سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، - 1325
عنوان و نام پدیدآور:دلیل المحبه/ محمد الریشهری؛ مساعده محمد التقدیری؛ تلخیص عبدالهادی المسعودی
مشخصات نشر:قم: دار الحدیث، 1424ق. = 1382.
مشخصات ظاهری:146 ص
فروست:(مرکز بحوث دار الحدیث 56)
شابک:964-7489-51-x7000ریال
یادداشت:کتاب حاضر برگزیده: المحبه فی الکتاب و السنه...، اثر محمدی ری شهری می باشد
یادداشت:عربی.
یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس
عنوان دیگر:المحبه فی الکتاب و السنه. برگزیده
موضوع:دوستی (اسلام) -- احادیث
موضوع:احادیث -- قرن 14
شناسه افزوده:محمدی ری شهری، محمد، 1325 - . المحبه فی الکتاب
شناسه افزوده:مسعودی، عبدالهادی، . - 1343
شناسه افزوده:تقدیری، محمد، 1343 - ، نویسنده همکار
شناسه افزوده:دار الحدیث، مرکز چاپ و نشر
رده بندی کنگره:BP141/5/د9م 3801872 1382
رده بندی دیویی:297/212
شماره کتابشناسی ملی:م 82-30257
ص :1
ص :2
دلیل المحبه
محمد الریشهری
مساعده محمد التقدیری
تلخیص عبدالهادی المسعودی
ص :3
ص :4
فهرست
ص :5
فهرست
ص :6
فهرست
ص :7
فهرست
ص :8
الْحَمد للّهِ ِ الَّذی جَعَل الإسْلامَ صِراطاً مُنیرَ الأعْلامِ مُشرِق المَنار،فِیه تَأْتلِفُ القُلوبُ،وَعَلیه تأخَّی الإخوان،وَأقامَ دَعَائِمهُ عَلی مَحَبّتِهِ،وَصَلّی اللّه عَلی عَبْدِه الْمُصْطَفی مُحَمّدٍ وأَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهِیراً،وَجَعَل أَجْرَ رِسالَتَهُ مَوَدَّتَهُمْ.
ص:9
لا ریب أنّ الانسان الیوم ودائماً یتعطّش إلی الصداقة والمحبّة،وقد أولی الإسلام هذه الحاجة الماسّة والمستمرة عنایةً تامةً،وسعی إلی ترویجها وتحکیمها بمختلف الوسائل؛ففی العدید من آیات الکتاب الکریم وأحادیث قادة الدین وسلوک النبی والأئمّة المعصومین علیهم السلام مع أصحابهم، شواهد صادقة لهذه الحقیقة الناصحة،وان التصدّی لجمع تلک الآیات والروایات سیؤدّی إلی الحصول علی مجموع غنی ومهمّ فی هذا الإطار، وهو ما تجده ماثلاً فی کتاب (المحبّة فی الکتاب والسنة).
هذا الکتاب یحتوی علی عشرات الآیات وعلی أکثر من ألف وخمسمائة حدیث تصبّ جمیعها فی هذا الموضوع ضمن ثلاثة أقسام رئیسیة،هی:محبة الناس،محبة اللّه،والمحبة فی طریق اللّه وأری من المناسب هنا أن أشکر الاخوة العاملین فی قسم اعداد الموسوعة فی دارالحدیث علی جهودهم التی بذلوها لمساعدتی فی إعداد هذه المجموعة.
هذا الکتاب هو منتقی من القسمین الأوّل والثالث،ویتضمّن جمیع العناوین الأصلیة والفرعیة والآیات المتعلقة بها،ولم ینقص منه إلّا فی عدد الأحادیث.
ومن الواضح أن مطالعة أصل الکتاب ضروریة لمن یبتغی مزیداً من الاطلاع حول نظر الإسلام إلی المحبة التی تعتبر أکثر العناصر تأثیراً فی تربیة الانسان اللائق،وأکثر الأدوات عملیةً فی سیره إلی مدارج الکمال وطیّه لسبل التقدّم.
ص:10
لتمنی حلول الیوم الذی یستفاد فیه کلّ المسلمین من ارشادات الإسلام البنّاءة وتعالیمه الجمیلة هول المحبة والصداقة،لتمتین الروابط والصلات فیما بیننا،والعیش فی عالمٍ خالٍ من أسباب الحقد والعداوة.وفی الختام اعرب عن صمیم شکری للاخ الفاضل سماحة الشیخ محمّد تقدیری الذی أعاننا علی تألیف وتحقیق الکتاب،والاخ الفاضل العزیز سماحة الشیخ عبدالهادی مسعودی الذی نظم ورتب هذا التلخیص.
وأخیراً أدعو للجمیع الثواب والأجر الجزیل
وباللّه التوفیق
محمّدی ری شهری
1381/5/20
ص:11
ص:12
«إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ»
سورة هود:90
إنّ المحبّة عبارة عن الشعور بالمیل إلی شیء فیه للإنسان لذّة،وقد وردت فی اللغة العربیّة أسماء کثیرة للتعبیر عن هذا المعنی،ویحمل کلّ واحد من هذه الأسماء مدلولاً خاصّاً یسترعی الاهتمام.ولقد ورد حول جذور هذه الأسماء وتعریف کلّ واحد منها کلام کثیر (1)،لا أری ضرورة لذکره فی هذه المجموعة،إلّاأنّ ما یحظی بالأهمیّة فی هذا المضمار هو تسلیط الأضواء علی النظرة الإسلامیّة للمحبّة من خلال رؤیة عمیقة لما أتت به هذه الشریعة الإلهیّة حول هذه الخصلة القیّمة؛لتکون بمثابة مدخل ومقدّمة للتأمّل والدقّة اللازمةفی الآیات والأحادیث التی ستأتی فی مختلف أبواب الکتاب.
ص:13
یری الإسلام أنّ المحبّة تؤدّی أکبر دور فی تنظیم شؤون المجتمع الإنسانی المثالی،ویتّضح بکلّ جلاء من خلال ملاحظة النصوص الواردة فی هذا الکتاب أنّ المجتمع الذی ینشده الإسلام هو مجتمع تتبلور اسسه علی أساس المحبّة التی تربط بین أبنائه؛فالإسلام یطمح إلی بناء مجتمع یتآخی فیه الناس ویحبّ بعضهم بعضاً إلی درجة الإیثار علی النفس،وذلک بسبب أنّه ما مِن عنصر یُؤثّر کتأثیر المحبّة فی تنظیم شؤون المجتمع الإنسانی المنشود.
إنّ المحبّة هی أشدّ العوامل تأثیراً فی تربیة الناس الصالحین، وأفضل وسیلة لتحقیق التطلّعات الثقافیّة والاجتماعیّة والاقتصادیّة والسیاسیّة،فقد روی عن النبیّ سلیمان علیه السلام أنّه قال:
«ما مِن شَیءٍ أحلی مِنَ المَحَبَّةِ» (1).
وحلاوة المحبّة علی درجة یمکن أن یجعل بها مرارات الحیاة کلّها حلوة شیّقة،ویمکن أن یجبربها کثیرٌ من نقاط الضعف والخلل والمعضلات الفردیّة والاجتماعیّة،وقد عبّر رسول اللّه صلی الله علیه و آله تعبیراً جمیلاً عن أحد جوانبها بقوله:
«ما ضاقَ مَجلِسٌ بِمُتَحابَّینِ» (2).
ص:14
الإسلام منهج تکامل الإنسان،و أهمّ عناصر هذا المنهج هی المحبّة،وللمحبّة تأثیر بالغ فی تحقیق الخطط التی وضعها الإسلام من أجل تقدّم المجتمع الإنسانی،إلی الحدّ الذی جعل الإمام الباقر علیه السلام یصف الإسلام بأنّه لیس إلّاالمحبّة،وذلک فی قوله علیه السلام:
«هَلِ الدّین إلَّاالحُبُّ» (1).
إنّ الاِله الذی یصفه القرآن للنّاس إله رحیم ودود ومحبّ للعباد (2)؛ فهو تعالی قد أرسی دعائم بناء الشریعة الإسلامیّة-التی هی شریعة جمیع الأنبیاء-علی أساس محبّته سبحانه (3)،وجعل القاعدة الأساسیّة للحکومة الإسلامیّة محبّةالناس للقادة الدینیّین والزعماء السیاسیّین للاُمّة الإسلامیّة (4).
إنّ أئمّة الإسلام العظام من أجل إضفاء حلاوة المحبّة علی حیاتهم،والتنعّم ببرکات هذه النعمة الإلهیّة الکبری،وصفوا المحبّة بتعابیر جمیلة بلیغة تعلق فی الأذهان،مثل«رأس العقل» (5)،و«أوّل
ص:15
العقل» (1)،و«نصف العقل» (2)،داعین إیّاهم إلی التحابب والتآلف والإکثار من«قربات المحبّة»لأنّهم أکثر فائدة فی الحیاة من أقارب النسب والسبب (3).
وفی مقابل عنصر المحبّة یقف عنصر العداوة،الذی ینطوی علی خطورة علی المجتمع لا تضاهیها خطورة اخری،فالعداوة هی أکثر الظّواهر مرارة،ومرارة العداوات تجعل کلّ الطیّبات مُرّة المذاق، وتحیل کلّ النعم الإلهیّة إلی نقمات،وتبدّل کلّ الانتصارات إلی هزائم.
إنّ العداوة لیست عائقاً یحول دون تقدّم المجتمع فی شتّی میادین الحیاة فحسب،بل هی سبب یقف دون استثمار الإمکانات المتاحة؛ ولهذا فلا مناص للمجتمع الذی یُبتلی بمثل هذه الآفة الخطیرة،من الانحطاط والسقوط.
وعلی هذا الأساس،فإنّ الدین الذی یعتبر نفسه قائماً علی المحبّة،یری العداوة قضة للدین،ومن وجهة نظر رسول ذلک الدّین
«إنَّ شَرَّ النّاسِ مَن یُبغِضُ النّاسَ ویُبغِضونَهُ» (4).
ص:16
لأجل أن یتنعّم المجتمع بحلاوة المحبّة وبرکاتها،ویبقی مصوناً من مخاطر العداوة وآفاتها،لم یکتف الإسلام بالمواعظ والإرشادات الأخلاقیّة،وإنّما وضع منهجاً لغرض إیجاد التآلف والمحبّة وللحیلولة دون تفشّی العداوة والبغضاء.
لقد اعتبر الإسلام کلّ ما یزرع المحبّة فی قلوب الناس أمراً واجباً أو مستحبّاً،وجعل کلّ ما یُفضی بهم إلی العداوة والتباغض حراماً أو مکروهاً،پوما جاء فی القسم الأوّل من هذا الکتاب حول أسباب المحبّة وآدابها وحقوقها یمثّل فی الحقیقة منهج الإسلام الهادف إلی خلق أواصر المحبّة بین الناس وتوطید عُراها،وما ادرج فیه بشأن موانع المحبّة وعوامل البغضاء یعکس منهاج الإسلام العملی للوقایة من مخاطر العداوة.
إنّ الإشکالات التی یمکن إثارتها فی ما یخصّ بتنظیم شؤون المجتمع القائم علی المحبّة،هی أنّه هل یبیح الإسلام للإنسان مصادقة من یشاء؟وهل یجیز له مدَّ جسور المحبّة حتی مع المبتلین بانحرافات عقائدیّة وأخلاقیّة وعملیّة؟وإن کان لا یبیح للإنسان
ص:17
ذلک،فکیف یمکن الادّعاء بأنّ الإسلام هو دین المحبّة،وأنّ المجتمع المثالی هو ذلک المجتمع القائم علی المحبّة؟
وللإجابة عن السؤال أعلاه نقول:أنّ منطق الإسلام فی المحبّة والعداوة-کما هو الحال فی سائر الاُمور-هو منطق العقل والفطرة، فعقل الإنسان وفطرته یدعوانه إلی محبّة کلّ جمیل،وبغض کلّ قبیح، والإسلام أیضاً لا یقول فی باب المحبّة والبغضاء سوی ذلک،وبقدر ما محبّة الجمال والفضائل بناءةٌ وتقود إلی تکامل الفرد والمجتمع، محبّة الرذائل والقبائح مدمّرة وخطرة.
وانطلاقاً من هذه الرؤیة فإنّ الإسلام یصف اللّه لبنی الإنسان بأنّه جمیل ویحبّ الجمال،ویبغض کلّ ما هو رذیل وقبیح،ومنطق الموحّدین الحقیقیّین الذی یمثّل منطق العقل والفطرة یقضی بأن یحبّ الإنسان الجمیل ویبغض القبیح.
لا ریب فی أنّ مصادقة المصابین بأمراض عقائدیّة وأخلاقیّة وعملیّة تفضی إلی سرایة تلک الأمراض إلی غیرهم،وهذه حالة لا یبیحها أیّ منطق،وانطلاقاً من هذا التصوّر فإنّ قیام المجتمع المثالی فی الإسلام علی مبدأ المحبّة لا یعنی أنّ الإسلام یجیز -خلافاً لما یقتضیه منطق العقل والفطرة-استشراء الرذائل والأمراض
ص:18
الثقافیّة والاجتماعیّة،بل تماماً علی العکس من ذلک،فالإسلام یروم من خلال مکافحته لهذه الأمراض،بناء مجتمع لا یسوده سوی عنصر المحبّة،وما لم یتحقّق مثل هذا المجتمع،لا یجد الإنسان أمامه من سبیل سوی سبیل الاختیار السلیم فی معاشرة الآخرین.
یری الإسلام أنّ للمحبّة صلة وثیقة بمصیر الإنسان،فحبّ الجمال الحقیقی یسمو بالإنسان إلی قمّة التکامل،وحبّه للجمال الخادع الزائف ینتهی به إلی العمی والصمم،ویسلبه حقّ الاختیار إلی الحدّ الذی یهبط به إلی أسفل السافلین،ولهذا السبب یتّضح أنّ اختیار الصدیق فی ضوء التمییز بین الصدیق الحقیقی والصدیق الزائف،أمر ضروری لبلوغ مرحلة المجتمع الإنسانی والإسلامی المثالی،ولقادة الإسلام الأکابر تعلیمات فی هذا الصدد بالغة الأهمیّة،یمکن الرجوع إلیها فی الفصل الخامس والسابع والتاسع من القسم الأوّل من هذا الکتاب.
ص:19
ص:20
وفیه فصول:
الفصل الأوّل:التَّوادّ
الفصل الثّانی:التَّباغُض
الفصل الثالث:أسبابُ المَحَبَّةِ
الفصل الرابع:مَوانِعُ المَحَبَّةِ
الفصل الخامس:إختِیَار الحَبیب
الفصل السادس:آدابُ المَحَبَّةِ
الفصل السابع:أحکامُ المَحَبَّةِ
الفصل الثامن:حُقوقُ المَحَبَّةِ
الفصل التاسع:آثارُ المَحَبَّةِ
الفصل العاشر:العِشق
ص:21
ص:22
الکتاب
« وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ» . (1)
«هُوَ الَّذِی أَیَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ * وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لکِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ» . (2)
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ». 3
ص:23
«فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ فَإِخْوانُکُمْ فِی الدِّینِ وَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ» . (1)
الحدیث
1.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ جَعَلَ الإِسلامَ صِراطاً مُنیرَ الأَعلامِ،مُشرِقَ المَنارِ،فیهِ تَأتَلِفُ القُلوبُ،وعَلَیهِ تَأَخَّی الإِخوانُ. (2)
2.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ روحَ الإیمانِ واحِدَةٌ،خَرَجَت مِن عِندِ واحِدٍ،وتَتَفَرَّقُ فی أبدانٍ شَتّی،فَعَلَیهِ ائتَلَفَت،وبِهِ تَحابَّت. (3)
3.الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنونَ یَألَفونَ ویُؤلَفونَ ویُغشی رَحلُهُم. (4)
4.مسائل علی بن جعفر عن علیّ بن جعفر: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام:
أیُّنا أشَدُّ حُبّاً لِدینِهِ؟قالَ:أشَدُّکُم حُبّاً لِصاحِبِهِ. (5)
5.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإِیمانِ بِاللّهِ عَزَّوجَلَّ التَّحَبُّبُ
ص:24
إلَی النّاسِ. (1)
6.عنه صلی الله علیه و آله: التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ نِصفُ العَقلِ. (2)
7.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: التَّوَدُّدُ نِصفُ الدّینِ. (3)
11.الإمام علیّ علیه السلام: رُبَّ أخٍ لَم تَلِدهُ امُّکَ. (1)
12.عنه علیه السلام: صَدیقُکَ أخوکَ لِأَبیکَ واُمِّکَ.ولَیسَ کُلُّ أخٍ لَکَ مِن أبیکَ واُمِّکَ صَدیقَکَ. (2)
13.الإمام علیّ علیه السلام: أنفَعُ الکُنوزِ مَحَبَّةُ القُلوبِ. (3)
14.الإمام الصادق علیه السلام: أنَّهُ سَمِعَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقولُ:سَأَلَ داودُ النَّبِیُّ سُلَیمانَ علیه السلام-وأرادَ عَلِمَ ما بَلَغَ مِنَ الحِکمَةِ-قالَ:...أیُّ شَیءٍ أحلی؟قالَ:المَحَبَّةُ،هِیَ رَوحُ اللّهِ بَینَ عِبادِهِ،حَتّی إنَّ الفَرَسَ لَیَرفَعُ حافِرَهُ عَن وَلَدِهِ.[ قالَ الإمام علیه السلام ]:فَضَحِکَ داودُ عِندَ إجابَةِ سُلَیمانَ علیه السلام. (4)
ص:26
15.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: استَکثِروا مِنَ الإِخوانِ؛فَإِنَّ لِکُلِّ مُؤمِنٍ شَفاعَةً یَومَ القِیامَةِ. (1)
16.عنه صلی الله علیه و آله: المَرءُ یَکثُرُ بِإِخوانِهِ المُسلِمینَ. (2)
17.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَیکَ بِإِخوانِ الصِّدقِ فَأَکثِر مِنِ اکتِسابِهِم؛فَإِنَّهُم عُدَّةٌ عِندَ الرَّخاءِ،وجُنَّةٌ عِندَ البَلاءِ. (3)
18.عنه علیه السلام: إخوانُ الصِّدقِ فِی النّاسِ خَیرٌ مِنَ المالِ یَأکُلُهُ ویُوَرِّثُهُ.
لا یَزدادَنَّ أحَدُکُم فی أخیهِ زُهداً،ولا یَجعَل مِنهُ بَدیلاً إذا لَم یَرَ مِنهُ مَرفَقاً أو یَکونُ مَقفوراً مِنَ المالِ.لا یَغفُلَنَّ أحَدُکُم عَنِ القَرابَةِ یَری بِهِ الخَصاصَةَ أن یَسُدَّها مِمّا لا یَضُرُّهُ إن أنفَقَهُ ولا یَنفَعُهُ إن أمسَکَهُ. (4)
ص:27
19.عنه علیه السلام: مَن لا صَدیقَ لَهُ لا ذُخرَ لَهُ. (1)
20.الإمام الصادق علیه السلام: أکثِروا مِنَ الأَصدِقاءِ فِی الدُّنیا؛فَإِنَّهُم یَنفَعونَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أمَّا الدُّنیا فَحَوائِجُ یَقومونَ بِها،وأمَّا الآخِرَةُ فَإِنَّ أهلَ جَهَنَّمَ قالوا: «فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ * وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ» . (2)
21.الإمام زین العابدین علیه السلام: لا تُعادِیَنَّ أحَداً وإن ظَنَنتَ أنَّهُ لا یَضُرُّکَ،ولا تَزهَدَنَّ فی صَداقَةِ أحَدٍ وإن ظَنَنتَ أنَّهُ لا یَنفَعُکَ؛ فَإِنَّکَ لا تَدری مَتی تَرجو صَدیقَکَ،ولا تَدری مَتی تَخافُ عَدُوَّکَ.
ولا یَعتَذِرُ إلَیکَ أحَدٌ إلّاقَبِلتَ عُذرَهُ وإن عَلِمتَ أنَّهُ کاذِبٌ. (3)
22.لقمان علیه السلام -لِابنِهِ-:یا بُنَیَّ اتَّخِذ ألفَ صَدیقٍ،وَالأَلفُ قَلیلٌ.
ولا تَتَّخِذ عَدُوّاً واحِداً،وَالواحِدُ کَثیرٌ. (4)
23.الإمام علیّ علیه السلام: ثَلاثٌ یَهدُدنَ القُوی:فَقدُ الأَحِبَّةِ،وَالفَقرُ فِی الغُربَةِ،ودَوامُ الشِّدَّةِ. (5)
ص:28
24.عنه علیه السلام: مَن فَقَدَ أخاً فِی اللّهِ فَکَأَنَّما فَقَدَ أشرَفَ أعضائِهِ. (1)
25.عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِلإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:الغَریبُ مَن لَم یَکُن لَهُ حَبیبٌ. (2)
26.عنه علیه السلام: الفَقدُ المُمرِضُ فَقدُ الأَحبابِ. (3)
ص:29
ص:30
27.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا إنَّ فِی التَّباغُضِ الحالِقَةَ،لا أعنی حالِقَةَ الشَّعرِ ولکِن حالِقَةَ الدّینِ. (1)
28.عنه صلی الله علیه و آله: لا تَقاطَعوا،ولا تَدابَروا،ولا تَباغَضوا،ولا تَحاسَدوا، وکونوا إخواناً. (2)
29.الإمام علیّ علیه السلام: ضاقَتِ الدُّنیا عَلَی المُتَباغِضینَ. (3)
ص:31
30.الإمام علیّ علیه السلام: لا تَصرِم أخاکَ عَلَی ارتِیابٍ،ولا تَقطَعهُ دونَ استِعتابٍ (1). (2)
31.عنه علیه السلام -فی کِتابٍ لَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اِحمِل نَفسَکَ مِن أخیکَ عِندَ صَرمِهِ (3)عَلَی الصِّلَةِ،وعِندَصُدودِهِ (4)عَلَی اللَّطَفِ (5)وَالمُقارَبَةِ،وعِندَ جُمودِهِ عَلَی البَذلِ،وعِندَ تَباعُدِهِ عَلَی الدُّنُوِّ، وعِندَ شِدَّتِهِ عَلَی اللّینِ،وعِندَ جُرمِهِ عَلَی العُذرِ،حَتّی کَأَنَّکَ لَهُ عَبدٌ وکَأَنَّهُ ذو نِعمَةٍ عَلَیکَ.وإیّاکَ أن تَضَعَ ذلِکَ فی غَیرِ مَوضِعِهِ،أو أن تَفعَلَهُ بِغَیرِ أهلِهِ. (6)
ص:32
32.عنه علیه السلام: إن أرَدتَ قَطیعَةَ أخیکَ فَاستَبقِ لَهُ مِن نَفسِکَ بَقِیَّةً یَرجِعُ إلَیها إن بَدا لَهُ ذلِکَ یَوماً ما. (1)
33.الإمام الصادق علیه السلام: لا یَزالُ إبلیسُ فَرِحاً مَا اهتَجَرَ المُسلِمانِ، فَإِذَا التَقَیَا اصطَکَّت رُکبَتاهُ،وتَخَلَّعَت أوصالُهُ،ونادی:یا وَیلَهُ، ما لَقِیَ مِنَ الثُّبورِ. (2)
34.عنه علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ هَمّامٌ-وکانَ عابِداً ناسِکاً مُجتَهِداً- إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ.فَقالَ:یا هَمّامُ،المُؤمنُ...لا یَهجُرُ أخاهُ،ولا یَغتابُهُ،ولا یَمکُرُ بِهِ. (3)
35.الکافی عن مرازم بن حکیم: کانَ عِندَ أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام رَجُلٌ مِن أصحابِنا یُلَقَّبُ شَلقانَ (4)،وکانَ قَد صَیَّرَهُ فی نَفَقَتِهِ،وکانَ سَیِّئَ الخُلُقِ،فَهَجَرَهُ.فَقالَ لی یَوماً:یا مُرازِمُ،(و) تُکَلِّمُ عیسی؟
ص:33
فَقُلتُ:نَعَم.فَقالَ:أصَبتَ،لا خَیرَ فِی المُهاجَرَةِ. (1)
36.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ، وَالسّابِقُ یَسبِقُ إلَی الجَنَّةِ. (2)
37.عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما مُسلِمَینِ تَهاجَرا فَمَکَثا ثَلاثاً لا یَصطَلِحانِ إلّاکانا خارِجَینِ مِنَ الإِسلامِ،ولَم یَکُن بَینَهُما وِلایَةٌ،فَأَیُّهُما سَبَقَ إلی کَلامِ أَخیهِ کانَ السّابِقَ إلَی الجَنَّةِ یَومَ الحِسابِ. (3)
38.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ-:یا أبا ذَرٍّ،إیّاکَ وَالهِجرانَ
ص:34
لِأَخیکَ المُؤمِنِ؛فَإِنَّ العَمَلَ لا یُتَقَبَّلُ مَعَ الهِجرانِ. (1)
39.عنه صلی الله علیه و آله: تُفتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ یَومَ الاِثنَینِ ویَومَ الخَمیسِ،فَیُغفَرُ لِکُلِّ عَبدٍ لا یُشرِکُ بِاللّهِ شَیئاً إلّارَجُلاً کانَت بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَحناءُ،فَیُقالُ:أنظِروا هذَینِ (2)حَتّی یَصطَلِحا،أنظِروا هذَینِ حَتّی یَصطَلِحا،أنظِروا هذَینِ حَتّی یَصطَلِحا. (3)
الکتاب
«إِنَّما یُرِیدُ الشَّیْطانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِی الْخَمْرِ وَ الْمَیْسِرِ وَ یَصُدَّکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» . (4)
ص:35
الحدیث
40.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ الشَّیطانَ یُغری بَینَ المُؤمِنینَ ما لَم یَرجِع أحَدُهُم عَن دینِهِ،فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ استَلقی عَلی قَفاهُ وتَمَدَّدَ،ثُمَّ قالَ:فُزتُ.فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً ألَّفَ بَینَ وَلِیَّینِ لَنا،یا مَعشَرَ المُؤمِنینَ، تَأَ لَّفوا وتَعاطَفوا. (1)
41.حلیة الأولیاء: الحسن قال:جاءَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أهلِ الصُّفَّةِ فَقالَ:کَیفَ أصبَحتُم؟قالوا:بِخَیرٍ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنتُمُ الیَومَ خَیرٌ،وإذا غُدِیَ عَلی أحَدِکُم بِجَفنَةٍ (2)وریحَ بِاُخری،وسَتَرَ أحَدُکُم بَیتَهُ کَما تُستَرُ الکَعبَةُ.فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،نُصیبُ ذلِکَ ونَحنُ عَلی دینِنا؟قالَ:نَعَم.قالوا:فَنَحنُ یَومَئِذٍ خَیرٌ؛نَتَصَدَّقُ ونُعتِقُ.
ص:36
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا،بَل أنتُمُ الیَومَ خَیرٌ؛إنَّکُم إذا أصَبتُموها تَحاسَدتُم وتَقاطَعتُم وتَباغَضتُم. (1)
42.الإمام علیّ علیه السلام: لا تُکثِرَنَّ العِتابَ؛فَإِنَّهُ یُورِثُ الضَّغینَةَ،ویَجُرُّ إلَی البَغیضَةِ،وکَثرَتُهُ مِن سوءِ الأَدَبِ. (2)
43.عنه علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:المِزاحُ یورِثُ الضَّغائِنَ. (3)
44.عنه علیه السلام: أوَّلُ القَطیعَةِ السَّجا (4). (5)
45.عنه علیه السلام: التَّجَنّی (6)رَسولُ القَطیعَةِ. (7)
46.الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مَکسَبَةٌ لِلبَغضاءِ:النِّفاقُ،وَالظُّلمُ، وَالعُجبُ. (8)
ص:37
ص:38
الکتاب
«وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً» . (1)
«وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْکَ مَحَبَّةً مِنِّی وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی» . (2)
الحدیث
47.الإمام علیٌّ علیه السلام -لِیَهودِیٍّ قالَ لَهُ:فَلَقَد ألقَی اللّهُ عَزَّوجَلَّ عَلی موسَی بنِ عِمرانَ مَحَبَّةً مِنهُ-:لَقَد کانَ کَذلِکَ،ولَقَد اعطِیَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله ما هُوَ أفضَلُ مِن هذا،لَقَد ألقَی اللّهُ عَزَّوجَلَّ عَلَیهِ مَحَبَّةً مِنهُ،فَمَن هذَا الَّذی یُشرِکُهُ فی هذَا الاسمِ إذ تَمَّ مِنَ اللّهِ عَزَّوجَلَّ بِهِ الشَّهادَةُ،فَلا تَتِمُّ الشَّهادَةُ إلّاأن یُقالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،
ص:39
وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»!؟یُنادی بِهِ عَلَی المَنابِرِ،فَلا یُرفَعُ صَوتٌ بِذِکرِ اللّهِ إلّارُفِعَ بِذِکرِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مَعَهُ. (1)
48.الإمام الصادق علیه السلام -لِلَّذینَ یَنتَظِرونَ ظُهورَ القائمِ علیه السلام-:أما تُحِبّونَ أن یُظهِرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالَی الحَقَّ وَالعَدلَ فِی البِلادِ،ویَجمَعَ اللّهُ الکَلِمَةَ،ویُؤَلِّفَ اللّهُ بَینَ قُلوبٍ مُختَلِفَةٍ؟! (2)
49.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الأَرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ، وما تَناکَرَ مِنهَا اختَلَفَ. (3)
50.الإمام علیّ علیه السلام: النُّفوسُ أشکالٌ،فَما تَشاکَلَ مِنهَا اتَّفَقَ،وَالنّاسُ
ص:40
إلی أشکالِهِم أمیَلُ. (1)
51.عنه علیه السلام: إنَّ النُّفوسَ إذا تَناسَبَتِ ایتَلَفَت. (2)
52.عنه علیه السلام: العاقِلُ یَألَفُ مِثلَهُ. (3)
53.عنه علیه السلام: لا یُوادُّ الأَشرارَ إلّاأشباهُهُم. (4)
54.الأمالی للطوسی عن سدیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنّی لَأَلقَی الرَّجُلَ لَم أرَهُ ولَم یَرَنی فیما مَضی قَبلَ یَومِهِ ذلِکَ فَاُحِبُّهُ حُبّاً شَدیداً،فَإِذا کَلَّمتُهُ وَجَدتُهُ لی عَلی مِثلِ ما أنَا عَلَیهِ لَهُ،ویُخبِرُنی أنَّهُ یَجِدُ لی مِثلَ الَّذی أجِدُ لَهُ ! فَقالَ:صَدَقتَ یا سَدیرُ،إنَّ ائتِلافَ (5)قُلوبِ الأَبرارِ إذَا التَقَوا وإن لَم یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم کَسُرعَةِ اختِلاطِ قَطرِ السَّماءِ عَلی مِیاهِ الأَنهارِ،وإنَّ بُعدَ ائتِلافِ قُلوبِ الفُجّارِ إذَا التَقَوا وإن أظهَرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم کَبُعدِ البَهائِمِ مِنَ التَّعاطُفِ وإن طالَ اعتِلافُها عَلی مِذوَدٍ (6)واحِدٍ. (7)
55.الإمام الصادق علیه السلام -لِعُمَرَ بنِ یَزید-:لِکُلِّ شَیءٍ شَیءٌ یَستَریحُ إلَیهِ،وإنَّ المُؤمِنَ یَستَریحُ إلی أخیهِ المُؤمِنِ کَما یَستَریحُ الطّائِرُ إلی
ص:41
شَکلِهِ،أوَما رَأَیتَ ذاکَ؟ (1)
الکتاب
«إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا». 2
الحدیث
56.الإمام علیّ علیه السلام: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی: «سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» ؟قالَ:یا عَلِیُّ،المَحَبَّةُ عِندَ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وفی قُلوبِ المُؤمِنینَ.یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أعطَی المُؤمِنینَ ثَلاثَةً:المِقَةَ،وَالمَحَبَّةَ،وَالمَهابَةَ فی صُدورِ المُؤمِنینَ. (2)
57.سنن ابن ماجة عن أبی ذرّ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله: قُلتُ لَهُ:الرَّجُلُ یَعمَلُ العَمَلَ للّهِ ِ فَیُحِبُّهُ النّاسُ عَلَیهِ؟! قالَ:ذلِکَ عاجِلُ بُشرَی المُؤمِنِ. (3)
ص:42
58.الإمام علیّ علیه السلام: مَن حَسُنَت نِیَّتُهُ کَثُرَت مَثوبَتُهُ،وطابَت عیشَتُهُ، وَوَجَبَت مَوَدَّتُهُ. (1)
59.الإمام علیّ علیه السلام: مَن حَسُنَ ظَنُّهُ بِالنّاسِ حازَ مِنهُمُ المَحَبَّةَ. (2)
60.الإمام علیّ علیه السلام: حُسنُ الخُلُقِ یورِثُ المَحَبَّةَ،ویُؤَکِّدُ المَوَدَّةَ. (3)
61.الإمام علیّ علیه السلام: حُسنُ الصُّحبَةِ یَزیدُ فی مَحَبَّةِ القُلوبِ. (4)
ص:43
62.عنه علیه السلام: مَن أحسَنَ المُصاحَبَةَ کَثُرَ أصحابُهُ. (1)
67.الإمام علیّ علیه السلام: بِالتَّوَدُّدِ تَتَأَکَّدُ المَحَبَّةُ. (1)
68.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ أعرابِیًّا مِن بَنی تَمیمٍ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:
أوصِنی.فَکانَ مِمّا أوصاهُ:تَحَبَّب إلَی النّاسِ یُحِبّوکَ. (2)
69.الإمام علیّ علیه السلام: ثَمَرَةُ التَّواضُعِ المَحَبَّةُ. (3)
74.الإمام علیّ علیه السلام: یَکتَسِبُ الصّادِقُ بِصِدقِهِ ثَلاثاً:حُسنَ الثِّقَةِ بِهِ، وَالمَحَبَّةَ لَهُ،وَالمَهابَةَ عَنهُ. (1)
75.الإمام علیّ علیه السلام: مَن لانَت عَریکَتُهُ وَجَبَت مَحَبَّتُهُ. (2)
76.الإمام علیّ علیه السلام: الکَریمُ عِندَ اللّهِ مَحبورٌ مُثابٌ،وعِندَ النّاسِ مَحبوبٌ مُهابٌ. (3)
77.الإمام الرضا علیه السلام: مِن عَلاماتِ الفِقهِ الحِلمُ،وَالعِلمُ،وَالصَّمتُ.إنَّ الصَّمتَ بابٌ مِن أبوابِ الحِکمَةِ.إنَّ الصَّمتَ یَکسبُ المَحَبَّةَ.إنَّهُ دَلیلٌ عَلی کُلِّ خَیرٍ. (4)
ص:46
78.الإمام علیّ علیه السلام: السَّخاءُ یَکسِبُ المَحَبَّةَ،ویُزَیِّنُ الأَخلاقَ. (1)
79.عنه علیه السلام: السَّخاءُ یَزرَعُ المَحَبَّةَ. (2)
80.الإمام الصادق علیه السلام: مَن کَرَّهَ اللّهُ إلَیهِ الشَّرَّ...رَزَقَهُ اللّهُ مَوَدَّةَ النّاسِ ومُجامَلَتَهُم،وتَرَکَ مُقاطَعَةَ النّاسِ وَالخُصوماتِ،ولَم یَکُن مِنها ولا مِن أهلِها فی شَیءٍ. (3)
83.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما أقبَلَ عَبدٌ بِقَلبِهِ إلَی اللّهِ إلّاجَعَلَ اللّهُ قُلوبَ المُؤمِنینَ تَفِدُ إلَیهِ بِالوُدِّ وَالرَّحمَةِ،وکانَ اللّهُ بِکُلِّ خَیرٍ إلَیهِ أسرَعَ. (1)
84.الإمام الصادق علیه السلام: إنّی لَاُحِبُّ لِلرَّجُلِ المُؤمِنِ مِنکُم إذا قامَ فی صَلاتِهِ أن یُقبِلَ بِقَلبِهِ إلَی اللّهِ تَعالی،ولا یَشغَلَهُ بِأَمرِ الدُّنیا؛فَلَیسَ مِن مُؤمِنٍ یُقبِلُ بِقَلبِهِ فی صَلاتِهِ إلَی اللّهِ إلّاأقبَلَ اللّهُ إلَیهِ بِوَجهِهِ، وأقبَلَ بِقُلوبِ المُؤمِنینَ إلَیهِ بِالمَحَبَّةِ لَهُ بَعدَ حُبِّ اللّهِ إیّاهُ. (2)
الکتاب
«وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّیِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ
ص:48
وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ» . (1)
الحدیث
85.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: جُبِلَتِ القُلوبُ عَلی حُبِّ مَن أحسَنَ إلَیها،وبُغضِ مَن أساءَ إلَیها. (2)
86.الإمام علیّ علیه السلام: مَن کَثُرَ إحسانُهُ أحَبَّهُ إخوانُهُ. (3)
87.عیسی علیه السلام: کَیفَ یَستَکمِلُ حُبَّ خَلیلِهِ مَن لا یَبذِلُ لَهُ بَعضَ ما عِندَهُ؟! (4)
88.الإمام علیّ علیه السلام: مَن بَذَلَ النَّوالَ (5)قَبلَ السُّؤالِ فَهُوَ الکَریمُ المَحبوبُ. (6)
89.الأمالی للطوسی عن صفوان الجمّال: دَخَلَ المُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ عَلی أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام یُوَدِّعُهُ-وقَد أرادَ سَفَراً-.فَلَمّا وَدَّعَهُ قالَ:
ص:49
یا مُعَلّی،اِعزِز بِاللّهِ یُعزِزکَ.قالَ:بِماذا یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟قالَ:
یا مُعَلّی،خَفِ اللّهَ تَعالی یَخَف مِنکَ کُلُّ شَیءٍ.یا مُعَلّی،تَحَبَّب إلی إخوانِکَ بِصِلَتِهِم؛فَإِنَّ اللّهَ جَعَلَ العَطاءَ مَحَبَّةً وَالمَنعَ مَبغَضَةً،فَأَنتُم وَاللّهِ إن تَسأَلونی واُعطِیَکُم فَتُحِبّونی أحَبُّ إلَیَّ مِن ألّا تَسأَلونی فَلا اعطِیَکُم فَتُبغِضونی.ومَهما أجرَی اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَکُم مِن شَیءٍ عَلی یَدی فَالمَحمودُ اللّهُ تَعالی،ولا تَبعُدونَ مِن شُکرِ ما أجرَی اللّهُ لَکُم عَلی یَدی. (1)
90.الإمام علیّ علیه السلام: تَحَبَّب إلَی النّاسِ بِالزُّهدِ فی ما أیدیهِم تَفُز بِالمَحَبَّةِ مِنهُم. (2)
93.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الزِّیارَةُ تُنبِتُ المَوَدَّةَ. (1)
94.الإمام علیّ علیه السلام: صِلَةُ الرَّحِمِ توجِبُ المَحَبَّةَ. (2)
95.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَدخُلونَ الجَنَّةَ حَتّی تُؤمِنوا،ولا تُؤمِنوا حَتّی تَحابّوا.أوَلا أدُلُّکُم عَلی شَیءٍ إذا فَعَلتُموهُ تَحابَبتُم؟أفشُوا السَّلامَ بَینَکُم. (3)
96.الإمام علیّ علیه السلام: عَوِّد لِسانَکَ لینَ الکَلامِ وبَذلَ السَّلامِ یَکثُر
ص:51
مُحِبّوکَ،ویَقِلُّ مُبغِضوکَ. (1)
97.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الهَدِیَّةُ تورِثُ المَوَدَّةَ،وتُجَدِّدُ الاُخُوَّةَ،وتُذهِبُ الضَّغینَةَ. (2)
100.الإمام علیّ علیه السلام: لا تُعاتِبِ الجاهِلَ فَیَمقُتَکَ،وعاتِبِ العاقِلَ یُحبِبکَ. (1)
101.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:مَن سَجَدَ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ فَقالَ فی سُجودِهِ:«رَبِّ لَکَ سَجَدتُ خاضِعاً خاشِعاً ذَلیلاً»،یَقولُ اللّهُ تَعالی:مَلائِکَتی،وعِزَّتی وجَلالی لَأَجعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ فی قُلوبِ عِبادِیَ المُؤمِنینَ،وهَیبَتَهُ فی قُلوبِ المُنافِقینَ. (2)
102.الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ اقذِف فی قُلوبِ عِبادِکَ مَحَبَّتی...
ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،أحِبَّنی وحَبِّبنی،وحَبِّب إلَیَّ ما تُحِبُّ مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ؛حَتّی أدخُلَ فیهِ بِلَذَّةٍ. (3)
103.من لا یحضره الفقیه: کانَ فی وَصِیَّةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام:
یا عَلِیُّ،إذا أرَدتَ مَدینَةً أو قَریَةً فَقُل حینَ تُعایِنُها:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ خَیرَها،وأعوذُ بِکَ مِن شَرِّها،اللّهُمَّ حَبِّبنا إلی أهلِها، وحَبِّب صالِحی أهلِها إلَینا. (4)
ص:53
الکتاب
«اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» . (1)
الحدیث
104.الإمام علیّ علیه السلام: الإِخوانُ فِی اللّهِ تَعالی تَدومُ مَوَدَّتُهُم؛لِدَوامِ سَبَبِها. (2)
105.عنه علیه السلام: وُدُّ أبناءِ الدُّنیا یَنقَطِعُ؛لِانقِطاعِ أسبابِهِ.وُدُّ أبناءِ الآخِرَةِ یَدومُ؛لِدَوامِ سَبَبِهِ. (3)
106.عنه علیه السلام: حُسنُ العِشرَةِ یَستَدیمُ المَوَدَّةَ. (4)
107.عنه علیه السلام: ألِن کَنَفَکَ؛فَإِنَّ مَن یُلِن کَنَفَهُ یَستَدِم مِن قَومِهِ المَحَبَّةَ. (5)
108.عنه علیه السلام: تَحتاجُ الإِخوَةُ فیما بَینَهُم إلی ثَلاثَةِ أشیاءَ،فَإِنِ استَعمَلوها وإلّا تَبایَنوا وتَباغَضوا،وهِیَ:التَّناصُفُ،وَالتَّراحُمُ، ونَفیُ الحَسَدِ. (6)
ص:54
109.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ تُخلِصُ المَوَدَّةَ:إهداءُ العَیبِ،وحِفظُ الغَیبِ، وَالمَعونَةُ فِی الشِّدَّةِ. (1)
110.عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ یُصفینَ لَکَ وُدَّ أخیکَ:تُسَلِّمُ عَلَیهِ إذا لَقیتَهُ،وتُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ،وتَدعوهُ بِأَحَبِّ أسمائِهِ إلَیهِ. (2)
111.عنه صلی الله علیه و آله: ما یُصفی لَکَ وُدَّ أخیکَ المُسلِمِ أن تَکونَ لَهُ فی غَیبَتِهِ أفضَلَ مِمّا تَکونُ لَهُ فی مَحضَرِهِ. (3)
112.الإمام علیّ علیه السلام: لا تَصفُو الخُلَّةُ مَعَ غَیرِ أدیبٍ. (4)
113.الإمام الصادق علیه السلام: إن أرَدتَ أن یَصفُوَ لَکَ وُدُّ أخیکَ فَلا تُمازِحَنَّهُ، ولا تُمارِیَنَّهُ،ولا تُباهِیَنَّهُ،ولا تُشارَنَّهُ. (5)
ص:55
114.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ أحسَنَ ما یَألَفُ بِهِ النّاسُ قُلوبَ أوِدّائِهِم ونَفَوا بِهِ الضِّغنَ عَن قُلوبِ أعدائِهِم حُسنُ البِشرِ عِندَ لِقائِهِم،وَالتَّفَقُّدُ فی غَیبَتِهِم،وَالبَشاشَةُ بِهِم عِندَ حُضورِهِم. (1)
115.عنه علیه السلام: ثَلاثٌ یوجِبنَ المَحَبَّةَ:حُسنُ الخُلُقِ،وحُسنُ الرِّفقِ، وَالتَّواضُعُ. (2)
116.الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ تورِثُ المَحَبَّةَ:الدّینُ،وَالتَّواضُعُ، وَالبَذلُ. (3)
ص:56
117.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّما أنتُم إخوانٌ عَلی دینِ اللّهِ،ما فَرَّقَ بَینَکُم إلّا خُبثُ السَّرائِرِ وسوءُ الضَّمائِرِ،فَلا تَوازَرونَ،ولا تَناصَحونَ، ولا تَباذَلونَ،ولا تَوادّونَ. (1)
120.الإمام علیّ علیه السلام: مَن تَتَبَّعَ خَفِیّاتِ العُیوبِ حَرَمَهُ اللّهُ مَوَدّاتِ القُلوبِ. (1)
121.الإمام الصادق علیه السلام: مَن لَم یُؤاخِ إلّامَن لا عَیبَ فیهِ قَلَّ صَدیقُهُ. (2)
127.الإمام علیّ علیه السلام: زِیادَةُ الشُّحِّ تَشینُ الفُتُوَّةَ،و تُفسِدُ الاُخُوَّةَ. (1)
128.الإمام علیّ علیه السلام: العُسرُ یَشینُ الأَخلاقَ،و یوحِشُ الرِّفاقَ. (2)
129.الإمام علیّ علیه السلام: المَلَلُ یُفسِدُ الاُخُوَّةَ. (3)
130.عنه علیه السلام: قَلَّما تَنجَحُ حیلَةُ العَجولِ،أو تَدومُ مَوَدَّةُ المَلولِ. (4)
131.الإمام الصادق علیه السلام: لا تُشاوِر أحمَقَ،و لا تَستَعِن بِکَذّابٍ، و لا تَثِق بِمَوَدَّةِ مَلولٍ؛فَإِنَّ...المَلولَ أوثَقَ ما کُنتَ بِهِ خَذَلَکَ، و أوصَلَ ما کُنتَ لَهُ قَطَعَکَ. (5)
134.الإمام علیّ علیه السلام: لا تَطلُبَنَّ الإِخاءَ عِندَ أهلِ الجَفاءِ،وَ اطلُبهُ عِندَ أهلِ الحِفاظِ وَالوَفاءِ. (1)
140.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَ الَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ،ما تَوادَّ اثنانِ فَفُرِّقَ بَینَهُما إلّابِذَنبٍ یُحدِثُهُ أحَدُهُما. (1)
146.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أحبَبتَ رَجُلاً فَلا تُمارِهِ،و لا تُجارِهِ، و لا تُشارِهِ،و لا تَسأَل عَنهُ؛فَعَسی أن تُوافِقَ لَهُ عَدُوّاً فَیُخبِرَکَ بِما لَیسَ فیهِ،فَیُفَرِّقَ ما بَینَکَ و بَینَهُ. (1)
147.الإمام علیّ علیه السلام: إیّاکَ وَ العُجبَ و سوءَ الخُلُقِ و قِلَّةَ الصَّبرِ؛فَإِنَّهُ لا یَستَقیمُ لَکَ عَلی هذِهِ الخِصالِ الثَّلاثِ صاحِبٌ،و لا یَزالُ لَکَ عَلَیها مِنَ النّاسِ مُجانِبٌ. (2)
148.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ الرَّجُلُ لِأَخیهِ:اُفٍّ،اِنقَطَعَ ما بَینَهُما مِنَ الوِلایَةِ،و إذا قالَ:أنتَ عَدُوّی،کَفَرَ أحَدُهُما،فَإِذَا اتَّهَمَهُ انماثَ الإِیمانُ فی قَلبِهِ کَما یَنماثُ المِلحُ فِی الماءِ. (3)
ص:62
149.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الرَّجُلُ علی دینِ خَلیلِهِ،فَلیَنظُر أحَدُکُم مَن یُخالِلُ. (1)
150.الإمام علیّ علیه السلام: مُجالَسَةُ الأَشرارِ تورِثُ سوءَ الظَّنِّ بِالأَخیارِ، و مُجالَسَةُ الأَخیارِ تُلحِقُ الأَشرارَ بِالأَخیارِ،و مُجالَسَةُ الفُجّارِ لِلأَبرارِ تُلحِقُ الفُجّارَ بِالأَبرارِ،فَمَنِ اشتَبَهَ عَلَیکُم أمرُهُ
ص:63
و لَم تَعرِفوا دینَهُ فَانظُروا إلی خُلَطائِهِ؛فَإِن کانوا أهلَ دینِ اللّهِ فَهُوَ عَلی دینِ اللّهِ،و إن کانوا عَلی غَیرِ دینِ اللّهِ فَلا حَظَّ لَهُ مِن دینِ اللّهِ. (1)
151.عنه علیه السلام: خَلیلُ المَرءِ دَلیلُ عَقلِهِ. (2)
152.کنزالفوائد: رُوِیَ أنَّ سُلَیمانَ علیه السلام قالَ:لا تَحکُموا عَلی رَجُلٍ بِشَیءٍ حَتّی تَنظُروا مَن یُصاحِبُ؛فَإِنَّما یُعرَفُ الرَّجُلُ بِأَشکالِهِ و أقرانِهِ،و یُنسَبُ إلی أصحابِهِ وإخوانِهِ. (3)
155.عنه علیه السلام: مَن لَم یُقَدِّم فِی اتِّخاذِ الإِخوانِ الاِعتِبارَ دَفَعَهُ الاِغتِرارُ إلی صُحبَةِ الفُجّارِ. (1)
156.عنه علیه السلام: الطُّمَأنینَةُ إلی کُلِّ أحَدٍ قَبلَ الاِختِبارِ لَهُ عَجزٌ. (2)
157.الإمام الجواد علیه السلام: مَنِ انقادَ إلَی الطُمَأنینَةِ قَبلَ الخُبرَةِ فَقَد عَرَّضَ نَفسَهُ لِلهَلَکَةِ،ولِلعاقِبَةِ المُتعِبَةِ. (3)
158.الإمام علیّ علیه السلام: عِندَ زَوالِ القُدرَةِ یَتَبَیَّنُ الصَّدیقُ مِنَ العَدُوِّ. (4)
159.عنه علیه السلام: فِی الشِّدَّةِ یُختَبَرُ الصَّدیقُ. (5)
160.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَسِمِ الرَّجُلَ صَدیقاً-سِمَةَ مَعرِفَةٍ-حَتّی تَختَبِرَهُ بِثَلاثٍ:تُغضِبَهُ فَتَنظُرَ غَضَبُهُ یُخرِجُهُ مِنَ الحَقِّ إلَی الباطِلِ،و عِندَ الدّینارِ و الدِّرهَمِ،و حَتّی تُسافِرَ مَعَهُ. (6)
ص:65
161.عنه علیه السلام: مَن غَضِبَ عَلَیکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ فَلَم یَقُل فیکَ سوءاً فَاتَّخِذهُ لَکَ خِلّاً. (1)
162.عنه علیه السلام: إذا کانَ لَکَ صَدیقٌ فَوُلِّیَ وِلایَةً فَأَصَبتَهُ عَلَی العُشرِ مِمّا کانَ لَکَ عَلَیهِ قَبلَ وِلایَتِهِ فَلَیسَ بِصَدیقِ سوءٍ. (2)
163.عنه علیه السلام: یُمتَحَنُ الصَّدیقُ بِثَلاثِ خِصالٍ،فَإِن کانَ مُؤاتِیاً فیها فَهُوَ الصَّدیقُ المُصافی،و إلّاکانَ صَدیقَ رَخاءٍ لا صَدیقَ شِدَّةٍ:
تَبتَغی مِنهُ مالاً،أو تَأمَنُهُ عَلی مالٍ،أو تُشارِکُهُ فِی مَکروهٍ. (3)
164.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أقَلُّ ما یَکونُ فی آخِرِ الزَّمانِ أخٌ یوثَقُ بِهِ،أو دِرهَمٌ مِن حَلالٍ. (4)
165.الإمام علیّ علیه السلام: ما أکثَرَ الإِخوانَ عِندَ الجِفانِ،وأقَلَّهُم عِندَ
ص:66
حادِثاتِ الزَّمانِ! (1)
166.عنه علیه السلام: أبعَدُ النّاسِ سَفَراً مَن کانَ سَفَرُهُ فِی ابتِغاءِ أخٍ صالِحٍ. (2)
167.الإمام علیّ علیه السلام: أصدِقاؤُکَ ثَلاثَةٌ،وأعداؤُکَ ثَلاثَةٌ؛فَأَصدِقاؤُکَ:
صَدیقُکَ،وصَدیقُ صَدیقِکَ،وعَدُوُّ عَدُوِّکَ.وأعداؤُکَ عَدُوُّکَ، وعَدُوُّ صَدیقِکَ،وصَدیقُ عَدُوِّکَ. (3)
168.تحف العقول: قالَ [الإِمامُ الحُسَینُ ] علیه السلام:الإِخوانُ أربَعَةٌ:فَأَخٌ لَکَ ولَهُ،وأخٌ لَکَ،وأخٌ عَلَیکَ،وأخٌ لا لَکَ ولا لَهُ.
فَسُئِلَ عَن مَعنی ذلِکَ فَقالَ علیه السلام:الأَخُ الَّذی هُوَ لَکَ ولَهُ:فَهُوَ الأَخُ الَّذی یَطلُبُ بِإِخائِهِ بَقاءَ الإِخاءِ،ولا یَطلُبُ بِإِخائِهِ مَوتَ الإِخاءِ،فَهذا لَکَ ولَهُ؛لِأَنَّهُ إذا تَمَّ الإِخاءُ طابَت حَیاتُهُما جَمیعاً، وإذا دَخَلَ الإِخاءُ فی حالِ التَّناقُضِ بَطَلَ جَمیعاً.
وَالأَخُ الَّذی هُوَ لَکَ:فَهُوَ الأَخُ الَّذی قَد خَرَجَ بِنَفسِهِ عَن حالِ الطَّمَعِ إلی حالِ الرَّغبَةِ،فَلَم یَطمَع فِی الدُّنیا إذا رَغِبَ فِی
ص:67
الإِخاءِ،فَهذا موفِرٌ عَلَیکَ بِکُلِّیَّتِهِ.
وَالأَخُ الَّذی هُوَ عَلَیکَ:فَهُوَ الأَخُ الَّذی یَتَرَبَّصُ بِکَ الدَّوائِرَ (1)، ویُغشِی السَّرائِرَ،ویَکذِبُ عَلَیکَ بَینَ العَشائِرِ،ویَنظُرُ فی وَجهِکَ نَظَرَ الحاسِدِ،فَعَلَیهِ لَعنَةُ الواحِدِ.
وَالأَخُ الَّذی لا لَکَ ولا لَهُ:فَهُوَ الَّذی قَد مَلَأَهُ اللّهُ حُمقاً فَأَبعَدَهُ سُحقاً،فَتَراهُ یُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَیکَ،ویَطلُبُ شُحّاً ما لَدَیکَ. (2)
169.الإمام الباقر علیه السلام: قامَ رَجُلٌ بِالبَصرَةِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنا عَنِ الإِخوانِ؟فَقالَ:الإِخوانُ صِنفانِ:
إخوانُ الثِّقَةِ،وإخوانُ المُکاشَرَةِ. (3)وَالجَناحُ،وَالأَهلُ،وَالمالُ.
فَإِذا کُنتَ مِن أخیکَ عَلی حَدِّ الثِّقَةِ فَابذِل لَهُ مالَکَ وبَدَنَکَ، وصافِ مَن صافاهُ،وعادِ مَن عاداهُ،وَاکتُم سِرَّهُ وعَیبَهُ،وأظهِر مِنهُ الحُسنَ.وَاعلَم أیُّهَا السّائِلُ أنَّهُم أقَلُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ.
وأمّا إخوانُ المُکاشَرَةِ فَإِنَّکَ تُصیبُ لَذَّتَکَ مِنهُم،فَلا تَقطَعَنَّ ذلِکَ مِنهُم،ولا تَطلُبَنَّ ما وَراءَ ذلِکَ مِن ضَمیرِهِم،وَابذِل لَهُم ما بَذَلوا لَکَ مِن طَلاقَةِ الوَجهِ وحَلاوَةِ اللِّسانِ. (4)
ص:68
الکتاب
«قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّی کانَ لِی قَرِینٌ * یَقُولُ أَ إِنَّکَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ * أَ إِذا مِتْنا وَ کُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَدِینُونَ * قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِی سَواءِ الْجَحِیمِ» . (1)
«وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً * یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ کانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً» . (2)
«وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ * قالُوا إِنَّکُمْ کُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْیَمِینِ * قالُوا بَلْ لَمْ تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ * وَ ما کانَ لَنا عَلَیْکُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ کُنْتُمْ قَوْماً طاغِینَ * فَحَقَّ عَلَیْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنّا لَذائِقُونَ * فَأَغْوَیْناکُمْ إِنّا کُنّا غاوِینَ» . (3)
ص:69
الحدیث
170.الکافی عن علیّ بن أسباط عَنهُم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ بِهِ عیسی علیه السلام :یا عیسی،اِعلَم أنَّ صاحِبَ السَّوءِ یُعدی،وقَرینَ السَّوءِ یُردی،وَاعلَم مَن تُقارِنُ،وَاختَر لِنَفسِکَ إخواناً مِنَ المُؤمِنینَ. (1)
171.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوحَشُ الوَحشَةِ قَرینُ السَّوءِ. (2)
172.عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ وصاحِبَ السَّوءِ؛فَإِنَّهُ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ،لا یَنفَعُکَ وُدُّهُ،ولا یَفی لَکَ بِعَهدِهِ. (3)
173.عنه صلی الله علیه و آله: الوَحدَةُ خَیرٌ مَن جَلیسِ السَّوءِ،وَالجَلیسُ الصّالِحُ خَیرٌ مِنَ الوَحدَةِ. (4)
174.الإمام علیّ علیه السلام: ما سَعِدَ مَن شَقِیَ إخوانُهُ. (5)
ص:70
175.لقمان علیه السلام -لِابنِهِ-:مَن یُقارِن قَرینَ السَّوءِ لا یَسلَم. (1)
176.الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ الإِخوانِ مَن تُکُلِّفَ لَهُ. (2)
177.عنه علیه السلام: شَرُّ الإِخوانِ المُواصِلُ عِندَ الرَّخاءِ وَالمُفاصِلُ عِندَ البَلاءِ. (3)
178.عنه علیه السلام: شَرُّ إخوانِکَ الغاشُّ المُداهِنُ. (4)
179.عنه علیه السلام: شَرُّ إخوانِکَ مَن أرضاکَ بِالباطِلِ. (5)
180.عنه علیه السلام: شَرُّ إخوانِکَ مَن أحوَجَکَ إلی مُداراةٍ،وألجَأَکَ إلَی اعتِذارٍ. (6)
181.عنه علیه السلام: شَرُّ إخوانِکَ مَن تَثَبَّطَ عَنِ الخَیرِ وثَبَّطَکَ مَعَهُ. (7)
ص:71
182.عنه علیه السلام: شَرُّ إخوانِکَ وأغَشُّهُم لَکَ مَن أغراکَ بِالعاجِلَةِ،وألهاکَ عَنِ الآجِلَةِ. (1)
183.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَیرُ إخوانِکَ مَن أعانَکَ عَلی طاعَةِ اللّهِ،وصَدَّکَ عَن مَعاصیهِ،وأمَرَکَ بِرِضاهُ. (2)
184.الإمام علیّ علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ مَن کانَت فِی اللّهِ مَوَدَّتُهُ. (3)
185.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ أقَلُّهُم مُصانَعَةً فِی النَّصیحَةِ. (4)
186.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ أنصَحُهُم.وشَرُّهُم أغَشُّهُم. (5)
187.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ مَن إذا فَقَدتَهُ لَم تُحِبَّ البَقاءَ بَعدَهُ. (6)
188.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ مَن لَم یَکُن عَلی إخوانِهِ مُستَقصِیاً. (7)
189.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن دَلَّکَ عَلی هُدیً،وأکسَبَکَ تُقیً،وصَدَّکَ عَنِ اتِّباعِ هَویً. (8)
ص:72
190.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن کَثُرَ إغضابُهُ لَکَ فِی الحَقِّ. (1)
191.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن واساکَ،وخَیرٌ مِنهُ مَن کَفاکَ،وإنِ احتاجَ إلَیکَ أعفاکَ. (2)
192.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن دَعاکَ إلی صِدقِ المَقالِ بِصِدقِ مَقالِهِ، ونَدَبَکَ إلی أفضَلِ الأَعمالِ بِحُسنِ أعمالِهِ. (3)
193.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ أعوَنُهُم عَلَی الخَیرِ،وأعمَلُهُم بِالبِرِّ، وأرفَقُهُم بِالمُصاحِبِ. (4)
194.الإمام العسکریّ علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن نَسِیَ ذَنبَکَ،وذَکَرَ إحسانَکَ إلَیهِ. (5)
195.الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکونُ الصَّدیقُ صَدیقاً حَتّی یَحفَظَ أخاهُ فی ثَلاثٍ:فی نَکبَتِهِ،وغَیبَتِهِ،ووَفاتِهِ. (6)
ص:73
196.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ الصَّدوقُ مَن نَصَحَکَ فی عَیبِکَ،وحَفِظَکَ فی غَیبِکَ،وآثَرَکَ عَلی نَفسِهِ. (1)
197.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ مَن کانَ ناهِیاً عَنِ الظُّلمِ وَالعُدوانِ،مُعیناً عَلَی البِرِّ وَالإِحسانِ. (2)
198.عنه علیه السلام: إنَّ أخاکَ حَقّاً مَن غَفَرَ زَلَّتَکَ،وسَدَّ خَلَّتَکَ،وقَبِلَ عُذرَکَ، وسَتَرَ عَورَتَکَ،ونَفی وَجَلَکَ،وحَقَّقَ أمَلَکَ. (3)
199.کنزالفوائد: رُوِیَ أنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیهما السلام کانَ یَتَمَثَّلُ کَثیراً بِهذَینِ البَیتَینِ:
أخوکَ الَّذی لَو جِئتَ بِالسَّیفِ عامِداً
200.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ لی فیما مَضی أخٌ فِی اللّهِ،وکانَ یُعظِمُهُ فی عَینی صِغَرُ الدُّنیا فی عَینِهِ.وکانَ خارِجاً مِن سُلطانِ بَطنِهِ؛ فَلا یَشتَهی ما لا یَجِدُ،ولا یُکثِرُ إذا وَجَدَ.وکانَ أکثَرَ دَهرِهِ
ص:74
صامِتاً،فَإِن قالَ بَذَّ (1)القائِلینَ،ونَقَعَ غَلیلَ (2)السّائِلینَ.
وکانَ ضَعیفاً مُستَضعَفاً،فَإِن جاءَ الجِدُّ فَهُوَ لَیثُ غابٍ (3)، وصِلُّ (4)وادٍ،لا یُدلی بِحُجِّةٍ حَتّی یَأتِیَ قاضِیاً.وکانَ لا یَلومُ أحَداً عَلی ما یَجِدُ العُذرَ فی مِثلِهِ حَتّی یَسمَعَ اعتِذارَهُ.وکانَ لا یَشکو وَجَعاً إلّاعِندَ بُرئِهِ.وکانَ یَقولُ ما یَفعَلُ،ولا یَقولُ ما لا یَفعَلُ.وکانَ إذا غُلِبَ عَلَی الکَلامِ لَم یُغلَب عَلَی السُّکوتِ.
وکانَ عَلی ما یَسمَعُ أحرَصَ مِنهُ عَلی أن یَتَکَلَّمَ. (5)الهَوی؛ فَیُخالِفُهُ.
فَعَلَیکُم بِهذِهِ الخَلائِقِ فَالزَموها،وتَنافَسوا فیها،فَإِن لَم تَستَطیعوها فَاعلَموا أنَّ أخذَ القَلیلِ خَیرٌ مِن تَرکِ الکَثیرِ. (6)
ص:75
ص:76
201.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا آخَی الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلیَسأَلهُ عَنِ اسمِهِ وَ اسمِ أبیهِ و مِمَّن هُوَ؛فَإِنَّهُ أوصَلُ لِلمَوَدَّةِ. (1)
202.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُعلِمهُ؛فَإِنَّهُ یَجِدُ لَهُ مِثلَ الَّذی عِندَهُ. (2)
ص:77
203.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فِی اللّهِ فَلیُعلِمهُ؛فَإِنَّهُ أبقی فِی الاُلفَةِ،و أثبَتُ فِی المَوَدَّةِ. (1)
204.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أحبَبتَ أحَداً مِن إخوانِکَ فَأَعلِمهُ ذلِکَ؛ فَإِنَّ إبراهیمَ علیه السلام قالَ: «رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی» 2 . (2)
205.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ یُحِبُّ المُلازَمَةَ عَلَی الإِخاءِ القَدیمَةِ،فَداوِموا عَلَیها. (3)
206.الإمام علیّ علیه السلام: خَیرُ کُلِّ شَیءٍ جَدیدُهُ،و خَیرُ الإِخوانِ أقدَمُهُم. (4)
207.الإمام الصادق علیه السلام: مَوَدَّةُ یَومٍ صِلَةٌ،و مَوَدَّةُ شَهرٍ قَرابَةٌ،و مَوَدَّةُ سَنَةٍ رَحِمٌ ثابِتَةٌ،مَن قَطَعَها قَطَعَهُ اللّهُ. (5)
208.الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،
ص:78
أوصِنی.فَکانَ فیما أوصاهُ أن قالَ:اِلقَ أخاکَ بِوَجهٍ مُنبَسِطٍ. (1)
209.الکافی عن ابن محبوب عَن بَعضِ أصحابِهِ عَن أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام:
قُلتُ لَهُ:ما حَدُّ حُسنِ الخُلُقِ؟قالَ:تُلینُ جَناحَکَ،و تُطیبُ کَلامَکَ،و تَلقی أخاکَ بِبِشرٍ حَسَنٍ. (2)
210.الإمام الرضا علیه السلام -حینَ سُئِلَ مَا العَقلُ-:التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ،و مُداهَنَةُ الأَعداءِ،و مُداراةُ الأَصدِقاءِ. (3)
211.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ لایَنظُرُ اللّهُ إلَیهِم یَومَ القِیامَةِ ولایُزَکّیهِم ولَهُم عَذابٌ ألیمٌ:المُرخی ذَیلَهُ مِنَ العَظَمَةِ،وَ المُزَکّی سِلعَتَهُ بِالکَذِبِ، و رَجُلٌ استَقبَلَکَ بِوُدِّ صَدرِهِ فَیُواری (وقَلبُهُ) مُمتَلِئٌ غِشّاً. (4)
ص:79
212.عنه صلی الله علیه و آله: إذا ظَهَرَ العِلمُ وَ احتُرِزَ العَمَلُ،وَ ائتَلَفَتِ الأَلسُنُ وَ اختَلَفَتِ القُلوبُ،وتَقاطَعَتِ الأَرحامُ،هُنالِکَ «لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ» 1 . (1)
213.الإمام علیّ علیه السلام: رُبَّ مُتَوَدِّدٍ مُتَصَنِّعٍ. (2)
218.عنه علیه السلام: لا یَطمَعَنَّ ذُو الکِبرِ فِی الثَّناءِ الحَسَنِ،و لَاالخَبُّ (1)فی کَثرَةِ الصَّدیقِ. (2)
223.کنز العمّال عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقرَأُ،زَمزَمَ فی قِراءَتِهِ،فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،لِمَ لا تَرفَعُ صَوتَکَ بِالقُرآنِ؟ قالَ:أکرَهُ أن اوذِیَ رَفیقی و أهلَ بَیتی. (1)
224.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کونوا عِبادَ اللّهِ إخواناً،المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛ لا یَظلِمُهُ،و لا یَخذُلُهُ،ولا یُحَقِّرُهُ. (2)
225.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أحبِب-وقالَ بَعضُهُم:حِبَّ-حَبیبَکَ هَوناً ما عَسی أن یَکونَ بَغیضَکَ یَوماً ما،و أبغِض بَغیضَکَ هَوناً ما عَسی أن یَکونَ حَبیبَکَ یَوماً ما. (3)
ص:82
226.الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکُن حُبُّکَ کَلَفاً،و لا بُغضُکَ تَلَفاً؛أحبِب حَبیبَکَ هَوناً ما،وأبغِض بَغیَضکَ هَوناً ما. (1)
227.الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،و لا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ. (2)
228.الإمام علیّ علیه السلام: ابذِل لِصَدیقِکَ کُلَّ المَوَدَّةِ،و لا تَبذِل لَهُ کُلَّ الطُّمَأنینَةِ،و أعطِهِ کُلَّ المُؤاساةِ،ولا تُفضِ إلَیهِ بِکُلِّ الأَسرارِ؛ توفِی الحِکمَةَ حَقَّها،وَالصَّدیقَ واجِبَهُ. (3)
231.الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ مِنَ الإِنصافِ مُطالَبَةُ الإِخوانِ بِالإِنصافِ. (1)
232.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا آخی أحَدُکُم أخاً فِی اللّهِ فَلا یُخادَّهُ (2)، ولا یُدارَّهُ،ولا یُمازَّهُ؛یَعنی لا یُخالِفهُ. (3)
233.عنه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛لا یَخونُهُ،و لا یَخذُلُهُ،و لا یَعیبُهُ، و لا یَحرِمُهُ،ولا یَغتابُهُ. (4)
234.الإمام علیّ علیه السلام: لا تُنابِذ (5)عَدُوَّکَ،و لا تُقَرِّع (6)صَدیقَکَ،وَ اقبَلِ العُذرَ و إن کانَ کِذباً،ودَعِ الجَوابَ عَن قُدرَةٍ و إن کانَ لَکَ. (7)
ص:84
235.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ الحارِثُ الأَعوَرُ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:
یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أنَا وَاللّهِ احِبُّکَ.فَقالَ لَهُ:یا حارِثُ،أما إذا أحبَبتَنی فَلا تُخاصِمُنی،ولا تُلاعِبُنی،ولا تُجارینی، ولا تُمازِحُنی،ولا تُواضِعُنی،ولا تُرافِعُنی. (1)
ص:85
ص:86
الکتاب
«قُلْ إِنْ کانَ آباؤُکُمْ وَ أَبْناؤُکُمْ وَ إِخْوانُکُمْ وَ أَزْواجُکُمْ وَ عَشِیرَتُکُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ کَسادَها وَ مَساکِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِی سَبِیلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّی یَأْتِیَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ» . (1)
«لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی» . (2)
الحدیث
236.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ،
ص:87
و أهلی أحَبَّ إلَیهِ مِن أهلِهِ،و ذاتی أحَبَّ إلَیهِ مِن ذاتِهِ. (1)
237.عنه صلی الله علیه و آله: أساسُ الإِسلامِ حُبّی و حُبُّ أهلِ بَیتی. (2)
238.الإمام الباقر علیه السلام: حُبُّنا أهلَ البَیتِ نِظامُ الدّینِ. (3)
239.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وُدُّ المُؤمِنِ لِلمُؤمِنِ فِی اللّهِ مِن أعظَمِ شُعَبِ الإِیمانِ. (4)
240.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اغدُ عالِماً،أو مُتَعَلِّماً،أو مُستَمِعاً،أو مُحِبّاً لَهُم، و لا تَکُنِ الخامِسَ فَتَهلِکَ. (5)
ص:88
241.الإمام علیّ علیه السلام: لا عَلَیکَ أن تَصحَبَ ذَا العَقلِ و إن لَم تَحمَد کَرَمَهُ، و لکِنِ انتَفِع بِعَقلِهِ،وَاحتَرِس مِن سَیِّیَ أخلاقِهِ.ولا تَدَعَنَّ صُحبَةَ الکَریمِ وإن لَم تَنتَفِع بِعَقلِهِ،و لکِنِ انتَفِعَ بِکَرَمِهِ بِعَقلِکَ.وَ افرِر کُلَّ الفِرارِ مِنَ اللَّئیمِ الأَحمَقِ. (1)
الکتاب
«فَتَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِینَ» . (2)
الحدیث
242.الإمام علیّ علیه السلام: لا خَیرَ فی قَومٍ لَیسوا بِناصِحینَ و لا یُحِبّونَ النّاصِحینَ. (3)
243.عنه علیه السلام: لِیَکُن أحَبَّ النّاسِ إلَیکَ المُشفِقُ النّاصِحُ. (4)
ص:89
244.الإمام الصادق علیه السلام: حُبُّ الأَبرارِ لِلأَبرارِ ثَوابٌ لِلأَبرارِ،و حُبُّ الفُجّارِ لِلأَبرارِ فَضیلَةٌ لِلأَبرارِ،و بُغضُ الفُجّارِ لِلأَبرارِ زَینٌ لِلأَبرارِ،و بُغضُ الأَبرارِ لِلفُجّارِ خِزیٌ عَلَی الفُجّارِ. (1)
245.الإمام علیّ علیه السلام: یا طالِبَ العِلمِ،إنَّ العِلمَ ذو فَضائِلَ کَثیرَةٍ؛فَرَأسُهُ التَّواضُعُ...ودَلیلُهُ الهُدی،و رَفیقُهُ مَحَبَّةُ الأَخیارِ. (2)
246.الإمام علیّ علیه السلام: خَیرُ الأَصحابِ مَن یُسَدِّدُکَ عَلَی الخَیرِ. (3)
247.عنه علیه السلام: المُعینُ عَلَی الطّاعَةِ خَیرُ الأَصحابِ. (4)
248.الإخوان عن الحسن: قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،أیُّ الأَصحابِ خَیرٌ؟ قالَ:صاحِبٌ إذا ذَکَرتَ اللّهَ تَبارَکَ و تَعالی أعانَکَ،و إذا نَسیتَهُ
ص:90
ذَکَّرَکَ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،دُلَّنا عَلی خِیارِنا؛نَتَّخِذهُم أصحاباً و جُلَساءَ.قالَ:نَعَم،الَّذینَ (إذا) رُؤوا ذُکِرَ اللّهُ. (1)
249.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِأَبی ذَرٍّ-:عَلَیکَ...بِحُبِّ المَساکینِ ومُجالَسَتِهِم. (2)
250.الإمام الصادق علیه السلام: عَلَیکُم بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ؛فَإِنَّهُ مَن حَقَّرَهُم و تَکَبَّرَ عَلَیهِم فَقَد زَلَّ عَن دینِ اللّهِ،وَ اللّهُ لَهُ حاقِرٌ ماقِتٌ،و قَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«أمَرَنی رَبّی بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ (مِنهُم)».وَ اعلَموا أنَّ مَن حَقَّرَ أحَداً مِنَ المُسلِمینَ ألقَی اللّهُ عَلَیهِ المَقتَ مِنهُ وَ المَحقَرَةَ حَتّی یَمقُتَهُ النّاسُ،وَ اللّهُ لَهُ أشَدُّ مَقتاً.فَاتَّقُوا اللّهَ فی إخوانِکُمُ المُسلِمینَ المَساکینِ؛فَإِنَّ لَهُم عَلَیکُم حَقّاً أن تُحِبّوهُم؛فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ رَسولَهُ صلی الله علیه و آله بِحُبِّهِم،فَمَن لَم یُحِبَّ مَن أمَرَ اللّهُ بِحُبِّهِ فَقَد عَصَی اللّهَ و رَسولَهُ،و مَن عَصَی اللّهَ و رَسولَهُ وماتَ عَلی ذلِکَ ماتَ و هُوَ
ص:91
مِنَ الغاوینَ. (1)
251.الإمام الصادق علیه السلام: مِن أخلاقِ الأَنبیاءِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم حُبُّ النِّساءِ. (2)
252.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قِصَّةِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،لِلرَّجُلِ عَلَی المَرأةِ أن تَلزَمَ بَیتَهُ،وتُودِّدَهُ وتُحِبَّهُ وتُشفِقَهُ. (3)
253.عنه صلی الله علیه و آله: قَولُ الرَّجُلِ لِلمَرأةِ:إنّی احِبُّکِ لا یَذهَبُ مِن قَلبِها أبَداً. (4)
254.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أحِبُّوا الصِّبیانَ وَ ارحَموهُم،و إذا وَعَدتُموهُم شَیئاً فَفوا لَهُم؛فَإِنَّهُم لا یَدرونَ إلّاأنَّکُم تَرزُقونَهُم. (5)
255.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ موسَی بنُ عِمرانَ علیه السلام:یا رَبِّ،أیُّ الأَعمالِ أفضَلُ عِندَکَ؟قالَ:حُبُّ الأَطفالِ؛فَإِنّی فَطَرتُهُم عَلی
ص:92
تَوحیدی،فَإِن أمَتُّهُم أدخَلتُهُم بِرَحمَتی جَنَّتی. (1)
256.مسند أبی یعلی عن أنس بن مالک: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أرحَمَ بِالصِّبیانِ.وکانَ لَهُ ابنٌ مُستَرضِعاً فی ناحِیَةِ المَدینَةِ،وکانَ ظِئرُهُ قَیناً،فَکانَ یَأتیهِ ونَحنُ مَعَهُ وقَد دَخَّنَ البَیتَ بِما دَخَّنَ،فَیَشُمُّهُ ویُقَبِّلُهُ،ثُمَّ یَرجِعُ. (2)
257.الإمام الصادق علیه السلام: إِنَّ اللّهَ لَیَرْحَمُ الْعَبْدَ لِشَدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ. (3)
258.صحیح البخاری عن أبی هریرة: قَبَّلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ وعِندَهُ الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ التَّمیمِیُّ جالِساً،فَقالَ الأَقرَعُ:إنَّ لی عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلتُ مِنهُم أحَداً.فَنَظَرَ إلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثُمَّ قالَ:مَن لا یَرحَم لا یُرحَم. (4)
ص:93
259.الإمام الصادق علیه السلام -لِداودَ بنِ سَرحان-:یا داودُ،إنَّ خِصالَ المَکارِمِ بَعضُها مُقَیَّدٌ بِبَعضٍ،یَقسِمُهَا اللّهُ حَیثُ یَشاءُ...وَ التَّوَدُّدُ إلَی الجارِ وَ الصّاحِبِ. (1)
260.رجال الکشّی عن ابن أبی عمیر: کانَ أبو عَبدِاللّهِ علیه السلام إذا نَظَرَ إلَی الفُضَیلِ بنِ یَسارٍ مُقبِلاً قالَ: «بَشِّرِ الْمُخْبِتِینَ» 2 ،وکانَ یَقولُ:
إنَّ فُضَیلاً مِن أصحابِ أبی،و إنّی لَاُحِبُّ الرَّجُلَ أن یُحِبَّ أصحابَ أبیهِ. (2)
الکتاب
« یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّکُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ کَفَرُوا بِما جاءَکُمْ مِنَ الْحَقِّ یُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِیّاکُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللّهِ رَبِّکُمْ إِنْ کُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِی سَبِیلِی وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِی تُسِرُّونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَیْتُمْ وَ ما أَعْلَنْتُمْ وَ مَنْ یَفْعَلْهُ مِنْکُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ» . (1)
« لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ کانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ یُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِکَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (2)
«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِکُمْ لا یَأْلُونَکُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفِی صُدُورُهُمْ أَکْبَرُ قَدْ بَیَّنّا لَکُمُ الْآیاتِ إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ* ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَ لا یُحِبُّونَکُمْ وَ تُؤْمِنُونَ
ص:95
بِالْکِتابِ کُلِّهِ وَ إِذا لَقُوکُمْ قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَیْکُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَیْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَیْظِکُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ » . (1)
«لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللّهِ فِی شَیْءٍ إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُکُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَی اللّهِ الْمَصِیرُ » . (2)
الحدیث
264.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّهِ وَ الیَومِ الآخِرِ فَلا یُؤاخِیَنَّ کافِراً،و لا یُخالِطَنَّ فاجِراً.و مَن آخی کافِراً أو خالَطَ فاجِراً کانَ کافِراً فاجِراً. (3)
265.الإمام علیّ علیه السلام: إیّاکَ أن تُحِبَّ أعداءَ اللّهِ،أو تُصفِیَ وُدَّکَ لِغَیرِ أولِیاءِ اللّهِ؛فَإِنَّ مَن أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم. (4)
الکتاب
«وَ لا تَرْکَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّکُمُ النّارُ وَ ما لَکُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِیاءَ
ص:96
ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ» . (1)
الحدیث
266.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ: «وَ لا تَرْکَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّکُمُ النّارُ» -:هُوَ الرَّجُلُ یَأتِی السُّلطانَ فَیُحِبُّ بَقاءَهُ إلی أن یُدخِلَ یَدَهُ إلی کیسِهِ فَیُعطِیَهُ. (2)
267.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن رَغِبَ عَن جَماعَةِ المُسلِمینَ وَجَبَ عَلَی المُسلِمینَ غیبَتُهُ،وسَقَطَت بَینَهُم عَدالَتُهُ،و وَجَبَ هِجرانُهُ. (3)
268.الإمام علیّ علیه السلام: صُحبَةُ الأَشرارِ تَکسِبُ الشَّرَّ،کَالرّیحِ إذا مَرَّت بِالنَّتِنِ حَمَلَت نَتِناً. (4)
269.عنه علیه السلام: مُصاحِبُ الأَشرارِ کَراکِبِ البَحرِ؛إن سَلِمَ مِنَ الغَرَقِ
ص:97
لَم یَسلَم مِنَ الفَرَقِ. (1)
270.الإمام الجواد علیه السلام: إیّاکَ و مُصاحَبَةَ الشِّرّیرِ؛فَإِنَّهُ کَالسَّیفِ المَسلولِ؛یَحسُنُ مَنظَرُهُ،ویقَبُحُ أثَرُهُ. (2)
271.الإمام علیّ علیه السلام: مِن أعظَمِ الحُمقِ مُؤاخاةُ الفُجّارِ. (3)
272.عنه علیه السلام: احذَر مُصاحَبَةَ الفُسّاقِ،وَ الفُجّارِ،وَ المُجاهِرینَ بِمَعاصِی اللّهِ. (4)
273.الإمام علیّ علیه السلام: اجتَنِب مُصاحَبَةَ الکَذّابِ،فَإِنِ اضطُرِرتَ إلَیهِ فَلا تُصَدِّقهُ،و لا تُعلِمهُ أنَّکَ تُکَذِّبُهُ؛فَإِنَّهُ یَنتَقِلُ عَن وُدِّکَ و لا یَنتَقِلُ عَن طَبعِهِ. (5)
274.الإمام علیّ علیه السلام: الحاسِدُ یُظهِرُ وُدَّهُ فی أقوالِهِ،و یُخفی بُغضَهُ فی
ص:98
أفعالِهِ؛فَلَهُ اسمُ الصَّدیقِ و صِفَةُ العَدُوِّ. (1)
275.الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ مَوَدَّةٍ عَقَدَهَا الطَّمَعُ حَلَّهَا الیَأسُ. (2)
276.عنه علیه السلام: مَن وادَّکَ لِأَمرٍ وَلّی عِندَ انقِضائِهِ. (3)
277.الإمام علیّ علیه السلام: مَوَدَّةُ الجُهّالِ مُتَغَیِّرَةُ الأَحوالِ،وَشیکَةُ الاِنتِقالِ. (4)
278.عنه علیه السلام: مَن وادَّ السَّخیفَ أعرَبَ عَن سُخفِهِ. (5)
279.الإمام علیّ علیه السلام: مَوَدَّةُ الحَمقی تَزولُ کَما یَزولُ السَّرابُ،و تُقشِعُ (6)کَما یُقشِعُ الضَّبابُ. (7)
280.عنه علیه السلام: مَوَدَّةُ الأَحمَقِ کَشَجَرَةِ النّارِ یَأکُلُ بَعضُها بَعضاً. (8)
281.عنه علیه السلام: إیّاکَ و مَوَدَّةَ الأَحمَقِ؛فَإِنَّهُ یَضُرُّکَ مِن حَیثُ یَری أنَّهُ
ص:99
یَنفَعُکَ،ویَسوؤُکَ و هُوَ یَری أنَّهُ یَسُرُّکَ. (1)
282.الإمام علیّ علیه السلام: قَلَّما تَدومُ مَوَدَّةُ المُلوکِ وَ الخَوّانِ. (2)
عَنهُم تَحَوَّلوا أعداءً.و إنَّ مَثَلَهُم کَمَثَلِ النّارِ؛کَثیرُها یُحرِقُ، و قَلیلُها یَنفَعُ. (1)
288.الإمام علیّ علیه السلام: مَن لَم تَکُن مَوَدَّتُهُ فِی اللّهِ فَاحذَرهُ؛فَإِنَّ مَوَدَّتَهُ لَئیمَةٌ،و صُحبَتَهُ مَشؤومَةٌ. (2)
289.عنه علیه السلام: کُلُّ مَوَدَّةٍ مَبنِیَّةٍ عَلی غَیرِ ذاتِ اللّهِ ضَلالٌ،وَ الاِعتِمادُ عَلَیها مُحالٌ. (3)
290.عنه علیه السلام: لا یُغتَبَطُ بِمَوَدَّةِ مَن لا دینَ لَهُ. (4)
291.الإمام علیّ علیه السلام: لاخَیرَ فی صُحبَةِ مَن تَجتَمِعُ فیهِ سِتُّ (5)خِصالٍ:إن حَدَّثَکَ کَذِبَ،وإن حَدَّثتَهُ کَذَّبَکَ،وإنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،و إنِ ائتَمَنَکَ اتَّهَمَکَ،و إن أنعَمتَ عَلَیهِ کَفَرَکَ،و إن أنعَمَ عَلَیکَ مَنَّ عَلَیکَ. (6)
292.الإمام الباقر علیه السلام: قالَ لی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما:
یا بُنَیَّ،اُنظُر خَمسَةً فَلا تُصاحِبهُم،و لا تُحادِثهُم،و لا تُرافِقهُم
ص:101
فی طَریقٍ.فَقُلتُ:یا أبَه مَن هُم؟
قالَ:إیّاکَ ومُصاحَبَةَ الکَذّابِ؛فَإِنَّهُ بِمَنزِلَةِ السَّرابِ؛یُقَرِّبُ لَکَ البَعیدَ،ویُباعِدُ لَکَ القَریبَ.و إیّاکَ ومُصاحَبَةَ الفاسِقِ؛فَإِنَّهُ بائِعُکَ بِاُکلَةٍ أو أقَلَّ مِن ذلِکَ.و إیّاکَ و مُصاحَبَةَ البَخیلِ؛فَإِنَّهُ یَخذُلُکَ فی مالِهِ أحوَجَ ما تَکونُ إلَیهِ.و إیّاکَ و مُصاحَبَةَ الأَحمَقِ؛فَإِنَّهُ یُریدُ أن یَنفَعَکَ فَیَضُرَّکَ.و إیّاکَ و مُصاحَبَةَ القاطِعِ لِرَحِمِهِ؛فَإِنّی وَجَدتُهُ مَلعوناً فی کِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ فی ثَلاثِ مَواضِعَ:قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ: «فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ * أُولئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ» 1 و قالَ:
«اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ» 2 و قالَ فِی البَقَرَةِ: «اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ» 3 . (1)
ص:102
293.الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِیَّةِ-:یا بُنَیَّ...
لا تُضَیِّعَنَّ حَقَّ أخیکَ اتِّکالاً عَلی ما بَینَکَ وبَینَهُ؛فَإِنَّهُ لَیسَ لَکَ بِأَخٍ مَن أضَعتَ حَقَّهُ. (1)
294.عنه علیه السلام: کُن لِلوُدِّ حافِظاً وإن لَم تَجِد مُحافِظاً. (2)
295.عنه علیه السلام: أحسَنُ المُروءَةِ حِفظُ الوُدِّ. (3)
ص:103
296.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ لَیَحفَظُ مَن یَحفَظُ صَدیقَهُ. (1)
297.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا أیُّهَا النّاسُ،إنَّ المُسلِمَ أخُو المُسلِمِ حَقّاً، لا یَحِلُّ لِامرِیً مُسلِمٍ دَمَ امرِیً مُسلِمٍ،ومالَهُ إلّاما أعطاهُ بِطیبَةِ نَفسٍ مِنهُ. (2)
298.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُسلِمَ أخُو المُسلِمِ،إذا لَقِیَهُ رَدَّ عَلَیهِ مِنَ السَّلامِ بِمِثلِ ما حَیّاهُ بِهِ أو أحسَنَ مِن ذلِکَ. (3)
299.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،لا یَدَعُ نَصیحَتَهُ عَلی کُلِّ حالٍ. (4)
ص:104
300.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن نَصَرَ أخاهُ المُسلِمَ وهُوَ یَستَطیعُ ذلِکَ نَصَرَهُ اللّهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
301.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مُؤمِنٍ یَخذُلُ أخاهُ وهُوَ یَقدِرُ عَلی نُصرَتِهِ إلّاخَذَلَهُ اللّهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)
302.الإمام علیّ علیه السلام: إذا نَبَتَ الوُدُّ وَجَبَ التَّرافُدُ والتَّعاضُدُ. (3)
303.الإمام الباقر علیه السلام: مَن بَخِلَ بِمَعونَةِ أخیهِ المُسلِمِ وَالقِیامِ لَهُ فی حاجَتِهِ ابتُلِیَ بِمَعونَةِ مَن یَأثَمُ عَلَیهِ ولا یُؤجَرُ. (4)
304.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ إخوَةٌ،یَقضی بَعضُهُم حَوائِجَ بَعضٍ، فَبِقَضاءِ بَعضِهِم حَوائِجَ بَعضٍ یَقضِی اللّهُ حَوائِجَهُم یَومَ القِیامَةِ. (5)
ص:105
305.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أکرَمَ أخاهُ المُسلِمَ؛بِمَجلِسٍ یُکرِمُهُ،أو بِکَلِمَةٍ یُلطِفُهُ بِها،أو حاجَةٍ یَکفیهِ إیّاها،لَم یَزَل فی ظِلٍّ مِنَ المَلائِکَةِ ما کانَ بِتِلکَ المَنزِلَةِ. (1)
306.عنه صلی الله علیه و آله: ما فی امَّتی عَبدٌ ألطَفَ أخاهُ فِی اللّهِ بِشَیءٍ مِن لُطفٍ إلّا أخدَمَهُ اللّهُ مِن خَدَمِ الجَنَّةِ. (2)
307.الإمام الصادق علیه السلام: مَن عَظَّمَ دینَهُ عَظَّمَ إخوانَهُ،ومَنِ استَخَفَّ بِدینِهِ استَخَفَّ بِإِخوانِهِ. (3)
308.الإمام علیّ علیه السلام: ابذِل مالَکَ فِی الحُقوقِ،وواسِ بِهِ الصَّدیقَ؛فَإِنَّ السَّخاءَ بِالحُرِّ أخلَقُ. (4)
309.الکافی عن سعید بن الحسن: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:أیَجیءُ أحَدُکُم
ص:106
إلی أخیهِ فَیُدخِلُ یَدَهُ فی کیسِهِ فَیَأخُذُ حاجَتَهُ فَلا یَدفَعُهُ؟ فَقُلتُ:ما أعرِفُ ذلِکَ فینا.فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَلا شَیءَ إذاً.
قُلتُ:فَالهَلاکُ إذاً ! فَقالَ:إنَّ القَومَ لَم یُعطَوا أحلامَهُم بَعدُ. (1)
315.الکافی عن إبراهیم بن هاشم: رَأَیتُ عَبدَاللّهِ بنَ جُندَبٍ فِی المَوقِفِ،فَلَم أرَ مَوقِفاً کانَ أحسَنَ مِن مَوقِفِهِ؛ما زالَ مادّاً یَدَیهِ إلَی السَّماءِ ودُموعُهُ تَسیلُ عَلی خَدَّیهِ حَتّی تَبلُغَ الأَرضَ،فَلَمّا صَدَرَ النّاسُ قُلتُ لَهُ:یا أبا مُحَمَّدٍ،ما رَأَیتُ مَوقِفاً قَطُّ أحسَنَ مِن مَوقِفِکَ.قالَ:وَاللّهِ ما دَعَوتُ إلّالِإِخوانی؛وذلِکَ أنَّ أبَا الحَسَنِ موسی علیه السلام أخبَرَنی أنَّ مَن دَعا لِأَخیهِ بِظَهرِ الغَیبِ نودِیَ مِنَ العَرشِ:«ولَکَ مِائَةُ ألفِ ضِعفٍ»،فَکَرِهتُ أن أدَعَ مِائَةَ ألفٍ مَضمونَةً لِواحِدَةٍ لا أدری تُستَجابُ أم لا. (1)
316.الإمام الصادق علیه السلام: مَن رَأی أخاهُ عَلی أمرٍ یَکرَهُهُ فَلَم یَرُدَّهُ عَنهُ -وهُوَ یَقدِرُ عَلَیهِ-فَقَد خانَهُ. (2)
317.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ صِفاتِ المُؤمِنِ-:لَطیفٌ (یَعطِفُ خ) عَلی
ص:108
أخیهِ بِزَلَّتِهِ،ویَرعی ما مَضی مِن قَدیمِ صُحبَتِهِ. (1)
318.الإمام علیّ علیه السلام :اِحتَمِل زَلَّةَ وَلِیِّکَ لِوَقتِ وَثبَةِ عَدُوِّکَ. (2)
319.الإمام الصادق علیه السلام: التَمِسوا لِإِخوانِکُمُ العُذرَ فی زَلّاتِهِم وهَفَواتِ تَقصیراتِهِم،فَإِن لَم تَجِدوا لَهُمُ العُذرَ فی ذلِکَ فَاعتَقِدوا أنَّ ذلِکَ عَنکُم؛لِقُصورِکُم عَن مَعرِفَةِ وُجوهِ العُذرِ. (3)
320.مکارم الأخلاق عن أنس: کَانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا فَقَدَ الرَّجُلَ مِن إخوانِهِ ثَلاثَةَ أیّامٍ سَأَلَ عَنهُ،فَإِن کانَ غائِباً دَعا لَهُ،وإن کانَ شاهِداً زارَهُ،وإن کانَ مَریضاً عادَهُ. (4)
321.الإمام زین العابدین علیه السلام: أمّا حَقُّ الصّاحِبِ فَأَن تَصحَبَهُ بِالفَضلِ ما وَجَدتَ إلَیهِ سَبیلاً،وإلّا فَلا أقَلَّ مِنَ الإِنصافِ.وأن تُکرِمَهُ کَما یُکرِمُکَ،وتَحفَظَهُ کَما یَحفَظُکَ.ولا یَسبِقَکَ فیما بَینَکَ وبَینَهُ
ص:109
إلی مَکرُمَةٍ،فَإِن سَبَقَکَ کافَأتَهُ.ولا تُقَصِّرَ بِهِ عَمّا یَستَحِقُّ مِنَ المَوَدَّةِ.تُلزِمُ نَفسَکَ نَصیحَتَهُ،وحِیاطَتَهُ،ومُعاضَدَتَهُ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،ومَعونَتِهِ عَلی نَفسِهِ فیما لا یَهُمُّ بِهِ مِن مَعصِیَةِ رَبِّهِ.ثُمَّ تَکونُ (عَلَیهِ) رَحمَةً،ولا تَکونُ عَلَیهِ عَذاباً. (1)
322.الإمام الصادق علیه السلام :لا تَکونُ الصَّداقَةُ إلّابِحُدودِها،فَمَن کانَت فیهِ هذِهِ الحُدودُ أو شَیءٌ مِنها فَانسِبهُ إلَی الصَّداقَةِ،ومَن لَم یَکُن فیهِ شَیءٌ مِنها فَلا تَنسِبهُ إلی شَیءٍ مِنَ الصَّداقَةِ؛فَأَوَّلُها:أن تَکونَ سَریرَتُهُ وعَلانِیَتُهُ لَکَ واحِدَةً.وَالثّانی:أن یَری زَینَکَ زَینَهُ،وشَینَکَ شَینَهُ.وَالثّالِثَةُ:أن لا تُغَیِّرَهُ عَلَیکَ وِلایَةٌ ولا مالٌ.
وَالرّابِعَةُ:أن لا یَمنَعَکَ شَیئاً تَنالُهُ مَقدُرَتُهُ.وَالخامِسَةُ-وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ-:أن لا یُسَلِّمَکَ عِندَ النَّکَباتِ. (2)
ص:110
323.الإمام علیّ علیه السلام: سَلُوا القُلوبَ عَنِ المَوَدّاتِ؛فَإِنَّها شَواهِدُ لا تَقبَلُ الرُّشا. (1)
324.الکافی عن صالح بن الحکم: سَمِعتُ رَجُلاً یَسأَلُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام، فَقالَ:الرَّجُلُ یَقولُ أوَدُّکَ،فَکَیفَ أعلَمُ أَنَّهُ یَوَدُّنی؟فَقالَ:اِمتَحِن قَلبَکَ،فَإِن کُنتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ یَوَدُّکَ. (2)
325.الإمام الصادق علیه السلام: انظُر قَلبَکَ،فَإِذا أنکَرَ صاحِبَکَ فَإِنَّ أحَدَکُما
ص:111
قَد أحدَثَ. (1)
326.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الحسن بن الجهم: سَأَلتُ الرِّضا علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:...جُعِلتُ فِداکَ،أشتَهی أن أعلَمَ کَیفَ أنَا عِندَکَ؟قالَ:
انظُر کَیفَ أنَا عِندَکَ. (2)
330.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّما یُحِبُّکَ مَن لا یَتَمَلَّقُکَ،ویُثنی عَلَیکَ مَن لا یُسمِعُکَ. (1)
331.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ قَوماً حَشَرَ مَعَهُم. (2)
332.الأمالی للطوسی عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،رَجُلٌ یُحِبُّ مَن یُصَلّی ولا یُصَلّی إلَّا الفَریضَةَ،ویُحِبُّ مَن یَتَصَدَّقُ ولا یَتَصَدَّقُ إلّابِالواجِبِ، ویُحِبُّ مَن یَصومُ ولا یَصومُ إلّاشَهرَ رَمَضانَ؟فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ. (3)
333.الإمام علیّ علیه السلام: خُذْمِن صالِحِ العَمَل،وَخالِل خَیرَ خَلیلٍ،فَاِنَّ
ص:113
لِلمَرءِ مَا اکتَسَبَ وَهُوَ فی الآخِرَةِ مَعَ مَن أَحَب. (1)
334.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّنا کانَ مَعَنا یَومَ القِیامَةِ،ولَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللّهُ مَعَهُ. (2)
335.الأمالی للطوسی عن عبداللّه بن الصّامت: حَدَّثَنی أبو ذَرٍّ-وکانَ صَغوُهُ وَانقِطاعُهُ إلی عَلِیٍّ وأهلِ هذا البَیتِ علیهم السلام،قال:قلت:
یا نَبِیَّ اللّهِ،إنّی احِبُّ أقواماً ما أبلُغُ أعمالَهُم،قالَ:فَقالَ:یا أبا ذَرٍّ،المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ،ولَهُ مَا اکتَسَبَ.قُلتُ:فَإِنّی احِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ وأهلَ بَیتِ نَبِیِّهِ،قالَ:فَإِنَّکَ مَعَ مَن أحبَبتَ. (3)
336.دعائم الإسلام: عن أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام:أنَّ قَوماً أتَوهُ مِن خُراسانَ،فَنَظَرَ إلی رَجُلٍ مِنهُم قَد تَشَقَّقَتا رِجلاهُ،فَقالَ لَهُ:
ما هذا؟فَقالَ:بُعدُ المَسافَةِ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ووَاللّهِ ما جاءَ بی مِن حَیثُ جِئتُ إلّامَحَبَّتُکُم أهلَ البَیتِ.قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:
أبشِر،فَأَنتَ وَاللّهِ مَعَنا تُحشَرُ.قالَ:مَعَکُم یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟قالَ:
نَعَم،ما أحَبَّنا عَبدٌ إلّاحَشَرَهُ اللّهُ مَعَنا،وهَلِ الدّینُ إلَّاالحُبُّ،
ص:114
قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ: «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ» 1 . (1)
337.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حُبُّکَ لِلشَّیءِ یُعمی ویُصِمُّ. (2)
338.الإمام علیّ علیه السلام: عَینُ المُحِبِّ عَمِیَةٌ عَن مَعایِبِ المَحبوبِ،واُذُنُهُ صَمّاءُ عَن قُبحِ مَساویهِ. (3)
339.الإمام الرضا علیه السلام: قالَ السَّجّانُ لِیوسُفَ:إنّی لَاُحِبُّکَ،فَقالَ یوسُفُ:ما أصابَنی بَلاءٌ إلّامِنَ الحُبِّ؛إن کانَت عَمَّتی أحَبَّتنی فَسَرَّقَتنی (4)،وإن کانَ أبی أحَبَّنی فَحَسَدونی إخوَتی،وإن کانَتِ امرَأَةُ العَزیزِ أحَبَّتنی فَحَبَسَتنی. (5)
ص:115
ص:116
الکتاب
«وَ عَسی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَکُمْ وَ اللّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» . (1)
الحدیث
340.الإمام علیّ علیه السلام: الهِجرانُ عُقوبَةُ العِشقِ. (2)
341.عنه علیه السلام: رُبَّ صَبابَةٍ (3)غُرِسَت مِن لَحظَةٍ. (4)
342.علل الشرایع عن المفضّل بن عمر: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ جَعفَرَ بنَ
ص:117
مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیهما السلام عَنِ العِشقِ،فَقالَ:قُلوبٌ خَلَت مِن ذِکرِ اللّهِ،فَأَذاقَهَا اللّهُ حُبَّ غَیرِهِ. (1)
الکتاب
«وَ قالَ نِسْوَةٌ فِی الْمَدِینَةِ امْرَأَتُ الْعَزِیزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنّا لَنَراها فِی ضَلالٍ مُبِینٍ * فَلَمّا سَمِعَتْ بِمَکْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَیْهِنَّ وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّکَأً وَ آتَتْ کُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِکِّیناً وَ قالَتِ اخْرُجْ عَلَیْهِنَّ فَلَمّا رَأَیْنَهُ أَکْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَیْدِیَهُنَّ وَ قُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاّ مَلَکٌ کَرِیمٌ» . (2)
الحدیث
343.الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ: «قَدْ شَغَفَها حُبًّا» -:قَد حَجَبَها حُبُّهُ عَنِ النّاسِ فَلا تَعقِلُ غَیرَهُ. (3)
344.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَستَشیروا أهلَ العِشقِ؛فَلَیسَ لَهُم رَأیٌ،وإنَّ
ص:118
قُلوبَهُم مُحتَرِقَةٌ،وفِکَرَهُم مُتَواصِلَةٌ،وعُقولَهُم سالِبَةٌ. (1)
345.الإمام علیّ علیه السلام: مَن عَشِقَ شَیئاً أعشی (أعمی) بَصَرَهُ،وأمرَضَ قَلبَهُ،فَهُوَ یَنظُرُ بِعَینٍ غَیرِ صَحیحَةٍ،ویَسمَعُ بِاُذُنٍ غَیرِ سَمیعَةٍ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ،وأماتَتِ الدُّنیا قَلبَهُ،ووَلِهَت عَلَیها نَفسُهُ،فَهُوَ عَبدٌ لَها ولِمَن فی یَدَیهِ شَیءٌ مِنها،حَیثُما زالَت زالَ إلَیها،وحَیثُما أقبَلَت أقبَلَ عَلَیها،لا یَنزَجِرُ مِنَ اللّهِ بِزاجِرٍ، ولا یَتَّعِظُ مِنهُ بِواعِظٍ،وهُوَ یَرَی المَأخوذینَ عَلَی الغِرَّةِ. (2)
346.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن عَشِقَ وکَتَمَ وعَفَّ وصَبَرَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ وأدخَلَهُ الجَنَّةَ. (3)
347.کنز العمّال عن ابن عبّاس عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله: خِیارُ امَّتِی الَّذینَ یَعِفّونَ إذا آتاهُمُ اللّهُ مِنَ البَلاءِ شَیئاً.قالوا:وأیُّ البَلاءِ؟قالَ:
العِشقُ. (4)
ص:119
348.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ مَن عَشِقَ العِبادَةَ،فَعانَقَها وأحَبَّها بِقَلبِهِ وباشَرَها بِجَسَدِهِ وتَفَرَّغَ لَها،فَهُوَ لا یُبالی عَلی ما أصبَحَ مِنَ الدُّنیا عَلی عُسرٍ أم عَلی یُسرٍ. (1)
349.الإمام الباقر علیه السلام: خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام یَسیرُ بِالنّاسِ،حَتّی إذا کانَ بِکَربَلاءَ عَلی میلَینِ أو میلٍ تَقدَّمَ بَینَ أیدیهِم حَتّی طافَ بِمَکانٍ یُقالُ لَهَا المقدفانُ،فَقالَ:قُتِلَ فیها مِائَتا نَبِیٍّ ومِائَتا سِبطٍ،کُلُّهُم شُهَداءُ،ومُناخُ رِکابٍ،ومَصارِعُ عُشّاقٍ شُهَداءَ،لا یَسبِقُهُم مَن کانَ قَبلَهُم،ولا یَلحَقُهُم مَن بَعدَهُم. (2)
ص:120
وفیه فصول:
الفصل الأوّل:التَّأکیدُ عَلَی المَحَبَّةِ فِی اللّهِ
الفصل الثانی:التَّأکیدُ عَلَی الإِخاء فِی اللّهِ
الفصل الثالث:آثارُ المَحَبَّةِ فِی اللّهِ
ص:121
ص:122
350.الإمام علیّ علیه السلام: وادّوا مَن تُوادّونَهُ فِی اللّهِ،و أبغِضوا مَن تُبغِضونَهُ فِی اللّهِ سُبحانَهُ. (1)
351.الإمام الرضا علیه السلام: حُبُّ أولِیاءِ اللّهِ تَعالی واجِبٌ،و کَذلِکَ بُغضُ أعداءِ اللّهِ وَ البَراءَةُ مِنهُم و مِن أئِمَّتِهِم. (2)
352.تفسیر العیّاشی عن أبی عبیدة الحذّاء: دَخَلتُ عَلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام،
ص:123
فَقُلتُ:بِأَبی أنتَ واُمّی،رُبَّما خَلا بِیَ الشَّیطانُ فَخَبُثَت نَفسی، ثُمَّ ذَکَرتُ حُبّی إیّاکُم وَ انقِطاعی إلَیکُم فَطابَت نَفسی؟فَقالَ:
یا زِیادُ،وَیحَکَ ! و مَا الدّینُ إلَّاالحُبُّ !! ألا تَری إلی قَولِ اللّهِ تَعالی: «إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ» . (1)
353.الکافی عن فضیل بن یسار: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام عَنِ الحُبِّ وَ البُغضِ،أمِنَ الإِیمانِ هُوَ؟فَقالَ:و هَلِ الإِیمانُ إلَّاالحُبُّ وَ البُغضُ؟! ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ: «حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ کَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ أُولئِکَ هُمُ الرّاشِدُونَ» . (2)
354.الإمام الصادق علیه السلام: کُلُّ مَن لَم یُحِبَّ عَلَی الدّینِ و لَم یُبغِض عَلَی الدّین فَلا دینَ لَهُ. (3)
355.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَصحابِهِ:أیُّ عُرَی الإِیمانِ أوثَقُ؟فَقالوا:اللّهُ و رَسولُهُ أعلَمُ،و قالَ بَعضُهُم:
الصَّلاةُ،و قالَ بَعضُهُم:الزَّکاةُ،و قالَ بَعضُهُم:الصِّیامُ،و قالَ
ص:124
بَعضُهُم:الحَجُّ وَ العُمرَةُ،و قالَ بَعضُهُم:الجِهادُ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لِکُلِّ ما قُلتُم فَضلٌ و لَیسَ بِهِ،و لکِن أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَ البُغضُ فِی اللّهِ،و تَوالی (وتَوَلّی) أولِیاءِ اللّهِ وَ التَّبَرّی مِن أعداءِ اللّهِ. (1)
356.الإمام الباقر علیه السلام: لَو صُمتُ النَّهارَ لا افطِرُ،و صَلَّیتُ اللَّیلَ لا أفتُرُ، و أنفَقتُ مالی فی سَبیلِ اللّهِ عِلقاً عِلقاً (2)،ثُمَّ لَم تَکُن فی قَلبی مَحَبَّةُ لِأَولِیائِهِ و لا بِغضَةٌ لِأَعدائِهِ ما نَفَعَنی ذلِکَ شَیئاً. (3)
357.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ الأَعمالِ الحُبُّ فِی اللّهِ،وَ البُغضُ فِی اللّهِ. (4)
ص:125
358.عنه صلی الله علیه و آله: أوحَی اللّهُ تَعالی إلی نَبِیٍّ مِنَ الأَنبِیاءِ أن قُل لِفُلانٍ العابِدِ:أمّا زُهدُکَ فِی الدُّنیا فَتَعَجَّلتَ راحَةَ نَفسِکَ،و أمَّا انقِطاعُکَ إلَیَّ فَتَعَزَّزتَ بی،فَماذا عَمِلتَ فیما لی عَلَیکَ؟قالَ:یا رَبِّ،و ماذا لَکَ عَلَیَّ؟قالَ:هَل عادَیتَ فِیَّ عَدُوّاً،أو والَیتَ فِیَّ وَلِیّاً؟! (1)
359.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ اجعَلنا هادینَ مُهتَدینَ،غَیرَ ضالّینَ ولا مُضِلّینَ،سِلماً لِأَولِیائِکَ،وعَدُوّاً لِأَعدائِکَ،نُحِبُّ بِحُبِّکَ مَن أحَبَّکَ،و نُعادی بِعَداوَتِکَ مَن خالَفَکَ. (2)
360.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی المُناجاةِ المُسمَّاة بالصُّغری-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ...وَ اجعَلنا بِخِدمَتِکَ لِلعُبّادِ وَ الأَبدالِ فی أقطارِها طُلّاباً،و لِلخاصَّةِ مِن أصفِیائِکَ أصحاباً، و لِلمُریدینَ المُتَعَلِّقینَ بِبابِکَ أحباباً. (3)
ص:126
361.الإمام الباقر علیه السلام: لَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ رَجُلاً للّهِ ِ لَأَثابَهُ اللّهُ عَلی حُبِّهِ إیّاهُ و إن کانَ المَحبوبُ فی عِلمِ اللّهِ مِن أهلِ النّارِ.و لَو أنَّ رَجُلاً أبغَضَ رَجُلاً للّهِ ِ لَأَثابَهُ اللّهُ عَلی بُغضِهِ إیّاهُ و إن کانَ المُبغَضُ فی عِلمِ اللّهِ مِن أهلِ الجَنَّةِ. (1)
ص:127
ص:128
الکتاب
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ». 1
«وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ» . (1)
«فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ فَإِخْوانُکُمْ فِی الدِّینِ وَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ» . (2)
ص:129
الحدیث
362.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ. (1)
363.الکافی عن جابر الجعفیّ: تَقَبَّضتُ بَینَ یَدَی أبی جَعفَرٍ علیه السلام ، فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،رُبَّما حَزِنتُ مِن غَیرِ مُصیبَةٍ تُصیبُنی أو أمرٍ یَنزِلُ بی،حَتّی یَعرِفَ ذلِکَ أهلی فی وَجهی وصَدیقی؟! فَقالَ:
نَعَم یا جابِرُ،إنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ خَلَقَ المُؤمِنینَ مِن طینَةِ الجِنانِ، وأجری فیهِم مِن ریحِ روحِهِ،فَلِذلِکَ المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ لِأَبیهِ واُمِّهِ،فَإِذا أصابَ روحاً مِن تِلکَ الأَرواحِ فی بَلَدٍ مِنَ البُلدانِ حُزنٌ حَزِنَت هذِهِ؛لِأَنَّها مِنها. (2)
364.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَرَی المُؤمِنینَ فی تَراحُمِهِم وتَوادِّهِم وتَعاطُفِهِم
ص:130
کَمَثَلِ الجَسَدِ؛إذَا اشتَکی عُضواً تَداعی لَهُ سائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمّی. (1)
365.الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ کَالجَسَدِ الواحِدِ؛إنِ اشتَکی شَیئاً مِنهُ وَجَدَ ألَمَ ذلِکَ فی سائِرِ جَسَدِهِ.وأرواحُهُما مِن روحٍ واحِدَةٍ،وإنَّ روحَ المُؤمِنِ لَأَشَدُّ اتِّصالاً بِروحِ اللّهِ مِنِ اتِّصالِ شُعاعِ الشَّمسِ بِها. (2)
368.عنه علیه السلام: بِالتَّواخی فِی اللّهِ تُثمِرُ الاُخُوَّةُ. (1)
369.الإمام الصادق علیه السلام: مِن فَضلِ الرَّجُلِ عِندَ اللّهِ مَحَبَّتُهُ لِإِخوانِهِ. (2)
370.الکافی عن حفص بن البختریّ: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام ودَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ،فَقالَ لی:تُحِبُّهُ؟فَقُلتُ:نَعَم.فَقالَ لی:ولِمَ لا تُحِبُّهُ وهُوَ أخوکَ،وشَریکُکَ فی دینِکَ،وعَونُکَ عَلی عَدُوِّکَ،ورِزقُهُ عَلی غَیرِکَ ! (3)
371.مسند أبی یعلی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُواخی بَینَ الاِثنَینِ مِن أصحابِهِ،فَیَطولُ عَلی أحَدِهِمَا اللَّیلُ حَتّی یَلقاهُ أخوهُ، فَیَلقاهُ بِوُدٍّ ولُطفٍ،فَیَقولُ:کَیفَ کُنتَ بَعدی؟وأمَّا العامَّةُ فَلَم یَکُن یَأتی عَلی أحَدِهِما ثَلاثٌ لا یَعلَمُ عِلمَ أخیهِ. (4)
ص:132
372.الإمام العسکریّ علیه السلام عَن آبائِهِ علیهم السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِبَعضِ أصحابِهِ ذاتَ یَومٍ:یا عَبدَاللّهِ،أحبِب فِی اللّهِ،وأبغِض فِی اللّهِ، ووالِ فِی اللّهِ،وعادِ فِی اللّهِ؛فَإِنَّهُ لا تُنالُ وِلایَةُ اللّهِ إلّابِذلِکَ، ولا یَجِدُ الرَّجُلُ طَعمَ الإِیمانِ-وإن کَثُرَت صَلاتُهُ وصِیامُهُ- حَتّی یَکونَ کَذلِکَ.وقَد صارَت مُؤاخاةُ النّاسِ یَومَکُم هذا أکثَرُها فِی الدُّنیا؛عَلَیها یَتَوادّونَ،وعَلَیها یَتَباغَضونَ،وذلِکَ لا یُغنی عَنهُم مِنَ اللّهِ شَیئاً.
فَقالَ الرَّجُلُ:یا رَسولَ اللّهِ،فَکَیفَ لی أن أعلَمَ أنّی قَد والَیتُ وعادَیتُ فِی اللّهِ؟ومَن وَلِیُّ اللّهِ عَزَّوجَلَّ حَتّی اوالِیَهُ،ومَن عَدُوُّهُ حَتّی اعادِیَهُ؟فَأَشارَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی عَلِیٍّ علیه السلام،فَقالَ:أتَری
ص:133
هذا؟قالَ:بَلی.قالَ:وَلِیُّ هذا وَلِیُّ اللّهِ؛فَوالِهِ،وعَدُوُّ هذا عَدُوُّ اللّهِ؛فَعادِهِ،ووالِ وَلِیَّ هذا ولَو أنَّهُ قاتِلُ أبیکَ ووَلَدِکَ،وعادِ عَدُوَّ هذا ولَو أنَّهُ أبوکَ ووَلَدُکَ. (1)
373.الإمام الصادق علیه السلام: مَن أحَبَّ للّهِ ِ وأبغَضَ للّهِ ِ وأعطی للّهِ ِ فَهُوَ مِمَّن کَمُلَ إیمانُهُ. (2)
374.الإمام الباقر علیه السلام: علَیکُم بِالحُبِّ فِی اللّهِ وَالتَّوَدُّدِ وَالمُوازَرَةِ عَلَی العَمَلِ الصّالِحِ؛فَإِنَّهُ یَقطَعُ دابِرَهُما-یَعنِی السُّلطانَ وَالشَّیطانَ-. (3)
ص:134
375.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَی التَّواخی فِی اللّهِ تَخلُصُ المَحَبَّةُ. (1)
376.عنه علیه السلام: مَن کانَت صُحبَتُهُ فِی اللّهِ کانَت صُحبَتُهُ کَریمَةً،ومَوَدَّتُهُ مُستَقیمَةً. (2)
الکتاب
«اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» . (3)
الحدیث
377.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ انقَطَعَتِ الأَرحامُ،وقَلَّتِ الأَنسابُ،وذَهَبَتِ الاُخُوَّةُ إلَّاالاُخُوَّةَ فِی اللّهِ،وذلِکَ قَولُهُ:
«اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» . (4)
ص:135
378.تفسیر القمّی عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام: قالَ فی خَلیلَینِ مُؤمِنَینِ وخَلیلَینِ کافِرَینِ...:فَأَمَّا الخَلیلانِ المُؤمِنانِ فَتَخالّا حَیاتَهُما فی طاعَةِ اللّهِ،وتَباذَلا عَلَیها،وتَوادّا عَلَیها،فَماتَ أحَدُهُما قَبلَ صاحِبِهِ،فَأَراهُ اللّهُ مَنزِلَهُ فِی الجَنَّةِ یَشفَعُ لِصاحِبِهِ، فَقالَ:یا رَبِّ،خَلیلی فُلانٌ کانَ یَأمُرُنی بِطاعَتِکَ ویُعینُنی، ویَنهانی عَن مَعصِیَتِکَ،فَثَبِّتهُ عَلی ما ثَبَّتَّنی عَلَیهِ مِنَ الهُدی حَتّی تُرِیَهُ ما أرَیتَنی.فَیَستَجیبُ اللّهُ لَهُ،حَتّی یَلتَقِیا عِندَ اللّهِ عَزَّوجَلَّ، فَیَقولُ کُلُّ واحِدٍ مِنهُما لِصاحِبِهِ:جَزاکَ اللّهُ مِن خَلیلٍ خَیراً، کُنتَ تَأمُرُنی بِطاعَةِ اللّهِ،وتَنهانی عَن مَعصِیَةِ اللّهِ.
وأمَّا الکافِرانِ فَتَخالّا بِمَعصِیَةِ اللّهِ،وتَباذَلا عَلَیها،وتَوادّا عَلَیها،فَماتَ أحَدُهُما قَبلَ صاحِبِهِ،فَأَراهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مَنزِلَهُ فِی النّارِ،فَقالَ:یا رَبِّ فُلانٌ خَلیلی کانَ یَأمُرُنی بِمَعصِیَتِکَ،ویَنهانی عَن طاعَتِکَ فَثَبِّتهُ؛عَلی ما ثَبَّتَّنی عَلَیهِ مِنَ المَعاصی حَتّی تُرِیَهُ ما أرَیتَنی مِنَ العَذابِ.فَیَلتَقِیانِ عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ،یَقولُ کُلُّ واحِدٍ مِنهُما لِصاحِبِهِ:جَزاکَ اللّهُ مِن خَلیلٍ شَرّاً،کُنتَ تَأمُرُنی بِمَعصِیَةِ اللّهِ،وتَنهانی عَن طاعَةِ اللّهِ.قالَ:ثُمَّ قَرَأ َ علیه السلام : «اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» . (1)
ص:136
379.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أنَا شَفیعٌ لِکُلِّ رَجُلَینِ اتَّخَیا فِی اللّهِ مِن مَبعَثی إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)
الکتاب
«فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ * وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ» . (2)
الحدیث
380.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا أَنَس أَکثِر مِن الأَصدِقاء فَإِنَّهُم شُفَعاءُ بَعضِهِم فی بَعضٍ. (3)
381.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُتَحابّونَ فِی اللّهِ فی ظِلِّ عَرشِ اللّهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّا
ص:137
ظِلُّهُ،یَفزَعُ النّاسُ ولا یَفزَعونَ،ویَخافُ النّاسُ ولا یَخافونَ. (1)
382.الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام قالَ موسی:...
إلهی،فَما جَزاءُ مَن أحَبَّ أهلَ طاعَتِکَ لِحُبِّکَ؟قالَ:یا موسی، احَرِّمُهُ عَلی ناری. (2)
383.الکافی عن أبی حمزة الثّمالیّ عَنِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام: إذا جَمَعَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ قامَ مُنادٍفَنادی یُسمِعُ النّاسَ، فَیَقولُ:أینَ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ؟قالَ:فَیَقومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ،فَیُقالُ لَهُم:اِذهَبوا إلَی الجَنَّةِ بِغَیرِ حِسابٍ.قالَ:فَتَلقاهُمُ المَلائِکَةُ فَیَقولونَ:إلی أینَ؟فَیَقولونَ:إلَی الجَنَّةِ بِغَیرِ حِسابٍ.قالَ:
فَیَقولونَ:فَأَیُّ ضَربٍ أنتُم مِنَ النّاسِ؟فَیَقولونَ:نَحنُ المُتَحابّونَ
ص:138
فِی اللّهِ.قالَ:فَیَقولونَ:وأیُّ شَیءٍ کانَت أعمالُکُم؟قالوا:کُنّا نُحِبُّ فِی اللّهِ،ونُبغِضُ فِی اللّهِ.قالَ:فَیَقولونَ:نِعمَ أجرُ العامِلینَ. (1)
384.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن آخی أخاً فِی اللّهِ رَفَعَهُ اللّهُ دَرَجَةً فِی الجَنَّةِ لا یَنالُها بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ. (2)
385.عنه صلی الله علیه و آله: مَن جَدَّدَ أخاً فِی الإِسلامِ بَنَی اللّهُ لَهُ بُرجاً فِی الجَنَّةِ مِن جَوهَرَةٍ. (3)
386.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُتَحابّینَ لَتُری غُرَفُهُم فِی الجَنَّةِ کَالکَوکَبِ الطّالِعِ الشَّرقِیِّ أوِ الغَربِیِّ،فَیُقالُ:مَن هؤُلاءِ؟فَیُقالُ:هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ عَزَّوجَلَّ. (4)
387.عنه صلی الله علیه و آله: المُتَحابّونَ فِی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ عَلی أرضٍ زَبَرجَدَةٍ خَضراءَ فی ظِلِّ عَرشِهِ عَن یَمینِهِ-وکِلتا یَدَیهِ یَمینٌ-،وُجوهُهُم
ص:139
أشَدُّ بَیاضاً وأضوَأُ مِنَ الشَّمسِ الطّالِعَةِ،یَغبِطُهُم بِمَنزِلَتِهِم کُلُّ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ وکُلُّ نَبِیٍّ مُرسَلٍ،یَقولُ النّاسُ:مَن هؤُلاءِ؟فَیُقالُ:
هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ. (1)
388.الأمالی للمفید عن عبداللّه بن مسعود: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
المُتَحابّونَ فِی اللّهِ عَزَّوجَلَّ عَلی أعمِدَةٍ مِن یاقوتٍ أحمَرَ فِی الجَنَّةِ، یُشرِفونَ عَلی أهلِ الجَنَّةِ،فَإِذَا اطَّلَعَ أحَدُهُم مَلَأَ حُسنُهُ بُیوتَ أهلِ الجَنَّةِ،فَیَقولُ أهلُ الجَنَّةِ:اُخرُجوا نَنظُرِ المُتَحابّینَ فِی اللّهِ عَزَّوجَلَّ.
قالَ:فَیَخرُجونَ ویَنظُرونَ إلَیهِم،أحَدُهُم وَجهُهُ مِثلُ القَمَرِ فی لَیلَةِ البَدرِ،عَلی جِباهِهِم:هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ عَزَّوجَلَّ. (2)
389.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوَّلُ مَن یَرِدُ الحَوضَ یَومَ القِیامَةِ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ عَزَّوجَلَّ. (3)
ص:140
ثبت لدینا فی القسم الأوّل من هذا الکتاب أنّ الإسلام دین المحبّة،وأنّ المجتمع الذی ینشده الإسلام هو ذلک المجتمع القائم علی المحبّة،وبیّنّا فی القسم الثانی أنّ محبّة اللّه هی أهمّ رکائز البناء الفردی والاجتماعی والتکامل المادّی والمعنوی للإنسان.
وأهمّ نقطة یمکن استخلاصها من خلال النظر فی الآیات والأحادیث الواردة فی القسم الثالث هی أنّ المحبّة فی اللّه هی السبیل الوحید لبلوغ مرحلة المجتمع المثالی القائم علی المحبّة،ولیس هنالک من سبیل آخر غیره یتیح استئصال جذور العداء والفساد من الأرض،والوصول بالمجتمع البشری إلی الحیاة المنشودة.
لو أنّنا سبرنا أغوار الفساد والعداء علی سطح المعمورة،لوصلنا إلی هذه النتیجة؛وهی أنّ جمیع الشرور والمفاسد-کما سلفت الإشارة-نابعة من الأنانیّة،وکلّ الحروب والمجازر والجرائم والقبائح والرذائل الأخلاقیّة والعملیّة منبعثة من خصلة الأنانیّة
ص:141
الموجودة لدی الإنسان،ولو تمّت معالجة هذا الداء لحلّت المحبّة محلّ العداوة،ولذاقت الإنسانیّة حلاوة طعم المحبّة.
إنّ العلاج الأمثل لداء الانانیّة هو محبّة اللّه،وما دام الإنسان بعیداً عن سبیل اللّه،لا یتسنّی له الانعتاق من ربق ذاته،وطالما بقی مقیّداً فی أغلال ذاته،لا یمکنه أن یحبّ غیره حبّاً حقیقیّاً، ولهذا جاء فی الحدیث القدسی:«یَابنَ آدَمَ ! کُلٌّ یُریدُکَ لِأَجلِهِ، وأنَا اریدُکَ لِأَجلِکَ» (1)،فکلّ من یدّعی محبتک أیّها الإنسان إنّما یریدک فی الحقیقة لسدّ حاجاته وضمان مصلحته الذاتیة،وإنّ اللّه الغنیّ وحده هو الذی یرید الإنسان من أجل الإنسان نفسه،ولیس من أجل شیء آخر.
واستناداً إلی ما سلف قوله تتحدّد محبّة الإنسان للآخرین بمدی خلوّه من محبّة ذاته،وامتلائه بمحبّة اللّه،وهکذا ینکشف لنا السرّ الکامن وراء تأکید الإسلام مبدأ الحبّ فی اللّه،ویتّضح أنّ الذین یحبّون الناس حبّاً حقیقیّاً ویحرصون علی مصالح أبناء الشعب هم الذین یحبّونهم للّه وفی اللّه،ولم یکن فشل المارکسیّة فی شعار حمایة مصالح أبناء الشعب إلّالأنّ الحرص علی مصلحة أبناء الشعب
ص:142
لا یتحقّق بدون التوجّه إلی الخالق،فالذی لا یحبّ الشعب للّه، ولا یحرص علی مصلحته فی سبیل اللّه،لا یمکن أن یتنکّر لذاته ولا یأخذ مصالحه الشخصیّة بنظر الاعتبار.إنّ المحبّة القائمة علی أساس المصلحة الشخصیّة هی فی الواقع لیست محبّة للآخَر،بل هی نوع من الأنانیّة ولکن بثوب محبّة الآخرین،ولهذا السبب یبقی وجودها واستمرارها رهناً بالمصلحة؛فحیثما شعر أنّ المحبوب غیر قادر علی تلبیة إرادة المحبّ ومصلحته،زالت تلک المحبّة،وکثیراً ما تتحوّل المحبّة إلی عداء،وهذا هو السبب الذی جعل النصوص الدینیّة تؤکّد أنّ المحبّة القائمة علی اسس الدین وفی سبیل اللّه هی المحبّة الوحیدة التی یُکتب لها البقاء.أمّا المحبّة المبنیّة علی الأنانیّة والدوافع المصلحیّة فهی تتحوّل عاجلاً أو آجلاً إلی بغضاء: «اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» 1 .
وفی ضوء ما مرّ،یتّضح أنّ حکمة الترغیب فی المحبّة فی اللّه هی أنّها قوام المجتمع الإنسانی المنشود وأنّه لا سبیل لتحقّقه إلّابها.
وقد یتبادر هنا إلی الأذهان سؤال مهمّ،مفاده أنّ الإسلام إذا کان یرنو إلی تشیید صرح مجتمع قائم علی المحبّة،فلماذا یحرّض أتباعه
ص:143
علی البغض فی اللّه ویحثّهم علیه کحثّه إیّاهم علی المحبّة فی اللّه، معتبراً إیاه أفضل الأعمال وأوثق عری الإیمان؟! وفضلاً عن ذلک؛ما الضرورة لبغض الآخرین بدلاً من محبّتهم؟ثمّ هل یحلّ البغض شیئاً من المعضلات الاجتماعیّة؟وهل بإمکانه أن یضع حلاًّ لواحدة منها؟ وبعبارة اخری:ما حکمة البغض فی اللّه؟
ولغرض معرفة الحکمة الکامنة وراء مبدأ البغض فی اللّه،یجب ابتداءً معرفة معنی هذا التعبیر ولو تمّ بیانه علی النحو الصحیح،لا تبقی بعدئذٍ ثمّة ضرورة لبیان الحکمة منه.
إنّ البغض فی اللّه معناه أنّ المُبْغِض لیس لدیه عداء شخصیّ مع المبغوض،ولیس هناک مصلحة شخصیّة فی عدائه له،وإنّما یبغضه ویعادیه للّه ولیس لذاته،وعلی هذا المنوال یبدو هناک بَوْنٌ شاسع بین البغض فی اللّه،والبغض الشخصیّ.
إنّ البغض الشخصیّ المنبعث بسبب المصالح الفردیّة والفئویّة هو مصدر جمیع المفاسد والفتن،أمّا البغض فی اللّه فهو کالحبّ فی اللّه مبدأ لأنواع الخیرات والبرکات والبناء الفردی والاجتماعی، وبعبارة اخری:إنّ البغض فی اللّه یستهدف ضمان مصالح الشعب؛ لأنّ عداء ابن آدم لربّه لا یمکن أن ینفعه لأنّه غنّی مطلق،وإنّما
ص:144
الإنسان والمجتمع الإنسانیّ هما اللذان یجنیان الفائدة من الحبّ والبغض فی اللّه.
من الطبیعی أنّ محبّة من لا یرحمون المجتمع ظاهرة بالغة الخطورة،وقد أشار الإمام علیّ علیه السلام إلی هذا المعنی بقوله:«رحمة من لا یرحم تمنع الرحمة،واستبقاء من لا یُبقی یُهلک الاُمّة» (1).ولا شکّ فی أنّ محبّة المجتمع الإنسانی تقتضی معاداة أمثال هذه العناصر الخطیرة،وقطع أیدیهم عن الاعتداء علی حرمة الإنسانیّة.
علی هذا الأساس؛فإنّ حکمة البغض فی اللّه تکمن فی مکافحة جمیع المعوّقات الحائلة دون ازدهار القیم الإنسانیّة،وتطهیر المجتمع من العناصر المضادّة للفضائل والقیم،وهذه المکافحة لا تقلّ أهمیّة عن السعی فی سبیل بناء المجتمع علی اسس المحبّة،بل وتعتبر أیضاً کجزء من ذلک المسعی.
فضلاً عمّا ورد ذکره فی حکمة البغض فی اللّه،فإنّ للبغض جذوراً فی المحبّة،والحبّ الحقیقیّ مقرون علی الدوام بالبغض، وإذا أحبّ الإنسان شیئاً یعتریه النفور تلقائیّاً من کلّ ما یعاکسه، ومن غیر الممکن أن یحبّ المرءُ أحداً حبّاً حقیقیّاً ولا یبغض عدوّه،
ص:145
وبغض الاعداء یمثل واحداً من أبرز الأدلّة علی صدق محبّة من یدّعی المحبّة.
وانطلاقاً من هذه الرؤیة؛أکّدت النصوص الإسلامیّة علی مبدأ البغض فی اللّه معتبرة إیّاه فی مصافّ الحبّ فی اللّه.
اللّهمّ صلّ علی محمّد وآله واجعلنا آنسین بک،مستوحشین من غیرک، متلذذین بذکرک مشتاقین إلی لقائک.
اللّهمّ صلّ علی محمّد وآل محمّد ونبهنی لذکرک فی أوقات الغفلة واستعملنی بطاعتک فی أیام المهلة وانهج لی إلی محبّتک سبیلاً سهلة أکمل لی بها خیر الدُّنیا والآخرة وتقبّل منّا، یا مبدّل السیّئات بالحسنات یا أرحم الراحمین.
ص:146