رقم الإیداع فی دار الکتب والوثائق، وزارة الثقافة العراقیة لسنة 2012:970

الرقم الدولی ISBN: 9789933489229

الجیاشی، ظافر عبیس

شهید باخمری: دراسة موجزة عن الشهید الثائر / تألیف ظافر عبیس الجیاشی؛ [تقدیم اللجنة العلمیة. محمد علی الحلو]. ط 1. - کربلاء: العتبة الحسینیة المقدسة. قسم الشؤون الفکریة والثقافیة. وحدة الدراسات التخصصیة فی الإمام الحسین علیه السلام، 1433 ق. = 2012 م.

ص 64. (قسم الشؤون الفکریة والثقافیة فی العتبة الحسینیة المقدسة؛ 81)

المصادر: ص 62 56، کذلک فی الحاشیة.

1. إبراهیم بن عبد الله المحض (علیه السلام)، [97]-145 ق. نقد وتفسیر. 2. إبراهیم بن عبد الله المحض (علیه السلام)، [97]-145 ق. - شهاداته. 3. البصرة تاریخ 145 ق. ألف. الحلو، محمد علی، 1957 - م، مقدم. ب. العنوان.

9 ج 2 ألف / 53/5 BP

تمت الفهرسة فی مکتبة العتبة الحسینیة المقدسة قبل النشر

ص:2

دراسة موجزة عن الشهید الثائر

ظافر عبیس الجیاشی

السید إبراهیم بن معبد الله بن الحسن المثنی:

قبور بأرض الجوزج - ان محلها وأخری بباخمری لدی الغربات

ص:3

جمیع الحقوق محفوظة

للعتبة الحسینیة المقدسة

الطبعة الأولی

1433 ه -- 2012 م

العراق: کربلاء المقدسة - العتبة الحسینیة المقدسة

قسم الشؤون الفکریة والثقافیة - هاتف: 326499

www.imamhussain-lib.com

E-mail: info@imamhussain-lib.com

ص:4

مبادئه وعهوده ولیجعل آل محمد عرضة للتهمیش بل للمطاردة والتنکیل، وکان حظ أهل البیت علیهم السلام من هذه المطاردة الشیء الکثیر، وکان بنو عمومتهم الحسنیون یمتلکون من تلک المطاردة حظاً وافراً کذلک، إذ لم ترق لأبی جعفر المنصور هیبة العلویین وهیمنتهم علی قلوب الناس ومشاعرهم، خصوصاً بعد فاجعة کربلاء، ولم یجد العباسیون هذه المکانة لدی الأمة بل العکس حیث تعاملت معهم الأمة علی أنهم غیر جدیرین بالقیادة وآل علی مبعدون، مما أثار حفیظة العباسیین للانتقام من العلویین أولئک الذین کتموا مشاعرهم حفاظاً علی سلامة الأمة الإسلامیة من التأزم لولا عمد العباسیین إلی تصفیة خصومهم، مما أضرم حماسة الثورة لدی الحسنیین خصوصاً لیتخذوا موقف الانتفاضة علی العباسیین الذین بدأوا بتصفیتهم فکانت الثورات العلویة الخیار الأخیر لمجموعة انتهت من تصفیات الأمویین لتدخل فی مرحلة جدیدة من

ص:6

الصراع مع العباسیین الذین کانوا أشد تنکیلاً وحرصاً علی إبادتهم، ولم تجد من الثورات العلویة إلا محاولة الدفاع عن النفس بعد جهودٍ من أجل تجنب المواجهة وإثارة التمردات، إلاّ أن الخیار السیاسی العباسی کان حالماً فی تصفیة العلویین تماماً وإزالتهم عن وجه الأرض؛ لتصفو لهم أجواء الحکم والتسلط، کانت ثورة إبراهیم إحدی محاولات فک الحصار عن المجموعة العلویة المضطهدة التی تعرضت لمحاولات الإبادة الجماعیة فکان خیاره الوحید هو الخروج علی العباسی المتجبر أبی جعفر ذلک الحاکم الذی سعی لإذلال العلویین بکل طریقة فکانت ثورة إبراهیم من أهم الملاحم التی أرغمت أبا جعفر علی الاعتراف بقوة العلویین، وأنه لابد أن یحسب لها حساباً مما اضطره أن یتعامل معها معاملة القوة التی تطیح فی یوم من الأیام بمملکته المتهرئة.

إن البحث الذی بین أیدینا یوقفنا علی ملاحم القائد العلوی وکان البحث ناجحاً فی تقدیم الصورة الناصعة لهذا

ص:7

المقاتل الشجاع والعالم الورع، إلاّ أن الباحث لم یتطرق للعلاقة بین آل الحسن وبین أهل البیت التی من خلالها تنفتح آفاق خطیرة علی هذه الحرکات العلویة، وإن کان الباحث محقاً فی عدم التعرض إلی ذلک محافظة علی الاختصار، إلا أن الذی یبدو لی أهمیة هذه الإثارة، لیتسنی قراءة الثورة بکل جوانبها مع احتفاظی برأیی الذی یشیر إلی إیجابیة هذه العلاقة بین أهل البیت علیهم السلام وبین آل الحسن بالرغم من محاولات التکتم وممارسة التقیة فی التعاطی مع هذه الثورات من قبل أهل البیت علیهم السلام؛ والحدیث عن ذلک یحتاج إلی بحوث. ومهما یکن من شیء فقد أجاد الباحث فی الاختیار کما أجاد فی التحلیل والتحقیق.

عن اللجنة العلمیة

السید محمد علی الحلو

النجف الأشرف

ص:8

وقیادتها کالبصرة والأهواز وواسط والمدائن وغیرها حتی أقضَّ مضجع المنصور الدوانیقی فترکه حائراً مفکراً فی الفرار بعد اتساع الخروق علیه من کل جانب مما یوحی بقوة الثورة وتأییدها من عامة الناس وخاصتهم والصفحات الآتیة کفیلة فی الکشف عن ذلک.

وقد حرصت فی هذا الکتیب (أو البحث) أن أقدم صورة موجزة عن الشهید الثائر: نسبة وصورة من مظاهر شخصیته واتساع دعوته والتأیید الذی حصل علیه من الفقهاء والعلماء ومراحل حیاته وثورته وأسبابها وانطباعات عن شخصیته وتصویب مکان قبره بعد استنطاق مصادر ومراجع التاریخ لبیان حقیقة وواقع الثورة تارکاً الإطناب مرکزا علی اللباب؛ ولمن رغب بذلک فیمکنه الرجوع إلی المظان التی ذکرت فی الهامش ففیها بغیته وکفایة طلبته، وحاولت أیضاً أن أفصح عن مجموعة من العناوین الحاویة لأمهات المطالب التی ذکرها المؤرخون فی

ص:10

مطاوی بحثهم فاخترت بعضها واجتهدت فی الآخر؛ لتیسیر وصول المعلومة للقارئ الکریم، وأخیراً وقفت علی بعض المعلومات التاریخیة الخاطئة التی نقلها بعض المؤرخین وشاعت لدی السواد الأعظم من الناس فصوبتها بالاعتماد علی أهل العلم والاختصاص فی هذا المجال، نسأل الله العلی القدیر أن یأخذ بأیدینا نحو الصواب ویجعل هذا العمل فی میزان حسناتنا إنه سمیع مجیب وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.

ظافر عبیس الجیاشی

19 / رمضان/ 1431 ه -

2010/8/30 م

الرمیثة

ص:11

نصر البخاری: (فولد إبراهیم بن عبد الله - الحسن بن إبراهیم لا عقب له إلا منه)(1).

وأشار السید العلوی إلی بعض أسماء عقبه وهم: محمد الأکبر، ومحمد الأصغر، وعلی، وجعفر، وعبد الله، وأحمد الأکبر، وأحمد الأصغر، والحسن(2) ، ولم یذکر لهم عقباً عدا الحسن أعقب عبد الله وأعقب عبد الله إبراهیم الأزرق ومحمد الإعرابی(3).

ورقیة بنت محمد بن عبد الله الدیباج(1) ، وهنکة بنت عمر ابن سلمة(2).

المنجم قال: سمعت عمر بن شبة یقول: إن إبراهیم بن عبد الله أبو الحسن، وکل إبراهیم فی آل بیت أبی طالب کان یکنی أبا الحسن)(1).

ویبدو أن هذا الإطلاق الذی ذکره الأصفهانی یتعارض مع ما ذکره بعض المؤرخین من کنیً أخری ذکرت له ولغیره من آل أبی طالب، ولعله أراد الأغلب ممن یسمی بإبراهیم وإلاّ فلا، وهذا الرأی لا یجانب الصواب.

وقیل: أبو إسحاق، حملا علی قول الشاعر سدیف بن میمون لإبراهیم:

إیهاً أبا إسحاق هنیتها فی نعم تتری وعیش طویل

أذکر هداک الله وتر الأولی سیر بهم فی مصمتات الکبول(2)

فقد خُرج علی أنه قِیل علی مجاز الکلام وللضرورة فی

ص:17

وزن الشعر(1) ، فتکون کنیة أبی الحسن هی الأشهر والأقرب مما عرف عند المؤرخین.

قریة قریبة من الکوفة(1) ، (وکان أحمر العینین فعرفت المنطقة التی أقبر فیها بالأحمر وصحفت إلی الاحیمر)(2) ، ولیس اللقب للسید إبراهیم بن عبد الله بن الحسن المثنی.

وقد حقق السید أبو سعیدة فی هذه النسبة (احمر العینین) ورأی أنه (لابد من الإشارة إلی اشتباه وقع به الحجة الشیخ محمد حرز الدین (قد) فی کتابه (مراقد المعارف: ج 1، ص 26)، فوضع لإبراهیم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنی - موضوع دراستنا هذه - لقب أحمر العینین، وقد انفرد هو بهذا اللقب لهذا المسمی، ولم أجد أحداً أطلق هذا اللقب علی دفین باخمری (إبراهیم) غیر الشیخ حرز الدین علی حد إطلاعی، فوقع الشیخ (قد) فی الاشتباه ما بین دفین الاحیمر ودفین باخمری فانتبه لهذا الأمر)(3).

ص:19

ومن الألقاب الأخر ما یطلقه عوام الناس علیه وهو (النبی إبراهیم) ولا أعرف أصل هذه النسبة، ولعل ذلک یعود إلی المقام السامی الذی یتمتع به السید لدی الناس من جلالة القدر وعلو المنزلة.

ویری الباحث أن یکون اللقب نابعا من شجاعته ومواقفه البطولیة التی أبداها ألا وهو (شهید باخمری) ولا ضیر فی ذلک بعدما ذکرت المصادر التاریخیة لقب - قتیل باخمری -(1).

لا نزال والله بخیر ما دام مثلک فینا(1).

وأما الشعر، فقد کان یقول شیئاً منه روی أبو الفرج الأصفهانی عن عبد الله بن الحسن بن إبراهیم (أن جده إبراهیم بن عبد الله قال فی زوجته بحیرة بنت زیاد الشیبانیة:

ألم تعلمی یا بنت بکر تشوقی إلیک وأنت الشخص ینعم صاحبه

وعلقت ما لو نیط بالصخر من جویً لهد من الصخر المنیف جوانبه

رأت رجلاً بین الرکاب ضجیعه سلاحٌ ویعبوبٌ فباتت تجانبه

تصد وتستحیی وتعلم أنه کریمٌ فتدنو نحو فتلاعبه

فأذهلنا عنها ولم نقْلُ قربها ولم یقلُها دهرٌ شدید تکالبه

عجاریف فیها عن هوی النفس زاجرٌ إذا اشتبکت أنیابه ومخالبه(2)

والسید إبراهیم صاحب المفضلیات المنسوبة خطأ إلی المفضل الضبی التی تعد من عیون الشعر العربی، التی قیل

ص:22

فیها: (إن هذه المجموعة الشعریة العظیمة، نعنی المفضلیات، أقدم مجموعة صنعت فی اختیار الشعر العربی... ولا نعلم أحداً قبل المفضل الضبی أقدم علی أن یصنع للناس اختیاراً)(1) ، جمعها من دواوین العرب لما کان مختفیا فی منزل (المفضل الضبی) فلما قتل إبراهیم نسبت المفضلیات إلی المفضل، وکان المفضل زیدیاً ومن رواة حدیثه وشعره کما کان إبراهیم یکثر من الإقامة عنده.

قال السید الأمین: (إن إبراهیم نزل علی المفضل الضبی صاحب المفضلیات المشهور فی وقت استتاره، وکان المفضل زیدیا قال: فکنت أخرج وأترکه فقال لی: إنک إذا خرجت ضاق صدری فأخرج إلیّ شیئاً من کتبک أتفرج به، فأخرجت إلیه کتبا من الشعر فاختار منها السبعین قصیدة وکتبها مفردة فی کتاب فلما قتل أظهرتها، فنسبها الناس إلیّ وهی القصائد التی تسمی اختیار المفضل السبعین القصیدة

ص:23

قال ثم زدتها وجعلتها تتمة مائة وعشرین)(1).

یمکن أن تقسم حیاة السید علی مرحلتین:

المرحلة الأولی: مرحلة ما قبل الثورة.

المرحلة الثانیة: مرحلة الثورة والقیادة.

وهو ممن حضر (مؤتمر الأبواء) الذی شهده بعض الهاشمیین ممن له حنکة وحکمة لوضع إستراتیجیة جدیدة بعد أفول نجم الدولة الأمویة والتهیؤ لأخذ زمام الحکم ووقع فیه الاختیار علی محمد ذی النفس الزکیة بن عبد الله المحض -- شقیق السید إبراهیم - لما له من صفات حمیدة وأخلاق فاضلة فبایعه المؤتمرون وکان أبو جعفر المنصور ممن بایع وارتضی محمداً، وعلی أثر النجاح الذی أحرزته الجمعیات السریة المنعقدة ضد النظام الأموی، طلع نجم بنی العباس، وکان لهم نشاط سیاسی فی المجتمع لتحویل الحکم من البیت الأموی إلی البیت العلوی، وقد رفعوا شعار دعوتهم (إلی الرضا من آل محمد)(1).

بید أن الأحداث تغیرت بعد مقتل الحاکم الأموی مروان الحمار آخر حکام الدولة الأمویة، إذ ظهرت الدعوة إلی ولد العباس دون محمد ممثل العلویین وباختلاف الآراء

ص:30

وتسارع الأحداث وتغیر وجهات النظر بویع لأبی العباس السفاح شقیق المنصور خلیفة للمسلمین ثم ما لبث السفاح سوی بضع سنین فرحل عن الدنیا تارکا فی سدة الحکم أخاه المنصور.

علی أی حال، فقد انحرفت الثورة عن مسارها المخطط الذی رسم لها فی الأبواء، حین مبایعة محمد بن عبد الله بن الحسن ذی النفس الزکیة بالخلافة، وقد اتجهت إلی حمل بنی العباس إلی سدة الحکم.

وقد اختفی السید إبراهیم عن أنظار السفاح مدة حکمه، فلما ملک المنصور طُلب السید إبراهیم أشد الطلب ووضع المنصور إلی إبراهیم الرصد حتی لم تقرّ له أرض، قال ابن الأثیر: (وکان قبل ظهوره قد طلب أشد الطلب، فحکت جاریةٌ له أنه لم تقرّهم أرضٌ خمس سنین، مرةً بفارس ومرةً بکرمان مرة بالجبل ومرةً بالحجاز ومرةً بالیمن ومرةً بالشام)(1).

ص:31

وفی تلک الحقبة علم المنصور أن السید إبراهیم وأخاه محمداً عزما علی الخروج، فجدّ فی طلبهما وقبض علی أبیهما وجماعة من أهلهما وأودعهما السجن، وخلال وجود الحسنیین فی سجن أبی جعفر المنصور بالهاشمیة نهض محمد ذو النفس الزکیة بالمدینة واستشهد ونزل السید إبراهیم بالبصرة.

نزل السید إبراهیم فی دار أبی فرة، إذ اتخذها مرکزاً للدعوة وأقبل علیه کثیر من وجوه البصریین یبایعون أخاه محمداً، ثم انتقل إلی دار أخری فی وسط البصرة تدعی دار أبی مروان واستمر فی دعوته لأخیه، وکان أول خروج للسید إبراهیم فی البصرة فی شهر رمضان سنة (145 ه -)(1).

ولنا أن نتساءل عن عدم اختیار إبراهیم الکوفة علی الرغم من أنها أصلح المدن لهذه الدعوة الشیعیة فهی موطن الشیعة وقد شهدت أمجاد الإمام علی ثم البیعة لابنه الحسن علیهما السلام وغیرها؟

کان إبراهیم یدرک ما ذکر من صلاحیة الکوفة لدعوته إلا أنه لم یکن یستطیع اتخاذها مرکزاً لدعوته فقد کان المنصور العباسی مقیما فی الهاشمیة علی مقربة من الکوفة، وقد أعد العدة لهذا الأمر وکان باستطاعته القضاء علی

ص:33

الدعوة فی مهدها فضلاً عن علم المنصور بمیول أهل الکوفة منذ أمد بعید نحو آل البیت علیهم السلام، فرأی أن یقبض علیها بقبضة من حدید، لذا ف - (إن أبا جعفر شاور فی أمر إبراهیم فقیل له إن أهل الکوفة له شیعة والکوفة قدر یفور أنت طبقها فاخرج حتی تنزلها ففعل)(1).

أما عوامل اختیار البصرة فیمکن أن ترجع إلی:

1 - الظروف السیاسیة؛ إذ کانت المدینة الوحیدة التی یمکن أن تصبح مرکزاً للدعوة.

2 - کونها الأقرب إلی واسط والأهواز وبلاد فارس حیث أتباع العلویین.

3 - دعم الفقهاء اللامحدود لإبراهیم فهی مرکز مهم لکثیر من التیارات والحرکات الدینیة والسیاسیة(2).

ص:34

خرج إبراهیم علنا فی البصرة فی أول لیلة من رمضان فی بضعة عشر فارسا قاصدین ناحیة بنی یشکر، وقدم إلیه هناک بعض أنصاره وقصدوا جمیعا إلی دار الإمارة حیث یقیم الوالی العباسی سفیان بن معاویة فحاصروا الدار، وقدم أبو حماد الأبرص لنصرة الوالی علی رأس ألفین من الجند، فنجح إبراهیم ومن معه من أنصار فی الانتصار علیهم، ومال إبراهیم وأصحابه علی دواب أولئک الجیش وأسلحتهم فأخذوها جمیعاً، فتقووا بها، فکان هذا أول ما أصاب وأشعل إبراهیم النیران فی رحبة القصر فاضطر سفیان ومن معه من أنصاره إلی طلب الأمان فأمنهم السید علی أرواحهم وأمر بحبس سفیان فی القصر(1).

وقدم جعفر ومحمد ابنا سلیمان بن علی وکانا فی البصرة فی ستمائة فارس، فأرسل إلیهما قائداً فی خمسین

ص:35

رجلاً فهزمهما ونادی منادیه أن لا یتبع مهزوم ولا یدفف علی جریح، وصفت له البصرة ووجد فی بیت المال ألفی درهم فقوی بها وفرض لأصحابه لکل رجل خمسین فکان الناس یقولون خمسون والجنة(1).

سبعة عشر ألفا إلی واسط وبها هارون بن حمید الأیادی من قبل المنصور فملکها العجلی(1) ، وهکذا توالت الفتوحات علی ید إبراهیم واتسع نفوذه.

مع إبراهیم فیحکی أن امرأة أتته قالت له إنک أفتیت ابنی بالخروج مع إبراهیم فخرج فقتل فقال لها لیتنی کنت مکان ابنک)(1).

ومنهم شعبة بن الحجاج وقد سئل: کیف تری الخروج مع إبراهیم؟ قال: أری أن تخرجوا وتعینوه، حتی سمع منه یقول: باخمری بدر الصغری(2).

وبایع إبراهیم وجوه المسلمین آنذاک منهم: بشیر الرحال، والأعمش، وعباد بن منصور القاضی صاحب مسجد عباد فی البصرة، والمفضل بن محمد، ونظائرهم، وخرج معه أبو خالد الأحمر، وهشیم، وعباد بن العوام، وعیسی بن یونس، ویزید بن هارون فی طائفة من العلماء(3).

ص:38

وأبدی المنصور تحسره وأسفه علی تفریق جیشه فی بلاد شتی وبدا فی حیرة من أمره لما بلغه ظهور إبراهیم وما یشاهده من قلة العسکر فقال:

(والله ما أدری کیف أصنع! والله ما فی عسکری إلا ألفا رجل فرقت جندی مع المهدی بالری ثلاثون ألفا ومع محمد بن الأشعث بإفریقیة أربعون ألفا والباقون مع عیسی ابن موسی والله لئن سلمت من هذه لا یفارق عسکری ثلاثون ألفا)(1).

بالناس (وهم یعرفون فیه الانکسار وأخبر الناس بقتل محمد فازدادوا فی قتال أبی جعفر بصیرة)(1) ، وأظهر الجزع علیه وتمثل وهو علی المنبر قائلاً:

أبا المنازل یا خیر الفوارس من یفجع بمثلک فی الدنیا فقد فجعا

الله یعلم أنی لو خشیتهم وأوجس القلب من خوف لهم فزعا

لم یقتلوه ولم أسلم أخی لهم حتی نموت جمیعاً أو نعیش معا(2)

بعدها ألقی إبراهیم خطبة موجزة تخللها بکاء حار ثم بیّن فیها فلسفة خروجه وخروج أخیه محمد فقال:

(اللهم إنک تعلم أن محمداً إنما خرج(3) غضباً لک، ونفیاً لهذه المسودة وإیثاراً لحقک فارحمه واغفر له، واجعل الآخرة خیر مرد له، ومنقلب من الدنیا).

ص:41

من الری بقیادة مسلم بن قتیبة من الری فضم المنصور جیشه إلی جیش عیسی، فوجه المنصور عیسی لقتال إبراهیم فتقدم علی رأس جیش عدته خمسة عشر ألفاً وجعل المنصور علی مقدمة الجیش محمد بن قحطبة علی ثلاثة آلاف جندی وصحب المنصور الجیش حتی بلغ نهر البصریین ثم عاد إلی الکوفة(1).

تقدم إبراهیم علی رأس جیشه وکان یتألف من عشرة آلاف مقاتل، رغم أن دیوانه کان یضم أسماء مئة ألف من أهل البصرة وبدا زحفه نحو الکوفة وما أن التقی الجیشان فی باخمری وهی علی بعد ستة عشر فرسخا من الکوفة(2) ، دارت معرکة رهیبة ولحقت الهزیمة بقوات حمید بن قحطبة الذی کان علی مقدمة جیش عیسی وسارع الجند إلی الفرار فعرض لهم عیسی: یناشدهم الله والطاعة فلا یلوون علیه

ص:43

ومروا منهزمین وأقبل حمید بن قحطبة منهزما فقال له عیسی یا حمید الله الله والطاعة فقال: لا طاعة فی الهزیمة(1) ، و (هزم عیسی وأصحابه هزیمة قبیحة حتی دخل أوائلهم الکوفة وأمر أبو جعفر بإعداد الإبل والدواب علی جمیع أبواب الکوفة لیهرب علیها)(2).

وفی تلک الحال صمد عیسی فی المعرکة وبقی فی موضعه رغم فرار جنده حتی بقی فی مئة فارس من خاصته وحشمه ونصحه البعض بالانسحاب والنجاة بنفسه، فقال: لا أزول عن مکانی هذا أبداً حتی أقتل أو یفتح الله علی یدیّ ولا یقال انهزم، کما صمد أیضاً ابنا سلیمان جعفر ومحمد وقد نجحا فی إنقاذ الجیش العباسی من مصیره الذی کان قاب قوسین أو أدنی(3).

ص:44

تقدم إبراهیم فی جنده لیقاتل عیسی بن موسی الذی ظل صامدا فی میدان المعرکة، ونجح حمید بن قحطبة فی جمع شتات جنده المنهزمین وانضم إلی عیسی، وحدث أن أصیب عیسی بسهم، فاضطر إلی الانسحاب مع جنده، وتبعهم جند إبراهیم فنادی منادی إبراهیم ألا تتبعوا مدبرا فعاد هؤلاء الجند، وظن جند عیسی أن الهزیمة قد لحقت بجند إبراهیم المنسحبین فکّروا فی آثارهم ونجحوا فی إلحاق الهزیمة بهم، وأصیب إبراهیم بسهم قاتل وطلب إبراهیم من خاصته أن ینزلوه من فوق فرسه وهو یقول:

... وَ کانَ أَمْرُ اللّهِ قَدَراً مَقْدُوراً1.

(أردنا أمرا وأراد الله غیره)(1).

واجتمع حوله بعض أصحابه وخاصته یحمونه ویقاتلون دونه وشد حمید بن قحطبة ورجاله الهجوم علیهم

ص:45

حتی اضطروا للانسحاب وتقدم مولی لعیسی بن موسی فاحتزّ رأس إبراهیم وحمله إلی سیده، وکان استشهاده یوم الاثنین لخمس بقین من ذی القعدة سنة 145 ه -، ومکث مذ خرج إلی أن قتل ثلاثة أشهر إلا خمسة أیام(1).

قال: أعظم الله أجرک یا أمیر المؤمنین فی ابن عمک وغفر له ما فرط فیه من حقک قال: فاصفر لون المنصور وأقبل علیه وقال له: یا أبا خالد مرحباً وأهلاً، ههنا فاجلس، فعلم الناس أن ذلک وقع منه موقعا جیداً فجعل کل من جاء یقول کما قال جعفر بن حنظلة(1).

ثم وجه المنصور الرأس مع الربیع إلی آل الحسن المحبوسین فی الهاشمیة(2) فوضع الرأس بین أیدیهم وعبد الله والد إبراهیم یصلی فقال له إدریس - أخو إبراهیم - أسرع فی صلاتک یا أبا محمد فالتفت إلیه واخذ رأسه فوضعه فی حجره وقال له أهلاً وسهلاً یا أبا القاسم والله لقد کنت من الذین قال الله فیهم:

اَلَّذِینَ یُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَ لا یَنْقُضُونَ الْمِیثاقَ (20)

وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ

ص:47

اَلْحِسابِ1.

وقد دفن هناک ویوجد مقام فی الهاشمیة باسم السید لرأسه لا للجسد کما سیأتی تحقیقه علی الأصح.

ویرسل الجنود فیکون إذا انهزم له جند أمدهم بغیرهم فخیف مکانه واتقاه عدوه وجبیت الأموال فقال من عنده من الکوفیین إن بالکوفة أقواما لو رأوک ماتوا دونک وإن لم یروک قعدت بهم أسباب شتی فوافق قولهم وسار إلی الکوفة(1).

ومنها ما تقدم به رجل یدعی عبد الواحد بن زیاد؛ إذ اقترح علی إبراهیم حفر خندق حول معسکره فاعترضت علیه الزیدیة أیضاً وقالت: أتجعل بینک وبین الله جنّة فتقدم الرجل باقتراح آخر فقال لإبراهیم: اجعل عسکرک کرادیس إذا هزم منهم کردوس ثبت کردوس فرفضت الزیدیة هذا الاقتراح أیضاً وقالت(2): لا نکون إلاّ صفا واحدا کما قال الله تعالی:

... کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ3.

ص:49

ومنها أن أبا حنیفة کتب إلی إبراهیم إذا ظفرک الله بعیسی وأصحابه فلا تسر فیهم سیرة أبیک فی أهل الجمل؛ لأنه لم یکن لهم فئة، ولکن سر فیهم بسیرته یوم صفین فإنه سبی الذریة ودفف علی الجریح وقسم الغنیمة؛ لأن أهل الشام کانت لهم فئة(1) وقد تقدم کیف منع إبراهیم أصحابه من أن یتبعوا مدبراً فأدی بالنتیجة إلی شهادته وهزیمة جیشه؟

والشدة)(1) ، وذکره السید الأمین بقوله: (إبراهیم من کبار العلماء فی فنون کثیرة وکان شاعراً متضلعاً باللغة العربیة وأسرارها عارفاً بأخبار العرب وأیامهم وأشعارهم)(2) ، وقال عبد الحسین الشبستری: (من علماء ومحدثی أهل بیت النبوة، وکان أمیراً، ثائراً شجاعاً، أدیبا شاعراً)(3) ، هذه الخلال التی تقدمت وغیرها هیأت لإبراهیم الأرضیة الصالحة لقیادة الثورة وکسب تأیید الجماهیر.

قصیدته السائرة التی تعد من عیون الشعر العربی وفیها یقول(1):

أقول لبسام علیه جلالة غدا أریحیا عاشقاً للمکارم

من الفاطمیین الدعاة إلی الهدی جهارا ومن یهدیک مثل ابن فاطم

سراج لعین المستضیء وتارة یکون ظلاماً للعدو المزاحم

2 - دعبل بن علی الخزاعی فی (تائیته المشهورة)(2):

قبور بأرض الجوزجان محلها وأخری بباخمری لدی الغربات

3 - غالب بن عثمان الهمذانی(3):

وقتیل باخمری الذی نادی فاسمع کل شاهد

قاد الجنود إلی الجنود تزحف الأسد الحوارد

بالمرهفات وبالقنا والمبرقات وبالرواعد

فدعا لدین محمد ودعوا إلی دین ابن صائد

فرماهُمُ بلبان أبلق سابق للخیل قائد

ص:52

بالسیف یفری مصلتا هاماتهم بأشد ساعد

فأتیح سهم قاصد لفؤاده بیمین جاحد

فهوی صریعا للجبین ولیس مخلوق بخالد

وتبددت أنصاره وثوی بأکرم دار واحد

نفسی فداؤک من صریع غیر ممهود الوسائد

وفدتک نفسی من غریب الدار فی القوم الأباعد

4 - أبی القاسم التنوخی(1):

أما حمل المنصور من أرض یثرب بدور هدی تجلو ظلام الغیاهب

وقطّعتهم بالبغی یوم محمد قرائن أرحام له وقرائب

وفی أرض باخمری مصابیح قد ثوت متربة الهامات حمر الترائب

باخمری کما حدها الحموی فی معجمه (موضع بین الکوفة وواسط وهی إلی الکوفة أقرب، قالوا بین باخمری والکوفة سبعة عشر فرسخا)(1) ، هذا حسب الحدود الإداریة التی کانت تمثلها الکوفة قدیما.

أما فی الوقت الحاضر فیوجد معلمان بارزان لقبر السید إبراهیم: أحدهما: بین مدینتی الحمزة الشرقی والرمیثة ویبعد عن الأولی (20) کم وعن الأخری (10) کم ویبعد مرقده عن الجادة - الشارع العام - حوالی (1) کم، والآخر: فی منطقة الهاشمیة یبعد عن مرقد القاسم ابن الإمام موسی الکاظم علیهما السلام حوالی (4 کم) یصل إلیه عن طریق غیر معبد.

والذی نمیل إلیه وما علیه أقوال المحققین فی هذا المجال

ص:54

هو أن قبره هو الواقع بین مدینتی الحمزة الشرقی والرمیثة، وأما الآخر فهو قبر لموضع الرأس قال الشیخ حرز الدین بعد ما ذکر موضع القبرین المذکورین ورأی أن موضع قبره هو الأول: (ولا یبعد بل الراجح عندنا أن القبر المنسوب إلی إبراهیم بن عبد الله فی الهاشمیة هو موضع دفن رأس إبراهیم هذا بعد ما تشفی منه المنصور وهدأت نفسه الشریرة وطیف به بعض الأمصار أُرجع إلی الهاشمیة وأُقبر فیها)(1).

وذهب إلی ذلک السید أبو سعیدة قال بعد ذکر موضع الرأس فی الهاشمیة: (اشتهر عند السواد أنه قبر إبراهیم بن عبد الله المحض - موضع الدراسة هذه - وهذه شهرة لا تساعد علیها، لما تقدم من بیان)(2).

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین وصلی الله علی أفضل خلقه محمد وآله الطیبین الطاهرین.

ص:55

5 - الأغانی / تألیف: أبی الفرج الأصفهانی، ت: 356 ه - / تحقیق: سمیر جابر / الطبعة الثانیة / نشر: دار الفکر / بیروت، د. ت.

6 - باخمری أرض الواقعة / استطلاع لحیدر الجد / مجلة ینابیع / العدد 25 / سنة 1429 ه -.

7 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار / تألیف: العلامة الشیخ محمد باقر المجلسی، ت: 1111 ه - / نشر: مؤسسة الوفاء / بیروت - لبنان / سنة 1403 ه -- 1983 م.

8 - البدایة والنهایة / تألیف: أبی الفداء إسماعیل بن کثیر الدمشقی، ت: 114 ه - / تحقیق علی شیری / الطبعة الأولی / نشر: دار إحیاء التراث/ بیروت - لبنان / سنة 1418 ه -- 1988 م.

9 - تأریخ الإسلام / تألیف: شمس الدین محمد بن أحمد الذهبی، ت: 745 ه - / تحقیق الدکتور عمر عبد السلام / الطبعة الأولی / نشر: دار الکتاب العربی / بیروت - لبنان / سنة 1407 ه -- 1987 م.

10 - تاریخ بغداد أو مدینة السلام / تألیف: أبی بکر أحمد ابن علی المعروف بالخطیب البغدادی، ت: 463 ه - / تحقیق: مصطفی عبد القادر عطا / الطبعة الأولی / نشر: دار الکتب

ص:57

العلمیة / بیروت - لبنان / سنة 1417 ه -- 1997 م.

11 - تأریخ الطبری/ تألیف: أبی جعفر محمد بن جریر الطبری، ت: 310 ه - / تحقیق: نخبة من العلماء / الطبعة الرابعة / نشر: مؤسسة الأعلمی / بیروت -- لبنان / سنة 1303 ه -- 1983 م.

12 - تأریخ الکوفة / تألیف: السید حسین بن أحمد البراقی، ت: 1332 ه - / تحقیق: ماجد بن أحمد العطیة / الطبعة الأولی / نشر: المکتبة الحیدریة / النجف الأشرف / سنة 1424 ه -.

13 - تأریخ المشاهد المشرفة / تألیف السید حسین أبو سعیدة الموسوی / الطبعة الثانیة / نشر: مؤسسة البلاغ / بیروت - لبنان / سنة 1426 ه -- 2005 م.

14 - تأریخ مدینة دمشق / تألیف: أبی القاسم علی بن الحسن الشافعی المعروف بابن عساکر، ت: 571 ه - / تحقیق علی شیری / نشر: دار الفکر / بیروت - لبنان / سنة 1415 ه -- 1995 م.

15 - تأریخ الیعقوبی / تألیف: أحمد بن جعفر بن وهب المعروف بالیعقوبی / ت: 284 ه - / نشر: دار صادر / بیروت، د. ت.

ص:58

16 - تنقیح المقال فی أحوال الرجال / تألیف: عبد الله بن حسن بن عبد الله المامقانی النجفی، ت: 1351 ه - / نشر مؤسسة آل البیت لإحیاء التراث، د. ت.

17 - جهاد الشیعة فی العصر العباسی الأول / تألیف: الدکتورة سمیرة اللیثی / تحقیق: سامی الغریری / الطبعة الأولی / نشر: مؤسسة دار الکتاب الإسلامی / قم المقدسة / سنة 1428-2007 م.

18 - دیوان دعبل الخزاعی / شرح وتحقیق: ضیاء حسین الأعلمی / الطبعة الأولی / نشر: مؤسسة الأعلمی / بیروت - لبنان / سنة 1417 ه -- 1997 م.

19 - رجال الطوسی / تألیف: شیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی، ت: 460 ه - / تحقیق: جواد القیومی الأصفهانی / الطبعة الأولی / نشر: مؤسسة النشر الإسلامی / قم المقدسة / سنة 1415 ه -.

20 - سر السلسلة العلویة / تألیف: أبی نصر سهل بن عبد الله بن داود البخاری، ت: فی القرن الرابع الهجری / تحقیق: السید محمد صادق بحر العلوم / الطبعة الأولی / نشر: المطبعة الحیدریة / النجف الأشرف / سنة 1381 ه -- 1961 م.

ص:59

21 - سیر أعلام النبلاء / تألیف: شمس الدین محمد بن أحمد الذهبی، ت: 745 ه - / تحقیق: نذیب حمدان / الطبعة التاسعة / نشر: مؤسسة الرسالة / بیروت - لبنان / سنة 1413 ه -- 1993 م.

22 - الشجرة المبارکة فی الأنساب الطالبیة / تألیف: أبی عبد الله محمد بن عمر بن الحسین المعروف بالفخر الرازی، ت: 606 ه - / تحقیق: السید مهدی رجائی / الطبعة الأولی / نشر: مکتبة السید المرعشی / قم المقدسة / سنة 1409 ه -.

23 - عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب / تألیف: جمال الدین أحمد بن علی الحسینی المعروف بابن عنبة، ت: 838 ه - / تحقیق: محمد حسن آل الطالقانی / الطبعة الثانیة / نشر: المطبعة الحیدریة / النجف الأشرف - العراق / سنة 1380 ه -- 1961 م.

24 - الغدیر فی الکتاب والسنة والأدب / تألیف: عبدالحسین أحمد الأمینی النجفی، ت: 1392 ه - / الطبعة الرابعة / نشر: دار الکتاب العربی / بیروت - لبنان / سنة 1397 ه -- 1977 م.

25 - الفائق فی رواة وأصحاب الإمام الصادق علیه السلام / تألیف: عبد الحسین الشبستری / الطبعة الأولی / نشر: مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین / قم المقدسة / سنة 1418 ه -.

ص:60

26 - قاموس الرجال / تألیف: الشیخ محمد تقی التستری / الطبعة الأولی / نشر: مؤسسة النشر الإسلامی لجامعة المدرسی / قم المقدسة / سنة 1419 ه -.

27 - الکامل فی التأریخ / تألیف: علی بن محمد المعروف بابن الأثیر / نشر: دار صادر، د. ط / بیروت، د. ت.

28 - المجدی فی أنساب الطالبیین / تألیف: أبی الحسن علی ابن محمد بن علی العلوی، ت: من أعلام القرن السادس الهجری / تحقیق: أحمد الدامغانی / الطبعة الأولی / نشر: مکتبة السید المرعشی العامة / قم المقدسة / سنة 1419 ه -.

29 - مراقد المعارف / تألیف: الشیخ محمد حرز الدین / تحقیق محمد حسین حرز الدین / الطبعة الثانیة / قم المقدسة / سنة 1380 ه -.

30 - المفضلیات المنسوبة إلی أبی العباس المفضل بن محمد ابن علی الضبی، ت: 168 ه - / تحقیق: أحمد محمد شاکر وعبدالسلام هارون / الطبعة السادسة / دار التعارف / القاهرة - مصر / سنة 1963 م.

31 - مقاتل الطالبیین / تألیف: أبی الفرج الأصفهانی، ت: 356 ه - / تحقیق: السید أحمد صقر / الطبعة الأولی / نشر: دار

ص:61

الأعلمی / بیروت - لبنان.

32 - مقدمة ابن خلدون / تألیف: عبد الرحمن بن خلدون المغربی، ت: 808 ه - / الطبعة الرابعة / نشر: دار إحیاء التراث / بیروت - لبنان، د. ت.

33 - معجم البلدان / تألیف: أبی عبد الله یاقوت بن عبد الله الحموی الرومی البغدادی، ت: 626 ه - / نشر: دار إحیاء التراث العربی / بیروت - لبنان / سنة 1399 ه -- 1979 م.

34 - موسوعة المصطفی والعترة / تألیف: حسین الشاکری / الطبعة الأولی / نشر: دار الهادی / قم المقدسة - إیران / سنة 1417 ه -.

35 - وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان / تألیف: ابن خلکان، ت: 681 ه - / تحقیق: إحسان عباس / نشر: دار الثقافة / بیروت، د. ت.

ص:62

ورعه 24

زهده 25

عفوه 26

شجاعته 27

مراحل حیاة السید إبراهیم 28

المرحلة الأولی 29

المرحلة الثانیة مرحلة الثورة والقیادة 32

اتساع الدعوة 36

تأیید الفقهاء والعلماء الثورة 37

قوة الثورة وانکسار المنصور 39

موقف السید إبراهیم بعد استشهاد أخیه 40

الطریق إلی باخمری أو الصدام العسکری 42

مصیر رأس إبراهیم 46

أسباب الهزیمة 48

انطباعات عن شخصیة السید إبراهیم 50

مختارات من الشعر فی مدح ورثاء السید إبراهیم 51

قبر السید إبراهیم 53

المصادر والمراجع 56

ص:64