القراءات والاحرف السبعة

اشارة

سرشناسه: الغفاری، عبدالرسول ؛ Ghaffar, Abd al-Rasul

عنوان و نام پدیدآور: القراءات والاحرف السبعة / تالیف عبدالرسول الغفاری.

مشخصات نشر: قم: مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة و النشر، 1391.

مشخصات ظاهری: 320 ص.

شابک: 6-358-195-964-978

وضعیت فهرست نویسی: فیپا

یادداشت: عربی.

یادداشت: کتابنامه به صورت زیرنویس.

موضوع: قرآن - - قرائت - اختلاف؛ احادیث خاص (سبعه احرف)

شناسه افزوده: جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة. مرکز بین المللی ترجمه و نشر المصطفی صلی الله علیه و آله

رده بندی کنگره: 1391 4ق 7غ/75 BP

رده بندی دیویی: 297/151

شماره کتابشناسی ملی: 7435032

القراءات والأحرف السبعة

المؤلّف: الدکتور عبدالرسول الغفاری

الطبعة اولی: 1433ق /1391 ش

النّاشر: مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمه والنشر

المطبعة: فاضل السّعر: 50000 ریال عدد النسخ: 2000

حقوق الطبع محفوظة للناشر

التوزیع:

قم، میدان الشهداء، شارع الحجّتیه، معرض مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمه والنشر. الهاتف - الفکس: 02517730517

قم، شارع محمّد الأمین، تقاطع سالاریة، معرض مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمه والنشر. الهاتف: 02512133106، فکس: 02512133146

www.miup.ir www.eshop.miup.ir

root@miup.ir E-mail: admin@miup.ir

ص :1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :2

القراءات والاحرف السبعة

تالیف عبدالرسول الغفاری

مشخصات نشر: قم: مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة و النشر، 1391.

ص :3

ص:4

کلمة الناشر

إنّ التطور العلمی الذی یشهده عالمنا الیوم، والوسائل التکنولوجیة الحدیثة قد دفعت بعجلة المدنیة والثقافة إلی الأمام، بل واصبح الانسان یرقب فی کل یوم تطوّراً آخر، وهذا التطور قد کشف لنا القناع عن بعض المناهج الدراسیة فی معاهدنا ومؤسساتنا العلمیة واذا بها مناهج تحتل زاویة ضیقة من هذا العالم العلمی الفسیح.

من هنا اتخذت المؤسسات العلمیة فی الجمهوریة الاسلامیة فی ایران وفی مقدّمتها جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة؛ أتخذت علی عاتقها صیاغة بعض المناهج الدراسیة صیاغة تلائم الحرکة العلمیة المعاصرة، ومالها من متطلّبات بحیث تنسجم مع المحیط العلمی الجدید.

لقد بادرت الاقسام العلمیة فی جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله بمخاطبة الاساتذة ذوی الأختصاص لیساهموا فی وضع مناهج حدیثة فی علوم القرآن، والفقه، والاصول، والتفسیر، والتاریخ، و... کی تلبّی احتیاجات الدارسین فی مختلف المستویات وعلی صعید کل الاختصاصات الأنسانیة والدینیة.

کانت خطوة الجامعة جریئة وموفّقة حیث بذرت بذوراً صالحة تفتّقت من خلالها براعم طیبة، وانتجت ثماراً ناضجة تؤتی أکُلها فی کلّ حین.

ص:5

نعم، لمّا کانت بعض المواد الدراسیة لم تتوفر فیها الکتب المنهجیة اللازمة التی تنسجم مع السطح العلمی لعموم المعاهد والمؤسسات العلمیة، فقد أناطت ادارة جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله - الحقل العلمی - مهمّة تدوین وتألیف هذه المناهج الجدیدة والبحوث العلمیة ذات الطابع العلمی والأکادیمی إلی جملة من الاستاتذة المختصّین والعلماء الأفاضل، وأولتهم رعایة فائقة وتسهیلات محمودة کی یتمّ انجاز تلک البحوث علی وفق المناهج المقرّرة. وفعلا تصدّی للعمل نخبة من العلماء، وأنجز الکثیر من تلک البحوث والمؤلّفات، حیث بذل أصحاب الفضیلة جهوداً مضنیة، ومساعی متواصلة، بغیة المساهمة الجادة فی خلق کادرٍ متخصّصٍ فی شتی العلوم والفنون، ثمّ جاءت هذه المساهمة صادقة فی کل ابعادها، تجلّلها النظرة الشمولیة والعمق العلمی والبیان الواضح.

إنّ جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة اصبحت الیوم محطّ انظار الدارسین فی الداخل والخارج، وهی تعدّ بحقٍ من اکبر المؤسسات العلمیة فی عالمنا الاسلامی والعربی، وقد استقطبت العدید من اصحاب الاختصاص من الاساتذة والمؤلفین، کما أغنت المکتبة الاسلامیة بمجموعة بحوث ومؤلفات قد تم طبعها ونشرها خلال هذه السنین القلائل لتکون منهلاً عذباً للدارسین وطلاب الحقیقة والمعرفة.

ومن منطلق الخدمة العلمیة یتقدّم دارالنشر فی جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة بالشکر والتقدیر لسماحة الاستاذ العلامة الدکتور عبد الرسول الغفاری لما بذله من جهود تستحق الاحترام والتقدیر فی تألیفه لکتاب القراءات والأحرف السبعة کما نشکر اعضاء الکادر الفنی الذی ساهم فی انجاز وطبع هذا الکتاب الماثل بین یدی القارئ الکریم.

وکلّنا أمل ورجاء بأن نکون قد ساهمنا فی رفد الحقل العلمی والمکتبة الاسلامیة بالبحوث والمؤلفات خدمة للعلم والعلماء ومشارکة منّا فی تفعیل الحرکة الثقافیة فی العالم الاسلامی، وما التوفیق إلا من عند الله.

مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة والنشر

ص:6

مقدمة قسم المناهج الدراسیة

وضعت الحوزات العلمیة عبر سعیها الدؤوب طیلة تاریخها المجید، مهمّة التربیة والتعلیم فی مقدمة اعمالها الاساسیة، الأمر الذی ضمّن إیصال معارف الإسلام السامیة وعلوم أهل البیت علیهم السلام إلینا عبر الأجیال المتعاقبة، وفی هذا الإطار جاء اهتمام جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة بالمناهج الدراسیة التعلیمیة.

ممّا لا شکّ فیه، أنّ النهضة التکنولوجیة التی شهدها عصرنا أفرزت تحوّلاً هائلاً فی حقل العلم، حتی أصبح بمقدور البشریة فی عالم الیوم أن تحصل علی المعلومات والمعارف اللازمة فی جمیع الفروع بسهولة ویسر. فقد حلّت الأسالیب التعلیمیة الحدیثة والمتطورة محلّ الأسالیب القدیمة والموروثة فی الحفظ الکمّی والنوعی، وتسیر هذه التطّورات بخطی مسرعة نحو تحقیق الأهداف التعلیمیة المنشودة.

إِنّ جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة فی هذا الخضم تبرز کمؤسسة حوزویة وإکادیمیة قد أخذت علی عاتقها مسؤولیة إعداد الکوادر العلمیة والتعلیمیة الأجنبیة فی مجال العلوم الإسلامیة، حیث تعکف أعداد غفیرة من الطلبة الأجانب الذین ینتمون إلی جنسیات مختلفة علی مواصلة الدراسة فی مختلف المستویات التعلیمیة وضمن العدید من فروع العلوم الإنسانیة والإسلامیة التابعة لهذه الجامعة. وبطبیعة الحال، إنّ العلوم والمعارف

ص:7

الإسلامیة التی یتوافر علیها الطلبة الأجانب تتمایز بتمایز البلدان والأصقاع التی ینتمون إلیها، ما یلحّ علی جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة بضرورة تدوین مناهج حدیثة تستجیب لطبیعة التمایز الذی تفرضه الحالة الثقافیة فی تلک البلدان.

لطالما أکّد رجال الحوزة العلمیة وعلماءها، لا سیّما الإمام الخمینی رحمه الله وسماحة قائد الثورة الإسلامیة (دام ظله الوارف) علی ضرورة إسناد التعلیم الحوزوی للأسالیب الحدیثة المستلهمة من مناهج الاستنباط فی الفقه الإمامی، وأن یتمّ سوقه نحو مسارات التألّق والازدهار. وفی هذا السیاق، نشیر إلی مقاطع من الکلمة المهمّة التی ألقاها سماحة قائد الثورة السید الخامنئی (دام ظله الوارف) فی عام 2007 مخاطباً فیها رجال الدین الأفاضل:

... بالطبع، إنّ حرکة العلم فی العقدین القادمین ستشهد تعجیلاً متسارعاً فی حقول العلم والتکنولوجیا مقارنة بما مرّ علینا فی العقدین المنصرمین ... وفیما یتعلّق بالمناهج الدراسیة یجب علینا توضیح العبارات والأفکار التی تتضمّنها تلک المناهج إلی الدرجة التی تنزاح معها کلّ العقبات التی تقف فی طریق من ینشد فهم تلک الأفکار، طبعاً دون أن نُهبط بمستوی الفکرة.

فی الحقیقة، لقد استطاعت الثورة الإسلامیة المبارکة فی إیران، ولله الحمد، أن ترفد المحافل العلمیة بطاقات وإمکانات جیّدة. ومن هذا المنطلق، واستلهاماً من نمیر علوم أهل البیت علیهم السلام وبفضل الأجواء التی أتاحتها هذه الثورة العظیمة لإحداث طفرة فی النظام التعلیمی، أناطت جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة بمرکز دراسات المصطفی صلی الله علیه و آله الدولی مهمّة تدوین المناهج الدراسیة التی تنسجم مع النظام المذکور وذلک بالاستعانة بالأساتذة المختصّین واللجان العلمیة والتربویة ، وکذلک تنظیم هذه المناهج بالترکیز علی المتطلبات الإقلیمیة والدولیة الخاصة بها.

ولا بدّ من القول بأنّ مرکز دراسات المصطفی صلی الله علیه و آله الدولی یملک خبرة قیّمة فی مجال تدوین المناهج الدراسیة و البحث عنها، حیث حقّق تحوّلاً جدیداً فی میدان

ص:8

النتاج العلمی، وذلک من خلال تجربته فی تدوین مجموعة من المناهج الخاصّة بالمؤسّستین السابقتین التی انبثق عنهما وهما: «المرکز العالمی للدراسات الإسلامیّة» و«جمعیة الحوزات والمدارس العلمیة فی الخارج».

ومن ثمار تلک الحرکة العلمیة لهذا المرکز فی مجال تدوین المناهج إصدار حوالی 200 منهجاً دراسیاً فی الداخل والخارج، وإعداد أکثر من 200 منهجاً علمیّاً، والتی نأمل بفضل العنایة الإلهیة وفی ظلّ الرعایة المستمرّة لإمام العصر الحجة المهدی المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشریف أن تکون جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة قد ساهمت بقسط ولو ضئیل فی نشر الثقافة والمعارف الإسلامیة المحمدیة الأصیلة.

وبدور هذا المرکز یشدّ علی أیدی الاساتذة الروّاد، ویثمّن جهودهم المخلصة، کما یعلن فی ظلّ الإرشادات والإشراف المباشر من لدن مدیر التخطیط التربوی، وکذلک التعاون البنّاء للّجان العلمیة التابعة للمعاهد، مواصلة هذه الانطلاقة المیمونة فی تلبیة المتطلبات التربویة والتعلیمیة من خلال تدوین المناهج الدراسیة المستوفیة للمعاییر المتطوّرة.

الکتاب الذی بین یدیک عزیزی القارئ الذی یحمل عنوان القراءات والاحرف السبعة هو ثمرة جهود الأستاذ الفاضل الدکتور عبدالرسوال الغفاری، حیث نودّ هنا أن نتوجّه إلیه بالشکر الجزیل والامتنان الوافر، لما بذله من جهد متواصل فی تألیفه لهذا السِفر الجلیل.

کما نشکر اعضاء المرکز الذین تابعوا مراحل الطبع والنشر حتی مراحله الاخیرة.

جامعة المصطفی صلی الله علیه و آله العالمیة

مرکز دراسات المصطفی صلی الله علیه و آله الدولی

ص:9

الفهرس

المقدمة 17

تمهید 21

تعریف القراءات 21

مصطلحات 21

رأی تعسّفی 27

تعلیق علی ما تقدّم من تعریفات 28

الفصل الأوّل: أقسام القراءة عند جمهور السُّنَّة

أقسام القراءة عند البُلقینی والسیوطی 31

صور الاختلاف فی القراءة 33

أقوال العلماء فی أقسام القراءة 37

ما هی الأقوال الأخری فی القراءات؟ 39

شروط قبول القراءة 39

القراءة وتقسیمات التواتر 41

ما هو التواتر فی القراءة؟ 41

أوّلاً: فی عدد القراءات علی وجه الإجمال 42

ثانیاً: فی التواتر وعدمه 43

ص:10

الفصل الثانی: القراءات السبعة

الرخصة فی القراءة 49

عدم تواتر القراءات 50

موقفنا من تلک الآراء 54

الصحیح من القراءات 55

مَنْ قال بتواتر القراءات السبع 59

مَنْ نفی التواتر 61

مَنْ نفی التواتر ولو فی بعض القراءات 62

وممّن نفی التواتر فی القراءات 63

موقف الإمام الصادق علیه السلام من قراءة ابن مسعود 64

موارد الاختلاف فی قراءة ابن مسعود 65

سورة البقرة 65

سورة آل عمران 69

سورة النساء 71

سورة المائدة 71

سورة الأنعام 72

سورة الأعراف 72

سورة الأنفال 73

سورة التوبة 73

سورة یونس 73

سورة هود 73

سورة یوسف 74

سورة الرعد 74

سورة الحجر 74

سورة النحل 74

سورة الإسراء 75

سورة الکهف 75

سورة مریم 75

سورة طه 76

سورة الأنبیاء 76

سورة الحج 76

ص:11

سورة النور 76

سورة الفرقان 76

سورة الشعراء 77

سورة النمل 77

سورة القصص 77

سورة العنکبوت 77

سورة لقمان 78

سورة السجدة 78

سورة الأحزاب 78

سورة سبأ 79

سورة فاطر 79

سورة یس 79

سورة الصافات 79

سورة الزمر 80

سورة غافر 80

سورة الشوری 80

سورة الزخرف 80

سورة الجاثیة 80

سورة (الذین کفروا) أو (محمد) 81

سورة الفتح 81

سورة الحجرات 81

سورة النجم 81

سورة القمر 82

سورة إذا وقعت الواقعة 82

سورة الحاقة 82

سورة المعارج 82

سورة نوح 82

سورة الغاشیة 82

الفصل الثالث: بین الأحرف السبعة والقراءات

هل الأحرف السبعة هی القراءات؟ 87

مما یخصّ الأحرف السبعة 89

ص:12

مصادر الأحرف السبعة من کتب الجمهور علی وجه التفصیل 91

مسند الشافعی 91

صحیح البخاری 91

باب (أنزل القرآن علی سبعة أحرف) 91

صحیح مسلم 93

باب (بیان أنّ القرآن علی سبعة أحرف وبیان معناه) 93

سنن أبی داود 96

باب (أنزل القرآن علی سبعة أحرف) 96

سنن الترمذی 97

باب (ما جاء أنزل القرآن علی سبعة أحرف) 97

صحیح ابن حبان 98

باب (ذکر الزجر عن تتبُّع المتشابه من القرآن للمرء المسلم) 98

باب (ذکر العلة التی من أجلها قال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: «وما جهلتم منه فردوه إلی عالمه») 99

باب (ذکر الخبر الدال علی أنّ من قرأ القرآن علی حرف من الأحرف السبعة کان مصیباً) 99

باب (ذکر العلة التی من أجلها سأل النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ربه معافاته ومغفرته) 100

باب (ذکر تفضّل الله جلّ وعلا علی صفیه صلی الله علیه و آله بکل مسألة سأل بها التخفیف عن أمّته فی قراءة القرآن بدعوة مستجابة) 100

باب (ذکر الإخبار بأنّ الله أنزل القرآن علی أحرف معلومة) 102

باب (ذکر الإخبار عن وصف بعض القصد فی الخبر الذی ذکرناه) 102

باب (ذکر الإخبار عن وصف بعضهم الآخر لقصد النعت فی الخبر الذی ذکرناه) 102

المستدرک علی الصحیحین للحاکم النیسابوری 103

المسند المستخرج علی صحیح مسلم 104

باب (إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف) 104

السنن الصغری لأحمد بن الحسین البیهقی 107

باب (ما جاء فی قوله صلی الله علیه و آله أنزل القرآن علی سبعة أحرف علی طریق الاختصار) 107

سنن البیهقی الکبری 109

باب (وجوب القراءة علی ما نزل من الأحرف السبعة دون غیرهن من اللغات) 110

سنن النسائی الکبیر 116

باب علی کم نزل القرآن؟ 116

باب (من کم أبواب نزل القرآن) 118

ص:13

باب (ماء جاء فی سورة الفرقان) 119

باب (المراء فی القرآن) 121

نتابع روایات الاختلاف 122

الأحادیث المختارة 123

مجمع الزوائد 127

باب (القراءات وکم أنزل القرآن علی حرف) 127

موارد الظمآن 133

باب (فی أحرف القرآن) 133

تکثیر الأسانید لا یغنی عن الحق شیئاً 135

أقوال السلف فی حق بعض الرواة 135

الفصل الرابع: حدیث الأحرف السبعة فی مصادر الإمامیة

استقراء فی مصادر الإمامیة 139

بصائر الدرجات 140

تفسیر العیاشی 140

الخصال: أبواب السبعة 141

رواة حدیث الأحرف السبعة من الصحابة 145

خلاصة روایات الأحرف السبعة وطرقها 145

نتابع حدیث الأحرف السبعة من طرق الصحابة 149

ملاحظات لابدّ منها 155

الفصل الخامس: معنی الأحرف السبعة

معنی الأحرف السبعة عند علماء السلف 159

المعنی اللغوی للأحرف السبعة 160

ما المقصود بهذه السبعة؟ 164

هل نزل القرآن علی سبعة أحرف؟ 166

تصنیف حدیث (الأحرف السبعة) 168

الفصل السادس: دراسة وتحلیل فی معنی الأحرف السبعة

عند علماء الجمهور 173

اوّل مَن تعرّض لمعنی الأحرف السبعة 175

ص:14

بیان وتعلیق 181

عود علی ذی بدء 184

الفصل السابع: آراء بعض المعاصرین

جریدة الأقوال فی تعیین السبعة 195

تساؤلات فی القراءة علی النّبی صلی الله علیه و آله 202

الفصل الثامن: جمع القرآن والأحرف السبعة

جمع القرآن والأحرف السبعة 209

الأحرف السبعة عند أهل البیت علیهم السلام 209

قراءة أهل البیت علیهم السلام 210

بین جمع القرآن واختلاف القراءات 211

سبب الاستزادة 211

حدود الترخیص فی القراءة 212

بین القراءة والتفسیر 212

اختلاف فی القراءة فی زمن النّبی صلی الله علیه و آله 213

تعقیب علی روایة المِسْوَر 214

تعقیب آخر 215

اقرؤوا کما عُلِّمتم 215

النزاع بین عمر ورجل 216

مدرسة الخلفاء ورأیها فی القرآن والقراءات 217

مصادر نظریة التوسعة فی القراءات 221

روایات النسائی فی صحیحه 221

روایات البخاری فی صحیحه وروایة الآخرین 221

تحلیل ما تقدّم 222

الفصل التاسع: آراء علمائنا فی معنی الأحرف

حمل الأحرف علی المعنی المجازی 225

تنبیه 229

ردّ هذه الأقوال 236

مما یردّ تلک الأقوال: اتّحاد قراءة الصحابة 237

المختار من القراءات 238

ص:15

قال الخلیفة: أبی أقرأنا... . 238

المختار من القراءات (قراءة أبی) 238

أبی یستجیز عمر فی قراءته 239

بین أبی وعمر بن الخطاب 240

المختار من القراءات: (لغة قریش) 242

ما جاء فی أبی بن کعب 242

هل الأحرف السبعة باقیة نقرؤها إلی الآن؟ 245

اللهجات العربیة 246

لغات أخری عرفتها القبائل العربیة، من ذلک: 248

خلاصة البحث فی الأحرف السبعة 253

ثمرة البحث 254

ملحق فی بعض قواعد التلاوة 256

الفهارس العامه

فهرس الآیات (یرجی الانتباه) 261

1. فهرس الآیات (حسب القراءات) 262

2. فهرس الآیات حسب (النصّ القرآنی المتداول) 273

3. فهرس الأحادیث 286

4. فهرس الأعلام 289

5. الألفاظ و المصطلحات 305

6. الأماکن والبلدان 307

7. القبائل و الفرق 308

8. فهرس المصادر 309

البحوث والمقالات والکتب التی صدرت للمؤلّف 317

ص:16

المقدمة

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، الأوّل قبل کلِّ شیء والآخر بعد فناء کلِّ شیء، اللّهم صلّ علی محمّد عبدک ورسولک وحبیبک والخیرة من صفوتک، وصلّ علی آله الغر النجباء، والسادة الأخیار الأمناء، اللّهم أنطقنی بالهدی، وألهمنی التقوی، ووفّقنی للّتی هی أزکی، واستعملنی بما هو أرضی، اللّهم اسلک بی الطریقة المُثلی، واجعلنی علی نهجک أموت وأحیا، اللّهم واجعلنی من أهل السداد، ومن أدلّة الرشاد، ومن صالحی العباد، وارزقنی الفوز فی المعاد، إنک ذو الفضل والمنّة.

وبعد...

إنّ الحدیث عن القراءات یعنی الحدیث عن توثیق النصّ القرآنی أداءً. وربما یقول بعضهم: کیف نصل إلی هذا التوثیق ما لم یکن البحث أوّلاً فی کتابة النصّ؟

والجواب علی هکذا سؤال یحوجنا الإشارة إلی جملة من المصادر التی تناولت هذا البحث بصورة مستفیضة منها کتب علوم القرآن أو البحوث التی تناولت جمع القرآن وتدوینه، ونحن تناولنا هذا الموضوع فی کتابنا المیسّر فی علوم القرآن وفی کتابنا الآخر جمع القرآن، فلا حاجة إلی تکرار تلک الفصول فی بحثنا هذا، نعم نستطیع أن نقول إنّ النصّ القرآنی وصلنا متواتراً کتابة وأداءً، بل إنّ

ص:17

أغلب المحققین أکّدوا علی أنّ القرآن جمع فی عهد النّبی صلی الله علیه و آله .

من أولئک السیوطی قال: «جمع القرآن خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة ابن الصامت، وأبی بن کعب، وأبو الدرداء، وأبو أیوب الأنصاری».

وفی روایة أخری:

«جَمع القرآن فی عهد النبی صلی الله علیه و آله ستة: أبی، وزید، ومعاذ، وأبو الدرداء، وسعید بن عبادة، وأبو زید». (1)

ونحن فی بحوثنا القرآنیة أکّدنا علی أنّ الکثیر من الصحابة کانوا یحتفظون بنسخ من القرآن، کتبوه لأنفسهم فی عهد النّبی صلی الله علیه و آله ، إضافة إلی النسخة الأصلیة التی کتبت من قبل کتّاب الوحی، والتی کانت بحوزة الرسول صلی الله علیه و آله ، ونصوص هذه النسخة کانت مکتوبة علی الرقاع والعسب واللخاف والرق وغیر ذلک، وهی النسخة التی اعتمدها أمیر المؤمنین علی ابن أبی طالب علیه السلام ، فجمعها ورتّبها وجعلها بین دفّتین، وما عمله ذلک إلا بأمر من النبی صلی الله علیه و آله ، ونستطیع أن نقول أنّ الجمع قد حصل قُبیل وفاته صلی الله علیه و آله ....

إذَن توثیق النصّ کتابة منذ عهد النّبی صلی الله علیه و آله أمر مفروغ عنه، وأنّ جملة من المستشرقین أیضاً أکّدوا هذه الحقیقة منهم المستشرق الأمریکی (ف. بوفلی) قال: «بین أیدینا کتاب معاصر فرید فی أصالته وفی سلامته لم یشک فی صحته کما أنزل، کما کان یوم کتب لأول مرة تحت إشراف محمد صلی الله علیه و آله وعلی الرغم من أنّ الأفکار قد دوّنت فی الرقاع، وسعف النخیل، والعظام فی لحظات غریبة، فالسور والآیات الأصلیة قد حفظت، وهذا الکتاب لیس مجموعة أحادیث أو تقاریر یفترض فیها أنّ محمداً قد قالها، فهی نفس الآیات التی أملاها بنفسه یوماً بعد یوم، وشهراً بعد شهر خلال حیاته».

ثمّ قال: «وإنّ الحسنة الوحیدة فی طریقة زید أنّها کانت أمینة فوق الشبهات، فلم یفعل شیئاً لیضیف فقرات أو یضع جمل ربط، أو یحذف أو ینسخ تفاصیل

ص:18


1- (1) . الاتقان للسیوطی: 72/1.

تشین الإسلام، لقد عمل بإخلاص لا یمکن تصوّره».

ثمّ قال: «والمهم هو أنّ القرآن هو العمل الوحید الذی عاش أکثر من اثنی عشر قرناً دون أن یبدّل فیه، ولا یوجد شیء یمکن أن یقارن بهذا أدنی مقارنة فی الدیانة الیهودیة ولا فی الدیانة المسیحیة». (1)

وعلیه جاء بحثنا فی هذا الکتاب دراسة موضوعیة حول کیفیة الأداء وأنواعه، والاختلاف فی القراءات، ومتی بدأ هذا الاختلاف، ثمّ هناک بعض الفصول خصصناها فی الأحرف السبعة، وما جاء فی معناها، کما اشرنا إلی الوهم الذی قاد بعضهم فاعتقد أنّ الأحرف السبعة هی القراءات السبع.

وسوف یجد القارئ فی طیات هذه الدراسة أننا نذهب إلی کون هذا القرآن الذی هو بأیدی المسلمین أنّه موثّق کتابة وقراءة، أمّا الکتابة فهو وجوده عند الرسول مجموعاً لا زیادة فیه ولا نقصان، والذی اعتمده الإمام علی علیه السلام فی نسخته الأم، وأمّا قراءة، ذلک أنّه کان محفوظاً فی صدور الصحابة الأجلاّء ولم یختلفوا فیه أداءً، وإذا روی عن بعضهم شیء من الاختلاف فی القراءة فإنّها قراءات أحاد، أو هی من القراءات الشاذة، فلا یعوّل علیها.

ثمّ سیجد القارئ أنّ موضوع القراءات السبعة أمر یباین موضوع الأحرف السبعة، والبحث هنا یقع فی عدة فصول. وبالتالی سیتعرّف الدارس علی أنّ القراءة التی علیها المسلمون الیوم فی جمیع الأقطار الإسلامیة عدا شمال أفریقیا، هی قراءة حفص عن عاصم عن عبد الرحمن السلمی عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، وإن قراءة أبی هذه قراءة علی علیه السلام .

ثمّ لا یخفی علی الباحث أنّ المکتوب والمحفوظ فی صدر الإسلام کانا واحداً،

ص:19


1- (1) . تاریخ القرآن وغرائب رسمه لمحمد طاهر الکردی: 68.

وعلی هاتین الدعامتین جری القرآن علی ألسنة الصحابة والتابعین دون أن نری فی أدائه أی اختلاف یذکر إلا فی نتف من الآیات، ثمّ إنّ کتّاب الوحی علی عهد النبی صلی الله علیه و آله لم یکتبوا القرآن بلهجات العرب المتعددة، بل کتبوه لمّا نزل بلغة قریش، وهی لغة العرب السائدة آنذاک فی ربوع الحجاز، وقد وصلت فی بلاغتها وفصاحتها الذروة العالیة، لذا کان من مقتضیات التحدّی لهذه اللغة الأدبیة أن یکون تسجیل القرآن فی أعلی مستوی وأرفع درجة، وقد حصل هذا التسجیل دون أی التفات إلی ما یسمّی بالأحرف السبعة؛ لأنّ هذه التسمیة جاءت متأخّرة عن نزول القرآن علی فرض صحة صدورها من النبی صلی الله علیه و آله .

والعجیب من بعضهم یسجّل جملة من القراءات المختلفة وینسبها إلی الأمصار والبلدان فیقول: «وهذه قراءة أهل العراق، وهذه قراءة أهل المدینة، أو هذه قراءة أهل الشام، أو قرأ بهذه أهل البصرة، وبتلک أهل الکوفة...» فمتی کانت الکوفة والبصرة حتی تندرج باسمها تلک القراءات، ونجعلها من الأحرف السبعة، أو من القراءات السبعة...؟! إنّه فی غایة التهاتر والسقوط.

ثمّ أی نصیب لأهل الشام حتی ینفردوا بقراءة ثمّ ندّعیها من القراءات الصحیحة؟

علی أنّ بعضهم ذهب إلی توجیه هذا الاختلاف إلی کونه ضرب من التوسعة علی المسلمین، وهذا أمر خطیر یعود بقائله إلی تحریف القرآن، وقد أجمعت الأمة علی صیانة الکتاب من التحریف سواء کان بزیادة أو نقیصة.

عبدالرسول الغفاری

بیروت

ص:20

تمهید

تعریف القراءات

القراءات: مفردها قراءة، وهی فی اللغة مصدر سماعی لقرأ.

وفی الاصطلاح: علم بکیفیة أداء کلمات القرآن.

موضوعه: کلمات القرآن، فهو یبحث عن أحوال الکلمة کالمد، والقصر، والنقل و... .

فائدة علم القراءات: العصمة من الخطأ فی النطق بالکلمات القرآنیة وصیانة القراءة عن التحریف والتغییر والزیادة والنقیصة.

غایة هذا العلم: معرفة ما یقرأ به کل من أئمة القرّاء.

المقرئ: مَنْ علم بها أداءً ورواها مشافهةً فلو حفظ کتاباً امتنع علیه إقراؤه بما فیه إن لم یشافهه مَنْ شُوفه به مسلسلاً؛ لأنّ فی القراءة شیئاً لا یحکم إلا بالسماع والمشافهة. (1)

مصطلحات

القراءة: کل ما ینسب إلی أحد القرّاء السبع أو العشر.

ص:21


1- (1) . إتحاف فضلاء البشر: 6.

الروایة: فی القراءة - کل ما ینسب إلی الرواة عن أحد أئمة القرّاء مباشرة.

الطریق: کل ما ینسب إلی الرواة عن غیرهم عن هؤلاء القرّاء.

وبعبارة أخری: کل مَنْ أخذ عن الراوی یقال عنه طریق.

المقرئ: إضافة إلی ما تقدم هو من عَلِمَ بالقراءة أداءً ورواها مشافهة، لهذا لم یکتفوا بالسماع من لفظ الشیخ فقط فی التحمّل وإنْ اکتفوا به فی الحدیث، قالوالأنّ المقصود هو کیفیة الأداء ولیس کلّ من سمع من لفظ الشیخ یقدِر علی الأداء.

بمعنی آخر: لابدّ من قراءة الطالب علی الشیخ.

أوّل من دوّن القراءة أبو عبید القاسم بن سلّام (ت 224 ه) وقد أخذها من أئمة القراءة.

قال أبو عبد الله محمد بن شریح الأندلسی (ت 476 ه):

القراءات هی عبارة عن اختلاف الکیفیات فی تلاوة القرآن الکریم ونسبة ذلک إلی قائلیها المتصل سندهم برسول الله صلی الله علیه و آله ». (1)

وفی معجم القراءات القرآنیة:

«القراءة هی اختلاف ألفاظ الوحی فی الحروف وکیفیتها من تخفیف وتشدید وغیرهما». (2)

أو هی طریقة نطق وتأدیة ألفاظ الآیة علی وجه مطابق للغة العربیة الفصیحة.

أمّا ابن دقیق محمد بن علی القشیری القاضی

(ت 702 ه) فقد أطلق تسمیة القرآن علی القراءات ولو کانت شاذة. (3)

ص:22


1- (1) . الکافی فی القراءات، المبحث الرابع: 16.
2- (2) . معجم القراءات القرآنیة: 126/1.
3- (3) . القراءات القرآنیة: 62.

وقد تابعه الدکتور محمد سالم محیسن وهو فی صدد الردّ علی الزرکشی فقال:

أری أنّ کلاً من القرآن والقراءات حقیقتان بمعنی واحد، یتّضح ذلک بجلاء من تعریف کل منهما ومن الأحادیث الصحیحة الواردة فی نزول القراءات. (1)

وفی الاصطلاح قال ابن الجزری؛ محمد بن محمد الدمشقی (ت 833 ه): «القراءات علم بکیفیة أداء کلمات القرآن واختلافها معزواً لناقلهِ». (2)

وإیضاح ذلک: إنّه علم یبحث فیه عن صور ونظم کلام الله تعالی من حیث وجوه الاختلاف... .

ولمّا قال بعضهم فی کون القراءات متواترة. (3) لذا فإنّ البحث یکون فی وجوه الاختلاف المتواترة، ومبادیه مقدمات تواتریة.

والغرض من هذا العلم هو تحصیل ملکة ضبط الاختلاف. أما فائدته - کما قیل - صون کلام الله تعالی من تطرق التحریف والتغییر.

وبمثل هذا قال أبو القاسم محمد النویری (ت 857 ه) فی تعریفه للقراءات:

«علم بکیفیة أداء کلمات القرآن واختلافها معزوّاً لناقله». (4)

وجاء فی هامش الکتاب:

إنّه علم یبحث فیه عن صور ونظم کلام الله تعالی من حیث وجوه الاختلاف المتواترة، ومبادیه مقدمات تواتریه، وله أیضاً استمداد من العلوم العربیة،

ص:23


1- (1) . القراءات وأثرها فی علوم العربیة، للدکتور محمد سالم محیسن: 10/1، ط. مکتبة الکلیات الأزهریة، الأزهر - القاهرة. والدکتور محیسن هو الأستاذ المشارک للدراسات اللغویة بالجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة تخصّص فی القراءات وعلوم القرآن ودکتوراه فی الآداب العربیة.
2- (2) . منجد المقرئین: 61 و3، ط دار الکتب العلمیة بیروت 1948 م.
3- (3) . سوف یأتی الکلام، هل أن القراءات متواترة أم لا؟
4- (4) . شرح طیبة النشر فی القراءات العشر: 53/1، هذا الکتاب لأبی القاسم محمد بن محمد بن محمد ابن علی النویری، دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان ط 1، 2003 م.

والغرض منه تحصیل ملکة ضبط الاختلافات المتواترة، وفائدته صون کلام الله تعالی عن تطرق التحریف والتغییر، وقد یبحث أیضاً عن صور نظم الکلام من حیث الاختلافات غیر المتواترة الواصلة إلی حد الشهرة، ومبادیه مقدمات مشهورة أو مرویة عن الآحاد الموثوق بهم. (1)

ومن علماء القرن التاسع الهجری أبو حفص عمر بن القاسم المصری المعروف بالنّشار، لم نعثر علی تعبیر دقیق له فی شأن القراءة بل أعطی المحتوی الذی یؤکّد علیه علماء القراءة وهو الخلاف بین شیوخ القراءات أو رواة القراءة، ثمّ أشار إلی ذلک فقال:

أن یکون الخلاف مما یکثر دوره کالمد والقصر، والإدغام الکبیر لأبی عمرو، وصلة میم الجمع لابن کثیر وقالون، وهاء الکنایة لابن کثیر، والنقل لورش، وتدقیق الراءات، وتغلیظ اللامات له، والسکت لحمزة، وعدم الغنّة لخلف، والفتح والإمالة وبین اللفظین وأحکام النون الساکنة والتنوین، ووقفا حمزة وهشام علی الهمزة، ووقف الکسائی علی هاء التأنیث، وما أشبه ذلک... . (2)

ولا یخفی علیک الذی أورده النشار لیس تعریفاً للقراءة وإنّما هو فهرسة لموضوعها. وعرّف الدمیاطی؛ أحمد بن محمد، المعروف بشهاب الدین البناء (ت 1117 ه) فقال:

هو علم یعلم منه اتفاق الناقلین لکتاب الله تعالی واختلافهم فی الحذف والاثبات والتحریک والتسکین والفصل والوصل، وغیر ذلک من هیئة النطق والإبدال وغیره من حیث السماع.

أو یقال: «علم بکیفیة أداء کلمات القرآن، واختلافها معزوّاً لناقله». (3)

أو «هو اختلاف ألفاظ الوحی المذکور فی کتابة الحروف، أو کیفیتها، من تخفیف وتشدید وغیرهما...».

ص:24


1- (1) . هامش شرح طیبة النشر، نقلاً عن أبجد العلوم: 428/2.
2- (2) . المکرر فیما تواتر من القراءات السبع وتحرر: 16.
3- (3) . إتحاف فضلاء البشر فی القراءات الأربعة عشر: 5، هذا الکتاب للشیخ أحمد بن محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الغنی الدمیاطی الشافعی الشهیر ب (البنّاء) (ت 1117ه(، ط. دار الندوة الجدیدة بیروت - لبنان.

هذا ما نقله بعضهم عن البنّاء (ت 1117 ه) فی کتابه إتحاف فضلاء البشر فی القراءات الأربعة عشر. (1)

أقول:إنّ البنّاء قد نقل هذا النصّ عن الإمام الزرکشی صاحب کتاب البرهان فی علوم القرآن. (2)

بینما یذهب الدکتور محمد محیسن إلی أنّ کلاً من القرآن والقراءات حقیقتان بمعنی واحد؛ إذ یعتقد أن تعریف القرآن هو نفس تعریف القراءة وبمعنی آخر أنّ القرآن مصدر مرادف للقراءة، والقراءات جمع قراءة، فهما عنده بمعنی واحد.

ومن هذا التعریف یخلص إلی نتیجة فیها شیء من الإفراط فیقول: «وکلها تدل دلالة واضحة علی أنّه لا فرق بین کل من القرآن والقراءات؛ إذ کل منهما الوحی المنزل علی النبی صلی الله علیه و آله ».

وهذا الرأی لم یقل به أحد حتی جمهور السنّة، بل جمیع علماء المسلمین ینکرون ذلک.

ویعقّب الدکتور شعبان إسماعیل فیقول: «فلا یمکن أن یقال إنّ القرآن والقراءات حقیقتان متحدتان للأسباب التالیة:

أولاً: لأنّ القراءات علی اختلاف أنواعها لا تشمل کلمات القرآن الکریم کلّه، بل هی موجودة فی بعض ألفاظه فقط، فکیف یقال إنّهما حقیقتان متحدتان لا فرق بینهما؟!

ثانیاً: التعریف المتقدم للقراءات یشمل القراءات المتواترة (3) التی یصح أن یقرأ بها القرآن، کما یشمل القراءات الشاذة؛ والتی أجمع العلماء علی أنّه لا یصح قراءة القرآن

ص:25


1- (1) . إتحاف فضلاء البشر فی القراءات الأربعة عشر: 5.وأنظر: القراءات، أحکامها ومصدرها: 20، طدارالسلام 1986 م.
2- (2) . البرهان فی علوم القرآن: 1/ 318، ط الحلبی، 1376ه .؟؟؟
3- (3) . لم یقل أحد من علماء الإمامیة بتواتر هذه القراءات.

بها؛ لأنّها لم تستجمع أرکان القرآن الصحیحة، وهی التواتر، وموافقة الرسم العثمانی، وموافقة وجه من وجوه اللغة العربیة.

فالقراءة التی تفقد أهم الأرکان، وهو التواتر لا یصح أن نطلق علیها اسم القرآن، ولا تصح قراءته بها، مع أن من تعریف القرآن: إنه المنقول إلینا بالتواتر فکیف یسوغ القول بأن القرآن والقراءات شیء واحد، مع عدم انطباق ذلک علی القراءات غیر الصحیحة.

وممن تطرّق لحقیقة القرآن والقراءات: العلامة الزرکشی

فهو مرة یؤمن بأن کل من (القرآن والقراءات حقیقتان متغایرتان) (1)، وأخری یقول بتداخل القرآن بالقراءات أی أن بینهما ارتباطاً وثیقاً مع وجود الاختلاف بینهما، فما القرآن - عنده - إلا الترکیب واللفظ، وما القراءات إلا اللفظ ونطقه... .

وثالثاً: یقول فی القراءات: هو اختلاف ألفاظ الوحی فی کتابة الحروف أو کیفیتها من تخفیف وتثقیل وغیرها. (2)

وعرّف محمد بن أبی بکر المرغینی ساجقلی زاده (ت 1145 ه) القراءات فقال: «هو علم مذاهب الأئمة فی قراءات نظم القرآن». (3)

وعرّفها محمد عبد العظیم الزرقانی؛ (4) فقال:

مذهب یذهب إلیه إمام من أئمة القرّاء مخالفاً به غیره فی النطق بالقرآن الکریم مع اتفاق الروایات والطرق عنه سواء کانت هذه المخالفة فی نطق الحروف أو فی نطق هیئاتها.

ص:26


1- (1) . البرهان فی علوم القرآن، للزرکشی (ت 794 ه): 223/1، تحقیق محمد أبو الفضل، المکتبة العصریة، الدار النموذجیة، بیروت 2004 م.
2- (2) . البرهان فی علوم القرآن: 318/1.
3- (3) . ترتیب العلوم لمحمد بن أبی بکر المرغینی ساجقلی زاده: 135، دار البشائر الإسلامیة، بیروت 1988 م.
4- (4) . المدرس بکلّیة أصول الدین فی الأزهر، ت 1948 م.

وعرّف عبد الفتاح بن عبد الغنی القاضی

(1)، فقال:

القراءات: هو علم یعرف به کیفیة النطق بالکلمات القرآنیة، وطریق أدائها، اتفاقاً واختلافاً مع عزو کل وجه لناقله.

لقد جعل بعضهم الوحی الإلهی السماوی(مثالاً)، وتناقل هذا الوحی بلغة بشریة أرضیة (واقعاً) ثمّ قال: «اتفق الجمیع علی أن القرآن هو(المثال). أما طبیعة القراءات فهل هی (مثال) أم هی (واقع)؟

فمن قال إنّ کلیهما (مثال) فقد تجاهل (القراءات الشاذة) وما أکثرها. وهی حقیقة واقعة تشهد کدلیل مادی ملموس علی أنّ بعض القراءات الشاذة لیست قرآنا.

کما أنّ مَنْ یتجاوز فیقول: إنّ القراءات واقع (ثقافی مثلاً) فإنه بذلک ینفی عن القراءات المتواترة والصحیحة - التی هی فی حقیقتها تشکل جزءاً لا یستهان به من القرآن - ینفی عنها صفة کونها (مثالٌ) أو وحی إلهی. (2)

رأی تعسّفی

وهناک من یجول فی وسط الأوهام فینسب القرآن إلی صنع الثقافة البشریة فیقول:

إنّ النصّ فی حقیقته وجوهره مُنْتَج ثقافی. والمقصود بذلک أنّه تشکّلَ فی الواقع والثقافة خلال فترة تزید علی العشرین عاماً.

وإذ کانت هذه الحقیقة تبدو بدیهیة ومتفقاً علیها فإنّ الإیمان بوجود میتافیزیقی سابق للنص یعود لکی یطمس هذه الحقیقة البدیهیة ویعکر - من ثمّ - إمکانیة الفهم العلمی لظاهرة النصّ.

ثمّ یستعمل هذا المتعسف اصطلاح الألوهیة لیغطی علی سوءاته فیقول:

إن ألوهیة مصدر النصّ لا ینفی واقعیة محتواه ولا تنفی من ثمّ انتماءه إلی ثقافة البشر. (3)

ص:27


1- (1) . الأُستاذ فی قسم الدراسات الإسلامیة بجامعة المدینة المنوّرة.
2- (2) . إعجاز القراءات القرآنیة، صبری الأشوح: 13.
3- (3) . مفهوم النص، دراسة فی علوم القرآن، د. نصر حامد أبو زید: 21.

وأکثر من هذا أنّه یطعن فی کون القرآن نزل جملة واحدة إلی سماء الدنیا إذ یصف قول ابن عباس فی ذلک بأنّه تصور أسطوری یستحق أن یدرس فی مجال المعتقدات الشعبیة. (1)

وقال بعضهم فی کون أن القراءات غیر متواترة:

هو البحث عن صور نظم الکلام من حیث الاختلافات غیر المتواترة الواصلة إلی حد الشهرة.

وسیأتی الکلام أنّ القراءات أیضاً لم تصل إلی حد الشهرة بل هی أخبار آحاد.

أمّا مبادئ هذا العلم هی مقدمات فی القراءات مرویه عن الآحاد الموثوق بهم.

تعلیق علی ما تقدم من تعریفات

بعض ما تقدم یعرّف (علم القراءات) بتلاوة القرآن لذا کان التأکید هناک علی کیفیة أداء ونطق الکلمات.

بینما جاء تعریف القراءات عند بعضهم هی الطریقة، أو عبارة عن مذهب إمام من أئمة القرّاء یخالف فی مذهبه غیره فی النطق.

ص:28


1- (1) . المصدر: 114.

الفصل الأوّل: أقسام القراءة عند جمهور السُّنَّة

اشارة

ص:29

ص:30

أقسام القراءة عند البُلقینی والسیوطی

قسّم القاضی جلال الدین البُلقینی القراءة إلی ثلاثة أقسام:

المتواترة: وهی القراءات السبعة المشهورة.

والآحاد: وهی القراءات الثلاثة، وبها تتم العشر، ویلحق بها قراءة الصحابة.

والشّاذة: وهی قراءات التابعین؛ کقراءة الأعمش ویحیی بن وثّاب وابن جبیر... . (1)

قال السیوطی: «وهذا الکلام فیه نظر»، وبعد أن استعرض جملة من الشروح والآراء قال معقّباً علی ابن الجزری:

وقد تحرر لی منه أن القراءات أنواع:

الأول: المتواتر، وهو ما نقله جمع لا یمکن تواطؤهم علی الکذب عن مثلهم إلی منتهاه.

الثانی: المشهور، وهو ما صحّ سنده ولم یبلغ درجة التواتر، ووافق العربیة والرسم، واشتهر عند القرّاء، فلم یعدّه من الغلط ولا من الشذوذ.

الثالث: الآحاد، وهو ما صحّ سنده وخالف الرسم أو العربیة، أو لم یشتهر الاشتهار المذکور، ولا یقرأ به.

الرابع: الشاذ، وهو ما لم یصحّ سنده.

ص:31


1- (1) . الاتقان: 258/1.

الخامس: الموضوع، کقراءات الخزاعی. (1)

السادس: ما زید فی القراءات علی وجه التفسیر کقراءة سعد بن أبی وقاص (وَلَهُ أخٌ أوْ أخْتٌ من امٍّ). (2)

قال ابن الجزری:

وربما کانوا یدخلون التفسیر فی القراءة إیضاحاً وبیاناً...، وأما من یقول أن بعض الصحابة کان یجیز القراءة بالمعنی فقد کذب. (3)

والعجیب فی المقام أن الزرقانی فی مناهله یذهب إلی أن تعدد القراءات یعدّها ضرب من ضروب البلاغة، وأنّها تقوم مقام تعدد الآیات...!

وکأنّما للآیة صور عدیدة بأی صورة قرأ منها صحّت عنده، حتی لو أنزل کلمة بدل أخری، أو عبارة من الآیة بدل عبارة أخری.

ولا أدری کیف استساغ الأستاذ الزرقانی هذا الرأی وإلیک نص عبارته:

والخلاصة: أن تنوع القراءات، یقوم مقام تعدد الآیات، وذلک ضرب من ضروب البلاغة، یبتدئ من جمال هذا الإیجاز، وینتهی إلی کمال الإعجاز.

أضف إلی ذلک ما فی تنوّع القراءات من البراهین الساطعة والأدلة القاطعة، علی أن القرآن کلام الله وعلی صدق مَنْ جاء به، وهو رسول الله صلی الله علیه و آله ، فإنّ هذه الاختلافات فی القراءة علی کثرتها لا تؤدّی إلی تناقض فی المقروء وتضاد،... وذلک من غیر شک یفید تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف. (4)

ص:32


1- (1) . هو أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعی جامع کتاب القراءة المنسوبة إلی أبی حنیفة.
2- (2) . النساء: 12.
3- (3) . الاتقان: 265/1.
4- (4) . مناهل العرفان فی علوم القرآن، للشیخ محمد عبد العظیم الزرقانی: 151/1، ط. دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان عام 1996 م.

صور الاختلاف فی القراءة

الاختلاف فی القراءة لا تخرج عن الصور التی سنذکرها:

الصورة الأولی: التغییر بالزیادة فی النصّ، وربما کانت الزیادة عبارة عن کلمة أو أکثر، کما فی قوله تعالی: (وَ أَمَّا الْغُلامُ فَکانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَیْنِ ) 1 ، جاءت فی قراءة أخری: ( وَ أَمَّا الْغُلامُ فَکانَ کافراً أَبَواهُ مُؤْمِنَیْنِ ) .

الصورة الثانیة: التغییر فی ترکیب الآیة (تقدیم وتأخیر)، کما فی قوله تعالی: (وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) جاءت فی قراءة أخری: ( وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الحق بالموت) .

الصورة الثالثة: التغییر فی أصل الکلمة حول النصّ القرآنی، کما فی قوله تعالی: (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلاً ) 2 ، جاءت فی قراءة أخری: ( إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أشدّ وطأ وأصوب قیلا).

وکما فی قوله تعالی: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِیمِ ) ، (1) جاءت فی قراءة أخری: (إن شجرة الزقوم طعام الفاجر) .

ص:33


1- (3) . الدخان: 43.

وکما فی قوله تعالی: (وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّهِ ) ، (1) جاءت فی قراءة: ( وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ للبیت) .

الصورة الرابعة: التغییر فی هیئة الکلمة أو حرکتها، کما فی قوله تعالی: (وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِیمِ ) ، (2) جاءت فی قراءة أخری: (ولا تَسْأل عن أصحاب الجحیم) .

وکما فی قوله تعالی: (وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ ) ، (3) جاءت فی قراءة أخری: (وأرجُلِکم) بخفض (أَرْجُلَکُمْ) .

الصورة الخامسة: التغییر بإضافة حرف للکلمة، کما فی قوله تعالی:

(وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّی یَطْهُرْنَ) 4 ، جاءت فی قراءة بإضافة التاء وتشدید الهاء: (حتی یتطهّرن) .

الصورة السادسة: التغییر بإسقاط حرف، کما فی قوله تعالی: (مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ ) 5 ، جاءت فی قراءة: (مَلِکِ یوم الدین) .

وکما فی قوله تعالی: (وَ واعَدْنا مُوسی ثَلاثِینَ لَیْلَةً ) 6 ، جاءت فی قراءة: (وعدناموسی...) .

وکما فی قوله تعالی: (وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ ) 7 ، جاءت فی قراءة: (والذین هم لأمانتهم وعهدهم) بجعل الأمانات مفردة.

ص:34


1- (1) . البقرة: 196.
2- (2) . البقرة: 119.
3- (3) . المائدة: 6.

الصورة السابعة: التغییر فی اللهجة، کما فی قوله تعالی: (وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ) ، (1) جاءت فی قراءة بالهمز وضم الفاء (کُفُؤا) ، أو بحذف الهمز وسکون الفاء (کُفْوَاً) .

وکما فی قوله تعالی: (إِنَّها عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) 2 ، جاءت قراءة بحذف الهمز (إنها علیهم مُوصَدة) .

الصورة الثامنة: الإمالة فی القراءة، کما فی قوله تعالی: (بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها) 3 ، جاءت فی قراءة بالامالة إلی الفتح فی. (مجرا) و (مسراها)

وکما فی قوله تعالی: (وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها) 4 ، قُرِئت بالإمالة إلی الفتح فی(یغشاها).

الصورة التاسعة: التغییر فی موضع الوقف، کما فی قوله تعالی: (ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ ) 5 جاءت فی قراءة أخری: (ذلک الکتاب لاریبْ * فیه هدی للمتقین).

وکما فی قوله تعالی: (تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها*بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ) 6 ، جاءت فی قراءة: (تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ* مِنْ کُلِّ أَمْرٍ)

... .

وکما فی قوله تعالی: (وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ* یَقُولُونَ آمَنّا بِهِ ) 7 ، جاءت فی قراءة أخری: (وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللّهُ* وَ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنّا بِهِ ) .

ص:35


1- (1) . الاخلاص.

ص:36

أقوال العلماء فی أقسام القراءة

اشارة

قال ابن جزی الأندلسی:

إن القراءات علی قسمین:

- مشهورة؛

- وشاذة.

فالمشهورة: هی القراءات السبع وما جری مجراها: کقراءة یعقوب، وابن محیصن.

والشاذة، ما سوی ذلک.

وإنّما بنینا هذا الکتاب علی قراءة نافع لوجهین:

أحدهما: أنّها القراءة المستعملة فی بلادنا والأندلس وسائر بلاد المغرب.

والأخری: إقتداءً بالمدینة شرّفها الله؛ لأنّها قراءة أهل المدینة. (1)

وأمّا الإمام أبو محمد مکی بن أبی طالب فقد صنّف القراءة إلی ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما یقرأ به الیوم، وذلک ما اجتمعت فیه ثلاث خلال، وهی أن ینقل عن الثقات عن النبی صلی الله علیه و آله ویکون وجهه فی العربیة التی نزل بها القرآن سائغاً،ویکون موافقاً لخط المصحف، فإذا اجتمعت فیه هذه الخلال الثلاث قرئ به، وقطع علی مغیبه وصحته وصدقه؛ لأنّه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف. وکفّر من جحده. ومثاله: مالک وملک، یخدعون ویخادعون، أوصی ووصّی، تطوع ویطوع.

ص:37


1- (1) . التسهیل: 7/1.

أقول: وهذا القسم بشروطه الثلاث یوافق قول ابن جزی الآتی.

القسم الثانی: ما صحّ نقله عن الآحاد، وصح وجهه فی العربیة، وخالف لفظه المصحف. فهذا یقبل ولا یقرأ به. لعلّتین:

إحداهما: أنه لم یؤخذ بإجماع، إنّما أخذ بأخبار الآحاد. ولا یثبت قرآن یقرأ به بخبر الواحد.

والعلّة الثانیة: أنه مخالف لما قد أجمع علی مغیبه وصحته، وما لم یقطع علی صحته لا تجوز القراءة به، ولا یکفر من جحده. ومثاله قراءة عبد الله بن مسعودوأبی الدرداء (والذکر والأنثی) فی قوله تعالی: (وَ ما خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثی ) ،وقراءة ابن عباس: (وکان أمامهم ملک یأخذ کل سفینة غصبا) (1)، و(أما الغلام فکان کافرا) . (2)

القسم الثالث: هو ما نقله غیر ثقة، أو نقله ثقة ولا وجه له فی العربیة، فهذا لا یقبل وإن وافق خط المصحف. ومثاله ما کان إسناده ضعیفاً أو نقله غیر ثقة؛ کقراءة أبی السمال فی (فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ ) 3 ، (ننحّیک) بالحاء المهملة.

وکالقراءة المنسوبة إلی أبی حنیفة فی قوله تعالی: (إِنَّما یَخْشَی اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) 4 قرأها برفع لفظ الجلالة ونصب العلماء.

نقل ذلک أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعی، ونقلها عنه أبو القاسم الهذلی وآخرون.

وأضاف ابن الجزری قسماً رابعاً، وهو مردود، وذلک ما وافق العربیة والرسم، ولم ینقل ألبتة فهذا ردّه أحق، ومنعه أشد. (3)

ص:38


1- (1) . الکهف: 79. وهی فی مصاحفنا: (وَ کانَ وَراءَهُمْ مَلِکٌ یَأْخُذُ کُلَّ سَفِینَةٍ غَصْباً) .
2- (2) . الکهف:80 . وهی فی مصاحفنا: (وَ أَمَّا الْغُلامُ فَکانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَیْنِ) .
3- (5) . أنظر: محاسن التأویل: 308/1.

ما هی الأقوال الأخری فی القراءات ؟

یمکن حصر آراء المسلمین فی شأن القراءات فی ما یلی:

1. نُقل جمع من علماء أهل السنة - وهو المشهور بینهم - علی أن القراءات هی السبعة وهی متواترة عن النبی صلی الله علیه و آله .

2. نُقل عن السبکی القول بتواتر القراءات العشر.

3. نُقل عن مفتی البلاد الأندلسیة - أبی سعید بن فرح

- أن من أنکر تواتر القراءات السبع یستلزم من قوله ذاک الکفر.

4. نقل عن بعض أهل السنة أن القراءات غیر متواترة.

5. رأی الإمامیة أن القراءات هو اجتهاد من القارئ لذا لا یلزم التواتر.

6. معتقد الشیعة - طائفة منهم - أن القراءات منقولة بخبر الواحد، وهو مختار جماعة من المحققین من علماء أهل السنة.

شروط قبول القراءة

قال ابن جزی: «ولا یجوز أن یقرأ بحرف إلا بثلاثة شروط:

أولاً: موافقته لمصحف عثمان بن عفان.

ثانیاً: موافقته لکلام العرب، ولو علی بعض الوجوه أو فی بعض اللغات.

ثالثاً: نقله نقلاً متواتراً أو مستفیضاً». (1)

وقال القاسمی:

«وضع الأئمة لذلک میزاناً یرجع إلیه، ومعیاراً یعوّل علیه، وهو السند والرسم والعربیة، فکل ما صحّ سنده، واستقام وجهه فی العربیة، ووافق لفظه خط مصحف الإمام فهو من السبعة المنصوصة، فعلی هذا الأصل بُنی قبول القراءات علی سبعة

ص:39


1- (1) . التسهیل: 11/1.

کانت لولاه سبعة آلاف، ومتی سقط شرط من هذه الثلاثة فهو شاذ.

غیر أنّ بعضهم لم یکتف بصحة السند فقط، بل اشترط معها التواتر. ذاهباً إلی أن ما جاء مجیء الآحاد لا یثبت به قرآن.

وقوّاه أبو القاسم النویری، بأن عدم اشتراط التواتر قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء والمحدّثین وغیرهم؛ لأنّ القرآن عند الجمهور من أئمة المذاهب هو ما نقل بین دفتی المصحف نقلاً متواتراً، وکل من قال بهذا الحد اشترط التواتر». (1)

ص:40


1- (1) . محاسن التأویل: 295/1.

القراءة وتقسیمات التواتر

ما هو التواتر فی القراءة ؟

اشارة

قیل أن یروی القراءة - فی کل طبقة - جماعة یستحیل تواطؤهم علی الکذب عن مثلهم، وهکذا إلی الرسول صلی الله علیه و آله دون انقطاع فی السند.

وبتعبیر أدق أن الحدیث المتواتر: ما بلغ رجال إسناده فی جمیع الطبقات حداً فی الکثرة والانتشار بحیث لا یؤمن تواطؤهم علی الکذب. أضف إلی هذا التعریف هناک شروطاً لابدّ من توفّرها فی الحدیث المتواتر وهی:

1. اتصال الإسناد من الراوی الأخیر إلی راویه الأول الذی نقله عن المعصوم اتصالاً تاماً.

2. التواتر یستلزم کثرة الناقلین والرواة له، والانتشار فی کل زمان فوق حد الاستفاضة والاشتهار بما یورث الاطمئنان وعدم تواطؤ الرواة علی الکذب.

3. الکثرة مستلزمة فی کل طبقة، وهذه الکثرة تنقل عن کثرة بمثلها فی طبقة سابقة لها وهکذا إلی مصدره الأول.

هذا ما قرّره علماء الحدیث، فلو تناقص عدد الرواة الناقلین للحدیث فی طبقة من

ص:41

هذه الطبقات، أو انتهت إلی واحد ثمّ أخذ فی الانتشار، فإنّ هذا لا یسمّی متواتراً فی الاصطلاح، بل یدخل فی أخبار الآحاد.

اقول: اختلف العلماء فی تواتر القراءات، ولنا أن نتابع فیما قیل فی تقسیم القراءات:

أولاً: فی عدد القراءات علی وجه الإجمال

1. القراءات السبعة وتواترها:

أ) فریق قال بتواتر القراءات السبع عن الأئمة السبعة عن النبی صلی الله علیه و آله ، والسبعة هم: عبد الله بن عامر، وعبد الله بن کثیر، وعاصم بن أبی النجود، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبیب الزیات، ونافع المدنی، وعلی بن حمزة الکسائی.

وقد نسب هذا الرأی إلی جمهور علماء السُنّة، کما قاله الزرکشی.

أما الزرقانی فی مناهل العرفان فقد نسبه إلی أبی سعید فرج بن لب (1) بینما نسبه الرازی إلی الأکثر فقال:

اتفق الأکثر علی أن القراءات السبع منقولة بالتواتر، وفیه إشکال؛ لأنّها إنْ کانت منقولة بالتواتر وأنّ الله خیرّ المکلّفین بینها، کان ترجیح بعضها علی بعض علی خلاف الحکم الثابت بالتواتر، فوجب أن یکون الذاهبون إلی ترجیح بعضها علی بعض مستوجبین للفسق إنْ لم یلزمهم الکفر.

ب) فریق آخر قال بتواتر القراءات السبع عن الأئمة فقط، المنسوبة لهم تلک القراءات.

وقد ذهب إلی ذلک الزرکشی فقال:

«والتحقیق أنّها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبی صلی الله علیه و آله ففیه نظر، فإنّ

ص:42


1- (1) . مناهل العرفان: 434، قال الزرقانی: «ویعزی هذا الرأی إلی الأستاذ أبی سعید فرج بن لب وقد تحمّس لرأیه کثیراً وألّف رسالة کبیرة فی تأیید مذهبه والرد علی من ردّ علیه، ثم قال: ولکن الذی استند إلیه لا یسلم له، فان القول بعدم تواتر القراءات السبع لا یستلزم القول بعدم تواتر القرآن».

إسنادهم بهذه القراءات السبع موجودة فی کتب القراءات، وهی نقل الواحد عن الواحد». (1)

2. القراءات العشر: عدّها بعضهم أنّها جاءت بالتواتر عن الائمة العشر عن النبی صلی الله علیه و آله . هذا القول نسبه الزرقانی إلی السبکی وهو شاذ. (2)

3. القراءات الاربعة عشر: لم یقل احدٌ بتواتر الاربعة بعد العشرة، بل هی تعد قراءات آحاد، بل هی قراءات شاذة.

إذن المتواتر: هو ما نقله جمع لا یمکن تواطؤهم علی الکذب، عن مثلهم إلی منتهاه، وهل القراءات السبع أو العشر کذلک؟

أقول: ستعرف الجواب فی الفصل الثانی إن شاء الله.

ثانیاً: فی التواتر وعدمه

ذهب جماعة من علماء الجمهور إلی أن القراءات متواترة وقد استدلوا:

أولاً: بدعوی الإجماع.

وثانیاً: لاهتمام الصحابة والتابعین بالقرآن، وهذا یستلزم تواتر قراءته.

وثالثاً: أنّ القراءات لو لم تکن متواترة للزم عدم تواتر القرآن، واحتجوا بهذا علی أنّ القرآن لم یصلنا إلا عن طریق الحفّاظ والقرّاء المعروفین، فإذا لم تکن قراءة هؤلاء متواترة فکیف یصح تواتر القرآن؟!

والردّ علی استدلالهم یتمّ بما یلی:

1. أمّا دعوی الإجماع فهذا لم یثبت، ودونه خرط القتاد؛ لأنّ الإجماع لا یتحقّق مع وجود المخالفین، والمخالفون کثیرون لکل قراءة من القراءات.

2. وما قیل فی اهتمام الصحابة والتابعین بالقرآن لا یکون دلیلاً علی تواتر القراءة

ص:43


1- (1) . الاتقان: 138/1، وفی طبعة أخری: 82/1.
2- (2) . مناهل العرفان: 433/1، دار إحیاء الکتب العربیة، طبعة عیسی البابی الحلبی.

نفسها، بل هو دلیل علی تواتر القرآن فحسب، وقد بینا - فیما سبق - أنّ تلک القراءات مبنیة علی اجتهاد، أو أنّها قراءة منقولة بخبر آحاد.

3. الرد علی استدلالهم الثالث یتمّ بأدنی إشارة، فنقول: أی تلازم بین القراءة وتواتر القرآن؟!

علماً أن حصر القراءات بالسبع إنّما کان فی القرن الثالث الهجری، وقد دوّن تلک القراءات - کما أسلفنا - أبو عبید القاسم بن سلام المتوفّی سنة (224 ه). وعلیه فإنّ تواتر القرآن لا یستلزم تواتر القراءات.

ثمّ أین کانوا هؤلاء القرّاء السبعة أو العشرة عندما نزل القرآن منجّماً خلال ثلاث وعشرین سنة منذ بدء الدعوة إلی الإسلام؟

أضف إلی ذلک أنّ الذی وصل إلینا من القرّاء إنّما هی خصوصیات قراءتهم لا أکثر ولا أقل من ذلک..

ثمّ لماذا حصر التواتر بهذا العدد من القراءات - سبع أو عشر - مِمَّن تقدّم ذکرهم؟

کما لا یخفی أنّ من بین القرّاء - غیر العشرة - من هو أوثق منهم وأکثر علماً وأشهرتقوی.

نعم مهما یکن من أمر نقول: إنّ قراءة هؤلاء السبعة مجزیة فی الصلاة، بل إنّها أرجح من غیرها. وهذا لا یعنی إسقاط بقیة القراءات المعتبرة وخاصة إذا کانت موافقة للمصحف، وهی علی موازین القواعد العربیة والنحو.

هذه خلاصة من قال بالتواتر.

وعلیه نستطیع أن نقول: إن القراءات غیر متواترة عن النبی صلی الله علیه و آله ، ولو سألت لماذا؟

کان الجواب فی عدة نقاط:

أولاً: إنّ القراءات نقلت إلینا بأخبار الآحاد. إذن، کیف تصح دعوی القطع بتواترها عن القرّاء؟

ص:44

ثانیاً: علی أنّ بعض الرواة لم تثبت وثاقتهم.

ثالثاً: التأمّل فی الطرق التی أخذ عنها القرّاء یدلّنا دلالة قطعیة علی أنّ هذه القراءات إنّما نقلت إلیهم بطریق الآحاد. کل قارئ ینقل قراءته بنفسه، کما أنّ اتصال أسانید القراءات بالقرّاء أنفسهم یقطع تواتر الأسانید.

رابعاً: من الملاحظ أنّ کلّ قارئ عندما یحتج بصحة قراءته ویعرض عن قراءة غیره؛ ثمّ احتجاج تابعیه علی ذلک، دلیل قطعی علی أنّ القراءات تستند إلی اجتهاد القرّاء وآرائهم؛ لأنّها لو کانت متواترة عن النبی صلی الله علیه و آله لم یحتج لنفسه واثبات قراءته دون قراءة غیره.

خامساً: إنکار جملة من المحققین علی جملة من القراءات دلالة واضحة علی عدم تواترها نذکر من أولئک المحققین:

ابن جریر الطبری فقد أنکر قراءة ابن عامر، وطعن فی کثیر من المواضع فی بعض القراءات السبع.

وغیره طعن علی قراءة حمزة.

وغیره طعن علی قراءة أبی عمرو.

وغیره طعن علی قراءة ابن کثیر.

وأما الإمام أحمد بن حنبل فقد أنکر قراءة حمزة.

کما أنّ یزید بن هرون أنکر قراءة حمزة.

وهکذا عبد الرحمن بن مهدی أنکر قراءة حمزة.

وتابعهم أبو بکر ابن عیاش وابن درید فقد أنکرا قراءة حمزة.

ص:45

ص:46

الفصل الثانی: القراءات السبعة

اشارة

ص:47

ص:48

الرخصة فی القراءة

اشارة

قال ابن جریر وآخرون: «إن القراءة علی الأحرف السبعة لم تکن واجبة علی الأمّة،وإنّما کان جائزاً لهم، مرخّصاً لهم فیه، وقد جعل إلیهم الاختیار فی أی حرف اختاروه». (1)

أقول: إنّ مختار علماء الجمهور أنّ الموجود فی المصاحف العثمانیة إنّما هو الحرف الذی ارتضته الأمة زمن عثمان بن عفان وهو الذی وافق العرضة الأخیرة، وأمّا الأحرف الأخری فقد اندثرت؛ لأنّ القراءة بها لم تکن علی سبیل الالزام، وإنّما کانت علی سبیل الرخصة وفی ذلک یقول ابن عبد البر کما فی البرهان:

«... إن مصحف عثمان الذی بأیدی الناس الیوم هو حرف واحد، وعلی هذا أهل العلم». (2)

وقال الزرکشی فی البرهان:

والتحقیق أنّها - القراءات - متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبی صلی الله علیه و آله ففیه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود فی کتب القراءات، وهی نقل الواحد عن الواحد. (3)

ص:49


1- (1) . فتاوی ابن تیمیة: 396/3.
2- (2) . البرهان: 221/1؛الاتقان: 49/1.
3- (3) . الاتقان: 82/1 .

عدم تواتر القراءات

قال أبو شامة (1) فی کتاب البسملة:

إنا لسنا ممّن یلتزم بالتواتر فی الکلمات المختلف فیها بین القرّاء، بل القراءات کلها منقسمة إلی متواتر وغیر متواتر، وذلک بیّن لمن انصف وعرف، وتصفّح القراءات وطرقَها. (2)

وقال بعض المتأخرین:

ادّعی بعض أهل الأصول تواتر کل واحدٍ من القراءات السبع، وادّعی بعضهم تواتر القراءات العشر، ولیس علی ذلک إثارة من علم، وقد نقل جماعة من القّراء الإجماع علی أن فی القراءات ما هو متواترٌ، وفیها ما هو آحادٌ ولم یقل أحدٌ منهم بتواتر کل واحد من السبع فضلاً عن العشر، وإنّما هو قولٌ قاله بعض أهل الأصول. (3)

وقال الشیخ محمد سعید العریان:

لا تخلو إحدی القراءات من شواذ فیها حتی السبع المشهورة، فإن فیها من ذلک أشیاء - ثمّ قال: - وعندهم أنّ اصح القراءات من جهة توثیق سندها نافعٌ وعاصمٌ... . (4)

قال مکی بن أبی طالب فی کلام له: «وربما جعلوا الاعتبار بما اتفق علیه عاصمٌ ونافعٌ فإنّ قراءة هذین الإمامین أولی القراءات، وأصحّها سنداً وأفصحها فی العربیة». (5)

وقال ابن الجزری:

کل قراءة وافقت العربیة ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانیة ولو احتمالاً، وصحّ سندها، فهی القراءة الصحیحة التی لا یجوز ردّها، ولا یحل إنکارها، بل هی من الأحرف السبعة التی نزل بها القرآن، ووجب علی

ص:50


1- (1) . وهو الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعیل.
2- (2) . التبیان: 102.
3- (3) . المصدر: 106.
4- (4) . اعجاز القرآن للرافعی: 52، ط 4.
5- (5) . التبیان: 90.

الناس قبولها، سواء کانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غیرهم من الأئمة المقبولین. (1)

أقول: وصرّح بذلک وفاقاً للإمام الحافظ عبد الرحمن بن إسماعیل المعروف بأبی شامة، بل وفاقاً للسلف الصالح منهم: أبو محمد مکی بن أبی طالب، وقد تقدم، والحافظ أبو عمرو عثمان بن سعید الدانی، والإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوی، وغیرهم.

وممن أیّد الحافظ ابن الجزری العلامة السیوطی حیث قال: «وأحسن من تکلّم فی هذا النوع إمام القرّاء فی زمانه أبو الخیر ابن الجزری..». (2)

وقال الفخر الرازی:

المسألة الثالثة عشرة: اتفق الأکثرون علی أن القراءات المشهورة منقولة بالنقل المتواتر، وفیه إشکال: وذلک لأنا نقول: هذه القراءات المشهورة إما أن تکون منقولة بالنقل المتواتر أو لا تکون، فإن کان الأول فحینئذ قد ثبت بالنقل المتواتر أن الله تعالی قد خیرّ المکلّفین بین هذه القراءات وسوّی بینها فی الجواز، وإذا کان کذلک، کان ترجیح بعضها علی بعضهم واقعاً علی خلاف الحکم الثابت بالتواتر، فوجب أن یکون الذاهبون إلی ترجیح بعضهم علی بعضهم مستوجبین للتفسیق إن لم یلزمهم التکفیر، لکنّا نری أنّ کل واحد من هؤلاء القرّاء یختص بنوع معین من القراءة، ویحمل الناس علیها ویمنعهم من غیرها، فوجب أن یلزم فی حقهم ما ذکرناه، وأمّا إنْ قلنا إنّ هذه القراءات ما ثبتت بالتواتر، بل بطریق الآحاد، فحینئذ یخرج القرآن عن کونه مفیداً للجزم والقطع والیقین، وذلک باطل بالإجماع، ولقائل أن یجیب عنه فیقول: بعضها متواتر ولا خلاف بین الأمة فیه، وتجویز القراءة بکل واحد منها، وبعضها من باب الآحاد، وکون بعض القراءات من باب الآحاد لا یقتضی خروج القرآن بکلّیته عن کونه قطعیاً. (3)

ص:51


1- (1) . النشر فی القراءات العشر: 9/1، الکتاب للحافظ أبی الخیر محمد بن محمد الدمشقی الشهیر بابن الجزری (ت 833 ه)، ط. دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان.
2- (2) . الاتقان: 129/1.
3- (3) . التفسیر الکبیر، للفخر الرازی: 63/1، المقدمة، ط دار إحیاء التراث العربی.

وقال الزرکشی:

واعلم أنّ القرآن والقراءات حقیقتان متغایرتان؛ فالقرآن هو الوحی المنزل علی محمد صلی الله علیه و آله للبیان والإعجاز، والقراءات هی اختلاف ألفاظ الوحی المذکور فی کتبة الحروف أو کیفیتها، من تخفیف وتثقیل وغیرهما، ثمّ ها هنا أمور:

أحدها: أن القراءات السبع متواترة عند الجمهور، وقیل بل مشهورة.. والتحقیق أنّها متواترة عن الأئمة السبعة، أمّا تواترها عن النبی صلی الله علیه و آله ففیه نظر؛ فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود فی کتب القراءات، وهی نقل الواحد عن الواحد لم تکمل شروط التواتر فی استواء الطرفین والواسطة، وهذا شیء موجود فی کتبهم. (1)

وقال الشیخ محمد حسن النجفی (ت 1266ه) فی معرض کلامه عن القراءات السبع أو العشر والمعتبر منها، قال:

ورابعاً: منع التواتر أو فائدته؛ إذ لو أرید به إلی النبی صلی الله علیه و آله کان فیه أن ثبوت ذلک بالنسبة إلینا علی طریق العلم مفقود قطعاً، بل لعلّ المعلوم عندنا خلافه، ضرورة معروفیة مذهبنا بأن القرآن نزل بحرف واحد علی نبی واحد، والاختلاف فیه من الرواة، کما اعترف به غیر واحد من الأساطین.

ثمّ أورد الشیخ النجفی قول الشیخ الطوسی فی التبیان، وهکذا قول الطبرسی، وما ورد فی حاشیة المدارک، ثمّ أورد خبر زرارة، (2) وصحیح الفضیل، (3) وصحیح المعلّی بن خنیس (4)، وهکذا ما نقله السید نعمة الله الجزائری عن ابن طاووس فی سعد السعود، وموافقة الزمخشری والرضی لرأی الإمامیة.

ثمّ قال النجفی:

وبالجملة من أنکر التواتر منا ومن القوم خلق کثیر، بل ربما نسب إلی أکثر قدمائهم تجویز العمل بها وبغیرها، لعدم تواترها، ویؤیده أ نّ من لاحظ ما

ص:52


1- (1) . البرهان فی علوم القرآن: 396/1، ط. دار الفکر، بیروت 2001 م.
2- (2) . أصول الکافی: 630/2 - 634، باب النوادر من کتاب فضل القرآن.
3- (3) . المصدر.
4- (4) . المصدر.

فی کتب القراءة المشتملة علی ذکر القرّاء السبعة، ومن تلمذ علیهم، ومن تلمذوا علیه، یعلم أنه عن التواتر بمعزل؛ إذ أقصی ما یذکر لکل واحد منهما واحد أو إثنان، علی أن تواتر الجمیع یمنع من استقلال کل من هؤلاء بقراءة بحیث یمنع الناس عن القراءة بغیرها، ویمنع من أن یغلّط بعضهم بعضاً فی

قراءته، بل ربما یؤدی ذلک إلی الکفر، کما اعترف به الرازی فی المحکی من تفسیره الکبیر، ودعوی أنّ کلَّ واحد من هؤلاء ألّف قراءته من متواترات رجّحها علی غیرها، لخلوّها عن الروم والإشمام ونحوهما، وبه اختصت نسبتها إلیه کما تری تهجس بلا دربة، فإن من مارس کلماتهم علم أن لیس قراءتهم إلا باجتهادهم، وما یستحسنوه بأنظارهم، کما یومئ إلیه ما فی کتب القراءة من عدّهم قراءة النبی صلی الله علیه و آله وعلی وأهل البیت علیهم السلام فی مقابلة قراءتهم، ومن هنا سمّوهم المتبحّرین، وما ذاک إلا لأنّ أحدهم کان إذا برع وتمهّر شرع للناس طریقاً فی القراءة لا یعرف إلا من قبله، ولم یرد علی طریقة مسلوکة ومذهب متواتر محدود، وإلا لم یختص به، بل کان من الواجب بمقتضی العادة أن یعلم المعاصر له بما تواتر إلیه، لاتحاد الفن وعدم البعد عن المأخذ، ومن المستبعد جداً أنا نطلع علی التواتر وبعضهم لا یطلع علی ما تواتر إلی الآخر. (1)

وقال أبو شامة فی کتابه المرشد الوجیز:

فلا ینبغی أن یغتر بکل قراءة تعزی إلی واحد من هؤلاء الأئمة السبعة، ویطلق علیها لفظ الصحة، وإن هکذا أنزلت، إلا إذا دخلت فی ذلک الضابط وحینئذٍ لا ینفرد بنقلها مصنّف عن غیره، ولا یختص ذلک بنقلها عنهم، بل إنْ نقلت عن غیرهم من القرّاء فذلک لا یخرجها عن الصحة، فإنّ الاعتماد علی استجماع تلک الأوصاف لا عمّن تنسب إلیه، فإن القراءات المنسوبة إلی کلّ قارئ من السبعة وغیرهم منقسمة إلی المجمع علیه والشاذ، غیر أنّ هؤلاء السبعة لشهرتهم، وکثرة الصحیح المجتمع علیه فی قراءتهم ترکن النفس إلی ما نقل عنهم فوق ما ینقل عن غیرهم. (2)

وخلاصة القول: نقل عن ابن الحاجب، من علماء الجمهور قال:

«إنّه لم یقع لأحد من الأئمة الأصولیین بتواتر القراءات، وتوقف تواتر القرآن

ص:53


1- (1) . جواهر الکلام: 296/9، ط. دار الکتب الإسلامیة - طهران.
2- (2) . النشر لابن الجزری: 10/1.

علی تواترها». (1) وبمثل ذلک قال الزرکشی. (2)

وقال أبو شامة:

وغایة ما یبدیه مدّعی التواتر... أنّه متواتر إلی ذلک الإمام الذی نسبت تلک القراءة إلیه، بعد أن یجهد نفسه فی استواء الطرفین والواسطة إلا أنه بقی علیه التواتر من ذلک الإمام إلی النبی صلی الله علیه و آله . (3)

أی لابّد من التواتر فی کل فرد فرد من ذلک، وهنا تسکب العبرات.

وعلیه فقد اتضح من تصریح علماء السلف:

1. إنّ القراءات غیر متواترة عن النبی صلی الله علیه و آله .

2. إنّها غیر متواترة عن جمیع القرّاء، وربما قال بعضهم بقراءة عاصم ونافع فقط کما هو علیه مکی بن أبی طالب.

3. ذهب بعضهم إنّ قراءة الثلاث أبو جعفر، ویعقوب وخلف هی قراءة آحاد.

کما هو المعروف عند القاضی جلال الدین البُلقینی، ذکره الطبری فی النوع الثانی والعشرین من الإتقان.

موقفنا من تلک الآراء

أقول: إنّ القراءات السبع أو العشر مشهورة عند المسلمین، لکن لم تصل إلی حد التواتر فی جمیع الطبقات إلی منتهاها (4)، إلی القرّاء، نعم قد صحّ سند الکثیر من طرقها

ص:54


1- (1) . التبیان: 105.
2- (2) . وقد تقدّم قوله فی ص 49 من هذا الکتاب، تحت عنوان (الرخصة فی القراءة) فراجع.
3- (3) . المرشد الوجیز إلی علوم تتعلّق بالکتاب العزیز: 178 و146، باب 4، تألیف شهاب الدین عبد الرحمن ابن إسماعیل بن إبراهیم بن عثمان الشافعی المعروف بأبی شامة المقدسی(ت 665 ه)، شارح الشاطبیة، وصاحب کتاب الذیل علی الروضتین، ط. دار صادر - بیروت.
4- (4) . ذکرنا فیما سبق أن لکل قراءة من القراءات العشر راویین یرویان القراءة - عن القراء - إمّا بواسطة واحدة أو بدون واسطة فراجع کتابنا: نشوء القراءات.

وقد وافقت العربیة والرسم واشتهرت عند القرّاء، وهذا لا یمنع من کون بعض تلک القراءات شاذة أو أنّها لم توافق العربیة أو الرسم العثمانی.

الصحیح من القراءات

البحث هنا فیما صحّ وما لم یصحّ من القراءات، وهی أربعة أقسام:

1. القراءة الصحیحة؛

2. القراءة الضعیفة؛

3. القراءة الشاذة؛

4. القراءة الموضوعة.

تعرّض علماء الجمهور إلی ضابط القراءة الصحیحة، حیث شرطوا لصحتها أرکاناً ثلاثة وقد تقدم ذلک. (1)

أما الأقسام الثلاثة - الضعیفة والشاذة والموضوعة - فقال فیها ابن الجزری بعدما ذکر الشرائط الثلاثة... ومتی اختل رکن من هذه الأرکان الثلاثة أطلق علیها ضعیفة أو شاذة أو موضوعة سواء کانت عن السبعة، أم عمّن هو أکبر منهم، هذا هو الصحیح عند أئمة التحقیق من السلف والخلف... . (2)

لقد ذهب ابن الجزری فی تقسیمه هذا إلی أنّ کل قراءة لم توافق هذه الأرکان الثلاثة

ص:55


1- (1) . مقیاس الصحة فی القراءة: أ) کل قراءة وافقت العربیة ولو بوجه. ب) کل قراءة وافقت أحد المصاحف العثمانیة. ج) کل قراءة صح سندها. وصرح بذلک الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعید الدانی، ونص علیه أبو محمد مکی بن أبی طالب، ونص علیه أبو العباس أحمد بن عمار المهدوی وحفظه الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعیل المعروف بأبی شامة.
2- (2) . النشر فی القراءات العشر: 9/1 .

المتقدمة فهی قراءة ضعیفة أو شاذة أو موضوعة. والأمر لیس کذلک؛ لأنّ القراءة الصحیحة قد توافق هذه الأرکان لکن مصدرها هو خبر آحاد، ولم تصل القراءة إلی حد الشهرة فی جمیع الطبقات، وخبر الواحد الثقة یعمل بقوله کما هو علیه جلّ العلماء والفقهاء.

إذن لابدّ من جعل الصحیح علی قسمین:

أ) صحیح مشهور فی أکثر الطبقات.

ب) صحیح بخبر واحد وهو غیر مشهور فی جمیع الطبقات والفرق واضح بیّن.

وإذا أردنا تحدید (قراءة الآحاد) فنقول هی ما صحّ سندها وخالفت الرّسم أو العربیة، أو لم تشتهر عند المسلمین الأوائل ولم یقرأ بها أحد من القرّاء السبعة.

وقد جمع الحاکم النیسابوری فی المستدرک شیئاً کثیراً صحیح الإسناد لکنه خبر آحاد.

من ذلک ما أخرجه عن ابن عباس أنّ النّبی صلی الله علیه و آله قرأ: (لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ) 1 ، بفتح الفاء وکسر السین من

کلمة (أنْفسکُمْ) .

وأخرج من حدیث أبی هریرة أن النّبی صلی الله علیه و آله قرأ هذه الآیة: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ) 2 ، هکذا (قُرّاتِ) بالجمع بدلاً من (قُرَّةِ ) بالمفرد.

وأخرج من طریق عاصم الجُحدری عن أبی بَکْرة أنّ النّبی صلی الله علیه و آله قرأ: (مُتَّکِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ) 3 ، (رفارف) و(عباقری) بالجمع.

ولا یخفی أنّ قراءة الآحاد - غیر المشهورة - قد تنجبر بقول المعصوم علیه السلام أو أحد الثقات من أصحاب الأئمة؛ فتکون صحیحة، وإلّا فهی قراءة ضعیفة لا یجوز القراءة بها ودلیله عموم الروایات الواردة عن أهل بیت العصمة علیهم السلام ؛ لقولهم:

«إقرأ کما یقرأ الناس»، «واقرؤوا کما عُلّمتم».

ص:56

أمّا القراءة الشاذة: وهو ما لم یصحّ سندها. والنهی وارد فیها عن الأئمة الأطهار علیهم السلام والصحابة والتابعین.

وقد ألّف ابن خالویه کتاباً أفرد فیه القراءات الشاذة، تناول فیه شواذ کل سورة، ونسب کل قراءة شاذة إلی قارئها.

من ذلک قراءة أبی هریرة وعمر بن عبد

العزیز(مالکَ یوم) ) نصب علی النداء.

وقراءة الحسن البصری ورؤبة بن العجاج (الحمدِ لِله) بکسر الدال واللام.

وقراءة أنس بن مالک (مَلَکَ یومَ) بنصب (مَلَکَ) فعل ماض، ونصب (یومَ).

وقرأ الحسن البصری (إیاکَ یُعْبَدُ) ، (یُعْبَدُ) مبنی.

وقرأ مسلم بن جندب (لا ریب فِیهُ) بضم الهاء.

وقرأ مورق العجلی (یخَدَّعُونَ) بتشدید الدال.

والموارد فی مثل هذه القراءة - شاذة - کثیرة جداً.

وقد عرفت: لا یجوز القراءة بها للنهی الوارد عن الإمام الصادق علیه السلام ، حیث نهر الرجل علی قراءته تلک فقال: کفّ عن هذه القراءة، إقرأ کما یقرأ الناس (1)... ، ولا یخفی علیک قول الإمام الصادق علیه السلام بمحضر ربیعة الرأی فی شأن قراءة ابن مسعود، حیث قال: «إن کان ابن مسعود لایقرأ علی قراءتنا فهو ضال».

أما القراءة الموضوعة: وهی القراءة الباطلة بإجماع العلماء والمحققین لکونها مختلقة.

من ذلک، قراءة: (إِنَّما یَخْشَی اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) برفع لفظ الجلالة (...الله...) ونصب کلمة (... العلماء...) .

أقول: وأضاف السیوطی قراءة أخری فقال:

وظهر لی سادس یشبهه - أی یشبه الموضوع - من أنواع الحدیث المدرج، وهو مازید فی القراءات علی وجه التفسیر، کقراءة سعد بن أبی وقاص (وَلَهُ أخٌ أوْ

ص:57


1- (1) . الوافی: 273/5؛الکافی: 631/2، من باب النوادر، حدیث 15 و 27.

اخْتٌ مِن اُمٍّ) (1) أخرجها سعید بن منصور.

وقراءة ابن عباس: (لیس علیکم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربکم فی موسم الحج) (2). أخرجها البخاری.

وقراءة ابن الزبیر (ولتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر ویستعینون بالله علی ما أصابهم)

. (3)

قال عمر: فما أدری أکانت قراءته أم فسّر؟

أخرجه سعید بن منصور، وأخرجه الأنباری وجزم بأنه تفسیر. (4)

ص:58


1- (1) . النساء: 12.
2- (2) . البقرة: 198.
3- (3) . آل عمران: 104.
4- (4) . الإتقان: 209/1.

مَنْ قال بتواتر القراءات السبع

اشارة

قال النیشابوری:

القراءات السبع متواترة لا بمعنی أن سبب تواترها إطباق السبعة علیها، بل بمعنی أن ثبوت التواتر بالنسبة إلی المتفق علی قراءته من القرآن کثبوته بالنسبة إلی کل من المختلف فی قراءته، ولا مدخل للقارئ فی ذلک إلّا من حیث أنّ مباشرته لقراءته أکثر من مباشرته لغیرها حتی نسبت إلیه.

أما دلیله: فقال:

وإنّما قلنا إنّ القراءات متواترة؛ لأنّه لو لم تکن کذلک لکان بعض القرآن غیر متواتر، (کملک) و(مالک) ونحوهما، إذ لا سبیل إلی کون کلیهما غیر متواتر، فإنّ أحدهما قرآن بالاتفاق، وتخصیص أحدهما بأنه متواتر دون الآخر تحکّم باطل لاستوائهما فی النقل فلا أولویة، فکلاهما متواتر... . (1)

قال الزرکشی: «والقراءات السبع متواترة عند الجمهور» (2)، وقیل: بل هی مشهورة والتحقیق أنّها متواترة عن الأئمة السبعة. ثمّ إنّ الزرکشی لا یؤمن بتواتر القراءات عن النّبی صلی الله علیه و آله

لکون النقل من الواحد عن الواحد لم تکمل فیه شروط التواتر. (3)

ص:59


1- (1) . غرائب القرآن: 23/1.
2- (2) . البرهان فی علوم القرآن: 465/1، باب معرفة القراءات، ط. دارالمعرفة، وفی طبعة أخری: 223.
3- (3) . البرهان فی علوم القرآن: 224/1.

عن أبی شامة فی المرشد، قال:

قد شاع علی ألسنة جماعة من المقرئین المتأخرین وغیرهم من المقلّدین، أنّ القراءات السبع کلّها متواترة، أی کلّ فرد فرد مما روی عن هؤلاء الأئمة السبعة، قالوا: والقطع بأنّها منزلة من عند الله واجب. ونحن بهذا نقول. ولکن فیما اجتمعت علی نقله عنهم الطرق، واتفقت علیه الفرق من غیر نکیر له. مع أنّه شاع واشتهر واستفاض. فلا أقل من اشتراط ذلک؛ إذ لم یتفق التواتر فی بعضها. (1)

وقال السخاوی:

ولا یقدح فی تواتر القراءات السبع إذا أسندت من طریق الآحاد کما لو قلت: أخبرنی فلان عن فلان أنّه رأی مدینة سمرقند، وقد علم وجودها بطریق التواتر، لم یقدح ذلک فیما سبق من العلم بها، فقراءة السبع کلها متواترة. (2)

وحکی القسطلانی فی اللطائف فقال:

«إنّ السبع مشهورة، وهو مختار صاحب البدائع من متأخری الحنفیة». - ثمّ قال: - «فإن قلت: الأسانید إلی الأئمة السبعة وأسانیدهم إلی النّبی صلی الله علیه و آله علی ما فی کتب القراءات، آحاد لا یبلغ عدد التواتر، فمن أین جاء التواتر؟

أجیب بأنّ انحصار الأسانید المذکورة فی طائفة لا یمنع مجیء القراءات عن غیرهم، وإنّما نسبت القراءات إلی الأئمة. ومن ذکر فی أسانیدهم، والأسانید إلیهم لتصدیهم لضبط الحروف وحفظ شیوخهم فیها، ومع کل منهم فی طبقته ما یبلغها عدد التواتر...».

ونقل السروجی الحنفی فی باب الصوم من کتاب الغایة فی شرح الهدایة عن المعتزلة: أنّ السبع آحاد.

وجاء فی کتاب مفاتیح الأصول فی باب أدلة الأحکام فی القول فی الکتاب الکریم:

إختلفوا فی أنّ القراءات السبع المشهورة هل هی متواترة، أو لا؟ علی أقوال:

ص:60


1- (1) . محاسن التأویل: 305/1.
2- (2) . المصدر: 304/1.

القول الأول: إنّها متواترة مطلقاً، وإنّ الکل مما نزل به الروح الأمین علی قلب سیدالمرسلین.

ونسب هذا القول للعلامة ابن مطهر الحلی، وابن فهد، والمحقق فی المعالم، والشهید الثانی فی المقاصد العلیة، والمحدّث الحر العاملی، والمحکی عن الفاضل الجواد.

وفی شرح الوافیه للسید صدر الدین: «معظم المجتهدین من أصحابنا حکموا بتواتر القراءات السبع».

وفی التفسیر الکبیر للرازی: «ذهب إلیه الأکثرون». (1)

القول الثانی: إنّ القراءات السبع منها ما هو من قبیل الهیئة کالمد واللین وتخفیف الهمزة والإمالة ونحوها وذلک لا یجب تواتره وغیر تواتر، ومنها ما هو من جوهر اللفظ کملک ومالک وهذا متواتر. وهذا للفاضل البهائی وابن الحاجب فی مختصره، والعضدی فی شرحه.

القول الثالث: إنّها لیست بمتواترة ولو کانت من جوهر اللفظ وهو للشیخ فی التبیان

ونجم الأئمة رضی الدین الاستربادی (2) فی شرح الکافیة وجمال الدین الخونساری، والسید نعمة الله الجزائری، والشیخ یوسف البحرانی، والسید صدر الدین والمحکی عن ابن طاووس فی سعد السعود، والرازی والزمخشری. (3)

مَنْ نفی التواتر

وقال ابن الجزری فی شروط قبول القراءة:

وقولنا وصح سندها - القراءة - فإنّا نعنی به أنّه یروی تلک القراءة العدل،

ص:61


1- (1) . مفاتیح الأصول للسید محمد الطباطبائی.
2- (2) . الاستربادی (ت 686 ه-).
3- (3) . ینظر المصادر الآتیه: تفسیر التبیان للشیخ الطوسی: 7/1؛ شرح الکافیة للاستربادی: 320/1؛ مفتاح الکرامة للسید العاملی: 392/2؛ سعد السعود لابن طاووس: 283؛ التفسیر الکبیر للفخر الرازی: 63/1؛ کتاب الصلاة من جواهر الکلام: 292/9 - 295.

الضابط، عن مثله، کذا حتی تنتهی وتکون مع ذلک مشهورة عند أئمة هذا الشأن، الضابطین له، غیر معدودة عندهم من الغلط، أو ممّا شذّ بها بعضهم، وقد شرط بعض المتأخرین التواتر فی هذا الرکن ولم یکتف فیه بصحة السند، وزعم أنّ القرآن لا یثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجیء الآحاد لا یثبت به قرآن، وهذا ممّا لا یخفی ما فیه.

ثمّ استدل علی ضعف هذا القول الذی ذهب إلیه ذلک بعضهم، فقال:

فإنّ التواتر إذا ثبت لا یحتاج فیه إلی الرکنین الأخیرین من الرسم وغیره؛ إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النّبی صلی الله علیه و آله وجب قبوله، وقطع بکونه قرآناً، سواء وافق الرسم أم خالفه، وإذا اشترطنا التواتر فی کل حرف من حروف الخلاف انتفی کثیر من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغیرهم، ولقد کنت من قبل أجنح إلی هذا القول ثمّ ظهر فساده وموافقة أئمة السلف والخلف. (1)

أقول: لا یخفی علی القارئ اللبیب والمتخصّص النبه أنّ ابن الجزری وهو صاحب هذا الفن یعترف بسقم ذلک الرأی القائل بتواتر القراءات حتی عدّه فاسداً، فرجع عنه.

مَنْ نفی التواتر ولو فی بعض القراءات

عن الإمام أبی شامة (2) فی المرشد أنّه نفی تواتر بعض القراءات، وقد ذکرنا قبل قلیل النصّ المشهور عنه، فهو فی أوّل کلامه یؤکّد تواتر القراءات السبع ثمّ استدرک لأجل نفی التواتر فقال:

ولکن فیما اجتمعت علی نقله عنهم الطرق، واتفقت علیه الفرق من غیر نکیر له.مع أنّه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلک؛ إذ لم یتفق التواتر فی بعضها. (3)

أمّا الإمام الفخر الرازی: فقد ذکر فی تفسیره الکبیر ما یفید النفی وقد تقدّم ذکره فی صفحة 51 فراجع.

ص:62


1- (1) . النشر فی القراءات العشر: 13/1.
2- (2) . أبو شامة: هو عبد الرحمن بن إسماعیل بن إبراهیم بن عثمان الشافعی المقدسی.
3- (3) . النشر فی القراءات العشر: 13/1.

أما القاضی ابن خلدون قال فی مقدمة تاریخه فی بحث علوم القرآن من التفسیر والقراءات:

القرآن کلام الله المنزل علی نبیه، المکتوب بین دفتی المصحف، وهو متواتر بین الأمة، إلّا أنّ الصحابة رَوَوه عن رسول الله صلی الله علیه و آله علی طرق مختلفة فی بعض ألفاظه وکیفیات الحروف فی أدائها. وتُنوقل ذلک واشتهر، إلی أن استقرت منهاسبع طرق معینة، تواتر نقلها ایضاً بأدائها، وأختصت بالانتساب إلی من اشتهر بروایتها من الجم الغفیر،

فصارت هذه القراءات السبع أصولاً للقراءة، وربما زید بعدذلک قراءات أخر ألحقت بالسبع إلّا أنّها عند أئمة القراءة لا تقوی قوتها فی النقل.

وهذه القراءات السبع معروفة فی کتبها، وقد خالف بعض الناس فی تواتر طرقها؛ لأنّها عندهم کیفیات للأداء وهو غیر منضبط. ولیس ذلک عندهم بقادح فی تواتر القرآن. وأَبَاهُ الأکثر، وقالوا بتواترها. وقال آخرون بتواتر غیر الأداء منها کالمد والتسهیل لعدم الوقوف علی کیفیته بالسمع، وهو الصحیح. (1)

وحُکی عن الزمخشری:

...إنّ القراءة الصحیحة التی قرأ بها رسول الله صلی الله علیه و آله إنّما هی فی صفتها، وإنّما هی واحدة، والمصلّی لا تبرأ ذمّته من الصلاة إلّا إذا قرأ بما وقع فیه الاختلاف علی کلّ الوجوه ک (ملک) و(مالک) و(صراط) و(سراط). (2)

وممّن نفی التواتر فی القراءات

إضافة إلی ما تقدم، هناک عشرات العلماء ومن مختلف المذاهب الإسلامیة صرّحوا بعدم تواتر القراءات منهم:

1. حمید بن قیس الأعرج، المکی، أبو صفوان (ت 130 ه).

2. ابن السائب الکلبی، هشام بن محمد بن السائب بشر (ت 204 ه).

3. ابن أبی شیبة، أبو بکر عبد الله بن محمد (ت 235 ه ).

ص:63


1- (1) . تفسیر القاسمی(محاسن التأویل)، لمحمد جمال الدین القاسمی: 306/1، ط. دار الفکر، بیروت عام1914م.
2- (2) . مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة، المحقق السید محمد جواد الحسینی العاملی (ت 1226 ه): 392/2، مؤسسة فقه الشیعة، بیروت عام 1996 م.

4. المحاسبی، أحد رجال الصوفیة (ت 243 ه ).

5. وکیع، القاضی أبو بکر بن محمد بن خلف (ت306 ه ).

6. أبو حاتم، محمد بن حبان (ت 354 ه ).

7. أبو بکر الباقلانی، القاضی محمد بن الطیب (ت 403 ه ).

8. مکی بن أبی طالب القیسی (ت 437 ه ).

9. أبو عمرو الدانی، عثمان بن سعید، صاحب التیسیر فی مذاهب القراء السبعة (ت444ه).

10. أبو الفرج، ابن الجوزی؛ عبد الرحمن بن علی (ت 597 ه ).

11. السخاوی، علی بن محمد بن عبد الصمد (ت 643 ه ).

12. الطائی الشافعی، محمد بن عبد الله بن مالک (ت 672 ه ) صاحب کتاب

الخلاصة.

موقف الإمام الصادق علیه السلام من قراءة ابن مسعود

لقد أشرنا فیما سبق إلی نهی الإمام الصادق علیه السلام عن القراءة الشاذة، ومنها قراءة ابن مسعود، ذلک أنّ عبد الله بن فرقد ومعلّی بن خنیس تذاکرا فضل القرآن عند الإمام الصادق علیه السلام ، وفی روایة أخری کان ربیعة الرأی عند الإمام علیه السلام ، فقال الإمام علیه السلام : «إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضال».

وقد اندهش ربیعة الرأی، فسأل متعجباً: ضالٌ؟ قال الإمام علیه السلام : «نعم ضال».

وکان هذا بمثابة الصدمة أو الصاعقة علی ربیعة الرأی. وربّ سائل یقول، وکیف کانت قراءة ابن مسعود...؟ ألم یکن موافقاً لقراءة الصحابة؟

بل کان ادعاء ابن مسعود أکبر من ذلک حیث قال مِراراً أنّه أخذ أکثر من سبعین سورة من فیّ رسول الله صلی الله علیه و آله وهکذا استاء من اللجنة التی شکّلها عثمان برئاسة زید بن ثابت

، والأخبار فی ذلک کثیرة... .

فماذا نجد فی مصحف ابن مسعود من إختلاف...؟

ص:64

الجواب یأتیک عزیزی الباحث والمطالع الکریم من خلال تتبعک فی کتب القراءات؛ وإلیک ما انفرد به أبو بکر السجستانی؛ إذ وجدنا فی استقصائه الدلیل الکافی لرفع الاستغراب والدهشة عن ربیعة الرأی ومن شایعه مَنْ القرّاء.

موارد الاختلاف فی قراءة ابن مسعود

سورة البقرة

قال أبو بکر: حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله المخزمی، حدّثنا زکریا بن عدی، حدّثنا حفص الشیبانی، عن عطاء البزاز، عن یسیر بن عمرو، عن عبد الله أنه قرأ: (إنّ الله لا یظلم مثقال نملة). (1)

حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمد بن الحسین البکاری

، حدّثنا کثیر بن یحیی، حدّثنا أبی، حدّثنا جویبر، عن الضحاک، عن النزال، عن ابن مسعود أنّه کان یقرأ: (وارکعی واسجدی فی الساجدین). (2)

حدّثنا عبد الله، حدّثنا أحمد بن الأزهر، حدّثنا أبو عاصم، عن أبی جریج، عن عطاء قال: وفی قراءة ابن مسعود من سورة البقرة (الآیة 198): (فی مواسم الحج) . (3)

حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمد بن یسار، حدّثنا محمد، حدّثنا شعبة، عن الحکم قال فی قراءة عبد الله: (بل یداه بسطان). (4)

حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمد بن زکریا،

حدّثنا أبو حذیفة، حدّثنا سفیان قال فی قراءة عبد الله: (وتزودوا وخیر الزاد التقوی). (5)

ص:65


1- (1) . النساء: 40، وفی مصاحفنا: (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) .
2- (2) . آل عمران: 43، وفی مصاحفنا: (وَ اسْجُدِی وَ ارْکَعِی مَعَ الرّاکِعِینَ ) .
3- (3) . البقرة: 198، وفی مصاحفنا: (لَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ) ، و یأتی تفصیلها.
4- (4) . (بسطان)، رواه أبو حیان (بسیطان) وهی فی مصاحفنا: (بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ) ، المائدة: 64.
5- (5) . وفی مصاحفنا: (وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَیْرَ الزّادِ التَّقْوی ) ، البقرة: 197.

حدّثنا عبد الله، حدّثنا الحسن بن أحمد بن أبی شعیب، حدّثنا مسکین، عن هارون قال فی قراءة ابن مسعود: (من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها) . (1) وفی المصحف (وَ فُومِها) قال هارون: «وکان ابن عباس یأخذ بها».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا علی بن خشرم قال: أخبرنا عیسی عن ابن جریج، عن عطاء قال: نزلت: (لَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ) . (2) وفی قراءة ابن مسعود: (فی مواسم الحج فابتغوا حینئذٍ).

حدّثنا عبد الله، حدّثنا الحسن بن أحمد، حدّثنا مسکین، عن هارون

، حدّثنا صاحب لنا عن أبی روق، عن إبراهیم التیمی ، عن ابن عباس قال: قراءتی قراءة زید وأنا آخذ ببضعة عشر حرفاً من قراءة ابن مسعود، هذا أحدها (من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها)، وفی المصحف (وَ فُومِها) .

حدّثنا عبد الله عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، حدّثنا کثیر بن هشام، حدّثنا جعفر ابن برقان قال: «سمعت میمون بن مهران یقول: وتلا هذه السورة (س 103) (وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ* إنّه فیه إلی آخر الدهر * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) . ذکر أنّها فی قراءة عبد الله بن مسعود، بزیادة (إنّه فیه إلی آخر الدهر) وإسقاط (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ ) ».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمد بن زکریا، حدّثنا أبو حذیفة قال: قال سفیان کان أصحاب عبد الله یقرؤون (أولئک لهم نصیب ما اکتسبوا). (3)

حدّثنا عبد الله، حدّثنا یوسف بن موسی قال: «سمعت جریراً یقول: سألت

ص:66


1- (1) . وثومها: فی المصاحف المتداولة: (مِنْ بَقْلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها) ، البقرة: 61.
2- (2) . وفی مصاحفنا من غیر (فی مواسم الحج)، والنص: (لَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْکُرُوا اللّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ) ، البقرة: 198.
3- (3) . وفی مصاحفنا: (أُولئِکَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمّا کَسَبُوا) البقرة: 202.

منصوراعن قوله تعالی: (وَ لِکُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّیها) 1 ، فقال: نحن نقرأ: (ولکل جعلنا قبلة یرضونها) بالیاء».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا أحمد بن سنان، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفیان، عن منصور، عن إبراهیم قال: «قرؤوا (وأقیموا الحج والعمرة للبیت) (1)».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا عمّی (2)، حدّثنا أبو نعیم، حدّثنا إسرائیل، حدّثنا ثُویر، عن أبیه، عن عبد الله (وأقیموا الحج والعمرة للبیت) . قال عبد الله: «لولا التحرج وإنّی لم أسمع من رسول الله صلی الله علیه و آله فیها شیئاً لقلت إنّ العمرة واجبة مثل الحج».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا علی بن محمد الثقفی قال: حدّثنا المنجاب قال أخبرنا شریک عن مغیرة (3) عن إبراهیم قال فی قراءة عبد الله: (وأتموا الحج والعمرة إلی البیت)

.

حدّثنا عبد الله، حدّثنا شعیب بن أیوب، حدّثنا یحیی، حدّثنا مفضل بن مهلهل، عن الأعمش قال: «کان أبو رزین من القراء الذی یقرأ علیهم القرآن، أظنه قال: وتؤخذ عنهم القراءة، قال: فی قراءة عبد الله (وحیث ما کنتم فولوا وجوهکم قبله) (4)».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا شعیب بن أیوب، حدّثنا یحیی قال: «قال ابن إدریس فی قراءتهم (وَ زُلْزِلُوا) 6 ، (فَزلْزِلوا یقولُ حقیقةَ الرسول والذین آمنوا) ».

حدّثنا عبد الله، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن یحیی الخنیسی، حدّثنا خلاد بن خالد ابن یزید عن حسین الجعفی (5) قال: «سمعت زائدة یسأل الأعمش

، فقال: فی قراءتنا فی

ص:67


1- (2) . وفی مصاحفنا: (وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّهِ ) ، البقرة: 196.
2- (3) . عمّی: یعنی یعقوب بن سفیان.
3- (4) . مغیرة: لعل الصواب المغیرة.
4- (5) . قبله: فی قراءتنا (وَ حَیْثُ ما کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ) ، البقرة: 144.
5- (7) . حسین الجعفی: هو الحسین بن ولید، أنظر: تهذیب التهذیب: 376/2.

البقرة مکان (فَأَزَلَّهُمَا الشَّیْطانُ ) 1 (فَوَسْوَسَ ) 2 ، وقبل الخمسین من البقرة مکان: (وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) ، (لا یؤخذ)، وقوله: (آ 61): (اهبطوا مصر) لیس فیها ألف.

ومکان (آ 70) (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ ) ، (متشابه) ، ومکان (آ85): (وَ إِنْ یَأْتُوکُمْ أُساری تُفادُوهُمْ ) ، (وإن یؤخذوا تفادوهم) ، وفی البقرة أیضاً: (وإذ یرفع إبراهیم القواعد من البیت وإسماعیل یقولان ربنا) (1)، (أخذنا میثاق بنی إسرائیل لا یعبدون إلا الله). (2)

وفی مکان آخر (آ83): (ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ) ، (ثم تولّوا)

و (آ158) (وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً) والأخری: (آ 184): (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً) ، وفی قراءة عبد الله (ومن تطوع بخیر).

و قوله (آ177): (لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا) مکانها: (لا تحسبن أن البر) .

و(آ210) (هَلْ یَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِکَةُ ) وفی قراءة عبد الله (هل ینظرون إلا أن یأتیهم الله ولملائکة فی ظلل من الغمام) .

وقوله (آ229): (إِلاّ أَنْ یَخافا) ، وفی قراءة عبد الله (الّا أن یخافوا) .

(آ237) (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ) وفی قراءة عبد الله: (من قبل أن تجامعوهن) .

وفی قوله (آ259): (قالَ أَعْلَمُ) ، وفی قراءة عبد الله: (قیل أعلم) .

(آ260) (عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) 5 بغیر واو کما فی المصحف غیر أنَّ ابن عباس قراء (جزؤاً) أی الهمزة مع الواو

.

ص:68


1- (3) . (یقولان ربنا): وفی مصاحفنا: (وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا) فقط دون إضافة (یقولان)، البقرة: 127.
2- (4) . (لا یعبدون): وفی قراءتنا: (وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ ) ، البقرة: 83.

وقوله (آ271): (فهو خیر لکم یکفر) (1) بغیر واو، وفی قراءتنا (آ282): (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَکِّرَ) مرفوعة، وفی قراءة عبد الله (فتذکرها) (2)، وفی قراءتنا (آ284): (یُحاسِبْکُمْ بِهِ اللّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ) ، وفی قراءة عبد الله: (یحاسبکم به الله یغفر لمن یشاء) بغیر فاء.

وفی قراءتنا (آ106): (ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِها) ، فی قراءة عبد الله: (ما ننسک من آیة أو ننسها) .

وفی قراءتنا (آ217): (یَسْئَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِیهِ ) . (3) وفی قراءة عبد الله: (یسألونک عن الشهر الحرام عن قتال فیه).

وفی قراءتنا (آ233): (لِمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ ) وفی قراءة عبد الله: (لمن أراد أن یکمل الرضاعة).

وفی قراءتنا (آ238): (حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی) ، وفی قراءة عبدالله: (حافظوا علی الصلوات وعلی الصلاة الوسطی).

وفی قراءتنا (آ197): (فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ) ، وفی قراءة عبدالله: (فلا رفوث ولا فسوق ولا جدال فی الحج) آخر البقرة».

سورة آل عمران

فی قراءة عبد الله (آیة 1) (الحی القیام) (4) و(آ7) (وإن حقیقة تأویله (5) إلا عند الله والراسخون فی العلم یقولون آمنا به) .

ص:69


1- (1) . (یکفر)، وفی مصاحفنا: (وَ یُکَفِّرُ) بالواو.
2- (2) . (فتذکرها): فی الدر المنثور نقلاً عن ابن أبی داود أن قراءة عبد الله (فتذکرها الأخری).
3- (3) . وفی مصاحفنا: (یَسْئَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِیهِ ) .
4- (4) . فی مصاحفنا: (اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ )
5- (5) . فی مصاحفنا: (وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللّهُ ) .

وفی قراءة عبد الله: (آ18) (اشهد الله أنه الا (1) إله إلا هو) ، وفی قراءة عبد الله (آ19): (إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ ) 2 ، وفی قراءة عبد الله

(آ21): (إن الذین یکفرون بآیات الله ویقتلون النبیین بغیر حق وقاتلوا (2) الذین یأمرون بالقسط من الناس).

وفی قراءة عبد الله (آ39) (وناداه (3) الملائکة یا زکریا إن الله).

وفی قراءة عبد الله (آ45): (وقالت الملائکة یا مریم إن الله لیبشرک). (4)

وفی قراءة عبد الله (آ 48): (ونعلمه (5) الکتاب) علی نون.

وفی قراءة عبد الله (آ57) ( وَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فأوفیهم (6) أجورهم)، وفی قراءة عبد الله (آ75) (بقنطار یوفه (7) إلیک)، (بدینار لا یوفه إلیک)

.

(آ156) (والله یحیی ویمیت والله بصیر بما تعملون) مکان (وَ اللّهُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) .

وفی قراءة عبد الله (آ171) (یستبشرون بنعمة من الله وفضلٍ والله (8) لا یضیع أجر المؤمنین)، وفی قراءة عبد الله (آ181) (وقتلهم الأنبیاء بغیر حقٍ ویقال لهم ذوقوا). (9)

ص:70


1- (1) . هذه هی القراءة المشهورة وعند بعض المفسرین إن قراءة عبد الله: (أن لا) مکان (أَنَّهُ لا) .
2- (3) . (وقاتلوا): وفی مصاحفنا: (وَ یَقْتُلُونَ) . ای أنَّ کلمة (یقتلون) فی الموردین من مصاحفنا.
3- (4) . فی مصاحفنا: (فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللّهَ ) .
4- (5) . (وقالت): فی مصاحفنا (وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِکَةُ یا مَرْیَمُ ) ، (لیبشرک): فی مصاحفنا (یُبَشِّرُکَ ) فقط.
5- (6) . (نعلمه): کذا قرأه قراء الکوفة والبصرة والشام، فی مصاحفنا (وَ یُعَلِّمُهُ الْکِتابَ ) .
6- (7) . (فأوفیهم): فی قراءتنا (فَیُوَفِّیهِمْ) .
7- (8) .. وفی مصاحفنا: (یَؤُدُهُ ) مکان (یوفه).
8- (9) . (والله): وفی مصاحفنا (یَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ ) .
9- (10) . (ویقال لهم ذوقوا): فی مصاحفنا (وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ ) .
سورة النساء

(آ10) قرأها ابن مسعود هکذا: (من یأکل أموال الیتامی ظلماً فإنّما یأکل فی بطنه ناراً وسوف یصلی سعیراً). (1)

وفی قراءة عبد الله (آ24) (کتاب الله علیکم أحل لکم) (2)بغیر واو، وفی قراءة

عبد الله (آ146) (وسیؤتی (3) الله المؤمنین)، (آ74) (أو یغلب نؤته (4) أجراً عظیماً).

وفی قراءة عبد الله (آ81) (بیّت مبیت منهم) (5)، وفی قراءة عبد الله (آ114) (ومن یفعل ذلک ابتغاء مرضات الله فسیؤتیه). (6)

وفی قراءة عبد الله (آ152) (أولئک سنؤتیهم أجورهم). (7)

سورة المائدة

فی قراءة عبد الله (إنّما مولاکم الله ورسوله...) (آ 55) وفی مصاحفنا (إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ ) . وفی قراءة عبدالله (آ115) (قال سأنزلها علیکم) (8)، وفی قراءة عبد الله (آ 118) (إن تعذبهم فعبادک). (9)

ص:71


1- (1) . و هی فی مصاحفنا (إِنَّ الَّذِینَ یَأْکُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً) .
2- (2) . (أحل لکم): وفی مصاحفنا (کِتابَ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَ أُحِلَّ لَکُمْ ) بالواو.
3- (3) . (وسیؤتی): وفی قراءتنا (وَ سَوْفَ یُؤْتِ اللّهُ ) .
4- (4) . (نؤته): فی مصاحفنا (یَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ) .
5- (5) .( مبیت): وفی مصاحفنا (بَیَّتَ طائِفَةٌ) .
6- (6) . (فسیؤتیه): وفی مصاحفنا (فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ) وقرأ حمزة وأبو عمرو وخلف والیزیدی والأعمش (فسوف یؤتیه).
7- (7) . (سنؤتیهم): فی مصاحفنا (أُولئِکَ سَوْفَ یُؤْتِیهِمْ أُجُورَهُمْ) ، وقرأ الجمهور ما عدا حفص ویعقوب (سوف نؤتیهم).
8- (8) . فی مصحفنا: (قالَ اللّهُ إِنِّی مُنَزِّلُها عَلَیْکُمْ ) .
9- (9) . فی مصاحفنا: (فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ) .
سورة الأنعام

سورة الأنعام (آ23) قرأها ابن مسعود (ما کان فتنتهم) (1) نصب، وفی قراءة عبد الله (آ27) (یا لیتنا نرد فلا (2) نکذب بآیات ربنا).

وفی قراءة عبد الله (آ57) (یقضی بالحق (3) وهو خیر الفاصلین)، وفی قراءة عبد الله (آ61) (الموت یتوفاه رسلنا) (4)، وفی قراءة عبد الله (آ71) (کالذی استهواه (5) الشیطان)، وفی قراءة عبد الله (آ94) (لقد تقطع ما بینکم).

(6)(آ 125) (کأنما یتصعّد (7) فی السماء)، (آ105) (لیقولوا درس) (8) بغیر تاء، (آ153) (وهذا (9) سراطی مستقیماً).

سورة الأعراف

وفی قراءة عبد الله سورة الأعراف (آ127) (وقد ترکوک أن یعبدوک وإلهتک) (10)، وفی قراءة عبد الله (آ23) (قالوا ربنا لا تغفر لنا وترحمنا) (11) ، وفی قراءة عبدالله (آ170) (إن الذین استمسکوا بالکتاب). (12)

ص:72


1- (1) . فی مصحفنا: (ثُمَّ لَمْ تَکُنْ فِتْنَتُهُمْ) .
2- (2) . القراءة المشهورة (یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُکَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا) .
3- (3) . وهی فی مصاحفنا (إِنِ الْحُکْمُ إِلاّ لِلّهِ یَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَیْرُ الْفاصِلِینَ ) .
4- (4) . (یتوفاه): وفی قراءتنا (إِذا جاءَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) .
5- (5) . فی قراءتنا (کَالَّذِی اسْتَهْوَتْهُ الشَّیاطِینُ ) .
6- (6) . (ما بینکم): وفی مصاحفنا (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَکُمْ) فقط.
7- (7) . (یتصعد): فی قراءتنا (کَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ) .
8- (8) . (درس): وفی مصاحفنا (وَ لِیَقُولُوا دَرَسْتَ) .
9- (9) . (وهذا): یعنی من غیر أن، والآیة فی مصحفنا: (وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً) .
10- (10) . فی مصاحفنا (وَ یَذَرَکَ وَ آلِهَتَکَ) .
11- (11) . فی مصاحفنا (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا) .
12- (12) . وفی مصاحفنا (وَ الَّذِینَ یُمَسِّکُونَ بِالْکِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ ) .
سورة الأنفال

وفی قراءة عبد الله سورة الأنفال (آ19) (والله مع المؤمنین) (1)، (آ59) (ولا یحسب الذین کفروا سبقوا) (2) یحسب بالباء بغیر نون.

سورة التوبة

وفی قراءة عبد الله سورة براءة (آ54) (أن تتقبل منهم نفقاتهم) (3)، فی قراءة عبد الله (آ61) (قل أذن خیر ورحمة لکم) (4)، (آ110) (ولو قطعت قلوبهم) (5) (آ126) (أولم ترا أنهم یفتنون) (6) ، (آ117) (من بعد ما زاغت قلوب طائفة) . (7)

سورة یونس

فی قراءة عبد الله سورة یونس (آ 22) (حتی إذا کنتم فی الفلک وجرین بکم). (8)

سورة هود

فی قراءة عبد الله سورة هود(آ25) (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلی قَوْمِهِ [فقال یا قوم ] (9) إِنِّی لَکُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ ) ، (آ 28) (من ربی وعمیت علیکم) . (10)

ص:73


1- (1) . (والله): وقراءتنا (وَ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ ) .
2- (2) . بغیر نون: یعنی فی قراءتنا هی: (وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا سَبَقُوا) وفی قراءة بعضهم (تحسبنّ).
3- (3) . (تتقبل): وفی قراءتنا (أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ ) .
4- (4) . (خیر ورحمة): وفی مصاحفنا (قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ) فقط.
5- (5) . (ولو قطعت): وهی فی مصاحفنا (إِلاّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) .
6- (6) . (لم ترا): وقیل (لم تروا) وهی فی مصاحفنا (أَ وَ لا یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ) .
7- (7) . وفی مصاحفنا (مِنْ بَعْدِ ما کادَ یَزِیغُ قُلُوبُ) .
8- (8) . (بکم): وهی فی قراءتنا (حَتّی إِذا کُنْتُمْ فِی الْفُلْکِ وَ جَرَیْنَ بِهِمْ بِرِیحٍ طَیِّبَةٍ ) .
9- (9) . (فقال یا قوم): غیر موجودة فی مصاحفنا.
10- (10) . فی مصاحفنا (مِنْ رَبِّی وَ آتانِی رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّیَتْ عَلَیْکُمْ ) .

(آ57) (ولا تنقصوه شیئاً) مکان (وَ لا تَضُرُّونَهُ شَیْئاً) ، (آ 72) (وهذا بعلی شیخٌ) بالرفع وفی مصاحفنا (شَیْخاً) بالنصب، (آ81) (فأسر بأهلک بقطع من اللیل إلا امرأتک) بغیر (وَ لا یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ) .

سورة یوسف

فی قراءته عبد الله (آ10، 15) (فی غیابة الجب)

واحدة، وفی مصاحفنا (غیبت لجب ) .

سورة الرعد

فی قراءة عبد الله سورة الرعد (آ16) (قل أفتختم من دونه) (1)، (آ42) (وسیعلم الکافرون لمن عقبی الدار). (2)

سورة الحجر

فی قراءة عبد الله سورة الحجر (آ65) (ولا یلتفتن منکم أحد) . (3)

سورة النحل

فی قراءة عبد الله سورة النحل (آ12) (وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ ) قرأها عبد الله (والنجوم والریاح مسخرات بامره) ، (آ96) (ولیوفین الذین صبروا أجرهم) (4)، (آ97) (حیاة طیبة ولیوفینهم) ،

(آ28) (الذین توفاهم الملائکة) (5) ، (آ80) (یَوْمَ ظَعْنِکُمْ) خفیف. (6)

ص:74


1- (1) . (أفتختم): یعنی بحذف الألف والادغام فإنها فی قراءتنا (ا فتخذتم ) .
2- (2) . (الکافرون): وفی مصاحفنا (الْکُفّارُ لِمَنْ عُقْبَی الدّارِ) .
3- (3) . (یلتفتن): وفی مصاحفنا (وَ لا یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ) .
4- (4) . (لیوفین): وفی مصاحفنا (وَ لَنَجْزِیَنَّ الَّذِینَ صَبَرُوا) وکذلک (وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ) فی ( آ 97).
5- (5) . (توفاهم): وفی مصاحفنا (الَّذِینَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ) .
6- (6) . (خفیف): یعنی (ظَعْنِکُمْ) کالقراءة المشهورة دون (ظَعَنکم) کما قرأه بعض السبعة.
سورة الإسراء

فی قراءة عبد الله سورة بنی إسرائیل (آ 23) (إما یبلغان عندک الکبر إما واحد وإما کلاهما) (1)، (آ 44) (سبحت له الأرض وسبحت له السموات) . (2)

سورة الکهف

فی قراءة عبد الله سورة الکهف (آ 38) (لکن هو الله ربی) (3)، (آ 52) (ویوم یقول لهم نادوا) (4)، (آ 109) (قبل أن تُقضی کلمات ربی)

. (5)

سورة مریم

فی قراءة عبد الله سورة مریم (آ 34) (ذلک عیسی بن مریم قال (6) الحق الذی فیه یمترون) ، (آ 90) (تکاد السموات لتتصدع (7) منه). (آ 60) (سید خلون الجنة) (8)، (آ66) (سأخرج حیاً) (9) (آ 93) (فی السموات والأرض لما (10) آتی الرحمن عبداً).

ص:75


1- (1) . (یبلغان إما واحد وإما کلاهما): وفی مصاحفنا (یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ کِلاهُما) .
2- (2) . وفی مصاحفنا (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ ) .
3- (3) . (لکن): وفی قراءتنا (أَهْلَکْنا) .
4- (4) . (یقول لهم): وفی مصاحفنا (وَ یَوْمَ یَقُولُ نادُوا) فقط.
5- (5) . (تقضی): وفی مصاحفنا (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِماتُ ) .
6- (6) . قال: وفی قراءتنا (یَقُولُ )
7- (7) . (لتتصدع): وفی مصاحفنا (تَکادُ السَّماواتُ یَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ) .
8- (8) . (سیدخلون): وفی مصاحفنا (یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ) .
9- (9) . (سأخرج): وفی مصاحفنا (لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَیًّا) .
10- (10) . (لما): فی مصاحفنا (إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً) .
سورة طه

فی قراءة عبد الله سورة طه (آ 69) (کید سحرٍ) (1) (آ 80) (قد نجیتکم (2) من عدوکم)

.

سورة الأنبیاء

فی قراءة عبد الله (آ82) (ومن الشیاطین من یغوص (3) له ویعمل وکنا لهم حافظین).

سورة الحج

فی قراءة عبد الله سور الحج (آ39) (أذِن للذین قاتلوا (4) بأنهم ظُلموا).

سورة النور

فی قراءة عبد الله سورة النور (آ1) (سورة أنزلناها وفرضنا لکم) وفی مصاحفنا: (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَ فَرَضْناها) (آ36) (یسبحون له فیها رجال) وفی مصاحفنا: (یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ ) ، (آ57) (أحسب (5) الذین کفروا معجزین فی الأرض).

سورة الفرقان

فی قراءة عبد الله سورة الفرقان (آ48) (وهو الذی أرسل الریاح مبشرات) (6) (آ60) (أنسجد لما تأمرنا به) (7)، (آ61) (سرجاً) (8) جمع، (آ74) (وذُرِّیتِنَا) واحد. (9)

ص:76


1- (1) . (کید سحر): وفی قراءتنا (کیدا سحرا) .
2- (2) . (نجیتکم): فی قراءتنا (قد أنجینکم من عدوکم ) .
3- (3) . (یغوص): وفی مصاحفنا (مَنْ یَغُوصُونَ) ، (ویعمل): وفی مصاحفنا (وَ یَعْمَلُونَ عَمَلاً) .
4- (4) . (قاتلوا): وفی مصاحفنا (لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ) .
5- (5) . (أحسب): وفی مصاحفنا (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ ) .
6- (6) . (مبشرات): وفی مصاحفنا (بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ) .
7- (7) . (به): غیر موجودة فی مصاحفنا.
8- (8) . (سرجاً): وفی قراءتنا (وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً) واحد.
9- (9) . (وذرّیتنا): وفی مصاحفنا (و ذریتنا) بالجمع.
سورة الشعراء

فی قراءة عبد الله سورة الشعراء (آ60) (واتبعوهم (1) مشرقین)، (آ176) (کذب أصحاب الایکة)، وفی ص (آ13) (الایکة) ، وفی الحجر (آ78) (الایکة) ، وفی ق(آ14) (الایکة) کلّهن (الأیکة) بالألف واللام وفی مصاحفنا بعضها (الْأَیْکَةِ) .

سورة النمل

فی قراءة عبد الله سورة النمل (آ22) (فیمکث غیر بعید) وفی مصاحفنا (فَمَکَثَ غَیْرَ بَعِیدٍ) (آ36) (أتمدُّونی (2) بمالٍ) بالیاء (آ82) (تکلمهم بأن الناس) فی مصاحفنا (کانَ النّاسُ ) ، (آ25) (هلا یسجدون لله)

. (3)

سورة القصص

فی قراءة عبد الله سورة القصص (آ48) (سحران تظاهرا) (4) (آ66) (وعُمّیت (5) علیهم الأنباء)، (آ82) (لولا أن من الله علینا لا نخسف بنا). (6)

سورة العنکبوت

فی قراءة عبد الله سورة العنکبوت (آ25) (وَ قالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَوْثاناً

ص:77


1- (1) . (واتبعوهم): وفی مصاحفنا (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِینَ) .
2- (2) . (أتمدونی): وهی فی قراءتنا (قالَ أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ) .
3- (3) . (هلا): وفی مصاحفنا (أَلاّ یَسْجُدُوا لِلّهِ الَّذِی) .
4- (4) . (سحران): هی قراءة الکوفیین وقرأ الباقون (قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا ) .
5- (5) . (وعمّیت): وفی قراءتنا (فَعُمِّیَتْ ) ولعل قراءة عبد الله (فعمیت) دون الشدة کما قرأ الأعمش وغیره.
6- (6) . (لا نخسف): وفی مصاحفنا (لَخَسَفَ بِنا) .

[وتخلقون إفکا إنّما] (1) مَوَدَّةَ بَیْنِکُمْ ) ، (آ55) (وَ یَقُولُ ذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 2 ، (آ66) (لیکفروا بما أتاهم قل تمتعوا)

. (2)

سورة لقمان

فی قراءة عبد الله سورة لقمان (آ2، 3) (تلک آیات الکتاب الحکیم هدی وبشری للمحسنین). (3)

سورة السجدة

فی قراءة عبد الله سورة السجدة (آ17) (تعلمن نفس ما یخفی لهم) (4) ، (آ24) (بماصبروا). (5)

سورة الأحزاب

فی قراءة عبد الله سورة الأحزاب (آ 31) (من تعمل منکم (6) من الصالحات وتقنت - بالتاء - لله ورسوله) ، (آ 51) (ویرضین بما أوتین (7) کلهن)

، (آ10) (بالله الظنون)، (آ66) (وأطعنا الرسول) (آ 67) (فأضلونا السبیل) (8) کلهن بغیر ألف (آ68) (لعناکثیراً) (9) بالثاء.

ص:78


1- (1) . زاد عبد الله (وتخلقون إفکا إنما).
2- (3) . فی مصاحفنا: (لِیَکْفُرُوا بِما آتَیْناهُمْ وَ لِیَتَمَتَّعُوا) .
3- (4) . (وبشری): مکان (هُدیً وَ رَحْمَةً) و الآیه فی مصاحفنا: (تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْحَکِیمِ* هُدیً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِینَ ) .
4- (5) . وفی مصاحفنا (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ) .
5- (6) . (بما): مکان (لَمّا صَبَرُوا) .
6- (7) . (منکم): کذا فی الأصل ولعل الصواب (منکن) وفی مصاحفنا (وَ مَنْ یَقْنُتْ مِنْکُنَّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تَعْمَلْ صالِحاً) .
7- (8) . (بما أوتین): وفی مصاحفنا (بماء اتیتهن ) .
8- (9) . (الظنون) و(الرسول) و(السبیل): مکان (بلله لظنونا) و (وَ أَطَعْنَا الرَّسُولاَ) و (فَأَضَلُّونَا السَّبِیلاَ) .
9- (10) . (کثیراً): مکان (لَعْناً کَبِیراً) .
سورة سبأ

فی قراءة عبد الله سورة سبأ (آ37) (وهم فی الغرفة) (1) واحدة. (آ48) (تقذف بالحق وهو علام الغیوب) (2)، وفی مصاحفنا: (قُلْ إِنَّ رَبِّی یَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاّمُ الْغُیُوبِ ) .

سورة فاطر

فی قراء عبد الله سورة فاطر (آ40) (فهم علی بینة) (3) واحدة.

سورة یس

فی قراءة عبد الله سورة یس (آ56) (فی ظلل علی الأرائک متکئین) (4) ، (آ55) (فی شغل فکهین) (5)، (آ58) (سلاماً قولاً). (6)

سورة الصافات

فی قراءة عبد الله سورة الصافات (آ102) (فانظر ماذا تُرِی) (7)، ( آ130) (سلام علی إدراسین) (8)، (آ126) (ربکم الله (9) ورب آبائکم).

ص:79


1- (1) . (الغرفة): وفی قراءتنا (وَ هُمْ فِی الْغُرُفاتِ ) جمع.
2- (2) . (وهو علام): وفی مصاحفنا (أَعْلَمُ ) فقط.
3- (3) . (بینة): وفی قراءة (بینات) جمع وفی مصاحفنا (عَلی بَیِّنَةٍ مِنْهُ) .
4- (4) . وفی مصاحفنا (فِی ظِلالٍ عَلَی الْأَرائِکِ مُتَّکِؤُنَ ) .
5- (5) . (فکهین): فی قراءتنا (فکهون ) .
6- (6) . (سلاماً): وفی قراءتنا (سلم قولا) .
7- (7) . (تری): وفی قراءتنا (افْتَری ) .
8- (8) . (إدراسین): وفی مصاحفنا (سَلامٌ عَلی إِلْ یاسِینَ) .
9- (9) . وفی مصاحفنا (اللّهَ رَبَّکُمْ وَ رَبَّ آبائِکُمُ ) .
سورة الزمر

فی قراءة عبد الله سورة الزمر (آ64) (أفغیر الله تأمرونی)

(1)، (آ59) (قد جاءتکم الرسل بآیاتی فکذبتم بها واستکبرتم وکنتم من الکافرین) . (2)

سورة غافر

فی قراءة عبد الله سورة المؤمن (آ 26) (أن یبدل دینکم ویظهر فی الأرض الفساد) (3)، (آ35) (کذلک یطبع الله علی قلب کل متکبر جبار) . (4)

سورة الشوری

فی قراءة عبد الله سورة حم عسق (آ 5) (السموات ینفطرن). (5)

سورة الزخرف

فی قراءة عبد الله (آ 19) (ما شهد خلقهم)

، (6) (آ 53) (لولا ألقی علیه أساور من ذهب) (7)، (آ 85) (وإنه علیم للساعة). (8)

سورة الجاثیة

فی قراءة عبد الله سورة الجاثیة (آ4 و5) (إن فی السموات والأرض ...، وفی خلقکم

ص:80


1- (1) . (أفغیر): یعنی بحذف(قُل) والأصل ( قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّهِ تَأْمُرُونِّی) .
2- (2) . وهی فی مصاحفنا (بَلی قَدْ جاءَتْکَ آیاتِی فَکَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَکْبَرْتَ وَ کُنْتَ مِنَ الْکافِرِینَ ) .
3- (3) . وهی فی مصاحفنا (إِنِّی أَخافُ أَنْ یُبَدِّلَ دِینَکُمْ أَوْ أَنْ یُظْهِرَ فِی الْأَرْضِ الْفَسادَ) .
4- (4) . وهی فی مصاحفنا (کَذلِکَ یَطْبَعُ اللّهُ عَلی کُلِّ قَلْبِ مُتَکَبِّرٍ جَبّارٍ) .
5- (5) . (ینفطرن): وفی قراءتنا (یَتَفَطَّرْنَ) .
6- (6) . (ما شهد خلقهم): وفی مصاحفنا (أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ) .
7- (7) . (أساور): وفی قراءتنا (عَلَیْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ) .
8- (8) . هی فی مصاحفنا (وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ ) .

وما یبث من دابة لآیات) (1)، (آ5) (وتصریف الریاح لآیات)، (آ32) (إن وعد الله حق وإن الساعة (2)لا ریب فیها)... .

سورة (الذین کفروا) أو (محمد)

فی قراءة عبد الله سورة محمد (آ18) (فهل ینظرن إلا الساعة تأتیهم (3) بغتة)

.

سورة الفتح

فی قراءة عبد الله سورة الفتح (آ10) (فسیؤتیه الله أجراً عظیماً) (4)، (آ11) (إن أراد بکم ضراً أو أراد بکم رحمة) (5)، (آ15) (أن تبدّلوا کلم الله). (6)

سورة الحجرات

فی قراءة عبد الله سورة الحجرات (آ13) (لتعارفوا وخیارکم (7) عند الله أتقاکم).

سورة النجم

فی قراءة عبد الله (آ 50 - 51) (عاداً) بألف، (وثمود) (8) بغیر ألف.

ص:81


1- (1) . (لآیات): وفی قراءتنا (ءایت لقوم ) ، وکذلک فی ( آ 5).
2- (2) . (وإن الساعة): وفی مصاحفنا (ولساعة لا ریب ) فقط.
3- (3) . (تأتیهم): وفی مصاحفنا (أَنْ تَأْتِیَهُمُ) .
4- (4) . (فسیؤتیه الله): وفی مصاحفنا (فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً) فقط.
5- (5) . (رحمة): وفی مصاحفنا (نَفْعاً) .
6- (6) . فی قراءتنا (أَنْ یُبَدِّلُوا کَلامَ اللّهِ ) .
7- (7) . (وخیارکم): وفی مصاحفنا (إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّهِ ) .
8- (8) . (ثمود): وفی مصاحفنا (وَ أَنَّهُ أَهْلَکَ عاداً الْأُولی* وَ ثَمُودَ فَما أَبْقی) .
سورة القمر

فی قراءة عبد الله سورة القمر (آ7) (خاشعة أبصارهم). (1)

سورة إذا وقعت الواقعة

فی قراءة عبد الله سورة الواقعة (آ75) (بموقع النجوم). (2)

سورة الحاقة

فی قراءة عبد الله سورة الحاقة (آ9) (وجاء فرعون ومن قبله). (3)

سورة المعارج

فی قراءة عبد الله سورة المعارج (آ23) (عَلی صَلاتِهِمْ) 4 واحدة.

سورة نوح

فی قراءة عبد الله سورة نوح (آ23) (یغوثا ویعوقا)

بنصبهما. (4)

سورة الغاشیة

فی قراءة عبد الله سورة الغاشیة (آ24) (فإنه یعذبه (5) الله العذاب الأکبر).

ص:82


1- (1) . (خاشعة): مکان (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) .
2- (2) . (بموقع): وفی قراءتنا (بموقع لنجوم ) جمع.
3- (3) . (ومن قبله): فی قراءتنا (وَ مِنْ قَبْلِهِ) .
4- (5) . (بنصبهما): یعنی قرأهما منصرفتین أو ربما کان الصواب یصرفهما مکان بنصبهما، وفی مصاحفنا (وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً) .
5- (6) . (فإنه یعذبه): وفی مصاحفنا (فَیُعَذِّبُهُ اللّهُ الْعَذابَ ) .

اقول: لم یکن أبو بکر السجستانی (1) وحده قد سجّل القراءات الشاذة علی ابن مسعود، بل أحصی أبو الفتح ابن جنی فی کتابه المحتسب فی تبیین وجوه شواذّ القراءات أربعاً وسبعین قراءة انفرد بها ابن مسعود عن غیره.

إذاً لا تعجب مع هذه القراءات من عبد الله بن مسعود أن یقول فیه الإمام الصادق علیه السلام :

«إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضال».

ص:83


1- (1) . کتاب المصاحف: 166 و ما بعدها.

ص:84

الفصل الثالث: بین الأحرف السبعة والقراءات

اشارة

ص:85

ص:86

هل الأحرف السبعة هی القراءات ؟

اشارة

أجمع علماء العامّة والمذاهب المعتدّ بها عندهم علی أنّ حدیث الأحرف السبعة لیس المراد به القراءات السبع المشهورة، قال ابن الجزری فی النشر:

وإنّما أطلنا فی هذا الفصل لما بلغنا عن بعض من لا علم له أنّ القراءات الصحیحة هی التی عن هؤلاء السبعة، أو أنّ الأحرف السبعة التی أشار إلیها النبی صلی الله علیه و آله هی قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب علی کثیر من الجهّال أنّ القراءات الصحیحة هی التی فی الشاطبیه والتیسیر، وأنّها هی المشار إلیها بقوله صلی الله علیه و آله :

«أنزل القرآن علی سبعة أحرف» ، حتی أنّ بعضهم یطلق علی ما لم یکن فی هذین الکتابین أنّه شاذ، وکثیر منهم یطلق علی ما لم یکن عن هؤلاء السبعة شاذاً، وربّما کان کثیرٌ مما لم یکن فی الشاطبیه والتیسیر وعن غیر هؤلاء السبعة أصح من کثیر مما فیها، وإنّما أوقع هؤلاء فی الشبهة کونهم سمعوا:

«أنزل القرآن علی سبعة أحرف» وسمعوا قراءات السبعة فظنوا أنّ هذه السبعة هی تلک المشار إلیها. (1)

أقول: وذهب بعض علمائنا الإمامیة مذهب علماء

الجمهور فی کون

«القرآن أنزل علی سبعة أحرف» ، والمقصود منها القراءات السبع، ولکن إجماع الطائفة لم یذهب إلی هذا المعنی، بل جلّهم لم یعتقد بتواتر القراءات. (2)

ص:87


1- (1) . النشر فی القراءات العشر: 36/1.
2- (2) . مقدمة تفسیر الصافی؛ وکفایة الأصول: 18/2.

وقال مکی بن أبی طالب:

من ظنّ أنّ قراءة هؤلاء القرّاء کنافع وعاصم هی الأحرف السبعة التی فی الحدیث فقد غلط غلطاً عظیماً.

کانت جماعة خاصة من الصحابة قد اشتغلت (1) بقراءة القرآن وتعلیمه وتعلّمه وذلک

فی حیاة الرسول صلی الله علیه و آله ، فکانوا یستمعون إلی النّبی صلی الله علیه و آله ویأخذون عنه - مباشرة - الآیات النازلة فیحفظونها ثمّ یقرءونها عنده لیستمع إلیهم.

کان بعضهم مصدراً للتعلیم، وکان الذین یأخذون منهم القراءة یروونها عنهم بصورة مسندة، وکثیراً ما کانوا یحفظون القراءة المرویة عن الأستاذ.

ص:88


1- (1) . لقد أرسل النبی¦ جماعة من القرّاء إلی المدینة لتعلیم القرآن. روی البخاری بإسناده عن أبی إسحاق عن البراء قال: «أوّل من قدم علینا من أصحاب النّبی¦ مصعب بن عمیر وابن أم مکتوم، فجعلا یقرئاننا القرآن، ثم جاء عمّار وبلال، ولما فتح¦ مکة ترک معاذ بن جبل للتعلیم، وکان الرجل إذا هاجر إلی المدینة دفعه النّبی¦ إلی رجل من الحفظة لیعلّمه القرآن، وکثر عدد الحفظة فی عهد رسول الله¦ وقتل فی عهده¦ فی بئر معونة زهاء سبعین من القرّاء»، أنظر الاتقان للسیوطی. أما فی زمن الخلفاء الأربعة واتساع الفتح الإسلامی لیشمل أراضی أخری وبلدان جدیدة وأمم لم تعرف العربیة فقد نشط الخلفاء فی إیفاد القرّاء من الصحابة إلی الأمصار لیعلّموا الناس القرآن وفی ذلک یقول ابن سعد فی الطبقات: «جمع القرآن فی زمان النّبی¦ خمسة من الأنصار معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبی بن کعب، وأبو أیوب، وأبو الدرداء، فلمّا کان زمن عمر بن الخطاب کتب إلیه یزید ابن أبی سفیان أن أهل الشام قد کثروا وملأوا المدائن واحتاجوا إلی من یعلّمهم القرآن ویفقّههم فأعنّی یا أمیر المؤمنین برجال یعلّمونهم، فدعا عمر أولئک الخمسة فقال لهم: إنّ إخوانکم من أهل الشام قد استعانونی بمن یعلمهم القرآن، ویفقّههم فی الدین فأعینونی رحمکم الله بثلاثة منکم إن فاستهموا، وإن انتدب ثلاثة منکم فلیخرجوا، فقالوا: ما کنا لنتساهم، هذا شیخ کبیر لأبی أیوب، وأما هذا فسقیم لأبی بن کعب، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء، فقال عمر: أبدءوا بحمص فإنکم ستجدون الناس علی وجوه مختلفة، منهم من یلقن فإذا رأیتهم ذلک فوجّهوا إلیه طائفة من الناس فإذا رضیتم منهم فلیقم بها واحد ولیخرج واحد إلی دمشق والآخر إلی فلسطین، وقدموا حمص فکانوا بها حتی إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة فصار بعد إلی فلسطین فمات بها، وأما أبو الدرداء فلم یزل بدمشق حتی مات». راجع: طبقات ابن سعد: 2، القسم الثانی.

کان مثل هذا الحفظ والروایة هو مقتضی طبیعة العصر الأول؛ لأنّ الخط المعمول به فی ذلک الوقت هو الخط الکوفی الذی کانت الکلمة تقرأ فیه بعدة وجوه؛ لأنّ الکلمات لم تکن منقوطة نقط إعجام بعدُ.

إذن لابدّ من التلقّی عن أستاذ وحافظ، والروایة عنه.

وأهمّ من ذلک، کانت الأمیّة هی السائدة زمن الرسول صلی الله علیه و آله ، والذین یکتبون أو یقرءون فی الکتب هم عدة قلیلة قیاساً إلی عدد الأمیین، فلیس لهم طریق للضبط إلّا الحفظ والروایة، وبقت هذه السنة متّبعة حتی نهایة القرن الأول الهجری.

مما یخصّ الأحرف السبعة

بدأ الإسلام فی مکّة، کما أنّه کان مقتصراً علی المکیّین إلی حدٍ ما، وعلی قریش بدلیل الآیة الکریمة: (وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ ) ، ولمّا وقفت قریش بوجه الدین الإسلامی الحنیف، وبوجه الرسول الکریم، مما اضطر

النّبی صلی الله علیه و آله والمسلمون الأوائل إلی الهجرة فتوجّهوا إلی یثرب، وبعد الهجرة وتحصین المدینة المنورة، ودخول طوائف کثیرة من عرب الحجاز فی الإسلام، وبعد انتشار الدین الحنیف فی کل الجزیرة العربیة، أخذت القبائل من عرب الشمال وعرب الجنوب - ومن قبائل مختلفة اللهجات - تدخل فی هذا الدین الجدید بشوق وحرارة.

وبما أنّ القرآن الکریم هو الکتاب السماوی الذی فیه من أحکام الدین والأوامر والنواهی والآداب والسنن، أنزله الله سبحانه هدی ورحمة للناس، لهذا لابدّ من قراءته وحفظه وتعلّمه وصیانته، وهذا لا یتم إلا باهتمام المسلمین به وبقراءته، ولمّا کانت لهجات تلک القبائل الداخلة فی الإسلام تختلف عن لهجة قریش، وأنّ بعض الکلمات والألفاظ فی القرآن الکریم یصعب علی بعضهم قراءتها، مما استجدت مشکلة لم تکن من قبل، وهذه المشکلة ظهرت فی المدینة، وفی السنوات الأخیرة من حیاة

ص:89

الرسول صلی الله علیه و آله ، وکلّما دخل أناس آخرون فی الإسلام تفاقمت مشکلة القراءة أکثرفأکثر.

فإذا کان الأمر کذلک فلا یبعد من أنّ الرسول صلی الله علیه و آله طلب من الله سبحانه أن یخفّف علی أمّته فی شأن القراءة، والرسول حبیب الله وهو أکرم من فی الوجود عند الله، فهل تجد سبحانه وتعالی یردّ طلب نبیه؟

وهل سبحانه وتعالی یرید من عباده تکلیف ما لا یطاق؟

وهل سبحانه وتعالی کتب علی نفسه الشدة والارغام؟

أم أنّه سبحانه اتّصف بالرحمة والکرم والعطف والحنو علی عباده، فهو اللطیف

الرحیم، الکریم...، وقد کتب علی نفسه الرحمة ، ثمّ قوله تعالی: (لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها) وهو القائل سبحانه: (یُرِیدُ اللّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَ لا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ) ، وهو القائل عزوجل: (یُرِیدُ اللّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ) .

إذن التیسیر والتخفیف واردٌ، لکنّه منصبٌ علی قراءة من لا یستطیع النطق ببعض الکلمات، فالخطاب موجّه للقارئ العربی الذی لا یتمکّن من القراءة بلهجة قریش، وعلیه فإنّ کلّ قبیلة تستطیع أن تقرأ النصّ بلهجتها التی تخالف اللهجة الأصلیة وهی لهجة قریش.

حمیر تستطیع أن تقرأ الآیة الکریمة: (لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ) بلهجتها: (لیس أمبر أن تولوا وجوهکم) طالما لا تستطیع أن تقرأ (لَیْسَ الْبِرَّ) .

ولا یخفی أنّ العربی آنذاک لیس من الهین أن یروّض نفسه أو یغیّر لهجته کما یحصل لنا الیوم من التطبّع والتکییف.

إذن المراد بالأحرف السبعة فی الحدیث: لهجات أو لغات أو أوجه فی بعض الکلمات القرآنیة أو نطقها، وأن الرقم (سبعة) لا یراد به نفس العدد، بل إنّما هو علی سبیل الکثرة والتسهیل فلا خصوصیة للعدد.. والله العالم.

ص:90

مصادر الأحرف السبعة من کتب الجمهور علی وجه التفصیل

إلیک عزیزی القارئ بعض روایات الأحرف السبعة التی تعد من باب المسلّمات عند علماء الجمهور، وقد خصّصنا هذا الفصل بما روته مصادر أخواننا السنة، وإلیک طائفة من مرویاتهم:

مسند الشافعی

قال الشافعی: أخبرنا مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن ابن عبد القاری قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: ثمّ سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان ما أقرأها، وکان النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أن أعجل علیه، ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبّبته بردائه فجئت به النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان ما أقرأتنیها.

فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

«اقرأ» فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

«هکذا أنزلت» . ثمّ قال لی:

«اقرأ» فقرأت فقال: هکذا أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

صحیح البخاری

باب (أنزل القرآن علی سبعة أحرف)

قال محمد بن إسماعیل: «حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا یونس، عن الزهری، عن عبد الله بن کعب بن مالک، عن کعب

(رضی الله عنه) أنّه تقاضی ابن أبی حدرد دیناً کان له علیه فی المسجد فارتفعت أصواتهما حتی سمعها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وهو فی بیته، فخرج إلیهما حتی کشف سجف

ص:91


1- (1) . مسند الشافعی: 237/1.

حجرته، فنادی یا کعب: قال لبیک یا رسول الله قال: ضع من دینک هذا فأومأ إلیه أی الشطر، قال لقد فعلت یا رسول الله! قال قم فأقضه».

حدّثنا عبد الله بن یوسف، أخبرنا مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری أنّه قال: «سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرؤها، وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، وکدت أن أعجل علیه ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبَّبته بردائه فجئت به رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت إنّی سمعت هذا یقرأ ما أقرأتنیها فقال لی (أرسله) ثمّ قال له: اقرأ فقرأ.

قال: هکذا أنزلت. ثمّ قال لی: اقرأ فقرأت فقال: هکذا أنزلت إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

قال: «وحدّثنا إسماعیل، قال حدّثنی سلیمان، عن یونس، عن ابن شهاب، عن عبید الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس (رضی الله عنه) ما أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال ثمّ أقرأنی جبریل علی حرف فلم أزل أستزیده حتی انتهی إلی سبعة أحرف». (2)

وقال: «حدّثنا سعید بن عفیر، قال: حدّثنی اللیث: قال: حدّثنی عقیل، عن ابن شهاب، قال حدّثنی عبید الله بن عبد الله أنّ ابن عباس (رضی الله عنه) ما حدّثه: أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: ثمّ أقرأنی جبریل علی حرف فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف». (3)

وقال: «حدّثنا سعید بن عفیر، قال: حدّثنی اللیث قال: حدّثنی عقیل عن ابن

ص:92


1- (1) . صحیح البخاری: 851/2، حدیث 2286 و2287، طبع ونشر وتوزیع دار ابن کثیر - الیمامة، دمشق - بیروت.
2- (2) . المصدر: 1177/3، حدیث 3047.
3- (3) . المصدر: 1909/4، حدیث 4705.

شهاب قال: حدّثنی عروة بن الزبیر

: أنّ المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاری حدّثاه: أنّهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فکدت أساوره فی الصلاة، فتصبّرت حتی سلّم فلبَّبته بردائه فقلت: من أقرأک هذه السورة التی سمعتک تقرأ؟ قال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقلت: کذبت فإنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قد أقرأنیها علی غیر ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: إنّی سمعت هذا یقرأ بسورة الفرقان علی حروف لم تقرئنیها، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أرسله، اقرأ یا هشام. فقرأ علیه القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: کذلک أنزلت، ثمّ قال: اقرأ یا عمر فقرأت القراءة التی أقرأنی، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: کذلک أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

صحیح مسلم

باب (بیان أنّ القرآن علی سبعة أحرف وبیان معناه)

قال ابن مسلم: «حدّثنا یحیی بن یحیی

، قال: قرأت علی مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: ثمّ سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرؤها وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها فکدت أن أعجل علیه، ثمّ أمهلته حتی

ص:93


1- (1) . صحیح البخاری: 1909/4، حدیث 4706؛ 1923/4، حدیث 4754؛ و 2541/6، حدیث 6537؛ وص 2744، حدیث 7111.

انصرف، ثمّ لبَّبته بردائه فجئت به رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرأتنیها، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أرسله، اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال لی: اقرأ فقرأت، فقال: هکذا أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

وقال: «وحدّثنی حرملة بن یحیی، أخبرنا ابن وهب، أخبرنی یونس، عن ابن شهاب، حدّثنی عبید الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ ابن عباس حدّثه، أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: ثمّ أقرأنی جبریل علیه السلام علی حرف، فراجعته فلم أزل أستزیده فیزیدنی، حتی انتهی إلی سبعة أحرف.

قال ابن شهاب: بلغنی أنّ تلک السبعة

الأحرف إنّما هی فی الأمر الذی یکون واحدا، لا یختلف فی حلال ولا حرام، وحدّثنا عبد بن حمید، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهری ثمّ بهذا الإسناد». (2)

وقال: «حدّثنا محمد بن عبد الله بن نمیر، حدّثنا أبی، حدّثنا إسماعیل بن أبی خالد، عن عبد الله بن عیسی بن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن جدّه، عن أبی بن کعب قال: ثمّ کنت فی المسجد فدخل رجل یصلّی فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءة سوی قراءة صاحبه فلمّا قضینا الصلاة دخلنا جمیعا علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنکرتها علیه، ودخل آخر فقرأ سوی قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقرءآ فحسَّنَ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم شأنهما، فسقط فی نفسی من التکذیب، ولا إذ کنت فی الجاهلیة ما کبر علی، فلمّا رأی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ما قد

ص:94


1- (1) . صحیح مسلم: 560/1، حدیث 818.
2- (2) . صحیح مسلم: 561/1، حدیث 819.

غشینی ضرب فی صدری ففضت عرقا، وکأنما أنظر إلی الله عز وجل فرقا فقال لی: یا أبی إنّ ربّی أرسل إلیّ أن اقرأ القرآن علی حرف فرددت إلیه: أن هوّن علی أمّتی. فردّ إلیّ الثانیة أن اقرأه علی حرفین. فرددت إلیه أن هوّن علی أمّتی، فردّ إلیّ الثالثة أن اقرأه علی سبعة أحرف فلک بکل ردة رددتکها مسألة تسألنیها. فقلت: اللّهم! اغفر لأمتی، اللّهم

اغفر لأمتی. وأخّرت الثالثة لیوم یرغب إلی الخلق کلهم حتی إبراهیم صلی الله علیه [وآله] وسلم». (1)

وقال: «حدّثنا أبو بکر بن أبی شیبة، حدّثنا محمد بن بشر، حدّثنی إسماعیل بن أبی خالد، حدّثنی عبد الله بن عیسی، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، أخبرنی أبی بن کعب ثمّ أنّه کان جالسا فی المسجد إذ دخل رجل فصلّی فقرأ قراءة، واقتص الحدیث بمثل حدیث ابن نمیر».

وقال: «وحدّثنا أبو بکر بن أبی شیبة، حدّثنا غندر عن شعبة، وحدّثنا ابن المثنی وابن بشار قال ابن المثنی: حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب: أن النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم کان عند أضاة بنی غفار، قال: فأتاه جبریل علیه السلام فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی حرف

فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک.

ثمّ أتاه الثانیة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی حرفین.

فقال: «إسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک». ثمّ جاءه الثالثة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی ثلاثة أحرف فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک» ثمّ جاءه الرابعة فقال: «إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی سبعة أحرف فإیّما حرف قرأوا علیه فقد أصابوا». (2)

ص:95


1- (1) . المصدر، حدیث 820.
2- (2) . صحیح مسلم: 562/1، حدیث 821.

سنن أبی داود

باب (أنزل القرآن علی سبعة أحرف)

روی أبو داود عن مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری قال: «سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما اقرؤها، وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أن أعجل علیه، ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبّبته بردائه فجئت به رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت ثمّ قال

لی: اقرأ فقرأت فقال: هکذا أنزلت ثمّ قال: إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

وقال: «حدّثنا محمد بن یحیی بن فارس، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر قال: قال الزهری: إنّما هذه الأحرف فی الأمر الواحد لیس تختلف فی حلال ولا حرام».

وقال: «حدّثنا أبو الولید الطیالسی، حدّثنا همام بن یحیی، عن قتادة عن یحیی ابن یعمر، عن سلیمان بن صرد الخزاعی، عن أبی بن کعب قال: قال النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم:

«یا أبی! إنّی أقرئت القرآن فقیل لی: علی حرف أو حرفین؟ فقال الملک الذی معی: قل علی حرفین قلت: علی حرفین فقیل لی: علی حرفین أو ثلاثة فقال الملک الذی معی: قل علی ثلاثة قلت علی ثلاثة، حتی بلغ سبعة أحرف ثمّ قال: لیس منها إلا شاف کاف، إن قلت سمیعا علیما أو عزیزا حکیما، ما لم تختم آیة عذاب برحمة، أو آیة رحمة بعذاب».

وقال: حدّثنا ابن المثنی، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة

، عن الحکم، عن

ص:96


1- (1) . سنن أبی داود 75/2، حدیث 1475.

مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب أنّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم کان عند أضاه بنی غفار فأتاه جبریل صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال:

إنّ الله عز وجلّ یأمرک أن تقرئ أمّتک علی حرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته، إنّ أمّتی لا تطیق ذلک. ثمّ أتاه ثانیة فذکر نحو هذا، حتی بلغ سبعة أحرف، قال: إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک علی سبعة أحرف فإیّما حرف قرأوا علیه فقد أصابوا». (1)

سنن الترمذی

باب (ما جاء أنزل القرآن علی سبعة أحرف)

قال الترمذی: «حدّثنا الحسن بن علی الخلال وغیر واحد، قالوا: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهری، عن عروة بن الزبیر، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن ابن القاری، أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: مررت بهشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فاستمعت قراءته فإذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله

علیه [وآله] وسلم ، فکدت أساوره فی الصلاة فنظرته حتی سلّم، فلمّا سلّم لبّبته بردائه، فقلت من أقراک هذه السورة التی سمعتک تقرؤها؟ فقال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم .

قال: قلت له: کذبت والله، إنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم لهو أقرأنی هذه السورة التی تقرؤها، فانطلقت أقوده إلی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ، فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی حروف لم تقرئنیها وأنت أقرأتنی سورة الفرقان، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: أرسله یا عمر!

اقرأ یا هشام! فقرأ القراءة التی سمعته، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ یا عمر!، فقرأت القراءة

ص:97


1- (1) . المصدر: 76، حدیث 1476 و1477 و1478.

التی أقرأنی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) .

قال: هذا حدیث حسن صحیح. وقد روی مالک بن أنس عن الزهری بهذا الإسناد نحوه إلّا أنّه لم یذکر فیه المسور بن مخرمة». (1)

وقال: «حدّثنا أحمد بن منیع، حدّثنا الحسن بن موسی، حدّثنا شیبان، عن عاصم، عن زر بن حبیش عن أبی بن کعب

قال: لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم جبریل فقال: یا جبریل إنّی بعثت إلی أمة أمّیین منهم العجوز، والشیخ الکبیر، والغلام، والجاریة، والرجل الذی لم یقرأ کتابا قط قال: یا محمد إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف. وفی الباب: عن عمر وحذیفة بن الیمان وأبی هریرة وأم أیوب وهی امرأة أبی أیوب وسمرة وابن عباس وأبی جهیم بن الحارث بن الصمة وعمرو بن العاص وأبی بکرة، قال أبو عیسی: هذا حدیث حسن صحیح، وقد روی من غیر وجه عن أبی بن کعب». (2)

صحیح ابن حبان

باب (ذکر الزجر عن تتبُّع المتشابه من القرآن للمرء المسلم)

قال: «أخبرنا أحمد بن علی بن المثنی، قال: حدّثنا أبو خیثمة، قال: حدّثنا أنس بن عیاض ، عن أبی حازم

، عن أبی سلمة بن عبد الرحمن، عن أبی هریرة، أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال:

«أنزل القرآن علی سبعة أحرف، والمراء فی القرآن کفر، ثلاثا ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردّوه إلی عالمه».

قال أبو حاتم (رضی الله عنه): قوله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

ما عرفتم منه فاعملوا

ص:98


1- (1) . سنن الترمذی: 193/5، حدیث 2943.
2- (2) . المصدر: 194/5، حدیث 2944.

به، أضمر فیه الاستطاعة، یرید اعملوا بما عرفتم من الکتاب ما استطعتم، وقوله: وما جهلتم منه فردّوه إلی عالمه، فیه الزجر عن ضد هذا الأمر وهو أن لا یسألوا من لایعلم». (1)

باب (ذکر العلة التی من أجلها قال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: «وما جهلتم منه فردوه إلی عالمه»)

قال: «أخبرنا عمر بن محمد الهمدانی، قال: حدّثنا إسحاق بن سوید الرملی، قال: حدّثنا إسماعیل بن أبی أویس، قال: حدّثنی أخی، عن سلیمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبی إسحاق الهمدانی، عن أبی الأحوص، عن ابن مسعود

(رضی الله عنه) قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، لکل آیة منها ظهر وبطن». (2)

باب (ذکر الخبر الدال علی أنّ من قرأ القرآن علی حرف من الأحرف السبعة کان مصیباً)

قال: «أخبرنا الحسن بن سفیان، حدّثنا جعفر بن مهران السبّاک، حدّثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن الحکم بن عتیبة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن أبی بن کعب أن جبریل علیه السلام أتی النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم وهو بأضاة بنی غفار فقال: یا محمد! إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک هذا القرآن علی حرف واحد.

فقال صلی الله علیه [وآله] وسلم: أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفیف فإنّهم لن یطیقوا ذلک. فانطلق ثمّ رجع فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک هذا القرآن علی حرفین، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته، سل

ص:99


1- (1) . صحیح ابن حبان بترتیب ابن بلبان، تألیف علاء الدین علی بن بلبان الفارسی(ت 739 ه): 275/1، حدیث 74، ط. مؤسسة الرسالة بیروت عام 1993م الطبعة الثالثة.
2- (2) . صحیح ابن حبان: 276/1، حدیث 75.

لهم التخفیف فإنّهم لن یطیقوا ذلک. فانطلق ثمّ رجع فقال إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک هذا القرآن علی ثلاثة أحرف.

قال: أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفیف فإنهم لن

یطیقوا ذاک. قال: فانطلق ثمّ رجع فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ هذا القرآن علی سبعة أحرف، فمن قرأ حرفا منها فهو کما قرأ». (1)

باب (ذکر العلة التی من أجلها سأل النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ربّه معافاته ومغفرته)

قال: «أخبرنا الحسن بن سفیان، حدّثنا أبو بکر بن أبی شیبة، حدّثنا حسین بن علی، عن زائدة عن عاصم، عن زر، عن أبی بن کعب قال: لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم جبریل صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّی بعثت إلی أمّة أمیّة منهم الغلام والجاریة والعجوز والشیخ الفانی قال: مُرهم فلیقرؤوا القرآن علی سبعة أحرف. (2)

باب (ذکر تفضّل الله جلّ وعلا علی صفیّه صلی الله علیه و آله بکل مسألة سأل بها التخفیف عن أمّته فی قراءة القرآن بدعوة مستجابة)

وقال: «أخبرنا أبو یعلی، حدّثنا أبو خیثمة، حدّثنا محمد بن عبید

، حدّثنا إسماعیل بن أبی خالد، عن عبد الله بن عیسی، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن أبی بن کعب قال: کنت جالسا فی المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءة سوی قراءة صاحبه، فلمّا قضی الصلاة دخلا جمیعا علی النّبی صلی الله علیه

ص:100


1- (1) . المصدر: 13/3، حدیث 738.
2- (2) . المصدر: 14/3، حدیث 739.

[وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّ هذا قرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ قرأ الآخر قراءة سوی قراءة صاحبه.

فقال لهما رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

اقرأآ فقرأآ فقال: أحسنتما أو قال: أصبتما، قال: فلمّا قال لهما الذی قال کبر علی، فلمّا رأی النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ما غشینی ضرب فی صدری فکأنّی أنظر إلی ربی فرقا، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: یا أبی إنّ ربّی أرسل إلیّ أن اقرأ القرآن علی حرف فرددت علیه أن هوّن علی أمّتی مرتین، فردَّ علیَّ أن اقرأه علی سبعة أحرف، ولک بکل ردّة رددّتها مسألته یوم القیامة، فقلت: اللّهم! اغفر لأمّتی، ثمّ أخّرت الثانیة إلی یوم یرغب إلیّ فیه الخلق حتی أبرهم». (1)

وقال: «أخبرنا عمر بن سعید بن سنان قال: أخبرنا أحمد بن أبی بکر، عن مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر

، عن عبد الرحمن بن عبد القاری أنّه قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام فقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرؤها، وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أن أعجل علیه، ثمّ أمهلت حتی انصرف ثمّ لبّبته بردائه فجئت به إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال لی: اقرأ فقرأت فقال: هکذا أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (2)

ص:101


1- (1) . المصدر: 15، حدیث 740.
2- (2) . المصدر: 16، حدیث 741.
باب (ذکر الإخبار بأنّ الله أنزل القرآن علی أحرف معلومة)

قال: «أخبرنا أبو خلیفة قال: حدّثنا أبو الولید قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن حمید، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، قال: قال أبی بن کعب: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

أنزل القرآن علی سبعة أحرف». (1)

باب (ذکر الإخبار عن وصف بعض القصد فی الخبر الذی ذکرناه)

: «أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدی قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهیم، قال: أخبرنا عبدة بن سلیمان، عن محمد بن عمرو، عن أبی سلمة، عن أبو هریرة عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، حکیما علیما، (غَفُوراً رَحِیماً) ، قول محمد بن عمرو أدرجه فی الخبر والخبر إلی سبعة أحرف فقط». (2)

باب (ذکر الإخبار عن وصف بعضهم الآخر لقصد النعت فی الخبر الذی ذکرناه)

قال: «أخبرنا أبو یعلی قال: حدّثنا أبو همام قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرنا حیوة بن شریح، عن عقیل بن خالد، عن سلمة بن أبی سلمة بن عبد الرحمن، عن أبیه، عن ابن مسعود، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: کان الکتاب الأول ینزل من باب واحد وعلی حرف واحد،

ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف؛ زاجر وآمر، وحلال وحرام، ومحکم ومتشابه، وأمثال، فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عمّا نهیتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحکمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا (آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) ». (3)

ص:102


1- (1) . المصدر: 17، حدیث 742.
2- (2) . المصدر: 18، حدیث 743.
3- (3) . المصدر: 20، حدیث 745.

المستدرک علی الصحیحین للحاکم النیسابوری

قال: «حدّثنا علی بن حمشاذ العدل، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو همام، حدّثنا ابن وهب، أخبرنی حیوة بن شریح، عن عقیل بن خالد، عن سلمة ابن أبی سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبیه، عن ابن مسعود (رضی الله عنه)، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: ثمّ نزل الکتاب الأول من باب واحدعلی حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف، زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحکما ومتشابها وأمثالا، فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه،وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عمّا نهیتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحکمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا

(آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) ، هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه». (1)

: «حدّثنا أبو سعید أحمد بن یعقوب الثقفی، حدّثنا الحسن بن أحمد بن اللیث الرازی، حدّثنا همّام بن أبی بدر، حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرنی حیوة بن شریح، عن عقیل بن خالد، عن سلمة بن أبی سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبیه، عن عبد الله بن مسعود (رضی الله عنه)، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: ثمّ کان الکتاب الأول نزل من باب واحد علی حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف، زاجر وآمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عمّا نهیتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحکمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا (آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) ، (وَ ما یَذَّکَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ) هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه». (2)

ص:103


1- (1) . المستدرک: 739/1، حدیث 2030.
2- (2) . المستدرک: 317/2، حدیث 3144.

المسند المستخرج علی صحیح مسلم

باب (إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف)

قال: «حدّثنا محمد بن بدر، حدّثنا بکر بن سهل، حدّثنا عبد الله بن یوسف، حدّثنا أحمد بن یوسف، حدّثنا محمد بن غالب، حدّثنا القعنبی عن مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری، أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان ما أقرءوها، وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أن أعجل علیه ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبّبته بردائه فجئت به إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، وقال اقرأ فقرأت فقال هکذا أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) . رواه عن یحیی بن یحیی». (1)

وقال: «حدّثنا محمد بن إبراهیم، حدّثنا محمد بن الحسن، حدّثنا حرملة بن یحیی، حدّثنا ابن وهب، أخبرنی یونس، عن ابن شهاب، أخبرنی عروة بن الزبیر أن المسور ابن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو یقرأها علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فکدت أساوره فی الصلاة، فتصبّرت حتی سلّم، فلمّا سلّم لبّبته بردائه وذکر الحدیث مثل حدیث مالک، رواه مسلم عن حرملة».

ص:104


1- (1) . المسند المستخرج علی صحیح مسلم، لأبی نعیم الأصبهانی (ت 430 ه): 412/2، حدیث 1851، ط. دارالکتب العلمیة - بیروت.

وقال: «أخبرنا سلیمان بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن إبراهیم، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهری، عن عروة بن الزبیر، عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ

، أنهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: مررت بهشام بن حکیم بن حزام، فقرأ سورة فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فاستمعت قراءته، فإذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فکدت أساوره فی الصلاة... الحدیث.

وحدّثنا أبو محمد بن حیان، حدّثنا ابن أبی عاصم، حدّثنا سلمة، حدّثنا عبد الرزاق مثله، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهیم وعبد بن حمید عن عبد الرزاق مثله».

وقال: «حدّثنا محمد بن إبراهیم، حدّثنا محمد بن الحسن، حدّثنا حرملة بن یحیی، قالا حدّثنا ابن وهب، أخبرنی یونس، عن ابن شهاب، حدّثنی عبید الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ابن عباس حدّثه أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أقرأنی جبریل علی حرف فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف

، رواه عن حرملة». (1)

وقال: «أنبأ سلیمان بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن إبراهیم، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهری، عن عبید الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أقرأنی جبریل علی حرف فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف، قال الزهری: وإنّما هذه الأحرف فی الأمر الواحد، لیس فیه حلال ولا حرام، رواه مسلم عن عبد بن حمید، عن عبد الرزاق».

وقال: «حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الحسن بن سفیان، حدّثنا محمد بن عبد الله ابن نمیر، حدّثنا أبی، حدّثنا إسماعیل عن عبد الله بن عیسی، وحدّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن أبی عاصم، حدّثنا أبو بکر بن أبی شیبة، حدّثنا

ص:105


1- (1) . المسند المستخرج علی صحیح مسلم: 413/2، حدیث 1852 و1853 و1854.

محمد بن شیرویه، حدّثنی إسماعیل بن أبی خالد، حدّثنی عبد الله بن عیسی، وحدّثنا أبو بکر محمد بن إبراهیم، حدّثنا أبو یعلی، حدّثنا زهیر بن حرب، حدّثنا محمد بن عبید، حدّثنا إسماعیل بن أبی خالد عن عیسی، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، أخبرنی أبی بن کعب أنّه کان جالسا فی المسجد فدخل رجل فصلّی، فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ قرأ قراءة سوی قراءة صاحبه، فقمنا فدخلنا علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّ هذا دخل فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ قرأ هذا سوی قراءة صاحبه.

قال لهما النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم اقرءا فقرءا علیه فقال لهما قد أصبتما وحسّن قراءتهما، فلمّا سمعت النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال الذی قال سقط فی نفسی من الأمر وکبر علی، ولا إذ فی الجاهلیة ما کبر علی فلمّا رأی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ما بی ضرب فی صدری ففضت عرقا فکأنما أنظر إلی الله عز وجل فرقا وقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: یا أبی! إنّ ربّی عز وجل أرسل إلیّ أن اقرأ علی حرف ولک بکل ردّة ردّدتک بها مسألة تسألنیها فقلت اللّهم اغفر لأمتی، وأخرت الثانیة إلی یوم یرغب إلیّ فیه الخلق حتی أبی إبراهیم علیه السلام .

لفظ أبی بکر بن أبی شیبة رواه مسلم عن أبی بکر عن محمد بن بشر وعن محمد ابن عبد الله بن نمیر عن أبیه». (1)

وقال: «أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا یونس بن حبیب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة، وحدّثنا عبد الله بن یحیی الطلحی، حدّثنا عبید بن غنیم، حدّثنا أبو بکر بن أبی شیبة، حدّثنا غندر، عن شعبة، عن الحکم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن أبی بن کعب أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم کان عند أضاة بنی غفار

ص:106


1- (1) . المسند المستخرج علی صحیح مسلم: 414/2، حدیث 1854 - 1855.

قال وأتاه جبریل فقال: إنّ الله تعالی یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی حرف قال:

أسأل الله معافاته ومغفرته، قال: فإنّ أمّتی لا تطیق ذلک. ثمّ أتاه حتی ذکر أربع مرات، ثمّ أتاه فقال: إنّ الله تعالی یأمرک أن تقرأ أمّتک علی سبعة أحرف فإیّما حرف قرؤوا علیه فقد أصابوا.

لفظ غندر رواه مسلم

عن أبی بکر وعن محمد بن المثنی وبندار کلهم عن غندر وعن عبید الله بن معاذ عن أبیه عن شعبة مثله.

الإضاة المستنقع من مسیل ما غیره. والأضنین جمع أضاة وأضا وهی الغدیر». (1)

السنن الصغری لأحمد بن الحسین البیهقی

باب (ما جاء فی قوله صلی الله علیه و آله أنزل القرآن علی سبعة أحرف علی طریق الاختصار)

قال: «أخبرنا أبو الحسین بن بشران، أنبأنا إسماعیل بن محمد الصفار، أخبرنا أحمد بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهری، عن عبید الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس (رضی الله عنه)، عن النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أقرأنی جبریل علیه السلام یعنی القرآن علی حرف، فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف».

وقال: «قال الزهری: وإنّما هذه الأحرف فی الأمر الواحد، لیس یختلف فی حلال ولا حرام».

وقال: «وأنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علی بن عبد الحمید الصغانی، أنا إسحاق بن إبراهیم الدبری، أنا عبد الرزاق فذکره بإسناد مثله، وقد اختلف أهل العلم فی معنی هذه الحروف التی أنزل علیها القرآن فذهب أبو عبید القاسم بن سلام إلی ما یسمّی باللهجات».

ص:107


1- (1) . المصدر: 415/2، حدیث 1856.

وقال: «أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمی، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الکارزی، أنا علی بن عبد العزیز قال: قال أبو عبید قوله سبعة أحرف یعنی سبع لغات من لغات العرب، ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا ما لم یسمع به قط، ولکن نقول هذه اللغات السبع متفرقة فی القرآن، فبعضه أنزل بلغة قریش، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذیل، وبعضه بلغة أهل الیمن، وکذلک سائر اللغات، ومعانیها فی هذا کله واحدة». (1)

وقال: «وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ

وأبو بکر أحمد بن الحسن قالا، نا أبو العباس محمد بن یعقوب، نا إسماعیل بن إسحاق القاضی، نا إسماعیل بن أبی أویس، حدّثنی أخی، وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علی بن عبد الخالق المؤذن، نا أبو بکر محمد بن أحمد بن خنب، نا أبو إسماعیل الترمذی، نا أیوب عن سلیمان بن بلال عن محمد بن عجلان، عن المقبری، عن أبو هریرة أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، فاقرءوا ولا حرج، ولکن لا تختموا ذکر رحمة بعذاب، ولا ذکر عذاب برحمة».

وقال: «أنا أبو محمد عبد الله بن یوسف الأصبهانی، أنا أبو سعید ابن الأعرابی، نا الحسن ابن محمد الزعفرانی، نا عفان، نا همام، نا قتادة، حدّثنی یحیی بن یعمر، عن سلیمان بن صرد، عن أبی بن کعب قال: قرأت آیة وقرأ ابن مسعود آیة خلافها فأتینا النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: ألم تقرأنی آیة کذا وکذا قال:

بلی، قال ابن مسعود: ألم تقرأنیها کذا وکذا قال: بلی، کلاکما محسن مجمل.

فقلت: ما کلانا أحسن ولا أجمل.

قال: فضرب صدری وقال: یا أبی إنّی أقرئت القرآن فقیل لی أعلی حرف أم علی

ص:108


1- (1) . السنن الصغری: 565/1، حدیث 1045 و1046 و1407 و1048، الطبعة الأولی، السفر الأول356، حدیث 1001 - 1002 - 1003، ط. جامعة الدراسات الإسلامیة کراچی - باکستان عام1989 م.

فقال الملک الذی معی: علی حرفین، فقلت: علی حرفین، فقیل لی علی حرفین أم ثلاثة؟ فقال الملک الذی معی: علی ثلاثة. فقلت ثلاثة حتی بلغ سبعة أحرف قال: لیس فیها إلا شاف کاف، قلت: (غَفُورٌ رَحِیمٌ) ، (عَلِیمٌ حَلِیمٌ) ، (سَمِیعٌ عَلِیمٌ) ، (عَزِیزٌ حَکِیمٌ) ، نحو هذا ما لم یختم آیة عذاب برحمة أو رحمة بعذاب». (1)

سنن البیهقی الکبری

اشارة

قال: «قال الشافعی: فقلت الأمر فی هذا بیّن، کلّ کلام أرید به تعظیم الله عزوجل فعلّمهم رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فیحفظه أحدهم علی لفظه، ویحفظه الآخر علی لفظ یخالفه یختلفان فی معنی، فلعلّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أجاز لکل إمرأ منهم کما حفظ، إذا کان لا معنی فیه یحیل شیئا علی حکمه، واستدل علی ذلک بحدیث حروف القرآن».

قال الشافعی رحمه الله : «أنبأ مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان ما أقرؤها، وکأنّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أن أعجل علیه، ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبّبته بردائه فجئت به إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقلت یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت. ثمّ قال لی: اقرأ فقرات فقال: هکذا أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) .

قال الشافعی رحمه الله فإذا کان الله برأفته بخلقه أنزل کتابه علی سبعة أحرف معرفة منه

ص:109


1- (1) . السنن الصغری: 358/1، حدیث 1008 - 1009.

بأنّ الحفظ قد نزل لیجعل لهم قراءته، وإن اختلف لفظهم فیه، کان ما سوی کتاب الله أولی أن یجوز فیه اختلاف اللفظ ما لم یخل معناه.

قال الشیخ رحمه الله لیس لأحد أن یعمد أن یکف عن قراءة حرف من القرآن إلا بنسیان، وهذا فی التشهد وفی جمیع الذکر أخف». (1)

باب (وجوب القراءة علی ما نزل من الأحرف السبعة دون غیرهن من اللغات)

قال البیهقی: «أنبأ أبو الحسین علی بن محمد بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعیل بن محمد الصفار، أنبأ أحمد بن منصور الرمادی، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر عن الزهری، عن عروة بن الزبیر

، عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاری، أنهما سمعا عمر ابن الخطاب یقول: مررت بهشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فاستمعت قراءته فإذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرأ فیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فکدت أن أساوره فی الصلاة فانتظرت حتی سلّم، فلمّا سلّم لبّبته بردائه، فقلت من أقرأک هذه السورة التی أسمعک تقرأها؟

قال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم.

قال: قلت له: کذبت والله، أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم لهو أقرأنی هذه السورة التی تقرأها، فانطلقت أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی حروف لم تقرأنیها، وأنت أقرأتنی سورة الفرقان، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: أرسله یا عمر!

أقرأها یا هشام! فقرأ علیه القراءة التی سمعت، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت،

ص:110


1- (1) . سنن البیهقی الکبری: 145/2، حدیث 2668.

ثمّ قال النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: أقرأ یا عمر! فقرأت القراءة التی أقرأنی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقال النبی صلی الله علیه و آله : هکذا أنزلت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ».

رواه مسلم فی الصحیح، عن إسحاق بن إبراهیم وعبد بن حمید، عن عبد الرزاق. وأخرجه

البخاری من حدیث عقیل ویونس عن الزهری. (1)

وقال: «أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن یعقوب، أنبأ محمد بن عبد الوهاب الفراء وعلی بن الحسن الدرابجردی قالا: ثنا یعلی ابن عبید، ثنا إسماعیل بن أبی خالد، عن عبد الله بن عیسی بن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن جده، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن أبی بن کعب قال: کنت جالسا فی المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ جاء آخر فقرأ قراءة سوی قراءة صاحبه، فلمّا انصرفا دخلنا علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّ هذا الرجل قرأ قراءة أنکرتها علیه ثمّ قرأ هذا قراءة سوی قراءة صاحبه، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم للرجل: اقرأ فقرأ ثمّ قال للآخر اقرأ: فقرأ فقال أحسنتما أو أصبتما، فلمّا رأیت رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم حسّن شأنهما سقط فی نفسی ووددت أنّی کنت فی الجاهلیة. قال: فلمّا رأی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ما غشینی ضرب بیده فی صدری ففضت

عرقا وکأنّی أنظر إلی الله فرقا، ثمّ قال یا أبی بن کعب! إنّ ربّی أرسل إلیّ أن أقرأ القرآن علی حرف. قال فرددت علیه یا رب! هوّن علی أمّتی. فردّ علی الثانیة أن اقرأ القرآن علی حرف قال: قلت: یارب! هوّن علی أمّتی فردّ علی الثالثة أن اقرأ علی سبعة أحرف ولک بکل ردّة رددتها مسألة تسألنیها. فقلت: اللهم أغفر لأمّتی، اللّهم اغفر لأمّتی، وأخّرت الثالثة إلی یوم یرغب إلیّ فیه الخلق حتی إبراهیم علیه السلام .

ص:111


1- (1) . المصدر: 535/2، حدیث 3986، ط. دار الکتب العلمیة - بیروت 1999 م.

رواه مسلم فی الصحیح، عن محمد بن عبد الله بن نمیر، عن أبیه، عن إسماعیل إلّا أنّه قال فسقط فی نفسی من التکذیب، ولا إذ کنت فی الجاهلیة، وقال غیره سقط فی نفسی وکبر علیّ ولا إذ کنت فی الجاهلیة ما کبر علی». (1)

وقال: «أنبأ أبو محمد عبد الله بن یوسف الأصبهانی قراءة علیه من أصله، أنبأ أبو سعید ابن الأعرابی، ثنا الحسن بن محمد الزعفرانی، ثنا یحیی بن عباد، ثنا شعبة قال: أخبرنی الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم آتاه جبریل وهو عند أضاة بنی غفار قال: أنّ

الله عز وجل یأمرک أنت وأمّتک أن تقرأ القرآن علی حرف، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أسأل الله معافاته ومغفرته إنّ أمّتی لا تطیق هذا، ثمّ عاد فقال: إنّ الله عز وجل یأمرک أنت وأمّتک أن تقرأ القرآن علی حرفین، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ أمّتی لا تطیق هذا، ثمّ عاد فقال: إنّ الله عز وجل یأمرک أنت وأمّتک أن تقرأ القرآن علی ثلاثة أحرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته إنّ أمّتی لا تطیق ذلک، ثمّ آتاه فقال: أن الله عز وجل یأمرک أنت وأمّتک أن تقرأ القرآن علی سبعة أحرف، أی حرف قرؤوا علیه فقد أصابوا.

أخرجه مسلم فی الصحیح من حدیث غندر ومعاذ بن معاذ عن شعبة». (2)

وقال: «وأنبأ أبو محمد بن یوسف، أنبأ أبو سعید ابن الأعرابی، حدّثنا الحسن بن محمد الزعفرانی قال: حدّثنا عفان، حدّثنا همّام، حدّثنا قتادة، حدّثنی یحیی بن یعمر، عن سلیمان بن صرد عن أبی بن کعب قال: قرأت آیة وقرأ ابن مسعود قراءة خلافها، فأتینا النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: ألم تقرأنی آیة کذا وکذا؟ قال: بلی.

ص:112


1- (1) . المصدر: 536/2، حدیث 3987.
2- (2) . المصدر: 537، حدیث 3988.

قال ابن مسعود: ألم تقرأنیها کذا وکذا؟ قال: بلی.

قال: کلاکما محسن مجمل، قلت ما کلانا أحسن ولا أجمل.

قال: فضرب فی صدری وقال یا أبی! أقرأت القرآن، فقیل لی علی حرف أم علی حرفین؟

فقال الملک الذی معی: علی حرفین؟

فقلت: علی حرفین فقیل لی: علی حرفین أم ثلاثة؟ فقال لی الملک الذی معی: علی ثلاثة، فقلت: ثلاثة حتی بلغ سبعة أحرف قال: لیس فیها إلا شاف کاف.

قلت: (غَفُورٌ رَحِیمٌ) ، (عَلِیمٌ حَلِیمٌ) ، (سَمِیعٌ عَلِیمٌ) ، (عَزِیزٌ حَکِیمٌ) ، نحو هذا ما لم یختم آیة عذاب برحمة، أو رحمة بعذاب. ورواه معمر عن قتادة فأرسله». (1)

وقال: «أنبأ أبو الحسین بن بشران ببغداد، أنبأ إسماعیل بن محمد الصفار، أنبأ أحمد ابن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهری، عن عبید الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: ثمّ أقرأنی جبرائیل علیه السلام علی حرف، فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی

حتی أنتهی إلی سبعة أحرف.

قال الزهری وإنّما هذه الأحرف فی الأمر الواحد لیس یختلف فی حلال ولا حرام.

رواه مسلم فی الصحیح عن عبد بن حمید، عن عبد الرزاق، وأخرجه البخاری من حدیث یونس وعقیل عن الزهری». (2)

وقال: «أنبأ أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس، ثنا الحسن بن علی بن عفان، ثنا ابن نمیر، عن الأعمش، عن شقیق، وأنبأ أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبید الصفار، ثنا یوسف القاضی وأبو مسلم قالا، ثنا عمرو وهو ابن مرزوق، أنبأ شعبة، عن الأعمش

ص:113


1- (1) . المصدر: 537/2، حدیث 3989.
2- (2) . المصدر، حدیث 3990.

قال: سمعت أبا وائل یحدّث عن عبد الله یعنی ابن مسعود قال:

سمعت القرّاء فوجدناهم متقاربین، اقرأوا ما علمتم وإیاکم والتنطع والاختلاف، فإنّما هو کقول أحدهم هلم وتعال وأقبل.

لفظ حدیث شعبة وفی حدیث ابن نمیر قال: قال عبد الله: إنّی قد سمعت قال: فاقرأوا کما علمتم ولم یذکر قوله وأقبل». (1)

وقال: «أنبأ أبو عبد الرحمن السلمی، أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن الکازری، أنبأ علی بن عبد العزیز قال: قال أبو عبید: قوله ثمّ سبعة أحرف یعنی سبع لغات من لغات العرب ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبع أوجه، هذا ما لم یسمع به قط، ولکن یقول هذه اللغات السبع متفرقة فی القرآن فبعضه نزل بلغة قریش، وبعضه بلغة هوزان، وبعضة بلغة هذیل، وبعضه بلغة أهل الیمن، وکذلک سائر اللغات، ومعانیها فی هذا کله واحد، وممّا یبیّن لک ذلک قول ابن مسعود فذکره قال: وکذلک قال ابن سیرین وإنّما هو کقولک هلمّ تعال وأقبل ثمّ فسّره ابن سیرین فقال فی قراءة ابن مسعود إن کانت الأزقیة واحدة، وفی قرائتنا

صیحة واحدة، والمعنی فیهما واحد وعلی هذا سائر اللغات». (2)

وقال: «أنبأ أبو سهل محمد بن نصرویه بن أحمد المرزوی، حدّثنا أبو بکر بن حبیب، حدّثنا أبو إسحاق إسماعیل بن إسحاق، حدّثنا إبراهیم بن حمزة، حدّثنا إبراهیم بن سعد، عن الزهری، عن أنس بن مالک فی قصة جمع القرآن، حین دعا عثمان بن عفان(رضی الله عنه) زید بن ثابت فأمره وعبد الله بن الزبیر وسعید بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ینسخوا الصحف فی المصاحف وقال: ما

ص:114


1- (1) . المصدر، حدیث 3991.
2- (2) . المصدر: 538/2، حدیث 3992 - 3993 - 3994.

اختلفتم أنتم وزید بن ثابت فیه فاکتبوه بلسان قریش، فإنّما نزل بلسانهم، فکتبوا الصحف فی المصاحف فأختلفوا هم وزید بن ثابت ف ی (لتابوت ) ، فقال الرهط القریشیّون: التابوت وقال زید: التابوه فرفعوا اختلافهم إلی عثمان فقال أکتبوه التابوت فأنّه بلسان قریش.

قال إسماعیل: هکذا حدّثنا إبراهیم بن حمزة بقصة التابوت موصولا فی آخر حدیثه،

وفصله أبو الولید من الحدیث فجعله من قول الزهری».

وقال: «أنبأ أبو سهل، ثنا أبو بکر بن حبیب، ثنا إسماعیل بن إسحاق، ثنا أبو الولید، عن إبراهیم بن سعد قال: قال ابن شهاب: واختلفوا یومئذ فی التابوت، فرفعوا اختلافهم إلی عثمان فقال أکتبوه التابوت فأنّه بلسانهم».

وقال: «أنبأ أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو منصور النضروی، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعید بن منصور، ثنا ابن أبی الزناد، عن أبیه، عن خارجة بن زید، عن زید بن ثابت قال: القراءة سنة وأنّما أراد - والله أعلم - أنّ أتباع من قبلنا فی الحروف وفی القراءات سنة متبعة، لا یجوز مخالفة المصحف الذی هو أمام، ولا مخالفة القراءات التی هی مشهورة، وأنّ ذلک سائغا فی اللغة أو أظهر منها وبالله التوفیق.

وأمّا الأخبار التی وردت فی إجازة قراءة (غَفُورٌ رَحِیمٌ) بدل (عَلِیمٌ حَکِیمٌ) ، فلأنّ جمیع ذلک ممّا نزل به الوحی، فإذا قرأ ذلک موضعه ما لم یختم به آیة عذاب بآیة رحمة أو رحمة بعذاب فکأنّه قرأ آیة من سورة وآیة من سورة أخری، فلا لیث بقرائتها کذلک، والأصل ما استقرت علیه القراءة فی السنة التی توفّی فیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم بعد ما عارضه به جبرائیل علیه السلام فی تلک السنة مرتین، ثمّ اجتمعت الصحابة علی إثباته بین الدفتین». (1)

ص:115


1- (1) . المصدر: 539/2، حدیث 3995.

سنن النسائی الکبیر

اشارة

قال النسائی: «أخبرنا نصر بن علی بن نصر، قال: أنا عبد الأعلی، قال: حدّثنا معمر عن الزهری، عن عروة، عن المسور بن مخرمة أنّ عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان فقرأ فیها حروفا لم یکن نبی الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، قلت من أقرأک هذه السورة؟ قال: رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم.

قلت: کذبت، ما کذلک أقرأک رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فأخذت بیده أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّک أقرأتنی سورة الفرقان، وإنّی سمعت هذا یقرأ فیها حروفا لم تکن أقرأتنیها.

فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ یا هشام! فقرأ کما کان قرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال: اقرأ یا عمر! فقرأت فقال: هکذا أنزلت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه

[وآله] وسلم: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف». (1)

باب علی کم نزل القرآن؟

قال: «أخبرنا إسحاق بن إبراهیم، قال: انا یزید بن هارون، قال: انا حمید، عن أنس إنّ أبی ابن کعب قال: ما حاک فی صدری منذ أسلمت إلّا إنّی قرأت آیة فقرأها رجل غیر قراءتی، فقال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم هکذا، فقلت أقرأنی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم هکذا، فأتینا رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فقرأت آیة کذا وکذا، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: نعم، ثمّ قال للرجل أقرأ آیة کذا وکذا فقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: نعم. ثمّ قال صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ جبریل ومیکائیل علیهم السلام أتیانی فعمد جبریل فقعد عن یمینی وقعد

ص:116


1- (1) . السنن الکبری، وذکر النسائی هذا الحدیث بلفظه فی کتابه المجتبی: 105/2، حدیث 936 و 937 فراجع.

میکائیل عن شمالی فقال جبریل: اقرأ علی حرف، فقال میکائیل: استزده، فقلت: زدنی فزادنی فقال جبریل: اقرأ القرآن علی حرفین، فقال میکائیل استزده، فقلت زدنی، فقال جبریل: اقرأ القرآن علی ثلاثة أحرف، حتی بلغ علی سبعة أحرف، فقال میکائیل

: استزده فقال: اقرأ القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف». (1)

وقال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسکین قراءة علیه واللفظ له، عن ابن القاسم قال: حدّثنی مالک، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبیر، عن عبد الرحمن بن عبد القاری قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم یقرأ سورة الفرقان ما أقرؤها علیه وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها فکدت أعجل علیه، ثمّ أمهلته حتی انصرف، ثمّ لبّبته بردائه فجئت به رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم هکذا أنزلت، ثمّ قال لی: اقرأ فقرأت فقال: هکذا أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (2)

وقال: «أخبرنا یونس بن عبد الأعلی، قال: أنا ابن وهب قال: أخبرنی یونس، عن ابن شهاب قال: أخبرنی عروة بن الزبیر أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاری أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم،

ص:117


1- (1) . السنن الکبری: 482/1، حدیث 1010.
2- (2) . سنن النسائی: 483/1، حدیث 1001. أقول: کرر المصنف الحدیث الأول ثانیة فی السنن الکبری: 4445/5، حدیث 7985، بینما جاء ذکرالحدیث الثانی عن یونس بن عبد الأعلی... . فی کتاب المجتبی (سنن النسائی: 151/2، حدیث 938 فراجع).

فکدت أساوره فی الصلاة فتصبّرت حتی سلّم فلمّا، سلّم لبّبته بردائه فقلت: من أقرأک هذه السورة التی سمعتک تقرؤها؟

قال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم.

فقلت: کذبت، فوالله إنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم لهو أقرأنی هذه السورة التی سمعتک تقرؤها، فانطلقت به أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی حروف لم تقرئنیها، وأنت أقرأتنی سورة الفرقان، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أرسله یا عمر! اقرأ یا هشام! فقرأ علیه القراءة التی سمعته یقرؤها، قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ یا عمر! فقرأت القراءة التی أقرأنی، قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

باب (من کم أبواب نزل القرآن)

قال:«أخبرنا عمرو بن علی، قال: ثنا ابن داود، قال: انا سفیان، عن الولید بن قیس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة بن عبد الله الجعفی قال: قال عبد الله وهو ابن مسعود ثمّ نزلت الکتب من باب واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف». (2)

وقال: «أخبرنا یعقوب بن إبراهیم قال: حدّثنا یحیی، عن حمید، عن أنس، عن أبی قال: ثمّ ما حاک فی صدری منذ أسلمت إلّا أنّی قرأت آیة وقرأها [رجل غیر] قراءتی فقلت: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ثمّ أتیت النّبی صلی الله علیه

ص:118


1- (1) . سنن النسائی: 483/1، حدیث 1012.
2- (2) . المصدر: 244/7، حدیث 7930.

[وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! أقرأتنی آیة کذا وکذا؟

قال: نعم، وقال الآخر: ألم تقرئنی آیة کذا وکذا؟

قال: نعم، إنّ جبریل ومیکائیل أتیانی فقعد جبریل عن یمینی ومیکائیل عن یساری فقال جبریل: اقرأ القرآن علی حرف، فقال میکائیل

: بل استزده حتی بلغ سبعة أحرف فکل حرف شاف کاف». (1)

باب (ماء جاء فی سورة الفرقان)

قال: «أنا محمد بن سلمة، أنا ابن القاسم عن مالک عن ابن شهاب عن عروة بن الزبیر عن عبد الرحمن بن عبد القاری قال: سمعت عمر بن الخطاب یقول: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان ما أقرأها علیه وکان رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم أقرأنیها، فکدت أعجل علیه ثمّ أمهلته حتی انصرف ثمّ لبّبته بردائه فجئت به رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان ما أقرأتنیها، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأ القراءة التی سمعته یقرأ، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت، ثمّ قال لی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ فقرأت فقال هکذا أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف فاقرؤوا». (2)

وقال: «أخبرنا أبو داود قال: حدّثنا یزید قال: حدّثنا العوام قال: حدّثنی أبو

إسحاق الهمدانی، عن سلیمان بن صرد، عن أبی بن کعب أنّه أتی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم برجلین قد اختلفا فی القراءة، کل واحد منهما یزعم أنّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم

ص:119


1- (1) . المصدر: 327/1، حدیث 1013. أقول: وذکر المصنف هذا الحدیث فی المجتبی: 154/2، حدیث 941.
2- (2) . السنن الکبری للنسائی: 420/6، حدیث 11366.

أقرأه، قال: فاستقرأهما النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فاختلفا، فقال لهما: أحسنتما.

قال أبی فدخلنی من الشک أشد مما کنت علیه فی الجاهلیة فقلت أحسنتما..، أحسنتما...،

قال فضرب رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم صدری بیده ثمّ قال: اللهم أذهب عنه الشیطان.

قال: ففضت عرقا وکأنّی أنظر إلی الله فرقا ثمّ قال: إنّی أمرت أن أقرأ القرآن علی سبعة أحرف». (1)

وقال: «أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا العوام، عن أبی إسحاق، عن سلیمان بن صرد، قال: أتی أبی بن کعب رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم برجلین اختلفا فی القراءة نحوه». (2)

وقال: «أخبرنا محمد بن بشار، قال: نا

محمد قال: نا شعبة، عن الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب أنّ النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم کان عنده أضاة بنی غفار فأتاه جبریل فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی حرف.

قال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک.

ثمّ أتاه الثانیة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی حرفین، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک.

ثمّ أتاه الثالثة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته فإنّ أمّتی لا تطیق ذلک.

ثمّ جاءه الرابعة فقال إنّ الله یأمرک أن تقرأ أمّتک القرآن علی سبعة أحرف فإیّما حرف قرؤوا علیه فقد أصابوا.

ص:120


1- (1) . السنن الکبری: 171/6، حدیث 10506.
2- (2) . المصدر، حدیث 10507.

قال أبو عبد الرحمن منصور خالف الحکم فی هذا الحدیث، رواه عن مجاهد عن عبید بن عمیر مرسلاً». (1)

وقال: «أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدّثنا أبو جعفر بن نفیل، قال: قرأت علی معقل، عن عکرمة بن خالد، عن سعید بن

جبیر، عن ابن عباس، عن أبی بن کعب قال: أقرأنی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم سورة، فبینا أنا فی المسجد جالس إذ سمعت رجلا یقرؤها یخالف قراءتی، فقلت له: من علّمک هذه السورة؟

فقال: رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم.

فقلت: لا تفارقنی حتی نأتی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فأتیناه فقلت: یا رسول الله! إنّ هذا خالف قراءتی فی السورة التی علّمتنی، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرأ یا أبی! فقرأتها فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أحسنت.

ثمّ قال للرجل: اقرأ فخالف قراءتی، فقال له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أحسنت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: یا أبی! إنّه قد أنزل علی سبعة أحرف کلهن شاف کاف، قال أبو عبد الرحمن معقل بن عبید الله: لیس بذاک القوی». (2)

باب (المراء فی القرآن)

قال النسائی: «أخبرنا قتیبة بن سعید قال: حدّثنا أنس بن عیاض، عن أبی حازم، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة إنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، المراء فی

القرآن کفر».

وقال: «أخبرنا محمد بن عبد الأعلی قال: حدّثنا خالد قال: أنبأ شعبة، عن عبد

ص:121


1- (1) . المصدر: 326/1، حدیث 1011.
2- (2) . المصدر: 326/1، حدیث 1012.أقول: وذکر النسائی الحدیث الأول فی کتابه المجتبی: 152/2، حدیث 939 فراجع. والحدیث الثانی ذکره أیضاً فی: 153/2، حدیث 940.

الملک بن میسرة قال: سمعت النزال قال: سمعت عبد الله قال: ثمّ سمعت رجلا یقرأ آیة کنت سمعت رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم یقرأ غیرها، فأخذت بیده، فأتیت به النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم، فرأیت النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم تغیر وجهه، فقال کلاکما محسن، لا تختلفوا فیه، فإنّ من کان قبلکم اختلفوا فیه».

نتابع روایات الاختلاف

وقال: «أخبرنا علی بن محمد بن علی، قال: حدّثنا داود بن معاذ، قال: حدّثنا حماد بن زید، عن أبی عمران الجونی، عن عبد الله بن رباح الأنصاری، عن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ذات یوم فسمع رجلین یختلفان فی آیة من کتاب الله، فخرج والغضب یعرف فی وجهه فقال: إنّما هلک من کان قبلکم باختلافهم فی الکتاب».

وقال: «أخبرنا هارون بن زید بن یزید قال: حدّثنا أبی، قال: حدّثنا سفیان، عن حجاج بن فرافصة، عن أبی عمران الجونی، عن جندب، أنّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: اجتمعوا علی القرآن ما ائتلفتم علیه، وإذا اختلفتم علیه فقوموا، وأخبرنا به مرة أخری ولم یرفعه».

وقال: «أخبرنا عمرو بن علی قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سلام بن أبی مطیع، عن أبی عمران الجونی، عن جندب قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت علیه قلوبکم فإذا اختلفتم علیه فقوموا».

وقال: أخبرنی عبد الله بن الهیثم قال: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هارون بن موسی النحوی قال: حدّثنا أبو عمران الجونی، عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم:

اقرؤوا القرآن ما ائتلف علیه قلوبکم فإذا اختلفتم فیه فقوموا عنه». (1)

ص:122


1- (1) . السنن الکبری، لأبی عبد الرحمن أحمد بن شعیب النسائی (ت 303ه): 289/7، حدیث 8039 - 8044، طبعة مؤسسة الرسالة - بیروت 2001 م.

الأحادیث المختارة

فیما نزل به جبرئیل علیه السلام فقال:

«یا محمد! إقرأ القرآن علی حرف، فقال میکائیل: إستزده فقلت لجبریل: زدنی.

فقال جبریل: اقرأه علی حرفین، فقال میکائیل: إستزده. فقلت لجبریل: زدنی.

فقال: إقرأه علی ثلاثة أحرف، فقال میکائیل: استزده کذلک حتی بلغ سبعة أحرف کل ذلک یقول جبریل إقرأ ومیکائیل یقول استزده حتی بلغ سبعة أحرف فقال إقرأه علی سبعة أحرف کل شاف کاف. قد ذکر فی الصحیح بنحو هذا أنّ فی هذا ذکر وقوله کل شاف کاف لم یذکر فیه، إسناده صحیح». (1)

وقال: وأخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفی بأصبهان، أن الحسین بن عبدالملک الأدیب أخبرهم قراءة علیه، أخبرنا إبراهیم بن منصور، أخبرنا محمد بن إبراهیم ابن علی، أخبرنا أبو یعلی الموصلی، أخبرنا زهیر، أخبرنا یزید بن هارون، عن حمید، عن أنس، عن أبی بن کعب قال: قرأ رجل آیة وقرأتها قراءته فقلت: من أقرأک هذا؟

قال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فانطلقت إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: یا رسول الله! أقرأتنی آیة کذا وکذا، کذا وکذا؟ قال: نعم.

فقال الرجل: أقرأتنی آیة کذا وکذا، کذا وکذا؟ قال: نعم، ثمّ قال: إنّ جبریل ومیکائیل أتیانی والحاصل جبریل عن یمینی ومیکائیل عن یساری فقال جبریل: یا محمد! إقرأ القرآن علی حرف، فقال میکائیل: استزده.

فقلت: زدنی، فقال إقرأه علی حرفین، فقال میکائیل: إستزده.

فقلت: زدنی. فقال: إقرأه علی ثلاث، فقال میکائیل: إستزده، حتی بلغ سبعة أحرف، کل ذلک جبریل یقول إقرأه ومیکائیل یقول إستزده، حتی بلغ سبعة أحرف، فقال: إقرأه علی سبعة أحرف، کل شاف کاف، إسناده صحیح».( الأحادیث المختارة: 337، حدیث 1130 - 1131)

ص:123


1- (1) . الأحادیث المختارة: 336/3، حدیث 1129.

قال: «أخبرنا المبارک بن المعطوش ببغداد أنّ هبة الله أخبرهم، أخبرنا الحسن بن علی، أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبدالله، حدّثنی أبی، أخبرنا عتاب بن زیاد، أخبرنا عبدالله یعنی بن المبارک، أخبرنا موسی بن عقبة

عن عبدالرحمن بن زید بن عقبة، عن أنس بن مالک قال: کنت أنا وأبی وأبو طلحة جلوسا، فأکلنا لحما وخبزا، ثمّ دعوت بوضوء فقالا: لم نتوضأ؟ فقلت: لهذا الطعام الذی أکلناه، فقالا: أنتوضأ من الطیبات، لم یتوضأ منه من هو خیر منک؟ إسناده صحیح».

وقال: «أخبرنا محمود بن أحمد بن عبدالرحمن الثقفی بأصبهان، أنّ سعید بن أبی الرجاء الصیرفی أخبرهم قراءة علیه، أخبرنا عبد الواحد البقال، أخبرنا عبیدالله، أخبرنا جدی إسحاق، أخبرنا أحمد بن منیع، أخبرنا الحسن بن موسی، أخبرنا شیبان، عن عاصم، عن زر، عن أبی قال: لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم جبریل علیه السلام فقال: یا جبریل! إنّی بعثت إلی أمة منهم الکبیر، والغلام، والجاریة، والرجل الذی لم یقرأ کتابا قط، فقال: یا محمد! إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف إسناده صحیح». (1)

وقال: «أخبرنا عبید الله بن محمد بن أبی نصر اللفتوانی بأصبهان، أنّ الحسین بن عبد الملک الخلال أخبرهم قراءة علیه، أخبرنا

عبدالرحمن بن أحمد بن الحسن الرازی، أخبرنا جعفر بن عبدالله بن یعقوب بن فناکی، أخبرنا محمد بن هارون الرویانی، أخبرنا أبو الربیع، أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم، عن زر، عن أبی أنّه قال: لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم جبریل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّی أرسلت إلی أمّة أمّیین فیهم الشیخ، والعجوز، والجاریة، الذی لم یقرؤوا شیئا قط. قال: فقال له جبریل علیه السلام : إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف.

رواه الترمذی عن أحمد بن منیع وقال: حدیث حسن صحیح، قد ذکر فی

ص:124


1- (1) . المصدر: 373، حدیث 1168.

الصحیح ذکر سبعة أحرف ولم یذکر ما قبله إسناده صحیح». (1)

وقال: «أخبرنا أبو علی عمر بن علی بن عمر الواعظ الحربی، أنّ هبة الله بن محمد أخبرهم، أخبرنا الحسن بن علی، أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبدالله بن أحمد حدّثنی أبی، أخبرنا الحسن بن علی، أخبرنا أحمد بن جعفر

، أخبرنا عبدالله بن أحمد حدّثنی أبی، حدّثنا عبدالرحمن بن مهدی، حدّثنا همّام، عن قتادة، عن یحیی بن یعمر، عن سلیمان بن صرد، عن أبی بن کعب قال: قرأت آیة وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتینا النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: ألم تقرئنی آیة کذا وکذا قال: بلی، فقال ابن مسعود: ألم تقرئنیها کذا وکذا؟ فقال: بلی، کلاکما محسن مجمل، قال: فقلت له فضرب صدری وقال یا أبی بن کعب: إنّی أقرئت القرآن فقیل لی علی حرف أو علی حرفین؟ قال: فقال الملک الذی معی: علی حرفین. فقلت: علی حرفین فقال: علی حرفین أو ثلاثة، فقال الملک الذی معی: علی ثلاثة فقلت: علی ثلاثة حتی بلغ سبعة أحرف لیس منها إلا شاف کاف، إن قلت (غَفُوراً رَحِیماً) ، أو قلت: سمیعا علیماً، أو علیما سمیعاً، فالله کذلک ما لم تختم آیة عذاب برحمة أو آیة رحمة بعذاب، إسناده صحیح».

وقال: «وبه حدّثنا عبدالله، حدّثنی هدبة بن خالد القیسی، حدّثنا همّام بن یحیی، حدّثنا قتادة، عن یحیی بن یعمر، عن سلیمان بن صرد، عن أبی بن کعب قال: قرأت آیة وقرأ ابن مسعود خلافها، وقرأ رجل آخر خلافها، فأتیت النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فذکر الحدیث،

إسناده صحیح». (2)

وقال: «وأخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفی بأصبهان، أنّ الحسین بن عبد الملک الأدیب أخبرهم، أخبرنا إبراهیم بن منصور، أخبرنا محمد بن إبراهیم بن علی، أخبرنا أبو یعلی أحمد بن علی الموصلی، أخبرنا هدبة، أخبرنا همّام، أخبرنا قتادة، عن

ص:125


1- (1) . المصدر: 374، حدیث 1169.
2- (2) . المصدر: 379، حدیث 1173 و1174.

یحیی بن یعمر، عن سلیمان بن صرد قال: قرأ أبی آیة، وقرأ ابن مسعود آیة خلافها، وقرأ رجل آخر بخلافهما، فقال أبی: فأتیت رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: ألم تقرئنی آیة کذا وکذا؟

قال ابن مسعود: ألم تقرئنی آیة کذا وکذا؟

قال: بلی کلکم محسن مجمل قال أبی: فضرب صدری فقال یا أبی: قرأت القرآن علی حرف فقلت أو حرفین فقال الملک الذی عندی: علی حرفین فقلت علی حرفین أو ثلاثة، فقال لی الملک الذی عندی: بل علی ثلاثة. فقلت: علی ثلاثة فلم یزل کذلک حتی بلغه سبعة أحرف، لیس منها إلا شاف کاف، إن قلت (غَفُوراً رَحِیماً) أو ... .

فدخلنی من الشک ما کنت علیه فی الجاهلیة، فقلت: أحسنتما، فضرب رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فی صدری وقال: اللهم أذهب عنه الشیطان

.

قال: فأفضت عرقا وکأنی أنظر إلی الله عز وجل فرقا ثمّ قال: إنّ جبریل أتانی فقال: إقرأ القرآن علی سبعة أحرف کل شاف کاف.

رواه النسائی فی عمل یوم ولیلة عن أبی داود سلیمان بن سیف الحرانی، عن یزید.

بنحوه رواه عبدالله بن أحمد، عن أبی بکر بن أبی شیبة، عن عبیدالله بن موسی، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن سقیر العبدی، عن سلیمان بن صرد فزاد فی إسناده سقیر، فیه ألفاظ لم ترد فی الصحیح، منه دعاء النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم له، وقوله شاف کاف، وغیر ذلک والله أعلم، إسناده صحیح». (1)

وقال: «أخبرنا هشام بن عبد الرحیم بن الإخوة، وعائشة بنت معمر بن الفاخر، واللفظ لها أنّ سعید بن أبی الرجاء الصیرفی أخبرهم، أنبا أحمد بن محمد بن النعمان، أنبا محمد بن إبراهیم بن المقرئ، أنبا إسحاق بن أحمد بن نافع، أنبا محمد بن یحیی

ص:126


1- (1) . المصدر: 381، حدیث 1175.

ابن أبی عمر العدنی، حدّثنا مروان، عن حمید، عن أنس عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّ جبریل علیه السلام أمره أن یقرأ القرآن علی سبعة أحرف کل شاف کاف». (1)

مجمع الزوائد

باب (القراءات وکم أنزل القرآن علی حرف)

عن حذیفة قال: «سمعت رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم یقول: أنزل القرآن علی سبعة أحرف».

رواه أحمد والبزار والطبرانی وفیه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفیه کلام لا یضر. وبإسناد أحمد، عن حذیفة أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: لقیت جبریل عند أحجار المراء فقلت یا جبریل إنّی أرسلت إلی أمّة أمّیة الرجل، والمرأة، والغلام، والجاریة، والشیخ الفانی الذی لم یقرأ کتابا قط، قال: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف».

وعن حذیفة أیضاً: «أنّ رسول الله صلی

الله علیه [وآله] وسلم لقی جبریل عند أحجار المراء فقال: إنّی أرسلت إلی أمّة أمّیة، وإلی من لم یقرأ کتابا قط.

قال جبریل: إنّ الله یأمرک أن تقرأ القرآن علی حرف، فقال میکائیل: استزده.

فقال: اقرأ علی حرفین. فقال میکائیل: استزده حتی بلغ سبعة أحرف. رواه البزار وفیه عاصم بن بهدلة وهو ثقة، وفیه کلام لا یضر. وبقیة رجاله رجال الصحیح».

وعن عمرو بن العاص: «أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، علی أی حرف قرأتم أصبتم، فلا تماروا فإن المراء فیه کفر، رواه أحمد».

وعن أبی قیس مولی عمرو بن العاص قال: «سمع عمرو بن العاص رجلا یقرآ آیة من القرآن فقال: من أقرأکها. قال: رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، قال: فقد

ص:127


1- (1) . المصدر: 82/6، حدیث 2068.

أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم علی غیر هذا، فذهبا إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال أحدهما: یا رسول الله آیة کذا وکذا ثمّ قرأها فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: هکذا أنزلت.

وقال الآخر: یا رسول الله فقرأ علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وقال: ألیس هکذا یا رسول الله؟ قال: هکذا أنزلت.

فقال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف فأی ذلک قرأتم فقد أصبتم، ولا تماروا فیه، فإنّ المراء فیه کفر، أو إنّه الکفر به، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحیح، إلّا أنّه مرسل». (1)

وعن أبی طلحة قال: «قرأ رجل عند عمر فغیّر علیه فقال: قرأت علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فلم یغیّر علیّ، قال: فاجتمعا عند رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: فقرأ أحدهما علی النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال له أحسنت، قال فکأن عمر وجد فی نفسه من ذلک، فقال النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم: یا عمر! إنّ القرآن کلّه صواب ما لم یجعل مغفرة عذابا، أو عذابا مغفرة، رواه أحمد، ورجاله ثقات». (2)

وعن أبی بکرة أنّ جبریل علیه السلام قال: «یا محمد! اقرأ القرآن علی حرف، قال میکائیل: استزده فاستزاده، قال: اقرأ علی حرفین، قال میکائیل: استزده فاستزاده، قال: اقرأ علی ثلاثة أحرف، قال میکائیل: استزده، حتی بلغ سبعة أحرف، قال صلی الله علیه و آله کل شاف کاف، مالم یختم آیة عذاب برحمة، أو رحمة بعذاب، نحو قولک: تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع واعجل.

رواه أحمد والطبرانی بنحوه إلّا أنّه قال: واذهب وأدبر، وفیه علی بن زید بن

ص:128


1- (1) . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدین علی بن أبی بکر الهیثمی (ت 807 ه): 150/7، الناشر: دارالکتاب بیروت - لبنان ط 2، 1967 م.
2- (2) . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: 151/7.

جدعان، وهو سیّ ء الحفظ، وقد توبع، وبقیة رجال أحمد رجال الصحیح». (1)

وعن حذیفة قال: «لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم جبریل وهو عند أحجار المراء فقال: إنّ أمّتک یقرؤون القرآن علی سبعة أحرف، فمن قرأ منهم علی حرف فلیقرأ کما علّم، ولا یرجع عنه، وقال ابن مهدی: إنّ من أمّتک الضعیف فمن قرأ علی حرف فلا یتحول إلی غیره رغبة عنه، رواه أحمد، وفیه راو لم یسم». (2)

وعن أبی الجهم أنّ رجلین اختلفا فی آیة من القرآن قال: «هذا تلقنتها من رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال الآخر: تلقنتها من رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم، فسألا النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال: القرآن یقرأ علی سبعة أحرف، فلا تماروا فی القرآن، فإنّ المراء فی القرآن کفر.

رواه أحمد، ورجاله رجال الصحیح». (3)

وعن أبی هریرة عن النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال:

«نزل القرآن علی سبعة أحرف، المراء فی القرآن کفر، ثلاث

مرات، فما علمتم فاعملوا به، وما جهلتم منه فردّوه إلی عالمه.

وفی روایة أنزل القرآن علی سبعة أحرف علیما حلیما، (غَفُوراً رَحِیماً) ... رواه کله أحمد بإسنادین ورجال أحدهما رجال الصحیح، ورواه البزار بنحوه».

وعن سمرة عن النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال:

«عرض القرآن علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ثلاث عرضات، قال: فیرون أنّ قراءتنا هی الأخیرة، فلا أدری فی هذا الحدیث أو غیره، یعنی فیرون أنّ قراءتنا...، رواه البزار، ورجاله رجال الصحیح». (4)

ص:129


1- (1) . المصدر.
2- (2) . المصدر.
3- (3) . المصدر.
4- (4) . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: 151/7.

وعن سمرة أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال:

«أنزل القرآن علی سبعة أحرف، وفی روایة ثلاثة أحرف رواه أحمد والبزار والطبرانی فی الثلاثة ورجال أحمد وأحد إسنادی الطبرانی والبزار رجال الصحیح». (1)

وعن أبی المنهال یعنی سیار بن سلامة قال: «بلغنا أنّ عثمان قال یوما وهو علی المنبر: أذکر الله رجلا سمع النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، کلها شاف کاف، لمّا قام فقاموا حتی لم یحصوا، فشهدوا أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال أنزل القرآن علی سبعة أحرف، کلها شاف کاف

. فقال عثمان: وأنا أشهد معهم».

رواه أبو یعلی فی الکبیر، وفیه راو لم یسم. (2)

وعن عبد الله یعنی ابن مسعود أنّ النّبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: «أنزل القرآن علی سبعة أحرف، لکل آیة منها ظهر وبطن، ونهی أن یستلقی الرجل، أحسبه قال فی المسجد، ویضع إحدی رجلیه علی الأخری، رواه البزار وأبو یعلی فی الکبیر».

وفی روایة عنده لکل حرف منها بطن وظهر.

والطبرانی فی الأوسط باختصار، آخره ورجال أحدهما ثقات.

وروایة البزار عن محمد بن عجلان، عن أبی إسحاق قال فی آخرها: لم یرو محمد ابن عجلان، عن إبراهیم الهجری غیر هذا الحدیث. قلت: ومحمد بن عجلان إنّما روی عن أبی إسحق السبیعی، فإن کان هو أبو إسحق السبیعی فرجال البزار أیضا ثقات.

وعن سمرة قال: «إنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم کان یأمرنا أن نقرأ القرآن کما أقرأناه وقال: إنّه أنزل علی ثلاثة أحرف، فلا تختلفوا فیه

، فإنّه مبارک کله، فاقرؤوه کالذی أقرئتموه». (3)

ص:130


1- (1) . المصدر: 152.
2- (2) . المصدر.
3- (3) . مجمع الزوائد: 152/7.

رواه الطبرانی والبزار وقال: «لا تجافوا عنه بدل ولا تحاجوا فیه وإسنادهما ضعیف، وقد تقدمت له طریق رجالها رجال الصحیح مختصرة». (1)

عن فلفلة الجعفی قال: «فزعت فیمن فزع إلی عبدالله فی المصاحف، فدخلنا علیه فقال رجل من القوم: إنّا لم نأتک زائرین ولکن جئناک حین راعنا هذا الخبر، فقال: إنّ القرآن نزل علی نبیکم صلی الله علیه [وآله] وسلم علی سبعة أحرف، أو قال: علی حروف وإنّ الکتاب قبله کان ینزل من باب واحد علی حرف واحد، قلت له: فی الصحیح غیر هذا.

رواه أحمد، وفیه عثمان بن حسان العامری، وقد ذکره ابن أبی حاتم ولم یجرحه ولم یوثقه وبقیة رجاله ثقات». (2)

وعن عبد الرحمن بن عابس قال: «حدّثنا رجل من همدان من أصحاب عبدالله وما سمّاه لنا قال: لما أراد عبدالله أن یأتی المدینة جمع أصحابه فقال: والله إنّی لأرجو أن یکون قد أصبح فیکم من الفضل ما أصبح فی أجناد المسلمین من الدین والفقه والعلم بالقرآن، إنّ هذا ا لقرآن لا یختلف ولا یسْتَشَنُّ ولا

یتفه لکثرة الرد، فمن قرأه علی حرف فلا یدعه رغبة عنه، ومن قرأ علی شیء من تلک الحروف التی علم رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فلا یدعه رغبة عنه، فإنّه من یجحد بآیة منه یجحد به کله، فإنّما هو کقول أحدکم لصاحبه اعجل وحیهلا.

قلت: رواه الإمام أحمد، والطبرانی، وفیه من لم یسم، وبقیة رجاله رجال الصحیح». (3)

وعن عمر بن أبی سلمة: «أنّ النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم قال لعبدالله بن

ص:131


1- (1) . المصدر.
2- (2) . المصدر: 153.
3- (3) . مجمع الزوائد: 153/7.

مسعود: إنّ الکتب کانت تنزل من السماء من باب واحد، وإنّ القرآن انزل من سبعة أبواب علی سبعة أحرف حلال وحرام ومحکم ومتشابه وضرب أمثال وأمر وزجر، فأحل حلاله، وحرّم حرامه، واعمل بمحکمه، وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله، فإنّ کلا من الله (وَ ما یَذَّکَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) رواه الطبرانی، وفیه عمار بن مطر، وهو ضعیف جدا، وقد وثقه بعضهم». (1)

وعن عبدالله یعنی ابن مسعود قال: «إنّ هذا القرآن لیس منه حرف إلا له حد، ولکل حد مطلع رواه الطبرانی». (2)

وعن أبی هریرة قال: «قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، والمراء فی القرآن کفر

.

رواه البزار، وفیه محمد بن عمرو، وهو حسن الحدیث، وبقیة رجاله رجال الصحیح، وعن أبی سعید قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف کلها شاف کاف. رواه الطبرانی فی الأوسط وفیه میمون أبوحمزة، وهو متروک». (3)

وعن سلیمان بن صرد قال: «أتی محمدا صلی الله علیه [وآله] وسلم الملکان فقال أحدهما: اقرأ القرآن علی حرف فقال الآخر: زده فما زال یستزیده حتی قال: اقرأ علی سبعة أحرف رواه الطبرانی وفیه جعفر، ولم أعرفه، وبقیة رجاله ثقات».

وعن زید القصار عن زید بن أرقم قال: «کنّا معه فی المسجد فحدّثنا ساعة ثمّ قال: جاء رجل إلی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال: أقرأنی عبدالله بن مسعود سورة وأقرأنیها زید وأقرأنیها أبی فاختلفت قراءتهم، فقراءة أیّهم آخذ؟ فسکت رسول

ص:132


1- (1) . المصدر.
2- (2) . المصدر.
3- (3) . المصدر.

الله صلی الله علیه و آله ، فقال علی(رضی الله عنه): لیقرأ کل إنسان کما عُلّم، فکل حسن جمیل». رواه الطبرانی وفیه عیسی بن قرطاس، وهو متروک. (1)

موارد الظمآن

باب (فی أحرف القرآن)

قال: «أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدی، حدّثنا إسحاق بن إبراهیم، أنبأنا عبدة بن سلیمان، عن محمد بن عمرو، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف (عَلِیماً حَکِیماً) (غَفُوراً رَحِیماً)

أخبرنا أحمد بن علی بن المثنی، حدّثنا أبو خیثمة، حدّثنا أنس بن عیاض، عن أبی حازم، عن أبی سلمة بن عبد الرحمن، عن أبی هریرة أنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، والمراء فی القرآن کفر، ثلاثا ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلی عالمه.

أخبرنا عمر بن محمد الهمدانی، حدّثنا إسماعیل بن أبی أویس، حدّثنی أخی، عن سلیمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبی إسحاق الهمدانی، عن أبی الأحوص، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم: أنزل القرآن علی سبعة أحرف، لکل آیة منها ظهر وبطن». (2)

قال أبو یعلی: «حدّثنا أبو همام، حدّثنا ابن وهب، أنبأنا حیوة بن شریح، عن عقیل ابن خالد، عن سلمة بن أبی سلمة بن عبد الرحمن، عن أبیه، عن ابن مسعود، عن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال: کان الکتاب الأول ینزل من باب واحد علی حرف واحد،

ص:133


1- (1) . المصدر: 153.
2- (2) . موارد الظمآن إلی زوائد ابن حبان: 796/2 - 798، تصنیف الحافظ نور الدین علی بن أبی بکر الهیثمی (ت807ه)، حدیث 1779 - 1781.

ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف، زجر وآمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال، فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عمّا نهیتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحکمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا (آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) ».

وقال: «أخبرنا محمد بن یعقوب الخطیب بالأهواز، حدّثنا معمر بن سهل

، حدّثنا عامر بن مدرک، حدّثنا إسرائیل بن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأنی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم سورة الرحمن، فخرجت إلی المسجد عشیة فجلس إلیّ رهط فقلت لرجل: اقرأ علی فإذا هو یقرأ أحرفا لا أقرأها فقلت: من أقرأک: قال: أقرأنی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فانطلقنا حتی وقفنا علی النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقلت: اختلفنا فی قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فیه تغیّر، ووجد فی نفسه حین ذکرت الاختلاف وقال: إنّما هلک من کان قبلکم بالاختلاف، فأمر علیا فقال: إنّ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم یأمرکم أن یقرأ کل رجل منکم کما عُلّم، فإنّما أهلک من کان قبلکم الاختلاف. قال: فانطلقنا وکلّ رجل منّا یقرأ حرفا لا یقرأه صاحبه». (1)

ص:134


1- (1) . المصدر: 441/1، حدیث 1782 و1783.

تکثیر الأسانید لا یغنی عن الحق شیئاً

اشارة

قد یتصوّر بعض الباحثین أن کثرة الأسانید وتعدد الروایات تنفع - جدلاً - وتزید الباحث قناعة فی صحة ذلک المروی. فی حین أنّ ذاک التصوّر سراب لا یروی صاحبه الظمآن، ولا یشفی غلیله.

عشرات النصوص من أمّهات الکتب نقلناها بأسانیدها کما هی لیزداد الباحث علماً ودرایة، إذا فتّشنا رواة هذه الأخبار فلم نجد من بین أولئک من یعتمد علی مرویاته، بل من بینهم من عرف بالتدلیس والکذب والفسق، حتی أنّ الخلیفة عمر بن الخطاب قد علا بدرّته رؤوس هؤلاء من تصدّی للإمارة، أو جبایة الزکواة، وما شابه، فکیف نقبل روایة هکذا أشخاص؟!

عشرات الروایات تنتهی إلی أبی هریرة الدوسی، وعمرو بن العاص، وسمرة بن جندب، وأبی قیس مولی ابن العاص، وعروة بن الزبیر، وحرملة بن یحیی.

وأمثال هؤلاء کثیرٌ ولا حاجة أن نعرّفهم بسطور بل إنّ کتب الجرح والحدیث والتاریخ والسیرة تنبؤک عن أحوالهم... .

أقوال السلف فی حق بعض الرواة

ولا أرید أن أغلق باب الدلیل، طالما القارئ ینتظر ولو بعض الشیء فوجدت - لزاماً

ص:135

علیّ - أن أذکر نتفاً من أقوال السلف فی حق بعض الرواة الذین ساهموا فی نقل حدیث الأحرف السبعة.

من بین الروایات المتقدمة: روایة زبید، عن علقمة النخعی، عن ابن مسعود، هی منقطعة، فالروایة ساقطة عن الاعتبار لذاک الانقطاع.

روایة واصل بن حیان عمن ذکره..؟ عن أبی الأحوص، عن ابن مسعود. منقطعة بجهالة (عمن ذکره).

روایة سفیان، عن إبراهیم الهجری..، قیل فی إبراهیم لیس بشیء. وقالوا: لیّن الحدیث.

روایة سلیمان بن بلال عن أبی عیسی بن عبد الله بن مسعود، عن أبیه، عن جدّه... اسناد محرّف، لعدم وجود أحد من ذریة ابن مسعود یکنّی أبا عیسی.

وفی روایة معقل بن عبید الله قال أبو

عبد الرحمن: لیس بذاک قوی.

وفی روایة علی بن زید بن جدعان، قال الطبرانی: وهو سیء الحفظ.

وفی روایة عثمان بن حسان العامری: لم یوثّقه أبو حاتم.

وفی روایة عمار بن مطر، قال الهیثمی: ضعیف جداً.

وفی روایة میمون أبو حمزة، قال الهیثمی: وهو متروک.

وفی روایة عیسی بن قرطاس، قال الهیثمی: وهو متروک.

أقول: عندما أردت أن أعقّب عن کل سند - فی الروایات السابقة - وجدت أن البحث سیخرج عن دائرة موضوع القراءات والأحرف؛ إذْ یحتاج هذا التعقیب مجلّداً خاصاً فی التراجم کی تنقشع الکثیر من الملابسات، وتسقط الأقنعة عن وجوهٍ قد انخدع بها لفیف من الباحثین، فرحم الله السلف الصالح الذی أوقفنا علی سیرة بعض اولئک الرواة، وکشف لنا جملة من الحقائق... .

ونکتفی بهذا النزر القلیل آملین أن تکون لنا فرصة أطول لدراسة هکذا مرویات سنداً ومتناً.

ص:136

الفصل الرابع: حدیث الأحرف السبعة فی مصادر الإمامیة

اشارة

*رواة حدیث الأحرف السبعة من الصحابة

ص:137

ص:138

استقراء فی مصادر الإمامیة

اشارة

من الغریب جداً أن یدّعی بعضهم أنّ حدیث الأحرف السبعة توجد فی مصادر الإمامیة بکثرة، وبعضهم قال: إنّه حدیث متواتر، أی عند الإمامیة..

أقول: وهذا وهم کبیر، وخلط بین آراء المذاهب السنیة ومذهب أهل البیت علیهم السلام .

أمّا کون هذا الحدیث ورد بکثرة فی مصادر الخاصة فهو غیر صحیح، وافتراء محض لأنّنی لم أجدهُ إلّا فی أربعة موارد فی کتب الأوائل وهی:

1. تفسیر العیاشی فی مورد واحد، وهو فی عداد المراسیل.

2. بصائر الدرجات فی مورد واحد، وأنّ سنده مضطرب.

3. الخصال فی موردین؛ المورد الأول فیه محمد بن یحیی الصیرفی وهو مجهول.فراجع.

والمورد الثانی فیه أحمد بن هلال العبرتائی، وهو غالٍ، کذّاب ورد فیه ذم من الإمام أبی الحسن العسکری

علیه السلام ، وهو ملعون علی لسان الإمام.

ثمّ من بین هذه الموارد الأربعة الضعیفة الإسناد روایتان تنتهی إلی حمّاد بن عثمان؛ فهی بالنتیجة روایة واحدة، رواها محمد بن الحسن الصفّار فی بصائر الدرجات، وهو أقدم نص وردنا ولم یسبقه أحد إلی ذلک، ثمّ روایة العیاشی، ثمّ روایة الصدوق وسوف تعرف ضعف

ص:139

هذه الروایات عن قریب إن شاء الله. أما موضوع التواتر ففی إثباته دونه خرط القتاد.

وإلیک الموارد الأربعة، وسنلحق بها روایة مرسلة ذکرها النعمانی:

بصائر الدرجات

روی محمد بن الحسن الصفار (1)، بسنده - مع اضطراب فی السند (2) - عن جمیل بن دراج، عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام قال: «تفسیر القرآن علی سبعة أحرف، منه ما کان، ومنه ما لم یکن بعد، ذلک تعرفه الأئمة». (3)

هذا کحدیث حماد بن عثمان الآتی، والأحرف المراد بها الوجوه التی تحتملها الآیة الواحدة المعبّر عنها بالبطون فی سائر الأحادیث.

تفسیر العیاشی

عن حمّاد بن عثمان قال: «قلت لأبی عبد الله علیه السلام : إنّ الأحادیث تختلف عنکم، قال: فقال: «إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف وأدنی ما للإمام أن یفتی علی سبعة وجوه، ثمّ قال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسابٍ) ». (4)

ولا یخفی علی الفطن اللبیب أنّ هذا التفسیر جاءنا محذوف الأسانید، لذا لیس له من الاعتبار ما یعتمد علیه فی هکذا بحوث، وأنّ الحدیث الوارد فیه یعدّ معلّقاً.

والحدیث المعلّق هو ما حذف من مبدأ إسناده واحد فأکثر إلی حیث یقتصَر علی آخر السند وهو الراوی المتصل بالمعصوم.

ص:140


1- (1) . من علماء القرن الثالث الهجری.
2- (2) . إذ ورد فیه تردید بین ابن أبی عمیر وبین غیره.
3- (3) . بصائر الدرجات: 196.
4- (4) . تفسیر العیاشی، محمد بن مسعود: 12/12، وتفسیر نور الثقلین، للشیخ الحویزی: 462/4، نقلاً عن ابن مسعود العیاشی، ومستدرک سفینة البحار، للشیخ علی النمازی: 491/8، نقلاً عن العیاشی.

ولم یستعملوا التعلیق فیما سقط وسط إسناده أو آخره فذانک مسمّیان بالمنقطع والمرسل.

فأمثال هذه لا یحکم علیها بالصحة، إلّا أن تکون واردةً فی أصل صحیح معتبر معوّلاً علیه. (1)

الخصال: أبواب السبعة

روی الشیخ الصدوق عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال: «حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن یحیی الصیرفی، عن حماد بن عثمّان قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام : إنّ الأحادیث تختلف عنکم. قال: فقال: إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف وأدنی ما للإمام أن یفتی علی سبعة وجوه، ثم قال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسابٍ) ». (2)

فسّر العلماء الأحرف فی هذا الحدیث بمعنی البطون، أی کل آیة تحتمل وجوهاً من المعنی، وربما خفیت علی العامة، إلّا أنّ الإمام المعصوم علیه السلام یعرفها (3) ویفتی بها.

وروی الصدوق، بسنده عن أحمد بن هلال، عن عیسی بن عبد الله الهاشمی، عن آبائه قال: «قال رسول الله صلی الله علیه و آله أتانی آتٍ من الله فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ القرآن علی حرف واحد.

فقلت: یا رب! وسّع علی أمّتی، فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ القرآن علی سبعة أحرف». (4)

والأحرف فی هذا الحدیث هی اللهجات العربیة المختلفة.

ص:141


1- (1) . الرواشح السماویة: 20. قال الداماد: ولا یخرج المعلّق عن حریم الصحة إذا کان معروفاً من جهة ثقاتٍ عُلّق عنهم أو کان لا یصحبه خلال الانقطاع... .
2- (2) . الخصال: 358/2.
3- (3) . فی سند الروایة محمد بن یحیی الصیرفی، وهو مجهول.
4- (4) . الخصال: 358/2.

فی سند الروایة: أحمد بن هلال العبرتائی، قال فیه العلامة فی الخلاصة: غالٍ، ورد فیه ذم کثیر من سیدنا أبی محمد العسکری علیه السلام .

قال أبو علی بن همّام: «ولد أحمد بن هلال سنة ثمانین ومائة ومات سنة تسع وستین ومائتین».

قال النجاشی: «إنّه صالح الروایة یعرف منها وینکر».

وتوقّف ابن الغضائری فی حدیثه إلّا فی ما یرویه عن الحسن بن محبوب.. ثمّ قال: وعندی أنّ روایته غیر مقبولة. (1) وقد ذکره ابن داود فی رجاله فی قسم الضعفاء، یحکی آراء من سبقه:

وقال فیه الکشی: «مذموم ملعون».

وفی الفهرست: «غال متّهم فی دینه».

وقال فیه ابن الغضائری: «أری التوقّف فی حدیثه». (2)

وفی رسالة النعمانی من صنوف آی القرآن، روی محمد بن إبراهیم النعمانی -مرسلاً - عن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام قال:

«أنزل القرآن علی سبعة أقسام، کل منها شاف کاف، وهی: أمر، وزجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، ومثل، وقصص».

الحدیث تفسیر للأحرف السبعة بفنون من الکلام اشتمل علیها القرآن الکریم، ومثله حدیث ابن مسعود وأبی قلابة.

أقول: هذه الروایة منقولة من مصادر کتب السنة وهی لا تختلف فی نسجها ومضمونها، وللباحث أن یقارن بینها وبین جمیع النصوص الواردة فی تفسیر الطبری الجزء الأول، الصحفات 9 و 23 و24، وهکذا المصادر الأخری التی تقدّمت فراجع.

ص:142


1- (1) . الخلاصة، القسم الثانی: 202.
2- (2) . رجال ابن داود: 426.

کما أنّک تقرأ جملة من تلک الروایات فی البحار الجزء 93 صفحة 4 و97 فراجع.

قال الفیض الکاشانی:

والتوفیق بین هذه الروایات أن یقال أنّ للقرآن سبعة أقسام من الآیات وسبعة بطون (من المعانی) لکل آیة، ونزل علی سبع لغات أی لهجات. (1)

وللسید الخوئی والحجة البلاغی تعلیق علی أسانیدها، بل لم تثبت وثاقة رواتها.

وهذه الروایة نقلها ابن أثیر فقال:

نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها کاف شاف»، أراد بالحروف اللغة یعنی علی سبع لغات من لغات العرب أی أنّها متفرقة فی القرآن فبعضه بلغة قریش وبعضه بلغة هذیل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة الیمن

، ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه. علی أنّه قد جاء فی القرآن ما قد قرأ بسبعة وعشرة کقوله: «مالک یوم الدین» و«عبد الطاغوت» ومما یبیّن لک قول ابن مسعود: أنی سمعت القراء فوجدتهم متقاربین فاقرؤوا کما علّمتم، انّما هو کقول أحدکم: هلم وتعال واقبل وفیه أقوال غیر ذلک هذا أحسنها. (2)

ومثله فی القاموس، وأنت خبیر بأنّ قوله علیه السلام :

نزل علی حرف واحد من عند الواحد» لا یلائم هذا التفسیر، بل إنّما یناسب اختلاف القراءة، فلعله علیه السلام إنّما کذّب ما فهموه من هذا الکلام من اختلاف القراءة، لا ما تفوّهوا به منه، کما حقّق فی نظائره فلا ینافی تکذیبه نقله الحدیث بهذا المعنی فی صحّته، بمعنی اختلاف اللغات أو غیر ذلک. (3)

من الأخطاء الفادحة عند الکثیر ممّن یدّعی العلم أنّ العلة فی ردّ الحدیث هو السند. وهذه العلة هی أشهر العلل عند الناس، حتی إنّ کثیراً منهم یتوهّم أنّه إذا صحّ الإسناد صحّ الحدیث، ولیس کذلک، فإنّه قد یتفق أن یکون رواة الحدیث مشهورین بالعدالة، معروفین بصحة الدین والأمانة، غیر مطعون علیهم، ولا مستراب بنقلهم، ومع ذلک

ص:143


1- (1) . الصافی، المقدمة الثامنة: 1/ 40.
2- (2) . النهایة فی غریب الحدیث:369/1.
3- (3) . تفسیر کنز الدقائق، محمد المشهدی: 432/1.

یعرض لأحادیثهم أعراض علی وجوه شتی من غیر قصد منهم إلی ذلک، ویمثّل هذا اللون بعض تلک الأحادیث التی جاءت فی کتب کبار علمائنا، کحدیث الأحرف السبعة والذی نقله شیخ الطائفة، الطوسی رحمه الله ، المتقّدم ذکره.

فهل الأمر یتوقّف علی صحة السند فحسب؟! أم أنّ هناک مقاییس معینة قد وضعها علماؤنا الأفذاذ فی قبول الحدیث أو ردّه... .

من الطبیعی هناک جملة من الضوابط بموجبها یقبل الحدیث، وسنتعرّض لها فی

مناسبة أخری إن شاء الله.

ص:144

رواة حدیث الأحرف السبعة من الصحابة

اشارة

رواة الحدیث من الصحابة هم:

أبی بن کعب، أنس بن مالک، عبادة بن الصامت، عبد الله بن مسعود، أبو هریرة، أم أیوب، عبد الله بن عباس، عمر بن الخطاب، زید بن أرقم، زید بن سهل الأنصاری، أبو بکرة نفیع بن الحارث الثقفی، عبد الله بن عمر، هشام بن حکیم بن حزام، عبد الرحمن بن عوف، أبو سعید الخدری، معاذ بن

جبل، أبو أیوب الأنصاری، أبو جهیم الأنصاری، سمرة بن جندب، عثمان بن عفان، عمرو بن العاص، عمرو بن أبی سلمة، سلیمان بن صرد، عمرو بن دینار.

هؤلاء أربع وعشرون - من الصحابة - ممّن رووا حدیث الأحرف السبعة.

خلاصة روایات الأحرف السبعة وطرقها من مصادر الجمهور

روی أصحاب الصحاح والسنن أنّ النبی صلی الله علیه و آله قال:

«إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ».

أنظر إلی لفظ الحدیث فی:

ص:145

صحیح البخاری، کتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف.

وباب من لم یرَ بأساً أن یقول سورة البقرة.

وکتاب التجوید باب قول الله تعالی: (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) .

وکتاب استتابة المرتدین، باب ما جاء فی المتأوّلین، وکتاب الخصومات باب کلام الخصوم بعضهم فی بعض حدیث 2419، ج5، ص73.

صحیح مسلم: کتاب صلاة المسافرین، باب بیان أنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف الحدیث 270 و271 و818، ص 560 و561 و563.

سنن أبی داود، کتاب الصلاة، باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف 2 : 75.

سنن النسائی، کتاب الافتتاح، باب جامع فی القرآن 1 : 149 وفی طبعة أخری 2 : 150 - 152.

عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان... .

سنن الترمذی، أبواب القراءات، باب ما جاء:

أنزل القرآن علی سبعة أحرف 11 : 62

مسند أحمد 1 : 24 و40 و42.

مسند الطیالسی حدیث 40، ص 9.

ومالک 1 : 201، باب ما جاء فی القرآن.

رواة ( أنزل القرآن علی سبعة حرف...)

قال أبو عبید القاسم بن سلام (157 - 224 ه) هذا الحدیث - الأحرف السبعة - متواتر عن النبی صلی الله علیه و آله .

وذهب إلی ذلک محمد بن الجزری فی النشر استناداً إلی قول ابن سلاّم.

وهکذا نقله السیوطی فی الإتقان، لکن الواقع غیر هذا؛ لأنّ کلام أبی عبیدة لیس صریحاً فی التواتر الاصطلاحی، بل یکاد یکون صریحاً فی التواتر اللغوی وهو التتابع

ص:146

فإنّه قال: تواتر هذا الحدیث، أی رواه جمع لم یؤمن تواطؤهم علی الکذب عن جمع آخر کذلک إلی النبی صلی الله علیه و آله ، وعبارته یبعد حملها علی هذا المعنی، فإن ظاهرها لو أرید التواتر الاصطلاحی أنّ کل حدیث منها قد رواه جمع عن جمع، ومعلوم أن کل حدیث منها إنّما هو عن صحابی واحد، وقد یرویه عنه

آحاد وقد یرویه جمع.

وقد ذکر عدة من الصحابة الذین رووا حدیث

«انزل القرآن علی سبعة أحرف...» ومن أولئک الصحابة الذین تقدّم ذکرهم من روی عنه جمع من التابعین ثمّ تابعی التابعین، وقد التبس علی بعضهم معنی التواتر عندما وجد الکثرة من الرواة فی روایة الحدیث فی طبقة التابعین وتابعی التابعین، وبمعنی آخر أنّ کثرة الرواة إنّما ظهر فی الطبقة الثانیة وهم طبقة التابعین... .

ص:147

ص:148

نتابع حدیث الأحرف السبعة من طرق الصحابة

اشارة

1. روایة مرفوعة عن عثمان بن عفّان:

عن أبی المنهال قال: «بلغنا أنّ عثمان بن عفان قال یوماً وهو علی المنبر: أذکِّرُ الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه و آله یقول: إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف کلهن شافٍ کافٍ، لما قام، فقاموا حتی لم یحصوا، فشهدوا بذلک، قال عثمان: وأنا اشهد معکم لأنّی سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله یقول ذلک». (1)

2. روایة تنتهی إلی عمرو بن العاص:

فی مسند أحمد قال: «سمع عمرو بن العاص رجلاً یقرأ آیة من القرآن فقال: من أقرأکها؟

قال: رسول الله صلی الله علیه و آله ؟

قال: فقد أقرأنیها رسول الله علی غیر هذا.

فذهبا إلی رسول الله صلی الله علیه و آله فقال أحدهما: آیة کذا وکذا ثمّ قرأها.

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : هکذا أنزلت.

فقال الآخر: یا رسول الله! فقرأها علی رسول الله صلی الله علیه و آله .

فقال: ألیس هکذا یا رسول الله؟

قال: هکذا أنزلت.

ص:149


1- (1) . کنز العمال: 598/2، الحدیث 4824.

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله :

إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، فأیّ ذلک قرأتم، فقد أحسنتم ولا تماروا فیه، فإنّ المراء فیه کفر أو آیة الکفر». (1)

أنظر ترجمة هشام بن حکیم بن حزام القرشی الأسدی فی تقریب التهذیب وأسد الغابة.

فهو صحابی وأبوه کذلک، أخرج حدیثه کل من مسلم وأبی دود والنسائی، استشهد بأجنادین.

3. روایات تنتهی إلی أبی بن کعب عن النبی صلی الله علیه و آله أما طرقها فهی کالآتی:

- محمد بن بشار، عن أبی عدی وأبی کریب، عن محمد بن میمون الزعفرانی جمیعاً، عن حمید الطویل، عن أنس بن مالک عن أبی بن کعب.

- أبو کریب، عن یحیی بن آدم

، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن فلان العبدی، عن سلیمان بن صرد، عن أبی بن کعب.

- أبو کریب، عن حسین بن علی وأبو أسامة، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن أبی بن کعب.

- أبو کریب، عن ابن نمیر، عن إسماعیل بن ابی خالد، عن عبد الله بن عیسی بن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن جدّه، عن أبی بن کعب.

ص:150


1- (1) . مسند أحمد: 205/4؛ ط، دارالفکر بیروت.

- أبو کریب، عن محمد بن فضیل، عن إسماعیل بن أبی خالد بإسناده السابق.

- أبو کریب، عن وکیع، عن إسماعیل بن أبی خالد، عن عبد الله بن عیسی بن أبی لیلی، عن الحکم

، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- أبو کریب، عن عبد الله، عن ابن أبی لیلی، عن الحکم، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- أبو کریب، عن موسی بن داود، عن شعبة والحسن بن عرفه، عن شبابة، عن الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- محمد بن مرزوق، عن أبی الولید، عن حماد بن سلمة، عن حمید بن أنس بن مالک، عن عبادة بن الصامت، عن أبی بن کعب.

- محمد بن مرزوق، عن أبی معمر عبد الله بن عمرو بن أبی الحجاج، عن عبد الوارث

، عن محمد بن جحادة، عن الحکم بن عُتَیبَة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- أحمد بن محمد الطوسی، عن عبد الصمد، عن أبیه، عن محمد بن جُحادة، عن الحکم أبو عُتَیبَة عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن وهب، عن یحیی بن أیوب، عن حمید الطویل، عن أنس بن مالک عن أبی بن کعب.

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن عبید الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی

، عن أبی بن کعب.

- محمد بن عبد الأعلی الصنعانی، عن المعتمر بن سلیمان، سمع عبید الله بن عمر، عن سیار أبی الحکم، عن عبد الرحمن بن أبی لیلی مرفوعاً إلی النبی.

وفی الروایة أنّ الرجلین اختصما عند أبی بن کعب فخالفهما فی القراءة فتقارؤا إلی النبی... .

ص:151

- محمد بن المثنی، عن ابن أبی عدی، عن شعبة عن الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

- محمد بن المثنی، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحکم، عن مجاهد، عن ابن أبی لیلی، عن أبی بن کعب.

4. روایات تنتهی إلی عمر بن الخطاب کما فی:

روایة الطبری فی جامع البیان فی تفسیر القرآن 1 : 10 - 11.

قرأ رجل عند عمر فغیّر علیه... .

وفی روایة أنزل القرآن علی سبعة أحرف، کلها شاف کافٍ.

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن وهب، عن یونس، عن ابن شهاب، عن عروة ابن الزبیر، عن المِسْوَر بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاری أنّهما سمعا عمر ابن الخطاب... .

5. روایة تنتهی إلی عبد الله بن عمر:

- عبید الله بن محمد الغریانی، عن عبد الله بن میمون، عن عبید الله بن (حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب... .

ینظر: جامع الأصول 2 : 477 - 478، وصحیح البخاری 9 : 20 - 21 کتاب فضائل القرآن باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف، وباب من لم یر بأساً أن یقول... .

6. روایة تنتهی إلی ابن عباس:

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن

وهب، عن یونس وأبی کریب، عن رشید بن سعید، عن عقیل بن خالد جمیعاً عن ابن شهاب، عن عبید الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.

- البرقی عن ابن أبی مریم، عن نافع بن یزید، عن عقیل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبید الله بن عبد الله، عن ابن عباس.

7. روایات تنتهی إلی ابن مسعود:

- أبو کریب محمد بن العلاء، عن أبی بکر بن عیاش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود.

ص:152

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن وهب، عن هشام بن سعید، عن علی بن أبی علی، عن زبید عن علقمة النخعی، عن عبد الله بن مسعود.

- محمد بن حمید الرازی، عن جریر بن عبد الحمید، عن مغیرة، عن واصل بن حیان، عن أبی الأحوص، عن عبد الله بن مسعود.

- ابن حمید الرازی، عن مهران، عن سفیان، عن إبراهیم الهجری، عن أبی الأحوص، عن عبد الله بن مسعود.

- سعید بن یحیی الأموی، عن أبیه، عن الأعمش، عن أحمد بن منبع، عن عاصم، عن زر ابن حبیش، عن عبد الله بن مسعود.

- یونس، عن ابن وهب، عن سلیمان بن بلال، عن أبی عیسی بن عبد الله بن مسعود، عن أبیه، عن جدّه عبد الله بن مسعود.

8. روایات تنتهی إلی أبی هریرة:

- خلاّد بن أسلم، عن أنس بن عیاض

، عن أبی حازم، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة.

- أبو کریب، عن عبدة بن سلیمان، عن محمد بن عمرو، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة.

- عمرو بن عثمان العثمانی، عن ابن أبی أویس، عن أخیه، عن سلیمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبری، عن أبی هریرة.

- عبید بن أسباط بن محمد، عن أبیه، عن محمد بن عمرو، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة.

9. روایة تنتهی إلی زید بن أرقم:

- أبو کریب، عن عبید الله بن موسی، عن عیسی بن قرطاس، عن زید القصار، عن زید ابن أرقم.

10. روایة أم أیوب (1):

ص:153


1- (1) . هی بنت قیس بن عمرو الخزرجی، زوجة أبی أیوب، أخرج أحادیثها أبو داود وابن ماجة، أنظر ترجمتها فی أُسد الغابة: 568/5. وتقریب التهذیب:619/2. وجوامع السیرة: 293.

فی مسند أحمد وتفسیر الطبری: عن أم أیوب قالت: «قال رسول الله صلی الله علیه و آله نزل القرآن علی سبعة أحرف، أیّها قرأت جزاک».

وفی تفسیر الطبری: «أیّما قرأت أصبت».

ینظر مسند أحمد 6 : 433 - 463.

وتفسیر الطبری 1 : 11.

- محمد بن عبد الله بن أبی مخلد الواسطی ویونس بن عبد الأعلی الصدفی، عن سفیان بن عیینة، عن عبید الله، عن أبیه، عن أم أیوب

- الربیع بن سلیمان، عن أسد، عن سفیان، عن عبید الله بن أبی یزید، عن أبیه، عن أم أیوب أنّها سمعت النبی صلی الله علیه و آله ... .

11. روایة سلیمان بن صرد:

- إسماعیل بن موسی السدی، عن

شریک، عن أبی إسحاق، عن سلیمان بن صرد، یرفعه.

12. روایة زید بن سهل الأنصاری (أبو طلحة):

- أحمد بن منصور، عن عبد الله الصمد بن عبد الوارث، عن حرب بن ثابت من بنی سلیم، عن إسحاق بن عبد الله بن أبی طلحة عن أبیه، عن جدّه.

13. روایة عمرو بن دینار:

- یونس، عن سفیان، عن عمرو بن دینار.

14. روایة أبی بکرة:

- أبو کریب، عن زید بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن علی بن زید، عن عبد الرحمن بن أبی بکرة عن أبیه؛ أبی بکرة.

15. روایة أبی العالیة:

- أحمد بن حازم الغفاری، عن

أبی نعیم، عن أبی خلدة، عن أبی العالیة.

ص:154

16. روایة أبی جهیم الأنصاری:

- یونس بن عبد الأعلی، عن ابن وهب، عن سلیمان بن بلال، عن یزید بن خصیفة، عن بسر بن سعید، عن أبی جهیم الأنصاری.

- أبو جهیم الأنصاری (1)، قال: «إنّ رجلین اختلفا فی آیة من القرآن، فقال هذا: تلقیتها من رسول الله صلی الله علیه و آله .

وقال الآخر: تلقیتها من رسول الله صلی الله علیه و آله .

فسألا النبی صلی الله علیه و آله .

فقال: القرآن یقرأ علی سبعة أحرف، فلا تماروا فی القرآن فإنّ المراء فی القرآن لکفر». (2)

ملاحظات لابدّ منها

* اختصرنا فی نقل السند بحذف الکلمات: قال، حدّثنا، حدّثنی، أخبرنا، أخبرنی،

أنبأنا، أنبأنی، أقرأنی، وأمثال ذلک من الألفاظ.

* أعرضنا عن ذکر متون الروایات؛ لأنّ مفادها واحد، وإنْ اختلفت عباراتهم، فالکل فی مساق ذکر القرآن و«أنّه انزل علی سبعة أحرف..» وقد سبقت منّا الإشارة إلی بعض تلک المتون.

* کذلک أعرضنا عن ذکر مصادر هذه الروایات لکونها مشهورة مرقومة فی کتب الجمهور، ومبثوثة هنا وهناک تحت عنوان الأحرف السبعة، فما أیسر علی الباحث من الاطلاع علیها، وقد ذکرنا بعضها فیما تقدم.

ص:155


1- (1) . أبو جهیم الأنصاری، صحابی، اختلفوا فی اسمه. بقی إلی زمن معاویة بن أبی سفیان، أخرجوا أحادیثه فی کتب الصحاح. ینظر ترجمته فی تقریب التهذیب: 407/2.
2- (2) . مسند أحمد: 169/4 - 170.

* اعتمدنا فی ذکر الطرق المذکورة آنفاً علی تفسیر الطبری، المقدمة.

* کثیر من تلک الروایات ساقطة عن الاعتبار امّا لکونها مرسلة أو مرفوعة أو مقطوعة.

* الکثیر من الرواة فی أسانید وطرق هذه الروایات هم مجروحون، فمنهم متّصف بالضعف، أو بالکذب، أو بالوضع ... کما نجد ذلک فی کتب الجرح والتعدیل من کتب السلف فراجع.

* بعض الروایات جاء فیها: «أنزل القرآن علی ثلاثة أحرف»، وبعضها علی أربعة أحرف، وقسم آخر فیها خمسة أحرف، فأعرضنا عن ذکر طرقها.

* وفی بعض الروایات فیها: «نزل القرآن بلسان قریش ولسان خزاعة» أو «نزل بلسان الکعْبَین، کعب بن عمرو، وکعب بن لؤی».

وأمثال ذلک کثیرٌ قد أهملنا ذکر طرقه.

هذه الملاحظات - الأربعة الأخیرة - لها أهمیة فی بلورة النتائج سنقرّرُها - عمّا قریب إن شاء الله - فی الفصول الآتیة، کن معنا فی المتابعة.

ص:156

الفصل الخامس: معنی الأحرف السبعة

اشارة

ص:157

ص:158

معنی الأحرف السبعة عند علماء السلف

اشارة

قبل أن نجزم بشیء من الکلام والأقوال لا بأس أن نذکر بعض آراء علماء السلف فی معنی الأحرف.

أقول: اختلفوا فی المراد بالسبعة، وذهبوا فی تفسیرها إلی أقوال متعددة، وقد أورد السیوطی خمسة وثلاثین قولاً ذکرها فی الجزء الأول من کتابه الإتقان، النوع السادس عشر، ثمّ عقّب فقال: «إنّها أربعون».

أمّا عدد الرواة من الصحابة کما أحصاهم فقد بلغ أربعاً وعشرین صحابیاً. (1)

وذکر الزرقانی فی مناهل العرفان: «أنّ هذه الأقوال تصل إلی أربعین». (2)

وقال ابن حجر فی کتابه (فتح الباری): «... وهو یحکی قول القرطبی عن ابن حیان: أنه بلغ الاختلاف فی معنی الأحرف السبعة إلی خمسة

وثلاثین قولاً». (3)

ونحن ذکرنا فیما سبق أنّ حدیث الأحرف السبعة قد رواه علماء الجمهور بطرق کثیرة وبأسانید مختلفة، امّا صفة الحدیث فقد ذهب الکثیر منهم إلی

ص:159


1- (1) . الاتقان: 45/1.
2- (2) . مناهل العرفان: 148/1 - 177.
3- (3) . فتح الباری: 23/9.

تواتره،فأوّل من قال بتواتره القاسم بن سلاّم.

ثمّ جاء بعده شمس الدین ابن الجزری وأکّد مقولة ابن سلاّم، وادّعی له أنّ الحدیث متواتر عن النبی صلی الله علیه و آله ، ومما یسترعی الانتباه، أنّه قال فی کتابه النشر: «وقد تتبعت طرق هذا الحدیث فی جزء مفرد وجمعته فی ذلک...». ثمّ انتهی إلی ذکر أسماء رواة الحدیث من الصحابة فبلغ عددهم عشرین صحابیاً. (1)

المعنی اللغوی للأحرف السبعة

الحرف لغة: الطرف والجانب.

وحرف السفینة والجبل جانبهما، وحرف کل شیء: طرفه وشفیره وحدّه.

وهذا المعنی مأخوذ من الآیة الکریمة: (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّهَ عَلی حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَیْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلی وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةَ ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ ) . (2)

أی إذا لم یجد ما یصبو إلیه انقلب علی وجهه.

قال الأزهری نقلاً عن أبی الهیثم

قال: أمّا تسمیتهم الحرف حرفاً، فحرف کل شیء ناحیته، کحرف الجبل، والنهر، والسیف، وغیره.

وقال أهل اللغة: حرف کل شیء طرفه، ووجهه، وحافته، وحدّه، وناحیته، والقطعة منه.

والحروف أیضاً: واحد حروف التهجی. (3)

قال الدانی: تحتمل الأحرف هنا وجهین:

أحدهما: أنّ القرآن أنزل علی سبعة أوجه من اللغات؛ لأنّ الحرف یراد به الوجه،

ص:160


1- (1) . النشر فی القراءات العشر: 21/1.
2- (2) . الحج: 11.
3- (3) . لسان العرب: مادة (حرف).

کقوله تعالی: (یَعْبُدُ اللّهَ عَلی حَرْفٍ) ، أی: وجه مخصوص، وهو النعمة والخیر وغیرهما، فإذا استقامت له اطمأن وعَبَدَ الله، وإذا تغیّر علیه ترک العبادة.

والثانی: أنّه سمّی القراءات أحرفاً علی طریق السعة، کعادة العرب فی تسمیتهم الشیء باسم ما هو منه وما قاربه وجاوره، فسمّی القراءة حرفاً، وإن کان کلاماً کثیراً؛ من أجل (أنّ منها) حرفاً قد غیر نظمه، أو کسر، أو قلب إلی غیره، أو أمیل، أو أزید، أو نقص منه، علی ما جاء فی المختلف فیه من القراءة، فسمّی القراءة إذا کان ذلک الحرف منها حرفاً.

قال: بعضهم، والأوّل یحتمل احتمالاً قویاً فی قوله صلی الله علیه و آله :

«سبعة أحرف» أی (سبعة) أوجه وأنحاء، والثانی یحتمل (احتمالاً) قویاً فی قول عمر: سمعت هشاماً یقرأ سورة الفرقان علی حروف کثیرة، (أی علی قراءات کثیرة)، وکذا قوله فی الروایة الأخری: سمعته یقرأ فیها أحرفاً.

الحرف من حروف الهجاء: معروف واحد حروف التهجی. والحرف: الأداة التی تسمّی الرابطة؛ لأنّها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، کعن وعلی ونحوهما، قال الأزهری: کل کلمة بنیت أداة عاریة فی الکلام

لتفرقة المعانی فاسمها حرف، وإذا کان بناؤها بحرف أو فوق ذلک مثل: حتی وهل وبل ولعل، وکل کلمة تقرأ علی الوجوه من القرآن تسمّی حرفاً، تقول: هذا فی حرف ابن مسعود أی فی قراءة ابن مسعود.

قال ابن سیدة: والحرف القراءة التی تقرأ علی أوجه، وما جاء فی الحدیث من قوله علیه السلام :

«نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف» أراد بالحرف اللغة.

قال أبو عبید وأبو العباس: «نزل علی سبع لغات من لغات العرب».

قال: ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم یسمع به، قال: ولکن یقول هذه اللغات متفرقة فی القرآن، فبعضه بلغة قریش، وبعضه بلغة أهل الیمن، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذیل، وکذلک سائر اللغات ومعانیها فی هذا کله واحد.

ص:161

وقال غیره: ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه، علی أنّه قد جاء فی القرآن ما قد قرئ بسبعة وعشرة نحو (مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ) 1 ، و (عَبَدَ الطّاغُوتَ) 2 ومما یبیّن ذلک قول ابن مسعود: إنّی قد سمعت

القرّاء فوجدتهم متقاربین، فاقرءوا کما علمتم إنّما هو کقول أحدکم هلم وتعال وأقبل.

قال ابن الأثیر: وفیه أقوال غیر ذلک، هذا أحسنها.

والحرف فی الأصل: الطرف والجانب، وبه سمّی الحرف من حروف الهجاء.

وروی الأزهری عن أبی العباس أنّه سئل عن قوله: «نزل القرآن علی سبعة أحرف» فقال: «ما هی إلا لغات».

قال الأزهری: «فأبو العباس النحوی، وهو واحد عصره قد ارتضی ما ذهب إلیه أبوعبید واستصوبه». (1)

قال: وهذه الأحرف السبعة التی معناها اللغات غیر خارجة من الذی کتب فی مصاحف المسلمین، التی اجتمع علیها السلف المرضیون والخلف المتبعون. فمن قرأ بحرف لا یخالف المصحف بزیادة أو نقصان أو تقدیم مؤخر أو تأخیر مقدم، وقد قرأ به إمام من أئمة القراء المشتهرین فی الأمصار، فقد قرأ بحرف من الحروف السبعة التی نزل القرآن بها.

ومن قرأ بحرف شاذ یخالف المصحف، وخالف فی ذلک جمهور القراء المعروفین فهو غیر مصیب، وهذا مذهب أهل العلم الذین هم القدوة، ومذهب الراسخین فی علم القرآن قدیماً وحدیثاً، وإلی هذا أومأ أبو العباس النحوی وأبو بکر ابن الأنباری فی کتاب له ألّفه فی أتباع ما فی المصحف الإمام، ووافقه علی ذلک أبو

ص:162


1- (3) . شرح السنة: 140. والمرشد الوجیز: 134.

بکر ابن مجاهد مقرئ أهل

العراق، وغیره من الاثبات المتقنین، قال: «ولا یجوز عندی غیر ما قالوا، والله تعالی یوفقنا للاتباع ویجنبنا الابتداع».

وقولهم: (یَعْبُدُ اللّهَ عَلی حَرْفٍ) یعنی علی شک، فهو لیس بمؤمن إیماناً کاملاً، ولیس له یقین بمحمد صلی الله علیه و آله ، ولهذا تری هؤلاء إن أصابه خیرٌ من عافیة فی نفسه أوماله وولده فرح واستبشر ورضی به، وإن أصابته بعض المصائب والمحن سواء بلاء فی جسده، أم فی ماله وولده تطیره وکره المقام علی الاقرار بالنبی صلی الله علیه و آله ، ورجع عن إیمانه الضعیف - علی الحافة الطرف الواهی - إلی الشک ونصب العداوة لله وللرسول.

سبحانه وتعالی یقرّر نتیجة أولئک، فیقول وعز من قائل: (خَسِرَ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةَ) .

المعنی الاصطلاحی:

1. قیل المراد بالحرف الإعراب.

2. وقیل الکیفیات.

3. وقیل إنّها وجوه القراءة التی اختارها القرّاء.

4. وقیل إنها اللغات.

قال أبو عبیدة:

ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه، ولکن نقول:هذه اللغات السبع معروفة فی القرآن، فبعضه بلغة قریش، وبعضه بلغة هذیل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة أهل الیمن - ثمّ قال: - ومما یبیّن ذلک قول ابن مسعود: إنّی سمعت القراء فوجدتهم متقاربین فأقرؤوا کما عُلّمتم، إنّما هو کقول أحدهم: هلّم وتعال واقبل... . (1)

أی: سبع لغات مختلفة فی الکلمة ممّا لا یغیّر حکماً فی تحلیل وتحریم.

5. وقیل أنّها سبعة أوجه من (اللغات والقراءات) جمعاً بینهما.

ص:163


1- (1) . مجمع البحرین: مادة حَرَف.

6. وقیل أنّها علی سبعة معان:

(أمر، ونهی، ووعد، ووعید، وجدل، وقصص، وأمثال).

أو (أمر، وزجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، وقصص، وأمثال).

أو (زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحکم، ومتشابه، وأمثال).

7. وقیل أنها تفید الجهة. قاله أبو جعفر النحوی.

8. وقیل أنّها سبعة علوم:

علم الإنشاء والإیجاد، وعلم التوحید والتنزیه، وعلم الصفات؛ صفات الذات وصفات الفعل، والعفو والعذاب، وعلم الحشر والحساب، وعلم النبوات... .

9. وقیل أنّها سبعة أشیاء:

المطلق والمقید، والعام والخاص، والنصّ والمؤول، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفسّر، والاستثناء وأقسامه ولم یذکروا السابع.

10. وقیل یراد بها التیسیر والتسهیل والسعه أی الکثرة.

11. وقیل أرید بها الحصر (العدد علی وجه الحصر).

12. وقل أنّها سبعة أوجه من المعانی المتّفقة بألفاظ مختلفة مثل: (أقبل، هلم، تعال، عجّل، أسرع، أنظر، أخّر، أمهل..).

ما المقصود بهذه السبعة ؟

من الوضوح بمکان، أنّ المقصود لیس هو أن یقرأ الحرف الواحد علی سبعة أوجه؛ إذ

لا یوجد ذلک إلا فی کلمات یسیرة نحو: (اخْتِلافِ) 1 و (لِجِبْرِیلَ) 2 و (هَیْهاتَ) 3

ص:164

و (هَیْتَ) 1 وعلی أنّه لیس المراد بالسبعة: هؤلاء القرّاء المشهورین؛ لعدم وجودهم فی ذلک الوقت.

ثمّ اختلفوا فقال أکثرهم: هی لغات، ثمّ اختلفوا فی تعیینها.

فقال أبو عبید: (قریش) و(هذیل) و(ثقیف) و(هوازن) و(کنانة) و(تمیم) و(الیمن).

وقال غیره: خمس لغات فی أکناف هوازن: (سعد) و(ثقیف) و(کنانة) و(هذیل) و(قریش)، ولغتان علی جمیع ألسنة العرب.

وقال الهروی: سبع لغات من لغات العرب، أی: أنّها متفرقة فی القرآن، فبعضه بلغة (قریش)، وبعضه بلغة (هذیل)، وبعضه بلغة (هوازن)، وبعضه بلغة (الیمن).

وفی هذه الأقوال کلها نظر؛ فإنّ عمر وهشاماً اختلفا فی سورة الفرقان، وکلاهما

قریشیّان من لغة واحدة.

وقیل: المراد بها معانی الأحکام کالحلال والحرام، والمحکم والمتشابه، والأمثال، والإنشاء، والإخبار.

وقیل: الناسخ، والمنسوخ، والخاص والعام، والمجمل، والمبین، والمفسر.

وقیل: الأمر، والنهی، والطلب، والدعاء والخبر، والاستخبار، والزجر.

وقیل: الوعد، والوعید، والمطلق والمقید، والتفسیر، والإعراب، والتأویل.

وفی هذه الأقوال أیضاً نظر؛ فإنّ سببه - وهو اختلاف عمر وهشام - لم یکن إلّا فی قراءة حروفه، لا فی تفسیره ولا أحکامه.

فإن قلت: فما تقول فیما رواه الطبرانی من حدیث عمر بن أبی سلمة المخزومی أنّ النبی صلی الله علیه و آله قال لابن مسعود:

إنّ الکتب کانت تنزل من السماء من باب واحد، وإنّ القرآن أنزل من سبعة أبواب علی سبعة أحرف: حلال، وحرام، ومتشابه، وضرب أمثال، وأمر، وزجر... .

ص:165

فالجواب: إمّا بأنّ هذه السبعة غیر السبعة التی فی تلک الأحادیث؛ لأنّ فسّرها، وقال فیه: فأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، ثمّ أکّده بالأمر فقال فیه: (آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) 1 . أو بأنّ السبعة فیهما متّحدان، ویکون قوله: «حلال وحرام» تفسیراً للسبعة الأبواب، أو بأنّ قوله: «حلال وحرام..»، لا تعلّق له بالسبعة، بل إخبار عن القرآن، أی: هو کذا وکذا، واتفق کونه بصفات سبع کذلک.

هل نزل القرآن علی سبعة أحرف ؟

روی علماء الجمهور عن الرسول صلی الله علیه و آله ، من عدة طرق وبأسانید مختلفة حتی بلغ -عندهم - حد التواتر: إنّ النّبی صلی الله علیه و آله کان عند أضاة بنی غفار - غدیر صغیر قریب من المدینة - قال: فأتاه جبرئیل فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک القرآن علی حرفٍ. قال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنّ أمّتی لا تطیق ذلک. قال: ثمّ أتاه الثانیة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک القرآن علی حرفین. قال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمّتی لا تطیق ذلک، ثمّ جاءه الثالثة فقال: إن الله یأمرک أن تقرئ أمّتک علی ثلاثة أحرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمّتی لا تطیق ذلک. ثمّ جاءه الرابعة فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرئ أمّتک علی سبعة أحرف فإیّما حرف قرءوا علیه فقد أصابوا». (1)

روی ابن شهاب بسنده عن ابن عباس أنّه قال: «بلغنی أنّ تلک السبعة الأحرف إنّما هی فی الأمر الذی یکون واحداً لا یختلف فی حلال ولا حرام».

ص:166


1- (2) . رواه مسلم عن أبی بن کعب فی صلاة المسافرین باب بیان أن القرآن نزل علی سبعة أحرف 2 : 203. وسنن أبی داود: 76/2. ومفاتیح الصلاة للنسائی: 152/2 ومصادر أُخری تقدّم ذکرها من هذا الکتاب فراجع.

مفاد حدیث الرسول ونزول جبرئیل:

الراوی: أبی بن کعب.

المکان: أضاة بنی غفار، موضع قریب من المدینة.

الزمان: بعد الهجرة، وبعد الحدیبیة فی السنة (6 ه).

الداعی: هو التخفیف والتیسیر علی الأمّة؛ لأنّ الأمّة لا تطیق القراءة علی حرف واحد.

الوضع العام: المسلمون فی مکة قلة ومحصورون ولم تنتشر الدعوة فی القبائل العربیة إلا بعد الهجرة. فهل الأحرف هی اللهجات أم لغات أم أوجه بعض الکلمات؟ هذا ما سیأتی تفصیله إن شاء الله.

وعن أبی بن کعب قال:

کنت فی المسجد فدخل رجل یصلی فقرأ قراءة أنکرتها علیه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءة سوی قراءة صاحبه، فلمّا قضینا الصلاة دخلنا جمیعاً علی رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنکرتها علیه. ودخل آخر فقرأ سوی قراءة صاحبه. فأوهما رسول الله صلی الله علیه و آله فقرأ، فَحسَّن النبی صلی الله علیه و آله شأنهما.

فسقط فی نفسی من التکذیب ولا إذْ کنتُ فی الجاهلیة، فلمّا رأی رسول الله صلی الله علیه و آله ما قد غشینی ضربَ فی صدری فَفِضتُ عرقاً، وکأنی أنظر إلی الله عزوجل فَرَقا.

فقال لی: «یا أبی! أرسل إلیّ أن أقرأ القرآن علی حرف، فرددتُ إلیه أن هوِّن علی أمّتی، فردّ إلیّ الثانیة اقرأه علی حرفین.

فرددت إلیه أن هوّن علی أمّتی فردّ إلیّ الثالثة:

أقرأه علی سبعة أحرف، فلک بکل ردة رددتها مسألة تسألنیها، فقلت: اللهم اغفر لأمّتی، اللهم اغفر لأمّتی، وأخّرت الثالثة لیوم یرغب إلیّ الخلق کلّهم حتی إبراهیم علیه السلام ». (1)

روی عن ابن عباس أنّ أعرابیین اختصما لدیه فی بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها - أی حفرتها وأوجدتها - وعارضه الثانی.

ص:167


1- (1) . صحیح مسلم: 203/2. وسنن أبی داود: 76/2، ذکرنا النصوص المقاربة لها فیما سبق فراجع.

قال ابن عباس:

ففهمت حینئذ معنی (فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) وروی عنه أنّه لم یکن یفهم معنی قوله تعالی (رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ ) 1 حتی سمع فتاةً

من الیمن تنادی زوجها وتحدِثَه (أفاتحک) (1) (أی أحاکمک) وافتح بمعنی: احکم، ولم تکن مستعملة فی قریش.

روی عن عمر قال:

قلت: یا رسول الله إنّک تأتینا بکلام من کلام العرب، وما نعرفه. ولنحن العرب حقاً، فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ ربّی علّمنی فتعلمت، وأدّبنی فتأدّبت».

تصنیف حدیث (الأحرف السبعة)

أقول: یمکن تصنیف الروایات إلی عدة مجامیع:

المجموعة الأولی: من تلک الروایات: تعنی اختلاف اللهجات فی التعبیر والأداء.

المجموعة الثانیة: تعنی جواز تبدیل الکلمات المترادفة بعضها مکان بعض، وهی نظریة ابن مسعود وأبی وتابعهما فی ذلک أنس وأبو هریرة.

المجموعة الثالثة: تعنی اختلاف معانی الآیات، فکل آیة تحتمل معانی بعضها ظهر وبعضها بطن.

المجموعة الرابعة: تعنی تنوع الآیات إلی أبواب مسبقة.

أمّا المجموعة الأولی: فیراد بها التوسعة علی الأمة فی قراءة القرآن، حتی یستطیع الکبیر والصغیر والعربی والأعجمی والبدوی والحضری أن یقرأ القرآن فضلاً عن اختلاف لهجات القبائل فی التعبیر، وفی ذلک روایة أبی العالیة

قال: قرأ علی رسول

ص:168


1- (2) . لقد جمع شهاب الدین أبو شامة المقدسی کل أحادیث هذا الموضوع فی کتابه المرشد الوجیز الباب الثالث منه.

الله صلی الله علیه و آله من کل خمسٍ رجلٌ، فاختلفوا فی اللغة - اللهجة - فرضی قراءتهم کلهم، فکان بنو تمیم أعرب القوم. (1)

فالهذلی یقرأ (عتی حین) یرید (حَتّی حِینٍ) والأسدی یقرأ بکسر تاء (تَعْلَمُونَ) و (تَعْلَمْ ) و (وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ) وبکسر الهمزة فی (إعهد) فی (أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْکُمْ) .

وتجد التمیمی یهمز بینما القرشی لا یهمز.

وبعضهم یمیل إلی التخفیف دون التشدید بینما بعضهم یقرأ بإدغام الحرفین المتماثلین فی الکلمة الواحدة أو الکلمتین. (2)

وروی عن الإمام علی علیه السلام وابن عباس أنّهما قالا:

«نزل القرآن بلغة کلّ حی من أحیاء العرب».

وفی روایة أخری لابن عباس أنّ النّبی صلی الله علیه و آله کان یقرئ الناس بلغة واحدة فاشتد ذلک علیهم فنزل جبرئیل فقال:

«یا محمد! أقرئ کل قوم بلغتهم» إذاً نفهم ممّا تقدّم أنّ الحروف هی اللّغة، وأنّ السبعة أی سبع لغات من لغات العرب، جاءت متفرقة فی القرآن فبعضه بلغة قریش، وبعضه بلغة هُذیل، وبعضه بلغة هوازن

، وبعضه بلغة الیمن، ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه، فافهم.

وأمّا المجموعة الثانیة: یراد بها جواز تبدیل الکلمة بما یرادفها بشرط الحفاظ علی المعنی المراد، وأن لا تتبدل آیة رحمة بعذاب، أو العکس، والذی یذهب إلی جواز هذا اللون من التبدیل ابن مسعود وأبی بن کعب.

روی الفخر الرازی أنّ ابن مسعود کان یعلِّم رجلاً أعجمیاً القرآن فقال:

ص:169


1- (1) . تفسیر الطبری: 15/1.
2- (2) . تفسیر مشکل القرآن: 39.

(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِیمِ ) 1 کان الرجل یقول (طعام الیتیم)، ولم یستطع أن یقول (لأثیم ) ، فقال له ابن مسعود قل: (طعام الفاجر).

ثمّ قال: أنّه لیس من الخطأ فی القرآن أن یقرأ مکان (العلیم) (الحکیم) بل أن یضع آیة الرحمة مکان آیة العذاب. (1)

وکان یقرأ ابن مسعود (کالصوف المنفوش) بدل (کلعهن ) . (2)

وقرأ (أویکون لک بیت من ذهب) بدل (مِنْ زُخْرُفٍ) . (3)

وقرأ ابن الخطاب وابن شهاب (فامضوا إلی ذکر الله) بد ل (فسعوا) . (4)

أما أبی بن کعب فقد قرأ (کلّما أضاء لهم مرّوا فیه) بدل (لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ) .

فی ذلک قال أبی: «إن قلت (غَفُوراً رَحِیماً) ، أو قلت سمیعاً علیما أو علیماً سمیعاً، فالله کذلک، ما لم تختم آیة عذاب برحمة أو رحمة بعذاب».

وفی کنز العمال فیما أخرجه أحمد وابن منیع والغسانی وابن أبی منصور وأبو یعلی عن أبی عن النبی صلی الله علیه و آله إن قلت (غَفُوراً رَحِیماً) ...، الحدیث المتقدم.

وأخرج ابن جریر عن أبی هریرة عنه صلی الله علیه و آله أنّ هذا القرآن نزل علی سبعة أحرف فاقرءوا ولا حرج، ولکن لا تجمعوا ذکر رحمة بعذاب ولا ذکر عذاب برحمة. (5)

ولا یخفی علی النبه اللبیب أنّ هذا اللون من التبدیل والتغییر إنّما هو تلاعب فی النصّ، وتعدّی علی الوحی وصاحب الرسالة، بل هی الخیانة الکبری فیما ترکه

ص:170


1- (2) . تفسیر الرازی:213/2.
2- (3) . تأویل مشکل القرآن: 19.
3- (4) . تفسیر الطبری: 96/23.
4- (5) . تفسیر القرطبی: 102/18.
5- (6) . مقدمة تفسیر شبر، للعلامة البلاغی: 20.

النبی صلی الله علیه و آله ، وإنّ صاحب الرسالة الشریفة یأبی ذلک فهو حرام قطعاً، ویبطل به الصلاة لکونه غیر قرآن.

روی عن النبی صلی الله علیه و آله أنّه علّم البراء بن عازب دعاء کان فیه:

«ونبیک الذی أرسلت » ، فقرأ البراء: (ورسولک الذی أرسلت) فأمره صلی الله علیه و آله أن لا یضع الرسول موضع النّبی.

قال السید الخوئی رحمه الله : «فإذا کان هذا شأن الدعاء فما بالک بالقرآن وهو کلام الله المنزل الخالد». (1)

وهکذا علَّم الإمام الصادق علیه السلام أحد أصحابه دعاءً فیه: «

یا مقلّب القلوب ثبّت قلبی علی دینک» فقرأ: (یا مقلّب القلوب والأبصار)، نهره الأمام الصادق علیه السلام وقال:

«الله هو مقلب القلوب والأبصار ولکن قل کما قلت لک...».

وأمّا المجموعة الثالثة: تعنی الأحرف: اختلاف معانی الآیات.

أقول: یصحّ هذا المعنی - أی أنّ للآیة ظهراً وبطناً - لو تم فیها السند، وفی روایاتنا أحادیث کثیرة فی معنی (الظهر والبطن) للقرآن.

وأمّا المجموعة الرابعة: تعنی الأحرف أبواباً؛ منها باب الأمر، وباب الزجر و... .

ولکی یتّضح الأمر جلیاً لا بدّ من العودة إلی أقوال الأئمة الأطهار فهذا علی ابن إبراهیم یروی عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن عمر بن أذینه، عن الفضیل بن یسار، قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام : إنّ الناس یقولون: إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف، فقال: کذبوا أعداء الله، ولکنّه نزل علی حرف واحد من عند الواحد. (2)

ص:171


1- (1) . البیان: 197.
2- (2) . الکافی: 630/2، حدیث 13 من باب النوادر.

ص:172

الفصل السادس: دراسة وتحلیل فی معنی الأحرف السبعة

عند علماء الجمهور

ص:173

ص:174

اوّل مَنّ تعرّض لمعنی الأحرف السبعة

إنّ أوّل من تعرّض لمعنی الأحرف السبعة - فیما یبدو - هو ابن قتیبة؛ أبو محمد عبدالله ابن مسلم (ت 276 ه) فقال: «ولیس یوجد فی کتاب الله تعالی حرف قرئ علی سبعة أوجه، یصح، فیما أعلم، وإنّما تأویل قوله صلی الله علیه و آله نزل القرآن علی سبعة أحرف: علی سبعة أوجه من اللغات متفرقة فی القرآن، یدلک علی ذلک قول رسول الله صلی الله علیه و آله فاقرءوا کیف شئتم». (1)

الأوجه عند ابن قتیبة

الوجه الأول: الاختلاف فی إعراب الکلمة أو فی حرکة بنائها بما لا

ص:175


1- (1) . تأویل مشکل القرآن: 176، ط-. 1973، دار التراث - القاهرة. أقول: وقد وهم الدکتور محمد الحبش عندما نسب کتاب مشکل القرآن إلی أبی جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوری (ت 321 ه) بمصر. وقد تحرّینا خبر نسبة کتاب مشکل القرآن فکان الصواب ما أثبتناه. جاء فی کشف الظنون الحاجی خلیفة: (مشکلات القرآن) للشیخ أبی محمد عبد الله بن قتیبة الدینوری: 1695/2، ط. مؤسسة التاریخ العربی - بیروت. وقال خیر الدین الزرکلی فی الأعلام: 280/4، عبد الله بن مسلم بن قتیبة الدینوری: 213 - 276 ه، أبو محمد من أئمة الأدب... ولی قضاء الدینور مدة فنسب إلیها وتوفی ببغداد، من کتبه تأویل مختلف الحدیث و... وکتاب مشکل القرآن وهکذا نسبة الکتاب لعبد الله بن مسلم فی دائرة المعارف: 261/1.

یزیلها عن صورتها فی الکتاب ولا یغیّر معناها نحو قوله (وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ) و(بالبَخَلِ).

الوجه الثانی: أن یکون الاختلاف فی إعراب الکلمة وحرکات بنائها بما یغیّر معناها، ولا یزیلها عن صورتها فی الکتاب نحو قوله تعالی: (وَ ادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) و(بَعْدَ أَمَةٍ).

الوجه الثالث: أن یکون الاختلاف فی حروف الکلمة دون إعرابها بما یغیّر معناها ولا یزیل صورتها نحو قوله: (حَتّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) 1 و(فُرّغَ).

الوجه الرابع: أن یکون الاختلاف فی الکلمة بما یغیّر صورتها فی الکتاب ولا یغیّر معناها، نحو قوله تعالی: (کالصوف المنفوش) و (کَالْعِهْنِ) . (1)

الوجه الخامس: أن یکون الاختلاف فی الکلمة بما یزیل صورتها ومعناها، نحو قوله تعالی: (وطلع منضود) فی موضع (وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ) . (2)

الوجه السادس: أن یکون الاختلاف بالتقدیم والتأخیر، نحو قوله تعالی: (وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) 4 و(وجاءت سکرة الحق بالموت).

الوجه السابع: أن یکون الاختلاف بالزیادة والنقصان، نحو قوله تعالی: (إِنَّ اللّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ) 5 و(إن الغنی الحمید).

ثمّ قال: وکل هذه الحروف کلام الله تعالی، نزل به الروح الأمین علی رسوله علیه السلام ، وذلک أنّه کان یعارضُه فی کل شهر من شهور رمضان بما اجتمع عنده من القرآن، فیحدِثُ الله إلیه من ذلک ما یشاء، وینسخ ما یشاء، وییسّر علی عباده ما یشاء، فکان من

ص:176


1- (2) . القارعة: 5.
2- (3) . الواقعة: 29.

تیسیره: أن أمره بأن یقرئ کل قوم بلغتهم وما جرت علیه عادتهم (1)... .

أقول: وهذه الأوجه التی ذکرها ابن قتیبة لا تختلف فی المضمون عن الأوجه التی قالها أبو الفضل ابن شاذان الرازی (ت 290 ه) قال: الکلام لا یخرج عن سبعة أحرفٍ فی الاختلاف:

الأول: اختلاف الأسماء فی أفراد وتثنیة، وجمع، وتذکیر، وتأنیث، مثاله قوله تعالی: (وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ ) 2 قرئ هکذا: (لأماناتهم) جمعاً وقرئ (لأمانتهم) بالإفراد.

الثانی:اختلاف تصریف الأفعال من ماضٍ ومضارع وأمر. مثاله قوله تعالی (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا) 3 قرئ هکذا بنصب لفظ (رَبَّنا) علی أنّه منادی، وبلفظ (باعِدْ) فعل أمر، وقرئ هکذا (ربُّنا بعَّد) برفع (ربّ) علی أنّه مبتدأ، وبلفظ (بعّد) فعلاً ماضیاً مضعّف العین، جملته خبر.

الثالث: اختلاف وجوه الإعراب، مثاله: قوله تعالی: (وَ لا یُضَارَّ کاتِبٌ وَ لا شَهِیدٌ) 4 ،

قرئ بفتح الراء وضمِّها، فالفتح علی أن (لا) ناهیة، فالفعل مجزوم بعدها، والفتحة الملحوظة فی الراء هی فتحةُ ادغام متماثلین، أمّا الضمّ فعلی أن (لا) نافیة، فالفعل مرفوع بعدها.

الرابع: الاختلاف بالنقص والزیادة، مثاله: قوله تعالی: (وَ ما خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثی ) 5 ، قرئ بهذا اللفظ. وقرئ أیضاً (والذکر والأنثی) بنقص کلمة (وَ ما خَلَقَ) .

ص:177


1- (1) . تأویل مشکل القرآن: 36 - 39.

الخامس: الاختلاف بالتقدیم والتأخیر، مثاله: قوله تعالی: (وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) 1 ، وقرئ: (وجاءت سکرة الحق بالموت).

السادس:الاختلاف بالإبدال، مثاله: قوله تعالی: (وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ کَیْفَ نُنْشِزُها) 2 ، بالزای وقرئ (ننشرها) بالرّاء.

السابع: اختلاف اللغات (اللهجات) کالفتح والترقیق والتفخیم والإظهار والإدغام ونحو ذلک، مثاله: قوله تعالی: (بَلی قادِرِینَ عَلی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ) 3 قرئ بالفتح والإمالة فی لفظ (بَلی ) . (1)

وتابع ابن شاذان الرازی وصاحبه ابن قتیبة کل من الطبری (ت 310 ه)، وأبی بکر الباقلانی القاضی (ت 403 ه)، وابن الجزری، شمس الدین الدمشقی

(ت 833 ه).

قال ابن جریر الطبری:

إنّ القراءة علی الأحرف السبعة یراد بها سبع لغات، أی سبع لغات من لغات العرب المشهورة فی کلمة واحدة، ومعنی واحدٍ أی أوجه من الألفاظ المختلفة فی کلمة واحدة ومعنی واحد نحو: (هلم، وأقبل، وتعال، وعجل، وأسرع، وقصدی،ونحوی).

ثمّ قال: والدلالة علی صحّة ما قلناه - من أنّ معنی قول النبی صلی الله علیه و آله (نزل القرآن علی سبعة أحرف)، إنّما هو أنّه نزل بسبع لغات - أنّهم تماروا فی القرآن فخالف بعضهم بعضاً فی نفس التلاوة دون ما فی ذلک من المعانی، وأنّهم احتکموا فیه إلی النّبی صلی الله علیه و آله فاستقرأ کل رجل منهم. ثمّ صوّب جمیعهم فی قراءتهم علی اختلافها، حتی ارتاب

ص:178


1- (4) . اللوائح والقراءات المتواترة لمحمد الحبش: 39، ومناهل العرفان فی علوم القرآن: 148.

بعضهم لتصویبه إیاهم، فقال صلی الله علیه و آله للذی ارتاب منهم عند تصویبهم جمیعهم: «إنّ الله أمرنی أن أقرأ القرآن علی سبعة أحرف».

فالذی نستخلصه من قول الطبری أنّ مراده من الأحرف السبعة هی الألفاظ دون المعانی، ویستند فی قوله هذا علی ما رووه عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال:

«فمن قرأ منها بحرف فهو کما قرأ...».

أو قوله صلی الله علیه و آله :

«کلها شاف کاف، ما لم یختم آیة عذاب بآیة رحمة، أو آیة رحمة بآیة عذاب کقولک: هلم وتعالی وأقبل...».

وهذا یعنی أنّ الأحرف السبعة منهج فی الإقراء أَذِن به النّبی صلی الله علیه و آله زمناً ثمّ نسخه قبل أن یرحل إلی الرفیق الأعلی، وهکذا فارق النبی أصحابه إلی مثواه الکریم ولیس

بین الناس إلّا حرف واحد، وأنّ هذه القراءات مهما بلغت کثرة إنّما تدور ضمن هذا الحرف الواحد الذی أذِن النّبی صلی الله علیه و آله بالإقراء والروایة به.

وممّا یعزّز قولنا بأنّ مراد الطبری من الأحرف السبعة هی الألفاظ قوله:

...إنّ الأحرف السبعة التی نزل بها القرآن إنّما هی تبدیل کلمة فی موضع کلمة، یختلف الخط بهما، ونقص کلمة، وزیادة أخری، فمنع خط المصحف المجمع علیه مما زاد علی حرف واحد؛ لأنّ الاختلاف عنده لا یقع إلا بتغییر الخط فی رأی العین.

فالقراءات التی فی أیدی الناس الیوم کلّها عند الطبری حرف واحد من الأحرف السبعة التی نصّ علیها النّبی صلی الله علیه و آله وستة الأحرف الباقیة قد سقطت وبطل العمل بها بالإجماع علی خط المصحف المکتوب علی حرف واحد.

وعلیه إنّ مذهب الطبری فی القراءة هی التی بأیدی الناس فلا قراءة الیوم للمسلمین إلا بالحرف الواحد الذی اختاره لهم أمامهم الشفیق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة. (1)

ص:179


1- (1) . تفسیر الطبری: 63/1، الإبانة من معانی القراءات، لمکی بن أبی طالب القیسی: 32 و50.

ص:180

بیان وتعلیق

اشارة

اتضح مما تقدم أنّ الطبری ذهب فی القراءات إلی جواز (تبدیل کلمة فی موضع کلمة یختلف الخط بهما..).

أقول: وأکّد الطبری هذا المعنی ثانیة بما یرویه عن أبی هریرة أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال:

«إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف فاقرأوا ولا حرج، ولا تختموا ذکر رحمة بعذاب، ولا ذکر عذاب برحمة». (1)

وهذا التبنّی فیه من الخطورة ما لا یخفی، حیث الجمیع یعلم أنّ عبد الله بن أبی سرح الذی کان یکتب الوحی لرسول الله صلی الله علیه و آله - لفترة وجیزة - ثمّ ارتدّ مشرکاً، وکان یقول بعد ارتداده:إنّی کنت أصرف محمداً کیف أرید،کان یملی علی (عَزِیزٌ حَکِیمٌ) فأقول: (علیم حکیم) فیقول: نعم کلّه صواب. (2)

وفی تفسیر القمّی بسنده عن أبی بصیر عن

الإمام الصادق علیه السلام قال:

إنّ عبد الله بن سعید ابن أبی سرح أخو عثمان من الرضاعة، أسلم وقدم المدینة، وکان له خطّ حسن، وکان إذا نزل الوحی علی رسول الله صلی الله علیه و آله دعاه، فکتب ما یملیه رسول الله، فکان إذا قال له رسول الله صلی الله علیه و آله : (سَمِیعٌ بَصِیرٌ) . یکتب (سمیع

ص:181


1- (1) . تفسیر الطبری: 45/1.
2- (2) . الاستیعاب، لابن عبد البر: 393/1.

علیم) وإذا قال (وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ) یکتب (بصیر)، ویفرّق بین التاء والیاء وکان رسول الله صلی الله علیه و آله یقول: هو واحد فارتدّ - ابن أبی سرح - کافراً، ورجع إلی مکة، وقال لقریش: والله ما یدری محمد ما یقول، أنا اقول مثل ما یقول فلا ینکر علیّ ذلک فأنا أنزل مثل ما ینزل، فأنزل الله علی نبیه صلی الله علیه و آله فی ذلک: (وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً أَوْ قالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَ لَمْ یُوحَ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللّهُ ) . (1)

فلمّا فتح رسول الله صلی الله علیه و آله مکة أمر بقتل عبد الله بن أبی سرح، ولو کان متعلّقاً بأستارالکعبة. (2)

أقول: کیف نوفّق بین روایة الطبری وهذا الموقف الصارم من النّبی صلی الله علیه و آله إزاء عبد الله ابن أبی سرح، الذی کان یبدّل کلمة مکان أخری، أو حرفاً بدل حرف، حتی أمر بقتله، حفاظاً علی وحدة النصّ القرآنی، وکی لا یذهب کلام ابن أبی سرح فی أوساط الناس أنّه فعلا ًغیّر وبدّل، بل إنّ الله سبحانه قد صان کتابه من التحریف والتبدیل قوله تعالی: (إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ ) 3

إنّه موقف حازم أکّده النبی للأجیال.

فهل نستطیع أن نوفّق بین هذه الصرامة والشدّة من النبی صلی الله علیه و آله وبین التساهل المروی فی حدیث الطبری، عن أبی هریرة، والمنسوب إلی النبی صلی الله علیه و آله ؟!

إذن کیف استساغ الطبری أن یذهب إلی هذا الوهن والضعف من الرأی فتبنّاه وقال: یجوز تبدیل کلمة فی موضع کلمة...؟! إنّه فی غایة السقوط، وهل لمثل ابن جریر أن یکون علی هذا المستوی من الغفلة والبلادة.

فالذی نذهب إلیه ما أکّده الأئمة الهداة، فقال الإمام الصادق علیه السلام :

(اقرأوا کما سمعتم) ، فلا مجال للتصرّف بالنصّ القرآنی، ولا اجتهاد لصحابی أو تابعی أو أی کان

ص:182


1- (1) . الأنعام: 93.
2- (2) . المیسّر فی علوم القرآن: 72، وتفسیر القمی: 198/1.

من البشر، وموقف النّبی صلی الله علیه و آله من عبد الله بن أبی سرح وصرامته المتناهیة فی الشدة تکشف لنا مدی سهر النّبی صلی الله علیه و آله علی سلامة النصّ القرآنی.

هذا هو الرأی الثانی من علماء السلف، ومما یؤید الرأی الأول المتقدم لابن قتیبة، هو رأی مکی بن أبی طالب، حیث نقل نص کلامه، وقال: وإلی هذه الأقسام من معانی السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتیبة، وابن شریح وغیرهما.

روی البخاری فی فضائل القرآن، وفی بدء الخلق باب ذکر الملائکة بسنده، عن ابن عباس، قال:

«إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال: أقرأنی جبرئیل علی حرف، فلم أزل أستزیده، ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف». (1)

وبمثل تقسیم ابن قتیبة جاء تنضید ابن الجزری لیقتفی أثر صاحبه دون أی فارق مع إضافة قالها: «باب المراد بالسبعة لیس حقیقة العدد بل الکثرة والمبالغة من غیر حصر». (2)

أقول: وهذا هو مختار الزرقانی والدکتور صبحی الصالح من المتأخرین.

وروی الحاکم فی المستدرک، عن عبد الله بن مسعود فی شأن اختلافه مع بعض الصحابة فی القراءة، یقول: «فأخبرت النّبی بذلک وکان عنده علی بن أبی طالب، فقال علی: إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله یأمرکم أن تقرؤوا کما عُلِّمتم». (3)

وأخرج البخاری ومسلم، عن عمر بن الخطاب قال: «سمعت هشام بن حکیم یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه و آله ، فاستمعت لقراءته فإذا هو یقرؤها علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه و آله ، فکدت أساوره - أعاجله - فی الصلاة، فانتظرته حتی سلّم، ثمّ لببّته بردائه فقلت: «من أقرأک هذه السورة؟

قال: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه و آله .

ص:183


1- (1) . صحیح البخاری: 184/6 و113/4. وصحیح مسلم: 202/2 فی صلاة المسافرین.
2- (2) . النشر فی القراءات: 26/1.
3- (3) . مستدرک الحاکم: کتاب التفسیر: 224/2.

قلت له: کذبت، فوالله إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله أقرأنی هذه السورة التی سمعتک تقرؤها، فانطلقت أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه و آله .

فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ بسورة الفرقان علی حروف لم تقرأنیها،

وأنت أقرأتنی سورة الفرقان.

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : أرسله یا عمر، إقرأ یا هشام.

فقرأ هذا القراءة التی سمعته یقرؤها، قال رسول الله صلی الله علیه و آله : هکذا أنزلت، ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه و آله : إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». وقد مرّت مصادر هذا النصّ فراجع.

عود علی ذی بدء

1. جاء فی الإتقان للسیوطی؛ فی المسألة الثالثة من النوع السادس عشر ما نصّه:

اختلف فی معنی السبعة أحرف علی نحو أربعین قولاً، وذکر منها ابن حبان خمسة وثلاثین. (1)

وفیه أیضاً فی أواخر النوع السادس عشر: وقد ظنّ کثیر من العوام أنّ المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبیح. (2)

2. روی الحاکم النیسابوری فی مستدرکه، بسند صحیح علی شرط البخاری ومسلم، عن ابن مسعود، عن النّبی صلی الله علیه و آله : «نزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف: زاجراً، وآمراً، وحلالاً، وحراماً، ومحکماً، ومتشابهاً، وأمثالاً، فأحلواحلاله». (3)

ص:184


1- (1) . أقول: وما ذاک الاختلاف إلا لوهن روایتها واضطرابها لفظاً ومعنی. ابن حبان هو أبو حاتم محمد ابن حبان البستی صاحب الصحیح توفی سنة (354 ه).
2- (2) . الاتقان: 49/1.
3- (3) . المستدرک: 739/1، ط. دارالکتب العلمیة، حدیث 2031.

3. روی ابن جریر مرسلاً عن أبی قلابة عن النّبی صلی الله علیه و آله : «أنزل القرآن علی سبعة أحرف: آمر، وزاجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، وقصص، ومثل».

4. وروی ابن جریر والسنجری وابن المنذر وابن الانباری، عن ابن عباس عنه صلی الله علیه و آله أن القرآن علی أربعة أحرف: حلال وحرام... .

5. واسند فی الإبانة عن علی علیه السلام : «أنزل القرآن علی عشرة أحرف: بشیر، ونذیر، وناسخ، ومنسوخ، وعظة، ومثل، ومحکم، ومتشابه، وحلال، وحرام».

6. وفی روایة أحمد بن حنبل، فی حدیث أبی بکرة، أنّ النّبی صلی الله علیه و آله استزاد من جبرائیل فی أحرف القراءة حتی بلغ سبعة أحرف قال - یعنی جبرائیل - : «کلها شاف کاف ما لم تختم آیة عذاب برحمة وآیة رحمة بعذاب».

7. وزاد فی حدیث آخر نحو قولک: تعال، وأقبل، وهلم، واذهب، واسرع، واعجل، وأمهل.

وفی ذلک رووا عن ابن مسعود وأبی بن کعب أنّه کان یقرأ (لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونا) 1 (أمهلونا،

أخرونا، ارقبونا). وقوله تعالی: (کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ) 2 (مرّوا فیه، سعوا فیه).

8. وفی الإتقان أخرج مثله أحمد والطبرانی، عن ابن مسعود، واخرج أبو داود فی سننه، عن أبی عن رسول الله صلی الله علیه و آله إلی قوله حتی بلغ سبعة أحرف، ثمّ قال: «لیس منها إلا شاف کاف، إن قلت (سمیعاً علیماً) أو (عزیزاً حکیما)، ما لم تختم آیة عذاب برحمة أو آیة رحمة بعذاب».

9. فی کنز العمال: إنّ قلت (غَفُوراً رَحِیماً) أو قلت (سمیعاً علیماً) أو (علیماً سمعیاً) فالله کذلک ما لم تختم آیة عذاب برحمة أو رحمة بعذاب.

ص:185

10. قال ابن العربی: «لم یأت فی معنی هذا السبع نص ولا أثر، واختلف الناس فی تعیینها». (1)

11. وذهب بعضهم إلی أنّ المراد من الأحرف: التوسعة علی القارئ ولم یقصد به الحصر. (2)

قال ابن وهب: «سألت مالکاً عن مصحف عثمان فقال لی: ذهب. وأخبرنی مالک قال: اقرأ عبد الله بن مسعود رجلاً: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِیمِ) 3 فجعل الرجل یقول: (طعام الیتیم)، فقال: (طعام الفاجر).

فقلت لمالک: أتری أن یقرأ بذلک؟

قال: نعم، أری أن ذلک واسعاً.

أقول: هذه القراءة وأمثالها لا یقرأ بها أحد الیوم، بل إذا صحّ أن یقال إنّما هی تفسیر وتوضیح للرجل الذی لم یستطع أن ینطق کلمة (لأثیم ) أو لم یتوجّه إلی معناها فذکّره ابن مسعود بکلمة مشابهة لها وهی (الفاجر) أی مشابهة لها فی المعنی. وإلا لا یصحّ قراءتها فی الصلاة، وعلیه أنّ هذه وغیرها من القراءات غیر موجودة بأیدی الناس.

12. قال بعضهم: إنّ الأحرف من المشکل الذی لا یدری معناه. (3)

13. وقیل: إنّ الأحرف السبعة هی القراءات، کما جاء علی لسان بعضهم أن اختلاف القرّاء إنّما هو کلّه فی حرف واحد من الأحرف السبعة التی نزل بها القرآن، وهو الحرف الذی کتب عثمان علیه المصحف. (4)

ص:186


1- (1) . البرهان للزرکشی: 152/1.
2- (2) . المصدر.
3- (4) . قاله أبو جعفر محمد بن سعدان الأشعری.
4- (5) . تفسیر الطبری: 57/1.

14. حکی ابن عبد البر - صاحب الاستیعاب - عن بعض المتأخرین أنّه قال تدبّرت وجوه الاختلاف فی القرآن فوجدتها سبعة:

أ) منها ما تتغیّر حرکته ولا یزول معناه ولا صورته مثل: (هُنَّ أَطْهَرُ لَکُمْ) 1 ، و(أطهَرَ لَکُم). (وَ یَضِیقُ صَدْرِی) 2 ، (ویضیقَ صَدری). بفتح أطهر ویضیق.

قرأ عامة القرّاء (اطهرُ) بالرفع، وقرأ الحسن وعیسی بن عمر

بالنصب علی الحال. (1)

وقرأ یعقوب بنصب القاف من(َیَضِیقُ)، وقرأ الباقی بالرفع علی الاستئناف. (2)

ب) ومنها ما یتغیّر معناه ویزول بالإعراب، ولا تتغیّر صورته، کقوله تعالی: (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا) 5 ، قراءة یعقوب (ورَبَّنا بَعِد بین أسفارِنا) قراءة القراء. (3)

ج) ومنها ما یتغیّر معناه باختلاف الحروف ولا تتغیّر صورته، کقوله تعالی: (کَیْفَ نُنْشِزُها) 7 قراءة عاصم، وعبد الله بن عامر، وحمزة والکسائی وخلف، (بالزای) من النشز وهو الارتفاع. وقرأ الباقون بالراء المهملة، من انشر الله الموتی أحیاهم (4).

د) ومنها ما تتغیّر صورته ولا یتغیّر معناه، کقوله تعالی: (کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) 9 (والصوف المنفوش).

ه) ومنها ما تتغیّر صورته ومعناه، کقوله تعالی: (وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ) (وطلع منضود).

ص:187


1- (3) . تفسیر القرطبی: 76/9.
2- (4) . إتحاف فضلاء البشر: 331.
3- (6) . إتحاف فضلاء البشر: 359.
4- (8) . إتحاف فضلاء البشر: 192.

و) ومنها بالتقدیم والتأخیر، کقوله تعالی: (وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) 1 (وسکرة الحق بالموت).

ز) ومنها الزیادة والنقصان، کقوله تعالی: (حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی ) . (1) (وصلاة العصر).

وقوله تعالی: (تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً) 3 قرأ ابن مسعود نعجة انثی.

وقوله تعالی: (وَ أَمَّا الْغُلامُ فَکانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَیْنِ ) . (2)

قرأ بعضهم: (وأما الغلام فکان کافراً).

أقول: هذا التأویل فی الأوجه السبعة قد اختاره بعضهم، وقال فیه هو المختار، ثمّ لا یخفی علیک أنّ ما أورده ابن عبد البر فی معنی الأوجه السبعة إنّما هی نفسها - الأوجه - التی ذکرها ابن قتیبة ومن قبله أبو الفضل الرازی دون أی اختلاف یذکر.

15. وقال فریق: إنّ المراد من الأحرف: سبع لغات لسبع قبائل من العرب، أی نزل علی سبع لغات متفرقة فی القرآن، فبعضه نزل بلغة قریش، وبعضه بلغة هذیل، وبعضه بلغة تمیم، وبعضه بلغة أزد وربیعة، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بکر.. ذهب إلی ذلک

أبو عبید القاسم بن سلاّم وأحمد بن یحیی ثعلب، وحکاه ابن درید (ت 321 ه) عن أبی حاتم السجستانی (ت 255 ه) والقاضی أبی بکر. (3)

وهو المحکی عن ابن قتیبة أیضاً، قال: (وقد تدبّرت وجوه الخلاف فی القراءات فوجدتها سبعة أوجه:

ص:188


1- (2) . البقرة: 238.
2- (4) . الکهف: 80.
3- (5) . البرهان: 155/1.

أوّلها: الاختلاف فی إعراب الکلمة أو فی حرکة بنائها بما یزیلها عن صورتها فی الکتاب ولا یغیّر معناها، ثمّ ذکر الوجوه الستة الأخری، وقد ذکرناها فی صدرالموضوع.

ویذهب إلی هذا المعنی عدة من الباحثین (1) منهم الزرقانی والدکتور صبحی الصالح.

ووافق ابنَ قتیبة الأستاذُ إبراهیم أنیس، إذ صرّح فی کتابه اللهجات العربیة إلی أنّ المراد بالأحرف اللغات، وهو رأی أبی حاتم السجستانی أیضاً وأبی شامة. (2)

16. وفریق - منهم أبو عبد الله الزنجانی - یقول: إنّ المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من المعانی، وهذا هو رأی الطبری محمد بن جریر.

17. ثمّ فریق آخر یرجع السبعة أحرف إلی الحرکة الأعرابیة لبعض الکلمات، مثل

قوله: (أُفٍّ لَکُمْ) 3 قالوا: هذه علی سبعة أوجه: بالنصب، والجر، والرفع، وکلّ وجه: التنوین وغیره، وسابعها الجزم.

قال الطحاوی: «أنّ ذلک کان فی وقت خاص لضرورة إلیه؛ لأنّ کل ذی لغة کان یشقّ علیه أن یتحول عن لغته، ثمّ لمّا کثر الناس والکتّاب ارتفعت تلک الضرورة فارتفع حکم الأحرف السبعة، وعاد ما یقرأ به إلی حرف واحد». (3)

18. وقیل: إنّ المراد بالأحرف هو علمُ القرآن، ویشتمل علی سبعة أشیاء:

- علم الاثبات والإیجاد، کقوله تعالی: (إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) . (4)

- علم التنزیه، کقوله تعالی: (أَ فَمَنْ یَخْلُقُ کَمَنْ لا یَخْلُقُ) . (5)

ص:189


1- (1) . تأویل مشکل القرآن: 28.
2- (2) . اللهجات العربیة: 38.
3- (4) . البرهان للزرکشی: 160/1.
4- (5) . آل عمران: 190.
5- (6) . النحل: 17.

وکقوله: (لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ) . (1)

- وعلم صفات الذات، کقوله تعالی: (وَ لِلّهِ الْعِزَّةُ) 2 ، وکقوله: (الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ) 3 .

- وعلم صفات الفعل، کقوله تعالی: (وَ اعْبُدُوا اللّهَ) 4 ، وکقوله: (وَ اتَّقُوا اللّهَ) 5 ، وکقوله: (لا تَأْکُلُوا الرِّبَوا) 6 .

وقوله: (نَبِّئْ عِبادِی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِیمُ* وَ أَنَّ عَذابِی هُوَ الْعَذابُ الْأَلِیمُ ) . (2)

- وعلم الحشر والحساب، کقوله تعالی: (إِنَّ السّاعَةَ لَآتِیَةٌ ) . (3)

وقوله: (اقْرَأْ کِتابَکَ کَفی بِنَفْسِکَ الْیَوْمَ عَلَیْکَ حَسِیباً) . (4)

- وعلم النبوّات، کقوله تعالی: (رُسُلاً مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ) . (5)

- والإمامات، کقوله تعالی: (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ ) . (6)

أقول: وهذا ما نقله الزرکشی فی کتابه. (7)

ص:190


1- (1) . الشوری: 11.
2- (7) . الحجر: 49 - 50.
3- (8) . غافر: 59.
4- (9) . الإسراء: 14.
5- (10) . النساء: 165.
6- (11) . النساء: 59.
7- (12) . البرهان: 160/1.

19. إنّ المراد بالأحرف سبعة أشیاء: المطلق، والمقید، والعام، والخاص، والمؤوّل،والناسخ، والمنسوخ، والمجمل، والمفسّر، والاستثناء وأقسامه. وهذا المعنی حکاه أبو المعالی.

20. ما حکاه القرّاء: إنّ المراد بالأحرف طریق التلاوة وکیفیة النطق بها: من إظهار، وإدغام، وتفخیم، وترقیق، وإمالة، وأشباع، ومدّ وقصر، وتخفیف وتلیین، وتشدید.

21. ما حکاه بعض النحاة، إنّ المراد بالأحرف: التذکیر والتأنیث، الشرط والجزاء، التصریف والإعراب، الأقسام وجوابها، الجمع والتفریق، التصغیر والتعظیم، اختلاف الأدوات مما یختلف فیها المعنی ما لا یختلف فی الأداء واللفظ جمیعاً.

22. ما حکاه بعض أهل اللغة، أنّ المراد بالأحرف: الحذف والصلة، التقدیم

والتأخیر، القلب والاستعادة، التکرار، الکنایة، الحقیقة والمجاز، المجمل والمفسّر، الظاهر، الغریب.

23. ما حکاه بعض الصوفیة من أنّ المراد بالأحرف هو ما یشتمل علی سبعة أنواع من المبادلات والمعاملات وهی: الزهد والقناعة مع الیقین، الحزم والخدمة مع الحیاء، الکرم والفتوة مع الفقر، المجاهدة والمراقبة مع الخوف، الرجاء والتضرّع والاستغفار مع الرضا، الشکر والصبر مع المحاسبة والمحبة، الشوق مع المشاهدة.

24. إنّ المراد بالأحرف عادات نشأت علیها بعض العرب من: إمالة، وهمز، وتلین، ومدّ...؛ إذ لو کلّف کل فریق منهم ترک لغته، والعدول عن عادةٍ نشأً علیها لشقّ علی ذلک الفریق.

أقول: أغلب هذه الأقوال ذکرها السیوطی فی الإتقان فی النوع السادس عشر، حیث نقل خمساً وثلاثین قولاً ونسبها لابن حبّان ونصّ عبارته:

وقال ابن حجر ذکر القرطبی عن ابن حبّان إنّه بلغ الاختلاف فی معنی الأحرف السبعة إلی خمسة وثلاثین قولاً، ولم یذکر القرطبی سوی خمسة، ولم أقف علی

ص:191

کلام ابن حبّان فی هذا بعد تتبعی مظانه، قلت حکاه ابن النقیب فی مقدمة تفسیره عنه بواسطة الشرف المزنی المرسی، فقال: قال ابن حبّان: اختلف أهل العلم فی معنی الأحرف السبعة علی خمسة وثلاثین... . (1)

قال المرسی:

هذه الوجوه أکثرها متداخلة ولا أدری مستندها، ولا عمّن نقلت، ولا أدری لم خصّ کل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذکر مع إنّ کلّها موجودة فی

القرآن، فلا أدری معنی التخصص، ومنها أشیاء لا أفهم معناها علی الحقیقة، وأکثرها معارضة حدیث عمر وهشام بن حکیم... . (2)

ص:192


1- (1) . الاتقان: 48/1.
2- (2) . المصدر.

الفصل السابع: آراء بعض المعاصرین

اشارة

ص:193

ص:194

آراء بعض المعاصرین

دعنا نتابع آراء الآخرین فیمن بحث أو کتب فی الأحرف السبعة من المعاصرین.

قال عبد الصبور شاهین:

فالذی نرجّحه فی معنی الأحرف السبعة ما یشمل اختلاف اللهجات، وتباین مستویات الأداء، الناشئة عن اختلاف الألسن وتفاوت التعلیم، وکذلک ما یشمل اختلاف بعض الألفاظ، وترتیب الجمل بما لا یتغیّر به المعنی المراد.

وإذا کانت الأحادیث الواردة فی الباب لم تحدد تحدیداً قاطعاً المراد بها، وبتخصیص العدد بسبعة، فلیس لنا أن نحدس بهذا المراد... . (1)

وأما الدکتور صبحی الصالح فیذهب فی تفسیر الأحرف السبعة إلی ما ذهب إلیه أبو الفضل الرازی (ت 290) وقد مر ذکره.

جریدة الأقوال فی تعیین السبعة

فقیل: زجر وأمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال. حکاه ابن حبّان

عن بعض العلماء، وحکی السیوطی عن بعضهم مثله، إلا أنه استبدل بالزجر النهی.

وقیل: حلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال وإنشاء وإخبار.

ص:195


1- (1) . تاریخ القرآن، للدکتور شاهین: 43، دار القلم 1966.

وقیل: ناسخ ومنسوخ وخاص وعام ومجمل ومبین ومفسر.

وقیل: أمر ونهی وطلب ودعاء وخبر واستخبار وزجر.

وقیل: وعد ووعید ومطلق ومقید وتفسیر وإعراب وتأویل. وهذه الأقوال الأربعة الأخیرة حکاها ابن الجزری فی النشر.

وقیل: المطلق والمقید، والعام والخاص، والنصّ والمؤول، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصّل، والاستثناء، والأقسام. حکاه شیذلة عن الفقهاء.

وقیل: الحذف والصلة والتقدیم والتأخیر، والاستعارة والتکرار والکنایة والحقیقة والمجاز، والمجمل والمفصّل، والظاهر والغریب. حکاه شیذلة عن أهل اللغة.

وقیل: التذکیر والتأنیث، والشرط والجزاء، والتصریف والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع والإفراد، والتصغیر والتعظیم، واختلاف الأدوات. حکاه عن النحاة.

وقیل: سبعة أنواع من المعاملات: الزهد، والقناعة مع الیقین والجزم، والخدمة مع الحیاء، والکرم والفتوة مع الفقر، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء، والتذرع والاستغفار مع الرضا، والشکر والصبر مع المحاسبة، والمحبة والشوق مع المشاهدة. حکاه عن الصوفیة.

وقیل: سبعة علوم: علم الإنشاء والإیجاد، وعلم التوحید والتنزیه، وعلم صفات الذات، وعلم صفات الفعل، وعلم صفات العفو والعذاب، وعلم الحشر والحساب،

وعلم النبوات.

وحکی ابن حبّان أقوالاً ونقلها عنه السیوطی فی الإتقان ما یلی:

قیل: حلال وحرام وأمر ونهی وزجر وخبر ما هو کائن بعده وأمثال.

وقیل: وعد ووعید وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج.

وقیل: أمر ونهی وبشارة ونذارة وأخبار وأمثال.

وقیل: محکم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخصوص وعموم وقصص.

ص:196

وقیل: أمر وزجر وترغیب وترهیب وجدل وقصص ومثل.

وقیل: أمر ونهی وحد وعلم وسر وظهر وبطن.

وقیل: ناسخ ومنسوخ ووعد ووعید ورغم وتأدیب وإنذار.

وقیل: حلال وحرام وافتتاح وأخبار وفضائل وعقوبات.

وقیل: أوامر وزواجر وأمثال وأنباء وعتب ووعظ وقصص.

وقیل: حلال وحرام وأمثال ومنصوص وقصص وإباحات.

وقیل: ظهر وبطن وفرض وندب وخصوص وعموم وأمثال.

وقیل: أمر ونهی ووعد ووعید وإباحة وإرشاد واعتبار.

وقیل: مقدم ومؤخر وفرائض وحدود ومواعظ ومتشابه وأمثال.

وقیل: مقیس ومجمل ومقضی وندب وحتم وأمثال.

وقیل: أمر حتم، وأمر ندب، ونهی حتم، ونهی ندب وأخبار وإباحات.

وقیل: أمر فرض ونهی حتم وأمر ندب ونهی مرشد ووعد ووعید وقصص.

وقیل: سبع جهات لا یتعدّاها الکلام: لفظ خاص أرید به الخاص، ولفظ عام أرید به العام، ولفظ عام أرید به الخاص، ولفظ خاص أرید به العام، ولفظ یستغنی بتنزیله عن تأویله، ولفظ لا یعلم فقهه إلا العلماء، ولفظ لا یعلم معناه إلا الراسخون.

وقیل: إظهار الربوبیة وإثبات الوحدانیة وتعظیم الألوهیة والتعبد لله، ومجانبة الإشراک، والترغیب فی الثواب، والترهیب من العقاب.

وقیل: تصریف ومصادر وعروض وغریب وسجع ولغات مختلفة کلها فی شیء واحد.

وقیل: هی آیة فی صفات الذات، وآیة تفسیرها فی آیة أخری، وآیة بیانها فی السنة الصحیحة، وآیة فی قصة الأنبیاء والرسل، وآیة فی خلق الأشیاء، وآیة فی وصف الجنة، وآیة فی وصف النار.

وقیل: آیة فی وصف الصانع، وآیة فی إثبات الوحدانیة له، وآیة فی إثبات

ص:197

صفاته،وآیة فی إثبات رسله، وآیة فی إثبات کتبه، وآیة فی إثبات الإسلام، وآیة فی نفی الکفر.

وقیل: سبع جهات من صفات الذات التی لا یقع علیها التکییف.

وقیل: الإیمان بالله، ومجانبة الشرک وإثبات الأوامر ومجانبة الزواجر والثبات علی الإیمان وتحریم ما حرم الله وطاعة رسوله.

ثمّ هذه الأقوال کلها، لم تنسب لأحد من أهل العلم معین، ولم یذکر لها مستند إلا القول الأول منها، فقد استدل قائلوه بما أخرجه الحاکم والبیهقی وغیرهما عن ابن مسعود، عن النّبی صلی الله علیه و آله ، قال: «کان الکتاب الأول ینزل من باب واحد وعلی حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف، زاجر وآمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال...» الحدیث. وبما أخرجه الطبرانی من حدیث عمر بن أبی سلمة المخزومی، أنّ النّبی صلی الله علیه و آله قال لابن مسعود:

«إنّ الکتب کانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب علی سبعة أحرف حلال وحرام ومحکم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر..» الحدیث.

ویناقش هذا الاستدلال بأنّه معارض بالأحادیث الصحیحة الکثیرة التی یدلّ سیاقها علی أنّ المراد بالأحرف أنّ الکلمة تقرأ علی وجهین وثلاثة إلی سبعة تیسیراً وتهویناً. والشیء الواحد لا یکون حلالاً وحراماً فی آیة واحدة.

قال ابن أبی عمران:

تأویل الأحرف بالأصناف عندی فاسد؛ لأنّ الحرف الذی أمر جبریل النّبی صلی الله علیه و آله أن یقرأ علیه محال أن یکون حراماً لا ما سواه. أو یکون حلالاً لا ما سواه؛ لأنّه لا یحتمل أن یقرأ القرآن علی أنّه حرام کله ولا أنّه حلال کله.

وقال ابن عطیة:

هذا القول ضعیف؛ لأنّ الإجماع علی أنّ التوسعة لم تقع فی تحریم حلال ولا تحلیل حرام، ولا فی تغییر شیء من المعانی المذکورة.

ص:198

وقال الماوردی:

هذا القول خطأ؛ لأنّه صلی الله علیه و آله أشار إلی جواز القراءة بکل واحد من الحروف، وإبدال حرف بحرف، وقد أجمع المسلمون علی تحریم إبدال آیة أمثال بآیة أحکام.

وقال ابن جریر:

معلوم أنّ تماریهم - یعنی الصحابة - فیما تماروا فیه لو کان تماریاً واختلافاً فیما دلّت علیه تلاواتهم من التحلیل والتحریم والوعد والوعید وما أشبه ذلک لکان مستحیلاً أن یصوب جمیعهم صلی الله علیه و آله ، وأمر کل قارئ منهم أن یلزم قراءته فی ذلک علی النحو الذی هو علیه؛ لأنّ ذلک لو جاز أن یکون صحیحاً وجب أن یکون الله جلّ ثناؤه قد أمر بفعل شیء بعینه، وفرضه فی تلاوة من دلت تلاوته علی فرضه، ونهی عن فعل ذلک الشیء بعینه وزجر عنه فی تلاوة علی النهی والزجر عنه، وأباح وأطلق فعل ذلک الشیء بعینه، وجعل لمن شاء من عباده أن یفعله - فعله -

ولمن شاء منهم أن یترکه - ترکه - فی تلاوة من دلت تلاوته علی التخییر، وذلک من قائله - إن قاله - إثبات ما قد نفی الله جل ثناؤه عن تنزیله وحکم کتابه، فقال: (أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ کانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلافاً کَثِیراً) 1 ، وفی نفی الله جلّ ثناؤه ذلک عن حکم کتابه أوضح الدلیل علی أنّه لم ینزل کتابه علی لسان محمد صلی الله علیه و آله إلا بحکم واحد متّفق فی جمیع خلقه، لا بأحکام فیهم مختلفة؛ وفی صحة کون ذلک کذلک ما یبطل دعوی من ادّعی أنّ الأحرف هی المعانی فی تأویل قول النّبی صلی الله علیه و آله أنزل القرآن علی سبعة أحرف للذین تخاصموا إلیه عند اختلافهم فی قراءتهم؛ لأنّه صلی الله علیه و آله قد أمر جمیعهم بالثبوت علی قراءته، ورضی قراءة کل قارئ منهم علی خلافها قراءة خصومه ومنازعیه فیها، وصوبها، ولو کان ذلک منه تصویباً فیما اختلفت فیه المعانی، وکان قوله صلی الله علیه و آله : «أنزل القرآن علی سبعة أحرف» إعلاماً منه لهم أنّه نزل بسبعة أوجه مختلفة وسبعة معان مفترقة، کان ذلک إثباتاً لما قد نفی الله عن کتابه من الاختلاف، ونفیاً لما قد وجب لهم من الائتلاف؛ مع أنّ فی قیام الحجة بأنّ النّبی صلی الله علیه و آله لم یقض فی شیء واحد فی وقت واحد بحکمین مختلفین؛ ولا أذن بذلک لأمّته، ما یغنی عن الإکثار فی الدلالة، علی أنّ ذلک منفی عن کتاب الله.

ص:199

وبهذا یعلم أنّ الحدیث المذکور مردود إن لم یمکن الجمع بینه وبین الأحادیث الکثیرة الصحیحة. وقد جمع بینهما العلماء بأوجه فقال البیهقی: «المراد بالسبعة؛ وإنّما توهّم ذلک من توهّمه من جهة الاتفاق فی العدد؛ ویؤّیده أنّه جاء فی بعض طرقه: زاجراً وآمراً... ، بالنصب: أی نزل علی هذه الصفة من الأبواب السبعة.

وقال أبو شامة:

یحتمل أن یکون التفسیر المذکور للأبواب لا للأحرف، أی هی سبعة أبواب من أبواب الکلام وأقسامه، وأنزله الله علی هذه الأصناف لم یقتصر منها علی صنف واحد کغیره من الکتب.

وقال ابن جریر:

وأمّا معنی قوله صلی الله علیه و آله : إنّ الکتاب الأول نزل من باب واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب فإنّه صلی الله علیه و آله عنی بقوله: نزل الکتاب الأول من باب واحد، والله أعلم: ما نزل

من کتب الله علی من أنزله من أنبیائه خالیاً من الحدود والأحکام والحلال والحرام، کزبور داود إنّما هو تذکیر ومواعظ، وإنجیل عیسی الذی هو تمجید ومحامد وحضّ علی الصفح والإعراض دون غیرها من الأحکام والشرائع، وما اشبه ذلک من الکتب التی نزلت ببعض المعانی السبعة التی یحوی جمیعها کتابنا الذی خصّ الله به نبیناً محمداً صلی الله علیه و آله وأمّته. فلم یکن المتعبّدون بإقامته یجدون لرضا الله (تعالی ذکره) مطلباً ینالون به الجنّة ویستوجبون منه القربة إلّا من الوجه الواحد الذی أنزل به کتابهم، وذلک هو الباب الواحد من أبواب الجنّة الذی نزل منه ذلک، وخصّ الله نبیناً محمداً صلی الله علیه و آله وأمّته بأن أنزل علیهم کتابه علی أوجه سبعة، من الوجوه التی ینالون بها رضوان الله، ویدرکون بها الفوز بالجنّة إذا أقاموها، فلکلّ وجه من أوجهه السبعة باب من أبواب الجنّة الذی نزل منه القرآن؛ لأنّ العامل بکل وجه من أوجهه السبعة، عامل فی باب من أبواب الجنّة، وطالب من قبله الفوز بها، والعمل بما أمر الله (جل ذکره) فی کتابه، باب من أبواب الجنة، وترک ما نهی الله عنه فیه، باب آخر ثان من أبوابها، وتحلیل ما أحل الله فیه، باب ثالث من أبوابها، وتحریم ما حرم الله فیه؛ باب رابع من أبوابها، والإیمان بحکمه المبین، باب خامس من أبوابها، والتسلیم لمتشابهه الذی استأثر الله بعلمه وحجب علمه عن خلقه والإقرار بأن کل ذلک من عند ربه؛ باب سادس من أبوابها، والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بعظاته، باب سابع من أبوابها.

ص:200

فجمیع ما فی القرآن من حروفه السبعة، وأبوابه السبعة التی نزل منها، جعله الله لعباده إلی رضوانه هادیاً، ولهم إلی الجنة قائداً، فذلک معنی قوله صلی الله علیه و آله : نزل القرآن من سبعة أبواب الجنة.

وقال الحافظ ابن حجر:

وممّا یوضح أنّ قوله: (زاجر وآمر...) لیس تفسیراً للأحرف السبعة، ما وقع فی مسلم من طریق یونس عن ابن شهاب عقب حدیث ابن عباس قال ابن شهاب: بلغنی أنّ تلک الأحرف السبعة إنّما هی فی الأمر الذی یکون واحداً لا یختلف فی حلال ولا حرام.

وحاصل هذه الآراء الجمع بأحد أوجه ثلاثة ذکرها ابن الجزری

فی النشر فقال: بعد الاستشکال بحدیث الطبرانی السابق ما نصه:

فالجواب عنه من ثلاثة أوجه:

أحدها: أنّ هذه السبعة غیر السبعة الأحرف التی ذکرها النّبی صلی الله علیه و آله فی تلک الأحادیث، وذلک من حیث فسّرها فی هذا الحدیث فقال: «حلال وحرام...»، وأمربإحلال حلاله وتحریم حرامه... ، ثمّ أکّد ذلک بالأمر بقوله: (آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) 1 فدلّ علی أنّ هذه غیر تلک القراءات.

الثانی: أنّ السبعة الأحرف فی هذا الحدیث هی هذه المذکورة فی الأحادیث الأخری التی هی الأوجه والقراءات ویکون قوله: «حلال وحرام...»: تفسیراً للسبعة الأبواب... والله أعلم.

الثالث: أن یکون قوله: «وحلال وحرام...» لا تعلّق له بالسبعة الأحرف،ولابالسبعة الأبواب، بل إخبار عن القرآن: أی هو کذا وکذا، واتّفق کونه بصفات سبع کذلک.

والمتأمّل فی هذه الأجوبة یری أنّ الجواب الأول والثانی منها لا یصحّان؛ لأنّهما یقتضیان أنّ الکتب الأخری أنزلت علی نوع واحد من الحلال والحرام... .

ص:201

وهذا مخالف للواقع، فإنّ التوراة فیها حلال وحرام، وأمر وزجر وأمثال، وغیرها، الّلهم إلّا أن یقال: إنّ المراد بالکتاب الأول بعض الکتب الأولی کالزبور لا کلها، کما تقدّم فی کلام ابن جریر، لکن هذا بعید عن ظاهر الخبر، فالأقرب أن یراد بالأحرف والأبواب القراءات وأن یکون قوله: «حلال وحرام..»، استئناف کلام کما هو الجواب الثالث.

علی أنّ الحدیث المرفوع المروی عن ابن مسعود

منقطع کما تقدّم، وقد روی موقوفاً علیه، ولا حجّة فی الموقوف خصوصاً إذا عارض المرفوع الصحیح. وبهذا یعلم أنّ تفسیر الأحرف السبعة بالأصناف لا یصح. (1)

تساؤلات فی القراءة علی النّبی صلی الله علیه و آله

قیل أنّ النّبی أقرأ الناسَ بلفظین أو بمجموعة ألفاظ مختلفة مثل: (هلّم، تعال، أقبل،إلیّ...).

هذا مدّعی بعضهم، وقد ذکروا فیه روایات عدیدة نسبوها إلی النّبی صلی الله علیه و آله ، إلا أنّ الناقد البصیر سیتضح له أنّ هذا المدّعی یشکّل قضیة خطیرة تمسّ سلامة النصّ القرآنی، وتترتب علیه أمور منها:

الأمر الأول: فسح المجال إلی القائلین بنظریة القراءة بالمعنی، وهذه النظریة إذا قلنا بها سوف تجعل القرآن أداة لذوی الأهواء والبدع لیغیّروا ویبدّلوا کما یحلو لهم، وبالتالی سیؤدّی إلی غیاب النصّ القرآنی کما أنزل، والإتکال علی رغبات الناس وأذواقهم.. فأی قدسیة بعد هذا للکتاب العزیز؟!

لقد أراد عبد الصبور شاهین أن یعتذر لأصحاب النظریة، فقال: وجاءت الوفود تتری ممثّلة لمختلف الألسنة واللهجات.. کذلک کانت أعمار المؤمنین تتفاوت،

ص:202


1- (1) . رسالة عبد التواب عبد الجلیل: معنی الأحرف السبعة (46 - 52).

وأکثرهم من الکبار الذین فاتهم عهد التعلّم والحفظ، فأصبح من العسیر أن یداوموا علی استظهار القرآن. (1)

وهذا القول یردّ من عدة وجوه:

أولاً: إنّ الوفود التی جاءت إلی النّبی صلی الله علیه و آله لتعلن إسلامها علی ید النّبی صلی الله علیه و آله کلّها کانت عربیة، ولسانها کان واحداً، ولغتهم واحدة وهی العربیة، فلا هنود ولا فُرس ولا قبط ولا نبط، بل کلّهم ینحدرون من لغة إسماعیل وهی اللغة العربیة.

ثانیاً: لیس هناک فوارق بین اللهجات العربیة سواء کان بین عرب الشمال أو عرب الجنوب، علماً إنّ الذین بایعوا النّبی صلی الله علیه و آله فی بدء الأمر کانوا من عرب الشمال(الحجاز).

ثالثاً: إنّ کیان العرب فی العصر الجاهلی کان مبنیّا علی الحفظ والاستظهار، وأغلب الناس کانوا یفتقرون إلی الکتاب والقراءة، فما هو دخل الأعمار وکِبر السن فی استظهار القرآن إذا ما علمنا أنّ الشعر کان دیوان العرب، وقد حفظه الکبار والصغار، من الرجال والنساء، فهو سجلّهم التاریخی والحضاری الذی یعتزّون به، ویتنافسون علی حفظه.

رابعاً: متی کانت معاهد التعلیم والمدارس موجودة فی الجزیرة العربیة - فی العصر الجاهلی وصدر الإسلام - حتی تفوت الفرصة علی أولئک الکبار من الناس الذین دخلوا الإسلام فی أول العهد المدنی؟!

خامساً: ما هی الإمکانیات التی یحسبها الدکتور عبد الصبور والتی یحتاجها العهد المدنی فی تبلیغ الدعوة إلی الله

سبحانه، فهل قِلّة الإمکانیات المادیة تعیق الرجل من النطق الصحیح؟! أم الحالة البدویة هی السبب فی عدم فصاحة العربی؟! أم قلة الأجهزة

ص:203


1- (1) . تاریخ القرآن: 40، معهد الدراسات الإسلامیة، 1991 م.

ووسائل الإعلام الدعائیة کالتی هی عندنا الیوم...؟!

أقول: کل ذلک لم یکن عائقاً فی التلقّی من النّبی الأکرم صلی الله علیه و آله ، ولم یکن سبباً لاختلاف ألسِنة الناس إذا کان هناک اختلاف.

بل إنّ الدعوة إلی الإسلام ما کانت تحتاج إلی کل ذلک التعقید الذی یتصوّره بعضهم، وإنّما کان النّبی صلی الله علیه و آله یدعو الآخرین إلی الإسلام بأسلوبه وخلقه وحکمته وحنکته مع التسدید الربّانی له.

ثمّ کان صلی الله علیه و آله یکتفی من المرء بقوله الشهادتین، وبعدها یعلّمه بعض الأحکام من العبادات والسنن، ثمّ یبعثه إلی قومه لیبلّغهم هذه الرسالة، ویدعوهم إلی هذا الدین الحنیف.

ورد فی عدة نصوص من الأخبار والروایات أنّ بعض المسلمین قبل أن یذهبوا إلی قومهم کانوا یأتون إلی النّبی فیقرأون علیه، فیقرّهم مرّة، ویحسّنهم أخری، ویصوّبهم ثالثة.. فما صدرت منه صلی الله علیه و آله من الکلمات هی: أحسنت...، أصبت...، هکذا نزلت... .

وبالتالی نسأل: هل کل وجه من الوجوه المقروءة علیه کانت صادرة منه صلی الله علیه و آله ؟!

علی هذا یمکن تصویر المسألة علی النحو التالی:

1. إنّ کل ما قُرئ علی النّبی صلی الله علیه و آله واحد لیس فیه اختلاف.

2. بعض ما قرئ علیه فیه اختلاف من حیث الوصل والفصل، والإدغام والتشدید واللین، والقصر والمد.

3. بعض ما قرئ علیه صلی الله علیه و آله فیه زیادة حرف أو نقیصة حرف.

4. بعض ما قرئ علیه صلی الله علیه و آله فیه إختلاف فی النطق، أی تعذّر نطق بعض الحروف من مخارجها.

5. بعض ما قرئ علیه صلی الله علیه و آله فیه تبدیل کلمة بأخری.

6. بعض ما قرئ علیه فیه تقدیم کلمة أو تأخیرها.

إذا أدرکنا هذه التقسیمات سیتّضح لنا جواب السؤال المتقدّم من خلال أمور منها:

ص:204

إنّ الوجوه المقروءة علی النّبی لا یمکن أن تکون کلها واحدة ومتّحدة، هذا طرف الجواب، والطرف الآخر لا یعقل لصاحب الرسالة أن یصوّب کل تلک القراءات والتی فیها قطعاً ما هو لیس بقرآن.

وعلیه لابدّ أن یذعن الباحث للواقع المنطقی، هو أنّ النّبی صلی الله علیه و آله قرأ النصّ علی قراءة واحدة کما یریدها الله سبحانه منه. هذا هو الأمر الأوّل.

الأمر الثانی: أنّ المدّعی المتقدم یؤدّی إلی القول بتحریف القرآن، وهذا لا ینسجم مع قوله تعالی: (إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ) . (1)

الأمر الثالث: أنّ المدّعی المتقدم سوف یقضی علی الحسّ البلاغی للنصّ القرآنی، فی الوقت الذی نزل القرآن لیتحدّی لغة العرب بکلّ ما فیها من بلاغة وفصاحة.

الأمر الرابع: أنّ هذا المدّعی فی الواقع ینسب إلی ابن مسعود ولیس للنّبی صلی الله علیه و آله . (2)

وقبل أن ننهی هذا الفصل أقول:

إنّ هناک علاقة وثیقة بین موضوع جمع القرآن والأحرف السبعة.

کما أنّ هناک علاقة بین جمع القرآن وموضوع القراءات.

ففی روایات طائفة من أتباع أهل السنة والجماعة نقرأ العدید منها مؤکّدة علی أنّ القرآن لم یکن مجموعاً کلّه فی کتاب واحد فی زمن النّبی صلی الله علیه و آله ، بل کان موزّعاً سوراً وآیات عند الکثیر من الصحابة من قرّاء وحفّاظ، وهو مکتوب علی العسب والرقاق

ص:205


1- (1) . الحجر: 9.
2- (2) . جاء فی کتاب النهایة: «نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها کاف شاف». أراد بالحروف اللغة، یعنی علی سبع لغات من لغات العرب، أی أنّها متفرقة فی القرآن، فبعضه بلغة قریش، وبعضه بلغة هذیل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة الیمن، ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه. ثم ابن مسعود یقول: «إنّی سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربین فاقرؤوا کما علّمتم إنّما هو کقول أحدکم: هلم وتعال وأقبل وفیه أقوال غیر ذلک وهذا أحسنها».

واللخاف والأکتاف والخشب وجرید النخل وغیر ذلک. هذا ما ورد عن زید بن ثابت. (1)

ولمّا لم یکن القرآن مجموعاً علی عهد النبی - کما یزعم القوم - وأنّ عرب الشمال یختلفون عن عرب الجنوب ولهجاتهم متباینة، فقد أشاروا إلی أنّ النّبی طلب من جبرئیل أن یجعل القراءة غیر منحصرة فی وجه واحد... .

والذی نذهب الیه هو العکس ممّا صرّح به القوم، حیث نذهب إلی أنّ القرآن کان مجموعاً فی زمن النبی صلی الله علیه و آله ؛ ولکی تقف علی ادلتنا فی هذا الموضوع تابع معنا فی الفصل الآتی.

ص:206


1- (1) . صحیح البخاری: 119/8.

الفصل الثامن: جمع القرآن والأحرف السبعة

اشارة

ص:207

ص:208

جمع القرآن والأحرف السبعة

اشارة

إنّ المتتبع فی مصادر الحدیث وکتب التاریخ یجزم بأنّ القرآن کان مجموعاً فی مصحف فی زمن النّبی صلی الله علیه و آله ، وأن نسخَهُ کانت موجودة فی بیوت النّبی وفی المسجد، وعند الکثیر من الصحابة، وهکذا کان محفوظاً فی صدور الرجال.

ثمّ إنّ أمیر المؤمنین علیه السلام کان یتعاهد بیت النّبی صلی الله علیه و آله فیتعلّم من صاحب الرسالة النّبی محمد صلی الله علیه و آله آیات القرآن النازلة وما فیها من أحکام وسنن وأوامر ونواهی ورخص، وهکذا یأخذ قراءة هذه الآیات من النّبی مباشرة؛ لذا کان علیه السلام أعلم الصحابة بعمومات القرآن وتخصیصه، وناسخه ومنسوخه وعزائمه ورخصه، ومحکمه ومتشابهه وکیفیة قراءته.

الأحرف السبعة عند أهل البیت علیهم السلام

عن سالم بن سلمة قال:

قرأ رجل علی أبی عبد الله علیه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن لیس علی ما یقرؤها الناس فقال أبو عبد الله علیه السلام : کفّ عن هذه القراءة، أقرأ کما یقرأ الناس حتی یقوم القائم، فإذا قام القائم علیه السلام قرأ کتاب الله عزوجل علی حدّه، وأخرج المصحف الذی کتبه علی علیه السلام .

ص:209

وقال:

أخرجه علی علیه السلام إلی الناس حیث فرغ منه وکتبه فقال لهم: هذا کتاب الله عزوجل کذا أنزله الله علی محمد صلی الله علیه و آله وقد جمعته من اللوحین فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فیه القرآن لا حاجة لنا فیه، فقال: أما والله ما ترونه بعد یومکم هذا أبداً، إنّما کان عَلَیّ أن أخبرکم حین جمعته لتقرؤوه. (1)

یؤکدّ مذهب أهل البیت علیهم السلام علی وحدة النصّ القرآنی، فعن الإمام الباقر علیه السلام قال:

إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولکن الاختلاف یجیئ من قبل الرواة. (2)

وعن الفضیل بن یسار قال:

قلت لأبی عبد الله علیه السلام إنّ الناس یقولون إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف، فقال علیه السلام : کذبوا أعداء الله ولکنه نزل علی حرف واحد من عندالواحد. (3)

وعن عبد الله بن جندب عن سفیان بن السمط قال:

سألت أبا عبد الله علیه السلام عن تنزیل القرآن، قال علیه السلام : اقرؤوا کما علّمتم. (4)

قراءة أهل البیت علیهم السلام

عن عبد الله بن فرقد والمعلّی بن خنیس قالا:

کنا عند أبی عبد الله علیه السلام ومعنا ربیعة الرأی فذکرنا فضل القرآن فقال أبو عبد الله علیه السلام : إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضالٌ.

فقال ربیعة: ضالٌ؟

فقال علیه السلام : نعم ضالٌ.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : أمّا نحن فنقرأ علی قراءة أبی - بن کعب - . (5)

وهذا یدل علی أن قراءة أبی بن کعب أصح القراءات عندهم علیهم السلام .

ولا یلزم من قول الامام علیه السلام أن یکون تابعاً - فی القراءة - لأبی، فتدبّر.

ص:210


1- (1) . الکافی: 633/2.
2- (2) . المصدر: 630/2، باب النوادر، حدیث 12.
3- (3) . المصدر، حدیث 13.
4- (4) . المصدر: 631/2.
5- (5) . المصدر: 634/2، حدیث 27.

بین جمع القرآن واختلاف القراءات

قال القسطلانی:

إنّ الصحابة (رضی الله عنه) جمعوا بین الدّفتین القرآن المنزل من غیر أن یکونوا زادوا أو نقصوا منه شیئاً باتفاق منهم من غیر أن یقدّموا شیئاًأویؤخّروه بل کتبوه فی المصاحف علی الترتیب المکتوب فی اللوح المحفوظبتوقیف جبریل علیه السلام علی ذلک واعلامه عند نزول کل آیة بموضعها وأین تکتب، وقال أبو عبد الرحمن السلمی: کان قراءة أبی بکر وعمر وعثمان وزید بن ثابت والمهاجرین والأنصار واحدة وهی التی قرأها صلی الله علیه و آله

علی جبریل مرتین فی العام الذی قبض فیه وکان زید شهد العرضة الأخیرة وکان یقرئ الناس بها حتی مات ولذلک اعتمده الصدّیق فی جمعه وولاه عثمان کتبة المصاحف.

قال السفاقسی:

فکان جمع أبی بکر خوف ذهاب شیء من القرآن بذهاب حملته إذ أنّه لم یکن مجموعاً فی موضع واحد، وجمع عثمان لمّا کثر الاختلاف فی وجوه قراءته حین قرئ بلغاتهم حتی أدّی ذلک إلی تخطئة بعضهم بعضاً، فنسخ تلک الصحف فی مصحف واحد مقتصراً من اللغات علی لغة قریش... . (1)

اقول: قد بیّنا أنّ اوّل من جمع القرآن هو الامام امیرالمؤمنین علی بن ابی طالب علیه السلام وکان ذلک بُعَید وفاة النبی صلی الله علیه و آله ، راجع کتابنا جمع القرآن.

سبب الاستزادة

فی هذا المعنی نجد أحادیث متعددة فی الصحاح والمسانید تفید تعدد القراءات، والتی ذهب القوم إلی کون الأحرف السبعة هی المعنیة بالقراءات. (2)

عن ابن عباس قال:

إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال: اقرأنی جبرئیل علی حرفٍ فراجعته، فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف. (3)

ص:211


1- (1) . إرشاد الساری: 449/7.
2- (2) . صحیح البخاری، باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف.
3- (3) . المصدر: 228/2؛ وکنز العمال: 602/2، حدیث 4805 مع اختلاف فی اللفظ.

کما یلاحظ من النصّ المتقدم أنّ القراءة کانت واحدة، وانّ جبرئیل علّم الرسول قراءة واحدة - لا غیر - فی بدء الرسالة وحتی تکامل القرآن، أمّا موضوع الاستزادة کما یبدو جاءت متأخرة.

حدود الترخیص فی القراءة

لو دققنا النظر فی حدیث الأحرف السبعة لوجدنا کما فی مرویات الجمهور، أنّها تفید الاذن الخاص فی موارد خاصة، وأنّ النّبی صلی الله علیه و آله کان یدرک جیداً النزاع الحاصل عند بعض الصحابة لذا لمّح فی تلک الموارد بالقراءة ولم یأذن إذناً عاماً بالنقل بالمعنی کما قد توهّم بعضهم، إذ لو کان الأذن عاماً لکان الاختلاف کثیراً مع أنّ الوجوه المختلفة فی القراءة فی النصّ القرآنی نشأت لأسباب منها:

1. احتمال فی الاعراب.

2. احتمال التغیر فی الاسم.

3. احتمال التغییر فی أحجام الحروف.

وهذه الاحتمالات المختلفة طارئة جاءت من قبل الرواة، فی الوقت الذی نزل القرآن بهیئة خاصة وواحدة لا اختلاف فی مادته، ولا فی إعرابه، ولا فی قراءته، وأنّ حدیث القسطلانی یؤکّد ذلک، بل والروایات المتکاثرة فی أنّ العام الذی عرض النّبی قراءة القرآن علی جبرئیل مرّتین خیر دلیل علی وحدة القراءة.

بین القراءة والتفسیر

قال السیوطی:

وظهر لی سادس یشبهه من أنواع الحدیث المدرج، وهو ما زید فی القراءات علی وجه التفسیر، کقراءة سعد بن أبی وقاص (وله أخ أو أخت من أمّ) بینما الآیة فی المصحف هکذا: (وله أخٌ أو أخت فلِکُلّ واحد منهما السدس..). (1)

ص:212


1- (1) . النساء: 12.

وقراءة ابن الزبیر: (ولتکن منکم أمة

یدعون إلی الخیر ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر ویستعینون بالله علی ما أصابهم). (1)

قال عمر: فما أدری أکانت قراءته أم فسّر؟

أخرجه سعید بن منصور، وأخرجه الأنباری وجزم بأنّه تفسیر». (2)

اختلاف فی القراءة فی زمن النّبی صلی الله علیه و آله

روی الطبری بإسناده عن عروة بن الزبیر: «أنّ المِسْوَر بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاری أخبراه أنّهما سمعا عمر بن الخطاب یقول: «سمعت هشام بن حکیم یقرأ سورة الفرقان فی حیاة رسول الله صلی الله علیه و آله فاستمعت لقراءته فاذا هو یقرأ علی حروف کثیرة لم یقرئنیها رسول الله صلی الله علیه و آله ، فکدت أساوره فی الصلاة، فتصبّرت حتی سلّم، فلمّا سلّم لبّبته بردائه فقلت: من أقرأک هذه السورة التی سمعتک تقرؤها؟ قال هشام: أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه و آله .

فقلت- أی عمر- : کذبت، فوالله إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله لهو أقرأنی هذه السورة التی سمعتک تقرؤها؟

فانطلقت به أقوده إلی رسول الله صلی الله علیه و آله .

فقلت: یا رسول الله! إنّی سمعت هذا یقرأ سورة الفرقان علی حروف لم تقرئنیها، وأنت أقرأتنی سورة الفرقان!

قال: فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : أرسله یا عمر! إقرأ یا هشام

! فقرأ علیه القراءة التی سمعته یقرؤها.

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : هکذا أنزلت.

ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه و آله : إقرأ یا عمر!

ص:213


1- (1) . آل عمران: 104.
2- (2) . الاتقان: 265/1.

فقرأت القراءة التی أقرأنی رسول الله صلی الله علیه و آله .

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : هکذا أنزلت.

ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه و آله : إنّ هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف، (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) ». (1)

تعقیب علی روایة المِسْوَر

ینبغی أن نسأل أوّلاً: ما هی الآیات من سورة الفرقان التی کان یقرأها هشام بن حکیم علی حروف کثیرة...؟

وثانیاً: هل کان هشام بن حکیم من القرّاء المشهورین وله قراءة خاصة؟

إنّ اختلاف القراءة فی سورة الفرقان کما فی مصحف ابن مسعود هی فی مواطن أربعة هی:

1. قوله تعالی: (وَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ ) 2 ، قرأت فی مصحف ابن مسعود (مبشرات).

2. قوله تعالی: (أَ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا...) 3 ، قرأت فی مصحف ابن مسعود (لما یأمرنا).

3. قوله تعالی: (وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً) 4 ، قرأت فی مصحف ابن مسعود (سرجاً).

4. قوله تعالی: (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا) 5 ، قرأت فی مصحف ابن مسعود(وذریتنا).

الاختلاف کما یلاحظ أنه بالافراد والجمع:

ص:214


1- (1) . تفسیر الطبری: 36/1؛ وکنز العمال: 591/2، الطبعة الخامسة - بیروت.

(بُشْراً) مبشرات

(سِراجاً) سُرجاً

(وَ ذُرِّیّاتِنا) ذریة

و مورد رابع هو فی الرسم (الخط الکوفی).

روی الطبری بسنده عن إسحاق بن عبد الله بن أبی طلحة عن أبیه عن جدّه، قال: «قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغیر علیه، فقال: لقد قرأت علی رسول الله صلی الله علیه و آله فلم یغیّر علی.

قال ابن أبی طلحة:

فاختصما عند النّبی صلی الله علیه و آله فقال الرجل: یا رسول الله! ألم تقرئنی آیة کذا وکذا؟

قال صلی الله علیه و آله : بلی!

قال ابن أبی طلحة: فوقع فی صدر عمر

شیء، فعرف النّبی صلی الله علیه و آله ذلک فی وجهه، قال: فضرب صدره وقال أبعَدْ شیطاناً - قالها ثلاثاً - ثمّ قال النّبی صلی الله علیه و آله : یا عمر! إنّ القرآن کله صواب، ما لم تجعل رحمةً عذاباً أو عذاباً رحمة». (1)

تعقیب آخر

1. ما هی الآیة المختلف فیها؟

2. ما معنی أنّ النّبی ضرب صدر عمر وکرر قوله أبعَدْ شیطاناً؟

3. کیفیة التغییر...؟

اقرؤوا کما عُلِّمتم

قال عبد الله بن مسعود:

تمارینا فی سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آیة.

ص:215


1- (1) . تفسیر الطبری: 237/1.

قال: فانطلقنا إلی رسول الله صلی الله علیه و آله فوجدنا علیاً یناجیه.

قال: فقلنا: إنّا اختلفنا فی القراءة.

قال: فاحمرّ وجه رسول الله صلی الله علیه و آله وقال: «إنّما هلک من کان قبلکم باختلافهم بینهم»، قال: ثمّ اسرّ إلی علی شیئاً، فقال لنا علی: «إنّ رسول الله [ صلی الله علیه و آله ] یأمرکم أن تقرؤوا کماعُلّمتم» (1).

وهذا الحدیث یؤکّد علی النهی من القراءة باجتهاد من الراوی، بل یحتم القراءة التی تعلّمها الصحابة من النّبی صلی الله علیه و آله (2).

روی الترمذی فی صحیحه فقال:

نعی رسول الله صلی الله علیه و آله جبرئیل فقال: «یا جبرائیل! إنّی بعثت إلی أمّة أمّیة فیهم العجوز والشیخ الکبیر والغلام والجاریة والرجل الذی لم یقرأ کتاباً قط، قال: یا محمد إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف». (3)

وفی روایة الطبری أنّ الأحرف السبعة تعنی سبع لغات وأمر النبیّ بقراءته علی سبعة ألسن.

النزاع بین عمر ورجل

لقد أسّس الخلیفة عمر بن الخطاب قاعدة التوسعة فی القراءات لکون لهجات العرب متعددة، والقرآن نزل بلغتهم، وهذا یعنی أنّ القرآن فیه سعة للهجات العرب، وهو معنی قول النّبی صلی الله علیه و آله : «نزل القرآن علی سبعة أحرف» فقراءته بهذه اللهجات قراءة شرعیة، ولکن الأصح قراءته بلهجة قریش، أمّا القول بأنّ القرآن نزل علی حرف واحد من عند الواحد فهو خطأ علی حدّ زعم الخلیفة.

ص:216


1- (1) . تفسیر الطبری: 36/1.
2- (2) . المصدر: 237/1؛ والبیان للخوئی: 193 فی تکذیب الأحرف؛ ویقول السیوطی: إنّ حدیث الأحرف مشکل. البرهان: 213/1.
3- (3) . صحیح الترمذی: 61/10؛ کنز العمال: 602/2، حدیث 4852، ط. مؤسسة الرسالة؛ صحیح البخاری 4، کتاب فضائل القرآن باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف، حدیث 4705، ط. دار ابن کثیر؛ صحیح مسلم.

هذه هی مدرسة عمر بن الخطاب، أنّها التوسعة فی القراءة.

والتوسعة طرح جدید، وماذا بعد؟

مدرسة الخلفاء ورأیها فی القرآن والقراءات

نعنی بهذه المدرسة ما أسّسه الخلیفتان أبو بکر وعمر خلال عقدین من حکومتهما بمؤازرة عبد الله بن مسعود، ویمکن أن نلاحظ فی هذه المدرسة عدّة أمور:

أولاً: کل عمل خارج عن اطروحات الحکومة التی تصدّی لها أبو بکر وعمر فهو عمل مرفوض، من ذلک:

أ) أنّه رفض نسخة القرآن التی جمعها علی بن أبی طالب علیه السلام .

ب) مَنْع تدوین سنّة النّبی صلی الله علیه و آله جاء بقرارٍ حاسمٍ أتخذه عمر بن الخطاب مع کبار زعماء قریش وفی زمن النّبی، عندما رأی بعض فتیانهم یکتبون کل ما یقوله النّبی صلی الله علیه و آله .

ج) جمع عمر بن الخطاب المکتوب من السُنّة وأحرقه، وأمر بإحراق المکتوب فی المناطق النائیة أو إتلافه، وبمثل هذا قام به ابو بکر زمن حکومته.

د) رفض الخلیفة الأوّل والثانی کتاب الإمام علی علیه السلام (الجامعة) والذی هو بإملاء النّبی صلی الله علیه و آله وبخط علی علیه السلام .

علماً أنّ فی هذا الکتاب کل ما یحتاج إلیه الناس حتی أرش الخدش. بل إنّ الخلیفة کذّب وجود مثل هذا الکتاب، فالنّبی صلی الله علیه و آله - حسب زعم عمر - لم یخصّ علیاً علیه السلام ولا أحداً من أهل بیته بشیء من العلم، ولم یترک علماً سوی القرآن.

ه) منع الخلیفتان روایة الحدیث بعد وفاة النّبی صلی الله علیه و آله مباشرة، وقد عاقب الخلیفة عمر عدداً من الصحابة لکونهم روّجوا روایة الحدیث عن النّبی صلی الله علیه و آله ، وقد استطالت العقوبة - بعد الضرب - بالسجن وبقی عدد منهم فی سجنه إلی أن مات.

ثانیاً: منع الخلیفة علیاً وأنصاره من ممارسة حقّهم فی تعلیم الناس أو أی تأثیر

ص:217

آخرحتی فی تعلیم القرآن وروایة السنّة الشریفة. لذا حاول أبو بکر وعمر اخضاع الإمام علی علیه السلام والزهراء فاطمة علیها السلام للسلطة ولو بلسان التحدّی الصارم، کالهجوم علی البیت، وهتک حرمة النبی وآله الطاهرین، والتوسّل بالقوة، بل والتهدید بالقتل إن لم یخضعا للسلطة.

ثالثاً: استشعر الخلیفة عمر أنّ عدداً من آیات القرآن الکریم لم یکتبها الناس فی القرآن، وقد أمر أن یکتب بعضها فی القرآن، واحتاط فی بعضها الآخر وقال: «لولا أن یقول المسلمون إنّ عمر زاد فی کتاب الله لأمرت بوضعها فیه».

رابعاً: أکّد الخلیفة عمر أنّ للنصّ القرآنی فیه مرونة تتّسع لأکثر من الأحرف السبعة ولهجات العرب، فیجوز قراءته بالمعنی بأی کلام عربی، بشرط أن لا تغیّر المغفرة إلی عذاب، والعذاب إلی مغفرة، وکل قراءة یقرأ بها القرآن من أی مسلم تکون شرعیة منزلة من عند الله الواحد الأحد.

خامساً: استهجن الخلیفة عمر أن یکون القرآن کلّه عند أحد، فقد کذّب علیاً علیه السلام - بل سائر الصحابة - من أن یکون عنده القرآن کله - مجموعاً - حفظاً أو کتابة.

سادساً: کذّب من ادّعی عنده تفسیر القرآن کله من النّبی صلی الله علیه و آله ، بل القرآن - حسب زعم الخلیفة - موزّع عند الصحابة، وتفسیره کذلک، وإنّ جمعه والمصادقة علی نسخته من حق الخلیفة فقط، وهکذا تفسیره یتبع مدرسة الخلیفة وتحت سلطتها.

سابعاً: فی نفس الخلیفة عمر شیء من سورتی المعوذتین وبعض الآیات ولدیه حولها استفهامات... .

ثامناً: خلق الحواجز أمام الناس وعدم تذکیرهم بمکانة أهل البیت علیهم السلام فی القرآن، بل إخفاء ما نزل فی حقّهم من الآیات المحکمات، والتی تربو علی ثلث القرآن، لذا قرّر الخلیفة عمر منع کل أنواع الحدیث فی هذا المجال، ومعاقبة کل من یسأل عن شیء منه أو یبحث فی آیاته.

ص:218

تاسعاً: لمّا احتاج الناس إلی أن یعرفوا بعض الحوادث التاریخیة وما یتعلّق بشؤون الأمم الغابرة التی ورد ذکرها فی القرآن قرّر الخلیفة عمر أن ینفتح علی مرویات الیهود والنصاری، ونقل قصصهم وتراثهم عن طریق القصّاصین، أمثال وهب بن منبه وکعب الأحبار و... .

عاشراً: إنّ القرآن - حسب زعم الخلیفة عمر - قد ضاع أکثر من ثلثیه بسبب استشهاد طائفة کبیرة من حفّاظ القرآن فی حرب الیمامة، وبئر معونة وغیرها من حروب الردّة - کما یدّعی - وقد ذهب مع أولئک الحفّاظ قرآن کثیر..، لذا تدارک الخلیفة عمر فجمع ما بقی منه ولم ینشره حتی یکتمل ویحین موعد نشره.

الحادی عشر: إنّ المصدر الوحید الذی ترجع إلیه الأمة هو القرآن والخلیفة الرسمی، وما عداهما فلا؛ لأنّ الحاکم هو الفیصل فی حلّ کل الخلافات؛ ولأنّه هو المفسّر الوحید بین الأمة.

الثانی عشر: ألزمت السلطة قرّاء الأمصار بأن یقرؤوا بقراءة الخلیفة أو بقراءة أهل المدینة، وذلک أنّهم أقرب إلی مصدر الوحی، وهم صحابة الرسول صلی الله علیه و آله أفهم من غیرهم.

الثالث عشر: علی قضاة الأمة والأمصار أن یفهموا القرآن کما یفهمه الخلیفة، أو أن یقضوا بفهمهم علی أن لا یتعارض مع سیاسة الخلیفة وفهمه.

ص:219

ص:220

مصادر نظریة التوسعة فی القراءات

روایات النسائی فی صحیحه (2 : 150)

1. عن ابن مخرمة عن عمر وقصة هشام بن حکیم بن حزام یقرأ سورة الفرقان.

2. عن أبی بن کعب کان النّبی عند اضاءة بن غفار.

3. عن أبی بن کعب قال: أقرأنی رسول الله سورة.

4. عن أبی بن کعب ما حاک فی صدری... انی قرأت آیة وقرأها آخر غیر قراءتی.

روایات البخاری فی صحیحه وروایة الآخرین

1. روایة عمر عن هشام 6 : 110، 3 : 90، 80 : 215.

2. مسلم فی صحیحه 2 : 201.

3. أبو داود فی سننه 1 : 331.

4. الترمذی فی سننه 4 : 263.

5. البیهقی فی سننه 2 : 383.

6. ابن حنبل فی مسنده 1 : 24، 39، 45، 264.

ص:221

7. السیوطی فی الإتقان 1 : 163. ذکر فی المسألة الثالثة: فی الأحرف السبعة التی نزل القرآن علیها.

قال: (ورد حدیث أنزل القرآن علی سبعة أحرف) من روایة: جمع من الصحابة... ثمّ ذکرهم وقال: فهؤلاء واحد وعشرون صحابیاً.

تحلیل ما تقدّم

لو عُدنا إلی کتب الصحاح والسنن والمسانید وفحصنا الروایات وأسانیدها، والرواة الذین نقلوا لنا حدیث الأحرف السبعة لتبیّن لنا خلاف ما أدلی به السیوطی.

وکما عرفت رأیه آنفاً من أنّ الذاکرین لحدیث الأحرف السبعة قد أوصلهم إلی واحدٍ وعشرین صحابیاً، بینما کل هؤلاء الرواة قد أخذوا من عمر بن الخطاب ولم یأخذوه من النبی، فعمر هو مصدر هذا الحدیث المزعوم، هذا أولاً.

ثانیاً: ما ادّعاه بعضهم فی تواتر هذا الحدیث، فهو باطل لکون الراوی له فی الصدر الأول، إنّما هو الخلیفة، وان کانت هناک روایة سندها أبی، إلّا أنّ ما ینقله أبی بن کعب إنّما هی تکملة لروایة عمر بن الخطاب. فمن أین جاء هذا التواتر المزعوم؟! والسیوطی نفسه قد أرجع هذه المرویات إلی شخص الخلیفة عمربن الخطاب، فحسب، الجمیع یعلم أنّ الحدیث المتواتر ما کان سنده ینتهی إلی المعصوم، أی النبیّ صلی الله علیه و آله فی مدرسة الخلفاء، والی الامام المعصوم فی مدرسة اهل البیت علیهم السلام ، مع کون أنّ الذی یروی الحدیث - المتواتر - فی کل طبقة جمع کثیر لا یمکن تواطؤهم علی الکذب ... إذن السیوطی خالف کل مقاییس الحدیث وقواعده ولم یجار حتی المسلک الذی هو علیه.

ص:222

الفصل التاسع: آراء علمائنا فی معنی الأحرف

اشارة

ص:223

ص:224

حمل الأحرف علی المعنی المجازی

اشارة

استطاع بعض من علمائنا أن یوجّه الحدیث، فیحمله علی النصوص الواردة فی کون القرآن له ظاهر وباطن وأنّ لکل بطن بطناً..

بینما نجد الشریف الرضی (رضوان الله تعالی علیه) یحمل هذا الکلام علی المعنی المجازی فیقول:

ومن ذلک قوله (علیه الصلاة والسلام): أنزل القرآن علی سبعة أحرف لکل آیة ظهر وبطن، وهذا القول مجاز؛ لأنه لا ظهر للآیة ولا بطن علی الحقیقة، وإنّما المراد أنّ لها فحوی وظاهراً وسراً وباطناً، فالظهر هاهنا بمعنی الظاهر، والبطن بمعنی الباطن، وهذا القول ینصرف إلی الآی المتشابهة دون الآیات المحکمة؛ لأنّ المتشابهة هی التی لا ظهر لها والمحکمة هی التی لا بطن لها. (1)

قال الشیخ الطبرسی:

فعلم التفسیر هو أجل العلوم قدراً؛ لأنّه الموصل إلی فهم مراد الله من کتابه، ومعرفة أحکام الله فی وحیه، وما فرضه علی عباده، وهذه الغایة کما لا یخفی هی أشرف الغایات، وأحسن الطرق لنیل السعادات.

وجه الحاجة إلیه: أنزل القرآن علی النّبی العربی، بلسان عربی مبین، فهو عربی الکلام، عربی النظم والأسلوب، ببلاغة عربیة. إلّا أنّ لغات العرب مختلفة،

ص:225


1- (1) . المجازات النبویة: 51.

فلغة تمیم تخالف لغة قریش، ولغة عرب الحجاز تتمیز عن لغة أهل الیمن، والقرآن الکریم وإن نزل بلغة قریش، قوم النّبی، وهم أفصح العرب علی الإطلاق، إلّا أنّه تضمّن بعض الألفاظ من غیر اللغة القرشیة، وعلیه حمل کثیر من المحققین منهم الإمام الطبری، فی مقدمة تفسیره الکبیر، معنی قوله (علیه الصلاة والتسلیم): «نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف.

وفی بعض الروایات: «إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف فلا تماروا فی القرآن فإنّ المراء کفر». حملوه علی أنّ المراد بالأحرف السبعة لغات العرب التی نزل بها القرآن.

وقال بعضهم: هم قریش وألفافها.

وقال آخر: المراد ألحان العرب فی أقوالهم، واختلاف لهجاتهم، فأذن لکل قوم أن یقرؤوا بلهجاتهم وألحانهم المعروفة عندهم.

وقال آخرون: هی القراءات السبع، وعلیه الأکثر.

وکیفما کان تفسیر هذا الحدیث فإن القرآن الکریم عربی البیان، وإعجازه وارد فی النظم والأسلوب، الذی یطلق علیه الشیخ عبد القاهر - إمام البیان - اسم النظم والصور، والخواص والمزایا والکیفیات، ونحو ذلک.

ویحکم قطعاً بأنّ الفصاحة من الأوصاف الراجعة إلیها، وأنّ الفضیلة التی یستحق بها الکلام أن یوصف بالفصاحة والبلاغة والبراعة وما شاکل ذلک، إنّما هی فیها، لا فی الألفاظ المنطوقة التی هی الأصوات والحروف، ولا فی المعانی التی هی الأغراض التی یرید المتکلم إثباتها أو نفیها، وهی مطروحة فی الطریق یعرفها کل أحد. والنظم والصور هی التی استحسن سعد التفتزانی أن یطلق علیها - عند البحث فی عبارات الشیخ عبد القاهر

- اسم الألفاظ والمعانی». (1)

وقال الشیخ الطوسی:

واعلموا أنّ العرف من مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم وروایاتهم أنّ

ص:226


1- (1) . مجمع البیان: 20/1، طبعة مؤسسة الاعلمی، بیروت.

القرآن نزل بحرف واحد، علی نبیّ واحد، غیر أنّهم اجمعوا علی جواز القراءة بما یتداوله القرّاء، وأنّ الإنسان مخیر بأی قراءة شاء قرأ، وکرهوا تجوید قراءة بعینها، بل أجازوا القراءة بالمجاز الذی یجوز بین القرّاء، ولم یبلغوا بذلک حد التحریم والحظر.

وروی المخالفون لنا عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: (نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف) وفی بعضها: (علی سبعة أبواب) وکثرت فی ذلک روایاتهم. لا معنی للتشاغل بإیرادها، واختلفوا فی تأویل الخبر، فاختار قوم أنّ معناه علی سبعة معان: أمر، ونهی، ووعد، ووعید، وجدل، وقصص وأمثال.

وروی ابن مسعود عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحکم، ومتشابه، وأمثال».

وروی أبو قلامة (1) عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، وقصص، وأمثال».

وقال آخرون: «نزل القرآن علی سبعة أحرف» أی سبع لغات مختلفة، ممّا لا یغیّر حکما فی تحلیل وتحریم، ومثل. هلمّ. ویقال من لغات مختلفة، ومعانیها مؤتلفة. وکانوا مخیّرین فی أول الإسلام فی أن یقرءوا بما شاءوا منها. ثمّ أجمعوا علی حدّها، فصار ما أجمعوا علیه مانعا ممّا اعرضوا عنه.

وقال آخرون: «نزل علی سبع لغات من اللغات الفصیحة؛ لأنّ القبائل بعضها أفصح من بعض» وهو الذی اختاره الطبری. وقال بعضهم: «هی علی سبعة أوجه من اللغات، متفرقة فی القرآن؛ لأنّه لا یوجد حرف قرئ علی سبعة أوجه». (2)

وفی معنی الأحرف السبعة یقول شیخ الطائفة الشیخ الطوسی أیضاً:

وهذا الخبر عندنا وإن کان خبراً واحداً لا یجب العمل به فالوجه الأخیر أصلح الوجوه علی ما روی عنهم علیهم السلام من جواز القراءة بما اختلف القرّاء فیه، وأمّا القول الأول فهو علی ما تضمّنته؛ لأنّ تأویل القرآن لا یخرج عن أحد الأقسام السبعة: إمّا أمر، أو نهی، أو وعد، أو وعید، أو خبر، أو قصص، أو مثل. وهذا الذی ذکره أصحابنا فی أقسام تفسیر القرآن. (3)

ص:227


1- (1) . وفی بعض النسخ: أبو قلابة.
2- (2) . التبیان: 7/1.
3- (3) . التبیان: 9/1.

وفی خلاصة عبقات الأنوار، قال السید حامد النقوی:

«قد یجعل من ذلک الأحرف التی تقرأ علی وجهین فأکثر، ویدلّ له ما أخرجه مسلم من حدیث أبی أنّ ربی أرسل إلیّ أن أقرأ القرآن علی حرف، فرددت إلیه أن هوّن علی أمّتی، فأرسل إلیّ أن أقرأ علی حرفین، فرددت إلیه أن هوّن علی أمّتی، فأرسل إلیّ أن أقرأه علی سبعة أحرف: فهذا الحدیث یدل علی أنّ القراءات لم تنزل من أوّل وهلة بل مرة بعد أخری.»

وفی جمال القرّاء للسخاوی بعد أن حکی القول بنزول الفاتحة مرّتین فإنْ قیل: فما فائدة نزولها مرة ثانیة؟ قلت: یجوز أن یکون نزلت أوّل مرة علی حرف واحد، ونزلت فی الثانیة ببقیة وجوهها نحو ملک ومالک والسراط والصراط ونحو ذلک انتهی.

تنبیه: أنکر بعضهم کون شیء من القرآن تکرّر نزوله، کذا رأیته فی کتاب الکفیل بمعانی التنزیل، وعلّله بأنّه تحصیل ما هو حاصل لا فائدة فیه. وهو مردود بما تقدّم من فوائده، وبأنّه یلزم منه أن یکون کلّما نزل بمکة نزل بالمدینة مرة أخری، فانّ جبرئیل علیه السلام کان یعارضه القرآن کل سنة.

وردّ بمنع الملازمة، وبأنّه لا معنی للإنزال، إلّا أنّ جبرئیل کان ینزل علی رسول الله صلی الله علیه و آله بقرآن لم یکن نزل به من قبل

فیقرؤه أیاه. وردّ بمنع اشتراط قوله لم یکن نزل به من قبل». (1)

وفی خاتمة المستدرک قال المیرزا النوری:

عن أبی عبد الله علیه السلام قال: قال أمیر المؤمنین علیه السلام : أنزل القرآن علی سبعة أحرف، کلها شاف کاف، أمر، وزجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، وقصص، ومثل. وساق الحدیث إلی آخره، لکنّه غیر الترتیب وفرقه علی الأبواب، وزاد فیما بین ذلک بعض الأخبار. (2)

أقول: ورد فی سند بعض تلک الروایات المتقدمة فی معنی الأحرف الراوی سعد، والظاهر أنّ المراد من سعد، هو ابن عبد الله الاشعری، الثقة الجلیل المعروف، وعدّ

ص:228


1- (1) . خلاصة عبقات الأنوار: 395/8؛نقلاً عن الاتقان: 35/1.
2- (2) . خاتمة المستدرک، المحدّث النوری (ت 1320 ه): 348/1، مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم، ط. 1415 1 ه.

النجاشی من کتبه کتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه ومحکمه ومتشابهه)، وعلیه فیشکل ما فی أول السند، فإنّ جعفر بن محمد بن قولویه یروی عن سعد بتوسط أبیه، الذی کان من خیار أصحاب سعد، فیمکن أن یکون قد سقط من السند قوله: عن أبیه، ثمّ لا یخفی أنّ ما فی أول تفسیر الثقة الجلیل علی بن إبراهیم، من أقسام الآیات وأنواعها، هو مختصر هذا الخبر الشریف، فلاحظ وتأمل. (1)

تنبیه

اقول: 1. روایة ابن قولویه عن سعد لیست بواسطة أبیه فقط بل وأخیه أیضا، کما نبّه علی ذلک النجاشی (123، 178؛ 318، 467) فی ترجمة جعفر - ابن قولویه - وسعد بن عبد الله بن أبی خلف الأشعری القمی.

2. نقل النجاشی (123، 318) فی ترجمة جعفر عنه أنّه روی أربعة أحادیث عن سعد بلا واسطة. وحکی عنه فی ترجمة سعد (178، 467) أنّه روی عنه بلا واسطة حدیثین. فمن المحتمل کون روایته عن سعد فی الرسالة المذکورة أحد الحدیثین اللذین لا ریب فی روایته لهما عنه؛ لأنّهما القدر المتیقّن، فلاحظ. (2)

وقال الشیخ الطبرسی:

فاعلم أنّ الظاهر من مذهب الإمامیة أنّهم أجمعوا علی جواز القراءة بما تتداوله القرّاء بینهم من القراءات، إلا أنّهم اختاروا القراءة بما جاز بین القراء، وکرهوا تجرید قراءة مفردة، والشائع فی أخبارهم أنّ القرآن نزل بحرف واحد، وما روته العامة عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف»، اختلف فی تأویله، فأجری قوم لفظ الأحرف علی ظاهره، ثمّ حملوه علی وجهین:

ص:229


1- (1) . رجال النجاشی: 177، 467، والطبعة الحجریة: 88، 126، قم - مکتبة الداوری.
2- (2) . خاتمة المستدرک: 347/1؛ ورجال النجاشی: 89، الطبعة الحجریة، قم - مکتبة الداوری.

أحدهما: إنّ المراد سبع لغات مما لا یغیّر حکما فی تحلیل، ولا تحریم، مثل هلمّ، واقبل، وتعال. وکانوا مخیّرین فی مبتدأ الإسلام فی أن یقرأوا بما شاءوا منها، ثمّ أجمعوا علی أحدها، وإجماعهم حجة، فصار ما أجمعوا علیه مانعا مما أعرضوا عنه، والآخر: إنّ المراد سبعة أوجه من القراءات، وذکر أنّ الاختلاف فی

القراءة علی سبعة أوجه أحدها: إختلاف إعراب الکلمة مما لا یزیلها عن صورتها فی الکتابة، ولا یغیّر معناها نحو قوله (فیضاعفه) بالرفع والنصب، ثمّ ذکر بقیة الأوجه السبعة التی تقدمت عند أبی الفضل الرازی وابن قتیبة.. .

وقال الشیخ السعید أبو جعفر الطوسی، قدس الله روحه: هذا الوجه أملح لما روی عنهم علیهم السلام ، من جواز القراءة بما اختلف القرّاء فیه، وحمل جماعة من العلماء الأحرف علی المعانی والأحکام التی ینتظمها القرآن دون الألفاظ. واختلفت أقوالهم فیها، فمنهم من قال: إنّها وعد ووعید، وأمر ونهی، وجدل وقصص، ومثل، وروی عن ابن مسعود عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحکم، ومتشابه، وأمثال». وروی أبو قلابة عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغیب، وترهیب، وجدل، وقصص، ومثل». وقال بعضهم: «ناسخ ومنسوخ، ومحکم ومتشابه، ومجمل ومفصل، وتأویل لا یعلمه إلّا الله عزوجل». (1)

وفی تفسیر الصافی قال الفیض الکاشانی:

«قد اشتهرت الروایة من طریق العامة عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها کاف شاف وقد ادّعی بعضهم تواتر أصل هذا الحدیث إلّا أنّهم اختلفوا فی معناه علی ما یقرب من أربعین قولا». (2)

وروت العامة عنه صلی الله علیه و آله أیضاً أنّه قال: «نزل القرآن علی سبعة أحرف أمر وزجر وترغیب وترهیب وجدل وقصص ومثل».

وفی روایة أخری: «زجر وأمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال»، والمستفاد من هاتین الروایتین إنّ الأحرف إشارة إلی أقسامه وأنواعه. ویؤیّده ما رواه أصحابنا

عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنّه قال: «إنّ الله تبارک وتعالی أنزل القرآن علی سبعة أقسام کل

ص:230


1- (1) . مجمع البیان: 38/1.
2- (2) . الصافی:59/1.

قسم منها کاف شاف وهی: أمر وزجر وترغیب وترهیب وجدل ومثل وقصص».

وروت العامة أیضاً عن النّبی صلی الله علیه و آله أنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف لکل آیة منها ظهر وبطن ولکل حرف حد ومطلع.

وفی روایة أخری أنّ للقرآن ظهراً وبطناً ولبطنه بطناً إلی سبعة أبطن.

وربما یستفاد من هاتین الروایتین أنّ الأحرف إشارة إلی بطونه وتأویلاته ولا نصّ فیهما علی ذلک لجواز أن یکون المراد بهما أنّ الکل من الأقسام ظهراً وبطناً ولبطنه بطنا إلی سبعة أبطن.

ومن طریق الخاصة ما رواه فی الخصال بإسناده عن حماد قال: «قلت لأبی عبد الله علیه السلام إنّ الأحادیث تختلف منکم، قال: فقال: إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف وأدنی ما للإمام أن یفتی علی سبعة وجوه. ثمّ قال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسابٍ) ، وهذا نص فی البطون وتأویلات».

ورووا فی بعض ألفاظ هذا الحدیث أنّ هذا القرآن انزل علی سبعة أحرف (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) .

وفی بعضها قال النّبی صلی الله علیه و آله لجبرئیل علیه السلام : «إنّی بعثت إلی أمّة أمّیین فیهم الشیخ الفانی والعجوز الکبیرة والغلام. قال: فمرهم فلیقرؤوا القرآن علی سبعة أحرف».

ومن طریق الخاصة ما رواه فی الخصال بإسناده عن عیسی بن عبد الله الهاشمی، عن أبیه، عن آبائه قال:

«قال رسول الله صلی الله علیه و آله : أتانی آت من الله عزوجل، فقال: إنّ الله یأمرک أن تقرأ

القرآن علی حرف واحد.

فقلت: یا رب! وسّع علی أمّتی. فقال: إنّ الله عزوجل یأمرک أن تقرأ القرآن علی سبعة أحرف». (1)

ص:231


1- (1) . الخصال للصدوق: 385، حدیث 44.

ویستفاد من هذه الروایات أنّ المراد بسبعة أحرف اختلاف اللغات کما قاله ابن الأثیر فی نهایته فانّه قال فی الحدیث نزل القرآن علی سبعة أحرف کلّها شاف کاف أراد بالحرف اللغة یعنی علی سبع لغات من لغات العرب أی أنّها (متفرقة خ ل) فی القرآن فبعضه بلغة قریش، وبعضه بلغة هذیل، وبعضه بلغة الهوازن (هوازن خ ل)، وبعضه بلغة الیمن.

قال: ومما یبیّن ذلک قول ابن مسعود: إنّی قد سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربین، فاقرأوا کما علّمتم، إنّما هو کقول أحدکم: هلم وتعال واقبل.

وقال فی مجمع البیان:

إنّ قوما قالوا إنّ المراد بالأحرف اللغات مما لا یغیّر حکما فی تحلیل ولا تحریم مثل: هلم وأقبل وتعال.

وکانوا: مخیّرین فی مبتدأ الإسلام فی أنّ یقرؤوا بما شاءوا منها ثمّ أجمعوا علی أحدها وإجماعهم حجة، فصار ما أجمعوا علیه مانعا مما أعرضوا عنه. (1)

أقول: والتوفیق بین الروایات کلّها أن یقال: إنّ للقرآن سبعة أقسام من الآیات وسبعة بطون لکل آیة. ونزل علی سبع لغات.

وأمّا حمل الحدیث علی سبعة أوجه من القراءات، ثمّ التکلف فی تقسیم وجوه القراءات علی هذا العدد، کما نقله فی مجمع البیان عن بعضهم، فلا وجه له مع أنّه یکذّبه ما رواه فی الکافی بإسناده عن زرارة عن أبی جعفر علیه السلام قال: «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولکن الاختلاف یجیئ من قبل الرواة».

وبإسناده عن الفضیل بن یسار قال:

قلت لأبی عبد الله علیه السلام إنّ الناس یقولون إنّ القرآن نزل علی سبعة أحرف.

فقال: «کذبوا أعداء الله ولکنه نزل علی حرف واحد من عند الواحد»

ومعنی هذا الحدیث معنی سابقه والمقصود منهما واحد وهو أنّ القراءة الصحیحة

ص:232


1- (1) . مجمع البیان:38/1.

واحدة إلّا أنّه علیه السلام لمّا علم أنّهم فهموا من الحدیث الذی رووه صحة القراءات جمیعا مع اختلافها کذّبهم.

وعلی هذا فلا تنافی بین هذین الحدیثین وشیء من أحادیث الأحرف أیضاً.

وبإسناده عن عبد الله بن فرقد والمعلّی بن خنیس قالا:

کنا عند أبی عبد الله علیه السلام ومعنا ربیعة الرأی فذکر القرآن، فقال أبو عبد الله علیه السلام : «إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضال».

فقال ربیعة: ضال؟

فقال: «نعم ضال». ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : «أمّا نحن فنقرأ علی قراءة أبی».

ولعلّ آخر الحدیث ورد علی المسامحة مع ربیعة مراعاة لمکانة الصحابة عند العامة، وتدارکا لما فی ابن مسعود من ذلک؛ لأنّهم علیهم السلام لم یکن یتّبعون احداً سوی آبائهم علیهم السلام ؛ لأنّ علمهم من الله، وفی هذا الحدیث إشعار بأنّ قراءة أبی کانت موافقة لقراءتهم علیهم السلام ، أو کانت أوفق لها من قراءة غیره من الصحابة». (1)

وقال:

ثمّ الظاهر أنّ الاختلاف المعتبر ما یسری من اللفظ إلی المعنی مثل مالک وملک، دون ما لا یجاوز اللفظ، أو یجاوزه ولم یخل بالمعنی المقصود، سواء کان بحسب اللغة مثل کفؤا بالهمزة والواو ومخففا ومثقلاً، أو بحسب الصرف مثل (یرتدّ ویرتدد)، أو بحسب النحو مثل (ما لا یقبل منها شفاعة) بالتاء، والیاء فی یقبل وما یسری إلی المعنی ولم یخل بالمقصود مثل(الریح والریاح) للجنس والجمع، فأنّ فی أمثال هذه موسّع علینا القراءات المعروفة.

وعلیه یحمل ما ورد عنهم علیهم السلام من اختلاف القراءة فی کلمة واحدة وما ورد أیضا فی تصویبهم القراءتین جمیعا کما یأتی فی مواضعه أو یحمل علی أنّهم لمّا لم یتمکنوا أن یحملوا الناس علی القراءة الصحیحة جوّزوا القراءة بغیرها کما اشیر إلیه بقولهم علیهم السلام : «اقرءوا کما تعلّمتم فسیجیئکم من یعلّمکم»، وذلک کما جوّزوا قراءة أصل القرآن بما هو عند الناس دون ما هو محفوظ

ص:233


1- (1) . التفسیر الصافی، للفیض الکاشانی: 59/1.

عندهم، وعلی التقدیرین فی سعة منها جمیعاً، وقد اشتهر بین الفقهاء وجوب التزام عدم الخروج عن القراءات السبع أو العشر المعروفة منها والمشهورة، وشذوذ غیرها.

والحق: أنّ المتواتر من القرآن الیوم لیس إلّا القدر المشترک بین القراءات جمیعاً دون خصوص آحادها؛ إذ المقطوع به لیس إلّا ذاک، فإنّ المتواتر لا یشتبه بغیره، وأمّا نحن فنجعل الأصل فی هذا التفسیر أحسن القراءات کانت؛

قراءة من کانت، کالأخف علی اللسان، والأوضح فی البیان، والآنس للطبع السلیم، والأبلغ لذی الفهم القویم، والأبعد عن التکلف فی إفادة المراد، والأوفق لأخبار المعصومین علیهم السلام .

فإن تساوت أو أشبهت فقراءة الأکثرین فی الأکثر. ولا نتعرّض لغیر ذلک إلّا ما یتغیّر به المعنی المراد تغییراً یعتدّ به، أویحتاج إلی التفسیر، وذلک؛ لأنّ التفسیر إنّما یتعلّق بالمعنی دون اللفظ، وضبط اللفظ إنّما هو للتلاوة فیخصّ به المصاحف، وأمّا ما دوّنوه فی علم القراءة وتجویدها من القواعد والمصطلحات فکلّ ما له مدخل فی تبیین الحروف وتمییز بعضها عن بعض لئلا یشتبه، أو فی حفظ الوقوف بحیث لا یختل المعنی المقصود به، أو فی صحة الإعراب وجودته لئلا تصیر ملحونة أو مستهجنة، أو فی تحسین الصوت وترجیعه بحیث یلحقها بألحان العرب وأصواتها الحسنة فله وجه وجیه. (1)

وفی شرح أصول الکافی، قال المولی محمد صالح المازندرانی:

قوله: (إنّ اسم الله الأعظم علی ثلاثة وسبعین حرفا)، أی: علی ثلاثة وسبعین لغة مثل قوله علیه السلام : «نزل القرآن علی سبعة أحرف» فإن المراد أنّه علی سبع لغات من لغات العرب، کلغة قریش، ولغة هذیل، ولغة هوازن، ولغة الیمن وغیرها. أو علی ثلاثة وسبعین وجها وجانبا مثل قوله تعالی (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّهَ عَلی حَرْفٍ) أی علی وجه واحد، وهو أن یعبده فی السراء دون الضراء، والمراد حینئذ أنّ الاسم الأعظم له جهات متعددة ووجوه مختلفة علی هذا العدد یحصل من کل وجه غیر ما یحصل من الوجه الآخر. وأمّا القول بأنّه مرکب من حروف التهجّی علی هذا العدد فبعید. (2)

ص:234


1- (1) . المصدر: 62/1.
2- (2) . شرح أصول الکافی، محمد صالح المازندرانی: 317/5.

قال الشیخ الأمینی:

وقال ابن مسعود: «قسّمت الحکمة عشرة

أجزاء فأعطی علیّ تسعة أجزاء والناس جزءاً، وعلیّ أعلمهم بالواحد منها». (1)

وقال: «أعلم أهل المدینة بالفرائض علیّ بن أبی طالب». (2)

وقال: «کنا نتحدّث أنّ أقضی أهل المدینة علیّ». (3)

وقال: «أفرض أهل المدینة وأقضاها علیّ». (4)

وقال: «إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف ما منها حرف إلّا وله ظهر وبطن وإنّ علیّ بن أبی طالب عنده منه الظاهر والباطن». (5)

وقال هشام بن عتیبة فی علیّ علیه السلام : «هو أول من صلّی مع رسول الله، وأفقهه فی دین الله، وأولاه برسول الله». (6)

وسئل عطاء أکان فی أصحاب محمد أحدٌ أعلم من علیّ؟ ! قال: «لا والله ماأعلمه».

وقال عدی بن حاتم فی خطبة له: «والله لئن کان إلی العلم بالکتاب والسنة إنّه -یعنی علیاً - لأعلم الناس بهما، ولئن کان إلی الاسلام إنّه لأخو نبی الله والرأس فی الاسلام، ولئن کان إلی الزهد والعبادة إنّه لأظهر الناس زهدا، وأنهکهم عبادة». (7)

قال السید الطباطبائی:

وقد ورد هذه الأمور الأربعة فی النبوی المعروف هکذا: إنّ القرآن انزل علی سبعة

أحرف، لکل آیة منها ظهر وبطن ولکلٍ حد مطلع - وفی روایة ولکل حد ومطلع -. ومعنی قوله صلی الله علیه و آله ولکلٍ حد ومطلع علی ما فی إحدی الروایتین: أنّ لکل واحد

ص:235


1- (1) . کنز العمال: 156/5 و401، نقلاً عن غیر واحد من الحفاظ.
2- (2) . الاستیعاب: 41/3؛ والریاض: 194/2.
3- (3) . مستدرک الحاکم : 135/3 وصححه: یوسف عبدالرحمن المرعشلی؛ الاستیعاب: 41/3؛ وأسنی المطالب للجزری: 14؛ وتمییز الطیب من الخبیث، لابن البدیع: 15؛ والصواعق: 76.
4- (4) . الریاض 2 : 198؛ والصواعق: 76؛ وتاریخ الخلفاء للسیوطی: 115؛ ومستدرک الحاکم.
5- (5) . مفتاح السعادة: 400/1.
6- (6) . کتاب صفین لنصر بن مزاحم: 403.
7- (7) . الغدیر: 99/3.

من الظهر والبطن الذی هو حدٌ مطلع یشرف علیه هذا هو الظاهر، ویمکن أن یرجع إلیه ما فی الروایة الأخری ولکل حد ومطلع بأن یکون المعنی ولکل منهما حد هو نفسه، ومطلع وهو ما ینتهی إلیه الحد فیشرف علی التأویل، لکن هذا لا یلائم ظاهراً ما فی روایة علی علیه السلام ما من آیة إلا ولها أربعة معان... إلا أن یراد أن لها أربعة اعتبارات من المعنی، وإن کان ربما انطبق بعضها علی بعض.

وعلی هذا فالمتحصل من معانی الأمور الأربعة أنّ الظهر هو المعنی الظاهر البادئ من الآیة، والباطن هو الذی تحت الظاهر سواء کان واحداً أو کثیراً، قریباً منه أو بعیداً بینهما واسطة، والحد هو نفس المعنی سواء کان ظهراً أو بطناً، والمطلع هو المعنی الذی طلع منه الحد وهو بطنه متصلاً به، فافهم.

وفی الحدیث المروی من طرق الفریقین عن النبی صلی الله علیه و آله : «انزل القرآن علی سبعة أحرف».

أقول: والحدیث وإن کان مرویا باختلاف ما فی لفظه لکن معناه مروی مستفیض والروایات متقاربة معنی، روتها العامة والخاصة، وقد اختلف فی معنی الحدیث اختلافا شدیداً ربما انهی إلی أربعین قولاً، والذی یهوّن الخطب أنّ فی نفس الأخبار تفسیراً لهذه السبعة الأحرف وعلیه التعویل.

ففی بعض الأخبار: «نزل القرآن علی سبعة أحرف، أمر وزجر وترغیب وترهیب وجدل وقصص ومثل». وفی بعضها: «زجر وأمر وحلال وحرام ومحکم ومتشابه وأمثال». وعن علی علیه السلام : «أنّ الله أنزل القرآن علی سبعة أقسام کل منها کاف شاف، وهی أمر وزجر وترغیب وترهیب وجدل ومثل وقصص». فالمتعیّن حمل السبعة الأحرف علی أقسام الخطاب، وأنواع البیان، وهی سبعة، علی وحدتها فی الدعوة إلی الله، وإلی صراطه المستقیم، ویمکن أن یستفاد من هذه الروایة حصر أصول المعارف الإلهیة فی الأمثال، فإن بقیة السبعة لا تلائمها إلا بنوع من العنایة علی ما لا یخفی. (1)

ردّ هذه الأقوال

هذه التقسیمات للأحرف: زاجر، آمر، حلال، حرام و... مردود بل فاسد؛ لأنّه لا یجوز أن یکون القرآن یقرأ علی أنّه حلال کلّه أو حرام کلّه أو أمثال کلّه و... .

ص:236


1- (1) . المیزان: 74/3.

إنّ التوسعة التی قالوها لم تقع فی تحریم حلال، ولا تحلیل حرام، ولا فی تغییر شیء من المعانی المذکورة.

قالت بعض الأقوال المتقدمة یجوز القراءة بکل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف، وقد أجمع المسلمون من الفریقین علی تحریم إبدال آیة عذاب بآیة رحمة أو آیة أمثال بآیة أحکام.

لقد أنکر علماء اللغة أن تکون کل لغات مضر فی القرآن؛ لأنّ فیها شواذّ لا یقرأ بها مثل: کشکشة تمیم وقیس؛ إذ یجعلون کاف المؤنث شیناً، فیقولون فی قوله تعالی: (جَعَلَ رَبُّکِ تَحْتَکِ سَرِیًّا) 1 قرؤوها: (ربُّش تحتشِ).

ومثل عنعنة تمیم؛ إذ یجعلون (أن) بدلها (عن) فیقرؤون (فَعَسَی اللّهُ أَنْ یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ ) 2 یقرؤون (أن) (عن).

أمّا من قال بالأوجه الاعرابیة (الحرکات الاعرابیة)، فهو مردود أیضاً حیث أجمع المسلمون علی أنّ القرآن لا یجوز فی حروفه وکلماته وآیاته کلّها أن تقرأ علی سبعة أحرف، ولا شیء منها، ولا یمکن ذلک فیها، بل لا یوجد فی القرآن کلمة تحتمل أن تقرأ علی سبعة أوجه إلّا قلیل، وهذا القلیل لا یحتمل تلک الأوجه.

وقد مثّلوا بقوله: (وَ عَبَدَ الطّاغُوتَ) 3 ، و (الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَیْنا) 4 ، و (بِعَذابٍ بَئِیسٍ) 5 .

مما یردّ تلک الأقوال: اتّحاد قراءة الصحابة

فی مسند أبی بکر عن أبی عبد الرحمن السّلمی قال:

ص:237

«کانت قراءة أبی بکر وعمر وعثمان وزید بن ثابت والمهاجرین والأنصار واحدة».

وفی المصاحف لابن الأنبار کذلک، وقال السلمی یعنی أنّهم لم یکونوا یختلفوا فیما تنقلب فیه الألفاظ، وتختلف من جهة الهجاء». (1)

المختار من القراءات

قال الخلیفة: أبی أقرأنا... .

عن عمر بن الخطاب قال: «علی أقضانا، وأبی أقرأنا، وأنّا لندع شیئاً من قراءة أبی، وذلک أنّ أبیاً یقول لا أدعُ شیئاً سمعتهُ من رسول الله صلی الله علیه و آله ، وقد قال الله (ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِها) 2 وفی لفظ: وقد نزل بعد

أبی کتابٌ. (2)

وعن خرشَةَ بن الحُرّ [الفزاری] قال:

رأی معی عمر بن الخطاب لوحاً مکتوباً (إِذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ ) (فامضوا إِلی ذکر اللّه). (3)

قال: من أملی علیک هذا؟

قلت: أبی بن کعب.

قال: إنّ أبیاً أقرأنا للمنسوخ، أقرأها: (فامضوا إلی ذکر الله)». (4)

المختار من القراءات (قراءة أبی)

عن عمرو بن عامر الأنصاری أنّ عمر بن الخطاب قرأ: (والسابقون الأولون من المهاجرین والأنصار الذین اتبعوهم بالإحسان) (5) فرفع الأنصار ولم یلحق الواوَ فی الذین. فقال له زید

ص:238


1- (1) . کنز العمال: 591/2، حدیث 4802، الطبعة الخامسة، مؤسسة الرسالة - بیروت 1985 م.
2- (3) . کنز العمال: 592/2، الحدیث 4807، الطبعة الخامسة - بیروت.
3- (4) . الجمعة: 9.
4- (5) . کنز العمال: 593/2، حدیث 4808.
5- (6) . التوبة: 100.

ابن ثابت: (وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) ، فقال عمر: (الذین اتبعوهم بإحسانٍ) .

فقال زید: أمیر المؤمنین أعلمُ.

فقال عمر: ائتونی بأبی بن کعب، فسأله عن ذلک؟

فقال أبی: (وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) ، فجعل کلّ واحدٍ منهما یشیر إلی أنف صاحبه بإصبعه.

فقال أبی: والله أقرأنیها رسول الله صلی الله علیه و آله وأنت تتبعُ الخبطَ. (1)

فقال عمر: نعم إذنْ، فنعم، فنعم إذن نُتابعُ أبیاً. (2)

أبی یستجیز عمر فی قراءته

عن أبی إدریس الخولانی قال:

کان أبی یقرأ: (إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ الْجاهِلِیَّةِ [ولو حمیتم کما حموا لفسد المسجد الحرام ] فَأَنْزَلَ اللّهُ سَکِینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ ) . (3)

فبلغ ذلک عمر فاشتدّ علیه فبعث إلیه فدخل علیه، فدعا ناساً من أصحابه فیهم زید بن ثابت، فقال: من یقرأ منکم سورة الفتح؟

فقرأ زیدٌ علی قراءتنا الیوم، فغلّط له عمرُ.

فقال أبی: لأَتَکَلَّمُ؟

قال [عمر]: تکلّم.

فقال: لقد علمت أنّی کنت أدخل علی النّبی صلی الله علیه و آله ویقرئنی وأنت بالباب، فإنْ أحببت أنْ أقرئ الناس علی ما أقرأنی أقرأت و إلّا لم أقرئ حرفاً ما حییت.

قال: بل اقرئ الناس. (4)

ص:239


1- (1) . الخبط - بفتح الخاء والباء -: تجفیف الورق وطحنه لیخلط بالدقیق لیقدم کطعام إلی الابل، وفی نهایة ابن الأثیر. قول عمر: لقد رأیتنی بهذا الجبل احتطب مرة واختبط أخری.
2- (2) . کنز العمال: 597/2.
3- (3) . نص الآیة الکریمة من سورة الفتح آیة 26. وما بین المعکوفتین زیادة فی قراءة ابی.
4- (4) . کنز العمال: 594/2، الحدیث 4745 و4815.

بین أبی وعمر بن الخطاب

عن أبی إدریس الخولانی أنّ أبا الدرداء رکب إلی المدینة فی نفر من أهل دمشق، ومعهم المصحف الذی جاء به أهل دمشق لیعرضوه علی أبی بن کعب وزید بن ثابت وعلیّ وأهل المدینة، فقرأ یوماً علی عمر بن الخطاب، فلمّا قرأ هذه الآیة: (إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ الْجاهِلِیَّةِ [ولو حمیتم کما حموا لفسد المسجد الحرام]) فقال عمر: من أقرأکم؟

قال: أبی بن کعب.

فقال لرجل من أهل المدینة: أدعُ لی أبی بن کعب.

وقال للرجل الدمشقی: انطلق معه، فوجدا أبی بن کعب عند منزله یهنأ بعیراً له بیده، فسلّما ثمّ قال له المدنی: أجب أمیر المؤمنین.

فأخبره المدنی بالذی کان معه، فقال أبی للدمشقی ما کنتم تنتهون معشر الرکب أو یشدقنی منکم شرٌ، ثمّ جاء إلی عمر وهو مشمّرٌ والقطران علی یدیه، فلمّا أتی عمر، قال لهم: اقرؤوا فقرؤوا: (ولو حمیتم کما حموا لفسدَ المسجد الحرام).

فقال أبی: أنا أقرأتهم.

فقال عمر لزید: أقرأ یا زید. فقرأ زیدٌ قراءة العامة. فقال عمر: اللهم! لا أعرف إلّا هذا.

فقال أبی: والله یا عمر! إنّک لتعلم أنی کنتُ أحضر وتغیبون، وادعی وتحجبون، ویصنع بی؟ والله لئن أحببت لألزمنَّ بیتی فلا أحدّثَ أحداً بشیء. (1)

أقول: إنّ قراءة أبی مهمة جداً، إذ من خلال مصحفه الذی جمعه، وهکذا أسانید القرّاء السبعة التی تنتهی إلی أبی تظهر تلک الأهمیة، ولولا حرق المصاحف من قبل عثمان لعرفنا قیمة هذا الرجل ومکانته العلمیة والعملیة، ولو تحرّینا قراءات القرّاء

ص:240


1- (1) . کنز العمال: 595/2، حدیث 4816.

السبعة لوجدنا ستة منهم یتّصل فی سند قراءته إلی أبی بن کعب وهم:

1. عبد الله بن کثیر (ت 120 ه):

قرأ علی أبی السائب عبد الله بن السائب بن أبی السائب المخزومی، وعلی درباس مولی ابن عباس، وقرأ عبد الله بن السائب علی أبی بن کعب. (1)

2. أبو عمرو بن العلاء (ت 154 ه):

قرأ أبو عمرو علی أبی العالیة، وهذا قرأ علی أبی بن کعب

. (2)

3. عاصم بن أبی النجود (ت 156 ه):

قرأ عاصم علی أبی عبد الرحمن عبد الله بن حبیب بن ربیعة السّلمی الضریر، وقرأ السّلمی علی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام .

وهکذا قرأ السّلمی علی أبی بن کعب. (3)

4. حمزة بن حبیب الزیات (ت 156 ه):

قرأ حمزة علی أبی إسحاق عمرو بن عبد الله السبیعی، وقرأ السبیعی علی أبی عبد الرحمن السلمی (4)، والسلمی قرأ علی أبی.

5. نافع بن أبی نعیم (ت 169 ه):

قرأ نافع - کما یقول ابن الجزری - علی سبعین من التابعین، منهم محمد بن مسلم ابن شهاب الزهری الذی قرأ علی

سعید بن المسیب، وقرأ سعید علی ابن عباس، وقرأ ابن عباس علی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام وعلی أبی بن کعب. (5)

ص:241


1- (1) . النشر فی القراءات العشر: 120/1.
2- (2) . المصدر: 133.
3- (3) . المصدر: 155.
4- (4) . المصدر: 165.
5- (5) . المصدر: 112.

6. علی بن حمزة الکسائی (ت 189 ه):

قرأ الکسائی علی حمزة الزیات وعلی نافع وکلاهما قرأیا علی أبی بن کعب.

المختار من القراءات: (لغة قریش)

عن کعب بن مالک قال: سمع عمر رجلاً یقرأ هذا الحرف (لیسجننه عَتی حین) .

فقال له عمر: مَن أقرأک هذا؟

قال: ابن مسعود.

فقال عمرُ: (لَیَسْجُنُنَّهُ حَتّی حِینٍ) . (1)

ثمّ کتب إلی ابن مسعود: سلام علیک، أما بعدُ:

فإنّ الله تعالی أنزل القرآن، فجعله قرآناً عربیاً مبیناً وأنزل بلغةِ هذا الحی من قریش، فإذا أتاک کتابی هذا فاقرئ الناس بلغة قریش، ولا تقرئهم بلغة هذیل. (2)

ما جاء فی أبی بن کعب

ذکروا عن الحسن أنّه قال: «قال رسول الله صلی الله علیه و آله : أبی أقرأکم للقرآن». (3)

وقال عمر بن الخطاب: «أقرأنا أبی، وأقضانا علی بن أبی طالب».

وذکر الحسن: «أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال لأبی بن کعب:

إنّ الله أمرنی أن أقرئک القرآن.

قال أبی: أوقد ذکرت، ثمّ وسمّانی الله لک؟

قال [النبی]: نعم.

ص:242


1- (1) . یوسف: 35.
2- (2) . کنز العمال: 594/2، الطبعة الخامسة - بیروت.
3- (3) . وفی کتاب فضائل الصحابة: ترجمة 2464 أخرجه مسلم بمعناه عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله یقول: خذوا القرآن من أربعة: من ابن عبد ومعاذ بن جبل وأبی بن کعب وسالم مولی أبی حذیفة.

قال: فبکی أبی». (1)

وعن عبد الله بن فرقد والمعلّی بن خنیس قالا: «کنا عند أبی عبد الله علیه السلام ومعنا ربیعة الرأی فذکر القرآن، فقال أبو عبد الله علیه السلام : إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضال، وقد تقدمت الروایة.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام :

أمّا نحن فنقرأ علی قراءة أبی». (2)

لعل قوله علیه السلام :

«أمّا نحن فنقرأ علی قراءة أبی» تدارکاً لصدر کلامه مراعاة لمکانة الصحابة عند القوم، علماً أن ربیعة الرأی من العامة.

و إلّا فإنّ الإمام الصادق علیه السلام وهکذا بقیة الأئمة علیهم السلام لم یکن یتّبعون أحداً سوی آبائهم علیهم السلام ؛ لأنّ علمهم من جدهم رسول الله صلی الله علیه و آله وعلم الرسول من الله.

وفی هذا الحدیث اشعار بأنّ قراءة أبی کانت موافقة لقرءتهم علیهم السلام أو کانت أوفق لها من قراءة غیره من الصحابة.

ص:243


1- (1) . صحیح البخاری: فی باب مناقب أبی بن کعب. وصحیح مسلم: باب فضائل أُبی، حدیث 2465.
2- (2) . تفسیر الصافی: 61/1.

ص:244

هل الأحرف السبعة باقیة نقرؤها إلی الآن ؟

اشارة

مع ما تقدم من شرح مفصّل قد عرفت حال الأحرف السبعة، وأنّها خبر آحاد غیر أنّ الناس توسّعوا باجتهاداتهم، کما أنّ جمعاً من علماء السنة حدّدوا زمن التوسعة فی حیاة النّبی صلی الله علیه و آله ، کسفیان بن عیینة، وابن وهب، والطبری والطحاوی، وأنّ هؤلاء ادّعوا أن الإذنَ فی القراءة بالسبعة کان من النّبی صلی الله علیه و آله ، وقد استقرّ الأمر من بعده علی حالة واحدة.

وفریق من علمائهم قالوا بل استقر الأمر فی (أواخر) حیاة النّبی صلی الله علیه و آله واختاره القاضی أبو بکر بن الطیب، وابن عبد البر، وابن العربی.

قال الإمام بدر الدین الزرکشی (ت 794 ه): «إنّ ضرورة اختلاف لغات العرب ومشقة نطقهم بغیر لغتهم اقتضت التوسعة علیهم فی أول الأمر، فأذنَ لکل منهم أن یقرأ علی حرفه، أی علی طریقته فی اللغة، إلی أن انضبط الأمر فی آخر العهد وتدربت الألسن، وتمکّن الناس من الاقتصار علی الطریقة الواحدة، فعرض جبریل علی النّبی صلی الله علیه و آله القرآن

مرّتین فی السنة الأخیرة، واستقرّ علی ما هو علیه الآن، فنسخ سبحانه تلک القراءة المأذون فیها بما أوجبه من الاقتصار علی هذه القراءة التی تلقّاها الناس». (1)

ص:245


1- (1) . البرهان فی علوم القرآن: 152/1، ط. المکتبة العصریة - صیدا 2004 م.

اللهجات العربیة

لمّا کان الکلام عن الأحرف السبعة، ثمّ عن معانیها، وقد عرفت أنّ بعضهم سرد عدّة معان للأحرف؛ منها اللهجات، وبما أنّ لهجات العرب کثیرة لا تحصی، أردنا أن نذکر بعضها حتی یتبین للباحث والدارس، أنّ دعواهم - کون الأحرف السبعة هی اللهجات - غیر تامة وإلیک طائفة من اللهجات التی عرفتها القبائل العربیة:

کشکشة تمیم وقیس: وهی فی ربیعة ومضر: إنّ بنی عمر وبنی تمیم إذا ذکرت کاف المؤنث فوقفت علیها أبدلت منها شیناً لقرب الشین من الکاف فی المخرج.

سکسکة بکر: قوم منهم یبدلون من الکاف سیناً کما فعل التمیمیون فی الشین.

شنشنة تغلب: وهی فی الیمن، فیجعلون الکاف شیناً مطلقاً فیقول: (لبّیش اللهم لبّیش) أی: (لبیک).

غمغمة قضاعه: أن تسمع الصوت ولا یبیّن لک تقطیع الحروف، قالوا إنّها قد تکون من الکلام وغیره؛ لأنّها صوت من لا یفهم تقطیع حروفه.

طمطمانیة حمیر

: أن یعدل بحرف إلی حرف مثلاً قولهم فی سؤالهم النبی:

(أمن أمبر امصیام فی امسفر) أی:

(أمِنَ البرِ الصیامُ فی السفر). فیجیب صلی الله علیه و آله :

(لیس من امبر فی امسفر).

رتة العراق: کالرتج، تمنع أول الکلام، فإذا جاء منه شیء اتصل به، والرتة قالوا إنّها تکون غریزیة، وهی عجمة وعدم افصاح.

الفأفأة: التردد فی الفاء، وتکرارها فی الکلام.

اللثغة: من الألثغ، وهو من کان بلسانه لثغة أی قلب السین ثاءً أو الراء غیناً.

الغنّة: أن یشرب الحرف صوت الخیشوم، وهو صوت هوائی لا عمل للسان فیه، وتظهر الغنة فی کل من المیم والنون حال التشدید إذا وقع بعد کل منهما أی حرف من حروف الهجاء.

ص:246

اللّکنة: عیب فی النطق وغالباً تحصل منذ النشأة الأولی.

العقلة: التواء اللسان عند إرادة الکلام.

الحبسة: تعذر الکلام عند إرادته.

الترخیم: حذف الکلام.

التمتمة هی: التردد فی التاء.

اللفف: إدخال حرفٍ فی حرف.

عنعنة تمیم

: إنّهم یجعلون الهمزة عیناً مثلاً الآیة: (فَعَسَی اللّهُ أَنْ یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ ) 1 یقرؤون (أَنْ ) (عن) (1).

الوتم: لغة فی بعض أهل الیمن، ذلک أنّهم یقلبون السین تاءً مثاله: کل کلمة فیها سین، السماء فتصبح (التماء)، (السلسبیل) فتصبح (التلتبیل).

الوکم: لغة فی ربیعة وهم قوم من کلب یکسرون کاف الخطاب فی الجمع متی کان قبلها یاء أو کسرة، فیقولون (علیکِم) بدلاً من (علیکُم)، و(بکِم) بدلاً من (بِکُم)، و(مِنکِم) بدلاً من (مِنکُم).

العجعجة: وهی فی لغة قضاعة وبعض بنی دارم، إنّهم یجعلون الیاء المشدّدة جیماً فیقولون (مدنیج) فی (مدنی) و(کوفیج) فی (کوفی) و(خزاعیج) فی (خزاعی).

وکما فی قولهم (الراعج خرج معج) بدلاً من (الراعی خرج معی).

الفحفحة: وهی فی لغة هذیل، حیث یجعلون الحاء عیناً نحو (حتی حین) فتصبح (عتی عین).

اللخلخانیة: وهی فی لغة عُمان حیث یحذفون الهمزة وکذا الألف مثاله (ما شاء الله کان) فتصبح (مشا الله کان).

ص:247


1- (2) . العقد الفرید: 475/2، عنوان: آفات النطق.

الوهم: وهی فی لغة کلب، یکسرون هاء الغیبة متی أعقبتها میم الجمع مطلقاً، والفصیح أنّها لا تُکسر إلّا إذا کان قبلها یاء أو کسرة فیقولون فی (منهُم، عنهُم، بینهُم) هکذا: (منهِم، عنهِم، بینهِم).

الاستنطاء: وهی فی لغة سعد بن بکر وهذیل والأزد وقیس والأنصار، فیجعلون العین الساکنة نوناً إذا جاورت الطاء، فیقولون (أنطی) بدلاً من (أعطی) ومن القراءات الشاذة قراءتهم (إنا أنطیناک الکوثر).

التلتلة: وهی فی لغة بهراء؛ بطن من تمیم، فیکسرون أحرف المضارعة مطلقاً فیقولون (نِقطع) بدلاً من (نَقطع) و(نِدفع) بدلاً من (نَدفع).

القُطعة: وهی فی لغة طیء؛ إذ یقطعون اللفظ قبل تمامه فیقولون (یا ابا العا) ویریدون (یا أبا العاص) ویقولونه (یا أبا سلاّ) ویریدون (یا أبا سلاّم).

لغات أخری عرفتها القبائل العربیة، من ذلک:

أوّلاً: إبدال الحاء هاءً لقرب المخرج فیقولون (هسن) ویریدون به (حسن) و(مفلهون) بدلاً من (مفلحون) وکذلک یبدلون الهاء فاءً فیقولون (فُدی) بدلاً من (هُدی). وهذه لغة بنی سعد ابن زید مناة ولخم.

ثانیاً: حذف الألف من حرف الجر (علی) إذا ولیها لام ساکنة فیقولون: (علرمضاء) بدلاً من (علی الرّمضاء). وهذه فی لغة بنی الحرث.

ثالثاً: قلب الیاء ألفاً بعد إبدال الکسرة التی قبلها فتحة وذلک من کل ماض ثلاثی مکسور العین، مثل: (فرس خطیة بظیة) فتصبح (فرسٌ خطاة بظاة)، ویحذفون الیاء من الفعل المعتل بها إذا أکّد بالنون فیقولون (اخشنّ) و(ارمِنّ) بدلاً من (اخشینَّ) و(ارمینَّ).

ویبدلون الهمزة فی بعض المواضع هاء مثل: (إن زرت) فتصبح (هِن زرت)... وکل ذلک ملحوظ فی قبائل طیء.

ص:248

رابعاً: قلب الألف المقصورة عند اضافتها إلی یاء المتکلم یاءً ثمّ ادغامها توصلاً إلی کسر ما قبل الیاء مثاله فی (عصای) و(هوای) فیقولون (عصِی) و(هوی). وهذه فی لغة هذیل.

خامساً: حذف نون (مِن) الجارة إذا ولیها ساکن فتصبح (مِ) فیقولون (مِ القتلِ) بدلاً (مِن القتلِ) وهی لغة خثعم وزبید.

سادساً: قلب الألف یاءً فی الوقف فیقولون (عیسی) بدلاً من (عیسی) وهی لغة فزارة.

وبعضهم یقلب الألف واواً فی الوقف فیقولون (عیسو) وهی لغة تمیم، ومنهم من یقلبها همزة فیقولون (عیساً).

سابعاً: قلب الیاء بعد الفتحة ألفاً کقولهم (إلاک) بدلاً من (إلیک) و(علاک) بدلاً من (علیک) وهی لغة بنی الحرث وخعثم وکنانة.

ثامناً: قلب المیم باءً وبالعکس: کقولهم فی (اطمئن) (اطبئن) وفی (بکر) (مکر) وهی لغة مازن.

تاسعاً: ضم هاء الغائب إذا جاءت بعد یاء ساکنة مثل کلمة (لدیهُ) و(علیهُ) وهی لغة أهل الحجاز مطلقاً، بینما عند غیرهم الکسر فأهل الحجاز قرءوا (وما أنسانیهُ...) و(عاهَد علیهُ...).

عاشراً: إبدال تاء الجمع هاءً إذا وقفوا علیها إلحاقاً لها بتاء المفرد کقولهم (دفن البناه من المکرماه) ویریدون بها (دفن البنات من المکرمات) وهی لغة طیء.

الحادی عشر: اعراب المثنی بالألف فی جمیع حالاته الإعرابیة - رفعاً ونصباً وجراًکقولهم:

إنّ أباها وأبا أباها قد بلغا فی المجدِ غایتاها

وهی لغة بنی الحارث بن کعب.

ص:249

الثانی عشر: ضمّ هاء التنبیه، فیقولون فی (یا أیها الناس): (یا أیهُ) وهی لغة بنی مالک من بنی أسد، إنّهم یوافقون جمهور العرب إذا تلاها اسم اشارة کما فی (ایهذا).

الثالث عشر: قلب الکاف جیماً فیقولون فی (الکعبة): (الجعبة) وهی لغة تمیم، ویجعلون التاءَ (طاءً) فیقولون (اطعبنی) بدلاً من (اتعبنی).

الرابع عشر: قصر الهمزة فی (اولاء) التی یشار بها إلی الجمع، ثمّ یلحقون بها لاماً فیقولون (اولالک) وهی لغة قیس وربیعة وأسد وأهل نجد من بنی تمیم.

الخامس عشر: تسکین المتحرّک تخفیفاً فیقولون (الرَّمْد) بدلاً من (الرَّمَد) وهی لغة بکر بن وائل وجماعة من بنی تمیم.

السادس عشر: استعمال (متی) بمعنی (مِنْ) ویجرّون بها فیقولون: (أخرجها متی کُمِّه) ویریدون بها: (أخرجها من کُمّه) وهی لغة هذیل. وکذلک یفتحون الواو والیاء فیقولون: (عَوَرات) بدلاً من (عَوْرات).

ثمّ أصبحت هذه الفوارق فی بعض المفردات تشکل عنواناً عند الباحثین فشاع لدیهم تسمیتها باللغات:

لغة هذیل.

لغة قیس.

لغة کندة.

لغة قریش.

لغة حمیر، فقد جاء وفد منها إلی النّبی صلی الله علیه و آله فقالوا:

یا رسول الله! أمِن امبر امصیام فی امسفر؟

فقال صلی الله علیه و آله :

«لیس من امبر امصیام فی امسفر».

تعجب الأصحاب مما سمعوا، حتی بَیّن لهم أنّ الوفد حی من العرب یبدلون اللاّم میماً، والمیم لاماً، وکان سؤالهم: أمن البر الصیام فی السفر؟

ص:250

فجاء جواب النبی صلی الله علیه و آله :

«لیس من البر الصیام فی السفر». (1)

أقول: هذا الاختلاف فی طریقة النطق إنّما کان قبل الإسلام حیث کانت اللغة العربیة فی مهدها هی الجزیرة العربیة، وقد جاء القرآن الکریم فوحّد لهجاتهم وتلاشت تلک الفوارق البینة وأصبحت لهجتهم بفضل القرآن لهجة واحدة، والجدیر بالذکر أنّ ما ذکرناه فی لائحة اللهجات إنّما هو غیث من فیض، وفی الجملة هی لهجات شاذة أو نادرة، وفی مجموعها قبیحة مذمومة، أو غیر مأنوس بها وکان الشعراء یتحاشون تلک اللهجات خوف التندر والسخریة.

فإذا کان هذا الشاعر یتحاشی ذلک التندر وتلک السخریة فکیف ینزل القرآن بتلک

اللهجات الردیئة؟!

ص:251


1- (1) . مسند أحمد بن حنبل: 424/5.

ص:252

خلاصة البحث فی الأحرف السبعة

اشارة

نستطیع أن نضع بین یدی الباحث المصادر التی تطرّقت للأحرف السبعة منها:

صحیح البخاری: عن ابن عباس 6 : 6،97 : 227 باب فضائل القرآن، ط. دارالشعب.

وقریب منه فی 4 : 75، 4 : 137 کتاب بدء الخلاق، ط. دار الشعب.

وصحیح البخاری: 20/9 - 21، کتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف، وباب من لم یر بأساً أن یقول: سورة البقرة وسورة کذا، وکتاب الخصومات باب کلام الخصومات بعضهم فی بعض، وکتاب التوحید باب قول الله تعالی: (فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ ) . (1)

القسطلانی فی إرشاد الساری 5 : 321، 7 : 537.

والعسقلانی فی فتح الباری 6 : 222، 9 : 20.

والعینی فی عمدة القاری 7 : 204، 9 : 308.

وجامع الأصول 2 : 477 - 478، حدیث 939.

وصحیح مسلم: کتاب الصلاة باب بیان أنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف، حدیث

ص:253


1- (1) . المزمّل: 20.

818 - 820، 2 : 202 - 203، وکتاب المسافرین: 264، 370، 372، 374، طبعة محمد علی صبیح بمصر.

وموطأ مالک 1 : 201، کتاب القرآن 15، باب ما جاء فی القرآن، وکتاب الوتر 22.

سنن أبی داود: کتاب الصلاة، باب ما أنزل من القرآن علی سبعة أحرف حدیث 1475، 1477، 1478.

وسنن النسائی 2 : 105 - 154، کتاب الصلاة باب جامع القرآن.

وسنن الترمذی: کتاب القراءات باب ما جاء أنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف، حدیث 2944 - 2945، 11 : 62 وکتاب القرآن 6 : 227 - 228، باب أنزل القرآن علی سبعة أحرف.

ومشکاة المصابیح 1 : 680، حدیث 2213.

ومسند أحمد بن حنبل: 24/1، 40، 43، 264، 299، 313، 445؛ 300/2، 332، 440؛ 170/4، 204، 205.

تفسیر الطبری: 9/1، بدء الخلق الباب السادس، وکتاب التوحید الباب الثالث والخمسین.

تفسیر القرطبی: 43/1.

والمسند الکبیر للحافظ أبی یعلی، کما فی مناهل العرفان: 132/1.

ثمرة البحث

کل اللهجات التی تقدم ذکرها تُعدّ لهجات خاصة فی قبائل معینة، وهی قیاساً بلهجة قریش تعتبر قبیحة ومذمومة، وهذا باعتراف جمیع القبائل العربیة آنذاک؛ لأنّ قریش کانت أغزر القبائل مادة - المادة اللغویة - ، وأرقّها أسلوباً، وأغناها أدباً وبلاغة، وأقدرها علی التعبیر الذی یأخذ بمجامع القلوب فی کل أفانین القول.

لهذا ارتفعت قریش عن تلک اللهجات السمجة، ولفظتها من فمها شعراً ونثراً، وقد أکّد الفرّاء جمال لغة قریش وصفائها فقال:

ص:254

کانت العرب تحضر الموسم فی کل عام، وتحج البیت فی الجاهلیة، وقریش یسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تکلّموا به، فصاروا أفصح العرب، وخلت لغتهم من مستبشع اللغات ومستقبح الألفاظ، لذلک اصطنعت لغة قریش وحدها فی الکتابة والتألیف والشعر والخطابة، فکان الشاعر من غیر قریش یتحاشی خصائص لهجته ویتجنّب صفاتها الخاصة فی بناء الکلمة وإخراج الحروف وترکیب الجملة، لیتحدّث إلی الناس بلغة ألِفوها، بعد أن أسهمت عوامل کثیرة فی تهذیبها وصقلها. (1)

لقد عرفت أنّ لغة قریش - قبل الإسلام - قد سادت أرجاء الجزیرة العربیة، وأنّ الشعراء الذین کانوا یفدون إلی مکة کانوا یحرصون کل الحرص فی أن یتحاشوا لهجتهم المحلیة النادرة أو الشاذة إرضاء لسادة العرب قریش ومن فی حماها من القبائل، بل لو أنّ شاعراً ضمّن فی شعره شیئاً من کشکشة تمیم

وقیس وشنشة تغلب وغمغمة قضاعة وطمطمانیة حمیر و... وغدا ینشد فی بعض أسواق العرب لغلبوه علی أمره بالمکاء والتصدیة ولصیروه أضحوکة بین الصغار من التهکم به والإزدراء.

ص:255


1- (1) . دراسات فی فقه اللغة، د. صبحی الصالح: 67.

ملحق فی بعض قواعد التلاوة

الاختلاس: النطق بأکثر من نصف الحرکة دون تمامها.

الإدغام الکبیر: دمج حرفین فی حرف واحد مشدّداً سواءکانا مثلین أوجنسین أومتقاربین.

الإدغام الصغیر: إدغام حرفین الأول منهما ساکن والثانی متحرک سواءً کان الحرفان فی کلمتین نحو (فَقَدْ ظَلَمَ) أو کلمة واحدة نحو (فَنَبَذْتُها) وسمّی صغیراً لقلته.

الإشباع: إشباع الحرکة کوصل الضمة بالواو، أو الکسرة بالیاء.

الإشمام: النطق بأول الفعل بحرکة مکونة من حرکتین هما الضم والکسر، یبدأ بالضمة ثمّ بالکسرة نحو: (قِیلَ ) و (وَ غِیضَ الْماءُ) سورة هود: 44.

التفخیم: هو تغلیظ الحرف المنطوق، ویقابله الترقیق نحو اللام من لفظ الجلالة (الله).

الحدر: السرعة فی القراءة من دون إخلال.

الروم: النطق بنصف الحرکة دون تمامها بتولد صوت خفی.

السکت: قطع الصوت من دون تنفس وإلا فیکون قطعاً.

ص:256

الفرش: کل کلمة فی القرآن اختلف القراء فی لفظها. (1)

القصر: التلفظ بالحرکة کاملاً بدون إشباع.

القطع: قطع الصوت مع التنفس معرضاً عن القراءة زمناً ما.

المدّ: إطالة الصوت فی حروف المد واللین علی أربع حرکات أو ثلاث علی خلاف.

النقل: نقل حرکة الهمزة إلی الحرف الأسبق إذا کان ساکناً وصحیحاً کما فی (ردءاً).

هاء الکنایة: ضمیر المفرد المذکر ویعبر عنها بالهاء الزائدة لتخرج ما هو من أصل الکلمة، فإذا وقعت هاء الکنایة بین حرفین متحرکین وجب صلتها بیاء فی اللفظ نحو

(تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ) .

إلی هناتمّ کتابنا القراءات والأحرف السبعة والحمد لله أوّلا و آخراً وصلی الله علی محمّد وآله الأطهار وصحبه المنتجبین الأخیار.

ص:257


1- (1) . الفرش هو الکلمة من القرآن تقرأ علی غیر مثال، ویقسّم علماء القراءة مناهج القرّاء إلی: أ) أصول: وهی قواعد القراءة لکل قارئ کمدّ المیمات، وتحقیق الهمزات، وإمالة الالفات، وغیر ذلک. ب) فرش: وهی الکلمات القرآنیة بعینها، وکیف قرأها کل قارئ، وسمّیت فرشاً لأنّها تفرش فی التعلیم علی مواضع الآیات، ولا تندرج تحت أصول جامعة.

ص:258

الفهارس العامه

اشارة

1. فهرس الآیات (حسب القراءات)

2. فهرس الآیات (حسب النصّ القرآنی المتداول)

3. فهرس الأحادیث

4. فهرس الأعلام

5. فهرس الألفاظ والمصطلحات

6. فهرس الأماکن والبلدان

7. فهرس القبائل والفرق

8. فهرس المصادر

9. فهرس ماصدَرَ للمؤلف

ص:259

ص:260

فهرس الآیات یرجی الانتباه:

النصوص القرآنیة الواردة فی متن کتابنا هذا تعالج موضوع اختلاف القراءات عند بعض الصحابة والتابعین، حیث البعض منهم کان یقرأ القرآن علی حرف (لهجة) قد اختاره ذلک الصحابی لنفسه فحسب، والباحث النبه یری فی هذه القراءات امّا زیادة أو نقیصة فی نصّ الآیة، أو تغییراً أو تبدیل لفظة مکان أخری، من هنا وضعنا هذا الفهرس للآیات الکریمة أهدهما حسب القراءات و الآخرکما هو فی المصحف المتداول الیوم بین المسلمین بقراءة حفص عن عاصم، فالرجاء علی المطالع الکریم الرجوع إلی هذا الفهرس أو إلی القرآن المجید مباشرة کی تتبیّن موارد التفاوت والاختلاف بین ذلک الصحابی - القارئ - وبین قراءة حفص، وهی قراءة عامة المسلمین الیوم.

ص:261

1.فهرس الآیات (حسب القراءات)

رقم الآیة السورة الصفحة

سورة الفاتحه

2 (الحمدِ لِله) 57

4 (مالکَ یوم) 34، 57

5 (إیاکَ یُعْبَدُ) 57

سورة البقرة

2 (ذلک الکتاب لاریبْ * فیه هدی للمتقین) 35

2 (لا ریب فِیهُ) 57

9 (یخَدَّعُونَ) 57

36 (فَأَزَالَّهُمَا لشَّیطَنُ) 68

36 (فوسوس لشَّیطَنُ عنها) 68

48 (لا یؤخذ منها شفاعة) 68

58 (وإن یؤخذوا تفادوهم) 68

61 (من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها) 66

61 (اهبطوا مصر) 68

70 (البقر متشابه علینا) 68

ص:262

83 (ثم تولّوا) 68

119 (ولا تَسْأل عن أصحاب الجحیم) 34

106 (ما ننسک من آیة أو ننسها) 69

124 (وحیث ما کنتم فولوا وجوهکم قبله) 67

127 (وإذ یرفع إبراهیم القواعد من البیت وإسماعیل یقولان ربنا) 68

148 (ولکل جعلنا قبلة یرضونها) 67

196 (وَأَتِمُّواْ لحَجَّ وَلعُمرَةَ للبیت) 34

177 (لا تحسبن أن البر) 68

184 (ومن تطوع بخیر) 68

198 (لیس علیکم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربکم فی موسم الحج) 58

222 (وَلَا تَقرَبُوهُنَّ حتی یتطهّرن) 34

197 (وتزودوا وخیر الزاد التقوی) 65

196 (وأتموا الحج والعمرة إلی البیت) 67

196 (وأقیموا الحج والعمرة للبیت) 67

198 (فی مواسم الحج) 65

197 (فلا رفوث ولا فسوق ولا جدال فی الحج) 69

202 (أولئک لهم نصیب ما اکتسبوا) 66

210 (هل ینظرون إلا أن یأتیهم الله ولملائکة فی ظلل من الغمام) 68

214 (فَزلْزِلوا یقولُ حقیقةَ الرسول والذین آمنوا) 67

217 (یسألونک عن الشهر الحرام عن قتال فیه) 69

229 (الّا أن یخافوا) 68

233 (لمن أراد أن یکمل الرضاعة) 69

237 (من قبل أن تجامعوهن) 68

238 (حافظوا علی الصلوات والصلاة الوسطی) 69

259 (قیل أعلم) 68

ص:263

260 (علی کل جبل منهن جزواً) 68

271 (فهو خیر لکم یکفر) 69

282 (أن تضل إحداهما فتذکرها) 69

284 (یحاسبکم به الله یغفر لمن یشاء) 69

سورة آل عمران

1 (الحی القیام) 69

7 (وإن حقیقة تأویله إلا عند الله والراسخون فی العلم یقولون آمنا به) 69

8 (شهد الله أن لا إله إلا هو) 70

19 (إن الدین عند الله الحنیفیة) 70

21 (إن الذین یکفرون بآیات الله ویقتلون النبیین بغیر حق وقاتلوا الذین یأمرون بالقسط من الناس) 70

39 (وناداه الملائکة یا زکریا إن الله) 70

43 (وارکعی واسجدی فی الساجدین) 65

45 (وقالت الملائکة یا مریم إن الله لیبشرک) 70

57 (ولتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر ویستعینون بالله علی ما أصابهم) 58

57 (وَأَمَّا لَّذِینَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ لصَّلِحَتِ فأوفیهم أجورهم) 70

57 (بدینار لا یوفه إلیک) 70

57 (بقنطار یوفه إلیک) 70

75 (ونعلمه الکتاب) 70

156 (والله یحی ویمیت والله بصیر بما تعملون) 70

171 (یستبشرون بنعمة من الله وفضلٍ والله لا یضیع أجر المؤمنین) 70

181 (وقتلهم الأنبیاء بغیر حقٍ ویقال لهم ذوقوا) 70

سورة النساء

10 (من یأکل أموال الیتامی ظلماً فإنّما یأکل فی بطنه ناراً وسوف یصلی سعیراً) 71

ص:264

12 (وَلَهُ أخٌ أوْ اخْتٌ مِن اُمٍّ) 58

24 (کتاب الله علیکم أحل لکم) 71

40 (إنّ الله لا یظلم مثقال نملة) 65

74 (أو یغلب نؤته أجراً عظیماً) 71

81 (بیت مبیت منهم) 71

146 (وسیؤتی الله المؤمنین) 71

152 (أولئک سنؤتیهم أجورهم) 71

سورة المائدة

6 (وَمسَحُواْ بِرُءُوسِکُم وأرجُلِکم) 34

55 (إنّما مولاکم الله ورسوله..) 71

64 (بل یداه بسطان) 65

115 (قال سأنزلها علیکم) 71

118 (إن تعذبهم فعبادک) 71

سورة الانعام

23 (ما کان فتنتهم) 72

27 (یا لیتنا نرد فلا نکذب بآیات ربنا) 72

57 (یقضی بالحق وهو خیر الفاصلین) 72

61 (الموت یتوفاه رسلنا) 72

71 (کالذی استهواه الشیطان) 72

94 (لقد تقطع ما بینکم) 72

105 (لیقولوا درس) 72

125 (کأنما یتصعّد فی السماء) 72

153 (وهذا سراطی مستقیماً) 72

سورة الاعراف

23 (قالوا ربنا لا تغفر لنا وترحمنا) 72

127 (وقد ترکوک أن یعبدوک وإلهتک) 72

ص:265

142 (وعدناموسی...) 34

170 (إن الذین استمسکوا بالکتاب) 72

سورة الانفال

19 (والله مع المؤمنین) 73

59 (ولا یحسب الذین کفروا سبقوا) 73

سورة التوبة

54 (أن تتقبل منهم نفقاتهم) 73

61 (قل أذن خیر ورحمة لکم) 73

100 (الذین اتبعوهم بإحسانٍ) 239

100 (والسابقون الأولون من المهاجرین والأنصار الذین اتبعوهم بالإحسان) 238

110 (ولو قطعت قلوبهم) 73

117 (من بعد ما زاغت قلوب طائفة) 73

126 (أولم ترا أنهم یفتنون) 73

128 (قَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفسکُمْ) 56

سورة یونس

22 (حتی إذا کنتم فی الفلک وجرین بکم) 73

92 (...ننحّیک...) 38

سورة هود

25 (ولقد أرسلنا نوحاً إلی قومه فقال یا قوم إنّی لکم نذیر مبین) 73

28 (من ربی وعمیت علیکم) 73

41 (بِسْمِ اللهِ مجراها و مرساها) 35

57 (ولا تنقصوه شیئاً) 74

72 (وهذا بعلی شیخٌ) 74

81 (فأسر بأهلک بقطع من اللیل إلا امرأتک) 74

سورة یوسف

10و15 (فی غیابة الجب) 74

ص:266

35 (لیسجننه عَتی حین) 242

سورة الرعد

16 (قل أفتختم من دونه) 74

42 (وسیعلم الکافرون لمن عقبی الدار) 74

سورة الحجر

65 (ولا یلتفتن منکم أحد) 74

78 (الایکة) 77

سورة النحل

12 (والنجوم والریاح مسخرات بامره) 74

28 (الذین توفاهم الملائکة) 74

80 (یوم ظَعَنکم) 74

96 (ولیوفین الذین صبروا أجرهم) 74

97 (حیاة طیبة ولیوفینهم) 74

سورة الاسراء

23 (إما یبلغان عندک الکبر إما واحد وإما کلاهما) 75

44 (سبحت له الأرض وسبحت له السموات) 75

سورة الکهف

80 (وَأَمَّا لغُلَمُ فَکَانَ کافراً أَبَوَاهُ مُؤمِنَینِ) 33

80 (أما الغلام فکان کافرا) 38

52 (ویوم یقول لهم نادوا) 75

38 (لکن هو الله ربی) 75

79 (وکان أمامهم ملک یأخذ کل سفینة غصبا) 38

109 (قبل أن تُقضی کلمات ربی) 75

سورة مریم

34 (ذلک عیسی بن مریم قال الحق الذی فیه یمترون) 75

60 (سیدخلون الجنة) 75

ص:267

66 (سأخرج حیاً) 75

93 (فی السموات والأرض لما آتی الرحمن عبداً) 75

90 (تکاد السموات لتتصدع منه) 75

سورة طه

69 (کید سحرٍ) 76

80 (قد نجیتکم من عدوکم) 76

سورة الانبیاء

82 (ومن الشیاطین من یغوص له ویعمل وکنا لهم حافظین) 76

سورة الحج

39 (أُذِن للذین قاتلوا بأنهم ظُلموا) 76

سورة المؤمنون

8 (والذین هم لأمانتهم وعهدهم) 34

سورة النور

1 (أنزلناها وفرضنا لکم) 76

36 (یسبح له فیها رجال) 76

74 (أحسب الذین کفروا معجزین فی الأرض) 76

سورة الفرقان

48 (وهو الذی أرسل الریاح مبشرات) 76

60 (أنسجد لما تأمرنا به) 76

61 (سرجاً) 76

74 (وذُرِّیتِنَا) 76

سورة الشعراء

60 (واتبعوهم مشرقین) 77

176 (کذب أصحاب الایکة) 77

سورة النمل

22 (فیمکث غیر بعید) 77

ص:268

25 (هلا یسجدون لله) 77

36 (أتمدُّونی بمالٍ) 77

82 (تکلمهم بأن الناس) 77

سورة القصص

48 (سحران تظاهرا) 77

66 (وعُمّیت علیهم الأنباء) 77

82 (لولا أن من الله علینا لا نخسف بنا) 77

سورة العنکبوت

25 (و قال إنّما اتخذتم من دون الله أوثانا وتخلقون إفکاً إنّما مودة بینکم) 78

55 (ویقال ذوقوا ما کنتم تعملون) 78

66 (لیکفروا بما أتاهم قل تمتعوا) 78

سورة لقمان

2و3 (تلک آیات الکتاب الحکیم هدی وبشری للمحسنین) 78

سورة السجدة

17 (تعلمن نفس ما یخفی لهم) 78

17 (... قُرّاتِ أَعْینٍ) 56

24 (بما صبروا) 78

سورة الاحزاب

10 (بالله الظنون) 78

31 (من تعمل منکم من الصالحات وتقنت - بالتاء - لله ورسوله) 78

51 (ویرضین بما أوتین کلهن) 78

66 (وأطعنا الرسول) 78

67 (فأضلونا السبیل) 78

68 (لعنا کثیراً) 78

سورة سبأ

48 (تقذف بالحق وهو علام الغیوب) 79

ص:269

37 (وهم فی الغرفة) 79

سورة فاطر

28 (...الله...العلماء...) 57

40 (فهم علی بینة) 79

سورة یس

55 (فی شغل فکهین) 79

58 (سلاماً قولاً) 79

56 (فی ظلل علی الأرائک متکئین) 79

سورة الصافات

102 (فانظر ماذا تُرِی) 79

126 (ربکم الله ورب آبائکم) 79

130 (سلام علی إدراسین) 79

سورة ص

13 (الایکة) 77

سورة الزمر

64 (أفغیر الله تأمرونی) 80

59 (قد جاءتکم الرسل بآیاتی فکذبتم بها واستکبرتم وکنتم من الکافرین) 80

سورة غافر

26 (أن یبدل دینکم ویظهر فی الأرض الفساد) 80

35 (کذلک یطبع الله علی قلب کل متکبر جبار) 80

سورة الشوری

5 (السموات ینفطرن) 80

سورة الزخرف

19 (ما شهد خلقهم) 80

53 (لولا ألقی علیه أساور من ذهب) 80

85 (وإنه علیم للساعة) 80

ص:270

سورة الدخان

43 (إن شجرة الزقوم طعام الفاجر) 33

سورة الجاثیة

4و5 (إن فی السموات والأرض لآیات للمؤمنین وفی خلقکم وما یبث من دابة لآیات) 81

5 (وتصریف الریاح لآیات) 81

32 (إن وعد الله حق وإن الساعة لا ریب فیها) 81

سورة محمد

18 (فهل ینظرن إلا الساعة تأتیهم بغتة) 81

سورة الفتح

10 (فسیؤتیه الله أجراً عظیماً) 81

11 (إن أراد بکم ضراً أو أراد بکم رحمة) 81

15 (أن تبدّلوا کلم الله) 81

26 (إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیةَ حَمِیةَ الْجَاهِلِیةِ ولو حمیتم کما حموا لفسد المسجد الحرام) 240

سورة الحجرات

13 (لتعارفوا وخیارکم عند الله أتقاکم) 81

سورة ق

14 (الایکة) 77

19 (وَجَاءَت سَکرَةُ الحق بالموت) 33

سورة النجم

50و51(وثمود) 81

سورة القمر

7 (خاشعة أبصارهم) 82

سورة الرحمن

76 (...رفارفٍ خُضْرٍ وَعَبَاقِری ...) 56

ص:271

سورة الواقعة

75 (بموقع النجوم) 82

سورة الحاقة

9 (وجاء فرعون ومن قبله) 82

سورة المعارج

23 (علی صلواتهم) 82

سورة نوح

23 (یغوثا ویعوقا) 82

سورة المزمّل

6 (إِنَّ نَاشِئَةَ لَّیلِ هِیَ أشدّ وطأ وأصوب قیلا) 33

سورة الغاشیة

24 (فإنه یعذبه الله العذاب الأکبر) 82

سورة الشمس

4 (وَاللَّیلِ إِذَا یغشاها) 35

سورة القدر

4 (تَنَزَّلُ لمَلَئِکَةُ وَلرُّوحُ فِیهَا بِإِذنِ رَبِّهِم* مِّن کُلِّ أَمر) 35

سورة العصر

1-3 (وَلعَصرِ *إِنَّ لإِنسَنَ لَفِی خُسرٍ * [إنّه فیه إلی آخر الدهر] * إِلَّا لَّذِینَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ لصَّلِحَتِ وَتَوَاصَواْ بِلصَّبرِ) 66

سورة الهمزة

8 (إنها علیهم مُوصَدة) 35

سورة الاخلاص

4 (... کُفُؤا ...) 35

ص:272

2. فهرس الآیات حسب (النصّ القرآنی المتداول)

رقم الآیة السورة الصفحة

سورة الفاتحه

2 (لحَمدُ لِلَّهِ) 55

4 ( مَلِکِ یَومِ لدِّینِ ) 32، 160

سورة البقره

2 (ذَلِکَ الْکِتَابُ لَا رَیبَ فِیهِ) 32

20 (کُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ) 183

48 (وَلَا یقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ) 66

59 (کَیفَ نُنْشِزُهَا)

61 (مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا... ) 65

61 (اهْبِطُوا مِصْرًا) 66

70 (الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَینَا) 66، 237

83 (وَإِذْ أَخَذْنَا مِیثَاقَ بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ) 66

85 (وَإِنْ یأْتُوکُمْ أُسَارَی تُفَادُوهُمْ) 66

106 (مَا نَنْسَخْ مِنْ آیةٍ أَوْ نُنْسِهَا) 67

ص:273

119 (وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِیمِ) 32

127 (وَإِذْ یرْفَعُ إِبْرَاهِیمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَیتِ) 66

124 (وَحَیثُ مَا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ) 66

148 (وَلِکُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهَا) 65

177 (لَیسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا) 66

184 (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَیرًا) 66

185 (یرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیسْرَ وَلَا یرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ) 88

196 (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) 32

197 (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی الْحَجِّ) 67

197 (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَیرَ الزَّادِ التَّقْوَی) 64

198 (لَیسَ عَلَیکُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّکُمْ) 67

198 (فَضْلًا مِنْ رَبِّکُمْ) 64

202 (أُولَئِکَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمَّا کَسَبُوا) 65

210 (هَلْ ینْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یأْتِیهُمُ اللَّهُ) 66

214 (وَزُلْزِلُوا حَتَّی یقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِینَ آمَنُوا) 66

217 (یسْأَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ) 67

222 (وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّی یطْهُرْنَ) 32

229 (إِلَّا أَنْ یخَافَا) 67

233 (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ یتِمَّ الرَّضَاعَةَ) 67

238 (حَافِظُوا عَلَی الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَی) 67

259 (وَانْظُرْ إِلَی الْعِظَامِ کَیفَ نُنْشِزُهَا) 176

260 (عَلَی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) 67

271 (فَهُوَ خَیرٌ لَکُمْ وَیکَفِّرُ) 67

282 (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَکِّرَ) 67

ص:274

283 (وَلَا یضَارَّ کَاتِبٌ وَلَا شَهِیدٌ) 175

284 (یحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ فَیغْفِرُ لِمَنْ یشَاءُ) 67

286 (لَا یکَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) 88

سورة آل عمران

1 (الْحَی الْقَیومُ) 6

7 (وَمَا یعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ) 69

18 (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) 70

19 (إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) 70

21 (إِنَّ الَّذِینَ یکْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَیقْتُلُونَ النَّبِیینَ بِغَیرِ حَقٍّ) 70

39 (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِکَةُ وَهُوَ قَائِمٌ یصَلِّی) 70

43 (وَاسْجُدِی وَارْکَعِی مَعَ الرَّاکِعِینَ) 65

45 (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِکَةُ یا مَرْیمُ إِنَّ اللَّهَ) 70

48 (وَیعَلِّمُهُ الْکِتَابَ وَ... ) 70

57 (وَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) 70

75 (قِنْطَارٍ یؤَدِّهِ إِلَیکَ) 70

104 (وَلْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یدْعُونَ إِلَی الْخَیرِ) 213

130 (لَا تَأْکُلُوا الرِّبَا) 190

156 (وَاللَّهُ یحْیی وَیمِیتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) 70

171 (یسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) 70

181 (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِیاءَ بِغَیرِ حَقٍّ) 70

سورة النساء

1 (وَاتَّقُوا اللَّهَ) 190

10 (إِنَّ الَّذِینَ یأْکُلُونَ أَمْوَالَ الْیتَامَی ظُلْمًا) 71

12 (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ) 212

ص:275

24 (کِتَابَ اللَّهِ عَلَیکُمْ وَأُحِلَّ لَکُمْ) 71

28 (یرِیدُ اللَّهُ أَنْ یخَفِّفَ عَنْکُمْ) 90

36 (وَاعْبُدُوا اللَّهَ) 190

37 (وَیأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) 176

40 (إِنَّ اللَّهَ لَا یظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) 65

59 (یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ) 190

74 (أَوْ یغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ) 71

81 (بَیَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ) 71

82 (أَفَلَا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِنْدِ غَیرِ اللَّهِ) 199

146 (وَسَوْفَ یؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ) 71

152 (أُولَئِکَ سَوْفَ یؤْتِیهِمْ أُجُورَهُمْ) 71

165 (رُسُلًا مُبَشِّرِینَ وَمُنْذِرِینَ) 190

سورة المائدة

6 (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ) 34

52 (فَعَسَی اللَّهُ أَنْ یأْتِی بِالْفَتْحِ) 247

55 (إِنَّمَا وَلِیکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) 71

60 (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) 162

64 (بَلْ یدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) 65

115 (قَالَ اللَّهُ إِنِّی مُنَزِّلُهَا عَلَیکُمْ) 71

118 (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُکَ) 71

سورة الانعام

23 (ثُمَّ لَمْ تَکُنْ فِتْنَتُهُمْ) 72

27 (یا لَیتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُکَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنَا) 72

57 (یقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَیرُ الْفَاصِلِینَ) 72

ص:276

61 (الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) 72

71 (کَالَّذِی اسْتَهْوَتْهُ الشَّیاطِینُ) 72

93 (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ) 182

94 (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَینَکُمْ) 72

105 (وَلِیقُولُوا دَرَسْتَ) 72

125 (کَأَنَّمَا یصَّعَّدُ فِی السَّمَاءِ) 72

153 (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِی) 72

سورة الاعراف

23 (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا) 72

89 (رَبَّنَا افْتَحْ بَینَنَا وَبَینَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ) 168

127 (لِیفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَیذَرَکَ وَآلِهَتَکَ) 72

142 (وَوَاعَدْنَا مُوسَی ثَلَاثِینَ لَیلَةً) 34

165 (بِعَذَابٍ بَئِیسٍ) 237

170 (وَالَّذِینَ یمَسِّکُونَ بِالْکِتَابِ) 72

سورة الانفال

19 (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ) 73

59 (وَلَا یحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا) 73

سورة التوبة

54 (أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ) 73

61 (قُلْ أُذُنُ خَیرٍ لَکُمْ) 73

100 (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) 238

110 (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) 73

117 (مِنْ بَعْدِ مَا کَادَ یزِیغُ قُلُوبُ فَرِیقٍ مِنْهُمْ) 73

ص:277

128 (لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ) 56

سورة یونس

22 (حَتَّی إِذَا کُنْتُمْ فِی الْفُلْکِ وَجَرَینَ بِهِمْ) 73

92 (نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ) 38

سورة هود

25 (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَی قَوْمِهِ) 73

28 (عَلَی بَینَةٍ مِنْ رَبِّی وَآتَانِی رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّیتْ عَلَیکُمْ) 73

41 (بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) 35

57 (وَلَا تَضُرُّونَهُ شَیئًا) 74

72 (وَهَذَا بَعْلِی شَیخًا) 74

78 (هُنَّ أَطْهَرُ لَکُمْ) 187

81 (فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیلِ وَلَا یلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَکَ) 74

سورة یوسف

10و15 (فِی غَیابَتِ الْجُبِّ) 74

35 (لَیسْجُنُنَّهُ حَتَّی حِینٍ) 242

45 (وَادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) 176

سورة الرعد

16 (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ) 74

42 (وَسَیعْلَمُ الْکُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَی الدَّارِ) 74

سورة الحجر

9 (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) 182، 205

49و50 (نَبِّئْ عِبَادِی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِیمُ * وَأَنَّ عَذَابِی هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِیمُ) 190

65 (وَلَا یلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ) 74

ص:278

سورة النحل

17 (أَفَمَنْ یخْلُقُ کَمَنْ لَا یخْلُقُ) 189

28 (الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ) 74

80 (یوْمَ ظَعْنِکُمْ) 74

سورة الإسراء

14 (اقْرَأْ کِتَابَکَ کَفَی بِنَفْسِکَ الْیوْمَ عَلَیکَ حَسِیبًا) 190

23 (إِمَّا یبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ کِلَاهُمَا) 75

44 (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ) 75

سورة الکهف

38 (لَکِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّی) 75

52 (وَیوْمَ یقُولُ نَادُوا شُرَکَائِی) 75

79 (وَکَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِکٌ یأْخُذُ کُلَّ سَفِینَةٍ غَصْبًا) 38

80 (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَکَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَینِ) 33، 188

109 (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِمَاتُ رَبِّی) 75

سورة مریم

24 (جَعَلَ رَبُّکِ تَحْتَکِ سَرِیا) 237

34 (ذَلِکَ عِیسَی ابْنُ مَرْیمَ قَوْلَ الْحَقِّ) 75

60 (یدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) 75

66 (لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَیا) 75

90 (تَکَادُ السَّمَاوَاتُ یتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) 75

80 (إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمَنِ عَبْدًا) 75

سورة طه

69 (کَیدُ سَاحِرٍ) 76

80 (قَدْ أَنْجَینَاکُمْ مِنْ عَدُوِّکُمْ) 76

ص:279

سورة الانبیاء

82 (وَمِنَ الشَّیاطِینِ مَنْ یغُوصُونَ لَهُ وَیعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِکَ) 76

سورة الحج

11 (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یعْبُدُ اللَّهَ) 160

39 (أُذِنَ لِلَّذِینَ یقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) 75

سورة المؤمنون

8 (وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) 34

سورة النور

1 (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا) 76

36 (یسَبِّحُ لَهُ فِیهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) 76

57 (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا مُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ) 76

سورة الفرقان

48 (وَهُوَ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ بُشْرًا) 76، 214

60 (أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا) 76، 214

61 (وَجَعَلَ فِیهَا سِرَاجًا) 76، 214

74 (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیاتِنَا) 76، 214

سورة الشعراء

13 (وَیضِیقُ صَدْرِی) 187

60 (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِینَ) 77

176 (کَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَیکَةِ الْمُرْسَلِینَ) 77

سورة النمل

22 (فَمَکَثَ غَیرَ بَعِیدٍ) 77

25 (أَلَّا یسْجُدُوا لِلَّهِ) 77

ص:280

36 (أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ) 77

82 (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ) 77

سورة القصص

48 (سِحْرَانِ تَظَاهَرَا) 77

66 (فَعَمِیتْ عَلَیهِمُ الْأَنْبَاءُ) 77

82 (لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَینَا لَخَسَفَ بِنَا) 77

سورة العنکبوت

25 (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَینِکُمْ) 78

55 (وَیقُولُ ذُوقُوا مَا کُنْتُمْ) 78

66 (لِیکْفُرُوا بِمَا آتَینَاهُمْ وَلِیتَمَتَّعُوا) 78

سورة لقمان

2و3 (تِلْکَ آیاتُ الْکِتَابِ الْحَکِیمِ * هُدًی وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِینَ) 78

26 (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِی الْحَمِیدُ) 176

سورة السجدة

17 (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِی لَهُمْ) 56، 78

24 (لَمَّا صَبَرُوا) 78

سورة الاحزاب

10 (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) 78

31 (وَمَنْ یقْنُتْ مِنْکُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا) 78

51 (وَیرْضَینَ بِمَا آتَیتَهُنَّ) 78

66 (وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) 78

67 (فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا) 78

68 (لَعْنًا کَبِیرًا) 78

ص:281

سورة سبأ

19 (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَینَ أَسْفَارِنَا) 177

23 (حَتَّی إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) 176

37 (وَهُمْ فِی الْغُرُفَاتِ) 79

48 (قُلْ إِنَّ رَبِّی یقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُیوبِ) 79

سورة فاطر

28 (إِنَّمَا یخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) 38

40 (فَهُمْ عَلَی بَینَتٍ مِنْهُ) 79

سورة یس

55 (فِی شُغُلٍ فَاکِهُونَ) 79

56 (فِی ظِلَالٍ عَلَی الْأَرَائِکِ مُتَّکِئُونَ) 79

58 (سَلَامٌ قَوْلًا) 79

سورة الصافات

102 (فَانْظُرْ مَاذَا تَرَی) 79

126 (اللَّهَ رَبَّکُمْ وَرَبَّ آبَائِکُمُ) 79

130 (سَلَامٌ عَلَی إِلْ یاسِینَ) 79

سورة ص

23 (تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) 188

سورة الزمر

59 (بَلَی قَدْ جَاءَتْکَ آیاتِی) 80

64 (قُلْ أَفَغَیرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّی) 80

سورة غافر

26 (أَنْ یبَدِّلَ دِینَکُمْ أَوْ أَنْ یظْهِرَ فِی الْأَرْضِ الْفَسَادَ) 80

ص:282

35 (یطْبَعُ اللَّهُ عَلَی کُلِّ قَلْبِ مُتَکَبِّرٍ جَبَّارٍ) 80

59 (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِیةٌ) 190

سورة الشوری

5 (تَکَادُ السَّمَاوَاتُ یتَفَطَّرْنَ) 80

11 (لَیسَ کَمِثْلِهِ شَیءٌ) 190

سورة الزحرف

19 (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) 80

53 (فَلَوْلَا أُلْقِی عَلَیهِ أَسْوِرَةٌ) 80

85 (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) 80

سورة الدخان

43 (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِیمِ) 170

سورة الجاثیة

4 (وَمَا یبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ) 81

5 (وَتَصْرِیفِ الرِّیاحِ آیاتٌ) 81

32 (وَإِذَا قِیلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَیبَ فِیهَا) 81

سورة محمد صلی الله علیه و آله

18 (فَهَلْ ینْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیهُمْ بَغْتَةً) 81

سورة الفتح

10 (فَسَیؤْتِیهِ أَجْرًا عَظِیمًا) 81

11 (إِنْ أَرَادَ بِکُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِکُمْ نَفْعًا) 81

15 (أَنْ یبَدِّلُوا کَلَامَ اللَّهِ) 81

26 (إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیةَ) 240

ص:283

سورة الحجرات

13 (لتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ) 81

سورة ق

19 (وَجَاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) 176، 188

سورة النجم

50و51 (وَأَنَّهُ أَهْلَکَ عَادًا الْأُولَی * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَی) 81

سورة القمر

7 (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ) 82

سورة الرحمن

76 (مُتَّکِئِینَ عَلَی رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِی حِسَانٍ) 56

سورة الواقعة

29 (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) 174

75 (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) 82

سورة الحدید

13 (لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونَا) 185

سورة الحشر

23 (الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ) 190

سورة الجمعة

9 (إِذَا نُودِی لِلصَّلَاةِ مِنْ یوْمِ الْجُمُعَةِ) 238

سورة المنافقون

8 (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) 190

سورة الحاقة

9 (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ) 82

ص:284

سورة المعارج

23 (الَّذِینَ هُمْ عَلَی صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) 82

سورة نوح

23 (وَلَا یغُوثَ وَیعُوقَ وَنَسْرًا) 82

سورة المزمّل

6 (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیلِ هِی أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِیلًا) 33

20 (فَاقْرَءُوا مَا تَیسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) 146

سورة القیامة

4 (بَلَی قَادِرِینَ) 178

سورة الغاشیة

24 (فَیعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَکْبَرَ) 82

سورة الشمس

4 (وَاللَّیلِ إِذَا یغْشَاهَا) 35

سورة اللیل

3 (وَمَا خَلَقَ الذَّکَرَ وَالْأُنْثَی) 177

سورة القدر

4 (تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) 35

سورة القارعة

5 (کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) 176

سورة الهُمَزَة

8 (إِنَّهَا عَلَیهِمْ مُؤْصَدَةٌ) 35

سورة الاخلاص

4 (وَلَمْ یکُنْ لَهُ کُفُوًا أَحَدٌ) 35

ص:285

3. فهرس الاحادیث

أُبی أقرأکم للقرآن 242

أتانی آت من الله عزوجل، فقال إنّ الله یأمرک أن تقرأ القرآن علی حرف واحد 141، 231

اجتمعوا علی القرآن ما ائتلفتم علیه 122

اقرءوا کما تعلّمتم فسیجیئکم من یعلّمکم 233

اقرأ القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف 126 ,117

أقرأنی جبریل علی حرف فراجعته فلم أزل أستزیده ویزیدنی حتی انتهی إلی سبعة أحرف 105 ,92

اقرأوا کما سمعتم 182

اقرؤوا القرآن ما ائتلفت علیه قلوبکم فإذا اختلفتم علیه فقوموا 122

اقرؤوا کما علمتم 210

أما نحن فنقرأ علی قراءة أُبی - بن کعب 210

إن القرآن نزل علی سبعة أحرف وأدنی ما للإمام أن یفتی علی سبعة وجوه 141 ,140، 231

إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولکن الاختلاف یجیئ من قبل الرواة 210، 232

إنّ الکتب کانت تنزل من السماء من باب واحد 165 ,132، 198

إنّ الله أمرنی أن أقرأ القرآن علی سبعة أحرف 179

إنّ الله یأمرک أن تقرأ القرآن علی حرف 127

إنّ الله یأمرک أن تقرأ امّتک القرآن علی حرف 120 ,95

إنّ ربّی علّمنی فتعلمت، وأدبنی فتأدّبت 168

إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله یأمرکم أن تقرؤوا کما عُلّمتم 216 ,183

ص:286

إن کان ابن مسعود لا یقرأ علی قراءتنا فهو ضال 210

إن کان ابن مسعود لایقرأ علی قراءتنا فهو ضال 243 ,233 ,83 ,64 ,57

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، المراء فی القرآن کفر 121

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، حکیما علیما (غَفُورا رَّحِیما) 102

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، کلها شاف کاف 228 ,152 ,130

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، لکل آیة منها ظهر وبطن 133 ,130 ,99

أنزل القرآن علی سبعة أحرف، والمراء فی القرآن کفر 133 ,132 ,98

أنزل القرآن علی عشرة أحرف بشیر 185

أنزل علی سبعة أحرف لکل آیة منها ظهر وبطن 231

إنّما هلک من کان قبلکم باختلافهم فی الکتاب 122

إنه أنزل علی ثلاثة أحرف، فلا تختلفوا فیه 130

إنّی أمرت أن أقرأ القرآن علی سبعة أحرف 120

تفسیر القرآن علی سبعة أحرف، منه ما کان، ومنه ما لم یکن 140

ضع من دینک هذا فأومأ إلیه أی الشطر 92

عرض القرآن علی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ثلاث عرضات 129

فمن قرأ منها بحرف فهو کما قرأ 179

کان الکتاب الأول ینزل من باب واحد 133 ,102، 198

کلها شاف کاف، ما لم یختم آیة عذاب بآیة رحمة 179

کذبوا أعداء الله، ولکنّه نزل علی حرف واحد 171

نزل القرآن بلغة کلّ حی من أحیاء العرب 169

نزل القرآن علی سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغیب 230، 227

نزل القرآن علی سبعة أحرف کلها شاف کاف 161، 227 ,226، 232 ,229

نزل القرآن علی سبعة أحرف، المراء فی القرآن کفر 129

نزل القرآن من سبعة أبواب علی سبعة أحرف 184

نزل علی حرف واحد من عند الواحد 232 ,216 ,210 ,143

هذا کتاب الله عزوجل کذا أنزله الله علی محمد صلی الله علیه و آله وقد جمعته من اللوحین فقالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فیه القرآن لا حاجة لنا فیه، فقال: أما والله ما ترونه بعد یومکم هذا أبداً 210

ونبیک الذی أرسلت 171

ص:287

یا أُبی إنّ ربّی أرسل إلّی أن اقرأ القرآن علی حرف 95، 101

یا أُبی! إنّی أقرئت القرآن فقیل لی: علی حرف أو حرفین 96

یا جبریل إنّی بعثت إلی أمة أمّیین 98

یا عمر! إنّ القرآن کلّه صواب ما لم یجعل مغفرة عذابا 128

یا محمد إنّ القرآن أنزل علی سبعة أحرف 98

یا محمد! اقرأ القرآن علی حرف 128

یا مقلّب القلوب ثبّت قلبی علی دینک 171

ص:288

4. فهرس الاعلام

أبا وائل, 114

إبراهیم التیمی, 66

إبراهیم الهجری, 153 ,136 ,130

إبراهیم أنیس, 189

إبراهیم بن حمزة, 114

إبراهیم بن سعد, 114

إبراهیم بن منصور, 125 ,123

إبراهیم علیه السلام , 167 ,95

ابن أبی الزناد, 115

ابن أبی أویس, 153

ابن أبی حاتم, 131

إبن أبی حدرد, 91

ابن أبی داود, 69

ابن أبی شیبة, 63

ابن أبی طلحة, 215

ابن أبی عاصم, 105

ابن أبی عمران, 198

ابن أبی عمیر, 171 ,140

ابن أبی لیلی, 152 ,151 ,150 ,120 ,112 ,97 ,95

ابن أبی مریم, 152

ابن أبی منصور, 170

ابن إدریس, 67

ابن الأنبار, 238

ابن الانباری, 185

ابن البدیع, 235

ابن الجزری, 241 ,201 ,196 ,183 ,178 ,160 ,87 ,62 ,61 ,55 ,51 ,50 ,38 ,32 ,31 ,23

ابن الجوزی؛ عبد الرحمن بن علی, 64

ابن الحاجب, 53

ابن الزبیر, 213 ,58

ابن السائب الکلبی, 63

ابن العربی, 245 ,186

ابن الغضائری, 142

ابن القاسم, 119 ,117

ابن المثنی, 96 ,95

ابن المنذر, 185

ص:289

ابن النقیب, 192

ابن أم مکتوم, 88

ابن بشار, 95

ابن تیمیة, 49

ابن جبیر, 31

ابن جریر الطبری, 178 ,45

ابن جریر, 202 ,200 ,199 ,185 ,182 ,170 ,49

ابن جزی الأندلسی, 37

ابن حبّان, 196 ,195 ,191

ابن حجر, 201 ,191 ,159

ابن حنبل, 221

ابن حیان, 159

إبن خالد, 103

ابن خالویه, 57

ابن خلدون, 63

ابن داود, 142 ,118

ابن درید, 188

ابن سعد, 88

ابن سلاّم(القاسم), 188

ابن سیدة, 161

ابن سیرین, 114

ابن شریح, 183

ابن شهاب, 201 ,166 ,152 ,119 ,117 ,115 ,109 ,105 ,104 ,101 ,96 ,94 ,93 ,92 ,91

ابن طاووس, 61 ,52

ابن عباس, 253 ,241 ,211 ,201 ,185 ,183 ,169 ,168 ,167 ,166 ,152 ,121 ,113 ,107 ,105 ,98 ,94 ,92 ,66 ,58 ,56 ,38 ,28

ابن عبد البر, 187 ,49

ابن عبد الله الاشعری, 228

ابن عبد, 242

ابن عطیة, 198

ابن فهد, 61

ابن قتیبة, 188 ,183 ,178 ,177 ,175

ابن کثیر, 45 ,24

ابن محیصن, 37

ابن مرزوق, 113

ابن مسعود, 243 ,242 ,235 ,233 ,232 ,230 ,227 ,214 ,210 ,205 ,202 ,198 ,188 ,186 ,185 ,184 ,170 ,169 ,168 ,165 ,163 ,162 ,161 ,152 ,143 ,142 ,136 ,133 ,132 ,130 ,126 ,125 ,118 ,114 ,113 ,112 ,108 ,103 ,102 ,99 ,83 ,72 ,71 ,66 ,65 ,64

ابن مطهر الحلی, 61

ابن منیع, 170

ابن مهدی, 129

ابن نمیر, 150 ,114 ,113 ,105 ,95

ابن وهب, 186 ,155 ,153 ,152 ,151 ,133 ,117 ,105 ,104 ,103 ,102

أبو أسامة, 150

أبو إسحاق الهمدانی, 133 ,119 ,99

أبو إسحق السبیعی, 130

أبو الحسن بن عبدان, 113

أبو الحسن محمد بن الحسن الکازری, 114

ص:290

أبو الحسین بن بشران, 113 ,107

أبو الدرداء, 240 ,88 ,38 ,18

أبو الربیع, 124

أبو السمال, 38

أبو العباس النحوی, 162

أبو الفتح ابن جنی, 83

أبو الفضل ابن شاذان الرازی, 178 ,177

أبو الفضل الرازی, 195 ,188

أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعی, 38

أبو القاسم الهذلی, 38

أبو القاسم محمد النویری, 40 ,23

أبو المعالی, 191

أبو الولید الطیالسی, 96

أبو الولید, 115 ,102

أبو أیوب الأنصاری, 145 ,18

أبو أیوب, 88

أبو بصیر, 181

أبو بکر إبن مجاهد, 163

أبو بکر الباقلانی, 178 ,64

أبو بکر السجستانی, 83 ,65

أبو بکر بن أبی شیبة, 106 ,105 ,100 ,95

أبو بکر بن الأنباری, 162

أبو بکر بن حبیب, 115 ,114

أبو بکر عبد الله بن محمد, 63

أبو بکر عن عاصم, 68

أبو بکر محمد بن إبراهیم, 106

ابو بکر, 217

أبو بکر, 218

أبو جعفر النحوی, 164

أبو جعفر بن نفیل, 121

أبو جعفر, 54

أبو جهیم الأنصاری, 155 ,145

أبو جهیم بن الحارث بن الصمة, 98

أبو حاتم السجستانی, 188

أبو حاتم, 136

أبو حاتم، محمد بن حبان, 64

أبو حذیفة, 66 ,65

أبو حیان, 65

أبو خلیفة, 102

أبو خیثمة, 133 ,100 ,98

أبو داود, 254 ,221 ,185 ,153 ,119 ,106 ,96

أبو رزین, 67

أبو زید, 18

أبو سعید ابن الأعرابی, 112 ,108

أبو سعید أحمد بن یعقوب الثقفی, 103

أبو سعید الخدری, 145

أبو سعید بن فرح, 39

أبو سعید فرج بن لب, 42

أبو سعید, 132

أبو سلمة بن عبد الرحمن, 133 ,102

أبو سلمة, 121

أبو سهل محمد بن نصرویه بن أحمد المرزوی, 114

أبو سهل, 115

أبو شامة, 200 ,54 ,53 ,50

أبو طلحة, 154 ,124

ص:291

أبو عاصم, 65

أبو عبد الرحمن السلمی, 237 ,211 ,114 ,108

أبو عبد الرحمن منصور, 121

أبو عبد الله الحافظ, 113 ,108 ,107

أبو عبد الله الزنجانی, 189

أبو عبید, 165 ,162 ,161 ,114 ,108

أبو عبیدة, 163

أبو علی بن همّام, 142

أبو عمرو بن العلاء, 241 ,42

أبو عمرو بن حمدان, 105

أبو عوانة, 124

أبو عیسی, 98

أبو قلابة, 230 ,227 ,185 ,142

أبو قیس مولی ابن العاص, 135

أبو کریب, 154 ,153 ,151 ,150

أبو محمد بن حیان, 105

أبو محمد بن یوسف, 112

أبو محمد عبد الله بن یوسف الأصبهانی, 112,108

أبو مسلم, 113

أبو منصور النضروی, 115

أبو نصر بن قتادة, 115

أبو نعیم, 154 ,67

أبو هریرة, 182 ,181 ,170 ,153 ,133 ,132 ,129 ,121 ,108 ,98 ,57 ,56

أبو همام, 133 ,103 ,102

أبو یعلی الموصلی, 123

أبو یعلی, 170 ,133 ,130 ,106 ,102 ,100

أبی إدریس الخولانی, 240 ,239

أبی إسحاق عمرو بن عبد الله السبیعی, 241

أبی إسحاق, 154 ,150 ,130 ,126 ,120

أبی الأحوص, 153 ,136 ,133 ,99

أبی الجهم, 129

أبی العالیة, 168 ,154

أبی الفضل الرازی, 230

أبی المنهال, 149 ,130

أبی الهیثم, 160

أبی أیوب, 98

أبی بکر بن أبی شیبة, 106

أبی بکر, 107 ,106

أبی بکرة, 185 ,154 ,128 ,98

أبی بن کعب, 221 ,151 ,150 ,120 ,112

أُبی بن کعب, 242 ,241 ,240 ,239 ,238 ,222 ,221 ,210 ,185 ,170 ,169 ,167 ,152 ,151 ,150 ,145 ,125 ,123 ,121 ,120 ,119 ,112 ,111 ,108 ,106 ,102 ,100 ,99 ,98 ,97 ,96 ,95 ,94 ,88 ,18

أبی جریج, 65

أبی جهیم الأنصاری, 155

أبی حاتم السجستانی, 189

أبی حازم, 153 ,133 ,121 ,98

أبی حنیفة, 38 ,32

أبی خلدة, 154

أبی داود سلیمان بن سیف الحرانی, 126

أبی روق, 66

أبی سلمة, 153 ,102 ,98

ص:292

أبی شامة, 62 ,60

أبی عبد الرحمن السلمی, 241

أبی عبد الرحمن عبد الله بن حبیب بن ربیعة السّلمی, 241

أبی عدی, 151 ,150

أبی عمران الجونی, 122

أبی عیسی بن عبد الله بن مسعود, 153 ,136

أبی کریب, 150

أبی هریرة الدوسی, 135

أبیه, 154 ,103

أحمد ابن منصور, 113

أحمد بن أبی بکر, 101

أحمد بن أبی عاصم, 105

أحمد بن الأزهر, 65

أحمد بن الحسن الرازی, 108

أحمد بن الحسین البیهقی, 107

أحمد بن جعفر, 125 ,124

أحمد بن حازم الغفاری, 154

أحمد بن حنبل, 254 ,185 ,45

أحمد بن سنان, 67

أحمد بن شعیب النسائی, 122

أحمد بن عبد الله, 175

أحمد بن عبید الصفار, 113

أحمد بن علی الموصلی, 125

أحمد بن علی بن المثنی, 133 ,98

أحمد بن عمار المهدوی, 55 ,51

أحمد بن محمد الدمیاطی, 24

أحمد بن محمد الطوسی, 151

أحمد بن محمد بن النعمان, 126

أحمد بن منصور, 154 ,110 ,107

أحمد بن منیع, 124 ,98

أحمد بن نجدة, 115

أحمد بن هلال العبرتائی, 142 ,139

أحمد بن هلال, 141

أحمد بن یحیی, 188

أحمد بن یوسف, 104

الأزهری, 162 ,161 ,160

إسحاق بن إبراهیم الدبری, 107

إسحاق بن إبراهیم, 133 ,116 ,111 ,105 ,102

إسحاق بن أحمد بن نافع, 126

إسحاق بن سوید الرملی, 99

إسحاق بن عبد الله بن أبی طلحة, 215 ,154

أسد, 154

إسرائیل بن عاصم, 134

إسرائیل, 150 ,126 ,67

إسماعیل الترمذی, 108

إسماعیل بن أبی أویس, 133 ,108 ,99

إسماعیل بن أبی خالد, 150 ,111 ,106 ,100 ,95 ,94

إسماعیل بن إسحاق القاضی, 108

إسماعیل بن إسحاق, 114

إسماعیل بن محمد الصفار, 113 ,110 ,107

إسماعیل بن موسی السدی, 154

إسماعیل, 105

الأعمش, 153 ,113 ,77 ,71 ,67 ,31

أم أیوب, 154 ,153 ,145 ,98

ص:293

الإمام أبی الحسن العسکری, 139

الأمینی, 235

الأنباری, 213 ,58

أنس بن عیاض, 153 ,133 ,121 ,98

أنس بن مالک, 151 ,150 ,145 ,124 ,114 ,57

أنس, 168 ,127 ,123 ,118 ,116 ,102

أیوب, 108

الباقر علیه السلام , 210 ,140

البخاری, 253 ,243 ,221 ,216 ,211 ,206 ,184 ,183 ,152 ,146 ,113 ,111 ,93 ,92 ,91 ,88 ,58

براء بن عازب, 171

البراء, 88

البرقی, 152

البزار, 132 ,130 ,129 ,127

بسر بن سعید, 155

بکر بن سهل, 104

البلاغی, 170 ,143

بندار, 107

البیهقی, 221 ,200 ,198 ,110 ,109

الترمذی, 254 ,221 ,216 ,146 ,124 ,98 ,97

ثُویر, 67

جبرائیل, 216 ,185 ,115 ,113

جبریل, 245 ,211 ,129 ,128 ,127 ,126 ,124 ,123 ,120 ,119 ,117 ,116 ,112 ,107 ,105 ,100 ,99 ,98 ,97 ,95 ,94 ,92

جبرئیل, 228 ,216 ,212 ,211 ,206 ,183 ,169 ,167 ,166 ,123

جریر بن عبد الحمید, 153

جریر, 189

جعفر إبن برقان, 66

جعفر بن عبدالله بن یعقوب بن فناکی, 124

جعفر بن محمد بن قولویه, 229

جعفر بن مهران السبّاک, 99

جلال الدین البُلقینی, 31

جلال الدین البُلیقینی, 54

جمال الدین الخونساری, 61

جمیل بن دراج, 140

جندب بن عبد الله, 122

جویبر, 65

حاجی خلیفة, 175

الحارث بن مسکین, 117

حاکم النیسابوری, 103

الحاکم النیسابوری, 184 ,56

حامد النقوی, 228

حجاج بن فرافصة, 122

حذیفة بن الیمان, 129 ,127 ,98

الحر العاملی, 61

حرب بن ثابت من بنی سلیم, 154

حرملة بن یحیی, 135 ,105 ,104 ,94

الحسن البصری, 57

الحسن بن أحمد بن أبی شعیب, 66

الحسن بن أحمد بن اللیث الرازی, 103

الحسن بن أحمد, 66

الحسن بن سفیان, 105 ,100 ,99

الحسن بن عرفه, 151

ص:294

الحسن بن علی الخلال, 97

الحسن بن علی بن عفان, 113

الحسن بن علی, 125 ,124 ,113

الحسن بن محبوب, 142

الحسن بن محمد الزعفرانی, 112

الحسن بن موسی, 124 ,98

حسین الجعفی, 67

الحسین بن عبد الملک الأدیب, 125

الحسین بن عبد الملک الخلال, 124

حسین بن علی, 150 ,100

حفص الشیبانی, 65

حفص, 261 ,82 ,71 ,68 ,65

حفض, 19

الحکم أبو عُتَیبَة, 151

الحکم بن عتیبة, 151 ,99

الحکم, 152 ,151 ,150 ,120 ,112 ,106 ,96 ,95 ,65

الحلبی, 43 ,25

حماد بن زید, 122

حماد بن سلمة, 154 ,151 ,102

حماد بن عثمان, 141 ,140

حمّاد, 139

حمزة بن حبیب الزیات, 241 ,42

حمزة, 241 ,187 ,115 ,71 ,45 ,24

حمید الطویل, 151 ,150

حمید بن أنس بن مالک, 151

حمید بن قیس الأعرج, 63

حمید, 153 ,150 ,127 ,123 ,118 ,116 ,105 ,102

الحویزی, 153 ,150 ,149 ,141 ,140

حیوة بن شریح, 133 ,103 ,102

خارجة بن زید, 115

خالد, 133 ,121

الخزاعی, 32

خلاّد بن أسلم, 153

خلاد بن خالد بن یزید, 67

الخوئی, 171 ,143

خیر الدین الزرکلی, 175

الداماد, 141

الدانی, 160

داود بن معاذ, 122

درباس مولی ابن عباس, 241

الدمشقی, 240 ,87 ,51

الرازی, 170 ,153 ,61 ,53 ,51 ,42

الربیع بن سلیمان, 154

ربیعة الرأی, 243 ,233 ,210 ,65 ,64 ,57

ربیعة, 247 ,246 ,243 ,233 ,210 ,65 ,64 ,57

رشید بن سعید, 152

رضی الدین الاستربادی, 61

رؤبة بن العجاج, 57

زاهر بن أحمد بن حامد الثقفی, 125 ,123

زائدة, 150 ,100 ,67

زبید, 153 ,136

زر ابن حبیش, 153

زر إبن حبیش, 98

زر, 152 ,150 ,134 ,124 ,100 ,98

ص:295

زرارة, 232 ,140 ,52

الزرکشی, 245 ,190 ,59 ,54 ,52 ,49 ,42 ,26 ,25 ,23

زکریا بن عدی, 65

الزمخشری, 63 ,61 ,52

الزهراء فاطمة علیها السلام , 218

الزهری, 116 ,115 ,114 ,113 ,111 ,110 ,107 ,105 ,98 ,97 ,96 ,94 ,91

زهیر بن حرب, 106

زید ابن أرقم, 153

زید القصار, 153 ,132

زید بن أرقم, 153 ,145 ,132

زید بن الحباب, 154

زید بن ثابت, 239 ,206 ,115 ,114 ,64

زید بن سهل الأنصاری, 145

زید, 248 ,240 ,239 ,238 ,212 ,211 ,206 ,154 ,132 ,115 ,114 ,66 ,64 ,63 ,57 ,32 ,18

سالم بن سلمة, 209

سالم مولی أبی حذیفة, 242

السبکی, 43 ,39

السخاوی, 64 ,60

السروجی الحنفی, 60

سعد التفتزانی, 226

سعد بن أبی وقاص, 212 ,57 ,32

سعد بن عبد الله بن أبی خلف الأشعری القمی, 229

سعید بن أبی الرجاء الصیرفی, 126 ,124

سعید بن العاص, 114

سعید بن المسیب, 241

سعید بن جبیر, 121

سعید بن عبادة, 18

سعید بن عفیر, 92

سعید بن منصور, 213 ,115 ,58

سعید بن یحیی الأموی, 153

السفاقسی, 211

سفیان بن السمط, 210

سفیان بن عیینة, 245 ,154

سفیان, 154 ,153 ,136 ,122 ,118 ,67 ,66 ,65

سقیر العبدی, 126

سلام بن أبی مطیع, 122

سلمة بن أبی سلمة بن عبد الرحمن, 133

سلمة بن أبی سلمة, 103

سلمة, 133 ,105 ,103 ,102

سلیمان بن أحمد, 105

سلیمان بن بلال, 155 ,153 ,136 ,133 ,108 ,99

سلیمان بن صرد, 154 ,150 ,145 ,132 ,126 ,125 ,120 ,119 ,112 ,108 ,96

سلیمان, 92

سمرة بن جندب, 145

سمرة, 130 ,129 ,98

سیار أبی الحکم, 151

سیار بن سلامة, 130

السید محمد جواد الحسینی العاملی, 63

السیوطی, 222 ,216 ,212 ,196 ,195 ,191 ,159 ,146 ,51 ,31 ,18

ص:296

الشافعی, 109 ,91 ,62 ,24

شبابة, 151

الشرف المزنی المرسی, 192

الشریف الرضی, 225

شریک, 154 ,67

شعبان إسماعیل, 25

شعبة, 152 ,151 ,121 ,120 ,114 ,113 ,112 ,107 ,106 ,96 ,95 ,65

شعیب بن أیوب, 67

شقیق, 113

شمس الدین الدمشقی, 178

شهاب الدین أبو شامة المقدسی, 168

الشهید الثانی, 61

شیبان, 124 ,98

شیذلة, 196

الشیطان, 126 ,120 ,72

الصادق علیه السلام , 243 ,182 ,181 ,171 ,83 ,64 ,57

صبحی الصالح, 255 ,195 ,189 ,183

صبری الأشوح, 27

صدر الدین, 61

الصدوق, 141 ,139

الضحاک, 65

الطائی الشافعی, 64

الطباطبائی, 235

الطبرانی, 201 ,198 ,165 ,136 ,133 ,132 ,131 ,130

الطبرسی, 229 ,225 ,52

الطحاوی, 189

الطوسی, 230 ,227 ,226 ,144 ,143 ,61 ,52

الطیالسی, 146

عاصم الجُحدری, 56

عاصم بن أبی النجود, 241 ,42

عاصم بن بهدلة, 127

عاصم, 261 ,241 ,187 ,153 ,152 ,150 ,124 ,100 ,98 ,68 ,54 ,19

عامر بن مدرک, 134

العاملی, 61

عائشة بنت معمر بن الفاخر, 126

عبادة بن الصامت, 151 ,145 ,102

العباس بن معروف, 141

عبد الأعلی, 116

عبد التواب عبد الجلیل, 202

عبد الخالق بن علی بن عبد الخالق المؤذن, 108

عبد الرحمن السلمی, 19

عبد الرحمن بن أبی بکرة, 154

عبد الرحمن بن أبی لیلی, 151 ,111 ,106 ,100 ,95

عبد الرحمن بن إسماعیل بن إبراهیم بن عثمان الشافعی, 54

عبد الرحمن بن إسماعیل, 51

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام, 114

عبد الرحمن بن عابس, 131

عبد الرحمن بن عبد القاری, 213 ,152 ,119 ,117 ,110 ,109 ,104 ,101 ,96 ,93 ,92

عبد الرحمن بن عبد القاریء, 105 ,104

عبد الرحمن بن عوف, 145 ,103

ص:297

عبد الرحمن بن محمد بن سلام, 120 ,66

عبد الرزاق, 113 ,111 ,110 ,107 ,105 ,97 ,96 ,94

عبد الصبور شاهین, 203 ,202 ,195

عبد الصمد, 151

عبد الفتاح بن عبد الغنی القاضی, 27

عبد القاهر, 226

عبد الله الصمد بن عبد الوارث, 154

عبد الله بن أبی سرح, 181

عبد الله بن أحمد بن حنبل, 103

عبد الله بن الزبیر, 114

عبد الله بن السائب المخزومی, 241

عبد الله بن المبارک, 124

عبد الله بن الهیثم, 122

عبد الله بن جعفر, 106

عبد الله بن جندب, 210

عبد الله بن رباح الأنصاری, 122

عبد الله بن سعید ابن أبی سرح, 181

عبد الله بن عامر, 187 ,42

عبد الله بن عباس, 145

عبد الله بن عمر, 152 ,145 ,122

عبد الله بن عمرو بن أبی الحجاج, 151

عبد الله بن عیسی بن عبد الرحمن بن أبی لیلی, 150 ,111 ,94

عبد الله بن عیسی, 106 ,105 ,100 ,95

عبد الله بن فرقد, 243 ,233 ,210 ,64

عبد الله بن کثیر, 42

عبد الله بن کعب بن مالک, 91

عبد الله بن محمد الأزدی, 133 ,102

عبد الله بن محمد, 91

عبد الله بن مسعود, 217 ,215 ,186 ,183 ,153 ,152 ,145 ,134 ,103 ,83 ,66 ,57 ,38

عبد الله بن میمون, 152

عبد الله بن وهب, 103

عبد الله بن یحیی الطلحی, 106

عبد الله بن یوسف, 104 ,92

عبد الله محمد بن جعفر, 105

عبد الملک بن میسرة, 122

عبد الواحد البقال, 124

عبد الوارث, 151 ,99

عبد بن حمید, 113 ,111 ,105 ,94

عبدالرحمن بن أحمد بن الحسن الرازی, 124

عبدالرحمن بن زید بن عقبة, 124

عبدالرحمن بن مهدی, 125

عبدالرحمن, 125

عبدالله بن مسعود, 132

عبدالله بن مسلم, 175

عبدالله, 132 ,131 ,126 ,125 ,124 ,72 ,71

عبدة بن سلیمان, 153 ,133 ,102

العبدی, 150

عبید الله بن أبی یزید, 154

عبید الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود, 92

عبید الله بن عبد الله بن عتبة, 152 ,113 ,107 ,105 ,94

عبید الله بن عبد الله, 105 ,92

عبید الله بن عمر, 151

ص:298

عبید الله بن محمد الغریانی, 152

عبید الله بن محمد بن أبی نصر اللفتوانی, 124

عبید الله بن معاذ, 107

عبید الله بن موسی, 153

عبید الله, 154

عبید بن أسباط بن محمد, 153

عبید بن عمیر, 121

عبید بن غنیم, 106

عبیدالله بن موسی, 126

عتاب بن زیاد, 124

عثمان بن حسان العامری, 136 ,131

عثمان بن سعید (أبو عمرو), 64 ,51

عثمان بن عفان, 149 ,145 ,114 ,49 ,39

عثمان بن عمر, 91

عدی بن حاتم, 235

عروة إبن الزبیر, 93

عروة بن الزبیر, 213 ,152 ,135 ,119 ,117 ,110 ,109 ,105 ,104 ,101 ,97 ,96 ,93 ,92 ,91

العسقلانی, 253

العضدی, 61

عطاء البزاز, 65

عطاء, 235 ,66 ,65

عفان, 112 ,108

عقیل بن خالد, 152 ,103 ,102

عقیل, 133 ,113 ,111 ,103 ,92

عکرمة بن خالد, 121

علاء الدین علی بن بلبان, 99

علقمة النخعی, 153 ,136

علی بن إبراهیم, 229 ,171

علی بن أبی بکر الهیثمی, 133 ,128

علی بن أبی طالب, 242 ,241 ,235 ,217 ,183 ,19 ,18

علی بن ابی طالب, 211

علی بن أبی طالب علیه السلام , 241

علی بن أبی علی, 153

علی بن الحسن الدرابجردی, 111

علی بن حمزة الکسائی, 242 ,42

علی بن حمشاذ العدل, 103

علی بن خشرم, 66

علی بن زید بن جدعان, 136 ,129

علی بن زید, 154 ,136 ,128

علی بن عبد العزیز, 114 ,108

علی بن محمد الثقفی, 67

علی بن محمد بن بشران, 110

علی بن محمد بن عبد الصمد, 64

علی بن محمد بن علی, 122

عمار بن مطر, 136 ,132

عمر بن أبی سلمة المخزومی, 198 ,165

عمر بن أبی سلمة, 131

عمر بن أُذینه, 171

عمر بن الخطاب, 242 ,240 ,238 ,222 ,217 ,216 ,215 ,213 ,183 ,152 ,146 ,145 ,135 ,119 ,117 ,116 ,110 ,109 ,105 ,104 ,101 ,97 ,96 ,93 ,92 ,91 ,88

عمر بن القاسم المصری(بالنّشار؛ أبو حفص), 24

ص:299

عمر بن سعید بن سنان, 101

عمر بن عبد العزیز, 57

عمر بن محمد الهمدانی, 133 ,99

عمرو بن أبی سلمة, 145

عمرو بن العاص, 149 ,145 ,135 ,127 ,98

عمرو بن دینار, 154 ,145

عمرو بن عامر الأنصاری, 238

عمرو بن عثمان العثمانی, 153

عمرو بن علی, 122 ,118

عمرو بن منصور, 121

العوام, 184 ,120 ,119

العیاشی, 140 ,139

عیسی البابی, 43

عیسی بن جریج, 66

عیسی بن عبد الله الهاشمی, 231 ,141

عیسی بن عمر, 187

عیسی بن قرطاس, 153 ,136 ,133

عیسی, 249 ,106

العینی, 253

الغسانی, 170

الغفاری, 211

غندر, 112 ,107 ,106 ,95

ف. بوفلی, 18

الفاضل البهائی, 61

الفاضل الجواد, 61

الفخر الرازی, 169 ,62 ,51

الفرّاء, 254

الفضیل بن یسار, 232 ,210 ,171

الفضیل, 232 ,210 ,171 ,52

فلفلة بن عبد الله الجعفی, 131 ,118

الفیض الکاشانی, 230 ,143

القاسم بن حسان, 118

القاسم بن سلام, 160 ,146 ,107 ,44 ,22

القاسمی, 63 ,39

قالون, 24

قتادة, 125 ,113 ,112 ,108 ,96

قتیبة بن سعید, 121

القرطبی, 254 ,191 ,187 ,170 ,159

القسطلانی, 253 ,212 ,211 ,60

القعنبی, 104

کثیر بن هشام, 66

کثیر بن یحیی, 65

الکسائی, 242 ,187

الکشی, 142

کعب الأحبار, 219

کعب بن عمرو, 156

کعب بن لؤی, 156

کعب بن مالک, 242

کعب, 91

اللیث, 92

مالک بن أنس, 98

مالک, 186 ,119 ,117 ,109 ,104 ,101 ,96 ,93 ,92 ,91

الماوردی, 199

المبارک بن المعطوش, 124

مجاهد, 121 ,120 ,112 ,106 ,99 ,97 ,95,

ص:300

152 ,151

المحاسبی, 64

المحقق, 61

محمد أبو الفضل, 26

محمد الحبش, 175

محمد الطباطبائی, 61

محمد المشهدی, 143

محمد بن ابراهیم النعمانی, 140

محمد بن إبراهیم النعمانی, 142

محمد بن إبراهیم بن المقرئ, 126

محمد بن إبراهیم بن علی, 125 ,123

محمد بن إبراهیم, 105 ,104

محمد بن أبی بکر المرغینی ساجقلی زاده, 26

محمد بن أحمد بن خنب, 108

محمد بن إسماعیل, 91

محمد بن الجزری, 146

محمد بن الحسن الصفّار, 139

محمد بن الحسن الصفار, 141 ,140

محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید, 141

محمد بن الحسن, 105 ,104

محمد بن الحسین البکاری, 65

محمد بن الطیب, 64

محمد بن العلاء, 152

محمد بن المثنی, 152 ,151 ,107

محمد بن بدر, 104

محمد بن بشار, 150 ,120

محمد بن بشر, 106 ,95

محمد بن جحادة, 151 ,99

محمد بن جعفر, 152 ,96 ,95 ,32

محمد بن حمید الرازی, 153

محمد بن زکریا, 66 ,65

محمد بن سعدان الأشعری, 186

محمد بن سلمة, 119 ,117

محمد بن شریح الأندلسی, 22

محمد بن شیرویه, 106

محمد بن عبد الأعلی الصنعانی, 151

محمد بن عبد الأعلی, 121

محمد بن عبد الله الحافظ, 111

محمد بن عبد الله المخزمی, 65

محمد بن عبد الله بن أبی مخلد الواسطی, 154

محمد بن عبد الله بن مالک, 64

محمد بن عبد الله بن نمیر, 112 ,106 ,94

محمد بن عبد الوهاب الفراء, 111

محمد بن عبید, 106 ,100

محمد بن عجلان, 153 ,133 ,130 ,108 ,99

محمد بن علی القشیری (القاضی ابن دقیق), 22

محمد بن علی بن عبد الحمید الصغانی, 107

محمد بن عمرو, 153 ,133 ,132 ,102

محمد بن غالب, 104

محمد بن فضیل, 150

محمد بن محمد الدمشقی, 23

محمد بن محمد بن الحسن الکارزی, 108

محمد بن مرزوق, 151

محمد بن مسعود(العیاشی), 140

محمد بن مسلم ابن شهاب الزهری, 241

محمد بن میمون الزعفرانی, 150

ص:301

محمد بن هارون الرویانی, 124

محمد بن یحیی الخنیسی, 67

محمد بن یحیی الصیرفی, 141 ,139

محمد بن یحیی بن أبی عمر العدنی, 127

محمد بن یحیی بن فارس, 96

محمد بن یسار, 65

محمد بن یعقوب, 134 ,111 ,108

محمد جمال الدین القاسمی, 63

محمد حسن النجفی, 52

محمد سالم محیسن, 23

محمد سعید العریان, 50

محمد صالح المازندرانی, 234

محمد طاهر الکردی, 19

محمد عبد العظیم الزرقانی, 189 ,183 ,159 ,43 ,42 ,32 ,26

محمد علی صبیح, 254

محمد, 209 ,199 ,163 ,52 ,18

محمود بن أحمد بن عبدالرحمن الثقفی, 124

المدنی, 240 ,42

مروان, 127

مسکین, 66

مسلم بن جندب, 57

مسلم, 228 ,221 ,201 ,184 ,183 ,150 ,146 ,122 ,113 ,112 ,111 ,107 ,106 ,105 ,104 ,93

المسور بن مخرمة, 117 ,116 ,110 ,105 ,104 ,98 ,97 ,93

مصعب بن عمیر, 88

معاذ بن جبل, 242 ,145 ,88 ,18

معاذ بن معاذ, 112

معاذ, 18

معاویة بن أبی سفیان, 155

المعتمر بن سلیمان, 151

معقل بن عبید الله, 136 ,121

المعلّی بن خنیس, 243 ,233 ,210 ,64 ,52

معمر بن سهل, 134

معمر, 151 ,134 ,116 ,113 ,110 ,107 ,105 ,97 ,96 ,94

المغیرة, 67

مغیرة, 153 ,67

مفضل بن مهلهل, 67

المقبری, 153 ,108

مکی بن أبی طالب, 183 ,88 ,64 ,51 ,50 ,37

المنجاب, 67

منصور, 67

مهران, 153

مورق العجلی, 57

موسی بن داود, 151

موسی بن عقبة, 124

المیرزا النوری, 228

میکائیل, 128 ,127 ,123 ,119 ,117 ,116

میمون أبو حمزة, 136

میمون بن مهران, 66

نافع بن أبی نعیم, 241

نافع بن یزید, 152

نافع, 242 ,241 ,152 ,37

ص:302

النجاشی, 229 ,142

النزال, 122 ,65

النسائی, 254 ,221 ,146 ,126 ,121 ,118 ,117 ,116

نصر بن علی بن نصر, 116

نصر حامد أبو زید, 27

نعمة الله الجزائری, 61 ,52

نفیع بن الحارث الثقفی, 145

النیشابوری, 59

هارون بن زید بن یزید, 122

هارون بن موسی النحوی, 122

هارون, 122 ,66

هبة الله بن محمد, 125

هدبة بن خالد القیسی, 125

الهروی, 165

هشام بن حکیم, 221 ,214 ,213 ,192 ,183 ,150 ,146 ,145 ,119 ,117 ,116 ,110 ,109 ,105 ,104 ,101 ,97 ,96 ,93 ,92 ,91

هشام بن سعد, 151

هشام بن سعید, 153

هشام بن عبد الرحیم بن الإخوة, 126

هشام بن عتیبة, 235

هشام بن محمد, 63

هشام, 235 ,221 ,213 ,184 ,126 ,118 ,116 ,110 ,97

همّام بن أبی بدر, 103

همام بن یحیی, 125 ,96

همّام, 125 ,112

الهیثمی, 136

واصل بن حیان, 153 ,136

وعبادة بن الصامت, 18

وکیع, 150 ,64

الولید بن قیس, 118

وهب بن منبه, 219

یحیی ابن یعمر, 96

یحیی بن آدم, 150

یحیی بن أیوب, 151

یحیی بن عباد, 112

یحیی بن وثّاب, 31

یحیی بن یحیی, 104 ,93

یحیی بن یعمر, 126 ,125 ,112 ,108

یحیی, 118 ,67

یزید إبن أبی سفیان, 88

یزید بن خصیفة, 155

یزید بن هارون, 123 ,116

یزید, 126 ,119 ,45

الیزیدی, 71

یسیر بن عمرو, 65

یعقوب بن إبراهیم, 118

یعقوب بن سفیان, 67

یعقوب, 187 ,37

یعلی بن عبید, 111

یوسف البحرانی, 61

یوسف القاضی, 113

یوسف بن موسی, 66

یونس بن حبیب, 106

ص:303

یونس بن عبد الأعلی, 155 ,154 ,153 ,152 ,151 ,117

یونس, 201 ,154 ,153 ,117 ,113 ,105 ,104 ,94 ,92 ,91 ,73 ,38

ص:304

5. الالفاظ و المصطلحات

الاختلاس, 256

الإدغام الصغیر, 256

الإدغام الکبیر, 256

الإدغام, 178

الاستنطاء, 248

الإشمام, 256

الإمالة, 35

التابوت, 115

الترخیم, 247

الترقیق, 256

التفخیم, 256

التلتلة, 248

التمتمة, 247

الحبسة, 247

الحدر, 256

خرط القتاد, 140 ,43

دیوان العرب, 203

رتة العراق, 246

الرقاع, 18

الروم, 256 ,53

السکت, 256

شنشنة تغلب, 246

طعام الفاجر, 186 ,170 ,33

طمطمانیة حمیر, 246

العجعجة, 247

عرب الجنوب, 206 ,203 ,89

عرب الشمال, 206 ,203 ,89

العسب, 205

العقلة, 247

عنعنة تمیم, 247 ,237

العهن, 170

الغنّة, 246 ,24

الفأفأة, 246

الفرش, 257

قاعدة التوسعة, 216

قبط, 203

ص:305

القصر, 257

القطع, 257 ,44

القُطعة, 248

اللثغة, 246

اللخلخانیة, 247

اللفف, 247

مدرسة الخلفاء, 217

المصاحف العثمانیة, 55 ,50 ,49

المعتقدات الشعبیة, 28

من زخرف, 170

میتافیزیقی, 27

نبط, 203

النقل, 257 ,63 ,59

هنود, 203

الوتم, 247

الوهم, 248 ,19

ص:306

6. الاماکن والبلدان

أحجار المراء, 129 ,127 ,124

الأزهر, 26 ,23

البصرة, 20

بیروت, 242 ,238 ,226 ,214 ,184 ,175 ,150 ,128 ,123 ,111 ,104 ,99 ,92 ,63 ,55 ,54 ,53 ,52 ,51 ,32 ,26 ,24 ,23

الجزیرة العربیة, 255 ,251 ,203 ,89

الحجاز, 249 ,226 ,203 ,89 ,20

حمص, 88

دارالسلام, 25

دمشق, 240 ,92 ,88

الدینور, 175

سمرقند, 60

الشام, 88 ,20

صیدا, 245

طهران, 53

العراق, 246 ,163 ,20

فلسطین, 88

القاهرة, 175 ,23

قم, 229 ,228 ,92

کراچی, 108

لبنان, 128 ,55 ,51 ,32 ,24 ,23

المدینة المنوّرة, 27

المغرب, 37

همدان, 131

یثرب, 89

الیمامة, 219 ,92

الیمن, 247 ,246 ,234 ,232 ,226 ,205 ,169 ,168 ,165 ,163 ,161 ,143 ,114 ,108

ص:307

7. القبائل و الفرق

أزد, 188

أسد, 250

الإمامیة, 229 ,139 ,87 ,52 ,39 ,25

الأنصار, 238 ,88 ,18

أهل الحجاز, 249

أهل الیمن, 247 ,226 ,163 ,161 ,114 ,108

أهل دمشق, 240

بنی الحرث, 249 ,248

بنی دارم, 247

تمیم, 255 ,250 ,249 ,248 ,247 ,246 ,237 ,226 ,188 ,169 ,165

ثقیف, 165

حمیر, 255 ,250 ,246 ,90

خثعم, 249

خزاعة, 156

ربیعة, 247 ,246 ,243 ,233 ,210

زبید, 136

طیء, 249 ,248

فزارة, 249

قریش, 255 ,254 ,250 ,242 ,234 ,232 ,226 ,217 ,216 ,211 ,205 ,188 ,169 ,168 ,165 ,163 ,161 ,156 ,143 ,115 ,114 ,108 ,90 ,89 ,20

قضاعة, 255 ,247

مازن, 249

هذیل, 250 ,249 ,247 ,242 ,234 ,232 ,205 ,188 ,165 ,163 ,161 ,143 ,114 ,108

هوازن, 234 ,232 ,205 ,188 ,169 ,165 ,163 ,161 ,143 ,108

الیهود, 219

ص:308

8. فهرس المصادر

1. الإبانة عن معانی القراءات، القیسی مکی بن أبی طالب، ت 437 ه، تحقیق عبد الفتاح شلبی، مطبعة مصر بالفجالة، القاهرة 1960 م.

2. ابراز المعانی من حرز الأمانی، أبو شامة الدمشقی عبد الرحمن بن اسماعیل، ت 665 ه، طبع مصطفی البابی الحلبی وأولاده، القاهرة 1349 ه .

3. اتحاف فضلاء البشر فی القراءات الأربعة عشر، البناء الدمیاطی أحمد بن محمد، ت 1117 ه، دارالندوة الجدیده، بیروت .

4. الإتقان فی علوم القران، السیوطی جلال الدین عبد الرحمن، ت 911 ه، طبع بیروت، وطبعة القاهرة 1318 ه .

5. أثر القراءات فی الدراسات النحویة، عبد العال سالم علی، مطبعة المجلس الأعلی للشؤون الإسلامیة، 1969 م.

6. الإحسان بترتیب صحیح ابن حبّان، علاء الدین علی بن لبان الفارسی، ت 739 ه، ط 3، مؤسسة الرسالة، بیروت 1993 م.

7. أحسن الأثر فی تاریخ القرّاء الأربعة عشر، الحصری محمود، طبعة القاهرة.

8. إرشاد الساری، القسطلانی، أبو العباس شهاب الدین أحمد بن محمد، ت 923 ه، دارالفکر، بیروت 1989 م.

9. الاستیعاب، ابن عبد البر القرطبی، یوسف بن عبد الله بن محمد، ت 463 ه، طبع القاهرة، 1328 ه .

ص:309

10. اسنی المطالب، الجزری الشافعی، محمد بن محمد بن محمد، ت 833 ه، تحقیق محمد باقر المحمودی، 1983 م.

11. إعجاز القراءات القرآنیة، صبری الأشوح.

12. إعجاز القرآن، الرافعی مصطفی صادق، ط 4 وط 6، مطبعة الاستقامة، القاهرة.

13. الأعلام، الزرکلی خیر الدین، طبعة القاهرة، 1954 م.

14. البرهان فی علوم القرآن، الزرکشی بدر الدین محمد بن عبد الله، طبعة دارالمعرفة، بیروت، وطبعة المکتبة العصریة، صیدا، 2004 م، وطبعة الحلبی 1376 ه .

15. بصائر الدرجات، الصفّار محمد بن الحسن بن فرّوخ، من علماء القرن الثالث الهجری، ت 290 ه، طبعة قم، وطبعة تبریز 1380 ه .

16. البیان، الخوئی السید ابوالقاسم، طبعة أنوار الهدی، ط 8، 1981 م.

17. تاریخ الخلفاء، السیوطی جلال الدین عبد الرحمن بن کمال الدین أبی بکر بن محمد، ت 911 ه، طبعة دارالقلم 1986 م، وطبعة الرضی، قم 1411 ه .

18. تاریخ القرآن، الزنجانی أبو عبد الله، ط 3، مؤسسة الأعلمی، بیروت 1969 م.

19. تاریخ القرآن، شاهین عبد الصبور، دارالقلم 1966 م.

20. تأویل مشکل القرآن، الدینوری أبومحمد عبد الله بن مسلم، ت 276 ه، دارالتراث، القاهرة 1973 م.

21. تاریخ القرآن وغرائب رسمه وحکمه، الکردی المکی محمد طاهر، طبعة مصطفی البابی الحلبی، ط 2، مصر، وطبعة جدّة، 1365 ه .

22. التبیان فی تفسیر القرآن، الطوسی محمد بن الحسن، ت460 ه، دار إحیاء التراث العربی، بیروت.

23. ترتیب العلوم، المرغینی ساجقلی زاده محمد بن أبی بکر، ت 1145 ه، دار البثائر الإسلامیة، بیروت 1988 م.

24. التسهیل لعلوم التنزیل، ابن جزی الأندلسی محمد بن أحمد، دارالکتب، بیروت.

25. تفسیر شبر، عبد الله شبر، ت 1242 ه، تحقیق حامد حفنی، ط 3، دار إحیاء التراث العربی، بیروت 1977 م.

26. تفسیر الصافی، الفیض الکاشانی المولی محسن، ت 1091 ه، دار المرتضی، مطبعة سعید، مشهد.

ص:310

27. تفسیر الطبری (جامع البیان فی تأویل القرآن)، الطبری محمد بن جریر، ت 310 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت 1999 م، وطبعة أخری.

28. تفسیر القاسمی (محاسن التأویل)، محمد جمال الدین، ت 1914 م، ط 2، دارالفکر، بیروت 1978 م.

29. تفسیر القرطبی (الجامع لأحکام القرآن)، القرطبی محمد بن أحمد الأنصاری، ت 671 ه، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، ط 2.

30. تفسیر العیاشی، السمرقندی محمد بن مسعود، من علماء القرن الرابع الهجری، مؤسسة الأعلمی، بیروت 1991 م.

31. التفسیر الکبیر، الفخر الرازی محمد بن عمر الشافعی، ت 606 ه، دار إحیاء التراث العربی، بیروت 1995 م.

32. تفسیر نور الثقلین، الحویزی عبد علی بن جمعة العروسی، ت 1112 ه، افست المطبعة العلمیة، قم.

33. تهذیب التهذیب، العسقلانی ابن حجر أحمد بن علی، ت 852 ه، مطبعة مجلس دائرة المعارف، الهند 1327 ه، وطبعة دار صادر، بیروت 1968 م.

34. جواهر الکلام، النجفی محمد حسن، ت 1266 ه، دارالکتب الإسلامیة، طهران.

35. الحجة فی القراءات السبع، ابن خالویه، ت 370 ه، تحقیق عبد العال سالم، بیروت، دارالشرق، 1971 م.

36. الحجة فی علل القراءات السبع، الفارسی أبو علی الحسن بن أحمد، ت 377 ه، تحقیق النجدی والنجار وشلبی، مطبعة دارالکاتب العربی، القاهرة.

37. خاتمة المستدرک، المحدّث النوری، ت 1320 ه، ط 1، مؤسسة أل البیت لإحیاء التراث، قم، 1415 ه .

38. الخصال، الصدوق محمد بن علی بن بابویه، ت 381 ه، طبعة جامعة المدرسین، قم، وطبعة بیروت، المطبعة الحیدریة، النجف 1971 م.

39. الخلاصة، الحلی الحسن بن یوسف بن علی، ت 726 ه، ط 2، المطبعة الحیدریة، النجف 1961 م، ومنشورات الرضی، قم.

40. دراسات فی فقه اللغة، الصالح صبحی، ط 9، نشر أدب الحوزة، قم.

ص:311

41. الدر المنثور فی التفسیر المأثور، السیوطی عبد الرحمن بن کمال الدین، ت 911 ه، ط 1، دارالفکر، بیروت 1983 م.

42. رجال ابن داود، الحسن بن علی الحلی، ت 707 ه، المطبعة الحیدریة، النجف 1972 م، ومنشورات الرضی، قم.

43. رجال النجاشی، أحمد بن علی الکوفی، ت 450 ه، الطبعة الحجریة، قم مکتبة الداوری، وطبعة جامعة مدرسین، 1407 ه، وطبعة دارالأضواء، بیروت 1988 م.

44. رسم المصحف والاحتجاج به فی القراءات، شلبی عبد الفتاح إسماعیل، مکتبة النهضة، القاهرة 1380 ه .

45. الرواشح السماویة، میر الداماد محمد باقر بن محمد، قم، نشر مکتبة السید المرعشی.

46. الریاض النضرة، المحب الطبری أبو جعفر أحمد، دارالکتب العلمیة، بیروت.

47. سنن أبی داود، السجستانی الأزدی سلیمان بن الأشعث، ت 275 ه، دار الحدیث، حمص سوریة، وطبعة جدیدة.

48. سنن البیهقی الصغری، البیهقی أحمد بن الحسین، ت 458 ه، جامعة الدراسات الإسلامیة، کراتشی باکستان 1989 م.

49. سنن البیهقی الکبری، البیهقی، ت 458 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت 1999 م.

50. سنن الترمذی (الجامع الصحیح)، الترمذی محمد بن عیسی بن سورة، ت 298 ه، دار إحیاء التراث العلمی، بیروت، وطبعة أخری.

51. سنن النسائی الکبری، النسائی أبو عبد الرحمن أحمد بن شعیب، ت 303 ه، مؤسسة الرسالة، بیروت 2001 م.

52. شرح طیبة النشر فی القراءات العشر، النویری أبو القاسم محمد بن محمد بن محمد بن علی، ت 857 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت 2003 م.

53. صحیح ابن حبّان، البستی أبو حاتم محمد بن حبّان، ت 354 ه .

54. صحیح البخاری، البخاری محمد بن إسماعیل، طبعة دار ابن کثیر، الیمامة، دمشق - بیروت، وطبعة دارالشعب.

55. صحیح مسلم، القشیری النیسابوری مسلم بن الحجاج، ت 261 ه، دارالفکر، بیروت 1978 م، وطبعة محمد علی صبیح، مصر.

ص:312

56. الصواعق المحرقة، ابن حجر الهیثمی أحمد بن محمد، ت 974 ه، مکتبة القاهرة، میدان الأزهر.

57. الطبقات الکبری، ابن سعد محمد، ت 230 ه، دار بیروت للطباعة، لبنان 1985 م.

58. فتح الباری، ابن حجر العسقلانی أحمد بن علی، ت 852 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت 1989 م، وطبعة دارالمعرفة، بیروت.

59. القراءات فی نظر المستشرقین والملحدین، القاضی عبد الفتاح، مجمع البحوث الإسلامیة، القاهرة 1972 م.

60. القراءات القرآنیة، الفضلی عبد الهادی، دارالقلم، بیروت.

61. القراءات القرآنیة، القاضی القشیری محمد بن علی بن دقیق، ت 702 ه .

62. القراءات القرآنیة فی بلاد الشام، حسین عطوان، دارالجمیل، بیروت 1402 ه .

63. القراءات وأثرها فی علوم العربیة، محمد سالم، مکتبة الکلیات الأزهریة، القاهرة.

64. القراءات واللهجات، حمودة عبد الوهاب، مطبعة السعادة، القاهرة 1948 م.

65. العقد الفرید، الأندلسی ابن عبد ربه أحمد بن محمد، ت 327 ه، دارالکتاب العربی، بیروت 1986 م، وطبعة دارالکتب العلمیة، بیروت 1983 م.

66. غایة النهایة فی طبقات القراء، الجزری محمد بن محمد، ت 833 ه، مکتبة الخانجی، 1932 م.

67. غیث النفع فی القراءات السبع، الصفاقسی علی النوری، ت 1118ق، بهامش سراج القارئ.

68. الکافی، الکلینی محمد بن یعقوب، ت 329 ه، ط 3، دارالکتب الإسلامیة، طهران 1388 ه .

69. الکافی فی القراءات، الأندلسی محمد بن شریح، ت 476 ه، بهامش (المکرر فیما تواتر من القراءات السبع وتحرّر) لعمر بن زین الدین الأنصاری المشهور بالنثار، مخطوط المدینة المنورة، المکتبة المحمدیة.

70. کتاب السبعة فی القراءات، ابن مجاهد، ت 324 ه، تحقیق شوقی ضیف، دارالمعارف، القاهرة 1972 م.

71. کشف الظنون، حاج خلیفة مصطفی بن عبد الله، ت 1067 ه، مؤسسة التاریخ العربی، بیروت، وطبعة استانبول 1943 م.

72. کفایة الأصول، الخراسانی محمد کاظم، ط 4، مطبعة الشابندر، بغداد، 1328 ه .

73. کنز الدقائق، المشهدی محمد بن محمد رضا القمی، ت حدود 1125 ه، مؤسسة النشر

ص:313

الإسلامی، قم 1413 ه .

74. کنز العمّال، المتقی الهندی علاءالدین المتقی بن حسام الدین، ت 975 ه، ط 5، مؤسسة الرسالة، بیروت 1985 م، وطبعة 1989 م.

75. لطائف الإشارات لفنون القراءات، القسطلانی شهاب الدین، ت 923 ه، تحقیق الشیخ عامر السید عثمان وعبد الصبور شاهین، القاهرة 1972 م.

76. اللهجات العربیة، إبراهیم أنیس، ط 3، 1952 م، ومطبعة الرسالة.

77. اللهجات العربیة فی القراءات القرآنیة، الراجحی عبده، دارالمعارف، القاهرة 1968 م.

78. المجازات النبویة، الشریف الرضی محمد بن الحسین، ت 406 ه، منشورات مکتبة بصیرتی، قم.

79. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الهیثمی نور الدین علی بن أبی بکر، ت 807 ه، ط 2، دارالکتاب، بیروت 1967 م.

80. المرشد الوجیز إلی علوم تتعلق بالکتاب العزیز، أبو شامة المقدسی شهاب الدین عبد الرحمن ابن إسماعیل الشافعی، ت 665 ه، دار صادر، بیروت .

81. محاسن التأویل، انظر تفسیر القاسمی المتقدّم.

82. المحتسب فی تبیین وجوه شواذ القراءات، ابن جنّی أبو الفتح عثمان، ت 392 ه، القاهرة 1386 ه .

83. مستدرک سفینة البحار، الشاهرودی علی النمازی، قم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة، طهران 1405 ه .

84. المستدرک علی الصحیحین، الحاکم النیسابوری محمد بن عبد الله، دارالکتب العلمیة، بیروت 1990 م.

85. مسند ابن حنبل، الشیبانی أحمد بن محمد المروزی، ت 241 ه، طبع القاهرة 1312 ه.

86. مسند الشافعی، ابن إدریس محمد، ت 204 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت.

87. المسند المستخرج علی صحیح مسلم، الإصفهانی أبو نعیم، ت 430 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت.

88. المصاحف، السجستانی عبد الله بن سلیمان بن الأشعث، ت 316 ه، المطبعة الرحمانیة، القاهرة 1936 م.

ص:314

89. مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلاّمة، العاملی محمد جواد الحسینی، ت 1226 ه، مؤسسة فقه الشیعة، بیروت 1996 م.

90. مفهوم النصّ، دراسة فی علوم القرآن، أبو زید نصر حامد، دارالبیضاء، المغرب.

91. المقنع فی معرفة مرسوم مصاحف الأمصار مع کتاب النقط، الدانی ابو عمرو عثمان بن سعید، ت 444 ه، طبع دمشق، 1940 م.

92. معجم القراءات القرآنیة، أحمد مختار عمر وعبد العال سالم مکرم، انتشارات أسوة منظمة الحج والاوقاف، مطبعة أمیر، 1991 م.

93. مناهل العرفان فی علوم القرآن، الزرقانی محمد عبد العظیم، ت 1948 م، دارالکتب العلمیة، بیروت 1996 م.

94. منجد المقرئین، ابن الجزری محمد بن محمد الدمشقی، ت 833 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت 1948 م.

95. موارد الظمان إلی زوائد ابن حبّان، الهیثمی علی بن أبی بکر، ت 807 ه .

96. الموسوعة القرآنیة، الأبیاری إبراهیم، مؤسسة سجل العرب، 1984 م، وطبعة 1969 م.

97. المیزان فی تفسیر القرآن، الطباطبائی محمد حسین، ط 3، مؤسسة الأعلمی، بیروت 1977 م.

98. المیسّر فی علوم القرآن، الغفار عبد الرسول، المحجّة البیضاء والرسول الأکرم، بیروت 1995 م.

99. النشر فی القراءات العشر، ابن الجزری أبو الخیر محمد بن محمد الدمشقی، ت 833 ه، دارالکتب العلمیة، بیروت .

100. نهایة الأحکام، الحلی الحسن بن یوسف، ت 726 ه، دار الأضواء، بیروت .

101. النهایة فی غریب الحدیث والأثر، ابن الاثیر مجد الدین أبی السعادات المبارک بن محمد، ت 606 ه، طبع القاهرة، 1311 ه .

102. النهایة فی مجرد الفقه والفتاوی، الطوسی محمد بن الحسن، ت 460 ه، طبعة قم.

103. وقعة صفّین، المنقری نصر بن مزاحم، ت 212 ه، تحقیق عبد السلام هارون، ط 2، المؤسسة العربیة الحدیثة، القاهرة 1382 ه .

ص:315

ص:316

البحوث والمقالات والکتب التی صدرت للمؤلّف

1. المشکلة الکردیة حتی عام 1932 م

AL - MASSAR - NO.2 - 1989 INDIA.

2. البنت والزوجة فی القرآن الکریم

AL - BILAD, NO.55, 1411, Beirut, Lebanan.

3. الأولاد زینة للحیاة ... وفتنة

AL - BILAD, NO.58, 1411, Beirut, Lebanan.

4. بین المعجزة والکرامة، مجلة التوحید، طهران، العدد 55، سنة 1412 ه- .

5. رأی الشیخ المفید فی الغلو، المؤتمر العالمی للشیخ المفید، قم، ج 25، 1413 ه- .

6. البرهان السدید فی (الردّ علی من قال بسهو النبیّ صلی الله علیه و آله )، المؤتمر العالمی للشیخ المفید، قم، ج 25، سنة 1413 ه- .

7. معاییر الجرح والتعدیل، مجلة الفکر الإسلامی، قم، العدد 6، سنة 1415 ه- .

8. الثورة الإسلامیة وأثرها فی العالم، مجلة الذکر، قم، العدد 19، سنة 1415 ه- .

9. فضیلة الحدیث وروایته، مجلة الکوثر، قم، العدد 1، سنة 1415 ه- .

10. السید سبط الحسن (الفاضل الهندی)، مجلة الذکر، قم، العدد 19، سنة 1415 ه- .

11. المستشرقون والسیرة، مؤتمر السیرة النبویة العالمی، السنة الثانیة، دمشق، سوریا 1995م، ومجلة الثقافة الإسلامیة، العدد 66، سنة 1416 ه- .

12. مصادر السیرة النبویة، المؤتمر العالمی للسیرة، دمشق ومجلة الفکر الإسلامی، قم، العدد 17، سنة 1418 ه- .

ص:317

13. فضائل فاطمة علیها السلام ، مقدمة کتاب (مولد فاطمة علیها السلام )، الطبعة الأولی، دمشق، سوریا، 1425 ه- / 2004 م .

14. نبوغ الإیرانیین فی الشعر العربی خلال القرنین الأخیرین، مجلة اللغة العربیة، دمشق.

15. فن الرثاء عند دیک الجن، مجلة تراثنا، العدد 85، قم.

16. شبهات حول نهج البلاغة، مجلة تراثنا، العدد 92.

17. شعر المنصور النمری، یقظة بعد غفلة، مجلة تراثنا، العدد 87.

18. البعد الجغرافی فی شعر دعبل الخزاعی، جامعة إصفهان، مجلة اللغات الأجنبیة، العدد 1، سنة 2010 م .

19. المرأة المعاصرة، ط بیروت، دار الزهراء علیها السلام ، 1977 و1982 و1983 و1984 م .

20. شاعر العقیدة المفجّع البصری، ط بیروت، دار الزهراء علیها السلام ، 1985 م .

21. ملامح من شخصیة الإمام علیّ علیه السلام ، ط بیروت، مؤسسة النعمان، 1988 م .

22. شرح الاشباه، ط الأولی بیروت، 1988 م ، وط الرابعة قم، نشر جمال، 2002 م .

23. فصول من العقیدة، ط بیروت، دار الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله ، 1992 م .

24. الکلینی والکافی (رسالة الدکتوراه)، ط قم، جامعة مدرسین، 1995 م .

25. المیسّر فی علوم القرآن، ط بیروت، دار الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله ، 1995 م .

26. شبهة الغلو عند الشیعة، ط بیروت، دار المحجّة البیضاء، 1995 م .

27. الکلینی وخصومه، ط بیروت، دار المحجّة البیضاء، 1995 م .

28. الحسین علیه السلام من خلال القرآن الکریم، ط بیروت، دار الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله ، 1996م.

29. الخبر الیقین فی سیرة أمیر المؤمنین علیه السلام ، ط قم، أنصاریان، 1996 م .

30. قبس من کرامات الإمام الحسین علیه السلام ، ط بیروت، دار المعارف، 2002 م .

31. الأدب السیاسی فی صدر الإسلام، ط بیروت، دار الهادی، 2003 م .

32. النقد الأدبی بین النظریة والتطبیق، ط بیروت، دار الهادی، 2003 م .

33. کرامات الإمام الحسین علیه السلام ، الطبعة الثانیة فی (3 أجزاء) ط بیروت، الدار الإسلامیة.

34. المنتخب من الکنوز والأوراد، ط بیروت، دار الکتاب العربی، 2003 م .

35. صیانة العلوم الإسلامیة ودور علم الرجال فیها، رسالة الماجستیر و[ M.phil] ، ط بیروت، دار الهادی، 2004 م .

ص:318

36. أمیر المؤمنین علیه السلام فی شعر السید الحمیری، ط بیروت، دار القاری، 2005 م .

37. الإمام علی علیه السلام ، رحمة وذکری، ط بیروت، دار القاری، 2005 م .

38. حقیقة الزهد عند أبی العتاهیّة، دار الولاء، بیروت، 2008 م .

39. نشوء القراءات، طبعة دلیل ما، قم، 1431 ه- .

40. القنوت من وجهة نظر الصحابة وأهل البیت علیهم السلام ، طبعة دلیل ما، قم، 1431 ه- .

41. المرأة فی الإسلام، مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة و النشر، قم، 1431 ه- .

42. شرح الاشباه، الطبعة الثامنة، دلیل ما، قم، 1431 ه- .

43. أصول القراءة والتجوید، طبعة أنصاریان، قم، 1431 ه- .

44. جمع القرآن، طبعة أنصاریان، قم، 1431 ه- .

45. البعد الفکری والتربوی فی نهج البلاغة، طبعة أنصاریان، قم، 1431 ه- .

46. الشقشقیة، طبعة الموسسة الإسلامیة للبحوث، قم، 1431 ه- .

47. النسخ بین المفسّرین والأصولیین، قم، مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة و النشر، 1431 ه- .

48. المحکم والمتشابه، قم، مرکز المصطفی صلی الله علیه و آله العالمی للترجمة و النشر، 1431ه- .

49. الدلیل الثاقب علی إیمان أبی طالب علیه السلام ، قم، 1432 ه- .

50. کبیر الصحابة أبو طالب علیه السلام ، العتبة العلویة المقدسة، بیروت، 1432ه- .

51. دعبل الخزاعی بین الفکر الرسالی و البعد الفنی، المکتبة الأدبیة المختصة، النجف الاشرف، 1433ه- .

ص:319

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.