الموظف الدولی

اشارة

الموظف الدولی

بقلم علی الکورانی العاملی

الطبعة الأولی1428

ص: 1

اشارة

ص: 2

تمهید

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین وأفضل الصلاة وأتم السلام

علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین

وبعد ، فقد کنت أحسب أن المدعو أحمد الکاتب ظاهرة طبیعیة ، وأنه شخص شکَّ فی مذهب التشیع فبحث بأدواته الذهنیة الضعیفة ، وتوصل الی عدم ثبوت النص علی إمامة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ومنهم الإمام المهدی(علیه السّلام)، ثم تجرأ وأنکر أحادیث البشارة النبویة بالمهدی(علیه السّلام)مع أنها متواترة عند الشیعة والسنة .

وعندما طرح بدعته أحببت أن أعرف کیف یفکر ، وقد راسلنی فیمن راسل فی حوزة قم ، کما قال فی شبکة هجر بتاریخ:10/7/2002: (وطلبت النجدة من کثیر من العلماء والأساتذة والمراجع ، وأمضیت عدة سنوات وأنا استغیث بهم وأناقشهم بعیداً عن الأضواء ، وکان منهم الشیخ علی الکورانی الذی أرسلت الیه مسودة کتابی فی بدایة عام1993 وطلبت منه الرد والتعلیق علیه ) .

ص: 3

وعندما قرأتُ کتابه وجدته تخلیطاً فاحشاً ، وبقیت أحتمل أن یکون شکه طبیعیاً ، فکل إنسان مُیَسَّرٌ لما خلق له ، والإیمان منه مستقرٌّ ومستودع: ( وَهُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآیاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ) (الأنعام:98) .

لکن لفت انتباهی یومها أنه یهاجم علی بن إبراهیم القمی(رحمه الله)ویحکم علیه بالغلو لأن تفسیره تضمن روایتین ضد أبی بکر ، مع أن أی شیعی أو باحث یعرف أن فی کتابه عشرات الروایات ضد أبی بکر ! مما یعنی أن هذا الکلام أعطی له من شخص سلفی عثر علی هاتین الروایتین فاندهش ولم یقرأ غیرهما !

وتداولتُ أمر کتابه مع المرجع الراحل السید الکلبایکانی(قدسّ سرّه) والمرجع الشیخ الصافی مد ظله ، فکان رأیهما کرأی غیرهما من علماء الحوزة ، أن صاحب هذه الکتابة لیس طالب حق فهو یتعمد التحریف ، وکتابه لیس علمیاً ، بل هجوم علی التشیع وعلمائه من أوله الی آخره ، وإنکارٌ لعشرات الأحادیث بل مئاتها ، وخلط فی المطالب ، وتعسف فی الإستدلال .

کما أن طلبه من الحوزة أن تعقد مؤتمراً علمیاً یکون محوره أفکاره السقیمة ، یدل علی أنه یعطی لنفسه أکبر من حجمه ویحب الشهرة . بل یدل علی أن جهةً تقف

وراءه وتدفعه الی ذلک ! فالأفضل دعوته للحضور الی قم ، لیتولی بعض الفضلاء التوضیح له ومناقشته ، ویضعوا یده علی أخطائه ، إن کان طالب حق .

وقد أجبناه علی مقالته بدعوته لأن یأتی الی قم للشرح والنقاش ، فاعتذر بأنه لیس عنده جواز سفر ، وکان ذلک قبیل أن یأخذ الجنسیة البریطانیة ، وصادف فی تلک الأیام سفر نجل السید المرجع سماحة السید جواد الکلبایکانی الی لندن

ص: 4

وکان لاری یحضر باستمرار فی المرکز الإسلامی للمرجع فی لندن ، وله علاقة مع إمام المرکز الشیخ علی العالمی ، فأبلغه نجل المرجع مجدداً الدعوة للحضور الی قم لمناقشة أفکاره مع العلماء الذین یرتضیهم المرجع ، فاعتذر بأنه لا یملک جواز سفر ، فقال له ابن السید: أنا أهئ لک جواز سفر ، وشجعه علی ذلک صدیقه إمام المرکز ، آملاً أن یصلحه الله ویهدیه ، لکنه رفض الحضور وأصرَّ علی أن یجیبه المرجع والعلماء علی مقالته کتبیاً، أو یدعوا الی عقد مؤتمر عالمی لبحثها !

عندها عرفنا أن له غرضاً ضد المذهب ، والدعایة لنفسه بأنه راسل مراجع الشیعة وعلماءهم منتقداً مذهبهم فأجابوه ! وأن غرضه لیس المعرفة بل العدوان والشهرة! لذلک رأی العلماء أن یهملوه ولایجیبوا علی رسائله المتواصلة المتکررة !

ثم تفاجأنا باهتمام الوهابیین به ، ولا عجب فهم یعیشون عقدة من أهل البیت الأطهار(علیهم السّلام) وشیعتهم الأبرار ، وقد تصوروا أنهم وجدوا فیه ضالتهم ، فأقاموا معه علاقة مودة ، وتواجدوا فی بیته الذی منحته له البلدیة فی جنوب لندن ، ورفعوه علماً للدعایة ضد الشیعة ، ومنحوه لقب عالم من علماء الشیعة ، ونشروا کتابه علی أوسع نطاق ! ومن ذلک الوقت تحسن وضعه المعیشی ، وصعَّد من نشاطه فی مهاجمة مذهب التشیع !

2- قناة المستقلة وأحمد الکاتب

أحدثت الثورة الإسلامیة الإیرانیة موجة سیاسیة ودینیة فی البلاد العربیة والإسلامیة ، فتحرکت إسرائیل والغرب وحرکت من تستطیع من الدول العربیة لعداء هذه الثورة وتحذیر شعوبها من خطرها . وشمَّر الوهابیون عن سواعدهم

ص: 5

ونشطوا فی أنحاء العالم وأرسلوا مئات المبلغین وخطبوا ألوف الخطب ، ونشروا مئات الأشرطة والکراریس والکتب ، محذرین من خطر التشیع ، وامتداد ثورة إیران التی یقودها مرجع دینی شیعی .

وکان من أعمالهم ما توصل الیه ذهن الشیخ صالح الدرویش وهو قاض فی منطقة القطیف فی السعودیة ، وکان لمدة قاضیاً منتدباً فی الإمارات ، وله علاقة وثیقة

بجمعیة سلفیة متطرفة هی جمعیة إحیاء التراث ، فأمدوه بالمال لتشویه عقائد الشیعة ومذهبهم ، لیحفظوا أبناءهم من الإنجذاب الیه !

ووقع اختیاره علی شیخ متمسلف متحمس فی عداء الشیعة ، یجید التحریف والتزویر ، یسمی عثمان خمیس ، التقطته وزارة الشؤون الإجتماعیة فی الکویت ، ولایعرف له أب ولا أم ولا عم ولا خال !

وعلی شیخ متمسلف مهرج هارب من إیران ، هو عبد الرحیم بلوشی ، تعرف علیه الشیخ صالح فی الإمارات وسعی لیؤسس له إذاعة ضد إیران باللغة الفارسیة فلم یحصل علی إجازة لها من دولة الإمارات .

کما وقع اختیاره علی قناة ناشئة فقیرة هی قناة المستقلة ، فدعا صاحب القناة التونسی محمد الحامدی هاشمی والشیخ عثمان خمیس الی منزله فی الدمام ، وعقد معه صفقة برنامج فی شهر رمضان باسم (الحوار الصریح بعد التراویح).

وتفاجأ الشیعة بهذا البرنامج مع أنهم طرف فیه ! حیث لم یخبرهم صاحب القناة بل استعمل الحیلة واتصل برجل الدین السید حسین الشامی والدکتور موفق الربیعی وهما عراقیان یسکنان فی لندن ، ودعاهما الی برنامج یخدم الوحدة بین

ص: 6

المسلمین ! ولما حضرا وجدا أن البرنامج خطة لتشویه مذهب الشیعة وبث الکراهیة ضدهم وتکفیرهم

، فانسحبا من المناظرة !

ثم دعا صاحب القناة معمماً شیعیاً لاخبرة له ، فاعترض الشیعة وفرضوا علی البرنامج الدکتور محمد التیجانی والدکتور عبد الحمید النجدی ، وکانت المناظرة المشهورة التی غلب فیها المناظرون الشیعة والحمد لله ، رغم أنها کانت مؤامرة ، ومناظرة غیر متکافئة .

وقد اعترضنا علی مدیر القناة بأنه سمح لخصومنا بطرح شبهاتهم علی مذهبنا ولم یعطنا الوقت للجواب علیها ، فأقر بذلک ، واتفقنا معه بواسطة سماحة السید محمد الموسوی الهندی أن یعطینا الوقت الکافی ، فسافرتُ الی لندن علی الموعد لأجیب علی الشبهات التی طرحوها فی المناظرة ، واتصلت بالقناة فقالوا إن صاحبها مسافر الی السعودیة ، وبعد وعود کاذبة وتأخیر ، حضر مع عثمان خمیس وطلب أن أناظره ، لکنی لم أقبل ، التزاماً برأی المرجعین التبریزی والوحید الخراسانی ، أن لایدخل أحد من الحوزة فی هذه المناظرات .

وبعد عودتی شارک السید محمد الموسوی فی المناظرة ، وبذلک انکسر تحفظنا فشارکت فیها جزئیاً بالهاتف من المدینة المنورة .

ثم أبدی صاحب القناة أسفه واعتذاره وأخذ یتقرب الینا ویرجو أن نشارک فی برنامجه ، واعداً بالإنصاف فی المناظرات الآتیة . واتفق معه السید محمد الموسوی علی مناظرة فی نشأة المذاهب ورشحنا لها سماحة الشیخ علی آل محسن من السعودیة ، وحضر الی لندن علی الموعد فنکثت صاحب القناة

ص: 7

والوهابیة ، بعد تأخیر ووعود کاذبة ، وفاجؤونا بالمدعو أحمد الکاتب ینشر أکاذیبه وتشکیکه فی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، وطلبوا أن یناظره الشیخ علی آل محسن فرفض ، واستمر أحمد الکاتب أیاماً فی بث شبهاته وأکاذیبه ، وطلبت من الشیخ آل محسن أن یدخل فی برنامجه ویرد أضالیله ، فلم یقبل ، فسافرت الی لندن وناقشت الکاذب فی خمس جلسات ، وفضحه الله تعالی وأثبت کذبه علی مصادرنا ، وبتره للنصوص وأخذه منها ما یوهم تأیید رأیه ! ورغم مناقشتی ومناقشات آخرین له وإفحامه ، بقی متشبثاً بمزاعمه ومکابرته أمام الأدلة ، مما یوجب الشک بأنه ملزمٌ بالعمل ضد التشیع !

3- ابتکار أحمد الکاذب لمساعدة الأجانب !

بعد مناظرتی معه أکد لی بعض الذین یعرفونه عن قرب ، أنه عندما ضاق الغربیون ذرعاً بثورة إیران ونظریة ولایة الفقیه ، وکثرت أسئلتهم وبحثهم عن أساسها الدینی وعمن یعارضها من العلماء ، کان لاری فی ذلک الوقت فشل فی عمله فی إیران فترکها مغاضباً یبحث عن مجال عمل جدید ، فقصد دائرة استخبارات أجنبیة ودخل الیهم من باب یحبونه وزعم لهم أنه اکتشف(حقائق) علمیة تنفی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)وتُثبت أن علماء الشیعة اخترعوا هذه النظریة ! وإذا انتفی وجود المهدی(علیه السّلام)انتفت ولایة الفقیه لأن الفقیه نائبه !

ففرح القوم بهذا الشیخ اللقطة ، وسجلوا اختراعه ضد (الإرهاب الشیعی وولایة الفقیه) باسم عبد الرسول لاری ، وساعدوه وشجعوه علی العمل !

ص: 8

لذا کتبت له فی شبکة العراق الثقافیة (17/6/2003): (قلتَ: نعم یوجد تراث لأهل البیت وعلوم وإجتهادات وسیرة ونماذج خلقیة رائعة وقدوات حیة فی الشهادة والکرم والزهد والورع والتواضع ، وهذه أمور نابعة من صمیم الإسلام ، ولا نقاش حولها ، ویعترف بها کل المسلمین . ویمکن أن تفیدنا فی عملیة البناء الحضاری) .

وجوابی لک: أن هذا کلام شخص سنی ، ینفی إمامتهم(علیهم السّلام) ! ونحن حاضرون أن نعاملک کسنی ونلزمک بعقیدتهم ومصادرهم.. هذا إذا قبلوک أو التزمت بمصادرهم . أما أن تدعی أنک شیعی بمذهب جدید ، لیس له أتباع فی العالم إلا أنت وشخص معک . وتأخذ تمویلاً من النواصب والأجانب لضرب التشیع ، فهذا ما یریبنا فیک بأنک موظف دولی ضد الشیعة !

4- مذهب عبد الرسول لاری من کلامه

یقوم مذهب لاری علی ست مسائل:

الأولی: إنکار الأحادیث النبویة فی الوصیة لعلی والعترة الطاهرة(علیهم السّلام) ، فهو منکر للأئمة کلهم(علیهم السّلام) ولیس فقط لولادة الإمامة الإمام الثانی عشر(علیه السّلام) الذی اخبر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بأنه التاسع من ولد الحسین(علیهم السّلام) .

وقد نصحه کاتب مصری(الدکتور نبیل شرف الدین) أن لایغتر بالمتطرفین ، وکتب له فی شبکة هجر بتاریخ8/4/2001 ، بعنوان: أحمد الکاتب وکلمة قبل السقوط !

فأجابه بقوله: (وأود أن أقول لک بأنی قد أعلنت فی قناة الجزیرة وقبلها وبعدها ، بأنی لم أعد أؤمن بنظریة الإمامة ولا الإثنی عشریة ، وإنی أعرف نفسی بأنی شیعی جعفری فقط ، وربما أقول بأنی مسلم یؤمن بالشوری أو الدیموقراطیة الإسلامیة).

ص: 9

ویظهر أنه أعلن ذلک إجابةً لطلب أصدقائه السلفیین ! ولکنه ظل یزعم أنه شیعی ! فقد قال فی شبکة هجر بتاریخ:29/8/2000 , تحت عنوان:کیف نعمل علی انتشار التشیع: (ثم بحث(یقصد نفسه) نظریة الإمامة الإلهیة فوجد فی تراث أهل البیت أحادیث کثیرة تدعم نظریة الشوری وحق الأمة فی انتخاب الإمام ، خلافاً للنظریة السریة الباطنیة التی انتشرت فیما بعد ، وهی نظریة الإمامة) !

فهو یزعم أن أهل البیت(علیهم السّلام) لم یکونوا یقولون بالنص النبوی علیهم بالإمامة ،وأنهم کانوا یتبنون الشوری فی الحکم ! وهو مکابرة وإنکار للأحادیث والنصوص الطافحة بها سیرتهم ، والتی روتها مصادر الجمیع !

الثانیة: إنکار ولادة الإمام المهدی بن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام) !

قال فی شبکة هجر بتاریخ:29/8/2000, فی موضوع: کیف نعمل علی انتشار التشیع: (وهنا قام أحد أبناء الحوزة العلمیة(یقصد نفسه) وبحث أسس نظریة ولایة الفقیه وتوصل الی ولایة الأمة علی نفسها . وبحث وجود الإمام الثانی عشر ، فلم یجد أدلة تاریخیة کافیة ، سوی فرضیات فلسفیة وحکایات سریة ضعیفة).

فقد صرح بأن الباعث له علی إنکار ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)هو بحث ولایة الفقیه ! فأصل مشکلته أنه أصیب فی إیران بردة فعل من نظریة ولایة الفقیه ، فدفعه ذلک والدافعون الی إنکار نیابة الفقیه عن الإمام المهدی(علیه السّلام)، وإنکار وجود الإمام(علیه السّلام)وکل أحادیثه المتفق علیها فی مصادر الجمیع !

الثالثة: ینکر المذاهب ویحرم التلقید ، ویوجب الإجتهاد علی کل الناس !

قال فی الموضوع المذکور: (ویدعی الکاتب أنه مارس حقه فی الإجتهاد فی العقیدة ، الواجب علی مکلف ، وأنه توصل الی جوهر مذهب أهل البیت بعد أن أزاح

ص: 10

عنه ما علق به من أفکار مضرة بالشیعة والتشیع !) .

وهو مغرم بتعبیر الإجتهاد ، یردده کثیراً ، ویزعم أنه مجتهد له الحق أن یفتی فی الدین ! بل یسأل من یناقشه هل أنت مجتهد؟ ویشجعه علی أن (یجتهد) مثله ! أی یخرج علی أصول مذهبه وإجماع علمائه ! وإلا کان مقلداً لافائدة فیه ، کمراجع الشیعة فهم بزعمه مقلدون فی عقائد المذهب ، أما هو فمجتهد فیه !

الرابعة: یرفع مبدأ الشوری شعاراً ، ویجعله عقیدة دینیة ودعوة سیاسیة الی نظام حکم إسلامی شوری دیمقراطی فی مقابل الدیکتاتوریة . ویصف نفسه بأنه مسلم شوری ! قال: (وإنی أعرف نفسی بأنی شیعی جعفری فقط ، وربما أقول بأنی مسلم یؤمن بالشوری أو الدیموقراطیة الإسلامیة). فهو مهووس بالشوری یتحدث یرفعها شعاراً دون أن یقدم لها مثالاً من التاریخ یقتدی به ! وهو محتاج الی شعار الشوری لیبرر نقمته علی نظام ولایة الفقیه فی إیران ، وعلی الأنظمة العربیة ، ولیقدم نفسه ثوریاً لم یتراجع عن مبادئه التی عمل لها مع منظمة العمل الإسلامی وإیران !

والحدیث عن الشوری أحبُّ الیه من الحدیث عن العقائد ومسائل الألوهیة والنبوة وإمامة أهل البیت(علیهم السّلام) وولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)! وقد صرح بأن الحدیث السیاسی والخوض فی القضایا السیاسیة الیومیة أهم من الحدیث العلمی عن العقائد وغیرها ! فالجانب السیاسی قوی عنده ، والجانب الدینی ضعیف !

الخامسة: کان موقفه سلبیاً من خلافة أبی بکر وعمر وعثمان ، وقد وصف السقیفة بأنها مهزلة ، لکن بعد علاقته بالسلفیة أخذ یظهر احترام الشیخین . وکان لا یصف نظام حکم السقیفة بأنه نظام شوری بل یهرب من مناقشة شرعیته ، لکن رأیه تغیر

ص: 11

بمخالطته للوهابیة ، واخذ ینفی ظلم الخلفاء القرشیین لأهل البیت(علیهم السّلام) ومنهم الأمویون والعباسیون ! وعندما حشره بعض المناقشین فی ظلامة الصدیقة الزهراء(علیهاالسّلام)اتبع طریق السلفیة ، فأخذ یهوَّن من خلافها مع نظام أبی بکر وعمر ، ویصوره علی أنه خلاف شخصی بسیط ، لایضر بأصل قبولها بالشوری !

السادسة: یتبنی الإتجاه المادی الغربی فینکر الغیب إلا ما جاء فی القرآن ، بل یتفسر آیات الغیب فی القرآن تفسیراً مادیاً ! وینکر معجزات النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )المتفق علیها فی مصادر المسلمین بحجة أنها لم تذکر فی القرآن ، وکذلک معجزات الأئمة من عترته(علیهم السّلام) ! لکنه یتحدث عن نفسه ونبوغه کأنه معجزة !

5- موقف علمائنا من البدعة

موقف العقلاء من البدعة أن یهملوها ولا یثیروها لکی تموت ، لأن کثیراً من الباطل یموت بموت ذکره . لکن إذا وُجد من ینفخ فیها وینشرها ، فیجب ردها والوقوف فی وجهها . وهذا ما فعله علماؤنا مع أحمد الکاتب أو عبد الرسول لاری ، فقد أهملوه أول الأمر ، وأوصوا بإهماله ، لضحالة مستواه العلمی وعناده .

لکن النواصب والأجانب ، دفعوه الی تصعید نشاطه ، فأخذ یلقی شبهاته فی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)وإمامة الأئمة من آبائه الطاهرین(علیهم السّلام) ، واتهم علماء الطائفة الصادقین الأبرار بأنهم اخترعوا نظریة إمامة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ! وکذبوا علی الشیعة بولادة الإمام المهدی(علیهماالسّلام) !

وأنشأ مرکزاً فی لندن سنة1994، باسم (دار الشوری) وأصدر منه نشرة الشوری ،

ص: 12

وکان یوزعها مجاناً ، ویرسلها الی علماء الشیعة وشخصیاتهم ، یدعوهم الی أن یعقدوا مؤتمراً عالمیاً فی حوزة قم أو غیرها ، لمناقشة مزاعمه !

ثم نشط فی المشارکة فی مؤتمرات الوهابیین ومن تأثر بهم ! وکانوا یقدمونه فیها الی المؤتمرین بتبجیل وإحترام ، علی أنه مفکر شیعی حر !

کما دعوه الی زیارة السعودیة عدة مرات ، ضیفاً رسمیاً محروساً . وفی سنة1997، نشروا کتابه (تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری الی ولایة الفقیه) ، وهو کتاب یهاجم ولایة الفقیه ، والشیعة ومذهبهم ، ویتهم علماءهم بأنهم اخترعوا المذهب ، وأن أهل البیت(علیهم السّلام) لم یدَّعوا لأنفسهم الإمامة الإلهیة بل کانوا یؤمنون بالشوری ، وینفی فیه ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام) ، وبالتالی ولایة الفقیه !

قال عن کتابه فی شبکة هجر بتاریخ:30/7/2000, (لقد قمت بدراسة موضوع وجود الإمام الثانی عشر ، فی إیران ، قبل عشر سنین ، وطرحتُه للمناقشة علی عدد کبیر من العلماء ، بواسطة البرید والهاتف واللقاءات الشخصیة، ونشرت الکتاب فی عام 1418/1998، تحت عنوان: تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری الی ولایة الفقیه). انتهی.

أمام هذا النشاط المعادی ، صار من الواجب التصدی لأباطیل لاری ، ونشر ردها فی النطاق الذی وصلت الیه . فناقشه بعض علماء الشیعة وأفحموه ، وکتبوا فی رد باطله من زوایا مختلفة ، جزاهم الله عن الإسلام وأهل بیت نبیه خیراً .

لکنه مع ذلک بقی مکابراً إمام الحجج ، متشبثاً ببدعته ! بل رأیته فی لندن مسروراً بکثرة الردود علیه ، کأنه یقول: أنظروا کم أنا مهمٌّ فقد ناقش العلماء

ص: 13

والفضلاء أفکاری ! وحمل تلک الکتب والمقالات معه الی فضائیة المستقلة ، وقال للمشاهدین إنها جمیعاً لا تتضمن حتی رداً علمیاً واحداً علی مزاعمه !

وقد شارکت فی مناظرته ورد باطله ، فی شبکات النت وفضائیة المستقلة .

6- لاری ینفی عصمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )!

کان لاری یصرح بأنه لایقبل من معجزات النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إلا ما ورد فی القرآن ! لکن یظهر أن شکه تصاعد لأن تلمیذه ومترجم أفکاره المدعو أحمد المهری ، أخذ یطرح شبهاته فی عصمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ویستند بزعمه الی آیات القرآن ! وقد تأثر به بعض الأشخاص ، اشتهر عنهم أنهم یقولون لمن ناقشهم: لا تناقشنا إلا بالقرآن ! ففی زیارتی الأخیرة للندن (شهر محرم: 1428) زارنی أحدهم وطرح أفکاره المتخبطة عن الدین والإجتهاد ، مستدلاً بمتشابه القرآن ، فأخذ الحاضرون یناقشونه ، وطلب أن یکون نقاشه معی فقط ، فسألته:

هل أنت متخصص فی القرآن؟

قال: القرآن کتاب الله تعالی أنزله وخاطب به عموم البشر ، فلا یحتاج الی تخصص؟

قلت له: یعنی یحق لکل إنسان أن یقرأ القرآن ویعمل بفهمه منه ؟

قال: نعم .

قلت له: أرأیت لو أن رئیس المحکمة العلیا فی بریطانیا أصدر حکماً بأنه یحق

ص: 14

لکل محام أن یعمل بما یفهمه من القانون ، ویجب علی الدوائر المختصة أن تنفذ رأیه . فماذا سیحصل ، وماذا یقول الناس عن رئیس المحکمة وقراره ؟ ألا یعنی ذلک أن البلد سیغرق فی الفوضی ویتحول الی غابة إجتهادات ویطالب کل صاحب إجتهاد فی فهم القانون بتنفیذ إجتهاده ؟

فسکت المناقش ، وقال بعضهم: سیقول الناس عن القاضی رئیس المحکمة الدستوریة إنه حمار !

فقلت له: هل تقبل لربک الذی تعبده ، أن یفعل کهذا القاضی المفترض ! تبارک ربنا وتعالی عن العبث والحمق ، فهو العلیم بالمطلق الحکیم بالمطلق عز وجل .

نعم ، لقد أنزل کتابه لکل البشر ، لکنه أنزله علی رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لیبینه لهم ، وأمره أن لایعجل به لأن الله متکفلٌ ببیانه ، فقال: لا تُحَرِّکْ بِهِ لِسَانَکَ لِتَعْجَلَ بِهِ . إِن عَلَیْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ . فَإذا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ . ثُمَّ إِن عَلَیْنَا بَیَانَهُ . (القیامة:16-19)

إن القرآن فیه متشابه ومحکم ، وعام وخاص ، ومطلق ومقید ، ومجمل ومبین ، وناسخ ومنسوخ ، ومن المحال أن یجعل الله تعالی تفسیره مفتوحاً لکل البشر ، ویجعل فهم کل واحد منهم حجةً ، لأن أفهام البشر متفاوتة ، فلا بد أن یکون جعل مرجعاً ، وأصولاً لفهم القرآن وتفسیره .

لا بد من التفریق بین الإستفادة من القرآن التی هی مفتوحة لکل البشر ، حیث جعل الله تعالی من خصائص کتابه أنه یقرؤه کل إنسان فیستفید منه ، من أقل مستوی ثقافی وفکری الی أعلی مستوی . وبین تفسیر القرآن وأخذ العقیدة والأحکام منه ، حیث جعل لها مرجعاً هو النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فأمر الأمة

أن تأخذ بتفسیره

ص: 15

وکل أوامره ونواهیه فقال: وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ،

ثم جعل الله المرجع بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أهل بیته الذین أورثهم الله علم الکتاب(علیهم السّلام) فقال النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عنهم: إنی تارک فیکم الثقلین: کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، وإنهما لن یفترقا حتی یردا علیَّ الحوض .

وقلت له: کیف تطلب منا أن نحصر المناقشة فی القرآن ، والله تعالی یقول فی القرآن: وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ . (الحشر:7) ؟

فقال: إن الرسول آتاه الله القرآن فبلغنا إیاه ، ولا حاجة الی غیره !

قلت له: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ . (عمران:164) فالکتاب غیر الحکمة !

علی أن تفسیره(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بنص القرآن جزء منه قال الله تعالی: وَأَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ .(النحل:44) . کما أنه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال: أعطیت الکتاب ومثله معه.(أحمد:4/131).

وتواصل نقاشنا فی التخصص وفیمن یحق له أن یفسر القرآن ویفتی به ! حتی جاءه صاحبه لیأخذه الی موعد ، فاعتذر عن مواصلة النقاش ، فقلت له: ینبغی أن تشکر صاحبک هذا فقد کان حبل نجاة ، فضحک وقال: نعم ، حبل نجاة .

وعندما دعانی المسلمون فی جنوب لندن لإلقاء محاضرة ، وهی المنطقة التی یسکن فیها أحمد الکاتب وبعض من یتأثر به ، سألنی أحدهم بعد المحاضرة عن رأیی بشخص یدعونه الی محاضرة فی بعض البیوت ، فیقول إن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )غیر معصوم لأنه یقول: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا . ومعناه أنه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ینسی ویخطئ ! فعرفت أن هذه الشبهة من أحمد الکاتب وتلمیذه أحمد المهری ،

ص: 16

فأجبت عنها بما معناه:

هذه المقولة لا تصدر إلا من شخص فی قلبه زیغ ، یترک المحکم ویتمسک بالمتشابه ! فلماذا اختار هذه الآیة ولم یختر قوله تعالی: سَنُقْرِئُکَ فَلا تَنْسَی ، أو قوله تعالی: وَمَا یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَی . إِنْ هُوَإِلا وَحْیٌ یُوحَی . ألا یفهم أن الذی عصم الله منطقه فلا یخرج منه حرف إلا عن الوحی ، فقد عصم جوارحه فلا یصدر عنه خطأ ولا معصیة لله تعالی ؟!

ثم شرحت لهم قوله تعالی: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ عَلَیْکَ الْکِتَابَ مِنْهُ آیَاتٌ مُحْکَمَاتٌ هُن أُمُّ الْکِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِیلِهِ وَمَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا یَذَّکَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) . (آل عمران:7) .

لقد ابتلی الله الناس بالمتشابه الذی فیه إمکانیة الضلال، وأخبر أن نوعاً من الناس سیضلون عن الحق ویحتجون بالمتشابه ،ووصفهم بأنهم فی قلوبهم زیغ ، أی رغبة وشهوة فی المیل عن الحق الی الباطل ، تعمدوها وغرسوها فی أذهانهم وأنفسهم حتی استقرت فی قلوبهم ! وأن لهم هدفین الأول الفتنة بین المسلمین ، والثانی تأویل کتاب الله تعالی بنحو تحریفی أعوج ، یفقده استقامته ویخدم أغراضهم !

لذلک جعل الله تعالی قاعدة ردّ المتشابه الی المحکم ، وأوجب علی الأمة أن ترد ما أشکل علیهم الی الله ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والی المفسرین الشرعیین للقرآن بعد الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، قال الله تعالی: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِی شَئْ فَرُدُّوهُ إِلَی اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْیَوْمِ

ص: 17

الآخِرِ ذَلِکَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَاوِیلاً ). (سورة النساء:59).

إن الشخص الذی یطعن فی عصمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یدعو الناس الی اتباع المتشابه وترک المحکم ، لأنه فی قلبه زیغ وانحراف ، فهو یدعوهم الی زیغه ، وهو موظف عند من یدعون الناس الی الزیغ فی العقائد والأحکام والسلوک ، الذین یقولون عن الله تعالی إنه جسم موجود فی الطابق الأعلی للسماء ، لأنه یقول: وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الأرض إِلَهٌ وَهُوَ الْحَکِیمُ الْعَلِیم ُ. ویقولون له ید ، لأنه یقول: إِن الَّذِینَ یُبَایِعُونَکَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ اللهَ یَدُ اللهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ . وله عبون متعددة ، لأنه تعالی یقول: وَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ فَإِنَّکَ بِأَعْیُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ !

وقد وصل بهم الزیغ الی التجسیم الرکیک ، فاخترعوا أحادیث بأن الله تعالی شاب أمرد ، أجعد الشعر ، طوله ستون ذراعاً ، یلبس نعلین من ذهب ! وصحح إمامهم ابن تیمیة وشیخهم ابن باز هذه الأحادیث المزعومة !

وقد سقطوا فی تلک الأودیة لأنهم ترکوا القاعدة المجمع علیها عند علماء المسلمین ، ولم یُرجعوا المتشابه الی المحکم ، ولو أرجعوا هذه الآیات الی قوله تعالی: لا تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ . وقوله تعال: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُو َالسَّمِیعُ الْبَصِیرُ . لنزَّهوا الله تعالی عن التجسیم ولم یخضعوه لقوانین الزمان والمکان اللذیْن خلقهما ، ولم یقعوا فی هذا الزیغ والضلال الرکیک !

فی ذلک المجلس تکلم أحد الدکاترة مدافعاً عن صاحب المقولة وأنه لم یقل ذلک ، والنقل عنه غیر دقیق ! فأجابته امرأة من آخر القاعة ، قالت: بل قالها ویقولها ، وهو أحمد المهری صاحب أحمد الکاتب ، وإن بعض الناس یدعونه

ص: 18

الی بیوتهم لیلقی علیهم محاضرة ! ثم تکلمتْ المرأة عن أفکاره المهری والکاتب المنحرفة ضد أهل البیت(علیهم السّلام) ، فسکت الذی دافع عنه !

قلت لهم: إنی أتعجب منکم وأنتم فی بلد العلم والتخصص ، وأنتم أهل تخصص ما بین مهندس وطبیب وأستاذ فی الجامعة ، کیف ترضون لأنفسکم أن تدعو عامیاً لیلقی علیکم محاضرة فی الدین ؟!

إن هذا الشخص أعرفه فهو عامی لیس عنده شهادة ثانویة ولم یدخل الحوزة ، وکان صاحب دکان فی الکویت وقد غضب علیه أبوه وکان عالماً تقیاً(رحمه الله)لأنه فتح دکان أدوات زینة وتجمیل للنساء !

ثم جاء الی إیران ووظفه الإمام الخمینی(رحمه الله)مدیراً لمؤسسة اقتصادیة ، ثم ما لبث أن سمع علیه کلاماً ، فعزله !

فالتقی هو وأحمد الکاتب فی النقمة علی إیران ، وتبنی أفکاره الضالة !

فسألنی أحدهم: هل أن دعوته الی الحدیث فی منزل حرام شرعاً ؟

أجبته: مادام یطرح أفکار الطعن فی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والأئمة(علیهم السّلام) فدعوته الی بیوتکم حرام ، إلا أن یکون معه شخص مطلع أو عالم لیردا علی ضلالته .

ثم قلت: لماذا لم یحضر فی هذا المجلس ؟ إنی أدعوه الی مناظرة بحضورکم هو وأستاذه أحمد الکاتب !

أقول: إن هذه القصة تدل أن تشکیک أحمد الکاتب وصل الی مقام النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )! وهذا لیس غریباً علیَّ ، لأنی أعتقد أن النزعة المادیة فی نفس الإنسان وفکره ، کلما قویت کلما ضعف إیمانه بالغیب ، حتی یفقده ، فهو مرشح لفقد الإیمان

ص: 19

بالله تعالی ، وستری أن أول ما نقد نفسه به صاحبه (نون11) النزعة المادیة عنده التی تدفعه الی الفهم المادی فقط ، وتبعده عن الإیمان بالغیب ومعرفة عوالمه !

وللمناسبة: فإن آل المهری عائلة محترمة ، وأحمد المهری المذکور نشازٌ فیهم کابن نوح(علیه السّلام)، فوالده المرحوم السید عباس المهری من علماء الکویت الأجلاء ، وأخوه السید مرتضی المهری من العلماء المعتمدین عند المرجع السید السیستانی فی هیئة الإستفتاء . وقد تبرأ من أخیه وکتب: (رد أباطیل أحمد الکاتب) ، وأورد فیه الأحادیث الصحیحة فی ولادة الإمام المهدی، ولم یستطع الرد علیها أحمد الکاذب ، ولم یناقش الأحادیث التی صححها السید المهری وغیره ، کما ستری فی مناقشاته !

ختاماً ، أردت بهذا الکتاب تسلیط الضوء علی شخصیة عبد الرسول لاری ومشروعه ، وکشف مکابرته وتشبثه ببدعته ، قربة الی الله تعالی ، والی رسوله وآله الطاهرین(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) . والله ولی التوفیق .

کتبه: علی الکورانی العاملی حوزة قم المشرفة- فی الثانی من شهر رمضان 1425

(تنقیحاً وتکمیلاً فی شهر صفر الخیر 1428)

ص: 20

الفصل الأول: المؤهل العلمی لأحمد الکاتب: عامی یدعی الإجتهاد

اشارة

ص: 21

ص: 22

من هو أحمد الکاتب الذی وصفوه بالعالم والمفکر الشیعی ؟

کتب لی فی شبکة هجر بتاریخ: 16/12/1999:

(وإذا أحببت أن تعرف هویتی فی البدایة: فأنا عبد الرسول اللاری ، ولدت فی کربلاء لأبوین هما الحاج عبد الزهراء والحاجة شکریة عباس الهرَّ ، وجدی هو عبد الأمیر بن حبیب بن جاسم بن مهدی بن أحمد بن عبد الله بن جاسم بن محمد بن شیخ عمران من آل مراد ، من آل الشیخ من بنی أسد .

وإذا أحببت تتأکد من ذلک فزر مدینة کربلاء حیث تجد مضایف عشیرتی . واسأل الشیخ علی عبد الحسین شیخ عشائر بنی أسد فی کربلاء ، والدکتور حسین علی محفوظ) .

قال العاملی:

رأیت والده عبد الزهرة فی قم ، وقالوا إنه یسکن فی محلة دولة آباد من ضواحی طهران ، وهو شخص بسیط أصله من بلدة لارْ ، فی محافظة شیراز ، وقد سکن فی کربلاء ، وفی کربلاء سکة صغیرة باسم (عقد اللاریة) ، وتزوج بوالدة عبد الرسول بنت عباس الهرّ ، وهی من أسرة مناسبة له تنتمی الی بنی أسد ، ولذلک ینتسب عبد الرسول بوالدته الیهم ، ویصرُّ علی أنه عربی من بنی أسد !

ص: 23

وقد حوَّلنی فیما کتبه لتوثیق نسبه ، علی الدکتور حسین علی محفوظ ، المؤرخ المعروف ، لأنه من رؤساء بنی أسد ، وقد رأیته فلم یعرف الحاج عباس الهر جد عبد الرسول لأمه .

قال لاری فی حواره مع المفید ، بتاریخ: 8/4/2001: (أنا لم أقل یوماً بأنی عالم ، أو من أسرة علمیة . وإن أبی معروف ، وهو کاسب بسیط ، کان یبیع المسابح والترب الحسینیة). http://www.alkatib.co.uk/hewarat.htm

کان عبد الرسول فی کربلاء من جماعة المرجع السید محمد الشیرازی(قدسّ سرّه) ، ثم التحق به فی الکویت وانتسب هناک الی مدرسته ، وعمل فی نفس الوقت محرراً عادیاً فی مجلة صوت الخلیج ، أیام رکودها ، کما نشر بعض الکتیبات التی سیأتی ذکرها .

ثم التحق بالسید الشیرازی(قدسّ سرّه)الی إیران ، وعمل فی منظمة العمل الإسلامی لتحریر العراق ، التی یرأسها سماحة السید محمد تقی المدرسی ، وعمل موظفاً فی القسم السیاسی فی إذاعة طهران العربیة ، وقد جاءنی فی بیروت وأجری معی مقابلة علی أثر تعرضی لمحاولة اغتیال من صدام ، فی الأشهر الأولی من انتصار الثورة الإیرانیة .

وعندما ساءت علاقة منظمة العمل مع الإیرانیین ، غادر لاری إیران الی لندن ،وأخذ فیها اللجوء السیاسی ، وما زال مقیماً فیها .

وهو متزوج ، وزوجته لبنانیة شیعیة من بلدة حاروف فی محافظة النبطیة الجنوبیة تزوجها عندما کان شیعیاً . ورزق منها عدة بنات .

ص: 24

لم یدخل مدرسة ! ولا عنده شهادة من حوزة !

اشارة

نورد فیما یلی خلاصة ما کتبه له السید أحمد الحسینی(ظافر) بتاریخ12/7/2002 بعنوان: (قصتی مع أحمد الکاتب) قال: ( أول هذه النقاط هی أننی لا أرید أن أسئ للرجل ، حتی بعد أن تأکدت أنه مهرج ولیس صاحب قناعة ، وکنت سأحترمه لو عرفت أنه تولدت لدیه قناعه معینة من شبهة ، حتی وإن کانت قناعته خطأ !

ولم أکن أتصور أن الرجل بهذا المستوی العلمی فی المناقشه ! ومن أراد أن یتأکد فلیرجع الی ما کتبه عندما سأله فضیلة الشیخ العاملی عن عقیدته ، فقد فضح نفسه فی أکثر من قضیه اتفق علیها السنه والشیعة .

بدأت قصتی معه حینما قام بإرساله کتابه الذی یشکک فیه بالإمام المهدی(علیه السّلام) الی قم ، وهو (یتوسل) أن یرد علیه العلماء ویحرص علی ذلک حرصاً شدیداً ! قرأت الکتاب فوجدت فیه من التناقض والکذب ما لایستحق الرد ، ففهمت أن الرجل یعانی من جهل مرکب , أما الإنتقائیة فی النصوص فتصل الی حد البتر والإبتسار حیث قام علی ما أذکر ببتر أکثر من نص ! وحینها أردت أعرف هل الرجل مدفوع من قبل(...)کما یقول البعض ، أم أن الوهابیه اشترته بریالات النفط؟ فقلت ألجأ الی أقرب الناس إلیه وأکثرهم موضوعیة .

سألتهم من هذا أحمد الکاتب ؟ ماهی کتاباته السابقة ؟ ما هی مؤهلاته الأکادیمیة ؟ هل درس فی الحوزه العلمیه ؟ ما هی مواصفات شخصیته؟ هل

ص: 25

تعتقدون أنه مأجور أو کما یسمیه البعض عمیل؟ من أین نشأت له هذه الأفکار ؟ هل ناقشتموه فی أفکاره وماذا کان رده ؟ إضافه الی أسئلة أخری لا أرید أن أذکرها ، لکی لایتصور أحد أنی أرید أن أسئ للرجل ، فالإساءة لأی کان لیست شجاعة . وما أکتبه هنا فالله شهیدی علیه لکی یعرف الناس من الرجل ، ولایغتروا به ! وأنقل لکم إجابات مَن حوله:

أحمد الکاتب= عبد الرسول عبد الزهرة حبیب اللاری . وکان یکتب باسم أحمد الکاتب ، وباسم رسول حبیب ، وباسم عبد الرسول اللاری.

أهم مؤلفاته:1- نحن بشر أم بقر؟ 2-النفاق فی العمل الثوری ! 3- عشره ناقص واحد یساوی صفر !

مؤهلاته الأکادیمیة = لم یدخل المدرسة قط !

مؤهلاته الدینیة= کان کثیر القراءه إضافه الی أنه کان یذهب فیستمع الی بعض محاضرات کبار العلماء ، کالسید الخمینی(قدسّ سرّه) ، وکذلک السید الشیرازی(قدسّ سرّه) .

أما عن مواصفات شخصیته ، فهو یحب أن یخالف فیُعرف ، متطرفٌ فی طرحه ویزداد عناداً کلما وجد من یناقشه ، حتی وإن أثبت الناس کلهم خطأه ! لأنه یعتبر ما یراه من المسلَّمات التی لایتناقش فیها عاقل !

وأضاف محدثی: أن أفضل الطرق فی إصلاح هذا الرجل إهماله ، فالرد یزیده إصراراً ، ولربما یقوم بإنکار أئمة آخرین(علیهم السّلام) !!

هل تعتقد أنه مأجور أو عمیل أو مشتری؟ قال صاحبی: لا ، لیس کذلک ، هو لیس مأجوراً ولا عمیلاً ولکنه قاصر ، وترکیبة شخصیته تحب الإثاره وجلب

ص: 26

الإنتباه لها بأی ثمن ! لطالما ناقشته فی کثیر من أفکاره ، ولکنه إما أن یتهرب أو ینفی الحقائق بطریقه غریبة ، فلو أتیته بألف روایة وراو ، فالروایات ضعیفة موضوعة ، والرواة کذابون ! وکل من یناقشه: لا یفهم !!

ألم تسأله من أین جاء بهذه الأفکار؟ قال محدثی: سألته مرة قلت له: تعرف أنی لیس اختصاصی هذا الأمر ، ولکن من أین لک هذه الأفکار کیف توصلت الی ما توصلت الیه؟ فأجابنی: قرأت فی کتاب یناقش هذا الموضوع !

یقول فسألته: وکان وقتها یُنَظِّر لولایة الفقیه وللسید الخمینی: تری ألم یقرأه رجال کالسید الخمینی والسید الشهید الصدر والسید الشیرازی؟ أوَلم یقرأه مفکروا السنة والشیعة ؟! یقول محدثی: فأجابنی عبد الرسول: لا ، إن العلماء لایهتمون بمثل هذا الکتاب !!

هذه المعلومات کلها عندی عن الکاتب عبد الرسول.. ولما دخل الی الشبکه فرحت وقلت: أری الرجل علی حقیقته . وعندما رأیته علی الشبکه صدَّقت قول صاحبی الذی کان یردده . وصاحبی هذا یعرفه عبد الرسول جیداً ، وهو شخصیة معروفة ، ولو کذَّب عبد الرسول اللاری ما نقلته سأفصح عن إسمه ، مع ذکر قضایا ذکرها لی محدثی عن تناقضات شخصیة عبد الرسول ترکتها ، لأن غرضی لیس الإساءه الیه ، بقدر ما أرید أن یعرف الإخوة أی شخصیة یحاورون !

وأخیراً ، أسأل الله أن یهدیه الی الحق ، وأن یرزقه الشجاعة للتراجع عن هذا الضیاع ، وأن لاتأخذه العزة بالإثم ، فیخسر الدنیا والآخرة . والله من وراء القصد.

فکتبت له بتاریخ: 17/7/2002:

ص: 27

الأخ الفاضل العزیز ظافر ، جزاک الله عن الإسلام خیراً علی هذا الموضوع .

وقد توصلتُ الی نتیجة فی تقییم شخصیته أنه لیس عمیلاً ، بل هو بلا دین ، ولا أظن أنه یعتقد بالنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولا بالله تعالی . وقد سألت عن نشأته فتأکد لی أنه لم یتأسس ولم ینشأ کمتدین شیعی طبیعی ، یهمه أن یتعرف علی عقائد المذهب وأحکامه ، بل کان یمیل الی الإشکال والتبرم من کل شئ . وأنه مصاب بسوء الظن والغرور!. کما سألتُ أصل أسرته فی لار شیراز ، وبقیت عندی نقطة: هل هم فُرْسٌ أو ترک أو یهود؟ ففی بلدة لار یوجد یهود ! وحبذا لو یجیبنا هو ؟

فکتب لاری (أبو أمل):

الأخ العزیز ظافر: تحیة طیبة وبعد ، فأشکرک علی الدعاء الذی تفضلت به فی آخر مداخلتک ، أرجو أن لا یحرمک الله مما دعوت لی به ، فکلانا نحتاج الی العودة الی الحق والشجاعة فی الرجوع عن الخطأ . ولکن أن یفترض الإنسان نفسه معصوماً والآخرین منحرفین ، ربما کان ینطوی علی شئ من الغرور والجهل المرکب. (یقصد لاری إنک جاهل فقد جعتلنی منحرفاً ، وجعلت نفسک معصوماً !).

وبما أن الأخ ظافر یدرس فی الحوزة کما یبدو ، وقد نقل روایة یحاول أن یسجلها للتاریخ ، فإنه یستحسن أن یذکر إسمه صریحاً وإسم الراوی الذی نقل عنه حتی لاتصبح الروایة مجهولة ، حتی إذا ما أراد أحد علماء الرجال فی المستقبل أن یتأکد من حقیقة ما ذکر ، یستطیع التأکد من وثاقة الراویین أو یتعرف علی حالهما بدقة ! (یحلم لاری أن یبحث العلماء مستقبلاً ما روی حوله ! ) .

تصحیحاً لما ذکر الأخ ظافر نقول: أن إسم الکاتب منقوص ، فقد حذف جده

ص: 28

الأول وهو عبد الأمیر ، وذکر بدلاً منه إسم جده الثانی وهو حبیب .

لم یذکر أسماء الکتب الأولی التی ألفها الکاتب قبل بلوغه العشرین ، وهی: الإمام الحسین کفاح فی سبیل الحریة والعدالة1970. الإمام الصادق معلم الإنسان1971 . تجربتان فی المقاومة1972. وهو عن حرکة التنباک فی إیران وثورة العشرین . وقد ذکر کتاب: (10-1= صفر) ، ولم یشر الی موضوعه وهو الإمامة الإلهیة ودور الولایة فی الإسلام . وقد کتبه سنة1973 ونشره فی بیروت . کما لم یشر الی کتاب تجربة الثورة الإسلامیة فی العراق ، ولا الی کتاب: الإیمان یتجلی فی الحیاة . وکتب أخری....

لقد درست علی یدی(کذا) السید کاظم القزوینی ، والشیخ جعفر الرشتی ، والشیخ حمید المهاجر العربیة ، والشیخ غلام رضا الوفائی ، والسید محمد علی الطباطبائی ، والشیخ عبد الرضا الصافی ، والشیخ جعفر الهادی ، والسید هادی المدرسی ، والسید محمد تقی المدرسی ، والشیخ الإشراقی(الأفغانی) تلمیذ الإمام الخوئی(المکاسب والرسائل). وحضرت بعض دروس السید الشیرازی ، واستمعت الی دروس الشیخ المنتظری فی ولایة الفقیه ، ولکنی لم أدرس ولم أحضر أی درس من دروس الإمام الخمینی .

لقد انتقدت موقف الشیرازی من استمرار الحرب العراقیة الإیرانیة عام1982 ، وبعد استمرارها الی عام1988 ، بدأت أمیل الیه وأنتقد موقف الإمام الرافض لإیقافها ، ولم أقل إن الإمام الخمینی لا شئ .

یعترف الأخ ظافر بأنی أرسلت کتابی (تطور الفکر السیاسی الشیعی) الی قم

ص: 29

ولم یذکر السنة وهی1993 ، ویشیر الی طلبی الحوار حول الکتاب ، وینقل عن الراوی الثانی أنه طالما ناقشنی فی کثیر من أفکاری ، کما ینقل عنه أیضاً أنه قال لی: (إنه لیس اختصاصه هذا الأمر) وهذا نوع من التناقض فکیف یناقشنی فی أمر لیس من اختصاصه ، إلا أن یکون جدالاً بالباطل ، وعناداً وتشبثاً بالتقالید ، ورفضاً للإجتهاد ، ومع ذلک لم یذکر الراوی الأول ماذا قال الراوی الثانی للکاتب...

ولقد طلبت من المرحوم السید محمد الشیرازی أن یلقی نظرة علی الکتاب ویدلنی علی موارد الخطأ فیه ، فلم یفعل ، وقال لی بأنه لم یدرس الموضوع دراسة إجتهاد ، وإنه فقط طالع فی الموضوع .

کما طلبت من السید المدرسی أن یدلنی علی الأدلة والبراهین التی تثبت وجود الإمام الثانی عشر ، فقال إنه لا بد من الإیمان به عن طریق الغیب ، فقلت له: إننا نؤمن بالغیب عن طریق القرآن ، فکیف نؤمن بموضوع لا یوجد فی القرآن الکریم عن طریق الغیب؟! ولم یجب أکثر من ذلک...

أشکر الأخ العزیز العاملی علی شهادته القیمة لی ، حیث ذکر أنی لست عمیلاً ولکنه لم یذکر لمن ، لأی بقال مثلاً ؟ وأنی بلا دین ، کالدین الذی یعتقد به الغلاة والمفوضة . وقال: ولا أظن أنه یعتقد بالنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولا بالله تعالی ! طبعاً لا أومن بالنبی محمد خالقاً وشریکاً مع الله ، ولا أؤمن بالله العاجز عن الخلق ، الذی یؤمن به المفوضة . ولکنی أؤمن بالله الخالق المدبر المحیی الممیت السمیع البصیر ، وأؤمن بالنبی الأکرم محمد کنبی مرسل ، لا یعلم الغیب ولایحیی ولا یمیت ولا یرزق ، النبی البشر الإنسان: قل إنما أنا بشرٌ مثلکم یُوحی الیَّ .

ص: 30

قال العاملی:

1- یتکلم لاری بجدیة وافتخار عن کراریسه الضحلة ، ونبوغه المبکر ! وکان الأولی به أن یخجل من مستواها ، ونماذج علمه الآن تکفینا عنها ، لأنها تدل بعد ثلاثین سنة من مؤلفاته تلک ، علی مستواه الضحل والتزویری !

2- لاحظ حکمه القاسی علی صاحبه بأنه یجادل بالباطل والعناد ، لمجرد أنه ناقشه فی انحرافه، ولأنه کان صادقاً فقال إنه لیس مختصاً بالحدیث والعقائد !

3- ما نسبه الی السید الشیرازی(قدسّ سرّه)من أنه لم یکن یملک دلیلاً یقدمه له عن وجود الإمام المهدی(علیه السّلام) ، وأنه لم یدرس الموضوع دراسة إجتهاد ، لایقبل بالنسبة الی شیعی عادی فکیف بمثل السید الشیرازی !

ومثله ما نسبه الی السید المدرسی من أنه لایملک دلیلاً إلا الإیمان بالغیب ! مع أن من قرأ کتب العقائد الشیعیة یری أحادیث نص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )علی الأئمة(علیهم السّلام) ونص الإمام السابق علی الإمام اللاحق ، وأحادیث ولادته ووفاته ، ومنها أحادیث ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام).

4- أعلن أنه لایؤمن بالغیب فی غیر القرآن ، واستدل علیه بقوله: (إننا نؤمن بالغیب عن طریق القرآن ، فکیف نؤمن بموضوع لایوجد فی القرآن الکریم عن طریق الغیب؟) ! وهو استدلال سطحی ، لأن إیماننا بالله تعالی وبأن القرآن وحیٌ منه تمَّ کله عن طریق العقل ، وکذا إیماننا بکل غیب أخبر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ومنه عقیدة المهدی من عترته(علیهم السّلام) ، تمَّ عن طریق حکم عقلنا بصدقه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، یضاف الیه أمر القرآن بقبول قوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. (الحشر:7) .

ص: 31

فإذا حصرنا الغیب بالقرآن ، لزم تکذیب النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، وهو تکذیبٌ للقرآن !

5- بقی أن أشیر الی أن نفیی أنه عمیل فی تلک المناقشة ، کان قبل شهادة الإخوة الثقات الذین یعرفونه عن قرب وسمعوا من فمه قصة عمالته !

وکتب له ظافر:

أولاً ، أحب أن أحیی العلامة الشیخ العاملی علی صبره وطول أناته وسعة صدره علی أسئلتک ، التی تعبر عن فهمک یاعبد الرسول ، وهی أسئلة فی أحسن الأحوال ساذجة إن لم تکن أکثر من ذلک ، وهی تعبر عن رجل بسیط جداً دس أنفه فی أمور أکبر من حجمه ، ولبس عباءه غیر عباءته ، وصار یخلط بین أمور العقائد والسیاسة . فأنت کما یبدو قرأت الروایه بعنایة وبینت ملاحظاتک علیها نقطه نقطة . إذا أصبح کل ما لم تعلق علیه صحیحاً بإقرارک وعدم اعتراضک !

وأرجو من الإخوة أن یراجعوا ماکتبته لیروا أی شخصیه مضطربة شخصیة عبد الرسول . وأما سند الروایه فهو: أحمد الحسینی ،عن نزار حیدر ، وأظنک لا تجهل الأستاذ نزار حیدر ! بإمکانک أن تتأکد منه شخصیاً !

وللإخوه القراء: فإن نزار حیدر هو عضو المکتب السیاسی لمنظمة العمل... أما عن دراستک علی ید الساده الذین ذکرتهم فلا أدری ماذا درست؟ وهل درست بالطریقه المعروفة فی الحوزة العلمیة ، أم بطریقة أخری ، فمثلاً أنا أستطیع الآن أن أقول وأنا صادق: إنی درست علی ید الشیخ محمد حسین الأنصاری ، والشیخ محمود السیف ، والشیخ محمد رضا آل صادق ، وحضرت دروس السید کاظم الحائری ، واستمعت الی الشیخ هادی آل راضی ، وشاهدت درس الشیخ الوحید

ص: 32

الخراسانی.. ولکن مع کل هذا فأنا لست من أهل الإختصاص ، ولست من طلاب الحوزه العلمیة کما قلتَ أنت ! فالدراسه فی الحوزة العلمیة کما هو معروف أن تتلمَّذ من البدایة علی ید أساتذة وتتدرج فی الدراسة ، لا أن تحضر بعض محاضرات أو دروس ، أو تستمع الی هذا العالم أو ذاک ، فتصبح من أهل الإختصاص ! ثم هل هناک واحد ممن ذکرت یشهد أنک من طلابه ؟ أم أنهم ینفون ذلک ؟! ثم تتصور أنک من أهل الإختصاص والإجتهاد ؟!

أما عن السید الشیرازی ولماذا لم یلق نظرة علی الکتاب ، فسأخبرک بالسبب الذی دفعه لرفض الإطلاع علی الکتاب !

وکتب شهاب الدمشقی:

حقاً لم أجد فی حیاتی أغرب من هذا الذی یسمی نفسه (العاملی) ! یحدثه أحمد الکاتب بکل أدب وتهذیب.. یطلب منه الحوار بلباقة.. لکن هذا العاملی یقابله بتوجیه الإهانة تلو الإهانة وکأنها کل بضاعته ! ویکلمه بکل فوقیة وتعال وکأن علی أحمد الکاتب أن یسجد لله شکراً لأن مولانا العاملی تنازل وقبل أن یکلمه ! بل لا یجد حرجاً فی اتهامه بأنه ربما یکون یهودیاً ! (علی طریقة الإعلام العربی الأمنی) ! والحق أنی لا أملک إلا أن أعجب من سعة صبر أحمد الکاتب ، وصبره علی مهاترات القوم هنا (والتی یسمونها تجاوزاً حواراً ) ! فإذا کان هذا هو الحوار الإسلامی الذی أنشئت من أجله واحة الحوار الإسلامی ، فمرحباً به !!

وکتب السید مهدی:

وما دخلک أنت یامن تصطاد بالماء العکر؟ أنت علمانی ملحد ، وتفتخر بذلک

ص: 33

کماعرفک الجمیع ! فلا تتدخل فیما لایعنیک !

وکتبتُ للدمشقی:

الأخ شهاب الدمشقی: أنت شامی(منکر) للدین ، وأحمد الکاتب عبد الرسول لاری ، من لار شیراز (ناکر) للتشیع وجمیع المذاهب ، فما هی الصلة الفکریة بینکما؟

وهل المنکر أخ الناکر والنکیر ؟ وبمقیاسک القومی: أنت عربی سوری فینبغی أن تعرف قومیته ما هی؟!

قال العاملی: لم ینف اللاری أن أصله من یهود لار ، وکتب لی بتاریخ: 16/12/1999، جواباً علی سؤالی: (یقول الإمام الصادق: المؤمن عربی ، لأن نبیه عربی وکتابه المنزل بلسان عربی مبین . ومع أنی لا أجد عیباً فی أن أکون فارسیاً أو هندیاً أو حبشیاً أو صینیاً . وإنی لا أجد فخراً فی أن أکون عربیاً أو قرشیاً أو عراقیاً أو سوریاً أو لبنانیاً ، فإنی أسألک ما هو تعریفک للعربی والفارسی؟).

وکتب شهاب الدمشقی:

ما یربطنی بالأستاذ أحمد الکاتب هو إحترام حق الإنسان فی التعبیر عن رأیه بحریة.. وهو حق أعتقد أنک لا تفهمه ولا تحترمه أصلاً . ( بالمناسبة تری هل طُبع کتاب أحمد الکاتب فی إیران وهل یُسمح ببیعه هناک؟ وأحب أن ألفت نظر سماحة العلامة العاملی أن کتاب أحمد الکاتب ممنوع عندنا فی سوریا) .

وأحب أن أقول لأحمد الکاتب: لاتأبَهْ لهذه الهجمات ، فلست أول من تعرَّض للهجوم اللاذع بسبب جرأته الفکریة وحربه ضد الجمود العقلی . وتذکَّر محنة المفکر الکبیر علی شریعتی الذی عانی الإضطهادوالارهاب الفکری من کبار

ص: 34

المرجعیات الدینیة . تذکر محنة الشیخ الرکابی وکل ذنبه أنه حاول أن یعید النظر فی رکام التراث الشیعی . تذکر محنة محمد حسین فضل الله الذی تهاوت علی رأسه اتهامات الضلال والإنحراف لمجرد أنه شکک فی بعض الروایات ، بل لأنه (وهذا المؤسف حقاً !!) حاول أن ینصف الحقبة الراشدیة !!

وکتب له العاملی:

هل رأیت أحداً منا منع أحمد الکاتب من التعبیر عن رأیه ؟وإن کنت رأیته مظلوماً ، فهل رأیته وهو یظلم الناس ویتهجم علی مذهب بکامله ، ویسوِّق افتراءات النواصب علی أساطین علمائه الأتقیاء !

حتی لا نتهمک بالتعصب له ، ینبغی لک أن تقرأ تسلسل المواضیع بتاریخها فی هذه الشبکة ، وتحسب ما ظلم به الآخرین ، وما ظلموه به.. ثم تحکم !

وکتب ظافر:

یاشهاب الدین تقول مایربطنی بأحمد الکاتب هو احترام حق الإنسان فی التعبیر عن رأیه ! ونسیت أن حریة الإنسان تقف حیث حقوق الآخرین واحترام مشاعرهم ، فإذا تعدت ذلک تصبح فوضویة ، بل استهتاراً بالآخرین وحقوقهم ومشاعرهم . وتقول للکاتب: لیس أول من تعرض للهجوم اللاذع بسبب جرأته الفکریه وحربه ضد الجمود ، فإذا کان ماکتبه الکاتب من کلمات مبعثرة لایمکن لجامع أن یجمعها ، جرأةً فکریة ، فعلی عقلک العفا !

ولا أدری ما تقصد بالجمود الفکری ، هل الإیمان بعقیدتنا من الجمود الفکری؟ أم أن الهروب من الإجابة علی الأسئلة هو الجمود الفکری ؟

ص: 35

وإذا کنت تصورت أن الکاتب قد ظلُم فثرتَ هذه الثورة ، فما بالک بمن یظلم التاریخ والعلم ، ویتهرب من موضوع الی آخر ، ولا یقر علی قرار !

إذا کنت ملحداً علمانیاً ! وأراک لم تنف هذه التهمة عنک ، فإنک بلا شک تعتقد بأن الإسلام جمود فکری ، وأن إقامة الحدود هو اعتداء علی الحریة الشخصیة ، وعندها أقول لک: إذا کنت مشفقاً علی أحد ، فأشفق علی نفسک !

فلم یُجب لاری ، فکتب له ظافر:

الی أبی أمل: مع الرفع والإنتظار.. أتعجَّبُ ممن یناقش آیة الله الشیخ الوحید الخراسانی ، ولایستطیع أن یجیب علی أسئلتی ! صاحب الحق یستقتل من أجل أن ینقذ الآخرین ألیس کذلک ؟ وعبد الرسول حتی الآن لم یجب علی سؤالی ! عندی أسئلة فهل هو مستعد للإجابة علیها ؟ عدم الإجابة له دلالة !

وکتب وعد العراقی:

الأخ أبا أمل: قلتَ: (طبعاً لا أومن بالنبی محمد خالقاً وشریکاً مع الله ، ولا أؤمن بالله العاجز عن الخلق ، الذی یؤمن به المفوضة..) .

هل تستطیع أن تبرهن أن العاملی یعتقد هذا ؟

وقلت: (وأؤمن بالنبی الأکرم محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )کنبی مرسل لا یعلم الغیب ، ولا یحیی ولا یمیت ولا یرزق ، النبی البشر الإنسان: (قل إنما أنا یشر مثلکم یوحی الیَّ). أنا وعد العراقی أومن بأن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یعلم الغیب بإخبار ولیس ذاتاً ، هل أنا مشرک عندک؟ وهل تستطیع أن تثبت أن العاملی ذکر أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یعلم الغیب ذاتاً ؟

وکتب ظافر بتاریخ:20/7/2002: للرفع.. أی لتذکیر عبد الرسول بالموضوع ، بعد

ص: 36

أسبوع من فتحه ، وطالبه بأن یجیبه علی بعض أسئلته .

وهنا قرر لاری الهروب من هذا الموضوع ، وبحث عن حجة یتعذر بها ، فوجد أن المحرر کتب له تنبیهاً بوجوب المناقشة ، وعدم الإکتفاء بطرح مواضیع من کتابه والفرار من مناقشتها !

فکتب لاری بتاریخ:21/7/2002: الی المحرر إسلامی: إنکم تخالفون مبادئ هجر.. لقد وجهت رسالة مشترکة الیَّ والی الأخ نون وأغلقت باب الجواب علیها وأعلنت فیها حذف عدد من المواضیع المهمة التی عجز عن الجواب علیها من عجز ، وذلک بعد أن استغاث العاملی من المحررین مباشرة !

علماً بأن نشر تلک المواضیع لم یکن یخالف قوانین الشبکة ، التی تسمح لأی أحد بفتح ما یشاء من المناقشات ، بشرط الإلتزام بآداب النشر .

ورغم أن الأخ العاملی وعدداً من الإخوة لم یلتزموا بقوانین النشر مطلقاً ، ولا بآداب الحوار الإسلامیة ، وقاموا أیضاً بنشر مواضیع مختلفة فی وقت واحد ، خصوصاً حول الغلو والتقصیر ، ولکنک لم تقم بحذفها ومیَّزْتَ فی حکمک .

وفی الحقیقة لیس من مهمات المحررین القائمین علی شبکة هجر تنظیم النقاشات بین الأعضاء ، ولم یعلنوا هم بأنفسهم ذلک ، وإنما تصدی الأخ نون لجعل نفسه حکماً وقبل به الطرفان ، فلماذا التدخل منکم فیما لا یخصکم؟!

إنکم بذلک تکونون قد قضیتم علی حریة النشر التی تعهدتم بها ، وقمتم بمخالفة قوانین الشبکة بحذف مواضیع کانت محل نقاش بین عامة أعضاء الشبکة ، بدون إنذار ولا وجود مخالفة ، وإنما لمجرد الإنحیاز السافر لعضو

ص: 37

مهیمن علی الشبکة وهو العاملی !

لقد قلتَ فی رسالتک: (النقاش والحوار لیسا مجرد منهج مترابط یتمتع بالترادف فی بعض الأحیان ، وإنما هو أسلوب حیاة یطبقه کل شخص حسب معلوماته وإدراکه . تشعیبک للنقاش لایخدم أهداف هذه الواحة ، ولا یغذی أی شئ سوی التهویل والتشنیع والتکفیر اللامباشر من جانبک ، بالإتهام بالغلو.. وعلیه: سیتم حفظ کل موضوع جدید تقوم بنشره ، وذلک للجوئک إلی أسلوب غریب فی طرح الأفکار التی تختلف معها ). وأجیبک أن التهویل والتشنیع والتکفیر المباشر وغیر المباشر والإستهزاء والسخریة ، وإثارة القضایا الشخصیة والعائلیة ، هو دیدن العاملی وجماعته ، ومع ذلک لم تتدخل یوماً لتوجه له إنذاراً أو تنبیهاً أو إشارة ، ولم تحذف مواضیعه الملیئة بالسباب والشتائم والکلمات المنحطة !

وقلت: ( إذا کانت لدیک رغبة فی نقاش ثنائی ، فالشبکة علی استعداد لتنظیم ذلک بشرط الثبوت علی محور واحد إلی حین الانتهاء منه واتباع أسالیب البحث الصحیحة). وأجیبک: بأنی لم أرغب فی أی نقاش ثنائی ، وإنما قرأت مقالاً للعاملی وأحببت التعلیق علیه وسألته أسئلة: ما هو الدلیل علی ما یقول من نزول الوحی علی الأئمة وشراکتهم مع الله فی إدارة الکون ، ففتح هو أبواباً للحوار واحتدم الجدل ، ثم عجز عن الجواب ولم یدر ما یقول ! (وسنورد المناقشة) !

سألته هل تؤمن بالقرآن الکریم کمصدر أساسی ووحید للعقیدة الإسلامیة ، فلم یجب ، وسألته فیما إذا کان مجتهداً أو مستعداً للإجتهاد فلم یجب ، ولذلک أعتقد أنکم تخالفون بموقفکم هذا کلمة الشرف لشبکة هجر ، ویجب أن

ص: 38

تستقیلوا بعد أن تفسحوا للمقالات التی تحفظتم علیها ، والتی عجز العاملی عن التعلیق علیها ! هذه المواضیع محفوظة:

1- الغلاة یشوهون سمعة شیعة أهل البیت بدعوی تحریف القرآن .

2- تحیة إجلال للشیخ الطوسی رائد الإجتهاد والحوار الموضوعی .

3- لماذا اعتبر الأخباریون ولایة الفقیه متناقضة مع الإمامة .

4- أحمد الکاتب یرحب هنا بجمیع الإخوة المتحاورین .

وکتب فؤاد الحاج ، رداً علی تهمة لاری للشیعة بالغلو:

متی تکون شراکة ؟! عندما تکون العلاقة عرضیة تعقل الشراکة ، أما إذا کانت طولیة فلا یعقلها إلا من لا یعقل . الملک یصدر أوامر والوزیر یصدر أوامر ، ومن الواضح أنها فی طول أوامر الملک , وعلیه فلا معنی للشراکة فی الحکم .

مع العلم أن الملائکة یدبرون الأوامر التکوینیة أیضاً فأین هی الشراکة ؟ وهل استعان الله بهم واحتاج الی مساعدتهم !؟ قال تعالی: والمدبرات أمراً .

علماً أن کل الخلق یکون تقومه بالله تعالی تقوُّم المعلول بالعلة والإضافة بینهما إشراقیة ، یعنی الإضافة عین

المضاف ، بینما علاقة الملک والوزیر علاقة الإثنینیة وفی علاقة الرب بخلقه لایوجد ذلک إلا الرب الخالق وفعله .

فافهم یا لاری ، وأرنا صدق قولک أنک تتبع الحق .

وکتب ظافر: الأخ نون: متی یصدر حکمک یا أخی؟ لا زلنا ننتظر ، وأتمنی أن لاننتظر طویلاً ، وأخری یا أخی: ألا تری الکاتب یفرُّ من مکان الی آخر ویترک الأسئلة معلقه ، فهل هذا هو المنهج العلمی؟!

ص: 39

ألا تتفق معی بأن من یطرح موضوعاً بمثل هذه الأهمیه ، یجب أن یتقبل کل الأسئلة والرد علیها ؟ وأظن أنه من الواجب الأخلاقی أن یرد علی الأسئلة ، أو یعلن أنه غیر قادر علی ذلک فیعتذر... وکان الله یحب المحسنین .

وکتب وعد العراقی معیداً سؤاله للاری:

قلتَ: (طبعاً لا أومن بالنبی محمد خالقاً وشریکاً مع الله ، ولا أؤمن بالله العاجز عن الخلق الذی یؤمن به المفوضة... هل تستطیع أن تبرهن أن العاملی یعتقد هذا.... أنا وعد العراقی أومن بأن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یعلم الغیب باخبار ولیس ذاتاً . هل أنا مشرک عندک؟). انتهی. فغاب لاری ولم یجب !!

فکتب ظافر بتاریخ: 11/12/2003:

لقد ذهب الحمارُ بأمِّ عَمْروٍ

فلا رجعت ولا رجع الحمارُ

قال العاملی: یقصد ظافر بقوله لنون: (متی یصدر حکمک یا أخی؟) حکمه علی لاری بالهرب من نقاشه معی ، فی موضوع الغلو والتقصیر ، لأنی اخترت (نون) وهو صدیق لاری لیکون حکماً بینی وبینه ، وقد رضی به لاری کما سیأتی .

ص: 40

کثرة أخطائه النحویة واللغویة والإملائیة

أقرَّ عبد الرسول لاری إذن بأنه لم یدخل حتی مدرسة ابتدائیة ! ومعناه أن أباه الکاسب البسیط کان محتاجاً الیه فی عمله ولا عیب فی ذلک ، لکن العیب فی أنه یدعی الإنتماء الی الحوزة العلمیة وأنه وصل الی درجة الإجتهاد !

ویبدو أنه تعلم القراءة عند أحد الکتاتیب الی جانب عمله ، ثم کان یحضر بعض دروس الحوزة متطفلاً ! ویدل علیه أنه لایعرف حتی النحو واللغة !

کتبتُ له فی نقاشی معه فی شبکة العراق الثقافیة بتاریخ:17/6/2003:

(یتهمنا بالغلو ، وهو لم یفهم التوحید ولا النبوة ولا الإمامة ! ویدعی أنه مجتهد ولم یدرس ، ولم یفهم حتی النحو ، ولایعرف الفرق بین واو المعیة والعطف والحال . وقد أشرت الی أخطائه فیما أوردته من کلامه !

وقد استخرجت له من صفحتین کتبهما بضع عشرة غلطة لغویة ونحویة وإملائیة ! فهل نتوقع منه أن یفهم النص القرآنی والنبوی؟!) . فلم یرد لاری بحرف !

فقد کتبت له بتاریخ:27/4/2000، فی موضوعه بعنوان: القرآن والعترة یردّون علی (أدرکنی یا علی) !!http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1137 : (وردت فی کلامک أخطاء نحویة ولغویة فاحشة بالنسبة الی مجتهد ، أسجل منها مایلی:

قلتَ: (ولایغلطه کثرة السائلون) والصحیح: السائلین ، لأنه مضاف الیه .

قلتَ: (ناد علیه أغثنی یا إمام بشفاعتک) و( سینادی علی صاحبه الذی) والصحیح: ینادی صاحبه، لأن ناداه هنا متعد ، ونادی علیه أی أراد بیعه أو عملاً

ص: 41

به ، أو نادی علی جنازته !

قلت: (إذا کان کل هذا ممتنع) والصحیح: ممتنعاً ، لأنه خبر کان .

قلت: (فهو من الأئمة أمنع) وقصدک منها أکثر امتناعاً ، وقد اختلطت عندک بأفعل التفضیل من المنعة .

قلتَ: (الرسل مبلغین ، وأرسلهم الله لنطیعهم لا لنستغیث بهم) والصحیح: مبلغون لأنه خبر .

قلت: (أما.... دعوی أخری) والصحیح:

وجوب الفاء بعد أما .

قلت: (وکلا الصیغتان (إشفع لی أو أدرکنی) غیر جائزة یا إخواننا) والصحیح: کلا الصیغتین ، لأنه مضاف الیه .

قلت:(ولایغلِطُهُ کثرة السائلون) والصحیح: السائلین، لأنه مضاف الیه .

قلت: (لم یثاب) والصحیح: لم یثب ، لأنه مضارع مجزوم .

قلت: (العبّاس (أخی الإمام الحسین) والصحیح بدون یاء .

قلت: (أحکام الطهارة والأستحاظة) والصحیح بالضاد ، لأنه من الحیض .

قلت: (فلم یخلو الطرفان) والصحیح: فلم یخل ، لأنه مضارع مجزوم .

قلت: (کل شیعی موالی لهم ، ولیس کل موالی شیعی) والصحیح موال فی الموردین بدون یاء.

قلت: (التوسل الغیر شرعی) والصحیح: التوسل غیر الشرعی .

قلت: (أو هویة أبو الحارث) والصحیح أبی الحارث) . انتهی .

ص: 42

تکذیب المرجع السید صادق الشیرازی ادعاء لاری

کان لاری من جماعة المرجع الراحل السید محمد الشیرازی(قدسّ سرّه) ، لکنه اختلف معهم

فی إیران ، لشذوذ أفکاره کما مرّ ، فترک إیران غاضباً . ومع ذلک بقی حریصاً علی أن ینسب نفسه الیهم ، ویثبت أنه درس وتخرج من حوزتهم !

وقد ذکر ذلک فی مناظرته معی فی قناة المستقلة ، فبادر المرجع السید صادق الشیرازی والسید محمد تقی المدرسی الی تکذیبه ونفی ذلک !

وقرئ بیانهما فی قناة المستقلة حسب طلبهما لإفحامه وإثبات کذبه !

وهذا نص بیان السید الشیرازی: الأخوة المحترمون فی قناة المستقلة الفضائیة: السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته . أما بعد: نود إعلامکم بأن ما ورد فی قناتکم علی لسان أحد المتحاورین فی یوم الأربعاء12/ 3/2003م الثامن من شهر محرم الحرام1424 ه- ، وما ادعاه فی هذا الیوم والأیام السابقة ، من حضوره لدروس الإمام السید محمد الحسینی الشیرازی أعلی الله درجاته ، لیس بصحیح . وما أورده هذا المتحاور فی قناتکم عن لقاءه بالإمام الشیرازی أعلی الله درجاته فی قم المقدسة ، لم یثبت ولیس بصحیح . نرجو من قناتکم قراءة هذا البیان حفاظاً علی حقنا فی الرد . وأما قضیة الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف ، فهی مما تسالمت وأجمعت علیها آراء علماء المسلمین ، وهی من ضروریات المذهب بل الدین ، وأن الإمام الثانی عشر من أئمة أهل البیت(علیهم السّلام) من وُلْد فاطمة(علیهاالسّلام)هو الإمام المنتظر الذی یظهر فی آخر الزمان (لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً

ص: 43

کما ملئت ظلماً وجوراً) ، کما ورد عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بالتواتر ، وسجله المسلمون جمیعاً فی ما رووه من الحدیث . الأحد 16/3/203- 12/ محرم الحرام/1424.

المصدر:http://www.shiaweb.org/books/khalifat

http://www.annabaa.org/nbanews/18/86

کما أرسل سماحة السید المدرسی رسالة الی قناة المستقلة کذبه فیها ، ونفی أن یکون حضر عنده دروس الخارج ، أی دروس المرحلة العلیا فی الحوزة ، وقال: إن دروسه للمرحلة العلیا(بحث الخارج) إنما بدأت بعد ترک لاری لإیران !

وقد تقدمت شهادة الأستاذ نزار حیدر مسؤوله فی منظمة العمل الإسلامی ، بشهادة السید أحمد الحسینی (ظافر) بعدم امتلاکه لأی مؤهل علمی أکادیمی أو حوزوی ، وشهادته بصفات شخصیته السلبیة ، وأنه من أهل الجدل والتشبث برأیه مهما أتیته بأدلة بدیهیة تخالفه !

رأی صدیقه الشیخ محمد جمعة

الشیخ محمد جمعة من علماء الکویت ، شهد أن لاری کان طالباً بالإسم فی مدرسة المرجع السید محمد الشیرازی(رحمه الله)وکان فی نفس الوقت موظفاً عادیاً فی مجلة صوت الخلیج ! وکتب له فی شبکة الحق الثقافیة باسم المفید بتاریخ:31/3/2001 موضوعاً بعنوان: تحفة القارئ والکاتب فی فضح الأفاک الکاذب.. قال له:

http://alhag.net/forum/showthread.php?t=2048

الشئ الذی یجب أن تعلمه أن الذی لا یرد علیک لیس معناه أنه لا یَقْدر ، بل دلیل علی علمه وتثبته ، لأن الباطل یحب أن لا یُحیا بالرد علیه ، خصوصاً إذا کان ضعیفاً ومن قبیل الجهل المرکب ، بل المرض النفسی کما هو الحال عندک !

ص: 44

وکنت قد نصحت البدری بعدم الإهتمام بکتابک السقط المنحط ، وکذلک أوصی المهری بإذن الله تعالی . لقد حالفنی الحظ وجالست أستاذک فی کربلاء وحدثنی عنک وعن نفسیتک الکثیر ، وقد جالسک فی لندن ونصحک وخوفک لعلمه بجبنک وخوفک من ظلک ، وللأسف فقد صرفت شطراً من وقتی الثمین بالرد علیک ، فأنت أقل من أن یرد علیک أحد محبی الزهراء(علیهاالسّلام) ! وأنا أعرف عقدتک فی الحیاة.. النقص.. فکیف تظهر إلا بذلک؟ کفایة قص ولصق یا کاذب!

ملاحظة: أحق الناس وأولی بالرد علیک لیس هؤلاء الذین تنتظر ردهم ، بل هؤلاء الذین غذوک السم ، فصارت عندک ردة الفعل هکذا ، وقد قلت لمرجعک الذی زعمت تقلیده ذلک وأنکر علیک ولعنک.. والظاهر أنک هذه الأیام تستخدم طریقة جدیدة فی الشبکات ، وهی الکتابة بأسماء مختلفة ، تسأل وتجیب وترد علی نفسک وتشجعها.. الله أکبر! إنما نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِینٌ .

فکتب المحمدی: الأخ المفید: أفضل شئ فعله المراجع العظام والعلماء الکرام هو عدم ردهم علی عبد الرسول لاری، لأنه فی ردهم علیه سوف یکون له شأن. وأنا أعرف أن أحدهم ألف کتاباً فیه انتقاص لمقامات الأئمة(علیهم السّلام) ! وعندما کان یذهب الناس الی المراجع للسؤال عنه ویقولون لهم: لماذا لاتفتون فیه ؟ فیقولون لهم إذا أفتینا فیه فسوف یکون له شأن ویروج ضلاله؟ وهذا ما یذکره هو فی کتابه . اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ، وآخر تابع له علی ذلک. اللهم العن العصابة التی جاهدت الحسین وشایعت وتابعت علی قتله .

وکتب المفید: أنا معک تماماً یا أخی العزیز ، لکن المشکلة أن هذا الکاذب

ص: 45

یعتبر ذلک نقصاً فیهم ، وعدم قدرة منهم علی رده !

ولا یدری أن إحجامهم علی الرد هو بداعی أن لا تکبر الذبابة !!

فکتب له لاری بتاریخ:31/3/2001: الأخ العزیز المفید: یبدو أنک تحتل مکاناً مرموقاً فی الحوزة والمرجعیة ولا بأس بذلک ، ولکن أسلوبک فی الرد الإنفعالی العاطفی یضعف من حجتک ، هل یمکن أن تقول لی من هو ذلک الأستاذ الذی التقانی فی لندن؟ ومتی؟ وماذا قال لک؟ وماذا قلت له؟ وما هو دلیلک؟ وإذا علمت أن السید مرتضی المهری

قد رد رداً ناقصاً ولم یکمل رده ، فماذا سوف تقول؟ وهل سوف ینزل من عینیک الکریمیتن؟

فأجابه المفید بتاریخ:1/4/2001: أقول لک بشرط.. قل لی من الذی یمولک ویعطیک؟ومن الذی یشجعک؟! ثم کتب المفید فی شبکة هجر: الکاتب یعیش أزمة خلط فی الأوراق العقیدیة والفکریة الشیعیة . وقد لاحظت بحثه فوجدت فی أول صفحاته خلطاً عظیماً بین الإمام والحاکم ، وبین الإمامة والحکم . وهی من أولیات ما یفهمه الشیعة غالباً ، فضلاً عن خریجی الحوزات العظمی التی آوته !

وکتب له فی شبکة الحق: http://alhag.net/forum/showthread.php?t=2486

أرید أن نعرف مستوی أبیها العلمی(یقصد أمل ابنة لاری) وقدر تحصیله الدراسی؟ ومن هم أساتذته المعترف بهم فی الحوزات العلمیة؟ أو علی الأقل أی المتون الدراسیة العلیا فرغ منها ؟! حتی نسأله فیها کعادة الطلبة ؟

کما کتب له فی شبکة هجر بتاریخ: 8/4/2001, فی موضوع: لماذا نتهم نوایا أحمد الکاتب ؟ فقال: ولست أخفی أن الکاتب علی غیه ، آیةٌ من آیات الأئمة

ص: 46

صلی الله علیهم ، حاله کالشلمغانی وغیره من المرتدین عن أئمتهم ، فقد قالوا: لایظهر المهدی حتی یرجع کثیر من القائلین بهذا الأمر ! وقد صدقوا وهم الصادقون . ثبتنا الله وإیاکم علی الحق..

من وراء هذا التفرغ؟: هناک شبکة فی بریطانیا لا أحب أن أکشف عن هویتها تتصل بمجموعة ، منها الکاتب والمهری وحتی سلمان رشدی.. ومحورها معلوم وداعمها واضح ، هی تحاول أن تقوض الفکر الشیعی من أساسه ! وبرأیی أنها أخطأت الإختیار... أما عبد الرسول لاری فإنا نعرفه منذ الأیام التی خط بیده مدرسة الرسول الأعظم بالکویت ، ونعلم شذوذه الفکری وجهله المرکب ، وهو مع هذا یحسب أنه عالم ، ویوهم أنه من أسرة علمیة ! ویوحی بهذا فی لقاءاته التی أقامها فی الجزیرة وغیرها ! ونحن علی استعداد لطرح أسئلة فی الفقه أو الأصول علیه ، لیعلم الجمیع أنه معدوم البضاعة ، وقد فعلنا ذلک فی شبکة الحق فلم یجبنا بشئ قلیل أو کثیر ، وأنی له الجواب !! ولیس سوی مریض قد حصلت له ردة فعل ، ولربما أثر علیه موج الإنفجارات فی الخط الإمامی فی الجبهة أیام الحرب العراقیة الإیرانیة ، لأنه شارک فیها ! ولم یفتنی أن أجالس مرجعه الدینی الذی صرح باسمه فی الجزیرة وقال إنه یقلده ویرجع له ، وقد وجهت له عتباً علی ترک أمره وتضلیله بجهله فذمه ولعنه ! وصرح أن لمکتبه فی قم بیاناً یصرح بخروجه عن الفکر الشیعی القویم ، غیر أنی لم أرفع لسان اللوم والعتب ، فلیس من المفروض أن یرد علی الکاتب فلان وفلان ، بل الذین علموه وعرفوه جیداً هم أدری بمرضه کما یصرحون!! ولا زلت أدعوهم لذلک ، وقد نقلت مشاعر

ص: 47

سخطی وغیری إلی ولده فی الکویت کی ینقلها بدوره لوالده المحترم .

والغرض من ذکر مرجعه المبجل هو تبرئة ساحته من الإفک المدعی .

ثم لهؤلاء الذین یستضیفونه ویحاورونه فی الشبکات والقنوات أقول: کیف تسمح لهم أمانتهم الأدبیة التحاور معه علی أساس أنه شیعی ولا دین له ؟ هل یرضون أن نستضیف إنساناً ینکر إمامة عمر بن الخطاب ویبطل خلافته علی أنه سنی ! وها هو الکاتب ینکر أصل المذهب ، ولا یعتقد إمام الزمان الذی تدور علیه محاور الفکر الشیعی کلها ، ویستضاف بعد کل ذلک علی أنه شیعی !

ألا یدعونا الأمر أن نتساءل: ما هی محرکات الکاتب والدوافع والنوایا ؟!

فأجابه لاری بتاریخ:9/4/2001:

أنا لم أقل یوماً بأنی عالم أو من أسرة علمیة ، وإن أبی معروف وهو کاسب بسیط کان یبیع المسابح والترب الحسینیة فی محل له فی شارع علی الأکبر فی کربلاء ، وإذا کنت أنت تدعی أنک من أسرة علمیة وتتلمذت علی کبار المراجع والعلماء فأسألک بصدق فیما وإذا کنت مجتهداً ؟ وهل اجتهدت فی موضوع العقیدة والإمامة ووجود الإمام الثانی عشر؟ ربما تقول إنی مجتهد فی الفقه والأصول ، ولکنی متأکد أنک لن تقول أبداً إنک قد اجتهدت أو بحثت یوماً فی موضوع وجود الإمام الثانی عشر ، لأنک لاتزال تعتقد أن تلک المسائل من المسلمات والضروریات التی انعقد علیها القلب ، ولأنه لم ولاتوجد فی الحوزة برامج لدراسة هکذا مواضیع عقائدیة أو أصولیة أو تاریخیة ، وإنما اعتاد العلماء الکرام علی دراسة قواعد الأصول واللغة العربیة والفقه والفلسفة فقط ، واعتادوا

ص: 48

علی التقلید فی تلک المسائل الأصلیة الخطیرة التی تشکل أساس المذهب الإثنی عشری کما تقول . وعلی أی حال وإذا کنت ترفض عقد أی مؤتمر لبحث موضوع وجود الإمام الثانی عشر ، فأرجو أن تنقل هذا الإقتراح الی المرجع الأعلی السید علی السیستانی وتستشیره قبل أن تعطی رأیک النهائی ، فربما یوافق علی عقد المؤتمر أو یشکل لجنة لدراسة الموضوع والبحث فی التاریخ الشیعی ، أو یعید النظر هو فی تلک المسألة التی لم یبحثها من قبل ، فهو رجل ورع وتقی ولا أعتقد أنه یرفض الإجتهاد فی مسألة خلافیة لم یجتهد فیها...

أرجو أن تقف عند حدود الرفض ولا تفقد أعصابک لتکیل التهم لمن خالفک بلا حساب ، فتقول مثلاً بأنی مریض أو أنی متأثر بالإنفجارات فی الخط الأمامی أیام الحرب التی تقول إنی شارکت فیها ، وأقول لک إن هذا غیر صحیح تماماً ، لأنی لم أشارک فی الحرب العراقیة الایرانیة یوماً واحداً ، ولم أذهب الی القتال فی الجبهة مطلقاً ، ولم أطلق رصاصة واحدة ، ولم أتعرض لأی انفجار ، ولا أدری من أین استقیت معلوماتک المغلوطة هذه ، وإذا أردت أن تشکل لجنة للتحقیق فی صحتی فأنا مستعد لاستقبالها بسرور .

لنتجاوز هذه النقطة فهی بسیطة جداً ، ولننتقل الی النقطة الثانیة التی عرضتها فی رسالتک الجوابیة التی تراجعت فیها عن الحوار الذی طلبته أنت ، وهی الاتهامات التی وجهتها الیَّ والی أخی المجاهد المؤمن السید أحمد المهری ، بارتباطنا بشبکة لتقویض الفکر الشیعی من أساسه ، وادعیت أنک تملک أسماءها ، ولکنک لاتحب الکشف عن هویاتها وما الی ذلک من الدعایات والإتهامات الجوفاء ،

ص: 49

التی لجأت الیها لکی تتهرب من الحوار ، وبالرغم من أنک تعرف أن هذا أسلوب مهترئ وفاشل فی الحرب الإعلامیة ، ویعتمد علی الأکاذیب بما لا یلیق برجل دین فاضل مثلک ، فإنی أقول لک رجاء إکشف أسماء تلک الشبکة..

وکتب المفید رداً علمیاً علیه فی هجر بتاریخ:4/5/2001 ، هذا رابطه:

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=19119

فوضی الإجتهاد بسبب خطیئة مصر !

کان الإجتهاد فی العالم السنی محصوراً فی أئمة المذاهب الأربعة ، وکان کبیر علماء الأزهر یصدر فتواه ویلتزم بها الشعب المصری وأکثر العالم السنی .

وکان تعیین شیخ الأزهر یتم برأی السلطة وغالبیة علماء الأزهر ، مراعین المقبولیة الشعبیة العامة ، والظروف العامة .

حتی أرادت السلطة المصریة أن تستبدل مرکزیة الأزهر الدینیة القویة ، برمز دینی تعینه فیطیعها بالکامل . ولم تحسب حساب أن المرجعیة والإفتاء حاجة عمیقة فی نسیج المسلمین الثقافی والإجتماعی، وأن ضرب مرکز الفتوی الطبیعی سینبت بدل الأزهر عشرات المفتین الجدد !

وهذا ما حدث ! فانفتح باب الإجتهاد فی کل مسائل الدین ، عقائده وشریعته وممارسته ! وصار معنی ذلک: لا قواعد ثابتة فی الفهم الدینی ولا تخصص ولا ضوابط للإجتهاد ! بل وصل الأمر إلی تعویم مضمون الفتوی وشخصیة المفتی والقیادة الدینیة ! وهنا وقعت الکارثة المعرفیة فی البحث الدینی ، فضاعت

ص: 50

الموازین وعمت الفوضی ،ونشأت الإتجاهات والحرکات والقیادات وتبددت آمال المثقفین من دعوتهم إلی فتح باب الإجتهاد !

تعویم الإجتهاد أنتج تعویم القیادة

إن ما شهدته وتشهده ساحة الفکر الدینی فی مصر والعالم ، من مطلع هذا القرن إلی یومنا ، إنما هو ثمرة لتعویمهم الإجتهاد ، فهو شجرة سیئة ما زالت تثمر أفهاماً للدین وحرکات وقادة فی کل العالم الإسلامی ! وبضاعة کل (مجتهد) ظنونه واستحساناته ، وقدرته علی إقناع شریحة من الناس بأن یقلدوه ، ویتعبدوا لله تعالی بفتاواه ، وبزعامته وأوامره العسکریة !

وما دمنا أعطینا لکل إنسان الحق فی أن یجتهد فی الدین فقد أعطیناه حق القیادة علی مستوی قریته أو محلته أو محیط عمله ! فإن أطاعه آخرون فهو (أمیر) شرعی علیهم ! ومعنی هذا أننا ارتکبنا تأصیل الفوضی والتناحر ، وأن مجتمعاتنا سوف لاتعرف الهدوء لأن رغبة الفتوی والقیادة عمیقة فی الناس ، والنتیجة هی الصراع وامتلاء المجتمع بغابة إجتهادات وسیوف قیادات !

ارتکب الوهابیون أکبر تعویم للإجتهاد !

کانت مصر أول من تصدی للحرکة الوهابیة منذ نشأتها ، فقد کتب علماء الأزهر وکتَّاب مصر مقالات کثیرة وألفوا کتباً عدیدة فی رد فکر الوهابیة وفقهها ثم تصدت مصر لها سیاسیاً وعسکریاً ، فقامت بحملاتها العسکریة المتعددة علی الحجاز لنصرة دولة الخلافة العثمانیة الشرعیة وقمع الخارجین علیها ، وانتصرت

ص: 51

مصر مراراً ، لکن الوهابیة بمساعدة خارجیة ، انتصرت أخیراً .

ورافق ذلک ونتج عنه صراع فکری ، حیث أثرت مصر علی الوهابیة کثیراً ولم تتأثر بها إلا ضئیلاً حتی بعد انتصارها وإنشائها فی مصر شبکة مؤسسات للنشر والدعایة ، ومساعداتها للمتأثرین بأفکارها بسخاء ، والناس محتاجون !

وکان أبرز تأثیر مصری علی الوهابیة تعویمها الإجتهاد ! فقد أعجبت الوهابیة بمقولة أن یرجع المسلم إلی مصادر الشریعة ویأخذ بما غلب علی ظنه ویجتهد ویفتی ! ثم أفرط الوهابیون فی فتح باب الإجتهاد أکثر من المصریین ! فلم نسمع فی مصر أن شیخ الأزهر أعطی حق الإجتهاد الی معلمة بأن تقرأ شیئاً من الدین وتفتی بما غلب علی ظنها ! بینما فعلت ذلک هیئة علماء الوهابیین کما فی کتاب: فتاوی اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء فی المملکة العربیة السعودیة:5/48 ، فی جواب السؤال الأول من الفتوی رقم 4798 ، ما نصه: (أنا مدرسة دین متخرجة من الکلیة المتوسطة قسم دراسات إسلامیة ، وقد اطلعت علی مجموعة من الکتب الفقهیة ، فما هو الحکم حین أسأل من قبل الطالبات فأجاوبهن علی حسب معرفتی أی عن طریق القیاس والإجتهاد ، دون التدخل فی أحکام الحرام والحلال ؟

الجواب: علیک مراجعة الکتب والإجتهاد ، ثم الإجابة بما غلب علی ظنک أنه الصواب ، ولا حرج علیک فی ذلک ! أما إذا شککت فی الجواب ولم یتبین لک الصواب فقولی لا أدری وعدیهن بالبحث ! ثم أجیبیهن بعد المراجعة أو سؤال أهل العلم للاهتداء إلی الصواب حسب الأدلة الشرعیة . وبالله التوفیق .

ص: 52

اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء: عضو: عبد الله بن قعود . عضو: عبد الله بن غدیان نائب الرئیس: عبدالرزاق عفیفی. الرئیس: عبدالعزیز بن عبدالله بن باز).

وجاء فی نص السؤال الثالث من الفتوی رقم4400:

(هل أن من لم یحفظ ستة آلاف حدیث ، فلا یحل له أن یقول لأحد هذا حلال وهذا حرام ، فلیتوضأ ولیصل صلاته فقط .

جواب: کل من تعلم مسألة من مسائل الشریعة الإسلامیة بدلیلها ووثق من نفسه فیها ، فعلیه إبلاغها وبیانها عند الحاجة ، ولو لم یکن حافظاً للعدد المذکور فی

السؤال).

اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء. (بنفس التواقیع).

فهل یعرف هؤلاء (العلماء) أن معنی فتواهم: أنه یجوز لأغلب الذین یقرؤون ویکتبون أن یکونوا مجتهدین ویقولوا: هذا دین الله تعالی ، وهذا حلال وهذا حرام ! وتکون فتوی أحدهم شرعیة مبرئة لذمة من یعمل بها ؟!

وهل یدرکون أنهم بذلک (یشرِّعون) لتخریب المجتمع والدین ؟!

وإذا صح ذلک عندهم ، فلماذا یکفِّرون من خالفهم من المسلمین بسبب إجتهادهم؟! فهل الإجتهاد حلالٌ لأتباع المذهب الوهابی ، حرامٌ علی غیرهم ؟!

تخیَّل لاری أن الإجتهاد عند الجمیع اتباع الظن !

قال لاری: (مذهب أهل البیت لیس هو الطریق الوحید لتلقی الإسلام ، بل الطرق الأخری جائزة ومعقولة ومقبولة ، وکلها إجتهادات ظنیة شخصیة ، یمکن النظر فیها)!

ولذلک فهو یدعو الی فتح باب الإجتهاد علی مصراعیه بدون شروط ! وهی نفس دعوة المتستغربین الذین سببوا فتح باب الإجتهاد بلا شروط فدخل فیه حتی

ص: 53

الحفاة من العلم ، یجتهدون فی الدین ویجمعون حولهم أتباعاً ، ویسمیهم المصریون "مجتهدو الشقق" !!

وهی نفس دعوة الوهابیین الی فتح باب الإجتهاد لهم خاصة ، لئلا یلزموا أنفسهم بمذهب ، ولیبرروا تکفیر من خالفهم وقتاله وغنیمة أرضه وماله وعرضه !

وها هم فی عصرنا وقعوا فی البئر الذی حفروه ، فکفَّر مشایخهم وطلبتهم بعضهم بعضاً ! وکفروا دولتهم التی کانت شرعیة بالأمس فأفتوا بجهادها ! وانقسموا الی أکثر من أربعین مجموعة کل مجموعة تتبع شیخاً أو شویخاً ، أو شبه شویخ ، یبیحون دماء المسلمین ، ویوجبون جهادهم وقتلهم !!

إن الإجتهاد الذی یدعو الیه لاری هو هذا الإجتهاد تماماً ! وغرضه أن یسوِّق بدعته باسم الإجتهاد ، ویطعن فی عقائد الشیعة باسم الإجتهاد ، مع أنه لیس من أهل العلم

أصلاً حتی یکون من أهل التخصص والإجتهاد !

الإجتهاد فی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) تخصص موضوعی لا کیفی

نعم ، إن مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) یتبنی فتح باب الإجتهاد ، وقد وقف الأئمة(علیهم السّلام) فی وجه الذین أقفلوه وحرَّموه علی أهله ، وحصروه بالحاکم وحده ، من زمن عمر وعثمان ومعاویة والمنصور العباسی..الخ.

لکنهم یرفضون تعویم الإجتهاد کما فعل دعاته المصریون ، ومستغلوه الوهابیون ،وشظایاهم اللاریون ، بل حدد مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) حقل الإجتهاد ومصادره وحصره بأهله ، وتشدد فی شروطه ، کأی تخصص علمی له أصوله

ص: 54

وضوابطه . وقد بحث فقهاؤنا (الإجتهاد والتقلید) ومسائله العدیدة ، بأدلتها من الآیات والأحادیث وقطعی العقل .

لذلک تجد أن مجموع طلبة الحوزات العلمیة فی بلاد الشیعة نحو مئة ألف طالب وعالم، لکن الذین یُعْطَوْنَ شهادات إجتهاد لایتجاوزن مئة مجتهد ، والذین یرجع الیه الناس ویعملون بفتواهم ، بضعة مجتهدین ! بل تری أن بعض المراجع کالسید السیستانی یتشدد فی شروط المجتهد ، ویری أنه یجب أن یکون مجتهداً فی کل العلوم التی یتوقف علیها استنباط الحکم ، فیکون مجتهداً فی اللغة العربیة نحوها وصرفها وفقهها ، وعلم المنطق ، وعلم البیان ، وعلم التفسیر ، وعلم الحدیث ، وعلم الفقه ، وأصول الفقه ، وعلم الرجال ، وبقیة العلوم التی یتوقف علیها استنباط الحکم ! بینما تکتفی مدرسة الإجتهاد القمیة بأن یکون للمجتهد إلمامٌ کاف بهذه العلوم ، وإن لم یکن مجتهداً فیها !

لاری یدعی الإجتهاد وینفیه عن المجتهدین !

اشارة

شن لاری هجوماً علی المجتهدین الشیعة وقسم الناس الی مجتهد ومقلد ! فقد کتب (نون11) عندما کان متأثراً به ، موضوعاً بتاریخ20/7/2001, بعنوان: هل أنتم مع تقسیم الناس الی عامی وغیر عامی؟ وناقشته فیه ، ولا مجال لإیراده لطوله وتجده فی هذا الرابط: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=24628

وقال لاری فی موضوع بتاریخ:10/7/2002, بعنوان: مناقشة مع أحمد الکاتب.. فی تحدید المقصرین والغالین فی حق أهل البیت(علیه السّلام)؟ وهو موضوع طویل

ص: 55

اخترت فیه الکاتب (نون) المتأثر به لیکون حکماً فیلمس مراوغة لاری وهربه من النقاش وسلاطة لسانه ، وقد اضطر أن یحکم علیه ، وسنورد خلاصته إن شاء الله . http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402679279

قال لاری فی هذا الموضوع بتاریخ:20/7/2002: یقول العلماء لاتقلید فی التقلید. أی لا یجوز التقلید فی أصل التقلید ، فمن دله عقله علی جواز التقلید یجوز له التقلید ، ومن رفض عقله التقلید لا یجوز له التقلید . وهذا لایعنی بالضبط عدم رجوع الجاهل فی أمور الحیاة المختلفة الی العالم بصورة مطلقة ، ولکن حدیثنا فی أمور العقیدة وأصول الدین والقضایا الأساسیة ، فإذا أجزنا التقلید فی هذه المسائل فیجب أن نعذر أتباع جمیع الأدیان والمذاهب الذین یقلدون رؤساءهم ولا یجب أن یحاسبهم الله یوم القیامة . أما إذا قال الله تعالی أنی أعطیتک عقلاً فلماذا لم تستخدمه ، ولماذا اتبعت رؤساء دینک ومذهبک وأنت تعلم أن کثیراً منهم یتبعون مصالحهم الدنیویة ویتظاهرون بالتقدس ، ولماذا لم تفکر فی صحة ما ادعوا من خرافات وأساطیر؟ فما هو جوابک؟

إن الشیخ الطوسی وعلماء حلب فی القرن الخامس الهجری ، کانوا یحرمون التقلید حتی فی المسائل الفقهیة الجزئیة ، وکانوا یقولون بأن علی المکلف إما الإجتهاد بنفسه وإذا لم یقدر علی ذلک فإن علیه أن یسأل العلماء الذین یستفتیهم عن الدلیل عن کل مسألة وینظر فیه ، وخاصة إذا کنت المسألة من المسائل المختلف علیها مثل تعطیل صلاة الجمعة مثلاً ، فإذا قال لک رجل بأنها غیر واجبة فی عصر الغیبة ، فیجب أن تقول له إن القرآن یوجب الصلاة بصورة مطلقة ، ولم یخصصها بشرط حضور الإمام المعصوم ، فمن أین جئت بهذا الشرط ؟! ولا

ص: 56

یجوز لک أن تتبع المجتهد وتقلده تقلیداً أعمی حتی إذا خالف القرآن الکریم ، أو استخرج لک أساطیر وخرافات من تراث الیهود والمجوس والنصاری ، بحجة أنه عالم کبیر ومجتهد قدیر ! لقد أمرنا الله تعالی باتباع کتابه الکریم ، ولم یأمرنا باتباع الرجال .

فأجبتُه: ألا ترون أن أسلوب لاری کأسلوب الیهود المتعنت ! فهو یستعمل الشعارات والتهویل لتضلیل الناس ولا یقبل أن تشرح له ، لقد اتخذ قراراً أن یرکب رأسه ولا یفهم کلام الآخرین !

فالإجتهاد تخصص بشروطه ، والتقلید هو الأخذ برأی الخبیر فی الشریعة ، وهو غیر التقلید المذموم فی العقیدة ، وما نقله عن العلماء لم یفهم معناه .

إن المسلمین الیوم نحو ملیار مسلم ، وعامتهم لا یستطیعون الإجتهاد ومعرفة أحکام الشریعة ولا تفاصیل العقیدة من مصادرها ، وأکثرهم لایقرؤون العربیة ، فلو استفتوک: یامرجع المسلمین فی العالم ماذا نعمل ومن نقلد؟ فماذا تجیبهم؟

لو سألک مسلمون فی بریطانیا من حولک ، من أین نأخذ الأحکام الشرعیة التی نحتاج الیها فی صلاتنا وصومنا وتصرفنا.. فماذا تقول لهم ؟

الأخ أبا أمل: أنت یومیاً تقلد مرات عدیدة ، تصلِّح سیارتک فتقلد ، ترکب الطائرة فتقلد ، تذهب الی الطبیب فتقلد ، وتستشیر محامیاً فتقلد ! إن فروع العلم فی الحیاة واسعة ، لابد فیها من رجوع الجاهل بالشئ الی العالم المتخصص به . وأنت بدعوتک الی ترک التقلید تدعو الی تقلیدک فی ذلک ! وترک التقلید ینافی الحاجات البشریة الفطریة ، فهل تقلیدک فی ترک التقلید من الفطرة ؟! هل تقول

ص: 57

لمن حولک إجتهدوا ولا تقلدونی؟!

وکتب مستفید: ( یقول أبو أمل: یقول العلماء لا تقلید فی التقلید ، أی لا یجوز التقلید فی أصل التقلید ، فمن دله عقله علی جواز التقلید یجوز له التقلید ، ومن رفض عقله التقلید لا یجوز له التقلید . فلا أدری لماذا یوجد فی بدایة کل رسالة عملیة لمراجعنا الکرام أعزهم الله باب التقلید وأنه یجب علی العامّی أن یقلّد وأن عمل العامّی بدون تقلید أو احتیاط باطل ؟! ولو قام الناس جمیعهم بتحصیل هذه العلوم لتعطلت الحیاة فهل هذا ما یرید؟!

ویقول: هذا لا یعنی بالضبط عدم رجوع الجاهل فی أمور الحیاة المختلفة الی العالم بصورة مطلقة ، ولکن حدیثنا فی أمور العقیدة وأصول الدین والقضایا الأساسیة .

إذا کان هذا فی أمور الحیاة المختلفة ، فالحاجة الی العالم فی المسائل التی تقرر مصیر الإنسان فی الآخرة أولی ، فهی الدار الباقیة .

ویقول: فإذا أجزنا التقلید فی هذه المسائل فیجب أن نعذر أتباع جمیع الأدیان والمذاهب الذین یقلدون رؤساءهم ، ولا یجب أن یحاسبهم الله یوم القیامة . أما إذا قال الله تعالی أنی أعطیتک عقلاً فلماذا لم تستخدمه ، ولماذا اتبعت رؤساء دینک ومذهبک وأنت تعلم أن کثیراً منهم یتبعون مصالحهم الدنیویة ویتظاهرون بالتقدس ، ولماذا لم تفکر فی صحة ما ادعوا من خرافات وأساطیر؟ فما هو جوابک؟

إن کلامه کلام من لا یعرف معنی التقلید ، ولا الفرق بین أخذ کلام العلماء فی أصول العقیدة وفی المسائل الشرعیة ، ولا أظنه یعرفه ، فتکون النتیجة أن کلامه دجل واضح علی الناس ! فأی عاقل هذا الذی یطلب من عوام الناس أن یفسّروا آیة وروایة ویستنبطوا حکماً شرعیاً أویمیزوا إستدلالاً لحکم شرعی؟!! ألیس هذا

ص: 58

أسلوب الحشویة؟!

ویقول فی نهایة کلامه: (لقد أمرنا الله تعالی باتباع کتابه الکریم ولم یأمرنا باتباع الرجال). کلام مبنی علی مغالطة وکأنه لم یقرأ القرآن ! فقد أرشد الله سبحانه وتعالی الناس لمعرفة طریقه فقال: وَمَا کَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنفِرُواْ کَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن کُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّیَتَفَقَّهُواْ فِی الدِّینِ وَلِیُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إذا رَجَعُواْ إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ .

وکتب له السید مهدی: لاحول ولاقوة إلا بالله. ماهذا یا أبا أمل؟والله أحرجتنا مع القاصی والدانی !

وکتب لاری بتاریخ:5/9/2000: هل الدین الإسلامی فی حالة تطور أم ماذا؟ قال: (ونحن نطلب من الشیعة والسنة والإسماعیلیة والزیدیة والأخباریة والأصولیة أن یتعرفوا علی أصول مذهبهم بالإجتهاد والنظر والتفکیر ، ولیس بالتقلید الأعمی ولا یمکن أن نقبل منهم ذلک . إن علماء الشیعة الکرام جمیعاً یقولون بوجوب الإجتهاد فی مسألة التقلید مثلاً ، ویقولون لاتقلید فی "التقلید" وهذا منتهی الحرص علی الوعی ومحاولة لرفع مستوی الأمة ،بدل الهبوط معها الی الأسفل . ومن هنا کان الإجتهاد فی المسائل العقائدیة والأصولیة واجباً عینیاً ولیس کفائیاً . نعم فی الفروع الدقیقة التی لایشک فیها والتی لا یستطیع الإنسان أن یَبُتَّ فیها یجوز الرجوع الی أهل الخبرة ، وإذا علم أن مسألة معینة فیها خلاف بین الفقهاء أو المفکرین مثل صلاة الجمعة فإن علیه أن یبحث الموضوع ولا یکفیه التقلید).

ملاحظات

1- یذکرنی قول لاری: (یقول العلماء لاتقلید فی التقلید) بأسلوب ابن تیمیة

ص: 59

عندما یرید تمریر رأی ویعجز عن نسبته الی أحد ، فیدلس علی قارئه وینسبه نسبة مبهمة لا أب لها ولا أم ! فیقول: قالت العلماء ، أجمع أهل العلم ، قال أهل العلم.. ونحو ذلک من تعابیر التهویل العلمی الفارغ استحماراً للقارئ !

فلیذکر لنا لاری أن کان صادقاً من الذی قال ذلک من العلماء ؟! من أی کتاب لأی مرجع ! علی کثرة بحوثهم فی الإجتهاد والتقلید !

2- توجد أحکام شرعیة تأسیسیة ، وأحکام شرعیة إرشادیة الی حکم العقل ، والتقلید هو قاعدة: (رجوع الجاهل الی العالم) وهی عقلیة وشرعیة . وقد أفاض العلماء فی أدلة وجوب التقلید العقلیة والنقلیة ، وما یصح فیه التقلید وما لایصح .

ویخطئ بعض الکُتَّاب فیرفع شعار مقولة: لا یجوز التقلید فی أصول الدین ، وهی مقولة صحیحة فی کلیات أصول العقائد التی یتوصل الیها العقل البشری بفطرته وبدهیاته ، کالإعتقاد بوجود الله تعالی ، والآخرة ، ونبوة نبینا(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

أما تفاصیل هذه العقائد وأحکامها ، کصفات الله تعالی وما یجوز علیه وما لایجوز ، وحدود عصمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، وحدود وجوب إطاعته ، وتفاصیل الموت والبرزخ والبعث والحساب والجنة والنار ، والعدید من أصول الإمامة وتفاصیلها ، والکثیر الکثیر من الإجابات علی تساؤلات الإنسان فی العقیدة ، فهذه لابد فیها کالشریعة من التقلید والرجوع الی أهل الإختصاص وهم مراجع التقلید ، ومن یرتضی المرجع أفکاره من العلماء . ومعنی قولنا بلزوم التقلید فیها ، أنه طریق المعرفة المعتبرة شرعاً ، فهو أعم من الوجوب والجواز .

أما نفی لاری وأمثاله للتقلید فی العقائد مطلقاً ، فهو دعوة الی تعویم الإجتهاد

ص: 60

فی عقائد الإسلام ، وفتحه لغیر المتخصصین والعوام ! ومعناه أنه لاحجة لرأی أحد علی أحد فی أی مسألة عقدیة ! وهو تعبیر آخر عن إلغاء حجیة رأی

المتخصص ! ولایقول به أحد من علماء الشیعة أو السنة !

أما قوله: (یقول العلماء لا تقلید فی التقلید)؟! فلیس له معنی علمی إلا أن یقصد فیه إن العقل یوجب التقلید والرجوع الی أهل الخبرة ! فلا یصح قوله: ( فمن دله عقله علی جواز التقلید یجوز له التقلید ، ومن رفض عقله التقلید لا یجوز له التقلید)! فأی عقل یقول لصاحبه لاترجع الی أهل الخبرة ؟! وهل یوجد دین أو قانون فی العالم ، أو عالم شیعی أو سنی یقول بذلک ! وهل هذا إلا تعویم لعقائد الإسلام وفقهه وتسلیمها الی قناعات عوام الناس ! فکلامه کذب علی العلماء ، أو تخبط لأنه لم یفهم کلامهم فی الإجتهاد والتقلید ! وما یرید إلا تعویم عقائد الإسلام وفقهه وتسلیمها الی قناعات عوام الناس !

إن قاعدة (رجوع الجاهل الی العالم) قاعدة عقلائیة متَّبعة فی کل المجتمعات والأدیان وجاریةٌ فی هذه الأمة ! بل إن مدنیة الأمم ورقیها یقاس باحترامها للتخصص فی أمورهم المختلفة !

وقد أقر العقل والقرآن هذه القاعدة فی آیات عدیدة کقوله تعالی: فَاسْأَلوا أهل الذِّکْرِ أن کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ . (النحل:43)، وقوله: یَرْفَعِ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ . (المجادلة:11) وقوله: وَإذا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُولِی الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ .(النساء:83) .

ونصت الأحادیث علی عمومه للعقائد ، وأرجع الأئمة(علیهم السّلام) الی علماء لیأخذوا

ص: 61

منهم (معالم دینهم) . ومعالم الدین أولها العقائد لأنها الأوضح من تعبیر معالم الدین .

ففی وسائل الشیعة:27/146، بسند صحیح ، عن علی بن المسیب الهمدانی قال: قلت للرضا(علیه السّلام): شقتی بعیدة ، ولست أصل إلیک فی کل وقت ، فممن آخذ معالم دینی؟ قال: من زکریا ابن آدم القمی المأمون علی الدین والدنیا . قال علی بن المسیب: فلما انصرفت قدمنا علی زکریا بن آدم ، فسألته عما احتجت إلیه).

وعقد فی الوسائل:27/136، باباً بعنوان: وجوب الرجوع فی القضاء والفتوی إلی رواة الحدیث من الشیعة ، وروی فیه 48 حدیثاً .

3- قال لاری: (ولکن حدیثنا فی أمور العقیدة ، وأصول الدین ، والقضایا الأساسیة فإذا أجزنا التقلید فی هذه المسائل ، فیجب أن نعذر أتباع جمیع الأدیان والمذاهب الذین یقلدون رؤساءهم ، ولا یجب أن یحاسبهم الله یوم القیامة) . فقد أوجب لاری الإجتهاد علی عامة الناس فی أمور العقیدة ، وأصول الدین ، والقضایا الأساسیة . وهذا یشمل کل عقائد الإسلام وأحکام الشریعة ، مع أن التخصص والإجتهاد فیها جمیعاً غیر مقدور لأکثر الناس ، فکیف یجب علیهم ؟!

4- قال لاری: (وإذا لم یقدر علی ذلک فإن علیه أن یسأل العلماء الذین یستفتیهم عن الدلیل عن کل مسألة وینظر فیه ، وخاصة إذا کنت المسألة من المسائل المختلف علیها مثل تعطیل صلاة الجمعة مثلاً... ومن هنا کان الإجتهاد فی المسائل العقائدیة والأصولیة واجباً عینیاً ولیس کفائیاً . نعم فی الفروع الدقیقة التی لایشک فیها والتی لایستطیع الإنسان أن یبت فیها، یجوز الرجوع الی أهل الخبرة ). انتهی.

وفی کلامه تسطیح وتعمیم ، منشؤه خلطه بین أصول الدین وتفاصیل أصوله ،

ص: 62

وفقهه . وحکم التقلید فیها مختلف ! وکلامه عن وجوب صلاة الجمعة فی عصر غیبة المعصوم(علیهم السّلام) یدل علی ضعف معلوماته ، فقد فرض أن وجوبها فی القرآن غیر قابل للتخصیص ، مع أن القرآن یُخَصَّصُ بالسنة الصحیحة بإجماع المسلمین بل خصص أتباع الخلافة آیات الإرث الصریحة بخبر واحد رواه أبو بکر فقط (نحن معاشر الأنبیاء لا نورث) ومنعوا به فاطمة الزهراء(علیهاالسّلام)أن ترث أباها(صلّی الله علیه و آله وسلّم )!

فقد یأتی حدیثٌ یخصص وجوب صلاة الجمعة فی الآیة بظرف أو وقت ، کعدم السفر أو غیبة الإمام(علیه السّلام). وإن سأل المقلد مرجعه کما علمه لاری: بماذا خصصت دلیل وجوبها فی القرآن؟ لأجابه: بأن الدلیل دل علی حرمتها فی عصر الغیبة کما أفتی به السید الحکیم(قدسّ سرّه) ، أو دل علی استحبابها وعدم وجوبها کما أفتی به السید الخمینی(قدسّ سرّه).

وقوله تعالی: إذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ ، یدل علی وجوب السعی الیها أو الی صلاة الظهر، وإلا لقال: نودی لصلاة الجمعة !

وقد ناقشه الشیخ عبد الحسین البصری فی مثاله بصلاة الجمعة ، ففتح موضوعاً بتاریخ:7/9/2000, بعنوان: سؤال إلی أحمد الکاتب: هل صلاة الجمعة من الأصول العقائدیة أم من الفروع؟! http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1711 قال فیه:

قال فیه: هل تری أن صلاة الجمعه من المسائل العقائدیة ؟! ما دخل المفکرین فی مسألة صلاة الجمعه؟ هل تطالب العوام بالإجتهاد فی مثل هذه المسألة ؟! ألا تلاحظ أنک تقول بما لا یقول به عاقل الیوم ، وهو وجوب الإجتهاد وعدم الاکتفاء بالتقلید فی الأصول والفروع؟! ألا تلاحظ أنک تناقض نفسک ؟!

فأجابه لاری: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002594

ص: 63

أساساً ، إن الله سبحانه وتعالی لم یکلفنا بالتقلید ، وإنما خاطبنا بالقرآن مباشرة ولم یجعل بینه وبین عباده واسطة ، ومشکلة المسلمین الیوم هی فی التقلید والتبعیة العمیاء والرضا بالجهل والتواکل والنوم علی الخرافات والأساطیر والبدع والشبهات ! وللخروج منها حریٌّ بکل مثقف ممارسة التفکیر والإجتهاد ونبذ التقلید ، من أجل الخروج من حالة

الإنحطاط الثقافی العام ، الذی یخیم علی المسلمین !! أما مسألة صلاة الجمعة فهی رکنٌ من أرکان الدین ، وقد نزلت فیها سورة کاملة من القرآن الکریم ، وقد کان أهل البیت(علیهم السّلام) یوصون بها شیعتهم ، وکان الشیعة یؤدونها عبر التاریخ ، ولکن بعض الفقهاء حصلت لهم شبهة بسبب اشتراط حضور الإمام المعصوم ، فعطلوا الصلاة إنتظاراً لخروجه ، ثم ثبت للجمیع خطأ إجتهادهم . ولماذا لا نسمح للناس بالنظر والإجتهاد فی هذه المسألة وغیرها من المسائل التی یحوطها الغموض والإشتباه ؟

إن علماء الشیعة الکرام لایوجبون التقلید علی أحد ولا فی أی مسألة... إذن فإن الإجتهاد هو الأصل عند الشیعة ولیس التقلید ، وما شیوع التقلید إلا حالة استثنائیة تعبر عن تخلف الأمة ولا ذنب للعلماء فیها . لقد ضربت بصلاة الجمعة مثلاً علی مسائل کثیرة وقع فیها بعض العلماء فی الشبهة والخطأ ، ودعوت الی تحرر الناس من ربقة التقلید الأعمی وخاصة تقلید المقلدین !

قال العاملی: فی کلامه سطحیة وتزویر لتأیید بدعته ! فقوله: ( إن الله سبحانه وتعالی لم یکلفنا بالتقلید) تجاهل فیه أن الدین یتکوَّن من عقیدة وشریعة وأن المرجع فیه هو النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وبعده الأئمة أولوا العلم

من عترته(علیهم السّلام) وعلماء الأمة .

ص: 64

فقول لاری: (وإنما خاطبنا بالقرآن مباشرة ولم یجعل بینه وبین عباده واسطة) من تزویراته لفصل المسلمین عن مراجعهم ، بحجة فتح باب الإجتهاد فیها لکل الناس! فهل یرضی أحد من الغربیین الذین یحترمهم لاری أن نقول: إن الدستور والقانون یخاطب الجمهور مباشرة بلا واسطة ، فیجب علی المواطن أن یفسره ویعمل به ، ولا یجوز له تقلید الحقوقیین المختصین به !

وقول لاری بعده: (ومشکلة المسلمین الیوم هی فی التقلید والتبعیة العمیاء)، یقصد تبعیتهم للعلماء ، ویکرر ذلک ویؤلب الناس ضدهم ، وظاهر کلامه تحریر الناس من التقلید ، وواقعه دعوٌة الناس الی إسلام بدون علماء ، والی فوضی الإجتهاد وترک العلماء ، واتِّباعه هو وإخوانه العوام العمیان المؤلفة قلوبهم لأعداء الأمة !

5- یقول لاری لعلماء الشیعة إن لم تجتهدوا فی عقائد مذهبکم فیجب أن تقبلوا دعوتی الی عقد مؤتمر عالمی ، لکی تبحثوا إجتهادی فی عدم وجود نص علی إمامة العترة النبویة وولادة الإمام المهدی !

فقدکتب فی هجر بتاریخ:10/4/2001, قائلاً: (والمشکلة أن علماءنا المتأخرین وحتی المراجع الکبار مثل الخوئی والسیستانی والشیرازی والتبریزی والحکیم والصدر وغیرهم ، لم یجتهدوا مطلقاً فی موضوع الإمامة ووجود الإمام

الثانی عشر... وقد وجهنا قبل بضع سنوات دعوة مخلصة لعقد مؤتمر علمی هادئ فی الحوزة لبحث الموضوع ، فبدأوا یطلقون الإتهامات الجوفاء والتهدیدات العنجهیة )!

فعبد الرسول لاری یخاطب مراجع الشیعة وأساطین أعرق المذاهب الإسلامیة ، وأعمقها علماً وأقواها فکراً ، فیقول لهم بکل وقاحة وادعاء: أنتم

ص: 65

مقلدون فی مذهبکم وأنا مجتهد ، فاعقدوا لی مؤتمراً عالمیاً لأعلمکم الإجتهاد وأکشف لکم بطلان مذهبکم !!

لکن لماذا خص لاری علماء الشیعة بهذه المکرمة وحرَم منها المذاهب المذاهب الأربعة والوهابیة أن یعقدوا مؤتمرات لیعلمهم الإجتهاد فی مذاهبهم؟ ألیس من حق الجمیع الإغتراف من بحر عبقریته ؟!

کتب له الشیخ عبد الحسین البصری ینتقد إجتهاده البائس، فلم یجبه علی أسئلته ، وکتب له الأخ متعلم علی سبیل نجاة ، فأجابه لاری بکلام مکرور ، ومما قاله: إن الشیعة یأخذون علی بعض قطاعات السنة أنهم یقولون بالتقلید ویغلقون باب الإجتهاد ، وهذا صحیح بصورة جزئیة ، لأن کثیراً من السنة الیوم علماء وقواعد ، بدأوا یمارسون الإجتهاد والتفکیر ، فهل ترضی للمقلدین البقاء وراء أسوار مغلقة تحرم التفکیر والإجتهاد ؟

قال العاملی: کلام لاری فی الإجتهاد کمنطق الیهود ، وهو من نوع خضراء الدمن ، وهی النبتة الحسناء فی منبت السوء ، یعجبک شکلها وزهوها ، حتی إذا لمستها ندَّتْ علی یدک مواد المزبلة !

أو هو کالسم فی العسل یفتح الشهیة ، لکنه تفوح منه رائحة الموت !

لقد استغل مفخرة إصرار علماء الشیعة علی فتح باب الإجتهاد ، لیدعو الی ضرب عقائد الإسلام وشریعته باسم الإجتهاد !

واستغل غرور المراهق فکریاً ، فدعاه لأن یفهم هو الإسلام ویفتی !

واستغل شکوی المسلمین من انحطاطهم وتأخرهم المادی عن الغرب ، فجعل

ص: 66

سبب ذلک تقلیدهم للعلماء ، وجعل رقیهم بإجتهادهم جمیعاً !

ثم استعمل أسلوب التهریج وزعم أنه یرید تحریر الناس وتوعیتهم ، ومن یخالفه یرید تجهیلهم واستعبادهم ! فقال: (ولست أدری بالضبط ما ذا ترید من الناس؟ أن یتعلموا ویرتقوا بمعارفهم وتفکیرهم؟ أم ترید منهم الهبوط الی الأسفل والبقاء صماً وبکماً وعمیاناً) !

فالتعلم والرقی یتحقق بترک تقلید مراجع الدین وأساطین العلم ، وتقلید عبد الرسول لاری فی دعوته الی فوضی الإجتهاد وتعویم مسائل الإسلام !

وکتب له التلمیذ: إن أسئلة الأخ العزیز عبد الحسین البصری فی واد وأجوبة أحمد الکاتب فی واد آخر . یا أستاذ أحمد ، هل تذکر لنا أسماء بعض علماء الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة ممن أغلق باب الفکر والإجتهاد حسب مدّعاک وأفتی بذلک؟ وأین نجد أقوالهم هذه ، لنصدق ما تقول !

فهرب لاری ولم یعقب ! فکتب له البصری: للرفع.. لعله یأتی بجواب !

قال العاملی: هرب لاری من النقاش لأنه أفحم ، لکنه قد یتصور أنه انتصر بنفث سمومه وشبهاته ، ثم بهروبه من النقاش !

کذب لاری علی الشیعة بأنهم یجتهدون ویأخذون بالظنون !

کتب لاری فی شبکة هجر بتاریخ:18/12/1999:

(کان الإجتهاد مغلقاً ومحرماً عند الشیعة الإمامیة فی زمان الأئمة ، لأنهم کانوا یعتقدون بنزول العلم الإلهی علی الأئمة ، ویأخذون علی المذاهب الأخری القول

ص: 67

بجواز الإجتهاد ، ولم یکن عامة الشیعة فی القرون الأولی إمامیة ، ولذا کانوا یعتقدون بجواز الإجتهاد وینظرون الی أئمة أهل البیت علی أساس أنهم علماء رواة ناقلین للسنة الصحیحة ، أو مجتهدین (الصحیح مجتهدون)، ولیسوا بأنبیاء).

(وإنما أتبع المذهب الجعفری وأجتهد فیه ، وأدعو جمیع الإخوة للإجتهاد وعدم التقلید ، فالتقلید فی نظری نوع من الإنحطاط والتخلف لا یجوز العمل به ، وقد کان علماء الشیعة السابقون یحرمون التقلید سواء فی الأصول أو الفروع).

وکتب محمد منصور وهو الشیخ محمد السند من البحرین،بتاریخ:18/12/1999:

ثم إنک لم تعرف الفرق بین الإجتهاد الذی یمارسه علماء الإمامیة ، وبین الإجتهاد الذی یمارسه علماء السنة ، ولم تدرس باب الإجتهاد والتقلید فی علم أصول الفقه ، وإذا أتقنت الفرق فسیتضح لک أن فقهاء أصحاب الأئمة کانوا یجتهدون ویفتون بملکة الفقاهة ، بعد الإستناد الی فهمهم من نصوص أئمتهم ، بتخصیص العام ، وتقیید المطلق ، وتقدیم النص علی الظاهر ، والمستفیض علی الآحاد ، الی غیر ذلک من عناصر عملیة الإستنباط التی تحتاج الی تخصص... ویکفیک ملاحظة عشرات الروایات فی کتاب الوسائل:کتاب القضاء أبواب کیفیة الحکم . من أمر الأئمة(علیهم السّلام) لأصحابهم بالفتیا ، وأمثال قولهم(علیهم السّلام) : نحن نلقی الأصول وعلیکم بالتفریع ، وقولهم(علیهم السّلام) : إنا لانعد الرجل منکم فقیهاً حتی یعرف معاریض کلامنا ، وقولهم(علیهم السّلام) : أن الرجل لایکون فقیهاً حتی یکون ملهماً . والإلهام هو الفهم لا الروایة . والحاصل أن تشتیتک البحث هنا ، عشوائیة غیر علمیة !

وکتب له التلمیذ بتاریخ:11/9/2000: إن الذی یرید أن یجتهد فی مسألة ما ، لا

ص: 68

بد أن تکون لدیه القدرة علی أن یجتهد ، بامتلاکه آلیات الإجتهاد والإلمام بأسسه ومبادئه ، ولا أعلم عنک أنک وصلت إلی هذه الرتبة أو هذه المرحلة .

الشیخ محمد منصور یکشف مستوی لاری وأسلوبه !

کتب الشیخ محمد منصور لعبد الرسول لاری فی شبکة هجر بتاریخ: 16/12/1999:

أما بعد ، فإنی شخصیاً علی معرفة بک ، وأعرف مستواک العلمی والدرجة التی وصلت الیها فی العلوم الدینیة عن قرب ، وهی درجة لاتؤهلک للدخول الی البحوث التخصصیة فی تلک العلوم، لأن اللازم هو اعتماد المقدمات للنتائج بإتقان !

مثلاً ، ادعیت فی کتابک أن (محمد بن زیاد) الذی هو من الرواة رجل مهمل لاتوثیق له فی کتب رجال الشیعة ، بینما هو اسم ابن أبی عمیر الذی هو من عمالقة الفقه الشیعی، وکبار زهادهم ومحدثیهم !

وقد وجدت فی مقالک خمسة عشر محوراً لم تتقن بحثها حسب الموازین العلمیة التخصصیة ، منها مایرتبط بعلم أصول الفقه وتفسیر الحجیة للعقل والنقل وحدود دائرة کل منهما ، ومنها مایرتبط بعلم الحدیث وضوابط الجرح والتعدیل وکیفیة توثیق المصادر ، ومنها مایرتبط بعلم الکلام وعلوم المعارف فی تفسیر حقیقة الإمامة والإمام ، ومنها مایرتبط بکیفیة البحث التاریخی واعتماد المصادر فیه.

وقد اعتمدت ألفاظاً للتهویل وتضخیم المعانی ! وأنا علی استعداد لعرض تلک المحاور معک تنبیهاً علی ضرورة التخصص فی البحوث العلمیة .

محمد

منصور

عضو

وکتب فی شبکة هجر بتاریخ:2/1/2000 ، بعنوان: نقاط الضعف العلمیة

ص: 69

والمصداقیة عند لاری ، فقال ما حاصله:

1- أنکر وجود أحادیث صحیحة فی کتاب بصائر الدرجات عن عدد الأئمة، وثبت خطؤه ولم یتراجع !

2 - أنکر وجود کتب حدیثیة أخری فی الأئمة الاثنی عشر(علیهم السّلام) ، مع أنا ذکرنا له عشرات المصادر ولم یجب ؟!

3 - أنکر الروایات المتواترة فی إمامة الإمام المهدی(علیه السّلام)وذکرنا له نماذج عدیدة منها ولم یجب علیها، إلا بإصراره علی أن علماء الشیعة اخترعوا وجود الإمام(علیه السّلام) !

4 - أنکره ضرورة روایات المهدی من ذریة الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )المتفق علیها بین الفریقین . وزعم أنها من وضع غلاة باطنیین سواء فی روایات السنة أو الشیعة

5 - ادعی أن الخبر المتواتر هو الخبر الذی یشیع عند کل فرد فرد من أفراد المجتمع ، مع أن هذا قسم واحد من الخبر المتواتر ، لا کل أقسامه ، إذ عامة الناس ممن لا یطّلع علی علم الحدیث حتی فی القرون الأولی الهجریة لا ینفی طرق الخبر المتواتر ، إذ هو یتشکل من أخبار آحاد تجتمع عند الفاحص المتتبع فیری أن العدد وصل کمیة وکیفیة إلی حد التواتر . وقد أجیب لاری ، ولم یجب !

6 - لم یعرف معنی تأثیر الإعتقاد بالإمام المعصوم(علیه السّلام)علی إقامة الحکومة ، ومدی الربط القانونی بین الرؤیة الإعتقادیة وفلسفة الحقوق التی هی البنیة التحتیة للقانون والقوانین الدستوریة . وقد أجیب ، ولم یتابع الحوار .

7 - خلط بین الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر کوظیفة الفرد و للدولة والوالی ، وجعل الوظیفتین متحدتین فی الشروط مع أنهما مختلفتان فی علم الفقه والقانون .

ص: 70

ولم یُجب الکاتب عن ذلک ، ولم یتابع الحوار .

8- أنکر علی علماء الشیعة عدم قولهم بالوجوب العینی للجمعة، مع أن عددا ًمنهم قائلون بذلک ، وهذا یدل علی عدم اطلاعه علی الفقه .

9 - اشترط فی الطاعة الإحساس البصری بالمطاع ، وأجیب بأن طاعة الله تعالی ضروریة عند المسلمین ولیس محسوساً بالبصر ، وکذلک طاعة الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )باقیة إلی یوم القیامة مع أنه غیر محسوس الآن بالبصر . ولم یتابع الکاتب الحوار .

10 - طعن فی رواة الشیعة ومتکلمیهم بأنهم وضعوا الروایات المتواترة فی ولادة الإمام الثانی عشر ، ومنشأ طعنه أنهم یعتقدون بالإمامة الإلهیة ! فأجیب بأن إشکالک المحوری فی عقیدة الإمامة ، فالمفروض أن تنقل البحث من ولادة الإمام الثانی عشر إلی الکبری وهو نظریة الإمامة فی القرآن والسنة ، فرفض البحث فی الإمامة الإلهیة ، وانسحب من الموضوع وأخذ یطرح مواضیع أخری کعادته !

11 - تطاول علی مراجع الشیعة بألفاظ نابیة کالطغاة والانتهازیین والمتکبرین ! فقیل له إن السبب والشتم لیس لغة الحوار العلمی! فقال: لا تسیئوا الظن بالنوایا ، ولا تحطموا شخصیة طرف الحوار !

12 - زعم أن الدولة العباسیة کانت سیاستها لینة مع العلویین، فلم یکن موجب للخوف فی ولادة المهدی ، فأجیب بأن إنکار جرائم العباسیین تنکر لحقائق التاریخ ووقوف فی صف الظالمین ، فهرب ولم یتابع الحوار !

13 - زعم أن الأئمة الإثنا عشر فی الحدیث النبوی کلهم مضوا ، فأجیب بأن التطبیق سیشمل معاویة ویزید وأمثالهم ! فهرب ولم یتابع الحوار !

ص: 71

14 - زعم أن معنی حدیث الثقلین هو الموالاة والمتابعة لأهل البیت وأخذ الفقه عنهم(علیهم السّلام) وأنه جعفری شیعی بهذا المعنی ، فأجیب بأن عدم عصمتهم یستلزم تجویز خطئهم وبالتالی جواز أو وجوب الردّ علیهم ، وهو ینافی حجیتهم الموازیة للقرآن فی حدیث الثقلین وعصمتهم کالقرآن ، فهرب ولم یتابع الحوار !

15 - قال إن حدیث: من مات ولم یبایع إمام زمانه أو لم یعرفه أو لیس علیه إمام مات میتة جاهلیة ، لیس فیه قید العصمة ، فأجیب بأن الإمام الذی تکون معرفته من أصول الدین ، وعدم معرفته یساوی الموت علی غیر الملة ، لا یمکن أن یکون غیر معصوم . فهرب ولم یتابع الحوار !

16 - زعم أن الإجتهاد عند الشیعة لم یکن إلا فی القرن الرابع ، بل لم یکن بصورة حقیقیة إلا فی هذه الأعصار الأخیرة ، وذلک لاعتقادهم بالإمامة الإلهیة والآن تحرروا منها ، فأجیب بأن الإجتهاد عند الشیعة یختلف عن الإجتهاد عند السنة ، فعند الشیعة یعنی اکتشاف الحکم الشرعی من الأدلة بالموازین المقررة ، وعند السنة یشمل ابتداع الحکم وإیجاده ، والإجتهاد بالمعنی الأول مارسه فقهاء الشیعة ورواتهم فی عصر الأئمة (علیهم السّلام) فضلاً عن القرن الثالث وما بعده . وهرب ولم یتابع الحوار ، وکشف عن عدم إلمامه بأوائل الإصطلاحات العلمیة .

17 - قال إن الإعتقاد بالإمام الثانی عشر فرضیة فلسفیة إجتهادیة ظنیة ، فأشکل علیه بأن الفرضیة لا تتفق مع نوع البحث الفلسفی العقلی البرهانی ، والدلیل الظنی لا یعتمد فی البحث العقلی ، والإعتبار هو فی العلوم القانونیة ونحوها لا فی العلوم الحقیقیة التکوینیة ، وهذا خلط وتناقض فی الاصطلاح العلمی ! فلم یحر بجواب.

ص: 72

18 - قال إن من سلبیات الإعتقاد بالإمام الثانی عشر والإنتظار امتناع علماء الشیعة عن الإصلاح الإجتماعی . فأشکل علیه بأن علماء الشیعة یرون وجوب الإصلاح ، وبعضهم یری وجوب إقامة الدولة . فلم یحر بجواب !

ص: 73

ص: 74

الفصل الثانی: التحق لاری بصدام فی حربه علی إیران

اشارة

ص: 75

ص: 76

لاری فی أحضان البعثیین لمعادة إیران والتشیع

اشارة

سمع البعثیون وحلفاؤهم السلفیون المتطرفون بأفکار لاری ضد الشیعة وإیران ، فبادروا فی لندن الی الإتصال به وزیارته مکرراً ! ودعوه الی مراکزهم وبیوتهم وشکروه وشجعوه ، فاستبدل بهم لاری من خسرهم من أصدقائه الشیعة !

أخبرنی بعض الإخوة الثقاة أن بیت لاری فی جنوب لندن صار مجمعاً لهم ، ونشطوا به ینشرون له المقالات ضد الشیعة ، ویستأجرون له الصالات ویدعونه الی إلقاء محاضراته باسم المفکر الشیعی أحمد الکاتب . ومنهم صاحب جریدة الزمان الذی ذکره الأخ نصیر المهدی ، وصاحب جریدة القدس العربی .

ومن السلفیة المتطرفین عبد الرحیم بلوشی ، وعبد الرحمن دمشقیة . وعایض الدوسری ، وصالح الدرویش . وعثمان خمیس .

وقد واجهه نصیر المهدی ، بعمالته للبعثیین والوهابیة ، ونصیر المهدی مثقف عراقی یعیش فی لندن ، وله مشارکات جیدة فی مناقشة لاری .

وکتب له لاری بتاریخ:4/9/2000، متحبباً ، موضوعاً بعنوان: رسالة حب وتقدیر للأخ نصیر المهدی ! قال فیها: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1681

أشهد فیما بینی وبین الله أن الأخ الحبیب نصیر المهدی رجل مؤمن ، غیور علی

ص: 77

دینه ، ومحب لأهل البیت(علیهم السّلام) . وهو یؤمن بحریة الفکر والتعبیر واحترام الرأی الآخر ، غیر أنه یری أن أحمد الکاتب یحاول تخریب الدین ونسف مذهب أهل البیت ، وأنه یحمل حقداً دفیناً لا یعلم دوافعه ، وأنه یقوم بالدس والتشویه ویتبع مهجاً منظماً للإساءة الی شیعة أهل البیت ومرجعیتهم ، وأن الأعداء یستخدمونه فی حربهم الشعواء علی الشیعة والتشیع ، ولذا فإنه لا یمانع من تجرید الکاتب من هویته الشیعیة أو جنسیته العراقیة ، ویحکم بنفیه الی کردستان أو إیران أو أفغانستان أو الهند ، أو الی أی مکان فی العالم ، ولا یرفض تسلیمه الی المحکمة الخاصة برجال الدین فی قم ، لکی تحکم علیه بالسجن أو الاعدام !

وبما أنه رجل مؤمن فلاشک یعطی الکاتب حریة الدفاع عن نفسه ورد التهم الموجهة الیه ، ولا یرضی أن یجعل من نفسه خصماً وحکماً فی وقت واحد !

ولو کنت أنظر الی الأمور من الزاویة التی ینظر فیها الأخ نصیر المهدی لما اختلف حکمی عن حکمه ، وربما کان أشد من ذلک . ولکن لو سمح لنا الأخ العزیز نصیر المهدی عرض وجهة النظر الأخری وهی: عثور الکاتب أثناء البحث والتحقیق علی أمور مخفیة ، وأفکار ونظریات وفرضیات فلسفیة وجد أنها دخیلة فی مذهب أهل البیت ولا علاقة لها بالتشیع ، واقتناعه بحدوث تطورات کثیرة فی التاریخ الشیعی ، أدت الی تدهور أحوال الشیعة وانعزالهم وإبتعادهم عن مسرح الحیاة قروناً من الزمن تحت حجة إنتظار الإمام الغائب ، وتحریم العمل السیاسی أو تطبیق الشریعة الإسلامیة ، أو السعی الی إقامة الدولة فی عصر الغیبة .

ثم استغلال بعض رجال الدین لنظریة النیابة العامة فی مطالبة الناس بتقلیدهم

ص: 78

والخضوع لهم خضوعاً مطلقاً باسم ولایة الفقیه المطلقة ، وکیف أدی ذلک الی نشوء حالة من الدیکتاتوریة والإستبداد باسم الدین ، بحیث شعر الکاتب أن الواجب الشرعی یدعوه الی تنقیة المذهب الشیعی مما لحق به من أفکار دخیلة وإجتهادات خاطئة وممارسات منحرفة ، والعودة الی مذهب أهل البیت السلیم !

وقد عرض الکاتب أفکاره للمناقشة والحوار ، وبغض النظر عما إذا کان مخطئاً أو مصیباً ، فإن من حقه الإجتهاد فی أمور الدین وامتلاک رؤیة خاصة عن الفکر الشیعی

، قد لاتکون جدیدة ولکنها ربما تکون مخالفة لما شاع بین الناس واستقر فی أذهانهم . ومن هنا فهل یعتقد الأخ نصیر المهدی بضرورة مصادرة حق الکاتب وحق أی إنسان بمخالفته فی الفکر ، خاصة إذا لم یخرج عن أصول الدین والضروریات الأولیة ؟ ولماذا لا یحتمل أن تکون أفکار الکاتب خطوة علی طریق التجدید والإصلاح فی الأمة الإسلامیة ؟ وإعادة الحیویة الی مذهب أهل البیت ، وإنقاذ الشیعة مما هم فیه من ظلم واضطهاد ؟

من الممکن أن یحتفظ الأخ نصیر المهدی بحقه فی التمسک بأفکاره ، وبحقه فی الحوار ، ولکن هل من حقه أن یشن هجوماً عنیفاً علی من یخالفه فی الرأی قبل أن یدرس أفکار الکاتب أو یناقشها بدقة وموضوعیة؟

إننی لا زلت أعتقد بانطلاق الأخ نصیر المهدی من الحرص علی الدین وعلی مذهب أهل البیت ، وبکونه رجل مؤمن (رجلاً مؤمناً) وأشعر لذلک بتقدیم وافر الحب والتقدیر له ، ولکنی أطلب منه فی نفس الوقت أن لا یقع فی خطأ الإستعجال ، فربما غیر رأیه غداً أو بعد غد ، کما غیرت آرائی بعد قراءة التاریخ .

ص: 79

فأجابه نصیر المهدی بتاریخ:5/9/2000:

أستغرب یاشیخ لاری أن تخصنی بهذه الرسالة ! ولا یذهبن بک الظن الی أنی سآخذها بحسن نیة ، فهی إما طاقة للتهرب من مواجهة الأسئلة الجادة التی واجهتک ، سواء فی المواضیع التی طرحتها أو تلک التی طرحها الإخوة ، أو محاولة لکسب تعاطف وود البعض نحوک !

فها هو أبو أمل الحلیم والمتسامح ، یُواجه بالعصا الغلیظة !

المسألة لیست شخصیة حتی تخصنی بهذا الإطراء الذی لا أستحقه ، علی ما بین السطور من رسائل ! فأنا لا أعرفک ولم أرک قبلاً ، ولم تسئ لی ، فلیست بیننا أیة خصومة إذاً إلا خصومة الرأی ، وإن کان الحق ثقیلاً والحقیقة مرة ، وکلاهما یوخز المبطلین ، فهذه لیست مشکلتی .

أحمد الکاتب یسئ الی شیعة أهل البیت(علیهم السّلام) ! نعم ، أنت تفعل ذلک یاشیخ لاری ! ولا أعنی هنا شبهاتک التی أثرتها حول الإمامة ودور الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة الجعفریة فی الإسلام والتأریخ ، فهذه الشبهات تم تفنیدها ولم یبق منها حجر علی حجر ، وقد کان حریاً بک أن تخصص الوقت الذی أهدرته فی کتابة هذه الرسالة فی الرد علی الإشکالات التی طرحها الإخوة من أبرار شیعة أهل البیت(علیهم السّلام) حول دعاواک !

أن یکون لک رأیک ، فأنت حر فی ذلک.. وأن تکون لک وجهة نظرک فی أی جانب من جوانب الإعتقاد والتأریخ الشیعی.. فهذه أیضاً لک . ولکن أن تکون شبهاتک وإدعاءاتک أسلحة فی الحرب الشعواء التی یشنها أساطین الحقد الطائفی

ص: 80

والحشویة علی الشیعة !!

هناک فرق بین البحث الموضوعی ، وإن خالف العقیدة ، وبین توزیع الإتهامات یَمْنَةً ویسرةً دونما إثبات أو دلیل ، وسأضرب لک مثلاً قریباً وعلی شاکلته یمکن ضرب مئات الأمثال/ تقول أن المرجعیة تتحمل مسؤولیة تخلف الشیعة ونمو الدیکتاتوریة فی العراق ، ومن یقرأ مقالک ذاک لایملک إلا أن یمتلئ غیظاً وحقداً علی المرجعیة ، إزاء أبشع جریمة شهدها العراق وهی نمو الدیکتاتوریة ! وبهذا فإنک تبرئ الإستعمار والحکومات العراقیة المتعاقبة التی تحرکها أحقادها الطائفیة وشرکات النفط التی کانت تصوغ الصغیرة والکبیرة فی السیاسة العراقیة

وضباط الجیش المهووسون بالسلطة والإنقلابات ، والحزبیة التی انتهت الی خدمة العشیرة والطائفة.. وغیرها وغیرها.. وتضعها علی عاتق المرجعیة ، من دون أن تثبت شیئاً من هذا ! وقد واجهناک أمس بما فی کلامک من ادعاء لیس له من مبرر سوی الطعن فی المرجعیة ، فتهربت الی التساؤل عن الأمانة العلمیة فی نقل کلامک ! وقد أشرت الی أنی وضعت وصلة الی مقالتک کاملة ، فتهربت من ذلک الموضوع ولم تجب بعد ! لا علی السائل الرئیس وهو الأخ التلمیذ ، ولا علی السائل المعقب ، وهو کاتب هذه السطور ! ومازال ذاک الموضوع ینتظر مع غیره من المواضیع !

أما عن الأعداء الذین یستخدمونک یاشیخ لاری فی حربهم الظالمة ضد الشیعة فلا أرید أن أقول لک أنظر الی صفحة فیصل نور علی سبیل المثال لترَ بأن موضوعاتک تحتل الصفحة الأولی ، ولو لم یجد فیک هذا الأفَّاک المزور والملئ

ص: 81

بالحقد علی أهل البیت(علیهم السّلام) وشیعتهم ، ضالته ، لما کان لشبهاتک أن تحتل هذه المکانة عنده !! لن أحملک مسؤولیة هذا فقد تقول بأن لاعلم ولا علاقة لک بالأمر ولکن من المؤکد أنک تتحمل مسؤولیة المشارکة فی الحملة الشعواء التی یشنها المجرم الصدامی صاحب جریدة الزمان (مسؤول الدعایة الحربیة أیام العدوان علی إیران) ضد الشیعة ، وأنت فارس الحملة بدون منازع ، ومسؤولیتک فی ذلک لیست فی مساهماتک ، بل وأیضاً فی أنک فتحت لهم باب التجرؤ علی الشیعة وأئمتهم وعقائدهم ، بعد أن کانوا یحسبون للأمر ألف حساب ، ولاشک أنک تتابع حملته علی علماء الشیعة ورجالاتهم بأقلام مرتزقته تارة ، وبأقلام قراء مزعومین تارة أخری ، وتتذکر لاشک العنوان التهکمی الصارخ والمثیر حول الشیعة والإمام المهدی(علیه السّلام)الذی حمله العدد الأول للملحق الشهری للجریدة الموسوم بالزمان الجدید ! وکیف لاتتذکر والعنوان یدل علی مقالة احتواها الملحق وقد کانت بقلمک ! وقد قلت لک للتو أن رأیی هذا بصرف النظر عن موقفی من شبهاتک !

فهل ترید بعد هذا دلیلاً علی استخدامک فی الحملة علی الشیعة؟!!

هاک هذا المثل الثانی: لقد روی لی بعض الإخوة الثقاة من المقیمین فی لندن کیف حشد بعض الطائفیین المتسترین بالقومیة والعلمانیة ، التی یفترض أنها غیر معنیة بالدین والطوائف وعقائد الناس ، ودفعوا تکالیف إستئجار قاع

ة واستضافة الناس من أجل أن تتحدث لهم عن دور المرجعیة فی تخدیر الشیعة بالإمام المهدی ، وابتزاز الخمس ! فهل یلومنا أحد ممن یتبع خطی الأئمة الأطهار(علیهم السّلام) ،

ص: 82

فی تصدینا لک ولما تثیره من إدعاءات تعجز عن إثباتها ؟!

أما عن حقوقک فی الرد والدفاع عن نفسک وطرح وجهات نظرک ، فلا أعتقد أن لی امتیازاً فی هجر ، ولیس هناک قید علی ما تکتب ، اللهم إلا مایخضع له غیرک وأنا منهم ، وأتحداک أن تثبت لی أنی أتعمد الإساءة الیک أو أجرحک بکلمة ، حتی تتهمنی بأنی أشن هجوماً علیک ، فکل ما أفعله هو أنی أدافع عن عقیدتی ، وهذا من حقی مثلما من حقک أن تهاجمها وتحاول الطعن فیها ، فلا تجعل من نفسک ضحیة ، وما أنت بذلک !

أما عن شبهاتک فقد قرأتها کلها ومنذ انطلاقتک ، فلا تتصور أنها النظریة النسبیة حتی أجد مشقة فی فهمها واکتشاف ثغراتها وضعفها ! ولن تجدنی أن شاء الله إلا ثابت الإیمان والولاء والعقیدة.. ولی عودة أخری الی عراقیتک المدعاة !

اللهم صلِّ علی ولی أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

وکتب فؤاد:

الأخ نصیر المهدی المحترم: أحسنتم جداً فی جوابکم هذا.. قال الباری عز وجل فی محکم کتابه العزیز: وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا . أما ما یخص عراقیة الکاتب: لافرق بین عربی وأعجمی إلا بالتقوی .إن أکرمکم عند الله أتقاکم .

وکتب نصیر المهدی:

إی والله أخی الکریم فؤاد: إن أکرمکم عند الله أتقاکم . ولا فضل لعربی علی أعجمی إلا بالتقوی . ویعلم الله أنی لأحب الإخوة الایرانیین ، أهل التضحیة

ص: 83

والعطاء والولایة ، ولا أفرق بینهم وبین شیعة آل محمد أینما کانوا . فلا تتصور بأنی أعیب علیه إیرانیته ، إنما لقد فتح الشیخ لاری هذا الباب علی نفسه بقصد قد أوضحته فی ردی الأول . وفی إنتظار رده سأبین له أن أدعیاء العراقیة هم الذین تسببوا فی إعطاء الدیکتاتوریة مختلف الذرائع التی اتخذتها لتنفیذ أبشع جرائمها بحق شیعة أهل البیت علیهم الصلاة والسلام ، ولیست هی مرجعیتنا المسددة بالتأیید الإلهی ، التی تسببت فی نمو الدیکتاتوریة وتخلف الشیعة ، کما یقول تشنیعاً علی شیعة آل محمد علیه وعلیهم الصلاة والسلام .

اللهم صلِّ علی ولی أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

وکتب متعلم علی سبیل نجاة: أخی نصیر المهدی الحبیب: بورک فیک وأحسنت علی کشف هذه اللعبة الرخیصة ، التی لم تنطل علیکم وعلینا !

کلامه یذکرنی بحکمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) إن أخوف ما أخاف علیکم منافق علیم اللسان .

وکتب نصیر المهدی الی المشرف علی هجر بتاریخ:23/12/1999:

هل أقول أیها الأخ موسی: لقد بلعتم الطعم ؟! هل کنت تعتقد أن عبد الرسول لاری یمکن أن یرد علی سؤال أویناقش أحداً؟! إنه یستغل الظرف للدعایة لنفسه ثم متی ما صار فی زنقة ، سابق الریح وانقلب علی عقبیه !

وأما سؤالی فأقول له: فی الإخوة الکفایة فأجب علی أسئلتهم ولا تتهرب منها !! وأعود للأخ موسی وأقول: مع ذلک رب ضارة نافعة ، فقد کشفت هذه الصفحات لاری

، وفضحت أی نوع من الکتبة هو !

ص: 84

اللهم وصلِّ علی ولیِّ أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

غضب العراقیین فی بریطانیا علی لاری

اشارة

انکشف أمر لاری فی لندن ، وثارت علیه نقمة الشیعة خاصة العراقیین ، وناقشه عدد منهم ونصحوه وحذروه ، ولکنه بقی متشبثاً برأیه ، مصرّاً علی مواصلة نشاطه العدائی للشیعة ! فاتخذوا موقفاً بمقاطعته وعزله اجتماعیاً ، ولما حاول أن یجعل من مسجد السید الکلبایکانی مکاناً لکسر العزل عنه قام المتولون للمسجد بطرده ومنعه من دخول المسجد !

کتب أحدهم فی شبکة هجر بتاریخ:27-2-2003, شکوی من سلفیین منعوا شباباً شیعةً من الصلاة فی مسجد الجبیل فی السعودیة ، فکتب لاری معلقاً: ولکن ما رأیکم بمن یطرد المصلین ویمنعهم من دخول المسجد ، لأنهم لا یؤمنون بوجود الإمام الثانی عشر ؟ کما حدث فی مسجد هولاند بارک فی لندن التابع للکلبایکانی ، من قبل الشیخ علی العالمی قبل سنوات؟ هل استنکر أحد ذلک ؟!

أقول: نشرت جریدة القدس العربی اللندنیة خبر طرد لاری من مسجد المرکز الإسلامی للسید الکلبایکانی ، وهی کجریدة الزمان صاحبها رئیس هیئة الدعم المعنوی لحرب صدام ضد إیران ! وقد وضع لاری رابطهما فی موقعه ، http://www.alkatib.co.uk/m47.htm قالت الجریدة: (تعرض الباحث والکاتب الشیعی

ص: 85

أحمد الکاتب لاعتداء فی إحدی حسینیات(!) الشیعة فی لندن ، بعد أن قدم مجموعة من الآراء الجریئة فی برنامج تلفزیونی حول مفاهیم وتصورات الإمامة عند الشیعة .

یطرح الکاتب فی مؤلفاته ومناظراته بعضاً من المواقف المتنورة حول الخلاف"التاریخی" بین السنة والشیعة ، ونتیجة لهذه الآراء قام عدد من المصلین بالإعتداء علیه حینما کان یهم بدخول المسجد ومنعوه من أداء صلاة الجمعة ، وقد اعتبر العدید من المثقفین المسلمین الإعتداء علی الکاتب مساً بحریة التعبیر ، وقاموا بالإحتجاج علی هذا الفعل .

ومما جاء فی أجوبة أحمد الکاتب فی الجریدة المذکورة:

(هل یتفق جمیع العلماء علی القبول بالدیموقراطیة؟

فأجاب: اشتهر السید کاظم الیزدی فی تأیید الإستبداد المطلق ، فی مواجهة الشیخ کاظم الخراسانی رافع لواء الدستوریة ، ولا یزال بعض العلماء حتی الیوم یرفضون الإنتخابات ومجالس الشوری ویطالبون بولایة الفقیه المطلقة ، ولکن التیار العام یمیل الی الدیموقراطیة

والإنتخابات . وإذا کانت تتعثر أحیاناً فلأن الإصلاح الدیموقراطی لم یترسخ عمیقاً فی الفکر والثقافة والمفاهیم الدینیة . ومن هنا أشعر بضرورة التنظیر للدیموقراطیة فی الفکر الدینی ، والتخلص من النظریات المعادیة للشوری . کنت قبل بضع سنوات قد دعوت الحوزة العلمیة فی قم الی عقد ندوة علمیة لدراسة موضوع وجود الإمام الثانی عشر... أتوقع من الحرکة الإصلاحیة فی إیران والفقهاء المجددین فی العالم العربی أن یناقشوا

ص: 86

جذور نظریة ولایة الفقیه المطلقة التی یستغلها المحافظون لممارسة الدیکتاتوریة باسم الدین وباسم الإمام المهدی...

وقال عن الإیمان بوجود الإمام المهدی(علیه السّلام): إن هذا الإیمان یعزز نظریة (النص) ویلغی الشوری ، ویؤدی الی حدوث خلاف بین المسلمین حول تجربة الصحابة الذین مارسوا الشوری بدعوی وجود نص علی إمامة علی بن أبی طالب وإهمال الصحابة له ، مما یسبب باتخاذ موقف سلبی منهم وتوتیر العلاقة بین السنة والشیعة... ولم یکن الشیعة یعرفون فی القرون الثلاثة الأولی موضوع تحدید الإمامة باثنی عشر إماماً ، وقد آمن قسم من الشیعة بذلک فی القرن الرابع الهجری ، بعد أن استعاروا أحادیث من أهل السنة . وفی نظری أن تعثر تجربة الرئیس الإیرانی محمد خاتمی یعود الی تشبث التیار المحافظ فی إیران بنظریة (النیابة العامة للفقهاء عن الإمام المهدی) التی تعطی المرشد صلاحیات مطلقة...

هل تعتقد أن ما تقوم به هو عملیة إصلاح من الداخل؟

أجاب: بالطبع هی عملیة إصلاح داخلیة تستهدف معالجة بعض الإجتهادات والإفتراضات الخاطئة التی دخلت علی المذهب الشیعی ، ولم تکن معروفة أو متفقاً علیها منذ البدایة !

أنا لا أنفی ظهور المهدی المنتظر فی المستقبل ، وعلم ذلک عند الله... وقد وجهت قبل بضع سنوات دعوة الی أساتذة الحوزة العلمیة فی النجف وقم ، لعقد ندوة علمیة لدراسة الموضوع... وربما کان نظام الحوزة العلمیة المالی الذی یقوم علی الدعم الشعبی واستلام الخمس والزکاة هو المسؤول عن حالة الرکود

ص: 87

والتبعیة للثقافة الشعبیة ، وعدم الإفصاح عن الرأی الحقیقی ، خوفاً من انقطاع الدعم المالی ، ولو کانت المرجعیة مستقلة تماماً وتعتمد فی مواردها علی الأوقاف أو التمویل الذاتی ، لکانت أکثر حریة فی التفکیر ونقد الخرافات والأساطیر والبدع الدخیلة فی الدین .

من یؤیدک فی أفکارک من مراجع الشیعة حالیاً؟

أجاب: أعرف أن السید فضل الله ناقش بعض الأمور الجزئیة وتخلی عن الشهادة الثالثة (أشهد أن علیاً ولی الله) فی الأذان والإقامة ، وهی شهادة استحدثها الصفویون !

هل یمکن اعتبار هذه الأفکار نوعاً من التقارب مع المذهب السنی؟

أجاب: الفکر السیاسی السنی والشیعی کان یقوم علی الشوری فی البدایة . وإذا التزم الشیعة والسنة الیوم بمبدأ الشوری ، فإنهم یکونون قد اقتربوا بعضهم من بعض ) .

أقول: یُصَوِّر أحمد الکاتب الشوری کأنها عصا سحریة توحِّد المسلمین وتصلح أمورهم ! ویری أن عقیدة الشیعة بالنص النبوی عداءٌ للشوری وإیمان بالدیکتاتوریة فیجب أن إلغاؤها حتی تتحقق الوحدة وینتهی الأمر !

وهذا سذاجة فکریة ، بل هو شعار کاذب یتحجج به لمحاربة التشیع وعقیدة الإمامة .

ص: 88

نصیر المهدی یفضح هروب لاری من مناقشاتنا فی هجر !

کتب نصیر المهدی بتاریخ:7/9/2000, بعنوان: الشیخ لاری (أحمد الکاتب) یهرب من مواجهة الحق فی هجر ، ویسکب الباطل فی منتدی الفکر ! قال فیه: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1697

الشیخ لاری الذی تبرقع هنا باسم أبی أمل ، لأنه کان واثقاً من هزیمته المحتومة علی ید أبرار شیعة أهل البیت(علیهم السّلام) ، والذی ترک مواضیعه التی أثارها ، أو تلک التی سطرها الإخوة ، بدون جواب أو رد.. وهرب الی منتدی الفکر العربی حیث یسکب عسله الملئ بالسم الزعاف ، ویواصل حملته التشنیعیة علی الشیعة بالدس الرخیص والأباطیل والتزویرات ! مطمئناً الی أن الإخوة هناک لن یردوا علیه أباطیلة ، باعتبارهم کما یعرفون أنفسهم من العلمانیین الذین لایعنون بأمور الدین . وقد یجد الکثیرون منهم ممن یجهلون عقائد الشیعة وتأریخهم ، فی وجود لاری فرصة للتعرف علی التشیع ، معتقدین أنه یقدم لهم فکراً موضوعیاً ، ورأیاً منزهاً عن الغرض !

وهکذا یثبت لاری أنه یعمل بمنهج منظم لایقتصر علی شخصه لهدم التشیع ، وإلا أیهما أجدی لمسلم یشعر بالحرص علی الإسلام: أن یقدم لاری هناک صورة لقیم

الإسلام ومثله ، أم یواصل حملته علی الشیعة ومرجعیتهم بعد أن عجز عن رد ما کشفه الإخوة هناک من تخرصاته وشبهاته وأباطیله ، حول المرجعیة ودورها ، وبطلان مایثیره من شبهات حول مختلف مواقفها !

ص: 89

بعد هذا هل یحتاج أحد الی دلیل حول دور لاری وغایاته ونوایاه؟!

فکتب له لاری بتاریخ:8/9/2000:

عزیزی الأخ الأستاذ نصیر المهدی: لایوجد لدینا لا سم ولا عسل ولا لبن ، وإنما أفکار للمناقشة نطرحها بهدف إصلاح الأمة وتوحیدها وتحریرها ، من دون تعصب للتراث ، ولا تأییداً لطائفة ضد أخری . وأرجو أن لا تنظر الی جمیع الأمور من زاویة الصراع المذهبی أو التشنیع علی هذه الطائفة أو تلک ، فإن بحثنا یدور داخل الفکر الشیعی ، ونحاول أن نناقش بعض النظریات أو الفرضیات التی نعتقد أنها دخلت علی مذهب أهل البیت . وکما تعتقد أن من واجبک الدفاع عن مذهب أهل البیت ، نعتقد أن من واجبنا الرسالی هو الدفاع عما نعتقده مذهب أهل البیت . والباب مفتوح أمامک یا أخی الکریم أن تدلی بدلوک وتبطل ما تعتقد أنه شبهات وتخرصات وأباطیل .

وأنا أشکرک مرة أخری علی حماسک للدفاع عما تعتقد أنه الحق ، ولکن أرجو منک فی نفس الوقت أن تعلم بأن کل إصلاح أو تطور حدث فی صفوف الشیعة منذ ألف عام ، کان البعض من الحشویین والإخباریین یعتقد أنه محاولة لنسف مذهب أهل البیت ، وعلی رأس تلک الأمور موضوع الإجتهاد وولایة الفقیه ، حیث اعتقد الأخباریون بأن الإجتهاد بدعة سنیة مخالفة لتقلید الأئمة ، ورأوا بأن ولایة الفقیه نسف لشرط العصمة والنص فی الإمام ، وانقلاب علی عملیة إنتظار الإمام المهدی(رحمه الله) . ولکن الشیعة الیوم یفتخرون بالإجتهاد ویرفعون رأسهم بفضل نظریة ولایة الفقیه ، وربما یأتی الجیل القادم فیری أن ما یعتقده البعض

ص: 90

الیوم أنه تخرصات وشبهات وأباطیل ، هو عودة لجوهر فکر أهل البیت .

أما الحدیث عن النوایا والغایات فعلمها عند الله ، وهو الذی یحاسب علیها یوم القیامة ، ونأمل منک أن تکون کما عهدناک مسلحاً بالحجة والبرهان والأخلاق الکریمة ورحابة الصدر ، ولا نتوقع منک بالطبع أن تتضایق من الکتابة هنا أو هناک فکل الساحات مفتوحة إمام الجمیع ، وفیها العناصر الخیرة ، والتی ستصبح خیرة .

وکتب الفاطمی بتاریخ:8/9/2000:

الأخ أبا أمل: لا أعلم لم ترکت هجر وذهبت الی هناک ! هل من سبب مقنع لذلک فتتحفنا به ؟! علماً أن الإخوة هناک کثیر منهم علمانیون ، وهنا معقل من معاقل

الشیعة فی النت ! والسلام علیکم .

فکتب له لاری: السید الفاطمی المحترم: صبحک الله بالخیر والسلام علیکم . معکم معکم لا مع عدوکم . وأنعم بشبکة هجر الغالیة !

وکتب ابن أبی التراب:

أخی أبو أمل: ألیس هذا الذی ذکرته فی ردک علی الأخ نصیر المهدی یعد تناقضاً رهیباً؟! لقد قلت له ما نصه: (ولکن أرجو منک فی نفس الوقت أن تعلم بأن کل إصلاح أو تطور حدث فی صفوف الشیعة منذ ألف عام ، کان البعض من الحشویین والإخباریین یعتقد أنه محاولة لنسف مذهب أهل البیت ، وعلی رأس تلک الأمور موضوع الإجتهاد وولایة الفقیه...الخ. ).

ألیس معنی کلامک هذا أنک تعترف ضمناً بصحة النص فی الإمامة وصحة عملیة انتظار الإمام المهدی(علیه السّلام)؟! وأن هؤلاء الحشویین والأخباریین علی حد

ص: 91

زعمک اختلقوا الإجتهاد وولایة الفقیه لنسف الإمامة بالنص وإنتظار المهدی(علیه السّلام)!

فأنت تارة تنکر الإمامة بالنص وتارة تنکر انتظار المهدی ، وعندما ترید أن تضرب وتطعن فی الإجتهاد وولایة الفقیه ، تستند علی صحة الإمامة بالنص وإنتظار المهدی ، وتثبتهما فرضیة صحیحة تجعلهما أصلاً قبل بدء التفکیر فی الإنحراف ! أیْ أحمد: لماذا لاتثبت علی رأی واحد ؟ هل أنت فعلاً مستعد أن تناقشنا فی نظریتک ؟ إن کنت مستعداً أن نتناقش فی محور معین أرجو أن تحدده لنا لبدء الحوار معک ، بشرط أن لا تحید عنه !.

لکن لاری لم یعقب ، وهرب من النقاش علی عادته !!

ص: 92

الفصل الثالث: من الخیانات العلمیة لأحمد الکاتب

اشارة

ص: 93

ص: 94

فضائح من تدلیسه وتزویره وخیانته العلمیة

اشارة

کشف الباحثون الشیعة لأحمد الکاتب أخطاءه العلمیة ، وعدم دقته ، وعدم أمانته فی النقل ، وبتره للنصوص ، وتزویره المتعمد للنصوص لدعم باطله ، وکذبه المفضوح علی المصادر ، والعلماء ، والأئمة(علیهم السّلام) !

وعندما قابلوه بذلک ، نفی وکابر ! وعندما کان یضطر مرغماً للإعتراف ، کان یهوِّن من الأمر ویحَرْفِ الموضوع ! وهذه مجموعة من خیاناته العلمیة:

الخیانة الأولی

واجهتُه بها فی قناة المستقلة فی النص الذی نقله عن أمیر المؤمنین(علیه السّلام)من کتاب سلیم بن قیس(رحمه الله)فی رسالته(علیه السّلام)الی معاویة , فقد أخفی لاری رسالة معاویة لأنها ضد غرضه ، واقتطع فقرة من رسالة علی(علیه السّلام)لیثبت أنه یؤمن بنظریة الشوری لا النص ! قال فی/23: (وهناک روایة فی کتاب سلیم بن قیس الهلالی تکشف عن إیمان الإمام علی بنظریة الشوری وحق الأمة فی اختیار الإمام ، حیت یقول فی رسالة له: الواجب فی حکم الله وحکم الإسلام علی المسلمین بعدما یموت

ص: 95

إمامهم أو یقتل... أن لا یعملوا عملاً ولا یحدثوا حدثاً ولا یقدموا یداً ولا رجلاً ولایبدؤوا بشئ قبل أن یختاروا لأنفسهم إماماً عفیفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاءوالسنة).

وهذا النص مقتطع من رسالتین بین علی(علیه السّلام)ومعاویة حملهما أبو الدرداء وأبو هریرة ، وقد اعترف معاویة فی بدایة رسالته بأن علیاً(علیه السّلام)أحق بالخلافة منه وأن المهاجرین والأنصار بایعوه بمن فیهم طلحة والزبیر , وبأن علیاً(علیه السّلام)یری أن إمامته بالنص والوصیة ، قال: ( وبلغنی أنک إذا خلوت ببطانتک الخبیثة وشیعتک وخاصتک الضالة الکاذبة تبرأت عندهم من أبی بکر وعمر وعثمان ولعنتهم وادعیت أنک خلیفة رسول الله فی أمته ووصیه فیهم وأن الله فرض علی المؤمنین طاعتک وأمر بولایتک فی کتابه وسنة نبیه ، وأن الله أمر محمداً أن یقوم بذلک فی أمته وأنه أنزل علیه:یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ...الخ.). فلما قرأ علی(علیه السّلام)کتاب معاویة وأبلغه أبو الدرداء وأبو هریرة رسالته ومقالته ، قال علی(علیه السّلام)لأبی الدرداء: قد أبلغتمانی عنه فأبلغاه عنی وقولا له: إن عثمان بن عفان لا یعدو أن یکون أحد رجلین إما إمام هدی حرام الدم واجب النصرة لا تحل معصیته ولا یسع الأمة خذلانه ، أو إمام ضلالة حلال الدم لا تحل ولایته ولا نصرته ، فلا یخلو من إحدی الخصلتین. والواجب فی حکم الله وحکم الإسلام علی المسلمین بعدما یموت إمامهم أو یقتل ضالاً کان أو مهتدیاً ، مظلوماً کان أو ظالماً حلال الدم أو حرام الدم ، أن لا یعملوا عملاً ولا یحدثوا حدثاً ولا یقدموا یداً ولا یبدأوا بشئ قبل أن یختاروا لانفسهم إماماً عفیفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة ، یجمع أمرهم ویحکم بینهم ، ویأخذ للمظلوم من الظالم حقه ، ویحفظ أطرافهم ویجبی فیأهم ویقیم

ص: 96

حجتهم وجمعتهم ، ویجبی صدقاتهم ، ثم یحتکمون الیه فی إمامهم المقتول ظلماً ویحاکمون قتلته الیه لیحکم بینهم بالحق فإن کان إمامهم قتل مظلوماً حکم لأولیائه بدمه ، وإن کان قتل ظالماً نظر کیف الحکم فی ذلک . هذا أول ما ینبغی أن یفعلوه أن یختاروا إماماً یجمع أمرهم إن کانت الخیرة لهم ویتابعوه ویطیعوه . وإن کانت الخیرة الی الله عز وجل والی رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فإن الله قد کفاهم النظر فی ذلک والإختیار , ورسول الله قد رضی لهم إماماً ، وأمرهم بطاعته واتباعه).انتهی.

فقد حذف أحمد الکاذب رسالة معاویة ! ثم حذف بقیة رسالة علی(علیه السّلام)الذی فی نص علی أن الإمامة إن کانت بنص من الله ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )کما یعتقد(علیه السّلام)فقد اختار الله لهم ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وإن کانت بالبیعة فقد بایعه الذین بایعوا أبا بکر وعمر ! فهو(علیه السّلام)یقول لمعاویة: إن لم تقبل النص النبوی والإختیار الإلهی ، فقد بایعنی المهاجرون والأنصار الذین بایعوا أبا بکر وعمر ، ومن بایعه هؤلاء ومعهم أهل البیت(علیهم السّلام) یکون خلیفة واجب الطاعة ، فعلیک أن تبایعنی ، ثم یتقاضی أولیاء عثمان الیَّ لأقضی بینهم وبین الذین یدعون علیهم ، ولا یصح أن یکون القضاء فی قتل الحاکم السابق قبل بیعة الحاکم الجدید .

فحذف الکاذب کل ما یدل من النص علی الإمامة الربانیة ، واحتج بفقرة زعم أنها تدل علی أن علیاً(علیه السّلام)یری أن الخلافة بالبیعة لا بالنص !

وعندما أحضرتُ له الکتاب فی الإستدیو زعم أن نسخته تختلف عن نسحتی ! فسألته عن نسخته فحددها فطلبنا علی الهواء أن یرسلوا لنا صورة الصفحة بالفاکس ، وشرطت علیه إن ظهر الأمر کما أقول ، أن یعترف بأنه کاذب ! فقبل

ص: 97

بذلک ! فأرسلوا الصورة وقرأها علیه مدیر القناة ، فقبل الأمر علی کره ، لکن بلا خجل وکأن عینه من زجاج !

وصدق الأخ رحمة العاملی بقوله له: الویل لک یا کاتب من علی(علیه السّلام)یوم القیامة !!

الخیانة الثانیة

اشارة

کتبت له فی هَجَر بتاریخ:16/12/1999, بعنوان: بمناسبة اشتراک أحمد الکاتب فی هجر..أسئلة تنتظر إجابتک؟

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=13806

قلت فیه: (بما أنک تقدم نفسک ویقدمک الذین یتبنونک علی أنک: مفکر شیعی وسیاسی: 1- کیف یمکنک علمیا أن تنکر إمامة الأئمة الإثنی عشر من أهل البیت(علیهم السّلام) .. ثم تکون تابعاً لمذهبهم فقهیاً ؟

2 - أنت تزعم أن حکم الشوری هو الصیغة التی شرعها الله تعالی ورسوله للحکم بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، فهل طبقت الشوری فی السقیفة ، وعند وفاة عمر ، ثم فی تاریخ بنی أمیة وبنی العباس والممالیک والعثمانیین.. وإذا لم تطبق فهل تکون الدولة شرعیة ، أم تکون خارجة عن الإسلام ؟

3 - أنت تدعو الی نظام حکم إسلامی یقوم علی ولایة الفقیه والشوری ، فهل نظام الحکم الذی لا یتوفر فیه ذلک غیر شرعی ، ویجب الخروج علیه ؟

4 - مارأیک بشعار الخلیفة عمر وشعار القذافی ، بأن القرآن یکفی عن السنة ،

ص: 98

وحسبنا کتاب الله ؟

5 - ثبت فی مصادر الشیعة والسنة أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قد بشر الأمة بأمر ربه باثنی عشر إماماً یکونون بعده(علیهم السّلام) ، فهل یعقل أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لم یبین أسماءهم أو علی الأقل إسم الأول منهم ، أو أنه بین ذلک وأخفوا بیانه ؟

ومن هم هؤلاء الذین اختارهم الله من فوق عرشه قادة هداة للأمة ؟ سمهم لنا من فضلک .

6 - أنت فارسی ، فما رأیک بعلماء الفرس من بنی قومک ، الذین أسسوا المذاهب ودونوا الصحاح وأعطوا الشرعیة لحکام غیر شورائیین. هل کانوا علماء أتقیاء مستقلین ، أم علماء بلاط ؟

فأجاب لاری:

الأخ العاملی حفظه الله وهداه: تحیة طیبة وأرجو أن تحسن الظن بی قلیلاً ولو من باب المجاملة وأدب الحوار ، إذ لا یوجد من یتبنانی ، وإذا کنت تعرف أحداً فسمه لی وقدم الدلیل ، ولا تلق الکلام علی عواهنه . وأنا مسلم شیعی جعفری والحمد لله ، وقد وجدت بعد البحث والتمحیص أن هناک أحادیث وأفکاراً دخیلة فی مذهب أهل البیت فرفضتها .

1- لقد بحثت أحادیث الإثنی عشریة فلم أجد لها رائحة فی التراث الشیعی خلال القرون الثلاثة الأولی ، ولم یذکرها الکتَّاب الشیعة السابقون ! ولم یذکر الشیخ المحدث أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمی المتوفی سنة290 هجریة فی کتابه: (بصائر الدرجات فی فضائل آل محمد) وهو من أقدم

ص: 99

الکتب الشیعیة الإمامیة أی حدیث یشیر الی الإثنی عشریة !

بل قال: إن الأئمة لم یکونوا یعرفون لمن الأمر بعدهم إلا قبل وفاتهم بقلیل !

وقد برزت الفکرة فی القرن الرابع الهجری ، فجمع الشیخ الکلینی فی الکافی بضعة عشر حدیثاً ، وکان بعضها یشیر الی أن الأئمة ثلاثة عشر ، وعلی أثر ذلک تکونت فرقة شیعیة إمامیة ثلاثة عشریة ! ولم یکن الشیخ محمد بن علی الصدوق متمسکاً بقوة بهذه الفکرة رغم أَنه روی بضعة وثلاثین حدیثاً !

أما تلمیذه الخزاز صاحب کتاب (کفایة الأثر فی النص علی الأئمة الإثنی عشر) فقد جمع مائتی روایة . وقد درستها روایة روایة وراویاً راویاً ولم أجد فیها روایة واحدة صحیحة . ودراستی لها تقع فی مائتی صفحة ، وهی موجودة لدی فی ملفات کمبیوتریة ، وکنت قد أرسلتها منذ سبع سنوات الی عدد من العلماء فی حوزة قم ، ونشرتها عن طریق الکمبیوتر ولم أتلق أی مناقشة جدیة لها حتی الآن.

إن النظریة الإثنی عشریة أو نظریة الإمامة ، نظریة سیاسیة من صنع المتکلمین ، ولا ربط لها بالفقه الذی کان یقدمه أهل البیت ، والإمام جعفر الصادق بالذات !

2 - أنا أعتقد أن الشوری هی نظریة أهل البیت السیاسیة بالدرجة الأولی ، وقد طبقها أهل البیت أفضل تطبیق ، حیث رفض الإمام علی أن یتولی الخلافة من غیر شوری ، کما أَنه لم یفرض ابنه الإمام الحسن ولیاً للعهد بالقوة کما فعل معاویة ، وإنما ترک الحریة للناس الذین انتخبوا الإمام الحسن المجتبی من بعده حباً وطواعیة ، وکذلک انتخب أهل العراق الإمام الحسین وبعثوا الیه لکی یکون علیهم إماماً ، ولم یقل لهم: إنی إمام معین من قبل الله تعالی ، ثم انتخب الشیعة

ص: 100

فی الکوفة بعد مقتله سلیمان بن صرد الخزاعی قائداً لهم .

ویذکر الشیخ الصدوق فی (عیون أخبار الرضا) حدیثاً عن الإمام علی بن موسی الرضا عن أبیه عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال: من جاءکم یرید أن یفرق الجماعة ویغصب الأمة أمرها ویتولی من غیر مشورة فاقتلوه ، فإن الله عز وجل قد أذن ذلک. (المصدر:2/62).

3 - لقد قلتُ: أن نظریة ولایة الفقیه کانت خطوة ثوریة متقدمة حررت الشیعة من نظریة الإنتظار السلبیة للإمام المهدی المنتظر ، وهی مبنیة علی أساسین: إما النیابة العامة للفقهاء عن الإمام المهدی الغائب ، وإما الشوری بالإنتخاب ، أو کلیهما معاً . وأعتقد أن الفقیه لا یملک ولایة علی الناس إلا إذا انتخب منهم .

4 - إننی أؤمن بالکتاب والسنة ، والقرآن الکریم لا جدال فی سنده لأنه متواتر وإنما النقاش فی الأحادیث التی تنسب الی النبی والی أهل البیت وما أکثرها ، ولا بد من دراستها بعمق ودقة .

5 - لم یثبت فی مصادر الشیعة والسنة أن النبی بشّر باثنی عشر إماماً فقط یکونون من بعده ، وإنما هناک روایات منسوبة لا تثبت إمام الدرس والتحقیق ، فضلاً عن وجود النقاش فی دلالتها ، وهل تدل علی حصر الأئمة فی اثنی عشر إماماً ؟ ومن هم الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء الذین تعنیهم ؟

فکتبت له: أجبتَ علی أسئلتی الستة جواباً مجملاً ومنقوضاً ، فنبدأ بجوابک عن السؤال الأول وندمج معه الخامس لارتباطه به ، وأرجو أن لا تخرج عن الموضوع: قلت فی جوابک: لقد بحثت أحادیث الإثنی عشریة فلم أجد لها رائحة

ص: 101

فی التراث الشیعی خلال القرون الثلاثة الأولی...الخ. فأنت تدعی أمرین:

الأول: أن أحادیث البشارة النبویة باثنی عشر إماماً ، لم تصح !!

والثانی: أن الشیعة لم یعرفوا عقیدة الأئمة الإثنی عشر قبل القرن الرابع.

والسؤال: 1- ماذا تصنع بأحادیث الصحاح التی حکم علماء السنة بصحتها ؟

2 - ماذا تقول عن البشارة الواردة فی التوراة لابراهیم باثنی عشر قیماً أو إماماً من ذریة اسماعیل ؟ والتی صححها علماء السنة، وطبقوها علی البشارة النبویة الصحیحة ؟ 3 - إذا أتیناک بنصوص صدرت قبل القرن الثالث تدل علی وجود الإعتقاد بالأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) وهی صحیحة السند ، هل تعترف بخطئک ؟

فأجاب أحمد الکاتب: الأخ العاملی المحترم . أفضِّل أن یکون الحوار حول النقاط التی طرحتها فی رسالتی حول کون الإیمان بالإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری فرضیة فلسفیة ولیس حقیقة تاریخیة ، وشکراً .

وکتب له التلمیذ (وهو الشیخ حسن عبدالله من سلطنة عمان) بتاریخ:16/12/1999:

الرجاء أن تذکر لنا جمیع الأدلة التی تستند علیها لإثبات أن مسألة الإیمان بالمهدی فرضیة فلسفیة لا حقیقة تاریخیة ؟ وإذا أثبتنا لک وبسند صحیح أن الإمام العسکری اعترف أن له ولد فماذا تقول ؟ کما نرجو أن لا تتجاهل أسئلة الأستاذ العاملی وتتهرب منها ، وما دمت أردت الحوار فلا تلجأ إلی الأسالیب الملتویة ، فما کتبه العاملی أعلاه واضح یحتاج منک إلی رد .

وکتبتُ له: الحمد لله الذی کشف جهل مدعی العلم أو کذبه أو کلیهما !

أنظروا الی تأکیده الآنف أنه لا یوجد فی بصائر الدرجات أی حدیث عن

ص: 102

الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ، وانظروا الی هذین الحدیثین الصریحین:

ففی بصائر الدرجات/339: حدثنا أبو طالب عن عثمان بن عیسی قال کنت أنا وأبو بصیر ومحمد بن عمران مولی أبی جعفر بمنزله فی مکة ، قال فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله یقول: نحن اثنا عشر محدثاً . قال له أبو بصیر: والله لسمعت من أبی عبد الله قال؟! فحلَّفه مرةً واثنتین أنه سمعه ، قال فقال أبو بصیر: کذا سمعت أبا جعفر(علیه السّلام)یقول .

وفی بصائر الدرجات/340: حدثنا علی بن حسان ، عن موسی بن بکر عن حمران ، عن أبی جعفر قال قال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): من أهل بیتی اثنا عشر محدثاً . فقال له: عبد الله بن زید کان أخاً علی لأمه ، سبحان الله کان محدثاً؟ کالمنکر لذلک . فأقبل علیه أبو جعفر فقال: أما والله وإن ابن أمک(کان أحدهم). قال فلما قال ذلک سکت الرجل ، فقال أبو جعفر: هی التی هلک فیها أبو الخطاب لم یدر تأویل المحدث والنبی !!

أقول: ومع ذلک بقیت عین الکاذب من زجاج ، فقد ادعی أنه لایوجد رائحة نص عن الإثنی عشر إماماً فی کتاب بصائر الدرجات الذی تم تألیفه فی زمن الأئمة(علیهم السّلام) ، فأثبتُّ له کذبه فلم یخجل ! وصدق الله تعالی:إِن الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی آیَاتِ اللهِ بِغَیْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِی صُدُورِهِمْ إِلا کِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِیهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ !

وکتب له التلمیذ:

قولک: (إن الأئمة لم یکونوا یعرفون لمن الأمر بعدهم إلاّ قبل وفاتهم بقلیل): یکذبه الخبر الصحیح الوارد عن الإمام الصادق(علیه السّلام)الذی رواه الکلینی والصفار

ص: 103

عن عمرو بن مصعب وعمرو بن الأشعث وأبی بصیر وسدیر ومعاویة بن عمّار ، أن أبا عبد الله(علیه السّلام)قال لهم: (أترون أن الموصی منا یوصی إلی من یرید ، لا والله ولکنه عهد معهود من رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وسلم إلی رجل فرجل حتی انتهی إلی نفسه). وفی لفظ آخر: (إلی أن ینتهی إلی صاحب هذا الأمر) . والحدیث واضح الدلالة علی أن الأئمة معروفون مشخصون وکل إمام یعرف الإمام الذی یلیه ، وذلک بعهد من رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، لا أنه یعرف قبل وفاته بقلیل لمن الأمر بعده ، کما یدعی هذا الکاتب . (أنظر الکافی:1/277 ، وبصائر الدرجات/470) .

وفی الیوم الثانی أجاب أحمد الکاتب:

الأخ العزیز العاملی: ذکر وجود روایات فی کتاب بصائر الدرجات تتحدث عن الإثنی عشریة ، وقد راجعت الکتاب مرة أخری ولم أجد تلک الروایات فی ذلک المکان من الکتاب ، فأرجو منه أن یذکر لی الطبعة ومکان الطبع . النسخة التی لدی هی من منشورات مکتبة آیة الله العظمی المرعشی النجفی فی قم ایران وسنة الطباعة هی1404 ، مع تصحیح وتعلیق الحاج میرزا کوجه باغی التبریزی ، وأنا لا أدعی العصمة عن الخطأ ، وأطلب من الإخوان أن یدلونی علی ما لدیهم من روایات بدقة . أرجو أن یذکروا فی أی جزء وفی أی باب وفی أی صفحة حتی أراجعها . ونظراً لأن الحوار اتخذ من البدایة صفة الإنفعال العاطفی فأخذ البعض یطلق صفة الصحة علی بعض الروایات جزافاً دون ذکر الأدلة والتفاصیل وهذا لیس أسلوباً علمیاً فی الحوار . کما أن التشکیک الاعتباطی وتضعیف أیة روایة بلا دلیل ، هو کذلک أسلوب غیر علمی .

ص: 104

وفی معرض رده علیَّ ذکر الأخ العاملی ضعف روایة الصفار ونسبها الیَّ ، وإنما نقلتها من کتاب بصائر الدرجات للصفار من الجزء العاشر باب الوقت الذی یعرف الإمام الأخیر ما عند الأول الحدیث رقم3 حدثنا یعقوب بن یزید ، عن علی بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبد الله قال قلت: الإمام متی یعرف إمامته وینتهی الأمر الیه؟ قال فی آخر دقیقة من حیاة الأول . فی الجزء التاسع باب21 فی الإمام متی یعلم أنه إمام ، حدیث رقم1 عن صفوان بن یحیی قال قلت لأبی الحسن الرضا أخبرنی عن الإمام متی یعلم أنه إمام؟ حین یبلغه أن صاحبه قد مضی أو حین یمضی ، مثل أبی الحسن قُبض ببغداد وأنت هاهنا ؟ قال: یعلم ذلک حین یمضی صاحبه ) .

فأجبتُه قائلاً: نسخة بصائر الدرجات التی نقلت لک منها: منشورات مؤسسة الأعلمی بطهران ، تحقیق العلامة الحجة میرزا محسن کریم یاغی ، طبع مطبعة الأحمدی بطهران سنة1404. والروایات التی جعلتها دلیلاً علی أن الشیعة لم یکونوا یعرفوا الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) أجنبیة عن الموضوع ، ولکنک لم تفهمها مع الأسف ، فهی تبین کیف أن الإمام(علیه السّلام)یعرف نفسه وینزل علیه النور الإلهی وخشیة الله بمجرد موت الإمام السابق ، وهو أمر یؤکد عقیدة الشیعة بالاثنی عشر(علیهم السّلام) وأن واحدهم یعرف بدایة إمامته عملیاً بفیض الهی خاص. قال فی بصائر الدرجات/486: باب فی الإمام متی یعلم أنه إمام: حدثنا محمد بن الحسین ، عن صفوان بن یحیی قال: قلت لأبی الحسن الرضا(علیه السّلام): أخبرنی عن الإمام متی یعلم أنه إمام: حین یبلغه أن صاحبه قد مضی أوحین یمضی؟ مثل أبی الحسن(علیه السّلام)

ص: 105

قُبض ببغداد وأنت هاهنا؟ قال: یعلم ذلک حین یمضی صاحبه ، قلت: بأی شئ ؟ قال: یلهمه الله ذلک . حدثنا محمد بن عیسی ، عن قارن ، عن رجل أنه کان رضیع أبی جعفر(علیه السّلام)قال: بینا أبو الحسن(علیه السّلام)جالس مع مؤدب له یکنی أبا زکریا وأبو جعفر(علیه السّلام)عندنا أنه ببغداد وأبو الحسن یقرأ من اللوح إلی مؤدبه ، إذ بکی بکاء شدیداً فسأله المؤدب: ما بکاؤک؟ فلم یجبه ، فقال: إئذن لی بالدخول ، فأذن له فارتفع الصیاح والبکاء من منزله ، ثم خرج الینا فسألنا عن البکاء فقال: إن أبی قد توفی الساعة ! فقلنا: بما علمت؟ قال: تداخلنی من جلال الله ما لم أکن أعرفه قبل ذلک ، فعلمت أنه قد مضی! فتعرفنا ذلک الوقت من الیوم والشهر ، فإذا هو قد مضی فی ذلک الوقت !

عن هارون بن الفضل قال: رأیت أبا الحسن(علیه السّلام)فی الیوم الذی توفی فیه أبوجعفر(علیه السّلام)فقال: إنا لله وإنا الیه راجعون مضی أبوجعفر ! فقیل له: وکیف عرفت ذلک ؟ قال: تداخلنی ذلة لله لم أکن أعرفها ). انتهی.

فهل هذا إلا نقیض ما أردت إثباته ؟! فاتق الله یا أحمد ، فکلنا نموت !

تعمَّق فیما تقرأ ولا تحکم بظنونک ، ولاتشکک بها أهل الحق .

فأجاب أحمد الکاتب:

إذا کانت نسختک عن کتاب بصائر الدرجات للصفار تختلف عن نسختی فأرجو أن تعطینی رقم الجزء ورقم الباب ورقم الحدیث حول الإثنی عشریة حتی اطابقه مع الکتاب الموجود لدی ، إذا کان صحیحاً ما تقول .

فأجبته: راجع الجزء السابع من تجزئة بصائر الدرجات - الباب الخامس ،

ص: 106

والأبواب التی بعده . ولعمری یا أحمد لقد تعجبت من أحکامک الهوائیة علی بصائر الدرجات ،

الذی هو سند تاریخی قیم یقنع کل باحث منصف بأن عقیدة الأئمة الإثنی عشر کانت موجودة ومؤکداً علیها من النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، ثم من علی والأئمة(علیهم السّلام) . بل کانت معاشة عند شیعتهم ورواتهم ومؤلفا فیها الرسائل والکتب قبل ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، وبعدها . وسأوافیک بنماذج منه لا یمکن تفسیرها إلا بعقیدة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) .

یکذب لاری علی مصادرنا جهاراً نهاراً ، ویکابر !

اشارة

کتبتُ موضوعاً فی شبکة هجر بعنوان: بصائر الدرجات..سند تاریخی علی عقیدة الإثنی عشریة ، یکفی وحده للرد علی المبطلین ! جاء فیه:

کتابان فی موضوع أحمد الکاتب لم یتدبرهما ، فظلمهما أو رآهما حجة تدحض باطله فأنکر مافیهما !! کتاب (کفایة الأثر فی النص علی الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ) . وسوف نتحدث عن قیمته العلمیة ومحتواه.. وکتاب (بصائر الدرجات) للحسن الصفار القمی(رحمه الله)المتوفی سنة290هجریة ، یعنی أنه معاصر للأئمة(علیهم السّلام) ، ولعله ألف کتابه قبل وفاته بسنوات عدیدة .

ولو قرأه أی منصف حتی لو کان مستشرقاً لقال إن الکتاب یتحدث عن مذهب الشیعة الإثنی عشریة وأئمتهم وخصائصهم التی یعتقدها الشیعة الیوم ویعیشونها !!

هذا الکتاب ادعی أحمد الکاتب أنه لیس فیه ولا نص عقیدة الإثنی عشر ! وقد

ص: 107

استخرجت له منه نصین صریحین وفیه الکثیر ، فتعجب وأخذ یسأل عن النسخة التی عندی ! وأکتفی هنا بأن أقدم شیئاً من فهرس أبواب هذا الکتاب ، لیری کل من له بصیرة أنه یکفی لمن تأمله للرد علی أمثال أحمد الکاذب !

باب فی العلم أن طلبه فریضة علی الناس .

باب ثواب العالم والمتعلم .

باب فضل العلم علی العابد .

باب أن الناس یغدون علی ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء ، وأن الأئمة من آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )هم العلماء ، وشیعتهم المتعلمون ، وسائر الناس غثاء .

باب ما أمر الناس بأن یطلبوا العلم من معدنه ومعدنه آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) .

باب فی أئمة آل محمد مستقی العلم عندهم .

باب فی الضُّلال الذین ضلوا من أئمة الحق واتخذوا الدین رأیاً بغیر هدی .

باب فیه خلق أبدان الأئمة(علیهم السّلام) وقلوبهم ، وأبدان الشیعة وقلوبهم ، لئلا یدخل الناس الغلو فی عجائب علمهم .

باب فی أئمة آل محمد(علیهم السّلام) حدیثهم صعب مستصعب .

باب فی آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أنهم الهادون یهدون الی ما جاء به(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

باب فیه الفرق بین أئمة العدل من آل محمد(علیهم السّلام) وأئمة الجور من غیرهم بتفسیر رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والأئمة .

باب فیه معرفة أئمة الهدی من أئمة الضلال ، وأنهم الجبت والطاغوت والفواحش .

باب فی ائمة آل محمد(علیهم السّلام) وأن الله تعالی أوجب طاعتهم ومودتهم وهم المحسودون علی ما آتاهم الله من فضله .

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) أنهم الذین قال الله فیهم إنه أورثهم الکتاب والسابقون بالخیرات .

باب ما أمر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بالإیمان بعلی والأئمة من بعده(علیهم السّلام) وما أعطوا من العلم .

ص: 108

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) أنهم معدن العلم وشجرة النبوة ومفاتیح الحکمة وموضع الرسالة ومختلف الملائکة .

باب ماخص الله به الأئمة من آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )من ولایة الأنبیاء لهم فی المیثاق وغیره .

باب فی الأئمة ع انهم شهداء لله فی خلقه بما عندهم من الحلال والحرام باب فی الأئمة(علیهم السّلام) أنهم یعرفون ما رأوا فی المیثاق وغیره .

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) ورثوا علم أولی العزم من الرسل ، وجمیع الأنبیاء(علیهم السّلام) .

باب ما عند الأئمة من کتب الأنبیاء التوریة والإنجیل والزبور وصحف إبراهیم(علیهم السّلام) .

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) أن عندهم الصحیفة الجامعة إملاء رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وخط علی(علیه السّلام) وهی سبعون ذراعاً.

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) أنهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة(علیهاالسّلام).

باب فی الأئمة(علیهم السّلام) عندهم الکتب التی فیها أسماء الملوک الذین یملکون .

فأجاب أحمد الکاتب:

الأخ العاملی المحترم: تمهل قلیلاً واهدأ . أخی العزیز: أنا لم أناقش عقائد الشیعة فی کتاب بصائر الدرجات للصفار ، وإنما قلت حسب قراءتی للکتاب أنه لم یذکر موضوع الإثنی عشریة ، أی أن الأئمة اثنا عشر ، لأنها لم تکن قد نشأت بعد ، ورویت لی روایتین نسبتهما الی الکتاب وذکرت بعض الصفحات فراجعت الکتاب ولم أعثر علی أی حدیث یتحدث عن موضوع الإثنی عشریة ، فعسی أن أکون مشتبهاً أو لم ألحظ الروایات . وطلبت منک أن تدلنی علی الجزء والباب ورقم الحدیث الذی یتحدث عن الإثنی عشری لأطابقه من النسخة التی لدی، وإذا کنت قد نقلت الروایات عن حافظتک فلا عیب فی أن تقول ذلک وتعترف بأنه لا یوجد فی الکتاب الذی ألف فی القرن الثالث الهجری ای ذکر للموضوع

ص: 109

وشکراً . أخوک: أحمد الکاتب .

وکتبتُ له:

أجبتک أن الروایتین اللتین تنصان علی الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) هما فی بصائر الدرجات ، فی الباب الخامس من الجزء السابع من تجزئة الکتاب ، ویوجد غیرهما. وأعطیتک طبعة الکتاب ، وهذا فهرسه إمامک أعلاه ! أرجو أن تقرأ الأحادیث وتترک المکابرة ؟http://www.hajr.org/hajr-html/Forum9/HTML/000006

کما أنی طلبت منک أن تجیب الأخ التلمیذ الذی رد علیک من یومین وتواصل البحث معه ، لأنی سأنقطع عن الکتابة ، فلم تفعل !!

ثم کتبت فی شبکة هجر:

هذا ما تیسر لی کتابته قبل سفری ، حول الکتاب التاریخی القیِّم (بصائر الدرجات): ادعی أحمد الکاتب أن عقیدة الأئمة الإثنی عشر من عترة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، قد اخترعت فی القرن الرابع یعنی فی سنة300 هجریة وما بعدها ! وأنها لم یکن لها وجود فی قبل ذلک !! واستشهد بکتاب بصائر الدرجات الذی توفی مؤلفه سنة290 هجریة ، مدعیاً لأنه لا توجد فیه حتی روایة واحدة عن الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) !!

لکنک تذهل عندما تجد أن کتاب بصائر الدرجات علی عکس ما ادعاه هذا الکاذب تماماً ، وأن محوره أساساً تدوین الأحادیث فی مجموع الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) وصفاتهم وخصائصهم وإلهامهم.. الخ. ومع أن موضوع الکتاب لیس عددهم وتسمیتهم لکنه تضمن أحادیث صریحة فی ذلک ، من أبرزها حدیث

ص: 110

عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یفسر بشارته الصحیحة عند المسلمین باثنی عشر إماماً من بعده ، ویقول إنهم من عترته ، وإنهم جمیعاً مهدیون ملهمون من الله تعالی تحدثهم الملائکة ! ومن الواضح أن نقض کلام الکاتب وإثبات بطلانه لا یتوقف علی البحث السندی فی شئ من روایات بصائر الدرجات ، لأنا لو فرض باطلاً أنها حمیع روایاته غیر صحیحة ، فإن تدوینها قبل القرن الرابع دلیل علی أن عقیدة الإمامة الشیعیة وعقیدة الإثنی عشریة کانت موجودة ، ولیست مخترعة بعد ذلک کما ادعی الکاذب !

وفیما یلی مجموعة من أحادیث بصائر الدرجات ، یلمس کل منصف أنها تتحدث عن مجموعة مترابطة من أئمة أهل البیت النبوی ، وأنها جمیعاً تفسر البشارة النبویة التی أجمع المسلمون علی روایتها، وتصرح بأن عدد الأئمة اثنا عشر(علیهم السّلام) ، وأنهم محدَّثون . قال فی صفحة/339: باب فی الأئمة ، أنهم(علیهم السّلام) محدثون مفهمون . وأوردت عدداً من أحادیثه بأسانیدها ، منها: عن أبی الحسن الکاظم(علیه السّلام): الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون. عن الإمام الصادق(علیه السّلام): نحن اثنا عشر محدثاً ، فقال أبو بصیر: کذا سمعت أبا جعفر(علیه السّلام)یقول .

عن الحکم بن عیینة قال دخلت علی علی بن الحسین یوماً فقال لی: یاحکم هل تدری ما الآیة التی کان علی بن أبی طالب (علیه السّلام)یعرف بها صاحب قتله ویعلم بها الأمور العظام التی کان یحدث بها الناس؟ قال الحکم: فقلت فی نفسی قد وقفت علی علم من علم علی بن الحسین أعلم بذلک تلک الأمور العظام ، قال قلت: لا والله لا أعلم به ، أخبرنی بها یا ابن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال: والله قول الله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ

ص: 111

قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِیٍّ . فقلت: وکان علی بن أبی طالب(علیه السّلام) محدَّثاً؟ قال: نعم ، وکل إمام منا أهل البیت فهو محدَّث عن أبی جعفر(علیه السّلام): قال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): من أهل بیتی اثنا عشر محدثاً...الخ.

ومن الواضح أن کلمة محدث فی مصحف قتادة وغیره ، تفسیر ، حیث کانوا یکتبون التفسیر فی حاشیة المصحف . کما روت مصادرهم فی قوله تعالی: بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ ، فی علی ، وکلمة (فی علی)تفسیر کتبه ابن عباس وغیره فی مصاحفهم . (راجع: أسباب النزول للواحدی/135، وتفسیر بن أبی حاتم/4/1172).

وکتب التلمیذ فی هجر بتاریخ:18/12/1999, موضوعاً هو العنوان: هل سینکر أحمد الکاتب بعد هذا وجود روایة الإثنا عشر فی کتاب بصائر الدرجات؟!

فکتبت له: أحسنت أیها الأخ، وفی بصائر الدرجات أحادیث عدیدة عن الإثنی عشر(علیهم السّلام) ومع ذلک یکابر: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum9/HTML/000045

فکتب لاری جواباً مطولاً ینصح بعدم التسرع فی الحکم والتقوی ، ومما قاله:

أنا مستعد للإعتراف بذلک إذا دللتنی علیه . أرید نص الحدیث من نفس الکتاب لا ما یسند الیه فی کتب أخری رجاء ، لأنک کما تعلم کثرة الخطأ والسهو والنسیان ، حتی لا نقول النسبة غیر الدقیقة .

أیها الأخ العاملی: لقد نقلت بعض الأحادیث عن کتاب بصائر الدرجات وذکرت أرقاماً للصفحات ، ولم یکن نقلک دقیقاً ، فأرجو أن تعید النظر وتعطینی الرقم الدقیق ، أو تعترف بأنک نقلت الأحادیث من الذاکرة واختلطت علیک الأمور ، وسوف أقبل اعتذارک ! صحیح أن الإنسان فی حالات الإنفعال ومحاولة

ص: 112

الإستدلال بأی شئ ، قد یرتبک وتختلط علیه الأمور ، وإذا لم یکن تقیاً فإنه یختلق الروایات وینسبها الی الله والأنبیاء والأئمة والصالحین...

الأخ التلمیذ یسألنی فیما إذاکانت بعض الروایات صحیحة فی منطق الإثنی عشریة؟ وقبل أن أدخل فی التفاصیل معه أقول له: لا بد من دراسة الروایات والروایات التاریخیة بصورة مستقلة ، وملاحظة أجواء الصراع وتدعیم کل طرف لرأیه ومذهبه بما یشتهی من روایات .

فأجبته بتاریخ: 19/12/1999: (ماذا تریدنی أن أصنع یا أحمد ؟ قدمت لک نص الروایات من نفس بصائر الدرجات مع رقم الصفحة ، وهویة نسختی ، ورقم الجزء بتجزئة البصائر وهو السابع ، ورقم الباب وهو الخامس ، ونشرت فهرس الکتاب وهو بالعناوین التی وضعها له مؤلفه . کل هذا یوم أمس ، وکله موجود فی موضوعنا الذی یجری معک النقاش فیه . وبعدها طالبتنی ومازلت تطالب وتقول هل نقلتها من حفظک؟ وتنصحنی بأن أتقی الله تعالی وأعترف بخطئی فی النقل ! وها أنا أعید بعض نقاشی معک....

ولعمری یا أحمد لقد تعجبت من أحکامک الهوائیة علی بصائر الدرجات ، الذی هو سند تاریخی قیِّم یُقنع کل باحث منصف بأن عقیدة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) کانت موجودة ومؤکداً علیها من النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ثم من علی والأئمة(علیهم السّلام) . بل کانت معاشة عند شیعتهم ورواتهم ومؤلفاً فیها الرسائل والکتب قبل ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)وبعدها . وسأوافیک بنماذج أخری منه !

أقول: أنظر کیف ینفی وجود أحادیث الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ویکابر ! ثم

ص: 113

کیف یهئ نفسه للمکابرة وتکذیبها إذا أثبتنا کذبه وواجهناه بها ! فیقول: (لا بد من دراسة الروایات والروایات التاریخیة بصورة مستقلة ، وملاحظة أجواء الصراع وتدعیم کل طرف لرأیه ومذهبه بما یشتهی من روایات).

وقصده من هذا الکلام المعسول أن الشیعة وضعوا أحادیث الأئمة الإثنی عشر موضوعة فی کتبهم ، وتسللوا لیلاً الی مصادر السنة والبخاری ووضوعهوا فیها!

ثم کتب أحمد الکاتب:

أیها الأخ العاملی المحترم: لقد طلبت منک إعطائی رقم الجزء والباب ورقم الحدیث ولم أشکک فیک ، وقلت أنا علی استعداد لتقبل رأیک ، وقد راجعت الکتاب الآن ووجدت الحدیث الذی ذکرته وهو ضمن أحادیث مغالیة تتحدث عن تحریف القرآن الکریم ، حیث یقول أحدها وهو رقم3: عن الحکم بن عیینة عن علی بن الحسین.. قول الله: وما أرسلنا من رسول ولا نبی ولا محدث ، والحدیث رقم8 من نفس الباب: عن قتادة أنه کان یقرأ: وما أرسلنا من قبلک من رسول ولا نبی ولا محدث . وبعض هذه الأحادیث مرسل وبعضها مروی عن الغلاة والضعفاء ، ولذا لا یلتزم الشیعة بالقول بتحریف القرآن الکریم ، ولا یقولون بزیادته ولا بنقصانه . وشکراً علی أی حال . ولکن بحث موضوع الإثنی عشریة لا یعتمد فقط علی هذا الکتاب أو ذاک ، وقد یکون بدا فی أواخر القرن الثالث . وکان الشیخ الصدوق وهو فی أواسط القرن الرابع الهجری لا یعتقد بقوة بالاثنی عشریة ویقول فی إکمال الدین/77: أن عدد الأئمة اثنا عشر والثانی عشر هو الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ثم یکون بعده ما یذکره من کون إمام بعده

ص: 114

أو قیام القیامة ولسنا مستعبدین فی ذلک إلا بالاقرار باثنی عشر إماماً ، وإعتقاد کون ما یذکره الثانی عشر(علیه السّلام)بعده ، وذکر روایة أخری فی نفس الصفحة عن عبد الله بن الحارث قال قلت لعلی: یا أمیر المؤمنین أخبرنی بما یکون من الأحداث بعد قائمکم؟ قال: ذلک شئ موکول الیه ، وإن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عهد الیَّ أن لا أخبر به إلا الحسن والحسین . وعلی أی حال فإن موضوع الإثنی عشریة یصح ویثبت لو استطعنا إثبات وجود الإمام الثانی عشر وولادته ، وإلا فقد نطبق الروایة علی أئمة آخرین ، کأن نضیف الإمام عبدالله الذی مسحه البعض من قائمة الأئمة ، أو الإمام زید بن علی ، فتصبح القائمة اثنا عشر ، ولا نحتاج لنفترض وجود وولادة الإمام محمد بن الحسن العسکری .

والبحث طویل فی موضوع الإثنی عشریة ، وأنا مستعد للبحث فیه من کل جوانبه ، ولکن بعد الإنتهاء من موضوع إثبات ولادة الإمام الثانی عشر بالأدلة التاریخیة ولیس الفلسفیة .

وکتب التلمیذ:

الحمد لله أنک اعترفت أیها الکاتب بوجود الروایة فی کتاب بصائر الدرجات ، بعد أن کنت تنکر ذلک ، وتدعی عدم وجودها ! وباقی کلامک یأتی علیه الرّد .

أقول: بما تقدم یتضح لک أن أحمد الکاتب صاحب هوی ومراوغ کاذب ! فهو کالوهابیین یرید أن ینفی مذهب التشیع ونصوص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی إمامة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) بأی طریقة ، فیزعم أن الأئمة لم ینصوا علیه ولم یکونوا یعرفون هذا المذهب ! لکنه لا یبدأ لإثبات زعمه بوصیة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بعترته مثل بیعة الغدیر

ص: 115

وحدیث الثقلین ، وآیة المودة فی القربی ، وآیة التطهیر ، وعشرات النصوص الصحیحة الصریحة ، بل یبدأ الحلقة الأخیرة فی منظومة الإمامة الإمام المهدی(علیه السّلام)لأنه ولد فی ظروف أمنیة خانقة ! فهو یحاول أن یطعن فی الروایات مولد الإمام المهدی(علیه السّلام)لیدعی بطلان منظومة الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) .

وهو هنا یزعم أن مؤلفی الشیعة قبل البخاری کالصفارلم یذکروا الأئمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ! ورغم انکشاف کذبه یستمر فی مراوغته !

وکتبتُ بتاریخ: 16/12/1999:

من أول صولة من أقلام أهل الحق وقف قلم الکاتب ، وانکشف زیفه ! ووقفت سفینة المساکین الذین وصفوه بالعالم والمفکر الشیعی ! وتعطل هدیر محرکاتهم ! وأخذوا یوقفونه علی رجلیه ویشجعونه ویشدون عضده ویمدونه بالغی ، ویتغاضون عن تکذیبه لبخاریهم وأحادیثهم وطعنه فی أئمتهم ! فأسأل الله تعالی أن یجعله عبرة لمن زاغوا عن مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) .

وبما أنی سأتوقف عن الکتابة بعد یومین ، أشعر بارتیاح لافتضاح باطله ، وأطمئن بأن فی کل واحد من الإخوة الأعزاء التلمیذ والمنصور وجمیل الکفایة ، لمثله ولمن هو أعلم منه أضعافاً . وحتی لا یقال إن المناقشین احتوشوه فدوخوه ، لذا أقترح أن یؤخذ برأی مشارک فیکمل کشف خوائه وتناقضه أحد الفاضلین اللذین نصحه مشارک بمناقشتهما: الأخ التملیذ ، والأخ موسی العلی . وشکراً.

ص: 116

الأخ جعفری یکشف عدداً من خیانات لاری

اشارة

کتب الأخ جعفری ، وهو أحد الفضلاء من السعودیة موضوعاً بعنوان: الأمانة العلمیة لدی أحمد الکاتب، وأرسله له فلم یجب علیه ، ووضعه له فی شبکة الحق وهجر ، وبقی لاری مکابراً ، یجیبه بالتحقیر والتجنی ! وخلاصة بحثه:

الخیانة الثالثة

أنه کذب علی الإمام الباقر(علیه السّلام) ، فزعم فی کتابه/ طبعة دار الجدید أن الإمام الباقر(علیه السّلام)نهی أخاه زیداً(رحمه الله)عندما أراد الخروج علی السلطة واحتج علیه بالعلم ولم یحتج علیه بالنص ! قال فی/38: (ولکنه یعبر عن احتجاج الإمام الباقر علی أخیه زید بالعلم قبل نشوء نظریة النص أو الوصیة فی الإمامة). والکاتب کاذب ، لأنه حذف فقرة صریحة فی أن الإمامة لاتکون إلا بالنص! وهی: ( أترید یاأخی أن تحیی ملة قوم قد کفروا بآیات الله وعصوا رسوله؟ واتبعوا أهواءهم بغیر هدی من الله وادعوا الخلافة بلا برهان من الله ، ولا عهد من رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )! أعیذک بالله یا أخی أن تکون غدا المصلوب بالکناسة ! ثم ارفضَّت عیناه بالدموع) . الکافی:1/257 وقد نقله لاری منه ، فادعاؤه تزویر فاضح !

الخیانة الرابعة

کذب علی مؤمن الطاق(رحمه الله)فی احتجاجه علی زید(رحمه الله) ! فنقل فی/52 ، نصاً من الکافی:1/74 ، والإحتجاج:2/141، وحذف منه العبارة التی تنص علی أن الإمامة نص من الله تعالی، والفقرة المحذوفة هی: (فقال لی أترغب بنفسک عنی؟ قال قلت

ص: 117

له: إنما هی نفس واحدة ، فإن کان لله -فی الأرض حجة فالمتخلف عنک ناج والخارج معک هالک ، وإن لا تکن لله - حجة فی الأرض ، فالمتخلف عنک والخارج معک سواء ) . وهذا تزویر فاضح .

الخیانة الخامسة

کذب فی صفحة85 علی الإمام الإمام الصادق(علیه السّلام)ونقل عنه نصاً من بصائر الدرجات/174 ، والإرشاد/275 ، فی مناقشته لبعض الزیدیة المعادین للإمام(علیه السّلام) فزعم أنه(علیه السّلام)نفی الإمامة الربانیة ، بینما النص صریح فی إثباتها !

قال الکاذب: (ومما یؤکد موقف الإمام الصادق السلبی من المتکلمین الإمامیة ونظریتهم السریة الناشئة بعیداً عن أهل البیت هی أحادیث الإمام الکثیرة التی یزخر بها تراث الإمامیة والتی یؤولونها باسم التقیة. فقد جاء وفد من شیعة الکوفة وسألوه: یا أبا عبد الله أن أناساً یأتوننا یزعمون أن فیکم أهل البیت إماماً مفترض الطاعة؟قال لهم لا ما أعرف ذلک فی أهل بیتی . قالوا یا أبا عبد الله إنهم أصحاب تشمیر وأصحاب خلوة وأصحاب ورع وهم یزعمون أنک أنت هو ، فقال هم أعلم وما قالوا ما أمرتهم بهذا).انتهی.

بینما أصل النص: (وروی معاویة بن وهب عن سعید السمان قال: کنت عند أبی عبد الله جعفر بن محمد(علیهماالسّلام)إذ دخل علیه رجلان من الزیدیة فقالا له أفیکم إمام مفترض الطاعة؟ قال فقال: لا ، فقالا له قد أخبرنا عنک الثقات أنک تقول به وسموا قوماً وقالوا هم أصحاب وتمیزوهم ممن لا یکذب فغب أبو عبد الله(علیه السّلام)وقال ما أمرتهم بهذا فلما رأیا الغضب فی وجهه خرجا فقال لی أتعرف هذین؟ قلت: نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزیدیة ، وهما یزعمان أن سیف رسول الله عند عبد الله بن

ص: 118

الحسن فقال: کذبا لعنهما الله ، والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعینیه ولا بواحدة من عینیه ولا رآه أبوه ، اللهم إلا أن یکون رآه عند علی بن الحسین(علیه السّلام)فإن کانا صادقین فما علامة فی مقبضه ، وما أثرٌ موضع مضربه ، وإن عندی لسیف رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، وإن عندی لرایة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ودرعه ولامته ومغفره ، فإن کانا صادقین فما علامة فی درع رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )؟وإن عندی لرایة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )المغلبة وإن عندی ألواح موسی وعصاه وإن عندی لخاتم سلیمان بن داود ، وإن عندی الطست الذی کان موسی یقرب فیه القربان ، وإن عندی الإسم الذی کان رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إذا وضعه بین المسلمین والمشرکین لم تصل من المشرکین إلی المسلمین نشابة ، وإن عندی لمثل الذی جاءت به الملائکة . ومَثَلُ السلاح فینا کمثل التابوت فی بنی إسرائیل ، فی أی بیت وجد التابوت علی أبوابهم أوتوا النبوة ، ومن صار إلیه السلاح منا أوتی الإمامة . ولقد لبس أبی درع رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فخطت خطیطاً ولبستها أنا فکانت وکانت ، وإن قائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله).

الخیانة السادسة

کذب علی الأئمة(علیه السّلام)فنسب الی بصائر

الدرجات/473 ، والکافی:1/277 و309 ، والإرشاد ، وقرب الإسناد ، وتفسیر العیاشی ، أن الإمام منهم لم یکن یعرف الإمام الذی بعده(علیهم السّلام) ! قال فی/110: ( بل إن روایات کثیرة تشیر إلی عدم معرفة الأئمة أنفسهم بإمامتهم أو إمامة الإمام اللاحق من بعدهم إلا قرب وفاتهم ، فضلاً عن الشیعة الإمامیة أنفسهم الذین کانوا یقعون فی حیرة واختلاف بعد وفاة کل إمام، وکانوا یتوسلون لکل إمام أن یعین اللاحق بعده ویسمیه بوضوح لکی لا یموتوا وهم لا یعرفون الإمام الجدید ، وأنهم کثیراً ما کانوا یقعون فی الحیرة والجهل).

ص: 119

ولم یأت الکاذب بأی روایة تدل علی ذلک ، بل تعامی عن فصول بأکملها عقدها صاحب الکافی(رحمه الله)منها: ( باب أن الإمام(علیه السّلام)یعرف الإمام الذی یکون من بعده وأن قوله تعالی: إِن اللهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَی أَهْلِهَا ، فیهم نزلت(علیهم السّلام) ) ، والباب الذی ذکرنا ه فی:1/276 ، أی المکان الذی نسب الیه الکاذب کذبته ، وقد روی فیه الکلینی(رحمه الله)سبعة أحادیث ، وصحح المجلسی(رحمه الله)حدیثین منها !

أما معرفة بعض الشیعة بالإمام اللاحق دون بعضهم ، فهو طبیعی فی تلک الظروف التی اتصفت بأشد درجات الإضطهاد والتجسس والبطش الوحشی ! فکان بعض الشیعة وصل الیه أحادیث الأئمة الإثنی عشر(علیه السّلام)بأسمائهم ، وبعضهم وصله بعددهم فقط ولم یعرف الإمام اللاحق حتی یسمع النص علیه من السابق !

الخیانة السابعة

کذب علی الشریف المرتضی(رحمه الله)فنسب الیه أن یروی الحدیث عن العباس بن عبد المطلب فی نفی الوصیة ، ونسبه الی السید المرتضی(رحمه الله) الشافی:4/149، بینما الشریف الرضی رد علیه ! قال الکاذب فی/19: (تقول روایة یذکرها الشریف المرتضی - وهو من أبرز علماء الشیعة فی القرن الخامس الهجری- إن العباس بن عبد المطلب خاطب أمیر المؤمنین فی مرض النبی أن یسأله عن القائم بالأمر بعده فإن کان لنا بیَّنه وإن کان لغیرنا وصّی بنا ، قال: دخلنا علی رسول الله حین ثقل فقلنا: یا رسول الله استخلف علینا ، فقال: لا إنی أخاف أن تتفرقوا عنه کما تفرقت بنو إسرائیل عن هارون ، ولکن إن یعلم الله فی قلوبکم خیراً اختار لکم).

وکتاب الشریف المرتضی رد علی قاضی القضاة عبد الجبار المعتزلی ،

ص: 120

والحدیث المذکور من کلام عبد الجبار ، فقد قال قبله: ( قال صاحب الکتاب حکایة عن أبی هاشم ، وکیف جاز أن یقول له العباس ورسول الله علیل...الخ.).

الخیانة الثامنة

کذب فی صفحة85 علی مصادرنا الرجالیة بأنهم ضعفوا ( علی بن الحسین بن شاذویه المؤدب ، وجعفر بن محمد بن مسرور ، کذلک والریان بن الصلت ). ولم یذکر مصدراً ، وهو کاذب فلم یضعفهم أحد ! وهذه روابط ما کتبه الأخ جعفری:

http://www.alhag.org/hag-html/Forum1/HTML/001254

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1636

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1738

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1738

وتساءل جعفری فی شبکة هجر بتاریخ: 6/9/2000: لماذا یتجاهل (أحمد الکاتب) والمدافعین عنه التعلیق علی مواضیعی؟ مجرد سؤال خطر علی بالی وأنا أتصفح العزیزة هجر بحلتها الجدیده إذ رأیت المدعو (أبو أمل) ولا أدری هل هو أحمد الکاتب أم لا یعلق علی کل ما هو خاص بأحمد الکاتب من مواضیع کتبت من قبل الأخوان الأفاضل ، وفی المقابل یتجاهل ما کتبته أنا رغم أنی وضعته له فی موضوع خاص وبعنوان بارز ولکن !

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002511

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002397

فی المقابل بعثتُ بهذه المواضیع لأحمد الکاتب وجاءنی تعلیق یتیم علی الحلقة الأولی فقط ، مع أنی کتبت التعلیق علی الرد وأرسلته کما أرسلت ما سبقه وأرسلت بقیة الحلقات تباعاً .

فکتب العاملی: الأخ العزیز جعفری ، لعل السبب أنک اجتمعت فیک ثلاثة موانع من الصرف: فأنت جعفری ، واسمک جعفری ، وردودک جعفریة .. والحمد لله .

ص: 121

وکتب نصیر المهدی: الأخ الفاضل جعفری.. سلام علیک وعلی روحک الجعفریة.. نعم أخی الکریم أبو أمل هو عبد الرسول لاری المسمی أحمد الکاتب ، ولابأس یا أخی لأن

الشیخ لاری لایرد علی أحد.. فهو هارب دائم من الحق والحقیقة.. ترک ردود الأخوة هنا.. وذهب الی منتدی الفکر العربی یسکب عسله هناک ، ویواصل حرب التشنیع علی الشیعة.. وقد أجدت وأحسنت فجزاک الله خیر الجزاء .

وکتب جعفری: مولای وشیخی الفاضل العاملی دام موفقاً لکل خیر محروساً بعین الله ، مسدد الخطی بنور ولایة محمد وآل محمد ، مشمولاً بالعنایة الخاصة من لدن مولای ولی الله الأعظم روحی وأرواح العالمین له الفداء وقلَّ الفداء: لازلتم تحوطون تلمیذکم الصغیر بعبارات التشجیع والثناء ، لا حرمنا الله وأمثالنا من الإستفادة من إرشاداتکم وتشجیعکم . فشکراً وألف شکر لکم علی هذه المداخله المثلجة للصدور ، التی تمنیت أن تختموها بالدعاء لی بالثبات إن شاء الله ما حییت علی المذهب الجعفری . ثبتنا الله وإیاکم علی ولایة محمد وآل محمد والبراءة من أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.

الأستاذ نصیر المهدی دام موفقاً: السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته أشکر لکم أخی الکریم تعلیقکم المشجع ، ثبتنا الله علی ولایة محمد وآل محمد والبراءة من أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.

فکتب له العاملی: الأخ العزیز جعفری ، أعزک الله وأعز بک ، أشکرک وأدعو لک بدعائک البلیغ: (ثبتنا الله وإیاکم علی ولایة محمد وآل محمد والبراءة من

ص: 122

أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین)فإن ولایة هؤلاء الأطهار صلوات الله علیهم هی الباب الذی یوصل الی التوحید ، کما أن البراءة من أعدائهم الباب الذی ینجی من الشرک . فهما أغلی جواهر الوجود ، ولهما جعلت قوانین الهدایة والإضلال .

بالنسبة الی أجوبة الکاتب: أری أن نسامحه بأن لا یجیب علی أسئلتنا ، إذا واصل نقاشه العلمی الجاد مع الأخ التلمیذ.

علی أنی أری أن تدینه سیاسی أکثر منه علمیاً.. وأقدر أن الذی أوصله الی ماهو فیه أنه اقتنع بوجوب العمل السیاسی وتصور أنه فریضة علیه !! وأقنع نفسه بطرح سیاسی أغرم فیه ، فهو یبحث له عن طرح عقیدی یفصله علیه ! کالذین طرحوا بحکم طبقة البرولیتاریا ، وبعد ذلک وضعوا لها نظریة الدیالکتیک ! وبهذا ولدت عندهم السیاسة قبل الفکر ، وهو ولدت عنده القناعة السیاسیة قبل الدینیة !

وکتب جعفری ، بعد شکره لی: عندی مولای الفاضل سؤال وعذراً علیه ولکم الخیار فی الإجابة أم لا؟ هل یعقل أن یناقش بضم الیاء إنسان یفتقر إلی أبسط أسس الحوار العلمی؟ بمعنی هل یمکن أن تناقش إنساناً یفتقد إلی الأمانة العلمیة؟ وأی أمانة لعلک رأیت أی أمانة یتحلی بها هذا الکاتب .

بل لقد تعدی التلفیق والتزویر والقص والحذف فی الروایات حتی وصل التلاعب به للتراجم (راجع قمة الأمانة العلمیة لدی أحمد الکاتب) فما أدری أبعد ذلک یقام لهذا شخص وزن وقیمة؟

فکتبتُ له: الأخ العزیز ، لا یشترط فی المناقشة والمناظرة لإقامة الحجة ورد الشبهة ، أن یکون صاحبها أعلی مستوی أعلی من أحمد الکاتب ، بل تصح لکشف

ص: 123

المبطل وإفحامه ، حتی لو کان من مستواه وأقل . والله یرعاک .

ثم کتب له جعفری: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1738 قائلاً:

أتمنی من الأستاذ أحمد الکاتب أن یطلع علی هذه الوصلات ویتحفنا برأیه ، علماً أنی قد أرسلتها له عبر بریده الألکترونی ، ولکن الی الآن لا تعلیق). انتهی.

http://www.hajr.com/hajr-html/Forum1/HTML/002391

http://www.hajr.com/hajr-html/Forum1/HTML/002392

http://www.hajr.com/hajr-html/Forum1/HTML/002397

http://www.hajr.com/hajr-html/Forum1/HTML/002320

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002398

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002617

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1487

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1488

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1621

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1789

فأجابه لاری بتاریخ: 3/4/2001، بنبرة فیها کذب الخوارج وغطرستهم ، قال:

مشکلة الأخ جعفری أنه یحاول أن یحافظ علی أسطورة وجود الولد بأیة وسیلة ولا یتبع نهجاً علمیاً واضحاً فی تقییم الروایات ، ولکی یصحح الروایات والرجال الذین یروون تلک الأسطورة ، یعتمد علی الغلاة والمتطرفین والمتأخرین المقلدین فی داخل المذهب . ومع أنه لا یلتزم بشروط البحث العلمی وآداب الحوار یحاول أن یقحم نفسه کل مرة فی المحاورات الجاریة ، ویعتقد أنه لو صرف النظر عنه فإن ذلک لعجز فی الکاتب ، وهو لا یری الحوارات الجدیة الأخری التی تجری مع علماء أفاضل کالشیخ رائد الشیخ جواد ، الذی دعانی للحوار حول وجود الإمام الثانی عشر ، فطلبت منه أن نجتهد فی التاریخ والروایات الواردة من القدماء ولا نعتمد علی تصحیح السابقین أو الغلاة وکان الشیخ رائد ولا یزال مؤهلاً للبحث العلمی والحوار الجاد ، ولکنه فضل لسبب ما

ص: 124

عدم الإجتهاد فی هذا الموضوع ، والاسترسال فی تقلید السابقین ، وکنت من قبل قد وجهت الدعوة لأساتذة الحوزة العلمیة فی قم وللشیخ العاملی الذی طلب منی نسخة من مسودة الکتاب فی بدایة عام1993 ووعدنی بالرد علی الکتاب قبل الطبع ولکنه لم یبعث لی بورقة واحدة رداً علیه لا قبل الطبع ولا بعده . وأعتقد أن الشیخ العاملی یتمتع بکفاءة علمیة کافیة لمناقشة الموضوع ، ویا حبذا لو دعا الی مؤتمر علمی شیعی لمناقشة هذا الموضوع الخطیر ، الذی یهم حاضر ومستقبل الأمة الإسلامیة ، ولکنه أیضاً لا أدری لماذا لم یبد استعداده أو اهتمامه لمناقشة الموضوع . ولا حاجة الآن لکی نسرد أسماء العلماء الآخرین المؤهلین للبحث والذین یحجمون عن الحوار الجاد . وربما کان آخرهم هو السید مرتضی المهری (تلمیذ السید السیستانی) الذی کتب کراساً لا یتعدی ثلاثین صفحة ، وجاء ببعض الروایات ووصفها دون تحقیق بالمتواترة والصحیحة ، ثم قفز علی الموضوع الأساسی ولم یتطرق للرد علیه لا من قریب أو بعید . وبعد کل ذلک یأتی أناس مجهولون یرفضون الکشف عن هویاتهم ویخلطون هذا بذاک ویکتبون سطوراً هی أقرب الی التهریج والسباب والشتائم منها الی البحث العلمی الرصین ویطالبون بالرد علیهم فی کل مرة !

فأجابه جعفری: إن کنت صادقاً فأثبت لی ذلک وأورد لی مَن من العلماء أو أصحاب علم الرجال قد ضعف الأشخاص الذین افتریت کذباً وزوراً علیهم ؟

أری موضوع الأمانة العلمیة قد آتی أکله فرحت تغرِّب وتشرِّق یمنةً ویسرةً ولم تأت بجدید . وإنی لأعلن بملء فمی أنا النکرة التی لا أکاد أعرف ، أتحدی

ص: 125

أحمد الکاتب ومن یصفق له حال رقصه ، أن یردوا علی هذه الکلمات المتواضعه ، ویبینوا لنا من أی الکتب استقی أحمد الکاتب تضعیف الرواة .

وبقیة کلامک تدلیس وکذب ، فکیف أصدق کلامک إنک طلبت من العلماء أن یردوا علیک ویناقشوک ، وأنا أری بأم عینی أمانتک العلمیة وتدلیسک وکذبک وافتراءک علی الرجال والرواة ، فتضعف من تشاء وترمی بالنکارة والجهل من تشاء . فهل یتنزل علماء وفطاحل الحوزة العلمیة کآیة الله العظمی السید السیستانی دامت أیام برکاته لنقاش کذاب ملفق مزور مدلس؟! بإنتظار الجواب وأرجو أن لا یطول لتذکر لی مَن من العلماء الذین تعتد بکلامهم فی علم الرجال قد ضعف الرجال والرواة الذی ذکرتهم أنا ودونه خرط القتاد !

أقول: صرح أحمد الکاتب بأنه یلتزم بالمنهج الرجالی الشیعی فی التصحیح والتضعیف ، ویقصد الأخ جعفری أن لاری یکذب فهو یوثق ویضعف الرواة کیفیاً حسب هواه ، فکل الذین رووا ولادة الإمام المهدی عنده غیر موثقین وکل من روی ما یخالف بدعته وهواه ضعفاء غلاة کذابون !

وقد یقع لاری فی التناقض فیضعف راویاً مثل سهل بن زیاد(رحمه الله)ثم یجد عنه روایة تناسبه فیوثقه ویصححها ! وقد طلب منه جعفری أن یأتی بمصدر واحد ضعف الرواة الذین ضعفهم هو ، ولذلک صار یهرب منه تارة ، ویشتمه

تارة . وهذا رابط لهروبه منه فی شبکة الحق وشبکة هجر:

http://alhag.net/forum/showthread.php?t=2483

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=18406

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1495

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1621

ص: 126

وأخیراً ، وبعد شهور من کشف خیاناته ومطالبته بالجواب ، أجاب أحمد الکاتب من اتهموه بالخیانة العلمیة ومنهم الأخ جعفری ، فکتب فی هجر بتاریخ: 8/8/2000: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1602

وهو جواب طویل ، کشف فیه لاری من حیث لایرید ، عن عدم ثقته بنفسه ولا بأمانته ولا بأفکاره وبدعته ، ومما قاله فیه: الأمانة العلمیة لأحمد الکاتب" فی بحثه عن وجود المهدی ، فی معرض الرد علی کتابی (تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری الی ولایة الفقیه) دأب بعض الأخوة المتحاورین علی إثارة موضوع (الأمانة العلمیة) التی هی أبسط وأول الشروط المتطلب توفرها فی أی باحث ، واتهامی بأنی أحاول زعزعة الثقة فی عقائد بعض الأفراد محدودی الثقافة ، ووجد بعضهم فی عدد من النقاط التی أثارها مبرراً کافیاً للعزوف عن مناقشة المؤلف فی خزعبلاته وترهاته ، محتجاً بقوله تعالی: وَإذا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً . وقبل أن أشیر الی النقاط التی اتخذ منها ذلک البعض دلیلاً علی خیانة المؤلف للأمانة العلمیة والتعمد الی التضلیل والتدلیس والرد علیها ، أود أن أضع القارئ الکریم فی أجواء الظروف النفسیة والدوافع السیاسیة والعقائدیة التی دفعتنی لبحث موضوع الفکر السیاسی بما یشتمل علیه من فقرات ثلاث هی: نظریة الإمامة الالهیة لأهل البیت وفرضیة ولادة الإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری ونظریة ولایة الفقیه .

ثم تحدث الکاذب عن جدیته وتأنیه فی بحثه ! قال: کنت أعرف جیداً أننی أتعامل مع قضیة دینیة شدیدة الخطورة ، کانت الی وقت قریب تشکل لی عقیدة مقدسة ، وقد تربیت علیها وضحیت من أجلها بالکثیر ، ولم أکن أرید أن أثیر

ص: 127

زوبعة فی فنجان ، لا أجنی منها سوی اللعنات فی الدنیا والآخرة . ولذلک کنت أشعر بضرورة بذل أقصی ما لدی من جهد لدراسة الفکر السیاسی الشیعی.. وعندما انتهیت من کتابة دراستی لم أستعجل بنشرها خوفاً من أن تسبب فی تغییر قناعة شخص یصعب علی إقناعه فیما بعد لو تغیرت قناعتی ، ولذلک فضلت مناقشتها مع أبرز العلماء والمراجع والمثقفین الشیعة ، والتقیت بعدد کبیر منهم شخصیاً وأرسلت مئات الرسائل الی آخرین عارضاً علیهم الکتاب وطالباً منهم التفضل بمراجعته والرد علیه إذا کان لهم أی رد ، ومبدیاً فی نفس الوقت استعدادی للتراجع عنه وإحراقه لو قدموا لی الأدلة الکافیة علی صحة فرضیة وجود الإمام الثانی عشر ، خاصة وأنی لم أنشره بعد علی عامة الناس . حدث ذلک فی نهایة عام1992وکان من أبرز الذین طلبوا الکتاب لإلقاء نظرة علیه هو الشیخ لطف الله الصافی والشیخ جعفر السبحانی والشیخ ناصر مکارم الشیرازی والسید سامی البدری والشیخ علی الکورانی (العاملی) والسید محمد تقی المدرسی وأخوه السید هادی المدرسی ، وبعث لی السید مرتضی العسکری برسالة یبلغنی فیها بأنه عازم علی القدوم الی لندن عما قریب وسوف یلتقی بی ویستمع لما عندی ویقول ما عنده . والغریب أن جمیع هؤلاء الذین قرؤوا الکتاب قبل الطبع والنشر رفضوا التعلیق علیه أو الإشارة الی ضعف مصادره أو خطأ استنتاجاته ، وعندما ألححت علی بعضهم بالجواب رد بأنه سوف ینشر رده عندما أطبع الکتاب لأنه لا یرد علی کتاب غیر منشور ، فقلت له: أن رده المسبق واقتناعی به سیکون سبباً لعدم نشری للکتاب ، ولکنه أصر علی موقفه الرافض

ص: 128

للمناقشة والحوار . نشرت الکتاب بعد ذلک بخمس سنین ، وکان یتألف من ثلاثة أجزاء ویقع فی الف صفحة ، فاختصرته الی حوالی النصف ، وقد ضم أکثر من ثمانمائة وسبع وعشرین إحالة الی مصدر ، توخیت الدقة فیها والأمانة واعتمدت فی کتابته فی لندن علی قصاصات ورقیة سجلت فیها ملاحظاتی ومصادری أثناء إجراء البحث فی قم ومشهد وطهران.

أقول: حقاً إنه کاذب ! فلو کان صادقاً لما کذَب فی نسبة النصوص الی أصحابها من الأئمة(علیهم السّلام) والعلماء والمصادر !

ولو کان صادقاً لقبل دعوة المرجع السید الکلبایکانی(رحمه الله)الی الحوزة العلمیة بقم لمناقشته! أو لحرص علی الحضور عند بعض العلماء لمناقشته !

أو لَذَکر إسم العالم الشیعی المحترم الذی قال له (إطبع لکی نناقشک) !

ولو کان صادقاً فی حرصه علی مناقشة علمیة لکتابه قبل طباعته ، فلماذا کان مطلبه من أول الأمر من کل الذین أرسل االیهم أوراقه البائسة ، أن یدعوا الی مؤتمر عالمی لمناقشة أفکاره العظیمة ؟!

بل الصحیح أنه کتب تلک الأوراق وراح یعرضها علی دوائر المخابرات الأجنبیة حتی وجد من یشتریها ، فکان أول عمل کلفوه به أن یرسلها الی العلماء ویطلب منهم عقد مؤتمر دولی لمناقشتها !

الخیانة التاسعة

اشارة

کتب التلمیذ فی شبکة هجر بتاریخ:19/12/1999 ، بعنوان: الرّد علی أحمد الکاتب حول افترائه علی الصدوق بأنه لا یعتقد بقوة بالإثنی عشر(علیهم السّلام) ، قال فیه:

ص: 129

(قال الکاتب فی معرض ردّه علی الأستاذ العاملی: وکان الشیخ الصدوق وهو فی أواسط القرن الرابع الهجری لا یعتقد بقوة بالإثنی عشریة ویقول فی إکمال الدّین/77: إن عدد الأئمة اثنا عشر والثانی عشر هو الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ثم یکون بعده ما یذکره من کون إمام بعده أو قیام القیامة ، ولسنا مستعبدین فی ذلک إلاّ بالإقرار باثنی عشر وإعتقاد کون ما یذکره الثانی عشر بعده) .

أقول: إن صاحبنا هذا متمرس فی المغالطات وقلب الحقائق وتفسیر کلام العلماء علی غیر وجهه الصحیح ومعناه الحقیقی الظاهر منه !

فإن کلام الشیخ الصدوق(رحمه الله)واضح لمن تدبر فیه أنه یؤمن إیماناً جازماً لا شبة فیه ولا شک بالإثنی عشر إماماً من أهل البیت(علیهم السّلام) أولهم أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السّلام)وآخرهم المهدی المنتظر أرواحنا فداه ، وهو فی کلامه أعلاه یدافع عن هذه العقیدة حیث یرد علی إشکال وشهبة مطروحة من قبل الزیدیة فیقول فی کتابه کمال الدّین وتمام النعمة/77: قالت الزیدیة: لا یجوز أن یکون من قول الأنبیاء(علیهم السّلام) إن الأئمة إثنا عشر ، لأن الحجة باقیة علی هذه الأمة إلی یوم القیامة ، والإثنا عشر بعد محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وسلّم قد مضی منهم أحد عشر ، وقد زعمت الإمامیة أن الأرض لا تخلو من حجة . فیقال لهم: إن عدد الأئمة(علیهم السّلام) إثنا عشر ، والثانی عشر هو الذّی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم یکون بعده ما یذکره من کون إمام بعده أو قیام القیامة ، ولسنا مستعبدین فی ذلک إلاّ بالإقرار بإثنی عشر إماماً وإعتقاد کون ما یذکره الثانی عشر(علیه السّلام)بعد) .

ثم یقول فی/78 من نفس الکتاب: ویقال للزیدیة: أفیکذَّب رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی

ص: 130

قوله: (إن الأئمة إثنا عشر) فإن قالوا إن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لم یقل هذا القول ، قیل لهم: إن جاز لکم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقی طبقات الإمامیة إیّاه بالقبول ، فما أنکرتم ممّن یقول: إن قول رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) (من کنت مولاه) لیس من قول الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )). وکلامه(رحمه الله)واضح ، فهو هنا یدافع بکل قوة وشدة عن عقیدة الإثنی عشر إماماً ، کما أن کلامه أعلاه أنه لا یخالجة أدنی شک فی هذه العقیدة ، فکیف یجوز للکاتب أن یفتری علی هذا الشیخ الجلیل ، مدّعیاً أنه لا یعتقد بقوة بالإثنی عشر إماماً ، کما قال الکاتب فی ردّه علی الأخ العاملی ، أو یکون شاکاً فی هذه العقیدة ، کما قال فی نشرته الشوری؟

ألیس قول الصدوق: (ولسنا مستعبدین فی ذلک إلاّ بالإقرار بإثنی عشر إماماً وإعتقاد کون ما یذکره الثانی عشر(علیه السّلام)) دلیلاً علی إعتقاده الجازم بهذه العقیدة؟ بلی ، إن الأمر کذلک ولکن الکاتب حاطب بلیل !

فأجابه أحمد الکاتب:

الأخ الأستاذ التلمیذ المحترم ، حسبما علمت من الإخوة المشارکین فی الحوار أنک رجل فاضل ، وعلی درجة من العلم والفضل ، ولکن الأسلوب الذی تستخدمه فی الحوار

یشبه المصارعة والعراک ، إذ تسارع الی کیل الإتهامات بالتدلیس والمغالطة وما شابه ، مع أنه یفترض فی أی محاور أن یحترم الطرف الآخر ویقدره علی الأقل . لقد نقلت لک قول الشیخ الصدوق کاملاً ، وذکرت الفقرة التی یعبر فیها عن رأیه بالاثنی عشریة وعلقت علیها بالقول إنه لم یکن یؤمن بقوة ، ولم أقل إنه لم یؤمن مطلقاً ، وقد استفدت ذلک من قوله إنا نؤمن

ص: 131

بالإمام الثانی عشر ، وما یقوله بعده إذ کان یحتمل أن لا تنتهی الدنیا بعد ظهور الإمام المهدی وتستمر الإمامة ، ولذا فقد احتمل أن ینص الإمام المهدی علی إمام من ذریته حسب نظریة الإمامة القدیمة . إنی لا أستشهد بقول الشیخ الصدوق وإنما قدمته مؤشراً علی تطور النظریة وولادتها فی ذلک العصر ، بل أنتقد النظریة من الأساس وأقول إنها لا تثبت بالأحادیث القابلة للحیاکة والإختلاق ونسبتها الی الماضین فی أی وقت ، وإنها لا یمکن أن تثبت مطلقاً ، وإذا لم نستطع إثبات وجود الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری ، ومن الأفضل لک إذا کنت ترید أن تستمر فی النقاش أن تذهب وتدرس أدلة إثبات وجود ابن الحسن بدون فلسفة ولا نظریات ولا فرضیات ولا أحادیث عامة وغامضة . وأرجوک أن تتمهل قلیلاً وتترک المباهاة فی الحوار ومحاولة الإنتصار ، وأن تذهب لتدرس القضیة ککل وتفکر فیها طویلاً قبل أن تبادر الی الرد .

لقد کنت یا أخی العزیز مثلک ولا أزال حریصاً علی مذهب أهل البیت ، ولکنی وجدت هذه القصة من صنع الغلاة والباطنیة ، الذین کانوا دائماً یفسرون الأمور بشکل معاکس للظاهر ، وینسبون أموراً منکرة الی أهل البیت ویدسونها فی تراثهم ، فلا یأخذک الحماس للدفاع عن کل شئ تجده فی التراث وتحسبه انه من تراث أهل البیت .

ومع أن بحثنا الآن لیس فی موضوع الإمامة أو الإثنی عشریة ، وإنما فی الأدلة التاریخیة علی ولادة الإمام الثانی عشر ومشاهدته فی حیاة أبیه وبعد وفاته ، ولقد طلب الإخوة المشرفون والمشارکون فی الحوار أن یترکز حول موضوع معین

ص: 132

ولکن لا أراکم تدخلون بصورة مباشرة فی الموضوع ، وکل مرة تثیرون البحث حول نقطة وردت هنا أو تعلیق ورد هناک ، وتترکون الموضوع الرئیسی.

أرید أن أناقشک فی شهادة حکیمة التی قیل إنها رأت وشهدت ولادة ابن الإمام الحسن العسکری؟ هل قرأت الروایة وهل تؤمن بها ، وهل درستها جیداً ولاحظت متنها وسندها؟ أرید أن أناقشک فی الروایات الأخری التی تتحدث عن مشاهدته واللقاء به ، وهو ما أسمیه بالدلیل التاریخی ، لننظر هل کان دلیلاً قویاً؟ أم کانت إشاعات صنعها الغلاة ، ولا ترقی الی مستوی خبر الواحد الصحیح ؟ ماهو رأیک بها؟

فأجابه التلمیذ:

إلی أحمد الکاتب: أولاً: إن وصفی لک أیها الکاتب بأنک مدلس ومغالط وتقلب الحقائق وتفتری علی العلماء والأجلاء ، إنما هو لأنک حقیقةً کذلک ! فأنا لم أفتر علیک ولم أتهمک بما لم یصدر منک !

فقد بینت لک مواضع تدلیسک ومغالطاتک وقلبک للحقائق وافترائک ، ومن حق الطرف الآخر الذی تتحاور معه أن یصفک بذلک متی ما فعلت شیئاً من ذلک ، ویبین مواضع الإفتراء والتدلیس والقلب للحقائق والمغالطة فی کلامک .

وإن أردت من الطرف الآخر أن یحترمک فعلیک أن تحترم نفسک أولاً ، وقبل کل شئ ! فلا تدلس ولا تفتر ولا تغالط ولا تقلب الحقائق وتوهم القراء !

وعندها تأکد تماماً أنی لن أصفک بشئ من ذلک .

ثانیاً: إن قول الشیخ الصدوق علیه الرحمة ، لا ینفعک فیما ترید أن تصل إلیه

ص: 133

من القول: أولاً: بأن الشیخ الصدوق لا یؤمن بالإثنی عشر بقوة کما تزعم .

وثانیاً: أن قوله هذا مقدمة ومؤشر علی تطور النظریة وولادتها فی ذلک العصر ، فلیس فیه ما یشیر إلی ذلک من قریب أو بعید !

ولا ندری کیف فهمت من کلام الشیخ الصدوق المذکور أعلاه ذلک ؟ وقد أثبتنا لک بطلان قولک ، وقلنا إنه(رحمه الله)لیس فقط یؤمن بقوة بهذه العقیدة ، وإنما یدافع عنها أیضاً بقوة وحزم کما هو واضح من رده علی الزیدیة ، وکلامه(رحمه الله) ناظر إلی ما بعد فترة حکم المهدی(علیه السّلام)، فهو حقیقة لا یعلم الغیب بما ستصیر إلیه الأمور بعد ذلک ، وهل ستقوم القیامة أم لا؟

ثالثاً: وعجیب منک أنک تطلب منی ومن الإخوة أن ندخل معک فی الحوار حول مسألة ولادة الإمام المهدی وإثبات وجود ابن للإمام الحسن العسکری(علیهماالسّلام) وتطبل وتزمر بطلبک هذا فی أغلب ردودک ، مع أنی فتحت موضوعاً فی الحوار معک حول هذا الموضوع: www.hajr.org/hajr-html/Forum9/HTML/000009وأتیت لک بروایتین صحیحتین سنداً ، وواضحتین من حیث الدلالة ولم تستطع إلی الآن أن تأتی بما ینقض أیاً منهما !!

أما طلبک أن نناقش الروایة الوارد بها شهادة حکیمة حول مشاهدتها ولادة ورؤیة الإمام المهدی(علیه السّلام)فما أظنه والله العالم إلاّ محاولة تهرب منک للإبتعاد عن الدلیل الروائی الصحیح الذی أفحمتک به إلی الآن ولم تحر جواباً فی نقضه ، وحاولت أن تنقضه بحشو الکلام وبقول واه ، أتثبتنا لک بطلانه وزیفه !

وأقول لک: لن أنتقل من الحوار معک إلی دلیل آخر حتی ننتهی من موضوع

ص: 134

الروایتین ، فأنت تطالبنا بالدلیل ولنا نحن أن نختار الدلیل الذی نأتیک به لا أنت ! ومتی ما أتیناک به لک الحق فی مناقشته ! وعلیه فلا زلت أنتظر منک الإجابة والرد علی إجابتی وعلی الأسئلة التی وجهتها إلیک ، وبالخصوص السؤال عن صحة الروایتین عند علماء الشیعة الإمامیة الإثنا عشریة ، وحسب نظرهم ، فأعید وأکرره علیک: هنا هل هاتان الروایتان صحیحتان حسب نظر علماء وفقهاء الشیعة ، أم لا؟

وهرب اللاری من النقاش کعادته !

الخیانة العاشرة

کتب التلمیذ موضوعاً عنوانه: بطلان دعوی أحمد الکاتب أن هشام بن الحکم لم یشر فی أی من محاوراته إلی النص ، قال فیه:

ادّعی أبو أمل أحمد الکاتب أن هشام بن الحکم(رحمه الله)لم یشر فی أی من محاوراته إلی النص حیث قال الکاتب: (ولذلک لم یشر هشام بن الحکم فی محارواته مع الرجل الشامی وغیره إلی موضوع النص) یوجد قوله تحت هذه الوصلة: www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002522

أقول: بلی إن هشام بن الحکم أشا ر إلی النص فی بعض محاوراته وکلام الکاتب أعلاه غیر صحیح ، ونکرانه لذلک لا یخلو من أحد أمرین ، إمّا أنه لم یطلع علی جمیع محاورات هشام بن الحکم مع خصومه ومحاوریه ، أو أنه اطلع علیها جمیعها ، وعلی کلا التقدیرین قد مارس صاحبنا الکذب الصریح ، فإن کان الأول ، أی أنه لم یطلع علیها جمیعها ، فقد کذب علی القارئ بقوله عندما قال: (ولذلک لم یشر هشام بن الحکم فی محاوراته مع الرجل الشامی وغیره إلی

ص: 135

موضوع النص) حیث واضح کلامه أنه اطلّع علی جمیع محاورات هشام ولم یجد فیها جمیعها أن أشار هشام إلی النص ! وإن کان الثانی فالکذبة أوضح !

فی مناقب ابن شهر آشوب:1/270: (قال ضرار- أحد رؤوس المعتزلة - لهشام بن الحکم: ألا دعا علی الناس عند وفاة النبی إلی الإئتمام به أن کان وصیاً ؟

قال: لم یکن واجباً علیه لأنه قد دعاهم إلی موالاته والإئتمام به النبی یوم الغدیر ویوم تبوک وغیرهما فلم یقبلوا منه ! ولو کان ذلک جائزاً لجاز علی آدم أن یدعو إبلیس إلی السجود له بعد إذ دعاه ربه إلی ذلک ! ثم إنه صبر کما صبر أولو العزم من الرسل ). انتهی. فقد احتج هشام بنص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی غدیر خم وقوله: (من کنت مولاه فهذا علی مولاه . اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه... الخ). وبقوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عند ذهابه إلی غزوة تبوک: (أنت منی بمنزلة هارون من

موسی إلاّ أنه لا نبی بعدی) .

وهرب أحمد الکاتب من الموضوع أیضاً علی عادته !!

ص: 136

الأخ رحمة العاملی یکشف عدداً من خیانات لاری

اشارة

کتب الأخ رحمة العاملی موضوعاً فی شبکة هجر بعنوان: نماذج علمیة من أمانة أحمد الکاتب ! تضمن عدداً من خیاناته ، وخلاصة ما کتبه:

من الصعب جداً أن تقرأ ما ذهب الیه أحمد الکاتب وتکتشف الحقیقة بدون أن تحضر کل المراجع التی یحیلک الیها الکاتب ! فقد ارتکز فی فرضیاته کلها ومن ضمنها منهج الإجتهاد والتحقیق الذی ادعاه لنفسه وقال: ( هل من الکفر أن یجتهد هو ویستنبط عکس ما اعتمده علماء ومجتهدی الشیعة)

الخیانة الحادیة عشرة

قال فی مقدمة کتابه صفحة10ما نصه: ( لقد بدا لی من خلال مراجعتی لفکر أهل البیت السیاسی أنه یقوم علی مبدأ الشوری وحق الأمة فی اختیار أئمتها ، وأنه یبتعد عن نظریة الوراثة أو الإدعاء بالشرعیة الإلهیة ! کما بدا لی أن نظریة المرجعیة الدینیة غیر دینیة ، وأن نظریة النیابة العامة لیست سوی فرضیة وهمیة ومستحدثة...) !

فهل من عاقل یصدق أن مجتهداً یستنبط یقول: (بدا لی) ویکررها أکثر من مرة؟! هل یعلم (الکاتب) ماذا تعنی کلمة (بدا لی) فی سوق العلم ؟!

ویقول الکاتب صفحة15 بعد أن ینکر دراسة مادة التاریخ عند علماء الشیعة:

(کان البحث فی موضوع الإمام المهدی حساساً جداً ویحمل خطورة اجتماعیة وسیاسیة وفکریة، ویمکن أن یقلب کثیرًا من الأمور رأساً علی عقب , ویشکل منعطفاً استراتیجیاً فی حیاتی وحیاة المجتمع الذی انتمی الیه . ولم أستطع أن أترک الأسئلة

ص: 137

التی ارتسمت إمامی معلقة فی الهواء, إذ لا بد أن أجیب علیها بنعم أو لا , ووجدت الأمانة العلمیة والمسؤولیة الرسالیة تفرض علی أن أواصل البحث حتی النهایة).

فی هذه الفقرة یکشف حقیقة عمله وهدفه بقلب الأمور رأساً علی عقب !

ثم تابع صاحب الوجدان والضمیر الحی بأن الأمانة العلمیة فرضت علیه هذا الواجب ! لدرجة أنه تقوَّل علی أئمة أهل البیت(علیهم السّلام) ، ودلس فی أخبارهم !

کیف یغیر الکاتب علی النصوص؟:

قال أحمد الکاتب فی صفحة22: (وإذا کان حدیث الغدیر یعتبر أوضح وأقوی نص من النبی بحق أمیر المؤمنین , فإن بعض علماء الشیعة الإمامیة الأقدمین الشریف المرتضی یعتبره نصاً خفیاً غیر واضح بالخلافة حیث یقول فی (الشافی): إنا لا ندعی علم الضرورة فی النص , لا لأنفسنا ولا علی مخالفینا ، وما نعرف أحداً من أصحابنا صرح بادعاء ذلک . انتهت فقرة الشریف المرتضی . ثم یعلق (الکاتب): ولذلک فإن الصحابة لم یفهموا من حدبث الغدیر أو غیره من الأحادیث معنی النص والتعیین بالخلافة ولذلک اختاروا طریق الشوری). انتهت فقرة الکاتب .

لنا أن نسأل (الکاتب) ما هو تعریف العلم الضروری یا مستنبط؟ ألیس هو العلم الذی لا یحتاج الی مقدمات أو تحصیل ویعلم بالبداهة العقلیة؟

أما بقیة کلام الشریف المرتضی(رحمه الله)فبتره الکاتب وبلعه ، لیخرجه عن سیاقه ویوظفه للتدلیل علی افترائه ، فهو: ( ولکنا نکلمک (القاضی عبد الجبار) علی ما یلزمک دون ما نذهب الیه ونعتقده ) . وکان المرتضی قبل ذلک قسم النص علی الإمامة عند الشیعة الی قسمین: ( أحدهما یرجع الی الفعل ویدخل فیه القول ، والآخر یرجع الی القول دون الفعل) . ثم أضاف: (فأما النص بالقول دون الفعل ینقسم الی قسمین:

ص: 138

أحدهما ما علم سامعوه من الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )مراده منه باضطرار ، وإن کنا الآن نعلم ثبوته والمراد منه إستدلالاً ، وهو النص الذی فی ظاهره ولفظه الصریح بالإمامة والخلافة ویسمیه أصحابنا النص الجلی کقوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): سلموا علی علی بإمرة المؤمنین . أو: هذا خلیفتی فیکم من بعدی فاسمعوا له وأطیعوا . ثم أضاف الشریف المرتضی: والقسم الآخر لا نقطع علی أن سامعیه من الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )علموا النص بالإمامة منه اضطراراً ، ولا یمتنع عندنا أن یکونوا علموه إستدلالاً من حیث إعتبار دلالة اللفظ , وما یحسن أن یکون المراد او لا یحسن . فأما نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به إلا إستدلالاً کقوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی . أو: من کنت مولاه فعلی مولاه , وهذا الضرب من النص هو الذی یسمیه أصحابنا النص الخفی . ثم النص بالقول ینقسم الی قسمة أخری الی ضربین: فضرب منه تفرد بنقله الشیعة الإمامیة خاصة، وإن کان بعض من لم یفطن بما علیه فیه من أصحاب الحدیث قد روی شیئاً منه ، وهو النص الموسوم بالجلی . والضرب الآخر رواه الشیعی والناصبی وتلقاه جمیع الأمة بالقبول علی اختلافها ، ولم یدفعه منهم أحد یحفل بدفع یعد مثله خلافاً ، وإن کانوا قد اختلفوا فی تأویله وتباینوا فی إعتقاد المراد به، وهو النص الموسوم بالخفی) . انتهی کلام الشریف المرتضی(رحمه الله) .

فالمرتضی یقول لم یدفع نص الإمامة والخلافة أحد یحفل بدفعه ، و(الکاتب) یفتری علیه برأی لو سمعه الشریف لذهل من الخیانة العلمیة عند هذا (الکاتب) !!

فمن سمع منکم بهذا المنطق الأعوج الکاذب إلا عند (أحمد الکاتب)؟! وکیف جعل رد المرتضی لادعاء عبد الجبار بأن الشیعة یقولون بحصول العلم الضروری للمسلمین من النصوص ، إعترافاً من الشریف بعدم وجود نص جلی !

ص: 139

لقد اقتطع ما یعجبه من سیاق رد المرتضی لیوهم القارئ بأنه یشکک فی دلالة نصوص الإمامة ویعترف بخفائها المطلق ، مما جعل الصحابة لا یفهمون من تلک النصوص دلالتها ، فاختاروا طریق الشوری ! فهل هذا عمل علمی یرتکبه باحث نزیه یتشدق بالأمانة فی بحثه ؟!

وهرب أحمد الکاتب من الجواب علیه !

الخیانة الثانیة عشرة

قال رحمة العاملی: هل افتراؤک علی الصدوق(رحمه الله)أیضاً من أمانتک العلمیة التی تتشدق بها ؟! فقد زعمت/29، أن الإمام علی بن الحسین(علیه السّلام)لم یَدَّع إمامة الناس لأنه: ( انقبض عن الناس فلم یلق أحداً ، ولا کان یلقاه إلا خواص أصحابه ، وکان فی نهایة العبادة ، ولم یخرج عنه من العلم الا یسیراً ). انتهی.

لقد أورد فقرة واحدة من أصل20 مما ورد فی کتاب إکمال الدین ، قال الصدوق(رحمه الله)صفحة91: (ومن أوضح الأدلة علی الإمامة أن الله عز وجل جعل آیة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أنه أتی بقصص الأنبیاء الماضین(علیهم السّلام) وبکل علم من توراة وإنجیل وزبور ، من غیر أن یکون یعلم الکتابة ظاهراً أو لقی نصرانیاً أو یهودیاً ، فکان ذلک أعظم آیاته. وقتل الحسین بن علی(علیه السّلام)وخلف علی بن الحسین(علیه السّلام)متقاربٌ سنّه ، کانت سنّة أقل من عشرین سنة ، ثم انقبض عن الناس فلم یلق أحداً ولا کان یلقاه أحد ولا کان یلقاه إلا خواص أصحابه ، وکان فی نهایة العبادة ولم یخرج عنه من العلم إلا یسیراً لصعوبة الزمان وجور بنی أمیة ، ثم ظهر ابنه محمد بن علی المسمی بالباقر(علیه السّلام)لفتقه العلم فأتی من علوم الدین والکتاب والسنة

ص: 140

والسیر والمغازی بأمر عظیم . وأتی جعفر بن محمد(علیه السّلام)من بعده من ذلک بما کثر وظهر وانتشر ، فلم یبق فن من فنون العلم إلا أتی فیه بأشیاء کثیرة ، وفسر القرآن والسنن ، ورویت عنه المغازی وأخبار الأنبیاء(علیهم السّلام) من غیر أن یری هو وأبوه محمد بن علی أو علی بن الحسین(علیهم السّلام) عند أحد من رواة العامة أو فقهائهم یتعلمون منهم شیئاً ! وفی ذلک أدل دلیل علی أنهم إنما أخذوا العلم عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ثم عن علی(علیه السّلام)ثم عن واحد واحد من الأئمة .

وکذلک جماعة الأئمة(علیهم السّلام) هذه سنتهم فی العلم یسألون عن الحلال والحرام فیجیبون جوابات متفقة من غیر أن یتعلموا ذلک من أحد من الناس , فأی دلیل أدل من هذا علی إمامتهم وأن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )نصبهم وعلمهم وأودعهم علمه وعلوم الأنبیاء(علیهم السّلام) قبله ؟ وهل رأینا فی العادات من ظهر عنه مثل ما ظهر عن محمد بن علی وجعفر بن محمد(علیهماالسّلام)من غیر أن یتعلموا ذلک من أحد من الناس)؟.انتهی.

ولا یحتاج الأمر الی تعلیق لإثبات (أمانة) أحمد الکاتب !

وبعد ذلک یقول لک: أنا أتحدی الفقهاء والمراجع أن یناقشوا الأمر معی !

یکفی والله أیها الأخوة العودة الی المصادر التی أشار الیها هو بنفسه ، کأدلة لکشف زیفه وکذبه . وقد أورد الأخ رحمة العاملی الخیانة الأولی التی واجهتُ بها الکاذب فی قناة المستقلة ، حیث اقتطع الکاذب من روایة عن علی(علیه السّلام)فی کتاب سلیم بن قیس للإستدلال علی إیمان علی(علیه السّلام)بنظریة الشوری فی الخلافة .

وختم رحمة العاملی بقوله: فقد اقتطع الکاتب النص وحذف منه بمقص التزویر بشکل فاقع مجرد عن الحیاء ! الویل لک یا (کاتب) من علی(علیه السّلام)یوم القیامة !!

ص: 141

الخیانة الثالثة عشرة

قال رحمة العاملی: استدل بمضمون مزعوم لروایة نقلها الشیخ المفید من دون ذکر نصها المخالف له . قال فی صفحة20 بعد أن نقل عن الشیخ الکلینی وصیة للنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لعلی(علیه السّلام): (وهناک وصیة أخری ینقلها الشیخ المفید فی بعض کتبه عن الإمام علی(علیه السّلام)ویقول: إن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قد أوصی بها الیه قبل وفاته ,وهی أیضاً وصیة أخلاقیة روحیة عامة , تتعلق بالنظر فی الوقوف والصدقات)

ثم أحال فی الهامش الی مصدر الوصیة کتاب الأمالی/220 والإرشاد/ 188 ، ولکن الموجود فی الموضع الذی أشار له فی الأمالی هو: (عن جابر بن عبد الله الأنصاری قال: أتیت رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فقلت یا رسول الله من وصیک ؟قال فأمسک عنی عشراً لا یجیبنی ، ثم قال: یا جابر ألا أخبرک عما سألتنی؟فقلت بأبی أنت وأمی أما والله لقد سکت عنی حتی ظننت أنک وجدت علیّ ! فقال(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): ما وجدت علیک یا جابر ولکن کنت انتظر ما یأتینی من السماء فأتانی جبرئیل(علیه السّلام)فقال: یا محمد إن ربک یقرؤک السلام ویقول لک: إن علی بن إبی طالب وصیک وخلیفتک علی أهلک وأمتک والذائد عن حوضک ، وهو صاحب لوائک یقدمک فی الجنة) . فقلت:یا نبی الله أرأیت من لا یؤمن بهذا أقتتله ؟قال(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): نعم یا جابر ما وضع هذا الموضع

إلا لیتابع علیه , فمن تابعه کان معی غداً ومن خالفه لم یرد علیَّ الحوض أبداً ) .

فقد تعمد الکاذب التدلیس علی قارئه وافتری علی رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ما لم یقله ، وافتری علی الشیخ الطوسی ما لم یروه ! لأنه کتب کتابه للعامة لیموه علیهم ، وهو یعلم أن العلماء سیکتشفون تدلیسه ولکن بعد أن یکون حقق ما یرید !

ص: 142

الخیانة الرابعة عشرة

قال رحمة العاملی: إنه اقتطع من روایة عن الإمام الباقر(علیه السّلام)ما یخالف نصها ، فزعم أن أمیر المؤمنین(علیه السّلام)لم یؤمن بالنص علی خلافته ! ولم یورد کامل الروایة (وعفسها عفس الدجاج بالوحل) مع أنه أحال القارئ الی المصدر (روضة الکافی/246) والیک النص الکامل للروایة: (عن أبی جعفر(علیه السّلام) قال: إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بایعوا أبا بکر لم یمنع أمیر المؤمنین(علیه السّلام)من أن یدعو الناس الی نفسه ، إلا نظراً للناس وتخوفاً علیهم أن یرتدوا عن الإسلام ، فیعبدوا الأوثان ولا یشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ! وکان الأحب الیه أن یقرهم علی ما صنعوا من أن یرتدوا عن جمیع الإسلام ! وإنما هلک الذین رکبوا ما رکبوا ، فأما من لم یصنع ذلک ودخل فیما دخل فیه الناس علی غیر علم ولا عداوة لأمیر المؤمنین(علیه السّلام)، فإن ذلک لا یکفره ولا یخرجه من الإسلام ، ولذلک کتمَ علیٌّ أمره وبایع مکرهاً حیث لم یجد أعواناً). انتهی. وکم أتمنی أن أشاهد (الکاتب) بین یدی الإمام الباقر(علیه السّلام)یوم القیامة لأری وأسمع ما سیقوله من عذر )؟!

الخیانة الخامسة عشرة

ذکرها الأخ رحمة العاملی أیضاً وهی: تزویر أحمد الکاتب لمعنی حدیث الغدیر المتواتر حیث خطب النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی المسلمین ورفع بید علی وقال: من کنت مولاه فعلی مولاه ، ثم أمر المسلمین بتهنئة علی(علیه السّلام)وبیعته فهنؤوه وبایعوه ، وقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ ، لقد أصبحت مولای ومولی کل مؤمن ومؤمنة !

ص: 143

وکذلک تزویره لمعنی الخطبة الشقشقیة التی ینص فیها أمیر المؤمنین(علیه السّلام)علی أن الخلافة حقه الشرعی ویتهم من خالفه !

وقال رحمة العاملی: إن الکاذب مغمغ فی صفحة22 ، و(اجتهد) فی شرح کلام أمیر المؤمنین(علیه السّلام)فی خطبته الشقشقیة وغیرها من النصوص ، بأن الأحقیة له بالخلافة ، وقال إنه(علیه السّلام)لم یشر الی نفسه وأقر فعل القوم وعلیه فالأمر شوری ! هکذا فهمها الکاتب ! أو هکذا أراد لقارئه أن یفهم کعادته فی التدلیس !

ثم یتابع الهذیان لیقول إن حدیث الغدیر یعتبر نصاً خفیاً وکالعادة یلصق التهمة بالشریف المرتضی کما تقدم ! ویفسر الضرورة والبدیهة فی قول الشریف الرضی: (إنا لا ندعی علم الضرورة بالنص لا لأنفسنا ولا علی مخالفینا)

ثم ختم رحمة العاملی: أحب أن ألفت نظرالأخوة الی طریقة أحمد الکاتب مع النصوص، حیث تجدون فی کل صفحة من کتابه افتراء علی إمام أو عالم ! فعندما لا یذکر النص فاعلم أنه تلاعب به وحرفه عن معناه الحقیقی ولم یذکره خوفاً من انفضاح فریته ! وعندما یشیر الی المصادر بدون ذکرها فإنما هو للتمویه لأن القارئ العادی لا یتحقق من المصادر ولا یعود الیها . وعندما یذکر نصاً فقد یکون اقتطعه وأضافه الی نص آخر ! ثم لا یتورع أن یقلب الحدیث والنص فینسب الی علماء الشیعة أقوالاً وآراء هی لمخالفیهم ،وقد ینسب آراء أهل البیت(علیهم السّلام) فی الإمامة والخلافة الی أصحابهم بعد أن ینفی عنهم صحبتهم ومکانتهم عند الأئمة(علیهم السّلام) ویسمیهم الغلاة.(راجع صفحة 15/47/48/49/50/52 . وقس علیه).

ص: 144

السید نذیر الحسنی یکشف عشرات الکذبات والخیانات العلمیة

ألف الأخ السیّد نذیر الحسنی کتاباً بإسم: (دفاع عن التشیع) وهو من أفضل الکتب فی رد أباطیل أحمد الکاتب ، وقد کشف فیه عشرات الکذبات ، والخیانات العلمیة ، وأخطاءه فی المنهج ، والفهم ، وتدلیسه ، وتزویره !

وعدد فی مقدمته: مجمل ما سجله علی الشیخ لاری ، من کذب صریح علی علماء الشیعة ، خاصة علی الشیخ المفید والنوبختی والصدوق والطوسی والنعمانی والسیّد المرتضی ، وعدم التروّی فی نسبة الکتاب إلی مؤلّفه ، وعدم التمییز فی معانی الإجتهاد ، وفی الرجال ، والإعتماد علی روایات الضعفاء ، وتضعیف الثقة وتوثیق الضعیف !

وتجد فی عناوین فصوله: ادعاء خال من التوثیق.. أخطاء منهجیة.. استغفال القارئ.. لماذا لم یذکر أحمد الکاتب

الروایة؟ یقصد وصیة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لعلی(علیه السّلام).. بثلاث روایات علیلة نفی الإمامة وأقام الشوری ! الکذب علی الصحابة.. التزویر بتقطیع الحدیث.. شواهد علیلة وکذب صریح.. تحریف الحقائق ، ویقصد نفیه قول الصحابة بإمامة علی(علیه السّلام)بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ونقله کذباً عدم وجود ذلک مع أنه موجود ! تزویر مفضوح.. یقصد تزویره روایة عن الإمام الرضا(علیه السّلام)ونقلها بعبارته هو ، لیخفی نصها الذی یخالف زعمه ! وکذبه علی أصحاب الأئمة(علیه السّلام)..

ص: 145

ثم مخالفة لاری لنص القرآن الکریم.. فی قوله/102: (لم یکن یُعقل أن یُنصب الله تعالی لقیادة المسلمین طفلاً صغیراً) بینما الله تعالی قال عن طفولة عیسی(علیه السّلام): إِنِّی عَبْدُاللهِ آتَانِی الْکِتَابَ وَجَعَلَنِی نَبِیًّا . (مریم:30).

ثم بناؤه نظریة علی أغلاط النسّاخ.. ویقصد اختراعه وجود مذهب یقول بثلاثة عشر إماماً ، لأنه وجد حدیثأً للنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یقول: (إنّی واثنا عشر من ولدی، وأنت یا علی زرُّ الأرض یعنی أوتادها وحبالها»).(الکافی:1/599) مع أنه اشتباه من الناسخ لأن النص فی أصل عباد العصفری/17، الذی اعتمد علیه الکلینی(رحمه الله): ( إنی وأحد عشر من ولدی وأنت یاعلی زرُّ هذه الأرض . یعنی أوتادها وجبالها أوتد الله الأرض أن تسیخ بأهلها فإذا ذهب الأحد عشر من ولدی ساخت الأرض بأهلها).

ثم ذکر السید نذیر تضعیف لاری للحدیث ثمّ احتجاجه به ! کحدیث الإمام الباقر(علیه السّلام)مع أخیه زید . ومخالفته لجمهور المحدثین والمفسّرین فی قوله/99: (إن کلمة أهل البیت لم تکن محدّدة فی أشخاص معینین) .

وکذبه علی مصادر السنة بزعمه أنها لم تحصر الخلفاء المبشر بهم باثنی عشر خلیفة ، قال/206: (وإن الأحادیث السنیّة بالذات لا تحصرهم فی اثنی عشر).

وإنکاره أحادیث صحیحة بدون علّة ، وإنکاره علائم الظهور بدون بحث وتحقیق ، واشتباهه فی فهم ألفاظ الروایات فی قوله/73: (إن الأئمّة لم یکونوا یعرفون بخلفهم من قبل) حیث لم یمیّز بین معرفة الإمام بنفسه أنه إمام وبین بدایة إمامته . ومخالفته للمفسّرین واتهامهم فی قوله تعالی: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأولی الاْمْرِ مَنْکُم .

ص: 146

ثم ذکر أن لاری أهمل تراثاً کاملاً من الروایات الصحیحة التی حفلت بها کتب الشیعة ، منها ما یتعلق بالإمامة الالهیة ، ومنها ما یتعلق بولادة المهدی ، فقد روی الشیخ الطوسی وحده31 روایة حول ولادة الإمام الثانی عشر(علیه السّلام)، أضف إلیه روایات الکلینی والمفید والصدوق وغیرهم ، کلّ ذلک أهمله لاری واکتفی بمناقشة روایتین منه فقط ! وأهمل أیضاً خبر محاولة اعتقال الإمام المهدی(علیه السّلام) الذی رواه الصدوق عن أحمد بن عبیدالله بن خاقان.. کما أهمل روایات الذین شاهدوا الإمام(علیه السّلام)وهم کثرة ..

وذکر السید نذیر أن کتاب لاری ملئ بالمتناقضات ! فقد نسب/192، إلی وفد أهل قم الذین شاهدوا الإمام(علیه السّلام)أنهم لم یلتزموا بقانون الوراثة العمودیّة فی الإمامة وبعد أسطر نقل روی أنهم رفضوا إمامة جعفر الکذّاب لهذا البند الأساسی الراسخ فی أذهانهم الرافض لاجتماع الإمامة فی الأخوین بعد الحسن الحسین(علیهماالسّلام)..

وعدم تمییزه بین الحسن المثنی والحسن المثلث.. وعدم تمییزه بین موقع العقل والنقل فی الإستدلال ، وخلطه بین معانی الإجتهاد ، ما هو حرام أو مشروع ، وکذبه علی السیّد الخمینی(قدسّ سرّه)بأنه اجتهد مقابل النص . واستدلاله بأقوال جعفر الکذاب !

وقد عقد السید نذیر فصلاً لافتراءات لاری وکذبه علی الأئمة المعصومین(علیهم السّلام) واحداً واحداً ، وعدم فهمه مسألة البداء فی إسماعیل بن الإمام الصادق(علیه السّلام).. وکذبه علی الإمام الرضا(علیه السّلام)وتبرئته للمأمون والعباسیین من عداء أهل البیت(علیهم السّلام) .. وقد أفاض السید نذیر فی بحثه فی إثبات عداء العباسیین الشدید لأهل البیت(علیهم السّلام) فأورد قائمة بأسماء المقتولین فی أیّام الإمام العسکری(علیه السّلام)من العلویین فقط ، وأن

ص: 147

العباسیین ورثوا عادة قطع الرؤوس وحملها الی الخلفاء ، ثم بین موقف الإمام العسکری(علیه السّلام)من خلفاء عصره: الخلیفة المعتز الذی قتل أخاه المستعین بمعونة الأتراک ، فجاؤوه برأسه وهو یلعب بالشطرنج ! وخلیفته المهتدی ، ثم خلیفته المعتمد الذی قتل الإمام العسکری(علیه السّلام)بالسم .

السید سامی البدری یکشف أخطاء لاری فی بحوثه ومراسلاته

وهو من المبادرین فی رد أباطیل لاری ، وقد کتب بحوثاً فی رده ، وبینهما مراسلات تجدها فی موقعه: http://www.albadri.info/

ص: 148

الفصل الرابع: لاری ناصبی یهاجم التشیع ویزعم أنه شیعی !

اشارة

ص: 149

ص: 150

مع سبق الإصرار والتعمد !

اشارة

علی عادته فی التزویر ، یفترض لاری نتیجةً مسبقةً ، کأنها أمرٌ بدیهی متفقٌ علیه ، ثم یتعسف فی أدلتها ! فقد زعم أن التشیع انحسر وضعف بسبب غلو الشیعة فی أئمتهم(علیهم السّلام) ، وبسبب موقفهم السلبی من بعض الصحابة ! وغرضه من ذلک أن یضرب التشیع ، وفی نفس الوقت أن یقدم نفسه داعیة له ، مدافعاً عنه !

کتب عرفج وهو مستبصر، موضوعاً فی هجر بتاریخ:19/12/1999, بعنوان: سؤال برئ الی الأستاذ الکاتب ، قال فیه: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=13843

سؤالی هو: کیف تکون شیعیاً جعفریاً وأنت هذه عقیدتک ؟

قد یکون سؤالاً ساذجاً ، ولکنی أرید أن أعرف . والسلام علی أهله .

فأجابه أحمد الکاتب:

أخی العزیز: تحیة طیبة وشکراً علی سؤالک . أنا شیعی لأنی أوالی أهل البیت وأدعو الی الإقتداء بسیرتهم وأخلاقهم والتزود من علومهم ، ولکنی لا أغالی فیهم فلا أعتبرهم أنبیاء ولا یوحی الیهم ولا محدثین ، ولا أعتقد أنهم کانوا یدعون ذلک . ولم أر أنهم کانوا یدعون العصمة لأنفسهم ولا النص علیهم من الله

ص: 151

ولا وراثة الحکم والخلافة فی أعقابهم کملوک بنی مروان وبنی العباس ، وإنما کانوا یدعون الی الشوری واختیار الإمام للإمام ، ویحترمون کلمة الأمة وإرادتها ولم یحاولوا أن یفرضوا أنفسهم بالقوة والإکراه کما فعل الآخرون .

وألتزم بفقه الإمام جعفر الصادق فأنا جعفری... وإذا کنت أرفض الإعتقاد بوجود الإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری ، فإن کثیراً من شیعة الإمام العسکری بحثوا عنه ولم یجدوا له أثراً ولم یؤمنوا به .

فکتب له عرفج: سؤال آخر ساذج: لکن من هم هؤلاء الذین تدعو الی الإقتداء بسیرتهم وأخلاقهم ؟ فهلا تفضلت علی أخیک بذکر أسمائهم ؟

وکتب له جمیل50: لماذا لم یحترم الله عز وجل إرادة الشعوب فی حریتها وإستیعاب ملذاتها ، ولماذا کلفها وغالب إرادتهافی الدعة والراحة یا (کاتب الغوغاء) ؟! ألیست هذه شعارات ؟!

وکتب له فرزدق: تقول أیها الکاتب إن الأئمة ( کانوا یدعون الی الشوری واختیار الإمام للإمام ) ! وهنا أسألک: 1- هل کانت الشوری التی یدعون إلیها من الله أم من رأیهم؟ 2- وهل کان اختیار الإمام للإمام من الله أم من رأیهم؟

فإن قلت بأن الشوری من الله أبطلت الثانیة ، مع وضوح فساد هذا القول !

وإن قلت بأن الإختیار من الله أبطلت الأولی ، مع أن سیاق کلامک ینفی إرادة هذا القول ! ولو قلت بأن کلیهما من الله لزم التنافی الباطل ! ولو قلت بأن کلیهما من رأیهم نسبت التنافی الیهم(علیهم السّلام) ! أو تقول بالإختلاف بین الأئمة فی الإختیار والإنتخاب الشُوروی ، وهذا فاسد کسابقه ، بل هو من الأدلّة علی عدم صحة

ص: 152

خلافة الأول والثانی لاختلافهما بل تَخالُفِهما !

والخلاصة: إنک حشرت جملة (واختیار الإمام للإمام) حشراً من دون أن تعتقد بذلک أدنی إعتقاد ، وإنما إرضاءاً للسائل فحسب . وبهذا خرجتَ عن عقیدة الشیعة القائلین بأن الإمامة منصب من الله تعالی .

وأما قولک بعد ذلک بأنک: (شیعی لأنی أوالی أهل البیت(علیهم السّلام) وأدعو الی الاقتداء بسیرتهم وأخلاقهم والتزود من علومهم والتعلم منهم) ، فأین هذا من عقیدة شیعة أهل البیت الحقیقیین فی الحب والولاء والإیمان والمعرفة بهم(علیهم السّلام) ، وأنهم حجج الله علی الخلق وکلماته التامة وعروته الوثقی...الخ. فضلاً عن التبری من أعدائهم والجاحدین لهم والغاصبین لحقوقهم ومقاماتهم .

وکتب أحمد الکاتب بتاریخ:19/12/1999:

الأخ السائل عن مذهبی: لقد کنت أؤمن بنظریة الإمامة وأدعو الیها ، وکتبت سنة1974 ، کتاب عشرة- واحد = صفر ، ولکنی بعد دراسة موضوع الإمام الثانی عشر عام1989... لم أعد أؤمن بنظریة الإمامة وأنها نص من الله ، أو أن هذه النظریة هی نظریة أهل البیت ، وإنما وجدتها نظریة المتکلمین الذین ینسبونها الی أهل البیت تحت غطاء التقیة . وبصراحة إنی لا أؤمن بنظریة الإمامة القائمة علی النص والوصیة والمعاجز ، وأعتقد أنها لا تخلو من غلو ، حیث یجب علیک أن تؤمن بأئمة دون السن الشرعیة ، قیاساً علی النبی یحیی وعیسی(علیهماالسّلام)، مع أن الفارق هو ذکرهما فی القرآن الکریم من باب المعجزة ، وعدم ذکر القرآن للإمام الهادی أو الجواد أو الإمام المهدی... فهل تقبلنی من الشیعة لهم ؟ أم تسمینی ماذا ؟ أنت

ص: 153

حرٌّ فی ما تشاء ، ولکنی أعتقد بذلک بینی وبین ربی .

الأخوة جمیل والفرزدق: تحیة طیبة أسألکم ببساطة: ماهی نظریة الشیعة السیاسیة المعاصرة ؟ ألیست الشوری وولایة الفقیه؟ وهل کانت توجد للشیعة منذ أکثر من ألف سنة نظریة أخری غیر الشوری وغیر القول بنظریة التقیة والإنتظار؟ إذا کنا نؤمن بنظریة الشوری واختیار الأمة للإمام العادل الفقیه ، فما هی ضرورة أن یکون معصوماً ؟ ولماذا نفترض أن نظریة أهل البیت نظریة أخری غیر الشوری ثم نذهب لنعادی سائر المسلمین ونسبُّ أئمتهم لأنهم فی رأینا اغتصبوا الخلافة من أهلها؟ وهل نستطیع أن نعید الخلافة الی الإمام علی بن أبی طالب ؟ أم أننا لا نفعل شیئاً سوی صنع الأعداء لنا ومهاجمة المسلمین علی أساس غیر ثابت ، ووفقاً لنظریات صنعها المتکلمون ولم یطرحها أهل البیت بقوة ؟!

لماذا لا نفکر بواقعنا السیاسی ومستقبلنا الحضاری ، ونعالج مشکلة الغیباب السیاسی للأمة ، بدلاً من تردید أفکار عقیمة لا تسمن ولا تغنی من جوع ، ولا تعید الی أحد حقاً حتی لو کان ثابتاً ؟ کفانا فلسفة وغوصاً فی الماضی وإیماناً بأفکار منقرضة تخلینا نحن عنها ، کنظریة الإمامة واشتراط العصمة والنص !

أقول: یصور لک عبد الرسول أن الثورة الإسلامیة فی إیران تطبیقٌ لإمامة غیر المعصوم ، وتنازلٌ عن عقیدة إمامة الأئمة المعصومین(علیهم السّلام) ! وهذا من قلة فهمه وخلطه بین الإمامة الربانیة ، وبین الحکم والسیاسة ، أو من خبثه !

کتب لاری موضوعین فی هجر بتاریخ:26/8/2000, أولهما: ما هی عوامل

ص: 154

انحسار التشیع؟

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1632 ، قال فیه:

(عمَّ التشیع لأهل البیت(علیهم السّلام) العالم الإسلامی، بحیث کان أئمة المذاهب الإسلامیة یتفاخرون بحب أهل البیت والدفاع عنهم ، الی درجة أن یعلن الإمام الشافعی(رحمه الله): إن کان رَفضاً حبُّ آل محمد فلیشهد الثقلان أنیَ رافضی .

ومن المعروف أن سر انتشار التشیع لأهل البیت کانت مأساة کربلاء وما لحق بهم من ظلم هناک ، ولا شک أن الفقه الجعفری یتمتع بنقاط قوة کثیرة کقانون الإرث وقانون الزواج والطلاق ، ومع ذلک أصیب التشیع عبر التاریخ بضمور شدید وانحسر عن العالم الإسلامی لیقتصر کأکثریة علی بعض البلاد .

فما هو السر فی انحسار التشیع؟ هل هو غیاب أهل البیت عن الساحة السیاسیة؟ أم دخول بعض الغلو وبعض الخرافات والأساطیر التی یمجها العقل السلیم فی التشیع؟ أم فی تحول الشیعة الی طائفة مقابل الطوائف الإسلامیة الأخری بعد أن کانوا تیاراً حیویاً فی داخل الأمة یعمل من أجل الأمة کلها ویمتد فی کل مکان؟ وکیف تحولوا الی طائفة صغیرة؟ ألم یقل الإمام الحسین(علیه السّلام): لقد خرجت لطلب الإصلاح فی أمة جدی؟ وکیف یمکن الآن أن یعود الشیعة الی قلب العالم الإسلامی ، ویحملوا قضایا المسلمین فی کل مکان أبعد من الإطار الطائفی ، کما

یحمل أی حزب سیاسی فی أی بلد؟ وما هی رسالة الشیعة التی تختلف عن سائر الرسائل الإجتماعیة والبرامج السیاسیة التی یحملها الآخرون؟ أرجو من کل أخ أن یساهم فی الحوار ویغنینا بما لدیه خدمة للشیعة والتشیع والأمة الإسلامیة...

أعتقد أن من أسباب تقلص الشیعة والتشیع هو التطرف فی النظر الی الآخرین

ص: 155

والإعتقاد بأنهم علی ضلال وانحراف ، والتصور بأن کل من لم یتبع المذهب الجعفری أو المذهب الإمامی ، أو لم یعتقد بوجود الإمام الثانی عشر ، فإنه معاد لأهل البیت وعدو لهم ! کما قال ابن أبی التراب بالنسبة للإمام الشافعی الذی وصفه بأنه عدو لأهل البیت بالرغم من أن المتطرفین (النواصب) کانوا یعتبرونه شیعیاً ومحباً لأهل البیت .

إن هذه النظرة الضیقة للشیعة والتشیع ، والمقترنة بالعداء وروح التخاصم فی الدنیا والآخرة ، تؤدی الی بث روح التفرقة والعداء بین الشیعة وسائر المسلمین ، وربما کان مسؤولة أو عاملاً من عوامل انحسار التشیع .

فأجابه نصیر المهدی بتاریخ:26/8/2000:

ترید أن تلعب یا أبا أمل ؟! فلنلعب علی المکشوف !

أنا أحمد هاشم الیاسری . إن شئت أکثر من هذا أعطیتک علناً وعلی رؤوس الأشهاد ، وأنت المکنی بأبی أمل کبری بناتک فلیحفظها الله ویرعاها ، عبد الرسول لاری ، المتسمی بأحمد الکاتب .

وقد یخطر ببالک لماذا من الأهمیة بمکان أن أکشف شخصک الکریم فی الوقت الذی یتحاور فیه کثیرون بأسماء مستعارة ؟ أقول حتی یکون شیعة أهل البیت علیهم الصلاة والسلام علی بصیرة من أمرهم حین یردون وحین یناقشون !

والآن یمکن أن نعود الی کلامک أعلاه عن التشیع الذی انحسر.. أیُّ تشیع هذا الذی ترید أن تخدمه؟ فهل هو التشیع الذی فی مخیلتک والذی لم یر النور یوماً ! التشیع الذی ینکر الإمامة والنص وبالتالی فهو لیس تشیعاً بحال ! أم التشیع

ص: 156

الحقیقی الذی یقتفی أثار آل البیت(علیهم السّلام) ، ویری الإسلام بمنظارهم وهم أهل بیت النبوة والوحی(علیهم السّلام) ؟!

ثم أین انحسر.. وکم.. وکیف؟ هل کأن مریدوه أکثر فتناقصوا ؟ أم کان أتباعه أشد قوة فضعفوا ؟! ثم حتی لاتخلط الأوراق والمفاهیم تقول: عمَّ التشیع العالم الإسلامی..أین.. ومتی.. وکیف أیضاً ؟

مقدمتک هذه خاطئة إلا بالقدر الذی تریدها کأساس واه للنتیجة التی تصل الیها.. الغلو والخرافات والأساطیر التی یمجها العقل فی التشیع !

ثم لماذا تستکثر علی الشیعة أن تکون لهم رؤیتهم وتفسیرهم للدین ، أی أنک ترید أن تنزع عنهم شرعیة الإسلام لیکونوا حزباً سیاسیاً یبشر برسالة ربما تکون خالدة ! هذا یعیدنا الی التساؤل بعیداً عن إغراءات الألفاظ التی تغشی العیون ، لتمریر الغایات التی بین السطور ! تقول کانوا أی الشیعة تیاراً حیویاً یعمل من أجل الأمة کلها ، ویمتد فی کل مکان ، فتحولوا الی طائفة صغیرة !

فماذا نفهم من هذا هل کان الشیعة أکبر من کل الطوائف؟ ومن خرج منهم خرج عن الإسلام ؟ هل أن الشیعة کانوا أکثر من السنة مثلاً ؟ ما هو دلیلک التأریخی علی هذا الإدعاء ؟ هل کان الشیعة أکثر عدیداً قبل فتناقصوا ؟!

ثم أین من تأریخ الشیعة والتشیع ماتعرضوا له من إضطهاد وحروب إبادة؟! ماهو دور الحکام فی أنهار الدماء.. وأنهار المداد أیضاً ؟!

بعد هذا: هل تقاس قوة منهاج أهل البیت بنقاط کالإرث والطلاق ، أَلیس فی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) من نقاط القوة إلا هذه الأمور؟!

ص: 157

وکتب ابن أبی التراب:

یا أحمد الکاتب ، أنصحک لا تجعل کتاباتک تؤدی الی مزید من الإستهزاء بک والسخریة ! ما ذکرته من انحسار زمنی للتشیع ، ابتداء من الماضی إلی الحاضر ، لا یمکن أن یقوله ألد أعداء الشیعة ! بل إنهم یعترفون الآن من خلال نشراتهم السریة بانتشار ظاهرة التشیع ، ویعقدون الإجتماعات فی سبیل التخطیط من أجل وقف هذه الظاهرة ! ولقد وقعت بیدی إحدی تلک النشرات تستصرخ لما یجری فی البوسنة وبعض المناطق الإفریقیة ، وهذا بالطبع إشارة واضحة لمدی سرعة إنتشار التشیع ، ولیس إنحساراً کما تعتقد !

أما الماضی ، فلم یکن عصر انتشار التشیع ، بل کان عصر انتشار المذاهب الأربعة بواسطة الحکام والسلاطین العباسیین ، ومن جاء بعدهم إلی فترة الإحتلال العثمانی ، والذی لعب العثمانیون دورهم فی نشر المذهب الحنفی بالصورة الکبیرة التی تراها ، وکان ذلک من منطلق فتوی لأبی حنیفة أجازت الخلافة الإسلامیة لغیر عربی ، والتی تفرد بها أبو حنیفة دون غیره من المذاهب الأربعة .

یا أحمد: أدعو لک أن یهدیک الله وتعود لرشدک ، وتضع مغریات الدنیا خلفک والله هو الرزاق ! فأنت تحمل مسؤولیة أطفالک ومصیرهم یوم القیامة ، فانظر یا أحمد أین ترید أن تقف وأهلک معک؟ وَسَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ .

وکتب عبد الحسین البصری:

إلی مَن یدعی إنحسار التشیع ! إلیک بعض کتب هؤلاء المؤمنین أعزهم الله ووفقهم وسدد خطاهم: http://www.aqaed.com/3_2.html ، ثم أدرج له الشیخ عبد

ص: 158

الحسین البصری فهرساً بمؤلفات مستبصرین من بلاد إسلامیة مختلفة .

وأجابه عدد من الإخوة ، وکتب له العاملی بتاریخ:27/8/2000:

ماذا نصنع لمن یقرأ التاریخ والواقع بلا منهج؟ ویقرأ التشیع بسطحیة لا عمق فیها ، وتشکیک لا إیمان فیه ؟! لکن الذی سرنی ، بل سر قلب الزهراء وروحها المشرفة من ملئها الأعلی فی أیام شهادتها ، صلوات الله علیها ، هذا التصدی المنطقی من هؤلاء الأبرار الأبطال الفضلاء العقلانیین ، والأجوبة التی قدموها ، والتی یکفی الواحد منها لهدایة هذا القارئ الی التهجی الصحیح والمنهج الصحیح . فقد خاطبه الأخ البرنس بدبلوماسیة أخذت بیده برفق الی خطئه .

وخاطبه الأخ الیاسری بنور الیقین وثقة العلم ، ملقیاً درعه للبحث والمباهلة کعابس بن شبیب .

وخاطبه ابن أبی تراب بأخلاق أبی تراب ، ملخصاً له القراءة الصحیحة للتاریخ .

وخاطبه هانی ملیناً له القول ، لعله یتذکر..

وخاطبه الهاشمی فوضع یده علی خطئه فی عدم التفریق بین التشیع بالمعنی العام والخاص .

وخاطبه السید الفاطمی مذکراً إیاه بأن أفکاره کأفکار شجرة الدر فی محاولاتها فرض التعمیم ، والقراءة من زاویة خاطئة .

وخاطبه الأخ السالک مبیناً له خطأه فی فهم ما هو غلو وتألیه ، وما هو مقامات معطاة من الله تعالی لعترة النبی الطاهرین(علیهم السّلام) ، وأنه وصل الی فهمها علماء وفاهمون کثیرون ، وقصر عنها قاصرون ومقصرون .

ص: 159

وخاطبه الأخ البصری فاتحاً عینیه علی أن ثمار القلوب فی العالم الإسلامی تعشو الی ضوء أهل البیت(علیهم السّلام) ، فالتشیع فی نمو واطراد ، وقبسه فی توهج ، وإن عشی العاشون عن ضوئه .

لعمری لو کان صاحبنا جاداً یرید العلم والفهم والإیمان ، لطلب من کل واحد منهم أن یفتح له موضوعاً ویدرس معه صفاً ، فی فهم التشیع والتاریخ ..

فهل یتوفق للإعتراف بالخطأ ، أم یبقی راکباً رأسه ، عاقصاً قرنیه ؟!

فکتب لاری:

الأخ العزیز العاملی: هل أفهم من رسالتک أنک ترید ما ذهب الیه الأخ السالک؟ وأنک تقول أن للأئمة ولایة تکوینیة ، وإنهم یعلمون الغیب ، وإنهم أفضل من الملائکة والأنبیاء والرسل؟ وإنهم.. وإنهم..

الأخ العزیز هانی: شکراً لک وأسأل الله العفو ، وما تفضلت به حسن ظن منک . أرجو أن یوفقنا الله فی السیر علی خطی أهل البیت ویرزقنا الهدایة والتسدید .

الأخ العزیز الهاشمی: الثقافة مسألة نسبیة ، وعملیة الإنتقال من مذهب الی آخر دلیل علی طلب المنتقل للحق بغض النظر عن الصواب أو الخطأ . وحسب علمی أن بعض الاأوة السودانیین الذین تحولوا الی التشیع کالمتوکل (صاحب کتاب: ودخلنا التشیع سجداً) تشیع علی یدی أحمد الکاتب ، فهل یجوز أن نمنع النقاش والحوار داخل المذهب ، ونتهم من یطالب بالدلیل علی وجود وولادة الإمام الثانی عشر بالخروج عن المذهب ، أو الإنحراف والضلال؟!

الأخ العزیز السالک: الغلو درجات ، وقد کان الشیخ الصدوق یعتبر من لایقول

ص: 160

بسهو النبی من الغلاة ، فجاء المفید واعتبر من یقول بذلک من المقصرین ، وکان هناک من یقول بحلول الله فی جسد الأئمة ، أو أنهم أنبیاء أو یوحی إلیهم . وهناک من یروی عن المفضل بن عمر روایة عن الإمام الصادق(علیه السّلام)یقول فیها: أنزلونا (!) عن الألوهیة وقولوا فینا ما شئتم ، وکان المفضل من قبل من الذین یقولون بألوهیة الإمام الصادق ، فلما نهاه عن ذلک اخترع تلک الروایة التی تنزل الأئمة درجة عن مقام الألوهیة وترفعهم فوق الأنبیاء والملائکة والمرسلین ، وهذا أیضاً غلو کبیر....(کذب لاری علی المفضل(رحمه الله)) .

وإذا سألتنی عن رأیی فی أهل البیت فإنی أعتقد التزم بما کانوا یقولون عن أنفسهم ، وإنهم عباد لله وأولیاء صالحون یخافون الله ویعبدونه ، ولا أعتقد بصحة کل ما یروی فی السر باسم التقیة وخلافاً لما کانوا یعلنون ، إذ أن کل الروایات المغالیة یروجها الغلاة سراً وینسبونها الی أهل البیت ولا یوجد علیها دلیل ، ولکن بعض السذج من الأخباریین یغرفون الروایات من بحر التراث بدون تمحیص ولا نقاش ، ویقعون لذلک فی مطبات الغلو والغلاة .

وحسب رأیی أن عامة الشیعة لایعرفون أساطیر الغلاة ، وأن الغلاة هم أقلیة صغیرة جداً فی الحرکة الشیعیة الواسعة .

ولست أدری ما یعتقد الأخ سالک ، وکیف یؤمن بما یؤمن هل عن اجتهاد وبحث واستدلال؟ أم عن تقلید وتصدیق بما کل ما یوجد بین دفات الکتب؟ ولم أفهم ما هو رأیه فی ضرورة الإجتهاد حول وجود الإمام الثانی عشر ؟

الأخ العزیز عبد الحسین البصری: إن انحسار التشیع مسألة نسبیة ، وقد طرحت

ص: 161

السؤال بالنسبة الی ما کان علیه الشیعة فی القرون الأولی .

الأخ العزیز البرنس: صحیح أن الشیعة عانوا ویعانون من بعض الظلمة والطواغیت ، ولکن أرجو أن تقبل منی أن بعض معاناتهم یعود الی بعض التطرف والغلو لدی قسم منهم . ودعنی أضرب لک مثلاً: ماهو موقف الشیعة إذا سمعوا بأن جماعة من النواصب أو الخوارج یریدون أن یسقطوا حکومة شیعیة أو یطالبوا أن یحصلوا علی حریة سب الأئمة؟ هل یتعاطفون معهم؟ أو ینصفوهم؟(ینصفونهم) أم یدفعهم الموقف المسبق منهم الی محاربتهم بلا هوادة؟ هکذا هو موقف الآخرین منا عندما یستقر فی أذهانهم أن الشیعة یسبون الصحابة ، ویطالبون بحقوقهم وحریتهم ویحاولون أن یقوموا بثورة ویسیطروا علی الحکم؟

أما (و) إذا کانت صورة الشیعة فی أذهان الآخرین معتدلة ، ولدیهم علاقة إیجابیة بإخوانهم السنة ، ولا یوجد من یغالی فی صفوفهم ، ولا یعرف عنهم سب الصحابة فإنهم قد یحصلون علی مواقف متعاطفة أکثر ، وانفتاح أکبر من قبل عامة المسلمین .

وکتب العاملی:

الأخ لاری ، هل تظن أنک بهذه الجملات المختصرة المبتسرة ، أجبت هؤلاء الإخوة کلاً عن زاویته التی فنَّد منها مقولتک؟!

إن أول ما تفتقر الیه مقولتک إثبات صحتها ونفی أنها خطأ أو هرطقة !

لقد طلب منک الإخوة أن تثبت دعواک ، وکان علیک أن تثبتها بمجرد أن طرحتها قبل أن یطلبوها ! فماذا تقصد بالتشیع وبالإنحسار بالضبط ؟

ص: 162

وما هو دلیلک علی دعواک الخاطئة علی هلامیتها؟

ثم ما أسرع ما تراجعت عنها فزعمت فی جواب الأخ البصری أنک تقصد فی التاریخ ولیس فی عصرنا ! مع أن کلامک وعنوان موضوعک عام ؟!

وأطرف ما فی ردک أن تقول إنک أدخلت الأخ السودانی فی التشیع ، فدخله خاشعاً ساجداً ! بینما خرجت منه أنت.. مکباً ناکصاً !!

أما عن الولایة التکوینیة ، فأنت وغیرک تعتقدون بالمعجزات والکرامات لأناس بوالین علی أعقابهم ! فما بالکم تستکثرون أن یعطی الله تعالی بعض القدرات لعترة نبیه(علیهم السّلام) ، أفضل أوصیاء لأفضل نبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، الذین قال فی حقهم (ذُرِّیَّةً

بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) ؟!

فابق فی موضوعک ولاتهرب منه ، فالعمر أقصر من شطارة الشُّطَّار !

وابحث معی إن شئت الولایة التکوینیة ، وواصل مع التلمیذ بحث إثبات ولادة خاتم الأوصیاء المهدی(علیه السّلام) ، المظلوم منک ومن سیئی التوفیق !

وکتب فرات بتاریخ:29/8/2000:

أولاً: إن عنوان الموضوع یحمل فی طیاته ظلماً کبیراً لهذا المذهب ، الذی طالما تعرض للظلم من قبل أعداء أهل البیت(علیهم السّلام) عبر التأریخ الملئ بالمآسی والآلام ، فکأنک قد فرغت من أن الإنحسار أمر واقع وثابت ، ولذا تتساءل عن أسبابه ، مع أن الواقع خلاف ما ذکرت !

وهذه الطریقة فی اختیار عناوین تفتقد الی الموضوعیة ، ویراد بها الحرب النفسیة، ونحن عندنا من الثقة بالله سبحانه وبأئمتنا ما یدفع عنا مثل هذه الأسالیب!

ص: 163

ثانیاً: نحن نسألک: متی کان التشیع یشکل الأکثریه فی العالم الإسلامی ، لکی تقول أن هذه الأکثریه قد انحسرت ؟ بل خط التشیع کان یمثل الأقلیه النوعیة فی هذه الأمة ، والسر فی ذلک معلوم وهو الحظر الشدید الذی فرضه حکام الجور الذین تعاقبوا علی التحکم برقاب المسلمین أغلب الفترات التأریخیة ، حیث ساموا أبناء التشیع ألوان العذاب ، فکانت الأکثریه التی تحب السلامة ولو علی حساب الحق ، تبتعد عن هذا الخط ! وهذا أمر واضح لا ینکره إلا مکابر .

ثالثاً: إن القراءة المنصفة للتأریخ تثبت عکس ما تزعم ، فإن نسبة التشیع فی تزاید ، وإن کان هذا التزاید قد تقل وتیرته فی فترات معینه ، ولکنه تزاید علی کل حال . وأما فی زماننا الحاضر فهذا التزاید یشکل ظاهرة بارزة ، بدرجة دقت لها أجراس الإنذار من قبل الوهابیه وبعض الأنظمة ! فعلی سبیل المثال: عدد الشیعه فی مصر قبل عشرین سنه لا یزید علی ثلاثة آلاف شخص ، وهم الآن یزیدون علی النصف ملیون خصوصاً فی صفوف المثقفین والکوادر العلمیة . وفی الیمن لم یکن عددهم یزید علی خمسمائه شخص ، وهم الآن یزیدون علی المائة ألف ، مع أن مئات الآلاف فی الیمن تنظر الی التشیع بعین الإکبار والإحترام ، وهم فی طریقهم الی إعلان التشیع کمذهب حق ! ولا یفوتک أیضاً الخط التصاعدی للتشیع فی المغرب العربی ، الجزائر والمغرب وتونس و...

وکتب لاری:

شکراً للأخت العزیزة الزینبیة ، وللأخ العزیز المتعلم علی سبیل نجاة ، وللأخ البرنس.. وأطلب منهم الإستمرار فی إغناء الحوار والتفکیر فی نقاط الضعف

ص: 164

المسؤولة عن انحسار التشیع فی العالم ، بالنسبة لما کان علیه من قبل وکیفیة التقدم نحو الإمام؟

الأخ العزیز العاملی حفظه الله: أعتقد أنک فهمتنی خطأ ، أو ربما بالأحری إنی لم أستطع أوضح لک بعض النقاط ، لقد قصدت من جوابی للأخ البصری أن التراجع والانحسار الحالی هو بالنسبة الی الإنتشار والتوسع فی الماضی ، ولم أقصد الإنحسار فی الماضی .

وعلی أی حال أنا لا أعتقد بمعجزات إلا للأنبیاء من أجل إثبات نبوتهم ، أما غیری ممن یعتقد بمعجزات وکرامات لأناس بوالین علی أعقابهم ، فلست مسؤولاً عنه ، وفی الحقیقة لا أعرف أولئک الذی یعتقدون ، ولم أر الذین یبولون علی أعقابهم ، ولا أدری أین رأیتهم أنت؟ وکیف رأیتهم؟

وإذا کان ثمة من یعتقد بأساطیر لبعض الناس فهذا لا یستدعی أن نختلق أساطیر أخری وننسبها لأهل البیت وأولیائه الصالحین ، فإن فضلهم وعلمهم وتضحیاتهم وأخلاقهم تغنی عن اختلاق المعاجز والأساطیر لهم ، إلا وإذا کنت تستهدف من وراء ذلک إثبات النبوة لهم ، أو العلاقة الخاصة بینهم وبین الله .

أفهم من قولک أنک تؤمن بالولایة التکوینیة لأهل البیت ، ولا أرید أن أناقشک فی ذلک ، ولکنی أردت أن أقول أن وجود أمثالک ممن یروّج لهذه الأفکار المتطرفة والمغالیة ، یسئ الی التشیع وینفّر الناس عنه ویبعدهم عن أهل البیت ، وهل ترید دلیلاً أکبر من ذلک ؟

وکتب رحمة العاملی: شر البلیة ما یضحک ! (مستر أبو أمل).. ورغم کل

ص: 165

الأیام العصیبة التی مرت علی التشیع ، فما انحسر ولا انطفأت جذوة نوره ! کان الأولی أن تسأل یا (لاری) لماذا کثر الإفتراء علی التشیع فی هذه الأیام رغم أن الله وله الحمد شاء أن تنهزم وتذل أعتی قوة فی هذا العالم ، علی ید التشیع ، سواء فی لبنان أو إیران .

لاری یطرح مواضیع عن الشیعة ویهرب من مناقشتها !

اشارة

قال العاملی: کثرت استطرادات لاری فی انتقاد الغلو ، وتأیید الإصلاحیین الدیمقراطیین الإیرانیین ، فکتب له نصیر المهدی بتاریخ: 28/8/2000:

ما زلت یاسید لاری تنط بعیداً عن الموضوع ! لقد اطلعت علی مداخلتک قبل أن تحذفها ویاللأسف ! لأنها تظهر مبلغ علمک فی أصول الدین والإجتهاد واستنباط الأحکام !

نأمل أن تعود لصلب الموضوع الذی طرحته هنا وسرعان ماتهربت منه !

وحتی تعود الیه لابأس من الرد علی بعض نطنطاتک... وما أردت تناوله هو إبطال هذا الزعم الذی تسوِّقه خاصة فی حملتک ضد الشیعة والتشیع ، التی یوظفها صاحب جریدة الزمان ، رئیس هیئة الدعایة والحرب النفسیة الصدامیة إبان العدوان علی إیران ، فی حملته الطائفیة المسعورة ضد الشیعة...

وها أنت فی مداخلتک التی حذفتها تعود الی طلبک بأن یعقد علماء الشیعة ندوة لمناقشة أطروحاتک ، وفی هذا لعمری کل الغرور !

ص: 166

فأنت تعطی لشبهاتک فوق ماتستحق ، ولاشک تعرف مثلما نعرف بأنک لم تصمد إمام تلامذة بسطاء فی مدرسة أهل البیت(علیهم السّلام) فتبرقعت باسم أبی أمل ، فما حاجتک بعد الی ندوة یعقدها العلماء لمناقشة الشبهات التی تسوقها ، إلا أن تقدم وسیلة أخری لخصوم الشیعة الذین تعرفهم بأن علماء الشیعة ، قد عجزوا عن مواجهة أحمد الکاتب !!

مشکلتک أنک تتبع منهجاً خاطئاً فی البحث ، إذ أنک تضع النتیجة سلفاً ، ثم تحاول أن توظف جمیع الوسائل بما فیها الوسائل غیر المشروعة کالتحریف والتزویر وإنتزاع الأخبار من سیاقها ، لتثبت أن نتیجتک غیر الموضوعیة صحیحة وثابته ! وفی هذا حاولت أن تبالغ فی شأن الفرق التی ظهرت ، أو تلک التی اُختلقت لغایات فی نفوس مختلقیها ، بل وتبالغ حتی فی عددها ، ورغم أن بعض هذه الفرق التی صنعتها المخیلة الشعبیة فی فترات الإبادة الجماعیة لشیعة أهل البیت(علیهم السّلام) ، التی اقتضت منهم ستر تشیعهم کالفرقة السحابیة ، أو تلک التی اختلقها کتبة السلاطین للطعن فی عقیدة الشیعة کالکیسانیة التی اخترعت لتشویه حرکة المختار الثقفی علیه الرحمة والرضوان ، وکل هذه الفرق اختلقت لتشویه حقیقة التشیع !

أقول: رغم أن حقیقة هذه الفرق لاتصمد ولم تصمد أمام البحث الجاد والموضوعی ، فإنک تبالغ فی هذا الشأن کی تثبت ولن تستطیع ، أن التشیع الحالی هو فرقة صغیرة تطورت من بین فرق عدة فی ظروف غیر طبیعیة !

ومن مبالغاتک أنک لم تکتف بما تذکره کتب الملل والنحل ، فأضفت الیها

ص: 167

فرقتین من فرق الشیعة هما الحسنیة والحسینیة ، کما کتبت فی صفحة زوار صاحبک فیصل نور ! أشد الناس عداوة لآل البیت(علیهم السّلام) ، ناهیک عن شیعتهم !

وعلی ذکر اتخاذک الجعفریة مذهباً لک: هل تدلنا یاسید لاری ما هی أصولک وفروعک ، وکیف تستقی أحکام دینک ؟!

تدعی أن من أسباب تقلص الشیعة المزعوم نظرتهم للآخرین واتهامهم بالضلال ! وفی هذا یاسید لاری تبرئة الجلاد من دم الضحیة ، واتهام القتیل بأنه قد حز رقبة جلاده بسکین !!

ومرة أخری إما أنک تجهل تاریخ المذاهب الإسلامیة ، وما بینها مما صنع الحداد ، أو أنک تغض الطرف عن الحقیقة وتتمسک بالتزویر دلیلاً !

وهنا لابد من سؤال یاسید لاری.. خذ أیاً من المذاهب الإسلامیة ودع الشیعة جانباً: هل تعتقد أن أحداً من أئمة المذاهب الإسلامیة یجد إماماً لمذهب آخر علی حق ، وإذا ما معنی تعدد المذاهب الإسلامیة إلا العبث !

فَرْقُ الشیعة عن غیرهم من المسلمین یالاری: أنهم لایکفرون مسلماً ینطق بالشهادتین ، أما هم فضحایا حملة تکفیر مستمرة منذ صدر الدولة الأمویة وإلی یومنا هذا ! وأعتقد أنک تعرف مایترتب علی التکفیر من استباحة الدم والمال والعرض ! ودونک ساحات خصوم الشیعة ، لتری حملة التکفیر علی قدم وساق ، وهات لنا مثلاً واحداً عن الشیعة یکفرون فیه المسلمین الآخرین !

ما تقوله عن إیران رغم تباکیک المفتعل ، أقول تباکیک لأنه لا أحد یحاول تشویه سمعة إیران کما تفعل ، ومقالاتک الهادفة فی جریدة الزمان تشهد بذلک .

ص: 168

رغم هذا فالتجربة الإسلامیة فی إیران هی تجربة بشر یخطئون ویصیبون ، ورائدهم فی ذلک فهمهم للإسلام وإخلاصهم له ، وهی تجربة لها الکثیر من الجوانب والأبعاد السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة والثقافیة المتداخلة والمعقدة ولایمکن أن تُحمل الأمور ما لاتحتمل ، فتضع وزر الإخفاقات علی التشیع !

علی أن مایسجل لتجربة إیران هو شفافیتها وترسیخ مؤسساتها ، وإتاحة الفرصة للشعب لیقول کلمته عملاً وقولاً .

ونعود الآن الی صلب موضوعنا الذی تتهرب منه: تقول إنحسار ، والإنحسار یعنی نقص الشئ وتقلصه ، فأین هو الإنحسار ؟

إن کنت تقیس بالقرون الأولی ، فرغم عدم وجود إحصاءات عن عدد الشیعة فی تلک الفترة ، فهم کانوا آلافاً وقد أصبحوا الآن مئات الملایین !

ثم هل وجدت أو سمعت أن مجموعة من الناس قد ارتدت عن مذهب أهل البیت الی سواه ، حتی تقول أن التشیع قد شهد إنحساراً ؟

ما هو معنی الإنحسار عندک ودلالته ، ودلیله أیضاً ؟!

وقبل هذا: عن أی تشیع تتحدث وماهو دلیلک التأریخی بأن التشیع المزاجی الذی فی مخیلتک ، قد شهد الوجود یوماً ؟!

وهنا وجد لاری نفسه محاصراً بمنطق العلم ، فکتب مبرراً هروبه: (أشعر أن الجو غیر متکافئ للتعبیر ، أو أن هناک رغبة بإنهائه بأیة صورة وشکراً).

وکتب نصیر المهدی بتاریخ: 29/8/2000:

ما زلنا فی انتظار السید لاری لیأتینا بالخبر الیقین عن انحسار التشیع ، بإیضاح ما

ص: 169

یعنیه بالإنحسار ، ومعنی التشیع ! إذ یبدو أن هناک تشیعاً لا نعرفه ولم نسمع به من قبل ! وحتی یظهر دخانه الأبیض تجدنا مضطرین لمراجعة بعض أقواله هنا ، والظاهر والله أعلم أن طرحها هو الغایة من هذا الموضوع أصلاً ، لأن السید لاری قفز الی أمور أخری فی هذا الموضوع فشتته ، ثم قفز منه الی مواضیع أخری !

یقول السید لاری: إن الشیعة کانوا تیاراً حیویاً یعمل من أجل الأمة کلها ، ویمتد فی کل مکان ، ثم یاحسرتاه (وهذه لی) تحولوا الی طائفة صغیرة !

هذه (الحقیقة) المفزعة یرید السید لاری أن یرمیها فی روعنا ، فتأخذنا رجفة الفزع ، ثم نطلب مخرجاً أو دواء یشفی علتنا فنجده عنده: أن نلغی مذهبنا ، لأن وجوده یسئ الی الوحدة الإسلامیة ، بل ویؤذی مشاعر الآخرین !!

کیف ؟ بأن نتحول الی حزب سیاسی ذی رسالة سیاسیة واجتماعیة ، لاتختلف عن سائر الرسائل الإجتماعیة والرسائل السیاسیة التی یحملها الآخرون !

من هم الآخرون ؟ لایدلنا السید لاری علیهم ! ولکننا نستنتج من کلامه أن الآخرین عنده هم بقیة المذاهب الإسلامیة ، أو السلفیة !

یتعرض الشیعة لحملة تکفیر مسعورة، کنا نسمع بها ولانلمسها کما نلمس شعواءها الیوم ! ماذا یحدث لو أعلن الشیعة التخلی عن مذهبهم ؟ سیعودون مسلمین صافی العقیدة مقبولین داخل الأمة ، کما یقول السید لاری ؟!

ولا ننس هنا الشرط أن نختزل تشیعنا الذی هو رؤیتنا لدیننا الإسلامی ، الی حرکة سیاسیة ، بالمقارنة مع الآخرین الذین یذکرهم السید لاری !!

هل الآخرون حرکة سیاسیة لها رسائل اجتماعیة وبرامج سیاسیة ، کما تشاء لغته

ص: 170

الإنشائیة توصیف الأمور ؟ أم أنها رؤیة أخری موازیة للدین الإسلامی بصرف النظر عن التوافق والإختلاف ؟

وإذاً ، لماذا علی الشیعة التنازل عن مذهبهم بل قل عن دینهم ، من أجل أن یحظوا برضی وقبول الآخرین ولایحدث العکس؟!

والعکس هنا لیس أن یتخلی بقیة المسلمین عن رؤیتهم للإسلام علی ما بینهم من خلافات واختلافات ، وإنما أن یقبلوا بحق الآخرین وهم هنا الشیعة ، فی أن تکون لهم رؤیتهم وفهمهم الخاص للإسلام ، أسوة بالآخرین الذین یعنیهم السید لاری !

ویضرب السید لاری هنا مثلاً بائساً هو حرکة الإخوان المسلمین ، الذین یجدهم مثلاً لما یجب أن یکون علیه الشیعة حتی یحظوا برضی جمیع المسلمین ، إذ أنها أی حرکة الأخوان حرکة لکل المسلمین ! وفی هذا یثبت السید لاری جهلاً فی أصول المعایرة أو المقایسة ، التی لاتتم إلا بین شیئین من جنس واحد ، إذ أنه یقیس مذهباً بحرکة سیاسیة یجمع بین أعضائها برنامج العمل والنظام الداخلی ، ویختلفون فیما عداهما ! بینما الأمر بالنسبة للتشیع هو دین بتعلق بکل أمور الحیاة ، لیس الحیاة الدنیا وحدها وإنما الحیاة الآخرة أیضاً !

ثم إن حرکة الإخوان المسلمین لیست مفتوحة کما یتوهم السید لاری ، بل إن نظامها الداخلی یشترط فی العضو أن یکون مسلماً سنیاً ! وهذا یعنی أنها لیست مفتوحة لکل المسلمین ، إلا إذا کان الشیعة من ملة أخری !

ماذا یمقصد السید لاری من هذه المقایسة الفاشلة حکماً ؟ هل یجهل أنها غیر قابلة للتطبیق فی الحال هذه ؟ القصد واضح وجلی ! فالمطلوب هو إلغاء التشیع

ص: 171

الذی یخدش مزاج الآخرین ! لماذا ؟ لأن الأفکار المتطرفة التی دخلت التشیع قد أبعدت المسلمین عنه ، ونقاط الضعف التی أدخلها الغلاة والمنحرفون فی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) (وهذه منی حتی لا أخون الأمانة العلمیة التی عودنا لاری علی إحترامها) !

ولو تتبعنا الخیط الی آخره لوجدنا أن السید لاری یقصد بالغلو الذی یمجه العقل السلیم ، والأفکار المتطرفة التی تبعد الناس عن الشیعة والتشیع له تفسیر واحد ومعنی واحد ، رغم أن السید لاری یداور ویناور ویقتنص الروایات الضعیفة لستر غایاته ، هو الإمامة ! فدعوا الإمامة والولاء للأئمة الأطهار(علیهم السّلام) ، واترکوا کتاب الله خلف ظهورکم ، واترکوا وصیة رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی عترته(علیهم السّلام) ! وعندها سیرضی عنکم السید لاری ، والناس أجمعون !

وهل التشیع من قبل ومن بعد.. إلا الإمامة ؟! مهما حاول أن یلف أو یدور بالحدیث عن جعفریة وشیعة وإمامیة باطنیة !

هل کان الشیعة الأوائل یتبعون علیاً(علیه السّلام)لأنه عظیم من عظماء الأمة ، أعجبهم فیه شکله أو خلقه أو شجاعته أو حسن تدبیره أو بلاغته ؟ أم کان التشیع مجرد

عصبیة.. أی عصبیة ؟

هنا یقع السید لاری فی تناقض طریف.. هو یرید منا أن نتخلی عن جوهر التشیع وهو الإمامة.. لکنه بالمقابل یزعم التمسک بنهج أهل البیت ، حتی لایقطع حبل الوصل مع شیعتهم ! فیشکل الأمر حائلاً بینهم وبین تقبل أفکاره !!

فمن هم أهل البیت.. ولماذا یجب التمسک بنهجهم؟ هل لأنهم من عظماء وأمثلة هذه الأمة ، لماذا لانتبع غیرهم؟ ففی الأمة عظماء کثر ، وأمثلة تستحق أن

ص: 172

یحتذی بها ؟ ثم کیف نعین من هم أهل البیت(علیهم السّلام) .. هل هم خمسة.. هل هم عشرة.. لماذا هذا ولیس ذاک؟! ماهو نوع علاقة الإقتفاء.. وماهی محدداتها..؟

کل هذه تشکِّل إشکالات لایستطیع السید لاری الإجابة علیها ! لأن الإجابة إما أن تفضح تناقضه.. أو تفضح تخلیه عن التشیع.. الی أی شئ عداه !!

مع ملاحظة أننا ما زلنا ننتظر بفارغ الصبر أن یدلنا علی أحکام مذهبه الجدید ألذی یدعوه بالمذهب الجعفری ، مع إقامة الدلیل التأریخی العقلی والنقلی علی صحة هذا المذهب ، وانتمائه لمدرسة أهل البیت(علیهم السّلام) .

والسید لاری إذ یوحی بتحامله علی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) ، لا یخفی دفاعه المستمیت عن

خصومهم ! فالنصب عنده لا وجود له ! ولیس هناک من مسلم یطلع علی حیاة أهل البیت ولاینبض قلبه بحبهم وتذرف عینه الدمع حزناً علیهم !

یبدو السید لاری مرة أخری یجهل حقائق الأمور أو بالأحری یتجاهلها ، فکیف وقد سخر طغاة التأریخ کل جهدهم لحرف المسلمین عن حب أهل البیت(علیهم السّلام) . کیف وقد تباری وعاظ السلاطین وکتبتهم ومؤرخوهم فی تشویه الحقائق.. ومحو أی منقبة للأئمة الأطهار(علیهم السّلام) ..

کیف وساحات الحوار تشهد أن بعض المسلمین یحاولون بکامل وعیهم الإنتقاص منهم؟!

کیف وصاحبک فیصل نور الذی یضع مواضیعک فی صدر موقعه ، یری فی أعداء أهل البیت(علیهم السّلام) خیر البریة !

ویغالی السید لاری ، فیجد أن الصورة التی نقدمها الی المسلمین الیوم هی

ص: 173

المسؤولة عن تنفیر المسلمین ، أکثر مما یفعل الحکام الظلمة !!

فیالها من موضوعیة ! ماذا یفهم الناس الذین لایعرفون الشیعة أو التشیع عن کثب ، سوی اجترار الموروثات التی رضعها المسلمون الآخرون عن التشیع ، وتوارثوها جیلاً بعد جیل؟! هل یرید السید لاری أن ندله علی ما فعل الطغاة بالشیعة ، وکم سخَّروا للنیل منهم ومن عقیدتهم ؟!!

یأخذ السید لاری علی الشیعة أنهم یضللون الآخرین ویسبون الصحابة ، وقد تناولنا الأمر الأول فی رد سابق !!

حقیقة لا أری غایة لهذه الإتهامات إلا أن یقال فی أمکنة أخری ومواقع أخری: هاکم انظروا فقد شهد شاهد من أهلها ! رغم أنه لم یشهد.. فضلاً عن أنه لیس من أهلها ! وبهذا أظن أن السید لاری الذی یتشدق فی أماکن کثیرة بمطالبته بالحریة (بالطبع الحریة فی إیران ولیس فی مکان آخر) !

یرید أن ننتزع عقلنا وتفکیرنا من أجسادنا ، وندخل فی دوامة المحرمات التی لاتنتهی ، فلا نتأمل تأریخنا ولا نقلب ماضینا ، لأن کل شئ من هذا القبیل سیکون سباً وشتماً ! کما یذهب السید لاری ومن یحاکیهم (وإن من غیر جدوی) من التکفیریین الذین أغلقوا العقل بقفل محکم ورموا مفتاحه فی أعمق نقطة فی محیط ، لاتصله ید إنسان !

نقول هذا.. وما زلنا ننتظر أن یتحفنا السید لاری بما یؤید مزاعمه عن إنحسار التشیع ، إضافة لعوامله ، لنری أن کان له مایقوله عن زعمه وادعائه ؟!

وکتب متعلم علی سبیل نجاة ، بتاریخ:30/8/2000:

ص: 174

أقترح أن نکمل النقاش علمیاً ، ویکون الرد علی شکل متحاورین أو أکثر ، لجعل هذا الکویتب یستطیع أن یثبت ما ادعاه ، أو یتراجع عنه ویعلن خطأه ، أو یتهرب کما هی عادته !!

وکتب نصیر المهدی:

الأخ الکریم متعلم علی سبیل نجاة: نعم الرأی رأیک.. والنقاط المطلوبة واضحة محددة ، وهی الإنحسار المزعوم ، ومعنی التشیع عند الشیخ لاری.. لکن کما تری فالشیخ لاری الذی اتهم هجر ظلماً بأنها ترید إنهاء هذا الموضوع هجره الی موضوع آخر ، وصار معنی الإنحسار الإنتشار.. ونحن جمیعاً بإنتظار إستعادة الشیخ الی هذا الموضوع لنواصل معه دعاواه ، بعد أن لم نبق من شبهاته التی أثارها قفزاً علی الموضوع الرئیسی ، حجراً علی حجر !

اللهم صلِّ علی ولی أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

وعلق عبد الحسین البصری علی هروب لاری:

أمستْ خلاءً وأمسی أهلها ارتحلوا

أخْنی علیها الذی أخنی علی لُبَدِ

ص: 175

کذب لاری بأنه مهتم بنشر التشیع !

اشارة

والموضوع الثانی الذی کتبه لاری فی شبکة هجر حول التشیع، بتاریخ:29/8/2000 ، بعنوان: کیف نعمل علی انتشار التشیع؟ قال فیه: (وأود أن أوضح نقطة مهمة ناقشها الأستاذ نصیر المهدی وهی إعادة الحیویة للحرکة الشیعیة ، وأتوقف عند موضوع الإمامة والنص ، لأقول للأخ بأن التشیع لا یتمثل أو لا ینحصر فی موضوع الإمامة أو وجود الإمام الثانی عشر ، فهو أوسع من ذلک بکثیر .

أتذکر أن عدالة الإمام علی بن أبی طالب(علیه السّلام)کانت ولا تزال تستهوی الکثیر من المحرومین والمستضعفین ، بینما کانت ملحمة الإمام الحسین فی کربلاء تلهم الثوار والمجاهدین فی کل مکان ، وأن فقه الإمام جعفر الصادق(علیه السّلام)کان ولا یزال مصدراً غنیاً للکثیر من علماء القانون ، وهکذا الحال بالنسبة لعبادة الإمام السجاد ، وحلم الإمام الکاظم ، وکرم الإمام الحسن ، وبقیة الأئمة(علیهم السّلام) .

وإن هذه الأمور الأخلاقیة والعلمیة هی حصیلة تراث أهل البیت . وأری أن الأمة الإسلامیة التی تعیش الیوم حالة بشعة من الدیکتاتوریة والإرهاب أحوج ما تکون الی الحریة والشوری والدیموقراطیة ، وهذه موجودة فی تراث أهل البیت ویمکننا لو أحسنا استنباطها والترکیز علیها وتقدیمها للمستضعفین والمضطهدین أن ننشر مذهب أهل البیت بصورة أفضل بین عامة المسلمین .

أما الترکیز علی موضوع الإمامة ، فبالإضافة الی أنه موضوع غیر عملی لأنه لا

ص: 176

یمکن لأی أحد أن یرجع الخلافة الی أهل البیت ویسقط أولئک الحکام الذین جلسوا محلهم فی التاریخ ، فإنه سوف یعیدنا الی الوراء ویستفز السنة ویجرح عواطفهم بما یتضمن من دعوی الغصب والردة والنفاق لکبار الخلفاء والصحابة رضی الله عنهم... فکیف ترید من عامة المسلمین أن یغیروا نظرتهم الی الصحابة الذین لم یعرفوا النص أو لم یلتزموا به؟ وکیف ترید منهم أن یصبحوا شیعة علی أشلاء أحبائهم ؟ وهل هذا ممکن؟ ألا یشکل ذلک عقبة إمام انتشار التشیع ؟

فأجابه العاملی:

من معجزات(علیه السّلام)التشیع لإمامة أهل البیت(علیهم السّلام) أن کل العوامل کانت متوفرة لإبادته عبر العصور وبقی شامخاً ! وقد بدأت المؤامرات علیه منذ أن أقام النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )دولة الإسلام فطمعت بها قریش وتآمرت لقتل النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وأخذ خلافته !! ومع ذلک استمر التشیع وتنامی رغم أصعب الظروف !

والیوم ، نحن فی عصر قال عنه أمیر المؤمنین(علیه السّلام): ( لتعطفن علینا الدنیا بعد شماسها ، عطف الضروس علی ولدها..) وهو تعبیر بلیغ لمن فقهه .

وفی رأیی أن أهم خدمة یقوم بها لاری وأمثاله للتشیع أن یترکوه بحاله ، وینشروا أطروحاتهم السیاسیة بأسمائهم ولایحملوها للتشیع ، ولا یحاولوا صیاغته التشیع علی مقاساتها ! فاترکوه بحاله ، فإن الحقیقة تملک فی ذاتها إثبات ذاتها .

وکتب متعلم علی سبیل نجاة:

عجیب أمرک أخ أحمد الکاتب ! فمن یری ما تسطره یداک ویتأمل ویتروی لایشعر إلا وکأن عمر بن العاص قد خرج من قبره ! أتحسب أن مکائدک تنطلی

ص: 177

علی من لدیه أدنی فهم وعلم؟! خصوصاً فی العقیدة فی الإمامة التی تحاول أن تصور نفسک أنک من الباکین علیها وعلی التشیع العزیز؟!

فمنذ متی کان موضوع الإمامة غیر عملی کما تدعی؟ إن السنیین لا یقولون ما تقوله ، إلا الحشویة من النواصب الوهابیین الذین لا یستقر لهم قرار لذکر أهل البیت(علیهم السّلام) ولشیعتهم ، ویصدرون الفتاوی بتکفیرنا وهدر دمائتا ، فوجه کلامک الیهم لا الینا ، فهم إخوانک الآن وأحباؤک !!

دع عنک بکاء التماسیح ! فالتشیع بحمد الله تعالی سائر بقوة الله وتوفیقه , وانتشاره لاینتظر أمثالک ! وهو متنام بأنفاس وببرکة إمامنا الذی تنکره وتتبرأ منه , وقوی بإیمان المؤمنین به والمتمسکین بالعترة عدل الکتاب العزیز . قال ابن حجر فی الصواعق/96... قال السیوطی فی الدر المنثور:6/379: أخرج ابن عساکر عن جابر بن عبد الله الأنصاری: کنا عند النبی فأقبل علی فقال النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): والذی نفسی بیده أن هذا وشیعته لهم الفائزون یوم القیامة ، ونزلت:إِن الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ . فکان أصحاب النبی إذا أقبل علی قالوا: جاء خیر البریة . وأخرج ابن عدی عن ابن عباس قال: لما نزلت: إِن الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً .. قال رسول الله(ص) لعلی: أنت وشیعتک یوم القیامة راضین مرضیین . والسلام علیکم .

فکتب لاری مداخلة طویلة خارجة عن الموضوع بتاریخ30/8/2000, جاء فیها: (وعندما قام بعض الفقهاء برفض نظریة الإنتظار وأقام الدولة الإسلامیة ، بقیت بعض المخلفات من الأفکار القدیمة ، وقامت بإفشال التجربة الإسلامیة وتحویلها

ص: 178

الی دیکتاتوریة شمولیة ، بإعطاء الولایة المطلقة للحاکم باسم النیابة العامة للفقیه عن الإمام الغائب ، وهو ما ألغی حق الأمة فی محاسبة الإمام ومراقبته ومشارکته فی السلطة . وهنا قام أحد أبناء الحوزة العلمیة (أحمد الکاتب)وبحث أسس نظریة ولایة الفقیه ، وتوصل الی ولایة الأمة علی نفسها ، وبحث وجود الإمام الثانی عشر فلم یجد أدلة تاریخیة کافیة سوی فرضیات فلسفیة وحکایات سریة ضعیفة... وقد طلب الکاتب من عدد کبیر من العلماء عقد ندوة علمیة لمناقشة الأفکار التی توصل الیها قبل وبعد نشر کتابه . فما هو رأیکم فی عقد هکذا ندوة فی الحوزة یحضرها الکاتب ، ویتم مناقشته بموضوعیة ؟ وما هو موقفکم من ضرورة الإجتهاد فی الأمور العقائدیة؟

قال العاملی:

وهکذا أفصح لاری عن تفسیره التزویری للثورة الإسلامیة الإیرانیة بقوله: (وعندما قام بعض الفقهاء برفض نظریة الإنتظار وأقام الدولة الإسلامیة بقیت بعض المخلفات من الأفکار القدیمة وقامت بإفشال التجربة الإسلامیة وتحویلها الی دیکتاتوریة شمولیة ، بإعطاء الولایة المطلقة للحاکم باسم النیابة العامة للفقیه عن الإمام الغائب ، وهو ما ألغی حق الأمة فی محاسبة الإمام ومراقبته ومشارکته فی السلطة ). فهو یقصد أن الإمام الخمینی(قدسّ سرّه)کانت ثورته رفضاً لعقیدة وجود الإمام المهدی(علیه السّلام)وإنتظاره ! ثم زعم أن أفکار السید الخمینی(رحمه الله)القدیمة الموروثة أقنعته بالنیابة العامة عن الإمام المهدی(علیه السّلام)فتحول الی دیکتاتور ! ثم نبغ عبد الرسول لاری وجاء بنظریة لإنقاذ إیران والعالم !

ص: 179

وکلامه کذب واضح ، لأن الإمام الخمینی(رحمه الله)لم یتنازل لحظة عن الإعتقاد بوجود الإمام المهدی(علیه السّلام)وإنتظاره ، بل کان یؤکده دائماً ، کما أنه فی بحوثه الفقهیة السیاسیة استند الی تواقیع الإمام المهدی(علیه السّلام)فی نیابة الفقیه عنه . لکن لاری یرید أن یسوق بدعته ویسجل عداءه للإمام الخمینی(رحمه الله) ! ویمدح نفسه بأنه مفکر عظیم اکتشف الکهرباء واخترع البارود ، فقال: (وهنا قام أحد أبناء الحوزة العلمیة (أحمد الکاتب) وبحث أسس نظریة ولایة الفقیه ، وتوصل الی ولایة الأمة علی نفسها ، وبحث وجود الإمام الثانی عشر فلم یجد أدلة تاریخیة کافیة) .

مع أن فکرة الشوری مطروحة من الکتاب المسلمین قبل أن یولد لاری ، لکنهم جمیعاً مثل لاری لم یقدموا لها آلیة ، ولا استطاعوا إثبات تطبیقها تاریخیاً !

ثم کتب لاری بتاریخ:30/8/2000:

الشیخ الجلیل العاملی حفظه الله: أعتقد أنک توافقنی بعدم وجود وصی علی الشیعة والتشیع والحرکة الفکریة والثقافیة ، وأن کل شیعی أو مسلم له حق دراسة التراث الإسلامی والشیعی ، واختیار ما یری أنه صائب ومفید ، ونقد ما یعتقد أنه مضر بالوحدة الإسلامیة أو لایعتمد علی أدلة علمیة شرعیة کافیة . وقد طرحنا السؤال السابق عن عوامل إعاقة انتشار التشیع ،إیماناً منا بوجود قضایا سلبیة فی التراث بحاجة الی مناقشة ومراجعة ودراسة وحوار ، وکلنا ثقة بالإخوة المشارکین وقدرتهم علی التفکیر والإجتهاد وإبداء الرأی ، فهل تحرم الإجتهاد علی المسلمین؟ أو تحاول أن تفرض صیغ(الصحیح صیغاً) موروثة معینة علی الناس؟ ولا ندری هل اجتهدت فیها أو بحثت؟ أو أنک تسارع للرد؟ ألا تعتقد أن

ص: 180

الإجتهاد فی العقائد واجب علی کل مسلم ، وأنه مثاب علی قدر إجتهاده ! فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر؟

الأخ العزیز المتعلم علی سبیل نجاة المحترم: کنت أقصد من قولی بأن موضوع الإمامة غیر عملی: أن القول بها الآن لن یعید الخلافة "المغتصبة" الی أهل البیت(علیهم السّلام) ، ولن ینزل الذین حلوا محلهم من عروشهم . وإن المتبقی والواصل إلینا بعد أکثر من ألف عام علی غیابهم هی ثقافتهم وفکرهم وفقههم وعلمهم وأخلاقهم وعبادتهم وسیرتهم وسلوکهم ، وهذه أمور یمکن أن نقدمها لجمیع المسلمین ، دون أن نختلف علیها ودون حاجة الی أن نثیر قضایا تاریخیة عقیمة بائدة . وأنا أعرف أن99 بالمائة من الشیعة أو بالأحری99 بالألف أو بالملیون من الشیعة ، مشغولون بقضایا مهمة کثیرة ولا فرصة لدیهم أو لا اهتمام بسبِّ هذا أو ذاک من الناس العادیین أو من الصحابة ، ولا یؤمنون بذلک .

ولکن هذا لا ینفی وجود بعض المتطرفین والغلاة من الذین لا عمل لهم سوی التشویش علی عامة الشیعة وتشویه صورتهم ، وذلک بطرح أفکار متطرفة تسئ الی الصحابة الکرام ، وتتهمهم بالنفاق والردة والانقلاب علی أهل البیت ، واغتصاب الخلافة منهم ، وعدم طاعة الله وطاعة الرسول ، وإهمال النصوص الواردة حول الإمام علی(علیه السّلام) . صحیح لیس کل الشیعة ، ولا کل من قال بنظریة الإمامة قال بذلک ، إذ یوجد من الإمامیة من لایعتقد بوجود النص الجلی ، وإنما بوجود نصوص تشیر الی أفضلیة الإمام علی وحب النبی له ورغبته فی خلافته وإرادته کتابة کتاب له ، ولکنه لم یکتب الکتاب عند وفاته .

ص: 181

وبالتالی فإنه لا یقول بمخالفة الصحابة الصریحة للنبی ، وإنما عدم فهمهم من تلک النصوص لإرادة الخلافة والحکم .

وبالتالی فلیس کل من قال بنظریة الإمامة یضطر الی اتخاذ مواقف سلبیة من الصحابة ومن الشیخین . ولکن من الواضح وجود بعض الأشخاص المتطرفین الذین قاموا بقراءة التاریخ قراءة معینة ، علی أساس نظریاتهم الکلامیة ، ثم کتبوا التاریخ کما یشتهون ، وعندما یرید أحد الیوم أن

یناقشهم فی قراءتهم الخاصة والباطنیة یقلبون الدنیا علی رأسه ویتهموه (یتهمونه) بالخروج من الدین . وهذا ما یدفعنا الی البحث عن عوامل إعاقة انتشار التشیع وإقامة علاقات إیجابیة مع عامة المسلمین تقوم علی إحترام الصحابة واتباع منهج أهل البیت(علیهم السّلام) .

فأجابه متعلم علی سبیل نجاة:

1: هل تستطیع إثبات أن القضایا التی وقعت فی الصدر الأول ، والتی تعبر عنها أنت بأنها تاریخیة ، عقیمة ، ولا ربط لها بالواقع والعقائد ؟

2: نتیجة لتضارب أقوالک فی ردک ، لم نعرف رأیک صراحة فی مسألة اغتصاب الخلافة من علی(علیه السّلام) ، فمرة تعبر عنها بأنها مغتصبة ، ومرة تنحی بالقول هذا علی الغلاة من الإمامیة ، فهلا صرحت لنا برأیک صراحة ؟

3: من هم الذین لایعتقدون بوجود النص الجلی وعدم مخالفة الصحابة لأوامر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی کتابة الکتاب ، وإنما هو عدم فهمهم للنصوص لإرادة الإمامة؟ وهل بینت لنا حجم هذه الطائفة ، ومن هم هؤلاء من الإمامیة ؟ ثم ألا تعتقد أن لغة الأحصائیات لدیک قویة (شویة) ! خصوصاً وأنا متعقد من نسبة99% !!

ص: 182

وأجابه العاملی بتاریخ:30/8/2000:

الأخ أبا أمل: قلتَ: (توافقنی بعدم وجود وصی علی الشیعة والتشیع والحرکة الفکریة والثقافیة وأن کل شیعی أو مسلم له حق دراسة التراث الإسلامی والشیعی..).

أقول: قصدک من التعبیر بالوصی علی الشیعة ، منعهم من التفکیر !

لکن لماذا لا تقول: إن کل دین وکل مذهب له أصوله الفکریة والفقهیة ، ولا یصح تعویم الإجتهاد فیه لکل من هب ودب ؟!

نعم إن لکل شیعی ومسلم الحق فی الدراسة ومحاولة الفهم ، وطلب العلم فریضة . لکن إذا لم تشترط شروطاً للإجتهاد فقد عومته ، وصارت نتائج الجمیع متکافئة فی المعذریة والمنجزیة ، وأعطیتهم حق دعوة الآخرین الی اجتهادهم ! فأی مذهب فی الدنیا یقبل بهذه الغابة ؟!!

أنت فی لندن یا أحمد ، فطبق نظریتک المتهافتة فی مجتمع أو دولة ، وأعط الجمیع حق الإجتهاد فی القانون ! فماذا یکون لو أعطیت المحامین والخصوم أن یجتهدوا بخلاف اجتهاد القضاة.. الخ.!

قلتَ: (وقد طرحنا السؤال السابق عن عوامل إعاقة انتشار التشیع ، إیماناً منا بوجود قضایا سلبیة فی التراث بحاجة الی مناقشة ومراجعة ودراسة وحوار ، وکلنا ثقة بالإخوة المشارکین وقدرتهم علی التفکیر والإجتهاد وإبداء الرأی ، فهل تحرم الإجتهاد علی المسلمین؟ أو تحاول أن تفرض صیغ (صیغاً) موروثة معینة علی الناس)؟

أقول: من واجبی الرد لأنک ترید أن تضلل القارئ بحجة وجود سلبیات فی التشیع ، وتصوغه بصیاغة سیاسیة حسب فهمک المحدود ، وتقدمه للناس علی أنه

ص: 183

التشیع الصحیح ! وبذلک فقد قفزت أربع مراحل معاً:

أولاً ، افترضت سلبیات وأخطاء فی عقیدة التشیع ، مع أنک عجزت عن إثبات واحدة منها ! وها أنت تهرب من مناقشة أی موضوع حتی آخره .

ثانیاً ، أنت تبحث عمن تغرر بهم وتضللهم بقولک تعالوا لکی نصلح التشیع وننشره ! وهذا تدلیس ، لأنک تخفی أنک ترید ضرب التشیع متذرعاً باسمه !

لماذا تخفی ما تریده وتتتناقض فیه وتهرب من تحدید موقفک من أعداء أهل البیت(علیهم السّلام) وأصول المذهب وفروعه !

ثالثاً ، أعطیت کل من یناقشک الحق فی الإجتهاد ، وأنهم یستطیعون أن یجتهدوا معک فی القضایا ، ولم تحترم اجتهاد أحد من الشیعة ! وهذا أسلوب غش علمی وسیاسی ، لغرض تخفیه ، أو نقص ذریع فی العلم والفهم .

رابعاً ، أراک تهاجم التشیع وتسمیه (الصیغ الموروثة) ! ألا تعلم أن هجومک علیه موروث ولیس جدیداً ؟! فأنت الذی تتبع صیغة موروثة من أعداء أهل البیت(علیهم السّلام) ! أما نحن فنری فی هذا الموروث المقدس الأصالة المتصلة برسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) الموحی بها

الیه من ربه عز وجل .

وختاماً ، عجبی لتناقضک کیف تعطینا حق الإجتهاد وتدعونا الیه ، ثم توبخنی لأنی أجتهد وأتبنی الصیغة الأصیلة للتشیع التی تسمیها موروثة فتقول: (فهل تحرم الإجتهاد علی المسلمین؟أو تحاول أن تفرض صیغ(صیغاً) موروثة معینة علی الناس؟) فما هذا التناقض فی سطرین؟! أم أنک تحلل الإجتهاد الموافق لرأیک فقط ؟!

قلتَ: (ألا تعتقد أن الإجتهاد فی العقائد واجب علی کل مسلم ، وأنه مثاب علی

ص: 184

قدر إجتهاده ، فإن أصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر؟) .

أقول: لقد رفعت عقیرتک أنت وغیرک بمقولة (لا تقلید فی العقائد) لتضللوا بها جمهور الشیعة وتفصلوهم عن مراجعهم المتخصصین فی الفقه والعقائد ! فأعطنی مصدر هذا القول بتعمیمه من قرآن أو سنة ، أو قول واحد العلماء.. ولن تجده !!

إن الإجتهاد الواجب فی العقیدة هو أصل معرفة الله تعالی والنبوة والمعاد والإمامة ، بحیث إذا سئل لماذا تؤمن بالله ، لا یکون جوابه: لأن العالم الفلانی أفتی به ، بل لأنی فکرت وآمنت !! أما تفاصیل العقائد فیجب فیها التقلید ، وإلا حکمت بفسق کل عالم یجیب علی مسألة عقیدیة !! إن من السذاجة تحریم التقلید فی تفصیل العقائد وهی القسم الأکبر والأعقد من العقائد !!

أی إجتهاد تدعو الیه عوام المسلمین یالاری؟ وأنت لا تقبل منهم إلا ما یطعن فی عقائدهم؟! إنها دعوة مشبوهة أو جاهلة ، أو کلاهما !

وکتب له ابن أبی التراب:

الأخ أحمد الکاتب: تقول: (ولکن هذا لاینفی وجود بعض المتطرفین والغلاة من الذین لا عمل لهم سوی التشویش علی عامة الشیعة وتشویه صورتهم....).

أقول: یدل مما سبق أنک ترید اتهام علماء الشیعة بالغلو والتطرف بسبب طعنهم فی عدد من الصحابة ! وأراک یا أحمد ملء قلبک بالحقد علی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ، ففکرت بالإنتقام منهم علی حساب مذهبک !

فیا أسفاه علی تفکیرک إذ ضحیت بمذهبک من أجل الإنتقام ! فإنی یا أحمد أتحداک أن تحاورنی فی عدالة الصحابة الذین تعتبر نقدهم غلواً وتطرفأً ! أو

ص: 185

تحاورنی فی شرعیة خلافة الشیخین ! أخرج البخاری حدیثاً لایدع مجالاً للشک أن أغلبهم إلی النار ! فی کتاب الرقاق حدیث 6587عن أبی هریرة عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) قال: بینا أنا قائم إذا زمرة حتی إذا عرفتهم خرج رجل من بینی وبینهم فقال: هلمَّ ! فقلت: أین ؟ قال: إلی النار والله ! قلت: ما شأنهم؟ قال ارتدوا بعدک علی أدبارهم القهقری ! فلا أراه یخلص منهم إلا مثل همل النعم .

لاحظ قول الرسول: "حتی إذا عرفتهم" ولاحظ:"فلا أراه یخلص منهم" والبخاری یعترف بهذا الحدیث فهل تستطیع أن تنکره أنت؟! وبأی حق بعده تصف من ینتقد بعض الصحابة بالغلو والتطرف؟ فما هو دلیلک علی أن نقد الصحابة غلو؟!!

وکتب له نصیر المهدی:

حریٌّ بک یاشیخ لاری وقد سقت إتهاماً باطلاً لأهل هجر بأنهم یریدون إنهاء الموضوع الذی طرحته عن إنحسار التشیع المزعوم ! حریٌّ بک أن تعود الی موضوعک ذاک لا أن تهرب منه الی موضوع آخر ، بعد أن أثبت عجزک عن إثبات دعواک ، خاصة وأننا فی أوله ، فأنت لم تثبت بعد الإنحسار المزعوم ، ولم توضح ما هو تشیعک الذی ترید... تقول بأنک لاتدعو الشیعة للتنازل عن مذهبهم وعن دینهم (دینهم الإسلام من منظور أهل البیت(علیهم السّلام) حتی لایفتری علینا المفترون من کلمة دینهم) .

لن یحتاج من یتابع ما تکتب لأی جهد ، وأترک الحکم للقارئ ! مع ذلک فلنرَ تصورک للإمامة إن کنت ستبقی للتشیع أیة باقیة !

التشیع فی نظرک مجرد إعجاب ونظرة إحترام ، فشجاعة الإمام علی(علیه السّلام)أو عدله مثلاً ، وعبادة الإمام السجاد(علیه السّلام)، وحلم الإمام موسی بن جعفر(علیه السّلام)..

ص: 186

وهکذا مایختاره العقل المزاجی من صفات الأئمة(علیهم السّلام) بصور إنتقائیة تلفیقیة ، وعندها لانری من التشیع إلا مجموعة من الأهواء والأمزجة !

فما یحبه أحدهم من شجاعة الإمام علی(علیه السّلام)قد لایحبه آخر ویری الوداعة أولی ، وما یهواه أحدهم من عبادة الإمام السجاد(علیه السّلام)قد لایهواه آخر ویجده إفراطاً فی العبادة ، ومایعجب أحدهم من حلم الإمام الکاظم(علیه السّلام)قد لایعجب آخر لأنه قد یری أن الشدة والغلظة أولی !

مع أن موقف الإعجاب والإلترام لایشکل مذهباً أو طریقاً الی فهم الدین الإسلامی واستنباط أحکامه ، والعمل بمقتضاها ! وقد یشارکک بموقف الإعجاب والإلترام البعید عن التدین ، والعلمانی ، وحتی الملحد ، وهذا ما هو حاصل فعلاً !

الإمامة هی الفیصل بین التشیع وبین غیره من مذاهب الإسلام ، وهی لیست بهذا التصویر الکاریکاتوری الذی یقدمه رسام فاشل ، کما تفعل !!

تقول لنا إن الإمامة لاتقدم ولاتؤخر ، وإنها لیست عقیدة أهل البیت(علیهم السّلام) ، فأثبت لنا ولا تکتفی بإلقاء الکلام جزافاً !

إن إلتزام الشیعة الأوائل کعمار والمقداد وسلمان وأبی ذر علیهم الرحمة والرضوان بإمامة الإمام علی(علیه السّلام)کانت مجرد إعجاب بعدله ! أثبت لنا أن الشیعة الأوائل الذین سبقوا عهد الشریف المرتضی

طیب الله ثراه غیر شیعة الیوم !

أما نفخک فی نار التألیب علی الشیعة ، بحیث تظهرهم وکأنهم أصحاب عقیدة السب واللعن والطعن فی الشیخین ، فهذا إستعداء مکشوف لن یزکیک إمام الآخرین ، ولن یبرئ نوایاک إمام الشیعة !

ص: 187

وبصرف النظر عن الصورة الکاریکاتوریة التی تقدمها عن مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) قل لنا هل اتباعهم واجبٌ أم إختیاری؟ مادمت تعترف أن لهم مذهباً ؟

وإذا کان اتباعهم مزاجیاً واختیاریاً فأی السبل علی المسلم أن یتبع؟ وهل اتباعه لغیر مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) یکون مجزیاً؟ إن قلت نعم.. عندها فتمیُّز أهل البیت(علیهم السّلام) بمذهب هو مجرد عبث ورغبة فی التمایز . وإن قلت لا ، فقد أوقعت نفسک فیما تتهمنا به من تضلیل بقیة المسلمین !

ولنأت الی الأدلة والحجج: کیف تستقی أحکام دینک ، کیف تمحص الروایات الحدیثیة والتفسیریة والتأریخیة ؟ لماذا تتبع منهجاً إنتقائیاً فی تناول مثل هذه الروایات ، فتطعن فی روایات الشیعة تماماً مثلما یفعل خصومهم ؟ ولاتتناول بأدنی نقد ما یرویه أو یقوله غیرهم...؟! آمل أن نری منک أجوبة واضحة ومحددة فی هذا الموضوع ، والموضوع الآخر الذی بدأته وسرعان ما هجرته الی غیره ، بعد أن لم تسعفک إدعاءاتک الباطلة علی هجر. وإلا یاشیخ لاری فإن بضاعتک کاسدة بین شیعة آل محمد علیهم الصلاة والسلام ، لأنک ترید بیع الماء فی حارة السقائین ، فکیف وإذا کان ماؤهم هو الکوثر؟!

وکتب لاری: الأخ العزیز المتعلم: إن تسویق هذه النظریة الآن علی أنها نظریة الشیعة الوحیدة ، لایفید الشیعة ولا التشیع ، وسوف یسبب فی تعکیر علاقة الشیعة بالسنة الذین یحترمون الخلفاء الثلاثة والصحابة الکرام ، ویؤدی الی نفرتهم من التشیع ، ولن یجنی الشیعة من ذلک أیة فائدة .

أما وإذا تعرفنا علی فکر أهل البیت فی الشوری ونشرناه فی العالم ، فإنا نستطیع

ص: 188

أن نساعد فی انتشار التشیع وإشاعة المحبة بین المسلمین وتوحیدهم وتحریرهم من قبضة الطغاة والمستبدین ، وإطلاق فکرة عملیة مفیدة .

سماحة الشیخ الجلیل العاملی حفظه الله: أوافقک علی ضرورة وضع شروط للإجتهاد ، وهی: الإخلاص وتقوی الله ، والتجرد من المؤثرات الدنیویة والمصالح الشخصیة ، والإعتماد علی القرآن الکریم والسنة النبویة ، والبحث الجاد والإطلاع علی مختلف وجهات النظر ، والتأکد من

الروایات والنصوص ، والإعتماد علی المنطق الظاهری وعدم التأویل التعسفی ، وعدم الإعتماد علی الطرق غیر الشرعیة کالأحلام والکشف وما شابه . ولکن یجب أن لا نتخذ من الشروط وسیلة لقمع الحرکة الفکریة وفرض وصایة علیها ، بحیث نطلب من کل مجتهد الموافقة المسبقة علی آرائنا الموروثة . ولا بد أن نتفق علی قواعد وأصول وشروط للإجتهاد فی جمیع المدارس والمذاهب . کما یجب أن نعطی الآخرین الحق فی الدعوة الی إجتهادهم وعرض آرائهم ، ولا بد أن نقبل الإجتهاد فی کل طائفة . وبالطبع فإن أی إجتهاد لن یصبح قانوناً أو ملزماً للآخرین إلاوإذا(إذا) اتخذ خطوات دستوریة ، ووافق علیه عامة الشعب من خلال مجلس الشوری .

بالنسبة للنقطة الثانیة ، أنا أرحب بالطبع بردک وانتظره بلهفة ، ولم آت لمنتدی هجر لأستفرد بالأطفال والمغفلین ، وأنا أعرف بوجود فطاحل من العلماء من أمثالکم ، وأعطیک الحق فی أن تصفنی بما تشاء حسب وجهة نظرک ، أترکک لحساب الله یوم القیامة ، ولکن أرجو منک أن تعطینی الحق فی الإختلاف معک ، وعدم الحکم مسبقاً وغیبیاً علی شخصی المتواضع ، أو نیتی الباطنیة ، أو إطلاق

ص: 189

عبارات تهریجیة مثل التضلیل والتغریر والفهم المحدود والتدلیس والهروب والفرار والاستهزاء ، وما الی ذلک من المفردات الإعلامیة التی لایجهلها خادمکم الصغیر ، ولکن یربأ بنفسه عن استخدامها إحتراماً للقراء والإخوة المشارکین...

وقد تعجبت منک حیث دعوت الی التقلید فی تفصیل العقائد ، بدلاً من أن تدعو الناس الی الإجتهاد والتمحیص ، کأنک ترید إغلاق باب الإجتهاد وترک الناس مغفلین نیام (نیاماً) ومخدرین .

شیخنا الجلیل: هل نسیت أن الإسلام دین شعبی لا توجد فیه کنیسة ولا سدنة ولا باباً (باب) ولا أوصیاء علی الدین؟هل ترید بقولک هذا أن تجعل من نفسک مهیمناً علی حرکة الإسلام الفکریة والشعبیة؟ إذا کنت تحلم بذلک فاعرف أن الإسلام ومذهب أهل البیت أقوی من ذلک ، وأن الإجتهاد کان وسیظل مفخرة من مفاخر الشیعة والتشیع .

الأخ العزیز ابن أبی التراب: أنا لا أعتقد بعصمة الصحابة وأنهم فوق النقد ، ولکن أرفض اتخاذ موقف سلبی عام منهم بناء علی نظریة الإمامة والإعتقاد بوجود النص الصریح ، أو اتهامهم بالردة لأنهم لم یطیعوا الرسول الأعظم ، ولم یعطوا الخلافة منذ أول یوم للإمام علی بن أبی طالب ، وهذا هو التطرف الذی أعتقد أنه یفرق بین الإمامیة وسائر الشیعة والمسلمین.. ولا أعتقد بأن الإمام علی نفسه بایع الخلفاء تقیة وإکراهاً أو خوفاً ، أو أنه کان یعتقد بعدم صحة خلافة الخلفاء الراشدین ، أو أنه لم یکن یؤمن بالشوری ، ولو کان یؤمن بحقه الإلهی بالخلافة لما کان جاز له أن یقول بأنی لکم وزیر خیر لکم منی أمیر .

ص: 190

الأخ العزیز نصیر المهدی: إنک تؤمن بأن الإمامة هی الفیصل بین التشیع وغیره من المذاهب الإسلامیة الأخری ، وأنا أختلف معک فی هذه النقطة وأختلف معک فی أهمیتها المعاصرة وإمکانیة تطبیقها ، وأعتقد أن هذه الفکرة هی سبب تقلص التشیع وانحساره ! سألتنی: هل مذهب أهل البیت واجب أم اختیاری؟ وهل اتباع المذاهب الأخری مجز؟ وأقول لک: حسب رأیی فإن مذهب أهل البیت وخاصة المذهب الجعفری هو الأفضل والأصح ، ولکن ذلک لا یعنی التشکیک بصحة المذاهب الأخری ، فهم مجتهدون لهم حق الإختلاف ، وکما نطالبهم بإحترام إجتهادنا وخیارنا ، لا بد أن نحترم إجتهادهم وخیارهم .

لا یا أخی أن باب الإجتهاد مفتوح لیس للشیعة فقط وإنما لکل المسلمین ، ومن یجتهد ویری أن مذهب أهل البیت أفضل أقوی وأقرب الی الإسلام ، لا یعنی أن علیه أن یحکم بضلال المذاهب والإجتهادات الأخری.

وقد أحسن شیخ الأزهر سلیم عندما أجاز العمل بالمذهب الجعفری کواحد من المذاهب الخمسة أو الثمانیة . وکان علماء النجف فی القرن السابع عشر قد عقدوا مؤتمراً تحت ظل دولة نادر شاه الأفشاری وقرروا الإعتراف بالمذاهب الخمسة . ولا مشکلة بین المسلمین فی التعبد بأی مذهب فقهی...

وما دام الشیعة قد وصلوا الی الشوری فلماذا یصر البعض علی بحث التاریخ الغابر ، وأن أهل البیت کانوا أولی من غیرهم بالخلافة قبل أکثر من الف عام ؟! لماذا لا نهتم برفع رایة الشوری فی مواجهة الطغاة والظلمة والمستکبرین ؟!

وکتب له العاملی: أسجل إعجابی هذه المرة بهدوئک.. لکن لو واصلت نقاشک

ص: 191

بهذا الأسلوب وجاهدت نفسک لتبقی ضمن الموضوع ولا تخرج عنه ، لارتحت وأرحت ! وهذا جواب عن مجمل النقاط التی أثرتها ، وأرجو أن تحدد محوراً للبحث بدقة ولا نخرج عنه: إن التشیع الذی تفهمه تشیع سیاسی ولیس دیناً یدان به ! وبما أنه لایهمنی التشیع السیاسی ، لأنی لا أسأل عنه فی قبری وحشری ، فلا أری من المفید أن أبحث معک کیف ننشره !

قلتَ: (أوافقک علی ضرورة وضع شروط للإجتهاد وهی: الإخلاص وتقوی الله ، والتجرد من المؤثرات الدنیویة والمصالح الشخصیة...)

جوابه: الحمد لله أنک نقضت قولک السابق بوجوب الإجتهاد علی البر والفاجر والحافی الجاهل ! لکن الشروط التی ذکرتها متداخلة ومجملة وناقصة ، وقد بحث العلماء شروط الإجتهاد فی مجلدات مستقلة ، سواء القدماء کالشهید الأول(رحمه الله)فی مقدمة الذکری ، والمتأخرون فی بحوث باب (الإجتهاد والتقلید) من أبواب الفقه . وقد تعرض السنیون للإجتهاد فی أصول الفقه . فإن أردت البحث فیه فحدد مسألة منه وأنا حاضر ، لکی نتعرف مدی علمک بالإجتهاد .

قلتَ: (ولکن یجب أن لا نتخذ من الشروط وسیلة لقمع الحرکة الفکریة وفرض وصایة علیها ، بحیث نطلب من کل مجتهد الموافقة المسبقة علی آرائنا...) .

جوابه: هذا مطلب صحیح ، إذا کان المتصدی للإجتهاد أهلاً ، ولیس من الحفاة مدعی الإجتهاد ، أصحاب کلام الجرائد العامی العائم !

قلتَ: (ولا بد أن نتفق علی قواعد وأصول وشروط للإجتهاد فی جمیع المدارس والمذاهب . کما یجب أن نعطی الآخرین الحق فی الدعوة الی إجتهادهم وعرض آرائهم ، ولا بد أن نقبل الإجتهاد فی کل طائفة) .

ص: 192

جوابه: هذا المطلب محال ، لأن أهل المذهب الواحد یصعب أن یتفقوا علی شروط للإجتهاد ، فکیف بالمذاهب جمیعاً ؟ فلا بد لک أن تشترط أن یکون الإجتهاد علی أصول مذهب معین ، فیکون ملزماً فقط لمن یقلد ذلک المذهب ، وذلک المجتهد .

قلتَ: (وبالطبع فإن أی إجتهاد لن یصبح قانونًا أو ملزماً للآخرین إلا(و)إذا اتخذ خطوات دستوریة ووافق علیه عامة الشعب من خلال مجلس الشوری).

وجوابه: عن أی دستور وأی انتخاب تتکلم؟! وما صلة التصویت ومجلس الشوری باجتهاد المجتهد المتخصص؟! وهل رأیت أحداً من المسلمین یشترط هذه الشروط لنفوذ فتوی المجتهد الجامع للشروط؟!!

قلتَ: ( لایجوز الحجر علی الأفکار وفرض محکمة تفتیش علیها ، ومنع العلماء والمجتهدین من التعبیر عن آرائهم وأفکارهم لمجرد أنها تخالف الرأی العام..).

جوابه: نحن نتکلم عن الدین ، عن الإسلام ، عن التشیع الذی هو فریضة إلهیة علی الأمة بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، فما ربط ذلک بالسیاسة وصراعاتها ؟! أما إن فهمت التشیع اتجاهاً سیاسیاً وتطبیقات زید وعمر فی التاریخ أو الحاضر ، فاعذرنی عن أی بحث معک ، لأنی لا أؤمن بجعل تطبیقات غیر المعصومین(علیهم السّلام) میزاناً ، ولا أدافع عنها ، وقد أنتقدها . کما أنی لا أعتقد بوجوب أکثر من الأمر بالمعروف والدفاع بشروطهما قبل ظهور الإمام المهدی(علیه السّلام)، فإن کنت تعتقد وجوب العمل السیاسی لإقامة دولة الخلافة الدیمقراطیة فاعمل باجتهادک ، وابحث ما یخص هذا الموضوع مع من یعتقد ذلک مثلک .

ص: 193

قلتَ: (المهم أن الإنسان یفکر بحریة وبعیداً عن المؤثرات الشخصیة والخارجیة والمصالح الذاتیة... ، مثلاً أن الإنسان الذی یعمل موظفاً لدی ملک من الملوک لا یستطیع أن یفکر بحریة بشرعیة ذلک الملک . وکذلک من یأخذ الخمس باسم صاحب الزمان لایستطیع أن یفکر بحریة وتجرد....).

جوابه: هذه فقرة حشرتها حشراً فی الموضوع ، ووجهت فیها الإفتراء علی علماء الشیعة بأنهم: بلا دین ! وأنهم مرتزقة من الخمس ! وأنهم ذاتیون فی تفکیرهم وإجتهادهم ! وأنهم ظالمون للمفکرین یمنعونهم من الإجتهاد !

ثم استثنیت استثناء مبهماً فقلت أکثرهم ! وفی هذا الموضوع أخالفک واتهمک ! وأری أن جهازنا الدینی عبر التاریخ وفی عصرنا الحاضر ، أنزه وأنظف وأتقی جهاز دینی علی وجه الأرض ، سواء فی المسلمین والمسیحیین والیهود . ونقصد مجموعه الکلی وممیزاته ، وإن کان فیه سیئون .

فاختر موضوعاً واحداً من هذه الأربعة ، ولا تخرج عنه من فضلک ، لأعرفک علی: تدیُّن علمائنا وعدم تدین منتقدیهم ، ونزاهة علمائنا وارتزاق معادیهم ، وعلی البصیرة والیقین عند علمائنا والشک والریب والتزییف عند معادیهم ، وعلی الموضوعیة والصدق والتجرد عند علمائنا ، والکذب والتلفیق عند معادیهم !

قلتَ: (وإذا طلبت منک أو أی أحد الإجتهاد ، فهل هذا غش علمی وسیاسی؟) .

جوابه: إذا قلت لبقال إنک تستطیع أن تجتهد وتستنبط الأحکام فلا تقلد ؟ أو قلت لقصاب: لاتراجع الطبیب بل اقرأ أنت کتب الطب وعالج نفسک ! سیقول عنک الناس إنک جاهل ، أو غاش للمجتمع ومخرب لبنیته ! وهذا ما تفعله !

ص: 194

إن أمر الدین وأحکام الله تعالی أهم وأدق من الطب والمعالجة ! فلا تتصور أن دعوة عامة الناس الی الإجتهاد عمل عادی ، بل هی تضلیل وتخریب للبنیة الفکریة السلیمة للمجتمع ، أو جهل مطبق بألف باء التخصصات الطبیعیة والضروریة فی مجتمعات البشریة والمعرفة الإنسانیة !

قلتَ: (لقد اتهمتنی بأنی أرفع مقولة الإجتهاد وأعممها لکی أفصل غیر المجتهدین عن مراجعهم المتخصصین فی الفقه والعقائد ، وأقول لک بأن المراجع أنفسهم یؤکدون علی حرمة التقلید فی الأمور العقائدیة...).

جوابه: هذا کلام خطابی ومتناقض ! فکل دین له متخصصون لایصح تجاوزهم وهم فی الإسلام: نبینا(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، ثم الذین ورثهم الله الکتاب من المعصومین(علیهم السّلام) ، ثم الفقهاء الذین سماهم علماء ومستحفظین وربانیین . والدین بلا فقهاء کالطب بلا أطباء . بل إن تخصص الدین أصعب من الطب وشروطه أدق .

ولا تنظر الی الذین رخَّصوا الدین وعالم الدین والإجتهاد فذلک عمل سیاسی خبیث من أجل ضرب الدین ، أو انحراف وتمییع لمفهوم عالم الدین من أجل حطام الدنیا ! أما باقی کلامک فلیس فیه مطلب لیجاب علیه .

وکتب متعلم علی سبیل نجاة:

الأخ الکاتب: رغم تعلیقک إلا أنک لم تجب عن أسئلتی الثلاثة .

وکتب لاری بتاریخ:31/8/2000: أشکر الأستاذ الجلیل الشیخ العاملی علی مداخلته الغنیة ، وأرجو منه أن یسامحنی علی أی تقصیر .

فی نظری أن الخلاف الأساسی بین المسلمین کان سیاسیاً ، ثم اتخذ فیما بعد

ص: 195

طابعاً دینیاً . ونظریة الإمامة تدور حول من هو أحق بالحکم؟ وهل هو بالنص من الله أم بالشوری وانتخاب المسلمین؟..

الشروط التی ذکرتها للإجتهاد هی شروط عامة لکل باحث عن الحقیقة ، وکما تعرف فإن الإجتهاد درجات فی العقیدة والتاریخ والأصول والرجال والفقه واللغة والإجتهاد بصورة عامة هو التفکیر المنهجی السلیم العلمی الذی یمکن أن یقوم به أی شخص فی حدود اختصاصه . أما قضایا الدین العامة فهی تهمُّ جمیع المسلمین وعلیهم الإجتهاد

فیها ، وهی بسیطة ولیست معقدة جداً ، ولا تحتاج الی أخصائیین أو طبقة خاصة من الناس.. وکما تعرف فإن المذهب الإمامی کان یحرم الإجتهاد فی السابق ، ولا یزال الأخباریون یحرمون الإجتهاد...

قلتُ: إن علی المجتهد الذی یرید بحث موضوع الإمام المهدی مثلاً أن یبتعد عن استلام الخمس حتی یتحرر من أثر ذلک علی فکره ، ولم أتهم جمیع علماء الشیعة حفظهم الله بالإرتزاق والذاتیة وعدم التدین ، کما فهمت من کلامی ، فلیس جمیع العلماء کما ظننت ، بل إن معظمهم علی درجة رفیعة من التقوی والإخلاص والزهد فی الدنیا ، ولکن هذا لا یعنی عدم تأثیر الخمس الذی یؤخذ من الناس باسم الإمام المهدی علی عملیة التفکیر والإجتهاد فی أساس وجوده .

فأجبتُه: تضمن کلامک عدة مواضیع ، ولا یمکن مناقشتها إلا بعد تحدید محاورها وعباراتها . ولا بد من حل مشکلة منهجیة البحث معک وضمان وحدة الموضوع ، ومنع الخروج عنه الی موضوعات أخری ، فلنفق علی تحدید محور بسطور قلیلة ، ثم یوجه کل منا أسئلة الی الآخر فی الموضوع بسطور قلیلة ویجیبه

ص: 196

الآخر علیها بالضبط . فاقترح أنت الموضوع وصیغته التی تکون محور النقاش ، وحدد عدد الأسئلة لکل واحد . وشکراً .

قال العاملی: وهرب لاری من النقاش فی هذا الموضوع علی عادته ، فهو یلقی اتهاماته وأفکاره البائسة ، فإذا واجه الحق هرب من المناقشة !

موقف لاری من الشیخین والصحابة !

اشارة

کتب أبو طه (سلفی) فی شبکة الحق الثقافیة بتاریخ:31/3/2001 , موضوعاً بعنوان: سؤال لأحمد الکاتب ، قال فیه:

الأخ أحمد الکاتب: أرجو التکرم مشکوراً بالإجابة علی هذا السؤال المحیر فی التاریخ الإسلامی والشیعی خصوصاً: کیف بدأ الرفض عند الشیعة والمقصود هنا مسبة الشیخین خاصة والصحابة عامة ، وکیف انتشر ذلک؟ ما هو العامل الحقیقی فی رواج هذه الفکرة بین أفراد الشیعة علی الرغم من عدم وجودها لدی الشیعة الأوائل ، أو لنَقُل عدم وجود دلائل علیها فی بدایات التشیع؟!...

لا أنکر أن کثیراً من الشیعة أصبحت لدیهم البصیرة التی تمکنهم من قراءة التاریخ بإنصاف ، وأن تؤمن بدور الشیخین فی نشر الإسلام فی المعمورة بتمکین من الله وحده وبنیة خالصة لإعلاء کلمته وبألتزام ممن معهم من صحابة الصادق المصدوق . ولکن لا یکاد یوجد شیعی یقول بما کان یؤمن به شیعة علی فی الکوفة وهو حی حیث کان خاصته یقدمون الشیخین علی علی رضی الله عنه نفسه وهو ما تعلموه منه حین کان یثنی علیهم ویتبرأ ممن ینال منهم .

فکتب لاری بتاریخ:2/4/2001:

ص: 197

أشکرک علی مستوی وعیک الرفیع فی محاولة فهم الشیعة ، وهم کما قلت عرضة للتطور والتحول کأی مجتمع حی آخر ، ولذا فإننا لا یمکن أن نأخذ صفة قدیمة أو حدثاً معیناً لنعممه علی جمیع الناس عبر الدهور .

إن مشکلة التطرف ضد الصحابة أو الشیخین الجلیلین أبی بکر وعمر رضی الله عنهما ، کانت بسبب شبهة نظریة النص التی دخلت علی الشیعة فی القرن الثانی الهجری ، والتی أدت الی اتخاذ موقف سلبی من الشیخین باعتبارهما مغتصبین للخلافة من الإمام علی ، ولکن الإمامیة أیضاً ینقسمون الی أقسام، فمنهم من یعتقد بوجود النص الجلی علی الإمام علی ومنهم من یعتقد بالنص الخفی أی الإشارة من النبی الی فضل الإمام ولیس النص الصریح علیه بالخلافة ، وهؤلاء لا یتخذون مواقف سلبیة عنیفة من الصحابة أو الشیخین .

وکما تعرف أن ظاهرة الرفض أو العنف من الشیخین کانت متعلقة بنظریة النص فی الإمامة ، وقد انتهت تلک النظریة ، وقال الشیعة الیوم بنظریة الشوری فی الحکم.. وإذا کان الصفویون الذین کانوا سنة صوفیة ، وادعوا التحول الی المذهب الإثنی عشری یمارسون طقوساً خاطئة أو یلعنون الصحابة ، فإن الشیعة لا یتحملون خطئیتهم الی یوم القیامة ، ولا یعنی أن جمیع الشیعة أو حتی غالبیتهم تسیر علی هدی الصفویة ، وقد جاء بعدهم ملک إیرانی إسمه نادر شاه , أوقف اللعن وطالب الوحدة الإسلامیة ، وجمع العلماء السنة والشیعة فی مؤتمر ، واتفقوا علی مسائل مهمة وحدویة ، ولکن الدولة العثمانیة لم تستجیب(تستجب) له فی ذلک الوقت ، فهل نظل نجتر القضایا الخلافیة ونمزق وحدة المسلمین الآن؟ وقد

ص: 198

قلت أنت إن الشیعة الایرانیین تحولوا خلال عقدین قبل الثورة وبعدها والآن .

وکتب المحمدی:

وأما بالنسبة لأحمد الکاتب ، فإن المهم هو حسن العاقبة والثبات علی العقیدة , وإلا فإن التاریخ عندک شاهد علی ذلک ، وخیر دلیل أؤلئک الصحابة الذین قاتلوا مع رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولکن بعد أن انحرفوا عن الحق ذهبت أعمالهم أدراج الریاح ، والزبیر بن العوام خیر مثل . ثم إن اللاری لیس بأعلم من الهلالی والشلغمانی وابن باعوراء وغیرهم . إن الإنسان فی اختبار دائم الی آخر نفس فی حیاته ، فلیس الدخول الی الجنة هیناً:أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا یُفْتَنُونَ.

وکتب له المفید:

هل أنت أحمد الکاتب نفسه؟ لأن الجن یتشکل بأشکال مختلفة !

أمل: الله یستر علیها ویهدیها ، بنت الحجی الذی یدعی أنه من أهل العلم ! أرجو أن تسأل أباها عن قدر تحصیله الدراسی؟ ومن هم أساتذته المعترف بهم فی الحوزة؟ وأی المتون الدراسیة أکملها؟ یا أمل: لا یکون جوابه لک جریدة !

إلیکم وإلاّ لا تشد الرکائبُ ومنکم وإلاّ لا تنال الرغائبُ

وفیکم وإلاّ فالحدیث مزخرفٌ وعنکم وإلاّ فالمحدّث کاذبُ

http://alhag.net/forum/showthread.php?t=2486

(الشیعی) الذی جعل زفافه یوم عاشوراء أقرب الیه !

سألوه فی شبکة أنا المسلم کما تقدم: هل تعتقد أن هناک فرق بین الناس الشیعة

ص: 199

العادیین المغلوب علی أمرهم وبین من وصل الی مراتب ما یسمی آیة الله أو الحجة أو غیر ذلک .

فأجاب: ألاحظ أن الغیر متعمقین فی کتب الشیعة الذین لا یدرسون فی الحوزات ، أکثر اعتدالاً بکثیر ، وأقرب الینا نحن أهل السنة ، بکثیر من أصحاب المراتب الفقهیة والعملیة . فأنا أعرف شیعی(شیعیاً) یعیش فی هولندا من عائلة التمیمی ، کان یوم زفافه فی یوم عاشوراء وفی بلد عربی ، وکان الأمر عادیاً بالنسبة له . مع التزامه بالفرائض الإسلامیة المعروفة والواجبة علی کل مسلم .

(قال العاملی: لاحظ قوله: (أکثر اعتدالاً بکثیر ، وأقرب الینا نحن أهل السنة) ! فقد أظهر لاری نصبه لأهل البیت(علیهم السّلام) وسروره بزفاف صاحبه یوم عاشوراء ، وهذا عمل لا یقوم به إلا النواصب المتطرفون !

لاری یبحث عن موضوع لیطعن فی التشع

اشارة

کنت کتبتُ فی شبکة هجر بتاریخ:9/10/2000, موضوعاً بعنوان: ما هو مقدار علم الخلیفة عمر: عادی، متمیز، إلهام، وحی؟ جاء فیه:

من أجل تقریب الذهن الی عقیدتنا فی مقدار علم أئمتنا آل النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أطرح هذا السؤال علی الإخوة ، وأنتظر الجواب.. فلو أنهم راجعوا عقیدتهم أو مصادرهم فی علم عمر وترشیحه للنبوة ! وأنه کان یصحح للنبی أخطاءه !! وأنه کان محدثاً تحدثه الملائکة ! وأنه کان ملهماً رأی ساریة علی بعد أکثر من ألف

ص: 200

کیلو متر وخاطبه فسمع ! لَمَا تعجبوا من علم آل النبی الذین أمرنا الله تعای ورسوله بالتمسک بهم مع القرآن ، وأمرنا بالصلاة علیهم مع النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی صلاتنا.

وکانت مداخلات لبعض الکتَّاب الشیعة والسنة ، فدخل الی الموضوع أحمد الکاتب بتاریخ:1/11/2000، أی بعد أکثر من شهر من فتح الموضوع ، وکتب:

الأخوة الکرام السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته وهدانا وإیاکم لما فیه الخیر والصواب: لا أدری ماهی الفائدة من طرح أمور کهذه؟ وما هو الهدف منها؟ إن معرکة القدس لما تنته بعد ، وإن فرحة المسلمین بتلاحم حزب الله مع حرکة الجهاد وحماس والشعب الفلسطینی لم تکتمل بعد ، وإذا بنا نسمع أصواتاً من هنا وأصواتاً من هناک تحاول تمزیق الوحدة الإسلامیة ، فی وقت نحن بأشد الحاجة الی تعزیز هذه الوحدة الهشة ! کیف تریدون تحریر فلسطین وأنتم تخوضون فی أمور تارخیة شخصیة وتألبون(تؤلبون) السنة علی الشیعة والشیعة علی السنة؟

هل هذا من العقل والحکمة؟ حقاً أن بعض المشایخ لا هم لهم ولا عمل سوی تغذیة الخلافات المنقرضة والعیش علیها من أجل إشعال لهیب الفتنة الطائفیة .

لماذا لا یذهب الأخ العاملی للإنضمام الی مجاهدی حزب الله بدلاً من إثارة مواضیع مقرفة ومحزنة کالنیل من شخصیة الخلیفة الثانی عمر بن الخطاب رضی الله عنه...؟ إتقوا الله قلیلاً أیها المؤمنون . وإذا کان العاملی یرید أن یشعل فتنة طائفیة فلماذا یتخفی وراء اسم مستعار؟ ولماذا لا یفصح عن إسمه ویکشف عن هویته لکی یتحمل مسئولیة عمله بنفسه؟ هل یعی أن ما یقوم به عمل خطیر مضر بالشیعة قبل غیرهم ومسئ الی الوحدة الإسلامیة خاصة فی هذا الظرف العصیب؟

ص: 201

فأجابه عبد الحسین البصری:

الموضوع بکل بساطة یا أبا أمل حرر فی:5/10/2000 ، أی قبل الإنتفاضة ، فلا تزاید علی الأخ العاملی الذی ضحی بابنه شهیداً علی أرض الجنوب .

فالأب یجاهد بقلمه والإبن استشهد مجاهداً من أجل الإسلام . وفرق بین جهاد هذا العاملی وبین سکان لندن الذین لا یتقنون شیئاً سوی طرح الشبهات لإضلال الأمة! أما عن الموضوع فقد ذکر الأخ العاملی أسباب طرحه فی قوله: من أجل تقریب الذهن الی عقیدتنا فی مقدار علم أئمتنا آل النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أطرح هذا السؤال علی الإخوة وأنتظر الجواب.. فهذه أمور ینبغی مدارستها وذکرها وإیصالها للجمیع لیعرف الإنسان عقیدته ولیس فی ذکرها إثارة للفتنة وما ما سطرته من الأوهام ! یا أبا أمل لأنک لا تقرأ ، فلا غضاضة علیک إذا لم تفهم ما الفائدة وما الهدف من طرح مثل هذه الأمور !

وأجابه نصیر المهدی:

عجیب تناقضک یاشیخ لاری ، وموضوعک عن الثوابت الطائفیة ما زال جاهزاً ! عندنا لاشئ مقدس أو فوق الإجتهاد ، والقصد واضح ، فلا الإمام إمام ولا العقیدة عقیدة ، ولا المذهب مذهب ، وإنما مؤامرة باطنیة حاکتها أیدی الإثنی عشریة الذین استولوا حسب زعمک علی المذهب الجعفری ! الی آخر المعزوفة التی أتمنی أن تدعمها یوماً بدلیل من مصدر أو روایة ولا تکتفی بتردید رأیک الخاص وکأنه خلاصة بحث وتنقیب ، لا ردة فعل متعصب علی خیبة فی الحیاة والسیاسة اندفعت فیها متطرفاً ، ثم غادرتها أکثر تطرفاً ، فأردت الإنتقام لشخصک

ص: 202

من طائفة ومذهب ، ویمکنک أن تقول دین !

لماذا ترید الإجتهاد فی تأریخ وعقیدة الشیعة ومقدساتهم ، ولا تقبل من أحد أن یحذو حذوک ویختار أی شخصیة بالتحلیل والتقویم والتشریح ، ومن عجب أن تطالب الأخ العاملی بأن یکتب بإسمه ، ولو تذکرت حینما عدت الی هجر متنکراً بإسم أبی أمل کتبت لک بأنی أنا فلان الفلانی ، وأنت الشیخ لاری المسمی بأحمد الکاتب ! أما المزایدة فدعک من الکلمات الرنانة الطنانة ، وقد انسحبت من الکثیر من المناقشات بحجة انشغالک بالدراسة ، فإذا

بک تعود بکل الحماس والنشاط فی هذه الفترة بالذات فترة معرکة القدس ، ولاهمَّ لک إلا التألیب علی الشیعة وتأریخهم ومواقفهم ، فماعدا مما بدا حتی ترکت دراستک وعدت ترید الإنتقاص ممن مرغ العدو الصهیونی بوحل الهزیمة ، وفتح الأبواب نحو القدس؟!

وکتب عدد من الإخوة مدافعین عن طرح الموضوع ، فکتب لاری کلاماً طویلاً جاء فیه: أما ما أقوم به من نقد لبعض مظاهر وأفکار التطرف فی الساحة الشیعیة ، فهو بهدف الوصول الی جوهر مذهب أهل البیت والإبتعاد عن الغلو الذی کان یحاربه أهل البیت.. وربما کان الفقیه المصلح السید محمد حسین فضل الله حفظه الله قائد حزب الله الروحی ومؤسسه الأول ، یعمل من أجل أهداف مشابهة . إن هدفنا هو الدفاع عن الشیعة والتشیع ، والغریب أن البعض یغضبوا(ن)إذا ناقشت مرجعه وهو لیس إلا شویخ(اً) فی حویزة ، یطلق علی نفسه آیة الله العظمی ولکنه یرتضی لنفسه الإستهزاء بکبار الصحابة والخلفاء الراشدین!

ص: 203

فکتب عبد الحسین البصری:

لا حول ولا قوة إلا بالله . أنا لا أحب الکلام الکثیر والفارغ ! أنت دخلت علی الموضوع بلا معرفة وبیَّنا لک ، وادَّعیت الإصلاح وأنت أحوج إلیه ، فأصلح نفسک أولاً

! وأجب علی أسئلتی !

قلنا لک عدة مرات: تعال نبحث ماهیة الغلو والخرافات والبدع والأساطیر التی تدعی وجودها فی مذهب أهل البیت ، ولا تعید أسطوانتک المشروخة طمعاً فی إضلال الناس ، ومن أجل الشهرة وفتات المال !

ودُلَّنا علی هذا الشویخ أیها العالم ، واختر من تشاء لنناقشک فی علمه ، ونعقد مقارنة ضیزی بین علمک أیها العالم وبین هذا الشویخ ؟! فلا أنت ولا غیرک ولا أئمتک بمن فیهم کبار صحابتک یصلون للحظة فکر تجول فی ذهن هذا الشویخ !

ترمی بالتهم جزافاً هنا وهناک مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) ، ولا ترضی مناقشة أسباب فساد الأمة وتخلفها ، وتعدها استهزاءاً بکبار الصحابة !!

أنت بهذا تناقض منطقک الذی لا تتقن غیره ، أعنی السیاسة ! ولا غرابة فی ذلک فالهدف معروف لن ینطلی علینا ، ونحن بالمرصاد .

ص: 204

الفصل الخامس : یدعی الموضوعیة والحوار.. ویهرب من النقاش العلمی!

اشارة

ص: 205

ص: 206

عرفه الجمیع بالمراوغة والهروب من النقاش !

اشارة

فی کل المواضیع التی ناقش فیها لاری ، إما أنه هرب من النقاش فیها ولم یواصله ، أو غیَّر الموضوع الی أمور أخری فرعیة ، أو أجنبیة عن الموضوع !

ومع کل ذلک یبقی مکابراً ، ویدعی بأن محاوریه عجزوا عن جوابه !

اعترضت علیه شبکة هجر فوعد بتاریخ:11/12/2003، أن یناقش ویکفَّ عن تنزیل الموضوعات الأخری ، لکنه نکث بوعده وواصل تنزیل موضوعات کتابه والهروب من النقاش ، إلا عندما یتخیل أنه وجد نقظة ضعف فی موضوع لأحد الذین کشفوا خواءه الفکری ، أو مجالاً لنشر أفکاره الرکیکة !

وبقی علی هذه الحال الی تاریخ:27/12/1999, حیث أعلن أنه سیترک الشبکة لأن عنده أعمالاً أخری !

فاعترض(التلمیذ) علی ذلک ، وکتب موضوعاً بعنوان: هذا ما قاله الکاتب فما هو ردّکم علیه ؟ قال فیه: (لقد طلب أحمد الکاتب من الأخ موسی العلی أن یحاور الإخوة

الشیعة فی هذه الساحة ، وأصر علی طلبه هذه بقوة وحتی الشاطر مشارک کان واسطة فی هذه المسألة ، ولکن وبعد أن لم یجد صاحبنا لبضاعته

ص: 207

رواجاً هنا ، حیث بأن زیفها وفسادها ، وإذا به یقول: (ومن هنا فإنی أعتذر عن مواصلة الحوار أو الإنتقال الی بحث موضوع الإمامة هنا الآن فی هذا الموقع ، لأنی مشغول فعلاً ولست متفرغاً ولدیَّ أعمالٌ کثیرة یجب أن أنجزها، ومن أراد الحوار فلیرد علی کتابی بکتاب مثله) !

وعندما اعترضت الشبکة والمشارکون علی طریقة لاری اتهم الشبکة بأن العاملی یسیطر علیها وعلی کتَّابها ، لأنه کان أحد المعترضین علی طریقته فی تنزیل مواضیع والفرار من مناقشتها ، مع أنه اشترک فی هجر لیناقش !

ومع أن غیر العاملی اعترض علیه قبل العاملی ووجَّه الیه المحرر والملاحظ العام تنبیهاً ! لکن لاری یرید أن یدعو الی بدعته ویضع فی الشبکة ما عنده من شبهات وسموم ، لعلها تؤثر علی أحد ، ثم یهرب من النقاش والفضیحة !

کتب له الملاحظ العام لهجر بتاریخ: 16/12/1999، بعنوان: ملاحظة مهمة الی الأستاذ/ أحمد الکاتب . بعد التحیة والإحترام.. بعد ملاحظتی المواضیع التی طرحت منک ، والنقاشات الدائرة بینک وبین الإخوان ، أسجل هنا ملاحظة مهمة للوصول الی الهدف الذی من أجله کان الحوار ! والملاحظة هی أن تدخل فی الحوار والنقاش مع الإخوة فی النقاط التی طرحتها وترید طرحها . وأما تشتیت الهدف فهو غیر مقبول ! ولیس مجدیاً طرحک للمواضیع الکثیرة ، علماً أنها موجودة فی کتابک !! إنما الهدف هو الحوار المرکز المثمر ، ولیس تکثیر طرح المواضیع !! حدد موضوعاً واحداً وناقشه ، وأما بهذه الطریقة فغیر صحیح !! مع تحیات/ المشرف العام . ولم یستجب لاری ، فکتب له الملاحظ ثانیةً:

ص: 208

للأسف أیها الکاتب أنت لاترید الحوار !! طریقتک فی إنزال المواضیع ما أسهلها !! ولکن الحوار هو المهم أیها الکاتب ! مع تحیات / المشرف العام .

هنا استجاب لاری واعترف ضمناً ! وکتب واعداً بأن یدخل فی النقاش:

(سوف أتفرغ الآن لمناقشة أی موضوع یختاره الإخوان من المواضیع التی طرحتها للنقاش . وحاولت أن أذکر الأدلة المختلفة النقلیة والعقلیة والتاریخیة وأناقشها بعد ذلک ، لأن بعض الإخوة تساءل عن الأدلة المختلفة وذکر وجودها وقد جئت له بها فإذا أراد مناقشتها فإنه یسهل علیه ذلک . ولیست لدینا عجلة لکی نناقش کل الأمور فی لیلة واحدة ). انتهی.

لکنه رغم هذا الوعد والإعتراف الضمنی،لم یف بوعده وواصل تنزیل هذره!

فکتب العاملی موضوعاً بتاریخ:17/12/1999, بعنوان: هل تقبل یاموسی العلی أن ینزل أحمد الکاتب50 موضوعاً من کتابه ، ثم یهرب من النقاش؟!!

کتاب عبد الرسول لاری مبذول ، وهو یرسله هو لمن یرید ومن لا یرید ! فإن واصل نشره فی هجر وملأ به صفحاتها ، ثم هرب من النقاش ممسکاً بید مشارک ! فأین هدف هجر من الحوار والنقاش؟!!

فأجاب لاری:

لاتزال أیها الأخ العاملی المحترم منفعلاً ، وتستخدم عبارات خارج الموضوع وتحاول أن تثأر وتنتقم ولا ترید أن تتحاور . تفضل وأثبت صحة الأحادیث التی تثبت ولادة الإمام الثانی عشر تاریخیاً . حاول قبل ذلک أن تقرأ ردودی علی تلک الروایات ونقدی لها ، وتبیان ما بها من ضعف وإرسال یخرجها عن درجة أخبار

ص: 209

الآحاد ، ویلحقها بالإشاعات .

لقد قلت مراراً إن القول بوجود الإمام الثانی عشر تم بناء علی مقولات فلسفیة بالدرجة الأولی ، ولیس علی روایات تاریخیة ثابتة ! وذلک بعد وقوع الشیعة الإمامیة فی حیرة فی أعقاب وفاة الإمام الحسن العسکری ، فإذا کان لدیک کلام ترد به علی هذا الموضوع فتفضل ، ونحن ننتظر

ولا داعی للإستعجال .

قال العاملی: یکذب لاری علناً بلا خجل ! فیزعم أنا لم نأته بدلیل ، ولم نجبه علی نقده لبعض روایات ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، مع أنه هرب من الجواب علی الروایات الصحیحة التی أجبناه بها ، حیث لایمکنه الطعن فیها ، وکذلک شهادات المؤرخین التی لایمکن ردها !

ولکنه موظف أن یواصل الکذب والصراخ: إنکم لم تأتونی بدلیل !

ثم کتب له ملاحظ الشبکة:

الأستاذ / أحمد الکاتب ؛ نرجو منک عدم فتح مواضیع جدیدة قبل استیعاب الحوار المثمر !! ثم کتب له: نرجو منکم التعاون معنا من أجل إنجاح الحوار المثمر من خلال استیعابه بالنقاش ، وعدم طرح مواضیع جدیدة ذات محاور بعیدة عن الهدف الأساسی من الحوار المتفق علیه .

علماً أننا سوف نحذف المواضیع الجدیدة التی تفتحونها مالم تستوعب النقاشات السابقة فی المواضیع التی فتحت من قبلکم ، والتی تجاوزت العشرات وتقبلوا تحیاتی وشکراً . الملاحظ العام .

ص: 210

فکتب له لاری:

ملاحظ هجر الموقر: المواضیع الأخیرة التی طرحتها مؤخراً ، لم تکن مواضیع جدیدة ، وإنما أمثلة علی موضوع واحد ،

وهو قول التزام القول بوجود الإمام الغائب الحی المستتر ، المکلف بتطبیق الشریعة الإسلامیة ، للقول بوجوب إنتظاره وعدم جواز القیام بمهماته التنفیذیة ، وعدم قول الشیعة فی القرون الأولی بنظریة ولایة الفقیه کما ادعی السید محمد منصور ، وإن القول بولایة الفقیه کان ثورة فی الفکر الشیعی وتحرراً من الإلتزام بنظریة الإنتظار أو النظریة الإمامیة التی کانت تشترط صفات العصمة والنص والسلالة العلویة الحسینیة فی الإمام ، وبالتالی فنحن لم نخرج عن الموضوع الذی نتحاور حوله الآن ، ولا داعی لمسحه .

ثم کتب له المشرف العام فی:22/12/1999:

الأستاذ/ أحمد الکاتب: بعد التحیة والإلترام.. للأسف أیها "الکاتب" لم نرک جاداً فی الحوار ! طریقتک فی إنزال المواضیع من کتابک ما أسهلها ! ولکنک تتغافل الذین یحاورونک وحتی الآن لم تجبهم! المهم عند القراء الحوار العلمی أیها "الکاتب"! مع تحیات/المشرف العام.

وکتب له التلمیذ:

نعم یا أحمد الکاتب من السهل علیک أن تقص وتلصق مما کتبته سابقاً ، ولکن إلی الآن تتهرب من الحوار ! فإذا کان هدفک هو أن یقرأ القراء ما کتبته من مغالطات وشبهات واهیة ، فلا تتعب نفسک فی القص واللصق ، وأرشدهم إلی عنوان موقعک ، ومن یرید منهم أن یقرأ سیقرأ ذلک . فقد أثبتنا لک بالدلیل الذی

ص: 211

لم تستطع إلی الآن أن ترده ومن خلال الدلیل الروائی الصحیح ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)ووجود ابن للإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)وأنه هو المهدی(علیه السّلام)وأنه هو الثانی عشر . ولکی نخوض فی نقاط أخری لا بد أن ننتهی من الدلیل الروائی أولاً.. فهل تقرُّ بهذا الدلیل الصحیح ، وتقولُ بصحة هذه الروایات حسب منهج علماء الشیعة الإثنی عشریة أم لا ؟ ووضع له رابط الموضوع: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum9/HTML/000009

وکتب نصیر المهدی بتاریخ:23/12/1999:

هل أقول أیها الأخ موسی لقد بلعتم الطعم ؟! هل کنت تعتقد أن عبد الرسول لاری یمکن أن یرد علی سؤال أویناقش أحداً؟! إنه یستغل الظرف للدعایة لنفسه ، ثم متی ماصار فی زنقة سابق الریح ، وانقلب علی عقبیه ! وأما سؤالی فأقول له: فی الإخوة الکفایة فأجب علی أسئلتهم ولا تتهرب منها !! وأعود للأخ موسی وأقول: مع ذلک رب ضارة نافعة ، فقد کشفت هذه الصفحات لاری ، وفضحت أی نوع من الکتبة هو !!

اللهم وصلِّ علی ولیِّ أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

وکتب علی حسن:

أخی الحبیب موسی العلی وإخوانی دون استثناء: التلمیذ والعاملی والفاطمی وعمار ونصیر المهدی: کل عام وأنتم بخیر بذکری ولادة الإمام المجتبی سید شباب أهل الجنة ، وعم المهدی المنتظر(علیهم السّلام) ، وبعد:

فإن الحجج التی اُلقیت علی عبد الرسول کانت کافیة لأی مسلم غیر متعصب بأن یقتنع ! وأنا من أنصار الأخ نصیر فی نظریته "برب ضارة نافعة". ولنعلم أن الله

ص: 212

متم نوره ولو کره ال... والسلام علیکم . وتحیات من البرازیل إلیکم .

محاولات لمنعه من الهروب من موضوع النقاش !

اشارة

کتبتُ بتاریخ:30/6/2002, موضوعاً بعنوان: مشکلة المسلمین التقصیر.. ولیست الغلو ! http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402678542

فدخل لاری علی الموضوع یرید أن یحرفه فاتفقنا أن أفتح معه الموضوع ثنائیاً ویکون الحَکَم فیه الأخ نون ، الذی یمیل الیه ، وهذه خلاصة الموضوع الأول:

یتصور البعض أن المشکلة الوحیدة فی قضیة أهل البیت(علیهم السّلام) هی الغلو ، مع أن الغلو محصورٌ فی حفنة من الناس غَلَوْا فی بعض أهل البیت(علیهم السّلام) وألَّهُوهُمْ مع الله تعالی ، والعیاذ بالله ! وقد حسم المسلمون موقفهم منهم وأجمعوا علی کفر کل من ألَّهَ مخلوقاً ، أو أشرکه مع الله تعالی .

لقد غفل هؤلاء أو تغافلوا ، عن أن المشکلة لیست الغلو فیهم(علیهم السّلام) ، بل هی تقصیر المسلمین فی أداء فرائض الله تعالی فی حقهم ، من وجوب ولایتهم ومحبتهم ، ومعرفتهم ، والتلقی منهم ، والإهتداء بنورهم.. المشکلةُ أن أکثر المسلمین أعرضوا عن أهل بیت نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وابتعدوا عن ولایتهم ، وحتی عن فهمهم ، وابتلوا بمرض حب مخالفیهم ، وظالمیهم ، وأعدائهم ، وقاتلیهم !

والأسوأ من التقصیر ، أن بعض المقصرین أخذوا علی أنفسهم محاربة المسلم

ص: 213

الذی یؤدی فریضة ربه فی حق أهل بیت نبیه صلوات الله علیه وعلیهم ! فتراهم یصفون محبیهم وشیعتهم بالضلال والغلو ، وقد یحکمون علیهم بالکفر !

لقد توارثوا هذا الموقف الظالم للشیعی الصریح من أسلافهم أتباع الخلافة القرشیة ، الذین وصفهم الشاعر الکمیت(رحمه الله)بقوله:

وطائفةٌ قد کفرتْنی بحُبَکُمْ ... وطائفةٌ قالوا مسئٌ ومذنبُ

فما ساءنی تکفیرُ هاتیکَ منهمُ ... ولا عیبُ هاتیکَ التی هی أعْیَبُ یعیبوننی من خِبِّهم وضلالهمْ ... علی حبکم ، بل یسخرون وأعجب وقالوا ترابیٌّ هواهُ ورأیهُ ... بذلک أدعی فیهم وألَقَّبُ فلا زلتُ منهم حیث یتهموننی ...ولا زلت فی أشیاعکم أتقلب وأحمل أحقادَ الأقارب فیکم ... وینصب لی فی الأبعدین فأنصب بخاتمکم غصباً تجوز أمورهم ...فلم أر غصباً مثله حین یغصب

فقل للذی فی ظل عمیاءَ جونةٍ ... تری الجور عدلاً أین لا أینَ تذهب بأی کتاب أم بأیة سنة ... تری حبهم عاراً علیَّ وتحسب فما لیَ إلا آلَ أحمد شیعةٌ ... وما لیَ إلا مذهبَ الحق مذهب وطائفةٌ قد کفرتْنی بحُبَکُمْ ... وطائفةٌ

قالوا مسئٌ ومذنبُ فما ساءنی تکفیرُ هاتیکَ منهمُ ... ولا عیبُ هاتیکَ التی هی أعْیَبُ یعیبوننی من خِبِّهم وضلالهمْ ... علی حبکم ، بل یسخرون وأعجب وقالوا ترابیٌّ هواهُ ورأیهُ ... بذلک أدعی فیهم وألَقَّبُ فلا زلتُ منهم حیث یتهموننی ...ولا زلت فی أشیاعکم أتقلب

وأحمل أحقادَ الأقارب فیکم ... وینصب لی فی الأبعدین فأنصب بخاتمکم غصباً تجوز أمورهم ...فلم أر غصباً مثله حین یغصب فقل للذی فی ظل عمیاءَ جونةٍ ... تری الجور عدلاً أین لا أینَ تذهب بأی کتاب أم بأیة سنة ... تری حبهم عاراً علیَّ وتحسب فما لیَ إلا آلَ أحمد شیعةٌ ... وما لیَ إلا مذهبَ الحق مذهب یقول هؤلاء المعترضون: إن إعتقادکم بمقامات أهل البیت(علیهم السّلام) یشبه کلام الغلاة ، لأنه یخرج بهم عن حدود البشریة التی أکد علیها الله تعالی بقوله: (قُلْ إنما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحَی إِلَیَّ إنما إِلَهُکُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (فصلت:6) . وأولی بهم أن یتهموا فهمهم ، ویحکموا علی أنفسهم بالسذاجة ، حیث أخذوا الجزء الأدنی من وصف الآیة للنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): بَشَرٌ مِثْلُکُمْ ، وترکوا جزءَهُ الأعلی: یُوحَی إِلَیَّ !

ص: 214

نعم إنه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بشرٌ مثلنا ، تجری علیه القوانین التی تجری علینا ، إلا ما شاء الله. لکن هذه جَنْبَةٌ من شخصیته ، أما الجَنبة الأخری فهی أن له قدرةً علی تلقی الوحی من رب العالمین سبحانه ! فهل ترونها حقیقةً بسیطةً أن یکون إنسان مثلنا له القدرة

علی تلقی العلم من خالق السماوات والأرضین ؟!

وکذلک هم الأئمة(علیهم السّلام) ، فإن وحی النبوة الخاص بخاتم الأنبیاء(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) لاینفی أن یکون للأئمة المعصومین من عترته(علیهم السّلام) جنبة انفتاح علی الغیب وتلقٍّ من الله تعالی بوحی غیر وحی النبوة ، فهم أوصیاؤه الربانیون الذین بَشَّرَ بهم ، وأمر الأمة بمودتهم وطاعتهم ، وجعلهم عِدْلَ القرآن فی وجوب التمسک بهم !

لقد حاول الحکام القرشیون إنکار هذه الجنبة فی شخصیات الأئمة(علیهم السّلام) لکنهم عجزوا عندما واجهتهم نصوصها ومعجزات الأئمة(علیهم السّلام) .

وکتب seyyed:

شیخنا الفاضل العاملی دام عزه: أحسنتم علی هذا الموجز ، وطیب الله أنفاسکم ووفقکم الله لبث المفاهیم الإسلامیة أکثر فأکثر ، بحق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین .

وکتب نوفل:

شیخنا العزیز العاملی حفظه الله ووفقه لکل خیر: وشکراً علی طرح مثل هذا الموضوع . أنا لا أعجب إذا تبنی هذا الرأی الإخوة أبناء السنة ، فهذه حصیلة أکثر من أربعة عشر قرناً من تحریف وقلب فضائل أهل بیت العصمة صلوات الله علیهم أجمعین . لکن العجب من تأثر بعض أبناء الشیعة بهذا الرأی ، فتراهم

ص: 215

یحتجون بآیة: قُلْ إنما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ ، ضد کل من یذکر فضائلهم أو مقاماتهم(علیهم السّلام) .

وکتب ابن أبی التراب:

مولانا العزیز العاملی والإخوة الأعزاء: أسعد الله أوقاتکم. القضیة لیست قضیة عدم معرفة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأهل بیته(علیهم السّلام) حق معرفتهم. لا لیس هذه هی القضیة یا موالیَّ الکرام ، وإنما القضیة أکبر من ذلک بکثیر . القضیة عند القوم قضیة القیادة والزعامة الدینیة...الخ.

وکتب المأوی:

ولکن الأکثر عجباً أن یتهمک من هوعلی دینک بذلک ، بل بالکفر عندما تذکر له مقاماً من مقامات أهل بیت العصمة(علیهم السّلام) حینما لا یتحمله عقله وتراه یرفضها بکل مالدیه من قوه دون دلیل واحد یحجک به ، وهم(علیهم السّلام) الذین قالوا: (قولوا فینا ماشئتم ونزهونا عن الربوبیة ولن تبلغوا ).

جعلک الله ممن یرتشف حب محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأهل بیته ارتشافاً .

وکتب النسر ، وهو سلفی:

عجبی کل العجب.. أکلّ ما نقلته الشیعة لایرضی العاملی ، ولیس غلواً لدیهما زال نوعاً من التقصیر ! الحمد لله علی العافیة .

الله یا أیدٍ بحجرةِ أحمدٍ تًرباً علی وجه الرسول تُهیلُ

أعلی المکارم والفضائل والتُّقی أعلی محمدٍالتراب یسیلُ

أبلالُ أخبرنی فإنی حائرٌ عند الأذان بلالُ کیف تقولُ ؟

أتطیق لا تبکی ولا تأسی إذا ذُکِر الرسول ولم یُجبْکَ رسولُ !

ص: 216

یا عین جودی بالدموع وبالدِّما ولْتجرِ من غُررِ الشؤون سیولُ الدمع فاض من العیون جداولاً والنفس من جزعٍ علیک تسیلُ

وکتب السید مهدی:

لو تحررت من عنجهیة العصبیة المسیطرة علیک یا نسر ! ونظرت للتاریخ ولأحادیث آل البیت نظرة أخری ، لانقعشت عن عینیک قتامة التعصب ، ولمن الله علیک بالهدایة لمعین بیت النبوة الطاهر المطهر من الرجس .

وکتب العاملی:

الأخ النسر ، أخبرنی بصدق وشجاعة: هل أنتم مقصرون فی حق أهل بیت نبیکم صلی الله علیه وعلیهم ، أم لا ؟ وما رأیک فی هذا الإعتراف من کتاب سبل السلام لابن حجر العسقلأنی ، الذی ینص علی أن المسلمین خافوا من إرهاب بنی أمیة واستعملوا التقیة منهم فیما یخص أهل البیت(علیهم السّلام) ، حتی فی الصلاة علی آل محمد التی هی فریضة؟! ففی سبل السلام:1/193: (بل نقول: الصلاة علیه(ص) لاتتم ویکون العبد ممتثلاً بها ، حتی یأتی بهذا اللفظ النبوی الذی فیه ذکر الآل ، لأنه قال له السائل: کیف نصلی علیک؟فأجابه بالکیفیة: أنها الصلاة علیه وعلی آله فمن لم یأت بالآل فما صلی علیه بالکیفیة التی أمر بها ، فلا یکون ممتثلاً للأمر فلا یکون مصلیاً علیه ! ! الی أن قال: ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة کما یقع فی کتب الحدیث لیس علی ما ینبغی . وکنتُ سُئلتُ عنه قدیماً فأجبت أنه قد صح عند أهل الحدیث بلا ریب کیفیة الصلاة علی النبی(ص)وهم رواتها وکأنهم حذفوها خطأ تقیةً لمَّا کان فی الدولة الأمویة من یکره ذکرهم ! ثم

ص: 217

استمر علیه عمل الناس متابعة من الآخر للأول ، فلا وجه له! وبسطتُ هذا الجواب فی حواشی شرح العمدة بسطاً شافیاً).

سؤالی للنسر: هل الذین یترکون حتی مجرد الصلاة علیهم خوفاً أو تقرباً الی الحکام ، غیر مقصرین فی حقهم ؟! وهل تستعمل أنت هذه التقیة مثلهم؟!

وکتب النسر بتاریخ:2/7/2002:

عاملی ، إتق الله واذکر الحق ولو علی نفسک !

الصلاة علی الآل وردت بها أحادیث نبویة ، وحجیة القرآن أتمُّ وأقوی من حجیة السنة ، وقد ورد لفظ القرآن لتعلیمنا بالکیفیة دون لفظ الآل ! فهل تراه محرفاً !! (صَلُّوا علیه وسَلِّمُوا تسلیما) !! وهب أن لفظ الآل جزء من الصلاة ، فهل الآل هم آل علی رضی الله عنهم من ولد فاطمة فقط ، أم أن الآل مفهومه أوسع من ذلک؟! رغم أننی أعتقد أن لفظ الآل وعدمه فی الصلاة الإبراهیمیة أو غیرها ، هو فرق بین مفضول وفاضل لیس أکثر ، وأشک فی الجزئیة... وأما مداهنة بنی أمیة فحصوله من الشیعة أکثر من السنة ، هذا علی شرطک فی المداهنة ومعناها .

وکتب محمد المفید:

حضرة الشیخ العاملی: لقد مر علی فی بعض کتب الشیخیة الموجودین فی الکویت هذا النص المنسوب للأئمة ، وأظنه للصادق علیه(علیهم السّلام) : الناصبة أعداؤکم والمقصرة أعداؤنا . ولقد بحثت عن هذا النص فی کتبنا فلم أجده بعینه ، فهل مر علیکم بحسب اطلاعکم ؟ ولقد جاء فی الکافی مصطلح المقصرة الذین مروا بأحد الأئمة(علیهم السّلام) فی حرم مکة ، وقد حمل محقق الکافی المصطلح علی تقصیر

ص: 218

الحج ، وأظن حمله علی المعنی محل الکلام أولی.. أرجو إفادتنا یا شیخنا الجلیل ولک الشکر الجزیل .

وکتب الأشتر:

یقول: (إتق الله یا عاملی) ! بل اتق الله یا نویصب وحذار من تکرار هذا الکفر والنصب الصریح فی حق آل محمد صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ، ولعنة الله علی أعدائهم أبد الآبدین .

الطریف أیها الناصبی هو أنه إذا تمت مناقشتکم بالقرآن أجبتم بالأحادیث الضعیفة والسقیمة ، وإن تمت مناقشتکم بالأحادیث الحسان ، أجبتم بفهمٍ سقیم لآیات الکتاب ، وهذا تفکیر غیر إسلامی ! فیه عدم إیمان بالتوازن القائم بین القرآن والسنة ، وهو قائم فی الأصل علی رفض صحیح لما وجد من السنة من أجل ترک الإسلام بحجة الإعتماد علی القرآن !

مذهب یرتکز علی أساس خلیط عجیب من الأفکار والمعتقدات المتناقضة والمتضاربة ، یسمی بالمصطلح الإسلامی (الحشو) ، وهذا الحشو بدوره کان أساس التشبیه والتجسیم من جهة ، ومن جهة أخری قادهم إلی رفض کل ما هو صحیح ، خاصة أن کان من فضائل آل البیت(علیهم السّلام) !

وکل ذلک بسبب بغضهم للشیعة.. فهنیئاً لکم هذه العقیدة !

وکتب أبو میرزا:

شیخنا الکریم: شکراً لتطرقکم لهذا الموضوع المهم والواسع وبعد ، فنحن نعتقد بحقیقة ما تفضلتم به ، ولدی استفسار هنا وهو: ماذا یفعل من یعیش فی

ص: 219

أرض الوهابیة ، وتطرق أسماعه کلماتهم التکفیریة لیلاً نهاراً ، وبلا شک أنها تترک أثرها من حیث یرید أو لا یرید.. فهذه الکلمات لو لم یکن لها أثر علی القلب سوی الخدش علی الزجاج لک فی به ضرراً.. فما بالک وأبناؤنا یتعلمون صباح کل یوم فی مدارسهم بأن هذا شرک وهذا بدعة وهذا ضلالة.. وأنتم کفار زنادقة ملحدون ، تعبدون علیاً وتقدسون الحسین الخارج علی إمام زمانه ! وإلی غیر ذلک من هذه الکلمات التی تعیشون أنتم فی نعیم بعیداً عنها.. سؤالی: بلا شک أن سماعها فی المدرسة ، وعلی مئذنة المسجد الذی یجاور بیتی وفی الشارع ، وطبعاً أسمعها مضاعفة فی الحرم المدنی الشریف ، وفی البقیع.. فکیف أقی نفسی وأهلی وخصوصاً أطفالی من أثر هذا الهراء وهذه الترهات ، وعل حد تعبیر المثل الخلیجی العامی( کثر الدق یفک اللحام) نحن نعیش فی مجتمع یتحکم فیه الفکر الوهابی بل ویعثو فیه فساداً.. وهذا سیترک أثره من حیث نرغب أو لا نرغب ، بل من حیث نشعر أو لانشعر ! فتری الکثیر منا خصوصاً الجیل الصاعد راح یسرح بعیداً عن مکانة أهل البیت(علیهم السّلام) وکأنه یسمع قصصاً اسطوریة من نسج الخیال ! هذا إذا سمع شیئاً عنهم(علیهم السّلام) . المشکلة أکبر بکثیر مما قد یسطره الیراع ! فهل تری لذلک حلاً ؟ أفیدونا أفادکم الله ، وشکراً.

وکتب العاملی:

شکراً لک أیها الأخ الأشتر علی جوابک لهذا النسر ، الذی لایحلق !

قال النسر: (إتق الله ، واذکر الحق ولو علی نفسک! الصلاة علی الآل وردت بها أحادیث نبویة ، وحجیة القرآن أتم وأقوی من حجیة السنة ،وقد ورد لفظ القرآن

ص: 220

لتعلیمنا بالکیفیة دون لفظ الآل فهل تراه محرفاً !! (صلوا علیه وسلموا تسلیما) !!

ومعنی کلامک یا نسر: أنه یوجد تعارض بین القرآن والحدیث النبوی ، وأنک تقدم القرآن لأن دلالته أقوی ! فإن کان هذا رأیک فأنت علی مذهب القذافی الذی قال لا لزوم للسنة أبداً ، والقرآن یکفی ! ومعناه أنه صار لعمر بن الخطاب مقلد فی لیبیا هو القذافی ، ومقلد فی السعودیة هو النسر ، یرددان معه: حسبنا کتاب الله ! ولعلک ألقیت الصحاح فی البحر !

لا بأس ، فأرجو منک أن تطبق قاعدتک علی الحدیث الذی تفرد به أبو بکر بأن الأنبیاء(علیهم السّلام) لایورثون ، ونسَخَ به آیات الإرث فی القرآن ! فلماذا لاتقول فیه: (وحجیة القرآن أتم وأقوی من حجیة السنة) ؟! لله درک ! فإن ما أنکرته من روایة البخاری فی الصلاة علی آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، ورفعت القرآن علماً مقابله ، أقوی مما قبلته من أبی بکر ، فارفع القرآن مقابله واقرأ قوله تعالی: وَوَرِثَ سُلَیْمَانُ دَاوُدَ.. وقوله تعالی: وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أولی بِبَعْضٍ فِی کِتَابِ اللهِ .. فهل تفعل ؟!

الأخ أبا میرزا: أحسنت علی هذه الملاحظة

، فلاشک أن الضخ الإعلامی المخالف مؤثر علی بعض الشیعة ، خاصة ضعاف العقیدة والنفوس ، وهو بلاء علی جیل الشیعة فی عصرنا . وامتحان یمحص الله به جواهر الناس فی عصر الغیبة ، نسأل الله أن یحصننا ویوفقنا لأداء واجبنا فی تحصین أهلینا نفسیاً وفکریاً , وإلا خسرنا أنفسنا وأهلینا . اللهم لاتخرجنا من الدنیا إلا علی ولایة آل محمد صلواتک علیهم .

الأخ العزیز المفید: لم أجد فعلاً العبارة التی ذکرتها ، لکن المقصر یطلق فی

ص: 221

أحادیثهم(علیهم السّلام) علی ثلاثة معان أساسیة:

1- المقصر مع ربه ، فی معرفته وعبادته ، وهو المتبادر بالنظرة الأولی .

2- المقصر عنهم(علیهم السّلام) ، الذی عاداهم ، أو أعرض عنهم ، ووالی ظالمیهم وقاتلیهم . وهو الزاهق الهالک ، کما فی زیارة الجامعة وغیرها . ومن هذا الباب یطلق اسم المقصرة علی الواقفة ، کما فی غیبة الطوسی/246 ، وعلی منکری الإمام المهدی(علیه السّلام) ، کما فی مستدرک الوسائل:8/332

والمقصر فی معرفتهم وأداء حقهم(علیهم السّلام) ، وهو شیعی بالمعنی الأعم .

وورد فی بعض الزیارات اعتراف الشیعی بتقصیره فی معرفتهم وحقهم(علیهم السّلام) . کما وردت الروایة الصحیحة فی نفی التشیع عن بعض المقصرین فی أداء حقهم(علیهم السّلام) حتی یؤدیه ! ففی کامل الزیارات/488: عن سلیمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله(علیه السّلام)یقول: عجباً لأقوام یزعمون أنهم شیعة لنا ، ویقال أن أحدهم یمر به دهره ولایأتی قبر الحسین(علیه السّلام)جفاءً منه وتهاوناً وعجزاً وکسلاً ) !

والعبارة التی ذکرتها ، معناها صحیح ، یؤیدها ما فی الکافی:2/244: (عن علی بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن(علیه السّلام)یقول: لیس کل من قال بولایتنا مؤمناً ، ولکن جعلوا أنسا للمؤمنین). فهو یدل علی أن بعض المقصرین لیسوا أعداء للشیعة لأنهم أنسٌ لهم ، لکنهم أعداء للأئمة(علیهم السّلام) لأنهم نقصوهم حقهم الذی جعله الله لهم !

أما الحد الذی یخرج الشیعی عن التقصیر فی المعرفة وفی العمل ، فهو بحث مهم وموضوعنا منه ، وهو مدار البحث بین أتباع الشیخ الأحسائی(علیه السّلام)وغیرهم ، فمن خالفهم یتهمونهم بالغلو ، ومعناه أنهم خارجون عن التقصیر قطعاً . وهم

ص: 222

یتهمون من خالفهم بالتقصیر فی معرفة أهل البیت(علیهم السّلام) ولبحث ذلک مجال آخر .

وکتب محمد عیسی:

نسر أین أنت ، أین أعوانک..؟ تخشون الشیخ العاملی ولا ألومکم !

نسر ومن هو علی خط نسر.. هنا یکمن الحوار ، فمن منکم مستعداً لذلک فلیتفضل . أما الإشکال ثم الهروب فهو منهج العاجزین .

وکتب النسر: عاملی!!! سلم لی علی القذافی الذی قفز من وراء البحار والقارات إلی شبکة هجر!!! ما الذی تقوله یا رجل؟!! أین نحن وأین أنت؟!!! هل سمعت یوماً بتنوع العبادات؟!! هناک ما یسمی فی العبادات باختلاف التنوع ، وهذا مثل المسألة المطروحة ، وردت الصلاة علی النبی(ص)بثلاث صیغ:

الأولی: الصلاة علیه منفرداً وهی أدنی المراتب .

ثانیاً: الصلاة علیه مع ذکر الآل .

ثالثاً: الصلاة الإبراهیمیة وهی أعلی المراتب. کلامنا یتمحور فی جواز النوع الأول من عدمه ، وشرقت وغربت حتی أدخلت القذافی ، وربما تدخل بقیة رؤساء دول المغرب العربی ، وأخاف أن تزید أن زدناک فکفانا .

وکتب نوفل:

الأخ العزیز أبا میرزا.. السلام علیکم . لحمایة أبناءنا ینبغی:

1- تشجیعهم لحضور مآتم أبی عبدالله ، وخاصة الخطباء الذین یذکرون فضائل أهل بیت العصمة(علیهم السّلام) .

2- إلحاقهم بحلقات الدروس الدینیة (متوفرة فی معظم المناطق فی الأحساء)

ص: 223

3- لا نغفل دور الوالدین ، یقول الشاعر:

لا عذَّبَ الله أمی إنها شربتْ

حُبَّ الوصیِّ وغذتْنیهِ فی اللبن

وکان لی والدٌ یهوی أبا حسن فصرت من ذی وذا أهوی أبا حسن اللهم زدنا فی معرفة وحب أهل البیت(علیهم السّلام) .

وکتب الأشتر:

بل کلامک وتعقیبک یا نوصیب کان بهدف ضرب وإسقاط حجیة الصحیح من السنة لا أکثر.. وهذا جزء من مخططکم الإجرامی الذی تسعون من خلاله إلی إسقاط التراث الإسلامی ومحوه.. استبداله بتراث کعب الأحبار وغیره .

وکتب أبو میرزا: أشکرک شکراً جزیلاً شیخنا العاملی الکریم، کما أشکر الأخ الکریم نوفل علی ملاحظاته ، لکنی أرید أن تعود شیخنا الکریم إلی التطرق لهذه النقطة بإسهاب أکثر (أقصد کیف نتقی ونقی الأجیال من هذا التأثیر البغیض).

لکن لننظر إلی القضیة بشکل أکبر وبمنظار أوسع ، فهی هجمة شرسة من جانب النواصب ومن لف لفهم ، علی المذهب الحق .

شیخنا الکریم یقول المثل: لیس من یده فی النار کمن یده فی الماء..إننا نغبطکم علی دخول الحضرات والمشاهد الشریفة بکل راحة وعفویة وانطلاق . تحدثون المعصوم من أعماق قلوبکم وتبثونه همومکم وشجونکم ، وتستمدون منه العون والسداد.. أما نحن فلا نجد سوی أربع کلمات: کفر.. شرک..

بدعة.. زندقة.. وأنت من موقعک العلمی والروحی یمکنک إدراک البون الشاسع بین الحالتین.. فهلا أفضتم علینا من جانبکم وأرشدتمونا فی محنتنا ؟! وشکراً .

ص: 224

وکتب محمد عیسی بتاریخ:4/7/2002:

حینما طلبت من النسر الرد علی استفسارت العاملی ، کان هدفی أن یری باقی السنة أجوبة العاملی ، ولیس قصدنا هدایة النسر بالتحدید .

أخی النسر: فی جوابک تراجع فأنت تثبت ذکر الاّل بصغتین والصیغة الأولی هی أدنی المراتب ، لأنه لا یوجد بها ذکر الاّل . الحمد لله علی الهدایة . أنت کنت تقول حجة القرآن أقوی من السنة ، ولذلک اتهمک العاملی بأنک علی خط القذافی وتقصد بذلک بأن الصلاة بدون ذکر الاّل أقوی حجة ! والاّن تراجعت وهنا کلامک السابق .. ملاحظة لتعم الفائدة للمتصفحین وخصوصاً من السنة: لا توجد صیغة تخص الصحابة أجمعین کما ذکر النسر. فهل یوجد من یقول بها مع ذکر الدلیل؟ نعتذر الی صاحب الموضوع بسبب التدخل .

وکتب البلاغ:

الأخ المفید المحترم: عندی إضافة بسیطة لروایة: (الناصبه أعداؤکم والمقصرة أعداؤنا) نری لها مصداقاً فی بغض الناصبة للشیعة ، ونری هذا حیاً فی المنتدیات الناصبیة . أیضاً للمقصرة مصداق فی عدم تصدیقهم بمقامات أهل البیت(علیهم السّلام) ولو وجد الدلیل ! بل تجدهم یشمئزون ویبغضون کل من یلهج بمقامات أهل البیت ویتهمونهم بالغلو! متخذین أسلوب العداء والتهجم!

ورب جوهر علم لو أبوح به لقیل لی أنت ممن یعبد الوثنا

ولاستحلَّ رجالٌ مسلمون دمی یرون أقبح مایأتونه حسنا

وکتب ابن الدلیل:

ص: 225

بعیداً عن ما انحرف إلیه البحث ببرکة النسر ، أقول: قد أکون مع العاملی فی أن التقصیر أوسع انتشاراً من الغلو ، ولکن علینا أن نلتفت إلی شئ مهم ، وهو أن الغلو أخطر بکثیر من التقصیر ، بل لا نسبة بینهما ! والتقصیر کما تعلمون غیر النصب ، ومن العجیب أن یستخف بمسألة الغلو فیقال (مع أن الغلو محصورٌ فی حفنة من الناس غَلَوْا فی بعض أهل البیت(علیهم السّلام) وألَّهُوهُمْ مع الله تعالی)رغم کل ما نراه من أحادیث عن أهل البیت(علیهم السّلام) ملأت کتبنا الحدیثیة تلعن الغلاة وتتبرأ منهم ، ولو لاحظنا کیف تعامل أمیر المؤمنین(علیه السّلام)مع الغلاة- الذین أحرقهم - ثم کیف تعامل مع الخوارج ، لبان لنا بوضوح أن الغلو أشد وأخطر من التقصیر ، مع الخطورة الکبیرة فی الثانی ! وقد جاء فی الحدیث عن أهل بیت العصمة ما معناه:

(یرجع الغالی إلینا فلا نقبله ویلحق المقصر بنا فنقبله ، قیل له لماذا یا ابن رسول الله؟ قال: لأن الغالی قد اعتاد ترک العبادة..) ! ثم لو لاحظنا الحدیث المشهور عن أمیر المؤمنین: (هلک فیَّ اثنان محبٌّ غال ومفرطٌ قال) نجد أنه قدم الغال .

المرجو من أهل العلم والفضیلة أن یدرسوا أسباب الغلو بعمق أکبر ، وینبهوا علی خطره کما فعل أهل البیت(علیهم السّلام) ، خصوصاً أنا نری فی هذا العصر انحرافاً عند بعض الشیعة نحو الغلو، لیقول بعضهم أن علیاً أو فاطمة أفضل من رسول الله ! أو لیؤله بعضهم الحسین(علیه السّلام)کما حدثنا عن ذلک العلامة الشیخ جعفر الهادی حفظه الله ! أو لیقول بعضهم أن حب أهل البیت یغنی عن العبادة ، کما سمعت ورأیت بنفسی هذه الحالات ومثیلاتها وإن کانت قلیلة فی عالمنا الشیعی المعاصر ولکنها تنذر بخطر کبیر ، یحتم علی أهل العلم الوقوف بوجهه ، بدلاً من

ص: 226

الإستخفاف به ! فما هلک النصاری وأمثالهم إلی بالغلو . أخوکم شفق .

وکتب العاملی:

الأخ شفق ، إعتقادی أنه حتی فی داخل الشیعة فالمشکلة هی التقصیر ولیست الغلو . وأنا أول مرة أسمع أنه یوجد أحد یؤله الإمام الحسین(علیه السّلام)! أعاذنا الله من تألیه أی مخلوق ولو بجعله شریکاً مع الله تعالی ، حتی

فی ذرة من الأمر والخلق !

إنی إخاف أن تکون موجة الإتهام بالغلو السلفیة قد أثرت علی بعضنا ، فتصور أن إثبات المقامات والمعجزات للأئمة(علیهم السّلام) غلواً فیهم! وبذلک یقع فی فخ التقصیر حذراً من الغلو ، فیکون کمن یخاف من الوقوع عن السطح فیتراجع حتی یقع من الجهة الثانیة ! أرجو أن تذکر لنا خلاصة کلام الشیخ جعفر الهادی .

وکتب السید مهدی:

الغلو والجهل... و...و...کلها مصدرها الجهل وقلة المعرفة . وکلما ازداد الناس معرفة وإطلاعاً وعلماً ، کلما ابتعدوا عن الإفراط والتفریط .

هناک مشکلة مزمنة عندنا نعانی منها دائماً ، وهی مشکل اللامبالاة أو (الطناش) کما یعبر عنها إخوتنا المصریین ، وتأخذ هذه المشکلة صوراً شتی منها الخجل والنظر نحو الداخل أکثر من التطلع إلی الخارج ، والقلق والخوف من الوقوع فی الخطأ . ولکن الإنترنیت أتاحت الفرصة للجمیع والحمد لله ، بأن یطرح رأیه بصراحة وشجاعة من غیر أن یراه الآخرون ، لیقفوا سداً فی وجهه .

لحدٍّ قریب وهنا فی شمال أمریکا یصرح أحد خطباء المنبر الحسینی: لولا أن یأتی الأمر الإلهی للإمام الحسین(علیه السّلام)لقضی الإمام علی کل جیش بنی أمیة یوم

ص: 227

العاشر من المحرم . وبعدها قال الإمام: یاسیوف خذینی. والکل ساکت أو یهز برأسه موافقاً. تعال شیخنا..من أین لک هذا؟ فینزعج الشیخ لیصرخ لاتتدخل بمجلسی . وعندما تتعالی الأصوات بین مؤید ومعارض للشیخ یزعل الشیخ ویمتنع عن إرتقاء المنبر . یقترح أحدهم سیدنا لماذا لا نلبسک عمامة لتوعظ لنا؟ والمسألة کلها تمت بطریقة آنیة مرتجلة ومن دون تخطیط .

والخلاصة مما یقع فعلاً: هو افتقادنا لدافع التطویر والتحدیث لمعارفنا ومعلوماتنا ، وتمسکنا بالموروث من دون مراجعة وبحث .

وکتب ابن الدلیل:

الأخ العاملی: لا أظن أنه یخفی عن أمثالک حرکات الغلو التی تغزو الواقع الشیعی بین الفینة والأخری ، والتی ما زالت ترافق التشیع مذ کان حیث بدأت فی زمن الإمام علی(علیه السّلام) . ومن وقاحة الغلاة وفداحة کفرهم أنهم کانوا یصرون علی غلوهم رغم أن الأئمة(علیهم السّلام) کانوا بینهم ! نعم کانوا یؤولون کلام الأئمة(علیهم السّلام) حتی جاء عن الصادق(علیه السّلام): (قوم یزعمون أنی إماهم والله ما أنا لهم بإمام ، لعنهم الله ! أقول لهم کذا وکذا ، فیقولون إنما عنی کذا وکذا ! إنما أنا إمام من أطاعنی ) .

الأخ العاملی.. لا أدری لماذا کلما تحدث واحد عن الغلو أصبح متأثراً بالوهابیة وما إلی ذلک؟! الأئمة هم أول من تحدث عن الغلاة ، وعلی(علیه السّلام)هو أول من أحرق الغلاة ! وإنما أنا أذکِّر بما قالوا أولیس الغلو أخطر من التقصیر؟!

أیها الأخ العاملی؟! هذا یکفی . أما عن حدیث العلامة جعفر الهادی فقد قال أن هناک فرقة بدأت تتکون فی إیران تؤله الإمام الحسین(علیه السّلام)وهو یعرفهم عن

ص: 228

قرب ! أرجو أن تخلصوا لأهل البیت(علیهم السّلام) فتنزهوهم عن الغلاة کما تنزهونهم عن النواصب ، وأن تفتحوا بعض الحوارات الهادئة التی تدرس أسباب الغلو وما الذی یؤدی إلیه حتی یجتنب ، ثم إننی أنا الذی أخشی أن الموجة الوهابیة أثرت علی البعض فولدت عنده ردة فعل عکسیة ، ربما توصله إلی الغلو . لیکن هدفنا هو الحق ، ولنتعاون علی الوصول إلیه ، فذلک من البر والتقوی . والله الموفق .

وهنا دخل لاری فکتب بتاریخ:6/7/2002:

الأخ العزیز العاملی ، الإخوة الأعزاء المشارکون: السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.. بغض النظر عن البحث فی مضمون الولایة وهل هو الحب القلبی أم الإتباع الفقهی أم الولاء السیاسی؟ وبغض النظر عن الجدال حول ما إذا کان عامة المسلمین یوالون أهل البیت بقلبهم أم لا ؟ وإمکانیة الولاء السیاسی لهم الیوم حتی من شیعتهم الذین یعتقدون بذلک . فإنی أود أن أسأل الشیخ العاملی سؤالاً عن الخیط الفاصل بین الغلو والتقصیر ؟ وذلک لأن کل مغال یعتقد بمن لایوافقه الرأی أنه مقصر ، وأن المغالی المرتفع جداً یعتقد بتقصیر حتی المغالین الأقل منه درجة فی الغلو ، وهکذا الی أن یأتینا الغلاة الشرسون الذین یعتقدون أن الأئمة من أهل البیت یدیرون الکون بالنیابة عن الله ، وأنهم یرزقون ویحیون ویمیتون بالنیابة عن الله ، ومع ذلک یعتقدون أنهم عادیون ولایغالون بأهل البیت ، ویتهمون من لایؤمن بأساطیرهم وغلوهم أنه مقصر . وهکذا یصبح عامة الشیعة مثلاً فی نظر هؤلاء الغلاة ولیس السنة أو الوهابیین فقط ، مقصرین أو نواصب ، لأنهم یرفضون غلوهم ولا یوافقونهم علی آرائهم الشاذة .

ص: 229

ونأتی الی حدیث الشیخ العاملی الذی یقول فیه إن شخصیة المعصوم ذات جنبتین ، بإحداهما ینفتح علی الغیب ویتلقی الوحی من الله ، وإن اختصاص وحی النبوة بخاتم الأنبیاء لا ینفی أن یکون للأئمة المعصومین من عترته جنبة انفتاح علی الغیب والتلقی من الله بوحی غیر وحی النبوة ، وإن اختلفت فی النوع والکم عن جنبة النبی . إذ یمکن الإستدلال من الفکر الشیعی ومن أحادیث أهل البیت علی أن هذا الکلام هو عین الغلو الذی قاد قسماً من الشیعة الأوائل الی الوقوع بادعاء النبوة لأهل البیت ، ثم الإرتفاع والغلو أکثر ، وادعاء الألوهیة لهم!

ومع ذلک یذکره العاملی وکأنه من المسلمات العادیة فی فکر أهل البیت ، وربما یعتبر من لایؤمن بکلامه مقصراً ! فهل الرافض له مقصر أم القائل به مغالی؟ (مغالٍ) . من المعلوم أن وحی الله تعالی لأنبیائه العظام کان مختلفاً ، فمرة یکلم الله نبیاً تکلیماً ، ومرة یبعث الیه ملکاً ، ومرة یوحی الیه فی المنام أو فی الیقضة (الیقظة)

فما هو الوحی الذی کان یوحیه الله للأئمة من أهل البیت وکیف؟ والأهم ما هو الدلیل علیه؟ وهل توجد روایات صحیحة علیه؟ وهل یتفق مع القرآن الکریم؟ وما هی الحاجة الی استمرار الوحی بعد ختم النبوة؟ ولماذا ختم الله النبوة إذا کان یرید أن یوحی لأحد بعد الرسول الأعظم محمد؟

وألایعنی تردید هذا الإدعاء باستمرار الوحی ونزوله علی أهل البیت تشکیکاً بخاتمیة النبی وعودة الی هراء الغلاة ؟ وإذا لم یکن هذا القول غلواً فما هو الغلو؟ هل القول أن الأئمة أفضل من النبی والعیاذ بالله ؟

أیها العاملی: لا أقول لک إتق الله ، وإنما أقول لک وأنت تعیش فی عقر دار

ص: 230

الحوزة ، أن تعتمد الأسالیب العلمیة الشرعیة فی التفکیر ، وتقبل الروایات وتمییزها وتنقیحها ، حتی تقدم لنا فکراً صافیاً من تراث أهل البیت ، ولا تقع فی مستنقعات الغلاة العفنة ، فتضل وتضل وتسئ الی أهل البیت والی شیعتهم الیوم وتؤلب أعداءهم علیهم ، وتشعل نیران التطرف والفرقة بین المسلمین .

فکتب العاملی: الأخ شفق: لو سمحت بتأخیر مناقشتنا معک.. وشکراً .

أهلاً وسهلاً بالأخ أبی أمل ، بشرط أن لاتخرج عن الموضوع ولاتهرب کما هی العادة ! أذکر لک عقیدتی فی عترة النبی المعصومین سلام الله علیهم ، ثم أرجو أن تذکر لی عقیدتک فیهم ، بلا تقیة ولا مواربة ، لنری من هو المقصر والغالی والمعتدل . واترک عنک التوبیخ والتهمة بوقوعنا فی مستنقع الغلو ! فهذه التهمة لاتناسب من یدعی البحث العلمی مثلک . وجوابها: لا مستنقع أسوأ من الهبوط عن فهم عصمتهم(علیهم السّلام) .

خلاصة عقیدتی: أنهم صلوات الله علیهم معصومون ، وحجج الله علی خلقه بعد نبیه(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، اختارهم الله تعالی ، وأمر نبیه فبلغ أمته ، وبشرها بهم .

وأنهم ورثة الکتاب الإلهی الذین نص علیهم القرآن: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا ، وأنهم مصدر التلقی الوحید للکتاب والسنة بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، والمیزان الوحید لصلاح جمیع الصحابة والأمة أو انحرافهم عن الإسلام ، فأهل البیت هم الأفضل وهم الأصل ، ولا نعبأ بقول من خالفهم من الصحابة وغیرهم ، وذلک لثبوت عصمتهم والأمر باتباعهم والتلقی منهم وحدهم ، بنص القرآن المحکم ، وقطعی السنة . والآیات والأحادیث فی ذلک کثیرة کقوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): (إنی

ص: 231

أوشک أن أدعی فأجیب وإنی تارکٌ فیکم الثقلین کتاب الله عز وجل وعترتی کتاب الله حبل ممدودٌ من السماء إلی الأرض وعترتی أهل بیتی، وإن اللطیف الخبیر أخبرنی أنهما لن یفترقا حتی یرداعلیَّ الحوض، فانظرونی بِمَ تخلفونی فیهما).(مسند أحمد:3/17).

وقال السرخسی: (قال علیه السلام: إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی ، أن تمسکتم بهما لم تضلوا بعدی . وقال تعالی: إنما یُرِیدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً) . (أصول الفقه:1/314) .

وأعتقد أن مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) اتجاهٌ فی فهم الإسلام کله ، وعندما نصفه بأنه مذهب نقصد أنه مدرسة کاملة لفهم الإسلام ، فهو أشمل من المذاهب الإصطلاحیة الفقهیة والکلامیة التی أنشئت فی العصر الأموی والعباسی ، وهو قبلها جمیعاً ، لأنه استمرار خط النبوة ، والطریق الوحید لتلقی الإسلام الذی أوحی به الله تعالی الی رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) .

وأعتقد أن قضیة أهل البیت النبوی(علیهم السّلام) هی لبُّ الإسلام ، وظلامتهم هی ظلامة الإسلام ، وفضائلهم فضائل الإسلام ، وأن الأولویة فی العمل الإسلامی لتعریف المسلمین والعالم بهم ، ورد الشبهات عنهم وعن شیعتهم ، والدفاع عن حقهم ودفع ظلامتهم ، وتطبیق الإسلام الذی تلقیناه منهم(علیهم السّلام) .

وأعتقد أن مسار تاریخ الإسلام علی عمومه غیر صحیح ، ما عدا ما أمضاه الأئمة المعصومون من أهل البیت(علیهم السّلام) وأقروه ، مثل فتح إیران والعراق ومصر . ونظام الخلافة کله غیر شرعی ، ما عدا خلافة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)وشهور خلافة الإمام الحسن(علیه السّلام) .

ص: 232

والذی صنعته قبائل قریش وارتکبته مع النبی وأهل بیته(صلّی الله علیه و آله وسلّم )هو أسوأ أنواع الإنقلابات التی قامت بها أمة فی حیاة نبیها وبعده ، ضده وضد أوصیائه(علیهم السّلام) ! وقد فتحوا بذلک أبواب الظلم والبغی والصراع فی الأمة ، وحرفوا مسیرة الإسلام عن خطها الصحیح ، حتی یظهر المهدی(علیه السّلام)فیعید الحق الی نصابه !

والدعوة الی إقامة النظام إسلامی أو تطبیق شریعته ، تعنی الدعوة الی تطبیق فقه مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) بفتوی المرجع الجامع للشرائط. ولا یمکن أن تعنی الدعوة الی إعادة أمجاد الحضارة الإسلامیة ، ولا إعادة أمجاد نظام حکم الخلافة الإسلامیة ، لأن ما یسمونه بهذا الإسم فیه أمور صحیحة ، وفیه الکثیر الکثیر من الظلم والتخلف ، والإنحراف عن الإسلام .

1- أرجو أن لاتستطرد مع الأفکار الأخری فی هذه العبارات ، وأن تأخذ منها العقیدة فی الأئمة(علیهم السّلام) فقط ، فهی محور البحث . وسوف لا أجیبک علی غیرها إلا فی موضوع آخر .

2- بإنتظار أن تکتب لی نصاً واضحاً فی عقیدتک فیهم ، لنبدأ بعده النقاش ، ولا أراک تفعل ! لأنک علی ما بدا لی لیس عندک رؤیة ثابتة ، لافیهم(علیهم السّلام) ولا فی رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )! بل لیس عندک تصور ثابت عن الله تعالی وأفعاله !! فأنت کما ظهر لی حیران فکریأ ، وقلق نفسیاً علی کل صعید .

لکن أرجو أن یخطئ ظنی ، وتکون فی هذه السنة قد رسوت علی بر !

وکتب لاری بتاریخ:6/7/2002:

عزیزی العاملی: سألتک مجموعة أسئلة استیضاحاً لما کتبت آنفاً ، ولم تجب

ص: 233

علیها ، ورحت تهاجمنی خارج الموضوع وتتهمنی بأنی لا أملک رؤیة ثابتة لا عن أهل البیت فقط ، وإنما عن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وعن الله تعالی ! ومع أنی سوف أقدم لک رؤیتی عن أهل البیت(علیهم السّلام) بوضوح لأنی:

أولاً ، لا أؤمن بالتقیة واعتقد أنها من اختلاق الغلاة الذین کانوا یصطدمون بجدار رفض أهل البیت لمقولاتهم الشیطانیة ، فکانوا یدعون ممارسة أهل البیت للتقیة وتبنهیم لأفکارهم الباطنیة فی السر ، بالرغم من تبرئهم لها فی العلن .

وثانیاً ، لأنی لا أخاف من أحد إلا الله ، وقد بینت رأیی المأخوذ عن أهل البیت علناً مراراً وتکراراً ، ولکن سألناک عدة أسئلة تتعلق بالموضوع الذی افتتحت به الحدیث ، وننتظر إجابتک ، فلا تغیر الموضوع ولا تهرب الی موضوع آخر .

وقد لاحظت فی بیان عقیدتک الذی قدمته فی مداخلتک الأخیرة ، أنک لم تشر الی موضوع نزول الوحی علی أهل البیت ، فهل تراجعت عن ذلک ، أم لا تزال مصراً علیه ؟ أن أی إنسان لا یمکن أن یبنی عقیدته من تلقاء نفسه أو تبعاً للأهواء والشهوات أو یقلد أبویه أو یأخذها عن المنحرفین والضالین . وإنما یجب علیه الإعتماد علی المصادر الشرعیة ، وبما أننا کمسلمین نؤمن بالقرآن الکریم ، فلا بد أن نأخذ عقیدتنا الأساسیة من القرآن فقط ، وهی تدور حول أمور ثلاثة: التوحید والنبوة والمعاد . أما الإمامة الإلهیة لأهل البیت فهی لا ترقی الی مستوی التوحید والنبوة

والمعاد ، وهی لاتوجد بصراحة فی القرآن الکریم ، وإنما توجد فی التأویلات والتفاسیر المبنیة علی أحادیث ، والأحادیث فیها الصحیح وفیها الضعیف ، أی لا بد من دراستها وتمحیصها والنظر فیها .

ص: 234

وقد کنت لفترة طویلة من حیاتی أؤمن بنظریة الإمامة الإلهیة وأدعو الیها ، ولکنی بعد دراسة مذهب أهل البیت بدقة وعمق وجدت أن لهم رأیاً آخر فی الفکر الإمامی، وهو أنهم لا یدعون العصمة لأنفسهم من الله ، ویصرحون بإمکانیة ارتکاب الخطأ ، ویطالبون الناس بتنبیههم إذا ما أخطأوا ، کما أنهم لم یدَّعوا الإمامة الوراثیة أو النص علیهم من الله ، وإنما کانوا یؤمنون بالشوری ویلتزمون بها کنظام دستوری لقیادة المسلمین الی یوم القیامة .

وقد کان الأئمة من أهل البیت معتصمین بالله بإرادتهم بحریة ، ولم یکونوا مجبورین من الله علی ارتکاب الطاعات أو تجنب المعاصی ، وإلا لما کان لهم فضل علی غیرهم ، ولما استحقوا الثواب الجزیل من الله . ومن هنا جاء فضلهم علی سائر الناس . ولیس سراً أنی الآن لا أؤمن بالإمامة الإلهیة ولا بالإثنی عشریة وإنما أحترم الفقه الجعفری وألتزم به ، مع إحترامی لسائر المذاهب الأخری ، التی هی لیست سوی إجتهادات ظنیة ، قد تخطئ وقد تصیب .

ولا أعتقد بوجود حجة لله بعد النبی علی خلقه ، أو أن الله قد عین أحداً بعد نبیه لیکون وصیاً علی الدین . والقرآن الکریم لم ینص علی وراثة أحد للقرآن ، وإنما هو مصدر معرفة وإیمان لجمیع المسلمین .

وقد اضطر الشیعة الإمامیة منذ أکثر من ألف عام الی فتح باب الإجتهاد والتعامل مع القرآن الکریم مباشرة کبقیة المسلمین .

والأئمة من أهل البیت لم یدعوا أنهم مصدر التلقی الوحید للکتاب والسنة بعد النبی . إنهم الأفضل نعم ، ولکن لا یوجد نص قرآنی صریح أو محکم یثبت

ص: 235

عصمتهم ، وآیة: إنما یُرِیدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً.. موجهة أساساً لنساء النبی ، وهی لاتدل علی عصمتهن وإنما تتضمن إرادة تشریعیة من الله بتجنبهن للمعاصی ، ولیس إرادة تکوینیة بالعصمة .

وإذا کان حدیث (إنی تارک فیکم الثقلین) یعنی الکتاب والعترة ، ولیس الکتاب والسنة ، فإنه غیر ممکن التطبیق لنا فی هذا العصر حیث لیس لنا إلا القرآن ، بدلیل أن أهل البیت لم یترکوا تفسیراً صحیحاً للقرآن أو کتاباً فقهیاً متکاملاً ، والأحادیث المرویة عنهم (کالکافی) معظمها ضعیف ولا یمکن الإعتماد علیه ، والباقی لا یختلف عن أحادیث السنة الواردة عن الرسول ، إلا فی بضعة مسائل .

مذهب أهل البیت لیس هو الطریق الوحید لتلقی الإسلام ، بل الطرق الأخری جائزة ومعقولة ومقبولة ، وکلها إجتهادات ظنیة شخصیة یمکن النظر فیها .

أهل البیت لیسوا بحاجة للدفاع عنهم ، ولا یمکن أن یعود لهم أی حق بعد مرور الزمان علیهم . وإنهم کانوا یؤمنون بالشوری وبایعوا الخلفاء الآخرین وخاصة الراشدین طوعاً لا کرهاً . والخلافة بالشوری لدیهم .

ولا یوجد شخص اسمه (محمد بن الحسن العسکری المهدی الغائب) حتی یعود فی المستقبل ، إذ أنه لم یولد أساساً ، وإنما هذه أسطورة اخترعها فریق من الإمامیة بعد أن وصلوا الی طریق مسدود ، لإنقاذ نظریتهم من الإنهیار .

وإن الدعوة الی إقامة النظام الإسلامی أو تطبیق الشریعة لا فرق بین المذاهب الإسلامیة الفقهیة المختلفة فیه ، کما هو معمول به الیوم فی إیران حیث تطبق جمیع المذاهب الإسلامیة بحریة وکل إحترام ، مثلما هو فی الدستور الإسلامی.

ص: 236

وإن الشیعة الیوم قد تخلوا عن نظریة الإمامة الإلهیة وشروطها التعجیزیة ، ولم یعودوا یتشبثون بضرورة اتصاف الإمام أی الرئیس بالعصمة والنص والوراثة العلویة

الحسینیة ، وإنما هم یقبلون بکون الإمام فقیهاً عادلاً منتخباً من الأمة ، کما هو حال المراجع الدینیین فی قم ، وهذا ما یتفق علیه عامة السنة ، مما یعنی أن لا أثر للخلاف حول إمامة أهل البیت الیوم ، وإن المسلمین جمیعاً متفقون علی ضرورة انتخاب الإمام عبر الشوری .

ومن الخطأ تضخیم معنی الإمامة الإلهیة الی درجة قریبة من النبوة ، وادعاء نزول الوحی علیهم بأی شکل من الإشکال ، فهذا عین الغلو المرفوض من أهل البیت بشدة . وهنا أطلب من العاملی أن یسحب کلامه الأسطوری الخطیر المغالی عن أهل البیت ، ویستمع الی أهل البیت أنفسهم وهم یتبرؤون من الغلاة ویلعنونهم ، ولا یجعل من قضایا الخلاف التاریخی البائدة عقدة إمام وحدة المسلمین وأداة لتفریق کلمتهم . وأن یعید قراءة فکر أهل البیت بصورة علمیة إجتهادیة موضوعیة ، وأن لا ینسب الیهم أفکاراً وهمیة أو أشخاصاً أسطوریین لا وجود لهم ، ثم ینسج علی ذلک مزیداً من الخرافات والأساطیر والغلو .

وإننی متأکد أنه سیتخلی عن کل أفکاره الوهمیة المغالیة بمجرد أن یعید النظر فی مسألة وجود الإمام الثانی عشر ، ویجتهد فیها بتجرد وحیاد .

ولست أدری فیما إذا کان هو حقاً یلتزم بها إمام الناس ، وتحت عنوان إسمه المعروف به والمعلن ، أم أنه یطرح هذه الأفکار المغالیة سراً وبعیداً عن المسؤولیة والمحاسبة تحت اسم (العاملی) المجهول !

ص: 237

وکتب جعفر الحر:

المحترم أبو أمل..خزعبلاتک لیست إلا فقاقیع هواء فارغة ، سمعناها من قبل ومللنا من الرد علیها ، بعد أن تبین لنا أنه لا فائدة من النفخ فی القربة المثقوبة.

وکتب العاملی:

أنت تعرف أن موضوعنا الغلو والتقصیر فی أهل البیت(علیهم السّلام) . فأرجو أن تفرد لی عقیدتک فیهم عن غیرها من کلامک ، حتی نتناقش فیها .

أنت قلت إنهم: لیسوا منصوبین من الله تعالی أئمة بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

وإن الکتاب الإلهی لم یورثه الله لأحد .

وإن حدیث الأئمة الإثنی عشر مردود .

وإن حدیث الثقلین لایمکن تطبیقه فی عصرنا .

فأرجو أن تکمل: هل أن الصلاة علی أهل البیت غیر واجبة ؟ وهل تصلی علیهم فی صلاتک أم لا ؟

وهل تشریع الخمس المخصص لهم ملغی ، أم فتاوی فقهاء السنة فیه غلط ؟

وهل آیات المودة والتطهیر وغیرها لاتدل علی فضیلة لهم ؟

وهل أحادیث المهدی من أهل البیت فی صحاح السنة مکذوبة ؟

أرجو أن تکمل بیان عقیدتک ، فی أهل بیت النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، ولا تستعمل التقیة السلفیة والغربیة ؟

وکتب السید مهدی:

یا أخ أبو أمل: سألتک قبلاً وأعید علیک نفس السؤال: أفکارک التی تعرضها لا

ص: 238

یقبلها الشیعة ولا یقبلها السنة ! لکنها قد تصلح أن تکون مذهباً جدیداً ، سمه أیة تسمیة تعجبک واطرحه ، فلربما تدخل التاریخ کمنشئ لمذهب جدید !! لا أعتقد ستفعل! تعرف لماذا؟ لأنک فشلت فی إیجاد مؤیدین ومؤازرین ، وإلا لأعلنت ذلک من زمان ! ولکنک وبحکم کونک شرقی الطباع ! صعب علیک أن تتخلی عما بدأت به ، رغم إحساسک بحقیقته !

ما معنی ما تلفظت به هنا: ( أم أنه یطرح هذه الأفکار المغالیة سراً وبعیداً عن المسؤولیة والمحاسبة تحت إسم (العاملی) المجهول) ! أنت تقول هذا وتوقع بإسم أحمد الکاتب ، والکل یعرف بأن إسمک غیر ماتوقع به !! أما الشیخ العاملی فالکل بات یعرف إسمه الحقیقی ، فما معنی تخبیصک؟!

وکتب ظافر:

سماحة العلامه الشیخ العاملی: بارک الله فیکم وسددکم ووفقکم للدفاع عن دینه . لدیَّ کلمات أجلتهاحتی یجیب أبو أمل علی أسئلة فضیلة الشیخ العاملی ویبین عقیدته فی الأئمه والصحابه بصورة واضحة ، لا أن یکتب مقالة عائمة غائمة لایذکر فیها حجة ولادلیلاً ، ومع ذلک أرجو أن یجیبنی ولا أظنه سیجیب بوضوح علی هذه الأسئلة:

السؤال الأول: ماهی مصادر التشریع عنده ؟

والسؤال الثانی: ماهی مؤهلاته العلمیة الأکادیمیة والدینیة ، هل لدیه مؤهلات علمیه أکادیمیة ، أم أنه مثل(الفطر)ینبت بعد المطر ؟

وکتب الفکر:

ص: 239

الشیخ الجلیل العاملی حفظه الله وأیده: تحیة إجلال وتقدیر . ولک الشکر علی ماتبذله من طرح مثل هذه المواضیع المهمة فی حیاة کل فرد .

أوافقک الرأی ، وأری أن الغلو نسبة ضیئلة جداً وخاصة لدی الشیعة .

أما التقصیر فکثیر فحدث ولاحرج . ممن هذا التقصیر؟

هنالک نقاط مهمة علینا معرفتها وعلاجها:- 1- هل التقصیر من العوام ؟2- هل التقصیر من المثقفین وأصحاب

العولمة؟3- هل التقصیر فی الخطباء ورجال الدین والمبلغین؟ والکثیر من النقاط ینبغی دراستها.

أحمد الکاتب.. أنت تدور فی حلقة مفرغة ، وأعتقد أنک مصاب بحالة نفسیة ! راجع نفسک وعلیک بزیارة لطبیب نفسانی لتتخلص من العقدة النفسیة .

وکتب لاری بتاریخ:8/7/2002:

أنا أؤمن بالله تعالی وبالیوم الآخر وبالرسول الأعظم وبالشوری نظاماً سیاسیاً للمسلمین ، وأحب وأوالی أهل البیت ، ولا أعرف أن لدی أیة خزعبلات أو غلو (غلواً) فی أحد ، وأعتقد أن الغلاة هم الذین یملکون کثیراً من الخزعبلات الفارغة التی انفجرت منذ زمان طویل .

الأخ ظافر: مصادر التشریع عندی هی: القرآن الکریم ، والسنة النبویة الثابتة والمتواترة ، ثم العقل السلیم .

العاملی: لا أدری لماذا تلجأ الی التهکم والتهریج کلما جد الجد ، مع أن هذا أمر لا یناسبک . وإذا کنت ترفض وصف التهریج فماذا تسمی قولک هذا :

(لقد اتضح للجمیع أن أحمد الکاتب لیست لدیه رؤیة لمکانة الأئمة(علیهم السّلام) . وأتحداه

ص: 240

أن یکتب عقیدته فیهم واضحة محددة . ولیست عنده رؤیة للصحابة کذلک.. ولا للنبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ولا لله تعالی.. وأخشی أن یکون سلب حتی الإیمان بالنبوة ، وبالتوحید ).

یعنی إذا قلت لک وقال لک المسلمون وعامة الشیعة: إنا لانؤمن بما یقول الإمامیة من الإمامة الإلهیة لأهل البیت ، أو إنا لا نقر أساطیر الغلاة ، أصبحت وأصبح جمیع المسلمین وعامة الشیعة لا یعرفون معنی التوحید ولا النبوة ولا الإسلام؟!

ماهذا التهریج یا شیخ ؟ لقد سألناک عن أدلة قولک: (إن اختصاص وحی النبوة بخاتم الأنبیاء(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) لاینفی أن یکون للأئمة المعصومین من عترته(علیهم السّلام) جنبة انفتاح علی الغیب والتلقی من الله تعالی بوحی غیر وحی النبوة ، وإن اختلفت فی النوع والکم عن جنبة النبی) وطلبنا منک توضیح هذا الأمر الخطیر الذی نحسبه غلواً کبیراً وإنکاراً لخاتمیة الرسول الأعظم ، فلم تجبنا ورحت تطلق التهم والإفتراءات علینا ظلماً وعدواناً ، فحسبنا وحسبک الله یا عاملی ، وهداک الله الی صراطه المستقیم ، ومذهب أهل البیت السلیم .

وکتب ظافر:

قال عبد الرسول: مصادر التشریع عندی هی القرآن الکریم والسنة النبویة الثابتة والمتواترة ثم العقل السلیم . واقرأ ماذا یقول: (وإذا کان حدیث: إنی تارک فیکم الثقلین ، یعنی الکتاب والعترة ولیس الکتاب والسنة ، فإنه غیر ممکن التطبیق لنا فی هذا العصر حیث لیس لنا إلا القرآن ، بدلیل أن أهل البیت لم یترکوا تفسیراً صحیحاً للقرآن أو کتاباً فقهیاً متکاملاً) . فهل یزعم أن حدیث الثقلین کتاب الله وعترتی غیر متواتر؟ فإذا زعم ذلک علیه أن یترک ساحات الحوار ویذهب یتعلم ثم یأتی

ص: 241

ویناقش الناس ، وإذا أقر أنه متواتر(وهو کذلک وسأبین أسانیده) ، فإنه رد علی رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )! هناک شئ ثالث وأرجو أن یفهم عبد الرسول بأن کلامی هذا لیس شتماً له فلست بحاجه لشتمه ، فإما أن یکون عبد الرسول... الی حد... أو یکون قد دفع له للتشویش علی الشیعة .

ثانیاً: لم تجبنی علی سؤالی الثانی وأطالبک أن تجیب إمام الجمیع ، بلا خجل ولاتردد ! علماً أنی أعرف ماهی مؤهلاتک ، ولکن لیتضح للإخوة ! فلیس معقولاً أن کل من یفشل فی الصحافة ، یتحول الی حاکم علی عقائد الناس بطریقة تبعث علی الشفقة علیه ! فی کل الأحوال أنا أسألک وأرجو أن تجیبنی ولا تتهرب: ما هی مؤهلاتک العلمیة؟!!

وکتبnoon11 :

أعزائی المشارکین.. الأخ أحمد الکاتب:

أولاً: أعتقد أن مایقوله الشیخ العاملی من وجود جنبة غیبیة فی أهل البیت (علیهم السّلام) هو من باب التسدید والهدایة ، التی التزم بها الله للمؤمنین .

أما الوحی الذی قد یعنیه فهو لیس بالوحی الذی تترتب علیه أحکام وتشرع به أمور جدیدة ، وإنما هو من باب: وَأَوْحَی رَبُّکَ إِلَی النَّحْلِ أن اتَّخِذِی مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا یَعْرِشُونَ، ومن باب: وَأَوْحَیْنَا إِلَی أُمِّ مُوسَی أن أَرْضِعِیهِ فَإذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ وَلا تَخَافِی . ومن باب: أن الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِکَةُ.. وهکذا.. فالأمثلة القرآنیة کثیرة فلایعدوا أن الشیخ العاملی أراد مثل ما ذکرت . أما الوحی النبوی الرسالی فلا أعتقد أن أحداً یقول به .

ص: 242

ثانیاً: کان لی وقفة مع الإخوه فی موضوع الولایة التکوینیة والتشریعیة والتی أعتبرها من الغلو فی أهل البیت.. ولا زلت أتتبع من أین أتت هذه الأفکار الفلسفیة واندمجت بعقیدة الإمامیة ، الی أن أصبحت کالمسلمات فی عرف البعض هداهم الله . والغریب أن الشیخ فضل الله لم یعترف بتلک الولایه لأنها لاتملک دلیلاً نقلیاً صحیحاً ، بل استندت علی الأدله الفلسفیة الحکمیة الإشراقیة .

سماحة الشیخ العاملی: أقدم إحتراماتی لکم أولاً ، ثم اسمح لی بالسؤال: هل نصبتم محکمة تفتیش العقائد؟ وهل ما تفعلونه مع أحمد الکاتب هو نوع من التهرب عن المواجهة ؟

وکتب العاملی بتاریخ:8/7/2002:

الحمد لله أن الأخ نون جاء لیفهِّم أحمد الکاتب أن الوحی من الله تعالی أوسع من وحی النبوة ، فعبد الرسول لاری مع أنه کربلائی النشأة وعربی اللسان ، لکنه لم یقرأ العربیة ، ولم یرجع الی مصدر واحد لیعرف معنی الوحی ! بل لم یتدبر فی آیات الوحی فی القرآن ، ولم یقرأ الأحادیث النبویة فی صحاح السنة ولا مصادر الشیعة فی الوحی !

إنه یجتهد علی دَیْم ، ویناقش علی دیْم ، ویصدر أحکامه علی دیْم !!

إقرا بعض ما فی لسان العرب یا عبد الرسول: الوحی: الإشارة والکتابة والرسالة والإلهام والکلام الخفی وکل ما ألقیته إلی غیرک . یقال: وحیتُ إلیه الکلام وأوحیت. ووحی وحیاً وأوحی أیضاً أی کتب.... وفی الکافی:1/ 176: عن إسماعیل بن مرار قال: کتب الحسن بن العباس المعروفی إلی الرضا(علیه السّلام): جعلت فداک

ص: 243

أخبرنی ما الفرق بین الرسول والنبی والإمام ؟ قال: فکتب أو قال: الفرق بین الرسول والنبی والإمام: أن الرسول الذی ینزل علیه جبرئیل فیراه ویسمع کلامه وینزل علیه الوحی ، وربما رأی فی منامه نحو رؤیا إبراهیم(علیه السّلام)، والنبی ربما سمع الکلام ، وربما رأی الشخص ولم یسمع . والإمام هو الذی یسمع الکلام ، ولا یری الشخص...) .

ثم أراک یا عبد الرسول بدأت تکذب علیَّ! متی ناقشتنی فی إثبات ولادة حجة الله علی خلقه الإمام المهدی(علیه السّلام)فعجزت عن الدلیل ولففت معک ودُرت ؟!

أعندما زعمت أن بصائر الدرجات لیس فیه ذکر للأئمة الإثنی عشر ، وأثبتت لک کذبک؟! والآن.. أدعی بکل قوة ، أنک لارؤیة لک ولا عقیدة ، لافی الله تعالی ولا فی رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولا فی أهل بیته(علیهم السّلام) ، فأثبت ذلک ، واذکر عقیدتک الکاملة فی کل موضوع بعشر سطور ! بإنتظارک .

الأخ نون: کتبت له أصول عقیدیی فی الأئمة(علیهم السّلام) ، ووعدنی أن یکتب ولم یکتب الی الآن . ألیس من حق المتناقشین فی موضوع عقائدی ، أن یکتب کل منهما أصول قناعته فی الموضوع ، لیکون محور النقاش ؟!!

وکتب ظافر:

أسأل عبد الرسول: هل سؤال الشیخ العاملی تصعب إجابته بحیث تلف وتدور؟ سألک الرجل عن عقیدتک ، أجبه؟! ثم لماذا تتهرب عن أسئلتی؟! فلماذا جئت الی منتدی الحوار إذا کنت لاتستطیع الإجابة؟...

ومرة أخری أسالک وأتحداک أن تجیب ! وأنا أحتفظ بحقی فی مطالبتک

ص: 244

بالإجابه: قال عبد الرسول: مصادر التشریع عندی هی القرآن الکریم والسنة النبویة الثابتة والمتواترة ثم العقل السلیم...الی آخر سؤال الأخ ظافر عن حدیث الثقلین وتواتره ، وما زعمه لاری من عدم إمکان تطبیقه !

قال العاملی:

اختصرت هنا عدة مداخلات ، فقد نصح أحدهم لاری أن یبحث حتی یفهم ویعرف الحق ، ونبه المحرر الإسلامی الجمیع بعدم الخروج عن الموضوع ، واتهمنی لاری بأنی آخذ عقیدتی من کتب مسمومة ، وزعم أنه نصحنی أن أمحص أحادیثها فلم أفعل ! قال: (یأخذ عقیدته المغالیة هذه من غلاة سابقین ، ولم یحقق فی أحادیثهم ولم یجتهد فیها حتی یمیز الخبیث من السلیم.. والروایات التی ذکرها العاملی مشبوهة وموضوعة وغیر صحیحة وهی من صنع الغلاة وعلی رأسهم علی بن ابراهیم ، إذ تتحدث عن نزول الملائکة علی أهل البیت وعدم رؤیتهم ولکن سماع صوتهم ). ثم هاجم لاری الحوزات العلمیة الشیعیة ، واتهمهم بالجهل والإغتراف من مستنقعات الغلاة ، لأنهم لایسمعون نصائحه الغالیة بترک الغلو والبحث ! قال: (مشکلتنا الرئیسیة تکمن فی عدم قیام الحوزات الدینیة بدراسة الدین والعقائد والتاریخ والقرآن الکریم ، واکتفاء کثیر من طلاب ما یسمی بالعلوم الدینیة بدراسة الفقه والأصول واللغة العربیة والفلسفة والمنطق ، وعدم دراسة تراث أهل البیت دراسة معمقة ، ولذلک یقعون فیما وقع به الشیخ العاملی من الإغتراف الأعمی من مستنقعات الغلاة ، وهو لا یعرف ولا یرید أن یعرف ، ولا یسمح للآخرین بأن یعرفوا ، وإذا ما جاء شخص وقام بدراسة لجانب معین فإنهم یستخدمون سلاح الأرهاب والتهریج والشوشرة (!)حتی یغطوا علی خرافاتهم وأساطیرهم..) !!

ص: 245

فأجابه السید مهدی: یا أخ أبو أمل: عیب هذا الکلام علی عالم جلیل قضی کل حیاته فی خدمة الدعوة لدین الله وخط أهل البیت(علیهم السّلام) ، وتوج أعماله بتقدیم فلذة کبده شهیداً فی سبیل الله . أکاد أجزم لو کانت دعوتک مخلصة لوجه الله لماعرضتها بهذا الشکل الصاخب المتشنج...

وکتب محمد یعقوب:

لاخفاء بأن المدعو أحمد الکاتب یعرف مسألة وجود الحجة(علیه السّلام)بوضوح النهار إلا أنه یعاند.. ونصحنی بترک النقاش معه ، لأنه کبحث الأخفش مع جدیه !

وکتب لهmqm : مالک تشِّرق وتغِّرب فی الموضوع ! أجب عن تساؤل العاملی عن[عقیدتک] بعد أن بیّن لک سؤالک الصعب المستصعب من کتاب لغوی یقتنیه طالب فی الثانویة.. أجبنا لنری إعتقادک یا مکتشف الحق لعلنا نتبعها !

وکتب ظافر:

أود أن أقول أن من حق المشارکین السؤال عن شخصیة الرجل العلمیة ولیس أی شئ آخر ! فعبد الرسول یدعی مدعیات کبیرة ویقول: (ولکنی بعد دراسة مذهب أهل البیت بدقة وعمق وجدت أن لهم رأیاً آخر فی الفکر الإمامی ، وهو أنهم لا یدعون العصمة لأنفسهم من الله ویصرحون بإمکانیة ارتکاب الخطأ ویطالبون الناس بتنبیههم إذا ما أخطأوا ، کما أنهم لم یدعو الإمامة الوراثیة أو النص علیهم من الله ، وإنما کانوا یؤمنون بالشوری ویلتزمون بها کنظام دستوری لقیادة المسلمین الی یوم القیامة). ألیس من حقنا أن نسأله عن مؤهلاته العلمیة ، وهل تساعده علی دراسة مثل هذه المواضیع؟! إن من حق أی محاور أن یسألنی نفس السؤال وسترانی

ص: 246

أجیبه بشفافیة ، ولا أتردد... ولعل الأخ المحرر والإخوه الکرام سیعذرونی فی إصراری علی هذا السؤال لو عرفوا السر فی إصراری علیه !

وکتبnoon11 : العزیز الشیخ العاملی: لقد طلبت من الأخ أحمد أن یبین عقیدته فی أهل البیت ففعل ، وکان الأحری أن تعودا الی صلب الموضوع فی تحدید الغلو والتقصیر حتی تعم الفائدة.... ولو سلمنا جدلاً أنه لایملک عقیدة ولا رؤیة واضحة ، فما هو الضیر أن یدلی بدلوه فی هذا الموضوع بالذات...

وکتب العاملی بتاریخ:9/7/2002:

الأخ نون ، إذا قبلت أن تکون حکماً فی النقاش ، فنبه من یخرج عن الموضوع ومن یهرب منه ، ومن یُسف ویشتم . ثم سأنقل ما کتبته وما کتبه الأخ أحمد الی موضوع مستقل ، ونناقشها لنعرف المقصر والغالی؟ فهل تقبل؟

وکتب جعفر الحر:

شیخنا الفاضل العاملی: جزاک الله خیر الجزاء عن دفاعک عن مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) وعن هذه العقیدة الشریفة الحقة التی یحاول الطواغیت ومن أعمی الله بصیرتهم وطمسها... إمض علی الطریق الحق ، وأسأل الله أن یجعل عملک هذا فی میزان حسناتک ، ویجزیک شفاعة أبی عبد الله الحسین سلام الله علیه .

وکتبnoon11 : الشیخ العاملی: یسعدنی ویشرفنی أن أساهم فی النقاش معکما . وذلک حین تنقل الموضوع الی صفحة جدیده مع ترتیب لنقاط البحث..

وکتب نبراس:

الشیخ العاملی أیدکم الله.. کل من یتبنی الدفاع عن مقامات أهل البیت(علیهم السّلام)

ص: 247

یواجه بهجوم ! مصداقاً لقول الإمام(علیه السّلام):(الناصبه أعداؤکم والمقصرة أعداؤنا) !

شیخنا الجلیل: لکم فی الماضین الکمَّل أسوة حسنه ، فلا غرابة أن یرمی بالغلو محمد بن سنان ، والمفضل بن عمر ، ویونس بن عبد الرحمن ، وجابر الجعفی وأمثالهم من الکاملین . وللسید السعید رضی الدین بن طاووس(رحمه الله)فی ترجمة محمد بن سنان: (إن جلالة قدرهم وشدة اختصاصهم بأهل العصمة(علیهم السّلام) هو الذی أوجب انحطاط منزلتهم عند الشیعه.. وخاطبوهم بما لاتتحمله أکثر الشیعه فنُسبوا الی الغلو) .

الأخ نون المحترم: عفواً إذا کنت قبلت أن تکون حَکَماً فی هذا الموضوع ، لمعرفة الحیاد ، حبذا لو أخبرتنا عن رأیک فی من ینکر إمامة الإمام المهدی عجل الله فرجه هل یکون مقصراً؟؟ حتی لایکون إذا کان خصمک القاضی....

وکتب محمد عیسی:

موضحاً للأخ نون مجری النقاش ، وأن الموضوع هو هو مشکلة التقصیر ، وقد حوله الکاتب ونون الی الغلو ، وختم محمد عیسی بقوله: (فنحن مقصرون فی حق أهل البیت(علیهم السّلام) .. ومن نماذج التقصیر عندنا أن الکثیر منا لا یعرف سیرة الأئمة من الإمام السجاد حتی المهدی سوی أسمائهم وقلیل جدا من الأحداث التی وقعت فی حیاتهم ! ألا یعتبر هذا تقصیراً منا؟ وحیث أن السنة یشترکون معنا فی هذا التقصیر فهم لا یعرفون أفضلیة أهل البیت(علیهم السّلام) ولایعرفون لماذا الله أمر بمودتهم ومحبتهم ، فتراهم یساون بین علی (علیه السّلام)وبین الذین حاربوه !)

وکتب أبو میرزا:

ص: 248

أود قبل نقل الموضوع أو تعیین الأخnoon11 حکماً أن نتعرف علیه ، أقصد موقعه ، مستواه العلمی..حتی یمکننا متابعة الموضوع .

وکتب أبو هاشم الموسوی:

الی الجمیع الإخوة الأعزاء:کنت أتابع الحوار من أوله الی الآن وقد أعجبنی الموضوع خصوصاً وأنه لیس مکرراً ولم یأخذ الحیز المطلوب من المناقشة والبحث ، وکان هناک الکثیر من من الإخوة المحترمین شخصیاً وعلمیاً وثقافیاً .

ولکن وللأسف الشدید اتجه الحوار الی التشتت والتهرب من البعض وهو أمر مؤسف . لذلک أقترح علی الأخ (العاملی) و(أبو أمل) فتح موضوع جدید وأن یکون الحوار علی هیئة مناظرة یقوم العاملی فی البدایة ببیان عقیدته فی الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأهل البیت(علیهم السّلام) والقرآن والسنة ، ویقوم أبو أمل ببیان عقیدته فیهم وأن یلتزم العاملی وأبو أمل ببیان العقیدة فی جمیع الأمور بشکل کامل وواضح وصریح ، ومن ثم یبدأ الحوار حول التقصیر والغلو . فمن غیر المعقول محاورة أی شخص فی أی فکرة أو عقیدة دون معرفة ما یعتقد به....

هذا ، وأرجو من العاملی وأبو أمل قبول المناظرة مع فائق الإحترام والتقدیر ولیکن جمیع الأعضاء المحترمین فی هجر والزوار الکرام شاهدین علی المناظرة دون تدخل من أحد .

وکتب لاری:

الأخ العزیز نون11، الإخوة الأعزاء المتحاورن جمیعاً: یؤسفنی انحدار الحوار الجاد الذی بدأ به الشیخ العاملی الی مستوی غیر مقبول من الجمیع . ویسرنی أن

ص: 249

أقبل مبادرة الأخ نون للتحکیم بینی وبین الأخ العاملی ، ولکن نظراً لإجرائنا عدة حوارات سابقة علی شبکة الإنترنت مع الأخ العاملی خصوصاً ، وانقطاعها دون نتیجة ، وقد کان آخرها الحوار الذی جری العام الماضی ، حیث اقترح أن یسألنی عشرین سؤالاً وأسأله عشرین سؤالاً آخر ، فلما أجبت علی تساؤلاته لم یجب علی تساؤلاتی وأنهی الحوار . ولذلک فمن المفید جداً وجود حکم یفصل فی الموضوع ویسیطر علی وجهة الحوار ، حتی لا یتشعب أو ینحرف یمیناً وشمالاً. ولکی ینجح الحوار لا بد أن یکون الحکم مهیمناً علی الحوار ، أی قادراً علی الفصل والتمییز ، إما بصورة ذاتیة أو بالإستعانة بأهل الخبرة . مثلاً قد أطالب الطرف الآخر فی الحوار أن یأتینی بحدیث متواتر ، فیذهب ویأتینی بحدیث یقول إنه متواتر ، وأرفض أن یکون کذلک بل أقول إنه خبر آحاد ضعیف لا یحتج به ، فلا بد أن تکون للحکم القدرة علی الفصل والتمییز . وقد أطالب الخصم بأن یأتینی بدلیل تاریخی فیأتینی بدلیل فلسفی ویقول أن هذا دلیل تاریخی . فلا بد أن تکون للحکم القدرة علی الفصل والقضاء .

ولا أرید أن أشکک بقدرة الأخ نون أو صلاحیته ، وأنا فی الحقیقة لا أعرفه جیداً ، فیا حبذا لو یتفضل ببیان مؤهلاته العلمیة ویتعهد لنا بمراجعة أهل الخبرة والإختصاص وتبیان الموضوع محل الخلاف فی المستقبل . وسوف أکون سعیداً جداً بتلبیة طلب الأخ نون للحوار .

أما شرطی للأخ العاملی(شرطی علیه) للبدء فی الحوار مرة أخری ، فهو الإستعداد للإجتهاد ونبذ التقلید الأعمی لما قال السابقون من أی فریق أو طائفة ، وعدم

ص: 250

الإحتجاج بأقوال الإمامیة أو الإثنی عشریة علی صحة نظریاتهم ، وذلک لأن أی شخص یرید الإجتهاد فی موضوع محل نزاع لا بد أن یخرج من التبعیة والتقلید لأصحاب تلک النظریة ، ویحاکمها من الخارج ، أو بصورة مستقلة ومحایدة . وأضرب مثلاً علی ذلک بما حدث لی مع أحد القساوسة فی هاید بارک فی لندن عندما کان یحاججنی بما جاء فی التوراة والإنجیل ، فقلت له یجب أولاً أن تثبت صحة التوراة والإنجیل ثم تستشهد بهما ، فأنا لا أعتبرهما صحیحین ولا أثق بهما ولم یکن قادراً علی الخروج من إطارهما فکان یقول: ولکن الکتاب المقدس یقول کذا وکذا . ولا أعتقد أن الشیخ العاملی یرفض هذا المبدأ ، کما أنه لایرفض ممارسة هذا المبدأ عندما یتحاور مع أحد السنة أو الوهابیة ، ویعتمد ذلک الشخص السنی أو الوهابی علی الأحادیث الواردة فی البخاری ، حیث یقول له العاملی إنی لا أقبل روایات البخاری کلها أو أقوال علماء السنة ، أو تصحیح علماء الرجال لدیهم ، وعندما یستشهد ذلک الرجل بأحادیث أبی هریرة مثلاً یقول له العاملی: أن أبا هریرة ضعیف لدینا .

وهکذا عندما یقوم العاملی مثلاً بالإستشهاد بروایات الإمامیة أو الإثنی عشریة أو الغلاة منهم ونقول له: أن هذا الراوی ضعیف أو غیر مقبول ، فلا بد أن یثبت صدق الروای وصحة أقواله من طرق محایدة ، لا بالإعتماد علی أصحاب ذلک الرجل الروای وأتباعه ومریدیه . لأنه فی هذه الحالة سیقع بالدور.

وقد ظهر لی من خلال الحوارات العدیدة التی أجریتها مع عدد من الإخوة هنا فی شبکة هجر وغیرها ، لجوء بعض الإخوة الی التقلید فی وثاقة بعض الرجال

ص: 251

والرواة وخاصة (النواب الأربعة) اعتماداً علی ما ورد فی علم الرجال الإمامی والاثنی عشری ، وعندما کنت أشکک فی صدق أحد الرواة أو النواب الأربعة کانوا ینتفضون وینزعجون ویصیحون ویصرخون بأنی أهاجم أئمة المذهب وعلماء الشیعة . علماً بأن ضرورة البحث تستدعی منا جمیعا التشکیک فی کل شئ أملاً بالوصول الی الحقیقة بعد إثباتها بصورة علمیة عبر الإجتهاد والتحقیق.

ومن هنا أطالب الشیخ العاملی أن یلتزم بمبدأ الإجتهاد والتحقیق فی کل شئ ولا یتوقف لیقول هذا ما أجمع علیه علماء المذهب ، فأنا أشکک فی کل ما ورد الینا منهم لأنهم متهمون حسب الفرض ، وإذا جاز لنا تقلیدهم فی شئ لجاز لسائر الفرق تقلید علمائهم ورجالهم وأئمتهم الذین یعتقدون کذلک أنهم قمة فی التقوی والورع والصدق والإخلاص .

فإذا کان الشیخ العاملی مستعداً لذلک ، فأهلاً وسهلاً بالحوار معه .

وکتب (أمیر200) وهو سلفی مشجع لصاحبه لاری:

الأخ الفاضل أحمد الکاتب: بارک الله فیک ، ولا تعبأ بکلام بعضهم وسخریتهم منک فهذه حجة المفلس . وخلاصة القول بالإمامة والعصمة أنهم أوجبوها علی الله عقلاً، فبحثوا عن نصوص لها تؤید ما أوجبوا علی الله ، لذلک تراهم یتمسکون بکل ما هو ضعیف ویتأولون الأحادیث التی تخالف مذهبهم ! والحمد لله کما قلتَ لایوجد نص قطعی الثبوت والدلالة علی إمامتهم فضلاً عن عصمتهم.

فکتب العاملی:

الأخ أمیر200: من الطریف أن یطالب أتباع السقیفة بالنص ! وهم الذین

ص: 252

واجهوا نبیهم ورفضوا النص المکتوب !

هل یهمک النص یا أمیر علی الإمامة والعصمة؟ أم تری صحة خلافة السقیفة بلا نص ولا عصمة؟! وإذا لم تثبت عندک إمامة أهل البیت(علیهم السّلام) لأنها لیس فیها نص ، فاضرب بالجدار کل خلافة وإمامة ! لأن أصحابها عملوا برأیهم بدون نص ولا هدی من الله تعالی ولا من رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )!

وکتب ابن أبی التراب:

مولای العاملی: دعه یثبت وجود الشوری أو تطبیقاتها ثم لیغنی لها بعد ذلک !

وکتب لاری ، زاعماً حرصه علی الوحدة الإسلامیة .

فأجابه السید مهدی بتاریخ:11/7/2002:

هذه خلاصة کلامک یا أخ أبو أمل: (إذا کانت نظریة الإمامة صحیحة وهی لیست کذلک فی نظری ، فإنها لا ثمرة لها الیوم ولایمکن تطبیقها مطلقاً ، فلماذا نختلف علیها بین سنة وشیعة الیوم؟ ولماذا لا نتفق علی المشترکات والمبادئ الموحدة ونعمل من أجل توحید الأمة) وبکل أسف لم تجب علی تساؤلاتی أعلاه ! نحن غیر مختلفین مع إخوتنا أهل السنة بل متفقون علی المبادئ العامة.. وحدانیة الله ونبوة الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وخاتمیة الإسلام والمعاد والجنة والنار..و....و.. ومستعدون لتفهم وجهة نظرهم فی الزعامة بعد الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وإجتهاد الصحابة ، ولم یبق إلا أن یتفهموا وجهة نظرنا فی الأخذ بولایة أهل البیت(علیهم السّلام) فتحل کل المشاکل .

وکتب العاملی:

الأخ السید مهدی ، أعجبنی تعلیقک علی قول عبد الرسول.... ومطالبتک

ص: 253

للمخالفین ومنهم الکاتب نفسه ، أن یتفهموا ولایتنا لأهل البیت(علیهم السّلام) ویعذرونا !

وأضیف الی کلامک: أن لاری لو کان حریصاً علی وحدة المسلمین کما یزعم ویرید جمعهم علی المشترکات.. لما مد یده الی عقائد الشیعة وسفهها ! فهل هذا العمل من أجل وحدة المسلمین ؟! ونقطة أخری مهمة ، حیث یُظهر أن اهتمامه بالسیاسة فقط لا بالدین ! ولذا لایمیز بین العقیدة وبین العمل السیاسی !!

وثالثة ، لو کان یفهم عقیدة الشیعة بالإمام المهدی(علیه السّلام)لأدرک أنها عامل إیجابی وقاسم مشترک بین المسلمین ، فکلهم یؤمنون بالبشارة النبویة ویتطلعون بأمل الی المهدی الموعود علی لسان نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، بقطع النظر عن أنه ولد أو سیولد . إن نبض الأمة الیوم هو التطلع الی المهدی الموعود(علیه السّلام)حتی الوهابیین ! والشاذ عن الجمیع هو عبد الرسول لاری ! لأنه ینکر بشارة النبی بالمهدی حتی فی مصادر السنیین ! فهل المخلص لأمة تتطلع جماهیرها لابن نبیها الموعود ، یخدم وحدتهم بإنکاره ؟! اللهم ارزقه قدراً من العقل .

وکتب جهاد:

ألم یدع أحمد الکاتب أنه یأخذ بما اتفق علیه المسلمون جمیعاً ، ویشکک فی البقیة حتی یثبت له صحتها؟! إذن لماذا ینکر فکرة القائم عجل الله له الفرج؟!

وکتبnoon11 ، بتاریخ:10/7/2002:

الإخوة الأعزاء: لا شرط علی من یدیر الحوار أن یکون قاضیاً بین الطرفین ، بل هذه المهمه متروکة للقارئ الفطن الذی یختار أی الطرفین هو أقرب الی الفهم الصحیح ، ولیس بالضروره أن ینتهی الحوار الی غالب ومغلوب..

ص: 254

الأخ أحمد الکاتب: قولک: أما شرطی للأخ العاملی.... ففیه شئ من التعجیز لأن الشیخ العاملی یجب أن یلتزم بإجماعات ومتواترات طائفته ، إلا أن یکون النقاش فی هذه الإجماعات أو فی المتواترات فهذا کلام آخر . بینما یجب علیک أن تبین للأخوة عما یجب أن تلتزم به ، ومن أین ترید أن یحتج به علیک فأنت قد ترفض منهج الشیعة ومنهج السنة ، وبذلک لا یکون هناک قاعدة للحوار..

علی العموم فإن الشیخ العاملی بدأ ذلک الحوار.. وأرجو من الجمیع أن یروا الی أین سیصل ؟

قال العاملی: واستمرت المداخلات من الإخوة ، لکنی رأیت أن أبدأ بفتح موضوع حقوق اهل البیت(علیهم السّلام) ، ولا أناقش لاری فی شروط الحوار ، وواصلت فی هذا الموضوع مناقشة الأخ شفق أو ابن الدلیل ، وهو شیعی مأخوذ

بضرورة مکافحة الغلو دون التقصیر ، وشارک فی النقاش الإخوة ونبراس ، وأبو الیاس ، والحسینی1 ، والمحور ، والواعی ، ولا یتسع المجال لإیراد مداخلاتهم .

ص: 255

لاری یهرب من بحث حقوق أهل البیت(علیهم السّلام) مع العاملی!

اشارة

بعد أن اتفنا مع لاری علی النقاش فی حقوق أهل البیت(علیهم السّلام) وأن یکون الحَکَم صاحبه (نون11) کتبت له هذا هو الموضوع ، بتاریخ:10/7/2002, http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402679279 بعنوان: مناقشة مع أحمد الکاتب.. فی تحدید المقصرین والغالین فی حق أهل البیت(علیهم السّلام) ؟

من هم المقصرون ومن هم الغالون فی حق أهل البیت(علیهم السّلام) ؟

نبحث هذا الموضوع لنکشف زیف الذین یتهون الشیعة بالغلو فی أهل البیت(علیهم السّلام) ، ویوزعون طبول الغلو علی أتباعهم ، ویطبلون هم فی أکبرها !

یریدون بذلک أن یغطوا تقصیرهم فی أداء الحوق العظیمة التی أوجبها الله فی أعناقهم لأهل البیت النبوی الطاهرین(علیهم السّلام) ، مع أن التنقیص من حقهم الثابت فی القرآن والسنة ، تقصیر فی حقهم وانحراف عن الإسلام الصحیح .

أما الغلو فهو ادعاء نبوتهم أو تألیههم والعیاذ بالله . لذلک نستعرض حقوقهم الثابتة لهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، ثم نستعرض ما یتصور أنهم غلو فیهم(علیهم السّلام) .

وأکتفی فعلاُ بذکر ثلاثة حقوق ثابتة لهم فی الکتاب والسنة ، ثبوتاً قطعیاً متواتراً ، وسؤالی لأحمد الکاتب: هل تعترف بها ، أم لا ؟

ص: 256

الحق الأول: جعل الله مودتهم(علیهم السّلام) فرض عین علی کل مسلم

قال القاضی عیاض فی الشفا جزء 2/47: (فصل: ومن توقیره (ص) وبرِّه ، برُّ آله وذریته وأمهات المؤمنین أزواجه کما حض علیه (ص) وسلکه السلف الصالح رضی الله عنهم ، قال الله تعالی: إنما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً ، الآیة . وقال تعالی: وأزواجه أمهاتهم... عن زید بن أرقم قال قال رسول الله (ص): أنشدکم الله أهل بیتی ، ثلاثاً . قلنا لزید: من أهل بیته؟ قال آل علی وآل جعفر وآل عقیل وآل العباس . وقال (ص): إنی تارک فیکم ما إن أخذتم به لم تضلوا: کتاب الله وعترتی أهل بیتی فانظروا کیف تخلفونی فیهما . وقال (ص): معرفة آل محمد (ص) براءة من النار ، وحب آل محمد جواز علی الصراط ، والولایة لال محمد أمان من العذاب . قال بعض العلماء: معرفتهم هی معرفة مکانهم من النبی (ص) وإذا عرفهم بذلک عرف وجوب حقهم وحرمتهم بسببه ). انتهی.

وفی الغدیر:2/307: أخرج الحافظ أبو عبد الله الملا فی سیرته أن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال:إن الله جعل أجری علیکم المودة فی أهل بیتی ، وإنی سائلکم غداً عنهم ورواه محب الدین الطبری فی الذخائر/25 وابن حجر فی الصواعق/102 و136 والسمهودی فی جواهر العقدین: قال جابر بن عبدالله: جاء أعرابی إلی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وقال: یا محمد أعرض علی الإسلام . فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له ، وأن محمداً عبده ورسوله . قال: تسألنی علیه أجراً قال: لا ، إلا المودة فی القربی . قال: قرابتی أو قرابتک ! قال: قرابتی . قال: هات أبایعک ،

ص: 257

فعلی من لایحبک ولا یحب قرابتک لعنة الله . فقال النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): آمین ! أخرجه الحافظ الکنجی فی الکفایة/31 من طریق الحافظ أبی نعیم ، عن محمد بن أحمد بن مخلد ، عن الحافظ ابن أبی شیبة بإسناده . وأخرج الحافظ الطبری ، وابن عساکر ، والحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل لقواعد التفضیل ، بعدة طرق عن أبی إمامة الباهلی ، قال قال رسول الله (ص): أن الله خلق الأنبیاء من أشجار شتی ، وخلقنی من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلی فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسین ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ عنها هوی ، ولو أن عبداً عبد الله بین الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ، ثم لم یدرک محبتنا ، أکبه الله علی منخریه فی النار . ثم

تلا: قُلْ لا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی ).

الحق الثانی: فرض الله الصلاة علیهم(علیهم السّلام) مع النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی الصلاة

وقد أورد جملة من أحادیثها الصحیحة فی مجمع الزوائد:10/163، وأول لفظ ذکره عن بریدة قال: قلنا یا رسول الله قد علمنا کیف نسلم علیک ، فکیف نصلی علیک ؟ قال قولوا: اللهم اجعل صلواتک ورحمتک وبرکاتک علی محمد وآل محمد ، کما جعلتها علی آل إبراهیم إنک حمید مجید . انتهی.

وقد روته مصادرهم وصححته ، ولکنهم لا یعملون به إلا فی صلاتهم ، فتراهم یصلون علی النبی وحده فی غیر صلاتهم ، أو یضیفون الیهم أصحابه ، أو یحذفون آله ویقرنون به أصحابه ! وممن رواه موطأ مالک:1/165 ، ومسنده/ 349 ، وکتاب الأم:1/140 ، وصحیح بخاری:4/118 9 و:6/27 و:7/156، ومسلم:2/16 ، وابن ماجة:1/293 ، وأبی داود:1/221 ، والترمذی:5/38 ، والنسائی:3/45 ، وأحمد:4/118 و244 و:5/353 و424 ، والدارمی:1/165

ص: 258

و309، والحاکم:1/268 ، والبیهقی فی سننه:2/146 و378 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد: 2/144 ، والهندی فی کنز العمال:2/266 ، وأورد السیوطی عدداً کبیراً من أحادیثها فی الدر المنثور:5/215 ، وغیره من المفسرین ، ومن الفقهاء کالنووی فی المجموع:3/466 ، وابن قدامة فی المغنی:1/580 ، وابن حزم فی المحلی:3/ 272....

ولا نطیل بذکر کلمات علمائهم وهی کثیرة وبلیغة .

وقال القاضی عیاض فی الشفا: جزء 2/64: (فی الحدیث: لا صلاة لمن لم یصلِّ علیَّ ، قال ابن القصار: معناه کاملة أو لمن لم یصل علیَّ مرة فی عمره . وضعَّف أهل الحدیث کلهم روایة هذا الحدیث . وفی حدیث أبی جعفر عن ابن مسعود عن النبی(ص): من صلی صلاة لم یصل فیها علیَّ وعلی أهل بیتی لم تقبل منه . قال الدارقطنی: الصواب أنه من قول أبی جعفر محمد بن الحسین: لو صلیت صلاة لم أصل فیها علی النبی ولا علی أهل بیته لرأیت أنها لا تتم.... فقال النبی(ص): عجل هذا ، ثم دعاه فقال له ولغیره: إذا صلی أحدکم فلیبدأ بتحمید الله والثناء علیه ، ثم لیصل علی النبی ثم لیدع بعد بما شاء ، ویروی من غیر هذا السید بتمجید الله ، وهو أصح . وعن عمر بن الخطاب رضی الله عنه، قال: الدعاء والصلاة معلق بین السماء والأرض فلا یصعد إلی الله منه شئ حتی یصلی علی النبی (ص) .

الحق الثالث: شرع الله لهم(علیهم السّلام) مالیة خاصة فی میزانیة الدولة الإسلامیة وحرم علیهم الصدقات ، لأنها أوساخ الناس!!

اشارة

وقد اتفق علی ذلک فقهاء المذاهب جمیعاً . قال الفقیه الحنبلی ابن قدامة فی المغنی:2/519: (مسألة: قال ولا لبنی هاشم): لا نعلم خلافاً فی أن بنی هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة ، وقد قال النبی(ص) (إن

الصدقة لا تنبغی لآل محمد

ص: 259

إنما هی أوساخ الناس). أخرجه مسلم . وعن أبی هریرة قال: أخذ الحسن تمرة من تمر الصدقة فقال النبی(ص)(کِخْ کِخْ) لیطرحها وقال (أما شعرت أنا لا نأکل الصدقة) متفق علیه ! (مسألة: قال: ولا لموالیهم) یعنی أن موالی بنی هاشم وهم من أعتقهم هاشمی لا یعطون من الزکاة ، وقال أکثر العلماء یجوز ، لأنهم لیسوا بقرابة النبی (ص) فلم یمنعوا الصدقة کسائر الناس ، ولأنهم لم یعوضوا عنها بخمس الخمس فإنهم لایعطون منه ، فلم یجز أن یحرموها کسائر الناس . ولنا: ما روی أبو رافع أن رسول الله (ص) بعث رجلاً من بنی مخزوم علی الصدقة فقال لأبی رافع: إصحبنی کیما تصیب منها ، فقال: لا ، حتی آتی رسول الله(ص) فأسأله ، فانطلق إلی النبی(ص) فسأله فقال: إنا لا تحل لنا الصدقة ، وإن موالی القوم منهم). أخرجه أبو داود والنسائی والترمذی وقال: حدیث حسن صحیح ، ولأنهم ممن یرثهم بنو هاشم بالتعصیب ، فلم یجز دفع الصدقة إلیهم کبنی هاشم . وقولهم إنهم لیسوا بقرابة ، قلنا: هم بمنزلة القرابة بدلیل قول النبی (ص):(الولاء لحمة کلحمة النسب) وقوله: (موالی القوم منهم) ، وثبت فیهم حکم القرابة من الإرث والعقل والنفقة ، فلا یمتنع ثبوت حکم تحریم الصدقة فیهم .

فصل: فأما بنو المطلب فهل لهم الأخذ من الزکاة؟ علی روایتین ، إحداهما لیس لهم ذلک ، نقلها عبد الله بن أحمد وغیره لقول النبی(ص): (إنا وبنو المطلب لم نفترق فی جاهلیة ولا إسلام ، إنما نحن وهم شئ واحد) ، وفی لفظ رواه الشافعی فی مسنده: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد ، وشبک ببن أصامعه . ولأنهم یستحقون من خمس الخمس فلم یکن لهم الأخذ کبنی هاشم . وقد أکد

ص: 260

ذلک ما روی أن النبی(ص) علل منعهم الصدقة باستغنائهم عنها بخمس الخمس فقال: ألیس فی خمس الخمس ما یغینکم؟ .والروایة الثانیة، لهم الأخذ منها ، وهو قول أبی حنیفة ، لأنهم دخلوا فی عموم قوله تعالی: إنما الصدقات للفقراء والمساکین.. الآیة ، لکن خرج بنو هاشم لقول النبی (ص): إن الصدقة لاتنبغی لآل محمد ، فیجب أن یختص المنع بهم ، ولا یصح قیاس بنی المطلب علی بنی هاشم لأن بنی هاشم أقرب إلی النبی(ص) وأشرف وهم آل النبی(ص) ، ومشارکة بنی المطلب لهم فی خمس الخمس ما استحقوه بمجرد القرابة ، بدلیل أن بنی عبد شمس وبنی نوفل یساوونهم فی القرابة ، ولم یعطوْا شیئاً ). انتهی.

أرجو أن تجیبنی یا أبا أمل ، هل تعترف بهذه الحقوق التی اعترف بها أئمة المذاهب أم عندک رأی آخر ؟! وأرجو أن لاتخرج عن الموضوع . وإذا استکملنا حقوقهم(علیهم السّلام) نبدأ بمناقشة ما تتصور أنه غلو فی حقهم(علیهم السّلام) .

وکتبnoon11 :

الشیخ العاملی دامت برکاته: لقد بدأت فی الموضوع سریعاً بعد أن رفض بعض الإخوة أن أکون مدیراً للحوار . ولکن علی العموم حبذا لو سردتم منهجکم فی الحوار وماذا تقبلون وماذا ترفضون من الحدیث ، حتی یکون الطرف الآخر علی بینة من أمره ویراعی فی ردکم علی ما التزمتم بالأخذ به . وکذلک فالطلب موجه أیضاً للأخ أحمد الکاتب .

وکتب العاملی:

الأخ نون المحترم ، رأیت أن الأفضل من تضییع الوقت فی المناقشة فی الحَکَم

ص: 261

والشروط ، أن ندخل فی الموضوع ، ومع احترامی لرأی الإخوة فإن الطرفین علی ما یظهر قد رضیا بک ، وأرجو أن تکون دقتک وعدلک فی الحکم سبباً فی نجاح النقاش هذا المرة ، حیث لم نصل الی نتیجة فی نقاشات سابقة .

المنهج الطبیعی برأیی لموضوع التقصیر والغلو: أن نعرف حقوق أهل البیت(علیهم السّلام) ما هی ، ثم ننظر هل أن الأخ أحمد الکاتب مقصر فیها أم لا ؟

وبعد معرفتها ننظر فیما یراه هو غلواً عندنا أو عندی ، بشرط أن یکتب ذلک واضحاً محدداً بنقاط ، ولیس مثل کتابة الجرائد الشعبیة .

وقد کتبت ثلاثة حقوق لهم(علیهم السّلام) متفق علیها بین المسلمین ، وطلبت رأیه فیها ثم أکتب بقیة الحقوق إن شاء الله .

وکتبnoon11 :

سماحة الشیخ العاملی: لابأس بالمنهج الذی سلکته فی إثبات حقوق أهل البیت وأراک تعتمد علی ما ورد فی کتب العامة ، وهذا جید فی إعتقادی لتلافی الطعن فی مسانید تلک الروایات . وأما الحقوق الثلاثه التی ذکرتها فلا أظن أحداً من المسلمین یطعن فیها أو یشکک فیها ، بل إنها تکاد تکون من ضروریات الدین .

الأخ أحمد الکاتب: ذکرت فی تعقیبک: أود من الأخ نون ومن الشیخ العاملی إما أن یستمر الحوار من حیث انتهی ، ومن النقطة التی وصل الیها ، وذلک بأن یجیب الشیخ العاملی علی أسئلتی التی طرحتها علیه ویثبت لنا موضوع نزول الوحی علی أهل البیت؟ وکیف هو ؟ وما هو الدلیل علیه؟ وما هی صحة الروایات التی جاء بها؟ وهل تشکل حجة علی أحد ؟ والی طائفة تنتمی؟ وکیف

ص: 262

یحل مشکلة التناقض بین نزول الوحی علی أهل البیت ومسألة الخاتمیة ؟ وهل یشکل الوحی الذی یدعی نزوله علی أهل البیت حجة علی غیرهم ؟ وما هو الدیل القرآنی علی ذلک؟ وأعتقد أن الشیخ العاملی یرید أن ینتهی من موضوع الحقوق أولاً ، ثم یعرج علی النقاط التی ذکرتها تحت عنوان الغلو ، فأرجو من الطرفین أن نبدأ بالحقوق الثابته لأهل البیت(علیهم السّلام) ثم التعلیق علی ما یعتبر غلواً .

وکما فهمت من مقالاتک فأنت ترفض تخصیص مصطلح أهل البیت ومصطلح ذوی القربی فی الأئمه الإثنی عشر فقط ، وهذه نقطة افتراق قد لا تؤثر کثیراً فی البحث الآن ، لأن ما سیثبت لأهل البیت هو بالضروره ثابت للأئمه الإثنی عشر لا علی سبیل الحصر ، بل من باب العموم والخصوص من وجه .

وکتب لاری:

الأخ العزیز نون والإخوة المتحاورن: لقد کان الحوار مستمراً فی الصفحة السابقة ، وکان یترکز حول دعوی نزول الوحی علی أهل البیت ، ولا مبرر للقفز والإنتقال الی مواضیع أخری ، خاصة إذا کانت غیر منهجیة وعامة ولا خلاف حولها ، مثل موضوع المودة ، وفرض الصلاة ، وتشریع الخمس لأهل البیت . لا أعتقد بوجود خلاف بینی وبین الأخ العاملی حول تعریف أهل البیت ، فقد بادر هو الی توضیح الأمر بنقل بعض الأحادیث التی توسع دائرتهم الی آل علی وآل عقیل وآل جعفر وآل العباس ، ولا أرید أن أناقش فی هذا الموضوع ، لأنه خارج موضع الخلاف ، وهو الغلو فی أهل البیت .

ولکنی قبل الشروع فی الحوار أرجو من الأخ العاملی أن یلتزم بأدب الحوار

ص: 263

ولا یمارس أسلوب التهریج فیتهمنی بشتم الشیعة أو شخصه . وإلا فلیقل لنا بالتحدید أین حدث ذلک ؟ وهل نقد الغلو والغلاة هو نقد للشیعة ولشخصه الکریم؟ أم یرید أن یصادر عنوان التشیع لیحدده علی جماعة صغیرة من الغلاة ؟ ویخرج منه عامة الشیعة والمسلمین؟!

أرجو أن تطالبه أولاً بسحب اتهاماته الواهیة أو تقدیم الأدلة علیها ، وإذا کان یرید أن یستخدم هذا الأسلوب فلیسمح لنا بالرد علیه بالمثل ، وعندها لن یبقی أی معنی للحوار ولن تحصل أیة فائدة . وإن من الأفضل أن یبین لنا مواضع الإختلاف ویستدل علیها ، بدلاً من إضاعة الوقت ، وملأ الصفحات الطوال فی القضایا المتفق علیها .

وأقترح أن یبین لنا مفهومه عن الإمامة وقیامها علی أساس الشوری؟ أو علی أساس النص؟ وحکم الشیعة والمسلمین فی فترة غیاب الإمام؟ هل هو الإنتظار وعدم جواز اختیار الإمام؟ أو إمکان ذلک؟ وما هی شروط الإمام فی الوقت الحاضر؟ هل هی العصمة والنص؟ أم الفقه والعدالة؟ أم العدالة فقط والتبعیة للفقهاء ؟ وما هو موقع رجال الدین فی الخارطة السیاسیة المعاصرة؟

وکتب العاملی:

الأخ أبا أمل ، الأخ الحکم نون: موضوعنا محدد تماماً من عنوانه ، وأن مشکلة المسلمین تجاه أهل البیت(علیهم السّلام) هو التقصیر فی حقوقهم التی فرضها الله لهم ، ولیس الغلو کما یدعی بعضهم . فقد رفع أعداؤهم ومخالفوهم سیف الغلو لیهددوا فیه کل من وفی لله ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی أهل بیته الطاهرین(علیهم السّلام) ، واعترف

ص: 264

لهم بحقوقهم العظیمة التی نص علیها الإسلام .

ولا یمکن أن نعرف هل أننا مقصرون فیهم أم مغالون ، مالم نعرف حقوقهم المشروعة الثابتة بالقرآن والسنة . ولذا فإن المنهج العلمی أن نتعرف علی هذه الحقوق من الکتاب والسنة ، ونسأل الطرف المدعی للغلو هل تعترف بها أم لا ؟ فإن قال نعم ، انتقلنا الی لوازمها العقلیة والنقلیة البینة ، فإن اعترف بها ، فقد انتهی القسم الأول من البحث . وإن لم یعترف بها مع إقامتنا الدلیل والحجة علیها ، فهو مقصر ، ومنحرف عن أهل البیت وعن الإسلام .

ثم ننتقل الی القسم الثانی فیطرح هو ما یراه غلواً ، مسألة مسألة بلا خلط ، بألفاظ محددة غیر عائمة ولا ملتبسة بغیرها ، ونناقشها . فإن أثبت أننا مغالون ، فالحق معه ، وإن لم یثبت فهو مدع مع المدعین ، ورافع لسیف الغلو الخشبی ، الذی رفعه أعداء أهل البیت(علیهم السّلام) قدیماً وحدیثاً ، وتأثر بهم المقصرون ضعفاء الفکر البسطاء ذهنیاً ، أو المهزومون إمام إعلام النواصب .

أرجو من الأخ نون أن تعطی رأیک ، ولا تدع عبد الرسول یفر من الموضوع کعادته ، فأنا لاشغل لی بشخصه ، وإنما شغلی أن أکشف مراهقته الفکریة ، وقلقه ، وبالنتیجة والعمق: نصبه لأهل بیت النبوة الطاهرین(علیهم السّلام) !

وکتب لاری:

هل عدت للتهریج یا عاملی ، قبل قلیل اتهمتنا بسب الشیعة وجئت الآن لتتهمنا بالنصب لأهل البیت(علیهم السّلام) ؟ ألا تخاف الله؟ ولماذا تتبع هذا الأسلوب التهریجی الغوغائی؟ وهل تعتبر من لا یؤمن بنظریة الإمامة الإلهیة ناصبیاً حتی لو کان متبعاً

ص: 265

لأهل البیت ، ومعتمداً علی أحادیثهم الصحیحة ورافضاً لأحادیث الغلاة؟ وهل جمیع المسلمین وسائر فرق الإمامیة والشیعة الذین لا یعترفون بالإثنی عشریة مثلاً نواصب فی نظرک؟ أرجو أن لا تلف ولا تدور کثیراً ، ولا تهدر وقتنا بمواضیع بعیدة عن صلب موضوع الحوار .

رجاء أنا لست مستعداً أن أمشی معک فی خطتک ، ولا أری للحوار معک فائدة أجبنی عن أسئلتی السابقة التی طرحتها علیک وهربت منها حتی الآن: ما هو تعریفک للوحی الذی ینزل علی الأئمة؟ وما هو الدلیل؟ وهل یشکل حجة علی الناس ویوجب علیهم اتباعهم لأن لدیهم علم خاص من الله؟(علماً خاصاً)أم أن أهل البیت کانوا یروون سنة الرسول الأکرم لیس إلا ، ولیس لدیهم دین جدید ولا وحی إضافی ولا علم خاص ، وإنما هی روایة عن جدهم فقط؟

وإذا کنت ترفض الإجابة عن تلک الأسئلة وتنتقل بحریة کما تشاء من موضوع الی آخر ، فأنت وشأنک .

وکتب العاملی:

أرجو من الأخ نون أن یتدخل . سؤالک یا عبد الرسول یأتی فی موضعه من منهجیة المناقشة ، وقد أجبت علیه وأجیبک علیک مفصلاً إن شاء الله فی محله . علیک أن تتقید بالمنهجیة ولاتهرب من الموضوع . وأرجو عدم الفضول فی الکلام . أین دعاویک العریضة عن الأکادیمیة والموضوعیة والعلمیة؟!!

وکتب الأشتر:

وعادت حلیمة إلی عادتها القدیمة ! یا عبد الرسول ، ما بالک ترتجف خوفاً من

ص: 266

أن یتم إثبات تقصیرک فی حقوق آل البیت(علیهم السّلام) ؟ ولم لا ، فإن ثبت ذلک فأنت منحرف عن الإسلام الصحیح لا محالة . نصیحة منی إلیک أن تترک أسلوب التهویل والتخویف وما شابه ، فهذه هی أسالیب النواصب ، أدخل فی الموضوع مباشرة من دون محاولة لحرف سیر النصوص والأفکار .

أما سب الشیعة فهو صحیح لا غبار علیه ، والأخ العاملی محق فی کلامه ، فأنت لاتکفُّ عن سب الشیعة واتهامهم بالکذب وعدم الورع ، وإلا فما تبریرک الدائم لأکابر المتقدمین رضوان الله تعالی علیهم ، باختلاق النصوص ودس الأکاذیب فی التراث الشیعی ! أو هل تنکر سبک للعمری رضوان الله تعالی علیه؟ واتهامه بدس النص طمعاً فی الأخماس؟! أو تنکر اتهامک للشیخ الطوسی والشیخ المفید وغیره بالکذب لأنهم صححوا مرویات النص بناء علی مبانیهم الرجالیة ؟ فزعمت أن تصحیحهم کاذب؟ فهل تنکر کل هذا الشتم للشیعة یاعبد الرسول بن عبد الزهرة لاری؟ إن لم یکن کل هذا سباً فماذا تسمیه ؟

ملاحظة للأخ العاملی: مولای واصل تقدیم طرحک سواء رضی به عبد الرسول أو لم یرض به ، ففیه فائدة وإثبات خروج العدید عن جادة الإسلام الصحیح بتثبوت مصداق تقصیرهم فی حقوق آل بیت الرسول صلوات الله وسلامه علیهم.

وکتب لاری:

الأخ العزیز الأشتر: کلامک غیر صحیح ، ولا أرید مناقشتک الآن ، لأن العاملی انتقل من تلک الصفحة السابقة الی هذه الصفحة الجدیدة ، حتی یکون الحوار منحصراً بینی وبینه ، ولا أعتقد أنه یحتاج الی مساعدین . وسؤالی کان للعاملی

ص: 267

أین حدث سب الشیعة فی حدیثی؟ ومتی سببتک شخصیاً؟ وما هو تعریفک للناصبی؟ هل کل من لا یؤمن بنظریتک فی نزول الوحی علی أهل البیت؟ أو بالإمامة الإلهیة؟ وهل تعتبر جمیع الفرق الشیعیة السبعین وسائر المسلمین نواصب ؟ أو غیر مسلمین وما هو الفرق إذن بینک وبین الوهابیین؟

وکتب العاملی:

کل هذا خروج عن الموضوع ، إن شئت فافتح لأسئلتک موضوعاً مستقلاً.. بشرط أن تواصل المناقشة هنا حسب المنهجیة الصحیحة التی یوافق علیها الحَکَم المتفق علیه . أین دعاویک العریضة بالعلمیة والموضوعیة والأکادیمیة ؟!!

الأخ نون: أرجو أن تحکم ولا تسمح بتشتیت الموضوع ، والهروب منه !

وکتب الأشتر:

علی من تتلو مزامیرک یا داود ! نصیحة أخیرة منی إلیک یا أحمد إتق الله واترک عنک أسلوب العلمانیة فی رد وقبول الأدلة والنصوص علی حسب هواک . والله الموفق .

ملاحظة: یقول أن کلامی غیر صحیح ! والظاهر أن اتهام المتقدمین من العلماء بالکذب وعدم التقوی وعدم الورع فی تصحیح المرویات وزیادة إلی ذلک اتهامهم بدس النصوص والکذب علی أئمة أهل البیت(علیهم السّلام) لا یطلق علیه شتماً لدی أحمد الکاتب !! فبالله علیک قل لی إن لم یکن کل هذا من الشتم فما هو ؟ لا تقل لی إنک تعتبر کل ذلک من المدیح والإطراء !!

وکتبnoon11::

الإخوه الأعزاء: الشیخ العاملی ، الأستاذ أحمد الکاتب: أرجو منکما أن تتقیدا

ص: 268

بالمنهجیه المطروحة وهی معرفة حقوق أهل البیت- وهم آل علی وآل عقیل وآل جعفر وآل العباس- کما اتفق علیه الطرفان من المصادر المتفق علیها . وأن لانشتت الحوار بین القیل والقال ، فهذا مضیعة للوقت .

الشیخ العاملی: الأخ أحمد قبل بالحقوق الثلاثه التی ذکرتها وهی:

الحق الأول: فرض مودتهم فرض عین علی کل مسلم .

الحق الثانی: فرض الصلاة علیهم مع النبی فی الصلاة .

الحق الثالث: أن الله تعالی شرع لهم مالیة خاصة فی میزانیة الدولة الإسلامیة ، وحرم علیهم الصدقات . أرجو أن تذکر بقیة الحقوق المتعلقه مباشرة بموضوع الغلو ، وتحدیداً ما یطرحه الأخ أحمد (الوحی) فی مداخله أو مداخلتین کأقصی حد حتی ننتهی من القسم الأول .

الأخ أحمد: أرجو أن تبقی إشکالاتک فی قضیة الوحی حتی ینتهی الشیخ العاملی من ذکر الحقوق الواجبة لأهل البیت ، ولا أعتقد أن هنالک تضییعاً للوقت أن نحن أعطینا الفرصة له لذکر الحقوق المتعلقه بقضیة الغلو ، ثم ناقاشناها ، ثم عرجنا علی دعوی الوحی ومناقضتها للخاتمیة .

الأخ الأشتر: أرجو من شخصکم الکریم عدم إشعال فتیل الحروب الحواریة القدیمة ، کما أرجو منک عدم الخلط بین القول بکذب النتیجة العلمیة فی مجال البحث العلمی ، وبین القذف بالکذب الغیر مستند الی دلیل. وأعتقد أن الأخ الکاتب توصل الی قناعاته بعد محاکمه عقلیة وتاریخیة أثمرت له ما توصل الیه من أفکار قد لاتعجبک ، ولکنها حجة علیه یوم القیامة . ثم یجب أن تعرف أننا

ص: 269

هنا لسنا لخلق ألف سنه وألف شیعه بین الشیعه أنفسهم بل للتعریف بأفکار البعض للبعض الآخر ، وعرض القناعات الحساسة التی قد توهم الآخرین بالتعدی علی معتقدات غیرهم من باب الغیره والحمیة . وأحری بنا أن نقتدی برسول الرحمة وهو یحاور من یعبد الأصنام وینکر الإله بالتی هی أحسن ، فکیف بنا ونحن نتحاور مع مسلم محب لأهل البیت !!

وکتب العاملی:

الأخ نون ، قلت: ( أرجو منکما أن تتقیدا بالمنهجیة المطروحة وهی معرفة حقوق أهل البیت- وهم آل علی وآل عقیل وآل جعفر وآل العباس-کما اتفق علیه الطرفان من المصادر المتفق علیها) . أقول: بحث من هم أهل البیت(علیهم السّلام) بحث مهم مستقل فکیف جعلتنی أقول بأحد أقوال السنیین العدیدة المتخبطة فیهم ، فإن نقلی لإعترافهم بحقهم ، لا یعنی إعترافی بتوسعتهم لدائرتهم ! إن أهل البیت(علیهم السّلام) (مصطلح إسلامی) حدده النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بعلی وفاطمة والحسن والحسین وتسعة من ذریة الحسین آخرهم المهدی(علیهم السّلام) . وأهل البیت بالمعنی اللغوی قد یستعمل فی کل بنی هاشم ، ولایختص بالذین جعلهم النبی آله وأهل بیته بالمصطلح النبوی .

وقلت: ( الأخ أحمد قبل بالحقوق الثلاثه التی ذکرتها وهی الحق الأول: فرض مودتهم فرض عین علی کل مسلم. الحق الثانی...الخ.). أولاً ، لم یصرح هو بذلک . وثانیاً ، إعترافه له لوازم لا بد أن یعترف بها . مثلاً وجوب مودتهم ، یعنی أن الذین حاربوهم منحرفون عن الإسلام ، لأن الذی یحاربک لایمکن أن یحبک . والذین ظلموهم منحرفون عن الإسلام لأن الذی یظلمک لایحبک . فهل یعترف

ص: 270

بانحراف عثمان وبنی أمیة؟! والأهم: هل السقیفة عمل مودة لهم ؟! وأی مودة لأهل البیت أن تستغل انشغالهم بجنازة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، وتذهب خفیة لترتیب الحاکم الجدید بدون مشورتهم ؟! ورحم الله الشاعر حیث یقول:

أتُفاخرون وکل ما ضیکم خرافات سخیفة ؟

ترکوا النبی علی فراش الموت و(انتخبوا) خلیفة ؟!

ومثلاً: فرض الصلاة علیهم تعنی أنهم الأفضل وتعنی عصمتهم ! فهل تتعقل أن یفرض الله علی المسلمین الی یوم القیامة ضم أحد الی الصلاة علی رسوله ، ولا یقبل صلاةَ المسلمین علی نبیه إلا بالصلاة علیهم ، ویکون المرجع فی الشریعة غیرهم ؟ ویکون الحاکم للأمة غیرهم ؟

ومثلاً: لماذا هذا تمییزهم بمالیة خاصة تبلغ فی عصرنا الملایین ، ویکفی أن نأخذ منها خمس النفط والمعادن . هل یعقل أن الله میَّز قوماً بمیزانیة دون أن یکون علیهم واجب هدایة الأمة وإدارتها ، وعلی الأمة طاعتهم ؟

فلو شرعت أی دولة میزانیة خاصة لأناس ، فما معنی ذلک ؟!

ثم ما معنی تحریم أوساخ الناس علیهم ، وکیف تفسر أن یقول الله تعالی هذه الأوساخ حرام علی آل محمد ، لکن فلتأکل منها عائشة وأبوها ، وحفصة وأبوها وغیرهم ، وهم أفضل من آل محمد ؟!! الی آخر اللوازم .

أراک یا أخ نون ، مستعجلاً ! لایمکن للبحث العلمی أن یَلُمَّ الموضوع بالجملة وبسطحیة بدون تحلیل کل حق من الحقوق . وما یأتی من حقوقهم أعظم !

وأنا أنتظر جواب صاحبک الواضح المحدد بدون هلامیات .

ص: 271

وکتب ابن أبی التراب:

الأخ الکریم أحمد الکاتب: أنت الآن إمام إختبار حقیقی لإثبات مصداقیتک کباحث حیادی یمیل مع الدلیل ولیس متبع لهواه ، لذا فإن أیة محاولة منک للخروج عن الحیادیة ستنعکس علی مصداقیتک . لذا تأمل یا أخی الکریم وتحمل مسؤولیة الکلمة .

وکتبnoon11 : الشیخ العاملی وفقه الله: کنت أتوقع أن تختلف مع الأستاذ الکاتب فی تحدید مصداق أهل البیت ، وحیث أن تحدید مصداقهم هو الرکن الأساس فی صحة وسلامة الملازمات العقلیة التی أوردتها فکان المفروض أن ینزوی الحوار لإثبات من هو المقصود بأهل البیت ، وهذا لا أعتبره تشتیتاً للبحث بقدر ما یعطینا فکرة واضحة علی اعتماد أدلتکم علی هذا المطلب المهم .

فأرجو من الأخ أحمد أن یبدی رأیه فی بحث مشروعیة حصر مصطلح أهل البیت أو آل النبی فی أصحاب الکساء وباقی الأئمة الإثنی عشر .

أما فی حال عدم رغبة الأخ أحمد فی الدخول فی نقاش من هم أهل البیت ، فلا فائدة من الملازمات العقلیة التی أوردها الشیخ العاملی ، لأنها مبنیة علی إفتراض أن أهل البیت هم (المعصومون الأربعة عشر) .

من جهة أخری: أرید أن أسال الشیخ العاملی: لو سلمنا جدلاً بأن أهل البیت هم الأئمة المعصومون حصراً ، فهل هذا یجیب علی تساؤلات الأخ الکاتب التی وجهها الیک بقوله: ما هو تعریفک للوحی الذی ینزل علی الأئمة؟ وما هو الدلیل؟

ص: 272

وهل یشکل حجة علی الناس ویوجب علیهم اتباعهم لأن لدیهم علماً خاصاً من الله؟

وکتب العاملی بتاریخ:11/7/2002:

الأخ نون ، أولاً ، هذه الملازمات ثابتة لحقوقهم(علیهم السّلام) مهما افترضت دائرتهم . ومعنی اللازم للشئ أنه معه فی کل حال . بل هذه اللوازم تساعد علی تحدید دائرتهم .

ثانیاً ، لم أرک طلبت من الطرف أن یصرح بقبوله لهذه الحقوق ولوازمها .

ثالثاً ، لا تنس أنک حَکَم ، تطالب الطرف بما یجب علیه ، وتلفته الی خطئه . ولست طرفاً فی النقاش .

رابعاً ، تطالبنی بسؤال أحمد الکاتب ولم یأت محله حسب المنهجیة التی ارتضیتها ! ولعلی أجیت بأجوبة تسقط أسئلته من أصلها ؟

خامساً ، أین إجابة صاحبک ، مازلت فی إنتظارها فطالبه أن یجیب ولایخرج عن الموضوع .

سادساً ، کأنه یخطط للهروب الکبیر، ویرید أن یجعلک أنت المناقش مکانه؟!

ثم کتب العاملی: للرفع ، لکی یتدخل الحَکم الأخ نون .

وکتب noon11 :

الأخ أحمد الکاتب: أرجو أن تبین وجهة نظرک فیما طرحه الشیخ العاملی ویتلخص فی التالی:1- الحقوق الثلاثه التی ذکرها لأهل البیت .2- مناقشة مصداق أهل البیت3- الملازمات العقلیه التی أوردها استناداً الی الحقوق المذکورة . الشیخ العاملی: حبذا لو ذکرتم الحقوق الباقیه التی تتصل بالغلو .

ص: 273

وکتب العاملی بتاریخ: 15/7/2002: للرفع.. لإتمام الحجة .

ثم کتب بتاریخ:16/7/2002: للرفع.. أیضاً..!

وکتب mqm : الظاهر أنک سترفع الموضوع کثیراً أخی العاملی !

ولله در الشاعر: ستعلم إذا انجلی الغبارُ أفرسٌ تحتک أم حمارُ وکتب لاری بتاریخ:16/7/2002: الأخ العاملی: یرجی مراجعة موضوع الأخ نون فسوف تجد الجواب هناک . بإنتظار ردکم إن شاء الله .

فکتب العاملی:

الأخ نون ، أصل الموضوع هنا ، فهنا نواصل . وسأنقل ما کتبناه هناک مما یتعلق به ، لنواصل النقاش هنا ، إن شاء الله .

الأخ أبا أمل: لا الموضوع هنا ، ولا اتبعت المنهجة المتفق علیها ! المنهجة أن أذکر لک حقوق أهل البیت(علیهم السّلام) الثابتة فی الإسلام ، مع لوازمها ، لنری هل تعترف بها أم لا ؟ ثم تذکر لی ما تراه غلواً ، لنری هل نتصف به أم لا ؟

وهنا یأتی مکان معنی وحی النبوة وأنواعه الأخری التی منها الوحی الذی ینزل علی المحدَّثین الذین تحدثهم الملائکة وهم الأئمة(علیهم السّلام) عندنا ، وعمر عند السنة . فلا یمکن أن یعرف الغلو والتقصیر إلا بعد معرفة حقوقهم(علیهم السّلام) . فعوداً الی الموضوع الذی ترکته !

قلتَ إنک أجبتنی علی أسئلتی ، فأرنی إجابتک المحددة من فضلک ، وأرجو أن تبقی فی الموضوع ولا تخرج عنه أو تتهرب منه !

وکتب noon11 :

ص: 274

الأخ أحمد الکاتب: أرجو أن تعید إجابتک علی الحقوق الثلاثه ولوازمها المذکورة ، حتی نستمر فی الحوار المفید إن شاء الله .

الشیخ العاملی: أشکرک علی حلمک وهدوء أعصابک ، رغبة منک فی توضیح الشبهات التی قد أثیرت علی فکر الإمامیه الإثنی عشریه ، حتی نصل الی موقف واضح من خلال الحوار الهادف إن شاء الله .

الاخوة الأعزاء ، جعفر الحر ، وفؤاد الحاج وغیرهم: أرجو منکم عدم تشتیت الموضوع وطرح نقاط قد تکون متقدمة فی البحث ، من شأنها أن تشغل المتحاورین فی حوارات جانبیة ، قد تؤدی الی تشتیت الموضوع والخروج بدون فائده . أشکرکم علی متابعتکم وحماسکم واحترامکم للرأی الآخر

وکتب لاری بتاریخ: 16/7/2002:

الأخ العزیز نون11: لامانع لدی فی الإستمرار فی الحوار مع الأخ العاملی ، ولکن علیه أن یتقید بأصول الحوار وهی الإجابة علی الأسئلة التی تطرح علیه ، لا أن یطرح فقط ما یحلو له من مواضیع یمیناً وشمالاً ثم لا یجیب علی أسئلتنا ، ویقفز الی مواضیع أخری ! فقد سألناه عشرات الأسئلة وهو یرفض الإجابة علیها حتی الآن ! ومع ذلک فقد أجبناه عن أسئلته الثلاثة ،وسألناه أسئلة أخری ، فبدلاً من الإجابة طرح أسئلة أخری ، لقد طرح موضوع أهل البیت ورفض حتی الآن تعریفهم والإستدلال علی حصرهم فی عدد معین ، وبالرغم من امتناعه عن الجواب ، فإنه یسرنی أن أبین بعض الملاحظات علی ما کتب أخیراً ، فقد لاحظت أنه یخلط بین أمور عدیدة بین الأهل والآل وموضوع الخمس، وحاول

ص: 275

أن یستنبط عدة معان لا علاقة لها ببعض.

فأولاً ، أهل البیت الواردة فی القرآن الکریم مرتین ، تعنی زوجات الأنبیاء ، وهی لا تدل علی عصمتهن . تقول الآیة الأولی فی خطاب سارة زوجة إبراهیم: قَالُوا أَتَعْجَبِینَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ عَلَیْکُمْ أهل الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ . وتقول الآیة الثانیة فی خطاب نساء النبی الأعظم: إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا . والإرادة هنا تشریعیة ولیست تکوینیة ، وهی فی مورد الحض والحث علی الطاعة واجتناب المعصیة ، کما یظهر من سیاق الآیات بوضوح . أما الآل فهی تعنی الخاصة والقوم والأهل والعشیرة ، وقد وردت فی القرآن الکریم بمعان عدیدة . یقول العلامة الطباطبائی فی المیزان:"الآل خاصة الشئ ، قال الراغب فی المفردات: الآل قیل مقلوب عن الأهل ، ویصغر علی أهیل إلا أنه خص بالإضافة إلی أعلام الناطقین. وقیل هو فی الأصل إسم الشخص ویصغر أویلاً ، ویستعمل فیمن یختص بالإنسان اختصاصاً ذاتیاً ، إما بقرابة قریبة أو بموالاة .انتهی موضع الحاجة .

فالمراد بآل إبراهیم وآل عمران خاصتهما من أهلهما ، والملحقین بهما علی ما عرفت . فأما آل إبراهیم فظاهر لفظه أنهم الطیبون من ذریته کإسحاق وإسرائیل والأنبیاء من بنی إسرائیل وإسماعیل والطاهرون من ذریته ، وسیدهم محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) والملحقون بهم فی مقامات الولایة إلا أن ذکر آل عمران مع آل إبراهیم یدل علی أنه لم یستعمل علی تلک السعة فإن عمران هذا إما هو أبو مریم أو أبو موسی(علیه السّلام)، وعلی أی تقدیر هو من ذریة إبراهیم ، وکذا آله ، وقد أخرجوا من

ص: 276

آل إبراهیم ، فالمراد بآل إبراهیم بعض ذریته الطاهرین لا جمیعهم... فالمراد بآل إبراهیم الطاهرون من ذریته من طریق إسماعیل".

وقد استعمل الله تعالی فی القرآن الکریم (الآل) بعدة معان ، فقال:َ فَأَنْجَیْنَاکُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . (البقرة:50) أی قوم فرعون وجیشه ، وقال: وبقیةٌ ممَّا تَرَکَ آلُ موسی وآلُ هارون) أی مما ترک موسی وهارون . وقال: إِن اللهَ اصْطَفَی آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِیمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَی الْعَالَمِینَ . أی ذریة إبراهیم وعمران ، وعشیرتهما وذوی

قرباهما. وقال: إلا آل لوط إنا لمنجُّوهم أجمعین، أی أتباع لوط وأهله المؤمنین ، وقد استثنی هنا من الآل زوجة لوط فقال: إلا امرأته قدرنا أنها لمن الغابرین) مما یعنی أن کلمة الآل کانت تشملها فی البدایة .

وکما قال العلامة الطباطبائی فإن کلمة الآل قد تستعمل بصورة عامة ولکنها تعنی الطیبین والصادقین والمخلصین والطاهرین. وإذا کانت الزکاة تحرم علی آل محمد فهی تحرم علی جمیع من یخص النبی من أهله وعشیرته من بنی هاشم الطیبین منهم وغیر الطیبین ، فإنها تحرم علی آل العباس وآل عقیل وآل جعفر وآل علی ، وإذا کنا نصلی علی النبی وآله فإن کلمة الآل هنا أعم من العشیرة إذ تحتمل الأتباع والقوم وتضم الأهل الطیبین بالطبع ، ولا تدل بالضرورة علی عصمتهم . وقد رأینا الشیخ الصدوق کیف یعرف العترة (أی العشیرة) بمعنی عام یضم العلماء والجهال والمؤمنین والفساق ، ویقول إنه یجب التمییز بینهم وأتباع العلماء والطیبیین. وإذا کنا نحب أهل البیت ونودهم وتحرم الزکاة علیهم ، فإن ذلک لا یعنی تحولهم الی شبه أنبیاء أو ینزل علیهم الوحی ویسمعون کلام

ص: 277

الملائکة ، کما قال الأخ العاملی .

وکتب: noon11::

الشیخ العاملی وفقه الله ورعاه: لقد قال الأخ أحمد رأیه فی بعض نقاطکم الثلاثه وذلک: 1- برفضه حصر أهل البیت الذی رأیتموه. 2- برفضه اعتبار الصلاة علی أهل البیت دالاً علی عصمتهم. 3- لم یبین صراحة رأیه فی سبب تحریم الشارع الصدقه علیهم وتخصیص الخمس لهم ، ولکن یستشف من قوله أنه یرفض وجهة نظرکم فی سبب تخصیص الخمس لهم . 4- قال الأستاذ الکاتب: وإذا کنا نحب أهل البیت ونودهم وتحرم الزکاة علیهم فإن ذلک لایعنی تحولهم الی شبه أنبیاء أو ینزل علیهم الوحی ویسمعون کلام الملائکة کما قال الأخ العاملی . والحق أن الشیخ العاملی لم یستدل بالمودة علی نزول الوحی أو جعل أهل البیت أنبیاء ، وأنا لا أفهم لماذا أورد هذه الجمله بصیغة الإستنکار !

وفی رأیی أننا لن نفتح باباً هنا للنقاش فی حصر أهل البیت ، وفی دلالة الخمس وفی مصداق المودة ، لأن ذلک لن یوصلنا الی نتیجة ، فهی خاضعة لتأویلات الشخص حسب موروثه الثقافی ، ویکفی أن المسلمین رضوا فیما بینهم بهذا التنوع والإختلاف ولم یتفقوا ولن یتفقوا فی رأیی علی هذا الموضوع. ولذلک أطلب من الشیخ العاملی أن ندخل فی الإجابه علی دعوی الغلو إذا أراد .

فکتب العاملی بتاریخ:17/7/2002:

کلامک یا أخ نون یشبه الکلام السابق.. فأنت مستعجل علی سلق الموضوع ونجاة عبد الرسول بریشه! قلتَ: ( الأخ أحمد قبل بالحقوق الثلاثه التی ذکرتها

ص: 278

وهی: الحق الأول: فرض مودتهم فرض عین علی کل مسلم . الحق الثانی: فرض الصلاة علیهم مع النبی فی الصلاة . الحق الثالث: أن الله تعالی شرع لهم میزانیة خاصة فی میزانیة الدولة الإسلامیة ، وحرم علیهم الصدقات...

وحیث أن عبد الرسول تکلم کثیراً ولم یتکلم شیئاً له محصل ، فأرانی مضطراً لأصوغ أسئلتی بالأرقام ، ولیصغ أسئلته هو محددة بنص علمی بالأرقام:

س1: حدد لی من هم أهل بیت النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، ومن هم آل محمد عندک .

س2: هل توافق علی هذه الحقوق لأهل البیت ولآل محمد(علیهم السّلام) وکیف تطبقها علیهم بتفسیرک؟مثلاً الحق الأول: فرض مودتهم فرض عین علی کل مسلم .

س3: هل الذین ظلموهم منحرفون عن الإسلام . لأن الذی یظلمک لایحبک .

س4: هل الذین حاربوهم منحرفون عن الإسلام ، لأن الذی یحاربک لا یحبک .

س5: هل تعترف بانحراف عثمان وبنی أمیة ؟!

س6: هل السقیفة عمل مودة لهم ؟! وأی مودة لأهل بیت أن تستغل انشغال أهل بیت الحاکم بجنازته وتذهب خفیة لترتیب الحاکم الجدید بدون مشورتهم .

س7: هل تعترف بالحق الثانی لأهل البیت: فرض الصلاة علیهم مع النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

س 8: حسب تفسیرک لآل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )کیف تفسر هذه الفریضة الأسریة ؟

س9: هل تتعقل أن یفرض الله علی المسلمین الی یوم القیامة ضمَّ أحد الی الصلاة علی رسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، ولا یقبل صلاة علی نبیه إلا بالصلاة علیهم(علیهم السّلام) ، ویکون المرجع فی الشریعة غیرهم ؟ ویکون الحاکم للأمة غیرهم ؟

س10: ماحکم من لا یصلی علی آل محمد ، لافی صلاته ولا فی غیرها . وما

ص: 279

حکم من لایصلی علی الصحابة نهائیاً ؟

س11: هل تعترف بالحق الثالث لأهل البیت(علیهم السّلام) : أن الله تعالی شرع لهم مالیة خاصة فی میزانیة الدولة الإسلامیة ، وحرم علیهم الصدقات ! فلماذا هذا التمییز الأسری حسب منطقک؟!

س12: هذه المیزانیة الخاصة تبلغ فی عصرنا الملایین ، ویکفی أن نأخذ منها خمس النفط والمعادن ! فهل یعقل أن الله میز قوماً بمالیة ، دون أن یکون علیهم واجب هدایة الأمة وإدارتها ، ودون أن یکون لهم حق الطاعة ؟

س13: ما معنی تحریم أوساخ الناس علیهم ، وکیف تفسر أن یقول الله تعالی هذه الأوساخ حرام علی آل محمد ، لکن فلتأکل منها عائشة وأبوها وحفصة وأبوها وغیرهم ، وهم أفضل من آل محمد ؟!! (نص تعلیل تحریم الصدقات علیهم بأنها أوساخ الناس نقلته الصحاح وأفتی به فقهاء المذاهب ! ).

س14: هل تقبل هذا الحدیث فی صحیح البخاری:4/149: (عن أبی هریرة رضی الله عنه عن النبی (ص) قال: إنه قد کان فیما مضی قبلکم من الأمم محدَّثون وإنه أن کان فی أمتی هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب ؟

أرجو عدم العجلة ، وأن یکتب الأخ أحمد أسئلته محددة لأجیب علیها .

وإذا کان مستعجلاً علی أسئلته ، فلیکن هذا الموضوع لأسئلتی ولیفتح موضوعاً لأسئلته المحددة المرقمة .

ثم کتب العاملی بعد أیام: بإنتظار أن تبدأ بالإجابة .

وکتبnoon11 :

ص: 280

الشیخ العاملی: أری أن طریقة الأسئلة هذه أکثر تنظیماً من ذی قبل ، وأرجو أن نصل الی نتیجه فی نهایة الطریق !

الأخ أحمد الکاتب: یمکن أن نجعل هذه الصفحه للإجابه علی أسئلة الشیخ العاملی ، أما الصفحة الأخری فستخصص للإجابة علی أسئلتک .

وکتب لاری بتاریخ:17/7/2002:

لقد کشف الشیخ العاملی فی مداخلة أخیرة له (جاء بها من موضوع آخر) عن إیمانه بعقیدة التفویض التی کانت تعتبر من أعلی درجات الغلو فی أهل البیت ، فی الزمن الأول . وقد حاول أن یخففها بدعوی أنهم وسائط بین الله وبین الخلق وقال بالحرف الواحد: (أما التفویض بمعنی أن الله تعالی یخلق ویرزق بواسطة الملائکة وبواسطة النبی والأئمة(علیهم السّلام) ومن شاء من خلقه ، فهو یعنی أن الفعالیات فی الکون ابتداء واستمرارا من الله تعالی ، وأن وسائط فعالیاته مخلوقاته ، فهو تفویض صحیح ، لاینافی الإیمان . وهو ما یقول به عدد من کبار علماء الشیعة ومحققیهم لوجود النصوص الصحیحة به . ویکفی لذلک الروایات الصحیحة التی مفادها أن أول ما خلق الله تعالی ، من نور عظمته نور محمداً وآله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أی أرواحهم ، وکانت أرواحهم عند العرش تسبح الله وتقدسه وتهلله ، ومنهم تعلَّم الملائکة ذکر الله تعالی ، ثم خلق من هذا النور أنواع الخلق.. وأن هناک علاقة ما بین خلق العالم ونورهم ، لهم بسببها واسطة الفیض والخلق.. وهذا کتوسیط أی مخلوق فی خلق مخلوقات أخری . لیس فیه أی نوع من الشرک والغلو ، ما دام الفعل أولاً وأخیراً من الله تعالی ، وما دام المعطی الأول والأخیر هو الله تعالی ).

ونقول له: قبل أن یدعی صحة الروایات التی دسها الغلاة والمفوضة فی تراث

ص: 281

أهل البیت ، یجب أن یثبت صحتها بصورة محایدة ، ولا یلقی الکلام علی عواهنه . ونرجو منه أن یدع تلک الروایات المشبوهة والمختلقة من قبل الغلاة جانباً ، وأن یثبت نظریته فی التفویض من القرآن الکریم ، فالقرآن هو مصدر عقیدة المسلمین ولیس تلک الروایات ، فقد ذکر القرآن الکریم قصة خلق النبی عیسی لبعض الطیور ونفخ الروح فیها بإذن الله وإحیاء بعض الموتی ، ونحن آمنا بذلک ، فهل ذکر القرآن شیئاً من ذلک للنبی محمد أو أحد من أهل البیت؟

وهل ذکر القرآن الکریم أن النبی محمد (محمداً) وأهل البیت کانوا نوراً قبل خلق الخلق؟ أم أن هذا من صنع الغلاة ؟

وأعتقد أن مشکلة العاملی أنه یأخذ تلک الروایات مأخذ الجد والصحة ولا یتوقف لیشکک فیها من باب الشک العلمی الأولی حتی یدرسها قلیلاً ویتأکد من سندها ومن هویة رواتها ، فإن کل الروایات لدیه صحیحة وکل الرواة صادقون ، ولا یستطیع التمییز بین الغلاة وأتباع أهل البیت الصادقین المخلصین المعتدلین .

وبما أنه ابتعد عن القرآن الکریم فی تکوین عقیدته ، فإنه وقع فی مستنقعات الغلاة المظلمة ، والتی لن تزیده إلا ضلالاً .

فکتب العاملی:

هروووووب جدید من عبد الرسول ! الی التفویض الذی یقول به هو ولا یفهم معناه ! ألا تقول یالاری إن کثیراً من فعالیات الله تعالی تتم بواسطة الملائکة(علیهم السّلام) ؟! فهل دخل المسلمون فی مستنقع الغلو والتفویض الشرکی لأنهم یعتقدون أن الله تعالی فوض بعض الأعمال لملائکته ؟!

ص: 282

ألا تقول إن الإنسان أفضل من الملائکة، فلماذا استکثرت أن یجعله الله واسطة لبعض فعالیاته دونهم؟! ثم تقول إن الغلاة وضعوا روایات دور النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والأئمة(علیهم السّلام) فی الکون فهل قرأتها ، وهل درستها ، وهل عندک قدرة علی التصحیح والتضعیف ؟! هل عندک قدرة علی إیراد خمسة منها ونقدها ؟!

لکن علی قدر الإفتضاح یکون التخبط والهرووووب !!

مازالت أسئلتی فی هذا الموضوع ، فی إنتظارک.. أیها الهارب !

وکتب لاری:

کتب العاملی ما یلی: ( الأخ شفق ، بما أن تصحیح الأحادیث وتضعیفها أمر تخصصی ، فأخبرنی عن المرجع الذی تقلده ، حتی أعطیک رأیه فی أحادیث خلق نور الأئمة(علیهم السّلام) قبل الخلق.. عسی أن یقنعک أو تترک تقلیده ! وأرجو أن ترجع الی مرجع من مذهبک فی الموضوع ) .

السؤال: منذ متی کان الإعتقاد بالتقلید؟ ومن یقول أن المراجع الذین تشیر الیهم قد اجتهدوا أساساً فی هذه الأمور العقدیة ؟ وأین إنتاجهم؟ وإذا کان شیخ ما قد وقع فی مستنقعات الغلاة المظلمة ، وصور الإعلام منه مرجعاً للتقلید ، فهل یجوز للمسلمین الذین یقرأون القرآن ویصطدمون بأفکاره المتطرفة أن یراجعوه فی ما یدعی من تخصص فی علم الرجال ، وهو لم یفعل إلا التقلید ؟ وإذا قلنا له لماذا لاتجتهد فی هذه المسألة أو تلک ، یقول إنها ضروریة وبدیهیة ومسلمة ولا حاجة لصرف الوقت علیها بالإجتهاد .

ص: 283

وکتب العاملی:

ما زلنا ننتظر.. من رأی منکم الهارب؟! أعاده الله الی موضعه !

وکتبnoon11::

الإخوة ، الأخ أحمد الکاتب: حبذا لو تقیدت بالأسئلة التی طرحها الشیخ العاملی ووصغت الإشکالات الأخری فی قضیة الغلو (والتی یدخل التفویض کعنوان رئیسی فیها) فی موضعنا الأصلی(هل نحن مقصرون....) حتی نکون أکثر تنظیماً وأقل تشتیتاً فی النقاش..فیمکنک أن تدافع هنا.. وتهاجم هناک !

وکتب العاملی: شکراً للأخ نون ، بإنتظار استجابته وعودته من هروبه !

وکتب لاری بتاریخ:18/7/2002:

الأخ العزیز نون: یتحدث الأخ العاملی کثیراً عن المنهجیة ولکنه لا یلتزم بأیة منهجیة فی الحوار ، فهو ینتقل من موضوع الی آخر ومن لازمة الی لازمة أخری ومن

لوازم اللوازم الی لوازم بعیدة جداً ، فهو طرح موضوع الغلو ثم طرح موضوع الآل وأهل البیت والخمس ، ثم انتقل الی موضوع السقیفة ، والموقف من الأمویین ، ثم انتقل الی موضوع العصمة ، وهکذا ینط من موضوع الی آخر ، وکما یقول المثل ضربنی وبکی وسبقنی واشتکی ، وهو یعطی لنفسه الحق فی طرح ما یشاء من الأسئلة ، ولا یسمح للآخرین بطرح الأسئلة بدورهم ، وعندما نجیبه علی أسئلته یقول إنها غیر کافیة ، وعندما نطالبه بالإجابة علی أسئلتنا یقول لا تسلقوا الموضوع وطولوا بالکم ، ویرفض الإجابة إلا علی نصف سؤال ، وعندما نطالبه بالدلیل وبالإجابة الکافیة ینقل الموضوع الی صفحة أخری یتهرب من الإجابة علی الأسئلة المطروحة .

ص: 284

ویشتکی دائماً من شخصنة الحوار ولا یتورع من السب والشتم والبهتان والإفتراء والإستهزاء واللمز والغمز والتجریح الشخصی ، والحلف بالباطل وتزکیة النفس . وفی کل ذلک یتجنب الإقتراب من خوض المواضیع الجوهریة المهمة مثل وجود الإمام الثانی عشر ، الذی یبنی کل نظریاته المغالیة علی وجوده ، فإذا لم یکن ذلک الشخص الموهوم حقیقة ولا وجود له ، فلماذا یدوخ نفسه ویدوخ القراء فی النقش قبل وجود العرش !

إنه یحاول أن یجعل مع الله شرکاء من الأساطیر والأوهام ، کأن الله تعالی خالق الکون بحاجة الی أساطیره . لقد سألناه مراراً أن یوضح لنا نظریاته المغالیة حتی نعطیه رأینا بها ، ولکنه کان یخشی دائماً من الإجابة ویفضل التهرب عن طریق الأسئلة ، أملاً بأن یتعب المحاورون ویسجل انتصارات وهمیة إعلامیة ، فی حین أن الأفضل له أن یبین رأیه ببیان واضح حول أهل البیت ودورهم فی التشریع والخلق والرزق والشراکة مع الله ، ونوعیة تلک الشراکة ، ویذکر لنا من هم أهل البیت؟ وما هی المصادیق الخارجیة لهم؟ والثمرة العملیة للحدیث عنهم؟

وکتب العاملی:

عبد الرسول لاری المسمی الأستاذ أحمد الکاتب، ظهر تخبطه ! وفقد توازنه کعادته عندما یحشر فی زاویة ! وصار یطلب المعجزات لیؤمن بالله ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وآله الطاهرین(علیهم السّلام) ، وقد قال الله تعالی عن هذا النوع من الناس: إِن الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی آیَاتِ اللهِ بِغَیْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ أن فِی صُدُورِهِمْ إِلا کِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِیهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ .

ص: 285

والنتیجة: أنه یقوم بتبریر هروووبه بالشخصنة التی بدأها فحَکَم علیه الحَکَم ! وبالخروج عن الموضوع الذی حَکَم علیه به الحَکم أیضاً ! فلیحکم الآن !

وکتب لاری بتاریخ:18/7/2002:

المعجزات هی الوسیلة التی یثبت بها الله تعالی نبوة أنبیائه الکرام ، ولم أطلب منک أن تأتینی بمعجزة علی إثبات إمامة أهل البیت ، أو نزول الوحی علیهم ، أو شراکتهم مع الله ، وإنما سألتک عن الدلیل الشرعی من الکتاب الکریم أو السنة النبویة المطهرة ، وسألتک عن الأدلة التاریخیة التی تثبت ولادة ووجود الإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری ، فأخذت تقفز من موضوع الی آخر ومن صفحة الی أخری ، ولا أعتقد أنک تملک معاجز .

وإنما أدعوک الی الإجتهاد والتحقیق فی التراث المنسوب الی أهل البیت وتمییزه عن أساطیر الغلاة والمفوضة والمنحرفین والمشرکین. کما تفلتر الماء الذی تشربه من الأوساخ والقاذورات ، وتطهره بالمعقمات .

فکتب العاملی:

من الذی یمیز جواهر أهل البیت(علیهم السّلام) ، مما سمیته أوساخاً وقاذورات ؟! من الذی یجب أن (یفلتر) الإسلام؟! هل هو أحمد الکاتب ، عبد الرسول لاری؟! فأی ذهن عبقری ، وأی تضلع بالعلم عند هذا الأستاذ المفکر العالمی ، الذی یدعوه السلفیون الی المؤتمرات العالمیة فی ترکیا والسعودیة ویلقی محاضرة ، ویکتبها الی الآن (محاظرة) !!

هل هو الذی لا یتکلم فقرتین مترابطتین عقلیاً , وأحیاناً لا یفقه هو ما یتکلم به !

ص: 286

والذی لم یدخل مدرسة حتی ابتدائیة ، ولم یترب علمیاً عند أستاذ حوزة ، ولا یملک حتی قصاصة ورقة من أستاذ بأنه درس کتاباً عنده واستوعبه !

والذی عمل محرراً عادیاً فی مجلة عادیة ، ففشل ، وأخرجوه منها !

ثم ذهب الی لندن فصار نابغة ! وقال: أیها المسلمون: أعقدوا لی مؤتمراً علمیاً عالمیاً وأتوا بکبار العلماء لأناقشهم وأثبت لهم أفکاری التی أدعو الیها ! أو أترکوا مراجعکم ، وأئمتکم وخلفاءکم وعلماءکم ، واتبعونی !

قال العاملی:

وواصلَ لاری فراره من الموضوع المتفق علیه معه ومع الحَکَم ، وراح ینتقد ترجمة غیر دقیقة لموضوع للمرجع الشیخ الوحید الخراسانی ، کان نشره فی شبکة الحق:http://alhag.net/forum/showthread.php?t=2852

وناقشته فیه أنا وغیری وکان ذلک بتاریخ:11/8/2001 ، ولکنه تجاهل کل ذلک ! وأعاد الموضوع هنا بتاریخ:19/7/2002 , کأنه لم یرد علیه أحد ! فکتب: (وهذا مقال کنت قد کتبته منذ فترة وقد یکون مفیداً فی إلقاء بعض الضوء علی نظریات الوحید الخراسانی ، ویکشف سراً من أسرار العاملی ونظریاته المغالیة ماذا یحدث عندما تمتزج الفلسفة الوهمیة بالأساطیر؟ من أین یستقی الشیخ الوحید الخراسانی أفکاره الغریبة المتطرفة حول(الإمام المهدی)..الخ.؟!

فأجبته عنه وکتبت له:

یا لاری: إن فهمت ثلاثة مواضیع للشیخ الوحید ناقشتک فی أفکاره ! فمن هزال الدنیا وإهانة الفکر ، ورخص العلم فی آخر الزمان ، أن عبد الرسول لاری

ص: 287

یدعی أنه یفهم فکر الوحید الخراسانی ، ویهزأ منه !! أقدر أنه لو حضر فی درسه لداخ ، إمام مسألة عادیة فی أصول الفقه ! لأن فهمها یحتاج الی ذهن غیر...مسطح! إقرأ هذا الموضوع الأول یالاری ، وأخبرنی عن رأیک فیه:

عصمة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)من مصادر السنیین

اشارة

هذا الحدیث من الصحاح التی یجب أن یتعمق الفقهاء فی دلالتها وأبعادها . قال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): (من أطاعنی فقد أطاع الله ، ومن عصانی فقد عصا الله ، ومن أطاع علیاً فقد أطاعنی ، ومن عصا علیاً فقد عصانی) ! (مستدرک الحاکم:3/121)

ومن میزات هذا الحدیث أن الذهبی الذی هو إمام النقد والتجریح عندهم ، والذی عمل کل ما یستطیع لإسقاط عمدة أحادیث فضائل أمیر المؤمنین(علیه السّلام)قد صححه ووصف أبا ذر الذی ینتهی الیه بأنه: رأس فی العلم والزهد والإخلاص والجهاد وصدق اللهجة .

لعل هذا الکلام یصل الی بعض أصحاب الفکر السنیین ، فعندما نقول یجب أن یتعمق الفقهاء فی هذا الحدیث ، لانقصد التعمق بالفقه الإبتدائی ، بل بالفقه النهائی ، فینبغی أن یعرف هؤلاء حتی لایقعوا فی الغرور بعملهم الحدیثی ، أنهم بلغوا الغایة فی روایة الحدیث والأسانید ، والشاهد علی ذلک ما فعله محققوهم فی قلب المتون من قبیل قلب الحدیث المرفوع عن أنیسة فی أذان بلال وابن أم مکتوم ، قلب روایتها وفقهها ! وکذلک قلبهم طبقة الإسناد ، کالذی ارتکبه الرواة الحمقی من قلب مئات الأسانید علی المتون والمتون علی الأسانید ، فی البخاری وغیره . نعم إنهم قاموا بأعمالهم هذه بکل دقة ! وارتکبوا بکامل ذکائهم أنواعاً

ص: 288

من القلب والرفع والتدلیس ، وبقیة أنواع تحریف السنة الثمانیة والعشرین ، مما لایخفی علی الخاصة ! لکن الذی ترکوه وأعرضوا عنه هو فقه الحدیث ! ومن الواضح أن نسبة فقه الحدیث الی عملهم الواسع فی روایته نسبة اللب الی القشر ، فأین هم عن فقه السنة ؟!

ماذا فعلوا فی فقه هذا الحدیث الذی هو بإعتراف کبیر نقادهم الذهبی صحیح لاریب فیه ، وأن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال: من أطاعنی فقد أطاع الله ومن عصانی فقد عصا الله، ومن أطاع علیاً فقد أطاعنی ومن عصا علیاً فقد عصانی! وماهی النتیحة التی أخذوها منه ؟!.... الی آخر الموضوع .

قال العاملی:

تعمدت أن آتی له بحدیث یشهد متعصبوهم بصحته ، وهو یثبت عصمة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)ووجوب طاعته ، ولکن لاری لا یخجل من المکابرة !

فقد کتب یقول: (هناک فی الحوزة نوع من الترکیز علی بعض المواد الفرعیة والجزئیة وإهمال بعض المواد الضروریة والعقدیة ، والغوص فی علم الفقه والأصول مع إهمال الإجتهاد فی القضایا المتعلقة بالأسس الدینیة ، ولذلک نری مجتهدین کبار فی علم الأصول مثلا یقومون بتردید الشائعات والأساطیر الشعبیة دون أن یقتربوا منها بروح النقد والتمحیص.... ومع ذلک یأتی العاملی لیروج لأفکاره المغالیة هذه ، والتی تصل الی حد الشرک بالله تعالی ، ویدافع عنه لأنه مرتکس معه فی مستنقع الغلو ، بینما یتغافل عن التیار الفکری العام فی الحوزة ،

ص: 289

الذی یدعو الی توحید الله ویحارب الغلو والغلاة) !

وکتب له ابن أبی التراب:

الأخ أبو أمل: لم نر من کل ما طرحته أی رد علمی بل مجرد کلام إنشائی صرف تحاول به نقض أفکار آیة الله الوحید الخرسانی ، وهذا لا یقبله أهل العلم إن زعمت أنک منهم . فإن کان لدیک کلام علمی موثق بأدلة معتبرة من الکتاب والسنّة فهات ، وإلا فالأفضل لک عدم الخوض فی مسائل الوحید الخرسانی.

وکتب له أبو هاشم الموسوی بتاریخ:19/7/2002:

أبو أمل: هل أفلست أم ماذا ؟ما الذی أتیت به فی تعقیبک السابق غیر تکرار الشتائم والتهم والبهتان بغیر دلیل! أعمی الله بصرک کما أعمی بصیرتک ، أم ماذا ؟...والی الآن لم تذکر إعتقادک أم أنک ترید أن تحاور حوار الطرشان ! راجع تعقیبی علی موضوعک http://64.246.37.236/showthread.php...15(رحمه الله)pagenumber=1

فبقی لاری مکابراً عاقصاً قرنیه ، یهذی بعیداً ، وکتب بتاریخ: 19/7/2002:

التقلید حالة سلبیة هبط الیها المسلمون بعد أن کان کل واحد منهم یفکر ویدرس ویتعلم ولا یستسلم للجهل ، وأصبح الیوم بدیلا عن العلم وطلب المعرفة لا بل أن هناک من یخاف من تفتح الوعی بین المسلمین وتنبههم لخرافاته وأساطیره ، فیحاول أن یبقی المقلدین المساکین فی ظلمات الجهل والتقلید الأعمی ، وهو لا یدری أن نور العلم والوعی بدا یطارد جحافل الظلام!

ص: 290

ثم کتب لاری:

الأخ ابن أبی التراب: الشرک واضح جداً فی حدیث الوحید الخراسانی ، وهو یعتبر الإمام الثانی عشر ، علی فرض وجوده ، شریکاً لله تعالی..... الی الذین یرفضون استعمال عقولهم ویصرون علی التقلید ! نطلب منهم أن یقلدوا المجتهدین علی الأقل لا أن یقلدوا المقلدین .

وإذا کان الوحید الخراسانی یمارس التقلید فی أهم موضوع یبنی علیه عقیدته فی وجود الإمام الثانی عشر ، ولا یجتهد بل یقلد الغلاة ، ویستند إلی أحادیثهم الضعیفة والموضوعة ، مثل زیارة الجامعة ، والناحیة ، ودعاء الندبة ، وزیارة یاسین ، وما إلی ذلک ، دون تحقیق.....الخ.

فکتب له فؤاد الحاج:

أبو أمل: لو تذهب تدرس بدایة الحکمة ! وسوف أجد لک إن شاء الله مدرساً یستطیع أن یدخل المادة فی عقلک، إلا إذا کنت شیئاً آخر.

العجب کل العجب من العناد والتمادی فی قولک إن الشرک بین فی کلام الشیخ الوحید ! تعساً لهذا الزمان ، وبؤساً کیف یلد من ینکر ولادة إمام الکون المهدی

المنتظر عجل الله فرجه !! یقول أمیر المؤمنین(علیه السّلام): کفی بالمرء جهلاً ألا یعرف قدره . ویقول صلوات الله علیه: فإن الجاهل بقدر نفسه , یکون بقدر غیره أجهل . وقال صلی الله علیه: لا تری الجاهل إلا مُفْرطاً أو مُفَرطاً .

واشتد هنا اعتراض المشارکین علی لاری ، فکتب بتاریخ:20/7/2002:

(أنا لم أحکم علی الوحید الخراسانی بالشرک ، وإنما قلت إن حدیثه یتضمن معانی الشرک الواضحة . ویبدو أن الحدیث صادر منه إذ لم یعترض تلمیذه

ص: 291

العاملی علیه ، وإنما حاول تأویله وتبریره ، وإذا لم یکن القول بوجود شخص مع الله فی الخلق بالواسطة شرکاً فما هو معنی الشرک؟!).

وکتب العاملی:

الإخوة الأعزاء ، ألا ترون أن أسلوب اللاری کأسلوب الیهود المتعنت ، لقد اتخذ قراراً أن أن یرکب رأسه ، ولا یفهم کلام الآخرین !! فالمسلمون الیوم نحو ملیار ونصف مسلم ، ولا یستطیعون الإجتهاد کلهم ومعرفة أحکام الشریعة المقدسة من مصادرها ، وأکثرهم لایقرؤون العربیة ، فلو استفتوک یامرجع المسلمین فی العالم ماذا نعمل ومن نقلد فماذا تجیبهم؟ ولو سألک مسلمون بریطانیون حولک: من أین نأخذ الأحکام الشرعیة ؟ فماذا تقول لهم؟!

وهنا تدخل الحَکَم noon11 ، فکتب له بتاریخ:20/7/2002:

الأخ أحمد الکاتب: یراودنی شعور أنک غیر مهتم لإکمال الحوار، فقد طلبت منک أن ترقم إجاباتک علی الأسئلة ،حتی نکون أکثر تنظیماً ، فاستثقلت !

وکأن الشیخ العاملی نجح فی تشتیتک وإثارة أعصابک!!! فما هو قرارک؟؟

قال العاملی: فهرب لاری ، ولم یجب علی أسئلتی ولا علی کلام الحَکَم !!

فکتب فؤاد الحاج بتاریخ:28-2-2003: للرفع..

لرفع الموضوع فی الصفحة لیراه لاری ! لکن لاری ذهب بها عریضة !

ص: 292

أجوبتی علی أسئلة لاری عن أهل البیت(علیهم السّلام)

سألنی لاری فی شبکة هجر بتاریخ: 18/7/2002, عدة أسئلة عن أهل البیت(علیهم السّلام) ، وکان یتهرب من المناقشة ولا یجیب علی أسئلتی ، فکتبت له:

أجیب عن هذه الأسئلة لأنها تتعلق بمقامات سادتی وموالیَّ وووسیلتی الی ربی وشفعائی إن شاء الله ، محمد وأهل بیته ، خیر خلق الله ، صلوات الله علیه وعلیهم وإن کنت غیر ملزم بإجابة صاحب الأسئلة ، بعد هروبه المتکرر:

س1- هل توجد شراکة غیر ذاتیة لأهل بیت النبی مع الله ؟ وکیف هی؟ وما هو دورهم مع الله فی الخلق والحیاة والموت ؟

الجواب: إنهم عباد مخلوقون مربوبون لایملکون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حیاةً ولا نشوراً ، إلا ما ملکهم الله تعالی وأکرمهم به ، وقد ملکهم الکثیر الکثیر ، الذی لا یستوعبه إلا الذهن الصافی غیر المدخول ، والقلب السلیم س2- ما هی حقوق أهل البیت الثابتة فی الکتاب والسنة وقطعی العقل؟ وهل الشراکة مع الله من تلک الحقوق؟

الجواب: سبحان من لیس له شریک ، وحقوقهم صلوات الله علیهم کثیرة ، أولها التلقی منهم فقط لامن غیرهم ، وذلک لأدلة کثیرة منها فرض مودتهم ، وقوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): إنی تارک فیکم الثقلین ، فهم مع القرآن ثقل الله

فی أرضه وغیرهم خفیف وهباء وهواء .

س3- کیف یمکن إثبات حقوق أهل البیت بالعقل القطعی؟ وهل هو مصدر

ص: 293

اضافی للتشریع خارج الکتاب والسنة؟

الجواب: لو کنت منصفاً لاکتفیت بوجوب اتباعهم وأخذ القرآن والسنة منهم لامن غیرهم . فلو أن یهودیاً قال لک: إن موسی أوصانا بأنی ترکتم فیکم التوراة وعترتی ، لقلت له: لماذا لاتطیعون نبیکم فیهم ؟!

س4- ماذا تقصد بالسنة ، وکیف تصحح الروایات الواردة عن النبی أو أهل البیت ، وکیف تتأکد من صدورها ، وکیف تمیزها عن روایات الغلاة والفرق المنحرفة الملعونة؟

الجواب: أنت عندک عقدة الغلاة ، وعقدة الشوری ، وعندک هوس التدین السیاسی وعقدة من التدین الحقیقی والتعبد لله تعالی !

وقد نفرت بالجملة من مصادرنا ورواتنا وکتبنا ، ولم تؤمن بدلها بمصادر السنیین ورواتهم ! فصرت معلقاً بالهواء لا منهج لک فی التصحیح والتضعیف ! اللهم إلا الإنتقائیة بالهوی ، وتقع بسببها فی التناقضات ! عند علمائنا منهجان فی التصحیح . وثاقة الراوی ووثاقة المجتهد بالصدر . وأعتقد بمنهج الشیخ الوحید الخراسانی وهو مرکب منهما .

س5- من هم أهل البیت بالتحدید وهل یشملون نساء النبی أم لا ؟ علماً بأن القرآن الکریم یخاطب زوجة النبی إبراهیم سارة بأنها من أهل البیت ، ویخرج زوجة النبی لوط من الآل الذین وعدهم بالنجاة ؟ هل هم الخمسة أصحاب الکساء فقط؟ أم بالإضافة الیهم ذریة الحسین؟ وکیف تثبت کون الإمام السجاد من أهل البیت المعینین من قبل الله ، علماً بأن الإمام الحسین لم ینص علیه ولم

ص: 294

یوص الیه فی کربلاء؟ ولم یدع هو الإمامة ؟

الجواب: لعلک درست معنی الإصطلاح ، وأن أهل کل علم وفن وحرفة ، لهم مصطلحات محددة ، یجب أن تؤخذ منهم ، فهل تسمح لنبیک(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أن یکون عنده مصطلحات لدینه الذی نزل علیه ، وأن یحدد أهل بیته(علیهم السّلام) ویجعلهم مصطلحاً إسلامیاً !

نعم یالاری ، لقد حدد لنا(صلّی الله علیه و آله وسلّم )مصطلح أهل بیته وآله وعترته بعلی وفاطمة والحسن والحسین(علیهم السّلام) ، وحدیثه هذا صحیح عند الجمیع . وتکملته عندنا: ( وتسعة من ذریة الحسن آخرهم المهدی(علیهم السّلام) ) فأهل البیت مصطلح إسلامی ، محدد بالأسماء والکساء ، فصار للکلمة معنی لغوی واصطلاحی ، مثل الصلاة .

إذا فهمت ذلک وآمنت به ، فلا یجوز لک بعده أن تخلط بین بین المعنی اللغوی لأهل البیت الذی یتسع لکل العشیرة والزوجات ، وبین المعنی الإصطلاحی المحدد من الله تعالی ورسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) .

وقد عمل النواصب علی توسیع معنی "أهل البیت" رداً علی نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وإجتهاداً فی مقابل النص ! لأن مثلهم کمثل الذی یهرب من المعنی الإصطلاحی للصلاة الی المعنی اللغوی ویقول: الصلاة هی الدعاء وأنا أدعو بکلمات کل یوم فأنا أصلی ! وهم یقولون: نأخذ بالمعنی اللغوی لأهل البیت دون المصطلح النبوی !

هل تتعقل یا أحمد أن الله تعالی یأمرک أن تصلی فی صلاتک ، علی کل بنی هاشم ومنهم الملک عبدالله ؟! إذن لا بد أن الذین أمرنا بالصلاة علیهم مع نبیه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )محددون ، فمن هم ؟

ص: 295

وسألت: ( وهل یمکن أن توضحوا لنا ما هو الدلیل علی تملیک الله لهم الکثیر؟ وما هو ذلک الکثیر بالتحدید؟ وکیف یمکن الحصول علی الذهن الصافی غیر المدخول؟ وهل هذا عوض عن الدلیل) ؟

الجواب: الأدلة کثیرة من نصوص السنة قبل الشیعة لمن یرید أن یفهم ویعمل . ألم أذکر لک وجوب التلقی منهم دون غیرهم بنص حدیث الثقلین ، وهل هو أمر قلیل أن یأمر الله الأمة الإسلامیة أن تتلقی منهم معالم دینه الی یوم القیامة ؟!

لماذا هربت من هذه الحقیقة الصارخة ،دون أن تعطی رأیک فیها ؟

وسألت: (ما هی بقیة الحقوق؟ هل هی الإیمان بنزول الوحی علیهم والإیمان بشراکتهم مع الله) ؟

الجواب: تعبیرک بالشراکة مرض یهودی ! فالملائکة لهم دور فی فعالیات الله فی الکون ، فلماذا لم تسمهم شرکاء ؟! والنبی وآله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أفضل من الملائکة ! فلا تهرب مرة أخری ، ولا تهرج کالسلفیة بالشراکة لمن هم عبادٌ مکرمون .

وسألت: ( ثم من هم أهل البیت هل یمکن أن تعرفوهم لنا بالتحدید؟ وإذا کان أصحاب الکساء هم أهل البیت ، فکیف تلحقون بهم بقیة الأئمة)؟

الجواب: إن کنت مسلماً فلا بد أن تؤمن بحدیث الکساء الذی روته صحاح الطرفین ؟! ولو فهمت معنی تحدید النبی لأهل بیته بهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، لانحلت نصف مشکلتک ! ولکنک معاند مجادل ، لاترید أن تفهم !

وسألت: (ولماذا تخصون بهم أولاد الحسین فقط؟)

الجواب: نحن أتباع النص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ثم نص الإمام المعصوم(علیه السّلام) . بینما أنت

ص: 296

تابع للفلسفات العقلیة بل الهوائیة ! وقد ثبت عندنا عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أنه قال: علی وفاطمة والحسن والحسین ، وتسعة من ذریة الحسین آخرهم المهدی(علیهم السّلام) .

وسألت: ( وقلت:" لو کنت منصفا لاکتفیت بوجوب اتباعهم وأخذ القرآن والسنة منهم لامن غیرهم . وأنت الذی قلت فی مداخلة أخری: نعرف حقوق أهل البیت بالقرآن والسنة والعقل؟ ) .

الجواب: أنک تأثرت بتهریج ابن تیمیة علی العقل ، ولم تفقه أن کل إستدلال فی الدنیا لابد أن یکون عقلیاً ، سواء کانت مواده عقلیة أو نقلیة ، لکن جئ لی بمن یفهم ! ألیس معنی استدلالک أنک ترید أن تثبت النتیجة من المقدمات؟ وهل هذا أمر نقلی یا عاقل؟! لکن الحمد لله أنک: لا عقل ولا نقل !

وسألت: ( وإذا کنت تعتقد بأن مصطلح أهل البیت مصطلح إسلامی فهل یمکن تعریفه لنا بالدلیل الإسلامی من القرآن الکریم والسنة؟ أم تعتقد بإمکانیة تعریفه عن طرق الغلاة) ؟

الجواب: غریب أمرک ما أغباک ! عندما یصحح کل المسلمین أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قد حدد أهل بیته بالکساء والأسماء ، وقال هؤلاء أهل بیتی ، وأخرج منهم أم سلمة . ألیس هذا مصطلحاً نبویاً إسلامیاً ؟! ومن الذی یضع المصطلحات الإسلامیة ، هل الحدادون والنجارون ؟! ألیس القرآن والنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )؟!

بالله علیک: ماذا یعمل النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إذا أراد أن یجعل أهل البیت مصطلحاً محدداً بمعینین؟! وبالله علیک: إذا حددت أنت أولادک بأسمائهم ، وأدرت علیهم کساء أو شریطاً لتمییزهم وأخرجت منهم الخادمة وغیرها ، ثم جاء شخص لیدخل

ص: 297

فیهم غیرهم ، ما ذا تقول عنه ؟! فقل عن نفسک وعن السلفیة ذلک !

فکتب له الحَکم noon11 بتاریخ: 20/7/2002:

الأستاذ أحمد الکاتب: 1- کنت أود منک أن تواصل الحوار بنفس الترقیم الذی ابتدأت به الأسئلة حتی لا یتشتت القارئ بین المداخله والأخری، أرجو أن تراعی ذلک فی المداخله المقبلة .2- أرجو أن لا تستخدم کلمة أسطوره للإشاره لشخصیة الإمام محمد بن الحسن(علیه السّلام)لأن ذلک یثیر حفیظة بعض القراء والمحاور الکریم ، وإذا کنت قد توصلت الی أن هذه الشخصیه لا وجود لها فهذا من وجهة نظرک وإجتهادک أنت الذی لایلزم الآخرین الأخذ به ، ولذلک لک أن تقول" شخصیه وهمیه من وجهة نظری" احتراماً لعقیدة الآخرین .

وهنا ترک لاری النقاش وهرب منه !

فکتب له الحَکَم نون:

الأستاذ أحمد الکاتب: هل توقفت عن الحوار ، أم لا تزال مستمراً ؟!!

لماذا لا ترغب بالحوار یا أحمد ؟ أهو الخوف أم ماذا ؟!

اشارة

کتب لهmqm : بتاریخ:22/7/2002, بعنوان:

لماذا لا ترغب بالحوار یا أحمد ؟ أهو الخوف أم ماذا؟ http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402680429 جاء فیه:

لماذا لا ترید الدخول فی حوار ثنائی کما طلب المشرف ذلک منک ؟ ألست تدّعی إنک اکتشفت الحقیقة التی یغفل عنها الشیعة ؟! لماذا لا ترید لنا الخیر ، وتبین لنا الطریق الحق الذی اکتشفته ؟! ألدیک ما تخفیه فی اکتشافک الذی

ص: 298

تدعیه؟ لماذا لا تقطع الحجة علی (الشیعة الإثنا عشریة الذین تدعی إنهم إبتدعوا مسألة الإمامة الإلهیة...الخ.) وتبین لکل من یکذبک أنک علی الحق ؟ ماذا تسمی ما کتبته للمشرف بأنک لا ترغب فی حوار ثنائی ؟! أین الحق الذی تروج له ، أین هو؟ لقد قلتَ: (إنی لم أرغب فی أی نقاش ثنائی، وإنما قرأت مقالاً للعاملی...الخ.).

أثبت للکل صدق مدعاک إن کنت صادقاً کما تدعی ، وإلا...فإنی والکثیرین ممن فی المنتدی لن نجد حرجاً من نعتک بالکاذب الضال ، الذی باع دینه !

ولم یجب أحمد الکاتب ، بل نزَّل موضوعاً خطابیاً لاربط له بالموضوع ! فکتب له المحرر الإسلامی(23/7/2002): تنبیه للأخ أحمد الکاتب !

مع إحترامنا لحقکم فی اختلاف الرأی إلا أن هذا لا یبرر استخدام المنتدی کجریدة حائط أو منتدی نشر لأفکارکم ومتبنیاتکم العقائدیة ، فهنا منتدی حواری مسئول ،

تطرح فیه الفکرة وتناقش وفق أصول البحث العلمی ، ویتم الترکیز علیها حتی الخروج بنتیجة نهائیة وعملیة منها ، ولیس منها بالضرورة فرض عقیدة ما أو رأی ما علی الآخرین . وهذا الموضوع أخی الکریم کان دعوة لک لخوض حوار ثنائی حول محاور محددة تطرح محوراً محوراً .

وکتب له mqm : أین جواب سؤالی؟! لا غرابة من ذلک...ولکنک تذکرنی بالحشویة الذین لا یخفی علی أحد أمرهم هنا... فسؤالی فی واد... وما کتبت فی واد آخر ...فعلاً ... لا غرابة فی ذلک .

وکتب له الأشتر: أحمد الکاتب عجز عن مقارعة طلبة المقدمات ، وقد مسحنا به البلاطة قبل أشهر ، عجباً لهذا الجاهل لا یرید أن یتعلم !

ص: 299

وکتب المستفسر الهادئ ، موضوعاً بتاریخ:14/7/2002, بعنوان:

الشیخ العاملی وجمیع الأخوة المحاورین مع أحمد الکاتب.. لو تفضلتم؟

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402679631

الأخوة الکرام: إذا تحاور الشیعة مع أهل السنة فاحتجاج الشیعة یکون بمصادر وتراث أهل السنة والعکس صحیح ، وهذا إنصاف الحوار حیث الفائدة التی ترجی للقراء والمتابعین حتی وإن لم یعترف صاحب الحجة الضعیفة بضعفه. وهذا المبدأ یطبق فی کل أنواع الحوارات کالحوارات

التی تدور بین الشیعة الإمامیة والسنة ، الشیعة الإمامیة والزیدیة ، المالکیة والحنابلة ، الشوافع والحنفیة ، المسلمین والمسیحیین ، المسلمین والیهود ..الخ.

أما أن نحاور شخصاً یقول أنا شیعی ویتبرأ من الشیعة ! ویقول أنا سنی ویتبرأ من السنة! بل یتبرأ من کل مذهب وکل تراث ! فکیف سنحجه وبماذا؟ وهل تصح المحاورة معه؟! فهو یحاجنا بکتبنا ولیس لدیه کتب نستطیع أن نحاجه بها ! أری أن تدعوه تائهاً فلا جدوی من الحوار مع من لا تراث عنده . هذا رأیی وأعتذر حیث من مثلی هو من یحتاج إلی النصیحة منکم ، وسلمکم الله .

وکتب محمد یعقوب:

إننی مع الأخ المستفسر الهادئ کما أوردت ذلک فی مقال بعنوان: لماذا البحث مع أحمد الکاتب؟ ولسماحة شیخنا العاملی حفظه الله تعالی ووفقه حکمته.

وکتب العاملی:

شکراً للأخ الهادئ علی ملاحظته ، أوافقک والأخ محمد علی أن النقاش معه عدیم النتیجة العلمیة لأنه لاعلم عنده ولا منهج ولا أصول مناقشة.

ص: 300

وقد انکشف لکثیرین أنه لایملک منهجاً ، لاسنیاً ، ولا شیعیاً ، ولا حتی غربیاً ، ولا حتی عادیاً عامیاً .. فهو حَطَّابٌ فَرَّار ! وقد ظهر جهله وعناده ، ومراوغته.

نعم ینبغی مناقشته لإثبات أنه لامنهج له ، ولا أصول أولیة للبحث ، وفضح مستواه ، حتی لاینغش به من لایعرفه .

لاری یهرب من نقاشه مع الشیخ محمد منصور

فقد کشف مراوغة لاری وتهربه، فکتب فی:21/12/1999 ، ما خلاصته:

1 - حکم الکاتب علی روایات أهل السنة والشیعة فی صحاحهم وکتبهم حول المهدی بأنها من وضع الشیعة .

2- یعید کراراً إشکاله باحتجاج الشیعة بروایات السنة حول المهدی، بأنهم لا یثقون بهم فکیف یصححون روایاتهم حول المهدی ؟! مع أن روایة مصادر السنة لبشارة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بالمهدی مؤید لعقیدة الشیعة !

3- ادعی بأن سجن الإمام الهادی والعسکری(علیهماالسّلام)فی سامراء لم یثبت ، وأن الإقامة الجبریة تحت رقابة السلطة العباسیة حکایة منسوجة . مع أن مصادر الحدیث والتریخ عند الجمیع روتها ، ویُذعن بها السنی والشیعی والمسیحی والمستشرق والعالم بأسره حول بنی العباس والبیت العلوی!

4- یدعو إلی ترکیز البحث علی الدلیل التاریخی بینما یطعن فی التراث

ص: 301

التاریخی والنقلی بأنه من اختلاق الطائفة الإمامیة لأنها مغالیة لأنهم یقولون بأن مقام الإمامة هی الحجیة التی تعدل القرآن فی حدیث الثقلین، ویجتر الکاتب هذا الکلام فی حین أنه هو یطالب بالتاریخ والنقل .

5- عندما یواجه بالحقیقة التاریخیة من سجن الدولة العباسیة للإمام العسکری یقول لابد من التأکد من الظروف المحیطة بوفاة الإمام العسکری(علیه السّلام)وأن الدولة العباسیة سیاستها لیّنة مع الشیعة . ثم یتخبط فیقول إن بنی العباس کانت علاقتهم طیبة مع الإمام العسکری(علیه السّلام) ، ثم یقول لابد من البحث فی ذلک ! ویدور حول نفسه بدوامة کما لمس الذین حاوروه !

6- حکم علی قصة الخضر وموسی(علیهماالسّلام)فی سورة الکهف بأنها مقولة باطنیة وغلو واسطورة ! فمشکلته فی الحقیقة عدم إیمانه أو نقص إیمانه بالقرآن ، ولعله لذلک یترک الأدلة القرآنیة والأحادیث النبویة القطعیة ، ویتشبث بالأسلوب القصصی البعید عن المنهجیة العلمیة .

7- ومن جهله أنه یطالب بالبحث العلمی ویذکر مراراً أن محمد بن زیاد مهمل فی رجال الشیعة لا توثیق له ، مع أنه هو ابن أبی عمیر(رحمه الله)أکبر فقهاء الرواة الإمامیة ! ولایحتاج ذلک إلی جهد علمی فی علم الرجال !

وهنا دخل الکاتب لیمهد لهروبه الأخیر من المناظرة ، فکتب بعنوان:کلمة اعتذار من أحمد الکاتب . وخلاصتها:

الأخوة المتحاورون الکرام ، الأخوة القراء الأعزاء: تحیة طیبة ،

ص: 302

ثمة قضایا کثیرة للحوار فی عالمنا الإسلامی وبیننا وبین سائر الحضارات . وبعض مواضیع الحوار جذریة تمس أسس الإسلام وخیارات الدول الإسلامیة فی المستقبل وتتعلق بإمکانیة إقامة الأنظمة الإسلامیة ...

وإذا کنا الیوم نعید دورة الحوار حول بعض القضایا فلیس لکی نجتر ما کتبه الأولون أو نکرر معارک الماضی وننسی القضایا المعاصرة والملحة ، ولا نحاول إسقاط هذه الطائفة أو تلک وإنما هدفنا التفکیر بواقعنا ومستقبلنا علی ضوء التراث ، وقد نصیب فی ما نتوصل الیه من إجتهادات جدیدة أو نخطئ ولکننا نعزی أنفسنا بنوایانا الطیبة...

حاولت أن أحافظ علی احترامی لأصحاب وجهة النظر الأخری وتقدیر النوایا الطیبة والدرجة العالیة من الإیمان والتقوی والإخلاص والفهم والعقل التی یتمتعون بها، ولم أفترض یوماً سوء النیة فی أحد من المتحاورین أو أتهمه بالتدلیس أو التضلیل أو الخبث أو الإنتهازیة لا سمح الله .

أرجو أن یعذرنی الأخوة القراء والمتحاورون إذا بدرت منی یوماً کلمة نابیة أو قلیلة الأدب بحقهم ، إذ إنی لا أحاول أن أحاربهم شخصیاً ، ولیست لی مع أحد منهم عداوة خاصة... وإنما أحاول جاهداً أن أقدم وجهة نظری للطرف الآخر ، وأن أستمع بحرص الی وجهة نظره وقد لا أفهمها بعض الأحیان حق الفهم...

إلا أنی أعتقد أن الأدلة التاریخیة التی أوردها المؤلفون السابقون حول وجود الإمام الثانی عشر قصص ضعیفة ومشکوک فیها ولا یمکن أن تبنی عقیدة نتخاصم علیها ولا أعتقد أن الإیمان بوجود انسان سوف یدخل الجنة ولا یخرج من النار!

ص: 303

ومن هنا فإنی أستغرب حقاً حدة البعض من الإخوة المتحاورین حول الموضوع وانفعالهم واستخدامهم لبعض الألفاظ غیر المناسبة وتصویر موضوع وجود الإمام الثانی عشر وکأنه أساس الدین .

فأجابه محمد منصور ، بما خلاصته:

مما یجعلنی أقطع بأنک لا ترید النقاش وإنما ترید أن تنزل مواضیع کتابک ولا شئ جدید عندک ، أنک تکرر المطلب الذی ردک الأخوة فیه بالأدلة والروایات الصحیحة ، والتی لم تجب علیها الی الآن ! ثم کتب:

الکاتب ینکر ضرورة ظهور المهدی الموعود علی لسان النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عند المسلمین کافة ، ویزعم أنها فرضیة مختلقة ! فإذا کان یفترض اختلاق روایات المهدی(علیه السّلام)من الغلاة الباطنیین فماذا یصنع بروایات السنة فی صحاحهم وکتبهم الأخری المعتمدة ؟

وماذا یصنع بحدیث الثقلین هل هو من وضع الغلاة الباطنیین فی زمن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )؟ وهل القرآن وسورة الکهف والخضر من وضع الغلاة الباطنیین ؟!

وماذا یصنع بحدیث الأئمة اثنا عشر کلهم من قریش، وبحدیث من مات ولم یعرف أو یبایع إمام زمانه مات میتة جاهلیة ؟ وحدیث لا تخلو الأرض من حجة ؟ وهل الوحی النازل علی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )غلو باطنی ؟!

إن عقلیة السریة فی نظام المخابرات الدولیة فی العصر الحدیث هی عقلیة غلو وغلاة باطنیین؛ لأن الباطنیة تدعو إلی السریة والتستر ، فکل المخابرات

ص: 304

فرق غلاة باطنیة ما لم یخرجوا إلی السطح فی العمل ویشهروا انفسهم !

ثم إنه یدعی اتفاق الکل علی إنکار ولادة الإمام الثانی عشر بن الحسن العسکری وأنه لا ینکر هذا الاتفاق أحد ، ولا أدری کیف لا یحترم الکاتب أبسط درجات عقل القارئ وأدنی درجات الشعور والفهم !

إن سبب إنکار الکاتب أنه یری أن القول بظهور المهدی(علیه السّلام)یستلزم القول بالإمامة الإلهیة ، ولذا یتهم علماء السنة الذین یثبتون ولادة الإمام الثانی عشر بن الحسن العسکری(علیه السّلام) بأنهم إما شیعة أو کلامهم إفتراض ! فالمهدویة کلها عنده غلو وتألیه ! وروایاتها حتی فی صحاح السنة وضعها فیها الغلاة الشیعة !

فالإمامة المعهودة من الله تعالی کلها غلو أو تألیه ویستدل علی ذلک بأنکم تقولون بأن الإمام یعلم الغیب ، ویوحی إلیه أو یلهم ، وتعرض علیه الأعمال ، وأنه أعلم من الملائکة ، ویقدر علی بعض التصرفات التکوینیة ، لکنا نجیبه بقوله تعالی: عَالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أَحَدا .إِلا مَنِ ارْتَضَی مِنْ رَسُولٍ .

وقوله تعالی: وَإِذِ ابْتَلَی إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُن قَالَ إِنِّی جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إماماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِی قَالَ لا یَنَالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ .

وقوله تعالی: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ .

وقوله تعالی: وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الأرض خَلِیفَةً...وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ کُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَةِ..

وقوله تعالی: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..

ص: 305

وأمثالها کثیر مما یثبته القرآن لأفراد من البشر ولم تستلزم ألوهیتهم ! ولعل الکاتب لا یجرؤ علی التصریح بالقول بأن فی القرآن غلواً ورائحة باطنیة !

کما یدعی الکاتب أن السریة فی الولادة مذهب باطنی، وهذا یستلزم أن ما فی القرآن الکریم من خفاء وسریة ولادة موسی مذهب باطنی تسلل إلی القرآن الکریم ، فالکاتب صاحب منهج علمانی لایثق بأی حدیث مروی عند السنة والشیعة ! کما لا یثق بما وراء الحس الظاهری حتی فی إخبارات القرآن الکریم ! ولعله من هذا الباب ینکر قصة الخضر(علیه السّلام)لأنها باطنیة ، ولعه یقول ذلک فی قوله تعالی:إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللهُ.

کما ادعی الکاتب أن الشیعة ترفض کتاب الصفار ، مع أن الذی روی الکتاب عن الصفار أعلام الطائفة ، فکیف رفضوا الکتاب ! ثم ادعی أن کل مَن روی عن المهدی هم الفزاری وآدم البلخی والرازی والخصیبی ، ثم ناقض نفسه بأن علماء الشیعة یرفضون أحادیث هؤلاء الأربعة .

وکذلک قوله إن العبرتائی شیخ الشیعة وأنه اختلق ولادة الإمام الثانی عشر(علیه السّلام)، ثم یقر بأن الشیعة لعنته .

والحاصل: أن منهجه عدم قبول أی حدیث مروی عن طرق أهل السنة والشیعة یتضمن عقیدة فیما وراء الحس الظاهری ، وأن ما فی الشریعة مطلقاً مما هو وراء الحس من صنع الغلاة والباطنیة ، وما أدری إذا وصلت النوبة إلی القرآن الکریم فماذا سیکون کلامه ؟!

ص: 306

الفصل السادس: استغلال الوهابیة لأحمد الکاتب فی الفضائیات وشبکات النت

اشارة

ص: 307

ص: 308

جمعیة إحیاء التراث المتطرفة تتبنی لاری فی قناة المستقلة

أصاب الذعر خصوم الشیعة المتعصبون من ظاهرة (المستبصرین) الذین یدخلول فی مذهب التشیع فی أغلب بلاد المسلمین ، وأن أکثر المستبصرین من المثقفین ! وکتب مشایخ الوهابیة فی ذلک مقالات وألفوا کتباً ، وکلها تنادی بالویل والثبور ، وتدق ناقوس الخطر علی الإسلام والمسلمین ، لأن مثقفین فی مصر أو أندونیسیا أو الأردن ، اختاروا مذهب أهل البیت(علیه السّلام)!

وکان فی طلیعة المهتمین بالتصدی لظاهرة الإستبصار جمعیة إحیاء التراث السعودیة للعمل ضد الشیعة ، وهی مسجلة فی الکویت ، ویمولها متعصبون کویتیون وسعودیون وسوریون . فتوصلت أدمغتهم الی ضرورة تمویل برامج فی قنوات فضائیة ، تهاجم مذهب الشیعة وتطعن فیه ، وتحذر المسلمین من اعتناقه !

وکلفوا قاضی القطیف الشیخ صالح الدرویش أن یتولی ترتیب ذلک ، ویختار لهذه البرامج أشد المشایخ تعصباً ضد الشیعة ، فوقع اختیاره علی أربعة أشخاص هم: الشیخ عثمان خمیس من الکویت ، ولیس من آل الخمیس ولا ابن خمیس. والشیخ عبد الرحیم البلوشی ، وهو إیرانی یعیش فی لندن . والشیخ عبد الرحمن

ص: 309

دمشقیة ، وهو لبنانی متمسلف یعیش فی الریاض وباریس . والشیخ عبد الرسول عبد الزهرة لاری ، المعروف بأحمد الکاتب !

وفاجأ الدرویش الناس فی شهر رمضان1423، بظهور عثمان خمیس ودمشقیة وبلوشی فی قناة المستقلة فی لندن فی برنامج باسم"الحوار

الصریح" بعد التراویح ، انهالوا فیه بنفث تهمهم وشبهاتهم ضد التشیع والشیعة !

ودعوا معهم فی الإستدیو السید حسین الشامی بصفته رجل دین یمثل المذهب الشیعی ، وخدعوه بأن البرنامج یدعو الی الوحدة الإسلامیة ! فانسحب بعد الجلسة الأولی واعتذر ! فأحضروا بدله الشیخ شمران جبر ، وهو مدرس لغة عربیة فقط ، فاعترض الشیعة وطالبوا بأن یحضر منهم أکفَّاء ، فقبلت القناة بعد أیام أن یشارک کل من الدکتور عبد الحمید النجدی والدکتور محمد التیجانی ، وکانت المناظرات المعروفة سنة1423، وکان لها تأثیرات إیجابیة ، وتأثیرات سلبیة علی التعایش بین الشیعة والسنة فی عدة بلاد ، خاصة الخلیج وباکستان !

ومن ذلک الیوم أخذ الدرویش ومدیر القناة یضغطون علی السید محمد الموسوی ، الذی اعتبرته القناة منسقاً عن الشیعة ، لیقبل بمشارکة أحمد الکاتب فی المناظرات ! فرفض الموسوی ذلک لأن الکاتب لیس شیعیاً فکیف یشارک باسم الشیعة ؟! ومع ذلک قام الدرویش ومدیر القناة بعدها ، بإلغاء اتفاقنا معهم علی مناظرة عن نشوء المذاهب ، وکان یمثلنا فیها عالم شیعی من السعودیة هو الشیخ علی آل محسن ، وفاجؤونا باستبدال الماظرة بأحمد الکاتب وحده ، وأخذ

ص: 310

یطرح بدعته ویهاجم التشیع والشیعة ، ومدیر القناة یصغی الیه ویؤمِّن علی أفکاره ویعلن أن کرسی الشیعة فارغ لمن یرید منهم المشارکة !

وبقی أحمد الکاتب عدة أیام ینفث سمومه فاضطررنا للحضور ، فشارک الشیخ حسین الأسدی، ثم ذهبت أنا من قم ! ورغم أن مدیر القناة کان متحیزاً الی أحمد الکاتب والدفاع عنه بکل وسیلة ، إلا أنا أثبتنا للمسلمین خیانته العلمیة ، وبتره للنصوص ، وهروبه من النقاش العلمی الی الجدل والمکابرة !

وهذا تعریف مختصر بهؤلاء المشایخ المتطرفین ، الذین صاروا أصدقاء حمیمین لعبد الرسول ، فکل واحد منهم له ملف فی التطرف والتکفیر والأعمال المعادیة للشیعة ! وأکتفی بأن کبیرهم الذی علمهم السحر ، کما أکد لی بعض الثقاة ، هو الشیخ صالح الدرویش ، وهو رئیس المحکمة الشرعیة فی القطیف ، وهو نجدی ، ناعم الملمس کالحیة ، یستعمل التقیة مع الشیعة فیتظاهر بمودتهم ومودة أهل البیت(علیهم السّلام) ، بینما یعمل لیل نهار فی الکید لهم !

وهو صاحب مشروع مناظرات قناة المستقلة ، والممول لهؤلاء المشایخ وغیرهم وناشر عشرات الکراریس والأشرطة والکتب ، التی توزع فی المنطقة الشرقیة وموسم الحج ! وتمویله من(جمعیة إحیاء التراث) السعودیة المعروفة بحقد أعضائها علی التشیع والشیعة !

أما عایض الدوسری ، فهو سعودی یعیش فی الریاض ، وهو متعصب ضد الشیعة ، ومتحمس جداً لمناظرتهم والدعایة ضدهم !

ص: 311

وهو من أوائل المشارکین فی مناقشات شبکة النت ، یحب التحدی والخصومة ، ولیس النقاش العلمی ! وکان یکتب بأسماء متعددة قد تصل الی عشرة أسماء ، وأشهرها دیکارت والملاک الطائر، والأستاذ ، وأحمد الکاتب ، وله قصص فی الهاکرز وتخریب مواقع الشیعة ، وسرقة برید خصومه .

وقد اصطدم بشدة مع الصحفی المعروف نبیل شرف الدین الذی یکتب باسم مالک الحزین ، واعترف عایض بأنه سرق بریده !

مضافاً الی أنه مشبوه بصلاته بسفارات أجنبیة !

وأما عثمان خمیس ، فیوهم إسمه أن أباه أو عائلته خمیس ، بینما لیس له أی أقارب فی الکویت ، إلا الذی تبناه ورباه واسمه محمد خمیس ، والمعروف فی الکویت أن أمه سوریة وضعته فی المستشفی وترکته وغادرت الکویت الی سوریا ! فأخذته وزارة الشؤؤون الإجتماعیة ، ثم تبناه بدوی یدعی محمد خمیس وسماه (سمیر) وعاش فی بیت متواضع فی منطقة الفحیحیل .

وکان سمیر شاباً سنیاً عادیاً ، عرف بأنه لاعب کرة ، وعند غزو صدام للکویت هرب مع السلفیین الی السعودیة وآمن بمذهبهم ودرس منه شیئاً ، وسمی نفسه عثمان ، وعندما عاد الی الکویت بعد تحریرها ، أعلن أنه صار سلفیاً ، وجمع کتب المذهب الشافعی فی ساحة بیته فی محلة فحیحیل ، وصب علیها النفط وأحرقها لأنها باطل ! واقتنی بدلها کتب ابن تیمیة وأتباعه ، لأنها حق !

وقد اهتمت به جمعیة إحیاء التراث ومتطرفوا السلفیة ، فنشط فی الکویت فی إعطاء الدروس وتوزیع الأشرطة ونشر الکتیبات ضد الشیعة ، وسعی للتغریر

ص: 312

بضعاف الشیعة لیخرجهم من مذهبهم ! ولشباب الشیعة معه مناظرات مفحمة !

کان یشارک فی مناقشات شبکات النت من سنة1998، ثم أنشأ موقعاً سماه (أنصار الحسین) وملأه بالشبهات والإفتراءات علی الشیعة ، ثم موقع البرهان .

وقد اشتهر فی مناظرته فی البالتوک مع الدکتور المستبصر الیمانی عصام العماد وهی مسجلة علی قرص ، وقد اعترف فیها بهزیمته ، خاصة عندما أعلنت الدکتورة أمینة المغربیة تشیعها بسبب ضعف حججه ، وشکرته علی ذلک ، ودعته الی المناظرة فلم یستجب ! وکان وعد بأن یناظرنی بعد انتهاء مناظرته مع السید عصام ، لکنه أخلف الوعد ن وأعلن أنه بحاجة الی أن یرتاح سنیتن !

ثم اشتهر فی مناظرات قناة المستقلة . وله ملف حافل بالقصص والمؤاخذات !

وأما عبد الرحمن دمشقیة ، فهو لبنانی متمسلف ، ومتحمس أکثر السلفی بالولادة ، وقال إنه فی نشأته درس فی الأزهر وطرد منه لسبب أخلاقی قبیح ، وقد سجل الشیعة إعترافه بذلک بصوته !

وکان یسکن فی السعودیة ثم سکن فی باریس وکان یعمل مع أبیه فی بیع السیارات ، فاختلف معه ، ثم استغنی عن العمل ، وفرغوه للعمل ضد الشیعة !

وله نشاط فی شبکة النت فی البالتوک ، وفی مواقع السلفیین المتخصصة فی شتم الشیعة ، وقد عرف بمشارکته فی مناظرات قناة المستقلة !

وأما عبد الرحیم بلوشی ، فهو إیرانی من بلوشستان ، کان یطمع بإمامة الجمعة فی زاهدان ، لکن إمام الجمعة المولوی عبد العزیز أوصی قبل وفاته بالإمامة الی مولوی عبد الحمید ، وهو صهر عبد الرحیم علی أخته ، فاختلف معه عبد الرحیم

ص: 313

بشدة وعاداه الی یومنا هذا !

وهو معبأ بکره الإمام الخمینی(قدسّ سرّه)والثورة وقادتها ، وکانت له صلات بالإخوان المسلمین فی سوریا ، وزوجته سوریة من أوساطهم . وقام بأعمال ضد إیران ، ثم ارتبط بالسعودیة وتمسلف ، فصار عدواً لکل شیعی .

وکان یسعی لتأسیس إذاعة باللغة الفارسیة ضد إیران ، وتنقل لهذا الغرض بین السعودیة والإمارات وسوریا وباکستان ، وساعده علی ذلک صالح الدرویش.

ثم استقر البلوشی فی لندن وأسس ما یسمی بجمعیة الدفاع عن حقوق السنة فی إیران ، وهو موقع ینفر زائره ، لأن البلوشی یجمع صور الجثث التی لایعرف أصحابها ویضعها فیه مدعیاً أنها جثث سنة قتلتهم حکومة إیران لأنهم سنة !

ولذلک صار مضرب المثل فی فقدان المصداقیة !

وقد عرفه الجمیع بمنطقه العامی الفاحش ، واشتهر فی مناظرات المستقلة بشتائمه ، وقلت یوماً لمدیرها الدکتور محمد الهاشمی: هل البلوشی عالم ومناظر حتی تأتینا به ؟ فقال: إنی قدمت به خدمة للشیعة ! یقصد بذلک أنه عدو أحمق !

ص: 314

استغلالهم أحمد الکاتب فی شبکة الجزیرة

استعمل السلفیون نفوذهم فی قناة الجزیرة ، فاستضافت لاری بتاریخ:4/8/1999 فی برنامج (بلا حدود) وأعطوه لقب المفکر الشیعی ! لیوجه التهمة الی علماء الشیعة بأنهم اخترعوا مذهب الإمامة ! ولم یدعوا معه أحداً لیرد أباطیله !

وقد اعترف مذیع برنامج الجزیرة ، وهو متعصب ضد الشیعة ، بأن مئات الإتصالات من مراکز الشیعة وجمهورهم انهالت علیه ، یعترضون علی تقدیم قناة الجزیرة أحمد الکاتب باسم الشیعة ! ولم یعطوا للشیعة مجالاً لیردوا علی مزاعم أحمد الکاتب ، إلا مداخلتین مختصرتین من إیران !

وقد افتخر لاری بأنه أعلن فی قناة الجزیرة توبته عن مذهب التشیع ! فقال فی شبکة هجر ، فی موضوع مع الدکتور(مالک الحزین) بتاریخ:8/4/2001 بعنوان: أحمد الکاتب.. وکلمة قبل السقوط: (وأود أن أقول لک بأنی قد أعلنت فی قناة الجزیرة وقبلها وبعدها ، بأنی لم أعد أؤمن بنظریة الإمامة ولا الإثنی عشریة ، وأنی أعرف نفسی بأنی شیعی جعفری فقط ، وربما أقول بأنی مسلم یؤمن بالشوری أو الدیموقراطیة الإسلامیة.. ومن المؤسف أن بعض الإخوة یجند نفسه للحدیث ضد مبدأ الشوری أو الدیموقراطیة ، وهو یعیش تحت هیمنة الظلمة والمستبدین والطغاة ، وبدلاً من أن یعملوا من أجل تغییر واقعهم ویبنوا مستقبلهم ، تراهم یغوصون فی صراعات الماضی السحیق ، ویؤیدون نظریات عفی علیها الزمن وغیر قابلة للتطبیق . وکل هذه المأساة تنبع من عدم معایشة العصر ، والبقاء فی متون التاریخ). انتهی.

أقول: کلام لاری فی مذهبه متهافت ، وهو ناصبی کما بینا فی الفصل الرابع !

ص: 315

استغلالهم أحمد الکاتب فی شبکات النت

اشارة

اهتموا بنشر کتابه ومقالاته ، فی شبکات النت ، وفی الفضائیات ! وأخذوه الی المؤتمرات والی السعودیة ، وهو معهم کالعنزة المجرورة الضاحکة !

وقد نشط الشیخ "مشارک" لتعریفه فی شبکات النت ، ومشارک عالم وهابی یسکن فی جدة ، ویبغض الشیعة ویکفِّرهم ! وهو من أوائل من هاجموا الشیعة فی الشبکات ابتداءً من شبکة الساحة العربیة سنة1998، الی شبکة أنا العربی ، وشبکة شیعة لنک ، ثم شبکة هجر ، وغیرها . وقد تکررت منه بذاءة اللسان والهروب من النقاش حتی منعت شبکة هجر النقاش المذهبی وأوقفت اشتراکه . وتجد مناقشاته فی کتابنا الإنتصار- مناظرات الشیعة فی شبکة النت . وقد شغل لمدة منصب مدیر شبکة سحاب المتطرفة المؤیدة للطالبان !

صار مشارک هذا صدیقاً حمیماً لعبد الرسول لاری ! بل أینما وجدت فی شبکات النت عدواً لدوداً للشیعة ومذهبهم ، فاعتبره صدیقاً ودوداً لأحمد الکاتب ، أو عبد الرسول لاری !

سعی مشارک لیدخل لاری فی شبکة هجر فیواجه به الشیعة ، فاتصل بمدیر الشبکة ، وطلب للاری اشتراکاً فی هجر:http://forum.hajr.org/showthread.php?t=173

وکان رأیی أن لایعطی اشتراکاً فی هذه الشبکة الشیعیة ، بل یذهب أحدُ الشیعة لمناقشته فی شبکات الوهابیة التی استضافته وطبَّلتْ له وزمَّرتْ ، کشبکة سحاب

ص: 316

أو شبکة أنا المسلم ، أو شبکة القلعة !

فکتبتُ بتاریخ:15/12/1999: منذ سنوات وأحمد الکاتب یرسل رسائل الی کبار علماء الشیعة ومتوسطیهم وصغارهم.. یطرح فیها أفکاره البائسة ، ویدعوهم الی عقد مؤتمر لمناقشة هذه الأفکار (العظیمة) ! ثم أخذ یلح فی رسائله لهم طالباً مجرد الجواب علی رسائله ، فأهملوه ولم یهتموا به لأنه منحرف مهرطق . وحسناً فعلوا. فقد قال بعض أصدقائه: إنه یبحث عن الشهرة لیقول إنی ناقشت کبار علماء الشیعة وراسلتهم !

وما دمتم طبَّلتمْ له وزمَّرتمْ یا مشارک... فکن أنت واسطة لیعطونی اشتراکاً فی سحاب لأجیب أحمد الکاتب ، وأثبت لکم أنه عدو لکم ولنا !

ولم یُجب مشارک.. وفجأة نشر ملاحظ هجر أنه أرسل اشتراکاً الی أحمد الکاتب . وکتب له مشارک: وصلنی علی البرید من أحمد الکاتب.. لقد أرسل لی الأستاذ العلی مرتین إسماً ورقماً للدخول فی الحوار ولکنی لم أستطع الدخول ، وقد أخبرته بذلک یوم أمس..

فأجابه موسی العلی مدیر هَجَر: یستطیع الکتابة فی شبکة هجر الثقافیة ، وقد تم إصلاح الخلل التقنی وتسجیله مجدداً.

وکتب مشارک بتاریخ: 15/12/1999، یتحدی فیه الشیعة بعنوان:یا من زعمتم أنکم شیعة علی: هل تستطیعون الرد علی(الشیعی الجعفری) أحمد الکاتب؟

فکتبتُ له: أحمد الکاتب ، واسمه عبد الرسول لاری ، لاینفعک یا مشارک.. فهو فارسی ، کان شیعیاً وموظفاً فی إذاعة طهران ، وصار محیراً لا شیعی ولا سنی !

ص: 317

وهو یری أن السنیین ضالون کالشیعة ! فابحث لک عن أغنیة أخری غیر لاریة !!

ودخل لاری موقع هجر، ورافقه مشارک فی حواراته معنا وکان یکتب أحیاناً!

فکتب جمیل لمشارک: سترجع بخفی حنین یا مشارک ، بإذن الله تعالی !

وأجابه مشارک بتاریخ: 15/12/1999، وأفحش فی کلامه علی جمیل ، الذی کان اصطدم به فی مناقشاته قبل سنتین ، فحذف المراقب ما کتبه !

وکتب له الفاطمی ، وهو کویتی أجاد فی مناقشاته مطاردة مشارک:

إلی الأخ المسمی نفسه(الکاتب): ماذا استفدت من نشر أفکارک داخل البیت الشیعی؟ تصفیق مشارک لک؟ فلماذا هذا التناقض؟!

وکتب عزام بتاریخ: 17/12/1999:

هنیئاً لک یا أحمد الکاتب بأبیک الروحی وأستاذک الجدید ، الذی تستلهم منه إبداعاتک وأفکارک الراقیة ! ولکن لا أعلم هل أنت مشرک فی نظره بسبب اسم (عبد الرسول)؟أم أن مشارک أعماه تعصبه ضد مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) فسکت عن شرکک؟!

وکتبتُ له بتاریخ:18/7/2002, موضوعاً بعنوان: عشرة أسئلة تکفی لأحمد الکاتب: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402680193

السؤال الأول: هل تعتبر أن ما وصلت الیه یقین لیس بعده تغییر ، أم کل شئ قابل للتطور حتی عقائدک وآراؤک الشوریة ؟ وهل أنت علی یقین بأن دعوتک هذه تنفع المسلمین وتساعد علی النهوض بهم ، مع أنک مرفوض منهم جمیعاً ؟!

السؤال الثانی: إذا قیل لک تفضل هذه دولة إسلامیة دولة الیمن مثلاً ، فکیف

ص: 318

تحکمها ، ماهو الدستور ، والمذهب المتبنی ، وآلیة الشوری المعبودة عندک ؟ وهل تکون أنت الحاکم الشرعی أو تنصب حاکماً غیرک ؟وهل تجعل زوجتک فی منصب أم لا؟ وهل تخبرنا ماذا تتوقع لنظام حکمک بعد سنة أو سنتین ؟

السؤال الثالث: صف لنا معبودک ، وهل صفاته عین ذاته ، وهل هو موجود فی کل مکان ، أو فی مکان خاص ؟ وهل تثبت له الصفات غثباتً حسیاً کابن تیمیة

أم تنزهه کأهل البیت(علیهم السّلام) .

السؤال الرابع: هل تعتقد بالعصمة المطلقة لنبینا(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قبل البعثة وبعدها ؟ أم بالعصمة فی خصوص تبلیغ الرسالة ؟

الخامس: ما رأیک فی الصحابة هل هم عدول ، وهل کلامهم حجة شرعیة ، وهل روایتهم صحیحة یجب الأخذ بها ، خاصة أبو بکر وعمر وعائشة وحفصة وعثمان ؟

السادس: ما رأیک فی السقیفة ، هل کانت شور ی، أو عملاً قبلیاً لأخذ السلطة ؟

السابع: ما رأیک فی المذاهب ، هل یختار المسلم منها أی مذهب یشاء ، وأی فتوی یشاء ، سواء کان مجتهداً أو عامیاً ؟

الثامن: ما هو منهجک فی تصحیح الأحادیث والآثار والتاریخ وتضعیفها هل تقبل بتوثیق السنة ، أو الشیعة ، أو تجتهد أنت فی کل راو.. وما هو میزان الترجیح عندک إذا وجد فی الراوی من یوثقه ومن یضعفه ؟!

وکتب ابن أبی التراب: مولای العاملی یرجی إعطاءه اختیارات ، أو السماح له بالإتصال بصدیقه أحمد المهری (المهاجر) !

ص: 319

وکتب أحمد الکاتب: المدعو عاملی: لو کنت تملک قلیلاً من الجرأة والشجاعة لتتبنی ما تکتب هنا وتتحمل مسؤولیة ما تقول ، لکنت أعلنت عن هویتک واسمک الصریح . أما أن تتکلم علناً فی التلفزیون بصورة ، وتتحدث هنا سراً بصورة أخری ، وتأخذ حریتک فی الإسفاف فالحدیث معک مضیعة للوقت وإسفاف کبیر ! العاملی: طار الحلم ، فأین العلم ؟

فکتب مصطفی:

أبا أمل: الرجاء تکلم بأدب مع الشیخ العاملی أطال الله عمره وبلا مهاترات .

وکتب محمد عیسی: شکراً شیخنا العاملی دام ظله علی فتح هذا الموضوع . نعم نرید أن نتعرف علی معتقدات أبی أمل فهو یکتب فی الفروع ویختلف معنا فی الأصول ، ویختلف مع جمیع المذاهب الإسلامیة .

المحترم أبا أمل: نحن نعرف من هو العاملی ونعرف من أنت ! لقد تهلل وجه النواصب بک ورحبوا بک فی الجنادریة ! وأکثرت علینا الأکاذیب حیث قلت: الشیعة سبعون فرقة ، إذن السنة ثلاث فرق فقط علی حسب کلامک .

أنت تتهم الشیخ لأنه قال عنک بعض الحقائق ! لا تنس أخی بأنک تسئ الی مذهبنا وعلمائنا ! کن عادلاً ! أنت تقول کلمة أسطورة وتکررها مراراً ، وتسئ الی

علمائنا بأن تصفهم بالغلو وبعدها تکفر الغلاة وتلعنهم وترید بذلک توجیه اللعن الی علمائنا بطریق غیر مباشر !

معنی هروبک عن الإجابة علی هذة الأسئلة هو عدم وجود منهج واضح لدیک ! عشقت مواضیع الغلو لترمی بالشبهات علی الأقل علماً ، وترکت هذا الموضوع

ص: 320

حتی لا یعرف معتقداتک أمثال العاملی . والله ورب الکعبة ذکرتنی بهروب عثمان الخمیس ، فأنت لا تختلف عن عثمان لا دلیل ولا حجة ! وسوف یتشیع علی یدیک الکثیر من السنة وسوف یتعرف الشیعة علی إمامهم الثانی عشر(علیه السّلام)أکثر وأکثر بسبب الإشکالات التی أوردتها . ولک فیما حصل من تشیع الدکتورة أمینة المغربیة بمحضر الشیخ عثمان الخمیس عبرة ! أنصحک بأن تستریح سنتین !

وکتب الفلاح بتاریخ:19/7/2002:

الأخ الشیخ العاملی حفظه الله . خفف الأسئلة لعله یستطیع الإجابة علی أحدها .

وکتب العاملی: شکراً للإخوة الذین طالبوه بالإجابة علی هذه الأسئلة ، لکی یتضح لذی عینین أنه لایملک أفکاراً حقیقیة أبداً ! ووالله لقد فتحت له بهذه الأسئلة أبواب الخیر ، لکی یفکر جدیاً فیما هو علیه وفی مستقبله وآخرته ، ولو أجاب وناقش لتغیرت جملة من أفکاره التی تجرُّ

علیه الدواهی! لکن:وَلا یَنْفَعُکُمْ نُصْحِی أن أَرَدْتُ أن أَنْصَحَ لَکُمْ أن کَانَ اللهُ یُرِیدُ أن یُغْوِیَکُمْ هُوَ رَبُّکُمْ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ).

وکتب منار الحق: بارک الله فیک شیخنا العزیز العاملی ، ووفّقک الله فی الدنیا وفی الآخرة . من الفائزین إن شاءالله بجاه محمّد وآل محمّد .

أبو أمل المدعو أحمد الکاتب المفلس: لو لم یکن خائفاً لأجاب ، ولکن أعجبتنی طریقته فی التهرّب . بارک الله فیکم یا شیعة النّبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وشیعة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السّلام)وشیعة أهل البیت(علیهم السّلام) .

وکتبnoon11 ، وکان مناصراً للکاتب ، ثم هداه الله تعالی بعد سنة:

الشیخ العاملی: ما أکثر الأسئلة وما أقل الفائده ! لماذا لا ترکز علی حقوق أهل

ص: 321

البیت وموضوع الغلو حتی نصل الی نتیجه !! فی الحقیقه جمیع الأسئلة المطروحه مهمة ، ولکن أین هو الوقت الکافی لبحثها العمیق والجدی من قبل کل المهتمین وعلی مرأی ومسمع من جمیع القراء الأعزاء !!

وکتب محمد عیسی: أخیNoon11 ، دعنا من موضوع الغلو فهناک مواضیع کثیرة له ، وأعتقد بأنه یبحث فی مواضیعه بما فیها الکفایة .

ألا تعتقد أخی نون أنه من الأفضل أن نناقش أبو أمل فی مواضیع أهم من موضوع الغلو لماذا تحکم بقلة الفائدة !! توجد فائدة کبیره وهی عجز وضعف حجیة المسؤل ، وتعلل بأمر لا یخلو صدوره منه کثیرة نعم لو وافق فهما یحددان ما یتفقا علیه من الأسئلة . ونحن نتابع.

وکتب لاری (أبو أمل): ذا کان الإخوة لا یفضلون بحث موضوع الغلو ویریدون بحث موضوع حقوق أهل البیت ، فلماذا لا یبحثون وجود المصداق الأخیر من أهل البیت وهو(محمد بن الحسن العسکری) فإذا کان حقاً موجوداً فلیتحدثوا بعد ذلک عن حقوقه . أما إذا لم یکن شخصیة حقیقة ولم یستطیعوا إثبات وجوده ، فکیف یتحدثون عن حقوقه . سؤال معقول ألیس کذلک؟

وکتبت زهر الیاسمین: الشیخ العاملی المحترم: اقتباس وهل تجعل زوجتک فی منصب أم لا ؟ هذه غیر لطیفة منکم ، فمهما کان الخلاف بیننا وبین الرجل تبقی منطقة محرمة لا یجوز الإقتراب منها لأی سبب لا بضرب المثال الصریح ولا السخریة وهی حریم الرجل وحرمة بیته والحمد لله أن أحمد الکاتب لم ینزلق فی الرد علیکم إلی ضرب مثال یمس حرمکم المصون . الرجاء الإبتعاد عن هذا

ص: 322

الباب وشکراً لکم وأعلم منکم سعة الصدر والسعی لرضا الله وفقکم الله ورعاکم.

وکتب جعفر الحر: الأخ noon ، یالیت الموضوع کان متوقفاً علی الغلو ! شیخنا العاملی.. أحسنتم ، الحمدلله الذی فضح الباطل .

وکتب العاملی: الأخت المحترمة زهر الیاسمین ، یبدو أنک التبست علیک عبارتی ، فالموضوع أن الأخت أم أمل زوجة أحمد الکاتب لبنانیة ، من منطقة النبطیة ، من قریة حاروف ، وعائلتها شیعیة متدینة ، وهی کانت متدینة ، لکن أضلها زوجها مع الأسف ، وسمعت أنها فی لندن تزور بعض البیوت وتحاول أن تشکک بعض المؤمنات بالأئمة(علیهم السّلام) ، ولذا صارت منبوذة کزوجها .

وقصدی بسؤالی: هل إذا صار رئیس دولة یعطی زوجته منصباً أن أعرف هل یعتقد بمشارکة المرأة فی الحکم الإسلامی والحیاة السیاسیة.. أم لا ؟ ولیس فی ذلک انتقاص للمرأة ، أو لزوجته المحترمة ، صانها الله وستر علیها وعلی أولادها ، وفضح زوجها أکثر مما هو مفتضح !

وکتب المُحمدی: الی داعیة الشوری الأخ أبا أمل: ما معنی الشوری وبم تتقوم؟

وکتب الأراکی: أسئلة فی محلها لأستاذنا وشیخنا الفاضل العاملی .

وکتب لاری: الأخ العزیز المحمدی . معنی الشوری واضح ولا یحتاج الی تفسیر وهو انتخاب إمام المسلمین برضا الأمة ، ورفض الحکومات العسکریة والوراثیة القسریة . ویمکن تحقیق ذلک إما مباشرة عبر الإقتراع العام ، وإما عبر مجلس الشوری المنتخب والممثل للأمة . کما هو حاصل فی الجمهوریة الإسلامیة حیث یتم انتخاب المرشد عبر مجلس الخبراء ، ویتم انتخاب رئیس

ص: 323

الجمهوریة عبر الإقتراع العام ، ویتم انتخاب المجلسین (الشوری والخبراء) بصورة حرة دیمقراطیة ، وعلی أساس الإسلام والفقه والعدالة .

وکتب رافد: أبا أمل: إذا أمکن بعض الأسئلة المستعجلة وهی: 1- ما هو موقفکم من قضیة عدالة الصحابة 2-ماذا یشکل لک موقف الزهراء(علیهاالسّلام)وغضبتها علی أبی بکر ووفاتها سلام الله علیها علی ذلک. 3- من هو إمام زمانک وهل تؤمن بحدیث وجوب البیعة فی حیاة المسلم 4-ما هو موقفک بالنسبة للوضوء هل تتبع الرأی الشیعی أم السنی؟ وکذا بالنسبة للجمع بین الصلاتین والسجود علی ما یصح علیه السجود . 5- هل لکم مرجعیة خاصة فی مستحدثات المسائل أم تعتمد علی رأیک الشخصی؟

وکتب وعد العراقی: جواب السؤال الأول: نعم أعتبرها یقیناً لأن حب معاویة أعمانی لا أری معه الخطأ !

جواب السؤال الثانی: أحکمها بسنة الشیخین التی رفضها علی(علیه السّلام)وأعطی زوجتی منصب الإفتاء کما کان لعائشة .

جواب الثالث: معبودی له ید . له عینین . لیس أعور. له رجل یضعها فی جهنم . کان فی عماء !! له وجه یکشف یوم القیامة . أراه یوم القیامة . یضحک هاهاها . یجلس.. یذهب . یعود.. له صوت.. له کرسی علی شکل سریر .الخ.

جواب الرابع: لا أعتقد بالعصمة المطلقة. کیف أعتقدها وقد ذکر لی البخاری (أو مسلم) أصح کتاب أن الرسول ینسی فیذکرونه ! وأنه یسب ویلعن الصحابة دون استحقاق ، وأنه یخادع الناس (یقشمر) یقول لهم لاتلقحوا النخل فلا یخرج

ص: 324

تمر المساکین ! وأنه یجیز مزمار الشیطان بعد أن وصفه أبو بکر بمزمار الشیطان وأنه یبول فی زبالة القوم (سباطة یعنی زبالة) وأنه وأنه .

معقول له عصمة مطلقة وقد خالفه عمر بأمور وأنزل الله قرآناً یوافق عمر ویخطئ الرسول؟ معقولة معصوم ؟

جواب الخامس: الصحابة عدول حتی وإن لوث أحدهم منبر الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) بالخمرة ، أو أن أحدهم قتل عماراً ، أو حارب علیاً(علیه السّلام).

هم عدول ، ولو لم یکونوا کیف نصحح أفعال أبی بکر وعمر . هات یا سائل نظریة أقوی منها لتبریر أفعال الخلفاء ومعاویة ، ونحن نوافقک.

جواب السادس: الشوری کانت بکریة عمریة جرّاحیة ، وإلا أجبنی کیف نوفق بین قول البخاری أحب هذه الأمة أبو بکر ،وعندنا إشارات بتفضیلة: یأبی الله والمؤمنون إلا أبا بکر . ومروا أبا بکر یصلی بالناس. کیف نوفق بین هذا وبین قوله هو لعمر: مد یدک أبایعک أو أبو عبیدة کذلک فهل هو یعلم أنه أفضل الأمة وهل یعلم أنهم یعلمون أو أنها نفاق ؟ ماذا تقول ؟!

جواب السابع: للمسلم أن یختار منهج ابن تیمیة فقط . وکل فکر غیر فکره غیر مکتمل ، لأن دین ابن تیمیة دین الیهود إلا عزیر ابن الله !

جواب الثامن: منهجی فی تصحیح الأحادیث کما قال ابن تیمیة: حدیث سد الأبواب إلا باب علی من وضع الشیعة !

وکتب محمد عیسی بتاریخ:20/7/2002:

مرحباً بعودتک فی هذا الموضوع . قلت بأن الإخوة لا یفضلون البحث فی

ص: 325

موضوع الغلو ، هذا صحیح ولکن معک فقط إذا کان الإخوة لا یفضلون بحث موضوع الغلو (فلماذا لا یبحثون وجود المصداق الأخیر من أهل البیت وهو(محمد بن الحسن العسکری) فإذا کان حقاً موجوداً فلیتحدثوا بعد ذلک عن حقوقه ) . أبا أمل: الإمام المهدی(علیه السّلام)هو الثانی عشر ، فعلینا أن نرقی فی البحث درجة درجة حتی نصل الی النهایة . لماذا لا تقترح أن نبحث فی الأساس ثم نصعد فمن ینکر الأساس لا یهمنا إذا أنکر الثانی عشر الأساس هو حقیقة خلافة الإمام علی(علیه السّلام)وأنها بالنص بلا فصل مباشرة بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأن الثلاثة مغتصبون وحفیدهم معاویة ، وهکذا یتلاشی فکرک وتذهب شبهتک وتسقط الشوری مبدؤک الأوحد ! فلا یکون السامری أضل منک . وأعتذر علی هذا المقطع الأخیر وأقصد فکر السامری .

وکتب لاری: الأخ العزیز محمد عیسی ، سوف أقول لک جدلاً إنی أؤمن بنظریة الإمامة الإلهیة ، وإن النبی الأکرم قد أوصی بالإمامة الی الإمام علی ثم الی الحسن والحسین، ولکن أسألک ثم ماذا بعد؟ هل أوصی الإمام الحسین الی ابنه علی زین العابدین بالإمامة؟ وهل تصدی الإمام السجاد للإمامة ولقیادة الشیعة؟ وکیف یمکن أن تثبت إمامته حتی تسلسل الإمامة فی ذریته من بعده؟

ولدیَّ أسئلة أخری تتعلق بانتقال الإمامة من واحد الی آخر سوف أطرحها علیک بالتدریج ، فإذا کنت مستعداً للإجابة علیها فأهلاً وسهلاً بک؟ وإذا لم تکن تعرفها فیمکنک أن تذهب وتسأل أی شخص وتأتینا بالجواب . وأرجو منک أن لا تستعجل الجواب بالقول بوجود النص علی الأئمة الإثنی عشر ، لأنی سوف أثبت

ص: 326

لک من تاریخ أهل البیت والشیعة خلال القرون الثلاثة الأولی عدم معرفتهم بهکذا قائمة من قبل ، وأنهم کانوا یجهلون هویة الإمام بعد کل إمام ،

وکانوا یتفرقون الی عدة فرق . وقبل أن تخوض معی فی الحوار أود أن أسالک فیما إذا کنت مجتهداً أم مقلداً ، وفیما إذا کان مقلدک مجتهداً أو مقلداً ؟

وکتب رافد: هل سأنتظر طویلاً ؟؟

وکتب لاری: الأخ العزیز رافد.. لقد قال الله تعالی فی کتابه الکریم فی آیتین فی سورة التوبة هما: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالأنصار وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ). (التوبة:100) لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَی النَّبِیِّ وَالْمُهَاجِرِینَ وَالأنصار الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ فِی سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا کَادَ یَزِیغُ قُلُوبُ فَرِیقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَیْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِیمٌ). (التوبة:117) ولکنی لا أفهم من هاتین الآیتین الکریمتین عصمة المهاجرین والأنصار ، وعدم إمکانیة قیام أحد منهم بارتکاب الخطأ ، فهناک آیات أخری تشیر الی ارتکاب بعضهم للخطأ ثم استغفارهم بعد ذلک . ولکنی لا أعتقد بردة الصحابة إلا فئة قلیلة کما یقول غلاة الإمامیة ، بناء علی رفض الصحابة لموضوع خلافة الإمام علی ومخالفتهم للنبی فی أمر النص علیه . وذلک لأنی لا أؤمن بوجود هکذا نص بالإمامة وإنما الأمر شوری .

وإذا کانت الزهراء قد غضبت علی أبی بکر حول موضوع فدک فهو سوء تفاهم بین الصحابة ، لأن أبا بکر رضی الله عنه کان یری عدم وراثة النبی لفدک للزهراء وأنها کانت من الأموال العامة ، بخلاف ما کانت تری الزهراء(علیهاالسّلام). وقد

ص: 327

رضی الإمام علی علیه وترضی الإمام الصادق علیه .

أنا أتبع الفقه الجعفری . عموماً مع عدم إیمانی بأنه الطریق الوحید للإسلام إذ أحترم المذاهب الفقهیة الأخری ، وقد أجتهد فی أیة مسألة أتوقف فیها ، وقد أجمع بین الأحوط من الآراء المختلفة ، فأتوضا کما یتوضأ الشیعة ، وأمسح علی قدمی وأسبل فی الصلاة ، وأفرق بین الصلوات ، وأسجد علی التربة وغیرها .

إمام الزمان هو إمام الدولة ، وقد یکون صالحاً وقد یکون طالحاً ، وإذا کان یخالف الإسلام والعدالة ویفرض نفسه بالقوة والإکراه فلا طاعة له. أما إذا جاء بالشوری واتصف بمواصفات الفقه والعدالة فهو إمام الزمان . ولا یوجد غیره إمام للزمان ، أما الإمام الغائب فلا إمامة له ، ولا حق له بالخمس کما یقول السید محمود الهاشمی الشاهرودی فی کتابه ، لأنه لا یمارس مهام الإمامة .

وکتب محمد عیسی: أبا أمل: لقد صرحت بما یلی: (یقول غلاة الإمامیة بناء علی رفض الصحابة لموضوع خلافة الإمام علی ومخالفتهم للنبی فی أمر النص علیه . وذلک لأنی لا أؤمن بوجود هکذا نص بالإمامة وإنما الأمر شوری).

یتضح من هذا الکلام بأنک تنکر النص فی الخلافه ، وبأنک تؤمن بالشوری فی الخلافة بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، إذن أنت خرجت من مذهب الشیعة واقتربت کثیراً من مذاهب السنة . لذلک لا تقفز الی إمامة الإمام علی بن الحسین(علیهماالسّلام)بل لنرجع الی السقیفة وموضوع الخلافة . حاول أن تجیب علی هذا السؤال السادس للعاملی السؤال السادس: ما رأیک فی السقیفة ، هل کانت شوری ، أو عملاً قبلیاً لأخذ السلطة ؟ أم أنک تخشی العلماء وتبحث عن الأقل علماً بدرجات کثیره ، لکی

ص: 328

تصطاد فی الماء العکر ! فقط أردت رجوعک لتحاور العاملی ، ولکنک رجعت لتحاور غیره فی موضوعه ، لأنی استفزیتک بعدم وضوح مصادر أدلتک ، من أین کتب الشیعة ، أو کتب الصحاح السنیه ، أو العقل السلیم کما تدعی ؟

وکتب لاری (أبو أمل): الأخ محمد عیسی: لقد أعلنت مراراً وتکراراً بأنی لم أعد أؤمن بالإثنی عشریة ولا بالإمامة ، وإنما أنا جعفری فقط وشیعی موال لأهل البیت ، وذلک لأن الإمامیة فرقة باطنیة منقرضة حالیاً ، ولا یوجد منها إلا القلیل ، وکذلک الإثنی عشریة لم یبق منها إلا الإسم ، وإن الشیعة حالیاً هم جعفریة فقط بعد أن تخلوا عن نظریة الإمامة ، وتخلوا عن اشتراط العصمة والنص والسلالة العلویة الحسینیة فی الإمام ، وقبلوا بنظریة ولایة

الفقیه .

وقد طرحت علیک موضوع إمامة السجاد لأن الفکر الإمامی یقف عند هذه النقطة محتاراً ، ولا یدری ماذا یقول لأنه یعرف جیداً أن الإمام الحسین لم یوص الی ابنه الإمام زین العابدین ولم ینص علیه بالإمامة ، وإنما یقول أن إمامته تثبت بواسطة المعاجز ، ویأتون بأسطورة یسمونها معجزة ، وهی تحدث الحجر الأسود والسلام علیه بالإمامة فی مقابل محمد بن الحنفیة . وهذا أول تحدی(الصحیح تحدٍّ) یواجه نظریة الإمامة . وهناک تحدیات کثیرة أخری لا یود مقلدة الإمامیة دراستها أو التوقف عندها أ لأنها تنسف نظریة الإمامة المثالیة والخیالیة من الأساس.

ولعل التحدی الأخیر هو موضوع وجود الإمام الثانی عشر (محمد بن الحسن العسکری) الذی لم یوجد ولم یولد ، وإنما تم اختراعه وإفتراضه فی الخیال.

ولکن الإمامیة عادة یأتون ببعض التأویلات الواهیة والأحادیث الضعیفة

ص: 329

والموضوعة ثم یبنون علیها نظریة ، وعندما یصطدمون مع واقع عدم وجود ولد للإمام العسکری ، یرفضون الإعتراف بهذا الواقع ، ویقومون بإفتراض فرضیات وهمیة تتحدث عن وجود ولد للإمام العسکری بصورة سریة وخفیة .

أخی العزیز.. إذا کنت ترید دراسة نظریة الإمامة والتعرف علیها بدقة ، لا بد أن تدرسها بکل فقراتها ، وفی کل مراحل تطورها من البدایة الی النهایة ، لا أن تتمسک ببعض الأحادیث وتنسج منها نظریة ثم تغمض عینیک عن الواقع وعن موقف الأئمة أنفسهم الرافض لتلک النظریة المثالیة الوهمیة المتطرفة .

وکتب العاملی:

بدل هذا الکلام الطویل العریض ، والقفز من موضوع الی موضوع.. مازال موضوعنا الأصلی فی إنتظارک ، وهذه الأسئلة فی إنتظارک ؟! ولو أجبت علیها وحددت أسئلتک ورقمتها کما طلب منک الأخ نون ، لأجبتک علیها .

وکتب رافد:

الأستاذ الکاتب: 1-کان سؤالی فی خصوص عدالة الصحابة . وإجابتک فی واد آخر للأسف لأنی لم أسال عن عصمتهم ولا عن ردتهم .

2- أما بالنسبة لابی بکر وغضبته الزهراء(علیهاالسّلام)، ألا تعتقد أن الأحادیث المرویة من الطرفین والصحیحة عندهم والتی تؤکد أن غضب فاطمة(علیهاالسّلام)یعتبر مقیاساً للغضب الإلهی ؟ أقول ألا یشکل ذلک موقفاً للتامل عندک ، وأن من غضبت علیه فهو مغضوب علیه ؟

3- بالنسبة لإمام زمانک ، أنت اشترطت فیه أن یکون منتخباً بالشوری ، وإلا

ص: 330

سقطت إمامته . أقول: هل هناک مصداق لإمام زمانک الآن ؟ وإذا کانت إجابتک بالنفی ماذا نعمل للأحادیث الموجبة لمبایعة الإمام فی کل زمان ؟

4- هل تنقل لی مصدر کلام السید الهاشمی مشکوراً ؟

وکتب لاری: الأخ العزیز رافد: إذا کنت ترید أن تحاورنی فأعتقد أن من الأفضل عدم الدخول من بوابة بعض الأمور التاریخیة الجزئیة ، أو التأویلات الخاصة ، وإنما ندخل من البوابة الرئیسیة ، ثم نتوقف عند المفاتیح المهمة والرئیسیة التی سوف تذوب القضایا الأخری عندها ، وذلک حتی لا نضیع وقتنا بالتفاصیل وننسی الأمور الرئیسیة . وقد سألتنی عن رأیی عن بعض الأحداث والتأویلات ، وعبرت لک بصراحة عن رأیی ، فإما أن تقبله وإما ترده وأنت حر .

أما سؤالک عن النص الذی نقلته عن السید محمود الهاشمی فهو موجود فی کتابی (تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری الی ولایة الفقیه) وهو یأتی ضمن التطور الذی حصل فی موضوع الخمس فی عصر الغیبة وکان سلماً للوصول الی نظریة ولایة الفقیه ، ونافذة للتحرر من نظریة الإمامة وإنتظار الإمام الغائب." انتقد السید محمود الهاشمی فی کتاب الخمس) المنهج الذی سلکه الفقهاء فی هذه المسألة (مسألة الخمس) وقال: إنهم بعد أن افترضوا أن هذا السهم حاله حال سائر الأموال الشخصیة ، بحثوا فی کیفیة التصرف فیه علی ضوء القواعد المقررة فی الأموال الشخصیة من حرمة التصرف فیها بلا إذن أصحابها ، فحکموا بوجوب حفظها لصاحبها من خلال دفنها حتی یأتی الإمام فیخرج کنوز الأرض کما فی بعض الروایات ، أو الإیصاء بها والتصدق بها عنه ، بإعتبار الجهل

ص: 331

وعدم إمکان تشخیص المالک خارجاً ، أو صرفه فی شأن من شؤون المالک الذی یحرز رضاه الشخصی بذلک وقبوله له ، الأمر الذی یجعل القضیة ذوقیة أو وجدانیة حسب اختلاف أذواق الناس وسلائقهم. وهذا کله لا أساس له بعد أن یتضح أن المال المذکور لیس حاله حال الأموال الشخصیة المتعارفة ، بل هذا المال إما أن یکون ملکاً لمنصب الإمامة والولایة الشرعیة ، فیکون الولی الشرعی فی کل زمان هو المتولی علی صرفه قانوناً وشرعاً . ومنه یعرف أن هذا المال بحسب الروح والمحتوی من معلوم المالک لا مجهوله .

ویلاحظ هنا أن السید الهاشمی یحاول أن یخرج بخطوة جریئة من نظریة التقیة والإنتظار ویحل لغز الخمس الخاص للإمام المعصوم فی عصر الغیبة ، بالإلتفاف علی قضیة الإنتظار وتحویله إلی الولی أی الإمام الجدید فی عصر الغیبة".

وقد جاء هذا الموضوع بعد فقرة عن الشیخ حسن الفرید قلت فیها: قام الشیخ حسن الفرید (1319- 1417) فی رسالة فی الخمس ، بثورة فی مسألة الخمس عندما ن فی حق الإمام المهدی فی الخمس فی عصر الغیبة ، فقال: أن مقتضی القاعدة سقوط النصف الذی هو للإمام(علیه السّلام)إذ لا ریب أنه إنما استحق ذلک بحق الرئاسة والإمامة ، ولذا ینتقل هذا الحق بموته إلی الإمام الذی یقوم بعده بالإمامة لا إلی ورثته ، فإذا غاب عن الناس ولم یقم بالإمامة انتفت رئاسته خارجاً ، وینتفی حقه بانتفاء موضوعه وقال:·إنه إذا غاب عن شیعته واعتزل عن أمر الإمامة والزعامة التی تحتاج إلی مؤنة وسیعة قد جعل النصف من الخمس معونة لتلک المؤنة الوسیعة ، فهل یسقط حقه من الخمس لغیبته واعتزاله عن الزعامة؟ أو

ص: 332

یکون حقه محفوظاً کما کان؟ وعلی هذا فماذا یجب أن یصنع به ؟

وقال: لا إشکال فی وجوب إیصال نصف الخمس الذی للإمام(علیه السّلام)إلیه أو إلی وکیله فی زمان الحضور . وبعد غیبته أن قلنا ب(ولایة الفقیه) علی الإطلاق ونیابته العامة عن الإمام ، کان للفقیه الولایة علی ذلک ، وإن لم نقل بولایته إلا فی باب القضاء والإفتاء ، فلا بد أن یقوم به واحد من باب الحسبة ، لأنه من الأمور الحسبیة

التی لا محیص عن وقوعه فی الخارج ، ولم یعین للقیام به فی غیبة الإمام شخص أو صنف خاص ، ولیس من الوظائف التی یقوم بها آحاد الناس ، بل من الأمور التی لا بد أن یقوم بها الحاکم ).

قال العاملی: بقی أحمد الکاتب یخرج عن الموضوع ویتهرب من الإجابة ، وقد اتفقنا معه أن نناقش استطراداته فی موضوع منفصل ، وحکم علیه صاحبه (نون) بأنه خرج عن الموضوع ، لکن أحمد الکاتب هرب من النقاش کلیاً !

فکتبتُ له بتاریخ: 17/12/1999: أحمد الکاتب الذی وصفوه: بالمفکر ، المؤلف الباحث الکبیر ، الصحفی ، السیاسی الذی یکتب أکثر مما یشرب . هل أجاب علی الأسئلة ؟ هل واصل النقاش مع أحدنا فی موضوع ؟! أما إذا قلد مشارکاً وجعله فقیهه وولی أمره ، فالجواب معلوم !!

وکتب له الفاطمی: أسلوب الکاتب لایختلف عن أسلوب مشارک فی نشر المواضیع والتهرب من المناقشة ! والظاهر أنه یتبعه فی أسلوبه ، فهل یبدأ بالتهرب والفحش عندما یتورط وینحشر فی الزاویة ؟ وهل تعرف المشارک وأسلوبه وأکاذیبه؟ سأعطیک نبذة مختصرة عنه ، وآمل أن لاتحذو حذوه: مشارک من

ص: 333

المشهود لهم بالفحش والسب ، ولیس له منافس فی ذلک ! وهو سریع الهروب من أی موضوع یتورط فیه ولایجد الإجابة ! فتراه

یهرب من موقع إلی موقع آخر... وللمزید أدخل هذا العنوان لتعرف ماهیة مشارک!!ونصیحة لک یا أحمد الکاتب: إبتعد عنه لا یعدیک بعدواه ، وتصیر مثله . (ووضع له الفاطمی روابط لمواضیع عدیدة هرب منها مشارک) !

شبکة أنا المسلم المتطرفة تستضیف لاری !

اشارة

شبکة: الساحة العربیة ، وشبکة أنا المسلم ، وشبکة سحاب ، وشبکة الخیمة ، أشدُّ مواقع المتطرفین تعصباً ضد الشیعة ! وقد أضیف الیها فیما بعد: شبکة البرهان والقلعة والدفاع عن السنة.

وقد کتب بصیر بتاریخ: 5/4/2001, موضوعاً بعنوان: حوار الکاتب.. قال فیه:

إخوة الإیمان.. سیجری المدعو الملاک الطائر حواراً مفتوحاً مع المدعو أحمد الکاتب (أبو أمل) فی منتدی أنا المسلم ، فی واحة القول المبین فی الرافضة...الخ. وذلک غداً الجمعة .. الرجاء المتابعة للرد علی الکاتب فیما سیدعیه علماً بأنه لایمثل إلا نفسه .. وشکراً .

فکتب أبو مهدی:

لو کنت مکانه لأعلنت فی سحاب وفی غیرها أنی لا أمثل إلا نفسی ، فلا یمثل طائفة إلا من یحمل فکر تلک الطائفة ویتحدث بلسانها ، لئلا أحمل أوزار غیری .

وکتب mp5 :

ص: 334

وجود هذا الرجل عارٌ علی المسلمین الشیعة ، ویجب أن یعلن أحد المراجع أو العلماء فتوی دینیة مسموعة للعالم کله ، أن هذا الرجل لایمثلنا بل لایمثل إلا نفسه ، وهو إنسان مارق ومخالف للشیعة !!

الکاتب یتمتع بدعایه إعلامیة کبیرة ، من جهات تکن العداء للإسلام والشیعة خصوصاً ، مثل قناة الجزیرة التی استضافته فی برنامج خاص ، وجعلت منه بطلاً مناضلاً من أجل الحریة !

وکتب لاری:

الإخوة الأعزاء: إنتظروا الحوار حتی تحکموا علینا رجاء ، علماً بأنی لم أدع یوماً أنی أمثل الشیعة الإمامیة أو الإثنی عشریة ، لأنی أعلنت أنی لا أؤمن بنظریة الإمامة الإلهیة ، وإنما بالتشیع العلوی الحسینی الجعفری فقط .

وأعتقد أن عموم الشیعة الیوم لاتعرف شیئاً عن الفکر الإمامی ، وإنما هی أقرب الی فکر أهل البیت(علیهم السّلام) المتمثل فی الشوری وحق الأمة فی انتخاب أئمتها وأن الجماهیر الشیعیة تلتحم مع الجماهیرالسنیة فی کل مکان ، فی النضال من أجل الدیموقراطیة الإسلامیة والعدالة والحریة ، وبالتالی فإنها بعیدة کل البعد عن الفکر الإمامی القدیم وغیر العملی والمتطرف .

وإذا کنا لا نمثل الإمامیة فإن الإمامیة بالأحری لا یمثلون عامة الشیعة أیضاً ، ومن یدعی العکس علیه أن یثبت ذلک

وکتب بو زعلان:

المشکلة لا تتمثل فی أصحاب الحوار.. بل فی الذی استساغ بتر الروایات

ص: 335

والنقل من دون أمانة ، والتحلیل طبقاً لموازینه المعوجة !

وکتبmp5 : کیف رضیت؟! لو کنت إنساناً عادلاً فقط ولیس شیعیاً کما تدعی لما قبلت أن تدخل الی موقع صهیونی یحارب الإسلام بکل ما للکلمة من معنی ! وتحت وفوق مقالک فی تلک الساحة الموبؤة مقالات تطعن بعرضک وشرفک وتتعدی علی أهلک وإخوانک ! وهم بالأمس رفضوا دخول الأخ الفاطمی وغیره من إخواننا المخلصین لدینهم ومذهبهم الحق ! فلماذا یسمحون لک بالکتابه رغم أنهم بدؤوا بقصقصة جناحیک ! فکل کلمة وکل حرف لک لاتستطیع کتابته إذا کان مضاداً لفکرهم المسموم ! وقد اشترطوا علیک ذلک من البدایه ! فکیف ترضی الکتابه وأنت مقید الیدین ومعصب العینیین ! اللهم إلا إذا...

وکتب لاری: أخی العزیز: من أین عرفت أنهم اشترطوا القصقصة أو تقیید الیدین؟ وهل تعرف أنهم أعلنوا عن فتح الباب للأخ الفاطمی ، وأن الأستاذ العاملی طلب ویطلب الدخول الآن؟

وکتبmp5 : أولاً ، هم لم یسمحوا لک بالکتابة فی المنتدی الإسلامی ، وهم قالوا لک ذلک ولکل شیعی أو لکل شخص غیر وهابی ، إنه لایحق له الکتابة فی المنتدی الإسلامی ، ویعتبرونه حصراً علی أتباعهم !

الإخوة الفاطمی والعاملی تکلما معهم بوضوح ، وکانت لدیهم شروط ، ولیس مثلک أنت قبلت الدخول معهم علی شروطهم وطاعتهم فیما یریدون !!

وهذا رده المتغطرس علی أخینا الفاطمی أنقله لک هنا ، علماً بأن عنوان المقال

ص: 336

کان: (الی الرافضی الفاطمی.. لقد قرأنا ماکتبته فی شبکة الحق (الضلال) من تبحج وغیرها.. وقد طلبت من الأخ الصارم المسلول أن یفسح لک بالکتابة فی أنا المسلم وقد تم ، وأما الشروط التی أملیتها فمن أنت حتی تملی علینا شروطاً؟ فلیس لمثلک علینا شروط.. بل أنت هنا کأی عضو رافضی یخضع للرقابة والضوابط الموضحه له ، ومن أهمها عدم المشارکة فی المنتدی الإسلامی بتاتاً ولا بحرف ، ولیس لک فیه قدر عش قطاة... واعلم أنی سوف أتدخل فی أی موضوع لک وأنظر فیه ، وأحذف ما أراه یستحق الحذف ، وأترک ما أراه یستحق الترک ولیس لک علینا ولایة.. ونحن فی الإنتظار یا الفاطمی) !

لاری یدعو لقراءة حواره فی منتدی النواصب !

کتب لاری إعلاناً فی:4-2001: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=17876

أحمد الکاتب یرحب بکم فی الحوار الجاری علی شبکة أنا المسلم فکتب له المراقب بتاریخ: 7/4/2001: السید أبو أمل المحترم.. أود أن ألفت انتباهکم الکریم الی أن من غیر المسموح فی هجر کتابة الوصلات الی المواقع الطائفیة التی تثیر الفتنة وتؤجج البغضاء بین المسلمین ، فضلاً عن أن الموقع الذی تضع الوصلات الیه یتباهی بالتورط فی الکثیر من العملیات التخریبیة المشینة ، والتی استهدفت الکثیر من المواقع ومن بینها هجر !

نرجو الکف عن الدعایة فی هجر للموقع المذکور ولشخصکم الکریم ولما تکتبونه هناک ، فالاخوة الأعضاء لاتخفی علیهم عناوین المواقع.

ص: 337

وکتب له صاحبه أبو الحارث بتاریخ: 7/4/2001:

الأخ أبو أمل المحترم: یحملنی حسن الظن بک علی الیقین من أنک تقصد من حوارک أعلاه الدفاع عن منهج أهل البیت(علیهم السّلام) ، أو نشر معتقدهم الصحیح فی أوساط السائلین والغافلین ، ومحاولة منک لتقلیل حدة الرأی الآخر حول الشیعة ، وأنت حرٌّ فیما تختار وأین تکتب ، ولکن أخی الکریم لکل مقامٍ مقال !

أن ذلک المنتدی ، کغیره من المنتدیات التی تقوم علی أساس مذهبی ، لا تبتغی الحق من وراء ما تروج له ، لأن المذهبی وببساطة شدیدة متوقف عن التفکیر ، ولا یقبل ما یعارض مذهبه .

هؤلاء عداؤهم للشیعة عداء مذهبی ، وإن لفوه بلفائف العقیدة ، فهم لا یقبلون من الشیعی حقاً ولا باطلاً ، فإن قال حقاً اتهموه بالتقیة !

أنت متهم عندهم حتی تتبع ملتهم ، ولیس هذا شأنهم فقط ! بل شأن کل المذهبیین ، سنة کانوا أو شیعة . أنت تحمل أفکاراً إصلاحیة تخص أتباع المذهب الإمامی ، فمکانک بینهم وفی منتدیاتهم ، وإن کنتَ أحیاناً تری منهم بعض الردود السخیفة والمداخلات السمجة ، وهی حالة من حالات التفکیر المذهبی المغلق ، لکنهم یفهموک وتفهمهم .

من الغیر الطبیعی أن أکتب عن الشیعة ومؤاخذاتی علیهم فی منتدیً لأهل السنة المروجین للفتنة ، لیتخذوا منه مطعناً وحطباً لنارهم !

ومن الغیر الطبیعی أیضاً ولنفس المنطق ، أن أکتب مؤاخذاتی علی أهل السنة فی منتدی شیعی یماثله فی الهدف والإتجاه لأحصل علی بعض مداخلات التأیید

ص: 338

والتبریکات والترفیعات ، وبعض الألقاب المتوفرة !! حاول أن تصرح برأیک فی معاویة ، وانظر بم سیرجع القوم إلیک ! وهم سائلوک ولا محالة..

إن قلباً یتساوی فیه حب علی وحب معاویة هو قلب میت لایمیز بین الحق والباطل ، فکیف تنتظر منهم تمییزاً للحق وبالتالی نصرته ؟ إن هؤلاء لا یعترفون بالتشیع الجعفری أو الزیدی أو العلوی ، ولا حتی المحمدی ولن یقبلوه منک ! هؤلاء لا یسمعون إلا صوتهم ولا یرون إلا ملتهم ، هذه هی حال المذهبیین إلا أن ینخلعوا من مذهبیتهم لهم قلوب لا یعقلون بها ، ولهم آذان لا یسمعون بها .

أن شئت أن تکتب عندهم فاکتب عن متناقضاتهم ، وستری أنهم لا یختلفون کثیراً عمن سامجوک وتساخفوا معک ، أن لم یکونوا أشد وأطغی ! فی رأیی أخی الکریم أن الکتابة فی ذلک المنتدی من مفکر واعٍ مثلک قد یعطی بعض القیمة له ویروج له ولأفکاره الأخری التی عبؤها علی الإسلام أکبر مما تحاول إصلاحه .

ولا أقول بالظن الذی ذهب إلیه بعض الإخوة هنا من أنک تطلب الشهرة أو التشنیع علی مذهبک معاذ الله ، ولکن حبک للتقریب وللتعریف بأفکار أهل البیت وشطر من الشیعة ، وهذا ما لمسته من کتابتک هناک ، هو ما دفعک للکتابة فیه ، ولکن تذکر أخی الکریم أن التقریب لا یبدأ من جهة واحدة ! وکلا العینین کلیلتان ! وجزی الله الجمیع علی قدر نیاتهم وهو من وراء القصد.

أهم أجوبة لاری فی شبکة: أنا المسلم

(صفحة القول المبین فی الرافضة والأباضیة والحداثیین)

کتب لاری فی مقدمة المقابلة بتاریخ: 4/6/2001:

ص: 339

فی البدایة أود أن أشکر الأخ الملاک الطائر علی دعوته الکریمة للحوار علی شبکة أنا المسلم ، کما أشکر الإخوة القائمین علیها والإخوة المشارکین فیها ، وخاصة الذین وجهوا الیَّ أسئلتهم .ولعلی لا أستطیع أن أجیب علی جمیع الأسئلة فی هذه الساعة ولکنی أعدکم بالإجابة علیها فی المستقبل أن شاء الله..

ومن شاء المزید من الحوار فلیتفضل بزیارة منتدی الشوری للحوار.......

وکتب له أحدهم: الأستاذ الکریم أحمد الکاتب.. السلام علیکم وحیاک الله.. أرحب بک هنا . یفرحنا کثیراً أن یوجد من یحمل هذا الفکر الباحث عن الحقیقة وأنت تمثل هذا التوجه . بدایةً لا أخفی إعجابی بمناقشاتک للعاملی والتلمیذ ، بل أنت تناقش کل من هناک وکلهم ضدک . بصراحة اتضح لی مدی الضعف الذی یحمله أؤلئک مقابل الفکرة الصحیحة التی لایوافقونک علیها .

سؤالی: لماذا یحرص أهل الحوزات علی أن لایناقشهم أحد . ولماذا یصرون علی أنهم یملکون الحقیقة ، ولهذا یصفونک حین ألجمتهم بالحقائق بأنک ضال مضل . وهل صحیح أنه لایوافقک علی کلامک أحد کما یقولون ؟

السؤال الآخر: هل تعجبک مشاهد الدماء فی عاشوراء ؟

آخر سؤال: ما رأیک بالشیخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟

شکراً لک أستاذ أحمد ، وأتمنی لک تواجداً طیباً معنا هنا . أعذرنی طولت علیک ، وحقک إنی ما أتعبک أیها الکریم . ولو أتیتنی فی بیتی لذبحت لک جمل .

وکتب أحد مراقبی الموقع: أرجو منکم الإهتمام بالأستاذ أحمد الکاتب ، فهو مکسب لهذا المکان ولرواده الکرام .

ص: 340

وأجاب لاری: کان العلماء الشیعة سابقاً یحرمون التقلید فی الأصول والفروع ، ویوجبون الإجتهاد علی جمیع الناس ، ولکن الأمة الإسلامیة أصیبت بالانحطاط فی العصور المتأخرة ، حتی أخذ کثیر من العلماء یقلدون فی الأصول قبل الفروع . وقد أصیب موضوع الإمامة ووجود الإمام الثانی عشر بالجمود ولم یقم العلماء المتأخرون ببحثه بصورة دقیقة ، ولذلک فإن بعضهم یصاب بصدمة نفسیة عندما یفتح أحد هذا الباب للحوار والنقاش ، فضلاً عن الانکار والرفض .

سؤال: ما رأیک بالشیخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ؟

جواب: الشیخ محمد بن عبد الوهاب رجل قام بحرکة ثقافیة کبیرة ، ویحتاج الی دراسة عمیقة ، وإنی لا أری فی نفسی الصلاحیة الکافیة فی الوقت الحاضر لإبداء أی رأی فیه حتی لاأکون ظالماً بحقه. (الصحیح ظالماً حقه).

سؤال: نرید أن یحدثنا الأستاذ أحمد عن هذه المناظرة بإیجاز.. والله الموفق..

جواب: أصدرت بیاناً فی خاتمة الحوار الذی جری بیننا فی شبکة هجر فی شهر رمضان العام الماضی ، وهذا هو نصه: نتیجة الحوار حول وجود الإمام الثانی عشر (محمد بن الحسن العسکری) فی شبکة هجر الثقافیة:

الأخ المشرف علی شبکة هجر الثقافیة، الأستاذ موسی العلی الموقر .

الإخوة المتحاورون: "التلمیذ" و"العاملی" و"محمد منصور" المحترمون . إخوتی الکرام: مرة ثانیة یصل حوارنا الی طریق مسدود ، بعد أن وصلنا قبل أسبوعین الی نفس المصیر ، وذلک عند وصول البحث والحوار حول وجود الإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری الی نقطة طلب فیها الإخوة التلمیذ ومحمد منصور

ص: 341

بحث نظریة الإمامة لإثبات وجود الإمام الثانی عشر ، ورفضت ذلک انطلاقاً من إیمانی بعبثیة واستحالة إثبات وجود إنسان فی الخارج عن طریق الأبحاث النظریة الفلسفیة ، وإصراری علی بحث الروایات التاریخیة ، والتأکد من صحتها أو أسطورتها . وقد حاول الأخ المحاور الأستاذ(محمد منصور) فی البدایة أن یدعی وجود نظریة ولایة الفقیه والنیابة العامة منذ انتهاء عصر (الغیبة الصغری) أی منذ بدایة القرن الرابع الهجری ، فذکرت له نماذج من أقوال الفقهاء السابقین الذین کانوا یحرمون إقامة الدولة والثورة والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وإقامة صلاة الجمعة فی(عصر الغیبة الکبری) .

وبدلاً من أن یناقش الأستاذ (محمد منصور) المحاور الرئیسی الأخیر تلک النقاط مناقشة جادة ، راح یهاجمنی شخصیاً ویحور کلامی وینسب الی أموراً لم أقلها ولم أفکر فیها ولم أدع الیها من قبیل: انتقاد علماء الشیعة فی استقلالهم المالی عن الدول الوضعیة ، ومطالبتهم بالتبعیة للأنظمة الوضعیة وإقامة صلاة الجمعة فی ظل تلک الحکومات ، کی تصبح بوقاً إعلامیاً لسیاساتهم ، والدفاع عن السلاطین وعن شرعیة الولاة المتغلبین بالقهر ، والالتزام بالمذهب العلمانی أو العلمانی الإسلامی ورفض السنة النبویة ، وقبول التمویل الخارجی ، إضافة الی تحریف أقوالی أکثر من مرة ، واستخدام أسالیب إعلامیة تنطوی علی عبارات لاتناسب الحوارات العلمیة الهادفة والهادئة .

ومن هنا فقد شعرت: أولاً: بأن الحوار قد حقق أهدافه نسبیاً بعرض کل طرف لآرائه حول وجود الإمام الثانی عشر(محمد بن الحسن العسکری) بما فیه الکفایة.

ص: 342

ثانیاً: أن الحوار بدأ یتخذ طابع الهجوم الشخصی والتهریج الإعلامی ، خاصة وأن بعض الأطراف المتحاورة تتلفع بالسریة والکتمان ولا تتحمل أیة مسؤولیة فی أحادیثها وتنثر الاتهامات والافتراءات جزافاً وبالمجان . کما فعل الأستاذ (محمد منصور) فی تعلیقه الأخیر موضوع: (هل تقوم الدول بلا جوانب اقتصادیة؟) . ولو کان الأستاذ(محمد منصور) شخصاً معروفاً ومسؤولاً وشجاعاً لدعوته الی التحاکم إمام محکمة إسلامیة لکی یثبت اتهاماته الشخصیة لی مثلاً بقبول التمویل من جهة أجنبیة ، أو یتحمل عقوبة القذف والتجریح والتشهیر ، حسب قوانین الشریعة الإسلامیة . ومن هنا فقد شعرت بأن الحوار أصبح شخصیاً وعقیماً ، وغیر ذی جدوی ، وأن من الأفضل إنهاؤه بخیر) .

أخوکم أحمد الکاتب .25 رمضان المبارک 1420ه-

قال العاملی: (یغطی لاری بذلک علی ضعف حجته وانهزامه المتکرر . وقد تقدم مختارات من نقاشاته ، وقد جمعه بعض الإخوة فی کتاب بإسم: متاهات فی مدینة الضباب ، وملفه موجود فی موقع هجر) .

سؤال: یقول علماء الشیعة أو عامة الشیعة بأن فاطمة هوجمت وهی حامل فی بیتها من قبل أبا بکر وعمر ، فلطمها عمر عندما فتحت له الباب ، ثم ضغطها بین الباب والجدار ، فدخل فی صدرها أو فی ضلع من ضلوعها مسمار من شدة الضربه ،، هل هذا الکلام صحیح ؟ جواب: لم أجد عالماً محققاً من علماء الشیعة یقول ذلک ، وإنما هذه حکایات أسطوریة من تألیف الغلاة ، الغرض منها زرع الحقد والعداوة والبغضاء بین المسلمین .

ص: 343

سؤال: یقال أن الرسول(ص)أمر أسامة بالخروج مع الجیش (قبل وفاته بقلیل) وأمر الصحابة کذلک بالخروج ، لکنهم أبوا ذلک ورفضوا بحجة أن الرسول کان مریضاً ویحتضر ویریدون أن یکونوا بجانبه ؟ ثم أصر الرسول(ص)علی خروجهم فخرجوا ولم یکملوا طریقهم ورجعوا (الصحابة: عمر وابابکر) فلما علم النبی(ص)قال: (لعن الله من تخلف عن جیش أسامه) فمن هذا المنطلق وجب لعنهم لأن الرسول غضب علیهم فلا یدخلون الجنه . مارأیک فی هذا الموضوع ؟

جواب: هذه قضایا مرکبة ومعقدة وتعود الی تقدیر صحابة رسول الله ، ولا یعنی حرص الرسول علی بعث أسامة التعجیل بنفس تلک الساعة ، وقد نفذ الخلیفة أبو بکر الصدیق تلک المهمة ، ولا یحمل تصریحاً بغضب الرسول علیه ، ولا داعی للعنه والعیاذ بالله ، وأنصح السائل مرة أخری بالترفع عن الخوض فی أحداث التاریخ البعیدة والظنیة

سؤال: هل صحیح أن فاطمة الزهراء کانت حامل بمولود اسماه الرسول(ص)( محسن) فلما هاجموها (أبا بکر وعمر) بعد وفاة النبی فأسقطوا جنینها عندما ضربوها بالباب ؟ جواب: هذه حکایة ضعیفة لا أساس لها ، ولم تثبت بالأدلة القاطعة وتخالف سیرة الإمام علی بن أبی طالب الذی زوج ابنته أم کلثوم من الخلیفة الثانی عمر بن الخطاب .

سؤال: ماصحة قول النبی :(ما وطأ الأرض بعد الأنبیاء خیر من أبی بکر) ؟

جواب: لم أهتم ببحث هکذا أحادیث فأنا أحترم الصحابة وأجل أبی بکر (أبا بکر)وأشهد له بالفضل ، ولا حاجة بی لهکذا أحادیث حتی أعرف فضله وسابقته

ص: 344

فی الإسلام ، ومصاحبته للنبی فی الغار .

سؤال: مامدی صحة حدیث الکساء ودعاء کمیل وهو صاحب علی بن أبی طالب رضی الله عنهما ؟ جواب: دعاء کمیل المروی عن الإمام علی دعاء عظیم فیه توحید الله والخوف منه . وأما حدیث الکساء فأصله صحیح ، ولکن فیه إضافات أخری وهو مروی عن جابر بن یزید الجعفی ، الضعیف عند الشیعة .

سؤال: ماهو تقییمک لوضع الشیعة الآن ، بالنسبة لما تطرحه من أفکار هل هناک تقبل لهذه الأفکار أم لا؟ وفی أی البلدان الإسلامیة تحس أن الشیعة أقرب الی قبول أفکارک ؟ جواب: عامة الشیعة لایؤمنون ولایعرفون نظریة الإمامة أو الأفکار التی أنتقدتها وإن الشیعة الیوم قد تخلوا عملیاً عن نظریة الإمامة الإلهیة ، ولم یعودوا یشترطون العصمة ولا النص ولا السلالة العلویة الحسینیة فی الإمام ، أی الحاکم الذی یحکم البلاد الإسلامیة ، کما أنهم بإقامة الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة لم یعودوا ینتظرون الإمام الثانی عشر الغائب ، کما کان ینتظره الإمامیة فی السابق الذین کانوا یحرمون إقامة الدولة فی عصر الغیبة.

(قال العاملی: قول لاری: (وهو مروی عن جابر بن یزید الجعفی ، الضعیف عند الشیعة). فیه کذب وتدلیس معاً ، فلا هو ضعیف عند الشیعة وهو موثق عند السنة !

ففی معجم رجال الحدیث للسید الخوئی(قدسّ سرّه):4/338: ( وقال الشیخ: جابر بن یزید الجعفی ، له أصل.. وعده فی رجاله فی أصحاب الباقر(علیه السّلام)قائلاً: جابر بن یزید ابن الحرث بن عبد یغوث الجعفی ، توفی سنة128 علی ما ذکر ابن حنبل.... وعده المفید فی رسالته العددیة ممن لا مطعن فیهم ولا

طریق لذم واحد منهم... وعده ابن

ص: 345

شهرآشوب من خواص أصحاب الصادق (علیه السّلام)). وفی میزان الإعتدال للذهبی:1/379: (جابر بن یزید بن الحارث الجعفی الکوفی أحد علماء الشیعة . له عن أبی الطفیل والشعبی وخلق . وعنه شعبة ، وأبو عوانة ، وعدة . قال ابن مهدی عن سفیان: کان جابر الجعفی ورعاً فی الحدیث، ما رأیت أورع منه فی الحدیث . وقال شعبة: صدوق. وقال یحیی بن أبی بکیر ، عن شعبة : کان جابر إذا قال: أخبرنا ، وحدثنا ، وسمعت فهو من أوثق الناس . وقال وکیع : ما شککتم فی شئ فلا تشکوا أن جابرا الجعفی ثقة . وقال ابن عبد الحکم : سمعت الشافعی یقول: قال سفیان الثوری لشعبة : لئن تکلمت فی جابر الجعفی لأتکلمن فیک....). انتهی. !

وقال الذهبی فی میزان الإعتدال:1/383: (الحمیدی ، سمعت رجلاً یسأل سفیان: أرأیت یا أبا محمد الذین عابوا علی جابر الجعفی قوله: حدثنی وصیُّ الأوصیاء؟(الإمام الباقر(علیه السّلام)) فقال سفیان: هذا أهونه).

سؤال: هل تعتقد أن هناک فرق بین الناس الشیعة العادیین المغلوب علی امرهم وبین من وصل الی مراتب ما یسمی آیة الله أو الحجة أو غیر ذلک .

جواب: ألاحظ أن الغیر متعمقین فی کتب الشیعة الذین لا یدرسون فی الحوزات ، أکثر اعتدالاً بکثیر ، وأقرب الینا نحن أهل السنة ،بکثیر من أصحاب المراتب الفقهیة والعملیة . فأنا أعرف شیعی(شیعیاً) یعیش فی هولندا من عائلة

التمیمی ، کان یوم زفافه فی یوم عاشوراء وفی بلد عربی ، وکان الأمر عادیاً بالنسبة له . مع التزامه بالفرائض الإسلامیة المعروفة والواجبة علی کل مسلم .

(قال العاملی: لاحظ قول لاری مبدیاً إعجابه بعوام الشیعة: (أکثر اعتدالاً بکثیر ، وأقرب الینا نحن أهل السنة) ! فقد أعطی لنفسه شهادة متمسلف لکن لم یمضها له

ص: 346

أحد منهم بل حذروا منه ! کما أبدی إعجابه بجهل عوام الشیعة ودعاهم ضمناً أن لایقرؤوا مصادر التشیع،مع أنه یصور نفسه داعیة الثقافة والإجتهاد حتی للعوام !

کما أنه أظهر نصبه لأهل البیت(علیهم السّلام) عندما افتخر بناصبی سماه شیعیاً بأنه جعل زفاف ابنه فی یوم عاشوراء ، وهذا عمل لا یقوم به إلا النواصب المتطرفین) !

سؤال: ماذا بقی من لقبک ک-(شیعی) إذا کانت قد نبذت ما نبذت؟

أعنی: ماذا تنتظر لتعتنق الإسلام السنی؟ أم أنه لا زال عندک مآخذ علیه ؟!

جواب: أعتقد أن جمیع المسلمین یحبون أهل البیت ویوالونهم ، وبالتالی فهم شیعة لهم ، ولکن الإختلاف الفقهی لایشکل مادة مهمة للخلاف أو الصراع .

سؤال: ما رأیک بصلاة التراویح؟ وهل هی فی رأیک بدعة ؟

جواب: یعتقد الشیعة ببدعیة صلاة التراویح أو الجماعة فیها ، لأنهم یروون أمراً من النبی بعدم صلاتها جماعة، بینما

یتأول أهل السنة ذلک أو لا یعترفون بوجود النهی ، ولا رأی لی فی الموضوع حتی الآن .

سؤال: ماذا قدم أحمد الکاتب للشیعة بعد تحوله من الإثنی عشریة إلی الجعفریة ؟ هل قدم قناعات متکاملة یتعبد بها المقلدون له ، أم أنه قدم طرحاً سیاسیاً وأیدیولوجیاً فقط ؟

جواب: أنا أتبع المذهب الجعفری وأجتهد فیه ، وأدعو جمیع الإخوة للإجتهاد وعدم التقلید، فالتقلید فی نظری نوع من الإنحطاط والتخلف لا یجوز العمل به ، وقد کان علماء الشیعة السابقون یحرمون التقلید سواء فی الأصول أو الفروع .

سؤال: الکاتب ناقش نظریة المهدویة عن طریق مناهج کثیرة ، سواءا العلمیة أو

ص: 347

التاریخیة أو الروائیة . ألا تری أننا لو طبقنا ذلک المنهج علی فروع المذهب وبعض أصوله لأنهار أعظمه أو أغلب نسبة فیه ، ولم یعد هناک لا جعفریة (فقهیاً وعقائدیاً) ولا غیرها ، فإذا سقط بهذا المنهج أعظم شئ فیه وهو (الأئمة والعصمة والنص) فماذا یبقی بعد ذلک للمذهب إذا طبق هذا المنهج الأحمدی ؟

جواب: الفکر الإمامی یدور حول السیاسة ، ولا علاقة له بالفقه الجعفری ، والفقه الجعفری علی أی حال لایختلف عن الفقه السنی إلا فی بضع عشرة مسألة وهو فقه

منفتح ویسمح للإجتهاد والمجتهدین أن یراجعوا أیة مسألة ویتأکدوا منها ، وتوجد فی داخله حرکة إجتهاد قویة ومستمرة ، وهی التی سمحت بتطور الفکر السیاسی وولادة الفکر المعاصر (ولایة الفقیه) أو (الشوری).

سؤال: تتمتع المرجعیة الشیعة بإحترام واسع عند العوام ، إلی أی حد یمکن أن ینصاع الشیعی العامی لتلک المرجعیة ؟

جواب: الرجوع الی الفقهاء حاجة لدی الجهال ، ولکن بعض العلماء طوروا فرضیة وهمیة هی نظریة النیابة العامة للفقهاء عن الإمام الغائب ، وهذه نظریة یرفضها العلماء الشیعة المحققون ، ولکنها أدت الی نوع من التقدیس والإحترام المبالغ فیه للعلماء أو مراجع التقلید ، الذین بنوا سیطرتهم السیاسیة والمالیة والإجتماعیة والفقهیة علی ضوء تلک النظریة الضعیفة ، ویحاول بعض رجال الدین أن یفرضوا سیطرتهم علی العامة من الناس بمنعهم من التفکیر والإجتهاد ، خاصة فی أمور العقیدة أو الفکر السیاسی ، وهذا ما یرفضه المثقفون .

قال العاملی: رغم تقرب لاری وتملقه لهم وقوله: (نحن أهل السنة) فقد کتب

ص: 348

مسؤول الموقع فی نهایة اللقاء: (4-16-2001):

إلی الإخوة القراء.. إحذروا مقالات أحمد الکاتب

فإنها [[[[[ تسمم العقول ]]]]]

ص: 349

ص: 350

الفصل السابع: لاری یطالب بالدلیل النقلی علی ولادة الإمام(رحمه الله)ویهرب منه

اشارة

ص: 351

ص: 352

شعارات التهویل (العلمی) عند لاری !

اشارة

من شعارات التهویل التی یرفعها أحمد الکاذب زعمه أن الشیعة لیس عندهم (دلیل نقلی) علی ولادة الإمام المهدی ، بل دلیلهم (عقلی) !

یقصد بذلک أنه لیس عندهم روایة صحیحة تثبت ولادته(علیه السّلام)وأنهم یستدلون بدلیل عقلی کبشارة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )باثنی عشر إماماً فیقولون إن المهدی(علیه السّلام)قد قد ولد لأنه الثانی عشر! أو بقول النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): الأئمة تسعة من ذریة الحسین تاسعهم المهدی(علیه السّلام)، فیقولون إنه ینطبق علی المهدی لأنه التاسع من ولد الحسین(علیهماالسّلام) .

وأحمد الکاتب فی ذلک کاذب ، لأن أدلة الشیعة علی ولادة الإمام عقلیة ونقلیة ، وهو لایمیز بین الدلیل العقلی والنقلی ، فالإستدلال کله عملیة عقلیة حتی فی الدلیل النقلی ، نعم مواد الإستدلال ومقدماته قد تکون عقلیة أو نقلیة ، یقتنع بها عقل الإنسان ویقنع بها غیره . لذلک لافرق فی الإستدلال علی وجود شخص أو ولادته أو وفاته ، بأن یکون بدلیل عقلی أو نقلی .

لکن لاری تعلم هذه الشبهة من الوهابیة الذین یهزِّئون العقل والأدلة العقلیة ، ویعطون أهمیة أکبر لدلیل النقل الذی ینتقونه انتقاء کیفیاً ، ویعرضون عن غیره !

ص: 353

لقد استدل الشیعة علی ولادة الإمام المهدی وغیبته بعشرات الأدلة من أحادیث النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والأئمة(علیهم السّلام) الذین حددوا أنه التاسع من ذریة الحسین(علیه السّلام) وأنه ستکون له غیبة ، وقد ألَّف أصحاب الأئمة فی ولادته وغیبته قبل ولادته(علیه السّلام)کالفضل بن شاذان(رحمه الله)الذی ألف کتاب الغیبة وتوفی قبل ولادته(علیه السّلام) کما استدلوا بعشرات الأحادیث والنصوص عن أبیه الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)وعن دایته وخدم المنزل وعمن رآه وکلَّمه ، کما استدلوا بعشرات النصوص فی فترة غیبته ونصبه السفراء الذین رأوه هم وغیرهم مرات ومرات . وکلها بأسانید متصلة رواها الثقاة عن الثقاة .

وقد ألف علماؤنا قدیماً وحدیثاً مؤلفات وفصولاً تضمنت روایات ولادته وغیبته الصغری وغیبته الکبری. وأجمع علماء هذه الطائفة وثقاتها فی عصر ولادته وما بعده علی وجوده وغیبته(علیه السّلام) ، ومن الطبیعی أن یشذ بعض الناس ویشکون ، کما شک ناس فی وجود المسیح وغیره من الأنبیاء والأوصیاء(علیهم السّلام) والشخصیات ، ولکنه شک لایصمد إمام الدلیل النقلی الذی تکفی منه روایتان عن ثقاة لإثبات ذلک فکیف بها إذا استفاضت وتواترت ، وضُمَّ الیها الأدلة العقلیة المتعددة؟ وقد استوفینا ذلک فی: (المعجم الموضوعی لأحادیث الإمام المهدی(علیه السّلام)، فی الفصلین الثالث والثلاثین والرابع والثلاثین).

لکن مشکلة أحمد الکاتب ومعلمیه النواصب ، أنهم ینکرون الحقائق بالتکذیب وردّ الأحادیث الصحیحة بدون دلیل إلا الهوی والمکابرة !

سألت أحمد الکاتب عن المنهج الذی یأخذ به فی التضعیف والتصحیح ،

ص: 354

هل هو السنی أم الشیعی ؟ فأجاب إنه المنهج الذی یعتمده علماء الشیعة .

وما دام یتبنی هذا المنهج فیجب علیه أن یعترف بولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)إذا أتینا له بروایة واحدة صحیحة تثبت ولادته(علیه السّلام). لکنه یکذب کل حدیث صحیح تأتی له به ویتهم رواته بدون دلیل ، وإذا قلت له تعال لنبحث سنده حسب منهجک الذی التزمت به ، ولی هارباً ولم یعقب ! وقد فعل ذلک مراراً مع الباحثین الشیعة ! وفی المواضیع التالیة نماذج من ذلک:

کتبتُ له فی شبکة هجر (2/9/2000) بعنوان: سؤال الی أحمد الکاتب: هل تؤمن بأن القرآن والعترة قد افترقا فی عصرنا؟http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1706

الأخ أبا أمل ، لابد لمن یعترف بالنص النبوی الصحیح عند جمیع مذاهب المسلمین الذی أمر فیه بالتمسک بالثقلین: القرآن والعترة ، وأخبر الأمة أن الخبیر العلیم تعالی نبأه: (أنهما لن یفترق حتی یردا علیه الحوض). أن یؤمن بوجود إمام من العترة فی کل عصر ، فمن هو الإمام من أهل البیت فی عصرنا ، وهل هو معصوم أو غیر معصوم؟! أم تقول أن القرآن والعترة افترقا ؟!

وأن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أخطأ فی کلامه معاذ الله ؟!!

فکتب لاری:

عزیزنا وشیخنا الجلیل سماحة الشیخ العاملی حفظه الله: جوابی علی سؤالکم الکریم هو أنه: لا بالطبع ، العترة والقرآن لم یفترقا ولن یفترقا حتی یوم القیامة . ولو بحثنا فی التراث الإسلامی الضخم لما وجدنا أی افتراق بین العترة والقرآن فی أی مکان ، ولکن الحدیث لایتضمن بصراحة معنی عدم الإفتراق الجسدی

ص: 355

الی یوم القیامة ، ویحتمل أن یکون قاصداً لرجال معینین من العترة ، ولا توجد فیه دلالة علی استمراریة العترة الی یوم القیامة .

نعم إن تراث أهل البیت مستمر ، وقد مضت مئات السنین وتراثهم یصاحب القرآن القرآن الکریم ، بالرغم من أن حضورهم المادی غیر ملحوظ ، إذن فإنهما لم یفترقا ولن یفترقا . وإذا کان المقصود هو الإستمرار المادی وظهور أشخاصهم فی کل وقت وزمان ، فهذا غیر ملموس . وما دام لهذا الحدیث عدد من التفاسیر والتأویلات ، فلا یمکن أن نستنتج منه ولادة إنسان معین من أهل البیت . وإذا لم نکن نملک دلیلاً علمیاً قاطعاً علیه ، وإذا لم یعترف أبوه بوجوده إمام الناس . ودمتم لکل خیر وداعیة من دعاة الکتاب والعترة .

وکتب نصیر المهدی: بعد إذن شیخنا الجلیل العاملی حفظه الله.. ما زلت یا شیخ لاری تردد الکلمات الإنشائیة التی لاتفید علماً ولاعملاً !

یاشیخ لاری ، نحن هنا نتحدث عن دین ، والإمامة تعنی أننا نستقی دیننا عن طریق أهل بیت النبوة والوحی علیهم الصلاة والسلام ، ولیس کما ترید أن تفسرها بصورة کاریکاتوریة: إسترداد الخلافة من الشیخین وإعادتها لأمیر المؤمنین(علیه السّلام). تقول: أن تراث أهل البیت(علیهم السّلام) قد لازم القرآن الکریم ولم یفارقه کلمة التراث بهذا المعنی العام هی کلمة مشبوهة یرددها أعداء الإسلام . وبالمناسبة لصدام کراس صغیر إسمه فی الدین والتراث ، ویُعنی بالتراث التحلل من الإلتزامات والواجبات التی یرتبها اتِّباع الدین الحنیف ، لیصبح مجرد حکمة نعلقها علی الجدران للزینة ، أو مجرد أقصوصة نرویها للصغار عن الشجاعة أو

ص: 356

الحلم أو الصبر أو مکارم الأخلاق !

ما هو التراث تحدیداً.. وماهو مذهب أهل البیت الذی تقول بأنه لیس مذهب الشیعة وتتبعه ، کیف تستقی أحکام دینک؟ هذه الأسئلة وغیرها مما یطرحه الإخوة ، هو ما یبقی من دون إجابة منک ! إما عجزاً ، أو تهرباً !!

اللهم صل علی ولی أمرک القائم المؤمل والعدل المنتظر .

وکتب له لاری:

أخی الحبیب نصیر المهدی: السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته .

ألم تقرأ فی زیارة الإمام الحسین(علیه السّلام): السلام علیکم یا وارث آدم صفوة الله؟ ماذا ورث الحسین من الأنبیاء والمرسلین؟ وماذا ورثنا من الحسین ومن أهل البیت؟ بالطبع ورثنا فقههم وتجربتهم وسیرتهم المتألقة ، وکل شئ منهم .

فما هو الإشکال فی استخدام کلمة التراث الذی یعنی إرث أهل البیت؟ وإذا فاتنا مثلاً الحضور فی کربلاء لنصرة الإمام الحسین ، فإنا قد ورثنا منه روح الثورة والصمود والإباء والتضحیة فی سبیل الله ونصرة الإسلام ، والدعوة الی حق الأمة فی انتخاب إمامها ، لا أن یفرض علیها بالوراثة والقوة والحدید والنار .

وکتب التلمیذ: بعد إذن شیخی الجلیل وأستاذی الفاضل العاملی ، قلت یا أحمد الکاتب (أبو أمل): (ولکن الحدیث لا یتضمّن بصراحة معنی عدم الإفتراق الجسدی إلی یوم القیامة ، ویحتمل أن یکون قاصداً لرجال معینین من العترة ، ولا توجد فیه دلالة علی استمراریة العترة إلی یوم القیامة نعم أن التراث استمر ... الخ) .

أقول: بل الحدیث یتضمن صراحة معنی عدم الإفتراق الجسدی إلی یوم القیامة

ص: 357

بین القرآن والعترة ، فهو(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال: (إنی تارک (مخلف) فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، ما أن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدی أبداً ، وإنهما لن یفترقا حتی یردا علیّ الحوض فانظروا کیف تخلّفونی فیهما).

وقوله هذا واضح وضوح الشمس فی رائعة النهار لمن لا یرید لیّ أعناق کلامه علیه الصلاة والسلام وتفسیره حسب مشتهاه وهواه ! فهو یقول: (وعترتی) ولم یقل أنی خلفت أو ترکت فیکم( کتاب الله وسنة عترتی أو تراث عترتی) !

نعم التمسک بسنة العترة تمسک بهم لکن فرق بین هذا وبین ما یفیده قوله علیه الصلاة والسلام فی الحدیث فمن یرید تخصیص أمره صلوات الله وسلامه علیه فی هذا الحدیث أنه یرید به خصوص سنتهم أو تراثهم کما تزعم ، لا الإثنین معاً علیه أن یأتی بالدلیل وأنی له أن یجد هذا الدلیل .

علی أنه عندما قال علیه الصلاة والسلام هذا القول لم تکن وقتها لدی العترة تراث أو سنة خاصة بهم إلاّ السنة التی حملها علی والحسن والحسین(علیهم السّلام) من رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فکیف یأمر بذلک ولم یکن لهم وقتها سنة خاصة بهم أو تراث؟!

وعلیه فیفهم من أمره هذا-التمسک بالعترة مع الکتاب-،أمر بالتمسک بهما فالکتاب بما یحویه والعترة بأشخاصها وأعیانها ، أعنی بأجسادهم ، والأخذ عنهم بما أنهم یحملون سنة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، وبما أن

أقوالهم وأفعالهم حجة لمکان عصمتهم ، وأنهم خلفاؤه وأئمة وقادة الأمة بعده ، والمبلغون سنته إلی الناس والمبیین ، والموضحون لشریعة الله الواردة ضمن الکتاب وسنة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

ویکفی هذا الحدیث فی نقض نظریة الشوری التی تذهب إلیها أنت أیها

ص: 358

الکاتب ، ویبطل خلافة کل فرد تولی الخلافة ، وهو من غیر العترة .

وقد فهم من الحدیث ما أشرنا إلیه لا ما زعمته ، فضلاً عن علماء الشیعة جمع من علماء أهل السّنة منهم سعید الدین بن مسعود الکازرونی قال: (ومن طعن فی نسب شخص من أولاد فاطمة رضی الله عنها بأن قال: أفنی الحجاج بن یوسف ذریتها ولم یبق أحد منها ولیس فی الدنیا أحد یصح نسبه إلیها ، فقد ظلم وکذب وأساء ، فإن تعمد ذلک بعدما نشأ فی بلاد علماء الدین کاد أن یکون کافراً لأنه یخالف ما قال رسول الله (ص) علی ما ثبت فی الترمذی عن زید بن أرقم أنه قال: قال رسول الله (ص): إنّی تارک فیکم ما أن تمسکتم به لن تضلوا بعدی أحدهما أعظم من الآخر ، کتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض وعترتی أهل بیتی ولن یفترقا حتی یردا علی الحوض فانظروا کیف تخلّفونی فیها... فمادام القرآن باقیاً فأولاد فاطمة باقون لظاهر الحدیث الصحیح ) . فقد فهم هذا العالم السنی من حدیث الثقلین وجوب وجود فرد من العترة فی کل آن من آنات الزمان مع القرآن ، وفهم منه عدم إفتراق العترة الجسدی عن القرآن الکریم .

ومنهم السمهودی حیث قال فی تنبیهات حدیث

الثقلین: (ثالثها: أن ذلک یفهم وجود من یکون أهلاً للتمسک به من أهل البیت والعترة الطاهرة فی کل زمان وجدوا فیه إلی قیام الساعة ، حتی یتوجه الحث المذکور إلی التمسک به ، کما أن الکتاب العزیز کذلک ، ولهذا کانوا أماناً لأهل الأرض وإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض) (نفحات الأزهار: 2/ 343). وکلامه واضح أنه فهم وجود العترة الجسدی مع القرآن الکریم لا التراث أو السّنة فقط . وغیرهما من أهل السّنة .

وأمّا العجیب الغریب فی کلامک أعلاه قولک: ( ولا توجد فیه دلالة علی

ص: 359

استمراریة العترة إلی یوم القیامة) فکیف لا یوجد فیه هذا الدّلیل والرّسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) یقول صریحاً: (وإنهما لن یفترقا حتی یردا علیّ الحوض) ! ألیس معنی قوله هذا ظاهر أن القرآن والعترة لن (للنفی المؤبد)یفترقا حتی یردا علیَّ الحوض؟!!

وإذ أثبتنا لک بطلان مزاعمک أعلاه حول هذا الحدیث وتفسیرک له علی غیر ظاهره ، وتشکیک فی دلالته الصریحة فهل تخبرنا یا أستاذ أحمد من هو مصداق العترة فی زماننا هذا- أعنی طبعاً المصداق المعصوم- کما هو ظاهر من دلالة هذا الحدیث؟!! نحن فی إنتظار الجواب. أرجو عدم تجاهل هذا السؤال کما تجاهلت غیره من أسئلتی وأسئلة الإخوة الأحبة الکرام محاوریک .

فکتب لاری:

أولاً ، السلام قبل الکلام ، ولا کلام قبل قبول الهدیة والتحیة وردها بالتی هی أحسن ، فهل أنت مستعد لذلک؟

فکتب له التلمیذ:

أیقبلها استاذی العزیز وشیخی الجلیل الفاضل العاملی وإخوانی الأعزاء هنا ، ولا أقبلها ؟! أحسنت علیها.. فهات ما عندک ، والسلام .

فکتب له لاری:

الأخ العزیز الأستاذ التلمیذ المحترم . السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته . صبحکم الله بالخیر . کیف حالک؟ وکیف صحتک؟ إن شاء الله رائق.

قبل أن نبدأ الحدیث ، أرجو أن تتقبل منی قبلة أخویة ، وتطبع علی محیاک ابتسامة جمیلة حتی ندخل الحوار بهدوء أعصاب ، أن شاء الله .

ص: 360

أخی الکریم: إن الإستدلال بحدیث العترة علی وجود الإمام الثانی عشر (محمد بن الحسن العسکری) دونه خرط القتاد ، وذلک لأنه یعنی أنا نعتمد علی تأویل معین للروایة ، وإذا صحت ، ونحاول إفتراض وجود شخص معین فی التاریخ ، مع وجود احتمالات عدیدة ، أو لا تحصی .

أولاً: ماذا تعنی العترة؟ ومن هم العترة؟ولماذا تحددهم فی سلسلة خاصة؟ وفی شخص معین؟ أن الشیخ الصدوق رضی الله عنه یعترف فی کتابه إکمال الدین وإتمام النعمة فی مقدمة المصنف/120 من طبعة جماعة المدرسین فی قم ، بأن العترة تعنی الأقرباء ویقول: ثم اعلم أن النبی (ص) لما أمرنا بالتمسک بالعترة کان بالعقل والتعارف والسیرة مایدل علی أنه أراد علماءهم دون جهالهم والبررة الأتقیاء دون غیرهم ، فالذی یجب علینا ویلزمنا أن ننظر الی من أجتمع له العلم بالدین مع العقل والفضل والحلم والزهد فی الدنیا والإستقلال بالأمر ، فنقتدی به ونتمسک بالکتاب وبه. انتهی کلام الشیخ الصدوق . هل یمکن أن تدلنی علی أحد من العترة الآن بتلک المواصفات حتی أذهب الیه وآخذ منه دینی وأتمسک به؟ وأرجوک أن لا تفترض وجود الولد للإمام العسکری ، لأنه لم یثبت لی وجوده حتی الآن؟

وحتی لو افترضنا أنه کان موجوداً ، فمن یقول إنه لم یمت بعد فترة ؟ هل رافقه أحد أو عاش معه؟وإذا تمسکت بالتأویل الخاص بک للحدیث فیمکن أن تذهب الی أئمة الإسماعیلیة وتعترف بأنهم نموذجاً حیاً(کذا) للعترة .

أخی الحبیب: إنی أختلف معک ومع الأستاذ العاملی فی منهج التفکیر والإستدلال علی وجود الإمام الثانی عشر ، فأنا أطالب بالإعتماد علی الأدلة

ص: 361

التاریخیة أو الدینیة القاطعة ، ولا أقبل الإستدلال علی وجود شخص بالأدلة الفلسفیة وما یسمی بالعقلیة ، کما لا أقبل الإشاعات والظنون والإفتراضات الواهیة وأعتقد بأن أصول الدین یجب أن تقوم علی أدلة قاطعة وأعتقد أنک توافقنی علی ذلک من حیث المبدأ کما أنک یمکن أن تتفق معی علی ضرورة الإجتهاد والتفکیر الحر فی هذه المسألة وعدم تکفیر من ینکر وجود الإمام الغائب ، وإذا لم یجد الأدلة الکافیة ، وعدم إخراجه من التشیع بالقوة ، فالتشیع لیس ملکاً لشخص معین أو فئة خاصة وإنما هو علاقة بین الإنسان وربه . وإذا کنا نختلف حول مسألة معینة فنحن نتفق علی مسائل کثیرة توحدنا کشیعة وکمسلمین وکبشر ، ولیس عیباً أن نناقش مسألة معینة لم تثبت فی التاریخ الشیعی ولا تعتبر من أصول المذهب ، وإنما هی لازمة من لوازم بعض الفرق الجزئیة والصغیرة . وشکراً لإصرارک علی الحوار من أجل البحث عن الحقیقة والتعرف علی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) . وفی الختام تقبل منی قبلتین إضافیتین علی وجنتیک الکریمتین .

وکتب له التلمیذ:

الأستاذ أحمد الکاتب (أبو أمل): أولاً: وعلیک السلام ورحمة الله ، وصبحک الله بالخیر ، وصحتی والحمد لله بألف خیر بلطف الله وعنایته ، وببرکة محمد وآله ، ومولای صاحب العصر والزمان الحجة محمد بن الحسن العسکری. وأشکرک کثیراً علی قبلاتک ، حیث قمت بتقدیمها لی باحترام وبدون تجریح فلا یسعنی إلا قبولها .

ثانیاً: لقد ذهبت سابقاً فی ردّک علی الأستاذ العاملی أن الحدیث لا یدل علی

ص: 362

وجوب وجود العترة (الجسدی) مع القرآن فی کل زمان من یوم وفاته(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وإلی یوم القیامة ، وقد أثبتنا لک بطلان ما ذهبت إلیه ، ولم تأت بما ینقض ردّنا فی ردّک الأخیر هذا ! وکأنک سلّمت بذلک ! ولم تجب صراحة علی السؤال الذی وجهته إلیک فی آخر ردّی أعلاه . فحدیث الثقلین یفید عدة أمور أهمها:

1- أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )خلّف فی أمته الکتاب والعترة ، بل هذا المعنی صریح فی بعض ألفاظ هذا الحدیث کما رواه أحمد فی مسنده وغیره بلفظ (إنی مخلف) وعلیه فالحدیث نص صریح فی أن الخلافة من بعد الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) علی الأمة إنما هی للعترة ، والحدیث یثبت النص ، وینقض نظریة الشوری من أساسها .

2- أن الحدیث ، وکما هو ظاهر منه ، یفید وجوب وجود العترة مع القرآن الکریم فی کل الأزمان والأوقات ، من یوم وفاته(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وإلی یوم القیامة ، وأعنی بوجود وجود العترة مع القرآن وجودها الحسی الجسدی ، وهو الذّی فهمه علماء الشیعة برمتهم قدیماً وحدیثاً ووافقهم علیه العدید من علماء السّنة .

3- أن الحدیث یفید عصمة العترة ، فهو(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فیه أی الحدیث یأمر بالتمسک المطلق

بالعترة وبدون قید أو شرط ، ولا یمکن بحال أن یأمر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بالتمسک بعترته بهذا الشکل المطلق وغیر المقید ، إلاّ إذا کان من یعنیهم معصومین ، وقرنهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بالقرآن الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه ، فکذلک العترة أیضاً وهو عین العصمة . کما جعل التمسک بهم عاصماً من الضلالة ، ومن لا یکون معصوماً لا یکون عاصماً من الضلالة ، فثبت أنهم معصومون ، وأن عدم الإفتراق بین القرآن والعترة الذی أشار إلیه الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بقوله: (وإنهما لن یفترقا

ص: 363

حتی یردا علی الحوض) دلیلٌ آخر علی العصمة ، لأن من تجوز علیه المعصیة ویجوز علیه الخطأ لا یکون موافقاً له وغیر مفترق عنه حال معصیته وخطئه .

والخلاصة التی نصل إلیها من مفاد هذا الحدیث هی: أنّه یثبت النص ، وأن النبی نص علی أن خلافة وقیادة الأمة وولایة أمور المسلمین الدینیة والدنیویة ، تکون بید العترة ، وأن العترة لا تفترق عن القرآن الکریم ، بشخصها لا بتراثها وسنتها فقط ، وأن هذه العترة المشار إلیها فی الحدیث معصومة . وإذ ثبت ذلک من الحدیث ، فهو یفرض وجود ولو فرد واحد معصوم من العترة فی زماننا هذا ، فمن هو هذا الشخص؟

هذا ما نرید فقط إثباته من هذا الحدیث ، أما من هو هذا الشخص فالحدیث لا یعین لنا هذا الشخص بعینه ، ولم أدّع لا أنا ولا الأستاذ الجلیل العاملی أن الحدیث بألفاظه الظاهرة منه یثبت ولادة الإمام المهدی روحی له الفداء ، وإذا نظرنا إلیه مجرداً وبمعزل علی الأدلة التاریخیة لا الفلسفیة الأخری . إلاّ أن الأدلة التاریخیة هذه وبجمعها مع هذا الحدیث تفیدنا أن إمام عصرنا هذا هو المهدی المنتظر، منها حدیث (الإثنی عشر) الّذی استفاض من طریق الفریقین ، وهو صحیح عند أهل السّنة ، لا کما زعمت أنت ! فضلاً عن الشیعة . وبما أنّه قد مضی من هؤلاء الأئمة أحد عشر إماماً معصوماً أولهم الإمام علی(علیه السّلام)وآخرهم الإمام أبو محمد الحسن بن علی العسکری(علیه السّلام)فلم یبق إلاّ الإمام الثانی عشر ، وهذا الثانی عشر لا یکون إلاّ المهدی ، فبقی أن نشخص من هو المهدی هذا ؟

الأدلة التاریخیة الصحیحة تقول لنا إنه محمد بن الحسن العسکری ، فقد روی

ص: 364

الشیخ الکلینی علیه الرحمة فی کتابه الکافی فی المجلد الأول/328 ، قال:

1- (عن محمد بن یحیی، عن أحمد بن إسحاق، عن أبی هاشم الجعفری قال: قلت لأبی محمد(علیه السّلام): جلالتک تمنعنی من مسألتک فتأذن لی أن أسألک ؟ فقال: سل . فقلت: یا سیدی هل لک ولد؟ فقال: نعم ، فقلت: فإن حدث بک حدث فأین أسأل عنه ؟ قال: بالمدینة) . وأنت تری هذه الروایة الصحیحة تثبت وجود ولد للإمام العسکری(علیه السّلام)وهی صحیحة لا غبار علی سندها وقد صرح بذلک الشیخ المجلسی(رحمه الله)فی مرآة العقول:4/1 .

2- وروی الشیخ الصدوق علیه الرّحمة فی کتابه کمال الدّین وتمام النعمة/372 وفی کتابه عیون أخبار الرّضا(علیه السّلام):2/265 ، قال: (حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی رضی الله عنه قال: حدثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن عبد السلام بن صالح الهروی قال: سمعت دعبل بن علی الخزاعی یقول: أنشدت مولای الرضا علی بن موسی(علیه السّلام)قصیدتی التی أولها:

مدارسُ آیات خلت من تلاوة ومنزلُ وحیٍ مقفرُ العرصاتِ

فلمّا انتهیت إلی قولی: خروج إمام لا محالة خارج ویجزی علی النعماء والنقمات

بکی الرّضا(علیه السّلام)بکاء شدیداً ثم رفع رأسه إلیّ فقال لی: یا خزاعی نطق روح القدس علی لسانک بهذین البیتین ، فهل تدری من هذا الإمام ، ومتی یقوم ؟ فقلت: لا ، إلاّ أنّی سمعت بخروج إمام منکم یطهر الأرض من الفساد ، ویملؤها عدلاً کما ملئت جوراً . فقال: یا دعبل الإمام بعدی محمد ابنی ، وبعد محمد ابنه علی ، وبعد علی ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم ، المنتظر فی غیبته المطاع فی ظهوره . لو لم یبق من الدنیا إلاّ یوم واحد لطوّل الله عزّ وجل ذلک الیوم حتی یخرج فیملأ الأرض

ص: 365

عدلاً کما ملئت جوراً . وأما: متی فإخبار عن الوقت ، فقد حدثنی أبی عن أبیه عن آبائه(علیهم السّلام) أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قیل له: یا رسول الله متی یخرج القائم من ذریّتک؟فقال: مثله مثل الساعة التی: لا یُجَلِّیهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّمَاوَاتِ وَالأرض لا تَأْتِیکُمْ إِلا بَغْتَةً ،

والرّوایة الصحیحة التی ذکرها الشیخ الصدوق بسنده عن عبدالله بن جندب عن موسی بن جعفر(علیه السّلام)أنه قال: تقول فی سجدة الشکر: اللهم إنی أشهدک وأشهد ملائکتک وأنبیاءک ورسلک وجمیع خلقک أنک أنت الله ربی والإسلام ومحمداً نبیی وعلیاً والحسن والحسین وعلی بن الحسین ومحمد بن علی وجعفر بن محمد وموسی بن جعفر وعلی بن موسی ومحمد بن علی وعلی بن محمد والحسن بن علی والحجة بن الحسن أئمتی بهم أتولی ومن أعدائهم أتبرأ). (وسائل الشیعة:8/15) .

وهذه الرّوایات الصحیحة صریحة فی أن الخلف من بعد الإمام العسکری(علیه السّلام) هو ابنه الإمام المهدی فهی کما تثبت وجود هذا الإمام والخلف للإمام العسکری ، تثبت إمامته(علیه السّلام).

3- هذا إضافة إلی روایات أخری منها ما هو صحیح کهذه الرّوایة التی نقلها الشیخ الکلینی فی الکافی قال: محمد بن عبد الله ومحمد بن یحیی جمیعاً ، عن عبد الله بن جعفر الجعفری قال: اجتمعت أنا والشیخ أبو عمرو رحمه الله عند أحمد بن اسحاق فغمزنی أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له:

یا أبا عمرو إنّی أرید أن أسألک عن شئ وما أنا بشاک فیما أرید أن أسألک عنه ، فإن إعتقادی ودینی أن الأرض لا تخلو من حجة إلاّ إذا کان قبل یوم القیامة بأربعین یوماً ، فإذا کان ذلک رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم یک ینفع نفساً إیمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت فی

إیمانها خیراً ، فأولئک أشرار خلق الله عزّ وجل وهم

ص: 366

الّذین تقوم علیهم القیامة ، ولکننی أحببت أن أزداد یقیناً وأن إبراهیم(علیه السّلام)سأل ربه عزّ وجل أن یریه کیف یحیی الموتی قال: أو لم تؤمن قال: بلی ولکن لیطمئن قلبی ، وقد أخبرنی أبو علی أحمد بن إسحاق عن أبی الحسن(علیه السّلام)قال: سألته وقلت: من أعامل أو عمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمری ثقتی فما أدّی عنی فعنی یؤدی وما قال لک عنی فعنی یقول ، فاسمع له وأطع فإنّه الثقة المأمون . وأخبرنی أبو علی أنّه سأل أبا محمد عن مثل ذلک ، فقال له: العمری وابنه ثقتان فما أدّیا عنّی فعنّی یؤدیان ، وما قالا لک فعنّی یقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان ، فهذا قول إمامین قد مضیا فیک . قال: فخرّ أبو عمرو ساجداً وبکی ثم قال: سل حاجتک . فقلت له: أنت رأیت الخلف من بعد أبی محمد(علیه السّلام)؟ فقال: إی والله ورقبته مثل ذا وأمأ بیده فقلت له: فبقیت واحدة ، فقال لی: هات ، قلت: فالإسم ؟ قال: محرّم علیکم أن تسألون عن ذلک ولا أقول هذا من عندی فلیس لی أن أحلل ولا أحرّم ، ولکن عنه(علیه السّلام)فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضی ولم یخلف ولداً ، وقسم میراثه وأخذه من لاحقَّ له فیه ، وهو ذا عیاله یجولون لیس أحد یجسر أن یعترف إلیهم أو ینیلهم شیئاً ، وإذا وقع الإسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسکوا عن ذلک) .

4- وهذه الرّوایة التی نقلها الشیخ الصدوق وبسند صحیح أیضاً ، فی من لا یحضره الفقیه:2/306 عن عبد الله بن جعفر الحمیری أنه قال: سألت محمد بن عثمان العمری رضی الله عنه، فقلت له: رأیت صاحب هذا الأمر؟ قال: نعم

، وآخر عهدی به عند بیت الله الحرام ، وهو یقول: اللهم أنجز لی ما وعدتنی . قال محمد بن عثمان رضی الله عنه وأرضاه: ورأیته صلوات الله علیه متعلقاً بأستار الکعبة وهو یقول: اللهمّ انتقم لی من أعدائک) .انتهی.

ص: 367

ألیست هذه یا أحمد الکاتب أدلة تاریخیة صحیحة ، تثبت إمامة المهدی بعد أبیه الإمام الحسن العسکری(علیهماالسّلام) ، وتثبت وجود هذا الإمام وولادته ؟! فهل بعد هذه الأدلة الرّوائیة الصحیحة ستقول بأن علماء الشیعة یستدلون علی وجود الإمام المهدی بأدلة فلسفیة ، حاصراً إستدلالهم بها ، مع أن من بحث هذا الموضوع من علماء الشیعة ومفکریهم وکتابهم لم یقتصر أبداً علی الدلیل العقلی أو الفلسفی کما تقول ، بل عمدة إستدلالهم هو الدلیل التاریخی؟!

قال العاملی: یهرب لاری دائماً من مواضع، منها: نص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )علی إمامة علی والعترة(علیهم السّلام) . ومنها: النص علی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)وإمامته .

والسبب: أن کل مذهبه ومعیشته مبنیة علی إنکار هذین الأمرین ، وإذا دخل فی بحث حدیث الثقلین الی آخر المطاف ، فسیضطر الی الإعتراف بالإمامة الربانیة لأهل البیت(علیهم السّلام) ، وبذلک تنهدم نظریة الشوری التی رتبها !

وإذا دخل فی بحث روایات ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)فسیضطر الی الإعتراف بصحتها وولادته(علیه السّلام) ، وتنهدم دعواه بأنه لادلیل عند الشیعة علی ولادته !

لذلک تراه یتکلم فی أحادیث الإمامة الربانیة بصورة عامة ، وأحادیث ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، وإذا دخل فی مناقشة فیها ، فسرعان ما یهرب الی غیرها !

وصدق الله تعالی:(وَقَالُوا لَوْلا یَأْتِینَا بِآیَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَیِّنَةُ مَا فِی الصُّحُفِ الأولی) (طه:133) .ٍ(وَلَئِنْ أَتَیْتَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ بِکُلِّ آیَة مَا تَبِعُوا قِبْلَتَکَ). (البقرة:145) .

وقد رأیت فی الموضوع المتقدم أنه هرب ولم یجب علی الحدیث المتواتر فی عدم افتراق العترة عن القرآن فی کل عصر ، ولا عن الأربعة أحادیث

ص: 368

الصحیحة فی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)لأنه یحتاج الی بقاء کذبته بعدم وجود دلیل نقلی علی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، فهذه الکذبة طبله الذی یطبل به ویرتزق منه الی آخر عمره ، مادام بحاجة الی راتبه ممن وظفوه !

کما هرب لاری مرة أخری بل مرات ، ولم یجب عن سبب تضعیفه لهذه الروایات الصحیحة وأمثالها ، واعتذر عن متابعة نقاشه مع الأخ التلمیذ ، وفیما یلی خلاصة نقاشهما: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=13809

فقد فتح التلمیذ موضوعاً فی شبکة هجر بتاریخ:17/12/1999: إلی أحمد الکاتب: إلیک الأدلة النقلیة الصحیحة علی وجود ابن للإمام الحسن العسکری(علیهماالسّلام): قال فیه:

( الأخ أحمد الکاتب: وعلیک السلام ورحمة الله . إن طلب الحقیقة هو هدفنا والوصول إلیها هو مرادنا ومبتغانا . والحمد لله رب العالمین أن الحقیقة فی هذه المسألة واضحة جلیة لنا ، وما دمت تطلب منا إثبات وجود ابن للإمام أبی محمد الحسن بن علی العسکری(علیهماالسّلام)عن طریق الأدلة التاریخیة والرّوایات الصحیحة لا عن طریق الدّلیل الفلسفی العقلی أو الإجتهادی ، فها أنذا أثبت لک ومن خلال الرّوایات الصحیحة الدلیل علی ذلک ، لعلی بذلک أدفع عن ذهنک الشبهة التی عقلت به ، وأجلی عن بصرک الظلمة.. ثم أورد له الروایات الصحیحة المتقدمة ، وروایات تبین له ظروف الرقابة الخلیفة المشددة علی الإمام العسکری(علیه السّلام) .

ولم یجب الکاتب ، فکتب له التلمیذ فی الیوم التالی:

(الأخ الکاتب لا زلت أنتظر منک الرّد علی ما أوردته أعلاه إن کان لک رد علی ذلک

ص: 369

حیث أثبتنا لک هنا أن الدلیل النقلی موجود وصحیح أیضاً عند الشیعة الإمامیة الإثنا عشریة علی وجود ابن للإمام العسکری(علیه السّلام)، وکذا الدلیل التاریخی وشهادة عدد من المؤلفین من علماء الفریقین بوجود ولد للإمام العسکری ، إنما ننتظر منک ملاحظاتک وردودک علی ما أوردناه أعلاه . نرجو عدم تجاهل ذلک) .

ولکن لاری لم یجب ، فکتب له العاملی بتاریخ:18/12/1999:

یظهر أن صاحبنا مشغول عن موضوعه الأصلی ! ومادمت تقول یا أحمد أن محورک الأصلی هو إثبات ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)، وقد بدأ معک الأخ التلمیذ فی هذا الموضوع بالذات من البارحة ولم تجب علی موضوعه ! فیأیها (الأستاذ الباحث) تفضل وتنازل وابدأ البحث فی موضوعک الأصلی ودع عنک لإنشغال فی الموضوعات الأخری ، واترک إن شئت أیضاً أسئلتی وبحثنا فی بصائر الدرجات .

وبعد مطالبتنا المتکررة جاء أحمد الکاتب لا لیناقش أسانید الروایات الصحیحة بل لینفیها بالجملة اعتباطاً بدون دلیل ، قال:

(التلمیذ الموقر: تحیة طیبة ، هناک أحادیث کثیرة رواها بعض أصحاب الإمام العسکری وخاصة النواب الأربعة الذین ادعوا النیابة الخاصة ، حول وجود الإمام الثانی عشر ، وقد اعتمد الشهید السید محمد باقر الصدر علی دعوی النواب الأربعة فی إثبات وجود الإمام المهدی واستبعد أن یکذب هؤلاء ، وبالطبع فإن الفرقة الإثنی عشریة روت قصصاً وأحادیث عن بعض الرجال فی تلک الفترة ، وهی تعتبرهم ثقاة وتأخذ بروایاتهم ، کأبی هاشم الجعفری والقمی صاحب التفسیر المشهور ، ومن الطبیعی أن یصحح الشیخ المجلسی روایة أبی هاشم الجعفری .

ص: 370

ولکن النظر الی روایات الفرقة القائلة بوجود الولد ، من الخارج ، مع إعتراف الجمیع بأن الإمام العسکری کان فی الظاهر ینفی وجود ولد له ، وأنه أوصی بأمواله الی أمه ولم یوص الی أحد ، یلقی بظلال من الشک علی مجمل الروایة التی تدعی وجود الولد فی السر ، وذلک لأن أمر الإمامة الإلهیة التی یجب علی جمیع الخلق الإیمان بها والطاعة للإمام لا یکون سریاً ومجهولاً وقابلاً للتشکیک ).

فأجابه التلمیذ:

أحمد الکاتب المحترم . أولاً: إبطالاً لإدّعائک بأن الشیعة الإمامیة الإثنا عشریة لیس لدیهم روایة واحدة صحیحة تثبت وجود ابن للإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)، ذکرت لک روایتین صحیحتین تدلان علی ذلک ، ولمّا لم تجد حیلة فی ردهما وإثبات عدم صحتهما ، لجأت إلی سرد کلام محشوٍ کمحاولة للتهرب من الحقیقة والإذعان بما صح فی الروایتین ، وحاولت أن تأتی بأدلة ظننت أنها تفی بالغرض فی دفع الحقیقة ! ونحن هنا لا نرید منک إلاّ أن تجیب علی هذا السؤال بدون لف أو دوران أو حشو لکلام زائد لا طائل من ورائه ! والسؤال هو: هل هاتان الروایتان صحیحتان سنداً حسب نظر علماء الشیعة الإمامیة الإثنا عشریة أم لا؟أرجو عدم تجاهل الجواب علی هذا السؤال فی ردّک الآتی إن شاء الله تعالی.

ثانیاً: لقد طلبت منک سابقاً أن توثق أقوالک بذکر المصدر الذی تنقل منه أو تستند إلیه فی أقوالک مع الإشارة إلی رقم المجلد والصفحة ، وهذا ما لم تفعله فی ردّک أعلاه علیّ ! فأکرر طلبی هنا مرة أخری !!

ثالثاً: یفهم من ردّک أعلاه أنک تتهم ثقاة بعض الأئمة(علیهم السّلام) وبالخصوص النواب

ص: 371

الأربعة بوضع الرّوایات ، وما هذا منک إلاّ رجماً بالغیب ، ألیس هذا قول بغیر علم والله سبحانه وتعالی یقول فی کتابه الکریم: وَلا تَقْفُ مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ..

ألیس هذا افتراءً علی هؤلاء الأجلاء ، مع ورود الدلیل الصحیح علی جلالتهم ونزاهتهم ووثاقتهم ؟ ألیس هذا من البهتان المحرّم فی الشریعة الإسلامیة ؟

فهل لدیک دلیل صحیح علی أن هؤلاء قاموا بوضع هذه الروایات ؟ إذا کان عندک الدلیل علی ذلک فنرجو أن تتحفنا به !!

رابعاً: قلت: (ذکرت عدداً من الرّوایات النقلیة والتاریخیة التی تحدثت عن ولادة ابن الحسن... ولکنی لم أؤمن بها لأنی وجدتها ضعیفة ومتناقضة غیر مسندة) .

أقول: ولکنک لم تنقل الروایات الصحیحة المسندة وتجاهلتها ، مدلساً علی القارئ بذلک ، حیث لم تنقل الروایتین الصحیحتین أعلاه ، وهما کما قلنا صریحتان فی إثبات وجود ابن للإمام الحسن العسکری ، ولا غبار

علی صحتهما .

ولو کنت منهجیاً وموضوعیاً غیر مغرض فی دعواک ، لنقلتهما فی موقعک وناقشتهما علی الأقل ولو بالمغالطة .

خامساً: تحاول أن توهم القارئ أن کلا الروایتین واردتان عن طریق النواب مع أن إحداهما ورادة عن طریق أحد خواص الأئمة(علیهم السّلام) من غیر النواب ، وهو أبو هاشم الجعفری ، کما أنک بقولک (ومن الطبیعی یصحح الشیخ المجلسی روایة أبی هاشم الجعفری) تحاول أن توهم القارئ أن هذا الرجل لم یوثقه إلا المجلسی(رحمه الله) وهو لیس کذلک قد وثقه غیر المجلسی من الفقهاء والعلماء الکثیرون ، فقد وثقه النجاشی والشیخ الطوسی ، بل أقول جازماً إنه ثقة عند الجمیع بالإتفاق . (انظر مثلاً

ص: 372

ترجمته فی نقد الرجال للتفرشی:2/218) .

وکتب له بعد یومین: (إلیک روایة ثالثة صحیحة سنداً تدل علی وجود خلف للإمام أبی محمد الحسن العسکری(علیه السّلام)رواها الکلینی(رحمه الله)فی الکافی:1/328 قال: (عن علی بن محمد ، عن محمد بن علی بن بلال قال: خرج إلیّ أبی محمد قبل مضیّه بسنتین یخبرنی بالخلف من بعده ، ثم خرج إلیّ من قبل مضیّه بثلاثة أیام یخبرنی بالخلف من بعده). والروایة صریحة فی أن الإمام(علیه السّلام)له خلف وعقب وأنه أرشد بعض خواص شیعته وثقاته إلیه من بعده . فهل ستنکر بعد هذا وجود الدلیل الروائی الصحیح علی ذلک؟ أم ستدعی أنها محبوکة وتفتری علی الثقاة؟!

وإلیک هذه الروایة الرابعة ، الدالة علی وجود علی وجود ابن للإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)وأنه هو المهدی المتظر فقد روی الشیخ الصدوق علیه الرّحمة فی کتابه کمال الدّین وتمام النعمة/372 وفی عیون أخبار الرّضا(علیه السّلام):2/265 ... الخ.

ثم کتب له فی الیوم الثانی: أین الجواب یا أحمد الکاتب علی هذه الأدلة ما زلت منها متهرباً منها ؟!

وکتب الطالب بعد أربعة أیام: وکیف له أن یجیب وقد نفذت بضاعته وبان عجزه کبرویاً وصغرویاً ، فجزاکم الله خیراً .

وکتب له التلمیذ بعد أسبوع: أین الجواب یا أحمد الکاتب علی هذه الأدلة ؟ ما زلت منها متهرباً !

ص: 373

ثم کتب له: إذا لم تُجب ولم ترد إلی الآن أیها الکاتب ، فنسأل هنا: هل أنت طالب للحقیقة ؟! لا أظن ذلک ابداً !!

وکتب له طالب فی:23/12/199: وکیف له أن یجیب ، وقد نفذت بضاعته وبان عجزه کبرویاً وصغرویاً ، فجزاکم الله خیراً .

یهرب ثم یأتی ویقول: أحترمُ إجتهادک ، فاحترم إجتهادی !

اشارة

بعد نحو عشرة أشهر جری نقاش بینه وبین التلمیذ فی نفس الموضوع ، بتاریخ:11/9/2000:http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1783 ، فکتب له لاری:

( الأخ العزیزالأستاذ الفاضل التلمیذ المحترم . إنی إذ أحترم وجهة نظرکم فی الإعتقاد بوجود الإمام الثانی عشر ونظریة الإمامة ، المبنیة علی قاعدة من الإیمان والتقوی والإخلاص ، أرجو من الله أن یتقبل عملکم ویهدینا وإیاکم لکل خیر ویرینا الحق حقاً فنتبعه ، ویرینا الباطل باطلاً فنتجنبه . وإذا کنت أختلف معک فی وجهة نظرک حول الإمامة والإمام الثانی عشر فإنی لا أخرجک من الدین ولا أکفرک لأنی أعتقد أنک مجتهد وأنک طالب حق ومتمسک بحب أهل البیت(علیهم السّلام) .

وأطلب منک فی نفس الوقت أن تقدر إجتهاد بقیة المسلمین أو سائر الشیعة الذین لا یعتقدون بنظریة الإمامة ولا وجود الإمام الثانی عشر محمد بن الحسن العسکری ، لأنهم مجتهدون أیضاً والمجتهد ربما یخطئ وربما یصیب...

أرجو أن ترأف قلیلاً بالمؤمنین الذین یشکُّون فی الأمر ، ولا تحکم علیهم

ص: 374

بسرعة بمخالفة القطع والیقین ونکران الحقیقیة ، فإن فی الأمر نوعاً من الغموض والملابسات التی حیرت وتحیر کبار علماء الشیعة الإمامیة ، فضلاً عن سائر المسلمین... ونأتی الآن الی الروایات التاریخیة التی قلت إنها صحیحة ، فإن وصفک لها بالصحة مبنی علی تصحیح علماء المذهب الإثنی عشری الذین قالوا بوجود الإمام الثانی عشر ، وکذلک اعتماداً علی الإیمان بصدق النواب الأربعة الذین ادعوا وجود الولد ، فإذا خرجنا من إطار المذهب الإثنی عشری وحاولنا التأکد من صحة تلک الأحادیث بصورة موضوعیة محایدة ، لشککنا بها...

یجب أن ننظر بشک مبدئی الی جمیع الروایات وجمیع المذاهب ولا نمیل الی رأی معین مسبقاً حتی نتحرر من ربقة التقلید ونمارس الإجتهاد بحریة وموضوعیة فهل أنت مستعد لذلک حتی نبدأ فی الحوار بجدیة وندخل صلب الموضوع؟).

فأجابه التلمیذ:

أولاً: لقد ادّعیت أن حدیث (الثقلین) المتواتر والمروی من طریق الفریقین سنّة وشعیة وهو قوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): إنی مخلف (تارک) فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، ما إن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدی أبداً ، وإن اللطیف الخبیر أنبأنی أنهما لم یفترقا حتی یردا علیَّ الحوض) ، أنه لا یدل علی وجود العترة الجسدی مع القرآن ، وأنه بإمکان افتراق العترة الجسدی مع القرآن ویکفی وجود سنتهم وتراثهم معه ، وقد نقضنا قولک بما سطرنا فی الرّد تحت الوصلة التالیة http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/002575 وأثبتنا لک أن المراد بعدم الإفتراق الأعم من الجسدی والسنة ، فلم نجد لک تعلیقاً أو ردّاً أو دفعاً أو نقضاً

ص: 375

لما ذکرنا ، فهل وافقتنا علی ذلک أم لا ؟

ثانیاً: لقد أثبتا لک أن حدیث الثقلین یدل علی وجود النص وینقض مبدأ الشوری فی اختیار الخلیفة أو الإمام بعد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )حیث هو صریح فی النص علی إمامة العترة المعنیة بقوله (وعترتی) ولم نجد لک نقضاً لذلک أیضاً ، فهل سلّمت فی دلالته علی النص أم لا ؟

ثالثاً: لقد أثبتنا لک أیضاً أن حدیث الثقلین یدل علی عصمة العترة من عدة وجوده ، ولم تنقض أدلتنا التی استدللنا بها علی ذلک ، فهل توافقنا القول فی دلالته علی العصمة من خلال تلک الوجوده التی أشرنا إلیها ، أو لک نقض لهذه الدلالة ؟ فإن کان فهاته ، وإلاّ فعلیک التسلیم .

رابعاً: قلنا لک إن حدیث الثقلین بجمعه مع أدلة أخری تاریخیة کحدیث الإثنی عشر مثلاً ، یدل علی وجود ولو فرد من العترة معصوم ، فلم تنقض قولنا هذا بشئ ولم تخدش فی هذا الجمع بین الحدیثین ، وعلیه فیستفاد من ذلک أنک توافقنا فیما ذهبنا إلیه . علماً أنه لکی تنق دلیلنا علیک أن تثبت لنا بالدلیل القاطع: أولاً: عدم صحة حدیث الثقلین ، وثانیاً: عدم دلالته علی وجود ولو فرد واحد من العترة فی زماننا هذا مع القرآن الکریم ، وثالثاً: عدم صحة حدیث الإثنی عشر ، ورابعاً: عدم إیمانک بإمامة الأحد عشر إماماً قبل المهدی من الإمام علی وحتی الإمام العسکری(علیهم السّلام) ، وإلاّ فیکون جمعنا بین الحدیثین صحیحاً.

خامساً: إن الدلیل التاریخی الذی أشرنا إلیه متواتر ، ولیس دلیلاً آحادیاً کما تزعم ! لفهمک أن الحدث المتواتر هو الذی ینقل من طرق کثیرة ویخبر عنه عدد

ص: 376

معتد به لیکون ذلک متواتراً ، ولکن هذا الطریق لیس هو الوجه الوحید ، بل هناک وجه آخر للحکم علی الحدث أو الخبر بالتواتر وهو أن ینقله عدد معتد به ممن عایش الحدث أو سمع الخبر ، فمثلاً: لو أن حدثاً(ما) حصل بوجود ثلاثة أشخاص ، ونقل لنا هذا الخبر إثنان ممن عایشه فإنه یکفی فی الحکم علیه بأنه متواتر.. لأن النسبة فی نقل هذا الخبر کبیرة وهی نسبة2 إلی1 ، خصوصاً وأن الواحد هذا الذی لم ینقل الخبر مع معایشته له لم یکذبه .

وخبر ولادة المهدی ووجوده من هذا القبیل فهو متواتر ، والنافی لولادته لم یعتمد علی خبر صحیح ولیس عنده إلا الإحتمال والظن والتخمین والإستنتتاج غیر المنطقیة ، ونحن مأمورون بالتعبد بالخبر الصحیح المروی عن الثقة ، إذا لم یخالف کتاب الله ولا قطعی الشریعة .

علی أن مثل خبر ولادة المهدی ورد ما یدل علی أنه یحاط بالسریّة والکتمان والخفاء ، ورد بذلک الخبر الصحیح ، ومع کل ذلک ورد لنا من الأخبار ما یثبت هذه الحقیقة مما یجعل المرء یتیقن بولادته(علیه السّلام)ووجوده . وهؤلاء الثقاة الذین نقلوا لنا هذا الخبر لم یکن توثیقهم لأنهم نقلوا هذا الخبر فقط ، بل لورود الأدلة الصحیحة التی تدل علی وثاقتهم فرفض أخبارهم لمجرد الإحتمال والظن والاستنتاج الخاطئ غیر صحیح وترجیح للظن والإحتمال والإستنتاج الخاطئ !

سادساً: أن اختلاف الشیعة بهذه الصورة التی تصورها أنت بعد وفاة الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)مما لا نوافقک علیه ، نعم من یراجع تاریخ تلک الحقبة یجد أن المؤرخین لها ذکروا وأشاروا إلی وجود خلاف، ولکن هذا الخلاف کان أمراً

ص: 377

طبیعیاً جداً لما حصل من التکتم والسریة علی ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)للأسباب التی رووها وأهمها الخوف علی الإمام من ظَلَمة ذلک الزمان من الحکام وجلاوزتهم ، ولکن هذا لا یعتبر دلیلاً علی عدم ولادة الإمام المهدی ولا عدم وجوده . وینبغی أن لا ننسی دور السلطة وسیاستها والإشاعات التی کانت تبثها والتی تخالف الحقیقة للقضاء علی مذهب الإمامة والتشیّع لأهل البیت(علیهم السّلام) .

سابعاً: إن علماء الشیعة الإثنی عشریة الذین صححوا تلک الرّوایات ، کانوا علی مستوی عال من الورع والتقوی والخوف من الله عزّ وجل ، کما هو معلوم من سیرتهم وحیاتهم ، حیث لم یدفعهم شئ من هوی النفس فی هذا التصحیح ، ولکن صححوها وحکموا علی رجالها بالوثاقة لقیام الدلیل لدیهم علی واثقتهم وعدم وجود ما یخالف هذا الدلیل ویوجب ترددهم فی حکمهم هذا .

وما أظن أن فرقة من فرق المسلمین تتخذ الأسلوب الذی یتخذه علماء الجرح والتعدیل الشیعة من شدة الإحتیاط فی تعدیل الرواة أو جرحهم .

وللأسف الشدید فإن قولک أعلاه اتهام صریح للأجلاء من العلماء ورمیهم باتباع الهوی وعدم والورع والتقوی فی توثیق الرّواة أو جرحهم ! الأمر الذی ینبغی لباحث مثلک أن یتجنب عنه لأنه قول بغیر علم ، ومن دون دلیل أو حجة أو برهان ! أترید یا هذا أن یتخذ أسلوبک هذا فی الجرح والتعدیل ، إذا لن تسلم روایة واحدة لا عند الشیعة ولا عند جمیع فرق المسلمین ! ولن تبقی روایة لأی حدیث سنة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أو أهل بیته(علیهم السّلام) !!

ثامناً: ذکرت لک فی رد سابق أنک تتهم النواب الأربعة بوضع الرّوایات

ص: 378

واختلاقها بغیر دلیل أو برهان ، مع ثبوت وثاقتهم وعدالتهم بطریق معتبر وصحیح ولا زلت تکرر ذلک ! ثم إن وجود مغرضین ادعوا النیابة عن الإمام المهدی وروحی فداه ، لا یعنی أن کل النواب علی هذه الشاکلة ، حیث ثبت للناس کذب أولئک الذین ادعوا النیابة بغیر حق . وقد ثبت فی الخبر الصحیح أن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام) أمر بالأخذ من النائب الأول والثانی واعتبرهما فی أعلی درجات الوثاقة وأن ما قالاه عنه فهو قوله . فتشکیکک فیهما وفی أمثالهما بعد ثبوت وثاقتهم لمجرد احتمال أو تخمین أو ظن أو ما شاکل ، عدوان خاطیء بلا دلیل ! ولقد وثق بهم الکثیر من الشیعة ممن عایشهم وعاصرهم وتیقنوا حقیقة نیابتهم عنه(علیه السّلام) . ومسألة الإخبار بالمخفیات أو ببعض المغیبات التی أشرت إلیها إن کانت حصلت من بعضهم ، فهی خیر دلیل علی صدق دعواهم النیابة ، وأن لهم اتصالاً بالإمام المهدی(علیه السّلام)، وإلاّ کیف یخبرون بمثل هذه الأمور ؟!

علی أن إخبارهم بذلک أن حصل فعلاً فلیس لأنهم یعلمون الغیب ، ولا لأن الإمام المهدی(علیه السّلام)عنده علم الغیب الذاتی فهذا من مختصات الله عز وجل ، ولا تقول الشیعة الإمامیة الإثنا عشریة فی حق واحد من البشر ذلک ، وإنما هو إخبار بالغیب الذی علمه إیاه من یعلم الغیب الذاتی سبحانه وتعالی ، وصل إلیه إما بطریق الوحی الی سول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) فوصله من آبائه(علیهم السّلام) فأخبر بعض نوابه به للدلالة علی صدق دعواهم وأنهم نواب حقیقیون له ، أو عن طریق الکتب التی ورثها عن آبائه وأجداده الطاهرین(علیهم السّلام) أو عن طریق الإلهام وتحدیث الملائکة وغیرها من وسائل علم المعصوم(علیه السّلام).

ص: 379

تاسعاً: أنت تذکر بعض الحوادث التاریخیة وتنقلها وکأنها من المسلمات عندک ، وکأنه لا یختلف علی وقوعها إثنان ! دون أن تشیر إلی صحة منقولاتک هذه ودون أن تسندها بخبر صحیح !! وفی کلامک الذی کتبته أعلاه الکثیر من ذلک ، فی حین تطالب الطرف الآخر بأن یأتی لک بالخبر الصحیح ، وحین یأتی لک بالخبر الصحیح ، تلف وتدور وتشکک فیه وتحاول خدشه ورده ، وإن کان بالطرق غیر السلمیة والملتویة والإحتمالات والظنون الباطلة !

وعلیه فأنا أطالبک من الآن وعندما تذکر خبراً معیناً أو حکماً علی موضوع تارخی ، أن تثبت صحة هذا الخبر بالدلیل الصحیح ، وإلا فلن أقبل منک !

عاشراً: إن الذی یرید أن یجتهد فی مسألة لا بد أن تکون له أهلیة بامتلاکه آلیات الإجتهاد والإلمام بأسسه ومبادئه ،

ولا أراک وصلت إلی هذه الرتبة .

فکتب أحمد الکاتب جواباً مطولاً بتاریخ:12/9/2000, کرر فیه کلامه الماضی ولم یبحث أسانید الروایات کما طالبه التلمیذ ، وخلاصة ما قاله:

( لا یجوز أن نطلق صفة الصحة علی تلک الأخبار لمجرد أن العلماء السابقین صححوها ، فإن علماء کل مذهب یصححون الأخبار التی تؤید مذهبهم ، بل لا بد أن نبحثها بصورة مستقلة ومحایدة ، ومع وجود الشک المحاید المعقول فی قصة باطنیة سریة مخالفة للظاهر یهمس بها بعض الأشخاص الذین یمنعون الناس من التحقیق فیها لا یمکن أن نطلق علی تلک الأخبار وصف الصحة بسرعة وتقلیداً للعلماء السابقین.

إن النافی لوجود الولد للإمام العسکری یعتمد علی الظاهر المجمع علیه بین

ص: 380

کافة فصائل الشیعة الإمامیة وعامة المسلمین من أن الإمام العسکری لم یکن یدعی وجود ولد له إمام الملأ ، والمدعین خلاف الظاهر هم الذین یحتاجون الی إثبات ذلک بخبر صحیح ، وما دام الشک موجوداً فی التاریخ الشیعی فإنه شک مبرر ومعقول ، ینفی عن دعوی المدعین الصحة والیقین...

إن السید محمد باقر الصدر(رحمه الله)قد بحث الموضوع بحثاً وافیاً رصیناً قیماً قویاً ، وحسب علمی فإن بحث الصدر کان یدور حول فلسفة الغیبة وإمکانیة العمر الطویل ، ولم یبحث فی مسألة وجود المهدی وإنما اعتمد علی قول النواب الأربعة الذین استبعد کذبهم من دون أن یحقق فی المسألة ، فإذا کان لدیک أی بحث خاص فی الموضوع ، فنرجو أن تتحفنا به ، مع جزیل الشکر .

وخلاصة جواب التلمیذ له:

هل قول النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ):( إنی مخلف أو تارک فیکم الثقلین.. الخ.) استنتاجٌ أو إفتراض عقلی ، حتی نحکم علیه بأنه دلیل عقلی؟! أو هو قول ثبت بالتواتر صدوره عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فیکون دلیلاً روائیاً تاریخیاً ؟ إن طلبک أن ندع البحث فیه جانباً محاولةٌ للتهرب من الدلالة القاطعة التی تفیدها هذه الأدلة ، والتی لا ترید الخوض فیها زعماً منک أنها أدلة فلسفیة وعقلیة ، لحصر نطاق البحث فی دلیل واحد أو اثنین تری أنه بإمکانک التحایل علی دلالته ، أو الخدش فیه بأسلوب التخمین والظنون والإحتمالات والإستنتاجات الخاطئة !

ثانیاً: قلت لک إن روایات ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)متواترة ، وهی صریحة فی وجوده ، أو رؤیة البعض له ، أو أن والده أخبر بوجوده . أما إذا أضفنا الیها الأدلة

ص: 381

تارخیة الأخری من رؤیة البعض له ، وشهادة المؤرخین بولادته وأنه ابن الحسن العسکری ، فیکون دلیل وجوده متواتراً بالمعنی الأول للتواتر ، ولا یضر فیه مخالفة من

أنکر وجوده ممن تقدم أو تأخر ، فکم من خبر أو حدث ثبت تواتره بهذا المعنی ولکن تجد من ینکره ویخالف فی حدوثه أو صدروه .

أما نقل المؤرخین حدث ولادته وثبوت ولادته فلم یقتصر علی الشیعة ، بل نقله کثیر من علماء السّنة ، ونذکر أسماء جملة من هؤلاء العلماء والحفاظ:

1- ابن حجر فی الصواعق المحرقة/124 قال: ( أن أبا محمّد الحسن الخالص لم یخلف غیر ولده أبی القاسم محمّد الحجّة ، وعمره عند وفاة أبیه خمس سنین لکن آتاه الله الحکم، وسمّی القائم المنتظر ) .

2- الکنجی فی کتابه البیان الملحق بکتاب کفایة الطالب/521 قال: (فی الدلالة علی کون الإمام المهدی حیاً باقیاً مذ غیبته إلی الآن) ثم قال: ( ولا امتناع فی بقائه بدلیل بقاء عیسی والیاس والخضر من أولیاء الله تعالی وبقاء الدجال وإبلیس الملعونین أعداء الله تعالی ، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالکتاب والسّنة ، فلا یسمع بعد هذا لعاقل إنکار جواز بقاء المهدی... الخ).

3- الشیخ محی الدین بن عربی فی الباب366 من الفتوحات المکیّة علی ما فی:2/ 128 ، من الیواقیت والجواهر للشیخ عبد الوهاب الشعرانی ، من النسخة

المطبوعة سنة 1317 ، ما نصّه: (واعلموا أنّه لا بدّ من خروج المهدی ولکن لا یخرج حتی تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فیملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم یکن من الدنیا إلاّ یوم واحد لطوّل الله ذلک الیوم حتی یلی ذلک الخلیفة ، وهو من عترة

ص: 382

رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وسلم من ولد فاطمة رضی الله عنها ، جدّه الحسین بن علی بن أبی طالب ، ووالده الحسن العسکری بن الإمام علی النقیّ (بالنون) ابن الإمام محمّد التقی (بالتاء) ابن الإمام علی الرضا بن الإمام موسی الکاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زین العابدین بن الإمام الحسین بن الإمام علی بن أبی طالب ، یواطئ اسمه اسم رسول الله صلی الله علیه وسلم ، یبایعه المسلمون بین الرکن والمقام) .

4- الشعرانی فی کتابه الیواقیت والجواهر/127 من الجزء الثانی، قال: (فهناک یترقب خروج المهدی من أولاد الحسن العسکری ، ومولده لیلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسین ومئتین ، وهو باق إلی أن یجتمع بعیسی بن مریم(علیه السّلام)، فیکون عمره إلی وقتنا هذا ، وهو سنة ثمان وخمسین وتسعمئة ، ستاً ةستّین وسبعمئة سنة ...الخ کلامه) .

5- ابن الأثیر الجرری المتوفی سنة630 فی الکامل فی التاریخ قال فی:7/274:

(وفیها (سنة260) توفی أبو محمد العلوی العسکری ، وهو أحد الأئمة الإثنی عشر علی مذهب الإمامیة ، وهو والد محمد الذی یعتقدونه المنتظر ) .

6- کمال الدین محمد بن طلحة الشافعی المتوفی652 ، ترجم له فی مطالب السؤول:2/79 ، بقوله: ( أبی القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علی المتوکل بن القابع بن علی الرضا بن موسی الکاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علی زین العابدین بن الحسین الزکی بن علی المرتضی أمیر المؤمنین بن أبی طالب المهدیّ الحجة الخلف الصالح المنتظر(علیهم السّلام) ).

ص: 383

7- العلامة سبط بن الجوزی المتوفی سنة654، قال فی تذکرة الخواص/363 ، قال عند ترجمته للإمام المهدی(علیه السّلام): (وهو محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسی الرضا بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب(علیه السّلام)، وکنیته: أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجّة ، صاحب الزمان القائم ، والمنتظر والتالی . وهو آخر الأئمة) .

8- ابن خلکان المتوفی سنة681، فی وفیات الأعیان:4/176، قال: (أبو القاسم محمد بن الحسن العسکری بن علی الهادی بن محمد الجواد المذکور قبله ، ثانی عشر الأئمة الإثنی عشر علی إعتقاد الإمامیة

المعروف بالحجة) وقال: (کانت ولادته یوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسین ومائتین) .

9- الحسین بن حمدان أبو عبد الله الخصیبی المتوفی سنة334 ، وهو من أهل السّنة المنصفین وقیل بتشیّعه ولم یثبت ، أفرد فی کتابه الهدایة الکبری باباً فی الإمام المهدی(علیه السّلام)تحدث فیه عن ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)وغیبته وظهوره وحکمه وصفاته وما یتصل به(علیه السّلام)من أمور ، وهو من المعاصرین للغیبة الصغری .

10- سهل بن عبد الله البخاری المتوفی سنة 341 ، فی کتابه سر السلسلة العلویة وهو أیضاً من المعاصرین للغیبة الصغری .

11- محمد بن أحمد بن أبی الثلج أبو بکر البغدادی المتوفی سنة322 ، ذکره فی کتابه موالید الأئمة ، مطبوع بهامش کتاب الفصول العشرة فی الغیبة للشیخ المفید ، وهو أیضاً من المعاصرین للغیبة الصغری...الخ.

12- نصر بن علی الجهضمی الذی یعتبر من ثقات رجال العامة...الخ.

ص: 384

فأجاب لاری جواباً تکراریاً بتاریخ:15/9/2000،خلاصته:

الأخ العزیز الأستاذ التلمیذ حفظه الله: السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته .

إن الأدلة التی یسوقها سدنة الإمام المهدی السابقون واللاحقون علی دعواهم ، تنقسم الی ثلاثة أقسام أولاً: الأدلة الفلسفیة أو ما یسمونها بالأدلة العقلیة والإعتباریة التی تقوم علی نظریة الإمامة وضرورة وجود إمام معصوم معین من قبل الله فی کل زمان ، ویبنون نظریتهم هذه علی مجموعة أحادیث نقلیة مشکوک فیها أو مؤولة حسبما یشتهون ، وعمدة نظریتهم قانون الوراثة العمودیة الذی ما أنزل الله به من سلطان ، والذی علی أساسه یحرفون الإمامة عن جعفر بن علی الهادی ویعطونها للولد المفترض المزعوم... وقد رفضنا البحث فی تلک الروایات أو الأدلة الفلسفیة أو نظریة الإمامة ، لأنا أولاً لا نؤمن بنظریة الإمامة ، ولأنها ثانیاً لیست طریقاً معتبراً ومعقولاً لإثبات وجود إنسان ، ولأن الحدیث لیس عن إمامة الإمام الثانی عشر وإنما عن وجوده . وقلنا إن الطریق الوحید المعتبر والمعقول هو بحث الدلیل التاریخی أی الحدیث عن أبیه وأمه والشهود الذین شهدوا ولادته ، والأشخاص الذین رأوه فی حیاة أبیه ، وبعد وفاته .

إن الأستاذ التلمیذ یقول أن الإمام العسکری لم یخبر إلا بعض خواص أصحابه بخبر وجود ولد لدیه ، وهذا یعنی أنه خبر سری من أخبار الآحاد مخالف للظاهر ولیس خبراً مجمعاً علیه ولا متواتراً ، ولکی نتأکد من صحة هذا الخبر نحاول أن ندرسه وندرس وثاقة الأشخاص الذین ادعوا النیابة الخاصة للإمام المهدی ، ونود أن نعرف فیما إذا کانوا صادقین أو دجالین أفاکین مدعین ، خاصة وأن التاریخ

ص: 385

الشیعی یذکر لنا وجود عشرین رجلاً آخر ادعی النیابة عن الإمام المهدی فی ذلک الزمان ، وکانوا من الغلاة والباطنیة ، وما الذی یمیز أولئک الأربعة عن غیرهم من الدجالین والمدعین .

ولکن الأستاذ التلمیذ لا یرید أن یفکر فی هذه الأمور ولا یجتهد فیها ولا یحقق فی أیة قصة ولا أیة روایة ، ویحاول تقلید العلماء السابقین فیما رووا وفیما رأوا ، ویقلدهم أیضاً فی الجرح والتعدیل ، ولا یسمح لنفسه ولا لغیره بالتوقف دقیقة للتفکیر والتساؤل ویعتبر ذلک تجریحاً للنواب الأربعة وللعلماء السابقین ، ولکنه لا یمانع فی نفس الوقت من اتهام أصحاب الإمام العسکری وسائر الشیعة الإمامیة الذین لم یصدقوهم بأن لدیهم أهدافاً وأغراضاً خاصة رجماً بالغیب .

وبالرغم من عدم وجود دلیل قاطع یورث الیقین وقیام الدعوی علی إفتراضات ظنیة إجتهادیة وأحادیث ضعیفة سریة باطنیة ، واختلاف الشیعة الإمامیة فی ما بینهم ووقوعهم فی الحیرة الشدیدة ، فإن التلمیذ یدعی حصول القطع والیقین لدیه ، ولا یمانع قبل الشروع بالحوار من الإدعاء بأنه متیقن بوجود أهداف خبیثة ونوایا سیئة .

فأجابه التلمیذ بتاریخ: 15/9/2000، بما خلاصته:

أولاً: لقد ادّعیت أن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)نفی وجود ولد له ، وطالبناک بالدلیل علی صدق دعواک هذه ، وإثبات صحة هذا الزعم ولکنک لم تفعل ! فثبت لنا أن دعواک هذه بلا دلیل .

ثانیاً: لم تستطع إلی الآن ردّ دلیل واحد منها وقرعه بدلیل معتبر ، حیث لم تأت

ص: 386

إلاّ بدعاوی فارغة لا دلالة فیها علی النفی الذی تذهب إلیه !

نعم دعاوی فارغة متمثلة فی الشکوک والظنون والإحتمالات والتخمینات والتفسیر المقلوب للأحداث والوقائع وفهمها منکوسة .

أما دعوی انسداد الحوار معی فالذی جعله کذلک هو الأدلة القاطعة والبراهین الساطعة التی تحیرت فی الرّد علیها أو إثبات بطلانها ، فأخذت تخبط خبط عشواء تردد کلاماً إنشائیاً عاریاً من أی دلیل ، وتعید نفس الموال !!

وعسی أن لا یکون وصفک الحوار معی بهذا الوصف محاولة تمهیدیة للخروج من الحوار بهذه الحجة ، کما فعلت مع الأخت نرجس طریف .

ثالثاً: أستغرب منک تکرارک الطلب بتحدیدی لمعنی التواتر مع أنی فی ردّی السابق والّذی قبله حدّدت ذلک وأوضحته لک وبالمثال ، فهل أفهم من ذلک أنک لم تقرأ ردودی کاملة ؟ أو أنک لم تفهم ما کتبته حول هذه النقطة ؟

أما المنهج الباطنی فلم ألجأ إلیه ، فهل من یعتمد علی ظاهر الدلیل النقلی یکون منتهجاً نهجاً باطنیاً فی الإستدلال ، ما هذه الدعاوی الفارغة یا رجل ؟!

رابعاً: قلت: (حیث تقوم بنسبة ولد للإمام العسکری خلافاً للظاهر من حیاته وأقواله ، وتقول أنه أسرّ ذلک إلی بعض خواصّه مما یعنی عدم معرفة أهل بیته وبقیة خواصّه وسائر الشیعة وسائر الناس بوجود ولد لدیه . وعندما أقول لک أن هذا منهج باطنی استخدمته...الخ.).

أقول: أنا عندما نسبت هذا الولد للإمام العسکری(علیه السّلام)، والّذی تقول أنت إن ذلک خلافاً للظاهر من حیاته وأقواله ، وعندما قلت لک: إنه أسرّ ذلک لبعض

ص: 387

خواصّه ، قلتَ إن ذلک یعنی عدم معرفة أهل بیته وبقیة خواصه وسائر الشیعة وسائر الناس بوجود ولد لدیه ! ولم یکن اعتمادی فی قولی هذا علی المنهج الباطنی کما تزعم ، بل اعتمدت علی مجموعة من الأدلة النقلیة والحقائق التاریخیة ، التی ملخصها أن الإمام العسکری(علیه السّلام)إنما أخفی ولادة ابنه هذا ولم یظهره إلاّ للبعض خوفاً علیه من القتل ، لأن الأخبار التی صدرت من النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) والأئمة الطاهرین من أهل البیت(علیهم السّلام) بشأن المهدی وأنه الثانی عشر من أئمة العترة ، والتی شاعت بین الناس وصلت إلی مسامع خلیفة عصره ، وکان هو وآباؤه یعلمون أن المهدی الموعود من نسل فاطمة ونسل الإمام الحسین(علیه السّلام)وأن دولة الطغاة والظلمة تنقرض علی یده ، وأنه سیظهر علی مشارق الأرض ومغاربها ویقضی علی الطغاة والظلمة ، لذا کانوا یخشون ظهوره ، الأمر الذی دفعهم للعمل بکل طریقة لدفع هذا الخطر، فکان بیت الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام) تحت المراقبة الشدیدة من قبل جواسیس الدولة ، بل لقد عیَّن المعتمد العباسی مجموعة من النساء القوابل یأتین الی بیت الإمام العسکری(علیه السّلام)ویحملن إلیه الأخبار ، فلم یکن بد للإمام الحسن العسکری من إخفاء ولادة ابنه هذا عن الناس لیحفظه من کید الأعداء !

وهذا النوع من التصرف هو الذی یحکم به العقل ویقره العقلاء ومن خلاف المنطلق والعقل والحکمة أن یعلن الإمام العسکری(علیه السّلام)عن وجود هذا الولد ومن ثم یقبض علیه للتخلص منه ، ورغم کل ذلک وفی هذا الواقع الخطر لم یکتم الإمام(علیه السّلام)أمر ولادة ابنه کلیّاً بل أطلع علیه مجوعة من المخلصین وأخبر جماعة

ص: 388

أخری من الثقاة بولادته مع وصیته لهم بإخفاء هذا الأمر خوفاً علیه من الأعداء .

أماّ دعواک أن هذا أیضاً ظاهر أقواله(علیه السّلام)والذی یوحی بأنک تدّعی أن الإمام(علیه السّلام)أنکر وجود الولد لدیه ، فنحن نطالبک بالدلیل الصحیح علی صحة هذا الزعم ، فهل تتحفنا به؟!

کما أن مسألة خفاء مولد الإمام المهدی(علیه السّلام)أتی بها الخبر الصحیح عن غیر واحد من الأئمة الطاهرین(علیهم السّلام) منها الخبر الصحیح الذی رواه الشیخ الصدوق علیه الرّحمة فی کتابه کمال الدّین:2/370 ، قال: (حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن یعقوب بن یزید عن أیوب بن نوح قال: قلت للرضا(علیه السّلام): إنّا لنرجو أن تکون صاحب هذا الأمر وأن یردّه الله عزّ وجل إلیک من غیر سیف ، فقد بویع لک وضربت الدراهم بإسمک ، فقال: ما منّا أحد اختلفت إلیه الکتب وسئل عن المسائل وأشارت إلیه الأصابع وحملت إلیه الأموال إلاّ اغتیل أو مات علی فراشه حتی یبعث الله عزّ وجل لهذا الأمر رجلاً خفی المولد والمنشأ غیر خفی فی نسبه) ورواه أیضاً الشیخ الکلینی فی الکافی وبسند صحیح أیضاً . فبعد وجود مثل هذه الرّوایات عن الأسباب التی جعلت ولادته تحاط بالخفاء والسریة لا بد أن نرفض الدعوی قبول الدعوی القائلة بأن عدم اشتهار ولادته دلیل علی عدم وجوده ).

فأجابه لاری بتاریخ:17/9/2000, بما خلاصته:

أفهم من قولک أنک برئ من سلوک المنهج الباطنی براءة الذئب من دم یوسف وأعتبر إعلانک هذا خطوة مهمة علی طریق البحث والحوار والتفکیر السلیم

ص: 389

والإجتهاد الصحیح.. وقد اعترفت یا أیها التلمیذ فی أکثر من موضع بأن ولادة الإمام الثانی عشر کانت سریة ولم یعلن عنها الإمام العسکری ، ولم یخبر إلا بعض خواص أصحابه ، وعللت ذلک بالخوف وقلت: إن من خلاف المنطلق والعقل والحکمة أن یعلن الإمام العسکری عن وجود هذا الولد ، وقلت: إن مسألة خفاء مولد الإمام المهدی أتی بها الخبر الصحیح عن غیر واحد من الأئمة وأن مولده یحاط بالخفاء والکتمان والسریة .

وقد رفضت دعوی من یأتی ویدعی وجود ولد مستور للإمام الخمینی وأنه وریثه علی العرش ، وشککت فی عدالة من یقول ذلک قبل أن تراه .

وقلت إن المدعین وجود المهدی قد ثبتت وثاقتهم وورعهم وعدلهم ، إضافة الی وجود القرائن کأحادیث الأرض والثقلین والنجوم والاثنی عشر، التی تثبت صدق دعوی هؤلاء المدعین ، وأضفت الی ذلک القصص التی تنقل عن إخبارهم بالغیب والتواقیع التی کان النواب الأربعة یخرجونها علی لسان الإمام بخط واحد مشابه ومتطابق ، طوال سبعین سنة .

وقلت أیضاً إن عدم اشتهار ولادته لا یعنی عدم وجوده ، وإن عدم اشتهار ولادة إنسان بین الناس لا یکفی دلیلاً علی الحکم بعدم الوجود .

وقلت إن کل ذلک یعطینا دلیلاً علی ولادته ووجوده ، حتی لو ثبت خفاء مولده عن بعض الناس ، وقلت: إن وصیة الإمام العسکری الی أمه وعدم وصیته الی أحد غیرها لا دلیل فیه علی عدم وجود الولد لدیه ، بل إن الإمام کتم أمر وصیته لابنه عامداً ، کی ینجیه من خطر السلطان .

ص: 390

واعترفت بأن مسألة ولادة الإمام وحیاته هی خلاف العادة ، کما أشارت الی ذلک الروایات الواردة عن رسول الله والأئمة الطاهرین ، وأن القائلین بوجوده لم یدعوا أنها قضیة عادیة مثل بقیة القضایا ، وأنها خلاف المألوف ، ولکن لیس کل ما هو خلاف المألوف والمعتاد یمتنع حصوله ووقوعه ، وقد ورد الدلیل المعتبر الصحیح علیها . إن فی کلامک هذا إعتراف واضح (إعترافاً واضحاً) بأن القضیة کانت باطنیة سریة خلاف ما کان یعلنه الإمام العسکری من عدم وجود ولد لدیه.

وعدم معرفة أخیه جعفر به وإصراره علی تسجیل الوصیة إمام قاضی سامراء وعدم الإشارة الی وجود وصی له غیر أمه .

ولکنک ترید أن ترفع الید عن هذا الظاهر بقول بعض خواص أصحاب العسکری الذین تصفهم بالورع والتقوی والثقة نتیجة عدة أمور .

ومع أنا نعطیک الحق فی أن تؤمن بما تشاء وتدافع عن أیة فکرة ، فإنا نطالبک بأن تجتهد وتحقق بموضوعیة وحیادیة ، وأن تعطی الآخرین الحق فی الإجتهاد والتحقیق والتمسک بالظاهر بدل التفسیر الباطنی... وقد لجأ (النواب الأربعة) وغیرهم من أدعیاء النیابة الذین تجاوز عددهم العشرین ، الی سلاح (المعاجز) بعد أن أعیتهم الحیلة لاثبات دعاواهم فی النیابة ، فی غیاب النصوص والأدلة العلمیة علی ولادة (الإمام) أو صحة نیابتهم عنه ، ولسنا بحاجة ماسّة لمناقشة (دلیل المعجزة أو · العلم بالغیب) فإن هذا الأمر لم یثبت لأحد من الأئمة الأحد عشر السابقین من آل البیت (ع) ولم یکن رسول الله (ص) الذی کانت له قابلیة الاطلاع من الله علی علم الغیب ، لم یکن لیدعیه أو یمارسه بمثل ما کان یدعیه

ص: 391

(النواب) ویشیعون عن أنفسهم معرفته . وقد اعتمد الرسول الأکرم علی العقل و(معجزة القرآن) الخالدة... فإذا لم یکن الرسول الأعظم (ص) یستخدم المعاجز والآیات لإثبات رسالته ، فکیف استطاع (النواب الأربعة) استخدامها لاثبات نیابتهم؟ ومن الذی یؤکد حصول ذلک؟

فأجابه التلمیذ: أولاً: لقد ادّعیت أن الإمام العسکری(علیه السّلام)أنکر وجود الولد لدیه وطلبت منک أن تأتی بالدّلیل علی دعواک هذه فلم تأت بهذا الدلیل ، وما عجزک عن الإتیان به إلاّ دلیلاً علی أنک تطلق دعاوی فارغة لا أساس لها من الصحة .

ثانیاً: لقد ادّعیت عدم وجود الخبر الصحیح عند الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة الّذی یدل علی وجود ابن للإمام العسکری(علیه السّلام)أو وجود الإمام المهدی(علیه السّلام)، حیث أشرت فقط إلی بعض الرّوایات الضعیفة فی ذلک دون أن تتعرض للصحیح أو تشیر إلیه حیث تجهالت هذه الرّوایات ، وقد أثبتنا لک وبالدلیل بطلان هذه الدعوی الفارغة أیضاً !

ثالثاً: لقد ادّعیت فیما سبق عدم صحة حدیث الإثنی عشر عند أهل السّنة ، وأثبتنا لک أن حدیث الإثنی عشر خلیفة أو إمام أو أمیر مجمع علی صحته عند القوم ، ولم نجد من ناقش منهم فی صحة هذا الخبر خصوصاً وأنه ورد فی أصح الکتب عند القوم البخاری ومسلم الذی یعتقد أهل السّنة صحة جمیع ما ورد فیها من روایات ، فأبطلنا أیضاً هذه الدعوی الفارغة التی ادّعیتها !

رابعاً: ادّعیت أن الإمام العسکری(علیه السّلام)لم یتحدث عن مسألة الإمامة الإلهیة وأثبتنا لک بطلان هذه الدعوی بنموذج من الخبر الصحیح الذی یثبت أن

ص: 392

الإمام(علیه السّلام)تحدث عن الإمامة الإلهیة .

خامساً: قلت: (أفهم من قولک أنک برئ من سلوک المنهج الباطنی براءة الذئب من دم یوسف.... الخ.) . أقول: نعم أنا برئ من سلوک هذا المنهج وأستنکر اتهامک الفارغ الباطل لی بسوکه کما أرفض أی دعوی باطنیة إذا لم تقم الأدلة الصحیحة والقرائن المعتبرة الظاهرة علی صحتها ، وقضیة وجود الإمام المهدی وإن کانت بعض ملابساتها أحیطت بالخفاء ککتمان ولادته(علیه السّلام)عن الکثیر من الناس وعدم الإطلاع علیها إلاّ من قبل البعض ، وکعدم ظهوره ورؤیة الکثیر من الناس له عدا البعض القلیل ، إلاّ أن الإستدلال علی وجوده(علیه السّلام)غیر مستند إلی الدلیل الباطنی بل علی الدلیل الظاهری من أخبار صحیحة تثبت ولادته ووجوده ، وقرائن ظاهرة کثیرة تؤکد لنا صحة هذه الحقیقة ، خصوصاً وأن قضیة حفاء ولادته(علیه السّلام)وغیبته عن أنظار الناس مما ورد الإشارة إلیه ضمن روایات صحیحة سبقت ولادته ووجوده ، وهذا الخفاء والغیبة هو دلیل علی هذا الوجود ولیس دلیلاً علی عدمه . فالذی أستفیده من کلامک أعلاه أنک لا تمیز بین ملابسات هذه القضیة وبین الإستدلال علیها وعندک خلط کبیر بین الأمرین .

سادساً: قلت: (إن کل المؤرخین الشیعة الإمامیة یقولون أنه لم یعرف من ظاهر حیاة الإمام العسکری وجود أی ولد له حتی وفاته... . أقول: هذا أنت تکرر هنا کلاماً قلته سابقاً وقد رددت علیه فی ردودی السابقة فالمؤرخون الشیعة ذکروا أن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)أخفی ولادة ابنه هذا خوفاً علیه من الطغاة ، وذکروا أیضاً أنه اعترف بوجود الولد لدیه إمام البعض من شیعته بل وأری

ص: 393

بعضهم هذا الولد وذکروا أن هناک من شاهده والتقی به ، وإذا کان من المنطقی والمعقول أن یخفی الإمام ولادة هذا الإبن فلا مجال للنکران مع وجود أدلة أخری صحیحة ومعتبرة تثبت ولادته وتدل علی وجوده .

أمّا مسألة وقوع الشیعة فی الحیرة وإفتراقهم إلی أربعة عشر فرقة ، لو سلّمنا حصوله فهو أیضاً وکما قلنا أمر طبیعی ، لهذا السبب وهو الإخفاء .

علی أن القائلین بوجود الإمام والمثبتین لولادته هم الأغلب وجمهور الشیعة کما یقول الشیخ المفید حسب ما نقله عنه العلامة المجلسی فی البحار: (قال الشیخ أدام الله عزّه: ولمّا توفی أبو محمد الحسن بن علی(علیه السّلام)افترق أصحابه بعده علی ما حکاه أبو محمد الحسن بن موسی رحمه الله أربع عشرة فرقة ، فقال الجمهور منهم بإمامة القائم المنتظر وأثبتوا ولادته وصحّحوا النص علیه وقالوا: هو سمیّ رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ومهدی الأنام ، واعتقدوا أن له غیبتین إحداهما أطول من الأخری ، فالأولی منهما هی القصری وله فیها ألأبواب (النواب) والسفراء ورووا عن جماعة من شیوخهم وثقاتهم أن أباه الحسن(علیه السّلام)أظهره لهم وأراهم شخصه). وأمّا باقی الفرق فلا یمثلها إلا أفراد قلیلون لم یبقوا إلا فترة قصیرة ! قال الشیخ المفید حسب ما نقله عنه العلامة المجلسی فی البحار وبعد سرده لأقوال هذه الفرق: ( ولیس من هؤلاء الفرق التی ذکرناها فرقة موجودة فی زماننا هذا وهو سنة ثلاث وسبعین وثلاثمائة إلاّ الإمامیة الإثنا عشریة القائلة بإمامة ابن الحسن المسمّی بإسم رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وسلم القاطعة عل حیاته وبقائه إلی وقت قیامه بالسیف حسب ما شرحناه فیما تقدم عنهم ، وهم أکثر فرق الشیعة عدداً

ص: 394

وعلماً ، ومتکلّمون نظّار وصالحون عبّاد متفقّهة ، وأصحاب حدیث وأدباء وشعراؤهم وجه الإمامیة ورؤساء جماعتهم والمعتمد علیهم فی الدیانة ، ومن سواهم منقرضون لا یعلم أحد من الأربع عشر فرقة التی قدّمنا ذکرها ظاهراً بمقاله ولا موجوداً علی هذا الوصف من دیانته ، وإنما الحاصل منهم خبر عمّن سلف وأراجیف بوجود قوم منهم لا تثبت ) (أنظر بحار الأنوار:37/20). وذکر الشیخ المفید(رحمه الله)أن بعض هذه الفرق رجع إلی قول وإعتقاد الفرقة الإمامیة الإثنی عشریة . وحتی هذا الإختلاف علی فرض وجوده بالشکل الذی تصوّره أنت لا یدل علی عدم ولادة الإمام(علیه السّلام)ولا وجوده بعد ورود الخبر الصحیح فی ذلک ، إلا إذا أردت أن نقرأ الأخبار والأحداث بالمقلوب .

أما ادعاء جعفر بن الإمام علی الهادی(علیه السّلام)الإمامة فهی دعوی فاسق ، لورود ما یدل علی ذلک ودعوی الفاسق لا تقبل .

سادساً: قلت: وقد اعترفت یا أیها التلمیذ فی أکثر من موضع بأن ولادة الإمام الثانی عشر کانت سریة ولم یعلن عنها الإمام العسکری ولم یخبر الا بعض خواص أصحابه.. الخ.).... أقول: لا زلت تحاول أن تفهم القاریء أن إستدلالی علی مسألة وجود الإمام المهدی یعتمد الدلیل الباطنی أو أننی أثبت ذلک من خلال المنهج الباطنی ، لکن وضح لی بأنک لا تفرق بین بعض الملابسات الخاصة بالقضیة وبین الإستدلال علی أصل القضیة ، فبعض ملابسات القضیة وبعض جزئیاتها مما لا أنکره أنا ولا غیری من القائلین بإمامة المهدی المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنها أحیطت بالسریة والکتمان ، لکن هذا أمر یختلف عن اتهامنا بأنا نستدل

ص: 395

علی القضیة برمتها بدلیل باطنی ، دلیلنا هو دلیل ظاهری ، کأدلة أمثالها من القضایا والأمور ! فلماذا لا تفرق بین الأمرین ؟!

أما رفضی لدعوی المدعین علی الإمام الخمینی بوجود ولد له مخفی وأنه یؤمن بالنظام المکلی ، فإن قولی بعدم وثاقتهم إنما کان لأن هذا لایوجد له مؤید واحد من حیاة الإمام الخمینی ولا من أقواله ، عکس ما کان معلوماً من أقوال الإمام العسکری(علیه السّلام)حیث ثبت أنه یؤمن بعدم خلو الأرض من إمام أو حجة... !

فأجابه أحمد الکاتب بتاریخ: 18/9/2000، بما خلاصته:

أخی العزیز الأستاذ التلمیذ: وفقنا الله وإیاک لما فیه الخیر والصلاح لنا ولجمیع المسلمین . نحن نحاول أن نبحث فی قضیة مهمة جداً ، وهی تشکل أساس المذهب الإمامی والإثنی عشری..

وقد زعمت أنا فی البدایة أن مسألة وجود الإمام الثانی عشر هی فرضیة فلسفیة ظنیة إجتهادیة باطنیة سریة ولیست مسألة قطعیة ولا ضرورة من ضرورات الدین ولا المذهب الشیعی ، وبناء علی ذلک یمکن لأی أحد بل یجب علی جمیع المسلمین أن یجتهدوا فیها بدقة ولا یقلدوا فیها السابقین .

وقلت أنت عکس ذلک ، ولیس لی خلاف معک فی أن تؤمن بما تشاء وأن تحصل علی الیقین ، وإنما أرید أن أثبت لک أن قصة وجود ولد للإمام العسکری کانت قصة ملفعة

بالألغاز والأساطیر والغموض والحیرة ، وأن الذین آمنوا بوجود الولد إنما آمنوا اعتماداً علی نظریاتهم الفلسفیة وقد افترضوا وجود الولد إفتراضاً واجتهدوا إجتهاداً ، ولیس لدیهم علم بما یقولون وإنما مجرد ظن.. !

ص: 396

فأجابه التلمیذ بما خلاصته:

محاولة منی لتفعیل هذا الحوار الدائر بیننا ، فإنی سأقوم یاستعراض الأدلة التی تستند إلیها أنت فی نفی ولادة أو وجود الإمام المهدی باختصار وأجییب علیها... وخلاصة الأدلة التی قدمتها لک ولم تستطع نقضها:

1- إعتراف الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)لبعض أصحابه وخواصه بوجود ولد لدیه ورد بذلک الخبر الصحیح وقد أشرنا فیما سبق من ردود إلی هذه الأخبار فإعتراف الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)بوجود ولد لدیه خیر دلیل علی وجود هذا الولد ، إذا کان الناقل لنا هذا الإعتراف ثقة وعدل ، ثبتت لنا وثاقته وعدالته .

2- الأخبار الواردة عن الأئمة السابقین علی الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)والتی تشیر إلی أن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)سیرزق الولد وأن هذا الولد یکون هو الإمام والحجة من بعده وهو الإمام المهدی المنتظر وآخر الأئمة الإثنی عشر ، وبعض هذه الأخبار ما هو صحیح

سنداً ، وبعضها فی حکم الصحیح ، وقولنا عن هذا البعض بأنه فی حکم الصحیح لأن الراوی الواقع فی سندها وإن کان مجهولاً أو ضعیفاً إلاّ أنه لم یدرک الفترة من بعد حیاة الإمام العسکری(علیه السّلام)لنحتمل أنه الواضع للروایة أو المختلق لها بل عاش فی فترة هی أسبق من هذه الفترة مما یمنع ذلک احتمال وضعه لها ، أما بقیة رجال السند ممن عاصر هذه الفترة وما بعدها فهم من الثقاة .

3- لم یؤثر فی خبر صحیح عن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)أنه نفی وجود الولد لدیه .

ص: 397

4- لم یؤثر عن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)والّذی کان یعتقد الإمامة الإلهیة لنفسه وللأمة السابقین أنه صرح بانقطاع الإمامة الإلهیة من بعده .

5- صح عن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)القول بعدم خلو الأرض من حجة وإمام منصوصاً علیه من قبل الله تعالی ، وإن أقواله(علیه السّلام)وتصریحاته ومنهجه الذی کان علیه فی حیاته کل ذلک یؤکد الرّوایات والأخبار القائلة بأنه نص علی ابنه الإمام المهدی کما نص کل إمام علی الإمام الذی یلیه(علیهم السّلام) ، ولا فرق فی ذلک إلا فی اختلاف الظروف .

6- أن جمهور الشیعة الإمامیة بعد وفاة الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)دان بإمامة الإمام المهدی(علیه السّلام)والمخالف لهذا الجمهور لا یعد شیئاً ، وهم قلة جعلهم الخصوم بضع عشرة فرقة ، وبعضهم رجع إلی القول بإمامة الإمام المهدی(علیه السّلام)ووافق جمهور الشیعة الإمامیة ، والباقی اندثر ولا وجود له .

7 - إن الأستاذ أحمد الکاتب دائماً یفهم من کلامی عکس ما یستفاد منه ! قال بأنی تنازلت عن دلیل المعجز ، وأنا لم أستدل بهذا الدلیل إطلاقا فی ردودی.

فکتب لاری بتاریخ:19/9/2000:

الأخ العزیز الأستاذ التلمیذ المحترم: ظهر من خلال المداخلات السابقة أن الإمام الحسن العسکری لم یعلن وجود ولد له وإنما أسرَ بذلک الی بعض خواصه حسب قولک ، وأن هناک روایات تاریخیة تقول بصحتها إضافة الی وجود روایات تشکل نظریة الإمامة التی تستند علیها فی الإستدلال الإعتباری أو العقلی.ونحن نحترم إجتهادک هذا ، وبما أنه إجتهاد ولیس أمراً قاطعاً أو ضروریاً

ص: 398

فی الدین ، فنحن نتوقع منک أن تحترم إجتهادات الآخرین وقد أعربت عن ذلک فشکراً لک ، واسمح لی أن آخذ اجازة مؤقتة من الحوار لبعض الظروف الطارئة ، وفی نیتی تقدیم بحث الی الجامعة ، وهو یحتاج الی ترجمة وعمل ، علی أن أعود الیکم بعد فترة إن شاء الله . وشکراً جزیلاً ، وأرجو أن تسامحنی إذا سببت لک أو لبعض الإخوة القراء شیئاً من الإزعاج .

فکتب له التلمیذ بتاریخ:21/9/2000:

إلیک هذا التعلیق المختصر علی ما سطرته أناملک أعلاه:

1- مسألة أن الإمام العسکری(علیه السّلام)لم یعلن أو یخبر عن وجود ولد لدیه بشکل علنی وإمام الملأ من الناس هذه لم ننکرها ، وقد قلنا أن الإمام العسکری کتم وأخفی أمر هذا الولد حفاظاً علیه من الخطر ،، ولم یخبر عن وجوده إلا مجموعة من أصحابه وثقاته وخدم الإمام وجواریه وبعضاً من أهل بیته ، فما أدری لماذا تکرر قولک بأنی اعترفت بذلک وکأنک انترغت منی إعترافاً وقولاً أو أمراً کنت من قبل لا أقول به أو أنکره ؟! فلا یوجد أحد من القائلین بإمامة الإمام المهدی ووجوده یدّعی خلاف ما قلنا .

2- إذا کانت المسألة إجتهادیة حسب ما تقول وتزعم وترید من الآخرین أن یحترموا إجتهادک ، فلماذا أنت لم تحترم إجتهاد الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة هذا ؟! لماذا تتهم القائلین بخلاف ما تقول بأنهم إنما قالوا بذلک طمعاً فی الأخماس أو لهم مصالح شخصیة وما شاکل من قول ؟ ولماذا؟ ولماذا؟

3- أنا أختلف معک فی أن هذه المسألة فرعیة صغیرة ، وأنها غیر مهمة وما قد

ص: 399

یوحه کلامک أعلاه من توهین لهذه المسألة ، وأنها لیست بتلک الأهمیة ولا تشکل إلا نسبة صغیرة من کامل العقیدة ، وأن عقیدة المرء تکون صحیحة 100 % حتی لو لم یعتقد بالإمام المهدی أو بإمام زمانه ، حیث أن الأدلة قائمة علی أن المکلف إذا لم یعتقد بإمامة إمام عصره ولم یعرفه فإن میتته تکون میتة جاهلیة ، فهذا الحدیث المتفق نقله بین الفریقین بصیغتة هذه أو بصیغه الأخری التی تعطی نفس هذا المعنی یخالف ما تقول .

4- تزعم أنک ترید وحدة المسلمین وکأنها تتوقف علی محاربتک لعقیدة الإمامیة وإنکارک ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)! وإذا کانت هذه العقیدة وغیرها مما تشکل عائقاً عن الوحدة ، فعلی الأستاذ أحمد الکاتب أن یخترع عقیدة وشریعة یقبل بها الجمیع حتی یوحدهم علیها ! بل أری أن الإعتقاد بالإمام المهدی(علیه السّلام)وبأصل هذه الفکرة یقرب المسلمین إلی الوحدة أکثر مما یعیقها .

5- بعد أن طلب الأستاذ أحمد الکاتب أن أعفیه من الحوار مؤقتاً لظروفه التی أشار إلیها ، فهو معذور من قبلنا ولا نلزمه بمتابعة الحوار . وعلیه فلا بأس أن نسمع وجهات نظر الإخوة الأعزاء وآراءهم فی حوارنا السابق علی أن یکون ذلک بصورة محایدة . وأسف یا أستاذ أحمد إذا کان قد بدر منی شئ مما یؤذیک من ألفاظ أو تعابیر . وللجمیع خالص حبی وتحیاتی.. أخوکم: التلمیذ .

فکتب بریر الهمدانی: نشکر الأخ التلمیذ کثیراً علی ردوده القیمة التی هی فعلاً مقنعة ووافیة وکافیة . والحقیقة أقولها وبصراحة إنه لم یترک مجالاً للأخ أحمد الکاتب أراد أن یثبت به دعواه إلا وقد أغلقه علیه .

ص: 400

قال العاملی: نلاحظ أن لاری عندما لم یستطع رد الروایات الصحیحة التی استدل بها الأخ التلمیذ ، هرب الی القول له بأنی أحترم إجتهادک فاحترم إجتهادی ! لقد تخلی لاری عن جبروته وتحدیه وصراخه: لایوجد عندکم دلیل نقلی.. إیتونی بدلیل نقلی ولو بروایة واحدة صحیحة السند علی مبانی علماء الشیعة ! فمسألة لاری لیست الدلیل ولا الروایات الصحیحة السند ، بل مسألته إذا أفحم أن یساوم ویقول: هذا صحیح لکنه إجتهاد منکم ، وأنا أحترمه فاحترموا إجتهادی !! فقد اعترف لاری إذن بأن علماء الشیعة عندهم أحادیث صحیحة علی مبانیهم ، وهو ملزم بها لأنه یقول إنه یتبنی مبانی علماء الشیعة فی التصحیح والتضعیف ! فلماذا لایعترف بولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)إذن؟!

ومن طریف ما کتبه لاری الی التلمیذ لکی یَغُضَّ النظر عن هروبه من النقاش ، کلام طویل نکتفی بما نقله منه الأخ التلمیذ وأجاب علیه بتاریخ:24/12/1999:

الأستاذ أحمد الکاتب: وعلیک السلام ورحمة الله وبرکاته .

أولاً: قلت: (علمت من بعض الأخوة المتحاورین أن السید الذی یسمی نفسه هنا فی هذا الموقع بالتلمیذ ما هو إلاّ عالم کبیر ورجل جلیل، وقد وددت لو یفصح لنا السید التلمیذ عن اسمه وهویته ویدخل الحوار باسمه الصریح لأن ذلک أدعی للجدیة والإلتزام بآداب الحوار والتأثیر فی الناس ، وأبعد عن السخریة والإستهزاء والجدال..). أقول: 1- إن الذّی أخبرک بأنی عالم کبیر من الأخوة الأحبة الکرام المتحاورین فما هو إلاّ مشتبه فی ذلک فأنا خادم العلماء وتلمیذ من تلامذتهم

ص: 401

وأغلب الأخوة فی هذه الساحة یعرفون من أنا وما هو مستوای العلمی فأکرر وأقول أنا لست بعالم کبیر ولا شئ من ذلک، وما أظن کلامک أعلاه إلا محاولة منک لتفهیم القارئ الکریم وإیهامه بأنک تحاور هنا بعضاً من کبار علماء الشیعة !

وإلاّ فهل تخبرنی مَنْ مِنَ الأخوة المحاورین هنا أخبرک بأنی عالم کبیر من علماء الشیعة ؟ لأستعلم منهم من أین حصلوا علی هذه المعلومات عنی أو من الذی أخبرهم

بذلک ؟! 2 - طلبک منی أن أفصح عن نفسی وأخبرک عن هویتی فهذا فی نظری مما لا یهم فی نفس الحوار أو مساره ، فإن القارئ الواعی لا ینظر إلی من قال وإنما ینظر إلی ما قال.. واطمئن أنه إن تواصل بیننا الحوار ففی الختام سأخبرک من أنا وما هو مستوای العلمی فلا تستعجل هذا الأمر . 3 - لقد التزمت معک أدب الحوار والجدیة فیه ولم یکن فی حواری معک شئ من الجدال أو السخریة أو الإستهزاء ، وإذا کان هناک من یلف ویدور ویحاول التهرب وحشو الکلام وعدم الجدیة فی الحوار فهو أنت لا أنا ! وعدم مواصلتک الردّ علی ردودی أو عدم الجواب علی أسئلتی لخیر دلیل علی ما أقول من أنک غیر جاد فی الحوار ، وتسعی للجدال أکثر من أنک ترید الحوار وبیان الحقیقة والإنصیاع لها .

ثانیاً: قلت: (سیدی الجلیل أعتقد أنک تتفق معی علی أن الإمام الحسن العسکری توفی دون أن یعلن عن وجود ولد له ). أقول: لا، من قال: إنی أتفق معک أن الإمام الحسن العسکری(علیه السّلام)توفی دون أن یعلن عن وجود ولد له ، والخبر الصحیح الذی رواه الثقات یثبت أن الإمام (علیه السّلام) أخبر عن ذلک وأعلنه لبعض خواص شیعته ، وقد نقلت لک هذا الخبر سابقاً وأکرر نقله لک هنا...فهذا دلیل روائی تاریخی آخر

ص: 402

یدحض حجتک وینسف ما تذهب إلیه من إدّعاء أن الإمام الحسن العسکری لم یولد له ولد ونفیک ولادة الحجة(علیه السّلام)،ویؤید کل ذلک الخبر الصحیح....

فما لک أیها الکاتب تقرأ التاریخ مقلوباً وتفهم أحداثه معکوسة فما دام الخبر الصحیح عن الأئمة(علیهم السّلام) یقول بأن الإمام الثانی عشر ابن الإمام الحادی عشر الحسن العسکری(علیهماالسّلام)تخفی ولادته ویغیب عن أعین الناس شخصه ، ولا یراه إلا بعض الخلص من شیعته وأن بعض الناس یکونون فی حیرة وشک من أمر ولادته ، فالفهم الصحیح لهذا الأمر والحدث هو إثبات ولادة الإمام والقول بها لا إنکارها !

ثالثاً: قلت: (لقد اعتمد الشیخ فی توثیق عثمان بن سعید العمری علی عدة روایات وکان بعضها کروایة أحمد بن إسحاق القمی ینص علی توثیقه من قبل الإمام الهادی والإمام العسکری فی المحیا والممات ، وأنه الوکیل والثقة المأمون علی مال الله ولیس فیها ماینص علی نیابة العمری عن الإمام المهدی ولکن بعض الروایات کان ینص بصراحة علی إعلان الإمام العسکری خلافة العمری للإمام المهدی ، إلا أن سند هذه الروایة ضعیف جداً وذلک لإشتماله علی جعفر بن محمد بن مالک الفزاری ، الذی یقول عنه النجاشی وابن الغضائری: إنه کذاب متروک الحدیث وکان فی مذهبه ارتفاع (غلو) ، ویروی عن الضعفاء والمجاهیل...).

أقول: قولک أعلاه یکذبه الخبر الصحیح الذی ذکرته أعلاه وأکرره هنا مرة أخری فقد روی الشیخ الکلینی... وهذا الخبر الصحیح دلیل صریح علی وثاقة عثمان بن سعید العمری وابنه محمد بن عثمان ، فلماذا هذا التدلیس أیها الکاتب واتهام العلماء بأنهم اعتمدوا فی توثیقهم للعمری وابنه علی روایات ضعیفة.

ص: 403

والإدعاء بعدم وجود روایة صحیحة تشیر إلی وثاقتهم ؟!

رابعاً: لا أحد من الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة یدّعی أن الأئمة یعلمون علم الغیب الذاتی ورمی الشیعة بذلک ما هی إلاّ شنشنة نعرفها من أخزم، فأخبار الإمام ببعض الأمور الغیبیة یکون إمّا عن طریق إطلاعه علی ذلک من الإمام الذی سبقه إلی رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )الذی أطلعه علیه الله سبحانه وتعالی. أو عن طریق الکتب والتراث کمصحف فاطمة وغیره ، أو عن طریق تحدیث الملک للإمام(علیه السّلام).

خامساً: إن حصر دعوی إثبات وجود ابن للإمام الحسن العسکری ورؤیة الإمام المهدی(علیهماالسّلام)ووجوده بالنواب الأربعة لتوهم القراء بذلک غیر صحیح ! فقد روی بسند صحیح اثبات ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام)من غیر طریق هؤلاء.

سابعاً: أما إرشادک أیها الکاتب لی لقراءة کتابک (تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری إلی ولایة الفقیه) الذی تنفی فیه ولادة ووجود الإمام الثانی عشر، فأقول لک: لقد قرأت هذا الکتاب فما وجدت فیه إلا المغالطات ونکران الحقائق والفهم الخاطئ للأحداث التأریخیة والتفسیر السقیم لها ، بل وقلب هذه الحقائق وإخفائها والتدلیس علی القراء ! فقد أنکرت فیه وجود روایة صحیحة تقول بولادة المهدی ، وهذا کذب صریح کما بیناه ! وضعفت روایات الإثنی عشر فی کتب أهل السنة ، وهذا کذب صریح أیضاً ، فالروایة عندهم صحیحة رواها البخاری ومسلم وصححها عدد کبیر من علمائهم... ولا نرید منک إلا أن تمتلک الشجاعة وتکون صریحاً فتقول بعظمة لسانک: نعم هذه الأخبار صحیحة عند الشیعة کما اعترفت بوجود روایات الإثنی عشر فی کتاب بصائر الدرجات بعد أن أنکرتها ! فما

ص: 404

العیب والضرر فی أن یعترف المرء بخطئه؟ فهیا ثم هیا قل ذلک بجرأة وشجاعة .

ثامناً: فی حین تقول: ( فإنا لا نفتری علی أصحاب الإمام الحسن العسکری الثقات..) وفی مکان آخر من ردّک أعلاه قلت عنهم إنهم کذابون متواطئون علی الکذب فی ادّعاء النیابة ! فهل یوجد افتراء أعظم من هذا الإفتراء علی هؤلاء الثقات ! واسمح لی أن أکرر قولی لک بأنک حاطب لیل لا تعقل ما تقول !

ومن طریف مناقشات لاری مع التلمیذ أیضاً ،

ما کتبه له التلمیذ فی شبکة الحق، بتاریخ: 12/3/2001 : http://www.alhag.org/hag-html/Forum1/HTML/001240.html :

الأخ أبو أمل: لو سمحت ، قلت: وهذا هو الإمام الصادق(علیه السّلام)ینفی فی العلن وإمام وفد من شیعة الکوفة أن یکون أحداً (أحد) من أهل البیت إماماً مفترض الطاعة من الله. (الصفار: بصائر الدرجات/174 و176 والمفید: الإرشاد/275) فهل تتفضل وتنقل لنا النص الوارد فی هذین المصدرین ، الذی تدعی أن الإمام الصادق(علیه السّلام) ینفی فیه أن یکون أحد من أهل البیت إماماً مفترض الطاعة ، مع إثبات صحة السند ، لأن لدینا روایات متواترة عن الإمام الصادق(علیه السّلام)وغیره وصحیحة ، تثبت خلاف ذلک ، وتقول بأن هناک من أهل البیت من هو مفترض الطاعة !

فأجابه لاری فی نفس الیوم: الروایة تتکون من جزئین وناقلها إمامی ، یعترف فی الجزء الأول أن الإمام الصادق نفی الإمامة المفروضة الطاعة من الله ، ویقول إن الإمام الصادق لعن السائلیْن بعد ذلک فی السر وبعدما خرجا ، أی أنه یرید أن یقول إن الإمام الصادق کان یمارس التقیة .

ص: 405

ونحن نقبل الجزء الأول منه ولا نقبل الجزء الثانی ، لأنا لا نقبل بالتقیة ونعتقد أنها ستار کان یرفعه الباطنیون لنسبة أقوالهم الخاصة للأئمة من أهل البیت ، ولتحریف آرائهم التی ینشرونها فی العلن . ومن هنا نمیز بین کثیر من الروایات التی تتحدث عن موت إنسان أو ولادته خلافاً للظاهر من أقوال وسیرة وحیاة أهل البیت..

فکتب عبد الحسین البصری: اللهم أحسن عواقب أمورنا .

وکتب له: د. سلیمان الخضاری: الأخ الکریم أبو أمل: لم أفهم علی أی أساس علمی قبلت جزءا من الروایة ورفضتم الآخر؟ فإذا ثبت الجزء الأول من الناحیة العلمیة ، فالثانی ثابت إلا بدلیل ، فما دلیلکم ؟!

فکتب لاری: الدکتور الخضاری حفظه الله: لأن الراوی نفسه ینقل روایتین یقول فی إحداهما إن الإمام الصادق قال کذا وکذا بصورة علنیة إمام وفد من شیعة الکوفة ، وهی اعتراف من راو إمامی بنفی الإمام الصادق للإمامة الالهیة المفروضة من الله ، ثم یدعی أن الإمام ا لصادق قال له سراً روایة أخری تخالف تلک الروایة وأنه مارس التقیة ولعن أولئک الشیعة الذین سألوه عن الإمامة دون أی مبرر سوی أنهم من الشیعة الزیدیة الذین لا یؤمنون بالإمامة الالهیة ، وهذا یجعلنا نقبل الشطر الأول من روایتهم العلنیة ، ونرفض الروایة السریة ، لاحتمال إضافتها من قبلهم الی کلام الإمام الظاهری والمعلن.

فکتب التلمیذ: الأخ أبو أمل: لقد سألتک سؤالا محدداً ، وبدلاً من الإرجاف الذی ذکرته ، کان علیک الرّد بمقدار السؤال فقط ، ولم نطلب منک أن تذکر لنا سبب قبولک للروایة أو رفضها ، فأعید وأکرر السؤال مرة أخری: أطلب منک أن

ص: 406

تنقل نص الروایة التی أشرت إلیها فی المصدرین المذکورین مع تصحیح السند . وباقی قولک یأتی علیه الکلام ، بعد نقل الروایة وإثبات صحة السند .

ثم کتب التلمیذ فی الیوم التالی: ها.. یا أبا أمل (أحمد الکاتب) أنا بإنتظار الرّد .

فکتب لاری: الأخ العزیز التلمیذ: إن الحوار الهادئ الموضوعی المحفوف بالإحترام للرأی الآخر ، هو الذی یمکن أن یفید وینتج ، وإذا تحاورنا فی حالة من العصبیة والتوتر والتحفز والهجوم علی الطرف الآخر ، فإن الحوار قد یتحول الی جدال وتهریج . وأعتقد أن لک الحریة الکاملة فیما تقول ، ولنا الحریة الکاملة أیضاً فی الرد أو الجواب ، واختیار المحاور ، وشکراً ، والسلام.

فکتب عراقی: هذا جواب الذین أفلسوا وکانوا یعتدون . بورکت مولانا التلمیذ علی تمییز هؤلاء .

وکتب ناصر العترة: جزاکم الله خیراً فی کشف المنتسبین للتشیع زوراً وبهتاناً !

وکتب أبان: یقول: (ولنا الحریة الکاملة أیضاً فی الرد أو الجواب واختیار المحاور)!

أضحکنی کثیراً ! وکیف تتم المحاورة إذا کان المسئول لا یجیب علی نفس السؤال المطروح فهل یکون للحوار فائدة ؟! وإذا کنت واثقاً من نفسک فلن یضرک من یکون محاورک ! الیس کذلک ؟!

وکتب أبوسمیة: أین الذین دافعوا عنه وتهجموا علی أبناء جلدتهم؟!

وکتب جعفری: للرفع.. فقد ألقم المدلس الحجر !

وکتب جان جاک روسو:

وهبنی قلت هذا الصبح لیلٌ أیعمی العالمون عن الضیاء؟!

ص: 407

فکتب زاهر بتاریخ:17/4/2001: کفایة لف ودوران وتهرب یا عبد الرسول لاری ، سؤال الأخ التلمیذ واضح ومحدد ، فأین النص؟!

فکتب لاری: الأخ العزیز زاهر: أین الولد ؟!

فکتب زاهر: أین النص یا عبد الرسول لاری؟؟؟ بلاش لف ودوران !

وکتب جان جاک روسو: أرأیتم ملاکماً یقول لخصمه: أنا مستعد لمنازلتک بشرط ألا تستخدم قبضة یدک ؟! أنا شخصیا لم أرَ !

فکتب لاری: الأخ العزیز جان جاک روسو: نحن نحاول أن نتحاور بهدوء ورویة ولا نرید أن نتلاکم أو نتقاتل ، وإنما نرید أن نبحث بعض الأمور لنستفید فی عملیة إعادة بناء أمتنا الإسلامیة المنهارة حالیاً والممزقة والخاضعة للقوی الکبری الکافرة والتی تعانی من بطش الجبارین والمستبدین .

وقد طلبت من الإخوة المتحاورین أن یحددوا فقط موقفهم من المنهج الباطنی.. کما طلبنا من الإخوة المتحاورین توضیح موقفهم من المنهج الفلسفی ، وهناک من اعترف بخطأ هذا المنهج ، ومنهم من لا یجد دلیلاً سوی هذا المنهج !

فکتب التلمیذ: هل تفضلت یا أخ أحمد وأجبت علی سؤالی بدل أن تحشی لی کلاماً لا فائدة ترجی من ورائه ، وقد سبق وأن فندنا جمیع هذه المزاعم یا رجل !

وإذا کنت ترید مواصلة الحوار من حیث انتهینا (حیث انسحبت تکتیکیاً) فأنا علی کامل الإستعداد... والحوار منشور فی شبکة هجر وبإمکاننا رفع الموضوع.

فکتب جان جاک روسو: من یضرب الطبل.. فلا یخش صراخه !

ص: 408

الفصل الثامن: موقع لاری فی شبکة النت !

اشارة

ص: 409

ص: 410

العامیة ظاهرة فی موقع لاری

تکفیک نظرة الی موقع لاری لتعرف مشروعه الخیالی الذی یدعو الیه ، وهذه صورة صفحته الأولی وفیها أخطاء إملائیة ولغویة ، حتی فی نص الآیتین والحدیث:http://www.alkatib.co.uk/ أحمد الکاتب یرحب بکم فی دار الشوری

بسم الله الرحمن الرحیم

والذین استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوری بینهم ومما رزقناهم ینفقون. ولو کنت فظاً غلیظ القلب لانفضوا من حولک فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فی الأمر فإذا عزمت فتوکل علی الله أن الله یحب المتوکلین . صدق الله العظیم .

روی الإمام علی بن موسی الرضا عن آبائه عن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وسلم أنه قال: من جاءکم یرید أن یفرق الجماعة ویغتصب الأمة أمرها ویلیها من دون مشورة فاقتلوه فقد أذن الله فی ذلک .

فی سبیل الشوری والوحدة والتجدید

نحو خلافة دیموقراطیة لا سنیة ولا شیعیة

ص: 411

إقرأ وشارک فی التفکیر رجاءً

إقرأ کتاب: تطور الفکر السیاسی الشیعی من الشوری إلی ولایة الفقیه .

رئیس السلطة القضائیة فی إیران یمهد لانقلاب علی الدیموقراطیة !

الشاهرودی: الشوری بدعة غربیة لا أساس لها فی الإسلام .

کلمة أحمد الکاتب فی المؤتمر السنوی الخامس للجمعیة الاجتماعیة الإسلامیة فی بریطانیا حول: الفقه الیوم ، المسلمون کأقلیة .

مشکلة العلاقة الجنسیة لدی المسلمین فی الغرب

والحلول المختلفة لها (الزواج المؤقت)

Sexual relationships for Muslims in the West:The problem and its different solutions

حوارات مباشرة وغیر مباشرة بین أحمد الکاتب وعدد من العلماء حول وجود الإمام الثانی عشر(محمد بن الحسن العسکری) . حوار فی شبکة هجر حول وجود الإمام المهدی . حوار مع السید سامی البدری . رسائل متبادلة بین الکاتب والبدری: http://www.albadri.info/rodod/shob/shob4/shob47.htm

الحلقة الرابعة: http://www.albadri.info/rodod/shob/shob4/shob4.htm

کُتب البدری فی الرد علی الکاتب: http://www.albadri.info/rodod/index.htm

الردود:

البدری یعترف: لا یمکن إثبات وجود المهدی بصورة مستقلة .

حوار غیر مباشر مع الشیخ محمد مهدی الآصفی .

المقالات 1 و 2 الردود

حوار مع الأخت نرجس طریف .

ص: 412

رد علی موضوع: الأمانة العلمیة لأحمد الکاتب .

رسالة الی الشیخ ناصر مکارم الشیرازی .

رسالة الی الشیخ لطف الله الصافی .

رسالة الی السید الکلبایکانی .

رسالة الی السید محمد محمد صادق الصدر .

رسالة الی السید محمد الشیرازی .

رسالة الی السید مرتضی العسکری .

رسالة الی السید محمد تقی المدرسی .

الی السید مرتضی القزوینی .

رسالة الی الدکتور التیجانی السماوی .

رسالة الی الشیخ حسن الصفار .

رسالة الی السید أمیر محمد الکاظمی القزوینی .

الشیخ محمد رضا الجعفری لایلزم المسلمین بالإیمان بوجود الإمام الثانی عشر .

أبو هاشم الجعفری.. هل هو ثقة؟ وهل کان نائباً للمهدی؟

کیف حول المسلمون فکرة المهدی من إیجابیة الی سلبیة؟

لماذا یرفض بعض العلماء الحوار حول المهدی؟

ظاهرة الخطاب فی بحث موضوع المهدی . الصراع بین البهائیة والحجتیة والخمینیة حول المهدی المنتظر .

مسرحیة (موج) التی أثارت زوبعة فی طهران .

أزمة النص المسرحی حول المهدی .

مقابلة مع الکاتب فی صحیفة القدس .

ص: 413

مقابلة مع الکاتب فی صحیفة الزمان .

آخر حوارات أحمد الکاتب: مع العاملی وفی شبکات الحوار المختلفة .

آخر مقالة للکاتب

ملاحظات موجزة علی أفکار موقعه وعناوینه

1- قلنا عن مشروعه خیالی لأنه یهاجم التشیع ویتخیل أنه یربح الشیعة ! وینکر إمامة أهل البیت(علیهم السّلام) التی هی أساس المذهب ویدعی أنه شیعی علی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) ! ویهاجم مراجع الشیعة وعلماءهم ، ویدعو شباب الشیعة الی الإجتهاد بأنفسهم ونبذ التقلید ، أی لیقلدوه هو !

2- یتحامل لاری علی مذهب الشیعة بحجة بأن واجبه نقده ، ومهاجمة عقیدة الإمامة ، وعلماء المذهب ! ویُظهر الإحترام لبقیة المذاهب ! وقد اخترع لذلک حججاً واهیة مثل أنه أحد أبناء المذهب فیحق له نقده ! أو أنه اکتشف الغلو فیه فیجب علیه بیان الحق ! أو أنه مخلص لأهل البیت(علیهم السّلام) ویرید تبرئتهم من الغلو ومعاداة الصحابة ! أو أنه مخلص للصحابة ویرید أن یحل مشکلة الشیعة مع السنة فیهم ! فاعجب لشخص یخص مذهب التشیع وعلماءه بالهجوم والعداء ، ویسکت عن بقیة المذاهب التی لایراها خیراً من التشیع ، بل یمدحها ویعتبر علماءها مجتهدین؟! وهو یُقنع نفسه بأنه یمکن أن لا ینکشف أمره !

ص: 414

3- یتخیل لاری أنه یستطیع أن یکسب أتباع المذاهب الأخری الی مذهبه ، ویقیم معهم علاقة مودة وتعاون خاصة أصدقاءه الوهابیة ، فیقول إن آراءهم إجتهاد لهم أجر علیه ، ویترضی علی أبی بکر وعمر وعثمان وحفصة وعائشة !

4- یتخیل أن مؤهلاته العلمیة والقیادیة ، تمکنه من تحقیق مشروعه فی تأسیس مذهب وحزب سیاسی یستهوی المسلمین فیستجیبون له ویعملون معه لإقامة خلافته الإسلامیة الدیمقراطیة !

5- یتخیل أن الشیعة یمکن أن یحسنوا الظن به ویسکتوا علیه ، وهم یرونه یتعاون مع نظام صدام ومع المتطرفین النواصب ، ویشن حرباً علی مذهبهم وأئمتهم وعلمائهم ! الی آخر عناصر الخیال فی مشروع عبد الرسول لاری !

6- الآیتان اللتان صدَّر بهما موقعه ، موضوعهما الشوری وتعلیم النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) أسلوب القیادة باللین والعفو والتحمل من المسلمین ، وقد طبق عبد الرسول هذه اللیونة والصداقة والمودة مع النواصب والأجانب ، بینما طبق ضدها بالکامل مع الشیعة ! وسبب ذلک سرٌّ عند لاری وعند من وظفه لهذه المهمة !

7- الحدیث الذی جعله عبد الرسول شعاراً فی موقعه ، کتبه بالمعنی ولفظه کما فی عیون أخبار الرضا(علیه السّلام):1/67: (حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابی قال: حدثنی أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازی التمیمی قال: حدثنی سیدی علی بن موسی الرضا(علیه السّلام)قال: حدثنی أبی موسی بن جعفر قال: حدثنی أبی محمد بن علی قال: حدثنی أبی علی بن الحسین قال:

ص: 415

حدثنی أبی الحسین بن علی قال: حدثنی أبی علی بن أبی طالب قال: قال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): من جاءکم یرید أن یفرق الجماعة ، ویغصب الأمة أمرها ، ویتولی من غیر مشورة ، فاقتلوه ، فإن الله عز وجل قد أذن بذلک ).انتهی. وهذا الحدیث فی معاویة وطلحة والزبیر وعائشة والخوارج ، وهو یدل علی وجوب جهادهم وقتلهم ، لأن موضوعه الباغی الخارج علی الإمام الشرعی . وهی حالة لاتنطبق علی عصرنا ، ولم تنطبق علی عصر أبی بکر وعمر وعثمان ، لأنه لم یخرج علیهم أحد . فشکراً لعبد الرسول لاری !

8- یحرص أن یظهر فی الصفحة الأولی من موقعه ، أنه یهتم بالرأی الآخر ، حتی الذین یردون علیه ، فینشر آراءهم الی جانب رأیه ! ولکنها شیطنة لاریة ، فقد تعلم من أصدقائه التکفیرین الإنتقاء المزاجی ، فانتقی ما یتصوره ردوداً ضعیفة علی رأیه القوی ، وغیَّب الباقی فلم یضعه فی موقعه ! ولو کان صادقاً فی إحترامه للرأی الآخر، لوضع روابط جمیع الردود علیه !

9- من طرائف لاری أنک تجد فی صفحته دعوة للمسلمین الی مذهب الشوری اللاریة ، والخلافة الإسلامیة الدیمقراطیة . والی جنبها دعوته المسلمین الی حل مشکلتهم الجنسیة بالإجتهاد الذی یتبناه المفکر المغوار فیفتی بشرعیة (زواج المتعة والمسیار) ! وبذلک یقدم حلاً مبتکراً لأکبر مشکلتین تعانی منهما الأمة فیتبنی الدعوة الی: الخلافة الراشدة ، والجنس الراشد !

10- أراد لاری من نشر رسائله الی المرجع الراحل السید الکلبایکانی(قدسّ سرّه)

ص: 416

وبعض المراجع والعلماء ، أن یقول إنی راسلت کبار علماء الشیعة ، ولم یستطع أحد أن یجیب علی إنکاری للإمامة ! لکن القارئ یتساءل: ما لنا لا نجد أی جواب ولو من سطرین علی شئ من هذه الرسائل؟! مع أن لاری أرسل بعضها مرات وکان یتابع مطالبته بالجواب !! فکأن الله أراد إهانته لأن أیاً منهم لم یره أهلاً للجواب حتی بسطر واحد ! قال لاری فی هجر بتاریخ: 8/8/2000:

http://forum.hajr.org/showthread.php?t=1602

(حدث ذلک فی نهایة عام1992، وکان من أبرز الذین طلبوا الکتاب لإلقاء نظرة علیه هو الشیخ لطف الله الصافی ، والشیخ جعفر السبحانی والشیخ ناصر مکارم الشیرازی ، والسید سامی البدری ، والشیخ علی الکورانی العاملی ، والسید محمد تقی المدرسی ، وأخوه السید هادی المدرسی ، وبعث لی السید مرتضی العسکری برسالة یبلغنی فیها بأنه عازم علی القدوم الی لندن عما قریب وسوف یلتقی بی ویستمع لما عندی ویقول ما عنده . والغریب أن جمیع هؤلاء الذین قرؤوا الکتاب قبل الطبع والنشر ، رفضوا التعلیق علیه أو الإشارة الی ضعف مصادره أو خطأ استنتاجاته . وعندما ألححت علی بعضهم بالجواب رد بأنه سوف ینشر رده عندما أطبع الکتاب ، لأنه لا یرد علی کتاب غیر منشور ، فقلت له: أن رده المسبق واقتناعی به سیکون سبباً لعدم نشری للکتاب ، ولکنه أصر علی موقفه الرافض للمناقشة والحوار) . انتهی.

أقول : لایغرنک کلام لاری وتباکیه الکاذب ، فقد أبلغناه بفساد منهجه والضعف والتخلیط فی بحثه ، ودعوناه بتوجیه المرجع السید الکلبایکانی(قدسّ سرّه)الی قم للتوضیح له ومناقشته ، وقد تحدثت أکثر من مرة مع السید الکلبایکانی(قدسّ سرّه)

ص: 417

فی موضوعه وامتناعه عن المجئ الی قم ، فکلف الشیخ العالمی وکیله فی لندن أن یشرح له ، وقضی معه ساعات عدیدة فی البحث والنصیحة !

ولکن لاری یُخفی ذلک ولا یذکره ! وعندما أخبروا السید المرجع(قدسّ سرّه)بأنه معاند ، وأنه یواصل نشاطه ضد الإمامة والتشیع مع السلفینن المتعصبین قال(رحمه الله): هذا من سوء توفیقه أن یتحول الی مرتد عن المذهب ، وناصبی !

أما قول لاری إن أحدهم رفض الرد علی الکتاب إلا بعد طبعه ، فنشک فیه لأنه لم یسمه ! والصحیح أن لاری صاحب مشروع وقد عزم علی نشر الکتاب !

11- وهذه روابط منتقاة ، وضعها عبد الرسول فی موقعه:

http://www.alkatib.co.uk/hewarat.htm

حوارات أحمد الکاتب فی عدد من المنتدیات الثقافیة

شبکة أرض السواد: رأی من هو المقدم؟ المرجعیة؟ أم مجلس الشوری

شبکة العراق الثقافیة- القول بالولایة التکوینیة تفویض و غلو و شرک سؤال لأحمد الکاتب حوار بین ابی طه وأبی أمل

دعوة الی فهم الشیعة بصورة أفضل- الصفحة الثانیة

الکاتب: انی أشم رائحة الفتنة من هذه الفتوی المزعومة(حول کتاب حسین الموسوی)

تحیة تقدیر للأخت الحرة مسلمة

السید الهاشمی: أحمد الکاتب (مجرد مداخلة)

سؤال مختصر جداً لأحمد للکاتب

ص: 418

محمد علی: أحمد الکاتب هل تقبل الحوار معی؟هناک بعض الاسئلة تجول فی خاطری

مالک الحزین: أحمد الکاتب.. أحمد الکاتب.. أحمد الکاتب.. وما خفی کان أعظم.

الفخر الرازی: الخلط والغلط الذی مازال أحمد الکاتب یقع فیه ، باختصار !

نصیر الحق: الاستاذ أبو أمل لو سمحت .

اعتراضات مهمة لأبی مهدی علی قدرة أحمد الکاتب علی البحث والإجتهاد .

أحمد الکاتب فی شبکة أنا المسلم .

السلفی یدعونی الی الدخول فی الإسلام ، فعن

أی إسلام یتحدث؟!

لماذا یدافع بعض السلفیین عن یزید وقتله للحسین؟

الأستاذ: الإصلاح لا یکون علی حساب القیم والمبادئ یا أحمد الکاتب .

الشیخ المنتظری والطریق الثالث بین الشیعة والسنة .

هل یؤمن السید مرتضی المهری بوجود الإمام الثانی عشر؟

حوار مفتوح مع الشیخ رائد الشیخ جواد ، حول وجود الإمام الثانی عشر .

حوار مع "المفید"حول وجود الإمام الثانی عشر - الصفحة الثانیة .

المفید: أحمد الکاتب یتهرب من الرد ویرمی بأحجاره وینسل .

المفید: لماذا نتهم نوایا أحمد الکاتب ؟ - الصفحة الثانیة .

المفید یرفض عقد مؤتمر ، ویحاول تشکیل محکمة تفتیش عقائدیة .

المفید یعتذر ویتراجع عن اتهاماته العشوائیة .

رسالة مؤثرة من أحمد المهری .

المفید یبعث برسالة الی أحمد المهری .

حوار مع " العاملی" حول وجود الإمام الثانی عشر .

ص: 419

حوار مع "التلمیذ" حول وجود الإمام الثانی عشر .

کربلاء.. مقتل رجل؟ أم اغتصاب أمة ؟

حوارات شبکة هجر حول موضوع کربلاء .

حوارات شبکة الحق الثقافیة .

حوارات شبکة الدیوان الیمنی .

تصویت بحق الکاتب فی شبکة الحق الثقافیة .

قال العاملی: ینبغی أن تقارن ما ینقله مکتوباً ، لأنه یکذب ویبتر النصوص .

ثم لا بد أن تبحث عن الموضوعات التی غیَّبها ولم یضع رابطها !

مثلاً یوجد للدکتور مالک الحزین موضوع آخر کتبه بتاریخ:6/4/2001 بعنوان: أحمد الکاتب.. وکلمة قبل السقوط ! أخفاه لاری عمداً ! لأن هذا الدکتور المصری المحاید ، کتب له فیه: (کنت من أوائل المتتبعین لظاهرة الأستاذ"أحمد الکاتب"، ولا أذیع سراً إذا قلت إننی کنت من المتعاطفین معه بإعتباره صاحب مشروع إصلاحی ، قد یختلف معه الکثیرون.. لکن انحیازی الفطری لحریة التعبیر دفعتنی لمساندته.. حتی قبل أن أدرس کل ما یقوله ویبشر به.. والظروف المحیطة به.. حتی هنا ولا شئ فی الأمر.. الرجل من حقه أن یطرح ما یشاء من الرؤی ، وأن یجتهد کما یحلو له فی المسائل الفقهیة والسیاسة الشرعیة ، وکنت معه ضد هؤلاء الذین أرادوا محاکمته بتهمة الإختلاف.. حتی هالنی الیوم ما رأیت.. وقرأت !

الأستاذ أحمد الکاتب فی شبکة"أنا المسلم"المعروفة بتوجهاتها المناوئة لأی

ص: 420

صوت لیس سلفیاً ، ویستخدم رواده والقائمون علیه کل الوسائل ، بما فیها غیر الأخلاقیة ، لضرب خصومهم والکید لهم..

الأهم من هذا: ماذا یفعل هناک الکاتب ؟ یجری حواراً حول انحراف "الرافضة"... یعنی بصراحة شدیدة یُستخدم کخنجر فی قلب الشیعة ، المحسوب علیهم الکاتب شخصیاً !

وفضلاً عن لا أخلاقیة هذا السلوک ، فهو یسهم من حیث یدری أو لا یدری فی ترسیخ الطائفیة ، وتأجیج نیرانها فی صفوف الأمة !

فهل یرضی أو یقبل رجل یقدم نفسه کمفکر أن یکون أداة فی أیدی الشتامین والمفاخرین بالتجسس والإختراق ؟

وقد تخون الأخ الکاتب فراسته وحسن تقدیره بأن معرکة من هذا النوع ، وعلی هذا المستوی کفیلة بوضعه فی منزلة متدنیة ، إذ لن یکون هو طرفاً فیها ، بل مجرد"أداة" فی أیدی صنّاع الفتن والطائفیة..

لذلک وجب علینا أن ننبه.. ونحذر بأنه علی شفا السقوط فی هوة عمل ، أبسط ما یمکن وصفه هو"الخسة"و"انعدام

الضمیر"، وهو ما نربأ بالکاتب (أو أنا شخصیاً علی الأقل) أربأ به أن یتحول لعصا فی ید هؤلاء ، الذین لا یستطیعون التمییز بین النقد والسب.. بین الإعتراض والشتائم.. ویفتقدون لأبسط الضوابط الأخلاقیة التی تمیز الإنسان عن بقیة مخلوقات الله..

أستاذ أحمد: أرجوک لاتلق بمستقبلک وتاریخک فی الوحل) ! انتهی.

أقول: شارک إخوة آخرون فی الموضوع ، فانشغل بهم لاری ، ولم یجب علی

ص: 421

الموضوع ، فکتب له الدکتور مالک : (إذن فأبو أمل لیس إلا الکاتب.. لکنه یستعلی حتی علی الرد.. فاذهب لقد قلناها ولم تعد معذوراً..

واسمع یا أخ کاتب.. ربما تعلم أننی لست شیعیاً ، بل علمانی ثقافته سنیة.. وإذ تعاف النفس أن یلقی المرء بنفسه فی وکر الشتامین ، لأنی لا أستطیع الحیلولة بین المرء وبین اختیاراته.. لکن أن یکتسب ما عجز عن نیله من شهرة (علی الأقل) من خلال التشهیر بامرأة کان بعلها ! فما بالک بمعتقد کنت من مریدیه وأنت الحوزوی .. فهذا عمل خسیس.. ولا أزید .

إذهب یا کاتب لتتحدث عن خبث الروافض وتقیتهم.. إذهب لتناقش شرذمة من الصبیة المأجورین فی أعمال أقرب للعمل الإستخباراتی أکثر منه الحوار العلمی الرصین.. إذهب لتناقش صاحب سلسلة فضائح مذهبک !

إذهب یا سیدی.. واکشف عورتک وعورات ذویک.. بمحض رغبتک فی الشهرة أو غیرها من المغانم.. ولن تجنیها !

فستظل رافضیاً منتقص الإعتقاد ما لم تکن وهابیاً خالصاً.. إذهب تعلم وخض خبرة أنت بحاجة إلیها !!

وکتب لاری فی جواب الفاطمی: الأخ العزیز الفاطمی: هل الحدیث مع الأخوة المسلمین الذین قد یختلفون معنا فی بعض الإجتهادات ، وشرح فکر أهل البیت السلیم الیهم ونفی التهم عن أتباعهم ، وتقریب المسلمین الی بعض ، وغسل الأحقاد وإزالة العداوة والبغضاء من القلوب ، هل کل ذلک یعتبر "مناصرة للمضلین" أو التحول الی "مطیة" ، أو السماح لهم بالتلاعب بنا ؟! لا یا أخی الکریم

ص: 422

إنها محاولة للحوار مع إخوة مؤمنین ، ربما حملوا عنا صوراً خاطئة بسبب أقوال أو أفعال بعض الجهلة والسفهاء ، الذین لا یتورعون ولا یکفون عن تغذیة تصورات أولئک الإخوة البعیدین عنا .

قال العاملی: لاحظ أن لاری یصف هؤلاء المتطرفین النواصب بأنهم إخوة مؤمنون ومجتهدون مأجورون ! ویعذرهم فی تصوراتهم عن الشیعة لأن الغلاة (الجهلة والسفهاء) هم السبب فی تصوراتهم تلک !

ثم کتب لاری للدکتور مالک عصر الیوم الثانی: 7/4/2001:

الأخ العزیز مالک الحزین: یؤسفنی (و)إذا کنت قد سببت لک أی إزعاج أو إهانة والعیاذ بالله ، ویسرنی أن أتعلم منک ، فما هو الخلق الذی تود أن أتعلمه أو أتحلی به؟ مع الشکر الجزیل . أخوک: أحمد الکاتب .

فأجابه الدکتور مالک: الأخ الأستاذ أحمد الکاتب:

أولاً ، أؤکد لکم ألا ناقة لی ولا بعیر فی فیلم "الروافض والنواصب" فأنا والحمد لله علمانی حتی النخاع..

أعتقد أنه من صالح الدین قبل السیاسة أن نفض الإشتباک بینهما ، لکن لا بأس أن أشیر لکم عن طرف من تجربتی مع غلاة السلفیة عبر حوارات الإنترنت ، وهی قصة طویلة قد أتمکن ذات یوم من تسجیلها فی کتاب ، خاصة وأننی أحتفظ بکل وثائقها !

یا أخ أحمد: هؤلاء (ولا أعمم) لایحترمون حق الإختلاف ، فالمخالفة عندهم کفر.. لایرعون فی خصومتهم إلاً ولا ذمة.. یبیحون لأنفسهم کل شئ ! وهذه من صفات المنافقین (وإذا خاصم فجر) ! وکان القرآن الکریم قد کشف طویتهم

ص: 423

منذ نزوله ، فهم" أَشَدُّ کُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلا یَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ.. وهم "لم یؤمنوا ، بل:"قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا یَدْخُلِ الإیمان فِی قُلُوبِکُمْ !

یا سید أحمد: أنا لا أصادر حقک فی المحاولة ، لکن بالله علیک قل لی: کیف تتحاور مع من یضع خنجراً علی رقبتک ، وسوطاً علی ظهرک..؟

کیف تتحاور مع من یطلق علیک رافضیاً ، ویتهمک بالزنا فی عبارات صریحة عند الحدیث عن زواج المتعة ؟ کیف تتحاور مع من یتجسس علی بریدک ، ویتنکر فی عشرات الأسماء لیقتنص معلومة من هنا ، وأخری من هناک ، لیؤسس بها سیناریو شریراً یتهمک فیه کذباً وزوراً بکل نقیصة ؟

کیف نتحاور مع من یتهمنا بالکفر ، ویعتبرنا أشر من الیهود ؟

کیف نتحاور فی منتدی خصص لمهاجمتنا جمیعاً ؟

کل من عداهم فهو کافر !! وحتی فیما بینهم فهم کما یقال "عد واغلط".. فهذا مدخلی، وذاک جامی، وذلک سروری ، وقطبی .. و.. و.. ولا تنتهی التصنیفات ودوائر الشر ، والاتهامات المعلبة سابقة التجهیز !

ومن هؤلاء خرج قتلة الأطفال فی مصر ، وفی الجزائر ، وفی السودان ، وفی أفغانستان.. هؤلاء هم ما بعد الوهابیة ، أو السوبر وهابیة..

هل تعتقد أنک فی الحوزة لتختلف مع مجتهد ما ، ثم لا تلبث أن تتزاور معه وتوده وتصاهره ؟

جرب یا أستاذ أحمد.. فلا بد لک من أن تخوض غمار المعرکة وما علینا قلناه لله وللتاریخ..وحظاً موفقاً مع الملائکة والصوارم وغیرهم)!

ص: 424

أقول: قول الدکتور مالک: (هؤلاء هم ما بعد الوهابیة أو السوبر وهابیة) قولٌ بلیغ یقصد به أنهم التطور النوعی للوهابیة .

ومقصوده بالملائکة: الملاک الطائر ، وهو عائض الدوسری ، وله معه قصص !

وبالصوارم: المسمی الصارم المسلول ، وهو صاحب موقع (أنا المسلم) وهو شیخ متعصب ، ذو طبیعة عدوانیة !

ص: 425

ص: 426

الفصل التاسع: هل یعتقد أحمد الکاتب بدین ؟

اشارة

ص: 427

ص: 428

لاری یسقط فی وادی النسبیة المطلقة !

کتبتُ بتاریخ:17/12/1999: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=13810 ملاحظات علی أسلوب لاری ، ذکرت فیه أنه یکتب بأسلوب صحفی غربی ، غیر موثق ، وغیر منظم ، فالقارئ یحتاج الی استخلاص محاور کلامه الموزعة ، وهذا الأسلوب یدل علی منهجه ، وأنه لیس عالماً وإلا لکتب بأسلوب علمی .

وکتبتُ فی شبکة هجر بتاریخ: 18/5/2001, موضوعاً بعنوان: أحمد الکاتب یقع فی وادی النسبیة المطلقة ، قلت فیه: ألفتنی شعار الأخ نون الذی هو وجه آخر للأخ أحمد الکاتب.. یقول: (لا یوجد حق مطلق ولا باطل مطلق ، إنما هی أفکارنا بنات عقولنا).

وأول سؤال یرد علی هذا النوع من التعمیمات غیر المنطقیة ، سؤال عن هذه القاعدة الشعار: فإن کانت حقاً مطلقاً تشمل کل الأفکار بما فیها هی ، فهی تُسقط نفسها ! وإن کانت نسبیة ، فهی تسقط نفسها أیضاً !

کنت أتصور أن صاحبنا عنده حقائق ثوابت ، وأفکار ثوابت ، وإذا به مثل أی علمانی ناشئ متخبط ، لم یحسم بعد بدهیات العقل ومسلمات الوجود ، لذا یجب أن نترک النقاش معه فی النبوة والإمامة ، لأنها متفرعات علی الثوابت ومبنیة علی الإعتقاد بوجود الله تعالی ، فلنبدأ بالسؤال: هل تعتقد بالخالق یا أبا أمل ؟ فإن

ص: 429

کان الجواب بالإیجاب ، فما هی صفاته التی تعتقد بها ؟

فهرب أحمد الکاتب من الجواب ، فکتب الشیخ محمد جمعة بعد مدة:

لماذا لم نعد نری الکاتب هل هو موقوف عن الکتابة؟ لما عادت شبکة القطیف وفی یوم أو نصف یوم کتب أکثر من مقال ، فلماذا لا یکتب هنا کما کان ؟!

لاری یتبنی منهجاً ینکر وجود المسیح(علیه السّلام)!

کتب الأخ المنار فی شبکة هجر موضوعاً بعنوان: المسیح لا وجود له - نماذج من تفکیر أحمد الکاتب ! قال فیه: شاهدت وقرأت حجج أحمد الکاتب اللینة ، فوجدتها لا تستحق التفکیر ، ولکن یحاول السلفیة أن یعطوها صبغة العلم والتحقیق ، ویطبلون ویزمرون ، غیر أنها أشبه ما تکون بکلام المجانین ، لأن شخصاً یقیم الأدلة علی أساس ما فرض مسبقا من النفی ویحاول نفی الدلیل الصریح الصحیح بعلل واهیة ، بل تجاوز إلی نفی الممکنات وسلب الفضائل ، فهذا شخص لا یستحق الإعتناء بأی شکل وما هو إلا نکرة فی حد ذاته .

قد یقول بعض المتشدقین أن هذا حکم قاس علی رجل یری نفسه قد اجتهد بالبحث .

فأقول: بعد قراءة ما کتب تبین أنه یجهل أبسط قواعد العلوم العقلیة والنقلیة ، ومثل هذا لا یحق له خوض غمار البحث فهو کمن یرید أن یقود سفینة فضاء لأنه یعرف أن یسوق سیارة . فالحکم علیه غیر قاس أبداً ، فجهده هو جهد الجاهل الباحث فی الأمور التخصصیة ، وهل أبقی من یقول بأن المعجز دلیل علی کذب المتصدی والمدعی أی قیمة للفکر الإنسانی؟ فهل أبقی نبوات وهل أبقی دیانات ؟ علی کل لست فی صدد مناقشة الکاتب فی جزئیات طرحه

ص: 430

المضحک ، ولکن أرید أن أبیّن لکل الإخوة بأن منهج أحمد الکاتب لیس منهجاً جدیداً فی نفی الأشخاص ، وإنما هو جزء من مهزلة مضحکة تسمی بالبحوث العلمیة والموضوعیة ! قد لا یعرف الإخوة بأن هناک دراسات مسیحیة تقول إن المسیح نفسه أسطورة لا وجود له ، بناءً علی نفس المقاییس التی اعتمدها أحمد الکاتب ! والفرق الوحید أن الکنیسة لم تجد نصوصاً (خارجیة) تدل علی وجود المسیح غیر نص فی سنة تسعین من ولادته لترد علی هؤلاء ، بینما أحمد الکاتب بین یدیه مئات بل آلاف النصوص الدالة علی کذب ما یقول ونسخ ما مشِق . فهل یستطیع أحمد الکاتب أن یثبت أن المسیح موجود فعلا بناءً علی تحقیقات أمثاله ممن یبنی علی نفی ما بیده وطلب المستحیل ؟

فإذا کان المهدی(علیه السّلام)یشهد بولادته أحباب

أبیه وأعداؤه من رجال الشرطة والحکومة ، وتقصی البحث عنه لوضعه تحت الإقامة الجبریة ، کما کان أبوه وجده وأبو جده وجد جده تحت الإقامة الجبریة ، وأصبح منهج أحمد الکاتب لا یؤمن بوجوده ، فإن المسیح لم یشهد بوجوده أحد من أعداءه ولا من أحبابه (عدا النصوص الداخلیة المتضاربة) ، فکیف سیثبت وجوده .

قد یستکبر أحد هذا القول ممن لا یدری ما یجری فی الدنیا ، فأقول له بأن هذا الموضوع هو مصدر بحوث کبیرة فی المسیحیة ، ولکن الفرق أن هذه المعرکة تخصصیة ، فلم یَرْخُص حتی منْ رَخُص من أصحاب البحوث التشکیکیة من خروج البحث عن أجواء النخبة الفکریة ، ولم یقم أحد منهم من الطرح علی العوام لعدم جدوی هذا فی حیاة العوام . ومن یطرح مثل هذه البحوث علی

ص: 431

العوام فهو رخیص یقوم بعمل سیاسی مدفوع الثمن بشکل واضح.

المهم أن المسیح لا وجود له حسب دراسات کهنوتیة مسیحیة متطرفة ، تعتمد نفس معاییر أحمد الکاتب . فإذا کان وجود المسیح وهو رأس دیانة سماویة کاملة محل شک ، فیجب إعادة أحمد الکاتب وأمثاله النظر فی أصل الدیانات فننصحه أن یعمل نادلاً فی نادی لیلی لأنه أکثر نفعاً من ناحیة فکریة وعملیة ، فلم یکذّب علی نفسه

ویدعی الإسلام وغیر ذلک .

فهذا کتاب المسلمین المعجز وهو القرآن یتکلم عن المسیح کحقیقة ، والمسیح نفسه لا وجود له حسب منهج أحمد الکاتب وأمثاله من سطحیین، فالقرآن کاذب حسب بحوثه ، فلا بد أن تکون کل الدیانات محل شک وکذب وغلو ، خلقته المصالح الاقتصادیة والسلطویة وهی مؤامرات من مخابرات الدول.

وعلیه فلماذا یکون مسلماً أو مسیحیاً یتعب نفسه؟

أنصحه أن یکون وجودیاً ومن أتباع نوادی التعری ، ومن ضباط المخابرات لیجمع الدنیا بأطرافها ، لأن الآخرة کذب محض ما دام المسیح غیر موجود...

تفضلوا واقرؤوا بإمعان وطابقوا بین المنهجین فستجدون کأن أحمد الکاتب یکتب عن المسیح ولیس هؤلاء القسس المتطرفین فحسب . وهذا یبین ما ینهجه هذا الرجل: (قصة الحضارة: الباب السادس والعشرون . عیسی أو یسوع4 ق.ب-30 م)

ونقل الکاتب المنار صفحات من موسوعة قصة الحضارة ، ثم قال:

إن هذا الموضوع لا یعالج (معلومة) وإنما یشیر إلی (معالجة منهج تفکیر واستنتاج)، (منهج معالجة الإثبات والنفی)، وقد وضعت صورة لهذا المنهج تعتبر

ص: 432

خطیرة جداً علی الفکر الإنسانی حیث أن بإمکانها نفی ما

هو مثبت وإثبات ما هو منفی، بأسالیب (مضادة للمنطق وللعقل) باسم العقل والمنطق والدلیل.

وقبول مثل هذا المنهج کارثة علی الفکر الإنسانی من جهة ودلیل علی انخفاض المستوی البشری فی التفکیر والرجوع إلی رتبة حیوانیة أقل من رتبة الإنسان ، لأن مما یمیّز الرقی الإنسانی علی باقی الکائنات لیس هو التفکیر والاستنتاج بما هو استنتاج بإعتبار أن الحیوان یفکر ویستنتج ، ولکن الرقی هو فی ضوابط التفکیر وسلامته فی الوصول إلی النتائج !

وقد أضاف أحمد الکاتب شبهة الإنتفاع بإثبات الوجود ، وهو أمر أشار إلیه ول دیورانت فی موقع آخر من کتابه . وهذه الشبهة تجعل أکثر الشخصیات تأثیراً فی التأریخ إما معدوماً أو معدوم الفعل التأثیری ، بسبب المصلحة فی نفس الإدعاء !

وهذا لا یمت إلی العلم بنسب أو سبب ، والمصیبة فیمن لا یعرف .

هل فقد لاری إیمانه بالنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وبالله تعالی ؟

أقول نعم جزئیاً ، لأنه فی مناظرتی له فی قناة المستقلة أنکر کل معجزات النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )التی لم ترد فی القرآن ، وهذا ما لایقوله مسلم ، بل ظهر منه إنکار السنة النبویة ، وکل ما لم یرد فی القرآن ، مع أن الله تعالی یقول: وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِن اللهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ . (الحشر:7) .

وقد حدثنی أحد العلماء النجفیین وهو صدیق له ، کان قریباً منه عزیزاً علیه قال: قصدته فی بیته وتحدثت معه طویلاً الی وقت متأخر من اللیل ، ونصحته

ص: 433

بأنک کنت فی غنی عن هذا الطریق ، لکنی رأیته مصراً علیه ، فقد یکون مجبوراً علیه مادیاً ، وقد یکون شکه عمیقاً .

قال: فی طریقه لیوصلنی الی محطة القطار ، قلت له: أحمد! أنت الذی ألفت کتاباً فی فضل الزهراء(علیهاالسّلام) ، ألا تخاف أن یکون خصیمک یوم القیامة علی وفاطمة(علیهماالسّلام)؟! فأجابنی: ما هذا الکلام ، تقول هذا وأنت مثقف ؟!

فکأن المثقف یجب أن یکون ملحداً بلا دین !

قال صاحبه: قلت له: أنا أخاف أن یصعد شکک بعد أن أنکرت الإمامة ، الی النبوة ثم الألوهیة ! فأجابنی وهو یضحک: ربما ، من یعلم ؟!

هل یؤمن لاری بالقرآن أم یتحجج به ؟

یسمی لاری الإیمان بالغیب (باطنیة) ، وهذا یعنی أنه لایؤمن بغیب القرآن ، أو یفسره تفسیراً مادیاً ! ومما کتب له الشیخ محمد منصور بتاریخ: 31/12/1999:

( ثم إن إبتعاد الکاتب عن الکلام حول آیات القرآن الکریم وعدم تعرضه لا من قریب ولا من بعید لما نذکره له من دلالات القرآن الکریم علی وجود أولیاء حجج إلاهیین کعیسی وإدریس والخضر(علیهم السّلام) مع خفائهم .

وعلی خفاء ولادة موسی(علیه السّلام)وغیر ذلک من الشواهد القرآنیة ، فلا تراه ینبس ببنت شفة وکأن قرآناً لم یُتلَ علیه !

بهذا الفعل جعل القرآن وراء ظهره ولم یهتد به ، وهو منهج العلمانی الذی لایؤمن إلا بالمحسوس ! ومن ذلک ما ذکرت لک أنک لا تثق بأیّ حدیث من

ص: 434

طرق السنة أو الشیعة ، حیث صرحت أنت بنفسک فی آخر کتابک إنک لا تحتج بأحادیث أهل السنة حول المهدی ولا تقرّ بالإستدلال بها ، وکذلک ردّک للأحادیث من طرق الشیعة !

فمنهجک رفض أحادیث سنة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )مطلقاً من دون تفصیل ) !

ص: 435

ص: 436

الفصل العاشر: توبة الکاتب العراقی نون.. من تأثره بلاری

اشارة

ص: 437

ص: 438

(نون) مشکک ، لکنه صادق یرید أن یفهم !

اشارة

"نون11" مثقف عراقی یعیش فی أوربا ، کان یحمل أفکاراً تشکیکیة ، فأعجبه لاری فتناغم معه واتصل به . لکن فرقه عن لاری کبیر لأنه إنسان صادقٌ وشکوکه حقیقیة ، فهو یرید أن یعالجها ولایرید أن یرتزق منها !

وقد یکون عبد الرسول لاری مرَّ فی فترة شک حقیقیة أول أمره ، لکنه قرَّر أن یجعل شکه مهنةً ومعاشاً ، فصار صاحب مشروع تشکیک محترفاً !

وقد یکون لاری من صغره ضعیف المصداقیة حتی فقدها فی مرحلة شکه ! ثم انتقل من الشک الی مهنة التشکیک ومعاداة التشیع ، وقرر أن لایفهم الأدلة المضادة لمشروعه مهما کانت قویة .

ولأن "نون"یختلف عن لاری بأنه یرید أن یفهم ، فقد احترمه الإخوة فی شبکة هجر ، وتحملت شخصیاً منه وشرحت له کثیراً ، وعندما جاء یدافع عن لاری طلبت منه أن یکون حکماً فی النقاش بینی وبینه ، ولم یَخْلُ حکمه من میل الی صاحبه لکنه لم یَخْلُ من إنصاف أیضاً ! فقد صدق أملی فیه جزئیاً عندما اقترحته حَکَماً ، فکتب له ذات مرة من هروبات أحمد الکاتب فی هجر (23/7/2002):

ص: 439

الأخ أحمد الکاتب: إن ما طرحته من تدخل المحررین فی نقل وحذف بعض مواضیعک لا یبرر توقفک عن الحوار فی إطار الأسئلة التی اتفقنا علیها ، فأرجو أن تقول لنا بصراحه: هل ترید الحوار بمعناه الحضاری أم لا ؟

وعندما کان یخرج لاری عن الموضوع ویتهجم علی مناظره کعادته ، طلب المشارکون من الحکم نون أن یحکم فکتبت له وکتب الأخ ظافر:

الأخ نون: متی یصدر حکمک یا أخی ؟ لازلنا ننتظر وتمنی أن لا ننتظر طویلاً ! ألا تری الکاتب یفر من مکان الی آخر ویترک الأسئلة معلقه ؟! فهل هذا هو المنهج العلمی؟! ألاتتفق معی أن من یطرح موضوعاً بمثل هذه الأهمیه یجب أن یتقبل کل الأسئلة والرد علیها ؟ وأظن أنه من الواجب الأخلاقی أن یرد علی الأسئلة أو یعلن أنه غیر قادر علی ذلک فیعتذر .

فکتب نون بتاریخ:13/7/2002:

الشیخ العاملی: نعم لقد صدقت ، فإن الأخ الکاتب هو أول من بدأ حدیث الشخصنه فی مداخلته .

فغضب لاری وکتب:

الأخ العزیز نون: بعد أن أصدرت الحکم لصالحه ، فلیتفضل ویجبک علی أسئلتک إن کان یرید الجواب .

ثم اعترف لاری وکتب:

وأنا أستغفر الله عن کل ما بدر منی فی حالات الغضب وأرجو من الشیخ العاملی یدعو لی ویعود الی الحوار بکل نشاط ، ما دام هدفنا خدمة الإسلام والتعرف

ص: 440

علی مذهب أهل البیت الحقیقی والصحیح ، إن شاء الله .

وعندما ناقشت لاری بتاریخ:10/7/2002 , فی موضوع: مع أحمد الکاتب فی تحدید المقصرین والغالین فی حق أهل البیت(علیهم السّلام) ، لم یمض وقت طویل حتی ظهرت مراوغة لاری وهروبه !

فکتب له نون بتاریخ:20/7/2002:

الأخ أحمد الکاتب: یراودنی شعور أنک غیر مهتم لإکمال الحوار ، فقد طلبت منک أن ترقم إجاباتک علی الأسئلة ، حتی نکون أکثر تنظیماً ، فاستثقلت ، وکأن الشیخ العاملی نجح فی تشتیتک وإثارة أعصابک ! فما هو قرارک؟!

ثم کتب له بتاریخ:25/7/2002: http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402680085

( الحقیقه التی أراها هی الآتی: الأخ أحمد الکاتب لم یلتزم بالترتیب والتنسیق الذی اقترحته للحوار ، وکان یرفض المواصله فی الحوار لأسباب غیر مقنعة... الشیخ

العاملی التزم بالتنسیق المطلوب فی الحوار...

وکتب Mqm، بتاریخ:19/7/2002:

الأخnoon11 ، لا أرید أن أکون حکماً . لکنی لا أجد إمامی إلا (مهزلة) ، حیث أنی أستحی والله أن أقارن بین الفاضل العاملی وهذا المدعو (أبو أمل) ! علی العموم ، هل تسمح أن تکتب لنا رأیک وبکل صراحة دون خجل أو مجاملة من الذی یهرب عن الإستمرار فی الموضوعات ؟ وتذکر بأن کل ما تکتبه هنا ستقرأه إمامک یوم القیامة .

ص: 441

فکتب له نون:

الأخ Mqm: الحور لم ینته بعد ، ولی علیک عتاب بسیط ، وهو استهزاؤک بالمحاور الآخر (أبو أمل) وکرهک الواضح لکل ما یقول کرد فعل نفسی وعقلی لشدة حساسیة الموضوع ، وکان یجب علیک أن تعزل مشاعرک النفسیه عن حکمک علی الأشخاص مهما کانت عقائدهم وأفکارهم مؤلمه بالنسبة لک !

فأجابه Mqm :

أکرهه فی الله تعالی لا أکثر . علی العموم تقول إن الحوار لم ینته ! أی حوار هذا ، ووالکاتب یهرب ، ألا تری الساحة ممتلئة بالمواضیع !

وکتبت له بتاریخ:21/7/2002:

الأخ نون ، قلت إن الحوار لم ینته ،فإن کنت منصفاً ، فاحسب منذ هروب عبد الرسول من الموضوع المتفق علیه ، وکم موضوع فتح ، وکم مداخلة کتب ، وکم عبارة غیر مناسبة هاجم فیها واتهم؟!

ثم أکتب له تنبیهاً ، وأعطه مهلة لیتابع النقاش فی الموضوع المتفق علیه . ثم أن لم یستجب أعطه تحذیراً ، ثم إن لم یستجب ، أصدر علیه حکماً واضحاً قاطعاً . هذا إذا کنت منصفاً عادلاً غیر متحیز له . صلوات الله علی أمیر المؤمنین(علیه السّلام): جاءه ولدان بید کل منهما لوح کتبا علیه ، فقالا له یا أمیر المؤمنین أحکم بیننا ، أینا خطه أحسن ؟ فجلس(علیه السّلام)وتربع وقال: هذا مجلس قضاء، أعطیانی لوحیکما !

وکتب له ظافر:

الأخ نون: متی یصدر حکمک یا أخی ، لازلنا ننتظر وأتمنی أن لاننتظر طویلاً .

ص: 442

ألا تری الکاتب یفر من مکان الی آخر ویترک الأسئلة معلقه ، فهل هذا هو المنهج العلمی ؟! ألاتتفق معی بأن من یطرح موضوعاً بمثل هذه الأهمیه یجب أن یتقبل کل الأسئلة والرد علیها ؟!

وسأله عمار البغدادی: أخ نون ، سؤالان أرید الإجابة عنهما بصراحة:

1- ما مدی میلک الی ما یعتقده أحمد الکاتب من عقائد وما خالف بها الشیعة؟

2- هل تعتقد بوجود الإمام الحجة (عجل الله فرجه) أرجو أن لا أنتظر طویلا ؟

وکتب له الفاطمی:

الأخ نون: سألنا الأخ الکاتب سؤالاً عن إعتقاده بمظلومیة الزهراء(علیهاالسّلام)فلم نر رداً منه ! وذهبنا الی موقعه وکتبنا موضوعاً فجاءنا الرد بموضوع آخر ! فطلبنا منه أن یختار شبکة المیزان أو القطیف أو غیرهما ، والی الآن: عَمُّکَ أصمخ. (أی أطرش)!

لقد راعی نون صاحبه لاری ، لکنه بدأ یفکر فی قرارة بأنه مراوغ ولیس صاحب فکر وعقیدة .

نون ناقش فی مقام أهل البیت(علیهم السّلام) لکن بأدب

اشارة

شارک الأخ نون فی نقاشی مع الأخ شفق فی موضوع: هل الغلو أخطر أم التقصیر ؟ وهو موضوع طویل ، نختار منه ما یتعلق بالموضوع:

فقد کتب الأخ شفق: الأخ العاملی: أرجو أن تبین لنا رأیک بوضوح حتی یکون الحوار أکثر دقة من خلال الإجابة علی السؤالین التالیین:

1- هل تعتقد أن الله فوض إلی محمد وآله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أمور الخلق والرزق ، دون أن

ص: 443

تتعطل فاعلیته کما کلف عزرائیل(علیه السّلام)بأمر قبض الأرواح ؟

2- هل تری أن علماء الطائفة لا یعتبرون هذا المعنی من التفویض غلواً ؟

أرجو التوضیح قبل الدخول فی التفاصیل . ودمت فی رعایة الله .

فأجبته بتاریخ:25/7/2002: الأخ شفق ، فی إعتقادی أن النقاش فی مقام النبی وآله صلی الله علیه وعلیهم ، من الزاویة التی تریدها یخدم الإتجاه المضاد لهم ، وحولنا مغرضون وأصحاب أفهام قاصرة . وإن أبیت فدعنی أسألک وتجیبنی ، فهو أسلوب أقرب الی الفائدة وأبعد عن الضرر ، فأجبننی إن أردت: هل تقبل أحادیث خلق نور النبی وآله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قبل الخلق ، أم لا ؟وهل رأیت أسانیدها ؟

وکتب الفلاح بتاریخ:25/7/2002:

أعتذر للشیخ الفاضل العاملی حفظه الله عن المشارکة أمام مشارکاته الوافیة فی هذا الموضوع ، إذ (لا یفتی ومالک فی المدینة) ، ولکن أحببت أن یکون کلامی نهراً یصب فی بحر کلامه . ما أردت قوله نقطتان:

الأولی: تتعلق بعنوان الموضوع:. هل الغلو أخطر أم التقصیر ؟

أقول: لو أرجأنا جواب هذا السؤال إلی ما بعد تعریف الغلو والتقصیر فلن نصل إلی نتیجة ، لأن معنی الکلمتین مطاطی ومبهم کما أوضح الشیخ العاملی ، وحتماً أن المغالی یعتبر النموذج الأوسط مقصراً ، فی حین یعتبره المقصر مغالیاً ، وکل سیرمی الأخر بالغلو التقصیر . ولکنی أحب الجواب بعیدا عن هذا التعریف وأقول إن أهل البیت(علیهم السّلام) علی مر العصور کانوا یجدون (الخطر) والإیذاء والقتل والملاحقة والحصار والحرب الفکریة من المقصرین والنواصب وأعداء أهل

ص: 444

البیت(علیهم السّلام) ، ولم یجدوا مثل ذلک الخطر من المغالین ! فعلی أی أساس یکون الغلو أخطر ؟ وهاهم شیعتهم الیوم ومحبوهم یلاقون الویلات وخاصة فی باکستان وأفغانستان . ونحن فی السعودیة نری هذا الضغط والإذلال والمهانة من أعداء أهل البیت (المقصرین) ! ومع أنهم یعتبروننا مغالین إلا أنهم مهما وجدوا لا یجدون منا معشار ذلک ، فلماذا وبأی حکم نقول إن الغلو أخطر ، وقد رأینا أخطار المقصرین علی أئمتنا(علیهم السّلام) ؟

النقطة الثانیة: وإن کنت أری أنها خارجة عن صلب الموضوع لکن استدراکها علی من أساء الفهم لها واجب . ذکر بعض الإخوة أن الله سبحانة وتعالی قادر علی الخلق والرزق بدون الواسطة بالنور المحمدی ، وأن اعتبار نور محمد واسطة الخلق هو من باب الغلو . أقول: لا اعتراض علی قدرة الله ، ولا یجوز الادعاء بأن النور المحمدی الذی أشرق منذ صبح الأزل لا یصح القول بأنه شریک لله عز وجل عندما نقول إنه کان سبباً فی تکوین الخلق ، إذ هو خلق الله لا قوة له ولا قوام إلا بأمر الله وإرادته ، لا أن الله سبحانه فوض أمر الخلق والرزق إلیهم ، بل إن خلقهم هو النور الذی انبثق منه الوجود الإمکانی کما فی دعاء السمات (وانزجر له العمق الأکبر ).

ولو بنیت ذلک علی قدرة الله تعالی : فهل الله عز وجل عاجز أن یخلق الخلق بدون آباء وأمهات ؟ فلماذا حعلهم واسطة للخلق ، وهل أصبح الآباء شرکاء لله فی خلق أولادهم ، وهم کلهم عبید لله لا شرکاء له ، وهل نقول إن الله فوض للآباء خلق الأبناء ؟!

ص: 445

ثم إن أحد الإخوة استنکر ذلک لعدم فهمه ، واستدل بدلیل یناقض فکرته.. یقول أعتقد أن الله خالق کل شئ ، وباستطاعته أن یقول للشئ کن فیکون ، ولیس بحاجة الی معین الی ذلک .

لاحظ هذه الکلمة (یقول للشئ کن فیکون)..وهل الله عاجز أن یخلق بدون هذه الکلمة (کن)؟ وهل هذه الکلمة معینة له علی الخلق؟ وهل کلمة (کن) التی یقر الجمیع أن الله خلق بها الخلق هل هی مخلوقة أم خالق ؟ فإن قلت إنها خالق فقد أشرکت بالله ! وإن قلت إنها مخلوقة فهی ما نعنیه بالنور المحمدی ، ودلیله الحدیث: (أول ما خلق الله نور نبیک یا جابر ) .

ومثله القول عن المشیئة ، فإن قلت إن المشیئة جزء من الله فقد بعضته ، وإن قلت إنها صادرة من الله فقد جعلت له ولداً ! فالمشیئة خلق الله ومستودعها النور المحمدی (وجعلکم...محال مشیئته ). وهذه الفقرة من الزیارة الجامعة التی یتهمنا أحمد الکاتب بالغلو دون تدبر وتمعن ! وما دام الکاتب یری أنه یجب الإجتهاد والتحقبق للنصوص علی کل قارئ وباحث لا أن یکتفی بالتقلید والإتباع ، فلماذا یری أن ما وصل إلیه إجتهاده هو الصحیح ، وینکر ما وصلنا إلیه بإجتهادنا ؟! فقد والله قرأنا رأیه ورأی غیره وآمنا ببطلان رأیه ، فلیقبل بإجتهادنا !

وکتب نبراس:

هل تعتقد أن الله فوض إلی میکائیل الأرزاق ، والی عزرائیل قبض الأرواح ، والی جبرائیل الخلق ، والی إسرافیل الحیاة ، دون أن (تتعطل فاعلیته) ؟

فی الزیاره الرجبیه: (أنا سائلکم وآملکم فیما إلیکم التفویض وعلیکم التعویض)

ص: 446

وفی الزیاره الجامعه:(ومفوض فی ذلک کله الیکم...حتی یحیی الله تعالی دینه بکم).

ألا تدل هذه علی ولایتهم التکوینیه من الذرة الی الدرة ؟ وهذا یتطلب إحاطتهم بمن هم علیه موالی . فکیف یکون النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )نبیاً علی جبل هو لایعرفه ولا یعرف کوامنه ولا یتصرف فیه ؟ طبعاً بمدد مستمر لا انقطاع فیه ؟ کما قال الإمام الصادق(علیه السّلام):(لو انقطع المدد لنفدنا) وفی روایه لهلکنا .

نحن کلنا نقرأ هذه الأدعیه وهی صحیحه ، فهل المقصود بها التفویض بالإستقلال وهوالکفر والعیاذ بالل ه. من الواضح أن المقصود تفویض بمدد .

وکتب شفق: الإخوة الکرام لا أرید أن أطرح إجتهادی مقابل إجتهاداتکم ، بل سأسعی ، مع مراعاة التدرج المنهجی، لطرح أراء العلماء الذین ارتفعت صروح المذهب علی أکتافهم فی هذه المسائل ، وأرفض أن یشتت الموضوع حتی لو کانت المشارکة المشتتة غایة فی الأهمیة ، لأن ذلک یمنع من الوصول إلی أی فائدة.. فأنا أری أن کل فکرة آمن بها علماؤنا الأعلام الذین بنو صروح المذهب العلمیة الشامخة تشرف المذهب وتعمق أسسه . وما یمکن أن یخشی من طرحه طرحَه بعض الإخوان فی مداخلات سابقة .

أخی العاملی: لا بأس بطریقتک ولکن لیس من الضروری أن تکون أنت السائل وأنا المجیب ، فقد کنت سألتک سابقاً وأعدت علیک السؤال بعد أن أبدیت استعداداً للإستمرار بالحوار ، فأرجو أن تجیب ، خاصة وأن السؤال کان تعقیباً علی ماجئت به وها أنا ذا أعید السؤال للمرة الثالثة...

أنتظر الإجابة هذه المرة مع ثقتی بأنک لن تتبع طریقة من تنتقدهم علی تهربهم

ص: 447

الدائم ، وانتقالهم من موضوع إلی آخر !

فکتبت له: أرجو أن تفهم علیَّ یا أخ شفق ، أراک عندک عقدة مما تعتبره غلواً وأراک غیر مهتم أبداً بتقصیر المقصرین ، ومنهجک هذا یخدم النواصب !

وترید الآن أن تدخل فی بحث التفویض ، بدون استیعاب نظام الأسباب الذی أجری الله تعالی فیه خلقه وفعله ! ولا یهمنی أن تتهمنی بالتهرب ، نعم أهرب من الشیعی الذی لا أشعر بنبض قلبه بحب أهل بیت نبیه صلوات الله علیهم ، ولا ینبض عقله بفهمهم بالعمق الذی هم أعمق منه ! فالقلب بدون عقل کارثة ، والکارثة الأکبر.. (عقل) بدون قلب ! فإن کنت ترید مواصلة النقاش فأنا أسألک وتجیب ، فلماذا تهرب من السؤال ، وترید أن تفرض علی محاورک أی سؤال ؟!

إن موضوعاً دقیقاً عمیقاً کهذا ، یحتاج الی تمهید مناسب ، والإبتعاد عن الألفاظ المشترکة التی یتصید فیها النواصب ومن التحق بهم ، ومن هو مرشح للإلتحاق . فاترک عنک تعبیر التفویض وکل لفظ مشترک .

أوَتظن أنی لم أقرأ أحادیثه وبحوثهم فیه ؟! فإن أردت فاطرح رأیک فی بحث علمی ، أو أجب علی أسئلتی . وقد سألتک عن خلق الله نور نبیه وآله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قبل الخلق ، فلم تجب ، ویظهر أنک مطلع علی أحادیثها .

وأسألک الآن سؤالاً آخر: ماهو السبب فی أن الله تعالی تکلم فی القرآن عن فعالیته فی الکون: مرة بضمیر المفرد المتکلم ، ومرة بضمیر الجمع ، ومرة بضمیر الغائب ؟فی إعتقادی أنی فتحت لک الباب ، لتشغیل عقلک.إذا أردت .

وکتب نبراس: الأخ شفق المحترم: أراک تعتبر أن مداخلاتنا تشتت الموضوع ،

ص: 448

بینما هی فی صلب الموضوع . أنت تعرف أن المترصدین بالشیخ العاملی کثیرون . أنا متاکد أنک ترید الوصول للحقیقه .ألا تری أن ابوامل یترصد للشیخ ویهول بما لایفهم؟ أخی الکریم: کل مداخله فی الموضوع هی جزء منه ، فالمداخلات التی فی صلب الموضوع أری أن تقبلها من أی کان. کما أسلفت أنت سابقاً أن لاحواجز بین المتحاورین .

قال العاملی: طالت المناقشة هنا ولم یرض الأخ شفق أن یجیب علی سؤالی ، وأخذ یتحدانی أن أجیب عن أسئلته التی صاغها بطریقة یستفید منها النواصب ، فکانت مداخلات منه ومنعدد من الإخوة .

فکتب الفلاح بتاریخ: 26/7/2002:

الأخ شفق: أری أنک حریص جداً علی عدم تشتیت الموضوع ، وهذا أسلوب جید ومتمیز فی الحوار لا یجیده الکثیرون وهو محسوب لک ، ولکن أری أنک لم ترجع إلی سؤالک الأساسی بعد ، هل الغلو أخطر أم التقصیر ؟ فلم تجب علی هذا السؤال مع أنه أساس الموضوع ! أرجو من خلال استقرائک للتاریخ ولیس من خلال جواب الشیخ العاملی ومن خلال مشاهدتک للخطر الداهم بالأمة ودون مواربة: أیهما أخطر ؟ وأنت شخصیاً هل تخشی علی نفسک وأهلک من الغلاة أم من المقصرة ؟ أجب یرحمک الله .

وکتبت له: أما تلاحظ أنک من الأول کنت أنت تسأل . وأنک لم تجب علی أی سؤال منی ولا من غیری ؟! حتی علی عنوان موضوعک ! فهل تریدنا أن نخضع لمحکمتک التی تری: أن حق السؤال لک وحدک ، وعلی الآخرین أن

ص: 449

یکونوا مطیعین مجیبین لما تریده ؟

وکتب له مستجیر:

ما الذی تراه غلواً ترید أن نواجهه وتحارب خطره؟ ما هی السلوکیات والمعتقدات التی وجب أن ندرسها من حیث أساسها العقائدی وکذلک أثرها الإجتماعی والتاریخی ؟ وهل جغرافیة الغلاة هؤلاء تدخل تحت نطاق الشیعة الإثنی عشریة ؟ أرجو أن تکون الأمثلة واضحة لکی یکون الأمر بین إذ من الواجب قبل محاربة فکر معرفة هذه الأمور فیه ، ولکی یکون الفعل صحیحاً یجب أن یبنی علی حجة قویة وفکر سدید .

وکتبت له بتاریخ: 28/7/2002:

هل هذا غلو من النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی علی(علیه السّلام)؟! روی الصفار أعلی الله مقامه فی بصائر الدرجات/134، قال: (حدثنا محمد بن الحسین عن أحمد بن محمد بن أبی نصر، عن حماد بن عثمان ، عن فضیل ، عن أبی جعفر(علیه السّلام)قال: (کانت فی علی سنة ألف نبی) !

وسند الروایة صحیح من المرتبة العلیا ! ونحن لا نستطیع أن ندرک مقام النبی مطلق النبی(علیه السّلام)هذا الموجود ذو الجنبتین جنبة ملکوتیة وجنبة بشریة ! واحدة للحق بها یتلقی الوحی ، وواحدة للخلق بها یبلغ الوحی ! فکیف یمکننا نحن الغارقین فی جنبة الخلق أن ندرک جنبة الحق فی النبی مهما بلغنا من العلم والمعرفة؟! إن الذین یتخیلون أنهم فهموا أو عرفوا ، یقدمون بذلک دلیلاً علی أنهم ما فهموا ولا عرفوا ! فعندما نتعمق فی علم هذا الموضوع وحکمته ونبدأ

ص: 450

بتحلیل مسألة واحدة منه ، یتضح لنا أن القضیة أکبر من فهمنا ! هذا کله فی فهم الحد الأدنی للنبوة ، فکیف بمستویاتها العلیا ؟!

لابد لنا أن نعترف بأننا وکل من کان من نوعنا من الأولین والآخرین ، لا یمکننا أن ندرک حتی مقاماً شبیهاً بمقام النبوة ، لأنها حقیقة من عالم الملکوت أعلی من متناولنا نحن المنفصلین عن ذلک العالم ،المنغمرین فی عالم الملک ! إن النبی إنسان من النوع الذی یقول عنه تعالی: وَکَذَلِکَ نُرِی إِبْرَاهِیمَ مَلَکُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَلِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ . (الأنعام:75) .

وحقیقة اتصال النبی(علیه السّلام)بعالم الملکوت ، مقولة متفاوتة ، تبدأ مستویاتها من أول درجة الإرتباط بذلک العالم ، الی أعلی الدرجات ! وإذا کنا عاجزین عن إدراک أدنی درجة منها ، فکیف لنا بأوسطها ، فضلاً عن أعلاها التی هی نقطة نهایة قوس الصعود ، التی یبدأ منها هرم الوجود وینتهی الیها کمال کل موجود ، درجة: وَلَکِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَکَانَ اللهُ بِکُلِّ شَئٍ عَلِیماً. (الأحزاب:40).

وحیث فهمنا دائره عالم النبوة ، بدرجاتها الواسعة الشاسعة ! نأتی الی معنی (السنة) فما معنی: (کانت فی علی سنة ألف نبی)؟

السنة هنا بمعنی أبرز الأعمال والصفات فی النبی(علیه السّلام). مثلاً العلم فی آدم(علیه السّلام): وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ کُلَّهَا. (البقرة:31) والصبر والتقوی فی نوح(علیه السّلام) ، والخلة فی إبراهیم(علیه السّلام) ، والمناجاة فی موسی بن عمران (علیه السّلام)، والإعراض عن عالم الطبیعة والمادة والإستغراق فی العبادة والسیاحة ، فی عیسی(علیه السّلام). فهذا معنی سنة النبی(علیه السّلام)! وعلی هذا ، لو اجتمع عطر ألف نبی وسننهم فی شخصیة واحدة ،

ص: 451

فماذا ستکون درجة صاحبها؟ وأی مقام سیکون مقامه(علیه السّلام)؟!

وأخیراً ، إذا وجد هذا الحدیث فی مصادر السنة فهل یبقی غلواً ؟ أم سیبرد غلیان قدر الغالین ؟!

وهنا کتب الأخ نون:

الشیخ العاملی: هل یفهم من کلامک أنک تطالب بالغلو فی فهم أحادیث الفضائل (وأکثرها من الآحاد)

فأجبته:

الأخ نون: هل رأیت أحداً یطالب بالغلو؟! أعاذنا الله من الغلو والتقصیر وأهلهما ! وهل قرأت أحادیث الفضائل وتتبعتها فی مصادر الطرفین حتی عرفت أن (أکثرها من الآحاد) ! لعلک تقلد اللاری فیما یقوله تقلیداً أعمی !

وکتبت للأخ شفق بتاریخ:29/7/2002:

الأخ الکریم شفق ، لا أقصد أن کلامک بالخصوص یخدم النواصب والذین یشنون علی کل الشیعة حملة اتهامهم بالغلو ، بل کل بحث شیعی- شیعی فی الغلو سیکون ، شئنا أم أبینا ، مادةً لهؤلاء لیطبِّلوا فیها ویزمِّروا علی عادتهم !

أنت تری أن (عمر=مؤمن1) وهو مستأجر للکتابة ضد أهل البیت(علیهم السّلام) وشیعتهم قد أخذ موضوع (سهو النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )) لیثبت به أننا مغالون ملعونون علی لسان الصدوق(قدسّ سرّه) ! وهو

لایفهم کلام الصدوق ، ولا حتی کلام أبی هریرة !

وتری أن الأخ نون فرح بکلامک ، وأخذه بمعنی التشکیک فی فضائل أهل البیت ومقاماتهم(علیهم السّلام) ، وأخذ یصدر الأحکام علیها بأنها أخبار آحاد ، دون أن

ص: 452

یطلع علیها لیری أسانیدها هل هی متواترة أو مستفیضة أو أخبار آحاد ! وهو شاب طیب کان شیعیاً ، ثم تأثر بأحمد الکاتب ، ومشکلته أنه لم یدرس ولم یتضلع فهو فی ساحل بحر العلم ، و: (العلم بحر النجاة فیه فی اللجة والغرق فیه فی الساحل)، وبعض الذین یسبحون فی جرف الشاطئ ، أو یلعبون علی رماله ، یتصورون أنهم أعظم السباحین والغواصین .

بینی وبین الله ، أنی أحَبُّ الیَّ أن تقطع یدی من أن أکتب شیئاً یکون حجة ولو شکلیة لمخالف ، أو شبهة لآخر ، فأی جواب لی لله تعالی إذا قال لی: لماذا خططت بقلمک ما أوجب الإنتقاص من خیر خلقی وأفضل بریتی . فهل هذا امتثالک لأوامری فیهم ووفاؤک لنبیک فیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ؟!!

فکتب الأخ نون بتاریخ: 31/7/2002:

الشیخ العاملی: قلت فی مداخلتک: وتری أن الأخ نون فرح بکلامک ، وأخذه بمعنی التشکیک فی فضائل أهل البیت ومقاماتهم(علیهم السّلام) ... وهو شاب طیب کان شیعیا ، ثم تأثر بأحمد الکاتب .

هل یعنی هذا أنی خرجت من التشیع لأهل البیت(علیهم السّلام) ؟

فکتبت له بتاریخ:2/8/2002:

الأخ نون: أنت تعرف أن التشیع لأهل البیت(علیهم السّلام) له معنی عام یتسع لکثیرین ، وله معنی خاص وهو مصطلح لأتباع مذهبهم(علیهم السّلام) من الإمامیة الإثنی عشریة والزیدیة والإسماعیلیة ، وهؤلاء کلهم یعتقدون أن الخلافة لعلی والحسنین بنص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ویعتقدون بعصمة أهل الکساء(علیهم السّلام) .

ص: 453

وله معنی أخص ، للشیعة الإمامیة الإثنی عشریة ، وهو المتبادر من التشیع عندما یطلق ، ولهذا المذهب أصول مجمع علیها من عهد الأئمة(علیهم السّلام) الی یومنا ، وهی القول بعصمتهم وظلامتهم وعدم براءة ذمة المسلم إلا بولایتهم والتلقی منهم والبراءة من مخالفیهم ! فإن کنت تسأل عن التشیع بالمعنی العام ، فأنت شیعی ، أما بمعنی مذهبنا فإن من یشکک فی عصمة الزهراء(علیهاالسّلام)وظلم فلان وفلان لها ولعلی والعترة(علیهم السّلام) ، فهو عندنا لیس شیعیاً ، لأن التشیع ولایة وبراءة ، ولا قیمة فی مذهبنا للولایة بدون براءة ! لأنها مثل قول من یقول (أشهد إلا الله) !! فهل تحسب من یقول ذلک مسلماً ؟!

فکتب نون:

شیخی العاملی: أشکرک علی توضیحک ،ولکن ما نقلته من قبیل: من یشکک فی عصمة الزهراء(علیهاالسّلام)وظلم فلان وفلان لها ولعلی والعترة(علیهم السّلام) فهو عندنا لیس شیعیاً... فإنه إجتهادک ورأیک الذی أحترمه وأجله وإن کنت فی طور البحث عن مدی صحته .

فأجبته:

شکراً لک أخ نون علی أدبک ، ولیتک تبحث فی العقائد بمنهجة جیدة بأن تبدأها مثلاً ، بالتأمل فی انحراف الأمم بعد أنبیائها ، وأن الإمامة بعد إبراهیم(علیهم السّلام) کانت دائماً عهداً من الله تعالی علی لسان النبی(علیه السّلام)فی ذریته کما وعد الله تعالی نبیه إبراهیم(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) !!

وتهمتم بفهم المشروع الربانی للإسلام ، ماذا خطط له (لیظهره علی الدین کله) ،

ص: 454

وتقایس بین فرضیة إمامة أهل البیت النبوی(علیهم السّلام) کما یفهمها الشیعة ، وبین المشروع البدیل کما یفهمه مخالفوهم ، والذی بدأ فی السقیفة وانتهی مدفوناً فی استانبول ! فالمفروض أنه مشروع من الله تعالی لمستقبل الإسلام !

وما ذکرت أنه رأیی هو رأی کافة علماء الشیعة ، ومعقد إجماعهم . وشکراً .

نون.. یعود بعد سنة مستبصراً

بعد نقاشات هجر غاب نون حوالی سنة ، وعندما عاد فاجأنا بتحوله فکتب بتاریخ:28/6/2003، موضوعاً بعنوان: هل هناک مذهب أحق وأفضل وأقوی من مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) ؟ http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402713299 قال فیه: (غبت عن النقاش الهجری الناری طویلاً ، وفضلت أن أجلس علی التل لأستریح من عناء الحرب الکلامیه قلیلاً .. وخلال هذه الإستراحة حدثت لی أشیاء قلبت کیانی رأساً علی عقب ، بل جعلتنی أعید النظر عن قرب بما أنا علیه من إعتقاد وبما أتَّبعه من مذهب !

نعم لقد سألت نفسی طوال سنة کاملة من البحث والتنقیب هذا السؤال: هل هناک مذهب أحق من مذهب أهل البیت ؟ فلم أجد مذهباً أحق من مذهبهم(علیهم السّلام) سلام الله علیکم یا أهل بیت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائکه .. کم هی معاناتکم ، وکم هی عذاباتکم ، وکم هی جراحاتکم التی لم تندمل ، الی الآن) .

فکتبتُ له: أهلاً وسهلأً بالأخ نون ، الحمد لله الذی هدانا وإیاک لهذا ، وما کنا لنهتدی لولا أن هدانا الله . نعم ، إن من یقرأ المذاهب الموجودة والبائدة بجدیة ،

ص: 455

یصل بوضوح الی أن أهل البیت النبوی وعترته الطاهرة(علیهم السّلام) ، هم الوصیة النبویة ، وهم الإمتداد النبوی والطریق لأبلج ، والصراط المستقیم . ومن لایؤمن بهم فلن یستطیع أن یؤمن بغیرهم ! فهم الإسلام ، وهم آیات الله تعالی التی قال عنها: تِلْکَ آیَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَیْکَ بِالْحَقِّ فَبِأَیِّ حَدِیثٍ بَعْدَ اللهِ وَآیَاتِهِ یُؤْمِنُونَ .

أما غیرهم فأین هم ، هل تراهم؟! فهل نقیس النور الإلهی بشخوصات؟!

وکتب له فؤاد الحاج: الأخ الکریمnoon11:: وفقک الله تعالی وإیانا لکلّ خیر , وهنئیاً للذی عرف الحقّ وتمسک به , لکن بودی حقیقة أن أعرف ما هی هذه الأمور التی أوصلتک إلی هذه القناعة ، حقیقة أهتمّ کثیراً بهذه المسائل ، وأود أن أعرف أین نقطة التغییر فی القناعات ؟ فإن کان ذلک ممکناً ، فأفدنا به من فضلک وإلا نترکه إلی إشعار آخر ،وتقبل منّی خالص التحیة والإحترام .

وکتب له السید مهدی: فی الوقت الذی نرحب بک بیننا مرة أخری أخی الکریم ، ونتمنی لک وجوداً فاعلاً لما یتمیز به قلمک من تعقل وجدیة ، نتمنی لو أفدتنا بما استفدته وتوصلت له من معاناة مع نفسک وفکرک ، لتفیدنا فی هذا المضمار ویالیت تجعلها قصة شیقة لیستفید منها الجمیع . حیاک الله أخی الکریم .

وکتب له الأخوة ، مستجیر والمتقی والذائد عن آل محمد مشجعین ، وکتب له الصابر السلفی متعجباً من تغیره ، وکان آخر ما کتبه فی هجر بالأمس ینتقد الشیعة قال صابر : (فمن موضوع عقدة لعن الخلیفتین إلی هذا الموضوع) !

وکتب المعتمد فی التاریخ: مولانا فؤاد الحاج: نون11شیعی فی الأصل ولکنه انتهج نهج أحمد الکاتب وبقی إلی مدة لیست بالبعیدة متذبذب علی هذه الأفکار

ص: 456

مرة شیعی، مرة کاتبی، مرة کذا ومرة کذا, ولکنه بقی علی سیرة الکاتب .

والآن رجع والحمد لله علی السلامة ، وبإنتظار مشارکاته وما توصل إلیه .

وأجابnoon11 بتاریخ:29/6/2003: شکراً لکم إخوتی الکرام علی ردودکم المفعمه بالدفء والنابضه بالحیاة ، خصوصاً الشیخ العاملی الذی أشکره علی کلماته الرقیقه ، وأسأله الدعاء .

الأخ الصابر: موضوع الخلیفتین مضی علیه وقت طویل ، ولکن الأخوة أکثروا فیه الردود ، ولا أخفیک أنها آخر مشارکة لی قبل أن أتوقف .

الأخوة الباقین جزاهم الله خیراً ووفقهم الی معرفة محمد وآل محمد(علیهم السّلام) :

أعزائی: من الصعب جداً أن أنقل لکم تفاصیل انتشالی من الضلال ، لأنها لا تکتب بلغة الحوار الهجری المعهود . فقد اکتشفت أننی لو ضللت عقوداً وعقوداً أتحاور مع أی کان ، فإن ذلک لایقدم ولا یؤخر ، لأن المنهج التشکیکی الذی کنت أمیل الیه جعلنی أدور فی دائرة مفرغة ، کلما تصورت أننی وصلت الی النهایة فإذا بی أفاجأ بأنها البدایه !

أعزائی: إن اللغه التی جذبتنی الی الحق تتعالی عن الماده ، وتلامس وهج الروح ! فإذا أنت بحضرتهم(علیهم السّلام) ، تری وتسمع وتعی !

لقد ضحکت من نفسی کثیراً کثیراً.. وأنا أراجع حواراتی مع الإخوة الأعزاء .. لقد ضحکت من مدی المادیه المفرطه التی کنت منغمساً فیها ، وکأن الإنسان جسد بلا روح ، فاکتشفت أن الإنسان روح وروح وجسد ، (وأن أرواحکم ونورکم وطینتکم واحده طابت وطهرت) .

ص: 457

وکتبتُ تعلیقاً علی کلامه: الإخوة الأعزاء: أولاً ، أبارک لکم هذه الإشراقة المتوهجة من النور التی تألقت لأخینا نون، فهی من جوکم ومن أرواحکم المتألقة بنور أهل البیت ویقینهم(علیهم السّلام) . نعم ، هذه حقیقة ، فالحالات النفسیة والعقلیة والروحیة تسری من الإنسان الی الآخرین حتی عبر الکلمات فی النت ، فالقلق یسری ، والشک ، والفساد ، والکفر.. وکذلک الطمأنینة ، والیقین ، ونوایا الخیر ، والإیمان . إنها حاسة جدیدة سادسة أو عاشرة فی الإنسان .

ثانیاً ، لقد أوجز أخونا نون تجربته ومعاناته العقلیة والروحیة فی أمرین:

الأول ، حقیقة أن العلم بمعناه الأخص (الإیمان والیقین) نور یقذفه الله فی قلب من یشاء ، ورزق یخص الله به من یشاء ویحرمه من یشاء ، ولا یحرمه إلا من یستحق بفعله . إنه عطاء یتبع معادلة داخلیة من معاناة الإنسان وکمیة الخیر والصدق فیه ، ولا یتبع المهارة العقلیة ! فکم شخص یرید کل عمره أن یهتدی ویری ، ولکنه یبقی کمثل الذی استوقد ناراً ! وکم شخص یرید کل حیاته أن یتوفق لعمل خیر ، لکنه ممنوع ، ویرید أن یری نور ولایة أهل البیت روحی فداهم.. لکنه مطرود ! إنها قوانین الهدایة العاملة داخل أنفس البشر ، بمعادلات ربانیة دقیقة عادلة . وهذا هو تحلیل قول أخینا نون: ( أعزائی من الصعب جداً أن أنقل لکم تفاصیل انتشالی من الضلال لأنها لا تکتب بلغة الحوار الهجری المعهود . أعزائی: إن اللغه التی جذبتنی الی الحق تتعالی عن الماده وتلامس وهج الروح ، فإذا أنت بحضرتهم(علیهم السّلام) تری وتسمع وتعی) .

والثانی ، الموقف من الصدق والتصدیق ، وذلک بالجواب علی هذا السؤال:

ص: 458

ما هو موقفی إذا تمت لی من نفسی أو من أی شخص أو أی شئ المبررات الموضوعیة للتصدیق ؟ بعضهم یتخذ موقفاً مسبقاً أن لایصدق مهما تمت عناصر الدلیل ، فهوغیر صادق مع نفسه .

وبعضهم یقرر أن ینحنی لأی دلیل تتم له عناصره ، لأنه حق ، ومصدر الحق هو الحق تعالی . فهذا الذی ینتفع بالنقاش وبالبرهان وبالتفکر فی آیات الله تعالی فی نفسه وغیره . وهذا معنی قول أخینا نون: ( فقد اکتشفت أننی لو ضللت عقوداً وعقوداً أتحاور مع أی کان ، فإن ذلک لایقدم ولا یؤخر ، لأن المنهج التشکیکی الذی کنت أمیل الیه جعلنی أدور فی دائرة مفرغة ، کلما تصورت أننی وصلت الی النهایه فإذا بی أفاجأ بأنها البدایه ! لقد ضحکت من نفسی کثیراً کثیراً وأنا أراجع حواراتی مع الأخوة الأعزاء.. لقد ضحکت من مدی المادیه المفرطه التی کنت منغمساً فیها ، وکأن الإنسان جسد بلا روح ، فاکتشفت أن الإنسان روح وروح وجسد ) . وکتب له الإخوة المحور ، والحسین بن علی ، والمعتمد فی التاریخ ، والسید الرضوی ، والهج-(الفتی)-ری ، وغیرهم .

ثم کتب نون بتاریخ:19/12/2003, بعنوان: القرآن ینطق بأعداد المعصومین(علیهم السّلام) ! http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402727173 قال: هذا ما وردنی من أحد الأخوة:

الدکتور مجدی وهبة الشافعی ، خطیب ودکتور محاضر فی جامع الأزهر متقاعد ، یکتشف أرقاماً جدیدة من القرآن الکریم أصبحت حدیث کل قارئ . مجلة روز الیوسف المصریة تنفرد بنشر الخبر وتنشره . کالآتی:

ص: 459

لاشک أن الأعداد فی القرآن الکریم لها مدلولاتها ولا توجد عبثاً إطلاقاً فمثلاً کلمة یوم تکررت فی القرآن365 مرة ، وهو نفس عدد أیام السنة ، وکذلک کلمة شهر تکررت فی القرآن12مرة ، وهو نفس عدد شهور السنه . والامثله کثیره. أولاً: إن کلمة الإمامه وردت فی القرآن12مرة وهو نفس عدد أئمة أهل البیت من النبی العظیم ثم الإمام علی ثم سیدا شباب أهل الجنة الحسن الحسین ثم وأولاد الحسین التسعة رضی الله عنهم أجمعین، المعترف بهم لدی المسلمین. والآیات هی کالتالی: 1-سورة البقره الایه124 2-التوبه 12 3 -هود17 4-الاسراء70 ،5-الأنبیاء72 6-القصص5 7-الحجر79 8-السجده24 ، 9-یس12 10-القصص41 11 -الفرقان 47 8-الاحقاف12 ،

ثانیاً: وهذه النتیجه المذهله شجعتنی أن أقوم وأحسب عدد ورود کلمة العصمة فی القرآن بکافة ألفاظها (لأن الشیعة تدعی بعصمة أئمتهم ، ولأن عدد المعصومین عندهم13وهم الأئمه الإثنی عشر بالإضافه الی فاطمة الزهراء . وکانت المفأجأة هنا فعلاً إن کلمة العصمه قد وردت فی القرآن علی عدد المعصومین13وهی: آل عمران101. 103النساء146، 175. المائده67. هود43 .یوسف32 . یونس27 الحج78. الأحزاب17. غافر33 . الممتحنه10 . ثم بعد ذلک قمت أحسب کلمة الکساء فی القرآن الکریم بکافة ألفاظها (لأن أصحاب الکساء عددهم خمسه وهم: النبی محمد والإمام علی وفاطمة الزهراء والحسن والحسین(علیهم السّلام) ، فوجدت الکلمه

وردت فی القرآن خمس مرات أیضاً سبحان الله وهی کالتالی: 1-البقره233 -البقره259 النساء5 - المائده89 -المؤمنون14. فهل هناک من یتدبر أو یعقل: أَفَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا . مجدی وهبة أبو نور الحسن بن مراد الشافعی

ص: 460

الدقهلیة ، محافظة المنصورة ، جمهوریة مصر العربیة .

وکتبتُ بتاریخ:6/7/2003، موضوعاً بعنوان: التدین أولاً.. شرط لمعایشة ولایة أهل البیت(علیهم السّلام) ، بل لفهمها ! http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402714129

هناک أمور مادیة مترتبة علی بعضها ، یکون بعضها شرطاً فی وجود الآخر . والأمر نفسه فی عالم الذهن والفکر ، وفی عالم الروح والرؤیة الباطنیة.. ولذلک نجد درجات الهدی وأنواعه فی القرآن ، قال الله تعالی: ذَلِکَ الْکِتَابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ. فهو هدی لنوع خاص من الناس ، وهذا الهدی غیر الهدی التکوینی العام لکل المخلوقات: قَالَ رَبُّنَا الَّذِی أَعْطَی کُلَّ شَئ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَی . (طه:50) وغیر الهدی العام للناس.. الذی قال عنه عز وجل: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنَّاسِ.. وَبَیِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَی.. وبینات الهدی هذه غیر الهدی العام للناس فهی خاصة ، کما قال تعالی: وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِکِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَی عِلْمٍ هُدیً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ. (الأعراف:52). الی آخر أنواع

الهدی العدیدة فی القرآن . فاهتداء الناس بالقرآن له مستویاته ، ولا یمکن أن یستوعب صاحب المستوی الأقل مستوی الهدایة الأرقی . والإهتداء الی نور أهل البیت(علیهم السّلام) ومقاماتهم ، هو تاج الهدایة الإلهیة ، ولیس مشاعاً مبذولاً لکل وارد ، فلا بد له من مستوی ، وأول شروطه أن یکون الشخص متدیناً لربه حقیقة ، یؤمن به ویرید أن یقضی حیاته بطاعته ، وبالإلتزام بما أمر ونهی.. فبدون قرار التدین ومعایشته لایمکن أن یستوعب المرحلة الأعلی ، التی هی التعبد لله بالطریقة التی أرادها ، والإهتداء بالأنوار التی جعلها فی أرضه . فمن لیس له دیانة ، یستحیل أن یکون عنده ولایة ، لیس فقط

ص: 461

عملیاً ، بل واستیعاباً نظریاً أیضاً . وهذا أحد معانی أن شیعتهم منتقون ، وأن ولایتهم لا تعطی لکل أحد . صلوات الله علیهم .

فکتبnoon11 : أحسنت یاسماحة الشیخ ، فوالله لقد أصبت کبد الحقیقة.. إن علاقة المُوالی والعارف بأهل البیت أکاد أراها تنطلق من محورین:

المحور الأول ، هو الإختیار الإلهی لفئة من الناس(فکنا عنده مسمَّیْن) لرؤیة النور الإلهی (ومن لم یجعل الله له نوراً) المنبثق عبر وجودهم الشریف .

والحمد الله أولا وآخراً ، ویترتب علی هذا الإختیار بروز القابلیة الروحیة لإدراک عظمة المعصومین(علیهم السّلام) حتی ینتهی الأمر بهذه الفئة من الناس أن تصر وتدرک وتعیش مع بقیة الله الأعظم رغم غیبته المادیة والحسیة ، کما عاش أسلافهم مع الأئمة الباقین(علیهم السّلام) ، لأنهم أدمنوا الغیب إیماناً: الذین یؤمنون بالغیب فأنجز لهم الله وعده التکوینی .

المحور الثانی ، الموقع التکوینی العظیم الذی أفاض الله علی أهل بیت العصمة (آتاکم الله مالم یؤت أحداً غیرکم) وهو ما یخفی علی البصر ، ولکن هیهات أن یخفی علی البصیرة: (خلقکم الله أنواراً فجعلکم بعرشه محدقین ، حتی من الله علینا بکم..) فکانوا هم مظاهر الجلال الإلهی لکل ذی سمع وبصیرة (أَفَمَنْ یَمْشِی مُکِبّاً عَلَی وَجْهِهِ أَهْدَی أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیّاً عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ).

فأما المحور الأول ، فیمن الله به علی من یشاء من عباده . وأما المحور الثانی فلا شک ولا ریب أنه واضح کوضوح الشمس ، إلا أن ذنوب العباد تحجبهم عن فیض الله (بَلْ رَانَ عَلَی قُلُوبِهِمْ مَا کَانُوا یَکْسِبُونَ). وفق الله الجمیع لطریق الهدایة

ص: 462

والسداد ، وأزال عن القلوب أقفالها . ودمتم .

فکتب له السید مهدی فرحاً به: أخانا الکریم نون: واصل بالله علیک . أنت اهتدیت واکتشفت ما خفی عن کثیر فلا تبخل علینا بل واصل بکل جهدک ، ولنتعلم منک جزاک الله

خیراً فی کل ماتنقله لنا من معاناة وخبرة عشتها..

وکتب له الذائد عن آل محمد ، والمتقی ، وسلیم.. الخ.

ص: 463

ص: 464

الفصل الحادی عشر: الشوری الخیالیة والخلافة الدیمقراطیة عند لاری !

اشارة

ص: 465

ص: 466

شوری لاری تهاجم الشیعة وتراعی الوهابیین !

عرفت المکونات الفکریة والعقائدیة لعبد الرسول لاری ، فقد نشأ فی کربلاء یبیع السبح مع أبیه ، وتعلم الحد الأدنی من القراءة والکتابة ، ثم انتسب الی جماعة المرجع السید محمد الشیرازی(رحمه الله)وسجل إسمه کطالب فی مدرسته ، لکنه لم یحضر شیئاً ذا قیمة من الدروس ، ثم التحق بالسید الشیرازی عندما انتقل الی الکویت؟ وتفتح سیاسیاً علی منظمة العمل الإسلامی ، فتوغل فی فکرة العمل السیاسی أکثر من الدراسة والبناء الفکری والروحی ، ولذا قبل وظیفة محرر علی الهامش فی مجلة عادیة ، فی الکویت ، مع أنه کان أعزب مکفول المؤونة .

وکان معجباً بالتشیع کمذهب سیاسی ثوری ، وبالسید الشیرازی(رحمه الله)کمرجع ثوری ، ثم أعجب بالإمام الخمینی(رحمه الله)کقائد سیاسی .

وسکن فی إیران فتعلم شعارات الثورة وأدبیاتها ، کولایة الفقیه ، والوحدة الإسلامیة ، ومعاداة الدیکتاتوریة ، وثورة المستضعفین علی المستکبرین.

کما تعلم فکرة الشوری وأعجب بها ، خاصة عندما طرحها بعض المراجع مقابل الإمام الخمینی(علیهم السّلام) . وعندما اصطدمت منظمة العمل بالتعقید السیاسی فی إیران ، أثر ذلک سلبیاً فی نفس عبد الرسول فتغیرت نظرته الی إیران ، وصار

ص: 467

الإمام الخمینی(رحمه الله)فی نظره دیکتاتوراً ، لأنه لم یأخذ بالشوری حسب رأیه ! وصار المرجع الشیرازی(رحمه الله) دیکتاتوراً أیضاً ، لأنه لم یأخذ برأی لاری !

وهنا بدأ تشکیکه فی ولایة الفقیه ، وصارت حسب فهمه دیکتاتوریة تعارض الشوری ! واتسع شکه فوصل الی مذهب التشیع لأن الإمام المعصوم(علیه السّلام)حسب فهمه دیکتاتوریة إلهیة تعارض الشوری البشریة !

ثم خرج لاری من إیران ، لیعیش فی الجو الغربی والوهابی المعادی للشیعة وثورتهم ، ورأی منهم تعاطفاً معه لانه یشارکهم انتقاد ثورة إیران والشیعة ! فتکونت عنده معالم حزب أو مذهب خیالی جدید ، تخیل أنه ابتکار عظیم یحقق هدفه العالمی ویحل المشکلة المذهبیة ، ویجمع حوله کل المسلمین شیعة وسنة لأنه یرضی الجمیع ! وهذه أسس مذهبه التی تکلم بها فی کتاباته ومناقشاته:

1- ولایة الفقیه دیکتاتوریة ، وهی أسطورة وضعها غلاة الشیعة ، لأنها مبنیة علی النیابة عن الإمام المهدی الغائب(علیه السّلام) ، والإمام المهدی(علیه السّلام)لم تثبت ولادته عند لاری فحکم أنه أسطورة اخترعها غلاة الشیعة !

2- ثم أنکر لاری إمامة أهل البیت(علیهم السّلام) الربانیة ، وحکم بأنها دیکتاتوریة أیضاً وأنکر کل ما ورد فیهم من آیات وأحادیث نبویة ، وحکم بأنها مکذوبة وضعها غلاة الشیعة ، حتی تلک التی فی مصادر السنة وصحاحهم ، فقد حکم لاری بأن غلاة الشیعة تسللوا الیها ووضعوا تلک الأحادیث !

3- یری لاری أن أهل البیت(علیهم السّلام) جماعة طیبون ، لکنهم لیسوا أئمة معینین من

ص: 468

الله تعالی ، ولا معصومین ، وزعم لاری أنهم من أنصار شوراه البدیعة .

4- ویری لاری أن الصحابة جماعة طیبون أیضاً ، خاصة أبو بکر وعمر ، وکلهم کانوا من أنصاره مؤمنین بالشوری وإن لم یطبقوها وخالفوها !

5- یری لاری أنه لایجوز أن نتناقش فی الماضی ، من أجل المحافظة علی الوحدة الإسلامیة ، حتی فی النصوص القرآنیة والنبویة فی إمامة أهل البیت(علیهم السّلام) وخلافتهم ، لأن الذین أخذوا منهم الخلافة قد ماتوا وانتهی الأمر .

بل لایجوز أن نذکر سیاسة الصحابة والحکام السلبیة تجاه أهل البیت(علیهم السّلام) ، لأن ذلک یزعج أتباع الخلافة ، ویرونه سبّاً لخلفائهم !

6- یری أیضاً أنه من أجل المحافظة علی الوحدة الإسلامیة ، لایجوز أن ننتقد أی مذهب من مذاهب المسلمین ، بل یجب أن نعتبرهم مؤمنین مجتهدین مأجورین من الله تعالی بأجرین أن أصابوا ، وبأجر واحد أن أخطأوا ، بمن فیهم أولئک المتطرفون الذین یکفرون الشیعة ویفتون بإباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ! فالمطلوب أن نکسبهم لمشروعنا الشوری ،والإنتقاد یزعجهم ویبعدهم عن هذا المشروع العظیم ومؤسسه النابغة !

7- ومع أن لاری یفتی بصحة کل المذاهب وإجتهاداتها ، وبوجوب مداراتها جمیعاً ومراعاتها وعدم إزعاج أتباعها ! لکنه یستثنی من ذلک الشیعة فقط ن فیزعم أنه یجب علیه کشف مؤامرة الغلاة منهم وهم جمهرة علمائهم الذین یقولون بالإمامة والنص علی الائمة الإثنی عشر(علیهم السّلام) ! ویجب علیه أن ینشر أبحاثه

ص: 469

العلمیة الأکادیمیة العظیمة فی إنکار إمامة أهل البیت(علیهم السّلام) ، وإنکار ولادة الإمام المهدی(علیه السّلام) ، وأن یرکز هجومه علی مراجع الشیعة الماضین والحاضرین ، لأنهم غلاة دیکتاتوریون وأصل کل بلاء وتخلف ، ویجب أن یتعاون لذلک مع الوهابیین والحکام المعادین للشیعة ، مثل صدام وغیره .

ویزعم لاری أن هذا العمل لایضر بالوحدة الإسلامیة ، لأنه یجب إنقاذ الشیعة من الغلو فی أهل البیت(علیهم السّلام) وسب الصحابة ، ومن دیکتاتوریة علمائهم !

8- یجب علی لاری وحزبه أن یکسبوا شباب الشیعة وجمهورهم ، بتوعیتهم علی أن التشیع الحقیقی لیس أکثر من المحبة العامة والإعجاب بأهل البیت(علیهم السّلام) ، وأن الواجب علی کل شیعی أن یکون مجتهداً فی العقیدة ، ویعمل برأیه ویرفض تقلید المراجع والعلماء لأنهم غلاة خرافیون ! وبهذه الطریقة یتخیل لاری أنه یعطی للشیعی قیمة ویفتح له باب الإجتهاد ، ویشجعه علی نبذ تقلید علمائه ویضمه الی حزبه العظیم حزب الخلافة الدیمقراطیة الإسلامیة !

9- یری لاری أنه لایجوز أن یوضع أی إطار أو أسس عامة للشوری التی یتبناها ، ولا أن یقدم لها نموذج شوروی تاریخی لیکون مثلاً وقدوة لأتباع مذهبه وجماهیره ، لأن ذلک علی فرض وجوده یثیر حساسیة المسلمین فیکونون بین مؤید ومعارض ، والمطلوب جمعهم حول الحرکة وزعیمها المؤسس ، وعند انتصاره بلد وتسلمه مقالید الحکم ، یضع القائد المؤسس لاری صیغة الشوری وقانون الإنتخابات

ص: 470

لاری ینتقد إیران ویفتری علی التشیع والإمام الخمینی(قدسّ سرّه)

نشر لاری فی موقعه رده علی موضوع: "الأمانة العلمیة لأحمد الکاتب".. اعترف فیه بأن بحثه للإمامة والتشیع نتج عن ردة فعله من ولایة الفقیه ، التی حولها الإمام الخمینی(قدسّ سرّه)بزعمه الی دیکتاتوریة ! قال لاری:

(وبالرغم من أن الإمام الخمینی وسائر المراجع وقادة الثورة ، لم یکونوا یمتلکون فی البدایة تصوراً واضحاً ومفصلاً عن طبیعة نظام ولایة الفقیه ، وعلاقة المرجع القائد ببقیة المراجع أو بعامة الشعب ، فإن الشعور السائد یومئذ کان یوحی بالتفاؤل بتطویر النظام الإسلامی نحو الأفضل ، ونحو حل بعض الإشکالیات التی ظهرت أثناء التطبیق . وکنت حریصاً علی دراسة التجربة الإیرانیة الإسلامیة من منطلق الإستفادة منها فی المشروع القادم ، الذی کنا کعراقیین نعیش فی ایران خلال الثمانینات ، نعمل علی إنجازه فی العراق ، بکل عزم وإصرار .

وکان إیماننا وحبنا واعتزازنا وانبهارنا بالتجربة الإیرانیة المظفرة وبقیادة الإمام الخمینی ، یمنعنا من النظر الی نقاط الضعف ، أو التصدیق بسهولة بالملاحظات التی کان یبدیها بعض المراجع فی قم ، من أن الثورة قد انحرفت عن طریقها ، وأنها أصبحت دیکتاتوریة ، وابتعدت عن خط أهل البیت وعن مبادئ الإسلام . إلا أن تراکم السلبیات والأخطاء فی إیران وتفجر الصراع بین مجلس الشوری ومجلس صیانة الدستور عام1988 والرسالة التی بعث بها الإمام الخمینی الی رئیس الجمهوریة یوم ذاک المرشد الحالی الخامنئی ، والتی اتهمه فیها بأنه یجهل نظریة ولایة الفقیه ، کل ذلک دفعنی الی مراجعة النظریة السیاسیة الحاکمة ، والبحث عن جذور الأزمة

ص: 471

الدیموقراطیة ، ونقاط الخلل فی الأمر ، فوجدت أثناء البحث أن المشکلة تکمن فی نظریة النیابة العامة التی یدعی الفقهاء أنها لهم عن الإمام الغائب(محمد بن الحسن العسکری) والتی تعطی الفقهاء الشیعة الحاکمین وغیر الحاکمین ، سلطات دستوریة مطلقة ، وشرعیة إلهیة مقدسة ، تعلو بهم فوق الأمة وتسمح لهم بممارسة الدیکتاتوریة والإستبداد باسم الدین ، وتحولهم الی باباوات جدد فی إطار إسلامی شیعی ، وتؤدی بهم فی النهایة الی قتل التجربة الإسلامیة الولیدة وتحطیمها ، قبل أن تشتد وتمتد الی سائر أنحاء العالم الإسلامی ). انتهی.

قال العاملی: 1- قول لاری: ( وبالرغم من أن الإمام الخمینی وسائر المراجع وقادة الثورة ، لم یکونوا یمتلکون فی البدایة تصوراً واضحاً ومفصلاً عن طبیعة نظام ولایة الفقیه). افتئات علی المرحوم الإمام الخمینی(قدسّ سرّه)وتغییب لمحاضراته عن ولایة الفقیه التی ألقاها قبل نجاج الثورة بعشرین سنة وأکثر ، وهی أشهر من نار علی علم ! وقد تبنی فیها بوضوح أن حق الحکم إنما هو للفقیه الجامع للشرائط ، فالمشورة مستحبة له ولیست واجبة علیه ، کما قال الله تعالی لرسوله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): (وَشَاوِرْهُمْ فِی الأمر فَإذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللهِ إن اللهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ)(آل عمران:159) .

نعم ، طرح بعض المراجع فی قم ومنهم المرحوم السید محمد الشیرازی(رحمه الله) مشروع شوری الفقهاء لقیادة إیران ، لکن لم یأخذ به الإمام الخمینی(رحمه الله)!

فقول لاری إن الأمر لم یکن واضحاً فی ذهن قائد الثورة وأرکان النظام ، تفسیر مزورٌ للثورة وأطروحتها ، کقوله المتقدم: (وعندما قام بعض الفقهاء برفض نظریة الإنتظار وأقام الدولة الإسلامیة ، بقیت بعض المخلفات من الأفکار القدیمة وقامت بإفشال التجربة الإسلامیة وتحویلها الی دیکتاتوریة شمولیة ، بإعطاء الولایة

ص: 472

المطلقة للحاکم باسم النیابة العامة للفقیه عن الإمام الغائب ، وهو ما ألغی حق الأمة فی محاسبة الإمام ومراقبته ومشارکته فی السلطة ).

2- ارتکب لاری تزویراً آخر ، فربط بین صحة ولایة الفقیه المطلقة ، وأصل عقیدة الإمام المهدی(علیه السّلام)فجعلهما متلازمین ، واستنتج من عدم صحة ولایة الفقیه المطلقة لأنها دیکتاتوریة ، عدم صحة العقیدة بالإمام المهدی(علیه السّلام)وعدم وجوده أصلاً ! مع أنه لاتلازم بین الأمرین ، سواء عند من یری الولایة المطلقة للفقیه نیابة عن الإمام(علیه السّلام) ، ومن یری الولایة المحدودة !

وبهذا نعرف أن لاری کعادته افترض مقدمات خاطئة ونتیجة مسبقة ، وحکم بعدم وجود الإمام المهدی(علیه السّلام)بسبب أن ولایة الفقیه المطلقة لم تعجبه ! وبعد هذا الحکم رجع الی الأحادیث لیتفنن فی نفیها ، لأنها تخالف حکمه المسبق !

3- وکذلک الأمر فی شوراه العتیدة ، فقد تبناها لاری وأعجب بها مسبقاً ، ورفعها شعاراً وما زال ، ثم أراد أن یثبت أن أهل البیت(علیهم السّلام) یوافقونه علیها ، فرجع الی أحادیثهم ینتقی منها ما یوهم تأییده لرأیه ، ویتفنن فی نفی ما یخالفه !

وقد رأیت فی خیاناته العلمیة کیف قطع نصاً لأمیر المؤمنین(علیه السّلام)فی رسالته الی معاویة ، وحذف أوله الذی ینص فیه علی أن الإمامة تعیین ربانی بنص النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). کما تجاهل لاری عشرات النصوص التی احتج بها أمیر المؤمنین(علیه السّلام) فی إثبات النص علیه ! فی منهج انتقائی مزاجی یقلد فیه لاری السلفیة !

4- یحاول لاری أن یجعل سبب ترکه لإیران ، تبنی الإمام الخمینی(رحمه الله)لولایة الفقیه المطلقة ! وکأن لاری کان شخصیة یحسب لتأییدها ومعارضتها حساب ،

ص: 473

وکأنه عندما انتقل الی المعارضة خاف علی نفسه فترک إیران !

بینما کان سبب ترکه لإیران خلافه مع حزبه وإدارة عمله ، فلم یجد فرصة عمل له ! أما المسؤولون الإیرانیون فلم یشعر به أحد منهم لا عندما دخل إیران ولا عندما

غادرها !

تزویر لاری لمعنی الغیبة والإنتظار

اشارة

سألنی لاری فی نقاشنا فی شبکة هجر بتاریخ:16/7/2002:

1- هل تؤمن بإقامة الدولة الإسلامیة الیوم فی عصر الغیبة ؟

2- علی أی أساس: علی أساس الحکم العسکری ، أم الوراثة الملکیة ، أم الشوری والإنتخاب ؟

3- هل تؤمن بضرورة اتصاف رئیس الجمهوریة بالعصمة من الله ؟ أم یکفی اتصافه بالعلم والعدالة والکفاءة ؟

4- لماذا کان المتکلمون الإمامیون السابقون کابن قبة والشیخ الصدوق وغیرهما یرفضون نظریة ولایة الفقیه ؟

5- ألا تلاحظ وجود تطور فی الفکر السیاسی الشیعی وتخلی عامة الشیعة عن نظریات المتکلمین الإمامیة المثالیة والمستحیلة ؟

6- ماذا یعنی الحدیث عن إمامة أهل البیت وهم غیر موجودین ولا متصدین لطلبها؟ وهل الحدیث عن أحقیتهم بالخلافة قبل أربعة عشر قرناً سوف یعید عجلة التاریخ الی الوراء ویعطیهم حقهم ، علی فرض صحة ما تقول ؟

ص: 474

7- لماذا لا نعمل جمیعاً سنة وشیعة علی العودة الی الفکر الإسلامی السلیم ، والی المبدأ الموجود فی القرآن الکریم ، وهو الشوری؟

فأجبتُه بما خلاصته:

س1- هل تؤمن بإقامة الدولة الإسلامیة الیوم ، فی عصر الغیبة ؟

الجواب: لفقهائنا رضوان الله علی الماضین منهم وحفظ الله الموجودین، رأیان فی المسألة: یتفق الجمیع علی أنه متی أمکن تطبیق احکام الإنسان الفردیة والإجتماعیة ، وجب ذلک . أما السعی لإقامة دولة إسلامیة وقیادتها ، فبعضهم کالسید الخمینی(قدسّ سرّه)یقول بالوجوب ، وأکثرهم کالسید الخوئی(قدسّ سرّه)یقول بعدم الوجوب... ومن الضروری أن تعرف أن المسألة محصورة برأی المرجع الجامع للشروط وقیادته ، فلا یجوز لکل شخص أن یتصدی لتأسیس حزب أو حرکة ویدعو الناس الیها ویقول أرید إقامة نظام إسلامی ، وإلا لزم الفوضی ولم یکن لأی منها الشرعیة ، إلا إن أعطاها إیاها المرجع .

فمذهب التشیع لایفتح باب الإجتهاد والقیادة لکل أحد ، کما فعل اتباع المذاهب الأخری ، فوصلت الأمر بهم الی مجتهدی الشقق فی مصر ! وحالة مجاهدی الشقق السلفیین الذین یکفرون المسلمین ویکفرون بعضهم بعضاًَ !

فکتب لاری: أنت إذن تقبل بحکومة ولایة الفقیه ، ولکن کیف تقوم هذه الحکومة ؟ علی أساس الشوری ورضا الأمة أو أغلبیتها؟ أو علی أساس القوة العسکریة؟ أی یقوم أی فقیه أو من یدعی الفقه بالسیطرة العسکریة علی الدولة ویفرض نفسه باسم تطبیق الإسلام کما یری؟ وإذا کنت تؤمن بجواز إقامة الدولة

ص: 475

فی عصر الغیبة ، فأنت إذن لا تشترط العصمة ولا النص ولا التعیین فی الإمام أی الرئیس ، وتجیز الشوری؟ وإذا کنت تقبل الشوری وولایة الفقیه الیوم فما المانع أن یکون النظام الإسلامی هکذا منذ أول یوم ؟ ولماذا کان الإمامیون یشترطون العصمة والنص؟ ألا تشعر بوجود تناقض بین فکر ولایة الفقیه وبین الفکر الإمامی ، وأن الشیعة تجاوزوا لهذا الیوم ؟ ثم ما هی حدود صلاحیة الفقیه؟ هل هی مطلقة وفوق إرادة الأمة؟ أم تابعة لها ومشرطة بحدودها؟

فأجبته: قولک: ( وإذا کنت تؤمن بجواز إقامة الدولة فی عصر الغیبة ، فأنت إذن لا تشترط العصمة ولا النص ولا التعیین فی الإمام أی الرئیس ، وتجیز الشوری) ؟

جوابه: ما هو الربط بین طریقة إدارة أمور الناس حتی یظهر حجة الله ویصلح الأرض صلوات الله علیه ، وبین إنکار العقیدة به ؟!

فهل الذین کانوا ینتظرون نبی الله نوحاً(علیه السّلام)الذی بشر به آدم ، وانتظروه مئات السنین أو ألوفها ، هل تنازلوا عنه لو أقاموا حکماً قبله ؟

إنی لا أعرف شخصاً فی العالم یتصور أن الشیعة فی إیران عندما قبلوا بحکم إسلامی فی عصر الغیبة ، فمعناه أنهم تنازلوا عن عقیدتهم بالإمام المهدی الغائب المنتظر أرواحنا فداه . اللهم إلا شخصاً واحداً بلغ من غبائه أنه یحکم علی شعب بکامله بأنهم ترکوا عقیدتهم بالمهدی الغائب(علیه السّلام)دون أن یسأل واحداً منهم ، بل رأیته مراراً یتعامی عن عقیدتهم الراسخة وشدة تمسکهم بالإمام المهدی(علیه السّلام)!

إن شیعة إیران یرون أن الحکم الإسلامی مقدمة بسیطة لظهور إمامهم الموعود الذی سیظهر وحکم العالم ، ولا فرق فی عقیدتهم هذه بین من یقول

ص: 476

بوجوب إقامة الدولة ، أو من یقول بجوازه أو بحرمته !

فاعرف کیف وقعت فی مستنقع الغباء ! واعرف أنک إذا عجزت عن فهم إیران وأنت لاری شیرازی عشت فی ایران ، فأنت عن فهم أی شعب آخر أعجز !

وقلتَ: ( ثم ما هی حدود صلاحیة الفقیه؟ هل هی مطلقة وفوق إرادة الأمة؟ أم تابعة لها ومشرطة بحدودها)؟

الجواب: أن الموضوع عدة مسائل فقهیة ، یختلف فیها الرأی بین الفقهاء الذین یحرمون إقامة الدولة ، کما یختلف فیها الرأی بین الذین یجیزونها أو یوجبونها . ولا یتسع المجال إلا لتعدید أهم الآراء الفقهیة فیها:

فهناک رأی یقول: أن الله تعالی محال أن یسلم رقاب عباده ومصالحهم بید غیر المعصوم . وهؤلاء لایرون شرعیة لحاکم غیر المعصوم ، وإن أفتوا بالتعایش معه .

وهناک من یری أن الفقیه المرجع نائب عن الإمام المهدی(علیه السّلام)وله ولایة مطلقة مثل المرحوم الإمام الخمینی والسید القائد الخامنئی .

وهناک من یقول أن الفقیه المرجع لیس نائباً عن الإمام ، بل یستمد شرعیته من تولیة الأمة ، فشرعیته وصلاحیته ومدة حکمه تتبع شروط اختیار الأمة . وهذا الرأی هو الذی تندب وتبکی علیه أنت !

وهنا کتب له noon11 بتاریخ:17/7/2002: الأخ أحمد الکاتب: یسعدنی مواصلتک الحوار معنا ، ولکن الأسئلة التی طرحتها مع أهمیتها وحیویتها وحاجتنا الی التأمل العمیق فیها مع الأسف لا تدخل تحت عنوان التقصیر والغلو فی أهل البیت الذی هو موضوعنا . فهل أغلقت باب الغلو وفتحت باب الولایه ، أم تقترح أن نفتح

ص: 477

موضوعاً آخر بعنوان "الولایه بین العاملی والکاتب !

فکتبتُ له:

شکراً للأخ نون ، أنک بدأت تتدخل لمنع صاحبنا من تغییر الموضوعات والهروب من الموضوع الأصلی ! فأرجو أن تقوم بواجبک فی التنبیه ، وستکتشف أنت من هو أحمد الکاتب ! وستعجز معه کما عجز قضاة بنی إسرائیل!

وکتب له الشیخ محمد منصور بتاریخ:28/12/1999، ما خلاصته:

ادعی الکاتب أن معنی الإنتظار للإمام الغائب عند الإمامیة تحریم العمل السیاسی وتحریم السعی لإقامة الدولة الإسلامیة فی عصر الغیبة ! واعترض علی النواب الأربعة بعدم العمل والنشاط السیاسی ! بل ادعی أنَ من لوازم الإیمان بوجود الإمام المعصوم(علیه السّلام)حرمة إقامة الدولة الإسلامیة فی غیبته !

والذی تخیله ونسبه للإمامیة أراجیفُ وزورٌ کعادته ، وسببه عدم إلمامه بالمصطلحات والبحوث العلمیة ، أو تعمده للتزویر ! فإن الإنتظار عند الإمامیة معناه الإعتقاد بأن الإمام الغائب(علیه السّلام)لابد من ظهوره لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً ، کما بشّر بذلک النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی روایات الفریقین المتواترة ، لا أن الإنتظار بمعنی توقف حرکة المؤمن عن أداء الوظائف الشرعیة والمسؤولیات الدینیة الملقاة علی عاتقه !

کما نسب الکاتب زوراً الی متکلمی الإمامیة القول بحرمة إقامة الدولة الإسلامیة فی عصر الغیبة ، وأنهم أصروا علی التمسک بموقف الإنتظار حتی خروج المهدی. ولا أدری لماذا یتعامی عما نقلته له فی الرد السابق الذی أشار نفسه

ص: 478

الیه ، من أقوال وفتاوی المفید والمرتضی والطوسی وغیرهم من مشروعیة إقامة الحکم الإسلامی للفقیه المأذون من قبل المعصوم(علیه السّلام) ووجوب إعانة المؤمنین له علی ذلک . ومع ذلک فهو یتعمد الخلط بین مسألة إقامة الحکم والدولة الإسلامیة نیابة عن المعصوم(علیه السّلام)فی عصر الغیبة ومسألة إمامة غیر المعصوم ویجعلها إمامة دینیة بدیلة عن المعصوم(علیه السّلام)؟! وإلیک بعض کلمات فقهاء الإمامیة فی المسألة:

1- روی الصدوق فی کتاب المقنع فی باب الدخول فی أعمال السلطان روایات عدیدة عن الأئمة(علیهم السّلام) ، تتضمن إذنهم فی المشارکة فی الحکم والنظام السیاسی لآخرین شریطة اتباع الموازین الشرعیة .

2 - قال المفید فی أوائل المقالات: فصل: القول فی معاونة الظالمین والأعمال من قبلهم ، وأن معاونة الظالمین علی الحق وتناول الواجب لهم ، جائز .

وأما معونتهم علی الظلم والعدوان فمحظور لا یجوز مع الاختیار .

وقال فی کتاب المقنعة باب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر: فأما إقامة الحدود فهو الی سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله تعالی، وهم أئمة الهدی من آل محمد(علیهم السّلام) أو من نصبوه لذلک من الأمراء والحکام ، وقد فوضوا النظر فیه الی فقهاء شیعتهم مع الإمکان .

3 - قال الشریف المرتضی فی رسائله: الکلام فی الولایة من قبل المتغلب وهی علی ضروب... فأما الواجب: فهو أنْ یعلم المتولی أو یغلب علی ظنه بأمارات لائحة أنه یتمکن بالولایة من إقامة حق ودفع باطل وأمر بمعروف ونهی عن منکر، ولولا هذه الولایة لم یتم شئ من ذلک فیجب علیه الولایة لوجوب ما هی سبب الیه

ص: 479

وذریعة الی الظفر به .

4 - وقال الشیخ الطوسی فی کتاب النهایة: فأما إقامة الحدود فلیس یجوز لأحد إقامتها إلا لسلطان الزمان المنصوب من قبل الله تعالی ، أو من نصبه الإمام لإقامتها... ومن استخلفه سلطان ظالم علی قوم وجعل إلیه إقامة الحدود جاز له أنْ یقیمها علیهم علی الکمال ، ویعتقد أنه إنما یفعل ذلک بإذن سلطان الحق لا بإذن سلطان الجور ، ویجب علی المؤمنین معونته وتمکینه من ذلک .

5- وقال ابن إدریس الحلی فی کتاب السرائر: وأما الحکم بین الناس والقضاء بین المختلفین فلا یجوز أیضاً إلا لمن أذن له سلطان الحق فی ذلک ، وقد فوضوا ذلک الی فقهاء شیعتهم المأمونین المحصلین الباحثین عن مآخذ الشریعة ، الدیانین القیمین بذلک .

6 - وقال المحقق الحلی فی الشرائع: یجوز للفقهاء العارفین إقامة الحدود فی حال غیبة الإمام(علیه السّلام) ، کما لهم الحکم بین الناس مع الأمن من ضرر سلطان الوقت ویجب علی الناس مساعدتهم علی ذلک .

الی غیر ذلک من فتاوی فقهاء الشیعة التی تجدها فی کتاب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ، وهی تصکّ أذن الکاتب لئلا یفتری علی طائفة إسلامیة کبیرة بالزور ، فهم یرون وجوب الحکم الإسلامی فی عصر الغیبة نیابة عن المعصوم سواء بالمشارکة مع القوی الأخری أو بنحو الإنفراد والإستقلال مع التمکن من ذلک . وأما مع عدم القدرة من ذلک فاللازم التقیة بسبب جو الإرهاب السلطوی کی لا تتمکن السلطة الظالمة من استئصال المؤمنین .

ص: 480

فالتقیة عند الإمامیة خطة عمل لتجنب إبادة السلطة للشیعة ، لا بالمعنی السلبی الجمودی التعطیلی . کما أن ما ذکره أحمد الکاتب من نصوص للشیخ النعمانی والصدوق وغیرهم من علماء الإمامیة من لزوم التقیة حتی خروج المهدی، بعضها فی المسألة الإعتقادیة ، وبعضها فی بیان التقیة فی موضعها ، وبعضها فی ثواب الصبر والثبات

علی العقیدة فی ظروف الظلم والقهر ، لا بمعنی الجمود والتوقف ، وبعضها فی تحذیر الشیعة من الحرکات الثوریة الفاشلة ، وبعضها فی النهی عن البیعة لغیر المعصوم(علیه السّلام) .

إن مرجعیة فقهاء الشیعة لم تنقطع منذ عهد الباقر والصادق(علیهماالسّلام)واستمرت الی الغیبة الصغری والکبری ، الی عصرنا الحاضر . لکن أحمد الکاتب تغافل عن هذه الحقائق ، أو جهل بعضها وفهمها غلطاً بسبب عدم تخصصه !

الشوری شعار لاری الدائم ، کعدائه للشیعة

فی نقاشنا حول الغلو والتقصیر کتب البلاغ الی شفق بتاریخ: 15/7/2002، http://forum.hajr.org/showthread.php?t=402679606

الأخ شفق: قال لک الشیخ العاملی: (والغلو فی الأمة محدود بفئة قلیلة ، بینما التقصیر مرض عام فی أکثرها) کما أوردت أنت فی الروایه: (یصغرون عظمة الله ویدعون الربوبیة لعباد الله) . هل تعرف أحداً یفعل ذلک فی مجتمعاتنا الشیعیه ؟ هل من یدعی الربوبیه لهم والعیاذ بالله ؟! وفی بقیة الروایه: (لأن الغالی قد اعتاد ترک الصلاة والزکاة والصیام والحج فلا یقدر علی ترک عادته وعلی الرجوع إلی طاعة الله عز وجل أبداً ، وإن المقصر إذا عرف عمل وأطاع) .

ص: 481

هل تعرف من لایصلی ولا یصوم ولایحج من الشیعه . والروایه إذا کانت صحیحه أنا لا أردها ، وتوجد روایه فی مقابلها الإمام الصادق(علیه السّلام): (الناصبه أعداؤکم والمقصره أعداؤنا) . وفی الزیاره الجامعه: (والمقصر فی حقکم زاهق) .

وکتبت له بتاریخ:15/7/2002:

الأخ شفق ، هناک مسألتان فی موضوع الغلو والتقصیر ، أرجو أن تستوعبهما: الأولی: أن الساحة فی بلاد نا الشیعیة تشهد منذ مدة حملة شدیدة من المتمسلفین وهم فی کثیر من الأحیان مجسمة ونواصب ، تتهم الشیعة بالغلو !

وهی تهمة باطلة کما تعرف لو کنت منصفاً ، وقد سخَّروا لها الإعلام لیل نهار ، ونشروا فیها سیلاً من الکتب والمقالات بالمئات ، وحشدوا لها الإذاعات وما زالوا حتی أثروا علی المسلمین فی أنحاء العالم وشوهوا سمعة الشیعة . بل أثروا بإعلامهم علی بعض ضعاف الثقافة أو ضعاف الیقین من الشیعة ، وَإِنَّکُمْ

لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِین. وَبِاللَّیْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ .

الثانیة:أن الغلو تعبیر عام عائم هُلامی ، فهو غیر علمی للمناقشة بدون تحدید . وهو کالسیف المشهور بلا سبب . وقد وسعت الهجمة الناصبة مفهوم الغلو الی کل تقدیس وإحترام للأئمة(علیهم السّلام) . وتبعهم فی ذلک بعض الضعاف المتأثرین بهم .

ومع ملاحظة هاتین المسألتین ، فإن الإنصاف یوجب علینا أن لانبحث مسألة الغلو منفصلة عن مسألة التقصیر ، وإلا کنا مطبلین لهؤلاء النواصب من حیث نشعر ولا نشعر . وهل تعرف أنهم یتابعون موضوعک ورفعک شعار الغلو ؟!

فإن کنت موضوعیاً فعلیک أن تتوازن فی البحث ، وإلا کنت متحیزاً !

ص: 482

ولکی تکون کابن اللبون لایرکب کلامک النواصب ، علیک أن تتوازن ، فتفضل وعرف لی التقصیر والغلو من فضلک ، وکیف یجب علینا أن ندعو المسلمین للخروج من التقصیر تجاه أهل بیت نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، ونحذرهم من الوقوع فی الغلو فی نفس الوقت .

وأخبرنی بصراحة هل عندک رؤیة شاملة للطرفین وحدودهما ، أم أنک تعیش عقدة الغلو من تأثیر الإعلام المتسلف فی وعیک ولا وعیک ؟! إسمح لی أن أحتمل ذلک حتی تثبت لی موضوعیتک ، بتعریف الغلو والتقصیر ، وبیان واجب المسلمین تجاههما . وشکراً .

فدخل الکاتب فی الموضوع ، وقال: الأخ العزیز البلاغ: قلت إنک لا ترد الروایة الصحیحة وهذا یعنی أنک لا تقبل إلا الروایة الصحیحة ، وهذا أمر عظیم جداً ، ویعنی أن معک شعلة من النور فی طریق الظلام ، ولا بد أنک ستصل الی الهدف إن شاء الله ، ولکنک بعد ذلک نقلت روایة عن

زیارة الجامعة ومصادر أخری ، فهل تعرف سند الزیارة؟وهل درسته بإجتهاد منک ولیس بناء علی تقلید للآخرین ! الزیارة مرویة عن االإمام الثانی عشر المفترض ، وبغض النظر عن کونه موجوداً أم لا؟ أو کونه حقیقة أم أسطورة فهل تعرف الطریق الیه وکیف تصحح الروایة ألا تری أن فیها غلواً کثیراً أوقع الکثیر من الخلق فی مستنقعات الظلام !

فکتبتُ له: غیِّر أسلوبک یا عبد الرسول ، وإلا اضطررت أن أکیل لک من نوع کلامک . تهزأ بالإمام المهدی(علیه السّلام)! وأنت لا تستطیع أن تفهم معنی اسم المهدی الذی اختاره له ربه وجده المصطفی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

ص: 483

ثم تتکلم عن سند زیارة الجامعة الصحیح ، کأنک تعرف شیئاً من علم الحدیث والجرح والتعدیل ! فتقول للأخ البلاغ: (فهل تعرف الطریق الیه؟ وکیف تصحح الروایة؟)! ثم تهین ثلاث مئة ملیون مسلم من شیعة أهل البیت(علیهم السّلام) یتقربون الی الله تعالی بالإعتقاد بالزیارة الجامعة وتلاوتها ، فتقول: (ألا تری أن فیها غلواً کثیراً أوقع الکثیر من الخلق فی مستنقعات الظلام؟). إنها یا لاری آفاق العلم والفهم التی لم یرق الیها مستوی ذهنک المسطح . وآفاق النور التی لم تبصرها عیون أهل مستنقعات الظلام . ثم ترمینا بالغلو یا لاری وأنا فی مستنقعات الظلام ! فما رأیک بمن یغالون فی شخص فیقدمون کلامه علی کلام رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )؟ ویطیعونه دون النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )؟! هل هؤلاء عندک مسلمون معتدلون غیر مغالین ، ونحن المغالون ؟!!

ثم ألست عابداً لما تسمیه الشوری ومغالیاً فیها ، حتی جعلتها من العقائد !!

لقد نصبتها رایة ضلال فوالیت علیها وعادیت ! فهل أنت غیر مغال فی عبادة شوراک؟ ولماذا لاتعرِّف لنا الغلو فی أهل البیت(علیهم السّلام) لنری علمک ؟!

لقد بلغ من علمک أنک تکذب الزیارة الجامعة لخیالک أنها مرویة عن الإمام المهدی، بینما هی مرویة عن الإمام الهادی جد الإمام المهدی(علیهم السّلام) !

ولکنک صاحب هوی جاهل یدعی العلم ، عندک عقدة من الإمام المهدی(علیه السّلام)! اللهم بحق حجتک الإمام المهدی الموعود علی لسان نبیک(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، أرنا فی لاری المفتری آیة نبیک وآله الطاهرین صلواتک علیهم !

وکتب ظافر: والله إن الآیة التی دعوت أن یبینها الله فی عبد الرسول لظاهره

ص: 484

بینة ! وإلا فما أری أحداً یفضح نفسه ویبین جهله بهذه الطریقة ! ولا أعجب من ذلک فلطالما قال أئمتنا(علیهم السّلام) : الحمد لله الذی جعل أعداءنا حمقی . ولکن الذی یثیر العجب سکوت المشرفین علی الشبکه علی هذا التطاول علی الإمام أرواحنا له الفداء !

تم الکتاب والحمد لله رب العالمین .

ص: 485

ص: 486

فهرس کتاب الموظف الدولی

تمهید........ 3

2- قناة المستقلة وأحمد الکاتب........5

3- ابتکار أحمد الکاذب لمساعدة الأجانب !..... 8

4- مذهب لاری من کلامه..........9

5- موقف علمائنا من البدعة..... 12

6- لاری ینفی عصمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )14

الفصل الأول: المؤهل العلمی لأحمد الکاتب: عامی یدعی الإجتهاد !21

من هو أحمد الکاتب الذی وصفوه بالعالم والمفکر الشیعی ؟ 23

لم یدخل مدرسة ! ولا عنده شهادة من حوزة ! 25

کثرة أخطائه النحویة واللغویة والإملائیة 41

تکذیب المرجع السید صادق الشیرازی ادعاء لاری 43

ص: 487

رأی صدیقه الشیخ محمد جمعة 44

فوضی الإجتهاد بسبب خطیئة مصر فی تعویم الإجتهاد 50

تعویم الإجتهاد أنتج تعویم القیادة 51

ارتکب الوهابیون أکبر تعویم للإجتهاد ! 51

تخیَّل لاری أن الإجتهاد عند الجمیع اتباع الظن ! 53

الإجتهاد فی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) تخصص موضوعی لا کیفی 54

لاری یدعی الإجتهاد وینفیه عن المجتهدین ! 55

کذب لاری علی الشیعة بأنهم یأخذون بالظنون ! 67

الشیخ محمد منصور یکشف مستوی الکاتب وأسلوبه ! 69

الفصل الثانی: التحق لاری بصدام فی حربه علی إیران 75

لاری فی أحضان البعثیین لمعادة إیران والتشیع 77

غضب العراقیین فی بریطانیا علی لاری. 85

نصیر المهدی یفضح هروب لاری من مناقشات هجر 89

الفصل الثالث: من الخیانات العلمیة لأحمد الکاتب 93

فضائح تدلیسه وتزویره وخیانته العلمیة 95

الخیانة الأولی- بتر حدیث لأمیر المؤمنین(علیه السّلام) 95

الخیانة الثانیة- نفیه وجود أحادیث الأئمة الإثنی(علیهم السّلام) عشر فی بصائر الدرجات 98

یکذب لاری علی مصادرنا جهاراً نهاراً ، ویکابر ! 107

الأخ جعفری یکشف عدداً من خیانات لاری

الخیانة الثالثة- کذبه علی الإمام الباقر(علیه السّلام) 117

الخیانة الرابعة- کذبه علی مؤمن الطاق 117

ص: 488

الخیانة الخامسة - کذبه علی الإمام الصادق(علیه السّلام) 118

الخیانة السادسة - کذب علی الأئمة(علیه السّلام) 119

الخیانة السابعة - کذب علی الشریف المرتضی(رحمه الله)

120

الخیانة الثامنة - کذبه علی مصادرنا الرجالیة 121

الخیانة التاسعة- کذبه علی الصدوق(رحمه الله) 129

الخیانة العاشرة- کذبه علی هشام بن الحکم(رحمه الله) 135

الأخ رحمة العاملی یکشف عدداً من خیانات لاری

الخیانة الحادیة عشرة- کذبه علی علی(علیه السّلام)والأئمة 137

الخیانة الثانیة عشرة- کذبه علی الصدوق 140

الخیانة الثالثة عشرة- إخفاؤه بقیة النص المخالف لما زعمه 142

الخیانة الرابعة عشرة- إقتطاعه روایة عن الإمام الباقر(علیه السّلام) 143

الخیانة الخامسة عشرة- تزویره معنی حدیث الغدیر 143

الخیانة الخامسة عشرة- تزویره معنی حدیث الغدیر 143

السید نذیر الحسنی یکشف عشرات الکذبات والخیانات العلمیة. 145

السید سامی البدری یکشف أخطاء لاری فی بحوثه ومراسلاته 148

الفصل الرابع: لاری ناصبی یهاجم التشیع ویزعم أنه شیعی ! 149

مع سبق الإصرار والتعمد ! 151

لاری یطرح مواضیع عن الشیعة ویهرب من مناقشتها ! 166

کذب لاری بأنه مهتم بنشر التشیع 176

موقف لاری من الشیخین والصحابة ! 197

(الشیعی) الذی یجعل زفافه یوم عاشوراء أقرب الیه ! 199

لاری یبحث عن موضوع لیطعن فی التشع 200

ص: 489

الفصل الخامس: یدعی الموضوعیة ویهرب من النقاش العلمی! 205

عرفه الجمیع بالمراوغة والهروب من النقاش ! 207

محاولات لمنعه من الهروب من موضوع النقاش ! 213

لاری یهرب من بحث حقوق أهل البیت(علیهم السّلام) مع العاملی! 256

الحق الأول :جعل الله مودتهم فرض عین علی کل مسلم

257

الحق الثانی: فرض الله الصلاة علیهم(علیهم السّلام) مع النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی الصلاة 258

الحق الثالث: أن الله تعالی شرع لهم(علیهم السّلام) مالیة خاصة فی میزانیة الدولة الإسلامیة 259

عصمة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)من مصادر السنیین288

الأجوبة علی أسئلة لاری عن أهل البیت(علیهم السّلام)

293

لماذا لا ترغب بالحوار یا أحمد ؟ أهو الخوف أم ماذا ؟! 298

لاری یهرب من نقاشه مع الشیخ محمد منصور 301

الفصل السادس: استغلال الوهابیة لأحمد الکاتب فی الفضائیات وشبکات النت 307

جمعیة إحیاء التراث المتطرفة تتبنی لاری فی قناة المستقلة 309

استغلالهم أحمد الکاتب فی شبکة الجزیرة 315

استغلالهم أحمد الکاتب فی شبکات النت 316

شبکة أنا المسلم المتطرفة تستضیف لاری ! 334

لاری یدعو لقراءة حواره فی منتدی النواصب ! 337

أهم أجوبة لاری فی شبکة: أنا المسلم 339

ص: 490

الفصل السابع: لاری یطالب بالدلیل النقلی علی ولادة الإمام(رحمه الله)ثم یهرب منه 351

شعارات التهویل (العلمی) عند لاری ! 353

یهرب ثم یأتی ویقول: أحترمُ إجتهادک ، فاحترم إجتهادی!

374

الفصل الثامن: موقع لاری فی شبکة النت ! 409

العامیة ظاهرة فی موقع لاری 411

ملاحظات موجزة علی أفکار موقعه وعناوینه 414

الفصل التاسع: هل یعتقد أحمد الکاتب بدین ؟ 427

لاری یسقط فی وادی النسبیة المطلقة ! 429

لاری یتبنی منهجاً ینکر وجود المسیح(علیه السّلام)! 430

هل فقد لاری إیمانه بالنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وبالله تعالی ؟ 433

هل یؤمن لاری بالقرآن؟ 434

الفصل العاشر: توبة الکاتب العراقی نون.. من تأثره بلاری

437

الأخ نون مشکک.. لکنه صادق یرید أن یفهم ! 439

نون یناقش فی مقام أهل البیت(علیهم السّلام) لکن بأدب

443

نون یعود بعد سنة مستبصراً 455

ص: 491

الفصل الحادی عشر: الشوری الخیالیة والخلافة الدیمقراطیة عند لاری ! 465

شوری لاری تهاجم الشیعة وتراعی الوهابیین !. 467

لاری ینتقد إیران ویفتری علی التشیع والإمام الخمینی(قدسّ سرّه). 471

تزویر لاری لمعنی الإنتظار والغیبة 474

الشوری شعار لاری الدائم کعدائه للشیعة 481

ص: 492

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.