العنوان: مشروع رد الشبهات المثارة حول الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة .
بیان المسؤولیة: تألیف: الجنة العلمیة فی رد الشبهات عن النهضة الحسینیة؛ الإشراف العلمی: مؤسسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة.
بیانات الطبعة: الطبعة الأولی.
بیانات النشر: النجف، العراق: مؤسسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة، 1440ه- - 2018م.
الوصف المادی: 315صفحة.
سلسلة النشر: قسم الشؤون الفکریة والثقافیة - مؤسسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة.
تبصرة عامة: تم نشر هذه البحوث فی مجلة الإصلاح الحسینی.
موضوع شخصی: الحسین بن علی علیه السلام ، الإمام الثالث، 4-61 هجریاً - نظریته فی الإصلاح.
موضوع شخصی: الحسین بن علی علیه السلام ، الإمام الثالث، 4-61 هجریاً - نظریته فی السیاسة.
موضوع شخصی: الحسین بن علی علیه السلام ، الإمام الثالث، 4-61 هجریاً - الدور السیاسی والاجتماعی.
مصطلح موضوعی: واقعة کربلاء، 61 هجریاً - أسباب ونتائج.
مصطلح موضوعی: واقعة کربلاء، 61 هجریاً - شبهات وردود.
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ »
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرحمن الرحیم
إنّ العلم والمعرفة مصدر الإشعاع الذی یهدی الإنسان إلی الطریق القویم، ومن خلالهما یمکنه أن یصل إلی غایته الحقیقیة وسعادته الأبدیة المنشودة، فبهما یتمیّز الحقّ من الباطل، وبهما تُحدد اختیارات الإنسان الصحیحة، وعلی ضوئهما یسیر فی سبل الهدایة وطریق الرشاد الذی خُلق من أجله، بل علی أساس العلم والمعرفة فضّله الله عز وجل علی سائر المخلوقات، واحتج علیهم بقوله:«وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ کُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلَائِکَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ »((1))، فبالعلم یرتقی المرء وبالجهل یتسافل، وقد جاء فی الأثر «العلمُ نورٌ»((2))، کما بالعلم والمعرفة تتفاوت مقامات البشر ویتفوّق بعضهم علی بعض عند الله عز وجل، إذ «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قِیلَ لَکُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللَّهُ لَکُمْ وَإِذَا قِیلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ »((3))، وبهما تسعد المجتمعات، وبهما الإعمار والازدهار، وبهما الخیر کلّ الخیر.
ص: 7
ومن أجل العلم والمعرفة کانت التضحیات الکبیرة التی قدّمها الأنبیاء والأئمة والأولیاء علیهم السلام ، تضحیات جسام کان هدفها منع الجهل والظلام والانحراف،
تضحیات کانت غایتها إیصال المجتمع الإنسانی إلی مبتغاه وهدفه، إلی کماله، إلی حیث یجب أن یصل ویکون، فکان العلم والمعرفة هدف الأنبیاء المنشود لمجتمعاتهم، وتوسّلوا إلی الله عز وجل بغیة إرسال الرسل التی تعلّم المجتمعات فقالوا:«رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ »((1))، و«لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِنْ کَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلَالٍ مُبِینٍ » ((2))، ما یعنی أنّ دون العلم والمعرفة هو الضلال المبین والخسران العظیم.
بل هو دعاؤهم علیهم السلام ومبتغاهم من الله عز وجل لأنفسهم أیضاً، إذ طلبوا منه تعالی بقولهم: «وَاملأ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالمَعْرفَةِ»((3)).
وبالعلم والمعرفة لا بدّ أن تُثمّن تلک التضحیات، وتُقدّس تلک الشخصیات التی ضحّت بکلّ شیء من أجل الحقّ والحقیقة، من أجل أن نکون علی علم وبصیرة، من أجل أن یصل إلینا النور الإلهی، من أجل أن لا یسود الجهل والظلام.
فهذه هی سیرة الأنبیاء والأئمة علیهم السلام سیرة الجهاد والنضال والتضحیة والإیثار لأجل نش-ر العلم والمعرفة فی مجتمعاتهم، تلک السیرة الحافلة بالعلم والمعرفة فی کلّ جانب من جوانبها، والتی ینهل منها علماؤنا فی التصدّی لحلّ مشاکل مجتمعاتهم علی مرّ العصور والأزمنة والأمکنة، وفی کافّة المجالات وشؤون البشر.
ص: 8
وهذه القاعدة التی أسسنا لها لا یُستثنی منها أیّ نبی أو وصی، فلکلّ منهم علیهم السلام سیرته العطرة التی ینهل منها البشر للهدایة والصلاح، إلّا أنّه یتفاوت الأمر بین أفرادهم من حیث الشدّة والضعف، وهو أمر عائد إلی المهام التی أنیطت بهم علیهم السلام ، کما أخبر عز وجل بذلک فی قوله:«تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَیْنَا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّنَاتِ وَأَیَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَلَکِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَکِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ مَا یُرِیدُ »((1))، فسیرة
النبی الأکرم صلی الله علیه و آله لیست کبقیة سیر الأنبیاء، کما أنّ سیرة الأئمة علیهم السلام لیست کبقیة سیر الأوصیاء السابقین، کما أنّ التفاوت فی سیر الأئمة علیهم السلام فیما بینهم مما لا شک فیه، کما فی تفضیل أصحاب الکساء علی بقیة الأئمة علیهم السلام .
والإمام الحسین علیه السلام تلک الشخصیة القمّة فی العلم والمعرفة والجهاد والتضحیة والإیثار، أحد أصحاب الکساء الخمسة التی دلّت النصوص علی فضلهم ومنزلتهم علی سائر المخلوقات، الإمام الحسین علیه السلام الذی قدّم کلّ شیء من أجل بقاء النور الربانی، الذی یأبی الله أن ینطفئ، الإمام الحسین علیه السلام الذی بتضحیته تعلّمنا وعرفنا، فبقینا.
فمن سیرة هذه الشخصیة العظیمة التی ملأت أرکان الوجود تعلَّم الإنسان القیم المثلی التی بها حیاته الکریمة، کالإباء والتحمّل والصبر فی سبیل الوقوف بوجه الظلم، وغیرها من القیم المعرفیة والعملیة، التی کرَّس علماؤنا الأعلام جهودهم وأفنوا أعمارهم من أجل إیصالها إلی مجتمعات کانت ولا زالت بأمس الحاجة إلی هذه القیم، وتلک الجهود التی بُذلت من قبل الأعلام جدیرة بالثناء والتقدیر؛ إذ بذلوا ما بوسعهم وأفنوا أغلی أوقاتهم وزهرة أعمارهم لأجل هذا الهدف النبیل.
ص: 9
إلّا أنّ هذا لا یعنی سدّ أبواب البحث والتنقیب فی الکنوز المعرفیة التی ترکها علیه السلام للأجیال اللاحقة - فضلاً عن الجوانب المعرفیة فی حیاة سائر المعصومین علیهم السلام - إذ بقی منها من الجوانب ما لم یُسلّط الضوء علیه بالمقدار المطلوب، وهی لیست بالقلیل، بل لا نجانب الحقیقة فیما لو قلنا: بل هی أکثر مما تناولته أقلام علمائنا بکثیر، فلا بدّ لها أن تُعرَف لیُعرَّف، بل لا بدّ من العمل علی البحث فیها ودراستها من زوایا متعددة، لتکون منهجاً للحیاة، وهذا ما یزید من مسؤولیة المهتمین بالشأن الدینی، ویحتّم علیهم تحمّل أعباء التصدّی لهذه المهمّة
الجسیمة؛ استکمالاً للجهود المبارکة التی قدّمها علماء الدین ومراجع الطائفة الحقّة.
ومن هذا المنطلق؛ بادرت الأمانة العامة للعتبة الحسینیة المقدّسة لتخصیص سهم وافر من جهودها ومشاریعها الفکریة والعلمیة حول شخصیة الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة؛ إذ إنّها المعنیّة بالدرجة الأولی والأساس بمسک هذا الملف التخصصی، فعمدت إلی زرع بذرة ضمن أروقتها القدسیة، فکانت نتیجة هذه البذرة المبارکة إنشاء مؤسّسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصّصیة فی النهضة الحسینیة، التابعة للعتبة الحسینیة المقدّسة، حیث أخذت علی عاتقها مهمّة تسلیط الضوء - بالبحث والتحقیق العلمیین - علی شخصیة الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة وسیرته العطرة، وکلماته الهادیة، وفق خطة مبرمجة وآلیة متقنة، تمّت دراستها وعرضها علی المختصین فی هذا الشأن؛ لیتمّ اعتمادها والعمل علیها ضمن مجموعة من المشاریع العلمیة التخصصیة، فکان کلّ مشروع من تلک المشاریع متکفّلاً بجانب من الجوانب المهمّة فی النهضة الحسینیة المقدّسة.
کما لیس لنا أن ندّعی - ولم یدّعِ غیرنا من قبل - الإلمام والإحاطة بتمام جوانب شخصیة الإمام العظیم ونهضته المبارکة، إلّا أنّنا قد أخذنا علی أنفسنا بذل قصاری جهدنا، وتقدیم ما بوسعنا من إمکانات فی سبیل خدمة سیّد الشهداء علیه السلام ، وإیصال أهدافه السامیة إلی الأجیال اللاحقة.
ص: 10
المشاریع العلمیة فی المؤسسة
بعد الدراسة المتواصلة التی قامت بها مؤسَّسة وارث الأنبیاء حول المشاریع العلمیة فی المجال الحسینی، تمّ الوقوف علی مجموعة کبیرة من المشاریع التی لم یُسلَّط الضوء علیها کما یُراد لها، وهی مشاریع کثیرة وکبیرة فی نفس الوقت، ولکلٍّ منها أهمیته القصوی، ووفقاً لجدول الأولویات المعتمد فی المؤسَّسة تمّ اختیار المشاریع العلمیّة الأکثر أهمیّة، والتی یُعتبر العمل علیها إسهاماً فی تحقیق نقلة نوعیة للتراث والفکر الحسینی، وهذه المشاریع هی:
الأوّل: قسم التألیف والتحقیق
إنّ العمل فی هذا القسم علی مستویین:
أ - التألیف
ویُعنَی هذا القسم بالکتابة فی العناوین الحسینیة التی لم یتمّ تناولها بالبحث والتنقیب، أو التی لم تُعطَ حقّها من ذلک. کما یتمُّ استقبال النتاجات القیِّمة التی أُلِّفت من قبل العلماء والباحثین فی هذا القسم؛ لیتمَّ إخضاعها للتحکیم العلمی، وبعد إبداء الملاحظات العلمیة وإجراء التعدیلات اللازمة بالتوافق مع مؤلِّفیها یتمّ طباعتها ونشرها.
ب - التحقیق
والعمل فیه قائم علی جمع وتحقیق وتنظیم التراث المکتوب عن مقتل الإمام الحسین علیه السلام ، ویشمل جمیع الکتب فی هذا المجال، سواء التی کانت بکتابٍ مستقلٍّ أو ضمن کتاب، تحت عنوان: (موسوعة المقاتل الحسینیّة). وکذا العمل جارٍ فی هذا القسم علی رصد المخطوطات الحسینیة التی لم تُطبع إلی الآن؛ لیتمَّ جمعها وتحقیقها، ثمّ طباعتها ونشرها. کما ویتمُّ استقبال الکتب التی تمّ تحقیقها خارج المؤسَّسة، لغرض طباعتها ونشرها، وذلک بعد إخضاعها للتقییم العلمی من قبل اللجنة العلمیة
ص: 11
فی المؤسَّسة، وبعد إدخال التعدیلات اللازمة علیها وتأیید صلاحیتها للنشر تقوم المؤسَّسة بطباعتها.
الثانی: مجلّة الإصلاح الحسینی
وهی مجلّة فصلیة متخصّصة فی النهضة الحسینیة، تهتمّ بنش-ر معالم وآفاق الفکر الحسینی، وتسلِّط الضوء علی تاریخ النهضة الحسینیة وتراثها، وکذلک إبراز الجوانب الإنسانیة، والاجتماعیة والفقهیة والأدبیة فی تلک النهضة المبارکة، وقد
قطعت شوطاً کبیراً فی مجالها، واحتلّت الصدارة بین المجلات العلمیة الرصینة فی مجالها، وأسهمت فی إثراء واقعنا الفکری بالبحوث العلمیة الرصینة.
الثالث: قسم ردّ الشُّبُهات عن النهضة الحسینیة
إنّ العمل فی هذا القسم قائم علی جمع الشُّبُهات المثارة حول الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة، وذلک من خلال تتبع مظانّ تلک الشُّبُهات من کتب قدیمة أو حدیثة، ومقالات وبحوث وندوات وبرامج تلفزیونیة وما إلی ذلک، ثُمَّ یتمُّ فرزها وتبویبها وعنونتها ضمن جدول موضوعی، ثمّ یتمُّ الردُّ علیها بأُسلوب علمیّ تحقیقی فی عدَّة مستویات.
الرابع: الموسوعة العلمیة من کلمات الإمام الحسین علیه السلام
وهی موسوعة علمیة تخصصیة مستخرَجة من کلمات الإمام الحسین علیه السلام فی مختلف العلوم وفروع المعرفة، ویکون ذلک من خلال جمع کلمات الإمام الحسین علیه السلام من المصادر المعتبرة، ثمّ تبویبها حسب التخصّصات العلمیة مع بیان لتلک الکلمات، ثمّ وضعها بین یدی ذوی الاختصاص؛ لیستخرجوا نظریات علمیّة ممازجة بین کلمات الإمام علیه السلام والواقع العلمی.
ص: 12
الخامس: قسم دائرة معارف الإمام الحسین علیه السلام أو (الموسوعة الألفبائیة الحسینیة)
وهی موسوعة تشتمل علی کلّ ما یرتبط بالإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة من أحداث، ووقائع، ومفاهیم، ورؤی، وأعلام وبلدان وأماکن، وکتب، وغیر ذلک، مرتّبة حسب حروف الألف باء، وکما هو معمول به فی دوائر المعارف والموسوعات، وعلی شکل مقالات علمیّة رصینة، تُراعَی فیها کلّ شروط المقالة العلمیّة، مکتوبة بلغةٍ عص-ریة وأُسلوبٍ حدیث.
السادس: قسم الرسائل والأطاریح الجامعیة
إنّ العمل فی هذا القسم یتمحور حول أمرین: الأوّل: حول إحصاء الرسائل والأطاریح الجامعیة التی کُتبتْ حول النهضة الحسینیة، ومتابعتها من قبل لجنة علمیة متخصّصة؛ لرفع النواقص العلمیة، وتهیئتها للطباعة والنشر، الثانی: حول إعداد موضوعات حسینیّة من قبل اللجنة العلمیة فی هذا القسم، تصلح لکتابة رسائل وأطاریح جامعیة، تکون بمتناول طلّاب الدراسات العلیا.
السابع: قسم الترجمة
یقوم هذا القسم بمتابعة التراث المکتوب حول الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة باللغات غیر العربیة لنقله إلی العربیة، ویکون ذلک من خلال تأیید صلاحیته للترجمة، ثمَّ ترجمته أو الإشراف علی ترجمته إذا کانت الترجمة خارج القسم.
الثامن: قسم الرَّصَد والإحصاء
یتمُّ فی هذا القسم رصد جمیع القضایا الحسینیّة المطروحة فی جمیع الوسائل المتّبعة فی نشر العلم والثقافة، کالفضائیات، والمواقع الإلکترونیة، والکتب، والمجلات والنشریات، وغیرها؛ ممّا یعطی رؤیة
ص: 13
واضحة حول أهمّ الأُمور المرتبطة بالقضیة الحسینیة بمختلف أبعادها، وهذا بدوره یکون مؤثّراً جدّاً فی رسم السیاسات العامّة للمؤسّسة، ورفد بقیّة الأقسام فیها، وکذا بقیة المؤسّسات والمراکز العلمیة فی شتّی المجالات.
التاسع: قسم المؤتمرات والندوات العلمیة
ویتمّ العمل فی هذا القسم علی إقامة مؤتمرات وملتقیات وندوات علمیّة فکریة متخصّصة فی النهضة الحسینیة، لغرض الإفادة من الأقلام الرائدة والإمکانات الواعدة، لیتمّ طرحها فی جوٍّ علمیّ بمحضر الأساتذة والباحثین
والمحقّقین من ذوی الاختصاص، کما تتمّ دعوة العلماء والمفکِّرین؛ لطرح أفکارهم ورؤاهم القیِّمة علی الکوادر العلمیة فی المؤسَّسة، وکذا سائر الباحثین والمحققین وکلّ من لدیه اهتمام بالشأن الحسینی، للاستفادة من طرق قراءتهم للنصوص الحسینیة وفق الأدوات الاستنباطیة المعتمَدة لدیهم.
العاشر: قسم المکتبة الحسینیة التخصصیة
وهی مکتبة حسینیة تخصّصیة تجمع التراث الحسینی المخطوط والمطبوع، أنشأتها مؤسَّسة وارث الأنبیاء، وهی تجمع آلاف الکتب المهمّة فی مجال تخصُّصها.
الحادی عشر: قسم الموقع الإلکترونی
وهو موقع إلکترونی متخصِّص بنشر نتاجات وفعالیات مؤسَّسة وارث الأنبیاء، فهو یقوم بن-شر وعرض کتبها ومجلاتها التی تصدرها، وکذا الندوات والمؤتمرات التی تقیمها، وکذا یسلِّط الضوء علی أخبار المؤسَّسة، ومجمل فعالیاتها العلمیة والإعلامیة.
الثانی عشر: القسم النسوی
یعمل هذا القسم ومن خلال کادر علمی متخصص علی تفعیل دور المرأة المسلمة فی النهضة الحسینیة، وبأقلام علمیة نسویة فی الجانب الدینی
ص: 14
والأکادیمی، کما یعمل علی تأهیل الباحثات والکاتبات ضمن ورشات عمل تدریبیة، وفق الأسالیب المعاصرة فی التألیف والکتابة.
الثالث عشر: القسم الفنی
إنّ العمل فی هذا القسم قائم علی طباعة وإخراج النتاجات الحسینیة التی تصدر عن المؤسَّسة، وفقاً للبرامج الإلکترونیة المتطوِّرة، وذلک من خلال کادر فنیّ متخصِّص، کما ویعمل علی تصمیم الأغلفة وواجهات الصفحات الإلکترونیة،
ومن مهامِّ هذا القسم أیضاً العمل علی برمجة الإعلانات المرئیة والمسموعة وغیرهما، وسائر الأمور الفنیّة الأخری التی تحتاجها کافّة الأقسام.
وهناک مشاریع أُخری سیتمّ العمل علیها إن شاء الله تعالی.
کتاب مشروع ردّ الشبهات المثارة حول الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة
یمثّل هذا الکتاب الرؤیة والطریقة والمنهج الذی تحمله مؤسسة وارث الأنبیاء فی الإجابة عن الشبهات التی تثار حول الإمام الحسین علیه السلام ونهضته المبارکة، وهو حصیلة متابعة وتدقیق اللجنة العلمیة فی مؤسسة وارث الأنبیاء، واللجنة العلمیة فی قسم ردّ الشبهات، فبعد أن تشکّل قسم ردّ الشبهات وباشر أعماله عکف علی المطالعة والتدقیق والتتبع للخروج بخارطة طریق ومشروع عمل منتظم للأجوبة عن الشبهات المثارة، فکانت حصیلة تلک الجهود فی تلک الفترة هذا الکتاب الماثل بین یدیک عزیزی القارئ.
وفی الختام نتمنی للجنة العلمیة فی قسم ردّ الشبهات التی أعدّت هذا المشروع دوام الموفقیة والسداد لخدمة القضیة الحسینیة، وهم:
ص: 15
سماحة الشیخ محمّد رضا السلامی مسؤول القسم، سماحة السیّد حیدر الموسوی، سماحة الشیخ محمّد الطائی، سماحة الشیخ مرتضی الطائی، سماحة الشیخ سعد الجیزانی.
ونسأل الله تعالی أن یبارک لنا فی أعمالنا، إنَّه سمیعٌ مجیبٌ.
اللجنة العلمیة فی
مؤسسة وارث الأنبیاء
للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة
ص: 16
المقدمة
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی أشرف خلقه محمد وعلی أهل بیته الطیبین الطاهرین.
اما بعد، فمن الطبیعی أن تتعرض الحرکات الإصلاحیّة لشتی أنواع الشبهات والافتراءات والأکاذیب، وکلما ترسّخت وأشرقت تلک الحرکات کلما ازداد أعداؤها والمتربصون بها، وأعظم الحرکات الإصلاحیّة وأکثرها تأثیراً فی التاریخ هی نهضة الإمام الحسین علیه السلام ؛ حیث إنّها أرجعت دین خاتم النبیین إلی مساره الصحیح بعد أن حُرّف ودخل التغییر فی کل شیء فیه، حتی وصل الأمر إلی أن یستلم الخلافة والإمارة الطلقاء والمؤلفة قلوبهم وطریدی رسول الله صلی الله علیه و آله ، بل وصل الأمر إلی أن یکون خلیفة المسلمین والمتسلط علی مقادیرهم شخص متجاهر بشتی أنواع الفسق والفجور، شخص لا ینفع معه النصح والإنکار، فکان السکوت عنه إعانة له علی التسلط والتجبر والفساد، وبالتالی ذهاب قیم ومبادئ الإسلام من قلوب قوم حدیثی عهد بالإیمان فی أقل من عقد من الزمان، فلا طریق لحفظ دین الله إلا بالثورة والإنکار بالید واللسان، ومن هنا ما کان للإمام الحسین علیه السلام إلا القیام بنهضة یکون ثمنها فیه دمه ودم أبنائه واخوته واصحابه وسبی عیاله، ونتاجها إحیاء دین محمد صلی الله علیه و آله ، فأعلنها «ألا ترون أنَّ الحق لا یعمل به، وأنَّ الباطل لا یتناهی عنه؟ لیرغب المؤمن فی لقاء الله محقّاً; فإنّی لا أری الموت إِلّا شهادة [سعادة] ولا الحیاة مع الظالمین إِلّا برماً».
ص: 17
حرکة من هذا القبیل تؤتی أکلها کل حین بإذن ربها، وعلی مر الأزمان من شأنها أن تتعارض مع مصالح الکثیرین ممن لا یکون له وجود - بسوء اختیاره - إلا علی مائدة المنحرفین والطغاة والظلمة، فکان موقفهم أن سعوا بکل قوة لإخفاء وتشویه مبادئ ومُثل النهضة الحسینیة فی وعی الأمة، فأکثروا الکذب والدّس والتزویر فیها لإفراغها من محتواها، فلم تکن الدسائس والشبهات ولیدة الیوم، بل لها جذور تاریخیة اجتُرّت وزُینت عبر القرون إلی عصرنا الحاضر، حیث تبنّاها أمویو هذا الزمان اتباع محمد بن عبد الوهاب، فقاموا بتطویرها والتأصیل لها ونشرها علی أوسع نطاق ممکن فی المنابر والمحافل والإعلام، بل أنهم نظّروا لها فی الکلّیات والمعاهد ورسائلهم الجامعیة.
وفی المقابل تحمّل شیعة الحسین علیه السلام مسؤولیة الدفاع عن هذه النهضة المبارکة لإبقاء شعلتها وقّادة عبر الأزمان، فقام جملة من علمائنا - کل فی عصره - بردود آنیة علی هذه الشبهات بحسب الحاجة، جزاهم الله عنّا وعن نبینا محمد وأهل بیته الأطهار کل خیر.
وبتطور وسائل التواصل الاجتماعی والفضائیات، ازدادت الحاجة إلی تطویر العمل علی رد الشبهات المتعلقة بالنهضة الحسینیة، فکان (قسم رد الشبهات) فی (مؤسسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة) متکفلاً بذلک؛ حیث إنّه یبحث عن جذور تلک الشبهات وأساسها، من خلال مطالعة أغلب الکتب القدیمة والکتب الحدیثة، وما یطرح علی وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعی، واستخراج ما یتعلق بالنهضة الحسینیة سلباً وایجاباً، ومن ثم یعمل علی رد الشبهات، وعرضها علی أکثر من مستوی لتتناسب مع کل طبقات المجتمع.
ففی الواقع أنّ قسم رد الشبهات یقوم بعمل تأسیسی موسوعی جدید، لم یکن مطروحا بهذا الکم والکیف من قبل، لرد الشبهات المتعلقة بالنهضة الحسینیة، لما تحتویه هذه النهضة من محوریة فی بیان طریق الهدایة وفضح سبل الضلال، فهو دفاع
ص: 18
عن حصن من حصون التشیّع ورمز من رموز شرفه وعزته واتساعه وانتشاره، سائلین المولی} التوفیق والتسدید إنّه نعم المولی ونعم النصیر.
اللجنة العلمیةفی قسم رد الشبهات
ص: 19
ص: 20
نبذة تاریخیة
وفی البدایة نقدم نبذة تاریخیة مختصرة لما قام به علماؤنا فی الدفاع عن مذهب أهل البیت علیهم السلام ورد الشبهات عنه:
ما إن التحق الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله بالرفیق الأعلی حتی تکالبت الأمّة علی أهل بیته وزوتهم ومنعتهم حقهم، فأصبح أهل البیت علیهم السلام وشیعتهم یشکّلون الجبهة المعارضة للأنظمة الحاکمة، تلک الأنظمة التی لم تدّخر وسعاً فی ظلمهم والتنکیل بهم وعلی کافّة المستویات، ومن جملة ذلک الحملة الإعلامیة ضدهم، فانهالوا علیهم بکل ما یستطیعون من التُهم والأباطیل وأنواع الشبهات.
وکان أئمة أهل البیت علیهم السلام یقودون خط الدفاع عن المذهب، ویردّون التُهم والشبهات عنه شفاهاً وکتابةً ویأمرون تلامذتهم بذلک، وکان الشیعة یرجعون إلی الأئمة علیهم السلام فیما أشکل علیهم، وعندما حصلت الغَیبة الصغری أنیط هذا الدور بنواب الإمام عجل الله تعالی فرجه الخاصّین، فکانوا یقفون أمام الشبهات والحرکات المنحرفة بتوجیه من الإمام عجل الله تعالی فرجه ، وتخرج علی أیدیهم کتب الإمام عجل الله تعالی فرجه فی الدفاع عن المذهب ورد الشبهات، إلی أن حصلت الغَیبة الکبری وتحمّل علماء الشیعة الکبار تلک المسؤولیة علی عاتقهم، فوقفوا فی خط الدفاع عن المذهب بکلّ قوّة أمام مخالفین لا یتورعون عن نسبة أی تهمة لمذهب أهل البیت علیهم السلام وشیعتهم وإلی زماننا هذا.
ونحن عندما نراجع تراثنا نجد أنّ علماءنا ومتکلمینا قد تکفّلوا الرد علی مختلف أنواع التهم والشبهات، وأجابوا علی کم هائل من الأسئلة التی أثیرت، سواء کان ذلک شفاهاً وفی مجلس عام ونقله لنا الرواة، أو کتابةً علی شکل رسائل حملت عناوین مثل: (الأسئلة والأجوبة) أو (السؤالات والجوابات).
ص: 21
یقول العلّامة الطهرانی رحمة الله علیه فی الذریعة تحت عنوان (الجواب والجوابات):
«هما عنوانان یشار بهما إلی کثیر من تصانیف أصحابنا، وذلک لما ذکرناه فی (ج1 المقدمة ص20)، من أنّ کثیراً من مصنفیهم قد بلغوا من تواضع النفس وخضوع الجوانح وخلوص النیات حدّاً لا یرون أنفسهم شیئاً قابلاً للذکر والإشارة، ولا یحسبون تصانیفهم مع کونها جیّدة قیّمة کتاباً لائقاً بالعنوان والتسمیة، فبقیت الکتب بعد عصر المصنفین بغیر اسم خاص یُدعی به، فمسّت الحاجة إلی أن یشار إلیها بعنوان ینطبق علیها، فإذا عُلم أنّ الکتاب فی جواب شخص خاص، أو فی جواب اعتراض معین، أو أنّه جواب عن سؤال مخصوص، أو عن شبهة معلومة، أو أنّه جواب عن مسألة مخصوصة، أو عن مسائل متعددة کما هو الشایع من القاء المسألة الواحدة، أو المسائل من القرب، أو من البلاد البعیدة إلی العلماء وهم یکتبون جواباتها بغیر عنوان خاص، أو عُلم أنّه جواب رسالة، أو کتاب، أو مکتوب، یصح أن یعبر عنه بالجواب المضاف إلی ما یُعلم من إحدی هذه الأمور»((1)).
فکان کثیر من هذه الرسائل منذ القرون الأولی لعصر الغیبة فیه إجابة عن مجموعة من الشبهات مثل:
- (المسائل العکبریة أو الحاجبیة) وهی أجوبة کتبها الشیخ المفید رحمة الله علیه (ت413ه-) لأحد وخمسین سؤالاً سألها الحاجب أبو اللیث بن سراج الأوانی، وأکثر ما فیها السؤال عن معانی آیات وأحادیث وتوجیهها، ودفع ما ورد عند السائل حولها من شبهات، وفیها مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالنبوة والإمامة وشؤونهما.
- (المسائل الجارودیة) یجیب فیها الشیخ المفید رحمة الله علیه علی الجارودیة، وهی من فرق الزیدیة.
ص: 22
- (المسائل الصاغانیة) جملة مسائل وردت الشیخ المفید رحمة الله علیه ، أرسلها إلیه وکیله
من ناحیة (صاغان)، وکان قد أدلی بها فقیه الأحناف فی ذلک البلد.
- (المسائل السرویة) فقد أجاب فیها الشیخ المفید رحمة الله علیه عن أسئلة وردت فی أبواب شتی شملت علوم القرآن والفقه والحدیث والعقائد.
- (جواب بعض المعتزلة) فی أنّ الإمامة لا تکون الا بالنص، للسید المرتضی علم الهدی رحمة الله علیه (ت436ه-).
- (جوابات المسائل التبانیات) التی یجیب فیها الشریف المرتضی رحمة الله علیه علی أسئلة الشیخ أبی عبد الله محمد بن عبد الملک التبان.
- (الأسئلة الطرابلسیة) الواردة من طرابلس للشیخ أبی الفضل إبراهیم بن الحسن الأبانی الطرابلسی، وهی أسئلة کثیرة وردت فی دفعات متفرقة إلی السید الشریف المرتضی رحمة الله علیه فکتب السید جواباتها.
- (أجوبة المسائل المهنائیة) کتبها العلّامة الحلی رحمة الله علیه (ت726ه-) جواباً لمسائل طرحها مهنا بن سنان بن عبد الوهاب ابن نمیلة الحسینی الإمامی المدنی قاضی المدینة.
إلی غیر ذلک من الرسائل التی کان بعضها جواباً عن شبهة أو مسألة واحدة، وبعضها جواباً عن عدة شبهات.
وتطور الأمر نتیجة اتساع التدوین عند المذاهب الإسلامیة کافّة إلی تألیف الکتب فی بیان أصول هذه المذاهب وعقائدها، أو الدفاع عنها ورد ما کتبه المخالفون ضدها، فکان علماء الشیعةF من أنشطهم قلماً فی هذا المضمار فلم یترکوا کتاباً أو رسالة کتبت ضد مذهب أهل البیت علیهم السلام إلا وأجابوها بأحسن منها فخرج لنا مثل:
- (الشافی فی الامامة) تألیف الشریف المرتضی أبی القاسم علی بن الحسین الموسوی رحمة الله علیه (ت 436ه-) الذی ردّ فیه علی القاضی عبد الجبار، الذی حاول فی
ص: 23
کتاب (الإمامة) من (المغنی) أن یفنّد أقوال الإمامیة وعقیدتهم فیها بکل ما أوتی من حول وقوة، ویشن علیهم حرباً شعواء لا هوادة فیها، فأبطل حججه، ونقض کتابه المذکور باباً باباً بروح علمیة وأدب فی التعبیر یتجلی واضحا لمن قارن بین الکتابین.
- (الاحتجاج) تألیف أبی منصور أحمد بن علی بن أبی طالب الطبرسی رحمة الله علیه ، مشتمل علی کل ما اطلع علیه من احتجاجات النبی صلی الله علیه و آله والأئمة علیهم السلام ، بل کثیر من أصحابهم الأمجاد، مع جملة من الأشقیاء المخالفین.
- کتاب (النقض) أو (نقض الفضائح) تألیف عبد الجلیل القزوینی الأصل الرازی المسکن الواعظ رحمة الله علیه ألّف الکتاب بین سنوات (559ه-) و(566ه-) ردّاً علی مؤلف ناصبی معاصر لمحمد بن محمود السلجوقی (547ه- -554ه-) کان قد ألّف کتابین ضد الشیعة هما (بعض فضائح الروافض) فرغ منه محرم (555ه-) و(تاریخ أیام وأنام) کانا موجودین عند القزوینی حین تألیفه للنقض.
- (عبقات الأنوار فی إمامة الأئمة الأطهار) تألیف السید حامد حسین اللکهنوی رحمة الله علیه : وهو من أجلّ ما کتب فی الإمامة.
أما الیوم وبعد التطور الهائل فی وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعی، فقد أصبحت الشبهات تطرح بشکل کبیر وتنتشر بسرعة عالیة خاصّة إذا کان هناک جهات تقف وراءها وتدعم مروجیها فی حرب علنیة اختلط فیها الدین بالسیاسة، والطائفیة بالإرهاب، والمذهب بالقومیة. لذا مسّت الحاجة لأن تکون هناک نقلة نوعیة فی کیفیة الإجابة من حیث الطرح والأسلوب والدقة والشمول مع توظیف نفس الوسائل الحدیثة المتاحة، فافتتحت مواقع إلکترونیة علی الأنترنت، وأعدت برامج مرئیة علی القنوات الإعلامیة، إضافة إلی طبع الکتب والنشرات.
وکان لابدّ من أن یأخذ الدفاع عن الثورة الحسینیة وردّ الشبهات عنها مکانه فی هذا المضمار، بل لابد أن یأخذ مکانه الأوسع علی جمیع الأصعدة، فقد دخلت
ص: 24
الثورة الحسینیة بکافة امتداداتها وما یتعلق بها فی هذه الحرب شئنا أم أبینا.
إنّ أهمیة ثورة الإمام الحسین علیه السلام فی الحفاظ علی الإسلام المحمدی الأصیل وعقائد الشیعة لا تُنْکَر، فلم یتعرض مذهب من المذاهب او دین من الأدیان للظلم والقهر والاضطهاد علی مر الازمان وعلی کل الأصعدة کما تعرض مذهب أهل البیت علیهم السلام ، وقد یستطیع الظلمة اسکات أصوات أو إخفاء شعائر، ولکنهم عجزوا عن أن یغیروا مبادئ ومفاهیم رسّخها الحسین علیه السلام فی قلوب المؤمنین بنهضته التی نقضت أسس ومبادئ قامت علیها عروش ظالمة غاشمة مستبدة، فما أن تنقشع غیمة ظلم حتی یعلو صوت شیعة أهل البیت علیهم السلام ب-(لبیک یا حسین) مجیبین دعوة الحسین علیه السلام فی طلب نصرة دین جده محمد صلی الله علیه و آله ، وکأنّ القهر والاضطهاد لا یزید أتباع الحسین علیه السلام إلّا إیماناً وثباتاً وصبراً.
ومن هنا کانت أهمیة ثورة الحسین علیه السلام ، وجاء تأکید الخصم علی إفراغها من روحها ومبادئها الأصیلة.
وبالتالی یمکننا أن نلخص أهمیة مشروع (رد الشبهات المتعلقة بالنهضة الحسینیة): بأنّه دفاع عن الإسلام المحمدی الأصیل، وحفاظ علی درع حصینة تحمی الإسلام من أن یکون لعبة بید أعداءه والمتربصین به.
وباعتبار أنّنا نعیش عصر تطور التکنلوجیا الإعلامیة واتساع رقعة التواصل الإجتماعی حتی وُصِف العالم بأنّه أصبح قریة صغیرة، کانت الحاجة ملحّة لمواجهة الشبهات المثارة علی النهضة الحسینیة التی دأب الخصم علی إثارتها ونشرها علی کافة المستویات وبکل الوسائل المتاحة، فینبغی للمؤمنین من أصحاب الاطلاع والتخصص التصدی لهذه الهجمة بما یتناسب وتطور العصر، من خلال استیعاب
ص: 25
الشبهات المطروحة علی مر التاریخ وإلی یومنا، والإجابة عنها بشکل موسوعی دقیق، وعرض الإجابة بمستویات مختلفة، ونشرها علی جمیع الأصعدة ووسائل التواصل، وهذا ما یسعی الکادر العلمی فی (قسم رد الشبهات) للقیام به فی هذا المشروع.
یمکننا تلخیص اهداف المشروع من خلال النقاط التالیة:
1- التأصیل
من أهم أهداف هذا المشروع هو التأصیل للنهضة الحسینیة وإبقائها حیّة فاعلة مؤثرة فی حیاة الفرد والمجتمع، بیضاء نقیة لا یشوبها شیء؛ فما فتأ أعداء الإسلام المحمدی الأصیل یحاولون بشتی الشبهات والأکاذیب، إفراغ النهضة الحسینیة من محتواها وتهمیشها لیقتلوا أهداف الحسین علیه السلام کما قتلوا شخصه، وکان هذا دأبهم منذ استشهاده علیه السلام وإلی یومنا، فکان مشروع ردّ الشبهات خطوة فی سبیل ادامة النهضة الحسینیة واستمرارها، لتبقی کما أرادها الإمام الحسین علیه السلام مشروع هدایة وثورة خالدة لا تعرف الزمان والمکان، ضد أی انحراف وضلال وظلم وغطرسة.
2- التقییم العلمی للأحداث
مناقشة وتقییم بعض ما طرح فی کتب السیر والمقاتل والسرد القصصی، من المبالغة والتهویل والتعظیم فی الأحداث، والوقائع التاریخیة فی النهضة الحسینیة، وما لها من آثار علی هذه النهضة؛ لتمییز ها وتقییمها وتأیید بعضها ورفض البعض الآخر ضمن الضوابط العلمیة للبحث والتحقیق.
ص: 26
3- محاولة استیعاب الموضوع
قل ما تجد عملاً یُستَوعَب کل مفاصل موضوعه ودقائق تفاصیله ومسائله، وهذه
أحدی الآفات التی یکاد لا یخلو منها کل عمل ومشروع علمی، لکن - بمشیئة الله - یحاول الکادر العلمی فی قسم ردّ الشبهات، قدر المستطاع أن یکون جهدهم شاملاً وجامعاً ومحتویاً لکل ما یمکن أن یدخل تحت النهضة الحسینیة وردّ الشبهات المثارة حولها والإجابة عن التساؤلات والاستفهامات التی لها علاقة بهذا الموضوع.
4- تحلیل ودراسة ونقد بعض الفرضیات المعاصرة
عظمة النهضة الحسینة وانتشارها وسعة أفقها علی جمیع الأصعدة جَعَلَها مادة علمیة للتحلیل والدراسة، فکان مما طرح بعض فرضیات وتحلیلات وقراءات من بعض المفکرین والمثقفین لا تتفق مع ما نعتقده من مرتکزات الإمامة والعصمة، أو لا تتسق مع روح التشیع ومبادئ الثورة الحسینیة، فکان لابد من التمعّن فی تلک الدراسات والأبحاث بنظرة فاحصة دقیقة من أجل فرز ما وقعت فیه من نقاط ضعف أو سوء فهم ثم بیان الصحیح المتطابق مع الواقع الموضوعی للثورة الحسینیة.
5- رفادة طالب المعرفة
المُخَطَّط لهذا المشروع أن یکون نتاجه رافداً علمیا ًومنبعاً تحقیقیاً وخزانة مرجعیة، للمحققین والباحثین فی هذا المجال وأصحاب المنابر والمواقع الإلکترونیة والقنوات المسموعة والمرئیة وغیرهم.
6- سهولة الوصول إلی المعلومة
لقد أعد الکادر العلمی فی قسم ردّ الشبهات أرشیفاً واسعاً لمعظم ما أثیر حول النهضة الحسینیة وجعلوه بین یدی الباحثین والمحققین فی المکتبة المختصة بالنهضة الحسینیة فی مؤسسة وارث الأنبیاء علیهم السلام ؛ لتسهیل وصولهم إلی المعلومة بدلاً من البحث الطویل فی أماکن مختلفة، ومضان یصعب الوصول إلیها لندرتها او لکونها بغیر اللغة العربیة.
ص: 27
7- مخاطبة جمیع المستویات
من أهداف هذه الموسوعة هو مراعاة المستویات الثقافیة المختلفة للمتلقی فی مقام الإجابة علی الشبهات، فقد صیغت الردود علی ثلاث مستویات:
المستوی الاول: الرد العلمی المفصّل.
المستوی الثانی: الرد العلمی المختصر.
المستوی الثالث: الرد الثقافی العام.
1- العمق فی التحقیق
یسعی الکادر العلمی فی قسم ردّ الشبهات لأن یکون التحقیق شاملا لأکبر عدد من المصادر، وذلک بالسعی الحثیث للحصول علی ما لیس بمتناول الید منها، والتدقیق فیما نقل؛ لتوثیق المعلومة ودراسة ما أحاطها من وقائع وظروف.
2- النظرة الموضوعیة
یسعی الکادر العلمی لأن یمتاز التحقیق بالنظرة الموضوعیة الدقیقة للوقائع والأحداث، وأن لا یکون للعاطفة والأحاسیس والنظرة الشخصیة أی مدخلیة فی التقییم العلمی والموضوعی؛ وذلک بمراعاة قواعد الصناعة المقررة فی العلوم الداخلة فی هکذا بحوث.
3- المواءمة بین الجانب الغیبی والجانب المادی الموضوعی فی حرکة الإمام الحسین علیه السلام
کان للجانب الإلهی الربانی - وهو البعد الغیبی فی حرکة الإمام علیه السلام - دوراً مهماً وفاعلاً فی تفسیر کثیر من الأحداث التی حصلت فی النهضة الحسینیة وحرکة الإمام علیه السلام ، لکن هذا لا یعنی أنّنا نغض الطرف عن البعد المادی الطبیعی للملابسات والوقائع فی مسیرة الإمام علیه السلام ؛ فلابد من محاولة تفسیر الوقائع بما یتوافق مع الجانبین، کما هو الظاهر الطبیعی لسیر الحرکات الإلهیة وسیرة الأنبیاء والرسل علیهم السلام .
ص: 28
4- وفرة المعلومة وتنوعها
مما یمتاز به هذا المشروع أنّه یحاول جمع وتضمین أکبر عدد من النصوص التاریخیة والروائیة وما یتعلق بها من شواهد اجتماعیة وسیاسیة وتحقیقات علمیة، بحیث یقدم للباحث والمطالع أفق أوسع من المعلومات المترابطة المترتبة بما ینعکس علی سعة محتوی الأجوبة وکثرتها عدداً، لتشمل الرّد علی جمیع ما أثیر من شبهات علی الثورة الحسینیة، مرتبة بترتیب موضوعی حسب الفترة الزمانیة مما یسهل للمطلع أن یحصل علی الجواب لأی شبهة بسهولة ویسر.
5- تلاقح أفکار مجموعة من الباحثین
تمتاز أجوبة وتحقیقات هذا المشروع بأنها نتاج تلاقح أفکار مجموعة من الباحثین والمحققین، مما یجعلها أکثر دقة وعمقاً؛ لابتعادها بمقدار الوسع عن النظرة الفردیة الأحادیة.
أولاً: اللجنة العلمیة
تتکون من مجموعة من المحققین المتمرسین وأساتذة فی الحوزة العلمیة وأصحاب شهادات علیا، تم اختیارهم علی ضوء ما لدیهم من خلفیات وخبرة طویلة فی مجال ردّ الشبهات والمناظرة مع المخالفین وتجربة ممتدة لسنوات فی مختلف المؤسسات العلمیة، تکون مهمتهم محاولة جمع أکبر عدد من الشبهات المثارة علی النهضة الحسینیة ثم القیام بالإجابة علیها بجواب علمی رصین.
ثانیاً: إن هدف المشروع هو الرد علی کل ما أثیر أو ما یمکن أن یثار ولو إیحاءاً من الشبهات قدیماً وحدیثاً حول النهضة الحسینیة، ویمکن أن یشمل المشروع بعض المواضیع التی وقع الخلاف فیها من جهة الضبط
ص: 29
التاریخی أو الموضوعی، وهذا یستدعی سبر واسع للمصادر التاریخیة والکتب الأخری التی تعرضت
للإمام الحسین علیه السلام ونهضته، ومن ثم فهرسة المعلومات وتوثیقها لتکون المادة العلمیة الرئیسیة المعتمدة، وفی نفس الوقت یتم استخراج ما یمکن أن نعده من الشبهات أو أساس یمکن أن تبتنی علیه شبهة من قبل المخالفین. وهذه المرحلة تتطلب وقتاً طویلاً توظف فیه خبرة وتجربة الکادر فی تشخیص واستخراج الشبهات والمادة العلمیة المرتبطة بها، ویتم ذلک علی مرحلتین:
تعیین الکتب والمصادر التی یجب قراءتها بدقة وفهرسة ما یتعلق بالنهضة الحسینیة من مطالبها:
وذلک من خلال تقییم اللجنة العلمیة للکتاب أو الرسالة أو المقالة أو البحث المطروح، ومدی مدخلیته بحرکة الإمام الحسین علیه السلام ، بغض النظر عن مذهب الکاتب وموقفه من النهضة الحسینیة.
وبما أنّ للمرحلة الزمنیة التی عاشها المؤلف أثر کبیر فی أسلوب کتابته ومنهج استعراضه للأحداث، وکذلک المبادیء والمنطلقات الفکریة والفرضیات التی ینطلق منها، لذا قسمت المصادر حسب محتواها والمادة المطروحة فیها من تاریخ أو تحلیل أو شبهات أو سرد قصصی حسب التسلسل الزمنی.
وتجدر الإشارة هنا إلی أنّ استقصاء المصادر فی هذه المرحلة استقصاء إجمالی یتکامل علی طول مراحل العمل.
وإلیکم بعض النماذج مما تم فرزه فی هذه الأقسام:
القسم الأول: مصادر تضمنت نقل لأحداث النهضة الحسینیة
وقُسّمت بحسب التسلسل الزمنی إلی قسمین:
ص: 30
1- مصادر متقدمة
کان لهذا النوع الحظ الأوفر فی الفهرسة والتدقیق لأهمیته، مثل:
- الأخبار الطوال لابن قتیبة أحمد بن داود الدینوری (ت276ه-)
- تاریخ الیعقوبی أحمد بن أبی یعقوب (ت284ه-)
- تاریخ الطبری لمحمد بن جریر الطبری (ت 310ه-)
- کتاب الفتوح لابن أعثم (ت314ه-)
- شرح الأخبار للنعمان بن محمد التمیمی المغربی(ت 363ه-)
- الإرشاد للشیخ المفید (ت413 ه-)
2- کتب أُلفت بمرحلة لاحقة إلی ما قبل القرن العاشر
وقد امتازت مؤلفات هذه المرحلة باعتمادها علی مصادر متقدمة لم یصلنا بعضها، ومن المصادر فی هذه المرحلة:
- تاریخ مدینة دمشق لابن عساکر (ت571ه--)
- مناقب آل ابی طالب لابن شهر آشوب (588ه-)
- الکامل فی التاریخ لابن الأثیر (ت630ه-)
- مثیر الأحزان لابن نما الحلی (ت645ه-)
- مرآة الزمان لسبط بن الجوزی (ت654ه-)
- مرآة الجنان للیافعی (ت768ه-)
القسم الثانی: کتب الشبهات
إنّ نهضةً کنهضة الإمام الحسین علیه السلام بهذه العظمة والأهداف وما سبقها وتخللها وأعقبها من أحداث ومواقف من شأنها أن تکون مادة لأقلام حاولت إثارة الشبهات حولها، سواء کانت بقصد سیئ وإضمار حقد من الکاتب أم کانت بسوء فهم وقلة تدبر، ویمکن تقسیم أمثال هذه الکتب إلی طائفتین:
ص: 31
الأولی: ما أُلف إلی القرن العاشر
کان أکثر من إثار الشبهات حول النهضة الحسینیة فی تلک الحقبة هو ابن
العربی (ت543ه-) کما فی (العواصم من القواصم)، وابن تیمیة الحرانی (ت728ه-) کما فی (رأس الحسین)، ومن بعدهما یأتی ابن حجر الهیتمی المکی(ت974ه-) فی (الصواعق المحرقة).
الثانیة: کتب متأخرة ومعاصرة
ویمکن أن نصنف المؤلفین فی هذه المرحلة إلی قسمین:
الأول: بقایا المتسولین علی خوان بنی اُمیة ومن الطائفیین المتعصبین أو أتباع الوهابیة، أمثال محمد الخضری فی (الدولة الأُمویة)، ومحمد بن عبد الهادی الشیبانی فی (مواقف المعارضة فی عهد یزید بن معاویة).
الثانی: مؤلفون لیس لدیهم موقف سلبی من النهضة الحسینیة؛ إلا أنّ لهم آراء خاصة ربما یقصدون من خلالها الإصلاح، اختلفنا معهم فی ذلک أم اتفقنا، أمثال علی شریعتی فی کتاب (الحسین وارث آدم)، والعقّاد فی کتاب (أبو الشهداء).
القسم الثالث: الکتب التی جاءت علی نحو السرد القصصی العاطفی
وهی الکتب التی کان الطابع الظاهر فیها هو السرد القصصی الوجدانی العاطفی الذی یکون هدفه استدرار الدمعة وتعظیم المصیبة والمبالغة فی نقل الأحداث وسردها.
ویمکن تصنیفها إلی مجموعتین:
الأولی: مؤلفات ما قبل القرن العاشر
مثل: (مقتل الحسین) المنسوب لأبی مخنف (ت175ه-) النسخة المشهورة، التی لم یثبت من الناحیة العلمیة صحة انتسابها إلی أبی مخنف. و(کامل البهائی) لعماد الدین الطبری من علماء القرن السابع الهجری.
ص: 32
الثانیة: مؤلفات القرن العاشر وما بعده
هذه المرحلة أفرزت نوع کتابات نقلت واقعة الطف مع مبالغات کبیرة أثارت
الاستفهام، خصوصاً وأنّ کثیراً مما نقل فیها لم نجد له أی أثر فی المصادر الأساسیة المتقدمة، وأبرز هذه المؤلفات کتاب (روضة الشهداء) للکاشفی (ت910ه-)، حیث کان لتطور المنبر الحسینی واتساع نشاطه کمَعلَم من معالم أتباع أهل البیت علیهم السلام ، وخصوصاً بعد هیمنة حکومات اتخذت من مذهبهم علیهم السلام مذهباً رسمیاً للبلاد کما فی الدولة الصفویة، الأثر الکبیر فی أن تکتب مقاتل ومؤلفات عدیدة ترتبط بالنهضة الحسینیة وواقعة کربلاء کمادة لأصحاب المنابر والخطباء تتسم بصفة المبالغة فی استعراض الواقعة والإسهاب فی بیان الأحداث فیها، من دون اعتماد علی مصادر یرکن إلیها، بل أحیاناً تفتقد للمصادر أصلا، وکأن الهدف من تألیف هذه الکتب هو إبکاء الناس وإثارة عواطفهم، لذلک تجد بعضها کتب باللغة الفارسیة لینتفع بها الخطباء الفرس فی خطبهم ومنابرهم.
ومن أبرز الکتب التی کان لها رواجاً فی هذه الفترة:
- نور العین فی مشهد الحسین علیه السلام .
- المنتخب للطریحی (ت1085ه-).
- الدمعة الساکبة لمحمد باقر البهبهانی (ت1285ه-).
- اکسیر العبادات فی أسرار الشهادات للدربندی (ت1286ه-).
القسم الرابع: کتب الدراسات التحلیلیة
عالمیة النهضة الحسینة جعلها مصب لباب المؤلفین والمفکرین والکتّاب فألف جملة منهم کتب اتخذت منهج التحلیل والبحث والدراسة للنهضة الحسینیة من جهة أهدافها وأسبابها والظروف التی أدت إلیها والعوامل المؤثرة فیها ومواقف الشخصیات المعاصرة لها ومجریات الأحداث التی وقعت فیها، ومن الطبیعی أن تقع هذه الکتب تحت مجهر النقد؛ لما فی بعضها من إشکالات ومناقشات بحیث ألّفت کتب فی ردّها، وکان لکتاب الشهید الخالد (شهید جاوید) لنعمة الله الصالحی النجف آبادی النصیب الأوفر من ذلک، ومثله کتاب (الملحمة الحسینیة) للشهید مطهری.
ص: 33
القسم الخامس: المواقع الإلکترونیة
أشرنا سابقاً أنّ أعداء النهضة الحسینیة لم یألوا جهداً فی محاربتها بکل الوسائل المتاحة، ومن أهم الوسائل التی استخدمها الخصم فی العصر الحدیث وأسهلها انتشاراً هو المواقع الإلکترونیة، لذلک أخذ هذا الجانب جزءاً من اهتمام المشروع لمواکبة المستحدث من الشبهات أو الأسالیب الجدیدة فی طرحها، ومن المواقع التی تم الاطلاع علیها:
Ø http://www.fnoor.com
Ø http://almanhaj.net
Ø http://alburhan.com
Ø http://ar.islamway.net
Ø http://www.eltwhed.com
Ø http://islamweb.net
Ø http://www.hurras.org
یتم فی هذه المرحلة قراءة الکتب التی تم تعیینها مسبقاً بدقة لیستخرج الباحث ما یحدده من مضامین الشبهات، أو ما یصلح لأن یکون جواباً علی شبهة، أو توثیقاً لواقعة، حسب خطوط عامة محددة مسبقاً من قبل اللجنة العلمیة؛ من کونه موافقاً أو مخالفاً لعقیدة الإمامة أو العصمة، أو لما سُلّم من سیرة الإمام الحسین علیه السلام وأقواله، أو ما وثق وضبط من أحداث، أو ما یتناسب مع الوقائع الموضوعیة زمنیاً وجغرافیاً. وابتعاداً عن السرد القصصی والحس العاطفی الوجدانی کل ذلک اعتماداً علی خبرة الباحثین ومستواهم العلمی والحوزوی، وتُدْرج المطالب فی بطاقات خاصة معدة مسبقاً.
ص: 34
نموذج من ورقة البیانات المختصة بالشبهات
-------------------------------------------------------------------------------
الشبهات
العنوان العام: ............................................
العنوان الفرعی: ..........................................
المصدر: ..................................... المؤلف: ......................
القرن: .......................... الجزء والصفحة: .........................
متن الشبهة:
..............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
الملاحظات: ................................................................
....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
-------------------------------------------------------------------------------
ص: 35
نموذج من ورقة البیانات المختصة بالأجوبة والتوثیق
-------------------------------------------------------------------------------
الأجوبة
العنوان العام: ............................................
العنوان الفرعی: ..........................................
المصدر: ..................................... المؤلف: ......................
القرن: .......................... الجزء والصفحة: .........................
متن الإجابة:
...............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
الملاحظات: ................................................................
....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................-------------------------------------------------------------------------------
ص: 36
بعد استخراج الشبهات وما یصلح للإجابة والتوثیق من المصادر تأتی مرحلة فهرسة تلک المطالب المستخرجة وفرزها وتبویبها ضمن عناوین خاصة بلغت المئات علی مجموعتین أحدهما تخص الشبهات والأخری تخص الأجوبة والتوثیقات لیسهل الوصول إلی المعلومة، وقُسّمت هذه العناوین فی المجموعتین علی خمس فترات زمنیة رئیسیة کان الملاک فیها حجم ما أثیر فی هذه الفترة من شبهات وعدد العناوین التی تدخل تحتها:
وتبدأ من ولادة الإمام الحسین علیه السلام مروراً بمعاصرته لجده رسول الله صلی الله علیه و آله وأبویه علی وفاطمة‘ وأخیه الحسن علیه السلام وما تخلل ذلک من أحداث وتستمر إلی خروج الإمام الحسین علیه السلام من المدینة إلی مکة بعد رفضه بیعة یزید بن معاویة.
وقد أدرجت العناوین التی تتعلق بأخبار ذکر الأنبیاء السابقین علیهم السلام لمصیبة الحسین علیه السلام وما یتعلق بتاریخ أرض کربلاء ضمن عناوین هذه الفترة.
ورمزنا لهذه الفترة فی الفهرسة ب-(أ).
وتبدأ من وصول الإمام الحسین علیه السلام إلی مکة بعدما خرج من المدینة رافضاً بیعة یزید بن معاویة، وتستمر حتی نزوله أرض کربلاء، وتتضمن مکاتبة أهل الکوفة للحسین علیه السلام وأرسال مسلم بن عقیل علیه السلام ، وغیر ذلک من أحداث.
ورمزنا لهذه الفترة فی الفهرسة ب-(ب).
قلیلة فی الوقت کبیرة فی المضمون لما فیها من أحداث غزیرة وأمور جلیلة
ص: 37
جرت علی أبی عبد الله الحسین علیه السلام وأهل بیته وأصحابه علیهم السلام ، من نزوله علیه السلام أرض کربلاء حتی شهادته یوم العاشر من محرم الحرام.
ورمزنا لهذه الفترة فی الفهرسة ب-(ج).
وهی مرحلة ما بعد مصرع الإمام الحسین علیه السلام وشهادته إلی وصول السبایا إلی الشام، وتشمل أحداث السلب والسبی وما حصل لأهل البیت علیهم السلام فی هذه الفترة.
ورمزنا لهذه الفترة فی الفهرسة ب-(د).
وتبدأ من وصول السبایا إلی الشام وتستمر حتی رجوعهم إلی المدینة وما جری بعد ذلک من أحداث وثورات کحرکة التوابین والمختار. ویلحق بها ما یتعلق بالبکاء علی الإمام الحسین علیه السلام والشعائر وغیرها.
ورمزنا لهذه الفترة فی الفهرسة ب-(ه-).
فی هذه المرحلة یتم الإجابة علی الشبهات بشکل موضوعی علمی رصین بعیداً عن العبارات الإنشائیة والتأثیرات العاطفیة قدر المستطاع، غیر غافلین عن ردود من سبق من علمائنا ومحققینا وتحلیلاتهم کی تکون الإجابة أکثر دقة وعمقاً.
ولابد للباحث المجیب أن یلاحظ ثلاث أمور لها مدخلیة فی کیفیة وهیکلیة الجواب، وهی أمور عامة یجب مراعاتها فی کل جواب علی سؤال أو إشکال فی أی موضوع
الأمر الأول: معرفة خلفیة السائل الفکریة والمذهبیة، وکم عمره، وماهی درجته العلمیة، وما هو الغرض من طرحه للسؤال أو الإشکال.
ص: 38
وبالنسبة للشبهات فإن بعضها تطرحها جهة مغرضة وأخری تطرح علی وجه الخطأ فی فهم الأحداث أو تحلیلها.
الأمر الثانی: ملاحظة محتوی السؤال أو الإشکال أو الشبهة، خاصة الفروض التی تطرح عادة علی أنها مسلمة، التی کثیراً ما تؤدی الغفلة عن عدم صحتها ودقتها إلی الوقوع فی الخطأ فی الجواب.
ومن الأمور المهمة ملاحظة السابقة التاریخیة للسؤال أو الشبهة.
الأمر الثالث: تحدید الأسلوب الأنجح والأنفع فی الجواب، وهنا یأتی دور المجیب ومهارته وخبرته السابقة، فهو من یحدد کیفیة الجواب علی نحو النقض أو الحل وهل الأنسب السعی إلی إقناع السائل أو الرد علی شبهته بقوة وحزم، مع مراعاة أدب الحوار والتجنب عن الحدة والتجریح.
وهو من یحدد حجم الجواب: مختصراً أو متوسطاً أو مفصلاً.
وهو من یحدد نوع أسلوبه: بسیط أو علمی رصین واضح أو بعبارات مضغوطة متخم بالاصطلاحات العلمیة.
وقد ارتأینا فی المشروع أن تکون الأجوبة علی ثلاث مستویات:
المستوی الاول: الرد العلمی التفصیلی.
المستوی الثانی: الرد العلمی المختصر.
المستوی الثالث: الرد الثقافی العام.
وأما الهیکلیة العامة لکتابة الجواب:
فأولاً: لابد من إدراج الشبهة موثقة وبیان منشئها وتطورها، وهذه الفقرة إلزامیة فی بدایة الجواب.
ثانیاً: بیان الخطوط العامة للجواب ملخصاً علی شکل نقاط أو مقدمات مترتبة وهذه الفقرة لیست إلزامیة فی جمیع الأجوبة؛ فقد یکون الجواب قصیراً لا یحتاج إلی ذلک.
ص: 39
ثالثاً: سرد الجواب تفصیلاً بما یحتاجه من بحث وتحقیق نقضاً وحلاً. وهذه الفقرة الأساسیة فی الجواب.
یسعی الکادر العلمی فی قسم رد الشبهات الی أن تکون طرق النشر تتناسب مع تطور وسائل التواصل الإجتماعی والإعلامی، وکذلک مع تطور المناسبات واتساعها، مع الحفاظ علی الطریقة الکلاسیکیة فی النشر فکان المقرر أن یکون النشر علی شکل:
o موسوعة تضم الأجوبة علی الشبهات.
o کتب أو کتیبات مستقلة فی بعض الشبهات.
o مقالات ضمن مجلة الإصلاح الحسینی.
o مقالات فی موقع مؤسسة وارث الأنبیاء علی الأنترنت.
o منشورات مختصرة تنشر فی المناسبات أمثال زیارة الأربعین وغیرها.
ص: 40
ص: 41
ص: 42
الملاحق
مجموعة من العناوین المختلفة التی أثیرت حولها بعض الشبهات، قسم منها عناوین کلیة تندرج تحتها شبهات عدیدة، وبعضها عنوان لشبهة مفردة:
أ1- ما یتعلق بولادة الإمام الحسین علیه السلام .
أ2- ما قیل من تسمیة الإمام الحسین علیه السلام بحرب.
أ3- الاختلاف فی عمر الإمام الحسین علیه السلام .
أ4- روایة فطرس.
أ5- فداء الإمام الحسین علیه السلام بإبراهیم بن رسول الله صلی الله علیه و آله .
أ6- ما روی فی القارورة التی أُعطیت لأم سلمةG.
أ7- هل کانت أم سلمةG علی قید الحیاة زمن استشهاد الإمام الحسین علیه السلام .
أ8- ما یتعلق بشخصیة الإمام الحسین علیه السلام .
أ9- ما یتعلق بزوجات الحسین علیه السلام .
أ10- إنکار إمامة الحسین علیه السلام .
أ11- إنکار فضائل الإمام الحسین علیه السلام .
أ12- هل شتم الإمام الحسین علیه السلام بعض أعدائه؟
أ13- الإمام الحسین علیه السلام کان قلیل الروایة.
ص: 43
أ14- أقوال منسوبة للإمام الحسین علیه السلام .
أ15- دعوی مشارکة الإمامین الحسن والحسین‘ فی الفتوحات.
أ16- مخالفة الإمام الحسین علیه السلام للإمام الحسن علیه السلام .
أ17- خلافة معاویة شرعیة عند الإمام الحسین علیه السلام .
أ18- الإمام الحسین علیه السلام وصِلات معاویة.
أ19- تردد الإمام الحسین علیه السلام فی الخروج أیام معاویة.
أ20- الإشکالیة فی رد الإمام الحسین علیه السلام علی معاویة حین کاتبه وهدده.
أ21- معاویة یوصی بالإمام الحسین علیه السلام خیراً.
أ22- ترحم الإمام الحسین علیه السلام علی معاویة ومدحه لمن سبق.
أ23- الإمام الحسین علیه السلام یصلی خلف الأمویین.
أ24- الإمام الحسین علیه السلام وبیعة یزید.
أ25- شبهة کون یزید صحابیاً.
أ26- ذم یزید بدعة.
أ27- إنکار کفر یزید.
أ28- إنکار فسق یزید.
أ29- جواز محبة یزید.
أ30- ادعاء وجود فضائل لیزید.
أ31- یزید وغزو القسطنطینیة.
أ32- خلافة یزید.
أ33- بیعة یزید.
أ34- بیعة الصحابة وأبنائهم لیزید.
أ35- تسامح یزید مع أعدائه.
أ36- إنکار مشروعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ص: 44
أ37- إشکالیة خروج الإمام الحسین علیه السلام بأمر خاص.
أ38- خروج الإمام الحسین علیه السلام کان طلباً للخلافة.
أ39- بنو أمیة یعطون الأمان للإمام الحسین علیه السلام .
أ40- بنو أمیة لم یتعرضوا للإمام الحسین علیه السلام بأذی.
أ41- التبریر لیزید وقتله الإمام الحسین علیه السلام بحفظ الأمن والنظام.
أ42- عدم علم الإمام الحسین علیه السلام بمقتله.
أ43- إنکار العداء بین الأمویین وبنی هاشم.
أ44- المناقشة فی تفسیر (ﭑ) بکربلاء وهلاک العترة.
أ45- مروان بن الحکم لم یحث علی قتل الإمام الحسین علیه السلام .
أ46- شبهات فی خروج الإمام الحسین علیه السلام من المدینة ومکة.
أ47- قصة أرینب.
ب1- تحریف بعض العوامل التی أدت إلی خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب2- خروج الإمام الحسین علیه السلام کان بسبب کتابة أهل الکوفة له.
ب3- ما نقل فی کیفیة خروج مسلم علیه السلام إلی الکوفة.
ب4- تردد مسلم وطلبه الرجوع عن الذهاب إلی الکوفة.
ب5- ما ادعی فی مهمة مسلم علیه السلام .
ب6- الإمام الحسین ومسلم‘ یجهلان وضع المجتمع الکوفی.
ب7- عدد من بایع الإمام الحسین علیه السلام .
ب8- محاولة الخدشة فی شخصیة مسلم بن عقیل علیه السلام .
ب9- ما نقل فی خروج عبید الله بن زیاد من البصرة إلی الکوفة.
ب10- وقائع خروج مسلم علیه السلام فی الکوفة.
ص: 45
ب11- خروج مسلم علیه السلام شق لعصا المسلمین.
ب12- خداع معقل لمسلم بن عوسجة.
ب13- الإشکالیة فی دور هانئ بن عروة فی حرکة مسلم.
ب14- أسباب خذلان أهل الکوفة لمسلم علیه السلام .
ب15- کیفیة وقوع مقتل مسلم علیه السلام .
ب16- مخالفة أصحاب الرأی لخروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب17- سبب عدم نصرة ابن عباس للإمام الحسین علیه السلام .
ب18- القول بخطأ الإمام الحسین علیه السلام فی خروجه.
ب19- کان خروج الإمام الحسین علیه السلام بقضاء وقدر.
ب20- الإمام الحسین علیه السلام ألقی بنفسه فی التهلکة بخروجه علی یزید.
ب21- تحریف أهداف الثورة الحسینیة.
ب22- خطأ الإمام الحسین علیه السلام فی حمل عیاله معه إلی کربلاء.
ب23- ما قیل من التحاق العیال بالإمام الحسین علیه السلام بعد خروجه من مکة.
ب24- لم یکن مسیر الإمام الحسین علیه السلام عن تخطیط مسبق.
ب25- استیلاء الإمام الحسین علیه السلام علی أموال یزید فی طریق مکة.
ب26- الاختلاف فی المنازل التی مر بها الإمام الحسین علیه السلام من مکة إلی کربلاء.
ب27- التشکیک بکتاب الامام الحسین علیه السلام لأهل البصرة.
ب28- کیفیة إرسال قیس بن المسهر الصیداوی إلی الکوفة.
ب29- ما نقل فی إرسال عبد الله بن یقطر إلی الکوفة.
ب30- إشکالیة التحاق زهیر بن القین علیه السلام بالإمام الحسین علیه السلام .
ب31- الاختلاف فی وصول خبر مقتل مسلم بن عقیل علیه السلام للإمام الحسین علیه السلام .
ب32- قتال الإمام الحسین علیه السلام کان طلباً للثأر.
ص: 46
ب33- ما جری فی لقاء الحر علیه السلام بالإمام الحسین علیه السلام .
ب34- المناقشة فی رؤی الإمام الحسین علیه السلام .
ب35- خطبة (فإنی لا أری الموت إلا سعادة والحیاة مع الظالمین إلا برما).
ب36- هل کان لسرجون دور فی مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ب37- یزید لم یأمر بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ب38- ابن زیاد هو من أمر بقتل الإمام الحسین علیه السلام ولیس یزید.
ب39- ابن زیاد لم یأمر بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ب40- طبیعة المجتمع الکوفی.
ب41- کان أهل الکوفة کلهم شیعة.
ب42- شیعة الکوفة أهل غدر.
ب43- شیعة الکوفة خذلوا الإمام الحسین علیه السلام .
ب44- هل کان عمر بن سعد مکرهاً أم طامعاً فی خروجه لحرب الإمام الحسین علیه السلام .
ب45- کتب أهل الشام للإمام الحسین علیه السلام .
ب46- ما نقل من عرض الملائکة النصرة للإمام الحسین علیه السلام .
ج1.تاریخ وصول الإمام الحسین علیه السلام إلی کربلاء.
ج2.ما نقل عن أرض کربلاء فی التاریخ.
ج3.المناقشة فی تفضیل کربلاء علی غیرها.
ج4.تفاصیل أحداث النزول.
ج5.الاختلاف فی عدد جیش ابن سعد.
ج6.هل کان فی جیش عمر بن سعد مصری أو شامی؟
ص: 47
ج7.بعض أصحاب الإمام علی علیه السلام قاتلوا الإمام الحسین علیه السلام .
ج8.الاختلاف فی عدد أصحاب الإمام الحسین علیه السلام .
ج9.صحابة لم ینصروا الإمام الحسین علیه السلام .
ج10.حضور الأزرق الشامی فی کربلاء.
ج11.حضور محمد بن الأشعث بن قیس فی کربلاء.
ج12.ما نقل فی مصارع أصحاب الإمام الحسین علیه السلام .
ج13.لماذا طلب الإمام الحسین علیه السلام من أصحابه الانصراف؟
ج14.إشکالیة طلب الرجوع من قبل الإمام الحسین علیه السلام .
ج15.الإمام الحسین علیه السلام طلب أن یضع یده بید یزید.
ج16.إنکار قطع الماء عن الإمام الحسین علیه السلام .
ج17.وقائع أحداث یوم التاسع.
ج18.ما نقل من أحداث وقعت لیلة عاشوراء.
ج19.معنی قول السیدة زینب‘ للإمام الحسین علیه السلام : (أتغتصب نفسک اغتصاباً).
ج20.ما یدور حول شخصیة السیدة زینب بنت علی سلام الله علیها .
ج21.الاختلاف فی تحدید یوم عاشوراء.
ج22.الاختلاف فی تفاصیل أحداث یوم العاشر.
ج23.ما نقل من قولهم نقتلک بغضاً لأبیک.
ج24.الإمام الحسین علیه السلام هو من رد أمان ابن زیاد للعباس علیه السلام وإخوته.
ج25.ما قیل فی شخصیة أبی الفضل العباس علیه السلام .
ج26.الاختلاف فی أبناء العباس بن علی علیهم السلام .
ج27.الاختلاف فی عمر العباس بن علی علیه السلام .
ص: 48
ج28.ما استدل به الإمام الحسین علیه السلام فی خطبته یوم العاشر لم یکن فیه فائدة.
ج29.أحداث مرت علی الحر فی یوم العاشر.
ج30.هل کان الإمام الحسین علیه السلام یتجنب إراقة الدماء.
ج31.الإشکالیة فی صلاة الإمام الحسین علیه السلام یوم عاشوراء.
ج32.إنکار عطش الإمام الحسین علیه السلام .
ج33.دفاع أهل البیت فی کربلاء کان عن حمیة قبلیة.
ج34.ما نقل فی مقتل علی الأکبر علیه السلام .
ج35.ما نقل فی مقتل القاسم بن الإمام الحسن علیه السلام وعرسه.
ج36.قول العباس علیه السلام لإخوته: (تقدموا لأرثکم).
ج37.کیفیة مقتل إخوة العباس علیهم السلام .
ج38.تفاصیل مقتل العباس بن علی سلام الله علیها .
ج39.ما نقل فی مقتل عبد الله ابن الإمام الحسین سلام الله علیها .
ج40.بکاء الإمام الحسین علیه السلام فی کربلاء.
ج41.طلب النصرة من قبل الإمام الحسین علیه السلام فی عاشوراء کان فیه ذلة.
ج42.ما قیل من أن زینب‘ أحضرت الجواد للإمام الحسین علیه السلام یوم عاشوراء.
ج43.ما نقل من وداع الحسین علیه السلام لعیاله.
ج44.ما روی من دعاء الإمام الحسین علیه السلام علی ابن حوزة.
ج45.دعاء الإمام الحسین علیه السلام علی أهل الکوفة.
ج46.الإمام زین العابدین علیه السلام .
ج47.ما نقل من حضور شهر بانو فی کربلاء.
ج48.الاختلاف فی عدد جراحات الإمام الحسین علیه السلام .
ص: 49
ج49.الاختلاف فیمن احتز رأس الإمام الحسین علیه السلام ومن أخذه إلی ابن زیاد.
ج50.خروج عیال الحسین علیه السلام فی المعرکة.
ج51.المبالغة فی مدة معرکة کربلاء.
د1.ما نقل من أحداث وقعت بعد المصرع.
د2.ما نقل فی فرس الإمام الحسین علیه السلام .
د3.انکار وطئ جسد الإمام الحسین علیه السلام بالخیل.
د4.الشیعة قاتلت الإمام الحسین علیه السلام .
د5.أهل الکوفة قتلوا الإمام الحسین علیه السلام .
د6.خروج نساء أهل البیت حاسرات کاشفات الرؤوس.
د7.دفاع عمر بن سعد عن عیال الإمام الحسین علیه السلام والإمام زین العابدین علیه السلام .
د8.سلب ثیاب نساء الإمام الحسین علیه السلام وبناته.
د9.سلب الإمام الحسین علیه السلام وترکه مجرداً.
د10.قصة الرجل الذی أراد سلب تکة الحسین علیه السلام .
د11.قصة الأسد ودفاعه عن جسد الإمام الحسین علیه السلام فی کربلاء.
د12.الاختلاف فی عدد قتلی الإمام الحسین وأهل بیته علیهم السلام .
د13.قلة عدد قتلی جیش ابن سعد.
د14.عسلان الفلوات تنهش جسد الإمام الحسین علیه السلام وأصحابه.
د15.ما جری علی رأس الإمام الحسین علیه السلام .
د16.وقائع حمل السبایا إلی الکوفة.
د17.الاختلاف فیمن دفن الإمام الحسین علیه السلام .
د18.ما نقل فی تزیین الکوفة ودمشق عند دخول أساری أهل البیت علیهم السلام .
ص: 50
د19.ابن زیاد یعتنی بعیال الحسین علیه السلام .
د20.ما روی فی خطب الإمام السجاد وعماته علیهم السلام فی الکوفة.
د21.من قال: أهل الشقاق والنفاق.
د22.الاختلاف فی مدة بقاء السبایا فی الکوفة.
د23.ما روی فی أولاد مسلم بن عقیل علیه السلام .
د24.یزید لم یحمل رأس الإمام الحسین علیه السلام إلی الشام.
د25.تفاصیل دخول السبایا إلی الشام.
د26.یزید لم یسب نساء الإمام الحسین علیه السلام .
د27.الاختلاف فی طریق حمل السبایا إلی الشام.
د28.ما نقل من کرامات الإمام الحسین علیه السلام .
د29.اختلاف النقل فی الحوادث الکونیة بعد قتل الإمام الحسین علیه السلام .
د30.هل أبناء عبد الله بن جعفر المقتولون فی کربلاء هم أبناء زینب‘.
د31.الاختلاف فی عدد أولاد الإمام الحسن علیه السلام فی کربلاء.
د32.الاختلاف فی أولاد الإمام الحسین علیه السلام .
د33.ما یتعلق بعمر بن الحسن.
د34.عبد الله جعفر وعدم مشارکته فی کربلاء.
د35.محمد بن الحنفیة وعدم مشارکته فی کربلاء.
د36.متی قتل عبید الله بن أمیر المؤمنین علیه السلام .
د37.أصل وجود فاطمة العلیلة.
د38.ما یتعلق بفاطمة بنت الإمام الحسین علیه السلام .
د39.ما یتعلق بأم کلثوم‘.
د40.الکلام فی رقیة بنت الإمام الحسین‘.
ص: 51
د41.ما نقل فی شخصیة سکینة بنت الإمام الحسین سلام الله علیها .
ه-1.قول یزید لمحفز: ما ولدت ام محفز شر وألأم.
ه-2.تفاصیل دخول السابا إلی الشام.
ه-3.من المقصودة ب-(هب لی هذه الجاریة) فی مجلس یزید.
ه-4.یزید لم یضرب ثنایا الإمام الحسین علیه السلام .
ه-5.مقتل الإمام الحسین علیه السلام بقضاء الله وقدره.
ه-6.قصة رأس الجالوت عندما رأی رأس الإمام الحسین علیه السلام .
ه-7.ما فعلته زوجة یزید عندما علمت بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه-8.إکرام یزید للسبایا.
ه-9.قراءة یزید للآیة (ما أصابکم من مصیبة...) فی جواب الامام السجاد علیه السلام .
ه-10.الاختلاف فی مدة بقاء السبایا فی الشام.
ه-11.هل رجع عیال الإمام الحسین علیه السلام إلی کربلاء.
ه-12.تبریر یزید لقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه-13.یزید لم یعاقب قتلة الإمام الحسین علیه السلام لعدم ملائمة الظروف حینها.
ه-14.الاختلاف فی مکان دفن رأس الإمام الحسین علیه السلام .
ه-15.هل کانت واقعة الحرّة نتیجة لواقعة کربلاء؟
ه-16.ما وقع بین یزید وأهل المدینة فی واقعة الحرّة.
ه-17.الإمام السجاد علیه السلام یبایع یزید بعد الحرّة.
ه-18.یزید وانتهاک حرمة الکعبة.
ه-19.الاختلاف فی کیفیة موت یزید.
ه-20.ما روی فی عذاب یزید یوم القیامة.
ص: 52
ه-21.عدم القبول بلعن یزید.
ه-22.لا یجوز لعن المعین.
ه-23.نتائج ثورة الإمام الحسین علیه السلام کانت سلبیة.
ه-24.سلیمان بن صرد الخزاعی وعدم نصرته للإمام الحسین علیه السلام .
ه-25.ما قیل فی المختار بن أبی عبید.
ه-26.خذلان إبراهیم بن مالک الأشتر للمختار.
ه-27.قُتِل عمر بن سعد استجابةً لدعاء أبیه علیه.
ه-28.إشکالیة شخصیة حمید بن مسلم.
ه-29.ضعف رواة مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه-30.تضعیف ما ورد فی کربلاء.
ه-31.المبالغة فی نقل الفجائع.
ه-32.بعض مواقف الکتاب من الثورة الحسینیة.
ه-33.تحریف أحداث عاشوراء عند الشیعة.
ه-34.روایات غریبة اختص بها صاحب (روضة الشهداء).
ه-35.آراء الصالحی وتحلیلاته لنهضة الإمام الحسین علیه السلام .
ه-36.تحریفات المقتل المنسوب للإسفرائینی.
ه-37.شبهات متفرقة.
ه-38.الملائیة وتحریف کربلاء.
ه-39.خرافات الشیعة حول الإمام الحسین علیه السلام .
ه-40.بدعة الشعائر الحسینیة.
ه-41.ممارسة الشعائر الحسینیة لإثارة الأحقاد.
ه-42.بدعة لبس السواد فی عاشوراء.
ه-43.ما یفعل فی عاشوراء بدعة.
ص: 53
ه-44.بدعة البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام .
ه-45.الشیعة تبکی علی الإمام الحسین علیه السلام من أجل مواساة الزهراء‘.
ه-46.المفروض أن تفرح الشیعة بشهادة الإمام الحسین علیه السلام کفرح المسیحیة بشهادة المسیح علیه السلام .
ه-47.بکاء الشیعة علی الإمام الحسین علیه السلام کان ندماً علی عدم نصرته.
ه-48.الشیعة تارکین القضایا المهمة ویطلقون شعارات لا یرضی بها الإمام الحسین علیه السلام .
ه-49.الإمام الحسین علیه السلام منعّم فی الجنة ونحن نؤذی أنفسنا باللّطم.
ه-50.ما قیل فی علماء الشیعة ومواقفهم من الشعائر الحسینیة.
ه-51.حالات خاصة یعممها البعض علی الشیعة.
ه-52.إشکالات حول المجالس الحسینیة.
ه-53.ذکر مصائب الإمام الحسین علیه السلام یثیر المشاعر عند الشیعة.
ه-54.شبهات حول التشابیه.
ه-55.عاشوراء أصبحت من الماضی فیجب الإمساک عن ذکرها.
ه-56.واقعة کربلاء لیست الوحیدة فهناک وقائع أخری، فلماذا نحیی واقعة کربلاء فقط؟
ه-57.هل إنّ عظمة کربلاء بجانبها المأساوی أو بسبب آخر.
ه-58.قُتل الإمام الحسین علیه السلام من أجل تکفیر ذنوب شیعته.
ه-59.قتلوا الإمام الحسین علیه السلام امتثالاً منهم لأمر جده.
ه-60.أحداث عاشوراء یستغلها أعداء الإسلام.
ه-61.منشأ مظلومیة أهل البیت علیهم السلام من کربلاء.
ه-62.إشکالات حول زیارة الإمام الحسین علیه السلام .
ه-63.مناقشة زیارة عاشوراء.
ص: 54
ه-64.شبهات حول قبر الإمام الحسین علیه السلام .
ه-65.إشکالات حول التربة الحسینیة.
ه-66.استحباب صیام عاشوراء.
ه-67.إشکالات حول کون الإمامة فی ولد الإمام الحسین علیه السلام .
ه-68.سبب حب الفرس للإمام الحسین علیه السلام .
ه-69.المقارنة بین مقتل عثمان بن عفان ومقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ص: 55
ص: 56
مجموعة من العناوین الجامعة لبطاقات ما یصلح للإجابة مقابلة لعناوین الشبهات:
أ48- ولادة الإمام الحسین علیه السلام .
أ49- تسمیة الإمام الحسین علیه السلام .
أ50- روایات فطرس.
أ51- فداء النبی صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بإبراهیم.
أ52- الصبی الذی کان یحب الإمام الحسین علیه السلام عندما کان صغیراً ویأخذ التراب من تحت قدمیه.
أ53- التربة التی جاء بها جبرائیل علیه السلام للنبی صلی الله علیه و آله من کربلاء.
أ54- أم سلمة ومقتل الإمام الحسین علیه السلام .
أ55- شخصیة الإمام الحسین علیه السلام .
أ56- الآیات التی تؤوَّل بالإمام الحسین علیه السلام .
أ57- زوجات الإمام الحسین علیه السلام .
أ58- فضائل الإمام الحسین علیه السلام .
أ59- تفسیر الآیة (ﭩ ﭪ ﭫ) بالإمام الحسین علیه السلام .
أ60- کان الإمام الحسین علیه السلام کثیر الروایة.
أ61- الإمام الحسین علیه السلام فی الکتب المقدسة.
أ62- الإمام الحسین علیه السلام والأنبیاء علیهم السلام .
ص: 57
أ63- الإخبارات بمقتله علیه السلام .
أ64- اشتهار مقتل الإمام الحسین علیه السلام قبل شهادته.
أ65- علم الإمام الحسین علیه السلام بشهادته.
أ66- لماذا ابتلی الله الإمام الحسین علیه السلام وهو بن رسول الله صلی الله علیه و آله .
أ67- حضور الإمام الحسین علیه السلام فی صفین.
أ68- الإمام الحسین علیه السلام لا یُخدع.
أ69- معاویة والإمام الحسین علیه السلام .
أ70- عدم مخالفة الإمام الحسین علیه السلام للإمام الحسن علیه السلام .
أ71- مبایعة الأمام الحسین علیه السلام معاویة.
أ72- الشیعة التجأوا للإمام الحسین علیه السلام بعد الصلح.
أ73- الکلام فی تردد الإمام الحسین علیه السلام بالخروج أیام معاویة.
أ74- هوی معاویة فی یزید.
أ75- شخصیة یزید.
أ76- فسق یزید.
أ77- کفر یزید.
أ78- یزید وغزو القسطنطینیة.
أ79- بغض یزید لآل الرسول.
أ80- تمهید معاویة لبیعة یزید.
أ81- حج معاویة وأخذ البیعة لیزید.
أ82- معاویة یأخذ البیعة لیزید من الأمصار.
أ83- استشراف الناس لخلافة الإمام الحسین علیه السلام .
أ84- أهل الشام هم الوحیدون الذین بایعوا یزید.
ص: 58
أ85- رفض صحابة وتابعین لبیعة یزید.
أ86- ابن عمر وبیعة یزید.
أ87- قول الإمام الحسین علیه السلام فی بیعة یزید: (لا قوام بها).
أ88- یزید یأخذ البیعة له بالإکراه من الأمصار.
أ89- یزید یأمر بأخذ البیعة من الإمام الحسین علیه السلام بالقوة.
أ90- حقیقة موقف مروان بن الحکم من الإمام الحسین علیه السلام .
أ91- ملک یزید.
أ92- سیاسة الدولة فی عهد یزید.
أ93- یزید کان غیر متسامح مع أعدائه.
أ94- حقیقة قصة أریْنب.
أ95- العداء بین الأمویین وبنی هاشم.
أ96- تهدید وظلم بنی أمیة للإمام الحسین علیه السلام .
أ97- یزید یأمر بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
أ98- خروج الإمام الحسین علیه السلام من المدینة.
أ99- رأی ابی سعید الخدری فی خروج الإمام الحسین علیه السلام أیام معاویة.
ب1- العوامل التی أدت إلی خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب2- الرد علی من یری أنّ کتب أهل الکوفة کانت سبب خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب3- أسباب کتابة أهل الکوفة للإمام الحسین علیه السلام .
ب4- تاریخ وصول کتب أهل الکوفة إلی الإمام الحسین علیه السلام .
ب5- خروج مسلم علیه السلام من مکة ووصوله للکوفة.
ص: 59
ب6- مهمة مسلم علیه السلام بالکوفة.
ب7- الدار التی نزل بها مسلم بن عقیل علیه السلام فی الکوفة.
ب8- عدد من بایع مسلم من أهل الکوفة.
ب9- کان یزید مطلعاً علی ما یجری فی مکة والکوفة.
ب10- مشورة سرجون لیزید.
ب11- أوامر یزید لابن زیاد.
ب12- خروج عبید الله من البصرة إلی الکوفة.
ب13- شخصیة عبید الله بن زیاد وجراءاته فی الکوفة.
ب14- تاریخ کتاب مسلم علیه السلام للإمام الحسین علیه السلام یدعوه للقدوم.
ب15- نصیحة ابن عباس للإمام الحسین علیه السلام .
ب16- رأی ابن عمر.
ب17- رأی ابن الزبیر فی خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب18- نصیحة محمد بن الحنفیة.
ب19- نصیحة عبد الله بن جعفر.
ب20- رسالة عمرة بنت عبد الرحمن للإمام الحسین علیه السلام .
ب21- نصیحة عمر بن عبد الرحمن المخزومی.
ب22- رأی عبد الله بن عمرو بن العاص فی خروج الإمام الحسین علیه السلام .
ب23- نصیحة عبد الله بن المطیع.
ب24- جواب الأحنف بن قیس للإمام الحسین علیه السلام .
ب25- نصائح صحابة وتابعین للإمام الحسین علیه السلام .
ب26- رأی الامام الحسین علیه السلام بالخروج مقابل رأی من نصحه.
ب27- تهدید الإمام الحسین علیه السلام فی مکة.
ص: 60
ب28- خروج الإمام الحسین علیه السلام من مکة حفاظاً علی حرمتها.
ب29- خروج الإمام الحسین علیه السلام لم یکن شقاً لعصا المسلمین.
ب30- البُعد الإعلامی فی خروج الحسین علیه السلام من مکة.
ب31- أسباب توجه الإمام الحسین علیه السلام للعراق.
ب32- إصرار الإمام الحسین علیه السلام علی إخراج العیال معه.
ب33- التکتیک والتطور فی حرکة الإمام الحسین علیه السلام .
ب34- الرسل بین الإمام الحسین علیه السلام وأهل الکوفة ومسلم علیه السلام والبصرة.
ب35- کتب الإمام الحسین علیه السلام لأهل البصرة.
ب36- الإمام الحسین علیه السلام وشیعة البصرة.
ب37- سمات نهضة الإمام الحسین علیه السلام .
ب38- الإمام الحسین علیه السلام لم یستول علی أموال یزید.
ب39- کان الإمام الحسین مطلعاً علی ما یجری.
ب40- لقاء الفرزدق بالإمام الحسین علیه السلام .
ب41- المنازل التی مر بها الإمام الحسین علیه السلام فی طریقه إلی کربلاء.
ب42- یزید یأمر بقتل مسلم علیه السلام .
ب43- مسلم بن عوسجة.
ب44- هانی بن عروة.
ب45- خروج مسلم علیه السلام فی الکوفة.
ب46- أهل الکوفة خذلوا مسلم علیه السلام .
ب47- حقیقة رسالة ابن الأشعث عن لسان مسلم علیه السلام .
ب48- مقتل مسلم علیه السلام .
ب49- سجن المختار.
ص: 61
ب50- طبیعة المجتمع الکوفی.
ب51- جبریل ینادی ببیعة الإمام الحسین علیه السلام فی مکة.
ب52- نصرة الملائکة والجن للإمام الحسین علیه السلام .
ب53- تشبیه الإمام الحسین علیه السلام ما جری علیه بما جری علی بعض الأنبیاء علیهم السلام .
ب54- کتاب الإمام الحسین علیه السلام لأهل الکوفة من بطن الرمة.
ب55- قیس بن مسهر.
ب56- عبد الله بن یقطر.
ب57- سعید بن عبد الله الحنفی من سفراء أهل الکوفة للإمام الحسین علیه السلام .
ب58- زهیر بن القین.
ب59- وصول خبر مقتل مسلم علیه السلام للإمام الحسین علیه السلام .
ب60- لقاء الإمام الحسین علیه السلام بالحر.
ب61- إطلاع ابن زیاد علی حرکة الإمام الحسین علیه السلام من ذی حسم.
ب62- منامات الامام الحسین علیه السلام .
ب63- الطرماح.
ب64- ما روی من قول لإمام الحسین علیه السلام : (لا أری الموت إلا سعادة والحیاة مع الظالمین إلا برما).
ب65- لقاء الإمام الحسین علیه السلام بعبید الله بن الحر الجعفی.
ب66- شیعة المدائن ونصرة الإمام الحسین علیه السلام .
ب67- خذلان الشیعة للأمام الحسین علیه السلام .
ب68- الشیعة فی الکوفة عند ثورة الإمام الحسین علیه السلام .
ب69- أهل الکوفة خذلوا الإمام الحسین علیه السلام .
ب70- غدر أهل الکوفة.
ص: 62
ب71- عبید الله بن زیاد یأمر بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ب72- عمر بن سعد کان طامعاً.
ب73- من أفتی بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ب74- الإمام الحسین علیه السلام لم یلقی بنفسه فی التهلکة.
ج 1- الإمام الحسین علیه السلام خرج للإصلاح لا للقتال.
ج 2- أرض کربلاء.
ج 3- خروج أهل الکوفة لقتال الإمام الحسین علیه السلام .
ج 4- صفات جیش بن سعد.
ج 5- عدد جیش عمر بن سعد.
ج 6- مشارکة أهل الشام فی حرب الإمام الحسین علیه السلام .
ج 7- بعض أصحاب الإمام علی علیه السلام خرجوا لقتال الإمام الحسین.
ج 8- صحابة خرجوا لقتال الإمام الحسین علیه السلام .
ج 9- عدد أصحاب الإمام الحسین علیه السلام .
ج 10- أحداث النزول إلی الیوم السابع.
ج 11- تخطیط الإمام الحسین علیه السلام لأرض المعرکة.
ج 12- حفر الخندق.
ج 13- لماذا لم ینزل الإمام الحسین علیه السلام علی حکم بن زیاد.
ج 14- قول الإمام الحسین علیه السلام دعونی انصرف.
ج 15- منع الماء عن الإمام الحسین علیه السلام .
ج 16- حفر البئر فی کربلاء.
ج 17- أصحاب الإمام الحسین علیه السلام .
ص: 63
ج 18- من قتل مع الإمام الحسین علیه السلام من الأنصار.
ج 19- لقاءات الإمام الحسین علیه السلام مع عمر بن سعد.
ج 20- لم یطلب الإمام الحسین علیه السلام الذهاب إلی یزید.
ج 21- أحداث یوم التاسع.
ج 22- قول الإمام الحسین علیه السلام : (یا دهر أف لک من خلیل).
ج 23- انصراف الأصحاب فی لیلة العاشر عندما طلب الإمام الحسین علیه السلام ذلک منهم وعدمه.
ج 24- تحدید یوم عاشوراء.
ج 25- من خاطب الإمام الحسین علیه السلام بالإمامة قبل استشهاده فی کربلاء.
ج 26- خطاب الإمام الحسین علیه السلام للأعداء: (یا شیعة آل أبی سفیان).
ج 27- الصلاة ظهر عاشوراء.
ج 28- أحداث یوم العاشر.
ج 29- القاسم بن الإمام الحسن علیه السلام .
ج 30- علی الأکبر علیه السلام .
ج 31- العباس بن علی بن أبی طالب علیهم السلام .
ج 32- الطفل الرضیع علیه السلام .
ج 33- عطش الإمام الحسین علیه السلام .
ج 34- الإمام الحسین علیه السلام لم یطلب الماء من القوم قبل المصرع لیشرب.
ج 35- الثقافة التی تناولها الإمام الحسین علیه السلام .
ج 36- یوم عاشوراء کان فی الصیف.
ج 37- حرارة الجو فی کربلاء.
ج 38- عدم نزول النصر علی الحسین علیه السلام .
ص: 64
ج 39- کیفیة مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ج 40- من احتز رأس الإمام الحسین علیه السلام .
ج 41- عدد جراحات الإمام الحسین علیه السلام .
ج 42- مدة معرکة کربلاء.
ج 43- من یتحمل مسؤولیة مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ج 44- عمر الإمام السجاد علیه السلام ومرضه.
ج 45- الإمام زین العابدین علیه السلام .
ج 46- یزید قاتل الإمام الحسین علیه السلام .
ج 47- وصیة الإمام الحسین علیه السلام .
ج 48- السیدة زینب بنت علی بن أبی طالب علیهم السلام .
د 1- فرس الإمام الحسین علیه السلام أو جمل الإمام الحسین علیه السلام .
د 2- وطئ صدر الإمام الحسین علیه السلام .
د 3- حرق الخیام.
د 4- أهل الکوفة قتلوا الإمام الحسین علیه السلام .
د 5- سلب الإمام الحسین علیه السلام وعیاله.
د 6- سلب قرطی فاطمة.
د 7- سبی العیال.
د- النساء المشارکات فی کربلاء.
د 9- قصة الأسد.
د 10- عدد قتلی أهل البیت علیهم السلام .
د 11- کثرة قتلی جیش بن سعد.
ص: 65
د 12- عسلان الفلوات.
د 13- الناجون من کربلاء.
د 14- حمل رأس الإمام الحسین علیه السلام من کربلاء إلی الکوفة.
د 15- أمور متعلقة برأس الإمام الحسین علیه السلام .
د 16- رؤوس أصحاب الإمام الحسین علیه السلام .
د 17- حمل العیال من کربلاء إلی الکوفة.
د 18- دفن الإمام الحسین علیه السلام .
د 19- أجساد الشهداء لا تُبلی.
د 20- دخول السبایا إلی الکوفة.
د 21- عیال الإمام الحسین علیه السلام فی مجلس بن زیاد.
د 22- ابن زیاد ینکت رأس الإمام الحسین علیه السلام .
د 23- خطب أهل البیت علیهم السلام فی الکوفة.
د 24- عبد الله بن عفیف الأزدی.
د 25- أولاد عبد الله بن جعفر.
د 26- حمل رأس الإمام الحسین علیه السلام إلی الشام.
د 27- حمل الرؤوس إلی الشام.
د 28- یزید یأمر بحمل عیال الإمام الحسین علیه السلام .
د 29- حمل العیال إلی الشام.
د 30- کرامات بعد مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
د 31- حوادث کونیة بعد مقتل الإمام الحسین علیه السلام .
د 32- أولاد الإمام الحسین علیه السلام .
د 33- من قتل من أولاد الإمام الحسن علیه السلام .
ص: 66
د 34- فاطمة بنت الإمام الحسین علیه السلام .
د 35- فاطمة العلیلة‘.
د 36- سکینة بنت الإمام الحسین سلام الله علیها .
د 37- حمیدة بنت مسلم بن عقیل سلام الله علیها .
د 38- رقیة بنت الإمام الحسین سلام الله علیها .
د 39- أم البنین‘.
د 40- أم کلثوم بنت أمیر المؤمنین سلام الله علیها .
د 41- شخصیة عبد الله بن جعفر علیه السلام .
د 42- شخصیة عمر بن علی علیه السلام .
د 43- شخصیة محمد بن الحنفیة علیه السلام .
د 44- مقتل عبید الله بن امیر المؤمنین علیه السلام .
د 45- شخصیة عبد الله بن عباس علیه السلام .
د 46- الرؤی المتعلقة بمقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 1- قصة الراهب والیهودی مع رأس الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 2- من أنشد: (أترجو أمة قتلت حسیناً شفاعة جده یوم الحساب).
ه- 3- دخول السبایا إلی الشام.
ه- 4- إدخال رأس الإمام الحسین علیه السلام علی یزید.
ه- 5- رضی وفرح یزید بقتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 6- یزید یضرب ثنایا الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 7- دخول السبایا علی یزید.
ه- 8- خطب أهل البیت علیهم السلام فی مجلس یزید.
ص: 67
ه- 9- الجواب علی قراءة یزید لآیة (ما أصاب من مصیبة).
ه- 10- موقف هند زوجة یزید من قتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 11- قصة الشامی الذی قال لیزید: هب لی هذه الجاریة.
ه- 12- قصة سفیر ملک الروم والجاثلیق.
ه- 13- خطب أهل البیت علیهم السلام فی الشام.
ه- 14- قصة طلب یزید المصارعة بین ابنه وعمر بن الحسن علیه السلام .
ه- 15- رؤیا سکینة‘ بالشام.
ه- 16- یزید لم یکرم عیال الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 17- زیارة الأربعین.
ه- 18- وصول خبر مقتل الإمام الحسین علیه السلام إلی المدینة.
ه- 19- رجوع العیال إلی المدینة.
ه- 20- مدفن رأس الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 21- شخصیات تستنکر قتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 22- نوح الجن.
ه- 23- الإمام السجاد علیه السلام فی الحرة.
ه- 24- موت یزید.
ه- 25- لعن یزید.
ه- 26- موبقات یزید.
ه- 27- عذاب قتلة الإمام الحسین علیه السلام یوم القیامة.
ه- 28- الزهراء‘ تطلب بثأر الإمام الحسین علیه السلام یوم القیامة.
ه- 29- آثار قتل الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 30- من ندم علی مشارکته فی معرکة کربلاء.
ص: 68
ه- 31- التوابون.
ه- 3- المختار بن أبی عبید الثقفی.
ه- 33- إرسال المختار الرؤوس إلی الإمام السجاد علیه السلام .
ه- 34- قتل قتلة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 35- الشیعة لم یقتلوا الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 36- اتهام الشیعة بقتل الإمام الحسین علیه السلام له غایات سیاسیة.
ه- 37- ثأر الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 38- رواة واقعة الطف.
ه- 39- روایة أهل البیت علیهم السلام لواقعة الطف.
ه- 40- أسباب التحریف فی قضیة عاشوراء.
ه- 41- آراء الصالحی وتحلیلاته لحرکة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 42- الشعائر الحسینیة.
ه- 43- من رثی الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 44- حکم البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 45- ثواب البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 46- بکاء الملائکة علی الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 47- من بکی علی الإمام الحسین علیه السلام قبل شهادته.
ه- 48- الإمام الحسین علیه السلام عبرة کل مؤمن.
ه- 49- الجزع علی الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 50- جواز اللطم.
ه- 51- شق الجیب علی المیت.
ه- 52- المجالس الحسینیة.
ص: 69
ه- 53- الحسینیات.
ه- 54- حضور أرواح أهل البیت علیهم السلام فی المجاس الحسینیة.
ه- 55- صیام یوم عاشوراء.
ه- 56- بدعة التوسعة علی العیال یوم عاشوراء.
ه- 57- قبر الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 58- زیارة الإمام الحسین علیه السلام
ه- 59- تربة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 60- لماذا جُعلت الإمامة فی ذریة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 61- الإمام الحسین علیه السلام قدوة.
ه- 62- أسباب خلود ثورة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 63- استمراریة ثورة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 64- أهل السنة وثورة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 65- تقییم المسلمین لقتلة الإمام الحسین علیه السلام .
ه- 66- لم تکن شهادة الإمام الحسین علیه السلام لتکفیرالذنوب.
ه- 67- جواب شبهة أن الإمام الحسین علیه السلام قتل بسیف جده.
ه- 68- السرد القصصی لوقائع مقتل الامام الحسین علیه السلام .
ص: 70
الیکم بعض الکتب التی تمت فهرستها واستخراج الشبهات وما یصلح للإجابة منها:
صورۀ
ص: 71
صورۀ
ص: 72
صورۀ
ص: 73
صورۀ
ص: 74
صورۀ
ص: 75
ص: 76
العنوان الأول: کفر یزید
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید 1024
العنوان الفرعی:
أ/27/4
المصدر: مجموع الفتاوی/ج3 المؤلف: ابن تیمیة
القرن: 8 الجزء والصفحة: ص410
متن الشبهة:
فَإِنَّ یَزِیدَ بْنَ مُعَاوِیَةَ وُلِدَ فِی خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان علیه السلام وَلَمْ یُدْرِکْ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وَلَا کَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ؛ وَلَا کَانَ مِنْ الْمَشْهُورِینَ بِالدِّینِ وَالصَّلَاحِ وَکَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِینَ؛ وَلَا کَانَ کَافِرًا وَلَا زِنْدِیقًا؛ وَتَوَلَّی بَعْدَ أَبِیهِ عَلَی کَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِینَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَکَانَ فِیهِ شَجَاعَةٌ وَکَرَمٌ وَلَمْ یَکُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ کَمَا یَحْکِی عَنْهُ خُصُومُهُ.
الملاحظات:................................................................................................................................................
ص: 77
الشبهات
العنوان العام: عدم کفر یزید بن معاویة
1057
العنوان الفرعی: ما کان یزید کافراً منافقا فی الباطن أ/27/5
المصدر: منهاج السنة النبویة/ج4 المؤلف: ابن تیمیة
القرن: 8 الجزء والصفحة: ص549-550
متن الشبهة:
النَّاسُ فِی یَزِیدَ طَرَفَانِ وَوَسَطٌ. قَوْمٌ یَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ کَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، أَوْ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِینَ الْمَهْدِیِّینَ، أَوْ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ، وَهَذَا [کُلُّهُ] بَاطِلٌ. وَقَوْمٌ یَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ کَانَ کَافِرًا مُنَافِقًا فِی الْبَاطِنِ، وَأَنَّهُ کَانَ لَهُ قَصْدٌ فِی أَخْذِ ثَأْرِ کُفَّارِ أَقَارِبِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَبَنِی هَاشِمٍ، و[أَنَّهُ] أَنْشَدَ
لَمَّا بَدَتْ
تِلْکَ الْحُمُولُ وَأَشْرَفَتْ
تِلْکَ
الرُّءُوسُ عَلَی رُبَی جَیْرُونِ
نَعِقَ الْغُرَابُ
فَقُلْتُ نُحْ أَوْ لَا تَنُحْ
فَلَقَدْ قَضَیْتُ
مِنَ النَّبِیِّ دُیُونِی
وَأَنَّهُ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ ابْنِ الزِّبَعْرَی:
لَیْتَ
أَشْیَاخِی بِبَدْرٍ شَهِدُوا
جَزَعَ
الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلْ
قَدْ قَتَلْنَا
الْقَرْنَ مِنْ سَادَاتِهِمْ
وَعَدَلْنَاهُ
بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
وَکِلَا الْقَوْلَیْنِ بَاطِلٌ، یَعْلَمُ بُطْلَانَهُ کُلُّ عَاقِلٍ ; فَإِنَّ الرَّجُلَ مَلِکٌ مِنْ مُلُوکِ الْمُسْلِمِینَ، وَخَلِیفَةٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْمُلُوکِ، لَا هَذَا وَلَا هَذَا.
الملاحظات: ................................................................
ص: 78
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید
1057
العنوان
الفرعی: أ/27/8
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج6 ص256
متن الشبهة:
قلت: الناس فی یزید بن معاویة أقسام فمنهم من یحبه ویتولاه، وهم طائفة من أهل الشام، من النواصب، وأما الروافض فیشنعون علیه ویفترون علیه أشیاء کثیرة لیست فیه ویتهمه کثیر منهم بالزندقة، ولم یکن کذلک، وطائفة أخری لا یحبونه ولا یسبونه لما یعلمون من أنه لم یکن زندیقا کما تقوله الرافضة، ولما وقع فی زمانه من الحوادث الفظیعة، والأمور المستنکرة البشعة الشنیعة، فمن أنکرها قتل الحسین بن علی بکربلاء، ولکن لم یکن ذلک من علم منه، ولعله لم یرض به ولم یسؤه، وذلک من الأمور المنکرة جداً، ووقعة الحرة کانت من الأمور القبیحة بالمدینة النبویة علی ما سنورده إذا انتهینا إلیه فی التاریخ إن شاء الله تعالی
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 79
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید
1478
العنوان الفرعی: محاولات ابن کثیر فی الدفاع عن أفعاله الشنیعة أ/27/8
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج8 ص246
متن الشبهة:
وَأَمَّا مَا یُورِدُونَهُ عَنْهُ مِنَ الشِّعْرِ فِی ذَلِکَ وَاسْتِشْهَادِهِ بِشِعْرِ ابْنِ الزِّبَعْرَی فِی وَقْعَةِ أُحد الَّتِی یَقُولُ فِیهَا:
لَیْتَ أَشْیَاخِی
ببدرٍ شَهِدُوا
جَزَعَ الْخَزْرَجِ
مِنْ وقع الأسل
حین حلت بفنائهم
برَّکها
واستحر القتل فی
عبد الأشل
قد قتلنا الضِّعْفَ
مِنْ أَشْرَافِهِمْ
وَعَدَلْنَا مَیْلَ
بدرٍ فَاعْتَدَلْ
وَقَدْ زَادَ بَعْضُ الرَّوَافِضِ فِیهَا فَقَالَ:
لَعِبَتْ هاشم بالملک
فلا
ملک جاءه وَلَا
وحیٌ نَزَلَ
فَهَذَا إِنْ قَالَهُ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ فَلَعْنَةُ الله عَلَیْهِ وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِینَ، وَإِنْ لَمْ یَکُنْ قَالَهُ فَلَعْنَةُ الله عَلَی من وضعه علیه لیشنع به علیه، وسیذکر فی تَرْجَمَةَ یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَرِیبًا، وَمَا ذُکِرَ عَنْهُ وَمَا قِیلَ فِیهِ وَمَا کَانَ یُعَانِیهِ مِنَ الْأَفْعَالِ وَالْقَبَائِحِ وَالْأَقْوَالِ فِی السَّنَةِ الْآتِیَةِ، فَإِنَّهُ لَمْ یُمْهَلْ بَعْدَ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ وَقَتْلِ الْحُسَیْنِ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی قَصَمَهُ الله الَّذِی قَصَمَ الْجَبَابِرَةَ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ، إِنَّهُ کَانَ عَلِیمًا قَدِیراً.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 80
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید
3638
العنوان الفرعی: أ/27/9
المصدر: قید الشرید من أخبار یزید المؤلف: ابن طولون
القرن: 10 الجزء والصفحة: ص 47
متن الشبهة:
وقد أفتی الإمام الغزالی بخلاف ذلک فنقول: سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالی عمن یصرح بلعن یزید بن معاویة، هل یحکم بفقه أم لا؟ وهل کان راضیاً بقتل الحسین بن علی أم لا؟ وهل یسوغ الترحم علیه أم لا؟ فلینعم بالجواب مثاباً. فأجاب: لا یجوز لعن المسلم أصلاً، ومن لعن مسلماً فهو الملعون. وقد قال علیه السلام : لیس المسلم بلعان، وکیف یجوز لعن المسلم وقد نهینا عن لعن البهائم، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الکعبة بنص النبی صلی الله علیه آله ، وقد صح إسلام یزید بن معاویة، وما صح قتله الحسین، ولا أمره به ولا رضاه بذلک، ولا کان حاضراً حین قتل و(مهما) لا یصح ذلک منه، ولا یجوز أن یظن ذلک به، فإن إساءة الظن أیضاً بالمسلم حرام وقد قال الله تعالی: (ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ) وقال النبی صلی الله علیه آله : «إن الله حرم من المسلم دمه ماله عرضه، وأن یظن به ظن السوء».
الملاحظات:.................................................................................................................................................................................................................................
ص: 81
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید
3642
العنوان الفرعی:
أ/27/10
المصدر: قید الشرید من أخبار یزید المؤلف: ابن طولون
القرن: 10 الجزء والصفحة: ص48
متن الشبهة:
وقال حجة الإسلام أبو بکر أحمد بن الحسین الشافعی المعروف بابن الحداد فی عقیدته: «وإنّ خیر هذه الأمة القرن الأول وهم الصحابةF، وخیرهم العشرة الذین شهد لهم رسول الله صلی الله علیه آله بالجنة، وخیر هؤلاء العشرة أبو بکر وعمر وعثمان وعلی، ونعتقد حب آل محمد و(أزواجه) وسائر أصحابه، ونذکر محاسنهم، وننشر فضائلهم، ونمسک ألسنتنا وقلوبنا عن التطلع فیما شجر بینهم، ونستغفر الله لهم، ونتوسل إلی الله بهم، ونری الجهاد والجمعة والجماعة إلی یوم القیامة. والسمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمین واجب فی طاعة الله دون معصیته، ولا یجوز الخروج علیهم ولا المفارقة لهم ولا نکفر أحداً من المسلمین بذنب عمله ولو کثر، ولا ندع الصلاة علیهم، بل یحکم فیهم بحکم رسول الله صلی الله علیه آله ، ونترحم علی معاویة، ونکل سریرة یزید إلی الله تعالی» إلی آخر کلامه علیه السلام .
الملاحظات:................................................................................................................................................. .................................................................................
ص: 82
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید
3643
العنوان الفرعی:
أ/27/12
المصدر: قید الشرید من أخبار یزید المؤلف: ابن طولون
القرن: 10 الجزء والصفحة: ص49
متن الشبهة:
وقال العلّامة جمال الدین الأردبیلی فی کتاب (البغاة) من کتابه (الأنوار) والباقون لیسوا بفسقة ولا کفرة لکنهم مخطئون فیما یفعلون ویذهبون إلیه، فلا یجوز الطعن فی معاویة فإنه من کتاب الصحابة، ولا یجوز لعن یزید ولا تکفیره فإنه من جملة المؤمنین وأمره فی مشیئة الله تعالی إن شاء رحمه وإن شاء عذبه.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................... .................................................................................
.................................................................................
ص: 83
الشبهات
العنوان العام: إنکار کفر یزید 2316
العنوان الفرعی:
أ/27/13
المصدر: الصواعق المحرقة المؤلف: أحمد بن محمد بن علی بن حجر
القرن: 10 الجزء والصفحة: ج2 ص 632-635
متن الشبهة:
وقالت طائفة لیس بکافر فإنّ الأسباب الموجبة للکفر لم یثبت عندنا منها شیء والأصل بقاؤه علی إسلامه حتی یعلم ما یخرجه عنه وما سبق أنه المشهور یعارضه ما حکی أنّ یزید لما وصل إلیه رأس الحسین قال رحمک الله یا حسین لقد قتلک رجل لم یعرف حق الأرحام وتنکر لابن زیاد وقال قد زرع لی العداوة فی قلب البر والفاجر ورد نساء الحسین ومن بقی من بنیه مع رأسه إلی المدینة لیدفن الرأس بها وأنت خبیر بأنه لم یثبت موجب واحدة من المقالتین والأصل أنّه مسلم فنأخذ بذلک الأصل حتی یثبت عندنا ما یوجب الإخراج عنه.
ومن ثم قال جماعة من المحققین إن الطریقة الثابتة القویمة فی شأنه التوقف فیه وتفویض أمره إلی الله سبحانه وتعالی لأنه العالم بالخفیات والمطلع علی مکنونات السرائر وهواجس الضمائر فلا نتعرض لتکفیره أصلا لأن هذا هو الأحری والأسلم.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 84
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
110
العنوان الفرعی: أ/30/5
المصدر: الأخبار الطوال المؤلف: أحمد بن داود الدینوری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص 267
متن الإجابة:
ثم شخص بالجیش إلی مکة، وکتب [مسلم بن عقبة] إلی یزید بما صنع بالمدینة، فتمثل یزید.
لیت أشیاخی ببدر
شهدوا
جزع الخزرج من وقع
الأسل
حین حکت بقباء برکها
واستحر القتل فی
عبد الأشل
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 85
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
1705
العنوان الفرع: أ/30/9
المصدر: أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن یحیی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج2 ص559
متن الإجابة:
فلما وثب الناس بیزید وخلعوه ومالوا إلی ابن الزبیر، وأتاهم مسلم بن عقبة المری فی أهل الشام، جاء عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مطیع فی رجال من قریش والأنصار رجال من قریش والأنصار فقالوا لابن الحنفیة: أخرج معنا نقاتل یزید فقال لهم محمد بن علی: علی ما ذا أقاتله ولم أخلعه؟! قالوا: إنه کفر وفجر وشرب الخمر وفسق فی الدین.
الملاحظات:.................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................... ...................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 86
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 1851
العنوان الفرع: أ/30/8
المصدر: أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن یحیی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج4 ص371
متن الإجابة:
قال أبو مخنف: قتل بالحرّة من وجوه قریش سبعمائة رجل وکسر سوی من
قتل من الأنصار، فقال محمد بن أسلم بن بجرة الساعدی:
إن یقتلونا یوم حرّة وأقم
فنحن علی الإسلام أوّل
من قتل
ونحن قتلناکم ببدر أذلَّة
وأُبْنا بأسیاف لنا منکم
نفل
فإن ینج منها عائذ البیت
سالما
فما نالنا منهم وإن شفّنا
جلل
وقال الهیثم بن عدیّ: قتل یوم الحرّة من أخلاط الناس نحو من ستّة آلاف وخمسمائة وذلک فی سنة اثنتین وستّین.
قالوا: وقال یزید بن معاویة حین بلغه خبر وقعة الحرّة:
لیت أشیاخی ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
وذکر القصیدة کاملة.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 87
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
1962
العنوان الفرعی: أ/30/7
المصدر: أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن یحی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص 323
متن الإجابة:
الْمَدَائِنِیّ عَن مسلمة قَالَ: وفد الحجاج بْن یوسف عَلَی عَبْد الْمَلِکِ، فدخل عَلَیْهِ وعنده خَالِد بْن یَزِیدَ بْن مُعَاوِیَةَ فَقَالَ لَهُ خالد: إِلَی کم هذا البسط، إِلَی کم هذا القتل؟ فَقَالَ الحجاج: مادام بالعراق رجل یزعم أن أباک کَانَ یشرب الخمر، فأسکته.
الْمَدَائِنِیّ إن عَبْد الْمَلِکِ حج فنزل بالمدینة دار مروان، فمر الحجاج بخالد بْن یَزِیدَ بْن مُعَاوِیَةَ وهو قاعد فِی المسجد وعلی الحجاج سیف مجلجل وهو یخطر، فَقَالَ رجل لخالد: من هذا الخطار؟ قَالَ خالد: بخ بخ هذا عَمْرو بْن العاص، فَقَالَ الحجاج: أقلت هذا عَمْرو بْن العاص؟ مَا یسرنی أن العاص ولدنی ولکنی إِلَی الأشیاخ من ثقیف والعقائل من قریش، وأنا الَّذِی جمعت مائة ألف سیف بسیفی هذا وکلهم یشهد أنّ أباک کَانَ یشرب الخمر، ویضمر الکفر. ثُمَّ ولی وهو یقول: بخ بخ هذا عَمْرو بْن العاص.
الملاحظات: ................................................................ .................................................................................
ص: 88
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید ین معاویة 1850
العنوان الفرعی: أ/30/6
المصدر: أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن یحی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج4 ص 370
متن الإجابة:
وقال الهیثم بن عدی: قتل یوم الحرة من أخلاط الناس نحو من ستة آلاف وخمسمائة وذلک فی سنة اثنتین وستین.
قالوا: وقال یزید بن معاویة حین بلغه خبر وقعة الحرة:
لیت أشیاخی ببدرٍ
شهدوا
جزع الخزرج من وقع
الأسل
وذکر القصیدة کاملة.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 89
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 7350
العنوان الفرعی:
أ/30/10
المصدر: بلاغات النساء المؤلف: ابن طیفور
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص 34- 36
متن الإجابة:
قال لما کان من أمر أبی عبد الله الحسین بن علی سلام الله علیها الذی کان وانصرف عمر ابن سعد لعنه الله بالنسوة والبقیة من آل محمد صلی الله علیه آله وآله ووجههن إلی ابن زیاد لعنه الله فوجههن هذا إلی یزید لعنه الله وغضب علیه، فلما مثلوا بین یدیه أمر برأس الحسین علیه السلام فأبرز فی طست فجعل ینکث ثنایاه بقضیب فی یده وهو یقول:
یا
غراب البین أسمعت فقل
إنما
تذکر شیئاً قد فعل
لیت
أشیاخی ببدر شهدوا
جزع
الخزرج من وقع الأسل
حین
حکت بقباه برکها
واستحر
القتل فی عبد الأشل
لأهلوا
واستهلوا فرحاً
ثم
قالوا یا یزید أن لا تشل
فجزیناهم
ببدر مثلها
وأقمنا
میل بدر فاعتدل
لست
للشیخین إن لم أثئر
من
بنی أحمد ما کان فعل
فقالت زینب بنت علی سلام الله علیها : صدق الله ورسوله یا یزید«ثُمَّ کَانَ عَاقِبَةَ الَّذِینَ أَسَاءُوا السُّوأَی أَنْ کَذَّبُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَکَانُوا بِهَا یَسْتَهْزِئُونَ »، أظننت یا یزید أنّه حین أخذ علینا بأطراف الأرض وأکناف السماء فأصبحنا نساق کما یساق الأساری إنّ بنا هوانا علی الله وبک علیه کرامة وإنّ هذا
ص: 90
لعظیم خطرک فشمخت بأنفک ونظرت فی عطفیک جذلان فرحاً حین رأیت الدنیا مستوسقة لک والأمور متسقة علیک وقد أمهلت ونفست وهو قول الله تبارک وتعالی «وَلَا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِینٌ»، أمن العدل یا ابن الطلقاء تخدیرک نساؤک وإماؤک وسوقک بنات رسول الله صلی الله علیه و آله قد هتکت ستورهنّ وأصحلت صوتهن مکتئبات، تخدی بهن الأباعر ویحدو بهن الأعادی من بلد إلی بلد لا یراقبن ولا یؤوین یتشوفهن القریب والبعید لیس معهن ولی من رجالهن وکیف یستبطأ فی بغضتنا من نظر إلینا بالشنق والشنآن والأحن والأضغان، أتقول لیت أشیاخی ببدر شهدوا غیر متأثم ولا مستعظم وأنت تنکث ثنایا أبی عبد الله بمخصرتک ولم لا تکون کذلک وقد نکأت القرحة واستأصلت الشاقة بإهراقک دماء ذریة رسول الله صلی الله علیه و آله ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ولتردنَّ علی الله وشیکاً موردهم ولتودنَّ أنّک عمیت وبکمت وأنّک لم تقل فاستهلوا وأهلوا فرحاً، اللهم خذ بحقنا وانتقم لنا ممن ظلمنا، والله ما فریت إلا فی جلدک ولا حززت إلا فی لحمک وسترد علی رسول الله صلی الله علیه و آله برغمک وعترته ولحمته فی حظیرة القدس یوم یجمع الله شملهم ملمومین من الشعث وهو قول الله تبارک وتعالی «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ » وسیعلم من بوأک ومکنک من رقاب المؤمنین إذا کان الحکم الله والخصم محمد صلی الله علیه وجوارحک شاهدة علیک فبئس للظالمین بدلاً أیکم شر مکاناً وأضعف حنداً، مع أنی والله یا عدو الله وابن عدوه استصغر قدرک واستعظم تقریعک غیر أنّ العیون عبری والصدور حری وما یجزی ذلک أو یغنی عنا وقد قتل الحسین علیه السلام وحزب الشیطان یقربنا إلی حزب السفهاء لیعطوهم أموال الله علی انتهاک محارم الله، فهذه الأیدی تنطف من دمائنا وهذه الأفواه تتحلب من لحومنا وتلک الجثث الزواکی یعتامها عسلان الفلوات فلئن اتخذتنا مغنماً لتتخذن مغرماً حین لا تجد إلا ما قدمت یداک، تستصرخ یا ابن مرجانة
ص: 91
ویستصرخ بک وتتعاوی وأتباعک عند المیزان وقد وجدت أفضل زاد زودک معاویة قتلک ذریة محمد صلی الله علیه فوالله ما تقیت غیر الله ولا شکوای إلا إلی الله، فکد کیدک واسع سعیک وناصب جهدک فوالله لا یرحض عنک عار ما أتیت إلینا أبداً والحمد لله الذی ختم بالسعادة والمغفرة لسادات شبان الجنان فأوجب لهم الجنة أسأل الله أن یرفع لهم الدرجات وأن یوجب لهم المزید من فضله فإنه ولی قدیر.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 92
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
1217
العنوان الفرعی: أ/30/11
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف ابن جریر الطبری
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج10 ص54-61
متن الإجابة:
ومنه [من مثالب معاویة] إیثاره بدین الله، ودعاؤه عباد الله إلی ابنه یزید المتکبر الخمیر صاحب الدیوک والفهود والقرود وأخذه البیعة له علی خیار المسلمین بالقهر والسطوة والتوعید والإخافة والتهدد والرهبة، وهو یعلم سفهه ویطلع علی خبثه ورهقه ویعاین سکرانه وفجوره وکفره، فلما تمکن منه ما مکنه منه ووطّأه له وعصی الله ورسوله فیه طلب بثارات المشرکین وطوائلهم عند المسلمین فأوقع بأهل الحرة الوقیعة التی لم یکن فی الإسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتکب من الصالحین فیها وشفی بذلک عبد نفسه وغلیله وظن أن قد انتقم من أولیاء الله وبلغ النوی لأعداء الله فقال مجاهراً بکفره ومظهراً لشرکه.
لیت أشیاخی ببدر
شهدوا
جزع الخزرج من وقع
الأسل
قد قتلنا القرم
من ساداتکم
وعدلنا میل بدر
فاعتدل
فأهلوا واستهلوا
فرحاً
ثم قالوا یا یزید
لا تسل
لست من خندف إن
لم أنتقم
من بنی أحمد ما
کان فعل
لعبت هاشم بالملک
فلا
خبر جاء ولا وحی
نزل
ص: 93
هذا هو المروق من الدین وقول من لا یرجع إلی الله ولا إلی دینه ولا إلی کتابه ولا إلی رسوله ولا یؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله، ثم من أغلظ ما انتهک وأعظم ما اخترم سفکه دم الحسین بن علی وابن فاطمة بنت رسول الله سلام الله علیها مع موقعه من رسول الله سلام الله علیها ومکانه منه ومنزلته من الدین والفضل وشهادة رسول الله سلام الله علیها له ولأخیه بسیادة شباب أهل الجنة اجتراءً علی الله وکفراً بدینه وعداوةً لرسوله ومجاهدةً لعترته واستهانةً بحرمته، فکأنّما یقتل به وبأهل بیته قوماً من کفار أهل الترک والدیلم، لا یخاف من الله نقمة ولا یرقب منه سطوة، فبتر الله عمره واجتث أصله وفرعه وسلبه ما تحت یده وأعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصیته.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 94
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
312
العنوان الفرعی: أ/30/12
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف: محمد بن جریر الطبری
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص 464
متن الإجابة:
ثم إنهنّ أدخلْنَ علی یزید فقالت فاطمة بنت الحسین وکانت أکبر من سکینة أبنات رسول الله: سبایا یا یزید فقال یزید: یا ابنة أخی أنا لهذا کنت أکره قالت والله ما ترک لنا خرص قال: یا ابنة أخی ما آت إلیک أعظم مما أخذ منک، ثم أخرجْنَ فأدخلْنَ دار یزید بن معاویة، فلم تبق امرأة من آل یزید إلا أتتهنَّ وأقمْنَ المأتم وأرسل یزید إلی کل امرأة ماذا أخذ لک ولیس منهن امرأة تدعی شیئاً بالغا ما بلغ إلا قد أضعفه لها فکانت سکینة تقول: ما رأیت رجلا کافراً بالله خیراً من یزید من معاویة ثم أدخل الأساری إلیه وفیهم علی بن الحسین فقال له یزید: إیه یا علی فقال: علی «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ *لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » فقال:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » ثم جهزه وأعطاه مالاً وسرَّحه إلی المدینة.
الملاحظات:................................................................ .................................................................................
ص: 95
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
5179
العنوان الفرعی: أ/30/15
المصدر: العقد الفرید المؤلف: أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص135
متن الإجابة:
وکان جمیع من قتل یوم الحرة من قریش والأنصار ثلاثمائة رجل وستة رجال، ومن الموالی وغیرهم أضعاف هؤلاء.
وبعث مسلم بن عقبة برؤوس أهل المدینة إلی یزید، فلما ألقیت بین یدیه جعل یتمثل بقول ابن الزبعری یوم أحد:
لیت أشیاخی
ببدر شهدوا
جزع الخزرج من
وقع الأسل
لأهلّوا
واستهلّوا فرحاً
ولقالوا لیزید
لا فشل
فقال له رجل من أصحاب رسول الله سلام الله علیها: ارتددت عن الإسلام یا أمیر المؤمنین! قال: بلی نستغفر الله. قال: والله لا ساکنتک أرضاً أبدا. وخرج عنه.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 96
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 44
العنوان الفرعی: أ/30/16
المصدر: ....مروج الذهب المؤلف: المسعودی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج3 ص 81
ل متن الإجابة:
ما کان من فعله، ویقال: إنّ یزید حین جرد هذا الجیش وعرض علیه أنشأ یقول:
أبْلغْ أبا بکر إذا الأمْرُ
انبری
وأشْرَفَ القومُ علی وادی
القری
أجمع
السکران من قوم تَرَی
یرید بهذا القول عبد الله بن الزبیر، وکان عبد الله یکنی بأبی بکر، وکان یُسَمّی یزید السکران الخمیر، وکتب إلی ابن الزبیر:
أدعو إلهک فی السماء فإننی
أدعو علیک رجال عکِّ وأشْعر
کیف النجاة أبا خُبیْبٍ
منهمُ
فاحتلْ لنفسک قبل أتْیِ
العسکر
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 97
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
945
العنوان الفرعی:
أ/30/19
المصدر: مقاتل الطالبیین المؤلف: أبو الفرج الإصفهانی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ص 119
متن الإجابة:
ووضع الرأس بین یدی یزید لعنه الله فی طست، فجعل ینکته علی ثنایاه بالقضیب وهو یقول:
نفلق هاماً من
رجال أعزة
علینا وهم
کانوا أعق وأظلما
وقد قیل: إنّ ابن زیاد لعنه الله فعل ذلک.
وقیل: إنه تمثل أیضاً والرأس بین یدیه بقول عبد الله بن الزبعری:
لیت أشیاخی ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع
الأسل
قد قتلنا القرم من
أشیاخهم
وعدلناه ببدر فاعتدل
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 98
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
4505
العنوان الفرعی:
أ/30/21
المصدر: روضة الواعظین المؤلف: الفتال النیسابوری
القرن: 6 الجزء والصفحة: 190-191
متن الإجابة:
ثم أدخل نساء الحسین علیه السلام علی یزید بن معاویة لعنهما الله وأخزاهما فصحنَ نساء أهل یزید، وبنات معاویة وأهله وولولن وأقمن المأتم، ووضع رأس الحسین علیه السلام بین یدیه لعنه الله، فقالت سکینة: والله ما رأیت أقسی قلبا من یزید ولا رأیت کافراً ولا مشرکاً أشر منه ولا أجفی منه ووضع الرأس بین یدیه وأقبل یزید ویقول وینظر إلی الرأس:
لیت
أشیاخی ببدر شهدوا
جزع
الخزرج من وقع الأسل
لاستهلوا
واستطاروا فرحا
ولقالوا
یا یزید لا تشل
ما
أبالی بعد فعلی بهم
نزل
الویل علیهم أم رحل
لست
من خندف إن لم انتقم
من
بنی أحمد ما کان فعل
قد
قتلنا القرم من أبنائهم
وعدلناه
ببدر فاعتدل
فبذاک
الشیخ أوصانی به
فانبعث
الشیخ فی قصد سیل
ص: 99
لعبت
هاشم بالملک فلا
خبر
جاء ولا وحی نزل
ثم أمر برأس الحسین علیه السلام فنصب علی باب مسجد دمشق.
الملاحظات:.........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 100
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 4156
العنوان الفرعی: أ/30/22
المصدر: الإحتجاج المؤلف: الشیخ الطبرسی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج2 ص 34-37
متن الإجابة:
روی شیخ صدوق من مشایخ بنی هاشم وغیره من الناس: أنّه لما دخل علی ابن الحسین علیه السلام وحرمه علی یزید، وجیئ برأس الحسین علیه السلام ووضع بین یدیه فی طست، فجعل یضرب ثنایاه بمخصرة کانت فی یده، وهو یقول:
لعبت هاشم
بالملک فلا
خبر جاء ولا
وحی نزل
لیت أشیاخی
ببدر شهدوا
جزع الخزرج من
وقع الأسل
لأهلوا
واستهلوا فرحا
ولقالوا یا
یزید لا تشل
فجزیناه ببدر
مثللا
وأقمنا مثل بدر
فاعتدل
لست من خندف إن
لم أنتقم
من بنی أحمد ما
کان فعل
قالوا: فلما رأت زینب ذلک فأهوت إلی حبیبها فشقت، ثم نادت بصوت حزین تقرع القلوب، یا حسیناه! یا حبیب رسول الله! یا بن مکة ومنی! یا بن فاطمة الزهراء سیدة النساء! یا بن محمد المصطفی.
قال: فأبکت والله کل من کان، ویزید ساکت، ثم قامت علی قدمیها، وأشرفت علی المجلس، وشرعت فی الخطبة، إظهاراً لکمالات محمد سلام الله علیها ، وإعلانا بأنّا نصبر
ص: 101
لرضاء الله، لا لخوف ولا دهشة، فقامت إلیه زینب بنت علی وأمها فاطمة بنت رسول الله وقالت.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 102
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
6233
العنوان الفرعی: أ/30/35
المصدر: مقتل الحسین المؤلف: الخوارزمی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج2 ص 65- 66
متن الإجابة:
أخبرنا الشیخ الإمام الزاهد أبوالحسن علی بن أحمد العاصمی، أخبرنا شیخ القضاة إسماعیل بن أحمد البیهقی، أخبرنی والدی، أخبرنی أبو عبدالله الحافظ، حدثنا أبو نصر محمّد بن أحمد الفقیه - قدم علینا بنیسابور -، حدثنا عبدالرحمن بن أبی حاتم الرازی، حدثنا علی بن طاهر، حدثنا عبدالله بن زاهر، حدثنا أبی، عن لیث ابن سلیم، عن مجاهد: أنّ یزید حین أُتی برأس الحسین بن علی ورؤوس أهل بیته، قال ابن محفز: یا أمیرالمؤمنین! جئناک برؤوس هؤلاء الکفرة اللئام! فقال یزید: ما ولدت أمّ محفز أکفر وألأم وأذمّ، ثمّ کشف عن ثنایا الحسین بقضیبه ونکّته به وأنشد:
أبی قومنا أن ینصفونا
فانصفت
قواضب فی أیماننا تقطر
الدما
صبرنا وکان الصبر منّا
عزیمة
وأسیافنا یقطعن کفّاً
ومعصما
نفلّق هاماً من أناس
أعزّة علینا
وهم کانوا أعقّ وأظلما
فقال له بعض جلسائه: ارفع قضیبک! فوالله ما أحصی ما رأیت شفتی محمّد سلام الله علیها فی مکان قضیبک یقبّله. فأنشد یزید:
ص: 103
یا غراب البین ما شئت
فقل
إنّما تندب أمراً قد
فعل
کلّ ملک ونعیم زائل
وبنات الدهر یلعبن بکل
لیت أشیاخی ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع
الأسل
لأهلّوا واستهلّوا
فرحاً
ثمّ قالوا یا یزید لا
تشل
لست من خندف إن لم
أنتقم
من بنی أحمد ما کان
فعل
لعبت هاشم بالملک فلا
خبر جاء ولا وحی نزل
قد أخذنا من علی ثارنا
وقتلنا الفارس اللیث
البطل
وقتلنا القرم من
ساداتهم
وعدلناه ببدر فاعتدل
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 104
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 6244
العنوان الفرعی: أ/30/39
المصدر: مقتل الحسین المؤلف: الخوارزمی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج2 ص 71-76
متن الإجابة:
أخبرنا الشیخ الإمام مسعود بن أحمد فیما کتب إلیّ من دهستان، أخبرنا شیخ الإسلام أبو سعد المحسن بن محمّد بن کرامة الجشمی، أخبرنا الشیخ أبو حامد، أخبرنا أبو حفص عمر بن الجازی بنیسابور، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد المؤدّب الساری، حدثنا أبو الحسین محمّد بن أحمد الحجری، أخبرنا أبو بکر محمّد بن درید الأزدی، حدثنا المکّی، عن الحرمازی، عن شیخ من بنی تمیم من أهل الکوفة قال: لمّا أُدخل رأس الحسین وحرمه علی یزید بن معاویة، وکان رأس الحسین بین یدیه فی طست، جعل ینکت ثنایاه بمخصرة فی یده ویقول: «لیت أشیاخی ببدر شهدوا» وذکر الأبیات إلی قوله «من بنی أحمد ما کان فعل»، فقامت زینب بنت علی وأمّها فاطمة بنت رسول الله سلام الله علیها ، فقالت:
الحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّد المرسلین، صدق الله تعالی إذ یقول:«ثُمَّ کَانَ عَاقِبَةَ الَّذِینَ أَسَاءُوا السُّوأَی أَنْ کَذَّبُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَکَانُوا بِهَا یَسْتَهْزِئُونَ » أظننت یا یزید حیث أخذت علینا أقطار الأرض وآفاق السماء وأصبحنا نساق کما تساق الأساری، أنّ بنا علی الله هوانا، وبک علیه کرامة؟ وإنّ ذلک لعظم خطرک عنده، فشمخت بأنفک ونظرت فی عطفک، جذلان مسرواً حین رأیت الدنیا لک مستوسقة والأمور متّسقة، وحین
ص: 105
صفا لک ملکنا وسلطاننا، فمهلاً مهلا! أنسیت قول الله تعالی:«وَلَا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِینٌ » أمن العدل یابن الطلقاء تخدیرک حرائرک وإمائک، وسوقک بنات رسول الله سبایا، قد هتکت ستورهنّ، وأبدیت وجوههنّ، یحدی بهنّ من بلد إلی بلد، ویستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ویتصفّح وجوههنّ القریب والبعید، والدنیّ والشریف، لیس معهنّ من رجالهنّ ولی، ولا من حماتهنّ حمی، وکیف ترجی المراقبة ممّن لفظ فوه أکباد السعداء، ونبت لحمه بدماء الشهداء؟ وکیف لا یستبطأ فی بغضنا أهل البیت من نظر إلینا بالشنف والشنئآن والإحن والأضغان؟ ثمّ تقول غیر متأثّم ولا مستعظم:
لأهلّوا واستهلّوا
فرحاً
ثمّ قالوا یا یزید لا
تشل
منحنیاً علی ثنایا أبی عبدالله تنکتها بمخصرتک؟ وکیف لا تقول ذلک وقد نکأت القرحة، واستأصلت الشافة، بإراقتک دماء ذریّة آل محمّد، ونجوم الأرض من آل عبدالمطّلب؟ أتهتف بأشیاخک؟ زعمت تنادیهم، فلتردنّ وشیکاً موردهم، وتلودنّ أنّک شللت وبکمت، ولم تکن قلت ما قلت. اللّهمّ خذ بحقّنا، وانتقم ممّن ظلمنا، واحلل غضبک بمن سفک دماءنا، وقتل حماتنا، فوالله ما فریت إلاّ جلدک، ولا جززت إلاّ لحمک، ولتردنّ علی رسول الله بما تحمّلت من سفک دماء ذریّته، وانتهاک حرمته فی لحمته وعترته، ولیخاصمنّک حیث یجمع الله تعالی شملهم، ویلمّ شعثهم، ویأخذ لهم بحقّهم«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ » فحسبک بالله حاکماً، وبمحمّد خصماً، وبجبرئیل ظهیراً، وسیعلم من سوّل لک ومکّنک من رقاب المسلمین، أن « بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا »، «مَنْ هُوَ شَرٌّ مَکَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا »، ولئن جرت علیّ الدواهی مخاطبتک، فإنّی لأستصغر قدرک، وأستعظم تقریعک، وأستکبر توبیخک، لکن العیون عبری، والصدور حرّی، ألا فالعجب کلّ العجب لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشیطان
ص: 106
الطلقاء، فتلک الأیدی تنطف(1) من دمائنا، وتلک الأفواه تتحلّب من
لحومنا، وتلک الجثث الطواهر الزواکی تنتابها العواسل، وتعفوها الذئاب،
وتؤمها الفراعل، فلئن اتّخذتنا مغنماً، لتجدنّ وشیکاً مغرما، حین لا تجد إلاّ ما قدّمت یداک، و« وَأَنَّ اللَّهَ لَیْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ»، فإلی الله المشتکی، وعلیه المعوّل، فکد کیدک، واسع سعیک، وناصب جهدک، فوالله لا تمحو ذکرنا، ولا تمیت وحینا، ولا تدرک أمدنا، ولا ترحض عنک عارها، ولا تغیب منک شنارها(2)، فهل رأیک إلاّ فند! وأیّامک إلاّ عدد! وشملک إلاّ بدد! یوم ینادی المنادی: « أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ »، فالحمد لله الذی ختم لأوّلنا بالسعادة والرحمة، ولآخرنا بالشهادة والمغفرة، وأسأل الله أن یکمل لهم الثواب، ویوجب لهم المزید وحسن المآب، ویختم بنا الشرافة، إنّه رحیم ودود، وحسبنا الله ونعم الوکیل، نعم المولی ونعم النصیر.
فقال یزید:
یا صیحة تحمد من صوائح
ما أهون النوح علی
النوائح
ثمّ استشار أهل الشام ماذا یصنع بهم؟ فقالوا: لا تتّخذ من کلب سوء جروا! فقال النعمان بن بشیر: أنظر ما کان یصنعه بهم رسول الله سلام الله علیها فاصنعه، فأمر بردّهم إلی المدینة.
قال الحاکم: الأبیات التی أنشدها یزید بن معاویة هی لعبدالله بن الزبعری، أنشأها یوم أحد لمّا استشهد حمزة عمّ النبی سلام الله علیها وجماعة من المسلمین، وهی قصیدة طویلة، فمنها:
یا غرابَ البینِ ما شئتَ فقلْ
إنما تندبُ أمراً قد فعلْ
إنّ للخَیرِ وللش-ّر مَدیً
وکلا ذلکَ وجهٌ وقبلْ
والعطیاتُ خساسٌ بینهم
وسواءٌ قبرُ مثرٍ ومقلّ
کلّ عیشٍ ونعیمٍ زائلٌ
وبَنَاتُ الدّهْرِ یلعبْنَ بکُلّ
ص: 107
أبلغا حسانَ عنی آیةً
فقریضُ الشعرِ یشفی ذا الغللْ
کم ترَی فی الحزنِ من جُمجمةٍ
وأکُفٍّ قدْ ابینتْ وَرِجِلْ
وسرابیلَ حسانْ سریتْ
عن کماةٍ أهلکوا فی المنتزلْ
کمْ قتَلنا من کریمٍ سیّدٍ
ماجدِ الجدّین مقدامٍ بطلْ
صادقِ النَّجدةِ، قَرْمٍ بارعٍ
غیرِ ملتاثٍ لدی وقع الأسلْ
لیْتَ أشْیاخی ببَدْرٍ شَهِدُوا
جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ
حین حکت بقباء برکها
واستحر القتل فی عبد الأشل
ثم خفوا عند ذاکم رقّصا
رقص الحفان یعلو فی الجبل
فقتلنا الضعف من أشرافهم
وعدلنا میل بدر فاعتدل
لا ألوم النفس إلا أننا
لو کررنا لفعلنا المفتعل
بسیوف الهند تعلو هامهم
عللا تعلوهم بعد نهل
فأجابه
الحسّان بن ثابت الأنصاری فقال:
ذهبت بابن الزبعری وقعة
کان منّا الفضل فیها لو عدل
فلقد نلتم ونلنا منکم
وکذاک الحرب أحیانا دول
إذ شددنا شدّة صادقة
فأجئناکم إلی سفح الجبل
إذ تولّون علی أعقابکم
هرباً فی الشعب أشباه الرسل
نضع الأسیاف فی أکتافکم
حیث نهوی عللا بعد نهل
تخرج التضییح من أستاهکم
کسلاح النیب یأکلن العضل
بخناطیل کأشداق الملا
من یلاقوه من الناس یهل
فشدخنا فی مقام واحد
منکم سبعین غیر المنتحل
ص: 108
وأسرنا منکم أعدادهم
فانصرفنا مثل أفلات الحجل
لم یفوقونا بش-یء ساعة
غیر أن ولّوا بجهد وفشل
ضاق عنّا الشعب إذ نجزعه
وملأنا الفرط منه والرجل
برجال لستم أمثالها
آدهم جبریل نص-راً فنزل
وعلونا یوم بدر بالتقی
طاعة الله وتصدیق الرسل
وقتلنا کل رأس منهم
وقتلنا کلّ جحجاح رفل
لا سواء من مشی حتّی انتهی
بخطاه جنّة الخلد فحل
وکلاب حکت النار لها
فی لظاها صوت ویل وهبل
ورسول الله حقّاً شاهداً
یوم بدر والتنادی بهبل
قد ترکنا فی قریش عورة
یوم بدر وأحادیث مثل
وترکنا من قریش جمعهم
مثل ما جمع فی الخصب الهمل
وشریف لش-ریف ماجد
لا نبالیه لدی وقع الأسل
نحن لا أمثالکم ولد إستها
تحض-ر الباس إذ البأس نزل
الملاحظات:.................................................................................................................................................................................................................................
ص: 109
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
2592
العنوان الفرعی: أ/30/42
المصدر: المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک المؤلف: ابن الجوزی
القرن: 597 الجزء والصفحة: ج5 ص343
متن الإجابة:
أنبأنا علی بن عبید الله بن الزغوانی قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، عن أبی عبید الله المرزبانی قال: أخبرنا محمد بن أحمد الکاتب قال: أخبرنا عبد الله بن أبی سعد الوراق قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن یحیی الأحمری قال: حدثنا لیث، عن مجاهد قال: جیء برأس الحسین بن علی، فوضع بین یدی یزید بن معاویة، فتمثل بهذین البیتین، یقول:
لیت أشیاخی
ببدر شهدوا
جزع الخزرج من
وقع الأسل
فأهلوا
واستهلوا فرحا
ثم قالوا لی: بقیت
لأتمثل
قال مجاهد: نافق فیها، ثم والله ما بقی من عسکره أحدا إلا ترکه.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 110
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 2842
العنوان الفرعی:
أ/30/25
المصدر: الإمام الحسین علیه السلام من کتاب الحدائق الوردیة المؤلف: حمید بن أحمدالیمانی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ص201
متن الإجابة:
ولما وضع رأس الحسین بن علی سلام الله علیها ، فی طست جعل ینکت ثنایاه
بمخصرة فی یده وهو یقول:
لیت أشیاخی ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
فأهلُّوا واستهلُّوا فرحا
ثم قالوا: یا یزید لا تشل
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 111
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
7898
العنوان الفرعی: أ/30/26
المصدر: مرآة الزمان فی تاریخ الأعیان المؤلف: للسبط ابن الجوزی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج8 ص 157
متن الإجابة:
ذکر قدوم السَّبایا والرأس دمشق:
قال القاسم بن عدیّ: قیل لیزید بن معاویة: إنَّ القوم قد أتَوْا. فصعد إلی منظرة له لینظر إلیهم، فلما أقبلوا أنشد بیتین له:
لما
بدَتْ تلک الحمولُ وأشرفَتْ
تلک
الشموسُ علی رُبَی جَیرونِ
نعقَ
الغرابُ فقلتُ صِحْ أَوْ لا تَصح
فلقد
قضیتُ من الغریم دیونی
وقال الغاز بن ربیعة: جمع یؤید أهل الشام، ووضع الرأس فی طَسْت، وجعل ینکت علیه بالخیزرانة ویُنشد لابن الزِّبَعْرَی من أبیات:
لیت
أشیاخی ببدر شهدوا
وقعة
الخزرج من وَقْعِ الأَسَلْ
قد
قَتَلْنا القِرنَ من ساداتهم
وعَدَلْنا
مَیلَ بدرٍ فاعتَدَلْ
ومنها - وقد قیل: إن یزید زاد فیها - هذه الأبیات:
لاستهلُّوا
ثمَّ طارُوا فرَحًا
ثمَّ
قالوا یا یزیدُ لا تُسَلْ
ص: 112
لعبت
هاشمُ بالملک فلا
خبرٌ
جاء ولا وحیٌ نَزَل
لَستُ
من خِنْدِفَ إنْ لم أنتقم
من
بنی هاشم ما کان فَعَلْ
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 113
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 7907
العنوان الفرعی: أ/30/27
المصدر: مرآة الزمان فی تاریخ الأعیان المؤلف: السبط ابن الجوزی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج8 ص 163
متن الاجابة:
وکانت سُکینة بنت الحسین علیه السلام تقول: ما رأیتُ کافراً بالله خیراً من یزید بن معاویة.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 114
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 856
العنوان الفرعی: أ/30/30
المصدر: تذکرة الخواص من الأمة بذکر خصائص الأئمة المؤلف: سبط ابن الجوزی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج2 ص 277
متن الإجابة:
وقال جدی: لیس العجب من قتال ابن زیاد الحسین، وتسلیطه عمر بن سعد علی قتله والشمر وحمل الرؤوس الیه، وإنّما العجب من خذلان یزید وضربه بالقضیب ثنایاه وحمل آل رسول اللّه سبایا علی أقتاب الجمال وعزمه علی أن یدفع فاطمة بنت الحسین إلی الرجل الذی طلبها، وإنشاده أبیات ابن الزبعری (وهی): «لیت أشیاخی ببدر شهدوا» ورده الرأس (الشریف) إلی المدینة وقد تغیرت ریحه وما کان مقصوده إلا الفضیحة واظهار رایحة الرأس، أفیجوز أن یفعل هذا بالخوارج، ألیس بإجماع المسلمین أن الخوارج والبغاة یکفّنون ویصلی علیهم ویدفنون.
وکذا قول یزید: لی أن اسبیکم، لمّا طلب الرجل فاطمة بنت الحسین قولاً یقنع لقایله وفاعله باللعنة، ولولم یکن فی قلبه أحقاد جاهلیة وأضغان بدریة لاحترم الرأس لمّا وصل إلیه ولم یضربه بالقضیب وکفّنه ودفنه وأحسن إلی آل رسول اللّه.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 115
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 858
العنوان الفرعی: أ/30/29
المصدر: تذکرة الخواص من الأمة بذکر خصائص الأئمة المؤلف: سبط ابن الجوزی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج2 ص277
متن الإجابة:
وکذا قول یزید لی أن اسبیکم لمّا طلب الرجل فاطمة بنت الحسین قولاً یقنع لقایله وفاعله باللعنة، ولولم یکن فی قلبه أحقاد جاهلیة وأضغان بدریة لاحترم الرأس لما وصل إلیه ولم یضربه بالقضیب وکفّنه ودفنه وأحسن إلی آل رسول اللّه.
قلت والدلیل علی صحة هذا أنّه استدعی ابن زیاد إلیه وأعطاه أموالاً عظیمة وتحفاً کثیرة وقرّب مجلسه ورفع منزلته وأدخله علی نسائه وجعله ندیمه، وسکر لیلة وقال للمغنی غن ثم قال یزید بدیهیا:
اسقنی
شربة تروی فؤادی
ثم
مل فاسق مثلها ابن زیاد
صاحب
الس-ر والأمانة عندی
ولتسدید
مغنمی وجهادی
قاتل
الخارجی أعنی حسیناً
ومبید
الأعداء والحسّاد
وقال ابن عقیل: ومما یدل علی کفره وزندقته فضلا عن (جواز) سبه ولعنه، أشعاره التی أفصح بها بالإلحاد وأبان عن خبث الضمیر وسوء الاعتقاد. فمنها قوله فی قصیدته التی أولها:
علیة هاتی واعلنی وترنمی
بذلک أنی لا أحب التناجیا
ص: 116
حدیث أبی سفیان قدماً سمی بها
إلی أحد حتی أقام البواکیا
الآهات فاسقینی علی ذاک قهو ة
تخیرها العن-سی کرماً شآمیا
اذا ما نظرنا فی أمور قدیمة
وجدنا حلالاً شربها متوالیا
وإن مت یا أم الأحیمر فانکحی
ولا تأملی بعد الفراق تلاقیا
فان الذی حدثت عن یوم بعثنا
أحادیث طسم تجعل القلب ساهیا
ولا بد لی من أن أزور محمداً
بمشمولة صفراء تروی عظامیا
قلت ومنها قوله:
ولولم
یمس الأرض فاضل بردها
لما
کان عندی مسحة فی التیمم
ومنها: (لما بدت الحمول واشرقت) وقد ذکرناها. ومنها قوله:
مع-شر
الندمان قوموا
واسمعوا
صوت الأغانی
واشربوا
کأس مدام
واترکوا
ذکر المغانی
أشغلتنی
نغمة العیدان
عن صوت
الأذان
وتعوضت
عن الحور
خموراً
فی الدنان
إلی غیر ذلک مما نقلته من دیوانه، ولهذا تطرق إلی هذه الأمة العار بولایته علیها، حتی قال أبو العلاء المعری یشیر بالشنار الیها:
أری
الأیام تفعل کل نکر
فما
أنا فی العجائب مستزید
الیس
قریشکم قتلت حسیناً
وکان
علی خلافتکم یزید
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 117
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
736
العنوان الفرعی: أ/30/31
المصدر: تذکرة الخواص من الأمة بذکر خصائص الأئمة المؤلف: سبط ابن الجوزی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج2 ص195
متن الإجابة:
وأما المشهو ر عن یزید فی جمیع الروایات: أنّه لمّا حضر الرأس بین یدیه جمع أهل الشام وجعل ینکت علیه بالخیزران ویقول أبیات ابن الزبعری:
لیت
أشیاخی ببدر شهدوا
وقعة
الخزرج من وقع الأسل
قد
قتلنا القرن من ساداتهم
وعدلنا
قتل بدر فاعتدل
حکی القاضی أبو یعلی عن أحمد بن حنبل فی کتاب (الوجهین والروایتین) أنّه
قال: إن صح ذلک عن یزید فقد فسق.
قال الشعبی وزاد فیها یزید فقال:
لعبت هاشم بالملک فلا
خبر جاء ولا وحی نزل
لست من خندف إن لم
أنتقم
من بنی أحمد ما کان
فعل
قال مجاهد: نافق، وقال الزهری: لما جاءت الرؤوس کان یزید فی منظره علی
جیرون فأنشد لنفسه:
لما بدت تلک الحمول
وأشرقت
تلک الشموس علی ربی
جیرون
نعب
الغراب فقلت: صح أولا تصح فلقد
قضیت من الغریم دیونی
ص: 118
وذکر ابن أبی الدنیا أنّه لما نکت بالقضیب ثنایاه أنشد لحصین بن الحمام المری:
صبرنا وکان الصبر منا
سجیة
بأسیافنا تفرین هاما
ومعصما
نفلق هاما من رؤوس
أحبة
إلینا وهم کانوا أعق
وأظلما
قال مجاهد فواللّه لم یبق فی الناس أحد إلا من سبه وعابه وترکه
قال ابن أبی الدنیا: وکان عنده أبو برزة الأسلمی فقال له یا یزید إرفع قضیبک
فواللّه لطال ما رأیت رسول اللّه سلام الله علیها یقبل ثنایاه.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 119
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
2098
العنوان الفرعی:
أ/30/47
المصدر: مجموع الفتاوی المؤلف: ابن تیمیة
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج4 ص481-483
متن الإجابة:
قَالَ شَیْخُ الْإِسْلَامِ علیه السلام :
فَصْلٌ: افْتَرَقَ النَّاسُ فِی " یَزِیدَ " بْنِ مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ ثَلَاثُ فِرَقٍ: طَرَفَانِ وَوَسَطٌ.
فَأَحَدُ الطَّرَفَیْنِ قَالُوا: إنَّهُ کَانَ کَافِرًا مُنَافِقًا وَأَنَّهُ سَعَی فِی قَتْلِ سَبْطِ رَسُولِ الله تَشَفِّیًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ سلام الله علیها وَانْتِقَامًا مِنْهُ وَأَخْذًا بِثَأْرِ جَدِّهِ عتبة وَأَخِی جَدِّهِ شَیْبَةَ وَخَالِهِ الْوَلِیدِ بْنِ عتبة وَغَیْرِهِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِیُّ سلام الله علیها بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَغَیْرِهِ یَوْمَ بَدْرٍ وَغَیْرِهَا؛ وَقَالُوا: تِلْکَ أَحْقَادٌ بَدْرِیَّةٌ وَآثَارُ جَاهِلِیَّةٍ وَأَنْشَدُوا عَنْهُ:
لَمَّا بَدَتْ
تِلْکَ الْحُمُولُ وَأَشْرَفَتْ
تِلْکَ
الرُّءُوسُ عَلَی رَبِّی جیرون
نَعَقَ
الْغُرَابُ فَقُلْت نُحْ أَوْ لَا تَنُحْ
َلَقَدْ
قَضَیْت مِنْ النَّبِیِّ دُیُونِی
وَقَالُوا: إنَّهُ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ ابْنِ الزبعری الَّذِی أَنْشَدَهُ یَوْمَ أُحُدٍ:
لَیْتَ
أَشْیَاخِی بِبَدْرِ شَهِدُوا
جَزَعَ
الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ
قَدْ قَتَلْنَا
الْکَثِیرَ مِنْ أَشْیَاخِهِمْ
وَعَدَلْنَاهُ
بِبَدْرِ فَاعْتَدَلَ
وَأَشْیَاءَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ. وَهَذَا الْقَوْلُ سَهْلٌ عَلَی الرَّافِضَةِ الَّذِینَ یُکَفِّرُونَ أَبَا بَکْرٍ
ص: 120
وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؛ فَتَکْفِیرُ یَزِیدَ أَسْهَلُ بِکَثِیرِ.
وَالطَّرَفُ الثَّانِی یَظُنُّونَ أَنَّهُ کَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَإِمَامٌ عَدْلٌ وَأَنَّهُ کَانَ مِنْ " الصَّحَابَةِ " الَّذِینَ وُلِدُوا عَلَی عَهْدِ النَّبِیِّ سلام الله علیها وَحَمَلَهُ عَلَی یَدَیْهِ وَبَرَّکَ عَلَیْهِ وَرُبَّمَا فَضَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَی أَبِی بَکْرٍ وَعُمَرَ. وَرُبَّمَا جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ نَبِیًّا وَیَقُولُونَ عَنْ " الشَّیْخِ عَدِیٍّ " أَوْ حَسَنٍ الْمَقْتُولِ - کَذِبًا عَلَیْهِ - إنَّ سَبْعِینَ وَلِیًّا صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ عَنْ الْقِبْلَةِ لِتَوَقُّفِهِمْ فِی یَزِیدَ. وَهَذَا قَوْلُ غَالِیَةِ العدویة وَالْأَکْرَادِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الضُّلَّالِ. فَإِنَّ الشَّیْخَ عَدِیًّا کَانَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَکَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا فَاضِلًا وَلَمْ یُحْفَظْ عَنْهُ أَنَّهُ دَعَاهُمْ إلَّا إلَی السُّنَّةِ الَّتِی یَقُولُهَا غَیْرُهُ کَالشَّیْخِ " أَبِی الْفَرَجِ " المقدسی فَإِنَّ عَقِیدَتَهُ مُوَافِقَةٌ لِعَقِیدَتِهِ؛ لَکِنْ زَادُوا فِی السُّنَّةِ أَشْیَاءَ کَذِبٌ وَضَلَالٌ مِنْ الْأَحَادِیثِ الْمَوْضُوعَةِ وَالتَّشْبِیهِ الْبَاطِلِ وَالْغُلُوِّ فِی الشَّیْخِ عَدِیٍّ وَفِی یَزِیدَ وَالْغُلُوَّ فِی ذَمِّ الرَّافِضَةِ بِأَنَّهُ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ تَوْبَةٌ وَأَشْیَاءَ أُخَرَ. وَکِلَا الْقَوْلَیْنِ ظَاهِرُ الْبُطْلَانِ عِنْدَ مَنْ لَهُ أَدْنَی عَقْلٍ وَعِلْمٌ بِالْأُمُورِ وَسَیْرُ الْمُتَقَدِّمِینَ؛ وَلِهَذَا لَا یُنْسَبُ إلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَعْرُوفِینَ بِالسُّنَّةِ وَلَا إلَی ذِی عَقْلٍ مِنْ الْعُقَلَاءِ الَّذِینَ لَهُمْ رَأْیٌ وَخِبْرَةٌ.
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ کَانَ مَلِکًا مِنْ مُلُوکِ الْمُسْلِمِینَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَیِّئَاتٌ وَلَمْ یُولَدْ إلَّا فِی خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ یَکُنْ کَافِرًا؛ وَلَکِنْ جَرَی بِسَبَبِهِ مَا جَرَی مِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَیْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْ یَکُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِیَاءِ الله الصَّالِحِینَ وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. ثُمَّ افْتَرَقُوا (ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ لَعَنَتْهُ وَفِرْقَةٌ أَحَبَّتْهُ وَفِرْقَةٌ لَا تَسُبُّهُ وَلَا تُحِبُّهُ وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَعَلَیْهِ الْمُقْتَصِدُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَیْرِهِمْ مِنْ جَمِیعِ الْمُسْلِمِینَ. قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد: قُلْت لِأَبِی إنَّ قَوْمًا یَقُولُونَ إنَّهُمْ یُحِبُّونَ یَزِیدَ فَقَالَ: یَا بُنَیَّ وَهَلْ یُحِبُّ یَزِیدَ أَحَدٌ یُؤْمِنُ بِالله وَالْیَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: یَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: یَا بُنَیَّ وَمَتَی رَأَیْت أَبَاک یَلْعَنُ أَحَدًا. وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَد عَنْ یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ. فَقَالَ: هُوَ الَّذِی فَعَلَ
ص: 121
بِالْمَدِینَةِ مَا فَعَلَ قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه آله وَفَعَلَ. قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: نَهَبَهَا قُلْت: فَیُذْکَرُ عَنْهُ الْحَدِیثُ؟ قَالَ: لَا یُذْکَرُ عَنْهُ حَدِیثٌ. وَهَکَذَا ذَکَرَ الْقَاضِی أَبُو یَعْلَی وَغَیْرُهُ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المقدسی لَمَّا سُئِلَ عَنْ یَزِیدَ: فِیمَا بَلَغَنِی لَا یُسَبُّ وَلَا یُحَبُّ. وَبَلَغَنِی أَیْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ الله ابْنَ تَیْمِیَّة سُئِلَ عَنْ یَزِیدَ. فَقَالَ: لَا تُنْقِصْ وَلَا تَزِدْ. وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِیهِ وَفِی أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 122
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 5538
العنوان الفرعی:
أ/30/48
المصدر: نهایة الإرب فی فنون الأدب المؤلف: النویری
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج20 ص495
متن الإجابة:
وقیل: إن یزید بن معاویة لمّا بلغه ما کان من خبر هذه الوقعة قال:
لیت أشیاخی
ببدر شهدوا
جزع الخزرج من
وقع الأسل
لأهلَّوا
واستهلَّوا فرحاً
ثم قالوا یا
یزید لا تشل
لست من عتبة إن
لم أثّئر
من بنی أحمد ما
کان فعل
هکذا حکی عن بعض المؤرخین. والذی أعتقده أنّ هذه الأبیات مفتعلة عنه ومنسوبة إلیه، فإنها لا تصدر إلَّا ممن نزع ربقة الإسلام من عنقة. والله أعلم......
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 123
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
4550
العنوان الفرعی: أ/30/49
المصدر: مرآة الجنان المؤلف: الیافعی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج1 ص110
متن الإجابة:
وأما حکم قاتل الحسین والأمر بقتله، فمن استحل منها قتله فهو کافر، وإن لم یستحل ففاسق فاجر.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 124
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
2657
العنوان الفرعی:
أ/30/50
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج8 ص209
متن الإجابة:
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَیْدٍ الرَّازِیُّ - وَهُوَ شِیعِیٌّ - : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْأَحْمَرِیُّ ثَنَا لیث عن مجاهد قال، لما جئ بِرَأْسِ الْحُسَیْنِ فَوُضِعَ بَیْنَ یَدَیْ یَزِیدَ تَمَثَّلَ بِهَذِهِ الْأَبْیَاتِ:
لَیْتَ أَشْیَاخِی
ببدرٍ شَهِدُوا
جَزَعَ الخزرج فی
وَقْعِ الْأَسَلْ
فَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا
فَرَحًا
ثُمَّ قَالُوا لی
هنیاً لا تسل
حین حکت بفناء برکها
واستحر القتل فی
عبد الأسل
قد قتلنا الضعف
من أشرافکم
وَعَدَلْنَا مَیْلَ
بدرٍ فَاعْتَدَل
قَالَ مُجَاهِدٌ: نَافَقَ فِیهَا، وَالله ثُمَّ وَالله مَا بَقِیَ فِی جیشه أحد إلا ترکه أی ذمه وعابه.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 125
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
6708
العنوان الفرعی:
أ/30/65
المصدر: قید الشرید من أخبار یزید المؤلف: ابن طولون
القرن: 10 الجزء والصفحة: ص46
متن الإجابة:
قال العلّامة السعد التفتازانی فی آخر شرح العقائد للنسفی الحنفی: واتفقوا علی جواز اللعن علی من قتله أو أمر به أو أجازه ورضی به. والحق أنّ رضا یزید بقتل الحسین علیه السلام ، واستبشاره بذلک، وإهانته أهل بیت النبی صلی الله علیه آله ، مما تواتر معناه، وإن کان تفاصیله (آحاداً) فنحن لا نتوقف فی شأن یزید، بل فی إیمانه لعنة الله علیه وعلی أنصاره وأعوانه. وقال الشیخ کمال الدین الدمیری فی منظومته:
ومقتل الحسین
أمر عجب
إذ صار ن-صره
علی الناس وجب
فلعنة الله علی
من قتله
ومن علی سوء
الصنیع حمله
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 126
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 2194
العنوان الفرعی:
أ/30/57
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص55
متن الإجابة:
قالت دبا حاضنة یزید: دنوت من رأس الإمام الحسین حین شمّ یزید منه رائحة لم تعجبه، فإذا تفوح منه رائحة من روح الجنّة کالمسک الأذفر، بل أطیب والّذی ذهب بنفسه، وهو قادر علی أن یغفر لی لقد رأیت یزید وهو یقرع ثنایاه بقضیب فی یده، ویقول:
یا غراب البین ما شئت فقل
إنّما تندب أمراً قد حصل
إنّ أشیاخی ببدر لو رأوا
مصرع الخزرج من وقع الأثل
لأهلوّا واستهلوا فرحاً
ثمّ قالوا یا یزید لا تسل
قتلت فتیاننا ساداتهم
و قتلنا فارس القوم البطل
لعبت هاشم بالملک فما
ملک جاء ولا وحی نزل
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 127
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 2204
العنوان الفرعی: أ/30/61
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمد بن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص 62
متن الإجابة:
الباب الثّالث فی حکم لعن یزید، وما ورد فی أمثاله من الوعید
قال العلّامة الأجهوری، وقال شیخ مشایخنا فی حاشیة الجامع الصّغیر عند قوله سلام الله علیها : «أوّل جیش من أمتی یرکبون البحر قد أوجبوا، وأوّل جیش من أمتی یغزون مدینة قیصر مغفور لهم». هذا یقتضی أنّ یزید بن معاویة من جملة المغفور لهم.
و أجیب بأنّ دخوله فیهم لا یمنع خروجه منهم بدلیل خاص، أو أنّ قوله مغفور لهم مشروط بکونه من أهل المغفرة، ویزید لیس کذلک؟ حتّی أطلق بعضهم جواز لعنه بعینه، لأنّه أمر بقتل الحسین.
قال السّعد التّفتازانی بعد ذکره نحو ذلک: والحقّ أنّ رضا یزید بقتل الحسین وإهانته أهل بیت رسول اللّه مما تواتر معناه، وإن کان تفاصیله آحاداٌ، قال: فنحن لا نتوقف فی شأنه بل فی کفره لعنة اللّه علیه، وعلی أنصاره، وعلی أعوانه.
ص: 128
و خالف فی جواز لعنه بالتعیین الجمهور، وأمّا علی وجه العموم کلعنة اللّه علی الظّالمین فیجوز. انتهی.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 129
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة
2214
العنوان الفرعی:
أ/30/58
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص67
متن الإجابة:
قال الأجهوری: «و قد أختار الإمام محمّد بن عرفة، والمحققون من أتباعه کفر الحجاج، ولا شک أنّ جریمته کجریمة یزید، بل دونها».
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 130
الأجوبة
العنوان العام: کفر یزید بن معاویة 2219
العنوان الفرعی:
أ/30/60
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمد بن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص 68
متن الإجابة:
قال العلّامة ابن حجر فی شرح الهمزیة: أنّ یزید قد بلغ من قبائح الفسق، والانحلال عن التّقوی مبلغا لا یستکثر علیه صدور تلک القبائح منه، بل قال الإمام أحمد بن حنبل: بکفره. وناهیک به علما، وورعا یقضیان بأنّه لم یقل ذلک إلّا لقضایا وقعت منه صریحة فی ذلک ثبتت عنده، وإن لم یثبت عند غیره کالغزالی، وابن العربی فإنّ کلاهما قد بالغ فی تحریم سبه، ولعنه، لکن کلاهما مردود؛ لأنّه مبنی علی صحة بیعة یزید لسبقها، والّذی علیه المحققون خلاف ما قالاه.
و أمّا البیعة الّتی صدرت لیزید فلا یحرم علی مثل الإمام الحسین نقضها؛ لأنّ الأمر فی صدر الإسلام کان منوطاً بالاجتهاد، واجتهاد الحسین اقتضی جوازاً ووجوب الخروج علی یزید لجوره، وقبائحه الّتی تصم عنها الآذان، فالحسین محقّ بالنسبة لما عنده.
الملاحظات:................................................................ .................................................................................
.................................................................................
ص: 131
ص: 132
الشبهات
العنوان العام: عدم شرعیّة خروج الإمام الحسین علیه السلام 3509
العنوان الفرعی: أ/36/1
المصدر: تنزیة الأنبیاء المؤلف: السید المرتضی
القرن: 5 الجزء والصفحة: ص227-331
متن الشبهة:
فلما رأی علیه السلام إقدام القوم علیه وأن الدین منبوذ وراء ظهورهم وعلم أنه إن دخل تحت حکم ابن زیاد تعجل الذل وآل أمره من بعد إلی القتل، التجأ إلی المحاربة والمدافعة بنفسه وأهله ومن صبر من شیعته، ووهب دمه ووقاه بنفسه. وکان بین إحدی الحسنیین: إما الظفر فربما ظفر الضعیف القلیل، أو الشهادة والمیتة الکریمة. وأما مخالفة ظنه علیه السلام لظن جمیع من أشار علیه من النصحاءکابن عباس وغیره، فالظنون إنّما تغلب بحسب الأمارات. وقد تقوی عند واحد وتضعف عند آخر، لعل ابن عباس لم یقف علی ما کوتب به من الکوفة، وما تردد فی ذلک من المکاتبات والمراسلات والعهود والمواثیق.
وهذه أمور تختلف أحوال الناس فیها ولا یمکن الإشارة إلا إلی جملتها دون
ص: 133
تفصیلها. فأما السبب فی أنّه علیه السلام لم یعد بعد قتل مسلم بن عقیل، فقد بینا وذکرنا أنّ الروایة وردت بأنّه علیه السلام همَّ بذلک، فمُنع منه وحیل بینه وبینه. فأما محاربة الکثیر بالنفر القلیل، فقد بیّنا أنّ الضرورة دعت إلیها وأنّ الدین والحزم ما اقتضی فی تلک الحال إلا ما فعله، ولم یبذل ابن زیاد من الأمان ما یوثق بمثله. وإنّما أراد إذلاله والغض من قدره بالنزول تحت حکمه، ثم یفضی الأمر بعد الذل إلی ما جری من إتلاف النفس. ولو أراد به علیه السلام الخیر علی وجه لا یلحقه فیه تبعة من الطاغیة یزید، لکان قد مکّنه من التوجه نحوه استظهر علیه بمن ینفذه معه. لکن التراث البدویة والأحقاد الوثنیة ظهرت فی هذه الأحوال. ولیس یمتنع أن یکون علیه السلام من تلک الأحوال مجوزاً أن یفئ إلیه قوم ممن بایعه وعاهده وقعد عنه، ویحملهم ما یکون من صبره واستسلامه وقلة ناصره علی الرجوع إلی الحق دیناً أو حمیة، فقد فعل ذلک نفر منهم حتی قتلوا بین یدیه شهداء. ومثل هذا یطمع فیه ویتوقع فی أحوال الشدة. فأما الجمع بین فعله علیه السلام وفعل أخیه الحسن فواضح صحیح، لأنّ أخاه سلم کفا للفتنة وخوفاً علی نفسه وأهله وشیعته، وإحساساً بالغدر من أصحابه. وهذا لما قوی فی ظنه النصرة ممن کاتبه وتوثق له، ورأی من أسباب قوة أنصار الحق وضعف أنصار الباطل ما وجب علیه الطلب والخروج. فلما انعکس ذلک وظهرت أمارات الغدر فیه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمکافة والتسلیم کما فعل أخوه، فمُنع من ذلک وحیل بینه وبینه، فالحالان متفقان. إلا أنّ التسلیم والمکافة عند ظهور أسباب الخوف لم یقبلا منه، ولم یجب إلا إلی الموادعة، وطلب نفسه علیه السلام فمُنع منها بجهده حتی مضی کریما إلی جنة الله ورضوانه.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 134
الشبهات
العنوان العام: عدم شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام 3520
العنوان الفرعی:
أ/36/2
المصدر: تاریخ ابن خلدون المؤلف: عبد الرحمن بن محمد خلدون المغربی
القرن: 9 الجزء والصفحة: ج1 ص270-271
متن الشبهة:
وأمّا غیر الحسین من الصّحابة الّذین کانوا بالحجاز ومع یزید بالشّام والعراق ومن التّابعین لهم فرأوا أنّ الخروج علی یزید وإن کان فاسقاً لا یجوز؛ لما ینشأ عنه من الهرج والدّماء فأقصروا عن ذلک ولم یتابعوا الحسین ولا أنکروا علیه ولا أثّموه لأنّه مجتهد وهو أسوة المجتهدین، ولا یذهب بک الغلط أن تقول بتأثیم هؤلاء بمخالفة الحسین وقعودهم عن نصره فإنّهم أکثر الصّحابة وکانوا مع یزید ولم یروا الخروج علیه وکان الحسین یستشهد بهم وهو بکربلاء علی فضله وحقّه ویقول: سلوا جابر بن عبد الله وأبا سعید الخدریّ وأنس بن مالک وسهل بن سعید وزید بن أرقم وأمثالهم، ولم ینکر علیهم قعودهم عن نصره ولا تعرّض لذلک لعلمه أنّه عن اجتهاد وإن کان هو علی اجتهاد ویکون ذلک کما یحدّ الشّافعیّ والمالکیّ والحنفیّ علی شرب النّبیذ، واعلم أنّ الأمر لیس کذلک وقتاله لم یکن عن اجتهاد هؤلاء وإن کان خلافه عن اجتهادهم وإنّما انفرد بقتاله یزید وأصحابه ولا تقولنّ إنّ یزید وإن کان فاسقاً ولم یجز هؤلاء الخروج علیه فأفعاله عندهم صحیحة واعلم أنّه إنّما ینفذ من أعمال الفاسق ما کان مشروعاً وقتال البغاة عندهم من شرطه أن یکون مع الإمام العادل وهو مفقود فی مسألتنا، فلا یجوز قتال الحسین مع یزید ولا
ص: 135
لیزید بل هی من فعلاته المؤکّدة لفسقه، والحسین فیها شهید مثاب وهو علی حقّ واجتهاد والصّحابة الّذین کانوا مع یزید علی حقّ أیضاً واجتهاد وقد غلط القاضی أبو بکر بن العربیّ المالکیّ فی هذا فقال فی کتابه الّذی سمّاه بالعواصم والقواصم ما معناه:
إنّ الحسین قتل بشرع جدّه وهو غلط حملته علیه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل ومَن أعدل من الحسین فی زمانه فی إمامته وعدالته فی قتال أهل الآراء.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 136
الشبهات
العنوان العام: عدم شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام 1826
العنوان الفرعی:
أ/36/3
المصدر: مواقف المعارضة فی زمن یزید بن معاویة. المؤلف: محمد بن عبد الهادی الشیبانی
القرن: معاصر
الجزء والصفحة: ص 608
متن الشبهة:
وابن حجر یقول: «وأما مَن خرج علی طاعة إمام جائر أراد الغلبة علی ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا یحل قتاله، وله أن یدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته؟...قلت: وعلی ذلک یُحمَل ما وقع للحسین بن علی، ثم لأهل المدینة فی الحرة، ثم لعبد الله بن الزبیر، ثم للقرّاء الذین خرجوا علی الحجاج فی قصة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث»(2).
وکلام ابن حجر فی أوَّله لا یناقش فیه، ولکن قوله: «علی ذلک یُحمَل ما وقع للحسین بن علی، ثم لأهل المدینة...» هو محل النقاش: فأی جور رأوه من یزید، وخصوصاً الحسین بن علی وابن الزبیر، لقد کانت معارضة الحسین بن علی وابن الزبیر لیزید قبل أن یکون خلیفة، ولم یخرجوا علیه بسبب جَوْره أو شیءٍ من ذلک، بل کان مقصد الخروج، أنهم یرون فی أنفسهم الکفاءة والفضل والخیر أکثر من یزید.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 137
الشبهات
العنوان العام: عدم شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام 1827
العنوان الفرعی:
أ/36/4
المصدر: مواقف المعارضة فی زمن یزید بن معاویة المؤلف: محمد بن عبد الهادی الشیبانی
القرن: معاصر الجزء والصفحة: ص 609
متن الشبهة:
وأجاب القاضی عیاض علی خروج الحسین، وأهل الحرة، وابن الأشعث، وغیرهم من السلف بقوله: «علی أنّ الخلاف - وهو جواز الخروج أو عدمه - کان أولاً، ثم حصل الإجماع علی منع الخروج علیهم، والله أعلم»((1)).
وهذه إجابة ابن حجر رحمة الله علیه فی موضع آخر من کتبه؛ حیث قال فی ترجمة الحسین ابن صالح، فی معرض ردِّه علی التهمة التی وجهت له بأنه یُرید السیف، قال: «یعنی کان یری الخروج بالسیف علی أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قدیم، لکن استقرَّ الأمر علی ترک ذلک، لما رأوه قد أفضی إلی أشدِّ منه، ففی وقعة الحرة، ووقعة ابن الأشعث، وغیرهما عظة لمن تدبَّر...»((2)).
ص: 138
ولا أظن أنَّ هذا یمثل مذهباً مستقلاً لعامة السلف؛ بدلیل أنَّ الکثیر لم یروا رأی أولئک الذین خرجوا علی ولاة الأمور فی الدولة الأمویة، ثم إنّ المجتمع نفسه أصبح علی وعی کبیر بخطورة الخروج وعواقبه، ومما یدل علی ذلک: ما ذکره ابن سعد فی ترجمة مسلم((1)) بن یسار البصری، قال: «وکان عند الناس أرفع من الحسن البصری حتی خرج مع ابن الأشعث، فوضعه ذلک عند الناس»((2)).
ولکن الذی ینبغی أن تُحْمل علیه أفعال السلف من الصحابة والتابعین أنهم مجتهدون محمولون علی الحق فی الظاهر؛ ففیهم الصحابة والتابعون، وهم أفضل القرونF فما اختلفوا إلا عن بیِّنة، وما قاتلوا أو قُتلوا إلّا فی سبیل جهاد، أو إظهار حق((3)).
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 139
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
6347
العنوان الفرعی:
أ/55/1
المصدر: مقتل الحسین المؤلف: الخوارزمی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج2 ص196
متن الإجابة:
ثمّ قال کعب: لعلّکم تتعجّبون ممّا حدّثتکم من أمر الحسین، أولا تعلمون أنّ الله تبارک وتعالی لم ینزل شیئاً کان أو یکون فی آخر الدنیا وأوائلها إلاّ وقد فسّره لموسی، وما من نسمة خلقت ومضت من ذکر أو أنثی إلاّ وقد رفعت إلی آدم وعرضت علیه، ولقد عرضت علی آدم هذه الأمّة خاصّة، فنظر إلیها وإلی اختلافها وتکالبها علی هذه الدنیا فقال: یا ربّ! ما لهذه الأمّة وتکالبها علی الدنیا وهم خیر أمّة وأفضلها؟ فأوحی الله تعالی إلیه أن: یا آدم! هذا أمری فی خلقی وقضائی فی عبادی. یا آدم! إنّهم اختلفوا فاختلفت قلوبهم، وسیظهرون فی الأرض الفساد کفساد قابیل حین قتل هابیل، وسیقتلون فرخ حبیبی محمّد سلام الله علیها ، ومثّل لآدم مقتل الحسین ووثوب أمّة جدّه علیه، فنظر آدم إلیهم مسودّة وجوههم، فقال: یا ربّ! ابسط علیهم الإنتقام کما قتلوا فرخ هذا النبی المکرّم علیک.
قال هبیرة بن یریم: حدثنی أبی قال: لقیت سلمان الفارسی فحدّثته بهذا
ص: 140
الحدیث، فقال سلمان: لقد صدقک کعب، وأنا أزیدک فی ذلک أنّ کلّ شیء فی الأرض یبکی علی الحسین إذا قُتل، حتّی النجم ونبات الأرض، ولا یبقی شیء من الروحانیین إلاّ ویسجد ذلک الیوم ویقول: إلهنا وسیّدنا! أنت الحکیم العلیم، ثمّ لا یرفعون رؤوسهم حتّی ینادی ملک بین السماء والأرض أن: یا معشر الخلیقة! ارفعوا رؤوسکم، فقد وفیتم لربّ العزّة.
قال: ثمّ أقبل علیّ سلمان فقال: یا یریم! إنّک لو تعلم یومئذ کم من عین تعود سخینة کئیبة حزینة، قد ذهب نورها، وعشی بصرها ببکائها علی الحسین بن علی، ولقد صدقک کعب فیما حدّثک عن کربلا، إنّها أرض کرب وبلاء، والذی نفس سلمان بیده لو أنّی أدرکت أیّامه، لضربت بین یدیه بالسیف، أو أقطّع بین یدیه عضواً عضواً، فأسقط بین یدیه صریعاً، فإنّ القتیل معه یُعطی أجر سبعین شهیداً کلّهم کشهداء بدر وأحد وحنین وخیبر.
ثمّ قال سلمان: یا یریم! لیت أمّ سلمان أسقطت سلمان، أو کان حیضة ولم یسمع بقتل الحسین بن فاطمة. ویحک یا یریم! أتدری من حسین؟ حسین سیّد شباب أهل الجنّة علی لسان محمّد سلام الله علیها ، وحسین لا یهدأ دمه حتّی یقف بین یدی الله سبحانه وتعالی، وحسین من تفزع لقتله الملائکة. ویحک یا یریم! أتعلم کم من ملک ینزل یوم یقتل الحسین ویضمّه إلی صدره، وتقول الملائکة بأجمعها: إلهنا وسیّدنا! هذا فرخ رسولک، ومزاج مائه، وابن بنته. یا یریم! إن أنت أدرکت أیّام مقتله، واستطعت أن تقتل معه، فکن أوّل قتیل ممّن یُقتل بین یدیه، فإنّ کلّ دم یوم القیامة یطالب به بعد دم الحسین ودماء أصحابه الذین قُتلوا بین یدیه، وانظر یا یریم! إن أنت نجوت ولم تقتل معه فزر قبره فإنّه لا یخلو من الملائکة أبداً، ومن صلّی عند قبره رکعتین حفظه الله من بغضهم وعداوتهم حتّی یموت.
الملاحظات:................................................................
............................................................................
ص: 141
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
6031
العنوان الفرعی:
أ/55/2
المصدر: مقتل الحسین المؤلف: الخوارزمی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص280
متن الإجابة:
فقال الحسین: أفّ لهذا الکلام أبداً ما دامت السماوات والأرض، أسألک بالله یا أبا عبدالرحمن! أعندک إنّی علی خطأ من أمری هذا ; فإن کنت علی خطأ فردّنی عنه، فإنّی أرجع وأسمع وأطیع. فقال ابن عمر: اللّهمّ لا، ولم یکن الله تبارک وتعالی لیجعل ابن بنت رسوله علی خطأ، ولیس مثلک فی طهارته وموضعه من الرسول أن یسلّم علی یزید بن معاویة باسم الخلافة، ولکن أخشی أن یضرب وجهک هذا الحسن الجمیل بالسیوف، وتری من هذه الأمّة ما لا تحب، فارجع معنا إلی المدینة، وإن شئت أن لا تبایع فلا تبایع أبداً، واقعد فی منزلک.
فقال له الحسین: هیهات یابن عمر! إنّ القوم لا یترکونی، إن أصابونی وإن لم یصیبونی، فإنّهم یطلبوننی أبداً حتّی أبایع وأنا کاره أو یقتلونی، ألا تعلم أبا عبدالرحمن إنّ من هوان الدنیا علی الله أن یؤتی برأس یحیی بن زکریّا إلی بغیّ من بغایا بنی إسرائیل، والرأس ینطق بالحجّة علیهم فلم یضرّ ذلک یحیی بن زکریّا بل ساد الشهداء فهو سیّدهم یوم القیامة، ألا تعلم أبا عبدالرحمن أنّ بنی إسرائیل کانوا یقتلون مابین طلوع الفجر إلی طلوع المشمس سبعین نبیّاً ثمّ یجلسون فی أسواقهم یبعیون ویشترون کأنّهم لم یصنعوا شیئاً، فلم یعجّل الله علیهم ثمّ أخذهم بعد ذلک
ص: 142
أخذ عزیز مقتدر ذی انتقام، فاتّق الله یا أبا عبدالرحمن ولا تدعن نصرتی، واذکرنی فی صلوتک، فوالذی بعث جدّی محمّداً بشیراً ونذیراً لو أنّ أباک عمر بن الخطّاب أدرک زمانی لنصرنی کما نصر جدّی، ولقام من دونی کقایمه من دون جدّی، یابن عمر، فإن کان الخروج معی یصعب علیک ویثقل فأنت فی أوسع العذر، ولکن لا تترکن لی الدعاء فی دبر کلّ صلوة، واجلس عن القوم ولا تعجل بالبیعة لهم حتّی تعلم ما تؤل إلیه الأمور.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 143
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الامام الحسین علیه السلام
6026
العنوان الفرعی:
أ/55/3
المصدر: مقتل الحسین المؤلف: الخوارزمی
القرن: 6 الجزء والصفحة: 279
متن الإجابة:
ثمّ تحوّل الحسین إلی دار العباس، حوّله إلیها عبدالله بن عباس. وکان أمیر مکّة من قبل یزید یومئذ عمر بن سد بن أبی وقّاص، فأقام الحسین مؤذّناً یؤذّن رافعاً صوته فیصلّی بالناس، وهاب ابن سعد أن یمیل الحجّاج مع الحسین لما یری من کثرة اختلاف الناس إلیه من الآفاق، فانحدر إلی المدینة وکتب بذلک إلی یزید، وکان الحسین أثقل خلق الله علی عبدالله بن الزبیر، لأنّه کان یطمع أن یتابعه أهل مکّة، فلمّا قدم الحسین اختلفوا إلیه وصلّوا معه، ومع ذلک فقد کان عبدالله یختلف إلیه بکرة وعشیّة ویصلّی معه. قال: وبلغ أهل الکوفة أنّ الحسین صار إلی مکّة، وأقام الحسین بمکّة باقی شهر شعبان وشهر رمضان، وشوّال، وذی القعدة، وبمکّة یومئذ عبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمر بن الخطّاب، فأقبلا جمیعاً وقد عزما أن ینصرفا إلی المدینة، حتّی دخلا علی الحسین، فقال عبدالله بن عمر: یا أبا عبدالله! اتّق الله، رحمک الله الذی إلیه معاک، فقد عرفت عداوة هذا البیت لکم، وظلمهم إیّاکم، وقد ولی الناس هذا الرجل یزید بن معاویة، ولست آمن أن یمیل الناس إلیه لمکان هذه الصفراء والبیضاء فیقتلوک، ویهلک فیک بشر کثیر، فإنّی سمعت رسول الله سلام الله علیها
ص: 144
یقول: حسین مقتول، فلئن خذلوه ولم ینصروه لیخذلنّهم الله إلی یوم القیامة، وأنا أشیر علیک أن تدخل فی صلح ما دخل فیه الناس، وتصبر کما صبرت لمعاویة من قبل، فلعلّ الله أن یحکم بینک وبین القوم الظالمین.
فقال له الحسین: یا أبا عبدالرحمن! أنا أُبایع یزید وأدخل فی صلحه وقد قال رسول الله سلام الله علیها فیه وفی أبیه ما قاله؟! فقال ابن عباس: صدقت یا أبا عبدالله! قد قال النبی: مالی ولیزید، لا بارک الله فی یزید، فإنّه یقتل ولدی وولد ابنتی الحسین بن علی، فوالذی نفسی بیده لا یُقتل ولدی بین ظهرانی قوم فلا یمنعونه إلاّ خالف الله بین قلوبهم وألسنتهم، ثمّ بکی ابن عباس وبکی معه الحسین، ثمّ قال له: یابن عباس! أتعلم أنّی ابن بنت رسول الله؟ فقال: اللّهمّ نعم، لا نعرف فی الدنیا أحداً هو ابن بنت رسول الله غیرک، وإنّ نصرک لفرض علی هذه الأمّة کفریضة الصیام والزکاة، التی لا تقبل إحداهما دون الأخری.
فقال الحسین: یابن عباس! فما تقول فی قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله من وطنه وداره، وموضع قراره ومولده، وحرم رسوله، ومجاورة قبره، ومسجده، وموضع مهاجرته، وترکوه خائفاً مرعوباً لا یستقرّ فی قرار ولا یأوی إلی وطن، یریدون بذلک قتله وسفک دمه، وهو لم یشرک بالله شیئاً، ولا اتّخذ دون الله ولیّاً، ولم یتغیّر عمّا کان علیه رسول الله سلام الله علیها وخلفاؤه من بعده؟ فقال ابن عباس: ما أقول فیهم، إلاّ أنّهم کفروا بالله ورسوله «لا یأتون الصلاة إلاّ وهم کسالی یراؤون الناس ولا یذکرون الله إلاّ قلیلاً مذبذبین بین ذلک لا إلی هؤلاء ولا إلی هؤلاء» الآیة، فعلی مثل هؤلاء تنزل البطشة الکبری، وأمّا أنت یا أبا عبدالله! فإنّک رأس الفخار، ابن رسول الله، وابن وصیّه، وفرخ الزهراء نظیرة البتول، فلا تظنّ یابن رسول الله بأنّ الله غافل عمّا یعمل الظالمون، وأنا أشهد أنّ من رغب عن مجاورتک ومجاورة نبیّک،
ص: 145
فما له فی الآخرة من خلاق. فقال الحسین: اللّهمّ اشهد.
فقال ابن عباس: جعلت فداک یابن رسول الله، کأنّک تنعی إلیّ نفسک، وترید منّی أن أنصرک، فوالله الذی لا إله إلاّ هو لو ضربت بین یدیک بسیفی حتّی ینقطع وتنخلع یدای جمیعاً لما کنت أبلغ من حقّک عشر العشیر، وها أنا بین یدیک فمرنی بأمرک. فقال ابن عمر: اللّهمّ عفواً، ذرنا من هذا یابن عباس.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 146
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
8206
العنوان الفرعی:
أ/55/6
المصدر: ترجمة الإمام الحسین من کتاب تاریخ دمشق المؤلف: ابن عساکر
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص239
متن الإجابة:
283- أخبرنا أبو الحسن علی بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد ابن الآبنوسی، أنبأنا عیسی بن علی، أنبأنا عبد الله بن محمد، حدثنی محمد بن هارون أبو بکر، أنبأنا إبراهیم بن محمد الرقی وعلی بن الحسین الرازی قالا: أنبأنا سعید بن عبد الملک بن واقد الحرانی، أنبأنا عطاء بن مسلم: أنبأنا أشعث بن سلیم، عن أبیه قال: سمعت أنس بن الحارث یقول: سمعت رسول الله صلی الله علیه آله یقول: إنّ ابنی هذا - یعنی الحسین - یقتل بأرض یقال لها کربلاء فمن شهد ذلک منکم فلینصره.
قال: فخرج أنس بن الحارث إلی کربلا فقتل مع الحسین. قال البغوی: ولا أعلم روی غیره. [قال ابن عساکر] وقد تقدم ذکر هذا الحدیث من وجه آخر أعلا من هذا.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 147
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام 8359
العنوان الفرعی:
أ/55/7
المصدر: الدر النظیم المؤلف: یوسف بن حاتم الشامی من أعلام
القرن: 7 الجزء والصفحة: ص530
متن الإجابة:
وحدث أشعث بن عثمان، عن أبیه، عن أنس بن سحیم، قال: سمعت رسول الله سلام الله علیها یقول: إنّ ابنی هذا یقتل بأرض العراق فمن أدرکه منکم فلینصره قال: فقتل أنس بن سحیم مع الحسین علیه السلام .
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 148
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
6421
العنوان الفرعی:
أ/55/8
المصدر: تاریخ ابن خلدون المؤلف: عبد الرحمن بن محمد خلدون المغربی
القرن: 9 الجزء والصفحة: ج1 ص264، 269، 271، 271
متن الإجابة:
ص264
فالأول منها ما حدث فی یزید من الفسق أیّام خلافته
فإیّاک أن تظنّ بمعاویة علیه السلام أنّه علم ذلک من یزید فإنّه أعدل من ذلک وأفضل بل کان یعذله أیّام حیاته فی سماع الغناء وینهاه عنه وهو أقلّ من ذلک وکانت مذاهبهم فیه مختلفة ولمّا حدث فی یزید ما حدث من الفسق اختلف الصّحابة حینئذ فی شأنه...
ص269 وأمّا الحسین فإنّه لمّا ظهر فسق یزید عند الکافّة من أهل عصره بعثت شیعة أهل البیت بالکوفة للحسین أن یأتیهم فیقوموا بأمره فرأی الحسین أنّ الخروج علی یزید متعیّن من أجل فسقه لا سیّما من له القدرة علی ذلک...
ص271 ولا تقولنّ إنّ یزید وإن کان فاسقاً ولم یجز هؤلاء الخروج علیه فأفعاله عندهم صحیحة واعلم أنّه إنّما ینفذ من أعمال الفاسق ما کان مشروعاً وقتال البغاة عندهم من شرطه أن یکون مع الإمام العادل وهو مفقود فی مسألتنا فلا یجوز قتال الحسین مع یزید ولا لیزید بل هی من فعلاته المؤکّدة لفسقه والحسین فیها شهید مثاب وهو علی حقّ واجتهاد والصّحابة الّذین کانوا مع یزید علی حقّ
ص: 149
أیضاً واجتهاد...
ص 271 وأمّا ابن الزّبیر فإنّه رأی فی منامه ما رآه الحسین وظنّ کما ظنّ وغلطه فی أمر الشّوکة أعظم لأنّ بنی أسد لا یقاومون بنی أمیّة فی جاهلیّة ولا إسلام. والقول بتعیّن الخطاء فی جهة مخالفة کما کان فی جهة معاویة مع علیّ لا سبیل إلیه. لأنّ الإجماع هنالک قضی لنا به ولم نجده هاهنا. وأمّا یزید فعیّن خطأه فسقه...
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 150
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام 2179
العنوان الفرعی:
أ/55/10
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمدبن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص42
متن الإجابة:
و غایة أمر یزید أنّه جائر فاسق، متغلب، وحرمة الخروج علی الجائر الّتی حکی علیها الإجماع محلها بعد استقرار الأمور وانقضاء تلک الأعصار. وأمّا تلک الأعصار فکان أهلها مجتهدین فلم یدخلوا تحت حیطة رأی غیرهم. ولذلک خرج علی یزید أیضاً ابن الزّبیر، ولم یبال ببیعته، ولا أعتد بها کجماعة آخرین امتنعوا منها وهربوا، ولا ریب أنّ یزید وأتباعه قد قطعوا مودة آل هذا البیت الشّریف، ولم یمتثلوا قول اللّه تعالی فی حقهم الدّال علی غایة رفعتهم: (ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ)، وقد اختلف المفسرون فی القربی والّذی جاء عن الحسن بن علیّ علیه السلام ، بسند حسن أنّهم آل البیت فإنّه خطب النّاس خطبة بلیغة، وفیها أنا الحسن بن محمّد سلام الله علیها ، ثمّ قال: «أنا ابن البشیر النّذیر، ثمّ قال: وأنا من أهل البیت الذین افترض اللّه تعالی مودّتهم فی القربی».
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 151
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علی یزید 2220
العنوان الفرعی: أ/55/11
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمدبن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص68
متن الإجابة:
و أمّا البیعة الّتی صدرت لیزید فلا یحرم علی مثل الإمام الحسین نقضها؛ لأنّ الأمر فی صدر الإسلام کان منوطاً بالاجتهاد، واجتهاد الحسین اقتضی جوازاً ووجوب الخروج علی یزید لجوره، وقبائحه الّتی تصم عنها الآذان، فالحسین محقّ بالنسبة لما عنده.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 152
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
2221
العنوان الفرعی:
أ/55/12
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمدبن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة:ص 68-69
متن الإجابة:
وأمّا انعقاد الإجماع علی حرمة الخروج علی الإمام الجائر، فهو بعد استقرار الأحکام، ونظیر ذلک حال معاویة مع الحسن قبل نزوله عن الخلافة، ومع علیّ کرم اللّه وجهه فإنّ معاویة کان متغلباً علیهما، لکنه غیر آثم لاجتهاده فالحسین کذلک. انتهی.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 153
الأجوبة
العنوان العام: شرعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام
3030
العنوان الفرعی:
أ/55/13
المصدر: المجالس السنیة المؤلف: السید محسن الأمین
القرن: معاصر الجزء والصفحة: ج1 ص57-59
متن الإجابة:
لمّا مات معاویة وبلغ أهل البصرة مکاتبة أهل الکوفة للحسین علیه السلام ، اجتمعت شیعة البصرة فی دار ماریة بنت منقذ العبدی - وکانت تتشیع - فتذاکروا أمر الاُمّة وما آل إلیه الأمر، فخرج بعضهم لنصرة الحسین علیه السلام ، وکاتبه بعضهم یطلب قدومه.
قال السیّد ابن طاووس رحمة الله علیه فی کتاب الملهوف: إنّ الحسین علیه السلام کتب إلی جماعة من أهل البصرة کتاباً مع مولی له اسمه سلیمان ویکنّی أبا رزین، یدعوهم إلی نصرته ولزوم طاعته، منهم: یزید بن مسعود النّهشلی، والمنذر بن الجارود العبدی، والأحنف بن قیس وغیرهم؛ فأمّا الأحنف فکتب إلی الحسین علیه السلام یصبّره ویرجّیه، وقال فی کتابه: أمّا بعد، (فاستقم کما اُمرت) (ولا یستخفّنک الذین لا یوقنون)، وأمّا المنذر فأتی بالرسول والکتاب إلی ابن زیاد فی اللیلة التی کان ابن زیاد یرید السفر صبیحتها إلی الکوفة؛ لأنّ المنذر خاف أنْ یکون الکتاب دسیساً من عبید الله، وکان ابن زیاد متزوّجاً ابنته، فصلب الرسول.
وأمّا یزید بن مسعود فجمع بنی تمیم وبنی حنظلة وبنی سعد وبنی عامر، فلمّا
ص: 154
حضروا قال: یا بنی تمیم، کیف ترون موضعی فیکم وحسبی منکم؟ قالوا: بخ بخ، أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر، حللت فی الشرف وسطاً وتقدّمت فیه فرطاً. قال: فإنّی قد جمعتکم لأمر اُرید أنْ اُشاورکم فیه وأستعین بکم علیه. قالوا: إنّا والله نمنحک النّصیحة ونجهد لک الرأی فقُلْ نسمع. فقال: إنّ معاویة قد مات فأهون به والله هالکاً ومفقوداً، ألا وإنّه قد انکسر باب الجور والإثم وتضعضعت أرکان الظلم، وقد کان أحدث بیعة عقد بها أمراً أظنّ أنْ قد أحکمه، وهیهات الذی أراد؛ اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام ابنه یزید شارب الخمور ورأس الفجور یدّعی الخلافة علی المسلمین، ویتأمّر علیهم بغیر رضاً منهم مع قصر حلم وقلّة علم، لا یعرف من الحقّ موطئ قدمه. فاُقسم بالله قسماً مبروراً، لَجهاده علی الدّین أفضل من جهاد المشرکین. وهذا الحسین بن علی، ابن بنت رسول الله سلام الله علیها ذو الشّرف الأصیل والرأی الأثیل، له فضل لا یوصف وعلم لا ینزف، وهو أولی بهذا الأمر؛ لسابقته وسنّه وقِدمه وقرابته، یعطف علی الصغیر ویحنو علی الکبیر، فأکرم به راعی رعیّة وإمام قوم وجبت لله به الحجّة وبلغت به الموعظة. فلا تعشوا عن نور الحقّ ولا تسکّعوا فی وهد الباطل، فقد کان صخر بن قیس - وهو الأحنف - انخذل بکم یوم الجمل، فاغسلوها بخروجکم إلی ابن رسول الله سلام الله علیها ونصرته. والله، لا یقصّر أحد عن نصرته إلاّ التسکّع: التمادی فی الباطل.
أورثه الله الذلّ فی ولده والقلّة فی عشیرته، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها، وأدرعت لها بدرعها. مَن لَمْ یُقتَل یمت، ومَن یهرب لَمْ یفت، فأحسنوا رحمکم الله ردّ الجواب.
فتکلّمت بنو حنظلة فقالوا: أبا خالد، نحن نُبل کنانتک وفرسان عشیرتک، إنْ
ص: 155
رمیت بنا أصبت، وإنْ غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلاّ خضناها، ولا تلقی والله شدّة إلاّ لقیناها؛ ننصرک بأسیافنا ونقیک بأبداننا، إذا شئت فقم. وتکلّمت بنو سعد بن زید فقالوا: أبا خالد، إنّ أبغض الأشیاء إلینا خلافک والخروج من رأیک، وقد کان صخر بن قیس أمرنا بترک القتال فحمدنا أمرنا وبقی عزّنا فینا، فأمهلنا نراجع المشورة ویأتیک رأینا. وتکلّمت بنو عامر بن تمیم فقالوا: یا أبا خالد، نحن بنو أبیک وحلفاؤک، لا نرضی إنْ غضبت ولا نقطن إنْ ظعنت والأمر إلیک، فادعنا نجبک ومُرنا نطعک والأمر لک إذا شئت.
فالتفت إلی بنی سعد وقال: والله یا بنی سعد، لئن فعلتموها لا رفع الله السّیف عنکم أبداً ولا زال سیفکم فیکم. ثم کتب إلی الحسین علیه السلام مع الحجّاج بن بدر السعدی - وکان متهیّئاً للمسیر إلی الحسین علیه السلام بعد ما سار إلیه جماعة من العبدیین من أهل البصرة:
بسم الله الرحمن الرحیم أمّا بعد، فقد وصل إلیّ کتابک، وفهمتُ ما ندبتنی له ودعوتنی إلیه من الأخذ بحظّی من طاعتک والفوز بنصیبی من نصرتک، وإنّ الله لم یخلُ الأرض من عامل علیها بخیر أو دلیل علی سبیل نجاة، وأنتم حجّة الله علی خلقه وودیعته فی أرضه، تفرّعتم من زیتونة أحمدیّة هو أصلها وأنتم فرعها. فاقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذلّلتُ لک أعناق بنی تمیم وترکتهم أشدّ تتابعاً فی طاعتک من الإبل الظماء لورود الماء یوم خمسها، وقد ذلّلتُ لک رقاب بنی سعد وغسلتُ درن صدورها بماء سحابة مزن حین استهلّ برقها فلمع.
فلمّا قرأ الحسین علیه السلام الکتاب، قال: «ما لک، آمنک الله یوم الخوف وأعزّک وأرواک یوم العطش الأکبر».
ص: 156
فلمّا تجهّز المشار إلیه للخروج إلی الحسین علیه السلام ، بلغه قتله قبل أنْ یسیر، فجزع من انقطاعه عنه، وبقی الحجّاج معه حتّی قُتل بین یدیه.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 157
ص: 158
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 4448
العنوان الفرعی: أ/35/1
المصدر: روضة الواعظین المؤلف: الفتال النیسابوری
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص77- 178
متن الشبهة:
وخرج رسول ابن زیاد وأمر بإدخاله فلما دخل لم یسلم علیه بالإمرة فقال له الحرس: ألا تسلم علی الأمیر فقال إن کان یرید قتلی فما سلامی علیه وإن کان لا یرید قتلی لیکثرن سلامی علیه، فقال له ابن زیاد لعمری لتقتلن قال کذلک؟ قال نعم قال: دعنی أوصی إلی بعض قومی قال: افعل فنظر مسلم إلی جلساء ابن زیاد وفیهم عمر بن سعد بن أبی وقاص، فقال: یا عمر إنّ بینی وبینک قرابة ولی إلیک حاجة، وقد یجب علیک نجح حاجتی وهو سر فامتنع عمر أن یسمع منه فقال عبید الله: لم تمتنع أن تنظر فی حاجة ابن عمک؟ قال فجلس حیث ینظر إلیهما ابن زیاد، فقال إنّ علی دیناً استدنته مذ وقت قدمت الکوفة سبعمائة درهم فأقضها عنی وإذا قتلت فاستوهب جثتی من ابن زیاد فوارها وابعث إلی الحسین من یرده فإنّی قد کنت أعلمته أنّ الناس لیسوا إلا معه ولا أراه إلا مقبلاً، فقال عمر لابن زیاد
ص: 159
أتدری أیها الأمیر ما قال؟ انه ذکر کذا وکذا فقال ابن زیاد: لا یخونک الأمین، ولکن قد یؤتمن الخائن. أما مالک فهو لک ولسنا نمنعک أن تصنع به ما أحببت. وأما جثته فإنا لا نبالی إذا قتلناه ما صنع بها، وأما الحسین فهو إن لم یردنا لم نرده اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه، ثم اتبعوا جسده، أین هذا الذی ضرب ابن عقیل رأسه بالسیف فدعی بکر بن حمران الأحمری، فقال له اصعد فلتکن أنت الذی تضرب عنقه فصعد به، وهو یکبّر ویستغفر الله ویصلی علی رسول الله سلام الله علیها ویقول اللهم احکم بیننا وبین قوم غرّونا وکذّبونا وخذلونا، فأشرفوا به علی موضع الحراس الیوم فضرب عنقه واتبع جسده رأسه.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 160
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 4234
العنوان الفرعی: أ/35/2
المصدر: ترجمة الإمام الحسین من کتاب تاریخ دمشق المؤلف: ابن عساکر
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص199
متن الشبهة:
وتوفی معاویة لیلة النصف من رجب سنة ستین وبایع الناس لیزید فکتب یزید مع عبد الله بن عمرو بن أویس العامری [من بنی] عامر بن لؤی - إلی الولید بن عتبة بن أبی سفیان - وهو علی المدینة - : أن ادع الناس فبایعهم وابدأ بوجوه قریش، ولیکن أول منتبدأ به الحسین بن علی بن أبی طالب، فان أمیر المؤمنین رحمة الله علیه عهد إلی فی أمره الرفق به واستصلاحه.
فبعث الولید بن عتبة من ساعته نصف اللیل إلی الحسین بن علی وعبد الله بن الزبیر فأخبرهما بوفاة معاویة ودعاهما إلی البیعة لیزید، فقالا: نصبح فننظر ما یصنع الناس.
ووثب الحسین فخرج وخرج معه ابن الزبیر وهو یقول: هو یزید الذی تعرف والله ما حدث له حزم ولا مروءة!!! وقد کان الولید أغلظ للحسین، فشتمه الحسین وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه، فقال الولید: إن هجنا بأبی عبد الله إلا أسدا.
فقال له مروان - أو بعض جلسائه -: اقتله!!! قال [الولید]: إن ذلک لدم مضنون فی بنی عبد مناف!!! فلما صار الولید إلی منزله قالت له أمرأته أسماء بنت
ص: 161
عبد الرحمان بن الحارث بن هشام: أسببت حسیناً؟ قال: هو بدأ فسبنی. قالت: وإن سبک حسین تسبه؟ وإن سب أباک تسب أباه؟ قال: لا.
وخرج الحسین وعبد الله بن الزبیر من لیلتهما إلی مکة، وأصبح الناس فغدوا علی البیعة لیزید وطلب الحسین وابن الزبیر فلم یوجدا، فقال المسور بن مخرمة: عجل أبو عبد الله، وابن الزبیر الآن یلقیه ویزجیه إلی العراق لیخلوا بمکة.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 162
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 4247
العنوان الفرعی:
أ/35/3
المصدر: ترجمة الإمام الحسین من کتاب تاریخ دمشق. المؤلف: ابن عساکر
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص203
متن الشبهة:
وکتب یزید بن معاویة إلی عبد الله بن عباس یخبره بخروج حسین إلی مکة، ونحسبه [أنه] جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنوه الخلافة، وعندک منهم خبرة وتجربة فإن کان فعل فقد قطع واشج القرابة!!!
وأنت کبیر أهل بیتک والمنظور إلیه، فاکففه عن السعی فی الفرقة. وکتب بهذه الأبیات إلیه وإلی من بمکة والمدینة من قریش:
یا أیها الراکب الغادی
لطیته
علی عذافرة فی سیرها
قحم
أبلغ قریشاً علی نأی
المزار بها
بینی وبین حسین الله
والرحم
وموقف بفناء البیت
أنشده
عهد الإله وما یوفی به
الذمم
عنیتم قومکم فخراً
بأمکم
أم لعمری حصان برة کرم
هی التی لا یدانی
فضلها احد
بنت الرسول وخیر الناس
قدعلموا
وفضلها لکم فضل وغیرکم
من قومکم لهم فی فضلها
قسم انی لاعلم أو ظنا
کعالمه
والظن یصدق أحیاناً
فینتظم
ص: 163
أن سوف یترککم ما
تدعون بها
قتلی تهاداکم العقبان
والرخم
یا قومنا لا تشبوا
الحرب إذ سکنت
ومسکوا بحبال السلم
واعتصموا
قد غرت الحرب من قد
کان قبلکم
من القرون وقد بادت
بها الأمم
فأنصفوا قومکم لا
تهلکوا بذخاً
فرب ذی بذخ زلت به
القدم
قال: فکتب إلیه عبد الله بن عباس: إنّی لارجو أن لا یکون خروج الحسین لأمر تکرهه، ولست أدع النصیحة له فی کل ما یجمع الله به الألفة وتطفی به النائرة.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 164
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 4123
العنوان الفرعی:
أ/35/4
المصدر: مرآة الزمان فی تاریخ الأعیان المؤلف: للسبط ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص 18
متن الشبهة:
وکتب یزید إلی ابن عباس: أمَّا بعد، فإنَّ ابنَ عمِّک حُسینًا وعبدَ الله بن الزبیر [ما] اکترثا ببیعتی، ولحقا بمکة مرصدین للفتنة، متعرِّضین للهلکة، فامَّا ابن الزبیر فهو صریع القَنا، وقتیل السیف غدًا، وأمَّا الحُسین فقد أحببتُ الإعذارَ إلیکم أهلَ البیت ممَّا کان منه، وقد علمتُم ما بینی وبینکم من الوُصْلَة وعظیم الحُرْمَة، ووشائج الأرحام. وقد قطع ذلک حسین وبَتَّهُ، وأنت زعیمُ أهلِ بیتک، وسیِّدُ أهلِ بلادِک، فالقَه، فارْدُدْه عن السعیِ فی الفُرْقة ورَدّ هذه الأمة فی الفتنة، فإن قَبِلَ منک وأنابَ إلی قولک؛ فله عندی الأمانُ والکرامةُ الواسعة، وأجری علیه ما کان یُجریه أبی علی أخیه، وإنْ طلبَ زیادة فاضْمَنْ له ما أراک اللهُ؛ أُنفِذْ ضمانَک، وأقومُ لک بذلک، وله علیَّ الأَیمان المغلَّظة، والمواثیقُ المؤکدة ما تطمئنُّ به نفسُه وتُعید علیه. عجِّل جوابی وبکل حاجة لک فلی.
وکتب فی أسفل الکتاب:
یا أیها الرَّاکبُ
الغادی لِطَیَّتِهِ
علی عُذافِرةٍ فی
سَیرها قُحَمُ
أَبْلِغْ قُرَیشاً
علی نَأیِ الزمان بها
بنی وبین حسینِ
اللهُ والرَّحِمُ
ص: 165
ومَوْقفٌ بِفِناء
البیتِ أَنْشُدُهُ
عَهْدُ الإلهِ وما
تُوفَی به الذِّمَمُ
غَنَّیتُمُ قومَکُمْ
فخرًا بأُمِّکُمُ
أُمِّ لَعَمْری
حَصانٌ عَفَّةٌ کَرَمُ
هی التی لا یُدانی
فَضْلَها أحدٌ
بنتُ الرسولِ وخیرِ
الناسِ قد عَلِمُوا
وفَضْلُها لکُمُ
فضلٌ وغیرُکُمُ
من قومِکُمْ لهمُ
فی فضلها قِسَمُ
إنِّی لَأَعْلَمُ
أوْ ظَنّاً کعالِمِهِ
والظَّنُّ یَصْدُقُ
أحیانًا فینتظِمُ
أَنْ سوف یَتْرُکُکُم
ما تَدَّعُونَ به
قتلی تَهادَاکُمُ
الغِرْبان والرَّخَمُ
یا قومَنا لا تَشُبُّوا
الحَرْبَ إذْ سَکَنَتْ
ومَسِّکُوا بحبالِ
السِّلْم واعْتَصِمُوا
قد غَرَّتِ الحَرْبُ
مَنْ قَدْ کان قبلکمُ
من القرون وقد بادَتْ
بها الأُممُ
فأنْصِفُوا قومَکمْ
لا یَهْلِکُوا بَذَخاً
فرُبَّ ذی بَذَخٍ
زَلَّتْ به القَدَمُ
لا ترکبوا البغیَ
إنَّ البغیَ مَص-ْرعَةٌ
وإنّ شاربَ کأسِ
البغیِ ینحسِمُ
فکتب إلیه ابن عباس: أمَّا ابنُ الزُّبیر فرجلٌ ینقطع عنا برأیه یُکاتِمنا أضغاناً یُسِرُّها فی صدره، یَرِی علینا وَرْیَ الزِّناد، لا فَکَّ الله أسیرَها، فطِع فی أمره ما أنت راءٍ.
وأما الحسین فإنه لما قدم مکة سألتُه ما الذی أقدمَهُ؟ وقلتُ: لِمَ ترکتَ حَرَمَ جدِّک ومنازلَ آبائک؟ فأخبرنی أنّ عامِلَک وابنَ الحَکَم أساءَا إلیه، فأقبلَ مستجیراً بحرم الله، عائذاً ببیته. ولن أدعَ النصیحةَ فیما یجمعُ اللهُ به الکلمةَ ویُطفئُ به النائرة، ویُخمِد الفتنة، ویحقنُ دماء الأمة، فاتَّقِ اللهَ فی السِّرِّ والعلانیة، ولا تَبِیتَنَّ لیلةً وأنتَ تُرید لمسلمٍ غائلةً، ولا ترصُدْه بمظلمة، ولا تحفر له مهواةً، فکم من حافر جُرْفًا لغیره أوقعَه اللهُ فیه، وکم من مُؤَمِّلٍ أملاً لم یُؤْتَ ما أَمَّلَه، ولا تشغلنَّک عن الأخری ملاهی الدنیا وأباطیلُها، فإنَّ کلَّ ما اشتغلتَ به عن الله یضُرُّ ویفنی، وما اشتغلتَ
ص: 166
[به] من الأخری ینفع ویبقی.
ودخل عبد الله بنُ عباس علی الحسین علیه السلام ، فکلَّمَهُ لیلاً طویلاً وقال له: أنشدک الله أن تهلک غداً بحالِ مَضْیَعَة، لا تأتِ العراق، وإنْ کنتَ ولا بدَّ فاعلاً؛ فأقِمْ حتی ینقضیَ الموسم، وتلقی الناس، وتعلمَ علی ما یَصْدُرون، ثم تری رأَیک.
وکان ذلک فی عشر ذی الحجة سنة ستین.
فأبی الحسین، فقال له ابن عباس: واللهِ إنی لَأَظنُّک ستُقتلُ غداً بین بناتک ونسائک؛ کما قُتل عثمانُ بین نسائه وبناته. واللهِ إنی لَأخافُ أن تکونَ الذی یُقادُ به عثمانُ، فإنَّا لله، وإنَّا إلیه راجعون. فقال: یا أبا العباس، إنَّک شیخٌ قد کَبِرْتَ، فقال له ابن عباس: لولا أن یُزْرِیَ بی [أو بک] ذلک؛ لنَشَّبْتُ یدی فی رأسک، ولو أعلمُ أنَّنا إذا تَناصَینا أقمتَ؛ لفعلتُ، ولکن لا إخالُ ذلک نافعی. أَتَسِیرُ إلی قوم قد نَافَوا أمیرَهم، وضبطوا بلادهم لأجلک؟! قال: لا. قال: فإنْ فعلوا ذلک فسِرْ إلیهم علی بصیرة، وإن کانوا إنما دَعَوْک وأمیرُهم قائمٌ، وعمَّالُه تَجْبِی البلاد، وهولُهم قاهر، فهم إنما دَعَوْک للقتال، ولا آمنُ أن یخذُلوک. فقال الحسین: فسر، وأستخیرُ الله وأنظرُ، ولَأَنْ أُقتلَ بمکان کذا وکذا أحبُّ إلیَّ أَنْ تُسْتَحَلَّ بی. یعنی مکة. فبکی ابنُ عباس وقال: أقررتَ عینَ ابنِ الزُّبیر.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 167
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه:
7766
العنوان الفرعی:
أ/35/5
المصدر: مرآة الزمان فی تاریخ الأعیان المؤلف: للسبط ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص25
متن الشبهة:
وعلم به محمد بنُ الأشعث بن قیس، فأخبرَ به ابنَ زیاد، فبعث إلیه، فأتِیَ به، فأنّبه وبکَّتَه، وأمرَ بقتله. فقال: دعنی حتی أوصی. قال: نعم. فنظر إلی عُمر بن سعد بن أبی وقَّاص، فقال له، إنّ لی إلیک حاجةً، وبینی وبینک رَحِمٌ. فقال له عُبید الله: انظر فی حاجة ابنِ عمِّک. فقام إلیه فقال: یا هذا، إنه لیس ها هنا رجلٌ من قریش غیرُک، وهذا الحُسین بن علی قد أظلَّک، فأرْسِلْ إلیه رسولاً، فلینصرف، فإنّ القوم قد غرُّوه وخَدَعُوه وکذَّبوه، وإنّه إن قُتل لم یکن لبنی هاشم بعده نظام، وعلیَّ دَینٌ أخذتُه منذ دخلتُ الکوفة، فاقْضِه عنی، واطلُب جُثَّتی من ابنِ زِیاد، فوارِها.
فسأله ابنُ زیاد: ما قال لک؟ فأخبره عمر، فقال: أما مالُک فهو لک لا نمنعُک منه، وأمَّا حسین؛ فإنْ تَرَکَنا لم نُرِدْه، وأمَّا جُثَّتُه، فإذا قتلناه لم نبالِ ما صُنع به. ثم أمر به فقتل.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 168
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 3099
العنوان الفرعی:
أ/35/6
المصدر: سیر أعلام النبلاء المؤلف: شمس الدین أبو عبد الله الذهبی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج4 ص356
متن الشبهة:
قَالُوا: وَلَمَّا حُضِرَ مُعَاوِیَةُ دَعَا یَزِیْدَ فَأَوْصَاهُ، وَقَالَ: انظُرْ حُسَیْناً، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَی النَّاسِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَارْفُقْ بِهِ، فَإِنْ یَکُ مِنْهُ شَیْءٌ، فَسَیَکْفِیْکَ اللهُ بِمَنْ قَتَلَ أَبَاهُ وَخَذَلَ أَخَاهُ.
وَمَاتَ مُعَاوِیَةُ فِی نِصْفِ رَجَبٍ، وَبَایَعَ النَّاسُ یَزِیْدَ، فَکَتَبَ إِلَی وَالِی المَدِیْنَةِ؛ الوَلِیْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِی سُفْیَانَ، أَنِ ادْعُ النَّاسَ وَبَایِعْهُم، وَابْدَأْ بِالوُجُوهِ، وَارْفُقْ بِالحُسَیْنِ، فَبَعثَ إِلَی الحُسَیْنِ وَابْنِ الزُّبَیْرِ فِی اللَّیْلِ، وَدَعَاهُمَا إِلَی بَیْعَةِ یَزِیْدَ، فَقَالاَ: نُصبِحُ وَنَنْظُرُ فِیمَا یَعمَلُ النَّاسُ، وَوَثَبَا فَخَرَجَا، وَقَدْ کَانَ الوَلِیْدُ أَغْلَظَ لِلْحُسَیْنِ، فَشَتَمَهُ حُسَیْنٌ، وَأَخَذَ بِعِمَامَتِهِ فَنَزَعَهَا، فَقَالَ الوَلِیْدُ: إِنْ هِجْنَا بِهَذَا إلَّا أَسَداً، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ - أو غیره: اقتله، قال: إن ذلک لَدَمٌ مَصُونٌ.
الملاحظات:................................................................................................................................................................................................................................
ص: 169
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 2958
العنوان الفرعی:
أ/35/7
المصدر: تاریخ الإسلام المؤلف: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج 5 ص7-9
متن الشبهة:
مروان بن سعد، عن المدائنی، عن جویریة، ثم قال: رجع الحدیث إلی الأول.
قالوا: ولما احتضر معاویة أرسل إلی یزید فأوصاه وقال: انظر حسین ابن فاطمة، فإنه أحبّ الناس إلی الناس، فصل رحمه، وارفق به، فإنّ بک منه شی ء، فإنّی أرجو أن یکفیکه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
و لما بویع یزید کتب إلی الولید بن عتبة أمیر المدینة: أن أدع الناس إلی البیعة، وابدأ بوجوه قریش، ولیکن أول من تبدأ به الحسین، وارفق به، فبعث الولید فی اللیل إلی الحسین وابن الزبیر، وأخبرهما بوفاة معاویة، ودعاهما إلی البیعة، فقالا: نصبح وننظر فیما یصنع الناس، ووثبا فخرجا، وأغلظ الولید للحسین، فشتمه الحسین وأخذ بعمامته فنزعها، فقال الولید: إن هجنا بأبی عبد الله إلا أسداً، فقیل للولید: اقتله، قال: إنّ ذلک لدم مصون.
و خرج الحسین وابن الزبیر لوقتهما إلی مکة، ونزل الحسین بمکة دار العباس. ولزم عبد الله الحجر، فلبس المغافر، وجعل یحرّض علی بنی أمیّة، وکان یتردّد إلی الحسین، ویشیر علیه أن یقدم العراق ویقول له: هم شیعتکم، وکان ابن عباس
ص: 170
یقول له: لا تفعل.
و قال له عبد الله بن مطیع: فداک أبی وأمّی متّعنا بنفسک ولا تسر إلی العراق، فو الله لئن قتلک هؤلاء القوم لیتخذنّا خولاً أو عبیداً.
و قد لقی عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبّاس بن أبی ربیعة بالأبواء، منصرفین من العمرة، فقال لهما ابن عمر: أذکّرکما الله إلّا رجعتما، فدخلتما فی صالح ما یدخل فیه الناس، وننظر، فإن أجمع علی یزید الناس لم تشذّا، وإن افترقوا علیه کان الّذی تریدان.
و قال ابن عمر للحسین: لا تخرج فإنّ رسول الله صلی الله علیه آله خیّره الله بین الدنیا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنّک بضعة منه، ولا تنالها - عنی الدنیا - فاعتنقه وبکی، وودّعه، فکان ابن عمر یقول: غلبنا حسین بالخروج، ولعمری لقد رأی فی أبیه وأخیه عبرة، ورأی من الفتنة وخذلان الناس لهم ما کان ینبغی له أن لا یتحرک ما عاش.
و قال له ابن عباس: أین ترید یا ابن فاطمة؟ قال: العراق وشیعتی، قال: إنی لکاره لوجهک هذا، تخرج إلی قوم قتلوا أباک وطعنوا أخاک، حتی ترکهم سخطة وملّهم، أذکّرک الله [أن] تغرّر بنفسک.
الواقدی: حدّثنی عبد الله بن جعفر المخرمی، عن أبی عون قال: خرج الحسین من المدینة، فمرّ بابن مطیع وهو یحفر بئره، فقال: إلی أین فداک أبی وأمّی! متّعنا بنفسک ولا تسر، فأبی الحسین، قال: إنّ بئری هذه رشحها وهذا الیوم ما خرج إلینا فی الدلو ماء، فلو دعوت لنا فیها بالبرکة، قال: هات من مائها، فأتی بما فی الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم ردّه فی البئر.
ص: 171
و قال أبو سعید: غلبنی الحسین علی الخروج، وقد قلت له: اتّق الله والزم بیتک، ولا تخرج علی إمامک، وکلّمه فی ذلک جابر بن عبد اللَّه، وأبو واقد اللیثی وغیرهما.
وقال سعید بن المسیّب: لو أنّ حسیناً لم یخرج لکان خیراً له.
وقد کتبت إلیه عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم علیه ما یرید أن یصنع، وتأمره بلزوم الجماعة، وتخبره أنّه إنما یساق إلی مصرعه وتقول: أشهد، لحدّثتنی عائشة أنها سمعت رسول الله صلی الله علیه آله یقول: «یقتل حسین بأرض بابل»
و کتب إلیه عبد الله بن جعفر کتابا یحذّره أهل الکوفة، ویناشده الله أن یشخص إلیهم.
فکتب إلیه الحسین: إنّی رأیت رؤیاً، ورأیت فیها رسول الله صلی الله علیه آله ، وأمرنی بأمر أنا ماض له، ولست بمخبر أحداً بها حتی ألاقی عملی.
و لم یقبل الحسین غداً، وصمّم علی المسیر إلی العراق.
فقال له ابن عباس: والله إنّی لأظنّک ستقتل غداً بین نسائک وبناتک کما قُتل عثمان، وإنّی لأخاف أن تکون الّذی یقاد به عثمان، فإِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ. فقال: یا أبا العباس إنک شیخ قد کبرت، فبکی ابن عباس وقال: أقررت عین ابن الزبیر، ولما رأی ابن عباس عبد الله بن الزبیر قال له: قد أتی ما أحببت، هذا الحسین یخرج ویترکک والحجاز. ثم تمثّل:
یا
لک من قنبرة بمعمّر
خلا
لک الجو فبیضی واصفری
و نقّری ما شئت أن تنقری
بعث الحسین إلی أهل المدینة، فسار إلیه من خفّ معه من بنی عبد المطّلب،
ص: 172
وهم تسعة عشر رجلاً، ونساء وصبیان، وتبعهم محمد بن الحنفیّة فأدرک أخاه الحسین بمکة، وأعلمه أنّ الخروج لیس له برأی یومه هذا، فأبی الحسین علیه، فحبس محمد ولده، فوجد علیه الحسین وقال: ترغب بولدک عن موضع أصاب فیه!
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 173
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه 1723
العنوان الفرعی: أ/35/9
المصدر: مواقف المعارضة فی عهد یزید المؤلف: محمد بن عبد الله الشیبانی
القرن: معاصر
الجزء والصفحة: ص310
متن الشبهة:
وقد أورد الطبری نص کتاب یزید إلی ابن زیاد، حیث کتب لابن زیاد:
«إنّ شیعتی من أهل الکوفة قد کتبوا إلیَّ یخبروننی أنّ ابن عقیل بالکوفة یجمع الجموع لیشق عصا المسلمین، فسر حین تقرأ کتابی هذا حتی تأتی أهل الکوفة فتطلب ابن عقیل کطلب الخرزة، حتی تثقفه فتوثقه، أو تقتله أو تنفیه، والسلام».
فلما وصل الکتاب إلی ابن زیاد تهیَّأ وسار من الغد إلی الکوفة.
وهنا لا بدّ وأن نقف عند خطاب یزید لابن زیاد، فیزید ینظر إلی مسلم بن عقیل علی أنه خارج علی الخلافة یرید شق عصا المسلمین. ومع ذلک کله فإن یزید یطلب من ابن زیاد القبض علیه، ویخیِّره بین قتله، أو أسره، أو نفیه عن العراق.
ولعل هذا یعتبر تسامحاً من جانب یزید؛ فرجل یخرج علیه ویدعو الناس لترک بیعتهم لیزید، ثم هو أولاً وأخیراً یرید إسقاط یزید والقضاء علیه، ومع ذلک نجد هذا الخطاب الذی یحمل بین طیاته بعض التسامح مع عدوه مسلم بن عقیل.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 174
الشبهات
العنوان العام: تسامح یزید مع أعدائه
1855
العنوان الفرعی:
أ/35/12
المصدر: مواقف المعارضة فی عهد یزید المؤلف: محمد بن عبد الله الشیبانی
القرن: معاصر الجزء والصفحة: ص741
متن الشبهة:
إنّ یزید لم تستقر له الأمور مدة خلافته حتی یمکن لنا من خلال تلک الفترة أن نحکم علی مدی صلاحه لرئاسة الدولة وخلافة الأمة.
* فقد جُوبه یزید بالمعارضة من أول یوم تسلَّم فیه منصب الخلافة، ثم إنّ الذین عارضوه یمثلون أفضل عصرهم، - الحسین بن علی، وابن الزبیرF فمهما کان یزید علی جانب من الحق فإنّ الشعور بتخطئته سیکون هو المسیطر علی غالبیة الناس، وذلک لمکانة المعارضین.
* ثم إنّ الظروف السیاسیة التی کانت سائدة فی ذلک العصر، هی التی مهَّدت السبیل إلی افتعال الکثیر من الاتهامات الموجَّهة ضد یزید.
* ویبدو أنّ یزید کان میَّالاً إلی السلم، ویرغب فی عدم تصعید المواجهة مع معارضیه، ولَّما لم یجد بُداً من المواجهة لجأ إلی استخدام القوة التی صاحبها الکثیر من العنف.
لقد کان یزید بین ثلاث خیارات:
1- التنازل عن الخلافة نزولاً عند رغبة المعارضة.
ص: 175
2- السکوت عن انفصال بعض الأقالیم المهمة عن الدولة.
3- القضاء علی المعارضین والحفاظ علی هیبة الدولة ووحدتها.
الملاحظات:.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 176
الأجوبة
العنوان العام: یزید غیر متسامح مع أعدائه
96
العنوان الفرعی:
أ/46/1
المصدر: الأخبار الطوال المؤلف: أحمد بن داود الدینوری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص242
متن الإجابة:
ثم بعث عبید الله برؤوسهما إلی یزید، وکتب إلیه بالنبأ فیهما. فکتب إلیه یزید: لم نعد الظن بک، وقد فعلت فعل الحازم الجلید، وقد سألت رسولیک عن الأمر، ففرشاه لی، وهما کما ذکرت فی النصح، وفضل الرأی، فاستوص بهما. وقد بلغنی أنّ الحسین بن علی قد فصل من مکة متوجهاَ إلی ما قبلک، فأدرک العیون علیه، وضع الأرصاد علی الطرق، وقم أفضل القیام، غیر ألا تقاتل إلا من قاتلک، واکتب إلی بالخبر فی کل یوم.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 177
الأجوبة
العنوان العام: یزید غیر متسامح مع أعدائه
153
العنوان الفرعی:
أ/46/2
المصدر: تاریخ الیعقوبی المؤلف: أحمد ابن یعقوب بن جعفر
القرن 3 الجزء والصفحة: ج2 ص 164
وولی یزید عثمان بن محمد بن أبی سفیان المدینة، فأتاه ابن مینا، عامل صوافی معاویة، فأعلمه أنه أراد حمل ما کان یحمله فی کل سنة من تلک الصوافی من الحنطة والتمر، وأنّ أهل المدینة منعوه من ذلک، فأرسل عثمان إلی جماعة منهم، فکلمهم بکلام غلیظ، فوثبوا به وبمن کان معه بالمدینة من بنی أمیة، وأخرجوهم من المدینة واتبعوهم یرجمونهم بالحجارة، فلما انتهی الخبر إلی یزید بن معاویة وجّه إلی مسلم ابن عقبة، فأقدمه من فلسطین، وهو مریض، فأدخله منزله، ثم قص علیه القصة، فقال: یا أمیر المؤمنین! وجهنی إلیهم، فوالله لأدعن أسفلها أعلاها، یعنی مدینة الرسول، فوجهه فی خمسة آلاف إلی المدینة، فأوقع بأهلها وقعة الحرة، فقاتله أهل المدینة قتالاً شدیداً، وخندقوا علی المدینة، فرام ناحیة من نواحی الخندق، فتعذر ذلک علیه، فخدع مروان بعضهم، فدخل ومعه مائة فارس، فأتبعه الخیل حتی دخلت المدینة، فلم یبق بها کثیر أحد إلا قتل، وأباح حرم رسول الله، حتی ولدت الأبکار لا یُعرف مَن أولَدهُنَّ، ثم أخذ الناس علی أن یبایعوا علی أنهم عبید یزید بن معاویة، فکان الرجل من قریش یؤتی به، فیقال: بایع آیة أنک عبد قن لیزید،
ص: 178
فیقول: لا! فیضرب عنقه.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 179
الأجوبة
العنوان العام: یزید غیر متسامح مع أعدائه
9
العنوان الفرعی:
أ/46/3
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف: محمد بن جریر الطبری
القرن: 4
الجزء والصفحة: ج5 ص 344
متن الإجابة:
قال محمد ابن عمر حدثنا هشام بن سعد عن شیبة بن نصاح قال کانت الرسل تجری بین یزید ابن معاویة وابن الزبیر فی البیعة فحلف یزید أن لا یقبل منه حتی یؤتی به فی جامعة وکان الحارث بن خالد المخزومی علی الصلاة فمنعه ابن الزبیر فلما منعه کتب یزید إلی عمرو بن سعید أن ابعث جیشاً إلی ابن الزبیر.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 180
الأجوبة
العنوان العام: یزید غیر متسامح مع أعدائه 214
العنوان الفرعی:
أ/46/4
المصدر: کتاب الفتوح المؤلف: ابن اعثم الکوفی
القرن 4 الجزء والصفحة ج4 ص 347
متن الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحیم هذا ما عهده معاویة بن أبی سفیان أمیر المؤمنین إلی ابنه یزید، أنّه قد بایعه وعهد إلیه، وجعل له الخلافة من بعده، وأمره بالرعیة والقیام بهم والإحسان إلیهم، وقد سماه "أمیر المؤمنین"، وأمره أن یسیر بسیرة أهل العدل والإنصاف، وأن یعاقب علی الجرم ویجازی علی الإحسان، وأن یحفظ هذا الحی من قریش خاصة، وأن یبعد قاتلی الأحبة، وأن یُقدّم بنی أمیة وآل عبد شمس علی بنی هاشم، وأن یُقدّم آل المظلوم المقتول أمیر المؤمنین عثمان بن عفان علی آل أبی تراب وذریته، فمن قریء علیه هذا الکتاب وقبله حق قبوله وبادر إلی طاعة أمیره یزید بن معاویة فمرحباً به وأهلاً، ومن تأبّی علیه وامتنع فضرب الرقاب أبداً حتی برجع الحق إلی أهله - والسلام علی من قریء علیه وقبل کتابی هذا - قال: ثم طوی الکتاب وختمه ودفعه إلی الضحاک بن قیس وقال: انظر إذا أصبحت أن تصعد المنبر وتقرأ هذا الکتاب علی الصغیر والکبیر وتسمع مقالهم. فقال الضحاک: إنّی فاعل ذلک غداً إن شاء الله.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 181
الأجوبة
عنوان الأولی: یزید غیر متسامح مع أعدائه
215
العنوان الفرعی: أ/46/5
المصدر: کتاب الفتوح المؤلف: ابن أعثم الکوفی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج4 ص348
متن الإجابة:
قال: ثم أقبل معاویة علی یزید فقال: یا بُنی! خبّرنی الآن ماذا أنت صانع بهذه الأمة! أتسیر فیهم بسیرة أبی بکر الصدیق الذی قاتل أهل الردة وقاتل فی سبیل الله حتی مضی والناس عنه راضون؟ فقال: یا أمیر المؤمنین! إنّی لا أطیق أن أسیر بسیرة أبی بکر الصدیق، لکنی آخذ الرعیة بکتاب الله وسنة رسوله سلام الله علیها . قال: یا بُنی! أتسیر فیهم بسیرة عمر بن الخطاب الذی مصّر الأمصار وفتح الدیار وجنّد الأجناد وفرض الفروض ودوّن الدواوین وجبی الفیء وجاهد فی سبیل الله حتی مضی والناس عنه راضون؟ فقال یزید: لا یتهیأ لی أن أصنع کما صنع عمر، ولکنی آخذ الناس بکتاب الله والسنة. فقال معاویة: یا بُنی! أتسیر فیهم بسیرة ابن عمک عثمان ابن عفان الذی أکلها فی حیاته وورثها بعد مماته واستعمل أقاربه؟ فقال یزید: قد خبّرتک یا أمیر المؤمنین أنّ الکتاب بینی وبین هذه الأمة، به أطالبهم وعلیه أقاتلهم. قال: فتنفس معاویة الصعداء، وقال: إنّی من أجلک آثرت الدنیا علی الآخرة ودفعت حق علی بن أبی طالب وحملت الوزر علی ظهری، وإنّی لخائف أن لا تقبل وصیتی فتقتل خیار قومک ثم تعدو علی حرمة ربک فتقتلهم بغیر الحق ثم یأتیک الیوم بغتة فلا دنیا تصیب ولا آخرة تحب، یا بُنی! إنّی جعلت هذا مطمعاً لک
ص: 182
ولولدک من بعدک وإنّی موصیک بوصیة فاقبلها فإنک تحمد عاقبتها! کن حازماً صارماً، انظر إن تأتک نائبة تثب وثوب الشهم البطل، ولا تجبن جبن الضعیف الوکل، فإنّی قد کفیتک الجد الترحال، وجوامع الکلام والمنطق ونهایة البلاغة، ودفع المؤنة وسهولة الحفظ، ولقد وطّأت لک یا بُنی البلاد، وذللت لک رقاب العرب الصعاب، وأقمت لک المنار وسهلت لک السبل، وجمعت لک اللجین والعقیان، ومهّدت لک الملک من بعدی تمهیداً، فعلیک یا بنی من الأمور ما قرب مأخذه وسهل مطلبه، وذر عنک ما اعتاص علیک، واعلم یا بُنی أنّ سیاسة الخلافة لا تتم لک إلا بثلاث: بجأش ربیط، وکف أذی، وخلق رحیب، وثلاث أخر: علم ظاهر، وخلق طاهر، ووجه طلق، ثم تردف ذلک بعشر أخر: بالصبر، والأناة، والتودد، والوقار، والسکینة، والمروءة الظاهرة، والشجاعة، والسخاء، والاحتمال للرعیة بما تحب وتکره، ولقد علمت یا بُنی أنّی کنت فی أمر الخلافة خائفاً شبعاً یشهی شهواناً أصبح علیها جزعاً وأمسی هلعاً، حتی أعطانی الناس ثمرة قلوبهم وبادروا إلی طاعتی، فادخل یا بنی من هذه الدنیا فی حلالها واخرج من حرامها، وأنصف الرعیة واقسم فیئهم فیهم بالسویة، واعلم یا بُنی أنّی أخاف علیک من هذه الأمة أن تنازعک فی هذا الأمر الذی قد رفعت لک قواعده، وخصوصاً أربعة نفر من قریش، منهم عبد الرحمن بن أبی بکر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبیر وشبیه أبیه الحسین بن علی، فأما عبد الرحمن بن أبی بکر فإنه إذا صنع أصحابه شیئاً صنع مثلهم وإن لم یصنعوا أمسک، وهو رجل همه النساء ولذة الدنیا، فذره یا بُنی وما یرید ولا تأخذ علیه فی شیء من أمره فلقد علمت ما لأبیه من الفضل علی هذه الأمة وقد یرعی ذمام الوالد فی ولده. وأما عبد الله بن عمر فإنه رجل صدق قد توحش من الناس وآنس إلی العبادة ورضی بالوحدة، فترک الدنیا وتخلی منها فهو لا یأخذ منها شیئاً، وإنّما تجارته من هذه الدنیا کتجارة أبیه عمر بن الخطاب، فأقرئه
ص: 183
منی السلام وتعاهده بالعطاء الموفر أفضل تعاهد. وأما عبد الله بن الزبیر فما أخوفنی أنک تلقی منه عتباً! فإنّه صاحب خلل فی القول وزلل فی الرأی وضعف فی النظر، مفرط فی الأمور مقصر فی الحقوق، وإنّه سیحثو لک کما یحثو الأسد فی عرینه ویراوغک رواغ الثعلب، فإذا أمکنه منک فرصة لعب بک کیف شاء، فکن له یا بنی کذلک، واجزه صاعاً بصاع، واحذه حذو النعل إلا أن یدخل لک فی الصلح والبیعة وبتوبة فأقمه علی ما یرید. وأما الحسین بن علی فأوه أوه یا یزید! ماذا أقول لک فیه! فاحذر أن لا یتعرض لک ومد له حبلاً طویلاً وذره یضرب فی الأرض حیث شاء ولا تؤذه، ولکن ارعد له وابرق، وإیاک والمکاشفة له فی محاربة سل سیف أو محاربة طعن رمح، ثم أعطه ووقره وبجله، فإن حال أحد من أهل بیته فوسع علیهم وأرضهم فإنهم أهل بیت لا یرضیهم إلا الرضی، ولا یسعهم إلا المنزلة الرفیعة، وإیاک یا بنی أن تلقی الله بدمه فتکون من الهالکین.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 184
الأجوبة
العنوان العام: یزید غیر متسامح مع أعدائه
224
العنوان الفرعی: أ/46/6
المصدر: کتاب الفتوح المؤلف: ابن اعثم الکوفی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص 17
متن الإجابة:
قال: فعندها کتب الولید إلی یزید بن معاویة یخبره بما کان من أهل المدینة وما کان من ابن الزبیر وأمر السجن، ثم ذکر له بعد ذلک أمر الحسین بن علی أنّه لیس یری لنا علیه طاعة ولا بیعة. قال: فلما ورد الکتاب علی یزید غضب لذلک غضباً شدیداً، وکان إذا غضب انقلبت عیناه فعاد أحولاً.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 185
ص: 186
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 2216
العنوان الفرعی: ج/14/1
المصدر: الطبقات متتم الصحابة الطبقة الخامسة.
المؤلف: محمد بن سعد
القرن: 3
الجزء والصفحة: ص468-469
متن الشبهة:
[فلما أصبح یومه الذی قتل فیه رحمة الله علیه قال: اللهم أنت ثقتی فی کل کرب ورجائی فی کل شدة وأنت لی فی کل أمر نزل بی ثقة وأنت ولی کل نعمة وصاحب کل حسنة]، [ثم قال حسین لعمر وأصحابه: لا تعجلوا حتی أخبرکم خبری، والله ما أتیتکم حتی أتتنی کتب أماثلکم بأن السنة قد أمیتت والنفاق قد نجم والحدود قد عطلت، فاقدم لعل الله تبارک وتعالی یصلح بک أمة محمد ص فأتیتکم، فإذا کرهتم ذلک فأنا راجع عنکم وارجعوا إلی أنفسکم فانظروا هل یصلح لکم قتلی أو یحل لکم دمی؟ ألست ابن بنت نبیکم وابن ابن عمه؟ وابن أول المؤمنین إیماناً؟ أولیس حمزة والعباس وجعفر عمومتی؟ أولم یبلغکم قول رسول الله ص فیَّ وفی أخی: ،
ص: 187
هذان سیدا شباب أهل الجنة؟، فإن صدقتمونی وإلا فاسألوا جابر بن عبد الله. وأبا سعید الخدری. وأنس بن مالک. وزید بن أرقم]. فقال شمر بن ذی الجوشن: هو یَعْبُدُ الله عَلی حَرْفٍ إن کان یدری ما تقول.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 188
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 37
العنوان الفرعی:
ج/14/2
المصدر: الأخبار الطوال المؤلف: أحمد بن داود الدینوری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص253-254
متن الشبهة:
ثم قال عمر بن سعد لقره بن سفیان الحنظلی (انطلق إلی الحسین، فسله ما أقدمک).
فأتاه، فأبلغه.
فقال الحسین: أبلغه عنی أنّ أهل هذا المصر کتبوا إلیَّ یذکرون أن لا إمام لهم، ویسألوننی القدوم علیهم، فوثقت بهم، فغدروا بی، بعد أن بایعنی منهم ثمانیة عشر ألف رجل، فلما دنوت، فعلمت غرور ما کتبوا به إلیَّ أردت الانصراف إلی حیث منه أقبلت، فمنعنی الحر بن یزید، وسار حتی جعجع بی فی هذا المکان، ولی بک قرابة قریبة، ورحم ماسّة، فأطلقنی حتی انصرف.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 189
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 36
العنوان الفرعی: ج/14/3
المصدر: الأخبار الطوال المؤلف: أحمد بن داود الدینوری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص249
متن الشبهة:
فلما انفتل [الأمام الحسین علیه السلام ] من صلاته حوّل وجهه إلی القوم، ثم قال: «أیها الناس، معذرة إلی الله، ثم إلیکم، إنّی لم آتکم حتی أتتنی کتبکم، وقدمت علیَّ رسلکم، فإن أعطیتمونی ما أطمئن إلیه من عهودکم ومواثیقکم دخلنا معکم مصرکم، وإن تکن الأخری انصرفت من حیث جئت».
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 190
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 61
العنوان الفرعی:
ج/14/6
المصدر: تاریخ الیعقوبی المؤلف: أحمد بن أبی یعقوب
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج2 ص 163
متن الشبهة:
ثم طلب الحسین بن علی إلیه الموادعة، وسألهم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره، واستئصال أهل بیته، فعدوتم علیهم، فقتلوهم کأنما قتلوا أهل بیت من الترک والکفر، فلا شیء عندی أعجب من طلبک ودی ونصری، وقد قتلت بنی أبی، وسیفک یقطر من دمی، وأنت آخذ ثاری، فإن یشأ الله لا یطل لدیک دمی ولا تسبقنی بثأری، وإن سبقتنی به فی الدنیا، فقبلنا ما قتل النبیون وآل النبیین وکان الله الموعد، وکفی به للمظلومین ناصراً، ومن الظالمین منتقماً. فلا یعجبنک أن ظفرت بنا الیوم، فو الله لنظفرن بک یوماً.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 191
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 56
العنوان الفرعی: ج/14/7
المصدر: تاریخ الیعقوبی المؤلف: أحمد بن أبی یعقوب
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج2 ص157- 158
متن الشبهة:
فلما کان من الغد خرج فکلّم القوم، وعظّم علیهم حقه، وذکّرهم الله} ورسوله، وسألهم أن یخلوا بینه وبین الرجوع، فأبوا إلا قتاله، أو أخذه حتی یأتوا به عبید الله بن زیاد، فجعل یکلم القوم بعد القوم والرجل بعد الرجل، فیقولون: ما ندری ما تقول، فأقبل علی أصحابه فقال: إنّ القوم لیسوا یقصدون غیری، وقد قضیتم ما علیکم فانصرفوا، فأنتم فی حل. فقالوا: لا والله، یا ابن رسول الله، حتی تکون أنفسنا قبل نفسک، فجزّاهم الخیر. وخرج زهیر بن القین علی فرس له فنادی: یا أهل الکوفة! نذار لکم من عذاب الله! نذار عباد الله! ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ولد سمیّة، فإن لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم. أیّها الناس! إنّه ما أصبح علی ظهر الأرض ابن بنت نبی إلا الحسین، فلا یعین أحد علی قتله ولو بکلمة إلا نغصه الله الدنیا، وعذّبه أشد عذاب الآخرة.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 192
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 3953
العنوان الفرعی: ج/14/12
المصدر: المحن ج1 المؤلف: محمد بن أحمد أبو العرب
القرن: 4 الجزء والصفحة: ص154
متن الشبهة:
ثم بَعَثَ عبید الله بن زِیَاد عمر ابْن سَعْدٍ یُقَاتِلُهُمْ فَقَالَ الْحُسَیْنُ یَا عُمَرُ اخْتَرْ مِنِّی ثَلاثَ خِصَالٍ إِمَّا أَنْ تَتْرُکَنِی کَمَا جِئْتُ فَإِنْ أَبَیْتَ هَذِهِ فَأُخْرَی تُسَیِّرُونِی إِلَی یَزِیدَ فَأَضَعُ یَدِی فِی یَدِهِ فَیَحْکُمُ فِیَّ بِمَا رَأَی فَإِنْ أَبَیْتَ هَذِهِ فَسَیِّرُونِی إِلَی التُّرْکِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّی أَمُوتَ فَأَرْسَلَ إِلَی ابْنِ زِیَادٍ بِذَلِکَ فَهَمَّ أَنْ یُسَیِّرَهُ إِلَی یزِید فَقَالَ لَهُ الْفَاسِق شمر ابن ذِی الجوشن أَمْکَنَکَ الله مِنْ عَدُوِّکَ وَتُسَیِّرُهُ لَا إِلا أَنْ یَنْزِلَ عَلَی حُکْمِکَ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ لَا إِلا أَنْ تَنْزِلَ عَلَی حُکْمِ ابْنِ زِیَادٍ فَقَالَ الْحُسَیْنُ أَنْزِلُ عَلَی حُکْمِ ابْنِ الْفَاعِلَةِ لَا وَالله لَا أَفْعَلُ
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 193
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 13
العنوان الفرعی:
ج/14/14
المصدر: مروج الذهب المؤلف: المسعوی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج3 ص 73
متن الشبهة:
فلما بلغ الحسین القادسیة لقیه الحر بن یزید التمیمی فقال له: أین ترید یا ابن رسول الله؟ قال: أرید هذا المصر، فَعَرّفَه بقتل مسلم وما کان من خبره، ثم قال: ارجع فإنی لم أدَعْ خلفی خیراً أرجوه لک، فَهَمَّ بالرجوع فقال له إخوةُ مسلمٍ: واللّه لا نرجع حتی نصیب بثأرنا أو نقتل کلنا، فقال الحسین: لا خیر فی الحیاة بعدکم.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 194
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی
313
العنوان الفرعی: ج/14/16
المصدر: شرح الأخبار المؤلف: النعمانی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج3 ص 149
متن الشبهة:
[ملاقاة الحر بالحسین] وأرسل الحر بن یزید الحنظلی [الیربوعی] فی خیل، فلقی الحسین علیه السلام بکربلاء، فتواقفا. وأرسل عبید الله بن زیاد بعد ذلک عمر بن سعد بن أبی وقاص فی عسکر جحفل، وعدة عتیدة. فوافی الحسین علیه السلام ، وقد واقفه الحر بالطف من کربلاء، ولم یکن بینهما قتال. فقال لهم الحسین علیه السلام : ما تریدون منا؟ قالوا: نرید قتلک. قال: ولِمَ؟ قالوا: لأنّک جئت لتفسد أهل هذا المصر - یعنون الکوفة - علی أمیر المؤمنین - یعنون یزید لعنه الله. قال: ما جئت لذلک. قالوا: بلی قد صح عند أمیر المؤمنین. قال: فأنا انصرف إلی المدینة. قالوا: لا، والله لا ندعک لتنصرف. قال: فأنا أمضی إلی یزید حتی أضع یدی فی یده. قالوا: لا، إلا أن تسلم نفسک الینا، فنمضی بک إلی الأمیر - یعنون عبید الله بن زیاد - فیحکم فیک بحکمه. فلما لم یجد عندهم غیر ذلک.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 195
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی
4251
العنوان الفرعی:
ج/14/28
المصدر: ترجمة الإمام الحسین علیه السلام من کتاب تاریخ دمشق المؤلف: ابن عساکر
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص219
متن الشبهة:
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا عبد الصمد بن علی، أنبأنا عبیدالله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزیز، حدثنی أحمد بن محمد بن عیسی، أنبأنا عمرو بن عون، أنبأنا خالد، عن الجریری: عن عبد ربه - أو غیره - أنّ الحسین بن علی لما أرهقه السلاح - [أ] وأخذ له السلاح - قال: ألا تقبلون منی ما کان رسول الله سلام الله علیها یقبل من المشرکین؟ قالوا: وما کان رسول الله سلام الله علیها یقبل من المشرکین؟ قال: إذا جنح أحدهم قبل منه قالوا: لا!!! قال: فدعونی أرجع. قالوا: لا!!! قال: فدعونی آتی أمیر المؤمنین، فأخذ له رجل السلاح فقال له: أبشر بالنار!!! فقال: بل [أبشر] إن شاء الله برحمة ربی} وشفاعة نبییm. فقتل وجئ برأسه حتی وضعه فی طست بین یدی ابن زیاد فبکّته بقضیبه وقال: لقد کان غلاماً صبیحاً. ثم قال: أیکم قاتله؟ فقام الرجل فقال: أنا قتلته. فقال: ما قال لک؟ فأعاد الحدیث فاسود وجهه لعنه الله.
الملاحظات:.................................................................................................................................................
ص: 196
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی
4250
العنوان الفرعی:
ج/14/29
المصدر: ترجمة الإمام الحسین من کتاب تاریخ دمشق المؤلف: ابن عساکر
القرن: 6 الجزء والصفحة: ص 219
متن الشبهة:
قال [عبد الله بن محمد]: وحدثنی عمی قال: حدثنی القاسم ابن سلام، حدثنی حجاج بن محمد: عن أبی معشر، عن بعض مشیخته قال: قال الحسین بن علی حین نزلوا کربلاء: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: کربلاء، قال: کرب وبلاء. وبعث عبیدالله بن زیاد عمر بن سعد، فقاتلهم فقال الحسین: یا عمر اختر منی إحد [ی] ثلاث خصال: إما أن تترکنی أرجع کما جئت، فإن أبیت هذه فسیّرنی إلی یزید فأضع یدی فی یده فیحکم بی ما رأی فإن أبیت هذه فسیّرنی إلی الترک فأقاتلهم حتی أموت. فأرسل [ابن سعد] إلی ابن زیاد بذلک، فهم أن یسیّره إلی یزید، فقال له شمر بن [ذی] جوشن: لا إلا أن ینزل علی حکمک!! فأرسل [ابن زیاد] إلیه بذلک، فقال الحسین: والله لا أفعل. وأبطأ عمر عن قتاله، فأرسل إلیه ابن زیاد شمر بن [ذی] جوشن فقال [له]: أن یقدم عمر یقاتل [فهو] وإلا فاقتله وکن أنت مکانه.
وکان مع عمر قریب من ثلاثین رجلا من أهل الکوفة فقالوا: یعرض علیکم
ص: 197
ابن بنت رسول الله صلی الله علیه آله ثلاث خصال فلا تقبلون منها شیئاً؟ فتحوّلوا مع الحسین فقاتلوا [حتی قتلوا معه].
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 198
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 2942
العنوان الفرعی: ج/14/30
المصدر: المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک المؤلف: ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج5 ص 335
متن الشبهة:
وذلک أنّه أقبل حتی نزل شراف، فبینما هم کذلک إذ طلعت علیهم الخیل، فنزل الحسین علیه السلام ، وأمر بأبنیته فضربت، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحرّ بن یزید التمیمی - وکان صاحب شرطة ابن زیاد - حتی وقفوا مقابل الحسین علیه السلام فی حرّ الظهیرة، فأمر الحسین رجلا فأذّن، ثم خرج فقال: أیها الناس إنّها معذرة إلی الله أو إلیکم، إنّی لم آتکم حتی قدمت علی رسلکم، وأتتنی کتبکم أن أقدم علینا، فلیس لنا إمام، فإن کنتم کارهین انصرفت عنکم إلی المکان الَّذی أقبلت منه.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 199
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 178
العنوان الفرعی:
ج/14/32
المصدر: الکامل فی التاریخ المؤلف: ابن اثیر
القرن: 7 الجزء والصفحة: ج3 ص342
متن الشبهة:
وخرج الحسین إلیهم فحمد الله وأثنی علیه ثم قال: أیّها الناس إنّها معذرة إلی الله وإلیکم إنّی لم آتکم حتی أتتنی کتبکم ورسلکم أن أقدم إلینا فلیس لنا إمام لعل الله أن یجعلنا بک علی الهدی، فقد جئتکم فإن تعطونی ما اطمئن إلیه من عهودکم اقدم مصرکم وإن لم تفعلوا أو کنتم بمقدمی کارهین انصرفت عنکم إلی المکان الذی أقبلت منه فسکتوا وقالوا للمؤذّن أقم فأقام وقال الحسین للحر: أترید أن تصلی أنت بأصحابک فقال: بل صلِّ أنت ونصلی بصلاتک فصلی بهم الحسین ثم دخل واجتمع إلیه أصحابه وانصرف الحر إلی مکانه.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 200
الشبهات
العنوان
العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 3753
العنوان الفرعی: ج/14/41
المصدر: الجوهرة فی نسب الإمام علی واله المولف: البری
القرن: 8 الجزء والصفحة: ص 44
متن الشبهة:
قال له ابن زیاد: أما إذ أخبرتنی فوالله لا خرج لقتاله غیرک. أما والله لو أسرّ إلیَّ کما أسرّإلیک لرددتهم. ویحک ما حفظت وصیة ابن عمک حین رآک لها أهلاً، ثم التقوا مع الحسین بکربلاء: وهو موضع علی الفرات، فأتاه عمر بن سعد فقال: ما هذا المسیر یا أبا عبد الله؟ قال: سرت إلی قوم غرّونی بکتبهم، ولا مرد للقضاء. وإنّی أسأل منکم إحدی ثلاث خلال: إمّا أن تترکونی أرجع من حیث جئت، وإمّا أن تخلّوا بینی وبین الطریق إلی الأعاجم، أقاتل فیهم حتی أموت، وإمّا أن أسیر إلی یزید فأضع یدی فی یده. فأخبر عمر ابن سعد بذلک عبید الله بن زیاد، فقال: لا أعطیه واحدة من الثلاث. ولکن ینزل علی حکمی. فأخبر عمر بن سعد بذلک الحسین فقال: أأنزل علی حکم ابن مرجانة الدعی؟ الموت والله عندی دون ذلک أشهی وأحلی. ومرجانة: أم عبید الله، وهی أمة. ولما أبی عبید الله أن یعطی الحسین واحدة من الخلال الثلاث التی طلب، قالت طائفة من عسکر عبید الله: یعرض علیکم ابن بنت رسول الله واحدة من ثلاث خلال فلم تسعفوه بها! لقد خاب سعیکم، وشقی من یتبعکم. فانصرفوا إلی الحسین، فقتلوا معهF، وأبلی الحسین
ص: 201
فی ذلک الیوم بلاء عظیما، وقتل من عسکر عبید الله أشقیاء کثیرة، حتی قتل علیه السلام . وقتل معه من ولده وولد أخیه الحسن وولد عمه عقیل جماعة لم ینشأ فی الإسلام مثلهم.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 202
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 1248
العنوان الفرعی:
ج/14/42
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج8 ص189
متن الشبهة:
ثُمَّ إِنَّ عُبَیْدَ الله بْنَ زِیَادٍ تَهَدَّدَهُ [ای عمر بن سعد] وَتَوَعَّدَهُ بِالْعَزْلِ وَالْقَتْلِ، فَسَارَ إِلَی الْحُسَیْنِ فَنَازَلَهُ فِی الْمَکَانَ الَّذِی ذَکَرْنَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَی الْحُسَیْنِ الرُّسُلَ: مَا الَّذِی أقْدَمَکَ؟ فَقَالَ کَتَبَ إِلَیَّ أَهْلُ الْکُوفَةِ أَنْ أَقَدَمَ علیهم، فإذ قد کرهونی فأنا راجع إِلَی مَکَّةَ وَأَذَرُکُمْ.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 203
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 1452
العنوان الفرعی:
ج/14/43
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج8 ص194
متن الشبهة:
ثُمَّ قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ ذَرُونِی أَرْجِعْ إِلَی مَأْمَنِی مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالُوا: وَمَا یَمْنَعُکَ أَنْ تَنْزِلَ عَلَی حُکْمِ بنی عمک؟ فقال: معاذ اللَّهِ: «وَقَالَ مُوسَی إِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ مِنْ کُلِّ مُتَکَبِّرٍ لَا یُؤْمِنُ بِیَوْمِ الْحِسَابِ »[غافر: 27]
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 204
الشبهات
العنوان العام: الإمام الحسین علیه السلام یطلب الرجوع من حیث أتی 3818
العنوان الفرعی: ج/14/50
المصدر: الشهید الخالد المؤلف: صالحی نجف آبادی
القرن: معاصر الجزء والصفحة: ص166-167
متن الشبهة:
اقتراح الانصراف والعودة
فی المرحلة الثالثة من نهوضه اقترح الإمام الحسین علیه السلام خمس مرات علی الأقل أن یُترکَ حُرّاً ویُسمَحَ له بالانصراف والعودة:
1- عندما لقیّ «الحُرّ بن یزید» قبل صلاة الظهر وطلب منه - بعد المفاوضات - أن یسمح له بالانصراف والعودة.
2- کرَّر الإمام مرَّة ثانیةً ذلک الاقتراح بعد صلاة العصر.
3- عندما سأله رسولُ «عُمَرِ بن سعد» ما الذی جاء به إلی هنا؟ وماذا یرید؟ أعاد الإمام افتراحه أن یترکوه لینصرف عنهم إن لم یرغبوا فیه.
4- ذکر هذا الاقتراح یوم عاشوراء خلال إحدی خطبه.
5- فی اجتماعه المغلق بعمر بن سعد کرّر الإمام علیه اقتراحه أن یعود إلی الحجاز.
ص: 205
و قد أشارنا سابقاً إلی أربعة من هذه الاقتراحات ونشرح فیما یلی المورد الخامس:
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 206
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الأمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 3130
العنوان الفرعی: ج/14/1
المصدر: مقتل أبی مخنف النسخة المشهورة المؤلف: لوط بن یحیی
القرن: 2 الجزء والصفحة: ص58
متن الإجابة:
ثم نادی الحسین علیه السلام ویلک یا شبث بن ربعی ویا کثیر بن شهاب ویا فلان ویا فلان الم تکتبوا الی ان اقدم علینا لک ما لنا وعلیک ما علینا؟
فقالوا: لم نفعل شیئاً من ذلک.
فقال الحسین علیه السلام : اذا کرهتمونی دعونی انصرف الی ماشئت من الأرض.
فقال قیس ابن اشعث: انزل علی حکم الأمیر ابن زیاد فما تری الا ما تحب.
فقال الحسین علیه السلام : والله لا اعطی بیدی اعطاء الذلیل ولا افر فرار العبید ثم تلا:«وَإِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ » ثم اناخ راحلته وامر عقبة بن سمعان ان یعقلها فعقلها بفاضل زمامها وجلس.
الملاحظات:................................................................................................................................................. .................................................................................
ص: 207
الأجوبة
العنوان العام: عمر بن سعد 735
العنوان الفرعی: ج/14/4
المصدر: أنساب الأشراف ج2 المؤلف: أحمد بن یحیی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص 478
متن الإجابة:
فلما ورد أمر الحسین علی ابن زیاد، أمره أن یسیر إلی الحسین، فإذا فرغ منه سار إلی عمله، فاستعفاه عمر من قتال الحسین، فقال ابن زیاد: نعم أعفیک علی أن تردّ عهدنا علی الری ودستبی. فقال له (عمر): انظرنی یومی هذا. فجاءه حمزة بن المغیرة بن شعبة - وهو ابن أخته - فقال له: یا خال إن سرت إلی الحسین أثمت بربک وقطعت رحمک، فوالله لأن تخرج من دنیاک ومالک خیر من أن تلقی الله بدم الحسین!!! ثم أتی عمر بن سعد ابن زیاد فقال له ابن زیاد: إمّا أن تخرج إلی الحسین بجندنا، وامّا أن تدفع إلینا عهدنا فألح علیه (عمر) بالاستعفاء وألح ابن زیاد بمثل مقالته، فشخص عمر بن سعد إلی الحسین فی أربعة آلاف حتی نزل بإزائه، ثم بعث إلیه یسأله عن سبب مجیئه!!! فقال (الحسین): کتب إلی أهل الکوفة فی القدوم (إلیهم) فأمّا إذا کرهونی فإنّی أنصرف (عنهم).
الملاحظات:................................................................................................................................................. .................................................................................
ص: 208
الأجوبة
العنوان العام: الحسین علیه السلام 758
العنوان الفرعی: مقتل الحسین ج/14/5
المصدر: أنساب الأشراف ج2 المؤلف: أحمد بن یحیی البلاذری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ص488
متن الإجابة:
أیّها الناس إذ کرهتمونی فدعونی أنصرف إلی مأمنی!!! فقال له قیس بن الأشعث: أولا تنزل علی حکم بنی عمک، فإنهم لن یروک إلا ما تحب!!! فقال (له): إنّک أخو أخیک أترید أن یطلبک بنو هاشم بأکثر من دم مسلم بن عقیل الذی غرّه أخوک؟!! والله لا أعطی بیدی إعطاء الذلیل ولا أفر فرار العبید!!! عباد الله (إنّی عذت بربی وربکم أن ترجمون، وإن لم تؤمنوا لی فاعتزلون).
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 209
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الأمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 150
العنوان الفرعی: ج/14/5
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف: ابن جریر الطبری
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص 413-414
متن الإجابة:
(قال أبو مخنف) فأما عبد الرحمن ابن جندب فحدثنی عن عقبة ابن سمعان قال: صحبت حسیناً فخرجت معه من المدینة إلی مکة ومن مکة إلی العراق ولم أفارقه حتی قتل، ولیس من مخاطبته الناس کلمة بالمدینة ولا بمکة ولا فی الطریق ولا بالعراق ولا فی عسکر إلی یوم مقتله إلا وقد سمعتها ألا والله ما أعطاهم ما یتذاکر الناس وما یزعمون من أن یضع یده فی ید یزید بن معاویة ولا أن یسیروه إلی ثغر من ثغور المسلمین، ولکنه قال: دعونی فلأ ذهب فی هذه الأرض العریضة حتی ننظر ما یصیر أمر الناس.
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 210
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الأمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 242
العنوان الفرعی: ج/14/16
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف: ابن جریر الطبری
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص 411
متن الإجابة:
فدعا عمر قرة بن قیس الحنظلی فقال له: ویحک یا قرة الق حسیناً فسله ما جاء به وماذا یرید، قال: فأتاه قرة بن قیس فلما رآه الحسین مقبلاً قال: أتعرفون هذا، فقال: حبیب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تمیمی وهو ابن أختنا ولقد کنت أعرفه بحسن الرأی وما کنت أراه یشهد هذا المشهد، قال: فجاء حتی سلّم علی الحسین وأبلغه رسالة عمر بن سعد إلیه له، فقال: الحسین کتب إلیّ أهل مصرکم هذا أن أقدم فأمّا أذ کرهونی فأنا أنصرف عنهم.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 211
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الأمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 244
العنوان الفرعی: ج/14/17
المصدر: تاریخ الطبری المؤلف: ابن جریر الطبری
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص 411
متن الإجابة:
(قال هشام) عن أبی مخنف قال: حدثنی النضر بن صالح بن حبیب بن زهیر العبسی عن حسان بن فائد ابن بکر العبسی قال: أشهد أنّ کتاب عمر بن سعد جاء إلی عبیدالله بن زیاد وأنا عنده فإذا فیه (بسم الله الرحمن الرحیم) أمّا بعد فإنّی حیث نزلت بالحسین بعثت إلیه رسولی فسألته عما أقدمه وماذا یطلب ویسأل، فقال: کتب إلیّ أهل هذه البلاد وأتتنی رسلهم فسألونی القدوم ففعلت، فأمّا إذ کرهونی فبداً لهم غیر ما أتتنی به رسلهم فأنا منصرف عنهم، فلما قرئ الکتاب علی ابن زیاد قال: الآن إذ علقت مخالبنا به، یرجو النجاة ولات حین مناص، قال: وکتب إلی عمر بن سعد (بسم الله الرحمن الرحیم) أمّا بعد فقد بلغنی کتابک وفهمت ما ذکرت فاعرض علی الحسین أن یبایع لیزید بن معاویة هو وجمیع أصحابه فإذا فعل ذلک رأینا رأینا والسلام، قال: فلما أتی عمر بن سعد الکتاب قال قد حسبت ألّا یقبل ابن زیاد العافیة.
الملاحظات:................................................................
ص: 212
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الأمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 272
العنوان الفرعی:
ج14/19
المصدر: الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد المؤلف: المفید
القرن: 5 الجزء والصفحة: ج2 ص 84
متن الإجابة:
فلما کان من الغد قدم علیهم عمر بن سعد بن أبی وقاص من الکوفة فی أربعة آلاف فارس، فنزل بنینوی وبعث إلی الحسین علیه السلام (عروة بن قیس) الأحمسی فقال له: ائته فسله ما الذی جاء بک؟ وماذا ترید؟ وکان عروة ممن کتب إلی الحسین علیه السلام فاستحیا منه أن یأتیه، فعرض ذلک علی الرؤساء الذین کاتبوه، فکلهم أبی ذلک وکرهه، فقام إلیه کثیر بن عبد الله الشعبی وکان فارساً شجاعاً لا یرد وجهه شئ فقال: أنا أذهب إلیه، ووالله لئن شئت لأفتکن به، فقال له عمر: ما أرید أن تفتک به، ولکن ائته فسله ما الذی جاء بک؟ فأقبل کثیر إلیه، فلما رآه أبو ثمامة الصائدی قال للحسین علیه السلام : أصلحک الله یا أبا عبد الله، قد جاءک شر أهل الأرض، وأجرؤهم علی دم، وأفتکهم. وقام إلیه فقال له: ضع سیفک، قال: لا ولا کرامة، إنّما أنا رسول، فإن سمعتم منی بلغتکم ما أرسلت به إلیکم، وإن أبیتم انصرفت عنکم، قال: فإنی آخذ بقائم سیفک، ثم تکلم بحاجتک، قال: لا والله لا تمسه، فقال له: أخبرنی بما جئت به وأنا أبلغه عنک، ولا أدعک تدنو منه فإنک فاجر، فاستبا وانصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر. فدعا عمر قرة بن قیس الحنظلی فقال له:
ص: 213
ویحک یا قرة، الق حسیناً فسله ما جاء به وماذا یرید؟ فأتاه قرة فلما رآه الحسین مقبلاً قال: أتعرفون هذا؟ فقال له حبیب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تمیم، وهو ابن أختنا، وقد کنت أعرفه بحسن الرأی، وما کنت أراه یشهد هذا المشهد، فجاء حتی سلّم علی الحسین علیه السلام وأبلغه رسالة عمر بن سعد إلیه، فقال له الحسین: کتب إلیّ أهل مصرکم هذا أن أقدم، فأما إذ کرهتمونی فأنا أنصرف عنکم " ثم قال حبیب بن مظاهر: ویحک یا قرة أین ترجع؟! إلی القوم الظالمین؟! انصر هذا الرجل الذی بآبائه أیدک الله بالکرامة، فقال له قرة؟ أرجع إلی صاحبی بجواب رسالته، وأری رأیی. قال: فانصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر؟ فقال عمر: أرجو أن یعافینی الله من حربه وقتاله.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 214
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 5658
العنوان الفرعی: ج/14/23
المصدر: تجارب الأمم المؤلف: ابن مسکویه
القرن: 5
الجزء والصفحة: ج2 ص69
متن الإجابة:
وکان عبید الله بن زیاد قد ولّی عمر بن سعد بن أبی وقّاص الریّ، وکتب عهده علیها، وجهّز معه أربعة آلاف، لأنّ الدیلم کانوا غلبوا علی دستبی، فخرج عمر بن سعد، وکان قد عسکر بحمّام أعین. فلما کان من أمر الحسین ما کان، کتب عبید الله بن زیاد إلی عمر بن سعد أن: سر إلی الحسین، فإذا فرغنا ممّا بیننا وبینه، سرت إلی عملک. فکتب إلیه عمر بن سعد: إن رأیت أن تعفینی، فعلت، فقال عبید الله: نعم، علی أن تردّ إلینا عهدنا، فاستعظم عمر بن سعد أمر الحسین، وکان یستشیر نصحاءه، فلا یشیر علیه أحد به، ثمّ حلا فی قلبه الإمارة، فاستجاب وأقبل فی أربعة آلاف حتّی نزل بالحسین فی غد یوم نزل فیه الحسین بالمکان الذی ذکرناه، فبعث عمر بن سعد من یسأله: ما الذی جاء به. فجاء الرسول حتّی سلّم علی الحسین، وأبلغه رسالة عمر، فقال الحسین: کتب إلیّ أهل مصرکم أن اقدم، فأمّا إذا کرهتمونی، فأنا أنصرف عنهم، فانصرف إلی عمر بجوابه. فقال عمر بن سعد: إنّی لأرجو أن یعافینی الله من حربه، وکتب إلی عبید الله بذلک.
ص: 215
الأجوبة
العنوان العام: إن الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 612
العنوان الفرعی: ج/14/28
المصدر: الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد المؤلف: المفید
القرن: 5 الجزء والصفحة: ج2 ص 84 -85
متن الإجابة:
فلما کان من الغد قدم علیهم عمر بن سعد بن أبی وقاص من الکوفة فی أربعة آلاف فارس، فنزل بنینوی وبعث إلی الحسین علیه السلام (عروة بن قیس) الأحمسی فقال له: ائته فسله ما الذی جاء بک؟ وماذا ترید؟ وکان عروة ممن کتب إلی الحسین علیه السلام فاستحیا منه أن یأتیه، فعرض ذلک علی الرؤساء الذین کاتبوه، فکلهم أبی ذلک وکرهه، فقام إلیه کثیر بن عبد الله الشعبی وکان فارساً شجاعاً لا یرد وجهه شئ فقال: أنا أذهب إلیه، ووالله لئن شئت لأفتکن به، فقال له عمر: ما أرید أن تفتک به، ولکن ائته فسله ما الذی جاء بک؟ فأقبل کثیر إلیه، فلمّا رآه أبو ثمامة الصائدی قال للحسین علیه السلام : أصلحک الله یا أبا عبد الله، قد جاءک شر أهل الأرض، وأجرؤهم علی دم، وأفتکهم. وقام إلیه فقال له: ضع سیفک، قال: لا ولا کرامة، إنّما أنا رسول، فإن سمعتم منی بلّغتکم ما أرسلت به إلیکم، وإن أبیتم انصرفت عنکم، قال: فإنی آخذ بقائم سیفک، ثم تکلم بحاجتک، قال: لا والله لا تمسه، فقال له: أخبرنی بما جئت به وأنا أبلّغه عنک، ولا أدعک تدنو منه فإنک فاجر، فاستبا وانصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر. فدعا عمر قرة بن قیس الحنظلی فقال له:
ص: 216
ویحک یا قرة، الق حسیناً فسله ما جاء به وماذا یرید؟ فأتاه قرة فلما رآه الحسین مقبلاً قال: أتعرفون هذا؟ فقال له حبیب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تمیم، وهو ابن أختنا، وقد کنت أعرفه بحسن الرأی، وما کنت أراه یشهد هذا المشهد. فجاء حتی سلم علی الحسین علیه السلام وأبلغه رسالة عمر بن سعد إلیه، فقال له الحسین: کتب إلیّ أهل مصرکم هذا أن أقدم، فأما إذ کرهتمونی فأنا أنصرف عنکم، ثم قال حبیب بن مظاهر: ویحک یا قرة أین ترجع؟! إلی القوم الظالمین؟! انصر هذا الرجل الذی بآبائه أیدک الله بالکرامة، فقال له قرة؟ أرجع إلی صاحبی بجواب رسالته، وأری رأیی. قال: فانصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر؟ فقال عمر: أرجو أن یعافینی الله من حربه وقتاله، وکتب إلی عبید الله بن زیاد: بسم الله الرحمن الرحیم، أما بعد: فإنی حین نزلت بالحسین بعثت إلیه رسلی، فسألته عما أقدمه، وماذا یطلب؟ فقال: کتب إلیّ أهل هذه البلاد، وأتتنی رسلهم یسألوننی القدوم ففعلت، فأما إذ کرهونی وبدا لهم غیر ما أتتنی به رسلهم، فأنا منصرف عنهم.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 217
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 5265
العنوان الفرعی: ج/5/37
المصدر: المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک المؤلف: ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج5
ص 339
متن الإجابة:
ثم قال الحسین علیه السلام لأعدائه: انسبونی؟ فانظروا من أنا، ثم راجعوا أنفسکم، فانظروا هل یصلح لکم قتلی وانتهاک حرمتی، ألست ابن بنت نبیکم؟ وابن ابن عمه؟ ألیس حمزة سید الشهداء عم أبی؟ وجعفر الطیار عمی؟ فقال شمر [بن ذی الجوشن]: عبدت الله علی غیر حرف إن کنت أدری ما تقول. فقال: أخبرونی، أتطلبونی بقتیل منکم قتلته؟ أو مال لکم أخذته!؟ فلم یکلموه.
فنادی: یا شبث بن ربعی، یا قیس بن الأشعث، یا حجّار، ألم تکتبوا إلیّ؟ قالوا لم نفعل، فقال: فإذا کرهتمونی فدعونی أنصرف عنکم. فقال له قیس: أو لا تنزل علی حکم ابن عمک؟ فإنّه لن یصل إلیک منهم مکروه، فقال: لا والله، لا أعطیهم بیدی إعطاء الذلیل.
الملاحظات:................................................................................................................................................. .................................................................................
ص: 218
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 7806
العنوان الفرعی:
ج/14/38
المصدر: مرآة الزمان فی تاریخ الأعیان المؤلف: للسبط ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج8 ص 122
متن الإجابة:
ولما نزل عُمر بن سعد نِینَوَی؛ استحیی أن یجتمع بالحسین علیه السلام ، فعرض علی الرؤساء أن یذهبوا إلیه ویسألوه: فی أیّ شیء قَدِمَ؟ فکلُّهم أبی ذلک؛ لأنهم کاتبوا الحسین علیه السلام . فقال کثیر بن عبد الله الشعبی - وکان فاتکاً - : أنا أذهب إلیه، وإنْ شئت قتلتُه. فقال عمر: ما أُریدُ قَتْلَه، وإنما أُریدُ سؤاله.
فمضی إلیه، فلم یُمکِّنوه من الوصول إلیه خوفاً منه. فعاد إلی عمر.
فبعثَ قرَّة بن قیس الحنظلی، فجاء وسلَّم علی الحسین علیه السلام ، وأبلغه الرسالة التی من عمر، فقال: إنَّما جئتُ لأنه کتب إلیَّ أهلُ مِصْرِکم بکذا وکذا. فأمَّا إذْ کرهونی؛ انصرفتُ عنهم.
الملاحظات:.................................................................................................................................................................................................................................. .................................................................................
ص: 219
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 2181
العنوان الفرعی: ج/14/65
المصدر: الإتحاف بحب الأشراف المؤلف: عبدالله بن محمدبن عامر الشبراوی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص47- 48
متن الإجابة:
و بعث إلی السّید الحسین رسولاٌ یسأله ما الّذی جاء بک، فقال: کتب أهل مصرکم هذا أن أقدم علیهم ففعلت ذلک، فإذا کرهتمونی فأنا أنصرف عنکم، فکتب عمر إلی ابن زیاد یعرّفه ذلک، فکتب إلیه أن یعرض علی السّید الحسین بیعة یزید فإن فعل رأینا فیه رأینا وإلا فامنعه، ومن معه الماء! فأرسل عمر بن سعد خمسمائة فارس، ونزلوا علی نهر الشّریعة، وحالوا بین السّید الحسین، وبین الماء، وذلک قبل قتله بثلاثة أیام، فمکث ثلاثاٌ لا یذوق الماء، ونادی مناد یا حسین! أ لا تنظر إلی الماء؟ کأنّه کبد السّماء أی بعید، لا تدرک منه قطرة حتّی تموت عطشاٌ، فقال الحسین: اللّهمّ أقتله عطشاٌ فاستجیبت دعوته، فصار ذلک الرّجل یشرب ماء کثیراً، ولا یروی حتّی مات عطشاً.
الملاحظات:................................................................
................................................................................. ................................................................................
ص: 220
الأجوبة
العنوان العام: إنّ الإمام علیه السلام طلب الانصراف عنهم فقط ولم یطلب الرجوع إلی مکة أو المدینة 2457
العنوان الفرعی: ج/14/68
المصدر: الملحمة الحسینیة المؤلف: الشهید مطهری
القرن: معاصر الجزء والصفحة: ص 4
متن الإجابة:
وأما ما نقل عن انصراف الإمام علیه السلام وطلبه تغییر مسیره فهو الانصراف عن التوجه للکوفة ولیس التراجع عن موقفه القاضی بعدم المبایعة أو نقد الحکم والحکومة والعمل بالأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 221
ص: 222
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ »
561
العنوان الفرعی: ه-/9/1
المصدر: مقتل الإمام الحسین علیه السلام (مستل من الطبری) المؤلف: لوط بن یحیی
القرن: 2 الجزء والصفحة: 213- 216
متن الشبهة:
قال ابومخنف - حدثنی ابوجعفر العبسی عن ابی عمارة العبسی قال: فقال یحیی بن الحکم: اخو مروان بن الحکم:
لهام بجنب الطف ادنی
قرابة
من ابن زیاد العبد ذی
الحسب الوغل
سمیة امسی نسلها
عددالح-صی
ولیس لال المصطفی
الیوم من نسل
قال: فضرب یزید بن معاویة فی صدر یحیی بن الحکم وقال: اسکت، قال: ولما جلس یزید بن معاویة دعا اشراف أهل الشام فاجلسهم حوله، ثم دعا بعلی بن
ص: 223
الحسین وصبیان الحسین ونساءه فادخلوا علیه والناس ینظرون، فقال یزید لعلی: یا علی ابوک الذی قطع رحمی وجهل حقی، ونازعنی سلطانی، فصنع الله به ما قد رأیت، قال: فقال علی:«مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ». فقال یزید لابنه خالد: اردد علیه، قال: فما دری خالد ما یرد علیه، فقال له یزید: قل«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » ثم سکت عنه.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 224
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
4905
العنوان الفرعی: ه-/9/2
المصدر: الإمامة والسیاسة المؤلف: ابن قتیبة الدینوری
القرن: 3 الجزء والصفحة: ج2 ص6-7
متن الشبهة:
قال: فقال علی بن الحسین: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ *لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ». قال: فغضب یزید، وجعل یعبث بلحیته، وقال:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ ».
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 225
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
3960
العنوان الفرعی: ه-/9/4
المصدر: المحن المؤلف: محمد بن أحمد أبو العرب
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج1 ص 155-156
متن الشبهة:
قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ حَدَّثَنِی یَزِیدُ بْنُ أَبِی زِیَادٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ أُدْخِلْنَا عَلَی یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ غُلامًا مُغَلَّلِینَ فِی الْجَوَامِعِ وَعَلَیْنَا قُمُصٌ فَقَالَ یَزِیدُ أَحْرَزْتُمْ أَنْفُسَکُمْ لِعَبِیدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَالله مَا عَلِمْتُ بِخُرُوجِ أَبِی عَبْدِ الله حِینَ خَرَجَ وَلا بِقَتْلِهِ حِینَ قُتِلَ قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ »«لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » قَالَ فَغَضِبَ یَزِیدُ وَجَعَلَ یَعْبَثُ بِلِحْیَتِهِ ثُمَّ قَالَ «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ ». یَا أَهْلَ الشَّامِ مَا تَرَوْنَ فِی هَؤُلاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَا تَتَّخِذْ مِنْ کَلْبِ سُوءٍ جَرْوًا فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِیرٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اصْنَعْ بِهِمْ مَا کَانَ یَصْنَعُ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه آله لَوْ رَآهُمْ بِهَذِهِ الْحَیْنَةِ فَقَالَت فَاطِمَة بنت الْحُسَیْن یَا یزِید أبنات رَسُولِ الله سَبَایَا قَالَ فَبَکَی حَتَّی کَادَتْ نَفْسُهُ تَخْرُجُ وَبَکَی أَهْلُ الدَّارِ حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ ثُمَّ قَالَ خَلُّوا عَنْهُمْ وَاذْهَبُوا بِهِمْ إِلَی الْحَمَّامِ فَاغْسِلُوهُمْ وَاضْرِبُوا عَلَیْهِمُ الْقِبَابَ فَفَعَلُوا وَأَمَالَ عَلَیْهِمُ
ص: 226
الْمَطْبَخَ وَکَسَاهُمْ وَأَخْرَجَ لَهُمْ جَوَائِزَ کَثِیرَةً ثُمَّ قَالَ لَوْ کَانَ بَیْنَهُ وَبَیْنَهُمْ نَسَبٌ مَا قَتَلَهُمْ یَعْنِی ابْنَ زِیَادٍ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَی الْمَدِینَة.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 227
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
2911
العنوان الفرعی: ه-/9/6
المصدر: العقد الفرید المؤلف: أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج5 ص130-132
متن الشبهة:
علی بن عبد العزیز عن محمد بن الضحاک بن عثمان الخزاعی عن أبیه، قال: خرج الحسین إلی الکوفة ساخطاً لولایة یزید بن معاویة، فکتب یزید إلی عبید الله ابن زیاد وهو وإلیه بالعراق: إنّه بلغنی أنّ حسیناً سار إلی الکوفة، وقد ابتلی به زمانک بین الأزمان، وبلدک بین البلدان، وابتلیت به من بین العمال، وعنده تعتق أو تعود عبداً. فقتله عبید الله وبعث برأسه وثقله إلی یزید، فلما وضع الرأس بین یدیه تمثل بقول حصین بن الحمام المری:
یفلّقن
هاماً من رجال أعزة
علینا
وهم کانوا أعقّ وأظلما
فقال له علی بن الحسین، وکان فی السبی: کتاب الله أولی بک من الشعر، یقول الله: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ *لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ».
فغضب یزید وجعل یعبث بلحیته، ثم قال: غیر هذا من کتاب الله أولی بک وبأبیک، قال الله. «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » ، ما ترون یا أهل الشام فی هؤلاء. فقال له رجل: لا
ص: 228
تتخذ من کلب سوء جرواً. قال النعمان بن بشیر الأنصاری: انظر ما کان یصنعه رسول الله صلی الله علیه آله بهم لو رآهم فی هذه الحالة فاصنعه بهم. قال: صدقت، خلوا عنهم واضربوا علیهم القباب وأمال علیهم المطبخ وکساهم وأخرج إلیهم جوائز کثیرة، وقال: لو کان بین ابن مرجانة وبینهم نسب ما قتلهم: ثم ردّهم إلی المدینة.
الریاشی قال: أخبرنی محمد بن أبی رجاء قال: أخبرنی أبو معشر عن یزید بن زیاد عن محمد بن الحسین بن علی بن أبی طالب، قال: أتی بنا یزید بن معاویة بعد ما قتل الحسین ونحن اثنا عشر غلاماً. وکان أکبرنا یومئذ علی بن الحسین، فأدخلنا علیه، وکان کل واحد منا مغلولة یده إلی عنقه، فقال لنا: أحرزت أنفسکم عبید أهل العراق، وما علمت بخروج أبی عبد الله ولا بقتله.
أبو الحسن المدائنی عن إسحاق عن إسماعیل بن سفیان عن أبی موسی عن الحسن البصری، قال: قتل مع الحسین ستة عشر من أهل بیته، والله ما کان علی الأرض یومئذ أهل بیت یشبّهون بهم. وحمل أهل الشام بنات رسول الله صلی الله علیه آله سبایا علی أحقاب الإبل. فلما أدخلن علی یزید، قالت فاطمة ابنة الحسین: یا یزید، أبنات رسول الله صلی الله علیه آله سبایا؟ قال: بل حرائر کرام، ادخلی علی بنات عمک تجدیهن قد فعلن ما فعلن، قالت فاطمة: فدخلت إلیهن، فما وجدت فیهن سفیانیة إلا متلدّمة تبکی، وقالت بنت عقیل بن أبی طالب ترثی الحسین ومن أصیب معه:
ص: 229
عینی أبکی بعبرة وعویل
واندبی إن ندبت آل الرسول
ستة کلهم لصلب علیّ
قد أصیبوا وخمسة لعقیل
الملاحظات:.................................................................................................................................................
.................................................................................
.................................................................................
.................................................................................
ص: 230
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
2863
العنوان الفرعی: ه-/9/7
المصدر: المعجم الکبیر المؤلف: سلیمان بن أحمد بن أیوب اللخمی الطبرانی
القرن: 4 الجزء والصفحة: ج 3 ص103
متن الشبهة:
فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام : «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ » [الحدید: 22]. فَثَقُلَ عَلَی یَزِیدَ أَنْ یَتَمَثَّلَ بِبَیْتِ شِعْرٍ، وَتَلَا عَلِیٌّ آیَةً مِنْ کِتَابِ اللهِ}، فَقَالَ یَزِیدُ: (بَلْ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ ویَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ). فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام : «أَمَا وَاللهِ لَوْ رَآنَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه آله مَغْلُولِینَ
لَأَحَبَّ أَنْ یُخَلِّیَنَا مِنَ الْغُلِّ». قَالَ: صَدَقْتَ، فَخَلُّوهُمْ مِنَ الْغُلِّ. قَالَ: «وَلَوْ وَقَفْنَا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه آله عَلَی بُعْدٍ لَأَحَبَّ أَنْ یُقَرِّبَنَا». قَالَ: صَدَقْتَ، فَقَرِّبُوهُمْ. فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ وَسُکَیْنَةُ یَتَطَاوَلَانِ لِتَرَیَا رَأْسَ أَبِیهِمَا، وَجَعَلَ یَزِیدُ یَتَطَاوَلُ فِی مَجْلِسِهِ لِیَسْتُرَ عَنْهُمَا رَأْسَ أَبِیهِمَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَجُهِّزُوا، فَأَصْلَحَ إِلَیْهِمْ، وَأُخْرِجُوا إِلَی الْمَدِینَةِ.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 231
.................................................................................
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
638
العنوان الفرعی: ه-/9/9
المصدر: الإرشاد فی معرفة الحجج علی العباد المؤلف: المفید
القرن: 5 الجزء والصفحة: ج2 ص 119-120
متن الشبهة:
ثم إنَ عبید الله بن زیاد بعد إنفاذه برأس الحسین علیه السلام أمر بنسائه وصبیانه فجهزوا، وأمر بعلی بن الحسین فغل بغل إلی عنقه، ثم سرح بهم فی أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذی وشمر بن ذی الجوشن، فانطلقوا بهم حتی لحقوا بالقوم الذین معهم الرأس، ولم یکن علی بن الحسین علیه السلام یکلم أحداً من القوم فی الطریق کلمة حتی بلغوا، فلما انتهوا إلی باب یزید رفع مجفر بنثعلبة صوته فقال: هذا مجفر بن ثعلبة أتی أمیر المؤمنین باللئام الفجرة، فأجابه علی بن الحسین سلام الله علیها : ما ولدت أم مجفر أشر وألأم. قال: ولمّا وضعت الرؤوس بین یدی یزید وفیها رأس الحسین علیه السلام قال یزید:
نفلق هاماً من رجال
أعزة
علینا وهم کانوا
أعق وأظلما
فقال یحیی بن الحکم - أخو مروان بن الحکم - وکان جالساً مع یزید:
لهام بأدنی الطف
أدنی قرابة
من ابن زیاد العبد
ذی الحسب الرذل
أمیة أمسی نسلها
عدد الح-صی
وبنت رسول الله
لیس لها نسل
ص: 232
فضرب یزید فی صدر یحیی بن الحکم وقال: اسکت، ثم قال لعلی بن الحسین: یا أبی حسین، أبوک قطع رحمی وجهل حقی ونازعنی سلطانی، فصنع الله به ما قد رأیت. فقال علی بن الحسین: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ ». فقال یزید لابنه خالد: أردد علیه، فلم یدر خالد ما یرد علیه. فقال له یزید: قل «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ ».
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 233
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
4276
العنوان الفرعی: ه-/9/14
المصدر: الدر النظیم المؤلف: یوسف بن حاتم الشامی
القرن: 7 الجزء والصفحة: ص565
متن الشبهة:
قیل: ولمّا وضعت الرؤوس بین یدی یزید لعنه الله وفیها رأس الحسین علیه السلام قال:
یفلق هاماً من رجال
أعزة
علینا وهم کانوا أعق
وأظلما
ثم قال لعلی بن الحسین علیه السلام : یا بن حسین أبوک قطع رحمی وجهل حقی ونازعنی سلطانی فصنع الله به ما قد رأیت. فقال علی بن الحسین سلام الله علیها :«مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ » فقال یزید لابنه خالد: أردد علیه. فلم یدر خالد ما یرد. علیه فقال له یزید: قل له:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ ».
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 234
الشبهات
العنوان العام: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ»
1459
العنوان الفرعی: ه-/9/18
المصدر: البدایة والنهایة المؤلف: إسماعیل بن کثیر الدمشقی
القرن: 8 الجزء والصفحة: ج8 ص211
متن الشبهة:
فلما دخلت الرؤوس والنساء علی یزید دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعلی بن الحسین وصبیان الحسین ونسائه، فأدخلن علیه والناس ینظرون، فقال لعلی بن الحسین: یا علی أبوک قَطَعَ رَحِمِی وَجَهِلَ حَقِّی وَنَازَعَنِی سُلْطَانِی، فَصَنَعَ الله بِهِ مَا قَدْ رَأَیْتَ. فَقَالَ عَلِیٌّ: (ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) [الحدید: 22] فقال یزید لابنه خالد: أجبه. قَالَ: فَمَا دَرَی خَالِدٌ مَا یَرُدُّ عَلَیْهِ، فقال له یزید: قل: (ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ) [الشوری: 30] فَسَکَتَ عَنْهُ سَاعَةً ثُمَّ دَعَا بِالنِّسَاءِ وَالصِّبْیَانِ فَرَأَی هَیْئَةً قَبِیحَةً، فَقَالَ: قَبَّحَ الله ابْنَ مَرْجَانَةَ، لو کانت بینهم وبینه قرابة ورحم ما فعل هذا بهم، وَلَا بَعَثَ بِکُمْ هَکَذَا.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 235
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...» 5875
العنوان الفرعی:
ه-/9/1
المصدر: مقتل الإمام الحسین علیه السلام (النسخة المشهورة) المؤلف: أبو مخنف
القرن: 2 الجزء والصفحة: ص140
متن الإجابة:
قال: واقبل یؤید علی علی بن الحسین علیه السلام وقال من هذا؟ فقیل علی بن الحسین علیه السلام فقال: یقولون: علی بن الحسین قتل.
فقال: بلی الذی قتل هو الأکبر وانا الأصغر.
فقال له انت الذی اراد ابوک ان یکون خلیفة الحمد لله الذی امکننی منه وجعلکم اسری بین یدی یراکم القریب والبعید والحر والعبد ما لکم من ناصر ولا کفیل.
فقال له علی بن الحسین علیه السلام : من کان أحق من أبی بالخلافة وهو ابن بنت نبیکم یا یزید اما سمعت قوله تعالی: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ *لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » فغضب یزید وقال: یا
ص: 236
غلام کأنک تعرض بنا وامر بضرب عنقه.
فبکی علی علیه السلام وقال:
انادیک یا
جداه یا خیر مرسل
حسینک
مقتول ونسلک ضایع
وآلک
امسوا کالاماء بذلة
تشاع
لهم بین الانام فجایع
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 237
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»
5293
العنوان الفرعی:
ه-/9/2
المصدر: المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک المؤلف: ابن الجوزی
القرن: 6 الجزء والصفحة: ج5 ص343
متن الإجابة:
قَالَ علماء السیر: ثم [دعا] یزید بعلی بن الحسین وصبیان الحسین ونسائه، فأدخلوا علیه فقَالَ لعلی: یا علی، أبوک الذی قطع رحمی، وجهل حقی، ونازعنی سلطانی، فصنع الله به ما رأیت. فقَالَ علی: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ ». ثم دعا بالنساء والصبیان، فأجلسوا بین یدیه.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 238
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»
7085
العنوان الفرعی: ه-/9/3
المصدر: الجوهرة فی نسب الإمام علی وآله المؤلف: البری
القرن: 8
الجزء والصفحة: ص45
متن الإجابة:
ولمّا أدخل أهله علی یزید بن معاویة بالشام، وهم فی حال سیئة، وکانوا علی الأقتاب، لم یوطأ فی طریقهم إلیه. قالت له أم کلثوم بنت علی من غیر فاطمة: یا یزید، بنات رسول الله سبایا أذلة!! فقال: بل کرام أعزة، وبکی، وأمر بإدخالهم إلی حرمه، وجعل بین یدی یزید علی بن الحسین الأصغر، وهو زین العابدین، وکان علی الأکبر قتل مع الحسین مع جملة من قتل من بنیه وبنی أخیه الحسن وبنی عمه عقیل، فقرأ یزید:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ ». فقال: لا تقل ذلک یا یزید، ولکن قل: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ » .
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 239
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»
5137
العنوان الفرعی: ه-/9/4
المصدر: الفصول المهمة فی معرفة الأئمة المؤلف: علیّ بن محمّد بن أحمد المالکی المکی
القرن: 9 الجزء والصفحة: ج 2 ص 837
متن الإجابة:
ثمّ أمر بعلی بن الحسین علیه السلام فأدخل علیه مغلولاً فقال علی: یا یزید لو رآنا رسول اللّه سلام الله علیها مغلولین لفکّه عنّا، قال: صدقت وأمر بفکّه عنه، فقال: ولو رآنا رسول اللّه سلام الله علیها علی بعد لأحبّ أن یقرّبنا، فأمر به فقرّب منه.
ثمّ قال له یزید: ایه یا علی بن الحسین إنّ أباک الّذی قطع رحمی وجهل حقّی ونازعنی سلطانی فنزل به ما رأیت، فقال علی علیه السلام : «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ *لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » فقال یزید:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » فقال علی علیه السلام : هذا فی حقّ من ظلم لا فی من ظلم.
الملاحظات:..................................................................................................................................................................................................................................
ص: 240
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»
3650
العنوان الفرعی:
ه-/9/5
المصدر: قید الشرید من أخبار یزید المؤلف: ابن طولون
القرن: العاشر الجزء والصفحة: ص50
متن الأجابة:
روی عن علی بن الحسین قال: «أدخلنا علی یزید ونحن اثنا عشر غلاماً فقال: والله ما علمت بخروج أبی عبد الله - یعنی الحسین بن علی - حین خرج ولا بقتله حین قتل». ثم قال:«مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ ...»الآیة. فقال له النعمان بن بشیر: اصنع بهم ما کان یصنع بهم رسول الله صلی الله علیه آله لو رآهم بهذه الصورة - فبکی بکاءً شدیداً وبکی أهل الدار حتی علت أصواتهم، ثم قال: «فکلوا عنهم الغل وفک الغل بیده من عنق علی بن الحسین وأمر بحملهم إلی الحمام وغسلهم وأمر بضرب القباب علیهم، وأمر لهم بالطبخ وکساهم وأخرجهم جوائز کثیرة».
الملاحظات:...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 241
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»
9152
العنوان الفرعی: ه-/9/7
المصدر: جلاء العیون المؤلف: المجلسی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص327- 328
متن الإجابة:
روی علی بن إبراهیم: قال الصادق علیه السلام : لمّا أدخل رأس الحسین بن علی سلام الله علیها علی یزید لعنه الله وادخل علیه علی بن الحسین سلام الله علیها وبنات أمیر المؤمنین علیهم السلام ، کان علی بن الحسین علیه السلام مقیداً مغلولاً فقال یزید لعنه الله: یا علی بن الحسین الحمد لله الذی قتل أباک، فقال علی بن الحسین: لعنة الله علی من قتل أبی قال: فغضب یزید وأمر بضرب عنقه فقال علی بن الحسین: فإذا قتلتنی فبنات رسول الله من یردّهم إلی منازلهم ولیس لهم محرم غیری؟ فقال: أنت تردهم إلی منازلهم، ثم دعا بمبرد فأقبل یبرد الجامعة من عنقه بیده ثم قال له: یا علی بن الحسین: أتدری ما الذی أرید بذلک؟ قال: بلی ترید أن لا یکون لأحد علی منة غیرک، فقال یزید: هذا والله ما أردت، ثم قال یزید: یا علی بن الحسین«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ» فقال علی بن الحسین: کلا ما هذه فینا نزلت، إنما نزلت فینا «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ » فنحن
ص: 242
الذین لا نأسی علی ما فاتنا، ولا نفرح بما آتانا منها.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 243
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...» 8984
العنوان الفرعی:
ه-/9/8
المصدر: جلاء العیون المؤلف: المجلسی
القرن: 12 الجزء والصفحة: ص126-127
متن الإجابة:
التفسیر: عن أبیه، عن الحسن بن محبوب، عن علی بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » قال: أرأیت ما أصاب علیاً وأهل بیته هو بما کسبت أیدیهم؟ وهم أهل طهارة معصومین؟ قال: إنّ رسول الله سلام الله علیها کان یتوب إلی الله ویستغفره فی کل یوم ولیلة مائة مرة من غیر ذنب، إنّ الله یخص أولیاءه بالمصائب لیأجرهم علیها من غیر ذنب.
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 244
الأجوبة
العنوان العام: دحض محاولة یزید باتهامه أهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ...»7434
العنوان الفرعی:
ه-/9/9
المصدر: إکسیر العبادات المؤلف: الدربندی
القرن: 13 الجزء والصفحة: ج1 ص 69-74
متن الإجابة:
وفی خبر محمد بن الولید قال: «سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله تعالی: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ »(2)
قال: فقال: یتوب ویعفو عن کثیر.
قال: قلت له: ما أصاب علیاً علیه السلام وأشباهه من أهل بیته من ذلک؟
قال: فقال: إنّ رسول الله سلام الله علیها کان یتوب إلی الله} کل یوم سبعین مرة من غیر ذنب».
وفی خبر القطان، عن السّکری، عن الجوهری، عن أبیه، عن جعفر بن محمد، عن أبیه سلام الله علیها قال: إن أیوب علیه السلام ابتلی سبع سنین من غیر ذنب، وإنّ الأنبیاء علیهم السلام لا یذنبون لانهم معصومون مطهرون، لا یذنبون ولا یزیغون ولا یرتکبون ذنباً صغیراً ولا کبیراً.
وقال علیه السلام : إنّ أیوب علیه السلام من جمیع ما ابتلی به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قیح، ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه أحد شاهده، ولا تدود شیء من جسده، وهکذا یصنع الله} بجمیع من یبتلیه
ص: 245
من أنبیائه المکرمین علیه، وإنّما اجتنبه الناس لفقره وضعفه فی ظاهر أمره، لجهلهم بما له عند ربه تعالی، من التأیید والفرج...، وقد قال النبی سلام الله علیها : «أعظم الناس بلاءً الأنبیاء ثم الأمثل فالأمثل».
وإنّما ابتلاه الله} بالبلاء العظیم الذی یهون معه علی جمیع الناس، لئلا یدعوا له الربوبیّة إذا شاهد وما أراد الله أن یوصله إلیه من عظائم نعمه تعالی متی شاهدوه، ولیستدلوا بذلک علی أنّ الثواب من الله تعالی علی ضربین: استحقاق واختصاص، ولئلا یحتقروا ضعیفاً لضعفه، ولا فقیراً لفقره، ولا مریضاً لمرضه، ولیعلموا أنّه یسقم من یشاء، ویشفی من یشاء، متی شاء، کیف شاء، بأی سبب شاء، ویجعل ذلک عبرة لمن شاء، وشقاوة لمن شاء، وهو} فی جمیع ذلک عدل فی قضائه، وحکیم فی أفعاله: لا یفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة لهم إلّا به.
وقال الصدوق: حدثنی أبی، عن سعد، عن ابن عیسی، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سألت أبا عبدالله علیه السلام عن قول الله}:«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ » أرأیت ما أصاب علیاً وأهل بیته هو بما کسبت أیدیهم، وهم أهل بیت طهارة ومعصومون؟
فقال: إنّ رسول الله سلام الله علیها کان یتوب إلی الله} ویستغفره فی کل یوم ولیلة مائة مرة من غیر ذنب، إنّ الله} یخص أولیاءه بالمصائب لیأجرهم علیها من غیر ذنب.
وفی روایة أحمد بن محمد ومحمد بن الحسین، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن ضریس قال: سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول وأناس من أصحابه حوله: وأعجب من قوم یتولوننا ویجعلوننا أئمة، ویصفون بأن طاعتنا علیهم مفترضة کطاعة الله تعالی، ثم یکسرون حجتهم ویخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فینقصونا حقّنا، ویعیبون ذلک علی من أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا، والتسلیم لأمرنا... أترون أنّ الله تبارک وتعالی افترض طاعة أولیائه علی عباده، ثم یخفی عنهم أخبار السماوات والأرض،
ص: 246
ویقطع عنهم مواد العلم فیما یرد علیهم مما فیه قوام دینهم ؟ فقال له حمران: جلعت
فداک یا أبا جعفر أرأیت ما کان من أمر قیام علی بن أبی طالب والحسن والحسین علیهم السلام وخروجهم وقیامهم بدین الله}، وما أصیبوا به من قتل الطواغیت إیاهم والظفر بهم، حتی قتلوا أو غلبوا؟
فقال أبوجعفر علیه السلام : یا حمران... إنّ الله تبارک تبارک وتعالی قد کان قدّر علیهم ذلک وقضاه وأمضاه وحتّمه، علی سبیل الاختیار ثم أجراه، فبتقدم علم إلیهم من رسول الله سلام الله علیها قام علی والحسن والحسین علیهم السلام ، وبعلم صمت من صمت منا. ولو أنّهم یا حمران حیث نزل بهم ما نزل من أمر الله وإظهار الطواغیت علیهم، سألوا الله} دفع ذلک عنهم، وألحّوا علیه فی طلب إزالة ملک الطواغیت وذهاب ملکهم، إذا لأجابهم ودفع ذلک عنهم، ثم کان انقضاء مده الطواغیت أسرع من سلک منظوم انقطع فتبدد، وما کان الذی أصابهم یا حمران.
فإن قلت: إنّ ما ذکر فی الخبر الأول - أی خبر محمد بن إبراهیم الطالقانی - وذلک قول الحسین بن روح رحمة الله علیه : لأن أخرَّ من السماء... إلی قوله: من أن أقول فی دین الله تعالی برأیی ومن عند نفسی، یخرّب بنیان ما أنتم علیه من ذکر الوجوه والأسرار فی کل باب وفی کل مجلس من مجالس هذا الکتاب...
فإنّه لا شک فی أنّ جملة کثیرة من تلک الوجوه والأسرار لو لم نقل کلّها لیست بمسموعة من الأصول الملکوتیة والحجج الإلهیّة، أعنی المعصومین من آل طه ویس علیهم السلام .
قلت: إنّ الفرق بین حال الحسین بن روح رحمة الله علیه وزمانه وبین حالنا وزماننا فی غایة الوضوح، لأنّه کان باباً من أبواب الأصل، ووکیلاً خاصاً من وکلاء الحجة عجل الله تعالی فرجه ونائباً من نوابه، فلا ینبغی لمثله أن یفتی إلا بالمسموع من الأصل الحجة عجل الله تعالی فرجه لأن مقامه علی النهج الذی کان له الواقع وعلی النمط الذی أشیر إلیه فی الخبر من أنّه ابتدأ فی الکلام بالجواب عمّا کان محمد بن إبراهیم یتحدّث به نفسه ویختلج فی صدره، یأبی عن الإفتاء
ص: 247
والتحدث إلا بما سمعه وأخذه من الحجة علیه السلام ، سواء کان
ذلک الأخذ علی نمط الخصوص أو العموم...
وبالجملة فإنّ الفرق الواضح بین حاله وزمانه وبین حالنا وزماننا مما لا ینکر... ثم لا یخفی علیک أنّ ما نذکره من الوجوه والأسرار فی کل باب ومجلس وإن لم یکن من الأمور المسموعة بخصوصها من الحجج المعصومین، إلا أنّ ذلک أیضاً ممّا نستنبطه بالاستمداد من أرواحهم القدسیة، ولا سیما بالاستمداد من حجّة العصر عجل الله تعالی فرجه والأمور الملهمة بالتوسل إلی الله تعالی بهم علیهم السلام فیوفق الله تعالی حینئذٍ للتدبّرات والتفّکرات المستقیمة والمراجعة إلی الأصول والقواعد العقلیة والنقلیة التی لا یذم ولا یلام المراجع إلیها، علی أنّ جملة منها قد استنبطناها من العمومات، وجملة أخری من فحاوی کلمات المعصومین علیهم السلام ومطاویها، وجملة أخری منها لیست إلا وجوه الجمع والتوفیق بین الأخبار المتناقضة... وإن شئت أن تعبّر بنمط أخصر فقل إنّ ما نذکره فیه من الوجوه والأسرار لیس من قبیل ما سأله ذلک السائل... فافهم ولا تغفل.
ثم لا یخفی علیک أن ماذکره الحسین بن روح رحمة الله علیه کما یحتمل ان یکون هو السر الواقعی، بمعنی ان السر فی الشهادة لیس إلا ما أشار إلیه، فکذا یحتمل أن یکون ما ذکره مما یدخل فی المقام، أو هو أحد الأسرار العدیدة الواقعیّة، ولکن وجه إختصاصه بالذکر فی الجواب هو أنه قد علم أن الشّبهة - أی شبهة السائل – لا تزول إلا بهذا، وإنه مما یکفی فی زوال شبهته، أو أنه أقبرب إلی فهم السائل من سائر الوجوه والأسرار...
فالحق أن المصیر إلی الإحتمال الأوّل مما یدفعه وجوه غیر خفیّة علی الفطن، فحینئذ یؤخذ الإحتمال الثانی جدا من غیر فرق بین شقوقه المذکورة.
ثم لا یخفی علیک أن الشهادة قد علّلت فی الأخبار بأمور، فمنها ما مرّ فی هذا الحدیث الذی کنا فی صد بیانه، ومنها ما فی جملة أخری من الأخبار، وهو أن ذلک
ص: 248
لأجل نجاة العاصین من محبّی أهل البیت العصمة علیهم السلام عن النار، ومنها ما فی جملة أخری من الأخبار، وهو أن الله تعالی قد شاء أن یراه مقتولا...
و منها ما فی جملة من الروایات، وذلک ان فی الجنة درجة لا ینالها إلا بالشهادة... الی غیر ذلک من التعلیلات الواقعة فی الأخبار.
فکل تلک الأخبار مذکورة فی هذا الکتاب... ولا یخفی علیک أن الآثار والفوائد المترتّبة علی الشهادة والمنبعثة عنها أکثر من أن تحصی، وأوفر من أن تستقصی، أما تری أنها من أدلّ الدلالات وأصطع الشّواهد وأقطعها فی باب دلائل النبوّة الخاصة...
و هکذا فی حقیّة مذهب الإمامیة ؟، وکیف لا... فإن جموعا کثیرة وطوائف وفیرة من کلّ صقع من أصقاع العالم من شیعة آل محمد سلام الله علیها یقصدون زیارة هذا المشهد المقدّس وهذا القبر الشریف، فیتحملون فی السّبل والطّرق من الأذی والقتل والسّلب ما لا یُتحمّل عادةً، فیظلمون ویضطهدون ویذلّلون فی الطرق والسّبل...
فجمع منهم یقتلون فی أثناء السّیر والسّفر، وجمع منهم یسلبون عن أموالهم وزاد طرقهم ونفقة سبیلهم، فیسیرون فی باقی المسافات والطرق متسکّعین وماشین حفاة ولا تؤثر هذه الحالات فی السامعین لها والمطّلعین علیها والمتخلفین فی البلدان، إلا کمال الإعتقاد وزیادة الشّوق والتوق بالنسبة لزیارة القبر المطهّر – زاد الله عزته وشرفه - فیقصده فی العام الآتی أکثر ممّا فی العام الأوّل.
فهذا الشّوق الکامل والتّوق الأتم فی باب الزیارة والسعی إلیها، مما فیه الرّجال والنّساء والشبّان والکهول والشّیوخ الهرمة والأطفال والشریف والوضیع سواء، حتی أن جمعا کثیرا یقصدون الزیارة من مسافات بعیدة فی غایة البعد بلا تحقّق مرکوب ولا زاد ونفقة، بل بالمشی علی الحفاء، وبذل ماء الوجه بالسؤال حین
ص: 249
الإحتیاج إلی الغذاء.
بل أن جمعا منهم یطوون علی الخمص الحوایا کأنها خیوطة ماریّ، تغار وتفتل... هنیئا لهم ثم هنیئا.
فهذا کلّه من الأمور الواقعة المتحققه من بعد زمن الشهادة إلی هذا الزمان، ویبقی بعد ذلک مدی الدّهور والأزمان، فلا یتمکّن من بعد ذلک من المنع عن ذلک ظالم عنود والا کافر جحود ن کما لم یبمکّن من قبلهم من کفّار بنی أمیّة وطغاة بنی العباس (لع).
فهذا الأحوال وتزاحم الزوّار فی القبر الشریف – زاد الله تعالی شرفه - وبکائهم ونحیبهم وتضرعهم وإبتهالهم إلی الله تعالی عنده مما وصل أخبارها إلی أصقاع العالم وجوانبه، فسارت سیر الرّکبان، فاطلعت علیها الطوائف المختلفة وأصحاب الأدیان والطرق المتشتتة...
الملاحظات:....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ص: 250
!" عجل الله تعالی فرجه
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی أشرف خلقه محمد وعلی أهل بیته الطیبین الطاهرین.
أمّا بعد، فقد ورد فی بعض النصوص أنّ النبی صلی الله علیه و آله فدی الإمام الحسین علیه السلام بابنه إبراهیم علیه السلام ، وذلک حین خیّره الله بین موت ابنه إبراهیم علیه السلام وموت الحسین علیه السلام ، فاختار موت إبراهیم علیه السلام وبقاء الحسین علیه السلام ، فکان صلی الله علیه و آله یقول للحسین علیه السلام عندما یُقبِل: «فدیتُ مَن فدیتُه بابنی إبراهیم»، وهذه إن ثبتت فهی فضیلة للإمام الحسین علیه السلام ، وإن لم تثبت فلا تنقص من مقام الإمام الحسین علیه السلام ومنزلته شیئاً وقد ملأت فضائله الخافقین. وإنّما بحثنا هذا الموضوع لأن بعض المخالفین أثاروا بعض الشبهات حوله، فکان ضمن حلقات موسوعة رد الشبهات المتعلقة بالإمام الحسین علیه السلام والتی یقوم بإعدادها قسم رد الشبهات فی مؤسسة وارث الأنبیاء للدراسات التخصصیة فی النهضة الحسینیة.
الشبهة:
إنّ حدیث فداء النبی صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بإبراهیم علیه السلام موضوع، ولم یروه أحد من العلماء، ولیس له إسناد، وهو من أحادیث الجهال، وفیه تصغیر لشأن ابن النبی صلی الله علیه و آله وتحقیر له مقابل الإمام الحسین علیه السلام .
ص: 251
متن الشبهة:
قال ابن الجوزی (ت 597ه-) فی الموضوعات: «باب فی فضل الحسین، فیه أحادیث:
الحدیث الأول: فی فدائه بإبراهیم: أنبأنا أبو منصور القزاز، أنبأنا أبو بکر بن ثابت، أنبأنا أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقری، حدثنا محمد بن الحسن النقاش، حدثنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، حدثنا إدریس بن عیسی المخزومی، حدثنا یزید بن الحباب، حدثنا سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن عباس، قال: کنت عند النبی صلی الله علیه آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی، تارة یقبل هذا وتارة یقبل هذا، إذ هبط علیه جبریل بوحی من رب العالمین، فلما سری عنه، قال: أتانی جبریل من ربی، فقال: یا محمد إنّ ربک یقرئک السلام ویقول لک: لست أجمعهما، فافتد أحدهما، فنظر النبی صلی الله علیه آله إلی إبراهیم فبکی، ونظر إلی الحسین فبکی، ثم قال: إنّ إبراهیم أمّه أمة ومتی مات لم یحزن علیه غیری، وأم الحسین فاطمة وأبوه علی ابن عمی ولحمی ودمی، ومتی مات حزنت علیه ابنتی وحزن ابن عمی وحزنت أنا علیه، وأنا أوثر حزنی علی حزنهما، یا جبریل یقبض إبراهیم، فدیته بإبراهیم.
قال: فقبض بعد ثلاث، فکان النبی صلی الله علیه آله إذا رأی الحسین مقبلاً قبّله وضمّه إلی صدره ورشف ثنایاه وقال: فدیت من فدیته بابنی إبراهیم.
هذا حدیث موضوع، قبح الله واضعه، فما أفظعه! ولا أری الآفة فیه إلا من أبی بکر النقاش؛ فإنه دلس ابن صاعد فیه فقال یحیی [بن] محمد بن عبد الملک الخیاط، فتدلیسه إیاه دلیل شر. قال طلحة بن محمد الشاهد: کان النقاش یکذب فی الحدیث. وقال البرقانی: کل حدیثه منکر. قال الخطیب: دلس النقاش ابن صاعد فی هذا الحدیث. قال: ومن روی مثل هذا سقطت عدالته وترک الاحتجاج به. وفی حدیث النقاش مناکیر بأسانید مشهورة. وقال الدارقطنی: هذا الحدیث باطل، وأحسب أنّه
ص: 252
وقع إلی النقاش کتاب لرجل غیر موثوق به، وقد وضعه فی کتابه، أو وُضِع له علی أبی محمد بن صاعد، فظن أنّه من صحیح حدیثه فرواه فظن أنه [أن]((1)) سماعه من ابن صاعد»((2)).
وقال ابن تیمیة (ت 728ه-) فی معرض رده علی العلّامة الحلی الحسن بن یوسف بن المطهر رحمة الله علیه (ت 726ه-):
«وأما الحدیث الذی رواه أنّ النبی صلی الله علیه آله أخذ یوماً الحسین علی فخذه الأیمن، وولده إبراهیم علی فخذه الأیسر، فنزل جبریل وقال: إنّ الله تعالی لم یکن لیجمع لک بینهما فاختر من شئت منهما، فقال النبی صلی الله علیه آله : إذا مات الحسین بکیت أنا وعلی وفاطمة، وإذا مات إبراهیم بکیت أنا علیه، فاختار موت إبراهیم، فمات بعد ثلاثة أیام، وکان إذا جاء الحسین بعد ذلک یقبله ویقول: أهلاً ومرحباً بمن فدیته بابنی إبراهیم. فیقال هذا الحدیث لم یروه أحد من أهل العلم، ولا یعرف له إسناد، ولا یعرف فی شیء من کتب الحدیث، وهذا الناقل لم یذکر له إسناداً، ولا عزاه إلی کتاب حدیث، ولکن ذکره علی عادته فی روایته أحادیث مسیبة بلا زمام ولا خطام، ومن المعلوم أنّ المنقولات لا یمیز بین صدقها وکذبها إلا بالطرق الدالة عل ذلک، وإلا فدعوی النقل المجرد بمنزلة سائر الدعاوی. ثم یقال هذا الحدیث کذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحدیث، وهو من أحادیث الجّهال؛ فإنّ الله تعالی لیس فی جمعه بین إبراهیم والحسین أعظم مما فی جمعه بین الحسن والحسین علی مقتضی هذا الحدیث، فإن موت الحسن أو الحسین إذا کان أعظم من موت إبراهیم فبقاء الحسن أعظم من بقاء إبراهیم، وقد بقی الحسن مع الحسین.
ص: 253
وأیضاً فحق رسول الله صلی الله علیه آله أعظم من حق غیره، وعلی یعلم أنّ رسول الله صلی الله علیه آله أولی به من نفسه، وهو یحب النبی صلی الله علیه آله أکثر مما یحب نفسه، فیکون لو مات إبراهیم لکان بکاؤه لأجل النبی صلی الله علیه آله أکثر من بکائه لأجل ابنه، إلا أن یقال محبة الابن طبیعیة لا یمکن دفعها، فیقال هذا موجود فی حب النبی صلی الله علیه آله وهو الذی یقول لمّا مات إبراهیم: (تدمع العین ویحزن القلب ولا نقول إلا ما یرضی الرب وإنّا بک یا إبراهیم لمحزونون)، وهکذا ثبت فی الحدیث الصحیح، فکیف یکون قد اختار موته وجعله فداء لغیره؟! ثم هل یسوغ مثل هذا أن یجعل شخص معصوم الدم فداء شخص معصوم الدم؟! بل إن کان هذا جائزاً کان الأمر بالعکس أولی؛ فإنّ الرجل لو لم یکن عنده إلا ما ینفق علی ابنه أو ابن بنته لوجب تقدیم النفقة علی الابن باتفاق المسلمین، ولو لم یمکنه دفع الموت أو الضرر إلا عن ابنه أو ابن بنته لکان دفعه عن ابنه هو المشروع، لا سیما وهم یجعلون العمدة فی الکرامة هو القرابة من النبی صلی الله علیه آله ، ویجعلون من أکبر فضائل علی قرابته من النبی صلی الله علیه آله ، وکذلک الحسن والحسین، ومعلوم أنّ الابن أقرب من الجمیع، فکیف یکون الأبعد مقدماً علی الأقرب ولا مزیة إلا القرابة؟! وقد قال أنس بن مالک: لو قضی أن یکون بعد النبی صلی الله علیه آله نبی لعاش إبراهیم، وغیر أنس نازعه فی هذا الکلام وقال: لا یجب إذا شاء الله نبیاً أن یکون ابنه نبیاً، ثم لماذا کان إبراهیم فداء الحسین ولم یکن فداء الحسن؟ والأحادیث الصحیحة تدل علی أنّ الحسن کان أفضلهما، وهو کذلک باتفاق أهل السنة والشیعة، وقد ثبت فی الصحیح أنّه کان یقول عن الحسن: (اللهم إنی أحبه فأحبه وأحب من یحبه)، فلم لا کان إبراهیم فداء هذا الذی دعا بمحبة الله لمن یحبه»((1)) انتهی.
وقال إحسان إلهی ظهیر (ت1407ه-) فی کتابه (الشیعة وأهل البیت): «ولقد
ص: 254
رووا روایة باطلة أخری فیها تصغیر لشأن ابن النبی، وتحقیره إیاه مقابل حفیده من فاطمةF، وخلاصة ما قالوا إنّ رسول الله صلی الله علیه آله کان جالساً وعلی فخذه الأیسر إبراهیم ولده، وعن یمینه حسین حفیده، وکان یقبل هذا تارة وذاک تارة أخری، فنظر جبریل وقال: إنّ ربک أرسلنی وسلم علیک، وقال: لا یجتمع هذان فی وقت واحد، فاختر أحدهما علی الآخر، وافد الثانی علیه، فنظر رسول الله صلی الله علیه آله إلی إبراهیم وبکی، ونظر إلی سید الشهداء - انظر إلی التعبیر الرقیق، والموازنة بین ابن علی وابن نبی - وبکی، ثم قال: إنّ إبراهیم أمّه ماریة، فإن مات لا یحزن أحد علیه غیری، وأما الحسن فأمه فاطمة وأبوه علی فإنه ابن عمی وبمنزلة روحی، وإنّه لحمی ودمی، فإن مات ابنه یحزن وتحزن فاطمة، فخاطب جبریل وقال: یا جبریل! أفدیت إبراهیم الحسین، ورضیت بموته کی یبقی الحسین ویحیی»((1))انتهی.
الجواب علی نحو الإجمال:
إنّ هذا الحدیث له سند، ولا یصل إلی حد الوضع، ورواه عدّة من أهل العلم، ورده بالرأی خلاف منهج أهل العلم، ولیس فیه أی توهین أو استنقاص من إبراهیم علیه السلام ابن النبی صلی الله علیه و آله ، وعمدة رواة هذا الحدیث هم من العامة.
تفصیل الجواب:
نبدأ بالجواب علی ما أورده ابن تیمیة وستتضح الإجابة علی کلام ابن الجوزی وإحسان إلهی ظهیر ضمناً.
قال ابن تیمیة: «هذا الحدیث لم یروه أحد من أهل العلم».
وفی الجواب نقول: قد رواه مجموعة من علماء المسلمین ممن سبق ابن تیمیة ومنهم:
1- المسعودی صاحب کتاب (مروج الذهب) (ت 346ه-).
ص: 255
2- أبو بکر النقاش المقرئ المفسر صاحب کتاب (شفاء الصدور) (ت 351ه-).
3- الخطیب البغدادی صاحب کتاب (تاریخ بغداد) (ت463ه-).
4- ابن عساکر صاحب کتاب (تاریخ مدینة دمشق) (ت 571ه-).
5- ابن الجوزی صاحب کتاب (الموضوعات) (ت 597ه-).
6- إبراهیم بن علی بن محمد الدینوری الحنبلی صاحب کتاب(غایة الطلب ونهایة السؤول فی مناقب آل الرسول) (ت 611ه-).
أما المسعودی (ت346ه-) فقد رواه فی (إثبات الوصیة للإمام علی بن أبی طالب علیه السلام )، قال: «وروی أنّه لمّا أصیب رسول الله صلی الله علیه و آله بإبراهیم ابنه من ماریة القبطیة جزع علیه جزعاً شدیداً حتی قال صلی الله علیه و آله : (القلب یجزع والعین تدمع، وإنّا علیک لمحزونون، وما نقول ما یسخط الرب. فهبط علیه جبرائیل علیه السلام ، فقال له: الرب جل جلاله یقرأ علیک سلامه ویقول: إمّا أن یختار حیاة إبراهیم فیرده الله حیاً ویورثه النبوة بعدک فیقتله أمتک فیدخلها الله النار، أو یبقی الحسین سبطک ویجعله الله إماماً بعدک فیقتله نصف أمتک بین قاتل له ومعین علیه وخاذل له وراض بذلک ومبغض فیدخلهم الله بذلک النار. فقال: یا رب لا أحب أن تدخل أمتی کلها النار، وبقاء الحسین أحب، ولا تفجع فاطمة به، قال: فکان رسول الله صلی الله علیه و آله إذا قبّل ثنایا الحسین ولثاته قال له: فدیت من فدیته بإبراهیم)»((1)).
والمسعودی هو: أبو الحسن علی بن الحسین بن علی المسعودی الهذلی، المؤرخ المعروف صاحب الکتب الکثیرة والمصنفات العدیدة، ولعل أشهرها کتاب (مروج
ص: 256
الذهب ومعادن الجوهر)((1)). ومن مصنفاته کتاب (إثبات الوصیة للإمام علی بن أبی طالب علیه السلام )، نسبه إلیه النجاشی (ت٤٥٠ه-) فی فهرسته((2))، والعلّامة الحلی (ت٧٢٦ه-) فی الخلاصة((3))، وابن داود (ت بعد707ه-) فی رجاله((4))، والعلّامة المجلسی (ت١١١١ه-) فی البحار واعتمده کمصدر من مصادره((5))، وغیرهم.
وأما أبو بکر النقاش (ت351ه-) فقد رواه فی تفسیره (شفاء الصدور)، نقله عنه ابن شهرآشوب(ت588ه-)((6)) فی (المناقب)، قال:
ص: 257
«تفسیر النقاش بإسناده عن سفیان الثوری عن قابوس بن أبی ظبیان عن أبیه عن ابن عباس قال: کنت عند النبی وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی، وهو تارة یقبّل هذا وتارة یقبّل هذا إذ هبط جبرئیل بوحی من رب العالمین، فلما سری عنه قال: (أتانی جبرئیل من ربی فقال: یا محمد، إنّ ربک یقرأ علیک السلام ویقول: لست أجمعهما فأفد أحدهما بصاحبه، فنظر النبی إلی إبراهیم فبکی وقال: إنّ إبراهیم أمّه أمة ومتی مات لم یحزن علیه غیری، وأم الحسین فاطمة، وأبوه علی ابن عمی لحمی ودمی، ومتی مات حزنت ابنتی وحزن ابن عمی وحزنت أنا علیه، وأنا أوثر حزنی علی حزنهما، یا جبرئیل یقبض إبراهیم فدیته بالحسین((1)). قال: فقبض بعد ثلاث. فکان النبی إذا رأی الحسین مقبلاً قبّله وضمه إلی صدره ورشف ثنایاه وقال: فدیت من فدیته بابنی إبراهیم)»((2)).
وأبو بکر النقاش هو: محمد بن الحسن بن محمد بن زیاد، الموصلی ثم البغدادی النقاش، من أجلاء العامة وعلمائهم، شیخ الدارقطنی وغیره، عبّر عنه الذهبی ب-«العلّامة المفسر، شیخ القرّاء»((3))، وذکر السبکی (ت771ه-) «الاتفاق علی جلالته فی العلم»((4)). له مجموعة مؤلفات منها تفسیر (شفاء الصدور)((5)) مکون من أربعین
ص: 258
مجلداً علی ما قاله الذهبی((1))، وسیأتی تفصیل الکلام عن النقاش فی البحث السندی بإذن الله.
وأما الخطیب البغدادی (ت463ه-) فقد رواه فی (تاریخ بغداد)، قال:
«أخبرناه أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: نبأنا محمد بن الحسن النقاش، قال: نبأنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، قال: نبأنا إدریس بن عیسی المخزومی القطان، قال: نبأنا زید بن الحباب، قال: نبأنا سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن عباس، قال: کنت عند النبی صلی الله علیه آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم، وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی تارة یقبل هذا وتارة یقبل هذا، إذ هبط علیه جبریل علیه السلام بوحی من رب العالمین فلما سری عنه. قال: (أتانی جبریل من ربی فقال: یا محمد إنّ ربک یقرأ علیک السلام ویقول لک: لست أجمعهما لک فافد أحدهما بصاحبه. فنظر النبی صلی الله علیه آله إلی إبراهیم فبکی، ونظر إلی الحسین فبکی، ثم قال: إنّ
ص: 259
إبراهیم أمّه أمة ومتی مات لم یحزن علیه غیری، وأم الحسین فاطمة وأبوه علی ابن عمی لحمی ودمی، ومتی مات حزنت ابنتی وحزن ابن عمی وحزنت أنا علیه، وأنا أوثر حزنی علی حزنهما، یا جبریل تقبض إبراهیم، فدیته بإبراهیم...)»((1)) الحدیث.
والخطیب البغدادی هو: أبو بکر أحمد بن علی بن ثابت بن أحمد بن مهدی، من أئمة العامة المعروفین وحفاظهم المتمیزین وعلمائهم المتبحرین، صاحب التصانیف الکثیرة والمؤلفات الشهیرة ومن أهمها کتاب (تاریخ بغداد)((2)).
وأما ابن عساکر (ت571ه-) فقد روی فی (تاریخ مدینة دمشق)((3)) بسنده عن الخطیب البغدادی النص السابق نفسه.
وابن عساکر هو: علی ابن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسین الدمشقی الشافعی.
من أئمة القوم وحفاظهم الکبار وعلمائهم المعروفین وممن ادعی إجماع الأمة علیه((4)).
وأما ابن الجوزی(ت597ه-) فقد أورده فی (الموضوعات)عن الخطیب
ص: 260
البغدادی، قال: «باب فی فضل الحسین، فیه أحادیث: الحدیث الأول فی فدائه بإبراهیم: أنبأنا أبو منصور القزاز، أنبأنا أبو بکر بن ثابت، أنبأنا أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقری، حدثنا محمد بن الحسن النقاش، حدثنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، حدثنا إدریس بن عیسی المخزومی، حدثنا یزید بن الحباب، حدثنا سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن عباس، قال: کنت عند النبی صلی الله علیه آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی...»((1)) الحدیث کما عند الخطیب البغدادی.
وابن الجوزی هو: أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد بن علی القرشی التیمی البکری البغدادی الحنبلی. أحد علماء العامة الکبار وحفاظهم ومفسریهم، له مؤلفات کثیرة، فذکر ابن کثیر أنّه: «کتب بیده نحواً من مائتی مجلد وتفرد بفن الوعظ الذی لم یسبق إلیه ولا یُلحَق شأوه فیه...، وله فی العلوم کلها الید الطولی، والمشارکات فی سائر أنواعها من التفسیر والحدیث والتاریخ والحساب والنظر فی النجوم والطب والفقه وغیر ذلک من اللغة والنحو»((2)) انتهی. إلا أنّه کان کثیر الغلط فیما یصنفه((3))، کثیر الوهم جداً((4))، ولم یکن بمعتمد فی تقییم الأحادیث صحة وضعفاً((5)).
ص: 261
وأما إبراهیم بن علی بن محمد الدینوری الحنبلی (ت611ه-) فقد رواه فی (نهایة الطلب وغایة السؤول فی مناقب آل الرسول)((1)) علی ما نقله عنه السید ابن طاووس الحلی (ت664ه-)((2)) فی (الطرائف فی معرفة مذاهب الطوائف)، حیث قال: «وبلغوا فی روایاتهم إلی أن روی بعض الحنابلة فی کتاب سماه (نهایة الطلب وغایة السؤال) وذکر فیه بإسناده إلی سفیان الثوری، عن قابوس ابن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن عباس قال: کنت عند النبی صلی الله علیه و آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم، وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی، تارة یقبل هذا وتارة یقبل هذا، إذ هبط علیه جبرئیل علیه السلام بوحی من رب العالمین، فلما سری عنه قال: (أتانی جبرئیل من ربی} فقال: یا محمد إنّ ربک یقرأ علیک السلام ویقول: لست أجمعهما لک فافد أحدهما بصاحبه، فنظر النبی إلی إبراهیم فبکی، ونظر إلی الحسین فبکی، فقال: إنّ إبراهیم أمّه أمة ومتی مات لم یحزن علیه غیری، وأم الحسین فاطمة وأبوه علی ابن عمی لحمی ودمی، ومتی مات حزنت ابنتی وحزن ابن عمی وحزنت أنا علیه، وأنا أوثر حزنی علی حزنهما، یا جبرئیل تقبض إبراهیم فقد فدیت الحسین به...)»((3)) الحدیث.
ص: 262
ونقله عن (نهایة الطلب) أیضا العلّامة الحلی، الحسن بن یوسف بن المطهر (ت726 ه-) فی (کشف الیقین)((1))، وکذا فی (نهج الحق وکشف الصدق)((2))، والشیخ حسن الکاشی المقرئ (ت854ه-) فی (المناقب) علی ما ذکره السید المرعشی فی (شرح احقاق الحق)((3))، إلا انّه لم یذکر عبارة «أمّه أمة».
وإبراهیم بن علی بن محمد الدینوری الحنبلی صاحب (نهایة الطلب وغایة السؤول) من فقهاء الحنابلة ومحدثیهم، کتب الکثیر، وقال عنه الذهبی: «عنی بالحدیث أتم عنایة»((4)).
وقد أورده العلّامة الحلی - المتقدم الذکر - فی (منهاج الکرامة)((5)) من دون نسبته إلی کتاب أو راو، قال: «وأخذ النبی صلی الله علیه و آله یوماً الحسین علی فخذه الأیمن، وولده إبراهیم علی فخذه الأیسر، فنزل علیه جبرئیل علیه السلام وقال: إنّ الله لم یکن لیجمع لک بینهما، فاختر من شئت منهما، فقال صلی الله علیه و آله : إذا مات الحسین بکیت علیه أنا وعلی وفاطمة، وإذا مات إبراهیم بکیت أنا علیه، فاختار موت إبراهیم فمات بعد ثلاثة أیام، فکان إذا جاء الحسین بعد ذلک یقبله ویقول: أهلاً ومرحباً بمن فدیته بابنی إبراهیم)». انتهی.
وواضح أنّ العلّامة الحلی رحمة الله علیه نقل هذا الحدیث مختصراً من (نهایة الطلب) فإنّه قد مر نقله للحدیث عن الکتاب المذکور فی أکثر من مؤَلَّف له رحمة الله علیه ، ولکن ابن تیمیة غفل عن هذا فاعترض - لتسرعه ومجازفته - علی العلّامة رحمة الله علیه بما نقلناه لک آنفا: «من
ص: 263
أنّه لم یذکر له إسناداً ولا عزاه إلی کتاب حدیث»، فما ذنب العلّامة رحمة الله علیه إذا لم یکن ابن تیمیة مطلعاً حتی علی کتب أصحاب مذهبه.
وأما قوله: «ولکن ذکره علی عادته فی روایته أحادیث مسیبة بلا زمام ولا خطام، ومن المعلوم أنّ المنقولات لا یمیز بین صدقها وکذبها إلا بالطرق الدالة علی ذلک وإلا فدعوی النقل المجرد بمنزلة سائر الدعاوی»، فلیس من دأب المتکلمین ذکر الأسانید فی کتبهم وإنّما یحیلون ذلک علی من رواها فی کتب الحدیث.
هذا، وقد عددنا لک جملة من علماء المسلمین رووا هذا الحدیث، فلا معنی لقول ابن تیمیة: «هذا الحدیث لم یروه أحد من أهل العلم» إلا قلة اطلاعه وغفلته وتسرعه فی الرد علی من خالفه، خصوصاً وأنّ أحد رواة الحدیث حنبلی المذهب.
ولا یقال إنّ الخطیب البغدادی وابن الجوزی إنّما نقلا هذه الروایة للرد علیها ونقضها، فإننا - وفی مقام الرد علی ابن تیمیة بأنّه لم یروه أحد من أهل العلم - ذکرنا روایتهما لهذا الحدیث بأسانیدهما التی ذکروها، وأما ردّ ما قالاه فی تقییم الحدیث فسیأتی.
البحث السندی
قال ابن تیمیة إنّ هذا الحدیث «لا یُعرَف له إسناد».
وفی مقام الرد نقول: إلیکم الإسناد الذی جهله ابن تیمیة:
قال الخطیب البغدادی: «أخبرناه أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقریء، قال: نبأنا محمد بن الحسن النقاش، قال: نبأنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، قال: نبأنا إدریس بن عیسی المخزومی القطان، قال: نبأنا زید بن الحباب، قال: نبأنا سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن العباس، قال: کنت عند النبی صلی الله علیه آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم، وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی...» الحدیث.
ص: 264
وتفصیل الکلام فی رجال السند:
أ - أما أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقرئ فهو: علی بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحَمَّامی، أبو الحسن، البغدادی، من ثقات القوم؛ فقد وثقه الخطیب البغدادی((1)) وابن ماکولا((2)) والذهبی((3)) وابن الجزری((4)) وغیرهم، توفی سنة (417ه-).
ب - وأما محمد بن الحسن النقاش فهو: محمد بن الحسن بن محمد بن زیاد بن هارون بن جعفر بن سند، أبو بکر النقاش الموصلی ثمَّ البغدادی، المقرئ المفسر (266ه- - 351ه-).
قال عنه الخطیب البغدادی: «وکان عالماً بحروف القرآن، حافظاً للتفسیر، صنّف فیه کتاباً سماه (شفاء الصدور)، وله تصانیف فی القراءات وغیرها من العلوم، وکان سافر الکثیر شرقاً وغرباً، وکتب بالکوفة والبصرة ومکة ومصر والشام والجزیرة والموصل والجبال وببلاد خراسان وما وراء النهر، - إلی أن قال - : وفی أحادیثه مناکیر بأسانید مشهورة».
ثم قال: حدّثنی أبو القاسم الأزهری((5))، عن أبی الحسن علی بن عمر
ص: 265
الحافظ((1)) قال: حدّث أبو بکر النقاش بحدیث أبی غالب علی بن أحمد بن النضر أخی أبی بکر بن بنت معاویة لأبیه، فقال: نا أبو غالب، قال: نا جدی معاویة بن عمرو، عن زائدة، عن لیث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال النبی صلی الله علیه آله : «سألت الله ألّا یستجیب دعاء حبیب علی حبیبه». فأنکرت علیه هذا الحدیث، وقلت له: إنّ أبا غالب لیس هو ابن بنت معاویة، وإنّما أخوه لأبیه ابن بنت معاویة، ومعاویة بن عمرو ثقة، وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا حدیث کذب موضوع مرکب، فرجع عنه، وقال: هو فی کتابی ولم أسمعه من أبی غالب، وأرانی کتاباً له فیه هذا الحدیث علی ظهره أبو غالب، قال: نبأنا جدی.
قال أبو الحسن((2)): وأحسب أنّه نقله من کتاب عنده أنّه صحیح، وکان هذا الحدیث مرکباً فی الکتاب علی أبی غالب، فتوهم أنّه من حدیث أبی غالب واستغربه وکتبه، فلما وقفناه علیه رجع عنه.
قال أبو الحسن: وحدّث بحدیث عن یحیی بن محمد بن صاعد((3))، فقال فیه: حدّثنا یحیی بن محمد المدینی، قال نا إدریس بن عیسی القطان، عن شیخ له ثقة - إما إسحاق الأزرق أو زید بن الحباب - أحد هذین، الشک من أبی الحسن، عن سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن ابن عباس: قصة إبراهیم والحسن والحسین، وهذا حدیث باطل کذب علی کل من رواه، ابن صاعد فمن فوقه.
ص: 266
وأحسب حدیثه أنّه وقع إلیه کتاب لرجل غیر موثوق به قد وضعه فی کتابه أو وضع له علی أبی محمد بن صاعد، فظن أنّه من صحیح حدیثه، فرواه، فدخل علیه الوهم وظن أنّه من سماعه من ابن صاعد.
قال الشیخ أبو بکر((1)): لا أعرف وجه قول أبی الحسن فی أبی غالب إنّه لیس بابن بنت معاویة بن عمرو لأن أبا غالب کان یذکر أنّ معاویة جده. وأما حدیث النقاش عنه فقد رواه عنه أیضاً أبو علی الکوکبی.
أخبرناه أبو یعلی أحمد بن عبد الواحد الوکیل، قال: أنبأنا إسماعیل بن سعید المعدل، قال: نبأنا أبو علی الحسین بن القاسم الکوکبی، قال: نبأنا أبو غالب علی بن أحمد ابن بنت معاویة بن عمرو، قال: حدثنی جدی معاویة بن عمرو، عن زائدة، عن اللیث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلی الله علیه آله : (سألت ربی ألّا یشفع حبیباً یدعو علی حبیبه).
قال الشیخ أبو بکر: والحدیث الثانی إنّما هو عن زید بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق، وقد أخبرناه أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: نبأنا محمد بن الحسن النقاش، قال: نبأنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، قال: نبأنا إدریس بن عیسی المخزومی القطان، قال: نبأنا زید بن الحباب، قال: نبأنا سفیان الثوری، عن قابوس بن أبی ظبیان، عن أبیه، عن أبی العباس، قال: «کنت عند النبی صلی الله علیه آله وعلی فخذه الأیسر ابنه إبراهیم، وعلی فخذه الأیمن الحسین بن علی، تارة یقبل هذا وتارة یقبل هذا، إذ هبط علیه جبریل علیه السلام بوحی من رب العالمین، فلما سری عنه قال: (أتانی جبریل من ربی، فقال: یا محمد إنّ ربک یقرأ علیک السلام، ویقول لک: لست أجمعهما لک، فافد أحدهما بصاحبه. فنظر النبی صلی الله علیه آله إلی إبراهیم فبکی، ونظر إلی الحسین فبکی،
ص: 267
ثم قال: إنّ إبراهیم أمّه أمة، ومتی مات لم یحزن علیه غیری، وأم الحسین فاطمة وأبوه علی ابن عمی لحمی ودمی، ومتی مات حزنت ابنتی وحزن ابن عمی وحزنت أنا علیه، وأنا أوثر حزنی علی حزنهما، یا جبریل تقبض إبراهیم، فدیته بإبراهیم). قال: فقبض بعد ثلاث. فکان النبی صلی الله علیه آله إذا رأی الحسین مقبلاً قبّله وضمه إلی صدره ورشف ثنایاه، وقال: فدیت من فدیته بابنی إبراهیم».
قال الشیخ أبو بکر: دلس النقاش ابن صاعد، فقال: نا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط، وأقل مما شرح فی هذین الحدیثین تسقط به عدالة المحدث ویترک الاحتجاج به.
حدثنی عبید الله بن أبی الفتح((1))، عن طلحة بن محمد بن جعفر((2))، أنّه ذکر النقاش، فقال: کان یکذب فی الحدیث، والغالب علیه القصص((3)).
ص: 268
سألت أبا بکر البرقانی((1)) عن النقاش، فقال: کل حدیثه منکر. وحدثنی من سمع أبا بکر ذکر تفسیر النقاش، فقال: لیس فیه حدیث صحیح((2)).
حدثنی محمد بن یحیی الکرمانی((3)) قال: سمعت هبة الله بن الحسن الطبری((4)) ذکر تفسیر النقاش فقال: ذاک أشفی((5)) الصدور، ولیس بشفاء الصدور((6)).
ص: 269
سمعت أبا الحسین بن الفضل القطان یقول: حضرت أبا بکر النقاش وهو یجود بنفسه فی یوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدی وخمسین وثلاثمائة فجعل یحرک شفتیه بشیء لا أعلم ما هو، ثم نادی بعلو صوته: (لمثل هذا فلیعمل العاملون) یرددها ثلاثاً، ثم خرجت نفسه. ذکر محمد بن أبی الفوارس أنّ مولد النقاش فی سنة ست وستین ومائتین.
سمعت أبا الحسن بن رزقویه یقول: توفی أبو بکر النقاش یوم الثلاثاء لیومین مضیا من شوال سنة إحدی وخمسین وثلاثمائة ودفن غداة یوم الأربعاء.
قال الشیخ أبو بکر: فی داره دفن، وکان یسکن دار القطن((1)).
وقال ابن عساکر(ت571ه-) فی (تاریخ مدینة دمشق): «قال أبو عمرو عثمان بن سعید بن عثمان المقرئ((2)): سمعت فارس بن أحمد ((3))، یقول: سمعت عبد الله بن
ص: 270
الحسین((1))، یقول: سمعت ابن شنبوذ((2))، یقول: خرجت من دمشق منصرفاً إلی بغداد وقد قرأت علی الأخفش، وإذا بقافلة مقبلة من بغداد، وإذا فی مقدمتها أبو بکر النقاش وبیده رغیف، فقال لی: یا أبا الحسن ما فعل الأخفش؟ قلت له: توفی، قال: ثم انصرف النقاش، وقال: قرأت علی الأخفش. قال أبو عمرو الدانی: النقاش مقبول الشهادة»((3)).
وقال فیه ابن الجوزی(ت597ه-) فی المنتظم: «وفی حدیثه مناکیر بأسانید مشهورة، وقد کان یتوهم الشیء فیرویه، وقد وقفه الدارقطنیّ علی بعض ما أخطأ فیه فرجع عن الخطأ»((4)). وقال عنه فی الموضوعات: «لیس بثقة»((5)).
وقال الذهبی (ت748ه-) فی(سیر أعلام النبلاء): «العلّامة المفسر، شیخ
ص: 271
القراء، أبو بکر محمد بن الحسن بن محمد بن زیاد، الموصلی ثم البغدادی النقاش... وکان واسع الرحلة، قدیم اللقاء، وهو فی القراءات أقوی منه فی الروایات، وله کتاب (الإشارة فی غریب القرآن) وکتاب (المناسک) و(دلائل النبوة) و(المعاجم الثلاثة: أوسط وأکبر وأصغر)، فالأکبر فی معرفة المقرئین، وله کتاب کبیر فی التفسیر نحو من أربعین مجلداً، وکتاب (القراءات بعللها)، وکتاب (السبعة)، وکتاب (ضد العقل)، وکتاب (أخبار القصاص) وأشیاء. ولو تثبت فی النقل، لصار شیخ الإسلام».
إلی أن قال: «قلت: قد اعتمد الدانی فی (التیسیر) علی روایاته للقراءات. فالله أعلم، فإنّ قلبی لا یسکن إلیه، وهو عندی متهم، عفا الله عنه»((1)).
وعبر عنه فی موضع بأنّه «واه»((2)). وفی آخر: «لیس بمعتمد»((3)). وفی آخر: «مجمع علی ضعفه فی الحدیث لا فی القراءات»((4)).
وقال فی (تاریخ الإسلام): «قلت: الذی وضُح لی أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروک لیس بثقة، وأجود ما قیل فیه قول أبی عمرو الدّانی، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، علی أنّه قد قال فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسین، سمعت ابن شنبوذ، یقول: خرجت من دمشق إلی بغداد وقد فرغت من القراءة علی هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فیها أبو بکر النقّاش وبیده رغیف، فقال لی: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفی. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت علی الأخفش»((5)).
ص: 272
وقال عنه فی (معرفة القراء الکبار علی الطبقات والأعصار): «وهو مع علمه وجلالته لیس بثقة، وخیار من أثنی علیه أبو عمرو الدانی، فقبله وزکاه، علی أنه قال: حدثنا فارس بن أحمد، سمعت عبد الله بن الحسین، سمعت ابن شنبوذ یقول: خرجت من دمشق، وقد فرغت من الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فیها أبو بکر بن النقاش، بیده رغیف فقال لی: ما فعل الأخفش، قلت: توفی، قال: فانصرف النقاش، ثم قال: قرأت علی الأخفش، قلت: عبد الله بن الحسین ضعیف کثیر الغلط، فلعله ما ضبط هذه الحکایة.
وقد قال أبو الفرج الشنبوذی: قرأت علی النقاش، وأخبرنی أنّه قصد دمشق للقاء الأخفش، فقرأ علیه القرآن من أوله إلی آخره.
قال الدانی: حدثنا عبد العزیز بن جعفر قرأت علی النقاش، وقرأ علی الأخفش، وکان النقاش یقول: وأی عین رأت الأخفش منذ خمسین سنة؟»((1)).
وقال فی (العبر): «ومع جلالته فی العلم ونبله فهو ضعیف متروک الحدیث»((2)).
وعبر عنه بأنّه (متهم بالکذب) فی غیر موضع((3)).
وقال فی (تذکرة الحفاظ): «المقرئ المفسر، أحد الأعلام، کنت قد أهملته لوهنه ثم رأیت أن أذکره وأذکر عجره وبجره»، ثم قال: «ومع جلالته ونبله فهو متروک الحدیث، وحاله فی القراءات أمثل»، ثم نقل الأقوال السابقة فیه((4)).
ص: 273
وقال فی میزان الاعتدال: «محمد بن الحسن، روی عنه محمد بن إسحاق بن محمد السوسی أحادیث مختلفة((1)) فی فضل معاویة، ولعله النقاش صاحب التفسیر، فإنه کذّاب، أو هو آخر من الدجاجلة»((2)).
واتهمه بالوضع، فبعد نقله لحدیث: «لکل شیء أساس، وأساس الدین حبنا أهل البیت»((3)) بروایة محمد بن مسعر، قال: «فی السند أبو بکر النقاش، فکأنّه واضعه»((4)). وقال فی موضع: «ذلک التالف»((5))، وفی آخر: «لا یوثق به»((6)). وفی آخر: «هذا متأخر غیر ثقة»((7)).
وقال فی ترجمته فی المیزان أیضاً: «صار شیخ المقرئین فی عصره علی ضعف فیه، أثنی علیه أبو عمرو الدانی ولم یخبره»، ثم نقل الأقوال فیه((8)).
ولکنه ترجم لآخر بعنوان (محمد بن الحسن بن محمد بن زیاد)، وقال عنه فی المیزان: «عن علی بن بحر بن بری، فذکر حدیثا فی فضل عدن هو صدوق، أخطأ فی حقه من کذّبه، ولکن ما هو بعمدة»((9))، وفی المغنی: «عن علی بن بحر فی فضل عدن أخطأ من کذبه هو صدوق»((10))، وظاهره أنّه عدّه آخر غیر النقاش تبعاً لابن عدی (ت365ه-) حیث روی عدة أحادیث عن شیخ له سماه (محمد بن الحسن بن محمد
ص: 274
ابن زیاد البصری)((1))، ولم یذکره غیره، ومن المحتمل أن یکون نفسه إلا أنّ ابن عدی دلسه فغیر اللقب لحسد الأقران، والله تعالی أعلم((2)).
وقال ابن کثیر (774ه-): «تفرد بأشیاء منکرة، قد وثقه الدارقطنی علی کثیر من خطئه ثم رجع عن ذلک، وصرح بعضهم بتکذیبه، والله أعلم... وقد کان رجلاً صالحاً فی نفسه عابداً ناسکاً»((3)).
أما ابن حجر العسقلانی (ت852ه-) فقد نقل فی (لسان المیزان)((4)) أقوال المضعفین له، ووهاه فی (تلخیص الحبیر)((5))، وقال فی موضع آخر بتضعیف الدارقطنی له وأنه کُذِّب((6))، وأما فی (تبیین العجب) فَنَقَل وصف محمد بن ناصر((7)) له بأنه «وضّاع دجّال»((8)).
ص: 275
ولکن قال عنه أبو عمرو الدانی(ت444ه-)((1)): «وسمع الحروف من جماعة کبیرة، وطاف فی الأمصار وتجول فی البلدان، وکتب الحدیث وقید السنن، وصنف المصنفات فی القراءات والتفسیر وطالت أیامه، فانفرد بالإمامة فی صناعته مع ظهور نسکه وورعه، وصدق لهجته وبراعة فهمه وحسن اضطلاعه واتساع معرفته»((2)).
أما ابن الصلاح (ت643ه-) فقال فیه بعد نقله لکلام الخطیب البغدادی:
«النقاش رحمة الله علیه معزی بالغرائب، مکثر من روایة المناکیر، ولا یتجاوز أمره إلی التکذیب، وما ذکرناه عن الحفاظ کالبرقانی وهبة الله الطبری اللالکائی والخطیب لیس فیه تکذیب، ولیس فیه أکثر من أن ینسبوه إلی روایة المناکیر وما لا یثبت، وعنها وقع الذم لتفسیره. وقد ذکر الدارقطنی عنه حدیثین بین بطلانهما، ولم یزد علی وصفه بالوهم والتوهم.
وأما طلحة بن محمد فمعتزلی مجروح، حکی ذلک الخطیب، وذکر الأزهری - وهو عبید الله بن أبی الفتح - أنّه قال فیه: ضعیف فی روایته وفی مذهبه، فکیف یرجع إلیه فی مثل هذا ویعتمد؟ لاسیما فی مثل النقاش علی جلالته وشهرته بین أهل القرآن بما یوجب طهارة ساحته، والله أعلم»((3)).
وقال عنه تلمیذ ابن تیمیة((4)) أحمد بن یحیی بن فضل الله العمری (ت749ه-): «المقرئ المفسر أحد الأعلام، فضله البحر الذی ما زجر، وعلمه النقش فی الحجر، فهماً یجلی الغبش، وثباتاً لا یمحو الدهر منه ما نقش، یفوق نقشه ما تتزین به الخدود، وتتسهم البرود، وینقش شبیهه الغمام الصناع زخرفاً فی حلل الروض المجود.
ص: 276
ولد سنة ست وستین ومائة((1))، وعنی بالقراءات من صغره وسمع الحروف من جماعة کبیرة، وطاف فی الأمصار، وتجول فی البلدان، وکتب الحدیث وقید السنن، وصنف المصنفات فی القراءات والتفسیر، وطالت أیامه فانفرد بالإمامة فی صناعته، مع ظهور نسکه وورعه، وصدق لهجته، وبراعة فهمه، وحسن اضطلاعه، واتساع معرفته. روی القراءة عنه عرضاً خلق لا یحصی عددهم»((2)).
وقال السبکی(ت771ه-) فی طبقات الشافعیة الکبری:
«الإمام فی القراءات والتفسیر وکثیر من العلوم، ولد سنة ست وستین ومائتین، وعنی بالقراءات من صغره، فقرأ علی جماعة، وطاف فی الأمصار وجال فی البلاد، وحدث عن... ومن تصانیفه کتاب شفاء الصدور فی التفسیر وفیه موضوعات کثیرة، وثقه أبو عمرو الدانی وقبله وزکاه، وضعفه قوم، مع الاتفاق علی جلالته فی العلم. ولنذکر أحادیث مما کانت سبباً الکلام فیه: فمنها أنّه قال: حدثنا أبو غالب ابن بنت معاویة بن عمرو واسمه علی بن أحمد حدثنا جدی معاویة عن زائدة عن لیث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال: رسول الله صلی الله علیه آله : (إنّ الله لا یقبل دعاء حبیب علی حبیبه)، قال الدارقطنی: أنکرت هذا علی النقاش وقلت له: إنّ أبا غالب لیس بابن بنت معاویة وإنّما أخوه لأبیه محمد هو ابن بنت معاویة، ومعاویة وزائدة ثقتان، وهذا حدیث موضوع، فرجع عنه. قال أبو بکر الخطیب: لا أعرف وجه قول الدارقطنی فی أبی غالب أنّه لیس بابن بنت معاویة؛ لأن أبا غالب یذکر أنّ معاویة جده، وقد رواه أبو علی الکوکبی عن أبی غالب عن جده معاویة بن عمرو فذکره.
ص: 277
قلت: فلیس فیه ما یقتضی جرحاً فی أبی بکر النقاش ولله الحمد.
ومنها قال النقاش: حدثنا یحیی بن محمد المدینی حدثنا إدریس بن عیسی القطان عن شیخ له ثقة عن الثوری عن قابوس بن أبی ظبیان عن أبیه عن ابن عباس»((1)). انقطع هنا کلام السبکی.
وعبر عنه ابن الجزری (ت833ه-) ب- «الإمام العلم»، ونقل کلمات المتقدمین فیه والتی مر ذکرها، وعبر عن نفی الوثاقة عنه من قبل الذهبی بأنّها مبالغة من الذهبی((2)).
تقییم کلمات القوم فی النقاش
ولنا أن نناقش فیما نُقل من کلمات جرح فی النقاش، فنقول:
أما تکذیب طلحة بن محمد له فقد ذکروا فیه أنّه ضعیف فی روایته ومذهبه((3)) فکیف یقبل قوله فی مثل النقاش وجلالته! کما قال ابن الصلاح. بالإضافة إلی أنّ طلحة بن محمد هذا تلمیذ ابن مجاهد (245-324ه-) قرین النقاش ومنافسه الذی بلغ به الحسد إلی أنّه کان یدلسه عندما یروی عنه فیقول (حدثنا محمد بن سند) و(سند) هو الجد الخامس للنقاش((4)).
ص: 278
وأما قصة ابن شنبوذ (ت 328ه-) التی نقلها ابن عساکر والتی ذکر فیها أنّ النقاش ادعی أنّه قرأ علی الأخفش بعد وفاته ففیها:
أولاً: إنّ ابن شنبوذ کان معاصراً للنقاش، ویحصل بین المتعاصرین حسد وتنافس، خصوصاً وأنّ ابن شنبوذ کان ینفرد ببعض القراءات، ویُعتَرض علیه ویجلد، وکان یتهم الآخرین بقلة المعرفة، وأنّ عنده ما یفقده الأقران((1)).
ثانیاً: ذکر ابن خلکان أنّ ابن شنبوذ کان یتصف ب-(الحمق)((2))، وإلا من قال بأنّ النقاش لم یسافر إلی دمشق قبل ذلک الیوم، وأنّه لم یسمع من الأخفش قبل ذلک؟! وخصوصاً وأنّ النقاش عُرِف بکثرة الأسفار وقِدم اللقاء.
ثالثاً: ما تقدم کان بناء علی ثبوت القصة عن ابن شنبوذ، وإلا فإنّ سند هذه القصة إلیه ضعیف، وقد صرح الذهبی نفسه بذلک فقال معقباً علی القصة
ص: 279
المذکورة: «قلت: عبد الله بن الحسین((1)) ضعیف کثیر الغلط، فلعله ما ضبط هذه الحکایة»((2))، وقال ابن الجزری معقباً علی القصة أیضاً: «السامری ضعیف»((3)) یقصد (عبد الله بن الحسین).
رابعاً: ذکر المعاصرون للنقاش أنّه أخبرهم أنّه قرأ علی الأخفش، قال الذهبی بعد نقله لقصة ابن شنبوذ وتضعیفها: «وقد قال أبو الفرج الشنبوذی((4)): قرأت علی النقاش، وأخبرنی أنّه قصد دمشق للقاء الأخفش، فقرأ علیه القرآن من أوله إلی آخره.
قال الدانی: حدثنا عبد العزیز بن جعفر((5)) قرأت علی النقاش، وقرأ علی الأخفش، وکان النقاش یقول: وأی عین رأت الأخفش، منذ خمسین سنة؟»((6)).
وکذلک نقل ابن الجزری قول أبی عمرو الدانی أنّ النقاش أخذ القراءة عن الأخفش((7)).
خامساً: ذکر أهل الفن وأصحاب التخصص أنّ النقاش أخذ عن الأخفش
ص: 280
کابن عساکر((1)) والذهبی((2)) وابن الجزری((3))والسیوطی((4)).
سادساً: إنّ الدانی الذی روی القصة لم یرتضیها فأعقبها بقوله: «النقاش مقبول الشهادة»، علی ما نقله ابن عساکر((5))، إلا أن الذهبی قدّم قول الدانی هذا علی روایته للقصة((6))، وفی ذلک ما فیه من تدلیس وإیهام للقارئ بعکس ما یریده الدانی.
وأما قول ابن کثیر: «قد وثقه الدارقطنی علی کثیر من خطئه ثم رجع عن ذلک»، فدعوی تحتاج إلی دلیل، فلم أجد أی تضعیف صریح من الدارقطنی یسقط شیخه النقاش من الاعتبار، بل بالعکس، رأیناه یأخذ عنه ما یرویه فی الرجال، وروی عنه فی سننه، وکتب أیضاً (الفوائد المنتخبة من حدیث أبی بکر محمد بن الحسن النقاش)((7))، وکان یدافع عنه فی بعض ما یراه خطأ فی روایاته کما مر وسیأتی، وحتی فی کتاب (موسوعة أقوال أبی الحسن الدارقطنی فی رجال الحدیث وعلله) والذی کتبه مجموعة من المؤلفین لم یذکروا مصدراً لتضعیف الدارقطنی للنقاش غیر لسان المیزان((8))، وصاحبه ابن حجر العسقلانی متوفی سنة (852ه-) والدارقطنی متوفی سنة(385ه-).
ص: 281
نعم ذکر الذهبی أنّ الدارقطنی کان یستملی للنقاش وینتقی من حدیثه((1))، وروی الخطیب البغدادی أنّه اتهمه بالوهم فی موردین نقلهما فی تاریخ بغداد سیأتی ذکرهما، وهذا لا یعنی تضعیفاً یسقط الرجل من الاعتبار، فتدبر هداک الله.
أما الروایتان اللتان أسقط الخطیب من خلالهما عدالة النقاش والاحتجاج به:
الروایة الأولی: ذکر الدارقطنی أنّ النقاش قال: «نا أبو غالب قال نا جدی معاویة بن عمرو، عن زائدة عن لیث عن مجاهد، عن ابن عمر قال قال النبی صلی الله علیه آله : (سألت الله ألا یستجیب دعاء حبیب علی حبیبه)»، وأشکل الدارقطنی علی النقاش بإشکالین:
الأول: قوله: «فأنکرت علیه هذا الحدیث، وقلت له: إنّ أبا غالب لیس هو ابن بنت معاویة وإنّما أخوه لأبیه ابن بنت معاویة».
الثانی: قوله: «ومعاویة بن عمرو ثقة، وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا حدیث کذب موضوع مرکب».
أما الإشکال الأول فرده الخطیب البغدادی نفسه حیث قال: «لا أعرف وجه قول أبی الحسن فی أبی غالب إنّه لیس بابن بنت معاویة بن عمرو لأنّ أبا غالب کان یذکر أنّ معاویة جدّه».
وقد رواه الخطیب حیث قال: «أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بکر أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا أبو غالب علی بن أحمد بن النضر قال: رأیت جدی معاویة بن عمرو وهو عند رأس أمی وهی فی الموت فجعل وجهها بحذاء القبلة...»((2)).
ص: 282
والإشکال الثانی رده الخطیب البغدادی أیضاً حیث قال: «وأما حدیث النقاش عنه فقد رواه عنه أیضاً أبو علی الکوکبی((1))، أخبرناه أبو یعلی أحمد بن عبد الواحد الوکیل قال أنبأنا إسماعیل بن سعید المعدل قال نبأنا أبو علی الحسین بن القاسم الکوکبی قال نبأنا أبو غالب علی بن أحمد ابن بنت معاویة بن عمرو قال حدثنی جدی معاویة بن عمرو عن زائد عن اللیث عن مجاهد عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلی الله علیه آله : سألت ربی ألّا یشفع حبیباً یدعو علی حبیبه» انتهی، فخرج النقاش من عهدته.
وأما تصریح النقاش بالسماع مباشرة من أبی غالب ثم رجوعه عن ذلک عندما أشکل علیه الدارقطنی وقال: «هو فی کتابی ولم أسمعه من أبی غالب»، فحمله ابن الجوزی علی الخطأ، رغم تحامله الشدید علی النقاش واتهامه له، فالالتباس والخطأ فی مثل هذه الموارد محتمل.
وهناک احتمال آخر - وهو الأقوی عندی - أنّ النقاش سمعه واقعاً من أبی غالب، وهو موجود عنده فی کتاب أیضاً، إلا أنّ الدارقطنی شککه عندما أشکل علیه بأنّ أبا غالب لیس هو ابن بنت معاویة وإنمّا أخوه لأبیه ابن بنت معاویة، فتردد النقاش فی مسألة سماعه وذکر أنّه قرأه فی کتاب عنده فیه تصریح من أبی غالب أنّ معاویة جده، وأراه الکتاب کوثیقة تثبت ما ذکر. وکان الحق مع النقاش فی الواقع، والدارقطنی هو المشتبه، کما أثبت الخطیب ذلک، وهذا الاحتمال هو الأقوی عندی باعتبار أنّ الراوی والشیخ حینما یُحدِّث یکون أکثر التفاتاً لِما یُحدِّث به وقت التحدیث مما بعد ذلک، وعلی کل التقادیر لا تسقط عدالة الشخص واعتباره بمثل هذا.
ص: 283
الروایة الثانیة: قال الدارقطنی: «وحدّث بحدیث عن یحیی بن محمد بن صاعد، فقال فیه: حدثنا یحیی بن محمد المدینی قال: نا إدریس بن عیسی القطان عن شیخ له ثقة - إما إسحاق الأزرق أو زید بن الحباب - أحد هذین، الشک من أبی الحسن عن سفیان الثوری عن قابوس بن أبی ظبیان عن أبیه عن ابن عباس قصة إبراهیم والحسن والحسین».
وهی قصة فداء النبی صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بابنه إبراهیم علیه السلام .
وفی السند الذی نقله الخطیب عن غیر الدارقطنی قال النقاش: «نبأنا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط نبأنا إدریس بن عیسی المخزومی القطان...»، قال الخطیب: «دلّس النقاش بن صاعد فقال نا یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط».
ثم قال الخطیب: «وأقل مما شرح فی هذین الحدیثین تسقط به عدالة المحدث ویترک الاحتجاج به».
وهنا أقول: قد مر الکلام عن الحدیث الأول، أما الحدیث الثانی فقد وقع فیه الدارقطنی بتوهم کبیر حین ظن أنّ (یحیی بن محمد المدینی) هو (ابن صاعد) نزیل بغداد، مع أنّه (یحیی بن محمد بن عبد الملک) نزیل سامراء، وقد صرح الخطیب البغدادی بسنده عن غیر الدارقطنی أنّه (یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط)، والعجیب من الخطیب أنّه بنی علی توهم الدارقطنی واتهم النقاش بالتدلیس رغم تصریحه باسم الجد!
وتفصیل الکلام: ذکر ابن أبی حاتم أنّه کتب مع أبیه عن (یحیی بن محمد بن عبد الملک) نزیل سامراء، وأبو حاتم (محمد بن إدریس الرازی) توفی سنة (277ه-)، وابنه توفی سنة (327ه-)، والنقاش توفی سنة (351ه-). فهناک امکان للقاء النقاش ب-(یحیی بن محمد عبد الملک).
لا یقال إنّ أبا حاتم توفی سنة (277ه-)، والنقاش ولد سنة (265 أو 266ه-)، فعندما توفی أبو حاتم کان عمر النقاش أحد عشر او إثنا عشر سنة؛
ص: 284
فیبعد لقاؤه بشیخه (یحیی بن محمد بن عبد الملک) - لا یقال ذلک - ؛ فإنهم لم یذکروا سنة وفاة (یحیی بن محمد بن عبد الملک)، فلعله بقی حیاً بعد أبو حاتم، فلقاء النقاش به غیر مستحیل، خاصة وقد صرح الذهبی أنّ النقاش کان (کثیر الأسفار قدیم اللقاء)، وقد صرح بالتحدیث عنه، فهذا یدل علی أنّه أدرکه والتقی به وسمعه.
ولعل سبب توهم الدارقطنی أنّ (یحیی بن محمد) هو (ابن صاعد)، استبعاده للقاء النقاش بابن عبد الملک، أو غفلته عن ذلک، أو لشهرة بن صاعد فی زمانه فتوهمه هو، وهذا وارد ولا عتب علیه، ولکن العتب علی الخطیب البغدادی الذی صرّح - بسنده عن شیخه (علی بن أحمد بن عمر المقرئ) - أنّ (یحیی بن محمد) هو (ابن عبد الملک) ولیس (ابن صاعد)، کیف أخذ بتوهم الدارقطنی؟! خصوصاً وقد وقع الدارقطنی بعدّة توهمات متتالیة فی مکان واحد، وقد نبه الخطیب نفسه علی بعضها:
التوهم الأول: فی سند حدیث (سألت الله أن لا یستجیب دعاء حبیب فی حبیبه) قال الدارقطنی: «إنّ أبا غالب لیس هو ابن بنت معاویة وإنّما أخوه لأبیه ابن بنت معاویة»، وقد رده الخطیب فقال: «لا أعرف وجه قول أبی الحسن فی أبی غالب إنّه لیس بابن بنت معاویة بن عمرو، لأنّ أبا غالب کان یذکر أنّ معاویة جده».
التوهم الثانی: قال الدارقطنی فی الحدیث السابق: «ومعاویة بن عمرو ثقة وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا حدیث کذب موضوع».
رد علیه الخطیب بقوله: «وأما حدیث النقاش عنه [أی عن أبی غالب] فقد رواه عنه أیضاً أبو علی الکوکبی» انتهی، وبذلک من شأن هذا الحدیث أن یکون حسناً، ولا معنی لاتهام النقاش به بعد أن رواه غیره أیضاً، وسیأتی تفصیل ذلک.
التوهم الثالث: وهو لیس بتوهم بقدر ما یکون قلة انتباه وضبط من قبل
ص: 285
الدارقطنی، وهو قوله فی روایة فداء الرسول صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بابنه إبراهیم علیه السلام : «عن شیخ له ثقة - إما إسحاق الأزرق أو زید بن الحباب - أحد هذین، الشک من أبی الحسن». رد علیه الخطیب: «والحدیث الثانی إنّما هو عن زید بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق».
التوهم الرابع: قال الدارقطنی فی قصة الفداء المذکورة: «قصة إبراهیم والحسن والحسین»، مع أنّه لا وجود لذکر الإمام الحسن علیه السلام فی القصة المذکورة.
فالغریب من الخطیب - بعد کل هذا - کیف أنّه لم یلتفت إلی توهم الدارقطنی فی (یحیی بن محمد المدینی) أنّه (ابن صاعد)! والأغرب منه أنّه بنی علی هذا الوهم فی ترجمة ادریس بن عیسی المخرمی وعدَّ ابن صاعد من ضمن الرواة عنه((1))، مع أنّه لا توجد أی روایة رواها ابن صاعد عن المخرمی.
هذا، وکل من حکم علی الحدیث بالوضع اعتمد علی توهم الدارقطنی وبناء الخطیب علی هذا التوهم.
ثم إنّه ما الداعی لتدلیس النقاش لأبن صاعد؟! فلم یکن ابن صاعد غیر مرضی حتی یدلّسه، ولم یکن فی مصاف أقران النقاش فیکون بینهما حسد یقتضی التدلیس، ولیس هناک علو إسناد بین ابن عبد الملک وابن صاعد یستحق التدلیس، وخصوصاً أنّ ابن صاعد من الأئمة الحفاظ((2)) وهو أعلی شأناً وأرقی رتبة من ابن عبد الملک، فتدبر هداک الله.
أما إضافة لقب (المدینی) لیحیی بن محمد فی سند الدارقطنی فإما أنّه توهم آخر للدارقطنی یضاف إلی توهماته التی ذکرناها، وإما أنّه لقب لیحیی بن محمد بن
ص: 286
عبد الملک لم یذکره ابن أبی حاتم فی ترجمته.
وأما ابن الجوزی واتهامه للنقاش بالوضع فإنّه فی معرض رده لأحادیث ورد فی سندها النقاش ینقل تکذیب طلحة بن محمد له وکلمات الآخرین فی روایته للمناکیر وقد بینا آنفا عدم الأخذ بکلام طلحة، ولکن ابن الجوزی صرح بوضع النقاش لحدیثین. وبغض النظر عن تسرع ابن الجوزی فی الحکم علی الأحادیث بالوضع وکثرة غلطه ووهمه فی ذلک، نأتی علی ذکر الحدیثین:
الحدیث الأول: وهو الحدیث محل البحث (فداء النبی صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بأبنه إبراهیم علیه السلام ) الذی سبق نقل کلامه فیه فی بدایة البحث، وأنّه لم یجد علة للحکم بوضعه إلا ما توهمه الخطیب البغدادی من تدلیس للنقاش وإسقاطه لعدالته والاحتجاج به بذلک، وقد أوضحنا بطلانه.
الحدیث الثانی: حدیث تعلیم النبی صلی الله علیه و آله أمیر المؤمنین علیه السلام صلاة لحفظ القرآن، قال ابن الجوزی بعد روایته الحدیث وبیان أنّ الولید بن مسلم کان یدلس تدلیس التسویة: «وبعد هذا فأنا لا أتهم به إلا النقاش شیخ الدارقطنی...»، ثم نقل قول طلحة بن محمد والبرقانی والخطیب فی النقاش((1)).
وفی مقام الرد نقول:
أولاً: لقد سبق الترمذیُ (ت279ه-) النقاشَ (ت351ه-) بروایة هذا الحدیث((2)).
ص: 287
ثانیاً: هناک ستة من الأئمة الأعلام الثقات المعاصرین للنقاش((1)) رووا هذا الحدیث بأسانید مختلفة تختلف عن سند النقاش إلی الولید بن مسلم وغیره.
وبعد هذا کیف یصح من منصف مطّلع یخاف الله أن یتهم النقاش بوضع هکذا حدیث؟! وقد نقل السیوطی وابن عراق کلاماً لابن حجر فی الرد علی ابن
ص: 288
الجوزی وتبرئة النقاش من تهمة وضع هذا الحدیث((1))، وکذلک صرح السخاوی ببراءته أیضاً((2)).
أما اتهام النقاش بروایة المناکیر، فنعم روی النقاش روایات منکرة، منها ما نقله السمعانی فی تفسیره عن تفسیر النقاش أنّ النبی صلی الله علیه و آله قال: «ألا وإنّ صفوتی من نسائی عائشة بنت أبی بکر إلا ما کان من خدیجة بنت خویلد»((3)).
وأنه صلی الله علیه و آله قال: «وإنّ أبا بکر وعمر سیدا کهول أهل الجنة ما خلا النبیین والمرسلین»((4)).
وما نقله السمعانی أیضاً عن تفسیر النقاش: «إنً جبریل علیه السلام أتی النبی فقال: قل لأبی بکر یقول الله تعالی: أنا عنک راض، فهل أنت عنی راض؟ فذکر ذلک لأبی بکر [فبکی] وخر ساجداً، وقال: أنا عن ربی راض، أنا عن ربی راض»((5)).
وغیرها، ولکن روایة الشخص للمناکیر لا تعنی أنّه کذّاب، فلعل المشکلة فیمن روی عنهم، وقد نقلنا کلام ابن الصلاح فی أنّه لا یتجاوز أمر النقاش فی روایته للمناکیر إلی التکذیب.
ص: 289
وهناک من رجال الشیخین (مسلم والبخاری) ثقات وکان یروون المناکیر کمحمد بن إبراهیم التیمی((1)) وزید بن أبی أنیسة((2)) وقد اعتمد علیهما الشیخان رغم ذلک.
أما اتهام النقاش بالکذب والوضع والدجل من قبل الذهبی وأمثاله، فإنّه لا یتناسب مع ما نقله الذهبی نفسه وغیره من مکانة النقاش وجلالته ونبله، بل صرح الذهبی بأنّه «ولو تثبت فی النقل، لصار شیخ الإسلام»((3)) فهل یتناسب هذا التصریح مع کذّاب وضّاع متروک دجال؟!
وهل ینسجم اتهام النقاش بذلک مع قول أبو عمرو الدانی المتقدم: «وطالت أیامه، فانفرد بالإمامة فی صناعته، مع ظهور نسکه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه»، وقول ابن کثیر فیه: «وقد کان رجلاً صالحاً فی نفسه عابداً ناسکاً»((4))؟!
ولا یقال إنّ أکثر الناس وضعاً للأحادیث هم أهل الزهد والعبادة، فإنّهم وضعوا الأحادیث لیزهدوا الناس فی الدنیا، فالأحادیث التی اتهم النقاش بها لا علاقة لها بذلک.
وقد عد ابن الجزری کلام الذهبی فی النقاش مبالغة منه، فقال: «وبالغ الذهبی فقال: وهو مع علمه وجلالته لیس بثقة وخیار من أثنی علیه الدانی فقبله وزکاه. قلت: وناهیک بالدانی سیما فی رجال القراءة»((5)).
ص: 290
أما تفریقهم بین روایته للقراءات وبین روایته للحدیث فغیر مقبول، أیکون الرجل إماماً صادقاً ثقةً مأموناً فی روایته لقراءات قرآن رب العالمین وکذّاباً دجالاً فی روایته لأحادیث نبیه؟! هذا المنطق لا یقبله العقلاء، فتدبر.
سبب تحاملهم علی النقاش:
إنّ المتتبع لروایات النقاش یتضح عنده سبب تحامل القوم علیه ورمیه بالکذب وروایة المناکیر رغم جلالة شأنه وعظم قدره عندهم، وذلک أنّه خالفهم فی طریقة نقل الأحادیث، فکان یروی ما وصل إلیه من روایات من دون إعمال نظر مسبق أو عقیدة متبناة أو رأی حاکم، وقد لخص ذلک الذهبی بعبارة: «ولو تثبت فی النقل، لصار شیخ الإسلام»((1)). فمثلاً تری النقاش یروی فی فضائل أهل البیت علیهم السلام روایات لا تقبلها قلوبهم مثل:
قول ابن عباس: «علی علم علماً علّمه رسول الله، ورسول الله علّمه الله، فعلم النبی علم الله وعلم علی من علم النبی، وعلمی من علم علی، وما علمی وعلم أصحاب محمد فی علم علی إلا کقطرة فی سبعة أبحر»((2)).
وروایة ابن عباس: «قال: قال لی علی علیه السلام : یا أبا عباس إذا صلیت عشاء الآخرة فألحقنی إلی الجبان، قال: فصلیت ولحقته وکانت لیلة مقمرة، قال: فقال لی: ما تفسیر الألف من الحمد والحمد جمیعاً؟ قال: فما علمت حرفاً فیها أجیبه، قال: فتکلم فی تفسیرها ساعة تامة، ثم قال لی: فما تفسیر اللام من الحمد؟ قال: فقلت: لا أعلم، قال: فتکلم فی تفسیرها ساعة تامة، ثم قال: فما تفسیر المیم من الحمد؟ قال: فقلت: لا أعلم،
ص: 291
قال: فتکلم فی تفسیرها ساعة، ثم قال: فما تفسیر الدال من الحمد؟ قال: قلت: لا أدری، فتکلم فیها إلی أن برق عمود الفجر، قال: فقال لی: قم یا أبا عباس إلی منزلک تتأهب لفرضک، فقمت وقد وعیت کلما قال علیه السلام ، قال: ثم تفکرت فإذا علمی بالقرآن فی علم علی کالقرارة فی المنفجر، قال القرارة الغدیر والمنفجر البحر»((1)).
وروایة: «سُئل سفیان بن عیینة عن قول الله}: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» فی من نزلت؟ فقال: لقد سألتنی عن مسألة ما سألنی عنها أحد قبلک، حدثنی جعفر بن محمد، عن آبائه علیه السلام قال: لما کان رسول الله صلی الله علیه آله بغدیر خم نادی الناس فاجتمعوا، فأخذ بید علی علیه السلام فقال: من کنت مولاه فعلی مولاه. فشاع ذلک وطار فی البلاد، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری، فأتی رسول الله صلی الله علیه و آله علی ناقته حتی أتی الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثم أتی النبی صلی الله علیه و آله - وهو فی ملأ من أصحابه - فقال: یا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنّک رسول الله فقبلنا منک. وأمرتنا أن نصلی خمساً فقبلناه منک، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منک، وأمرتنا أن نحج البیت فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتی رفعت بضبعی ابن عمک ففضّلته علینا وقلت: من کنت مولاه فعلی مولاه؟! فهذا شیء منک أم من الله؟ فقال: والذی لا إله إلا هو إنّه من أمر الله، فولی الحرث بن النعمان یرید راحلته وهو یقول: (اللهم إن کان...) ما یقول محمد حقاً (فأمطر علینا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب ألیم). فما وصل إلیها حتی رماه الله بحجر فسقط علی هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه وتعالی: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ *لِلْکَافِرِینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ *مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعَارِجِ»((2)).
ونقل الثعلبی فی تفسیره قول النقاش: «أجمع أکثر أهل التّفسیر أنّها [أیة التطهیر]
ص: 292
نزلت فی علیّ وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام »((1)).
وقال السمعانی: ««قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ...» بمعنی: لا یستوون، ویقال: الذین یعلمون هم المؤمنون، والذین لا یعلمون هم الکفار، ویقال: الذین یعلمون العلماء، والذین لا یعلمون الجهال. وحکی النقاش فی تفسیره عن أبی جعفر محمد بن علی الباقر أنّه قال: الذین یعلمون محبونا وشیعتنا، والذین لا یعلمون أعداؤنا»((2)).
وقال السمعانی: «وفی تفسیر النقاش: أنّ حروف الهجاء التی فی أول هذه السورة إشارة إلی فتن تکون فی هذه الأمة، قال: وبها کان علی علیه السلام یعلمها ویقضی بها»((3)).
وغیر ذلک، مما جعل القوم ینقمون علیه ویتناقضون فی وصفه، فمن جهة یقولون بصلاحه وجلالة قدره ومن جهة أخری یکذبونه ویتهمونه بروایة المناکیر!
خلاصة القول فی النقاش:
إنّ الرجل بحسب المعطیات الموجودة کان رجلاً صالحاً جلیل القدر - عندهم -
إلا أنّه کان یروی کل ما وصل إلیه، من دون إعمال لقوانین وضعوها وضیعوا من خلالها کثیراً من الأحادیث والنصوص، وهذا سبب تحاملهم علیه واتهامه بروایة المناکیر. وإلا فإنّ الرجل کان موصوفاً بصدق اللهجة والصلاح والنسک، ومنزلته فی زمانه بالجلالة والعلم لا تنکر، وتلامیذه ومن عاشره أعرف به من غیرهم، ومنهم الدارقطنی ولم یصفه بأکثر من الوهم فی موضعین، وقد بان وهم الدارقطنی فیهما لا النقاش، وأما روایته للمناکیر فلم تصل إلی حد التکذیب کما صرح ابن الصلاح. والإنصاف یقتضی التشکیک فی تثبت النقاش لا فی صدقه، وهی عبارة
ص: 293
الذهبی «ولو تثبت فی النقل لصار شیخ الإسلام» إلا أنّه سرعان ما یفقد صوابه فی تقییم الأحادیث التی یقع فی إسنادها النقاش فیتهمه بالکذب والدجل والوضع((1))، وهذه من مبالغات الذهبی کما ذکر ابن الجزری.
وعلی کل حال من کان الشک فی تثبته لا یترک، بل تبقی روایته فی دائرة الاحتمال، ویقبل التحدیث بروایاته فی غیر العقائد والأحکام، وسیأتی تفصیل ذلک.
أ - وأما یحیی بن محمد بن عبد الملک الخیاط فهو: یحیی بن محمّد بن عبد الملک بن قرعة أو قزعة، أبو الصقر أو أبو السقر، ذکره ابن أبی حاتم وقال عنه: «نزیل سامراء... کتبت عنه مع أبی وهو صدوق»((2)). وإمکان لقاء النقاش به والروایة عنه بیّناها آنفاً.
ب - وأما إدریس بن عیسی المخزومی القطان فهو: المخرمی المتوفی سنة (256ه-) ولیس المخزومی، وهذا من أخطاء الخطیب البغدادی والتی تبعه فیها ابن الجوزی أیضاً. قال عنه الخطیب البغدادی: «لم یکن به بأس»((3))، وقد ذکر فی (الکفایة) إنّ هذا الاصطلاح یُطلق علی الصدوق((4)).
وذکره أبو الفداء زین الدین قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِی (ت879ه-) فی
ص: 294
کتاب (الثقات ممن لم یقع فی الکتب الستة)((1)).
ت - وأما زید بن الحباب فهو: زید بن الحباب بن الریان، وقیل: ابن رومان التمیمی، أبو الحسین العکلی (ت203ه-)، والأقوال فی حقه تدور بین أمرین: إما ثقة أو صدوق، فقد نقل المزی توثیقه عن یحیی بن معین وعلی بن المدینی وأحمد بن عبد الله العجلی، ونقل قول أبی حاتم فیه بأنّه صدوق، وهو رأی أحمد بن حنبل أیضاً إلا أنّه أعقب ذلک بقوله «إنّه کان کثیر الخطأ»، ونقل عن یحیی بن معین قول آخر فی أنه کان یقلب حدیث الثوری وأنه لابأس به((2)).
وقد ذکره ابن حبان فی (الثقات) وقال: «وکان ممن یخطئ، یعتبر حدیثه إذا روی عن المشاهیر، وأما روایته عن المجاهیل ففیها المناکیر»((3)).
ونقل ابن حجر توثیق الدارقطنی له وابن ماکولا وعثمان بن أبی شیبة، ونقل قول ابن عدی فیه: «... هو من أثبات مشائخ الکوفة ممن لا یشک فی صدقه، والذی قاله ابن معین عن أحادیثه عن الثوری، إنّما له أحادیث عن الثوری یستغرب بذلک الإسناد، وبعضها ینفرد برفعه، والباقی عن الثوری، وغیر الثوری مستقیمة کلها»((4)).
وقال عنه الذهبی: «الإمام، الحافظ، الثقة، الربانی»((5)).
أقول: کما ذکرنا، الرجل بحسب الأقوال إما ثقة أو صدوق.
وأما قول بعضهم بأنّه یخطئ أو یهم فإنّه من باب ما نُقل عن یحیی بن معین بأنّه کان یقلب حدیث الثوری، وقلب الحدیث نوعان: قلب الإسناد، وقلب المتن، وهو
ص: 295
ما یحصل فی الإسناد أو المتن من تقدیم وتأخیر مخل، وما اتهم به ابن الحباب هو قلب الإسناد فی روایته عن الثوری، وقد بیّن ابن عدی أنّ ذلک فی أسانید ابن الحباب الغریبة عن الثوری، وهذا لا یَرِد فی السند محل البحث، فقد ذکر أرباب علم الرجال أنّ من شیوخ الثوری قابوس بن أبی ظبیان، وهذا أیضاً حدث عن أبیه، وهکذا بقیة السند، فلیس السند غریباً حتی یکون من تلک الأسانید التی یتوقف فیها، لذلک نجد الحاکم فی المستدرک والذهبی فی تلخیص المستدرک وغیرهما یصححان أسانید وقع فیها تحدیث ابن الحباب عن سفیان الثوری((1)).
ث - وأما سفیان الثوری فهو: سفیان بن سعید بن مسروق الثوری، أبو عبد الله الکوفی (ت161ه-) وهو من الأئمة الأثبات عندهم؛ وثقه العجلی وشعبة بن الحجاج وسفیان بن عیینة، ویحیی بن معین وعبد الله بن المبارک ویحیی بن سعید القطان وغیرهم((2)).
وقال الخطیب البغدادی: «کان إماماً من أئمة المسلمین، وعلماً من أعلام الدین، مجمعاً علی أمانته، بحیث یستغنی عن تزکیته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد...»((3)).
ج - وأما قابوس بن أبی ظبیان فهو الجنبی الکوفی، وقد اختلف فیه بین مضعف له تضعیفاً خفیفاً وموثق له.
قال المزی فی تهذیب الکمال: «قال محمد بن عیسی ابن الطباع، عن جریر بن عبد
ص: 296
الحمید: لم یکن قابوس من النقد الجید.
وقال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: لم یکن من النقد الجید...
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبیه: لیس بذاک، وقد روی الناس عنه قال: وسئل جریر عن شیء من حدیث قابوس، فقال: نفق قابوس! نفق قابوس!((1))
وقال البخاری: قال أحمد بن عبد الله عن جریر بن عبد الحمید: أتیناه بعد
فساد.
وقال عبد الله بن أحمد، عن یحیی بن معین: ضعیف الحدیث...
وقال أبو حاتم: یکتب حدیثه، ولا یحتج به.
وقال النسائی: لیس بالقوی، ضعیف».
وقال ابن سعد: «فیه ضعف، ولا یحتج به»((2)).
ونقل ابن حجر قول الساجی: «لیس بثبت، یقدم علیاً علی عثمان، جاء إلی ابن أبی لیلی فشهد علیه عنده فی قضیة، فحمل علیه ابن أبی لیلی فضربه...»((3)). وقول الدراقطنی: «ضعیف، ولکن لا یترک»((4)).
وقال ابن حبان: «کان ردیء الحفظ، ینفرد عن أبیه بما لا أصل له، فربما رفع المراسیل وأسند الموقوف، وأبوه ثقة»((5)).
هذه جملة من أسماء المضعفین له.
أما القائلین بوثاقته وحسنه:
ص: 297
فقد وثقه ابن معین فی تاریخه((1))، وقال فیه ابن عدی: «أرجو أنّه لا بأس به»((2)).
ونقل ابن حجر قول یعقوب بن سفیان بأنّه ثقة((3))، وقال العجلی: «کوفی، لابأس به»((4)).
وقد حسّن حدیثه الترمذی فی عدّة موارد من سننه. وقد علق الألبانی علی حدیث عبر عنه الترمذی ب- «حسن غریب» قال: «قلت: فی سنده قابوس بن أبی ظبیان قال النسائی: (لیس بالقوی). وقال ابن حبان: (ردیء الحفظ، ینفرد عن أبیه بما لا أصل له). قلت: وهذا من روایته عن أبیه، فلا یحتج به، ولعل تحسین الترمذی لحدیثه هذا إنّما هو باعتبار شواهده، فإنّ معناه ثابت فی الأحادیث الصحیحة...»((5)) انتهی.
أقول: إنّ کلام الألبانی لیس دقیقاً فقد روی الترمذی حدیثاً وقع فی سنده قابوس عن أبیه، قال: «حدثنا محمد بن یحیی الأزدی وأحمد بن منیع وغیر واحد، قالوا: أخبرنا أبو بدر شجاع بن الولید عن قابوس بن أبی ظبیان عن أبیه عن سلمان قال: قال لی رسول الله صلی الله علیه آله : یا سلمان لا تبغضنی فتفارق دینک، قلت یا رسول الله: کیف أبغضک وبک هدانا الله، قال: تبغض العرب فتبغضنی».
قال الترمذی: «هذا حدیث حسن غریب لا نعرفه إلا من حدیث أبی بدر شجاع ابن الولید»((6)) انتهی.
فلم یکن للترمذی شواهد علی هذا الحدیث فلم یکن یعرفه إلا من حدیث أبی
ص: 298
بدر بن الولید ورغم ذلک قال بحسنه، ولم یکن لأبی بدر سند غیر قابوس بن أبی ظبیان عن أبیه؛ فکلام الألبانی لیس دقیقاً.
وقد صحح الحاکم النیسابوری أسانید وقع فیها قابوس عن أبیه عن ابن عباس، وهو بهذا السیاق موجود فی الروایة محل البحث.
ولا یقال إنّه إنّما صحح الأحادیث لشواهدها الصحیحة لا لأسانیدها؛ لأن الحاکم یصرح بصحة الإسناد نفسه: «هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه»((1)).
وعلی کل حال کل العبارات التی أطلقت فی تضعیفه هی عبارات تستخدم فی الضعیف ضعفاً خفیفاً((2)).
أما ما نقل فی تضعیف یحیی بن معین له فهو معارض بما نقل عنه من توثیقه. قال الهیثمی فی مجمع الزوائد: «قابوس بن أبی ظبیان وثقه یحیی بن معین فی روایة وضعفه فی أخری»((3)).
وقال الذهبی: «کان ابن معین شدید الحط علیه، علی أنّه قد وثقه»((4)).
أما قول أبی حاتم (لا یحتج به) وقول النسائی (لیس بالقوی) فقد قال المبارکفوری فی سیاق ذکره لسند وقع فیه (أسامة بن زید اللیثی) وقد قال فیه أبو حاتم: (لا یحتج به) وقال النسائی فیه (لیس بالقوی)، قال المبارکفوری:
ص: 299
«أما قول أبی حاتم لا یحتج به من غیر بیان السبب فغیر قادح أیضاً، قال الحافظ الزیعلی فی نصب الرایة فی توثیق معاویة بن صالح: وقول أبی حاتم لا یحتج به غیر قادح؛ فإنّه لم یذکر السبب، وقد تکررت هذه اللفظة منه فی رجال کثیرین من أصحاب الصحیح الثقات الأثبات من غیر بیان السبب، کخالد الحذّاء وغیره انتهی کلام الزیعلی.
وأما قول النسائی لیس بالقوی فغیر قادح أیضاً؛ فإنّه مجمل مع أنّه متعنت، وتعنته مشهور...»((1)).
وقال السیوطی: «وإن کان بعض أهل الحدیث شدد فرد بکل علة قادحة کانت أم لا، کما روی عن ابن أبی حاتم أنّه قال: سألت أبی عن حدیث فقال: إسناده حسن، فقلت: یحتج به؟ فقال: لا»((2)).
وقال ابن خلدون فی تاریخه فی تعلیقه علی وصف أبی حاتم لأحد الأشخاص (لا یحتج به): «وقال فیه أبو حاتم لا یحتج به فقد احتج به الشیخان ووثقه الناس ولم یلتفتوا إلی قول أبی حاتم لا یحتج به»((3)).
وقد سئل الشیخ الألبانی السؤال التالی:
«ما الرأی فی قول أبی حاتم (لا یحتج به)؟»
فأجاب: «(لا یحتج به) عند أبی حاتم رحمة الله علیه یساوی حسن الحدیث إذا لم یضعف تضعیفاً مطلقاً؛ لأن هناک عشرات الرواة فی الصحیحین وثقهم أئمة الجرح والتعدیل المعتبرون یقول فیهم أبو حاتم رحمة الله علیه : لا یحتج بهم. وعلی هذا فهم فی مصاف الثقات الذین
ص: 300
یصحح حدیثهم»((1)).
وقال ابن تیمیة: «وأبو حاتم من أشد المزکّین شرطاً فی التعدیل»((2)).
وأما قول الساجی بنفی التثبت عن قابوس وتعلیل ذلک بأنّه یقدم علیاً علی عثمان فهو من التحامل المذهبی الذی لا یمت إلی المنهج العلمی بصلة. قال ابن عقیل فی العتب الجمیل علی أهل الجرح والتعدیل: «قابوس بن أبی ظبیان الجنبی الکوفی ذکره فی تهذیب التهذیب، وذکر من وثقه، ثم قال: قال الساجی: لیس بثبت، یقدم علیاً علی عثمان، جاء إلی ابن أبی لیلی فشهد علیه فی قضیة فحمل علیه ابن أبی لیلی فضربه. انتهی.
وأقول: لو صح کلام الساجی لکان العدد الجم من خیار الصحابة وأهل البیت مجروحین، ولکنها عداوة اختلاف المذهب وقوة الولایة، وفی صنیع ابن
أبی لیلی عبرة، وسیعلم الذی ظلموا أیّ منقلب ینقلبون»((3)).
وأما تضعیف النسائی له فهو لیس تضعیفاً مطلقاً بل بین مراده بنفی القوة عنه، قال: «لیس بالقوی، ضعیف».
وقال الذهبی: «لکن کثیر ممن ذکرنا متجاذب بین الاحتجاج به وعدمه، وقد قیل فی جماعات: (لیس بالقوی) واحتج به، وهذا النسائی قد قال فی عدة (لیس بقوی) ویخرج لهم فی کتبه. قال: قولنا (لیس بالقوی) لیس بجرح مفسد»((4)).
ص: 301
وقال ابن حجر العسقلانی: «الحسن بن الصباح البزار أبو علی الواسطی، وثقه أحمد وأبو حاتم، وقال النسائی: صالح، وقال فی الکنی: لیس بالقوی. (قلت): هذا تلیین هیّن، وقد روی عنه البخاری وأصحاب السنن إلا ابن ماجة، ولم یکثر عنه البخاری»((1)).
وهکذا قولهم (فیه ضعف) أو (لیس بذاک) أو (لیس من النقد الجید) تدل علی ضعف خفیف.
ورغم أنّ الذهبی نقل کلام ابن حبان فی روایة قابوس عن أبیه بأنّه: «کان ردیء الحفظ، ینفرد عن أبیه بما لا أصل له، فربما رفع المراسیل وأسند الموقوف»((2))، إلا أنّ الظاهر منه أنّه حمله علی کونه تفسیراً للضعف الخفیف وبیان له؛ فتراه یعلق علی تصحیح الحاکم لأحادیث وقع فیها قابوس عن أبیه بقوله تارة «قابوس لین»((3))، أو «قابوس ضعیف»((4))، أو «قابوس تکلم فیه»((5)).
وتارة أخری یوافق الحاکم علی صحة إسناد قابوس عن أبیه عن ابن عباس وهو السند الموجود فی الروایة محل البحث((6)).
ص: 302
وکذلک ابن حجر العسقلانی((1)) فقال معلقاً علی حدیث نقله عن البیهقی وقع فی إسناده قابوس عن أبیه: «وفی سنده قابوس بن أبی ظبیان وهو لین»((2)).
وقال الهیثمی تعلیقاً علی حدیث نقله عن الطبرانی وفی إسناده قابوس عن أبیه عن ابن عباس: «وفیه قابوس بن أبی ظبیان وهو ثقة وفیه ضعف»((3)).
ح - أما والد قابوس فهو: حصین بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشی بن مالک بن ربیعة، أبو ظبیان الجنبی الکوفی (ت 89 أو 90 أو 95 أو96ه-). وثقه یحیی بن معین والعجلی وأبو زرعة والنسائی والدارقطنی((4))، وذکره ابن حبان فی الثقات((5)). وقال الذهبی: «وثقه غیر واحد، وهو مجمع علی صدقه، وحدیثه فی الکتب کلها»((6)).
خ - وابن عباس هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشی، الهاشمی، أبو العباس المدنی، صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله وابن عمه.
خلاصة القول فی السند:
هذا هو السند الذی نفاه ابن تیمیة حیث قال: «لم یروه أحد من أهل العلم، ولا یعرف له إسناد»، ونقل السند یکفی لبیان بطلان کلامه إلّا أننا تعمدنا أن نفصّل
ص: 303
القول فی رجال السند - خاصة فی النقاش - لتتضح قیمته من الناحیة العلمیة، وهو کما تری لا یصل إلی مرتبة الوضع وإن کان ضعیفاً بلین قابوس والشک فی تثبت النقاش، ولا ریب أنّ الحدیث الذی یکون إسناده بهذا المستوی لا یترک ویبقی فی دائرة الاحتمال، فتجوز روایته ونقله فی غیر العقائد والأحکام((1))، والحدیث محل البحث من روایات الفضائل ولیس محلاً للاحتجاج به علی عقیدة أو حکم شرعی.
أما قول الدراقطنی معلقاً علی الحدیث: «وهذا حدیث باطل کذب علی کل من رواه، ابن صاعد فمن فوقه، وأحسب حدیثه أنّه وقع إلیه کتاب لرجل غیر موثوق به قد وضعه فی کتابه، أو وضع له علی أبی محمد بن صاعد، فظن أنّه من صحیح حدیثه فرواه فدخل علیه الوهم وظن أنّه من سماعه من ابن صاعد»((2)).
ص: 304
فیرد علیه:
أولاً: لا اعتماد علی حکم الدارقطنی علی الحدیث بأنّه کذب بعد أن بان وهمه، وأنّ الروای له لیس «ابن صاعد»، خصوصاً وقد حکم قبله بکذب حدیث «سألت الله ألّا یستجیب دعاء حبیب علی حبیبه»((1)) بأثر الوهم أیضاً، وقد ثبت أن غیر النقاش سمع الحدیث عن أبی غالب، وهو أبو علی الکوکبی، وصرح ابن عراق بأنّ سنده یقتضی أن یکون حسناً((2))، وبذلک لا حجیة لکلام الدارقطنی بکذب الحدیث هکذا من دون دلیل، بل بناءً علی وهم توهمه.
وثانیاً: قول الدارقطنی إنّ النقاش من المحتمل أن یکون ظن أنه سمعه من ابن صاعد کما توهم فی سماعه من ابی غالب، وهم فی وهم، فإنّ ابن صاعد لم یکن شیخ النقاش فی هذا الحدیث، والأحادیث لا تُرَدّ بالاحتمال، وإلّا لوجب رد أغلب الأحادیث، خصوصاً وقد صرح النقاش بالسماع وحمله علی التوهم بحاجة إلی دلیل، ففی الروایة الأولی ذکر الدارقطنی دلیلاً علی توهم النقاش أما هنا فلم یأت بدلیل فیُحمل کلام النقاش علی ظاهره.
هذا، وقد بان لک أنّ کل من حکم علی الحدیث بالوضع اعتمد علی توهم الدارقطنی وبناء الخطیب علی هذا التوهم، کابن الجوزی الذی أورد الحدیث فی الموضوعات معتمداً علی کلام الخطیب والدارقطنی.
ولا ینبغی الغفلة عما عرف به ابن الجوزی من کثرة الغلط فی ما یؤلفه وکثرة الوهم، وأنّه لم یکن بمعتمد فی تقییم الأحادیث.
قال ابن الصلاح: «ولقد أکثر الذی جمع فی هذا العصر (الموضوعات) فی نحو
ص: 305
مجلدین، فأودع فیها کثیراً مما لا دلیل علی وضعه، وإنّما حقه أن یذکر فی مطلق الأحادیث الضعیفة»((1)). وقال العراقی فی شرح التبصرة والتذکرة بعد نقله لکلام ابن الصلاح: «وأراد ابن الصلاح بالجامع المذکور، أبا الفرج بن الجوزی»((2)). وقال فی الفیته:
وأکثر الجامع
فیه إذ خرج
لمطلق الضعف
عنی أبا الفرج((3)).
وإلی ذلک أشار السیوطی حیث قال: «فإنّ من مهمات الدین التنبیه علی ما وضع من الحدیث واختلق علی سید المرسلین صلی الله علیه وعلی آله وصحابته أجمعین، وقد جمع فی ذلک الحافظ أبو الفرج ابن الجوزی کتاباً فأکثر فیه من إخراج الضعیف الذی لم ینحط إلی رتبة الوضع بل ومن الحسن ومن الصحیح کما نبّه علی ذلک الأئمة الحفّاظ ومنهم ابن الصلاح فی علوم الحدیث وأتباعه»((4)).
وقد نقل الذهبی فی سیر أعلام النبلاء کلمات العلماء فی کثرة أغلاطه ووهمه((5))، ونکتفی هنا بما قاله عنه فی تاریخه: «ومع تبحر ابن الجوزی فی العلوم، وکثر اطلاعه، وسعة دائرته، ولم یکن مبرّزاً فی علم من العلوم، وذلک شأن کل من فرق نفسه فی بحور العلم. ومع أنّه کان مبرّزاً فی التفسیر، والوعظ، والتاریخ، ومتوسطاً فی المذهب، متوسطاً فی الحدیث، له اطلاع تام علی متونه، وأما الکلام علی صحیحه وسقیمه، فما له فیه ذوق المحدثین، ولا نقد الحُفّاظ المبرّزین، فإنه کثیر الاحتجاج الأحادیث الضعیفة، مع کونه کثیر السیاق لتلک الأحادیث فی الموضوعات. والتحقیق أنّه لا ینبغی
ص: 306
الاحتجاج بها، ولا ذکرها فی الموضوعات. وربما ذکر فی الموضوعات أحادیث حساناً قویة.
ونقلتُ من خط السیف أحمد بن المجد، قال: صنف ابن الجوزی کتاب الموضوعات، فأصاب فی ذکره أحادیث شنیعة مخالفة للنقل والعقل. ومما لم یصب فیه إطلاق الوضع علی أحادیث بکلام بعض الناس فی أحد رواتها، کقوله: فلان ضعیف، أو لیس بالقوی، أو لین، ولیس ذلک الحدیث مما یشهد القلب ببطلانه، ولا فیه مخالفة ولا معارضة لکتاب ولا سنة ولا إجماع، ولا حجة بأنه موضوع، سوی کلام ذلک الرجل فی روایة [راویه]((1))، وهذا عدوان ومجازفة. وقد کان أحمد بن حنبل یقدم الحدیث الضعیف علی القیاس»((2)).
رد إشکالات ابن تیمیة علی متن الحدیث:
ثم قال ابن تیمیة: «وهو من أحادیث الجهال، فإنّ الله تعالی لیس فی جمعه بین إبراهیم والحسین أعظم مما فی جمعه بین الحسن والحسین علی مقتضی هذا الحدیث، فإنّ موت الحسن أو الحسین إذا کان أعظم من موت إبراهیم فبقاء الحسن أعظم من بقاء إبراهیم، وقد بقی الحسن مع الحسین».
أقول: إنّه إنما یحکم علی الحدیث بالوضع أو یتوقف فیه فیما لو خالف آیة قرآنیة أو ما هو متواتر أو أمراً عقلیاً قطعیاً، أما أن یأتی شخص ویرید أن یحکم علی الأحادیث بالوضع للقیاسات والاستحسانات البشریة فهذا أمر لا یقبله أهل العلم والتحقیق، وکلام ابن تیمیة من هذا القبیل، فقد توهم علة لعدم جمع الله بین إبراهیم والحسین‘ ثم قاسها علی جمع الحسن والحسین‘، ولم تکن أی إشارة فی
ص: 307
الحدیث لهذه العلة وهی أنّ الله لا یجمع بین عظیمین لرسول الله صلی الله علیه و آله ، نعم یکشف الحدیث عن وجود علة، وأما ما هی هذه العلة فعلمها عند الله، ولعلها ما أشار إلیه حدیث المسعودی من أنّ الأمة ستقتلهما فاختار رسول الله صلی الله علیه و آله أهون الشرّین علی أمّته، فالعلة خاصة بإبراهیم والحسین‘ فقط، ولم یکن فی تقدیر الله أنّ الإمام الحسن علیه السلام تقتله أمّة النبی صلی الله علیه و آله ، وعلیه فلا ملازمة بین عدم بقاء إبراهیم والحسین‘ وبقاء الحسن والحسین‘، ولکن ابن تیمیة کان متسرعاً فی الرد علی العلّامة ولو کان بالمغالطة، فمن أین علم «أنّ الله تعالی لیس فی جمعه بین إبراهیم والحسین أعظم مما فی جمعه بین الحسن والحسین»؟! وهل اطلع فی عالم الملکوت علی اللوح المحفوظ حتی قال هذا الکلام؟! ولو تأنی وبحث واطلع علی روایة المسعودی لعلم أنّ هناک مصالح إلهیة لا یمکن أن یطّلع علیها الإنسان إلّا بإبلاغ الوحی، ولا مجال لإعمال الذوق فیها والآراء الشخصیة.
قال ابن تیمیة: «وأیضاً فحق رسول الله صلی الله علیه آله أعظم من حق غیره، وعلی یعلم أنّ رسول الله صلی الله علیه آله أولی به من نفسه، وهو یحب النبی صلی الله علیه آله أکثر مما یحب نفسه، فیکون لو مات إبراهیم لکان بکاؤه لأجل النبی صلی الله علیه آله أکثر من بکائه لأجل ابنه، إلّا أن یقال محبة الابن طبیعیة لا یمکن دفعها فیقال هذا موجود فی حب النبی صلی الله علیه آله ، وهو الذی یقول لما مات إبراهیم تدمع العین ویحزن القلب ولا نقول إلّا ما یرضی الرب، وإنا بک یا إبراهیم لمحزونون، وهکذا ثبت فی الحدیث الصحیح، فکیف یکون قد اختار موته وجعله فداءً لغیره».
أقول: هذا الکلام مثل سابقه، لا یرقی لأن ترمی الأحادیث بالوضع من خلاله، فإنّه لا شک ولا ریب فی إیمان علی وفاطمة‘ أنّ النبی صلی الله علیه و آله أولی بهما من نفسیهما، وسیعظم حزنهما لحزن النبی صلی الله علیه و آله بموت إبراهیم علیه السلام ، ولا شک أیضاً فی شدّة حب النبی صلی الله علیه و آله للحسن والحسین‘ وتعلقه بهما والأخبار فی ذلک کثیرة، فلو
ص: 308
کان الحسین علیه السلام هو الفداء سیتضاعف حزن علی وفاطمة‘، فحزنٌ علی الحسین علیه السلام وحزنٌ علی حزن رسول الله صلی الله علیه و آله علی الحسین علیه السلام ، لذلک اختار النبی صلی الله علیه و آله أهون المصائب علی علی وفاطمة‘ وبالتالی علیه صلی الله علیه و آله .
قال ابن تیمیة: «ثم هل یسوغ مثل هذا أن یجعل شخص معصوم الدم فداء شخص معصوم الدم؟!».
أقول: لیت شعری هل یرید ابن تیمیة أن یحدد تکلیف الله فی قضائه وقدره؟! نحن نؤمن بأنّ کل أفعال الله لحکمة ومصلحة، کما حصل فی فعل الخضر علیه السلام عندما قتل الغلام، فإنّ الغلام وإن کان معصوم الدم إلا أنّ فعل الخضر کان بأمر من الله سبحانه وتعالی لمصلحة أهم، ولا یحق لنا الاعتراض علی ذلک. وهل اعترض نبی الله إبراهیم علیه السلام علی الله سبحانه عندما أمره بأن یذبح ابنه؟! ألم یکن إسماعیل علیه السلام معصوم الدم؟! ولکنه کان یؤمن بأنّ فعل الله وأمره لا یکون إلا عن مصلحة حتمیة وإن جهلها الإنسان.
قال ابن تیمیة: «ثم هل یسوغ مثل هذا أن یجعل شخص معصوم الدم فداء شخص معصوم الدم؟! بل إن کان هذا جائزاً کان الأمر بالعکس أولی، فإنّ الرجل لو لم یکن عنده إلا ما ینفق علی ابنه أو ابن بنته لوجب تقدیم النفقة علی الابن باتفاق المسلمین، ولو لم یمکنه دفع الموت أو الضرر إلّا عن ابنه أو ابن بنته لکان دفعه عن ابنه هو المشروع، لا سیما وهم یجعلون العمدة فی الکرامة هو القرابة من النبی صلی الله علیه آله ، ویجعلون من أکبر فضائل علی قرابته من النبی صلی الله علیه آله ، وکذلک الحسن والحسین، ومعلوم أنّ الابن أقرب من الجمیع، فکیف یکون الأبعد مقدماً علی الأقرب ولا مزیة إلّا القرابة؟! وقد قال أنس بن مالک: (لو قضی أن یکون بعد النبی صلی الله علیه آله نبی لعاش إبراهیم)، وغیر أنس نازعه فی هذا الکلام وقال: لا یجب إذا شاء الله نبیاً أن یکون ابنه نبیاً».
ص: 309
أقول:
أولاً: لا أدری کیف قاس ابن تیمیة النفقة علی انقاذ النفس؟! فالنفقة تجب علی شخص ولا تجب علی آخر، فلو دار الأمر بین النفقة علی الزوجة مثلاً والنفقة علی ابن العم تقدم الزوجة؛ لأنّ النفقة علیها واجبة دون ابن العم، أما فی إنقاذ النفس المحترمة فالأمر یختلف، فإنّه واجب مطلقاً، فإذا دار الأمر بین إنقاذ نفس من نفسین فحینها تدخل المسألة فی باب التزاحم؛ فهناک وجوبان، وجوب إنقاذ هذا الطرف، ووجوب إنقاذ ذاک الطرف، والحکم حینها بتقدیم الأهم، کما لو دار الأمر بین إنقاذ الابن أو إنقاذ نبی من الأنبیاء، فعندها یقدم الامتثال لوجوب إنقاذ النبی لأنّه أهم، ومن السذاجة العلمیة أن یقال بتقدیم وجوب إنقاذ الابن لأنّ نفقته واجبة. ولو لاحظ ابن تیمیة روایة المسعودی الآنفة الذکر لعلم أنّ النبی صلی الله علیه و آله - علی فرض ثبوت الروایة - قدّم الأهم کما هو واضح.
ثانیاً: قول ابن تیمیة إنّ الشیعة یجعلون العمدة فی الکرامة هو القرابة من النبی صلی الله علیه و آله ، جهل منه بمذهب أهل البیت علیهم السلام ، فلو کان العمدة عندهم القرابة لقالوا بأفضلیة العباس بن عبد المطلب عم النبی صلی الله علیه و آله علی الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام ابن عمه، فلا شک أنّ العم أقرب من ابن العم، وهذا خلاف إجماع شیعة أهل البیت علیهم السلام ، فإن المدار عندهم علی الاصطفاء و(ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) لا کما یدعی ابن تیمیة.
قال ابن تیمیة: «ثم لماذا کان إبراهیم فداء الحسین ولم یکن فداء الحسن؟ والأحادیث الصحیحة تدل علی أنّ الحسن کان أفضلهما، وهو کذلک باتفاق أهل السنة والشیعة».
نقول: علی فرض ثبوت أفضلیة الإمام الحسن علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام ولم یکونا فی الفضل سواء، أین الملازمة بین الفداء وکونه لا بدّ أن یکون مع الأفضل فإذا ورد نص علی أنّه کان مع الأقل فضلا نرد النص؟! لطالما غفل ابن تیمیة عن أنّ
ص: 310
هذه الأمور تابعة لتقدیر الله وعلمه، ولا سبیل لمعرفة ذلک إلّا منه سبحانه وتعالی.
قال ابن تیمیة: «وقد ثبت فی الصحیح أنّه کان یقول عن الحسن: (اللهم إنّی أحبه فأحبه وأحب من یحبه)، فلم لا کان إبراهیم فداء هذا الذی دعا بمحبة الله لمن یحبه».
نقول:
أولاً: هذه خلط نابع من سذاجة علمیة، فمن أین أتی ابن تیمیة بکون فداء إبراهیم لابد أن یکون للأشد حباً عند الله مطلقاً لا لملاک خاص بین إبراهیم والحسین‘؟! وقد ذکرنا أنّ ذلک تابع لتقدیر الله وعلمه.
ثانیاً: قد ورد هذا الدعاء فی حق من أحب الإمام الحسین علیه السلام کما ورد فی حق من أحب الحسن علیه السلام ، فقد رووا عن رسول الله صلی الله علیه و آله قوله: «حسین منی وأنا من حسین أحب الله من أحب حسیناً حسین سبط من الأسباط»((1))، وکذلک ورد عن رسول الله صلی الله علیه و آله أنّه قال فیه وفی أخیه الحسن‘: «هذان ابنای وابنا بنتی اللهم إنّی أحبهما فأحبهما وأحب من یحبهما»((2)).
وبهذا لا یکون لکلام ابن تیمیة فی رد الحدیث أی معنی سوی المغالطة والتلاعب بالألفاظ.
الرد علی کلام إحسان إلهی ظهیر:
قال إحسان إلهی ظهیر: «ولقد رووا روایة باطلة أخری...».
وجوابه: إنّ العمدة فی روایة هذا الحدیث هم محدثی السنة، ومن نقلها من الشیعة إنّما نقلها من کتبهم، والراوی الشیعی الوحید الذی روی هذا الحدیث هو
ص: 311
المسعودی وقد اختلف فی تشیعه((1)).
وقال إحسان إلهی ظهیر: «فیها تصغیر لشأن ابن النبی، وتحقیره إیاه مقابل حفیده من فاطمةF...».
ویرد علیه: لیس فی الحدیث المذکور أیّ تحقیر لإبراهیم علیه السلام ، نعم فیه إشعار بأفضلیة الإمام الحسین علیه السلام ، والفضل فیه لله ولیس للشیعة دخل به، ولیس فی القول بالأفضیلة أیّ استنقاص واسحتقار للطرف الآخر، وهل فی قولهم بأفضلیة أبی بکر علی عمر استنقاص واسحتقار لعمر!
والحمد لله رب العالمین
ص: 312
المحتویات
مقدّمة المؤسسة. 7
المقدمة. 17
نبذة تاریخیة. 21
أهمیة المشروع. 25
أهداف المشروع. 26
سمات موسوعة ردّ الشبهات... 28
هیکلیة المشروع. 29
المرحلة الأولی.. 30
المرحلة الثانیة: قراءة الکتب وتهیئة البطاقات... 34
المرحلة الثالثة: الفهرسة والتبویب... 37
الفترة الأولی.. 37
الفترة الثانیة. 37
الفترة الثالثة. 37
الفترة الرابعة. 38
الفترة الخامسة. 38
المرحلة الرابعة: الجواب والرد. 38
المرحلة الخامسة: طریقة نشر الردود. 40
ص: 313
الملحق (1)
عناوین الشبهات
الفترة الأولی.. 43
الفترة الثانیة. 45
الفترة الثالثة. 47
الفترة الرابعة. 50
الفترة الخامسة. 52
الملحق (2)
عناوین الأجوبة
الفترة الأولی.. 57
الفترة الثانیة. 59
الفترة الثالثة. 63
الفترة الرابعة. 65
الفترة الخامسة. 67
الملحق (3)
الکتب المفهرسة
ص: 314
الملحق (4)
نماذج لخمسة عناوین من بطاقات الشبهات والأجوبة
العنوان الأول: (کفر یزید). 77
الشبهة: (إنکار کفر یزید). 77
الجواب: (إثبات کفر یزید). 85
العنوان الثانی: (مشروعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام ). 133
الشبهة: (عدم مشروعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام ). 133
الجواب: (مشروعیة خروج الإمام الحسین علیه السلام ). 140
العنوان الثالث: (دعوی تسامح یزید مع أعدائه). 159
الشبهة: (یزید کان متسامحاً مع أعدائه). 159
الجواب: (یزید لم یکن متسامحاً مع أعدائه). 177
العنوان الرابع: (قول الإمام الحسین علیه السلام دعونی أنصرف). 187
الشبهة: (الإمام الحسین علیه السلام طلب الرجوع من حیث أتی). 187
الجواب: (ان الإمام الحسین علیه السلام طلب الانصراف). 207
العنوان الخامس: إتهام یزید لأهل البیت علیهم السلام بقراءته لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ ». 223
الشبهة: (قراءة یزید لآیة: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ »). 223
الجواب: جواب الإمام زین العابدین علیه السلام لیزید بعد أن قرأ آیة«وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ ...».. 236
الملحق (5)
نموذج من الجواب النهائی علی أحد الشبهات
فداء النبی صلی الله علیه و آله الإمام الحسین علیه السلام بابنه إبراهیم علیه السلام .... 251
المحتویات 313
ص: 315