فوائد الصمدیه (جامع المقدمات) همراه با صوت استاد مدرس افغانی

اشارة

عنوان و نام پدیدآور : فوائد الصمدیه (جامع المقدمات) همراه با صوت استاد مدرس افغانی / محمد بن حسین،شیخ بهائی عاملی

مشخصات نشر : دیجیتالی،مرکز تحقیقات رایانه ای قائمیه (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) اصفهان،1398.

زبان : عربی.

مشخصات ظاهری : 40 صفحه.

موضوع : زبان عربی -- نحو

توضیح : کتاب «الصمدیة» یا «الفوائد الصمدیة فی علم العربیة» اثر شیخ بهایی رحمة الله علیه، یکی از مهم ترین و دقیق ترین کتاب های مختصر و موجز در علم نحو است که در سال 1030 ق، تألیف شده است.این کتاب، بسیار فشرده، ولی دارای مطالب با ارزش و سودمندی است که در یک مقدمه و پنج حدیقه تنظیم شده است.مؤلف، این کتاب را به برادر کوچکش، عبدالصمد دیکته کرده و سپس در اختیار اهل فضل قرار داده است.

این کتاب در ضمن مجموعه «جامع المقدمات» می باشد.

ص :1

خطبة المؤلف رحمه الله

صوت

بسم الله الرحمن الرحیم

أحسن کلمة یبتدأُ بها الکلام ، وَخیرُ خَبَرٍ یُختتم به المرام ، حمدک اللّهمّ علی جزیل الإنعام ، والصلاة والسلام علی سیّد الأنام محمّد وآله البررة الکرام ، سیّما ابن عمّه علیّ ( علیه السلام ) ، الّذی نَصَبَهُ عَلَماً للإسلام ، ورفعه لکسر الأصنام ، جازم أعناق النواصب اللئام ، وواضع علم النحو ، لحفظ الکلام.

وبعد : فهذه الفوائد الصمدیّة ، فی علم العربیّة. حوت من هذا الفنّ ما نفعه أعمّ ، ومعرفته للمبتدئین أهمّ ، وتضمّنت فوائد جلیلة فی قوانین الإعراب ، وفرائد لم یطّلع علیها إلّا اُولو الألباب. ووضعتها للأخ الأعزّ عبد الصمد ؛ جعله الله من العلماءِ العاملین ، ونفعه بها وجمیع المؤمنین. وتشتمل علی خمس حدائق :

الحدیقة الاُولی : فیما أردت تقدیمه

غرّة :

النحو : علم بقوانین ألفاظ العَرب ، من حیث الإعراب والبناء ،

وفائدته : حفظ اللسان عن الخطأ فی المقال ،

وموضوعه : الکلمة والکلام.

تعریف الکلمة و الکلام

فالکلمة : لفظ موضوع مفرد ، وهی اسم ، وفعل ، وحرف.

ص: 1

والکلام : لفظ مفید بالإسناد ، ولا یأتی إلّا فی اسمین ، أو فعل واسم.

حدّ الاسم و الفعل و الحرف

صوت

إیضاح :

الاسم : کلمة معناها مستقلّ ، غیر مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، ویختصّ ب-الجرّ والنداءِ ، واللام ، والتنوین ، والتثنیة ، والجمع.

والفعل : کلمة معناها مستقلّ ، مقترن بأحدها ، ویختصّ بقد ، ولم ، وتاءِ التأنیث ، ونون التأکید.

والحرف : کلمة معناها غیر مستقلّ ، ولا مقترن بأحدها ، ویعرف بعدم قبول شیء من خواصّ أخویه.

أقسام الاسم بحسب الوضع

تقسیم :

الاسم : إن وضع لذات ، فاسم عین ، کزید. أو لحدث : فاسم معنی ، کَضرْب. أو لمنسوب إلیه حدث فمشتق ، کضارب.

أیضاً : إن وضع لشیء بعینه ، فمعرفة کزید ، والرجل ، وذا ، والّذی ، وهو ، والمضاف إلی أحدها معنی ، والمعرّف بالنداءِ ، وإلّا فنکرة.

أیضاً : إن وُجِدَ فیه علامة التأنیث ، ولو تقدیراً ، کناقة ونار ، فمؤنّث. وإلّا فمذکّر. والمؤنّث إن کان له فرج فحقیقیّ ، وإلّا فلفظیّ.

أقسام الفعل بحسب الوضع

تقسیم آخر : الفعل إن اقترن بزمان سابق وضعاً فماضٍ. ویختصّ بِلحوق إحدی التاءات الأربع ، أو بزمان مستقبل ، أو حال وضعاً فمضارع. ویختصّ بالسین ، وسوف ، ولم ، وإحدی زوائد أنَیْتَ ، أو بالحال فقط وضعاً ، فأمر. ویعرف بفهم الأمر منه مع قبوله نونی التأکید.

ص: 2

تبصرة :

الماضی مبنیّ علی الفتح ، إلّا إذا کان آخره ألفاً أو اتّصل به ضمیر رفع متحرّک أو واو.

والمضارع إن اتّصل به نون اناث کیضربْن ، بنی علی السکون ، أو نون التأکید مباشرة کیضربَنَّ ، فعلی الفتح ، وإلّا فمرفوع إن تجرّد عن ناصب وجازم ، وإلّا فمنصوب أو مجزوم.

وفعل الأمر یبنی علی ما یجزم به مضارعه.

الإعراب و البناء و أنواعهما

اشارة

صوت

فائدة :

الإعراب : أثر یجلبه العامل فی آخر الکلمة لفظاً أو تقدیراً.

وأنواعه : رفع ، ونصب ، وجرّ ، وجزم ، فالأوّلان : یوجدان فی الاسم والفعل ، والثالث : یختصّ بالاسم ، والرابع : بالفعل.

والبناء : کیفیّة فی آخر الکلمة ، لا یجلبها عامل.

وأنواعه : ضمّ ، وکسر ، وفتح ، وسکون ، فالأوّلان : یوجدان فی الاسم والحرف ، نحو : حیثُ ، وأمْسِ ، ومنذُ ، ولام الجرّ ، والأخیران : یوجدان فی الکلم الثلاث : نحو : أیْنَ ، وقامَ ، وسَوْفَ ، وکَمْ ، وقُمْ ، وَهَلْ.

علائم الرفع

توضیح :

علائم الرفع أربع : الضمّة ، والألف ، والواو ، والنون.

فالضمّة : فی الاسم المفرد ، والجمع المکسّر ، والجمع المؤنّث السالم ، والمضارع.

والألف : فی المثنّی ، وهو ما دلّ علی اثنین ، وأغنی عن متعاطفین وملحقاته ، وهی : کلا ، وکلتا مضافین إلی مضمر ، واثنان وفرعاه.

والواو : فی الجمع المذکّر السالم وملحقاته ، وهی : اُولوا ، وعشرون وبابه ، والأسماء الستة ، وهی : أبوه ، وأخوه ، وحموها ، وفوه ، وهنوه ،

ص: 3

وذو مال ، مفردة مکبّرة ، مضافة إلی غیر الیاءِ.

والنون : فی المضارع المتّصل به ضمیر رفع لمثنّی ، أو جمع ، أو مخاطبة ، نحو : یفعلان وتفعلان ویفعلون وتفعلون وتفعلین.

علائم النصب

إکمال :

علائم النصب خمس : الفتحة ، والألف ، والیاءِ ، والکسرة ، وحذف النون.

فالفتحة : فی الاسم المفرد والجمع المکسّر والمضارع.

والألف : فی الأسماءِ الستّة.

والیاء : فی المثنّی والجمع وملحقاتهما.

والکسرة : فی الجمع المؤنّث السالم.

وحذف النون : فی الأفعال الخمسة.

علائم الجرّ

توضیح :

علائم الجرّ ثلاث : الکسرة ، والیاءِ ، والفتحة.

فالکسرة : فی الاسم المفرد ، والجمع المکسّر المنصرفین ، والجمع المؤنّث السالم.

والیاءِ : فی الأسماءِ الستّة ، والمثنّی ، والجمع.

والفتحة : فی غیر المنصرف.

علامتا الجزم

وعلامتا الجزم : السکون ، والحذف.

فالسکون : فی المضارع صحیحاً ، والحذف فیه معتّلاً ، وفی الأفعال الخمسة.

مواضع تقدیر الإعراب

صوت

فائدة : یُقدّر الإعراب فی خمسة مواضع کما هو المشهور.

فمطلقاً فی الاسم المقصور ، کموسی ، والمضاف إلی الیاءِ ، کغلامی.

ص: 4

والمضارع المتّصل به نون التأکید غیر مباشرة کیضربانّ.

ورفعاً وجرَّاً فی المنقوص ، کقاضٍ.

ورفعاً ونصباً فی المضارع المعتلّ بالألف ، کیحیی.

ورفعاً فی المضارع المعتلّ بالواو والیاءِ ، ک : یدعو ویرمی ، والجمع المذکّر السالم المضاف إلی یاءِ المتکلّم کمُسْلِمِیّ.

الحدیقة الثانیة : فیما یتعلّق بالأسماء

اشارة

الاسم : إنْ أشبه الحرف فمبنیٌّ ، وإلّا فمعربٌ.

أنواع المعربات

اشارة

والمعربات أنواع :

النوع الأوّل : ما یرد مرفوعاً لا غیر

اشارة

وهو أربعة :

الأوَّل : الفاعل
اشارة

وهو ما اُسند إلیه العامل فیه قائماً به ، وهو ظاهر ومضمر ، فالظاهر : ظاهر ، والمضمر : بارز أو مستتر.

والاستتار یجب فی الفعل فی ستّة مواضع : فعل الأمر للواحد المذکّر ، والمضارع المبدوء بتاء الخطاب ، للواحد أو بالهمزة أو بالنون ، وفعل الاستثناءِ ، وفعل التعجّب ، واُلحق بذلک : زید قام أو یقوم ، وما یظهر فی بعض هذه المواضع ، کأقومُ أنا ، فتأکید للفاعل کقمتُ أنَا.

تبصرة :

صوت

وتلازم الفعل علامة التأنیث إن کان فاعله ظاهراً حقیقیّ التأنیث ، کقامت هندٌ ، أو ضمیراً متّصلاً مطلقاً ، کهندٌ قامت ، والشمس طَلَعَتْ. ولک الخیار مع الظاهر اللفظیّ ، کطلعت أو طلع الشمس ، ویترجّح ذکرها مع الفصل بغیر إلّا نحو : دخلت أو دخل الدار هند ، وترکها مع الفصل بها نحو : ما قام إلّا امرأة ، وکذا فی باب نِعْمَ وبئسَ ، نحو : نِعْمَ المرأةُ هندٌ.

ص: 5

مسألة : والأصل فی الفاعل تقدّمه علی المفعول ، ویجب ذلک إذا خیف اللبس ، أو کان ضمیراً متّصلاً ، والمفعول متأخّراً عن الفعل ، ویمتنع إذا اتّصل به ضمیر المفعول ، أو اتّصل ضمیر المفعول بالفعل وهو غیر متّصل ، وما وقع منهما بعد إلّا أو معناها وجب تأخیره.

الثانی : نائب الفاعل

وهو المفعول القائم مقامه ، وصیغة فعله : فُعِلَ أو یُفعَلُ ، ولا یقع ثانی باب علمت ، ولا ثالث باب أعلمت ، ولا مفعول له ولا معه ، ویتعیّن المفعول به له ، فإن لم یکن فالجمیع سواء.

الثالث والرابع : المبتدأ والخبر
اشارة

فالمبتدأ : هو المجرّد عن العوامل اللفظیّة ، مسنداً إلیه ، أو الصفة الواقعة بعد نفی أو استفهام رافعة لظاهر أو حکمه ، فإن طابقت مفرداً فوجهان ، نحو : زیدٌ قائمٌ ، وأقائم وما قائم الزیدان ،

صوت

أو زیدٌ وقد یذکر المبتدأ بدون الخبر ، نحو : کُلُّ رجل وضیعته ، وضربی زیداً قائماً ، وأکثرُ شربی السویقَ مَلْتُوتاً ، ولَوْلا عَلیّ ( علیه السلام ) لَهَلَکَ عُمَر ، ولَعَمْرک لأقومَنّ ، ولا یکون نکرة إلّا مع الفائدة.

والخبر : هو المجرّد المسند به ، وهو مشتق ، وجامد.

فالمشتق الغیر الرافع لظاهر متحمّل لضمیره فیطابقه دائماً بخلاف غیره ، نحو : الکلمةُ لفظٌ ، وهندٌ قائمٌ أبوها.

قاعدة :

المجهول ثبوته لشیء عند السامع فی اعتقاد المتکلّم یجعل خبراً ، ویؤخّر ، وذلک الشیء المعلوم یجعل مبتدأ ، ویقدّم ، ولا یُعْدل عن ذلک فی الغالب. فیقال لمن عرف زیداً باسمه وشخصه ولم یعرف أنّه أخوه : زیدٌ

ص: 6

أخوک ، ولمن عرف أنّ له أخاً ولم یعرف اسمه : أخوک زیدٌ ، فالمبتدأ هو المقدّم فی الصورتین.

النواسخ للمبتدأ و الخبر
اشارة

فصل : تدخل علی المبتدأ والخبر أفعال وحروف ، فتجعل المبتدأ اسماً لها والخبر خبراً لها ، وتسمّی النواسخ ، وهی [ ستّة ] أنواع :

الأوّل : الأفعال الناقصة

والمشهور منها : کانَ ، وصارَ ، وأصْبَحَ ، وأضحی ، وأمْسی ، وظَلَّ ، وباتَ ، ولَیْس ، وما زالَ ، وما بَرَحَ ، وما انفَکَّ ، وما فتئَ ، وما دامَ.

وحُکمها رفع الاسم ونصب الخبر ، ویجوز فی الکلّ توسّط الخبر ، وفیما سوی الخمسة الأواخر تقدّمه علیها ، وفیما عدا فَتئ ولیْسَ وزال أن تکون تامّة ، وما تصرّف منها یعمل عملها.

صوت

مسألتان : یختصّ کان بجواز حذف نون مضارعها المجزوم بالسکون ، نحو : «وَلَمْ أَکُ بَغِیًّا» (1) بشرط عدم اتّصاله بضمیر نصب ولا ساکن ، ومن ثمّ لم یجز ، فی نحو : لَمْ یَکُنْهُ ، و «لَّمْ یَکُنِ اللَّ-هُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ» (2) ، وکذلک فی نحو : ( الناسُ مَجزِیُّونَ بأعمالِهِم ، إنْ خَیْراً فَخَیرٌ ، وإنْ شرّاً فَشَرٌّ ) أربعة أوجه : نصب الأوّل ورفع الثانی ، ورفعهما ، ونصبهما ، وعکس الأوّل ، فالأوّل أقوی والأخیر أضعف ، والمتوسّطان متوسّطان.

الثانی : الأحرف المشبّهة بالفعل

وهی : إنَّ ، وأنَّ ، وکَأنَّ ، ولَیَتَ ،

ص: 7


1- مریم : 20.
2- النساء : 137 ، 168.

ولکِنَّ ، ولَعَلَّ ، وعملها عکس عمل کانَ ، ولا یتقدّم أحد معمولیها علیها مطلقاً ، ولا خبرها علی اسمها ، إلّا إذا کان ظرفاً أو جارّاً ومجروراً ، نحو : «إِنَّ فِی ذَلِکَ لَعِبْرَةً» (1). وتلحقها ما فتکفّها عن العمل ، نحو : إنّما زیدٌ قائمٌ ، والمصدر إن حلّ محلّ إنَّ ، فتحت همزتها ، وإلّا کسرت ، وإن جاز الأمران ، جاز الأمران. نحو : «أَوَلَمْ یَکْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا» (2) ، و «قَالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّ-هِ» (3) ، وأوّل قولی إنّی أحْمد الله. والمعطوف علی أسماءِ هذه الحروف منصوب ، ویختصّ إنَّ وأنَّ ولکنّ بجواز رفعه بشرط مضیّ الخبر.

الثالث : ما ولا المشبّهتان بلیس

وتعملان عملها ، بشرط بقاءِ النفی وتأخّر الخبر ، ویشترط فی «ما» ، عدم زیادة إن معها ، وفی «لا» تنکیر معمولیها. فإن لحقتها التاء اختصّت بالأحیان ، وکثر حذف اسمها ، نحو : «وَّلَاتَ حِینَ مَنَاصٍ» (4).

الرابع : لا النافیة للجنس

صوت

وتعمل عمل إنَّ ، بشرط عدم دخول جارّ علیها ، واسمها إن کانَ مضافاً أو شبیهاً به ، نصب ، وإلّا بُنی علی ما ینصب به ، نحو : لا رَجُلَ ، ولا رَجُلین فی الدار ، ویشترط تنکیره ومباشرته لها ، فإن عُرّفَ أو فصّل اُهملت وکرّرت ، نحو : لا زیدٌ فی الدار ولا عمروٌ ، ولا فی الدار رجلٌ ولا امرأةٌ.

تبصرة : ولک فی نحو : لا حَوْلَ ولا قُوّةَ إلّا بالله ، خمسة أوجه :

ص: 8


1- النازعات : 26.
2- العنکبوت : 51.
3- مریم : 30.
4- ص : 3.

الأوّل : فتحهما علی الأصل.

الثانی : رفعهما علی الابتداءِ ، أو عَلی الإعمال ، کلیس.

الثالث : فتح الأوّل ورفع الثانی بالعطف علی المحلّ ، أو بإعمال الثانیة ، کلیس.

الرابع : عکس الثالث علی إعمال الاُولی ، کَلَیس ، أوْ إلغائها.

الخامس : فتح الأوّل ونصب الثانی بالعطف علی لفظه ، لمشابهة الفتح النصب.

الخامس : الأفعال المقاربة

وهی : کاد ، وکَربَ ، وَأوْشَکَ (لِدُنُوّ الخبر) ، وعَسی ( لِرجائه ) ، وأنشأَ وطَفِقَ ( للشروع فیه ).

وتعمل عمل کان ، وأخبارها جمل مبدوءة بمضارع ، ویغلب فی الأوّلین تجرّده عن أنْ ، نحو : «وَمَا کَادُوا یَفْعَلُونَ» (1) ، وفی الأوسطین اقترانه بها ، نحو : «عَسَی رَبُّکُمْ أَن یَرْحَمَکُمْ» (2) ، وهِیَ فی الأخیرتین مُمتنعة ، نحو : طَفِقَ زَیْدٌ یکتُبُ.

وعَسی وأنشأ وکَرَبَ ملازمة للمضیّ ، وجاء یکادُ ویُوشِکُ ویَطْفَقُ.

تتمّة :

یختصّ عسی وأوشک باستغنائهما عن الخبر ، فی نحو : عَسی أنْ یقوم زَیدٌ ، وإذا قلت : زیدٌ عَسی أنْ یقوم ؛ فلک وجهان : إعمالها فی ضمیر زید فَما بعدها خبرها. وتفریقها عنه فما بعدها اسم مغن عن الخبر ، ویظهر أثر ذلک فی التأنیث والتثنیة والجمع ، فعلی الأوّل تقول : هند عَسَتْ أنْ تَقُومَ ، والزیدان عَسیا أنْ یَقُوما ، والزیدُونَ عَسَوْا أنْ یقُومُوا وعلی الثانی : عَسی فی الجمیع.

ص: 9


1- البقرة : 71.
2- الإسراء : 8.

النوع الثانی : ما یرد منصوباً لا غیر

اشارة

صوت

وهو ثمانیة :

الأوّل : المفعول به

وهو الفضلة الواقع علیه الفعل ، والأصل فیه تأخّره عنه ، وقد یَتقدّم جوازاً لإفادة الحصر ، نحو : زیداً ضَرَبْتُ ، ووجوباً للزومه الصدر ، نحو : مَنْ رَاَیْتَ ؟

الثانی : المفعول المطلق

وهو مصدر یؤکّد عامله أو یبیّن نوعه أو عدده ، نحو : ضربتُ ضرباً ، أو ضَرْبَ الأمیر ، أو ضربتین. والمؤکّد مفرد دائماً ، وفی النوع خلاف. ویجب حذف عامله سماعاً ، فی نحو : سقیاً ، ورعیاً ، وقیاساً ، فی نحو : «فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً» (1) ، وَلَهُ عَلیَّ ألفُ دِرْهَمٍ اعترافاً ،

صوت

وزَیْدٌ قائِم حقّاً ، وما أنْتَ إلّا سَیْراً ، وإنّما أنتَ سَیْراً ، وزَیْدٌ سَیْراً سَیْراً ، ومَرَرْتُ بِهِ فَإذا لَهُ صوتٌ صَوتَ حِمارٍ ، ولَبیّک وسَعْدَیْکَ.

الثالث : المفعول له

وهو المنصوب بفعل فُعِلَ لتحصیله أو حصوله ، نحو : ضربته تأدیباً ، وَقَعدْتُ عَنِ الحَرْبِ جُبناً. ویشترط کونه مصدراً متّحداً بعامله وقتاً وفاعلاً ، ومن ثمَّ جیء باللام ، فی نحو : «وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ» (2) ، وَتَهَیَّأتُ لِلسَّفَر ، وجئتک لمجیئک إیّای.

الرابع : المفعول معه

وهو المذکور بعد واو المعیّة لمصاحبة معمول عامله ، ولا یتقدّم علی عامله ، نحو : سِرْتُ وزیداً ، ومالَکَ وزیداً ، وجئتُ أنا وزیداً والعطف فی الأوّلین قبیح ، وفی الأخیر سائغ ، وفی نحو : ضربتُ

ص: 10


1- محمّد : 4.
2- الرحمن : 10.

زیداً وعمراً واجب.

الخامس : المفعول فیه

وهو اسم زمان أو مکان مبهم ، أو بمنزلة أحدهما منصوب بفعل فُعِلَ فیه ، نحو : جئت یَوْمَ الجُمُعةِ ، وَصَلّیتُ خَلْفَ زَیْدٍ ، وسِرْتُ عشرینَ یوماً ، وعشرین فرسخاً ، وأمّا نحو : دخلت الدارَ ، فمفعول به علی الأصحّ.

السادس : المنصوب بنزع الخافض

وهو الاسم الصریح أو المؤوّل المنصوب بفعل لازم ، بتقدیر حرف الجرّ. وهو قیاسیّ مع أنْ وأنَّ ، نحو : «أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَاءَکُمْ ذِکْرٌ مِّن رَّبِّکُمْ» (1) ، وعَجِبتُ أنَّ زَیداً قائمٌ وسماعیّ فی غیر ذلک ، نحو : ذَهَبْتُ الشامَ.

السابع : الحال

وهی الصفة المبیّنة للهیئة ، غیر نعت ، ویشترط تنکیرها ، والأغلب کونها منتقلة مشتقّة مقارنة لعاملها.

وقد تکون ثابتة وجامدة ، ومقدّرة.

والأصل تأخّرها عن صاحبها ، ویجب إن کان مجروراً ، ویمتنع إن کانت نکرة محضة ، وهو قلیل. ویجب تقدّمها علی العامل إن کان لها الصدر ، نحو : کیف جاءَ زَیْدٌ ؟ ولا تجیء عن المضاف إلیه إلّا إذا صَحَّ قیامه مقام المضاف ، نحو : «بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِیمَ حَنِیفًا» (2). أوْ کانَ المضاف بعضه ، نحو : أعجبنی وَجْهُ هندٍ راکبةً ، أو کان عامِلاً فی الحال ، نحو : أعجبنی ذهابُک مُسْرعاً.

ص: 11


1- الأعراف : 63 / 69.
2- البقرة : 135.
الثامن : التمییز

وهو النکرة الرافعة للإبهام ، المستقرّ عن ذات أو نسبة ، ویفترق عن الحال بأغلبیّة جموده ، وعدم مجیئه جملة ، وعدم جواز تقدّمه علی عامله علی الأصحّ ، فَإنْ کانَ مشتقّاً احتمل الحال.

فالأوّل : عن مقدار غالباً والخفض قلیل ، وعن غیره قلیلاً ، والخفض کثیر.

والثانی : عن نسبة فی جملة أو نحوها ، أو إضافة ، نحو : رطلٌ زیتاً ، وخاتمٌ فضّةً ، «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْبًا» (1) ولله دَرّهُ فارِساً ، والناصب لمبیّن الذات هی ، ولمبیّن النسبة هو المُسند من فعل أو شبهه.

النوع الثالث : ما یرد مجروراً لا غیر

اشارة

صوت

وهو اثنان :

الأوّل : المضاف إلیه

وهو ما نسب إلیه شیء بواسطة حرف جرٍّ مقدّر مراداً ، وتمتنع إضافة المضمرات ، وأسماء الإشارة ، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الشرط ، والموصولات ، سوی «أیّ» فی الثلاثة وبعض الأسماء یجب إضافتها : إمّا إلی الجمل ، وهو : إذ ، وحیث ، وإذا. أو إلی المفرد ظاهراً أو مضمراً ، وهو : کلا وکلتا ، وعند ، وَلَدی ، وسِوی. أو ظاهراً فقط ، وهو : اُولوا ، وذُو ، وفروعهما. أو مضمراً فقط ، وهو : وَحْدَه وَلبَّیک وَأخواته.

تکمیل : یجب تجرّد المضاف عن التنوین ، ونونی المثنّی ، والجمع ، وملحقاتهما ، فإن کانت إضافة صفة إلی معمولها فلفظیّة ، ولا تفید إلّا تخفیفاً ، وإلّا فمعنویّة وتفید تعریفاً مع المعرفة ، وتخصیصاً مع النکرة.

والمضاف إلیه فیها إن کان جنساً للمضاف فهی بمعنی «مِنْ» أو ظرفاً

ص: 12


1- مریم : 4.

له فبمعنی «فی» أو غیرهما فبمعنی ال- «لام» ، وقد یکتسب المضاف المذکّر من المضاف إلیه المؤنّث تأنیثه وبالعکس ، بشرط جواز الاستغناء عنه بالمضاف إلیه ، کقوله :

[ وتشرُقُ بالقول الَّذی قد أذَعتَهُ ]***کَما شَرَقَتْ صَدْرُ القَناةِ مِنَ الدَّمِ (1)

وقوله :

إنارَةُ العقلِ مکسوف بِطَوْعِ هَوی***وعقلُ عاصی الهَوی یزدادُ تنویراً ]

ومن ثمَّ امتنع : قامَتْ غلامُ هند.

الثانی : المجرور بالحرف

وهو ما نسب إلیه شیء بواسطة حرف جرّ ملفوظ ، والمشهور من حروف الجرّ أربعة عشر : سبعة منها تجرّ الظاهر والمضمر ، وهی : مِنْ ، وإلی ، وعن ، وعلی ، وفی والباء ، واللام.

وسبعة منها تجرّ الظاهر فقط وهی : مُنذُ ، ومُذْ وتختصّان بالزمان ، ورُبَّ تختصّ بالنکرة ، والتاء تختصّ باسم الله تعالی ، وحتّی والکاف والواو لا تختصّ بالظاهر المعیّن.

النوع الرابع : ما یرد منصوباً وغیر منصوب

اشارة

صوت

وهو أربعة.

الأوّل : المستثنی

وهو المذکور بعد إلّا وأخواته ، للدلالة علی عَدَمِ اتّصافه بِما نسب إلی

ص: 13


1- یعنی : ونگاه می داری در زبان ، سخن آنچنانی ای را که همانا فاش کرده ای آن را ، مانند نگاه داشتن سینه نیزه خون را ، شاهد در لفظ صدر است که مذکّر است واز قنات کسب تأنیث کرده به دلیل شرقت ، جامع الشواهد.

سابقه ولو حکماً.

فإن کان مخرجاً فمتّصل ، وإلّا فمنقطع.

فالمستثنی بإلّا إن لم یذکر مَعَه المستثنی منه اُعرب بحسب العوامل ، وسمّی مفرّغاً. والکلام معه غیر موجب غالباً.

وإنْ ذکر ، فإن کان الکلام مُوجباً نصب ، وإلّا فإن کان متّصلاً فالأحسن إتباعه علی اللفظ ، نحو : «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلٌ» (1) ، وإن تعذّر فعلی المحلّ ، نحو : «لَا إِلَ-هَ إِلَّا اللَّ-هُ». وإن کانَ منقطعاً ، فالحجازیّون یوجبون النصب ، والتمیمیّون یجوّزون الإتباع ، نحو : ما جاءنی القومُ إلّا حِماراً ، أوْ حِمارٌ.

تتمّة : المستثنی بخلا و عدا و حاشا

والمستثنی بخَلا وعدا وحاشا ینصب مع فعلیّتها ، ویجرّ مع حرفیّتها ، وبلیس ولا یکون منصوب علی الخبریّة ، واسمهما مستتر وجوباً وبما خَلا وبما عدا منصوب ، وبغیر ، وسوی مجرور بالإضافة ، ویعرب غیر بما یستحقّه المستثنی بإلّا ، وسِوی کغیر عند قوم ، وظرف عند آخرین.

الثانی : المشتغل عنه العامل

إذا اشتغل عامل عن اسم مقدّم بنصب ضمیره أو متعلّقه کان لذلک الاسم خمس حالات.

1-فیجب نصبه بعامل مقدّر ، یفسّره المشتغل إذا تلی ما لا یتلوه إلّا فعل ، کأداة التحضیض ، نحو : هَلّا زَیْداً أکرَمْتَه ، وکَأداة الشرط ، نحو : إذا زیداً لقیته فأکرِمْهُ.

2-و رفعه بالابتداء ، إذا تلی ما لا یتلوه إلّا اسم : کإذا الفجائیّة ، نحو :

ص: 14


1- النساء : 66.

خرجتُ فإذا زید یضرِبُهُ عمروٌ ، أو فصل بینه وبین المشتغل ماله الصدر ، نحو : زیدٌ هل رأیتَهُ.

3-و یترجّح نصبه إذا تلی مظانَّ الفعل ، نحو : أزیداً ضرَبتُه ، أو حصل بنصبه تناسب الجملتین فی العطف ، نحو : قام زیدٌ ، وعمراً أکرمتُهُ ، أوْ کانَ المشتغل فعل طلب ، نحو : زیداً اضربه.

4-و یتساوی الأمران إذا لَمْ تفت المناسبة فی العطف علی التقدیرین ، نحو : زید قام وعمراً أکرمتُهُ. فإن رفعت فالعطف علی الاسمیّة ، أو نصبت فعلی الفعلیّة.

5-و یترجّح الرفع فیما عَدا ذلک لأولویّة عدم التقدیر ، نحو : زیدٌ ضربتُهُ.

الثالث : المنادی
اشارة

صوت

وهو المدعوّ بأیا ، أوْ هَیا ، أوْ أیْ ، أوْ وا مَعَ البعد ، وبالهمزة مَعَ القرب ، وبیا مطلقاً ، ویشترط کونه مظهراً ، ویا أنْتَ ضعیف ، وخلّوه عن اللام إلّا فی لفظة الجَلالة ، ویا الّتی شاذ.

وقد یحذف حرف النداءِ إلّا مَعَ اسم الجنس ، والمندوب ، والمستغاث ، واسم الإشارة ، ولفظ الجَلالة ، مَعَ عَدَم المیم فی الأغلب ، فإن وجدت لزم الحذف.

تفصیل : إعراب المنادی

المفرد المعرفة ، والنکرة المقصودة ، یبنیان علی ما یرفعان به ، نحو : یا زَیدُ ، ویا رجلان ، والمضاف وشبهه ، وغیر المقصودة ، ینصب ، مثل : یا عبدَ الله ، ویا طالعاً جَبَلاً ، ویا رجلاً. والمستغاث یخفض بلامها ، ویفتح لِألفها ولا لام فیه ، نحو یا لَزَیدٍ ، ویا زیداه. والعلم المفرد الموصوف بابن أوْ ابنة ، مضافاً الی علم آخر ، یختار فتحه ، نحو یا زید بن عمرو.

والمنوّن ضرورة ؛ یجوز ضمّه ونصبه ، نحو :

ص: 15

سَلامُ اللهِ یا مَطَرٌ علیها***وَلَیسَ عَلَیْکَ یا مَطَرُ السَّلام (1)

والمکرّر المضاف یجوز ضمّه ونصبه ، کتَیْم الأوّل ، فی نحو :

یا تیمُ تیمَ عَدیٍّ [ لا أباً لَکُمْ ***لا یُلقِیَنّکُم فی سَوْءة عُمَر ] (2)

تبصرة : إعراب توابع المنادی

وتوابعه المضافة تنصب مطلقاً ، أمّا المفردة ، فتوابع المعرب ، تعرب بإعرابه ، وتوابع المبنیّ ، عَلی ما یرفع به من التأکید. والصفة وعطف البیان ، ترفع حملاً علی لفظه ، وتنصب علی محلّه. والبدل ، کالمستقلّ مطلقاً.

أمّا المعطوف ، فإن کان مَعَ ألْ ، فالخلیل یختار رفعه ، ویونس نصبه ، والمبرّد ، إن کانَ کالخلیل فکالخلیل ، وإلّا فکیونس ، وإلّا فکالبَدَل ، وتوابع ما یقدّر ضمّه کالمعتلّ والمبنیّ قبل النداءِ ، کتوابع المضموم لفظاً ، فترفع للبناءِ المقدّر علی اللفظ ، وتنصبُ للنصب المقدّر علی المحلّ.

الرابع : ممیّز أسماءِ العدد
اشارة

صوت

فَممیّز الثلاثة إلی العشرة ، مجرور ومجموع ، وممیّز

ص: 16


1- قال فی جامع الشواهد بالفارسی: شاهد در دخول تنوین است در منادی مفرد معرفة که یا مطر اول بوده باشد بجهة ضرورت و بودن او مضموم با تنوین. وانما نقلنا کلام جامع الشواهد بتمامه لتعرف ان نصب مطر الاوّل کما فی بعض النسخ من سقطات القلم ان لم یکن من زلّات القدم.
2- یعنی : ای قبیله تیم که از تیم عدی هستید مباد پدری از برای شما ، نیفکند شما را در زشتگویی و هجو من عمر بن اشعث ، و گرنه من به واسطه او شما را هجو خواهم کرد ، جامع الشواهد.

ما بین العشرة والمائة منصوب مفرد ، وممیّز المائة والألف ومثنّاهما وجمعه ، مجرور مفرد ، ورفضوا جمع المائة.

واُصول العدد اثنتا عشرة کلمة : واحد إلی عشرة ومائة وألف ، فالواحد والاثنان یذکّران مع المذکّر ویؤنّثان مع المؤنّث ، ولا یجامعهما المعدود ، بل یقال : رجل ورجلان. والثلاثة إلی العشرة بالعکس ، نحو قوله تعالی : «سَخَّرَهَا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیَالٍ وَثَمَانِیَةَ أَیَّامٍ» (1).

تتمیمٌ : فی ذکر أمثلة

وتقول : أحَدَ عَشَرَ رجلاً ، واثنا عشر رجلاً فی المذکّر ، إحدی عشرة امرأة ، واثنتا عشرة امرأة ، فی المؤنّث ، وثلاثة عَشَرَ رَجُلاً إلی تسعة عشر رجلاً فی المذکّر ، وثلاث عشرة امرأة إلی تسع عشرة امرأة فی المؤنّث ، ویستویان فی عشرین وأخواتها ، ثُمَّ تعطفه فتقول : أحد وعشرون رجلاً ، وإحدی وعشرون امرأة ، واثنان وعشرون رجُلاً ، واثنتان وعشرون امرأة ، وثلاثة وعشرون رَجُلاً ، وثلاث وعشرون امرأة ، وهکذا إلی تسع وتسعین امرأة.

أنواع المبنیّات

1-الضمیر

اشارة

منها : المضمر. وهو ما وُضِعَ لمتکلّم أو مخاطب ، أو غائب سبق ذکره ولو حکماً ، فإن استقلَّ فمنفصل وإلّا فمتّصل. والمتّصل مرفوع ومنصوب ومجرور ، والمنفصل غیر مجرور ، فهذه خمسة. ولا یسوّغ المنفصل إلّا لتعذّر المتّصل ، وأنت فی هاءِ سَلْنیه وشبهه بالخیار.

مسألة : ضمیرالشأن والقصة

وقد یتقدّم علی الجملة ضمیر غائب مفسّر بها ، یسمّی : ضمیر

ص: 17


1- الحاقة : 7.

الشأن والقصّة ، ویحسن تأنیثه إن کان المؤنّث فیها عمدة ، وقد یستتر ولا یعمل فیه إلّا الابتداء أو نواسخه ، ولا یثنّی ولا یجمع ، ولا یفسّر بمفرد ، ولا یتبع ، نحو : هو الأمیرُ راکبٌ ، وهی هندٌ کریمةٌ ، وإنّه الأمیر راکبٌ ، وکانَ الناسُ صنفان.

فائدة : عود الضمیر علی المتأخر لفظاً و رتبةً

ذکر بعض المحقّقین عود الضمیر علی المتأخّر لفظاً ورتبةً فی خمسة مواضع :

1-إذا کانَ مرفوعاً بأوّل المتنازعین وأعملنا الثانی ، نحو : أکرمانی وأکرمتُ الزیدین.

2-أو فاعِلاً فی باب نِعْمَ مفسّراً بتمییز ، نحو : نِعْمَ رَجُلاً زَیْدٌ.

3-أو مبدلاً منه ظاهر ، نحو : ضربتُهُ زیداً.

4-أو مجروراً بِرُبَّ علی ضعف ، نحو : رُبَّهُ رَجُلاً.

5-أوْ کانَ للشأن أو القصّة ، کما مرَّ.

2-أسماء الإشارة

صوت

ومنها : أسماء الإشارة. وهی ما وضع للمشار إلیه المحسوس ، فللمفرد المذکّر «ذا» ولمثنّاه «ذان» مرفوع المحلّ ، و «ذین» منصُوبُه ومجروره ، و «إِنْ هَ-ذَانِ لَسَاحِرَانِ» (1) ، متأوّل.

والمؤنّث «تا» و «ذی» و «ذه» و «تی» و «تِه». ولمثنّاه «تانِ» رفعاً و «تَین» نَصْباً وجرّاً ، ولِجمعهما «اُولاءِ» مدّاً وقصراً.

وتدخله «هاء» التنبیه وتلحقها «کاف» الخطاب بلا لام للمتوسّط ، ومعه للبعید ، إلّا فی المثنّی والجمع عند من مَدَّه ، وفیما دخله حرف التنبیه.

ص: 18


1- طه : 63.

3-الموصول

ومنها : الموصول. وهو حرفیّ ، أو اسمیّ.

فالحرفیّ : کلّ حرف اُوِّل مع صلته بالمصدر ، والمشهور خمسة : «أنّ» و «أنْ» و «ما» و «کَیْ» و «لَو» ، نحو : «أَوَلَمْ یَکْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا» (1) ، «وَأَن تَصُومُوا خَیْرٌ لَّکُمْ» (2) «بِمَا نَسُوا یَوْمَ الْحِسَابِ» (3) ، «لِکَیْ لَا یَکُونَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ حَرَجٌ» (4) ، «یَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ یُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ» (5).

تکمیل : والموصول الاسمیّ ما افتقر إلی صلة وعائد ، وهو «الّذی» للمذکّر ، «والّتی» للمؤنّث ، و «اللذان» و «اللتان» لمثنّاهما ، ب- ( الألف ) إن کانا مرفوعی المحلّ وب- ( الیاءِ ) إن کانا منصوبیه أو مجرورَیه ، و «الاُولی» و «الّذین» مطلقاً لجمع المذکّر ، و «اللائی ، و «اللاتی» و «اللواتی» لجمع المؤنّث ، و «مَنْ» و «ما» و «ألْ» و «أیّ» و «ذو» و «ذا» بعد (ما أو من الاستفهامیّتین) للمُؤنّث والمذکّر.

صوت

مسألة : إذا قلت : ماذا صَنَعْتَ ؟ وَمَنْ ذا رَأَیْتَ ؟ فذا موصولة ، ومَنْ وما مبتدءان ، والجواب رفع ، ولک إلغاؤها فهما مفعولان ، وترکیبها معهما ، بمعنی أیّ شیء أو أیّ شخص فالکلّ مفعول ، والجواب علی التقدیرین نصب ، وقس علیه ، نحو : ماذا عَرَضَ ؟ ومَنْ ذا قامَ ؟ إلّا أنَّ الجواب رفع مطلقاً.

4-المرکّب

ومنها : المرکّب. وهو ما رکّب من لفظین لیس بینهما نسبة ، فإن تضمَّن

ص: 19


1- العنکبوت : 51.
2- البقرة : 184.
3- ص : 26.
4- الأحزاب : 37.
5- البقرة : 96.

الثانی حرفاً ، بنیا ، کخمسة عشر ، وحادی عشر وأخواتهما ، إلّا اثنا عشر وفرعیه ، إذ الأوّل منها معرب علی المختار ،

صوت

وإلّا أعرب الثانی کبعلبکّ ، إن لم یکن قبل الترکیب مبنیّاً ، کسیبویه.

التوابع

اشارة

کلّ فرع أعرب بإعراب سابقه ؛ وهی خمسة :

الأوّل : النعت

وهو ما دَلَّ علی معنی فی متبوعه مطلقاً ، والأغلب اشتقاقه ، وهو : إمّا بحال موصوفه ویتبعه إعراباً ، وتعریفاً وتنکیراً ، وإفْراداً وتثنیة وجمعاً ، وتذکیراً وتأنیثاً. أو بحال متعلّقه ویتبعه فی الثلاثة الاُوَل.

وأمّا فی البواقی : فإن رفع ضمیر الموصوف فموافق أیضاً ، نحو : جاءنی امرأة کریمة الأب ، ورجلان کریما الأب ، ورجال کرام الأب ، وإلّا فکالفعل ، نحو : جاءنی رجلٌ حَسَنَةٌ جاریَتُهُ ، أو عالیةٌ ، أو عال دارُهُ ، ولقیتُ امرأتین حَسَناً عبداهُما ، أو قائماً ، أو قائمةً فی الدار جاریَتُهُما.

الثانی : المعطوف بالحرف

صوت

وهو تابع بواسطة الواو والفاءِ ، أو ثمّ أو حتّی أو أم أو إمّا ، أو أوْ أو بل أو لا أو لکنْ ، نحو : جاءنی زیدٌ وعمروٌ ، «جَمَعْنَاکُمْ وَالْأَوَّلِینَ» (1). وقد یعطف الفعل علی اسم مشابه له وبالعکس ، ولا یحسن العطف علی المرفوع المتّصل ، بارزاً أو مستتراً ، إلّا مع الفصل بالمنفصل ، أو فاصل مّا ، أو توسّط «لا» بین العاطف والمعطوف ، نحو : جئتُ أنا وزیدٌ ، و «یَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ» (2) ، و «مَا أَشْرَکْنَا وَلَا آبَاؤُنَا» (3).

ص: 20


1- المرسلات : 38.
2- الرّعد : 23.
3- الانعام : 148.

تتمّة :

ویعاد الخافض علی المعطوف علی ضمیر مجرور ، نحو : مَرَرتُ بک وبزیدٍ ، ولا یعطف علی معمولی عاملین مختلفین ، علی المشهور ، إلّا فی نحو : فی الدارِ زیدٌ والحجرةِ عمروٌ.

الثالث : التأکید

وهو تابع یفید تقریر متبوعه ، أو شمول الحکم لأفراده ، وهو : إمّا لفظیّ ، وهو اللفظ المکرّر ، أو معنویّ ، وألفاظه : «النفس» و «العین» ، ویطابقان المؤکّد فی غیر التثنیة ، وهما فیها کالجمع ، تقول : جاءنی زیدٌ نفسُهُ ، والزیدان أنفُسُهما ، والزیدون أنفُسُهُم. و «کلا» و «کلتا» للمثنّی ، و «کلّ» و «جمیع» و «عامّة» : لغیره من ذی أجزاء یصحّ افتراقها ، ولو حکماً ، نحو : اشتریتُ العبدَ کُلَّه ، ویتّصل بضمیر مطابق للمؤکّد ، وقد یتبع «کلّ» بأجمع وأخواته.

صوت

مسألتان : لا یؤکّد النکرة إلّا مع الفائدة ومن ثمّ امتنع : رأیتُ رجلاً نفسَه ، وجاز : اشتریت عبداً کلَّه ، واذا أکّد المرفوع المتّصل بارزاً أو مستتراً بالنفس والعین فبعد المنفصل ، نحو : قوموا أنتم أنفُسُکُم ، وقُم أنت نفسُکَ.

الرابع : البدل

وهو التابع المقصود ، أصالة بما نسب إلی متبوعه ، وهو بدل الکلّ من الکلّ ، والبعض من الکلّ.

والاشتمال : وهو الذی اشتمل علیه المبدل منه ، بحیث یتشوّق السامع إلی ذکره ، نحو : «یَسْأَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِیهِ» (1).

ص: 21


1- البقرة : 215.

والبدل المباین : وهو إن ذکر للمبالغة ، سمّی بدل البداءِ ، کقولک : حبیبی قَمَرٌ شَمْسٌ ، ویقع من الفصحاءِ ، أو لتدارک الغلط ، فبدل الغلط نحو : جاءنی زَیْدٌ الَفرسُ ، ولا یقع من فصیح.

هِدایة : لا یبدل الظاهر عن المضمر فی بدل الکلّ إلّا من الغائب ، نحو : ضَربتُهُ زیداً.

وقال بعض المحقّقین : لا یبدل المضمر من مثله ، ولا من الظاهر و ما مثّل به لذلک مصوغ علی العرب ، ونحو : قُمتُ أنَا ، وَلَقیتُ زَیْداً إیّاه ، تأکید لفظیّ.

الخامس : عطف البیان

صوت

وهو تابع یشبه الصفة فی توضیح متبوعه ، نحو : جاءَ زیدٌ أخوک ، ویتبعه فی أربعة من عشرة ، کالنعت ، ویفترق عن البدل فی نحو : هندٌ قامَ أبوها زیدٌ ، لِأنَّ المبدل منه مستغنی عنه ، وهنا لا بُدَّ منه. وفی نحو : یا زیدُ الحارثُ ، وجاءَ الضاربُ الرجلِ زیدٍ لأنّ البدل فی نیّة تکرار العامل ، ویا الحارثُ والضارب زیدٍ ، ممتنعان.

الأسماء العاملة المشبّهة بالأفعال

اشارة

وهی خمسة أیضاً :

الأوّل : المصدر

وهو اسم للحدث الّذی اشتقّ منه الفعل ، ویعمل عمل فعله مطلقاً ، إلّا إذا کانَ مفعولاً مطلقاً ، إلّا إذا کانَ بدلاً عن الفعل فوجهان ، والأکثر أن یضاف إلی فاعله ، ولا یتقدَّم معموله علیه ، وإعماله مَعَ اللام ضعیف ، کقوله :

ص: 22

ضعیفُ النِکایَةِ أعْداءَه***[ یَخالُ الفرارَ یُراخی الأجَل ] (1)

الثانی والثالث : اسم الفاعل والمفعول

صوت

فاسم الفاعل ما دَلَّ علی حدث وفاعله علی معنی الحدوث ، فإن کان صلة لِألْ عمل مطلقاً ، وإلّا فیشترط کونه للحال والاستقبال ، واعتماده بنفی أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف أو ذی حال ، ولا یعمل بمعنی الماضی خلافاً للکسائی ، «وَکَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَیْهِ بِالْوَصِیدِ» (2) حکایة حال ماضیة. واسم المفعول : ما دَلّ علی حدث ومفعوله ، وهو فی العمل والشرط ؛ کأخیه.

الرابع : الصفة المشبّهة

وهی ما دَلّ علی حدث ، وفاعله علی معنی الثبوت ، وتفترق عن اسم الفاعل بصوغها عن اللازم دون المتعدّی کحسنٍ وصعبٍ. وبعدم جواز کونها صلة لِألْ ، وبعملها من غیر شرط زمان ، وبمخالفة فعلها فی العمل ، وبعدم جریانها علی المضارع.

تبصرة : ولمعمولها ثلاث حالات : الرفع بالفاعلیّة. والنصب علی التشبیه بالمفعول ، إن کان معرفة ، والتمییز إن کان نکرة. والجرّ بالإضافة. وهی مَعَ کلّ من هذه الثلاثة : إمّا باللام ، أو لا ، والمعمول مع کلّ من هذه الستّة إمّا مضاف أو باللام أو مجرّد ، صارت ثمانیة عشر ، فالممتنع : الحَسَنُ وجهه ، والحَسَن وجهٍ ، واختلف فی : حَسَنُ وجهِهِ.

ص: 23


1- یعنی : او که ناتوان است از کشتن دشمن ، گمان می کند که فرار از مرگ اجل او را تأخیر می اندازد ، شاهد در نکایة است که با وجود الف و لام مفعول به را نصب داده است ( أعدائه ) جامع الشواهد.
2- الکهف : 18.

أمّا البواقی : فالْأحسن ذو الضمیر (1) الواحد ، وهو تسعة. والحسن ذو الضمیرین وهو اثنان. والقبیح الخالی من الضمیر ، وهو أربعة.

الخامس : اسم التفضیل

صوت

وهو ما دَلّ علی موصوف بزیادة علی غیره ، وهو : أفعَل للمذکّر ، وفُعْلی للمُؤنّث. ولا یبنی إلّا من ثلاثیّ تامّ متصرّف ، قابل للتفاضل ، غیر مصوغ منه أفعل لغیر التفضیل ، فلا یبنی من نحو : دَحْرَجَ ، ونِعْمَ ، وصارَ ، وماتَ ، ولا من : عَورَ ، وخَضِرَ ، وَحمِقَ ، لمجیء أعْوَر ، وأخْضَر ، وأحْمَق لغیره ، فإن فقد الشرط توصّل بأشدّ ونحوه ، وَ «أحْمَقُ مِن هَبَنَّقَه» شاذّ ، و «أبْیَضُ مِنَ اللبنِ» نادر.

تتمّة : ویستعمل إمّا بمِنْ ، أوْ بِألْ ، أوْ مضافاً.

فالأوّل : مفرد مذکر دائماً ، نحو : هندٌ والزیدان أفضلُ من عمروٍ ، وقد یحذف مِنْ ، نحو : اَللهُ أکْبَر.

والثانی : یطابق موصوفه ولا یجامع مع مِنْ ، نحو : هندٌ الفضلی ، والزیدان الأفضلان.

ص: 24


1- جاءنی زید/بالرفع/والنصب/والجرّ الحسَن وجهه/احسن/حسن/ممتنع الحسن الوجه/قبیح/احسن/احسن الحسن وجه/قبیح/احسن/ممتنع حَسَن وجهه/احسن/حسن/مختلف فیه حسن الوجه/قبیح/احسن/احسن حَسَن وجه/قبیح/احسن/احسن

صوت

والثالث : إن قصد تفضیله علی من اُضیف إلیه ، وجب کونه منهم ، وجازت المطابقة وعدمها ، نحو : الزیدان أعْلَما الناسِ ، أو أعْلَمُهُمْ ، وعلی هذا یمتنع یُوسُفُ أحْسَنُ إخوته ، وإن قصد تفضیله مطلقاً ، فمفرد مذکّر مطلقاً ، نحو : یُوسُفُ أحسَنُ أخواته. والزیدان أحسن إخوتهما ، أی : أحسن الناس من بینهم.

تبصرة : ویرفع الضمیر المستتر اتّفاقاً ، ولا ینصب المفعول به إجماعاً ،ورفعه للظاهر قلیل ، نحو : رأیتُ رجلاً أحسَنَ منه أبوه ، ویکثر ذلک فی نحو : ما رأیتُ رَجُلاً أحسنَ فی عَیْنِهِ الکُحْلُ منه فی عین زیدٍ ، لأنَّهُ بمعنی الفعل.

خاتمة : موانع صرف الاسم

صوت

مَوانِعُ صَرْفِ الاسم تِسعٌ : فَعُجمةٌ ***وجمعٌ ، وتأنیثٌ ، وعدلٌ ، ومعرفة

وزائدتا فعلان ، ثُمَّ ترکَّبُ ***کذلک وزن الفعلِ ، والتاسِعُ الصفة

بِثنتینِ مِنها یُمْنَعُ الصَّرْفُ***هکذا بواحِدَة نابَتْ فقالوا مُضَعَّفَة

والعجمة تمنع صرف العلم العجمیّ العلمیّة ، بشرط زیادته علی الثلاثة کإبراهیم ، ولا أثَرَ لتحرّک الأوسط عند الأکثر.

والجمع یمنع صرف وزنِ مفاعل ومفاعیل ، کدراهم ودنانیر ، بالنیابة عن علّتین ، واُلحقَ به حضاجر للأصل ، وسراویل للشبه.

والتأنیث إن کان بألفی حُبلی وحمراءِ ، ناب عن علّتین ، وإلّا منع صرف العلم حتماً ، إن کان بالتاءِ کطلحة ، أو زائداً علی الثلاثة ، کزینب ، أو متحرّک الأوسط کسَقَر ، أو أعجمیّاً ، کجور ، فَلا یتحتّم منع صرف هند،خلافاً للزجّاج.

والعدل یمنع صرف الصفة المعدولة عن أصلها ، کرباع ومَرْبَع وکاُخَر ،

ص: 25

فی : مَرَرْتُ بنسوة اُخَر. إذ القیاس بنسوةٍ آخر ، لِأنَّ اسم التفضیل المجرّد عن اللام ، والإضافة مفرد مذکّر دائماً ،

صوت

ویقدّر العدل فیما سُمِعَ غیر منصرف ، ولیس فیه سوی العَلَمِیّة ؛ کَزُحَل وعُمر،بتقدیر زاحل وعامر.

والتعریف شرط تأثیره فی منع الصرف العَلَمِیّة.

والألف والنون یمنع صرف العلم کعِمران ، والوصف الغیر القابل للتاءِ کسَکران ، فعریان منصرف ، ورحمان ممتنع.

والترکیب المزجیّ یمنع صرف العلم کبعلبک.

ووزن الفعل شرطه الاختصاص بالفعل ، أو تصدیره بزائد من زوائده.

ویمنع صرف العلم : کشمّر ، والوصف الغیر القابل للتاءِ کأحمر ، فیعمل منصرف لوجود یعملة.

والصفة تمنع صرف الموازن للفعل ، بشرط کونها الأصل فیه ، وعدم قبوله التاءِ ، فأربع ، فی مررت بنسوة أربعٍ ، منصرف لوجهین. وجمیع الباب یکسر مع اللام والإضافة والضرورة.

الحدیقة الثالثة : فیما یتعلّق بالأفعال

اشارة

صوت

یختصّ المضارع بالإعراب فیرتفع بالتجرّد عن الناصب والجازم.

نواصب المضارع

وینصب بأربعة أحرف : «لن» : وهی لتأکید نفی المستقبل.

و «کی» : ومعناها السببیة.

و «أنْ» : وهی حرف مصدریّ ، والّتی بعد العلم غیر ناصبة ، وفی «أنْ» الّتی بعد الظنّ وجهان.

ص: 26

و «إذَنْ» : وهی للجواب والجزاءِ ، وتنصبه مصدّرة مباشرة مقصوداً به للاستقبال ، نحو : إذَنْ أکْرمَک ، لمن قال : أزُورُک. ویجوز الفصل بالقسم ، وبعد التالیه للواو والفاء ، وجهان.

تکمیلٌ : وینصب بأن مضمرة جَوازاً بعد الحروف العاطفة له علی اسم صریح ، نحو : لَلبْسُ عَبائةٍ وتقرّ عینی ، وبعد لام کی إذا لم یقترن بلا ، نحو : أسْلَمْتُ لأدْخُلَ الْجنّةَ. ووجوباً بعد خمسة أحرف : «لام الجحود» : وهی المسبوقة بکون منفیّ ، نحو : «وَمَا کَانَ اللَّ-هُ لِیُعَذِّبَهُمْ» (1) و «أو» بمعنی إلی أو إلّا ، نحو : لألزمنّک أو تعطینی حقّی ، و «فاء السببیّة وواو المعیّة» ، المسبوقین بنفی أو طلب ، نحو : زُرنی فاکرمَک ، ولا تأکل السمکَ وتشربَ اللبنَ ، و «حتّی» بمعنی إلی أو کی ، إذا اُرید به الاستقبال ، نحو : أسیرُ حتّی تَغرُبَ الشَّمْسُ ، وأسلمتُ حتّی أدخلَ الجنّة. فإن أردت الحال کانت حرف ابتداءِ.

فصل : و الجوازم نوعان

فالأوّل : ما یجزم فعلاً واحداً. وهو أربعة أحرف : «اللام» و «لا» الطلبیّتان ، نحو : لیقمْ زیدٌ ، ولا تُشرِکْ باللهِ ، و «لَمْ» و «لَمّا» یشترکان فی النفی والقلب إلی الماضی ، ویختصّ «لم» بمصاحبة أداة الشرط ، نحو : إنْ لَمْ تَقمْ أقمْ ، وبجواز انقطاع نفیها ، نحو : لم یکن ثُمَّ کانَ ، ویختصّ «لمّا» بجواز حذف مجزومها ، نحو : قَارَبْتُ المَدینة ولَمّا. وبکونه متوقّعاً غالباً ، کقولک : لمّا یرکب الأمیر ، للمتوقّع رکوبه.

الثانی : ما یجزم فعلین وهو : «إنْ» و «إذْما» و «مَنْ» و «ما» و «متی»

ص: 27


1- الانفال : 33.

و «أیّ» و «أیّانَ» و «أیْن» و «أنّی» و «حیثُما» و «مَهْما» : فالأوّلان حرفان ، والبواقی أسماء علی الأشهر ، وکلّ واحد منها یقتضی شرطاً وجزاءً ماضیین أو مضارعین ، أو مختلفین ، فإن کانا مضارعین أو الأوّل ، فالجزم ، وإن کان الثانی وحده ، فوجهان ، وکلّ جزاء یمتنع جعله شرطاً ، «فالفاء» لازمة له ، کأن یکون جملة اسمیّة أو إنشائیّة أو فعلاً جامداً أو ماضیاً مقروناً بقَدْ ، نحو : إنْ تقمْ فأنا أقومُ أو فأکرِمْنی ، أو فعسی أن أقومَ ، أو فقد قمتُ.

صوت

مسألة : وینجزم بعد الطلب «بإنْ» مقدّرة مع قصد السببیّة ، نحو : زُرْنی أکرِمْکَ ولا تکفرْ تدخل الجنّةَ. ومن ثَمَّ امتنع لا تکْفُر تدخل النارَ. - بالجزم - ، لفساد المعنی.

فصل : فی أفعال المدح والذمّ

أفعال وضعت لإنشاءِ مدح أو ذم ، فمنها : «نِعْمَ» و «بئْسَ» و «ساءَ» ، وکلّ منها یرفع فاعلاً معرّفاً باللام ، أو مضافاً إلی معرّف بها ، أو ضمیراً مستتراً مفسّراً بتمییز ، ثم یذکر المخصوص مطابقاً للفاعل ، ویجعل مبتدأ مقدّم الخبر ، أو خبراً محذوف المبتدأ نحو : نِعْمَ المرأةُ هندٌ ، وبِئسَ نساء الرجلِ الهنداتُ ، وساءَ رجلاً زیدٌ ، ومنها : «حَبَّ» و «لا حَبَّ» وهما کنعم وبئس ، والفاعل«ذا» مطلقاً ، وبعده المخصوص ، ولک أن تأتی قبل أو بعده بتمییز أو حال علی وفقه ، نحو : حَبَّذا الزیدانِ ، وحَبَّذا زیدٌ راکباً ، وحَبَّذا امرأةً هندٌ.

فصل : فعلا التعجّب

فعلان وضعا لإنشاءِ التعجّب ، وهما : ما أفعله ، وأفعِل به ، ولا یبنیان إلّا ممّا یبنی منه اسم التفضیل ، ویتوصّل إلی الفاقد بأشدّ وأشدد به ، ولا یتصرّف فیهما ، وما مبتدأ اتّفاقاً ، وهل هی بمعنی شیء ، وما

ص: 28

بعدها خبرها ، أو موصولة ، وما بعدهما صلتها ، والخبر محذوف ؟ خلاف. وما بعد الباءِ فاعل عند سیبویه ، وهی زائدة ، ومفعول عند الأخفش ؛ وهی للتعدیة أو زائدة.

فصل : أفعال القلوب

صوت

أفعال تدخل علی الاسمیّة لبیان ما نشأت منه من ظنّ أو یقین ، وتنصب المبتدأ والخبر ، مفعولین ، ولا یجوز حذف أحدهما وحده وهی : «وَجَدَ» و «ألفی» لتیقّن الخبر ، نحو : «إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّینَ» (1) ، و «جَعَلَ» و «زَعَمَ» لظَنّه ، نحو : «زَعَمَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَن لَّن یُبْعَثُوا» (2) ، و «عَلِمَ» و «رأی» للأمرین ، والغالب للیقین ، نحو : «إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیدًا وَنَرَاهُ قَرِیبًا» (3) ، و «ظَنَّ» و «خالَ» و «حَسِبَ» لهما ، والغالب فیها الظنّ ، نحو : حَسبتُ زیداً قائماً.

مسألة : وإذا توسّطت بین المبتدأ والخبر ، أو تأخّرت ، جاز إبطال عملها لفظاً ومحلّاً ، ویسمّی «الإلغاء» ، نحو : زیدٌ علِمتُ قائمٌ ، وزیدٌ قائمٌ علمتُ ، وإذا دخلت علی الاستفهام أو النفی أو اللام أو القسم ، وجب إبطال عملها لفظاً فقط ، ویسمّی «التعلیق» ، نحو : «لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصَی» (4) ، وَعَلِمْتُ لَزیْدٌ قائمٌ.

خاتمة : التنازع فی العمل

إذا تنازع عاملان ظاهراً بعدهما ، فلک إعمال أیّهما شئت ، إلّا أنَّ

ص: 29


1- الصافات : 69.
2- التغابن : 7.
3- المعارج : 6 - 7.
4- الکهف : 12.

البصریّین یختارون الثانی لقربه ، وعدم استلزام إعماله الفصل بالأجنبیّ ، والعطف علی الجملة قبل تمامها ، والکوفیّین الأوّل لسبقه وعدم استلزامه الإضمار قبل الذکر وأیّهما أعملتَ أضمرت الفاعل فی المهمل موافقاً للظاهر.

أمّا المفعول فالمهمل إن کان الأوّل حذف ، أو الثانی اُضمر ، إلّا أن یمنع مانع ولیس منه ، نحو : حَسِبَنی وحَسِبْتُهُما مُنْطَلِقَیْنِ الزیدان مُنْطَلِقاً ، کما قاله بعض المحقّقین.

الحدیقة الرابعة : فی الجمل و ما یتبعها

اشارة

الجملة : قول تضمّن کلمتین بإسناد ، فهی أعمّ من الکلام عند الأکثر ،

صوت

فَإنْ بدأت : باسم ، فاسمیّة. نحو : زیدٌ قائمٌ ، «وَأَن تَصُومُوا خَیْرٌ لَّکُمْ» (1). وإنَّ زیداً قائمٌ ، إذ لا عبرة بالحرف.

أو بفعل ، ففعلیّة : کقامَ زیدٌ ، وهل قامَ زیدٌ ؟ وَهَلّا زَیْداً ضَربْتَهُ ؟ ویا عَبْدَ اللهِ ، «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ» (2) لأنَّ المقدّر کالمذکور.

ثمّ إن وقعت خبراً فصغری ، أو کان خبر المبتدأ فیها جملة فکبری ، نحو : زیدٌ قامَ أبوه ، فقام أبوه صغری ، والجمیع کبری. وقد تکون صغری وکبری باعتبارین نحو : زید أبوهُ غلامهُ منطلِقٌ ، وقد لا تکون صغری ولا کبری کقامَ زیدٌ.

إجمال :

الجمل الّتی لها محلّ سبع : الخبریّة ، والحالیّة ، والمفعول بها ،

ص: 30


1- البقرة : 184.
2- التوبة : 6.

والمضاف إلیها ، والواقعة جواباً لشرط جازم ، والتابعة لمفرد ، والتابعة لجملة لها محلّ. والّتی لا محلَّ لها سبع أیضاً : المستأنفة ، والمعترضة ، والتفسیریّة ، والصلة والمجاب بها القسم ، والمجاب بِها شرط غیر جازم ، والتابعة لما لا محَلَّ له.

تفصیل : الجمل التی لها محلّ

الاُولی : مِمّا له محلّ الخبریّة

وهی الواقعة خبراً لمبتدأ ، أوْ لأحد النواسخ ، ومحلّها الرفع أو النصب ، ولا بُدَّ فیها من ضمیر مطابق له ، مذکور أو مقدّر ، إلّا إذا اشتملت علی المبتدأ ، أو علی جنس شامل له ، أو إشارة إلیه ، أو کانت نفس المبتدأ.

الثانیة : الحالیّة

وشرطها أنْ تکونَ خبریّة ، غیر مصدّرة بحرف الاستقبال ، ولا بدّ من رابط ؛ فالاسمیّة ، بالواو والضمیر أو أحدهما ، والفعلیّة إن کانت مبدوؤة بمضارع مثبت بدون قد ، فبالضمیر وحده ، نحو : جاءنی زید یَسْرع ، أوْ معها فمَعَ الواو ، نحو : «لِمَ تُؤْذُونَنِی وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّی رَسُولُ اللَّ-هِ» (1) ، وإلّا فکالاسمیّة ، ولا بُدَّ مع الماضی المثبت من قد ولو تقدیراً.

الثالثة : الواقعة مفعولاً بها

صوت

وتقع محکیّة بالقول ، نحو : «قَالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّ-هِ» (2) ، ومفعولاً ثانیاً لباب ظنّ ، وثالثاً لباب اعلم ومعلّقاً عنها العامل ، نحو : «لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصَی» (3) ، وقد تنوب عن الفاعل ،

ص: 31


1- الصف : 5.
2- مریم : 30.
3- الکهف : 12.

ویختصّ ذلک بباب القول ، نحو : یقال زیدٌ عالمٌ.

الرابعة : المضاف إلیها

وتقع بعد ظروف الزمان ، نحو : «وَالسَّلَامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدتُّ» (1) ، «وَاذْکُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِیلٌ» (2) ، وبعد حیث ، ولا یضاف إلی الجمل من ظروف المکان سواها ، والأکثر إضافتها إلی الفعلیّة.

الخامسة : الواقعة جواباً لشرط جازم

مقرونة بالفاءِ أو إذا الفجائیّة ، ومحلّها الجزم ، نحو : «مَن یُضْلِلِ اللَّ-هُ فَلَا هَادِیَ لَهُ» (3) و «إِن تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ إِذَا هُمْ یَقْنَطُونَ» (4)وأمّا نحو : إنْ تقمْ أقمْ ، وإنْ قمتَ قمتُ ، فالجزم فیه للفعل وحده.

السادسة : التابعة لمفرد

ومحلّها بحسبه ، نحو : «وَاتَّقُوا یَوْمًا تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّ-هِ» (5). ونحو : «أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَیَقْبِضْنَ» (6).

السابعة : التابعة لجملة لها محلّ

ومحلّها بحسبها ، نحو : زَیدٌ قامَ وَقَعَدَ أبُوُه ، بالعطف علی الصغری ، وتقع بَدَلاً بشرط کونها أوْفی بتأدیة المراد ، نحو : أقُولُ لَهُ ارحَلْ لاتُقیمَنَّ عِنْدَنا وإلّا فکُنْ فی السِّرِّ والجَهْرِ مُسْلِماً

تفصیل آخر : الجمل التی لا محلّ لها

الاُولی : مِمّا لا محلّ له المستأنفة

وهی المفتتح بها الکلام

ص: 32


1- مریم : 33.
2- الانفال : 26.
3- الأعراف : 186.
4- الرّوم : 36.
5- البقرة : 281.
6- الملک : 19.

أو المنقطعة عمّا قبلها ، نحو : «وَلَا یَحْزُنکَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّ-هِ جَمِیعًا» (1) ، وکذلِکَ جملة العامل الملغی لتأخّره ، أمّا الملغی لتوسّطه فجملة معترضة.

الثانیة : المعترضة

وهی المتوسطة بین شیئین ، من شأنهما عدم توسّط أجنبیّ بینهما ، وتقع غالباً بین الفعل ومعموله ، والمبتدأ وخبره ، والموصول وصلته ، والقسم وجوابه ، والموصوف وصفته.

الثالثة : المفسّرة

وهی الفضلة الکاشفة لِما تلیه ، نحو : «إِنَّ مَثَلَ عِیسَی عِندَ اللَّ-هِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ» (2). والأصحّ أنّه لا محلّ لها ، وقیل : هی بحسب ما تفسّره.

الرابعة : صلة الموصول

ویشترط کونها خبریّة معلومة للمخاطب ، مشتملة علی ضمیر مطابق للموصول.

الخامسة : المجاب بها القسم

نحو : «یس*وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ» (3) ، ومتی اجتمع شرط وقسم اکتفی بجواب المتقدّم مِنهما ، إلّا إذا تقدّمها ما یفتقر إلی خبر ، فیکتفی بجواب الشرط مطلقاً.

السادسة : المجاب بها شرط غیر جازم

نحو : إذا جئتنی اکرمتُک وفی حکمها المجاب بها شرط جازم و لم یقترن بالفاءِ ولا بإذا الفجائیّة ، نحو : إنْ تقمْ أقُمْ.

ص: 33


1- یونس : 65.
2- آل عمران : 59.
3- یس : 1 و 2.

السابعة : التابعة لِما لا محلّ له

نحو : جاءنی زیدٌ فأکرمتهُ ، جاءنی الّذی زارنی و أکرمته ، إذا لَمْ یجعل الواو لِلْحال بتقدیر «قد».

خاتمة : فی أحکام الجارّ و المجرور و الظرف

صوت

إذا وَقَعَ أحدهما بعد المعرفة المحضة فحال ، أو النکرة المحضة فصفة ، أو غیر المحضة فمحتمل لهما ، ولا بُدَّ من تعلّقهما بالفعل أو بما فیه رائحته ، ویجب حذف المتعلّق إذا کانَ أحدهما صفة أو صلة أو خبراً أو حَالاً ، وإذا کانَ کذلک أو اعتمد علی نفی أو استفهام جازَ أنْ یَرْفَعَ الفاعل ، نحو : جاءَ الّذی فی الدارِ أبُوهُ ، وما عندی أحَدٌ ، و «أَفِی اللَّ-هِ شَکٌّ» (1).

الحدیقة الخامسة : فی المفردات

الهمزة

حرف ترد لنداءِ القریب والمتوسّط ، وللمضارعة وللتسویة ، وهی الداخلة علی جملة فی محلّ المصدر ، نحو : «سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ» (2)وللاستفهام ، فیطلب بها التصوّر والتصدیق ، نحو : أزید فی الدار أمْ عمرو ؟ وأفی الدار زید أمْ فی السوق ؟ بخلاف «هَلْ» لاِختصاصها بالتصدیق.

أنْ

بالفتح والتخفیف ، ترد اسمیّة وحرفیّة.

فالاسمیّة : هی ضمیر المخاطب ، کَأَنْتِ ، وأنْتُما ، إذ ما بعدها حرف الخطاب اتّفاقاً.

والحرفیّة : ترد ناصبة للمضارع ، ومخفّفة من المثقّلة ، ومفسّرة ، وشرطها

ص: 34


1- إبراهیم : 10.
2- البقرة : 6.

التوسّط بین جملتین ، أوّلهما بمعنی القول وعدم دخول جارّ عَلیها ، وزائدة ، وتقع غالباً بعد لمّا وبین القسم ولو.

وإنْ

بالکسر والتخفیف ، ترد شرطیّة ونافیة ، نحو : «إِنِ الْکَافِرُونَ إِلَّا فِی غُرُورٍ» (1) ومخفّفة من المثقّلة ، نحو : «وَإِن کُلٌّ لَّمَّا جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ» (2) ، فی قراءة التخفیف.

وَمَتی اجتمعت «إنْ» و «ما» فالمتأخّرة منهما زائدة.

أنَّ

( بالفتح والتشدید ) ، حرف تأکید ، وتأوّل مع معمولَیها بمصدر ، من لفظ خبرها إن کانَ مشتقّاً ، وبالکون إن کانَ جامِداً نحو : بَلَغَنی أنَّک مُنطَلِقٌ ، وَأنَّ هذا زید.

إنَّ

( بالکسرِ والتشدید ) ، ترد حرف تأکید ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، ونصبهما لغة ، وقَدْ تنصَب ضمیر شأن مقدّراً فالجملة خبرها. وحرف جواب ، کنعم ، وعَدَّ المبرّد من ذلِکَ قوله تعالی «إِنْ هَ-ذَانِ لَسَاحِرَانِ» (3) ورَدَّ بامتناع اللام فی خبر المبتدأ.

إذْ

ترد ظَرفاً للماضی ، فتدخل علی الجملتین وقد یضاف إلیها اسم زمان ، نحو : حینئذٍ ویَوْمئذٍ. وللمفاجأة بعد بینما أو بیننا ، وهل هی حینئذٍ حرف أو ظرف ؟ خلاف.

ص: 35


1- الملک : 20.
2- یس : 32.
3- طه : 63 البتّه در آیه إنْ مخفّف است.

إذا

ترد ظرفاً للمستقبل ، فتضاف إلی شرطها وتنصب بجوابها. وتختصّ بالفعلیّة ، ونحو : «إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ» (1) مِثل : «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ» (2). وللمفاجأة ، فتختصّ بالاسمیّة ، نحو : خَرَجْتُ فَإذا السَّبُعُ واقِفٌ ، والخلاف فیها کاختها.

أمْ

ترد للعطف متّصلة ومنقطعة. فالمتّصلة : المرتبط ما بعدها بِما قبلها ، وتقع بعد همزة التسویة والاستفهام. والمنقطعة : کبل ، وحرف تعریف ، وهی لغة حِمْیَرٍ.

أمّا

صوت

( بالفتح والتشدید ) ، حرف تفصیل غالباً ، وفیها معنی الشرط للزوم الفاءِ ، والتزم حذف شرطها ، وعوّض بینهما عن فعلها جزء ممّا فی حیّزها ، وفیه أقوال. وقد تفارق التفصیل ، کالواقعة فی أوائل الکتب.

إمّا

( بالکسر والتشدید ) ، حرف عطف علی المشهور ، وترد للتفصیل ، نحو : «إِمَّا شَاکِرًا وَإِمَّا کَفُورًا» (3). وللإبهام والشکّ وللتخییر والإباحة ، وإمّا لازمة قبل المعطوف علیه بها ، ولا تنفَکّ عن الواو غالباً.

أیّ

( بالفتح والتشدید ) ، ترد اسم شرط نحو : «أَیًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی» (4). واسم استفهام ، نحو : أیُّ الرَّجُلَیْن قامَ ؟ ودالّة علی معنی الکمال ، نحو : مررت برَجلٍ أیّ رجلٍ. ووصلة لنداءِ ذی

ص: 36


1- الانشقاق : 1.
2- التوبة : 6.
3- الدهر : 3.
4- الاسراء : 110.

اللام ؛ نحو : یا أیّها الرجل. وموصُولة ، ولا یعْرب من الموصولات سِواها ، نحو : أکرِم أیّا أکرَمَکَ.

بَلْ

حرف عطف ، وتفید بعد الإثبات ، صرف الحکم عن المعطوف علیه إلی المعطوف ، وبعد النهی والنفی ، تقریر حکم الأوّل وإثبات ضدّه للثانی ، أو نقل حکمه إلیه عند بعض.

حاشا

ترد للاستثناء حرفاً جارّاً ، أوْ فعلاً جامداً ، وفاعلها مستتر عائد إلی مصدر مصاغ مِمّا قبلها ، أو اسم فاعل ، أو بعض مفهوم ضمناً منه. وللتنزیه ، نحو : حاشا لِلّهِ. وهَلْ هی اسم بمعنی براءة ، أو فعل بمعنی برأت ، أو اسم فعل بمعنی اُبَرِّئُ ؟ خلاف.

حتّی

ترد عاطِفة بجزءِ أقوی أو أضعف ، بمهلة ذهنیّة ، وتختصّ بالظاهر عند بعض. وحرف ابتداءٍ فتدخل علی الجمل ، وترد جارّة ، فتختصّ بالظاهر ، خلافاً للمبرّد ، وقد ینصب بعدها المضارع بأن مضمرة لا بِها ، خلافاً للکوفیّین.

الفاء

ترد رابطة للجواب الممتنع جعله شرطاً ، وحُصر فی ستّة مواضع.

ولربط شبه الجواب ، نحو : الّذی یأتینی فَلَهُ دِرْهمٌ.

صوت

وعاطِفة ، فتفید التعقیب والترتیب بنوعیه ، فالحقیقی ، نحو : قامَ زیدٌ فعمروٌ. والذکری ، نحو : «وَنَادَی نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ» (1).

ص: 37


1- هود : 45.

وقد تفید ترتّب لا حقَها علی سابقها ، فتسمّی فاء السببیّة ، نحو : «فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً» (1). وقد تختصّ حینئذ باسم النتیجة والتفریع.

وقد تنبئ عن محذوف ، فتسمّی فصیحة ، عند بعض ، نحو : «اضْرِب بِّعَصَاکَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ» (2).

قَد

ترد اسماً بمعنی یکفی أوْ حَسب ، نحو : قَدْنی ، وقدی درهم.

وحرف تقلیل مع المضارع ، وتحقیق مع الماضی غالباً ، قیل : وقَدْ تقرّبه من الحال ؛ ومن ثمَّ التزمت فی الحالیّة المصدّرة به ، وفیه بحث مشهور.

قَطُّ

ترد اسم فعل بمعنی انْتَهِ ، وکثیراً ما تحلّی بالفاءِ ، نحو : قامَ زَیْدٌ فَقَطُّ. وظرفاً لاستغراق الماضی منفیّاً ، وفیه خمس لغات ، ولا تجامع مستقبلاً.

کَمْ

ترد خبریّة واستفهامیّة ، وتشترکان فی البناءِ والافتقار إلی التمییز ولزوم الصدر ، وتَختَصّ الخبریّة بِجرّ التمییز مفرداً أو مجموعاً ، والاستفهامیة بنصبه ولزوم إفراده.

کیف

ترد شرطیّة : فتجزم الفعلین عند الکوفیّین ، واستفهامیّة : فتقع خبراً ، فی نحو کَیفَ زَید ؟ وکیف أنْتَ ؟ ومفعولاً ، فی نحو : کیف ظننت زیداً ؟ وحالاً ، فی نحو : کیف جاءَ زَید ؟

ص: 38


1- الحجّ : 63.
2- البقرة : 60.

لو

ترد شرطیّة ، فتقتضی امتناع شرطها واستلزامه لِجَوابها ، وتختَّص بالماضی ولو مؤوّلاً ، وبمعنی إن الشرطیّة وَلَیْسَتْ جازمة ، خلافاً لبعضهم. وبمعنی لیت ، نحو : «لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً» (1). ومصدریّة ، وقد مضت.

لولا

حرف ترد لربط امتناع جوابه بوجود شرطه ، وتختصّ بالاسمیّة ، ویغلب معها حذف الخبر إن کانَ کوناً مطلقاً. وللتّوبیخ ، وتختصّ بالماضی. وللتحضیض والعرض ؛ فتختصّ بالمضارع ولو تأویلا.

لَمّا

ترد لربط مضمون جملة بوجود مضمون اُخری ، نحو : لمّا قمتَ قُمتُ. وهل هی حرف أو ظرف ؟ خلاف. وحرف استثناء ، نحو : «إِن کُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَیْهَا حَافِظٌ» (2) وجازمة للمضارع ک «لم» وتفترقان فی خمسة اُمور.

ما

ترد اسمیّة وحرفیّة ، فالاسمیّة ترد موصولة ونکرة موصوفة ، نحو : مَرَرت بِما مُعْجِب لَکَ ، وصفة لنکرة ، نحو : لِأمْرٍ ما جَذَع قصیرٌ أنفه ، وشرطیة زمانیّة وغیر زمانیّة ، واستفهامیّة. والحرفیّة ؛ ترد مشبّهة بلیس ومصدریّة زمانیّة وغیر زمانیّة ، وصلة وکافّة.

هَلْ

حرف استفهام. وتفترق عن الهمزة بطلب التصدیق وحده ، وعدم الدخول علی العاطف والشرط ، واسم بعده فعل ، والاختصاص بالإیجاب ، ولا یقال هَلْ لَمْ یَقُمْ ؟ بخلاف الهمزة ، نحو : «أَلَمْ نَشْرَحْ لَکَ

ص: 39


1- البقرة : 167.
2- طارق : 4.

صَدْرَکَ» (1).

اللهُمَّ اشرح صدورنا بأنوار المعارف ، ونوّر قلوبنا بحقائق اللطائف ، واجعل ما أوردناه فی هذه الورقات خالصاً لوجهک الکریم ، وتَقَبّله مِنّا إنّکَ أنْتَ السمیع العلیم. فَإنّا نتوسّل إلَیکَ بحبیبکَ محمّد سیّد المرسلین ، وآله الأئمّة المعصومین ، صلوات الله وسَلامَهُ علیهم أجمعین.

ص: 40


1- الانشراح : 1.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.