌ قَریباً مِن عَلِیٍّ بِصِفّینَ یَومَ وَقعَةِ الخَمیسِ...نَظَرتُ إلی عَلِیٍّ وهُوَ قائِمٌ،فَدَنَوتُ مِنهُ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وَالمُستَعانُ اللّهُ».

ثُمَّ نَهَضَ حینَ قامَ قائِمُ الظَّهیرَةِ،وهُوَ یَقولُ: «رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» 4 . (4)

2219.الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام قَرَأَ: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» فَلَمّا فَرَغَ قالَ:«یا هُوَ،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ،اغفِر لی،وَانصُرنی عَلَی القَومِ الکافِرینَ».وکانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ ذلِکَ یَومَ

ص:443


1- ال المجلسی قدس سره-فی بیان وجه تسمیة لیلة الهریر-:إنّما سمّیت اللیلة بلیلة الهریر لکثرة أصوات الناس فیها للقتال،وقیل:لاضطرار معاویة وفزعه عند شدّة الحرب واستیلاء أهل العراق کالکلب؛فإنّ الهریر أنین الکلب عند شدّة البرد (مرآة العقول:ج15 ص427).( واُنظر:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 3 ص 493-500«أشدّ الأیّام»).
2- قال السیّد قدس سره:«أقولُ أنَا:فَکَفاهُ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-أمرَهُم».
3- الأمان:ص 126، مهج الدعوات:ص 103 [3] ولیس فیه«اللّهُمَّ إنّی أعوذ بک أن أضلّ فی هداک»،المصباح للکفعمی:ص 402، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 242 ح 9.
4- وقعة صفّین:ص 363، بحار الأنوار:ج 32 ص 501 ح 431؛ [7]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 8 ص 41 [8] وفیه:«اللّهُمَّ إلیک الشکوی وأنت المستعان»بدل«والمستعان اللّه».

صِفّینَ وهُوَ یُطارِدُ،فَقالَ لَهُ عَمّارُ بنُ یاسِرٍ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ما هذِهِ الکِنایاتُ؟قالَ:

اسمُ اللّهِ الأَعظَمُ،وعِمادُ التَّوحیدِ للّهِ ِ (1)لا إلهَ إلّاهُوَ،ثُمَّ قَرَأَ «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ» 2 وآخِرَ الحَشرِ. (2)

2220.وقعة صفّین عن تمیم بن حذیم: لَمّا أصبَحنا مِن لَیلَةِ الهَریرِ نَظَرنا،فَإِذا أشباهُ الرّایاتِ أمامَ صَفِّ أهلِ الشّامِ وَسطَ الفَیلَقِ (3)من حِیالِ مَوقِفِ مُعاوِیَةَ،فَلَمّا أسفَرنا إذا هِیَ المُصاحِفُ قَد رُبِطَت عَلی أطرافِ الرِّماحِ...فَقالَ عَلِیٌّ:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُم مَا الکِتابَ یُریدونَ،فَاحکُم بَینَنا وبَینَهُم،إنَّکَ أنتَ الحَکَمُ الحَقُّ المُبینُ. (4)

14/32الدُّعاءُ لِلمُجاهِدینَ

2221.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا بَعَثَ بِسَرِیَّةٍ دَعا لَها. (5)

2222.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: مَشی مَعَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی بَقیعِ الغَرقَدِ (6)،ثُمَّ وَجَّهَهُم وقالَ:«اِنطَلِقوا عَلَی اسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ أعِنهُم»؛یَعنی:النَّفَرَ الَّذینَ وَجَّهَهُم إلی کَعبِ بنِ الأَشرَفِ. (7)

ص:444


1- .فی بحار الأنوار:«اللّه»بدل«للّه».
2- التوحید:ص 89 ح 2،مجمع البیان:ج 10 ص 860،عدّة الداعی:ص 263 کلّها عن الإمام الباقر عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 93 ص 232 ح 3.
3- الفیلق:الجیش العظیم (لسان العرب:ج 10 ص 311« فلق»).
4- وقعة صفّین:ص 478، بحار الأنوار:ج 32 ص 530 ح 447؛ [5]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 2 ص 212.
5- الکافی:ج 5 ص 29 ح 7 عن السکونی،بحار الأنوار:ج 19 ص 178 ح 26.
6- بَقیعُ الغَرقَدِ: مَقبَرةُ أهل المدینة (معجم البلدان:ج 1 ص 473).
7- مسند ابن حنبل:ج 1 ص 571 ح 2391، المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 108 ح 2480،الدعاء للطبرانی:ص 330 ح 1079،المعجم الکبیر:ج 11 ص 177 ح 11554،تاریخ دمشق:ج 55 ص 272.

2223.الإمام علیّ علیه السلام -مِن کَلامِهِ فی تَحضیضِهِ عَلَی القِتالِ یَومَ صِفّینَ-:

اللّهُمَّ ألهِمهُمُ الصَّبرَ،وأَنزِل عَلَیهِمُ النَّصرَ،وأَعظِم لَهُمُ الأَجرَ. (1)

راجع:ج 2 ص 129 (دعوات السفر/الدعوات المأثورة للمسافر).

15/32الدُّعاءُ لِهِدایَةِ الأَعداءِ

2224.الإمام علیّ علیه السلام -لَمّا سَمِعَ قَوماً یَسبّونَ أهلَ الشّامِ أیّامَ حَربِهِم بِصِفّینَ-:إنّی أکرَهُ لَکُم أن تَکونوا سَبّابینَ،ولکِنَّکُم لَو وَصَفتُم أعمالَهُم،وذَکَرتُم حالَهُم،کانَ أصوَبَ فِی القَولِ، وأَبلَغَ فِی العُذرِ،وقُلتُم مَکانَ سَبِّکُم إیّاهُم:

اللّهُمَّ احقِن دِماءَنا ودِماءَهُم،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا وبَینِهِم،وَاهدِهِم مِن ضَلالَتِهِم،حَتّی یَعرِفَ الحَقَّ مَن جَهِلَهُ،ویَرعَوِیَ عَنِ الغَیِّ وَالعُدوانِ مَن لَهِجَ بِهِ. (2)

16/32الدُّعاءُ عَلی مَن تَخَلَّفَ عَنِ الجِهادِ

الکتاب

«رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاّ نَفْسِی وَ أَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ». (3)

الحدیث

2225.الإمام علیّ علیه السلام -کانَ یَستَنهِضُ بِها أصحابَهُ إلی جِهادِ أهلِ الشّامِ-:

ص:445


1- .الإرشاد:ج 1 ص 265، وقعة صفّین:ص 204 [2]عن الحضرمی،بحار الأنوار:ج 32 ص 566 ح 470؛ [3]تاریخ الطبری:ج 5 ص 11 [4]عن الحضرمی،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 4 ص 26 [5] عن أبی صادق.
2- نهج البلاغة:الخطبة 206، وقعة صفّین:ص 103 [7] نحوه،بحار الأنوار:ج32 ص561 ح466. [8]وراجع الأخبار الطوال:ص 165.
3- المائدة:25.

اللّهُمَّ أیُّما عَبدٍ مِن عِبادِکَ سَمِعَ مَقالَتَنَا العادِلَةَ غَیرَ الجائِرَةِ،وَالمُصلِحَةَ غَیرَ المُفسِدَةِ فِی الدّینِ وَالدُّنیا،فَأَبی بَعدَ سَمعِهِ لَها إلَّاالنُّکوصَ (1)عَن نُصرَتِکَ،وَالإِبطاءَ عَن إعزازِ دینِکَ،فَإِنّا نَستَشهِدُکَ عَلَیهِ یا أکبَرَ الشّاهِدینَ شَهادَةً،ونَستَشهِدُ عَلَیهِ جَمیعَ ما أسکَنتَهُ أرضَکَ وسَماواتِکَ،ثُمَّ أنتَ بَعدُ المُغنی عَن نَصرِهِ وَالآخِذُ لَهُ بِذَنبِهِ. (2)

ص:446


1- .النکُوصُ:الرُجوعُ إلی الوراء (النهایة:ج 5 ص 116«نکص»).
2- نهج البلاغة:الخطبة 212، بحار الأنوار:ج 34 ص 44 ح 908.

الفَصلُ الثالث والثلاثون:دَعَواتُ المَوتِ وما یَتَعَلَّقُ بِهِ

1/33النَّهیُ عَن تَمَنِّی المَوتِ

2226.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَتَمَنَّیَنَّ أحَدُکُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ،فَإِن کانَ لابُدَّ مُتَمَنِّیاً فَلیَقُل:

اللّهُمَّ أحیِنی ما کانَتِ الحَیاةُ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی. (1)

2/33دَعَواتُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عِندَ الاِحتِضارِ

2227.صحیح البخاری عن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبیر: إنَّ عائِشَةَ أخبَرَتهُ:أنَّها سَمِعَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وأَصغَت إلَیهِ قَبلَ أن یَموتَ،وهُوَ مُسنِدٌ إلَیَّ ظَهرَهُ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وأَلحِقنی بِالرَّفیقِ الأَعلی. (2)

ص:447


1- .صحیح مسلم:ج 4 ص 2064 ح 10،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 360 ح 7517 و ج 6 ص 261 ح 10896، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1425 ح 4265،صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 232 ح 2966 نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 554 ح 42151.
2- صحیح البخاری:ج 4 ص 1614 ح 4176 و ج 5 ص 2147 ح 5350،صحیح مسلم:ج 4 ص 1893 ح 85 ولیس فیهما«الأعلی»،سنن الترمذی:ج 5 ص 525 ح 3496، السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 260 ح 7105 و ج 6 ص 269 ح 10934، [3]کنز العمّال:ج 7 ص 270 ح 18844.

2228.السنن الکبری للنسائی عن عائشة: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ یَموتُ وعِندَهُ قَدَحٌ فیهِ ماءٌ، یُدخِلُ یَدَهُ فِی القَدَحِ یَمسَحُ وَجهَهُ بِالماءِ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ أعِنّی عَلی سَکَراتِ المَوتِ. (1)

2229.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ أن یَقولَ قَبلَ أن یَموتَ:

سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (2)

3/33دَعَواتُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ الوَفاةِ

2230.الإمام علی علیه السلام -لَیلَةَ ضُرِبَ فیها،وعِندَ وَفاتِهِ-:

اللّهُمَّ بارِک لَنا فِی المَوتِ،اللّهُمَّ بارِک لی فی لِقائِکَ. (3)

2231.الدعوات: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ عِندَ الوَفاةِ: «تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ» 4 ،ثُمَّ کانَ یَقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ حَتّی تُوُفِّیَ علیه السلام. (4)

2232.دعائم الإسلام: عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أنَّهُما ذَکَرا وَصِیَّةَ عَلِیٍّ علیه السلام، فَقالا:أوصی إلَی ابنِهِ الحَسَنِ...ثُمَّ کَتَبَ کِتابَ وَصِیَّةٍ،وهُوَ:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،هذا ما أوصی بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ...».

ص:448


1- .السنن الکبری للنسائی:ج4 ص259 ح7101، سنن ابن ماجة:ج1 ص519 ح1623،مسند ابن حنبل:ج9 ص332 ح24410، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج2 ص505 ح3731،کنز العمّال:ج7 ص267 ح18836؛الدعوات:ص250 ح705،بحار الأنوار:ج81 ص241 ح26.
2- صحیح مسلم:ج 1 ص 351 ح 218،المعجم الصغیر:ج 1 ص 241 عن ام سلمة،مسند إسحاق بن راهویه:ج 3 ص 807 ح 1442،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 550 ح 25564، صحیح ابن حبّان:ج 14 ص 323 ح 6411 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 561 ح 4731؛الدعوات:ص 249 ح 701 نحوه.
3- بحار الأنوار:ج 42 ص 278 نقلاً عن بعض الکتب.
4- الدعوات:ص 249 ح 702،بحار الأنوار:ج 81 ص 241 ح 26.

ثُمَّ لَم یَزَل یَقولُ:

«اللّهُمَّ اکفِنا عَدُوَّکَ الرَّجیمَ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنَّکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،وأَنَّکَ الواحِدُ الصَّمَدُ،لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ،فَلَکَ الحَمدُ عَدَدَ نَعمائِکَ لَدَیَّ، وإحسانِکَ عِندی،فَاغفِر لی وَارحَمنی وأَنتَ خَیرُ الرّاحِمینَ».

ولَم یَزَل یَقولُ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،عُدَّةً لِهذَا المَوقِفِ وما بَعدَهُ مِنَ المَواقِفِ،اللّهُمَّ اجزِ مُحَمَّداً عَنّا خَیراً،وَاجزِ مُحَمَّداً عَنّا خَیرَ الجَزاءِ، وبَلِّغهُ مِنّا أفضَلَ السَّلامِ.اللّهُمَّ ألحِقنی بِهِ،ولا تَحُل بَینی وبَینَهُ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ رَؤوفٌ رَحیمٌ».

ثُمَّ نَظَرَ علیه السلام إلی أهلِ بَیتِهِ فَقالَ:«حَفِظَکُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَیتٍ،وحَفِظَ فیکُم نَبِیَّکُم، وأَستَودِعُکُمُ اللّهَ،وأَقرَأُ عَلَیکُمُ السَّلامَ».

ثُمَّ لَم یَزَل یَقولُ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ»،حَتّی قُبِضَ،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ. (1)

4/33دُعاءُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام عِندَ المَوتِ

2233.الدعوات: کانَ زَینُ العابِدینَ علیه السلام یَقولُ عِندَ المَوتِ:«اللّهُمَّ ارحَمنی فَإِنَّکَ کَریمٌ،اللّهُمَّ ارحَمنی فَإِنَّکَ رَحیمٌ»،فَلَم یَزَل یُرَدِّدُها حَتّی تُوُفِّیَ علیه السلام. (2)

ص:449


1- .دعائم الإسلام:ج 2 ص 348-356 ح 1297.
2- الدعوات:ص 250 ح 704،بحار الأنوار:ج 81 ص 241 ح 26.

5/33دُعاءُ الوَصِیَّةِ عِندَ المَوتِ

2234.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أنَّهُ قالَ:مَن لَم یُحسِنِ الوَصِیَّةَ عِندَ مَوتِهِ کانَ ذلِکَ نَقصاً فی عَقلِهِ ومُرُوَّتِهِ،قالوا:یا رَسولَ اللّهِ وکَیفَ الوَصِیَّةُ؟فَقالَ:إذا حَضَرَتهُ الوَفاةُ وَاجتَمَعَ النّاسُ إلَیهِ،قالَ:

«اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنَ الرَّحیمَ،إنّی أعهَدُ إلَیکَ أنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وأَنَّکَ تَبعَثُ مَن فِی القُبورِ،وأَنَّ الحِسابَ حَقٌّ،وأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وما وَعَدتَ فیها مِنَ النَّعیمِ مِنَ المَأکَلِ وَالمَشرَبِ وَالنِّکاحِ حَقٌّ،وأَنَّ النّارَ حَقٌّ،وأَنَّ الإِیمانَ حَقٌّ،وأَنَّ الدّینَ کَما وَصَفتَ،وأَنَّ الإِسلامَ کَما شَرَعتَ،وأَنَّ القَولَ کَما قُلتَ،وأَنَّ القُرآنَ کَما أنزَلتَ،وأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الحَقُّ المُبینُ.

وإنّی أعهَدُ إلَیکَ فی دارِ الدُّنیا أنّی رَضیتُ بِکَ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیّاً،وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وأَنَّ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ أئِمَّتی.

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی عِندَ شِدَّتی،ورَجائی عِندَ کُربَتی،وعُدَّتی عِندَ الاُمورِ الَّتی تَنزِلُ بی، فَأَنتَ وَلِیّی فی نِعمَتی،وإلهی وإلهُ آبائی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،وآنِس فی قَبری وَحشَتی،وَاجعَل لی عِندَکَ عَهداً یَومَ ألقاکَ مَنشوراً».

فَهذا عَهدُ المَیِّتِ یَومَ یوصی بِحاجَتِهِ،وَالوَصِیَّةُ حَقٌّ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ. (1)

ص:450


1- .مصباح المتهجد:ص15 ح15، الکافی:ج7 ص2 ح1، [2]تهذیب الأحکام:ج9 ص174 ح711،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج4 ص187 ح5431 کلّها عن سلیمان بن جعفر عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،فلاح السائل:ص144 ح64 [3] عن حسن بن حسن عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج81 ص242 ح28.

2235.دعائم الإسلام: عَن عَلِیٍّ علیه السلام أنَّهُ قالَ:یَنبَغی لِمَن أحَسَّ بِالمَوتِ أن یَعهَدَ عَهدَهُ ویُجَدِّدَ وَصِیَّتَهُ.قیلَ:وکَیفَ یوصی یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟قالَ:یَقولُ:

«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،شَهادَةٌ مِنَ اللّهِ،شَهِدَ بِها فُلانُ بنُ فُلانٍ «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» 1 اللّهُمَّ مِن عِندِکَ، وإلَیکَ،وفی قَبضَتِکَ،ومُنتَهی قُدرَتِکَ،یَداکَ مَبسوطَتانِ،تُنفِقُ کَیفَ تَشاءُ،وأَنتَ اللَّطیفُ الخَبیرُ.

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،هذا ما أوصی بِهِ فُلانُ بنُ فُلانٍ:

أوصی أنَّهُ یَشهَدُ أنَّهُ لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ، «لِیُنْذِرَ مَنْ کانَ حَیًّا وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکافِرِینَ» 2 .

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،واُشهِدُ حَمَلَةَ عَرشِکَ،وأَهلَ سَماواتِکَ،وأَهلَ أرضِکَ،ومَن ذَرَأتَ (1)وبَرَأتَ وفَطَرتَ وأَنبَتَّ وأَجرَیتَ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها، وأَنَّ اللّهَ یَبعَثُ مَن فِی القُبورِ،وأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وأَنَّ النّارَ حَقٌّ،أقولُ قَولی هذا مَعَ مَن یَقولُهُ،وأَکفیهِ مَن أبی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

اللّهُمَّ مَن شَهِدَ بِما شَهِدتُ بِهِ فَاکتُب شَهادَتَهُ مَعَ شَهادتی،ومَن أبی فَاکتُب شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِ،وَاجعَل لی بِها عِندَکَ عَهداً تُوَفِّینیهِ یَومَ ألقاکَ فَرداً،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ».

ثُمَّ یَفرِشُ فِراشَهُ مِمّا یَلِی القِبلَةَ،ثُمَّ یَقولُ:

ص:451


1- ذَرَأ:خَلَقَ ( مجمع البحرین:ج1 ص631«ذرأ»).

«عَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،حنیفاً وما أنَا مِنَ المُشرِکینَ». (1)

6/33الدُّعاءُ عِندَ المُحتَضَرِ

2236.الإمام علی علیه السلام: اتِیَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقیلَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ رَواحَةَ ثَقیلٌ لِما بِهِ، فَقامَ صلی الله علیه و آله وقُمنا مَعَهُ حَتّی دَخَلَ ودَخَلنا عَلَیهِ،فَأَصابَهُ مُغمیً عَلَیهِ،لا یَعقِلُ شَیئاً، وَالنِّساءُ یَصرُخنَ،فَدَعاهُ رَسولُ اللّه صلی الله علیه و آله ثَلاثَ مَرّاتٍ فَلَم یُجِبهُ،فقال صلی الله علیه و آله:

اللّهُمَّ عَبدُکَ إن کانَ قَد قُضِیَ أجَلُهُ ورِزقُهُ وأَثَرُهُ فَإِلی جَنَّتِکَ ورَحمَتِکَ،وإن لَم یُقضَ أجَلُهُ ورِزقُهُ وأَثَرُهُ،فَعَجِّل شِفاءَهُ وعافِیَتَهُ. (2)

2237.طب الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام عن حریز السجستانی: کُنّا عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَجاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنَّ أخی مُنذُ ثَلاثَةِ أیّامٍ فِی النَّزعِ،وقَدِ اشتَدَّ بِهِ الأَمرُ فَادعُ اللّهَ لَهُ.

فَقالَ:اللّهُمَّ سَهِّل عَلَیهِ سَکَراتِ المَوتِ.

ثُمَّ أمَرَهُ وقالَ:حَوِّلوا فِراشَهُ إلی مُصَلّاهُ الَّذی کانَ یُصَلّی فیهِ؛فَإِنَّهُ یُخَفَّفُ عَلَیهِ إن کانَ فی أجَلِهِ تَأخیرٌ،وإن کانَت مَنِیَّتُهُ قَد حَضَرَت فَإِنَّهُ یُسَهَّلُ عَلَیهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (3)

7/33تَلقینُ المُحتَضَرِ الذِّکرَ وَالدُّعاءَ

2238.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَقِّنوا مَوتاکُم«لا إلهَ إلَّااللّهُ»؛فَإِنَّ مَن کانَ آخِرُ کَلامِهِ«لا إلهَ إلَّااللّهُ»دَخَلَ الجَنَّةَ. (4)

ص:452


1- .دعائم الإسلام:ج 2 ص 346 ح 1295، مستدرک الوسائل:ج 14 ص 90 ح 16166.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 255، بحار الأنوار:ج 81 ص 244 ح 30.
3- طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 79،بحار الأنوار:ج 81 ص 237 ح 20.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 132 ح 345،ثواب الأعمال:ص 232 ح 1 عن إسحاق بن عمّار عن ū الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 81 ص 232 ح 6؛ صحیح مسلم:ج 2 ص 631 ح 1،سنن الترمذی:ج 3 ص 306 ح 976، [8]سنن أبی داوود:ج 3 ص 190 ح 3117،سنن ابن ماجة:ج1 ص 464 ح 1445 کلّها عن أبی سعید الخدری ولیس فیها ذیله،کنز العمّال:ج 9 ص 98 ح 25160.

2239.الکافی عن سالم بن أبی سلمة عن الإمام الصادق علیه السلام: حَضَرَ رَجُلاً المَوتُ،فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ فُلاناً قَد حَضَرَهُ المَوتُ،فَنَهَضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَهُ اناسٌ مِن أصحابِهِ حَتّی أتاهُ وهُوَ مُغمیً عَلَیهِ.

قالَ:فَقالَ:یا مَلَکَ المَوتِ،کُفَّ عَنِ الرَّجُلِ حَتّی أسأَلَهُ ! فَأَفاقَ الرَّجُلُ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما رَأَیتَ؟قالَ:رَأَیتُ بَیاضاً کَثیراً وسَواداً کَثیراً.

قالَ:فَأَیُّهُما کانَ أقرَبَ إلَیکَ؟فَقالَ:السَّوادُ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الکَثیرَ مِن مَعاصیکَ،وَاقبَل مِنِّی الیَسیرَ مِن طاعَتِکَ».

فَقالَهُ ثُمَّ اغمِیَ عَلَیهِ...فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:غَفَرَ اللّهُ لِصاحِبِکُم.

قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا حَضَرتُم مَیِّتاً فَقولوا لَهُ هذَا الکَلامَ لِیَقولَهُ. (1)

2240.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَخَلَ عَلی رَجُلٍ مِن بَنی هاشِمٍ وهُوَ یَقضی (2)،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ».

فَقالَها،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَنقَذَهُ مِنَ النّارِ. (3)

2241.عنه علیه السلام: اعتَقَلَ لِسانُ رَجُلٍ مِن أهلِ المَدینَةِ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَرَضِهِ الَّذی ماتَ

ص:453


1- .الکافی:ج 3 ص 124 ح 10، بحار الأنوار:ج 6 ص 195 ح 48 [2] وراجع طبّ الأئمّة علیهم السلام لابنی بسطام:ص 80.
2- فی کتاب من لا یحضره الفقیه:«فی النزع»بدل«یقضی».
3- الکافی:ج 3 ص 124 ح 9 عن الحلبی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 131 ح 343،الدعوات:ص 245 ح 693 نحوه وفیه:«کان أمیر المؤمنین علیه السلام إذا حضر من أهل بیته أحداً الموت،قال له:قل:...»،بحار الأنوار:ج 81 ص 240 ح 26.

فیهِ،فَدَخَلَ عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»،فَلَم یَقدِر عَلَیهِ،فَأَعادَ عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَلَم یَقدِر عَلَیهِ،وعِندَ رَأسِ الرَّجُلِ امرَأَةٌ،فَقالَ لَها:هَل لِهذَا الرَّجُلِ امٌّ؟فَقالَت:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،أنَا امُّهُ،فَقالَ لَها:أفَراضِیَةٌ أنتِ عَنهُ أم لا؟فَقالَت:لا،بَل ساخِطَةٌ،فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَإِنّی احِبُّ أن تَرضَی عَنهُ،فَقالَت:قَد رَضیتُ عَنهُ لِرِضاکَ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ لَهُ:قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»،فَقالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»،فَقالَ:قُل:«یا مَن یَقبَلُ الیَسیرَ ویَعفو عَنِ الکَثیرِ،اِقبَل مِنِّی الیَسیرَ وَاعفُ عَنِّی الکَثیرَ،إنَّکَ أنتَ العَفُوُّ الغَفورُ»، فَقالَها،فَقالَ لَهُ:ماذا تَری؟فَقالَ:أری أسوَدَینِ قَد دَخَلا عَلَیَّ.قالَ:أعِدها،فَأَعادَها، فَقالَ:ماذا تَری؟فَقالَ:قَد تَباعَدا عَنّی،ودَخَلَ أبیَضانِ وخَرَجَ الأَسوَدانِ فَما أراهُما، ودَنَا الأَبیَضانِ مِنِّی الآنَ یَأخُذانِ بِنَفسی.فَماتَ مِن ساعَتِهِ. (1)

2242.عنه علیه السلام: یُستَحَبُّ لِمَن حَضَرَ المُنازَعَ أن یَقرَأَ عِندَ رَأسِهِ آیَةَ الکُرسِیِّ وآیَتَینِ بَعدَها، ویَقولَ: «إِنَّ رَبَّکُمُ اللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ» 2 إلی آخِرِ الآیَةِ،ثُمَّ ثَلاثَ آیاتٍ مِن آخِرِ البَقَرَةِ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ أخرِجها مِنهُ إلی رِضاً مِنکَ ورِضوانٍ،اللّهُمَّ لَقِّهِ البُشری،اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ذَنبَهُ وَارحَمهُ. (2)

2243.عنه علیه السلام: إذا حَضَرتَ المَیِّتَ قَبلَ أن یَموتَ،فَلَقِّنهُ شَهادَةَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ. (3)

ص:454


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 132 ح 347،الأمالی للمفید:ص 287 ح 6،الأمالی للطوسی:ص 65 ح 95 کلاهما عن سعید بن یسار،بحار الأنوار:ج 95 ص 342 ح 1.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 219، الدعوات:ص 252 ح 709 نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 243 ح 29.
3- الکافی:ج 3 ص 121 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 286 ح 4 کلاهما عن الحلبی،دعائم الإسلام:ج 1 ص 219 [6] وفیه«المیّت المسلم»،بحار الأنوار:ج 81 ص 243 ح 29.

8/33دُعاءُ الحاضِرِ عِندَ المَیِّتِ

2244.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا حَضَرتُمُ المَیِّتَ (1)فَقولوا خَیراً؛فَإِنَّ المَلائِکَةَ یُؤَمِّنونَ عَلی ما تَقولونَ. (2)

2245.صحیح مسلم عن امّ سلمة: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی أبی سَلَمَةَ وقَد شَقَّ (3)بَصَرُهُ، فَأَغمَضَهُ،ثُمَّ قالَ:إنَّ الرّوحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ.

فَضَجَّ ناسٌ مِن أهلِهِ،فَقالَ:لا تَدعوا عَلی أنفُسِکُم إلّابِخَیرٍ،فَإِنَّ المَلائِکَةَ یُؤَمِّنونَ عَلی ما تَقولونَ.

ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ اغفِر لِأَبی سَلَمَةَ،وَارفَع دَرَجَتَهُ فِی المَهدِیّینَ،وَاخلُفهُ فی عَقِبِهِ فِی الغابِرینَ، وَاغفِر لَنا ولَهُ یا رَبَّ العالَمینَ،وَافسَح لَهُ فی قَبرِهِ،ونَوِّر لَهُ فیهِ. (4)

2246.الإمام الصادق علیه السلام: إذا حَضَرَ المَیِّتَ أربَعونَ رَجُلاً فَقالوا:اللّهُمَّ إنّا لا نَعلَمُ مِنهُ إلّاخَیراً.

قالَ اللّهُ عز و جل:قَد قَبِلتُ شَهادَتَکُم،وغَفَرتُ لَهُ ما عَلِمتُ (5)مِمّا لا تَعلَمونَ. (6)

ص:455


1- .فی سنن الترمذی و سنن ابن ماجة:«المریض أو المیّت»،وفی المستدرک علی الصحیحین:«المیّت أو المریض».
2- سنن أبی داوود:ج 3 ص 190 ح 3115،سنن الترمذی:ج3 ص307 ح977، سنن ابن ماجة:ج 1 ص 465 ح 1447،المستدرک علی الصحیحین:ج4 ص18 ح6758،الدعاء للطبرانی:ص349 ح1148 کلّها عن أُمّ سلمة.
3- شَقَّ بَصرُ المیّت:شخص ونظر إلی شیء لا یرتدّ إلیه طَرفُه وهو الذی حضره الموت ( لسان العرب:ج 10ص 181« شقق»).
4- صحیح مسلم:ج 2 ص 634 ح 7،سنن أبی داوود:ج 3 ص 191 ح 3118،مسند ابن حنبل:ج10 ص185 ح26605، صحیح ابن حبّان:ج15 ص 515 ح 7041،الدعاء للطبرانی:ص 350 ح 1154،کنز العمّال:ج 11 ص 735 ح 33599.
5- فی المصدر:«عملت»والصحیح ما أثبتناه کما فی المصادر الاُخری.
6- الکافی:ج 3 ص 254 ح 14،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 165 ح 472 کلاهما عن عمرو بن یزید،الخصال:ص 538 ح 4 عن عبد اللّه بن مسکان،روضة الواعظین:ص 534 [5] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 376 ح 27.

9/33الدُّعاءُ عِندَ نَعیِ الرَّجُلِ الغائِبِ

2247.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن أحَدٍ مِن امَّتی تَبلُغُهُ وَفاةُ أحَدٍ-بَینَهُ وبَینَهُ قَرابَةٌ أو غَیرُ ذلِکَ- ویَستَرجِعُ ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُمَّ اخلُفهُ عَلی تَرِکَتِهِ فِی الغابِرینَ،وَاغفِر لَهُ ولَنا یا رَبَّ العالَمینَ»،ثُمَّ یَقولُ:«اللّهُمَّ نَوِّر لَهُ فی قَبرِهِ،وَافسَح لَهُ فی لَحدِهِ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ»،إلّاشَفَّعَهُ اللّهُ فیهِ،وکانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن صَبَرَ. (1)

2248.الإمام الکاظم علیه السلام عن آبائه علیهم السلام عن الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إذا بَلَغَ أحَدَکُم وَفاةُ أخیهِ المُسلِمِ فَلیَقُل:

«إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» 2 ،اللّهُمَّ اکتُبهُ عِندَکَ فِی المُحسِنینَ،وَاجعَل کِتابَهُ فی عِلِّیّینَ،وَاخلُف عَلی تَرِکَتِهِ فِی الغابِرینَ،وَاغفِر لَنا یا رَبَّ العالَمینَ،ولا تَحرِمنا أجرَهُ، ولا تَفتِنّا بَعدَهُ»؛فَإِنَّهُ یَستَکمِلُ الأَجرَ فِی المُصیبَةِ إن شاءَ اللّهُ وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

2249.المصنّف لعبد الرزاق عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبزی عن الإمام علی علیه السلام،قال: کانَ علیه السلام إذا جاءَهُ نَعیُ الرَّجُلِ الغائِبِ قالَ:

«إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» ،اللّهُمَّ ارفَع دَرَجَتَهُ فِی المُهتَدینَ،وَاخلُفهُ فی تَرِکَتِهِ فِی الغابِرینَ،ونَحتَسِبُهُ عِندَکَ یا رَبَّ العالَمینَ،اللّهُمَّ ولا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ. (3)

2250.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ إذا نُعِیَ إلَیهِ مَیِّتٌ أو ذَکَرَ المَوتَ-:

ص:456


1- .مستدرک الوسائل:ج 2 ص 487 ح 2534 نقلاً عن کتاب التعازی.
2- الجعفریات:ص 229، مسکن الفؤاد:ص 54 عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 82 ص141 ح 24؛الدعاء للطبرانی:ص 351 ح 1159،المعجم الکبیر:ج 12 ص 47 ح 12469،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 198 ح 561 کلّها عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 571 ح 42217.
3- المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 487 ح 6422،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 243 ح 1 نحوه.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنا طولَ الأَمَلِ،وقَصِّرهُ عَنّا بِصِدقِ العَمَلِ،حَتّی لا نُؤَمِّلَ استِتمامَ ساعَةٍ بَعدَ ساعَةٍ،ولَا استیفاءَ یَومٍ بَعدَ یَومٍ،ولَا اتِّصالَ نَفَسٍ بِنَفَسٍ،ولا لُحوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ،وسَلِّمنا مِن غُرورِهِ،وآمِنّا مِن شُرورِهِ.

وَانصِبِ المَوتَ بَینَ أیدینا نَصباً،ولا تَجعَل ذِکرَنا لَهُ غِبّاً (1)،وَاجعَل لَنا مِن صالِحِ الأَعمالِ عَمَلاً نَستَبطِئُ مَعَهُ المَصیرَ إلَیکَ،ونَحرِصُ لَهُ عَلی وَشکِ اللَّحاقِ بِکَ،حَتّی یَکونَ المَوتُ مَأنَسَنَا الَّذی نَأنَسُ بِهِ،ومَألَفَنَا الَّذی نَشتاقُ إلَیهِ،وحامَّتَنَا (2)الَّتی نُحِبُّ الدُّنُوَّ مِنها،فَإِذا أورَدتَهُ عَلَینا،وأَنزَلتَهُ بِنا،فَأَسعِدنا بِهِ زائِراً،وآنِسنا بِهِ قادِماً،ولا تُشقِنا بِضِیافَتِهِ،ولا تُخزِنا بِزِیارَتِهِ،وَاجعَلهُ باباً مِن أبوابِ مَغفِرَتِکَ،ومِفتاحاً مِن مَفاتیحِ رَحمَتِکَ.

أمِتنا مُهتَدینَ غَیرَ ضالّینَ،طائِعینَ غَیرَ مُستَکرَهینَ،تائِبینَ غَیرَ عاصینَ ولا مُصِرّینَ، یا ضامِنَ جَزاءِ المُحسِنینَ،ومُستَصلِحَ عَمَلِ المُفسِدینَ. (3)

10/33الدُّعاءُ عِندَ المُصیبَةِ

الکتاب

«اَلَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ». (4)

الحدیث

2251.الکافی عن صالح بن أبی حمّاد رفعه،قال: جاءَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الأَشعَثِ بنِ قَیسٍ یُعَزّیهِ بِأَخٍ لَهُ یُقالُ لَهُ...فَقالَ لَهُ الأَشعَثُ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،فَقالَ

ص:457


1- .غبَّ الرجل:إذا جاء زائراً بعد أیّام-أی یکون ذکرنا للموت دائماً-( النهایة:ج 3 ص 336« غبب»).
2- حامّةُ الرجل:أقرباؤه ( مجمع البحرین:ج 1 ص 461«حمم»).
3- الصحیفة السجادیة:ص 153 الدعاء 40، الدعوات:ص 178 ح 492 نحوه.
4- البقرة:156.

أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:أتَدری ما تَأویلُها؟! فَقالَ الأَشعَثُ:لا،أنتَ غایَةُ العِلمِ ومُنتَهاهُ، فَقالَ لَهُ:أمّا قَولُکَ:«إنّا للّهِ ِ»فَإِقرارٌ مِنکَ بِالمُلکِ وأَمّا قَولُکَ:«وإنّا إلَیهِ راجِعونَ»فَإِقرارٌ مِنکَ بِالهَلاکِ. (1)

2252.الإمام علیّ علیه السلام -وقَدَ سَمِعَ رَجُلاً یَقولُ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،فَقالَ-:إنَّ قَولَنا:«إنّا للّهِ ِ» إقرارٌ عَلی أنفُسِنا بِالمُلکِ،وقَولُنا:«إنّا إلَیهِ راجِعونَ»إقرارٌ عَلی أنفُسِنا بِالهُلکِ. (2)

2253.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أصابَت أحَدَکُم مُصیبَةٌ فَلیَقُل:

إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،اللّهُمَّ عِندَکَ أحتَسِبُ مُصیبَتی فَآجِرنی فیها،وأَبدِل لی (3)بِها خَیراً مِنها. (4)

2254.عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ تُصیبُهُ مُصیبَةٌ فَیَقولُ ما أمَرَهُ اللّهُ: «إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» ،«اللّهُمَّ أْجُرنی (5)فی مُصیبَتی وأَخلِف لی خَیراً مِنها»،إلّاأخلَفَ اللّهُ لَهُ خَیراً مِنها (6). (7)

2255.الکافی عن علیّ بن أسباط رفعه: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ [الصّادِقُ] علیه السلام یَقولُ عِندَ المُصیبَةِ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَجعَل مُصیبَتی فی دینی،وَ الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو شاءَ أن یَجعَلَ مُصیبَتی أعظَمَ مِمّا کانَت،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلَی الأَمرِ الَّذی شاءَ أن یَکونَ فَکانَ. (8)

ص:458


1- .الکافی:ج 3 ص 261 ح 40، تحف العقول:ص 209،بحار الأنوار:ج 42 ص 159 ح 29.
2- نهج البلاغة:الحکمة 99، کنز الفوائد:ج 1 ص 63، [4]غرر الحکم:ح 3116، [5]بحار الأنوار:ج 82 ص 135 ح 19.
3- فی المصادر الاُخری:«أبدِلنی»بدل«أبدِل لی».
4- سنن أبی داوود:ج 3 ص 191 ح 3119 عن امّ سلمة،سنن الترمذی:ج 5 ص 533 ح 3511،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 264 ح 10909 و ح 10911، مسند ابن حنبل:ج 5 ص 505 ح 16343 [8] کلّها عن أبی سلمة،کنز العمّال:ج 3 ص 296 ح 6631.
5- کذا بهمزة واحدة،وهو أمر من أجره اللّه،إذا أصابه،فهمزة الوصل المجلوبة لصیغة الأمر اسقِطَت،وبابه نصر وضرب،فیجوز فی الجیم الضمّ والکسر،والأوّل أکثر (راجع:هامش المصدر).
6- فی المصادر الاُخری:«إلّا آجره اللّه فی مصیبته وأخلف له خیراً منها».
7- صحیح مسلم،ج 2 ص 632 ح 3 و 4،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 205 ح 26697 و ج 5 ص 505 ح 16344، الطبقات الکبری:ج 8 ص 89 [10] کلّها عن امّ سلمة؛الدعوات:ص 285 ح 11،بحار الأنوار:ج 22 ص 227 ح 10 [11] وج 82 ص 132 ح 16.
8- الکافی:ج 3 ص 262 ح 42، تحف العقول:ص 381،الدعوات:ص 286 ح 14 ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 78 ص 268 ح 183.

2256.الإمام الصادق علیه السلام: مَن ذَکَرَ مُصیبَةً ولَو بَعدَ حینٍ فَقالَ:«إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ آجِرنی عَلی مُصیبَتی وأَخلِف عَلَیَّ أفضَلَ مِنها»،کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلَ ما کانَ عِندَ أوَّلِ صَدمَةٍ. (1)

11/33الدُّعاءُ عِندَ تَغسیلِ المیِّتِ

2257.الإمام الباقر علیه السلام: أیُّما مُؤمِنٍ غَسَّلَ مُؤمِناً فَقالَ إذا قَلَّبَهُ:«اللّهُمَّ إنَّ هذا بَدَنُ عَبدِکَ المُؤمِنِ، قَد أخرَجتَ روحَهُ مِنهُ وفَرَّقتَ بَینَهُما،فَعَفوَکَ عَفوَکَ»،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَ سَنَةٍ إلَّا الکَبائِرَ. (2)

2258.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مُؤمِنِ یُغَسِّلُ مُؤمِناً ویَقولُ وهُوَ یُغَسِّلُهُ:«رَبِّ عَفوَکَ عَفوَکَ»إلّا عَفَا اللّهُ عَنهُ. (3)

12/33الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی صَلاةِ المَیِّتِ

2259.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا صَلَّیتُم عَلَی المَیِّتِ فَأَخلِصوا لَهُ الدُّعاءَ (4). (5)

ص:459


1- .الکافی:ج 3 ص 224 ح 6، مسکّن الفؤاد:ص 102 کلاهما عن داوود بن زربی [أو رزین]،بحار الأنوار:ج 82 ص 143 ح 26.
2- الکافی:ج 3 ص 164 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 303 ح 884،ثواب الأعمال:ص 232 ح1،الأمالی للصدوق:ص 633 ح 846 [4] کلّها عن سعد الإسکاف،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 141 ح 389 عن الإمام الصادق علیه السلام،فلاح السائل:ص 161 ح 75، [5]بحار الأنوار:ج 81 ص 287 ح 5.
3- الکافی:ج 3 ص 164 ح 3 عن إبراهیم بن عمر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 141 ح 390 بزیادة«عبدٍ»قبل«مؤمن»،فلاح السائل:ص 160 ح 74 [8] کلاهما بزیادة«میِّتاً»بعد«یغسل»،الاختصاص:ص 26 نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 300 ح 19.
4- فی الدعاء للطبرانی:«...له فی الدّعاء».
5- سنن أبی داوود:ج 3 ص 210 ح 3199،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 480 ح 1497،صحیح ابن حبّان:ج 7 ū ص 346 ح 3077،السنن الکبری:ج 4 ص 65 ح 6964،الدعاء للطبرانی:ص 362 ح 1205 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 583 ح 42279.

2260.الإمام علی علیه السلام: إذا صَلّی عَلَی المُؤمِنِ أربَعونَ رَجُلاً مِنَ المُؤمِنینَ،فَاجتَهَدوا فِی الدُّعاءِ لَهُ، استُجیبَ لَهُم. (1)

2261.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ:إذا دَعا أحَدُکُم لِلمَیِّتِ فَلا یَدعو لَهُ وقَلبُهُ لاهٍ عَنهُ، ولکِن لِیَجتَهِد لَهُ فِی الدُّعاءِ. (2)

2262.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الصَّلاةِ عَلَی الجِنازَةِ-:

اللّهُمَّ أنتَ رَبُّها،وأَنتَ خَلَقتَها،وأَنتَ هَدَیتَها لِلإِسلامِ،وأَنتَ قَبَضتَ روحَها، وأَنتَ أعلَمُ بِسِرِّها وعَلانِیَتِها،جِئناکَ شُفَعاءَ فَاغفِر لَها (3). (4)

2263.عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ إذا صَلَّیتَ عَلَی امرَأَةٍ فَقُل:

اللّهُمَّ أنتَ خَلَقتَها،وأَنتَ أحیَیتَها،وأَنتَ أمَتَّها،وأَنتَ أعلَمُ بِسِرِّها وعَلانِیَتِها، جِئناکَ شُفَعاءَ لَها فَاغفِر لَها،اللّهُمَّ لا تَحرِمنا أجرَها،ولا تَفِتنّا بَعدَها. (5)

2264.عنه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ فِی صَلاةِ المَیِّتِ-:

اللّهُمَّ اغفِر لَهُ،وصَلِّ عَلَیهِ،وأَورِدهُ حَوضَ رَسولِکَ صلی الله علیه و آله. (6)

2265.سنن أبی داوود عن واثلة بن الأسقع: صَلّی بِنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی رَجُلٍ مِنَ المُسلِمینَ

ص:460


1- .دعائم الإسلام:ج 1 ص 235، بحار الأنوار:ج 81 ص 374 ح 24.
2- الکافی:ج 2 ص 473 ح 2 عن ابن القدّاح،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1106 ح 8706.
3- فی المصدر:«له»وما فی المتن أثبتناه من المصادر الاُخری.
4- سنن أبی داوود:ج 3 ص 210 ح 3200،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 265 ح 10915، مسند ابن حنبل:ج 3 ص 253 ح 8553 [6] وص 288 ح 8759،السنن الکبری:ج 4 ص 69 ح 6976 [7] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 587 ح 42302.
5- صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 262 ح 202 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 2 ص 251 ح 1893.
6- الدعاء للطبرانی:ص 358 ح 1188،المعجم الأوسط:ج 4 ص 316 ح 4309،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 399 ح 4778 کلاهما بزیادة«وبارک فیه»بعد«وصلّ علیه»وکلّها عن عائشة.

فَسَمِعتُهُ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ فی ذِمَّتِکَ وحَبلِ جِوارِکَ،فَقِهِ مِن فِتنَةِ القَبرِ وعَذابِ النّارِ، وأَنتَ أهلُ الوَفاءِ وَالحَمدِ،اللّهُمَّ فَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (1)

2266.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الصَّلاةِ عَلَی الجِنازَةِ-:

اللّهُمَّ اغفِر لِحَیِّنا ومَیِّتِنا،وصَغیرِنا وکَبیرِنا،وذَکَرِنا واُنثانا،وشاهِدِنا وغائِبنا،اللّهُمَّ مَن أحیَیتَهُ مِنّا فَأَحیِهِ عَلَی الإِیمانِ،ومَن تَوَفَّیتَهُ مِنّا فَتَوَفَّهُ عَلَی الإِسلامِ. (2)

2267.الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عن یزید بن عبد اللّه بن رکانة بن المطّلب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قامَ لِلجِنازَةِ لِیُصَلِّیَ عَلَیها قالَ:

اللّهُمَّ عَبدُکَ وَابنُ أمَتِکَ،احتاجَ إلی رَحمَتِکَ وأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابِهِ،إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ،وإن کانَ مُسیئاً فَتَجاوَز عَنهُ. (3)

2268.صحیح ابن حبّان عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ کانَ إذا صَلّی عَلی جِنازَةٍ یَقولُ:

اللّهُمَّ عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،کانَ یَشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ، وأَنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ،وإن کانَ مُسیئاً فَاغفِر لَهُ،ولا

ص:461


1- .سنن أبی داوود:ج 3 ص 211 ح 3202،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 480 ح 1499،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 422 ح 16018، صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 343 ح 3074،الدعاء للطبرانی:ص 359 ح 1189،کنز العمّال:ج 15 ص 602 ح 42395.
2- سنن أبی داوود:ج 3 ص 211 ح 3201،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 266 ح 10920، سنن الترمذی:ج 3 ص 344 ح 1024، [3]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 480 ح 1498،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 298 ح 8817 [4] کلّها عن أبی هریرة والثلاثة الأخیره نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 586 ح 42300.
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 511 ح 1328،المعجم الکبیر:ج 22 ص 249 ح 647،الإصابة:ج6 ص514 الرقم9279، اُسد الغابة:ج 5 ص 453 الرقم 5551 [6] والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن الحسین بن زید بن الإمام زین العابدین علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج3 ص315 ح975 عن کلیب الأسدی عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه.

تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ. (1)

2269.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا صَلَّیتَ عَلی جِنازَةٍ فَقُل:

اللّهُمَّ إنَّ هذا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ماضٍ فیهِ حُکمُکَ،خَلَقتَهُ ولَم یَکُن شَیئاً مَذکوراً،زارَکَ وأَنتَ خَیرُ مَزورٍ.اللّهُمَّ لَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ،ونَوِّر لَهُ فی قَبرِهِ، ووَسِّع عَلَیهِ فی مَدخَلِهِ،وثَبِّتهُ بِالقَولِ الثّابِتِ،فَإِنَّهُ افتَقَرَ إلَیکَ وَاستَغنَیتَ عَنهُ،وکانَ یَشهَدُ أن لا إلهَ إلّاأنتَ،فَاغفِر لَهُ.اللّهُمَّ لا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ. (2)

2270.الدعاء للطبرانی عن ابن عبّاس: اتِیَ بِجِنازَةِ سَهلِ بنِ عَتیکٍ،وکانَ أوَّلَ مَن صُلِّیَ عَلَیهِ فی مَوضِعِ الجَنائِزِ،فَتَقَدَّمَ عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَصَلّی وکَبَّرَ،فَقَرَأَ بِاُمِّ القُرآنِ فَجَهَرَ بِها،ثُمَّ کَبَّرَ الثّانِیَةَ وصَلّی عَلی نَفسِهِ وعَلَی المُرسَلینَ،ثُمَّ کَبَّرَ الثّالِثَةَ فَدَعا لِلمَیِّتِ فَقالَ:«اللّهُمَّ اغفِر لَهُ وَارحَمهُ،وَارفَع دَرَجَتَهُ وأَعظِم أجرَهُ،وأَتمِم نورَهُ وَافسَح لَهُ فی قَبرِهِ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ»،ثُمَّ کَبَّرَ الرّابِعَةَ فَدَعا لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،ثُمَّ سَلَّمَ. (3)

2271.صحیح مسلم عن عوف بن مالک: سَمِعتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله-وصَلّی عَلی جِنازَةٍ-یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لَهُ وَارحَمهُ،وَاعفُ عَنهُ وعافِهِ،وأَکرِم نُزُلَهُ ووَسِّع مَدخَلَهُ،وَاغسِلهُ بِماءٍ وثَلجٍ وبَرَدٍ،ونَقِّهِ مِنَ الخَطایا کَما یُنَقَّی الثَّوبُ الأَبیضُ مِنَ الدَّنَسِ،وأَبدِلهُ داراً خَیراً مِن دارِهِ،وأَهلاً خَیراً مِن أهلِهِ،وزَوجاً خَیراً مِن زَوجِهِ،وقِهِ فِتنَةَ القَبرِ وعَذابَ النّارِ. (4)

ص:462


1- .صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 342 ح 3073،الدعاء للطبرانی:ص 357،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 106 ح 6567 کلّها عن أبی هریرة.
2- صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 262 ح 202 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 2 ص 251 ح 1893.
3- الدعاء للطبرانی:ص 359 ح 1191،المعجم الأوسط:ج 5 ص 83 ح 4739 نحوه.
4- صحیح مسلم:ج2 ص663 ح86،سنن ابن ماجة:ج1 ص481 ح1500،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 254 ح 24030، صحیح ابن حبّان:ج7 ص344 ح3075،السنن الکبری:ج 4 ص 66 ح 6965 [4] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 587 ح 42301.

2272.المعجم الکبیر عن عبد اللّه بن الحارث عن أبیه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُمُ الصّلاةَ عَلَی المَیِّتِ:

«اللّهُمَّ اغفِر لِأَحیائِنا وأَمواتِنا،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وأَ لِّف بَینَ قُلوبِنا،اللّهُمَّ إنَّ هذا عَبدُکَ فُلانُ بنُ فُلانٍ لا نَعلَمُ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِهِ،فَاغفِر لَنا ولَهُ».

قالَ:فَقُلتُ لَهُ-وأَ نَا أصغَرُ القَومِ-:فَإِن لَم أعلَم خَیراً؟قالَ:فَلا تَقُل إلّاما تَعلَمُ. (1)

2273.المصنف لابن أبی شیبة الکوفی عن العلاء بن المسیّب عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام،قال: إنَّهُ کانَ إذا صَلّی عَلی مَیِّتٍ یَبدَأُ بِحَمدِ اللّهِ ویُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ اغفِر لِأَحیائِنا وأَمواتِنا،وأَ لِّف بَینَ قُلوبِنا،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاجعَل قُلوبَنا عَلی قُلوبِ خِیارِنا. (2)

2274.الدعاء للطبرانی عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبزی،عن الإمام علیّ علیه السلام،قال: إنَّهُ کانَ یَقولُ عَلَی المَیِّتِ:

اللّهُمَّ اغفِر لِأَحیائِنا وأَمواتِنا،وأَ لِّف بَینَ قُلوبِنا وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاجعَل قُلوبَنا عَلی قُلوبِ أخیارِنا،اللّهُمَّ اغفِر لَهُ،اللّهُمَّ ارحَمهُ،اللّهُمَّ أرجِعهُ إلی خَیرٍ مِمّا کانَ فیهِ، اللّهُمَّ عَفوَکَ،اللّهُمَّ عَفوَکَ. (3)

2275.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الصَّلاةِ عَلَی الجَنائِزِ-:

اللّهُمَّ أنتَ خَلَقتَ هذِهِ النَّفسَ وأَنتَ أمَتَّها،تَعلَمُ سِرَّها وعَلانِیَتَها،أتَیناکَ شافِعینَ فیها فَشَفِّعنا،اللّهُمَّ وَلِّها مَن تَوَلَّت،وَاحشُرها مَعَ مَن أحَبَّت. (4)

ص:463


1- .المعجم الکبیر:ج 3 ص 238 ح 3265،المعجم الأوسط:ج 6 ص 97 ح 5913،الطبقات الکبری:ج 4 ص 57، کنز العمّال:ج 15 ص 713 ح 42844.
2- المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 179 ح 2.
3- الدعاء للطبرانی:ص 360 ح 1197،المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 487 ح 6422،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 177 ح 7 وفیهما«اللّهُمَّ عفوک»مرّة.
4- الکافی:ج3 ص185 ح6 عن إسماعیل بن عبد الخالق بن عبد ربّه.

2276.عنه علیه السلام -فِی الصَّلاةِ عَلَی المَیِّتِ-:تُکَبِّرُ ثُمَّ تُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ تَقولُ:

«اللّهُمَّ عَبدُکَ ابنُ عَبدِکَ ابنُ أمَتِکَ،لا أعلَمُ مِنهُ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،اللّهُمَّ إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ وتَقَبَّل مِنهُ،وإن کانَ مُسیئاً فَاغفِر لَهُ ذَنبَهُ وَارحَمهُ،وَافسَح لَهُ فی قَبرِهِ،وَاجعَلهُ مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ الثّانِیَةَ وتَقولُ:«اللّهُمَّ إن کانَ زاکِیاً فَزَکِّهِ،وإن کانَ خاطِئاً فَاغفِر لَهُ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ الثّالِثَةَ وتَقولُ:«اللّهُمَّ لا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ الرّابِعَةَ وتَقولُ:«اللّهُمَّ اکتُبهُ عِندَکَ فی عِلِّیّینَ،وَاخلُف عَلی عَقِبِهِ فِی الغابِرینَ،وَاجعَلهُ مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ الخامِسَةَ،وَانصَرِف. (1)

2277.الکافی عن أبی ولّاد: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ التَّکبیرِ عَلَی المَیِّتِ،فَقالَ:خَمسٌ،تَقولُ فی اولاهُنَّ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ».

ثُمَّ تَقولُ:«اللّهُمَّ إنَّ هذَا المُسَجّی قُدَّامَنا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،وقَد قَبَضتَ روحَهُ إلَیکَ،وقَدِ احتاجَ إلی رَحمَتِکَ وأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابِهِ،اللّهُمَّ إنّا لا نَعلَمُ مِن ظاهِرِهِ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِسَریرَتِهِ،اللّهُمَّ إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ،وإن کانَ مُسیئاً فَتَجاوَز عَن سَیِّئاتِهِ».

ثُمَّ تُکَبِّرُ الثّانِیَةَ،وتَفعَلُ ذلِکَ فی کُلِّ تَکبیرَةٍ. (2)

2278.الإمام الصادق علیه السلام -فِی التَّکبیرِ عَلَی المَیِّتِ-:تُکَبِّرُ ثُمَّ تَشَهَّدُ،ثُمَّ تَقولُ:

«إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ،راجِعونَ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،رَبِّ المَوتِ وَالحَیاةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،جَزَی اللّهُ عَنّا مُحَمَّداً خَیرَ الجَزاءِ بِما صَنَعَ بِاُمَّتِهِ،وبِما بَلَّغَ مِن رِسالاتِ رَبِّهِ».

ص:464


1- .الکافی:ج 3 ص 183 ح 2 عن زرارة،فقه الرضا:ص 187 [2] عن العالم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 81 ص 355 ح 23.
2- الکافی:ج 3 ص 184 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 191 ح 436،وسائل الشیعة:ج 2 ص 765 ح 3025.

ثُمَّ تَقولُ:

«اللّهُمَّ عَبدُکَ،ابنُ عَبدِکَ،ابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتُهُ بِیَدِکَ،خَلا مِنَ الدُّنیا وَاحتاجَ إلی رَحمَتِکَ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَن عَذابِهِ،اللّهُمَّ إنّا لا نَعلَمُ مِنهُ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِهِ،اللّهُمَّ إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ وتَقَبَّل مِنهُ،وإن کانَ مُسیئاً فَاغفِر لَهُ ذَنبَهُ وَارحَمهُ وتَجاوَز عَنهُ بِرَحمَتِکَ،اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِیِّکَ،وثَبِّتهُ بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ، اللّهُمَّ اسلُک بِنا وبِهِ سَبیلَ الهُدی،وَاهدِنا وإیّاهُ صِراطَکَ المُستَقیمَ،اللّهُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ»،

ثُمَّ تُکَبِّرُ الثّانِیَةَ وتَقولُ مِثلَ ما قُلتَ،حَتّی تَفرُغَ مِن خَمسِ تَکبیراتٍ. (1)

2279.تهذیب الأحکام عن عمّار بن موسی الساباطی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الصَّلاةِ عَلَی المَیِّتِ،فَقالَ:تُکَبِّرُ ثُمَّ تَقولُ:

«إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ، «إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً» 2 ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبارِک عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أئِمَّةِ المُسلِمینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی إمامِ المُسلِمینَ.

اللّهُمَّ عَبدُکَ فُلانٌ وأَنتَ أعلَمُ بِهِ،اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وَافسَح لَهُ فی قَبرِهِ،ونَوِّر لَهُ فیهِ،وصَعِّد روحَهُ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لَهُ، وأَرجِعهُ إلی خَیرٍ مِمّا کانَ فیهِ،اللّهُمَّ عِندَکَ نَحتَسِبُهُ فَلا تَحرِمنا أجرَهُ ولا تَفتِنّا بَعدَهُ، اللّهُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ».

تَقولُ هذا کُلَّهُ فِی التَّکبیرَةِ الاُولی،ثُمَّ تُکَبِّرُ الثّانِیَةَ وتَقولُ:

ص:465


1- .الکافی:ج 3 ص 184 ح 4 عن الحلبی،فقه الرضا:ص 184 [2] من دون إسنادٍ إلی إحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 354 ذیل ح 23.

«اللّهُمَّ عَبدُکَ فُلانٌ،اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وَافسَح لَهُ فی قَبرِهِ، ونَوِّر لَهُ فیهِ،وصَعِّد روحَهُ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وَاجعَل ما عِندَکَ خَیراً لَهُ،وأَرجِعهُ إلی خَیرٍ مِمّا کانَ فیهِ،اللّهُمَّ عِندَکَ نَحتَسِبُهُ فَلا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ،اللّهُمَّ عَفوَکَ،اللّهُمَّ عَفوَکَ».

تَقولُ هذا فِی الثّانِیَةِ وَالثّالِثَةِ وَالرّابِعَةِ،فَإِذا کَبَّرتَ الخامِسَةَ فَقُل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،اللّهُمَّ أ لِّف بَینَ قُلوبِهِم،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّةِ رَسولِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لَنا ولِإِخوانِنَا الَّذین سَبَقونا بِالإِیمانِ ولا تَجعَل فی قلوبِنا غِلاًّ لِلَّذینَ آمَنوا رَبَّنا إنَّکَ رُؤوفٌ رَحیمٌ (1)،اللّهُمَّ عَفوَکَ،اللّهُمَّ عَفوَکَ»، وتُسَلِّمُ. (2)

2280.الکافی عن سماعة: سَأَلتُهُ [ الإِمامَ الصّادِقَ علیه السلام ] عَنِ الصَّلاةِ عَلَی المَیِّتِ،فَقالَ:تُکَبِّرُ خَمسَ تَکبیراتٍ،تَقولُ أوَّلَ ما تُکَبِّرُ:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلَی الأَئِمَّةِ الهُداةِ،وَاغفِر لَنا ولِإِخوانِنَا الَّذینَ سَبَقونا بِالإِیمانِ ولا تَجعَل فی قُلوبِنا غِلاًّ لِلَّذینَ آمَنوا رَبّنا إنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ،اللّهُمَّ اغفِر لِأَحیائِنا وأَمواتِنا مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وأَ لِّف قُلوبَنا عَلی قُلوبِ أخیارِنا،وَاهدِنا لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ إنَّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ».

فَإِن قَطَعَ عَلَیکَ التَّکبیرَةُ الثّانِیَةُ فَلا یَضُرُّکَ،تَقولُ:

«اللّهُمَّ عَبدُکَ ابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنِّی،افتَقَرَ إلی رَحمَتِکَ وَاستَغنَیتَ عَنهُ،اللّهُمَّ فَتَجاوَز عَن سَیِّئاتِهِ وزِد فی إحسانِهِ،وَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ،ونَوِّر لَهُ فی قَبرِهِ،

ص:466


1- .تضمین الآیة 10 من سورة الحشر.
2- تهذیب الأحکام:ج 3 ص 330 ح 1034،وسائل الشیعة:ج 2 ص 767 ح 3031.

ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ صَلَّی اللّه عَلَیهِ وآلِهِ،ولا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تَفتِنّا بَعدَهُ»، تَقولُ هذا حَتّی تَفرُغَ مِن خَمسِ تَکبیراتٍ. (1)

13/33الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی الصَّلاةِ عَلَی المُستَضعَفِ وَالمَجهولِ

2281.کتاب من لا یحضره الفقیه عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام: الصَّلاةُ عَلَی المُستَضعَفِ (2)وَالَّذی لا یُعرَفُ مَذهَبُهُ:یُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ویُدعی لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ ویُقالُ:

«اللّهُمَّ اغفِر «لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ» 3 . (3)

ویُقالُ (4)فِی الصَّلاةِ عَلی مَن لَم یُعرَف مَذهَبُهُ:

«اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ النَّفسَ أنتَ أحیَیتَها وأَنتَ أمَتَّها،اللّهُمَّ وَلِّها ما تَوَلَّت،وَاحشُرها مَعَ مَن أحَبَّت». (5)

2282.الإمام الصادق علیه السلام: تَقولُ:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ وبَیِّض وَجهَهُ وأَکثِر تَبَعَهُ (6)،

ص:467


1- .الکافی:ج 3 ص 182 ح1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 191 ح 435،وسائل الشیعة:ج 2 ص 765 ح 3026.
2- المُستَضعَفُ:من لا یعتقدُ الحقّ ولا یعاند أهله،ولا یوالی أحداً من الأئمّة علیهم السلام ولا من غیرهم ( مجمع البحرین:ج2 ص1080« ضعف»).
3- زاد هنا فی الکافی:« إلی آخِرِ الآیَتَینِ».
4- الظاهر أنّ الکلام من هنا یکون للمصنف قدس سره.
5- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 168 ح 489،الکافی:ج 3 ص 186 ح 1 عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام ولیس فیه ذیله من«ویقال»،المقنع:ص 69، [6]فقه الرضا:ص 178 [7] کلاهما من دون إسنادٍ إلی إحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 353 ح 23.
6- أی أتباعَهُ.قال الجوهری:التَّبَعُ یکونُ واحداً وجمعاً (مرآة العقول:ج 14 ص 71).

اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ،اللّهُمَّ اغفِر «لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ»» .

فَإِن کانَ مُؤمِناً دَخَلَ فیها،وإن کانَ لَیسَ بِمُؤمِنٍ خَرَجَ مِنها. (1)

2283.عنه علیه السلام: إن کانَ [ المَیِّتُ ] مُستَضعَفاً فَقُل:

«اللّهُمَّ اغفر «لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ»» .

وإذا کُنتَ لا تَدری ما حالُهُ،فَقُل:«اللّهُمَّ إن کانَ یُحِبُّ الخَیرَ وأَهلَهُ فَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ وتَجاوَز عَنهُ».

وإن کانَ المُستَضعَفُ مِنکَ بِسَبیلٍ فَاستَغفِر لَهُ عَلی وَجهِ الشَّفاعَةِ،لا عَلی وَجهِ الوِلایَةِ. (2)

14/33الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فِی الصَّلاةِ عَلَی المُعانِدِ وَالمُنافِقِ

2284.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الصَّلاةِ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ ابَیِّ بنِ سَلولٍ [المُنافِقِ]-:

اللّهُمَّ احشُ جَوفَهُ ناراً،وَاملَأ قَبرَهُ ناراً،وأَصلِهِ ناراً. (3)

2285.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَجُلاً مِنَ المُنافِقینَ ماتَ،فَخَرَجَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهُ عَلَیهِما یَمشی مَعَهُ،فَلَقِیَهُ مَولیً لَهُ،فَقالَ لَهُ الحُسَینُ علیه السلام:أینَ تَذهَبُ یا فُلانُ؟قالَ:فَقالَ لَهُ مَولاهُ:أفِرُّ مِن جِنازَةِ هذَا المُنافِقِ أن اصَلِّیَ عَلَیها.

ص:468


1- .الکافی:ج 3 ص 187 ح 5 عن سلیمان بن خالد،وسائل الشیعة:ج 2 ص 769 ح 3037.
2- الکافی:ج 3 ص 187 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 168 ح 491 کلاهما عن الحلبی،فقه الرضا:ص187 [4] عن العالم علیه السلام ولیس فیه ذیله من«وإن کان المستضعف منک بسبیل»،بحار الأنوار:ج 81 ص 355 ح 23.
3- الکافی:ج 3 ص 188 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 196 ح 452 کلاهما عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام،تفسیر القمّی:ج 1 ص 302، [7]الدعوات:ص 257 ح 729 عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 22 ص 126 ح 97.

فَقالَ لَهُ الحُسَینُ علیه السلام:اُنظُر أن تَقومَ عَلی یَمینی،فَما تَسمَعُنی أقولُ فَقُل مِثلَهُ،فَلَمّا أن کَبَّرَ عَلَیهِ وَلِیُّهُ قالَ الحُسَینُ علیه السلام:

اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ العَن فُلاناً عَبدَکَ ألفَ لَعنَةٍ مُؤتَلِفَةٍ غَیرَ مُختَلِفَةٍ،اللّهُمَّ أخزِ عَبدَکَ فی عِبادِکَ وبِلادِکَ،وأَصلِهِ حَرَّ نارِکَ،وأَذِقهُ أشَدَّ عَذابِکَ؛فَإِنَّهُ کانَ یَتَوَلّی أعداءَکَ،ویُعادی أولِیاءَکَ،ویُبغِضُ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ. (1)

2286.الکافی عن حریز عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام -فِی الصَّلاةِ عَلَی النّاصِبِ-:إن کانَ جاحِداً لِلحَقِّ فَقُل:«اللّهُمَّ املَأ جَوفَهُ ناراً وقَبرَهُ ناراً،وسَلِّط عَلَیهِ الحَیّاتِ وَالعَقارِبَ»،وذلِکَ قالَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام لِامرَأَةِ سَوءٍ مِن بَنی امَیَّةَ،صَلّی عَلَیها أبی وقالَ هذِهِ المَقالَةَ:«وَاجعَلِ الشَّیطانَ لَها قَریناً».

قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ:فَقُلتُ لَهُ:لِأَیِّ شَیءٍ یَجعَلُ الحَیّاتِ وَالعَقارِبَ فی قَبرِها؟

فَقالَ:إنَّ الحَیّاتِ یَعضَضنَها وَالعَقارِبَ یَلسَعنَها،وَالشَّیاطینَ تُقارِنُها فی قَبرِها.

قُلتُ:تَجِدُ ألَمَ ذلِکَ؟

قالَ:نَعَم شَدیداً. (2)

2287.الإمام الصادق علیه السلام: إذا صَلَّیتَ عَلی عَدُوِّ اللّهِ فَقُل:

«اللّهُمَّ إنَّ فُلاناً لا نَعلَمُ مِنهُ إلّاأنَّهُ عَدُوٌّ لَکَ ولِرَسولِکَ،اللّهُمَّ فَاحشُ قَبرَهُ ناراً، وَاحشُ جَوفَهُ ناراً،وعَجِّل بِهِ إلَی النّارِ؛فَإِنَّهُ کانَ یَتَوَلّی أعداءَکَ،ویُعادی أولِیاءَکَ، ویُبغِضُ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکَ،اللّهُمَّ ضَیِّق عَلَیهِ قَبرَهُ».

فَإِذا رُفِعَ فَقُل:«اللّهُمَّ لا تَرفَعهُ ولا تُزَکِّهِ». (3)

ص:469


1- .الکافی:ج 3 ص 189 ح 2 عن عامر بن السمط وح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 168 ح 490،قرب الإسناد:ص 59 ح 190 [2] کلّها عن صفوان الجمّال نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 393 ح 58.
2- الکافی:ج 3 ص 189 ح 5، وسائل الشیعة:ج 2 ص 771 ح 3043.
3- الکافی:ج3 ص189 ح4،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج1 ص168 ح491 کلاهما عن الحلبی،فقه الرضا:ص187 [7] عن العالم علیه السلام وفیه«إذا کان ناصباً»بدل«إذا صلّیت علی عدوّ اللّه»،بحار الأنوار:ج81 ص355 ح23.

15/33الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عِندَ الدَّفنِ وبَعدَهُ

2288.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا وَضَعتُمُ المَیِّتَ فی قَبرِهِ فَقولوا:

عَبدُ اللّهِ نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنبَیهِ،وَافتَح أبوابَ السَّماءِ لِروحِهِ،وثَبِّت عِندَ المُساءَلَةِ مَنطِقَهُ،وتَقَبَّلهُ بِقَبولٍ حَسَنٍ،فَإِنّا لا نَعلَمُ مِنهُ إلّا خَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا. (1)

2289.عنه صلی الله علیه و آله -لِمَن وَضَعَ الجِنازَةَ فِی اللَّحدِ-:قولوا:

اللّهُمَّ لَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وصَعِّد بِروحِهِ،ولَقِّهِ مِنکَ رِضواناً. (2)

2290.سنن ابن ماجة عن سعید بن المسیّب: حَضَرتُ ابنَ عُمَرَ فی جِنازَةٍ،فَلَمّا وَضَعَها فِی اللَّحدِ قالَ:«بِسمِ اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ»،فَلَمّا أخَذَ فی تَسوِیَةِ اللَّبِنِ عَلَی اللَّحدِ قالَ:«اللّهُمَّ أجِرها مِنَ الشَّیطانِ ومِن عَذابِ القَبرِ،اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنبَیها، وصَعِّد روحَها،ولَقِّها مِنکَ رِضواناً».

قُلتُ:یَابنَ عُمَرَ،أشَیءٌ سَمِعتَهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،أم قُلتَهُ بِرَأیِکَ؟قالَ:إنّی إذاً لَقادِرٌ عَلَی القَولِ ! بَل شَیءٌ سَمِعتُهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (3)

2291.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن أحَدٍ یَقولُ عِندَ قَبرِ مَیِّتٍ إذا دُفِنَ ثَلاثَ مَرّاتٍ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن لا تُعَذِّبَ هذَا المَیِّتَ»إلّادَفَعَ اللّهُ عَنهُ العَذابَ إلی یَومِ یُنفَخُ

ص:470


1- .الجعفریات:ص 203 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 2 ص 322 ح 2091؛ [2]مسند الشامیین:ج3 ص297 ح2311،الدرّ المنثور:ج 5 ص 38 [3]نقلاً عن أبی نعیم وکلاهما عن أنس نحوه.
2- دعائم الإسلام:ج 1 ص 238، مسند زید:ص 173 عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج82 ص21 ح5.
3- سنن ابن ماجة:ج1 ص495 ح1553،المعجم الکبیر:ج12 ص212 ح13094،السنن الکبری:ج4 ص92 ح7061 وفیه«جثتها»بدل«جنبیها»،الدعاء للطبرانی:ص363 ح1210،کنز العمّال:ج15 ص588 ح42309.

فِی الصّورِ. (1)

2292.سنن أبی داوود عن عثمان [ بن عفان ] ،قال: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَیِّتِ وَقَفَ عَلَیهِ،فَقالَ:اِستَغفِروا لِأَخیکُم وسَلوا لَهُ بِالتَّثبیتِ،فَإِنَّهُ الآنَ یُسأَلُ. (2)

2293.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ عِندَ رَأسِ القَبرِ إذا دَفَنَ المَیِّتَ:یا فُلانُ،قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَقَد أتاکَ مُنکَرٌ ونَکیرٌ،اللّهُمَّ لَقِّنهُ حُجَّتَهُ. (3)

2294.الإمام علیّ علیه السلام -عِندَ وَضعِ المَیِّتِ فِی القَبرِ-:

بِسمِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ افسَح لَهُ فی قَبرِهِ،ونَوِّرهُ لَهُ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ وأَنتَ عَنهُ راضٍ غَیرُ غَضبانَ. (4)

2295.السنن الکبری عن عمیر بن سعید: صَلَّیتُ خَلفَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام عَلَی ابنِ المُکَفَّفِ، فَکَبَّرَ عَلَیهِ أربَعاً،ثُمَّ أتی قَبرَهُ فَقالَ:

اللّهُمَّ عَبدُکَ ووَلَدُ عَبدَیکَ،نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،اللّهُمَّ وَسِّع لَهُ مَدخَلَهُ، وَاغفِر لَهُ ذَنبَهُ،فَإِنّا لا نَعلَمُ بِهِ (5)إلّاخَیراً،وأَنتَ أعلَمُ بِهِ. (6)

2296.الجعفریات: عَن عَلِیٍّ علیه السلام أنَّهُ کانَ إذا حَثا عَلَی المَیِّتِ التُّرابَ،قالَ:«اللّهُمَّ إیماناً بِکَ،

ص:471


1- .الدعوات:ص 270 ح 770،بحار الأنوار:ج 82 ص 54 ح 43.
2- سنن أبی داوود:ج3 ص215 ح 3221،المستدرک علی الصحیحین:ج1 ص526 ح1372،الزهد لابن حنبل:ص160، السنن الکبری:ج4 ص93 ح7064، [3]عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص207 ح585،کنز العمّال:ج7 ص158 ح18514.
3- الجعفریات:ص 203 عن الإمام الکاظم عن أبیه علیهما السلام،مستدرک الوسائل:ج 2 ص 321 ح 2088.
4- الجعفریات:ص202 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 2 ص 322 ح 2090؛ [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج7 ص137 ح5،المصنّف لعبد الرزاق:ج3 ص496 ح6459 کلاهما عن مجاهد من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
5- فی المصادر الاُخری:«منه»بدل«به».
6- السنن الکبری:ج 4 ص 61 ح 6950،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 212 ح 2 و 5،المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 510 ح64506،کنز العمّال:ج 15 ص 733 ح 42914؛الدعوات:ص 267 ح 762 نحوه.

وتَصدیقاً بِوَعدِکَ،ویَقیناً بِبَعثِکَ،هذا ما وَعَدَ اللّهُ ورَسولُهُ،وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ».

ثُمَّ یَقولُ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:مَن حَثا عَلَی المَیِّتِ ثُمَّ قالَ هذَا الکَلامَ کُتِبَ لَهُ بِکُلِّ حَثیَةٍ مِنَ التُّرابِ حَسَنَةٌ. (1)

2297.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا أدخَلَ المَیِّتَ القَبرَ قالَ:

اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنبَیهِ،وصاعِد عَمَلَهُ،ولَقِّهِ مِنکَ رِضواناً. (2)

2298.عنه علیه السلام: إذا أتَیتَ بِالمَیِّتِ القَبرَ فَسُلَّهُ (3)مِن قِبَلِ رِجلَیهِ،فَإِذا وَضَعتَهُ فِی القَبرِ فَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ،وقُل:«بِسمِ اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ افسَح لَهُ فی قَبرِهِ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ».

وقُل کَما قُلتَ فِی الصَّلاةِ عَلَیهِ مَرَّةً واحِدَةً مِن عِندِ:«اللّهُمَّ إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی إحسانِهِ،وإن کانَ مُسیئاً فَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ وتَجاوَز عَنهُ»،وَاستَغفِر لَهُ مَا استَطَعتَ. (4)

2299.الکافی عن محمد بن مسلم،عن أحدهما علیهما السلام: إذا وُضِعَ المَیِّتُ فی لَحدِهِ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،عَبدُکَ ابنُ عَبدِکَ،نَزَلَ بِکَ،وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،اللّهُمَّ افسَح لَهُ فی قَبرِهِ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ،اللّهُمَّ إنّا لا نَعلَمُ مِنهُ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِهِ».

فَإِذا وَضَعتَ عَلَیهِ اللَّبِنَ فَقُل:«اللّهُمَّ صِل وَحدَتَهُ،وآنِس وَحشَتَهُ،وأَسکِن إلَیهِ مِن

ص:472


1- .الجعفریات:ص 202 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 238 [2] وفیه«لرسلک»بدل«بوعدک»،الکافی:ج 3 ص198 ح2، [3]تهذیب الأحکام:ج 1 ص 319 ح 926 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 21 ح5.
2- الکافی:ج3 ص 194 ح1، تهذیب الأحکام:ج1 ص315 ح915 کلاهما عن الحلبی،فقه الرضا:ص185 [6] عن العالم علیه السلام،بحار الأنوار:ج82 ص41 ح30.
3- السَّلُّ:انتزاع الشیء وإخراجه برفق،ومنه حدیث المیّت فی إدخاله القبر:یُسَلُّ سلاًّ ( مجمع البحرین:ج 2ص 868«سلل»).
4- الکافی:ج3 ص194 ح1، تهذیب الأحکام:ج1 ص315 ح915 کلاهما عن الحلبی،فقه الرضا:ص185 [9] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج82 ص41 ح30.

رَحمَتِکَ رَحمَةً تُغنیهِ عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ».

فَإِذا خَرَجتَ مِن قَبرِهِ فَقُل:

««إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ ارفَع دَرَجَتَهُ فی أعلی عِلِّیّینَ،وَاخلُف عَلی عَقِبِهِ فِی الغابِرینَ،یا رَبَّ العالَمینَ». (1)

2300.الإمام الصادق علیه السلام: إذا وَضَعتَ المَیِّتَ فِی القَبرِ قُلتَ:«اللّهُمَّ هذا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ».

فَإِذا سَلَلتَهُ مِن قِبَلِ الرِّجلَینِ ودَلَّیتَهُ قُلتَ:«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ إلی رَحمَتِکَ لا إلی عَذابِکَ،اللّهُمَّ افسَح لَهُ فی قَبرِهِ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وثَبِّتهُ بِالقَولِ الثّابِتِ،وقِنا وإیّاهُ عَذابَ القَبرِ».

وإذا سَوَّیتَ عَلَیهِ التُّرابَ قُل:«اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنبَیهِ،وأَصعِد روحَهُ إلی أرواحِ المُؤمِنینَ فی عِلِّیّینَ،وأَلحِقهُ بِالصّالِحینَ». (2)

2301.الکافی عن سماعة: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أقولُ إذا أدخَلتُ المَیِّتَ مِنّا قَبرَهُ؟قالَ:قُل:

«اللّهُمَّ هذا عَبدُکَ فُلانٌ وَابنُ عَبدِکَ،قَد نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،وقَدِ احتاجَ إلی رَحمَتِکَ،اللّهُمَّ ولا نَعلَمُ مِنهُ إلّاخَیراً وأَنتَ أعلَمُ بِسَریرَتِهِ،ونَحنُ الشُّهَداءُ بِعَلانِیَتِهِ، اللّهُمَّ فَجافِ الأَرضَ عَن جَنبَیهِ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وَاجعَل هذَا الیَومَ خَیرَ یَومٍ أتی عَلَیهِ، وَاجعَل هذَا القَبرَ خَیرَ بَیتٍ نَزَلَ فیهِ،وصَیِّرهُ إلی خَیرٍ مِمّا کانَ فیهِ،ووَسِّع لَهُ فی مَدخَلِهِ،وآنِس وَحشَتَهُ وَاغفِر ذَنبَهُ،ولا تَحرِمنا أجرَهُ،ولا تُضِلَّنا بَعدَهُ». (3)

2302.رجال الکشّی عن الأرقط عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: لَمّا دُفِنَ أبو عُبَیدَةَ الحَذّاءُ،قالَ:اِنطَلِق

ص:473


1- .الکافی:ج3 ص196 ح6، تهذیب الأحکام:ج1 ص316 ح920 بزیادة«وعندک نحتسبه»بعد«فی الغابرین»،وسائل الشیعة:ج2 ص845 ح3337.
2- الکافی:ج 3 ص 197 ح 11 عن سماعة،وسائل الشیعة:ج 2 ص 846 ح 3339.
3- الکافی:ج 3 ص 196 ح 8، وسائل الشیعة:ج 2 ص 846 ح 3338.

بِنا حَتّی نُصَلِّیَ عَلی أبی عُبَیدَةَ.

قالَ:فَانطَلَقنا فَلَمَّا انتَهَینا إلی قَبرِهِ،لَم یَزِد عَلی أن دَعا لَهُ،فَقالَ:

اللّهُمَّ بَرِّد عَلی أبی عُبَیدَةَ،اللّهُمَّ نَوِّر لَهُ قَبرَهُ،اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِیِّهِ. (1)

16/33تَلقینُ المَیِّتِ

2303.تهذیب الأحکام عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا نَزَلتَ فی قَبرٍ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ»،ثمّ تَسُلُّ المَیِّتَ سَلاًّ،فَإِذا وَضَعتَهُ فی قَبرِهِ فَحُلَّ عُقدَتَهُ وقُل:«اللّهُمَّ یا رَبِّ،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،اللّهُمَّ إن کانَ مُحسِناً فَزِد فی احسانِهِ،وإن کانَ مُسیئاً فَتَجاوَز عَنهُ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وصالِحِ شیعَتِهِ،وَاهدِنا وإیّاهُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،اللّهُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ».

ثُمَّ تَضَعُ یَدَکَ الیُسری عَلی عَضُدِهِ الأَیسَرِ وتُحَرِّکُهُ تَحریکاً شَدیداً،ثُمَّ تَقولُ:«یا فُلانَ بنَ فُلانٍ،إذا سُئِلتَ فَقُل:اللّهُ رَبّی،ومُحَمَّدٌ نَبِیّی،وَالإِسلامُ دینی،وَالقُرآنُ کِتابی، وعَلِیٌّ إمامی»حَتّی تَستَوفِیَ الأَئِمَّةَ[ علیهم السلام ]،ثُمَّ تُعیدُ عَلَیهِ القَولَ،ثُمَّ تَقولُ:«أفَهِمتَ یا فُلانُ»وقالَ علیه السلام:«فَإِنَّهُ یُجیبُ ویَقولُ:نَعَم».

ثُمَّ تَقولُ:«ثَبَّتَکَ اللّهُ بِالقَولِ الثّابِتِ،هَداکَ اللّهُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،عَرَّفَ اللّهُ بَینَکَ وبَینَ أولِیائِکَ فی مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِهِ».ثُمَّ تَقولُ:«اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنبَیهِ، وَاصعَد بِروحِهِ إلَیکَ،ولَقِّنهُ مِنکَ بُرهاناً،اللّهُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ».

ثُمَّ تَضَعُ الطّینَ وَاللَّبِنَ،فَما دُمتَ تَضَعُ الطّینَ وَاللَّبِنَ تَقولُ:«اللّهُمَّ صِل وَحدَتَهُ، وآنِس وَحشَتَهُ،وآمِن رَوعَتَهُ،وأَسکِن إلَیهِ مِن رَحمَتِکَ رَحمَةً تُغنیهِ بِها عَن رَحمَةِ مَن

ص:474


1- .رجال الکشّی:ج 2 ص 665 ح 687.

سِواکَ،فَإِنَّما رَحمَتُکَ لِلظّالِمینَ».

ثُمَّ تَخرُجُ مِنَ القَبرِ وتَقولُ:«إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،اللّهُمَّ ارفَع دَرَجَتَهُ فی أعلی عِلِّیّینَ،وَاخلُف عَلی عَقِبِهِ فِی الغابِرینَ،وعِندَکَ نَحتَسِبُهُ یا رَبَّ العالَمینَ». (1)

2304.الإمام الصادق علیه السلام: یُجعَلُ لَهُ [ لِلمَیِّتِ ] وِسادَةٌ مِن تُرابٍ،ویُجعَلُ خَلفَ ظَهرِهِ مَدَرَةٌ (2)لِئَلّا یَستَلقِیَ،ویُحَلُّ عُقَدُ کَفَنِهِ کُلُّها،ویُکشَفُ عَن وَجهِهِ،ثُمَّ یُدعی لَهُ ویُقالُ:«اللّهُمَّ عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،نَزَلَ بِکَ وأَنتَ خَیرُ مَنزولٍ بِهِ،اللّهُمَّ افسَح لَهُ فی قَبرِهِ،ولَقِّنهُ حُجَّتَهُ،وأَلحِقهُ بِنَبِیِّهِ،وقِهِ شَرَّ مُنکَرٍ ونَکیرٍ».

ثُمَّ تُدخِلُ یَدَکَ الیُمنی تَحتَ مَنکِبِهِ الأَیمَنِ وتَضَعُ یَدَکَ الیُسری عَلی مَنکِبِهِ الأَیسَرِ، وتُحَرِّکُهُ تَحریکاً شَدیداً وتَقولُ:یا فُلانَ بنَ فُلانٍ،اللّهُ رَبُّکَ،ومُحَمَّدٌ نَبِیُّکَ،وَالإِسلامُ دینُکَ،وعَلِیٌّ وَلِیُّکَ وإمامُکَ»وتُسَمِّی الأَئِمَّةَ علیهم السلام واحِداً واحِداً إلی آخِرِهِم«أئِمَّتُکَ أئِمَّةُ هُدیً أبرارٌ»،ثُمَّ تُعیدُ عَلَیهِ التَّلقینَ مَرَّةً اخری.

وإذا وَضَعتَ عَلَیهِ اللَّبِنَ فَقُل:«اللّهُمَّ ارحَم غُربَتَهُ،وصِل وَحدَتَهُ،وآنِس وَحشَتَهُ، وآمِن رَوعَتَهُ،وأَسکِن إلَیهِ مِن رَحمَتِکَ رَحمَةً یَستَغنی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ، وَاحشُرهُ مَعَ مَن کانَ یَتَوَلّاهُ».ومَتی زُرتَ قَبرَهُ فَادعُ لَهُ بِهذَا الدُّعاءِ،وأَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ ویَداکَ عَلَی القَبرِ.

فَإِذا خَرَجتَ مِنَ القَبرِ فَقُل-وأَنتَ تَنفُضُ یَدَیکَ مِنَ التُّرابِ-:«إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ»،ثُمَّ احثُ التُّرابَ عَلَیهِ بِظَهرِ کَفَّیکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،وقُل:«اللّهُمَّ إیماناً بِکَ وتَصدیقاً بِکِتابِکَ، «هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ»» .فَإِنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِکَ،وقالَ هذِهِ الکَلِماتِ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ ذَرَّةٍ حَسَنَةً.

ص:475


1- .تهذیب الأحکام:ج 1 ص 457 ح 1492،الدعوات:ص 265 ح 760 عن إسماعیل بن عمّار نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 53 ح 43.
2- المَدَرُ:قطع طین یابس،الواحدة مَدَرة (العین:ص 758«مدر»).

فَإِذا سُوِّیَ قَبرُهُ...ثُمَّ ضَع یَدَکَ عَلَی القَبرِ وَادعُ لِلمَیِّتِ وَاستَغفِر لَهُ. (1)

2305.الکافی عن یحیی بن عبد اللّه: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:ما عَلی أهلِ المَیِّتِ مِنکُم أن یَدرَؤوا عَن مَیِّتِهِم لِقاءَ مُنکَرٍ ونَکیرٍ؟قُلتُ:کَیفَ یَصنَعُ؟

قالَ:إذا افرِدَ المَیِّتُ فَلیَتَخَلَّف عِندَهُ أولَی النّاسِ بِهِ،فَیَضَعُ فَمَهُ عِندَ رَأسِهِ،ثُمَّ یُنادی بِأَعلی صَوتِهِ:

یا فُلانَ بنَ فُلانٍ-أو یا فُلانَةَ بِنتَ فُلانٍ-هَل أنتَ عَلَی العَهدِ الَّذی فارَقتَنا عَلَیهِ من شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ سَیِّدُ النَّبِیّینَ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ وسَیِّدُ الوَصِیّینَ،وأَنَّ ما جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ حَقٌّ،وأَنَّ المَوتَ حَقٌّ،وأَنَّ البَعثَ حَقٌّ،وأَنَّ اللّهَ یَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.

قالَ:فَیَقولُ مُنکَرٌ لِنَکیرٍ:اِنصَرِف بِنا عَن هذا فَقَد لُقِّنَ حُجَّتَهُ. (2)

17/33صَلاةُ لَیلَةِ الدَّفنِ وَالدُّعاءُ لِلمیِّتِ

2306.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَأتی عَلَی المَیِّتِ ساعَةٌ أشَدُّ مِن أوَّلِ لَیلَةٍ،فَارحَموا مَوتاکُم بِالصَّدَقَةِ، فَإِن لَم تَجِدوا فَلیُصَلِّ أحَدُکُم رَکعَتَینِ،یَقرَأُ فِی الاُولی«فاتِحَةَ الکِتابِ»مَرَّةً و«قُل هُوَ اللّه أحَدٌ»مَرَّتَینِ،وفِی الثّانِیَةِ«فاتِحَةَ الکِتابِ»مَرَّةً و«ألهاکُمُ التَّکاثُرُ»عَشرَ مَرّاتٍ، ویُسَلِّمُ ویَقولُ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَابعَث ثَوابَهُما إلی قَبرِ ذلِکَ المَیِّتِ فُلانِ بنِ فُلانٍ»،فَیَبعَثُ اللّهُ مِن ساعَتِهِ ألفَ مَلَکٍ إلی قَبرِهِ،مَعَ کُلِّ مَلَکٍ ثَوبٌ وحُلَّةٌ،

ص:476


1- .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 172 ح 500 عن سالم بن مکرّم،وسائل الشیعة:ج2 ص846 ح3340 وراجع الدعوات:ص267 ح763.
2- الکافی:ج 3 ص 201 ح 11، تهذیب الأحکام:ج 1 ص 321 ح 935،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج1 ص173 ح501 بزیادة«وإن الساعة آتیة لا ریب فیها»بعد«وأَنّ البعث حقّ»،الدعوات:ص270 ح769،بحار الأنوار:ج82 ص54 ح43.

ویُوَسَّعُ فی قَبرِهِ مِنَ الضّیقِ إلی یَومِ یُنفَخُ فِی الصّورِ،ویُعطَی المُصَلّی بِعَدَدِ ما طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ حَسَناتٍ،ویُرفَعُ لَهُ أربَعونَ دَرَجَةً. (1)

2307.المصباح للکفعمی: صَلاةُ هَدِیَّةِ المَیِّتِ لَیلَةَ الدَّفنِ رَکعَتانِ:فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«القَدرَ»عَشراً،فَإِذا سَلَّمَ قالَ:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَابعَث ثَوابَها إلی قَبرِ فُلانٍ.

وفی رِوایَةٍ اخری:بَعدَ«الحَمدِ»«التَّوحیدَ»مَرَّتَینِ فِی الاُولی،وفِی الثّانِیَةِ بَعدَ «الحَمدِ»«التَّکاثُرَ»عَشراً،ثُمَّ الدُّعاءَ المَذکورَ. (2)

18/33زِیارَةُ القُبورِ وَالدُّعاءُ لِلأَمواتِ

2308.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَخرُجُ فی مَلَأٍ مِنَ النّاسِ مِن أصحابِهِ کُلَّ عَشِیَّةِ خَمیسٍ إلی بَقیعِ المَدَنِیّینَ،فَیَقولُ ثَلاثاً:«السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ الدِّیارِ»،وثَلاثاً:

«رَحِمَکُمُ اللّهُ». (3)

2309.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فیما یُقالُ عِندَ زِیارَةِ أهلِ القُبورِ-:

السَّلامُ عَلی أهلِ الدِّیارِ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ،ویَرحَمُ اللّهُ المُستَقدِمینَ مِنّا وَالمُستَأخِرینَ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِکُم لَلاحِقونَ. (4)

ص:477


1- .فلاح السائل:ص 173 ح 86 عن حذیفة بن الیمان،بحار الأنوار:ج 91 ص 219 ح 4.
2- المصباح للکفعمی:ص 541، البلد الأمین:ص 164، [4]وسائل الشیعة:ج 5 ص 285 ح 2 و 3.
3- کامل الزیارات:ص 529 ح 811 عن صفوان الجمّال،بحار الأنوار:ج 102 ص 296 ح9.
4- صحیح مسلم:ج 2 ص 671 ح 103،السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 656 ح 2164، مسند ابن حنبل:ج 10 ص 48 ح 25913 [9] کلّها عن عائشة؛الکافی:ج 3 ص 229 ح8،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 [10] ص 178 ح 533،کامل الزیارات:ص 532 ح 817 [11] کلّها عن جرّاح المدائنی عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 102 ص 297 ح15.

2310.صحیح مسلم عن بریدة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُهُم إذا خَرَجوا إلَی المَقابِرِ،فَکانَ قائِلُهُم یَقولُ:

السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ الدِّیارِ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ لَلاحِقونَ (1)، أسأَلُ اللّهَ لَنا ولَکُمُ العافِیَةَ. (2)

2311.السنن الکبری عن بریدة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أتی عَلَی المَقابِرِ قالَ:

السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ الدّارِ (3)مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِکُم لاحِقونَ، أنتُم لَنا فَرَطٌ (4)ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،وأَسأَلُ اللّهَ العافِیَةَ لَنا ولَکُم. (5)

2312.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -عِندَما أتَی البَقیعَ-:

السَّلامُ عَلَیکُم دارَ قَومٍ مُؤمِنینَ،أنتُم لَنا فَرَطٌ،وإنّا بِکُم لاحِقونَ،اللّهُمَّ لا تَحرِمنا أجرَهُم،ولا تَفتِنّا بَعدَهُم. (6)

2313.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله-کُلَّما کانَ لَیلَتُها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-یَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّیلِ إلَی البَقیعِ فَیَقولُ:

السَّلامُ عَلَیکُم دارَ قَومٍ مُؤمِنینَ،وآتاکُم ما توعَدونَ غَداً مُؤَجَّلونَ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ

ص:478


1- .فی المصادر الاُخری:«بکم لاحقون»بدل«للاحقون».
2- صحیح مسلم:ج 2 ص 671 ح 104،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 494 ح 1547،السنن الکبری:ج 4 ص 132 ح 7212،الدعاء للطبرانی: ص 372 ح1235.
3- فی المصادر الاُخری:«الدیار»بدل«الدار».
4- الفارِطُ وَالفَرَطُ:المُتَقَدِّمُ إلی الماء یتقدَّمُ الوارِدةَ فیُهَیِّءُ لهم الأَرسانَ والدِّلاءَ ویملأُ الحِیاضَ ویستقی لهم،وهو فَعَلٌ بمعنی فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنی تابِعٍ ( لسان العرب:ج 7 ص 366« فرط»).
5- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 268 ح 10930، مسند ابن حنبل:ج 9 ص 17 ح 23046، [4]السنن الکبری:ج 4 ص 133 ح 7213،الدعاء للطبرانی: [5]ص 372 ح 1236.
6- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 493 ح 1546،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 289 ح 8912، مسند ابن حنبل:ج 9 ص 345 ح 24479، [7]مسند أبی یعلی:ج 4 ص 325 ح 4574،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 209 ح 591 کلّها عن عائشة،وفیه«تضلنا»بدل«تفتّنا»،کنز العمّال:ج 15 ص 648 ح 42563.

بِکُم لاحِقونَ،اللّهُمَّ اغفِر لِأَهلِ بَقیعِ الغَرقَدِ (1). (2)

2314.عمل الیوم واللیلة لابن السنی عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ الجَبّانَةَ (3)یَقولُ:

السَّلامُ عَلَیکُم أیَّتُهَا الأَرواحُ الفانِیَةُ،وَالأَبدانُ البالِیَةُ،وَالعِظامُ النَّخِرَةُ،الَّتی خَرَجَت مِنَ الدُّنیا وهِیَ بِاللّهِ مُؤمِنَةٌ،اللّهُمَّ أدخِل عَلَیهِم رَوحاً مِنکَ وسَلاماً مِنّا. (4)

2315.کامل الزیارات عن الأصبغ بن نباتة: مَرَّ عَلِیٌّ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَلَی القُبورِ،فَأَخَذَ فِی الجادَّةِ،ثُمَّ قالَ عَن یَمینِهِ:«السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ القُبورِ مِن أهلِ القُصورِ،أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِکُم لاحِقونَ».ثُمَّ التَفَتَ عَن یَسارِهِ فَقالَ:«السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ القُبورِ»إلی آخِرِهِ. (5)

2316.الإمام علی علیه السلام -فی زِیارَتِهِ لِأَهلِ القُبورِ-:

عَلَیکُمُ السَّلامُ یا أهلَ الدِّیارِ الموحِشَةِ،وَالمَحالِّ المُقفِرَةِ،مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،وأَنتُم لَنا سَلَفٌ وفَرَطٌ،ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،وبِکُم عَمّا قَلیلٍ لاحِقونَ.اللّهُمَّ اغفِر لَنا ولَهُم،وتَجاوَز عَنّا وعَنهُم.

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ الأَرضَ کِفاتاً (6)،أحیاءً وأَمواتاً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ مِنها

ص:479


1- .بَقیعُ الغَرقَدِ: هو مقبرةُ أهل المدینة ( معجم البلدان:ج 1 ص 473 ).
2- صحیح مسلم:ج 2 ص 669 ح 102،السنن الکبری:ج 4 ص 132 ح 7210، السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 656 ح 2166، [4]عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 209 ح 592 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 648 ح 42562.
3- الجبّانة:فی الأصل الصحراء،وأهل الکوفة یُسمّون المقابر جبّانة ( معجم البلدان:ج 2 ص 99 ).
4- عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 209 ح 593،المصنف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 257 ح 22،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج6 ص 192 کلاهما عن الحسن ( البصری ) من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 159 ح 18517؛بحار الأنوار:ج 102 ص 300 ح 31 [7] عن الإمام الحسین علیه السلام نحوه.
5- کامل الزیارات:ص 535 ح 823، بحار الأنوار:ج 102 ص 299 ح 22.
6- الکَفت:القبض والجمع؛أی تجمع الناس أحیاءهم وأمواتهم ( مفردات ألفاظ القرآن:ص 713« کفت»).

خَلقَنا،وفیها یُعیدُنا،وعَلَیها یَحشُرُنا. (1)

2317.جامع الأخبار عن أصبغ بن نباتة: کُنتُ مَعَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام فَمَرَّ بِالمَقابِرِ،فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:

«السَّلامُ عَلی أهلِ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مِن أهلِ لا إلهَ إلَّااللّهُ،یا أهلَ لا إلهَ إلَّااللّهُ،کَیفَ وَجَدتُم کَلِمَةَ لا إلهَ إلَّااللّهُ؟یا لا إلهَ إلَّااللّهُ بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ،اغفِر لِمَن قالَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ، وَاحشُرنا فی زُمرَةِ مَن قالَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ».

وقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:مَن قالَها إذا مَرَّ بِالمَقابِرِ،غُفِرَ لَهُ ذُنوبُ خَمسینَ سَنَةً.فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،مَن لَم یَکُن لَهُ ذُنوبُ خَمسینَ سَنَةً؟قالَ:لِوالِدَیهِ وإخوانِهِ ولِعامَّةِ المُسلِمینَ. (2)

2318.الإمام الباقر علیه السلام -فِی السَّلامِ عَلی أهلِ القُبورِ-:

السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ الدِّیارِ مِن قَومٍ مُؤمِنینَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أنتُم لَنا سَلَفٌ ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،رَحِمَ اللّهُ المُستَقدِمینَ مِنکُم وَالمُستَأخِرینَ،وإنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ. (3)

2319.الإمام الصادق علیه السلام: یُقالُ عِندَ النَّظَرِ إلَی القَبرِ:

اللّهُمَّ اجعَلهُ رَوضَةً مِن رِیاضِ الجَنَّةِ،ولا تَجعَلهُ حُفرَةً مِن حُفَرِ النّیرانِ. (4)

2320.الکافی عن عبد اللّه بن سنان: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کَیفَ التَّسلیمُ عَلی أهلِ القُبورِ؟

ص:480


1- .وقعة صفّین:ص531، بحار الأنوار:ج32 ص553 ح462؛ [2]تاریخ الطبری:ج5 ص62، [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج20 ص256 ح14 [4] کلاهما نحوه.
2- جامع الأخبار:ص 133 ح 270، بحار الأنوار:ج 93 ص 203 ح 41؛ [6]کنز العمّال:ج 15 ص 654 ح 42591 نقلاً عن الدیلمی فی تاریخ همدان والرافعی وابن النجار.
3- قرب الإسناد:ص 122 ح 431 عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 2 ص 880 ح 3471.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 171 ح 498 عن سماعة بن مهران،المقنعة:ص 80 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،الدعوات:ص 264 ح 756،بحار الأنوار:ج 82 ص 53 ح 43.

فَقالَ:نَعَم،تَقولُ:

السَّلامُ عَلی أهلِ الدِّیارِ مِنَ المُسلِمینَ وَالمُؤمِنینَ،أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ إن شاءَ اللّهِ بِکُم لاحِقونَ. (1)

2321.کتاب من لا یحضره الفقیه عن محمّد بن مسلم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:المَوتی نَزورُهُم؟ فَقالَ:نَعَم،قُلتُ:فَیَعلَمونَ بِنا إذا أتَیناهُم؟فَقالَ:إی وَاللّهِ،إنَّهُم لَیَعلَمونَ بِکُم ویَفرَحونَ بِکُم ویَستَأنِسونَ إلَیکُم.

قالَ:قُلتُ:فَأَیَّ شَیءٍ نَقولُ إذا أتَیناهُم؟قالَ:قُل:

اللّهُمَّ جافِ الأَرضَ عَن جَنوبِهِم،وصاعِد إلَیکَ أرواحَهُم،ولَقِّهِم مِنکَ رِضواناً، وأَسکِن إلَیهِم مِن رَحمَتِکَ ما تَصِلُ بِهِ وَحدَتَهُم،وتُؤنِسُ بِهِ وَحشَتَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

ص:481


1- .الکافی:ج 3 ص 229 ح 5، کامل الزیارات:ص 531 ح 814، [2]بحار الأنوار:ج 102 ص 297 ح 12.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 180 ح 540،فلاح السائل:ص 172 ح 83، مصباح الزائر:ص 513، [5]بحار الأنوار:ج 102 ص300 ح 26.

ص:482

الفَصلُ الرابع والثلاثون:صَلَواتُ أهلِ البَیتِ:وَالدَّعَواتُ المَأثورَةُ فیها

1/34صَلاةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

صَلاةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها (1)

2322.جمال الاُسبوع عن هشام عن الإمام الرضا علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن صَلاةِ جَعفَرٍ فَقالَ:أینَ أنتَ عَن صَلاةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله؟فَعَسی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یُصَلِّ صَلاةَ جَعفَرٍ قَطُّ،ولَعَلَّ جَعفَراً لَم یُصَلِّ صَلاةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَطُّ،فَقُلتُ:عَلِّمنیها،قالَ:

تُصَلّی رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً،ثُمَّ تَرکَعُ فَتَقرَأُها خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً،وخَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً إذَا استَوَیتَ قائِماً، وخَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً إذا سَجَدتَ،وخَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً إذا رَفَعتَ رَأسَکَ مِنَ السُّجودِ، وخَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً فِی السَّجدَةِ الثّانِیَةِ،وخَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً قَبلَ أن تَنهَضَ إلَی الرَّکعَةِ الاُخری.

ثُمَّ تَقومُ إلَی الثّانِیَةِ فَتَفعَلُ کَما فَعَلتَ فِی الرَّکعَةِ الاُولی،ثُمَّ تَنصَرِفُ ولَیسَ بَینَکَ وبَینَ اللّهِ تَعالی ذَنبٌ إلّاوقَد غَفَرَ لَکَ،وتُعطی جَمیعَ ما سَأَلتَ.

ص:483


1- قال العلّامة المجلسی رحمه الله:هذه الصلاة من المشهورات،وأوردها الأصحاب فی کتبهم،ولکن العلّامة والشهید وجماعة خصوّها بیوم الجمعة،ولعلّه لأنّ الشیخ ذکرها فی سیاق أعماله.ولا حجّة فیه؛لأنه رحمه الله أکثر ما أورده فی أعمال الجمعة لا اختصاص لها بالیوم وإنّما أوردها فیه لکونه أشرف الأوقات لإیقاع الطاعات،ولا یظهر من الروایة المتقدّمة اختصاص،فالأقوی استحباب الإتیان بها فی سائر الأوقات (بحار الأنوار:ج 91 ص 170).

وَالدُّعاءُ بَعدَها:

لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّنا ورَبُّ آبائِنَا الأَوَّلینَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ إلهاً واحِداً ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ لا نَعبُدُ إلّاإیّاهُ مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وأَعَزَّ جُندَهُ،وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ،فَلَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ قَیّامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فیهِنَّ فَلَکَ الحَمدُ،وأَنتَ الحَقُّ ووَعدُکُ الحَقُّ وقَولُکُ حَقٌّ،وإنجازُکَ حَقٌّ وَالجَنَّةُ حَقٌّ وَالنّارُ حَقٌّ،اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ، وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وبِکَ خاصَمتُ،وإلَیکَ حاکَمتُ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ إلهی لا إلهَ إلّاأنتَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)

2/34صَلاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2323.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن صَلّی مِنکُم أربَعَ رَکَعاتٍ صَلاةَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ،وقُضِیَت حَوائِجُهُ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ «الحَمدَ»مَرَّةً وخَمسینَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا فَرَغَ مِنها دَعا بِهذَا الدُّعاءِ وهُوَ تَسبیحُهُ علیه السلام:

«سُبحانَ مَن لا تَبیدُ مَعالِمُهُ،سُبحانَ مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ،سُبحانَ مَن لَااضمِحلالَ لِفَخرِهِ،سُبحانَ مَن لا یَنفَدُ ما عِندَهُ،سُبحانَ مَن لَاانقِطاعَ لِمُدَّتِهِ،سُبحانَ مَن لا یُشارِکُ أحَداً فی أمرِهِ،سُبحانَ مَن لا إلهَ غَیرُهُ».

ص:484


1- .جمال الاُسبوع:ص 162، مصباح المتهجّد:ص 290، [2]البلد الأمین:ص 149، [3]المصباح للکفعمی:ص 538 [4] کلّها نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 169 ح 1.

و یَدعو بَعدَ ذلِکَ فَیَقولُ:

یا مَن عَفا عَنِ السَّیِّئاتِ ولَم یُجازِ بِهَا،ارحَم عَبدَکَ یا اللّهُ،نَفسی نَفسی أنَا عَبدُکَ یا سَیِّداه،أنَا عَبدُکَ بَینَ یَدَیکَ یا رَبّاه.إلهی ! بِکَینونَتِکَ یا أمَلاه یا رَحماناه یا غِیاثاه، عَبدَکَ عَبدَکَ لا حیلَةَ لَهُ،یا مُنتَهی رَغبَتاه،یا مُجرِیَ الدَّمِ فی عُروقی،عَبدَکَ یا سَیِّداه،یا مالِکاه أیا هُوَ أیا هُوَ،یا رَبّاه عَبدَکَ عَبدَکَ،لا حیلَةَ لی و لا غَناءَ عَن نَفسی،ولا أستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً،ولا أجِدُ مَن اصانِعُهُ،تَقَطَّعَت أسبابُ الخَدائِعِ عَنّی،وَاضمَحَلَّ کُلُّ مَظنونٍ عَنّی،أفرَدَنِی الدَّهرُ إلَیکَ فَقُمتُ بَینَ یَدَیکَ هذَا المَقامَ.

یا إلهی ! بِعِلمِکَ کانَ هذا کُلُّهُ فَکَیفَ أنتَ صانِعٌ بی؟ولَیتَ شِعری کَیفَ تَقولُ لِدُعائی، أتَقولُ:نَعَم أم تَقولُ:لا؟فَإِن قُلتَ:لا فَیا وَیلی یا وَیلی یا وَیلی،یا عَولی یا عَولی،یا شِقوَتی یا شِقوَتی،یا ذُلّی یا ذُلّی،إلی مَن ومِمَّن أو عِندَ مَن أو کَیفَ أو ماذا،أو إلی أیِّ شَیءٍ ألجَأُ؟ومَن أرجو ومَن یَجودُ عَلَیَّ بِفَضلِهِ حینَ تَرفُضُنی یا واسِعَ المَغفِرَةِ؟

وإن قُلتَ:نَعَم-کَمَا الظَّنُّ بِکَ وَالرَّجاءُ لَکَ-فَطوبی لی أنَا السَّعیدُ وأَ نَا المَسعودُ، فَطوبی لی وأَ نَا المَرحومُ یا مُتَرَحِّمُ،یا مُتَرَئِّفُ یا مُتَعَطِّفُ،یا مُتَجَبِّرُ یا مُتَمَلِّکُ،یا مُقسِطُ لا عَمَلَ لی مَعَ نَجاحِ حاجَتی،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی جَعَلتَهُ فی مَکنونِ غَیبِکَ، وَاستَقَرَّ عِندَکَ ولا یَخرُجُ مِنکَ إلی شَیءٍ سِواکَ،أسأَ لُکَ بِهِ وبِکَ وبِکَ وبِهِ،فَإِنَّهُ أجَلُّ وأَشرَفُ أسمائِکَ،لا شَیءَ لی غَیرُ هذا،ولا أجِدُ أعوَدَ مِنکَ (1).

یا کَینونُ یا مُکَوِّنُ،یا مَن عَرَّفَنی نَفسَهُ،یا مَن أمَرَنی بِطاعَتِهِ،یا مَن نَهانی عَن مَعصِیَتِهِ،ویا مَدعُوُّ یا مَسؤولُ،یا مَطلوباً إلَیهِ،رَفَضتُ وَصِیَّتَکَ الَّتی أوصَیتَنی بِها ولَم اطِعکَ فیها،ولَو أطَعتُکَ فیما أمَرتَنی لَکَفَیتَنی ما قُمتُ إلَیکَ فیهِ،وأَ نَا مَعَ مَعصِیَتی لَکَ راجٍ،فَلا تَحُل بَینی وبَینَ ما رَجَوتُ،یا مُتَرَحِّمُ لی أعِذنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی ومِن

ص:485


1- .فی المصادر الاُخری:«فَلا أحَدَ أعوَدُ عَلَیَّ مِنکَ».

فَوقی ومِن تَحتی،ومِن کُلِّ جِهاتِ الإِحاطَةِ بی.

اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ سَیِّدی،وبِعَلِیٍّ وَلِیّی،وبِالأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ عَلَیهِمُ السَّلامُ،اجعَل عَلَینا صَلَواتِکَ ورَأفَتَکَ ورَحمَتَکَ،وأَوسِع عَلَینا مِن رِزقِکَ،وَاقضِ عَنَّا الدَّینَ وجَمیعَ حَوائِجِنا، یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».

ثُمَّ قالَ علیه السلام:مَن صَلّی بِهذِهِ الصَّلاةِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ،انفَتَلَ ولَم یَبقَ بَینَهُ وبَینَ اللّهِ تَعالی ذَنبٌ إلّاغَفَرَهُ لَهُ.

دُعاءٌ آخَرُ عَقیبَهُما:

الحَمدُ للّهِ ِ خالِقِ الخَلقِ بِغَیرِ مَنصَبَةٍ،المَوصوفِ بِغَیرِ غایَةٍ،المَعروفِ بِغَیرِ تَحدیدٍ، الحَمدُ للّهِ ِ الحَیِّ بِغَیرِ شَبَهٍ ولا ضِدَّ لَهُ ولا نِدَّ لَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا تَفنی خَزائِنُهُ ولا تَبیدُ مَعالِمُهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا إلهَ مَعَهُ،ذلِکَ اللّهُ الَّذی لَبِسَ البَهجَةَ وَالجَمالَ،وتَرَدّی بِالنّورِ وَالوَقارِ،ذلِکَ اللّهُ الَّذی یَری أثَرَ النَّملَةِ فِی الصَّفا (1)،ویَسمَعُ وَقعَ الطَّیرِ فِی الهَواءِ،ذلِکَ اللّهُ الَّذی هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ،سُبحانَهُ سُبحانَ مَن هُوَ قَیّومٌ لا یَنامُ،ومَلِکٌ لا یُضامُ، وعَزیزٌ لا یُرامُ،وبَصیرٌ لا یَرتابُ،وسَمیعٌ لا یَتَکَلَّفُ،ومُحتَجِبٌ لا یُری،وصَمَدٌ لا یُطعَمُ،وحَیٌّ لا یَموتُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أطفَأتَ بِهِ کُلَّ نورٍ وهُوَ حَیٌّ خَلَقتَهُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ عَرشَکَ الَّذی لا یَعلَمُ ما هُوَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ العَظیمِ، وأَسأَ لُکَ بِنورِ اسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ نورَ حِجابِکَ النّورَ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ بِاسمِکَ الَّذی تَضَعضَعَ بِهِ سُکّانُ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،وَاستَقَرَّ بِهِ عَرشُکَ،وتُطوی بِهِ سَماؤُکَ،وتُبَدَّلُ بِهِ أرضُکَ،وتُقیمُ بِهِ القِیامَةَ یا اللّهُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَقضی به ما تَشاءُ بِذلِکَ الاِسمِ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی هُوَ نورٌ مِن نورٍ،ونورٌ مَعَ نورٍ،ونورٌ فَوقَ کُلِّ نورٍ،ونورٌ یُضیءُ

ص:486


1- .الصفا:الحِجارةُ المُلسُ (المصباح المنیر:ص 344« صفو»)

بِهِ کُلُّ ظُلمَةٍ،ونورٌ عَلی کُلِّ نورٍ،ونورٌ فی نورٍ،یا اللّهُ بِاسمِکَ الَّذی تَذهَبُ بِهِ بِالظُّلَمِ.

وبِاسمِکَ المَکتوبِ عَلی جَبهَةِ إسرافیلَ،وبِقُوَّةِ ذلِکَ الاِسمِ الَّذی یَنفُخُ إسرافیلُ فِی الصّورِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَکتوبِ عَلی راحَةِ رِضوانَ خازِنِ الجَنَّةِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الزَّکِیِّ الطّاهِرِ المَکتوبِ فی کُنهِ حُجُبِکَ،المَخزونِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ عَلی سِدرَةِ المُنتَهی،أسأَ لُکَ بِهِ یا اللّهُ،وأَسأَ لُکَ بِکَ یا اللّهُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَکتوبِ عَلی سُرادِقِ السَّرائِرِ،وأَدعوکَ بِهذِهِ الأَسماءِ،بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ،أنتَ النّورُ التّامُّ البارُّ الرَّحیمُ،المُعیدُ الکَبیرُ المُتَعالِ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ونورُهُنَّ وقَوّامُهُنَّ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،حَنّانٌ مَنّانٌ،نورُ النّورِ،دائِمٌ قُدّوسٌ،اللّهُ القُدُّوسُ القَیّومُ،حَیٌّ لا یَموتُ،مُدَبِّرُ الاُمورِ،فَردٌ وَترٌ حَقٌّ قَدیمٌ.

وأَسأَ لُکَ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِموسی عَلَی الجَبَلِ فَجَعَلتَهُ دَکّاً وخَرَّ موسی صَعِقاً،فَمَنَنتَ بِهِ عَلَیهِ وأَحیَیتَهُ بَعدَ المَوتِ بِذلِکَ الاِسمِ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ بِاسمِکَ الَّذی کَتَبتَهُ عَلی عَرشِکَ،وَاستَقَرَّ بِذلِکَ الاِسمِ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا قُدّوسُ یا قُدّوسُ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ قُدّوسٌ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی یُمشی بِهِ عَلی ظُلَلِ الماءِ (1)کَما یُمشی بِهِ عَلی جَدَدِ الأَرضِ یا اللّهُ،وأَسأَ لُکَ بِهِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أجرَیتَ بِهِ الفُلکَ فَجَعَلتَهُ مَعالِمَ شَمسِکَ وقَمَرِکَ،وکَتَبتَ اسمَکَ عَلَیهِ،وبِأَنَّکَ لا إلهَ إلّاأنتَ تُسأَلُ فَتُجیبُ،فَأَنَا أسأَ لُکَ بِهِ یا اللّهُ وبِاسمِکَ الَّذی هُوَ نورٌ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أقَمتَ بِهِ عَرشَکَ وکُرسِیَّکَ فِی الهَواءِ،وبِاسمِکَ الَّذی بِهِ سَبَقَت رَحمَتُکَ غَضَبَکَ،وبِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الفِردَوسَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ وبِأَنَّکَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،وبِاسمِکَ المَکتوبِ فی دارِ السَّلامِ،وبِاسمِکَ یا اللّهُ الطّاهِرِ المُطَهَّرِ

ص:487


1- .فی المصادر الاُخری:«طَلَلِ الماءِ».قال العلامة المجلسی:وفی القاموس:مشی علی طلل الماء:علی ظهره.وفی النسخ بالظاء المعجمة المضمومة جمع ظلّة وهی الغاشیة وأوّل سحابة تظلّ وما أظلّک من شجر وغیره وکأنّه هنا علی التشبیه والاستعارة والأوّل أظهر (بحار الأنوار:ج 91 ص 177).

المُقَدَّسِ،النّورِ المُصطَفَی الَّذی اصطَفَیتَهُ لِنَفسِکَ مِن نَفسِکَ،بِهِ أسأَ لُکَ یا اللّهُ،وبِنورِ وَجهِکَ المُنیرِ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ بِاسمِکَ الَّذی یُمشی بِهِ فِی الظُّلَمِ،ویُمشی بِهِ فی أبراجِ السَّماءِ،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،وبِاسمِکَ الَّذی کَتَبتَهُ عَلی حِجابِ عَرشِکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَکتوبِ المَکنونِ الأَعَزِّ الأَکرَمِ الأَجَلِّ الأَکبَرِ الأَعظَمِ،الَّذی تُحِبُّهُ وتَرضی عَمَّن دَعاکَ بِهِ،وتُجیبُ دَعوَتَهُ ولا تَحرُمُ سائِلَکَ بِهِ بِذلِکَ الاِسمِ.

وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ طَیِّبٌ مُبارَکٌ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ، وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ فِی اللَّوحِ المَحفوظِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی أصغَرُ حَرفٍ مِنهُ أعظَمُ مِنَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وَالجِبالِ وکُلِّ شَیءٍ خَلَقتَهُ،وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ اصطَفَیتَهُ مِن عِلمِکَ لِنَفسِکَ،وَاستَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کانَ دَعاکَ بِهِ الَّذی عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الکِتابِ فَأَجَبتَهُ بِذلِکَ الاِسمِ،أدعوکَ وأَسأَ لُکَ بِهِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ،فَاستَقَرَّت أقدامُهُم وحَمَّلتَهُم عَرشَکَ بِذلِکَ الاِسمِ، یا اللّهُ الَّذی لا یَعلَمُهُ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ،ولا حامِلُ عَرشِکَ ولا کُرسِیِّکَ إلّامَن عَلَّمتَهُ ذلِکَ.

وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ الطَّیِّبینَ الأَخیارِ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَیهِم أجمَعینَ،وَاقضِ حاجَتی وَامنُن عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّزقِ الحَلالِ الطَّیِّبِ الواسِعِ،وَالصِّحَّةِ وَالعافِیَةِ وَالسَّلامَةِ فی نَفسی ودینی وأَهلی ومالی وإخوانی وعَشیرَتی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

الحَمدُ للّهِ ِ عَلی حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی عَفوِهِ بَعدَ قُدرتِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ القادِرِ بِقُدرَتِهِ عَلی کُلِّ قُدرَةٍ ولا یَقدِرُ أحَدٌ قَدرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ باسِطِ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،الحَمدُ للّهِ ِ عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ وهُوَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدورِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ خالِقِ الخَلقِ وقاسِمِ الرِّزقِ، الحَمدُ للّهِ ِ الخالِقِ لِما یُری وما لا یُری،الحَمدُ للّهِ ِ عالِمِ الغُیوبِ،الحَمدُ للّهِ ِ بِجَمیعِ مَحامِدِهِ، الحَمدُ للّهِ ِ عَلی جَمیعِ نَعمائِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی جَمیلِ بَلائِهِ عَلی خَلقِهِ بِقُدرَتِهِ،لا تُدرِکُهُ

ص:488

الأَبصارُ وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ،وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ.

الأَوَّلُ کانَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وعَلِمَ کُلَّ شَیءٍ بِعِلمِهِ،وأَنفَذَ کُلَّ شَیءٍ بَصَراً وعَلِمَ کُلَّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،الحَمدُ للّهِ ِ الإِلهِ القُدّوسِ،یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ طائِعینَ غَیرَ مُکرَهینَ،وکُلُّ شَیءٍ یُسَبِّحُ بِحَمدِهِ ولکِن لا یَعلَمُ الخَلائِقُ تَسبیحَهُم.

إلهی ! عَلِمتَ کُلَّ شَیءٍ،وقَدَّرتَ کُلَّ شَیءٍ،وهَدَیتَ کُلَّ شَیءٍ،ودَعَوتَ کُلَّ شَیءٍ إلی جَلالِکَ وجَلالِ وَجهِکَ،وعِظَمِ مُلکِکَ وتَعظیمِ سُلطانِکَ وقَدیمِ أزَلِیَّتِکَ ورُبوبِیَّتِکَ،لَکَ الثَّناءُ بِجَمیعِ ما یَنبَغی لَکَ أن یُثنی بِهِ عَلَیکَ مِنَ المَحامِدِ وَالثَّناءِ وَالتَّقدیسِ وَالتَّهلیلِ، سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا یَلهو،سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا یَسهو،نورُ کُلِّ نورٍ وهادی کُلِّ شَیءٍ، سُبحانَ أهلِ الکِبرِیاءِ وأَهلِ التَّعظیمِ وَالثَّناءِ الحَسَنِ،تَبارَکتَ إلهی فَاستَوَیتَ عَلی کُرسِیِّ العِزِّ،وعَلِمتَ ما تَحتَ الثَّری وما فَوقَهُ وما عَلَیهِ وما یَخرُجُ مِنهُ،وما یَخرُجُ شَیءٌ مِن عِلمِکَ،سُبحانَکَ ما أحسَنَ بَلاءَکَ،ولَکَ الحَمدُ ما أظهَرَ نَعماءَکَ ولَکَ الشُّکرُ ما أکبَرَ عَظَمَتَکَ.

إلهِی ! اغفِر لِلمُذنِبینَ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وتَجاوَز عَنِ الخاطِئینَ فَإِنَّهُم قَصَّروا ولَم یَعلَموا،وضَمِنوا لَکَ عَلی أنفُسِهِم ولَم یَفوا،وَاتَّکَلوا عَلی أنَّکَ أکرَمُ الأَکرَمینَ،فَتّاحُ الخَیراتِ،إلهُ مَن فِی الأَرَضینَ وَالسَّماواتِ،وأَنَّکَ دَیّانُ یَومِ الدّینِ،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ وأَهلی و إخوانی،وَارزُقنی رِزقاً واسِعاً طَیِّباً هَنیئاً مَریئاً سَریعاً حَلالاً،إنَّکَ خَیرُ الرّازِقینَ. (1)

2324.مصباح المتهجّد: صَلاةٌ اخری [لِعَلِیٍّ علیه السلام ] تُصَلّی یَومَ الجُمُعَةِ،فَأَوَّلُ ما تَبدَأُ بِهِ أن تَقولَ عِندَ وُضوئِکَ:«بِسمِ اللّهِ بِسمِ اللّهِ،بِسمِ اللّهِ خَیرِ الأَسماءِ،وأَکرَمِ الأَسماءِ،وأَشرَفِ الأَسماءِ،بِسمِ اللّهِ القاهِرِ لِمَن فِی الأَرضِ وَالسَّماءِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ مِنَ الماءِ کُلَّ شَیءٍ

ص:489


1- .مصباح المتهجّد:ص 292، جمال الأسبوع:ص 163، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 172 ح 5.

حَیٍّ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أحیا قَلبی بِالإِیمانِ ورَزَقَنِی الإِسلامَ،اللّهُمَّ تُبَ عَلَیَّ وطَهِّرنی،وَاقضِ لی بِالحُسنی فی عافِیَةٍ وفی عاقِبَةِ أمری وجَمیعِهِ،وأَرِنی کُلَّ الَّذی احِبُّ فِی العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ،افتَح لی أبوابَ الخَیراتِ مِن عِندِکَ یا سَمیعَ الدُّعاءِ».

ثُمَّ امضِ إلَی المَسجِدِ،وقُل حینَ تَدخُلُهُ قَبلَ أن تَستَفتِحَ الصَّلاةَ:«یَسأَ لُهُ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،کُلَّ یَومٍ هُوَ فی شَأنٍ،اللّهُمَّ فَاجعَل مِن شَأنِکَ شَأنَ حاجَتی،وَاقضِ فی شَأنِکَ لی حاجَتی،وحاجَتی إلَیکَ اللّهُمَّ العِتقُ مِنَ النّارِ،وأَن تُقبِلَ عَلَیَّ بِوَجهِکَ الکَریمِ».

ثُمَّ اجعَل راحَتَیکَ مِمّا یَلِی السَّماءَ وقُل:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،مُقَدَّساً مُعَظَّماً مُوَقَّراً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وکَبِّرهُ تَکبیراً،اللّهُ أکبَرُ أهلَ الکِبرِیاءِ،وَالحَمدِ وَالثَّناءِ وَالتَّقدیسِ وَالمَجدِ،ولا إلهَ إلَّا اللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اللّهُ أکبَرُ لا شَریکَ لَهُ فی تَکبیری،بَل مُخلِصاً أقولُ،وبِاللّهِ العَلِیِّ أعوذُ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ».

وأَمکِن قَدَمَیکَ مِنَ الأَرضِ وأَلصِق إحداهُما بِالاُخری،وإیّاکَ وَالاِلتِفاتَ وحَدیثَ النَّفسِ،وَاقرَأ فِی الرَّکعَةِ الاُولی«الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»و«ألم تَنزیلُ السَّجدَةَ»،وإن أحبَبتَ بِغَیرِ ذلِکَ مِنَ القُرآنِ مِمّا تَیَسَّرَ،وَاقرَأ فِی الثّانِیَةِ سورَةَ یس،وفِی الثّالِثَةِ«حم الدُّخان»،وفِی الرّابِعَةِ«تَبارَکَ الَّذی بِیَدِهِ المُلکُ»،وإن أحبَبتَ بِغَیرِ ذلِکَ مِنَ القُرآنِ فَما تَیَسَّرَ مِنهُ.

فَإِذا قَضَیتَ القِراءَةَ فِی الرَّکعَةِ الاُولی فَقُل قَبلَ أن تَرکَعَ وأَنتَ قائِمٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،وتَبارَکَ اللّهُ وتَعالَی اللّهُ ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ولا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنَ اللّهِ إلّاإلَیهِ،سُبحانَ اللّهِ وَاللّهُ

ص:490

أکبَرُ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ عَدَدَ الشَّفعِ وَالوَترِ وَالرَّملِ وَالقَطرِ،وعَدَدَ کَلِماتِ رَبّی الطَّیِّباتِ التّامّاتِ المُبارَکاتِ».

ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ حِذاءَ مَنکِبَیکَ،ثُمَّ کَبِّر وَارکَع فَقُلهُ وأَنتَ راکِعٌ عَشراً،ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ مِن رُکوعِکَ فَقُلهُ وأَنتَ قائِمٌ عَشراً،ثُمَّ کَبِّر وَاسجُد وقُل هذَا الکَلامَ وأَنتَ ساجِدٌ عَشراً، ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ مِن سُجودِکَ فَقُل وأَنتَ جالِسٌ عَشراً،ثُمَّ اسجُدِ الثّانِیَةَ فَقُل فی سُجودِکَ عَشراً،ثُمَّ انهَض إلَی الثّانِیَةِ فَقُلهُ قَبلَ أن تَقرَأَ عَشراً،ثُمَّ تَصنَعُ کَما صَنَعتَ فِی الأَوَّلَةِ، تَقولُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»مِثلَ الکَلامِ الأَوَّلِ،وَلیَکُن تَشَهُّدُکَ فِی الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ وَالاُخرَیَینِ،وتَقولُ:

«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی وَجَّهتُ إلَیکَ بِصَلاتی مُخلِصاً لَکَ،لا شَریکَ لَکَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،کَذَبَ العادِلونَ،بِکَ التَّحِیّاتُ وَالصَّلَواتُ للّهِ ِ،اللّهُمَّ اجعَلها صَلاةً طاهِرَةً مِنَ الرِّیاءِ،وَاجعَلها زاکِیَةً لی عِندَکَ،وتَقَبَّلها مِنّی یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،اللّهُمَّ صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ،وَاخصُص مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ مِن صَلَواتِکَ بِأَفضَلِها، وسَلِّم عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وَاخصُص جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ مِن سَلامِکَ بِأَنماهُ،ثُمَّ صَلِّ عَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ،وَاخصُص أولِیاءَکَ المُخلِصینَ مِن سَلامِکَ بِأَدوَمِهِ، وبارِک عَلَیهِم وعَلَیَّ وعَلی والِدَیَّ مَعَهُم وعَلی جَمیعِ المُؤمِنینَ».

ثُمَّ سَلِّم وقُل بَعدَ التَّسلیمِ:«اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،وأَشهَدُ أنَّکَ أنتَ اللّهُ رَبّی،وأَنَّ رَسولَکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیّی،وأَنَّ الدّینَ الَّذی شَرَعتَ لَهُ دینی، وأَنَّ الکِتابَ الَّذی أنزَلتَهُ عَلَیهِ إمامی،وأَشهَدُ أنَّ قَولَکَ حَقٌّ،وأَنَّ قَضاءَکَ حَقٌّ،وأَنَّ عَطاءَکَ عَدلٌ،وأَنَّ جَنَّتَکَ حَقٌّ،وأَنَّ نارَکَ حَقٌّ،وأَنَّکَ تُمیتُ الأَحیاءَ وتُحیِی المَوتی، وأَنَّکَ تَبعَثُ مَن فِی القُبورِ،وأَنَّکَ جامِعُ النّاسِ لِیَومٍ لا رَیبَ فیهِ،لا تُغادِرُ مِنهُم أحَداً وأَنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.

ص:491

اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،فَاشهَد لی یا رَبِّ فَإِنَّکَ أنتَ المُنعِمُ عَلَیَّ لا غَیرُکَ، وأَنتَ مَولایَ الَّذی بِأَنعُمِکَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،اللّهُمَّ اغفِر لی مَغفِرَةً عَزماً لا تُغادِرُ لی ذَنباً ولا أرتَکِبُ بِعَونِکَ لی بَعدَها مُحَرَّماً،وعافِنی مُعافاةً لا بَلوی بَعدَها أبَداً،اللّهُمَّ اهدِنی هُدیً لا أضِلُّ بَعدَهُ أبَداً،وَانفَعنی بِما عَلَّمتَنی وَاجعَلهُ حُجَّةً لی ولا تَجعَلهُ عَلَیَّ،وَارزُقنی حَلالاً مُبَلَّغاً ورَضِّنی بِهِ،وتُب عَلَیَّ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَحمانُ یا رَحیمُ اهدِنی وَارحَمنی مِنَ النّارِ،وَاهدِنی لِمَا اختُلِفَ فیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِکَ إنَّکَ تَهدی مَن تَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ، وَاعصِمنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وأَبلِغ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً طَیِّبَةً مُبارَکَةً وسَلاماً،آمینَ آمینَ رَبَّ العالَمینَ». (1)

3/34صَلاةُ فاطِمَةَ علیها السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2325.الإمام الصادق علیه السلام: مَن صَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،فَقَرَأَ فی کُلِّ رَکعَةٍ بِخَمسینَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،کانَت صَلاةَ فاطِمَةَ علیها السلام (2)وهِیَ صَلاةُ الأَوّابینَ (3). (4)

ص:492


1- .مصباح المتهجّد:ص 298، جمال الاُسبوع:ص 169، [2]بحار الأنوار:ج 91 ص 178 ح 6.
2- قال العلّامة المجلسی رحمه الله:«بیان:لا خلاف بیننا ظاهراً فی استحباب هذه الصلاة،ونسبها الشیخ وجماعة إلی أمیر المؤمنین علیه السلام،والعلّامة وجماعة إلی فاطمة علیها السلام،ویظهر کلاهما من الأخبار،ولا تنافی بینهما.ویظهر کونها صلاة أمیر المؤمنین علیه السلام من روایة المفضّل بن عمر فی کیفیة نافلة شهر رمضان،وکونها صلاة فاطمة علیها السلام من هذه الروایة. وقال الصدوق رحمه الله فی الفقیه:باب ثواب الصلاة التی یسمّیها الناس صلاة فاطمة علیها السلام ویسمّونها أیضاً صلاة الأوّابین،ثمّ أورد روایة ابن سنان بسند صحیح،ثمّ أورد روایة العیّاشی من کتابه مسنداً عن هشام،ثمّ قال:کان شیخنا محمّد بن الحسن بن الولید رضی اللّه عنه یروی هذه الصلاة وثوابها إلّاأنّه کان یقول:إنّی لا أعرفها بصلاة فاطمة علیها السلام،وأمّا أهل کوفة فإنّهم یعرفونها بصلاة فاطمة علیها السلام انتهی.ولا ثمرة لهذا الکلام بعد شرعیّة الصلاة،والصلاةُ المنسوبَةُ إلی کُلٍّ منهم منسوبَةٌ إلی جمیعهم»(بحار الأنوار:ج 91 ص 171).
3- الأوّابین:جمع أوّاب،وهو الکثیر الرجوع إلی اللّه تعالی بالتوبة (النهایة:ج 1 ص 79« أوب»).
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 564 ح 1557،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 286 ح 44، مجمع البیان:ج 6 ص 632 نحوه وکلّها عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 91 ص 171 ح 4.

2326.عنه علیه السلام: کانَت لِاُمّی فاطِمَةَ علیها السلام رَکعَتانِ تُصَلّیهِما،عَلَّمَها جَبرَئیلُ علیه السلام،فَإِذا سَلَّمَت سَبَّحَتِ التَّسبیحَ،وهُوَ:

سُبحانَ ذِی العِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ،سُبحانَ ذِی الجَلالِ الباذخِ (1)العَظیمِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،سُبحانَ مَن لَبِسَ البَهجَةَ وَالجَمالَ،سُبحانَ مَن تَرَدّی بِالنّورِ وَالوَقارِ، سُبحانَ مَن یَری أثَرَ النَّملِ فِی الصَّفا،سُبحانَ مَن یَری وَقعَ الطَّیرِ فِی الهَواءِ،سُبحانَ مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ (2). (3)

2327.مصباح المتهجّد: صَلاةُ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ علیها السلام:هُما رَکعَتانِ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»ومِئَةَ مَرَّةٍ«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،وفِی الثّانِیَةَ«الحَمدَ»ومِئَةَ مَرَّةٍ«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا سَلَّمتَ سَبَّحتَ تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السلام،ثُمَّ تَقولُ:

«سُبحانَ ذِی العِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ،سُبحانَ ذِی الجَلالِ الباذِخِ العَظیمِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،سُبحانَ مَن لَبِسَ البَهجَةَ وَالجَمالَ،سُبحانَ مَن تَرَدّی بِالنّورِ وَالوَقارِ،سُبحانَ مَن یَری أثَرَ النَّملِ فِی الصَّفا،سُبحانَ مَن یَری وَقعَ الطَّیرِ فِی الهَواءِ، سُبحانَ مَن هُوَ هکَذا [و]لا هکَذا غَیرُهُ».

ویَنبَغی لِمَن صَلّی هذِهِ الصَّلاةَ وفَرَغَ مِنَ التَّسبیحِ،أن یَکشِفَ رُکبَتَیهِ وذِراعَیهِ ویُباشِرَ بِجَمیعِ مَساجِدِهِ الأَرضَ بِغَیرِ حاجِزٍ یَحجُزُ بَینَهُ وبَینَها،ویَدعُوَ ویَسأَلَ حاجَتَهُ وما شاءَ مِنَ الدُّعاءِ،ویَقولَ وهُوَ ساجِدٌ:

یا مَن لَیسَ غَیرَهُ رَبٌّ یُدعی،یا مَن لَیسَ فَوقَهُ إلهٌ یُخشی،یا مَن لَیسَ دونَهُ مَلَکٌ

ص:493


1- .الباذخ:العالی (النهایة:ج 1 ص 110«بذخ»).
2- جمال الاُسبوع:ص 171 عن المفضّل بن عمر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 591 ذیل ح 3198،کامل الزیارات:ص 384 ح 631 [2]عن أبی سعید المدائنی،الإقبال:ج 2 ص 44 [3] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 185 ح 7.
3- زاد فی المصدر:وقد روی أنّه یقول تسبیحها المنقول بعقب کلّ فریضة،ثمّ صلّی علی النبیّ وآله مئة مرّة.

یُتَّقی،یا مَن لَیسَ لَهُ وَزیرٌ یُؤتی،یا مَن لَیسَ لَهُ حاجِبٌ یُرشی،یا مَن لَیسَ لَهُ بَوّابٌ یُغشی،یا مَن لا یَزدادُ عَلی کَثرَةِ السُّؤالِ إلّاکَرَماً وجوداً،وعَلی کَثرَةِ الذُّنوبِ إلّاعَفواً وصَفحاً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)

2328.الإمام الصادق علیه السلام: لِلأَمرِ المَخوفِ العَظیمِ،تُصَلّی رَکعَتَینِ وهِیَ الَّتی کانَتِ الزَّهراءُ علیها السلام تُصَلّیها،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»خَمسینَ مَرَّةً،وفِی الثّانِیَةِ مِثلَ ذلِکَ،فَإِذا سَلَّمتَ صَلَّیتَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله (2)،ثُمَّ تَرفَعُ یَدَیکَ وتَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ بِهِم إلَیکَ،وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِحَقِّهِمُ العَظیمِ الَّذی لا یَعلَمُ کُنهَهُ سِواکَ، وبِحَقِّ مَن حَقُّهُ عِندَکَ عَظیمٌ،وبِأَسمائِکَ الحُسنی وکَلِماتِکَ التّامّاتِ الَّتی أمَرتَنی أن أدعُوَکَ بِها،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی أمَرتَ إبراهیمَ علیه السلام أن یَدعُوَ بِهِ الطَّیرَ فَأَجابَتهُ، وبِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی قُلتَ لِلنّارِ کونی بَرداً وسَلاماً عَلی إبراهیمَ فَکانَت،وبِأَحَبِّ أسمائِکَ إلَیکَ وأَشرَفِها عِندَکَ،وأَعظَمِها لَدَیکَ،وأَسرَعِها إجابَةً،وأَنجَحِها طَلِبَةً،وبِما أنتَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ ومُستَوجِبُهُ،وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ وأَرغَبُ إلَیکَ،وأَتَصَدَّقُ مِنکَ، وأَستَغفِرُکَ وأَستَمنِحُکَ وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ،وأَخضَعُ بَینَ یَدَیکَ وأَخشَعُ لَکَ،واُقِرُّ لَکَ بِسوءِ صَنیعَتی،وأَتَمَلَّقُکَ واُلِحُّ عَلَیکَ.

ص:494


1- .مصباح المتهجّد:ص 301 ذیل ح 411 و 412 و 413،بحار الأنوار:ج 91 ص 180 ح 7.
2- أورد هذه الروایة فی جمال الاُسبوع [3]عن إبراهیم بن عمر الصنعانی عن أبی عبد اللّه علیه السلام إلی قوله:فإذا سلّمت صلّیت علی النبیّ صلی الله علیه و آله مئة مرة؛(ولم یذکر بقیة الروایة). ثمّ قال:صلاة اخری لها صلوات اللّه علیها:حدّث علیّ بن محمّد العلوی الرازی و...عن المفضّل بن عمر عن أبی عبد اللّه الصادق علیه السلام قال:کان لاُمیّ فاطمة علیها السلام صلاة تصلّیها علَّمها جبرئیل علیه السلام رکعتان،تقرأ فی الاُولی«الحمد»مرّة و«إنا أنزلناه فی لیلة القدر»مئة مرّة،وفی الثانیة«الحمد»مرّة ومئة مرّة«قل هو اللّه»،فإذا سلّمت سبّحت تسبیح الطاهرة علیها السلام وهو التسبیح الذی تقدّم،وتکشف عن رکبتیک وذراعیک علی المصلّی وتدعو بهذا الدعاء وتسأل حاجتک،تُعطَها إن شاء اللّه. الدعاء:ترفع یدیک بعد الصلاة علی النبیّ صلی الله علیه و آله وتقول: «اللّهُمَّ إنّی أتوجّه إلیک بهم وأسألک بحقّک العظیم الذی لا یعلم کنهه سواک...»إلی آخر الدعاء (جمال الاُسبوع:ص 173 و 174).

وأَسأَ لُکَ بِکُتُبِکَ الَّتی أنزَلتَها عَلی أنبِیائِکَ،ورُسُلِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِم أجمَعینَ،مِنَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالقُرآنِ العَظیمِ،مِن أوَّلِها إلی آخِرِها،فَإِنَّ فیهَا اسمَکَ الأَعظَمَ،وبِما فیها مِن أسمائِکَ العُظمی أتَقَرَّبُ إلَیکَ.

وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُفَرِّجَ عَن مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَجعَلَ فَرَجی مَقروناً بِفَرَجِهِم،وتَبدَأُ بِهِم فیهِ وتَفتَحُ أبوابَ السَّماءِ لِدُعائی فی هذَا الیَومِ،وتَأذَنَ فی هذَا الیَومِ وهذِهِ اللَّیلَةِ بِفَرَجی وإعطاءِ سُؤلی وأَمَلی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فَقَد مَسَّنِیَ الفَقرُ ونالَنِیَ الضُّرُّ،وسَلَّمَتنِی الخَصاصَةُ (1)،وأَلجَأَتنِی الحاجَةُ،وتَوَسَّمتُ بِالذِّلَّةِ،وغَلَبَتنِی المَسکَنَةُ،وحَقَّت عَلَیَّ الکَلِمَةُ،وأَحاطَت بِیَ الخَطیئَةُ.

وهذَا الوَقتُ الَّذی وَعَدتَ أولِیاءَکَ فیهِ الإِجابَةَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَامسَح ما بی بِیَمینِکَ الشّافِیَةِ،وَانظُر إلَیَّ بِعَینِکَ الرّاحِمَةِ،وأَدخِلنی فی رَحمَتِکَ الواسِعَةِ،وأَقبِل إلَیَّ بِوَجهِکَ الَّذی إذا أقبَلتَ بِهِ عَلی أسیرٍ فَکَکتَهُ،وعَلی ضالٍّ هَدَیتَهُ،وعَلی جائِزٍ أدَّیتَهُ، وعَلی فَقیرٍ أغنَیتَهُ،وعَلی ضَعیفٍ قَوَّیتَهُ،وعَلی خائِفٍ أمِنتَهُ،ولا تُخلِنی لِقاءً لِعَدُوِّکَ وعَدُوّی یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

یا مَن لا یَعلَمُ کَیفَ هُوَ وحَیثُ هُوَ وقُدرَتَهُ إلّاهُوَ،یا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ،وکَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ،یا مَن سَمّی نَفسَهُ بِالاِسمِ الَّذی بِهِ تُقضی حاجَةُ کُلِّ طالِبٍ یَدعوهُ بِهِ،وأَسأَ لُکَ بِذلِکَ الاِسمِ فَلا شَفیعَ أقوی لی مِنهُ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی حَوائِجی،وتُسمِعَ مُحَمَّداً وعَلِیّاً وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَینَ وعَلِیّاً ومُحَمَّداً وجَعفَراً وموسی وعَلِیّاً ومُحَمَّداً وعَلِیّاً وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم وبَرَکاتُهُ ورَحمَتُهُ-صَوتی؛لِیَشفَعوا لی إلَیکَ،وتُشَفِّعَهُم فِیَّ،ولا تَرُدَّنی خائِباً بِحَقِّ لا إلهَ إلّاأنتَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ

ص:495


1- .الخَصاصَةُ:الفقر والحاجة (المصباح المنیر:ص 171«خصص»).

عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا یا کَریمُ. (1)

4/34صَلاةُ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2329.جمال الاُسبوع: ذِکرُ صَلاةٍ لِمَولانَا الحَسَنِ بنِ مَولانا عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهما السلام فی یَومِ الجُمُعَةِ،وهِیَ أربَعُ رَکَعاتٍ مِثلُ صَلاةِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام.

صَلاةٌ اخری لِلحَسَنِ علیه السلام یَومَ الجُمُعَةِ:وهِیَ أربَعُ رَکَعاتٍ،کُلُّ رَکعَةٍ بِالحَمدِ مَرَّةً وَالإِخلاصِ خَمسٌ وعِشرونَ مَرَّةً.

دُعاءُ الحَسَنِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ، وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُقیلَنی عَثرَتی وتَستُرَ عَلَیَّ ذُنوبی وتَغفِرَها لی وتَقضِیَ لی حَوائِجی،ولا تُعَذِّبَنی بِقَبیحٍ کانَ مِنّی،فَإِنَّ عَفوَکَ وجودَکَ یَسَعُنی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

5/34صَلاةُ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

صَلاةُ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها (3)

2330. جمال الاُسبوع: صَلاةُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام:أربَعُ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ الفاتِحَةَ

ص:496


1- .مصباح المتهجّد:ص 302 ذیل ح 413، بحار الأنوار:ج 91 ص 183 ح 9 [2] وراجع الإقبال:ج 3 ص 166 [3] وجمال الاُسبوع:ص 173.
2- جمال الاُسبوع:ص 175، بحار الأنوار:ج 91 ص 185 ح 11.
3- قال العلّامة المجلسی قدس سره:بیان:أقول:فی صلاة الحسین علیه السلام ظاهره عدم القراءة بعد السجدتین وصرّح بذلک فی مختصر المصباح،وقال:یصلّی أربع رکعات بثمانمئة مرّة الحمد و«قل هو اللّه أحد»ثمّ ذکر تفصیله،لکن روی السیّد هذه الصلاة فی کتاب الإقبال فی أعمال لیلة النصف من شعبان،قال:نقلت من خطّ الشیخ أبی الحسن محمّد بن هارون ما ذکر أنّه حذف إسناده،قال:ومن صلاة لیلة النصف من شعبان عند قبر سیّدنا أبی عبد اللّه الحسین علیه السلام أربع رکعات،یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب خمسین مرّة و«قل هو اللّه أحد»خمسین مرّة،ویقرؤهما فی الرکوع عشر مرّات،وإذا استویت من الرکوع مثل ذلک،وفی السجدتین وبینهما مثل ذلک کما تفعل فی صلاة التسبیح،ثمّ ذکر التسبیح،ثمّ ذکر الدعاء،وظاهر التشبیه وجود القراءة بعد السجدتین أیضاً (بحار الأنوار:ج 91 ص 191 7 وراجع:الإقبال:ج 3 ص 347). 8

خَمسینَ مَرَّةً وَالإِخلاصَ خَمسینَ مَرَّةً،وإذا رَکَعتَ فی کُلِّ رَکعَةٍ تَقرَأُ الفاتِحَةَ عَشراً وَالإِخلاصَ عَشراً،وکَذلِکَ إذا رَفَعتَ رَأسَکَ مِنَ الرُّکوعِ،وکَذلِکَ فی کُلِّ سَجدَةٍ وبَینَ کُلِّ سَجدَتَینِ،فَإِذا سَلَّمتَ فَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ أنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِآدَمَ وحَوّاءَ إذ «قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ» 1 ،وناداکَ نوحٌ فَاستَجَبتَ لَهُ ونَجَّیتَهُ وأَهلَهُ مِنَ الکَربِ العَظیمِ،وأَطفَأتَ نارَ نُمرودَ عَن خَلیلِکَ إبراهیمَ فَجَعَلتَها بَرداً وسَلاماً،وأَنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِأَیّوبَ إذ نادی رَبِّ «مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ» 2 ،فَکَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرٍّ وآتَیتَهُ أهلَهُ ومِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِکَ وذِکری لِاُولِی الأَلبابِ.

وأَنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِذِی النّونِ حینَ ناداکَ مِنَ الظُّلماتِ «أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ» 3 ،فَنَجَّیتَهُ مِنَ الغَمِّ،وأَنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِموسی وهارونَ دَعوَتَهُما حینَ قُلتَ: «قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُکُما فَاسْتَقِیما» 4 ،وغَرَّقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ،وغَفَرتَ لِداوودَ ذَنبَهُ وتُبتَ عَلَیهِ رَحمَةً مِنکَ وذِکری،وفَدَیتَ إسماعیلَ بِذِبحٍ عَظیمٍ بَعدَ ما أسلَمَ وتَلَّهُ (1)لِلجَبینِ،فَنادَیتَهُ بِالفَرَجِ وَالرَّوحِ.

وأَنتَ الَّذی ناداکَ زَکَرِیّا نِداءً خَفیّاً فَقالَ: «رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ

ص:497


1- تلَّهُ:أسقطه علی التلّ (مفردات ألفاظ القرآن:ص 167« تلّ»).

شَیْباً وَ لَمْ أَکُنْ بِدُعائِکَ رَبِّ شَقِیًّا» 1 ،وقُلتَ: «یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ» 2 ، وأَنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِلَّذینَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لِتَزیدَهُم مِن فَضلِکَ،فَلا تَجعَلنی مِن أهَونِ الدّاعینَ لَکَ وَالرّاغِبینَ إلَیکَ،وَاستَجِب لی کَمَا استَجَبتَ لَهُم بِحَقِّهِم عَلَیکَ،فَطَهِّرنی بِتَطهیرِکَ وتَقَبَّل صَلاتی ودُعائی بِقَبولٍ حَسَنٍ،وطَیِّب بَقِیَّةَ حَیاتی وطَیِّب وَفاتی، وَاخلُفنی فیمَن اخَلِّفُ،وَاحفَظنی یا رَبِّ بِدُعائی،وَاجعَل ذُرِّیَّتی ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً تَحوطُها بِحِیاطَتِکَ،بِکُلِّ ما حُطتَ بِهِ ذُرِّیَّةَ أحَدٍ مِن أولِیائِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ رَقیبٌ،ولِکُلِّ داعٍ مِن خَلقِکَ مُجیبٌ،ومِن کُلِّ سائِلٍ قَریبٌ، أسأَ لُکَ یا لا إلهَ إلّاأنتَ الحَیُّ القَیّومُ،الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،وبِکُلِّ اسمٍ رَفَعتَ بِهِ سَماءَکَ وفَرَشتَ بِهِ أرضَکَ،وأَرسَیتَ بِهِ الجِبالَ وأَجرَیتَ بِهِ الماءَ،وسَخَّرتَ بِهِ السَّحابَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ وَاللَّیلَ وَالنَّهارَ وخَلَقتَ الخَلائِقَ کُلَّها.

أسأَ لُکَ بِعَظَمَةِ وَجهِکَ العَظیمِ الَّذی أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،فَأَضاءَت بِهِ الظُّلُماتُ،إلّاصَلَّیتَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وکَفَیتَنی أمرَ مَعاشی ومَعادی،وأَصلَحتَ لی شَأنی کُلَّهُ،ولَم تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ،وأَصلَحتَ أمری وأَمرَ عِیالی وکَفَیتَنی هَمَّهُم،وأَغنَیتَنی وإیّاهُم مِن کَنزِکَ وخَزائِنِکَ وسَعَةِ فَضلِکَ الَّذی لا یَنفَدُ أبَداً،وأَثبَتَّ فی قَلبی یَنابیعَ الحِکمَةِ الَّتی تَنفَعُنی بِها وتَنفَعُ بِها مَنِ ارتَضَیتَ مِن عِبادِکَ،وَاجعَل لی مِنَ المُتَّقینَ فی آخِرِ الزَّمانِ إماماً کَما جَعَلتَ إبراهیمَ الخَلیلَ إماماً،فَإِنَّ بِتَوفیقِکَ یَفوزُ الفائِزونَ ویَتوبُ التّائِبونَ ویَعبُدُکَ العابِدونَ،وبِتَسدیدِکَ یَصلُحُ الصّالِحونَ المُحسِنونَ المُخبِتونَ العابِدونَ لَکَ الخائِفونَ مِنکَ،وبِإِرشادِکَ نَجَا النّاجونَ مِن نارِکَ وأَشفَقَ مِنهَا

ص:498

المُشفِقونَ مِن خَلقِکَ،وبِخِذلانِکَ خَسِرَ المُبطِلونَ وهَلَکَ الظّالِمونَ وغَفَلَ الغافِلونَ.

اللّهُمَّ آتِ نَفسی تَقواها فَأَنتَ وَلِیُّها ومَولاها وأَنتَ خَیرُ مَن زَکّاها،اللّهُمَّ بَیِّن لَها هُداها،وأَلهِمها تَقواها،وبَشِّرها بِرَحمَتِکَ حینَ تَتَوَفّاها،ونَزِّلها مِنَ الجِنانِ عُلیاها، وطَیِّب وَفاتَها ومَحیاها،وأَکرِم مُنقَلَبَها ومَثواها،ومُستَقَرَّها ومَأواها،فَأَنتَ وَلِیُّها ومَولاها. (1)

6/34صَلاةُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2331.جمال الاُسبوع: صَلاةُ زَینِ العابِدینَ علیه السلام:أربَعُ رَکَعاتٍ،کُلُّ رَکعَةٍ بِالفاتِحَةِ مَرَّةً وَالإِخلاصِ مِئَةَ مَرَّةٍ.

دُعاءُ سَیِّدِنا زَینِ العابِدینَ علیه السلام:

یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ وسَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ ولَم یَهتِکِ السِّترَ، یا عَظیمَ العَفوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،یا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ یا عَظیمَ الرَّجاءِ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبَّنا وسَیِّدَنا ومَولانا،یا غایَةَ رَغبَتِنا،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (2)

7/34صَلاةُ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2332.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الباقِرِ علیه السلام:رَکعَتانِ کُلُّ رَکعَةٍ بِالحَمدِ مَرَّةً وسُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا

ص:499


1- .جمال الاُسبوع:ص 176، بحار الأنوار:ج 91 ص 186 ح 11.
2- جمال الاُسبوع:ص 177، بحار الأنوار:ج 91 ص 187 ح 11.

إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ مِئَةَ مَرَّةٍ.

دُعاءُ الباقِرِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا حَلیمُ،ذو أناةٍ غَفورٌ وَدودٌ،أن تَتَجاوَزَ عَن سَیِّئاتی وما عِندی بِحُسنِ ما عِندَکَ،وأَن تُعطِیَنی مِن عَطائِکَ ما یَسَعُنی،وتُلهِمَنی فیما أعطَیتَنِی العَمَلَ فیهِ بِطاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،وأَن تُعطِیَنی مِن عَفوِکَ ما أستَوجِبُ بِهِ کَرامَتَکَ.

اللّهُمَّ أعطِنی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ،فَإِنَّما أنَا بِکَ ولَم اصِب خَیراً قَطَّ إلّا مِنکَ،یا أبصَرَ الأَبصَرینَ،ویا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،ویا جارَ المُستَجیرینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

8/34صَلاةُ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2333.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الصّادِقِ علیه السلام:رَکعَتانِ (2)کُلُّ رَکعَةٍ بِالفاتِحَةِ مَرَّةً و«شَهِدَ اللّهُ»مِئَةَ مَرَّةٍ.

دُعاءُ الصّادِقِ علیه السلام:

یا صانِعَ کُلِّ مَصنوعٍ،ویا جابِرَ کُلِّ کَسیرٍ،ویا حاضِرَ کُلِّ مَلَأٍ،ویا شاهِدَ کُلِّ نَجوی، ویا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ،ویا شاهِدُ غَیرُ غائِبٍ،وغالِبُ غَیرُ مَغلوبٍ،ویا قَریبُ غَیرُ بَعیدٍ، ویا مُؤنِسَ کُلِّ وَحیدٍ،ویا حَیُّ مُحیِی المَوتی ومُمیتُ الأَحیاءِ،القائِمُ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبَت،ویا حَیُّ حینَ لا حَیَّ لا إلهَ إلّاأنتَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (3)

ص:500


1- .جمال الاُسبوع:ص 178، بحار الأنوار:ج 91 ص 188 ح 11.
2- فی المصدر وبحار الأنوار:«رکعتین»،وما اثبت تقتضیة قواعد العربیة.
3- جمال الاُسبوع:ص 178، المزار الکبیر:ص 176،المزار للشهید الأوّل:ص 251 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 188 ح 11.

9/34صَلاةُ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2334.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الکاظِمِ علیه السلام:رَکعَتانِ (1)،کُلُّ رَکعَةٍ بِالفاتِحَةِ مَرَّةً وَالإِخلاصِ اثنَتَی عَشرَةَ مَرَّةً.

دُعاءُ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:

إلهی ! خَشَعَتِ الأَصواتُ لَکَ،وضَلَّتِ الأَحلامُ فیکَ،ووَجِلَ کُلُّ شَیءٍ مِنکَ،وهَرَبَ کُلُّ شَیءٍ إلَیکَ،وضاقَتِ الأَشیاءُ دونَکَ،ومَلَأَ کُلَّ شَیءٍ نورُکَ،فَأَنتَ الرَّفیعُ فی جَلالِکَ، وأَنتَ البَهِیُّ فی جَمالِکَ،وأَنتَ العَظیمُ فی قُدرَتِکَ،وأَنتَ الَّذی لا یَؤُودُکَ شَیءٌ،یا مُنزِلَ نِعمَتی،یا مُفَرِّجَ کُربَتی،ویا قاضِیَ حاجَتی،أعطِنی مَسأَلَتی بِلا إلهَ إلّاأنتَ،آمَنتُ بِکَ مُخلِصاً لَکَ دینی،أصبَحتُ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ وأَبوءُ لَکَ بِالنِّعمَةِ، وأَستَغفِرُکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی لا یَغفِرُها غَیرُکَ،یا مَن هُوَ فی عُلُوِّهِ دانٍ،وفی دُنُوِّهِ عالٍ، وفی إشراقِهِ مُنیرٌ،وفی سُلطانِهِ قَوِیٌّ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (2)

10/34صَلاةُ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2335.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الرِّضا علیه السلام:سِتُّ رَکَعاتٍ،کُلُّ رَکعَةٍ بِالفاتِحَةِ مَرَّةً و«هَل أتی عَلَی الإِنسانِ»عَشرَ مَرّاتٍ.

دُعاءُ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام:

یا صاحِبی فی شِدَّتی ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا إلهی وإلهَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،یا رَبِّ کهیعص ویس وَالقُرآنِ الحَکیمِ،أسأَ لُکَ یا أحسَنَ مَن سُئِلَ،ویا خَیرَ

ص:501


1- .فی المصدر وبحار الأنوار:«رکعتین»،ومقتضی قواعد اللغة العربیة ما اثبت.
2- جمال الاُسبوع:ص 179، بحار الأنوار:ج 91 ص 188 ح 11.

مَن دُعِیَ،ویا أجوَدَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مُرتَجیً،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

11/34صَلاةُ الإِمامِ الجَوادِ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2336.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الجَوادِ علیه السلام:رَکعَتانِ (2)کُلُّ رَکعَةٍ بِالفاتِحَةِ مَرَّةً وَالإِخلاصِ سَبعینَ مَرَّةً.

دُعاءُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

اللّهُمَّ رَبَّ الأَرواحِ الفانِیَةِ وَالأَجسادِ البالِیَةِ،أسأَ لُکَ بِطاعَةِ الأَرواحِ الرّاجِعَةِ إلی أجسادِها،وبِطاعَةِ الأَجسادِ المُلتَئِمَةِ بِعُروقِها،وبِکَلِمَتِکَ النّافِذَةِ بَینَهُم،وأَخذِکَ الحَقَّ مِنهُم،وَالخَلائِقُ بَینَ یَدَیکَ یَنتَظِرونَ فَصلَ قَضائِکَ،ویَرجونَ رَحمَتَکَ ویَخافونَ عِقابَکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلِ النّورَ فی بَصَری،وَالیَقینَ فی قَلبی،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،وعَمَلاً صالِحاً فَارزُقنی. (3)

12/34صَلاةُ الإِمامِ الهادی علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2337.جمال الاُسبوع: صَلاةُ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام:رَکعَتانِ (4)تَقرَأُ فِی الاُولَی الفاتِحَةَ ویس،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وَالرَّحمنَ.

دُعاءُ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهادی علیه السلام:یا بارُّ یا وَصولُ،یا شاهِدَ کُلِّ غائِبٍ،ویا قَریبُ غَیرُ بَعیدٍ،ویا غالِبُ غَیرُ مَغلوبٍ،

ص:502


1- .جمال الاُسبوع:ص 179، بحار الأنوار:ج 91 ص 189 ح 11.
2- فی المصدر وبحار الأنوار:«رکعتین»،والصحیح ما اثبت.
3- جمال الاُسبوع:ص 179، بحار الأنوار:ج 91 ص 189 ح 11.
4- فی المصدر وبحار الأنوار:«رکعتین»،والصحیح ما أثبت.

ویا مَن لا یَعلَمُ کَیفَ هُوَ إلّاهُوَ،یا مَن لا تُبلَغُ قُدرَتُهُ،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ المَکنونِ المَخزونِ المَکتومِ عَمَّن شِئتَ،الطّاهِرِ المُطَهَّرِ المُقَدَّسِ،النّورِ التّامِّ الحَیِّ القَیّومِ العَظیمِ، نورِ السَّماواتِ ونورِ الأَرَضینَ،عالِمِ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرِ المُتَعالِ العَظیمِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

13/34صَلاةُ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2338.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:أربَعُ رَکَعاتٍ،الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ بِالحَمدِ مَرَّةً و«إذا زُلزِلَتِ»خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً،وفِی الأَخیرَتَینِ کُلَّ رَکعَةٍ بِالحَمدِ مَرَّةً وَالإِخلاصِ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً.

دُعاءُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ،البَدیءُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ ولا إلهَ إلّاأنتَ،الَّذی لا یُذِلُّکَ شَیءٌ وأَنتَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،لا إلهَ إلّاأنتَ خالِقُ ما یُری وما لا یُری،العالِمُ بِکُلِّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،أسأَ لُکَ بِآلائِکَ ونَعمائِکَ،بِأَنَّکَ اللّهُ الرَّبُّ الواحِدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الوَترُ الفَردُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.

وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ اللَّطیفُ الخَبیرُ،القائِمُ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبَت، الرَّقیبُ الحَفیظُ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ اللّهُ الأَوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وَالآخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،وَالباطِنُ دونَ کُلِّ شَیءٍ،الضّارُّ النّافِعُ،الحَکیمُ العَلیمُ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَیُّ القَیّومُ،الباعِثُ الوارِثُ،الحَنّانُ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ، وذُو الطَّولِ وذُو العِزَّةِ وذُو السُّلطانِ،لا إلهَ إلّاأنتَ أحَطتَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصَیتَ کُلَّ

ص:503


1- .جمال الاُسبوع:ص 180، بحار الأنوار:ج 91 ص 189 ح 11.

شَیءٍ عَدَداً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. (1)

14/34صَلاةُ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

2339.مهج الدعوات عن الحسین بن محمّد البزوفری: خَرَجَ عَنِ النّاحِیَةِ المُقَدَّسَةِ:مَن کانَ لَهُ إلَی اللّهِ حاجَةٌ،فَلیَغتَسِل لَیلَةَ الجُمُعَةِ بَعدَ نِصفِ اللَّیلِ،ویَأتی مُصَلّاهُ،ویُصَلّی رَکعَتَینِ،یَقرَأُ فِی الرَّکعَةِ الاُولَی«الحَمدَ»،فَإِذا بَلَغَ«إیّاکَ نَعبُدُ وإیّاکَ نَستَعینُ»یُکَرِّرُها مِئَةَ مَرَّةٍ، ویُتَمِّمُ فِی المِئَةِ إلی آخِرِها.

ویَقرَأُ سورَةَ التَّوحیدِ مَرَّةً واحِدَةً،ثُمَّ یَرکَعُ ویَسجُدُ ویُسَبِّحُ فیها سَبعَةً سَبعَةً،ویُصَلّی الرَّکعَةَ الثّانِیَةَ عَلی هَیئَتِهِ،ویَدعو بِهذَا الدُّعاءِ؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقضی حاجَتَهُ البَتَّةَ کائِناً ما کانَ،إلّاأن یَکونَ فی قَطیعَةِ الرَّحِمِ.وَالدُّعاءُ:

«اللّهُمَّ إن أطَعتُکَ فَالمَحمِدَةُ لَکَ،وإن عَصَیتُکَ فَالحُجَّةُ لَکَ،مِنکَ الرَّوحُ ومِنکَ الفَرَجُ، سُبحانَ مَن أنعَمَ وشَکَرَ،سُبحانَ مَن قَدَرَ وغَفَرَ.

اللّهُمَّ إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَإِنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،وهُوَ الإِیمانُ بِکَ،لَم أتَّخِذ لَکَ وَلَداً،ولَم أدعُ لَکَ شَریکاً؛مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ.

وقَد عَصَیتُکَ یا إلهی عَلی غَیرِ وَجهِ المُکابَرَةِ،ولَا الخُروجِ عَن عُبودِیَّتِکَ،ولَا الجُحودِ لِرُبوبِیَّتِکَ،ولکِن أطَعتُ هَوایَ وأَزَلَّنِی الشَّیطانُ،فَلَکَ الحُجَّةُ عَلَیَّ وَالبَیانُ،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذُنوبی غَیرَ ظالِمٍ،وإن تَغفِر لی وتَرحَمنی،فَإِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ،یا کَریمُ یا کَریمُ-حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ».

ثُمَّ یَقولُ:

«یا آمِناً مِن کُلِّ شَیءٍ،وکُلُّ شَیءٍ مِنکَ خائِفٌ حَذِرٌ،أسأَ لُکَ بِأَمنِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ،

ص:504


1- .جمال الاُسبوع:ص 180، بحار الأنوار:ج 91 ص 190 ح 11.

وخَوفِ کُلِّ شَیءٍ مِنکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُعطِیَنی أماناً لِنَفسی وأَهلی ووُلدی وسائِرِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،حَتّی لا أخافَ أحَداً ولا أحذَرَ مِن شَیءٍ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ.

یا کافِیَ إبراهیمَ نُمرودَ،یا کافِیَ موسی فِرعَونَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَکفِیَنی شَرَّ فُلانِ بنِ فُلانٍ»،فَیَستَکفی شَرَّ مَن یَخافُ شَرَّهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی.

ثُمَّ یَسجُدُ ویَسأَلُ حاجَتَهُ ویَتَضَرَّعُ إلَی اللّهِ تَعالی،فَإِنَّهُ ما مِن مُؤمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ صَلّی هذِهِ الصَّلاةَ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ خالِصاً إلّافُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ لِلإِجابَةِ،ویُجابُ فی وَقتِهِ ولَیلَتِهِ کائِناً ما کانَ،وذلِکَ مِن فَضلِ اللّهِ عَلَینا وعَلَی النَّاسِ. (1)

2340.جمال الاُسبوع: صَلاةُ الحُجَّةِ القائِمِ علیه السلام:رَکعَتانِ (2)تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ الفاتِحَةَ إلی«إیّاکَ نَعبُدُ وإیّاکَ نَستَعینُ»،ثُمَّ تَقولُ مِئَةً مَرَّةٍ:«إیّاکَ نَعبُدُ وإیّاکَ نَستَعینُ»،ثُمَّ تُتِمُّ قِراءَةَ الفاتِحَةِ وتَقرَأُ بَعدَهَا الإِخلاصَ مَرَّةً واحِدَةً،وتَدعو عَقیبَها فَتَقولُ:

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ وبَرِحَ الخَفاءُ وَانکَشَفَ الغِطاءُ،وضاقَتِ الأَرضُ بِما وَسِعَتِ السَّماءُ، وإلَیکَ یا رَبِّ المُشتَکی وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الَّذینَ أمَرتَنا بِطاعَتِهِم،وعَجِّلِ اللّهُمَّ فَرَجَهُم بِقائِمِهِم،وأَظهِر إعزازَهُ یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ، انصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ،یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،احفَظانی فَإِنَّکُما حافِظای، یا مَولایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-،الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ،أدرِکنی أدرِکنی أدرِکنی،الأَمانَ الأَمانَ الأَمانَ. (3)

ص:505


1- .مهج الدعوات:ص 294، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 135 ح 2346، [2]المصباح للکفعمی:ص 522، [3]بحار الأنوار:ج 89 ص 323 ح 30.
2- فی المصدر وبحار الأنوار:« رکعتین»،والصحیح ما اثبت.
3- جمال الاُسبوع:ص 181، بحار الأنوار:ج 91 ص 190 ح 11.

ص:506

الفَصلُ الخامس والثلاثون:صَلاةُ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ وَالدُّعاءُ المَأثورُ فیها

1/35الحَثُّ عَلی صَلاةِ جَعفَرٍ

2341.فضائل الأشهر الثلاثة عن الحسن بن علیّ بن فضّال: سَأَلتُ عَلِیَّ بنَ موسَی الرِّضا علیه السلام عَن لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ،قالَ:هِیَ لَیلَةٌ یُعتِقُ اللّهُ فیهَا الرِّقابَ مِنَ النّارِ،ویَغفِرُ الذُّنوبَ فیها.

قُلتُ:هَل جُعِلَ فیها صَلاةٌ زِیادَةً عَلی سائِرِ اللَّیالی؟فَقالَ:لَیسَ فیها شَیءٌ مُوَظَّفٌ، ولکِن إن أحبَبتَ أن تَطَوَّعَ فیها بِشَیءٍ فَعَلَیکَ بِصَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ،وأَکثِر فیها مِن ذِکرِ اللّهِ عز و جل ومِنَ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ،فَإِنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:الدُّعاءُ فیها مُستَجابٌ. (1)

2/35أفضَلُ الأَوقاتِ لِصَلاةِ جَعفَرٍ

2342.الاحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری -فیما کَتَبَهُ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام سَأَلَهُ فیهِ عَن مَسائِلَ-:وسَأَلَ عَن صَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ علیهما السلام،فی أیِّ أوقاتِها أفضَلُ أن

ص:507


1- .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 45 ح 22، عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 292 ح 45، [2]الأمالی للصدوق:ص 32 ح 46، [3]المزار الکبیر:ص 410 کلّها بزیادة«الکبار»بعد«الذنوب»،بحار الأنوار:ج 97 ص 84 ح 2.

تُصَلّی فیهِ؟وهَل فیها قُنوتٌ؟وإن کانَ فَفی أیِّ رَکعَةٍ مِنها؟فَأَجابَ علیه السلام:

أفضَلُ أوقاتِها صَدرُ النَّهارِ مِن یَومِ الجُمُعَةِ،ثُمَّ فی أیِّ الأَیّامِ شِئتَ،وأَیَّ وَقتٍ صَلَّیتَها مِن لَیلٍ أو نَهارٍ فَهُوَ جائِزٌ،وَالقُنوتُ فیها مَرَّتانِ،فِی الثّانِیَةِ قَبلَ الرُّکوعِ وفِی الرّابِعَةِ. (1)

3/35کَیفِیَّةُ صَلاةِ جَعفَرٍ

2343.الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِجَعفَرٍ:یا جَعفَرُ،ألا أمنَحُکَ ألا اعطیکَ ألا أحبوکَ؟فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.قالَ:فَظَنَّ النّاسُ أنَّهُ یُعطیهِ ذَهَباً أو فِضَّةً،فَتَشَرَّفَ النّاسُ لِذلِکَ،فَقالَ لَهُ:إنّی اعطیکَ شَیئاً إن أنتَ صَنَعتَهُ فی کُلِّ یَومٍ کانَ خَیراً لَکَ مِنَ الدُّنیا وما فیها،وإن صَنَعتَهُ بَینَ یَومَینِ غُفِرَ لَکَ ما بَینَهُما،أو کُلَّ جُمعَةٍ،أو کُلَّ شَهرٍ،أو کُلَّ سَنَةٍ غُفِرَ لَکَ ما بَینَهُما.

تُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،تَبتَدِئُ فَتَقرَأُ وتَقولُ إذا فَرَغتَ:سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّا اللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،تَقولُ ذلِکَ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً بَعدَ القِراءَةِ،فَإِذا رَکَعتَ قُلتَهُ عَشرَ مَرّاتٍ، فَإِذا رَفَعتَ رَأسَکَ مِنَ الرُّکوعِ قُلتَهُ عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِذا سَجَدتَ قُلتَهُ عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِذا رَفَعتَ رَأسَکَ مِنَ السُّجودِ فَقُل بَینَ السَّجدَتَینِ عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِذا سَجَدتَ الثّانِیَةَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ،فَإِذا رَفَعتَ رَأسَکَ مِنَ السَّجدَةِ الثّانِیَةِ قُلتَ عَشرَ مَرّاتٍ وأَنتَ قاعِدٌ قَبلَ أن تَقومَ،فَذلِکَ خَمسٌ وسَبعونَ تَسبیحَةً فی کُلِّ رَکعَةٍ،ثَلاثُمِئَةِ تَسبیحَةٍ فی أربَعِ رَکَعاتٍ، ألفٌ ومِئَتَا تَسبیحَةٍ وتَهلیلَةٍ وتَکبیرَةٍ وتَحمیدَةٍ،إن شِئتَ صَلَّیتَها بِالنَّهارِ،وإن شِئتَ صَلَّیتَهَا بِاللَّیلِ. (2)

ص:508


1- .الاحتجاج:ج 2 ص 587 ح 357، بحار الأنوار:ج 91 ص 205 ح 10.
2- الکافی:ج 3 ص 465 ح 1، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 186 ح 420،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ū ص 552 ح 1533،مصباح المتهجّد:ص 304.

2344.جمال الاُسبوع عن علیّ بن حمزة العلوی وأَبی هاشم الجعفری عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام: أنَّ رَجُلاً سَأَلَ أباهُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَن صَلاةِ التَّسبیحِ،فَقالَ:تِلکَ الحَبوَةُ، حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،قالَ:لَمّا قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أبی طالِبٍ مِن أرضِ الحَبَشَةِ تَلَقّاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی غَلوَةٍ (1)مِن مُعَرَّسِهِ (2)بِخَیبَرَ،فَلَمّا رَآهُ جَعفَرٌ أسرَعَ إلَیهِ هَروَلَةً،فَاعتَنَقَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وحادَثَهُ شَیئاً،ثُمَّ رَکِبَ العَضباءَ وأَردَفَهُ،فَلَمَّا انبَعَثَت بِهِمَا الرّاحِلَةُ أقبَلَ عَلَیهِ،فَقالَ:یا جَعفَرُ یا أخی،ألا أحبوکَ ألا اعطیکَ ألا أصطَفیکَ؟ قالَ:فَظَنَّ النّاسُ أنَّهُ یُعطی جَعفَراً عَظیماً مِنَ المالِ،قالَ:وذلِکَ لَمّا فَتَحَ اللّهُ عَلی نَبِیِّهِ خَیبَرَ وغَنَّمَهُ أرضَها وأَموالَها وأَهلَها،فَقالَ جَعفَرٌ:بَلی فِداکَ أبی واُمّی،فَعَلَّمَهُ صَلاةَ التَّسبیحِ.

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السلام:وصِفَتُها أنَّها أربَعُ رَکَعاتٍ بِتَشَهُّدَتَینِ وتَسلیمَتَینِ،فَإِذا أرادَ امرُؤٌ أن یُصَلِّیَها فَلیَتَوَجَّه،فَلیَقرَأ فِی الرَّکعَةِ الاُولی سورَةَ«الحَمدِ»و«إذا زُلزِلَتِ الأَرضُ»،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ سورَةَ«الحَمدِ»وَ«العادیاتِ»،ویَقرَأُ فِی الرَّکعَةِ الثّالِثَةِ «الحَمدَ»و«إذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَالفَتحُ»،وفِی الرّابِعَةِ«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا فَرَغَ مِنَ القِراءَةِ فی کُلِّ رَکعَةٍ فَلیَقُل قَبلَ الرُّکوعِ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً:«سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ»،وَ[ ل]یَقُل ذلِکَ فی رُکوعِهِ عَشراً،وإذَا استَوی مِنَ الرُّکوعِ قائِماً قالَها عَشراً،فَإِذا سَجَدَ قالَها عَشراً،فَإِذا جَلَسَ بَینَ السَّجدَتَینِ قالَها عَشراً،فَإِذا سَجَدَ الثّانِیَةَ قالَها عَشراً،فَإِذا جَلَسَ لِیَقومَ قالَها قَبلَ أن یَقومَ عَشراً،یَفعَلُ ذلِکَ فِی الأَربَعِ رَکَعاتٍ یَکونُ ثَلاثَمِئَةِ دَفعَةٍ تَکونُ ألفاً ومِئَتَی تَسبیحَةٍ. (3)

ص:509


1- .الغَلوةُ:وهی رَمَیةُ سهم أبعدها یقدر علیه،ویقال هی قدر ثلاثمئة ذراع (المصباح المنیر:ص 452«غلا»)
2- المُعَرَّسُ:موضع التعریس:وهو نزول المسافر آخل اللیل للنوم والاستراحة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1189« عرس»)
3- جمال الاُسبوع:ص 181، بحار الأنوار:ج 91 ص 193 ح 1.

2345.الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَ مُستَعجِلاً یُصَلّی صَلاةَ جَعفَرٍ مُجَرَّدَةً،ثُمَّ یَقضِی التَّسبیحَ وهُوَ ذاهِبٌ فی حَوائِجِهِ. (1)

4/35دَعَواتُ صَلاةِ جَعفَرٍ

2346.الکافی عن أبی سعید المدائنی: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ألا اعَلِّمُکَ شَیئاً تَقولُهُ فی صَلاةِ جَعفَرٍ؟فَقُلتُ:بَلی،فَقالَ:إذا کُنتَ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ الأَربَعِ رَکَعاتٍ فَقُل إذا فَرَغتَ مِن تَسبیحِکَ:

سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ،سُبحانَ مَن تَعَطَّفَ بِالمَجدِ وتَکَرَّمَ بِهِ،سُبحانَ مَن لا یَنبَغِی التَّسبیحُ إلّالَهُ،سُبحانَ مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عِلمُهُ،سُبحانَ ذِی المَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالکَرَمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ،وَاسمِکَ الأَعظَمِ وکَلِماتِکَ التّامَّةِ الَّتی تَمَّت صِدقاً وعَدلاً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (2)

2347.الإمام الصادق علیه السلام: صُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَ عَشِیَّةُ یَومِ الخَمیسِ تَصَدَّقتَ عَلی عَشَرَةِ مَساکینَ مُدّاً مُدّاً مِن طَعامٍ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ اغتَسَلتَ وبَرَزتَ إلَی الصَّحراءِ فَصَلِّ صَلاةَ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،وَاکشِف رُکبَتَیکَ وأَلزِمهُمَا الأَرضَ وقُل:

یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ وسَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ ولَم یَهتِکِ السِّترَ،یا عَظیمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا صاحِبَ

ص:510


1- .الکافی:ج 3 ص 466 ح 3، تهذیب الأحکام:ج 3 ص 187 ح 424 کلاهما عن أبان،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 554 ح 1540 عن أبی بصیر نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 207 ح 11.
2- الکافی:ج 3 ص 467 ح 6 وص 466 ح 5،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 554 ح 1541 کلاهما عن الحسن بن محبوب نحوه،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 187 ح 425،بحار الأنوار:ج 91 ص 205 ح 8 و 9.

کُلِّ نَجوی،ومُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا رَبّاه-عَشراً-یا اللّهُ یا اللّهُ-عَشراً-یا سَیِّداه یا سَیِّداه-عَشراً-یا مَولاه یا مَولاه-عَشراً-یا رَجایاه-عَشراً-یا غِیاثاه-عَشراً-یا غایَةَ رَغبَتاه-عَشراً-یا رَحمانُ-عَشراً-یا رَحیمُ-عَشراً-یا مُعطِیَ الخَیراتِ -عَشراً-صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ کَثیراً طَیِّباً کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ -عَشراً-وتَسأَلُ حاجَتَکَ. (1)

2348.مصباح المتهجّد عن المفضّل بن عمر: رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام صَلّی صَلاةَ جَعفَرٍ،ورَفَعَ یَدَیهِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا رَبّاه یا رَبّاه»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«رَبِّ رَبِّ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا اللّهُ یا اللّهُ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا حَیُّ یا حَیُّ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا رَحیمُ یا رَحیمُ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا رَحمنُ یا رَحمنُ»حَتَّی انقَطَعَ النَّفَسُ،«یا أرحَمَ الرّاحِمینَ»سَبعَ مَرّاتٍ،ثُمَّ قالَ:

«اللّهُمَّ إنّی أفتَتِحُ القَولَ بِحَمدِکَ،وأَنطِقُ بِالثَّناءِ عَلَیکَ،واُمَجِّدُکَ (2)ولا غایَةَ لِمَدحِکَ، واُثنی عَلَیکَ ومَن یَبلُغُ غایَةَ ثَنائِکَ،واُمَجِّدُکَ (3)وأَنّی لِخَلیقَتِکَ کُنهُ مَعرِفَةِ مَجدِکَ،وأَیُّ زَمَنٍ لَم تَکُن مَمدوحاً بِفَضلِکَ،مَوصوفاً بِمَجدِکَ،عَوّاداً عَلَی المُذنِبینَ بِحِلمِکَ،تَخَلَّفَ سُکّانُ أرضِکَ عَن طاعَتِکَ،فَکُنتَ عَلَیهِم عَطوفاً بِجودِکَ،جَواداً بِفَضلِکَ،عَوّاداً بِکَرَمِکَ، یا لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ».

وقالَ لی:یا مُفَضَّلُ،إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ،فَصَلِّ هذِهِ الصَّلاةَ،وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ،وسَل حاجَتَکَ،یَقضِ اللّهُ حاجَتَکَ إن شاءَ اللّهُ وبِهِ الثِّقَةُ. (4)

ص:511


1- .مصباح المتهجّد:ص 330 ح 439 عن عبدالملک بن عمرو،البلد الأمین:ص 152 [2]عن عبدالملک بن عمیر،بحار الأنوار:ج 90 ص 37 ح 5.
2- فی فتح الأبواب:« أحمَدُکَ»بدل«اُمَجِّدُکَ».
3- فی جمال الاُسبوع والبلد الأمین [6]وبحار الأنوار:« [7]أمد مجدک»بدل«اُمَجِّدُکَ».
4- مصباح المتهجّد:ص 311 ح 419 و 420، فتح الأبواب:ص 276، [9]جمال الاُسبوع:ص 188، [10]البلد الأمین:ص 150، [11]بحار الأنوار:ج 91 ص 200 ح 4.

2349.الإمام الصادق علیه السلام: یَقولُ فی آخِرِ رَکعَةٍ مِن صَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام:

سُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ،سُبحانَ اللّهِ الأَحَدِ الصَّمَدِ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،سُبحانَ اللّهِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ،سُبحانَ مَن تَعَظَّمَ بِالمَجدِ وتَکَرَّمَ بِهِ،سُبحانَ مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عِلمُهُ، سُبحانَ ذِی الفَضلِ وَالطَّولِ،سُبحانَ ذِی المَنِّ وَالنِّعَمِ،سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالأَمرِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السَّماءُ بِأَکنافِها (1)،سُبحانَ مَن سَبَّحَ لَهُ الأَرَضونَ ومَن عَلَیها، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ الطَّیرُ فی أوکارِها،سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السِّباعُ فی آجامِها (2)، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ حیتانُ البَحرِ وهَوامُّهُ،سُبحانَ مَن لا یَنبَغِی التَّسبیحُ إلّالَهُ، سُبحانَ مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عِلمُهُ،یا ذَا النِّعمَةِ وَالطَّولِ،یا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ،یا ذَا القُوَّةِ وَالکَرَمِ،أسأَ لُکَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ،وبِاسمِکَ الأَعظَمِ الأَعلی وکَلِماتِکَ التّامّاتِ کُلِّها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا. (3)

2350.جمال الاُسبوع عن الحسن بن القاسم العبّاسی: دَخَلتُ عَلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام بِبَغدادَ وهُوَ یُصَلّی صَلاةَ جَعفَرٍ علیه السلام عِندَ ارتِفاعِ النَّهارِ یَومَ الجُمُعَةِ،فَلَم اصَلِّ خَلفَهُ حَتّی فَرَغَ،ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ قالَ: (4)

یا مَن لا تَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ،ولا تَتَشابَهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،

ص:512


1- .الکَنَفُ:الجانب والناحیة (النهایة:ج 4 ص 205«کنف»).
2- الأجَمَةُ:الشَجرُ المُلتَفُّ (مجمع البحرین:ج 1 ص 20«أجم»).
3- جمال الاُسبوع:ص 183 عن أبان،مصباح المتهجّد:ص 305 ح 415 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 194 ح 2 [3] وراجع کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 555 ح 1541.
4- فی مصباح المتهجّد:« فإذا فرغت من الصلاة عقّبت بعدها وسبّحت تسبیح الزهراء علیها السلام ثمّ تدعو بهذا الدعاء».

یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ،یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،یا بَطّاشُ،یا ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،یا فَعّالاً لِما یُریدُ،یا رازِقَ مَن یَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ،یا رازِقَ الجَنینِ وَالطِّفلِ الصَّغیرِ،ویا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،ویا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُدرِکَ الهارِبینَ،ویا غایَةَ الطّالِبینَ،یا مَن یَعلَمُ ما فِی الضَّمیرِ،وما تُکِنُّ الصُّدورُ.

یا رَبَّ الأَربابِ،وسَیِّدَ السّاداتِ،وإلهَ الآلِهَةِ،وجَبّارَ الجَبابِرَةِ،ومَلِکَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ویا مُجرِیَ الماءِ فِی النَّباتِ،ویا مُکَوِّنَ طَعمِ الثِّمارِ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن عَظَمَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِعَظَمَتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن کِبرِیائِکَ،وأَسأَ لُکَ بِکِبرِیائِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن کَینونِیَّتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِکَینونِیَّتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن جودِکَ، وأَسأَ لُکَ بِجودِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن عِزِّکَ،وأَسأَ لُکَ بِعِزِّکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن کَرَمِکَ، وأَسأَ لُکَ بِکَرَمِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن رَحمَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن رَأفَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِرَأفَتِکَ الَّتِی اشتَقَقتَها مِن حِلمِکَ،وأَسأَ لُکَ بِحِلمِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن لُطفِکَ،وأَسأَ لُکَ بِلُطفِکَ الَّذِی اشتَقَقتَهُ مِن قُدرَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ کُلِّها،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المُهَیمِنِ العَزیزِ القَدیرِ عَلی ما تَشاءُ مِن أمرِکَ.

یا مَن سَمَکَ السَّماءَ بِغَیرِ عَمَدٍ،وأَقامَ الأَرضَ بِغَیرِ سَنَدٍ،وخَلَقَ الخَلقَ مِن غَیرِ حاجَةٍ بِهِ إلَیهِم إلّاإفاضَةً لِإِحسانِهِ ونِعَمِهِ،وإبانَةً لِحِکمَتِهِ،وإظهاراً لِقُدرَتِهِ،أشهَدُ یا سَیِّدی، أنَّکَ لَم تَأنَس بِابتِداعِهِم لِأَجلِ وَحشَةٍ بِتَفَرُّدِکَ،ولَم تَستَعِن بِغَیرِکَ عَلی شَیءٍ مِن أمرِکَ، أسأَ لُکَ بِغِناکَ عَن خَلقِکَ،وبِحاجَتِهِم إلَیکَ،وبِفَقرِهِم وفاقَتِهِم إلَیکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ،وأَن تَجعَلَ لِعَبدِکَ الذَّلیلِ بَینَ یَدَیکَ مِن أمرِهِ فَرَجاً ومَخرَجاً.

یا سَیِّدی،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَارزُقنِی الخَوفَ مِنکَ وَالخَشیَةَ لَکَ أیّامَ حَیاتی،

ص:513

سَیِّدِی،ارحَم عَبدَکَ الأَسیرَ بَینَ یَدَیکَ،سَیِّدِی،ارحَم عَبدَکَ المُرتَهَنَ بِعَمَلِهِ،یا سَیِّدی، أنقِذ عَبدَکَ الغَریقَ فی بَحرِ الخَطایا،یا سَیِّدِی،ارحَم عَبدَکَ المُقِرَّ بِذَنبِهِ وجُرأَتِهِ عَلَیکَ، یا سَیِّدِی،الوَیلُ قَد حَلَّ بی إن لَم تَرحَمنی،یا سَیِّدی،هذا مَقامُ المُستَجیرِ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،هذا مَقامُ المِسکینِ المُستَکینِ،هذا مَقامُ الفَقیرِ البائِسِ الحَقیرِ،المُحتاجِ إلی مَلِکٍ کَریمٍ رَحیمٍ،یا وَیلَتا ما أغفَلَنی عَمّا یُرادُ مِنّی.

یا سَیِّدی،هذا مَقامُ المُذنِبِ المُستَجیرِ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،هذا مَقامُ مَنِ انقَطَعَت حیلَتُهُ،وخابَ رَجاؤُهُ إلّامِنکَ،هذا مَقامُ العانی الأَسیرِ،هذا مَقامُ الطَّریدِ الشَّریدِ،یا سَیِّدی،أقِلنی عَثَراتی یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا سَیِّدی،أعطِنی سُؤلی،سَیِّدِی،ارحَم بَدَنِیَ الضَّعیفَ وجِلدِیَ الرَّقیقَ الَّذی لا قُوَّةَ لَهُ عَلی حَرِّ النّارِ،یا سَیِّدِی،ارحَمنی فَإِنّی عَبدُکَ، وابنُ عَبدِکَ،وابنُ أمَتِکَ بَینَ یَدَیکَ،وفی قَبضَتِکَ،لا طاقَةَ لی بِالخُروجِ مِن سُلطانِکَ، سَیِّدی،وکَیفَ لی بِالنَّجاةِ ولا تُصابُ إلّالَدَیکَ؟وکَیفَ لی بِالرَّحمَةِ ولا تُصابُ إلّامِن عِندِکَ؟

یا إلهَ الأَنبِیاءِ ووَلِیَّ الأَتقِیاءِ وبَدیعَ مَزیدِ الکَرامَةِ،إلَیکَ قَصَدتُ وبِکَ أنزَلتُ حاجَتی، وإلَیکَ شَکَوتُ إسرافی عَلی نَفسی،وبِکَ أستَغیثُ فَأَغِثنی وأَنقِذنی بِرَحمَتِکَ مِمَّا اجتَرَأتُ عَلَیکَ،یا سَیِّدی،یا وَیلَتا أینَ أهرُبُ مِمَّنِ الخَلائِقُ کُلُّهُم فی قَبضَتِهِ وَالنَّواصی کُلُّها بِیَدِهِ؟یا سَیِّدی،مِنکَ هَرَبتُ إلَیکَ ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ راجِیاً لِما لَدَیکَ.

یا إلهی وسَیِّدی ! حاجَتی حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی،وإن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،سَیِّدی،قَد عَلِمتُ وأَیقَنتُ بِأَنَّکَ إلهُ الخَلقِ وَالمَلِکُ الحَقُّ الَّذی لا سَمِیَّ لَهُ ولا شَریکَ لَهُ،یا سَیِّدی أنَا عَبدُکَ مُقِرٌّ لَکَ بِوَحدانِیَّتِکَ وبِوُجودِ رُبوبِیَّتِکَ،أنتَ اللّهُ الَّذی خَلَقتَ خَلقَکَ بِلا مِثالٍ وتَعَبٍ ولا

ص:514

نَصَبٍ،أنتَ المَعبودُ وباطِلٌ کُلُّ مَعبودٍ غَیرُکَ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَحشُرُ بِهِ المَوتی إلَی المَحشَرِ،یا مَن لا یَقدِرُ عَلی ذلِکَ أحَدٌ غَیرُهُ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُحیی بِهِ العِظامَ وهِیَ رَمیمٌ أن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وتُعافِیَنی وتُعطِیَنی،وتَکفِیَنی ما أهَمَّنی،أشهَدُ أنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی ذلِکَ أحَدٌ غَیرُکَ.

أیا مَن أمرُهُ إذا أرادَ شَیئاً أن یَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ،أیا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ ونَبِیِّکَ وخاصَّتِکَ وخالِصَتِکَ وصَفِیِّکَ،وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ،ومَوضِعِ سِرِّکَ، ورَسولِکَ الَّذی أرسَلتَهُ إلی عِبادِکَ،وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمینَ ونوراً استَضاءَ بِهِ المُؤمِنونَ، فَبَشَّرَ بِالجَزیلِ مِن ثَوابِکَ،وأَنذَرَ بِالأَلیمِ مِن عِقابِکَ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِ بِکُلِّ فَضیلَةٍ مِن فَضائِلِهِ،وبِکُلِّ مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ،وبِکُلِّ حالٍ مِن حالاتِهِ،وبِکُلِّ مَوقِفٍ مِن مَواقِفِهِ، صَلاةً تُکرِمُ بِها وَجهَهُ،وأَعطِهِ الدَّرَجَةَ وَالوَسیلَةَ وَالرِّفعَةَ وَالفَضیلَةَ.

اللّهُمَّ شَرِّف فِی القِیامَةِ مَقامَهُ،وعَظِّم بُنیانَهُ،وأَعلِ دَرَجَتَهُ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ فی امَّتِهِ، وأَعطِهِ سُؤلَهُ،وَارفَعهُ فِی الفَضیلَةِ إلی غایَتِها.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أهلِ بَیتِهِ،أئِمَّةِ الهُدی،ومَصابیحِ الدُّجی،اُمَنائِکَ فی خَلقِکَ، وأَصفِیائِکَ مِن عِبادِکَ،وحُجَجِکَ فی أرضِکَ ومَنارِکَ فی بِلادِکَ،الصّابِرینَ عَلی بَلائِکَ، الطّالِبینَ رِضاکَ،المُوفینَ بِوَعدِکَ غَیرَ شاکّینَ فیکَ ولا جاحِدینَ عِبادَتَکَ،وأَولِیائِکَ وسَلائِلِ أولِیائِکَ وخُزّانِ عِلمِکَ الَّذینَ جَعَلتَهُم مَفاتیحَ الهُدی،ونورَ مَصابیحِ الدُّجی، صَلَواتُکَ عَلَیهِم ورَحمَتُکَ ورِضوانُکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی مَنارِکَ فی عِبادِکَ،الدّاعی إلَیکَ بِإِذنِکَ،القائِمِ بِأَمرِکَ،المُؤَدّی عَن رَسولِکَ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ.

اللّهُمَّ إذا أظهَرتَهُ فَأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ،وسُق إلَیهِ أصحابَهُ وَانصُرهُ وقَوِّ ناصِریهِ،وبَلِّغهُ

ص:515

أفضَلَ أمَلِهِ،أعطِهِ سُؤلَهُ وجَدِّد بِهِ عَن مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ بَعدَ الذُّلِّ الَّذی قَد نَزَلَ بِهِم بَعدَ نَبِیِّکَ،فَصاروا مَقتولینَ مَطرودینَ،مُشَرَّدینَ خائِفینَ غَیرَ آمِنینَ،لَقوا فی جَنبِکَ ابتِغاءَ مَرضاتِکَ وطاعَتِکَ الأَذی وَالتَّکذیبَ،فَصَبروا عَلی ما أصابَهُم فیکَ،راضینَ بِذلِکَ مُسَلِّمینَ لَکَ فی جَمیعِ ما وَرَدَ عَلَیهِم وما یَرِدُ إلَیهِم.

اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ قائِمِهِم بِأَمرِکَ،وَانصُرهُ وَانصُر بِهِ دینَکَ الَّذی غُیِّرَ وبُدِّلَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِنهُ وبُدِّلَ بَعدَ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَمیعِ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ الَّذینَ بَلَّغوا عَنکَ الهُدی وَاعتَقَدوا لَکَ المَواثیقَ بِالطّاعَةِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِم وعَلی أرواحِهِم وأَجسادِهِم وَالسَّلامُ عَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،واُولِی العَزمِ مِن أنبِیائِکَ المُرسَلینَ،وعِبادِکَ الصّالِحینَ أجمَعینَ،وأَعطِنی سُؤلی فی دُنیایَ وآخِرَتی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ کُلَّما دَعَوتُکَ لِنَفسی لِعاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ فَأَعطِهِ جَمیعَ أهلی وإخوانی فیکَ وجَمیعَ شیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ المُستَضعَفینَ فی أرضِکَ بَینَ عِبادِکَ الخائِفینَ مِنکَ الَّذینَ صَبَروا عَلَی الأَذی وَالتَّکذیبِ فیکَ وفی رَسولِکَ وأَهلِ بَیتِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ أفضَلَ ما یَأمُلونَ،وَاکفِهِم ما أهَمَّهُم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،اللّهُمَّ اجزِهِم عَنّا جَنّاتِ النَّعیمِ وَاجمَع بَینَنا وبَینَهُم بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

دُعاءٌ آخَرُ زِیادَةً فی هذَا الدُّعاءِ:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ التَّقوی،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وحَذَرَ أهلِ الخَشیَةِ،وطَلَبَ أهلِ الرَّغبَةِ،وعِرفانَ أهلِ العِلمِ،وفِقهَ أهلِ الوَرَعِ حَتّی أخافَکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُنی عَن مَعاصیکَ،وحَتّی أعمَلَ بِطاعَتِکَ عَمَلاً أستَحِقُّ بِهِ کَریمَ کَرامَتِکَ،وحَتّی اناصِحَکَ فِی التَّوبَةِ خَوفاً لَکَ،وحَتّی اخلِصَ لَکَ فِی النَّصیحَةِ حُبّاً لَکَ،وحَتّی أتَوَکَّلَ عَلَیکَ فِی الاُمورِ کُلِّها بِحُسنِ ظَنّی بِکَ،سُبحانَ خالِقِ

ص:516

النّورِ،سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وتَفَضَّل عَلَیَّ فی اموری کُلِّها بِما لا یَملِکُهُ غَیرُکَ ولا یَقِفُ عَلَیهِ سِواکَ،وَاسمَع نِدائی وأَجِب دُعائی وَاجعَلهُ مِن شَأنِکَ،فَإِنَّهُ عَلَیکَ یَسیرٌ وهُوَ عِندی عَظیمٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

ص:517


1- .جمال الاُسبوع:ص 183، مصباح المتهجّد:ص 306 ح 417 و 418 [2] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 195 ح 3.

ص:518

الفَصلُ السادس والثلاثون:الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِلآخَرینَ

1/36الدُّعاءُ لِلمَلائِکَةِ

2351.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعاءٍ لَهُ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وعَلی أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أجمَعینَ. (1)

2352.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الصَّلاةِ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ وکُلِّ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ-:

اللّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرشِکَ الَّذینَ لا یَفتُرونَ مِن تَسبیحِکَ،ولا یَسأَمونَ مِن تَقدیسِکَ،ولا یَستَحسِرونَ مِن عِبادَتِکَ،ولا یُؤثِرونَ التَّقصیرَ عَلَی الجِدِّ فی أمرِکَ،ولا یَغفُلونَ عَنِ الوَلَهِ إلَیکَ.

وإسرافیلُ صاحِبُ الصُّورِ،الشّاخِصُ الَّذی یَنتَظِرُ مِنکَ الإِذنَ،وحُلولَ الأَمرِ،فَیُنَبِّهُ بِالنَّفخَةِ صَرعی رَهائِنَ القُبورِ.

ومیکائیلُ ذُو الجاهِ عِندَکَ،وَالمَکانِ الرَّفیعِ مِن طاعَتِکَ.

ص:519


1- .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 83 ح 239 عن علی بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه،الإقبال:ج 1 ص 321 کلاهما عن الإمام الحسین علیه السلام،مصباح المتهجّد:ص 558 ح 651 [2] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 128 ح 3.

وجِبریلُ الأَمینُ عَلی وحیِکَ،المُطاعُ فی أهلِ سَماواتِکَ،المَکینُ لَدَیکَ،المُقَرَّبُ عِندَکَ.

وَالرُّوحُ الَّذی هُوَ عَلی مَلائِکَةِ الحُجُبِ.وَالرُّوحُ الَّذی هُوَ مِن أمرِکَ.

فَصَلِّ عَلَیهِم،وعَلَی المَلائِکَةِ الَّذینَ مِن دُونِهِم مِن سُکّانِ سَماواتِکَ،وأَهلِ الأَمانَةِ عَلی رِسالاتِکَ.

وَالَّذینَ لا تَدخُلُهُم سَأمَةٌ مِن دُؤُوبٍ،ولا إعیاءٌ مِن لُغوبٍ (1)ولا فُتورٌ،ولا تَشغَلُهُم عَن تَسبیحِکَ الشَّهَواتُ،ولا یَقطَعُهُم عَن تَعظیمِکَ سَهوُ الغَفَلاتِ.الخُشَّعُ الأَبصارِ،فَلا یَرومونَ النَّظَرَ إلَیکَ،النَّواکِسُ الأَذقانِ،الَّذینَ قَد طالَت رَغبَتُهُم فیما لَدَیکَ،المُستَهتَرونَ (2)بِذِکرِ آلائِکَ،وَالمُتَواضِعونَ دُونَ عَظَمَتِکَ وجَلالِ کِبرِیائِکَ.

وَالَّذینَ یَقولونَ إذا نَظَروا إلی جَهَنَّمَ تَزفِرُ عَلی أهلِ مَعصِیَتِکَ:سُبحانَکَ ما عَبَدناکَ حَقَّ عِبادَتِکَ.

فَصَلِّ عَلَیهِم وعَلَی الرّوحانِیّینَ مِن مَلائِکَتِکَ،وأَهلِ الزُّلفَةِ عِندَکَ،وحُمّالِ الغَیبِ إلی رُسُلِکَ،وَالمُؤتَمَنینَ عَلی وَحیِکَ.وقَبائِلِ المَلائِکَةِ الَّذینَ اختَصَصتَهُم لِنَفسِکَ،وأَغنَیتَهُم عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَقدیسِکَ،وأَسکَنتَهُم بُطونَ أطباقِ سَماواتِکَ.وَالَّذینَ عَلی أرجائِها إذا نَزَلَ الأَمرُ بِتَمامِ وَعدِکَ.وخُزّانِ المَطَرِ وزَواجِرِ السَّحابِ.

وَالَّذی بِصَوتِ زَجرِهِ یُسمَعُ زَجَلُ (3)الرُّعودِ،وإذَا سَبَحَت بِهِ حَفیفَةُ السَّحابِ التَمَعَت صَواعِقُ البُروقِ.ومُشَیِّعِی الثَّلجِ وَالبَرَدِ،وَالهابِطینَ مَعَ قَطرِ المَطَرِ إذا نَزَلَ،وَالقُوّامِ عَلی خَزائِنِ الرِّیاحِ،وَالمُوَکَّلینَ بِالجِبالِ فَلا تَزولُ.وَالَّذینَ عَرَّفتَهُم مَثاقیلَ المِیاهِ،وکَیلَ ما

ص:520


1- .اللُغوبُ:التَعبُ والنَصَبُ (مفردات ألفاظ القرآن:ص 742«لغب»).
2- المستهترون بذکر اللّه:أی المولَعونَ بهِ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1858«هتر»).
3- الزجَلْ:الجَلَبَةُ ورفع الصوت (لسان العرب:ج 11 ص 302«زجل»).

تَحویهِ لَواعِجُ (1)الأَمطارِ وعَوالِجُها.ورُسُلِکَ مِنَ المَلائِکَةِ إلی أهلِ الأَرضِ،بِمَکرُوهِ ما یَنزِلُ مِنَ البَلاءِ ومَحبوبِ الرَّخاءِ.

وَالسَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ،وَالحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ،ومَلَکِ المَوتِ وأَعوانِهِ،ومُنکَرٍ ونَکیرٍ،ورُومانَ (2)فَتّانِ القُبورِ،وَالطّائِفینَ بِالبَیتِ المَعمورِ،ومالِکٍ،وَالخَزَنَةِ،ورِضوانَ، وسَدَنَةِ (3)الجِنانِ.وَالَّذینَ لا یَعصونَ اللّهَ ما أمَرَهُم،ویَفعَلونَ ما یُؤمَرونَ.وَالَّذینَ یَقولونَ سَلامٌ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ.وَالزَّبانِیَةِ الَّذینَ إذا قیلَ لَهُم: «خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ» 4 ابتَدَروهُ سِراعاً،ولَم یُنظِروهُ.

ومَن أوهَمنا ذِکرَهُ،ولَم نَعلَم مَکانَهُ مِنکَ،وبِأَیِّ أمرٍ وَکَّلتَهُ.وسُکّانِ الهَواءِ وَالأَرضِ وَالماءِ ومَن مِنهُم عَلَی الخَلقِ.

فَصَلِّ عَلَیهِم یَومَ یَأتی کُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهیدٌ.وصَلِّ عَلَیهِم صَلاةً تَزیدُهُم کَرامَةً عَلی کَرامَتِهِم،وطَهارَةً عَلی طَهارَتِهِم.

اللّهُمَّ وإذا صَلَّیتَ عَلی مَلائِکَتِکَ ورُسُلِکَ وبَلَّغتَهُم صَلاتَنا عَلَیهِم،فَصَلِّ عَلَیهم (4)بِما فَتَحتَ لَنا مِن حُسنِ القَولِ فیهِم،إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ. (5)

2353.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ امِّ داوودَ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَبرَئیلَ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ،وَالقَوِیِّ عَلی أمرِکَ،وَالمُطاعِ فی سَماواتِکَ،ومَحالِّ کَراماتِکَ،النّاصِرِ لِأَولِیائِکَ،المُدَمِّرِ لِأَعدائِکَ.

ص:521


1- .لواعجُ الأمطارِ:التی لها تأثیر شدید فی النبات،وعوالجها:هی ما تراکم منها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1633« لعج»).
2- رومان:اسم مَلَکٍ یکون مع ابن آدم فی قبره (مجمع البحرین:ج 2 ص 756«روم»).
3- سَدَنَةُ الجِنانِ:خدمتُها ومتولّو امورِها (النهایة:ج 2 ص 355«سدن»).
4- فی بحار الأنوار:«علینا»بدل«علیهم»،وهو الأنسب.
5- الصحیفة السجّادیّة:ص 27 الدعاء 3، بحار الأنوار:ج 59 ص 217 ح 85.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی میکائیلَ مَلَکِ رَحمَتِکَ،وَالمَخلوقِ لِرَأفَتِکَ،وَالمُستَغفِرِ المُعینِ لِأَهلِ طاعَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی إسرافیلَ حامِلِ عَرشِکَ،وصاحِبِ الصّورِ المُنتَظَرِ لِأَمرِکَ،وَالوَجِلِ المُشفِقِ مِن خیفَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی عِزرائیلَ مَلَکِ الرَّحمَةِ،المُوَکَّلِ عَلی عَبیدِکَ وإمائِکَ،المُطیعِ فی أرضِکَ وسَمائِکَ،قابِضِ أرواحِ جَمیعِ خَلقِکَ بِأَمرِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ الطّاهِرینَ،وعَلَی السَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ الطَّیِّبینَ،وعَلی مَلائِکَتِکَ الکِرامِ الکاتِبینَ،وعَلی مَلائِکَةِ الجِنانِ،وخَزَنَةِ النّیرانِ،ومَلَکِ المَوتِ وَالأَعوانِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ....

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مَن سَمَّیتُ ومَن لَم اسَمِّ مِن مَلائِکَتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ،وأَوصِل صَلَواتی إلَیهِم وإلی أرواحِهِم،وَاجعَلهُم إخوانی فیکَ وأَعوانی عَلی دُعائِکَ. (1)

2/36دُعاءُ أهلِ البَیتِ:لِشیعَتِهِم

2354.الإمام الحسین علیه السلام -فی حِرزِهِ-:

بِسمِ اللّهِ،یا دائِمُ یا دَیمومُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،یا کاشِفَ الغَمِّ،یا فارِجَ الهَمِّ،یا باعِثَ الرُّسُلِ،یا صادِقَ الوَعدِ.

اللّهُمَّ إن کانَ لی عِندَکَ رِضوانٌ ووُدٌّ فَاغفِر لی ومَنِ اتَّبَعَنی مِن إخوانی وشیعَتی،وطَیِّب

ص:522


1- .الإقبال:ج 3 ص 243، مصباح المتهجّد:ص 808 [2] نحوه ومن دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 400 ح 1.

ما فی صُلبی،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ. (1)

2355.الإمام الباقر علیه السلام -فی حِرزِهِ-:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا دانٍ غَیرَ مُتَوانٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،اجعَل لِشیعَتی مِنَ النّارِ وِقاءً،ولَهُم عِندَکَ رِضاً،وَاغفِر ذُنوبَهُم،ویَسِّر امورَهُم،وَاقضِ دُیونَهُم،وَاستُر عَوراتِهِم،وهَب لَهُمُ الکَبائِرَ الَّتی بَینَکَ وبَینَهُم،یا مَن لا یَخافُ الضَّیمَ (2)،ولا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ،اجعَل لی مِن کُلِّ غَمٍّ فَرَجاً ومَخرَجاً. (3)

2356.الکافی عن زید بن الصائغ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اُدعُ اللّهَ لَنا.فَقالَ:

اللّهُمَّ ارزُقهُم صِدقَ الحَدیثِ،وأَداءَ الأَمانَةِ،وَالمُحافَظَةَ عَلَی الصَّلَواتِ،اللّهُمَّ إنَّهُم أحَقُّ خَلقِکَ أن تَفعَلَهُ بِهِم،اللّهُمَّ وَافعَلهُ بِهِم. (4)

2357.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِشیعَتِهِ-:

اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ (5)قَلیلونَ،فَاجعَل مَحیانا مَحیاهُم ومَماتَنا مَماتَهُم،ولا تُسَلِّط عَلَیهِم عَدُوّاً لَکَ فَتُفجِعَنا بِهِم؛فَإِنَّکَ إن أفجَعتَنا بِهِم لَم تُعبَد أبَداً فی أرضِکَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً. (6)

2358.أعلام الدین عن خالد بن نجیح: دَخَلنا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ:مَرحَباً بِکُم وأَهلاً وسَهلاً -إلی أن قالَ-:

ص:523


1- .مهج الدعوات:ص 11، بحار الأنوار:ج 94 ص 265 ح 3.
2- الضَّیم:الظُلم (مجمع البحرین:ج 2 ص 1091«ضیم»).
3- مهج الدعوات:ص 18، بحار الأنوار:ج 94 ص 268 ح 2، [4]وراجع کمال الدین:ص 266 ح 11، [5]عیون أخبار الرضا:ج 1 ص 61 ح 29، [6]قصص الأنبیاء:ص 362 ح 437، [7]المصباح للکفعمی:ص 406.
4- الکافی:ج 2 ص 580 ح 13.
5- الشِّرذمة:الطائفة من الناس،والقطعة من الشیء (مجمع البحرین:ج 2 ص 941«شرذم»).
6- الکافی:ج 1 ص 402 ح 5 عن محمّد بن عبد الخالق وأبی بصیر،بحار الأنوار:ج 25 ص 386 ح 44 [11]نقلاً عن کتاب المحتضر.

اللّهُمَّ کَما کانوا مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الدُّنیا فَاجعَلهُم مَعَهُم فِی الآخِرَةِ،اللّهُمَّ کَما کانَ سِرُّهُم عَلی سِرِّهِم،وعَلانِیَتُهُم عَلی عَلانِیَتِهِم،فَاجعَلهُم فی ثَقَلِ مُحَمَّدٍ یَومَ القِیامَةِ. (1)

2359.قرب الإسناد عن علیّ بن رئاب: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:

اللّهم اغفِر لی ولِأَصحابِ أبی؛فَإِنّی أعلَمُ أنَّ فیهِم مَن یَنتَقِصُنی. (2)

2360.الإمام المهدیّ علیه السلام:

یا نورَ النّورِ،یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَل لی ولِشیعَتی مِن کُلِّ ضیقٍ فَرَجاً،ومِن کُلِّ هَمٍّ مَخرَجاً،وأَوسِع لَنَا المَنهَجَ، وأَطلِق لَنا مِن عِندِکَ،وَافعَل بِنا ما أنتَ أهلُهُ یا کَریمُ. (3)

2361.الاحتجاج عن الشیخ أبی عمرو العمری: تَشاجَرَ ابنُ أبی غانِمٍ القَزوینِیُّ وجَماعَةٌ مِنَ الشّیعَةِ فِی الخَلَفِ،فَذَکَرَ ابنُ أبی غانِمٍ:أنَّ أبا مُحَمَّدٍ علیه السلام مَضی ولا خَلَفَ لَهُ،ثُمَّ إنَّهُم کَتَبوا فی ذلِکَ کِتاباً،وأَنفَذوهُ إلَی النّاحِیَةِ،وأَعلَموهُ بِما تَشاجَروا فیهِ،فَوَرَدَ جَوابُ کِتابِهِم بِخَطِّهِ علیه السلام:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،عافانَا اللّهُ وإیّاکُم مِنَ الفِتَنِ،ووَهَبَ لَنا ولَکُم روحَ الیَقینِ، وأَجارَنا وإیّاکُم مِن سوءِ المُنقَلَبِ...عَصَمَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِنَ المَهالِکَ وَالأَسواءِ،وَالآفاتِ وَالعاهاتِ کُلِّها بِرَحمَتِهِ،فَإِنَّهُ وَلِیُّ ذلِکَ،وَالقادِرُ عَلی ما یَشاءُ،وکانَ لَنا ولَکُم وَلِیّاً وحافِظاً،وَالسَّلامُ عَلی جَمیعِ الأَوصِیاءِ وَالأَولِیاءِ وَالمُؤمِنینَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً. (4)

ص:524


1- .أعلام الدین:ص 458، بحار الأنوار:ج 27 ص 126 ح 115.
2- قرب الإسناد:ص 166 ح 607، بحار الأنوار:ج 47 ص 17 ح 5.
3- بحار الأنوار:ج 94 ص 187 عن الشهید رحمه الله نقلاً من کتاب الاستدراک لبعض قدماء الأصحاب عن الشیخ عبد اللّه الدورستی،عن جده،عن أبیه،عن محمّد بن بابویه،عن أحمد بن ثابت إلی آخر السند وذکر الأدعیة فقط.
4- الاحتجاج:ج 2 ص 535 ح 342، الغیبة للطوسی:ص 285 ح 245، [7]بحار الأنوار:ج 53 ص 178 ح 9.

3/36دُعاءُ أهلِ البَیتِ:لِزُوّارِ الحُسَینِ علیه السلام

2362.کامل الزیارات عن داوود بن کثیر عن أبی عبد اللّه [ الصادق ] علیه السلام : إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله تَحضُرُ لِزُوّارِ قَبرِ ابنِهَا الحُسَینِ علیه السلام،فَتَستَغفِرُ لَهُم ذُنوبَهُم. (1)

2363.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقولُ:إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام عِندَ رَبِّهِ عز و جل،یَنظُرُ إلی مَوضِعِ مُعَسکَرِهِ ومَن حَلَّهُ مِنَ الشُّهَداءِ مَعَهُ، ویَنظُرُ إلی زُوّارِهِ،وهُوَ أعرَفُ بِحالِهِم وبِأَسمائِهِم وأَسماءِ آبائِهِم،وبِدَرَجاتِهِم ومَنزِلَتِهِم عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِن أحَدِکُم بِوَلَدِهِ،وإنَّهُ لَیَری مَن یَبکیهِ،فَیَستَغفِرُ لَهُ،ویَسأَلُ آباءَهُ علیهم السلام أن یَستَغفِروا لَهُ،ویَقولُ:

«لَو یَعلَمُ زائری ما أعَدَّ اللّهُ لَهُ لَکانَ فَرَحُهُ أکثَرَ مِن جَزَعِهِ»وإنَّ زائِرَهُ لَیَنقَلِبُ وما عَلَیهِ مِن ذَنبٍ. (2)

2364.کامل الزیارات عن ابن سنان: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنَّ أباکَ کانَ یَقولُ فِی الحَجِّ:یُحسَبُ لَهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ أنفَقَهُ ألفُ دِرهَمٍ،فَما لِمَن یُنفِقُ فِی المَسیرِ إلی أبیکَ الحُسَینِ علیه السلام؟

فَقالَ:یَابنَ سِنانٍ،یُحسَبُ لَهُ بِالدِّرهَمِ ألفٌ وأَلفٌ حَتّی عَدَّ عَشَرَةً،ویُرفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ مِثلُها،ورِضَی اللّهِ خَیرٌ لَهُ،ودُعاءُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله ودُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام خَیرٌ لَهُ. (3)

2365.الکافی عن معاویة بن وهب: استَأذَنتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقیلَ لی:اُدخُل،فَدَخَلتُ

ص:525


1- .کامل الزیارات:ص 231 ح 343، بحار الأنوار:ج 101 ص 55 ح 14.
2- الأمالی للطوسی:ص 55 ح 74، بشارة المصطفی:ص 78، [4]کامل الزیارات:ص 206 ح 292 و ص 544 ح 830 [5] کلاهما عن عبد اللّه بن بکیر نحوه،بحار الأنوار:ج 101 ص 64 ح 49.
3- کامل الزیارات:ص 247 ح 368، بحار الأنوار:ج 101 ص 50 ح 1.

فَوَجَدتُهُ فی مُصَلّاهُ فی بَیتِهِ،فَجَلَستُ حَتّی قَضی صَلاتَهُ،فَسَمِعتُهُ وهُوَ یُناجی رَبَّهُ ویَقولُ:

«یا مَن خَصَّنا بِالکَرامَةِ،وخَصَّنا بِالوَصِیَّةِ،ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ،وأَعطانا عِلمَ ما مَضی وما بَقِیَ،وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوی إلَینا،اغفِر لی ولِإِخوانی ولِزُوّارِ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السلام،الَّذینَ أنفَقوا أموالَهُم وأَشخَصوا أبدانَهُم رَغبَةً فی بِرِّنا،ورَجاءً لِما عِندَکَ فی صِلَتِنا،وسُروراً أدخَلوهُ عَلی نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،وإجابَةً مِنهُم لِأَمرِنا،وغَیظاً أدخَلوهُ عَلی عَدُوِّنا أرادوا بِذلِکَ رِضاکَ،فَکافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ،وَاکلَأهُم بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ، وَاخلُف عَلی أهالیهِم وأَولادِهِمُ الَّذینَ خُلِّفوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ،وَاصحَبهُم وَاکفِهِم شَرَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وکُلِّ ضَعیفٍ مِن خَلقِکَ أو شَدیدٍ،وشَرَّ شَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ،وأَعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنکَ فی غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم،وما آثَرونا بِهِ عَلی أبنائِهِم وأَهالیهِم وقَراباتِهِم.

اللّهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابوا عَلَیهِم خُروجَهُم فَلَم یَنهَهُم ذلِکَ عَنِ الشُّخوصِ إلَینا،وخِلافاً مِنهُم عَلی مَن خالَفَنا،فَارحَم تِلکَ الوُجوهَ الَّتی قَد غَیَّرَتهَا الشَّمسُ،وَارحَم تِلکَ الخُدودَ الَّتی تَقَلَّبَت عَلی حُفرَةِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وَارحَم تِلکَ الأعیُنَ الَّتی جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا،وَارحَم تِلکَ القُلوبَ الَّتی جَزَعَت وَاحتَرَقَت لَنا،وَارحَمِ الصَّرخَةَ الَّتی کانَت لَنا، اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ تِلکَ الأَنفُسَ،وتِلکَ الأَبدانَ،حَتّی نُوافِیَهُم عَلَی الحَوضِ یَومَ العَطَشِ».

فَما زالَ وهُوَ ساجِدٌ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ،فَلَمَّا انصَرَفَ قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،لَو أنَّ هذَا الَّذی سَمِعتُ مِنکَ کانَ لِمَن لا یَعرِفُ اللّهَ لَظَنَنتُ أنَّ النّارَ لا تَطعَمُ مِنهُ شَیئاً،وَاللّهِ لَقَد تَمَنَّیتُ أن کُنتُ زُرتُهُ ولَم أحُجَّ !

فَقالَ لی:ما أقرَبَکَ مِنهُ! فَمَا الَّذی یَمنَعُکَ مِن إتیانِهِ؟! ثُمَّ قالَ:یا مُعاوِیَةُ،لِمَ تَدَعُ

ص:526

ذلِکَ؟قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ لَم أدرِ أنَّ الأَمرَ یَبلُغُ هذا کُلَّهُ.

قالَ:یا مُعاوِیَةُ! مَن یَدعو لِزُوّارِهِ فِی السَّماءِ أکثَرُ مِمَّن یَدعو لَهُم فِی الأَرضِ. (1)

4/36الدُّعاءُ لِلوالِدَینِ

الکتاب

«رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً». 2

«رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ». 3

«وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما کَما رَبَّیانِی صَغِیراً». (2)

الحدیث

2366.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَرفَعُ العَبدَ الدَّرَجَةَ فَیَقولُ:رَبِّ أنّی لی هذِهِ الدَّرَجَةُ؟فَیَقولُ:

بِدُعاءِ وَلَدِکَ لَکَ. (3)

2367.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ أبی حَمزَةَ-:

اللّهُمَّ اغفِر لی ولِوالِدَیَّ وَارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً،اِجزِهِما بِالإِحسانِ إحساناً، وبِالسَّیِّئاتِ غُفراناً. (4)

ص:527


1- .الکافی:ج 4 ص 582 ح 11، ثواب الأعمال:ص 120 ح 44، [2]کامل الزیارات:ص 228 ح 336، [3]المزار الکبیر:ص 334 ح 14،بحار الأنوار:ج 101 ص 51 ح 1 [4] وص 8 ح 30.
2- الإسراء:24.
3- السنن الکبری:ج 7 ص 126 ح 13459،الدعاء للطبرانی:ص 375 ح 1249،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 261 ح 5 نحوه وکلّها عن أبی هریرة.
4- مصباح المتهجّد:ص 587، البلد الأمین:ص 208، [7]المصباح للکفعمی:ص 787 [8] کلّها عن أبی حمزة الثمالی.

2368.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام لِأَبَوَیهِ علیهما السلام-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاخصُصهُم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ ورَحمَتِکَ وبَرَکاتِکَ وسَلامِکَ،وَاخصُصِ اللّهُمَّ والِدَیَّ بِالکَرامَةِ لَدَیکَ،وَالصَّلاةِ مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَلهِمنی (1)عِلمَ ما یَجِبُ لَهُما عَلَیَّ إلهاماً،وَاجمَع لی عِلمَ ذلِکَ کُلِّهِ تَماماً،ثُمَّ استَعمِلنی بِما تُلهِمُنی مِنهُ،ووَفِّقنی لِلنُّفوذِ فیما تُبَصِّرُنی مِن عِلمِهِ، حَتّی لا یَفوتَنِی استِعمالُ شَیءٍ عَلَّمتَنیهِ،ولا تَثقُلَ أرکانی عَنِ الحَفوفِ (2)فیما ألهَمتَنیهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ کَما شَرَّفتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ کَما أوجَبتَ لَنَا الحَقَّ عَلَی الخَلقِ بِسَبَبِهِ.

اللّهُمَّ اجعَلنی أهابُهُما هَیبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ (3)،وأَبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ،وَاجعَل طاعَتی لِوالِدَیَّ،وبِرّی بِهِما أقَرَّ لِعَینی مِن رَقدَةِ الوَسنانِ،وأَثلَجَ لِصَدری مِن شَربَةِ الظَّمآنِ، حَتّی اوثِرَ عَلی هَوایَ هَواهُما،واُقَدِّمَ عَلی رِضایَ رِضاهُما،وأَستَکثِرَ بِرَّهُما بی وإن قَلَّ، وأَستَقِلَّ بِرّی بِهِما وإن کَثُرَ.

اللّهُمَّ خَفِّض لَهُما صَوتی،وأَطِب لَهُما کَلامی،وأَلِن لَهُما عَریکَتی (4)،وَاعطِف عَلَیهِما قَلبی،وصَیِّرنی بِهِما رَفیقاً،وعَلَیهِما شَفیقاً.

اللّهُمَّ اشکُر لَهُما تَربِیَتی،وأَثِبهُما عَلی تَکرِمَتی،وَاحفَظ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّی فی صِغَری.

اللّهُمَّ وما مَسَّهُما مِنّی مِن أذیً،أو خَلَصَ إلَیهِما عَنّی مِن مَکروهٍ،أو ضاعَ قِبَلی لَهُما

ص:528


1- .الإلهام:أن یلقی اللّه فی النفس أمراً،یبعثه علی الفعل أو الترک (النهایة:ج 4 ص 282« لهم»).
2- الحَفوفُ:السرعَةُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 429«حفف»).
3- العَسوفُ:الجائِرُ الظلومُ (النهایة:ج 3 ص 237«عسف»).
4- العَریکَةُ:الطبیعَةُ (النهایة:ج 3 ص 222«عرک»).

مِن حَقٍّ،فَاجعَلهُ حِطَّةً لِذُنوبِهِما،وعُلُوّاً فی دَرَجاتِهِما،وزِیادَةً فی حَسَناتِهِما،یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ.

اللّهُمَّ وما تَعَدَّیا عَلَیَّ فیهِ مِن قَولٍ،أو أسرَفا عَلَیَّ فیهِ مِن فِعلٍ،أو ضَیَّعاهُ لی مِن حَقٍّ، او قَصَّرا بی عَنهُ مِن واجِبٍ فَقَد وَهَبتُهُ لَهُما،وجُدتُ بِهِ عَلَیهِما،ورَغِبتُ إلَیکَ فی وَضعِ تَبِعَتِهِ عَنهُما،فَإِنّی لا أتَّهِمُهُما عَلی نَفسی،ولا أستَبطِئُهُما فی بِرّی،ولا أکرَهُ ما تَوَلَّیاهُ مِن أمری یا رَبِّ،فَهُما أوجَبُ حَقّاً عَلَیَّ،وأَقدَمُ إحساناً إلَیَّ،وأَعظَمُ مِنَّةً لَدَیَّ مِن أن اقاصَّهُما بِعَدلٍ أو اجازِیَهُما عَلی مِثلٍ.

أینَ إذاً یا إلهی طولُ شُغلِهِما بِتَربِیَتی؟وأَینَ شِدَّةُ تَعَبِهِما فی حِراسَتی؟وأَینَ إقتارُهُما عَلی أنفُسِهِما لِلتَّوسِعَةِ عَلَیَّ؟هَیهاتَ ما یَستَوفِیانِ مِنّی حَقَّهُما،ولا ادرِکُ ما یَجِبُ عَلَیَّ لَهُما،ولا أنَا بِقاضٍ وَظیفَةَ خِدمَتِهِما.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعِنّی یا خَیرَ مَنِ استُعینَ بِهِ،ووَفِّقنی یا أهدی مَن رُغِبَ إلَیهِ،ولا تَجعَلنی فی أهلِ العُقوقِ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ یَومَ تُجزی کُلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمونَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وذُرِّیَّتِهِ،وَاخصُص أبَوَیَّ بِأَفضَلِ ما خَصَصتَ بِهِ آباءَ عِبادِکَ المُؤمِنینَ واُمَّهاتِهِم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لا تُنسِنی ذِکرَهُما فی أدبارِ صَلَواتی،وفی إنیً مِن آناءِ لَیلَی،وفی کُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ نَهاری.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی بِدُعائی لَهُما،وَاغفِر لَهُما بِبِرِّهِما بی مَغفِرَةً حَتماً،وَارضَ عَنهُما بِشَفاعَتی لَهُما رِضاً عَزماً،وبَلِّغهُما بِالکَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ.

اللّهُمَّ وإن سَبَقَت مَغفِرَتُکَ لَهُما فَشَفِّعهُما فِیَّ،وإن سَبَقَت مَغفِرَتُکَ لی فَشَفِّعنی فیهِما، حَتّی نَجتَمِعَ بِرَأفَتِکَ فی دارِ کَرامَتِکَ،ومَحَلِّ مَغفِرَتِکَ ورَحمَتِکَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،

ص:529

وَالمَنِّ القَدیمِ،وأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

2369.مکارم الأخلاق: صَلاةُ الوَلَدِ لِوالِدَیهِ رَکعَتانِ:الاُولی بِفاتِحَةِ الکِتابِ وعَشرَ مَرّاتٍ «رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ» 2 وفِی الثّانِیَةِ«الفاتِحَةَ»وعَشرَ مَرّاتٍ «رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ» 3 ،فَإِذا سَلَّمَ یَقولُ عَشرَ مَرّاتٍ: «رَبِّ ارْحَمْهُما کَما رَبَّیانِی صَغِیراً» 4 . (2)

5/36الدُّعاءُ لِلأَولادِ

2370.الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ لِوَلَدِهِ الحَسَنِ علیه السلام،عِندَ انصِرافِهِ مِن صِفّینَ-:

أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ ودُنیاکَ،وأَسأَ لُهُ خَیرَ القَضاءِ لَکَ فِی العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ،وَالدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَالسَّلامُ. (3)

2371.عنه علیه السلام -لِمُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِیَّةِ-:

أسأَلُ اللّهَ أن یُلهِمَکَ (4)الشُّکرَ وَالرُّشدَ،ویُقَوِّیَکَ عَلَی العَمَلِ بِکُلِّ خَیرٍ،ویَصرِفَ عَنکَ کُلَّ مَحذورٍ بِرَحمَتِهِ. (5)

2372.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِوُلدِهِ علیهم السلام-:

ص:530


1- .الصحیفة السجّادیة:ص 101 الدعاء 24.
2- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 126، بحار الأنوار:ج 91 ص 220 ح 7.
3- نهج البلاغة:الکتاب 31،أعلام الدین:ص 289، تحف العقول:ص 88 ولیس فیه«العاجلة والآجلة»،بحار الأنوار:ج 77 ص 233 ح 2.
4- الإلهام:أن یلقی اللّه فی النفس أمراً یبعثه علی الفعل أو الترک (النهایة:ج 4 ص 282« لهم»).
5- العقد الفرید:ج 2 ص 335.

اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَیَّ بِبَقاءِ وُلدی،وبِإِصلاحِهِم لی،وبِإِمتاعی بِهِم،إلهِی امدُد لی فی أعمارِهِم،وزِد لی فی آجالِهِم،ورَبِّ لی صَغیرَهُم،وقَوِّ لی ضَعیفَهُم،وأَصِحَّ لی أبدانَهُم وأَدیانَهُم وأَخلاقَهُم،وعافِهِم فی أنفُسِهِم وفی جَوارِحِهِم وفی کُلِّ ما عُنیتُ بِهِ مِن أمرِهِم، وأَدرِر لی وعَلی یَدَیَّ أرزاقَهُم،وَاجعَلهُم أبراراً أتقِیاءَ بُصَراءَ سامِعینَ مُطیعینَ لَکَ، ولِأَولِیائِکَ مُحِبّینَ مُناصِحینَ،ولِجَمیعِ أعدائِکَ مُعانِدینَ ومُبغِضینَ،آمینَ.

اللّهُمَّ اشدُد بِهِم عَضُدی،وأَقِم بِهِم أوَدی (1)،وکَثِّر بِهِم عَدَدی،وزَیِّن بِهِم مَحضَری، وأَحیِ بِهِم ذِکری،وَاکفِنی بِهِم فی غَیبَتی،وأَعِنّی بِهِم عَلی حاجَتی،وَاجعَلهُم لی مُحِبّینَ، وعَلَیَّ حَدِبینَ (2)مُقبِلینَ مُستَقیمینَ لی،مُطیعینَ غَیرَ عاصینَ ولا عاقّینَ ولا مُخالِفینَ ولا خاطِئینَ،وأَعِنّی عَلی تَربِیَتِهِم وتَأدیبِهِم وبِرِّهِم،وهَب لی مِن لَدُنکَ مَعَهُم أولاداً ذُکوراً، وَاجعَل ذلِکَ خَیراً لی،وَاجعَلهُم لی عَوناً عَلی ما سَأَلتُکَ.

وأَعِذنی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،فَإِنَّکَ خَلَقتَنا وأَمَرتَنا ونَهَیتَنا،ورَغَّبتَنا فی ثَوابِ ما أمَرتَنا،ورَهَّبتَنا عِقابَهُ،وجَعَلتَ لَنا عَدُوّاً یَکیدُنا سَلَّطتَهُ مِنّا عَلی ما لَم تُسَلِّطنا عَلَیهِ مِنهُ،أسکَنتَهُ صُدورَنا،وأَجرَیتَهُ مَجارِیَ دِمائِنا،لا یَغفُلُ إن غَفَلنا،ولا یَنسی إن نَسینا،یُؤمِنُنا عِقابَکَ،ویُخَوِّفُنا بِغَیرِکَ،إن هَمَمنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَیها،وإن هَمَمنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا (3)عَنهُ،یَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ،ویَنصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ،إن وَعَدَنا کَذَبَنا، وان مَنّانا أخلَفَنا،وإلّا تَصرِف عَنّا کَیدَهُ یُضِلَّنا،وإلّا تَقِنا خَبالَهُ (4)یَستَزِلَّنا.

اللّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عَنّا بِسُلطانِکَ،حَتّی تَحبِسَهُ عَنّا بِکَثرَةِ الدُّعاءِ لَکَ،فَنُصبِحَ مِن کَیدِهِ فِی المَعصومینَ بِکَ.

ص:531


1- .الأود:العوج (النهایة:ج 4 ص 79«أود»).
2- أحدَبُهم:أی أعطَفُهم وأشفَقُهم (النهایة:ج 1 ص 349«حدب»).
3- التَّثبیط:هو التعویق والشُّغل عن المراد (النهایة:ج 1 ص 207« ثبط»).
4- الخَبالُ:الفَساد (مفردات ألفاظ القرآن:ص 274« خبل»).

اللّهُمَّ أعطِنی کُلَّ سُؤلی،وَاقضِ لی حَوائِجی،ولا تَمنَعنِی الإِجابَةَ وقَد ضَمِنتَها لی،ولا تَحجُب دُعائی عَنکَ،وقَد أمَرتَنی بِهِ.

وَامنُن عَلَیَّ بِکُلِّ ما یُصلِحُنی فی دُنیای وآخِرَتی،ما ذَکَرتُ مِنهُ وما نَسیتُ،أو أظهَرتُ أو أخفَیتُ،أو أعلَنتُ أو أسرَرتُ.

وَاجعَلنی فی جَمیعِ ذلِکَ مِنَ المُصلِحینَ بِسُؤالی إیّاکَ،المُنجِحینَ بِالطَّلَبِ إلَیکَ،غَیرِ المَمنوعینَ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،المُعَوَّدینَ بِالتَّعَوُّذِ بِکَ،الرّابِحینَ فِی التِّجارَةِ عَلَیکَ،المُجارینَ بِعِزِّکَ،المُوَسَّعِ عَلَیهِمُ الرِّزقُ الحَلالُ مِن فَضلِکَ،الواسِعِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،المُعَزّینَ مِنَ الذُّلِّ بِکَ،وَالمُجارینَ مِنَ الظُّلمِ بِعَدلِکَ،وَالمُعافَینَ مِنَ البَلاءِ بِرَحمَتِکَ،وَالمُغنَینَ مِنَ الفَقرِ بِغِناکَ،وَالمَعصومینَ مِنَ الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطاءِ بِتَقواکَ،وَالمُوَفَّقینَ لِلخَیرِ وَالرُّشدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِکَ،وَالمُحالِ بَینَهُم وبَینَ الذُّنوبِ بِقُدرَتِکَ،التّارِکینَ لِکُلِّ مَعصِیَتِکَ، السّاکِنینَ فی جِوارِکَ.

اللّهُمَّ أعطِنا جَمیعَ ذلِکَ بِتَوفیقِکَ ورَحمَتِکَ،وأَعِذنا مِن عَذابِ السَّعیرِ،وأَعطِ جَمیعَ المُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،وَالمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،مِثلَ الَّذی سَأَلتُکَ لِنَفسی ولِوَلَدی فی عاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ،سَمیعٌ عَلیمٌ،عَفُوٌّ غَفورٌ رَؤُوفٌ رَحیمٌ و «آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ» 1 . (1)

6/36الدُّعاءُ لِأَهلِ الثُّغورِ وجُیوشِ المُسلِمینَ

2373.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام لِأَهلِ الثُّغورِ-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَصِّن ثُغورَ المُسلِمینَ بِعِزَّتِکَ،وأَیِّد حُماتَها بِقُوَّتِکَ،

ص:532


1- الصحیفة السجّادیّة:ص 105 الدعاء 25، البلد الأمین:ص 462، [2]المصباح للکفعمی:ص 218.

وأَسبِغ عَطایاهُم مِن جِدَتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وکَثِّر عِدَّتَهُم،وَاشحَذ أسلِحَتَهُم (1)،وَاحرُس حَوزَتَهُم (2)، وَامنَع حَومَتَهُم،وأَلِّف جَمعَهُم،ودَبِّر أمرَهُم،وواتِر بَینَ مِیَرِهِم (3)،وتَوَحَّد بِکِفایَةِ مُؤَنِهِم،وَاعضُدهُم بِالنَّصرِ،وأَعِنهُم بِالصَّبرِ،وَالطُف لَهُم فِی المَکرِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعَرِّفهُم ما یَجهَلونَ،وعَلِّمهُم ما لا یَعلَمونَ،وبَصِّرهُم ما لا یُبصِرونَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَنسِهِم عِندَ لِقائِهِمُ العَدُوَّ ذِکرَ دُنیاهُمُ الخَدّاعَةِ الغَرورِ، وَامحُ عَن قُلوبِهِم خَطَراتِ المالِ الفَتونِ،وَاجعَلِ الجَنَّةَ نَصبَ أعیُنِهِم،ولَوِّح مِنها لِأَبصارِهِم ما أعدَدتَ فیها مِن مَساکِنِ الخُلدِ،ومَنازِلِ الکَرامَةِ،وَالحورِ الحِسانِ،وَالأَنهارِ المُطَّرِدَةِ بِأَنواعِ الأَشرِبَةِ،وَالأَشجارِ المُتَدَلِّیَةِ بِصُنوفِ الثَّمَرِ،حَتّی لا یَهُمَّ أحَدٌ مِنهُم بِالإِدبارِ،ولا یُحَدِّثَ نَفسَهُ عَن قِرنِهِ (4)بِفِرارٍ.

اللّهُمَّ افلُل بِذلِکَ عَدُوَّهُم،وَاقلِم عَنهُم أظفارَهُم،وفَرِّق بَینَهُم وبَینَ أسلِحَتِهِم،وَاخلَع وَثائِقَ أفئِدَتِهِم،وباعِد بَینَهُم وبَینَ أزوِدَتِهِم (5)،وحَیِّرهُم فی سُبُلِهِم،وضَلِّلهُم عَن وَجهِهِم، وَاقطَع عَنهُمُ المَدَدَ،وَانقُص مِنهُمُ العَدَدَ.

وَاملَأ أفئِدَتَهُمُ الرُّعبَ،وَاقبِض أیدِیَهُم عَنِ البَسطِ،وَاخزِم ألسِنَتَهُم عَنِ النُّطقِ،وشَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم،ونَکِّل بِهِم مَن وَراءَهُم،وَاقطَع بِخِزیِهِم أطماعَ مَن بَعدَهُم.

ص:533


1- .الشَّحْذُ:التحدید.شَحَذَ السِّکینَ:أحَدَّه بالمِسَنِّ وغیره (لسان العرب:ج 3 ص 493« شحذ»).
2- حَوزَةُ الإسلام:حدوده ونواحیه (النهایة:ج 1 ص 460«حوز»).
3- واتر بین میرهم:المواترة:المتابعة.والمیرة:الطعام یمتاره الإنسان،وقال بعضهم:هو جلب الطعام،وعلیه یکون معنی واتر بین میرهم:أی لا تقطع المیرة واجعلها تصل إلیهم مرّة بعد مرّة (لسان العرب:ج 5 ص 275 و 276« وتر»،ص 88«میر»).
4- القِرنُ:کُفؤک فی الشجاعة (الصحاح:ج 6 ص 2181« قرن»).
5- أزْوِدَة:جمع زاد علی غیر القیاس (النهایة:ج 2 ص 317« زود»).

اللّهُمَّ عَقِّم أرحامَ نِسائِهِم،ویَبِّس أصلابَ رِجالِهِم،وَاقطَع نَسلَ دَوابِّهِم وأَنعامِهِم،لا تَأذَن لِسَمائِهِم فی قَطرٍ،ولا لِأَرضِهِم فی نَباتٍ.

اللّهُمَّ وقَوِّ بِذلِکَ مِحالَ (1)أهلِ الإِسلامِ،وحَصِّن بِهِ دِیارَهُم،وثَمِّر بِهِ أموالَهُم،وفَرِّغهُم عَن مُحارَبَتِهِم لِعِبادَتِکَ،وعَن مُنابَذَتِهِم لِلخَلوَةِ بِکَ،حَتّی لا یُعبَدَ فی بِقاعِ الأَرضِ غَیرُکَ، ولا تُعَفَّرَ لِأَحَدٍ مِنهُم جَبهَةٌ دونَکَ.

اللّهُمَّ اغزُ بِکُلِّ ناحِیَةٍ مِنَ المُسلِمینَ عَلی مَن بِإِزائِهِم مِنَ المُشرِکینَ،وأَمدِدهُم بِمَلائِکَةٍ مِن عِندِکَ مُردِفینَ،حَتّی یَکشِفوهُم إلی مُنقَطَعِ التُّرابِ،قَتلاً فی أرضِکَ وأَسراً،أو یُقِرّوا بِأَ نَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.

اللّهُمَّ وَاعمُم بِذلِکَ أعداءَکَ فی أقطارِ البِلادِ،مِنَ الهِندِ وَالرّومِ وَالتُّرکِ وَالخَزَرِ وَالحَبَشِ وَالنّوبَةِ وَالزِّنجِ وَالسَّقالِبَةِ وَالدَّیالِمَةِ،وسائِرِ امَمِ الشِّرکِ الَّذینَ تَخفی أسماؤُهُم وصِفاتُهُم، وقَد أحصَیتَهُم بِمَعرِفَتِکَ،وأَشرَفتَ عَلَیهِم بِقُدرَتِکَ.

اللّهُمَّ اشغَلِ المُشرِکینَ بِالمُشرِکینَ عَن تَناوُلِ أطرافِ المُسلِمینَ،وخُذهُم بِالنَّقصِ عَن تَنَقُّصِهِم،وثَبِّطهُم (2)بِالفُرقَةِ عَنِ الاِحتِشادِ عَلَیهِم.

اللّهُمَّ أخلِ قُلوبَهُم مِنَ الأَمَنَةِ،وأَبدانَهُم مِنَ القُوَّةِ،وأَذهِل قُلوبَهُم عَنِ الاِحتِیالِ، وأَوهِن (3)أرکانَهُم عَن مُنازَلَةِ الرِّجالِ،وجَبِّنهُم عَن مُقارَعَةِ (4)الأَبطالِ،وَابعَث عَلَیهِم جُنداً مِن مَلائِکَتِکَ بِبَأسٍ مِن بَأسِکَ-کَفِعلِکَ یَومَ بَدرٍ-تَقطَعُ بِهِ دابِرَهُم (5)وتَحصُدُ بِهِ شَوکَتَهُم،

ص:534


1- .المِحالُ-علی وزن کتاب-:الکید والتدبیر والمکر وطلب الأمر بالحیلة...ومنه قوله تعالی: «وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحالِ» (الرعد:13). وفی نسخة ابن إدریس بفتح المیم وتشدید اللّام علی أنّه جمع محلّة:وهی المکان ینزله ویحلّه القوم (ریاض السالکین:ج 4 ص 209 و 210).
2- التَّثبیط:التعویق والشغل عن المراد (النهایة:ج 1 ص 207« ثبط»).
3- الوَهْنُ:الضَّعْفُ فی العمل والأمر (لسان العرب:ج 13 ص 453« وهن»).
4- المقارعَةُ:المضاربة بالسیوف (لسان العرب:ج 8 ص 264« قرع»).
5- تقطَع دابرهم:أی جمیعهم حتی لا یبقی منهم أحد (النهایة:ج 2 ص 98« دبر»).

وتُفَرِّقُ بِهِ عَدَدَهُم.

اللّهُمَّ وَامزُج مِیاهَهُم بِالوَباءِ،وأَطعِمَتَهُم بِالأَدواءِ،وَارمِ بِلادَهُم بِالخُسوفِ،وأَلِحَّ عَلَیها بِالقُذوفِ وَافرَعها بِالمُحولِ (1)،وَاجعَل مِیَرَهُم فی أحَصِّ (2)أرضِکَ وأَبعَدِها عَنهُم، وَامنَع حُصونَها مِنهُم،أصِبهُم بِالجوعِ المُقیمِ وَالسُّقمِ الأَلیمِ.

اللّهُمَّ وأَیُّما غازٍ غَزاهُم مِن أهلِ مِلَّتِکَ،أو مُجاهِدٍ جاهَدَهُم مِن أتباعِ سُنَّتِکَ لِیَکونَ دینُکَ الأَعلی،وحِزبُکَ الأَقوی،وحَظُّکَ الأَوفی،فَلَقِّهِ الیُسرَ،وهَیِّئ لَهُ الأَمرَ،وتَوَلَّهُ بِالنُّجحِ،وتَخَیَّر لَهُ الأَصحابَ،وَاستَقوِ لَهُ الظَّهرَ،وأَسبِغ عَلَیهِ فِی النَّفَقَةِ،ومَتِّعهُ بِالنَّشاطِ،وأَطفِ عَنهُ حَرارَةَ الشَّوقِ،وأَجِرهُ مِن غَمِّ الوَحشَةِ،وأَنسِهِ ذِکرَ الأَهلِ وَالوَلَدِ، وَأثُر لَهُ حُسنَ النِّیَّةِ،وتَوَلَّهُ بِالعافِیَةِ،وأَصحِبهُ السَّلامَةَ،وأَعفِهِ مِنَ الجُبنِ،وألهِمهُ الجُرأَةَ،وَارزُقهُ الشِّدَّةَ،وأَیِّدهُ بِالنُّصرَةِ،وعَلِّمهُ السِّیَرَ وَالسُّنَنَ،وسَدِّدهُ فِی الحُکمِ، وأَعزِل عَنهُ الرِّیاءَ،وخَلِّصهُ مِنَ السُّمعَةِ،وَاجعَل فِکرَهُ وذِکرَهُ وظَعنَهُ (3)وإقامَتَهُ فیکَ ولَکَ.

فَإِذا صافَّ عَدُوَّکَ وعَدُوَّهُ،فَقَلِّلهُم فی عَینِهِ،وصَغِّر شَأنَهُم فی قَلبِهِ،وأَدِل لَهُ مِنهُم ولا تُدِلهُم مِنهُ،فَإِن خَتَمتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ،وقَضَیتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ،فَبَعدَ أن یَجتاحَ (4)عَدُوَّکَ بِالقَتلِ،وبَعدَ أن یَجهَدَ بِهِمُ الأَسرُ،وبَعدَ أن تَأمَنَ أطرافُ المُسلِمینَ،وبَعدَ أن یُوَلِّیَ عَدُوُّکَ مُدبِرینَ.

اللّهُمَّ وأَیُّما مُسلِمٍ خَلَفَ غازِیاً،أو مُرابِطاً فی دارِهِ،أو تَعَهَّدَ خالِفیهِ فی غَیبَتِهِ،أو أعانَهُ بِطائِفَةٍ مِن مالِهِ،أو أمَدَّهُ بِعِتادٍ،أو شَحَذَهُ عَلی جِهادٍ،أو أتبَعَهُ فی وَجهِهِ دَعوَةً،أو رَعی لَهُ مِن وَرائِهِ حُرمَةً،فَأَجرِ لَهُ مِثلَ أجرِهِ وَزناً بِوَزنٍ،ومِثلاً بِمِثلٍ،وعَوِّضهُ مِن فِعلِهِ

ص:535


1- .المَحْلُ:انقطاع المطر،الجدب (النهایة:ج 4 ص 304«محل»).
2- حصّاء:أی جرداء لاخیر فیها (الصحاح:ج 3 ص 1032« حصص»).
3- ظَعَنَ:یَظعَنْ ظَعناً:إذا سار (النهایة:ج 3 ص 157«ظعن»).
4- یَجتاحُه:أی یستأصله ویأتی علیه (النهایة:ج 1 ص 311«جوح»).

عِوَضاً حاضِراً یَتَعَجَّلُ بِهِ نَفعَ ما قَدَّمَ،وسُرورَ ما أتی بِهِ إلی أن یَنتَهِیَ بِهِ الوَقتُ إلی ما أجرَیتَ لَهُ مِن فَضلِکَ،وأَعدَدتَ لَهُ مِن کَرامَتِکَ.

اللّهُمَّ وأَیُّما مُسلِمٍ أهَمَّهُ أمرُ الإِسلامِ،وأَحزَنَهُ تَحَزُّبُ أهلِ الشِّرکِ عَلَیهِم،فَنَوی غَزواً،أو هَمَّ بِجِهادٍ،فَقَعَدَ بِهِ ضَعفٌ،أو أبطَأَت بِهِ فاقَةٌ،أو أخَّرَهُ عَنهُ حادِثٌ،أو عَرَضَ لهُ دونَ إرادَتِهِ مانِعٌ،فَاکتُبِ اسمَهُ فِی العابِدینَ،وأَوجِب لَهُ ثَوابَ المُجاهِدینَ،وَاجعَلهُ فی نِظامِ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وآلِ مُحَمَّدٍ،صَلاةً عالِیَةً عَلَی الصَّلَواتِ،مُشرِفَةً فَوقَ التَّحِیّاتِ،صَلاةً لا یَنتَهی أمَدُها ولا یَنقَطِعُ عَدَدُها،کَأَتَمِّ ما مَضی مِن صَلَواتِکَ عَلی أحَدٍ مِن أولِیائِکَ،إنَّکَ المَنّانُ الحَمیدُ،المُبدِئُ المُعیدُ،الفَعّالُ لِما تُریدُ. (1)

2374.الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةِ الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ انصُر جُیوشَ المُسلِمینَ وسَرایاهُم ومُرابِطیهِم فی مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

7/36الدُّعاءُ لِلجیرانِ وَالأَولِیاءِ

2375.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام لِجیرانِهِ وأَولِیائِهِ إذا ذَکَرَهُم-:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَوَلَّنی فی جیرانی ومَوالِیَّ العارِفینَ بِحَقِّنا وَالمُنابِذینَ (3)لِأَعدائِنا بِأَفضَلِ وِلایَتِکَ،ووَفِّقهُم لِإِقامَةِ سُنَّتِکَ،وَالأَخذِ بِمَحاسِنِ أدَبِکَ؛فی إرفاقِ

ص:536


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 111 الدعاء 27، البلد الأمین:ص 463.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 432 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 383 ح 509 عن زید بن وهب،بحار الأنوار:ج 89 ص 239 ح 68.
3- نابَذتهم:خالفتهم (المصباح المنیر:ص 590« نبذ»).

ضَعیفِهِم،وسَدِّ خَلَّتِهِم،وعِیادَةِ مَریضِهِم،وهِدایَةِ مُستَرشِدِهِم،ومُناصَحَةِ مُستَشیرِهِم، وتَعَهُّدِ قادِمِهِم،وکِتمانِ أسرارِهِم،وسَترِ عَوراتِهِم،ونُصرَةِ مَظلومِهِم،وحُسنِ مُواساتِهِم (1)بِالماعونِ (2)،وَالعَودِ عَلَیهِم بِالجِدَةِ وَالإِفضالِ،وإعطاءِ ما یَجِبُ لَهُم قَبلَ السُّؤالِ.

وَاجعَلنِی اللّهُمَّ أجزی بِالإِحسانِ مُسیئَهُم،واُعرِضُ بِالتَّجاوُزِ عَن ظالِمِهِم،وأَستَعمِلُ حُسنَ الظَّنِّ فی کافَّتِهِم،وأَتَوَلّی بِالبِرِّ عامَّتَهُم،وأَغُضُّ بَصَری عَنهُم عِفَّةً،واُلینُ جانِبی لَهُم تَواضُعاً،وأَرِقُّ عَلی أهلِ البَلاءِ مِنهُم رَحمَةً،واُسِرُّ لَهُم بِالغَیبِ مَوَدَّةً،واُحِبُّ بَقاءَ النِّعمَةِ عِندَهُم نُصحاً،واُوجِبُ لَهُم ما اوجِبُ لِحامَّتی (3)،وأَرعی لَهُم ما أرعی لِخاصَّتی.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی مِثلَ ذلِکَ مِنهُم،وَاجعَل لی أوفَی الحُظوظِ فیما عِندَهُم،وزِدهُم بَصیرَةً فی حَقّی،ومَعرِفَةً بِفَضلی،حَتّی یَسعَدوا بی وأَسعَدَ بِهِم،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (4)

8/36الدَّعَواتُ المَأثورَةُ فی تَعزِیَةِ المُصابِ

2376.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا عَزّی قالَ:آجَرَکُمُ اللّهُ ورَحِمَکُم. (5)

2377.السنن الکبری عن أبی خالد الوالبی: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَزّی رَجُلاً فَقالَ:یَرحَمُکَ اللّهُ ویَأجُرُکَ. (6)

2378.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ لِمَن خَلَّفَ شُهَداءَ احُدٍ-:

ص:537


1- .المواساة:المساهمة والمشارکة فی المعاش والرزق (النهایة:ج 1 ص 50« أسا»).
2- الماعون:هو القرض یقرضه والمعروف یصطنعه ومتاع البیت یعیره (انظر الکافی:ج 3 ص 499 ح 9).
3- حامّة الإنسان:خاصّته ومن یقرب منه ( النهایة:ج 1 ص 446« حمم»).
4- الصحیفة السجّادیة:ص 109 الدعاء 26، المصباح للکفعمی:ص 221، [5]البلد الأمین:ص 463.
5- مسکّن الفؤاد:ص 108 عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 82 ص 95 ح 46؛تاریخ أصبهان:ج 1 ص 118 الرقم 37 عن إبراهیم بن الحسن عن امّه فاطمة بنت الحسین عن أبیها الإمام الحسین علیه السلام.
6- السنن الکبری:ج 4 ص 99 ح 7092،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 260 ح 1.

اللّهُمَّ أذهِب حُزنَ قُلوبِهِم،وآجِر مُصیبَتَهُم،وأَحسِنِ الخَلَفَ عَلی مَن خَلَّفوا. (1)

2379.المعجم الکبیر عن معاذ بن جبل: أنَّهُ ماتَ ابنٌ لَهُ،فَکَتَبَ إلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَزّیهِ بِابنِهِ، فَکَتَبَ إلَیهِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی مُعاذِ بنِ جَبَلٍ:

سَلامٌ عَلَیکَ،فَإِنّی أحمَدُ إلَیکَ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،أمّا بَعدُ،فَأَعظَمَ اللّهُ لَکَ الأَجرَ، وأَلهَمَکَ الصَّبرَ،ورَزَقَنا وإیّاکَ الشُّکرَ،فَإِنَّ أنفُسَنا وأَموالَنا وأَهلینا مِن مَواهِبِ اللّهِ الهَنیئَةِ وعَواریهِ المُستَودَعَةِ،یُمَتِّعُ بِها إلی أجَلٍ ویَقبِضُها إلی وَقتٍ مَعلومٍ،وإنّا نَسأَ لُهُ الشُّکرَ عَلی ما أعطی وَالصَّبرَ إذَا ابتَلی،وکانَ ابنُکَ مِن مَواهِبِ اللّهِ الهَنیئَةِ وعَواریهِ المُستَودَعَةِ،مَتَّعَکَ اللّهُ بِهِ فی غِبطَةٍ وسُرورٍ،وقَبَضَهُ مِنکَ بِأَجرٍ کَثیرٍ؛الصَّلاةِ وَالرَّحمَةِ وَالهُدی إنِ احتَسَبتَهُ،فَاصبِر ولا یُحبِط جَزَعُکَ أجرَکَ فَتَندَمَ،وَاعلَم أنَّ الجَزَعَ لا یَرُدُّ مَیِّتاً ولا یَدفَعُ حُزناً،وما هُوَ نازِلٌ فَکَأَن قَد،وَالسَّلامُ. (2)

2380.أعلام الدین: قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُعَزّی قَوماً:عَلَیکُم بِالصَّبرِ،فَإِنَّ بِهِ یَأخُذُ الحازِمُ،وإلَیهِ یَرجِعُ الجازِعُ. (3)

2381.کتاب من لا یحضره الفقیه: أتی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام قَوماً قَد اصیبوا بِمُصیبَةٍ فَقالَ:جَبَرَ اللّهُ وَهنَکُم،وأَحسَنَ عَزاءَکُم،ورَحِمَ مُتَوَفّاکُم،ثُمَّ انصَرَفَ. (4)

ص:538


1- .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 15 ص 42.
2- المعجم الکبیر:ج 20 ص 156 ح 324،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 306 ح 5193،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 242، تاریخ دمشق:ج 58 ص 448 ح 12201 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 746 ح 42963؛أعلام الدین:ص 295، [3]مسکّن الفؤاد:ص 108 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 95 ح 46.
3- أعلام الدین:ص 296، خصائص الأئمّة::ص 111 [6] نحوه،نزهة الناظر:ص 82 ح 158،بحار الأنوار:ج 82 ص 88 ح 37.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 174 ح 506.

9/36الدُّعاءُ لِفاعِلِ المَعروفِ

2382.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن صُنِعَ إلَیهِ مَعروفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ:«جَزاکَ اللّهُ خَیراً»،فَقَد أبلَغَ فِی الثَّناءِ. (1)

10/36الدُّعاءُ لِلمَرضی

2383.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا دَخَلتُم عَلَی المَریضِ فَنَفِّسوا لَهُ فی أجَلِهِ،فَإِنَّ ذلِکَ لا یَرُدُّ شَیئاً،ویُطَیِّبُ بِنَفسِهِ. (2)

2384.عنه صلی الله علیه و آله: إذا جاءَ الرَّجُلُ یَعودُ مَریضاً فَلیَقُل:

اللّهُمَّ اشفِ عَبدَکَ؛یَنکَأُ (3)لَکَ عَدُوّاً،أو یَمشی لَکَ إلی جِنازَةٍ (4). (5)

2385.عنه صلی الله علیه و آله -حینَ عِیادَتِهِ لِلمَریضِ-:

اللّهُمَّ آجِرهُ عَلی وَجَعِهِ،وعافِهِ إلی مُنتَهی أجَلِهِ. (6)

ص:539


1- .سنن الترمذی:ج 4 ص 380 ح 3035، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 53 ح 10008، [2]صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 202 ح 3413،المعجم الصغیر:ج 2 ص 148 کلّها عن اسامة بن زید،کنز العمّال:ج 6 ص 523 ح 16825.
2- سنن الترمذی:ج 4 ص 412 ح 2087،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 462 ح 1438،الدعاء للطبرانی:ص 333 ح 1087،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 124 ح 5 کلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 9 ص 91 ح 25124؛کنز الفوائد:ج 1 ص 379، بحار الأنوار:ج 81 ص 225 ح 33.
3- نکأتُ العدوّ ونکیتُه:أی هزَمتُه وغَلبتُه (لسان العرب:ج 1 ص 174« نکأ»).
4- فی جمیع المصادر:«صلاة»بدل«جنازة».
5- سنن أبی داوود:ج 3 ص 187 ح 3107،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 580 ح 6611، صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 239 ح 2974،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 495 ح 1273،الدعاء للطبرانی:ص 343 ح 1124 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 9 ص 94 ح 25135؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 245 ح 2592، [7]بحار الأنوار:ج 95 ص 17 ح 16.
6- نثر الدرّ:ج 1 ص 155.

2386.عنه صلی الله علیه و آله: تَدعو لِلمَریضِ فَتَقولُ:

اللّهُمَّ اشفِهِ بِشِفائِکَ،وداوِهِ بِدَوائِکَ،وعافِهِ مِن بَلائِکَ. (1)

2387.المستدرک علی الصحیحین عن سلمان: عادَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأَ نَا عَلیلٌ،فَقالَ:یا سَلمانُ، شَفَی اللّهُ سُقمَکَ،وغَفَرَ ذَنبَکَ،وعافاکَ فی بَدَنِکَ (2)وجِسمِکَ إلی مُدَّةِ أجَلِکَ. (3)

2388.المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا عن یحیی بن أبی کثیر: فَقَدَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَلمانَ،فَسَأَلَ عَنهُ فَاُخبِرَ أنَّهُ عَلیلٌ،فَأَتاهُ یَعودُهُ،ثُمَّ قالَ:

عَظَّمَ اللّهُ أجرَکَ،ورَزَقَکَ العافِیَةَ فی دینِکَ وجِسمِکَ،إلی مُنتَهی أجَلِکَ. (4)

2389.صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أتی مَریضاً أو اتِیَ بِهِ،قالَ:

أذهِبِ البَأسَ رَبَّ النّاسِ،اشفِ وأَنتَ الشّافی،لا شِفاءَ إلّاشِفاؤُکَ،شِفاءً لا یُغادِرُ سُقماً. (5)

2390.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -حینَما عادَ سَعداً-:

أذهِب عَنهُ البَأسَ،رَبَّ النّاسِ،مَلِکَ النّاسِ،أنتَ الشّافی،لا شافِیَ إلّاأنتَ، أرقیکَ (6)مِن کُلِّ شَیءٍ یَأتیکَ،مِن کُلِّ حَسَدٍ أو عَینٍ،اللّهُمَّ أصِحَّ قَلبَهُ وجِسمَهُ،وَاشفِ

ص:540


1- .الدعوات:ص 228 ح 635،بحار الأنوار:ج 81 ص 224 ح 32.
2- فی جمیع المصادر الاُخری:«دینک»بدل«بدنک».
3- المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 734 ح 2014،المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا:ص 41 ح 31،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 193 ح 548،تاریخ دمشق:ج 21 ص 417 ح 4844،المعجم الکبیر:ج 6 ص 240 ح 6106 نحوه،کنز العمّال:ج 9 ص 105 ح 25200.
4- المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا:ص 88 ح 91،تاریخ دمشق:ج 21 ص 417،کنز العمّال:ج 9 ص 104 ح 25199.
5- صحیح البخاری:ج 5 ص 2148 ح 5351،صحیح مسلم:ج 4 ص 1722 ح 48،السنن الکبری للنسائی:ج 4 ص 358 ح 7508، سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1163 ح 3520،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 166 ح 565 [3] عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 7 ص 135 ح 18372؛الأمالی للطوسی:ص 638 ح 1315 [4] عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 222 ح 24.
6- الرُقیَةُ:العوذة التی یُرقی بها صاحب الآفة کالحمی والصرع (النهایة:ج 2 ص 254« رقی»).

سُقمَهُ،وأَجِب دَعوَتَهُ. (1)

2391.المرض والکفارات لابن أبی الدنیا عن عبادة بن الصامت: دَخَلتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وبِهِ مِنَ الوَجَعِ ما لا یَعلَمُ شِدَّتَهُ إلَّااللّهُ،ثُمَّ دَخَلتُ عَلَیکَ بِالعَشِیِّ،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ ! إنّی دَخَلتُ عَلَیکَ بِالغَداةِ وبِکَ مِنَ الوَجَعِ ما لا یَعلَمُهُ إلَّااللّهُ،ثُمَّ دَخَلتُ عَلَیکَ بِالعَشِیِّ وقَد بَرَّأَکَ،قالَ:إنَّ جِبریلَ رَقانی بِرُقیَةٍ،أفَلا اعَلِّمُکَها یا عُبادَةُ؟قُلتُ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ، قالَ:

بِسمِ اللّهِ أرقیکَ وَاللّهُ یَشفیکَ مِن حَسَدِ کُلِّ حاسِدٍ وعَینٍ،اللّهُ یَشفیکَ. (2)

2392.صحیح مسلم عن أبی سعید الخدری: إنَّ جِبریلَ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ، اشتَکَیتَ؟فَقالَ:نَعَم،قالَ:

بِاسمِ اللّهِ أرقیکَ،مِن کُلِّ شَیءٍ یُؤذیکَ،مِن شَرِّ کُلِّ نَفسٍ أو عَینٍ حاسِدٍ،اللّهُ یَشفیکَ،بِاسمِ اللّهِ أرقیکَ. (3)

2393.الإمام الصادق علیه السلام: حُمَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَعَوَّذَهُ،فَقالَ:

بِسمِ اللّهِ أرقیکَ یا مُحَمَّدُ،وبِسمِ اللّهِ أشفیکَ،وبِسمِ اللّهِ مِن کُلِّ داءٍ یُعییکَ،بِسمِ اللّهِ وَاللّهُ شافیکَ،بِسمِ اللّهِ خُذها فَلتَهنیکَ،بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرّحَیمِ «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ

ص:541


1- .المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا:ص 148 ح 186،البدایة والنهایة:ج 8 ص 75 نحوه وکلاهما عن علیّ بن رباح.
2- المرض والکفّارات لابن أبی الدنیا:ص 59 ح 53،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 249 ح 10842، مسند ابن حنبل:ج 8 ص 412 ح 22823، [3]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1166 ح 3527،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 457 ح 8268 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 104 ح 28532.
3- صحیح مسلم:ج 4 ص 1718 ح 40،سنن الترمذی:ج 3 ص 303 ح 972، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 249 ح 10843، [5]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1164 ح 3523،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 57 ح 11225 و ص 112 ح 11534، [6]مسند أبی یعلی:ج 2 ص 21 ح 1061،کنز العمّال:ج 10 ص 58 ح 28353؛الأمالی للطوسی:ص 638 ح 1316، [7]بحار الأنوار:ج 95 ص 30 ح 14.

اَلنُّجُومِ» 1 لَتَبرَأَنَّ بِإِذنِ اللّهِ. (1)

11/36الدُّعاءُ لِأَهلِ الإِیمانِ

الف-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

2394.الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةِ الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،اللّهُمَّ اجعَلِ التَّقوی زادَهُم،وَالإِیمانَ وَالحِکمَةَ فی قُلوبِهِم،وأَوزِعهُم (2)أن یَشکُروا نِعمَتَکَ الَّتی أنعَمتَ عَلَیهِم،وأَن یوفوا بِعَهدِکَ الَّذی عاهَدتَهُم عَلَیهِ،إلهَ الحَقِّ وخالِقَ الخَلقِ.

اللّهُمَّ اغفِر لِمَن تُوُفِیَّ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،ولِمَن هُوَ لاحِقٌ بِهِم مِن بَعدِهِم مِنهُم،إنَّکَ أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ. (3)

2395.عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ قَبلَ شَهادَتِهِ-:

أنَا بِالأَمسِ صاحِبُکُم،وأَ نَا الیَومَ عِبرَةٌ لَکُم،وغَداً مُفارِقُکُم،غَفَرَ اللّهُ لی ولَکُم. (4)

2396.عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ-:

جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِمَّن یَسعی (سَعی) بِقَلبِهِ إلی مَنازِلِ الأَبرارِ بِرَحمَتِهِ. (5)

ص:542


1- الکافی:ج 8 ص 109 ح 88، قرب الإسناد:ص 42 ح 134 [2] کلاهما عن بکر بن محمّد،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 243 ح 2585 [3] بزیادة«وباسم اللّه اداویک»بعد«أشفیک»وفیهما«یعنیک»بدل«یعییک»،بحار الأنوار:ج 95 ص 35 ح 20.
2- أوزعَنی:ألهَمَنی (القاموس المحیط:ج 3 ص 93«وزع»).
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 432 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 383 ح 509 عن زید بن وهب نحوه ولیس فیه آخره«اللّهمّ اغفر»،بحار الأنوار:ج 89 ص 239 ح 68.
4- نهج البلاغة:الخطبة 149.
5- نهج البلاغة:الخطبة 165، بحار الأنوار:ج 8 ص 163 ح 104.

2397.عنه علیه السلام -أیضاً-:

أخَذَ اللّهُ بِقُلوبِنا وقُلوبِکُم إلَی الحَقِّ،وأَلهَمَنا وإیّاکُمُ الصَّبرَ. (1)

2398.عنه علیه السلام -أیضاً-:

عَصَمَنَا اللّهُ وإیّاکُم بِالهُدی،وثَبَّتَنا وإیّاکُم عَلَی التَّقوی،وأَستَغفِرُ اللّهَ لی ولَکُم. (2)

2399.عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی عامِلِهِ عَلی مَکَّةَ-:

وَفَّقَنَا اللّهُ وإیّاکُم لِمَحابِّهِ. (3)

2400.عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ-:

جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِنَ التّائِبینَ العابِدینَ. (4)

2401.عنه علیه السلام -أیضاً-:

نَسأَلُ اللّهَ لَنا ولَکُم عَمَلاً زاکِیاً،وثَواباً جَزیلاً،ورَحمَةً واسِعَةً،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (5)

2402.عنه علیه السلام -أیضاً-:

جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِمَّن سَمِعَ الوَعظَ فَقَبِلَ،ودُعِیَ إلَی العَمَلِ فَعَمِلَ. (6)

2403.عنه علیه السلام -أیضاً-:

ص:543


1- .نهج البلاغة:الخطبة 173 و 205،بحار الأنوار:ج 32 ص 22 ح 7، المعیار والموازنة:ص 114.
2- الکافی:ج 1 ص 142 ح 7، التوحید:ص 34 ح 1 کلاهما عن الحارث الأعور،بحار الأنوار:ج 4 ص 267 ح 14.
3- نهج البلاغة:الکتاب 67،بحار الأنوار:ج 33 ص 497 ح 702.
4- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 520 ح 1484،الأمالی للمفید:ص 161 ح 2 عن مجاهد،بحار الأنوار:ج 73 ص 108 ح 108 و ج 91 ص 108.
5- الغارات:ج 1 ص 211 عن سهل بن سعد،بحار الأنوار:ج 33 ص 535 ح 720؛ [7]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 59، [8]البدایة والنهایة:ج 7 ص 252 [9] وفیه«أسأل اللّه».
6- کنز العمّال:ج 16 ص 206 ح 44229 نقلاً عن ابن النجار.

جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم عامِلینَ بِکِتابِهِ،مُتَّبِعینَ لِأَولِیائِهِ،حَتّی یُحِلَّنا وإیّاکُم دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِهِ،إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)

2404.عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی حُذَیفَةَ بنِ الیَمانِ-:

أسأَلُ اللّهَ لَنا ولَکُم حُسنَ الخِیَرَةِ وَالإِحسانِ،ورَحمَتَهُ الواسِعَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (2)

2405.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الجَمَلِ-:

أفرَغَ اللّهُ عَلَینا وعَلَیکُمُ الصَّبرَ،وأَعَزَّ لَنا ولَکُمُ النَّصرَ،وکانَ لَنا ولَکُم ظَهیراً فی کُلِّ أمرٍ. (3)

2406.عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ-:

استَعمَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم بِطاعَتِهِ وطاعَةِ رَسولِهِ،وعَفا عَنّا وعَنکُم بِفَضلِ رَحمَتِهِ. (4)

2407.عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ کَتَبَهُ إلی أهلِ الکوفَةِ بَعدَ فَتحِ البَصرَةِ-:

جَزاکُمُ اللّهُ مِن أهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَیتِ نَبِیِّکُم أحسَنَ ما یَجزِی العامِلینَ بِطاعَتِهِ، وَالشّاکِرینَ لِنِعمَتِهِ،فَقَد سَمِعتُم وأَطَعتُم،ودُعیتُم فَأَجَبتُم. (5)

2408.عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ لِأَهلِ مِصرَ-:

عَصَمَکُمُ اللّهُ بِالهُدی وثَبَّتَکُم بِالتَّقوی،ووَفَّقَنا وإیّاکُم لِما یُحِبُّ ویَرضی. (6)

ص:544


1- .تاریخ دمشق:ج 42 ص 501 عن عبد اللّه بن صالح العجلی عن أبیهِ،ذمّ الدُّنیا لابن أبی الدّنیا:ص 74 ح 137،المناقب للخوارزمی:ص 371 ح 389،کنز العمّال:ج 16 ص 202 ح 44224؛بحار الأنوار:ج 73 ص 118 ح 109 نقلاً عن عیون الحکم والمواعظ.
2- إرشاد القلوب:ص 322 عن حذیفة بن الیمان،بحار الأنوار:ج 28 ص 89 ح 3.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 9 ص 112.
4- نهج البلاغة:الخطبة 190.
5- نهج البلاغة: الکتاب 2،الجمل:ص 404 [7]عن عامر الأسدی،بحار الأنوار:ج 32 ص 84 ح 57.
6- الأمالی للمفید:ص 82 ح 4 عن هشام بن محمّد،رجال النجاشی:ج 1 ص 449 ح 540 نحوه،الغارات: ū ج 1 ص 261 کلاهما عن صعصعة بن صوحان،بحار الأنوار:ج 33 ص 553 ح 721؛ [10]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 75 [11] عن صعصعة بن صوحان،تاریخ دمشق:ج 56 ص 390 عن عامر الشّعبی نحوه.

2409.عنه علیه السلام -أیضاً-:

جَعَلَ اللّهُ خُلَّتَنا ووُدَّنا خُلَّةَ المُتَّقینَ ووُدَّ المُخلِصینَ،وجَمَعَ بَینَنا وبَینَکُم فی دارِ الرِّضوانِ إخواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلینَ. (1)

2410.عنه علیه السلام -مِن رِسالَةٍ إلی أصحابِهِ،بَعدَ شَهادَةِ مُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ-:

اللّهُمَّ اجمَعنا وإیّاهُم عَلَی الهُدی،وزَهِّدنا وإیّاهُم فِی الدُّنیا،وَاجعَلِ الآخِرَةَ خَیراً لَنا ولَهُم مِنَ الاُولی. (2)

ب-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام

2411.الإمام الحسن علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِأَصحابِهِ-:

غَفَرَ اللّهُ لی ولَکُم،وأَرشَدَنی وإیّاکُم لِما فیهِ المَحَبَّةُ وَالرِّضا. (3)

2412.عنه علیه السلام -أیضاً-:

عَصَمَنَا اللّهُ وإیّاکُم بِما عَصَمَ بِهِ أولِیاءَهُ وأَهلَ طاعَتِهِ،وأَلهَمَنا وإیّاکُم تَقواهُ،وأَعانَنا وإیّاکُم عَلی جِهادِ أعدائِهِ،وأَستَغفِرُ اللّهَ العَظیمَ لی ولَکُم. (4)

ص:545


1- .الغارات:ج 1 ص 250 عن عبایة،الأمالی للطوسی:ص 31 ح 31 [2] عن أبی إسحاق الهمدانی نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 550 ح 720؛ [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 72 [4] عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن.
2- الغارات:ج 1 ص 322 عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه،کشف المحجّة:ص 269، [6]بحار الأنوار:ج 33 ص 573 ح 722 و ج 30 ص 26 ح 1؛ [7]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 100 [8] عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه،الإمامة والسیاسة:ج 1 ص 183 [9] وفیه«ولمّا ضرب علیّ علیه السلام دعا أولاده وقال لهم:...».
3- الإرشاد:ج 2 ص 11، المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 33، [11]کشف الغمّة:ج 2 ص 166،بحار الأنوار:ج 44 ص 47 ح 5؛ [12]مقاتل الطالبیّین:ص 72.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 14 ص 13؛ بحار الأنوار:ج 32 ص 89 ح 58.
ج-الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

2413.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الصَّلاةِ عَلی أتباعِ الرُّسُلِ ومُصَدِّقیهِم-:

اللّهُمَّ وأَتباعُ الرُّسلِ ومُصَدِّقوهُم مِن أهلِ الأَرضِ بِالغَیبِ عِندَ مُعارَضَةِ المُعانِدینَ لَهُم بِالتَّکذیبِ،وَالاِشتِیاقِ إلَی المُرسَلینَ بِحَقائِقِ الإِیمانِ،فی کُلِّ دَهرٍ وزَمانٍ،أرسَلتَ فیهِ رَسولاً،وأَقَمتَ لِأَهلِهِ دَلیلاً،مِن لَدُن آدَمَ إلی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ مِن أئِمَّةِ الهُدی، وقادَةِ أهلِ التُّقی،عَلی جَمیعِهِمُ السَّلامُ،فَاذکُرهُم مِنکَ بِمَغفِرَةٍ ورِضوانٍ.

اللّهُمَّ وأَصحابُ مُحَمَّدٍ خاصَّةً الَّذینَ أحسَنُوا الصَّحابَةَ،وَالَّذینَ أبلَوُا البَلاءَ الحَسَنَ فی نَصرِهِ،وکانَفوهُ (1)وأَسرَعوا إلی وِفادَتِهِ،وسابَقوا إلی دَعوَتِهِ،وَاستَجابوا لَهُ حَیثُ أسمَعَهُم حُجَّةَ رِسالاتِهِ،وفارَقُوا الأَزواجَ وَالأَولادَ فی إظهارِ کَلِمَتِهِ،وقاتَلُوا الآباءَ وَالأَبناءَ فی تَثبیتِ نُبُوَّتِهِ،وَانتَصَروا بِهِ،ومَن کانوا مُنطَوینَ عَلی مَحَبَّتِهِ،یَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ (2)فی مَوَدَّتِهِ،وَالَّذینَ هَجَرَتهُمُ العَشائِرُ إذ تَعَلَّقوا بِعُروَتِهِ،وَانتَفَت مِنهُمُ القَراباتُ إذ سَکَنوا فی ظِلِّ قَرابَتِهِ.

فلا تَنسَ لَهُمُ اللّهُمَّ ما تَرَکوا لَکَ وفیکَ،وأَرضِهِم مِن رِضوانِکَ وبِما حاشُوا (3)الخَلقَ عَلَیکَ،وکانوا مَعَ رَسولِکَ دُعاةً لَکَ إلَیکَ،وَاشکُرهُم عَلی هَجرِهِم فیکَ دِیارَ قَومِهِم، وخُروجِهِم مِن سَعَةِ المَعاشِ إلی ضیقِهِ،ومَن کَثَّرتَ فی إعزازِ دینِکَ مِن مَظلومِهِم.

اللّهُمَّ وأَوصِل إلَی التّابِعینَ لَهُم بِإِحسانٍ،الَّذینَ «یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ» 4 خَیرَ جَزائِکَ،الَّذینَ قَصَدوا سَمتَهُم،وتَحَرَّوا (4)وِجهَتَهُم،ومَضَوا عَلی

ص:546


1- .المکانفةُ:المعاونة (لسان العرب:ج 9 ص 308« کنف»).
2- تَبورُ:أی تکسِدُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 203«بور»).
3- حُشتُ علیه الصیدَ:إذا نفّرته نحوه وسقته إلیه،وجمعته علیه (النهایة:ج 1 ص 461« حوش»).
4- التحرّی:القصد والاجتهاد فی الطلب (النهایة:ج 1 ص 276« حرا»).

شاکِلَتِهِم،لَم یَثنِهِم رَیبٌ فی بَصیرَتِهِم،ولَم یَختَلِجهُم شَکٌّ فی قَفوِ آثارِهِم،وَالاِئتِمامِ بِهِدایَةِ مَنارِهِم،مُکانِفینَ ومُوازِرینَ لَهُم،یَدینونَ بِدینِهِم،ویَهتَدونَ بِهَدیِهِم،یَتَّفِقونَ عَلَیهِم،ولا یَتَّهِمونَهُم فیما أدَّوا إلَیهِم.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَی التّابِعینَ مِن یَومِنا هذا إلی یَومِ الدّینِ،وعَلی أزواجِهِم،وعَلی ذُرِّیّاتِهِم،وعَلی مَن أطاعَکَ مِنهُم،صَلاةً تَعصِمُهُم بِها مِن مَعصِیَتِکَ،وتَفسَحُ لَهُم فی رِیاضِ جَنَّتِکَ،وتَمنَعُهُم بِها مِن کَیدِ الشَّیطانِ،وتُعینُهُم بِها عَلی مَا استَعانوکَ عَلَیهِ مِن بِرٍّ، وتَقیهِم طَوارِقَ (1)اللَّیلِ وَالنَّهارِ إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ،وتَبعَثُهُم بِها عَلَی اعتِقادِ حُسنِ الرَّجاءِ لَکَ،وَالطَّمَعِ فیما عِندَکَ،وتَرکِ التُّهمَةِ فیما تَحویهِ أیدِی العِبادِ،لِتَرُدَّهُم إلَی الرَّغبَةِ إلَیکَ وَالرَّهبَةِ مِنکَ،وتُزَهِّدَهُم فی سَعَةِ العاجِلِ،وتُحَبِّبَ إلَیهِمُ العَمَلَ لِلآجِلِ،وَالاستِعدادَ لِما بَعدَ المَوتِ،وتُهَوِّنَ عَلَیهِم کُلَّ کَربٍ یَحِلُّ بِهِم یَومَ خُروجِ الأَنفُسِ مِن أبدانِها، وتُعافِیَهُم مِمّا تَقَعُ بِهِ الفِتنَةُ مِن مَحذوراتِها،وکَبَّةِ النّارِ (2)وطولِ الخُلودِ فیها،وتُصَیِّرَهُم إلی أمنٍ مِن مَقیلِ (3)المُتَّقینَ. (4)

2414.عنه علیه السلام -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ لِنَفسِهِ ولِأَهلِ وِلایَتِهِ-:

یا مَن لا تَنقَضی عَجائِبُ عَظَمَتِهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحجُبنا عَنِ الإِلحادِ فی عَظَمَتِکَ.

ویا مَن لا تَنتَهی مُدَّةُ مُلکِهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاعتِق رِقابَنا مِن نَقِمَتِکَ.

ویا مَن لا تَفنی خَزائِنُ رَحمَتِهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل لَنا نَصیباً فی رَحمَتِکَ.

ص:547


1- .طوارق اللیل:هی التی تأتی علی غفلةٍ باللیل (مجمع البحرین:ج 2 ص 1100«طرق»).
2- کبّةُ النارِ:صدمتها (النهایة:ج 4 ص 138«کبب»).
3- المَقیلُ:الاستراحة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1536«قیل»).
4- الصحیفة السجّادیّة:ص 31 الدعاء 4.

ویا مَن تَنقَطِعُ دونَ رُؤیَتِهِ الأَبصارُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَدنِنا إلی قُربِکَ.

ویا مَن تَصغُرُ عِندَ خَطَرِهِ الأَخطارُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وکَرِّمنا عَلَیکَ.

ویا مَن تَظهَرُ عِندَهُ بَواطِنُ الأَخبارِ،صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَفضَحنا لَدَیکَ.

اللّهُمَّ أغنِنا عَن هِبَةِ الوَهّابینَ بِهِبَتِکَ،وَاکفِنا وَحشَةَ القاطِعینَ بِصِلَتِکَ،حَتّی لا نَرغَبَ إلی أحَدٍ مَعَ بَذلِکَ،ولا نَستَوحِشَ مِن أحَدٍ مَعَ فَضلِکَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وکِد لَنا ولا تَکِد عَلَینا،وَامکُر لَنا ولا تَمکُر بِنا،وأَدِل لَنا ولا تُدِل مِنّا.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وقِنا مِنکَ،وَاحفَظنا بِکَ،وَاهدِنا إلَیکَ،ولا تُباعِدنا عَنکَ،إنَّ مَن تَقِهِ یَسلَم ومَن تَهدِهِ یَعلَم،ومَن تُقَرِّبهُ إلَیکَ یَغنَم (1).

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمانِ،وشَرَّ مَصائِدِ الشَّیطانِ،ومَرارَةَ صَولَةِ (2)السُّلطانِ.

اللّهُمَّ إنَّما یَکتَفِی المُکتَفونَ بِفَضلِ قُوَّتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاکفِنا،وإنَّما یُعطِی المُعطُونَ مِن فَضلِ جِدَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأَعطِنا،وإنَّما یَهتَدِی المُهتَدونَ بِنورِ وَجهِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاهدِنا.

اللّهُمَّ إنَّک مَن والَیتَ لَم یَضرُرهُ خِذلانُ الخاذِلینَ،ومَن أعطَیتَ لَم یَنقُصهُ مَنعُ المانِعینَ،ومَن هَدَیتَ لَم یُغوِهِ إضلالُ المُضِلّینَ.

فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَامنَعنا بِعِزِّکَ مِن عِبادِکَ،وأَغنِنا عَن غَیرِکَ بِإِرفادِکَ،وَاسلُک

ص:548


1- .الغُنمُ:الفَوزُ بالشیء من غیر مَشَقَّةٍ (لسان العرب:ج 12 ص 445« غنم»).
2- الصَّولَةُ:الحَملةُ والوَثبةُ (النهایة:ج 3 ص 61«صول»).

بِنا سَبیلَ الحَقِّ بِإِرشادِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل سَلامَةَ قُلوبِنا فی ذِکرِ عَظَمَتِکَ،وفَراغَ أبدانِنا فی شُکرِ نِعمَتِکَ،وَانطِلاقَ ألسِنَتِنا فی وَصفِ مِنَّتِکَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِن دُعاتِکَ الدّاعینَ إلَیکَ،وهُداتِکَ الدّالّینَ عَلَیکَ، ومِن خاصَّتِکَ الخاصّینَ لَدَیکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

2415.عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ-:

اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وتابِع بَینَنا وبَینَهُم فِی الخَیراتِ،اللّهُمَّ اغفِر لِحَیِّنا ومَیِّتِنا،شاهِدِنا وغائِبِنا،ذَکَرِنا واُنثانا،صَغیرِنا وکَبیرِنا، حُرِّنا ومَملوکِنا. (2)

د-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

2416.الکافی عن محمّد بن الفضل: قالَ [الإِمامُ الرِّضا علیه السلام ] لِبَعضِ مَوالیهِ یَومَ الفِطرِ وهُوَ یَدعو لَهُ:

یا فُلانُ؛تَقَبَّلَ اللّهُ مِنکَ ومِنّا.

ثُمَّ أقامَ حَتّی کانَ یَومُ الأَضحی،فَقالَ لَهُ:یا فُلانُ،تَقَبَّلَ اللّهُ مِنّا ومِنکَ. (3)

ه-الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ المِهدِیِّ علیه السلام

2417.الإمام المهدی علیه السلام:

ص:549


1- .الصحیفة السجّادیّة:ص 35 الدعاء 5، البلد الأمین:ص 443.
2- مصباح المتهجّد:ص 587 ح 691، الإقبال:ج 1 ص 163، [4]المصباح للکفعمی:ص 787، [5]البلد الأمین:ص 208 [6] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 98 ص 86 ح 2.
3- الکافی:ج 4 ص 181 ح 4،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 173 ح 2053 عن محمّد بن الفضیل،بحار الأنوار:ج 49 ص 105 ح 33.

إلهی ! بِحَقِّ مَن ناجاکَ،وبِحَقِّ مَن دَعاکَ فِی البَرِّ وَالبَحرِ،تَفَضَّل عَلی فُقَراءِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ بِالغَناءِ وَالثَّروَةِ،وعَلی مَرضَی المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ،وعَلی أحیاءِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ بِاللُّطفِ وَالکَرَمِ (1)،وعَلی أمواتِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ بِالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ،وعَلی غُرَباءِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ بِالرَّدِّ إلی أوطانِهِم سالِمینَ غانِمینَ، بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعینَ. (2)

ص:550


1- .فی بعض نسخ المصدر والمصباح للکفعمی:« والکرامة».
2- مهج الدعوات:ص 295، المصباح للکفعمی:ص 407، [3]بحار الأنوار:ج 95 ص 450 ح 2.

الفَصلُ السابع والثلاثون:الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَلَی الظّالِمینَ

1/37دَعَواتُ نوحٍ علیه السلام

الکتاب

«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلی قَوْمِهِ فَقالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ * فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُرِیدُ أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْکُمْ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِکَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِی آبائِنَا الْأَوَّلِینَ * إِنْ هُوَ إِلاّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّی حِینٍ * قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ». 1

«إِنْ هِیَ إِلاّ حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ * إِنْ هُوَ إِلاّ رَجُلٌ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً وَ ما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِینَ * قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ». 2

«قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِی کَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِی وَ مَنْ مَعِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ * فَأَنْجَیْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِینَ». 3

«کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ * فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ

ص:551

فَانْتَصِرْ». 1

«قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِی وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ یَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلاّ خَساراً * وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبّاراً * وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً * وَ قَدْ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ ضَلالاً * مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْصاراً». 2

«وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً * رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً». 3

«وَ نُوحاً إِذْ نادی مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْکَرْبِ الْعَظِیمِ * وَ نَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا إِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِینَ». (1)

الحدیث

2418.علل الشرائع عن حنان بن سدیر عن أبیه: قُلتُ لأَِبی جَعفَرٍ علیه السلام:أرَأَیتَ نوحاً علیه السلام حینَ دَعا عَلی قَومِهِ فَقالَ: «رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً» ؟

قالَ علیه السلام:عَلِمَ أنَّهُ لا یَنجُبُ مِن بَینِهِم أحَدٌ.

قالَ:قُلتُ:وکَیفَ عَلِمَ ذلِکَ؟

قالَ:أوحَی اللّهُ إلَیهِ: «أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِکَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ» 5 فَعِندَ هذا دَعا عَلَیهِم بِهذَا الدُّعاءِ. (2)

ص:552


1- الأنبیاء:76 و 77.
2- علل الشرائع:ص 31 ح 1، بحار الأنوار:ج 5 ص 283 ح 2.

2419.تفسیر القمّی -فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً» -:کانَ قَومٌ مُؤمِنونَ (1)قَبلَ نوحٍ علیه السلام،فَماتوا فَحَزِنَ عَلَیهِمُ النّاسُ، فَجاءَ إبلیسُ فَاتَّخَذَ لَهُم صُوَرَهُم لِیَأنَسوا بِها فَأَنِسوا بِها،فَلَمّا جاءَهُمُ الشِّتاءُ أدخَلوهَا البُیوتَ،فَمَضی ذلِکَ القَرنُ وجاءَ القَرنُ الآخَرُ،فَجاءَهُم إبلیسُ فَقالَ لَهُم:إنَّ هؤُلاءِ آلِهَةٌ کانَ (2)آباؤُکُم یَعبُدونَها،فَعَبَدوهُم وضَلَّ مِنهُم بَشَرٌ کَثیرٌ،فَدَعا عَلَیهِم نوحٌ حَتّی أهلَکَهُمُ اللّهُ. (3)

راجع:ج 1 ص 22 (دعوات الأنبیاء علیهم السلام/دعوات نوح علیه السلام ).

2/37دُعاءُ لوطٍ علیه السلام

«وَ لُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الْفَحِشَةَ مَا سَبَقَکُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَلَمِینَ * أَلِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نَادِیکُمُ الْمُنکَرَ فَمَا کَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن کُنتَ مِنَ الصَّدِقِینَ * قَالَ رَبِ ّ انصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ». (4)

3/37دُعاءُ شُعَیبٍ علیه السلام

«قَالَ الْمَلأَُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یَشُعَیْبُ وَالَّذِینَ ءَامَنُواْ مَعَکَ مِن قَرْیَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ کُنَّا کَرِهِینَ * قَدِ افْتَرَیْنَا عَلَی اللَّهِ کَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِی مِلَّتِکُم بَعْدَ إِذْ نَجَّل-نَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا یَکُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِیهَا إِلَّا أَن یَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا کُلَّ شَیْءٍ عِلْمًا عَلَی اللَّهِ تَوَکَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنَا وَبَیْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِ ّ وَأَنتَ خَیْرُ الْفَتِحِینَ * وَقَالَ الْمَلأَُ الَّذِینَ

ص:553


1- .فی المصدر:«مؤمنین»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- فی المصدر:«کانوا»،والصواب ما أثبتناه.
3- تفسیر القمّی:ج 2 ص 387، بحار الأنوار:ج 3 ص 248، [3]وراجع الکافی:ج 8 ص 280 ح 421.
4- العنکبوت:28-30.

کَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَل-ِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَیْبًا إِنَّکُمْ إِذًا لَّخَسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَثِمِینَ» (1). (2)

4/37دُعاءُ موسی علیه السلام

«وَ قَالَ مُوسَی رَبَّنَا إِنَّکَ ءَاتَیْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِینَةً وَ أَمْوَ لًا فِی الْحَیَوةِ الدُّنْیَا رَبَّنَا لِیُضِلُّواْ عَن سَبِیلِکَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَی أَمْوَ لِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلَی قُلُوبِهِمْ فَلَا یُؤْمِنُواْ حَتَّی یَرَوُاْ الْعَذَابَ الْأَلِیمَ». (3)

راجع:ج 1 ص 39 (دعوات الأنبیاء علیهم السلام/دعوات موسی علیه السلام ).

5/37الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله

2420.الزهد لهنّاد عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ انصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ. (4)

2421.الدعاء للطبرانی عن سعد بن زرارة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:

اللّهُمَّ انصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ،وأَرِنی ثَأری مِمَّن ظَلَمَنی،وعافِنی فی جَسَدی، ومَتِّعنی بِسَمعی وبَصَری ما أبقَیتَنی،وَاجعَلهُمَا الوارِثَ مِنّی. (5)

2422.المصنّف لابن أبی شیبة عن علیّ بن الحسین وغیره،قالا: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

ص:554


1- .جاثِمین:أی صرعی میّتین ساقطین لا حرکة بهم.وقیل:کالرماد الجاثم؛لأنّهم احترقوا بالصاعقة (مجمع البحرین:ج 1 ص 270«جثم»).
2- الأعراف:88-91.
3- یونس:88.
4- الزهد لهنّاد:ج 2 ص 644 ح 1400.
5- الدعاء للطبرانی:ص 426 ح 1448،تاریخ بغداد:ج 10 ص 424 الرقم 5581 عن سعید بن زرارة،کنز العمّال:ج 2 ص 205 ح 3774،وراجع المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 709 ح 1933،والمعجم الصغیر:ج 2 ص 108.

اللّهُمَّ أقِلنی عَثرَتی،وَاستُر عَورَتی،وآمِن رَوعَتی،وَاکفِنی مَن بَغی عَلَیَّ،وَانصُرنی مِمَّن ظَلَمَنی،وأَرِنی ثَأری فیهِ. (1)

2423.الإمام علیّ علیه السلام: لَمّا کانَ یَومُ خَیبَرَ بارَزتُ مَرحَباً،فَقُلتُ ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَّمَنی أن أقولَ:«اللّهُمَّ انصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،اللّهُمَّ اغلِب لی ولا تَغلِب عَلَیَّ،اللّهُمَّ تَوَلَّنی ولا تُوَلِّ عَلَیَّ،اللّهُمَّ اجعَلنی لَکَ ذاکِراً،لَکَ شاکِراً،لَکَ راهِباً،لَکَ مُطیعاً،أقتُلُ أعداءَکَ».فَقَتَلتُ مَرحَباً یَومَئِذٍ،وتَرَکتُ سَلَبَهُ،وکُنتُ أقتُلُ ولا آخُذُ السَّلَبَ. (2)

2424.سنن ابن ماجة عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دعائه:

رَبِّ،أعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر عَلَیَّ،وَاهدِنی ویَسِّرِ الهُدی لی،وَانصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ.رَبِّ،اجعَلنی لَکَ شَکّاراً،لَکَ ذَکّاراً،لَکَ رَهّاباً،لَکَ مُطیعاً،إلَیکَ مُخبِتاً،إلَیکَ أوّاهاً مُنیباً.رَبِّ،تَقَبَّل تَوبَتی،وَاغسِل حَوبَتی، وأَجِب دَعوَتی،وَاهدِ قَلبی،وسَدِّد لِسانی،وثَبِّت حُجَّتی،وَاسلُل سَخیمَةَ (3)قَلبی. (4)

2425.الإمام الکاظم علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلی سَیِّدِنَا الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَشَکا إلَیهِ رَجُلاً یَظلِمُهُ،فَقالَ لَهُ:أینَ أنتَ عَن دَعوَةِ المَظلومِ الَّتی عَلَّمَهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام؟ما دَعا بِها مَظلومٌ عَلی ظالِمِهِ إلّانَصَرَهُ اللّهُ تَعالی وکَفاهُ إیّاهُ،وهُوَ:

اللّهُمَّ طُمَّهُ (5)بِالبَلاءِ طَمّاً،وعُمَّهُ بِالبَلاءِ عَمّاً،وقُمَّهُ (6)بِالأَذی قَمّاً،وَارمِهِ بِیَومٍ لا مُعادَ

ص:555


1- .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 63 ح 9 وراجع الأدب المفرد:ص 195 ح 650 والمستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 154 ح 2630 والدعوات:ص 82 ح 206.
2- الجعفریّات:ص 217 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 11 ص 109 ح 12554.
3- السخیمَةُ:الحِقدُ فی النفس ( النهایة:ج 2 ص 351« سخم»).
4- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1259 ح 3830،سنن أبی داوود:ج 2 ص 83 ح 1510،سنن الترمذی:ج 5 ص 554 ح 3551،مسند ابن حنبل:ج 1 ص488 ح 1997، السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 155 ح 10443 [6] کلّها نحوه.
5- طَمَّ البِئرَ:ملأها حتّی استوت مع الأرض ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1114«طمم»).
6- قَمَّهُ:أی استأصَلَهُ،تشبیهاً بقمّ البیت وکنسه ( النهایة:ج 4 ص 111«قمم»).

لَهُ،وساعَةٍ لا مَرَدَّ لَها،وأَبِح حَریمَهُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ، وَاکفِنی أمرَهُ،وقِنی شَرَّهُ،وَاصرِف عَنّی کَیدَهُ،وَاجرَح قَلبَهُ وسُدَّ فاهُ عَنّی، «وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً» 1 ، «وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً» 2 ، «اِخْسَؤُا فِیها وَ لا تُکَلِّمُونِ» 3 ،صَه صَه-سَبعَ مَرّاتٍ- (1). (2)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 552 (من دعا علیه رسول اللّه صلی الله علیه و آله ) وص573 (طوائف دعا علیهم النّبیّ صلی الله علیه و آله ).

6/37الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

2426.الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةِ الجُمُعَةِ-:

اللّهُمَّ عَذِّب کَفَرَةَ أهلِ الکِتابِ الَّذینَ یَصُدّونَ عَن سَبیلِکَ،ویَجحَدونَ آیاتِکَ، ویُکَذِّبونَ رُسُلَکَ.اللّهُمَّ خالِف بَینَ کَلِمَتِهِم،وأَلقِ الرُّعبَ فی قُلوبِهِم،وأَنزِل عَلَیهِم رِجزَکَ ونَقِمَتَکَ وبَأسَکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمینَ. (3)

2427.الأمالی للمفید عن إسحاق بن الفضل الهاشمی: کانَ مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن اعادِیَ لَکَ وَلِیّاً،أو اوالِیَ لَکَ عَدُوّاً،أو أرضی لَکَ سَخَطاً أبَداً.

ص:556


1- صَه:کلمةُ زجرٍ تقال عند الإسکات بمعنی اسکُت،فإذا نُوِّنَت فهی للتنکیر،وإذا لم تُنَوَّن فللتعریف ( النهایة:ج 3 ص 63« صه»).
2- الأمالی للطوسی:ص 274 ح 523 عن الإمام علیّ الهادی عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،مهج الدعوات:ص 256، [3]المصباح للکفعمی:ص 273، [4]بحار الأنوار:ج 95 ص 215 ح 8.
3- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 432 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 383 عن زید بن وهب،بحار الأنوار:ج 89 ص 239 ح 68.

اللّهُمَّ مَن صَلَّیتَ عَلَیهِ فَصَلاتُنا عَلَیهِ،ومَن لَعَنتَهُ فَلَعنَتُنا عَلَیهِ.اللّهُمَّ مَن کانَ فی مَوتِهِ فَرَحٌ لَنا ولِجَمیعِ المُسلِمینَ فَأَرِحنا مِنهُ،وأَبدِل لَنا بِهِ مَن هُوَ خَیرٌ لَنا مِنهُ،حَتّی تُرِیَنا مِن عِلمِ الإِجابَةِ ما نَتَعَرَّفُهُ فی أدیانِنا ومَعایِشِنا یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

2428.الإمام علیّ علیه السلام: مَن ظُلِمَ وأَقامَ ظالِمُهُ عَلی ظُلمِهِ لا یَرجِعُ عَنهُ،فَلیَفُضَّ الماءَ عَلی نَفسِهِ، ویُسبِغُ الوُضوءَ ویُصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَقولُ:

«اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ ظَلَمَنی،وَاعتَدی عَلَیَّ،ونَصَبَ لی،وأَمَضَّنی وأَرمَضَنی (2)، وأَذَلَّنی وأَخلَقَنی،اللّهُمَّ فَکِلهُ إلی نَفسِهِ،وهُدَّ رُکنَهُ،وعَجِّل جائِحَتَهُ،وَاسلُبهُ نِعمَتَکَ عِندَهُ،وَاقطَع رِزقَهُ،وَابتُر عُمُرَهُ،وَامحُ أثَرَهُ،وسَلِّط عَلَیهِ عَدُوَّهُ،وخُذهُ مِن مَأمَنِهِ کَما ظَلَمَنی وَاعتَدی عَلَیَّ ونَصَبَ لی،وأَمَضَّ وأَرمَضَ وأَذَلَّ وأَخلَقَ»،فَإِنَّهُ لا یُمهَلُ. (3)

2429.عنه علیه السلام: مَن ظُلِمَ فَلیَتَوَضَّأ ویُصَلّی (4)رَکعَتَینِ یُطیلُ رُکوعَهُما وسُجودَهُما،فَإِذا سَلَّمَ قالَ:

«اللّهُمَّ إنّی مَغلوبٌ فَانتَصِر»ألفَ مَرَّةٍ،فَإِنَّهُ یُعَجَّلُ لَهُ النَّصرُ. (5)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص586 (من دعا علیه الإمام علیّ علیه السلام ) وص596 (طوائف دعا علیهم الإمام علیّ علیه السلام ).

7/37الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام

2430.المجتنی عن أحمد بن داوود النعمانی: شَکا رَجُلٌ إلَی الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام جاراً یُؤذیهِ، فَقالَ لَهُ الحَسَنُ علیه السلام:إذا صَلَّیتَ المَغرِبَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ قُل:«یا شَدیدَ المِحالِ (6)،یا

ص:557


1- .الأمالی للمفید:ص166 ح6،المجتنی:ص58 وفیه«فرج»بدل«فرح»،بحار الأنوار:ج95 ص355 ح10.
2- أَرمَضَنی:أی أَوجَعَنی (لسان العرب:ج 7 ص 161« رمض»).
3- المجتنی:ص 51،المصباح للکفعمی:ص 276 نحوه.
4- فی وسائل الشیعة:«وَلیُصَلِّ»،وهو الأنسب.
5- المصباح للکعفمی:ص 277،وسائل الشیعة:ج 5 ص 266 ح 2.
6- شَدیدُ المِحالِ:أی شدید العقوبة والنکال ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1676«محل»).

عَزیزُ،أذلَلتَ بِعِزَّتِکَ جَمیعَ خَلقِکَ،اِکفِنی شَرَّ فُلانٍ بِما شِئتَ».

قالَ:فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِکَ،فَلَمّا کانَ فی جَوفِ اللَّیلِ سُمِعَ الصُّراخُ،وقیلَ:فُلانٌ قَد ماتَ اللَّیلَةَ. (1)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 613 (من دعا علیه الإمام الحسن المجتبی علیه السلام ).

8/37الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامَ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

2431.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذَا اعتُدِیَ عَلَیهِ أو رَأی مِنَ الظّالِمینَ ما لا یُحِبُّ-:

یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ أنباءُ المُتَظَلِّمینَ،ویا مَن لا یَحتاجُ فی قَصَصِهِم إلی شَهاداتِ الشّاهِدینَ،ویا مَن قَرُبَت نُصرَتُهُ مِنَ المَظلومینَ،ویا مَن بَعُدَ عَونُهُ عَنِ الظّالِمینَ،قَد عَلِمتَ یا إلهی ما نالَنی مِن«فُلانِ بنِ فُلانٍ»مِمّا حَظَرتَ (2)،وَانتَهَکَهُ مِنّی مِمّا حَجَزتَ عَلَیهِ؛بَطَراً فی نِعمَتِکَ عِندَهُ،وَاغتِراراً بِنَکیرِکَ عَلَیهِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخُذ ظالِمی وعَدُوّی عَن ظُلمی بِقُوَّتِکَ،وَافلُل (3)حَدَّهُ عَنّی بِقُدرَتِکَ،وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فیما یَلیهِ،وعَجزاً عَمّا یُناویهِ.

اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُسَوِّغ لَهُ ظُلمی،وأَحسِن عَلَیهِ عَونی،وَاعصِمنی مِن مِثلِ أفعالِهِ،ولا تَجعَلنی فی مِثلِ حالِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعدِنی عَلَیهِ عَدوی حاضِرَةً،تَکونُ مِن غَیظی بِهِ شِفاءً، ومِن حَنَقی (4)عَلَیهِ وَفاءً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعَوِّضنی مِن ظُلمِهِ لی عَفوَکَ،وأَبدِلنی بِسوءِ صَنیعِهِ بی

ص:558


1- .المجتنی:ص 48،عدّة الداعی:ص 55، بحار الأنوار:ج 87 ص 103 ح 20.
2- الحَظَرُ:المَنعُ،وقد حَظَرتُ الشیء:إذا حرّمته ( النهایة:ج 1 ص405« حظر»).
3- فَلَلتُ الجَیشَ:أی کسرته وهَزَمته ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1416«فلل»).
4- الحَنَق:شدّة الاغتیاظ ( لسان العرب:ج 10 ص 69« حنق»).

رَحمَتَکَ،فَکُلُّ مَکروهٍ جَلَلٌ دونَ سَخَطِکَ،وکُلُّ مَرزِئَةٍ (1)سَواءٌ مَعَ مَوجِدَتِکَ (2).

اللّهُمَّ فَکَما کَرَّهتَ إلَیَّ أن اظلَمَ،فَقِنی مِن أن أظلِمَ.

اللّهُمَّ لا أشکو إلی أحَدٍ سِواکَ،ولا أستَعینُ بِحاکِمٍ غَیرِکَ،حاشاکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصِل دُعائی بِالإِجابَةِ،وَاقرِن شِکایَتی بِالتَّغییرِ.

اللّهُمَّ لا تَفتِنّی بِالقُنوطِ مِن إنصافِکَ،ولا تَفتِنهُ بِالأَمنِ مِن إنکارِکَ،فَیُصِرَّ عَلی ظُلمی، ویُحاضِرَنی (3)بِحَقّی،وعَرِّفهُ عَمّا قَلیلٍ ما أوعَدتَ الظّالِمینَ،وعَرِّفنی ما وَعَدتَ مِن إجابَةِ المُضطَرّینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ووَفِّقنی لِقَبولِ ما قَضَیتَ لی وعَلَیَّ،ورَضِّنی بِما أخَذتَ لی ومِنّی،وَاهدِنی لِلَّتی هِیَ أقوَمُ،وَاستَعمِلنی بِما هُوَ أسلَمُ.

اللّهُمَّ وإن کانَتِ الخِیَرَةُ لی عِندَکَ فی تَأخیرِ الأَخذِ لی،وتَرکِ الاِنتِقامِ مِمَّن ظَلَمَنی إلی یَومِ الفَصلِ ومَجمَعِ الخَصمِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَیِّدنی مِنکَ بِنِیَّةٍ صادِقَةٍ،وصَبرٍ دائِمٍ،وأَعِذنی مِن سوءِ الرَّغبَةِ،وهَلَعِ أهلِ الحِرصِ،وصَوِّر فی قَلبی مِثالَ مَا ادَّخَرتَ لی مِن ثَوابِکَ،وأَعدَدتَ لِخَصمی منِ جَزائِکَ وعِقابِکَ،وَاجعَل ذلِکَ سَبَباً لِقَناعَتی بِما قَضَیتَ،وثِقَتی بِما تَخَیَّرتَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 625 (من دعا علیه الإمام زین العابدین علیه السلام ).

ص:559


1- .المرزِئةُ:المُصیبةُ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 695«رزأ»).
2- وَجَدَ عَلَیه فی الغَضَبِ وَجداً وجِدَةً ومَوجِدَةً:غَضِبَ ( لسان العرب:ج 3 ص 446« وجد»).
3- المُحاضَرَةُ:المُجالَدة،وهو أن یغالبک علی حقّک فیغلبک علیه ویذهب به (لسان العرب:ج 4 ص 200« حضر»).
4- الصحیفة السجادیّة:ص 61 الدعاء 14، المصباح للکفعمی:ص 208.

9/37الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

2432.مکارم الأخلاق: جاءَ رَجُلٌ إلَی الصّادِقِ علیه السلام فَشَکا إلَیهِ ظالِماً یَظلِمُهُ،فَقالَ لَهُ:قُل:

یا ناصِرَ المَظلومِ المَبغِیِّ عَلَیهِ،إن کانَ فُلانُ بنُ فُلانٍ ظَلَمَنی وبَغی عَلَیَّ،فَابتَلِهِ بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ وبَلاءٍ لا تَستُرُهُ. (1)

2433.کتاب من لا یحضره الفقیه عن یونس بن عمّار: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَجُلاً کانَ یُؤذینی،فَقالَ:اُدعُ عَلَیهِ.فَقُلتُ:قَد دَعَوتُ عَلَیهِ.

فَقالَ:لَیسَ هکَذا،ولکِن أقلِع عَنِ الذُّنوبِ،وصُم وصَلِّ وتَصَدَّق،فَإِذا کانَ آخِرُ اللَّیلِ فَأَسبِغِ الوُضوءَ،ثُمَّ قُم فَصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ قُل وأَنتَ ساجِدٌ:«اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد آذانی،اللّهُمَّ أسقِم بَدَنَهُ،وَاقطَع أثَرَهُ،وَانقُص أجَلَهُ،وعَجِّل لَهُ ذلِکَ فی عامِهِ هذا».

قالَ:فَفَعَلتُ،فَما لَبِثَ أن هَلَکَ. (2)

2434.الإمام الصادق علیه السلام: تُسبِغُ الوُضوءَ أیَّ وَقتٍ أحبَبتَ،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تُتِمُّ رُکوعَهُما وسُجودَهُما،فَإِذا فَرَغتَ مَرَّغتَ خَدَّیکَ عَلَی الأَرضِ وقُلتَ:یا رَبّاه حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ قُلتَ:

یا مَن «أَهْلَکَ عاداً الْأُولی * وَ ثَمُودَ فَما أَبْقی * وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ کانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغی * وَ الْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوی * فَغَشّاها ما غَشّی» 3 ،إن کانَ فُلانُ بنُ فُلانٍ ظالِماً فیمَا ارتَکَبَنی بِهِ فَاجعَل عَلَیهِ مِنکَ وَعداً ولا تَجعَل لَهُ فی حِلمِکَ نَصیباً،یا أقرَبَ الأَقرَبینَ. (3)

ص:560


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 149 ح 2365، بحار الأنوار:ج 95 ص 222 ح 21.
2- کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 559 ح 1546،المقنعة:ص 223،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 121 ح 2328، بحار الأنوار:ج91 ص358 ح19.
3- مکارم الأخلاق:ج 2 ص 120 ح 2326، المصباح للکفعمی:ص 76 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 357 ح 19.

2435.الکافی عن معاویة بن عمّار: إنَّ الَّذی دَعا بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَلی داوودَ بنِ عَلِیٍّ حینَ قَتَلَ المُعَلَّی بنَ خُنَیسٍ وأَخَذَ مالَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِنورِکَ الَّذی لا یُطفی،وبِعَزائِمِکَ الَّتی لا تُخفی،وبِعِزِّکَ الَّذی لا یَنقَضی،وبِنِعمَتِکَ الَّتی لا تُحصی،وبِسُلطانِکَ الَّذی کَفَفتَ بِهِ فِرعَونَ عَن موسی علیه السلام. (1)

2436.الکافی عن یونس بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ لی جاراً مِن قُرَیشٍ مِن آلِ مُحرِزٍ، قَد نَوَّهَ بِاسمی وشَهَّرَنی کُلَّما مَرَرتُ بِهِ،قالَ:هذَا الرّافِضِیُّ یَحمِلُ الأَموالَ إلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ.

قالَ:فَقالَ لی:فَادعُ اللّهَ عَلَیهِ إذا کُنتَ فی صَلاةِ اللَّیلِ،وأَنتَ ساجِدٌ فی السَّجدَةِ الأَخیرَةِ مِنَ الرَّکعَتَینِ الاُولَیَینِ،فَاحمَدِ اللّهَ عز و جل ومَجِّدهُ وقُل:«اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد شَهَّرَنی ونَوَّهَ بی وغاظَنی،وعَرَّضَنی لِلمَکارِهِ،اللّهُمَّ اضرِبهُ بِسَهمٍ عاجِلٍ تَشغَلهُ بِهِ عَنّی، اللّهُمَّ وقَرِّب أجَلَهُ،وَاقطَع أثَرَهُ،وعَجِّل ذلِکَ یا رَبِّ السّاعَةَ السّاعَةَ».

قالَ:فَلَمّا قَدِمنَا الکوفَةَ قَدِمنا لَیلاً،فَسَأَلتُ أهلَنا عَنهُ قُلتُ:ما فَعَلَ فُلانٌ؟فَقالوا:

هُوَ مَریضٌ،فَمَا انقَضی آخِرُ کَلامی حَتّی سَمِعتُ الصِّیاحَ مِن مَنزِلِهِ،وقالوا:قَد ماتَ. (2)

2437.الإمام الصادق علیه السلام: إذا ظُلِمتَ بِمَظلِمَةٍ فَلا تَدعُ عَلی صاحِبِکَ،فَإِنَّ الرَّجُلَ یَکونُ مَظلوماً فَلا یَزالُ یَدعو حَتّی یَکونُ ظالِماً،ولکِن إذا ظُلِمتَ فَاغتَسِل وصَلِّ رَکعَتَینِ فی مَوضِعٍ لا یَحجُبُکَ عَنِ السَّماءِ،ثُمَّ قُل:

«اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ ظَلَمَنی،ولَیسَ لی أحَدٌ أصولُ بِهِ غَیرُکَ،فَاستَوفِ لی ظُلامَتِیَ السّاعَةَ السّاعَةَ،بِالاِسمِ الَّذی سَأَلَکَ بِهِ المُضطَرُّ،فَکَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرٍّ،ومَکَّنتَ لَهُ

ص:561


1- .الکافی:ج 2 ص 557 ح 5.
2- الکافی:ج 2 ص 512 ح 3، بحار الأنوار:ج 47 ص 361 ح 74.

فِی الأَرضِ،وجَعَلتَهُ خَلیفَتَکَ عَلی خَلقِکَ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَستَوفِیَ لی ظُلامَتِیَ السّاعَةَ السّاعَةَ»،فَإِنَّکَ لا تَلبَثُ حَتّی تَری ما تُحِبُّ. (1)

2438.الکافی عن یعقوب بن سالم: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ العَلاءُ بنُ کامِلٍ:إنَّ فُلاناً یَفعَلُ بی ویَفعَلُ،فَإِن رَأَیتَ أن تَدعُوَ اللّهَ عز و جل فَقالَ:هذا ضَعفٌ بِکَ،قُل:

اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنکَ شَیءٌ،فَاکفِنی أمرَ فُلانٍ بِمَ شِئتَ، وکَیفَ شِئتَ،ومِن حَیثُ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ. (2)

2439.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ جَعفَرٍ الصّادِقِ علیه السلام:

یا مَن سَبَقَ عِلمُهُ،ونَفَذَ حُکمُهُ،وشَمِلَ حِلمُهُ (3)،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وأَزِل حِلمَکَ عَن ظالِمی،وبادِرهُ بِالنَّقِمَةِ،وعاجِلهُ بِالاِستِئصالِ،وکُبَّهُ لِمَنخِرِهِ،وَاغصُصهُ بِریقِهِ،وَاردُد کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وحُل بَینی وبَینَهُ بِشُغُلٍ شاغِلٍ مُؤلِمٍ،وسُقمٍ دائِمٍ،وَامنَعهُ التَّوبَةَ،وحُل بَینَهُ وبَینَ الإِنابَةِ،وَاسلُبهُ رَوحَ الرّاحَةِ،وَاشدُد عَلَیهِ الوَطأَةَ،وخُذ مِنهُ بِالمَخنَقِ،وحَشرِجهُ (4)فی صَدرِهِ،ولا تُثبِت لَهُ قَدَماً،وأَثکِلهُ ونَکِّلهُ،وَاجتَثَّهُ وَاجتَثَّ راحَتَهُ،وَاستَأصِلهُ،وجُثَّهُ وجُثَّ نِعمَتَکَ عَنهُ،وأَلبِسهُ الصَّغارَ (5)،وَاجعَل عُقباهُ النّارَ بَعدَ مَحوِ آثارِهِ،وسَلبِ قَرارِهِ،وإجهارِ قَبیحِ آصارِهِ (6)،وأَسکِنهُ دارَ بَوارِهِ،ولا تُبقِ لَهُ ذِکراً، ولا تُعَقِّبهُ مِن مُستَخلَفٍ أجراً.

اللّهُمَّ بادِرهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ عاجِلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُؤَجِّلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ خُذهُ

ص:562


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 121 ح 2327، بحار الأنوار:ج 91 ص 357 ح 19.
2- الکافی:ج 2 ص 512 ح 4.
3- فی المصدر:«حکمه»،وما أثبتناه من بحار الأنوار،وهو المناسب للسیاق.
4- الحشرجة:الغرغرة عند الموت وتردّد النفس (لسان العرب:ج 2 ص 237« حشرج»).
5- الصَّغار-بالفتح-:الذلّ والضیم (لسان العرب:ج 4 ص 459« صغر»).
6- الإِصر:الإثم والعقوبة لِلَغوه وتضییعه عمله،وأصله من الضیق والحبس (لسان العرب:ج 4 ص 22« أصر»).

-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ اسلُبهُ التَّوفیقَ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُنهِضهُ،اللّهُمَّ لا تَرِثهُ،اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرهُ، اللّهُمَّ عَلَیکَ بِهِ،اللّهُمَّ اشدُد قَبضَتَکَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ بِکَ اعتَصَمتُ عَلَیهِ،وبِکَ استَجَرتُ مِنهُ، وبِکَ تَوارَیتُ عَنهُ،وبِکَ استَکفَفتُ دونَهُ،وبِکَ استَتَرتُ مِن ضَرّائِهِ.اللّهُمَّ احرُسنی بِحِراسَتِکَ مِنهُ ومِن عَذابِکَ،وَاکفِنی بِکِفایَتِکَ کَیدَهُ وکَیدَ بُغاتِکَ.اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،وأَسبِل عَلَیَّ سِترَکَ الَّذی سَتَرتَ بِهِ رُسُلَکَ عَنِ الطَّواغیتِ،وحَصِّنّی بِحِصنِکَ الَّذی وَقَیتَهُم بِهِ مِنَ الجَوابیتِ. (1)

اللّهُمَّ أیِّدنی مِنکَ بِنَصرٍ لا یَنفَکُّ،وعَزیمَةِ صِدقٍ لا تَختَلُّ (2)،وجَلِّلنی بِنورِکَ، وَاجعَلنی مُتَدَرِّعاً بِدِرعِکَ الحَصینَةِ الواقِیَةِ،وَاکلَأنی بِکِلاءَتِکَ الکافِیَةِ،إنَّکَ واسِعٌ لِما تَشاءُ،ووَلِیٌّ لِمَن لَکَ تَوالی،وناصِرٌ لِمَن إلَیکَ أوی،وعَونُ مَن بِکَ استَعدی،وکافی مَن بِکَ استَکفی،وَالعَزیزُ الَّذی لا یُمانَعُ عَمّا یَشاءُ،ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وهُوَ حَسبی،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ، وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (3)

2440.مکارم الأخلاق: صَلاةُ الاِستِعداءِ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:تُسبِغُ الوُضوءَ أیَّ وَقتٍ أحبَبتَ،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تُتِمُّ رُکوعَهُما وسُجودَهُما،فَإِذا فَرَغتَ مَرَّغتَ خَدَّیکَ عَلَی الأَرضِ وقُلتَ:«یا رَبّاه»حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ قُل:

یا مَن «أَهْلَکَ عاداً الْأُولی * وَ ثَمُودَ فَما أَبْقی * وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ کانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغی * وَ الْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوی * فَغَشّاها ما غَشّی» 4 ،إن کانَ فُلانُ بنُ فُلانٍ ظالِماً فیمَا ارتَکَبَنی بِهِ فَاجعَل عَلَیهِ مِنکَ وَعداً،ولا تَجعَل لَهُ فی حِلمِکَ نَصیباً،یا أقرَبَ

ص:563


1- .الجبتُ:کلّ ما عُبد دون اللّه وقیل:هی کلمة تقع علی الصنم والکاهن والساحر ( لسان العرب:ج 2 ص 21« جبت»).
2- فی بحار الأنوار:« لا تَحِلُّ».
3- مهج الدعوات:ص 52، البلد الأمین:ص 557، [4]بحار الأنوار:ج 85 ص 218 ح 1.

الأَقرَبینَ. (1)

راجع:کتاب نهج الدعاء:ص 631 (من دعا علیه الإمام الصادق علیه السلام ).

10/37الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

2441.الإمام الکاظم علیه السلام: رَأَیتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَیلَةَ الأَربِعاءِ فِی النَّومِ،فَقالَ لی:یا موسی،أنتَ مَحبوسٌ مَظلومٌ؟! فَقُلتُ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،مَحبوسٌ مَظلومٌ،فَکَرَّرَ عَلَیَّ ذلِکَ ثَلاثاً، ثُمَّ قالَ: «وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَکُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ» 2 ،أصبِح غَداً صائِماً وأَتبِعهُ بِصِیامِ الخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَت وَقتُ الإِفطارِ فَصَلِّ اثنَتَی عَشرَةَ رَکعَةً،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ الحَمدَ مَرَّةً،وَاثنَتَی عَشرَةَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا صَلَّیتَ مِنها أربَعَ رَکَعاتٍ فَاسجُد،ثُمَّ قُل:

یا سابِقَ الفَوتِ،ویا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ (2)بَعدَ المَوتِ، أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ،وأَن تُعَجِّلَ لِیَ الفَرَجَ مِمّا أنَا فیهِ. (3)

2442.الکافی عن موسی بن بکر عن أبی إبراهیم علیه السلام، [ قال ] : کانَ کَتَبَهُ لی فی قِرطاسٍ:

اللّهُمَّ اردُد إلی جَمیعِ خَلقِکَ مَظالِمَهُمُ الَّتی قِبَلی،صَغیرَها وکَبیرَها،فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،وما لَم تَبلُغهُ قُوَّتی،ولَم تَسَعهُ ذاتُ یَدی،ولَم یَقوَ عَلَیهِ بَدَنی ویَقینی ونَفسی،

ص:564


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 120 ح 2326، المصباح للکفعمی:ص 276 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 357 ح 19.
2- رَمیم:أی بالیة ( مجمع البحرین:ج 2 ص 735«رمم»).
3- عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 75 ح 4 عن الفضل بن الربیع،مصباح المتهجّد:ص 424، [5]جمال الاُسبوع:ص 113، [6]البلد الأمین:ص 154، [7]بحار الأنوار:ج 48 ص 214 ح 14.

فَأَدِّهِ عَنّی مِن جَزیلِ ما عِندَکَ مِن فَضلِکَ،ثُمَّ لا تَخلُف عَلَیَّ مِنهُ شَیئاً تَقضیهِ مِن حَسَناتی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأنَّ الدّینَ کَما شُرِعَ،وأَنَّ الإِسلامَ کَما وُصِفَ،وأَنَّ الکِتابَ کَما انزِلَ،وأَنَّ القَولَ کَما حُدِّثَ، وأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبینُ،ذَکَرَ اللّهُ مُحَمَّداً وأَهلَ بَیتِهِ بِخَیرٍ،وحَیّا مُحَمَّداً وأَهلَ بَیتِهِ بِالسَّلامِ. (1)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 644 (من دعا علیه الإمام الکاظم علیه السلام ).

11/37الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

2443.المجتنی: دُعاءٌ مَروِیٌّ عَن مَولانا عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام مِن کِتابِ«کنوز النجاح» أیضاً،رَواهُ أبو جَعفَرِ بنُ بابَوَیهِ،عَن مَشایِخِهِ-رَحمَةُ اللّهِ عَلَیهِم-قالَ:

کانَ عَلِیُّ بنُ موسَی الرِّضا علیه السلام بِمَدینَةِ مَروٍ ومَعَهُ ثَلاثُمِئَةٍ وسِتّونَ رَجُلاً مِن شیعَتِهِ مِن بِلادٍ شَتّی،فَاُخبِرَ المَأمونُ بِأَنَّ الرِّضا علیه السلام یَتَأَهَّبُ لِلخُروجِ ویَدعُو النّاسَ لِذلِکَ،فَأَمَرَ المَأمونُ بِطَردِ أصحابِهِ عَن بابِهِ،فَاغتَمَّ الرِّضا لِذلِکَ وحَزِنَ،فَاغتَسَلَ وقالَ لِابنِ الصَّلتِ:«اِصعَدِ السَّطحَ فَانظُر ماذا تَبَیَّنُ مِنَ القَومِ،حَتّی اصَلِّیَ أنَا رَکعَتَینِ».

فَصَلّی رَکعَتَینِ ورَفَعَ یَدَهُ فِی القُنوتِ،وقالَ:

«اللّهُمَّ یا ذَا القُدرَةِ الجامِعَةِ،وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ،وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ،وَالآلاءِ المُتَوالِیَةِ، وَالأَیادِی الجَمیلَةِ،وَالمَواهِبِ الجَزیلَةِ،یا مَن لا یوصَفُ بِتَمثیلٍ،ولا یُمَثَّلُ بِنَظیرٍ،ولا یُغلَبُ بِظَهیرٍ،یا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ،وأَلهَمَ فَأَنطَقَ،وَابتَدَعَ فَشَرَعَ،وعَلا فَارتَفَعَ،وقَدَّرَ

ص:565


1- .الکافی:ج 2 ص 555 ح 4، مصباح المتهجد:ص 352 ح 467، [2]جمال الاُسبوع:ص 235 [3] کلاهما عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 90 ص 4 ح 1 و ص 13 ح 2.

فَأَحسَنَ،وصَوَّرَ فَأَتقَنَ،وَاحتَجَّ فَأَبلَغَ،وأَنعَمَ فَأَسبَغَ،وأَعطی فَأَجزَلَ،ومَنَحَ فَأَفضَلَ،یا مَن سَما فِی العِزِّ فَفاتَ خَواطِفَ الأَبصارِ،ودَنا فِی اللُّطفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفکارِ،یا مَن تَفَرَّدَ بِالمُلکِ فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکوتِ سُلطانِهِ،وتَوَحَّدَ فی کِبرِیائِهِ فَلا ضِدَّ لَهُ فی جَبَروتِ شَأنِهِ،یا مَن حارَت فی کِبرِیاءِ هَیبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الأَوهامِ،وَانحَسَرَت دونَ إدراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبصارِ الأَنامِ،یا عالِمَ خَطَراتِ قُلوبِ العالَمینَ،وشاهِدَ لَحَظاتِ أبصارِ النّاظِرینَ،یا مَن عَنَتِ الوُجوهُ لِهَیبَتِهِ،وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وجَلالَتِهِ،ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خیفَتِهِ،وَارتَعَدَتِ الفَرائِصُ مِن فَرَقِهِ،یا بَدیءُ،یا بَدیعُ،یا قَوِیُّ یا مَنیعُ،یا عَلِیُّ یا رَفیعُ،صَلِّ عَلی مَن شُرِّفَتِ الصَّلاةُ بِالصَّلاةِ عَلَیهِ،وَانتَقِم لی مِمَّن ظَلَمَنی وَاستَخَفَّ بی،وطَرَدَ الشّیعَةَ عَن بابی،وأَذِقهُ مَرارَةَ الذُّلِّ وَالهَوانِ کَما أذاقَنیها،وَاجعَلهُ طَریدَ الأَرجاسِ،وشَریدَ الأَنجاسِ».

قالَ:فَلَمّا فَرَغَ الرِّضا علیه السلام مِن دُعائِهِ هذَا اجتَمَعَتِ الغَوغاءُ عَلی بابِ المَأمونِ،وطُرِدَ عَنِ البَلَدِ. (1)راجع:کتاب نهج الدعاء :ص 649 (من دعا علیه الإمام الرضا علیه السلام ).

12/37الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الجَوادِ علیه السلام

2444.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ بِکَشفِ الظُّلمِ-:

اللّهُمَّ إنَّ ظُلمَ عِبادِکَ قَد تَمَکَّنَ فی بِلادِکَ،حَتّی أماتَ العَدلَ،وقَطَعَ السُّبُلَ،ومَحَقَ الحَقَّ،وأَبطَلَ الصِّدقَ،وأَخفَی البِرَّ،وأَظهَرَ الشَّرَّ،وأَخمَدَ التَّقوی،وأَزالَ الهُدی،وأَزاحَ الخَیرَ،وأَثبَتَ الضَّیرَ،وأَنمَی الفَسادَ،وقَوَّی العِنادَ،وبَسَطَ الجَورَ،وعَدَی الطَّورَ.

ص:566


1- .المجتنی:ص 86،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 173 ح 1 عن عبد السلام بن صالح الهروی نحوه؛بحار الأنوار:ج 49 ص 82 ح 2.

اللّهُمَّ یا رَبِّ لا یَکشِفُ ذلِکَ إلّاسُلطانُکَ،ولا یُجیرُ مِنهُ إلَّاامتِنانُکَ،اللّهُمَّ رَبِّ فَابتُرِ [فَابتَزَّ خ ل] الظُّلمَ،وبُثَّ (1)حِبالَ الغَشمِ،وأَخمِد سوقَ المُنکَرِ،وأَعِزَّ مَن عَنهُ یَنزَجِرُ، وَاحصُد شَأفَةَ (2)أهلِ الجَورِ،وأَلبِسهُمُ الحَورَ (3)بَعدَ الکَورِ.

وعَجِّلِ اللّهُمَّ إلَیهِمُ البَیاتَ،وأَنزِل عَلَیهِمُ المَثُلاتِ،وأَمِت حَیاةَ المُنکَرِ،لِیُؤمَنَ المَخوفُ،ویَسکُنَ المَلهوفُ،ویَشبَعَ الجائِعُ،ویُحفَظَ الضّائِعُ،ویُؤوَی الطَّریدُ،ویَعودَ الشَّریدُ،ویُغنَی الفَقیرُ،ویُجارَ المُستَجیرُ،ویُوَقَّرَ الکَبیرُ،ویُرحَمَ الصَّغیرُ،ویُعَزَّ المَظلومُ،ویُذَلَّ الظّالِمُ،ویُفَرَّجَ المَغمومُ،وتَنفَرِجَ الغَمّاءُ،وتَسکُنَ الدَّهماءُ،ویَموتَ الاِختِلافُ،ویَعلُوَ العِلمُ،ویَشمَلَ السِّلمُ،ویُجمَعَ الشَّتاتُ،ویَقوَی الإِیمانُ،ویُتلَی القُرآنُ،إنَّکَ أنتَ الدَّیّانُ المُنعِمُ المَنّانُ. (4)

راجع:کتاب نهج الدعاء :ص654 (من دعا علیه الإمام الجواد علیه السلام ).

13/37دَعَواتُ المُباهَلَةِ

الکتاب

«فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَی الْکاذِبِینَ». (5)

الحدیث

2445.الکافی عن أبی مسروق عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ:إنّا نُکَلِّمُ النّاسَ فَنَحتَجُّ عَلَیهِم....

ص:567


1- .فی البلد الأمین:«وبُتّ»بدل«وَبُثّ».
2- الشأفَةُ:قرحة تخرج فی أسفل القدم،فتُقطع أو تکوی فتذهب،استأصل شأفته:أی أذهبه (النهایة:ج 2 ص 436« شأف»).
3- الحَورَ بعد الکَورِ:أی من فساد الاُمور بعد إصلاحها (النهایة:ج 1 ص 458« حَور»).
4- مهج الدعوات:ص 263، البلد الأمین:ص 519، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 118 ح 17.
5- آل عمران:61.

فَقالَ لی:إذا کانَ ذلِکَ فَادعُهُم إلَی المُباهَلَةِ،قُلتُ:وکَیفَ أصنَعُ؟

قالَ:أصلِح نَفسَکَ-ثَلاثاً-،وأَظُنُّهُ قالَ:وصُم وَاغتَسِل،وَابرُز أنتَ وهُوَ إلَی الجَبّانِ (1)،فَشَبِّک أصابِعَکَ مِن یَدِکَ الیُمنی فی أصابِعِهِ،ثُمَّ أنصِفهُ وَابدَأ بِنَفسِکَ،وقُل:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ،عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،إن کانَ أبو مَسروقٍ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعی باطِلاً فَأَنزِل عَلَیهِ حُسباناً (2)مِنَ السَّماءِ أو عَذاباً ألیماً،ثُمَّ رُدَّ الدَّعوَةَ عَلَیهِ فَقُل:وإن کانَ فُلانٌ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعی باطِلاً فَأَنزِل عَلَیهِ حُسباناً مِنَ السَّماءِ أو عَذاباً ألیماً.

ثُمَّ قالَ لی:فَإِنَّکَ لا تَلبَثُ أن تَری ذلِکَ فیهِ.فَوَاللّهِ ما وَجَدتُ خَلقاً یُجیبُنی إلَیهِ ! (3)

2446.الإمام الصادق علیه السلام -فِی المُباهَلَةِ-:تُشَبِّکُ أصابِعَکَ فی أصابِعِهِ،ثُمَّ تَقولُ:

«اللّهُمَّ إن کانَ فُلانٌ جَحَدَ حَقّاً وأَقَرَّ بِباطِلٍ فَأَصِبهُ بِحُسبانٍ مِنَ السَّماءِ،أو بِعَذابٍ مِن عِندِکَ»،وتُلاعِنُهُ سَبعینَ مَرَّةً. (4)

2447.الکافی عن أبی جمیلة عن بعض أصحابه: إذا جَحَدَ الرَّجُلُ الحَقَّ،فَإِن أرادَ أن تُلاعِنَهُ قُل:

اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،إن کانَ فُلانٌ جَحَدَ الحَقَّ وکَفَرَ بِهِ فَأَنزِل عَلَیهِ حُسباناً مِنَ السَّماءِ أو عَذاباً ألیماً. (5)

راجع:ص244 (دعوات شهر ذی الحجّة/الدعوات المأثورة لیوم المباهلة)

و موسوعة معارف الکتاب والسنّة :ج 10 ص 247 (المباهلة).

ص:568


1- .الجَبّان والجبّانة:الصّحراء،وتسمّی بها المقابر لأنّها تکون فی الصّحراء (النهایة:ج 1 ص 236«جبن»).
2- حُسباناً:معناه ناراً وعذاباً (مفردات ألفاظ القرآن:ص 232« حسب»).
3- الکافی:ج 2 ص 513 ح 1، عدّة الداعی:ص 200، [3]بحار الأنوار:ج 95 ص 349 ح 2.
4- الکافی:ج 2 ص 514 ح 4 عن أبی العبّاس،عدّة الداعی:ص 202 [6] عن ابن عبّاس بزیادة«ألیم»بعد«عذاب»،بحار الأنوار:ج 95 ص 350 ح 2.
5- الکافی:ج 2 ص 515 ح 5.

14/37النَّوادِرُ

الکتاب

«وَ لَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ». 1

«وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَکانُوا وَ اللّهُ یُحِبُّ الصّابِرِینَ * وَ ما کانَ قَوْلَهُمْ إِلاّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ». 2

«وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً». 3

«إِذْ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکُمْ فَاسْتَجابَ لَکُمْ أَنِّی مُمِدُّکُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِکَةِ مُرْدِفِینَ * وَ ما جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْری وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُکُمْ وَ مَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ». (1)

الحدیث

2448.الإمام علیّ علیه السلام: دَعا نَبِیٌّ مِنَ الأَنبِیاءِ عَلی قَومِهِ،فَقیلَ لَهُ:اُسَلِّطُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم؟فَقالَ:لا.

فَقیلَ لَهُ:فَالجوعَ؟فَقالَ:لا.فَقیلَ لَهُ:ما تُریدُ؟

فَقالَ:مَوتٌ دَفیقٌ (2)یُحزِنُ القَلبَ،ویُقِلُّ العَدَدَ.فَاُرسِلَ إلَیهِمُ الطّاعونُ. (3)

ص:569


1- الأنفال:9 و 10.
2- قال المجلسی رحمه الله:فی القاموس:الدَّفُّ-بالفتح-:نسف الشیء واستئصاله.وأدففته:أجهزت علیه کدففته،انتهی.وفی بعض النسخ:«دفیق»-بالقاف-أی مصبوب.والأوّل أظهر (مرآة العقول:ج 14 ص 265).
3- الکافی:ج 3 ص 261 ح 41، بحار الأنوار:ج 6 ص 122 ح 7.

2449.قصص الأنبیاء عن ابن عبّاس: إنَّ یوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ (1)بَنی إسرائیلَ الشّامَ بَعدَ موسی علیه السلام، وقَسَّمَها بَینَهُم،فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَکَّ بِأَرضِها،وهُوَ السِّبطُ الَّذی مِنهُ إلیاسُ النَّبِیُّ علیه السلام...

ثُمَّ أوحَی اللّهُ تَعالی إلی إلیاسَ بَعدَ سَبعِ سِنینَ مِن یَومَ أحیَا اللّهُ یونُسَ علیه السلام:سَلنی اعطِکَ.فَقالَ:تُمیتُنی فَتُلحِقُنی بِآبائی؛فَإِنّی قَد مَلِلتُ بَنی إسرائیلَ وأَبغَضتُهُم فیکَ.

فَقالَ تَعالی جَلَّت قُدرَتُهُ:ما هذا بِالیَومِ الَّذی اعری مِنکَ الأَرضَ وأَهلَها،وإنَّما قِوامُها بِکَ،ولکِن سَلنی اعطِکَ.فَقالَ إلیاسُ:فَأَعطِنی ثاری مِنَ الَّذینَ أبغَضونی فیکَ، فَلا تُمطِر عَلَیهِم سَبعَ سِنینَ قَطرَةً إلّابِشَفاعَتی.

فَاشتَدَّ عَلی بَنی إسرائیلَ الجوعُ وأَلَحَّ عَلَیهِمُ البَلاءُ،وأَسرَعَ المَوتُ فیهِم،وعَلِموا أنَّ ذلِکَ مِن دَعوَةِ إلیاسَ،فَفَزِعوا إلَیهِ وقالوا:نَحنُ طَوعُ یَدِکَ،فَهَبَطَ إلیاسُ مَعَهُم ومَعَهُ تِلمیذٌ لَهُ الیَسَعُ،وجاءَ إلَی المَلِکِ فَقالَ:أفنَیتَ بنی إسرائیلَ بِالقَحطِ ! فَقالَ:قَتَلَهُمُ الَّذی أغواهُم،فَقالَ:اُدعُ رَبَّکَ یُسقِهِم.

فَلَمّا جَنَّ اللَّیلُ قامَ إلیاسُ علیه السلام ودَعَا اللّهَ،ثُمَّ قالَ لِلیَسَعِ:اُنظُر فی أکنافِ (2)السَّماءِ ماذا تَری؟

فَنَظَرَ فَقالَ:أری سَحابَةً.فَقالَ:أبشِروا بِالسِّقاءِ،فَلیُحرِزوا أنفُسَهُم وأَمتِعَتَهُم مِنَ الغَرَقِ.فَأَمطَرَ اللّهُ عَلَیهِمُ السَّماءَ،وأَنبَتَ لَهُمُ الأَرضَ،فَقامَ إلیاسُ بَینَ أظهُرِهِم وهُم صالِحونَ. (3)

ص:570


1- .یُقال:بوّأه اللّه منزلاً،أی أسکنهُ إیّاه،وتبوَّأتُ منزلاً:أی اتّخذتهُ (النهایة:ج 1 ص 159« بوأ»).
2- الأکناف:جمع کَنَف؛وهو الجانب والناحیة (النهایة:ج 4 ص 205«کنف»).
3- قصص الأنبیاء للرواوندی:ص 248 ح 293،بحار الأنوار:ج 13 ص 393 ح 2، [3]وراجع قصص الأنبیاء للثعلبی:ص 258 و 262.

الفَصلُ الثامن والثلاثون:دَعَواتُ الفَرَجِ

1/38الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

2450.المجتنی: رَأی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،فَسَأَلَهُ أن یُعَلِّمَهُ دُعاءَ الفَرَجِ،فَقالَ:قُل:

«یا مَن لا یُستَحیی مِن مَسأَلَتِهِ،ولا یُرتَجَی العَفوُ إلّامِن قِبَلِهِ،أشکو إلَیکَ ما لا یَخفی عَلَیکَ،وأَسأَ لُکَ ما لا یَعظُمُ عَلَیکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ».

وَادعُ بِما شِئتَ،یُنجِحِ اللّهُ طَلِبَتَکَ.فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،لی وَحدی؟

فَقالَ:لَکَ ولِکُلِّ مَن دَعا بِهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

2451.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقّاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟

فَقیلَ لَهُ:بَلی.

قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: «لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ» . (2)

ص:571


1- .المجتنی:ص 53.
2- السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 168 ح 10491، المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 685 ح 1864،کنز العمّال:ج 2 ص 118 ح 3419.

2452.مهج الدعوات: دُعاءُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ دُعاءُ الفَرَجِ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا مَن عَلا فَقَهَرَ،ویا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ،ویا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،ویا مَن عُبِدَ فَشَکَرَ،ویا مَن عُصِیَ فَغَفَرَ،یا مَن لا یُحیطُ بِهِ الفِکَرُ،ویا مَن لا یُدرِکُهُ بَصَرٌ،ویا مَن لا یَخفی عَلَیهِ أثَرٌ.

یا عالِیَ المَکانِ،یا شَدیدَ الأَرکانِ،یا مُنزِلَ الفُرقانِ،یا مُبَدِّلَ الزَّمانِ،یا قابِلَ القُربانِ،یا نَیِّرَ البُرهانِ،یا عَظیمَ الشَّأنِ،یا ذَا المَنِّ وَالإِحسانِ،ویا ذَا العِزَّةِ وَالسُّلطانِ، یا رَحیمُ یا رَحمانُ.

یا رَبَّ الأَربابِ،یا تَوّابُ یا وَهّابُ،یا مُعتِقَ الرِّقابِ،یا مُنشِئَ السَّحابِ،یا مَن حَیثُ ما دُعِیَ أجابَ.

یا مُرَخِّصَ الأَسعارِ،یا مُنزِلَ الأَمطارِ،یا مُنبِتَ الأَشجارِ فِی الأَرضِ القِفارِ.

یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مَن لا تُضجِرُهُ الأَصواتُ ولا تَشتَبِهُ عَلَیهِ اللُّغاتُ ولا تَغشاهُ الظُّلُماتُ،یا مُعطِیَ السُؤلاتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا دافِعَ البَلِیّاتِ،یا قابِلَ الصَّدَقاتِ،یا قابِلَ التَّوباتِ،یا عالِمَ الخَفِیّاتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا رافِعَ الدَّرَجاتِ،یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُنجِحَ الطَّلِباتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ،یا جامِعَ الشَّتاتِ،یا رادَّ ما کانَ فاتَ،یا جَمالَ الأَرَضینَ [وَالسَّماواتِ]. (1)

یا سابِغَ النِّعَمِ،یا کاشِفَ الأَلَمِ،یا شافِیَ السَّقَمِ،یا مَعدِنَ الجودِ وَالکَرَمِ.

یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا أقرَبَ الأَقرَبینَ،یا إلهَ العالَمینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا مُتَجاوِزاً عَنِ المُسیئینَ،یا مَن لا یَعجَلُ عَلَی الخاطِئینَ،یا فَکّاکَ

ص:572


1- .ما بین المعقوفین سقط من الطبعة المعتمدة للمصدر،وأثبتناه من بحار الأنوار.

المَأسورینَ،یا مُفَرِّجَ غَمِّ المَغمومینَ،یا جامِعَ المُتَفَرِّقینَ،یا مُدرِکَ الهارِبینَ،یا غایَةَ الطّالِبینَ.

یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مَن لَهُ التَّدبیرُ وإلَیهِ التَّقدیرُ،یا مَنِ العَسیرُ عَلَیهِ سَهلٌ یَسیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا خالِقَ السَّماءِ وَالقَمَرِ المُنیرِ.

یا فالِقَ الإِصباحِ،یا مُرسِلَ الرِّیاحِ،یا باعِثَ الأَرواحِ،یا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ،یا مَن بِیَدِهِ کُلُّ مِفتاحٍ.

یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا عِزَّ مَن لا عِزَّ لَهُ،یا کَنزَ مَن لا کَنزَ لَهُ،یا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ،یا عَونَ مَن لا عَونَ لَهُ،یا رُکنَ مَن لا رُکنَ لَهُ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ.

یا عَظیمَ المَنِّ،یا کَریمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا ذَا الحُجَّةِ البالِغَةِ.

یا ذَا المُلکَ وَالمَلَکوتِ،یا ذَا العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،یا مَن هُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،أسأَ لُکَ بِعِلمِکَ الغُیوبَ وبِمَعرِفَتِکَ ما فی ضَمائِرِ القُلوبِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ اصطَفَیتَهُ لِنَفسِکَ أو أنزَلتَهُ فی کِتابٍ مِن کُتُبِکَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وبِأَسمائِکَ الحُسنی کُلِّها حَتَّی انتَهی إلَی اسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی فَضَّلتَهُ عَلی جَمیعِ أسمائِکَ،أسأَ لُکَ بِهِ، أسأَ لُکَ بِهِ،أسأَ لُکَ بِهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُیَسِّرَ لی مِن أمری ما أخافُ عُسرَهُ،وتُفَرِّجَ عَنِّی الهَمَّ وَالغَمَّ وَالکَربَ وما ضاقَ بِهِ صَدری وعیلَ بِهِ صَبری،فَإِنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی فَرَجی سِواکَ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ.

یا أهلَ التَّقوی وأَهلَ المَغفِرَةِ،یا مَن لا یَکشِفُ الکَربَ غَیرُهُ،ولا یُجَلِّی الحُزنَ

ص:573

سِواهُ،ولا یُفَرِّجُ عَنّی إلّاهُوَ،اکفِنی شَرَّ نَفسی خاصَّةً وشَرَّ النّاسِ عامَّةً،وأَصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،وأَصلِح اموری وَاقضِ لی حَوائِجی،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،فَإِنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وتَقدِرُ ولا أقدِرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (1)

2453.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ فی کُلِّ غُدوَةٍ إلّاکانَ فی حِرزِ اللّهِ إلی وَقتِهِ، وکُفِیَ کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وحُزنٍ وکَربٍ،وهُوَ لِلدُّخولِ عَلَی السُّلطانِ،وحِرزٌ مِنَ الشَّیطانِ، فَادعوا بِهِ عِندَ الشَّدائِدِ؛فَإِن دَعا بِهِ مَحزونٌ فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ،وإن دَعا بِهِ مَحبوسٌ فَرَّجَ عَنهُ،وبِهِ تُقضَی الحَوائِجُ،وإیّاکَ أن تَدعُوَ بِهِ عَلی أحَدٍ فَإِنَّهُ أسرَعُ مِنَ السَّهمِ النّافِذِ، وهُوَ:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ یا صَریخَ المَکروبینَ،یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا کاشِفَ الکَربِ العَظیمِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،اکشِف کَربی وهَمّی فَإِنَّهُ لا یَکشِفُ الکَربَ إلّا أنتَ،فَقَد تَعرِفُ حالی وحاجَتی وفَقری وفاقَتی،فَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،بِجودِکَ وکَرَمِکَ.

اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ،وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ،وفی نِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ،ذُنوبی بَینَ یَدَیکَ،أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن حِلمِکَ لِجَهلی،ومِن فَضلِکَ لِفاقَتی،ومِن مَغفِرَتِکَ لِخَطایایَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصَّبرَ عِندَ البَلاءِ،وَالشُّکرَ عِندَ الرَّخاءِ.اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ إلی یَومِ ألقاکَ حَتّی کَأَ نَّنی أراکَ.اللّهُمَّ أوزِعنی أن أذکُرَکَ لا أنساکَ لَیلاً ولا نَهاراً،ولا صَباحاً ولا مَساءً،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ،ابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،

ص:574


1- .مهج الدعوات:ص 90، بحار الأنوار:ج 95 ص:281 ح 4.

مُجزَلٌ فِیَّ فَضلُکَ وعَطاؤُکَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ القُرآنَ رَبیعَ قَلبی،ونورَ بَصَری،وجَلاءَ حُزنی،وذَهابَ هَمّی.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا أکبَرَ مِن کُلِّ کَبیرٍ،یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا مُغیثَ المَظلومِ الحَقیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،ویا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،یا قاصِمَ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،اجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً ویُسراً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.

اللّهُمَّ إنَّکَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنِّی،اللّهُمَّ إنَّکَ مُحسِنٌ فَأَحسِن إلَیَّ،اللّهُمَّ إنَّکَ رَحیمٌ تُحِبُّ الرَّحمَةَ فَارحَمنی،اللّهُمَّ إنَّکَ لَطیفٌ تُحِبُّ اللُّطفَ فَالطُف بی،یا مُقیلَ عَثرَتی،ویا راحِمَ عَبرَتی،ویا مُجیبَ دَعوَتی،أسأَ لُکَ الخَیرَ کُلَّهُ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ،ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ،ویا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،اغفِر لی عِلمَکَ فِیَّ وشَهادَتَکَ عَلَیَّ،فَإِنَّکَ تَسَمَّیتَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ الرَّحمنَ الرَّحیمَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وأَسأَ لُکَ حُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ قَلباً خاشِعاً سَلیماً،ولِساناً ذاکِراً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما أعلَمُ ومِن خَیرِ ما لا أعلَمُ،إنَّکَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.

اللّهُمَّ بِکَ أصبَحنا وبِکَ أمسَینا،وبِکَ نُصبِحُ وبِکَ نُمسی،وبِکَ نَحیا وبِکَ نَموتُ، وعَلَیکَ نَتَوَکَّلُ وإلَیکَ النُّشورُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ إلهاً واحِداً أحَداً صَمَداً،لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً «أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ

ص:575

وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ» 1 ،اللّهُمَّ اطمِس عَلی أبصارِ أعدائِنا کُلِّهِم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وَاجعَل عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً،وَاختِم عَلی قَلبِهِ،وأَخرِج ذِکری مِن قَلبِهِ،وَاجعَل بَینی وبَینَ عَدُوّی حِجاباً وحِصناً مَنیعاً لا یَرومُهُ سُلطانٌ ولا شَیطانٌ ولا إنسٌ ولا جِنٌّ،اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِ،فَاکفِنیهِ کَیفَ شِئتَ وأَ نّی شِئتَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،وأَنتَ المُستَعانُ،وبِکَ المُستَغاثُ،وإلَیکَ المُشتَکی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.

اللّهُمَّ اجعَل صَدرَ یَومی هذا فَلاحاً،وأَوسَطَهُ صَلاحاً،وآخِرَهُ نَجاحاً.

اللّهُمَّ اجعَل لی فی صَدرِ جَمیعِ بَنی آدَمَ وحَوّاءَ وَالجِنِّ وَالإِنسِ وَالشَّیاطینِ وَالمَرَدَةِ رَأفَةً ورَحمَةً،خَیرُهُم بَینَ أعیُنِهِم وشَرُّهُم تَحتَ أقدامِهِم،وبِاللّهِ أستَعینُ عَلَیهِم أن یَفرُطَ عَلَیَّ أحَدٌ مِنهُم أو أن یَطغی.عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الخَیرَ کُلَّهُ ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ، یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی آلائِهِ،وأَحمَدُهُ عَلی نَعمائِهِ،وأَشکُرُهُ عَلی آلائِهِ، واُومِنُ بِقَضائِهِ،الَّذی لا هادِیَ لِمَن أضَلَّ،ولا خاذِلَ لِمَن نَصَرَ،وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ المُصطَفی،وأَمینُهُ المُرتَضی،انتَجَبَهُ وحَباهُ،وَاختارَهُ وَارتَضاهُ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً صادِقاً لَیسَ بَعدَهُ کُفرٌ،ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ کَرامَتِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ،تَمَّ نورُکَ رَبّی فَهَدَیتَ،وعَظُمَ حِلمُکَ رَبّی فَعَفَوتَ،فَلَکَ الحَمدُ.وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ أفضَلُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أرفَعُ العَطایا وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن تَشاءُ،تُجیبُ دَعوَةَ المُضطَرِّ إذا دَعاکَ،وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ،وتَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ،لا یُحصی نَعماءَکَ أحَدٌ

ص:576

رَبَّنا،فَلَکَ الحَمدُ حَمداً أبَداً لا یُحصی عَدَدُهُ،ولا یَضمَحِلُّ سَرمَدُهُ،حَمداً کَما حَمِدَ الحامِدونَ مِن عِبادِکَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ النَّصیبَ الأَوفَرَ مِنَ الجَنَّةِ،وأَسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی وَالعافِیَةَ وَالبُشری عِندَ انقِطاعِ الدُّنیا.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَقوی لا تَنفَدُ،وفَرَجاً لا یَنقَطِعُ،وتَوفیقَ الحَمدِ،ولِباسَ التَّقوی وزینَةَ الإِیمانِ،ومُرافَقَةَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی أعلی جَنَّةِ الخُلدِ،یا بارِئُ لا بَدءَ لَهُ،ویا دائِمُ لا نَفادَ لَهُ،یا حَیُّ یا مُحیِیَ المَوتی،یا قائِمٌ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبَت، أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی وَالعافِیَةَ وَالغِنی وَالتَّوفیقَ لِما تُحِبُّ وتَرضی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی قَهَرَت کُلَّ شَیءٍ، وبِعِزَّتِکَ (1)الَّتی ذَلَّ لَها کُلُّ شَیءٍ،وبِقُوَّتِکَ الَّتی لا یَقومُ لَها شَیءٌ،وبِسُلطانِکَ الَّذی عَلا کُلَّ شَیءٍ،وبِعِلمِکَ الَّذی أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ،وبِاسمِکَ الَّذی یَبیدُ لَهُ کُلُّ شَیءٍ،وبِوَجهِکَ الباقی بَعدَ فَناءِ کُلِّ شَیءٍ،وبِنورِ وَجهِکَ الَّذی أضاءَ کُلَّ شَیءٍ،أن تَغفِرَ لی کُلَّ ذَنبٍ،وتَمحُوَ عَنّی کُلَّ خَطیئَةٍ،وأَن تُوَفِّقَنی لِما تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضی،وأَن تَکفِیَنی ما هَمَّنی وغَمَّنی مِنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَن تَرزُقَنی جُمَلَ (2)الخَیرِ کُلِّهِ،ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ المَعصومینَ. (3)

2/38الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

2454.الأمالی للطوسی عن عبد اللّه بن جعفر: لَقَّنَنی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ کَلِماتِ الفَرَجِ،وأَخبَرَنی

ص:577


1- .فی بحار الأنوار:« بعظمتک»بدل«بعزّتک».
2- فی بحار الأنوار:« عمل»بدل«جمل».
3- مهج الدعوات:ص 169 عن وهب بن إسماعیل عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 324 ح 69.

أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَقَّنَهُنَّ إیّاهُ،وأَمَرَهُ إذا نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو شِدَّةٌ أن یَقولَ:

لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ،وتَبارَکَ اللّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبُّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (1)

2455.مکارم الأخلاق: صَلاةُ الفَرَجِ عَن أمیرِ المُؤمِنین علیه السلام قالَ:تُصَلّی رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الاُولی «الحَمدُ للّهِ ِ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»ألفَ مَرَّةٍ،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدُ للّهِ ِ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» مَرَّةً واحِدَةً،ثُمَّ تَتَشَهَّدُ وتُسَلِّمُ،وتَدعو بِدُعاءِ الفَرَجِ،فَتَقولُ:

اللّهُمَّ یا مَن لا تَراهُ العُیونُ،ولا تُخالِطُهُ الظُّنونُ،یا مَن لا یَصِفُهُ الواصِفونَ،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الدُّهورُ،یا مَن لا یَخشَی الدَّوائِرَ،یا مَن لا یَذوقُ المَوتَ،یا مَن لا یَخشَی الفَوتَ، یا مَن لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ ولا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ.

یا مَن یَعلَمُ مَثاقیلَ الجِبالِ،وکَیلَ البُحورِ،وعَدَدَ الأَمطارِ،ووَرَقَ الأَشجارِ،ودَبیبَ الذَّرِّ (2)،ولا تُواری مِنهُ سَماءٌ سَماءً،ولا أرضٌ أرضاً،ولا بَحرٌ ما فی قَعرِهِ،ولا جَبَلٌ ما فی وَعرِهِ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،وما أظلَمَ عَلَیهِ اللَّیلُ وأَشرَقَ عَلَیهِ النَّهارُ.

[أسأَ لُکَ] (3)بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ الَّذی فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،اختَصَصتَ بِهِ لِنَفسِکَ،وَاشتَقَقتَ مِنهُ اسمَکَ،فَإِنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ وَحدَکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وبِاسمِکَ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ.

وأَسأَ لُکَ بِحَقِّ أنبِیائِکَ المُرسَلینَ،وبِحَقِّ حَمَلَةِ عَرشِکَ،وبِحَقِّ مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،

ص:578


1- .الأمالی للطوسی:ص 622 ح 1284، بحار الأنوار:ج 95 ص 195 ح 28؛ [2]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 196 ح 701 [3] وص 203 ح 726،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 688 ح 1873 و 1874،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 162 ح 10466 [4] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 654 ح 4992.
2- الذَرَّةُ:النملة الصغیرة التی لا تکاد تُری،ویقال:إنّ المئة منها زنة حَبَّة شعیر (مجمع البحرین:ج 1 ص 633«ذرر»).
3- الزیادة من بحار الأنوار.

وبِحَقِّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعِترَتِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ أعمالی خَواتیمَها، وأَسأَ لُکَ مَغفِرَتَکَ ورِضوانَکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

3/38الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام

2456.الأمالی للمفید عن مسعدة بن صدقة: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام أن یُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فِی المُهِمّاتِ،فَأَخرَجَ إلَیَّ أوراقاً مِن صَحیفَةٍ عَتیقَةٍ،فَقالَ:اِنتَسِخ ما فیها فَهُوَ دُعاءُ جَدّی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام لِلمُهِمّاتِ،فَکَتَبتُ ذلِکَ عَلی وَجهِهِ،فَما کَرَبَنی شَیءٌ قَطُّ وأَهَمَّنی إلّادَعَوتُ بِهِ،فَفَرَّجَ اللّهُ هَمّی،وکَشَفَ غَمّی وکَربی،وأَعطانی سُؤلی،وهُوَ:

اللّهُمَّ هَدَیتَنی فَلَهَوتُ،ووَعَظتَ فَقَسَوتُ،وأَبلَیتَ الجَمیلَ فَعَصَیتُ،وعَرَّفتَ فَأَصرَرتُ،ثُمَّ عَرَّفتَ فَاستَغفَرتُ،فَأَقَلتَ (2)فَعُدتُ فَسَتَرتَ،فَلَکَ الحَمدُ إلهی.

تَقَحَّمتُ أودِیَةَ هَلاکی،وتَخَلَّلتُ شِعابَ تَلَفی،فَتَعَرَّضتُ فیها لِسَطَواتِکَ،وبِحُلولِها لِعُقوباتِکَ،ووَسیلَتی إلَیکَ التَّوحیدُ،وذَریعَتی أنّی لَم اشرِک بِکَ شَیئاً،ولَم أتَّخِذ مَعَکَ إلهاً،قَد فَرَرتُ إلَیکَ مِن نَفسی وإلَیکَ یَفِرُّ المُسیءُ،وأَنتَ مَفزَعُ المُضَیِّعِ حَظَّ نَفسِهِ،فَلَکَ الحَمدُ إلهی.

فَکَم مِن عَدُوٍّ انتَضی (3)عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لی ظُبَةَ (4)مُدیَتِهِ،وأَرهَفَ لی شَبا (5)

ص:579


1- .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 117 ح 2323، بحار الأنوار:ج 91 ص 355 ح 19.
2- فی بحار الأنوار:ج 95 ص 225 ح 26:« فَأَقلَعتُ»بدل«فَأَقَلتَ».
3- انتضی سَیفَهُ:سَلَّهُ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1798«نضا»).
4- ظُبَةُ السیفِ:طَرَفُهُ ( النهایة:ج 3 ص 155«ظبب»).
5- الشَّباةُ:طَرَفُ السیفِ وحَدُّهُ،والجمع شبا ( النهایة:ج 2 ص 442«شبا»).

حَدِّهِ،ودافَ (1)لی قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ نَحوی صَوائِبَ سِهامِهِ،ولَم تَنم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ،وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ،ویُجَرِّعَنی زُعافَ (2)مَرارَتِهِ،فَنَظَرتَ یا إلهی إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَنِ الاِنتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ عَدَدِ مَن ناوانی،وأَرصَدَ لِیَ البَلاءَ فیما لَم اعمِل فیهِ فِکری،فَابتَدَأتَنی بِنَصرِکَ، وشَدَدتَ أزری بِقُوَّتِکَ،ثُمَّ فَلَلتَ لی حَدَّهُ وصَیَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ وَحدَهُ،وأَعلَیتَ کَعبی عَلَیهِ،وجَعَلتَ ما سَدَّدَهُ مَردوداً عَلَیهِ،فَرَدَدتَهُ لَم یَشفِ غَلیلَهُ،ولَم یَبرُد حَرارَةُ غَیظِهِ، قَد عَضَّ عَلی شَواهُ (3)،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً قَد أخلَفَت سَرایاهُ.

وکَم مِن باغٍ بَغانی بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی أشراکَ مَصائِدِهِ،ووَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ، وأَضبَأَ (4)إلَیَّ إضباءَ السَّبُعِ لِمَصائِدِهِ،انتِظاراً لِانتِهازِ الفُرصَةِ لِفَریسَتِهِ،فَنادَیتُکَ یا إلهی مُستَغیثاً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،عالِماً أنَّهُ لَم یُضطَهَد مَن أوی إلی ظِلِّ کَنَفِکَ،ولَن یَفزَعَ مَن لَجَأَ إلی مَعاقِلِ انتِصارِکَ،فَحَصَّنتَنی مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِکَ.

وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ قَد جَلَّیتَها،وغَواشی کُرُباتٍ کَشَفتَها،لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ، ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَیتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ،وَاستُمیحَ فَضلُکَ فَما أکدَیتَ،أبَیتَ إلّا إحساناً،وأَبَیتُ إلّاتَقَحُّمَ حُرُماتِکَ،وتَعَدِّیَ حُدودِکَ،وَالغَفلَةَ عَن وَعیدِکَ،فَلَکَ الحَمدُ إلهی مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ لَکَ بِالتَّقصیرِ،وشَهِدَ عَلی نَفسِهِ بِالتَّضییعِ !

اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِالمُحَمَّدِیَّةِ الرَّفیعَةِ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِالعَلَوِیَّةِ البَیضاءِ،فَأَعِذنی مِن شَرِّ ما خَلَقتَ،وشَرِّ مَن یُریدُ بی سُوءاً،فَإِنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُجدِکَ،ولا

ص:580


1- .دافَ:خَلَطَ ( النهایة:ج 2 ص 140«دوف»).
2- الزُّعافُ:الشدید ( لسان العرب:ج 9 ص 134«زعف»).
3- الشَوی:الأطراف ( النهایة:ج 2 ص 512«شوی»).
4- أظبَأ:أی لزق بالأرض یَستتر بها ( النهایة:ج 3 ص 69« ضبأ»).

یَتَکَأَّدُکَ (1)فی قُدرَتِکَ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ ارحَمنی بِتَرکِ المَعاصی ما أبقَیتَنی،وَارحَمنی بِتَرکِ تَکَلُّفِ ما لا یَعنینی، وَارزُقنی حُسنَ النَّظَرِ فیما یُرضیکَ عَنّی،وأَلزِم قَلبی حِفظَ کِتابِکَ کَما عَلَّمتَنی،وَاجعَلنی أتلوهُ عَلی ما یُرضیکَ بِهِ عَنّی،ونَوِّر بِهِ بَصَری،وأَوعِهِ سَمعی،وَاشرَح بِهِ صَدری،وفَرِّج بِهِ عَن قَلبی،وأَطلِق بِهِ لِسانی،وَاستَعمِل بِهِ بَدَنی،وَاجعَل فِیَّ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ما یُسَهِّلُ ذلِکَ عَلَیَّ،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ.

اللّهُمَّ اجعَل لَیلی ونَهاری،ودُنیایَ وآخِرَتی،ومُنقَلَبی ومَثوایَ،عافِیَةً مِنکَ،ومُعافاةً وبَرَکَةً مِنکَ.

اللّهُمَّ أنتَ رَبّی ومَولایَ وسَیِّدی وأَمَلی وإلهی وغِیاثی وسَنَدی،وخالِقی وناصِری وثِقَتی ورَجائی،لَکَ مَحیایَ ومَماتی،ولَکَ سَمعی وبَصَری،وبِیَدِکَ رِزقی وإلَیکَ أمری فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،مَلَکتَنی بِقُدرَتِکَ،وقَدَّرتَ عَلَیَّ بِسُلطانِکَ،لَکَ القُدرَةُ فی أمری وناصِیَتی بِیَدِکَ،لا یَحولُ أحَدٌ دونَ رِضاکَ،بِرَأفَتِکَ أرجو رَحمَتَکَ،وبِرَحمَتِکَ أرجو رِضوانَکَ، لا أرجو ذلِکَ بِعَمَلی فَقَد عَجَزَ عَنّی عَمَلی،وکَیفَ أرجو ما قَد عَجَزَ عَنّی؟! أشکو إلَیکَ فاقَتی،وضَعفَ قُوَّتی،وإفراطی فی أمری،وکُلُّ ذلِکَ مِن عِندی وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی، فَاکفِنی ذلِکَ کُلَّهُ.

اللّهُمَّ اجعَلنی مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ حَبیبِکَ،وإبراهیمَ خَلیلِکَ،ویَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ مِنَ الآمِنینَ فَآمِنّی،وبِبِشرِکَ فَبَشِّرنی،وفی ظِلالِکَ فَأَظِلَّنی،وبِمَفازَةٍ مِنَ النّارِ فَنَجِّنی،ولا تَسُمنِی السّوءَ ولا تُخزِنی،ومِنَ الدُّنیا فَسَلِّمنی،وحُجَّتی یَومَ القِیامَةِ فَلَقِّنی،وبِذِکرِکَ فَذَکِّرنی،وَلِلیُسری فَیَسِّرنی،ولِلعُسری فَجَنِّبنی،وَالصَّلاةَ وَالزَّکاةَ ما دُمتُ حَیّاً

ص:581


1- .لا یتکأّدک:أی لا یصعب علیک ویشقّ ( مجمع البحرین:ج 3 ص 1541«کأد»).

فَأَلهِمنی،ولِعِبادَتِکَ فَوَفِّقنی،وفِی الفِقهِ ومَرضاتِکَ فَاستَعمِلنی،ومِن فَضلِکَ فَارزُقنی، ویَومَ القِیامَةِ فَبَیِّض وَجهی،وحِساباً یَسیراً فَحاسِبنی،وبِقَبیحِ عَمَلی فَلا تَفضَحنی، وبِهُداکَ فَاهدِنی،وبِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ فَثَبِّتنی،وما أحبَبتَ فَحَبِّبهُ إلَیَّ،وما کَرِهتَ فَبَغِّضهُ إلَیَّ،وما أهَمَّنی مِنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ فَاکفِنی،وفی صَلاتی وصِیامی ودُعائی ونُسُکی وشُکری ودُنیایَ وآخِرَتی فَبارِک لی،وَالمَقامَ المَحمودَ فَابعَثنی، وسُلطاناً نَصیراً فَاجعَل لی،وظُلمی وجَهلی وإسرافی فی أمری فَتَجاوَز عَنّی،ومِن فِتنَةِ المَحیا وَالمَماتِ فَخَلِّصنی،ومِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ فَنَجِّنی،ومِن أولِیائِکَ یَومَ القِیامَةِ فَاجعَلنی،وأَدِم لی صالِحَ الَّذی آتَیتَنی،وبِالحَلالِ عَنِ الحَرامِ فَأَغنِنی، وبِالطَّیِّبِ عَنِ الخَبیثِ فَاکفِنی.

أقبِل بِوَجهِکَ الکَریمِ إلَیَّ ولا تَصرِفهُ عَنّی،وإلی صِراطِکَ المُستَقیمِ فَاهدِنی،ولِما تُحِبُّ وتَرضی فَوَفِّقنی.

اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الرِّیاءِ،وَالسُّمعَةِ وَالکِبرِیاءِ،وَالتَّعَظُّمِ وَالخُیَلاءِ،وَالفَخرِ وَالبَذَخِ،وَالأَشَرِ وَالبَطَرِ،وَالإِعجابِ بِنَفسی وَالجَبرِیَّةِ،رَبِّ فَنَجِّنی.وأَعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ وَالبُخلِ وَالشُّحِّ،وَالحَسَدِ وَالحِرصِ،وَالمُنافَسَةِ وَالغِشِّ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الطَّمَعِ وَالطَّبعِ، وَالهَلَعِ (1)وَالجَزَعِ،وَالزّیغِ وَالقَمعِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ البَغیِ وَالظُّلمِ،وَالاِعتِداءِ وَالفَسادِ، وَالفُجورِ وَالفُسوقِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الخِیانَةِ وَالعُدوانِ وَالطُّغیانِ.

رَبِّ وأَعوذُ بِکَ مِنَ المَعصِیَةِ وَالقَطیعَةِ وَالسَّیِّئَةِ وَالفَواحِشِ وَالذُّنوبِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الإِثمِ وَالمَأثَمِ،وَالحَرامِ وَالمُحَرَّمِ،وَالخَبیثِ وکُلِّ ما لا تُحِبُّ.

ص:582


1- .الهَلَعُ:الحِرصُ،وقیل:الجزع وقلّة الصبر،وقیل:هو أسوء الجزع وأفحشه (لسان العرب:ج 8 ص 375«هلع»).

رَبِّ وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الشَّیطانِ ومَکرِهِ،وبَغیِهِ وظُلمِهِ،وعَداوَتِهِ وشَرَکِهِ،وزَبانِیَتِهِ وجُندِهِ.وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ مِن دابَّةٍ وهامَّةٍ أو جِنٍّ أو إنسٍ مِمّا یَتَحَرَّکُ.وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِی الأَرضِ وما یَخرُجُ مِنها.وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ کاهِنٍ وساحِرٍ وراکِزٍ (1)،ونافِثٍ (2)وراقٍ.

رَبِّ وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ حاسِدٍ وطاغٍ وباغٍ ونافِسٍ وظالِمٍ ومُعتَدٍ وجائِرٍ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ العَمی وَالصَّمَمِ وَالبَکَمِ وَالبَرَصِ وَالجُذامِ،وَالشَّکِّ وَالرَّیبِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالفَشَلِ،وَالعَجزِ وَالتَّفریطِ،وَالعَجَلَةِ وَالتَّضییعِ،وَالتَّقصیرِ وَالإِبطاءِ.وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری.

رَبِّ وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ وَالحاجَةِ وَالفاقَةِ،وَالمَسأَلَةِ وَالضَّیعَةِ وَالعائِلَةِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ القِلَّةِ وَالذِّلَّةِ.وأَعوذُ بِکَ مِن الضّیقِ وَالشِّدَّةِ،وَالقَیدِ وَالحَبسِ،وَالوَثاقِ وَالسُّجونِ وَالبَلاءِ، وکُلِّ مُصیبَةٍ لا صَبرَ لی عَلَیها،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.

اللّهُمَّ أعطِنا کُلَّ الَّذی سَأَلناکَ،وزِدنا مِن فَضلِکَ عَلی قَدرِ جَلالِکَ وعَظَمَتِکَ،بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزیزُ الحَکیمُ. (3)

4/38الدَّعواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

2457.الإمام الصادق علیه السلام: إذا خَرَجتَ مِن بَیتِکَ تُریدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ، وهُوَ:

«لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ

ص:583


1- .الرِّکزُ:الحِسُّ والصوتُ الخفیّ ( النهایة:ج 2 ص 258«رکز»).
2- نَفَثَهُ:سَحَرَهُ والفاعل:نافث ( المصباح المنیر:ص 616«نفث»).
3- الأمالی للمفید:ص 239 ح3،الأمالی للطوسی:ص 15 ح 19، بحار الأنوار:ج 95 ص 180 ح1.

السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ». (1)

2458.الإرشاد عن الربیع: کُنتُ رَأَیتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام حینَ دَخَلَ عَلَی المَنصورِ یُحَرِّکُ شَفَتَیهِ،فَکُلَّما حَرَّکَهُما سَکَنَ غَضَبُ المَنصورِ،حَتّی أدناهُ مِنهُ وقَد رَضِیَ عَنهُ.

فَلَمّا خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام مِن عِندِ أبی جَعفَرٍ [المَنصورِ] اتَّبَعتُهُ فَقُلتُ:إنَّ هذَا الرَّجُلَ کانَ مِن أشَدِّ النّاسِ غَضَباً عَلَیکَ،فَلَمّا دَخَلتَ عَلَیهِ دَخَلتَ وأَنتَ تُحَرِّکُ شَفَتَیکَ،وکُلَّما حَرَّکتَهُما سَکَنَ غَضَبُهُ،فَبِأَیِّ شَیءٍ کُنتَ تُحَرِّکُهُما؟

قالَ:بِدُعاءِ جَدِّی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام.قُلتُ جُعِلتُ فِداکَ،وما هذَا الدُّعاءُ؟قالَ:

یا عُدَّتی عِندَ شِدّتی،ویا غَوثی عِندَ کُربَتی،اُحرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ.

قالَ الرَّبیعُ:فَحَفِظتُ هذَا الدُّعاءَ،فَما نَزَلَت بی شِدَّةٌ إلّادَعَوتُ بِهِ فَفُرِّجَ عَنّی. (2)

2459.تفسیر القمّی عن شعیب العقرقوفی عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ یوسُفَ أتاهُ جَبرَئیلُ فَقالَ لَهُ:یا یوسُفُ،إنَّ رَبَّ العالَمینَ یُقرِئُکَ السَّلامَ،ویَقولُ لَکَ:مَن جَعَلَکَ فی أحسَنِ خِلقَةٍ؟ قالَ:فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الأَرضِ،ثُمَّ قالَ:أنتَ یا رَبِّ.

ثُمَّ قالَ لَهُ:ویَقولُ لَکَ:مَن حَبَّبَکَ إلی أبیکَ دونَ إخوَتِکَ؟قالَ:فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الأَرضِ وقالَ:أنتَ یا رَبِّ.

قالَ:ویَقولُ لَکَ:مَن أخرَجَکَ مِنَ الجُبِّ بَعدَ أن طُرِحتَ فیها وأَیقَنتَ بِالهَلَکَةِ؟قالَ:

فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الأَرضِ،ثُمَّ قالَ:أنتَ یا رَبِّ.

ص:584


1- .الکافی:ج 4 ص 284 ح 2، تهذیب الأحکام:ج 5 ص 50 ح 154 کلاهما عن معاویة بن عمار،بحار الأنوار:ج 100 ص 107 ح 13.
2- الإرشاد:ج 2 ص 184، مکارم الأخلاق:ج 2 ص 155 ح 2380 وفیه«بکنفک»بدل«برکنک»،کشف الغمة:ج 2 ص 380،إعلام الوری:ج 1 ص 526، [4]بحار الأنوار:ج 95 ص 223 ح 21.

قالَ:فَإِنَّ رَبَّکَ قَد جَعَلَ لَکَ عُقوبَةً فِی استِغاثَتِکَ بِغَیرِهِ،فَلَبِثتَ فِی السِّجنِ بِضعَ سِنینَ.

قالَ:فَلَمَّا انقَضَتِ المُدَّةُ وأَذِنَ اللّهُ لَهُ فی دُعاءِ الفَرَجِ،وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الأَرضِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ إن کانَت ذُنوبی قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ،فَإِنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ آبائِیَ الصّالحینَ:إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ.فَفَرَّجَ اللّهُ عَنهُ.

قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،أنَدعو نَحنُ بِهذَا الدُّعاءِ؟

فَقالَ:اُدعُ بِمِثلِهِ:اللّهُمَّ إن کانَت ذُنوبی قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ،فَإِنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام. (1)

5/38الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام

2460.الأمالی للمفید عن الریّان بن الصلت: سَمِعتُ الرِّضا عَلِیَّ بنَ موسی علیه السلام یَدعو بِکَلِماتٍ فَحَفِظتُها عَنهُ،فَما دَعَوتُ بِها فی شِدَّةٍ إلّافَرَّجَ اللّهُ عَنّی،وهِیَ:

اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شَدیدَةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،کَم مِن کَربٍ یَضعُفُ فیهِ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،وتُعیی فیهِ الاُمورُ، ویَخذُلُ فیهِ القَریبُ وَالبَعیدُ وَالصَّدیقُ،ویَشمَتُ فیهِ العَدُوُّ،أنزَلتُهُ بِکَ،وشَکَوتُهُ إلَیکَ، راغِباً إلَیکَ فیهِ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً،بِنِعمَتِکَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ مَعروفٌ،ویا مَن هُوَ بِالمَعروفِ مَوصوفٌ،أنِلنی مِن

ص:585


1- .تفسیر القمّی:ج 1 ص 344،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 178 ح 29، بحار الأنوار:ج 12 ص 230 و ج 94 ص 19 ح 13.

مَعروفِکَ مَعروفاً تُغنینی بِهِ عَن مَعروفِ مَن سِواکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)

6/38الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الجَوادِ علیه السلام

2461.الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ الغَنَوِیُّ إلَیَّ یَسأَ لُنی أن أکتُبَ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام فی دُعاءٍ یُعَلِّمُهُ یَرجو بِهِ الفَرَجَ،فَکَتَبَ إلَیَّ:أمّا ما سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ مِن تَعلیمِهِ دُعاءً یَرجو بِهِ الفَرَجَ فَقُل لَهُ یَلزَمُ:«یا مَن یَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ،اکفِنی ما أهَمَّنی مِمّا أنَا فیهِ»،فَإِنّی أرجو أن یُکفی ما هُوَ فیهِ مِنَ الغَمِّ إن شاءَ اللّهُ تَعالی.

فَأَعلَمتُهُ ذلِکَ،فَما أتی عَلَیهِ إلّاقَلیلٌ حَتّی خَرَجَ مِنَ الحَبسِ. (2)

7/38الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام

2462.دلائل الإمامة عن أبی الحسین بن أبی البغل الکاتب: تَقَلَّدتُ عَمَلاً مِن أبی مَنصورِ بنِ الصّالِحانِ،وجَری بَینی وبَینَهُ ما أوجَبَ استِتاری،فَطَلَبَنی وأَخافَنی،فَمَکَثتُ مُستَتِراً خائِفاً،ثُمَّ قَصَدتُ مَقابِرَ قُرَیشٍ لَیلَةَ الجُمُعَةِ،وَاعتَمَدتُ المَبیتَ هُناکَ لِلدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ، وکانَت لَیلَةُ ریحٍ ومَطَرٍ،فَسَأَلتُ ابنَ جَعفَرٍ القَیِّمَ أن یُغلِقَ الأَبوابَ،وأَن یَجتَهِدَ فی خَلوَةِ المَوضِعِ،لِأَخلُوَ بِما اریدُهُ مِنَ الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ،وآمَنَ مِن دُخولِ إنسانٍ مِمّا لَم آمَنهُ وخِفتُ مِن لِقائی لَهُ،فَفَعَلَ وقَفَّلَ الأَبوابَ،وَانتَصَفَ اللَّیلُ ووَرَدَ مِنَ الرّیحِ وَالمَطَرِ ما قَطَعَ النّاسَ عَنِ المَوضِعِ،ومَکَثتُ أدعو وأَزورُ واُصَلّی.

فَبَینَما أنَا کَذلِکَ إذ سَمِعتُ وَطأَةً عِندَ مَولانا موسی علیه السلام وإذا رَجُلٌ یَزورُ،فَسَلَّمَ عَلی آدَمَ واُولِی العَزمِ علیهم السلام ثُمَّ الأَئِمَّةِ واحِداً واحِداً،إلی أنِ انتَهی إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام فَلَم

ص:586


1- .الأمالی للمفید:ص 273 ح 4،الأمالی للطوسی:ص 35 ح 36، بحار الأنوار:ج 95 ص 187 ح 9.
2- الکافی:ج 2 ص 560 ح 14، بحار الأنوار:ج 95 ص 208 ح 39.

یَذکُرهُ فَعَجِبتُ مِن ذلِکَ،وقُلتُ:لَعَلَّهُ نَسِیَ أو لَم یَعرِف أو هذا مَذهَبٌ لِهذَا الرَّجُلِ.

فَلَمّا فَرَغَ مِن زِیارَتِهِ صَلّی رَکعَتَینِ،وأَقبَلَ إلی عِندِ مَولانا أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَزارَ مِثلَ الزِّیارَةِ وذلِکَ السَّلامِ وصَلّی رَکعَتَینِ،وأَ نَا خائِفٌ مِنهُ إذ لَم أعرِفهُ،ورَأَیتُهُ شابّاً تامّاً مِنَ الرِّجالِ،عَلَیهِ ثِیابٌ بیضٌ وعِمامَةٌ مُحَنَّکٌ بِها بِذُؤابَةٍ ورِداؤُهُ (1)عَلی کَتِفِهِ مُسبَلٌ،فَقالَ لی:یا أبَا الحُسَینِ بنَ أبِی البَغلِ،أینَ أنتَ عَن دُعاءِ الفَرَجِ؟فَقُلتُ:وما هُوَ یا سَیِّدی؟ فَقالَ:تُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ:

«یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ وسَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ ولَم یَهتِکِ السِّترَ،یا عَظیمَ المَنِّ یا کَریمَ الصَّفحِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا مُنتَهی کُلِّ نَجوی،یا غایَةَ کُلِّ شَکوی،یا عَونَ کُلِّ مُستَعینٍ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه-عَشرَ مَرّاتٍ-،یا سَیِّداه-عَشرَ مَرّاتٍ-،یا مَولاه -عَشرَ مَرّاتٍ-،یا غایَتاه-عَشرَ مَرّاتٍ-،یا مُنتَهی رَغبَتاه-عَشرَ مَرّاتٍ-،أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ عَلَیهِمُ السَّلامُ،إلّاما کَشَفتَ کَربی، ونَفَّستَ هَمّی،وفَرَّجتَ عَنّی (2)وأَصلَحتَ حالی»،وتَدعو بَعدَ ذلِکَ بِما شِئتَ وتَسأَلُ حاجَتَکَ.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ،وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ فی سُجودِکَ:«یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اِکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،وَانصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ».

وتَضَعُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:«أدرِکنی»،وتُکَرِّرُها کَثیراً، وتَقولُ:«الغَوثَ الغَوثَ»حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُکَ،وتَرفَعُ رَأسَکَ،فَإِنَّ اللّهَ بِکَرَمِهِ یَقضی حاجَتَکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی.

فَلَمّا شُغِلتُ بِالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ خَرَجَ،فَلَمّا فَرَغتُ خَرَجتُ إلَی ابنِ جَعفَرٍ لِأَسأَ لَهُ عَنِ

ص:587


1- .فی المصدر:«وردیّ»،والتصویب من بحار الأنوار. وفی فرج المهموم:« [2]ورداء».
2- فی بحار الأنوار وفرج المهموم:« [4]غمّی»بدل«عنّی».

الرَّجُلِ وکَیفَ دَخَلَ،فَرَأَیتُ الأَبوابَ عَلی حالِها مُغلَقَةً مُقفَلَةً،فَعَجِبتُ مِن ذلِکَ وقُلتُ:

لَعَلَّهُ بابٌ هاهُنا ولَم أعلَم،فَأَنبَهتُ ابنَ جَعفَرٍ القَیِّمَ،فَخَرَجَ إلَیَّ مِن بَیتِ الزَّیتِ،فَسَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ ودُخولِهِ،فَقالَ:الأَبوابُ مُقفَلَةٌ کَما تَری ما فَتَحتُها،فَحَدَّثتُهُ بِالحَدیثِ، فَقالَ:هذا مَولانا صاحِبُ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وقَد شاهَدتُهُ دَفَعاتٍ فی مِثلِ هذِهِ اللَّیلَةِ عِندَ خُلُوِّها مِنَ النّاسِ،فَتَأَسَّفتُ عَلی ما فاتَنی مِنهُ،وخَرَجتُ عِندَ قُربِ الفَجرِ، وقَصَدتُ الکَرخَ إلَی المَوضِعِ الَّذی کُنتُ مُستَتِراً فیهِ،فَما أضحَی النَّهارُ إلّاوأَصحابُ ابنِ الصّالِحانِ یَلتَمِسونَ لِقائی،ویَسأَلونَ عَنّی أصدِقائی ومَعَهُم أمانٌ مِنَ الوَزیرِ ورُقعَةٌ بِخَطِّهِ فیها کُلُّ جَمیلٍ،فَحَضَرتُ مَعَ ثِقَةٍ مِن أصدِقائی عِندَهُ،فَقامَ وَالتَزَمَنی وعامَلَنی بِما لَم أعهَدهُ مِنهُ.

وقالَ:اِنتَهَت بِکَ الحالُ إلی أن تَشکُوَنی إلی صاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ، فَقُلتُ:قَد کانَ مِنّی دُعاءٌ ومَسأَلَةٌ،فَقالَ:وَیحَکَ رَأَیتُ البارِحَةَ مَولایَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ فی النَّومِ-یَعنی لَیلَةَ الجُمُعَةِ-وهُوَ یَأمُرُنی بِکُلِّ جَمیلٍ،ویَجفو عَلَیَّ فی ذلِکَ جَفوَةً خِفتُها،فَقُلتُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،أشهَدُ أنَّهُمُ الحَقُّ ومُنتَهَی الصِّدقِ،رَأَیتُ البارِحَةَ مَولانا علیه السلام فِی الیَقَظَةِ،وقالَ لی:کَذا وکَذا،وشَرَحتُ ما رَأَیتُهُ فِی المَشهَدِ، فَعَجِبَ مِن ذلِکَ،وجَرَت مِنهُ امورٌ عِظامٌ حِسانٌ فی هذَا المَعنی،وبَلَغَت مِنهُ غایَةَ ما لَم أظُنُّهُ بِبَرَکَةِ مَولانا صاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ. (1)

8/38الدُّعاءُ المَروِیُّ بِلا إسنادٍ إلی أهلِ البَیتِ:

2463.المصباح للکفعمی: یُستَحَبُّ (2)أن یَدعُوَ بِدُعاءِ الفَرَجِ فی سَحَرِ لَیلَةِ الجُمُعَةِ،فَیَقولَ:

ص:588


1- .دلائل الإمامة:ص 551 ح 525، فرج المهموم:ص 245 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 349 ح 11 و ج 95 ص 200 ح 33.
2- قال الکفعمی فی هامش المصباح:«رَأَیتُ فی بَعضِ کُتُبِ أصحابِنا ما مُلَخَّصُهُ:أنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ū وقالَ:یا رَسُولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله إنّی کُنتُ غَنِیّاً فافتَقَرتُ،وصَحِیحاً فَمَرِضتُ،وکُنتُ مَقبولاً عِندَ النّاسِ فَصِرتُ مَبغوضاً،وخَفیفاً عَلی قُلوبِهِم فَصِرتُ ثَقیلاً،وکُنتُ فَرحانَ فاجتَمَعَت عَلَیَّ الهُمومُ،وقَد ضاقَت عَلَیَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت،وأَجولُ طولَ نَهاری فی طَلَبِ الرِّزقِ فَلا أجِدُ ما أتَقَوَّتُ بِهِ،کَأَنَّ اسمی قَد مُحِیَ مِن دِیوانِ الأَرزاقِ ! فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا هذا لَعَلَّکَ تَستَعمِلُ مُثیراتِ الهُمومِ؟فَقالَ:وما مُثیراتُ الهُمُومِ؟قالَ:لَعَلَّکَ تَتَعَمَّمُ مِن قُعودٍ،أو تَتَسَروَلُ مِن قِیامٍ،أو تَقلِمُ أظفارَکَ بِسِنِّکَ،أو تَمسَحُ وَجهَکَ بِذَیلِکَ،أو تَبولُ فی ماءٍ راکِدٍ،أو تَنامُ مُنبَطِحاً عَلی وَجهِکَ؟قالَ:لَم أفعَل مِن ذلِکَ شَیئاً. فَقالَ صلی الله علیه و آله:فَاتَّقِ اللّهَ تَعالی وأَخلِص ضَمیرَکَ،وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ وهُوَ دُعاءُ الفَرَجِ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ إلهی طُموحُ الآمالِ-إلی قوله-یا وَلِیَّ الخَیرِ.فَلَمّا دَعا بِهِ الرَّجُلُ وأَخلَصَ نِیَّتَهُ عادَ إلی حُسنِ حالاتِهِ».

إلهی طُموحُ الآمالِ قَد خابَت إلّالَدَیکَ،ومَعاکِفُ الهِمَمِ قَد تَقَطَّعَت إلّاعَلَیکَ،ومَذاهِبُ العُقولِ قَد سَمَت إلّالَدَیکَ،فَإِلَیکَ الرَّجاءُ وإلَیکَ المُلتَجَأُ،یا أکرَمَ مَقصودٍ ویا أجوَدَ مَسؤولٍ،هَرَبتُ إلَیکَ بِنَفسی یا مَلجَأَ الهارِبینَ،بِأَثقالِ الذُّنوبِ أحمِلُها عَلی ظَهری،وما أجِدُ لی إلَیکَ شافِعاً سِوی مَعرِفَتی بِأَنَّکَ أقرَبُ مَن رَجاهُ الطّالِبونَ،ولَجَأَ إلَیهِ المُضطَرّونَ، وأَمَّلَ ما لَدَیهِ الرّاغِبونَ.

یا مَن فَتَقَ العُقولَ بِمَعرِفَتِهِ،وأَطلَقَ الأَلسُنَ بِحَمدِهِ،وجَعَلَ مَا امتَنَّ بِهِ عَلی عِبادِهِ کِفاءً لِتَأدِیَةِ حَقِّهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَجعَل لِلهُمومِ عَلی عَقلی سَبیلاً،ولا لِلباطِلِ عَلی عَمَلی دَلیلاً،وَافتَح لی بِخَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا وَلِیَّ الخَیرِ. (1)

راجع:ج 1 ص 401 (دعوات لحوائج خاصّة/طلب الخلاص من الحبس).

ص:589


1- .المصباح للکفعمی:ص 137، مصباح المتهجّد:ص 156 ح 249 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص203 ح 37.

ص:590

الفَصلُ التاسع والثلاثون:الدَّعَواتُ السَّریعَةِ الإِجابَةِ

1/39الدُّعاءُ المَأثورُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام

2464.مهج الدعوات: دُعاءٌ لِمَولانا ومُقتَدانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الشَّدائِدِ ونُزولِ الحَوادِثِ،وهُوَ سَریعُ الإِجابَةِ مِنَ اللّهِ تَعالی:

اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ الحَقُّ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ،وأَ نَا عَبدُکَ،ظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ،لا إلهَ إلّاأنتَ یا غَفورُ.

اللّهُمَّ إنّی أحمَدُکَ وأَنتَ لِلحَمدِ أهلٌ عَلی ما خَصَصتَنی بِهِ مِن مَواهِبِ الرَّغائِبِ، ووَصَلَ إلَیَّ مِن فَضائِلِ الصَّنائِعِ،وعَلی ما أولَیتَنی بِهِ وتَوَلَّیتَنی بِهِ مِن رِضوانِکَ،وأَنَلتَنی مِن مَنِّکَ الواصِلِ إلَیَّ،ومِنَ الدِّفاعِ عَنّی وَالتَّوفیقِ لی وَالإِجابَةِ لِدُعائی حَتّی اناجِیَکَ راغِباً، وأَدعُوَکَ مُصافِیاً،وحَتّی أرجُوَکَ فَأَجِدَکَ فِی المَواطِنِ کُلِّها لی جابِراً،وفی اموری ناظِراً، ولِذُنوبی غافِراً،ولِعَوراتی ساتِراً.

لَم أعدَم خَیرَکَ طَرفَةَ عَینٍ مُذ أنزَلتَنی دارَ الاِختِبارِ لِتَنظُرَ ماذا اقَدِّمُ لِدارِ القَرارِ،فَأَنَا عَتیقُکَ اللّهُمَّ مِن جَمیعِ المَصائِبِ وَاللَّوازِبِ (1)وَالغُمومِ الَّتی ساوَرَتنی فیهَا الهُمومُ بِمَعاریضِ

ص:591


1- .اللَّزَبُ:الضِّیقُ.وعَیشٌ لَزِبٌ:ضَیِّقٌ (لسان العرب:ج 1 ص 738« لزب»).

القَضاءِ ومَصروفِ جُهدِ البَلاءِ.

لا أذکُرُ مِنکَ إلَّاالجَمیلَ،ولا أری مِنکَ غَیرَ التَّفضیلِ،خَیرُکَ لی شامِلٌ،وفَضلُکَ عَلَیَّ مُتَواتِرٌ،ونِعَمُکَ عِندی مُتَّصِلَةٌ سَوابِغُ (1)،لَم تُحَقِّق حِذاری،بَل صَدَّقَت رَجائی،وصاحَبتَ أسفاری،وأَکرَمتَ أحضاری،وشَفَیتَ أمراضی،وعافَیتَ أوصابی،وأَحسَنتَ مُنقَلَبی ومَثوایَ،ولَم تُشمِت بی أعدائی،ورَمَیتَ مَن رَمانی،وکَفَیتَنی شَرَّ مَن عادانی.

اللّهُمَّ کَم مِن عَدُوٍّ انتَضی عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لِقَتلی ظُبَةَ مُدیَتِهِ (2)،وأَرهَفَ لی شَبا حَدِّهِ (3)،ودافَ لی (4)قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ لی صَوائِبَ سِهامِهِ،وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ ویُجَرِّعَنی ذُعافَ (5)مَرارَتِهِ،فَنَظَرتَ یا إلهی إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ، وعَجزی عَنِ الاِنتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ مَن ناوانی وأَرصَدَ لی فیما لَم اعمِل فِکری فِی الاِنتِصارِ مِن مِثلِهِ،فَأَیَّدتَنی یا رَبِّ بِعَونِکَ،وشَدَدتَ أیدی بِنَصرِکَ،ثُمَّ فَلَلتَ لی حَدَّهُ وصَیَّرتَهُ بَعدَ جَمعِ عَدیدِهِ وَحدَهُ،وأَعلَیتَ کَعبی عَلَیهِ،ورَدَدتَهُ حَسیراً (6)لَم تَشفِ غَلیلَهُ،ولَم تَبرُد حَراراتُ (7)غَیظِهِ،وقَد عَضَّ عَلَیَّ شَواهُ (8)،وآبَ مُوَلِّیاً قَد أخلَفَت سَرایاهُ،واُخلِفَت آمالُهُ.

اللّهُمَّ وکَم مِن باغٍ بَغی عَلَیَّ بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی شَرَکَ مَصائِدِهِ،وضَبَأَ (9)إلَیَّ ضُبوءَ

ص:592


1- .شیء سابِغٌ:أی کامِلٌ وافٍ.ونعمة سابِغةٌ وأَسبَغَ اللّهُ علیه النِّعمةَ:أکمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها (لسان العرب:ج 8ص 432« سبغ»).
2- المُدیَة-بالضمّ-الشفرة،وقد تکسر (الصحاح:ج 6 ص 2490« مدی»).
3- شَباة کلّ شیء:حدّ طَرفه (الصحاح:ج 6 ص 2388« شبا»).
4- دُفتُ الدواء وغیره:أی بَلَلتُهُ بهاء أو بغیره (الصحاح:ج 4 ص 1361« دوف»).
5- الذُّعافُ:السمّ.وذَعَفت الرجل:أی سقیته الذُّعاف (الصحاح:ج 4 ص 1361« ذعف»).
6- الحَسیر:المُعیا والمُتعَب (انظر:النهایة:ج 1 ص 384«حسر»).
7- فی بحار الأنوار:« حزازات»بدل«حرارات».
8- الشَّوی:جمع شواة،وهی جلدة الرأس.والشَّوَی:الیدان والرجلان والرأس من الآدمیین (الصحاح:ج 6 ص 2396« شوی»).
9- ضبأ:أی لزق بالأرض یستتر بها (النهایة:ج 3 ص 69« ضبأ»).

السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ،وَانتَهَزَ فُرصَتَهُ وَاللِّحاقَ بِفَریسَتِهِ،وهُوَ مُظهِرٌ بَشاشَةَ المَلَقِ،ویَبسُطُ إلَیَّ وَجهاً طَلقاً،فَلَمّا رَأَیتَ یا إلهی دَغَلَ (1)سَریرَتِهِ،وقُبحَ طَوِیَّتِهِ،أنکَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ فی زُبیَتِهِ (2)،وأَرکَستَهُ فی مَهوی حَفیرَتِهِ،وأَنکَصتَهُ عَلی عَقِبَیهِ،ورَمَیتَهُ بِحَجَرِهِ،ونَکَأتَهُ (3)بِمِشقَصِهِ (4)،وخَنَقتَهُ بِوَترِهِ،ورَدَدتَ کَیدَهُ فی نَحرِهِ،ووَبَقتَهُ (5)بِنَدامَتِهِ،فَاستَخذَلَ وتَضاءَلَ بَعدَ نَخوَتِهِ،وبَخَعَ (6)وَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ،ذَلیلاً مَأسوراً فی حَبائِلِهِ الَّذی کانَ یُحِبُّ أن یَرانی فیها،وقَد کِدتُ لَولا رَحمَتُکَ أن یَحُلَّ بی ما حَلَّ بِساحَتِهِ،فَالحَمدُ لِرَبٍّ مُقتَدِرٍ لا یُنازَعُ،ولِوَلِیٍّ ذی أناةٍ لا یَعجَلُ،وقَیّومٍ لا یَغفُلُ،وحَلیمٍ لا یَجهَلُ.نادَیتُکَ یا إلهی مُستَجیراً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،مُتَوَکِّلاً عَلی ما لَم أزَل أعرِفُهُ مِن حُسنِ دِفاعِکَ عَنّی،عالِماً أنَّهُ لَم یُضطَهَد مَن أوی إلی ظِلِّ کِفایَتِکَ،ولا یَقرَعُ القَوارِعُ مَن لَجَأَ إلی مَعقِلِ الاِنتِصارِ بِکَ،فَخَلَّصتَنی یا رَبِّ بِقُدرَتِکَ،ونَجَّیتَنی مِن بَأسِهِ بِتَطَوُّلِکَ ومَنِّکَ.

اللّهُمَّ وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ جَلَّیتَها،وسَماءِ نِعمَةٍ أمطَرتَها،وجَداوِلِ کَرامَةٍ أجرَیتَها،وأَعیُنِ أجداثٍ طَمَستَها،وناشِیِ رَحمَةٍ نَشَرتَها،وغَواشی کُرَبٍ فَرَّجتَها، وغُمَمِ بَلاءٍ کَشَفتَها،وجُنَّةِ عافِیَةٍ ألبَستَها،واُمورٍ حادِثَةٍ قَدَّرتَها،لَم تُعجِزکَ إذ طَلَبتَها، فَلَم تَمتَنِع مِنکَ إذ أرَدتَها.

اللّهُمَّ وکَم مِن حاسِدِ سُوءٍ تَوَّلَنی (7)بِحَسَدِهِ،وسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ،ووَخَزَنی بِقَرفِ

ص:593


1- .الدغل:الفساد (الصحاح:ج 4 ص 1697«دغل»).
2- الزُبیَة:حفرة تُحفَر للأسد،سمّیت بذلک لأنّهم کانوا یحفرونها فی موضع عالٍ (الصحاح:ج 6 ص 2366« زبی»).
3- نَکَأت القرحة أنکَؤُها نَکأً:إذا قَشَرتها (الصحاح:ج 1 ص 78« نکأ»).
4- المِشقَص:نَصلُ السهم إذا کان طویلاً غیر عریض (النهایة:ج 2 ص 490« شقص»).
5- وبَقَ:هلک.وأَوبَقَه:أهلَکَه (الصحاح:ج 4 ص 1562« وبق»).وفی بحار الأنوار:« [5]ربَقتَه».قال الجوهری:الرِّبق:حبل فیه عِدّة عُری تشَدّ به البُهم.رَبَقت الجَدیَ:إذا جَعَلتَ رأسَه فی الرِّبقة (الصحاح:ج 4 ص 1480« [6]ربق»).
6- بَخَعَ:ذَلّ وخَضَعَ.وبَخَعَ نَفسَهُ:قَتَلَها غَیظاً (انظر:لسان العرب:ج 8 ص 5«بخع»).
7- قال الفرّاء:التُّوَلَة وَالدُّوَلَة:الداهیة.قال الخلیل:التِّوَلة والتّولَة-بکسر التاء وضمّها-:شبیه بالسِّحر ū(الصحاح:ج 4 ص 1645« تول»).

عَیبهِ (1)،وجَعَلَ عِرضی غَرَضاً لِمَرامیهِ،وقَلَّدَنی خِلالاً لَم تَزَل فیهِ،کَفَیتَنی أمرَهُ.

اللّهُمَّ وکَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ،وعُدمٍ وإملاقٍ ضَرَّرَنی جَبَرتَ وأَوسَعتَ،ومِن صَرعَةٍ أقَمتَ،ومِن کُربَةٍ نَفَّستَ،ومِن مَسکَنَةٍ حَوَّلتَ،ومِن نِعمَةٍ خَوَّلتَ،لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ،ولا بِما أعطَیتَ تَبخَلُ (2)،ولَقَد سُئِلتَ فَبَذَلتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ،وَاستُمیحَ فَضلُکَ فَما أکدَیتَ (3).أبَیتَ إلّاإنعاماً وَامتِناناً وتَطَوُّلاً،وأَبَیتُ إلّاتَقَحُّماً عَلی مَعاصیکَ، وَانتِهاکاً لِحُرُماتِکَ،وتَعَدِّیاً لِحُدودِکَ،وغَفلَةً عَن وَعیدِکَ،وطاعَةً لِعَدُوّی وعَدُوِّکَ.لَم تَمتَنِع عَن إتمامِ إحسانِکَ وتَتابُعِ امتِنانِکَ،ولَم یَحجُزنی ذلِکَ عَنِ ارتِکابِ مَساخِطِکَ.

اللّهُمَّ فَهذا مَقامُ المُعتَرِفِ لَکَ بِالتَّقصیرِ عَن أداءِ حَقِّکَ،الشّاهِدِ عَلی نَفسِهِ بِسُبوغِ نِعمَتِکَ وحُسنِ کِفایَتِکَ،فَهَب لِیَ اللّهُمَّ یا إلهی ما أصِلُ بِهِ إلی رَحمَتِکَ،وأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ فیهِ إلی مَرضاتِکَ،وآمَنُ بِهِ مِن عِقابِکَ،فَإِنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ، وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

اللّهُمَّ حَمدی لَکَ مُتَواصِلٌ،وثَنائی عَلَیکَ دائِمٌ،مِنَ الدَّهرِ إلَی الدَّهرِ،بِأَلوانِ التَّسبیحِ وفُنونِ التَّقدیسِ،خالِصاً لِذِکرِکَ،ومَرضِیّاً لَکَ بِناصِعِ التَّوحیدِ،ومَحضِ التَّحمیدِ،وطُولِ التَّعدیدِ فی إکذابِ أهلِ التَّندیدِ.لَم تُعَن فی شَیءٍ مِن قُدرَتِکَ،ولَم تُشارَک فی إلهِیَّتِکَ،ولَم تُعایَن إذ حَبَستَ الأَشیاءَ عَلَی الغَرائِزِ المُختَلِفاتِ،وفَطَرتَ الخَلائِقَ عَلی صُنوفِ الهَیئاتِ، ولا خَرَقَتِ الأَوهامُ حُجُبَ الغُیوبِ إلَیکَ فَاعتَقَدَت مِنکَ مَحموداً فی عَظَمَتِکَ،ولا کَیفِیَّةَ

ص:594


1- .الوَخْز:الطَّعن بالرمح ونحوه،ولا یکون نافذاً،یقال:وَخَزَه بالخنجر.وقَرَفت القُرحَة:أی قشرتها،وقَرفت الرجل:أی عِبته (الصحاح:ج 3 ص 900« وخز»،وج 4 ص 1415«قرف»).فی بحار الأنوار:«ووَخَزَنی بِغَربِ عَینهِ».قال الجوهری:غرب کلّ شیء حَدُّهُ (الصحاح:ج 1 ص 193«غرب»).
2- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«تنحل»،والتَصویب من بحار الأنوار.
3- أکدیت الرجلَ عن الشیء:رددته عنه.وأکدی الرجل:إذا قلّ خیره (الصحاح:ج 6 ص 2472« کدی»).

فی أزَلِیَّتِکَ،ولا مُمکِناً فی قِدَمِکَ،ولا یَبلُغُکَ بُعدُ الهِمَمِ،ولا یَنالُکَ غَوصُ الفِطَنِ،ولا یَنتَهی إلَیکَ نَظَرُ النّاظِرینَ فی مَجدِ جَبَروتِکَ وعَظیمِ قُدرَتِکَ،ارتَفَعَت عَن صِفَةِ المَخلوقینَ صِفَةُ قُدرَتِکَ،وعَلا عَن ذلِکَ کِبرِیاءُ عَظَمَتِکَ،ولا یَنتَقِصُ ما أرَدتَ أن یَزدادَ،ولا یَزدادُ ما أرَدتَ أن یَنتَقِصَ،ولا أحَدٌ شَهِدَکَ حینَ فَطَرتَ الخَلقَ،ولا ضِدٌّ حَضَرَکَ حینَ بَرَأتَ النُّفوسَ،کَلَّتِ الأَلسُنُ عَن تَبیینِ صِفَتِکَ،وَانحَسَرَتِ العُقولُ عَن کُنهِ مَعرِفَتِکَ،وکَیفَ تُدرِکُکَ الصِّفاتُ أو تَحویکَ الجِهاتُ وأَنتَ الجَبّارُ القُدّوسُ الَّذی لَم تَزَل أزَلِیّاً دائِماً فِی الغُیوبِ وَحدَکَ لَیسَ فیها غَیرُکَ،ولَم یَکُن لَها سِواکَ؟! حارَت فی مَلَکوتِکَ عَمیقاتُ مَذاهِبِ التَّفکیرِ،وحَسَرَ عَن إدراکِکَ بَصَرُ البَصیرِ،وتَواضَعَتِ المُلوکُ لِهَیبَتِکَ،وعَنَتِ الوُجوهُ بِذُلِّ الاِستِکانَةِ لِعِزَّتِکَ،وَانقادَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِکَ،وَاستَسلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدرَتِکَ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِسُلطانِکَ (1)،فَضَلَّ هُنالِکَ التَّدبیرُ فی تَصاریفِ الصِّفاتِ لَکَ،فَمَن تَفَکَّرَ فی ذلِکَ رَجَعَ طَرفُهُ إلَیهِ حَسیراً،وعَقلُهُ مَبهوتاً مَبهوراً،وفِکرُهُ مُتَحَیِّراً.

اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ حَمداً مُتَواتِراً مُتَوالِیاً مُتَّسِقاً مُستَوسِقاً (2)،یَدومُ ولا یَبیدُ،غَیرَ مَفقودٍ فِی المَلَکوتِ،ولا مَطموسٍ فِی العالَمِ،ولا مُنتَقَصٍ فِی العِرفانِ،فَلَکَ الحَمدُ حَمداً لا تُحصی مَکارِمُهُ،فِی اللَّیلِ إذا أدبَرَ،وفِی الصُّبحِ إذا أسفَرَ،وفِی البَرِّ وَالبَحرِ،بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،وَالعَشِیِّ وَالإِبکارِ،وَالظَّهیرَةِ وَالأَسحارِ.

اللّهُمَّ بِتَوفیقِکَ أحضَرتَنِی النَّجاةَ،وجَعَلتَنی مِنکَ فی وِلایَةِ العِصمَةِ،لَم تُکَلِّفنی فَوقَ طاقَتی إذ لَم تَرضَ مِنّی إلّابِطاعَتی،فَلَیسَ شُکری-وإن دَأَبتُ مِنهُ فِی المَقالِ،وبالَغتُ مِنهُ فِی الفِعالِ-بِبالِغٍ أداءَ حَقِّکَ،ولا مُکافٍ فَضلَکَ؛لِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،لَم

ص:595


1- .فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«بسلطانک»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«مستوثقاً»،والتصویب من بحار الأنوار. یقال:استوسقت الإبل:أی اجتمعت.وأَوسَقَت النخلةُ:کثر حملها.والاِتِّساق:الانتظام (انظر:الصحاح:ج 4 ص 1566« [3]وسق»).

تَغِب عَنکَ غائِبَةٌ ولا تَخفی عَلَیکَ خافِیَةٌ،ولا تَضِلُّ لَکَ فی ظُلَمِ الخَفِیّاتِ ضالَّةٌ،إنَّما أمرُکَ إذا أرَدتَ شَیئاً أن تَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ مِثلَ ما حَمِدتَ بِهِ نَفسَکَ وحَمِدَکَ بِهِ الحامِدونَ،ومَجَّدَکَ بِهِ المُمَجِّدونَ،وکَبَّرَکَ بِهِ المُکَبِّرونَ،وعَظَّمَکَ بِهِ المُعَظِّمونَ،حَتّی یَکونَ لَکَ مِنّی وَحدی فی کُلِّ طَرفَةِ عَینٍ وأَقَلَّ مِن ذلِکَ مِثلُ حَمدِ جَمیعِ الحامِدینَ وتَوحیدِ أصنافِ المُوَحِّدینَ المُخلَصینَ،وتَقدیسِ أحِبّائِکَ العارِفینَ،وثَناءِ جَمیعِ المُهَلِّلینَ،ومِثلُ ما أنتَ عارِفٌ بِهِ ومَحمودٌ بِهِ مِن جَمیعِ خَلقِکَ مِنَ الحَیَوانِ وَالجَمادِ،وأَرغَبُ إلَیکَ اللّهُمَّ فی شُکرِ ما أنطَقتَنی مِن حَمدِکَ،فَما أیسَرَ ما کَلَّفتَنی مِن ذلِکَ،وأَعظَمَ ما وَعَدتَنی عَلی شُکرِکَ، ابتَدَأتَنی بِالنِّعَمِ فَضلاً وطَولاً،وأَمَرتَنی بِالشُّکرِ حَقّاً وعَدلاً،ووَعَدتَنی عَلَیهِ أضعافاً ومَزیداً،وأَعطَیتَنی مِن رِزقِکَ اعتِباراً وَامتِحاناً وسَأَلتَنی مِنهُ قَرضاً یَسیراً صَغیراً، ووَعَدتَنی عَلَیهِ أضعافاً ومَزیداً وعَطاءً کَثیراً،وعافَیتَنی مِن جَهدِ البَلاءِ،ولَم تُسَلِّمنی لِلسّوءِ مِن بَلائِکَ،ومَنَحتَنِی العافِیَةَ،وأَولَیتَنی بِالبَسطَةِ وَالرَّخاءِ،وضاعَفتَ لِیَ الفَضلَ، مَعَ ما وَعَدتَنی بِهِ مِنَ المَحَلَّةِ الشَّریفَةِ،وبَشَّرتَنی بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفیعَةِ المَنیعَةِ، وَاصطَفَیتَنی بِأَعظَمِ النَّبِیّینَ دَعوَةً وأَفضَلِهِم شَفاعَةً؛مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.

اللّهُمَّ اغفِر لی ما لا یَسَعُهُ إلّامَغفِرَتُکَ،ولا یَمحَقُهُ إلّاعَفوُکَ،وهَب لی فی یَومی هذا وساعَتی هذِهِ یَقیناً یُهَوِّنُ عَلَیَّ مُصیباتِ الدُّنیا وأَحزانَها،ویُشَوِّقُنی إلَیکَ ویُرَغِّبُنی فیما عِندَکَ،وَاکتُب لِیَ المَغفِرَةَ،وبَلِّغنِی الکَرامَةَ،وَارزُقنی شُکرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،فَإِنَّکَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ البَدیءُ البَدیعُ السَّمیعُ العَلیمُ،الَّذی لَیسَ لِأَمرِکَ مَدفَعٌ،ولا عَن قَضائِکَ مُمتَنَعٌ،وأَشهَدُ أنَّکَ رَبّی ورَبُّ کُلِّ شَیءٍ،فاطِرُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ العَلِیُّ الکَبیرُ المُتَعالِ.

ص:596

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ وَالعَزیمَةَ فِی الرُّشدِ،وإلهامَ الشُّکرِ عَلی نِعمَتِکَ وأَعوذُ بِکَ مِن جَورِ کُلِّ جائِرٍ،وبَغیِ کُلِّ باغٍ،وحَسَدِ کُلِّ حاسِدٍ.

اللّهُمَّ بِکَ أصولُ عَلَی الأَعداءِ،وإیّاکَ أرجو وِلایَةَ الأَحِبّاءِ،ومَعَ ما لا أستَطیعُ إحصاءَهُ مِن فَوائِدِ فَضلِکَ وأَصنافِ رِفدِکَ وأَنواعِ رِزقِکَ،فَإِنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الفاشی فِی الخَلقِ حَمدُکَ،الباسِطُ بِالجودِ یَدُکَ،لا تُضادُّ فی حُکمِکَ،ولا تُنازَعُ فی سُلطانِکَ ومُلکِکَ،ولا تُراجَعُ فی أمرِکَ،تَملِکُ مِنَ الأَنامِ ما شِئتَ ولا یَملِکونَ إلّاما تُریدُ.

اللّهُمَّ أنتَ المُنعِمُ المُفضِلُ القادِرُ القاهِرُ،المُقَدَّسُ فی نورِ القُدسِ،تَرَدَّیتَ بِالعِزَّةِ وَالمَجدِ.وتَعَظَّمتَ بِالقُدرَةِ وَالکِبرِیاءِ،وغَشَّیتَ النّورَ بِالبَهاءِ،وجَلَّلتَ البَهاءَ بِالمَهابَةِ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ العَظیمُ،وَالمَنُّ القَدیمُ،وَالسُّلطانُ الشّامِخُ،وَالحَولُ الواسِعُ،وَالقُدرَةُ المُقتَدِرَةُ،وَالحَمدُ المُتَتابِعُ الَّذی لا یَنفَدُ بِالشُّکرِ،سَرمَداً ولا یَنقَضی أبَداً،إذ جَعَلتَنی مِن أفاضِلِ بَنی آدَمَ،وجَعَلتَنی سَمیعاً بَصیراً صَحیحاً سَوِیّاً مُعافیً،لَم تَشغَلنی بِنُقصانٍ فی بَدَنی،ولا بِآفَةٍ فی جَوارِحی،ولا عاهَةٍ فی نَفسی ولا فی عَقلی،ولَم یَمنَعکَ کَرامَتُکَ إیّایَ وحُسنُ صُنعِکَ عِندی وفَضلُ نَعمائِکَ عَلَیَّ إذ وَسَّعتَ عَلَیَّ فِی الدُّنیا وفَضَّلتَنی عَلی کَثیرٍ مِن أهلِها تَفضیلاً،وجَعَلتَنی سَمیعاً أعی ما کَلَّفتَنی،بَصیراً أری قُدرَتَکَ فیما ظَهَرَ لی، وَاستَرعَیتَنی وَاستَودَعتَنی قَلباً یَشهَدُ بِعَظَمَتِکَ ولِساناً ناطِقاً بِتَوحیدِکَ،فَإِنّی لِفَضلِکَ عَلَیَّ حامِدٌ،ولِتَوفیقِکَ إیّایَ بِحَمدِکَ شاکِرٌ،وبِحَقِّکَ شاهِدٌ،وإلَیکَ فی مُلِمّی ومُهِمّی ضارِعٌ، لِأَنَّکَ حَیٌّ قَبلَ کُلِّ حَیٍّ،وحَیٌّ بَعدَ کُلِّ مَیِّتٍ،وحَیٌّ تَرِثُ الأَرضَ ومَن عَلَیها وأَنتَ خَیرُ الوارِثینَ.

اللّهُمَّ لَم تَقطَع عَنّی خَیرَکَ فی کُلِّ وَقتٍ،ولَم تُنزِل بی عُقوباتِ النِّقَمِ (1)،ولَم تُغَیِّر ما بی

ص:597


1- .فی المصدر:«النعم»بدل«النقم»،وما أثبتتاه من بحار الأنوار.

مِنَ النِّعَمِ،ولا أخلَیتَنی مِن وَثیقِ العِصَمِ،فَلَو لَم أذکُر مِن إحسانِکَ إلَیَّ وإنعامِکَ عَلَیَّ إلّا عَفوَکَ عَنّی،وَالاِستِجابَةَ لِدُعائی حینَ رَفَعتُ رَأسی بِتَحمیدِکَ،لا فی تَقدیرِکَ جَزیلَ حَظّی حینَ وَفَّرتَهُ انتَقَصَ مُلکُکَ،ولا فی قِسمَةِ الأَرزاقِ حینَ قَتَّرتَ عَلَیَّ تَوَفَّرَ مُلکُکَ.

اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وعَدَدَ ما أدرَکَتهُ قُدرَتُکَ،وعَدَدَ ما وَسِعَتهُ رَحمَتُکَ،وأَضعافَ ذلِکَ کُلِّهِ،حَمداً واصِلاً مُتَواتِراً مُتَوازیاً لِآلائِکَ وأَسمائِکَ.

اللّهُمَّ فَتَمِّم إحسانَکَ إلَیَّ فیما بَقِیَ مِن عُمُری کَما أحسَنتَ [إلَیَّ] (1)فیما مِنهُ مَضی،فَإِنّی أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِتَوحیدِکَ وتَهلیلِکَ وتَحمیدِکَ وتَمجیدِکَ وتَکبیرِکَ وتَعظیمِکَ،[وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَهُ مِن ذلِکَ فَلا یَخرُجُ مِنکَ إلّاإلَیکَ] (2)،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الرّوحِ المَکنونِ الحَیِّ الحَیِّ الحَیِّ،وبِهِ وبِهِ وبِهِ،وبِکَ [وبِکَ وبِکَ] (3)ألّا تَحرِمَنی رِفدَکَ وفَوائِدَ کَرامَتِکَ،ولا تُوَلِّنی غَیرَکَ (4)،ولا تُسلِمنی إلی عَدُوّی،ولا تَکِلنی إلی نَفسی،وأَحسِن إلَیَّ أتَمَّ الإِحسانِ عاجِلاً وآجِلاً،وحَسِّن فِی العاجِلَةِ عَمَلی،وبَلِّغنی فیها أمَلی،وفِی الآجِلَةِ وَالخَیرَ فی مُنقَلَبی؛فَإِنَّهُ لا تُفقِرُکَ کَثرَةُ ما یَندَفِقُ بِهِ فَضلُکَ وسَیبُ العَطایا مِن مَنِّکَ،ولا یَنقُصُ جودَکَ تَقصیرِی فی شُکرِ نِعمَتِکَ،ولا تُجِمُّ (5)خَزائِنَ نِعمَتِکَ النِّعَمُ،ولا یَنقُصُ عَظیمَ مَواهِبِکَ مِن سَعَتِکَ الإِعطاءُ،ولا یُؤَثِّرُ فی جودِکَ العَظیمِ الفاضِلِ الجَلیلِ مِنَحُکَ، ولا تَخافُ ضَیمَ إملاقٍ (6)فَتُکدِیَ (7)،ولا یَلحَقُکَ خَوفُ عُدمٍ فَیَنقُصَ فَیضُ مُلکِکَ وفَضلِکَ.

اللّهُمَّ ارزُقنی قَلباً خاشِعاً،ویَقیناً صادِقاً،وبِالحَقِّ صادِعاً،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا

ص:598


1- .مابین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
2- مابین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
4- فی الطبعة المعتمدة للمصدر:«غیرک بک»،وحذفنا کلمة«بک»طبقاً لبحارالأنوار إذا هو الأصوب.
5- جَمَّ المالُ وغیره:إذا کَثر.والجَمّ:الکثیر (الصحاح:ج 5 ص 1889«جمم»).
6- أملقَ إملاقاً:افتَقَرَ واحتاجَ (المصباح المنیر:ص 579«ملق»).
7- کدی:مرّ بیان معناها.

تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تَهتِک عَنّی سِترَکَ،ولا تُوَلِّنی غَیرَکَ،ولا تُقَنِّطنی مِن رَحمَتِکَ،بَل تَغَمَّدنی بِفَوائِدِکَ،ولا تَمنَعنی جَمیلَ عَوائِدِکَ،وکُن لی فی کُلِّ وَحشَةٍ أنیساً وفی کُلِّ جَزَعٍ حِصناً،ومِن کُلِّ هَلَکَةٍ غِیاثاً،ونَجِّنی مِن کُلِّ بَلاءٍ،وَاعصِمنی مِن کُلِّ زَلَلٍ وخَطاءٍ،وتَمِّم لی فَوائِدَکَ،وقِنی وَعیدَکَ،وَاصرِف عَنّی ألیمَ عَذابِکَ وتَدمیرَ تَنکیلِکَ،وشَرِّفنی بِحِفظِ کِتابِکَ،وأَصلِح لی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی وأَهلی ووُلدی،ووَسِّع رِزقی وأدِرَّهُ عَلَیَّ،وأَقبِل عَلَیَّ ولا تُعرِض عَنّی.

اللّهُمَّ ارفَعنی ولا تَضَعنی،وَارحَمنی ولا تُعَذِّبنی،وَانصُرنی ولا تَخذُلنی،وآثِرنی ولا تُؤثِر عَلَیَّ،وَاجعَل لی مِن أمری یُسراً وفَرَجاً،وعَجِّل إجابَتی،وَاستَنقِذنی مِمّا قَد نَزَلَ بی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،وأَنتَ الجَوادُ الکَریمُ. (1)

2/39الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام

2465.الکافی عن معاویة بن عمّار: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام ابتِداءً مِنهُ:یا مُعاوِیَةُ أما عَلِمتَ أنَّ رَجُلاً أتی أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ فَشَکَا الإِبطاءَ عَلَیهِ فِی الجَوابِ فی دُعائِهِ، فَقالَ لَهُ:أینَ أنتَ عَنِ الدُّعاءِ السَّریعِ الإِجابَةِ؟فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:ما هُوَ؟قالَ:قُل:

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ،الأَجَلِّ الأَکرَمِ،المَخزونِ المَکنونِ،النّورِ الحَقِّ البُرهانِ المُبینِ،الَّذی هُوَ نورٌ مَعَ نورٍ،ونورٌ مِن نورٍ،ونورٌ فی نورٍ،ونورٌ عَلی نورٍ،ونورٌ فَوقَ کُلِّ نورٍ،ونورٌ یُضیءُ بِهِ کُلُّ ظُلمَةٍ ویُکسَرُ بِهِ کُلُّ شِدَّةٍ وکُلُّ شَیطانٍ مَریدٍ وکُلُّ جَبّارٍ عَنیدٍ،لا تَقِرُّ بِهِ أرضٌ ولا تَقومُ بِهِ سَماءٌ،ویَأمَنُ بِهِ کُلُّ خائِفٍ،ویَبطُلُ بِهِ

ص:599


1- .مهج الدعوات:ص 126، [1]بحار الأنوار:ج 95 ص 259 ح 33. [2] قال العلامة المجلسی قدس سره:أقول:ولنا سند آخر عال جدّاً لهذا الدعاء ولا یخلو من غرابة فإنّی أرویه عن والدی عن بعض الصالحین عن مولانا القائم علیه السلام بلا واسطة وشرح ذلک أن...(بحار الأنوار:ج 95 ص 266).

سِحرُ کُلِّ ساحِرٍ،وبَغیُ کُلِّ باغٍ،وحَسَدُ کُلِّ حاسِدٍ،ویَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحرُ، ویَستَقِلُّ بِهِ الفَلَکُ حینَ یَتَکَلَّمُ بِهِ المَلَکُ فَلا یَکونُ لِلمَوجِ عَلَیهِ سَبیلٌ،وهُوَ اسمُکَ الأَعظَمُ الأَعظَمُ الأَجَلُّ الأَجَلُّ،النّورُ الأَکبَرُ الَّذی سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ وَاستَوَیتَ بِهِ عَلی عَرشِکَ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،أسأَ لُکَ بِکَ وبِهِم أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا. (1)

2466.المجتنی: دُعاءٌ رَواهُ اللَّیثُ بنُ سَعدٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام،استُجیبَ لَهُ فِی الحالِ وهُوَ:سَریعِ الإِجابَةِ:

یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحمنُ یا رَحمنُ یا رَحمنُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحیمُ یا رَحیمُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا أرحَمَ الرّاحِمینَ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ- ثُمَّ سَأَلَ حاجَتَهُ فَحَضَرَت فِی الحالِ. (2)

3/39الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام

2467.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ سَریعُ الإِجابَةِ مَروِیٌّ عَنِ الکاظِمِ علیه السلام:

اللّهُمَّ إنّی أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ وهُوَ التَّوحیدُ،ولَم أعصِکَ فی أبغَضِ الأَشیاءِ إلَیکَ وهُوَ الکُفرُ،فَاغفِر لی ما بَینَهُما،یا مَن إلَیهِ مَفَرّی،آمِنّی مِمّا فَزِعتُ مِنهُ إلَیکَ.

اللّهُمَّ اغفِر لِیَ الکَثیرَ مِن مَعاصیکَ،وَاقبَل مِنِّی الیَسیرَ مِن طاعَتِکَ،یا عُدَّتی دونَ العُدَدِ،ویا رَجائی وَالمُعتَمَدُ،ویا کَهفی وَالسَّنَدُ،ویا واحِدُ یا أحَدُ،یا «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اَللّهُ الصَّمَدُ * لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ * وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ» ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مَنِ اصطَفَیتَهُم مِن خَلقِکَ،ولَم تَجعَل فی خَلقِکَ مِثلَهُم أحَداً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَفعَلَ بی ما

ص:600


1- .الکافی:ج 2 ص 582 ح 17.
2- المجتنی:ص 64.

أنتَ أهلُهُ.

اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِالوَحدانِیَّةِ الکُبری،وبِالمُحَمَّدِیَّةِ البَیضاءِ،وَالعَلَوِیَّةِ العُلیا،وبِجَمیعِ مَا احتَجَجتَ بِهِ عَلی عِبادِکَ،وبِالاِسمِ الَّذی حَجَبتَهُ عَن خَلقِکَ فَلَم یَخرُج مِنکَ إلّاإلَیکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،إنَّکَ تَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَیرِ حِسابٍ. (1)

راجع:ص 350 ح 2121 و ج1 ص 426 ح 575.

ص:601


1- .المصباح للکفعمی:ص 387.

ص:602

الفَصلُ الأربعون: الدَّعَواتُ المَأثورَةُ بِصورَةِ الشِّعرِ

1/40 الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المَؤمِنينَ عليه السلام

2468. الإمام عليّ عليه السلام - فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

لَكَ الحَمدُ يا ذَا الجودِ وَالمَجدِ وَالعُلىٰ *** تَبارَكتَ تُعطي مَن تَشاءُ وتَمنَعُ

إلٰهي وخَلّاقي وحِرزي ومَوئِلي *** إلَيكَ لَدَى الإِعسارِ وَاليُسرِ أفزَعُ

إلٰهي لَئِن جَلَّت وجَمَّت خَطيئَتي *** فَعَفوُكَ عَن ذَنبي أجَلُّ وأَوسَعُ

إلٰهي لَئِن أعطَيتُ نَفسِيَ سُؤلَها *** فَها أنَا في رَوضِ النَّدامَةِ أرتَعُ

إلٰهي تَرىٰ حالي وفَقري وفاقَتي *** وأَنتَ مُناجاتِي الخَفِيَّةَ تَسمَعُ

إلٰهي فَلا تَقطَع رَجائي ولا تُزِغ *** فُؤادي فَلي في سَيبِ جودِكَ مَطمَعُ

إلٰهي أجِرني مِن عَذابِكَ إنَّني *** أسيرٌ ذَليلٌ خائِفٌ لَكَ أخضَعُ

إلٰهي فَآنِسني بِتَلقينِ حُجَّتي *** إذا كانَ لي فِي القَبرِ مَثوىً ومَضجَعُ

إلٰهي لَئِن عَذَّبتَني ألفَ حِجَّةٍ *** فَحَبلُ رَجائي مِنكَ لا يَتَقَطَّعُ

إلٰهي أذِقني طَعمَ عَفوِكَ يَومَ لا *** بَنونَ ولا مالٌ هُنالِكَ يَنفَعُ

إلٰهي لَئِن لَم تَرعَني كُنتُ ضائِعاً *** وإن كُنتَ تَرعاني فَلَستُ اُضَيَّعُ

ص: 603

إلٰهي إذا لَم تَعفُ عَن غَيرِ مُحسِنٍ *** فَمَن لِمُسيءٍ بِالهَوىٰ يَتَمَتَّعُ

إلٰهي لَئِن فَرَّطتُ في طَلَبِ التُّقىٰ *** فَها أنَا إثرَ العَفوِ أقفو وأَتبَعُ

إلٰهي ذُنوبي بَزَّتِ (1) الطَّودَ(2) وَاعتَلَتْ *** وصَفحُكَ عَن ذَنبي أجَلُّ وأَرفَعُ

إلٰهي لَئِن أخطَأتُ جَهلاً فَطالَما *** رَجَوتُكَ حَتّىٰ قيلَ ما هُوَ يَجزَعُ

إلٰهي يُنَحّي ذِكرُ طَولِكَ لَوعَتي *** وذِكرُ الخَطايَا العَينَ مِنّي يُدَمِّعُ

إلٰهي أقِلني عَثرَتي وَامحُ حَوبَتي *** فَإِنّي مُقِرٌّ خائِفٌ مُتَضَرِّعُ

إلٰهي أنِلني مِنكَ رَوحاً ورَحمَةً *** فَلَستُ سِوىٰ أبوابِ فَضلِكَ أقرَعُ

إلٰهي لَئِن أقصَيتَني أو أهَنْتَني *** فَما حيلَتي يا رَبِّ أم كَيفَ أصنَعُ

إلٰهي لَئِن خَيَّبتَني أو طَرَدتَني *** فَمَن ذَا الَّذي أرجو ومَن ذا اُشَفِّعُ (3)

إلٰهي حَليفُ الحُبِّ بِاللَّيلِ ساهِرٌ *** يُناجي ويَدعو وَالمُغَفَّلُ يَهجَعُ

إلٰهي وهٰذَا الخَلقُ ما بَينَ نائِمٍ *** ومُنتَبِهٍ في لَيلِهِ يَتَضَرَّعُ (4)

وكُلُّهُمُ يَرجو نَوالَكَ راجِياً *** بِرَحمَتِكَ العُظمىٰ وفِي الخُلدِ يَطمَعُ

إلٰهي يُمَنّيني رَجائي سَلامَةً *** وقُبحُ خَطيئاتي عَلَيَّ يُشَنَّعُ

إلٰهي فَإِن تَعفو فَعَفوُكَ مُنقِذي *** وإلّا فَبِالذَّنبِ المُدَمِّرِ اُصرَعُ

إلٰهي بِحَقِّ الهاشِمِيِّ وآلِهِ *** وحُرمَةِ أبرارٍ هُمُ لَكَ خُشَّعُ

إلٰهي فَأَنشِرني عَلىٰ دينِ أحمَدٍ *** مُنيباً تَقِيّاً قانِتاً لَكَ أخضَعُ

ولا تَحرِمَنّي يا إلٰهي وسَيِّدي *** شَفاعَتَهُ الكُبرىٰ فَذاكَ المُشَفَّعُ

ص: 604


1- . بَزَّه يبزّه بَزّاً: غلبه وغصبه (لسان العرب: ج 5 ص 312 «بزز»). وفي طبعات اُخرى للمصدر: «بَذَّت»، وبذَّ: أي سَبَقَ وغَلَبَ (النهاية: ج 1 ص 110 «بذذ»).
2- . الطَّودُ: الجبل العظيم (الصحاح: ج 2 ص 502 «طود»).
3- . جاء هذا العجز في الطبعة المعتمدة عجزاً للبيت المتقدّم، والصحيح ما أثبتناه كما في الطبعات الاُخرى.
4- . ليس هذا البيت في المصدر، ولكنّ السياق يقتضيه، وأثبتناه من طبعة ترجمة مصطفى زماني.

وصَلِّ عَلَيهِ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌ *** وناجاكَ أخيارٌ بِبابِكَ رُكَّعُ (1)

2469. عنه عليه السلام - فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

إلٰهي أنتَ ذو فَضلٍ ومَنِّ *** وإنّي ذو خَطايا فَاعفُ عَنّي

وظَنّي فيكَ يا رَبّي جَميلٌ *** فَحَقِّق يا إلٰهي حُسنَ ظَنّي(2)

2470. عنه عليه السلام - فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

أيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ *** بِعَفوِكَ مِن عِقابِكَ أستَجيرُ

أنَا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنبٍ *** وأَنتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفورُ

فَإِن عَذَّبتَني فَالذَّنبُ مِنّي *** وإن تَغفِر فَأَنتَ بِهِ جَديرُ(3)

2471. عنه عليه السلام - فِي الدَّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُّنوبِ *** نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَّحيبِ

أضَرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَّيالي *** فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضيبِ

وغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ *** لِما يَلقاهُ مِن طولِ الكُروبِ

يُنادي بِالتَّضَرُّعِ يا إلٰهي *** أقِلني عَثرَتي وَاستُر عُيوبي

فَزِعتُ إلَى الخَلائِقِ مُستَغيثاً *** ولَم أرَ فِي الخَلائِقِ مِن مُجيبِ

وأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي *** وتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي

ودائِيَ باطِنٌ ولَدَيكَ طِبٌّ *** ومَن لي مِثلُ طِبِّكَ يا طَبيبي(4)

2472. عنه عليه السلام - فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

إلٰهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

ص: 605


1- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 346 الرقم 272.
2- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 582 الرقم 440.
3- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 308 الرقم 231.
4- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 84 الرقم 42.

وما لي حيلَةٌ إلّارَجائي *** بِعَفوِكَ إن عَفَوتَ وحُسنُ ظَنّي

فَكَم مِن زَلَّةٍ لي فِي الخَطايا *** عَضَضتُ أناملي وقَرَعتُ سِنّي

يَظُنُّ النّاسُ بي خَيراً وإنّي *** لَشَرُّ النّاسِ إن لَم تَعفُ عَنّي

وبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ *** كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي

اُجَنُّ بِزَهوَةِ الدُّنيا جُنوناً *** ويَفنَى العُمرُ مِنها بِالتَّمَنّي

فَلَو أنّي صَدَقتُ الزُّهدَ فيها *** قَلَبتُ لِأَهلِها ظَهرَ المِجَنِّ (1)

2473. عنه عليه السلام - فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:

ذُنوبيَ إن فَكَّرتُ فيها كَثيرَةٌ *** ورَحمَةُ رَبّي مِن ذنوبي أوسَعُ

فَما طَمَعي في صالِحٍ قَد عَمِلتُهُ *** ولٰكِنَّني في رَحمَةِ اللّٰهِ أطمَعُ

فَإِن يَكُ غُفرانٌ فَذاكَ بِرَحمَةٍ *** وإن تَكُنِ الاُخرىٰ فَما كُنتُ أصنَعُ؟!

مَليكي ومَعبودي ورَبّي وحافِظي *** وإنّي لَهُ عَبدٌ اُقِرُّ وأَخضَعُ (2)

راجع: ج 1 ص 273 ح 347.

2/40 الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَن الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام

2474. المناقب لابن شهرآشوب عن الأصمعي: كُنتُ أطوفُ حَولَ الكَعبَةِ لَيلَةً فَإِذا شابٌّ ظَريفُ الشَّمائِلِ ، وعَلَيهِ ذُؤابَتانِ وهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَستارِ الكَعبَةِ ، ويَقولُ :

نامَتِ العُيونُ ، وعَلَتِ النُّجومُ ، وأَنتَ المَلِكُ الحَيُّ القَيّومُ ، غَلَّقَتِ المُلوكُ أبوابَها، وأَقامَت عَلَيها حُرّاسَها، وبابُكُ مَفتوحٌ لِلسّائِلينَ ، جِئتُكَ لِتَنظُرَ إلَيَّ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .

ص: 606


1- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 584 الرقم 441.
2- . الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام: ص 344 الرقم 270، بحار الأنوار: ج 34 ص 423 ح 53.

ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضطَرِّ فِي الظُّلَمِ *** يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوىٰ مَعَ السَّقَمِ

قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ قاطِبَةً *** وأَنتَ وَحدَكَ يا قَيُّومُ لَم تَنَمِ

أدعوكَ رَبِّ دُعاءً قَد أمَرتَ بِهِ *** فَارحَم بُكائي بِحَقِّ البَيتِ وَالحَرَمِ

إن كانَ عَفوُكَ لا يَرجوهُ ذو سَرَفٍ *** فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ بِالنِّعَمِ؟!

قالَ : فَاقتَفَيتُهُ فَإِذا هُوَ زَينُ العابِدينَ عليه السلام.(1)

2475. روضة الواعظين: قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام:

مَليكٌ عَزيزٌ لا يُرَدُّ قَضاؤُهُ *** عَليمٌ حَكيمٌ نافِذُ الأَمرِ قاهِرُ

عَنا(2) كُلُّ ذي عِزٍّ لِعِزَّةِ وَجهِهِ *** فَكُلُّ عَزيزٍ لِلمُهَيمِنِ صاغِرُ

لَقَد خَشَعَت وَاستَسلَمَت وتَصَغَّرَت(3) *** لِعِزَّةِ ذِي العَرشِ المُلوكُ الجَبابِرُ

وفي دونِ ما عايَنتَ مِن فَجَعاتِها *** إلىٰ رَفضِها داعٍ وبِالزُّهدِ آمِرُ

وجِدَّ فَلا تَغفُل فَعَيشُكَ زائِلٌ *** وأَنتَ إلىٰ دارِ المَنِيَّةِ صائِرُ

ولا تَطلُبِ الدُّنيا فَإِنَّ طِلابَها *** وإن نِلتَ مِنها غِبُّها لَكَ ضائِرُ(4)

راجع: ج 1 ص 223 ح 279 و ص 274 ح 348.

ص: 607


1- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 150، بحار الأنوار: ج 99 ص 197 ح 11.
2- . عَنا: قعد، خَضَعَ وذلّ (المصباح المنير: ص 434 «عنا»).
3- . في بحار الأنوار: «تَضاءَلَت» بدل «تصغّرت».
4- . روضة الواعظين: ص 496، بحار الأنوار: ج 78 ص 159 ح 19.

ص: 608

فهرس الآيات الكريمة

الفاتحة

الآية الرقم المجلد/الصفحة

«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَٰلَمِينَ » 2 436/3

«الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ » 3 436/3

«مَٰلِكِ يَوْمِ الدِّينِ » 4 436/3

«إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » 5 436/3

«اهْدِنَا الصِّرَ ٰطَ الْمُسْتَقِيمَ » 6 176/1، 394

«صِرَ ٰطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَاالضَّالِّينَ » 7 176/1، 394

البقرة

«الم» 1 166/3

«ذَ ٰلِكَ الْكِتَٰبُ لَارَيْبَ فِيهِ » 2 166/3

«فَتَلَقَّىٰ ءَ ادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ » 37 15/1، 16، 20

«وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوٰةِ » 45 519/1

«لا تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيًْا وَ لَايُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ » 48 215/1

«وَ إِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَ ٰهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ » 124 26/1

«وَ إِذْ قَالَ إِبْرَ ٰهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا ءَ امِنًا» 126 26/1

«رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » 127 174/1

«وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَ ٰهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْمَٰعِيلُ » 127 26/1

«رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ » 128 26/1

«رَبَّنَا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَ ايَٰتِكَ » 129 26/1

«فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » 137 107/1، 418، 439؛ 357/2، 435

ص: 609

«فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ » 152 264/1

«إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَ ٰجِعُونَ » 156 456/3، 458، 473

«الَّذِينَ إِذَا أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ » 156 184/1؛ 457/3

«إِنَّ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ » 158 284/3، 285

«ذَ ٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ » 178 434/2

«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ » 183 167/3

«الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَ انُ هُدًى لِّلنَّاسِ » 185 14/3

«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَ انُ » 185 126/3، 150، 161، 167

«فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ » 185 167/3

«وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ » 185 177/3

«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ » 186 162/1، 499، 566

«فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ » 186 314/1، 512

«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ » 186 199/2؛ 101/3

«ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ » 199 348/1؛ 316/3

«فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَٰسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ » 200 171/1

«ءَ اتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْآخِرَةِ حَسَنَةً » 201 532/3

«رَبَّنَا ءَ اتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْأَخِرَةِ حَسَنَةً » 201 60/1، 171، 172؛ 471/2؛ 273/3، 274

«أُوْلَاٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ » 202 171/1

«وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ » 222 377/1

«مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ » 245 145/3

«فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَ الُ مُوسَىٰ » 248 20/2

«رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا» 250 175/1

«وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا» 250 167/1؛ 569/3

«فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ » 251 569/3

«اللَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ » 255 248/3

«وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ » 255 328/2

«لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ » 255 441/1؛ 407/2

«وَإِذْ قَالَ إِبْرَ ٰهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَىٰ » 260 26/1

«مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ ٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ » 261 145/3

«غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» 285 235/3

ص: 610

«ءَ امَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ » 285 331/1

«رَبَّنَا لَاتُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا» 286 79/2، 179، 268، 293

«لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ » 286 332/1

آل عمران

«لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَىْ ءٌ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاءِ » 5 326/2

«هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ » 6 327/2

«ءَ امَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُواْ الْأَلْبَٰبِ » 7 336/3

«رَبَّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» 8 174/1، 176، 394؛ 182/2، 293؛ 336/3

«رَبَّنَا إِنَّنَا ءَ امَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» 16 331/1

«الصَّٰبِرِينَ وَالصَّٰدِقِينَ وَالْقَٰنِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ » 17 348/1

«وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» 17 313/2

«شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَاٰئِكَةُ » 18 248/3، 353، 444، 451

«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَٰمُ » 19 353/3

«تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ » 26 351/2

«قُلِ اللَّهُمَّ مَٰلِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ » 26 59/1، 159، 563؛ 82/2؛ 248/3

«تُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ » 27 59/1؛ 82/2، 351؛ 248/3

«يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا» 30 214/1

«إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ ٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى» 35 166/1، 315

«فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ » 36 166/1، 315

«فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا» 37 166/1

«رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ » 38 379/1

«هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ » 38 49/1، 377

«فَنَادَتْهُ الْمَلَاٰئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ » 39 49/1

«قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَٰمٌ وَقَدْ بَلَغَنِىَ الْكِبَرُ» 40 50/1

«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَ ايَةً قَالَ ءَ ايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ » 41 50/1

«قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ» 47 166/1

«فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ » 52 167/1

ص: 611

«رَبَّنَا ءَ امَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ » 53 167/1، 176

«فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ » 61 245/3، 259

«فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ » 61 261/3، 567

«أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا» 96 384/3

«فِيهِ ءَ ايَٰتٌ بَيِّنَٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَ ٰهِيمَ » 97 384/3

«وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» 97 167/3

«وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَ امِنًا» 97 287/3، 288

«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوْظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ » 135 349/1

«وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّ قَٰتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ» 146 569/3

«رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا» 147 175/1

«وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا» 147 569/3

«فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ» 159 349/1

«إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلَٰفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ» 190 168/1؛ 44/2، 51، 235، 280، 283، 284، 286، 287، 301، 399

«رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلاً سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» 191 168/1، 177؛ 285/2

«رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ » 192 168/1، 177

«فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ» 193 268/2

«رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَٰنِ » 193 168/1، 177؛ 236/3، 240

«إِنَّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ» 194 223/2، 277، 283، 285، 301، 400

«رَبَّنَا وَءَ اتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَٰمَةِ » 194 168/1، 177، 271؛ 268/2؛ 236/3، 240

«فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَاأُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٍ مِّنكُم» 195 168/1

النساء

«يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ » 28 435/2

«وَسَْلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ » 32 478/1

«أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » 59 244/3

«وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ » 64 212/1، 349

ص: 612

«وَمَا لَكُمْ لَاتُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ » 75 168/1؛ 569/3

«إِنَّ الصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَٰبًا مَّوْقُوتًا» 103 203/2

«وَمَن يَعْمَلْ سُوءً ا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ » 110 349/1

المائدة

«تَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَ ٰنِ » 2 448/3

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى» 3 242/3

«قَالُواْ يَٰمُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا» 24 39/1

«رَبِّ إِنِّى لَاأَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى» 25 445/3

«قَالَ رَبِّ إِنِّى لَاأَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى فَافْرُقْ بَيْنَنَا» 25 39/1

«قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى الْأَرْضِ » 26 39/1

«أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » 74 349/1

«رَبَّنَا ءَ امَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّٰهِدِينَ » 82 177/1

«قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً » 114 50/1

«قَالَ اللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ » 115 50/1

«إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ » 118 278/2

الأنعام

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضَ » 1 175/3، 258

«مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَٰبِ مِن شَىْ ءٍ » 38 166/3

«عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَايَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ» 59 399/1، 557؛ 328/2

«الَّذِى خَلَقَ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ » 73 408/2

«وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضَ » 79 166/2

«فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ » 98 244/3

«وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ » 100 235/2

«وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» 103 235/2

«وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّامُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِ » 115 292/1

«لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَ امَنَتْ مِن قَبْلُ » 158 379/3

«مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» 160 145/3

«قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَٰلَمِينَ » 162 59/1؛ 165/2

«لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَ ٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ » 163 165/2

ص: 613

الأعراف

«أَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ » 14 278/3

«قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا» 23 15/1، 331؛ 497/3

«وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأَْنْهَٰرُ» 43 394/1

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ » 43 133/2، 138، 183، 203؛ 217/3

«إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالأَْرْضَ » 54 44/2، 235؛ 454/3

«إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ » 56 235/2

«يُرْسِلُ الرِّيَٰحَ بُشْرَا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ » 57 327/2

«قَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَٰشُعَيْبُ » 88 38/1؛ 553/3

«رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ » 89 268/2؛ 431/3، 434، 436، 438، 443

«قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُم» 89 38/1؛ 553/3

«وَقَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا» 90 553/3

«فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَٰثِمِينَ » 91 554/3

«فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ » 117 21/2

«قَالُواْ ءَ امَنَّا بِرَبِّ الْعَٰلَمِينَ » 121 21/2

«رَبِّ مُوسَىٰ وَ هَٰرُونَ » 122 21/2

«قَالُواْ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ » 125 165/1

«رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ » 126 165/1، 175، 389

«وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى» 143 39/1

«قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَِخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ » 151 39/1

«أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَٰفِرِينَ » 155 331/1

«وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَٰتِنَا» 155 39/1

«وَاكْتُبْ لَنَا فِى هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْآخِرَةِ » 156 39/1، 171

«رَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ » 156 466/2؛ 31/3

«وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَ ادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ » 172 243/3

«وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا» 180 499/1

«هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ ٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا» 189 377/1

ص: 614

الأنفال

«إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُم» 9 569/3

«وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ » 10 569/3

«وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ » 11 434/2

«وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » 33 349/1

«الَْٰنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ » 66 434/2

التوبة

«وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا...» 72 381/1

«إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ » 80 378/1

«اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً » 80 349/1

«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ ٰلَهُم» 111 167/3

«وَمَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَ الَّذِينَ ءَ امَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ» 113 350/1

«وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ ٰهِيمَ لِأَبِيهِ » 114 350/1

«اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّٰدِقِينَ » 119 244/3

«يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَ امَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّٰدِقِينَ » 119 259/3

«لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ » 128 478/2

«حَسْبِىَ اللَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ » 129 416/1؛ 336/3

«فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ» 129 405/1، 408؛ 356/2

يونس

«الر تِلْكَ ءَ ايَٰتُ الْكِتَٰبِ الْحَكِيمِ » 1 166/3

«وَ إِذَا مَسَّ الْإِنسَٰنَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا» 12 363/1

«حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ » 24 159/1

«رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّٰلِمِينَ » 85 174/1

«وَ نَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَٰفِرِينَ » 86 174/1

«وَ قَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ ءَ اتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ » 88 39/1؛ 554/3

«قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا» 89 497/3

هود

«الر كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَ ايَٰتُهُ » 1 166/3

ص: 615

«وَ أَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم» 3 350/1

«أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ ءَ امَنَ » 36 552/3

«وَ قَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَ مُرْسَاهَا» 41 19/2، 127، 139، 140

«وَ نَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى» 45 22/1

«قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَٰلِحٍ » 46 22/1

«قَالَ رَبِّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسَْلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ » 47 22/1

«اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ » 52 350/1

«تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَ رَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ » 56 388/2

«إِنَّ رَبِّى عَلَىٰ صِرَ ٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ » 56 408/1

«هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ » 61 350/1

«وَ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ» 90 350/1

يوسف

«الر تِلْكَ ءَ ايَٰتُ الْكِتَٰبِ الْمُبِينِ » 1 166/3

«وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ » 21 435/2

«وَ اسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِِينَ » 29 350/1

«قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ » 33 32/1

«فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » 34 32/1

«إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ » 53 422/2

«وَ فَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ » 76 201/2

«إِنَّمَا أَشْكُواْ بَثِّى وَ حُزْنِى إِلَى اللَّهِ » 86 31/1

«قَالَ إِنَّمَا أَشْكُواْ بَثِّى وَ حُزْنِى إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ » 86 29/1، 485

«أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَاتَعْلَمُونَ » 96 31/1

«فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا» 96 30/1

«يَٰأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَٰطِِينَ » 97 30/1، 31، 351

«سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » 98 30/1، 31، 351

«وَ قَدْ أَحْسَنَ بِى إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ » 100 34/1

«رَبِّ قَدْ ءَ اتَيْتَنِى مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ » 101 32/1، 177، 389

الرعد

«يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ » 8 327/2

ص: 616

«عَٰلِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَٰدَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ » 9 327/2

«سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ » 10 327/2

«وَ يُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ » 12 327/2

«وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلَاٰئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ » 13 327/2

«لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَايَسْتَجِيبُونَ لَهُم» 14 343/2

«وَ ظِلَٰلُهُم بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ » 15 343/2، 344

«يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ و يُثْبِتُ و عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ » 39 451/2، 466؛ 31/3

إبراهيم

«الر كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ » 1 166/3

«لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ » 7 145/3

«وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لَاتُحْصُوهَا» 34 241/1؛ 299/3

«وَ إِذْ قَالَ إِبْرَ ٰهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ ءَ امِنًا» 35 26/1

«رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى» 36 26/1

«رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ » 37 26/1

«رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَ مَا نُعْلِنُ » 38 26/1

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَ إِسْحَٰقَ » 39 26/1

«رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوٰةِ وَ مِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَاءِ » 40 26/1؛ 527/3

«رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَ لِوَ ٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ » 41 26/1؛ 527/3، 530

الحجر

«وَ مَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ » 56 139/1، 515

«وَ لَقَدْ ءَ اتَيْنَٰكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَ انَ الْعَظِيمَ » 87 165/3

النحل

«الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ » 32 421/2

«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَٰنِ » 90 470/2

«أُوْلَاٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ » 108 441/1

«يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَٰدِلُ عَن نَّفْسِهَا» 111 215/1

الإسراء

«سُبْحَٰنَ الَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » 1 189/3

ص: 617

«وَ ءَ اتَيْنَا مُوسَى الْكِتَٰبَ وَ جَعَلْنَٰهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَ ٰ ءِيلَ » 2 24/1

«إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا» 3 24/1، 245؛ 375/2

«وَ يَدْعُ الْإِنسَٰنُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ» 11 363/1

«رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا» 24 530/3

«وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ » 24 527/3

«وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَ انَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ » 45 442/1

«وَ جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَ فِى ءَ اذَانِهِمْ » 46 442/1

«قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ» 56 373/1؛ 134/3

«وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ ٰلِ وَ الْأَوْلَٰدِ» 64 110/2

«يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَٰمِهِمْ » 71 139/1، 515

«وَ مِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ » 79 276/2

«رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ » 80 30/2، 146

«وَ قُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ » 80 59/1؛ 428/3

«وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَٰطِلُ إِنَّ الْبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا» 81 59/1

«وَكَانَ الْإِنسَٰنُ قَتُورًا» 100 475/1

«قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ» 110 566/1

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ » 111 84/2، 388

«وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ » 111 438/1

الكهف

«إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبَّنَا ءَ اتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً » 10 166/1، 394

«رَبَّنَا ءَ اتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا» 10 176/1

«إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضِ » 14 185/1

«وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوٰةِ وَ الْعَشِىِّ » 28 343/2

«وَ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ » 55 351/1

«وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بَِايَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا» 57 441/1

«نُفِخَ فِى الصُّورِ» 99 516/1

«قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ » 110 297/2

مريم

«كهيعص» 1 50/1

ص: 618

«ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا» 2 50/1

«إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا» 3 50/1

«قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا» 4 50/1؛ 497/3

«وَ إِنِّى خِفْتُ الْمَوَ ٰلِىَ مِن وَرَاءِى وَ كَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا» 5 50/1

«يَرِثُنِى وَ يَرِثُ مِنْ ءَ الِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا» 6 50/1

«يَٰزَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ » 7 50/1

«قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَٰمٌ وَ كَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا» 8 50/1

«قَالَ كَذَ ٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ » 9 50/1

«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَ ايَةً قَالَ ءَ ايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ » 10 50/1

«فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ » 11 50/1

«وَ حَنَانًا مِّن لَّدُنَّا» 13 549/1

«سَلَٰمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا» 47 351/1

«وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ » 48 25/1

طه

«طٰه» 1 276/2، 278؛ 166/3

«مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَ انَ لِتَشْقَىٰ » 2 276/2، 278؛ 166/3

«خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّمَٰوَ ٰتِ الْعُلَى» 4 409/2

«الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ » 5 81/1؛ 409/2

«لَهُ مَا فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا» 6 81/1؛ 409/2

«وَ إِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى» 7 409/2

«اللَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ » 8 409/2

«اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ » 24 39/1

«قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى» 25 39/1

«وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى» 26 39/1

«وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى» 27 39/1

«يَفْقَهُواْ قَوْلِى» 28 39/1

«وَ اجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى» 29 39/1

«هَٰرُونَ أَخِى» 30 39/1

«اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى» 31 39/1

«وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى» 32 39/1

ص: 619

«كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا» 33 40/1

«وَ نَذْكُرَكَ كَثِيرًا» 34 40/1

«إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا» 35 40/1

«قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَٰمُوسَىٰ » 36 40/1

«اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ » 43 40/1

«فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ » 44 40/1

«قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ » 45 40/1

«قَالَ لَاتَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَىٰ » 46 40/1

«لَا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَىٰ » 46 439/1

«فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَ ٰ ءِيلَ » 47 40/1

«إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَ تَوَلَّىٰ » 48 40/1

«لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ » 68 41/1

«وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا» 108 556/3

«وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ » 111 556/3

«فَتَعَٰلَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَ لَاتَعْجَلْ بِالْقُرْءَ انِ » 114 58/1

«وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا» 130 344/2

الأنبياء

«لَا يُسَْلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسَْلُونَ » 23 114/1

«وَ لَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَ هُم مِّنْ خَشْيَتِهِ » 28 224/1

«يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰ إِبْرَ ٰهِيمَ » 69 27/1، 29، 440، 539؛ 190/3

«وَ أَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَٰهُمُ الْأَخْسَرِينَ » 70 440/1

«إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَٰسِقِينَ » 74 380/2

«وَ نُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ » 76 552/3

«وَ نَصَرْنَٰهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِايَٰتِنَا» 77 552/3

«وَ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ» 83 48/1، 358

«مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَ أَنتَ أَرْحَمُ الرَّ ٰحِمِينَ » 83 497/3

«أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَ أَنتَ أَرْحَمُ الرَّ ٰحِمِينَ » 83 49/1؛ 458/2

«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَ ءَ اتَيْنَٰهُ أَهْلَهُ » 84 48/1، 358

«وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ » 87 43/1، 379، 485، 557

ص: 620

«إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ » 87 458/2

«أَن لَّاإِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّٰلِمِينَ » 87 44/1، 486، 508؛ 497/3، 571

«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَٰهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ ٰلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ » 88 44/1، 485، 508، 557

«وَ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَاتَذَرْنِى فَرْدًا» 89 50/1، 377

«رَبِّ لَاتَذَرْنِى فَرْدًا وَ أَنتَ خَيْرُ الْوَ ٰرِثِينَ » 89 378/1، 379، 380؛ 426/3

«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ وَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَ أَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ » 90 50/1، 377

«يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَ رَهَبًا وَ كَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ » 90 498/3

«هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَٰلِدُونَ » 102 288/1

«لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَاٰئِكَةُ » 103 288/1

«وَ إِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَ مَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ » 111 59/1؛ 564/3

«قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ » 112 59/1

الحجّ

«تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا» 2 214/1

«أَنَّ السَّاعَةَ ءَ اتِيَةٌ لَّارَيْبَ فِيهَا» 7 183/2، 224

«وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ» 27 167/3

«لِّيَشْهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ » 28 167/3

«وَ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ » 65 34/2، 35، 398

المؤمنون

«الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ » 11 16/3

«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ » 23 551/3

«فَقَالَ الْمَلَؤُاْ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ» 24 551/3

«إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ » 25 551/3

«قَالَ رَبِّ انصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ » 26 23/1؛ 551/3

«فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَ وَحْيِنَا» 27 23/1

«فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَ مَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ » 28 23/1

«أَنزِلْنِى مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ » 29 150/2

«رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلًا مُّبَارَكًا» 29 149/2

ص: 621

«وَ قُل رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ » 29 23/1؛ 148/2

«إِنَّ فِى ذَ ٰلِكَ لَآيَٰتٍ وَ إِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ » 30 23/1

«إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا» 37 551/3

«إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا» 38 551/3

«قَالَ رَبِّ انصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ » 39 25/1، 59؛ 551/3

«قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَٰدِمِينَ » 40 25/1، 59؛ 551/3

«فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَٰهُمْ غُثَاءً » 41 25/1؛ 551/3

«وَ الَّذِينَيُؤْتُونَ مَا ءَ اتَواْ وَّ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » 60 16/3

«يُسَٰرِعُونَ فِى الْخَيْرَ ٰتِ وَ هُمْ لَهَا سَٰبِقُونَ » 61 17/3

«فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ » 76 212/1، 347؛ 491/2

«قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّى مَا يُوعَدُونَ » 93 59/1

«رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِى فِى الْقَوْمِ الظَّٰلِمِينَ » 94 59/1

«وَ قُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَ ٰتِ الشَّيَٰطِينِ » 97 59/1، 315

«وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ » 98 59/1، 315

«فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ » 101 224/1

«فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ٰزِينُهُ فَأُوْلَاٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » 102 224/1

«وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَ ٰزِينُهُ فَأُوْلَاٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ » 103 224/1

«اخْسَُواْ فِيهَا وَ لَاتُكَلِّمُونِ » 108 556/3

«قَالَ اخْسَُواْ فِيهَا وَ لَاتُكَلِّمُونِ » 108 440/1

«رَبَّنَا ءَ امَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ أَنتَ خَيْرُ الرَّ ٰحِمِينَ » 109 331/1

«وَ قُل رَّبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنتَ خَيْرُ الرَّ ٰحِمِينَ » 118 59/1

النور

«يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُم» 24 215/1

«يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ » 25 215/1

«اللَّهُ نُورُ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوٰةٍ » 35 563/1

«نُورُ السَّمَٰوَ ٰتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوٰةٍ » 35 408/2

«فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ » 62 351/1

الفرقان

«يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى اتَّخَذْتُ ...» 27 216/1

ص: 622

«وَقَالَ الرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُواْ هَٰذَا الْقُرْءَ انَ مَهْجُورًا» 30 59/1

«إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» 44 114/1

«وَ أَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا» 48 434/2

«لِّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَ نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَٰمًا» 49 434/2

«مَا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ » 57 384/3

«وَ إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمًا» 63 184/1

«وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَ قِيَٰمًا» 64 184/1

«وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ » 65 184/1، 389

«رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا» 65 177/1؛ 268/2، 293

«إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقَامًا» 66 184/1، 389؛ 268/2

«رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ ٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ » 74 174/1، 184؛ 293/2

الشعراء

«وَ إِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّٰلِمِينَ » 10 40/1

«قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ » 11 40/1

«قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ » 12 40/1

«وَ يَضِيقُ صَدْرِى وَ لَايَنطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَٰرُونَ » 13 40/1

«وَ لَهُمْ عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ » 14 40/1

«قَالَ أَصْحَٰبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ » 61 427/3

«أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ» 63 43/1

«فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ » 63 43/1

«الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ » 78 74/2

«وَ الَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ » 79 74/2

«وَ إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ » 80 74/2

«وَ الَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ » 81 74/2

«وَ الَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيَتِى يَوْمَ الدِّينِ » 82 74/2

«رَبِّ هَبْ لِى حُكْمًا وَ أَلْحِقْنِى بِالصَّٰلِحِينَ » 83 26/1، 177، 389؛ 74/2

«وَ اجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الْآخِرِينَ » 84 26/1، 177، 389؛ 75/2

«وَ اجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ » 85 26/1، 389؛ 75/2

«وَ اغْفِرْ لِأَبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ » 86 26/1؛ 75/2

ص: 623

«وَلَا تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ » 87 26/1

«يَوْمَ لَايَنفَعُ مَالٌ وَ لَابَنُونَ » 88 26/1، 215

«إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » 89 27/1، 215

«وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ » 90 27/1

«وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ » 91 27/1

«وَ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ » 92 27/1

«فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ » 100 261/3

«وَ لَاصَدِيقٍ حَمِيمٍ » 101 261/3

«قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ » 117 23/1؛ 551/3

«فَافْتَحْ بَيْنِى وَ بَيْنَهُمْ فَتْحًا وَ نَجِّنِى وَ مَن مَّعِىَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » 118 23/1؛ 551/3

«فَأَنجَيْنَٰهُ وَ مَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ » 119 23/1؛ 551/3

«ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ » 120 23/1؛ 551/3

«رَبِّ نَجِّنِى وَ أَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ » 169 29/1

«فَنَجَّيْنَٰهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ » 170 29/1

«إِلَّا عَجُوزًا فِى الْغَٰبِرِينَ » 171 29/1

النمل

«وَ لَقَدْ ءَ اتَيْنَا دَاوُودَ وَ سُلَيْمَٰنَ عِلْمًا وَ قَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ » 15 45/1

«وَحُشِرَ لِسُلَيْمَٰنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنسِ وَ الطَّيْرِ» 17 48/1

«حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْاْ عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰأَيُّهَا النَّمْلُ » 18 48/1

«فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ » 19 48/1

«رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَٰنَ » 44 166/1

«يَٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ » 46 351/1

«أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ » 62 485/1

القصص

«قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ » 16 40/1

«قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ » 17 40/1

«وَ جَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰ » 20 40/1

«فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّٰلِمِينَ » 21 40/1

«قَالَ رَبِّ نَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّٰلِمِينَ » 21 403/1

ص: 624

«وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّى أَن يَهْدِيَنِى» 22 40/1؛ 142/2

«وَ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ » 23 40/1

«فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنزَلْتَ إِلَىَّ » 24 40/1

«فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ » 25 40/1

«قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَٰأَبَتِ اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ » 26 40/1

«قَالَ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَىَّ هَٰتَيْنِ » 27 40/1

«قَالَ ذَ ٰلِكَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ » 28 41/1

«وَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ » 28 142/2

«فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَ سَارَ بِأَهْلِهِ » 29 41/1

«فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِىَ مِن شَٰطِىِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَٰرَكَةِ » 30 41/1

«وَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَ اهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا» 31 41/1

«اسْلُكْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ » 32 41/1

«قَالَ رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ » 33 41/1

«وَ أَخِى هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءً ا» 34 41/1

«قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَٰنًا» 35 41/1، 439

العنكبوت

«وَ لُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَٰحِشَةَ » 28 553/3

«أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ » 29 29/1؛ 553/3

«قَالَ رَبِّ انصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ » 30 29/1؛ 553/3

الروم

«فَسُبْحَٰنَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ » 17 542/1؛ 343/2، 361، 362، 381

«وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ » 18 542/1؛ 343/2، 344، 361، 362، 381

«يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ » 19 542/1؛ 343/2، 361، 381

«لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ » 27 287/1

«ظَهَرَ الفَسٰادُ في البَرِّ وَ البَحرِ بِمٰا كَسَبَت أيدِي النّٰاسِ » 41 378/3

ص: 625

لقمان

«لا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لَامَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيًْا» 33 216/1

«إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ » 34 145/2

السجدة

«تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا» 16 273/2، 278، 305

«فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ » 17 273/2، 305

«أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّايَسْتَوُنَ » 18 440/2

الأحزاب

«إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ » 10 407/1؛ 425/3

«هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا» 11 425/3

«لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » 21 283/2

«هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ » 22 475/3

«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » 33 259/3، 384

«يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَ امَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» 41 264/1

«اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» 41 189/2

«وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» 42 264/1

«إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ » 56 210/2، 222، 478؛ 465/3

سبأ

«يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا» 2 328/2

«لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ لَافِى الْأَرْضِ » 3 327/2

«مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ » 47 384/3

فاطر

«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضَ أَن تَزُولَا» 41 34/2، 357

«وَ لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا» 45 99/1

ص: 626

يس

«يس» 1 166/3

«وَ الْقُرْءَ انِ الْحَكِيمِ » 2 166/3

«وَ جَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا» 9 440/1؛ 371/2

«لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَٰفِرِينَ » 70 451/3

الصافّات

«وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسُْولُونَ » 24 243/3

«وَ لَقَدْ نَادٰنَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ » 75 566/1؛ 492/2

«وَ قَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّى سَيَهْدِينِ » 99 377/1

«رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّٰلِحِينَ » 100 27/1، 377

«فَبَشَّرْنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٍ » 101 27/1، 377

«سُبْحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ » 180 542/1؛ 47/2، 381

«وَ سَلَٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ » 181 542/1؛ 47/2، 381

«وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَٰلَمِينَ » 182 542/1؛ 47/2، 381

ص

«ص وَ الْقُرْءَ انِ ذِى الذِّكْرِ» 1 166/3

«وَ ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رَاكِعًا» 24 351/1

«وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَٰنَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا» 34 48/1

«قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّايَنبَغِى لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِى» 35 48/1

«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَٰنُ » 41 49/1

«ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلُ بَارِدٌ وَ شَرَابٌ » 42 49/1؛ 434/2

«وَ وَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا» 43 49/1

الزمر

«وَ إِذَا مَسَّ الْإِنسَٰنَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ » 8 363/1

«الَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ » 42 398/2

«قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ عَٰلِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَٰدَةِ » 46 59/1

«لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا» 53 162/1

ص: 627

«يَٰعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » 53 139/1، 162، 212، 227، 499، 515، 566؛ 199/2، 304؛ 227/3

«وَ أَنِيبُواْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ » 54 304/2

«وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَٰمَةِ » 67 70/1

«وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ » 67 139/2، 140

«مَن فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ مَن فِى الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ » 68 214/1

«وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَ وُضِعَ الْكِتَٰبُ وَ جِاْىءَ بِالنَّبِيِّينَ » 69 214/1

غافر

«الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ » 7 165/1، 351

«لِلَّذِينَ تَابُواْ وَ اتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ » 7 467/3، 468

«رَبَّنَا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّٰتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ وَ مَن صَلَحَ مِنْ ءَ ابَائِهِمْ » 8 165/1

«وَ قِهِمُ السَّيَِّاتِ وَ مَن تَقِ السَّيَِّاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ » 9 165/1

«يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَ مَا لِلظَّٰلِمِينَ » 18 215/1

«وَ أُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرُ بِالْعِبَادِ» 44 468/1

«يَوْمَ لَايَنفَعُ الظَّٰلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ » 52 216/1، 291

«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ » 55 352/1

«ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى» 60 5/1، 136، 139، 162، 203، 314، 499، 512، 515؛ 199/2، 215، 244، 492؛ 145/3

فصلت

«حم» 1 414/2

«تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ » 2 414/2

«فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ » 6 352/1

«ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ » 11 21/2

«لَّا يَأْتِيهِ الْبَٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَامِنْ خَلْفِهِ » 42 439/1

ص: 628

الشورى

«حم» 1 414/2

«عسق» 2 414/2

«كَذَ ٰلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ » 3 414/2

«وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ » 5 352/1

«لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ » 12 409/2

«قُل لَّاأَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَىٰ » 23 258/3، 384

«إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَٰنَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا» 48 363/1

الزخرف

«وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَٰبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ » 4 241/3

«وَ الَّذِى خَلَقَ الْأَزْوَ ٰجَ كُلَّهَا وَ جَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ » 12 133/2

«سُبْحَٰنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ » 13 20/2، 127، 133، 134، 135، 136، 137، 138؛ 189/3، 434، 436

«وَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ » 14 20/2، 127، 133، 134، 135، 136، 138؛ 189/3، 434، 436

«فَلَمَّا ءَ اسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ » 55 159/1

«إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ » 59 241/3

الدخان

«فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » 4 436/2

«فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ » 22 41/1

«فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ » 23 41/1

«وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ » 24 41/1

«يَوْمَ لَايُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيًْا وَ لَاهُمْ يُنصَرُونَ » 41 114/1

الجاثية

«أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ » 23 441/1؛ 575/3

«هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ » 29 166/3

ص: 629

الأحقاف

«كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إِلَّا سَاعَةً » 35 534/1

محمّد

«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَاإِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ » 19 352/1

«وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّٰبِرِينَ » 31 167/3

الفتح

«سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَ ٰلُنَا» 11 352/1

ق

«ق وَ الْقُرْءَ انِ الْمَجِيدِ» 1 166/3

«لَا تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ» 28 345/1

الذاريات

«كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ » 17 348/1؛ 318/2

«وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » 18 348/1؛ 313/2، 318

«وَ فِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ » 22 475/1، 476

«إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ » 23 426/1

«فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ » 23 475/1، 476

الطور

«وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ » 48 45/2، 276، 277

«وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَٰرَ النُّجُومِ » 49 276/2، 277

النجم

«لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَُٰواْ بِمَا عَمِلُواْ وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ» 31 114/1؛ 373/2

«وَ إِبْرَ ٰهِيمَ الَّذِى وَفَّىٰ » 37 375/2

«أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ » 50 560/3، 563

«وَ ثَمُودَاْ فَمَا أَبْقَىٰ » 51 560/3، 563

«وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغَىٰ » 52 560/3، 563

ص: 630

«وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ » 53 560/3، 563

«فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ » 54 560/3، 563

القمر

«كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا» 9 24/1؛ 551/3

«فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ» 10 24/1؛ 551/3

«فَفَتَحْنَا أَبْوَ ٰبَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ» 11 24/1

«وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ» 12 24/1

«وَ حَمَلْنَٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَ ٰحٍ وَ دُسُرٍ» 13 24/1

«تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ» 14 24/1

الرحمن

«يَسَْلُهُ مَن فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ » 29 228/2

«يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَٰهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَ ٰصِى وَ الْأَقْدَامِ » 41 216/1

الواقعة

«أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ » 63 36/2

«ءَ أَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّ ٰرِعُونَ » 64 36/2

«فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ النُّجُومِ » 75 542/3

المجادلة

«يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَٰوَ ٰتِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ » 7 327/2

«إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَٰنِ » 10 50/2

الحشر

«وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَاٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » 9 276/3

«اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا» 10 184/2

«رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَٰنِ » 10 331/1

«وَ لِإِخْوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَٰنِ وَ لَاتَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا» 10 314/1

«يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَٰنِ » 10 546/3

«لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْءَ انَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَٰشِعًا» 21 526/1؛ 235/2؛ 248/3

ص: 631

«هُوَ اللَّهُ الَّذِى لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَٰلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَٰدَةِ » 22 248/3

«هُوَ اللَّهُ الَّذِى لَاإِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ » 23 248/3

«هُوَ اللَّهُ الْخَٰلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ » 24 248/3

الممتحنة

«حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَ ٰهِيمَ لِأَبِيهِ » 4 27/1، 352

«رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» 4 268/2

«رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَ اغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا» 5 27/1، 174؛ 268/2

«وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ » 12 352/1

الصفّ

«صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ » 4 382/3

«كَأَنَّهُم بُنْيَٰنٌ مَّرْصُوصٌ » 4 252/2، 355

المنافقون

«وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ » 5 353/1

«سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ » 6 353/1

التحريم

«رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَ اغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» 8 176/1

«تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا» 8 207/1؛ 144/3

«وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ ءَ امَنُواْ امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ » 11 165/1

«رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ » 11 403/1؛ 189/3

المُلك

«الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَ ٰتٍ طِبَاقًا» 3 408/2

القلم

«بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَٰوَمُونَ » 30 345/1

الحاقة

«خُذُوهُ فَغُلُّوهُ » 30 521/3

ص: 632

«ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ » 31 521/3

المعارج

«يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذِ بِبَنِيهِ » 11 216/1

«وَ صَٰحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ » 12 216/1

«وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِى تُْوِيهِ » 13 216/1

«وَ مَن فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ » 14 216/1

«كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ » 15 216/1

«نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ » 16 216/1

«إِنَّ الْإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا» 19 363/1

«إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا» 20 363/1

«وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» 21 363/1

نوح

«قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَ نَهَارًا» 5 23/1

«فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءِى إِلَّا فِرَارًا» 6 23/1

«وَ إِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أَصَٰبِعَهُمْ » 7 23/1

«ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا» 8 23/1

«ثُمَّ إِنِّى أَعْلَنتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا» 9 23/1

«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» 10 23/1، 353، 378، 455، 466؛ 492/2

«يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا» 11 23/1، 378، 455

«وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ ٰلٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ » 12 23/1، 378، 379، 455

«مَّا لَكُمْ لَاتَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا» 13 23/1

«وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا» 14 23/1

«أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَ ٰتٍ طِبَاقًا» 15 23/1

«وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا» 16 23/1

«وَ اللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا» 17 23/1

«ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا» 18 23/1

«وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا» 19 23/1

«لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجًا» 20 23/1

ص: 633

«قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِى وَ اتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ » 21 23/1؛ 552/3

«وَ مَكَرُواْ مَكْرًا كُبَّارًا» 22 23/1؛ 552/3

«وَ قَالُواْ لَاتَذَرُنَّ ءَ الِهَتَكُمْ وَ لَاتَذَرُنَّ وَدًّا وَ لَاسُوَاعًا» 23 23/1؛ 552/3، 553

«وَ قَدْ أَضَلُّواْ كَثِيرًا وَ لَاتَزِدِ الظَّٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلاً» 24 23/1؛ 552/3

«مِّمَّا خَطِيَٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا فَلَمْ يَجِدُواْ» 25 23/1؛ 552/3

«وَ قَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَٰفِرِينَ دَيَّارًا» 26 23/1؛ 552/3

«إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَ لَايَلِدُواْ إِلَّا فَاجِرًا» 27 23/1؛ 552/3

«وَ لِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ » 28 184/2

«رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَ لِوَ ٰلِدَىَّ وَ لِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا» 28 23/1، 331؛ 527/3، 530، 552

المزّمل

«يَٰأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ » 1 276/2

«قُمِ الَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً» 2 276/2، 277

«نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً» 3 276/2

«أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْءَ انَ تَرْتِيلاً» 4 276/2

«إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ » 20 276/2

«وَ مَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ » 20 353/1

القيامة

«وَ قِيلَ مَنْ رَاقٍ » 27 413/3

الإنسان

«وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» 26 276/2، 277

النبأ

«يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَٰلِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ » 38 214/1

النازعات

«فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ » 14 539/1

«كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلَّا عَشِيَّةً » 46 534/1

ص: 634

عبس

«يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ » 34 215/1، 216

«وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ » 35 215/1، 216

«وَ صَٰحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ » 36 215/1، 216

«لِكُلِّ امْرِىٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ » 37 215/1، 216

الانفطار

«يَوْمَ لَاتَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيًْا وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ » 19 216/1

الطلاق

«وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا» 2 473/1

«وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِ » 3 473/1؛ 31/2؛ 5/3

«وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ » 12 408/2

الفجر

«فَأَمَّا الْإِنسَٰنُ إِذَا مَا ابْتَلَاٰهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ » 15 363/1

«وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ » 16 363/1

الانشراح

«إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» 6 473/1

«فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ » 7 186/2

«وَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب» 8 186/2

العلق

«إِنَّ الْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰ » 6 363/1

«أَن رَّءَ اهُ اسْتَغْنَىٰ » 7 363/1

القدر

«إِنَّا أَنزَلْنَٰهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» 1 417/1؛ 138/3

«لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» 3 161/3

«تَنَزَّلُ الْمَلَاٰئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم» 4 14/3، 161

ص: 635

«سَلَٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ» 5 161/3

العاديات

«بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ» 9 516/1

القارعة

«يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ » 4 214/1

«وَ تَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ » 5 214/1

التكاثر

«ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » 8 243/3

الكافرون

«قُلْ يَٰأَيُّهَا الْكَٰفِرُونَ » 1 367/3

النصر

«إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » 1 62/1

«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا» 3 353/1

الإخلاص

«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» 1 120/2، 126، 200، 386، 489؛ 138/3، 156، 364، 366، 367، 443، 600

«اللَّهُ الصَّمَدُ» 2 600/3

«لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ» 3 206/2؛ 600/3

«وَ لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُ» 4 206/2؛ 600/3

الفلق

«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ » 1 60/1، 315؛ 206/2، 355

«مِن شَرِّ مَا خَلَقَ » 2 60/1، 315؛ 206/2

ص: 636

«وَ مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ » 3 60/1، 315

«وَ مِن شَرِّ النَّفَّٰثَٰتِ فِى الْعُقَدِ» 4 60/1، 315

«وَ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» 5 60/1، 315

الناس

«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ » 1 60/1، 315؛ 355/2

«مَلِكِ النَّاسِ » 2 60/1، 315

«إِلَٰهِ النَّاسِ » 3 60/1، 315

«مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ » 4 60/1، 315

«الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ » 5 60/1، 315

«مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ » 6 60/1، 315

ص: 637

ص: 638

فهرس المنابع والمآخذ

1. القرآن الكريم

2. الاحتجاج على أهل اللجاج، أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ (ت 520 ق)، تحقيق: محمدباقر الخرسان، النجف: النعمان، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

3. إحياء العلوم (إحياء علوم الدين)، أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي (ت 505 ق)، قم: دار الهادي، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

4. الأخبار الطوال، أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينَوَري (أبو حنيفة) (ت 282 ق)، تحقيق: عبد المنعم عامر، جمال الدين الشيال، قم: الشريف الرضي، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

5. أخبار مكّة، أبو الوليد محمّد بن عبد اللّٰه بن أحمد الأزرقي (ت بعد 223 ق)، تحقيق: رشدي الصالح ملحس، قم: منشورات الشريف الرضي، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

6. أخبار مكّة في قديم الدهر وحديثه، محمّد بن إسحاق الفاكهي (ت ق 3 ق)، تحقيق: عبد الملك بن عبد اللّٰه بن دهيش، بيروت: دار خضر، الطبعة الثانيّة، 1414 ق.

7. الإختصاص، المنسوب إلى أبو عبداللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ (الشيخ المفيد) (ت 413 ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاريّ ، قم: مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، الطبعة الرابعة، 1414 ق.

8. الأدب المفرد. أبو عبد اللّٰه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ق)، تحقيق: محمّد بن عبد القادر عطا، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافيّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

9. الأذكار النوويه (الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار صلى الله عليه و آله)، أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووى (ت 676 ق)، بيروت: دار الهجرة، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

10. الأربعون حديثاً، أبو عبد اللّٰه محمّد بن مكّي العاملي الجزيني (الشهيد الأوّل) (ت 786 ق)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، 1407 ق.

11. الإرشاد في معرفة حجج اللّٰه على العباد، أبو عبداللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ (الشيخ المفيد) (ت 413 ق)، قم: المؤتمر العالمي لالفية الشيخ المفيد، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

12. إرشاد القلوب، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلميّ (ت 711 ق)، بيروت: مؤسّسة الأعلميّ ، الطبعة الرابعة، 1398 ق.

13. اُسد الغابة في معرفة الصحابة، أبو الحسن عزّالدين عليّ بن محمّد الشيبانيّ (ابن الأثير الجزريّ ). (ت 630 ق)، تحقيق: علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبدالموجود، بيروت: دارالكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

ص: 639

14. الأسماء والصفات، أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي (ت 458 ق)، تحقيق: عبد اللّٰه بن محمّد الراشدي، جدّة: مكتبة السوادي، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

15. الإصابة في تمييز الصحابة، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن الحجر العسقلانيّ (ت 852 ق)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوّض، بيروت: دارالكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

16. الاُصول الستّة عشر، نخبة من رواة القرن الثاني ق، تحقيق: ضياء الدين المحمودي وآخرون، قم:

دارالشبستري، الطبعة الثانيّة، 1405 ق، دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1381 ش.

17. أعلام الدين في صفات المؤمنين، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلميّ (ت 711 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث، قم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الثانيّة، 1414 ق.

18. إعلام الورى بأعلام الهدى، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت 548 ق)، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام الطبعة الاُولىٰ ، 1417 ق، علي أكبر الغفّاريّ ، بيروت: دارالمعرفة، الطبعة الاُولىٰ ، 1399 ق.

19. الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة، أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلّيّ (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: جواد القيّوميّ ، قم: مكتب الإعلام الإسلاميّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

20. الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي الحسني (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

21. أمتاع الأسماء،

22. الأمالي للصدوق، أبو جعفر محمّد بن على ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: مؤسسّة البعثة، قم: مؤسسّة البعثة، الطبعة الاُولىٰ ، 1417 ق.

23. الأمالي للطوسي، أبوجعفر محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق)، تحقيق: مؤسسّة البعثة، قم: دار الثقافة، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

24. الأمالي للمفيد، أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 ق)، تحقيق:

حسين اُستاد ولي وعليّ أكبر الغفّاري، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1415 ق.

25. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام، للعلّامة محمّد باقر بن محمّد تقيّ المجلسيّ (ت 1110 ق)، دار إحياء التراث العربي، بيروت: مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانيّة، 1403 ق.

26. البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ق)، تحقيق: علي شيري، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

27. بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله لشيعة المرتضى، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبريّ (ت 525 ق)، تحقيق: جواد القيومي، مؤسسة النشر النجف: المطبعة الحيدريّة، الطبعة الثانيّة، 1383 ق.

28. بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليه و آله، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّيّ (ابن فرّوخ) (ت 290 ق)، طهران: منشورات الأعلمي، الطبعة الاُولىٰ ، 1362 ش.

29. بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ق)، تحقيق: سعد عبدالحميد محمّد السعدني، القاهرة: دار الطلائع.

ص: 640

30. البلد الأمين والدرع الحصين، تقي الدين إبراهيم بن زين الدين الكفعمي (ت 905 ق)، تحقيق علي أكبر الغفاري، طهران: مكتبة الصدوق.

31. البيان والتبيين، أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الليثي (الجاحظ) (ت 255 ق)، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، القاهرة: مكتبة الخانجي، الطبعة الخامسة، 1405 ق.

32. تاج العروس من جواهر القاموس، أبو فيض سيد محمّد مرتضى الحسينيّ الزبيديّ (ت 1205 ق)، تحقيق: علي شيريّ ، بيروت: دار إحياء التراث، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

33. تاريخ أصبهان. أبو نعيم أحمد بن عبداللّٰه الإصفهاني (ت 430 ق)، تحقيق: سيّد كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق.

34. تاريخ بغداد أو مدينة السلام، لأبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغداديّ (ت 463 ق)، المدينة المنورة: المكتبة السلفيّة.

35. تاريخ دمشق، أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّٰه المعروف بابن عساكر الدمشقي (ت 571 ق)، تحقيق: عليّ الشيري، بيروت: دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

36. التاريخ الصغير، أبو عبد اللّٰه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ق)، تحقيق: محمود إبراهيم زائد، بيروت:

دار المعرفة، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

37. تاريخ الطبري (تاريخ الاُمم والملوك)، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 ق)، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: دار المعارف، الطبعة الاُولىٰ ، 1968 م.

38. التاريخ الكبير، أبو عبد اللّٰه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ق)، تحقيق: المعلمي اليماني، بيروت:

دار الفكر، 1407 ق.

39. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة (كنز جامع الفوائد)، علي الغروي الحسيني الإستر آبادي (ت 940 ق)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عج)، قم: مدرسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

40. تحرير الوسيلة، روح اللّٰه الموسوى الخميني (معاصر)، قم: مؤسسة نشر إسماعيليان.

41. تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه و آله، لأبي محمّد الحسن بن عليّ الحرّانيّ المعروف بابن شعبة (ت 381 ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاريّ ، قم: مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الثانيّة، 1404 ق.

42. ترتيب كتاب العين، خليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ق)، تحقيق: محمّد حسن البكائي، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

43. تفسير ابن أبي حاتم، تفسير القرآن العظيم مسنداً عن الرسول، أبو محمّد عبد الرحمٰن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 ق)، تحقيق: أسعد محمّد الطيّب، مكّة: مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة الثانيّة، 1419 ق.

. تفسير الطبري \جامع البيان عن تأويل آي القرآن.

44. تفسير العيّاشيّ ، أبو النضر محمّدبن مسعود عياش السلميّ السمرقنديّ (العيّاشيّ ) (ت 320 ق)، تحقيق: السيّد هاشم الرسوليّ المحلّاتيّ ، طهران: المكتبة العلميّة الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1380 ق.

ص: 641

45. تفسير فرات الكوفي، فرات بن إبراهيم الكوفي (القرن الرابع)، تحقيق: محمّد كاظم المحمودي، طهران: وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق.

46. تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصرويّ الدمشقيّ (ت 774 ق)، تحقيق: يوسف عبدالرحمان المرعشلي، بيروت: دارالمعرفة، 1412 ق.

47. تفسير القرطبيّ الجامع لأحكام القرآن، ابو عبداللّٰه محمّد بن أحمد الأنصاريّ القرطبيّ (ت 671 ق)، تحقيق:

محمّد عبدالرحمن المرعشلي، بيروت: دار إحياء التراث العربيّ ، الطبعة الثانيّة، 1405 ق.

48. تفسير القمّيّ ، ابو الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ (ت 307 ق)، إعداد: السيّد الطيّب الموسويّ الجزائريّ ، قم: دارالكتاب للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، 1404 ق، 1386 ق.

49. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام، تحقيق: مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام، قم: مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

50. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، أبو الحسين ورّام بن أبي فراس الحمداني (ت 605 ق)، تحقيق:

علي أصغر الحامد، طهران: دارالكتب الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ .

51. تنبيه الغافلين، أبو الليث نصر بن محمّد السمرقندي (ت 373 ق)، تحقيق: يوسف علي بديوي، دمشق:

دار ابن كثير، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

52. التوحيد، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: هاشم الحسينيّ الطهرانيّ ، قم: مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1398 ق.

53. التوكّل على اللّٰه، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: عبداللّٰه بدران و زاهر أبو داود، بيروت: دار الخير، 1411 ق.

54. التهجّد و قيام الليل، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، القاهرة: مكتبة القرآن، الطبعة الاُولىٰ .

55. تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسيّ ) (ت 460 ق)، تحقيق:

سيد حسن الموسوي الخرسان، طهران: دارالكتب الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1401 ق.

56. الثاقب في المناقب، أبو جعفر محمّد بن عليّ الطوسيّ (ابن حمزة) (ت 560 ق)، تحقيق: نبيل رضا علوان، قم:

مؤسّسة أنصاريان، الطبعة الثانيّة، 1412 ق.

57. الثقات. أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي (ابن حبان) (ت 354 ق)، تحقيق: عبد المعيد، حيدر آباد، مجلس دائرة المعارف العثمانيّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1393 ق.

58. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاريّ ، قم: مكتبة الصدوق، 1391 ق.

59. جامع الأحاديث، أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ (ابن الرازيّ ) (القرن الرابع الهجري)، تحقيق: السيّد محمّد الحسينيّ النيسابوريّ ، مشهد: مؤسّسة الطبع والنشر التابعة للحضرة الرضويّة المقدّسة، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

ص: 642

60. جامع الأحاديث. جلال الدين عبدالرحمن السيوطي (ت 911 ق)، جمع وترتيب: عباس احمد صقر واحمد عبدالجواد، بيروت: دارالفكر، 1414 ق.

61. جامع الأخبار (أو معارج اليقين في اُصول الدين)، محمّد بن محمّد الشعيريّ السبزواريّ (ق 7 ق)، تحقيق: علاء آل جعفر، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

62. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 ق)، بيروت:

دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

63. الجامع الصغير في أحاديث البشير، جلال الدين عبد الرحمٰن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ق)، بيروت:

دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1401 ق.

64. الجعفريّات (الأشعثيّات)، أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفيّ (ق 4 ق)، طهران: مكتبة نينوى، طُبع ضمن قرب الإسناد.

65. جمال الاُسبوع بكمال العمل المشروع، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّيّ (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق:

جواد القيّوميّ ، قم: مؤسّسة الآفاق، الطبعة الاُولىٰ ، 1371 ش.

66. الجمل والنصرة لسيّد العترة في حرب البصرة، أبو عبداللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ (الشيخ المفيد) (ت 413 ق)، تحقيق: علي مير شريفي، قم: المؤتمر العالميّ لألفيّة الشيخ المفيد، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

67. جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، محمّد حسن النجفي الإصفهاني (ت 1266 ق)، تحقيق: حامد الخفّاف، بيروت: مؤسّسة المرتضى العالميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

68. جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام (المناقب لابن الدمشقي)، أبو البركات محمّد بن أحمد الباعوني الدمشقي (ت 871 ق)، تحقيق: محمّد باقر المحمودي، قم: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

69. الحلم، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: محمّد عبد القادر أحمد عطا، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية.

70. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد اللّٰه الأصبهاني (ت 430 ق)، بيروت، القاهرة:

دار الكتاب العربي، الطبعة الخامسة، 1407 ق.

71. الخرائج والجرائح، أبو الحسين سعيد بن هبة اللّٰه الراوندي (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق)، تحقيق:

مؤسّسة الإمام المهدي (عج)، قم: مؤسّسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

72. الخصال، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاريّ ، قم: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلميّة، بيروت: مكتبة الصدوق، الطبعة الاُولىٰ ، 1389 ق.

73. خصائص الأئمّة عليهم السلام (خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام)، أبو الحسن محمّد بن الحسين الطاهر (السيّد الشريف الرضي) (ت 406 ق)، تحقيق: محمّد هادي الأمينيّ ، مشهد: مجمع البحوث الإسلاميّة التابع للحضرة الرضويّة المقدّسة، سنة 1406 ق.

ص: 643

74. داعي الفلاح في أذكار المساء والصباح، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ق)، تحقيق: أحمد عبداللّٰه باجور، القاهرة: الدار المصريّة اللبنانيّة، 1414 ق.

75. دُرر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة، عبد اللّٰه بن محمد الصعدي (ت 646 ق)، تحقيق: يحيى عبدالكريم الفضيل، بيروت: موسّسة الأعلميّ ، الطبعة الثانيّة، 1402 ق.

76. الدرّ المنثور في التفسير المأثور، عبد الرحمٰن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ق)، تحقيق: دار الفكر، بيروت:

دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

77. الدروع الواقية، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّيّ (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

78. الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة، ابو عبداللّٰه محمّد بن مكيّ العاملي الجزيني (الشهيد الأوّل) (ت 786 ق)، تحقيق: داوود الصابري، مشهد: الحضرة الرضويّة المقدّسة، الطبعة الاُولىٰ ، 1365 ش.

79. دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم، القاضي محمّد بن سلامة القضاعي (ت 454 ق)، بيروت: دار الكتاب العربي، الطبعة الاُولىٰ ، 1401 ق.

80. دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام عن أهل بيت رسول اللّٰه عليه السلام، أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميميّ المغربيّ (ت 363 ق)، تحقيق: آصف بن علي أصغر فيضي، القاهرة: دارالمعارف، الطبعة الثانيّة، 1383 ق.

81. الدعاء، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ق)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت:

دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

82. الدعوات (سلوة الحزين)، أبو الحسين سعيد بن هبة اللّٰه الراوندي (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق)، تحقيق:

مدرسة الإمام المهدي (عج)، قم: مدرسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

83. دلائل الإمامة، أبو جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبريّ (ت 310 ق)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة مؤسسة البعثة، قم: مؤسّسة البعثة، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

84. دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ابوبكر بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ (ت 458 ق) تحقيق:

عبدالمعطي أمين قلعجي، بيروت: دار الكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1405 ق.

85. الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ ، تجميع: أبو الحسن محمّد بن الحسين الكيدري (ق 6 ق)، تحقيق: أبوالقاسم إمامي، طهران: اُسوة، الطبعة الثانيّة، 1375 ش.

86. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للعلّامة الشيخ آغا بزرگ الطهراني (ق 14 ق)، بيروت: دار الأضواء، الطبعة الثالثة، 1403 ق.

87. ذكرى الشيعة، أبو عبد اللّٰه محمّد بن مكّي العاملي الجزّيني (الشهيد الأوّل) (ت 786 ق)، قم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة الاُولىٰ ، 1419 ق.

88. ذمّ الدنيا، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: محمّد عبد القادر أحمد عطا، بيروت: مؤسّسة الكتب الثقافية، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

ص: 644

89. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ق)، تحقيق: سليم النعيمي، قم:

منشورات الرضي، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

90. رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) ابو عمرو محمد بن عمر الكشي (385 ق)، منتخب: أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، قم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1404 ق.

91. رجال النجاشيّ (فهرس أسماء مصنّفي الشيعة)، أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ الأسدي (ت 450 ق)، تحقيق محمد جواد نائيني، تحقيق: السيّد موسى الشبيري الزنجاني، قم: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

92. الرقّة والبكاء، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق) تحقيق: محمّد خير يوسف، الرياض: مكتبة العبيكان، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

93. روضة الواعظين، محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوريّ (ت 508 ق)، تحقيق: سيد حسن الخرسان، قم:

منشورات الرضي، بيروت: مؤسّسة الأعلميّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

94. رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين، السيّد عليّ خان الحسيني المدني الشيرازي (ت 1120 ق)، تحقيق: السيّد محسن الحسيني الأميني، قم: مؤسّسة النشر الاسلامي.

95. الزهد، أبو عبداللّٰه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ابن حنبل) (ت 241 ق)، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

96. الزهد، هنّاد بن السَّريّ الكوفي (ت 243 ق)، تحقيق: عبدالرحمٰن الفريوائي، الكويت: دارالخلفاء للكتاب الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

97. الزهد والوقاق (الزهد لابن مبارك). أبو عبد الرحمن عبد اللّٰه بن المبارك الحنظلي المروزي (ت 181 ق)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت: دار الكتب العلميّة، 1386 ق.

98. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ق)، تحقيق: أحمد عبد الموجود ومحمّد معوض، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

99. سنن ابن ماجة، أبو عبداللّٰه محمّد بن يزيد القزوينيّ (ابن ماجة) (ت 275 ق)، تحقيق: محمّد فؤاد عبدالباقيّ ، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاُولىٰ ، 1395 ق.

100. سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستانيّ الأزديّ (ابو داوود) (ت 275 ق)، تحقيق: سعيد اللحام، دارالفكر، محمّد محيي الدين عبدالحميد، بيروت: دار إحياء السنة النبويّة.

101. سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (ت 279 ق)، تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف، أحمد محمّد شاكر، بيروت: دار الفكر، دار إحياء التراث، 1357 ق.

102. سنن الدارميّ ، أبو محمّد عبداللّٰه بن عبدالرحمن الدارميّ (ت 255 ق)، تحقيق: مصطفى ديب البغا، دمشق: دار القلم، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

ص: 645

103. السنن الكبرى، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ (ت 458 ق)، تحقيق: محمّد عبدالقادر عطا، بيروت:

دارالكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

104. السنن الكبرى، أبو عبد الرحمٰن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ق)، تحقيق: سليمان البغدادي و كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

105. سنن النسائيّ ، أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائيّ (ت 303 ق)، بيروت: دارالفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1348 ق.

106. سير أعلام النبلاء، أبو عبداللّٰه محمّد بن أحمد الذهبيّ (ت 748 ق)، تحقيق: شُعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسّسة الرسالة، الطبعة العاشرة، 1414 ق.

107. السيرة النبويّة، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ابن كثير) (ت 747 ق)، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، بيروت: دارالمعرفة، 1396 ق.

108. السيرة النبوية لابن هشام، ابو عبد اللّٰه محمد بن اسحاق بن يسار (ت 151 ق)، هذبها: ابو محمّد عبدالملك بن هشام بن أيّوب الحميري (ت 218 ق)، تحقيق: مصطفى سقا وإبراهيم الأبياري، قم: مكتبة المصطفى، الطبعة الاُولىٰ ، 1383 ق.

109. شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار، القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت 363 ق)، تحقيق: السيّد محمّد الحسينيّ الجلاليّ ، قم: مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

110. شرح الأسماء الحسنى، الملّا هادي السبزواري (ت 1289 ق)، قم: مكتبة بصيرتي، الطبعة الاُولىٰ ، 1267 ق.

111. شرح نهج البلاغة، عبدالحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزليّ (ابن أبي الحديد) (ت 656 ق)، تحقيق: محمّد أبوالفضل إبراهيم، بيروت: دارإحياء التراث، الطبعة الثانيّة، 1387 ق.

112. شُعب الإيمان، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ (ت 458 ق)، تحقيق: محمّد السعيد بسيوني زغلول، بيروت:

دار الكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق.

113. الشكر، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: طارق الطنطاوي، بيروت: دار ابن كثير، الطبعة الثانيّة، 1407 ق.

114. شهر اللّٰه في الكتاب و السنّة، محمّد الرَّيشَهري، قم: دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1424 ق.

115. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربيّة، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ (ت 398 ق) تحقيق: أحمد بن عبدالغفور عطّار، بيروت: دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة، 1410 ق.

116. صحيح ابن حِبّان (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان)، أبو حاتم محمّد بن حبان البُستي (ت 354 ق)، بترتيب ابن بلبان. علاء الدين عليّ بن بلبان الفارسي (ت 739 ق)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق، الطبعة الثانيّة، 1414 ق.

117. صحيح ابن خزيمة. أبو بكر محمّد بن إسحاق السلمي النيسابوري (ابن خزيمة) (ت 311 ق)، تحقيق: محمّد مصطفى الأعظمي، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1412 ق.

118. صحيح البخاريّ ، أبو عبداللّٰه محمّد بن إسماعيل البخاريّ (ت 256 ق)، تحقيق: مصطفى ديب البغا، بيروت:

دار ابن كثير، الطبعة الرابعة، 1410 ق.

ص: 646

119. صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيريّ النيسابوريّ (ت 261 ق)، تحقيق: محمّد فؤاد عبدالباقيّ ، بيروت: دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

120. صحيفة الإمام الرضا عليه السلام، المنسوبة إلى الإمام الرضا عليه السلام، تحقيق: مؤسّسة الإمام المهديّ عليه السلام، قم: مؤسّسة الإمام المهديّ عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

121. الصحيفة السجّاديّة، المنسوب إلى الإمام زين العابدين عليه السلام، تصحيح: علي أنصاريان، دمشق: المستشارية الثقافية للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، 1405 ق.

122. الصحيفة العلويّة الجامعة لأدعية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، محمّد باقر موحد أبطحي، قم: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام، 1418 ق.

123. صحيفة نور (مجموعة كلمات الإمام الخميني بالفارسيّة)، المركز الوثائقي الثقافي للثورة الإسلاميّة، طهران:

سازمان انتشارات و آموزش انقلاب اسلامي، 1361-1368 ش.

124. الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم، أبو محمّد عليّ بن يونس النباطيّ البياضيّ (ت 877 ق)، إعداد: محمّد باقر المحموديّ ، طهران: المكتبة المرتضويّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1384 ق.

125. صفة الصفوة، أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمٰن بن عليّ (ابن الجوزي) (ت 597 ق)، تحقيق: محمود فاخوري و محمّد قلعة جي، حلب: دار الوعي، الطبعة الاُولىٰ ، 1389 ق.

126. طبّ الأئمّة:، ابو عتاب عبداللّٰه بن سابور الزيات والحسين ابنا بسطام النيسابوريان (ق 3 ق)، تحقيق: محمد مهدي حسن الخرسان، النجف، المكتبة الحيدرية، الطبعة الثانيّة، 1385 ق.

127. الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة)، محمّد بن سعد الزهري (كاتب الواقدي) (ت 230 ق)، تحقيق:

محمد بن صامل السلمي، بيروت: دار صادر، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

128. العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة، أبو منصور الحسن بن يوسف بن عليّ المطهّر الحلّي (العلّامة الحلّي) (ت 726 ق)، تحقيق: السيّد مهديّ الرجائيّ ، قم: مكتبة آية اللّٰه المرعشيّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

129. عدّة الداعي ونجاح الساعي، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي (ت 841 ق)، تحقيق: أحمد الموحّدي، قم: مكتبة وجداني.

130. العقد الفريد، أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسيّ (ت 328 ق)، تحقيق: احمد امين، أحمد الزين وإبراهيم الأبياريّ ، بيروت: دار الأندلس، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

131. علل الشرائع. أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، النجف:

مكتبة الحيدريّة، 1385 ق، دار إحياء التراث، الطبعة الاُولىٰ ، 1385 ق.

132. عمل اليوم والليلة، أبو عبد الرحمٰن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ق)، تحقيق: فاروق حمادة، بيروت:

مؤسّسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1407 ق.

133. عوالي اللآلي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة، محمّد بن عليّ بن إبراهيم الأحسائيّ (ابن أبي جمهور) (ت 940 ق)، تحقيق: مجتبى العراقيّ ، قم: مطبعة سيّد الشهداء عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

134. عيون الأخبار (عيون الأخبار لابن قتيبة)، أبو محمّد عبداللّٰه بن مسلم (ابن قتيبة) (ت 276 ق)، قم، الشريف الرضي، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

ص: 647

135. عيون أخبار الرضا عليه السلام، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: حسين الأعلمي، بيروت: مؤسسة الأعلمي، 1404 ق.

136. الغارات، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي الكوفي (ابن هلال الثقفي) (ت 283 ق)، تحقيق: السيّد جلال الدين حسيني الاُرمويّ ، طهران: منشورات أنجمن آثار ملّي، الطبعة الاُولىٰ ، 1395 ق.

137. غرر الحكم ودرر الكلم، عبدالواحد الآمديّ التميميّ (ت 550 ق)، تحقيق: مير جلال الدين حسيني الأرمويّ ، جامعة طهران، الطبعة الثالثة، 1360 ش.

138. الغيبة، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق)، تحقيق: عباد اللّٰه الطهرانيّ وعلي أحمد ناصح، قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

139. الغيبة، أبو عبداللّٰه محمّد بن إبراهيم النعمانيّ (ابو زينب النعماني) (ت 350 ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاريّ طهران: مكتبة الصدوق، قم: منشورات انوار الهدىٰ الطبعة الاُولىٰ ، 1422 ق.

140. فتح الأبواب بين ذوي الالباب و...، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق:

حامد الخفّاف، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

141. الفرج بعد الشدّة، ابو علي محسن بن أبي القاسم التنوخيّ (ت 384 ق)، بيروت: مؤسسة النعمان، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق، قم: منشورات الرضي، الطبعة الثانيّة، 1364 ش.

142. الفرج بعد الشدّة، أبو بكر عبد اللّٰه بن محمّد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (ت 281 ق)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: مؤسّسة الكتب الثقافية، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

143. فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (سيد بن طاووس) (ت 664 ق)، قم: منشورات الرضي، الطبعة الاُولىٰ ، 1363 ش.

144. فردوس الأخبار بمأثور الخطاب، شيروية بن شهردار الديلمي (ت 509 ق)، تحقيق: فواز أحمد الزمرلي، المعتصم باللّٰه البغدادي، القاهرة: دار الريان، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

145. الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة:، عليّ بن محمّد المكّيّ (بابن الصبّاغ) (ت 855 ق)، تحقيق: سامي الغريري، قم: مؤسسة دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1422 ق.

146. فضائل الأشهر الثلاثة، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، قم: مكتبة الداوري، الطبعة الاُولىٰ ، 1396 ق.

147. فضائل الأوقات، ابوبكر أحمد بن حسين البيهقي (ت 458 ق)، تحقيق: عدنان عبد الرحمٰن القيسي، مكّة:

مكتبة المناره، 1410 ق.

148. فضائل الصحابة، أحمد بن محمّد الشيباني (ابن حنبل) (ت 241 ق)، تحقيق: وصيّ اللّٰه بن محمّد عبّاس، مكّة:

جامعة اُم القرى، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

149. فضيلة الشكر للّٰه، لمحمّد بن جعفر الخرائطي السامري (ت 327 ق)، تحقيق: محمّد مطيع الحافظ، دمشق:

دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1402 ق.

150. فقه الرضا، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، مشهد: المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

ص: 648

151. فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: غلامحسين المجيدي، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1419 ق.

152. قاموس الكتاب المقدّس، تأليف: عدّة من الأساتيذ، القاهره: دار الثقافة، الطبعة السابعة، 1991 م.

153. القاموس المحيط، أبو طاهر محمّد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 814 ق)، تحقيق: نصر الهوريني، بيروت:

دار الفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

154. قرب الإسناد، أبو العبّاس عبد اللّٰه بن جعفر الحِمْيري القمّي (ت بعد 304 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

155. قصص الأنبياء، أبو الحسين سعيد بن هبة اللّٰه (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، مشهد: مجمع البحوث الإسلاميّة الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

156. قصص الأنبياء (عرائس المجالس)، أحمد بن محمّد الثعلبي (ت 427 ق)، بيروت: دار المعرفة.

157. الكافي، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 328 ق)، تحقيق: عليّ أكبر الغفّاري محمد الآخوندي، بيروت: دار صعب، الطبعة الثالثة.

158. كامل الزيارات، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي (ت 368 ق)، تحقيق: جواد القيومي، الفقاهة، قم:

مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1417 ق.

159. كتاب سليم بن قيس، سليم بن قيس الهلاليّ العامريّ (ت حوالي 90 ق)، تحقيق: محمّد باقر الأنصاريّ ، قم، الهادي الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

160. كتاب من لا يحضره الفقيه، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: عليّ أكبر الغفّاري، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثانيّة، 1404 ق.

161. كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، أبي الحسن عليّ بن عيسى الإربليّ (ت 693 ق)، تصحيح: السيّد هاشم الرسولي المحلاتي، بيروت: دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1401 ق.

162. كشف المحجّة لثمرة المُهْجة، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (السيّد بن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: محمّد الحسّون، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

163. كمال الدين وتمام النعمة، أبو جعفر محمّدبن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق: عليّ أكبر الغفّاري، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1405 ق.

164. كنزالعمّال في سنن الأقوال والأفعال، عليّ المتّقيّ بن حسام الدين الهنديّ (ت 975 ق)، تصحيح: صفوة السقّا، حلب: مكتبة التراث الإسلاميّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1394 ق.

165. كنز الفوائد، أبوالفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجِكي الطرابلسي (ت 449 ق)، تحقيق: عبد اللّٰه نعمة، قم:

مكتب المصطفوي، الطبعة الثانيّة، 1369 ش.

166. لبّ اللباب، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة اللّٰه الراوندي.

167. لسان العرب، أبو الفضل محمّد بن مكرم المصري (ابن منظور) (ت 711 ق)، بيروت: دار صادر، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق.

ص: 649

168. المجازات النبويّة، أبو الحسن محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 404 ق)، تحقيق: محمد زيني، قم: بصيرتي، مهدي هوشمند، دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1422 ق.

169. المجتنى من الدعاء المجتبى، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: صفاء الدين البصري، مشهد: مجمع البحوث الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

170. مجمع البحرين و مطلع النيرين، فخر الدين الطريحيّ (ت 1085 ق)، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم: مؤسسة البعثة، الطبعة الاُولىٰ ، 1414-1416 ق.

171. مجمع البيان في تفسير القرآن، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطَّبْرِسي (ت 548 ق)، تحقيق: السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي والسيّد فضل اللّٰه اليزدي الطباطبائي، بيروت: الأعلمي للمطبوعات الطبعة الاولىٰ ، 1415 ق.

172. محاسبة النفس، علىّ بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق)، طهران: المكتبة المرتضوية، الطبعة الثالثة.

173. المحاسن، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي القمّي (ت 280 ق)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، قم:

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

174. المحتضر، أبو محمّد الحسن بن سليمان بن محمّد الحلي (القرن الثامن)، تحقيق: سيّد علي اشرف، النجف:

المكتبة الحيدرية، الطبعة الاُولىٰ ، 1424 ق.

175. مختصر بصائر الدرجات، حسن بن سليمان الحلي (اوائل ق 9 ق (830 ق)، تحقيق مشتاق المظفر، النجف الأشرف: المطبعة الحيدرية، الطبعة الاُولىٰ ، 1370 ق.

176. مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول:، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسيّ (العلامة المجلسي) (ت 1111 ق)، تحقيق: السيّد هاشم الرسوليّ المحلّاتيّ و...، طهران: دارالكتب الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1404 ق.

177. المراسيل مع الأسانيد. أبو داوود سليمان بن الأشعث السِّجِستاني (ت 275 ق)، تحقيق: عبدالعزيز عزّالدين السيروان، بيروت: دارالقلم، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

178. المرض والكفارات، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: عبدالوكيل الندوي، الهند: الدارالسلفية، 1411 ق.

179. مروج الذهب ومعادن الجوهر، أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت 346 ق)، تحقيق: محمّد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، الطبعة الرابعة، 1384 ق.

180. المزار، محمّد بن مكّي العاملي الجزيني (الشهيد الأوّل) (ت 786 ق)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم:

مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1410 ق.

181. المزار الكبير، أبو عبد اللّٰه محمّد بن جعفر المشهدي (ق 6 ق)، تحقيق: جواد القيّومي الإصفهاني، قم: نشر قيّوم، الطبعة الاُولىٰ ، 1419 ق.

182. المستدرك على الصحيحين، أبو عبد اللّٰه محمّد بن عبد اللّٰه الحاكم النيسابوري (ت 405 ق)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

ص: 650

183. مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، حسين النوري الطَّبَرسي (ت 1320 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

184. مستطرفات السرائر، أبو عبداللّٰه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (ابن ادريس) (ت 598 ق)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

185. مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد، زين الدين بن عليّ بن أحمد الجبعي العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم: بيروت: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1407 ق.

186. مسند ابن الجعد، أبو الحسن عليّ بن الجعد الجوهري (ت 230 ق)، تحقيق: عامر أحمد حيدر، بيروت: دار الكتب العلميّة، الطبعة الثانيّة، 1417 ق.

187. مسند أبي داوود الطيالسي، سليمان بن داوود البصري (أبو داوود الطيالسي) (ت 204 ق)، بيروت: دار المعرفة.

188. مسند أبي يعلى الموصلي، أبو يعلى أحمد بن عليّ التميمي الموصلي (ت 307 ق)، تحقيق: إرشاد الحقّ الأثري (حسين سليم أسد)، بيروت: مؤسسة علوم القرآن، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

189. مسند أحمد بن حنبل، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ق)، تحقيق: عبد اللّٰه محمّد الدرويش، بيروت: دارالفكر، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

190. مسند إسحاق بن راهويه، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهويَة الحنظلي المروزي (ت 238 ق)، تحقيق:

عبدالغفور البلوشي، المدينة المنورة: مكتبة الإيمان، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

191. مسند الإمام زيد (مسند زيد)، المنسوب إلى زيد بن عليّ بن الحسين 8 (ت 122 ق)، بيروت: دار مكتبة الحياة.

192. مسند الحميدي، أبو بكر عبد اللّٰه بن الزبير الحميدي (ت 219 ق)، تحقيق: حبيب الرحمٰن العظمي، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

193. مسند الشافعي، محمّد بن ادريس الشافعي، القاهرة: دار الريان، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

194. مسند الشاميين، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ق)، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي، بيروت: مؤسّسة الرسالة، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

195. مسند الشهاب، أبو عبداللّٰه محمّد بن سلامة القضاعيّ (ت 454 ق)، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفيّ ، بيروت: مؤسّسة الرسالة، الطبعة الاُولىٰ ، 1405 ق.

196. مسند فاطمة الزهراء، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ق)، تحقيق: فوّاز أحمد زَمَرلي، بيروت: دار ابن حزم، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

197. مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، أبو الفضل عليّ بن حسن الطبرسيّ (ق 7 ق)، تحقيق: مهدي هوشمند، قم، دارالحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1418 ق.

198. مصباح الزائر، أبوالقاسم عليّ بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1417 ق.

199. المصباح للكفعمي (جنة الامان الواقية وجنة الايمان الباقية)، إبراهيم بن عليّ العاملي الكفعمي (ت 900 ق)، تصحيح: حسين الأعلمي، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الثالثة، 1403 ق.

ص: 651

200. مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق)، تحقيق:

عليّ أصغر مرواريد، بيروت: مؤسّسة فقه الشيعة، الطبعة الاُولىٰ ، 1411 ق.

201. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عليّ الفيّومي (ت 770 ق)، قم:

مؤسّسة دار الهجرة، الطبعة الثانيّة، 1414 ق.

202. المصنّف (المصنف لعبد الرزاق)، أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ق)، تحقيق: حبيب الرحمٰن الأعظمي، بيروت: منشورات المجلس العلمي، 1390 ق.

203. المصنّف في الأحاديث والآثار (المصنف لابن ابي شيبة)، أبو بكر عبد اللّٰه بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت 235 ق)، تحقيق: سعيد محمّد اللحّام، بيروت: دار الفكر الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

204. مطالب السؤول في مناقب آل الرسول:، ابو سالم محمّد بن طلحة النصيبي الشافعي (ت 652 ق)، تحقيق: ماجد أحمد العطية، بيروت: مؤسّسة اُمّ القرى، الطبعة الاُولىٰ ، 1420 ق.

205. معاني الأخبار، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق:

عليّ أكبر الغفّاري، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1361 ش.

206. المعجم الأوسط، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ق)، تحقيق: طارق بن عوض اللّٰه وعبد الحسن بن إبراهيم الحسيني، القاهرة: دار الحرمين، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 و 1416 ق.

207. معجم البلدان، أبو عبد اللّٰه ياقوت بن عبد اللّٰه الحموي (ت 626 ق)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاُولىٰ ، 1399 ق.

208. المعجم الصغير، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ق)، تحقيق: عبد الرحمن محمّد عثمان، بيروت: دار الفكر، الطبعة الثانيّة، 1401 ق.

209. المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ق)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، بيروت: دار إحياءالتراث العربي، الطبعة الثانيّة، 1404 ق.

210. معرفة السنن والآثار، أحمد بن حسين البيهقي (ت 458 ق)، تحقيق: كسروي حسن، بيروت: دارالكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

211. المعيار والموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أبو جعفر محمّد بن عبد اللّٰه الإسكافي (ت 240 ق)، تحقيق: محمّد باقر المحمودي، بيروت: مؤسّسة المحمودي، الطبعة الاُولىٰ ، 1402 ق.

212. المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء، لعبد الرحيم بن حسين العراقي (ت 806 ق)، تحقيق: أشرف بن عبد المقصود، الرياض: مكتبة دار طبرية، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

213. مفردات ألفاظ القرآن، أبوالقاسم الحسين بن محمّد الراغب الإصفهاني (ت 425 ق)، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، بيروت: دار القلم، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

214. مقتل الحسين عليه السلام، لموفّق بن أحمد المكّي الخوارزميّ (ت 568 ق)، تحقيق: محمّد السماويّ ، قم: مكتبة المفيد.

215. المقنع (المقنع للصدوق)، أبو جعفر محمّد بن عليّ ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق:

مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام، قم: مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1415 ق.

ص: 652

216. المقنعة، أبو عبداللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 ق)، تحقيق: المؤتمر العالمي لالفية الشيخ المفيد، قم: المؤتمر العالمي لالفية الشيخ المفيد، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

217. مكارم الأخلاق، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطَّبْرِسي (ت 548 ق)، تحقيق: علاء آل جعفر، قم: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

218. مكارم الأخلاق (مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا)، أبو بكر عبداللّٰه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ق)، تحقيق: محمّد عبد القادر أحمد عطا، بيروت: دار الكتب العلميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

219. مكارم الأخلاق للخرائطي، محمّد بن جعفر الخرائطي (ت 327 ق)، تحقيق: أمين عبد الجابر البحيري، القاهرة:

دارالآفاق العربية، الطبعة الاُولىٰ ، 1419 ق.

220. ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، محمّد باقر بن محمّد تقيّ المجلسيّ (ت 1111 ق) تحقيق: السيّد مهدي الرجائيّ ، قم، مكتبة آية اللّٰه المرعشيّ النجفيّ ، الطبعة الاُولىٰ ، 1406 ق.

221. الملهوف على قتلى الطفوف (اللهوف)، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق:

فارس الحسون، طهران: دار الاُسوة، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

222. المناقب، الموفّق بن أحمد البكريّ الخوارزميّ (568 ق) تحقيق: مالك المحموديّ ، قم: مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الثانيّة، 1414 ق.

223. مناقب آل أبي طالب (المناقب لابن شهر آشوب). أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني (ابن شهر آشوب) (ت 588 ق) تحقيق: هاشم الرسولى المحلاتي، قم: منشورات علامة.

224. مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (المناقب للكوفي)، محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (ت ق 3 ق)، تحقيق:

محمّد باقر المحمودي، قم: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1412 ق.

225. المنتخب من مسند عبد بن حُميد، أبو محمّد عبد بن حُميد (ت 249 ق)، تحقيق: السيّد صبحي البدري ومحمود محمّد خليل الصعيدي، بيروت: عالم الكتب، الطبعة الاُولىٰ ، 1408 ق.

226. منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان، أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد (ت 1011 ق)، تحقيق:

علي أكبر الغفاري، قم: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1362 ش.

227. المنجد في اللغة، لويس معلوف، بيروت: دار المشرق، الطبعة الحادية والعشرون، 1973 م.

228. منية المريد في أدب المفيد والمستفيد، زين الدين بن عليّ العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ق)، تحقيق: رضا المختاري، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الاُولىٰ ، 1409 ق.

229. موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ، محمّد الرَّيشَهري وآخرين، قم: دار الحديث، 1421 ق.

230. موسوعة معارف الكتاب والسنّة، محمّد ري شهري، قم: دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1432 ق.

231. الموطّأ، مالك بن أنس (ت 158 ق)، تحقيق: محمّد فؤاد عبد الباقي، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاُولىٰ ، 1370 ق.

232. مهج الدعوات ومنهج العبادات، أبو القاسم على بن موسى الحلّي (ابن طاووس) (ت 664 ق)، تحقيق: حسين الأعلمي، بيروت: مؤسّسة الأعلمي، الطبعة الاُولىٰ ، 1414 ق.

ص: 653

233. المهذّب، للقاضي عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي (ت 481 ق)، قم: مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين، 1406 ق.

234. نثر الدرّ، أبو سعيد منصور بن الحسين الوزير الآبي القمّي (ت 421 ق)، تحقيق: محمّد عليّ قرنة محمد البجاوي، القاهرة: الهيئة المصريّة العامّة، الطبعة الاُولىٰ ، 1981 م.

235. نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، أبو عبداللّٰه الحسين بن محمّد الحلوانيّ (ت بعد 439 ق) تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، عبدالهادي مسعودي - قم: دارالحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1383 ش.

236. نوادر الاُصول في معرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله، أبو عبد اللّٰه محمّد بن علي الحكيم التِّرمِذي (ت 320 ق)، تحقيق:

مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دارالكتب العلمية، الطبعة الاُولىٰ ، 1413 ق.

237. النوادر (النوادر للراوندي)، ابوالرضا السيّد فضل اللّٰه بن عليّ الحسني الراوندي (ت بعد 571 ق)، تحقيق:

سعيدرضا عسكري، قم: مؤسّسة دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1377 ش.

238. النهاية في غريب الحديث والأثر، مبارك بن مبارك الجَزَري (ابن الأثير) (ت 606 ق)، تحقيق: محمد الطناحي طاهر أحمد الزاوي، قم: مؤسّسة إسماعيليان، الطبعة الرابعة، 1367 ش.

239. نهج البلاغة، ما اختاره أبو الحسن الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي من كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (ت 406 ق)، تصحيح: صبحي الصالح، قم: دار الاُسوة 1373 ش.

240. نهج الدعاء، محمّد الرَّيشَهري وآخرون، قم: دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1386 ش.

241. نهج الذكر، محمّد الرَّيشَهري، قم: دار الحديث، الطبعة الاُولىٰ ، 1428 ق.

242. الهداية في الاُصول والفروع، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق)، تحقيق:

مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام، قم: مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ ، 1418 ق.

243. الوافي، محمّد محسن بن مرتضى (الفيض الكاشاني) (ت 1091 ق)، تحقيق: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، إصفهان: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، الطبعة الاُولىٰ والثانيّة.

244. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ق)، تحقيق: ربانى شيرازى و محمد الرازي وابو الحسن شعراني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الخامسة، 1403 ق.

245. وقعة صفّين، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ق)، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، قم: مكتبة آية اللّٰه المرعشي، الطبعة الاُولىٰ ، 1403 ق.

246. ينابيع المودّة لذوي القربى، سليمان بن إبراهيم القُندوزي الحنفي (ت 1294 ق)، تحقيق: سيد عليّ جمال أشرف الحسيني، طهران: دار الاُسوة، الطبعة الاُولىٰ ، 1416 ق.

ص: 654

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.