مفاتیح الجنان تعلیقات جدیدة

اشارة

مفاتیح الجنان تعلیقات جدیدة

مواصفات الکتاب:

التخصص: قمی ، عباس ، 1254 - 1319.

عنوان العقد: مفاتیح الجنان تعلیقات جدیدة .- العربیة.

عنوان و عنوان المؤلف: مفاتیح الجنان تعلیقات جدیدة / [عباس القمی].

مواصفات النشر: أصفهان: مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة فی أصفهان ، 1439 ه-.

المظهر: 659ص.

حالة الفهرسة: فیبا

الموضوع: الصلوات

تصنیف المؤتمر: BP267 / 8 / 9M 704212737 1388

تصنیف دیوی: 297/772

مُقَدَّمَةٌ

بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِیمِ

اَلْحَمْدُ لله الّذی جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِکْرِهِ وَخَلَقَ الاشْیَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُکرِهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلی نَبِیِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ وَعَلی آلهِ الطَّاهِرینَ اُولِی الْمَکارِمِ وَالْجُوِد

وبعد یقول البائس الفقیر المتمسّک بأحادیث أهل البیت ( علیهم السلام ) عبّاس بن محمّد رضا القمّی ختم الله لهما بالحسنی والسّعادة قد سألنی بعض الاخوان من المؤمنین أن أراجع کتاب مفتاح الجنان المتداول بین النّاس فأؤلّف کتاباً علی غراره خلواً ممّا احتواه ممّا لم أعثر علی سنده مقتطفاً منه ما کان له سند یدعمه مضیفاً الی ذلک أدعیة وزیارات معتبرة لم ترد فی ذلک الکتاب فأجبتهم الی سؤلهم فکان هذا الکتاب وسمّیته «مفاتیح الجنان» ورتّبته علی ثلاثة أبواب :

الباب الاول : فی تعقیب الصّلوات ودعوات أیّام الاسبوع وأعمال لیلة الجمعة ونهارها وعدّة أدعیة مشهورة والمناجیات الخمس عشرة وغیرها .

الباب الثانی : فی أعمال أشهر السنة وفضل عید النّیروز وأعماله وأعمال الأشهر الرومیّة .

الباب الثالث : فی الزّیارات وما ناسبها ; راجیاً أن یجری علیه الاخوان المؤمنون وأن لا ینسون الدّعاء والزّیارة والاستغفار لی وأنا العاصی الذی سوّدت وجهه الذّنوب .

ص: 1

السور القرآنیة فی مفاتیح الجنان

سوره یس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ یس (1)

وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ (2)

إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ(3)

عَلَیٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ (4)

تَنزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ (5)

لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)

لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَیٰ أَکْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ (7)

إِنَّا جَعَلْنَا فِی أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8)

وَجَعَلْنَا مِن بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْنَاهُمْ فَهُمْ لَا یُبْصِرُونَ (9)

وَسَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ (10)

إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَخَشِیَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَیْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ کَرِیمٍ (11)

إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی الْمَوْتَیٰ وَنَکْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَکُلَّ شَیْءٍ أَحْصَیْنَاهُ فِی إِمَامٍ مُّبِینٍ (12)

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْیَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)

إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَیْکُم مُّرْسَلُونَ (14)

قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَیْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَکْذِبُونَ (15)

قَالُوا رَبُّنَا یَعْلَمُ إِنَّا إِلَیْکُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)

وَمَا عَلَیْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِینُ (17)

قَالُوا إِنَّا تَطَیَّرْنَا بِکُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَلَیَمَسَّنَّکُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِیمٌ (18)

قَالُوا طَائِرُکُم مَّعَکُمْ ۚ أَئِن ذُکِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19)

وَجَاءَ مِنْ أَقْصَی الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعَیٰ قَالَ یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ (20)

اتَّبِعُوا مَن لَّا یَسْأَلُکُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21)

وَمَا لِیَ لَا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (22)

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن یُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّی شَفَاعَتُهُمْ شَیْئًا وَلَا یُنقِذُونِ (23)

إِنِّی إِذًا لَّفِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ (24)

إِنِّی آمَنتُ بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ (25)

قِیلَ ادْخُلِ

الْجَنَّةَ ۖ قَالَ یَا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ (26)

بِمَا غَفَرَ لِی رَبِّی وَجَعَلَنِی مِنَ الْمُکْرَمِینَ (27)

۞ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَیٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا کُنَّا مُنزِلِینَ (28)

إِن

ص: 2

کَانَتْ إِلَّا صَیْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)

یَا حَسْرَةً عَلَی الْعِبَادِ ۚ مَا یَأْتِیهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِئُونَ (30)

أَلَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَیْهِمْ لَا یَرْجِعُونَ (31)

وَإِن کُلٌّ لَّمَّا جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ (32)

وَآیَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَیْتَةُ أَحْیَیْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ یَأْکُلُونَ (33)

وَجَعَلْنَا فِیهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِیلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِیهَا مِنَ الْعُیُونِ (34)

لِیَأْکُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَیْدِیهِمْ ۖ أَفَلَا یَشْکُرُونَ (35)

سُبْحَانَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْوَاجَ کُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا یَعْلَمُونَ (36)

وَآیَةٌ لَّهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37)

وَالشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ (38)

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّیٰ عَادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ (39)

لَا الشَّمْسُ یَنبَغِی لَهَا أَن تُدْرِکَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّیْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَکُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ (40)

وَآیَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (41)

وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا یَرْکَبُونَ (42)

وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِیخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ یُنقَذُونَ (43)

إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَیٰ حِینٍ (44)

وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَیْنَ أَیْدِیکُمْ وَمَا خَلْفَکُمْ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (45)

وَمَا تَأْتِیهِم مِّنْ آیَةٍ مِّنْ آیَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا کَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِینَ (46)

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَکُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ یَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ (47)

وَیَقُولُونَ مَتَیٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ (48)

مَا

یَنظُرُونَ إِلَّا صَیْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ یَخِصِّمُونَ (49)

فَلَا یَسْتَطِیعُونَ تَوْصِیَةً وَلَا إِلَیٰ أَهْلِهِمْ یَرْجِعُونَ (50)

وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَیٰ رَبِّهِمْ یَنسِلُونَ (51)

قَالُوا یَا وَیْلَنَا مَن بَعَثَنَا

ص: 3

مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)

إِن کَانَتْ إِلَّا صَیْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ (53)

فَالْیَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)

إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ فَاکِهُونَ (55)

هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِی ظِلَالٍ عَلَی الْأَرَائِکِ مُتَّکِئُونَ (56)

لَهُمْ فِیهَا فَاکِهَةٌ وَلَهُم مَّا یَدَّعُونَ (57)

سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِیمٍ (58)

وَامْتَازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)

۞ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَیْکُمْ یَا بَنِی آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّیْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُّبِینٌ (60)

وَأَنِ اعْبُدُونِی ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِیمٌ (61)

وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنکُمْ جِبِلًّا کَثِیرًا ۖ أَفَلَمْ تَکُونُوا تَعْقِلُونَ (62)

هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی کُنتُمْ تُوعَدُونَ (63)

اصْلَوْهَا الْیَوْمَ بِمَا کُنتُمْ تَکْفُرُونَ (64)

الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَیٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ (65)

وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَیٰ أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّیٰ یُبْصِرُونَ (66)

وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَیٰ مَکَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِیًّا وَلَا یَرْجِعُونَ (67)

وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا یَعْقِلُونَ (68)

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا یَنبَغِی لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِینٌ (69)

لِّیُنذِرَ مَن کَانَ حَیًّا وَیَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکَافِرِینَ (70)

أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِکُونَ (71)

وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَکُوبُهُمْ وَمِنْهَا یَأْکُلُونَ (72)

وَلَهُمْ فِیهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا یَشْکُرُونَ (73)

وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ یُنصَرُونَ (74)

لَا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ (75)

َلَا یَحْزُنکَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا یُسِرُّونَ وَمَا یُعْلِنُونَ (76)

أَوَلَمْ یَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِیمٌ مُّبِینٌ (77)

وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِیَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن یُحْیِی

ص: 4

الْعِظَامَ وَهِیَ رَمِیمٌ (78)

قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ (79)

الَّذِی جَعَلَ لَکُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80)

أَوَلَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَیٰ أَن یَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَیٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ (81)

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَیْئًا أَن یَقُولَ لَهُ کُن فَیَکُونُ (82)

فَسُبْحَانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْءٍ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (83)

سوره الرحمن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ الرَّحْمَٰنُ (1)

عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)

خَلَقَ الْإِنسَانَ (3)

عَلَّمَهُ الْبَیَانَ (4)

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)

وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ یَسْجُدَانِ (6)

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِیزَانَ (7)

أَلَّا تَطْغَوْا فِی الْمِیزَانِ (8)

وَأَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِیزَانَ (9)

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)

فِیهَا فَاکِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَکْمَامِ (11)

وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّیْحَانُ (12)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (13)

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ کَالْفَخَّارِ (14)

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (16)

رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ (17)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (18)

مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ (19)

بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا یَبْغِیَانِ (20)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (21)

یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (23)

وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلَامِ (24)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (25)

کُلُّ مَنْ عَلَیْهَا فَانٍ (26)

وَیَبْقَیٰ وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِکْرَامِ (27)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (28)

یَسْأَلُهُ مَن فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ (29)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (30)

سَنَفْرُغُ

لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلَانِ (31)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (32)

یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ

ص: 5

(34)

یُرْسَلُ عَلَیْکُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (36)

فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَکَانَتْ وَرْدَةً کَالدِّهَانِ (37)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (38)

فَیَوْمَئِذٍ لَّا یُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (39)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (40)

یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِی وَالْأَقْدَامِ (41)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (42)

هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)

یَطُوفُونَ بَیْنَهَا وَبَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ (44)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (45)

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (47)

ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (49)

فِیهِمَا عَیْنَانِ تَجْرِیَانِ (50)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (51)

فِیهِمَا مِن کُلِّ فَاکِهَةٍ زَوْجَانِ (52)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (53)

مُتَّکِئِینَ عَلَیٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَی الْجَنَّتَیْنِ دَانٍ (54)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (55)

فِیهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (57)

کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (59)

هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (61)

وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (63)

مُدْهَامَّتَانِ (64)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (65)

فِیهِمَا عَیْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (67)

فِیهِمَا فَاکِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (69)

فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ حِسَانٌ (70)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (71)

حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِی الْخِیَامِ (72)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (73)

لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)

فَبِأَیِّ

آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (75)

مُتَّکِئِینَ عَلَیٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِیٍّ حِسَانٍ (76)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ (77)

تَبَارَکَ اسْمُ رَبِّکَ ذِی الْجَلَالِ وَالْإِکْرَامِ (78)

سوره الواقعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)

لَیْسَ

ص: 6

لِوَقْعَتِهَا کَاذِبَةٌ (2)

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3)

إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4)

وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)

فَکَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا (6)

وَکُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7)

فَأَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ (8)

وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)

أُولَٰئِکَ الْمُقَرَّبُونَ (11)

فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (12)

ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِینَ (13)

وَقَلِیلٌ مِّنَ الْآخِرِینَ (14)

عَلَیٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15)

مُّتَّکِئِینَ عَلَیْهَا مُتَقَابِلِینَ (16)

یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17)

بِأَکْوَابٍ وَأَبَارِیقَ وَکَأْسٍ مِّن مَّعِینٍ (18)

لَّا یُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا یُنزِفُونَ (19)

وَفَاکِهَةٍ مِّمَّا یَتَخَیَّرُونَ (20)

وَلَحْمِ طَیْرٍ مِّمَّا یَشْتَهُونَ (21)

وَحُورٌ عِینٌ (22)

کَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ (23)

جَزَاءً بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ (24)

لَا یَسْمَعُونَ فِیهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِیمًا (25)

إِلَّا قِیلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)

وَأَصْحَابُ الْیَمِینِ مَا أَصْحَابُ الْیَمِینِ (27)

فِی سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28)

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29)

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30)

وَمَاءٍ مَّسْکُوبٍ (31)

وَفَاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ (32)

لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)

وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34)

إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35)

فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْکَارًا (36)

عُرُبًا أَتْرَابًا (37)

لِّأَصْحَابِ الْیَمِینِ (38)

ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِینَ (39)

وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِینَ (40)

وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)

فِی سَمُومٍ وَحَمِیمٍ (42)

وَظِلٍّ مِّن یَحْمُومٍ (43)

لَّا بَارِدٍ وَلَا کَرِیمٍ (44)

إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذَٰلِکَ مُتْرَفِینَ (45)

وَکَانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنثِ الْعَظِیمِ (46)

وَکَانُوا یَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَکُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)

أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)

قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَالْآخِرِینَ (49)

لَمَجْمُوعُونَ إِلَیٰ مِیقَاتِ یَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50)

ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ الْمُکَذِّبُونَ (51)

َآکِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52)

فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)

فَشَارِبُونَ عَلَیْهِ مِنَ الْحَمِیمِ (54)

فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ (55)

هَٰذَا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ (56)

نَحْنُ خَلَقْنَاکُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57)

أَفَرَأَیْتُم مَّا تُمْنُونَ

ص: 7

(58)

أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)

نَحْنُ قَدَّرْنَا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ (60)

عَلَیٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَکُمْ وَنُنشِئَکُمْ فِی مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَیٰ فَلَوْلَا تَذَکَّرُونَ (62)

أَفَرَأَیْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63)

أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)

لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ (65)

إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66)

بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)

أَفَرَأَیْتُمُ الْمَاءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ (68)

أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)

لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْکُرُونَ (70)

أَفَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ (71)

أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72)

نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْکِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِینَ (73)

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ (74)

۞ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)

وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ (76)

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ (77)

فِی کِتَابٍ مَّکْنُونٍ (78)

لَّا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)

تَنزِیلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِینَ (80)

أَفَبِهَٰذَا الْحَدِیثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81)

وَتَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ (82)

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83)

وَأَنتُمْ حِینَئِذٍ تَنظُرُونَ (84)

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنکُمْ وَلَٰکِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)

فَلَوْلَا إِن کُنتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ (86)

تَرْجِعُونَهَا إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ (87)

فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ (88)

فَرَوْحٌ وَرَیْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِیمٍ (89)

وَأَمَّا إِن کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْیَمِینِ (90)

فَسَلَامٌ لَّکَ مِنْ أَصْحَابِ الْیَمِینِ (91)

وَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ (92)

فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیمٍ (93)

وَتَصْلِیَةُ جَحِیمٍ (94)

إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ (95)

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ (96)

سوره الجمعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا

فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ (1)

هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِّنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِن کَانُوا مِن قَبْلُ لَفِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ (2)

ص: 8

َآخَرِینَ مِنْهُمْ لَمَّا یَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (3)

ذَٰلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (4)

مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوهَا کَمَثَلِ الْحِمَارِ یَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (5)

قُلْ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّکُمْ أَوْلِیَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ (6)

وَلَا یَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِیمٌ بِالظَّالِمِینَ (7)

قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِی تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِیکُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَیٰ عَالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَاةِ مِن یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَیٰ ذِکْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَیْعَ ۚ ذَٰلِکُمْ خَیْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)

فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِی الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیرًا لَّعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ (10)

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (11)

سوره الملک

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ تَبَارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ وَهُوَ عَلَیٰ کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (1)

الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ (2)

الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَیٰ فِی خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَیٰ مِن فُطُورٍ (3)

ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ کَرَّتَیْنِ یَنقَلِبْ إِلَیْکَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِیرٌ (4)

وَلَقَدْ زَیَّنَّا

السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّیَاطِینِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِیرِ (5)

وَلِلَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ (6)

إِذَا أُلْقُوا فِیهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِیقًا وَهِیَ تَفُورُ (7)

تَکَادُ تَمَیَّزُ

ص: 9

مِنَ الْغَیْظِ ۖ کُلَّمَا أُلْقِیَ فِیهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذِیرٌ (8)

قَالُوا بَلَیٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِیرٌ فَکَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَیْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِی ضَلَالٍ کَبِیرٍ (9)

وَقَالُوا لَوْ کُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا کُنَّا فِی أَصْحَابِ السَّعِیرِ (10)

فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِیرِ (11)

إِنَّ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَیْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبِیرٌ (12)

وَأَسِرُّوا قَوْلَکُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)

أَلَا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ (14)

هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِی مَنَاکِبِهَا وَکُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَیْهِ النُّشُورُ (15)

أَأَمِنتُم مَّن فِی السَّمَاءِ أَن یَخْسِفَ بِکُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ (16)

أَمْ أَمِنتُم مَّن فِی السَّمَاءِ أَن یُرْسِلَ عَلَیْکُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ کَیْفَ نَذِیرِ (17)

وَلَقَدْ کَذَّبَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ فَکَیْفَ کَانَ نَکِیرِ (18)

أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَیَقْبِضْنَ ۚ مَا یُمْسِکُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ بَصِیرٌ (19)

أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِی هُوَ جُندٌ لَّکُمْ یَنصُرُکُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْکَافِرُونَ إِلَّا فِی غُرُورٍ (20)

أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِی یَرْزُقُکُمْ إِنْ أَمْسَکَ رِزْقَهُ ۚ بَل لَّجُّوا فِی عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)

أَفَمَن یَمْشِی مُکِبًّا عَلَیٰ وَجْهِهِ أَهْدَیٰ أَمَّن یَمْشِی سَوِیًّا عَلَیٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ (22)

قُلْ هُوَ الَّذِی أَنشَأَکُمْ وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِیلًا مَّا تَشْکُرُونَ (23)

قُلْ هُوَ الَّذِی ذَرَأَکُمْ فِی الْأَرْضِ وَإِلَیْهِ تُحْشَرُونَ (24)

وَیَقُولُونَ مَتَیٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ (25)

ُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِیرٌ مُّبِینٌ (26)

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَٰذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ (27)

قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَهْلَکَنِیَ اللَّهُ وَمَن مَّعِیَ أَوْ

ص: 10

رَحِمَنَا فَمَن یُجِیرُ الْکَافِرِینَ مِنْ عَذَابٍ أَلِیمٍ (28)

قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَیْهِ تَوَکَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ (29)

قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُکُمْ غَوْرًا فَمَن یَأْتِیکُم بِمَاءٍ مَّعِینٍ (30)

سوره النبإ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ (1)

عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ (2)

الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ (3)

کَلَّا سَیَعْلَمُونَ (4)

ثُمَّ کَلَّا سَیَعْلَمُونَ (5)

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)

وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)

وَخَلَقْنَاکُمْ أَزْوَاجًا (8)

وَجَعَلْنَا نَوْمَکُمْ سُبَاتًا (9)

وَجَعَلْنَا اللَّیْلَ لِبَاسًا (10)

وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)

وَبَنَیْنَا فَوْقَکُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)

وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)

وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)

لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)

إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ کَانَ مِیقَاتًا (17)

یَوْمَ یُنفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)

وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَکَانَتْ أَبْوَابًا (19)

وَسُیِّرَتِ الْجِبَالُ فَکَانَتْ سَرَابًا (20)

إِنَّ جَهَنَّمَ کَانَتْ مِرْصَادًا (21)

لِّلطَّاغِینَ مَآبًا (22)

لَّابِثِینَ فِیهَا أَحْقَابًا (23)

لَّا یَذُوقُونَ فِیهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)

إِلَّا حَمِیمًا وَغَسَّاقًا (25)

جَزَاءً وِفَاقًا (26)

إِنَّهُمْ کَانُوا لَا یَرْجُونَ حِسَابًا (27)

وَکَذَّبُوا بِآیَاتِنَا کِذَّابًا (28)

وَکُلَّ شَیْءٍ أَحْصَیْنَاهُ کِتَابًا (29)

فَذُوقُوا فَلَن نَّزِیدَکُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)

إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفَازًا (31)

حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)

وَکَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)

وَکَأْسًا دِهَاقًا (34)

لَّا یَسْمَعُونَ فِیهَا لَغْوًا وَلَا کِذَّابًا (35)

جَزَاءً مِّن رَّبِّکَ عَطَاءً حِسَابًا (36)

رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَیْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ ۖ لَا یَمْلِکُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)

یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِکَةُ صَفًّا ۖ لَّا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ

الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)

ذَٰلِکَ الْیَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَیٰ رَبِّهِ مَآبًا (39)

إِنَّا أَنذَرْنَاکُمْ عَذَابًا قَرِیبًا یَوْمَ یَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ یَدَاهُ وَیَقُولُ الْکَافِرُ یَا لَیْتَنِی کُنتُ تُرَابًا (40)

سوره الأعلی

ص: 11

ِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی (1)

الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّیٰ (2)

وَالَّذِی قَدَّرَ فَهَدَیٰ (3)

وَالَّذِی أَخْرَجَ الْمَرْعَیٰ (4)

فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَیٰ (5)

سَنُقْرِئُکَ فَلَا تَنسَیٰ (6)

إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ یَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا یَخْفَیٰ (7)

وَنُیَسِّرُکَ لِلْیُسْرَیٰ (8)

فَذَکِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّکْرَیٰ (9)

سَیَذَّکَّرُ مَن یَخْشَیٰ (10)

وَیَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَی (11)

الَّذِی یَصْلَی النَّارَ الْکُبْرَیٰ (12)

ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحْیَیٰ (13)

قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَکَّیٰ (14)

وَذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّیٰ (15)

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا (16)

وَالْآخِرَةُ خَیْرٌ وَأَبْقَیٰ (17)

إِنَّ هَٰذَا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولَیٰ (18)

صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَیٰ (19)

سوره الشمس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)

وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)

وَاللَّیْلِ إِذَا یَغْشَاهَا (4)

وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)

وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)

قَدْ أَفْلَحَ مَن زَکَّاهَا (9)

وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)

کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)

إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْیَاهَا (13)

فَکَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)

وَلَا یَخَافُ عُقْبَاهَا (15)

سوره القدر

بِّسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ (1)

وَمَا أَدْرَاکَ مَا لَیْلَةُ الْقَدْرِ (2)

لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)

تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن کُلِّ أَمْرٍ (4)

سَلَامٌ هِیَ حَتَّیٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

سوره الزلزلة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)

وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)

وَقَالَ الْإِنسَانُ

مَا لَهَا (3)

یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)

بِأَنَّ رَبَّکَ أَوْحَیٰ لَهَا (5)

یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّیُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)

فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْرًا یَرَهُ (7)

وَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ

ص: 12

(8)

سوره العادیات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ وَالْعَادِیَاتِ ضَبْحًا (1)

فَالْمُورِیَاتِ قَدْحًا (2)

فَالْمُغِیرَاتِ صُبْحًا (3)

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)

إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَکَنُودٌ (6)

وَإِنَّهُ عَلَیٰ ذَٰلِکَ لَشَهِیدٌ (7)

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ (8)

۞ أَفَلَا یَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِی الْقُبُورِ (9)

وَحُصِّلَ مَا فِی الصُّدُورِ (10)

إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ یَوْمَئِذٍ لَّخَبِیرٌ (11)

سوره الکافرون

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ قُلْ یَا أَیُّهَا الْکَافِرُونَ (1)

لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)

وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)

وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4)

وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)

لَکُمْ دِینُکُمْ وَلِیَ دِینِ (6)

سوره النصر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)

وَرَأَیْتَ النَّاسَ یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ کَانَ تَوَّابًا (3)

سوره الإخلاص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)

اللَّهُ الصَّمَدُ (2)

لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ (3)

وَلَمْ یَکُن لَّهُ کُفُوًا أَحَدٌ (4)

سوره الفلق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)

مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)

وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)

وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِی الْعُقَدِ (4)

وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

سوره الناس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِیمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)

مَلِکِ النَّاسِ (2)

إِلَٰهِ النَّاسِ (3)

مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)

الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ (5)

مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

البابُ الاوَّلُ

اشارة

فی تعقیب الصلوات ودعوات أیام الاسبوع ، وأعمال لیلة الجمعةوعدة أدعیة مشهورة والمناجیات الخمس عشرة وغیرها ویحتوی علی عدّة فصُول :

الفَصلُ الأوّل :فی التعقیبات العامّة

فی التعقیبات العامّة

عن کتاب مصباح المتهجّد وغیره فإذا سلّمت وفرغت من الصلاة فقل اللهُ اَکْبَرُ ثلاث مرّات ; رافعاً عند کلّ تکبیرة یدیک الی حیال أذنیک ثمّ قل :

لا

ص: 13

اِلهَ إلاَّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ لا اِلهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إلاّ اِیّاهُ مُخْلِصینَ لَهُ الدّینَ وَلَوْ کَرَهَ الْمُشْرِکُونَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائنَا الاَْوَّلینَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَْحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ یُحْیی وَیُمیتُ وَیُمیتُ وَیُحْیی وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ثمّ قل : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ ثمّ قل : اَللّهُمَّ اهْدِنی مِنْ عِنْدِکَ وَاَفِضْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِکَ وَانْشُرْ عَلَیَّ مِنْ رَحْمَتِکَ وَاَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ بَرَکاتِکَ سُبْحانَکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اغْفِرْ لی ذُنُوبی کُلَّها جَمیعاً فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ کُلَّها جَمیعاً اِلاّ اَنْتَ اَللّهُمَّ اِنّی أسْأَلُکَ مِنْ کُلِّ خَیْر اَحاطَ بِهِ عِلْمُکَ وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ کُلِّ شَرٍّ اَحاطَ بِهِ عِلْمُکَ اَللّهُمَّ اِنّی أسْأَلُکَ عافِیَتَکَ فی اُمُوری کُلِّها وأعوذُ بک من خزی الدنیا وعذابِ الآخرةِ وأعوُذُ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ وَقُدْرَتِکَ الَّتی لا یَمْتَنِعُ مِنْها شَیْءٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْیا وَالآخِرَةِ وَمِنْ شَرِّ الأوْجاعِ کُلِّها ومن شرِّ کلِّ دابة أنت آخذٌ بناصیتها انّ ربّی علی صراط مستقیم وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ تَوَّکَلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذی لا یَمُوتُ وَالْحَمْدُ للهِِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فِی الْمُلْکِ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً ثمّ سبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) وقل عشر مرّات قبل أن تتحرّک من موضعک : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ اِلهاً واحِداً أحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أقول: روی لهذا التهلیل

ص: 14

فضل کثیر سیّما اذا عقب به صلاة الصّبح والعشاء وإذا قری عند طلوع الشّمس وغروبها، ثمّ تقول :

سُبْحانَ اللهِ کُلَّما سَبَّحَ اللهَ شَیءٌ وَکَما یُحِبُّ اللهُ اَنْ یُسَبَّحَ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ وَکما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَالْحَمْدُ للهِ کُلَّما حَمِدَ اللهَ شَیءٌ وَکَما یُحِبُّ اللهُ اَنْ یُحْمَدَ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ وَکَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَلا اِلهَ اِلاّ اللهُ کُلَّما هَلَّلَ اللهَ شَیءٌ وَکَما یُحِبُّ اللهُ اَنْ یُهَلَّلَ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ وَکَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَاللهُ اَکْبَرُ کُلَّما کَبَّرَ اللهَ شَیءٌ وَکَما یُحِبُّ اللهُ اَنْ یُکَبَّرَ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ وَکَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ عَلی کُلِّ نِعْمَة اَنْعَمَ بِها عَلَیَّ وَعَلی کُلِّ اَحَد مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ کانَ أوْ یَکُونُ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ اَللّهُمَّ اِنّی أسْألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأسْأَلُکَ مِنْ خَیْرِ ما أَرْجُو وَخَیْرِ ما لا أرْجُو وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ ما أحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أحْذَرُ .

ثمّ تقرأ سورة الحمد وآیة الکرسی وشَهِدَ اللهُ وآیة قُلِ اَللّهُمَّ مالِکِ الْمُلْکِ وآیة السّخرة وهی آیات ثلاث من سورة الاعراف أوّلها اِنَّ رَبَّکُمُ اللهُ وآخرها مِنَ الْمُحْسِنینَ ثمّ تقول ثلاثاً : سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلینَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ ثم تقول ثلاث مرّات : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ لی مِنْ اَمْری فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْنی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَیْثُ لا أحْتَسِبُ وهذا دعاء علّمه جبرئیل یوسف ( علیه السلام ) فی السّجن. ثمّ خذ لحیتک بیدک الیمنی وابسط یدک الیسری الی السّماء وقل سبع مرّات : یا رَبَّ

ص: 15

مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّد وقل ثلاثاً وأنت علی ذلک الحال : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْحَمْنی وَاَجِرْنی مِنَ النّارِ ثمّ تقرأ اثنتی عشرة مرّة سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْمَکْنُونِ الَْمخْزُونِ الطّاهِرِ الطُّهْرِ الْمُبارَکِ وَأسْأَلُکَ بِاْسمِکَ الْعَظیمِ وَسُلْطانِکَ الْقَدیمِ یا واهِبَ الْعَطایا وَیا مُطْلِقَ الاُساری وَیا فَکّاکَ الرِّقابِ مِنَ النّارِ أَسْأَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْنَ تُعْتِقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ وَاَنْ تُخْرِجَنی مِنَ الدُّنْیا سالِماً وَتُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ آمِناً وَاَنْ تَجْعَلَ دُعآئی اَوَّلَهُ فَلاحاً وَاَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً اِنَّکََ أنْتَ عَلاّمُ الْغُیُوبِ .

وورد فی الصّحیفة العلویّة لتعقیب الفرائض :

یا مَنْ لا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عن سمع وَیا مَنْ لا یُغَلِّطُهُ السّائِلُونَ وَیا مَنْ لا یُبْرِمُهُ اِلْحاحُ المُلِحِّینَ اَذِقْنی بَرْدَ عَفْوِکَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِکَ وَمَغْفِرَتِکَ وَتقول أیضاً : اِلهی هذه صَلاتی صَلَّیْتُها لا لحاجَة منْکَ الیْها وَلا رَغْبَة مِنْکَ فیها اِلاّ تَعْظیماً وَطاعَةً وَاِجابَةً لَکَ اِلی ما اَمَرْتَنی بِهِ الهی اِنْ کانَ فیها خَلَلٌ اَوْ نَقْصٌ مِنْ رُکُوعِها أوْ سُجُودِها فَلا تؤاخذنی وَتَفَضَّلْ عَلَیَّ بِالْقَبُولِ وَالْغُفْرانِ .

وتدعو أیضاً عقیب الصّلوات بهذا الدّعاء الّذی علّمه النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أمیر المؤمنین للذّاکرة :

سُبْحانَ مَنْ لا یَعْتَدی عَلی أهْلِ مَمْلَکَتِهِ سُبْحانَ مَنْ لا یَأخُذُ اَهْلَ الاَْرْضِ بأَلْوانِ الْعَذابِ سُبْحانَ الرَّؤوُفِ الرَّحیمِ اَللّهُمَّ اْجَعلْ لی فی قَلْبی نُوراً وَبَصَراً وَفَهْماً وَعِلْماً اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَی قَدیرٌ .

وقال الکفعمی فی المِصباح: قُل ثلاث مرّات عقیب الصّلوات :

اُعیذُ نَفْسی وَدینی وَاَهْلی وَمالی وَوَلَدی وَاِخْوانی فی دینی وَما رَزَقَنی رَبِّی وَخَواتیمَ عَمَلی وَمَنْ یَعْنینی

ص: 16

اَمْرُهُ بِاللهِ الْواحِدِ الاَحَدِ الصَّمَدِ الَّذی لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفواً اَحَدٌ وَبِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِق اِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدْ وَمِنْ شَرِّ حاسِد اِذا حَسَدَ وَبِرَبِّ النّاسِ مَلِکِ النّاسِ إلهِ النّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ الَّذی یُوَسْوِسُ فی صُدُورِ النّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ .

وعن خطّ الشّیخ الشّهید انّ رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : من أراد أن لا یطلعه الله یوم القیامة علی قبیح اعماله ولا یفتح دیوان سیّئاته فلیقل بعد کلّ صلاة :

اَللّهُمَّ إنَّ مَغْفِرَتَکَ اَرْجی مِنْ عَمَلی وَاِنَّ رَحْمَتِکَ أوْسَعُ مِنْ ذَنْبی اَللّهُمَّ إن کانَ ذَنبی عِنْدَکَ عَظیماً فَعَفْوُکَ اَعْظَمُ مِنْ ذَنْبی اَللّهُمَّ إنْ لَمْ اَکُنْ أهْلاً أنْ اَبْلُغَ رَحْمَتُکَ فرحمتک اَهْلٌ اَنْ تَبْلُغَنی وَتَسَعَنی لاَِنَّها وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وعن ابن بابویه ( رحمه الله ) قال : اذا فرغت من تسبیح الزّهراء صلوات الله علیها فقل :

اَللّهُمَّ اَنْتَ السَّلامُ وَمِنْکَ السَّلامُ وَلَکَ السَّلامُ وَاِلَیْکَ یَعُودُ السَّلامُ سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلینَ وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ السَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةِ الْهادینَ الْمَهْدِیّینَ اَلسَّلامُ عَلی جَمیعِ اَنْبِیآءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِکَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْنا وَعَلی عِبادِ اللهِ الصّالِحینَ اَلسَّلامُ عَلی عَلِیٍّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ اَلسَّلامُ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعینَ اَلسَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعابِدینَ اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِیّینَ اَلسَّلامُ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ اَلسَّلام عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر الْکاظِمِ اَلسَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضا اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوادِ اَلسَّلامُ

ص: 17

عَلی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْهادی اَلسَّلامُ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّکِیِّ الْعَسْکَرِیِ اَلسَّلامُ عَلَی الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقآئِمِ الْمَهْدِیِّ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ . ثمّ سل الله ما شئت .

وقال الکفعمی تقول بعد الصّلوات :

رَضیتُ بِاللهِ رَبّاً وبِالاِْسْلامِ دیناً وَبِمُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ نَبِیّاً وَبِعَلِیٍّ اِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَعَلِیٍّ وَمُحَمَّد وَجَعْفَر وَمُوسی وَعَلِیٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِیٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الصّالِحِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ اَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً بِهِمْ اَتَولّی وَمِنْ اَعْدآئِهِمْ اَتَبَرَّأُ ثمَّ تَقولُ ثلاثاً : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ الْعَفْوَ وَالْعافِیَةَ وَالْمُعافاةَ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

الفَصلُ الثانی : فی التّعقیبات الخاصّة

فی التّعقیبات الخاصّة

اشارة

قل فی تعقیب الظّهر کما فی المتهجّد :

لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ الْعَظیمُ الْحَلیمُ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْکَریمُ اَلْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمینَ اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ مُوجِباتِ رَحْمَتِکَ وَ عَزائِمَ مَغْفِرَتِکَ وَالْغَنیمَةَ مِنْ کُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ کُلِّ اِثْم اَللّهُمَّ لا تَدَعْ لی ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلا سُقْماً اِلاّ شَفَیْتَهُ وَلا عَیْباً اِلاّ سَتَرْتَهُ وَلا رِزْقاً اِلاّ بَسَطْتَهُ وَلا خَوْفاً اِلاّ امَنْتَهُ وَلا سُوءاً اِلاّ صَرَفْتَهُ وَلا حاجَةً هِیَ لَکَ رِضاً وَلِیَ فیها صَلاحٌ اِلاّ قَضَیْتَها یآ اَرْحَمَ الرّاحِمینَ أمینَ رَبَّ الْعالَمینَ وتقول عشر مرّات: بِاللهِ اعْتَصَمْتُ وَبِاللهِ اَثِقُ وَعَلَی اللهِ اَتَوَکَّلُ ثمّ تقول: اَللّهُمَّ اِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبی فَأَنْتَ اَعْظَمُ وَاِنْ کَبُرَ تَفْریطی فأَنْتَ اَکْبَرُ وَاِنْ دامَ بُخْلی فَأنْتَ اَجْوَدُ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی عَظیمَ ذُنُوبی بِعَظیمِ عَفْوِکَ وَکَثیرَ تَفْریطی بِظاهِرِ کَرَمِکَ وَاقْمَعْ بُخْلی بِفَضْلِ جُودِکَ اَللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَة فَمِنْکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْتَغْفِرُکَ وَاَتُوبُ اِلَیْکَ .

تعقیب صلاة العَصر نقلاً عَن المتهجّد

اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ ذُو الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ وَأَسْأَلُهُ اَنْ یَتُوبَ عَلَیَّ تَوْبَةَ عَبْدٍٍِِ ذَلیل خاضِع فَقیر بائِس

ص: 18

مِسْکین مُسْتَکین مُسْتَجیر لا یَمْلِکُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَیاةً وَلا نُشُوراً ثمّ تقول : اَللّهُمَّ اِنّی اَعُوذُ بِکَ مِنْ نَفْس لا تَشْبَعُ وَمِنْ قَلْب لا یَخْشَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لا یَنْفَعُ وِ مِنْ صلاةٍ لا تُرْفَعُ وَمِنْ دُعآءٍ لا یُسْمَعُ اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ الْیُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ وَالْفَرَجَ بَعْدَ الْکَرْبِ وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ اَللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَة فَمِنْکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْتَغْفِرُکَ وَاَتُوبُ اَلِیْکَ .

وعن الصادق ( علیه السلام ) قال : من استغفر الله تعالی بعد صلاة العصر سبعین مرّة غفر الله له سبعمائة ذنب وروی عن الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) قال : من قرأ إنا اَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بعد العصر عشر مرّات مرّت له علی مثل أعمال الخلایق فی ذلک الیوم ویستحبّ دعاء العشرات فی کلّ صباح ومساء وأفضل أوقاته بعد العصر یوم الجمعة وسیأتی الدّعاء فیما بعد.

تعقیب صلاة المَغرب عَن مِصْباح المتهجّد

تقول بعد تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) : اِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ یُصَلُّون عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّهَا الَّذینَ امَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلیماً اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد النَّبِیِّ وَعَلی ذُرِّیَّتِهِ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ ثمّ تقول سبع مرّات : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ وثلاثاً : اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذی یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَلا یَفْعَلُ ما یَشاءُ غَیْرُهُ ثمّ قُل : سُبْحانَکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اغْفِرْ لی ذُنُوبی کُلَّها جَمیعاً فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ کُلَّها جَمیعاً اِلاّ اَنْتَ .

ثمّ تصلّی نافلة المغرب وهی أربع رکعات بسلامین ولا تتکلّم بینهما بشیء وقال الشّیخ: روی انّه یقرأ فی الرّکعة الاُولی سورة قُلْ یا اَیُّهَا الْکافِرُونَ وفی الثّانیة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ

ص: 19

ویقرأ فی الاُخریین ما شاء وروی انّ الإمام علی النّقی ( علیه السلام ) کان یقرأ فی الرّکعة الثّالثة سورة الحمد وأوّل سورة الحدید الی وهُوَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدُور وفی الرّابعة الحمد وآخر سورة الحشر أی من لَوْ اَنْزَلْنا هذا الْقُرْانَ الی آخر السّورِة ، ویستحبّ أن تقول فی السّجدة الأخیرة من النّوافل فی کلّ لیلة سیّما فی لیلة الجمعة سبع مرّات : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَاسْمِکَ الْعَظیمِ وَمُلْکِکَ الْقَدیمِ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَغْفِرَ لی ذَنْبِیَ الْعَظیمَ اِنَّهُ لا یَغْفِرُ الْعَظیمَ اِلاَّ الْعَظیمُ فإذا فرغت من النّافلة فعقّب بما شئت وتقول عشراً : ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ ثمّ تقول : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ مُوجِباتِ رَحْمَتِکَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِکَ وَالنَّجاةُ مِنَ النّارِ وَمِنْ کُلِّ بِلِیَّة وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالرِّضْوانِ فی دارِ السَّلامِ وَجَوارِ نَبِیِّکَ مُحَمَّد عَلَیْهِ وَآلِهِ اَلسَّلامُ اَللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَة فَمِنْکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْتَغْفِرُکَ وَاَتُوبُ اِلَیْکَ.

وتُصلّی الغُفیلة بین المغرب والعشاء وهی رکعتان تقرأ بعد الحمد فی الاولی : و ذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلَماتِ اَنْ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنینَ وفی الثّانیة : وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها اِلاّ هُوَ وَیَعْلَمُ ما فِی الْبَّرِ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة اِلاّ یَعْلَمُها وَلا حَبَّة فی ظُلِماتِ الاَْرْضِ وَلا رَطْب وَلا یابِس اِلاّ فِی کِتاب مُبین ثمّ تأخذ یدیک للقنُوت وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِمَفاتِحِ الْغَْیِبِ الَّتی لا یَعْلَمُها اِلاّ اَنْتَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَفْعَلَ بی کَذا وَکَذا وتذکر حاجتک

ص: 20

عوض هذه الکلمة ثمّ تقول : اَللّهُمَّ اَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَتی وَالْقادِرُ عَلی طَلِبَتی تَعْلَمُ حاجَتی فَأَسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَیْتَها لی وتسأل حاجتک فقد روی انّ من أتی بهذه الصّلاة وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل .

تعقیب صلاة العشاء نقلاً عَن المتهجّد

اَللّهُمَّ اِنَّهُ لَیْسَ لی عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقی وَاِنَّما اَطْلُبُهُ بِخَطَرات تَخْطُرُ عَلی قَلْبی فَاَجُولُ فی طَلَبِهِ الْبُلْدانَ فَاَنَا فیما اَنَا طالِبٌ کَالْحَیْرانِ لا اَدْری اَفی سَهْل هَوُ اَمْ فی جَبَل اَمْ فی اَرْض اَمْ فی سَماء اَمْ فی بَرٍّ اَمْ فی بَحْر وَعَلی یَدَیْ مَنْ وَمِنْ قِبَلِ مَنْ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَکَ وَاَسْبابَهُ بِیَدِکَ وَاَنْتَ الَّذی تَقْسِمُهُ بِلُطْفِکَ وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِکَ اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ یا رَبِّ رِزْقَکَ لی واسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأخَذَهُ قَریباً وَلا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لی فیهِ رِزْقاً فَاِنَّکَ غَنِیٌّ عَنْ عَذابی وَاَنَا فَقیرٌ اِلی رَحْمَتِکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَجُدْ عَلی عَبْدِکَ بِفَضْلِکَ اِنَّکَ ذُو فَضْل عَظیم.

أقول: هذا من أدعیة الرّزق ویستحبّ أیضاً أن یقرأ عقیبَ العشاء سُورة إنا اَنْزَلْنَاهُ سبع مرّات وأن یقرأ فی الوتیرة وهی الرّکعتان جالساً بعد العشاء مائة آیة من القرآن ویستحبّ أن یعتاض عن المائة آیة سُورة اِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ فی رکعة وسورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ فی الرّکعة الأخری.

تعقیب صَلاة الصّبح عَن مِصْباح المتهجّد

اَللّهُمَّ صَلِّ علَی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاهْدِنی لِمَا اخْتُلِفَ فیهِ مِنَ الْحَقِّ بِاِذْنِکَ اِنَّکَ تَهْدی مَنْ تَشاءُ اِلی صِراط مُسْتَقیم وتقول عشر مرّات : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الاَْوْصِیاءِ الرّاضینَ المَرْضِیّینَ بِاَفْضَلِ صَلَواتِکَ وَبارِکْ عَلَیْهِمْ بِاَفْضَلِ بَرَکاتِکَ وَالسَّلامُ عَلَیْهِمْ وَعَلی اَرْواحِهِمْ وَاَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وهذه الصّلاة واردة یوم الجمعة أیضاً عصراً بفضل عظیم. وقل أیضاً

ص: 21

: اَللّهُمَّ اَحْیِنی عَلی ما اَحْیَیْتَ عَلَیْهِ عَلِیِّ بْنَ اَبی طالِب وَاَمِتْنی عَلی ما ماتَ عَلَیْهِ عَلِیُّ ابن اَبی طالِب ( علیه السلام ) وقل مائة مرّة : اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ ومائة مرّة أَسْأَلُ اللهَ الْعافِیَةَ ومائة مرّة : اَسْتَجیرُ بِاللهِ مِنَ النّارِ ومائة مرّة : وَأَسْأَلُهُ الْجَنَّةَ ومائة مرّة : أَسْأَلُ اللهَ الْحُورَ الْعینَ ومائة مرّة : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ الْمَلِکُ الْحَقُّ الْمُبینُ ومائة مرّة التّوحید ومائة مرّة : صَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ومائة مرّة: سُبْحانَ اللهِ وَاَلْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاَللهُ اَکْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ ومائة مرّة : ما شاءَ اللهُ کانَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ ثمّ قل : اَصْبَحْتُ اَللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِکَ الْمَنیعِ الَّذی لا یُطاوَلُ وَلا یُحاوَلُ مِنْ شَرِّ کُلِّ غاشِم وَطارِق مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِکَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ فی جُنَّة مِنْ کُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة وَلاءِ اَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ مُحْتَجِباً مِنْ کُلِّ قاصِد لی اِلی اَذِیَّة بِجِدار حَصین الاِْخْلاصِ فِی الاِْعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالَّتمَسُّکِ بَحَبْلِهِمْ مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفیهِمْ وَبِهِمْ اُوالی مَنْ والَوْا وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَاَعِذْنی اَللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ کُلِّ ما اَتَّقیهِ یا عَظیمُ حَجَزْتُ الاَْعادِیَ عَنّی بِبَدیعِ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ اِنّا جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ اَیْدیهِمِ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَاَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ .

وَهذا دُعاء یدعی به فی کلّ صباح ومساء وهو دُعاء أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) لیلة المبیت وروی فی التهذیب انّ من قال بعد فریضة الفجر عشر مرّات : سُبْحانَ اللهِ الْعَظِیمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِ الْعَظِیمِ عافاه الله تعالی

ص: 22

من العمی والجنون والجذام والفقر والهدم ( انهدام الدار ) أو الهرم ( الخرافة عند الهرم ) وروی الکلینی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ من قال بعد فریضة الصّبح وفریضة المغرب سبع مرّات : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرّحَیمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِ الْعَظِیمِ دَفع الله عنهُ سَبعین نوعاً من أنواع البلاء أهونها الرّیح والبرص والجنون وإن کان شقیّاً محی من الاشقیاء وکتب من السّعداء وروی عنه ( علیه السلام ) أیضاً للدّینا والآخرة ولوجعِ العَین هذا الدُعاء بعد فریضتی الصّبح والمغرب : اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد عَلَیْکَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلِ النُّورَ فی بَصَری وَالْبَصیرَةَ فی دینی وَالْیَقینَ فی قَلْبی وَالاِْخْلاصَ فی عَمَلی وَالسَّلامَةَ فی نَفْسی وَالسَّعَةَ فی رِزْقی وَالشُّکْرَ لَکَ اَبَداً ما اَبْقَیْتَنی .

أقول : روی الشیخ ابن فهد فی عدّة الداعی عن الرّضا ( علیه السلام ) انّ من قال عقیب صلاة الصّبح هذا القول ما سأل الله حاجة إلاّ تیسّرت له وکفاه الله ما أهمّه :

بِسْمِ اللهِ وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ وَاُفَوِّضُ اَمْریی اِلَی اللهِ اِنَّ اللهَ بَصیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللهُ سَیِّئاتِ ما مَکَرُوا لا اِلهَ إلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنینَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکیلُ فَاْنَقَلَبُوا بِنِعْمَة مِنَ اللهِ وَفَضْل لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ما شاء اللهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِالله ما شاءَ اللهُ لا ما شاءَ النّاسُ ما شاءَ اللهُ وَاِنْ کَرِهَ النّاسُ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبینَ حَسْبِیَ الْخالِقُ مِنَ الَْمخْلُوقینَ حَسْبِیَ الرّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقینَ حَسْبِیَ اللهُ رَب الْعالَمینَ حَسْبی مَنْ هُوَ حَسْبی، حَسْبی مَنْ لَمْ یَزَلْ

ص: 23

حَسْبی، حَسْبی مَنْ کانَ مُذْ کُنْتُ لَمْ یَزَلْ حَسْبی، حَسْبِیَ اللهُ لااِلهَ اِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ .

أقول: حکی شیخنا ثقة الاسلام النّوری نوّر الله مرقده فی کتاب دار السّلام عن شیخه المرحوم العالم الرّبانیّ الحاج المولی فتحعلیّ السّلطان آبادی ( رحمه الله ) انّ الأخوند المولی محمّد صادق العراقی کان فی غایة الضّیق والعُسرة والضّرّاء ومضی علیهِ کذلک زمان فلم یجد من کربه فرجاً ولا من ضیقه مخرجاً الی أن رأی لیلة فی المنام کأنّه فی واد یتراءی فیه خیمة عظیمة علیها قبّة فسأل عن صاحبها فقیل فیه الکهف الحصین وغیاث المضطرّ المستکین الحجّة القائم المهدیّ المنتظر عجّل الله تعالی فرجه فأسرع الذّهاب الیها فلمّا وافاه صلوات الله علیه شکی عنده سوء حاله وسأل عنه دعاء یفرج به همّه ویدفع به غمّه فأحاله ( علیه السلام ) الی سیّد من ولده والی خیمته فخرج من حضرته ودخل فی تلک الخیمة فرأی السّیّد السّند والحبر المعتمد العالم الأمجد المؤیّد جناب السیّد محمّد السّلطان آبادی قاعداً علی سجادته مشغولاً بدعائه وقراءته فذکر له بعد السّلام ما أحال علیه حجّة الملک العلاّم فعلّمه دعاء یستکفی به ضیقه ویستجلب به رزقه فانتبه من نومه والدّعاء محفوظ فی خاطره فقصد بیت جناب السّید وکان قبل تلک الرّؤیا نافراً عنه لوجه لا یذکره فلمّا أتاه ودخل علیه رآه کما فی النّوم علی مُصلاّه ذاکراً ربّه مستغفراً ذنبه فلمّا سلّم علیه أجابه وتبسّم فی وجهه کأنّه عرف القضیّة فسأل عنه ما سأل عنه فی الرّؤیا فعلّمه من حینه عین ذاک الدّعاء فدعا به فی قلیل من الزّمان فصبت علیه الدّنیا من کلّ ناحیة ومکان وکان المرحوم الحاج

ص: 24

المولی فتحعلی ( رحمه الله ) یثنی علی السّید ثناءً بلیغاً وقد أدرکه فی أواخر عمره وتلمّذ علیه شطراً من الزّمان وأمّا ما علّمه السّید فی الیقظة والمنام فثلاثة اُمور :

الاوّل : أن یذکر عقیب الفجر سبعین مرّة واضعاً یده علی صدره یا فَتَّاحُ .

الثانی : أن یواظب علی هذا الدّعاء المروی فی الکافی وقد علّمه النبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) رجلاً من أصحابه مُبتلیً بالسّقم والفقر فما لبث أن ذهب عنه السّقم والفقر لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ تَوَکَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذی لا یَمُوتُ وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فِی الْمُلْکِ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً .

الثالث : أن یدعو فی دبر صلاة الغداة بالدّعاء الّذی رواه ابن فهد ص 8 وینبغی أن یغتنم هذه الأوراد وَیداوم علیها ولا یغفل عن آثارها واعلم انّه یستحبّ سجدة الشّکر عقیب الصّلوات استحباباً اکیداً والدّعوات والاذکار المأثورة فیها کثیرة وقد روی عن الرّضا ( علیه السلام ) قال : ان شئت فقل فیها مائة مرّة شکراً شکراً وإن شئت فقل مائة مرّة عفواً عفواً وعنه ( علیه السلام ) قال : أدنی ما یجزی فی سجدة الشّکر أن یقول ثلاثاً: شکراً لله واعلم ایضاً انّ لنا أدعیة وأذکاراً کثیرة واردة عند طلوع الشّمس وعند غروبها مأثورة عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) والائمة الطّاهرین ( علیهم السلام ) وقد حرضت الآیات والأخبار تحریضاً ورغبت ترغیباً فی المحافظة علی هاتین السّاعتین ونحن نقتصر هُنا علی ذکر عدّة من الادعیة المعتبرة .

الاوّل : روی مشایخ الحدیث بإسناد مُعتبرة عن الصادق

ص: 25

( علیه السلام ) انّه قال : فریضة علی کلّ مسلم أن یقول قبل طُلوع الشّمس عشراً وقبل غروبها عشراً : لا اِلهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ یُحیی وَیُمیتُ وَیُمیتُ وَیُحْیی وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْر وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ . وورد فی بعض الرّوایات إنّ ذلک یقضی قضاء إذا ترک فإنّه لازم .

الثانی : وروی بطرق مُعتبرة عنه ( علیه السلام ) ایضاً قل قبل طلُوع الشّمس وقبل غرُوبها عَشر مرّات : اَعُوذُ بِاللهِ السَّمیعِ الْعَلیمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطینِ وَاَعُوذُ باللهِ اَنْ یَحْضُرُونِ اِنَّ اللهَ هُوَ السَّمیعُ الْعَلیمُ .

الثالث : ایضاً عنه ( علیه السلام ) قال : ما یمنعکم أن تقولوا فی کلّ صباح ومساء ثلاث مرّات :

اَللّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبی عَلی دینِکَ وَلاتُزِغْ قَلْبی بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنی وَهْبْ لی مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوهّابُ وَاَجِرْنی مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِکَ اَللّهُمَّ امْدُدْ لی فی عُمْری وَاَوْسِعْ عَلَیَّ فی رِزْقی وَانْشُرْ عَلَیَّ رَحْمَتَکَ وَاِنْ کُنْتُ عِنْدَکَ فی اُمِّ الْکِتابِ شَقِیّاً فَاْجَعْلنی سَعیداً فَاِنَّکَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَکَ اُمُّ الْکِتابِ .

الرابع : ایضاً عنه ( علیه السلام ) قل فی کلّ صباح ومساء :

اَلْحَمدُ للهِ الَّذی یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَلا یَفْعَلُ ما یَشاءُ غَیْرُهُ اَلْحَمْدُ للهِ کَما یُحِبُّ اللهُ اَنْ یُحْمَدَ الْحَمْدُ للهِ کَما هُوَ اَهْلُهُ اَللّهُمَّ اَدْخِلْنی فی کُلِّ خَیْر اَدْخَلْتَ فیهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد وَاَخْرِجْنی مِنْ کُلِّ شَرٍّ اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد .

الخامس : قل فی کلّ صباح ومساء عشر مرّات : سُبْحانَ اللهِ وَاَلْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ

ص: 26

اللهُ وَاَللهُ اَکْبَرُ ومن دَعوات الصّباح والمساء دُعاء العَشَرات وسیأتی ذِکرهُ فی دَعَواتِ أیّام الاسبُوع نقلاً عن مُلحقات الصّحیفة السّجادیّة .

الفَصلُ الثالث : الادعیة الیومیة

الادعیة الیومیة

دُعاءُ یَوْمِ الاحَد

بِسْمِ اللهِ الَّذی لا اَرْجُو اِلاّ فَضْلَهُ وَلا اَخْشی اِلاّ عَدْلَهُ وَلا اَعْتَمِدُ اِلاّ قَوْلَهُ وَلا اُمْسِکُ اِلاّ بِحَبْلِهِ بِکَ اَسْتَجیرُ یا ذَا الْعَفْوِ وَ الرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ وَمِنْ غِیَرِ الزَّمانِ وَتَواتُرِ الاَْحْزانِ وَطَوارِقِ الْحَدَثانِ وَمِنِ انْقِضآءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّاَهُّبِ وَ الْعُدَّةِ وَاِیّاکَ اَسْتَرْشِدُ لِما فیهِ الصَّلاحُ وَالاِْصْلاحُ وَبِکَ اَسْتَعینُ فیما یَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالاِْنْجاحُ وَاِیّاکَ اَرْغَبُ فی لِباسِ الْعافِیَةِ وَتَمامِها وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِها وَاَعُوذُ بِکَ یا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطینِ وَاَحْتَرِزُ بِسُلْطانِکَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطینِ فَتَقَبَّلْ ما کانَ مِنْ صَلاتی وَصَوْمی وَاجْعَلْ غَدی وَما بَعْدَهُ اَفْضَلَ مِنْ ساعَتی وَیَوْمی وَاَعِزَّنی فی عَشیرَتی وَقَوْمی وَاحْفَظْنی فی یَقْظَتی وَنَوْمی فَانْتَ اللهُ خَیْرٌ حافِظاً وَاَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ اَللّهُمَّ اِنّی اَبْرَأ اِلَیْکَ فی یَوْمی هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْحادِ مِنَ الشِّرْکِ وَالاِْلْحادِ وَاُخْلِصُ لَکَ دُعائی تَعَرُّضاً لِلاِْجابَةِ وَاُقیمُ عَلی طاعَتِکَ رَجاءً لِلاِثابَةِ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد خَیْرِ خَلْقِکَ الدّاعی اِلی حَقِّکَ وَاَعِزَّنی بِعِزِّکَ الَّذی لا یُضامُ وَاحْفَظْنی بِعَیْنِکَ الَّتی لا تَنامُ وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ اِلَیْکَ اَمْری وَ بِالْمَغْفِرَةِ عُمْری اِنَّکَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحیمُ .

دُعاءُ یَوْمِ الاثنین

اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذی لَمْ یُشْهِدْ اَحَداً حینَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالاَْرْضَ وَلاَاتَّخَذَ مُعیناً حینَ بَرَأ النَّسَماتِ لَمْ یُشارَکْ فِی الاِْلهِیَّةِ وَلَمْ یُظاهَرْ فِی الْوَحْدانِیَّةِ کَلَّتِ الاَْلْسُنُ عَنْ غایَةِ صِفَتِهِ وَالْعُقُولُ عَنْ کُنْهِ مَعْرِفَتِهِ وَتَواضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَیْبَتِهِ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْیَتِهِ وَانْقادَ کُلُّ عَظیم لِعَظَمَتِهِ فَلَکَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً وَمُتَوالِیاً مُسْتَوْسِقاً وَصَلَواتُهُ عَلی رَسُولِهِ اَبَداً وَسَلامُهُ دائِماً سَرْمَداً اَللّهُمَّ اجْعَلْ اَوَّلَ یَوْمی هذا صَلاحاً وَاَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ یَوْم اوَّلُهُ فَزَعٌ وَاَوسَطُهُ جَزَعٌ

ص: 27

وَ آخِرُهُ وَجَعٌ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْتَغْفِرُکَ لِکُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ وَکُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ وَکُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ اَفِ بِهِ وَأَسْأَلُکَ فی مَظالِمِ عِبادِکَ عِنْدی فَاَیَّما عَبْد مِنْ عَبیدِکَ اَوْ اَمَة مِنْ اِمائِکَ کانَتْ لَهُ قِبَلی مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها اِیّاهُ فی نَفْسِهِ اَوْ فی عِرْضِهِ اَوْ فی مالِهِ اَوْ فی اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ اَوْ غیبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها اَوْ تَحامُلٌ عَلَیْهِ بِمَیْل اَوْ هَویً اَوْ اَنَفَة اَوْ حَمِیَّة اَوْ رِیاءاَوْ عَصَبِیَّة غائِباً کانَ اَوْ شاهِداً وَحَیّاً کانَ اَوْ مَیِّتاً فَقَصُرَتْ یَدی وَضاقَ وُسْعی عَنْ رَدِّها اِلَیْهِ وَاْلتَحَلُّلِ مِنْهُ فَأَسْأَلُکَ یا مَنْ یَمْلِکُ الْحاجاتِ وَهِیَ مُسْتَجیبَةٌ لِمَشِیَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ اِلی اِرادَتِهِ اَنْ تُصَلِیَّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تُرْضِیَهُ عَنّی بِما شِئْتْ وَتَهَبَ لی مِنْ عِنْدِکَ رَحْمَةً اِنَّهُ لا تَنْقُصُکَ الْمَغْفِرَةُ وَلا تَضُرُّکَ الْمَوْهِبَةُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اَللّهُمَّ اَوْلِنی فی کُلِّ یَوْم اثْنَیْنِ نِعْمَتَیْنِ مِنْکَ ثِنْتَیْنِ سَعادَةً فی اَوَّلِهِ بِطاعَتِکَ وَنِعْمَةً فی اخِرِهِ بِمَغْفِرَتِکَ یا مَنْ هُوَ الاِْلهُ وَلا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ .

دُعاءُ یَوْمِ الثّلاثاء

اَلْحَمْدُ للهِِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ کَما یَسْتَحِقُّهُ حَمْداً کَثیراً وَاَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسی اِنَّ النَّفْسَ لاََمّارَةٌ بِالسُّوءِ اِلاّ ما رَحِمَ رَبّی وَاَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّیْطانِ الَّذی یَزیدُنی ذَنْباً اِلی ذَنْبی وَاَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ کُلِّ جَبّار فاجِر وَسُلْطان جائِر وَعَدُوّ قاهِر اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِنْ جُنْدِکَ فَاِنَّ جُنْدَکَ هُمُ الْغالِبُونَ وَاجْعَلْنی مِنْ حِزْبِکَ فَاِنَّ حِزْبَکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَاجْعَلْنی مِنْ اَوْلِیآئِکَ فَاِنَّ أولیاءک لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ اَللّهُمَّ اَصْلِحْ لی دینی فَاِنَّهُ عِصْمَةُ اَمْری وَاَصْلِحْ لی اخِرَتی فَاِنَّها دارُ مَقَرّی وَاِلَیْها مِنْ مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرّی وَاجْعَلِ الْحَیوةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیْر وَالْوَفاةَ راحَةً لی مِنْ کُلِّ شَرٍّ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَ تَمامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلینَ

ص: 28

وَعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ وَاَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبینَ وَهَبْ لی فِی الثُّلاثاءِ ثَلاثاً لا تَدَعْ لی ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا غَمّاً اِلاّ اَذْهَبْتَهُ وَلا عَدُوّاً اِلاّ دَفَعْتَهُ بِبِسْمِ اللهِ خَیْرِ الاَْسْماءِ بِسْمِ اللهِ رَبِّ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ اَسْتَدْفِعُ کُلَّ مَکْروه اَوَّلُهُ سَخَطُهُ وَاَسْتَجْلِبُ کُلَّ مَحْبُوب اَوَّلُهُ رِضاهُ فَاخْتِمْ لی مِنْکَ بِالْغُفْرانِ یا وَلِیَّ الاِْحْسانِ .

دُعاءُ یَوْمِ الاربَعاء

اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذی جَعَلَ اللَّیْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً لَکَ الْحَمْدُ اَنْ بَعَثْتَنی مِنْ مَرْقَدی وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دائِماً لا یَنْقَطِعُ اَبَداً وَلا یُحْصی لَهُ الْخَلائِقُ عَدَداً اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ اَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّیْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَیْتَ وَاَمَتَّ وَاَحْیَیْتَ وَاَمْرَضْتَ وَشَفَیْتَ وَعافَیْتَ وَاَبْلَیْتَ وَعَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَیْتَ وَعَلَی الْمُلْکِ احْتَوَیْتَ اَدْعُوکَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسیلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حیلَتُهُ وَاقْتَرَبَ اَجَلُهُ وَتَدانی فِی الدُّنْیا اَمَلُهُ وَاشْتَدَّتْ اِلی رَحْمَتِکَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْریطِهِ حَسْرَتُهُ وَ کَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِکَ تَوْبَتُهُ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ وَارْزُقْنی شَفاعَةَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَلا تَحْرِمْنی صُحْبَتَهُ اِنَّکَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ اَللّهُمَّ اقْضِ لی فِی الاَْرْبَعاءِ اَرْبَعاً اِجْعَلْ قُوَّتی فی طاعَتِکَ وَنَشاطی فی عِبادَتِکَ وَرَغْبَتی فی ثَوابِکَ وَزُهْدی فیما یُوجِبُ لی اَلیمَ عِقابِکَ اِنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ .

دُعاءُ یَوْمِ الخَمِیس

اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذی اَذْهَبَ اللَّیْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ وَجاءَ بِالنَّهارُ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ وَکَسانی ضیاءه وَاَنا فی نِعْمَتِهِ اَللّهُمَّ فَکَما اَبْقَیْتَنی لَهُ فَاَبْقِنی لاَِمْثالِهِ وَصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّد وَآلِهِ وَلا تَفْجَعْنی فیهِ وَفی غَیْرِهِ مِنَ اللَّیالی وَالاَْیّامِ بِارْتِکابِ الَْمحارِمِ وَاکْتِسابِ الْمَآثِمِ وَارْزُقْنی خَیْرَهُ وَخَیْرَ ما فیهِ وَخَیْرَ ما بَعْدَهُ وَاصْرِفْ عَنّی شَرَّهُ وَشَرَّ ما فیهِ وَشَرَّما بَعْدَهُ اَللّهُمَّ اِنّی بِذِمَّةِ الاِْسْلامِ اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ اَعْتَمِدُ عَلَیْکَ وَبِمُحَمَّد الْمُصْطَفی صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ اَسْتَشْفِعُ لَدَیْکَ فَاعْرِفِ

ص: 29

اَللّهُمَّ ذِمَّتِیَ الَّتی رَجَوْتُ بِها قَضاءَ حاجَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اَللّهُمَّ اقْضِ لی فِی الْخَمیسِ خَمْساً لا یَتَّسِعُ لَها اِلاّ کَرَمُکَ وَلا یُطیقُها اِلاّ نِعَمُکَ سَلامَةً اَقْوی بِها عَلی طاعَتِکَ وَعِبادَةً اَسْتَحِقُّ بِها جَزیلَ مَثُوبَتِکَ وَسَعَةً فِی الْحالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ وَاَنْ تُؤْمِنَنی فی مَواقِفِ الْخَوْفِ بِاَمْنِکَ وَتَجْعَلَنی مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فی حِصْنِکَ وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ تَوَسُّلی بِهِ شافِعاً یَوْمَ الْقِامَةِ نافِعاً اِنَّکَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّحِمینَ .

دُعاءُ یَوْمِ الجُمعَة

اَلْحَمْدُ للهِِ الاَْوَّلِ قَبْلَ الاِْنْشاءِ وَالاِْحْیاءِ وَالاْخِرِ بَعْدَ فَناءِ الاَْشْیاءِ الْعَلیمِ الَّذی لا یَنْسی مَنْ ذَکَرَهُ وَلا یَنْقُصُ مَنْ شَکَرَهُ وَلا یَخیبُ مَنْ دَعاهُ وَلا یَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ اَللّهُمَّ اِنّی اُشْهِدُکَ وَکَفی بِکَ شَهیداً وَاُشْهِدُ جَمیعَ مَلائِکَتِکَ وَسُکّانَ سَمواتِکَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِکَ وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ اَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ وَاَنْشَأْتَ مِنْ اَصْنافِ خَلْقِکَ اَنّی اَشْهَدُ اَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ وَلا عَدیلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِکَ وَلا تَبْدیلَ وَاَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ اَدّی ما حَمَّلْتَهُ اِلَی العِبادِ وَجاهَدَ فِی اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْجِهادِ وَاَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ وَاَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ اَللّهُمَّ ثَبِّتْنی عَلی دینِکَ ما اَحْیَیْتَنی وَلا تُزِغْ قَلْبی بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنی وَهَبْ لی مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعَلی آلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی مِنْ اَتْباعِهِ وَشیعَتِهِ وَاحْشُرْنی فی زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنی لاَِداءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ وَما اَوْجَبْتَ عَلَیَّ فیها مِنَ الطّاعاتِ وَقَسَمْتَ لاَِهْلِها مِنَ الْعَطاءِ فی یَوْمِ الْجَزاءِ اِنَّکَ اَنْتَ الْعَزیزُ الْحَکیمُ .

دُعاءُ یَوْمِ السَّبْتِ

بِسْمِ اللهِ کَلِمَةُ الْمُعْتَصِمینَ وَمَقالَةُ الْمُتَحَرِّزینَ وَاَعُوذُ بِاللهِ تَعالی مِنْ جَوْرِ الْجائِرینَ وَکَیْدِ الْحاسِدینَ وَبَغْیِ الظّالِمینَ وَاَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدینَ اَللّهُمَّ اَنْتَ الْواحِدُ بِلا

ص: 30

شَریکِ وَالْمَلِکُ بِلا تَمْلیک لا تُضادُّ فی حُکْمِکَ وَلا تُنازَعُ فی مُلْکِکَ أَسْأَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَاَنْ تُوزِعَنی مِنْ شُکْرِ نُعْماکَ ما تَبْلُغُ بی غایَةَ رِضاکَ وَاَنْ تُعینَنی عَلی طاعَتِکَ وَلُزُومِ عِبادَتِکَ وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِکَ بِلُطْفِ عِنایَتِکَ وَتَرْحَمَنی بِصَدّی عَنْ مَعاصیکَ ما اَحْیَیْتَنی وَتُوَفِّقَنی لِما یَنْفَعُنی ما اَبْقَیْتَنی وَاَنْ تَشْرَحَ بِکِتابِکَ صَدْری وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْری وَتَمْنَحَنِیَ السَّلامَةَ فی دینی وَنَفْسی وَلا تُوحِشَ بی اَهْلَ اُنْسی وَتُتِمَّ اِحْسانَکَ فیما بَقِیَ مِنْ عُمْری کَما اَحْسَنْتَ فیما مَضی مِنْهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الفَصلُ الرابع : فی فضل لیلة الجمة ونهارها وأعمالها

فی فضل لیلة الجمة ونهارها وأعمالها

اشارة

اعلم انّ لیلة الجُمعة ونهارها یمتازان علی سایر اللّیالی والایّام سموّاً وشرفاً ونباهة ، روی عن النّبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : انّ لیلة الجمعة ونهارها أربع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ فی کلّ ساعة ستمائة ألف عتیق من النّار. وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : مَن مَات ما بین زوال الشّمس من یوم الخمیس الی زوال الشّمس من یوم الجُمعة اعاذه الله من ضغطة القبر وعنه ( علیه السلام ) أیضاً قال : انّ للجمعة حقّاً فایّاک أن تضیّع حرمته أو تقصر فی شیء من عبادة الله والتقرّب الیه بالعمل الصّالح وترک المحارم کلّها فانّ الله تعالی یضاعف فیه الحسنات ویمحو السّیئات ویرفع فیه الدّرجات ویومه مثل لیلته فان استطعت أن تحییها بالدّعاء والصلاة فافعل فانّ الله تعالی یرسل فیها الملائکة الی السّماء الدّنیا لتضاعف فیها الحَسَنات وتمحو فیها السّیئات وانّ الله واسِع کریم. وأیضاً فی حدیث معتبر عنه ( علیه السلام ) قال : انّ المؤمن لیدعو فی الحاجة فیؤخّر الله حاجته الّتی سأل الی یوم الجمعة لیخصّه بفضله ( أی لیضاعف له بسبب فضل

ص: 31

یوم الجمعة ) وقال لمّا سأل اخوة یوسف یعقُوب أن یستغفر لهم ، قال : ( سَوْفَ اَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبّی ) ثمّ أخّر الاستغفار الی السّحر من لیلة الجمعة کی یستجاب له .

وعنه أیضاً قال : اذا کان لیلة الجمعة رفعت حیتان البحور رؤوسها ودواب البراری ثمّ نادت بصوت طلق رَبّنا لا تُعَذِّبْنا بِذُنُوب الادمیّین وعن الباقِر ( علیه السلام ) قال : انّ الله تعالی لیأمر ملکاً فینادی کلّ لیلة جمعة من فوق عرشه من أوّل اللیل الی آخره: الا عبد مؤمن یدعونی لاخرته ودنیاه قبل طلُوع الفجر فأجیبه ؟ ألا عبد مؤمن یتوب الیّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب علیهم ألا عبد مؤمن قد قتّرت علیهِ رزقه فیسألنی الزّیادة فی رزقه قبل طلوع الفجر فأزیده وأوسع علیه؟ ألا عبد مؤمن سقیم فیسألنی أن أشفیه قبل طلوع الفجر فاعافیه؟ الا عبد مؤمن مغموم محبوس یسألنی أن اطلقه من حبسه وأفرّج عنه قبل طلوع الفجر فأطلقه واخلّی سبیله؟ ألا عبد مؤمن مظلوم یسألنی أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ بظلامته ؟ قال : فلا یزال ینادی حتّی یطلع الفجر. وعن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) قال : انّ الله اختار الجُمعة فجعل یومها عیداً واختار لیلتها فجعلها مثلها وانّ من فضلها أن لا یسأل الله عزّوجلّ أحد یوم الجُمعة حاجة الاّ استجیب له وان استحقّ قوم عقاباً فصادفوا یوم الجمعة ولیلتها صرف عنهم ذلک ولم یبق شیء ممّا احکمه الله وفضّله الاّ أبرمه فی لیلة الجمعة، فلیلة الجمعة أفضل اللّیالی ویومها أفضل الایّام ، وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اجتنبوا المعاصی لیلة الجمعة فانّ السّیئة

ص: 32

مضاعفة والحسنة مضاعفة ومن ترک معصیة الله لیلة الجُمعة غفر الله له کلّ ما سلف ومَن بارز الله لیلة الجُمعة بمعصیة أخذه الله بکلّ ما عمل فی عُمره وضاعف علیه العذاب بهذه المعصیة .

وبسند معتبر عن الرّضا ( علیه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله ) : انّ یوم الجُمعة سیّد الایّام یضاعف الله عزّوجلّ فیه الحسنات ویمحو فیه السّیّئات ویرفع فیه الدّرجات ویستجیب فیه الدّعوات ویکشف فیه الکربات ویقضی فیهِ الحوائج العظام وهو یوم المزید لله فیهِ عتقاء وطلقاء من النّار، ما دعا فیه أحد من النّاس وعرف حقّه وحرمته الاّ کان حقّاً علی الله عزّوجلّ أن یجعله من عتقائه وطُلقائه من النّار، فان مات فی یومه أو لیلته مات شهیداً وبعث آمناً وما استخفّ أحد بحرمته وضیع حقّه الاّ کان حقّاً علی الله عزّوجلّ أن یصلیه نار جهنّم الاّ أن یتوب وباسناد معتبرة عن الباقر ( علیه السلام ) قال : ما طلعت الشّمس بیوم أفضل من یوم الجمعة وانّ کلام الطّیر اذا لقی بعضها بعضاً سلام سلام یوم صالح وبسند معتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من وافق منکم یوم الجُمعة فلا یشتغلنّ بشیء غیر العبادة فانّ فیه یُغفر للعباد وتنزل علیهم الرّحمة وفضل لیلة الجُمعة ونهارها أکثر من أن یُورد فی هذه الوجیزة .

أمّا أعْمالُ لَیلةِ الجُمعةِ

فکثیرة وهُنا نقتصر علی عدّة منها :

الاول : الاکثار من قول سُبْحانَ اللهِ وَاللهُ اَکْبَرُ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ والاکثار من الصلاة علی محمّد وآله فقد روی انّ لیلة الجمعة لیلتها غرّاء ویومها یوم زاهِر فاکثروا من قول سُبْحانَ اللهِ وَاللهُ اَکْبَرُ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ

ص: 33

واکثروا من الصلاة علی محمّد وآل محمّد ( علیهم السلام ) وفی روایة اُخری انّ أقلّ الصلاة علی محمّد وآله فی هذه اللیلة مائة مرّة وما زدت فهو أفضل وعن الصّادق ( علیه السلام ) انّ الصلاة علی محمّد وآله فی لیلة الجمعة تعدل ألف حسنة وتمحو ألف سیّئة وترفع ألف درجة ویستحبّ الاستکثار فیها من الصلاة علی محمّد وآل محمّد صلوات الله علیهم من بعد صلاة العصر یوم الخمیس الی آخر نهار یوم الجمعة. وروی بسند صحیح عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا کان عصر الخمیس نزل من السّماء ملائکة فی أیدیهم أقلام الذّهب وقراطیس الفضّة لا یکتبُون الی لیلة السّبت الاّ الصلاة علی محمّد وآله محمّد وقال الشّیخ الطّوسی ویستحبّ فی یوم الخمیس الصلاة علی النّبیّ ( صلی الله علیه وآله ) ألف مرّة ویستحبّ أن یقول فیه : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَأَهْلِکْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاخِرینَ وان قال ذلک من بعد العصر یوم الخمیس الی آخر نهار یوم الجمعة کان له فضل کثیر وقال الشیخ ایضاً: ویستحبّ أن تستغفر آخر نهار یوم الخمیس فتقول : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ تَوْبَةَ عَبْد خاضِع مِسْکین مُسْتَکین لا یَسْتَطیعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا حَیاةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَعِتْرَتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الاَْخْیارِ الاَبْرارِ وَسَلَّمَ تَسْلیماً .

الثانی : أن یقرأ لیلة الجُمعة سورة بنی اسرائیل والکهف والسّور الثلاث المبدوءة بطس وسورة الم السّجدة ویس وص والاحقاف والواقعة وحم السّجدة وحم الدّخان والطور واقتربت والجمعة فان لم تسنح له

ص: 34

الفرصة فلیختار من هذه السّور الواقعة وما قبلها ، فقد روی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من قرأ بنی اسرائیل فی کلّ لیلة جمعة لم یمت حتّی یدرک القائم ( علیه السلام ) فیکون من أصحابه ، وقال ( علیه السلام ) : من قرأ سورة الکهف کلّ لیلة جمعة لم یمت الاّ شهیداً وبعثه الله مع الشّهداء ووقف یوم القیامة مع الشّهداء ، وقال ( علیه السلام ) : من قرأ الطّواسین الثّلاثة فی لیلة الجُمعة کان من أولیآء الله وفی جوار الله وفی کنفه ولم یصبه فی الدّنیا بؤس أبداً واعطی فی الاخرة من الجنّة حتّی یرضی وفوق رضاه وزوّجه الله مائة زوجة من الحور العین، وقال ( علیه السلام ) : من قرأ سورة السّجدة فی کلّ لیلة جمعة أعطاه الله کتابه بیمینه ولم یحاسبه بما کان منه وکان مِن رفقآء محمّد وأهل بیته ( علیهم السلام ) . وبسند معتبر عن الباقِر ( علیه السلام ) قال : مَنْ قرأ سورة ص فی لیلة الجُمعة أعطی من خیر الدّنیا والاخرة ما لم یُعط أحدٌ من النّاس الاّ نبیّاً مُرسلاً أو ملکاً مقرّباً وأدخله الله الجنّة، وکلّ من أحبّ من أهل بیته حتّی خادمه الذی یخدمه وان لم یکن فی حدّ عیاله ولا فی حدّ من یشفع له، وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من قرأ فی لیلة الجُمعة أو یوم الجُمعة سُورة الاحقاف لم یصبه الله بروعة فی الحیاة الدّنیا وامّنه من فزع یوم القیامة، وقال ( علیه السلام ) مَن قرأ الواقعة کلّ لیلة جُمعة أحبّه الله تعالی وأحبّه الی النّاس اجمعین ولم یر فی

ص: 35

الدّنیا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقة ولا آفة من آفات الدّنیا وکان من رفقاء أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وهذه السّورة سورة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وروی انّ من قرأ سُورة الجُمعة کلّ لیلة جمعة کانت کفّارة له ما بین الجمعة الی الجُمعة، وروی مثله فیمن قرأ سورة الکهف فی کلّ لیلة جمعة وفیمن قرأها بعد فریضتی الظّهر والعصر یوم الجُمعة. واعلم انّ الصّلوات المأثورة فی لیلة الجُمعة عدیدة منها صلاة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ومنها الصلاة رکعتان یقرأ فی کلّ رکعة الحمد وسورة اذا زلزلت خمس عشرة مرّة فقد روی انّ من صلاّها أمّنه الله تعالی من عذاب القبر وأهوال یوم القیامة .

الثالث : أن یقرأ سورة الجُمعة فی الرّکعة الاُولی من فریضتی المغرب والعشاء، ویقرأ التّوحید فی الثّانیة من المغرب، والاعلی فی الثّانیة من العشآء .

الرّابع : ترک انشاد الشّعر، ففی الصّحیح عن الصّادق صَلوات الله وَسلامُه علیه انّه یکره روایة الشّعر للصّائم والمحرم وفی الحرم وفی یوم الجُمعة وفی اللّیالی ، قال الراوی : وان کان شعراً حقّاً؟ فأجاب ( علیه السلام ) : وان کان حقّاً. وفی حدیث معتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله ) قال : من أنشد بیتاً من الشّعر فی لیلة الجُمعة أو نهارها لم یکن له سواه نصیب من الثّواب فی تلک اللیلة ونهارها، وعلی روایة اُخری لم تقبل صلاته فی تلک اللیلة ونهارها

الخامس : أن یکثر من الدّعاء لاخوانه المؤمنین کما کانت تصنع الزّهراء ( علیها السلام ) ، واذا دعا لعشر من الاموات منهم فقد وجبت له الجنّة

ص: 36

کما فی الحدیث .

السّادس : أن یدعو بالمأثور من أدعیتها وهی کثیرة ونحن نقتصر علی ذکر نبذ یسیرة منها. بسند صحیح عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ من دعا بهذا الدّعاء لیلة الجُمعة فی السّجدة الاخیرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً له والافضل أن یکرّر العمل فی کلّ لیلة :

اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَاسْمِکَ الْعَظیمِ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَغْفِرَ لی ذَنْبِیَ الْعَظیمَ وعن النّبیّ قال : من قال هذه الکلمات سبع مرّات فی لیلة الجمعة فمات لیلته دخل الجنّة ومن قالها یوم الجمعة فمات فی ذلک الیوم دخل الجنّة، من قال :

اَللّهُمَّ اَنْتَ رَبّی لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ خَلَقْتَنی وَاَنَا عَبْدُکَ وَابْنُ اَمَتِکَ وَفی قَبْضَتِکَ وَناصِیَتی بِیَدِکَ اَمْسَیْتُ عَلی عَهْدِکَ وَوَعْدِکَ مَا اسْتَطَعْتُ اَعُوذُ بِرِضاکَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ اَبُوءُ بِنِعْمَتِکَ ( بِعَمَلی ) وَاَبُوءُ بِذَنْبی ( بِذُنُوبی ) فَاغْفِرْ لی ذُنُوبی اِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ .

وقال الشّیخ الطّوسی والسیّد والکفعمی والسیّد ابن باقی یستحبّ أن یدعی بهذا الدّعاء فی لیلة الجمعة ونهارها وفی لیلة عرفة ونهارها ونحن نروی الدّعاء عن کتاب المصباح للشّیخ وهو :

اَللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَیّأَ وَاَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَة اِلی مَخْلُوق رَجاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ فَاِلَیْکَ یا رَبِّ تَعْبِیَتی وَاسْتِعْدادی رَجاءَ عَفْوِکَ وَطَلَبَ نائِلِکَ وَجائِزَتِکَ فَلا تُخَیِّبْ دُعائی یا مَنْ لا یَخیبُ عَلَیْهِ سائِلٌ ( السّائِلُ ) وَلا یَنْقُصُهُ نائِلٌ فَاِنّی لَمْ آتِکَ ثِقَةً بِعَمَل صالِح عَمِلْتُهُ وَلا لِوِفادَةِ مَخْلُوق رَجَوْتُهُ اَتَیْتُکَ مُقِرّاً عَلی نَفْسی بِالاِْساءةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفاً بِاَنْ لا حُجَّةَ لی وَلا عُذْرَ اَتَیْتُکَ اَرْجُو عَظیمَ عَفْوِکَ الَّذی عَفَوْتَ ( عَلَوْتَ ) بِهِ ( عَلی )

ص: 37

عَنِ الْخاطِئینَ ( الْخَطّائینَ ) فَلَمْ یَمْنَعْکَ طُولُ عُکُوفِهِمْ عَلی عَظیمِ الْجُرْمِ اَنْ عُدْتَ عَلَیْهِمْ بِالرَّحْمَةِ فَیا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظیمٌ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ لا یَرُدُّ غَضَبَکَ إلاّ حِلْمُکَ وَلا یُنْجی مِنْ سَخَطِکَ إلاَّ التَّضَرُّعُ اِلَیْکَ فَهَبْ لی یا اِلهی فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتی تُحْیی بِها مَیْتَ الْبِلادِ وَلا تُهْلِکْنی غَمّاً حَتّی تَسْتَجیبَ لی وَتُعَرِّفَنِی الاِجابَةَ فی دُعائی وَاَذِقْنی طَعْمَ الْعافِیَةِ إلی مُنَتَهی اَجَلی وَلا تُشْمِتْ بی عَدُوّی وَلا تُسلّطهُ عَلَیَّ وَلا تُمَکِّنْهُ مِنْ عُنُقی اَللّهُمَّ ( اِلهی ) اِنْ وَضَعْتَنی فَمَنْ ذَا الَّذی یَرْفَعُنی وَاِنْ رَفَعْتَنی فَمَنْ ذَا الَّذی یَضَعُنی وَاِنْ اَهْلَکْتَنی فَمَنْ ذَا الَّذی یَعْرِضُ لَکَ فی عَبْدِکَ اَوْ یَسْأَلُکَ عَنْ اَمْرِهِ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّهُ لَیْسَ فی حُکْمِکَ ظُلْمٌ وَلا فی نَقَمَتِکَ عَجَلَةٌ وَاِنَّما یَعْجَلُ مَنْ یَخافُ الْفَوْتَ وَاِنَّما یَحْتاجُ اِلَی الظُّلْمِ الضَّعیفُ وَقَدْ تَعالَیْتَ یا اِلهی عَنْ ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً اَللّهُمَّ اِنّی اَعُوذُ بِکَ فَاَعِذْنی وَاَسْتَجیرُ بِکَ فَاَجِرْنی وَاَسْتَرْزِقُکَ فَارْزُقْنی وَاَتَوَکَّلُ عَلَیْکَ فَاکْفِنی وَاَستَنْصِرکَ عَلی عَدُوّی ( عدوّک ) فَانْصُرْنی وَاَسْتَعینُ بِکَ فَاَعِنّی وَاَسْتَغْفِرُکَ یا اِلهی فَاغْفِرْ لی آمینَ آمینَ آمینَ .

السابع : أن یدعو بدعاء کمیل وَسَیذکر فی الفصل الاتی ان شاء الله تعالی .

الثامن : أن یقرأ الدّعاء : اَللّهُمَّ یا شاهِدَ کُلِّ نَجْوی ویدعی به لیلة عرفة أیضاً وسیأتی ان شاء الله تعالی .

التاسع : أن یقول عشر مرّات یا دائِمَ الْفَضْلِ عَلی الْبَریِّةِ یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالْعَطِیَّةِ یا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِیَّةِ صَلِّ عَلی مُحَمِّد وَآلِهِ خَیْرِ الْوَریْ سَجِیَّةً وَاغْفِرْ لَنا یا ذَا الْعُلی فی هذِهِ الْعَشِیَّةِ وهذا الذّکر الشّریف وارد فی لیلة عید الفطر أیضاً.

العاشِر : أن یأکل الرُّمّان کما کانَ

ص: 38

یعمل الصّادق ( علیه السلام ) فی کلّ لیلة الجُمعة ولعلّ الاحسن أن یجعل الاکل عند النّوم ، فقد روی انّ من أکل الرُّمان عند النّوم أمن فی نفسه الی الصّباح وینبغی أن یبسط لاکل الرّمّان مندیلاً یحتفظ بما یتساقط من حبّه فیجمعه ویأکله وکما ینبغی أن لا یشرک أحداً فی رُمّانته. روی الشیخ جعفر بن احمد القمّی فی کتاب العروس عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ من قال بین نافلة الصّبح وفریضته مائة مرّة: سُبْحانَ رَبِّیَ الْعَظیمِ وَبِحَمْدِهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ بنی الله له بیتاً فی الجنّة، وهذا الدّعاء رواه الشّیخ والسّید وغیرهما وقالوا : یستحبّ أن یدعی به فی السّحر لیلة الجُمعة، وهذا هو الدّعاء :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لِیَ الْغَداةَ رِضاکَ وَاَسْکِنْ قَلْبی خَوْفَکَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواکَ حَتّی لا اَرْجُوَ وَلا اَخافَ إلاّ إِیّاکَ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لی ثَباتَ الْیَقینِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَّوْحیدِ وَدَوامَ الاِسْتِقاَمة وَمَعْدِنَ الصِّبْرِ والرِّضا بِالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ یا قاضِیَ حَوائِجِ السّائِلینَ یا مَنْ یَعْلَمُ ما فی ضَمیرِ الصّامِتینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائی وَاغْفِرْ ذَنْبی وَاَوْسِعْ رِزْقی وَاقْضِ حَوائِجی فی نَفْسی وَاِخْوانی فی دینی وَاَهْلی اِلهی طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إلاّ لَدَیْکَ وَمَعاکِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إلاّ عَلَیْکَ وَمَذاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إلاّ اِلَیْکَ فَاَنْتَ الَّرجاءُ وَاِلَیْکَ الْمُلْتَجَأُ یا اَکْرَمَ مَقْصُود وَاَجْوَدَ مَسْؤُول هَرَبْتُ اِلَیْکَ بِنَفْسی یا مَلْجَاَ الْهارِبینَ بِاَثْقالِ الذُّنُوبِ اَحْمِلُها عَلی ظَهْری لا اَجِدُ لی اِلَیْکَ شافِعاً سِوی مَعْرِفَتی بِاَنَّکَ اَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطّالِبُونَ وَاَمَّلَ مالَدَیْهِ الرّاغِبُونَ یا مَنْ فَتَقَ الْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَاَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلی عِبادِهِ فی کِفاء لِتَاْدِیَةِ حَقِّهِ (

ص: 39

اَنالَ بِهِ حَقّه ) صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ وَلا تَجْعَلْ لِلشَّیْطانِ عَلی عَقْلی سَبیلاً وَلا لِلْباطِلِ علی عَمَلی دَلیلاً فاذا طلع الفجر یوم الجمعة فلیقل : اَصْبَحْتُ فی ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ مَلائِکَتِهِ وَذِمَمِ اَنْبِیائِهِ وَرُسُلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ وَذِمَّةِ مُحمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَذِمَمِ الاَوصیاءِ مِنْ آلِ محَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ آمَنْتُ بِسِرّ آلِ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ وَعَلانِیَتِهِمْ وَظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ وَاَشْهَدُ اَنَّهُمْ فی عِلْمِ اللهِ وَطاعَتِهِ کَمُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ .

وروی انّ مَنْ قال یوم الجمعة قبل صلاة الصّبح ثلاث مرّات : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ غُفِرَتْ ذنوبه ولو کانت اکثر من زَبَد البحر .

وَأمّا أعْمال نَهارِ الجُمعة

فکثیرة ونحن هُنا نقتصر علی عدّة منها :

الاوّل : أن یقرأ فی الرّکعة الاُولی من صلاة الفجر سورة الجمعة وفی الثّانیة سورة التّوحید .

الثانی : أن یدعو بهذا الدُعاء بعد صلاة الغداة قبل أن یتکلّم لیکون ذلک کفّارة ذنوبه من جمعة الی جُمعة:

اَللّهُمَّ ما قُلْتُ فی جُمُعَتی هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فیها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فیها مِنْ نَذْر فَمَشِیَّتُکَ بَیْنَ یَدَیْ ذلِکَ کُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ یَکُونَ کانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ یَکُن اَللّهُمَّ اغْفرْ لی وَتَجاوَزْ عَنّی اَللّهُمَّ مَنْ صَلَّیْتَ عَلَیْهِ فَصَلاتی عَلَیْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتی عَلَیْهِ .

ولیؤدّ هذا العمل لا أقلّ من مرّة فی کلّ شهر، وروی انّ من جلس یوم الجمعة یعقّب الی طلوع الشّمس رفع له سَبعون درجة فی الفِردوس الاعلی، وروی الشّیخ الطوسی انّ من المسنُون هذا الدّعاء فی تعقیب فریضة الفجر یوم الجُمعة :

اَللّهُمَّ اِنّی تَعَمَّدْتُ اِلَیْکَ بِحاجَتی وَاَنْزَلْتُ اِلَیْکَ الْیَوْمَ فَقْری وَفاقَتی وَمَسْکَنَتی فَاَنَا لِمَغْفِرَتِکَ اَرْجی

ص: 40

مِنّی لِعَمَلی وَلَمَغْفِرَتُکَ وَرَحْمَتُکَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبی فَتَولَّ قَضاءَ کُلِّ حاجَة لی بِقُدْرَتِکَ عَلَیْها وَتَیسیرِ ( وَتَیَسَر ) ذلِکَ عَلَیْکَ وَلِفَقْری اِلَیْکَ فَاِنّی لَمْ اُصِبْ خَیْراً قَطُّ إلاّ مِنَک وَلَمْ یَصْرِفْ عَنّی سُوءاً قَطُّ اَحَدٌ سِواکَ وَلَسْتُ ( وَلَیْسَ ) اَرْجُو لاخِرَتی وَدُنْیایَ وَلا لِیَوْمِ فَقْری یَوْمَ یُفْرِدُنی النّاسُ فی حُفْرَتی وَاُفْضی اِلَیْکَ بِذَنْبی سِواکَ .

الثالث : روی انّ مَن قال بعد فریضة الظّهر وفریضة الفجر فی یوم الجُمعة وغیره من الایّام: اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ لم یمت حتّی یدرک القائم ( علیه السلام ) وان قاله مائة مرّة قضی الله له ستّین حاجة ثلاثین من حاجات الدّنیا وثلاثین من حاجات الاخرة .

الرابع : أن یقرأ سُورة الرَّحمن بعد فریضة الصّبح فیقول بعد فَبِأیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ: لا بشیء مِنْ آلائکَ رَبِّ اُکَذِّبُ .

الخامس : قال الشّیخ الطوسی ( رحمه الله ) : من المسنون بعد فریضة الصّبح یوم الجُمعة أن یقرأ التّوحید مائة مرّة، وَیُصلّی علی محمّد وآل مُحمّد مائة مرّة، ویستغفر مائة مرّة، ویقرأ سورة النّساء وهُود والکهف والصّافات والرّحمن .

السادس : أن یقرأ سورة الاحقاف والمؤمنُون، فعن الصّادق ( علیه السلام ) قال: مَنْ قرأ کلّ لیلة من لیالی الجمعة أو کلّ یوم من أیّامها سورة الاحقاف لم یصبه الله بروعة فی الحیاة الدّنیا وأمّنه من فزع یوم القیامة ان شاء الله، وقال ایضاً: من قرأ سورة المؤمنون ختم الله له بالسّعادة اذا کان یدمن قراءتها فی کلّ جمعة وکان منزله فی الفردوس الاعلی مع النّبیّین والمرسلین .

السّابع : أن یقرأ سُورة ( قُل یا أیُّها الْکافِرُونَ ) قبل طلوع الشّمس عشر مرّات

ص: 41

ثمّ یدعو لیستجاب دعاؤه وروی انّ الامام زین العابدین ( علیه السلام ) کان اذا أصبح الصّباح یوم الجمعة أخذ فی قراءة آیة الکرسی الی الظّهر ثمّ اذا فرغ من الصلاة أخذ فی قراءة سُورَة ( اِنّا اَنْزَلْناهُ ) واعلم انّ لقراءة آیة الکرسی علی التّنزیل فی یوم الجُمعة فضلاً کثیراً .

( قال العلامة المجلسی: آیة الکرسی علی التنزیل علی روایة علیّ بن ابراهیم والکلینی هی کما یلی: الله لا اله إلاّ هو الحیّ القیوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فی السماوات والارض وما بینهما وما تحت الثری عالم الغیب والشهادة الرحمن الرحیم من ذا الذی ... الی هم فیها خالدون ) .

الثامن : أن یغتسل وذلک من وکید السّنن وروی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه قال لعلیّ ( علیه السلام ) : یا علی اغتسل فی کلّ جمعة ولو انّک تشتری المآء بقوت یومک وتطویه فانّه لیس شیء من التطوّع اعظم منه، وعن الصّادق صلواتُ الله وسلامه علیه قال : من اغتسل یوم الجُمعة فقال : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی مِنَ التَّوّابینَ واجْعَلْنی مِنَ المُتَطَهِّرینَ کان طهراً من الجمعة الی الجُمعة أی طهراً من ذنوبه أو انّ أعماله وقعت علی طهر معنوی وقبلت والاحوط أن لا یدع غُسل الجُمعة ما تمکّن منه، ووقته من بعد طلُوع الفجر الی زوال الشّمس وکلّما قرب الوقت الی الزّوال کان أفضل .

التّاسع : أن یغسل الرأس بالخطمی فانّه أمان من البرص والجُنون .

العاشر : أن یقص شاربه ویقلّم أظفاره

ص: 42

فلذلک فضل کثیر یزید فی الرّزق ویمحو الذّنوب الی الجمعة القادمة، ویوجب الامن من الجنون والجُذام والبرص، ولیقل حینئذ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وِعلی سُنَّةِ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ولیبدء فی تقلیم الاظفار بالخنصر من الید الیسری ویختم بالخنصر من الید الیمنی وکذا فی تقلیم أظفار الرّجل ثمّ لیدفن فضُول الاظافیر .

الحادی عشر : أن یتطیّب ویلبس صالح ثیابه .

الثانی عشر : أن یتصدّق فالصّدقة تضاعف علی بعض الرّوایات فی لیلة الجُمعة ونهارها ألف ضعفها فی سائر الاوقات .

الثالث عشر : أن یطرف أهله فی کلّ جمعة بشیء من الفاکهة واللّحم حتّی یفرحُوا بالجمعة .

الرّابع عشر : أکل الرُّمّان علی الرّیق وأکل سبعة أوراق من الهندباء قبل الزّوال، وعن مُوسی بن جعفر ( علیهما السلام ) قال : مَنْ أکل رُمّانة یوم الجُمعة علی الرّیق نوّرت قلبه أربعین صباحاً فإن أکل رُمّانتین فثمانین یوماً فإنّ أکل ثلاثاً فمائة وعشرین یوماً وطردت عنه وسوسة الشّیطان، ومن طردت عنه وسوسة الشّیطان لم یعص الله ومن لم یعص الله أدخله الله الجنّة .

وقال الشیخ فی المصباح: وروی فی أکل الرُّمان فی یوم الجُمعة ولیلتها فضل کثیر .

الخامس عشر : أن یتفرّغ فیه لتعلّم أحکام دینه، لا أن ینفق یومه هذا فی التجوال فی بساتین النّاس ومزارعهم، ومصاحبة الاراذل والاوباش، والتهکم والتحدّث عن عیوب النّاس، والاستغراق فی الضحک والقهقهة، وإنشاء القریض والخوض فی الباطِل وأمثال ذلک فانّ ما یترتّب علی ذلک من المفاسد أکثر من أن یذکر، وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : أفّ علی مسلم لم ینفق من اسبُوعه یوم الجُمعة فی تعلّم دینه ولم یتفرّغ فیه لذلک، وعن النّبی ( صلی

ص: 43

الله علیه وآله وسلم ) انّه قال : اذا رأیتم یوم الجُمعة شیخاً یقصّ علی النّاس تاریخ الکفر والجاهلیّة فأرموا رأسه بالحصی .

السادس عشر : أن یصلّی علی النّبی وآله ألف مرّة، وعن الباقر ( علیه السلام ) قال : ما من شیء من العبادة یوم الجُمعة أحبّ الیّ من الصلاة علی محمّد وآله الاطهار صلّی الله علیهم أجمعین .

أقول : فإن لم تسنح له الفرصة بالصلاة ألف مرّة فلا أقلّ من المائة مرّة لیکون وجهه یوم الحساب مشرقاً، وروی انّ من صلّی علی محمّد وآله یوم الجُمعة مائة مرّة وقال مائة مرّة: اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبّی واَتُوبُ اِلَیْهِ وقرأ التّوحید مائة مرّة غفر له البتّة، وروی ایضاً انّ الصلاة علی محمّد وآله بین الظّهر والعصر تعدل سبعین حجّة .

السابع عشر : أن یزُور النّبی والائمة الطاهرین سلام الله علیهم أجمعین وستأتی کیفیّة الزّیارة فی باب الزّیارات .

الثامن عشر : أن یزور الاموات ویزور قبر أبویه أو أحدهما وعن الباقر ( علیه السلام ) قال : زوروا الموتی یوم الجُمعة فانّهم یعلمون بمن أتاهم ویفرحون .

التّاسع عشر : أن یقرأ دعاء النّدبة وَهُو من أعمال الاعیاد الاربعة وسیأتی فی محلّه ان شاء الله .

العشرون : اعلم انّه قد ذکر لیومِ الجُمعة صلوات کثیرة سوی نافلة الجُمعة التی هی عشرون رکعة وصفتها علی المشهور أن یصلّی ستّ رکعات منها عند انبساط الشّمس، وستّاً عند ارتفاعها، وستّاً قبل الزّوال، ورکعتین بعد الزّوال قبل الفریضة، أو أن یصلّی الستّ رکعات الاولی بعد صلاة الجُمعة أو الظّهر علی ما هُو مذکور فی کتب الفقهاء وفی المصابیح، وینبغی هُنا ایراد عدّة من تلک الصّلوات المذکورة

ص: 44

لیوم الجُمعة وإن کان أکثرها لا یخص یوم الجُمعة ولکنّها فی یوم الجُمعة أفضل . من تلک الصّلوات الصلاة الکاملة التی رواها الشّیخ والسّید والشّهید والعلاّمة وغیرهم باسناد عدیدة معتبرة عن الامام جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله وسلامه علیهما عن آبائه الکرام عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : مَن صلّی یو م الجُمعة قبل الزّوال أربع رکعات یقرأ فی کلّ رکعة الحمد عشر مرّات وکلاًّ مِن ( قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ وقُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وقُلْ یا أیُّها الْکافِرُونَ ) ومثلها آیة الکرسی، وفی روایة اُخری یقرأ أیضاً عشر مرّات ( اِنّا اَنْزَلْناهُ فی لَیلةِ الْقَدر ) وعشر مرّات آیة ( شَهِدَ الله ) وبعد فراغه من الصلاة یستغفر الله مائة مرّة ویقول : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاَللهُ اَکْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوةَ إلاّ بِالله الْعَلیِّ الْعَظیمِ مائة مرّة ویصلّی علی محمّد وآل محمّد مائة مرّة . من صلّی هذه الصلاة دفع الله عنه شَرِّ أهل السّماء وأهل الارض وشرّ الشّیطان وشرّ کلّ سُلطان جابر .

صلوة اُخری : روی الحارث الهمدانی عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) انّه قال : اِنِ استطعت أن تصلّی یوم الجُمعة عشر رکعات تتمّ سجودهنّ ورکوعهنّ وتقُول فیما بین کلّ رکعتین ( سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ) مائة مرّة فافعل فانّ لها فضلاً عظیماً .

صلاة اُخری : بسند معتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : مَن قرأ سُورة ابراهیم وسورة الحجر فی رکعتین جمیعاً فی یوم الجُمعة لم یصبه فقر أبداً ولا جنون ولا بلوی .

وَمنها صلاة النّبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم )

رَوی السّید ابن طاووس

ص: 45

( رحمه الله ) بسند معتبر عن الرّضا صلوات الله علیه انّه سئل عن صلاة جعفر الطّیّار ( رحمه الله ) فقال : أین أنت عن صلاة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فعسی رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) لم یصلّ صلاة جعفر قطّ، ولعلّ جعفراً لم یصلّ صلاة رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قطّ ، فقلت : علّمنیها ، قال : تصلّی رکعتین تقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب وانّا أنزلناهُ فی لیلة القدر خمس عشرة مرّة ثم ترکع فتقرأها خمس عشرة مرة، وخمس عشرة مرة اذا استویت قائماً، وخمس عشرة مرّة اذا سجدت، وخمس عشرة مرّة اذا رفعت رأسک من السّجود، وخمس عشرة مرّة فی السّجدة الثانیة، وخمس عشرة مرّة اذا رفعت رأسک من الثّانیة، ثمّ تنصرف ولیس بینک وبین الله تعالی ذنب الاّ وقد غفر لک وتعطی جمیع ما سألت، والدّعاء بعدها :

لا اِلهَ إلاّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائِنَا الاَوَّلینَ لا اِلهَ إلاّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ لا اِلهَ إلاّ اللهُ لا نَعْبُدُ إلاّ اِیّاهُ مُخْلِصینَ لَهُ الدِّینَ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ اَللّهُمَّ اَنْتَ نُورُ السَّمواتِ وَالاَرْضِ وَمَنْ فیهِنَّ فَلَکَ الْحَمْدُ وَاَنْتَ قَیّامُ السَّمواتِ وَالاَرْضِ وَمَنْ فیهِنَّ فَلَکَ الْحَمْدُ وَاَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُکَ الْحَقُّ ( حَقٌّ ) وَقَوْلُکَ حَقٌّ وِاِنْجازُکَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنّارُ حَقٌّ اَللّهُمَّ لَکَ أَسْلَمْتُ وَبِکَ آمَنْتُ وَعَلَیْکَ تَوَکَّلْتُ وَبِکَ خاصَمْتُ وَاِلَیْکَ حاکَمْتُ یا رَبِّ یا رَبِّ یا ربِّ اِغْفِرْ لی ما قَدَّمْتُ

ص: 46

وَاَخَّرْتُ وَاَسْرَرْتُ وَاَعْلَنْتُ اَنْتَ اِلهی لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ صَلِّ عَلی مُحَمّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لی وَارْحَمْنی وَتُبْ عَلَیَّ اِنَّکَ اَنْتَ التَّوابُ الرَّحیمُ . وفی المتهجّد کَریمٌ رَؤوفٌ رَحیمٌ بدل التَّوابُ الرَّحیمُ .

قال المجلسی ( رحمه الله ) : انّ هذه الصلاة مِنَ الصلوات المشهورة وقد رواها العامّة والخاصّة وعدّها بعضهم مِن صلوات یَوم الجُمعة ولم یظهر من الرّوایة اختصاص به ویجزی عَلی الظّاهر أن یؤتی بها فی سائر الایّام .

وَمنها صلاة أمیر المؤمِنین ( علیه السلام )

روی الشّیخ والسیّد عن الصّادق ( علیه السلام ) : انّه قال من صلّی منکم أربع رکعات صلاة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) خَرَج من ذُنوبه کیوم ولدته أمّه وقضیت حوائجه .

یقرأ فی کلِّ رَکعة الحَمد مرّة وخمسین مرّة الاخلاص ( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) فاذا فرغ مِنها دعا بهذا الدّعاء وَهو تسبیحُه ( علیه السلام ) :

سُبْحانَ مَنْ لا تَبیدُ مَعالِمُهُ سُبْحانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزائنُهُ سُبْحانَ مَنْ لاَ اضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ سُبْحانَ مَنْ لا یَنْفَدُ ما عِنْدَهُ سُبحانَ مَنْ لاَ انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ سُبْحانَ مَنْ لا یُشارِکُ اَحَداً فی اَمْرِهِ سُبْحانَ مَنْ لا اِلهَ غَیْرُهُ ویَدعُو بعد ذلک ویقول :

یا مَنْ عَفا عَنِ السَّیِئاتِ وَلَمْ یُجازِ بِهَا ارْحَمْ عَبْدَکَ یا اَللهُ، نَفْسی نَفْسی اَنَا عَبْدُکَ یا سَیِّْداهُ اَنَا عَبْدُکَ بَیْنَ یَدَیْکَ یا رَبّاهُ اِلهی بِکَیْنُونَتِکَ یا اَمَلاهُ یا رَحْماناهُ یا غِیاثاهُ عَبْدُکَ عَبْدُکَ لا حیلَةَ لَهُ یا مُنتَهی رَغْبَتاهُ یا مُجْرِیَ الدَّمِ فی عُرُوقی یا سَیِّداهُ یا مالِکاهُ اَیا هُوَ اَیا هُوَ یا رَبّاهُ، عَبْدُکَ عبدک لا حیلَةَ لی وَلا غِنی بی عَنْ نَفسْی وَلا اَسْتَطیعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا اَجِدُ مَنْ اُصانِعُهُ تَقَطَّعَتْ اَسْبابُ الْخَدائِعِ عَنّی

ص: 47

وَاضْمَحَلَّ کُلُّ مَظْنُون عّنی اَفْرَدَنِی الدَّهْرُ اِلَیْکَ فَقُمْتُ بَیْنَ یَدَیْکَ هذَا الْمَقامَ، یا اِلهی بِعِلْمِکَ کانَ هذا کُلُّهُ فَکَیْفَ اَنْتَ صانِعٌ بی وَلَیْتَ شِعْری کَیْفَ تَقُولُ لِدُعائی اَتَقُولُ نَعْمَ اَمْ تَقُولُ لا، فَاِنْ قُلْتَ لافَیا وَیْلی یا وَیْلی یا ویْلی یا عَوْلی یا عَوْلی یا عَوْلی یا شِقْوَتی یا شِقْوَتی یا شِقْوَتی یا ذُلّی یا ذُلّی یا ذُلّی اِلی مَنْ وَمِمَّنْ اَوْ عِنْدَ مَنْ اَوْ کَیْفَ اَوْ ماذا اَوْ اِلی اَیِّ شَیء اَلْجَأ وَمَنْ اَرْجُو وَمَنْ یَجُودُ عَلیَّ بِفَضْلِهِ حینِ تَرْفُضُنی یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، وَاِنْ قُلْتَ نَعَمْ کَما هُوَ الظَّنُّ بِکَ وَالرَّجاءُ لَکَ فَطُوبی لی اَنَا السَّعیدُ وَاَناَ الْمَسْعُودُ فَطُوبی لی وَاَنَا الْمَرْحُومُ یا مُتَرَحِّمُ یامُتَرَئّفُ یا مُتَعَطِّفُ یا مُتَجَبِّرُ ( یا متحنّن ) یا مُتَمَلِّکُ یا مُقْسِطُ لا عَمَلَ لی اَبْلُغُ بِهِ نَجاحَ حاجَتی أَسْأَلُکَ بِاْسمِکَ الَّذی جَعَلْتَهُ فی مَکْنُونِ غَیْبِکَ وَاسْتَقَرَّ عِنْدَکَ فَلا یَخْرُجُ مِنْکَ اِلی شَیء سِواکَ أَسْأَلُکَ بِهِ وَبِکَ ( بک وبه ) فَاِنَّهُ اَجَلُّ وَاَشْرَفُ اَسْمائِکَ لا شَیءَ لی غَیْرُ هذا وَلا اَحَدَ اَعْوَدُ عَلیَّ مِنْکَ یا کَیْنُونُ یا مُکَوِّنُ یا مَنْ عَرَّفَنی نَفْسَهُ یا مَنْ اَمَرَنی بِطاعَتِهِ یا مَنْ نَهانی عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَیا مَدْعُوُّ یا مَسْؤوُلُ یا مَطْلُوباً اِلَیْهِ رَفَضْتُ وَصِیَّتَکَ الَّتی اَوْصَیْتَنی وَلَمْ اُطِعْکَ وَلَوْ اَطَعْتُکَ فیما اَمَرْتَنی لَکَفَیْتَنی ما قُمْتُ اِلَیْکَ فیهِ وَاَنَا مَعَ مَعْصِیَتی لَکَ راج فَلا تَحُلْ بَیْنی وَبَیْنَ ما رَجَوْتُ یا مُتَرَحِّماً لی اَعِذْنی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَمِنْ خَلْقی وَمِنْ فَوْقی وَمِنْ تَحْتی وَمِنْ کُلِّ جِهاتِ الاِحاطَةِ بی اَللّهُمَّ بِمُحَمَّد سَیِّدی وَبِعَلِیٍّ وَلِیّی وَبِالاَْئِمَةِ الرّاشِدینَ عَلَیْهِمُ السَّلامُ اجْعَلْ عَلَیْنَا صَلَواتِکَ وَرَأْفَتَکَ وَرَحْمتَکَ وَأْوسِعْ عَلَیْنا مِنْ رِزْقِکَ وَاقْضِ عَنَّا الدَّیْنَ وَجَمیعَ حَوائِجِنا یا اَللهُ یا

ص: 48

اَللهُ یا اَللهُ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

ثمّ قال ( علیه السلام ) : مَن صلّی هذه الصلاة ودعا بهذا الدّعاء انفتل وَلم یبق بینه وَبین الله تعالی ذنبٌ الاَّ غفره لَه .

أقول: وردتنا أحادیث کثیرة فی فضل هذه الاربع رکعات فی یوم الجمعة واذا قال المُصلّی بعدما فرغ مِنها ( اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی النَّبِیِّ الْعَرَبِیِّ وَالِهِ ) ففی الحدیث انّه یغفر لَه ما تقدّم مِن ذنبِه وما تأخّر وکان کمن ختم القرآن اثنتی عشرة ختمة ورفع الله عنه عطشِ یوم القِیامة .

وَمنها صلاة فاطِمة صَلَواتُ الله عَلَیها

( رُوی انّه کانت لفاطمة ( علیها السلام ) رکعتان تصلّیهما علّمها جبرئیل ( علیه السلام ) )

تقرأ فی الرّکعة الاُولی بَعد الفاتِحة سُورة القدر مائة مرّة وفی الثّانیة بعد الحمد تقرأ سُورة التّوحید واذا سلمت قالت :

سُبحانَ ذِی الْعِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ سُبحانَ ذِی الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظیمِ سُبحانَ ذِی الْمُلْکِ الْفاخِرِ الْقَدیمِ سُبحانَ مَنْ لَبِسَ الْبَهْجَةَ وَالْجَمالَ سُبحانَ مَنْ تَرَدّی بِالنُّورِ وَالْوَقارِ سُبحانَ مَنْ یَری اَثَرَ الَّنمْلِ فی الصَّفا سُبحانَ مَنْ یَری وَقْعَ الطَّیْرِ فِی الْهَواءِ سُبحانَ مَنْ هُوَ هکَذا لا هکَذا غَیْرُهُ .

قال السّید: وروی انّه یُسبح بعد الصلاة تسبیحها المنقول عقیب کلّ فریضة، ثمّ یصلّی علی محمّد وآل محمّد مائة مرّة، وقال الشّیخ فی کتاب مِصباح المتهجدین: انّ صلاة فاطمة ( علیها السلام ) رکعتان تقرأ فی الاُولی الحمد وسورة القدر مائة مرّة، وفی الثانیة بعد الحمد سورة التّوحید مائة مرّة، فاذا سلّمت سبّحت تسبیحُ الزّهراء ( علیها السلام ) ثمّ تقول ( سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ الشّامِخِ ) الی آخر ما مرّ من التّسبیح ثمّ قالَ : وینبغی لمَن صلّی هذه الصلاة وفرغ

ص: 49

من التّسبیح أن یکشف رُکبتیه وذراعَیْه ویُباشر بجمیع مَساجده الارض بغیر حاجز یحْجز بَیْنه وبیْنها ویَدعو ویسأل حاجته وما شاءَ مِنَ الدّعاء ویقول وَهو ساجِدٌ :

یا مَنْ لَیْسَ غَیْرَهُ رُبٌّ یُدْعی، یا مَنْ لَیْسَ فَوْقَهُ اِلهٌ یُخْشی، یا مَنْ لَیْسَ دُونَهُ مَلِکٌ یُتَّقی، یا مَنْ لَیْسَ لَهُ وَزیْرٌ یُؤْتی، یا مَنْ لَیْسَ لَهُ حاجِبٌ یُرْشی، یا مَنْ لَیْسَ لَهُ بَوّابٌ یُغْشی، یا مَنْ لا یَزْدادُ عَلی کَثْرَةِ السُّؤالِ إلاّ کَرَماً وَجُوداً وَعَلی کَثْرَةِ الذُّنُوبِ إلاّ عَفْواً وَصُفْحاً صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بی کَذا وَکَذا . ویسأل حاجته .

صلاة اُخری لها ( علیها السلام ) روی الّشیخ والسّید عن صفوان قال : دخل محمّد بن علیّ الحلبی علی الصّادق ( علیه السلام ) فی یوم الجُمعة فقال له : تعلّمنی أفضل ما أصنع فی هذا الیوم ، فقال : یا محمّد ما أعلم انّ أحداً کان أکبر عند رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) من فاطِمة ولا أفضل ممّا علّمها أبوها محمّد بن عبد الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : من أصبح یوم الجمعة فاغتسل وصفّ قدَمیْه وصلّی أربع رکعات مثنی مثنی یقرأ فی أوّل رکعة فاتحة الکتاب وقل هو الله أحد خمسین مرّة، وفی الثانیة فاتحة الکتاب والعادیات خمسین مرّة، وفی الثّالثة فاتحة الکتاب واذا زلزلت خمسین مرّة، وفی الرّابعة فاتحة الکتاب واذَا جاءَ نصرُ اللهِ خمسین مرّة وهذه سورة النّصر وهی آخر سورة نزلت فاذا فرغ منها دعا فقال :

یا اِلهی وَسَیِّدی مَنْ تَهَیَّأَ أو تَعَّبَأ اَوْ اَعَدَّ اَوِ اسْتَعَدَّ لِوِفادَةِ مَخْلُوق رَجاءَ رِفْدِهِ وَفَوائِدِهِ وَنائِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَجَوائِزِهِ فَاِلَیْکَ یا اِلهی کانَتْ

ص: 50

َتهیئتی وتعبئتی وَاِعْدادی وَاسْتِعْدادی رَجاءَ فَوائِدِکَ وَمَعْرُوفِکَ وَنائِلِکَ وَجَوائِزِکَ فَلا تُخَیِّبْنی مِنْ ذلِکَ یا مَنْ لا تَخیبُ عَلَیْهِ مَسْأَلةُ السّائِل وَلا تَنْقُصُهُ عَطِیَّةُ نائِل، فَانّی لَمْ آتِکَ بعَمَل صالِح قَدَّمْتُهُ وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوق رَجَوْتُهُ اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِشَفاعَتِهِ إلاّ مُحَمَّداً وَاَهْلَ بَیْتِهِ صََواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ اَتَیْتُکَ اَرْجُو عَظیمَ عَفْوِکَ الَّذی عُدْتَ بِهِ عَلَی الْخَطّائینَ عِنْدَ عُکُوفِهِمْ عَلَی الَْمحارِمِ، فَلَمْ یَمْنَعْکَ طُولُ عُکُوفِهِمْ عَلَی الَْمحارِمِ اَنْ جُدْتَ عَلَیْهِمْ بِالْمَغْفِرَةِ وَاَنْتَ سَیِّدی الْعَوّادُ بِالنَّعْماء وَاَنَا الْعَوّادُ بِالْخَطاءِ أَسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وآلِهِ الطّاهِرِینَ اَنْ تَغْفِرَ لی ذَنْبی الْعَظیمَ فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُ الْعَظیمَ إلاّ الْعَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ .

أقول قد روی السّید بن طاوس ( رحمه الله ) فی کتاب جمال الاسبوع لکلّ من الائمة ( علیهم السلام ) صلاة خاصّة ودعاءً وینبغی لنا ذکرها هُنا قال :

صلاة لمَولانا الحَسن ( علیه السلام )

فی یوم الجمعة وهی أربع رکعات کلّ رکعة بالحمد مرّة والاخلاص خمساً وعشرین مرّة .

دُعاء الحَسن ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ وَاَتَقرَّبُ اِلَیْکَ بِمُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَاَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ وَاَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَعَلی آلِ مُحَمَّد وَاْنَ تُقیلَنی عَثْرَتی وَتَسْتُرَ عَلَیَّ ذُنُوبی وَتَغْفِرَها لی وَتَقْضِیَ لی حَوائجی وَلا تُعَذِّبْنی بِقَبیح کانَ مِنّی فَاِنَّ عَفْوَکَ وَجُودَکَ یَسَعُنی اِنَّکَ علی کُلِّ شَیء قَدیرٌ .

صلاة الحُسین ( علیه السلام )

أربع رکعات تقرأ فی کلّ رکعة کلا من الفاتحة والتّوحید خمسین مرّة واذا رکعت فی کلّ رکعة تقرأ الفاتحة عشراً والاخلاص عشراً وکذلک اذا رفعت رأسک من الرّکوع وکذلک فی کلّ سجدة وبین کلّ سجدتین ، فاذا سلمت فادعُ

ص: 51

بهذا الدّعآء : اَللّهُمَّ اَنْتَ الَّذی اسْتَجَبْتَ لادَمَ وَحَوّاءَ الی آخر الدعاء وهی طویلة .

صلاة الامامِ زینِ العابِدینَ ( علیه السلام )

أربع رکعات کلّ رکعة بالفاتحة مرّة والاخلاص مائة مرّة .

دُعاؤهُ ( علیه السلام )

یا مَنْ اَظْهَرَ الْجَمیلَ وَسَتَرَ الْقَبیحَ یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْ بِالْجَریرَةِ وَلَمْ یَهْتِکِ السِّتْرَ یا عَظیمَ الْعَفْوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یا صاحِبَ کُلِّ نَجْوی یا مُنْتَهی کُلِّ شَکْوی یا کَریمَ الصَّفْحِ یا عَظیمَ الرَّجاءِ یا مُبْتَدِئاً باِلنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها یا رَبنا وَسَیِّدَنا وَمَوْلانا یا غایَهَ رَغْبَتِنا أَسْأَلُکَ اَللّهُمَّ اَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد .

صلاة الباقِرِ ( علیه السلام )

رکعتان کلّ رکعة بالحمد مرّة و سُبْحانَ اللهِ وَاَلْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاَللهُ اَکْبَرُ مائة مرّة .

دُعاءُ الباقِرِ ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ یا حَلیمُ ذُو اَناة غَفُورٌ وَدُودٌ اَنْ تَتَجاوَزَ عَنْ سَیِّئاتی وَما عِنْدی بِحُسْنِ ما عِنْدَکَ وَاَنْ تُعْطِیَنی مِنْ عَطائِکَ ما یَسَعُنی وَتُلْهِمَنی فیمااَعْطَیْتَنی الْعَمَلَ فیهِ بِطاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسُولِکَ وَاَنْ تُعْطِیَنی مِنْ عَفْوِکَ ما اَسْتَوْجِبُ بِهِ کَرامَتَکَ اَللّهُمَّ اَعْطِنی ما اَنْتَ أهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بی ما اَنَا اَهْلُهُ فَاِنَّما اَنَا بِکَ وَلَمْ اُصِبْ خَیْراً قَطُّ إلاّ مِنْکَ یا اَبْصَرَ الاَبْصَرینَ وَیا اَسْمَعَ السّامِعِینَ وَیا اَحْکَمَ الْحاکِمینَ وَیا جارَ الْمُسْتَجیرینَ وَیا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

صلاة الصّادقِ ( علیه السلام )

رکعتان کلّ رکعة بالفاتحة مرّة وآیة شَهِدَ الله مائة مرّة .

دُعاءُ الصّادقِ ( علیه السلام )

یا صانِعَ کُلِّ مَصْنُوع یا جابِرَ کُلِّ کَسیر ( کَسْر ) وَیا حاضِرَ کُلِّ

ص: 52

مَلاء وَیا شاهِدَ کُلِّ نَجْوی وَیا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّة وَیا شاهِدُ غَیْرُ غائب وَغالِبُ غَیْرُ مَغْلُوب وَیا قَریبُ غَیْرُ بَعید وَیا مُونِسَ کُلِّ وَحید وَیا حَیُّ مُحْیِی الْمَوْتی وَمُمیتَ الاَحْیاءِ الْقائِمُ عَلی کُلِّ نَفْس بِما کَسَبَتْ وَیا حَیّاً حینَ لا حَیَّ لا إله إلاّ اَنْتَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

صلاة الکاظِم ( علیه السلام )

رکعتان تقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة والتّوحید اثنتی عشرة مرّة .

دُعاؤه ( علیه السلام )

اِلهی خَشَعَتِ الاصْواتُ لَکَ وَضَلَّتِ الاَحْلامُ فیکَ وَوَجِلَ کُلُّ شَیء مِنْکَ وَهرَبَ کُلُّ شَیء اِلَیْکَ وَضاقَتِ الاَشْیاءُ دُونَکَ وَمَلاَ کُلَّ شَیء نُورُکَ فَأَنْتَ الرَّفیعُ فی جَلالِکَ وَاَنْتَ الْبَهِیُّ فی جَمالِکَ وَاَنْتَ الْعَظیمُ فی قُدْرَتِکَ وَاْنَتَ الَّذی لا یَؤودُکَ شَیءٌ یامُنْزِلَ نِعْمَتی یا مُفَرِّجَ کُرْبَتی وَیا قاضِی حاجَتی اَعْطِنی مَسْأَلَتی بِلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ آمَنْتُ بِکَ مُخْلِصاً لَکَ دینی، اَصْبَحْتُ عَلی عَهْدِکَ وَوَعْدِکَ مَا اسْتَطَعْتُ، اَبُوءُ لَکَ بِالنِّعْمَةِ وَاَسْتَغْفِرُکَ مِنْ الذُّنُوبِ الَّتی لایَغْفِرُها غَیْرُکَ یا مَنْ هُوَ فی عُلُوِّهِ دان وَفی دُنُوِّهِ عال وَفی اِشْراقِهِ مُنیرٌ وفی سُلْطانِهِ قَوِیٌّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ .

صلاة الرِّضا ( علیه السلام )

ستّ رکعات کل رکعة بالفاتحة مرّة و ( هَلْ أتی علی الانْسانِ ) عشر مرّات .

دُعاؤه ( علیه السلام )

یا صاحِبی فی شِدَّتی، وَیا وَلِیِّی فی نِعْمَتی، وَیااِلهی وَاِلهَ اِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ وَاِسْحاقَ وَیْعقُوبَ، یا رَبَّ کَهیعص وَیس وَالْقُرْآنِ الْحَکیمِ، أَسْأَلُکَ یا اَحْسَنَ مَنْ سُئِلَ، وَیا خَیْرَ مَنْ دُعِیَ، وَیا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطی، وَیا خَیْرَ مُرْتَجی أَسْأَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد .

صلاة الجواد ( علیه السلام )

رکعتان کلّ رکعة بالفاتحة مرّة والاخلاص

ص: 53

سبعین مرّة .

دُعاؤُه ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ رَبَّ الاَرْواحِ الْفانِیَةِ وَالاَجْسادِ الْبالِیَةِ أَسْأَلُکَ بِطاعَةِ الاَرْواحِ الرّاجِعَةِ اِلی اَجْسادِها وَبِطاعَةِ الاَجْسادِ الْمُلْتَئِمَةِ بِعُرُوقِها وَبِکَلِمَتِکَ النّافِذَةِ بَیْنَهُمْ وَاَخْذِکَ الْحَقَّ مِنْهُمْ وَالْخَلائقُ بَیْنَ یَدَیْکَ یَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضائِکَ وَیَرْجُونَ رَحْمَتَکَ وَیَخافُونَ عِقابِکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاجْعَلِ النُّورَ فی بَصَری وَالْیَقینَ فی قَلْبی وَذِکْرَکَ باِللَّیْلِ وَالنَّهارِ علی لِسانی، وَعَملاً صالِحاً فَارْزُقْنی .

صلاة الهادی ( علیه السلام )

رکعتان تقرأ فی الاولی الفاتحة ویس وفی الثّانیة الحمد والرّحمن .

دُعاؤه ( علیه السلام )

یا بارُّ یا وَصُولُ یا شاهِدَ کُلِّ غائِب وَیا قَریبُ غَیْر بَعید وَیا غالِبُ غَیْرُ مَغْلُوب وَیا مَنْ لا یَعْلَمُ کیف هُوَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا تُبْلَغُ قُدْرَتُهُ أَسْأَلُکَ اَللّهُمَّ بِاسْمِکَ الْمَکْنُونِ الَْمخْزُونِ الْمَکْتُومِ عَمَّنْ شِئْتَ الظّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ النُّورِ التّامِّ الْحَیِّ الْقَیّومِ الْعَظیمِ نُورِ السَّماواتِ وَنوُرِ الاَرَضینَ عالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ الْکَبیرِ الْمُتَعالِ الْعَظیمِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

صلاة الحَسنِ العَسکریِّ ( علیهما السلام )

أربع رکعات الرّکعتان الاولیان بالحمد مرّة واذا زلزلت خمس عشرة مرّة والاخیرتان کلّ رکعة بالحمد مرّة والاخلاص خمس عشرة مرّة .

دُعاؤُه ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِاَنَّ لَکَ الْحَمْدَ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْبَدیءُ قَبْلَ کُلِّ شَیء وَاَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الَّذی لا یُذِلُّکَ شَیءٌ وَاَنْتَ کُلَّ یَوْم فی شَاْن لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ خالِقُ ما یُری وَما لا یُری الْعالِمُ بِکُلِّ شَیء بِغَیْرِ تَعْلیم أَسْأَلُکَ بالائِکَ وَنَعْمائِکَ بِاَنَّکَ اللهُ الرَّبُ الْواحِدُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ وَأَسْئألُکَ بِاَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْوِتْرُ الْفَرْدُ الاَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ

ص: 54

وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ وَأَسْأَلُکَ بِاَنَّکَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ الْقائِمُ عَلی کُلِّ نَفْس بِما کَسَبَتْ الرَّقیبُ الْحَفیظُ، وَأَسْأَلُکَ بِاَنَّکَ اللهُ الاَوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیء وَالاخِرُ بَعْدَ کُلِّ شَیء وَالْباطِنُ دُونَ کُلِّ شَیء الضّارُّ النّافِعُ الْحَکیمُ الْعَلیمُ وَأَسْأَلُکَ بِاَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْباعِثُ الْوارِثُ الْحَنّانُ الْمَنّانُ بَدیعُ السَّماواتِ والاَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَالاِکْرامِ وَذُو الطَّولِ وَذُو الْعِزَّةِ وَذُو السُّلْطانِ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ اَحَطْتَ بِکُلِّ شَیء عِلْماً وَاَحْصَیْتَ کُلَّ شَیء عَدَداً صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

صلاة الحُجّةِ القائمِ عَجَّلَ اللهُ تعالی فَرَجهُ الشّریفَ

رکعتان تقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب الی ( إیّاکَ نَعْبُدُ وَإیّاکَ نَسْتَعینُ ) ثمّ تکرّر هذه الایة مائة مرّة ثمّ تتمّ قراءة الفاتحة وتقرأ بعدها الاخلاص ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) مرّة واحدة وتدعو عقیبهما فتقول :

اَللّهُمَّ عَظُمَ الْبَلاءُ وَبَرِحَ الْخَفاءُ وَانْکَشَفَ الْغِطاءُ وَضاقَتِ الاَرْضُ بِما وَسِعَتِ السَّماءُ وَاِلَیْکَ یا رَبِّ الْمُشْتَکی وَعَلَیْکَ الْمُعَوَّلُ فِی الشِّدَةِ وَالرَّخاءِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الَّذینَ اَمَرْتَنا بِطاعَتِهِمْ وَعَجِّل اَللّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقائِمِهِمْ وَاَظْهِرْ اِعْزازَهُ یا مُحَمَّدُ یا عَلیُّ یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ اِکْفِیانی فَاِنَّکُما کافِیایَ یا مُحَمَّدُ یا عَلیُّ یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ اُنْصُرانی فَاِنَّکُما ناصِرایَ یا مُحَمَّدُ یا عَلیُّ یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ اِحْفِظانی فَاِنَّکُما حافِظایَ یامَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی، الاَمانَ الاَمانَ الاَمانَ .

صلاة جَعفر الطّیّارِ ( علیه السلام )

وهی الاکسیر الاعظم والکبریت الاحمر وهی مرویّة بما لها من الفضل العظیم باسناد معتبرة غایة الاعتبار واهمّ ما لها من الفضل غفران

ص: 55

الذّنوب العظام وأفضل أوقاتها صدر النّهار یوم الجمعة وهی أربع رکعات بتشهّدین وتسلیمتین یقرأ فی الرّکعة الاُولی سورة الحمد واذا زلزلت وفی الرّکعة الثانیة سورة الحمد والعادیات وفی الثّالثة الحمد واِذا جآءَ نصرُ اللهِ وفی الرابعة الحمد وقُلْ هوَ اللهُ احدٌ فاذا فرغ من القراءة فی کلّ رکعة فلیقل قبل الرّکوع خمس عشرة مرّة سُبْحانَ اللهِ وَاَلْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاَللهُ اَکْبَرُ ویقولها فی رکوعه عشراً واذا اسْتوی من الرّکوع قائماً قالها عشراً فاذا سجد قالها عشراً فاذا جلس بین السّجدتین قالها عشراً فاذا سجد الثّانیة قالها عشراً فاذا جلس لیقوم قالها قبل أن یقومُ عشراً یفعل ذلک فی الاربع رکعات فتکون ثلاثمائة تسبیحة .

روی الکلینی عن أبی سعید المدائنی قال : قال الصادق ( علیه السلام ) : ألا أعلّمک شیئاً تقوله فی صلاة جعفر ( علیه السلام ) ، قلت : بلی ، قال : قل اذا فرغت من التّسبیحات فی السّجدة الثانیة من الرّکعة الرابعة : سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقارَ سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالَْمجْدِ وَتَکَرَّمَ بِهِ سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغِی التَّسْبیحُ إلاّ لَهُ سُبْحانَ مَنْ اَحْصی کُلِّ شَیْء عِلْمُهُ سُبْحانَ ذِی الْمَنِّ وَالنِّعَمِ سُبْحانَ ذِی الْقُدْرَةِ وَالْکَرَمِ اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِکَ وَمُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ کِتابِکَ وَاسْمِکَ الاَْعْظَمِ وَکَلِماتِکَ التّامَّةِ الَّتی تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلاً صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ وَافْعَلْ بی کَذا وَکَذا وتطلب حاجتک عوض کلمة کذا وکذا .

روی الشیخ والسیّد عن المفضّل بن عمر قال رأیت الصّادق ( علیه السلام ) صلّی صلاة جعفر بن أبی طالب ( علیه السلام ) ورفع یدیه ودعا بهذا الدّعاء :

یا رَبِّ یا رَبِّ حتّی انقطع

ص: 56

النّفس یا ربّاهُ یا ربّاهُ حتّی انقطع النّفس رَبِّ رَبِّ حتّی انقطع النّفس یا اَللّهُ یا اَللّهُ حتّی انقطع النّفس یا حَیُّ یا حَیُّ حتّی انقطع النّفس یا رَحیمُ یا رَحیمُ حتّی انقطع النّفس یا رَحْمنُ یا رَحْمنُ سبع مرّات یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ سبع مرّات ثمّ قال :

اَللّهُمَّ اِنّی اَفْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِکَ وَاَنْطِقُ بِالثَّناءِ عَلَیْکَ وَاُمَجِّدُکَ وَلاغایَةَ لِمَدْحِکَ وَاُثْنی عَلَیْکَ وَمَنْ یَبْلُغُ غایَةَ ثَنائِکَ وَاَمَدَ مَجْدِکَ وَاَنّی لِخَلیقَتِکَ کُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِکَ وَاَیَّ زَمَن لَمْ تَکُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِکَ مَوْصُوفاً بِمَجْدِکَ عَوّاداً عَلَی الْمُذْنِبینَ بِحِلْمِکَ تَخَلَّفَ سُکّانُ اَرْضِکَ عَنْ طاعَتِکَ فَکُنْتَ عَلَیْهِمْ عَطُوفاً بِجُودِکَ جَواداً بِفَضْلِکَ عَوّاداً بِکَرَمِکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْمَنّانُ ذُوالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ .

وقال لی یا مفضّل اذا کانت لک حاجة مُهمّة فَصلِّ هذه الصلاة وادع بهذا الدّعاء وسل حاجتک یقضی الله لک ان شاء الله تعالی .

أقول : روی الطوسی لقضاء الحوائج عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : صم یوم الاربعاء والخمیس والجُمعة فاذا کان عشیّة یوم الخمیس تصدّقت علی عشرة مساکین مدّاً مُدّاً من الطّعام فاذا کان یوم الجمعة اغتسلت وبرزت الی الصّحراء فصلّ صلاة جعفر بن أبی طالب واکشف عن رکبتیک وألصقهما بالارض وقل :

یا مَنْ اَظْهَرَ الْجَمیلَ وَسَتَرَ ( عَلیَّ ) الْقَبیحَ یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْ بِالْجَریرَةِ وَلَمْ یَهْتِکِ السِّتْرِ یا عَظیمَ الْعَفْوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یا صاحِبَ کُلِّ نَجْوی یا مُنْتَهی کُلِّ شَکْوی یا مُقیلَ الْعَثَراتِ یا کَریمَ الصَّفْحِ یا عَظیمَ الْمَنِّ یا مُبْتَدِئاً باِلنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها یا رَبّاهُ یا رَبّاهُ یا رَبّاهُ عشراً یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ عشراً یا سَیِّداهُ یا سَیِّداهُ یا

ص: 57

سَیِّداهُ عشراً یا مَوْلاهُ یا مَوْلاهُ عشراً یا غیاثاه عشراً یا غایة رغبتاه عشراً یا رحمان عشراً یا رحیم عشراً یا رَجاءاهُ عشراً یا مُعْطِیَ الْخَیْراتِ عشراً صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَثیراً طَیِّباً کَاَفْضَلِ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ خَلْقِکَ عشراً ، واطلب حاجتک .

أقول : فی روایات کثیرة انّه لقضاء الحوائج تصام هذه الایّام الثّلاثة ثمّ تصلّی رکعتان عند زوال الجمعة .

الحادی والعشرون : من أعمال یوم الجُمعة أن یدعو اذا زالت الشّمس بما رواه محمّد بن مُسلم عن الصّادق صلوات الله وسلامُه علیه وهُو علی ما أورده الشّیخ فی المصباح أن یقول :

لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وَسُبْحانَ اللهِ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فِی الْمُلْکِ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً ثمّ یقولُ : یا سابِغَ النِّعَمِ یا دافِعَ النِّقَمِ یا بارِئَ النَّسَمِ یا عَلِیَّ الْهِمَمِ یا مُغْشِیَ الظُّلَمِ یا ذَا الْجُودِ والْکَرَمِ یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالاَلَمِ یا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشینَ فِی الظُّلَمِ یا عالِماً لا یُعَلَّمُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِکْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ غَناءٌ اِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُکاءُ سُبْحانَکَ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ .

الثّانی والعشرون : أن یصلّی فریضة الظّهر یوم الجمعة بسورة الجمعة والمنافقین والعصر بالجمعة والتّوحید .

روی الشّیخ الصّدوق عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من الواجب علی کلّ مؤمن اذا کان لنا شیعة أن یقرأ فی لیلة الجُمعة بالجمعة وسبّح اسم ربّک الاعلی وفی صلاة الظّهر بالجمعة والمنافقین،

ص: 58

فاذا فعل ذلک کأنّما یعمل بعمل رسول الله ( علیه السلام ) وکان جزاؤه وثوابه علی الله الجنّة ، وروی الکلینی بسند کالصحیح عن الحلبی قال : سألت الصّادق ( علیه السلام ) عن القراءة فی الجمعة اذا صلّیت وحدی ( أی لم أصل الجمعة وصلّیت صلاة الظّهر ) أربعاً، أجهر بالقراءة ؟ فقال : نعم وقال: اقرأ بسورة الجمعة والمنافقین فی یوم الجمعة .

الثالث والعشرون : روی الشّیخ الطوسی ( رحمه الله ) عند ذکر تعقیب صلاة الظّهر یوم الجُمعة عن الصّادق صَلوات الله وسَلامه علیه ، قال : من قرأ یوم الجمعة حین یسلم الحمد سبع مرّات و ( قل اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ) سبع مرّات وَ ( قُلْ اَعُوذُ بربّ الفَلَقِ ) سبع مرّات و ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) سبع مرّات و ( قُلْ یا أیُّها الْکافِروُنَ ) سبع مرّات وآخر البراءة وهو آیة ( لَقَدْ جاءَکُمْ رسُولٌ مِنْ اَنفُسِکم ) وآخر سورة الحشر ( لَوْ أنْزَلْنا هذَا القُرآن ) الی آخر السّورة والخمس من آل عمران ( اِنَّ فی خَلْقِ السَّماواتِ والارضِ ) الی ( انّک لا تُخلِفُ المیعاد ) کفی ما بین الجُمعة الی الجُمعة .

الرّابع والعشرون : وروی عنه ( علیه السلام ) قال: من قال بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظّهر: اَللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَکَ وَصَلاةَ مَلائکَتِکَ وَرُسُلِکَ علی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد لم یکتب علیه ذنب سنة وقال أیضاً من قال بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظهر: اللهم صلّ علی محمد وآل محمد وعجّل فرجهم، لم یمت حتی یدک القائم ( علیه السلام ) .

أقول: الدعاء الاول من هذین هو اللهم اجعل

ص: 59

( الی آخره ) یورث الامن من البلاء إلی الجمعة القادمة اذا دُعی به ثلاث مرات بعد فریضة الظهر یوم الجمعة. وروی ایضاً من صلّی علی النبیّ وآله ( علیهم السلام ) بین فریضتین یوم الجمعة کان له من الاجر مثل الصلاة سبعین رکعة.

الخامس والعشرون : أن یقرأ الدّعاء یا مَنْ یَرْحَمُ مَنْ لا تَرْحَمُهُ الْعِبادُ والدّعاء اَللّهُمَّ هذا یَوْمٌ مُبارَکٌ وهذان من أدعیة الصّحیفة الکاملة .

السّادس والعشرون : قال الشّیخ فی المصباح: روی عن الائمة ( علیهم السلام ) انّ من صلّی الظّهر یوم الجُمعة وصلّی بعدها رکعتین یقرأ فی الاُولی الحمد وقُل هُوَ الله اَحدٌ سبع مرّات وفی الثّانیة مثل ذلک وبعد فراغه: اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِنْ اَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتی حَشُوهَا الْبَرَکةُ وَعُمّارُهَا الْمَلائِکَةُ مَعَ نَبِیِّنا مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَاَبینا اِبراهیمَ ( علیه السلام ) لم تضرّه بلیّة ولم تصبه فتنة الی الجمعة الاُخری وجمع الله بینه وبین محمّد وبین ابراهیم ( علیهما السلام ) .

قال العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) اذا دعا بهذا الدّعاء من لم یکن من سلالة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فلیقل عوض وأبینا وأبیه .

السّابع والعشرون : روی انّ أفضل ساعات یوم الجمعة بعد العصر وتقول مائة مرّة: اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وقال الشیخ یستحبّ أن یقول مائة مرّة: صَلَواتُ اللهِ وَملائِکَتِهِ وَاَنْبِیائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمیعِ خَلْقِهِ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ وَعَلی اَرْواحِهِمْ وَاَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

وروی الشیخ الجلیل ابن ادریس فی السّرائر عن جامع البزنطی عن أبی بصیر قال : سمعت جعفر الصّادق صلوات الله وسلامُه علیهِ یقول : الصلاة

ص: 60

علی محمّد وآل محمّد فیما بین الظّهر والعصر تعدل سبعین حجّة ومن قال بعد العصر یوم الجمعة: اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الاَْوْصِیاءِ الْمَرْضیّینَ بِاَفْضَلِ صَلَواتِکَ وَبارِکْ عَلَیْهِمْ بِاَفْضَلِ بَرَکاتِکَ وَالسَّلامُ عَلَیْهِمْ وَعَلی اَرْواحِهِمْ وَاَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ کان له مثل ثواب عمل الثّقلین فی ذلک الیوم .

أقول: هذه صلاة مرویّة بما لها من الفضل الکثیر فی کتب مشایخ الحدیث باسناد معتبرة جدّاً والافضل أن یکرّرها سبع مرّات وأفضل منه عشر مرّات، فعن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : من صلّی بهذه الصلاة حین یصلّی العصر یوم الجُمعة قبل أن ینفتل من صلاته عشر مرّات صلّت علیه الملائکة من تلک الجُمعة الی الجمعة المُقبلة فی تلک السّاعة . وعنه ( علیه السلام ) أیضاً قال : اذا صلّیت العصر یوم الجمعة فصلّ بهذه الصلوة سبع مرّات. وروی الکلینی فی الکافی انّه اذا صلّیت العصر یوم الجمعة فقل : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الاَْوْصِیاءِ الْمَرْضیّینَ بِاَفْضَلِ صَلَواتِکَ وَبارِکْ عَلَیْهِمْ بِاَفْضَلِ بَرَکاتِکَ وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ فانّ من قالها بعد العصر کتب الله عزوجل له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سیّئة، وقضی له بها مائة ألف حاجة، ورفع له بها مائة الف درجة، وقال أیضاً، روی انّ من صلّی بهذه الصلاة سبع مرّات ردّ الله الیه بعدد کلّ عبد من العباد حسنة وتَقبّل منه عَمله فی ذلک الیوم، وجاء یوم القیامة وبین عینیه النّور، وَسیأتی فی خلال أعمال یوم عرفة صلوات، من صلّی بها علی محمّد وآل محمّد صلوات الله وسلامُه علیهم سرّهم .

الثّامن والعشرون : أن یقول بعد العصر سبعین مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ

ص: 61

لیغفر الله ذُنوبه .

التّاسع والعشرون : قراءة إنّا أنزلناه مائة مرّة ، روی عن الامام موسی ( علیه السلام ) قال : انّ لله یوم الجمعة ألف نفحة من رحمته یعطی کلّ عبد منها ما شاء فمن قرأ بعد العصر یوم الجمعة انّا أنزلناه مائة مرّة وَهب الله له تلک الالف ومثلها .

الثّلاثون : قراءة دعاء العشرات الاتی .

الحادی والثّلاثون : قال الشّیخ الطّوسی ( رحمه الله ) : آخر ساعة یوم الجمعة الی غروب الشّمس هی السّاعة التی یستجاب فیها الدّعاء، فینبغی أن یستکثر من الدّعاء فی تلک السّاعة، وروی انّ تلک السّاعة هی اذا غاب نصف القرص وبقی نصفه، وکانت فاطمة ( علیها السلام ) تدعو فی ذلک الوقت، فیتسحبّ الدّعاء فیها ویستحبّ أن یدعو بالدّعاء المروی عن النّبی فی ساعة الاستجابة: سُبْحانَکَ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ یا ذا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ. ویستحبّ دعاء السّمات فی آخر ساعة من نهار الجُمعة وسیأتی ان شاء الله تعالی واعلم انّ لیوم الجُمعة نسبة وانتماء الی امام العصر عجّل الله تعالی فرجه من نواحی عدیدة ففیه کانت ولادته السّعیدة وفیه یفیض السّرور بظهوره، وترقّب الفرج وانتظاره فیه أشدّ ممّا سواه من الایّام وستجد فیما سنورده منْ زیارته الخاصّة فی یوم الجُمعة هذه الکلمة هذا یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ یَوْمُکَ الْمُتَوَقَّعُ فیهِ ظُهُورُکَ وَالْفَرَجُ فیهِ لِلْمُؤْمِنینَ عَلی یَدِکَ والواقع انّ الجمعة انّما عُدّت عیداً من الاعیاد الاربعة لما سیتّفق فیها من ظهور الحجّة ( علیه السلام ) وتطهیره الارض من ادران الشّرک والکفر وأقذار المعاصی والذّنوب ومن الجبابرة والملحدین والکفّار والمنافقین فتقرّ عیون الخاصّة من المؤمنین وتسرّ أفئدتهم

ص: 62

باظهاره کلمة الحقّ واعلاء الدّین وشرایع الایمان ( وَأشْرَقَتِ الاَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ) ، وینبغی فی هذا الیوم أن یدعی بالصلاة الکبیرة ویدعی ایضاً بما أمر الرّضا ( علیه السلام ) بأن یدعی به لصاحب الامر ( علیه السلام ) اَللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلیِّکَ وَخَلیفَتِکَ ( الدُّعاء ) وسیأتی هذا الدّعاء فی باب الزّیارات فی نهایة أعمال السّرداب وأن یدعی أیضاً بما أملاه الشّیخ أبو عمرو العمروی قدّس الله روحه علی أبی علی بن همام وقال لیدعی به فی غیبة القائم من آل محمّد علیه وعلیهم السّلام وهو دعاء طویل کتلک الصلاة ووجیزتنا هذه لا تسعهما فاطلبهما من مِصباح المتهجّد وجمال الاسبُوع، وینبغی أن لا نهمل ذکر الصلاة المنسوبة الی أبی الحسن الّضرّاب الاصبهانی، وقد رواها الشّیخ والسّید فی أعمال عصر یوم الجمعة، وقال السّید: هذه الصلاة مرویة عن مولانا المهدی صلوات الله علیه وأن ترکت تعقیب العصر یوم الجمعة لعُذر من الاعذار فلا تترک هذه الصلاة أبداً لامر أطلعنا الله جلّ جلاله علیه ثمّ ذکر الصلاة بسندها، وقال الشّیخ فی المصباح هذه صلاة مرویّة عن صاحب الزّمان ( علیه السلام ) خرجت الی أبی الحسن الضّراب الاصبهانی بمکّة ونحن لم نذکر سندها رعایة للاختصار وهی :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد سَیِّدِ الُمُرْسَلینَ وَخاتَمِ النَّبِیّینَ وَحُجَّهِ رَبِّ الْعالَمینَ الْمُنْتَجَبِ فی الْمیثاقِ الْمُصْطَفی فیِ الظِّلالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ کُلِّ آفَة الْبَریءِ مِنْ کُلِّ عَیْب الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ الْمُرْتَجی لِلشَّفاعَةِ الْمُفَوَّضِ اِلَیْهِ دینُ اللهِ، اَللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیانَهُ وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ وَأَفْلِحْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَاَضِئْ نُورَهُ وَبَیِّضْ وَجْهَهُ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضیلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسیلَةَ وَالَّدرَجَةَ الرَّفیعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاخِرُونَ وَصَلِّ عَلی اَمیْرِ الْمُؤْمِنینَ َوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَقائِدِ الْغُرِّ

ص: 63

الُمحَجَّلینَ وَسَیِّدِ الْوَصِیّینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسی اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلَی الْخَلَفِ الْهادِی الْمَهْدِیِّ اِمامِ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثِ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد واَهْلِ بَیْتِهِ الاَْئِمَّةِ الْهادینَ الْعُلَماء الصّادِقینَ الاَْبْرارِ المُتَّقینَ دَعائِمِ دینک وَاَرْکانِ تَوْحیدِکَ وَتَراجِمَةِ وَحْیِکَ وَحُجَجِکَ عَلی خَلْقِکَ وَخُلَفائِکَ فی اَرْضِکَ الَّذینَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِکَ وَاصْطَفَیْتَهُمْ عَلی عِبادِکَ وَارْتَضَیْتَهُمْ لِدینِکَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِکَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِکَرامَتِکَ وَغَشَّیْتَهُمْ بِرَحْمَتِکَ وَرَبَّیْتَهُمْ بِنِعْمَتِکَ وَغَذَّیْتَهُمْ بِحِکْمَتِکَ وَاَلْبَسْتَهُمْ نُورَکَ وَرَفَعْتَهُمْ فی مَلَکُوتِکَ وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِکَتِکَ وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعَلَیْهِمْ صلاةً زاکِیَةً نامِیَةً کَثیرَةً دائِمَةً طَیِّبَةً لا یُحیطُ بِها إلاّ اَنْتَ وَلا یَسَعُها إلاّ عِلْمُکَ وَلا یُحْصیها اَحَدٌ غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلی وَلِیِّکَ الُْمحْیی سُنَّتَکَ الْقائِمِ بِاَمْرِکَ الدّاعی اِلَیْکَ الدَّلیلِ عَلَیْکَ، حُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ وَخَلیفَتِکَ فی اَرْضِکَ وَشاهِدِکَ عَلی عِبادِکَ، اَللّهُمَّ اَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فی عُمْرِهِ وَزَیِّنِ الاَْرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ، اَللّهُمَّ اکْفِهِ بَغْیَ الْحاسِدینَ وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْکائِدینَ

ص: 64

وَازْجُرْ عَنْهُ اِرادَةَ الظّالِمینَ وَخَلِّصْهُ مِنْ اَیْدِی الْجَبّارِینَ، اَللّهُمَّ اَعْطِهِ فی نَفْسِهِ وَذُرِّیَّتِهِ وَشیعَتِهِ وَرَعِیَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَمیعِ اَهْلِ الدُّنْیا ما تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَبَلِّغْهِ اَفْضَلَ ما اَمَّلَهُ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ اَللّهُمَّ جَدِّدْْ بِهِ مَا اْمَتَحی مِنْ دینِکََ اَحْیِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ کِتابِکَ وَاَظْهِرْ بِهِ ما غُیِّرَ مِنْ حُکْمِکَ حَتّی یَعُودَ دینُکَ بِهِ وَعَلی یَدَیْهِ غَضّاً جَدیداً خالِصاً مُخْلَصاً لا شَکَّ فیهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ وَلا باطِلَ عِنْدَهُ وَلا بِدْعَةَ لَدَیْهِ، اَللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ کُلَّ ظُلْمَةِ وَهُدَّ بِرُکْنِهِ کُلَّ بِدْعَة وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ کُلَّ ضَلالَة وَاقْصِمْ بِهِ کُلَّ جَبّار وَاَخْمِدْ بِسَیْفِهِ کُلَّ نار وَاَهْلِکْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ کُلِّ جائِر واجْرِ حُکْمَهُ عَلی کُلِّ حُکْم وَاَذِلَّ بِسُلْطانِهِ کُلَّ سُلْطان، اَللّهُمَّ اَذِلَّ کُلَّ مَنْ ناواهُ وَاَهْلِکْ کُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْکُرْ بِمَنْ کادَهْ وَاسْتَأصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ وَاسْتَهانَ بِاَمْرِهِ وَسَعی فی اِطْفاءِ نُورِهِ وَاَرادَ اِخْمادَ ذِکْرِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد الْمُصْطَفی وَعَلِیٍّ الْمُرْتَضی وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالْحَسَنِ الرِّضا وَالْحُسَیْنِ الْمُصَفَّی وَجَمیعِ الاَْوْصِیاءِ مَصابیحِ الدُّجی وَاَعْلامِ الْهُدی وَمَنارِ التُّقی وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقی وَالْحَبْلِ الْمَتینِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقیمِ، وَصَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَوُلاةِ عَهْدِکَ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ فی اَعْمارِهِمْ وَزِدْ فی آجالِهِمْ وَبَلِّغْهُمْ اَقْصی آمالِهِمْ دیناً وَدُنْیا وَآخِرَةً اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ .

واعلم انّ لیلة السّبت هی کَلیلَة الجُمعة علی بعض الرّوایات فینبغی أن یقرأ فیها ما یقرأ فی لیلة الجُمعة .

الفَصْلُ الخامِسْ : فی تَعیین اسْماء النّبیّ وَالائمّة المعصُومین ( علیهم السلام ) بأیّام الاسْبُوع والزیارات لهم فی کلّ یوم

فی تَعیین اسْماء النّبیّ وَالائمّة المعصُومین ( علیهم السلام ) بأیّام الاسْبُوع والزیارات لهم فی کلّ یوم .

اشارة

قال السیّد ابن طاووس فی جمال الاسبُوع: روی ابن بابویه مُسنداً عن الصّقر بن أبی دلف قال : لمّا حمل المتوکّل سیّدنا علیّ بن محمّد النّقی إلی سرّ مَن رَأی جئت أسأل عَنْ خبره وکانَ سجیناً عند الزراقی حاجب المتوکّل

ص: 65

فادخلت عَلیه ، فقال : یا صقر ما شأنک؟ فقلت : خیر ، فقال : اقعد ، قال : فأخذنا فیما تقدّم وَما تأخّر الی أن زجر النّاس عَنْه ثمّ قال لی : ما شأنک وفیم جئت ؟ قلت : لخیر ما ، قال : لعلّک جئت تسأل عَن خَبَر مولاک؟ فقلت له : مولای أمیر المؤمنین ، قال : اسکت مَولاکَ هُو الحقّ لا تحتشمنی فانّی علی مذهبِکَ ، فقلت : الحمد لله ، فقال : أتُحِبّ أن تراه؟ قُلت : نعم ، قال : اجلس حتّی یخرج صاحِب البرید من عندِه ، قال : فجَلَست فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بید الصّقر واَدخله إلی الحُجرة وأومأ إلی بَیْت، فَدخلت فاذا هُو جالِس علی صَدر حصیر وَبحذائه قَبر محفُور، قَال : فسلّمت عَلیه فردّ علی ثمّ أمَرنی بالجُلوس ثمّ قال لی : یا صقر ما أتی بک؟ قُلت : جئت أتعرّف خَبَرک ، قال : ثمّ نَظَرت إلی القَبْر فَبَکیت، فنَظر الیّ فقال : یا صقر لا عَلَیْک لنْ یصلوا الَینا بسوء، فقلت : الحمدُ لله ، ثمّ قلت : یا سیّدی حدیث یروی عَنِ النبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) لا أعرف مَعناه ، قال : وَما هُو ، قُلت : قوله : « لا تُعادُوا الایّام فتُعادیکم » ما مَعناه؟ فقال : نَعم الایّام نَحن ما قامَتِ السّماوات والارض، فَالسَّبت اِسم رَسول اللهِ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، وَالاحد أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، وَالاثْنان الحَسَن وَالحُسین ( علیهما السلام ) ، والثّلاثاء علیّ بن الحسین وَمحمّد بن علیّ وجَعفر بن محمّد (

ص: 66

علیهم السلام ) ، والاربعاء مُوسی بن جعفر وعلیّ بن مُوسی ومحمّد بن علیّ وَأنا والخمیس ابنی الحَسَن ( علیه السلام ) ، والجُمعة ابنْ ابنی والیه تجتمع عصابة الحقّ، فهذا مَعنی الایّام فَلا تُعادوهم فی الدّنیا فیُعادوکم فی الاخرة ثمّ قال : وَدع واخرُج. ثمّ روی السیّد هذا الحدیث بسند آخر عَنِ القُطب الرّاوندی ثمّ قال :

یَومُ السّبتِ ذ ِکْرُ زیارةِ النّبیِّ ( صلی الله علیه وآله وسلم )

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّکَ رَسُولُهُ وَاَنَّکَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّکَ وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِکَ وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ اللهِ بِالْحِکْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاَدَّیْتَ الَّذی عَلَیْکَ مِنَ الْحَقِّ وَاَنَّکَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنینَ وَغَلَظْتَ عَلَی الْکافِرینَ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ فَبَلَغَ اللهُ بِکَ اشَرَفَ مَحَلِّ الْمُکَرَّمینَ اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنا بِکَ مِنَ الشِّرْکِ وَالضَّلالِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ صَلَواتِکَ وَصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ وَاَنْبِیائِکَ الْمُرْسَلینَ وَعِبادِکَ الصّالِحینَ وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ وَمَنْ سَبَّحَ لَکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاخِرینَ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُوِلِکَ وَنَبِیِّکَ وَاَمینِکَ وَنَجِیبِکَ وَحَبیبِکَ وَصَفِیِّکَ وَ صَفْوَتِکَ وَخاصَّتِکَ وَخالِصَتِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضیلَةَ وَالْوَسیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفیعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحَمْوُداً یَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاخِرُونَ اَللّهُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحیماً اِلهی فَقَدْ اَتَیْتُ نَبِیَّکَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَ اْغِفْرها لی، یا سَیِّدَنا اَتَوَجَّهُ بِکَ وَبِاَهْلِ بَیْتِکَ اِلَی اللهِ تَعالی رَبِّکَ وَرَبّی لِیَغْفِرَ لی ثمّ قل ثلاثاً : اِنّا للهِِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ ثمّ قل : اُصِبْنا بِکَ یا حَبیبَ قُلُوبِنا فَما اَعْظَمَ الْمُصیبَةَ بِکَ حیَْثُ انْقَطَعَ عَنّا الْوَحْیُ وَحَیْثُ فَقَدْناکَ فَاِنّا للهِِ وَاِنّا اِلَیْهِ

ص: 67

راجِعُونَ یا سَیِّدَنا یا رَسُولَ اللهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَعَلی آلِ بَیْتِکَ الطّاهِرینَ هذا یَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ یَوْمُکَ وَاَنَا فیهِ ضَیْفُکَ وَجارُکَ فَاَضِفْنی وَاجِرْنی فَاِنَّکَ کَریمٌ تُحِبُّ الضِّیافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالاِْجارَةِ فَاَضِفْنی وَأحْسِنْ ضِیافَتی وَاَجِرْنا وَاَحْسِنْ اِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَکَ وَعِنْدَ آلِ بَیْتِکَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَکُمْ مِنْ عِلْمِهِ فَاِنَّهُ اَکْرَمُ الاَْکْرَمینَ .

یقول مؤلّف الکتاب عبّاس القُمّی عُفی عَنْه: انّی کلّما زرته ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بهذه الزّیارة بَدَأت بزیارته عَلی نحو ما علّمه الامام الرّضا ( علیه السلام ) البزنطی ثمّ قرأت هذِهِ الزّیارة، فَقَدْ رُوی بسند صحیح إنّ ابن أبی بصیر سأل الرّضا ( علیه السلام ) کیف یُصلّی علی النبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ویسلّم علیه بَعد الصلاة فأجابَ ( علیه السلام ) بقوله :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صِفْوَهَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ اَشْهَدُ اَنَّکَ رَسُولُ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ نَصَحْتَ لاُِمَّتِکَ وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ رَبِّکِ وَعَبَدْتَهُ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ فَجَزاکَ اللهُ یا رَسُولَ اللهِ اَفْضَلَ ما جَزی نَبِیّاً عَنْ اُمَّتِهِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مَحَمِّد وآلِ مُحَمِّد اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اِبْرهِیمَ وَآلِ إبراهیمَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ .

یوم الاحد
زیارةُ أمیرِ المؤمنینَ ( علیه السلام )

بروایة من شاهد صاحِب الزّمان ( علیه السلام ) وهُو یزوره بها فی الیقظة لا فی النّوم یوم الاحد وهوَ یومُه :

اَلسَّلامُ عَلَی الشَّجَرَةِ النَّبَوِیَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِیَّةِ المُضیئَةِ المُثْمِرَةِ بِالنَّبُوَّةِ الْمُونِقَةِ بِالاِْمامَةِ وَعَلی ضَجیعَیْکَ آدَمَ وَنُوح عَلَیْهِمَا السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ

ص: 68

الطّاهِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَ عَلَی الْمَلائِکَةِ الُْمحْدِقینَ بِکَ وَالْحافّینَ بِقَبْرِکَ یا مَوْلایَ یا اَمیرَ الْمُوْمِنینَ هذا یَوْمُ الاَْحَدِ وَهُوَ یَوْمُکَ وَبِاسْمِکَ وَاَنَا ضَیْفُکَ فیهِ وَ جارُکَ فَاَضِفْنی یا مَوْلایَ وَاَجِرْنی فَاِنَّکَ کَریمٌ تُحِبُّ الضِّیافَةَ وَ مَأْمُورٌ بِالاِْجارَةِ فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ اِلَیْکَ فیهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْکَ بِمَنْزِلَتِکَ وَ آلِ بَیْتِکَ عِنْدَاللهِ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَکُمْ وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّکَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ .

زیارةُ الزّهْرَاءِ سَلامُ اللهِ عَلیها

اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَکِ الَّذی خَلَقَکِ فَوَجَدَکِ لِمَا امْتَحَنَکِ صابِرَةً اَنَا لَکِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلی ما اَتی بِهِ اَبُوکِ وَوَصِیُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِما وَاَنَا أَسْأَلُکِ اِنْ کُنْتُ صَدَّقْتُکِ إلاّ اَلْحَقْتِنی بِتَصْدیقی لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسی فَاشْهَدی اَنّی ظاهِرٌ بِوَلایَتِکِ وَوَلایَةِ آلِ بَیْتِکِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ .

أیضاً زِیارَتُها بِروایة اُخری

اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا مُمْتَحَنَةُ اِمْتَحَنَکِ الَّذی خَلَقَکِ قَبْلَ اَنْ یَخْلُقَکِ وَکُنْتِ لِما امْتَحَنَکِ بِه صابِرَةً وَنَحْنُ لَکِ اَولِیاءُ مُصَدِّقُونَ وَلِکُلِّ ما اَتی بِهِ اَبُوکِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَاَتی بِهِ وَصِیُّهُ عَلَیْهِ السَّلامُ مُسَلِّمُونَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُکَ اَللّهُمَّ اِذْ کُنّا مُصَدِّقینَ لَهُمْ اَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدیقِنا بِالدَّرَجَةِ الْعالِیَةِ لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلایَتِهِمْ عَلَیْهِمُ السَّلامُ .

یَوْم الاثنینِ وَهُوَ بِاسْمِ الحسنِ وَالحُسینِ ( علیهما السلام )

یوم الاثنین
زِیارةُ الحَسَنِ ( علیه السلام )

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صِفْوَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صِراطَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَیانَ حُکْمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ناصِرَ دینِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السَّیِدُ الزَّکِیُّ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْبَرُّ الْوَفِیُّ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْقائِمُ

ص: 69

الاَْمینُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعالِمُ بِالتَّأْویلِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْهادِی الْمَهْدیُّ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الطّاهِرُ الزَّکِیُّ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا التَّقِیُّ النَّقِیُّ السَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْحَقُّ الْحَقیقُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الشَّهیدُ الصِّدّیقُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

زِیارة الحُسَینِ ( علیه السلام )

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ اَشْهَدُ اَنَّکَ اَقَمْتَ الصلاةَ وَ آتَیْتَ الزَّکوةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ فَعَلَیْکَ السَّلامُ مِنّی ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ وَعَلی آلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ، اَنَا یا مَوْلایَ مَوْلیً لَکَ وَلاِلِ بَیْتِکَ سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَجَهْرِکُمْ وَظاهِرِکُمْ وَباطِنِکُمْ لَعَنَ اللهُ اَعْداءَکُمْ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ وَاَنَا أبْرَأُ اِلَی اللهِ تَعالی مِنْهُمْ یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ هذا یَوْمُ الاِْثْنَیْنِ وَهُوَ یَوْمُکُما وَبِاسْمِکُما وَاَنَا فیهِ ضَیْفُکُما فَاَضیفانی وَاَحْسِنا ضِیافَتی فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضیفَ بِهِ اَنْتُما وَاَنَا فیهِ مِنْ جِوارِکُما فَاَجیرانی فَاِنَّکُما مَأْمُورانِ بِالضِّیافَةِ وَالاِْجارَةِ فَصَلَّی اللهُ عَلَیْکُما وَآلِکُمَا الطَّیِّبینَ .

یَوْمُ الثّلاثاءِ وَهُو باسم علیّ بن الحسین ومحمّد بن علیّ الباقر وجعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله علیهم أجمعین

زیارتهم ( علیهم السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا خُزّانَ عِلْمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا تَراجِمَةَ وَحْیِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَئِمَّةَ الْهُدی اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَعْلامَ التُّقی اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَوْلادَ رَسُولِ اللهِ اَنَا عارِفٌ بِحَقِّکُمْ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِکُمْ مُعاد لاَِعْدائِکُمْ مُوال لاَِوْلِیائِکُمْ بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ اَللّهُمَّ اِنّی اَتَوالی آخِرَهُمْ کَما تَوالَیْتُ اَوَّلَهُمْ وَاَبْرَأُ مِنْ کُلِّ وَلیجَة دُونَهُمْ وَاَکْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاتِ وَالْعُزّی صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ یا مَوالِیَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْعابِدینَ وَسُلالَةَ الْوَصِیّینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا باقِرَ عِلْمِ

ص: 70

النَّبِیّینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صادِقاً مُصَدِّقاً فِی الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ یا مَوالِیَّ هذا یَوْمُکُمْ وَهُوَ یَوْمُ الثلاثاء وَاَنَا فیهِ ضَیْفٌ لَکُمْ وَمُسْتَجیرٌ بِکُمْ فَاَضیفُونی وَاَجیرُونی بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَکُمْ وَآلِ بَیْتِکُمُ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ .

یَوْمُ الاربعاءِ وَهُو باسم مُوسی بن جعفر وعلی بن مُوسی الرّضا ومحمّد التقی وعلی النقی

زیارتهم ( علیهم السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَوْلِیاءَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا حُجَجَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ وَعَلی آلِ بَیْتِکُمُ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصینَ وَجاهَدْتُمْ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی أتاکم الْیَقینُ فَلَعَنَ اللهُ اَعْداءکُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ اَجَمْعَینَ وَاَنَا اَبْرَأُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکُمْ مِنْهُمْ، یا مَوْلایَ یا اَبا اِبْراهیمَ مُوسَی بْنَ جَعْفَر یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسی یا مَوْلایَ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد اَنَا مَوْلیً لَکُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَجَهْرِکُمْ مُتَضَیِّفٌ بِکُمْ فی یَوْمِکُمْ هذا وَهُوَ یَوْمُ الاَْرْبَعاءِ وَمُسْتَجیرٌ بِکُمْ فَاَضیفُونی وَ اَجیرُونی بِآلِ بَیْتِکُمُ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ .

یَوْمُ الْخَمیسِ وَهُو یَوم الحسن بن علی العسکری صلوات الله علیه

فقل فی زیارته :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثَ الْمُرْسَلینَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمینَ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی آلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ، یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ اَنَا مَوْلیً لَکَ وَلاِلِ بَیْتِکَ وَهذا یَوْمُکَ وَهُوَ یَوْمُ الْخَمیسِ وَاَنَا ضَیْفُکَ فیهِ وَمُسْتَجیرٌ بِکَ فیهِ فَاَحْسِنْ ضیافتی واِجارَتی بِحَقِّ آلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ .

یَوْمُ الجُمعةِ وَهُو یَوم صاحِب الزّمان صلوات الله علیه وباسمه وهُو الیوم الذی یظهر فیه عجّل الله فرجه

فقل فی زیارته :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ فی اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْنَ اللهِ فی خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ الَّذی یَهْتَدی بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَیُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا

ص: 71

الْوَلِیُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَفینَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْنَ الْحَیاةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی آلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ عَجَّلَ اللهُ لَکَ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الاَْمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ، اَنَا مَوْلاکَ عارِفٌ بِاُولاکَ وَاُخْراکَ اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ تَعالی بِکَ وَبِآلِ بَیْتِکَ، وَاَنْتَظِرُ ظُهُورَکَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلی یَدَیْکَ وَأَسْأَلُ اللهَ اَنْ یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ یَجْعَلَنی مِنَ الْمُنْتَظِرینَ لَکَ وَالتّابِعینَ وَالنّاصِرینَ لَکَ عَلی اَعْدائِکَ وَالْمُسْتَشْهَدینَ بَیْنَ یَدَیْکَ فی جُمْلَةِ اَوْلِیائِکَ، یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَعَلی آلِ بَیْتِکَ هذا یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ یَوْمُکَ الْمُتَوَقَّعُ فیهِ ظُهُورُکَ وَالْفَرَجُ فیهِ لِلْمُؤْمِنینَ عَلی یَدَیْکَ وَقَتْلُ الْکافِرینَ بِسَیْفِکَ وَاَنَا یا مَوْلایَ فیهِ ضَیْفُکَ وَجارُکَ وَاَنْتَ یا مَوْلایَ کَریمٌ مِنْ اَوْلادِ الْکِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّیافَةِ وَالاِْجارَةِ فَاَضِفْنی وَاَجِرْنی صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ الطّاهِرینَ .

قال السیّد ابن طاووس وأنا اتمثّل بعد هذه الزّیارة بهذا الشعر واشیر الیه ( علیه السلام ) وأقول :

نَزیلُکَ حَیْثُ مَا اتَّجَهَتْ رِکابی وَ ضَیْفُکَ حَیْثُ کُنْتُ مِنَ الْبِلادِ

الفَصلُ السادس : فی ذِکر نبذ مِن الدّعواتِ المَشهورة

فی ذِکر نبذ مِن الدّعواتِ المَشهورة .

اشارة

مِن تلک الدّعوات دُعاءُ الصّباح لامیر المؤمنین وهو هذا الدُعاء :

اَللّهُمَّ یا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَیْلِ الْمُظْلِمِ بِغَیاهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَکِ الدَّوّارِ فی مَقادیرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِیاءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِهِ، یا مَنْ دَلَّ عَلی ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ کَیْفِیّاتِهِ، یا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُیُونِ وَعَلِمَ بِما کانَ قَبْلَ اَنْ یَکُونَ، یا مَنْ اَرْقَدَنی فی مِهادِ اَمْنِهِ وَاَمانِهِ وَاَیْقَظَنی اِلی ما مَنَحَنی بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَاِحْسانِهِ وَکَفَّ اَکُفَّ السُّوءِ عَنّی بِیَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلَی الدَّلیلِ

ص: 72

اِلَیْکَ فِی اللَّیْلِ الاَْلْیَلِ، وَالْماسِکِ مِنْ اَسْبَابِکَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَْطْوَلِ، وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ فی ذِرْوَةِ الْکاهِلِ الاَْعْبَلِ، وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلی زَحالیفِها فِی الزَّمَنِ الاَْوَّلِ، وَعَلی آلِهِ الاَْخْیارِ الْمُصْطَفِیْنَ الاَْبْرارِ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصاریعَ الصَّباحِ بِمَفاتیحِ الرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ، وَاَلْبِسْنِی اللّهُمَّ مِنْ اَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدایَةِ وَالصَّلاحِ، وَاَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِکَ فی شِرْبِ جَنانی یَنابیعَ الخُشُوعِ، وَاَجْرِ اللّهُمَّ لِهَیْبَتِکَ مِنْ اماقی زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَاَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنّی بِاَزِمَّةِ الْقُنُوعِ، اِلهی اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِی الرَّحْمَةُ مِنْکَ بِحُسْنِ التَّوْفیقِ فَمَنِ السّالِکُ بی اِلَیْکَ فی واضِحِ الطَّریقِ، وَاِنْ اَسْلَمَتْنی اَناتُکَ لِقائِدِ الاَْمَلِ وَالْمُنی فَمَنِ الْمُقیلُ عَثَراتی مِنْ کَبَواِ الْهَوی، وَاِنْ خَذَلَنی نَصْرُکَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّیْطانِ فَقَدْ وَکَلَنی خِذْلانُکَ اِلی حَیْثُ النَّصَبُ وَالْحِرْمانُ، اِلهی اَتَرانی ما اَتَیْتُکَ إلاّ مِنْ حَیْثُ الاْمالِ اَمْ عَلِقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِکَ إلاّ حینَ باعَدَتْنی ذُنُوبی عَنْ دارِ الْوِصالِ، فَبِئْسَ الْمَطِیَّةُ الَّتی امْتَطَتْ نَفْسی مِنْ هَواها فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها، وَتَبّاً لَها لِجُرْاَتِها عَلی سَیِّدِها وَمَوْلاها اِلهی قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِکَ بِیَدِ رَجائی وَهَرَبْتُ اِلَیْکَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ اَهْوائی، وَعَلَّقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِکَ اَنامِلَ وَلائی، فَاْصْفَحِ اللّهُمَّ عَمّا کُنْتُ ( کانَ ) اَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلی وَخَطائی، وَاَقِلْنی مِنْ صَرْعَةِ رِدائی فَاِنَّکَ سَیِّدی وَمَوْلای وَمُعْتَمَدی وَرَجائی وَاَنْتَ غایَةُ مَطْلُوبی وَمُنای فی مُنْقَلَبی وَمَثْوایَ، اِلهی کَیْفَ تَطْرُدُ مِسْکیناً الْتَجَأَ اِلَیْکَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً، اَمْ کَیْفَ تُخَیِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ اِلی جَنابِکَ ساعِیاً، اَمْ کَیْفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ اِلی حِیاضِکَ شارِباً کَلاّ وَحِیاضُکَ مُتْرَعَةٌ فی ضَنْکِ الُْمحُولِ، وَبابُکَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ، وَاَنْتَ غایَةُ الْمَسْؤولِ ( السُّؤْلِ ) وَنِهایَةُ الْمَأمُولِ، اِلهی هذِهِ اَزِمَّةُ نَفْسی عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِیَّتِکَ وَهذِهِ اَعْباءُ ذُنُوبی دَرَأتُها بِعَفْوِکَ وَرَحْمَتِکَ وَهذِهِ اَهْوائِی الْمُضِلَّةُ وَکَلْتُها اِلی جَنابِ لُطْفِکَ وَرَأفَتِکَ، فَاجْعَلِ اللّهُمَّ

ص: 73

صَباحی هذا ناِزلاً عَلَی بِضِیاءِ الْهُدی وَبِالسَّلامَةِ بالسلام فِی الدّینِ وَالدُّنْیا، وَمَسائی جُنَّةً مِنْ کَیْدِ الْعِدی ( الاَْعْداءِ ) وَوِقایَهً مِنْ مُرْدِیاتِ الْهَوی اِنَکَ قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ تُؤتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِ عُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِیَدِکَ الْخَیْرُ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، تُولِجُ اللَیْلَ فی النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَتُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَی وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِساب، لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِکَ مَنْ ذا یَعْرِفُ قَدْرَکَ فَلا یَخافُکَ، وَمَن ذا یَعْلَمُ ما اَنْتَ فَلا یَهابُکَ، اَلَّفْتَ بِقُدْرَتِکَ الْفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِلُطْفِکَ الْفَلَقَ، وَاَنَرْتَ بِکَرَمِکَ دَیاجِی الْغَسَقِ، وَاَنْهَرْتَ الْمِیاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیاخیدِ عَذْباً وَاُجاجاً، وَاَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِیَّةِ سِراجاً وَهّاجاً مِنْ غَیْرِ اَنْ تُمارِسَ فیما ابْتَدَأتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَیا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الاَْتْقِیاءِ، وَاسْمَعْ نِدائی وَاسْتَجِبْ دُعائی وَحَقِّقْ بِفَضْلِکَ اَمَلی وَرَجائی یا خَیْرَ مَنْ دُعِی لِکَشْفِ الضُّرِّ وَالْمَأمُولِ لِکُلِّ عُسْر وَیُسْر بِکَ اَنْزَلْتُ حاجَتی فَلا تَرُدَّنی مِنْ سَنِیِّ مَواهِبِکَ خائِباً یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَصَلَّی اللهُ عَلی خَیْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ ثمّ اسجد وقل : اِلهی قَلْبی مَحْجُوبٌ، وَنَفْسی مَعْیُوبٌ، وَعَقْلی مَغْلُوبٌ، وَهَوائی غالِبٌ، وَطاعَتی قَلیلٌ، وَمَعْصِیَتی کَثیرٌ، وَلِسانی مُقِرٌّ بِالذُّنُوبِ فَکَیْفَ حیلَتی یا سَتّارَ الْعُیُوبِ وَیا عَلاّمَ الْغُیُوبِ وَیا کاشِفَ الْکُرُوبِ، اِغْفِرْ ذُنُوبی کُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد یا غَفّارُ یا غَفّارُ یا غَفّارُ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول قد أورد العلامة المجلسی ( رحمه الله ) هذا الدّعاء فی کتابی الدّعاء والصلاة من البحار وذیّله

ص: 74

فی کتاب الصلاة بشرح وتوضیح وقال: انّ هذا الدّعاء من الادعیة المشهورة ولکن لم أجده فی کتاب یعتمد علیه سوی کتاب المصباح للسیّد ابن باقی رضوان الله علیه، وقال أیضاً: انّ المشهور هو أن یدعی به بعد فریضة الصّبح ولکن السیّد ابن باقی رواه بعد نافلة الصّبح والعمل بأیّها کان حسنٌ .

دُعَاء کُمیل بن زیاد ( رحمه الله )

وهُو من الدّعوات المعروفة ، قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : انّه أفضل الادعیة وهُو دُعاء خضر ( علیه السلام ) وقد علّمه أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) کمیلاً، وهُو من خواصّ أصحابه ویدعی به فی لیلة النّصف مِن شعبان ولیلة الجمعة ویجدی فی کفایة شرّ الاعداء، وفی فتح باب الرّزق، وفی غفران الذّنوب، وقد رواه الشّیخ والسیّد کلاهما ( قدس سرهما ) وأنا أرویه عن کتاب مصباح المتهجّد، وهو هذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ بِرَحْمَتِکَ الَّتی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء، وَبِقُوَّتِکَ الَّتی قَهَرْتَ بِها کُلَّ شَیْء، وَخَضَعَ لَها کُلُّ شَیء، وَذَلَّ لَها کُلُّ شَیء، وَبِجَبَرُوتِکَ الَّتی غَلَبْتَ بِها کُلَّ شَیء، وَبِعِزَّتِکَ الَّتی لا یَقُومُ لَها شَیءٌ، وَبِعَظَمَتِکَ الَّتی مَلاََتْ کُلَّ شَیء، وَبِسُلْطانِکَ الَّذی عَلا کُلَّ شَیء، وَبِوَجْهِکَ الْباقی بَعْدَ فَناءِ کُلِّ شَیء، وَبِأَسْمائِکَ الَّتی مَلاََتْ اَرْکانَ کُلِّ شَیء، وَبِعِلْمِکَ الَّذی اَحاطَ بِکُلِّ شَیء، وَبِنُورِ وَجْهِکَ الَّذی اَضاءَ لَهُ کُلُّ شیء، یا نُورُ یا قُدُّوسُ، یا اَوَّلَ الاَْوَّلِینَ وَیا آخِرَ الاْخِرینَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِی الذُّنُوبَ الَّتی تَهْتِکُ الْعِصَمَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِی الذُّنُوبَ الَّتی تُنْزِلُ النِّقَمَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِی الذُّنُوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی الذُّنُوبَ الَّتی تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِی الذُّنُوبَ الَّتی تُنْزِلُ الْبَلاءَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی کُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَکُلَّ خَطیئَة اَخْطَأتُها، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِذِکْرِکَ،

ص: 75

وَاَسْتَشْفِعُ بِکَ اِلی نَفْسِکَ، وَأَسْأَلُکَ بِجُودِکَ اَنْ تُدْنِیَنی مِنْ قُرْبِکَ، وَاَنْ تُوزِعَنی شُکْرَکَ، وَاَنْ تُلْهِمَنی ذِکْرَکَ، اَللّهُمَّ اِنّی أَسْأَلُکَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع اَنْ تُسامِحَنی وَتَرْحَمَنی وَتَجْعَلَنی بِقِسْمِکَ راضِیاً قانِعاً وَفی جَمیعِ الاَْحْوالِ مُتَواضِعاً، اَللّهُمَّ وَأَسْأَلُکَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَاَنْزَلَ بِکَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فیما عِنْدَکَ رَغْبَتُهُ، اَللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُکَ وَعَلا مَکانُکَ وَخَفِی مَکْرُکَ وَظَهَرَ اَمْرُکَ وَغَلَبَ قَهْرُکَ وَجَرَتْ قُدْرَتُکَ وَلا یُمْکِنُ الْفِرارُ مِنْ حُکُومَتِکَ، اَللّهُمَّ لا اَجِدُ لِذُنُوبی غافِراً، وَلا لِقَبائِحی ساتِراً، وَلا لِشَیء مِنْ عَمَلِی الْقَبیحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَیْرَکَ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ وَبِحَمْدِکَ ظَلَمْتُ نَفْسی، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلی وَسَکَنْتُ اِلی قَدیمِ ذِکْرِکَ لی وَمَنِّکَ عَلَیَّ، اَللّهُمَّ مَوْلای کَمْ مِنْ قَبیح سَتَرْتَهُ وَکَمْ مِنْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ ( اَمَلْتَهُ ) وَکَمْ مِنْ عِثار وَقَیْتَهُ، وَکَمْ مِنْ مَکْرُوه دَفَعْتَهُ، وَکَمْ مِنْ ثَناء جَمیل لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ، اَللّهُمَّ عَظُمَ بَلائی وَاَفْرَطَ بی سُوءُ حالی، وَقَصُرَتْ ( قَصَّرَتْ ) بی اَعْمالی وَقَعَدَتْ بی اَغْلالی، وَحَبَسَنی عَنْ نَفْعی بُعْدُ اَمَلی ( آمالی ) ، وَخَدَعَتْنِی الدُّنْیا بِغُرُورِها، وَنَفْسی بِجِنایَتِها ( بِخِیانَتِها ) وَمِطالی یا سَیِّدی فَأَسْأَلُکَ بِعِزَّتِکَ اَنْ لا یَحْجُبَ عَنْکَ دُعائی سُوءُ عَمَلی وَفِعالی، وَلا تَفْضَحْنی بِخَفِی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنْ سِرّی، وَلا تُعاجِلْنی بِالْعُقُوبَةِ عَلی ما عَمِلْتُهُ فی خَلَواتی مِنْ سُوءِ فِعْلی وَإساءَتی وَدَوامِ تَفْریطی وَجَهالَتی وَکَثْرَةِ شَهَواتی وَغَفْلَتی، وَکُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِکَ لی فی کُلِّ الاَْحْوالِ ( فِی الاَْحْوالِ کُلِّها ) رَؤوفاً وَعَلَی فی جَمیعِ الاُْمُورِ عَطُوفاً اِلهی وَرَبّی مَنْ لی غَیْرُکَ أَسْأَلُهُ کَشْفَ ضُرّی وَالنَّظَرَ فی اَمْری، اِلهی وَمَوْلای اَجْرَیْتَ عَلَی حُکْماً اِتَّبَعْتُ فیهِ هَوی نَفْسی وَلَمْ اَحْتَرِسْ فیهِ مِنْ تَزْیینِ عَدُوّی، فَغَرَّنی بِما اَهْوی وَاَسْعَدَهُ عَلی ذلِکَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ

ص: 76

بِما جَری عَلَی مِنْ ذلِکَ بَعْضَ حُدُودِکَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِکَ فَلَکَ الْحَمْدُ ( اَلْحُجَّةُ ) عَلی فی جَمیعِ ذلِکَ وَلا حُجَّةَ لی فیما جَری عَلَیَّ فیهِ قَضاؤُکَ وَاَلْزَمَنی حُکْمُکَ وَبَلاؤُکَ، وَقَدْ اَتَیْتُکَ یا اِلهی بَعْدَ تَقْصیری وَاِسْرافی عَلی نَفْسی مُعْتَذِراً نادِماً مُنْکَسِراً مُسْتَقیلاً مُسْتَغْفِراً مُنیباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا کانَ مِنّی وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَیْهِ فی اَمْری غَیْرَ قَبُولِکَ عُذْری وَاِدْخالِکَ اِیّایَ فی سَعَة ( مِنْ ) رَحْمَتِکَ اَللّهُمَّ ( اِلهی ) فَاقْبَلْ عُذْری وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّی وَفُکَّنی مِنْ شَدِّ وَثاقی، یا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنی وَرِقَّةَ جِلْدی وَدِقَّةَ عَظْمی، یا مَنْ بَدَأَ خَلْقی وَذِکْری وَتَرْبِیَتی وَبِرّی وَتَغْذِیَتی هَبْنی لاِبْتِداءِ کَرَمِکَ وَسالِفِ بِرِّکَ بی یا اِلهی وَسَیِّدی وَرَبّی، اَتُراکَ مُعَذِّبی بِنارِکَ بَعْدَ تَوْحیدِکَ وَبَعْدَ مَا انْطَوی عَلَیْهِ قَلْبی مِنْ مَعْرِفَتِکَ وَلَهِجَ بِهِ لِسانی مِنْ ذِکْرِکَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمیری مِنْ حُبِّکَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافی وَدُعائی خاضِعاً لِرُبُوبِیَّتِکَ، هَیْهاتَ اَنْتَ اَکْرَمُ مِنْ اَنْ تُضَیِّعَ مَنْ رَبَّیْتَهُ اَوْ تُبْعِدَ ( تُبَعِّدَ ) مَنْ اَدْنَیْتَهُ اَوْ تُشَرِّدَ مَنْ اوَیْتَهُ اَوْ تُسَلِّمَ اِلَی الْبَلاءِ مَنْ کَفَیْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَیْتَ شِعْری یا سَیِّدی وَاِلهی وَمَوْلایَ اَتُسَلِّطُ النّارَ عَلی وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِکَ ساجِدَةً، وَعَلی اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحیدِکَ صادِقَةً، وَبِشُکْرِکَ مادِحَةً، وَعَلی قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِاِلهِیَّتِکَ مُحَقِّقَةً، وَعَلی ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِکَ حَتّی صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلی جَوارِحَ سَعَتْ اِلی اَوْطانِ تَعَبُّدِکَ طائِعَةً وَاَشارَتْ بِاسْتِغْفارِکَ مُذْعِنَةً، ما هکَذَا الظَّنُّ بِکَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِکَ عَنْکَ یا کَریمُ یا رَبِّ وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفی عَنْ قَلیل مِنْ بَلاءِ الدُّنْیا وَعُقُوباتِها وَما یَجْری فیها مِنَ الْمَکارِهِ عَلی اَهْلِها، عَلی اَنَّ ذلِکَ بَلاءٌ وَمَکْرُوهٌ قَلیلٌ مَکْثُهُ، یَسیرٌ بَقاؤُهُ، قَصیرٌ مُدَّتُهُ فَکَیْفَ احْتِمالی لِبَلاءِ الاْخِرَةِ وَجَلیلِ ( حُلُولِ )

ص: 77

وُقُوعِ الْمَکارِهِ فیها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَیَدُومُ مَقامُهُ وَلا یُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ لاَِنَّهُ لا یَکُونُ إلاّ عَنْ غَضَبِکَ وَاْنتِقامِکَ وَسَخَطِکَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالاَْرْضُ یا سَیِّدِی فَکَیْفَ لی ( بی ) وَاَنَا عَبْدُکَ الضَّعیفُ الذَّلیلُ الْحَقیرُ الْمِسْکینُ الْمُسْتَکینُ، یا اِلهی وَرَبّی وَسَیِّدِی وَمَوْلایَ لاَِیِّ الاُْمُورِ اِلَیْکَ اَشْکُو وَلِما مِنْها اَضِجُّ وَاَبْکی لاَِلیمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، اَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَیَّرْتَنی لِلْعُقُوباتِ مَعَ اَعْدائِکَ وَجَمَعْتَ بَیْنی وَبَیْنَ اَهْلِ بَلائِکَ وَفَرَّقْتَ بَیْنی وَبَیْنَ اَحِبّائِکَ وَاَوْلیائِکَ، فَهَبْنی یا اِلهی وَسَیِّدِی وَمَوْلایَ وَرَبّی صَبَرْتُ عَلی عَذابِکَ فَکَیْفَ اَصْبِرُ عَلی فِراقِکَ، وَهَبْنی ( یا اِلهی ) صَبَرْتُ عَلی حَرِّ نارِکَ فَکَیْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ اِلی کَرامَتِکَ اَمْ کَیْفَ اَسْکُنُ فِی النّارِ وَرَجائی عَفْوُکَ فَبِعِزَّتِکَ یا سَیِّدی وَمَوْلایَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَکْتَنی ناطِقاً لاَِضِجَّنَّ اِلَیْکَ بَیْنَ اَهْلِها ضَجیجَ الاْمِلینَ ( الاْلِمینَ ) وَلاََصْرُخَنَّ اِلَیْکَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخینَ، وَلاََبْکِیَنَّ عَلَیْکَ بُکاءَ الْفاقِدینَ، وَلاَُنادِیَنَّکَ اَیْنَ کُنْتَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ، یا غایَةَ آمالِ الْعارِفینَ، یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، یا حَبیبَ قُلُوبِ الصّادِقینَ، وَیا اِلهَ الْعالَمینَ، اَفَتُراکَ سُبْحانَکَ یا اِلهی وَبِحَمْدِکَ تَسْمَعُ فیها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ ( یُسْجَنُ ) فیها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِیَتِهِ وَحُبِسَ بَیْنَ اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَریرَتِهِ وَهُوَ یَضِجُّ اِلَیْکَ ضَجیجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِکَ، وَیُنادیکَ بِلِسانِ اَهْلِ تَوْحیدِکَ، وَیَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِرُبُوبِیَّتِکَ، یا مَوْلایَ فَکَیْفَ یَبْقی فِی الْعَذابِ وَهُوَ یَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِکَ، اَمْ کَیْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وَهُوَ یَأْملُ فَضْلَکَ وَرَحْمَتَکَ اَمْ کَیْفَ یُحْرِقُهُ لَهیبُها وَاَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَری مَکانَه اَمْ کَیْفَ یَشْتَمِلُ عَلَیْهِ زَفیرُها وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، اَمْ کَیْفَ یَتَقَلْقَلُ بَیْنَ اَطْباقِها وَاَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، اَمْ کَیْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِیَتُها وَهُوَ یُنادیکَ یا رَبَّهُ، اَمْ کَیْفَ یَرْجُو فَضْلَکَ فی عِتْقِهِ

ص: 78

مِنْها فَتَتْرُکُهُ فیها هَیْهاتَ ما ذلِکَ الظَّنُ بِکَ وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِکَ وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدینَ مِنْ بِرِّکَ وَاِحْسانِکَ، فَبِالْیَقینِ اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَکَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذیبِ جاحِدیکَ، وَقَضَیْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِیکَ لَجَعَلْتَ النّارَ کُلَّها بَرْداً وَسَلاماً وَما کانَت لاَِحَد فیها مَقَرّاً وَلا مُقاماً لکِنَّکَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُکَ اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْکافِرینَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعینَ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فیهَا الْمُعانِدینَ وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُکَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالاًِنْعامِ مُتَکَرِّماً اَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ، اِلهی وَسَیِّدی فَأَسْأَلُکَ بِالْقُدْرَةِ الَّتی قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِیَّةِ الَّتی حَتَمْتَها وَحَکَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَیْهِ اَجْرَیْتَها اَنْ تَهَبَ لی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ وَفی هذِهِ السّاعَةِ کُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَکُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَکُلَّ قَبِیح اَسْرَرْتُهُ، وَکُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، کَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَخْفَیْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَکُلَّ سَیِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْکِرامَ الْکاتِبینَ الَّذینَ وَکَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما یَکُونُ مِنّی وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَیَّ مَعَ جَوارِحی، وَکُنْتَ اَنْتَ الرَّقیبَ عَلَیَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِیَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِکَ اَخْفَیْتَهُ، وَبِفَضْلِکَ سَتَرْتَهُ، وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّی مِنْ کُلِّ خَیْر اَنْزَلْتَهُ ( تُنَزِّلُهُ ) اَوْ اِحْسان فَضَّلْتَهُ اَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ ( تَنْشُرُهُ ) اَوْ رِزْق بَسَطْتَهُ ( تَبْسُطُهُ ) اَوْ ذَنْب تَغْفِرُهُ اَوْ خَطَأ تَسْتُرُهُ، یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ یا اِلهی وَسَیِّدی وَمَوْلایَ وَمالِکَ رِقّی، یا مَنْ بِیَدِهِ ناصِیَتی یا عَلیماً بِضُرّی ( بِفَقْری ) وَمَسْکَنَتی، یا خَبیراً بِفَقْری وَفاقَتی یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ أَسْأَلُکَ بِحَقِّکَ وَقُدْسِکَ وَاَعْظَمِ صِفاتِکَ وَاَسْمائِکَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتی مِنَ ( فِی ) اللَّیْلِ وَالنَّهارِ بِذِکْرِکَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِکَ مَوْصُولَةً، وَاَعْمالی عِنْدَکَ مَقْبُولَةً حَتّی تَکُونَ اَعْمالی وَاَوْرادی ( وَاِرادَتی ) کُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالی فی خِدْمَتِکَ سَرْمَداً، یا سَیِّدی یا

ص: 79

مَنْ عَلَیْهِ مُعَوَّلی یا مَنْ اِلَیْهِ شَکَوْتُ اَحْوالی یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ، قَوِّ عَلی خِدْمَتِکَ جَوارِحی وَاشْدُدْ عَلَی الْعَزیمَةِ جَوانِحی وَهَبْ لِیَ الْجِدَّ فی خَشْیَتِکَ، وَالدَّوامَ فِی الاِْتِّصالِ بِخِدْمَتِکَ، حَتّی اَسْرَحَ اِلَیْکَ فی مَیادینِ السّابِقینَ وَاُسْرِعَ اِلَیْکَ فِی الْبارِزینَ ( الْمُبادِرینَ ) وَاَشْتاقَ اِلی قُرْبِکَ فِی الْمُشْتاقینَ وَاَدْنُوَ مِنْکَ دُنُوَّ الُْمخْلِصینَ، وَاَخافَکَ مَخافَةَ الْمُوقِنینَ، وَاَجْتَمِعَ فی جِوارِکَ مَعَ الْمُؤْمِنینَ، اَللّهُمَّ وَمَنْ اَرادَنی بِسُوء فَاَرِدْهُ وَمَنْ کادَنی فَکِدْهُ، وَاجْعَلْنی مِنْ اَحْسَنِ عَبیدِکَ نَصیباً عِنْدَکَ، وَاَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْکَ، وَاَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَیْکَ، فَاِنَّهُ لا یُنالُ ذلِکَ إلاّ بِفَضْلِکَ، وَجُدْ لی بِجُودِکَ وَاعْطِفْ عَلَیَّ بِمَجْدِکَ وَاحْفَظْنی بِرَحْمَتِکَ، وَاجْعَلْ لِسانی بِذِکْرِکَ لَهِجَاً وَقَلْبی بِحُبِّکَ مُتَیَّماً وَمُنَّ عَلَیَّ بِحُسْنِ اِجابَتِکَ، وَاَقِلْنی عَثْرَتی وَاغْفِرْ زَلَّتی، فَاِنَّکَ قَضَیْتَ عَلی عِبادِکَ بِعِبادَتِکَ، وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعائِکَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِْجابَةَ، فَاِلَیْکَ یا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهی وَاِلَیْکَ یا رَبِّ مَدَدْتُ یَدی، فَبِعِزَّتِکَ اسْتَجِبْ لی دُعائی وَبَلِّغْنی مُنایَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِکَ رَجائی، وَاکْفِنی شَرَّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنْ اَعْدائی، یا سَریعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا یَمْلِکُ إلاّ الدُّعاءَ فَاِنَّکَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ، یا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِکْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ غِنیً، اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُکاءُ، یا سابِغَ النِّعَمِ، یا دافِعَ النِّقَمِ، یا نُورَ الْمُسْتَوْحِشینَ فِی الظُّلَمِ، یا عالِماً لا یُعَلَّمُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَصَلَّی اللهُ عَلی رَسُولِهِ وَالاَْئِمَّةِ الْمَیامینَ مِنْ آلِهِ ( اَهْلِهِ ) وَسَلَّمَ تَسْلیماً کَثیراً .

دُعاءُ العَشَراتِ

وهُو دعاء فی غایة الاعتبار وفی نسخ روایاته اختلاف وأنا أرویه عن مصباح الشیخ، ویستحب الدّعاء به فی کلّ صباح ومساء وأفضل أوقاته بعد العَصر مِنْ یوم الجمعة :

دُعاء العَشَرات

سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ

ص: 80

اَکبَرُ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیم، سُبْحانَ اللهِ آناءَ اللَّیْلِ وَاَطْرافَ النَّهارِ، سُبْحانَ اللهِ بِالْغُدُوِّ وَالاصالِ، سُبْحانَ اللهِ بِالْعَشِیِّ وَالاِْبکارِ، سُبْحانَ اللهِ حینَ تُمْسُونَ وَحینَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَالاَْرْضِ وَعَشِیَّاً وَحینَ تُظْهِرُونَ، یُخْرِجَ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَیُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَیُحْییِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَکَذلِکَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَی المُرْسَلینَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِینَ، سُبْحانَ ذِی المُلْکِ وَالْمَلَکُوتِ، سُبْحانَ ذِی الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ ذِی الْکِبْرِیاءِ وَالْعَظَمَةِ الْمَلِکِ الْحَقِّ المُهَیْمِنِ ( الْمُبینِ ) الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ الله الْمَلِکِ الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ، سُبْحانَ اللهِ الْمَلِکِ الْحَیِّ الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ الْقائِمِ الْدّائِمِ، سُبْحانَ الْدّائِمِ القائِمِ، سُبحَانَ رَبِّیَ الْعَظیِمِ، سُبْحانَ رَبِّیَ الاَْعْلی، سُبْحانَ الْحَیِّ القَیُّومِ، سُبْحانَ الْعَلِیِّ الاَْعْلی، سُبْحانَهُ وَتَعالی، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا وَرَبُّ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحانَ الدّائِمِ غَیْرِ الْغَافِلِ، سُبْحانَ الْعالِمِ بِغَیْرِ تَعْلِیم، سُبْحانَ خالِقِ ما یُری، ومَا لا یُری سُبْحانَ الَّذی یُدْرِکُ الاَْبْصارَ وَلا تُدْرِکُهُ الاْبْصارُ وَهُوَ اللَّطیفُ الْخَبِیرُ، اَللّهُمَّ إنّی اَصْبَحْتُ مِنْکَ فی نِعْمَة وَخَیْر وَبَرَکَة وَعافِیَة فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَکَ وَخَیْرَکَ وَبَرَکاتِکَ وَعافِیَتِکَ بِنَجاة مِنَ الْنَّارِ، وَارْزُقْنِی شُکْرَکَ وَعافِیَتَکَ وَفَضْلَکَ وَکَرامَتَکَ اَبَداً ما اَبْقَیْتَنِی، اَللّهُمَّ بِنُورِکَ اهْتَدَیْتُ وَبِفَضْلِکَ اسْتَغْنَیْتُ وَبِنِعْمَتِکَ اَصْبَحْتُ وَاَمْسَیْتُ، اَللّهُمَّ اِنّی اُشْهِدُکَ وَکَفی بِکَ شَهِیداً وَاُشْهِدُ مَلائِکَتِکَ واَنْبِیاءِکَ وَرُسُلَکَ وَحَمَلَةَ عَرْشِکَ وَسُکَّانَ سَماواتِکَ وَاَرْضِکَ ( وَاَرَضیکَ ) وَجَمیعَ خَلْقِکَ بِاَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَکَ لا شَرِیکَ لَکَ واَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ وَاَنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدِیرٌ، تُحْیی وَتُمیتُ وَتُمیتُ وتُحْیی وَاَشْهَدُ اَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَاَنَّ النَّارَ حَقٌّ، وَ ( اَنَّ ) النُّشُورَ حَقٌّ، وَالْسَّاعَهَ اتِیَةٌ لا رَیْبَ فیهَا، وَاَنَّ اللهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی

ص: 81

القُبُورِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب اَمیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً، وَاَنَّ الاْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الاْئمَّةُ الهُداةُ الْمَهْدِیُّونَ غَیْرُ الضّالّینَ وَلاَ المُضِلِّینَ وَاَنَّهُمْ أَوْلِیاؤٌکَ الْمُصْطَفَوْنَ وَحِزْبُکَ الْغالِبُونَ وَصِفْوَتُکَ وَخِیَرَتُکَ مِنْ خَلْقِکَ وَنُجَباؤُکَ الَّذِینَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدینِکَ وَاخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِکَ، واصْطَفْیَتَهُمْ عَلی عِبادِکَ، وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلَی العالَمینَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ والسَّلامُ وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَللّهُمَّ اکْتُبْ لی هذِهِ الشَّهادَهَ عِنْدَکَ حَتّی تُلَقِّنّیهاَ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَانْتَ عَنّی راض اِنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمدُ حَمداً یَصْعَدُ اَوَّلُهُ وَلا یَنْفَدُ اخِرُهُ، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمدُ حَمْداً تَضَعُ لَکَ السَّماءُ کَنَفَیْها ( کَتْفَیْها ) وَتُسَبِّحُ لَکَ الاْرْضُ وَمَنْ عَلَیْها، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً اَبَداً لاَ انْقِطاعَ لَهُ وَلا نَفادَ وَلَکَ یَنْبَغی وَاِلَیْکَ یَنْتَهی فِیَّ وَعَلَیَّ وَلَدَیَّ وَمَعی وَقَبْلی وَبَعْدی وَاَمامِی وَفَوْقی وَتَحْتی وَاِذا مِتُّ وَبَقیتُ فَرْداً وَحیداً ثُمَّ فَنیِتُ، وَلَکَ الْحَمْدُ اِذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ یا مَوْلایَ. اَللّهُمَّ وَلَکَ الْحَمْدُ وَلَکَ الشُّکْرُ بِجَمیعِ مَحامِدِکَ کُلِّها عَلی جَمیعِ نَعْمائِکَ کُلِّها حَتّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ اِلی ما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضی، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلی کُلِّ اَکْلَة وَشِربَة وَبَطْشَة وَقَبْضَة وَبَسْطَة وَفی کُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَة، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِکَ ولَکَ الْحَمْدُ حَمْداً لا مُنْتَهی لَهُ دُونَ عِلْمِکَ وَلَکَ الْحَمْدُ حمداً أمدَ لهُ دُونَ مشیَّتِکَ، وَلَکَ الحمدُ حَمداً لا أخرَ لقائِلهِ إلاّ رِضاکَ وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی حِلْمِکَ بَعْدَ عِلْمِکَ وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی عَفِْوکَ بَعْدَ قُدرَتِکَ وَلَکَ الْحَمْدُ باعِثَ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدِ وارِثَ الْحَمْدُ ولَکَ الْحَمْدُ بَدیعَ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ مُنْتَهَی الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدِ مُبتَدِعَ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ مُشْتَرِیَ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ وَلِیَّ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ قَدیمَ الْحَمْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ صادِقَ الوَعْدِ وَفِیَّ الْعَهْدِ عَزیزَ الجُنْدِ قائِمَ الَْمجْدِ وَلَکَ الْحَمْدُ رَفیعَ الدَّرَجاتِ

ص: 82

مُجیبَ الدَّعَواتِ مُنزِلَ ( مُنَزَّلِ ) الاْیاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماوات عَظیمَ الْبَرَکاتِ مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ مَنْ فِی الظُّلُماتِ ومٌخْرِجَ اِلیَ النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ حَسَنات، وَجاعِلَ الْحَسَناتِ دَرَجات، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ شَدیدَ الْعِقابِ ذَا الطَّوْلِ، لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ اِلَیْکَ الْمَصیرُ، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ فِی الَّلیْلِ اِذا یَغْشی، وَلَکَ الْحَمْدُ فِی النَّهارِ اِذا تَجَلّی، وَلَکَ الْحَمْدُ فِی الاخِرَةِ وَالاُْولی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ کُلِّ نَجْم وَمَلَک فِی السَّماءِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ الثَّری وَالْحَصی وَالنَّوی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما فی جَوِّ الَّسماءِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما فی جَوْفِ الارْضِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ اَوْزانِ مِیاهِ الْبِحارِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ اَوْراقِ الاَْشْجارِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما عَلی وَجْهِ الاَْرْضِ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما اَحْصی کِتابُکَ، وَلَک الْحَمْدُ عَدَدَ ما اَحاطَ بِهِ عِلْمُکَ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ الاِْنْسِ وَالْجِنِّ وَالْهَوامِّ وَالطَّیْرِ وَالْبَهائِمِ والسِّباعِ، حَمْداً کثیراً طَیِّباً مُبارکاً فِیهِ کَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضی، وَکَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِکَ وَعِزِّ جَلالِکَ. ثمّ تقول عشراً : لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ. وعشراً : لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ یُحْیی وَیُمیتُ ویُمیتُ وَیُحْیی وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ. وعشراً : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِی لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ. وعشراً : یا اَللهُ یا اَللهُ، وعشراً : یا رَحْمنُ یا رَحْمنُ وعشراً : یا رَحیمُ یا رَحیمُ وعشراً : یا بَدیعُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ وعشراً : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ وَعشراً : یا حَنّانُ یا مَنّانُ وَعَشراً : یا حیُّ یا قَیُّومُ وعشراً : یا حَیُّ لا

ص: 83

اِلهَ إلاّ اَنْتَ وعشراً : یا اَللهُ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَعشراً : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وعشراً : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وعشراً : اَللّهُمَّ افْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ وعشراً : آمینَ آمین َوعشراً : قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثمّ تقول : اَللّهُمَّ اصْنَعْ بی ما اَنتَ اَهْلُهُ وَلا تَصْنَعُ بی ما اَنَا اَهْلُهُ فَاِنَّکَ اَهْلُ التَّقْوی وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَاَنَا اَهْلُ الذُّنُوبِ وَالْخَطایا فَارْحَمْنی یا مَوْلایَ وَاَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ. وایضاً تقولُ عشراً : لا حَْوَلَ وَلا قُوَّهَ إلاّ بِاللهِ تَوَکَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذی لا یَمُوُتُ وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فی الْمُلْکِ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً .

دُعاءُ السّماتِ

المَعروف بدُعاء الشّبور، ویُستحبّ الدّعاء بِه فی آخر ساعة مِنْ نَهار الجُمعة وَلا یخفی انّه منَ الادعیة المشهورة وقد واظب علیه اکثر العلماء السّلف وهو مَرویّ فی مصباحِ الشّیخ الطّوسی، وفی جمال الاسبوع للسیّد ابن طاووس وکتب الکفعمی باسناد مُعتبرة عن مُحمّد بن عثمان العُمری رضوان الله علیه وهُو من نوّاب الحجّة الغائب ( علیه السلام ) وقد رُوِی الدعاء أیضاً عن الباقِر والصّادق ( علیهما السلام ) وَرواه المجلسی ( رحمه الله ) ، فی البحار فشرحه، وهذا هو الدّعاء علی روایة المِصباح للّشیخ :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْکْرَمِ الَّذی اِذا دُعیتَ بِهِ عَلی مَغالِقِ اَبْوابِ السَّمآءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَاِذا دُعیتَ بِهِ عَلی مَضآئِقِ اَبْوابِ الاَْرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَاِذا دُعیتَ بِهِ عَلَی العُسْرِ لِلْیُسْرِ تَیَسَّرَتْ، وَاِذا دُعیتَ بِهِ عَلَی الاَْمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَاِذا دُعیتَ بِهِ عَلی کَشْفِ الْبَأسآءِ وَالضَّرّاءِ انْکَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِکَ الْکَریمِ اَکْرَمِ الْوُجُوهِ وَاَعَزِّ الْوُجُوهِ

ص: 84

الَّذی عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ وَخَشَعَتْ لَهُ الاَْصْواتُ وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِکَ، وَبِقُوَّتِکَ الَّتی بِها تُمْسِکُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَی الاَْرْضِ إلاّ بِاِذْنِکَ، وَتُمْسِکُ السَّماواتِ وَالاَْرْضَ اَنْ تَزُولا، وَبِمَشِیَّتِکَ الَّتی دانَ ( کانَ ) لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِکَلِمَتِکَ الَّتی خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالاَْرْضَ، وَبِحِکْمَتِکَ الَّتی صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَیْلاً وَجَعَلْتَ اللَّیْلَ سَکَناً ( مَسْکَناً ) وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِیآءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْکَواکِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابیحَ وَزینَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِیَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَکاً وَمَسابِحَ وَقَدَّرْتَها فِی السَّمآءِ مَنازِلَ فَاَحْسَنْتَ تَقْدیرَها، وَصَوَّرْتَها فَاَحْسَنْتَ تَصْویرَها وَاَحْصَیْتَها بِاَسْمآئِکَ اِحْصآءً وَدَبَّرْتَها بِحِکْمَتِکَ تَدْبیراً فأحْسَنْتَ تَدْبیرَها وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّیْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسّاعاتِ وَعَدَدَ السِّنینَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْیَتَها لِجَمیعِ النّاسِ مَرْئً واحِداً وَاَسْأَلُکَ اللّهُمَّ بِمَجْدِکَ الَّذی کَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَکَ وَرَسُولَکَ مُوسَی بْنَ عِمْرانَ عَلَیْهِ السَّلامُ فِی الْمُقَدَّسینَ فَوْقَ اِحْساسِ الْکَرُّوبینَ ( الْکَرُّوبِیّینَ ) فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فی عَمُودِ النّارِ وَفی ( وَاِلی ) طُورِ سَیْنآءَ وَفی جَبَلِ حُوریثَ فِی الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبارَکَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَْیْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَفی اَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ ایات بَیِّنات، وَیَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنی اِسْرآئیلَ الْبَحْرَ وَفِی الْمُنْبَجِساتِ الَّتی صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فی بَحْرِ سُوف، وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ فی قَلْبِ الْغَمْرِ کَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنی اِسْرائیلَ الْبَحْرَ وَتَمَّتْ کَلِمَتُکَ الْحُسْنی عَلَیْهِمْ بِما صَبَرُوا وَاَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الاَْرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتی بارَکْتَ فیها لِلْعالَمینَ، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراکِبَهُ فِی الْیَمِّ، و بِاسْمِکَ الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْکْرَمِ وَبِمَجْدِکَ الَّذی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِمُوسی کَلیمِکَ عَلَیْهِ السَّلامُ فی طُورِ سَیْناءَ،

ص: 85

وَلاِِبْراهیمَ عَلَیْهِ السَّلامُ خَلیلِکَ مِنْ قَبْلُ فی مَسْجِدِ الْخَیْفِ، وَلاِِسْحقَ صَفِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ فی بِئْرِ شِیع ( سَبْع ) وَلِیَعْقُوبَ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ فی بَیْتِ ایل، وَاَوْفَیْتَ لاِِبْراهیمَ عَلَیْهِ السَّلامُ بِمیثاقِکَ وَلاِِسْحقَ بِحَلْفِکَ وَلِیَعْقُوبَ بِشَهادَتِکَ وَلِلْمُؤْمِنینَ بِوَعْدِکَ وَلِلدّاعینَ بِاَسْمائِکَ فَاَجَبْتَ، وَبِمَجْدِکَ الَّذی ظَهَرَ لِمُوسَی بْنِ عِمْرانَ عَلَیْهِ السَّلامُ عَلی قُبَّةِ الرُّمّانِ ( الزَّمانِ ) وَبِایاتِکَ الَّتی وَقَعَتْ عَلی اَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ بِایات عَزیزَة وَ بِسُلْطانِ الْقُوَّةِ وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَبِشَأْنِ الْکَلِمَةِ التّآمَّةِ، وَبِکَلِماتِکَ الَّتی تَفَضَّلْتَ بِها عَلی اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ وَاَهْلِ الدُّنْیا وَاَهْلِ الاْخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِکَ الَّتی مَنَنْتَ بِها عَلی جَمیعِ خَلْقِکَ، وَبِاسْتِطاعَتِکَ الَّتی اَقَمْتَ بِها عَلَی الْعالَمینَ، وَبِنُورِکَ الَّذی قَدْ خَرَّمِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَیْنآءَ، وَبِعِلْمِکَ وَجَلالِکَ وَکِبْرِیآئِکَ وَ عِزَّتِکَ وَجَبَرُوتِکَ الَّتی لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الاَْرْضُ وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الاَْکْبَرُ، وَرَکَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالاَْنْهارُ، وَ خَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ وَسَکَنَتْ لَهَا الاَْرْضُ بِمَناکِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ کُلُّها، وَ خَفَقَتْ لَهَا الرِّیاحُ فی جَرَیانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا النّیرانُ فی اَوْطانِها، وَبِسُلْطانِکَ الَّذی عُرِفَتْ لَکَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ وَحُمِدْتَ بِهِ فِی السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، وَبِکَلِمَتِکَ کَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتی سَبَقَتْ لاَِبینا ادَمَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَذُرِّیَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ وَاَسْأَلُکَ بِکَلِمَتِکَ الَّتی غَلَبَتْ کُلَّ شَیْء، وَبِنُورِ وَجْهِکَ الَّذی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَکّاً وَخَرَّ مُوسی صَعِقاً، وَبِمَجْدِکَ الَّذی ظَهَرَ عَلی طُورِ سَیْنآءَ فَکَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَکَ وَرَسُولَکَ مُوسَی بْنَ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِکَ فی ساعیرَ وَظُهُورِکَ فی جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسینَ وَجُنُودِ الْمَلائِکَةِ الصّافّینَ وَخُشُوعِ الْمَلائِکَةِ الْمُسَبِّحینَ، وَبِبَرَکاتِکَ الَّتی بارَکْتَ فیها عَلی اِبْراهیمَ خَلیلِکَ عَلَیْهِ السَّلامُ فی اُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَبارَکْتَ لاِِسْحقَ صَفِیِّکَ فی اُمَّةِ عیسی عَلَیْهِمَا السَّلامُ، وَبارَکْتَ لِیَعْقُوبَ اِسْرآئیلِکَ فی اُمَّةِ مُوسی عَلَیْهِمَا السَّلامُ، وَبارَکْتَ لِحَبیبِکَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ

ص: 86

عَلَیْهِ وَآلِهِ فی عِتْرَتِهِ وَذُرِّیَّتِهِ وَاُمَّتِهِ، اَللّهُمَّ وَکَما غِبْنا عَنْ ذلِکَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تُبارِکَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَرَحَّمَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَاَفْضَلِ ما صَلَّیْتَ وَبارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلی اِبْراهیمَ وَآلِ اِبْراهیمَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ فَعّالٌ لِما تُریدُ وَاَنْتَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ( شَهیدٌ ) .

ثمَّ تذکر حاجتک وَتقول :

اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعآءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَْسْمآءِ الَّتی لا یَعْلَمُ تَفْسیرَها وَلا یَعْلَمُ باطِنَها غَیْرُکَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بی ما اَنَا اَهْلُهُ وَاغْفِرْ لی مِنْ ذُنُوبی ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَیَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِکَ وَاکْفِنی مَؤُنَةَ اِنْسانِ سَوْء، وَجارِ سَوْء وَقَرینِ، سَوْء وَسُلْطانِ سَوْء، اِنَّکَ عَلی ما تَشآءُ قَدیرٌ وَبِکُلِّ شَیْء عَلیمٌ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

أقول فی بعض النسخ بعد وَاَنْتَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ثمّ اذکر حاجتک وَقُلْ :

یا اَللهُ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالارضِ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اَللّهُمَّ بِحَقِّ هَذا الدُّعآءِ .

إلی آخر الدّعاء، وروی المجلسی عن مِصباحِ السیّد ابن باقی انه قال: قل بعد دعاء السماتِ :

اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعآءِ وَبِحَقِّ هذِهِ الاَْسْمآءِ الَّتی لا یَعْلَمُ تَفْسیرَها وَلا تَأْویلَها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَیْرُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَرْزُقَنی خَیْرَ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

ثُمّ اطْلُب حاجتک وَقُل :

وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بی ما اَنَا اَهْلُهُ، وَاْنتَقِمْ لی مِنْ فُلانِ بْنِ فُلان وسمّ عَدوّک وَاغْفِرْ لی مِنْ ذُنُوبی ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَیَّ وَلِجَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَوَسِّعْ عَلَیَّ

ص: 87

مِنْ حَلالِ رِزْقِکَ وَاکْفِنی مَؤُنَةَ، اِنْسانِ سَوْء، وَجارِ سَوْء، وَسُلْطانِ سَوْء، وَقَرینِ سَوْء، وَیَوْمِ سَوْء، وَساعَةِ سَوْء، وَانْتَقِمْ لی مِمَّنْ یَکیدُنی وَمِمَّنْ یَبْغی عَلَیَّ وَیُریدُ بی وَبِاَهْلی وَاَوْلادی وَاِخْوانی وَجیرانی وَقَراباتی مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ ظُلْماً اِنَّکَ عَلی ما تَشآءُ قَدیرٌ وَبِکُلِّ شَیْء عَلیمٌ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ قلْ :

اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعآءِ تَفَضَّلْ عَلی فُقَرآءِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِنی وَالثَّرْوَةِ، وَعَلی مَرْضَی الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفآءِ وَالصِّحَةِ، وَعَلی اَحْیآءِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْکَرامَةِ، وَعَلی اَمْواتِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلی مُسافِرِی الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ اِلی اَوْطانِهِمْ سالِمینَ غانِمینَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَصَلَّی اللهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَعِتْرَتِهِ الطّاهِرینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً کَثیراً .

وَقال الشّیخ ابن فهد: یستحبّ أن تقول بعد دعاء السّمات :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِحُرْمَةِ هذَا الدُّعآءِ وَبِمافاتَ مِنْهُ مِنَ الاَْسْمآءِ وَبِما یَشْتَمِلُ عَلَیْهِ مِنَ التَّفْسیرِ وَالتَّدْبیرِ الَّذی لایُحیطُ بِهِ اِلاّ اَنْتَ اَنْ تَفْعَلَ بی کَذا وَکَذا . وتذکُر حاجتک عوض کَذا وَکَذا .

دُعْاءُ المَشْلُول

الموسوم بدُعاء الشّاب المأخوذ بذَنْبه المروی فی کتب الکفْعمی وَفی کتاب مهج الدّعوات، وهُو دُعاء علّمه امیر المؤمِنین ( علیه السلام ) شابّاً مأخوذاً بِذنبه مشلولاً نتیجة ما عمله من الظّلم والاثم فی حقّ والده، فدَعی بهذا الّدعاء واضطَجع فرأی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی مَنامه وقد مَسَح یَدَه علیه وقال: احتفظ بِاسم الله الاعظم فان عملک یکون بخَیر ، فانتبه مَعافی وهُو هذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکرامِ یا حَیُّ یا قَیّوُمُ یا حَیُّ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، یا هُوَ یا مَنْ لا یَعْلَمُ ما هُوَ وَلا کَیْفَ هُوَ وَلا حَیْثُ هُوَ

ص: 88

اِلاّ هُوَ، یا ذَا المُلْکِ وَالْمَلَکوُتِ یا ذَا الْعِزَّةِ وَالْجَبَروُتِ، یا مَلِکُ یا قُدُّوسُ، یا سَلامُ یا مُؤْمِنُ یا مُهَیْمِنُ یا عَزیزُ یا جَبّارُ یا مُتَکَبِّرُ یا خالِقُ یا بارِئُ یا مصوّر یا مُفیدُ یا مُدَبِّرُ یا شَدیدُ یا مُبْدِئُ یا مُعیدُ یا مُبیدُ یا وَدُودُ یا مَحْمُودُ یا مَعْبوُدُ یا بَعیدُ یا قَریبُ یا مجیب یا رقیب یا حَسیبُ یا بَدیعُ یا رَفیعُ یا منیعٌ یا سَمیعُ یا عَلیمُ یا حَلیمُ یا کَریمُ یا حَکیمُ یا قَدیمُ یا عَلِیُّ یا عَظیمُ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا دَیّانُ یا مُسْتَعانُ یا جَلیلُ یا جَمیلُ یا وَکیلُ یا کفَیلُ یا مُقیلُ یا مُنیلُ یا نَبیلُ یا دَلیلُ یا هادی یا بادی یا اَوَّلُ یا اخِرُ یا ظاهِرُ یا باطِنُ یا قآئِمُ یا دآئِمُ یا عالِمُ یا حاکِمُ یا قاضی یا عادِلُ یا فاصِلُ یا واصِلُ یا طاهِرُ یا مُطَهِّرُ یا قادِرُ یا مُقْتَدِرُ یا کَبیرُ یا مُتَکَبِّرُ یا واحِدُ یا اَحَدُ یا صَمَدُ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یوُلَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَلا کانَ مَعَهُ وَزیرٌ، وَلاَ اتَّخَذَ مَعَهُ مُشیراً، وَلاَ احْتاجَ اِلی ظَهیر وَلا کانَ مَعَهُ مِنْ اِله غَیْرُهُ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ فَتَعالَیْتَ عَمّا یَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً کَبیراً، یا عَلِیُّ یا شامِخُ یا باذِخُ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرْتاحُ یا مُفَرِّجُ یا ناصِرُ یا مُنْتَصِرُ یا مُدْرِکُ یا مُهْلِکُ یا مُنْتَقِمُ یا باعِثُ یا وارِثُ یا طالِبُ یا غالِبُ یا مَنْ لا یَفُوتُهُ هارِبٌ، یا تَوّابُ یا اَوّابُ یا وَهّابُ یا مُسَبِّبَ الاَْسْبابِ یا مُفَتِّحَ الاَْبْوابِ یا مَنْ حَیْثُ ما دُعِیَ اَجابَ، یا طَهُورُ یا شَکُورُ یا

ص: 89

عَفُوُّ یا غَفُورُ یا نُورَ النُّورِ یا مُدَبِّرَ الاُْموُرِ یا لَطیفُ یا خَبیرُ یا مُجیرُ یا مُنیرُ یا بَصیرُ یا کَبیرُ یا وِتْرُ یا فَرْدُ یا اَبَدُ یا سَنَدُ یا صَمَدُ، یا کافی یا شافی یا وافی یا مُعافی یا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ یا مُنْعِمُ یا مُفْضِلُ یا مُتَکَرِّمُ یا مُتَفَرِّدُ، یا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، یا مَنْ مَلَکَ فَقَدَرَ، یا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، یا مَنْ عُبِدَ فَشَکَرَ، یا مَنْ عُصِیَ فَغَفَرَ، یا مَنْ لا یَحْویهِ الْفِکَرُ وَلا یُدْرِکُهُ بَصَرٌ، وَلا یَخْفی عَلَیْهِ اَثَرٌ، یا رازِقَ الْبَشَرِ یا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَر، یا عالِیَ الْمَکانِ یا شَدیدَ الاَْرْکانِ یا مُبَدِّلَ الزَّمانِ یا قابِلَ الْقُرْبانِ یا ذَا الْمَنِّ وَالاِْحْسانِ یا ذَا الْعِزَّةِ وَالسُّلْطانِ یا رَحیمُ یا مَنْ هُوَ کُلِّ یَوُم فی شَاْن یا مَنْ لا یَشْغَلُهُ شَاْنٌ عَنْ شَاْن، یا عَظیمَ الشَّأنِ یا مَنْ هُوَ بِکُلِّ مَکان، یا سامِعَ الاَْصْواتِ یا مُجیبَ الدَّعَواتِ یا مُنْجِحَ الطَّلِباتِ یا قاضِیَ الْحاجاتِ یا مُنْزِلَ الْبَرَکاتِ یا راحِمَ الْعَبَراتِ یا مُقیلَ الْعَثَراتِ یا کاشِفَ الْکُرُباتِ یا وَلِیَّ الْحَسَناتِ یا رافِعَ الدَّرَجاتِ یا مُؤْتِیَ السُّؤْلاتِ یا مُحْیِیَ الاَْمْواتِ یا جامِعَ الشَّتاتِ یا مُطَّلِعاً عَلَی النِّیّاتِ یا رادَّ ما قَدْ فاتَ یا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الاَْصْواتُ یا مَنْ لا تُضْجِرُهُ الْمَسْأَلاتُ وَلا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ، یا نُورَ الاَْرْضِ والسِّماواتِ یا سابِغَ النِّعَمِ یا دافِعَ النِّقَمِ، یا بارِئَ النَّسَمِ یا جامِعَ الاُْمَمِ یا شافِیَ السَّقَمِ یا خالِقَ النُّورِ وَالظُّلَمِ یا ذَا الْجُودِ وَالْکَرَمِ یا مَنْ لا یَطَأُ عَرْشَهٌ قَدَمٌ، یا اَجْوَدَ الاَْجْوَدینَ یا اَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ یا اَسْمَعَ السّامِعینَ یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ یا جارَ الْمُسْتَجیرینَ یا اَمانَ الْخائِفینَ یا ظَهْرَ اللاّجینَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ یا غِیاثَ

ص: 90

الْمُسْتَغیثینَ یا غایَةَ الطّالِبینَ یا صاحِبَ کُلِّ غَریب یا مُؤنِسَ کُلِ وَحید، یا مَلْجَاَ کُلِّ طَرید یا مَاْوی کُلِّ شَرید یا حافِظَ کُلِّ ضآلَّة، یا راحِمَ الشَّیْخِ الْکَبیرِ، یا رازِقَ الّطِفْلِ الصَّغیرِ یا جابِرَ الْعَظْمِ الْکَسیرِ یا فاکَّ کُلِّ اَسیر، یا مُغْنِیَ الْبآئِسِ الْفَقیرِ، یا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجیرِ، یا مَنْ لَهُ التَّدْبیرُ وَالتَّقْدیرُ یا مِنَ الْعَسیرُ عَلَیْهِ سَهْلٌ یَسیرٌ، یا مَنْ لا یَحْتاجُ اِلی تَفْسیر، یا مَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شْیء قَدیرُ یا مَنْ هُوَ بِکُلِّ شَْیء خَبیرٌ یا مَنْ هُوَ بِکُلِّ شَْیء بَصیرٌ، یا مُرْسِلَ الرِّیاحِ یا فالِقَ الاِْصْباحِ یا باعِثَ الاَْرْواحِ یا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ یا مَنْ بِیَدِهِ کُلُّ مِفْتاح، یا سامِعَ کُلِّ صَوْت یا سابِقَ کُلِّ فَوْت یا مُحْیِیَ کُلِّ نَفْس بَعْدَ المَوْتِ، یا عُدَّتی فی شِدَّتی یا حافِظیِ فی غُرْبَتی یا مُؤنِسی فی وَحْدَتی یا وَلِیّی فی نِعْمَتی یا کَهْفی حینَ تُعْیینِی الْمَذاهِبُ وَتُسَلِّمُنیِ الاَْقارِبُ وَیَخْذُلُنی کُلُّ صاحِب، یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، یا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، یا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، یا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، یا کَهْفَ مَنْ لا کَهْفَ لَهُ، یا کَنْزَ مَنْ لا کَنْزَ لَهُ، یا رُکُنَ مَنْ لا رُکْنَ لَهُ، یا غِیاثَ مَنْ لا غِیاثَ لَهُ، یا جارَ مَنْ لا جارَ لَهُ، یا جارِیَ اللَّصیقَ، یا رُکْنِیَ الَْوثیقَ، یا اِلهی بِالتَّحْقیقِ، یا رَبَّ الْبَیْتِ الْعَتیقِ، یا شَفیقُ یا رَفیقُ فُکَّنی مِنْ حَلَقِ الْمَضیقِ، وَاصْرِفْ عَنّی کُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَ ضیق، وَاکْفِنی شَرَّ ما لا اُطیقُ، وَاَعِنّی عَلی ما اُطیقُ، یا رآدَّ یُوسُفَ عَلی یَعْقُوبَ، یا کاشِفَ ضُرِّ اَیُّوبَ، یا غافِرَ ذَنْبِ داوُدَ، یا رافِعَ عیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ مُنْجِیَهُ مِنْ اَیْدِی

ص: 91

الْیَهوُدِ، یا مُجیبَ نِدآءِ یُونٌسَ فِی الظُّلُماتِ، یا مُصْطَفِیَ مُوسی بِالْکَلِماتِ، یا مَنْ غَفَرَ لاِدَمَ خَطیئَتَهُ وَرَفَعَ اِدْریسَ مَکاناً عَلِیّاً بِرَحْمَتِهِ، یا مَنْ نَجّی نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ، یا مَنْ اَهْلَکَ عاداً الاْوُلی وَثَمُودَ فَما اَبْقی وَقَوْمَ نوُح مِنْ قَبْلُ اِنَّهُمْ کانُوا هُمْ اَظْلَمَ وَاَطْغی، وَالْمُؤْتَفِکَةَ اَهْوی یا مَنْ دَمَّرَ عَلی قَوْمِ لوُط وَدَمْدَمَ عَلی قَوْمِ شُعَیْب، یا مَنِ اتَّخَذَ اِبْراهیمَ خَلیلاً، یا مَنِ اتَّخَذَ مُوسی کَلیماً وَاتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ حَبیباً، یا مُؤْتِیَ لُقْمانَ الْحِکْمَةَ وَالْواهِبَ لِسُلَیْمانَ مُلْکاً لا یَنْبَغی لاَِحَد مِنْ بَعْدِهِ، یا مَنْ نَصَرَ ذَا الْقَرْنَیْنِ عَلَی الْمُلُوکِ الْجَبابِرَةِ، یا مَنْ اَعْطَی الْخِضْرَ الْحَیوةَ، وَرَدَّ لِیٌوشَعَ بْنِ نوُن الشَّمْسَ بَعْدَ غرُوُبِها یا مَنْ رَبَطَ عَلی قَلْبِ اُمِّ مُوسی وَاَحْصَنَ فَرْجَ مَرْیَمَ ابْنَتِ عِمْرانَ، یا مَنْ حَصَّنَ یَحْیَی بْنَ زَکَرِیّا مِنَ الذَّنْبِ وَسَکَّنَ عَنْ مُوسَی الْغَضَبَ، یا مَنْ بَشَّرَ زَکَرِیّا بِیَحْیی، یا مَنْ فَدا اِسْماعیلَ مِنَ الذَّبْحِ بِذِبْح عَظیم، یا مَنْ قَبِلَ قُرْبانَ هابیلَ وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلی قابیلَ، یا هازِمَ الاَْحْزابِ لُِمحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدِ وَ عَلی جَمیعِ الْمُرْسَلینَ وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ وَاَهْلِ طاعَتِکَ اَجْمَعینَ، وَاَسْأَلُکَ بِکُلِّ مَسْأَلَة سَأَلَکَ بِها اَحَدٌ مِمَّنْ رَضیتَ عَنْهُ، فَحَتَمْتَ لَهُ عَلَی الاِْجابَةِ یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، یا رَحْمنُ یا رَحمنُ یا رَحْمنُ، یا رَحیمُ یا رَحیمُ یا رَحیمُ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکُرامِ یا ذَا الْجَلالِ وَ الاِْکْرامِ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ اَسْأَلُکَ بِکُلِّ اسْم سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَکَ اَوْ اَنْزَلْتَهُ فی شَْیء مِنْ کُتُبِکَ اَوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَکَ، وَبِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِکَ، وَبِمُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ کِتابِکَ، وَبِما لَوْ

ص: 92

اَنَّ ما فِی الاَْرْضِ مِنْ شَجَرَة اَقْلامٌ وَالْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُر ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللهِ اِنَّ اللهَ عَزیزٌ حَکیمٌ وَ اَسْأَلُکَ بِاَسْمآئِکَ الْحُسْنَی الَّتی نَعَتَّها فی کِتابِکَ فَقُلْتَ وَللهِ الاَْسْمآءُ الْحُسْنی فَادْعوُهُ بِها، وَقُلْتَ اُدْعُونی اَسْتَجِبْ لَکُمْ،وَقُلْتَ وَاِذا سَأَلَکَ عِبادی عَنّی فَانّی قَریبٌ اُجیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ اِذا دَعانِ، وَقُلْتَ یا عِبادِیَ الّذَینَ اَسْرَفوُا عَلی اَنْفُسِهِمْ لا تَقْظَوُا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمیعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحیمُ، وَاَنَا اَسْاَلُکَ یا اِلهی وَاَدْعُوکَ یا رَبِّ وَاَرْجُوکَ یا سَیِّدی وَاَطْمَعُ فی اِجابَتی یا مَوْلایَ کَما وَعَدْتَنی، وَقَدْ دَعَوْتُکَ کَما اَمَرْتَنی فَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا کَریمُ، وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمینَ وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ .

ثُمّ سَلْ حاجتک فَاِنَّها تُقضی ان شاء الله تعالی، وفی الرّوایة المرویة فی مهج الدّعوات لا تدعو بهذا الدّعاء الاّ متطهّراً .

الدّعاء الْمَعرُوف بیَسْتشیر

روَی السّیّدْ ابن طاوُس فی کِتاب مهج الدّعوات عَنْ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) أنه قال: عَلَّمنی رَسوُلُ الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) هذا الدّعاء وَاَمَرنی اَنْ اَدعُوَ به لِکلّ شِدّة وَرَخآء، وَاَنْ اعلّمه خلیفتی مِنْ بَعْدی، وَاَمَرَنی اَنْ لا اُفاِرق طوُل عُمری حَتّی القی الله عزوَجَلّ ، وَقالَ لی : قُل هذَا الدّعاء حین تُصبحِ وتُمسی فانّه مِنْ کنوز العَرش، فالتمس ابیّ بن کعب النّبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أن یحدّث بفضل هذا الدّعاء، فاَخَبر النّبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بِبَعْضِ ثَوابِهِ الجزیل، وَمَنْ اَراد الاطِّلاع عَلَیه فَلیطلبه مِنْ کتاب مهج الدَّعوات .

اَلْحَمْدُ للهِ الَذی لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْحَقُّ الْمُبینُ الْمُدَبِرُّ بِلا وَزیر وَلا خَلْق مِنْ عِبادِهِ یَسْتَشیرُ، الاَْوَّلُ

ص: 93

غَیْرُ مَوْصُوف ( مَصْرُوف ) ، وَالْباقی بَعْدَ فَنآءِ الْخَلْقِ، الْعَظیمُ الرُّبُوبِیَّةِ، نُورُ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ وَفاطِرُهُما وَمُبْتَدِعُهُما بِغَیْرِ عَمَد خَلَقَهُما وَفَتَقَهُما، فَتْقاً فَقامَتِ السَّماواتُ طآئِعات بِاَمْرِهِ وَاسْتَقَرَّتِ الاَْرضَوُنَ ( الاَْرْضِ ) بِاَوْتادِها فَوْقَ الْمآءِ، ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِی السَماواتِ الْعُلی اَلَّرحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی، لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَما فِی الاَْرْضِ وَما بَیْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّری، فَاَنَا اَشْهَدُ بِاَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا رافِعَ لِما وَضَعْتَ، وَلا واضِعَ لِما رَفَعْتَ، وَلا مُعِزَّ لِمَنْ اَذْلَلْتَ، وَلا مُذِلَّ لِمَنْ اَعْزَزْتَ، وَلا مانِعَ لِما اَعْطَیْتَ، وَلا مُعْطِیَ لِما مَنَعْتَ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ کُنْتَ اِذْ لَمْ تَکُنْ سَمآءٌ مَبْنِیَّةٌ وَلا اَرْضٌ مَدْحِیَّةٌ وَلا شَمْسٌ مُضیئَةٌ وَلا لَیْلٌ مُظْلِمٌ، وَلا نَهارٌ مُضییءٌ، وَلا بَحْرٌ لُجِّیٌّ وَلا جَبَلٌ راس، وَلا نَجْمٌ سار، وَلا قَمَرٌ مُنیرٌ، وَلا ریحٌ تَهُبُّ، وَلا سَحابٌ یَسْکُبُ، وَلا بَرْقٌ یَلْمَعُ، وَلا رَعْدٌ یُسَبِّحُ، وَلا رُوحٌ تَنَفَّسُ، وَلا طآئِرٌ یَطیرُ، وَلا نارٌ تَتَوَقَّدُ، وَلا مآءٌ یَطَّرِدُ کُنْتَ قَبْلَ کُلِّ شَْیء وَکَوَّنْتَ کُلَّ شَْیء وَقَدَرْتَ عَلی کُلِّ شَْیء وَابْتَدَعْتَ کُلَّ شَْیء وَاَغْنَیْتَ وَاَفْقَرْتَ وَ اَمَتَّ وَاَحْیَیْتَ وَاَضْحَکْتَ وَاَبْکَیْتَ وَعَلَی الْعَرشِ اسْتَوَیْتَ فَتَبارَکْتَ یا اَللهُ وَ تَعالَیْتَ، اَنْتَ اللهُ الَّذی لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ الْخَلاّقُ الْمُعینُ ( الْعَلیمُ ) اَمْرُکَ غالِبٌ وَعِلْمُکَ نافِذٌ، وَکَیْدُکَ غَریبٌ، وَوَعْدُکَ صادِقٌ، وَقَوْلُکَ حَقٌّ وَحُکْمُکَ عَدْلٌ، وَکَلامُکَ هُدیً، وَوَحْیُکَ نوُرٌ، وَرَحْمَتُکَ واسِعَةٌ، وَعَفْوُکَ عَظیمٌ، وَفَضْلُکَ کَثیرٌ، وَعَطاؤُکَ جَزیلٌ، وَحَبْلُکَ مَتینٌ، وَاِمْکانُکَ عَتیدٌ، وَجارُکَ عَزیزٌ، وَبَاْسُکَ شَدیدٌ، وَمَکْرُکَ مَکیدٌ، اَنْتَ یا رَبِ مَوْضِعُ کُلِّ شَکْوی حاضِرُ کُلِّ مَلاَء وَشاهِدُ کُلِّ نَجْوی، مُنْتَهی کُلِّ حاجَة مُفَرِّجُ کُلِّ حُزْن ( حَزین ) غِنی کُلِّ مِسْکین حِصْنُ کُلِّ هارِب اَمانُ کُلِّ خآئِف، حْرِزُ الضُّعَفآءِ کَنْزُ الْفُقَرآءِ، مُفَرِّجُ

ص: 94

الْغَمّآءِ مُعینُ الصّالِحینَ، ذلِکَ اللهُ رَبُّنا لا اِلهَ اِلاّ هُوَ، تَکْفی مِنْ عِبادِکَ مَنْ تَوَکَّلَ عَلَیْکَ وَاَنْتَ جارُ مَنْ لاذَ بِکَ وَتَضَرَّعَ اِلَیْکَ عِصْمَةُ مَنِ اعْتَصَمَ بِکَ ناصِرُ، مَنِ انْتَصَرَ بِکَ تَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَکَ، جَبّارُ الْجَبابِرَةِ، عَظیمُ الْعُظَمآءِ کَبیرُ الْکُبَرآءِ، سَیِّدُ السّاداتِ مُوْلَی الْمَوالی صَریخُ الْمُسْتَصْرِخینَ مُنَفِّسٌ عَنِ الْمَکْروُبینَ، مُجیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ اَسْمَعُ السّامِعینَ اَبْصَرُ النّاظِرینَ اَحْکَمُ الْحاکِمینَ اَسْرَعُ الْحاسِبینَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ خَیْرُ الغافِرینَ، قاضی حَوآئِج الْمُؤْمِنینَ مُغیثُ الصّالِحینَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ رَبُّ الْعالَمینَ، اَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الَْمخْلوُقُ وَاَنْتَ الْمالِکُ وَاَنَا الْمَمْلوُکُ وَاَنْتَ الرَّبُّ وَاَنَا الْعَبْدُ وَاَنْتَ الرّازِقُ وَاَنَا الْمَرْزُوقُ وَاَنْتَ الْمُعْطی وَاَنَا السّآئِلُ وَاَنْتَ الْجَوادُ وَاَنَا الْبَخیلُ، وَاَنْتَ الْقَوِیُّ وَاَنَا الضَّعیفُ وَاَنْتَ الْعَزیزُ وَاَنَا الذَّلیلُ، وَاَنْتَ الْغَنِیُّ وَاَنَا الْفَقیرُ، وَاَنْتَ السَّیِّدُ وَاَنَا الْعَبْدُ، وَاَنْتَ الْغافِرُ وَاَنَا الْمُسیئُ وَاَنْتَ الْعالِمُ وَاَنَا الْجاهِلُ، وَاَنْتَ الْحَلیمُ وَاَنَا الْعَجُولُ، وَاَنْتَ الرَّحْمنُ وَاَنَا الْمَرْحُومُ، وَاَنْتَ الْمُعافی وَاَنَا الْمُبْتَلی، وَاَنْتَ الُْمجیبُ وَاَنَا الْمُضْطَرُّ، وَاَنَا اَشْهَدُ بِانَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ الْمُعْطی عِبادَکَ بِلا سُؤال، وَاَشْهَدُ بَاِنَّکَ اَنْتَ اللهُ الْواحِدُ الاَْحَدُ الْمُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ وَاِلَیْکَ الْمَصیرُ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ وَاغْفِرْ لی ذُنُوبی وَاسْتُرْ عَلَیَّ عیُوُبی وَافْتَحْ لی مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَرِزْقاً واسِعاً یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ وَحَسْبُنَا اللهُ وَنْعِمَ الْوَکیلُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ .

دُعاءُ المجیر

وَهوَ دُعاء رَفیع الشّأن مَروِیّ عَنِ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) نَزَل به جَبرئیل عَلَی الّنَبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وَهْو یصلّی فی مَقامِ ابراهیم ( علیه السلام ) . ذکر الکفعمی هذا الدّعاءِ فی کِتابیه البَلد الامین وَالمِصباح واشارَ فی الهامِش

ص: 95

اِلی ما لهِ مِنَ الفَضْل، وَمِن جُملتها اِنّ مَنْ دعا به فی الایّام البیض مِنْ شَهر رَمَضان غفرت ذنوبه وَلَوْ کانت عَدَد قطر المطر، وَوَرق الشجر، وَرَمل، البر وَیجدی فی شِفاءِ المریض و قضآءِ الدّین وَالغنی عَنِ الفقر وَیفرّج الغَم ویکشف الکرب ، وهو هذا الدّعاء :

سُبْحانَکَ یا اَللهُ تَعالَیْتَ یا رَحْمنُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا رَحیمُ تَعالَیْتَ یا کَریمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مَلِکُ تَعالَیْتَ یا مالِکُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قُدُّوسُ تَعالَیْتَ یا سَلامُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُؤْمِنُ تَعالَیْتَ یا مُهَیْمِنُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عَزیزُ تَعالَیْتَ یا جَبّارُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُتَکَبِّرُ تَعالَیْتَ یا مُتَجَبِّرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا خالِقُ تَعالَیْتَ یا بارِئُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُصَوِّرُ تَعالَیْتَ یا مُقَدِّرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا هادی تَعالَیْتَ یا باقی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا وَهّابُ تَعالَیْتَ یا تَوّابُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا فَتّاحُ تَعالَیْتَ یا مُرْتاحُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یاسیِّدی تَعالَیْتَ یامولای اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قَریبُ تَعالَیْتَ یا رَقیبُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُبْدِئُ تَعالَیْتَ یا مُعیدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا حَمیدُ تَعالَیْتَ یا مَجیدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قَدیمُ تَعالَیْتَ یا عَظیمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا غَفُورُ تَعالَیْتَ یا شَکُورُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا شاهِدُ تَعالَیْتَ یا شَهیدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ

ص: 96

یا حَنّانُ تَعالَیْتَ یا مَنّانُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا باعِثُ تَعالَیْتَ یا وارِثُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُحْیی تَعالَیْتَ یا مُمیتُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا شَفیقُ تَعالَیْتَ یا رَفیقُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا اَنیسُ تَعالَیْتَ یا موُنِسُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا جَلیلُ تَعالَیْتَ یا جَمیلُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا خَبیرُ تَعالَیْتَ یا بَصیرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مَجیرُ،سُبْحانَکَ یا حَفِیُّ تَعالَیْتَ یا مَلِیُّ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مَعْبُودُ تَعالَیْتَ یا مَوُجُودُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا غَفّارُ تَعالَیْتَ یا قَهّارُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مَذْکُورُ تَعالَیْتَ یا مَشْکُورُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا جَوادُ تَعالَیْتَ یا مَعاذُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا جَمالُ تَعالَیْتَ یا جَلالُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا سابِقُ تَعالَیْتَ یا رازِقُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا صادِقُ تَعالَیْتَ یا فالِقُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا سَمیعُ تَعالَیْتَ یا سَریعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا رَفیعُ تَعالَیْتَ یا بدیعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا فَعّالُ تَعالَیْتَ یا مُتَعالُ اجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قاضی تَعالَیْتَ یا راضی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قاهِرُ تَعالَیْتَ یا طاهِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عالِمُ تَعالَیْتَ یا حکِمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا دآئِمُ تَعالَیْتَ یا قآئِمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عاصِمُ تَعالَیْتَ یا قاسِمُ اِجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا غَنِیُّ تَعالَیْتَ

ص: 97

یا مُغْنی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا وَفِیُّ تَعالَیْتَ یا قَوِیُّ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا کافی تَعالَیْتَ یا شافی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُقَدِّمُ تَعالَیْتَ یا مُؤَخِّرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا اَوَّلُ تَعالَیْتَ یا آخِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ظاهِرُ تَعالَیْتَ یا باطَنُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا رَجآءُ تَعالَیْتَ یا مُرْتَجی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ذَا الْمَنِّ تَعالَیْتَ یا ذَا الطَّوْلِ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا حَیُّ تَعالَیْتَ یا قَیّوُمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا واحِدُ تَعالَیْتَ یا اَحَدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا سَیِّدُ تَعالَیْتَ یا صَمَدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قَدیرٌ تَعالَیْتَ یا کَبیْرٌ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا والی تَعالَیْتَ یا مُتَعالی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عَلِیُّ تَعالَیْتَ یا اَعْلی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا وَلِیُّ تَعالَیْتَ یا مَوْلی اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ذارِئُ تَعالَیْتَ یا بارِئُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا خافِضُ تَعالَیْتَ یا رافِعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُقْسِطُ تَعالَیْتَ یا جامِعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُعِزُّ تَعالَیْتَ یا مُذِلُّ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا حافِظُ تَعالَیْتَ یا حَفیظُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا قادِرُ تَعالَیْتَ یا مُقْتَدِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عَلیمُ تَعالَیْتَ یا حَلیمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا حَکَمُ تَعالَیْتَ یا حَکیمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُعْطی تَعالَیْتَ

ص: 98

یا مانِعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ضآرُّ تَعالَیْتَ یا نافِعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُجیبُ تَعالَیْتَ یا حَسیبُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عادِلُ تَعالَیْتَ یا فاصِلُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا لَطیفُ تَعالَیْتَ یا شَریفُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا رَبُّ تَعالَیْتَ یا حَقُّ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ماجِدُ تَعالَیْتَ یا واحِدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا عَفُوُّ تَعالَیْتَ یا مُنْتَقِمُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا واسِعُ تَعالَیْتَ یا مُوَسِّعُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا رَؤوُفُ تَعالَیْتَ یا عَطوُفُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا فَرْدُ تَعالَیْتَ یا وِتْرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُقیتُ تَعالَیْتَ یا مُحیطُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا وَکیلُ تَعالَیْتَ یا عَدْلُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُبینُ تَعالَیْتَ یا مَتینُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا بَرُّ تَعالَیْتَ یا وَدُودُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا یارَشیدُ تَعالَیْتَ یا مُرْشِدُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا نُورُ تَعالَیْتَ یا مُنَوِّرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا نَصیرُ تَعالَیْتَ یا ناصِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا صَبُورُ تَعالَیْتَ یا صابِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُحْصی تَعالَیْتَ یا مُنْشِئُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا سُبْحانُ تَعالَیْتَ یا دَیّانُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا مُغیثُ تَعالَیْتَ یا غِیاثُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا فاطِرُ تَعالَیْتَ یا حاضِرُ اَجِرْنا مِنَ النّارِ یا مُجیرُ، سُبْحانَکَ یا ذَا الْعِزِّ والْجَمالِ تَبارَکْتَ

ص: 99

یا ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْجَلالِ، سُبْحانَکَ لا اِلهِ اِلاّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجیِ الْمُؤمِنینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکیلُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلیِّ العَظیمِ .

دُعاءُ الْعَدیلة

شَهِدَ اللهُ اَنَّهُ لا اِلهَ اِلاّ هُوَ وَالْمَلائِکَةُ وَاُولُوا الْعِلْمِ قآئِماً بِالْقِسْطِ لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْعَزیزُ الْحَکیمُ، اِنَّ الدّینَ عِنْدَ اللهِ الاِْسْلامُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الضَّعیفٌ الْمُذْنِبُ الْعاصِیُ الُْمحْتاجُ الْحَقیرُ، اَشْهَدُ لِمُنْعِمی وَخالِقی وَرازِقی وَمُکْرِمی کَما شَهِدَ لِذاتِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ الْمَلائِکَةُ وَاُولُو الْعِلْمِ مِنْ عِبادِهِ بِاَنَّهُ لا اِلهَ اِلاّ هُوَ ذُو النِّعَمِ وَالاِْحْسانِ وَالْکَرَمِ وَالاِْمْتِنانِ، قادِرٌ اَزَلِیٌّ، عالِمٌ اَبَدِیٌّ، حَیٌّ اَحَدِیٌّ، مَوْجُودٌ سَرْمَدِیٌّ، سَمیعٌ بَصیرٌ مُریدٌ کُارِهٌ مُدْرِکٌ صَمَدِیٌّ، یَسْتَحِقُّ هذِهِ الصِّفات وَهُوَ عَلی ما هُوَ عَلَیْهَ فی عِزِّ صِفاتِهِ، کانَ قَوِیّاً قَبْلَ وُجُودِ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةَ، وَکانَ عَلیماً قَبْلَ ایجادِ الْعِلْمِ وَالْعِلَّةِ، لَمْ یَزَلْ سُلْطاناً اِذْ لا مَمْلَکَةَ وَلا مالَ، وَلَمْ یَزَلْ سُبْحاناً عَلی جَمیعِ الاَْحْوالِ وُجُودُهُ قَبْلَ الْقَبْلِ فی اَزَلِ الاْزالِ وَبَقآؤُهُ بَعْدَ الْبَعْدِ مِنْ غَیْرِ اِنْتِقال وَلا زَوال، غَنِیٌّ فِی الاَْوَّلِ وَالاْخِرِ، مُسْتَغْن فِی الْباطِنِ وَالظّاهِرِ، لا جَوْرَ فی قَضِیَّتِهِ وَلا مَیْلَ فی مَشِیَّتِهِ، وَلا ظُلْمَ فی تَقْدیرِهِ وَلا مَهْرَبَ مِنْ حُکُومَتِهِ، وَلا مَلْجَاَ مِنْ سَطَواتِهِ وَلا مَنْجا مِنْ نَقِماتِهِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ وَلا یَفُوتُهُ اَحَدٌ اِذا طَلَبَهُ، اَزاحَ الْعِلَلَ فِی التَّکْلیفِ وَسَوَّی التَّوْفیقَ بَیْنَ الضَّعیفِ وَالشَّریفِ، مَکَّنَ اَدآءَ الْمَاْمُورِ وَسَهَّلَ سَبیلَ اجْتِنابِ الَْمحْظُورِ، لَمْ یُکَلِّفِ الطّاعَةَ اِلاّ دُوْنَ الْوُسْعِ والطّاقَةِ، سُبْحانَهُ ما اَبْیَنَ کَرَمَهُ وَاَعْلی شَأنَهُ، سُبْحانَهُ ما اَجَلَّ نَیْلَهُ وَاَعْظَمَ اِحْسانَهُ، بَعَثَ الاَْنْبِیآءَ لِیُبَیِّنَ عَدْلَهُ وَنَصَبَ الاَْوْصِیآءَ لِیُظْهِرَ طَوْلَهُ وَفَضْلَهُ، وَجَعَلَنا مِنْ اُمَّةِ سَیِّدِ الاَْنْبِیآءِ

ص: 100

وَخَیْرِ الاَْوْلِیآءِ وَاَفْضَلِ الاَْصْفِیآءِ وَاَعْلَی الاَْزْکِیآءِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، امَنّا ازلی وَبِما دَعانا اِلَیْهِ وَبِالْقُرْآنِ الَّذی اَنْزَلَهُ عَلَیْهِ وَبِوَصِیِّهِ الَّذی نَصَبَهُ یَوْمَ الْغَدیرِ وَاَشارِ بِقَوْلِهِ هذا عَلِیٌّ اِلَیْهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ الاَْبْرارَ وَالْخُلَفآءَ الاَْخْیارَ بَعْدَ الرَّسُولِ الُْمخْتارِ، عَلِیٌّ قامِعُ الْکُفّارِ وَمِنْ بَعْدِهِ سَیِّدُ اَوْلادِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ اَخُوُه السِّبْطُ التّابِعُ لِمَرْضاتِ اللهِ الْحُسَیْنُ، ثُمَّ الْعابِدُ عَلِیٌّ، ثُمَّ الْباقِرُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ الصّادِقُ جَعْفَرٌ، ثُمَّ الْکاظِمُ مُوسی، ثُمَّ الرِّضا عَلِیٌّ، ثُمَّ التَّقِیُّ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ النَّقِیُّ عَلِیٌّ، ثُمَّ الزَّکِیُّ الْعَسْکَرِیُّ الْحَسَنُ، ثُمَّ الْحُجَّةُ الْخَلَفُ الْقآئِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِیُّ الْمُرجَی الَّذی بِبَقائِهِ بَقِیَتِ الدُّنْیا، وَبِیُمْنِهِ رُزِقَ الْوَری، وَبِوُجُودِهِ ثَبتَتِ الاَْرْضُ وَالسَّمآءُ وَبِهِ یَمْلاَُ اللهُ الاَْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اَقْوالَهُمْ حُجَّةٌ وَامْتِثالَهُمْ فَریْضَةٌ وَطاعَتَهُمْ مَفْرُوضَةٌ وَمَوَدَّتَهُمْ لازِمَةٌ مَقْضِیَّةٌ، وَالاِْقْتِدآءَ بِهِمْ مُنْجِیَةٌ، وَمُخالَفَتَهُمْ مُرْدِیَةٌ، وَهُمْ ساداتُ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعینَ، وَشُفَعآءُ یَوْمِ الدّینِ وَاَئِمَّةُ اَهْلِ الاَْرْضِ عَلَی الْیَقینِ، وَاَفْضَلُ الاَْوْصِیآءِ الْمَرْضِیّینَ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَمُسآءَلَةَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَالنُّشُورَ حَقٌّ ز وَالصِّراطِ حَقٌّ، وَالْمیزانَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْکِتابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنّارَ حَقٌّ، وَاَنَّ السّاعَةَ اتِیَةٌ لا رَیْبَ فیها، وَاَنَّ اللهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ، اَللّهُمَّ فَضْلُکَ رَجآئی وَکَرَمُکَ وَرَحْمَتُکَ اَمَلی لا عَمَلَ لی اَسْتَحِقُّ بِهِ الْجَنَّةَ، وَلا طاعَةَ لیْ اَسْتَوْجِبُ بِهَا الرِّضْوانَ اِلاّ اَنِّی اعْتَقَدْتُ تَوْحیدَکَ وَعَدْلَکَ، وَارْتَجَیْتُ اِحْسانَکَ وَفَضْلَکَ، وَتَشَفَّعْتُ اِلَیْکَ بِالنَّبِیِّ وَآلِهِ مَنْ اَحِبَّتِکَ وَاَنْتَ اَکْرَمُ الاَْکْرَمینَ وَاَرْحَمُ الرّاحِمینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی نَبِیِّنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ الطَّیِّبینَ الطّاهِریْنَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً کَثیراً کَثیراً وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ اَللّهُمَّ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اِنّی اَوْدَعْتُکَ یَقینی هذا وَثَباتَ دینی وَاَنْتَ خَیْرُ مُسْتَوْدَع وَقَدْ اَمَرْتَنا بِحِفْظِ الْوَدآئِعِ فَرُدَّهُ

ص: 101

عَلَیَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول: قَد وَرَد فی الادعیة المأثورة اَللّهُمَّ اِنِّی اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْعَدیلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمعنی العدیلة عند المَوت هُو العُدول إلی الباطِل عن الحقّ وهُو بأن یحضر الشّیطان عند المحتضر ویوسوس فی صَدره ویجعله یشکّ فی دینه فیستل الایمان مِن فؤاده، ولهذا قد وَردت الاستعاذة منها فی الدّعوات، وقال فخر المحقّقین ( رحمه الله ) : مَن أراد أن یسلم من العدیلة فلیستحضر الایمان بأدلّتها والاصول الخمس ببراهینها القطعیّة بخلوص وصفاء ولیودعها الله تعالی لیردّها الیه فی ساعة الاحتضار بأن یقول بعد استحضار عقائده الحقّة :

اَللّهُمَّ یا اَرْحَمَ الرّحِمینَ اِنّی قَدْ اَوْدَعْتُکَ یَقینی هذا وَثَباتَ دینی وَاَنْتَ خَیْرُ مُسْتَوْدَع وَقَدْ اَمَرْتَنا بِحِفْظِ الْوَدائِعِ فَرُدَّهُ عَلَیَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتی،، فَعلی رأیه ( قدس سره ) قراءة هذا الدّعاء الشّریف « دُعاء العدیلة » واستحضار مضمونه فی البال تمنح المَرء اماناً من خطر العدیلة عند الموت، وأمّا هذا الدّعاء فهل هو عن المعصوم ( علیه السلام ) أم هو انشاء من بعض العلماء ، یقول فی ذلک خریت صناعة الحدیث وجامع أخبار الائمة ( علیهم السلام ) العالم المتبحّر الخبیر والمحدّث النّاقد البصیر مولانا الحاج میرزا حسین النّوری نوّر الله مرقده: وأمّا الدّعاء العدیلة المعروفة فهو من مؤلّفات بعض أهل العلم لیس بمأثور ولا موجود فی کتب حملة الاحادیث ونقّادها. واعلم انّه روی الطوسی عن محمّد بن سلیمان الدّیلمی انّه قال للصّادق ( علیه السلام ) : ان شیعتک تقول: انّ الایمان قسمین فمستقرّ ثابت ومستودع یزول، فعلّمنی دعاءً یکمل به ایمانی اذا دعوت به فلا یزول ، قال ( علیه السلام ) : قل عقیب کلّ

ص: 102

صلاة مکتوبة : رَضیتُ بِاللهِ رَبّاً وَبِمُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ نَبِیّاً وَبِالاِسْلامِ دیناً وَبِالْقُرآنِ کِتاباً وَبِالْکَعْبَةِ قِبْلَةً وَبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وَاِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِیٍّ وَجَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّد وَمُوسی بْنِ جَعْفَر وَعَلِیِّ بْنِ مُوسی وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِیٍّ وَعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَئمَّةً، اَللّهُمَّ اِنّی رَضیتُ بِهِمْ اَئِمَّةً فَارْضَنی لَهُمْ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ .

دُعاء الجَوشن الکبیر

المذکور فی کتابی البلد الامین والمِصباح للکفعمی وهُو مَرویّ عَنِ السّجاد عن أبیه عَنْ جدّه عن النبیّ صلّی الله علَیهِ وعَلیْهم اجمعین، وَقد هبط به جبرئیل علی النبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وهُو فی بعْضِ غزواته وَعَلَیْهِ جَوشن ثقیل المهُ، فقال: یا محمّد ربّک یقرئک السّلام ویقوُل لکَ: اخلع هذا الجوشَنْ واقرأ هذا الدّعآء فهو أمان لکَ ولامّتک، ثمّ أطال فی ذکر فَضله بما لا یسعْه المقام ومِنْ جُملة فَضله انّ مَنْ کتبه علی کفنه استحی الله أن یُعذّبه بالنّار ومَنْ دعا به بنیّة خالِصة فی أوّل شهر رَمضان رزقه الله تعالی لیلة القدر، وَخلق له سَبعین ألف ملک یسبّحون الله وَیُقدّسونه وَجَعَلَ ثوابهم له، وَمَن دعا به فی شهر رمضان ثلاث مرّات حرّم الله تعالی جَسده علی النّار وأوجب له الجَنّة ووکّل الله تعالی به مَلَکین یحفظانه مِن المعاصی وَکانَ فی أمان الله طول حَیاته، وفی آخر الخبر انّه قال الحُسین ( علیه السلام ) : أوصانی أبی علیّ ابن أبی طالب ( علیه السلام ) بحفظ هذا الدّعاء وتعظیمه وأن أکتبه علی کفنه وأن أعلّمه أهلی واحثّهم علیه، وهُو ألف اسْم وفیه الاسم الاعظم .

أقول یستفاد من هذا الحدیث أمران :

الاوّل

ص: 103

: استحباب کتابة هذا الدّعاء علی الاکفان کما أشار الی ذلک العلاّمة بحر العلوم عطّر الله مرقده فی کتابِ الدُرّة .

وَسُنَّ اَنْ یُکْتَبَ بِالاَْکْفانِ شَهادَةُ الاسْلامِ والایمانِ

وَهکَذا کِتابَةُ الْقُرْآنِ وَالْجَوْشَنِ الْمَنْعُوتِ بِالاَْمانِ

الثانی : استحباب الدّعاء به فی أوّل شهر رمضان، وأمّا الدّعاء به فی خصُوص لیالی القدْر فلم یذکر فی حدیث ولکنّ العلاّمة المجلسی قدّس الله تعالی روحه قال فی کتاب زاد المعاد فی ضمن أعمال لیالی القدر: انّ فی بعض الروایات انّه یدعی بدعاء الجوشن الکبیر فی کلّ من هذه الثّلاث لیالی، ویکفینا فی المقام قوله الشّریف احلّه الله دار السّلام، وبالاجمال فهذا الدّعاء یحتوی علی مائة فصل وکلّ فصل یحتوی علی عشرة أسمآء مِن أسماء الله تعالی وتقول فی آخر کلّ فصل : سُبْحانَکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ وقال فی کتاب البلد الامین ابتدیء کلّ فصل بالبسملة واختمه بقول : سُبْحانَکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ یا أرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وَهوَ هذَا الدُّعاء

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا اَللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا کَریمُ یا مُقیمُ یا عَظیمُ یا قَدیمُ یا عَلیمُ یا حَلیمُ یا حَکیمُ سُبْحانَکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ ( 2 ) یا سَیِّدَ السّاداتِ یا مُجیبَ الدَّعَواتِ یا رافِعَ الدَّرَجاتِ یا وَلِیَّ الْحَسَناتِ یا غافِرَ الْخَطیئاتِ یا مُعْطِیَ الْمَسْأَلاتِ یا قابِلَ التَّوْباتِ یا سامِعَ الاَْصْواتِ یا عالِمَ الْخَفِیّاتِ یا دافِعَ الْبَلِیّاتِ ( 3 ) یا خَیْرَ الْغافِرینَ یا خَیْرَ الْفاتِحینَ یا خَیْرَ النّاصِرینَ یا خَیْرَ

ص: 104

الْحاکِمینَ یا خَیْرَ الرّازِقینَ یا خَیْرَ الْوارِثینَ یا خَیْرَ الْحامِدینَ یا خَیْرَ الذّاکِرینَ یا خَیْرَ الْمُنْزِلینَ یا خَیْرَ الُْمحْسِنینَ ( 4 ) یا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَالْجَمالُ یا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْکَمالُ یا مَنْ لَهُ الْمُلْکُ وَالْجَلالُ یا مَنْ هُوَ الْکَبیرُ الْمُتَعالُ یا مُنْشِیءَ الْسَّحابِ الثِّقالِ یا مَنْ هُوَ شَدیدُ الِْمحالِ یا مَنْ هُوَ سَریعُ الْحِسابِ یا مَنْ هُوَ شَدیدُ الْعِقابِ یا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ یا مَنْ عِنْدَهُ اُمُّ الْکِتابِ ( 5 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا دَیّانُ یا بُرْهانُ یا سُلْطانُ یا رِضْوانُ یا غُفْرانُ یا سُبْحانُ یا مُسْتَعانُ یا ذَا الْمَنِّ وَالْبَیانِ ( 6 ) یا مَنْ تَواضَعَ کُلُّ شَیْء لِعَظَمَتِهِ یا مَنِ اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْء لِقُدْرَتِهِ یا مَنْ ذَلَّ کُلُّ شَیْء لِعِزَّتِهِ یا مَنْ خَضَعَ کُلُّ شَیْء لِهَیْبَتِهِ یا مَنِ انْقادَ کُلُّ شَیْء مِنْ خَشْیَتِهِ یا مَنْ تَشَقَّقَتِ الْجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ یا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِاَمْرِهِ یا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الاَْرَضُونَ بِاِذْنِهِ یا مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ یا مَنْ لا یَعْتَدی عَلی اَهْلِ مَمْلَکَتِهِ ( 7 ) یا غافِرَ الْخَطایا یا کاشِفَ الْبَلایا یا مُنْتَهَی الرَّجایا یا مُجْزِلَ الْعَطایا یا واهِبَ الْهَدایا یا رازِقَ الْبَرایا یا قاضِیَ الْمَنایا یا سامِعَ الشَّکایا یا باعِثَ الْبَرایا یا مُطْلِقَ الاُْساری ( 8 ) یاذَا الْحَمْدِ وَالثَّناءِ یا ذَا الْفَخْرِ وَاْلبَهاءِ یا ذَا الَْمجْدِ وَالسَّناءِ یا ذَا الْعَهْدِ وَالْوَفاءِ یا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضاءِ یا ذَا الْمَنِّ وَالْعَطاءِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالْقَضاءِ یا ذَا الْعِزِّ وَالْبَقاءِ یا ذَا الْجُودِ وَالسَّخاءِ یا ذَا الاْلاءِ وَالنَّعْماءِ ( 9 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مانِعُ یا دافِعُ یا رافِعُ یا صانِعُ یا نافِعُ یا

ص: 105

سامِعُ یا جامِعُ یا شافِعُ یا واسِعُ یا مُوسِعُ ( 10 ) یا صانِعَ کُلِّ مَصْنُوع یا خالِقَ کُلِّ مَخْلُوق یا رازِقَ کُلِّ مَرْزُوق یا مالِکَ کُلِّ مَمْلُوک یا کاشِفَ کُلِّ مَکْرُوب یا فارِجَ کُلِّ مَهْمُوم یا راحِمَ کُلِّ مَرْحُوم یا ناصِرَ کُلِّ مَخْذُول یا ساتِرَ کُلِّ مَعْیُوب یا مَلْجَأَ کُلِّ مَطْرُود ( 11 ) یا عُدَّتی عِنْدَ شِدَّتی یا رَجائی عِنْدَ مُصیبَتی یا مُونِسی عِنْدَ وَحْشَتی یا صاحِبی عِنْدَ غُرْبَتی یا وَلِیّی عِنْدَ نِعْمَتی یا غِیاثی عِنْدَ کُرْبَتی یا دَلیلی عِنْدَ حَیْرَتی یا غَنائی عِنْدَ افْتِقاری یا مَلجَئی عِنْدَ اضْطِراری یا مُعینی عِنْدَ مَفْزَعی ( 12 ) یا عَلاّمَ الْغُیُوبِ یا غَفّارَ الذُّنُوبِ یا سَتّارَ الْعُیُوبِ یا کاشِفَ الْکُرُوبِ یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ یا طَبیبَ الْقُلُوبِ یا مُنَوِّرَ الْقُلُوبِ یا اَنیسَ الْقُلُوبِ یا مُفَرِّجَ الْهُمُومِ یا مُنَفِّسَ الْغُمُومِ ( 13 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاْسمِکَ یا جَلیلُ یا جَمیلُ یا وَکیلُ یا کَفیلُ یا دَلیلُ یا قَبیلُ یا مُدیلُ یا مُنیلُ یا مُقیلُ یا مُحیلُ ( 14 ) یا دَلیلَ الْمُتَحَیِّرینَ یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ یا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ یا جارَ الْمُسْتَجیرینَ یا اَمانَ الْخائِفینَ یا عَوْنَ الْمُؤْمِنینَ یا راحِمَ الْمَساکینَ یا مَلْجَأَ الْعاصینَ یا غافِرَ الْمُذْنِبینَ یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ ( 15 ) یا ذَا الْجُودِ وَالاِْحْسانِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالاِْمْتِنانِ یا ذَا الاَْمْنِ وَالاَْمانِ یا ذَا الْقُدْسِ وَالسُّبْحانِ یا ذَا الْحِکْمَةِ وَالْبَیانِ یا ذَا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ یا ذَا الْحُجَّةِ وَالْبُرْهانِ یا ذَا الْعَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ یا ذَا الرَّأْفَةِ وَالْمُسْتَعانِ یا ذَا العَفْوِ وَالْغُفْرانِ ( 16 ) یا مَنْ هُوَ رَبُّ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ اِلهُ کُلِّ شَیء یا مَنْ هُوَ خالِقُ کُلِّ شَیْء یا مَنْ

ص: 106

هُوَ صانِعُ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ قَبْلَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ بَعْدَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ فَوْقَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ عالِمٌ بِکُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلی کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ یَبْقی وَیَفْنی کُلُّ شَیْء ( 17 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُؤْمِنُ یا مُهَیْمِنُ یا مُکَوِّنُ یا مُلَقِّنُ یا مُبَیِّنُ یا مُهَوِّنُ یا مُمَکِّنُ یا مُزَیِّنُ یا مُعْلِنُ یا مُقَسِّمُ ( 18 ) یا مَنْ هُوَ فی مُلْکِهِ مُقیمٌ یا مَنْ هُوَ فی سُلْطانِهِ قَدیمٌ یا مَنْ هُو فی جَلالِهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ عَلی عِبادِهِ رَحیمٌ یا مَنْ هُوَ بِکُلِّ شَیْء عَلیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ کَریمٌ یا مَنْ هُوَ فی صُنْعِهِ حَکیمٌ یا مَنْ هُوَ فی حِکْمَتِهِ لَطیفٌ یا مَنْ هُوَ فی لُطْفِهِ قَدیمٌ ( 19 ) یا مَنْ لا یُرْجی إلاّ فَضْلُهُ یا مَنْ لا یُسْأَلُ إلاّ عَفْوُهُ یا مَنْ لا یُنْظَرُ إلاّ بِرُّهُ یا مَنْ لا یُخافُ إلاّ عَدْلُهُ یا مَنْ لا یَدُومُ إلاّ مُلْکُهُ یا مَنْ لا سُلْطانَ إلاّ سُلْطانُهُ یا مَنْ وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء رَحْمَتُهُ یا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ یا مَنْ اَحاطَ بِکُلِّ شَیْء عِلْمُهُ یا مَنْ لَیْسَ اَحَدٌ مِثْلَهُ ( 20 ) یا فارِجَ الْهَمِّ یا کاشِفَ الْغَمِّ یا غافِرَ الذَّنْبِ یا قابِلَ التَّوْبِ یا خالِقَ الْخَلْقِ یا صادِقَ الْوَعْدِ یا مُوفِیَ الْعَهْدِ یا عالِمَ السِّرِّ یا فالِقَ الْحَبِّ یا رازِقَ الاَْنامِ ( 21 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا عَلِیُّ یا وَفِیُّ یا غَنِیُّ یا مَلِیُّ یا حَفِیُّ یا رَضِیُّ یا زَکِیُّ یا بَدِیُّ یا قَوِیُّ یا وَلِیُّ ( 22

ص: 107

) یا مَنْ اَظْهَرَ الْجَمیلَ یا مَنْ سَتَرَ الْقَبیحَ یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْ بِالْجَریرَةِ یا مَنْ لَمْ یَهْتِکِ السِّتْرَ یا عَظیمَ الْعَفْوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یا صاحِبَ کُلِّ نَجْوی یا مُنْتَهی کُلِّ شَکْوی ( 23 ) یا ذَا النِّعْمَةِ السّابِغَةِ یا ذَا الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ یا ذَا الْمِنَّةِ السّابِقَةِ یا ذَا الْحِکْمَةِ الْبالِغَةِ یا ذَا الْقُدْرَةِ الْکامِلَةِ یا ذَا الْحُجَّةِ الْقاطِعَةِ یا ذَا الْکَرامَةِ الظّاهِرَةِ یا ذَا الْعِزَّةِ الدّائِمَةِ یا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتینَةِ یا ذَا الْعَظَمَةِ الْمَنیعَةِ ( 24 ) یا بَدیعَ السَّماواتِ یا جاعِلَ الظُّلُماتِ یا راحِمَ الْعَبَراتِ یا مُقیلَ الْعَثَراتِ یا ساتِرَ الْعَوْراتِ یا مُحْیِیَ الاَْمْواتِ یا مُنْزِلَ الایاتِ یا مُضَعِّفَ الْحَسَناتِ یا ماحِیَ السَّیِّئاتِ یا شَدیدَ النَّقِماتِ ( 25 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُصَوِّرُ یا مُقَدِّرُ یا مُدَبِّرُ یا مُطَهِّرُ یا مُنَوِّرُ یا مُیَسِّرُ یا مُبَشِّرُ یا مُنْذِرُ یا مُقَدِّمُ یا مُؤَخِّرُ ( 26 ) یا رَبَّ الْبَیْتِ الْحَرامِ یا رَبَّ الشَّهْرِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ یا رَبَّ الرُّکْنِ وَالْمَقامِ یا رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرامِ یا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ یا رَبَّ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ یا رَبَّ الْقُدْرَةِ فِی الاَْنامِ ( 27 ) یا اَحْکَمَ الْحاکِمینَ یا اَعْدَلَ الْعادِلینَ یا اَصْدَقَ الصّادِقینَ یا اَطْهَرَ الطّاهِرینَ یا اَحْسَنَ الْخالِقینَ یا اَسْرَعَ الْحاسِبینَ یا اَسْمَعَ السّامِعینَ یا اَبْصَرَالنّاظِرینَ یا اَشْفَعَ الشّافِعینَ یا اَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ ( 28 ) یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ یا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ یا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ یا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ یا غِیاثَ مَنْ لا غِیاثَ لَهُ یا فَخْرَ مَنْ

ص: 108

لا فَخْرَ لَهُ یا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ یا مُعینَ مَنْ لا مُعینَ لَهُ یا اَنیسَ مَنْ لا اَنیسَ لَهُ یا اَمانَ مَنْ لا اَمانَ لَهُ ( 29 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا عاصِمُ یا قائِمُ یا دائِمُ یا راحِمُ یا سالِمُ یا حاکِمُ یا عالِمُ یا قاسِمُ یا قابِضُ یا باسِطُ ( 30 ) یا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ یا راحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ یا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ یا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ یا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ یا مُکْرِمَ مَنِ اسْتَکْرَمَهُ یا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ یا صَریخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ یا مُعینَ مَنِ اسْتَعانَهُ یا مُغیثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ ( 31 ) یا عَزیزاً لا یُضامٌ یا لَطیفاً لا یُرامُ یا قَیُّوماً لا یَنامُ یا دائِماً لا یَفُوتُ یا حَیّاً لا یَمُوتُ یا مَلِکاً لا یَزُولُ یا باقِیاً لا یَفْنی یا عالِماً لا یَجْهَلُ یا صَمَداً لا یُطْعَمُ یا قَوِیّاً لا یَضْعُفُ ( 32 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا اَحَدُ یا واحِدُ یا شاهِدُ یا ماجِدُ یا حامِدُ یا راشِدُ یا باعِثُ یا وارِثُ یا ضارُّ یا نافِعُ ( 33 ) یا اَعْظَمَ مِنْ کُلِّ عَظیم یا اَکْرَمَ مِنْ کُلِّ کَریم یا اَرْحَمَ مِنْ کُلِّ رَحیم یا اَعْلَمَ مِنْ کُلِّ عَلیم یا اَحْکَمَ مِنْ کُلِّ حَکیم یا اَقْدَمَ مِنْ کُلِّ قَدیم یا اَکْبَرَ مِنْ کُلِّ کَبیر یا اَلْطَفَ مِنْ کُلِّ لَطیف یا اَجَلَّ مِن کُلِّ جَلیل یا اَعَزَّ مِنْ کُلِّ عَزیز ( 34 ) یا کَریمَ الصَّفْحِ یا عَظیمَ الْمَنِّ یا کَثیرَ الْخَیْرِ یا قَدیمَ الْفَضْلِ یا دائِمَ اللُّطْفِ یا لَطیفَ الصُّنْعِ یا مُنَفِّسَ الْکَرْبِ یا کاشِفَ الضُّرِّ یا مالِکَ الْمُلْکِ یا قاضِیَ الْحَقِّ ( 35

ص: 109

) یا مَنْ هُوَ فی عَهْدِهِ وَفِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی وَفائِهِ قَوِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی قُوَّتِهِ عَلِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی عُلُوِّهِ قَریبٌ یا مَنْ هُوَ فی قُرْبِهِ لَطیفٌ یا مَنْ هُوَ فی لُطْفِهِ شَریفٌ یا مَنْ هُوَ فی شَرَفِهِ عَزیزٌ یا مَنْ هُوَ فی عِزِّهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ فی عَظَمَتِهِ مَجیدٌ یا مَنْ هُوَ فی مَجْدِهِ حَمیدٌ ( 36 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا کافی یا شافی یا وافی یا مُعافی یا هادی یا داعی یا قاضی یا راضی یا عالی یا باقی ( 37 ) یا مَنْ کُلُّ شَیْء خاضِعٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء خاشِعٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء کائِنٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء مَوْجُودٌ بِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء مُنیبٌ اِلَیْهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء خائِفٌ مِنْهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء قائِمٌ بِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء صائِرٌ اِلَیْهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء هالِکٌ إلاّ وَجْهَهُ ( 38 ) یا مَنْ لا مَفَرَّ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَفْزَعَ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَقْصَدَ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَنْجا مِنْهُ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا یُرْغَبُ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِهِ یا مَنْ لا یُسْتَعانُ إلاّ بِهِ یا مَنْ لا یُتَوَکَّلُ إلاّ عَلَیْهِ یا مَنْ لا یُرْجی إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُعْبَدُ إلاّ هو ( 39 ) یا خَیْرَ الْمَرْهُوبینَ یا خَیْرَ الْمَرْغُوبینَ یا خَیْرَ الْمَطْلُوبینَ یا خَیْرَ الْمَسْؤولینَ یا خَیْرَ الْمَقْصُودینَ یا خَیْرَ الْمَذْکُورینَ یا خَیْرَ الْمَشْکُورینَ یا خَیْرَ الَْمحْبُوبینَ یا خَیْرَ الْمَدْعُوّینَ یا خَیْرَ الْمُسْتَأْنِسینَ ( 40 ) اَللّهُمَّ

ص: 110

اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا غافِرُ یا ساتِرُ یا قادِرُ یا قاهِرُ یا فاطِرُ یا کاسِرُ یا جابِرُ یا ذاکِرُ یا ناظِرُ یا ناصِرُ ( 41 ) یا مَنْ خَلَقَ فَسَوّی یا مَنْ قَدَّرَ فَهَدی یا مَنْ یَکْشِفُ الْبَلْوی یا مَنْ یَسْمَعُ النَّجْوی یا مَنْ یُنْقِذُ الْغَرْقی یا مَنْ یُنْجِی الْهَلْکی یا مَنْ یَشْفِی الْمَرْضی یا مَنْ اَضْحَکَ وَاَبْکی یا مَنْ اَماتَ وَاَحْیی یا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَالاُْنْثی ( 42 ) یا مَنْ فیِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سَبیلُهُ یا مَنْ فِی الاْفاقِ ایاتُهُ یا مَنْ فِی الاْیاتِ بُرْهانُهُ یا مَنْ فِی الْمَماتِ قُدْرَتُهُ یا مَنْ فِی الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ یا مَنْ فِی الْقِیامَةِ مُلْکُهُ یا مَنْ فِی الْحِسابِ هَیْبَتُهُ یا مَنْ فِی الْمیزانِ قَضاؤُهُ یا مَنْ فِی الْجَنَّةِ ثَوابُهُ یا مَنْ فِی النّارِ عِقابُهُ ( 43 ) یا مَنْ اِلَیْهِ یَهْرَبُ الْخائِفُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَقْصِدُ الْمُنیبُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَرْغَبُ الزّاهِدُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَلْجَأُ الْمُتَحَیِّرُونَ یا مَنْ بِهِ یَسْتَأْنِسُ الْمُریدُونَ یا مَنْ بِه یَفْتَخِرُ الُْمحِبُّونَ یا مَنْ فی عَفْوِهِ یَطْمَعُ الْخاطِئُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَسْکُنُ الْمُوقِنُونَ یا مَنْ عَلَیْهِ یَتَوَکَّلُ الْمُتَوَکِّلُونَ ( 44 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا حَبیبُ یا طَبیبُ یا قَریبُ یا رَقیبُ یا حَسیبُ یا مُهیبُ یا مُثیبُ یا مُجیبُ یا خَبیرُ یا بَصیرُ ( 45 ) یا اَقَرَبَ مِنْ کُلِّ قَریب یا اَحَبَّ مِنْ کُلِّ حَبیب یا اَبْصَرَ مِنْ کُلِّ بَصیر یا اَخْبَرَ مِنْ کُلِّ خَبیر یا اَشْرَفَ مِنْ کُلِّ شَریف یا اَرْفَعَ مِنْ کُلِّ رَفیع یا اَقْوی مِنْ کُلِّ قَوِیٍّ یا اَغْنی مِنْ کُلِّ غَنِیٍّ یا اَجْوَدَ مِنْ کُلِّ جَواد یا اَرْاَفَ مِنْ کُلِّ

ص: 111

رَؤوُف ( 46 ) یا غالِباً غَیْرَ مَغْلُوب یا صانِعاً غَیْرَ مَصْنُوع یا خالِقاً غَیْرَ مَخْلُوق یا مالِکاً غَیْرَ مَمْلُوک یا قاهِراً غَیْرَ مَقْهُور یا رافِعاً غَیْرَ مَرْفُوع یا حافِظاً غَیْرَ مَحْفُوظ یا ناصِراً غَیْرَ مَنْصُور یا شاهِداً غَیْرَ غائِب یا قَریباً غَیْرَ بَعید ( 47 ) یا نُورَ النُّورِ یا مُنَوِّرَ النُّورِ یا خالِقَ النُّورِ یا مُدَبِّرَ النُّورِ یا مُقَدِّرَ النُّورِ یا نُورَ کُلِّ نُور یا نُوراً قَبْلَ کُلِّ نُور یا نُوراً بَعْدَ کُلِّ نُور یا نُوراً فَوْقَ کُلِّ نُور یا نُوراً لَیْسَ کَمِثْلِهِ نُورٌ ( 48 ) یا مَنْ عَطاؤُهُ شَریفٌ یا مَنْ فِعْلُهُ لَطیفٌ یا مَنْ لُطْفُهُ مُقیمٌ یا مَنْ اِحْسانُهُ قَدیمٌ یا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ یا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ یا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ یا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ یا مَنْ ذِکْرُهُ حُلْوٌ یا مَنْ فَضْلُهُ عَمیمٌ ( 49 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُسَهِّلُ یا مُفَصِّلُ یا مُبَدِّلُ یا مُذَلِّلُ یا مُنَزِّلُ یا مُنَوِّلُ یا مُفْضِلُ یا مُجْزِلُ یا مُمْهِلُ یا مُجْمِلُ ( 50 ) یا مَنْ یَری وَلا یُری یا مَنْ یَخْلُقُ وَلا یُخْلَقُ یا مَنْ یَهْدی وَلا یُهْدی یا مَنْ یُحْیی وَلا یُحْیا یا مَنْ یَسْأَلُ وَلا یُسْأَلُ یا مَنْ یُطْعِمُ وَلا یُطْعَمُ یا مَنْ یُجیرُ وَلا یُجارُ عَلَیْهِ یا مَنْ یَقْضی وَلا یُقْضی عَلَیْهِ یا مَنْ یَحْکُمُ وَلا یُحْکَمُ عَلَیْهِ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ ( 51 ) یا نِعْمَ الْحَسیبُ یا نِعْمَ الطَّبیبُ یا نِعْمَ الرَّقیبُ یا نِعْمَ الْقَریبُ یا نِعْمَ الْمٌجیبُ یا نِعْمَ الْحَبیبُ یا نِعْمَ الْکَفیلُ یا نِعْمَ الَوْکیلُ یا نِعْمَ الْمَوْلی یا نِعْمَ النَّصیرُ ( 52 ) یا

ص: 112

سُرُورَ الْعارِفینَ یا مُنَی الُْمحِبّینَ یا اَنیسَ الْمُریدینَ یا حَبیبَ التَّوّابینَ یا رازِقَ الْمُقِلّینَ یا رَجاءَ الْمُذْنِبینَ یا قُرَّةَ عَیْنِ الْعابِدینَ یا مُنَفِّسُ عَنِ الْمَکْرُوبینَ یا مُفَرِّجُ عَنِ الْمَغْمُومینَ یا اِلهَ الاَْوَّلینَ وَالاخِرینَ ( 53 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا رَبَّنا یا اِلهَنا یا سَیِّدَنا یا مَوْلانا یا ناصِرَنا یا حافِظَنا یا دَلیلَنا یا مُعینَنا یا حَبیبَنا یا طَبیبَنا ( 54 ) یا رَبَّ النَّبیّینَ وَالاَْبْرارِ یا رَبَّ الصِّدّیقینَ وَالاَْخْیارِ یا رَبَّ الْجَنَّةِ وَالنّارِ یا رَبَّ الصِّغارِ وَالْکِبارِ یا رَبَّ الْحُبُوبِ وَالِّثمارِ یا رَبَّ الاَْنْهارِ وَالاَْشْجارِ یا رَبَّ الصَّحاری وَالْقِفارِ یا رَبَّ الْبَراری وَالْبِحارِ یا رَبَّ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ یا رَبَّ الاِْعْلانِ وَالاِْسْرارِ ( 55 ) یا مَنْ نَفَذَ فی کُلِّ شَیْء اَمْرُهُ یا مَنْ لَحِقَ بِکُلِّ شَیْء عِلْمُهُ یا مَنْ بَلَغَتْ اِلی کُلِّ شَیْء قُدْرَتُهُ یا مَنْ لا تُحْصِی الْعِبادُ نِعَمَهُ یا مَنْ لا تَبْلُغُ الْخَلائِقُ شُکْرَهُ یا مَنْ لا تُدْرِکُ الاَْفْهامُ جَلالَهُ یا مَنْ لا تَنالُ الاَْوْهامُ کُنْهَهُ یا مَنِ الْعَظَمَةُ وَالْکِبْرِیاءُ رِداؤُهُ یا مَنْ لا تَرُدُّ الْعِبادُ قَضاءَهُ یا مَنْ لا مُلْکَ إلاّ مُلْکُهُ یا مَنْ لا عَطاءَ إلاّ عَطاؤُهُ ( 56 ) یا مَنْ لَهُ الْمَثَلُ الاَْعْلی یا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ الْعُلْیا یا مَنْ لَهُ الاْخِرَةُ وَالاُْولی یا مَنْ لَهُ الْجَنَّةُ الْمَاْوی یا مَنْ لَهُ الایاتُ الْکُبْری یا مَنْ لَهُ الاَْسْماءُ الْحُسْنی یا مَنْ لَهُ الْحُکْمُ وَالْقَضاءُ یا مَنْ لَهُ الْهَواءُ وَالْفَضاءُ یا مَنْ لَهُ الْعَرْشُ وَالثَّری یا مَنْ لَهُ السَّماواتُ الْعُلی ( 57 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا عَفُوُّ یا غَفُورُ یا صَبُورُ یا شَکُورُ یا رَؤوفُ یا عَطُوفُ یا مَسْؤولُ یا وَدُودُ یا سُبُّوحُ یا قُدُّوسُ ( 58

ص: 113

) یا مَنْ فِی السَّماءِ عَظَمَتُهُ یا مَنْ فِی الاَْرْضِ آیاتُهُ یا مَنْ فی کُلِّ شَیْء دَلائِلُهُ یا مَنْ فِی الْبِحارِ عَجائِبُهُ یا مَنْ فِی الْجِبالِ خَزائِنُهُ یا مَنْ یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعیدُهُ یا مَنْ اِلَیْهِ یَرْجِعُ الاَْمْرُ کُلُّهُ یا مَنْ اَظْهَرَ فی کُلِّ شَیْء لُطْفَهُ یا مَنْ اَحْسَنَ کُلَّ شَیْء خَلْقَهُ یا مَنْ تَصَرَّفَ فِی الْخَلائِقِ قُدْرَتُهُ ( 59 ) یا حَبیبَ مَنْ لا حَبیبَ لَهُ یا طَبیبَ مَنْ لا طَبیبَ لَهُ یا مُجیبَ مَنْ لا مُجیبَ لَهُ یا شَفیقَ مَنْ لا شَفیقَ لَهُ یا رَفیقَ مَنْ لا رَفیقَ لَهُ یا مُغیثَ مَن لا مُغیثَ لَهُ یا دَلیلَ مَنْ لا دَلیلَ لَهُ یا اَنیسَ مَنْ لا اَنیسَ لَهُ یا راحِمَ مَنْ لا راحِمَ لَهُ یا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ ( 60 ) یا کافِیَ مَنِ اسْتَکْفاهُ یا هادِیَ مَنِ اسْتَهْداهُ یا کالِیءَ مَنِ اسْتَکْلاهُ یا راعِیَ مَنِ اسْتَرْعاهُ یا شافِیَ مَنِ اسْتَشْفاهُ یا قاضِیَ مَنِ اسْتَقْضاهُ یا مُغْنِیَ مَنِ اسْتَغْناهُ یا مُوفِیَ مَنِ اسْتَوْفاهُ یا مُقَوِّیَ مَنِ اسْتَقْواهُ یا وَلِیَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ ( 61 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا خالِقُ یا رازِقُ یا ناطِقُ یا صادِقُ یا فالِقُ یا فارِقُ یا فاتِقُ یا راتِقُ یا سابِقُ یا سامِقُ ( 62 ) یا مَنْ یُقَلِّبُ اللَّیْلَ وَالنَّهارَ یا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالاَْنْوارَ یا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالْحَرُورَ یا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ یا مَنْ قَدَّرَ الْخَیْرَ وَالشَّرَّ یا مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیاةَ یا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالاَْمْرُ یا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً یا مَنْ لَیْسَ لَهُ شَریکٌ فِی الْمُلْکِ یا مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ ( 63 ) یا

ص: 114

مَنْ یَعْلَمُ مُرادَ الْمُریدینَ یا مَنْ یَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ یا مَنْ یَسْمَعُ اَنینَ الْواهِنینَ یا مَنْ یَری بُکاءَ الْخائِفینَ یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ یا مَنْ یَقْبَلُ عُذْرَ التّائِبینَ یا مَنْ لا یُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدینَ یا مَنْ لا یُضیعُ اَجْرَ الْمٌحْسِنینَ یا مَنْ لا یَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ الْعارِفینَ یا اَجْوَدَ الاَْجْودینَ ( 64 ) یا دائِمَ الْبَقاءِ یا سامِعَ الدُّعاءِ یا واسِعَ الْعَطاءِ یا غافِرَ الْخَطاءِ یا بَدیعَ السَّماءِ یا حَسَنَ الْبَلاءِ یا جَمیلَ الثَّناءِ یا قَدیمَ السَّناءِ یا کَثیرَ الْوَفاءِ یا شَریفَ الْجَزاءِ ( 65 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا سَتّارُ یا غَفّارُ یا قَهّارُ یا جَبّارُ یا صَبّارُ یا بارُّ یا مُخْتارُ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرْتاحُ ( 66 ) یا مَنْ خَلَقَنی وَسَوّانی یا مَنْ رَزَقَنی وَرَبّانی یا مَنْ اَطْعَمَنی وَسَقانی یا مَنْ قَرَّبَنی وَ اَدْنانی یا مَنْ عَصَمَنی وَکَفانی یا مَنْ حَفِظَنی وَکَلانی یا مَنْ اَعَزَّنی وَاَغْنانی یا مَنْ وَفَّقَنی وَهَدانی یا مَنْ آنَسَنی وَآوَانی یا مَنْ اَماتَنی وَاَحْیانی ( 67 ) یا مَنْ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ یا مَنْ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ یا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ یا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إلاّ بِاِذْنِهِ یا مَنْ هُوَ اَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبیلِهِ یا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ یا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ یا مَنِ انْقادَ کُلُّ شَیْء لاَِمْرِهِ یا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمینِهِ یا مَنْ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ ( 68 ) یا مَنْ جَعَلَ الاَْرْضَ مِهاداً یا مَنْ جَعَلَ الْجِبالَ اَوْتاداً یا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً یا مَنْ جَعَلَ الْقَمَرَ نُوراً یا مَنْ جَعَلَ اللَّیْلَ لِباساً یا مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً یا مَنْ جَعَلَ

ص: 115

النَّوْمَ سُباتاً یا مَنْ جَعَلَ السَّمآءَ بِناءً یا مَنْ جَعَلَ الاَْشْیاءَ اَزْواجاً یا مَنْ جَعَلَ النّارَ مِرْصاداً ( 69 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا سَمیعُ یا شَفیعُ یا رَفیعُ یا مَنیعُ یا سَریعُ یا بَدیعُ یا کَبیرُ یا قَدیرُ یا خَبیرُ یا مُجیرُ ( 70 ) یا حَیّاً قَبْلَ کُلِّ حَیٍّ یا حَیّاً بَعْدَ کُلِّ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ حَیٌّ یا حَیُّ الَّذی لا یُشارِکُهُ حَیٌّ یا حَیُّ الَّذی لا یَحْتاجُ اِلی حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یُمیتُ کُلَّ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یَرْزُقُ کُلَّ حَیٍّ یا حَیّاً لَمْ یَرِثِ الْحَیاةَ مِنْ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یُحْیِی الْمَوْتی یا حَیُّ یا قَیُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ( 71 ) یا مَنْ لَهُ ذِکْرٌ لا یُنْسی یا مَنْ لَهُ نُورٌ لا یُطْفی یا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ یا مَنْ لَهُ مُلْکٌ لا یَزُولُ یا مَنْ لَهُ ثَناءٌ لا یُحْصی یا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا یُکَیَّفُ یا مَنْ لَهُ کَمالٌ لا یُدْرَکُ یا مَنْ لَهُ قَضاءٌ لا یُرَدُّ یا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ یا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَیَّرُ ( 72 ) یا رَبَّ الْعالَمینَ یا مالِکَ یَوْمِ الدّینِ یا غایَةَ الطّالِبینَ یا ظَهْرَ اللاّجینَ یا مُدْرِکَ الْهارِبینَ یا مَنْ یُحِبُّ الصّابِرینَ یا مَنْ یُحِبُّ التَّوّابینَ یا مَنْ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرینَ یا مَنْ یُحِبُّ الُْمحْسِنینَ یا مَنْ هُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدینَ ( 73 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا شَفیقُ یا رَفیقُ یا حَفیظُ یا مُحیطُ یا مُقیتُ یا مُغیثُ یا مُعِزُّ یا مُذِلُّ یا مُبْدِئُ یا مُعیدُ ( 74 ) یا مَنْ هُوَ اَحَدٌ بِلا ضِدٍّ یا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ یا

ص: 116

مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَیْب یا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلا کَیْف یا مَنْ هُوَ قاض بِلا حَیْف یا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلا وَزیر یا مَنْ هُوَ عَزیزٌ بِلا ذُلٍّ یا مَنْ هُوَ غَنِیٌّ بِلا فَقْر یا مَنْ هُوَ مَلِکٌ بِلا عَزْل یا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبیه ( 75 ) یا مَنْ ذِکْرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ یا مَنْ شُکْرُهُ فَوْزٌ لِلشّاکِرینَ یا مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحامِدینَ یا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطیعینَ یا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطّالِبینَ یا مَنْ سَبیلُهُ واضِحٌ لِلْمُنیبینَ یا مَنْ آیاتُهُ بُرْهانٌ لِلنّاظِرینَ یا مَنْ کِتابُهُ تَذْکِرَةٌ لِلْمُتَّقینَ یا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطّائِعینَ وَالْعاصینَ یا مَنْ رَحْمَتُهُ قَریبٌ مِنَ الْمحْسِنینَ ( 76 ) یا مَنْ تَبارَکَ اسْمُهُ یا مَنْ تَعالی جَدُّهُ یا مَنْ لا اِلهَ غَیْرُهُ یا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ یا مَنْ تَقَدَّسَتَ اَسْماؤُهُ یا مَنْ یَدُومُ بَقاؤُهُ یا مَنِ الْعَظَمَةُ بَهاؤُهُ یا مَنِ الْکِبْرِیاءُ رِداؤُهُ یا مَنْ لا تُحْصی الاؤُهُ یا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْماؤُهُ ( 77 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُعینُ یا اَمینُ یا مُبینُ یا مَتینُ یا مَکینُ یا رَشیدُ یا حَمیدُ یا مَجیدُ یا شَدیدُ یا شَهیدُ ( 78 ) یا ذَا الْعَرْشِ الَْمجیدِ یا ذَا الْقَوْلِ السَّدیدِ یا ذَا الْفِعْلِ الرَّشیدِ یا ذَا الْبَطْشِ الشَّدیدِ یا ذَا الْوَعْدِ وَالْوَعیدِ یا مَنْ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمیدُ یا مَنْ هُوَ فَعّالٌ لِما یُریدُ یا مَنْ هُوَ قَریبٌ غَیْرُ بَعید یا مَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْء شَهیدٌ یا مَنْ هُوَ لَیْسَ بِظَلاّم لِلْعَبیدِ ( 79 ) یا مَنْ لا شَریکَ لَهُ وَلا وَزیرَ یا مَنْ لا شَبیهَ لَهُ وَلا نَظیرَ یا خالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنیرِ یا مُغْنِیَ الْبائِسِ الْفَقیرِ یا

ص: 117

رازِقَ الْطِّفْلِ الصَّغیرِ یا راحِمَ الشَّیْخِ الْکَبیرِ یا جابِرَ الْعَظْمِ الْکَسیرِ یا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجیرِ یا مَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبیرٌ بَصیرٌ یا مَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ( 80 ) یا ذَا الْجُودِ وَالنِّعَمِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالْکَرَمِ یا خالِقَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ یا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ یا ذَا الْبَأْسِ وَالنِّقَمِ یا مُلْهِمَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالاَْلَمِ یا عالِمَ السِّرِّ وَالْهِمَمِ یا رَبَّ الْبَیْتِ وَالْحَرَمِ یا مَنْ خَلَقَ الاَْشیاءَ مِنَ الْعَدَمِ ( 81 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا فاعِلُ یا جاعِلُ یا قابِلُ یا کامِلُ یا فاصِلُ یا واصِلُ یا عادِلُ یا غالِبُ یا طالِبُ یا واهِبُ ( 82 ) یا مَنْ اَنْعَمَ بِطَوْلِهِ یا مَنْ اَکْرَمَ بِجُودِهِ یا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ یا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ یا مَنْ قَدَّرَ بِحِکْمَتِهِ یا مَنْ حَکَمَ بِتَدْبیرِهِ یا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ یا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ یا مَنْ دَنا فی عُلُوِّهِ یا مَنْ عَلا فی دُنُوِّهِ ( 83 ) یا مَنْ یَخْلُقُ ما یَشاءُ یا مَنْ یَفْعَلُ ما یَشاءُ یا مَنْ یَهْدی مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یَغْفِرُ لِمَنْ یَشآءُ یا مَنْ یُعِزُّ مَنْ یَشاءِ یا مَنْ یُذِلُّ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُصَوِّرُ فِی الاَْرْحامِ ما یَشاءُ یا مَنْ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ ( 84 ) یا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً یا مَنْ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْء قَدْراً یا مَنْ لا یُشْرِکُ فی حُکْمِهِ اَحَداً یا مَنْ جَعَلَ الْمَلائِکَةَ رُسُلاً یا مَنْ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً یا مَنْ جَعَلَ الاَْرْضَ قَراراً یا مَنْ خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً یا مَنْ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْء اَمَداً یا مَنْ اَحاطَ

ص: 118

بِکُلِّ شَیْء عِلْماً یا مَنْ اَحْصی کُلَّ شَیْء عَدَداً ( 85 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا اَوَّلُ یا اخِرُ یا ظاهِرُ یا باطِنُ یا بَرُّ یا حَقُّ یا فَرْدُ یا وِتْرُ یا صَمَدُ یا سَرْمَدُ ( 86 ) یا خَیْرَ مَعْرُوف عُرِفَ یا اَفْضَلَ مَعْبُود عُبِدَ یا اَجَلَّ مَشْکُور شُکِرَ یا اَعَزَّ مَذْکُور ذُکِرَ یا اَعْلی مَحْمُود حُمِدَ یا اَقْدَمَ مَوْجُود طُلِبَ یا اَرْفَعَ مَوْصُوف وُصِفَ یا اَکْبَرَ مَقْصُود قُصِدَ یا اَکْرَمَ مَسْؤول سُئِلَ یا اَشْرَفَ مَحْبُوب عُلِمَ ( 87 ) یا حَبیبَ الْباکینَ یا سَیِّدَ الْمُتَوَکِّلینَ یا هادِیَ الْمُضِلّینَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ یا اَنیسَ الذّاکِرینَ یا مَفْزَعَ الْمَلْهُوفینَ یا مُنْجِیَ الصّادِقینَ یا اَقْدَرَ الْقادِرینَ یا اَعْلَمَ الْعالِمینَ یا اِلهَ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ ( 88 ) یا مَنْ عَلا فَقَهَرَ یا مَنْ مَلَکَ فَقَدَرَ یا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ یا مَنْ عُبِدَ فَشَکَرَ یا مَنْ عُصِیَ فَغَفَرَ یا مَنْ لا تَحْویهِ الْفِکَرُ یا مَنْ لا یُدْرِکُهُ بَصَرٌ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ اَثَرٌ یا رازِقَ الْبَشَرِ یا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَر ( 89 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا حافِظُ یا بارِئُ یا ذارِئُ یا باذِخُ یا فارِجُ یا فاتِحُ یا کاشِفُ یا ضامِنُ یا امِرُ یا ناهی ( 90 ) یا مَنْ لا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَصْرِفُ السُّوءَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَخْلُقُ الْخَلْقَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَغْفِرُ الذَّنْبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُتِمُّ النِّعْمَةَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُقَلِّبُ الْقُلُوبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُدَبِّرُ الاَْمْرَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَبْسُطُ الرِّزْقَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا

ص: 119

یُحْیِی الْمَوْتی إلاّ هُوَ ( 91 ) یا مُعینَ الْضُعَفاءِ یا صاحِبَ الْغُرَباءِ یا ناصِرَ الاَْوْلِیاءِ یا قاهِرَ الاَْعْداءِ یا رافِعَ السَّماءِ یا اَنیسَ الاَْصْفِیاءِ یا حَبیبَ الاَْتْقِیاءِ یا کَنْزَ الْفُقَراءِ یا اِلهَ الاَْغْنِیاءِ یا اَکْرَمَ الْکُرَماءِ ( 92 ) یا کافِیاً مِنْ کُلِّ شَیْء یا قائِماً عَلی کُلِّ شَیْء یا مَنْ لا یُشْبِهُهُ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَزیدُ فی مُلْکِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَیءٌ یا مَنْ هُوَ خَبیرٌ بِکُلِّ شَیْء یا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ کُلَّ شَیْء ( 93 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْئَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُکْرِمُ یا مُطْعِمُ یا مُنْعِمُ یا مُعْطی یا مُغْنی یا مُقْنی یا مُفْنی یا مُحْیی یا مُرْضی یا مُنْجی ( 94 ) یا اَوَّلَ کُلِّ شَیْء وَآخِرَهُ یا اِلهَ کُلِّ شَیْء وَمَلیکَهُ یا رَبَّ کُلِّ شَیْء وَصانِعَهُ یا بارِئَ کُلِّ شَیْء وَخالِقَهُ یا قابِضَ کُلِّ شَیْء وَباسِطَهُ یا مُبْدِئَ کُلِّ شَیْء وَمُعیدَهُ یا مُنْشِئَ کُلِّ شَیْء وَمُقَدِّرَهُ یا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیْء وَمُحَوِّلَهُ یا مُحْیِیَ کُلِّ شَیْء وَمُمیتَهُ یا خالِقَ کُلِّ شَیْء وَوارِثَهُ ( 95 ) یا خَیْرَ ذاکِر وَمَذْکُور یا خَیْرَ شاکِر وَمَشْکُور یا خَیْرَ حامِد وَمَحْمُود یا خَیْرَ شاهِد وَمَشْهُود یا خَیْرَ داع وَمَدْعُوٍّ یا خَیْرَ مُجیب وَمُجاب یا خَیْرَ مُؤنِس وَاَنیس یا خَیْرَ صاحِب وَجَلیس یا خَیْرَ مَقْصُود وَمَطْلُوب یا خَیْرَ حَبیب وَمَحْبُوب ( 96 ) یا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجیبٌ یا مَنْ هُوَ لِمَنْ اَطاعَهُ حَبیبٌ یا مَنْ هُوَ اِلی مَنْ اَحَبَّهُ قَریبٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقیبٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ

ص: 120

کَریمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلیمٌ یا مَنْ هُوَ فی عَظَمَتِهِ رَحیمٌ یا مَنْ هُوَ فی حِکْمَتِهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ فی اِحْسانِهِ قَدیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ اَرادَهُ عَلیمٌ ( 97 ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ یا مُسَبِّبُ یا مُرَغِّبُ یا مُقَلِّبُ یا مُعَقِّبُ یا مُرَتِّبُ یا مُخَوِّفُ یا مُحَذِّرُ یا مُذَکِّرُ یا مُسَخِّرُ یا مُغَیِّرُ ( 98 ) یا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ یا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ یا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ یا مَنْ اَمْرُهُ غالِبٌ یا مَنْ کِتابُهُ مُحْکَمٌ یا مَنْ قَضاؤُهُ کأئِنٌ یا مَنْ قُرْانُهُ مَجیدٌ یا مَنْ مُلْکُهُ قَدیمٌ یا مَنْ فَضْلُهُ عَمیمٌ یا مَنْ عَرْشُهُ عَظیمٌ ( 99 ) یا مَنْ لا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْع یا مَنْ لا یَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْل یا مَنْ لا یُلْهیهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْل یا مَنْ لا یُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤال یا مَنْ لا یَحْجُبُهُ شَیْءٌ عَنْ شَیْء یا مَنْ لا یُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّینَ یا مَنْ هُوَ غایَةُ مُرادِ الْمُریدینَ یا مَنْ هُوَ مُنْتَهی هِمَمِ الْعارِفینَ یا مَنْ هُوَ مُنْتَهی طَلَبِ الطّالِبینَ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ ذَرَّةٌ فِی الْعالَمینَ ( 100 ) یا حَلیماً لا یَعْجَلُ یا جَواداً لا یَبْخَلُ یا صادِقاً لا یُخْلِفُ یا وَهّاباً لا یَمَلُّ یا قاهِراً لا یُغْلَبُ یا عَظیماً لا یُوصَفُ یا عَدْلاً لا یَحیفُ یا غَنِیّاً لا یَفْتَقِرُ یا کَبیراً لا یَصْغُرُ یا حافِظاً لا یَغْفُلُ سُبْحانَکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ .

دُعاءُ الجْوشَنِّ الّصَغیر

وَقد ذکر لهذا الدّعاء فی الکتب المُعتبرة شرح اطولُ وفضل أکثر مِمّا ذکر لدعاءِ الجوشن الکبیر، وقالَ الکفعمی فی هامش کتاب البلد الامین : هذا دُعاء رفیع

ص: 121

الشّأن عظیم المنزلة دعا به الکاظم ( علیه السلام ) وقد همّ موسی الهادی العبّاسی بقتله فَرَأی ( علیه السلام ) جدّه النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی المنام فأخبره بأنّ الله تعالی سَیقضی علی عَدوّه، وأورد السّیّد ابن طاووس هذا الدّعاء فی کتاب مهَج الدّعوات وتختلف نسختا الدّعاءِ عَن بعضَهما ونحنُ نأتی به طبقاً لکتاب البَلَد الامین للکفعمی ( قدس سره ) وهوُ هذا الدّعاء :

اِلهی کُمْ مِنْ عَدُو انْتَضی عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ وَشَحَذَ لی ظُبَةَ مُدْیَتِهِ، وَاَرْهَفَ لی شَبا حَدِّهِ، وَدافَ لی قَواتِلَ سمُوُمِهِ، وَسَدَّدَ اِلَیَّ ( نَحْوی ) صَوائِبَ سِهامِهِ وَلَمْ تَنَمْ عَنّی عَیْنُ حِراسَتِهِ، وَاَضْمَرَ اَنْ یَسوْمَنیَ الْمَکْرٌوْهَ وَیُجَرِّعَنی ذُعافَ مَرارَتِهِ نَظَرْتَ ( فَنَظَرْتَ ) اِلی ضَعْفی عَنِ احتِمالِ الْفَوادِحِ وَعَجْزی عَنِ الاْنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدنی بِمُحارَبَتِهِ وَوَحْدَتی فی کَثیر مِمَّنْ ناوانی واَرْصَدَ لی فیما لَمْ اُعْمِلْ فِکْری فی الاْرْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ، فَاَیَّدْتَنی بِقُوَّتِکَ وَشَدَدْتَ اَزْری بِنُصْرَتِکَ وفَلَلْتَ لی حَدَّهُ ( شَبا حَدِّهِ ) وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدیدِهِ وَحَشْدِهِ واَعْلَیْتَ کَعْبی عَلَیْهِ وَوَجَّهْتَ ما سَدَّدَ اِلَیَّ مِنْ مَکائِدِهِ اِلَیْهِ، وَرَدَدْتَهُ عَلَیْهِ وَلَمْ یَشْفِ غَلیلَهُ وَلَمْ تَبْرُدْ حَزازاتُ غَیْظِهِ وَقَدْ عَضَّ عَلَیَّ اَنامِلِهِ وَاَدْبَرَ مُوَلِّیاً قَدْ اَخْفَقَتْ سَرایاهُ، فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهِی وَکَمْ مِنْ باغ بَغانی بِمَکائِدِهِ وَنَصَبَ لی اَشْراکَ مَصایِدِهِ وَوَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ، واَضبَأَ اِلَیَّ اِضْباءَ السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ انْتِظاراً لاِنْتِهازِ فُرْصَتِهِ وَهُوَ یُظْهِرُ بَشاشَةَ الْمَلَقِ، وَیَبْسُطُ ( لی ) وَجْهاً غَیْرَ طَلِق، فَلَمّا رَاَیْتَ دَغَلَ سَریرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوی عَلَیْهِ لِشَریکِهِ فی مِلّتِهِ واَصْبَحَ مُجْلِباً لی

ص: 122

( اِلَیَّ ) فی بَغْیِهِ اَرْکَسْتَهُ لاُمِّ رَأسِهِ واَتَیْتَ بُنْیانَهُ مِنْ اَساسِهِ فَصَرَعْتَهُ فی زُبْیَتِهِ وَرَدَّیْتَهُ ( اَرْدَیْتَهُ ) فی مَهْوی حُفْرَتِهِ وَجَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرابِ رِجْلِهِ وَشَغَلْتَهُ فی بَدَنِهِ وَرِزْقِهِ وَرَمَیْتَهُ بِحَجَرِهِ وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ وَذَکَّیْتَهُ بِمَشاقِصِهِ وَکَبَبْتَهُ لِمَنْخَرِهِ وَرَدَدْتَ کَیْدَهُ فی نَحْرِهِ وَرَبَقْتَهُ ( وَوَثَقْتَهُ ) بِنَدامَتِهِ وَفَسَأتَهُ ( اَفْنَیْتَهُ ) بِحَسْرَتِهِ فَاسْتَخْذَأ وَتَضآءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ وانْقَمَعَ بَعْدَ اْستِطالَتِهِ ذَلیلاً مَأسُوراً فی رِبْقِ حِبالَتِهِ ( حَبائِلِهِ ) الَّتی کانَ یُؤَمِّلُ اَنْ یَرانی فیها یَوْمَ سَطْوَتِهِ، وَقَدْ کِدْتُ یا رَبِّ لَوْلا رَحْمَتُکَ اَنْ یَحُلَّ بی ما حَلَّ بِساحَتِهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلنی لِنَعْمآئِکَ مِنَ الشّاکِرینَ ولاِلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ حاسِد شَرِقَ بِحَسْرَتِهِ ( بِحَسَدِهِ ) وَعَدُوٍّ شَجِیَ بِغَیْظِهِ وَسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ، وَوَخَزَنی بِمُوقِ عَیْنِهِ وَجَعَلَنی ( وَجَعَلَ ) غَرَضاً لِمرامیهِ، وَقَلَّدَنی خِلالاً لَمْ تَزَلْ فِیهِ، نادَیْتُکَ ( فَنادَیْتُ ) یا رَبِّ مُسْتَجیراً بِکَ واثِقاً بِسُرْعَةِ اِجابَتِکَ مُتَوَکِّلاً عَلی ما لَمْ اَزَلْ اَتَعرَّفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِکَ عالِماً اَنَّهُ لا یُضْطَهَدُ مَنْ اَوی اِلی ظِلِّ کَنَفِکَ وَلَنْ تَقْرَعَ الْحَوادِثُ ( الْفَوادِحُ ) مَنْ لَجَاَ اِلی مَعْقِلِ الاِْنْتِصارِ بِکَ فَحَصَّنْتَنی مَنْ بأسِهِ بِقُدْرَتِکَ فَلَکَ الْحْمدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلاِلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ سَحائِبِ مَکْروه جَلَّیْتَها وسَماءِ نِعْمَة مَطَرْتَها ( اَمْطَرْتَها ) وَجَداوِلِ کَرامَة اَجْرَیْتَها واَعْیُنِ اَحْداث طَمَسْتَها وناشِئَةِ رَحْمَة نَشَرْتَهَا وَجُنَّةِ عافِیَة اَلْبَسْتَها وَغَوامِرِ کُرُبات کَشَفْتَها واُمُور جارِیَة قَدَّرْتَها، لَمْ تُعْجِزْکَ اِذْ طَلَبْتَها وَلَمْ تَمْتَنِعْ مِنْکَ اِذْ اَرَدْتَهَا، فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر

ص: 123

لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا تَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجَعْلنی لِنَعْمآئِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلاِلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ اِلهی وکَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَن حَقَّقْتَ وَمِنْ کَسْرِ اِمْلاق جَبَرْتَ وَمِنْ مَسْکَنَة فادِحَة حَوَّلْتَ وَمِنْ صَرْعَة مُهْلِکَة نَعَشْتَ ( اَنْعَشْتَ ) وَمِنْ مَشَقَّة اَرَحْتَ، لا تُسْأَلُ ( یا سَیِّدی ) عَمّا تَفْعَلُ وَهُمْ یُسْأَلُونَ وَلا یَنْقُصُکَ ما اَنْفَقْتَ وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَاَعْطَیْتَ وَلَمْ تُسْأَلْ فاَبْتَدَأتَ وَاسْتُمیحَ بابُ فَضْلِکَ فَما اَکْدَیْتَ، اَبَیْتَ إلاّ اِنْعاماً وَاْمِتناناً وإلاّ تَطَوُّلاً یا رَبِّ وَاِحْساناً، واَبَیْتُ ( یا رَبِّ ) إلاّ اْنتِهاکاً لِحُرُماتِکَ وَاْجْتِراءً عَلی مَعاصِیکَ وَتَعَدِّیاً لِحُدُودِکَ وَغَفْلَةً عَنْ وَعیدِکَ وَطاعَةً لِعَدُوّی وَعَدُوِّکَ، لَمْ یَمْنَعْکَ یا اِلهی وناصِری اِخْلالی بِالشُّکْرِ عَنْ اِتْمامِ اِحْسانِکَ وَلاَ حَجَزَنی ذلِکَ عَنِ ارْتِکابِ مَساخِطِکَ، اَللّهُمَّ وَهذا ( فَهذا ) مَقامُ عَبْد ذَلیل اعْتَرَفَ لَکَ بِالتَّوْحیدِ وَاَقَرَّ عَلی نَفْسِهِ بِالتَّقْصیرِ فی اَداءِ حَقِّکَ وَشَهِدَ لَکَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِکَ عَلَیْهِ وَجَمیلِ عادَتِکَ عِنْدَهُ واِحْسانِکَ اِلَیْهِ فَهَبْ لی یا اِلهی وَسَیِّدِی مِنْ فَضْلِکَ ما اُریدُهُ ( سَبَباً ) اِلی رَحْمَتِکَ واَتَّخِذُهُ سُلَّماً اَعْرُجُ فیهِ اِلی مَرْضاتِکَ وَآمَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِکَ بِعِزَّتِکَ وَطَوْلِکَ وَبِحَقِّ نَبِیِّکَ مَحَمَّد صَلی الله علیه وآله فلک الحمد یا ربِّ مِنْ مقتدر یغلبُ وذی أناة یعجل صلّ علی محمد وآل محمد وَاجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ فی کَرْبِ الْمَوْتِ وَحَشْرَجَةِ الصَّدْرِ وَالنَّظَرِ اِلی ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الجُلُودُ وَتَفْزَعُ لَهُ القُلُوبُ واَنَا فی عافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَجْعَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی لِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ سَقِیماً مُوْجِعاً فی اَنَّة وَعَویل

ص: 124

یَتَقَلَّبُ فی غَمِّهِ لا یَجِدُ مَحیصاً وَلا یُسیغُ طَعاماً وَلا شَراباً وَاَنَا فی صِحَّة مِنَ الْبَدَنِ وَسَلامَة مِنَ الْعَیْشِ کُلُّ ذلِکَ مِنْکَ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنٌ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ عَبْد أَمْسی وَأصْبَحَ خائِفاً مَرْعُوباً مُشْفِقاً وَجِلاً هارِباً طَریداً مُنْجَحِراً فی مَضیق وَمَخْبَأة مِنَ الَْمخابِی قَدْ ضاقَتْ عَلَیْهِ الاْرْضُ بِرَحْبِها لا یَجِدُ حیلَةً وَلا مَنْجیً وَلا مَأویً وَاَنَا فی اَمْن وَطُمَأنینة وَعافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ اِلهی وَسَیِّدی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ مَغْلُولاً مُکَبَّلاً فِی الْحَدیدِ بِاَیْدی الْعَداةِ لا یَرْحَمُونَهُ، فَقیداً مِنْ اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ اِخْوانِهِ وَبَلَدهِ، یَتَوَقَّعُ کُلَّ ساعَة بِاَیِّ قِتْلَة یُقْتَلُ وَبِاَیِّ مُثْلَة یُمَثَّلُ بِهِ وَاَنَا فی عافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ یُقاسِی الْحَرْبَ وَمُباشَرَةَ الْقِتالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِیَتْهُ الاْعْداءُ مِنْ کُلِّ جانِب بِالسُّیُوفِ وَالرِّماحِ وَآلَةِ الْحْربِ یَتَقَعْقَعُ فِی الْحَدیدِ قَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ لا یَعْرِفُ حیلَةً وَلا یَجِدُ مَهْرَباً قَدْ اُدْنِفَ بِالْجِراحاتِ اَوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنابِکِ وَالاَْرْجُلِ یَتَمَنّی شَرْبَةً مِنْ ماء اَوْ نَظْرَةً اِلی اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ لا یَقْدِرُ عَلَیْها وَاَنَا فی عافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجَعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،

ص: 125

اِلهی وکم مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ فی ظُلُماتِ الْبِحارِ وَعَواصِفِ الرِّیاحِ وَالاَْهْوالِ وَالاْمْواجِ یَتَوقَّعُ الغَرَقَ وَالْهَلاکَ لا یَقْدِرُ عَلی حیلَة اَوْ مُبْتَلیً بِصاعِقَة اَوْ هَدْم اَوْ حَرْق اَوْ شَرْق اَوْ خَسْف اَوْ مَسْخ اَوْ قَذْف وَاَنَا فی عافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی واَصْبَحَ مُسافِراً شاخِصاً عَنْ اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُتَحَیِّراً فِی الْمَفاوِزِ تائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَالْبَهائِمِ وَالْهَوامِّ وَحِیداً فَریداً لا یَعْرِفُ حیلَةً وَلا یَهْتَدی سَبیلاً، اَوْ مُتَاَذِّیاً بِبَرْد اَوْ حَرٍّ اَوْ جُوع اَوْ عُرْی اَوْ غَیْرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ مِمَّا اَنَا مِنْهُ خِلْوٌ فی عافِیَة مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ فَلَکَ الْحَمْدُ یا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واجْعَلْنی لِنعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ ولالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، اِلهی وَسَیِّدی وکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ فَقیراً عائِلاً عارِیاً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً ( خائِفاً ) جائِعاً ظَمآنَ یَنْتَظِرُ مَنْ یَعُودُ عَلَیْهِ بِفَضْل، اَوْ عَبْد وَجیه عِنْدَکَ هُوَ اَوْجَهُ مِنّی عِنْدَکَ وَاَشدُّ عِبادَةً لَکَ مَغْلُولاً مَقْهُوراً قَدْ حُمِّلَ ثِقْلاً مِنْ تَعَبِ الْعَناء وَشِدَّةِ الْعُبُودِیَّةِ وَکُلْفَةِ الرِّقِّ وَثِقْلِ الضَّریبَةِ اَوْ مُبْتلیً بِبَلاء شَدید لا قِبَلَ لَهُ ( بِهِ ) إلاّ بِمَنَّکَ عَلَیْهِ واَنَا الَْمخْدُومُ الْمُنَعَّمُ الْمُعافَی الْمَکَرَّمُ فی عافِیَة مِمّا هُوَ فیهِ فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ مِنْ مُقْتَدر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَجْعَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجَعْلنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ، ] اِلهی وَسَیِّدی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی واَصْبَحَ شَریداً طَریداً حَیرانَ مُتَحَیِّراً جائِعاً خائِفاً خاسِراً فِی الصَّحاری وَالْبَراری قَدْ اَحْرَقَهُ الْحَرُّ

ص: 126

وَالْبَرْدُ وَهُوَ فی ضرٍّ مِنَ الْعَیْشِ وَضَنْک مِنَ الْحَیاةِ وَذُلٍّ مِنَ المَقامِ یَنْظُرُ اِلی نَفْسِهِ حَسْرَةً لا یَقْدِرُ لَها عَلی ضَرٍّ وَلا نَفْع وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لاَنْعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ ولالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ واَرْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرَّاحِمینَ نسخة المجلسی [ اِلهی وَسَیِّدی وکَم مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ عَلیلاً مَریضاً سَقیماً مُدْنِفاً عَلی فُرُشِ العِلَّةِ وَفی لِباسِها یَتَقَلَّبُ یَمیناً وشِمالاً لا یَعْرِفُ شَیْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ وَلا لَذَّةِ الشَّرابِ یَنْظُرُ اِلی نَفْسِهِ حَسْرةً لا یَسْتَطیعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لَکَ مِنَ الْعابِدینَ وَلِنعَمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، مَوْلای وَسَیِّدی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ وَقَدْ دَنا یَْومَهُ مِنْ حَتْفِهِ واَحْدَقَ بِهِ مَلَکُ الْمَوْتِ فی اَعْوانِهِ یُعالِجُ سَکَراتِ الْمَوْتِ وَحِیاضَهُ تَدُورُ عَیْناهُ یَمیناً وَشِمالاً یَنْظُرُ اِلی اَحِبّائِهِ وَاَوِدّائِهِ واَخِلاّئِهِ، قَدْ مُنِعَ مِنَ الکَلامِ وَحُجِبَ عَنِ الخِطابِ یَنْظُرُ اِلی نَفْسِهِ حَسْرَةً لا یَسْتَطیعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ بِجُودِکَ وَکَرمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واجْعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، مَوْلایَ وَسَیِّدی وکَم مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ فی مَضَائِقِ الحُبُوسِ وَالسُّجُونِ وَکُرَبِها وَذُلِّها وَحَدیدِها یَتَداوَلُهُ اَعْوانُها وَزَبانِیَتُها فَلا یَدْری اَیُّ حال یُفْعَلُ بِهِ وَاَیَّ مُثْلَة یُمَثَّلُ بِهِ فَهُوَ فی ضُرٍّ

ص: 127

مِنَ الْعَیْشِ وَضنْک مِنَ الْحَیاةِ یَنْظُرُ اِلی نَفْسِهِ حَسْرَةً لا یَسْتَطیعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لَکَ مِنَ الْعابِدینَ ولِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، سَیِّدِی وَمَوْلایَ وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَیْهِ القَضاءُ وَاَحْدقَ بِهِ الْبَلاءُ وَفارَقَ اَوِدّاءَهٌ وَاَحِبّاءَهٌ وَاَخِلاّءَهٌ وَاَمْسی اَسیراً حَقیراً ذَلیلاً فی اَیْدِی الْکُفّارِ وَالاْعْداء یَتَداوَلُونَهُ یَمیناً وَشِمالاً قَدْ حُصِرَ فِی الْمَطامیرِ وَثُقِّلَ بِالْحَدیدِ لا یَری شَیْئاً مِنْ ضِیاءِ الدُّنْیا وَلا مِنْ رَوْحِها یَنْظُرُ اِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لا یَسْتَطیعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لَکَ مِنَ الْعابِدینَ وَلِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ ] اِلهی وَسَیِّدِی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی وَاَصْبَحَ قَدِ اشتاقَ اِلَی الدُّنْیا للِرَّغْبَةِ فیها اِلی اَنْ خاطَرَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ حِرْصاً مِنْهُ عَلَیْها قَدْ رَکِبَ الْفُلْکَ وَکُسِرَتْ بِهِ وَهُوَ فی آفاقِ الْبِحارِ وَظُلَمِها یَنْظِرُ اِلی نَفْسِهِ حَسْرَةً لا یَقْدِرُ لَها علی ضَرٍّ وَلا نَفْع واَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّه بِجُوِدکَ وَکَرَمِکَ فَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لَکَ مِنَ الْعابِدینَ وَلِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اِلهی وَسَیِّدی وَکَمْ مِنْ عَبْد اَمْسی قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَیْهِ الْقَضاءُ وَاَحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ والکُفّارُ والاْعْداءُ واَخَذَتْهُ الرِّماحُ وَالسُّیُوفُ وَالسِّهامُ وَجُدِّلَ صَریعاً وَقَدْ شَرِبَتِ

ص: 128

الاْرْضُ مِنْ دَمِهِ واَکَلَتِ السِّباعُ وَالطِّیْرُ مِنْ لَحْمِهِ واَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِکَ کُلِّهِ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ لا بِاسْتِحْقاق مِنّی یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ مِنْ مُقْتَدِر لا یُغْلَبُ وَذی اَناة لا یَعْجَلُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ نسخة المجلسی [، وَعِزَّتِکَ یا کَریمُ لاَطْلُبَنَّ مِمّا لَدَیْکَ، وَلاَُلِحَّنَّ عَلَیْکَ وَلاََمُدَّنَّ یَدی نَحْوَکَ مَعَ جُرْمِها اِلَیْکَ یا رَبِّ فَبِمَنْ اَعُوذُ وَبِمَنْ اَلُوذُ لا اَحَدَ لی اِلاّ اَنْتَ اَفَتَرُدَّنی وَاَنْتَ مُعَوَّلی وَعَلَیْکَ مُتَّکَلی، اَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّماءِ فَاْستَقَلَّتْ وَعَلَی الاْرْضِ فاَسْتَقَرَّتْ وَعَلی الْجِبالِ فَرَسَتْ وَعَلَی اللَّیْلِ فَاَظْلَمَ وَعَلَی النَّهارِ فَاسْتَنارَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد وَاَنْ تَقْضِیَ لی حَوائِجی کُلَّها وَتَغْفِرَ لی ذُنُوبی کُلَّها صَغیرَها وَکَبیرَها، وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزْقِ ما تُبَلِّغُنی بِهِ شَرَفَ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ یا اَرْحَمَ الَّراحِمینَ، مَوْلایَ بکَ اْستَعَنْتُ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَعِنّی، وَبِکَ اسْتَجَرْتُ فَاَجِرْنی واَغْنِنی بِطاعَتِکَ عَنْ طاعَةِ عِبادِکَ وَبِمَسْأَلَتِکَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِکَ وَانْقُلْنی مِنْ ذُلِّ الْفَقْرِ اِلی عِزِّ الْغِنی وَمِنْ ذُلِّ الْمَعاصی اِلی عِزِّ الطّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنی عَلی کَثیر مِنْ خَلْقِکَ جُوداً مِنْکَ وَکَرَماً لا بِاسْتِحْقاق مِنّی، اِلهی فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْنی لِنَعْمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ وَلالائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ وَارْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ ثمّ اسجد وقل : سَجَدَ وَجْهِیَ الذَّلیلُ لِوَجْهِکَ الْعَزیزِ الْجَلیلِ، سَجَدَ وَجْهِیَ البالی الْفانی لِوَجْهِکَ الدّائِم الْباقی، سَجَدَ وَجْهِیَ الْفَقیرُ لِوَجْهِکَ الْغَنیِّ الْکَبیرِ، سَجَدَ وَجْهی وَسَمْعی وَبَصَری وَلَحْمی وَدَمی وَجِلْدی وَعَظْمی وَما اَقَلَّتِ الاْرْضُ مِنّی لله رَبِّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ عُدْ عَلی جَهْلی بِحِلْمِکَ، وَعَلی فَقْری بِغِناکَ، وَعَلی ذُلّی بِعِزِّکَ وَسُلْطانِکَ، وَعَلی ضَعْفی بِقُوَّتِکَ، وَعَلی خَوْفی

ص: 129

بِاَمْنِکَ، وَعَلی ذُنُوبی وَخطایایَ بِعَفْوِکَ وَرَحْمَتِکَ یا رَحمن یا رَحیمُ اَللّهُمَّ اِنّی اَدْرَأُ بِکَ فی نَحْرِ فلان بن فلان واَعُوُذ بِکَ مِنْ شَرِّهِ فَاکْفِنیهِ بِما کَفَیْتَ بِهِ اَنْبِیاءِکَ وَاَوْلِیاءِکَ مِنْ خَلْقِکَ وَصالِحی عِبادِکَ مِنْ فَراعِنَةِ خَلْقِکَ وَطُغاةِ عُداتِکَ وَشَرِّ جَمیعِ خَلْقِکَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکیلُ .

دُعاء السّیفی الصَّغیر المعروف بِدُعاء القاموس

ذَکَره الشّیخ الاجلّ ثقة الاسلام النّوری عطّر الله مرقده فی الصّحیفة الثّانیة العلویّة، وقال: انّ لهذا الدّعاء فی کلمات أرباب الطّلسمات والتسخیرات شرح غریب وقد ذکروا له آثاراً عجیبة، وَلَم أروِ ما ذکرُوه لعدم اعتمادی علیه ولکن اُورد أصل الدّعاء تسامحاً فی أدلّة السّنن وتاسّیاً، بالعلمآء الاعلام ، وهو هذا الدّعاء :

رَبِّ اَدْخِلْنی فی لُجَّةِ بَحْرِ اَحَدِیَّتِکَ، وَطَمْطامِ یَمِّ وَحْدانِیَّتِکَ، وَقَوِّنی بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِیَّتِکَ، حَتّی اَخْرُجَ اِلی فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِکَ وَفی وَجْهی لَمَعاتُ بَرْقِ الْقُرْبِ مِنْ آثارِ حِمایَتِکَ، مَهیباً بِهَیْبَتِکَ عَزیزاً بِعِنایَتِکَ مُتَجَلِّلاً مُکَرَّماً بِتَعْلیمِکَ وَتَزْکِیَتِکَ، واَلْبِسْنی خِلَعَ الْعِزَّةِ وَالْقَبُولِ وَسَهِّلْ لی مَناهِجَ الْوُصْلَةِ والْوُصُولِ، وَتَوِّجْنی بِتاجِ الْکَرامَةِ وَالْوَقارِ وَاَلِّفْ بَیْنی وَبَیْنَ اَحِبّائِکَ فی دارِ الدُّنْیا وَدارِ الْقَرارِ، وارْزُقْنی مِنْ نُورِ اسْمِکَ هَیْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِیَ الْقُلُوبُ وَالاَْرْواحُ، وَتَخْضَعُ لَدَیَّ النُّفُوسُ وَالاْشْباحُ، یا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَیْهِ اَعْناقُ الاْکاسِرَةِ لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجا مِنْکَ إلاّ اِلَیْکَ، وَلا اِعانَةَ إلاّ بِکَ وَلاَ اِتّکاءَ إلاّ عَلَیْکَ، ادْفَعْ عَنّی کَیْدَ الْحاسِدینَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدینَ وارْحَمْنی تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِکَ یا اَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ اَیِّدْ ظاهِری فی تَحْصیلِ مَراضیکَ وَنَوِّرْ قَلْبی وَسِرّی بالاِْطِّلاعِ عَلی مَناهِجِ مَساعیکَ، اِلهی کَیْفَ اَصْدُرُ عَنْ بابِکَ بِخَیْبَة مِنْکَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلی ثِقَة بِکَ، وَکَیْفَ تُؤْیِسُنی مِنْ عَطائِکَ وَقَدْ اَمَرْتَنی بِدُعائِکَ وَها اَنَا مُقْبِلٌ عَلَیْکَ مُلْتَجِیٌ اِلَیْکَ

ص: 130

باعِدْ بَیْنی وَبیْنَ اَعْدائی، کَما باعَدْتَ بَیْنَ اَعْدائی اِخْتَطِفْ اَبْصارَهُمْ عَنّی بِنُورِ قُدْسِکَ وَجَلالِ مَجْدِکَ اِنَّکَ اَنْتَ اللهُ المُعْطی جَلائِلَ النِّعَمِ الْمُکَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاکَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِکَ، یا حَیُّ یا قَیُّومُ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، وَصَّلی اللهُ عَلی سَیِّدِنا وَنَبِیِّنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ .

الفَصلُ السّابِع : فی ذکر نبذ مِن الدَّعوات النّافِعة المختصرة الّتی اقتطفتها من الکتب المعتبرة

فی ذکر نبذ مِن الدَّعوات النّافِعة المختصرة الّتی اقتطفتها من الکتب المعتبرة .

الاوّل اسم الله الاعظم

قال السیّد الاجل السیّد علیخان الشیرازی رضوان الله علیه فی کتاب الکلم الطیّب: انّ اسم الله الاعظم هو ما یفتتح بکلمة الله ویختتم بکلمة هو، ولیس فی حروفه حرف منقوط، ولا یتغیّر قراءته، اٌعرب أم لم یٌعرب، ونظفر بذلک فی القرآن المجید فی خمس آیات من خمس سُور ، هی البقرة وآل عمران والنّساء وطه والتّغابن ، قال الشیخ المغربی: من اتّخذ هذه الایات الخمس ورداً وردّدها فی کلّ یوم احدی عشرة مرّة تیسّر له ما أهمّه من الامور الکلیّة والجزئیة عاجلاً ان شاء الله تعالی، والایات الخمس هی :

( 1 ) اَللهُ لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ القَیُّومُ إلی آخر آیة الکرسی ( 2 ) اَللهُ لا اِلهَ إلاّ هُوَ الحَیُّ القَیُّومُ نَزَّلَ عَلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ واَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالاِْنْجیلَ مِنْ قَبْلُ هُدیً لِلنّاسِ وَاَنْزَلَ الْفُرْقانَ ( 3 ) اَللهُ لا اِلهَ إلاّ هُوَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فیهِ وَمَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدیثاً ( 4 ) اَللهُ لا اِلهَ إلاّ هُوَ لَهُ الاَْسْماءُ الْحُسْنی ( 5 ) اَللهُ لا اِلهَ إلاّ هُوَ وَعَلَی اللهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .

الثّانی : التّوسُّل

قال العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) عن بعض الکتب المعتبرة انّه: روی محمّد بن بابویه هذا التّوسّل عن الائمة ( علیهم السلام ) وقال: ما توسّلت لامر من الامور الاّ ووجدت أثر الاجابة

ص: 131

سریعاً، وهو :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ وَاَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، یا اَبَا الْقاسِمِ یا رَسُولَ اللهِ یا اِمامَ الرَّحْمَةِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبَا الْحَسَنِ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ یا عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب، یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا فاطِمَةَ الزَّهْراءُ یا بِنْتَ مُحَمَّد یا قُرَّةَ عَیْنِ الرَّسُولِ، یا سَیِّدَتَنا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکِ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکِ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهَةً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعی لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا مُحَمَّد یا حَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ اَیُّهَا الُْمجْتَبی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا عَبْدِاللهِ یا حُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ، اَیُّهَا الشَّهیدُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبَا الْحَسَنِ یا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، یا زَیْنَ الْعابِدینَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ، وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا جَعْفَر یا مُحَمَّدَ، بْنَ عَلِیٍّ اَیُّهَا الْباقِرُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ

ص: 132

یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ، وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا عَبْدِ اللهِ یا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، اَیُّهَا الصّادِقُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبَا الْحَسَنِ یا مُوسَی بْنَ جَعْفَر، اَیُّهَا الْکاظِمُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبَا الْحَسَنِ یا عَلِیَّ بْنَ مُوسی اَیُّهَا الرِّضا یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا جَعْفَر یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ اَیُّهَا التَّقِیُّ الْجَوادُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا، یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبَا الْحَسَنِ یا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد اَیُّهَا الْهادِی النَّقِیُّ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا اَبا مُحَمَّد یا حَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، اَیُّهَا الزَّکِیُّ الْعَسْکَرِیُّ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ

ص: 133

بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ، یا وَصِیَّ الْحَسَنِ وَالْخَلَفَ الْحُجَّةَ اَیُّهَا الْقائِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِیُّ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ یا سَیِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِکَ اِلَی اللهِ وَقَدَّمْناکَ بَیْنَ یَدَیْ حاجاتِنا یا وَجیهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ .

ثمّ سل حوائجک، فانّها تٌقضی ان شاء الله تعالی، وعلی روایة اُخری قُل بعد ذلک :

یا سادَتی وَمَوالِیَّ اِنّی تَوَجَّهْتُ بِکُمْ اَئِمَّتی وَعُدَّتی لِیَوْمِ فَقْری وَحاجَتی اِلَی اللهِ، وَتَوَسَّلْتُ بِکُمْ اِلَی اللهِ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِکُمْ اِلَی اللهِ، فَاشْفَعُوا لی عِنْدَ اللهِ، وَاسْتَنْقِذُونی مِنْ ذُنُوبی عِنْدَ اللهِ، فَاِنَّکُمْ وَسیلَتی اِلَی اللهِ وَبِحُبِّکُمْ وَبِقُرْبِکُمْ اَرْجُو نَجاةً مِنَ اللهِ، فَکُونُوا عِنْدَ اللهِ رَجائی یا سادَتی یا اَوْلِیاءَ اللهِ، صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ وَلَعَنَ اللهُ اَعْداءَ اللهِ ظالِمیهِمْ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

أقول: أورد الشّیخ الکفعمی فی کتاب البلد الامین دعاء مبسُوطاً موسوماً بدعاء الفرج، وهو یحتوی فی مطاویه علی هذا التّوسّل واظنّ انّ التّوسّل بالائمة الاثنی عشر المنسوب إلی الخواجة نصیر الدّین ( دوازده امام خواجه نصیر الدّین ) هو ترکیب من هذا التّوسّل ومن الصّلوة علی الحجج الطّاهرین فی خطبة بلیغة أوردها الکفعمی فی أواخر کتاب المصباح، والسیّد علیخان قد أورد فی کتاب الکلم الطّیّب نقلاً عن قبس المصابیح للشّیخ الصهرشتی دعاء للتوسّل ذا شرح لا یسعه المقام، والدّعاء هُو :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمِّد وَعَلی اِبْنَتِه وَعَلی ابْنَیْها، وَاَسْاَلُکَ بِهِمْ اَنْ تُعینَنی عَلی طاعَتِکَ وَرِضْوانِکَ، واَنْ تُبَلِّغَنی بِهِمْ اَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ اَحَداً مِنْ اَوْلِیائِکَ اِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أَبی طالِب عَلَیْهِ السَّلامُ إلاّ انْتَقَمْتَ

ص: 134

بِهِ مِمَّنْ ظَلَمَنی وَغَشَمَنی وَآذانی واْنَطَوی عَلی ذلِکَ، وَکَفیْتَنی بِهِ مَؤُنَةَ کُلِّ اَحَد یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ عَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ إلاّ کَفَیْتَنی بِهِ مَؤُنَةَ کُلِّ شَیْطان مَرید وَسُلْطان عَنید یَتَقَوّی عَلِیِّ بِبَطْشَهِ وَیَنْتَصِرُ عَلیَّ بِجُنْدِهِ اِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ یا وَهّابُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیَّیْکَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلیٍّ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد عَلَیْهِمَا السَّلام اِلاّ اَعَنْتَنی بِهِما عَلی اَمْرِ آخِرَتی بِطاعَتِکَ وَرِضْوانِکَ وَبَلَّغْتنِی بِهِما ما یُرْضیکَ اِنَّکَ فَعّالٌ لِما تُریدُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ مُوسَی بْنِ جَعْفَر عَلَیْهِ السَّلامُ اِلاّ عافَیْتَنی بِهِ فِی جَمیعِ جَوارِحی ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ یا جَوادُ یا کَرِیمُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ الرِّضا عَلِیِّ بْنِ مُوسی عَلَیْهِ السَّلامُ إلاّ سَلَّمْتَنی بِهِ فِی جَمیعِ اَسْفارِی فِی الْبَراری وَالْبِحارِ وَالْجِبالِ والْقِفارِ والاَْوْدِیَةِ وَالْغِیاضِ مِنْ جَمیعِ ما اَخافُهُ وَاَحْذَرُهُ اِنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ مُحمَّد بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلامُ إلاّ جُدْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِکَ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلیَّ مِنْ وُسْعِکَ وَوَسَّعْتَ عَلَیَّ رِزْقَکَ وَاَغْنَیْتَنی عَمَّنْ سِواکَ، وَجَعَلْتَ حاجَتی اِلَیْکَ وَقَضاها عَلَیْکَ اِنَّکَ لِما تَشاءُ قَدیرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ عَلیِّ بْنِ مُحَمَّد عَلَیْهِمَا السَّلامُ اِلاّ اَعَنْتَنی بِهِ عَلی تَأدِیَةِ فُرُوضِکَ وَبِرِّ اِخْوانِیَ الْمُؤْمِنینَ، وَسَهِّلْ ذلِکَ لی وَاقْرُنْهُ بِالْخَیْرِ وَاَعِنّی عَلی طاعَتِکَ بِفَضْلِکَ یا رَحیمُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ الحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلامُ اِلاّ اَعَنْتَنی بِهِ عَلی اَمْرِ آخِرَتی بِطاعَتِکَ وَرِضْوانِکَ، وَسَرَرْتَنی فِی مُنْقَلَبی وَمَثْوایَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ وَلِیِّکَ وحُجَّتِکَ صاحِبَ الزَّمانِ عَلَیْهِ السَّلامُ إلا اَعَنْتَنی بِهِ عَلی جَمیعِ اُمُوری وَکَفَیْتَنی بِهِ مَؤُنَةَ کُلِّ مُوْذ وَطاغ وَباغ، واَعَنْتَنی بِهِ، فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودی وَکَفیْتَنی بِهِ کُلَّ

ص: 135

عَدُوٍّ وَهَمٍّ وَغَمٍّ وَدَیْن وَعَنّی وَعَنْ وُلْدی وَجَمیعِ اَهْلِی وَاِخْوانِی وَمَنْ یَعْنینی اَمْرُهُ وَخاصَّتی، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

الثّالث دعاء یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ،

روی الشّیخ الکفعمی فی البلد الامین دعاء عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، ما دعا به ملهوف أو مکروب أو حزین أو مبتلی أو خائف الاّ وفرّج الله تعالی عنه، وهُو :

یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، ویا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، وَیا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، ویا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَیا غِیاثَ مَنْ لا غِیاثَ لَهُ، وَیا کَنْزَ مَنْ لا کَنْزَ لَهُ، وَیا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، یا کَریمَ الْعَفْوِ، یا حَسَنَ التَّجاوُزِ، یا عَوْنَ الضُّعَفاءِ، یا کَنْزَ الْفُقَراءِ، یا عَظیمَ الَّرجاءِ، یا مُنْقِذَ الْغَرْقی، یا مُنْجِیَ الْهَلْکی، یا مُحْسِنُ، یا مُجْمِلُ، یا مُنْعِمُ، یا مُفْضِلُ، اَنْتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ سَوادُ اللّیْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضوْءُ الْقَمَرِ، وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَحَفیفُ الشَّجَرِ، وَدَوِیُّ الْماءِ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، یا رَبّاهُ یا اَللهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بِنا ما اَنْتَ اَهْلُهُ . ثمّ سل حاجتک .

أقول: یجدی ایضاً للفرج ورفع الغموم والبلایا المواظبة علی هذا الذّکر المروی عن الجواد ( علیه السلام ) : یَا مَنْ یَکْفی مِنْ کُلِّ شَیء وَلا یَکْفی مِنْهُ شَیءٌ، اِکْفِنی ما اَهَمَّنی .

الرّابع : الدّعاء للخلاص من السّجن

قال السیّد ابن طاووس فی مهج الدعوات: روی انّ رجلاً اعتقل فی الشّام مدّة طویلة، فرأی الزّهراء ( علیها السلام ) فی المنام تقول: اُدع بهذا الدعاء، وعلّمته ایّاه، فلمّا دعا به اطلق سراحه وعاد إلی بیته، وهُو هذا الدّعاء :

اللّهُمَّ بِحَقِّ الْعَرْشِ وَمنْ عَلاهُ، وَبِحَقِّ الْوَحْی وَمَنْ اَوْحاهُ،

ص: 136

وَبِحَقِّ النَّبِیِّ وَمَنْ نَبَّاَهُ، وَبِحَقِّ الْبَیْتِ وَمَنْ بَناهُ، یا سامِعَ کُلِّ صَوْت، یا جامِعَ کُلِّ فَوْت، یا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد واَهْلِ بَیْتِهِ، وآتِنا وَجَمیعَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فِی مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها فَرَجاً مِنْ عِنْدِکَ عاجِلاً بِشَهادَةِ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، واَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ صَلّی اللهُ عَلیْهِ وَآلِهِ وَعَلی ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرِینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً کَثیراً .

الخامس دعاء النور

روی السّید ابن طاووس فی مهج الدّعوات حدیثاً عن سلمان، وقد ورد فی آخر الحدیث ما حاصله: انّ فاطمة ( علیها السلام ) علّمتنی کلاماً کانت تعلّمته من رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، وکانت تقوله غدوة وعشیّة، وقالت: انّ سرّک أن لا یمسّک اذی الحمّی ما عشت فی دار الدّنیا فواظب علیه، وهُوَ :

بِسْمِ اللهِ النُّورِ، بِسْمِ اللهِ نُورِ النُّورِ، بِسْمِ اللهِ نُورٌ عَلی نُور، بِسْمِ اللهِ الَّذی هُوَ مُدَبِّرُ الاُْمُورِ، بِسْمِ اللهِ الَّذی خَلَقَ النُّورَ مِنْ النُّورِ، الْحَمْدُ للهِِ الَّذی خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ، وَاَنْزَلَ النُّورَ عَلی الطُّورِ، فِی کِتاب مَسْطُور، رِقٍّ مَنْشُور، بِقَدَر مَقْدُور، عَلی نَبِیٍّ مَحْبُور، الْحَمْدُ للهِِ الَّذی هُوَ بِالْعِزِّ مَذْکُورٌ، وَبِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ، وَعَلَی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ مَشْکُورٌ، وَصَلَیّ اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

قال سلمان: فتعلمتهنّ وعلّمتهنّ اکثر من ألف نفس من أهل المدینة ومکّة ممّن بهم الحمّی، فبرئوا من مَرضهم باذن الله تعالی .

السّادس : حِرز الامام زین العابدین ( علیه السلام )

روی السیّد فی موضعین مِن کتاب المَهج هذا الحرز عن الامام زین العابدین ( علیه السلام ) :

یا اَسْمَعَ السّامِعِینَ، یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ، یا اَسْرَعَ الحاسِبِینَ، یا اَحْکَمَ الْحاکِمِینَ، یا خالِقَ الَْمخْلُوقِینَ، یا رازِقَ الْمَرْزُوقینَ، یا ناصِرَ المَنْصُوریِنَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا دَلیلَ الْمُتَحیِّرینَ، یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ اَغِثْنی،

ص: 137

یا مالِکَ یَوْمِ الدّینِ، اِیّاکَ نَعْبُدُ وَاِیّاکَ نَسْتَعینُ، یا صَریخَ الْمَکْرُوبینَ، یا مُجیبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّینَ، اَنْتَ اللهُ رَبُّ الْعالَمینَ. اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ الْمَلِکُ الْحَقُّ الْمُبِینُ، الْکِبْرِیاءُ رِداؤُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد الْمُصْطَفی وَعَلی عَلِیٍّ الْمُرْتَضی وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَخَدِیجَةَ الْکُبْری وَالْحَسَنِ الُْمجْتَبی وَالْحُسَیْنِ الشَّهِیدِ بِکَرْبَلاءَ وَعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعابِدینَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلیٍّ الْباقِرِ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمِّد الصّادِقِ وَمُوسَی بْنِ جَعْفَر الْکاظِمِ وَعَلیِّ بِْن مُوسَی الرِّضا وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلیٍّ التَّقِیِّ وَعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد النَّقِیِّ وَالْحَسَنِ بن عَلیٍّ الْعَسْکَرِیِّ وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِیِّ الاِْمامِ المُنْتَظَرِ، صَلَوتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَجَمَعینَ، اَللُّهمَّ والِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ، واخْذُل مَنْ خَذَلَهُمْ، وَالْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّد، واْنصُرْ شیعَةَ آلِ مُحَمَّد، وَاَهْلِکْ اَعْداءَ آلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنی رُؤْیَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّد، واجْعَلْنی مِنْ اَتْباعِهِ واَشْیاعِهِ وَالرّاضینَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

السّابع : دعاء مقاتل بن سلیمان

روی الشیخ الکفعمی فی کتاب البلد الامین دعاء عن الامام زین العابدین ( علیه السلام ) وقال: روی عنه ( علیه السلام ) هذا الدّعاء مقاتل بن سلیمان، وقال: مَنْ دعا به مائة مرّة فلم یجب له فلیلعن مقاتلاً، والدّعاء هو :

اِلهی کَیْفَ اَدْعُوکَ واَنَا اَنَا وَکَیْفَ اَقْطَعُ رَجائی مِنْکَ واَنْتَ اَنْتَ، اِلهی اِذا لَمْ اَسْاَلْکَ فَتُعْطینی فَمَنْ ذَا الَّذی اَسْأَلُهُ فَیُعْطینی، اِلهی اِذا لَمْ اَدْعُکَ فَتَسْتَجیبَ لی فَمَنْ ذَا الَّذی اَدْعُوهُ فَیَسْتَجیبَ لی، اِلهی اِذا لَمْ اَتَضرَّعْ اِلَیْکَ فَتَرْحَمْنی فَمَنْ ذَا الَّذی اَتَضرَّعُ اِلَیْهِ فَیَرْحَمُنی، اِلهی فَکَما فَلَقْتَ الْبَحْرَ لِمُوسی عَلَیْهِ السَّلامُ وَنَجَّیْتَهُ اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ واَنْ تُنَجِّیَنی مِمّا اَنَا فیهِ وَتُفَرِّجَ عَنّی فَرَجاً عاجِلاً غَیْرَ آجِل بِفَضْلِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّامن دعاء جبرئیل

روی السّید ابن طاووس

ص: 138

( رحمه الله ) فی المهج، عن الامام محمّد الباقر ( علیه السلام ) ، قال: أتی جبرئیل النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقال : یا نبیّ الله اعلم انّی ما أحببت نبیّاً من الانبیاء کحبّی لک فأکثر من قول :

اَللّهُمَّ اِنَّکَ تَری وَلا تُری واَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الاْعْلی، وَاَنَّ اِلَیْکَ الْمُنْتَهی وَالرُّجْعیْ واَنَّ لَکَ الاْخِرَةَ وَالاُْولی، واَنَّ لَکَ الْمَماتَ وَالَْمحْیا، وَرَبِّ اَعُوذُ بِکَ اَنْ اُذَلَّ اَوْ اُخْزی .

دعاء سریع الاجابه

التّاسع : روی الکفعمی فی البلد الامین دعاء عن الامام موسی الکاظم ( علیه السلام ) وقال: انّه دعاء عظیم الشّأن سریع الاجابة، وهُو :

اَللّهُمَّ اِنّی اَطَعْتُکَ فِی اَحَبِّ الاَْشْیاءِ إلیْکَ وَهُوَ التَّوْحیدُ وَلَمْ اَعْصِکَ فِی اَبْغَضِ الاَْشْیاءِ اِلَیْکَ وَهُوَ الْکُفْرُ فَاغْفِرْ لی ما بَیْنَهُما یا مَنْ اِلَیْهِ مَفَرّی آمِنّی مِمّا فَزِعْتُ مِنْه اِلَیْکَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِیَ الْکَثیرَ مِنْ مَعاصیکَ واقْبَلْ مِنِّی الْیَسیرَ مِنْ طاعَتِکَ یا عُدَّتی دُونَ الْعُدَدِ، وَیا رَجائی وَالْمُعْتَمَدَ، وَیا کَهْفی وَالسَّنَدَ، وَیا واحِدُ یا اَحَدُ، یا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ اَللهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ، اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَیْتَهُمْ مِنْ خَلْقِکَ وَلَمْ تَجْعَلْ خَلْقِکَ مِثْلَهُمْ اَحَداً اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَتَفْعَلَ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِالْوَحْدانِیَّةِ الْکُبْری وَالُْمحَمَّدَیَّةِ الْبَیْضاءِ وَالْعَلَوِیَّةِ الْعُلْیا وَبِجَمیعِ مَا احْتَجَجْتَ بِهِ عَلی عِبادِکَ وَبِالاِْسْمِ الَّذِی حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِکَ فَلَمْ یَخْرُجْ مِنْکَ اِلاّ اِلَیْکَ، صَلِّ عَلی مُحَمِّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ لی مِنْ اَمْری فَرَجاً ومَخرَجاً وَارْزُقْنی مِنْ حَیْثُ اَحْتَسِبُ وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَسِبُ، اِنَّکَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِساب . ثمّ سل حاجتک .

العاشِر : الدّعاء للامن من السّلطان والبلاء وظهور الاعداء، ولخوف الفقر وضیق الصّدر

روی الکفعمی فی المصباح دعاء وقال: قد أورد السّید ابن طاووس هذا

ص: 139

الدّعاء للامن من السّلطان والبلاء وظهور الاعداء، ولخوف الفقر وضیق الصّدر، وهو من أدعیة الصحیفة السّجادیّة، فادع به إذا خفت أن یضرّک شیء ممّا ذکر، وهُو هذا الدّعاء :

یا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَکارِهِ، وَیا مَنْ یُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَیا مَنْ یُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلی رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِکَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِکَ الاَْسْبابُ، وَجَری بِقُدْرَتِکَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلی اِرادَتِکَ الاَْشْیاءُ، فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دُونَ قَوْلِکَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِکَ دُونَ نَهْیِکَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ، لا یَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا یَنْکَشِفُ مِنْها اِلاّ ما کَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بی یا رَبِّ ما قَدْ تَکأَّدَنی ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بی ما قَدْ بَهَظَنی حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِکَ اَوْرَدْتَهُ عَلَیَّ، وَبِسُلْطانِکَ وَجَّهْتَهُ اِلَیَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لی یا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِکَ، وَاکْسِرْ عَنّی سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِکَ، وَاَنِلْنی حُسْنَ النَّظَرِ فیما شَکَوْتُ، وَاَذِقْنی حَلاوَةَ الصُّنْعِ فیما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لی مِنْ لَدُنْکَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنیئاً، وَاجْعَلْ لی مِنْ عِنْدِکَ مَخْرَجاً وَحِیّاً، وَلا تَشْغَلْنی بِالاِْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِکَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِکَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بی یا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلیَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلی کَشْفِ ما مُنیتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فیهِ، فاَفْعَلْ بی ذلِکَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْکَ، یا ذَا الْعَرْشِ الْعَظیمِ، وَذَا الْمَنِّ الْکَریمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

الحادی عشر : دعاء الفرج

قال الکفعمی فی البلد الامین: هذا دعاء صاحِب الامر ( علیه السلام ) وقد علّمه سجیناً فأطلق سراحه :

اِلهی عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْکَشَفَ

ص: 140

الْغِطاءُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ، وَضاقَتِ الاَْرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، واَنْتَ الْمُسْتَعانُ، وَاِلَیْکَ الْمُشْتَکی، وَعَلَیْکَ الْمُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ والرَّخاءِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اُولِی الاَْمْرِ الَّذینَ فَرَضْتَ عَلَیْنا طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذلِکَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَریباً کَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ، یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ اِکْفِیانی فَاِنَّکُما کافِیانِ، وَانْصُرانی فَاِنَّکُما ناصِرانِ، یا مَوْلانا یا صاحِبَ الزَّمانِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَل، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

الثّانی عشر : دعاء المهدی صلواتُ الله علیهِ

وقال الکفعمی أیضاً فی المصباح: هذا دعاء المهدی صلواتُ الله علیهِ :

اَللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفیقَ الطّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِیَةِ، وَصِدْقَ النِّیَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَاَکْرِمْنا بِالْهُدی وَالاِْسْتِقامَةِ، وَسَدِّدْ اَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِکْمَةِ، وَامْلاَْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاکْفُفْ اَیْدِیَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ اَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِیانَةِ، وَاسْدُدْ اَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِیبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلی عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصیحَةِ، وَعَلَی الْمُتَعَلِّمینَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَی الْمُسْتَمِعینَ بِالاِْتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلی مَرْضَی الْمُسْلِمینَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ، وَعَلی مَوْتاهُمْ بِالرَّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلی مَشایِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّکینَةِ، وَعَلَی الشَّبابِ بِالاِْنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَی النِّساءِ بِالْحَیاءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَی الاَْغْنِیاءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَی الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَی الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَی الاُْسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرّاحَةِ، وَعَلَی الاُْمَراءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَی الرَّعِیَّةِ بِالاِْنْصافِ وَحُسْنِ السّیرَةِ، وَبارِکْ لِلْحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِی الزّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما اَوْجَبْتَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّالث عشر : دعاء الحجّة ( علیه السلام )

فی المهج: انّ هذا دعاء الحجّة ( علیه السلام ) :

اِلهی بِحَقِّ مَنْ ناجاکَ وَبِحَقِّ مَنْ دَعاکَ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ تٌفَضَّلْ عَلی فُقَراءِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ باِلْغَناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلی مَرْضَی الْمُؤْمِنینَ والْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَةِ، وَعَلی اَحْیاءِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ

ص: 141

وَالْکَرَمِ وَعَلی اَمْواتِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلی غُرَباءِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ اِلی اَوْطانِهِمْ سالِمینَ غانِمینَ بِمُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ .

الرّابع عشر : قال السّید علیخان فی الکلم الطّیّب: هذه استغاثة بالحجّة صاحب العصر صلوات الله علیه، صلّ أینما کنت رکعتین بالحمد وما شئت من السّور، ثمّ قف مستقبل القبلة تحت السماء وقل :

سَلامُ اللهِ الْکامِلُ التّامُّ الشّامِلُ الْعامُّ، وَصَلَواتُهُ الدّائِمَةُ وَبَرَکاتُهُ الْقائِمَةُ التّامَّةُ عَلی حُجَّةِ اللهِ وَوَلِیِّهِ فی اَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَلیفَتِهِ عَلی خَلْقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَةِ النُّبُوَّةِ وَبَقِیَّةِ الْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ وَمُظْهِرِ الاْیمانِ، وَمُلَقِّنِ اَحْکامِ الْقُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الاَْرْضِ وَناشِرِ الْعَدْلِ فِی الطُّولِ وَالْعَرْضِ، وَالْحُجِّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِیِّ الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ الْمَرْضِیِّ، وَابْنِ الاَْئِمَّةِ الطّاهِرینَ الْوَصِیِّ ابْنِ الاَْوْصِیاءِ الْمَرْضِیّینَ الْهادِی الْمَعْصُومِ ابْنِ الاَْئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَعْصُومینَ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مُعِزَّ الْمُؤْمِنینَ الْمُسْتَضْعَفینَ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مُذِلَّ الْکافِرینَ الْمُتَکَبِّرینَ الظّالِمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الاَْئِمَّةِ الْحُجَجِ الْمَعْصُومینَ وَالاِْمامِ عَلَی الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ سَلامَ مُخْلِص لَکَ فِی الْوِلایَةِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْمَهْدِیُّ قَوْلاً وَفِعْلاً، وَاَنْتَ الَّذی تَمْلاَُ الاَْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، فَعَجَّلَ اللهُ فَرَجَکَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَکَ وَقَرَّبَ زَمانَکَ وَکَثَّرَ اَنْصارَکَ وَاَعْوانَکَ، وَاَنْجَزَ لَکَ ما وَعَدَکَ فَهُوَ اَصْدَقُ الْقائِلینَ «وَنُریدُ اَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ اَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثینَ» یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ حاجَتی کَذا وَکَذا ( وَاذکُر حاجَتک عوض کلمة کذا وکذا ) فَاشْفَعْ لی فی نَجاحِها فَقَدْ تَوَجَّهْتُ اِلَیْکَ بِحاجَتی لِعِلْمی اَنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ شَفاعَةً

ص: 142

مَقْبُولَةً وَمَقاماً مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّکُمْ بِاَمْرِهِ وَارْتَضاکُمْ لِسِرِّهِ، وَبِالشَّأنِ الَّذی لَکُمْ عِنْدَ اللهِ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُ، سَلِ اللهَ تَعالی فی نُجْحِ طَلِبَتی وَاِجابَةِ دَعْوَتی وَکَشْفِ کُرْبَتی . وسل ما ترید فانّه، یقضی إن شاء الله .

أقول: الاحسن أن یقرأ بعد الحمد فی الرّکعة الاُولی من هذه الصّلاة سُورة انّا فَتَحنا، وَفی الثانیة اِذا جاء نَصر اللهِ وَالفَتْح .

الفَصْلُ الثّامِن : فی المناجیات: الخمس عَشَرة لمولانا علیّ بن الحُسین ( علیهما السلام )

فی المناجیات: الخمس عَشَرة لمولانا علیّ بن الحُسین ( علیهما السلام ) .

اشارة

قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) فی البحار: وجدتها مرویّة عنه ( علیه السلام ) فی کتب بعض الاصحاب رضوانُ الله عَلَیهم .

المناجاة الاُولی : « مناجاة التّائِبینَ »

اِلهی اَلْبَسَتْنِی الْخَطایا ثَوْبَ مَذَلَّتی، وَجَلَّلَنِی التَّباعُدُ مِنْکَ لِباسَ مَسْکَنَتی، وَاَماتَ قَلْبی عَظیمُ جِنایَتی، فَاَحْیِهِ بِتَوْبَة مِنْکَ یا اَمَلی وَبُغْیَتی وَیا سُؤْلی وَمُنْیَتی، فَوَ عِزَّتِکَ ما اَجِدُ لِذُنوُبی سِواکَ غافِراً، وَلا اَری لِکَسْری غَیْرَکَ جابِراً، وَقَدْ خَصَعْتُ بِالاِْنابَةِ اِلَیْکَ، وَعَنَوْتُ بِالاِْسْتِکانَةِ لَدَیْکَ، فَاِنْ طَرَدْتَنی مِنْ بابِکَ فَبِمَنْ اَلُوذُ، وَاِنْ رَدَدْتَنی عَنْ جَنابِکَ فَبِمَنْ اَعُوذُ، فَوا اَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتی وَافْتِضاحی، وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلی وَاجْتِراحی، اَسْاَلُکَ یا غافِرَ الذَّنْبِ الْکَبیرِ، وَیا جابِرَ الْعَظْمِ الْکَسیرِ، اَنْ تَهَبَ لی مُوبِقاتِ الْجَرائِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَیَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ، وَلا تُخْلِنی فی مَشْهَدِ الْقِیامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِکَ، وَغَفْرِکَ وَلا تُعْرِنی مِنْ جَمیلِ صَفْحِکَ وَسَتْرِکَ، اِلهی ظَلِّلْ عَلی ذُنُوبی غَمامَ رَحْمَتِکَ، وَاَرْسِلْ عَلی عُیُوبی سَحابَ رَأفَتِکَ اِلهی هَلْ یَرْجِعُ الْعَبْدُ الاْبِقُ اِلاّ اِلی مَوْلاهُ، اَمْ هَلْ یُجیرُهُ مِنْ سَخَطِهِ اَحَدٌ سِواهُ، اِلهی اِنْ کانَ النَّدَمُ عَلَی الذَّنْبِ تَوْبَةً فَاِنّی وَعِزَّتِکَ مِنَ النّادِمینَ، وَاِنْ کانَ الاِْسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطیئَةِ حِطَّةً فَاِنّی لَکَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرینَ، لَکَ الْعُتْبی حَتّی تَرْضی، اِلهی بِقُدْرَتِکَ عَلَیَّ، تُبْ عَلَیَّ وَبِحِلْمِکَ عَنّیِ، اعْفُ عَنّی وَبِعِلْمِکَ بی، اَرْفِقْ بی اِلهی اَنْتَ الَّذی فَتَحْتَ لِعِبادِکَ باباً اِلی عَفْوِکَ سَمَّیْتَهُ التَّوْبَةَ،

ص: 143

فَقُلْتَ «تُوبُوا اِلَی اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً»، فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ، اِلهی اِنْ کانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِکَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِکَ، اِلهی ما اَنَا بِاَوَّلِ مَنْ عَصاکَ فَتُبْتَ عَلَیْهِ، وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِکَ فَجُدْتَ عَلَیْهِ، یا مُجیبَ الْمُضْطَرِّ، یا کاشِفَ، الضُّرِّ یا عَظیمَ الْبِرِّ، یا عَلیماً بِما فِی السِّرِّ، یا جَمیلَ السِّتْرِ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ اِلَیْکَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِکَ وَتَرَحُّمِکَ لَدَیْکَ، فَاسْتَجِبْ دُعائی وَلا تُخَیِّبْ فیکَ رَجائی، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتی وَکَفِّرْ خَطیئَتی بِمَنِّکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّانیة : « مُناجاة الشّاکین »

اِلهی اِلَیْکَ اَشْکُو نَفْساً بِالسُّوءِ اَمّارَةً، وَاِلَی الْخَطیئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصیکَ مُولَعَةً، وَلِسَخَطِکَ مُتَعَرِّضَةً، تَسْلُکُ بی مَسالِکَ الْمَهالِکِ، وَتَجْعَلُنی عِنْدَکَ اَهْوَنَ هالِک، کَثیرَةَ الْعِلَلِ، طَویلَةَ الاَْمَلِ، اِنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَاِنْ مَسَّهَا الْخَیْرُ تَمْنَعُ، مَیّالَةً اِلَی اللَّعِبِ وَالَلَّهْوِ مَمْلُؤةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ، تُسْرِ عُ بی اِلَی الْحَوْبَةِ وَتُسَوِّفُنی بِالتَّوْبَةِ، اِلهی اَشْکُو اِلَیْکَ عَدُوّاً یُضِلُّنی، وَشَیْطاناً یُغْوینی، قَدْ مَلاََ بِالْوَسْواسِ صَدْری، وَاَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبی، یُعاضِدُ لِیَ الْهَوی، وَیُزَیِّنُ لی حُبَّ الدُّنْیا وَیَحُولُ بَیْنی وَبَیْنَ الطّاعَةِ وَالزُّلْفی، اِلهی اِلَیْکَ اَشْکُو قَلْباً قاسِیاً مَعَ الْوَسْواسِ مُتَقَلِّباً، وَبِالرَّیْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَیْناً عَنِ الْبُکاءِ مِنْ خَوْفِکَ جامِدَةً، وِ اِلی ما یَسٌرُّها طامِحَةً، اِلهی لا حَوْلَ لی وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِقُدْرَتِکَ، وَلا نَجاةَ لی مِنْ مَکارِهِ الدُّنْیا اِلاّ بِعِصْمَتِکَ، فَاَسْألُکَ بِبَلاغَةِ حِکْمَتِکَ وَنَفاذِ مَشِیَّتِکَ، اَنْ لا تَجْعَلَنی لِغَیْرِ جُوْدِکَ مُتَعَرِّضاً، وَلا تُصَیِّرَنی لِلْفِتَنِ غَرَضاً، وَکُنْ لی عَلَی الاَْعْداءِ ناصِراً، وَعَلَی الَْمخازی وَالْعُیُوبِ ساتِراً، وَمِنَ الْبَلاءِ واقِیاً، وَعَنِ الْمَعاصی عاصِماً بِرَأْفَتِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّالِثة : « مُناجاة الخآئِفینَ »

اِلهی اَتَراکَ بَعْدَ الاْیمانِ بِکَ تُعَذِّبُنی، اَمْ بَعْدَ حُبّی اِیّاکَ تُبَعِّدُنی، اَمْ مَعَ رَجائی لِرَحْمَتِکَ وَصَفْحِکَ تَحْرِمُنی، اَمْ مَعَ اسْتِجارَتی بِعَفْوِکَ تُسْلِمُنی، حاشا لِوَجْهِکَ الْکَریمِ اَنْ تُخَیِّبَنی، لَیْتَ شِعْری اَلِلشَّقاءِ

ص: 144

وَلَدَتْنی اُمّی، اَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْنی، فَلَیْتَها لَمْ تَلِدْنی وَلَمْ تُرَبِّنی، وَلَیْتَنی عَلِمْتُ اَمِنْ اَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنی وَبِقُرْبِکَ وَجِوارِکَ خَصَصْتَنی، فَتَقِرَّ بِذلِکَ عَیْنی وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسی، اِلهی هَلْ تُسَوِّدُ وُجُوهاً خَرَّتْ ساجِدةً لِعَظَمَتِکَ، اَوْ تُخْرِسُ اَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلی مَجْدِکَ وَجَلالَتِکَ، اَوْ تَطْبَعُ عَلی قُلُوب انْطَوَتْ عَلی مَحَبَّتِکَ، اَوْ تُصِمُّ اَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِکْرِکَ فی اِرادَتِکَ، اَوْ تَغُلُّ اَکُفَّاً رَفَعَتْهَا الاْمالُ اِلَیْکَ رَجاءَ رَأفَتِکَ، اَوْ تُعاقِبُ اَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِکَ حَتّی نَحِلَتْ فی مُجاهَدَتِکَ، اَوْ تُعَذِّبُ اَرْجُلاً سَعَتْ فی عِبادَتِکَ، اِلهی لا تُغْلِقْ عَلی مُوَحِّدیکَ اَبْوابَ رَحْمَتِکَ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقیکَ عَنِ النَّظَرِ اِلی جَمیلِ رُؤْیَتِکَ، اِلهی نَفْسٌ اَعْزَزْتَها بِتَوْحیدِکَ کَیْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِکَ، وَضَمیرٌ انْعَقَدَ عَلی مَوَدَّتِکَ کَیْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نیرانِکَ، اِلهی اَجِرْنی مِنْ ألیمِ غَضَبِکَ وَعَظیمِ سَخَطِکَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ، یا رَحیمُ یا رَحْمنُ، یا جَبّارُ یا قَهّارُ، یا غَفّارُ یا سَتّارُ، نَجِّنی بِرَحْمَتِکَ مَنْ عَذابِ النّارِ وَفَضیحَةِ الْعارِ، اِذَا امْتازَ الاَْخْیارُ مِنَ الاَْشْرارِ، وَحالَتِ الاَْحْوالُ وَهالَتِ الاَْهْوالُ، وَقَرُبَ الُْمحْسِنُونَ وَبَعُدَ الْمُسیئُونَ، وَوُفّیَتْ کُلُّ نَفْس ما کَسَبَتْ وَهُمْ لا یُظْلَمُونَ .

الرّابِعَة : « مُناجاة الرّاجِین »

یا مَنْ اِذا سَأَلَهُ عَبْدٌ اَعْطاهُ، وَاِذا اَمَّلَ ما عِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وَاِذا اَقْبَلَ عَلَیْهِ قَرَّبَهُ وَاَدْناهُ، وَاِذا جاهَرَهُ بِالْعِصْیانِ سَتَرَ عَلی ذَنْبِهِ وَغَطّاهُ، وَاِذا تَوَکَّلَ عَلَیْهِ اَحْسَبَهُ وَکَفاهُ، اِلهی مَنِ الَّذی نَزَلَ بِکَ مُلْتَمِساً قِراکَ فَما قَرَیْتَهُ، وَمَنِ الَّذی اَناخَ بِبابِکَ مُرْتَجِیاً نَداکَ فَما اَوْلَیْتَهُ، اَیَحْسُنُ اَنْ اَرْجِعَ عَنْ بابِکَ بِالْخَیْبَةِ مَصْرُوفاً وَلَسْتُ اَعْرِفُ سِواکَ مَوْلیً بِالاِْحْسانِ مَوْصُوفاً، کَیْفَ اَرْجُو غَیْرَکَ وَالْخَیْرُ کُلُّهُ بِیَدِکَ، وَکَیْفَ اُؤَمِّلُ سِواکَ وَالْخَلْقُ وَالاَْمْرُ لَکَ، أَاَقْطَعُ رَجائی مِنْکَ وَقَدْ اَوْلَیْتَنی ما لَمْ اَسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِکَ اَمْ تُفْقِرُنی اِلی مِثْلی وَاَنَا اَعْتَصِمُ بِحَبْلِکَ، یا مَنْ سَعِدَ بِرَحْمَتِهِ الْقاصِدُونَ، وَلَمْ

ص: 145

یَشْقَ بِنِقْمَتِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، کَیْفَ اَنْساکَ وَلَمْ تَزَلْ ذاکِری، وَکَیْفَ اَلْهُو عَنْکَ وَاَنْتَ مُراقِبی، اِلهی بِذَیْلِ کَرَمِکَ اَعْلَقْتُ یَدی، وَلِنَیْلِ عَطایاکَ بَسَطْتُ اَمَلی، فَاَخْلِصْنی بِخالِصَةِ تَوْحیدِکَ، وَاجْعَلْنی مِنْ صَفْوَةِ عَبیدِکَ، یا مَنْ کُلُّ هارِب اِلَیْهِ یَلْتَجِئُ، وَکُلُّ طالِب اِیّاهُ یَرْتَجی، یا خَیْرَ مَرْجُوٍّ وَیا اَکْرَمَ مَدْعُوٍّ، وَیا مَنْ لا یَرُدُّ سائِلَهُ وَلا یُخَیِّبُ امِلَهُ، یا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِداعیهِ، وَحِجابُهُ مَرْفُوعٌ لِراجیهِ، اَسْاَلُکَ بِکَرَمِکَ اَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ مِنْ عَطائِکَ بِما تَقِرُّ بِهِ عَیْنی، وَمِنْ رَجائِکَ بِما تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسی، وَمِنَ الْیَقینِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ مُصیباتِ الدُّنْیا، وَتَجْلُو بِهِ عَنْ بَصیرَتی غَشَواتِ الْعَمی، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الخامِسة : « مُناجاة الرّاغِبین »

اِلهی اِنْ کانَ قَلَّ زادی فِی الْمَسیرِ اِلَیْکَ فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنّی بِالتَّوَکُّلِ عَلَیْکَ، وَاِنْ کانَ جُرْمی قَدْ اَخافَنی مِنْ عُقُوبَتِکَ فَاِنَّ رَجائی قَدْ اَشْعَرَنی بِالاْمْنِ مِنْ نِقْمَتِکَ، وَاِنْ کانَ ذَنْبی قَدْ عَرَضَنی لِعِقابِکَ فَقَدْ اذَنَنی حُسْنُ ثِقَتی بِثَوابِکَ، وَاِنْ اَنامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الاِْسْتِعْدادِ لِلِقائِکَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِی الْمَعْرِفَةُ بِکَرَمِکَ وَآلائِکَ، وَاِنْ اَوْحَشَ ما بَیْنی وَبَیْنَکَ فَرْط الْعِصْیانِ وَالطُّغْیانِ فَقَدْ انَسَنی بُشْرَی الْغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ، اَسْاَلُکَ بِسُبُحاتِ وَجْهِکَ وَبِاَنْوارِ قُدْسِکَ، وَاَبْتَهِلُ اِلَیْکَ بِعَواطِفِ رَحْمَتِکَ وَلَطائِفِ بِرِّکَ اَنْ تُحَقِّقَ ظَنّی بِما اُؤَمِّلُهُ مِنْ جَزیلِ اِکْرامِکَ، وَجَمیلِ اِنْعامِکَ فِی الْقُرْبی مِنْکَ وَالزُّلْفی لَدَیْکَ وَالَّتمَتُعِّ بِالنَّظَرِ اِلَیْکَ، وَها اَنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ رَوْحِکَ وَعَطْفِکَ، وَمُنْتَجِعٌ غَیْثَ جُودِکَ وَلُطْفِکَ، فارٌّ مِنْ سَخَطِکَ اِلی رِضاکَ، هارِبٌ مِنْکَ اِلَیْکَ، راج اَحْسَنَ ما لَدَیْکَ، مُعَوِّلٌ عَلی مَواهِبِکَ، مُفْتَقِرٌ اِلی رِعایَتِکَ، اِلهی ما بَدَاْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِکَ فَتَمِّمْهُ، وَما وَهَبْتَ لی مِنْ کَرَمِکَ فَلا تَسْلُبْهُ، وَما سَتَرْتَهُ عَلَیَّ بِحِلْمِکَ فَلا تَهْتِکْهُ، وَما عَلِمْتَهُ مِنْ قَبیحِ فِعْلی فَاغْفِرْهُ، اِلهی اِسْتَشْفَعْتُ بِکَ اِلَیْکَ، وَاسْتَجَرْتُ بِکَ مِنْکَ، اَتَیْتُکَ طامِعاً فی اِحْسانِکَ، راغِباً فِی

ص: 146

امْتِنانِکَ، مُسْتَسقِیاً وابِلَ طَوْلِکَ، مُسْتَمْطِراً غَمامَ فَضْلِکَ، طالِباً مَرْضاتَکَ، قاصِداً جَنابَکَ، وارِداً شَریعَةَ رِفْدِکَ، مُلْتَمِساً سَنِیَّ الْخَیْراتِ مِنْ عِنْدِکَ، وافِداً اِلی حَضْرَةِ جَمالِکَ، مُریداً وَجْهَکَ، طارِقاً بابَکَ، مُسْتَکیناً لِعَظَمَتِکَ وَجَلالِکَ، فَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَلا تَفْعَلْ بی ما اَنَا اَهْلُهُ مِنْ الْعَذابِ وَالنَّقْمَةِ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

السّادِسة : « مُناجاة الشّاکِرین »

اِلهی اَذْهَلَنی عَنْ اِقامَةِ شُکْرِکَ تَتابُعُ طَوْلِکَ، وَاَعْجَزَنی عَنْ اِحْصاءِ ثَنائِکَ فَیْضُ فَضْلِکَ، وَشَغَلَنی عَنْ ذِکْرِ مَحامِدِکَ تَرادُفُ عَوائِدِکَ، وَاَعْیانی عَنْ نَشْرِ عَوارِفِکَ تَوالی اَیادیکَ، وَهذا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْماءِ وَقابَلَها بِالتَّقْصیرِ، وَشَهِدَ عَلی نَفْسِهِ بِالاِْهْمالِ وَالتَّضْییعِ، وَاَنْتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ الْبَّرُ الْکَریمُ، الَّذی لا یُخَیِّبُ قاصِدیهِ وَلا یَطْرُدُ عَنْ فِنائِهِ امِلیهِ، بِساحَتِکَ تَحُطُّ رِحالُ الرّاجینَ، وَبِعَرْصَتِکَ تَقِفُ امالُ الْمُسْتَرْفِدینَ، فَلا تُقابِلْ امالَنا بِالتَّخْییبِ وَالاِْیاسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبالَ الْقُنُوطِ وَالاِْبْلاسِ، اِلهی تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ الائِکَ شُکْری وَتَضاءَلَ فی جَنْبِ اِکْرامِکَ اِیّایَ ثَنائی وَنَشْری، جَلَّلَتْنی نِعَمُکَ مِنْ اَنْوارِ الاْیمانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَیَّ لَطائِفُ بِرّکَ مِنَ الْعِزِّ کِلَلاً، وَقَلَّدَتْنی مِنَنُکَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقَتْنی اَطْواقاً لا تُفَلُّ فَآلاؤُکَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانی عَنْ اِحْصائِها، وَنَعْماؤُکَ کَثیرَةٌ قَصُرَ فَهْمی عَنْ اِدْراکِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصائِها، فَکَیْفَ لی بِتَحْصیلِ الشُّکْرِ وَشُکْری اِیّاکَ یَفْتَقِرُ اِلی شُکْر، فَکُلَّما قُلْتُ لَکَ الْحَمْدُ وَجَبَ لِذلِکَ اَنْ اَقُولَ لَکَ الْحَمْدُ، اِلهی فَکَما غَذَّیْتَنا بِلُطْفِکَ وَرَبَّیْتَنا بِصُنْعِکَ فَتَمِّمْ عَلَیْنا سَوابِغَ النِّعَمِ وَادْفَعْ عَنّا مَکارِهَ النِّقَمِ، وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدّارَیْنِ اَرْفَعَها وَاَجَلَّها عاجِلاً وَآجِلاً، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی حُسْنِ بَلائِکَ وَسُبُوغِ نَعْمائِکَ حَمْداً یُوافِقُ رِضاکَ، وَیَمتَرِی الْعَظیمَ مِنْ بِرِّکَ وَنَداکَ، یا عَظیمُ یا کَریمُ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

السّابعة : « مُناجاة المُطیعین للهِ »

اَلّلهُمَّ اَلْهِمْنا طاعَتَکَ، وَجَنِّبْنا مَعْصِیَتَکَ، وَیَسِّرْ لَنا بُلُوغَ ما نَتَمَنّی مِنِ ابْتِغاءِ رِضْوانِکَ، وَاَحْلِلْنا بُحْبُوحَةَ جِنانِکَ، وَاقْشَعْ عَنْ

ص: 147

بَصائِرِنا سَحابَ الاْرْتِیابِ، وَاکْشِفْ عَنْ قُلُوبِنا اَغْشِیَةَ الْمِرْیَةِ وَالْحِجابِ، وَاَزْهَقِ الْباطِلَ عَنْ ضَمائِرِنا، وَاَثْبِتِ الْحَقَّ فی سَرائِرِنا، فَاِنَّ الشُّکُوکَ وَالظُّنُونَ لَواقِحُ الْفِتَنِ، وَمُکَدِّرَةٌ لِصَفْوِ الْمَنایِحِ وَالْمِنَنِ، اَلّلهُمَّ احْمِلْنا فی سُفُنِ نَجاتِکَ وَمَتِّعْنا بِلَذیذِ مُناجاتِکَ، وَاَوْرِدْنا حِیاضَ حُبِّکَ، وَاَذِقْنا حَلاوَةَ وُدِّکَ وَقُرْبِکَ، وَاجْعَلْ جِهادَنا فیکَ، و هَمَّنا فی طاعَتِکَ، وَاَخْلِصْ نِیّاتِنا فی مُعامَلَتِکَ، فَاِنّا بِکَ وَلَکَ وَلا وَسیلَةَ لَنا اِلَیْکَ اِلاّ اَنْتَ، اِلهی اِجْعَلْنی مِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الاَْخْیارِ، وَاَلْحِقْنی بِالصّالِحینَ الاَْبْرارِ، السّابِقینَ اِلیَ الْمَکْرُماتِ الْمُسارِعینَ اِلَی الْخَیْراتِ، الْعامِلینَ لِلْباقِیاتِ الصّالِحاتِ، السّاعینَ اِلی رَفیعِ الدَّرَجاتِ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، وَبِالاِْجابَةِ جَدیرٌ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّامِنة : « مُناجاة المُریدین »

سُبْحانَکَ ما اَضْیَقَ الْطُّرُقَ عَلی مَنْ لَمْ تَکُنْ دَلیلَهُ، وَما اَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَیْتَهُ سَبیلَهُ، اِلهی فَاسْلُکْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ اِلَیْکَ، وَسَیِّرْنا فی اَقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَیْکَ، قَرِّبْ عَلَیْنَا الْبَعیدَ وَسَهِّلْ عَلَیْنَا الْعَسیرَ الشَّدیدَ، وَاَلْحِقْنا بِعِبادِکَ الَّذینَ هُمْ بِالْبِدارِ اِلَیْکَ یُسارِعُونَ، وَبابَکَ عَلَی الدَّوامِ یَطْرُقُونَ، وَاِیّاکَ فِی اللَّیْلِ وَالنَّهارِ یَعْبُدُونَ، وَهُمْ مِنْ هَیْبَتِکَ مُشْفِقُونَ، الَّذینَ صَفَّیْتَ لَهُمُ الْمَشارِبَ وَبَلَّغْتَهُمُ الرَّغائِبَ، وَاَنْجَحْتَ لَهُمُ الْمَطالِبَ، وَقَضَیْتَ لَهُمْ مِنْ فَضْلِکَ الْمَآرِبَ، وَمَلاَْتَ لَهُمْ ضَمائِرَهُمْ مِنْ حُبِّکَ، وَرَوَّیْتَهُمْ مِنْ صافی شِرْبِکَ، فَبِکَ اِلی لَذیذِ مُناجاتِکَ وَصَلُوا، وَمِنْکَ اَقْصی مَقاصِدِهِمْ حَصَّلُوا، فَیا مَنْ هُوَ عَلَی الْمُقْبِلینَ عَلَیْهِ مُقْبِلٌ، وَبِالْعَطْفِ عَلَیْهِمْ عائِدٌ مُفْضِلٌ، وَبِالْغافِلینَ عَنْ ذِکْرِهِ رَحیمٌ رَؤوفٌ وَبِجَذْبِهِمْ اِلی بابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ، اَسْاَلُکَ اَنْ تَجْعَلَنی مِنْ اَوْفَرِهِمْ مِنْکَ حَظّاً، وَاَعْلاهُمْ عِنْدَکَ مَنْزِلاً، وَاَجْزَلِهِمْ مِنْ وُدِّکَ قِسْماً، وَاَفْضَلِهِمْ فی مَعْرِفَتِکَ نَصیباً، فَقَدِ انْقَطَعَتْ اِلَیْکَ هِمَّتی، وَانْصَرَفَتْ نَحْوَکَ رَغْبَتی، فَاَنْتَ لا غَیْرُکَ مُرادی، وَلَکَ لا لِسِواکَ سَهَری وَسُهادی، وَلِقاؤُکَ قُرَّةُ عَیْنی، وَوَصْلُکَ مُنی نَفْسی، وَاِلَیْکَ شَوْقی، وَفی مَحَبَّتِکَ وَلَهی، وَاِلی هَواکَ صَبابَتی، وَرِضاکَ بُغْیَتی، وَرُؤْیَتَکَ حاجَتی وَجِوارُکَ

ص: 148

طَلَبی، وَقُرْبُکَ غایَةُ سُؤْلی، وَفی مُناجاتِکَ رَوْحی وَراحَتی، وَعِنْدَکَ دَواءُ عِلَّتی وَشِفاءُ غُلَّتی، وَبَرْدُ لَوْعَتی، وَکَشْفُ کُرْبَتی، فَکُنْ اَنیسی فی وَحْشَتی، وَمُقیلَ عَثْرَتی، وَغافِرَ زَلَّتی، وَقابِلَ تَوْبَتی، وَمُجیبَ دَعْوَتی، وَوَلِیَّ عِصْمَتی، وَمُغْنِیَ فاقَتی، وَلا تَقْطَعْنی عَنْکَ، وَلا تُبْعِدْنی مِنْکَ، یا نَعیمی وَجَنَّتی، وَیا دُنْیایَ وَآخِرَتی، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

التّاسعة : « مُناجاة الُمحبیّن »

اِلهی مَنْ ذَا الَّذی ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِکَ فَرامَ مِنْکَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذی اَنِسَ بِقُرْبِکَ فَابْتَغی عَنْکَ حِوَلاً، اِلهی فَاجْعَلْنا مِمَّنِ اصْطَفَیْتَهُ لِقُرْبِکَ وَوِلایَتِکَ، وَاَخْلَصْتَهُ لِوُدِّکَ وَمَحَبَّتِکَ، وَشَوَّقْتَهُ اِلی لِقائِکَ، وَرَضَّیْتَهُ بِقَضائِکَ، وَمَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ اِلی وَجْهِکَ، وَحَبَوْتَهُ بِرِضاکَ، وَاَعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِکَ وَقِلاکَ، وَبَوَّأتَهُ مَقْعَدَ الصِّدْقِ فی جِوارِکَ، وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِکَ، وَاَهَّلْتَهُ لِعِبادَتِکَ، وَهَیَّمْتَ قَلْبَهُ لاِِرادَتِکَ، وَاجْتَبَیْتَهُ لِمُشاهَدَتِکَ، وَاَخْلَیْتَ وَجْهَهُ لَکَ، وَفَرَّغْتَ فُؤادَهُ لِحُبِّکَ، وَرَغَّبْتَهُ فیما عِنْدَکَ، وَاَلْهَمْتَهُ ذِکْرَکَ، وَاَوْزَعْتَهُ شُکْرَکَ، وَشَغَلْتَهُ بِطاعَتِکَ، وَصَیَّرْتَهُ مِنْ صالِحی بَرِیَّتِکَ، وَاخْتَرْتَهُ لِمُناجاتِکَ، وَقَطَعْتَ عَنْهُ کُلَّ شَیْء یَقْطَعُهُ عَنْکَ، اَلّلهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الاِْرْتِیاحُ اِلَیْکَ وَالْحَنینُ، وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالاَْنینُ، جِباهُهُمْ ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِکَ، وَعُیُونُهُمْ ساهِرَةٌ فی خِدْمَتِکَ، وَدُمُوعُهُمْ سائِلَةٌ مِنْ خَشْیَتِکَ، وَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِکَ، وَاَفْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهابَتِکَ، یا مَنْ اَنْوارُ قُدْسِهِ لاَِبْصارِ مُحِبّیهِ رائِقَةٌ، وَسُبُحاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عارِفیهِ شائِقَةٌ، یا مُنی قُلُوبِ الْمُشْتاقینَ، وَیا غایَةَ آمالِ الُْمحِبّینَ، اَسْاَلُکَ حُبَّکَ وَحُبَّ مَنْ یُحِبُّکَ وَحُبَّ کُلِّ عَمَل یُوصِلُنی اِلی قُرْبِکَ، وَاَنْ تَجْعَلَکَ اَحَبَّ اِلَیَّ مِمّا سِواکَ، وَاَنْ تَجْعَلَ حُبّی اِیّاکَ قائِداً اِلی رِضْوانِکَ، وَشَوْقی اِلَیْکَ ذائِداً عَنْ عِصْیانِکَ، وَامْنُنْ بِالنَّظَرِ اِلَیْکَ عَلَیَّ، وَانْظُرْ بِعَیْنِ الْوُدِّ وَالْعَطْفِ اِلَیّ، وَلا تَصْرِفْ عَنّی وَجْهَکَ، وَاجْعَلْنی مِنْ اَهْلِ الاِْسْعادِ وَالْحَظْوَةِ عِنْدَکَ، یا مُجیبُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

العاشِرَة : « مُناجاة المُتوَسِّلین »

اِلهی لَیْسَ لی وَسیلَةٌ اِلَیْکَ اِلاّ عَواطِفُ رَأفَتِکَ، وَلا لی ذَریعَةٌ اِلَیْکَ اِلاّ عَوارِفُ رَحْمَتِکَ، وَشَفاعَةُ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ، وَمُنْقِذِ الاُْمَّةِ

ص: 149

مِنَ الْغُمَّةِ، فَاجْعَلْهُما لی سَبَباً اِلی نَیْلِ غُفْرانِکَ، وَصَیِّرْهُما لی وُصْلَةً اِلیَ الْفَوْزِ بِرِضْوانِکَ، وَقَدْ حَلَّ رَجائی بِحَرَمِ کَرَمِکَ، وَحَطَّ طَمَعی بِفِناءِ جُودِکَ، فَحَقِّقْ فیکَ اَمَلی، وَاخْتِمْ بِالْخَیْرِ عَمَلی، وَاجْعَلْنی مِنْ صَفْوَتِکَ الَّذینَ اَحْلَلْتَهُمْ بُحْبُوحَةَ جنَّتِکَ، وَبوَّأْتَهُمْ دارَ کَرامَتِکَ، وَاَقْرَرْتَ اَعْیُنَهُمْ بِالنَّظَرِ اِلَیْکَ یَوْمَ لِقائِکَ، وَاَوْرَثْتَهُمْ مَنازِلَ الصِّدْقِ فی جِوارِکَ، یا مَنْ لا یَفِدُ الْوافِدُونَ عَلی اَکْرَمَ مِنْهُ، وَلا یَجِدُ الْقاصِدُونَ اَرْحَمَ مِنْهُ، یا خَیْرَ مَنْ خَلا بِهِ وَحیدٌ، وَیا اَعْطَفَ مَنْ اَوی اِلَیْهِ طَریدٌ، اِلی سَعَةِ عَفْوِکَ مَدَدْتُ یَدی، وَبِذَیْلِ کَرَمِکَ اَعْلَقْتُ کَفّی، فَلا تُولِنِی الْحِرْمانَ، وَلا تُبْلِنی بِالْخَیْبَةِ وَالْخُسْرانِ، یا سَمیعَ الدٌّعاءِ یا اَرْحَمَ الرّحِمینَ .

الحادِیة عَشرَة : « مُناجاة المُفتقرینْ »

اِلهی کَسْری لا یَجْبُرُهُ اِلاّ لُطْفُکَ وَحَنانُکَ، وَفَقْری لایُغْنیهِ اِلاّ عَطْفُکَ وَاِحْسانُکَ، وَرَوْعَتی لا یُسَکِّنُهااَمانُکَ، وَذِلَّتی لا یُعِزُّها اِلاّ سُلْطانُکَ، وَاُمْنِیَّتی لا یُبَلِّغُنیها اِلاّ فَضْلُکَ، وَخَلَّتی لا یَسُدُّها اِلاّ طَوْلُکَ، وَحاجَتی لا یَقْضیها غَیْرُکَ، وَکَرْبی لا یُفَرِّجُهُ سِوی رَحْمَتِکَ، وَضُرّی لا یَکْشِفُهُ غَیْرُ رَأفَتِکَ، وَغُلَّتی لا یُبَرِّدُها اِلاّ وَصْلُکَ، وَلَوْعَتی لا یُطْفیها اِلاّ لِقاؤُکَ، وَشَوْقی اِلَیْکَ لا یَبُلُّهُ إلاّ النَّظَرُ اِلی وَجْهِکَ، وَقَراری لا یَقِّرُّ دُونَ دُنُوّی مِنْکَ، وَلَهْفَتی لا یَرُدُّها اِلاّ رَوْحُکَ، وَسُقْمی لا یَشْفیهِ اِلاّ طِبُّکَ، وَغَمّی لا یُزیلُهُ اِلاّ قُرْبُکَ، وَجُرْحی لا یُبْرِئُهُ اِلاّ صَفْحُکَ، وَرَیْنُ قَلْبی لا یَجْلُوهُ اِلاّ عَفْوُکَ، وَوَسْواسُ صَدْری لا یُزیحُهُ اِلاّ اَمْرُکَ، فَیا مُنْتَهی اَمَلِ الاْمِلینَ، وَیا غایَةَ سُؤْلِ السّائِلینَ، وَیا اَقْصی طَلِبَةِ الطّالِبینَ، وَیا اَعْلی رَغْبَةِ الرّاغِبینَ، وَیا وَلِیَّ الصّالِحینَ، وَیا اَمانَ الْخائِفینَ، وَیا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ، وَیا ذُخْرَ الْمُعْدِمینَ، وَیا کَنْزَ الْبائِسینَ، وَیا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، وَیا قاضِیَ حَوائِجِ الْفُقَراءِ وَالْمَساکینَ، وَیا اَکرَمَ الاَْکْرَمینَ، وَیا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، لَکَ تَخَضُّعی وَسُؤالی، وَاِلَیْکَ

ص: 150

تَضَرُّعی وَابْتِهالی، اَسْاَلُکَ اَنْ تُنیلَنی مِنْ رَوْحِ رِضْوانِکَ، وَتُدیمَ عَلَیَّ نِعَمَ امْتِنانِکَ، وَها اَنَا بِبابِ کَرَمِکَ واقِفٌ، وَلِنَفَحاتِ بِرِّکَ مُتَعَرِّضٌ، وَبِحَبْلِکَ الشَّدیدِ مُعْتَصِمٌ، وَبِعُرْوَتِکَ الْوُثْقی مُتَمَسِّکٌ، اِلهی اِرْحَمْ عَبْدَکَ الذَّلیلَ ذَا الّلِسانِ الْکَلیلِ وَالْعَمَلِ الْقَلیلِ، وَامْنُنْ عَلَیْهِ بِطَوْلِکَ الْجَزیلِ، وَاکْنُفْهُ تَحْتَ ظِلِّکَ الظَّلیلِ، یا کَریمُ یا جَمیلُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّانیَة عَشرة : « مُناجاة العارفین »

اِلهی قَصُرَتِ الاَْلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنائِکَ کَما یَلیقُ بِجَلالِکَ، وَعَجَزَتِ الْعُقُولُ عَنْ اِدْراکِ کُنْهِ جَمالِکَ، وَانْحَسَرَتِ الاَْبْصارُ دُونَ النَّظَرِ اِلی سُبُحاتِ وَجْهِکَ، وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَریقاً اِلی مَعْرِفَتِکَ اِلاّ بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِکَ، اِلهی فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذینَ تَرَسَّخَتْ اَشْجارُ الشَّوْقِ اِلَیْکَ فی حَدائِقِ صُدُورِهِمْ، وَاَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ اِلی اَوْکارِ الاَْفْکارِ یَأْوُونَ، وَفی رِیاضِ الْقُرْبِ وَالْمُکاشَفَةِ یَرْتَعُونَ، وَمِنْ حِیاضِ الَْمحَبَّةِ بِکَاْسِ الْمُلاطَفَةِ یَکْرَعُونَ، وَشَرایِعَ الْمُصافاتِ یَرِدُونَ، قَدْ کُشِفَ الْغِطاءُ عَنْ اَبْصارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّیْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضَمائِرِهِمْ، وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّکِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرائِرِهِمْ، وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقیقِ الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ، وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِی الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ، وَعَذُبَ فی مَعینِ الْمُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ، وَطابَ فی مَجْلِسِ الاُْنْسِ سِرُّهُمْ، وَاَمِنَ فی مَوْطِنِ الَْمخافَةِ سِرْبُهُمْ، وَاطْمَأنَّتْ بِالرُّجُوعِ اِلی رَبِّ الاَْرْبابِ اَنْفُسُهُمْ، وَتَیَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالْفَلاحِ اَرْواحُهُمْ، وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ اِلی مَحْبُوبِهِمْ اَعْیُنُهُمْ، وَاسْتَقَرَّ بِإدْراکِ السُّؤْلِ وَنَیْلِ الْمَأْمُولِ قَرارُهُمْ، وَرَبِحَتْ فی بَیْعِ الدُّنْیا بِالاْخِرَةِ تِجارَتُهُمْ، اِلهی ما أَلَذَّ خَواطِرَ الاِْلْهامِ بِذِکْرِکَ عَلَی الْقُلُوبِ، وَما اَحْلَی الْمَسیرَ اِلَیْکَ بِالاَْوْهامِ فی مَسالِکِ الْغُیُوبِ، وَما اَطْیَبَ طَعْمَ حُبِّکَ، وَما اَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِکَ، فَاَعِذْنا مِنْ طَرْدِکَ وَاِبْعادِکَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَخَصِّ عارِفیکَ، وَاَصْلَحِ عِبادِکَ، وَاَصْدَقِ طائِعیکَ، وَاَخْلَصِ عُبّادِکَ، یا عَظیمُ یا جَلیلُ، یا کَریمُ یا مُنیلُ، بِرَحْمَتِکَ وَمَنِّکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّالثَة عَشرة : « مُناجاة الذّاکرینَ »

اِلهی لَوْلاَ الْواجِبُ مِنْ قَبُولِ اَمْرِکَ لَنَزَّهْتُکَ مِنْ ذِکْری اِیّاکَ عَلی اَنَّ ذِکْری لَکَ بِقَدْری لا

ص: 151

بِقَدْرِکَ، وَما عَسی اَنْ یَبْلُغَ مِقْداری حَتّی اُجْعَلَ مَحَلاًّ لِتَقْدیسِکَ، وَمِنْ اَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَیْنا جَرَیانُ ذِکْرِکَ عَلی اَلْسِنَتِنا، وَاِذْنُکَ لَنا بِدُعائِکَ وَتَنْزیهِکَ وَتَسْبیحِکَ، اِلهی فَاَلْهِمْنا ذِکْرَکَ فِی الْخَلاءِ وَالْمَلاءِ وَاللَّیْلِوَالنَّهارِ، وَالاِْعْلانِ وَالاِْسْرارِ، وَفِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، وَآنِسْنا بِالذِّکْرِ الْخَفِیِّ، وَاسْتَعْمِلْنا بِالْعَمَلِ الزَّکِیِّ، وَالسَّعْیِ الْمَرْضِیِّ، وَجازِنا بِالْمیزانِ الْوَفِیِّ، اِلهی بِکَ هامَتِ الْقُلُوبُ الْوالِهَةُ، وَعَلی مَعْرِفَتِکَ جُمِعَتِ الْعُقُولُ الْمُتَبایِنَةُ، فَلا تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ اِلاّ بِذِکْراکَ، وَلا تَسْکُنُ النُّفُوسُ اِلاّ عِنْدَ رُؤْیاکَ، اَنْتَ الْمُسَبَّحُ فی کُلِّ مَکان، وَالْمَعْبُودُ فی کُلِّ زَمان، وَالْمَوْجُودُ فی کُلِّ اَوان، وَالْمَدْعُوُّ بِکُلِّ لِسان، وَالْمُعَظَّمُ فی کُلِّ جَنان، وَاَسْتَغْفِرُکَ مِنْ کُلِّ لَذَّة بِغَیْرِ ذِکْرِکَ، وَمِنْ کُلِّ راحَة بِغَیْرِ اُنْسِکَ، وَمِنْ کُلِّ سُرُور بِغَیْرِ قُرْبِکَ، وَمِنْ کُلِّ شُغْل بِغَیْرِ طاعَتِکَ، اِلهی اَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُکَ الْحَقُّ «یا اَیُّهَا الَّذینَ امَنُوا اذْکُرُوا اللهَ ذِکْراً کَثیراً وَسَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَاَصیلاً» وَقُلْتَ وَقَوْلُکَ الْحَقُّ «فَاذْکُرُونی اَذْکُرْکُمْ» فَاَمَرْتَنا بِذِکْرِکَ، وَوَعَدْ تَنا عَلَیْهِ اَنْ تَذْکُرَنا تَشْریفاً لَنا وَتَفْخیماً وَاِعْظاماً، وَها نَحْنُ ذاکِرُوکَ کَما اَمَرْتَنا، فَاَنْجِزْ لَنا ما وَعَدْتَنا، یا ذاکِرَ الذّاکِرینَ وَیا اَرْحَمَ الرّحِمینَ .

الرّابِعَة عَشَرة : « مُناجات المُعتَصِمین »

اَلّلهُمَّ یا مَلاذَ اللاّئِذینَ، وَیا مَعاذَ الْعائِذینَ، وَیا مُنْجِیَ الْهالِکینَ، وَیا عاصِمَ الْبائِسینَ، وَیا راحِمَ الْمَساکینِ، وَیا مُجیبَ الْمُضْطَرّینَ، وَیاکَنْزَ الْمُفْتَقِرینَ، وَیا جابِرَ الْمُنْکَسِرینَ، وَیا مَأوَی الْمُنْقَطِعینَ، وَیا ناصِرَ الْمُسْتَضْعَفینَ، وَیا مُجیرَ الْخائِفینَ، وَیا مُغیثَ الْمَکْرُوبینَ، وَیا حِصْنَ اللاّجئینَ اِنْ لَمْ اَعُذْ بِعِزَّتِکَ فَبِمَنْ اَعُوذُ، وَاِنْ لَمْ اَلُذْ بِقُدْرَتِکَ فَبِمَنْ اَلُوذُ، وَقَدْ اَلْجَاَتْنِی الذُّنُوبُ اِلی التَّشَبُّثِ بِاَذْیالِ عَفْوِکَ، وَاَحْوَجَتْنِی الْخَطایا اِلَی اسْتِفْتاحِ اَبْوابِ صَفْحِکَ وَدَعَتْنِی الاِْساءَةُ اِلَی الاِْناخَةِ بِفِناءِ عِزِّکَ، وَحَمَلَتْنِی الَْمخافَةُ مِنْ نِقْمَتِکَ عَلَی الَّتمَسُّکِ بِعُرْوَةِ عَطْفِکَ، وَما حَقُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِکَ اَنْ یُخْذَلَ، وَلا یَلیقُ بِمَنِ اسْتَجارَ بِعِزِّکَ اَنْ یُسْلَمَ اَوْ یُهْمَلَ، اِلهی فَلا تُخْلِنا مِنْ حِمایَتِکَ

ص: 152

وَلا تُعْرِنا مِنْ رِعایَتِکَ، وَذُدْنا عَنْ مَوارِدِ الْهَلَکَةِ، فَاِنّا بِعَیْنِکَ وَفی کَنَفِکَ وَلَکَ، اَسْاَلُکَ بِاَهْلِ خاصَّتِکَ مِنْ مَلائِکَتِکَ وَالصّالِحینَ مِنْ بَرِیَّتِکَ اَنْ تَجْعَلَ عَلَیْنا واقِیَةً تُنْجینا مِنَ الْهَلَکاتِ، وَتُجَنِّبُنا مِنَ الاْفاتِ، وَتُکِنُّنا مِنْ دَواهِی الْمُصیباتِ، وَاَنْ تُنْزِلَ عَلَیْنا مِنْ سَکینَتِکَ، وَاَنْ تُغَشِّیَ وُجُوهَنا بِاَنْوارِ مَحَبَّتِکَ، وَاَنْ تُؤْوِیَنا اِلی شَدیدِ رُکْنِکَ، وَاَنْ تَحْوِیَنا فی اَکْنافِ عِصْمَتِکَ، بِرَأفَتِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الخامسَة عَشَرة : « مُناجاة الزّاهدین »

اِلهی اَسْکَنْتَنا داراً حَفَرَتْ لَنا حُفَرَ مَکْرِها، وَعَلَّقَتْنا بِاَیْدِی الْمَنایا فی حَبائِلِ غَدْرِها، فَاِلَیْکَ نَلْتَجِیءُ مِنْ مَکائِدِ خُدَعِها، وَبِکَ نَعْتَصِمُ مِنَ الاْغْتِرارِ بِزَخارِفِ زینَتِها، فَاِنَّهَا الْمُهْلِکَةُ طُلاّبَهَا، الْمُتْلِفَةُ حُلاّلَهَا، الَْمحْشُوَّةُ بِالاْفاتِ، الْمَشْحُونَةُ بِالنَّکَباتِ، اِلهی فَزَهِّدْنا فیها، وَسَلِّمْنا مِنْها بِتَوْفیقِکَ وَعِصْمَتِکَ، وَانْزَعْ عَنّا جَلابیبَ مُخالَفَتِکَ، وَتَوَلَّ اُمُورَنا بِحُسْنِ کِفایَتِکَ، وَاَوْفِرْ مَزیدَنا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِکَ، وَاَجْمِلْ صِلاتِنا مِنْ فَیْضِ مَواهِبِکَ، وَاَغْرِسْ فی اَفْئِدَتِنا اَشْجارَ مَحَبَّتِکَ، وَاَتْمِمْ لَنا اَنْوارَ مَعْرِفَتِکَ، وَاَذِقْنا حَلاوَةَ عَفْوِکَ، وَلَذَّةَ مَغْفِرَتِکَ، وَاَقْرِرْ اَعْیُنَنا یَوْمَ لِقائِکَ بِرُؤْیَتِکَ، وَاَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْیا مِنْ قُلُوبِنا کَما فَعَلْتَ بِالصّالِحینَ مِنْ صَفْوَتِکَ، وَالاَْبْرارِ مِنْ خاصَّتِکَ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَیا اَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ .

المُناجاة المَنظُومَة لامیر المؤمِنین علیّ بن أبی طالِب عَلَیه الصَّلاة وَالسَّلام

نقلاً عن الصّحیفة العَلَویّة

لَکَ الْحَمْدُ یا ذَا الْجُودِ وَالَْمجْدِ وَالْعُلی تَبارَکْتَ تُعْطی مَنْ تَشاءُ وَتَمْنَعُ اِلهی وَخَلاّقی وَحِرْزی وَمَوْئِلی

اِلَیْکَ لَدی الاِْعْسارِ وَالْیُسْرِ اَفْزَعُ اِلهی لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطیئَتی

فَعَفْوُکَ عَنْ ذَنْبی اَجَلُّ وَاَوْسَعُ اِلهی تَری حالی وَفَقْری وَفاقَتی

وَاَنْتَ مُناجاتی الخَفِیَّةَ تَسْمَعُ اِلهی فَلا تَقْطَعْ رَجائی وَلا تُزِغْ

فُؤادی فَلی فی سَیْبِ جُودِکَ مَطْمَعٌ اِلهی لَئِنْ خَیَّبْتَنی اَوْ طَرَدْتَنی

فَمَنْ ذَا اَّلذی اَرْجُو وَمَنْ ذا اُشَفِّعُ اِلهی اَجِرْنی مِنْ عَذابِکَ اِنَّنی

اَسیرٌ ذَلیلٌ خائِفٌ لَکَ اَخْضَعُ اِلهی فَآنِسْنی بِتَلْقِینِ حُجَّتی

اِذا کانَ لی فی الْقَبْرِ مَثْوَیً وَمَضْجَعٌ اِلهی لَئِنْ عَذَّبْتَنی اَلْفَ حِجَّة

فَحَبْلُ رَجائی

ص: 153

مِنْکَ لا یَتَقَطَّعُ اِلهی اَذِقْنی طَعْمَ عَفْوِکَ یَوْمَ لا

بَنُونَ وَلا مالٌ هُنا لِکَ یَنْفَعُ اِلهی لَئِنْ لَمْ تَرْعَنی کُنْتُ ضائِعاً

وَاِنْ کُنْتَ تَرْعانی فَلَسْتُ اُضَیَّعُ اِلهی إذا لَمْ تَعْفُ عَنْ غَیْرِ مُحْسِن

فَمَنْ لِمُسیء بِالهَوی یَتَمَتَّعُ اِلهی لَئِنْ فَرَّطْتُ فِی طَلَبِ التُّقی

فَها اَنَا اِثْرَ الْعَفْوِ اَقْفُو وَاَتْبَعُ اِلهی لَئِنْ اَخْطاْتُ جَهْلاً فَطالَما

رَجَوْتُکَ حَتّی قیلَ ما هُوَ یَجْزَعُ اِلهی ذُنُوبی بَذَّتِ الطَّوْدَ وَاْعتَلَتْ

وَصَفْحُکَ عَنْ ذَنْبی اَجَلُّ وَاَرْفَعُ اِلهی یُنَحّی ذِکْرُ طَوْلِکَ لَوْعَتی

وَذِکْرُ الْخَطایَا الْعَیْنَ مِنّی یُدَمِّعُ اِلهی اَقِلْنی عَثْرَتی وَامْحُ حَوْبَتی

فَاِنّی مُقِرٌّ خائِفٌ مُتَضَرِّعٌ اِلهی اَنِلْنی مِنْک رَوْحاً وَراحَةً

فَلَسْتُ سِوی اَبْوابِ فَضْلِکَ اَقْرَعُ اِلهی لَئِنْ اَقْصَیْتَنی اَوْ اَهَنْتَنی

فَما حیلَتی یا رَبِّ اَمْ کَیْفَ اَصْنَعُ اِلهی حَلیفُ الْحُبِّ فی اللَّیْلِ ساهِرٌ

یُناجی وَیَدْعُو وَالْمُغَفَّلُ یَهْجَعُ اِلهی وَهذَا الْخَلْقُ ما بَیْنَ نائِم

وَمُنْتَبه فی لَیْلَهِ یَتَضَرَّعُ وکُلُّهُمْ یَرجُو نَوالَکَ راجِیاً

لِرَحْمَتِکَ الْعُظْمی وَفِی الْخُلْدِ یَطْمَعُ اِلهی یُمَنّینی رَجائِی سَلامَةً

وَقُبْحُ خَطیئاتِی عَلَیَّ یُشَنِّعُ اِلهی فَاِنْ تَعْفُو فَعَفْوُکَ مُنْقِذی

وَاِلاّ فَبِالذَّنْبِ الْمُدَمِّرِ اُصْرَعُ اِلهی بِحَقِّ الْهاشِمیِّ مُحَمَّد

وَحُرْمَةِ اَطْْهار هُمُ لَکَ خُضَّعٌ اِلهی بِحَقِّ الْمُصْطَفی وَابْنِ عَمِّهِ

وَحُرْمَةِ اَبْرار هُمُ لَکَ خُشَّعٌ اِلهی فَاَنْشِرْنی عَلی دینِ اَحْمَد

مُنیباً تَقِیّاً قانِتاً لَکَ اَخْضَعُ وَلا تَحْرِمْنی یا اِلهی وَسَیِّدی

شَفاعَتَهُ الْکُبْری فَذاکَ الْمُشَفَّعُ وَصلِّ عَلَیْهِمْ ما دَعاکَ مُوَحِّدٌ

وَناجاکَ اَخْیارٌ بِبابِکَ رُکَّعٌ وقد روی فی الصّحیفة أیضاً عنه ( علیه السلام ) مناجاة منظومة اُخری أوّلها یا سامع الدّعاء وقد أعرضنا عن ذکره لما تحتویه من اللّغات الصّعبة الغریبة ولما نبغیه من الاختصار :

ثلاث کَلمات من مولانا عَلیّ ( علیه السلام ) فِی المُناجاة

اِلهی کَفی بی عِزّاً اَنْ اَکُونَ لَکَ عَبْداً،

ص: 154

وَکَفی بی فَخْراً اَنْ تَکُونَ لی رَبّاً، اَنْتَ کَما اُحِبُّ فَاجْعَلْنی کَما تُحِبُّ .

البابُ الْثّانی

فی أعمال أشهر السّنة العربیّة وَفضل یوم النّیروز وَأعماله وأعمال الاشهر الرّومیّة وفیه عدّة فصُول

الفَصل الاوّلْ : فی فضلِ شهر رَجَب وأعمالِه

اشارة

فی فضلِ شهر رَجَب وأعمالِه

اعلم انّ هذا الشّهر وشهر شعبان وشهر رمضان هی أشهر متناهیة الشرف، والاحادیث فی فضلها کثیرة، بل روی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه قال : انّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام ألا انّ رجل شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر اُمّتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الاکبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار، وعن موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) قال : من صام یوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسیر سنة، ومن صام ثلاثة أیام وجبت له الجنّة .

وقال أیضاً: رجب نهر فی الجنّة أشدّ بیاضاً من اللّبن، وأحلی من العسل مَنْ صام یوماً من رجب سقاه الله عزوجل من ذلک النّهر، وعن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : رجب شهر الاستغفار لامّتی، فأکثروا فیه الاستغفار فانّه غفورٌ رحیم، ویسمّی الرجب الاصبّ لان الرّحمة علی امّتی تصب صبّاً فیه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ

وروی ابن بابویه بسند معتبر عن سالم قال : دخلت علی الصّادق ( علیه السلام ) فی رجب وقد بقیت منه أیّام، فلمّا نظر الیّ قال لی: یا سالم هل صمت فی هذا الشّهر شیئاً قلت: لا والله یاابن رسول الله، فقال لی: فقد فاتک من الثّواب ما لم یعلم مبلغه الّا الله عزوجل، انّ هذا

ص: 155

شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمین فیه کرامته ، قال : فقلت له : یاابن رسول الله فان صمت ممّا بقی منه شیئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمین فیه، فقال : یا سالم من صام یوماً من آخر هذا الشهر کان ذلک أماناً من شدّة سکرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام یومین من آخر هذا الشّهر کان له بذلک جوازاً علی الصّراط، ومن صام ثلاثة أیّام من آخر هذا الشّهر أمن یوم الفزع الاکبر من أهواله وشدائده واعطی براءة من النّار

واعلم انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل کثیر وروی انّ من لم یقدر علی ذلک یسبّح فی کلّ یوم مائة مرّة بهذا التّسبیح لینال أجر الصّیام فیه: سُبْحانَ الاِْلهِ الْجَلیلِ، سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغی التَّسْبیحُ إِلاّ لَهُ، سُبْحانَ الاَْعَزِّ الاَْکْرَمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ اَهْلٌ .

وَأمّا أعماله فقِسمان

القسم الاوّل

الاعمال العامّة التی تؤدّی فی جمیع الشّهر ولا تخصّ أیّاماً معیّنة منه وهی أمور : أن یدعو فی کلّ یوم من رجب بهذا الدّعاء الذی روی انّ الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه دعا به فی الحجر فی غرّة رجب :

یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ، ویَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ، لِکُلِّ مَسْأَلَة مِنْکَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتیدٌ، اَللّهُمَّ وَ مَوعیدُکَ، الصّادِقَةُ، واَیدیکَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُکَ الواسِعَةُ، فأسْألُکَ اَنْ تٌصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِیَ حَوائِجی لِلدُّنْیا وَالاَْخِرَةِ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْیء قَدیرٌ .

الثّانی :

أن یدعو بهذا الدّعاء الّذی کان یدعو به الصّادق ( علیه السلام ) فی کلّ یوم من رجَبَ :

خابَ الوافِدُونَ عَلی غَیْرِکَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَکَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِکَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ

ص: 156

مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَکَ، بابُکَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبینَ، وَخَیْرُکَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبینَ وَفَضْلُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ، وَنَیْلُکَ مُتاحٌ لِلامِلینَ، وَرِزْقُکَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاکَ، وَحِلْمُکَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواکَ، عادَتُکَ الاِْحْسانُ اِلَی الْمُسیئینَ، وَسَبیلُکَ الاِبْقاءُ عَلَی الْمُعْتَدینَ، ُاَللّهُمَّ فَاهْدِنی هُدَی الْمُهْتَدینَ، وَارْزُقْنی اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدینَ، وَلا تَجْعَلْنی مِنَ الْغافِلینَ الْمُبْعَدینَ، واغْفِرْ لی یَوْمَ الدّینِ .

الثالث :

قال الشّیخ فی المصباح : روی المُعلّی بن خنیس عن الصادق ( علیه السلام ) انّه قال : قُل فی رجب :

اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ صَبْرَ الشّاکِرینَ لَکَ، وَعَمَلَ الْخائِفینَ مِنْک، وَیَقینَ الْعابِدینَ لَکَ، اَللّهُمَّ اَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظیمُ، وَاَنَا عَبْدُکَ الْبائِسُ الْفَقیرُ، اَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمیدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّلیل، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناکَ عَلی فَقْری، وَبِحِلْمِکَ عَلی جَهْلی، وَبِقُوَّتِکَ عَلی ضَعْفی، یا قَوِیُّ یا عَزیزُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصیاءِ الْمَرْضِیِّینَ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : هذا دُعاء رواه السّیّد أیضاً فی الاقبال، ویظهر من تِلک الرّوایة انّ هذا الدعاء هو أجمع الدَّعوات ویصلح لان یدعی به فی کل الاوقات .

الرابع :

قالَ الشیخ أیضاً: یستحبّ اَنْ یدعو بهذا الّدعاء فی کلّ یَوْم :

اَللّهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ، وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسْیمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظیمَةِ، وَالاَْیادِی الْجَمیلَةِ، والْعَطایَا الْجَزیلَةِ، یا مَنْ لا یُنْعَتُ بِتَمْثیل، وَلا یُمَثَّلُ بِنَظیر، وَلا یُغْلَبُ بِظَهیر، یا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَاَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَاَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَاَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَاَبْلَغَ، وَاَنْعَمَ فَاَسْبَغَ، وَاَعْطی فَاَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَاَفْضَلَ، یا مَنْ سَما فِی الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاْبْصارِ، وَدَنا فِی الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَْفْکارِ، یا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلکِ فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالاْلاء وَالْکِبرِیاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فی

ص: 157

جَبَرُوتِ شَانِهِ، یا مَنْ حارَتْ فی کِبْرِیاءِ هَیْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الاَْوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الاَْنامِ، یا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خیفَتِهِ، اَساَلُکَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتی لا تَنْبَغی إِلاّ لَکَ، وَبِما وَأَیْتَ بِهِ عَلی نَفْسِکَ لِداعیکَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فیهِ عَلی نَفْسِکَ لِلدّاعینَ، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، وَابْصَرَ النّاظِرینَ، وَاَسْرَعَ الْحاسِبینَ، یا ذَا الْقُوَّةِ الْمتینُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ، وَاقْسِمْ لی فی شَهْرِنا هذا خَیْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ لی فی قَضائِکَ خَیْرَ ما حَتَمْتَ، وَاخْتِمْ لی بِالسَّعادَةِ فیمَنْ خَتَمْتَ، وَاحْیِنی ما اَحْیَیْتَنی مَوْفُوراً، وَاَمِتْنی مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتوَلَّ اَنْتَ نَجاتی مِنْ مُساءَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّی مُنْکَراً وَنَکیراً، وَاَرِ عَیْنی مُبَشِّراً وَبَشیراً، وَاجْعَلْ لی اِلی رِضْوانِکَ وَجِنانِکَ مَصیراً، وَعَیْشاً قَریراً، وَمُلْکاً کَبیْراً، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ کَثیراً .

أقول : هذا دعاء یدعی به فی مسجد صعصعة أیضاً .

الخامس :

روی الشّیخ انّه خرج هذا التّوقیع الشّریف من النّاحیة المقدّسة علی ید الشّیخ الکبیر أبی جعفر محمّد بن عثمان بن سعید ( رضی الله عنه ) :

اُدع فی کلّ یوم من أیّام رجب :

اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما یَدْعُوکَ بِهِ وُلاةُ اَمْرِکَ، الْمَاْمُونُونَ عَلی سِرِّکَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِاَمْرِکَ، الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِکَ الْمُعلِنُونَ لِعَظَمَتِکَ، اَساَلُکَ بِما نَطَقَ فیهِمْ مِنْ مَشِیَّتِکَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِکَلِماتِکَ، وَاَرْکاناً لِتَوْحیدِکَ، وَآیاتِکَ وَمَقاماتِکَ الَّتی لا تَعْطیلَ لَها فی کُلِّ مَکان، یَعْرِفُکَ بِها مَنْ عَرَفَکَ، لا فَرْقَ بَیْنَکَ وَبَیْنَها إِلاّ اَنَّهُمْ عِبادُکَ وَخَلْقُکَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِیَدِکَ، بَدْؤُها مِنْکَ وَعَوْدُها اِلَیکَ اَعْضادٌ واَشْهادٌ ومُناةٌ واَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ، فَبِهمْ مَلاْتَ سَمائکَ وَاَرْضَکَ حَتّی ظَهَرَ اَنْ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، فَبِذلِکَ اَساَلُکَ، وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ

ص: 158

رَحْمَتِکَ، وَبِمَقاماتِکَ وَعَلاماتِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ، واَنْ تَزیدَنی إیماناً وَتَثْبیتاً، یا باطِناً فی ظُهُورِهِ وَظاهراً فی بُطُونِهِ وَمَکْنُونِهِ، یا مُفَرِّقاً بَیْنَ النُّورِ وَالدَّیْجُورِ، یا مَوْصُوفاً بِغَیْرِ کُنْه، وَمَعْرُوفاً بِغَیْرِ شِبْه، حادَّ، کُلِّ مَحْدُود، وَشاهِدَ کُلِّ مَشْهُود، وَمُوجِدَ کُلِّ مَوْجُود، وَمُحْصِیَ کُلِّ مَعْدُود، وَفاقِدَ کُلِّ مَفْقُود، لَیْسَ دُونَکَ مِنْ مَعْبُود، اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالْجُودِ، یا مَنْ لا یُکَیَّفُ بِکَیْف، وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن، یا مُحْتَجِباً عَنْ کُلِّ عَیْن، یا دَیْمُومُ یا قَیُّومُ وَعالِمَ کُلِّ مَعْلُوم، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَلی عِبادِکَ الْمُنْتَجَبینَ، وَبَشَرِکَ الُْمحْتَجِبینَ، وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَالْبُهْمِ الصّافّینَ الْحافّینَ، وَبارِکَ لَنا فی شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُکَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَْشْهُرِ الْحُرُمِ، وَاَسْبِغْ عَلَیْنا فیهِ النِّعَمَ، وَاَجْزِلْ لَنا فیهِ الْقِسَمَ، وَاَبْرِزْ لَنا فیهِ الْقَسَمَ بِاسْمِکَ الاَْعْظَمِ الاَْجَلِّ الاَْکْرَمِ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلیَ النَّهارِ فَاَضاءَ، وَعَلی اللَّیْلِ فَاَظْلَمَ، وَاْغفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنّا وَما لا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَیْرَ الْعِصَمِ، وَاکْفِنا کَوافِیَ قَدَرِکَ، واْمنُنْ عَلْیْنا بِحُسْنِ نَظَرِکَ، وَلا تَکِلْنا اِلی غَیْرِکَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَیْرکَ وَبارِکَ لَنا فیما کَتَبْتَهُ لَنا مِنْ اَعْمارِنا، واَصْلحْ لنا خَبیئَةَ اَسْررِنا، واَعْطِنا مِنْکَ الاَْمانَ، وَاْستَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِْیْمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّیامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَْیّامِ وَالاَْعْوامِ یا ذَا الْجَلالِ والاِکْرامِ .

السّادس : وروی الشّیخ انّه خرج من النّاحیة المقدّسة علی ید الشّیخ أبی القاسم ( رضی الله عنه ) هذا الدّعاء فی أیّام رجب :

اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فی رَجَب مُحَمَّد بْنِ عَلیٍّ الثانی وَابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ، وَاَتَقَرَّبُ بِهِما اِلَیْکَ خَیْرَ الْقُرْبِ، یا مَنْ اِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفیما لَدَیْهِ رُغِبَ، اَساَلُکَ سُؤالَ مُقْتَرِف مُذْنِب قَدْ اَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَاَوْثَقَتْهُ عُیُوبُهُ، فَطالَ عَلَی الْخَطایا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزایا خُطُوبُهُ، یَسْأَلُکَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ

ص: 159

والنُّزْوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النّارِ فَکاکَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فی رِبْقَتِهِ، فَاَنْتَ مَوْلایَ اَعْظَمُ اَمَلِهِ وَثِقَتِهِ، اَللّهُمَّ واَساَلُکَ بِمَسائِلِکَ الشَّریفَةِ، وَوَسائِلَک الْمُنیفَةِ اَنْ تَتَغَمَّدَنی فی هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَة مِنْکَ واسِعَة، وَنِعْمَة وازِعَة، وَنَفْس بِما رَزَقْتَها قانِعَة، اِلی نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحلِّ الاْخِرَةِ وَما هِیَ اِلَیْهِ صائِرَةٌ .

السّابع :

وروی الشّیخ أیضاً عن أبی القاسم حسین بن روح ( رضی الله عنه ) النّائب الخاصّ للحجّة ( علیه السلام ) انّه قال زر أیّ المشاهد کنت بحضرتها فی رجب تقول :

الْحَمْدُ للهِ الَّذی اَشْهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِیائِهِ فی رَجَب، وَاَوْجَبَ عَلَیْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ، وَعَلی اَوْصِیائِهِ الْحُجُبِ، اَللّهُمَّ فَکَما اَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَاَنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَاَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ، غَیْرَ مُحَلَّئینَ عَنْ وِرْد فی دارِ الْمُقامَةِ والْخُلْدِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ اِنّی قَصَدْتُکُمْ وَاعْتَمَدْتُکُمْ بِمَسْأَلَتی وَحاجَتی وَهِیَ فَکاکُ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَکُمْ فی دارِ الْقَرارِ مَعَ شیعَتِکُمُ الاَْبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ، اَنَا سائِلُکُمْ وَآمِلُکُمْ فیما اِلَیْکُمُ التَّفْویضُ، وَعَلَیْکُمْ التَّعْویضُ فَبِکُمْ یُجْبَرُ الْمَهیضُ وَیُشْفَی الْمَریضُ، وَما تَزْدادُ الاَْرْحامُ وَما تَغیضُ، اِنّی بِسِرِّکُمْ مُؤْمِنٌ، وَلِقَوْلِکُمْ مُسَلِّمٌ، وَعَلَی اللهِ بِکُمْ مُقْسِمٌ فی رَجْعی بِحَوائِجی وَقَضائِها وَاِمْضائِها وَاِنْجاحِها وَاِبْراحِها، وَبِشُؤونی لَدَیْکُمْ وَصَلاحِها، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ سَلامَ مُوَدِّع، وَلَکُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ یَسْأَلُ اللهَ اِلَیْکُمْ الْمَرْجِعَ وَسَعْیُهُ اِلَیْکُمْ غَیْرُ مُنْقَطِع، وَاَنْ یَرْجِعَنی مِنْ حَضْرَتِکُمْ خَیْرَ مَرْجِع اِلی جَناب مُمْرِع، وَخَفْضِ مُوَسَّع، وَدَعَة وَمَهَل اِلی حینِ الاَْجَلِ، وَخَیْرِ مَصیر وَمَحلٍّ، فی النَّعیمِ الاَْزَلِ، وَالْعَیْشِ الْمُقْتَبَلِ وَدَوامِ الاُْکُلِ، وَشُرْبِ الرَّحیقِ وَالسَّلْسَلِ، وَعَلٍّ وَنَهَل، لا سَأمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَتَحِیّاتُهُ عَلَیْکُمْ حَتّیَ الْعَوْدِ اِلی حَضْرَتِکُمْ، والْفَوزِ فی کَرَّتِکُمْ، وَالْحَشْرِ فی زُمْرَتِکُمْ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، وَهُوَ

ص: 160

حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَکیلُ .

الثّامن :

روی السیّد ابن طاووس عن محمّد بن ذکوان المعروف بالسّجاد لانّه کان یکثر من السّجود والبکاء فیه حتّی ذهب بصره قال : قلت للصّادق ( علیه السلام ) : جعلت فداک هذا رجب علّمنی فیه دعاءاً ینفعنی الله به، قال ( علیه السلام ) : اکتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قل فی کلّ یوم من رجب صباحاً ومساءاً وفی أعقاب صلواتک فی یومک ولیلتک یا مَنْ اَرْجُوهُ لِکُلِّ خَیْر، وَآمَنَ سَخَطَهُ عِنْدَ کُلِّ شَرٍّ، یا مَنْ یُعْطِی الْکَثیرَ بِالْقَلیلِ، یا مَنْ یُعْطی مَنْ سَأَلَهُ یا مَنْ یُعْطی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، اَعْطِنی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ خَیْرِ الدُّنْیا وَجَمیعَ خَیْرِ الاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ شَرِّ الدُّنْیا وَشَرِّ الاْخِرَةِ، فَاِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوص ما اَعْطَیْتَ، وَزِدْنی مِنْ فَضْلِکَ یا کَریمُ .

قال الراوی : ثمّ مدّ ( علیه السلام ) یده الیسری فقبض علی لحیته ودعا بهذا الدّعاء وهو یلوذ بسبّابته الیمنی، ثمّ قال بعد ذلک : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَیْبَتی عَلَی النّارِ .

التّاسِع :

عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه قال من قال: فی رجب: اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ مائة مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة کتب الله له أجر مائة شهید .

العاشر :

وعنه ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : من قال فی رجب: ( لا اِلهَ إلاَّ اللهُ ) ألف مرّة، کتب الله له مائة ألف حسنة وبنی الله له مائة مدینة فی الجنّة .

الحادی عشر :

ص: 161

ی الحدیث : من استغفر الله فی رجب سبعین مرّة بالغداة وسبعین مرّة بالعشیّ یقول: اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، فاذا بلغ تمام سبعین مرّة رفع یدیه وقال: اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی وَتُبْ عَلَیَّ، فان مات فی رجب مات مرضیّاً عنه ولا تمسّه النّار ببرکة رجب .

الثّانی عشر :

أن یستغفر فی هذا الشهر ألف مرّة قائلاً: اَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ مِنْ جَمیعِ الذُّنُوبِ وَالاثامِ، لیغفر له الله الرّحیم .

الثّالث عشر :

روی السّید فی الاقبال فضلاً کثیراً لقراءة قل هو الله احد عشرة آلاف مرّة أو ألف مرّة أو مائة مرّة فی شهر رجب، وروی ایضاً انّ من قرأ قُل هو الله أحدٌ مائة مرّة فی یوم الجمعة من شهر رجب کان له یوم القیامة نور یجذبه الی الجنّة .

الرّابع عشر :

روی السیّد انّ من صام یوماً من رجب وصلّی أربع رکعات یقرأ فی الاُولی آیة الکرسی مائة مرّة، وفی الثّانیة قل هو الله أحد مائتین مرّة، لم یمت الّا وقد شاهد مکانه فی الجنّة أو شوهد له .

الخامس عشر : روی السیّد ایضاً عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّ من صلّی یوم الجمعة من رجب أربع رکعات ما بین صلاة الظّهر وصلاة العصر یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة وآیة الکرسی سبع مرّات وقُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ خمس مرّات، ثمّ یقول عشراً اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ إِلاّ هُوَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ، کتب الله له من الیوم الذی صلّی فیه هذه الصّلاة الی الیوم الذی یموت فیه بکلّ یوم ألف حسنة، وأعطاه بکلّ آیة تلاها مدینة فی الجنّة من الیاقوت الاحمر، وبکلّ حرف قصراً فی الجنّة من الدّرّ الابیض، وزوّجه حور العین ورضی عنه بغیر

ص: 162

سخط، وکتب من العابدین، وختم له بالسّعادة والمغفرة الخبر.

السّادس عشر :

أن یصوم ثلاثة أیّام من هذا الشّهر هی أیّام الخمیس والجمعة والسّبت، فقد روی انّ من صامها فی شهر من الاشهر الحرم کتب الله له عبادة تسعمائة عام .

السّابع عشر : یصلّی فی هذا الشهر ستّین رکعة، یُصلّی منها فی کلّ لیلة رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة و ( قُل یا أیّها الکافِرُونَ ) ثلاث مرّات و ( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) مرّة واحدة، فاذا سلم رفع یدیه الی السّماء وقال : لا اِلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ، یُحْیی وَیُمیتُ، وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْیء قَدیرٌ، وَاِلَیْهِ الْمَصیرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد النَّبِیِّ الاُْمِّیِّ وَآلِهِ، ویمرر یده علی وجهه، وعن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّ من فعل ذلک استجاب الله دعاءه واعطاه أجر ستّین حجّة وعُمرة .

الثّامن عشر : روی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّ من قرأ فی لیلة من لیالی رجب مائة مرّة قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ فی رکعتین فکأنّما قد صام مائة سنة فی سبیل الله ورزقه الله فی الجنّة مائة قصر کلّ قصر فی جوار نبیّ من الانبیاء ( علیهم السلام ) .

التّاسع عشر :

وعنه ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ایضاً انّ من صلّی فی لیلة من لیالی رجب عشر رکعات یقرأ فی کلّ رکعة الحَمْد وقُل یا أیّها الکافِرُونَ مرّة، والتّوحید ثلاث مرّات غفر الله له ما اقترفه من الامم الخبر.

العشرون :

قال العلاّمة المجلسی فی زاد المعاد: روی

ص: 163

عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) انّه قال : قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) من قرأ فی کلّ یوم من أیّام رجب وشعبان ورمضان وفی کلّ لیلة منها کلّاً من الحمد وآیة الکرسی و ( قُل یا أیّها الکافِرُونَ ) و ( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) و ( قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق ) و ( قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ) ثلاث مرّات، وقال: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، وثلاثاً اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وثلاثاً اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤمِنینَ وَالْمُؤمِناتِ، وأربعمائة مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، غفر الله له ذنوبه وإن کانت عدد قطر الامطار وَورق الاشجار وزبد البحارالخبر.

الحادی والعشرون :

وقال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) ایضاً من المأثور قول لا اِلهَ إلاَّ اللهُ فی کلّ لیلة من هذا الشّهر ألف مرّة.

واعلم انّ أوّل لیلة من لیالی الجمعة من رجب تسمّی لیلة الرّغائب وفیها عمل مأثور عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ذو فضل کثیر ورواه السّید فی الاقبال والعلامة المجلسی رحمه الله فی اجازة بنی زهرة، ومن فضله أن یغفر لمن صلّاها ذنوب کثیرة، وانّه اذا کان أوّل لیلة نزوله الی قبره بعَث الله الیه ثواب هذه الصّلاة فی أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فیقول: یا حبیبی أبشر فقد نجوت مِن کلّ شدّة، فیقول : مَنْ أنت فما رأیت أحسن وجهاً منک، ولا سمعت کلاماً أحلی من کلامک، ولا شمت رائحة أطیب من رائحتک؟ فیقول : یا حبیبی أنا ثواب تلک الصّلاة التی صلّیتها لیلة کذا فی بلدة کذا

ص: 164

فی شهر کذا فی سنة کذا، جئت اللّیلة لاقضی حقّک، وأنس وحدتک، وارفع عنک وحشتک، فاذا نفخ فی الصّور ظلّلت فی عرصة القیامة علی رأسِک، فافرح فانّک لن تعدم الخیر أبداً .

وَصِفَة هذه الصّلاة

أن یصوم أوّل خمیس من رجب ثمّ یصلّی بین صلاتی المغرب والعشاء اثنتی عشرة رکعة یفصل بین کلّ رکعتین بتسلیمة یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب مرّة وَ ( انّا أَنْزَلْناهُ ) ثلاث مرّات و ( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) اثنتی عشرة مرّة، فاذا فرغ من صَلاته قال سبعین مرّة: اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد النَّبِیِّ الاُْمِّیِّ وَعَلی آلِهِ، ثمّ یسجد ویقول فی سجوده سبعین مرّة: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ ثمّ یسأل حاجته فانّها تقضی ان شاء الله، واعلم ایضاً انّ من المندوب فی شهر رجب زیارة الامام الرّضا ( علیه السلام ) ولها فی هذا الشّهر مزیّة کما انّ للعمرة ایضاً فی هذا الشّهر فضل وروی انّها تالیة الحجّ فی الثّواب وروی انّ علیّ بن الحسین ( علیه السلام ) کان قد اعتمر فی رجب فکان یُصلّی عند الکعبة ویسجد لیله ونهاره وکان یسمع منه وهُو فی السّجود : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِکَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِکَ .

اعمال شَعْبان الخاصّة

اللّیلة الاُولی

قد وردت فیها صَلوات کثیرة مذکورة فی الاقبال ومن تلک الصّلوات اثنتا عشرة رکعة یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة والتّوحید احدی عشرة مرّة .

الیَومُ الاوّل

ویفضل صیامه فضلاً کثیراً وقد روی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ من صام اوّل یوم من شعبان وجبت له الجنّة البتّة، وقد روی السّید ابن طاووس عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) اجراً جزیلاً لمن صام ثلاثة أیّام من هذا

ص: 165

الشّهر یصلّی فی لیالیها رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة وسورة التّوحید احدی عشرة مرّة، واعلم انّه قد ورد فی تفسیر الامام ( علیه السلام ) روایة فی فضل شعبان وفضل الیوم الاوّل منه تشتمل علی فوائد جمّة، وشیخنا ثقة الاسلام النّوری نوّر الله مرقده قد أورد ترجمتها فی نهایة کتابه الفارسی ( کلمه طیّبه ) والرّوایة مبسوطة لا یسعها المقام، وملخّصها انّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) قد مرّ علی قوم من أخلاط المسلمین وهُم قعود فی بعض المساجد فی أوّل یوم من شعبان، وهُم یخوضون فی أمر القدر وغیره، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فیه محکمهم وجدالهم، فوقف علیهم وسلّم فردّوا علیه وأوسعوا له وقاموا الیه یسألونه القعود علیهم، فلم یحفل بهم ثمّ قال لهم وناداهم : یا معاشر المتکلّمین فیما لا یعنیهم ولا یردّ علیهم، ألم تعلموا انّ لله عباداً قد أسکتهم خشیة من غیر عیّ ولا بکم، ولکنّهم اذا ذکروا عظمة الله انکسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم، وحامت حلومهم اعزازاً لله واعظاماً واجلالاً، فاذا أفاقوا من ذلک استبقوا الی الله بالاعمال الزّاکیة، یعدّون أنفسهم مع الظّالمین والخاطئین وانّهم براء من المقصّرین ومن المفرطین، ألا انّهم لا یرضُون لله بالقلیل، ولا یستکثرون لله الکثیر، فهم یدأبون له فی الاعمال، فهم اذا رأیتهم قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأین أنتم منهم یا معشر المبتدعین، أما علمتهم انّ أعلم النّاس بالقدر أسکتهم عنه، وانّ أجهلهم به اکثرهم کلاماً فیه، یا معشر المبتدعین هذا یوم غرّة شعبان الکریم سمّاه ربّنا شعبان لتشعّب الخیرات فیه، قد فتح ربّکم فیه أبواب جنانه، وعرض علیکم قصورها وخیراتها بأرخص الاثمان، وأسهل الامور ، فاشتروها، وعرض لکم

ص: 166

ابلیس اللّعین شعب شروره وبلایاه، فأنتم دائباً تتیهون فی الغیّ والطّغیان، تمسکون بشعب ابلیس وتحیدون عن شعب الخیر المفتوح لکم أبوابه، هذه غرّة شعبان وشعب خیراته الصّلاة والزّکاة والامر بالمعروف والنّهی عن المنکر وبرّ الوالدین والقرابات والجیران واصلاح ذات البین والصّدقة علی الفقراء والمساکین، تتکلّفون ما قد وُضِعَ عنکم ( أی أمر القدر ) وما قد نهیتم عن الخوض فیه من کشف سرایر الله التی من فتش عنها کان من الهالکین، أما انّکم لو وقفتم علی ما قد أعدّ ربّنا عزّوجل للمطیعین من عباده فی هذا الیوم لقصّرتم عمّا أنتم فیه، وشرعتم فیما أمرتم به.

قالوا : یا أمیر المؤمنین وما الذی أعدّه الله فی هذا الیوم للمطیعین له ؟ فروی ( علیه السلام ) ما کان من أمر الجیش الذی بعثه رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) الی الکفّار فوثب الکفّار علیه لیلاً وکانت لیلة ظلماء دامسة والمسلمون نیام ولم یک فیهم یقظان سوی زید بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقتادة بن نعمان وقیس بن عاصم المنقری وکلّ منهم یقظان فی جانب من جوانب العسکر یصلّی الصّلاة أو یتلو القرآن، وکاد المسلمون أن یهلکوا لانّهم فی الظّلام لا یبصرون أعداءهم لیتّقوهم، واذا بأضواء تسطع من أفواه هؤلاء النّفر الاربعة تضیء معسکر المسلمین فتورثهم القوّة والشّجاعة فوضعوا السّیوف علی الکفّار فصاروا بین قتیل أو جریح أو أسیر، فلمّا رجعوا قصّوا علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ما کان ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : انّ هذه الانوار قد کانت لما عمله اخوانکم هؤلاء من الاعمال فی غرّة شعبان، ثمّ حدّثهم بتلک الاعمال واحداً فواحداً

ص: 167

الی أن قال : انّ ابلیس اذا کان اوّل یوم من شعبان یبث جنودُه فی أقطار الارض وآفاقها یقول لهم اجتهدوا فی اجتذاب بعض عباد الله الیکم فی هذا الیوم، وانّ الله عزوجل یبث ملائکته فی أقطار الارض وآفاقها ، یقول لهم : سدّدوا عبادی وارشدوهم وکلّهم یسعد الّا من أبی وطغی فانّه یصیر فی حزب ابلیس وجنوده، وانّ الله عزوجل اذا کان اوّل یوم من شعبان یأمر باب الجنّة فتفتح، ویأمر شجرة طوبی فتدنی أغصانها من هذه الدّنیا، فتعلّقوا بها لترفعکم الی الجنّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فأیّاکم وایّاها لا تؤدیکم الی الجحیم.

قال : فو الذی بعثنی بالحقّ نبیّاً انّ من تعاطی باباً من الخیر فی هذا الیوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبی فهو مؤدّیه الی الجنّة، وانّ من تعاطی باباً من الشرّ فی هذا الیوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزّقّوم ، فهو مؤدیّه الی النّار ، ثمّ قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : فمن تطوّع لله بصلاة فی هذا الیوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن صام فی هذا الیوم تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بین المرء وزوجه، والوالد وولده، والقریب وقریبه، والجار وجاره، والاجنبیّ والاجنبیّ، فقد تعلّق بغصن منه، ومن خفّف عن معسر من دَینه، أو حطّ عنه فقد تعلّق منه بغصن، ومن نظر فی حسابه فرأی دَیناً عتیقاً قد أیس منه صاحبه فأدّاه فقد تعلّق منه بغصن، ومن کفل یتیماً فقد تعلّق منه بغصن، ومن کفّ سقیماً عن عِرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن تلا القُرآن أو شیئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد یذکر الله ونعماءه لیشکره فقد تعلّق

ص: 168

منه بغصن، ومن عاد مریضاً فقد تعلّق منه بغصن، ومن برّ فیه والدیه أو أحدهما فی هذا الیوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن کان أسخطهما قبل هذا الیوم فأرضاهما فی هذا الیوم فقد تعلّق منه بغُصن، وکذلک من فعل شیئاً من سائر أبواب الخیر فی هذا الیوم فقد تعلّق منه بغصن ، ثمّ قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً وانّ من تعاطی باباً من الشرّ والعصیان فی هذا الیوم فقد تعلّق بغصن من أغصان الزّقوم فهو مؤدّیه الی النّار .

ثمّ قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) والّذی بعثنی بالحقّ نبیّاً فمن قصّر فی الصّلاة المفروضة وضیّعها فقد تعلّق بغصن منه ومن جاءه فی هذا الیوم فقیر ضعیف یعرف سوء حاله فهو یقدر علی تغییر حاله من غیر ضرر یلحقه ولیس هناک من ینوب عنه ویقوم مقامه، فترکه یضیع ویعطب، ولم یأخذ بیده فقد تعلّق بغصن منه، ومن اعتذر الیه مسیء فلم یعذره ثمّ لم یقتصر به علی قدر عقوبة اساءته بل زاد علیه فقد تعلّق بغصن منه، ومن ضرب بین المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو الاخ وأخیه، أو القریب وقریبه، أو بین جارین، أو خلیطین، أو اُختین فقد تعلّق بغصن منه، ومن شدّد علی معسر وهو یعلم اعساره فزاد غیظاً وبلاءاً فقد تعلّق بغصن منه، ومن کان علیه دَین فأنکره علی صاحبه وتعدّی علیه حتّی أبطل دینه فقد تعلّق بغصن منه، ومن جفا یتیماً وآذاه وهزم ماله فقد تعلّق بغصن منه، ومن وقع فی عِرض أخیه المؤمن وحمل النّاس علی ذلک فقد تعلّق بغصن منه، ومن تغنی بغناء یبعث فیه علی

ص: 169

المعاصی فقد تعلّق بغصن منه، ومن قعد یعدّد قبائح أفعاله فی الحروب وأنواع ظُلمه لعباد الله فیفتخر بها فقد تعلّق بغصن منه، ومن کان جاره مریضاً فترک عیادته استخفافاً بحقّه فقد تعلّق بغصن منه، ومَن مات جاره فترک تشییع جنازته تهاوناً فقد تعلّق بغصن منه، ومن عقّ والدیه أو احدهما فقد تعلّق بغصن منه، ومن کان قبل ذلک عاقاً لهما فلم یرضهما فی هذا الیوم یقدر علی ذلک فقد تعلّق بغصن منه، وکذا من فعل شیئاً من سائر أبواب الشرّ فقد تعلّق بغصن منه، والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً انّ المتعلّقین بأغصان شجرة طوبی ترفعهم تلک الاغصان الی الجنّة، ثمّ رفع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) طرفه الی السّماء ملیّاً وجعل یضحک ویستبشر، ثمّ خفض طرفه الی الارض فجعل یقطب ویعبس، ثمّ أقبل علی أصحابه فقال : والذی بعث محمّداً بالحقّ نبیّاً لقد رأیت شجرة طوبی ترفع أغصانها وترفع المتعلّقین بها الی الجنّة، ورأیت منهم من تعلّق منها بغصن ومنهم من تعلّق بغصنین أو بأغصان علی حسب اشتمالهم علی الطّاعات، وانّی لاری زید بن حارثة فقد تعلّق بعامة أغصانها فهی ترفعه الی أعلی اعلاها فبذلک ضحکت واستبشرت ثمّ نظرت الی الارض فو الذی بعثنی بالحقّ نبیّاً لقد رأیت شجرة الزقّوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلّقین بها الی الجحیم، ورأیت منهم من تعلّق بغصن ومنهم من تعلّق بغصنین أو بأغصان علی حسب اشتمالهم علی القبائح، وانّی لاری بعض المنافقین قد تعلّق بعامة أغصانها وهی تخفضه الی أسفل درکاتها، فلذلک عبست وقطبت .

الیَومُ الثّالث

هو یوم مبارک ، قال الشّیخ فی المصباح : فی هذا الیوم ولد الحسین بن علی ( علیه السلام ) وخرج الی

ص: 170

أبی القاسم بن علاء الهمدانی وکیل الامام العسکری انّ مولانا الحسین ( علیه السلام ) ولد یوم الخمیس لثلاث خلون من شعبان فصُمه وادع فیه بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ فی هذَا الْیَوْمِ، الْمَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اْستِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ. بَکَتْهُ السَّماءُوَمَنْ فیها، وَالاَْرْضُ وَمَنْ عَلَیْها، وَلَمّا یَطَأْ لابَتَیْها قَتیل الْعَبْرَةِ، وَسَیِّدِ الاُْسْرَةِ، الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ یَوْمَ الْکَرَّةِ، الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفاءَ فی تُرْبَتِهِ، والْفَوْزَ مَعَهُ فی اَوْبَتِهِ، والاَْصِیاءِ مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَیْبَتِهِ حَتّی یُدْرِکُوا الاَْوْتارَ، وَیَثْأَرُوا الثّارَ، وَیُرْضُوا الْجَبّارَ، وَیَکُونُوا خَیْرَ اَنْصار، صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ مَعَ اْختِلافِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ، اَللّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ اِلَیْکَ اَتَوَسَّلُ وَاَسْأَلُ سُؤالَ مُقْتَرف مُعْتَرف مُسیئ اِلی نَفْسِهِ، مِمَّا فَرَّطَ فی یَوْمِهِ وَاَمْسِهِ یَسْأَلُکَ الْعِصْمَةَ اِلی مَحَلِّ رَمْسِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعِتْرَتِهِ، وَاحْشُرْنا فی زُمْرَتِهِ، وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْکَرامَةِ، وَمَحَلَّ الاِقامَةِ، اَللّهُمَّ وَکَما اَکْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ فَاَکْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ یُسَلِّمُ لاَْمْرِهِ وَیُکْثِرُ الصَّلاةَ عَلَیْهِ عِنْدَ ذِکْرِهِ، وَعَلی جَمیعِ اَوْصِیائِهِ وَاَهْلِ اَصْفِیائِهِ الْمَمْدُودیِنَ مِنْکَ بِالْعَدَدِ، الاَْثْنَیْ عَشَرَ، النّجُومِ الزُّهرِ، وَالْحُجَجِ عَلی جَمیعِ الْبَشَرِ، اَللّهُمَّ وَهَبْ لَنا فی هذَا الْیَوْمِ خَیْرَ مَوْهِبَة، وَاَنْجِحْ لَنا فیهِ کُلَّ طَلِبَته کَما وَهَبْتَ الْحُسَیْنِ لُِمحَمَّد جَدِّهِ وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ، وَننْظُر اَوْبَتَهُ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ تدعو بعد ذلک بدعاء الحسین ( علیه السلام ) وهو آخر دعائه ( علیه السلام ) یوم کثرت علیه أعداؤه وهو یوم عاشوراء :

اَللّهُمَّ اَنْتَ مُتَعالِی الْمَکانِ، عَظیمُ الْجَبَرُوتِ، شَدیدُ الِمحالِ، غَنِیٌّ َعنِ الْخَلایِقِ، عَریضُ الْکِبْرِیاءِ، قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ، قَریبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَریبٌ إذا دُعیتَ، مُحیطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ

ص: 171

التُّوبَةِ لَمَنْ تابَ اِلَیْکَ، قادِرٌ عَلی ما اَرَدْتَ، وَمُدْرِکُ ما طَلَبْتَ، وَشَکُورٌ اِذا شُکِرْتَ، وَذَکُورٌ اِذا ذُکِرْتَ، اَدْعُوکَ مُحْتاجاً، وَاَرْغَبُ اِلَیْکَ فَقیراً، وَاَفْزَعُ اِلَیْکَ خائِفاً، واَبْکی اِلَیْکَ مَکْرُوباً، وَاَسْتَعینُ بِکَ ضَعیفاً، وَاَتوَکَّلُ عَلَیْکَ کافِیاً، اُحْکُمْ بَیْنَنا وَبَیْنَ قَوْمِنا فَاِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَغَدَروا بِنا وَقَتَلُونا، ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبِیِّکَ، وَوَلَدُ حَبیبِکَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، الَّذی اصطَفَیْتَهُ بِالرِّسالَةِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلی وَحْیِکَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ اَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرجاً بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

قال ابن عیّاش : سمعت الحسین بن علی بن سفیان البزوفری یقول : سمعت الصّادق ( علیه السلام ) یدعو به فی هذا الیوم وقال هو من أدعیة الیوم الثّالث من شعبان وهو میلاد الحسین ( علیه السلام ) .

اللّیلة الثّالِثة عشرة

وهی أوّل اللّیالی البیض وقد مرّ ما یصلّی فی هذه اللّیلة واللّیلتین بعدها فی أعمال شهر رجب

لیلة النّصف من شعبان

وهی لیلة بالغة الشّرف وقد روی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : سُئل الباقر ( علیه السلام ) عن فضل لیلة النّصف من شعبان ، فقال ( علیه السلام ) : هی أفضل اللّیالی بعد لیلة القدر، فیها یمنح الله العباد فضله ویغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا فی القربة الی الله تعالی فیها فانّها لیلة آلی الله عزوجل علی نفسه أن لا یردّ سائلاً فیها ما لم یسأل الله المعصیة، وانّها اللّیلة التی جعلها الله لنا أهل البیت بازاء ما جعل لیلة القدر لنبیّنا ( علیه السلام ) ، فاجتهدوا فی دعاء الله تعالی والثّناء علیه، الخبر ومن عظیم برکات هذه اللّیلة المبارکة انّها میلاد سلطان العصر وامام الزّمان أرواحنا له الفداء، ولد عند السّحر سنة خمس وخمسین ومائتین فی سرّ مَن رأی، وهذا ما یزید هذه اللّیلة

ص: 172

شرفاً وفضلاً وقد ورد فیها أعمال :

أوّلها : الغسل ، فانّه یوجب تخفیف الذّنوب .

الثّانی : احیاؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار کما کان یصنع الامام زین العابدین ( علیه السلام ) ، وفی الحدیث من أحیا هذه اللّیلة لم یمت قلبه یوم تموت فیه القلوب .

الثّالث : زیارة الحسین ( علیه السلام ) وهی أفضل أعمال هذه اللّیلة، وتوجب غفران الذّنوب، ومن أراد أن یصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرین ألف نبیّ فلیزره ( علیه السلام ) فی هذه اللّیلة، وأقلّ ما یزار به ( علیه السلام ) أن یصعد الزائر سطحاً مرتفعاً فینظر یمنة ویسرة ثمّ یرفع رأسه الی السّماء فیزوره ( علیه السلام ) بهذه الکلمات :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، ویرجی لمن زار الحسین ( علیه السلام ) حیثما کان بهذه الزیارة أن یکتب له أجر حجّة وعمرة، ونحن سنذکر فی باب الزّیارات ما یختصّ بهذه اللّیلة منها ان شاء الله تعالی.

الرّابع : أن یدعو بهذا الدّعاء الذی رواه الشّیخ والسّید وهو بمثابة زیارة للامام الغائب صلوات الله علیه :

اَللّهُمَّ بِحَقِّ لَیْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِکَ وَمَوْعُودِها، الَّتی قَرَنْتَ اِلی فَضْلِها، فَضْلاً فَتَمَّتْ کَلِمَتُکَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِکَ، وَلا مُعَقِّبَ لاِیاتِکَ، نُورُکَ الْمُتَاَلِّقُ، وَضِیاؤُکَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ فی طَخْیاءِ الدَّیْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ وَکَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِکَةُ شُهَّدُهُ، وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَیِّدُهُ، اِذا آن میعادُهُ، وَالْمَلائِکَةُ اَمْدادُهُ، سَیْفُ الله الَّذی لا یَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذی لا یَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذی لا یَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَوامیسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الاَْمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَیْهِمْ ما یَتَنَزَّلُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَاَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْیِهِ، وَوُلاةُ اَمْرِهِ وَنَهْیِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ

ص: 173

عَلی خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَوالِمِهِمْ، اَللّهُمَّ وَاَدْرِکَ بِنا أَیّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِیامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاکْتُبْنا فی اَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَاَحْیِنا فی دَوْلَتِهِ ناعِمینَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمینَ وَبِحَقِّهِ قائِمینَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمینَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ وَصَلَواتُهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَالْمُرْسَلینَ، وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ الصّادِقینَ وَعِتْرَتِهَ النّاطِقینَ، وَالْعَنْ جَمیعَ الظّالِمینَ، واحْکُمْ بَیْنَنا وَبَیْنَهُمْ یا اَحْکَمَ الْحاکِمینَ .

الخامس : روی الشّیخ عن اسماعیل بن فضل الهاشمی قال : علّمنی الصّادق ( علیه السلام ) هذا الدّعاء لادعو به لیلة النّصف من شعبان :

اَللّهُمَّ اَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ، الْعَلِیُّ الْعَظیمُ، الْخالِقُ الرّازِقُ، الُْمحْیِی الْمُمیتُ، الْبَدیءُ الْبَدیعُ، لَکَ الْجَلالُ، وَلَکَ الْفَضْلُ، وَلکَ الْحَمْدُ، وَلَکَ الْمَنُّ، وَلَکَ الْجُودُ، وَلَکَ الْکَرَمُ، وَلَکَ الاَْمْرُ، وَلَکَ الَمجْدُ، وَلَکَ الْشُّکْرُ، وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، یا واحِدُ یا اَحَدُ، یا صَمَدُ، یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاْغفِرْ لی وَارْحَمْنی، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی، وَاقْضِ دَیْنی، وَوَسِّعْ عَلیَّ فی رِزْقی، فَاِنَّکَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ کُلَّ اَمْر حَکیم تَفْرُقُ، وَمَنْ تَشاءُ مِنْ خلْقِکَ تَرْزُقُ، فَارْزُقْنی وَاَنْتَ خَیْرُ الرّازِقینَ، فَاِنَّکَ قُلْتَ وَاَنْتَ خَیْرُ الْقائِلینَ النّاطِقینَ واسْأَلُو اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَمِنْ فَضْلِکَ أسْأَلُ، وَاِیّاکَ قَصَدْتُ، وابْنَ نَبِیِّکَ اعْتَمَدْتُ، وَلَکَ رَجَوْتُ، فَارْحَمْنی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

السّادس : اُدع بهذا الدّعاء الذی کان یدعو به النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی هذه اللیلة :

اَللّهُمَّ اقْسِمْ مِنْ خَشْیَتِکَ ما یَحُولُ بَیْنَنا وَبَیْنَ مَعْصِیَتِکَ، وَمِنْ طْاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَکَ، وَمِنَ الْیَقینِ ما یَهُونُ عَلَیْنا بِهِ مُصیباتُ الدُّنْیا، اَللّهُمَّ اَمْتِعْنا بِاَسْماعِنا وَاَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما اَحْیَیْتَنا، وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلی

ص: 174

مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرنا عَلی مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصیبَتَنا فی دینِنا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْیا اَکْبَرَ هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَیْنا مَنْ لا یَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وهذه من الدّعوات الجامعات الکاملات ویغتنم الدّعاء به فی سائر الاوقات، وفی کتاب عوالی اللئالی انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان یدعو بهذا الدّعاء فی کافّة الاوقات .

السّابع : أن یقرأ الصّلوات التی یدعی بها عند الزّوال فی کلّ یوم .

الثّامن : أن یدعو بدعاء کمیل الذی اثبتناه فی الباب الاوّل من الکتاب، وهو وارد فی هذه اللیلة .

التّاسع : أن یذکر الله بکلّ من هذه الاذکار مائة مرّة، سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاَّ اللهُ واللهُ اَکْبَرُ لیغفر الله له ما سلف من معاصیه، ویقضی له حوائج الدّنیا والاخرة .

العاشر : روی الشّیخ فی المصباح عن أبی یحیی فی حدیث فی فضل لیلة النّصف من شعبان انّه قال : قلت لمولای الصّادق ( علیه السلام ) : ما هو أفضل الادعیة فی هذه اللّیلة، فقال : اذا صلّیت العشاء فصلّ رکعتین تقرأ فی الاُولی الحمد وسورة الجحد وهی سورة «قل یا أیّها الکافرون»، وفی الثّانیة الحمد وسورة التّوحید وهی سورة «قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ»، فاذا سلّمت قلت: «سُبْحانَ اللهِ» ثلاثاً وثلاثین مرّة، و«الْحَمْدُ للهِ» ثلاثاً وثلاثین مرّة، و «اللهُ اَکْبَرُ» أربعاً وثلاثین مرّة، ثمّ قل :

یا مَنْ اِلَیْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ فی الْمُهِمّاتِ، وَاِلَیْهَ یَفْزَعُ الْخَلْقُ فیِ الْمُلِمّاتِ، یا عالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِیّاتِ، یا مَنْ لا تَخْفی عَلَیْهِ خَواطِرُ الاَْوْهامِ وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ، یا رَبَّ الْخَلایِقِ وَالْبَرِیّاتِ، یا مَنْ بِیَدِهِ مَلَکُوتُ الاَْرَضینَ وَالسَّماواتِ، اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ

ص: 175

إِلاّ اَنْتَ، اَمُتُّ اِلَیْکَ بِلا اِلهَ إِلاّ اَنْتَ، فَیا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اجْعَلْنی فی هِذِهِ اللَّیْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ اِلَیْهِ فَرَحِمْتَهُ وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَاَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَاَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطیئَتِهِ وَعَظیمِ جَریرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِکَ مِنْ ذُنُوبی، وَلَجَأتُ اِلَیْکَ فی سَتْرِ عُیُوبی، اَللّهُمَّ فَجُدْ عَلَیَّ بِکَرَمِکَ وَفَضْلِکَ، وَاحْطُطْ خَطایایَ بِحِلْمِکَ وَعَفْوِکَ، وَتَغَمَّدْنی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ بِسابِغِ کَرامَتِکَ، وَاجْعَلْنی فیها مِنْ اَوْلِیائِکَ الَّذینَ اجْتَبَیْتَهُمْ لِطاعَتِکَ، واخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِکَ، وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَکَ وَصِفْوَتَکَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَیْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ، وَفازَ فَغَنِمَ، وَاکْفِنی شَرَّ ما اَسْلَفْتُ، وَاعْصِمْنی مِنَ الاْزدِیادِ فی مَعْصِیَتِکَ، وَحَبِّبْ اِلَیَّ طاعَتَکَ وَما یُقَرِّبُنی مِنْکَ وَیُزْلِفُنی عِنْدَکَ، سَیِّدی اِلَیْکَ یَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْکَ یَلْتَمِسُ الطّالِبُ، وَعَلی کَرَمِکَ یُعَوِّلُ الْمُسْتَقْیِلُ التّائِبُ، اَدَّبْتَ عِبادَکَ بالتَّکَرُّمِ، وَاَنْتَ اَکْرَمُ الاَْکْرَمینَ، وَاَمَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبادَکَ وَاَنْتَ الْغَفُورُ الَّرحیمُ، اَللّهُمَّ فَلاتَحْرِمْنی ما رَجَوْتُ مِنْ کَرَمِکَ، وَلا تُؤْیِسْنی مِنْ سابِغِ نِعَمِکَ، وَلا تُخَیِّبْنی مِنْ جَزیلِ قِسْمِکَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ لاَِهْلِ طاعَتِکَ، وَاجْعَلْنی فی جُنَّة مِنْ شِرارِ بَرِیَّتِکَ، رَبِّ اِنْ لَمْ اَکُنْ مِنْ اَهْلِ ذلِکَ فَاَنْتَ اَهْلُ الْکَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَیَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ لا بِما اَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنّی بِکَ، وَتَحَقَّقَ رَجائی لَکَ، وَعَلِقَتْ نَفْسی بِکَرَمِکَ، فَاَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ وَاَکْرَمُ الاَْکْرَمینَ، اَللّهُمَّ واخْصُصْنی مِنْ کَرمِکَ بِجَزیلِ قِسْمِکَ، وَاَعُوذُ بِعَفْوِکَ مِنْ عُقُوبَتِکَ، وَاغْفِر لِیَ الَّذنْبَ الَّذی یَحْبِسُ عَلَیَّ الْخُلُقَ، وَیُضَیِّقُ عَلیَّ الرِّزْقَ، حَتی اَقُومَ بِصالِحِ رِضاکَ، وَاَنْعَمَ بِجَزیلِ عَطائِکَ، وَاَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِکَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِکَ، وَتَعَرَّضْتُ لِکَرَمِکَ، واَسْتَعَذْتُ بِعَفْوِکَ مِنْ عُقُوبَتِکَ، وَبِحِلْمِکَ مِنْ غَضَبِکَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُکَ وَاَنِلْ مَا الَْتمَسْتُ مِنْکَ، اَساَلُکَ بِکَ لا بِشَیء هُوَ اَعْظَمُ مِنْکَ .

ثمّ تسجد وتقول : «یا رَبُّ» عشرین مرّة، «یا اَللهُ»

ص: 176

سبع مرّات، «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ» سبع مرّات، «مآ شاءَ اللهُ» عشر مرّات، «لا قُوّةَ إِلاّ بِاللهِ» عشر مرّات، ثمّ تصلّی علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وآله وتسأل حاجتک فو الله لو سألت بها بعدد القطر لبلّغک الله عزوجل ایّاها بکرمه وفضله .

الحادی عشر : قال الطّوسی والکفعمی: یقال فی هذه اللّیلة :

اِلهی تَعَرَّضَ لَکَ فی هذَ اللَّیْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَکَ الْقاصِدُونَ، وَاَمَّلَ فَضْلَکَ وَمَعْرُوفَکَ الطّالِبُونَ، وَلَکَ فی هذَا اللّیْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطایا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلی مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِکَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنایَةُ مِنْکَ، وَها اَنَا ذا عُبَیْدُکَ الْفَقیرُ اِلَیْکَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَکَ وَمَعْرُوفَکَ، فَاِنْ کُنْتَ یا مَولایَ تَفَضَّلْتَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ عَلی اَحَد مِنْ خَلْقِکَ، وَعُدْتَ عَلَیْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ، الْخَیِّرینَ الْفاضِلینَ، وَجُدْ عَلَیَّ بِطَولِکَ وَمَعْرُوفِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد خاتَمِ النَّبیّینَ وَآلِهِ الطّاهِرینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً، اِنَّ اللهَ حَمیدٌ مَجیدٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَ اِنَّکَ لا تُخْلِف الْمیعادَ .

وهذا دعاء یدعی به فی الاسحار عقیب صلاة الشّفع .

الثّانی عشر : أن یدعو بعد کلّ رکعتین من صلاة اللّیل وبعد الشّفع والوتر بما رواه الشّیخ والسّید .

الثّالث عشر :أن یسجد السّجدات ویدعو بالدّعوات المأثورة عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) منها رواه الشّیخ، عن حماد بن عیسی، عن أبان بن تغلب قال : قال الصّادق صلوات الله وسلامه علیه : کان لیلة النّصف من شعبان وکان رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) عند عایشة، فلمّا انتصف اللّیل قام رسول الله (

ص: 177

صلی الله علیه وآله وسلم ) عن فراشه، فلمّا انتبهت وجدت رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قد قام عن فراشها فداخلها ما یدخل النّساء أی الغیرة، وظنّت انّه قد قام الی بعض نسائه، فقامت وتلفّفت بشملتها وایم الله ما کانت قزّاً ولا کتاناً ولا قطناً ولکن سداه شعراً ولحمته أوبار الابل، فقامت تطلب رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی حجر نسائه حجرة حجرة فبینا هی کذلک اذ نظرت الی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ساجداً کثوب متلبّد بوجه الارض فدنت منه قریباً فسمعته یقول فی سجوده :

سَجَدَ لَکَ سَوادی وَخَیالی، وَآمَنَ بِکَ فؤادی، هذِهِ یَدایَ وَماجَنَیْتُهُ عَلی نَفْسی، یا عَظیمُ تُرْجی لِکُلِّ عَظیم، اِغْفِرْ لِیَ الْعَظیمَ فَاِنَّهُ لایَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظیمَ إِلاّ الرَّبُّ الْعَظیم . ثمّ رفع رأسه وأهوی ثانیاً الی السّجود وسمعته عایشة یقول :

اَعُوذُ بُنُورِ وَجْهِکَ الَّذی اَضاءَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالاَْرَضُونَ، وانْکَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ، وَصَلَحَ عَلْیْهِ اَمرُ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، مِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِکَ، وَمِنْ تَحْویلِ عافِیَتِکَ، وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِکَ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنی قَلْباً تَقِیّاً نَقِیّاً، وَمِنَ الشِّرْکِ بَریاً لا کافِراً وَلا شَقِیاً . ثمّ عفّر خدّیه فی التّراب وقال : عَفَّرْتُ وَجْهی فِی التُرابِ وَحُقَّ لی اَنْ اَسْجُدَ لَکَ، فلمّا همّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بالانصراف هرولت الی فراشها وأتی النبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) الی الفراش وسمعها تتنفّس أنفاساً عالیة، فقال لها رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : ما هذا النّفس العال تعلمین أی لیلة هذه، لیلة النّصف من شعبان، فیها تقسم الارزاق، وفیها تکتب الاجال، وفیها یکتب وفد

ص: 178

الحاج، وانّ الله تعالی لیغفر فی هذه اللّیلة من خلقه اکثر من شعر معزی قبیلة کلب، وینزل الله ملائکة من السّماء الی الارض بمکّة .

الرّابع عشر : أن یصلّی صلاة جعفر کما رواه الشّیخ عن الرّضا صلوات الله علیه .

الخامس عشر : أن یأتی بما ورد فی هذه اللّیلة من الصّلوات وهی کثیرة منها ما رواها أبو یحیی الصّنعانی عن الباقر والصّادق ( علیهما السلام ) ورواها عنهما ایضاً ثلاثون نفر ممّن یوثق بهم ویعتمد علیهم قالوا : قالا ( علیهما السلام ) : اذا کانت لیلة النّصف من شعبان فصلّ أربع رکعات تقرأ فی کلّ رکعة الحمد وقُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ مرّة فاذا فرغت فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی اِلَیْکَ فَقیرٌ، وَمِنْ عَذاِبکَ خائِفٌ مُسْتَجیرٌ، اَللّهُمَّ لا تُبَدِّلِ اسمی، وَلا تُغَیِّرْ جِسْمی، وَلاتَجْهَدْ بَلائی، وَلاتُشْمِتْ بی اَعْدائی، اَعُوذُ بِعَفْوِکَ مِنْ عِقابِکَ، وَاَعُوذُ بِرَحْمَتِکَ مِنْ عَذابِکَ، وَاَعُوذُ بِرِضاکَ مِنْ سَخَطِکَ، وَاعُوذُ بِکَ مِنْکَ، جَلَّ ثَناؤُکَ، اَنْتَ کَما اَثْنَیْتَ عَلی نَفْسِکَ وَفَوْقَ مایَقُولُ الْقائِلُونَ .

واعلم انّه قد ورد فی الحدیث فضل کثیر لصلاة مائة رکعة فی هذه اللّیلة تقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة والتّوحید عشر مرّات وقد مرّ فی أعمال شهر رجب صفة الصّلاة ستّ رکعات فی هذه اللّیلة یقرأ فیها سورة الحمد ویس وتبارک والتّوحید .

یوم النّصف من شعبان

وهو عید المیلاد قد ولد فیه الامام الثّانی عشر امامنا المهدیّ الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله علیه وعلی آبائه ویستحبّ زیارته ( علیه السلام ) فی کلّ زمان ومکان والدّعاء بتعجیلِ الفرَج عند زیارته وتتأکّد زیارته فی السّرداب بسرّ من رأی وهو المتیقّنُ ظهوره وتملّکُهُ وانّه یملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً

ص: 179

.

أعمال ما بقی من هذا الشّهر

عن الرّضا صلوات الله وسلامه علیه قال : من صام ثلاثة أیّام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان کتب الله تعالی له صیام شهرین متتابعین، وعن أبی الصّلت الهروی قال : دخلت علی الامام الرّضا ( علیه السلام ) فی آخر جمعة من شعبان فقال لی: یا أبا الصّلت انّ شعبان قد مضی اکثره وهذا آخر جمعة فیه فتدارک فیما بقی تقصیرک فیما مضی منه وعلیک بالاقبال علی ما یعنیک، واکثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الی الله من ذنوبک لیقبل شهر رمضان الیک وأنت مخلص لله عزّوجل، ولا تدعنّ امانة فی عنقک الّا أدّیتها ولا فی قلبک حقداً علی مؤمن الّا نزعته، ولا ذنباً انت مرتکبه إلاّ أقلعت عنه، واتقّ الله وتوکّل علیه فی سرائرک وعلانیتک ( وَمَنْ یَتَوکَّلْ عَلَی اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِکُلِّ شَیء قَدْراً ) واکثر من أن تقول فی ما بقی من هذا الشّهر : اَللّهُمَّ اِنْ لَمْ تَکُنْ غَفَرْتَ لَنا فیما مَضی مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فیما بَقِیَ مِنْهُ، فانّ الله تبارک وتعالی یعتق فی هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر، وروی الشّیخ عن حارث بن مغیرة النّضری قال : کان الصّادق صلوات الله وسلامه علیه یدعو فی آخر لیلة من شعبان وأوّل لیلة من رمضان :

اَللّهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَکَ الَّذی اُنْزِلَ فیهِ الْقُرآنُ وَجُعِلَ هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّناتِ مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فیهِ وَسَلَّمْهُ لَنا وَتَسَلِّمْهُ مِنّا فی یُسْر مِنْکَ وعافِیَة، یا مَنْ اَخَذَ الْقَلیلَ، وَشَکَرَ الْکَثیرَ، اِقْبَل مِنِّی الْیَسیرَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ اَنْ تَجْعَلَ لی اِلی کُلِّ خَیْر سَبیلاً، وَمِنْ کُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً،

ص: 180

یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا مَنْ عَفا عَنّی وَعَمّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّیِّئاتِ، یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْنی بِارْتِکابِ الْمَعاصی، عَفْوَکَ عَفْوَکَ عَفْوَکَ یاکَریمُ، اِلهی وَعَظتَنی فَلَمْ اَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنی عَنْ مَحارِمِکَ فلَمْ اَنْزَجِرْ، فَما عُذْری، فَاعْفُ عَنّی یا کَریمُ، عَفْوَکَ عَفْوَکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ الرّاحَةَ عًنْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبدِکَ فَلْیَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِکَ، یا اَهْلَ التَّقْوی وَیا اَهْلَ الْمَغْفِرَةِ، عَفْوَکَ عَفْوَکَ، اَللّهُمَّ اِنّی عَبْدُکَ ابْنُ عَبْدِکَ وابنُ اَمَتِکَ، ضَعیْفٌ فَقیرٌ اِلی رَحْمَتِکَ وَاَنْتَ مُنْزِلُ الْغِنی والْبَرَکَةِ عَلَی الْعِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ اَحْصَیْتَ اَعمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ اَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً اَلْسِنَتُهُمْ وَاَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْق، وَلایَعْلَمُ الْعِبادُ عِلْمَکَ، وَلا یَقْدِرُ الْعِبادُ قَدْرَکَ، وَکُلُّنا فَقیرٌ اِلی رَحْمَتِکَ، فَلا تَصْرِفْ عَنّی وَجْهَکَ، واجْعَلْنی مِنْ صالِحِی خَلْقِکَ الْعَمَلِ وَالاْمَلِ وَالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ، اَللّهُمَّ اَبْقِنی خَیْرَ الْبَقاءِ، وَاَفِننی خَیْرَ الْفَناءِ عَلی مُوالاةِ اَوْلِیائِکَ وَمُعادةِ اَعْدائِکَ، والرَّغْبَةِ اِلَیْکَ، والرَّهْبَةِ مِنْکَ وَالْخُشُوعِ وَالْوَفاء وَالتَّسْلیمِ لَکَ وَالتَّصْدیقِ بِکِتابِکَ وَاتّباعِ سُنَّةِ رَسُولِکَ، اَللّهُمَّ ما کانَ فی قَلْبی مِنْ شَکٍّ اَوْ رَیْبَة اَوْ جُحُود اَوْ قُنُوط اَوْ فَرَح اَوْ بَذَخ اَوْ بَطَر اَوْ خُیَلاءِ اَوْ رِیاء اَوْ سُمْعَة اَوْ شِقاق اَوْ نِفاق اَوْ کُفْر اَوْ فُسُوق اَوْ عِصْیان اَوْ عَظَمَة اَوْ شَیء لا تُحِبُّ فَاَسْأَلُکَ یا رَبِّ أنْ تُبَدِّلَنی مَکانَهُ ایماناً بِوَعْدِکَ، وَوَفاءً بِعَهْدِکَ، وَرِضاً بِقَضائِکَ، وَزُهْداً فِی الدُّنْیا، وَرَغْبَةً فیما عِنْدَکَ، وَاَثَرَةً وَطُمَأنینَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً اَساَلُکَ ذلِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اِلهی اَنْتَ مِنْ حِلْمِکَ تُعْصی، وَمِنْ کَرَمِکَ وَجُودِکَ تُطاعُ، فَکَانَّکَ لَمْ تُعْصَ وَاَنَا وَمَنْ لَمْ یَعْصِکَ سُکّانُ اَرْضِکَ، فَکُنْ عَلَیْنابِالْفَضْلِ جَواداً، وَبِالْخَیْرِ عَوّاداً یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحْصی وَلا تُعَدُّ وَلا یَقْدِرُ قَدْرَها غَیْرُکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ

ص: 181

.

الفَصل الثّالِثْ : فی فضلِ شهر رَمضان وأعمالِه

فی فضلِ شهر رَمضان وأعمالِه .

اشارة

روی الصّدوق بسند مُعتبر عن الرّضا ( علیه السلام ) ، عن آبائه، عن أمیر المؤمنین علیه وعلی أولاده السّلام قال : إنّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) خطبنا ذات یوم فقال : أیّها النّاس أنّه قد أقبل إلیکم شهر الله بالبرکة والرّحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشّهور، وأیّامه أفضل الأیّام، ولیالیه أفضل اللّیالی، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعیتم فیه الی ضیافة الله، وجعلتم فیه من أهل کرامة الله، أنفاسکم فیه تسبیح، ونومکم فیه عبادة، وعملکم فیه مقبول، ودعاؤکم فیه مستجاب، فسلوا الله ربّکم بنیّات صادقة، وقلُوب طاهرة أن یوفّقکم لصیامه، وتلاوة کتابه، فإنّ الشّقی من حرم غفران الله فی هذا الشّهر العظیم، واذکروا بجوعکم وعطشکم فیه جوع یوم القیامة وعطشه، وتصدّقوا علی فقرائکم ومساکینکم، ووقرّوا کبارکم، وارحموا صغارکم، وصلوا أرحامکم، واحفظوا ألسنتکم، وغضّوا عمّا لا یحلّ النّظر إلیه أبصارکم، وعمّا لا یحلّ الاستماع إلیه اسماعکم و تحننوا علی أیتام الناس یتحنّن علی أیتامکم وتوبوا إلیه من ذنوبکم، وارفعوا إلیه أیدیکم بالدّعاء فی أوقات صلواتکم فانّها أفضل السّاعات ینظر الله عزوجل فیها بالرّحمة الی عباده یجیبهم إذا ناجوه، ویلبّیهم إذا نادوه، ویستجیب لهم اذا دعوه .

أیّها الناس إنّ أنفسکم مرهونة بأعمالکم ففکّوها باستغفارکم، وظهورکم ثقیلة من أوزارکم فخفّفوا عنها بطول سجودکم، واعلموا أنّ الله تعالی ذکره أقسمَ بعزّته أن لا یعذّب المصلّین والسّاجدین، وأن لا یروعهم بالنّار یوم یقوم النّاس لربّ العالمین ، أیّها النّاس من فطّر منکم صائماً مؤمناً فی هذا الشّهر کان له بذلک عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضی من ذنوبه ، قیل : یا رسول الله ( صلی الله علیه

ص: 182

وآله وسلم ) ولیس کّلنا یقدر علی ذلک ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة اتقّوا النّار ولو بشربة من ماء، فإنّ الله تعالی یهب ذلک الأجر لمن عمل هذا الیسیر إذا لم یقدر علی أکثر منه ، یا أیّها النّاس من حسّن منکم فی هذا الشّهر خُلقه کان له جواز علی الصّراط یوم تزلّ فیه الاقدام، ومن خفّف فی هذا الشّهر عمّا ملکت یمنیه خفّف الله علیه حسابه، ومن کفّ فیه شرّه کفّ الله عنه غضبه یوم یلقاه، ومن أکرم فیه یتیماً أکرمه الله یوم یلقاه، ومن وصل فیه رحمه وصله الله برحمته یوم یلقاه، ومن قطع فیه رحمه قطع الله عنه رحمته یوم یلقاه، ومن تطوّع فیه بصلاة کتب الله له براءة من النّار، ومن أدّی فیه فرضاً کان له ثواب مَن أدّی سبعین فریضة فیما سواه من الشّهور، من أکثر فیه من الصّلاة علیّ ثقل الله میزانه یوم تخفّ الموازین، ومن تلا فیه آیة من القرآن کان له مثل أجر من ختم القرآن فی غیره من الشّهور ، أیّها النّاس إنّ أبواب الجنان فی هذا الشّهر مفتحة فسلوا ربّکم أن لا یغلقها علیکم، وأبواب النّیران مغلقة فسلوا ربّکم أن لا یفتحها علیکم، والشّیاطین مغلولة فسلوا ربّکم أن لا یسلّطها علیکم ، إلخ .

وروی الصّدوق ( رحمه الله ) إنّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان إذا دخل شهر رمضان فکّ کلّ أسیر وأعطی کلّ سائل .

أقول : شهر رمضان هو شهر الله ربّ العالمین وهو أشرف الشّهور شهر یفتح فیه أبواب السّماء وأبواب الجنان وأبواب الرّحمة ویغلق فیه أبواب

ص: 183

جهنّم، وفی هذا الشّهر لیلة تکون عبادة الله فیها خیراً من عبادته فی ألف شهر فانتبه فیه لنفسک وتبصّر کیف تقضی فیه لیلک ونهارک وکیف تصون جوارحک وأعضائک عن معاصی ربّک، وایّاک وأن تکون فی لیلتک من النّائمین وفی نهارک من الغافلین عن ذکر ربّک، ففی الحدیث انّ الله عزوجلّ یعتق فی آخر کلّ یوم من أیّام شهر رمضان عند الافطار ألف ألف رقبة من النّار فاذا کانت لیلة الجمعة ونهارها اعتق الله من النّار فی کلّ ساعة ألف ألف رقبة ممّن قد استوجب العذاب ویعتق فی اللّیلة ا لاخیرة من الشّهر ونهارها بعدد جمیع من أعتق فی الشّهر کلّه، فایّاک یا أیّها العزیز وأن ینقضی عنک شهر رمضان وقد بقی علیک ذنب من الذّنوب وایّاک أن تعد من المُذنبین المحرومین من الاستغفار والدّعاء ، فَعَنِ الصّادق ( علیه السلام ) انّه : « مَنْ لَم یُغفَر لَه فی شَهر رَمَضان لَم یُغفَر لَهُ الی قابِل اِلاّ أن یَشهَدَ عَرَفَةَ » وصن نفسک ممّا قد حرّمه الله ومن أن تفطر بمحرّم علیک، واعمل بما أوصی به مولانا الصّادق صلوات الله وسلامه علیه ، فقال : اذا أصبحت صائماً فلیصم سمعک وبصرک وشعرک وجلدک وجمیع جوارحک ، أی عن المحرّمات بل المکروهات أیضاً، وقال ( علیه السلام ) : لا یکن یوم صومک کیوم افطارک ، وقال ( علیه السلام ) : انّ الصّیام لیس من الطّعام والشّراب وحدهما فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتکم عن الکذب، وغضّوا أبصارکم عمّا حرّم الله، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تمارُوا ولا تخالفوا ( کذباً بل ولا صدقاً ) ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا

ص: 184

ولا تغفلوا عن ذکر الله وعن الصّلاة وألزموا الصّمت والسّکوت والصّبر والصدّق ومجانبة أهل الشّر، واجتنبوا قول الزّور والکذب والفری والخصومة وظنّ السّوء والغیبة والنّمیمة وکونوا مشرفین علی الاخرة منتظرین لایّامکم ( ظهور القائم ( علیه السلام ) من آل محمّد ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ) منتظرین لما وعدکم الله متزوّدین للقاء الله، وعلیکم السّکینة والوقار والخشوع والخضوع وذلّ العبید الخیّف من مولاها خائفین راجین، ولتکن أنت أیّها الصّائم قد طهر قلبک من العیوب وتقدّست سریرتک من الخبث ونظف جسمک من القاذورات وتبرّأت الی الله ممّن عداه وأخلصت الولایة له وصمتّ ممّا قد نهاک الله عنه فی السّر والعلانیة وخشیت الله حقّ خشیته فی سرّک وعلانیک، ووهبت نفسک الله فی أیّام صومک وفرغت قلبک له ونصبت نفسک له فیما أمرک ودعاک الیه ، فاذا فعلت ذلک کلّه فأنت صائم لله بحقیقة صومه صانع له ما أمرک، وکلّمأ انقصت منها شیئاً فیما بیّنت لک فقد نقص من صومک بمقدار ذلک، وانّ أبی ( علیه السلام ) قال : سمع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) امرأة تساب جاریة لها وهی صائمة فدعا رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بطعام فقال لها : کُلی ، فقالت : أنا صائمة یا رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، فقال : کیف تکونین صائمة وقد سببت جاریتک انّ الصّوم لیس من الطّعام والشّراب وانّما جعل الله ذلک حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول، ما أقلّ الصّوم وأکثر الجّوع، وقال أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه : کم من صائم لیس له من صیامه الّا الظّماء،

ص: 185

وکم من قائم لیس له من قیامه الّا العناء، حبّذا نوم الاکیاس وافطارهم، وعن جابر بن یزید عن الباقر ( علیه السلام ) قال : قال النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) لجابر بن عبد الله : یا جابر هذا شهر رمضان مَن صام نهاره وقام ورداً من لیلته وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه لخرج من الذّنوب کما یخرج من الشّهر ، قال جابر : یا رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ما أحسنه من حدیث ، فقال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : وما أصعبها من شروط .

وأمّا أعمال هذا الشّهر فسنعرضها فی مطلبین وخاتمة :

المطلب الاوّل فی أعمالِ هذا الشّهر العامّة

وهِیَ أربعة أقسام

القِسمُ الاوّل : ما یعمّ اللّیالی والایّام :

روی السّید ابن طاووس ( رحمه الله ) عن الصّادق والکاظم ( علیهما السلام ) قالا : تقول فی شهر رمضان من أوّله الی آخره بعد کلّ فریضة:

اَللّهُمَّ ارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فِی عامی هذا وَفی کُلِّ عام ما اَبْقَیْتَنی فی یُسْر مِنْکَ وَعافِیَة، وَسَعَةِ رِزْق، وَلا تُخْلِنی مِنْ تِلْکَ الْمواقِفِ الْکَریمَةِ، وَالْمَشاهِدِ الشَّریفَةِ، وَزِیارَةِ قَبْرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَفی جَمیعِ حَوائِجِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ فَکُنْ لی، اَللّهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، واجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ، اَنْ تُطیلَ عُمْری، وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزْقی، وَتُؤدِّی عَنّی اَمانَتی وَدَیْنی آمینَ رَبَّ الْعالَمین.

وتَدْعُو عقیب کلّ فریضة فتقول :

یا عَلِیُّ یا عَظیمُ، یا غَفُورُ یا رَحیمُ، اَنْتَ الرَّبُّ الْعَظیمُ الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیءٌ وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، وَهذا

ص: 186

شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَکَرَّمْتَهْ، وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلَی الشُّهُورِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذی فَرَضْتَ صِیامَهُ عَلَیَّ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ، الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانَ، وَجَعَلْتَ فیهِ لَیْلَةَ الْقَدْرِ، وَجَعَلْتَها خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، فَیا ذَا الْمَنِّ وَلا یُمَنُّ عَلَیْکَ، مُنَّ عَلَیَّ بِفَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ فیمَنْ تَمُنَّ عَلَیْهِ، وَاَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وروی الکفعمی فی المصباح وفی البلد الامین کما روی الشّیخ الشّهید فی مجموعته عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه قال : من دعا بهذا الدّعاء فی رمضان بعد کلّ فریضة غفر الله له ذنوبه الی یوم القیامة :

اَللّهُمَّ اَدْخِلْ عَلی اَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ اَللّهُمَّ اَغْنِ کُلَّ فَقیر، اَللّهُمَّ اَشْبِعْ کُلَّ جائِع، اَللّهُمَّ اکْسُ کُلَّ عُرْیان، اَللّهُمَّ اقْضِ دَیْنَ کُلِّ مَدین، اَللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ کُلِّ مَکْرُوب، اَللّهُمَّ رُدَّ کُلَّ غَریب، اَللّهُمَّ فُکَّ کُلَّ اَسیر، اَللّهُمَّ اَصْلِحْ کُلَّ فاسِد مِنْ اُمُورِ الْمُسْلِمینَ، اَللّهُمَّ اشْفِ کُلَّ مَریض، اللّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناکَ، اَللّهُمَّ غَیِّر سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِکَ، اَللّهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّیْنَ وَاَغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ .

وروی الکلینی فی الکافی عن أبی بصیر قال : کان الصّادق ( علیه السلام ) یدعو بهذا الدّعاء فی شهر رمضان :

اَللّهُمَّ اِنّی بِکَ وَمِنْکَ اَطْلُبُ حاجَتی، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً اِلیَ النّاسِ فَاِنّی لا اَطْلُبُ حاجَتی إلاّ مِنْکَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، وَاَساَلُکَ بِفَضْلِکَ وَرِضْوانِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وأهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ لی فی عامی هذ اِلی بَیْتِکَ الْحَرامِ سَبیلاً حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقبَّلَةً زاکِیَةً خالِصَةً، لَکَ تَقَرُّ بِها عَیْنی، وَتَرْفَعُ بِها دَرَجَتی، وَتَرْزُقَنی اَنْ اَغُضَّ بَصَری، وَاَنْ اَحْفَظَ فرْجی، وَاَنْ اَکُفَّ بِها عَنْ جَمیعِ

ص: 187

مَحارِمَکَ، حَتّی لایَکُونَ شَیءٌ آثَرَ عِنْدی مِنْ طاعَتِکَ وَخَشْیَتِکَ، وَالْعَمَلِ بِما اَحْبَبْتَ، وَالتَّرْکِ لِما کَرِهْتَ وَنَهَیْتَ عَنْهُ، وَاجْعَلْ ذلِکَ فی یُسْر ویسار عافِیَة وَما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ، وَاَساَلُکَ اَنْ تَجْعَلَ وَفاتی قَتْلاً فی سَبیلِکَ، تَحْتَ رایَةِ نَبِیِّکَ مَعَ اَوْلِیائِکَ، وَاَسْاَلُکَ اَنْ تَقْتُلَ بی اَعْداءَکَ وَاَعْداءَ رَسُولِکَ، وَاَسْاَلُکَ اَنْ تُکْرِمَنی بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ، وَلا تُهِنّی بِکَرامَةِ اَحَد مِنْ اَوْلِیاءِکَ اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی مَعَ الرَّسُولِ سَبیلاً، حَسْبِیَ اللهُ ما شاءَ اللهُ .

أقول : هذا الدّعاء یسمّی دعاء الحجّ وقد رواه السّید فی الاقبال عن الصّادق ( علیه السلام ) للیالی شهر رمضان بعد المغرب، وقال الکفعمی فی البلد الامین: یستحبّ الدّعاء به فی کلّ یوم من رمضان وفی أوّل لیلة منه، وأورده المفید فی المقنعة فی خصوص اللّیلة الاُولی بعد صلاة المغرب.

واعلم انّ أفضل الاعمال فی لیالی شهر رمضان وأیّامه هو تلاوة القرآن الکریم وینبغی الاکثار من تلاوته فی هذا الشّهر ففیه کان نزول القرآن وفی الحدیث انّ لکلّ شیء ربیعاً وربیع القرآن هو شهر رمضان، ویستحبّ فی سائر الایّام ختم القرآن ختمة واحدة فی کلّ شهر وأقلّ ما روی فی ذلک هو ختمة فی کلّ ستّة أیّام، وامّا شهر رمضان فالمسنون فیه ختمه فی کلّ ثلاثة أیّام، ویحسن إن تیسّر له أن یختمه ختمة فی کلّ یوم، وروی العلامة المجلسی ( رحمه الله ) انّ بعض الائمة الاطهار ( علیهم السلام ) کانوا یختمون القرآن فی هذا الشّهر أربعین ختمة واکثر من ذلک، ویضاعف ثواب الختمات ان أهدیت الی أرواح المعصومین الاربعة عشر یخصّ کلّ منهم بختمة، ویظهر من بعض الرّوایات انّ أجر مهدیها أن یکون معهم فی یوم القیامة، ولیکثر المرء

ص: 188

فی هذا الشّهر من الدّعاء والصّلاة والاستغفار ومن قول لا اِله إلاّ اللهُ وقد روی انّ زین العابدین ( علیه السلام ) کان اذا دخل شهر رمضان لا یتکلّم إلاّ بالدّعاء والتّسبیح والاستغفار والتّکبیر، ولیهتم اهتماماً بالغاً بالمأثور من ا لعبادات ونوافل اللّیالی والایّام .

القِسمُ الثّانی : ما یستحبّ إیتانه فی لیالی شهر رمضان

وهی اُمور : الاوّل : الافطار ویستحبّ تأخیره عن صلاة العشاء الّا اذا غلب علیه الضّعف أو کان له قوم ینتظرونه .

الثّانی : أن یفطر بالحلال الخالی من الشّبهات سیّما التّمر لیضاعف أجر صلاته أربعمائة ضعف ویحسن الافطار أیضاً بأیّ من التّمر والرّطب والحلواء والنّبات النّبات کلمة فارسیّة تعنی بلّورات خاصة من السّکر والماء الحار .

الثّالث : أن یدعو عند الافطار بدعوات الافطار المأثورة، منها أن یقول: اَللّهُمَّ لَکَ صُمْتُ، وَعَلی رِزْقِکَ اَفْطَرْتُ، وَعَلَیْکَ تَوَکَّلْتُ، لیهب الله له مثل أجر کلّ من صام ذلک الیوم ولدعاء اَللّهُمَّ رَبَّ النّورِ الْعَظیم الذی رواه السّید والکفعمی فضل کبیر، وروی انّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) کان اذا أراد أن یفطر یقول : بِسْمِ اللهِ اَللّهُمَّ لَکَ صُمْنا وَعَلی رِزْقِکَ اَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْ مِنّا اِنَّکَ اَنْتَ السَّمیعُ الْعَلیمُ .

الرّابع : أن یقول عند أوّل لقمة یأخذها: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرّحَیمِ، یا واسِعَ الْمَغْفِرَةُ اِغْفِرْ لی، لِیَغفِرَ اللهُ لهُ وفی الحدیث انّ الله تعالی یعتق فی آخر ساعة من نهار کلّ یوم من شهر رمضان ألف ألف رقبة فسل الله تعالی أن یجعلک منهم .

الخامس : أن یتلو سورة القدر عند الافطار .

السّادس : أن یتصدّق عند الافطار ویفطّر الصّائمین ولو بعدد من التّمر أو بشربة من الماء ، وعن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) :

ص: 189

انّ من فطّر صائماً فله أجر مثله من دون أن ینقص من أجره شیء وکان له مثل أجر ما عمله من الخیر بقوّة ذلک الطّعام .

وروی آیة الله العلاّمة الحلّی فی الرّسالة السّعدیّة عن الصّادق ( علیه السلام ) : انّ أیّما مؤمن أطعم مؤمناً لقمة فی شهر رمضان کتب الله له أجر من أعتق ثلاثین رقبة مؤمنة وکان له عند الله تعالی دعوة مستجابة .

السّابع : من المأثور تلاوة سورة القدر فی کلّ لیلة ألف مرّة .

الثّامن : أن یتلو سورة حم الدخّان فی کلّ لیلة مائة مرّة إن تیسّرت .

التّاسع : روی السّید انّ من قال هذا الدّعاء فی کلّ لیلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب أربعین سنة :

اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ علی عِبادِکَ فیهِ الصِّیامَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی عامی هذا وَفی کُلِّ عام، وَاغْفِرْ لی تِلْکَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُها غَیْرُکَ یا رَحْمنُ یا عَلاّمُ .

العاشر : أن یدعو بعد المغرب بدعاء الحجّ الّذی مرّ فی القسم الاوّل من أعمال الشّهر .

دعاء الافتتاح

الحادی عشر : أن یدعو فی کلّ لیلة من رمضان بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ اِنّی اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِکَ، وَاَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَّنِکَ، وَاَیْقَنْتُ اَنَّکَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ فی مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَشَدُّ الْمُعاقِبینَ فی مَوْضِعِ النَّکالِ وَالنَّقِمَةِ، وَاَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِینَ فی مَوْضِعِ الْکِبْریاءِ وَالْعَظَمَةِ، اَللّهُمَّ اَذِنْتَ لی فی دُعائِکَ وَمَسْأَلَتِکَ فَاسْمَعْ یا سَمیعُ مِدْحَتی، وَاَجِبْ یا رَحیمُ دَعْوَتی، وَاَقِلْ یا غَفُورُ عَثْرَتی، فَکَمْ یا اِلهی مِنْ کُرْبَة قَدْ فَرَّجْتَها وَهُمُوم قَدْ کَشَفْتَها، وَعَثْرَة قَدْ اَقَلْتَها، وَرَحْمَة قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاء قَدْ

ص: 190

فَکَکْتَها، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فی الْمُلْکِ، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً، اَلْحَمْدُ للهِ بِجَمیعِ مَحامِدِهِ کُلِّهَا، عَلی جَمیعِ نِعَمِهِ کُلِّها اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لا مُضادَّ لَهُ فی مُلْکِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ فی اَمْرِهِ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لا شَریکَ لَهُ فی خَلْقِهِ، وَلا شَبیهَ لَهُ فی عَظَمَتِهِ، اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشی فی الْخَلْقِ اَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظّاهِرِ بِالْکَرَمِ مَجْدُهُ، الْباسِطِ بِالْجُودِ یَدَهُ، الَّذی لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزیدُهُ کَثْرَةُ الْعَطاءِ إلاّ جُوداً وَکَرَماً، اِنَّهُ هُوَ الْعَزیزُ الْوَهّابُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ قَلیلاً مِنْ کَثیر، مَعَ حاجَة بی اِلَیْهِ عَظیمَة وَغِناکَ عَنْهُ قَدیمٌ، وَهُوَ عِنْدی کَثیرٌ، وَهُوَ عَلَیْکَ سَهْلٌ یَسیرٌ، اَللّهُمَّ اِنَّ عَفْوَکَ عَنْ ذَنْبی، وَتَجاوُزَکَ عَنْ خَطیئَتی، وَصَفْحَکَ عَنْ ظُلْمی وَسِتْرَکَ عَنْ قَبیحِ عَمَلی، وَحِلْمَکَ عَنْ کَثیرِ جُرْمی، عِنْدَ ما کانَ مِنْ خَطئی وَعَمْدی، اَطْمَعَنی فی اَنْ اَسْأَلَکَ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ مِنْکَ، الَّذی رَزَقْتَنی مِنْ رَحْمَتِکَ، وَاَرَیْتَنی مَنْ قُدْرَتِکَ، وَعَرَّفْتَنی مِنْ اِجابَتِکَ، فَصِرْتُ اَدْعُوکَ آمِناً، وَاَسْاَلُکَ مُسْتَأنِساً، لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلاًّ عَلَیْکَ فیما قَصَدْتُ فیهِ اِلَیْکَ، فَاِنْ اَبْطأَ عَنّی عَتَبْتُ بِجَهْلی عَلَیْکَ، وَلَعَلَّ الَّذی اَبْطأَ عَنّی هُوَ خَیْرٌ لی لِعِلْمِکَ بِعاقِبَةِ الاُْمُورِ، فَلَمْ اَرَ مَوْلاً کَریماً اَصْبَرَ عَلی عَبْد لَئیم مِنْکَ عَلَیَّ یا رَبِّ، اِنَّکَ تَدْعُونی فَاُوَلّی عَنْکَ، وَتَتَحَبَّبُ اِلَیَّ فَاَتَبَغَّضُ اِلَیْکَ، وَتَتَوَدَّدُ اِلَیَّ فَلا اَقْبَلُ مِنْکَ، کَاَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیْکَ، فَلَمْ یَمْنَعْکَ ذلِکَ مِنَ الرَّحْمَةِ لی، وَالاِْحْسانِ اِلَیَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ، فَارْحَمْ عَبْدَکَ الْجاهِلَ وَجُدْ عَلَیْهِ بِفَضْلِ اِحْسانِکَ اِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ، اَلْحَمْدُ للهِ مالِکِ الْمُلْکِ، مُجْرِی الْفُلْکِ، مُسَخِّرِ الرِّیاحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَیّانِ الدّینِ، رَبِّ الْعَالَمینَ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلی حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلی

ص: 191

عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلی طُولِ اَناتِهِ فی غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلی ما یُریدُ، اَلْحَمْدُ للهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فاِلقِ اَلاِْصْباحِ ذِی الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعامِ، الَّذی بَعُدَ فَلا یُری، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوی تَبارَکَ وَتَعالی، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لَیْسَ لَهُ مُنازِعٌ یُعادِلُهُ، وَلا شَبیهٌ یُشاکِلُهُ، وَلا ظَهیرٌ یُعاضِدُهُ قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاَْعِزّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما یَشاءُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی یُجیبُنی حینَ اُنادیهِ، وَیَسْتُرُ عَلَیَّ کُلَّ عَورَة وَاَنَا اَعْصیهِ، وَیُعَظِّمُ الْنِّعْمَةَ عَلَیَّ فَلا اُجازیهِ، فَکَمْ مِنْ مَوْهِبَة هَنیئَة قَدْ اَعْطانی، وَعَظیمَة مَخُوفَة قَدْ کَفانی، وَبَهْجَة مُونِقَة قَدْ اَرانی، فَاُثْنی عَلَیْهِ حامِداً، وَاَذْکُرُهُ مُسَبِّحاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لا یُهْتَکُ حِجابُهُ، وَلا یُغْلَقُ بابُهُ، وَلا یُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا یُخَیَّبُ آمِلُهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی یُؤْمِنُ الْخائِفینَ، وَیُنَجِّی الصّالِحینَ، وَیَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفینَ، وَیَضَعُ الْمُسْتَکْبِرینَ،یُهْلِکُ مُلُوکاً وَیَسْتَخْلِفُ آخَرینِ، وَالْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارینَ، مُبیرِ الظّالِمینَ، مُدْرِکِ الْهارِبینَ، نَکالِ الظّالِمینَ صَریخِ الْمُسْتَصْرِخینَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبینَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنینَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی مِنْ خَشْیَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُکّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ یَسْبَحُ فی غَمَراتِها، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللّهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی یَخْلُقُ، وَلَمْ یُخْلَقْ وَیَرْزُقُ، وَلا یُرْزَقُ وَیُطْعِمُ، وَلا یُطْعَمُ وَیُمیتُ الاَْحیاءَ وَیُحْیِی الْمَوْتی وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ، وَاَمینِکَ، وَصَفِیِّکَ، وَحَبیبِکَ، وَخِیَرَتِکَ مَنْ خَلْقِکَ، وَحافِظِ سِرِّکَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِکَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَکْمَلَ، وَاَزْکی وَاَنْمی، وَاَطْیَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنی وَاَکْثَرَ ما صَلَّیْتَ وَبارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلی اَحَد مِن عِبادِکَ وَاَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ، وَصِفْوَتِکَ وَاَهْلِ الْکَرامَةِ عَلَیْکَ مِن خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلی عَلیٍّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَوَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ، عَبْدِکَ وَوَلیِّکَ، وَاَخی

ص: 192

رَسُولِکَ، وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ، وَآیَتِکَ الْکُبْری، وَالنَّبأِ الْعَظیمِ، وَصَلِّ عَلَی الصِّدّیقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، وَصَلِّ عَلی سِبْطَیِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَیِ الْهُدی، الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلی اَئِمَّةِ الْمُسْلِمینَ، عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِیٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَی بْنِ جَعْفَر، وَعَلِیِّ بْنِ مُوسی، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وَعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادی الْمَهْدِیِّ، حُجَجِکَ عَلی عِبادِکَ، وَاُمَنائِکَ فی بِلادِکَ صَلَاةً کَثیرَةً دائِمَةً اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلی وَلِیِّ اَمْرِکَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَاَیِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِیَ اِلی کِتابِکَ، وَالْقائِمَ بِدینِکَ، اِسْتَخْلِفْهُ فی الاَْرْضِ کَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذینَ مِنْ قَبْلِهِ، مَکِّنْ لَهُ دینَهُ الَّذی ارْتَضَیْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً یَعْبُدُکَ لا یُشْرِکُ بِکَ شَیْئاً، اَللّهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزیزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً یَسیراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصیراً، اَللّهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دینَکَ، وَسُنَّةَ نَبِیِّکَ، حَتّی لا یَسْتَخْفِیَ بِشَیْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ اَللّهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَیْکَ فی دَوْلَة کَریمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ اِلی طاعَتِکَ، وَالْقادَةِ اِلی سَبیلِکَ، وَتَرْزُقُنا بِها کَرامَةَ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِن الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اَللّهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَکَثِّرْبِهِ قِلَّتَنا، وَاَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاَقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْبِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَیَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَیِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُکَّ بِهِ اَسْرَنا، وَاَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَاَنْجِزْ بِهِ مَواعیدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَاَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ آمالَنا، وَاَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، یا خَیْرَ الْمَسْؤولینَ وَاَوْسَعَ الْمُعْطینَ،

ص: 193

اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاَذْهِبْ بِهِ غَیْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فیهِ مِنَ الْحَقِّ بِاِذْنِکَ، اِنَّکَ تَهْدی مَنْ تَشاءُ اِلی صِراط مُسْتَقیم، وَانْصُرْنا بِهِ عَلی عَدُوِّکَ وَعَدُوِّنا اِلهَ الْحَقِّ آمینَ، اَللّهُمَّ اِنّا نَشْکُو اِلَیْکَ فَقْدَ نَبِیِّنا صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَغَیْبَةَ وَلِیِّنا، وَکَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَیْنا، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلی ذلِکَ بِفَتْح مِنْکَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَکْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَة مِنْکَ تَجَلِّلُناها وَعافِیَة مِنْکَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّانی عشر : أن یقول فی کلّ لیلة :

اَللّهُمَّ بِرَحْمَتِکَ فِی الصّالِحینَ فَاَدْخِلْنا، وَفی عِلِّیّینَ فَارْفَعْنا، وِبَکَأس مِنْ مَعین مِنْ عَیْن سَلْسَبیل فاسْقِنا، وَمِنَ الْحُورِ الْعینِ بِرَحْمَتِکَ فَزَوِّجْنا، وَمِنَ الْوِلْدانِ الُْمخَلَّدینَ کَاَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ فَاَخْدِمْنا، وَمِنْ ثِمارِ الْجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّیْرِ فَاَطْعِمْنا، وِمِنْ ثِیابِ السُّنْدُسِ وَالْحَریرِ وَالاِسْتَبْرَقِ فَاَلْبِسْنا، وَلَیْلَةَ الْقَدْرِ وَحَجَّ بَیْتِکَ الْحرامِ، وَقَتْلاً فی سَبیلِکَ فَوفِّقْ لَنا، وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالْمَسْأَلةِ فاسْتَجِبْ لَنا، وَاِذا جَمَعْتَ الاَوَّلینَ وَالاخِرینَ یَوْمَ الْقِیامَةِ فاَرْحَمْنا وَبَراءَةً مِنَ النّارِ فَاکْتُبْ لَنا، وَفی جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا، وَفی عَذابِکَ وَهَوانِکَ فَلا تَبْتَلِنا، وَمِنَ الزَّقُّومِ وَالضَّریعِ فَلا تُطْعِمْنا، وَمَعَ الشَّیاطینِ فَلا تَجْعَلْنَا، وَفِی النّارِ عَلی وُجُوهِنا فَلا تَکْبُبْنا، وَمِنْ ثِیابِ النّارِ وَسَرابیلِ الْقَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا، وَمِنْ کُلِّ سُوء یا لا اَله إلاّ اَنْتَ بِحَقِّ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ فَنَجِّنا .

الثّالث عشر : عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : تقول فی کلّ لیلة من شهر رمضان :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تَجْعَلَ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ فِی الاَمْرِ الْحَکیمِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ ،الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، اَلْمُکَفَّرِ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ، وَأنْ تَجْعَلَ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ، اَنْ تُطیلَ عُمْری فی

ص: 194

خَیْر وَعافِیَة، وَتُوَسِّعَ فی رِزْقی، َوَتَجْعَلَنی مِمَّنْ تَنْتصِرُ بِهِ لِدینِکَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بی غَیْری .

الرّابع عشر : فی کتاب أنیس الصّالحین اُدع فی کلّ لیلة من لیالی شهر رمضان قائلاً :

اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِکَ الْکَریمِ اَنْ یَنْقَضِیَ عَنّی شَهْرُ رَمَضانَ، اَوْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتی هذِهِ، وَلَکَ قِبَلی تَبِعَةٌ اَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنی عَلَیْهِ .

الخامس عشر : روی الکفعمی فی هامش کتابه البلد الامین عن السّید ابن باقی قال : یستحبّ فی کلّ لیلة من لیالی شهر رمضان صلاة رکعتین تقرأ فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید ثلاث مرّات فاذا سلّمت تقول : سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفیظٌ لا یَغْفُل، سُبحانَ مَنْ هُوَ رَحیمٌ لا یَعْجَلُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ قا ئِمٌ لا یَسْهُو، سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لا یَلْهُو، ثمّ تسبّح بالتّسبیحات الاربع سبع مرّات ثمّ تقول : سُبْحانَکَ سُبْحانَکَ سُبْحانَکَ، یا عَظیمُ اغْفِرْ لِیَ الذَّنْبَ الْعَظیمَ . ثمّ تصلّی علی النّبی وآله عشر مرّات .

من صلّی هذه الصّلاة غفر الله له سبعین ألف سیّئة ... الخ .

السّادس عشر : فی الحدیث انّ من قرأ فی کلّ لیلة من شهر رمضان سورة انّا فتَحنا فی صلاة مسنونة کان مصُوناً فی ذلک العام ، واعلم انّ من أعمال لیالی شهر رمضان الصّلاة ألف رکعة وقد أشار الیها المشایخ والاعاظم فی کتبهم فی الفقه وفی العبادة، وأمّا کیفیّة هذه الصّلاة فقد اختلفت فیها الرّوایات وهی علی ما رواها ابن أبی قرة عن الجواد ( علیه السلام ) واختارها المفید فی کتاب الغریة والاشراف بل واختارها المشهور هی أن یصلّی منها فی کلّ لیلة من لیالی العشر الاُولی والثّانیة عشرین رکعة یسلّم بین کلّ رکعتین، فیصلّی منها

ص: 195

ثمان رکعات بعد صلاة المغرب والباقیة وهی اثنتا عشرة رکعة تؤخّر عن صلاة العشاء وفی العشرة، الاخیرة یصلّی منها کلّ لیلة ثلاثین رکعة یؤتی ثمان منها بعد صلاة المغرب أیضاً ویؤخّر الباقیة عن العشاء، فالمجموع یکون سبعمائة رکعة وهی تنقص عن الالف رکعة ثلاثمائة رکعة، وهی تؤدّی فی لیالی القدر وهی اللّیلة التّاسعة عشرة والحادیة والعشرون والثّالثة، والعشرون فیخصّ کلّ من هذه اللّیالی بمائة رکعة منها، فتتمّ الالف رکعة وقد وزّع هذه الصّلاة علی الشّهر بنحو آخر وتفصیل ذلک فی مقام اخر ولا یسعنا هنا بسط الکلام .

روی انّک تقول بعد کلّ رکعتین من نوافل شهر رمضان :

اَللّهُمَّ اجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الامْرِ الَْمحْتُومِ، وَفیما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الْحَکیمِ، فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، اَنْ تَجْعَلَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، وَاَسْاَلُکَ اَنْ تُطیلَ عُمْری فی طاعَتِکَ، وَتُوَسِّعَ لی فی رِزْقی، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

القِسمُ الثّالثُ : فی أعمال أسحار شهر رمضان المبارک

وهی عدیدة : الاوّل : أن یتسحّر فلا یدع السّحُور ولو علی حشفة تمر أو جرعة من الماء، وأفضل السّحور السّویق والتّمر وفی الحدیث انّ الله وملائکته یصلّون علی المستغفرین والمستسحرین بالاسحار .

الثّانی : أن یقرأ عند السّحور سورة انّا أنزلناه، ففی الحدیث ما من مؤمن صام فقرأ «انّا أنْزَلناهُ فی لیلة القدر» عند سحوره وعند افطاره الّا کان فیما بینهما کالمتشحّط بدمه فی سبیل الله .

الثّالث : أن یدعو بهذا الدّعاء العظیم الشّأن الذی روی عن الرّضا صلوات الله وسلامه علیه انّه قال : هو دعاء الباقر ( علیه السلام ) فی أسحار شهر رمضان :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ بَهائِکَ بِاَبْهاهُ وَکُلُّ بَهائِکَ بَهِیٌّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِبَهائِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ

ص: 196

اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ جَمالِکَ بِاَجْمَلِهِ وَکُلُّ جَمالِکَ جَمیلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِجَمالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ جَلالِکَ بِاَجَلِّهِ وَکُلُّ جَلالِکَ جَلیلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِجَلالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عَظَمَتِکَ بِاَعْظَمِها وَکُلُّ عَظَمَتِکَ عَظَیمَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعَظَمَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسَأَلُکَ مِنْ نُورِکَ بِاَنْوَرِهِ وَکُلُّ نُورِکَ نَیِّرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِنُورِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ رَحْمَتِکَ بِاَوْسَعِها وَکُلُّ رَحْمَتِکَ واسِعَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِرَحْمَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ کَلِماتِکَ بِاَتَمِّها وَکُلُّ کَلِماتِکَ تامَّةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکَلِماتِکَ کُلِّهَا، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ کَمالِکَ بِاَکْمَلِهِ وَکُلُّ کَمالِکَ کامِلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکَمالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ اَسمائِکَ بِاَکْبَرِها وَکُلُّ اَسْمائِکَ کَبیرَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِاَسْمائِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عِزَّتِکَ باَعَزِّها وَکُلُّ عِزَّتِکَ عَزیزَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعِزَّتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَشِیَّتِکَ بِاَمْضاها وَکُلُّ مَشِیَّتِکَ ماضِیَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَشِیَّتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ قُدْرَتِکَ بِالْقُدْرَةِ الَّتی اسْتَطَلْتَ بِها عَلی کُلِّ شَیْء وَکُلُّ قُدْرَتِکَ مُسْتَطیلَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِقُدْرَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عِلْمِکَ بِاَنْفَذِهِ وَکُلُّ عِلْمِکَ نافِذٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعِلْمِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ قَوْلِکَ بِاَرْضاهُ وَکُلُّ قَوْلِکَ رَضِیٌّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِقَوْلِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَسائِلِکَ بِاَحَبِّها اِلَیْکَ وَکُلُّ مَسائِلِکَ اِلَیْکَ حَبیبَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَسائِلِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ شَرَفِکَ بِاَشْرَفِهِ وَکُلُّ شَرَفِکَ شَریفٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِشَرَفِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ سُلْطانِکَ بِاَدْوَمِهِ وَکُلُّ سُلطانِکَ دائِمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِسُلْطانِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مُلْکِکَ بِاَفْخَرِهِ وَکُلُّ مُلْکِکَ فاخِرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمُلْکِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عُلُوِّکَ بِاَعْلاهُ وَکُلُّ عُلُوِّکَ عال، اَللّهُمَّ

ص: 197

اِنّی اَسْاَلُکَ بِعُلُوِّکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَنِّکَ بِاَقْدَمِهِ وَکُلُّ مَنِّکَ قَدیمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَنِّکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ ایاتِکَ بِاَکْرَمِها وَکُلُّ آیاتِکَ کَریمَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِآیاتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِما اَنْتَ فیهِ مِنَ الشَّأنِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاَسْاَلُکَ بِکُلِّ شَأْن وَحْدَهُ جَبَرُوت وَحْدَها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِما تُجیبُنی بِهِ حینَ اَسْاَلُکَ فَاَجِبْنی یا اَللهُ .

ثمّ سل حاجتک فانّها تقضی البتّة .

دعاء أبی حمزة الثّمالی:

الرّابع : فی المصباح عن أبی حمزة الثّمالی ( رحمه الله ) قال : کان زین العابدین ( علیه السلام ) یصلّی عامّة اللّیل فی شهر رمضان فاذا کان فی السّحر دعا بهذا الدّعاء :

اِلهی لا تُؤَدِّبْنی بِعُقُوبَتِکَ، وَلا تَمْکُرْ بی فی حیلَتِکَ، مِنْ اَیْنَ لِیَ الْخَیْرُ یا رَبِّ وَلا یُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِکَ، وَمِنْ اَیْنَ لِیَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إلاّ بِکَ، لاَ الَّذی اَحْسَنَ اسْتَغْنی عَنْ عَوْنِکَ وَرَحْمَتِکَ، وَلاَ الَّذی اَساءَ وَاجْتَرَأَ عَلَیْکَ وَلَمْ یُرْضِکَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِکَ، یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ حتّی ینقطع النّفس.

بِکَ عَرَفْتُکَ وَاَنْتَ دَلَلْتَنی عَلَیْکَ وَدَعَوْتَنی اِلَیْکَ، وَلَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَدْعوُهُ فَیُجیبُنی وَاِنْ کُنْتَ بَطیئاً حینَ یَدْعوُنی، وَاَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَسْأَلُهُ فَیُعْطینی وَاِنْ کُنْتُ بَخیلاً حینَ یَسْتَقْرِضُنی، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی اُنادیهِ کُلَّما شِئْتُ لِحاجَتی، وَاَخْلُو بِهِ حَیْثُ شِئْتُ، لِسِرِّی بِغَیْرِ شَفیع فَیَقْضی لی حاجَتی، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لا اَدْعُو غَیْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَیْرَهُ لَمْ یَسْتَجِبْ لی دُعائی، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی لا اَرْجُو غَیْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَیْرَهُ لاََخْلَفَ رَجائی، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی وَکَلَنی اِلَیْهِ فَاَکْرَمَنی وَلَمْ یَکِلْنی اِلَی النّاسِ فَیُهینُونی، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی تَحَبَّبَ اِلَیَّ وَهُوَ غَنِیٌّ عَنّی، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی یَحْلُمُ عَنّی حَتّی کَاَنّی

ص: 198

لا ذَنْبَ لی، فَرَبّی اَحْمَدُ شَیْیء عِنْدی، وَاَحَقُّ بِحَمْدی، اَللّهُمَّ اِنّی اَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَیْکَ مُشْرَعَةً، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ اِلَیْکَ مُتْرَعَةً، وَالاِْسْتِعانَةَ بِفَضْلِکَ لِمَنْ اَمَّلَکَ مُباحَةً، وَاَبْوابَ الدُّعاءِ اِلَیْکَ لِلصّارِخینَ مَفْتُوحَةً، وَاَعْلَمُ اَنَّکَ لِلرّاجی بِمَوْضِعِ اِجابَة، وَلِلْمَلْهُوفینَ بِمَرْصَدِ اِغاثَة، وَاَنَّ فِی اللَّهْفِ اِلی جُودِکَ وَالرِّضا بِقَضائِکَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ اْلباِخلینَ، وَمَنْدُوحَةً عَمّا فی اَیْدی الْمُسْتَأثِرینَ، وَاَنَّ الِراحِلَ اِلَیْکَ قَریبُ الْمَسافَةِ، وَاَنَّکَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِکَ إلاّ اَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَْعمالُ دُونَکَ، وَقَدْ قَصَدْتُ اِلَیْکَ بِطَلِبَتی،

وَتَوَجَّهْتُ اِلَیْکَ بِحاجَتی، وَجَعَلْتُ بِکَ اسْتِغاثَتی، وَبِدُعائِکَ تَوَسُّلی مِنْ غَیْرِ اِسْتِحْقاق لاِسْتِماعِکَ مِنّی، وَلاَ اسْتیجاب لِعَفْوِکَ عَنّی، بَلْ لِثِقَتی بِکَرَمِکَ، وَسُکُونی اِلی صِدْقِ وَعْدِکَ، وَلَجَائی اِلَی الاْیمانِ بِتَوْحیدِکَ، وَیَقینی بِمَعْرِفَتِکَ مِنّی اَنْ لا رَبَّ لی غَیْرُکَ، وَلا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، اَللّهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُکَ حَقٌّ، وَوَعْدُکَ صِدْقٌ ( وَاسْأَلاوُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ کانَ بِکُمْ رَحیماً ) ، وَلَیْسَ مِنْ صِفاتِکَ یا سَیّدی اِنْ تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِیَّةَ، وَاَنْتَ الْمَنّانُ بِالْعَطِیّاتِ عَلی اَهْلِ مَمْلَکَتِکَ، وَالْعائِدُ عَلَیْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأفَتِکَ، اِلهی رَبَّیْتَنی فی نِعَمِکَ وَاِحْسانِکَ صَغیراً، وَنَوَّهْتَ بِاِسْمی کَبیراً، فَیا مَنْ رَبّانی فِی الدُّنْیا بِاِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ، وَاَشارَ لی فِی الاْخِرَةِ اِلی عَفْوِهِ وَکَرَمِهِ، مَعْرِفَتی یا مَوْلایَ دَلیلی عَلَیْکَ، وَحُبّی لَکَ شَفیعی اِلَیْکَ، وَاَنَا واثِقٌ مِنْ دَلیلی بِدَلالَتِکَ، وَساکِنٌ مِنْ شَفیعی اِلی شَفاعَتِکَ، اَدْعُوکَ یا سَیِّدی بِلِسان قَدْ اَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ، رَبِّ اُناجیکَ بِقَلْب قَدْ اَوْبَقَهُ جُرْمُهُ، اَدْعوُکَ یا رَبِّ راهِباً راعِباً، راجِیاً خائِفاً، اِذا رَاَیْتُ مَوْلایَ ذُنُوبی فَزِعْتُ، وَاِذا رَاَیْتُ کَرَمَکَ طَمِعْتُ، فَاِنْ عَفَوْتَ فَخَیْرُ راحِم، وَاِنْ عَذَّبْتَ فَغَیْرُ ظالِم، حُجَّتی یا اَللهُ فی جُرْأَتی عَلی مَسْأَلَتِکَ، مَعَ اِتْیانی ما تَکْرَهُ، جُودُکَ وَکَرَمُکَ، وَعُدَّتی فی شِدَّتی مَعَ قِلَّةِ حَیائی

ص: 199

رَأفَتُکَ وَرَحْمَتُکَ، وَقَدْ رَجَوْتُ اَنْ لا تَخیبَ بَیْنَ ذَیْنِ وَذَیْنِ مُنْیَتی، فَحَقِّقْ رَجائی، وَاَسْمِعْ دُعائی یا خَیْرَ مَنْ دَعاهُ داع، وَاَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راج، عَظُمَ یا سَیِّدی اَمَلی، وَساءَ عَمَلی، فَاَعْطِنی مِنْ عَفْوِکَ بِمِقْدارِ اَمَلی، وَلا تُؤاخِذْنی بِأَسْوَءِ عَمَلی، فَاِنَّ کَرَمَکَ یَجِلُّ عَنْ مُجازاةِ الْمُذْنِبینَ، وَحِلْمَکَ یَکْبُرُ عَنْ مُکافاةِ الْمُقَصِّرینَ، وَاَنَا یا سَیِّدی عائِذٌ بِفَضْلِکَ، هارِبٌ مِنْکَ اِلَیْکَ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ اَحْسَنَ بِکَ ظَنّاً، وَما اَنَا یا رَبِّ وَما خَطَری، هَبْنی بِفَضْلِکَ، وَتَصَدَّقْ عَلَیَّ بِعَفْوِکَ اَیْ رَبِّ جَلِّلْنی بِسَتْرِکَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبیخی بِکَرَمِ وَجْهِکَ، فَلَوِ اطَّلَعَ الْیَوْمَ عَلی ذَنْبی غَیْرُکَ ما فَعَلْتُهُ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجیلَ الْعُقُوبَةِ لاَجْتَنَبْتُهُ، لا لاَِنَّکَ اَهْوَنُ النّاظِرینَ وَاَخَفُّ الْمُطَّلِعینَ، بَلْ لاَِنَّکَ یا رَبِّ خَیْرُ السّاتِرینَ، وَاَحْکَمُ الْحاکِمینَ، وَاَکْرَمُ الاَْکْرَمینَ، سَتّارُ الْعُیُوبِ، غَفّارُ الذُّنُوبِ، عَلاّمُ الْغُیُوبِ، تَسْتُرُ الذَّنْبِ بِکَرَمِکَ، وَتُؤَخِّرُ الْعُقُوبَةَ بِحِلْمِکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی حِلْمِکَ بَعْدَ عِلْمِکَ، وَعَلی عَفْوِکَ بَعْدَ قُدْرَتِکَ، وَیَحْمِلُنی وَیُجَرَّئُنی عَلی مَعْصِیَتِکَ حِلْمُکَ عَنّی، وَیَدْعُونی اِلی قِلَّةِ الْحَیاءِ سِتْرُکَ عَلَیَّ، وَیُسْرِعُنی اِلَی التَّوَثُّبِ عَلی مَحارِمِکَ مَعْرِفَتی بِسِعَةِ رَحْمَتِکَ، وَعَظیمِ عَفْوِکَ، یا حَلیمُ یا کَریمُ، یا حَیُّ یا قَیُّومُ، یا غافِرَ الذَّنْبِ، یا قابِلَ التَّوْبِ، یا عَظیمَ الْمَنِّ، یا قَدیمَ الاِْحسانِ، اَیْنَ سَِتْرُکَ الْجَمیلُ، اَیْنَ عَفْوُکَ الْجَلیلُ، اَیْنَ فَرَجُکَ الْقَریبُ، اَیْنَ غِیاثُکَ السَّریعُ، اَیْنَ رَحْمَتِکَ الْواسِعَةِ، اَیْنَ عَطایاکَ الْفاضِلَةُ، اَیْنَ مَواهِبُکَ الْهَنیئَةُ، اَیْنَ صَنائِعُکَ السَّنِیَّةُ، اَیْنَ فَضْلُکَ الْعَظیمُ، اَیْنَ مَنُّکَ الْجَسیمُ، اَیْنَ اِحْسانُکَ الْقَدیمُ، اَیْنَ کَرَمُکَ یا کَریمُ، بِهِ فَاسْتَنْقِذْنی، وَبِرَحْمَتِکَ فَخَلِّصْنی، یا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ، یا مُنْعِمُ یا مُفْضِلُ، لَسْتُ اَتَّکِلُ فِی النَّجاةِ مِنْ عِقابِکَ عَلی اَعْمالِنا، بَلْ بِفَضْلِکَ عَلَیْنا، لاَِنَّکَ اَهْلَ التَّقْوی وَاَهْلَ الْمَغْفِرَةِ تُبْدِئُ بِالاِْحْسانِ نِعَماً، وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ کَرَماً، فَما نَدْری ما

ص: 200

نَشْکُرُ، اَجَمیلَ ما تَنْشُرُ، اَمْ قَبیحَ ما تَسْتُرُ، اَمْ عَظیمَ ما اَبْلَیْتَ وَاَوْلَیْتَ، اَمْ کَثیرَ ما مِنْهُ نَجَّیْتَ وَعافَیْتَ، یا حَبیبَ مَنْ تَحَبَّبَ اِلَیْکَ، وَیا قُرَّةَ عَیْنِ مَنْ لاذَ بِکَ وَانْقَطَعَ اِلَیْکَ، اَنْتَ الُْمحْسِنُ وَنَحْنُ الْمُسیؤنَ فَتَجاوَزْ یا رَبِّ عَنْ قَبیحِ ما عِنْدَنا بِجَمیلِ ما عِنْدَکَ، وَاَیُّ جَهْل یا رَبِّ لا یَسَعُهُ جُودُکَ، اَوْ اَیُّ زَمان اَطْوَلُ مِنْ اَناتِکَ، وَما قَدْرُ اَعْمالِنا فی جَنْبِ نِعَمِکَ، وَکَیْفَ نَسْتَکْثِرُ اَعْمالاً نُقابِلُ بِها کَرَمَکَ، بَلْ کَیْفَ یَضیقُ عَلَی الْمُذْنِبینَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِکَ، یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ، فَوَ عِزَّتِکَ یا سَیِّدی، لَوْ نَهَرْتَنی ما بَرِحْتُ مِنْ بابِکَ، وَلا کَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِکَ، لِمَا انْتَهی اِلَیَّ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِجُودِکَ وَکَرِمَک، وَاَنْتَ الْفاعِلُ لِما تَشاءُ تُعَذِّبُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ کَیْفَ تَشاءُ، وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ کَیْفَ تَشاءُ، لا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِکَ، وَلا تُنازِعُ فی مُلْکِکَ، وَلا تُشارَکُ فی اَمْرِکَ، وَلا تُضادُّ فی حُکْمِکَ، وَلا یَعْتَرِضُ عَلَیْکَ اَحَدٌ فی تَدْبیرِکَ، لَکَ الْخَلْقُ وَالاَْمْرُ، تَبارَکَ اللهُ رَبُّ الْعالَمینَ، یا رَبِّ هذا مَقامُ مَنْ لاذَ بِکَ، وَاسْتَجارَ بِکَرَمِکَ، وَاَلِفَ اِحْسانَکَ وَنِعَمَکَ وَاَنْتَ الْجَوادُ الَّذی لا یَضیقُ عَفُْوکَ، وَلا یَنْقُصُ فَضْلُکَ، وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُکَ، وَقَدْ تَوَثَّقْنا مِنْکَ بِالصَّفْحِ الْقَدیمِ، وَالْفَضْلِ الْعَظیمِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، اَفَتَراکَ یا رَبِّ تُخْلِفُ ظُنُونَنا، اَوْ تُخَیِّبْ آمالَنا، کَلاّ یا کَریمُ، فَلَیْسَ هذا ظَنُّنا بِکَ، وَلا هذا فیکَ طَمَعُنا یا رَبِّ اِنَّ لَنا فیکَ اَمَلاً طَویلاً کَثیراً، اِنَّ لَنا فیکَ رَجاءً عَظیماً، عَصَیْناکَ وَنَحْنُ نَرْجُو اَنْ تَسْتُرَ عَلَیْنا، وَدَعَوْناکَ وَنَحْنُ نَرْجُو اَنْ تَسْتَجیبَ لَنا، فَحَقِّقْ رَجاءَنا مَوْلانا، فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوْجِبُ بِاَعْمالِنا، وَلکِنْ عِلْمُکَ فینا وَعِلْمُنا بِاَنَّکَ لا تَصْرِفُنا عَنْکَ وَاِنْ کُنّا غَیْرَ مُسْتَوْجِبینَ لِرَحْمَتِکَ، فَاَنْتَ اَهْلٌ

ص: 201

اَنْ تَجُودَ عَلَیْنا وَعَلَی الْمُذْنِبینَ بِفَضْلِ سَعَتِکَ، فَامْنُنْ عَلَیْنا بِما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَجُدْ عَلَیْنا فَاِنّا مُحْتاجُونَ اِلی نَیْلِکَ، یا غَفّارُ بِنُورِکَ اهْتَدَیْنا، وَبِفَضْلِکَ اسْتَغْنَیْنا، وَبِنِعْمَتِکَ اَصْبَحْنا وَاَمْسَیْنا، ذُنُوبَنا بَیْنَ یَدَیْکَ نَسْتَغْفِرُکَ الّلهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ اِلَیْکَ، تَتَحَبَّبُ اِلَیْنا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُکَ بِالذُّنُوبِ، خَیْرُکَ اِلَیْنا نازِلٌ، وَشُّرنا اِلَیْکَ صاعِدٌ، وَلَمْ یَزَلْ وَلا یَزالُ مَلَکٌ کَریمٌ یَأتیکَ عَنّا بِعَمَل قَبیح، فَلا یَمْنَعُکَ ذلِکَ مِنْ اَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمِکَ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَیْنا بِآلائِکَ، فَسُبْحانَکَ ما اَحْلَمَکَ وَاَعْظَمَکَ وَاَکْرَمَکَ مُبْدِئاً وَمُعیداً، تَقَدَّسَتْ اَسْماؤکَ وَجَلَّ ثَناؤُکَ، وَکَرُمَ صَنائِعُکَ وَفِعالُکَ، اَنْتَ اِلهی اَوْسَعُ فَضْلاً، وَاَعْظَمُ حِلْماً مِنْ اَنْ تُقایِسَنی بِفِعْلی وَخَطیئَتی، فَالْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ، سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی، اَللّهُمَّ اشْغَلْنا بِذِکْرِکَ، وَاَعِذْنا مِنْ سَخَطِکَ، وَاَجِرْنا مِنْ عَذابِکَ، وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِکَ، وَاَنْعِمْ عَلَیْنا مِنْ فَضْلِکَ، وَارْزُقْنا حَجَّ بَیْتِکَ، وَزِیارَةَ قَبْرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ وَرَحْمَتُکَ وَمَغْفِرَتُکَ وَرِضْوانُکَ عَلَیْهِ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ اِنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِکَ، وَتَوَفَّنا عَلی مِلَّتِکَ، وَسُنَّةِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَارْحَمْهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً، اِجْزِهما بِالاِْحسانِ اِحْساناً وَبِالسَّیِّئاتِ غُفْراناً، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ الاَْحیاءِ مِنْهُمْ وَالاَْمواِت، وَتابِعْ بَیْنَنا وَبَیْنَهُمْ بِالْخَیْراتِ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِحَیِّنا وَمَیِّتِنا، وَشاهِدِنا وَغائِبِنا، ذَکَرِنا وَاُنْثانا، صَغیرِنا وَکَبیرِنا، حُرِّنا وَمَمْلُوکِنا، کَذَبَ الْعادِلُونَ بِاللهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعیداً، وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبیناً، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاخْتِمْ لی بِخَیْر، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ دُنْیایَ وَآخِرَتی وَلا تُسَلِّطْ عَلَیَّ مَنْ لا یَرْحَمُنی، وَاجْعَلْ عَلَیَّ مِنْکَ واقِیَةً باقِیَةً، وَلا تَسْلُبْنی صالِحَ ما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ رِزْقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً، اَللّهُمَّ احْرُسْنی بِحَراسَتِکَ، وَاحْفَظْنی بِحِفْظِکَ، وَاکْلاَنی بِکِلائَتِکَ، وَارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی عامِنا هذا وَفی کُلِّ عام، وَزِیارَةَ قَبْرِ نَبِیِّکَ وَالاَْئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، وَلا تُخْلِنی یا رَبِّ

ص: 202

مِنْ تِلْکَ الْمَشاهِدِ الشَّریفَةِ، وَالْمَواقِفِ الْکَریمَةِ، اَللّهُمَّ تُبْ عَلَیَّ حَتّی لا اَعْصِیَکَ، وَاَلْهِمْنِیَ الْخَیْرَ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَخَشْیَتَکَ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ ما اَبْقَیْتَنی یا رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی کُلَّما قُلْتُ قَدْ تَهَیَّأتُ وَتَعَبَّأتُ وَقُمْتُ لِلصَّلاةِ بَیْنَ یَدَیْکَ وَناجَیْتُکَ اَلْقَیْتَ عَلَیَّ نُعاساً اِذا اَنَا صَلَّیْتُ، وَسَلَبْتَنی مُناجاتِکَ اِذا اَنَا ناجَیْتُ، مالی کُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلَحَتْ سَریرَتی، وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابینَ مَجْلِسی، عَرَضَتْ لی بَلِیَّةٌ اَزالَتْ قَدَمی، وَحالَتْ بَیْنی وَبَیْنَ خِدْمَتِکَ سَیِّدی لَعَلَّکَ عَنْ بابِکَ طَرَدْتَنی، وَعَنْ خِدْمَتِکَ نَحَّیْتَنی اَوْ لَعَلَّکَ رَاَیْتَنی مُسْتَخِفّاً بِحَقِّکَ فَاَقْصَیْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ رَاَیْتَنی مُعْرِضاً عَنْکَ فَقَلَیْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ وَجَدْتَنی فی مَقامِ الْکاذِبینَ فَرَفَضْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ رَاَیْتَنی غَیْرَ شاکِر لِنَعْمائِکَ فَحَرَمْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ فَقَدْتَنی مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ رَاَیْتَنی فِی الْغافِلینَ فَمِنْ رَحْمَتِکَ آیَسْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ رَاَیْتَنی آلفَ مَجالِسِ الْبَطّالینَ فَبَیْنی وَبَیْنَهُمْ خَلَّیْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ لَمْ تُحِبَّ اَنْ تَسْمَعَ دُعائی فَباعَدْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ بِجُرْمی وَجَریرَتی کافَیْتَنی، اَوْ لَعَلَّکَ بِقِلَّةِ حَیائی مِنْکَ جازَیْتَنی، فَاِنْ عَفَوْتَ یا رَبِّ فَطالما عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبینَ قَبْلی، لاَِنَّ کَرَمَکَ اَیْ رَبِّ یَجِلُّ عَنْ مُکافاتِ الْمُقَصِّرینَ، وَاَنَا عائِذٌ بِفَضْلِکَ، هارِبٌ مِنْکَ اِلَیْکَ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ اَحْسَنَ بِکَ ظَنّاً، اِلهی اَنْتَ اَوْسَعُ فَضْلاً، وَاَعْظَمُ حِلْماً مِنْ اَنْ تُقایِسَنی بِعَمَلی اَوْ اَنْ تَسْتَزِلَّنی بِخَطیئَتی، وَما اَنَا یا سَیِّدی وَما خَطَری، هَبْنی بِفَضْلِکَ سَیِّدی، وَتَصَدَّقْ عَلَیَّ بِعَفْوِکَ، وَجَلِّلْنی بِسَتْرِکَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبیخی بِکَرَمِ وَجْهِکَ، سَیِّدی اَنَا الصَّغیرُ الَّذی رَبَّیْتَهُ، وَاَنَا الْجاهِلُ الَّذی عَلَّمْتَهُ، وَاَنَا الضّالُّ الَّذی هَدَیْتَهُ، وَاَنَا الْوَضیعُ الَّذی رَفَعْتَهُ، وَاَنَا الْخائِفُ الَّذی آمَنْتَهُ، وَالْجایِعُ الَّذی اَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذی اَرْوَیْتَهُ، وَالْعاری الَّذی کَسَوْتَهُ، وَالْفَقیرُ الَّذی اَغْنَیْتَهُ، وَالضَّعیفُ الَّذی قَوَّیْتَهُ، وَالذَّلیلُ الَّذی اَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقیمُ الَّذی شَفَیْتَهُ، وَالسّائِلُ الَّذی اَعْطَیْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ

ص: 203

الَّذی سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذی اَقَلْتَهُ، وَاَنَا الْقَلیلُ الَّذی کَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذی نَصَرْتَهُ، وَاَنَا الطَّریدُ الَّذی آوَیْتَهُ، اَنَا یا رَبِّ الَّذی لَمْ اَسْتَحْیِکَ فِی الْخَلاءِ، وَلَمْ اُراقِبْکَ فِی الْمَلاءِ، اَنَا صاحِبُ الدَّواهِی الْعُظْمی، اَنَا الَّذی عَلی سَیِّدِهِ اجْتَری، اَنَا الَّذی عَصَیْتُ جَبّارَ السَّماءِ، اَنَا الَّذی اَعْطَیْتُ عَلی مَعاصِی الْجَلیلِ الرُّشا، اَنَا الَّذی حینَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ اِلَیْها اَسْعی، اَنَا الَّذی اَمْهَلْتَنی فَما ارْعَوَیْتُ، وَسَتَرْتَ عَلَیَّ فَمَا اسْتَحْیَیْتُ، وَعَمِلْتُ بِالْمَعاصی فَتَعَدَّیْتُ، وَاَسْقَطْتَنی مِنْ عَیْنِکَ فَما بالَیْتُ، فَبِحِلْمِکَ اَمْهَلْتَنی وَبِسِتْرِکَ سَتَرْتَنی حَتّی کَاَنَّکَ اَغْفَلْتَنی، وَمِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصی جَنَّبْتَنی حَتّی کَاَنَّکَ اسْتَحْیَیْتَنی، اِلهی لَمْ اَعْصِکَ حینَ عَصَیْتُکَ وَاَنَا بِرُبُوبِیَّتِکَ جاحِدٌ، وَلا بِاَمْرِکَ مُسْتَخِفٌّ، وَلا لِعُقُوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌّ، وَلا لِوَعیدِکَ مُتَهاوِنٌ، لکِنْ خَطیئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لی نَفْسی، وَغَلَبَنی هَوایَ، وَاَعانَنی عَلَیْها شِقْوَتی، وَغَرَّنی سِتْرُکَ الْمُرْخی عَلَیَّ، فَقَدْ عَصَیْتُکَ وَخالَفْتُکَ بِجَهْدی، فَالاْنَ مِنْ عَذابِکَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنی، وَمِنْ اَیْدی الْخُصَماءِ غَداً مِنْ یُخَلِّصُنی، وَبِحَبْلِ مَنْ اَتَّصِلُ اِنْ اَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَکَ عَنّی، فَواسَوْاَتا عَلی ما اَحْصی کِتابُکَ مِنْ عَمَلِیَ الَّذی لَوْلا ما اَرْجُو مِنْ کَرَمِکَ وَسَعَةِ رَحْمَتِکَ وَنَهْیِکَ اِیّایَ عَنِ الْقُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما اَتَذَکَّرُها، یا خَیْرَ مَنْ دَعاهُ داع، وَاَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راج، اَللّهُمَّ بِذِمَّةِ الاِْسْلامِ اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ اَعْتَمِدُ اِلَیْکَ، وَبِحُبِّیَ النَّبِیَّ الاُْمِّیَّ الْقُرَشِیَّ الْهاشِمِیَّ الْعَرَبِیَّ التِّهامِیَّ الْمَکِّیَّ الْمَدَنِیَّ اَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَیْکَ، فَلا تُوحِشِ اسْتیناسَ ایمانی، وَلا تَجْعَلْ ثَوابی ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواکَ، فَاِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِاَلْسِنَتِهِمْ لِیَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ فَاَدْرَکُوا ما اَمَّلُوا، َوَإنّا آَمّنا بِکَ بِاَلْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنّا، فَاَدْرِکْنا ما اَمَّلْنا، وَثَبِّتْ رَجاءَکَ فی صُدُورِنا، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ، فَوَعِزَّتِکَ لَوِ انْتَهَرْتَنی ما بَرِحْتُ مِنْ بابِکَ، وَلا کَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِکَ

ص: 204

لِما اُلْهِمَ قَلْبی مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِکَرَمِکَ وَسَعَةِ رَحْمَتِکَ، اِلی مَنْ یَذْهَبُ الْعَبْدُ إلاّ اِلی مَوْلاهُ، وَاِلی مَنْ یَلْتَجِئُ الَْمخْلُوقُ إلاّ اِلی خالِقِهِ، اِلهی لَوْ قَرَنْتَنی بِالاَْصْفادِ، وَمَنَعْتَنی سَیْبَکَ مِنْ بَیْنِ الاَْشْهادِ، وَدَلَلْتَ عَلی فَضایِحی عُیُونَ الْعِبادِ، وَاَمَرْتَ بی اِلَی النّارِ، وَحُلْتَ بَیْنی وَبَیْنَ الاَْبْرارِ، ما قَطَعْتُ رَجائی مِنْکَ وَما صَرَفْتُ تَأمیلی لِلْعَفْوِ عَنْکَ، وَلا خَرَجَ حُبُّکَ مِنْ قَلْبی، اَنَا لا اَنْسی اَیادِیَکَ عِنْدی، وَسِتْرَکَ عَلَیَّ فی دارِ الدُّنْیا، سَیِّدی اَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْیا مِنْ قَلْبی، وَاجْمَعْ بَیْنی وَبَیْنَ الْمُصْطَفی وَآلِهِ خِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ وَخاتَمِ النَّبِیّینَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَانْقُلْنی اِلی دَرَجَةِ الَّتوْبَةِ اِلَیْکَ، وَاَعِنّی بِالْبُکاءِ عَلی نَفْسی، فَقَدْ اَفْنَیْتُ بِالتَّسْویفِ وَالاْمالِ عُمْری، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الاْیِسینَ مِنْ خَیْری، فَمَنْ یَکُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّی إنْ اَنَا نُقِلْتُ عَلی مِثْلِ حالی اِلی قَبْری، لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتی، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتی، وَمالی لا اَبْکی وَلا اَدْری اِلی ما یَکُونُ مَصیری، وَاَری نَفْسی تُخادِعُنی، وَاَیّامی تُخاتِلُنی، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسی اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالی لا اَبْکی اَبْکی، لِخُُروجِ نَفْسی، اَبْکی لِظُلْمَةِ قَبْری، اَبْکی لِضیقِ لَحَدی، اَبْکی لِسُؤالِ مُنْکَر وَنَکیر اِیّایَ، اَبْکی لِخُرُوجی مِنْ قَبْری عُرْیاناً ذَلیلاً حامِلاً ثِقْلی عَلی ظَهْری، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ یَمینی وَاُخْری عَنْ شِمالی، اِذِ الْخَلائِقِ فی شَأن غَیْرِ شَأنی ( لِکُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ یَوْمَئِذ شَأنٌ یُغْنیهِ * وُجوُهٌ یَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ * ضاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجوُهٌ یَوْمَئِذ عَلَیْها غَبَرَةٌ * تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ) وَذِلَّةٌ، سَیِّدی عَلَیْکَ مُعَوَّلی وَمُعْتَمَدی وَرَجائی وَتَوَکُّلی، وَبِرَحْمَتِکَ تَعَلُّقی، تُصیبُ بِرَحْمَتِکَ مَنْ تَشاءُ وَتَهْدی بِکَرامَتِکَ مَنْ تُحِبُّ، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی ما نَقَّیْتَ مِنَ الشِّرْکِ قَلْبی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی بَسْطِ لِسانی، اَفَبِلِسانی هذَا الْکالِّ اَشْکُرُکَ، اَمْ بِغایَةِ جُهْدی فی عَمَلی اُرْضیکَ، وَما قَدْرُ

ص: 205

لِسانی یا رَبِّ فی جَنْبِ شُکْرِکَ، وَما قَدْرُ عَمَلی فی جَنْبِ نِعَمِکَ وَاِحْسانِکَ، اِلهی اِنَّ جُودَکَ بَسَطَ اَمَلی، وَشُکْرَکَ قَبِلَ عَمَلی، سَیِّدی اِلَیْکَ رَغْبَتی، وَاِلَیْکَ رَهْبَتی، وَاِلَیْکَ تَأمیلی، وَقَدْ ساقَنی اِلَیْکَ اَمَلی، وَعَلَیْکَ یا واحِدی عَکَفَتْ هِمَّتی، وَفیما عِنْدَکَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتی، وَلَکَ خالِصُ رَجائی وَخَوْفی، وَبِکَ أَنِسَتْ مَحَبَّتی، وَاِلَیْکَ اَلْقَیْتُ بِیَدی، وَبِحَبْلِ طاعَتِکَ مَدَدْتُ رَهْبَتی، یا مَوْلایَ بِذِکْرِکَ عاشَ قَلْبی، وَبِمُناجاتِکَ بَرَّدْتُ اَلَمَ الْخَوْفِ عَنّی، فَیا مَوْلایَ وَیا مُؤَمَّلی وَیا مُنْتَهی سُؤْلی فَرِّقْ بَیْنی وَبَیْنَ ذَنْبِیَ الْمانِعِ لی مِنْ لُزُومِ طاعَتِکَ، فَاِنَّما اَسْاَلُکَ لِقَدیمِ الرَّجاءِ فیکَ، وَعَظیمِ الطَّمَعِ مِنْکَ، الَّذی اَوْجَبْتَهُ عَلی نَفْسِکَ مِنَ الرَّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فَالاَْمْرُ لَکَ، وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ وَالْخَلْقُ کُلُّهُمْ عِیالُکَ وَفی قَبْضَتِکَ، وَکُلُّ شَیْی خاضِعٌ لَکَ تَبارَکْتَ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اِلهی ارْحَمْنی اِذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتی وَکَلَّ عَنْ جَوابِکَ لِسانی، وَطاشَ عِنْدَ سُؤالِکَ اِیّایَ لُبّی، فَیا عَظیمَ رَجائی لا تُخَیِّبْنی اِذَا اشْتَدَّتْ فاقَتی، وَلا تَرُدَّنی لِجَهْلی، وَلا تَمْنَعْنی لِقِلَّةِ صَبْری، اَعْطِنی لِفَقْری وَارْحَمْنی لِضَعْفی، سَیِّدی عَلَیْکَ مُعْتَمَدی وَمُعَوَّلی وَرَجائی وَتَوَکُّلی، وَبِرَحْمَتِکَ تَعَلُّقی، وَبِفَنائِکَ اَحُطُّ رَحْلی، وَبِجُودِکَ اَقْصِدُ طَلِبَتی، وَبِکَرَمِکَ اَیْ رَبِّ اسْتَفْتِحُ دُعائی، وَلَدَیْکَ اَرْجُو فاقَتی، وَبِغِناکَ اَجْبُرُ عَیْلَتی، وَتَحْتَ ظِلِّ عَفْوِکَ قِیامی، وَاِلی جُودِکَ وَکَرَمِکَ اَرْفَعُ بَصَری، وَاِلی مَعْرُوفِکَ اُدیمُ نَظَری، فَلا تُحْرِقْنی بِالنّارِ وَاَنْتَ مَوْضِعُ اَمَلی، وَلا تُسْکِنِّیِ الْهاوِیَةَ فَاِنَّکَ قُرَّةُ عَیْنی، یا سَیِّدی لا تُکَذِّبْ ظَنّی بِاِحْسانِکَ وَمَعْرُوفِکَ فَاِنَّکَ ثِقَتی، وَلا تَحْرِمْنی ثَوابَکَ فَاِنَّکَ الْعارِفُ بِفَقْری، اِلهی اِنْ کانَ قَدْ دَنا اَجَلی وَلَمْ یُقَرِّبْنی مِنْکَ عَمَلی فَقَدْ جَعَلْتُ الاْعْتِرافَ اِلَیْکَ بِذَنْبی وَسائِلَ عِلَلی، اِلهی اِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ اَوْلی مِنْکَ بِالْعَفْوِ، وَاِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ اَعْدَلُ مِنْکَ فِی الْحُکْمِ، ارْحَمْ فی هذِهِ الدُّنْیا غُرْبَتی، وَعِنْدَ الْمَوْتِ کُرْبَتی، وَفِی الْقَبْرِ وَحْدَتی،

ص: 206

وَفِی اللَّحْدِ وَحْشَتی، وَاِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَیْنَ یَدَیْکَ ذُلَّ مَوْقِفی، وَاغْفِرْ لی ما خَفِیَ عَلَی الاْدَمِیّینَ مِنْ عَمَلی، وَاَدِمْ لی ما بِهِ سَتَرْتَنی، وَارْحَمْنی صَریعاً عَلَی الْفِراشِ تُقَلِّبُنی اَیْدی اَحِبَّتی، وَتَفَضَّلْ عَلَیَّ مَمْدُوداً عَلَی الْمُغْتَسَلِ یُقَلِّبُنی صالِحُ جیرَتی، وَتَحَنَّنْ عَلَیَّ مَحْموُلاً قَدْ تَناوَلَ الاَْقْرِباءُ اَطْرافَ جَِنازَتی، وَجُدْ عَلَیَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِکَ وَحیداً فی حُفْرَتی، وَارْحَمْ فی ذلِکَ الْبَیْتِ الْجَدیدِ غُرْبَتی، حَتّی لا اَسْتَاْنِسَ بِغَیْرِکَ، یا سَیِّدی اِنْ وَکَلْتَنی اِلی نَفْسی هَلَکْتُ، سَیِّدی فَبِمَنْ اَسْتَغیثُ اِنْ لَمْ تُقِلْنی عَثَرْتی، فَاِلی مَنْ اَفْزَعُ اِنْ فَقَدْتُ عِنایَتَکَ فی ضَجْعَتی، وَاِلی مَنْ اَلْتَجِئُ اِنْ لَمْ تُنَفِّسْ کُرْبَتی سَیِّدی مَنْ لی وَمَنْ یَرْحَمُنی اِنْ لَمْ تَرْحَمْنی، وَفَضْلَ مَنْ اُؤَمِّلُ اِنْ عَدِمْتُ فَضْلَکَ یَوْمَ فاقَتی، وَاِلی مَنِ الْفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ اِذَا انْقَضی اَجَلی، سَیِّدی لا تُعَذِّبْنی وَاَنَا اَرْجُوکَ، اِلهی حَقِّقْ رَجائی، وَآمِنْ خَوْفی، فَاِنَّ کَثْرَةَ ذُنُوبی لا اَرْجُو فیها إلاّ عَفْوُکَ، سَیِّدی اَنَا اَسْاَلُکَ ما لا اَسْتَحِقُّ وَاَنْتَ اَهْلُ التَّقْوی وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لی وَاَلْبِسْنی مِنْ نَظَرِکَ ثَوْباً یُغَطّی عَلَیَّ التَّبِعاتِ، وَتَغْفِرُها لی وَلا اُطالَبُ بِها، اِنَّکَ ذُو مَنٍّ قَدیم، وَصَفْح عَظیم، وَتَجاوُز کَریم، اِلهی اَنْتَ الَّذی تُفیضُ سَیْبَکَ عَلی مَنْ لا یَسْأَلُکَ وَعَلَی الْجاحِدینَ بِرُبُوبِیَّتِکَ، فَکَیْفَ سَیِّدی بِمَنْ سَأَلَکَ وَاَیْقَنَ اَنَّ الْخَلْقَ لَکَ، وَالاَْمْرَ اِلَیْکَ، تَبارَکْتَ وَتَعالَیْتَ یا رَبَّ الْعالَمینَ، سَیِّدی عَبْدُکَ بِبابِکَ أقامَتْهُ الْخَصاصَةُ بَیْنَ یَدَیْکَ یَقْرَعُ بابَ اِحْسانِکَ بِدُعائِهِ، فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ عَنّی، وَاَقْبَلْ مِنّی ما اَقُولُ، فَقَدْ دَعَوْتُ بِهذَا الدُّعاءِ وَاَنا اَرْجُو اَنْ لا تَرُدَّنی، مَعْرِفَةً مِنّی بِرَأفَتِکَ وَرَحْمَتِکَ، اِلهی اَنْتَ الَّذی لا یُحْفیکَ سائِلٌ، وَلا یَنْقُصُکَ نائِلٌ، اَنْتَ کَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ صَبْراً جَمیلاً، وَفَرَجاً قَریباً، وَقَولاً صادِقاً، وَاَجْراً عَظیماً،

ص: 207

اَسْاَلُکَ یا رَبِّ مِنَ الْخَیْرِ کُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ اَعْلَمْ، اَسْاَلُکَ اللّهُمَّ مِنْ خَیْرِ ما سَأَلَکَ مِنْهُ عِبادُکَ الصّالِحُونَ، یا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَاَجْوَدَ مَنْ اَعْطی، اَعْطِنی سُؤْلی فی نَفْسی وَاَهْلی وَوالِدیَّ وَوَلَدی وَاَهْلِ حُزانَتی وَاِخْوانی فیکَ، وَاَرْغِدْ عَیْشی، وَاَظْهِرْ مُرُوَّتی، وَاَصْلِحْ جَمیعَ اَحْوالی، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ اَطَلْتَ عُمْرَهُ، وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ، وَاَتْمَمْتَ عَلَیْهِ نِعْمَتَکَ، وَرَضیتَ عَنْهُ وَاَحْیَیْتَهُ حَیاةً طَیِّبَةً فی اَدْوَمِ السُّرُورِ، وَاَسْبَغِ الْکَرامَةِ، وَاَتَمِّ الْعَیْشِ، اِنَّکَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَلا تَفْعَلُ ما یَشاءُ غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ خُصَّنی مِنْکَ بِخاصَّةِ ذِکْرِکَ، وَلا تَجْعَلْ شَیْئاً مِمّا اَتَقَرَّبُ بِهِ فی آناءِ اللَّیْلِ وَاَطْرافِ النَّهارِ رِیاءً وَلا سُمْعَةً وَلا اَشَراً وَلا بَطَراً، وَاجْعَلْنی لَکَ مِنَ الْخاشِعینَ، اَللّهُمَّ أعْطِنِی السِّعَةَ فِی الرِّزْقِ، وَالاَْمْنَ فِی الْوَطَنِ، وَقُرَّةَ الْعَیْنِ فِی الاَْهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ، وَالْمُقامَ فی نِعَمِکَ عِنْدی، وَالصِّحَّةَ فِی الْجِسْمِ، وَالْقُوَّةَ فِی الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةَ فِی الدّینِ، وَاسْتَعْمِلْنی بِطاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسُولِکَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ اَبَداً مَا اسْتَعْمَرَتْنی، وَاجْعَلْنی مِنْ اَوْفَرِ عِبادِکَ عِنْدَکَ نَصیباً فی کُلِّ خَیْر اَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فی شَهْرِ رَمَضانَ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَما اَنْتَ مُنْزِلُهُ فی کُلِّ سَنَة مِنْ رَحْمَة تَنْشُرُها، وَعافِیَة تُلْبِسُها، وَبَلِیَّة تَدْفَعُها، وَحَسَنات تَتَقَبَّلُها، وَسَیِّئات تَتَجاوَزُ عَنْها، وَارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی عامِنا هذا وَفی کُلِّ عام، وَارْزُقْنی رِزْقاً واسِعاً مِنْ فَضْلِکَ الْواسِعِ، وَاصْرِفْ عَنّی یا سَیِّدی الاَْسْواءَ، وَاقْضِ عَنِّیَ الدَّیْنَ وَالظُّلاماتِ، حَتّی لا اَتَاَذّی بِشَی مِنْهُ، وَخُذْ عَنّی بِاَسْماعِ وَاَبْصارِ اَعْدائی وَحُسّادی وَالْباغینَ عَلَیَّ، وَانْصُرْنی عَلَیْهِمْ، وَاَقِرَّ عَیْنی وَفَرِّحْ قَلْبی، وَاجْعَلْ لی مِنْ هَمّی وَکَرْبی فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَاجْعَلْ مَنْ اَرادَنی بِسُوء مِنْ جَمیعِ خَلْقِکَ تَحْتَ قَدَمَیَّ، وَاکْفِنی شَرَّ الشَّیْطانِ، وَشَرَّ السُّلْطانِ، وَسَیِّئاتِ عَمَلی، وَطَهِّرْنی مِنَ الذُّنُوبِ کُلِّها، وَاَجِرْنی مِنَ النّارِ بِعَفْوِکَ، وَاَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِکَ،

ص: 208

وَزَوِّجْنی مِنَ الْحُورِ الْعینِ بِفَضْلِکَ، وَاَلْحِقْنی بِاَوْلِیائِکَ الصّالِحینَ مُحَمَّد وَآلِهِ الاَْبْرارِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الاَْخْیارِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ وَعَلی اَجْسادِهِمْ وَاَرْواحِهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ.

اِلهی وَسَیِّدی وَعِزَّتِکَ وَجَلالِکَ لَئِنْ طالَبَتْنی بِذُنُوبی لاَُطالِبَنَّکَ بِعَفْوِکَ، وَلَئِنْ طالَبَتْنی بِلُؤْمی لاَُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ، وَلَئِنْ اَدْخَلْتَنِی النّارَ لاَُخْبِرَنَّ اَهْلَ النّارِ بِحُبّی لَکَ، اِلهی وَسَیِّدی اِنْ کُنْتَ لا تَغْفِرُ إلاّ لاَِوْلِیائِکَ وَاَهْلِ طاعَتِکَ فَاِلی مَنْ یَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ، وَاِنْ کُنْتَ لا تُکْرِمُ إلاّ اَهْلَ الْوَفاءِ بِکَ فَبِمَنْ یَسْتَغیثُ الْمُسْیؤُنَ اِلهی اِنْ اَدْخَلْتَنِی النّارَ فَفی ذلِکَ سُرُورُ عَدُوِّکَ، وَاِنْ اَدْخَلْتَنِی الْجَنَّةَ فَفی ذلِکَ سُرُورُ نَبِیِّکَ، وَاَنَا وَاللهِ اَعْلَمُ اَنَّ سُرُورَ نَبِیِّکَ اَحَبُّ اِلَیْکَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تَمْلاََ قَلْبی حُبّاً لَکَ، وَخَشْیَةً مِنْکَ، وَتَصْدیقاً بِکِتابِکَ، وَایماناً بِکَ، وَفَرَقاً مِنْکَ، وَشَوْقاً اِلَیْکَ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ حَبِّبْ اِلَیَّ لِقاءِکَ وَاَحْبِبْ لِقائی، وَاجْعَلْ لی فی لِقائِکَ الرّاحَةَ وَالْفَرَجَ وَالْکَرامَةَ، اَللّهُمَّ اَلْحِقْنی بِصالِحِ مِنْ مَضی، وَاجْعَلْنی مِنْ صالِحِ مَنْ بَقی وَخُذْ بی سَبیلَ الصّالِحینَ، وَاَعِنّی عَلی نَفْسی بِما تُعینُ بِهِ الصّالِحینَ عَلی اَنْفُسِهِمْ، وَاخْتِمْ عَمَلی بِاَحْسَنِهِ، وَاجْعَلْ ثَوابی مِنْهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِکَ، وَاَعِنّی عَلی صالِحِ ما اَعْطَیْتَنی، وَثَبِّتْنی یا رَبِّ، وَلا تَرُدَّنی فی سُوء اسْتَنْقَذْتَنی مِنْهُ یا رَبِّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ ایماناً لا اَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِکَ، اَحْیِنی ما اَحْیَیْتَنی عَلَیْهِ وَتَوَفَّنی اِذا تَوَفَّیْتَنی عَلَیْهِ، وَابْعَثْنی اِذا بَعَثْتَنی عَلَیْهِ وَاَبْرِیءْ قَلْبی مِنَ الرِّیاءِ وَالشَّکِّ وَالسُّمْعَةِ فی دینِکَ، حَتّی یَکُونَ عَمَلی خالِصاً لَکَ، اَللّهُمَّ اَعْطِنی بَصیرَةً فی دینِکَ، وَفَهْماً فی حُکْمِکَ، وَفِقْهاً فی عِلْمِکَ، وَکِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِکَ، وَوَرَعاً یَحْجُزُنی عَنْ مَعاصیکَ، وَبَیِّضْ وَجْهی بِنُورِکَ، وَاجْعَلْ رَغْبَتی فیما عِنْدَکَ، وَتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ، وَعَلی مِلَّةَ رَسُولِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْکَسَلِ وَالْفَشَلِ وَالْهَمِّ وَالْجُبْنِ

ص: 209

وَالْبُخْلِ وَالْغَفْلَةِ وَالْقَسْوَةِ وَالْمَسْکَنَةِ وَالْفَقْرِ وَالْفاقَةِ وَکُلِّ بَلِیَّة، وَالْفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ نَفْس لا تَقْنَعُ، وَبَطْن لا یَشْبَعُ، وَقَلْب لا یَخْشَعُ، وَدُعاء لا یُسْمَعُ وَعَمَل لا یَنْفَعُ، وَاَعُوذُ بِکَ یا رَبِّ عَلی نَفْسی وَدینی وَمالی وَعَلی جَمیعِ ما رَزَقْتَنی مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجیمَ اِنَّکَ اَنْتَ السَّمیعُ الْعَلیمُ، اَللّهُمَّ اِنَّهُ لا یُجیرُنی مِنْکَ اَحَدٌ وَلا اَجِدُ مِنْ دُونِکَ مُلْتَحَداً، فَلا تَجْعَلْ نَفْسی فی شَی مِنْ عَذابِکَ، وَلا تَرُدَّنی بِهَلَکَة وَلا تَرُدَّنی بِعَذاب اَلیم، اَللّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّی وَاَعْلِ ذِکْری، وَارْفَعْ دَرَجَتی، وَحُطَّ وِزْری، وَلا تَذْکُرْنی بِخَطیئَتی، وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسی وَثَوابَ مَنْطِقی وَثَوابَ دُعائی رِضاکَ وَالْجَنَّةَ، وَاَعْطِنی یا رَبِّ جَمیعَ ما سَاَلْتُکَ، وَزِدْنی مِنْ فَضْلِکَ، اِنّی اِلَیْکَ راغِبٌ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اِنَّکَ اَنْزَلْتَ فی کِتابِکَ اَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمْنا، وَقَدْ ظَلَمَنا اَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنّا فَاِنَّکَ اَوْلی بِذلِکَ مِنّا، وَاَمَرْتَنا اَنْ لا نَرُدَّ سائِلاً عَنْ اَبْوابِنا وَقَدْ جِئْتُکَ سائِلاً فَلا تَرُدَّنی إلاّ بِقَضاءِ حاجَتی، وَاَمَرْتَنا بِالاِْحْسانِ اِلی ما مَلَکَتْ اَیْمانُنا وَنَحْنُ اَرِقّاؤکَ فَاَعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النّارِ، یا مَفْزَعی عِنْدَ کُرْبَتی، وَیا غَوْثی عِنْدَ شِدَّتی، اِلَیْکَ فَزِعْتُ وَبِکَ اسْتَغَثْتُ وَلُذْتُ، لا اَلُوذُ بِسِواکَ وَلا اَطْلُبُ الْفَرَجَ إلاّ مِنْکَ، فَاَغِثْنی وَفَرِّجْ عَنّیک یا مَنْ یَفُکُّ الاَْسیرَ، وَیَعْفُو عَنِ الْکَثیرِ اِقْبَلْ مِنِّی الْیَسیرَ وَاعْفُ عَنِّی الْکَثیرَ اِنَّکَ اَنْتَ الرَّحیمُ الْغَفُورُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ ایماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی وَیَقیناً حَتّی اَعْلَمُ اَنَّهُ لَنْ یُصیبَنی ما کَتَبْتَ لی وَرَضِّنی مِنَ الْعَیْشِ بِما قَسَمْتَ لی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

دعاء السحر:

الخامس : قال الشّیخ أیضاً تدعو فی السّحر بهذا الدّعاء :

یا عُدَّتی فی کُرْبَتی، وَیا صاحِبی فی شِدَّتی، وَیا وَلِیّی فی نِعْمَتی، وَیا غایَتی فی رَغْبَتی، اَنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتی، وَالْمُؤْمِنُ

ص: 210

رَوْعَتی، وَالْمُقیلُ عَثْرَتی، فَاغْفِرْ لی خَطیئَتی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ خُشُوعَ الایمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذّلِّ فِی النّارِ، یا واحِدُ یا اَحَدُ یا صَمَدُ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفواً اَحَدٌ، یا مَنْ یُعْطی مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، وَیَبْتَدِئُ بِالْخَیْرِ مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ تَفَضُّلاً مِنْهُ وَکَرَماً، بِکَرَمِکَ الّدائِمِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِِ مُحَمَّد، وَهَبْ لی رَحْمَةً واسِعَةً جامِعَةً اَبْلُغُ بِها خَیْرَ الدُّنْیا وَالاَْخِرَةِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْتَغْفِرُکَ لِما تُبْتُ اِلَیْکَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فیهِ، وَاَسْتَغْفِرُکَ لِکُلِّ خَیْر اَرَدْتُ بِهِ وَجْهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیْسَ لَکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِِ مُحَمَّد وَاعْفُ عَنْ ظُلْمی وَجُرْمی بِحِلْمِکَ وَجُودِکَ یا کَریمُ، یا مَنْ لا یَخیبُ سائِلُهُ، وَلا یَنْفَدُ نائِلُهُ، یا مَنْ عَلا فَلا شَیْءَ فَوْقَهُ، وَدَنا فَلا شَیءَ دُونَهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَارْحَمْنی، یا فالِقَ الْبَحْرِ لِمُوسی، اللَّیلَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ، اَللّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبی مِنَ النِّفاقِ، وَعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ، وَلِسانی مِنَ الْکَذِبِ، وَعَیْنی مِنَ الْخِیانَةِ، فَاِنَّکَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدورِ یا رَبِّ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَجیرِ بِکَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَغیثِ بِکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْهارِبِ اِلَیْکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ مَنْ یَبُوءُ لَکَ بِخَطیئَتِهِ وَیَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَیَتُوبُ اِلی رَبِّهِ، هذا مَقامُ الْبائِسِ الْفَقیرِ، هذا مَقامُ الْخائِفِ الْمُسْتَجیرِ، هذا مَقامُ الَْمحْزُونِ الْمَکْرُوبِ، هذا مَقامُ الْمَغْمُومِ الْمَهْمُومِ، هذا مَقامُ الْغَریبِ الْغَریقِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَوْحِشِ الْفَرِقِ، هذا مَقامُ مَنْ لا یَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَیْرَکَ، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً اِلاّا اَنْتَ، وَلا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواکَ، یا اللهُ یا کَریمُ، لا تُحْرِقْ وَجْهی بِالنّارِ بَعْدَ سُجُودی لَکَ وَتَعْفیری بِغَیْرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیْکَ، بَلْ لَکَ الْحَمْدُ وَالْمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ

ص: 211

عَلیَّ ارْحَمْ اَیْ رَبِّ اَیْ رَبِّ ( حتّی ینقطع النفس ) ضَعْفی وَقِلَّةَ حیلَتی وَرِقَّةَ جِلْدی وَتَبَدُّدَ اَوْصالی وَتَناثُرَ لَحْمی وَجِسْمی وَجَسَدی، وَوَحْدَتی وَوَحْشَتی فی قَبْری، وَجَزَعی مِنْ صَغیرِ الْبَلاءِ، اَسْاَلُکَ یا رَبِّ قُرَّةَ الْعَیْنِ، وَالاِغْتِباطَ یَومَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، بَیِّضْ وَجْهِی یا رَبِّ یَوْمَ تَسْوَدُّ الْوُجُوهُ، آمِنّی مِنَ الْفَزَعِ الاَْکْبَرِ، اَسْاَلُکَ الْبُشْری یَوْمَ تُقَلَّبُ الْقُلُوبُ وَالاَْبْصارُ، وَالْبُشْری عِنْدَ فِراقِ الدُّنْیا، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَرْجُوهُ عَوْناً فی حَیاتی، وَاُعِدُّهُ ذُخْراً لِیَوْمِ فاقَتی، اَلْحَمْدُ لله الَّذی اَدْعُوهُ وَلا اَدْعُو غَیْرَهُ وَلوْ دَعَوْتُ غَیْرَهُ لَخَیَّبَ دُعائی، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَرْجُوهُ وَلا اَرْجُو غَیْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَیْرَهُ لاََخْلَفَ رَجائی، اَلْحَمْدُ للهِ الْمُنْعِمِ الُْمحْسِنِ الُمجْمِلِ الْمُفْضِلِ ذِی الْجَلالِ والاِکْرامِ وَلِیُّ کُلِّ نِعْمَة، وَصاحِبُ کُلِّ حَسَنَة، وَمُنْتَهی کُلِّ رَغْبَة، وَقاضی کُلِّ حاجَة، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْنی الْیَقینَ وُحسْنَ الظَّنِّ بِکَ، وَاَثْبِتْ رَجاءِکَ فی قَلْبی، وَاقْطَعْ رَجائی عَمَّنْ سِواکَ، حَتّی لا اَرْجُو غَیْرَکَ وَلا اَثِقَ اِلاّ بِکَ یا لَطیفاً لِما تَشاءُ اْلُطُفْ لی فی جَمیعِ اَحْوالی بِما تُحِبُّ وَتَرْضی، یا رَبِّ اِنّی ضَعیفٌ عَلَی النّارِ فَلا تُعَذِّبْنی بالنّارِ، یا رَبِّ ارْحَمْ دُعائی وَتَضرُّعی وَخَوْفی وَذُلّی وَمْسکَنَتی وَتَعْویذی وَتَلْویِذی، یا رَبِّ اِنّی ضَعیفٌ عَنْ طَلَبِ الدُّنْیا وَاَنْتَ واسِعٌ کَریمٌ، اَسْأَلُکُ یا رَبِّ بِقُوَّتِکَ عَلی ذلِکَ وَقُدْرَتِکَ عَلَیْهِ وَغِناکَ عَنْهُ وَحاجَتی اِلَیْهِ اَنْ تَرْزُقَنی فی عامی هذا وَشَهْری هذا وَیَوْمی هذا وَساعَتی هذِهِ رِزْقاً تُغْنینی بِهِ عَنْ تَکَلُّفُ ما فی اَیْدی النّاسِ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ الطَّیِّبِ، اَیْ رَبِّ مِنْکَ اَطْلُبُ وَاِلَیْکَ اَرْغَبُ وِایّاکَ اَرْجُو وَاَنْتَ اَهْل ذلِکَ، لا اَرْجُو غَیْرَکَ وَلا اَثِقُ إلاّ بِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَیْ رَبِّ ظَلَمْتُ نَفْسی فَاْغفِرْ لی وَارْحَمْنی وَعافِنی، یا سامِعَ کُلِّ صَوْت، وَیا جامِعَ

ص: 212

کُلِّ فَوْت، وَیا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، یا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ، وَلا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الاَْصْواتُ، وَلا یَشْغَلُهُ شَیءٌ عَنْ شَیء، اَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ اَفْضَلَ ما سَأَلَکَ وَاَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ، وَاَفْضَلَ ما اَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ، وَهَبْ لِیَ الْعافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنی الْمَعیشَةَ، وَاخْتِمْ لی بِخَیْر حَتّی لا تَضُرَّنیِ الذُّنُوبُ، اَللّهُمَّ رَضِّنی بِما قَسَمْتَ لی حَتّی لا اَسْأَلَ اَحَداً شَیْئاً، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْتَحْ لی خَزائِنَ رَحْمَتِکَ، وَارْحَمْنی رَحْمَةً لا تُعَذِّبُنی بَعْدَها اَبَداً فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ الْواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَیِّباً لا تُفْقِرُنی اِلی اَحَد بَعْدَهُ سِواکَ، تَزیدُنی بِذلِکَ شُکْراً وَاِلَیْکَ فاقَةً وَفَقْراً، وَبِکَ عَمَّنْ سِواکَ غِناً وَتَعفُّفاً، یا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ، یا مُنْعِمُ یا مُفْضِلُ، یا مَلیکُ یا مُقْتَدِرُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاکْفِنی الْمُهِمَّ کُلَّهُ، وَاقْضِ لی بِالْحُسْنی، وَبارِکْ لی فی جَمیعِ اُمُوری، وَاقْضِ لی جَمیعَ حَوائِجی، اَللّهُمَّ یَسِّرْ لی ما اَخافُ تَعْسیرَهُ، فَاِنَّ تَیْسیرَ ما اَخافُ تَعْسیرَهُ عَلَیْکَ سَهْلٌ یَسیرٌ، وَسَهِّلْ لی ما اَخافُ حُزونَتَهُ، وَنَفِّسْ عَنّی ما اَخافُ ضیقَهُ، وَکُفَّ عَنّی ما اَخافُ هَمَّهُ، وَاصْرِفْ عَنّی ما اَخافُ بَلِیَّتَهُ، یا اَرْحَمَ الرَّاحِمینَ، اَللّهُمَّ امْلاَ قَلْبی حُبّاً لَکَ، وخَشْیَةً مِنْکَ، وَتَصْدیقاً لَکَ، وَایماناً بِکَ، وفَرَقاً مِنْکَ، وَشَوْقاً اِلَیْکَ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ، اَللّهُمَّ اِنَّ لَکَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِها عَلَیَّ، وَلِلنّاسِ قِبَلی تَبِعاتٌ فَتَحمَّلْها عَنّی، وَقَدْ اَوْجَبْتَ لِکُلِّ ضَیْف قِریً، وَاَنَا ضَیْفُکَ، فَاْجعَلْ قِرایَ اللَّیْلَةَ الْجَنَّةَ، یا وَهّابَ الْجَنَّةِ یا وَهّابَ الْمَغْفِرَةِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِکَ .

السّادس : تدعو بدعاء ادریس الذی رواه الشّیخ والسّید فلیطلب من کتاب المصباح أو کتاب الاقبال .

السّابع : أن تدعو بهذا الدعاء

ص: 213

الذی هو أخصر أدعیة السحّر وهو مروی فی الاقبال :

یا مَفْزَعی عِنْدَ کُرْبَتی، وَیا غَوْثی عِنْدَ شِدَّتی اِلَیْکَ فَزِعْتُ، وَبِکَ اسْتَغَثْتُ، وَبِکَ لُذْتُ لا اَلُوذُ بِسِواکَ وَلا اَطْلُبُ الْفَرَجَ إلاّ مِنْکَ، فَاَغِثْنی وَفَرِّجْ عَنّی، یا مَنْ یَقْبَلُ الْیَسیرَ، وَیَعْفُو عَنِ الْکَثیرِ، اِقْبَلْ مِنِّی الْیَسیرَ وَاعْفُ عَنِّی الْکَثیرَ، اِنَّکَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحیمُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ ایماناً تُباشِرُبِهِ قَلْبی، وَیَقیناً حَتّی اَعْلَمَ اَنَّهُ لَنْ یُصیَبنی إلاّ ما کَتَبْتَ لی، وَرَضِّنی مِنَ الْعَیْشِ بِما قَسَمْتَ لی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا عُدَّتی فی کُرْبَتی، وَیا صاحِبی فی شِدَّتی، وَیا وَلیّی فی نِعْمَتی، وَیا غایَتی فی رَغْبَتی، اَنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتی، وَالاْمِنُ رَوْعَتی، وَالْمُقیلُ عَثْرَتی، فَاغْفِرْ لی خَطیئَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّامن : وتسبّح أیضاً بهذه التّسبیحات المرویّة فی الاقبال :

سُبْحانَ مَنْ یَعْلَمُ جَوارِحَ الْقُلُوبِ، سُبْحانَ مَنْ یُحْصی عَدَدَ الذُّنُوبِ، سُبْحانَ مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، سُبْحانَ الرَّبِّ الْوَدُودِ، سُبْحانَ الْفَرْدِ الْوِتْرِ، سُبْحانَ الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ، سُبْحانَ مَنْ لا یَعْتَدی عَلی اَهْلِ مَمْلَکَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا یُؤاخِذُ اَهْلَ الاَْرْضِ بِاَلْوانِ الْعَذابِ، سُبْحانَ الْحَنّانِ الْمَنّانِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحیمِ، سُبْحانَ الْجَبّارِ الْجَوادِ، سُبْحانَ الْکَریمِ الْحَلیمِ، سُبْحانَ الْبَصیرِ الْعَلیمِ، سُبْحانَ الْبَصیرِ الْواسِعِ، سُبْحانَ اللهِ عَلی اِقْبالِ النَّهارِ، سُبْحانَ اللهِ عَلی اِدْبارِ النَّهارِ، سُبْحانَ اللهِ عَلی اِدْبارِ اللَّیْلِ واِقْبالِ النَّهارِ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَالَْمجْدُ وَالْعَظَمةُ وَالْکِبرِیاءُ مَعَ کُلِّ نَفَس، وَکُلِّ طَرْفَةِ عَیْن، وَکُلِّ لَْمحَة سَبَقَ فی عِلْمِهِ سُبْحانَکَ، مِلاَ ما اَحْصی کِتابُکَ، سُبْحانَکَ زِنَةَ عَرْشِکَ، سُبْحانَکَ سُبْحانَکَ سُبْحانَکَ .

واعلم انّ نیّة الصّوم علی ما ذکره العلماء یحسن أن تکون عقیب ما تسحر، ومن الجائز أن ینوی الصّوم فی أی وقت کان من اللّیل ویکفی فی النیّة انّه یعلم ویقصد أن

ص: 214

یصوم نهار الغد لله تعالی، وأن یمسک فیه عن المفطّرات وینبغی أن لا یدع صلاة اللّیل فی الاسحار وأن لا یترک التهجّد فیها .

القِسمُ الرّابعُ : فی أعمال أیّام شهر رمضان

وهی اُمور : أوّلها : أن یدعو کلّ یوم بهذا الدّعاء الذی رواه الشّیخ ، کما رواه السّید :

اَللّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرآنَ هُدیً لِلنَّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفْرقانِ، وهذا شَهْرُ الصِّیامِ، وَهذا شَهْرُ الْقِیامِ، وَهذا شَهْرُ الاِنابَةِ، وَهذا شَهْرُ التَّوْبَةِ، وَهذا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَهذا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ، وَهذا شَهْرٌ فیهِ لَیْلَةُ الْقَدْرِ الَّتی هِیَ خَیْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْر، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد، وَاَعِّنی عَلی صِیامِهِ وَقِیامِهِ، وَسلِّمْهُ لی وَسَلِّمْنی فیهِ، وَاَعِنّی عَلَیْهِ بِاَفْضَلِ عَوْنِکَ، وَوَفِّقْنی فیهِ لِطاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسُولِکَ واَوْلیائِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ، وَفَرِّغْنی فیهِ لِعِبادَتِکَ وَدُعائِکَ وَتِلاوَةِ کِتابِکَ، وَاَعْظِمْ لی فیهِ الْبَرَکَةَ، وَاَحْسِنْ لی فیهِ الْعافِیَةَ، وَاَصِحَّ فیهِ بَدَنی، وَاَوْسِعْ لی فیهِ رِزْقی، وَاکْفِنی فیهِ ما أهَمَّی وَاسْتَجِبْ فیهِ دُعائی، وَبَلِّغْنی رَجائی، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَذْهِبْ عَنّی فیهِ النُّعاسَ وَالْکَسَلَ وَالسَّامَةَ وَالْفَتْرَةَ وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ وَالْغِرَّةَ، وَجَنِّبْنی فیهِ الْعِلَلَ وَالاَسْقامَ وَالْهُمُومَ وَالاَحْزانَ وَالاَعْراضَ وَالاَمْراضَ وَالْخَطایا وَالذُّنُوبَ، وَاصْرِفْ عَنّی فیهِ السُّوءَ وَالْفَحشاءَ وَالْجَهْدَ وَالْبَلاء وَالتَّعَبَ وَالْعِناءَ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَعِذْنی فیهِ مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجیمِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَنُفْثِهِ وَنُفْخِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَتَثْبیطِهِ وَبَطْشِه وَکَیْدِهِ وَمَکْرِهِ وَحبائِلِهِ وَخُدَعِهِ وَاَمانِیِّهِ وَغُرُورِهِ وَفِتْنَتِهِ وَشَرَکِهِ وَاَحْزَابِهِ وَاَتْباعِهِ واَشْیاعِهِ وَاَوْلِیائِهِ وَشُرَکائِهِ وَجَمیعِ مَکائِدِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنا قِیامَهُ وَصِیامَهُ وَبُلُوغَ الاَمَلِ فیهِ وَفی قِیامِهِ، وَاسْتِکْمالَ ما یُرْضیکَ عَنّی صَبْراً وَاْحتِساباً وَایماناً وَیَقیناً، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذلِکَ مِنّی بِالاَضْعافِ الْکَثیرَةِ، والاَجْرِ الْعَظیمِ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی

ص: 215

مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْنی الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ والجدّ وَالاجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ والنَّشاطَ والاِنابَةَ والتَّوْبَةَ ولِلتوفیْق والْقُرْبَةَ والْخَیْرَ الْمَقْبُولَ وَالرَّغْبَةَ والرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ والْخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ، والنِّیَّةَ الصّادِقَهَ، وَصِدْقَ اللِّسانِ، وَالْوَجَلَ مِنْکَ، وَالرَّجاءَ لَکَ، وَالتَّوَکُّلَ عَلَیْکَ، وَالثِّقَةَ بِکَ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِکَ، مَعَ صالِحِ الْقَوْلِ، وَمَقْبُولِ السَّعْی، وَمَرْفُوعِ الْعَمَلِ، وَمُسْتَجابِ الدَّعْوَةِ، وَلا تَحُلْ بَیْنی وَبَیْنَ شیء مِنْ ذلِکَ بَعَرَض وَلا مَرَض وَلا هَمٍّ وَلا غَمٍّ وَلا سُقْم وَلا غَفْلَة وَلانِسْیان، بَلْ بِالتَّعاهُدِ والتَّحَفُّظِ لَکَ وَفیکَ، وَالرِّعایَةِ لِحَقِّکَ، وَالْوَفاءِ بَعَهْدِکَ وَوَعْدِکَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاقْسِمْ لی فیهِ اَفْضَلَ ما تَقْسِمُهُ لِعبادِکَ الصّالِحینَ، وَاَعْطِنی فیهِ اَفْضَلَ ما تُعْطی اَوْلِیاءَکَ الْمُقَرَّبینَ، مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ والتَّحَنُّنِ وَالاِجابَةِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ الدّائِمَةِ، وَالْعافِیَةِ وَالْمُعافاةِ، وَالْعِتْقِ مِنَ النّارِ، وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ، وَخَیْرِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْ دُعائی فیهِ اِلَیْکَ واصِلاً، وَرَحْمَتَکَ وَخَیْرَکَ اِلَیَّ فیه نازِلاً، وَعَمَلی فیهِ مَقْبُولاً، وَسَعْیی فیهِ مَشْکُوراً، وَذَنْبی فیهِ مَغْفُوراً، حَتّی یَکُونَ نَصیبی فیهِ الاَکْثَرَ، وَحَظّی فیهِ الاَوْفَرَ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَوَفِّقْنی فیهِ لِلَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلی اَفْضَلِ حال تُحِبُّ اَنْ یَکُونَ عَلَیْها اَحَدٌ مِنْ اَوْلِیائِکَ، وَاَرْضاها لَکَ، ثُمَّ اجْعَلْها لی خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، وَارْزُقْنی فیها اَفْضَلَ ما رَزَقْتَ اَحَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ اِیّاها وَاَکْرَمْتَهُ بِها، وَاْجعَلْنی فیها مِنْ عُتَقائِکَ مِنْ جَهَنَّمَ، وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ، وَسُعَداءِ خَلْقِکَ بِمَغْفِرَتِکَ وَرِضْوانِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنا فی شَهْرِنا هذَا الْجِدَّ وَالاجْتِهادَ، والْقُوَّةَ وَالنَّشاطَ، وَما تُحِبُّ وَتَرْضی، اَللّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَلَیال عَشْر، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَربَّ شَهْرِ رَمَضانَ، وَما اَنْزَلْتَ فیهِ مِنَ الْقُرآنِ، وَرَبَّ جَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ واِسْرافیلَ وَعِزْرائیلَ وَجَمیعِ الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ، وَربَّ اِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ وَاِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ، وَربَّ مُوسی وَعیسیوَجمیعِ النَّبِیّینَ

ص: 216

وَالْمُرْسَلینَ، وَربَّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیِّینَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّکَ عَلَیْهِمْ وَبِحَقِّهِمْ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ الْعَظیمِ لَمّا صَلَّیْتَ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، وَنَظَرْتَ اِلَیَّ نَظْرَةً رَحیمَةً تَرْضی بِها عَنّی رِضیً لا سَخَطَ عَلَیَّ بَعْدَهُ اَبَداً، وَاَعْطَیْتَنی جَمیعَ سُؤْلی وَرَغْبَتی وَاُمْنِیَّتی وَاِرادَتی، وَصَرَفْتَ عَنّی ما اَکْرَهُ وَاَحْذَرُ وَاَخافُ عَلی نَفْسی وَما لا اَخافُ، وَعَنْ اَهْلی وَمالی وَاِخْوانی وَذُرِّیَّتی، اَللّهُمَّ اِلَیْکَ فَرَرْنا مِنْ ذُنُوبِنا فَاوِنا تائِبینَ وَتُبْ عَلَیْنا مُسْتَغْفِرینَ، وَاغْفِرْ لَنا مُتَعوِّذینَ، وَاَعِذْنا مُسْتَجیرینَ، وَاَجِرْنا مُسْتَسْلِمینَ، وَلا تَخْذُلْنا راهِبینَ، وآمِنّا راغِبینَ، وَشَفِّعْنا سائِلینَ، وَاَعْطِنا اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ، اَللّهُمَّ اَنْتَ رَبِّی وَاَنَا عَبْدُکَ وَاَحَقُّ منْ سَأَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَلَمْ یَسْأَلِ الْعْبادُ مِثْلَکَ کَرَماً وَجُوداً، یا مَوْضِعَ شَکْویَ السّائِلینَ، وَیا مُنْتَهی حاجَةِ الرّاغِبینَ، وَیا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، وَیا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ، وَیا مَلْجَاَ الْهارِبینَ، وَیا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ، وَیا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفینَ، وَیا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبینَ، وَیا فارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومینَ، وَیا کاشِفَ الْکَرْبِ الْعَظیمِ یا اَللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ ( وَیا اَللهُ المَکْنُون مِنْ کُلِّ عَیْنِ، الْمُرْتَدی بِالْکِبْرِیاءِ ) صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاغْفِرْ لی ذُنُوبی وَعُیُوبی وَاِساءَتی وَظُلْمی وَجُرْمی وَاِسْرافی عَلی نَفْسی، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ وَرَحْمَتِکَ فَاِنَّهُ لا یَمْلِکُها غَیْرُکَ، وَاعْفُ عَنّی وَاغْفِرْ لی کُلَّ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبی، وَاعْصِمْنی فیما بَقِیَ مِنْ عُمْری، وَاسْتُرْ عَلَیَّ وَعَلی والِدیَّ وَوَلَدی وَقرابَتی وَاَهْلِ حُزانَتی وَمَنْ کانَ مِنّی بِسَبیْل مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ فَاِنَّ ذلِکَ کُلَّهُ بِیَدِکَ وَاَنْتَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ، فَلا تُخَیِّبْنی یا سَیِّدی، وَلا تَرُدَّ دُعائی وَلا یَدی اِلی نَحْری حَتّی تَفْعَلَ ذلِکَ بی، وَتَسْتَجیبَ لی جَمیعَ ما سَأَلْتُکَ، وَتَزیدَنی مِنْ فَضْلِکَ فَاِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، وَنَحْنُ اِلَیْکَ راغِبُونَ، اَللّهُمَّ لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی،

ص: 217

وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ بِاسْمِکَ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اِنْ کُنْتَ قَضَیْتَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ فیها اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً لا یَشُوبُهُ شَکٌّ، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنی فی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی حَسَنَةً وَقِنی عَذابَ النّارِ، وَاِنْ لَمْ تَکُنْ قَضَیْتَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ فیها فَاَخِّرْنی اِلی ذلِکَ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَطاعَتَکَ وَحُسْنَ عِبادَتِکَ وصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدبِاَفْضَلِ صَلَواتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ یا اَحَدٌ یا صَمَدٌ، یا رَبَّ مُحَمَّد، اغْضَبِ الْیَوْمَ لُِمحَمَّد وَلاَِبْرارِ عِتْرَتِهِ واقْتُلْ اَعْداءَهُمْ بَدَداً، وَاَحْصِهِمْ عَدَداً، وَلا تَدَعْ عَلی ظَهْرِ الاَرْضِ مِنْهُمْ اَحَداً، وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ اَبَداً، یا حَسَنَ الصُّحْبَةِ یا خَلیفَةَ النَّبِیّینَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ الْبَدیءُ الْبَدیعُ الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِکَ شَیءٌ، وَالدّائِمُ غَیْرُ الْغافِلِ، وَالْحَیُّ الَّذی لا یَمُوتُ، اَنْتَ کُلَّ یَوْم فی شَأن، اَنْتَ خَلیفَةَ، مُحَمَّد، وَناصِرُ مُحَمَّد، وَمُفَضِّلُ مُحَمَّد، اَسْاَلُکَ اَنْ تَنْصُرَ وَصِیَّ مُحَمَّد، وَخَلیفَةَ مُحَمَّد، وَالْقائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَوْصِیاءِمُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ، اِعْطِفْ عَلَیْهِمْ نَصْرَکَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، بِحَقِّ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْنی مَعَهُمْ فی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، وَاجْعَلْ عاقِبَةَ اَمْری اِلی غُفْرانِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَکَذلِکَ نَسَبْتَ نَفْسَکَ یا سَیِّدی بِاللَّطیفِ، بَلی اِنَّکَ لَطیفٌ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَالْطُفْ بی لِما تَشاءُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنِی الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فی عامِنا هذا، وَتَطَوَّلْ عَلَیَّ بِجَمیعِ حَوائِجی لِلاْخِرَةِ وَالدُّنْیا ( ثُمَّ تَقُول ثلاثاً ) اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ اِنَّ رَبِّی قَریبٌ مُجیبٌ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ

ص: 218

اِلَیْهِ اِنَّ رَبّی رَحیمٌ وَدُودٌ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ اِنَّهُ کانَ غَفّاراً اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی اِنَّکَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ، رَبِّ اِنّی عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسی فَاغْفِرْ لی اِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ، الْقَیُّومُ الْحَلیمُ الْعَظیمُ الْکَریمُ، الْغَفّارُ لِلذَّنْبِ الْعَظیمِ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ اِنَّ اللهَ کانَ غَفُوراً رَحیماً ( ثُم تقولُ : ) اَللّهُمَّ إنّی اَسْألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الْعَظیمِ الَْمحْتُومِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، وَاَنْ تَجْعَلَ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ، تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ رِزْقی، وَتُؤَدِّی عَنّی اَمانَتی وَدَیْنی، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی مِنْ اَمْری فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنی مِنْ حَیْثُ اَحْتَسِبُ وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَسِبُ، وَاحْرُسْنی مِنْ حَیْثُ اَحْتَرِسُ، وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَرِسُ وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَسَلِّمْ کَثیراً .

الثّانی : وقال أیضاً تسبّح کلّ یوم من شهر رمضان الی آخره بهذه التّسبیحات وهی عشرة أجزاء کلّ جزء یحتوی علی عشرة تسبیحات :

( 1 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ المُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری، وَما لا یُری سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ السَّمیعِ الَّذی لَیْسَ شَیءٌ اَسْمَعَ مِنْهُ، یَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ اَرَضینَ، وَیَسْمَعُ ما فی ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَیَسْمَعُ الاَنینَ وَالشَّکْوی وَیَسْمَعُ السِّرَّ وَاَخْفی، وَیَسْمَعُ وَساوِسَ الصُّدُورِ (

ص: 219

وَیَعْلَمُ خائِنَةَ الاَعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدُورِ ) وَلا یُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ ( 2 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الْبَصیرِ الَّذی لَیْسَ شَیءٌ اَبْصَرَ مِنْهُ، یُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ اَرَضینَ، وَیُبْصِرُ ما فی ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْر، لا تُدْرِکُهُ الابْصارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الاَبْصارَ وَهُوَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ، لا تَغْشَی بَصَرَهُ الظُّلْمَةُ، وَلا یُسْتَتَرُ مِنْهِ بِسِتْر، وَلا یُواری مِنْهُ جِدارٌ، وَلا یَغیبُ عَنْهُ بَرٌّ وَلا بَحْرٌ، وَلا یَکُنُّ مِنْهُ جَبَلٌ ما فی اَصْلِهِ، وَلا قَلْبٌ ما فیهِ، وَلا جَنْبٌ ما فی قَلْبِهِ، وَلا یَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغیرٌ وَلا کَبیرٌ، وَلا یَسْتَخْفی مِنْهُ صَغیرٌ لِصِغَرِهِ، وَلا یَخْفی عَلَیْهِ شَیءٌ فِی الاَرْضِ وَلا فِی السَّماءِ، هُوَ الَّذی یُصَوِّرُکُمْ فِی الاَرْحامِ کَیْفَ یَشاءُ، لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْعَزیزُ الْحَکیمُ ( 3 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری، وَما لا یُری سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی یُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ، وَیُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلائِکَةُ مِنْ خِیفَتِهِ، وَیُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصیبُ بِها مَنْ یَشاءُ، وَیُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَی رَحْمَتِهِ، وَیُنَزِّلُ الْماءَ مِنَ السَّماءِ بِکَلِمَتِهِ وَیُنْبِتُ النَّباتَ بِقُدْرَتِهِ، وَیَسْقُطُ الْوَرَقُ بِعِلْمِهِ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّة فِی الاَرْضِ وَلا فِی السَّماءِ، وَلا اَصْغَرُ مِنْ ذلِکَ وَلا اَکْبَرُ

ص: 220

إلاّ فی کِتاب مُبین ( 4 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری، وَما لا یُری سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ کُلُّ اُنْثی وَما تَغیْضُ الاَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَکُلُّ شَیْء عِنْدَهُ بِمِقْدار، عالِمُ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ الْکَبیْرُ الْمُتَعالِ، سَواءٌ مِنْکُمْ مَنْ اَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْف بِاللَّیْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ، لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنَ اَمْرِ اللهِ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی یُمیتُ الاَحْیاءَ، وَیُحْیِی الْمَوْتی، وَیَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الاَرْضُ مِنْهُمْ، وَیُقِرُّ فِی الاَرْحامِ ما یَشاءُ اِلی اَجَل مُسَمّیً ( 5 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ مالِکِ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِیَدِکَ الْخَیْرُ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ، تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ، وَتُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابِ ( 6 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ،

ص: 221

سُبْحانَ اللهِ الَّذی عِنْدَهُ مُفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إلاّ هُوَ وَیَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة إلاَّ یَعْلَمُها، وَلا حَبَّة فی ظُلُماتِ الاَرْضِ وَلا رَطْب وَلا یابِس إلاّ فی کِتاب مُبین ( 7 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی لا یُحْصی مِدْحَتَهُ الْقائِلُونَ، وَلا یَجْزی بِآلائِهِ الشّاکِرُونَ الْعابِدُونَ، وَهُوَ کَما قالَ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، وَاللهُ سُبْحانَهُ کَما اَثْنی عَلی نَفْسِهِ وَلا یُحیطونَ بِشَئ مِنْ عِلْمِهِ اِلاّا بِما شاءَوَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَلا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِیُّ الْعَظیمُ ( 8 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الاَرْضِ وَما یَخْرُجُ مِنْها وَما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما یَعْرُجُ فیها، وَلا یَشْغَلُهُ ما یَلِجُ فِی الاَرْضِ وَمایَخْرُجُ مِنْها عَمّا یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما یَعْرُجُ فیها، وَلا یَشْغَلُهُ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما یَعْرُجُ فیها عَمّا یَلِجُ فِی الاَرْضِ وَما یَخْرُجُ مِنْها، وَلا یَشْغَلُهُ عِلْمُ شَیْء عَنْ عِلْمِ شَیْء وَلا یَشْغَلُهُ خَلْقُ شَیْء عَنْ خَلْقِ شَیْء، وَلا حِفْظُ شَیْء، عَنْ حِفْظِ شَیْء وَلا یُساویهِ شَیْءٌ وَلا یَعْدِلُهُ شَیْءٌ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ ( 9 ) سُبْحانَ اللهِ بارِئِ النَّسَمِ،

ص: 222

سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ، جاعِلِ الْمَلائِکَةِ رُسُلاً اُولی اَجْنِحَة، مَثْنی وَثُلاثَ وَرُباعَ، یَزیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ اِنَّ اللهَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، ما یَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَة فَلا مُمْسِکَ لَها، وَما یُمْسِکُ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزیزُ الْحَکیمُ ( 10 ) سُبْحانَ اللهِ بارِیءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللهِ الُمصَوِّرِ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ کُلِّها، سُبْحانَ اللهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوی، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ کُلِّ شَیء، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ ما یُری وَما لا یُری، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ کَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ، سُبْحانَ اللهِ الَّذی یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَما فِی الاَرْضِ، ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَة إلاّ هوَ رابِعُهُمْ، وَلا خَمْسَة اِلاّا هُوَ سادِسُهُمْ، وَلا اَدْنی مِنْ ذلِکَ وَلا اَکْثَرَ إلاّ هُوَ مَعَهُمْ اَیْنَما کانُوا، ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ اِنَّ اللهَ بِکُلِّ شَیْء عَلیمٌ .

الثّالث : وقالا أیضاً: تصلّی فی کلّ یوم من رمضان علی النّبی تقول :

اِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَةُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلیما، لَبَّیْکَ یا رَبِّ وَسَعْدَیْکَ وَسُبْحانَکَ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَبارِکَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، کَما صَلَّیْتَ وَبارَکْتَ عَلی اِبْراهیمَ وَآلِ اِبْراهیمَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، اَللّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّد کَما رَحِمْتَ اِبْراهیمَ وآلَ اِبْراهیمَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، اَللّهُمَّ سَلِّمْ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما سَلَّمْتَ عَلی نُوح فِی الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ امْنُنْ

ص: 223

عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما مَنَنْتَ عَلی مُوسی وَهارُونَ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما شَرَّفْتَنا بِهِ اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما هَدَیْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الاَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ، عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ السَّلامُ کُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ اَوْ غَرَبَتْ، عَلی مُحَمَّد وآلِهِ السَّلامُ کُلَّما طَرَفَتْ عَیْنٌ اَوْ بَرَقَتْ، عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ السَّلامُ کُلَّما ذُکِرَ السَّلامُ، عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ السَّلامُ کُلَّما سَبَّحَ اللهَ مَلَکٌ اَوْ قَدَّسَهُ، السَّلامُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الاَوَّلینَ، والسَّلامُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الاخِرِینَ، وَالسَّلامُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، اَللّهُمَّ رَبَّ الْبَلَدِ الْحرامِ وَرَبَّ الرُّکْنِ وَالْمَقامِ، وَرَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرامِ، اَبْلِغْ مُحَمَّداً نَبیَّکَ عَنَّا السَّلامَ، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً مِنَ الْبَهاءِ وَالنَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ وَالْکَرامَةِ وَالْغِبْطَةِ وَالْوَسیلَةِ وَالْمَنْزِلَةِ وَالْمَقامِ وَالشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ وَالشَّفاعَةِ عِنْدَکَ یَوْمَ الْقِیامَةِ اَفْضَلَ ما تُعْطی اَحَداً مِنْ خَلْقِکَ، وَاَعْطِ مُحَمَّداً فَوْقَ ما تُعْطِی الْخَلائِقَ مِنَ الْخَیْرِ اَضْعافاً کَثیرَةً لا یُحْصیها غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَطْیَبَ وَاَطْهَرَ وَأزْکی وَاَنْمی وَاَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنَ الاَوَّلینَ وَالاخِرینَ، وَعَلی اَحَد مِنْ خَلْقِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلیٍّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ شَرِکَ فی دَمِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی فاطِمَةَ بِنْتِ نَبیِّکَ مُحَمَّد عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ وَالْعَنْ مَنْ آذی نَبِیَّکَ فیهاوَوال مَنْ والاها وعاد مَنْ عاداها وضا عِفِ العَذاب عَلی مَن ظَلَمَها واَلعَنْ مَنْ اذی نَبیِّک فیْها اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ اِمامَیِ الْمُسْلِمینَ، وَوالِ مَنْ والاهُماوَعادِ مَنْ عاداهُما، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ شَرِکَ فی دِمائِهِما، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ

ص: 224

الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد بنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ شَرِکَ فی دَمِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسی اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ شَرِکَ فی دَمِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِی بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ اِمامِ الْمُسْلِمینَ وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْقاسِمِ وَالطّاهِرِ اِبْنَی نَبِیِّکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی رُقَیَّةَ بِنْتِ نَبِیِّکَ وَالْعَنْ مَنْ آذی نَبِیَّکَ فیها، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی اُمِّ کُلْثُومَ بِنْتِ نَبِیِّکَ وَالْعَنْ مَنْ آذی نَبِیَّکَ فیها، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی ذُرِّیَّةِ نَبِیِّکَ، اَللّهُمَّ اخْلُفْ نَبِیَّکَ فی اَهْلِ بَیْتِهِ، اَللّهُمَّ مَکِّنْ لَهُمْ فِی الاَرْضِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ وَاَنْصارِهِمْ عَلَی الْحَقِّ فِی السِّرِّ وَالْعَلانَیَةِ، اَللّهُمَّ اطْلُبْ بِذِحْلِهِمْ وَوِتْرِهِمْ وَدِمائِهِمْ وَکُفَّ عَنّا وَعَنْهُمْ وَعَنْ کُلِّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة بَأسَ کُلِّ باغ وَطاغ وَکُلِّ دابَّة اَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها اِنَّکَ اَشَدُّ بَأساً وَاَشَدُّ تَنْکیلاً.

وقال السّیّد ابن طاووس وتقول : یا عُدَّتی فی کُرْبَتی، وَیا صاحِبی فی شِدَّتی، وَیا

ص: 225

وَلِیّی فی نِعْمَتی، وَیا غایَتی فی رَغْبَتی، اَنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتی، وَالْمُؤْمِنُ رَوْعَتی، وَالْمُقیلُ عَثْرَتی، فَاغْفِرْ لی خَطیئَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ لِهَمٍّ لا یُفَرِّجُهُ غَیْرُکَ، وَلِرَحْمَة لا تُنالُ إلاّ بِکَ، وَلِکَرْب لا یَکْشِفُهُ إلاّ اَنْتَ، وَلِرَغْبَة لا تُبْلَغُ إلاّ بِکَ، وَلِحاجَة لا یَقْضیها إلاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ فَکَما کانَ مِنْ شَأنِکَ ما اَذِنْتَ لی بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِکَ وَرَحِمْتَنی بِهِ مِنْ ذِکْرِکَ، فَلْیَکُنْ مِنْ شَأنِکَ سَیِّدی الاِجابَةُ لی فیما دَعْوَتُکَ، وَعَوائِدُ الاِفْضالِ فیما رَجَوْتُکَ، وَالنَّجاهُ مِمّا فَزِعْتُ اِلَیْکَ فیهِ، فَاِنْ لَمْ اَکُنْ اَهْلاً اَنْ اَبْلُغَ رَحْمَتَکَ فَاِنَّ رَحْمَتَکَ اَهْلٌ اَنْ تَبْلُغَنی وَتَسَعَنی، وَاِنْ لَمْ اَکُنْ لِلاِْجابَةِ اَهْلاً فَاَنْتَ اَهْلُ الْفَضْلِ، وَرَحْمَتُکَ وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء، فَلْتَسَعْنی رَحْمَتُکَ، یا اِلهی یا کَریمُ اَسْاَلُکَ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تُفَرِّجَ هَمّی، وَتَکْشِفَ کَرْبی وَغَمّی، وَترْحَمَنی بِرَحْمَتِکَ، وَتَرْزُقَنی مِنْ فَضْلِکَ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ .

الرّابع : وقال الشّیخ والسّید أیضاً : قل فی کلّ یوم :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ فَضْلِکَ بِاَفْضَلِهِ وَکُلُّ فَضْلِکَ فاضِلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِفَضْلِکَ کُلِّه، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ رِزْقِکَ بِاَعَمِّهِ وَکُلُّ رِزْقِکَ عامٌّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِرِزْقِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عَطائِکَ بِأَهْنَئِهِ وَکُلُّ عَطائکَ هَنیءٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعَطائِکَ کُلِّه، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ خَیْرِکَ بِاَعْجَلِهِ وَکُلُّ خَیْرِکَ عاجِلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِخَیْرِکَ کُلِّهِ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ اِحْسانِکَ بِاَحْسَنِهِ وَکُلُّ اِحْسانِکَ حَسَنٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِاِحْسانِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِما تُجیبُنی بِهِ حینَ اَسْاَلُکَ فَاَجِبْنی یا اَللهُ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد عَبْدِکَ الْمُرْتَضی، وَرسُولِکَ الْمُصْطَفی، وَاَمینِکَ وَنَجِیِّکَ دُونَ خَلْقِکَ وَنَجیبِکَ مِنْ عِبادِکَ، وَنَبِیِّکَ بِالصِّدْقِ، وَحَبیبِکَ، وَصَلِّ عَلی رَسُولِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنَ

ص: 226

الْعالَمینَ، الْبَشیرِ الَّنذیرِ السِّراجِ الْمُنیرِ، وَعلی اَهْلِ بَیْتِهِ الاَبْرارِ الطّاهِرینَ، وَعَلی مَلائِکَتِکَ الَّذینَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِکَ، وَحَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِکَ، وَعَلی اَنْبِیائِکَ الَّذینَ یُنبِئُونَ عَنْکَ بِالصِّدْقِ، وَعَلی رُسُلِکَ الَّذینَ خَصَصْتَهُمْ بِوَحْیِکَ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعالَمینَ بِرِسالاتِکَ، وَعَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ الَّذینَ اَدْخَلْتَهُمْ فی رَحْمَتِکَ، الاَئِمَّةِ الْمُهْتَدینَ الرّاشِدینَ، وَاَوْلِیائِکَ الْمُطَهَّرینَ، وَعَلی جَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ وَاِسْرافیلَ وَمَلَکِ الْمَوْتِ، وَعَلی رِضْوانَ خازِنِ الْجِنانِ، وَعَلی مالِک خازِنِ النّارِ، وَرُوحِ الْقُدُسِ وَالرُّوحِ الاَمینِ، وَحَمَلَةِ عَرْشِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَعَلی الْمَلَکَیْنِ الْحافِظَیْنِ عَلَیَّ بِالصَّلاةِ الَّتی تُحِبُّ اَنْ یُصَلِّیَ بِها عَلَیْهِمْ اَهْلُ السَّماواتِ وَاَهْلُ الاَرَضینَ صَلاةً طَیِّبَةً کَثیرةً مُبارَکَةً زاکِیَةً نامِیَةً ظاهِرَةً باطِنَةً شَریفَةً فاظِلَةً، تُبَیِّنُ بِها فَضْلَهُمْ عَلَی الاَوَّلینَ وَالاخِرِینَ، اَللّهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً الْوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضیلَةَ واجْزِهِ خَیْرَ ما جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ اُمَّتِهِ، اَللّهُمَّ وَاَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ مَعَ کُلِّ زُلْفَة زُلْفَةً، وَمَعَ کُلِّ وَسیلَة وَسیلَةً، وَمَعَ کُلِّ فَضیلَة فَضیلَةً، وَمَعَ کُلِّ شَرَف شَرَفَاً تُعْطی اَللّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ اَفْضَلَ ما اَعْطَیْتَ اَحَداً مِنَ الاَوَّلینَ والاخِرِینَ، اَللّهُمَّ وَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ اَدْنَی الْمُرْسَلینَ مِنْکَ مَجْلِساً، وَأفْسَحَهُمْ فِی الْجَنَّةِ عِنْدَکَ مَنْزِلاً، وَاَقْرَبَهُمْ اِلَیْکَ وَسیلَةً، وَاْجْعَلْهُ اَوَّلَ شافِع، وَاَوَّلَ مُشَفَّع، وَاَوَّلَ قائِل، وَاَنْجَحَ سائِل، وَابْعَثْهُ الْمَقامَ الَْمحْمُودَ الَّذی یَغْبِطُهُ بِهِ الاَوَّلُونَ والاخِرُونَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَاَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَسْمَعَ صَوْتی وَتُجیبَ دَعْوَتی، وَتَجاوَزَ عَنْ خَطیئَتی، وَتَصْفَحَ عَنْ ظُلْمی، وَتُنْجِحَ طَلِبَتی، وَتَقْضِیَ حاجَتی، وَتُنْجِزَ لی ما وَعَدْتَنی، وَتُقیلَ عَثْرَتی، وَتَغْفِرَ ذُنُوبی، وَتَعْفُوَ عَنْ جُرْمی، وَتُقْبِلَ عَلَیَّ وَلاتُعْرِضَ عَنّی، وَتَرْحَمَنی وَلا تُعَذِّبَنی وَتُعافِیَنی وَلا تَبْتَلِیَنی، وَتْرزُقَنی مِنَ الرِّزْقِ اَطْیَبَهُ وَاَوْسَعَهُ وَلا تَحْرِمْنی یا رَبِّ وَاقْضِ عَنّی دَیْنی، وَضَعْ عَنّی وِزْری، وَلا تُحَمِّلْنی ما لا طاقَةَ لی بِهِ، یامَوْلایَ اَدْخِلْنی فی کُلِّ

ص: 227

خَیْر اَدْخَلْتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّد، وَاَخْرِجْنی مِنْ کُلِّ سُوء اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ قل ثلاثاً : اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی ( ثمّ قل ) اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ قَلیلاً مِنْ کَثیر مَعَ حاجَة بی اِلَیْهِ عَظیمَة، وَغِناکَ عَنْهُ قَدیمٌ، وَهُوَ عِنْدی کَثیرٌ، وَهُوَ عَلَیْکَ سَهْلٌ یَسیرٌ، فَامْنُنْ عَلَیَّ بِهِ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیْرٌ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

الخامس : أن یدعو بهذا الدّعاء اَللّهُمَّ اِنِّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی وقد ترکناه لطوله فلیطلب من کتاب الاقبال أو من زاد المعاد .

السّادس : روی المفید فی المقنعة عن الثّقة الجلیل علیّ بن مهزیار عن الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) انّه یستحبّ أن تکثر فی شهر رمضان فی لیله ونهاره من أوّله الی آخره :

یا ذَا الَّذی کانَ قَبْلَ کُلِّ شَیء، ثُمَّ خَلَقَ کُلَّ شَیء، ثُمَّ یَبْقی وَیَفْنی کُلُّ شَیء، یا ذَا الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ شیءٌ، وَیا ذَا الَّذی لَیْسَ فِی السَّماواتِ الْعُلی، وَلا فِی الاَرَضینَ السُفْلی، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَیْنَهُنَّ اِلهٌ یُعْبَدُ غَیْرُهُ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد صَلاةً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ .

السّابع : روی الکفعمی فی البلد الامین وفی المصباح عن کتاب اختیار السّید ابن باقی انّ من قرأ هذا الدّعاء فی کلّ یوم من رمضان غفر الله له ذنوب أربعین سنة اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ عَلی عِبادِکَ فیهِ الصِّیامَ، ارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی هذَا الْعامِ وَفی کُلِّ عام،

ص: 228

وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُها غَیْرُکَ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ .

الثّامن : أن یذکر الله تعالی فی کلّ یوم مائة مرّة بهذه الاذکار التی أوردها المحدّث الفیض فی کتاب خلاصة الاذکار سُبْحانَ الضّارِّ النّافِعِ، سُبْحانَ الْقاضی بالْحَقِّ، سُبْحانَ الْعَلِیِّ الاعْلی، سُبْحانَهُ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحانَهُ وَتَعالی .

التّاسع : قال المفید فی المقنعة: انّ من سُنن شهر رمضان الصّلاة علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی کلّ یوم مائة مرّة، والافضل أن یزید علیها .

المطلب الثّانی فی أعمالِ شهر رَمضان الخاصّة
اللّیلة الاُولی

وفیها أعمال :

الاوّل : الاستهلال وقد أوجبه بعض العلماء .

الثّانی : اذا رأیت هلال شهر رمضان فلا تشر الیه ولکن استقبل القبلة وارفع یدیک الی السّماء وخاطب الهلال تقول :

رَبّی وَرَبُّکَ اللهُ رَبُّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اَهِلَّهُ عَلَیْنا بِالاَْمْنِ وَالاِیمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ، وَالْمُسارَعَةِ اِلی ما تُحِبُّ وَتَرْضی، اَللّهُمَّ بارِکْ لَنا فی شَهْرِنا هذا، وَارْزُقْنا خَیْرَهُ وَعَوْنَهُ، وَاصْرِفْ عَنّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبلاءَهُ وَفِتْنَتَهُ .

وروی انّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان اذا استهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه وقال :

اَللّهُمَّ اَهِلَّهُ عَلَیْنا بِالاَْمْنِ والاِیمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ، وَالْعافِیَةِ الُْمجَلَّلَةِ وَدِفاعِ الاَسْقامِ، وَالْعَوْنِ َعَلَی الصَّلاةِ وَالصِّیامِ وَالْقِیامِ وَتِلاوَةِ الْقُرآنِ، اَللّهُمَّ سَلَّمْنا لِشَهْرِ رَمَضانَ وَتَسَلِّمْهُ مِّنا، وَسَلِّمْنا فیهِ حَتّی یَنْقَضِیَ عَنّا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ عَفَوْتَ عَنّا وَغَفَرْتَ لَنا وَرَحِمْتَنا .

وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا رأیت الهلال فقل :

اَللّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَیْنا صِیامَهُ، وَاَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرآنَ هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ، اَللّهُمَّ اَعِنّا عَلی صِیامِهِ وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَسَلِّمْنا فیهِ، وَسَلِّمْنا مِنْهُ وَسَلَّْمُهَ لَنا فی یُسْر مِنَکَ وَعافِیَة اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء

ص: 229

قَدیرٌ، یا رَحْمنُ یا رَحیمُ .

الثّالث : أن یدعو اذا شاهد الهلال بالدّعاء الثّالث والاربعین من دعوات الصحیفة الکاملة ، روی السیّد ابن طاووس انّ علیّ بن الحسین ( علیه السلام ) مرّ فی طریقه یوماً فنظر الی هلال شهر رمضان فوقف فقال :

اَیُّهَا الْخَلْقُ الْمُطیعُ الدّائِبُ السَّریعُ، الْمُتَرَدِّدُ فی مَنازِلِ التَّقْدیرِ، الْمُتَصَرِّفُ فی فَلَکِ التَّدْبیرِ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِکَ الظُّلَمَ، وَاَوْضَحَ بِکَ الْبُهَمَ، وجَعَلَکَ آیَةً مِنْ آیاتِ مُلْکِهِ، وَعَلامَةً مِنْ عَلاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِکَ الزَّمانَ، وامْتَهَنَکَ بِالْکَمالِ وَالنُّقْصانِ، وَالطُّلُوعِ والاُفُولِ، وَالاِنارَةِ والْکُسُوفِ، فی کُلِّ ذلِکَ اَنْتَ لَهُ مُطیعٌ، وَاِلَی اِرادَتِهِ سَریعٌ، سُبْحانَهُ ما اَعْجَبَ ما دَبَّرَ مِنْ اَمْرِکَ، وَاَلْطَفَ ما صَنَعَ فی شَأنِکَ، جَعَلَک مِفْتاحَ شَهْر حادِث لاَمْر حادِث، فَاَسأَلُ اللهَ رَبِّی وَرَبَّکَ، وَخالِقی وَخالِقَکَ، وَمُقَدِّری وَمُقَدِّرَکَ، وَمُصَوِّری وَمُصَوِّرَکَ اَنْ یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ یَجْعَاَلک هِلالَ بَرَکة لا تَمْحَقُها الاَیامُ، وَطَهارَة لا تُدَنِّسُهَا الاثامُ، هِلالَ اَمْن مِنَ الافاتِ، وَسَلامَة مِنَ السَّیِّئاتِ، هِلالَ سَعْد لا نَحْسَ فیهِ یُمْن لا نَکَدَ مَعَهُ، وَیُسْر لا یُمازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَیْر لا یَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ اَمْن وَایمان وَنِعْمَة وَاِحْسان وَسَلامَة وَاِسْلام، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْنا مِنْ اَرْضی مَنْ طَلَعَ عَلَیْهِ، وَاَزْکی مَنْ نَظَرَ اِلَیْهِ، وَاَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ، وَوَفِّقْنَا اَللّهُمَّ فیهِ لِلطّاعَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنا فیهِ مِنَ الاثامِ وَالْحَوبَةِ، وَاَوْزِعْنا فیهِ شُکْرَ النِّعْمَةِ، واَلْبِسْنا فیهِ جُنَنَ الْعافِیَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَیْنا بِاسْتِکْمالِ طاعَتِکَ فیهِ الْمِنَّةَ، اِنَّکَ اَنْتَ الْمَنّانُ الْحَمیدُ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وآلِهِ الطَیِّبینَ، وَاجْعَلْ لَنا فیهِ عَوناً مِنْکَ عَلی ما نَدَبْتَنا اِلَیْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِکَ، وَتَقَبَّلْها اِنَّکَ الاَکْرَمُ مِنْ کُلِّ کَریم، وَالاَرْحَمُ مِنْ کُلِّ رَحیم، آمینَ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

الرّابع : یستحبّ

ص: 230

أن یأتی أهله وهذا ممّا خصّ به هذا الشّهر ویکره ذلک فی أوائل سائر الشّهور .

الخامس : الغُسل ، ففی الحدیث انّ من اغتسل اوّل لیلة منه لم یصبه الحکّة الی شهر رمضان القابل .

السّادس : أن یغتسل فی نهر جار ویصبّ علی رأسه ثلاثین کفّاً من الماء لیکون علی طهر معنوی الی شهر رمضان القابل .

السّابع : أن یزور قبر الحسین ( علیه السلام ) لتذهب عنه ذنوبه ویکون له ثواب الحجّاج والمعتمرین فی تلک السّنة .

الثّامن : أن یبدأ فی الصّلاة ألف رکعة الواردة فی هذا الشّهر التی مرّت فی أواخر القسم الثّانی من أعمال هذا الشّهر .

التّاسع : أن یصلّی رکعتین فی هذه اللّیلة یقرأ فی کلّ رکعة الحمد وسورة الانعام ویسأل الله تعالی أن یکفیه ویقیه المخاوف والاسقام .

العاشر : أن یدعُو بدعاء اَللّهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَکَ الذی ذکرناه فی آخر لیلة من شعبان .

الحادی عشر : أن یرفع یدیه اذا فرغ من صلاة المغرب ویدعو بهذا الدّعاء المرویّ فی الاقبال عن الامام الجواد ( علیه السلام ) :

اَللّهُمَّ یا مَنْ یَمْلِکُ التَّدْبیرَ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، یا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الاَعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدُورِ وَتُجِنُّ الضَّمیرُ وَهُوَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوی فَعَمِلَ، وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِیَ فَکَسِلَ، وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلی غَیْرِ عَمَل یَتَّکِلُ، اَللّهُمَّ صَحِّحْ اَبْدانَنا مِنَ الْعِلَلِ، وَاَعِنّا عَلی ما افْتَرَضْتَ عَلَیْنا مِنَ الْعَمَلِ، حَتّی یَنْقَضِیَ عَنّا شَهْرُکَ هذا وَقَدْ اَدَّیْنا مَفْرُوضَکَ فیهِ عَلَیْنا، اَللّهُمَّ اَعِنّا عَلی صِیامِهِ، وَوَفِّقْنا لِقِیامِهِ، وَنَشِّطْنا فیهِ لِلصَّلاةِ، وَلا تَحْجُبْنا مِنَ الْقِراءَةِ، وَسَهِّلْ لَنا فیهِ ایتاءَ الزَّکاةِ، اَللّهُمَّ لا تُسَلِّطْ عَلَیْنا

ص: 231

وَصَباً وَلا تَعَباً وَلا سَقَماً وَلا عَطَباً، اَللّهُمَّ ارْزُقْنا الاِفْطارَ مِنْ رِزْقِکَ الْحلالِ، اَللّهُمَّ سَهِّلْ لَنا فیهِ ما قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِکَ، وَیَسِّرْ ما قَدَّرْتَهُ مِنْ اَمْرِکَ، وَاجْعَلْهُ حَلالاً طَیِّباً نَقِیّاً مِنَ الاثامِ خالِصاً مِنَ الاصارِ وَالاَجْرامِ، اَللّهُمَّ لا تُطْعِمْنا اِلاّ طَیِّباً غَیْرَ خَبیث وَلا حَرام، وَاجْعَلْ رِزْقَکَ لَنا حَلالاً لا یَشُوبُهُ دَنَسٌ وَلا اَسْقامٌ یا مَنْ عِلْمُهُ بِالسِّرِّ کَعِلْمِهِ باِلاِعْلانِ، یا مُتَفَضِّلاً عَلی عِبادِهِ بِالاِحْسانِ، یا مَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ وَبِکُلِّ شَیء عَلیمٌ خَبیرٌ اَلْهِمْنا ذِکْرَکَ وَجَنِّبْنا عُسْرَکَ، وَاَنِلْنا یُسْرَکَ، وَاَهْدِنا لِلرَّشادِ، وَوَفِّقْنا لِلسَّدادِ، وَاعْصِمْنا مِنَ الْبَلایا، وَصُنّا مِنَ الاَوْزارِ وَالْخَطایا، یا مَنْ لا یَغْفِرُ عَظیمَ الذُّنُوبِ غَیْرُهُ، وَلا یَکْشِفُ السُّوءَ إلاّ هُوَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَاَکْرَمَ الاَکْرَمینَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبینَ، وَاجْعَلْ صِیامَنا مَقْبُولاً، وَبِالْبِرِّ وَالتَّقْوی مَوْصُولاً، وَکَذلِکَ فَاجْعَلْ سَعْیَنا مَشْکُوراً وَقِیامَنا مَبْرُوراً، وَقُرْآنَنا مَرْفُوعاً، وَدُعاءَنا مَسْمُوعاً، وَاهْدِنا لِلْحُسْنی، وَجَنِّبْنَا الْعُسْری، وَیَسِّرْنا لِلْیُسْری، وَاَعِلْ لَنَا الدَّرَجاتِ، وَضاعِفْ لَنا الْحَسَناتِ، وَاقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ وَالصَّلاةَ، واسْمَعْ مِنَّا الدَّعَواتِ، وَاغْفِرْ لَنَا الْخَطیئاتِ، وَتَجاوَزْ عَنَّا السَّیِّئاتِ، وَاجْعَلْنا مِنَ الْعامِلینَ الْفائِزینَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَلاَ الضّالّینَ، حَتّی یَنْقَضِیَ شَهْرُ رَمَضانَ عَنّا وَقَدْ قَبِلْتَ فیهِ صِیامَنا وَقِیامَنا، وَزَکَّیْتَ فیهِ اَعْمالَنا، وَغَفَرْتَ فیهِ ذُنوبَنا، وَاَجْزَلْتَ فیهِ مِنْ کُلِّ خَیْر نَصیبَنا، فَاِنَّکَ الاِْلهُ الُْمجیبُ، وَالرَّبُّ الْقَریبُ، وَاَنْتَ بِکُلِّ شَیْء مُحیطٌ .

الثّانی عشر : أن یدعو بهذا الدّعاء المأثور عن الصّادق ( علیه السلام ) المروی فی کتاب الاقبال :

اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ الْقُرْآنِ، هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، وَاَنْزَلْتَ فیهِ آیات بَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنا صِیامَهُ، وَاَعِنّا عَلی قِیامِهِ، اَللّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فیهِ وَتَسَلَّمْهُ مِنّا فی یُسْر مِنَکَ

ص: 232

وَمُعافاة، وَاجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ وَفیما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الْحَکیمِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ عَلیَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ .

الثّالث عشر : أن یدعو بالدّعاء الرابع والاربعین من أدعیة الصّحیفة الکاملة .

الرّابع عشر : أن یدعو بالدّعاء الطّویل اَللّهُمَّ اِنَّه قَد دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ ... الخ ، الذی رواه السیّد فی الاقبال .

الخامس عشر : یقول : اَللّهُمَّ اِنَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، الَّذی اَنزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ بَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ، اَللّهُمَّ فَبارِکْ لَنا فی شَهْرِ رَمَضانَ، وَاَعِنّا عَلی صِیامِهِ وَصَلَواتِهِ وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، ففی الحدیث انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان اذا دخل شهر رمضان دعا بهذا الدّعاء .

السّادس عشر : عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ایضاً انّه کان یدعو فی أوّل لیلة من شهر رمضان فیقول :

اَلْحَمْد للهِ الَّذی اَکْرَمَنا بِکَ اَیُّهَا الشَّهرُ الْمُبارَکُ، اَللّهُمَّ فَقَوِّنا عَلی صِیامِنا وَقِیامِنا، وَثبِّتْ اَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرینَ، اَللّهُمَّ اَنْتَ الْواحِدُ فَلا وَلَدَ لَکَ، واَنْتَ الصَّمَدُ فلا شِبْهَ لَکَ، واَنْتَ الْعَزیزُ فَلا یُعِزُّکَ شَیْءٌ، وَاَنْتَ الْغَنِیُّ وَاَنَا الْفَقیر، وَاَنْتَ الْمَوْلی وَاَنا الْعَبْدُ، واَنْتَ الْغُفورُ وَاَنا الْمُذْنِبُ، وَاَنْتَ الرَّحیمُ وَاَنَا الُْمخْطِئُ، وَاَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الَْمخْلُوقُ، وَاَنْتَ الْحَیُّ وَاَنَا الْمَیِّتُ، اَسْاَلُکَ بِرَحْمَتِکَ اَنْ تَغْفِرَ لی وَتَرْحَمَنی، وَتَجاوَزَ عَنّی اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

السّابع عشر : قد مرّ فی الباب الاوّل من الکتاب استحباب أن یدعو بدعاء الجوشن الکبیر فی

ص: 233

أوّل لیلة من رمضان .

الثّامن عشر : أن یدعو بدعاء الحجّ الذی مرّ فی أوّل الشّهر .

التّاسع عشر : ینبغی الاکثار من تلاوة القرآن اذا دخل شهر رمضان، وروی انّ الصّادق ( علیه السلام ) کان یقول قبلما یتلو القرآن :

اَللّهُمَّ اِنّی اَشْهَدُ اَنَّ هذا کِتابُکَ الْمُنْزَلُ مِنْ عِنْدِکَ عَلی رَسُولِکَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ، وَکَلامُکَ النّاطِقُ عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ، جَعَلْتَهُ هادِیاً مِنْکَ اِلی خَلْقِکَ، وَحَبْلاً مُتَّصِلاً فیما بَیْنَکَ وَبَیْنَ عِبادِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی نَشَرْتُ عَهْدَکَ وَکِتابَکَ، اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَری فیهِ عِبادَةً، وَقِراءَتی فیهِ فِکْراً، وَفِکْری فیهِ اعْتِباراً، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ اتَّعَظَ بِبَیانِ مَواعِظِکَ فیهِ، وَاجْتَنَبَ مَعاصیکَ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِراءَتی عَلی سَمْعی، وَلا تَجْعَلْ عَلی بَصَری غِشاوَةً، وَلا تَجْعَلْ قِراءَتی قِراءَةً لا تَدَبُّرَ فیها، بَلِ اجْعَلْنی اَتَدَبَّرُ آیاتِهِ وَاَحْکامَهُ، آخِذاً بِشَرایِعِ دینِکَ، وَلا تَجْعَلْ نَظَری فیهِ غَفْلَةً، وَلا قِراءَتی هَذَراً، اِنَّکَ اَنْتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ .

ویقول بعدما فرغ من تلاوته :

اَللّهُمَّ اِنّی قَدْ قَرَأتُ ما قَضَیْتَ مِنْ کِتابِکَ الَّذی اَنْزَلْتَهُ عَلی نَبِیِّکَ الصّادِقِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، فَلَکَ الْحَمْدُ رَبَّنا، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِمَّنْ یُحِلُّ حَلالَهُ، وَیُحَرِّمُ حَرامَهُ، وَیُؤْمِنُ بِمُحْکَمِهِ وَمُتَشابِهِه، وَاجْعَلْهُ لی اُنْساً فی قَبْری، وَاُنْساً فی حَشْری، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ تُرْقیهِ بِکُلِّ آیَة قَرَأها دَرَجَةً فی اَعْلا عِلِّیّینَ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

الیَوْمُ الاوّل

وفیه أعمال :

الاوّل : أن یغتسل فی ماء جار ویصبّ علی رأسه ثلاثین کفّاً من الماء، فانّ ذلک یورث الامن من جمیع الالام والاسقام فی تلک السّنة .

الثّانی : أن یغسل وجهه بکفّ من ماء الورد لینجو من المذلّة والفقر وأن یصب شیئاً منه علی رأسه لیأمن من السِرسام .

الثّالث : أن یؤدی رکعتی

ص: 234

صلاة اوّل الشّهور والصّدقة بعدهما .

الرّابع : أن یصلّی رکعتین یقرأ فی الاُولی الحمد وسورة انّا فتحنا، وفی الثّانیة الحمد وما شاء من السّور لیدرأ الله عنه کلّ سوء ویکون فی حفظ الله الی العام القادم .

الخامس : أن یقول اذا طلع الفجر :

اَللّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَیْنا صِیامَهُ، وَاَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرآنَ هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ، اَللّهُمَّ اَعِنّا عَلی صِیامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا وَتَسَلَّمْهُ مِنّا وَسَلِّمْهُ لَنا فی یُسْر مِنَکَ وَعافِیَة اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

السّادس : أن یدعو بالدّعاء الرّابع والاربعین من أدهیة الصّحیفة الکاملة إن لم یدع به لیلاً .

السّابع : قال العلاّمة المجلسی فی کتاب زاد المعاد : روی الکلینی والطّوسی وغیرهما بسند صحیح عن الامام موسی الکاظم ( علیه السلام ) قال : ادع بهذا الدّعاء فی شهر رمضان فی اوّل السّنة، أی الیوم الاوّل من الشّهر علی ما فهمه العلماء وقال ( علیه السلام ) : من دعا الله تعالی خلواً من شوائب الاغراض الفاسدة والرّیاء لم تصبه فی ذلک العام فتنة ولا ضلالة ولا آفة یضرّ دینه أو بدنه، وصانه الله تعالی من شرّ ما یحدث فی ذلک العام من البلایا، وهو هذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِإسْمِکَ الَّذی دانَ لَهُ کُلُّ شَیْء، وَبِرَحْمَتِکَ الَّتی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء، وَبِعَظَمَتِکَ الَّتی تَواضَعَ لَها کُلُّ شَیْء، وَبِعِزَّتِکَ الَّتی قَهَرَتْ کُلَّ شَیْء، وَبِقُوَّتِکَ الَّتی خَضَعَ لَها کُلُّ شَیْء، وَبِجَبَرُوتِکَ الَّتی غَلَبَتْ کُلَّ شَیْء، وَبِعِلْمِکَ الَّذی اَحاطَ بِکُلِّ شَیْء، یا نُورُ یا قُدُّوسُ، یا اَوَّلَ قبْلَ کُلِّ شَیْء، وَیا باقِیاً بَعْدَ کُلِّ شَیْء، یا اَللهُ یا رَحْمنُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،

ص: 235

وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تُنْزِلُ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تَقْطَعُ الرَّجاءَ، وَاغْفِرْ لایَ ِلذُّنُوبَ الَّتی تُدیلُ الاَعْداءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی یُسْتَحَقُّ بِها نُزُولُ الْبَلاءِ وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تَحْبِسُ غَیْثَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تَکْشِفُ الْغِطاءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الْفَناءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی تَهْتِکُ الْعِصَمَ، وَاَلْبِسْنی دِرْعَکَ الْحَصینَةَ الَّتی لا تُرامُ، وَعافِنی مِنْ شَرِّ ما اُحاذِرُ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ فی مُسْتَقْبِلِ سَنَتی هذِهِ، اَللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الاَرَضینَ السَّبْعِ وَما فیهِنَّ وَما بَیْنَهُنَّ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ، وَرَبَّ السْبْعِ الْمَثانی، وَالْقُرْآنِ الْعَظیمِ، وَرَبَّ اِسْرافیلَ وَمیکائیلَ وَجَبْرائیلَ، وَرَبَّ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ سَیِّدِ الْمُرْسَلینَ وَخاتَمِ النَّبِیّینَ، اَسْاَلُکَ بکَ وَبِما سَمَّیْتَ بهِ نَفْسَکَ یا عَظیمُ، اَنْتَ الَّذی تَمُنَّ بِالْعَظیمِ، وَتَدْفَعُ کُلَّ مَحْذُور، وَتُعْطی کُلَّ جَزِیل، وَتُضاعِفُ الْحَسَناتِ بِالْقَلیلِ وَبِالْکَثیرِ، وَتَفْعَلُ ما تَشاءُ یا قَدیرُ یا اَللهُ یا رَحْمن، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَلْبِسْنی فی مُسْتَقْبَلِ سَنَتی هذِهِ سِتْرَکَ، وَنَضِّرْ وَجْهی بِنُورِکَ، وَاَحِبَّنی بِمَحبَّتِکَ، وَبَلِّغْنی رِضْوانَکَ، وَشَریفَ کَرامَتِکَ، وَجَسیمَ عَطِیَّتِکَ، وَاَعْطِنی مِنْ خَیْرِ ما عِنْدَکَ وَمِنْ خَیْرِ ما اَنْتَ مُعْطیهِ اَحَداً مِنْ خَلْقِکَ، وَاَلْبِسْنی مَعَ ذلِکَ عافِیَتَکَ یا مَوْضِعَ کُلِّ شَکْوی، وَیا شاهِدَ کُلِّ نَجْوی، وَیا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّة، وَیا دافِعَ ما تَشاءُ مِنْ بَلِیَّة، یا کَریمَ الْعَفْوِ، یا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّنی عَلی مِلَّةِ اِبْراهیمَ وَفِطْرَتِهِ، وَعَلی دینِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ وَسُنَّتِهِ، وَعَلی خَیْرِ الْوَفاةِ، فَتَوَفَّنی مُوالِیاً لاَِولِیائِکَ، وَمُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، اَللّهُمَّ وَجَنِّبْنی فی هذِهِ السَّنَةِ کُلَّ عَمَل اَوْ قَوْل اَوْ فِعْل یُباعِدُنی مِنْکَ، وَاَجْلِبْنی اِلَی کُلِّ عَمَل اَوْ قَوْل اَوْ فِعْل

ص: 236

یُقَرِّبُنی مِنْکَ فی هذِهِ السَّنَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَامْنَعْنی مِنْ کُلِّ عَمَل اَوْ قَوْل اَوْ فِعْل یَکُونُ مِنّی اَخافُ ضَرَرَ عاقِبَتهِ، وَاَخافُ مَقْتَکَ اِیّایَ عَلَیْهِ حِذارَ اَنْ تَصْرِفَ وَجْهَکَ الْکَریمَ عَنّی فَاَستَوجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لی عِنْدَکَ یا رَؤوفُ یا رَحیمُ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی فی مُسْتَقْبَلِ سَنَتی هذِهِ فی حِفْظِکَ َوفی جِوارِکَ وَفی کَنَفِکَ، وَجَلِّلْنی سِتْرَ عافِیَتِکَ، وَهَبْ لی کَرامَتَکَ، عَزَّ جارُکَ وَجَلَّ ثَناؤُکَ وَلا اِلهَ غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ اجْعَلنی تابِعاً لِصالِحی مَنْ مَضی مِنْ اَوْلِیائِکَ، وَاَلْحِقْنی بِهِمْ وَاَجْعَلْنی مُسْلِماً لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَیْکَ مِنْهُمْ، وَاَعُوذُ بِکَ اَللّهُمَّ اَنْ تُحیطَ بی خَطیئَتی وَظُلْمی وَاِسْرافی عَلی نَفْسی، وَاتِّباعی لِهَوایَ، واشْتِغالی بِشَهَواتی، فَیَحُولُ ذلِکَ بَیْنی وَبَیْنَ رَحْمَتِکَ وَرِضْوانِکَ فَاَکُونُ مَنْسِیّاً عِنْدَکَ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِکَ وَنِقْمَتِکَ، اَللّهُمَّ وَفِّقْنی لِکُلِّ عَمَل صالِح تَرْضی بِهِ عَنّی، وَقَرِّبْنی اِلَیْکَ زُلْفی، اَللّهُمَّ کَما کَفَیْتَ نَبیَّکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ، وَکَشَفْتَ غَمَّهُ، وَصَدَقْتَهُ، وَعْدَکَ، وَاْنجَزْتَ لَهُ عَهْدَکَ، اَللّهُمَّ فَبِذلِکَ فَاکْفِنی هَوْلَ هذهِ السَّنَةِ وَآفاتِها وَاَسقامَها وَفِتْنَتَها وَشُرُورَها وَاَحزانَها وَضیقَ الْمَعاشِ فیها، وَبَلِّغْنی بِرَحْمَتِکَ کَمالَ الْعافِیَةِ بِتَمامِ دَوامِ النِّعْمَةِ عِنْدی اِلی مُنْتَهی اَجَلَی، اَسْاَلُکَ سُؤالَ مَنْ اَساءَ وَظَلَمَ وَاسْتَکانَ وَاعْتَرَفَ، وَاَسْأَلفکَ اَنْ تَغْفِرَ لی ما مَضی مِنَ الذُّنُوبِ الَّتی حَصْرَتَها حَفَظَتُکَ وَاَحْصَتْها کِرامُ مَلائِکَتِکَ عَلَیَّ، وَاَنْ تَعْصِمَنی یا اِلهی مِنَ الذُّنُوبِ فیما بَقِیَ مِنْ عمْری اِلی مُنْتَهی اَجَلی، یا اَللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ، صَلِّ عَلَی مُحمَّد وَاَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّد، وَآتِنی کُلَّ ما سَاَلْتُکَ وَرَغِبْتُ اِلَیْکَ فیهِ، فَاِنکَ اَمَرْتَنی بِالدُّعاءِ وَتَکَفَّلْتَ لی بِالاِجابَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : قد أورد السّید هذا الدّعاء فی اللّیلة الاُولی من هذا الشّهر .

الیَومُ السّادس

فی مثل هذا الیوم من سنة مائتین وواحدة بویع الامام

ص: 237

الرّضا ( علیه السلام ) ، وذکر السّید انّه یصلّی فیها شکراً رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد سورة الاخلاص خمساً وعشرین مرّة .

اللّیلة الثّالثة عشر

هی أولی اللّیالی البیض وفیها ثلاثة أعمال :

الاوّل : الغسل .

الثّانی : الصّلاة أربع رکعات فی کلّ رکعة الحمد مرّة والتّوحید خمساً وعشرین مرّة .

الثّالث : صلاة رکعتین قد مرّ مثلها فی اللّیلة الثّالثة عشرة من شهری رجب وشعبان تقرأ فی کلّ رکعة منها بعد الفاتحة سورة یس وتبارک الملک والتّوحید .

اللّیلة الرّابعة عشرة

وفی اللّیلة الرّابعة عشرة تصلّی مثل ذلک أربع رکعات بسلامین وقد قدّمنا عند ذکر دعاء المجیر انّ من دعا به فی الایّام البیض من شهر رمضان غفر له ذنوبه وإن کانت عدد قطر المطر وورق الشّجر ورمل البرّ .

اللّیلة الخامِسة عشرة

لیلة مبارکة وفیها أعمال :

الاوّل : الغُسل .

الثّانی : زیارة الحسین ( علیه السلام ) .

الثّالث : الصّلاة ستّ رکعات بالفاتحة ویس وتبارک والتّوحید .

الرّابع : الصّلاة مائة رکعة یقرأ فی کلّ رکعة بعد الفاتحة التّوحید عشر مرّات .

روی الشّیخ المفید فی المقنعة عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : انّ من أتی بها أرسل الله تعالی الیه عشرة املاک یدفعون عنه اعداءه من الجنّ والانس، ویرسل الیه ثلاثین ملکاً عند الموت یؤمّنونه من النّار .

الخامس : عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه قیل له: ما تری لمن حضر قبر الحسین ( علیه السلام ) لیلة النّصف من شهر رمضان ؟ فقال : بخّ بخّ من صلّی عند قبره لیلة النّصف من شهر رمضان عشر رکعات من بعد العشاء من غیر صلاة اللّیل یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة

ص: 238

الکتاب وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ عشر مرّات واستجار بالله من النّار کتبه الله عتیقاً من النّار ولم یمت حتّی یری فی منامه ملائکة یبشّرونه بالجنّة وملائکة یؤمّنونه من النّار .

یومُ النّصف من شهر رمضان

فیه کانت فی السّنة الثّانیة من الهجرة ولادة الامام الحسن المجتبی ( علیه السلام ) وقال المفید فیه أیضاً فی سنة مائة وخمس وتسعین کانت ولادة الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) ، ولکن المشهور خلاف ذلک وعلی أیّ حال فانّ هذا الیوم یوم شریف جدّاً وللصّدقة والبرّ فیه فضل کثیر .

اللّیلة السّابِعَة عشرة

لیلة مبارکة جدّاً وفیها تقابل الجیشان فی بدر ، جیش رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وجیش کفّار قریش، وفی یومها کانت غزوة بدر ونصر الله جیش رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) علی المشرکین وکان ذلک أعظم فتوح الاسلام ولذلک قال علماؤنا یستحبّ الاکثار من الصّدقة والشّکر فی هذا الیوم وللغسل والعبادة فی لیله أیضاً فضل عظیم .

أقول : فی روایات عدیدة انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال لاصحابه لیلة بدر من منکم یمضی فی هذه اللّیلة الی البئر فیستقی لنا؟ فصمتوا ولم یقدم منهم أحد علی ذلک، فأخذ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) قربة وانطلق یبغی الماء، وکانت لیلة ظلمآء باردة ذات ریاح حتّی ورد البئر وکان عمیقاً مظلماً، فلم یجد دلواً یستقی به فنزل فی البئر وملا القربة، فارتقی وأخذ فی الرّجوع، فعصفت علیه عاصفة جلس علی الارض لشدّتها حتّی سکنت، فنهض واستأنف المسیر واذا بعاصفة کالاولی تعترض طریقه فتجلسه علی الارض، فلمّا هدأت العاصفة قام یواصل مسیره واذا بعاصفة ثالثة تعصف علیه فجلس علی الارض، فلمّا

ص: 239

زالت عنه قام وسلک طریقه حتّی بلغ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فسأله النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فقال : یا أبا الحسن لماذا أبطأت ؟ فقال : عصفت علیّ عواصف ثلاث زعزعتنی فمکثت لکی تزول ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : وهل علمت ما هی تلک العواصف یا علی ؟ فقال ( علیه السلام ) : لا ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : کانت العاصفة الاولی جبرئیل ومعه ألف ملک سلّم علیک وسلّموا، والثّانیة کانت میکائیل ومعه ألف ملک سلّم علیک وسلّموا، والثّالثة قد کانت اسرافیل ومعه ألف ملک سلّم علیک وسلّموا، وکلّهم قد هبطوا مدداً لنا .

أقول : الی هذا قد أشار من قال انّها کانت لامیر المؤمنین ( علیه السلام ) ثلاثة آلاف منقبة فی لیلة واحدة ویشیر الیه السّید الحمیری فی مدحه له ( علیه السلام ) فی الشّعر :

اُقسِمُ بِاللهِ وَآلائِهِ وَالْمَرْءُ عَمّا قالَ مَسْؤُولُ

اِنَّ عَلِیَّ بنَ اَبی طالِب عَلَی التُّقی وَالْبِرِّ مَجْبُولُ

کانَ اِذَا الْحَربُ مَرَتْهَا الْقَنا وَاَحَجَمَتْ عَنْهَا البَهالیلُ

یَمْشی اِلَی الْقِرْنِ وَفی کَفِّهِ اَبْیَضُ ماضِی الْحَدِّ مَصْقُولٌ

مَشْیَ الْعَفَرْنا بَیْنَ اَشْبالِهِ اَبْرَزَهُ لِلْقَنَصِ الْغیلُ

ذاکَ الَّذی سَلَّمَ فی لَیْلَة عَلَیْهِ میکالٌ وَجِبْریلُ

میکالُ فی اَلْف وَجِبْریلُ فی اَلْفِ وَیَتْلُوهُمْ سَرافیلُ

لَیْلَةَ بَدْر مَدَداً اُنْزِلُوا کَاَنَّهُمْ طَیْرٌ اَبابیلُ

اللّیلة التّاسِعَة عَشرة

وهی اوّل لیلة من لیالی القدر، ولیلة القدر هی لیلة لا یضاهیها فی الفضل سواها من اللّیالی والعمل فیها خیر من عمل ألف شهر، وفیها یقدّر شؤون السّنة وفیها تنزّل الملائکة والرّوح الاعظم باذن الله، فتمضی الی امام العصر ( علیه السلام )

ص: 240

وتتشرّف بالحضور لدیه، فتعرض علیه ما قدر لکلّ احد من المقدّرات، وأعمال لیالی القدر نوعان : فقسم منها عام یؤدّی فی کلّ لیلة من اللّیالی الثلاثة، وقسم خاص یؤتی فیما خصّ به من هذه اللّیالی ، والقسم الاوّل عدّة أعمال :

الاوّل : الغُسل ، قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : الافضل أن یغتسل عند غروب الشّمس لیکون علی غسل لصلاة العشاء .

الثّانی : الصّلاة رکعتان یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد التّوحید سبع مرّات ویقول بعد الفراغ سبعین مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَیْهِ وفی النّبوی : من فعل ذلک لا یقوم من مقامه حتّی یغفر الله له ولابویه الخبر

الثّالث : تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بین یدیک وتقول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکِتابِکَ وَما فیهِ وَفیهِ اسْمُکَ الاَکْبَرُ وَاَسْماؤُکَ الْحُسْنی، وَما یُخافُ وَیُرْجی اَنْ تَجْعَلَنی مِنْ عُتَقائِکَ مِنَ النّارِ وتدعو بما بدالک من حاجة .

الرّابع : خذ المُصحف فدعه علی رأسک وقُل :

اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ کُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فیهِ، وَبِحَقِّکَ عَلَیْهِمْ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّکَ مِنْکَ ثمَّ قُل عَشر مرّات بِکَ یااَللهُ وعَشر مرّات بِمُحَمَّد وعَشر مرّات بِعَلیٍّ وعَشر مرّات بِفاطِمَةَ وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ وعَشر مرّات بِالْحُسَیْنِ وعَشر مرّات بِعَلِی بْنِ الْحُسَیْنِ وعَشر مرّات بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وعَشر مرّات بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِمُوسَی بْنِ جَعْفَر وعَشر مرّات بِعَلِیِّ بْنِ مُوسی وعَشر مرّات بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وعَشر مرّات بِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وعَشر مرّات بِالْحُجَّةِ وتسأل حاجتک .

الخامس : زیارة الحسین ( علیه السلام ) فی الحدیث انّه اذا کان لیلة القدر نادی مناد من السّماء السّابعة

ص: 241

من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسین ( علیه السلام ) .

السّادس : احیاء هذه اللّیالی الثّلاثة ففی الحدیث : مَنْ احیا لیلة القدر غفرت له ذنوبه ولو کانت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقیل الجبال ومکائیل البحار .

السّابع : الصّلاة مائة رکعة فانّها ذات فضل کثیر، والافضل أن یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد التّوحید عشر مرّات .

الثّامن : تقول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَمْسَیْتُ لَکَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِکُ لِنَفْسی نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اَشْهَدُ بِذلِکَ عَلی نَفْسی، وَاَعْتَرِفُ لَکَ بِضَعْفِ قُوَّتی، وَقِلَّةِ حیلَتی، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْجِزْ لی ما وَعَدْتَنی وَجَمیعَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَیَّ ما آتَیْتَنی فَاِنّی عَبْدُکَ الْمِسْکینُ الْمُسْتَکینُ الضَّعیفُ الْفَقیرُ الْمَهینُ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْنی ناسِیاً لِذِکْرِکَ فیما اَوْلَیْتَنی، وَلا لاِِحْسانِکَ فیما اَعْطَیْتَنی، وَلا آیِساً مِنْ اِجابَتِکَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّی، فی سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء، اَوْ عافِیَة اَوْ بَلاء، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ .

وقد روی الکفعمی هذا الدّعاء عن الامام زین العابدین ( علیه السلام ) کان یدعو به فی هذه اللّیالی قائماً وقاعداً وراکعاً وساجداً، وقال العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) : انّ أفضل الاعمال فی هذه اللّیالی هو الاستغفار والدّعاء لمطالب الدّنیا والاخرة للنّفس وللوالدین والاقارب وللاخوان المؤمنین الاحیاء منهم والاموات والذّکر والصّلاة علی محمّد وآل محمّد ما تیسّر، وقد ورد فی بعض الاحادیث استحباب قراءة دعاء الجوشن الکبیر فی هذه اللّیالی الثّلاث .

أقول : قد أوردنا الدّعاء فیما مضی وقد روی انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قیل له :

ص: 242

ماذا أسأل الله تعالی اذا أدرکت لیلة القدر ؟ قال : العافیة .

أما القسم الثّانی أی مایخصّ کلّ لیلة من لیالی القدر فهو کما یلی :

أعمال اللّیلة التّاسِعة عشرة

الاوّل : أن یقول مائة مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَیْهِ .

الثّانی : مائة مرّة اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمیرِ الْمُؤمِنینَ .

الثّالث : دعاء یا ذَا الَّذی کانَ وقد مضی الدّعاء فی القسم الرّابع من الکتاب.

الرّابع : یقول :

اَللّهُمَّ اْجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفیما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَکیمِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِی الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلْ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ وَاجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ فی رِزْقی، وَتَفْعَلَ بی کَذا وَکَذا ویسأل حاجته عوض هذه الکلمة .

اللّیلة الواحدة والعِشرون

وفضلها أعظم من اللّیلة التّاسعة عشرة وینبغی أن یؤدّی فیها الاعمال العامّة للیالی القدر من الغسل والاحیاء والزّیارة والصّلاة ذات التّوحید سبع مرّات ووضع المصحف علی الرّأس ودعاء الجوشن الکبیر وغیر ذلک وقد أکّدت الاحادیث استحباب الغُسل والاحیاء والجدّ فی العبادة فی هذه اللّیلة واللّیلة الثّالثة والعشرین وانّ لیلة القدر هی احدهما ، وقد سُئل المعصوم ( علیه السلام ) فی عدّة أحادیث عن لیلة القدر أی اللّیلتین هی ؟ فلم یعیّن ، بل قال : « ما أیسَر لیلتین فیما تطلبُ » أو قال : « ما عَلیْکَ اَنْ تَفعَلَ خیراً فی لَیلَتَیْنِ » ونحو ذلک، وقال شیخنا الصّدوق فیما أملی علی المشایخ فی مجلس واحد من مذهب الامامیّة: ومن أحیی هاتین اللّیلتین بمذاکرة العلم فهو أفضل، ولیبدأ من هذه اللّیلة فی دعوات العشر الاواخر

ص: 243

من الشّهر، منها هذا الدّعاء وقد رواه الکلینی فی الکافی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : تقول فی العشر الاواخر من شهر رمضان کلّ لیلة :

اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِکَ الْکَریمِ أنْ یَنْقِضیَ عَنّی شَهْرُ رَمَضانَ اَوْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتی هذِهِ وَلَکَ قِبَلی ذَنْبٌ اَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنی عَلَیْهِ .

وروی الکفعمی فی هامش کتاب البلد الامین انّ الصّادق ( علیه السلام ) کان یقول فی کلّ لیلة من العشر الاواخر بعد الفرائض والنّوافل :

اَللّهُمَّ اَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضی مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصیرَنا فیهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً وَلا تُؤاخِذْنا بِاِسْرافِنا عَلی اَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومینَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الَْمحْرُومینَ .

وقال : من قاله غفر الله له ما صدر عنه فیما سلف من هذا الشّهر وعصمه من المعاصی فیما بقی منه .

ومنها ما رواه السّید ابن طاووس فی الاقبال عن ابن أبی عمیر، عن مرازم قال : کان الصّادق ( علیه السلام ) یقول فی کلّ لیلة من العشر الاواخر :

اَللّهُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ فی کِتابِکَ الْمُنْزَلِ: ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذی اُنْزِلَ فیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ ) فَعظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بما اَنْزَلْتَ فیهِ مِنَ الْقُرآنِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، اَللّهُمَّ وَهذِهِ اَیّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ، وَلَیالیهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ یا اِلهی مِنْهُ اِلی ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّی وَاَحْصی لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، فَاَسْأَلُکَ بِما سَأَلکَ بِهِ مَلائِکَتُکَ الْمُقَرَّبُونَ وَاَنْبِیاؤُکَ الْمُرْسَلُونَ، وَعِبادُکَ الصّالِحُونَ، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأنَ تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِکَ، وَاَنْ تَتَفَضَّلَ عَلیَّ بِعَفْوِکَ وَکَرَمُکَ و تَتَقبَّل تَقَربی وَ تَسْتَجیْبَ دُعائی

ص: 244

وتَمُنَّ عَلیّ بالامن یوم الخوف مِنْ کُلِّ هَوْل اَعْدَدْتَهُ لِیَومِ الْقِیامَةِ، اِلهی وَاَعُوذُ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ، وَبِجَلالِکَ الْعَظیمِ اَنْ یَنْقَضِیَ اَیّامُ شهْرِ رَمَضانَ وَلَیالیهِ وَلکَ قِبَلی تَبِعَةٌ اَوْ ذَنْبٌ تُؤاخِذُنی بِهِ اَوْ خَطیئَةٌ تُریدُ اَنْ تَقْتَصَّهَا مِنّی لَمْ َتَغْفِرْها لی سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی أسألُک یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ اِذْ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ اِنْ کُنْتَ رَضَیْتَ عَنی فی هذَا الشَّهْرِ فَاْزدَدْ عَنّی رِضاً، وَاِنْ لَمْ تَکُن رَضَیْتَ عنِّی فَمِنَ الانَ فَارْضَ عَنّی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا اَللهُ یا اَحَدُ یا صَمَدُ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ ( وأکثر من قول ) یا مُلَیِّنَ الْحَدیدِ لِداوُدَ عَلَیْهِ السَّلامُ یا کاشِفَ الضَرّ والکُرَبِ العِظام عَن ایّوب ( علیه السلام ) اَی مُفَرِّجَ هَمِّ یَعْقُوبَ عَلَیْهِ السَّلامُ، اَیْ مُنَفِّسَ غَمِّ یُوسُفَ عَلَیْهِ السَّلامُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما اَنْتَ أَهْلهُ اَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بی ما اَنَا اَهْلُهُ .

ومنها ما رواه فی الکافی مسنداً وفی المقنعة والمصباح مرسلاً، تقول أوّل لیلة منه أی فی اللّیلة الحادیة والعشرین :

یا مُولِجَ اللَّیْلِ فِی النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِی اللَّیْلِ، وَمُخْرِجَ الْحَیِّ مِنَ الْمَیِّتِ، وَمُخْرِجَ الْمَیِّتِ مِنْ الْحَیِّ، یا رازِقَ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِساب، یا اَللهُ یا رَحْمنُ، یا اَللهُ یا رَحیمُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقینَاً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَاِیماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا

ص: 245

حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ، وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِنابَهَ وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّداً عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمُ السَّلامُ .

دُعاء اللّیلة الثّانیة وَالْعِشْرینَ

یا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّیْلِ فَاِذا نَحْنُ مُظْلِموُنَ وَمُجْرِی الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدیرِکَ، یا عَزیزُ یا عَلیمُ، وَمُقَدِّرَ الْقَمَرِ مَنازِلَ حَتّی عادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدیمِ، یا نُورَ کُلِّ نُور، وَمُنْتَهی کُلِّ رَغْبَة، وَوَلِیَّ کُلِّ نِعْمَة، یا اَللهُ یا رَحْمنُ، یا اَللهُ یا قُدُّوسُ، یا اَحَدُ یا واحِدُ، یا فَرْدُ یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءِ، اَسْأَلکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ،وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغَبَةَ اِلَیْکَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ .

دُعاء اللّیلة الثّالِثة وَالْعِشْرینَ

یا رَبَّ لَیْلَةِ الْقَدْر وَجاعِلَها خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، وَرَبَّ اللَّیْلِ والنَّهارِ، وَالْجِبالِ والْبِحارِ، والظُّلَمِ والاَْنْوارِ، وَالاَْرْضِ وَالسَّماءِ، یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ، یا حَنّانُ یا مَنّانُ، یا اَللهُ یا رَحْمنُ، یا اَللهُ یا بَدیعُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی وَایماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالانابَةَ والتَّوبَةَ

ص: 246

والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ .

وروی محمّد بن عیسی بسنده عن الصّالحین ( علیهم السلام ) قالوا : کرّر فی اللّیلة الثّالثة والعشرین من شهر رمضان هذا الدّعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلی کلّ حال وفی الشّهر کلّه وکیف أمکنک ومتی حضرک من دهرک تقول بعد تمجیده تعالی والصّلاة علی نبیّه ( صلی الله علیه وآله وسلم ) :

اَللّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ فلان بن فلان وتقول عوض فلان بن فلان الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلی آبائِه فی هذِهِ السَّاعَةِ وَفی کُلِّ ساعَة وَلِیّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلیلاً وَعَیْنا حَتّی تُسْکِنَهُ اَرْضَکَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فیها طَویلاً ( وتقول أیضاً ) یا مُدَبِّرَ الاُمُورِ، یا باعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ، یا مُجْرِیَ الْبُحُورِ، یا مُلَیِّنَ الْحَدیدِ لِداوُدَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآل مُحَمد وافْعَلْ بی کَذ وَکَذا ( وتسْأل حأجتک ) اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ .

وارفع یدیک الی السّماء أی عند قولک یا مُدَبِّرَ الاُمُورِ الی آخر الدّعاء وادع بهذا الدّعاء راکعاً وساجداً وقائماً وقاعداً وکرّره وادع به فی اللّیلة الاخیرة ایضاً .

دُعاءُ اللَّیلَةِ الرّابعةِ وَالْعِشْرین

یا فالِقَ الاِْصْباحِ، وَجاعِلَ اللَّیْلِ سَکَناً، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْباناً، یا عَزیزُ یا عَلیمُ، یا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ، وَالْقُوَّةِ وَالْحَوْلِ، وَالْفَضْلِ والاِْنْعامِ، وَالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا اَللهُ یا رَحْمنُ، یا اَللهُ یا فَرْدُ یا وِتْرُ، یا اَللهُ یا ظاهِرُ یا باطِنُ، یا حَیُّ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یَذْهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی

ص: 247

الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَهً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ، وَالانابَةَ وَالتَّوْبَهَ وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

دُعاء اللّیْلَةِ الخامِسَةِ وَالْعِشْرینَ

یا جاعِلَ اللَّیْلِ لِباساً، وَالنَّهارِ مَعاشاً، وَالاَْرْضِ مِهاداً، وَالْجِبالِ اَوْتاداً، یا اَللهُ یا قاهِرُ، یا اَللهُ یا جَبّارُ، یا اَللهُ یا سَمیعُ، یا اَللهُ یا قَریبُ، یا اَللهُ یا مُجیبُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ، حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ .

دُعاءِ اللَّیلة السّادِسَة وَالْعِشْرینَ

یا جاعِلَ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ آیتَیْنِ، یا مَنْ مَحا آیَةَ اللَّیْلِ وَجَعَلَ آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْهُ وَرِضْواناً، یا مُفَصِّلَ کُلِّ شَیْء تَفْصیلاً، یا ماجِدُ یا وَهّابُ، یا اَللهُ یا جَوادُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدآءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

دعاء اللّیْلَةِ السّابِعَة وَالْعِشْرینَ

یا مادَّ الظِّلِّ وَلَوْ

ص: 248

شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ ساکِناً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَیْهِ دَلیلاً ثُمَّ قَبَضْتَهُ اِلیْکَ قَبْضاً یَسیراً، یا ذَالْجُودِ وَالطَّوْلِ وَالْکِبْرِیاءِ وَالالاءِ، لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ عالِمُ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ، لا إلهَ إلاّ اَنْتَ یا قُدُّوسُ یا سَلامُ یا مُؤْمِنُ یامُهَیْمِنُ یا عَزیزُ یاجَبّارُ یا مُتَکبِّرُ یا اَللهُ یا خالِقُ یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

دُعاء اللَّیْلَةِ الثّامِنة وَالْعِشْرینَ

یا خازِنَ اللَّیْلِ فِی الْهَواءِ، وَخازِنَ النُّورِ فِی السَّماءِ، وَمانِعَ السَّماءِ أَنْ تَقَعَ عَلَی الاَْرْضِ إلاّ بِاِذْنِهِ وَحابِسَهُما اَنْ تَزُولا، یا عَلیمُ یا عَظیمُ، یا غَفُورُ یا دائِمُ، یا اَللهُ یا وارِثُ، یا باعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

دُعاء اللّیلةِ التّاسِعَة وَالْعِشْرینَ

ص: 249

ا مُکَوِّرَ اللَّیْلِ عَلَی النَّهارِ، وَمُکَوِّرَ النَّهارِ عَلَی اللَّیْلِ، یا عَلیمُ یا حَکیمُ یا رَبَّ الاَرْبابِ وَسَیِّدَ الساداتِ، لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ یا اَقْرَبَ اِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

دُعاء اللّیلةِ الثّلاثینَ

الْحَمْدُ للهِ لا شَریکَ لَهُ، الْحَمْدُ للهِ کَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ، یا قُدُّوسُ یا نُورُ یا نُورَ الْقُدْسِ، یا سُبُّوحُ یا مُنْتَهی التَّسْبیحِ، یا رَحْمنُ یا فاعِلَ الرَّحْمَةِ، یا اللهُ یا عَلیمُ یا کَبیرُ، یا اَللهُ یا لَطیفُ یا جَلیلُ، یا اَللهُ یا سَمیعُ یا بَصیرُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ .

تتمّة أعمال اللّیلة الحادِیةَ وَالْعِشْرینَ

روی الکفعمی عن السّیّد ابن باقی : تقول فی اللّیلةِ

ص: 250

الحادیة والعشرین :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد، وَآلِ مُحَمَّد وَاقْسِمْ لی حِلْماً یَسُدُّ عَنّی بابَ الْجَهْلِ، وَهُدیً تَمُنُّ بِهِ عَلَیَّ مِنْ کُلِّ ضَلالَة، وَغِنیً تَسُدُّ بِهِ عَنّی بابَ کُلِّ فَقْر، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّی کُلَّ ضَعْف، وَعِزّاً تُکْرِمُنی بِهِ عَنْ کُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنی بِها عَنْ کُلِّ ضَعَة، وَاَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّی کُلَّ خَوْف، وَعافِیَةً تَسْتُرُنی بِها عَنْ کُلِّ بَلاء، وَعِلْماً تَفْتَحُ لی بِهِ کُلَّ یَقین، وَیَقیناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّی کُلَّ شَکٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لی بِهِ الاِجابَةَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ، وَفی هذِهِ السّاعَةِ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ یا کَریمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لی بِهِ کُلَّ رَحْمَة، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَیْنی وَبَیْنَ الذُّنُوبِ، حَتّی اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومُینَ عِنْدَکَ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وروی عن حماد بن عثمان قال : دخلت علی الصّادق ( علیه السلام ) لیلة احدی وعشرین من شهر رمضان فقال لی : یا حماد اغتسلت ، فقلت : نعم جعلت فداک، فدعا بحصیر ثمّ قال : الیّ لزقی فصلّ فلم یزل یصلّی وأنا اُصلّی الی لزقه حتّی فرغنا من جمیع صلواتنا، ثمّ أخذ یدعو وأنا اُءَمِّن علی دعائه الی أن اعترض الفجر، فأذّن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه، فتقدّم فصلّی بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الکتابِ وَاِنّا اَنْزَلناهُ فی لَیلَةِ الْقَدْرِ فی الاُولی، وفی الرّکعة الثّانیة بفاتحة الکتاب وقُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ، فلمّا فرغنا من التّسبیح والتّحمید والتّقدیس والثّناء علی الله تعالی والصّلاة علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) والدّعاء لجمیع المؤمنین والمؤمنات والمسلمین والمسلمات خرّ ساجداً لا أسمع منه الّا النّفس ساعة طویلة، ثمّ سمعته یقول لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَبْصارِ، الی آخر الدّعاء المروی فی

ص: 251

الاقبال.

وروی الکلینی انّه کان الباقر ( علیه السلام ) اذا کانت لیلة احدی وعشرین وثلاث وعشرین أخذ فی الدّعاء حتّی یزول اللّیل ( ینتصف ) فاذا زال اللّیل صلّی . وروی انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان یغتسل فی کلّ لیلة من هذا العشر، ویستحبّ الاعتکاف فی هذا العشر وله فضل کثیر وهو أفضل الاوقات للاعتکاف، وروی انّه یعدل حجّتین وعمرتین، وکان رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) اذا کان العشر الاواخر اعتکف فی المسجد وضُرِبت له قُبّة من شعر وشمّر المئزَر وطَوی فِراشه واعلم انّ هذه لیلة تتجدّد فیها أحزان آل محمّد وأشیاعهم ففیها فی سنة أربعین من الهجرة کانت شهادة مولانا أمیر المؤمنین صلوات الله علیه .

وروی انّه ما رفع حجر عن حجر فی تلک اللّیلة الّا وکان تحته دماً عبیطاً کما کان لیلة شهادة الحسین ( علیه السلام ) ، وقال المفید ( رحمه الله ) : ینبغی الاکثار فی هذه اللّیلة من الصّلاة علی محمّد وآل محمّد والجدّ فی اللّعن علی ظالمی آل محمّد ( علیهم السلام ) واللّعن علی قاتل امیر المؤمنین ( علیه السلام ) .

الْیَومُ الحادی وَالعِشرون

یوم شهادة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ومن المناسب أن یزار ( علیه السلام ) فی هذا الیوم، والکلمات التی نطق بها خضر ( علیه السلام ) فی هذا الیوم وهی کزیارة له ( علیه السلام ) فیه قد أودعناها کتابنا هدیّة الزّائر .

اللّیلة الثّالِثة وَالعِشرُون

وهی أفضل من اللّیلتین السّابقتین ویستفاد من أحادیث کثیرة انّها هی لیلة القدر وفیها یقدّر کلّ أمر حکیم، ولهذه اللّیلة عدّة أعمال خاصّة سوی الاعمال العامّة التی تشارک فیها

ص: 252

اللّیلتین الماضیتین .

الاوّل : قراءة سورتی العنکبوت والرّوم، وقال الصّادق ( علیه السلام ) : انّ من قرأ هاتین السّورتین فی هذه اللّیلة کان من أهل الجنّة .

الثّانی : قراءة سورة حم دُخّان .

الثّالث : قراءة سورة القدر ألف مرّة .

الرّابع : أن یکرّر فی هذه اللّیلة بل فی جمیع الاوقات هذا الدّعاء اَللّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ الخ ، وقد ذکرناه فی خلال أدعیة العشر الاواخر بعد دعاء اللّیلة الثّالثة والعشرین.

الخامس : یقول :

اَللّهُمَّ امْدُدْ لی فی عُمْری، وَاَوْسِعْ لی فی رِزْقی، وَاَصِحَّ لی جِسْمی، وَبَلِّغْنی اَمَلی، وَاِنْ کُنْتُ مِنَ الاَْشْقِیاءِ فَاْمُحنی مِنَ الاَْشْقِیاءِ، وَاْکتُبْنی مِنَ السُّعَداءِ، فَاِنَّکَ قُلْتَ فی کِتابِکَ الْمُنْزَلِ عَلی نَبِیِّکَ الْمُرْسَلِ صَلَوتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ: ( یَمْحُو اللهُ ما یَشاءُ وَیُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْکِتابِ ) .

السّادس : یقول :

اَللّهُمَّ اجْعَلْ فیما تَقْضی وَفیما تُقَدِّرُ مِنَ الاَْمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفیما تَفْرُقُ مِنَ الاَْمْرِ الْحَکیمِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُردُّ وَلا یُبَدَّلُ اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی عامی هذا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فیما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ لی فی رِزْقی .

السّابع : یدعو بهذا الدّعاء المروی فی الاقبال :

یا باطِناً فی ظُهُورِهِ، وَیا ظاهِراً فی بُطُونِهِ وَیا باطِناً لَیْسَ یَخْفی، وَیا ظاهِراً لَیْسَ یُری، یا مَوْصُوفاً لا یَبْلُغُ بِکَیْنُونَیِةِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَیا غائِباً غَیْرَ مَفْقُود، وَیا شاهِداً غَیْرَ مَشْهُود، یُطْلَبُ فَیُصابُ، وَلَمْ یَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالاَْرْضِ وَمابَیْنَهُما طَرْفَةَ عَیْن، لا یُدْرِکُ بِکَیْف وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن وَلا بِحَیْث، اَنْتَ نُورُ النُّورِ وَرَبَّ الاَْرْبابِ، اَحَطْتَ بِجَمیعِ الاُمُورِ، سُبْحانَ مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ

ص: 253

وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ هکَذا وَلا هکَذا غَیْرُهُ . ثمّ تدعو بما تشاء .

الثّامن : أن یأتی غسلاً آخر فی آخر اللّیل سوی ما یغتسله فی أوّله واعلم انّ للغسل فی هذه اللّیلة واحیاؤها وزیارة الحسین ( علیه السلام ) فیها والصّلاة مائة رکعة فضل کثیر وقد أکّدتها الاحادیث .

روی الشّیخ فی التهذیب عن أبی بصیر قال : قال لی الصّادق ( علیه السلام ) : صلّ فی اللّیلة التی یرجی أن تکون لیلة القدر مائة رکعة تقرأ فی کلّ رکعة قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ عشر مرّات قال : قلت : جعلت فداک فإن لم أقو علیها قائماً قال : صلّها جالساً ، قلت : فإن لم أقو ، قال : ادّها وأنت مستلق فی فراشک .

وعن کتاب دعائم الاسلام انّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) کان یطوی فراشه ویشدّ مئزره للعبادة فی العشر الاواخر من شهر رمضان، وکان یوقظ أهله لیلة ثلاث وعشرین، وکان یرشّ وجوه النّیام بالماء فی تلک اللّیلة وکانت فاطمة صلوات الله علیها لا تدع أهلها ینامون فی تلک اللّیلة وتعالجهم بقلّة الطّعام وتتأهّب لها من النّهار، أی کانت تأمرهم بالنّوم نهاراً لئلاّ یغلب علیهم النّعاس لیلاً، وتقول: محروم من حرم خیرها .

وروی انّ الصّادق ( علیه السلام ) کان مدنفاً فأمر فأخرج الی المسجد فکان فیه حتّی أصبح لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان .

قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : علیک فی هذه اللّیلة أن تقرأ من القرآن ما تیسّر لک، وأن تدعو بدعوات الصّحیفة الکاملة لا سیّما دعاء مکارم الاخلاق ودعاء التّوبة، وینبغی أن یراعی حرمة

ص: 254

أیّام لیالی القدر والاشتغال فیها بالعبادة وتلاوة القرآن المجید والدّعاء، فقد روی باسناد معتبرة انّ یوم القدر مثل لیلته .

اللّیلة السّابِعَة وَالعِشرُون

ورد فیها الغسل وروی انّ الامام زین العابدین ( علیه السلام ) کان یقول فیها من اوّل اللّیلة الی آخرها: اَللّهُمَّ ارْزُقْنی التَّجافِیَ عَنْ دارِ الغُرُورِ، وَالاِنابَةَ اِلی دارِ الْخُلُودِ، وَالاسْتِعْدادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ.

آخر لیلة من الشّهر هی لیلة کثیرة البرکات وفیها أعمال :

الاوّل : الغُسل .

الثّانی : زیارة الحسین ( علیه السلام ) .

الثّالث : قراءة سور الانعام والکهف ویس ومائة مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَیْهِ .

الرّابع : أن یدعو بهذا الدّعاء الذی رواه الکلینی عن الصّادق ( علیه السلام ) :

اَللّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذی اَنْزَلْتَ فیهِ الْقُرْآنَ، وَقَدْ تَصَرَّمَ وَاَعُوذُ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ یا رَبِّ أنْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتی هذِهِ، اَوْ یَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ وَلَکَ قِبَلی تَبِعَةٌ اَوْ ذَنْبٌ تُریدُ اَنْ تُعَذِّبَنی بِهِ یَوْمَ اَلْقاکَ .

الخامس : أن یدعو بالدّعاء یا مُدَبِّرَ الاُمُورِ الخ الذی مضی فی أعمال اللّیلة الثّالثة والعشرین.

السّادس : أن یودّع شهر رمضان بدعوات الوداع التی رواها الکلینی والصّدوق والمفید والطّوسی والسّید ابن طاووس رضوان الله علیهم ولعلّ احسنها هو الدّعاء الخامس والاربعون من الصّحیفة الکاملة ، وروی السّید ابن طاووس عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : مَن ودّع شهر رمضان، فی آخر لیلة منه وقال : اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخرَ الْعَهْدِ مِنْ صِیامی لِشَهْرِ رَمَضانَ وَاَعُوذُ بِکَ اَنْ یَطْلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّیْلَةِ إلاّ وَقَد غَفَرْتَ لی غفر الله تعالی له قبل أن یصبح ورزقه الانابة الیه وروی السّید والشّیخ الصّدوق عن جابر بن عبد الله الانصاری قال

ص: 255

: دخلت علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی آخر جمعة من شهر رمضان فلمّا أبصر بی قال لی : یا جابر هذا آخر جُمعة من شهر رمضان فودّعه وقل : اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخرَ الْعَهْدِ مِنْ صِیامِنا اِیّاهُ فَاِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنی مَرْحُوماً وَلا تَجْعَلنی مَحْرُوماً، فانّه من قال ذلک ظفر باحدی الحسنیین امّا ببلوغ شهر رمضان من قابل، وأمّا بغفران الله ورحمته .

وروی السّید ابن طاووس والکفعمی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : من صلّی آخر لیلة من شهر رمضان عشر رکعات یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب مرّة واحدة وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ عشر مرّات ویقول فی رکوعه وسجوده عشر مرّات سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ، ویتشهّد فی کلّ رکعتین ثمّ یسلّم فاذا فرغ من آخر عشر رکعات وسلّم استغفر الله ألف مرّة، فاذا فرغ من الاستغفار سجد ویقول فی سجوده : یا حِیُّ یا قَیُّومُ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرام، یا رِحْمنَ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ وَرَحیمَهُما، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا اِلهَ الاَوَّلینَ وَالاخِرینَ، اِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَتَقَبَّلْ مِنّا صَلاتَنا وَصِیامَنا وَقِیامَنا .

قال النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً انّ جبرئیل أخبرنی عن اسرافیل عن ربّه تبارک وتعالی انّه لا یرفع رأسه من السّجود حتّی یغفر الله له ویتقبّل منه شهر رمضان ویتجاوز عن ذنوبه الخبر، وقد روّیت هذه الصّلاة فی لیلة عید الفطر أیضاً ولکن فی تلک الرّوایة انّه یسبّح بالتسبیحات الاربع فی الرّکوع والسّجود .

وورد فی دعاء السّجود بعد الصّلاة عوض اِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا الی آخر الدّعاء اِغْفِرْ لی

ص: 256

ذُنُوبی وَتَقَبَّلْ صَوْمی وَصَلاتی وَقِیامی .

الیَوْمُ الثّلاثُون

روی السّید للیوم الاخیر من الشّهر دعاءاً أوّله اَللّهُمَّ اِنَّکَ اَرْحَمَ، الرّاحِمینَ ویختم القرآن غالباً فی هذا الیوم، فینبغی أن یدعی عند الختم بالدّعاء الثّانی والاربعین من الصّحیفة الکاملة ولمن شاء أن یدعو بهذا الدّعاء الوجیز الذی رواه الشّیخ عن أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه: اَللّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْری وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرآنِ بَدَنی، وَنَوِّرْ بِالْقُرآنِ بَصَری، وَاَطْلِقْ بِالْقُرآنِ لِسانی، وَاَعَنّی عَلَیْهِ ما اَبْقَیْتَنی، فَاِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِکَ، ویدعو أیضاً بهذا الدّعاء المروی عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) :

اَللّهُمَّ اِنِّی اَسْاَلُکَ اِخْباتَ الُْمخْبِتینَ، وَاِخْلاصَ الْمُوقِنینَ، وَمُرافَقَةَ الاَْبْرارِ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الاِیمانِ، وَالْغَنیمَةَ مِنْ کُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ کُلِّ اِثْم، وَوُجُوبَ رَحْمَتِکَ، وَعَزآئِمَ مَغْفِرَتِکَ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ .

خاتمة فی صلوات اللّیالی ودعوات الایّام المشهورة

وقد ذکرها العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) فی کتاب زاد المعاد فی الفصل الاخیر من أعمال شهر رمضان، وانّنی اقتصر هُنا علی ما ذکر هُناک ، قال :

صلاة اللّیلة الاُولی اربع رکعات فی کلّ رکعة بعد الحمد التّوحید خمس عشرة مرّة .

اللّیلة الثّانیة أربع رکعات فی کلّ رکعة بعد الحمد عشرون مرّة انّا اَنْزَلناهُ .

الثّالثة عشر رکعات فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید خمسون مرّة.

الرّابعة ثمان رکعات فی کلّ رکعة الحمد وانّا اَنْزَلناهُ عشرون مرّة.

الخامسة رکعتان فی کلّ منهما الحمد والتّوحید خمسون مرّة ویقول بعد الفراغ مائة مرّة اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

السّادسة أربع رکعات فی کلّ منها الحمد وسورة تَبارَکَ الّذی بِیَدِهِ المُلْکُ .

السّابعة أربع رکعات فی کلّ منها الحمد وثلاث عشرة مرّة انّا اَنْزَلناهُ.

الثّامنة رکعتان فی کلّ منهما الحمد والتّوحید عشر مرّات ویقول بعد

ص: 257

السّلام ألف مرّة سُبْحانَ اللهِ .

التّاسِعة ستّ رکعات بین المغرب والعشاء فی کلّ منها الحمد وآیة الکرسی سبع مرّات ویقول بعد الفراغ خمسین مرّة اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

العاشرة عشرون رکعة فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید ثلاثون مرّة.

الحادیة عشرة رکعتان فی کلّ منهما الحمد وعشرون مرّة اِنّا اَعْطَیْناکَ الْکَوثَرَ .

الثّانیة عشرة ثمان رکعات فی کلّ منها الحمد وثلاثون مرّة انّا اَنْزَلناهُ .

الثّالثة عشرة أربع رکعات فی کلّ منها الحمد والتّوحید خمساً وعشرون مرّة .

الرّابعة عشرة ستّ رکعات فی کلّ رکعة الحمد وثلاثون مرّة سورة اِذا زُلزِلَت .

الخامسة عشرة أربع رکعات فی الاوّلیین یقرأ بعد الحمد التّوحید مائة مرّة، وفی الاخریین یقرؤها خمسون مرّة.

السّادسة عشرة اثنتا عشرة رکعة فی کلّ رکعة الحمد واثنتا عشرة مرّة سورة اَلْهیکُمُ التَّکاثُرُ .

السّابعة عشرة رکعتان فی الاولی یقرأ بعد الحمد ما شاء من السّور وفی الثّانیة یقرأ بعدها التّوحید مائة مرّة. ویقول بعد السّلام مائة مرّة لا اِلهَ إلاّ اللهُ

الثّامنة عشرة أربع رکعات فی کلّ رکعة الحمد وخمس وعشرون مرّة سورة اِنّا اَعْطَیْناکَ الْکَوثَرَ .

التّاسعة عشرة خمسون رکعة بالحمد وخمسین مرّة سورة اِذا زُلْزِلَت والظاهر انّ المراد أن تقرأ السّورة فی کلّ رکعة مرّة واحدة فانّ من الصّعب أن یقرأ سورة اذا زلزلت فی لیلة واحدة الفین وخمسمائة مرّة .

صلاة اللّیلة العشرین والحادیة والعشرین والثّانیة والعشرین والثّالثة والعشرین والرّابعة والعشرین فی کلّ من هذه اللّیالی یصلّی ثمان رکعات بما تیسّر من السّور.

الخامسة والعشرین ثمان رکعات فی کلّ منها الحمد والتّوحید عشر مرّات.

السّادسة والعشرین ثمان رکعات فی کلّ منها الحمد والتّوحید مائة مرّة.

السّابعة والعشرین

ص: 258

أربع رکعات فی کلّ منها الحمد وسورة تَبارَکَ الّذی بِیَدِهِ المُلْکُ فان لم یتمکّن قرأ التّوحید خمساً وعشرین مرّة.

الثّامنة والعشرین ستّ رکعات فی کلّ منها الحمد وآیة الکرسی مائة مرّة، والتّوحید مائة مرّة، وسورة الکوثر مائة مرّة، وبعد الصّلاة یصلّی علی النّبی وآله مائة مرّة .

أقول : صلاة اللّیلة الثّامنة والعشرین علی ما وجدتها فی الاحادیث ستّ رکعات بفاتحة الکتاب وآیة الکرسی عشر مرّات والکوثر عشراً وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ عشراً ویُصلّی علی النّبی وآله مائة مرّة.

التّاسعة والعشرین رکعتان فی کلّ منهما الحمد والتّوحید عشرون مرّة.

الثّلاثین اثنتا عشرة رکعة فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید عشرون مرّة ویصلّی بعد الفراغ علی محمّد وآل محمّد مائة مرّة وهذه الصّلوات کلّها یفصل بین کلّ رکعتین منها بالسّلام کما ذکر .

وأمّا دَعَواتِ الایّام

فقد روی عن ابن عبّاس عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فضلاً کثیراً لصیام کلّ یوم من شهر رمضان وذکر لکلّ یوم منه دعاءاً یخصّه ذا فضل کثیر وأجر جزیل ونحن نقتصر علی ایراد الدّعوات .

دعاء الیوم الاوّل : اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِیامی فیهِ صِیامَ الصّائِمینَ، وَقِیامی فیهِ قیامَ الْقائِمینَ، وَنَبِّهْنی فیهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلینَ، وَهَبْ لی جُرْمی فیهِ یا اِلهَ الْعالَمینَ، وَاعْفُ عَنّی یا عافِیاً عَنْ الُْمجْرِمینَ .

الیوم الثّانی : اَللّهُمَّ قَرِّبْنی فیهِ اِلی مَرْضاتِکَ، وَجَنِّبْنی فیهِ مِنْ سَخَطِکَ وَنَقِماتِکَ، وَوَفِّقْنی فیهِ لِقِرآءَةِ ایاتِکَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الیوم الثّالث : اَللّهُمَّ ارْزُقْنی فیهِ الذِّهْنَ وَالتَّنْبیهَ، وَباعِدْنی فیهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالَّتمْویهِ، وَاجْعَلْ لی نَصیباً مِنْ کُلِّ خَیْر تُنْزِلُ فیهِ، بِجُودِکَ یا اَجْوَدَ الاَْجْوَدینَ .

الیوم الرّابع : اَللّهُمَّ قَوِّنی فیهِ عَلی اِقامَةِ اَمْرِکَ، وَاَذِقْنی فیهِ حَلاوَةَ ذِکْرِکَ، وَاَوْزِعْنی

ص: 259

فیهِ لاَِداءِ شُکْرِکَ بِکَرَمِکَ، وَاحْفَظْنی فیهِ بِحِفْظِکَ وَسَتْرِکَ، یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ .

الیوم الخامس : اَللّهُمَّ اجْعَلْنی فیهِ مِنْ الْمُسْتَغْفِرینَ، وَاجْعَلْنی فیهِ مِنْ عِبادِکَ الصّالِحینَ اْلقانِتینَ، وَاجْعَلنی فیهِ مِنْ اَوْلِیائِکَ الْمُقَرَّبینَ، بِرَأْفَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الیوم السّادس : اَللّهُمَّ لا تَخْذُلْنی فیهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِیَتِکَ، وَلاتَضْرِبْنی بِسِیاطِ نَقِمَتِکَ، وَزَحْزِحْنی فیهِ مِنْ مُوجِباتِ سَخَطِکَ، بِمَنِّکَ وَاَیادیکَ یا مُنْتَهی رَغْبَةِ الرّاغِبینَ .

الیوم السّابع : اَللّهُمَّ اَعِنّی فِیهِ عَلی صِیامِهِ وَقِیامِهِ، وَجَنِّبْنی فیهِ مِنْ هَفَواتِهِ وَآثامِهِ، وَارْزُقْنی فیهِ ذِکْرَکَ بِدَوامِهِ، بِتَوْفیقِکَ یا هادِیَ الْمُضِلّینَ .

الیوم الثّامن : اَللّهُمَّ ارْزُقْنی فیهِ رَحْمَةَ الاَْیْتامِ، وَاِطْعامَ اَلطَّعامِ، وَاِفْشاءَ السَّلامِ، وَصُحْبَةَ الْکِرامِ، بِطَولِکَ یا مَلْجَاَ الاْمِلینَ .

الیوم التّاسع : اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی فیهِ نَصیباً مِنْ رَحْمَتِکَ الْواسِعَةِ، وَاهْدِنی فیهِ لِبَراهینِکَ السّاطِعَةِ، وَخُذْ بِناصِیَتی اِلی مَرْضاتِکَ الْجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِکَ یا اَمَلَ الْمُشْتاقینَ .

الیوم العاشر : اَللّهُمَّ اجْعَلْنی فیهِ مِنَ الْمُتَوَکِّلینَ عَلَیْکَ، وَاجْعَلْنی فیهِ مِنَ الْفائِزینَ لَدَیْکَ، وَاجْعَلْنی فیهِ مِنَ الْمُقَرَّبینَ اِلَیْکَ، بِاِحْسانِکَ یا غایَةَ الطّالِبینَ .

الیوم الحادی عشر : اَللّهُمَّ حَبِّبْ اِلَیَّ فیهِ الاِْحْسانَ، وَکَرِّهْ اِلَیَّ فیهِ الْفُسُوقَ وَالْعِصْیانَ، وَحَرِّمْ عَلَیَّ فیهِ السَّخَطَ وَالنّیرانَ بِعَوْنِکَ یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ .

الیوم الثّانی عشر : اَللّهُمَّ زَیِّنّی فیهِ بِالسِّتْرِ وَالْعَفافِ، وَاسْتُرْنی فیهِ بِلِباسِ الْقُنُوعِ وَالْکَفافِ، وَاحْمِلْنی فیهِ عَلَی الْعَدْلِ وَالاِْنْصافِ، وَآمِنّی فیهِ مِنْ کُلِّ ما اَخافُ، بِعِصْمَتِکَ یا عِصْمَةَ الْخائِفینَ .

الیوم الثّالث عشر : اَللّهُمَّ طَهِّرْنی فیهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالاَْقْذارِ، وَصَبِّرْنی فیهِ عَلی کائِناتِ الاَْقْدارِ، وَوَفِّقْنی فیهِ لِلتُّقی وَصُحْبَةِ الاَْبْرارِ، بِعَوْنِکَ یا قُرَّةَ عَیْنِ الْمَساکینَ .

الیوم الرّابع عشر : اَللّهُمَّ لا تُؤاخِذْنی فیهِ بِالْعَثَراتِ، وَاَقِلْنی فیهِ مِنَ الْخَطایا وَالْهَفَواتِ، وَلا تَجْعَلْنی فیهِ غَرَضاً لِلْبَلایا وَالاْفاتِ، بِعِزَّتِکَ یا عِزَّ الْمُسْلِمینَ

ص: 260

.

الیوم الخامس عشر : اَللّهُمَّ ارْزُقْنی فیهِ طاعَةَ الْخاشِعینَ، وَاشْرَحْ فیهِ صَدْری بِاِنابَةِ الُْمخْبِتینَ، بِاَمانِکَ یا اَمانَ الْخائِفینَ .

الیوم السّادس عشر : اَللّهُمَّ وَفِّقْنی فیهِ لِمُوافَقَةِ الاَْبْرارِ، وَجَنِّبْنی فیهِ مُرافَقَةَ الاَْشْرارِ، وَآوِنی فیهِ بِرَحْمَتِکَ اِلی دارِ الْقَرارِ، بِاِلهِیَّتِکَ یا اِلهَ الْعالَمینَ .

الیوم السّابع عشر : اَللّهُمَّ اهْدِنی فیهِ لِصالِحِ الاَْعْمالِ، وَاقْضِ لی فیهِ الْحَوائِجَ وَالاْمالَ، یا مَنْ لا یَحْتاجُ اِلَی التَّفْسیرِ وَالسُّؤالِ، یا عالِماً بِما فی صُدُورِ الْعالَمینَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

الیوم الثّامن عشر : اَللّهُمَّ نَبِّهْنی فیهِ لِبَرَکاتِ اَسْحارِهِ، وَنَوِّرْ فیهِ قَلْبی بِضیاءِ اَنْوارِهِ، وَخُذْ بِکُلِّ اَعْضائی اِلَی اتِّباعِ آثارِهِ، بِنُورِکَ یا مُنَوِّرَ قُلُوبِ الْعارِفینَ .

الیوم التّاسع عشر : اَللّهُمَّ وَفِّرْ فیهِ حَظّی مِنْ بَرَکاتِهِ، وَسَهِّلْ سَبیلی اِلی خَیْراتِهِ، وَلا تَحْرِمْنی قَبُولَ حَسَناتِهِ، یا هادِیاً اِلَی الْحَقِّ الْمُبینِ .

الیوم العشرین : اَللّهُمَّ افْتَحْ لی فیهِ اَبْوابَ الْجِنانِ، وَاَغْلِقْ عَنّی فیهِ اَبْوابَ النّیرانِ، وَوَفِّقْنی فیهِ لِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، یا مُنْزِلَ السَّکینَةِ فی قُلُوبِ الْمُؤْمِنینَ .

الیوم الحادی والعشرین : اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی فیهِ اِلی مَرْضاتِکَ دَلیلاً، وَلا تَجْعَلْ لِلشَّیْطانِ فیهِ عَلَیَّ سَبیلاً، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ لی مَنْزِلاً وَمَقیلاً، یا قاضِیَ حَوائِجِ الطّالِبینَ .

الیوم الثّانی والعشرین : اَللّهُمَّ افْتَحْ لی فیهِ اَبْوابَ فَضْلِکَ، وَاَنْزِلْ عَلَیَّ فیهِ بَرَکاتِکَ، وَوَفِّقْنی فیهِ لِمُوجِباتِ مَرْضاتِکَ، وَاَسْکِنّی فیهِ بُحْبُوحاتِ جَنّاتِکَ، یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ .

الیوم الثّالث والعشرین : اَللّهُمَّ اغْسِلْنی فیهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَطَهِّرْنی فیهِ مِنَ الْعُیُوبِ، وَامْتَحِنْ قَلْبی فیهِ بِتَقْوَی الْقُلُوبِ، یا مُقیلَ عَثَراتِ الْمُذْنِبینَ .

الیوم الرّابع والعشرین : اَللّهُمَّ اِنّی اَسْأَلُکَ فیهِ ما یُرْضیکَ، وَاَعُوذُبِکَ مِمّا یُؤْذیکَ، وَاَسْأَلُکَ التَّوْفیقَ فیهِ لاَِنْ اُطیعَکَ وَلا اَعْصیْکَ، یا جَوادَ السّائِلینَ .

الیوم الخامس

ص: 261

والعشرین : اَللّهُمَّ اجْعَلْنی فیهِ مُحِبَّاً لاَِوْلِیائِکَ، وَمُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ اَنْبِیائِکَ، یا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِیّینَ .

الیوم السّادس والعشرین : اَللّهُمَّ اجْعَلْ سَعْیی فیهِ مَشْکُوراً، وَذَنْبی فیهِ مَغْفُوراً وَعَمَلی فیهِ مَقْبُولاً، وَعَیْبی فیهِ مَسْتُوراً، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ .

الیوم السّابع والعشرین : اَللّهُمَّ ارْزُقْنی فیهِ فَضْلَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَصَیِّرْ اُمُوری فیهِ مِنَ الْعُسْرِ اِلَی الْیُسْرِ، وَاقْبَلْ مَعاذیری، وَحُطَّ عَنّیِ الذَّنْبَ وَالْوِزْرَ، یا رَؤوفاً بِعِبادِهِ الصّالِحینَ .

الیوم الثّامن والعشرین : اَللّهُمَّ وَفِّرْ حَظّی فیهِ مِنَ النَّوافِلِ، وَاَکْرِمْنی فیهِ بِاِحْضارِ الْمَسائِلِ، وَقَرِّبْ فیهِ وَسیلَتی اِلَیْکَ مِنْ بَیْنِ الْوَسائِلِ، یا مَنْ لا یَشْغَلُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّینَ .

الیوم التّاسع والعشرین : اَللّهُمَّ غَشِّنی فیهِ بِالرَّحْمَةِ، وَارْزُقْنی فیهِ التَّوْفیقَ وَالْعِصْمَةَ، وَطَهِّرْ قَلْبی مِنْ غَیاهِبِ التُّهْمَةِ، یا رَحیماً بِعِبادِهِ الْمُؤْمِنینَ .

الیوم الثّلاثین : اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِیامی فیهِ بِالشُّکْرِ وَالْقَبُولِ عَلی ما تَرْضاهُ وَیَرْضاهُ الرَّسُولُ، مُحْکَمَةً فُرُوعُهُ بِالاُْصُولِ، بِحَقِّ سَیِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ .

أقول : اختلفت کتب الدّعوات فی تقدیم بعض الدّعوات والعبادات علی بعض، والرّوایة فی ذلک غیر معتبرة عندی لذلک لم أتعرّض لشیء منه، وقد ذکر الکفعمی دعاء الیوم السّابع والعشرین للیوم التّاسع والعشرین ولا یبعد أن یکون الانسب علی مذهب الشّیعة الدّعاء به فی الیوم الثّالث والعشرین ، انتهی .

الفَصل الرّابِعُ : فی أعمالِ شهرِ شَوّال

اعمال یوم عید الفطر

الیَوم الاوّل

یوم عید الفطر وأعماله عدیدة :

الاوّل : أن تکبّر بعد صلاة الصّبح وبعد صلاة العید بما مرّ من التکبیرات فی لیلة العید بعد الفریضة .

الثّانی : أن تدعو بعد فریضة الصّبح بما رواه السّید ( رحمه الله ) من دعاء اَللّهُمَّ اِنّی تَوَجَّهْتُ اِلَیْکَ بِمُحَمَّد اَمامی الخ وقد أورد الشّیخ هذا الدّعاء بعد صلاة العید

ص: 262

.

الثّالث : اخراج زکاة الفطرة صاعاً عن کلّ نسمة قبل صلاة العید علی التّفصیل المبین فی الکتب الفقهیّة، واعلم انّ زکاة الفطر من الواجبات المؤکّدة، وهی شرط فی قبول صوم شهر رمضان، وهی أمان عن الموت الی السّنة القابلة، وقد قدّم الله تعالی ذکرها علی الصّلاة فی الایة الکریمة « قَدْ اَفْلَحَ » .

الرّابع : الغسل والاحسن أن یغتسل من النّهر اذا تمکّن ووقت الغسل من الفجر الی حین أداء صلاة العید، کما قال الشّیخ، وفی الحدیث لیکن غسلک تحت الظّلال أو تحت حائط فاذا هممت بذلک فقل: اَللّهُمَّ اِیماناً بِکَ وَتَصْدیقاً بِکِتابِکَ، وَاتّباعَ سُنَّةِ نَبیِّکَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، ثمّ سمّ بِسم اللهِ واغتسل، فاذا فرغت من الغسل فقل : اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ کَفّارَةً لِذُنُوبی وَطَهِّرْ دینی، اَللّهُمَّ اَذْهِبْ عَنِّی الدَّنَسَ .

الخامس : تحسین الثّیاب واستعمال الطّیب والاصحار فی غیر مکّة للصّلاة تحت السّماء .

السّادس : الافطار اوّل النّهار قبل صلاة العید، والافضل أن یفطر علی التّمر أو علی شیء من الحلوی وقال الشّیخ المفید: یستحبّ أن یبتلع شیئاً من تُربة الحسین ( علیه السلام ) فانّها شفاء من کلّ داء .

السّابع : أن لا تخرج لصلاة العید الّا بعد طلوع الشّمس، وأن تدعو بما رواه السّید فی الاقبال من الدّعوات، منها ما رواه عن أبی حمزة الثّمالی، عن الباقر ( علیه السلام ) قال : ادع فی العیدین والجمعة اذا تهیّأت للخروج بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ مَنْ تَهَیَّأَ فی هذَا الْیَوْمِ اَوْ تَعَبَّأَ اَوْ اَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَة اِلی مَخْلُوق رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعَطایاهُ، فَاِنَّ اِلَیْکَ یا سَیِّدی تَهْیِئَتی وَتَعْبِئَتی وَاِعْدادی وَاسْتِعْدادی رَجاءَ رِفْدِکَ وَجَوائِزِکَ وَنَوافِلِکَ وَفَواضِلِکَ وَفَضائِلِکَ

ص: 263

وَعَطایاکَ، وَقَدْ غَدَوْتُ اِلی عید مِنْ اَعْیادِ اُمَّةِ نَبیِّکَ مُحَمَّد صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ وَعَلی آلِهِ، وَلَمْ اَفِدْ اِلَیْکَ الْیَوْمَ بِعَمَل صالِح اَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوق اَمَّلْتُهُ، وَلکِنْ اَتَیْتُکَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبی وَاِساءَتی اِلی نَفْسی، فَیا عَظیمُ یا عَظیمُ یا عَظیمُ اِغْفِرْ لِیَ الْعَظیمَ مِنْ ذُنُوبی، فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظامَ إلاّ اَنْتَ یا لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّامن : صلاة العید وهی رکعتان یقرأ فی الاُولی الحمد وسورة الاعلی، ویکبّر بعد القراءة خمس تکبیرات وتقنت بعد کلّ تکبیرة فتقول :

اَللّهُمَّ اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالْعَظَمَةِ، وَاَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَهْلَ التَّقْوی وَالْمَغْفِرَةِ، اَسْاَلُکَ بِحَقِّ هذَا الْیَومِ الَّذی جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمینَ عیداً، وَلُِمحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَشَرَفاً وَمَزیْداً، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُدْخِلَنی فی کُلِّ خَیْر اَدْخَلْتَ فیهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَاَنْ تُخْرِجَنی مِنْ کُلِّ سُوء اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ خَیْرَ ما سَأَلَکَ مِنْهُ عِبادُکَ الصّالِحُونَ، وَاَعُوذُ بِکَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُکَ الْصّالِحُونَ .

ثمّ تکبّر السّادسة وترکع وتسجد، ثمّ تنهض للرکعة الثّانیة، فتقرأ فیها بعد الحمد سورة والشّمس، ثمّ تکبرّ أربع تکبیرات تقنت بعد کلّ تکبیرة وتقرأ فی القنوت ما مرّ، فاذا فرغت کبّرت الخامسة فرکعت وأتممت الصّلاة وسبّحت بعد الصّلاة تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) ، وقد وردت دعوات کثیرة بعد صلاة العید ولعلّ أحسنها هو الدّعاء السّادس والاربعون من الصّحیفة الکاملة، ویستحبّ أن یبرز فی صلاة العید تحت السّماء، وأن یصلّی علی الارض من دون بساط ولا باریة، وأن یرجع عن المصلّی من غیر الطّریق الذی ذهب منه، وأن یدعو لاخوانه المؤمنین بقبول أعمالهم

ص: 264

.

التّاسع : أن یزور الحسین ( علیه السلام ) .

العاشر : قراءة دعاء النّدبة، وسیأتی إن شاء الله تعالی، وقال السّید ابن طاووس ( رحمه الله ) : اسجد اذا فرغت من الدّعاء فقُل : اَعُوذُ بِکَ مِنْ نار حَرُّها لا یَطْفی، وَجَدیدُها لا یَبْلی، وَعَطْشانُها لا یُرْوی، ( ثمّ ضع خدّک الایمن علی الارض وقل ) اِلهی لا تُقَلِّبْ وَجْهی فی النّارِ بَعْدَ سُجُودی وَتَعْفیری لَکَ بِغَیْرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیْکَ بَلْ لَکَ الْمَنُّ عَلَیَّ ( ثمّ ضع خدّک الایسر علی الارض وقل ) اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَکانَ وَاعْتَرَفَ ( ثمّ عد الی السّجود وقل ) اِنْ کُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِکَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِکَ یا کَریمُ ( ثمّ قل ) الْعَفْوَ الْعَفْوَ مائة مرّة ثمّ قال السّید : ولا تقطع یومک هذا باللّعب والاهمال وأنت لا تعلم اَمَردودٌ أم مقبول الاعمال، فاِن رجوت القبول فقابل ذلک بالشّکر الجمیل واِن خفت الرّدَّ فکُن أسیر الحزن الطویل.

الیوم الخامس والعشرون فیه علی بعض الاقوال توفّی الامام جعفر بن محمّد الصّادق ( علیه السلام ) فی سنة مائة وثمانی وأربعین وقد ارتأی البعض انّ وفاته کانت فی النّصف من رجب، وکان سبب وفاته سمّاً دسّ له فی العِنب، وروی انّه ( علیه السلام ) حینما حضرته الوفاة فتح عینیه وقال : اجمعوا لی الاقارب، فلمّا اجتمعوا کلّهم نظر الیهم وقال : لا یبلغ شفاعتنا من استخفّ بصلاته ولم یهتمّ بها .

اللّیلة الاولی

هی من اللّیالی الشّریفة وقد وردت فی فضل العبادة فیها واحیائها احادیث کثیرة ، وروی انّها لا تقل عن لیلة القدر ولها عدّة أعمال :

الاوّل

ص: 265

: الغُسل اذا غربت الشّمس .

الثّانی : احیاؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار والبیتوتة فی المسجد .

الثّالث : أن یقول فی أعقاب صلوات المغرب والعشاء وعقیب صلاة العید اللهُ اَکْبَرُ اللهُ اَکْبَرُ لا اِلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ، اللهُ اَکْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ للهِ عَلی ما هَدانا وَلَهُ الشُّکْرُ علی ما اَوْلانا .

الرّابع : أن یرفع یدیه الی السّماء اذا فرغ من فریضة المغرب ونافلته ویقول : یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ ا یا ذَا الْجُودِ، یا مُصْطَفِیَ مُحَمَّد وَناصِرَهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، وَاغْفِرْ لی کُلَّ ذَنْب اَحْصَیْتَهُ ا وَهُوَ عِنْدَکَ فی کِتاب مُبین ثمّ یسجد ویقول فی سجوده مائة مرّة اَتُوبُ اِلَی اللهِ .

الخامس : زیارة الحسین ( علیه السلام ) فانّ لها فضلاً عظیماً وسیأتی فی باب الزّیارات ما یخصّ هذه اللّیلة من الزّیارة .

السّادس : أن یدعو عشر مرّات بالدّعاء یا دائِمَ الْفَضْلِ الذی مضی فی أعمال لیلة الجمعة .

السّابع : أن یصلّی عشر رکعات التی مضت فی أعمال اللّیلة الاخیرة من شهر رمضان ( ص232 ) .

الثّامن : یصلّی رکعتین یقرأ فی الاُولی بعد الحمد التّوحید ألف مرّة ویقرأها فی الثّانیة مرّة واحدة ویسجد بعد السّلام فیقول : اَتُوبُ اِلَی اللهِ ( ثمّ یقول ) یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، یا مُصْطَفِیَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَافْعَلْ بی کَذا وَکَذا ویسأل حاجته .

وروی انّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) کان یصلّیها کما ذکر فاذا رفع رأسه یقول: والذی نفسی بیده لا یفعلها احد یسأل الله تعالی شیئاً الّا أعطاه ولو أتاه من الذّنوب عدد رمل الصّحراء غفر الله له

ص: 266

، ووردت التّوحید فی روایة اخری مائة مرّة عوض الالف مرّة ولکن علی هذه الرّوایة یصلّی هذه الصّلاة بعد فریضة المغرب ونافلته .

وقد روی الشّیخ والسّید بعد هذه الصّلاة هذا الدّعاء :

یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، یا رَحْمنُ یا اَللهُ، یا رَحیمُ یا اَللهُ، یا مَلِکُ یا اَللهُ، یا قُدُّوسُ یا اَللهُ، یا سَلامُ یا اَللهُ، یا مؤْمِنُ یا اَللهُ یا مُهَیْمِنُ یا اَللهُ، یا عَزیزُ یا اَللهُ، یا جَبّارُ یا اَللهُ، یا مُتَکَبِّرُ یا اَللهُ، یا خالِقُ یا اَللهُ، یا بارِئُ یا اَللهُ، یا مُصَوِّرُ یا اَللهُ، یا عالِمُ یا اَللهُ، یا عَظیمُ یا اَللهُ، یا عَلیمُ یا اَللهُ، یا کَریمُ یا اَللهُ، یا حَلیمُ یا اَللهُ، یا حَکیمُ یا اَللهُ، یا سَمیعُ یا اَللهُ، یا بَصیرُ یا اَللهُ، یا قَریبُ یا اَللهُ، یا مُجیبُ یا اَللهُ، یا جَوادُ یا اَللهُ، یا ماجِدُ یا اَللهُ، یا مِلیُّ یا اَللهُ، یا وَفِیُّ یا اَللهُ، یا مَوْلی یا اَللهُ، یا قاضی یا اَللهُ، یا سَریعُ یا اَللهُ، یا شَدیدُ یا اَللهُ، یا رَؤوفُ یا اَللهُ، یا رَقیبُ یا اَللهُ، یا مَجیدُ یا اَللهُ، یا حَفیظُ یا اَللهُ، یا مُحیطُ یا اَللهُ، یا سَیِّدَ السّاداتِ یا اَللهُ، یا اَوَّلُ یا اَللهُ، یا اخِرُ یا اَللهُ یا ظاهِرُ یا اَللهُ، یا باطِنُ یا اَللهُ، یا فاخِرُ یا اَللهُ، یا قاهِرُ یا اَللهُ، یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ، یا وَدُودُ یا اَللهُ، یا نُورُ یا اَللهُ، یا رافِعُ یا اَللهُ، یا مانِعُ یا اَللهُ، یا دافِعُ یا اَللهُ، یا فاتِحُ یا اَللهُ، یا نَفّاحُ یا اَللهُ، یا جَلیلُ یا

ص: 267

اَللهُ، یا جَمیلُ یا اَللهُ، یا شَهیدُ یا اَللهُ، یا شاهِدُ یا اَللهُ، یا مُغیثُ یا اَللهُ، یا حَبیبُ یا اَللهُ، یا فاطِرُ یا اَللهُ، یا مُطَهِّرُ یا اَللهُ، یا مَلِکُ یا اَللهُ، یا مُقْتَدِرُ یا اَللهُ، یا قابِضُ یا اَللهُ، یا باسِطُ یا اَللهُ، یا مِحیی یا اَللهُ، یا مُمیتُ یا اَللهُ یا باعِثُ یا اَللهُ، یا وارِثُ یا اَللهُ، یا مُعطی یا اَللهُ، یا مُفْضِلُ یا اَللهُ، یا مُنْعِمُ یا اَللهُ، یا حَقُّ یا اَللهُ، یا مُبینُ یا اَللهُ، یا طَیِّبُ یا اَللهُ، یا مُحْسِنُ یا اَللهُ، یا مُجْمِلُ یا اَللهُ، یا مُبْدِئُ یا اَللهُ، یا مُعیدُ یا اَللهُ، یا بارِئُ یا اَللهُ، یا بَدیعُ یا اَللهُ، یا هادی یا اَللهُ، یا کافی یا اَللهُ، یا شافی یا اَللهُ، یا عَلِیُّ یا اَللهُ، یا عَظیمُ یا اَللهُ، یا حَنّانُ یا اَللهُ، یا مَنّانُ یا اَللهُ، یا ذَا الْطَّوْلِ یا اَللهُ، یا مُتَعالی یا اَللهُ، یا عَدْلُ یا اَللهُ، یا ذَا الْمَعارِجِ یا اَللهُ، یا صادِقُ یا اَللهُ، یا صَدُوقُ یا اَللهُ، یا دَیّانُ یا اَللهُ، یا باقی یا اَللهُ، یا واقی یا اَللهُ، یا ذَا الْجَلالِ یا اَللهُ، یا ذَا الاِکْرامِ یا اَللهُ، یا مَحْمُودُ یا اَللهُ، یا مَعْبُودُ یا اَللهُ، یا صانِعُ یا اَللهُ، یا مُعینُ یا اَللهُ، یا مُکَوِّنُ یا اَللهُ، یا فَعّالُ یا اَللهُ، یا لَطیفُ یا اَللهُ، یا غَفُورُ یا اَللهُ، یا شَکُورُ یا اَللهُ، یا نُورُ یا اَللهُ، یا قَدیرُ یا اَللهُ، یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ

ص: 268

یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ یا اَللهُ یا رَبّاهُ اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَمُنَّ عَلَیَّ بِرِضاکَ، وَتَعْفُوَ عَنّی بِحِلْمِکَ، وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ الطَّیِّبِ، وَمِنْ حَیْثُ اَحْتَسِبُ وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَسِبُ، فَاِنّی عَبْدُکَ لَیْسَ لی اَحَدٌ سِواکَ، وَلا اَحَدٌ اَسْأَلُهُ غَیْرُکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ ( ثم تسجد وتقول ) یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، یا رَبُّ رَبُّ رَبُّ یا مُنْزِلَ الْبَرَکاتِ بِکَ تُنْزَلُ کُلُّ حاجَة، اَسْاَلُکَ بِکُلِّ اسْم فی مَخْزُونِ الْغَیْبِ عِنْدَکَ، وَالاَْسْماءِ الْمَشْهُورةِ عِنْدَکَ، الْمَکْتُوبَةِ عَلی سُرادِقِ عَرْشِکَ، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَقْبَلَ مِنّی شَهْرَ رَمَضانَ، وَتَکْتُبَنی مِنَ الْوافِدینَ اِلی بَیْتِکَ الْحَرامِ، وَتَصْفَحَ لی عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظامِ، وَتَسْتَخْرِجَ لی یا رَبِّ کُنُوزَکَ یا رَحْمنُ .

التّاسع : یصلّی أربع عشرة رکعة یقرأ فی کلّ رکعة الحمد وآیة الکرسی وثلاث مرّات سورة قُل هو اللهُ احدٌ لیکون له بکلّ رکعة عبادة أربعین سنة وعبادة کلّ من صام وصلّی فی هذا الشّهر .

العاشر : قال الشّیخ فی المصباح: اغتسل فی آخر اللّیل واجلس فی مصلاّک الی طلوع الفجر .

الفَصل الخامِسُ : فی أعمالِ شهرِ ذِی القعدة

فی أعمالِ شهرِ ذِی القعدة .

اعلم انّ هذا الشّهر هو اوّل الاشهر الحرم التی ذکرها الله فی کتابه المجید، وروی السّید ابن طاووس فی حدیث انّ شهر ذی القعدة موقع اجابة الدّعاء عند الشّدة، وروی عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) صلاة فی الیوم الاحّد من هذا الشّهر ذات فضل کثیر، وفضلها مُلخّصاً انّ من صلّاها قبلت توبته، وغفرت ذنوبه، ورضی عنه خصماؤه یوم القیامة ومات علی الایمان وما سلب منه الدّین، ویفسح فی قبره، وینوّر فیه،

ص: 269

ویرضی عنه أبواهُ، ویغفر لابویهِ ولذرّیّته، ویوسّع فی رزقه، ویرفق به ملک الموت عند موته، ویخرج الرّوح من جسده بُسیر وسهولة، وصفتها أن یغتسل فی الیوم الاحّد ویتوضّأ ویصلّی أربع رکعات یقرأ فی کلّ منها الحمد مرّة وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثلاث مرّات والمعوّذتین مرّة ثمّ یستغفر سبعین مرّة ثمّ یختم بکلمة لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلیِّ الْعَظیمِ ثمّ یقول : یا عَزیزُ یا غَفّارُ اغْفِرْ لی ذُنُوبی وَذُنُوبَ جَمیعِ المؤمِنینَ وَالْمُؤمِناتِ فَاِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ .

أقول : الظّاهر انّ هذا الاستغفار والدّعاء الّذی ورد بعده یؤدّی بعد الصّلاة، واعلم انّ فی الحدیث انّ من صام من شهر حرام ثلاثة ایّام ; الخمیس والجُمعة والسّبت کتب له عِبادة تسعمائة سنة، وقال الشّیخ الاجلّ علیّ بن ابراهیم القمّی: انّ السیّئات تضاعف فی الاشهر الحرم وکذلک الحسنات .

الیوم الحادی عشر : کان فیه فی سنة مائة وثمانی وأربعین ولادة الامام الرّضا ( علیه السلام ) .

اللّیلة الخامسة عشرة : لیلة مُبارکة ینظر الله تعالی فیها الی عباده المؤمنین بالرّحمة وأجر العامل فیها بطاعة الله أجر مائة سائح ( أی الصّائم المُلازم للمسجد ) لم یعص الله طرفة عین کما فی النّبوی، فاغتنمّ هذه اللّیلة واشتغل فیها بالعبادة والطّاعة والصّلاة وطلب الحاجات من الله تعالی ، فقد روی انّه من سأل الله تعالی فیها حاجة اعطاه ما سأل .

الیوم الثّالِثُ والعِشرون : من سنة مائتین توفّی فیه الامام الرّضا صلوات الله وسلامه علیه علی بعض الاقوال ومن المسنون فیه زیارة الرّضا ( علیه السلام ) من قرب أو بعد .

قال السّید بن طاووس ( رحمه الله ) فی الاقبال

ص: 270

: ورأیت فی بعض تصانیف أصحابنا العجم رضوان الله علیهم انّه یستحبّ أن یزار مولانا الرّضا ( علیه السلام ) یوم ثالث وعشرین من ذی القعدة من قرب أو بعد ببعض زیاراته المعروفة أو بما یکون کالزّیارة من الرّوایة بذلک .

اللّیلة الخامسة والعشرون : لیلة دحو الارض ( انبساط الارض من تحت الکعبة علی الماء ) ، وهی لیلة شریفة تنزل فیها رحمة الله تعالی، وللقیام بالعبادة فیها أجر جزیل، وروی عن الحسن بن علیّ الوشّاء قال : کنت مع أبی وأنا غلام فتعشّینا عند الرّضا ( علیه السلام ) لیلة خمسة وعشرین من ذی القعدة ، فقال له: لیلة خمس وعشرین من ذی القعدة ولد فیها ابراهیم ( علیه السلام ) ، وولد فیها عیسی بن مریم ( علیه السلام ) ، وفیها دحیت الارض من تحت الکعبة، فمن صام ذلک الیوم کان کمن صام ستّین شهراً، وقال علی روایة اخری: ألا انّ فیه یقوم القائم ( علیه السلام ) .

الیوم الخامس والعشرون : یوم دحو الارض ، وهو أحد الایّام الاربعة التی خصّت بالصّیام بین أیّام السّنة، وروی انّ صیامه یعدل صیام سبعین سنة، وهو کفّارة لذنوب سبعین سنة علی روایة أخری، ومن صام هذا الیوم وقام لیلته فله عبادة مائة سنة، ویستغفر لمن صامه کلّ شیء بین السّماء والارض، وهو یوم انتشرت فیه رحمة الله تعالی، وللعبادة والاجتماع لذکر الله تعالی فیه أجر جزیل . وقد ورد لهذا الیوم سوی الصّیام والعبادة وذکر الله تعالی والغُسل عملان :

الاوّل : صلاة مرویّة فی کتب الشّیعة القمیّین، وهی رکعتان تصلّی عند الضحی بالحمد مرّة والشّمس خمس مرّات ویقول بعد التّسلیم :

ص: 271

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلیِّ الْعَظیمِ ثمّ یدعو ویقول : یا مُقیلَ العَثَراتِ اَقِلْنی عَثْرَتی، یا مُجیبَ الدَّعَواتِ اَجِبْ دَعْوَتی، یا سامِعَ الاَْصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتی وَارْحَمْنی وَتَجاوَزْ عَنْ سَیِّئاتی وَما عِنْدی یا ذَا الْجَلالِ وَالاکْرامِ .

الثّانی : هذا الدّعاء الذی قال الشّیخ فی المصباح انّه یستحبّ الدّعاء به :

اَللّهُمَّ داحِیَ الْکَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَکاشِفَ کُلِّ کُرْبَة، اَسْاَلُکَ فی هذَا الْیَوْمِ مِنْ اَیّامِکَ الَّتی اَعْظَمْتَ حَقَّها، وَاَقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنینَ وَدیعَةً، وَاِلَیْکَ ذَریعَةً، وَبِرَحْمَتِکَ الْوَسیعَةِ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ الْمُنْتَجَبِ فِی الْمیثاقِ الْقَریبِ یَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ کُلِّ رَتْق، وَداع اِلی کُلِّ حَقِّ، وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ الاَْطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَاَعْطِنا فی یَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِکَ الَْمخْزوُنِ غَیْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ، یا خَیْرَ مَدْعُوٍّ، وَاَکْرَمُ مَرْجُوٍّ، یا کَفِیُّ یا وَفِیُّ یا مَنْ لُطْفُهُ خَفِیٌّ اُلْطُفْ لی بِلُطْفِکَ، وَاَسْعِدْنی بِعَفْوِکَ، وَاَیِّدْنی بِنَصْرِکَ، وَلا تُنْسِنی کَریمَ ذِکْرِکَ بِوُلاةِ اَمْرِکَ، وَحَفَظَةِ سِرِّکَ، وَاحْفَظْنی مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ اِلی یَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَاَشْهِدْنی اَوْلِیاءِکَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسی، وَحُلُولِ رَمْسی، وَانْقِطاعِ عَمَلی، وَانْقِضاءِ اَجَلی، اَللّهُمَّ وَاذْکُرْنی عَلی طُولِ الْبِلی اِذا حَلَلْتُ بَیْنَ اَطْباقِ الثَّری، وَنَسِیَنِی النّاسُونَ مِنَ الْوَری، وَاحْلِلْنی دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْنی مَنْزِلَ الْکَرامَةِ، وَاجْعَلْنی مِنْ مُرافِقی اَوْلِیائِکَ وَاَهْلِ اجْتِبائِکَ وَاصْطَفائِکَ، وَبارکْ لی فی لِقائِکَ، وَارْزُقْنی حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الاَْجَلِ، بَریئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ، اَللّهُمَّ وَاَوْرِدْنی حَوْضَ نَبِیِّکَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاسْقِنی مِنْهُ مَشْرَباً رَوِیّاً سائِغاً هَنیئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلاَُّ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ اُذادُ، وَاجْعَلْهُ لی خَیْرَ زاد، وَاَوْفی میعاد یَوْمَ یَقُومُ الاَْشْهادُ، اَللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَبِحُقُوقِ

ص: 272

اَوْلِیائِکَ الْمُسْتَأثِرِینَ اَللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاَهْلِکْ اَشْیاعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِکَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِکَهُمْ، وَضَیِّقْ عَلَیْهِمْ مَسالِکَهُمْ، وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِکَهُمْ، اَللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ اَوْلِیائِکَ، وَارْدُدْ عَلَیْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَاَظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدینِکَ مُنْتَصِراً، وَبِاَمْرِکَ فی اَعْدائِکَ مُؤْتَمِراً اَللّهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِکَةِ النَّصْرِ وَبِما اَلْقَیْتَ اِلَیْهِ مِنَ الاَْمْرِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَکَ حَتّی تَرْضی وَیَعوُدَ دینُکَ بِهِ وَعَلی یَدَیْهِ جَدیداً غَضّاً، وَیَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَیَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَعَلی جَمیعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا فی کَرَّتِهِ حَتّی نَکُونَ فی زَمانِهِ مِنْ اَعْوانِهِ، اَللّهُمَّ اَدْرِکْ بِنا قِیامَهُ، وَاَشْهِدْنا اَیّامَهُ، وَصَلِّ عَلَیْهِ وَارْدُدْ اِلَیْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

اعلم انّ السّید الدّاماد ( رحمه الله ) قال فی رسالته المسمّاة الاربعة ایّام فی خلال أعمال یوم دحوّ الارض انّ زیارة الرّضا ( علیه السلام ) فی هذا الیوم هی أکد آدابه المسنونة کذلک، ویتأکّد استحباب زیارته ( علیه السلام ) فی الیوم الاوّل من شهر رجب الفرد، وقد حثّ علیها حثّاً بالغاً .

الیوم الاخیر من الشّهر : فی هذا الیوم من سنة مائتین وعشرین علی المشهور استشهد الامام محمّد بن علیّ التّقی ( علیهما السلام ) فی بغداد، وقد سمّه المعتصم بالله العبّاسی، وکان شهادته بعد سنتین ونصف من وفاة المأمون، کما کان الامام نفسه یتنبّأ بذلک فیقول : « الفَرَجَ بَعْدَ المأمُون بِثَلاثینَ شَهراً » تشعر هذه الکلمة بما کان یعانیه من الاذی والمحن من سوء معاشرة المأمون له حتّی اعتبر الموت فرجه الذی یترقّبه کما عانی من المحن ما عاناه أبوه العظیم الامام الرّضا ( علیه السلام ) حینما ولّی العهد، وکان کلّما رجع من الجامع یوم الجمعة رفع یدیه

ص: 273

الی السّماء وهو عرقان مغبراً فقال : « اِلهی اِنْ کانَ فَرَجی فی مَوتی فَعَجِّلْ وَفاتی لِساعَتی »، وکان دائم الکآبة والغمّ حتّی قضی نحبه، وقد توفّی الامام محمّد بن علیّ التّقیّ ( علیهما السلام ) وله من العمر خمساً وعشرون سنة وبضعة أشهر، ویقع قبره الشّریف خلف قبر جدّه العظیم الامام موسی الکاظم ( علیه السلام ) فی الکاظمیّة .

الفَصل السّادِسُ : فی أعمالِ شهرِ ذِی الحُجّة

فی أعمالِ شهرِ ذِی الحُجّة

اشاره

وهو شهر شریف وکان صلحاء الصّحابة والتّابعین یهتمّون بالعبادة فیه اهتماماً بالغاً، والعشر الاوائل من ایّامه هی الایّام المعلومات المذکورة فی القرآن الکریم وهی أیّام فاضلة غایة الفضل، وقد روی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ما من أیّام العمل فیها أحبّ الی الله عزّوجلّ من أیّام هذه العشر ولهذه العشر، أعمال :

الاوّل : صیام الایّام التسّعة الاوُل منها فانّه یعدل صیام العمر کلّه .

الثّانی : أن یصلّی بین فریضتی المغرب والعشاء فی کلّ لیلة من لیالیها رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب والتّوحید مرّة واحدة، وهذه الایة وَواعَدْنا مُوسی ثَلاثینَ لَیْلَةً وَاَتْمَمْناها بِعَشْر فَتَمَّ میقاتُ رَبِّهِ اَرْبَعینَ لَیْلَةً وَقالَ مُوسی لاَِخیهِ هارُونَ اخْلُفنی فی قَوْمی وَاَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبیلَ الْمُفْسِدینَ لیشارک الحاج فی ثوابهم .

الثّالث : أن یدعو بهذا الدّعاء من أوّل یوم من عشر ذی الحجّة الی عشیّة عرفة فی دبر صلاة الصّبح وقبل المغرب، وقد رواه الشّیخ والسّید عن الصّادق ( علیه السلام ) :

اَللّهُمَّ هذِهِ الاَْیّامُ الَّتی فَضَّلْتَها عَلَی الاَْیّامِ وَشَرَّفْتَها قَدْ بَلَّغْتَنیها بِمَنِّکَ وَرَحْمَتِکَ، فَاَنْزِلْ عَلَیْنا مِنْ بَرَکاتِکَ، وَاَوْسِعْ عَلَیْنا فیها مِنْ نَعْمآئِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَهْدِیَنا فیها لِسَبیلِ الْهُدی وَالْعِفافِ وِالْغِنی وَالْعَمَلِ

ص: 274

فیها بِما تُحِبُّ وَتَرْضی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا مَوْضِعَ کُلِّ شَکْوی، وَیا سامِعَ کُلِّ نَجْوی، وَیا شاهِدَ کُلِّ مَلاَء، وَیا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّةً اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّا فیهَا الْبَلاءَ، وَتَسْتَجیبَ لَنا فیهَا الدُّعآءَ، وَتُقَوِّیَنا فیها وَتُعینَنا وَتُوَفِّقَنا فیها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضی وَعَلی مَا افْتَرَضْتَ عَلَیْنا مِنْ طاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسوُلِکَ وَاَهْلِ وَلایَتِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَهَبَ لَنا فیهَا الرِّضا اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعآءِ، وَلا تَحْرِمْنا خَیْرَ ما تُنْزِلُ فیها مِنَ السَّمآءِ، وَطَهَّرْنا مِنَ الذُّنوُبِ یا عَلاّمَ الْغُیوُبِ، وَاَوْجِبْ لَنا فیها دارَ الْخُلوُدِ، اَللّهمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَتْرُکْ لَنا فیها ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا دَیْناً اِلاّ قَضَیْتَهُ، وَلا غائِباً اِلاّ اَدَّیْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ اِلاّ سَهَّلْتَها وَیَسَّرْتَها اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ یا عالِمَ الْخَفِیّاتِ، یا راحِمَ الْعَبَراتِ، یا مُجیبَ الدَّعَواتِ، یا رَبَّ الاَْرَضینَ وَالسَّماواتِ، یا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَیْهِ الاَْصْواتِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْنا فیها مِنْ عُتَقآئِکَ وَطُلَقآئِکَ مِنَ النّارِ، وَالْفائِزینَ بِجَنَّتِکَ وَالنّاجینَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلَیْهِ سَیِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ .

الرّابع : أن یدعو فی کلّ یوم من أیّام العشر بهذه الدّعوات الخمس وقد جاء بها جبرئیل الی عیسی بن مریم هدیّة من الله تعالی لیدعو بها فی أیّام العشر، وهذه هی الدّعوات الخمس :

( 1 ) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ( 2 ) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، اَحَداً

ص: 275

صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ( 3 ) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ اَحَداً صَمَداً لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ ( 4 ) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ یُحْیی وَیُمیتُ وَهُوَ حَیٌّ لا یَمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ( 5 ) حَسْبِیَ اللهُ وَکَفی سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا، لَیْسَ وَرآءَ اللهِ مُنْتَهی، اَشْهَدُ للهِ بِما دَعا وَاَنَّهُ بَریءٌ مِمَّنْ تَبَرَأَ وَاَنَّ لِلّهِ الاْخِرَةَ وَالاُْولی .

ثمّ ذکر عیسی ( علیه السلام ) اجراً جزیلاً للدّعاء بکلّ من هذه الدّعوات الخمس مائة مرّة، ولا یبعد أن یکون الدّاعی لله بکلّ من هذه الدّعوات فی کلّ یوم عشر مرّات ممتثلاً لما ورد فی الحدیث، کما احتمله العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) والافضل أن یدعی بکُلّ منها فی کلّ یوم مائة مرّة .

الخامس : أن یهلّل فی کلّ یوم من العشر بهذا التّهلیل المروی عن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بأجره الجزیل، والافضل التهلیل به فی کلّ یوم عشر مرّات :

لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الّلَیالی وَالدُّهُورِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ اَمْواجِ الْبُحُورِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ و رَحْمَتُهُ خَیْرٌ مِما یَجْمَعُونَ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الشَّوْکِ الشَّجَرِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الْحَجَرِ وَالْمَدَرِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ لَمْحِ الْعُیُونِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ فِی الّلَیْلِ اِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ اِذا تَنَفَّسَ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الرِّیاحِ فِی الْبَراری وَالصُّخُورِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ مِنَ الْیَوْمِ اِلی یَوْمِ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ

ص: 276

.

الیوم الاوّل

یوم شریف جدّاً وقد ورد فیه عدّة أعمال :

الاوّل : الصّیام فانّه یعدَل صوم ثمانین شهراً .

الثّانی : صلاة فاطمة ( علیها السلام ) ، قال الشّیخ : روی انّها أربع رکعات بسلامین وهی کصلاة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة والتّوحید خمسین مرّة ویسبّح بعد السّلام تسبیحها ( علیها السلام ) ویقول :

سُبْحانَ ذِی الْعِزِّ الشّامِخِ الْمُنیفِ، سُبْحانَ ذِی الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظیمِ، سُبْحانَ ذِی الْمُلکِ الْفاخِرِ الْقَدیمِ، سُبْحانَ مَنْ یَری اَثَرَ الَّنمْلَةِ فِی الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ یَری وَقْعَ الطَّیْرِ فِی الْهَوآءِ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هَکَذا وَلا هُکَذا غَیْرُهُ .

الثّالث : الصّلاة رکعتان قبل الزّوال بنِصف ساعة، یقرأ فی کلّ رکعة الحمد مرّة وکلاً من التّوحید وآیة الکرسی والقدر عشر مرّات .

الرّابع : من خاف ظالماً فقال فی هذا الیوم : حَسْبی حَسْبی حَسْبی مِنْ سُؤالی عِلْمُکَ بِحالی کفاه الله شرّه، واعلم انّ فی هذا الیوم ولد ابراهیم الخلیل ( علیه السلام ) وعلی روایة الشّیخین کان فیه أیضاً تزویج فاطمة من أمیر المؤمنین ( علیهما السلام ) .

الیوم السّابع

یوم حُزن الشّیعة کان فیه فی سنة مائة وأربع عشرة وفاة الامام محمّد بن علیّ الباقر ( علیه السلام ) فی المدینة .

الیوم الثّامن

یوم التّرویة وللصّیام فیه فضل کثیر وروی انّه کفّارة لذنوب ستّین سنة وقال الشّیخ الشّهید ( رحمه الله ) : انّه یستحبّ فیه الغسل .

اللّیلة التّاسعة

لیلة مبارکة وهی لیلة مناجاة قاضی الحاجات، والتّوبة فیها مقبولة، والدّعاء فیها مستجاب، وللعامل فیها بطاعة الله أجر سبعین ومائة سنة، وفیها عدّة أعمال :

الاوّل : أن یدعو بهذا الدّعاء الذی روی انّ من

ص: 277

دعا به فی لیلة عرفة أو لیالی الجُمع غفر الله له :

اَللّهُمَّ یا شاهِدَ کُلِّ نَجْوی، وَمَوْضِعَ کُلِّ شَکْوی، وَعالِمَ کُلِّ خَفِیَّة، وَمُنْتَهی کُلِّ حاجَة، یا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَی الْعِبادِ، یا کَریمَ الْعَفْوِ، یا حَسَنَ التَّجاوُزِ، یا جَوادُ یا مَنْ لا یُواری مِنْهُ لَیْلٌ داج، وَلا بَحْرٌ عَجّاجٌ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ اَبْراج، وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاج، یا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِیآءٌ، اَسْاَلُکَ بِنوُرِ وَجْهِکَ الْکَریمِ الَّذی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَکَّاً وَخَرَّ موُسی صَعِقاً، وَبِاِسْمِکَ الَّذی رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَد، وَسَطَحْتَ بِهِ الاَْرْضَ عَلی وَجْهِ ماء جَمَد، وَبِاِسْمِکَ الَْمخْزوُنِ الْمَکْنوُنِ الْمَکْتوُبِ الطّاهِرِ الَّذی اِذا دُعیتَ بِهِ اَجَبْتَ، وَاِذا سُئِلْتَ بِهِ اعَطْیَتْ، وَبِاِسْمِکَ السُّبوُحِ الْقُدُّوسِ الْبُرْهانِ الَّذی هُوَ نوُرٌ عَلی کُلِّ نُور وَنوُرٌ مِنْ نوُر یُضییُ مِنْهُ کُلُّ نوُر، اِذا بَلَغَ الاَْرْضَ انْشَقَّتْ، وَاِذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَتْ، وَاِذا بَلَغَ الْعَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ مَلائِکَتِکَ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّ جَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ وَاِسْرافیلَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد الْمُصْطَفی صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلی جَمیعِ الاَْنْبِیآءِ وَجَمیعِ الْمَلائِکَةِ، وَبِالاِْسْمِ الَّذی مَشی بِهِ الْخِضْرُ عَلی قُلَلِ الْمآءِ کَما مَشی بِهِ عَلی جَدَدِ الاَْرْضِ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِموُسی، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَاَنْجَیْتَ بِهِ موُسَی بْنَ عِمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ موُسَی بْنُ عِمْران مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَْیْمَنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَاَلْقَیْتَ عَلَیْهِ مَحَبَّةً مِنْکَ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی بِهِ اَحْیی عیسَی بْنُ مَرْیَمَ الْمَوْتی، وَتَکَلَّمَ فِی الْمَهْدِ صَبِیّاً وَاَبْرَأَ الاَْکْمَهَ وَالاَْبْرَصَ بِاِذْنِکَ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِکَ وَجَبْرَئیلُ وَمیکآئیلُ وَاِسْرافیلُ وَحَبیبِکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبوُنَ وَاَنْبِیآؤُکَ الْمُرْسَلوُنَ وَعِبادُکَ الصّالِحوُنَ مِنْ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ ذوُ النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ

ص: 278

نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ اَنْ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَک اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّیْتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنینَ، وَبِاِسْمِکَ الْعَظیمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَکَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعَتْکَ بِهِ آسِیَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ اِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَنَجِّنی مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمینَ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعآءَها وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ اَیُّوبُ اِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ فَعافَیْتَهُ وَآتَیْتَهُ اَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدَکَ وَذِکْری لِلْعابِدینَ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ یَعْقوُبُ فَرَدَدْتَ عَلَیْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَیْنِهِ یوُسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ سُلَیْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْکاً لا یَنْبَغی لاَِحَد مِنْ بَعْدِهِ اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی سَخَّرْتَ بِهِ الْبُراقَ لُِمحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلِّمَ اِذْ قالَ تَعالی: سُبْحانَ الَّذی اَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحرامِ اِلَی الْمَسْجِدِ الاَْقْصی، وَقَوْلُهُ: سُبْحانَ الَّذی سَخَّرَ لَنا هذا وَما کُنّا لَهُ مُقْرِنینَ وَاِنّا اِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبوُنَ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئیلُ عَلی مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَبِاِسْمِکَ الَّذی دَعاکَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَاَسْکَنْتَهُ جَنَّتَکَ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظیمِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد خاتِمَ النَّبِیّینَ، وَبِحَقِّ اِبْرهیمَ، وَبِحَقِّ فَصْلِکَ یَوْمَ الْقَضآءِ، وَبِحَقِّ الْمَوازینَ اِذا نُصِبَتْ، وَالصُّحُفِ اِذا نُشِرَتْ، وَبِحَقِّ الْقَلَمِ وَما جَری، وَاللَّوْحِ وَما اَحْصی، وَبِحَقِّ الاِْسْمِ الَّذی کَتَبْتَهُ عَلی سُرادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِکَ الْخَلْقَ وَالدُّنْیا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِاَلْفَیْ عام، وَاَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسوُلُهُ، وَاَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الَْمخْزُونِ فی خَزآئِنِکَ الَّذی اسْتَأثَرْتَ بِهِ فی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَکَ لَمْ یَظْهَرْ عَلَیْهِ اَحَدٌ مِنْ خَلْقِکَ لا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفیً، وَاَسْاَلُکَ

ص: 279

بِاِسْمِکَ الَّذی شَقَقْتَ بِهِ الْبِحارَ، وَقامَتْ بِهِ الْجِبالُ، وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثانی، وَالْقُرْآنِ الْعَظیمِ، وَبِحَقِّ الْکِرامَ الْکاتِبینَ، وَبِحَقِّ طه وَیس وَکهیعص وَحمعسق، وَبِحَقِّ تَوْراةِ موُسی وَاِنْجیلِ عیسی وَزَبوُرِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلی جَمیعِ الرُّسُلِ وَِباهِیّاً شَراهِیّاً، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ تِلْکَ الْمُناجاةِ الَّتی کانَتْ بَیْنَکَ وَبَیْنَ موُسَی بْنِ عَمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طوُرِ سَیْنآءَ، وَاَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الَّذی عَلَّمْتَهُ مَلَکَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الاَْرْواحِ، وَاَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الَّذی کُتِبَ عَلی وَرَقِ الزَّیْتوُنِ فَخَضَعَتِ النّیرانُ لِتِلْکَ الْوَرَقَةِ فَقُلْتُ یا نارُ کوُنی بَرْداً وَسَلاماً، وَاَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الَّذی کَتَبْتَهُ عَلی سُرادِقِ الَْمجْدِ وَالْکَرامَةِ یا مَنْ لا یُحْفیهِ سآئِلٌ، وَلا یَنْقُصُهُ نآئِلٌ، یا مَنْ بِهِ یُسْتَغاثُ، وَاِلَیْهِ یُلْجَأُ، اَسْاَلُکَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِکَ وَمُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ کِتابِکَ، وَبِاِسْمِکَ الاَْعْظَمِ وَجَدِّکَ الاَْعْلی وَکَلِماتِکَ التّآمّاتِ الْعُلی، اَللّهُمَّ رَبَّ الرِّیاحِ وَما ذَرَتْ، وَالسَّمآءِ وَما اَظَلَّتْ، وَالاَْرْضِ وَما اَقَلَّتْ، وَالشَّیاطینِ وَما اَضَلَّتْ، وَالْبِحارِ وَما جَرَتْ، وَبِحَقِّ کُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَیْکَ حَقٌّ، وَبِحَقِّ الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ وَالرَّوحانِیّینَ وَالْکَروُبِیّینَ وَالْمُسَبِّحینَ لَکَ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ لا یَفْتَروُنَ، وَبِحَقِّ اِبْرهیمَ خَلیلِکَ، وَبِحَقِّ کُلِّ وَلِیٍّ یُنادیکَ بَیْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ وَتَسْتَجیبُ لَهُ دُعآءَهُ یا مُجیبُ اَسْاَلُکَ بِحَقِّ هذِهِ الاَْسْماءِ وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ اَنْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما اَخَّرْنا وَما اَسْرَرْنا وَما اَعْلَنّا وَما اَبْدَیْنا وَما اَخْفَیْنا وَما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّا اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا حافِظَ کُلِّ غَریب، یا موُنِسَ کُلِّ وَحید، یا قُوَّةَ کُلِّ ضَعیف، یا ناصِرَ کُلِّ مَظْلوُم یا رازِقَ کُلِّ مَحْروُم، یا موُنِسَ کُلِّ مُسْتَوْحِش، یا صاحِبَ کُلِّ مُسافِر، یا عِمادَ کُلِّ حاضِر، یا غافِرَ کُلِّ ذَنْب وَخَطیئَة، یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، یا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ، یا کاشِفَ کُرَبِ الْمَکْروُبینَ، یا

ص: 280

فارِجَ هَمِّ الْمَهْموُمینَ، یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، یا مُنْتَهی غایَةَ الطّالِبینَ، یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا رَبَّ الْعالَمین، یا دَیّانِ یَوْمِ الدّینِ، یا اَجْوَدَ الاَْجْوَدینَ، یا اَکْرَمَ الاَْکْرَمِینَ، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ، یا اَقْدَرَ الْقادِرینَ، اِغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی توُرِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی توُرَثُ السَّقَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تَهْتِکُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعآءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تَحْبِسُ قَطْرَ السَّمآءِ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تُعَجِّلُ الْفَنآءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تَجْلِبُ الشَّقآءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تُظْلِمُ الْهَوآءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی تَکْشِفُ الْغِطآءَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنوُبَ الَّتی لا یَغْفِرُها غَیْرُکَ یا اَللهُ، وَاحْمِلْ عَنّی کُلَّ تَبِعَة لاَِحَد مِنْ خَلْقِکَ، وَاجْعَلْ لی مِنْ اَمْری فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَیُسْراً، وَاَنْزِلْ یَقینَکَ فی صَدْری، وَرَجآءَکَ فی قَلْبی حَتّی لا اَرْجُوَ غَیْرَکَ، اَللّهُمَّ احْفَظْنی وَعافِنی فی مَقامی وَاصْحَبْنی فی لَیْلی وَنَهاری وَمِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَمِنْ خَلْفی وَعَنْ یَمینی وَعَنْ شِمالی وَمِنْ فَوْقی وَمِنْ تَحْتی، وَیَسِّرْ لِیَ السَّبیلَ، وَاَحْسِنْ لِیَ التَّیْسِیرَ، وَلا تَخْذُلْنی فِی الْعَسیرِ، وَاهْدِنی یا خَیْرَ دَلیل، وَلا تَکِلْنی اِلی نَفْسی فِی الاُْموُرِ، وَلَقِّنی کُلَّ سُروُر، وَاقْلِبْنی اِلی اَهْلی بِالْفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحْبوُراً فِی الْعاجِلِ وَالاَْجَلِ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ، وَاَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ طَیِّباتِ رِزْقِکَ، وَاسْتَعْمِلْنی فی طاعَتِکَ، وَاَجِرْنی مِنْ عَذابِکَ وَنارِکَ، وَاقْلِبْنی اِذا تَوَفَّیْتَنی اِلی جَنَّتِکَ بِرَحْمَتِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَعوُذُ بِکَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِکَ، وَمِنْ تَحْویلِ عافِیَتِکَ، وَمِنْ حُلوُلِ نَقِمَتِکَ وَمِنْ نُزوُلِ عَذابِکَ، وَاَعوُذُ بِکَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَکِ الشِّقآءِ، وَمِنْ سُوءِ الْقَضآءِ، وَشَماتَةِ الاَْعْدآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِی الْکِتابِ الْمُنْزَلِ،

ص: 281

اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْنی مِنَ الاَْشْرارِ، وَلا مِنْ اَصْحابِ النّارِ، وَلا تَحْرِمْنی صُحْبَةَ الاَْخْیارِ، وَاَحْیِنی حَیاةً طَیِّبَةً وَتَوَفَّنی وَفاةً طَیِّبَةً تُلْحِقْنی بِالاَبْرارِ، وَارْزُقْنی مُرافَقَةِ الاَنْبِیآءِ فی مَقْعَدِ صِدْق عِنْدَ مَلیک مُقْتَدِر، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلی حُسْنِ بَلائِکَ وَصُنْعِکَ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلَی الاِْسْلامِ وَاتِّباعِ السُّنَةِ یا رَبِّ کَما هَدَیْتَهُمْ لِدینِکَ وَعَلَّمْتَهُمْ کِتابَکَ فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی حُسْنِ بَلائِکَ وَصُنْعِکَ عِنْدی خآصَّةً کَما خَلَقْتَنی فَاَحْسَنْتَ خَلْقی، وَعَلَّمْتَنی فَاَحْسَنْتَ تَعْلیمی، وَهَدَیْتَنی فَاَحْسَنْتَ هِدایَتی، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی اِنْعامِکَ عَلَیَّ قَدیماً وَحَدیثاً، فَکَمْ مِنْ کَرْب یا سَیِّدی قَدْ فَرَّجْتَهُ، وَکَمْ مِنْ غَمٍّ یا سَیِّدی قَدْ نَفَّسْتَهُ، وَ کَمْ مِنْ هَمّ یا سیِّدی قَد کَشَفتَه، وَکَم مَنْ بَلاء یا سیِّدی قَد صَرفَتَه وَکَمْ مِنْ عَیْب یا سَیِّدی قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی کُلِّ حال فی کُلِّ مَثْویً وَزَمان وَمُنْقَلَب وَمَقام، وَعَلی هذِهِ الْحالِ وَکُلِّ حال اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِنْ اَفْضَلِ عِبادِکَ نَصیباً فی هذَا الْیَوْمِ مِنْ خَیْر تَقْسِمُهُ اَوْ ضُرٍّ تَکْشِفُهُ اَوْ سُوء تَصْرِفُهُ اَوْ بَلاء تَدْفَعُهُ اَوْ خَیْر تَسوُقُهُ اَوْ رَحْمَة تَنْشُرُها اَوْ عافِیَة تُلْبِسُها، فَاِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ وَبِیَدِکَ خَزآئِنُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، وَاَنْتَ الْواحِدُ الْکَریمُ الْمُعْطِی الَّذی لا یُرَدَّ سآئِلُهُ، وَلا یُخَیَّبُ آمِلُهُ، وَلا یَنْقُصُ نآئِلُهُ، وَلا یَنْفَدُ ما عِنْدَهُ بَلْ یَزْدادُ کَثْرَةً وَطَیِّباً وَعَطآءً وَجوُداً، وَارْزُقْنی مِنْ خَزآئِنِکَ الَّتی لا تَفْنی، وَمِنْ رَحْمَتِکَ الْواسِعَةِ اِنَّ عَطآءَکَ لَمْ یَکُنْ مَحْظوُراً، وَاَنْتَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّانی : أن یسبّح ألف مرّة بالتّسبیحات العشر الّتی رواها السّید وستأتی فی أعمال یوم عرفة .

الثّالث : أن یقرأ الدّعاء اَللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَیَّأَ المسنون قراءته فی یوم عرفة ولیلة الجمعة ونهارها، وقد مرّ فی خلال أعمال

ص: 282

لیلة الجمعة.

الرّابع : أن یزور الحسین ( علیه السلام ) وأرض کربلاء ویقیم بها حتّی یعیّد، لیقیه الله شرّ سنته .

الیوم التّاسع

هو یوم عرفة وهو عید من الاعیاد العظیمة وإن لم یسمّ عیداً، وهو یوم دعا الله عباده فیه الی طاعته وعبادته وبسط لهم موائد احسانه وجوده، والشّیطان فیه ذلیل حقیر طرید غضبان أکثر من أیّ وقت سواه ، وروی انّ الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه سمع فی یوم عرفة سائلاً یسأل النّاس فقال له : ویلک أتسأل غیر الله فی هذا الیوم وهو یوم یرجی فیه للاجنّة فی الارحام أن تعمّها فضل الله تعالی فتسعد، ولهذا الیوم عدّة أعمال :

الاوّل : الغُسل .

الثّانی : زیارة الحسین صلوات الله علیه، فانّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والاحادیث فی کثرة فضل زیارته ( علیه السلام ) فی هذا الیوم متواترة، ومن وفّق فیه لزیارته ( علیه السلام ) والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا یقلّ أجراً عمّن حضَرَ عَرفات ، بل یفوقه وستأتی صفة زیارته ( علیه السلام ) فی هذا الیوم فی باب الزّیارات ان شاء الله تعالی .

الثّالث : أن یصلّی بعد فریضة العصر قبل أن یبدأ فی دعوات عرفة رکعتین تحت السّماء ویقرّ لله تعالی بذنوبه لیفوز بثواب عرفات ویغفر ذنُوبه ثمّ یشرع فی أعمال عرفة ودعواته المأثورة عن الحجج الطّاهرة صلوات الله علیهم، وهی اکثر من أن تذکر فی هذه الوجیزة ونحن نقتصر منها بما یسعه الکتاب .

قال الکفعمی فی المصباح : یستحبّ صوم یوم عرفة لمن لا یضعف عن الدّعاء والاغتسال قبل الزّوال وزیارة الحُسین صلوات الله علیه فیه وفی

ص: 283

لیلته، فاذا زالت الشّمس فأبرز تحت السّماء وصلّ الظّهرین تحسن رکوعهما وسجودهما، فاذا فرغت فصلّ رکعتین فی الاولی بعد الحمد التّوحید وفی الثّانیة بعد الحمد سورة قُلْ یا أیُّها الْکافِرُونَ ثمّ صلّ أربعاً اخری فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید خمسون مرّة .

أقول : هذه الصّلاة هی صلاة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) التی مضت فی أعمال یوم الجُمعة ، ثمّ قل: ما ذکره ابن طاووس فی کتاب الاقبال مرویّاً عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وهو :

سُبْحانَ الَّذی فِی السَّمآءِ عَرْشُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی الاَْرْضِ حُکْمُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی الْقُبوُرِ قَضآؤُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی الْبَحْرِ سَبیلُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی النّارِ سُلْطانُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحانَ الَّذی فِی الْقِیامَةِ عَدْلُهُ، سُبْحانَ الَّذی رَفَعَ السَّمآءِ، سُبْحانَ الَّذی بَسَطَ الاَرْضَ، سُبْحانَ الَّذی لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجا مِنْهُ اِلاّ اِلَیْهِ . ثّم قل : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ مائة مرّة ، واقرأ التّوحید مائة مرّة وآیة الکرسی مائة مرّة وصلّ علی محمد وآله مائة مرّة وقل : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ یُحْیی وَیُمیتُ وَیُمیتُ وَیُحْیی وَهُوَ حَیٌّ لا یَموُتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ( عشراً ) اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَاَتوُبُ اِلَیْهِ ( عشراً ) یا اَللهُ ( عشراً ) یا رَحْمنُ ( عشراً ) یا رَحیمُ ( عشراً ) یا بَدیعُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ ( عشراً ) یا حَیُّ یا قَیُّومُ ( عشراً ) یا حَنّانُ یا مَنّانُ ( عشراً ) یا لا اِلهَ اِلاّ

ص: 284

اَنْتَ ( عشراً ) آمینَ ( عشراً ) ثمّ قل : اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، یا مَنْ یَحوُلُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، یا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلی وَبِالاُْفُقِ الْمُبینِ، یا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی، یا مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد . وسل حاجتک تُقضی ان شاء الله تعالی .

ثمّ ادع بهذه الصّلوات التی روی عن الّصادق ( علیه السلام ) : انّ من أراد أن یسرّ محمّداً وآل محمّد ( علیهم السلام ) فلیقل فی صلاته علیهم :

اَللّهُمَّ یا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطی، وَیا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَیا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الاَْوَّلینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الاْخِرینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الْمَلاَءِ الاَْعْلی، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فِی الْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهِ الْوَسیلَةَ وَالْفَضیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرَّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الْکَبیرَةَ، اَللّهُمَّ اِنّی آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَلا تَحْرِمْنی فِی الْقِیامَةِ رُؤْیَتَهُ، وَارْزُقْنی صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ، وَاسْقِنی مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً سآئِغاً هَنیئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَعَرَِّفْنی فِی الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ مِنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً .

ثمّ ادعُ بدعاء اُمّ داوُد وقد مرّ ذکره فی أعمال رجب ثمّ سبّح بهذا التّسبیح وثوابه لا یحصی کثرة ترکناه اختصاراً وهو :

سُبْحانَ اللهَ قَبْلَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ بَعْدَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ مَعَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ یَبْقی رَبُّنا ویَفْنی کُلُّ وأحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً

ص: 285

یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً قَبْلَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً بَعْدَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً مَعَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً لِرَبِّنَا الْباقی وَیَفْنی کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً لا یُحْصی وَلا یُدْری وَلا یُنْسی وَلا یَبْلی وَلا یَفْنی وَلَیْسَ لَهُ مُنْتَهی، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً یَدوُمُ بِدَوامِهِ وَیَبْقی بِبَقآئِهِ فی سِنِی الْعالَمینَ وَشُهوُرِ الدُّهوُرِ وَاَیّامِ الدُّنْیا وَساعاتِ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ، وَسُبْحانَ اللهِ اَبَدَ الاَْبَدِ وَمَعَ الاَْبَدِ مِمّا لا یُحْصیهِ الْعَدَدُ وَلا یُفْنیهِ الاَْمَدُ وَلا یَقْطَعُهُ الاَْبَدُ، وَتَبارَکَ اللهُ اَحْسَنُ الْخالِقینَ . ثمّ قل : وَالْحَمْدُ للهِ قَبْلَ کُلِّ اَحَد وَالْحَمْدُ للهِ بَعْدَ کُلِّ اَحَد .

الی آخر ما مرّ فی التّسبیح غیر انّک تقول عوض ( سُبْحانَ اللهَ ) ( الْحَمْدُ للهِ ) ، فاذا انتهیت الی اَحْسَنُ الْخالِقینَ تعود فتقول : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ قَبْلَ کُلِّ اَحَد الی آخره تستبدل ب ( سُبْحانَ اللهَ ) کلمة ( لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ ) ثمّ تقول : وَاللهُ اَکْبَرُ قَبْلَ کُلِّ اَحَد الی آخره تستبدل ب ( سُبْحانَ اللهَ ) ( اللهُ اَکْبَرُ ) ثمّ تدعو بالدّعاء اَللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَیَّأَ وقد مرّ فی أعمال لیلة الجمعة ثمّ ادع بما ذکره الشّیخ .

أقول : هذا دعاء یدعی به فی الموقف فی عرفات وهو دعاء طویل وقد أعرضنا عن ذکره، وادعُ ایضاً فی هذا الیوم وأنت خاشِع بالدّعاء السّابع والاربعین من الصّحیفة الکاملة وهو یحتوی علی جمیع مطالب الدّنیا والاخرة صلوات الله علی منشئها، ومن دعوات هذا الیوم المشهورات دعاء سیّد الشّهداء ( علیه السلام ) .

روی بشر

ص: 286

وبشیر ابنا غالب الاسدی قالا : کنّا مع الحسین بن علی ( علیهما السلام ) عشیّة عرفة، فخرج ( علیه السلام ) من فُسطاطه متذلّلاً خاشاً فجعل یمشی هوناً هوناً حتّی وقف هو وجماعة من أهل بیته وولده وموالیه فی میسرة الجبل مستقبل البیت، ثمّ رفع یدیه تلقاء وجهه کاستطعام المسکین، ثمّ قال :

اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لَیْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا کَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، واَتْقَنَ بِحِکْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفی عَلَیْهِ الطَّلائِعُ، وَلا تَضیعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازی کُلِّ صانِع، وَرائِشُ کُلِّ قانع، وَراحِمُ کُلِّ ضارِع، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْکِتابِ الْجامِعِ، بِالنُّورِ السّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْکُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا اِلهَ غَیْرُهُ، وَلا شَیءَ یَعْدِلُهُ، وَلَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیءٌ، وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، اللَّطیفُ الْخَبیرُ، وَهُوَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَرْغَبُ إِلَیْکَ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِیَّةِ لَکَ، مُقِرّاً بِاَنَّکَ رَبّی، اِلَیْکَ مَرَدّی، اِبْتَدَأتَنی بِنِعْمَتِکَ قَبْلَ اَنْ اَکُونَ شَیْئاًمَذکوراً، وَخَلَقْتَنی مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ اَسْکَنْتَنِی الاَْصْلابَ، آمِناً لِرَیْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ والسِّنینَ، فَلَمْ اَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْب اِلی رَحِم، فی تَقادُم مِنَ الاَْیّامِ الْماضِیَةِ، وَالْقُرُونِ الْخالِیَةِ، لَمْ تُخْرِجْنی لِرَأفَتِکَ بی، وَلُطْفِکَ لی، وَاِحْسانِکَ اِلَیَّ، فی دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْکُفْرِ الَّذینَ نَقَضُوا عَهْدَکَ، وَکَذَّبُوا رُسُلَکَ، لکِنَّکَ اَخْرَجْتَنی للَّذی سَبَقَ لی مِنَ الْهُدی، الَّذی لَهُ یَسَّرْتَنی، وَفیهِ اَنْشَأْتَنی، وَمِنْ قَبْلِ رَؤُفْتَ بی بِجَمیلِ صُنْعِکَ، وَسَوابِغِ نِعَمِکَ، فابْتَدَعْتَ خَلْقی مِنْ مَنِیّ یُمْنی، وَاَسْکَنْتَنی فی ظُلُمات ثَلاث، بَیْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنی خَلْقی، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَیَّ شَیْئاً مِنْ اَمْری، ثُمَّ اَخْرَجْتَنی لِلَّذی سَبَقَ لی مِنَ الْهُدی اِلَی الدُّنْیا تآمّاً سَوِیّاً، وَحَفِظْتَنی فِی الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِیّاً، وَرَزَقْتَنی مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِیّاً، وَعَطَفْتَ عَلَیَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ،

ص: 287

وَکَفَّلْتَنِی الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَکَلاْتَنی مِنْ طَوارِقِ الْجآنِّ، وَسَلَّمْتَنی مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَیْتَ یا رَحیمُ یا رَحْمنُ، حتّی اِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْکَلامِ، اَتْمَمْتَ عَلَیَّ سَوابِغَ الانْعامِ، وَرَبَّیْتَنی آیِداً فی کُلِّ عام، حَتّی إذَا اکْتَمَلَتْ فِطْرَتی، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتی، اَوْجَبْتَ عَلَیَّ حُجَتَّکَ، بِاَنْ اَلْهَمْتَنی مَعْرِفَتَکَ، وَرَوَّعْتَنی بِعَجایِبِ حِکْمَتِکَ، وَاَیْقَظْتَنی لِما ذَرَأتَ فی سَمآئِکَ وَاَرْضِکَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِکَ، وَنَبَّهْتَنی لِشُکْرِکَ، وَذِکْرِکَ، وَاَوجَبْتَ عَلَیَّ طاعَتَکَ وَعِبادَتَکَ، وَفَهَّمْتَنی ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُکَ، وَیَسَّرْتَ لی تَقَبُّلَ مَرْضاتِکَ، وَمَنَنْتَ عَلَیَّ فی جَمیعِ ذلِکَ بِعَونِکَ وَلُطْفِکَ، ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَنی مِنْ خَیْرِ الثَّری، لَمْ تَرْضَ لی یا اِلهی نِعْمَةً دُونَ اُخری، وَرَزَقْتَنی مِنْ اَنواعِ الْمَعاشِ، وَصُنُوفِ الرِّیاشِ بِمَنِّکَ الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ عَلَیَّ، وَاِحْسانِکَ الْقَدیمِ اِلَیَّ، حَتّی اِذا اَتْمَمْتَ عَلَیَّ جَمیعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنّی کُلَّ النِّقَمِ، لَمْ یَمْنَعْکَ جَهْلی وَجُرْأَتی عَلَیْکَ اَنْ دَلَلْتَنی اِلی ما یُقَرِّبُنی اِلَیْکَ، وَوفَّقْتَنی لِما یُزْلِفُنی لَدَیْکَ، فَاِنْ دَعْوَتُکَ اَجَبْتَنی، وَاِنْ سَأَلْتُکَ اَعْطَیْتَنی، وَاِنْ اَطَعْتُکَ شَکَرْتَنی، وَاِنْ شَکَرْتُکَ زِدْتَنی، کُلُّ ذلِکَ اِکْمالٌ لاَِنْعُمِکَ عَلَیَّ، وَاِحْسانِکَ اِلَیَّ، فَسُبْحانَکَ سُبْحانَکَ، مِنْ مُبْدِئ مُعید، حَمید مجید، تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُکَ، وَعَظُمَتْ آلاؤُکَ، فَأَیُّ نِعَمِکَ یا اِلهی اُحْصی عَدَداً وَذِکْراً، أَمْ اَیُّ عَطایاکَ أَقُومُ بِها شُکْراً، وَهِیَ یا رَبِّ اَکْثرُ مِنْ اَنْ یُحْصِیَهَا الْعآدّوُنَ، أَوْ یَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنّی اَللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ، أَکْثَرَ مِمّا ظَهَرَ لی مِنَ الْعافِیَةِ وَالسَّرّآءِ، وَاَنَا اَشْهَدُ یا اِلهی بِحَقیقَةِ ایمانی، وَعَقْدِ عَزَماتِ یَقینی، وَخالِصِ صَریحِ تَوْحیدی، وَباطِنِ مَکْنُونِ ضَمیری، وَعَلائِقِ مَجاری نُورِ بَصَری، وَاَساریرِ صَفْحَةِ جَبینی، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسی، وَخَذاریفِ مارِنِ عِرْنَینی، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعی، وَما ضُمَّتْ وَاَطبَقَتْ عَلَیْهِ شَفَتایَ، وَحرِکاتِ لَفظِ لِسانی، وَمَغْرَزِ حَنَکِ فَمی وَفَکّی، وَمَنابِتِ اَضْراسی، وَمَساغِ مَطْعَمی وَمَشْرَبی، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأْسی، وَبُلُوغِ فارِغِ حبائِلِ

ص: 288

عُنُقی، وَمَا اشْتَمَلَ عَلیْهِ تامُورُ صَدری، وَحمائِلِ حَبْلِ وَتینی، وَنِیاطِ حِجابِ قَلْبی، وَأَفْلاذِ حَواشی کَبِدی، وَما حَوَتْهُ شَراسیفُ اَضْلاعی، وَحِقاقُ مَفاصِلی، وَقَبضُ عَوامِلی، وَاَطرافُ اَنامِلی وَلَحْمی وَدَمی، وَشَعْری وَبَشَری، وَعَصَبی وَقَصَبی، وَعِظامی وَمُخّی وَعُرُوقی، وَجَمیعُ جَوارِحی، وَمَا انْتَسَجَ عَلی ذلِکَ اَیّامَ رَِضاعی، وَما اَقلَّتِ الاَْرْضُ مِنّی، وَنَوْمی وَیقَظَتی وَسُکُونی وَحرَکاتِ رُکُوعی وَسُجُودی، اَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَی الاَْعصارِ وَالاَْحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها اَنْ أُؤَدِّیَ شُکْرَ واحِدَة مِنْ أَنْعُمِکَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِکَ اِلاّ بِمَنِّکَ الْمُوجَبِ عَلَیَّ بِهِ شُکْرَکَ اَبَداً جَدیداً، وَثَنآءً طارِفاً عَتیداً، اَجَلْ وَلوْ حَرَصْتُ اَنَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنامِکَ، أَنْ نُحْصِیَ مَدی اِنْعامِکَ، سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلا اَحْصَیناهُ اَمَداً، هَیْهاتَ أنّی ذلِکَ وَاَنْتَ الُْمخْبِرُ فی کِتابِکَ النّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ، وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها، صَدَقَ کِتابُکَ اَللّهُمَّ وَاِنْبآؤُکَ، وَبَلَّغَتْ اَنْبِیآؤُکَ وَرُسُلُکَ، ما اَنْزَلْتَ عَلَیْهِمْ مِنْ وَحْیِکَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دینِکَ، غَیْرَ أَنّی یا اِلهی اَشْهَدُ بِجَُهْدی وَجِدّی، وَمَبْلَغِ طاعَتی وَوُسْعی، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً فَیَکُونَُ مَوْرُوثاً، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فی مُلْکِهِ فَیُضآدَُّهُ فیَما ابْتَدَعَ، وَلا وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ فَیُرْفِدَهُ فیما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ، لَوْ کانَ فیهِما آلِهَةٌ اِلاَّ الله لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ الَّذی لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ، اَلْحَمْدُ للهِ حَمْداً یُعادِلُ حَمْدَ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ، وَاَنْبِیآئِهِ الْمُرْسَلینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی خِیَرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَآلِهِ الطَّیِبینَ الطّاهِرینَ الُْمخلَصینَ وَسَلَّمَ .

ثمّ اندفع فی المسألة واجتهد فی الدّعاء ، وقال وعیناه سالتا دموعاً :

اَللّهُمَّ اجْعَلْنی اَخْشاکَ کَاُنّی اَراکَ، وَاَسْعِدْنی بِتَقوایکَ، وَلا تُشْقِنی بِمَعْصِیَتِکَ، وَخِرْلی فی قَضآئِکَ، وَبارِکْ لی فی قَدَرِکَ، حَتّی لا أُحِبَّ تَعْجیلَ ما اَخَّرْتَ وَلا تَأخیرَ

ص: 289

ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِنایَ فی نَفْسی، وَالْیَقینَ فی قَلْبی، وَالاِْخْلاصَ فی عَمَلی، وَالنُّورَ فی بَصَری، وَالْبَصیرَةَ فی دینی، وَمَتِّعْنی بِجَوارِحی، وَاجْعَلْ سَمْعی وَبَصَریَ الْوارِثَیْنِ مِنّی، وَانْصُرْنی عَلی مَنْ ظَلَمَنی، وَاَرِنی فیهِ ثَاْری وَمَآرِبی، وَاَقِرَّ بِذلِکَ عَیْنی، اَللَّهُمَّ اکْشِفْ کُرْبَتی، وَاسْتُرْ عَوْرَتی، وَاغْفِرْ لی خَطیئَتی، وَاخْسَأْ شَیْطانی، وَفُکَّ رِهانی، وَاْجَعْلْ لی یا اِلهی الدَّرَجَةَ الْعُلْیا فِی الاْخِرَةِ وَالاُْوْلی، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنی فَجَعَلْتَنی سَمیعاً بَصیراً، وَلَکَ الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنی فَجَعَلْتَنی خَلْقاً سَوِیّاً رَحْمَةً بی، وَقَدْ کُنْتَ عَنْ خَلْقی غَنِیّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْی فَعَدَّلْتَ فِطْرَتی، رَبِّ بِما اَنَشَأْتَنی فَاَحْسَنْتَ صُورَتی، رَبِّ بِما اَحْسَنْتَ اِلَیَّ وَفی نَفْسی عافَیْتَنی، رَبِّ بِما کَلاَتَنی وَوَفَّقْتَنی، رَبِّ بِما اَنَعْمَتَ عَلَیَّ فَهَدَیْتَنی، رَبِّ بِما اَوْلَیْتَنی وَمِنْ کُلِّ خَیْر اَعْطَیْتَنی، رَبِّ بِما اَطْعَمْتَنی وَسَقَیْتَنی، رَبِّ بِما اَغْنَیْتَنی وَاَقْنَیْتَنی، رَبِّ بِما اَعَنْتَنی وَاَعْزَزْتَنی، رَبِّ بِما اَلْبَسْتَنی مِنْ سِتْرِکَ الصّافی، وَیَسَّرْتَ لی مِنْ صُنْعِکَ الْکافی، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَعِنّی عَلی بَوائِقِ الدُّهُورِ، وَصُرُوفِ اللَّیالی وَالاَْیّامِ، وَنَجِّنی مِنْ اَهْوالِ الدُّنْیا وَکُرُباتِ الاْخِرَةِ، وَاکْفِنی شَرَّ ما یَعْمَلُ الظّالِمُونَ فِی الاَْرْضِ، اَللّهُمَّ ما اَخافُ فَاکْفِنی، وَما اَحْذَرُ فَقِنی، وَفی نَفْسی وَدینی فَاحْرُسْنی، وَفی سَفَری فَاحْفَظْنی، وَفی اَهْلی وَمالی فَاخْلُفْنی، وَفی ما رَزَقْتَنی فَبارِکْ لی، وَفی نَفْسی فَذلِّلْنی، وَفی اَعْیُنِ النّاسِ فَعَظِّمْنی، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ فَسَلِّمْنی، وَبِذُنُوبی فَلا تَفْضَحْنی وَبِسَریرَتی فَلا تُخْزِنی، وَبِعَمَلی فَلا تَبْتَِلْنی، وَنِعَمَکَ فَلا تَسْلُبْنی، وَاِلی غَیْرِکَ فَلا تَکِلْنی، اِلهی اِلی مَنْ تَکِلُنی اِلی قَریب فَیَقطَعُنی، اَمْ اِلی بَعید فَیَتَجَهَّمُنی، اَمْ اِلَی الْمُسْتَضْعَفینَ لی، وَاَنْتَ رَبّی وَمَلیکُ اَمْری، اَشْکُو اِلَیْکَ غُرْبَتی وَبُعْدَ داری، وَهَوانی عَلی مَنْ مَلَّکْتَهُ اَمْری، اِلهی فَلا تُحْلِلْ عَلَیَّ غَضَبَکَ، فَاِنْ لَمْ تَکُنْ غَضِبْتَ عَلَیَّ فَلا اُبالی سُبْحانَکَ غَیْرَ

ص: 290

اَنَّ عافِیَتَکَ اَوْسَعُ لی، فَأَسْأَلُکَ یا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذی اَشْرَقَتْ لَهُ الاَْرْضُ وَالسَّماواتُ، وَکُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ اَمْرُ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرِینَ، اَنْ لا تُمیتَنی عَلی غَضَبِکَ، وَلا تُنْزِلْ بی سَخَطَکَ، لَکَ الْعُتْبی لَکَ الْعُتْبی حَتّی تَرْضی قَبْلَ ذلِک، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ، وَالْبَیْتِ الْعَتیقِ الَّذی اَحْلَلْتَهُ الْبَرَکَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ اَمْنَاً، یا مَنْ عَفا عَنْ عَظیمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، یا مَنْ اَسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، یا مَنْ اَعْطَی الْجَزیلَ بِکَرَمِهِ، یا عُدَّتی فی شِدَّتی، یا صاحِبی فی وَحْدَتی، یا غِیاثی فی کُرْبَتی، یا وَلِیّی فی نِعْمَتی، یا اِلهی وَاِلهَ آبائی اِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ وَاِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ وَاِسْرافیلَ، وَربَّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّیینَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبینَ، مُنْزِلَ التَّوراةِ وَالاِْنْجیلَ، وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ کهیعص، وَطه وَیس، وَالْقُرآنِ الْحَکیمِ، اَنْتَ کَهْفی حینَ تُعیینِی الْمَذاهِبُ فی سَعَتِها، وَتَضیقُ بِیَ الاَْرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُکَ لَکُنْتُ مِنَ الْهالِکینَ، وَاَنْتَ مُقیلُ عَثْرَتی، وَلَوْلا سَتْرُکَ اِیّایَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِینَ، وَاَنْتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصْرِ عَلی اَعْدآئی، وَلَوْلا نَصْرُکَ اِیّایَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبینَ، یا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَاَوْلِیآؤهُ بِعِزِّهِ یَعْتَزُّونَ، یا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوکُ نَیرَ الْمَذَلَّةِ عَلی اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، یَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدُورُ، وَغَیْبَ ما تَأتِی بِهِ الاَْزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ کَیْفَ هُوَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ ما هُوَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَم یَعْلَمُهُ، اِلاّ هُوَ یا مَنْ کَبَسَ الاَْرْضَ عَلَی الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، یا مَنْ لَهُ اَکْرَمُ الاَْسْمآءِ، یا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذی لا یَنْقَطِعُ اَبَداً، یا مُقَیِّضَ الرَّکْبِ لِیُوسُفَ فِی الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبودِیَّةِ مَلِکاً، یا رآدَّهُ عَلی یَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ

ص: 291

الْحُزْنِ فَهُوَ کَظیمٌ، یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوی عَنْ اَیُّوبَ، وَمُمْسِکَ یَدَیْ اِبْرهیمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ کِبَرِ سِنِّهِ، وَفَنآءِ عُمُرِهِ، یا مَنِ اسْتَجابَ لِزَکَرِیّا فَوَهَبَ لَهُ یَحْیی، وَلَمْ یَدَعْهُ فَرْداً وَحیداً، یا مَنْ اَخْرَجَ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، یا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنی اِسْرآئیلَ فَاَنْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقینَ، یا مَنْ اَرْسَلَ الرِّیاحَ مُبَشِّرات بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ، یا مَنْ لَمْ یَعْجَلْ عَلی مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، یا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فی نِعْمَتِهِ یَأکُلُونَ رِزْقَهُ، وَیَعْبُدُونَ غَیْرَهُ، وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَکَذَّبُوا رُسُلَهُ، یا اَللهُ یا اَللهُ، یا بَدیُ یا بَدیعُ، لا نِدَّلَکَ، یا دآئِماً لا نَفَادَ لَکَ، یا حَیّاً حینَ لا حَیَّ، یا مُحْیِیَ الْمَوْتی، یا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلی کُلِّ نَفْس بِما کَسَبَتْ، یا مَنْ قَلَّ لَهُ شُکْری فَلَمْ یَحْرِمْنی، وَعَظُمَتْ خَطیئَتی فَلَمْ یَفْضَحْنی، وَرَآنی عَلَی الْمَعاصی فَلَمْ یَشْهَرْنی، یا مَنْ حَفِظَنی فی صِغَری، یا مَنْ رَزَقَنی فی کِبَری، یا مَنْ اَیادیهِ عِنْدی لا تُحْصی، وَنِعَمُهُ لا تُجازی، یا مَنْ عارَضَنی بِالْخَیْرِ والاِْحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالاِْساءَةِ وَالْعِصْیانِ، یا مَنْ هَدانی لِلاْیمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُکْرَ الاِْمْتِنانِ، یا مَنْ دَعَوْتُهُ مَریضاً فَشَفانی، وَعُرْیاناً فَکَسانی، وَجائِعاً فَاَشْبَعَنی، وَعَطْشاناً فَاَرْوانی، وَذَلیلاً فَاَعَزَّنی، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنی، وَوَحیداً فَکَثَّرَنی، وَغائِباً فَرَدَّنی، وَمُقِلاًّ فَاَغْنانی، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنی، وَغَنِیّاً فَلَمْ یَسْلُبْنی، وَاَمْسَکْتُ عَنْ جَمیعِ ذلِکَ فَابْتَدَاَنی، فَلَکَ الْحَمْدُ وَالشُّکْرُ، یا مَنْ اَقالَ عَثْرَتی، وَنَفَّسَ کُرْبَتی، وَاَجابَ دَعْوَتی، وَسَتَرَ عَوْرَتی، وَغَفَرَ ذُنُوبی، وَبَلَّغَنی طَلِبَتی، وَنَصَرَنی عَلی عَدُوّی، وَاِنْ اَعُدَّ نِعَمَکَ وَمِنَنَکَ وَکَرائِمَ مِنَحِکَ لا اُحْصیها، یا مَوْلایَ اَنْتَ الَّذی مَنْنْتَ، اَنْتَ الَّذی اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذی اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذی اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذی اَفْضَلْتَ، اَنْتَ الَّذی اَکْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذی رَزَقْتَ،

ص: 292

اَنْتَ الَّذی وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذی اَعْطَیْتَ، اَنْتَ الَّذی اَغْنَیْتَ، اَنْتَ الَّذی اَقْنَیْتَ، اَنْتَ الَّذی آوَیْتَ، اَنْتَ الَّذی کَفَیْتَ، اَنْتَ الَّذی هَدَیْتَ، اَنْتَ الَّذی عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذی سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذی غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذی اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذی مَکَّنْتَ، اَنْتَ الَّذی اَعْزَزْتَ، اَنْتَ الَّذی اَعَنْتَ، اَنْتَ الَّذی عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذی اَیَّدْتَ، اَنْتَ الَّذی نَصَرْتَ، اَنْتَ الَّذی شَفَیْتَ، اَنْتَ الَّذی عافَیْتَ، اَنْتَ الَّذی اَکْرَمْتَ، تَبارَکْتَ وَتَعالَیْتَ، فَلَکَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَکَ الشُّکْرُ واصِباً اَبَداً، ثُمَّ اَنَا یا اِلهَی الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبی فَاغْفِرْها لی، اَنَا الَّذی اَسَأتُ، اَنَا الَّذی اَخْطَأتُ، اَنَا الَّذی هَمَمْتُ، اَنَا الَّذی جَهِلْتُ، اَنَا الَّذی غَفِلْتُ، اَنَا الَّذی سَهَوْتُ، اَنَا الَّذِی اعْتَمَدْتُ، اَنَا الَّذی تَعَمَّدْتُ، اَنَا الَّذی وَعَدْتُ، وَاَنَا الَّذی اَخْلَفْتُ، اَنَا الَّذی نَکَثْتُ، اَنَا الَّذی اَقْرَرْتُ، اَنَا الَّذِی اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِکَ عَلَیَّ وَعِنْدی، وَاَبُوءُ بِذُنُوبی فَاغْفِرْها لی، یا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، وهُوَ الَغَنِیُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِه، فَلَکَ الْحَمْدُ اِلهی وَسیِّدی، اِلهی اَمَرْتَنی فَعَصَیْتُکَ، وَنَهَیْتَنی فَارْتَکَبْتُ نَهْیَکَ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَة لی فَاَعْتَذِرُ، وَلاذا قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، فَبِأَیِّ شَیء اَسْتَقْبِلُکَ یا مَوْلایَ، اَبِسَمْعی اَمْ بِبَصَری، َاْم بِلِسانی، اَمْ بِیَدی اَمْ بِرِجْلی، اَلَیْسَ کُلُّها نِعَمَکَ عِندی، وَبِکُلِّها عَصَیْتُکَ یا مَوْلایَ، فَلَکَ الْحُجَّةُ وَالسَّبیلُ عَلیَّ، یا مَنْ سَتَرَنی مِنَ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ یَزجُرُونی، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ اَنْ یُعَیِّرُونی، وَمِنَ السَّلاطینِ اَنْ یُعاقِبُونی، وَلَوِ اطَّلَعُوا یا مَوْلایَ عَلی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنّی اِذاً ما اَنْظَرُونی، وَلَرَفَضُونی وَقَطَعُونی، فَها اَنَا ذا یا اِلهی بَیْنَ یَدَیْکَ یا سَیِّدی خاضِعٌ ذَلیلٌ، حَصیرٌ حَقیرٌ، لا ذُو بَرآءَة فَاَعْتَذِرَ، وَلا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، وَلا حُجَّة فَاَحْتَجُّ، بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ، وَلَمْ اَعْمَلْ سُواً، وَما عَسَی الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ یا مَوْلایَ

ص: 293

یَنْفَعُنی، کَیْفَ وَاَنّی ذلِکَ وَجَوارِحی کُلُّها شاهِدَةٌ عَلَیَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ یَقیناً غَیْرَ ذی شَکٍّ اَنَّکَ سآئِلی مِنْ عَظائِمِ الاُْمُورِ، وَاَنَّکَ الْحَکَمُ الْعَدْلُ الَّذی لا تَجُورُ، وَعَدْلُکَ مُهْلِکی، وَمِنْ کُلِّ عَدْلِکَ مَهْرَبی، فَاِنْ تُعَذِّبْنی یا اِلهی فَبِذُنُوبی بَعْدَ حُجَّتِکَ عَلَیَّ، وَاِنْ تَعْفُ عَنّی فَبِحِلْمِکَ وَجُودِکَ وَکَرَمِکَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْخائِفینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْوَجِلینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الَّراجینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الرّاغِبینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ السّائِلینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الْمُکَبِّرینَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ رَبّی وَرَبُّ آبائِیَ الاَْوَّلینَ، اَللّهُمَّ هذا ثَنائی عَلَیْکَ مُمَجِّداً، وَاِخْلاصی بِذِکْرِکَ مُوَحِّداً، وَاِقْراری بِآلائکَ مَعَدِّداً، وَاِنْ کُنْتُ مُقِرّاً اَنّی لَمْ اُحْصِها لِکَثْرَتِها وَسُبوغِها، وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها اِلی حادِث، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنی بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنی وَبَرَأتَنی مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ، مِنَ الاِْغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَکَشْفِ الضُّرِّ، وَتَسْبِیبِ الْیُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفریجِ الْکَرْبِ، وَالْعافِیَةِ فِی الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةِ فِی الدّینِ، وَلَوْ رَفَدَنی عَلی قَدْرِ ذِکْرِ نِعْمَتِکَ جَمیعُ الْعالَمینَ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ،، ما قَدَرْتُ وَلاهُمْ عَلی ذلِکَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَیْتَ مِنْ رَبٍّ کَریم، عَظیم رَحیم، لا تُحْصی آلاؤُکَ، وَلا یُبْلَغُ ثَنآؤُکَ، وَلا تُکافی نَعْمآؤُکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَتْمِمْ عَلَیْنا نِعَمَکَ، وَاَسْعِدْنا بِطاعَتِکَ، سُبْحانَکَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ،

ص: 294

اَللَّهُمَّ اِنَّکَ تُجیبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَکْشِفُ السُّوءَ، وَتُغیثُ الْمَکْرُوبَ، وَتَشْفِی السَّقیمَ، وَتُغْنِی الْفَقیرَ، وَتَجْبُرُ الْکَسیرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغیرَ، وَتُعینُ الْکَبیرَ، وَلَیْسَ دُونَکَ ظَهیرٌ، وَلا فَوْقَکَ قَدیرٌ، وَانْتَ الْعَلِیُّ الْکَبیرُ، یا مُطْلِقَ الْمُکَبِّلِ الاَْسیرِ، یا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغیرِ، یا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجیرِ، یا مَنْ لا شَریکَ لَهُ وَلا وَزیرَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَعْطِنی فی هذِهِ الْعَشِیَّةِ، اَفْضَلَ ما اَعْطَیْتَ وَاَنَلْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِکَ، مِنْ نِعْمَة تُولیها، وَآلاء تُجَدِّدُها، وَبَلِیَّة تَصْرِفُها، وَکُرْبَة تَکْشِفُها، وَدَعْوَة تَسْمَعُها، وَحَسَنَة تَتَقَبَّلُها، وَسَیِّئَة تَتَغَمَّدُها، اِنَّکَ لَطیفٌ بِما تَشاءُ خَبیرٌ، وَعَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، اَللَّهُمَّ اِنَّکَ اَقْرَبُ مَنْ دُعِیَ، وَاَسْرَعُ مَنْ اَجابَ، وَاَکْرَمُ مَنْ عَفی، وَاَوْسَعُ مَنْ اَعْطی، وَاَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، یا رَحمنَ الدُّنْیا والاْخِرَةِ وَرحیمُهُما، لَیْسَ کَمِثْلِکَ مَسْؤولٌ، وَلا سِواکَ مَأمُولٌ، دَعَوْتُکَ فَاَجَبْتَنی، وَسَأَلْتُکَ فَاَعْطَیْتَنی، وَرَغِبْتُ اِلَیْکَ فَرَحِمْتَنی، وَوَثِقْتُ بِکَ فَنَجَّیْتَنی، وَفَزِعْتُ اِلَیْکَ فَکَفَیْتَنی، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَنَبِیِّکَ، وَعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ اَجْمَعینَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْمآءَکَ، وَهَنِّئْنا عَطآءَکَ، وَاکْتُبْنا لَکَ شاکِرینَ، وَلاِلائِکَ ذاکِرینَ، آمینَ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ یا مَنْ مَلَکَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِیَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، یا غایَةَ الطّالِبینَ الرّاغِبینَ، وَمُنْتَهی اَمَلِ الرّاجینَ، یا مَنْ اَحاطَ بِکُلِّ شَیء عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقیلینَ رَأفَةً وَحِلْماً، اَللّهُمَّ اِنّا نَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ فی هذِهِ الْعَشِیَّةِ الَّتی شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّد نَبِیِّکَ وَرَسُولِکَ، وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَاَمینِکَ عَلی وَحْیِکَ، الْبَشیرِ النَّذیرِ، السِّراجِ الْمُنیرِ، الَّذی اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَی الْمُسْلِمینَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمینَ، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، کَما مُحَمَّدٌ اَهْلٌ لِذلِکَ مِنْکَ یا عَظیمُ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَعَلی آلِهِ، الْمُنْتَجَبینَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ اَجْمَعینَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِکَ عَنّا، فَاِلَیْکَ عَجَّتِ الاَْصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنا اَللّهُمَّ فی هذِهِ الْعَشِیَّةِ نَصیباً مِنْ کُلِّ خَیْر تَقْسِمُهُ بَیْنَ عِبادِکَ، وَنُور

ص: 295

تَهْدی بِهِ، وَرَحْمَة تَنْشُرُها، وَبَرَکَة تُنْزِلُها، وَعافِیَة تُجَلِّلُها، وَرِزْق تَبْسُطُهُ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللَّهُمَّ اقْلِبْنا فی هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحینَ مُفْلِحینَ مَبْرُورینَ غانِمینَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطینَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِکَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِکَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِکَ مَحْرُومینَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطآئِکَ قانِطینَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبینَ وَلا مِنْ بابِکَ مَطْرُودینَ، یا اَجْوَدَ الاَجْوَدینَ، وَاَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ، اِلَیْکَ اَقْبَلْنا مُوقِنینَ، وَلِبَیْتِکَ الْحَرامِ آمّینَ قاصِدینَ، فَاَعِنّا عَلی مَناسِکِنا، وَاَکْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاْعْفُ عَنّا وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا اِلَیْکَ اَیْدیَنا فَهِیَ بِذِلَّةِ الاِْعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اَللَّهُمَّ فَاَعْطِنا فی هذِهِ الْعَشِیَّةِ ما سَأَلْناکَ، وَاکْفِنا مَا اسْتَکْفَیْناکَ، فَلا کافِیَ لَنا سِواکَ، وَلا رَبَّ لَنا غَیْرُکَ، نافِذٌ فینا حُکْمُکَ، مُحیطٌ بِنا عِلْمُکَ، عَدْلٌ فینا قَضآؤُکَ، اِقْضِ لَنَا الْخَیْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ الْخَیْرِ، اَللَّهُمَّ اَوْجِبْ لَنا بِجُودِکَ عَظیمَ الاَْجْرِ، وَکَریمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ الْیُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اَجْمَعینَ، وَلا تُهْلِکْنا مَعَ الْهالِکینَ، وَلا تَصْرِفْ عَنّا رَأفَتَکَ وَرَحْمَتَک، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فی هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَاَلَکَ فَاَعْطَیْتَهُ، وَشَکَرَکَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ اِلَیْکَ فَقَبِلْتَهُ وَتَنَصَّلَ اِلَیْکَ مِنْ ذُنُوبِهِ کُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ یا ذَالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، اَللّهُمَّ وَنَقِّنا وَسَدِّدْنا واقْبَلْ تَضَرُّعَنا، یا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَیا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ اِغْماضُ الْجُفُونِ، َولا لَحْظُ الْعُیُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِی الْمَکْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَیْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، اَلا کُلُّ ذلِکَ قَدْ اَحْصاهُ عِلْمُکَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُکَ، سُبْحانَکَ وَتَعالَیْتَ عَمّا یَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً کَبیراً، تُسَبِّحُ لَکَ السَّماواتُ السَّبْعُ، وَالاَْرَضُونَ وَمَنْ فیهِنَّ، وَاِنْ مِنْ شَیء اِلاّ یُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ وَالَْمجْدُ، وَعُلُوُّ الْجَدِّ، یا ذَالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعامِ، وَالاَْیادِی الْجِسامِ، وَاَنْتَ الْجَوادُ الْکَریمُ، الرَّؤُوفُ الرَّحیمُ، اَللَّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ، وَعافِنی فی بَدَنی

ص: 296

وَدینی، وَآمِنْ خَوْفی، وَاعْتِقْ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، اَللّهُمَّ لا تَمْکُرْ بی، وَلا تَسْتَدْرِجْنی، وَلا تَخْدَعْنی، وَادْرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ .

ثمّ رفع رأسه وبصره الی السّماء وعیناه ماطرتان کأنّهما مزادتان وقال بصوت عال :

یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ، وَیا اَسْرَعَ الْحاسِبینَ، وَیا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد السّادَةِ الْمَیامینَ، وَاَسْأَلُکَ اَللَّهُمَّ حاجَتِی اَّلتی اِنْ اَعْطَیْتَنیها لَمْ یَضُرَّنی ما مَنَعْتَنی، وَاِنْ مَنَعْتَنیها لَمْ یَنْفَعْنی ما اَعْطَیْتَنی، اَسْأَلُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، لَکَ الْمُلْکُ، وَلَکَ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، یا رَبُّ یا رَبُّ .

وکان یکرّر قوله یا رَبُّ وشغل من حضر ممّن کان حوله عن الدّعاء لانفسهم واقبلوا علی الاستماع له والتّأمین علی دعائه، ثمّ علت أصواتهم بالبکاء معه وغربت الشّمس وأفاض النّاس معه .

أقول : الی هنا تمّ دعاء الحسین ( علیه السلام ) فی یوم عرفة علی ما أورده الکفعمی فی کتاب البلد الامین وقد تبعه المجلسی فی کتاب زاد المعاد ولکن زاد السّید ابن طاووس ( رحمه الله ) فی الاقبال بعد یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ هذه الزّیادة :

اِلهی اَنَا الْفَقیرُ فی غِنایَ فَکَیْفَ لا اَکُونُ فَقیراً فی فَقْری، اِلهی اَنَا الْجاهِلُ فی عِلْمی فَکَیْفَ لا اَکُونُ جَهُولاً فی جَهْلی، اِلهی اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبیرِکَ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقادیرِکَ، مَنَعا عِبادَکَ الْعارِفینَ بِکَ عَنْ السُّکُونِ اِلی عَطآء، وَالْیأْسِ مِنْکَ فی بَلاء، اِلهی مِنّی ما یَلیقُ بِلُؤُمی وَمِنْکَ ما یَلیقُ بِکَرَمِکَ، اِلهی وَصَفْتَ نَفْسَکَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لی قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفی، اَفَتَمْنَعُنی مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفی، اِلهی اِنْ ظَهَرَتِ الَْمحاسِنُ مِنّی فَبِفَضْلِکَ، وَلَکَ الْمِنَّةُ عَلَیَّ، وَاِنْ ظَهَرْتِ

ص: 297

الْمَساویُ مِنّی فَبِعَدْلِکَ، وَلَکَ الْحُجَّةُ عَلَیَّ اِلهی کَیْفَ تَکِلُنی وَقَدْ تَکَفَّلْتَ لی، وَکَیْفَ اُضامُ وَاَنْتَ النّاصِرُ لی، اَمْ کَیْفَ اَخیبُ وَاَنْتَ الْحَفِیُّ بی، ها اَنَا اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِفَقْری اِلَیْکَ، وَکَیْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِما هُوَ مَحالٌ اَنْ یَصِلَ اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ اَشْکُو اِلَیْکَ حالی وَهُوَ لا یَخْفی عَلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقالی وَهُوَ مِنَکَ بَرَزٌ اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ تُخَیِّبُ آمالی وَهِیَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ لا تُحْسِنُ اَحْوالی وَبِکَ قامَتْ، اِلهی ما اَلْطَفَکَ بی مَعَ عَظیمِ جَهْلی، وَما اَرْحَمَکَ بی مَعَ قَبیحِ فِعْلی، اِلهی ما اَقْرَبَکَ مِنّی وَاَبْعَدَنی عَنْکَ، وَما اَرْاَفَکَ بی فَمَا الَّذی یَحْجُبُنی عَنْکَ، اِلهی عَلِمْتُ بِاِخْتِلافِ الاْثارِ، وَتَنقُّلاتِ الاَْطْوارِ، اَنَّ مُرادَکَ مِنّی اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَیَّ فی کُلِّ شَیء، حَتّی لا اَجْهَلَکَ فی شَیء، اِلهی کُلَّما اَخْرَسَنی لُؤْمی اَنْطَقَنی کَرَمُکَ، وَکُلَّما آیَسَتْنی اَوْصافی اَطْمَعَتْنی مِنَنُکَ، اِلهی مَنْ کانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِیَ، فَکَیْفَ لا تَکُونُ مُساویهِ مَساوِیَ، وَمَنْ کانَتْ حَقایِقُهُ دَعاوِیَ، فَکَیْفَ لا تَکُونُ دَعاوِیَهِ دَعاوِیَ، اِلهی حُکْمُکَ النّافِذُ، وَمَشِیَّتُکَ الْقاهِرَةُ لَمْ یَتْرُکا لِذی مَقال مَقالاً، وَلا لِذی حال حالاً، اِلهی کَمْ مِنْ طاعَة بَنَیْتُها، وَحالَة شَیَّدْتُها، هَدَمَ اِعْتِمادی عَلَیْها عَدْلُکَ، بَلْ اَقالَنی مِنْها فَضْلُکَ، اِلهی اِنَّکَ تَعْلَمُ اَنّی وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّی فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، اِلهی کَیْفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ، وَکَیْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ، اِلهی تَرَدُّدی فِی الاْثارِ یُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنی عَلَیْکَ بِخِدْمَة تُوصِلُنی اِلَیْکَ، کَیْفَ یُسْتَدَلُّ عَلَیْکَ بِما هُوَ فی وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَیْکَ، اَیَکُونُ لِغَیْرِکَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَیْسَ لَکَ، حَتّی یَکُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَکَ، مَتی غِبْتَ حَتّی تَحْتاجَ اِلی دَلیل یَدُلُّ عَلیْکَ، وَمَتی بَعُدْتَ حَتّی تَکُونَ الاْثارُ هِیَ الَّتی تُوصِلُ اِلَیْکَ، عَمِیَتْ عَیْنٌ لا تَراکَ عَلَیْها

ص: 298

رَقیباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّکَ نَصیباً، اِلهی اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَی الاْثارِ فَاَرْجِعْنی اِلَیْکَ بِکِسْوَةِ الاَْنْوارِ، وَهِدایَةِ الاِْسْتِبصارِ، حَتّی اَرْجَعَ اِلَیْکَ مِنْها کَما دَخَلْتُ اِلَیْکَ مِنْها، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَیْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ عَلَیْها، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، اِلهی هذا ذُلّی ظاهِرٌ بَیْنَ یَدَیْکَ، وَهذا حالی لا یَخْفی عَلَیْکَ، مِنْکَ اَطْلُبُ الْوُصُولُ اِلَیْکَ، َوِبَکَ اَسْتَدِلُّ عَلَیْکَ، فَاهْدِنی بِنُورِکَ اِلَیْکَ، وَاَقِمْنی بِصِدْقِ الْعُبُودِیَّةِ بَیْنَ یَدَیْکَ، اِلهی عَلِّمْنی مِنْ عِلْمِکَ الَْمخْزُونِ، وَصُنّی بِسِتْرِکَ الْمَصُونِ، اِلهی حَقِّقْنی بِحَقائِقِ اَهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُکْ بی مَسْلَکَ اَهْلِ الْجَذْبِ، اِلهی اَغْنِنی بِتَدْبیرِکَ لی عَنْ تَدْبیری، وَبِاخْتِیارِکَ عَنِ اخْتِیاری، وَاَوْقِفْنی عَلی مَراکِزِ اضْطِراری، اِلهی اَخْرِجْنی مِنْ ذُلِّ نَفْسی، وَطَهِّرْنی مِنْ شَکّی وَشِرْکی قَبْلَ حُلُولِ رَمْسی، بِکَ اَنْتَصِرُ فَانْصُرْنی، وَعَلَیْکَ اَتَوَکَّلُ فَلا تَکِلْنی، وَاِیّاکَ اَسْأَلُ فَلا تُخَیِّبْنی، وَفی فَضْلِکَ اَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْنی، وَبِجَنابِکَ اَنْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْنی، وَبِبابِکَ اَقِفُ فَلا تَطْرُدْنی، اِلهی تَقَدَّسَ رِضاکَ اَنْ یَکُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْکَ، فَکَیْفَ یَکُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّی، اِلهی اَنْتَ الْغِنیُّ بِذاتِکَ اَنْ یَصِلَ اِلَیْکَ النَّفْعُ مِنْکَ، فَکَیْفَ لا تَکُونُ غَنِیّاً عَنّی، اِلهی اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ یُمَنّینی، وَاِنَّ الْهَوی بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَنی، فَکُنْ اَنْتَ النَّصیرَ لی، حَتّی تَنْصُرَنی وَتُبَصِّرَنی، وَاَغْنِنی بِفَضْلِکَ حَتّی اَسْتَغْنِیَ بِکَ عَنْ طَلَبی، اَنْتَ الَّذی اَشْرَقْتَ الاَْنْوارَ فی قُلُوبِ اَوْلِیآئِکَ حَتّی عَرَفُوکَ وَوَحَّدوکَ، وَاَنْتَ الَّذی اَزَلْتَ الاَْغْیارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبّائِکَ حَتّی لَمْ یُحِبُّوا سِواکَ، وَلَمْ یَلْجَأوا اِلی غَیْرِکَ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَیْثُ اَوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ، وَاَنْتَ الَّذی هَدَیْتَهُمْ حَیْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ الْمَعالِمُ، ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَکَ، وَمَا الَّذی فَقَدَ مَنْ وَجَدَکَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِیَ دُونَکَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغی عَنْکَ مُتَحَوِّلاً، کَیْفَ یُرْجی سِواکَ وَاَنْتَ ما قَطَعْتَ الاِْحْسانَ، وَکَیْفَ

ص: 299

یُطْلَبُ مِنْ غَیْرِکَ وَاَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الاِْمْتِنانِ، یا مَنْ اَذاقَ اَحِبّآءَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ، فَقامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُتَمَلِّقینَ، وَیا مَنْ اَلْبَسَ اَوْلِیاءَهُ مَلابِسَ هَیْبَتِهِ، فَقامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُسْتَغْفِرینَ، اَنْتَ الذّاکِرُ قَبْلَ الذّاکِرینَ، وَاَنْتَ الْبادی بِالاِْحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدینَ، وَاَنْتَ الْجَوادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّالِبینَ، وَاَنْتَ الْوَهّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ الْمُسْتَقْرِضینَ، اِلهی اُطْلُبْنی بِرَحْمَتِکَ حَتّی اَصِلَ اِلَیْکَ، وَاجْذِبْنی بِمَنِّکَ حَتّی اُقْبِلَ عَلَیْکَ، اِلهی اِنَّ رَجآئی لا یَنْقَطِعُ عَنْکَ وَاِنْ عَصَیْتُکَ، کَما اَنَّ خَوْفی لا یُزایِلُنی وَاِنْ اَطَعْتُکَ، فَقَدْ دَفَعْتَنِی الْعَوالِمُ اِلَیْکَ، وَقَدْ اَوْقَعَنی عِلْمی بِکَرَمِکَ عَلَیْکَ، اِلهی کَیْفَ اَخیبُ وَاَنْتَ اَمَلی، اَمْ کَیْفَ اُهانُ وَعَلَیْکَ مُتَکَّلی، اِلهی کَیْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِی الذِّلَّةِ اَرْکَزْتَنی، اَمْ کَیْفَ لا اَسْتَعِزُّ وَاِلَیْکَ نَسَبْتَنی، اِلهی کَیْفَ لا اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذی فِی الْفُقَرآءِ اَقَمْتَنی، اَمْ کَیْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذی بِجُودِکَ اَغْنَیْتَنی، وَاَنْتَ الَّذی لا اِلهَ غَیْرُکَ تَعَرَّفْتَ لِکُلِّ شَیء فَما جَهِلَکَ شَیءُ، وَاَنْتَ الَّذی تَعَرَّفْتَ اِلَیَّ فی کُلِّ شَیء، فَرَاَیْتُکَ ظاهِراً فی کُلِّ شَیء، وَاَنْتَ الظّاهِرُ لِکُلِّ شَیء، یا مَنِ اسْتَوی بِرَحْمانِیَّتِهِ فَصارَ الْعَرْشُ غَیْباً فی ذاِتِهِ، مَحَقْتَ الاْثارَ بِالاْثارِ، وَمَحَوْتَ الاَْغْیارَ بِمُحیطاتِ اَفْلاکِ الاَْنْوارِ، یا مَنِ احْتَجَبَ فی سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِکَهُ الاَْبْصارُ، یا مَنْ تَجَلّی بِکَمالِ بَهآئِهِ، فَتَحَقَّقتْ عَظَمَتُهُ مَنْ الاِْسْتِوآءَ، کَیْفَ تَخْفی وَاَنْتَ الظّاهِرُ، اَمْ کَیْفَ تَغیبُ وَاَنْتَ الرَّقیبُ الْحاضِرُ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیر، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ .

وعلی أیّ حال فقد وردت ادعیة وأعمال کثیرة فی هذا الیوم لمن وفّق فیه لحضور عرفات وأفضل أعمال هذا الیوم الشّریف الدّعاء وهو قد امتاز بالدّعاء امتیازاً وینبغی الاکثار فیه من الدّعاء للاخوان المؤمنین أحیاءً وأمواتاً، والرّوایة الواردة فی شأن عبد الله بن جندب ( رحمه الله )

ص: 300

فی الموقف بعرفات ودعاؤه لاخوانه المؤمنین مشهورة، وروایة زید النرسی فی شأن الثّقة الجلیل معاویة بن وهب فی الموقف ودعاؤه فی حقّ اخوانه فی الافاق واحداً واحداً وروایته عن الصّادق ( علیه السلام ) فی فضل هذا العمل فیما ینبغی الاطّلاع علیه والتدبّر فیه، والرّجاء الواثق من اخوانی المؤمنین أن یجعلوا هؤلاء العظماء قدوة یقتدون بهم فیؤثرون علی أنفسهم اخوانهم المؤمنین بالدّعاء ویعدوننی فی زمرتهم، وأنا العاصی الذی سوّدت وجهی الذّنوب فلا ینسُونی من الدّعاء حیّاً ومیّتاً، واقرأ فی هذا الیوم الزّیارة الجامعة الثّالثة وقل فی آخر نهار عرفة : یا رَبِّ انَّ ذُنُوبی لا تَضُرُّکَ، وَاِنَّ مَغْفِرَتَکَ لی لا تَنْقُصُکَ، فَاَعْطِنی ما لا یَنْقُصُکَ، وَاغْفِرْ لی ما لا یَضُرُّکَ وقل أیضاً : اَللّهُمَّ لا تَحْرِمْنی خَیْرَ ما عِنْدَکَ لِشَرِّ ما عِنْدی فَاِنْ اَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنی بِتَعَبی وَنَصَبی فَلا تَحْرِمْنی اَجْرَ الْمُصابِ عَلی مُصیبَتِهِ .

أقول : قال السّید ابن طاووس فی خلال أدعیة یوم عرفة : اذا دنا غروب الشّمس فقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ الدّعاء ، وهذا هو دعاء العشرات السّالف فجدیر أن لا یترک فی آخر نهار عرفة قراءة دعاء العشرات المسنون فی کلّ صباح ومساء، وهذه الاذکار التی أوردها الکفعمی هی الاذکار الواردة فی آخر دعاء العشرات کما أورده السّید ( رحمه الله ) .

اللّیلة العاشِرة

لیلة مُبارکة وهی احدی اللّیالی الاربع الّتی یستحبّ احیاؤها وتفتح فیها أبواب السّماء ومن المسنون فیها زیارة الحُسین صلوات الله وسلامه علیه ودعاء یا دائِمَ الْفَضْلِ عَلی الْبَرِیَّةِ الذی مضی فی خلال اعمال لیلة الجُمعة.

الیوم العاشر

یوم عید الاضحی وهو یوم ذو شرافة بالغة واعماله عدیدة :

الاوّل : الغُسل وهو

ص: 301

سنّة مؤکّدة فی هذا الیوم وقد أوجبه بعض العلماء .

الثّانی : أداء صلاة العید کما وصفناها فی عید الفطر ولکن یستحبّ أن یؤخّر فی هذا الیوم الافطار عن الصّلاة کما یستحبّ أن یفطر علی لحم الاضحیة .

الثّالث : قراءة الدّعوات المأثورة قبل صلاة العید وبعدها وهی مذکورة فی کتاب الاقبال، ولعلّ أفضل الادعیة فی هذا الیوم هو الدّعاء الثّامن والاربعون من الصّحیفة الکاملة أوّلها اَللّهُمَّ هذا یَوْمٌ مُبارَکٌ فادع به وادع أیضاً بالدّعاء السّادس والاربعین یا مَنْ یَرْحَمُ مَنْ لا یَرْحَمُهُ الْعِبادُ .

الرّابع : قراءة دعاء النّدبة وسیأتی ان شاء الله تعالی .

الخامس : التّضحیة وهی سنّة مؤکّدة .

السّادس : أن یکبرّ بالتّکبیرات الاتیة عقیب خمس عشرة فریضة اوّلها فریضة ظهر العید وآخرها فریضة فجر الیوم الثّالث عشر ، هذا لمن کان فی مِنی وأمّا من کان فی سائر البلاد فیکبر بها عقیب عشر فرائض تبدأ من فریضة ظهر العید وتنتهی بفجر الیوم الثّانی عشر والتّکبیرات علی روایة الکافی الصّحیحة کما یلی : اللهُ اَکْبَرُ اللهُ اَکْبَرُ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، وَاللهُ اَکْبَرُاللهُ اَکْبَرُاللهُ اَکْبَرُ وللهِ الْحَمْدُ، اللهُ اَکْبَرُ عَلی ما هَدانا، اَللهُ اَکْبَرُ عَلی ما رَزَقَنا مِنْ بَهیمَةِ الاَنْعامِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلی ما اَبْلانا ویستحبّ تکرار هذه التکبیرات عقیب الفرائض ما تیسّر، کما یستحبّ التّکبیر بها بعد النّوافل أیضاً .

الیوم الخامس عشر

میلاد الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) وکانت ولادته فی سنة 212 .

اللّیلة الثّامنة عشرة

لیلة عید الغدیر وهی لیلة شریفة ، روی السّید فی الاقبال لهذه اللّیلة صلاة ذات صفة خاصّة ودعاء وهی اثنتا عشرة رکعة بسلام واحد .

الیوم الثّامن عشر

یوم عید الغدیر وهو عید الله الاکبر

ص: 302

وعید آل محمّد ( علیهم السلام ) ، وهو أعظم الاعیاد ما بعث الله تعالی نبیّاً الّا وهو یعید هذا الیوم ویحفظ حُرمته، واسم هذا الیوم فی السّماء یوم العهد المعهود، واسمه فی الارض یوم المیثاق المأخوذ والجمع المشهود، وروی انّه سُئِل الصّادق ( علیه السلام ) : هل للمسلمین عید غیر یوم الجمعة والاضحی والفطر ؟ قال : نعم أعظمها حُرمة ، قال الراوی : وأیّ عید هو ؟ قال : الیوم الذی نصب فیه رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقال : ومن کنت مولاه فعلیٌّ مولاه، وهو یوم ثمانی عشر من ذی الحجّة . قال الراوی : وما ینبغی لنا أن نفعل فی ذلک الیوم ؟ قال : الصّیام والعبادة والذّکر لمحمّد وآل محمّد ( علیهم السلام ) والصّلاة علیهم، وأوصی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) امیر المؤمنین ( علیه السلام ) أن یتّخذ ذلک الیوم عیداً وکذلک کانت الانبیاء تفعل، کانوا یوصون أوصیاءهم بذلک فیتّخذونه عیداً، وفی حدیث أبی نصر البزنطی عن الرّضا صلوات الله وسلامُه علیه انّه قال : یا ابن أبی نصر أینما کنت فاحضر یوم الغدیر عند أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فانّ الله تبارک وتعالی یغفر لکلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومُسلمة ذنوبُ ستّین سنة، ویعتق من النّار ضعف ما اعتق فی شهر رمضان ولیلة القدر ولیلة الفطر، والدرهم فیه بألف درهم لاخوانک العارفین، وأفضل علی اخوانک فی هذا الیوم وسُرّ فیه کلّ مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف النّاس فضل هذا الیوم بحقیقته لصافحتهم الملائکة فی کلّ یوم عشر مرّات، واخلاصة انّ تعظیم هذا

ص: 303

الیوم الشّریف لازم وأعماله عدیدة :

الاوّل : الصوم وهو کفّارة ذنوبُ ستّین سنة، وقد روی انّ صیامه یعدل صیام الدّهر ویعدل مائة حجّة وعمرة .

الثّانی : الغُسل .

الثّالث : زیارة امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وینبغی أن یجتهد المرء أینما کان فیحضر عند قبر أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقد حکیت له ( علیه السلام ) زیارات ثلاث فی هذا الیوم، أولاها زیارة امین الله المعروفة ویزاربها فی القرب والبُعد وهی من الزّیارات الجامعة المطلقة ایضاً، وستأتی فی باب الزّیارات ان شاء الله تعالی .

الرّابع : أن یتعوّذ بما رواه السّید فی الاقبال عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) .

الخامس : أن یصلّی رکعتین ثمّ یسجد ویشکر الله عزوجل مائة مرّة ثمّ یرفع رأسه من السّجود ویقول :

اَللّهُمَّ اِنِّی اَسْاَلُکَ بِاَنَّ لَکَ الْحَمْدَ وَحْدَکَ لا شَرِیکَ لَکَ، وَاَنَّکَ واحِدٌ اَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَکَ کُفُواً اَحَدٌ، وَاَنَّ مُحَمّداً عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، یا مَنْ هُوَ کُلَّ یَوْم فی شَأن کَما کانَ مِنْ شَأنِکَ اَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَیَّ بِاَنْ جَعَلْتَنی مِنْ اَهْلِ اِجابَتِکَ، وَاَهْلِ دِینِکَ، وَاَهْلِ دَعْوَتِکَ، وَوَفَّقْتَنی لِذلِکَ فی مُبْتَدَءِ خَلْقی تَفَضُّلاً مِنْکَ وَکَرَماً وَجُوداً، ثُمَّ اَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْکَرَمَ کَرَماً رَأفَةً مِنْکَ وَرَحْمَةً اِلی اَنْ جَدَّدْتُ ذلِکَ الْعَهْدَ لی تَجْدِیداً بَعْدَ تَجدِیدِکَ خَلْقی، وَکُنْتُ نَسْیاً مَنْسِیّاً ناسِیاً ساهِیاً غافِلاً، فَاَتْمَمْتَ نِعْمَتَکَ بِاَنْ ذَکَّرْتَنی ذلِکَ وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ، وَهَدَیْتَنی لَهُ، فَلیَکُنْ مِنْ شَأنِکَ یا اِلهی وَسَیِّدی وَمَولایَ اَنْ تُتِمَّ لی ذلِکَ وَلا تَسْلُبْنیهِ حَتّی تَتَوَفّانی عَلی ذلِکَ وَاَنتَ عَنّی راض، فَاِنَّکَ اَحَقُّ المُنعِمِینَ اَنْ تُتِمَّ نِعمَتَکَ عَلَیَّ، اَللّهُمَّ

ص: 304

سَمِعْنا وَاَطَعْنا وَاَجَبْنا داعِیَکَ بِمَنِّکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ غُفْرانَکَ رَبَّنا وَاِلَیکَ المَصیرُ، آمَنّا بِاللهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَصَدَّقْنا وَاَجبْنا داعِیَ اللهِ، وَاتَّبَعْنا الرَّسوُلَ فی مُوالاةِ مَوْلانا وَمَوْلَی الْمُؤْمِنینَ اَمیرَ المُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبیطالِب عَبْدِاللهِ وَاَخی رَسوُلِهِ وَالصِّدّیقِ الاکْبَرِ، وَالحُجَّةِ عَلی بَرِیَّتِهِ، المُؤَیِّدِ بِهِ نَبِیَّهُ وَدینَهُ الْحَقَّ الْمُبینَ، عَلَماً لِدینِ اللهِ، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَیْبَةَ غَیْبِ اللهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّ اللهِ، وَاَمینَ اللهِ عَلی خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ فی بَرِیَّتِهِ، اَللّهُمَّ رَبَّنا اِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادی لِلایمانِ اَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَکَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الابْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَلا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ اِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمیعادَ فَاِنّا یا رَبَّنا بِمَنِّکَ وَلُطْفِکَ اَجَبنا داعیکَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ، وَصَدَّقْناهُ وَصَدَّقْنا مَوْلَی الْمُؤْمِنینَ، وَکَفَرْنا بِالجِبْتِ وَالطّاغُوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّیْنا، وَاحْشُرْنا مَعَ اَئِمَّتَنا فَاِنّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ، وَلَهُمْ مُسَلِّمُونَ آمَنّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِیَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ وَحَیِّهِمْ وَمَیِّتِهِمْ، وَرَضینا بِهِمْ اَئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً، وَحَسْبُنا بِهِمْ بَیْنَنا وَبَیْنَ اللهِ دُونَ خَلْقِهِ لا نَبْتَغی بِهِمْ بَدَلاً، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلیجَةً، وَبَرِئْنا اِلَی اِلله مِنْ کُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ الاَوَّلینَ وَالاخِرِینَ، وَکَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالاوثانِ الارْبَعَةِ وَاَشْیاعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، وَکُلِّ مَنْ والاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاْنْسِ مِنْ اَوَّلِ الدَّهرِ اِلی آخِرِهِ، اَللّهُمَّ اِنّا نُشْهِدُکَ اَنّا نَدینُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ، وَقَوْلُنا ما قالُوا وَدینُنا ما دانُوا بِهِ، ما قالُوا بِهِ قُلْنا، وَما دانُو بِهِ دِنّا، وَما اَنْکَرُوا اَنْکَرْنا، وَمَنْ والَوْا والَیْنا، وَمَنْ عادُوا عادَیْنا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنّا، وَمَنْ تَبَرَّؤُا مِنهُ تَبَرَّأنا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَیْهِ تَرَحَّمْنا عَلَیْهِ آمَنّا وَسَلَّمْنا وَرَضینا وَاتَّبَعْنا مَوالینا صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ،

ص: 305

اَللّهُمَّ فَتِمِّمْ لَنا ذلِکَ وَلا تَسْلُبْناُه، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً، وَاَحْیِنا ما اَحْیَیْتَنا عَلَیْهِ، وَاَمِتْنا اِذا اَمَتَّنا عَلَیْهِ آلُ مُحَمَّد اَئِمَّتَنا فَبِهِمْ نَأتَمُّ وَاِیّاهُمْ نُوالی، وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّ اللهِ نُعادی، فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ فَاِنّا بِذلِکَ راضُونَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ یسجد ثانیاً ویقول مائة مرّة اَلْحَمْدُ للهِ ( ومائة مرّة ) شُکْراً للهِ، وروی انّ من فعل ذلک کان کمن حضر ذلک الیوم وبایع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) علی الولایة الخبر ، والافضل أن یُصلّی هذه الصّلاة قُرب الزّوال وهی السّاعة التی نصب فیها أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بغدیر خم اماماً للنّاس وأن یقرأ فی الرّکعة الاُولی منها سورة القدر وفی الثّانیة التّوحید .

السّادس : أن یغتسل ویُصلی رکعتین من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة یقرأ فی کلّ رکعة سورة الحمد مرّة وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ عشر مرّات وآیة الکرسی عشر مرّات واِنّا اَنزَلْناهُ عشراً، فهذا العمل یعدل عند الله عزوجل مائة ألف حجّة ومائة ألف عُمرة، ویُوجب أن یقضی الله الکریم حوائج دنیاه وآخرته فی یُسر وعافیة، ولا یخفی علیک انّ السّید فی الاقبال قدّم ذکر سورة القدر علی آیة الکرسی فی هذه الصّلاة، وتابعه العلامة المجلسی فی زاد المعاد فقدّم ذکر القدر کما صنعت أنا فی سائر کتبی، ولکنّی بعد التتبّع وجدت الاغلب ممّن ذکروا هذه الصّلاة قد قدّموا ذکر آیة الکرسی علی القدر واحتمال سهو القلم من السّید نفسه أو من النّاسخین لکتابه فی کلا موردی الخلاف وهما عدد الحمد وتقدیم القدر بعید غایة البُعد، کاحتمال کون ما ذکره السّید عملاً مستقلاً مغایراً للعمل المشهور والله

ص: 306

تعالی هو العالم، والافضل أن یدعو بعد هذه الصّلاة بهذا الدّعاء رَبَّنا اِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً الدّعاء بطوله .

السّابع : أن یدعو بدعاء النّدبة .

الثّامن : أن یدعو بهذا الدّعاء الذی رواه السّید ابن طاووس عن الشّیخ المفید :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد نَبِیِّکَ، وَعَلِیّ وَلیُّک وَ الشَأن وَ الْقَدر اَلَّذی خَصَصَتْها بِه دونَ خَلقِکَ اَنْ تُصَلّی عَلی مُحَمَّد وَ علیٍّ وَاَنْ تَبْدَأَ بِهِما فی کُلِّ خَیْر عاجِل، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الاَْئِمَّةِ الْقادَةِ، وَالدُّعاةِ السّادَةِ، وَالنُّجُومِ الزّاهِرَةِ، وَالاَْعْلامِ الْباهِرَةِ، وَساسَةِ الْعِبادِ، وَاَرْکانِ الْبِلادِ، وَالنّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ، وَالسَّفینَةِ النّاجیَةِ الْجارِیَةِ فِی الْلُّجَجِ الْغامِرَةِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد خُزّانِ عِلْمِکَ، وَاَرْکانِ تَوْحِیدِکَ، وَدَعآئِمِ دینِکَ، وَمَعادِنِ کَرامَتِکَ وَصِفْوَتِکَ مِنْ بَرِیَّتِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، الاَْتْقِیآءِ الاَْنْقِیآءِ النُّجَبآءِ الاَْبْرارِ، وَالْبابِ الْمُبْتَلی بِهِ النّاسُ، مَنْ اَتاهُ نَجی وَمَنْ اَباهُ هَوی، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَهْلِ الذِّکْرِ الَّذینَ اَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ، وَذَوِی الْقُرْبی الَّذینَ اَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ، وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقْتَصَّ آثارَهُمْ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد کَما اَمرَوُا بِطاعَتِکَ، وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِیَتِکَ، وَدَلُّوا عِبادَکَ عَلی وَحْدانِیَّتِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد نَبِیِّکَ وَنَجیبِکَ وَصَفْوَتِکَ وَاَمینِکَ وَرَسُولِکَ اِلی خَلْقِکَ، وَبِحَقِّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَیَعْسُوبِ الدّینِ، وَقائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ، الْوَصِیِّ الْوَفِیِّ، وَالصِّدّیقِ الاَْکْبَرِ، وَالْفارُوقِ بَیْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَالشّاهِدِ لَکَ، وَالدّالِّ عَلَیْکَ، وَالصّادِعِ بِاَمْرِکَ، وَالُْمجاهِدِ فی سَبیلِکَ، لَمْ تَأخُذْهُ فیکَ لَوْمَةُ لائِمِ، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَنی فی هذَا الْیَوْمِ الَّذی عَقَدْتَ فیهِ لِوَلِیِّکَ الْعَهْدَ فی اَعْناقِ خَلْقِکَ، وَاَکْمَلْتَ لَهُمُ الّدینَ مِنَ الْعارِفینَ بِحُرْمَتِهِ، وَالْمُقِرّینَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقآئِکَ وَطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ، وَلا تُشْمِتْ بی حاسِدیِ النِّعَمِ، اَللّهُمَّ فَکَما جَعَلْتَهُ عیدَکَ الاَْکْبَرَ، وَسَمَّیْتَهُ

ص: 307

فِی السَّمآءِ یَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ، وَفِی الاَْرْضِ یَوْمَ الْمیثاقِ الْمَاْخُوذِ وَالجَمْعِ المَسْؤولِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَقْرِرْ بِهِ عُیُونَنا، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا، وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا، وَاجْعَلْنا لاَِنْعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذی عَرَّفَنا فَضْلَ هذَا الْیَوْمِ، وَبَصَّرَنا حُرْمَتَهُ، وَکَرَّمَنا بِهِ، وَشَرَّفَنا بِمَعْرِفَتِهِ، وَهَدانا بِنُورِهِ، یا رَسُولَ اللهِ یا اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلَیْکُما وَعَلی عِتْرَتِکُما وَعَلی مُحِبِّیکُما مِنّی اَفْضَلُ السَّلامِ ما بَقِیَ اللّیْلُ وَالنَّهارُ، وَبِکُما اَتَوَجَّهُ اِلیَ اللهِ رَبّی وَرَبِّکُما فی نَجاحِ طَلِبَتی، وَقَضآءِ حَوآئِجی، وَتَیْسیرِ اُمُوری، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هذَا الْیَوْمِ، وَاَنْکَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبیلِکَ لاِطْفآءِ نُورِکَ، فَاَبَی اللهُ اِلاّ اَنْ یُتِمَّ نُورَهُ، اَللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ اَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّد نَبِیِّکَ، وَاکْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ الْکُرُباتِ، اَللّهُمَّ امْلاِِ الاَْرْضَ بِهِمْ عَدْلاً کَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجُوْراً، وَاَنْجِز لَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ اِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمیعادَ .

ولیقرأ إن أمکنته الادعیة المبسوطة التی رواها السّید فی الاقبال .

التّاسع : أن یهنّیء من لاقاهُ من اخوانه المؤمنین بقوله : اَلْحَمْدُ للهِ الّذی جَعَلَنا مِنَ الْمُتَمَسِّکینَ بِوِلایَةِ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَالاَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ ویقول أیضاً : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَکْرَمَنا بِهذَا الْیَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوفنَ، بِعَهْدِهِ اِلَیْنا وَمیثاقِهِ الّذی واثَقَنا بِهِ مِنْ وِلایَةِ وُلاةِ اَمْرِهِ وَالْقَوّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ یَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدینَ وَالْمُکَذِّبینَ بِیَوْمِ الدِّینَ .

العاشر : أن یقول مائة مرّة : اَلْحَمْدُ للهِ الّذی جَعَلَ کَمالَ دینِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِوِلایَةِ اَمیرِ الْمُؤمِنینَ عَلیِّ بْنِ اَبی طالِب عَلَیْهِ السَّلامُ .

واعلم انّه قد ورد فی هذا الیوم فضیلة عظیمة لکلّ من اعمال تحسین الثّیاب، والتزیّن، واستعمال الطّیب، والسّرور، والابتهاج،

ص: 308

وافراح شیعة امیر المؤمنین صلوات الله وسلامُهُ علیه، والعفو عنهم، وقضاء حوائجهم، وصلة الارحام، والتّوسّع علی العیال، واطعام المؤمنین، وتفطیر الصّائمین، ومصافحة المؤمنین، وزیارتهم، والتّبسّم فی وجوههم، وارسال الهدایا الیهم، وشکر الله تعالی علی نعمته العظمی نعمة الولایة، والاکثار من الصّلاة علی محمّد وآل محمّد ( علیهم السلام ) ، ومن العبادة والطّاعة، ودرهم یعطی فیه المؤمن أخاه یعدل مائة ألف درهم فی غیره من الایّام، واطعام المؤمن فیه کأطعام جمیع الانبیاء والصّدیقین .

ومِن خطبة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فی یَوم الغَدیر

ومن فطّر مؤمناً فی لیلته فکأنّما فطّر فئاماً وفئاماً یعدها بیده عشراً، فنهض ناهِض فقال : یا أمیر المؤمنین وما الفئام ؟ قال : مائتا ألف نبیّ وصدّیق وشهید، فکیف بمن یکفل عدداً من المؤمنین والمؤمنات فأنا ضمینه علی الله تعالی الامان من الکفر والفقر الخ .

والخلاصة : انّ فضل هذا الیوم الشریف اکثر من أن یذکر، وهو یوم قبول أعمال الشّیعة، ویوم کشف غمُومهم، وهو الیوم الذی انتصر فیه موسی علی السّحرة، وجعل الله تعالی النّار فیه علی ابراهیم الخلیل برداً وسلاماً، ونصب فیه موسی ( علیه السلام ) وصیّه یوشع بن نون، وجعل فیه عیسی ( علیه السلام ) شمعون الصّفا وَصیّاً له، واشهد فیهِ سلیمان ( علیه السلام ) قومه علی استخلاف آصف بن برخیا، وآخی فیه رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بین أصحابه، ولذلک ینبغی فیه أن یواخی المؤمن أخاه وهی علی ما رواه شیخنا فی مستدرک الوسائل عن کتاب زاد الفردوس بأن یضع یده الیمنی علی الید الیمنی لاخیه المؤمِن ویقول :

وَآخَیْتُکَ فِی اللهِ، وَصافَیْتُکَ فِی اللهِ، وَصافَحْتُکَ فِی اللهِ، وَعاهَدْتُ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ وَکُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَاَنْبِیآءَهُ وَالاَْئِمَّةَ الْمَعْصُومینَ عَلَیْهِمُ السَّلامُ

ص: 309

عَلی اَنّی اِنْ کُنْتُ مِنْ اَهْلِ الْجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَاُذِنَ لی بِاَنْ اَدْخُلَ الْجَنَّةَ لا اَدْخُلُها اِلاّ وَاَنْتَ مَعی .

ثمّ یقول أخوهُ المؤمن : قَبِلْتُ ( ثمّ یقُول ) : اَسْقَطْتُ عَنْکَ جَمیعَ حُقُوقِ الاُخُوَّةِ ما خَلاَ الشَّفاعَةَ وَالدُّعآءَ وَالزِّیارَةَ، والمحدّث الفیض ایضاً قد أورد ایجاب عقد المواخاة فی کتاب خلاصة الاذکار بما یقرب ممّا ذکرناه ثمّ قال : ثمّ یقبل الطرف الاخر لنفسه أو لموکّله باللّفظ الدّال علی القبول ، ثمّ یسقط کلّ منهما عن صاحبه جمیع حقوق الاخوّة ما سوی الدّعاء والزّیارة .

الیوم الرّابع والعِشرون

هُو یوم المباهلة علی الاشهر، باهل فیه رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) نصاری نجران وقد اکتسی بعبائه، وأدخل معه تحت الکساء علیّاً وفاطمة والحسن والحسین ( علیهم السلام ) وقال : « اللهمّ انّه قد کان لکلّ نبیّ من الانبیاء أهل بیت هم أخصّ الخلق الیه، اللهمّ وهؤلاءِ أهل بیتی فأذهب عنهم الرِّجس وَطهّرهم تطهیراً » فهبط جبرئیل بآیة التّطهیر فی شأنهم، ثمّ خرج النّبیّ ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بهم ( علیهم السلام ) للمباهلة، فلمّا بصر بهم النّصاری ورأوا منهم الصّدق وشاهدوا امارات العذاب، لم یجرؤا علی المباهلة، فطلبوا المصالحة وقبلوا الجزیة علیهم، وفی هذا الیوم أیضاً تصدّق أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بخاتمه علی الفقیر وهو راکع، فنزل فیه الایة انّما وَلیُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ .

والخلاصة : انّ هذا الیوم یوم شریف وفیه عدّة أعمال .

الاوّل : الغُسل .

الثّانی : الصّیام .

الثّالث : الصّلاة رکعتان کصلاة عید الغدیر وقتاً وصفة وأجراً، ولکن فیها تقرأ آیة الکرسی الی هُمْ فیها خالِدُونَ .

الرّابع : أن یدعو بدعاء المباهِلة

ص: 310

وهو یشابه دعاء أسحار شهر رمضان وفی هذا الدّعاء یختلف نسخة الشّیخ عن نسخة السّید اختلافاً کثیراً وانّی أختار منهما روایة الشّیخ فی المصباح ، قال : دعاء یوم المباهلة مرویّاً عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه بما له من الفضل، تقول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ بَهآئِکَ بِاَبْهاهُ وَکُلُّ بَهآئِکَ بَهِیٌّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِبَهآئِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ جَلالِکَ بِاَجَلِّهِ وَکُلُّ جَلالِکَ جَلیلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِجَلالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ جَمالِکَ بِاَجْمَلِهِ وَکُلُّ جَمالِکَ جَمیلٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِجَمالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عَظَمَتِکَ بِاَعْظَمِها وَکُلُّ عَظَمَتِکَ عَظَیمَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعَظَمَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسَأَلُکَ مِنْ نُورِکَ بِاَنْوَرِهِ وَکُلُّ نُورِکَ نَیِّرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِنُورِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ رَحْمَتِکَ بِاَوْسَعِها وَکُلُّ رَحْمَتِکَ واسِعَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِرَحْمَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ کَمالِکَ بِاَکْمَلِهِ وَکُلُّ کَمالِکَ کامِلٌ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکَمالِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ کَلِماتِکَ بِاَتَمِّها وَکُلُّ کَلِماتِکَ تآمَّةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکَلِماتِکَ کُلِّهَا، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ اَسمآئِکَ بِاَکْبَرِها وَکُلُّ اَسْمآئِکَ کَبیرَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِاَسْمآئِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عِزَّتِکَ باَعَزِّها وَکُلُّ عِزَّتِکَ عَزیزَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعِزَّتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَشِیَّتِکَ بِاَمْضاها وَکُلُّ مَشِیَّتِکَ ماضِیَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَشِیَّتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِقُدْرَتِکَ الَّتی اسْتَطَلْتَ بِها عَلی کُلِّ شَیْء وَکُلُّ قُدْرَتِکَ مُسْتَطیلَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِقُدْرَتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ

ص: 311

عِلْمِکَ بِاَنْفَذِهِ وَکُلُّ عِلْمِکَ نافِذٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعِلْمِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ قَوْلِکَ بِاَرْضاهُ وَکُلُّ قَوْلِکَ رَضِیٌّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِقَوْلِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَسآئِلِکَ بِاَحَبِّهآ وَکُلُّها اِلَیْکَ حَبیبةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَسآئِلِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ شَرَفِکَ بِاَشْرَفِهِ وَکُلُّ شَرَفِکَ شَریفٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِشَرَفِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ سُلْطانِکَ بِاَدْوَمِهِ وَکُلُّ سُلطانِکَ دآئِمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِسُلْطانِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مُلْکِکَ بِاَفْخَرِهِ وَکُلُّ مُلْکِکَ فاخِرٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمُلْکِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عَلائِکَ بِاَعْلاهُ وَکُلُّ عَلائِکَ عال، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعَلائِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ آیاتِکَ بِاَعْجَبِها وَکُلُّ آیاتِکَ عَجیبَةٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِایاتِکَ کُلِّها، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ مَنِّکَ بِاَقْدَمِهِ وَکُلُّ مَنِّکَ قَدیمٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِمَنِّکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِما اَنْتَ فیهِ مِنَ الشُّؤُنِ وَالْجَبَرُوتِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِکُلِّ شَأْن وَکُلِّ جَبَرُوت، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِما تُجیبُنی بِهِ حینَ اَسْاَلُکَ، یا اَللهُ یا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَسْاَلُکَ بِبَهآءِ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، یا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْاَلُکَ بِجَلالِ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، یا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْاَلُکَ بِلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ رِزْقِکَ باَعَمِّهِ وَکُلُّ رِزْقِکَ عآمُّ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِرِزْقِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ عَطآئِکَ بِاَهْنَإِهِ وَکُلُّ عَطآئِکَ هَنیئٌ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِعَطآئِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ خَیْرِکَ باَعْجَلِهِ وَکُلُّ خَیْرِکَ عاجِلُ، اَللّهُمَّ اِنّی

ص: 312

اَسْاَلُکَ بِخَیْرِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ مِنْ فَضْلِکَ بِاَفْضَلِهِ وَکُلُّ فَضْلِکَ فاضِلُ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِفَضْلِکَ کُلِّهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَابْعَثْنی عَلَی الاِْیمانِ بِکَ، وَالتَّصْدیقِ بِرَسُولِکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَالْوِلایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ اَبیطالِب، وَالْبَرآءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ وَالاْیتِمامِ بِالاَْئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ فَإِنّی قَدْ رَضیتُ بِذلِکَ یا رَبِّ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ فِی الاَْوَّلینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد فِی الاَْخِرِینَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد فِی الْمَلاِ الاَْعْلی، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد فِی الْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّدًا الْوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الْکَبیرَةَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَقَنِّعْنی بِما رَزَقْتَنی، وَبارِکْ لی فیما آتَیْتَنی، وَاحْفَظْنی فی غَیْبَتی وَکُلِّ غائِب هُوَ لی، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَابْعَثْنی عَلَی الاِْیمانِ بِکَ، وَالتَّصْدیقِ بِرَسُولِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَسْاَلُکَ خَیْرَ الْخَیْرِ رِضْوانَکَ وَالْجَنَّةَ، وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ الشَرِّ سَخَطِکَ وَالنّارِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاحْفَظْنی مِنْ کُلِّ مُصیبَة، وَمِنْ کُلِّ بَلِیَّة، وَمِنْ کُلِّ عُقُوبَة، وَمِنْ کُلِّ فِتْنَة وَمِنْ کُلِّ بَلاء، وَمِنْ کُلِّ شَرّ، وَمِنْ کُلِّ مَکْرُوه، وَمِنْ کُلِّ مُصیبَة، وَمِنْ کُلِّ آفَة، نَزَلَتْ اَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ اِلَی الاَْرْضِ فی هذِهِ السّاعَةِ، وَفی هذِهِ اللّیْلَةِ، وَفی هذَا الْیَومِ، وَفی هذَا الشَّهْرِ، وَفی هذِهِ السَّنَةِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاقْسِمْ لی مِنْ کُلِّ سُرُور، وَمِنْ کُلِّ بَهْجَة، وَمِنْ کُلِّ اسْتِقامَة، وَمِنْ کُلِّ فَرَج، وَمِنْ کُلِّ عافِیَة، وَمِنْ کُلِّ سَلامَة، وَمِنْ کُلِّ کَرامَة، وَمِنْ کُلِّ رِزْق واسِع حَلال طَیِّب، وَمِنْ کُلِّ نِعْمَة وِمَنْ کُلِّ سَعَة نَزَلَتُ اَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ اِلَی الاَْرْضِ فی هذِهِ السّاعَةِ وَفی هذِهِ اللّیْلَةِ وَفی هذَا

ص: 313

الْیَوْمِ وَفی هذَا الشَّهْرِ وَفی هذِهِ السَّنَةِ، اَللّهُمَّ اِنْ کانَتْ ذُنُوبی قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهی عِنْدَکَ، وَحالَتْ بَیْنی وَبَیْنَکَ، وَغَیَّرَتْ حالی عِنْدَکَ فَاِنّی اَسْاَلُکَ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذی لا یُطْفَأْ وَبِوَجْهِ مُحَمَّد حَبیبِکَ الْمُصْطَفی، وَبِوَجْهِ وَلِیِّکَ عَلِیّ الْمُرْتَضی، وَبِحَقِّ اَوْلِیآئِکَ الَّذینَ انْتَجَبْتَهُمْ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَغْفِرَ لی ما مَضی مِنْ ذُنُوبی، وَاَنْ تَعْصِمَنی فیما بَقِیَ مِنْ عُمْری، وَاَعُوذُ بِکَ اَللّهُمَّ اَنْ اَعُودَ فی شَیْء مِنْ مَعاصیکَ اَبَداً ما اَبْقَیْتَنی حَتّی تَتَوَفّانی، وَاَنَا لَکَ مُطیعٌ وَاَنْتَ عَنّی راض، وَاَنْ تَخْتِمَ لی عَمَلی بِاَحْسَنِهِ، وَتَجْعَلَ لی ثَوابَهُ الْجَنَّةَ، وَاَنْ تَفْعَلَ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا اَهْلَ التَّقْوی وَیا اَهْلَ الْمَغْفِرَةِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْحِمْنی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الخامس : أن یدعو بما رواه الشّیخ والسّید بعد الصّلاة رکعتین والاستغفار سبعین مرّة ومفتتح الدّعاء اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ، وینبغی التّصدّق فی هذا الیوم علی الفقراء تأسّیاً بمولی کلّ مؤمن ومؤمنة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وینبغی أیضاً زیارته ( علیه السلام ) والانسب قراءة الزّیارة الجامِعة .

الیوم الخامس والعشرون

یوم شریف وهو الیوم الذی نزل فیه سُورة هَل اَتی فی شأن أهل البیت ( علیهم السلام ) لانّهم کانوا قد صامُوا ثلاثة أیّام واعطوا فطورهم مِسکیناً ویتیماً وأسیراً وأفطروا علی الماء وینبغی علی شیعة أهل البیت ( علیهم السلام ) فی هذه الایّام ولا سیّما فی اللّیلة الخامسة والعشرین أن یتأسّوا بمولاهم فی التّصدّق علی المساکین والایتام وأن یجتهدوا فی اطعامهم وأن یصوموا هذا الیوم وعند بعض العلماء انّ هذا الیوم هو یوم المباهلة فمن المناسب أن یقرأ فیه أیضاً زیارة الجامعة ودعاء المباهلة .

الیوم الاخیر مِن ذی الحجّة

یوم الختام للسّنة العربیّة . ذکر السّید فی

ص: 314

الاقبال طِبقاً لبعض الرّوایات انّه یُصلّی فیه رکعتان بفاتحة الکتاب وعشر مرّات سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وعشر مرّات آیة الکرسی ثمّ یدعی بعد الصّلاة بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ ما اَللّهُمَّ ما عَمِلْتُ فی هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَل نَهَیْتَنی عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَنَسیتَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَدَعَوْتَنی اِلَی التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائی عَلَیْکَ اَللّهُمَّ فَاِنّی اَسْتَغْفِرُکَ مِنْهُ فَاغْفِر لی وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَل یُقَرِّبُنی اِلَیْکَ فَاقْبَلْهُ مِنّی وَلا تَقْطَعْ رَجآئی مِنْکَ یا کَریمُ .

فاذا قلت هذا قال الشّیطان یا ویلی ما تعبت فیه هذه السّنة هدمه أجمع بهذه الکلمات وشهدت له السّنة الماضیة انّه قد ختمها بخیْر .

الفَصل السّابِعُ : فی أعمالِ شهرِ مُحَرَّمْ

فی أعمالِ شهرِ مُحَرَّمْ

اشارة

اعلم انّ هذا الشّهر هو شهر حُزن أهل البیت ( علیهم السلام ) وشیعتهم وعن الرّضا ( علیه السلام ) قال : کان أبی صلوات الله علیه اذ دخل شهر المحرّم لم یر ضاحکاً وکانت کابته تغلب علیه حتّی یمضی منه عشرة أیّام فاذا کان الیوم العاشِر کان ذلک الیوم یوم مصیبته وحُزنه وبکائه ویقول هذا الیوم الذی قتل فیه الحسین ( علیه السلام ) .

اللّیلة الاولی

روی لها السّید فی الاقبال عدّة صلوات :

الاولی : مائة رکعة یقرأ فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید .

الثّانیة : رکعتان فی الاولی منها الحمد وسورة الانعام وفی الثّانیة الحمد وسورة یس .

الثّالث : رکعتان فی کلّ منهما الحمد واحدی عشرة مرّة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ .

فی الحدیث عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : من أدّی هذه الصّلاة فی هذه اللّیلة وصام صبیحتها وهو أوّل یوم من السّنة فهو کمن یدوم علی الخیر سنة ولا یزال محفوظاً من السّنة الی قابل فاِن ماتَ

ص: 315

قبل ذلک صار الی الجنّة وأورد السیّد أیضاً دعاء مبسُوطاً یدعی به عند رؤیة الهلال فی هذه اللّیلة .

الیوم الاوّل

اعلم انّ غرّة محرّم هو اوّل السّنة وفیه عملان :

الاوّل : الصّیام ، وفی روایة ریّان بن شبیب عن الرّضا صلوات الله وسلامه علیه انّه قال : من صام هذا الیوم ودعا الله استجاب الله دعاءه کما استجاب لزکریّا .

الثّانی : عن الرّضا ( علیه السلام ) انّه کان النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) یصلّی اوّل یوم من محرّم رکعتین فاذا فرغ رفع یدیه ودعا بهذا الدّعاء ثلاث مرّات :

اَللّهُمَّ اَنْتَ الاِْلهُ الْقَدیمُ وَهذِهِ سَنَةُ جَدیدَةُ فَاَسْئَلُکَ فیهَا الْعِصْمَةَ مِنَ الشَّیْطانِ وَالْقُوَّةَ عَلی هذِهِ النَّفْسِ الاَْمّارَةِ بِالسّوءِ وَالاِْشْتِغالَ بِما یُقَرِّبُنی اِلَیْکَ یا کَریمُ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ یا ذَخیرَةَ مَنْ لا ذَخیرَةَ لَهُ یا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ یا غِیاثَ مَنْ لا غِیاثَ لَهُ یا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ یا کَنْزَ مَنْ لا کَنْزَ لَهُ یا حَسَنَ الْبَلاءِ یا عَظیمِ الرَّجاءِ یا عِزَّ الضُّعَفآءِ یا مُنْقِذَ الْغَرْقی یا مُنْجِیَ الْهَلْکی یا مُنْعِمُ یا مُجْمِلُ یا مُفْضِلُ یا مُحْسِنُ اَنْتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ سَوادُ اللَّیْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِیُّ الْمآءِ وَحَفیفُ الشَّجَرِ یا اَللهُ لا شَریکَ لَکَ اَللّهُمَّ اجْعَلْنا خَیْراً مِمّا یَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا ما لا یَعْمَلُونَ وَلا تُؤاخِذْنا بِما یَقُولُونَ حِسْبِیَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ آمَنّا بِهِ کلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما یَذَّکَّرُ اِلاّ اُولُوا الاَْلْبابِ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ .

ص: 316

ال الشّیخ الطّوسی : یستحبّ صیام الایّام المتسعة من اوّل محرّم وفی الیوم العاشر یمسک عن الطّعام والشّراب الی بعد العصر ثمّ یفطر من تربة الحسین ( علیه السلام ) وروی السّید فضلاً لصوم شهر المحرّم کلّه وانّه یعصم سائمه من کلّ سیّئة .

الیوم الثّالث

فیه کان خلاص یُوسف ( علیه السلام ) من السِّجن فمن صامه یسّر الله له الصّعب وفرّج عنه الکرب وفی الحدیث النبوی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه استجیب دعوته .

الیوم التّاسع

یوم التّاسوعاء . عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : تاسُوعا یوم حُوصر فیه الحسین ( علیه السلام ) وأصحابه بکربلاء واجتمع علیه خیل أهل الشّام وأناخوا علیه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخیل وکثرتها واستضعفوا فیهِ الحسین ( علیه السلام ) وأصحابه وأیقَنوا انّه لا یأتی الحسین ( علیه السلام ) ناصر ولا یمدّه أهل العراق ثمّ قال بأبی المستضعف الغریب .

اللّیلة العاشرة

لیلة العاشُوراء ، وقد أورد السّید فی الاقبال لهذه اللّیلة أدعیة وصلوات کثیرة بما لها من وافر الفضل منها الصّلاة مائة رکعة کلّ رکعة بالحمد وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثلاث مرّات ویقول بعد الفراغ من الجمیع سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلیِّ الْعَظیمِ سبعین مرّة وقد ورد الاستغفار ایضاً بعد کلمة ( الْعَلیِّ الْعَظیمِ ) فی روایة أخری ومنها الصّلاة أربع رکعات فی آخر اللّیل یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد کلاً من آیة الکرسی والتّوحید والفلق والنّاس عشر مرّات ویقرأ التّوحید بعد السّلام مائة مرّة ومنها الصّلاة أربع رکعات یقرأ فی کلّ رکعة الحمد والتّوحید خمسین مرّة وهذه الصّلاة تطابق

ص: 317

صلاة أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه ذات الفضل العظیم .

وقال السّید بعد ذکر هذه الصّلاة : فاذا سلّمت من الرّابعة فأکثر ذکر الله تعالی والصّلاة علی رسوله واللّعن علی اعدائهم ما استطعت وروی فی فضل احیاء هذه اللّیلة انّ من أحیاها فکأنّما عبد الله عبادة جمیع الملائکة وأجر العامل فیها یعدل سبعین سنة ومن وفّق فی هذه اللّیلة لزیارة الحُسین ( علیه السلام ) بکربلاء والمبیت عنده حتی یصبح حشره الله یوم القیامة ملطّخاً بدم الحسین ( علیه السلام ) فی جملة الشّهداء معه ( علیه السلام ) .

الیَوم العاشر

یوم استشهد فیه الحسین ( علیه السلام ) وهو یوم المُصیبة والحُزن للائمة ( علیهم السلام ) وشیعتهم وینبغی للشّیعة أن یمسکوا فیه عن السّعی فی حوائج دُنیاهم وأن لا یدّخروا فیه شیئاً لمنازلهم وأن یتفرّغوا فیه للبکاء والنّیاح وذکر المصائب وأن یقیمُوا ماتم الحسین ( علیه السلام ) کمنا یقیمُونه لاعزّ أولادهم وأقاربهم وأن یزوروه بزیارة عاشوراء الاتیة ان شاء الله تعالی وأن یجتهدوا فی سبّ قاتلیه ولعنهم ولیعزّ بعضهم بعضاً قائلاً اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَیْنِ عَلَیْهَ السَّلامُ وَجَعَلْنا وَاِیّاکُمْ مِنَ الطّالِبینَ بِثارِهِ مَعَ وَلِیِّهِ الاِمامِ الْمَهْدیِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ وینبغی أن یتذاکروا فیه مقتل الحسین ( علیه السلام ) فیستبکی بعضهم بعضاً .

وروی انّه لمّا أمر موسی ( علیه السلام ) بلقاء خضر ( علیه السلام ) والتّعلّم منه کان أوّل ما تذاکروا فیه هو انّ العالم حدّث موسی ( علیه السلام ) بمصائب آل محمّد ( علیهم السلام ) فبکیا واشتدّ بکاؤهما وعن ابن عبّاس قال : حضرت فی ذیقار عند أمیر المؤمنین ( علیه السلام )

ص: 318

فأخرج صحیفة بخطّه واملاء النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقرأ فی من تلک الصّحیفة وکان فیها مقتل الحسین صلوات الله وسلامه علیه وانّه کیف یقتل ومن الذی یقتله ومن ینصره ومن یستشهد معه ثمّ بکی بکاءً شدیداً وأبکانی ، فمن شاء فلطیطالع کتب الخاصّة فی المقتل وعلی أیّ حال فمن سقی النّار عند قبر الحسین ( علیه السلام ) فی هذا الیوم کان کمن سقی أعوانه ( علیه السلام ) فی کربلاء ولقراءة التّوحید ألف مرّة فی هذا الیوم فضل .

وروی انّ الله تعالی ینظر الی من نظر الرّحمة وقد روی السّید لهذا الیوم دعاء یشابه دعاء العشرات بل الظّاهر انّه نفس الدّعاء علی بعض روایاتها وقد روی الشّیخ عن عبد الله بن سنان عن الصّادق ( علیه السلام ) صلاة ذات رکعات ودعاء یؤدّی غدوة ولم نوردها اختصاراً ( من شاء فلیطلبها من زاد المعاد ) وینبغی ایضاً للشیعة الامساک عن الطعام والشّراب فی هذا الیوم من دُون نیّة للصّیام وأن یفطُروا فی آخر النّهار بعد العصر بما یقتات به أهل المصائب کاللّبن الخاثر والحلیب ونظائرهما لا بالاغذیة اللّذیذة وأن یلبسوا ثیاباً نظیفة ویحلو الازرار ویکشطوا الاکمام علی هیئة اصحاب العزاء وقال العلامة المجلسی فی زاد المعاد : والاحسن أن لا یصام الیوم التّاسع والعاشر فانّ بنی امیّة کانت تصومها شماتة بالحسین ( علیه السلام ) وتبرّکاً بقتله وقد افتروا علی رسول الله ( علیه السلام ) احادیث کثیرة وضعوها فی فضل هذین الیومین وفضل صیامهما وقد روی من طریق أهل البیت ( علیهم السلام ) احادیث کثیرة فی ذمّ الصّوم فیهما لا سیّما فی یوم عاشوراء وکانت أیضاً بنو

ص: 319

أمیّة لعنة الله علیهم تدّخر فی الدّار قُوت سنتها فی یوم عاشوراء ولذلک روی عن الامام الرّضا صلوات الله وسلامه علیه ، قال : من ترک السّعی فی حوائجه یوم عاشوراء قضی الله له حوائج الدّنیا والاخرة ومن کان یوم عاشوراء یوم مصیبته وحُزنه وبکائه جعل الله یوم القیامة یوم فرحه وسروره وقرّت بنا فی الجنّة عینه ومن سمّی یوم عاشوراء یوم برکة وادّخر لمنزله فیه شیئاً لم یبارک له فیما ادّخر وحشر یوم القیامة مع یزید وعبید الله بن زیاد وعمر بن سعد لعنهم الله فینبغی أن یکفّ المرء فیه عن أعمال دنیاه ویتجرّد للبکاء والنّیاحة وذکر المصائب ویأمر أهله بأقامة المأتم کما یقام لاعزّ الاولاد والاقارب وأن یمسک فی هذا الیوم من الطّعام والشّراب من دون قصد الصّیام ویفطر آخر النّهار بعد العصر ولو بشربة من الماء ولا یصوم فیه الّا اذا أوجب علیه صومه بنذر أو شبهه ولا یدّخر فیه شیئاً لمنزله ولا یضحک ولا یقبل علی اللّهو واللّعب ویلعن قاتلی الحسین ( علیه السلام ) ألف مرّة قائلاً : اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ أقول : یظهر من کلامه الشّریف انّ ما یروی فی فضل یوم عاشوراء من الاحادیث مجعولة مفتراة علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقد بسط القول مؤلّف کتاب شفاء الصّدور عند شرح هذه الفقرة من زیارة عاشوراء اَللّهُمَّ اِنَّ هذا یَوْمٌ تَبَرَّکَتْ بِهِ بَنُواُمَیَّةَ وملخّص ما قال : انّ بنی امیّة کانت تتبرّک بهذا الیوم بصور عدیدة :

منها : انّها کانت تستن ادّخار القوت فیه وتعتبر ذلک القوت مجلبة للسّعادة وسعة الرّزق ورغد العیش الی العام القادم وقد وردت أحادیث کثیرة

ص: 320

عن أهل البیت ( علیهم السلام ) فی النّهی عن ذلک تعرّضاً لهم .

ومنها : عدّهم هذا الیوم عیداً والتّأدّب فیه بآداب العید من التّوسعة علی العیال وتجدید الملابس وقصّ الشّارب وتقلیم الاظفار والمصافحة وغیر ذلک ممّا جری علی طریقة بنی امیّة وأتباعهم .

ومنها : الالتزام بصیامه وقد وضعوا فی ذلک اخباراً کثیرة وهم ملتزمون بالصّوم فیه .

الرّابع : من وجوه التّبرّک بیوم عاشوراء ذهابهم الی استحباب الدّعاء والمسألة فیه ولاجل ذلک قد اقتروا مناقب وفضائل لهذا الیوم ضمنوها ادعیة لفقوها فعلّموها العصاة من الامة لیلتبس الامر ویشتبه علی النّاس وهم یذکرون فیما یخطبون به فی هذا الیوم فی بلادهم شرفاً ووسیلة لکلّ نبیّ من الانبیاء فی هذا الیوم کاخماد نار نمرود واقرار سفینة نوح علی الجودی واغراق فرعون وانجاء عیسی ( علیه السلام ) من صلیب الیهود کما روی الشّیخ الصّجدوق عن جبلة المکیّة قالت : سمعت میثماً التّمار قدّس الله روحه یقول : والله لتقتل هذه الامّة ابن نبیّها فی المحرّم لعشرة تمضی منه ولیتّخذنّ اعداء الله ذلک الیوم یوم برکة وانّ ذلک لکائن قد سبق فی علم الله تعالی أعلم ذلک بعهد عهده الی مولای أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) الی أن قالت جبلة : فقلت : یا میثم وکیف یتّخذ النّاس ذلک الیوم الذی یقتل فیه الحسین ( علیه السلام ) یوم برکة فبکی میثم ( رضی الله عنه ) ثمّ قال : سیزعمون لحدیث یضعُونه انّه الیوم الّذی تاب الله فیه علی آدم وانّما تاب الله علی آدم ( علیه السلام ) فی ذی الحجة ویزعمون انّه الیوم الذی استوت فیه سفینة نوح ( علیه السلام

ص: 321

) علی الجودی وانّما استوت فی العاشر من ذی الحجّة ویزعمون انّه الیوم الذی فلق الله فیه البحر لموسی ( علیه السلام ) وانما کان ذلک فی ربیع الاوّل وحدیث میثم هذا کما رأیت قد صرّح فیه تصریحاً وأکّد تأکیداً انّ هذه الاحادیث مجعولة مفتراة علی المعصومین ( علیهم السلام ) وهذا الحدیث هو امارة من امارات النبوّة والامامة ودلیل من الادلّة علی صدق مذهب الشّیعة وطریقتهم فالامام ( علیه السلام ) قد نبّأ فیه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقّاً فیما بعد من الفریة والکذب رأی العین فالعجب أن یلفق مع ذلک دعاء یضمّن هذه الاکاذیب فیورده فی کتابه بعض من لیس من ذوی الخبرة والاطّلاع من الغافلین فینشر الکتاب بین العوام من النّاس .

وقراءة ذلک الدّعاء لا شکّ انّها بدعة محرّمة والدّعاء هو :

سُبْحانَ اللهَ مِلاَْ الْمِیزانِ وَمُنْتَهَی الْعِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ الْعَرْشِ وفیه بعد عدّة سطور ثمّ صلّ علی محمّد وآله عشر مرّات وقل : یا قابِلَ تَوْبَةَ آدَمَ یَوْمَ عاشُورآءَ یا رافِعَ اِدْریسَ اِلَی السَّمآءِ یَوْمَ عاشُورآءَ یا مُسْکِنَ سَفینَةِ نُوح عَلَی الْجُودِیِّ یَوْمَ عاشُورآءَ یا غِیاثَ اِبْرهیمَ مِنَ النّارِ یَوْمَ عاشُورآءَ الخ ولا شکّ انّ هذا الدّعاء قد وضعه بعض نواصب المدینة أو خوارج المسقط أو أمثالهم متمّماً به ظلم بنی امیّة .

تمّ ملخصّاً ما ذکره مؤلّف شفاء الصّدُور وعلی کلّ حال فجدیر أن تذکر فی آخر النّهار حال حرم الحسین ( علیه السلام ) حینئذ وبناته وأطفاله وهُم اُساری بکربلاء حَزینات باکیات مُصابات بما لم یخطر ببال أحد من الخلق ولا یطیق الیراع شرحه ولقد أجاد من قال :

فاجِعَةٌ اِنْ اَرَدْتُ اَکْتُبُها مُجْمَلَةً ذِکْرَةً لِمُدِّکِر

ص: 322

َرَتْ دُمُوعی فِحالَ حامِلُها ما بَیْنَ لَحْظِ الْجُفُونِ وَالزُّبُرِ

وَقالَ قَلْبی بُقْیا عَلَیَّ فَلا وَاللهِ ما قَدْ طُبِعْتُ مِنْ حَجِر

بَکَتْ لَهَا الاَْرْضُ وَالسَّمآءُ وَما بَیْنَهُما فی مِدامِع حُمُر

من از تحریر این غم ناتوانم که تصویرش زده آتش بجانم

ترا طاقت نباشد از شنیدن شنیدن کی بود مانند دیدن

ثمّ قُم وسلّم علی رسول الله وعلیّ المرتضی وفاطمة الزّهرآء والحَسن المجتبی وسائر الائمة من ذُرّیّة سیّد الشّهداء ( علیهم السلام ) وعزهم علی هذه المصائب العظیمة بمهجة حرّی وعین عبری وزر بهذه الزّیارة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عَلِیٍّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَلِیِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ الْحَسَنِ الشَّهیدِ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْبَشیرِ النَّذیرِ وَابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللهِ وَابْنَ خِیَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الْهادِی الزَّکِیُّ وَعَلی اَرْواح حَلَّتْ بِفِنآئِکَ وَاَقامَتْ فی جِوارِکَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِکَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ مِنِّی ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ فَلَقَدْ عَظُمَتِ بِکَ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّ الْمُصابُ فِی الْمُؤْمِنینَ وَالْمُسْلِمینَ وَفی اَهْلِ السَّمواتِ اَجْمَعینَ وَفی سُکّانِ الاَْرَضینَ فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ وَصَلَواتُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَتَحِیّاتُهُ عَلَیْکَ وَعَلی آبآئِکَ الطّاهِرینَ الطَّیِّبینَ الْمُنْتَجَبَینَ وَعَلی ذَراریهِمُ الْهُداةِ الْمَهْدِیّینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ

ص: 323

وَعَلَیْهِمْ وَعَلی رُوحِکَ وَعَلی اَرْواحِهِمْ وَعَلی تُرْبَتِکَ وَعَلی تُرْبَتِهِمْ اَللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَیْحاناً اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ یَا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَیَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ وَیَا بْنَ سَیِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا شَهیدُ یَا بْنَ الشَّهیدِ یا اَخَ الشَّهیدِ یا اَبَا الشُّهَدآءِ اَللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ وَفی هذَا الْیَوْمِ وَفی هذَا الْوَقْتِ وَفی کُلِّ وَقْت تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً سَلامُ اللهِ عَلَیْکِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ یَا بْنَ سَیِّدِ الْعالَمینَ وَعَلَی الْمُسْتَشْهَدینَ مَعَکَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ السَّلامُ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیّ الشَّهیدِ السَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الشَّهیدِ اَلسَّلامُ عَلَی الْعَبّاسِ بْنِ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ الشَّهیدِ السَّلامُ عَلَی الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ اَمِیرِ الْمُؤْمِنینَ اَلسَّلامُ عَلَی الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ اَلسَّلامُ عَلَی الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ السَّلامُ عَلَی الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَر وَعَقِیل اَلسَّلامُ عَلی کُلِّ مُسْتَشْهَد مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنینَ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَبَلِّغْهُمْ عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزآءَ فی وَلَدِکَ الْحُسَیْنِ اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزآءَ فی وَلَدِکَ الْحُسَیْنِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزآءَ فِی وَلَدِکَ الْحُسَیْنِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزآءِ فی اَخیکَ الْحُسَیْنِ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ اَنَا َضْیُف اِلله َوضَیْفُکَ وَجارُ اللهِ وَجارُکَ وَلِکُلِّ ضَیْف وَجار قِریً وَقِرایَ فی هذَا الْوَقْتِ اَنْ تَسْئَلَ اللهَ سُبْحانَهُ وَتَعالی اَنْ یَرْزُقَنی فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ اِنَّهُ سَمیعُ الدُّعآءِ قَریبُ مُجیبُ .

الیَوم الخامِس والعشرون

فی هذا الیوم مِن السّنة الرّابِعة والتّسعین أو فی الیوم الثّانی عشر من السّنة الخامسة والتّسعین وکانت تسمّی سنة الفقهاء توفّی الامام

ص: 324

زین العابدین ( علیه السلام ) .

الفَصل الثّامِنُ : فی شهرِ صَفَر

فی شهرِ صَفَر

اشارة

اعلم انّ هذا الشّهر معروف بالنّحوسة ولا شیء أجدی لرَفع النّحوسة من الصّدقة والادعیة والاستعاذات المأثورة ومن أراد أن یصان ممّا ینزل فی هذا الشّهر من البلاء فلیقل کلّ یوم عشر مرّات کما روی المحدّث الفیض وغیره :

یا شَدیدَ الْقُوی وَیا شَدیدَ الْمِحالِ یا عَزیزُ یا عَزیزُ یا عَزیزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِکَ جَمیعُ خَلْقِکَ فَاکْفِنی شَرَّ خَلْقِکَ یا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ یا مُنْعِمُ یا مُفْضِلُ یا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمینَ فَاسْتَجَبْناهُ لَهُ وَنَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنینَ وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ .

والسّید قد روی دعاء یدعی به عند الاستهلال .

الیوم الاوّل : فیه فی السّنة السّابعة والثّلاثین ابتدئ القتال فی واقعة صفّین وفیه علی بعض الاقوال فی السّنة الحادیة والسّتین أدخل دمشق رأس سیّد الشّهداء ( علیه السلام ) فجعله بنو أمیّة عیداً لهم وهو یوم یتجدّد فیه الاحزان :

کانَتْ مَاتِمُ بِالْعِراقِ تَعُدُّها اَمَوِیَّةُ بِالشّامِ مِن اَعْیادِها

وفیه أیضاً علی بعض الاقوال أو فی الثّالث منه فی السّنة الحادیة والعشرین بعد المائة استشهد زید بن علیّ بن الحسین ( علیه السلام ) .

الیوم الثّالث : روی السّید ابن طاوس عن کتب أصحابنا الامامیّة استحباب الصّلاة فی هذا الیوم رکعتین یقرأ فی الاُولی الحمد وسورة اِنّا فَتَحنا وفی الثّانیة الحمد والتّوحید ویصلّی بعد السّلام علی محمّد وآله مائة مرّة ویقول مائة مرّة اَللّهُمَّ الْعَنْ آلَ اَبی سُفْیانَ ویستغفر مائة مرّة ثمّ یسئل حاجته .

الیوم السّابع : استشهد فیه فی سنة خمسین الامام الحسن المجتبی ( علیه السلام ) علی قول الشّهید والکفعمی وغیرهما وکانت

ص: 325

الشّهادة فی الیوم الثّامن والعشرین من الشّهر علی قول الشّیخین وفیه فی سنة 128 کانت ولادة الامام موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) فی أبواء وهو منزل بین مکّة والمدینة .

الیوم العشرون : یوم الاربعین وعلی قول الشّیخین هو یوم ورود حرم الحسین ( علیه السلام ) المدینة عائداً من الشّام وهو یوم ورود جابر بن عبد الله الانصاری کربلاء لزیارة الحسین وهو اوّل من زاره ( علیه السلام ) ویستحبّ فیه زیارته ( علیه السلام ) وعن الامام العسکری ( علیه السلام ) قال : علامات المؤمن خمس : صلاة احدی وخمسین الفرائض والنّوافل الیومیّة ، وزیارة الاربعین ، والتّختّم فی الیمین وتعفیر الجبین والجهر ببسم الله الرحمن الرحیم .

وقد روی الشّیخ فی التّهذیب والمصباح زیارة خاصّة لهذا الیوم عن الصّادق ( علیه السلام ) سنوردها فی باب الزّیارات ان شاء الله .

الیوم الثّامن والعشرون : من سنة احدی عشرة یوم وفاة خاتم النّبیّین صلوات الله علیه وآله وقد صادفت یوم الاثنین من ایّام الاسبوع باتّفاق الاراء وکان له عندئذ من العمر ثلاث وستّون سنة هبط علیه الوحی وله أربعون سنة ثمّ دعا النّاس الی التّوحید فی مکّة مدّة ثلاث عشرة سنة ثمّ هاجر الی المدینة وقد مضی من عمره الشّریف ثلاث وخمسون سنة وتوفی فی السّنة العاشرة من الهجرة فبدأ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فی تغسیله وتحنیطه وتکفینه ثمّ صلّی علیه ثمّ کان الاصحاب یأتون أفواجاً فیصلّون علیه فرادی من دون امام یأتمّون به وقد دفنه امیر المؤمنین صلوات الله علیه فی الحجرة الطّاهرة فی الموضع الذی توفی فیه .

عن أنس بن مالک قال : لمّا

ص: 326

فرغنا من دفن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أتت الیّ فاطمة ( علیها السلام ) فقالت : کیف طاوعتکم أنفسکم علی أن تهیلوا التّراب علی وجه رسول الله ثمّ بکت وقالت : یا اَبَتاهُ اَجابَ رَبّاً دَعاهُ یا اَبَتاهُ مِنْ رَبِّهِ ما اَدْناهُ الخ ولنعم ما قیل :

ای دون جهان زیر زمین از چه خاک نه خاک نشین از چه

وعلی روایة معتبرة انّها أخذت کفّاً من تراب القبر الطّاهر فوضعته علی عینیه وقالت :

ماذا عَلَی الْمُشْتَمِّ تُرْبَةَ اَحْمَد اَنْ لا یَشَمَّ الزَّمانِ غَوالِیا

صُبَّتْ عَلیَّ مَصآئِبٌ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَی الاَْیّامِ صِرْنَ لَیالِیا

وروی الشّیخ یوسف الشّامی فی کتاب الدّرّ النّظیم انّها قالت فی رثاء أبیها :

قُلْ لِلْمُغیَّبِ تَحْتَ اَثْوابِ الثَّری اِنْ کُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتی وَنِدائیا

صُبَّتْ عَلیَّ مَصآئِبُ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَی الاَْیّامِ صِرْنَ لَیالِیا

قَدْ کُنْتُ ذاتَ حِمیً بِظِلِّ مُحَمَّد لا اَخْشَ مِنْ ضَیْم وَکانَ حِمالِیا

فَالْیَوْمَ اَخْضَعُ لِذَّلیلِ وَاَتَّقی ضَیْمی وَاَدْفَعُ ظالِمی بِرِدائیا

فَاِذا بَکَتْ قُمْرِیَّةٌ فی لَیْلِها شَجَناً عَلی غُصْن بَکَیْتُ صَباحِیا

فَلاََجْعَلَنَّ الْحُزْنَ بَعْدَکَ مُونِسی وَلاََجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فیکَ وِشاحیا

الیوم الاخیر من الشّهر : فیه فی سنة ثلاث ومائتین علی روایة الطّبرسی وابن الاثیر استشهد الامام الرّضا ( علیه السلام ) بعنب دسّ فیه السّم وکان له من العمر خمس وخمسون سنة وقبره الشّریف فی بیت حمید بن قحطبة فی قریة سناباد بأرض طوس وفی ذلک البیت دفن الرّشید أیضاً فی شهر ربیع الاوّل .

الفَصل التّاسِعُ : فی شهرِ رَبیع الاوّل

فی شهرِ رَبیع الاوّل

اشارة

اللّیلة الاولی : فیها فی السّنة الثّالثة عشرة من البعثة هاجر النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) من مکّة الی المدینة المنوّرة فاختبأ هذه

ص: 327

اللّیلة فی غار ثور وفاداه أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه بنفسه فنام فی فراشه غیر مجانب سیوف قبائل المشرکین ولله ظهر بذلک علی العالمین فضله ومواساته وأخاءه النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فنزلت فیه الایة وَمِنَ النّاسِ مِنْ یَشْری نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ .

الیوم الاوّل : قال العلماء یستحبّ فیه الصّیام شکر الله علی ما أنعم من سلامة النّبی وأمیر المؤمنین صلوات الله علیهما ومن المناسب زیارتهما ( علیهما السلام ) فی هذا الیوم .

وقد روی السّید فی الاقبال دعاءً لهذا الیوم وفیه کانت وفاة الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) علی قول الشّیخ والکفعمی والمشهور علی انّها فی الیوم الثّامن ولعلّ فی هذا الیوم کان بدء مرضه ( علیه السلام ) .

الیوم الثّامن : سنة مائتین وستّین توفّی الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) فنصب صاحب الامر ( علیه السلام ) اماماً علی الخلق ومن المناسب زیارتهما ( علیهما السلام ) فی هذا الیوم .

الیوم التّاسع : عید عظیم وهو عید البقر وشرحه طویل مذکور فی محلّه وروی انّ من أنفق شیئاً فی هذا الیوم غفرت ذُنوبه وقیل یستحبّ فی هذا الیوم اطعام الاخوان المؤمنین وافراحهم والتّوسّع فی نفقة العیال ولبس الثّیاب الطّیّبة وشکر الله تعالی وعبادته وهو یوم زوال الغُموم والاحزان وهو یوم شریف جدّاً والیوم الثّامن من الشّهر کان یوم وفاة الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) فهذا الیوم یکون اوّل یوم من عصر امامة صاحب العصر أرواح العالمین له الفداء وهذا ممّا یزید الیوم شرفاً وفضلاً .

الیوم الثّانی عشر : میلاد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم )

ص: 328

علی رأی الکلینی والمسعودی وهو المشهور لدی العامّة ویستحبّ فیه الصّلاة رکعتان فی الاولی بعد الحمد قل یا اَیُّهَا الْکافِرُونَ ثلاثاً وفی الثّانیة التّوحید ثلاثاً وفی هذا الیوم دخل ( صلی الله علیه وآله وسلم ) المدینة مهاجراً من مکّة وقال الشّیخ انّ فی مثل هذا الیوم فی سنة اثنتین وثلاثین ومائة انقضی دولة بنی مروان .

الیوم الرّابع عشر : سنة أربع وستّین مات یزید بن معاویة فأسرع الی درکات الجحیم وفی کتاب أخبار الدّول انّه مات مصاباً بذات الجنب فی حوران فاُتی بجنازته الی دمشق ودفن فی الباب الصّغیر وقبره الان مزبلة وقد بلغ عمره السّابعة والثّلاثین ودامت خلافته ثلاث سنین وتسعة أشهر انتهی .

اللّیلة السّابعة عشرة : لیلة میلاد خاتم الانبیاء صلوات الله علیه وهی لیلة شریفة جدّاً وحکی السّید قولاً بأنّ فی مثل هذه اللّیلة أیضاً کان معراجه قبل الهجرة بسنة واحدة .

الیوم السّابع عشر : میلاد خاتم الانبیاء محمّد بن عبد الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) علی المشهور بین الامامیّة والمعروف انّ ولادته کانت فی مکّة المعظّمة فی بیته عند طلوع الفجر من یوم الجمعة فی عام الفیل فی عهد انوشیروان العادل وفی هذا الیوم الشّریف أیضاً فی سنة ثلاث وثمانین ولد الامام جعفر الصّادق ( علیه السلام ) فزاده فضلاً وشرفاً والخلاصة انّ هذا الیوم شریف جدّاً وفیه عدّة أعمال :

الاوّل : الغُسل .

الثّانی : الصّوم وله فضل کثیر وروی انّ من صامه کتب له صیام سنة وهذا الیوم هو أحد الایّام الاربعة التی خصّت بالصّیام بین أیّام السّنة .

الثّالث : زیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) عن

ص: 329

قُرب أو بُعد .

الرّابع : زیارة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بما زار به الصّادق ( علیه السلام ) وعلّمه محمّد بن مُسلم من ألفاظ الزّیارة وستأتی فی باب الزّیارات ان شاء الله .

الخامس : أن یصلّی عند ارتفاع النّهار رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد سورة اِنّا اَنْزَلناهُ عشر مرّات والتّوحید عشر مرّات ثمّ یجلس فی مُصلاّه ویدعو بالدّعاء اَللّهُمَّ اَنْتَ حَیٌّ لا تَمُوتُ الخ وهو دعاء مبسوط لم أجده مسنداً الی المعصوم لذلک رأیت أن أترکه رعایة للاختصار فمن شاء فلیطلبه من زاد المعاد .

السّادس : أن یعظّم المسلمون هذا الیوم ویتصدّقوا فیه ویعملوا الخیر ویسرّوا المؤمنین ویزوروا المشاهد الشّریفة والسّید فی الاقبال قد بسط القول فی لزوم تعظیم هذا الیوم وقال : قد وجدت النّصاری وجماعة من المسلمین یعظّمون مولد عیسی ( علیه السلام ) تعظیماً لا یعظّمون فیه أحداً من العالمین وتعجّبت کیف قنع من یعظم ذلک المُولد من أهل الاسلام کیف یقنعون أن یکون مُولد نبیّهم الذی هو أعظم من کلّ نبیّ دون مُولد واحد من الانبیاء .

الفَصل الْعاشِرُ : فی شهرِ رَبیع الثّانی وَالْجمادی الاُولی وَالجمادی الاخِرة

فی شهرِ رَبیع الثّانی وَالْجمادی الاُولی وَالجمادی الاخِرة

اشارة

قد خصّ السّید ابن طاوس غرّة کلّ من هذه الشّهور الثّلاثة بدعاء وقال الشّیخ المفید ( رحمه الله ) انّ فی الیوم العاشر من شهر ربیع الّثانی سنة مائتین واثنتین وثلاثین ولد الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) وهو یوم شریف جدّاً ویستحبّ فیه الصّیام شکراً لله علی هذه النّعمة العُظمی والمناسب فی الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر من جمادی الاُولی زیارة فاطمة الزّهراء صلوات الله علیها واقامة ماتمها فقد روی بسند صحیح انّها عاشت بعد أبیها خمسة وسبعین یوماً وقد کانت وفاة النّبی

ص: 330

( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی الثّامن والعشرین من صَفر علی المشهور فیلزم أن تکون وفاتها ( علیها السلام ) فی أحد هذه الایّام الثّلاثة وفی یوم النّصف منه سنة ستّ وثلاثین فتح امیر المؤمنین ( علیه السلام ) البصرة وفیه کانت ولادة الامام زین العابدین ( علیه السلام ) وزیارة هذین الامامین ( علیهما السلام ) فی هذا الیوم مُناسِبة وأمّا أعمال شهر جمادی الاخرة فهی أن یصلّی کما روی السّید ابن طاوس أربع رکعات أی بسلامین فی أیّ وقت شاء من الشّهر یقرأ الحمد فی الاولی مرّة وآیة الکرسی مرّة وانّا أنزلناه خمساً وعشرین مرّة وفی الثّانیة الحمد مرّة واَلهیکُمُ التّکاثُر مرّة وقل هو الله احد خمساً وعشرین مرّة وفی الثّالثة الحمد مرّة وقُلْ یا أیّها الکافرونَ مرّة وقل اَعوذُ بِربّ الفَلق خمساً وعشرین مرّة وفی الرّابع الحمد مرّة واذا جاء نَصرُ الله والفتح مرّة وقلْ اَعوذُ بربِّ النّاس خمساً وعشرین مرّة ویقول بعد السّلام من الرّابعة سبعین مرّة سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وسبعین مرّة اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ثمّ یقول ثلاثاً : اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤمِنینَ وَالْمُؤمِناتِ ثمّ یسجد ویقول : فی سجوده ثلاث مرّات یا حَیُّ یا قَیُّومُ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ ثمّ یسئل الله حاجته یصان من فعل ذلک فی نفسه وماله وأهله وولده ودینه ودنیاه الی مثلها فی السّنة القادمة وان مات فی تلک السّنة مات علی الشّهادة أی کان له ثواب الشّهداء .

الیوم الثّالث : من الشّهر سنة احدی عشرة توفّی فاطمة صلوات الله علیها فنبغی أن یقیم الشّیعة عزاءها ویزوروها

ص: 331

ویلعنوا ظالمیها وغاصبی حقّها والسّید ابن طاوس فی الاقبال قد ذکر وفاتها فی هذا الیوم ثمّ ذکر لها هذه الزّیارة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا سَیِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا والِدَةَ الْحُجَجِ عَلَی النّاسِ اَجْمَعینَ. اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَمْنُوعَةُ حَقَّها . ثمّ یقول : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی اَمَتِکَ وَابْنَهِ نَبِیِّکَ وَزَوْجَهِ وَصِیِّ نَبِیِّکَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفی عِبادِکَ الْمُکَرَّمینَ مِنْ اَهْلِ السَّمواتِ وَاَهْلِ الاَْرَضینَ .

فقد روی انّ من زارها بهذه الزّیارة واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنّة .

أقول : قد أورد هذه الزّیارة نجل السّید ابن طاوس أیضاً فی کتاب زوائد الفوائد وقال انّها تخصّ یوم وفاتها ( علیها السلام ) وهو الّثالث من جمادی الاخرة وقال فی کیفیّة الزّیارة بها تصلّی صلاة الزّیارة أو صلوتها ( علیها السلام ) وهی رکعتان تقرأ فی کلّ منهما بعد الحمد سورة قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ ستّین مرّة فإن لم تقدر فاقرأ بعد الحمد فی الاُولی قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ وفی الثّانیة قُلْ یا اَیُّهَا الْکافِرونَ فاذا سلّمت فقل اَلسَّلامُ عَلَیْکِ الی آخر الزّیارة .

الیوم العشرون : ولد فیه فاطمة الزّهراء سلام الله علیها بعد البعثة بخمس سنین أو سنتین ویناسب فیها عدّة أعمال :

الاوّل : الصّیام .

الثّانی : الخیرات والصّدقات علی المؤمنین .

الثّالث : زیارة سیّدة نسآء الدّنیا والاخِرة وستأتی صفة زیارتها ( علیها السلام ) ( ص317 ) .

الفَصل الحای عَشَر : فی أعمالِ عامّة الشّهور وأعمال النّیروز وأعمال الاشهُرِ الرّومیّة

فی أعمالِ عامّة الشّهور وأعمال النّیروز وأعمال الاشهُرِ الرّومیّة .

أمّا أعمال عامّة الشّهور فعدیدة

أوّلها : الدّعاء عند رؤیة الهلال بالادعیة المأثورة وأفضلها الدّعاء الثّالث والاربعون من الصّحیفة الکاملة المذکور فی خلال أعمال غرّة شهر رمضان ( ص216 ) .

الثّانی : قراءة الحمد سبع مرّات لدفع وجع العین .

الثّالث :

ص: 332

أکل شیء من الجبن وروی انّ من یعتمد أکله رأس الشّهر أوشک أن لا تردّ له حاجة .

الرّابع : أن یصلّی فی اللّیلة الاولی من الشّهر رکعتین یقرأ بعد الحمد فی کلّ منهما سورة الانعام ویسأل الله أن یکفیه کلّ خوف ووجع وأن لا یری فی ذلک الشّهر ما یکرهه .

الخامس : أن یصلّی فی اوّل یوم من الشّهر رکعتین یقرأ فی الاولی بعد الحمد التّوحید ثلاثین مرّة وفی الثّانیة بعد الحمد القدر وثلاثین مرّة ثمّ یصتدّق بما تیسّر فاذا فعل ذلک فقد اشتری السّلامة فی ذلک الشّهر وزاد فی بعض الرّوایات وتقول اذا فرغت من الرّکعتین :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ وَما مِنْ دابَّة فِی الاَْرْضِ الاّ عَلَی اللهِ رِزْقُها وَیَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها کُلٌّ فی کِتاب مُبین .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ وَاِنْ یُمْسَسْکَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا کاشِفَ لَهُ اِلاّ هُوَ وَاِنْ یُرِدْکَ بِخَیْر فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ یُصیبُ بِهِ مَنْ یَشآءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحیمُ .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ سَیَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْر یُسْراً ما شآءَ اللهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکیلُ وَاُفَوِّضُ اَمْری اِلَی اللهِ اِنَّ اللهَ بَصیرٌ بِالْعِبادِ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّی کُنْتَ مِنْ الظّالِمینَ رَبِّ اِنّی لِما اَنْزَلْتَ اِلَیَّ مِنْ خَیْر فَقیرٌ رَبِّ لا تَذَرْنی فَرْداً وَاَنْتَ خَیْرُ الْوارِثینَ .

وأمّا أعمال یوم النّیروز فهی ما علّمها الصّادق ( علیه السلام ) مُعلّی بن خنیس قال : اذا کان یوم النّیروز فاغتسل والبس ثیابک وتطیّب بأطیب طیبک وتکون ذلک الیوم صائماً فاذا صلّیت النّوافل والظّهر والعصر فصلّ بعد ذلک أربع رکعات أی بسلامین یقرأ فی أوّل رکعة فاتحة الکتاب وعشر مرّات اِنّا

ص: 333

اَنْزَلْناهُ وفی الثّانیة فاتحة الکتاب وعشر مرّات قُلْ یا اَیُّها الْکافِرُونَ وفی الثّالثة فاتحة الکتاب وعشر مرّات قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وفی الرّابعة فاتحة الکتاب وعشر مرّات قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ وتسجد بعد فراغک من الرّکعات فتقول :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الاَْوْصِیآءِ الْمَرْضِیِّینَ وَعَلی جَمِیعِ اَنْبِیآئِکَ وَرُسُلِکَ بِاَفْضَلِ صَلَواتِکَ وَبارِکَ عَلَیْهِمْ بِاَفْضَلِ بَرَکاتِکَ وَصَلِّ عَلی اَرْواحِهِمْ وَاَجْسادِهِمْ اَللّهُمَّ بارِکْ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَبارِکْ لَنا فی یَوْمِنا هذَا الَّذی فَضَّلْتَهُ وَکَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَ خَطَرَهُ اَللّهُمَّ بارِکْ لی فیما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ حَتّی لا اَشْکُرَ اَحَداً غَیْرَکَ وَوَسِّعْ عَلَیَّ فی رِزْقِی یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ اَللّهُمَّ ما غابَ عَنّی فَلا یَغیبَنَّ عَنّی عَوْنُکَ وَحِفْظُکَ وَما فَقَدْتُ مِنْ شَیْء فَلا تُفْقِدْنِی عَوْنَکَ عَلَیْهِ حَتّی لا اَتَکَلَّفَ ما لا اَحْتاجُ اِلَیْهِ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ .

یغفر لک ذنوب خمسین سنة وتکثر من قولک یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ .

وأمّا أعمال الشّهور الرّومیة فنقتصر منها هُنا علی ما فی کتاب زاد المعاد :

روی السّید الجلیل علیّ ابن طاوس ( رحمه الله ) انّ قوماً من الاصحاب کانوا جلوساً اذ دخل علیهم رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فسلّم علیهم فردّوا علیه السّلام فقال : ألا أعلّمکم دواءاً علّمنی جبرئیل ( علیه السلام ) حیث لا أحتاج الی دواء الاطبّاء وقال علی ( علیه السلام ) وسلمان وغیرهم : وما ذاک الدّواء ؟ فقال النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) لعلیّ ( علیه السلام ) : تأخذ من ماء المطر بنیسان وتقرأ علیه کلاًّ من فاتحة الکتاب وآیة الکرسی وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وقُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ

ص: 334

الْفَلَقِ وَقُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ وقُلْ یا اَیُّها الْکافِرُونَ سَبیعن مرّة وزادت روایة أخری سورة اِنّا أنزَلْناهُ ایضاً سبعین مرّة وتشرب من ذلک الماء غدوة وعشیّة سبعة أیّام متوالیات والّذی بعثنی بالحقّ نبیّاً انّ جبرئیل ( علیه السلام ) قال : انّ الله یرفع عن الّذی یشرب هذا المآء کلّ دآء فی جسده وبعافیة ویخرج من جسده وعظمه وجمیع أعضائه ویمحو ذلک من اللّوح المحفوظ والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً إن لم یکن له ولد بعد فشرب من ذلک الماء کان له ولد وإن کانت المرأة عقیماً وشربت من ذلک الماء رزقها الله ولداً وإن أحببت أن تحمل بذکر أو اُنثی حملت وتصدیق ذلک فی کتاب الله تعالی یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ اِناثاً وَیَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ الذُّکُورَ اَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وَاِناثاً وَیَجْعَلْ مَنْ یَشاءُ عَقیماً ثمّ قال ( علیه السلام ) : وان کان به صداع فشرب من ذلک یسکن عنه الصّداع باذن الله وان کان به وجع العین یقطر من ذلک الماء فی عینیه ویشرب منه ویغسل به عینه ویشتدّ اصول الاسنان ویطیب الفم ولا یسیل من اصول الاسنان اللّعاب ویقطع البلغم ولا یتخم اذا أکل وشرب ولا یتأذّی بالرّیح ( من القولنج وغیره ) ولا یشتکی ظهره ولا ینجع بطنه ولا یخاف من الزّکام ووجع الضّرس ولا یشتکی المعدة ولا الدّود ولا یحتاج الی الحجامة ولا یصیبُه البواسیر ولا یصیبُه الحِکّة ولا الجدری ولا الجنُون ولا الجذام ولا البرص ولا الرّعاف ولا القییء ولا یصبه عمی ولا بکم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد ولا یصیبه الماء الاسود فی عینیه ولا یصیبه داء یفسد علیه صومه وصلاته ولا یتأذّی بوسوسة الجنّ ولا الشّیاطین .

وقال

ص: 335

النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : قال جبرئیل ( علیه السلام ) انّه من شرب من ذلک ثمّ کان به جمیع الاوجاع الّتی تصیب النّاس فانّه شفاء له من جمیع الاوجاع ، فقال جبرئیل ( علیه السلام ) : والذی بعثنی بالحقّ من یقرأ هذه الایات علی هذا المآء فیشرب منه ملا الله تعالی قلبه نوراً وضیاءً ویلقی الالهام فی قلبه ویجری الحکمة علی لسانه ویحشو لبه من الفهم والبصیرة وأعطاه من الکرامات ما لم یعط أحداً من العالمین ویرسل علیه ألف مغفرة وألف رحمة ویخرج الغشّ والخیانة والغیبة والحسد والبغی والکبر والبخل والحرص والغضب من قلبه والعداوة والبغضآء والنّمیمة والوقیعة فی النّاس وهو الشّفآء من کلّ داء .

أقول : هذه الرّوایة المشهورة ینتهی سندها الی عبد الله بن عمرو لاجل ذلک یکون السّند ضعیفاً وانّی قد وجدت هذه الرّوایة بخطّ الشّیخ الشّهید مرویّة عن الصّادق ( علیه السلام ) بنفس هذه الاثار والسّور ، ولکن ترتیب الایات فیها کما یلی : تقرأ علی ماء المطر فی نیسان فاتحة الکتاب وآیة الکرسی وقُلْ یا اَیُّها الْکافِرُونَ وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الاَْعْلی وقُلْ اَعوذُ بِربّ الفَلق وقُلْ اَعوذُ بربِّ النّاس وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ کلاً منها سبعین مرّة وتقول سبعین مرّة لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وسبعین مرّة اللهُ اَکْبَرُ وسبعین مرّة اَللّهُمَّ صَلّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وسبعین مرّة سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وقد ذکر فیها فی آثاره انّه اذا کان مسجوناً فشرب من ذلک الماء نجا من السّجن وانّه لم یغلب علی طبعه البرودة وقد وردت فی هذه الرّوایة ایضاً اکثر تلک الاثار المذکورة فی الرّوایة

ص: 336

السّالفة وماء المطر ماء مبارک ذو منافع سواء مطر فی نیسان أو فی غیره من الشّهور کما فی الحدیث المعتبر عن امیر المؤمنین ( علیه السلام ) قال : اشربوا من ماء السّماء فانّه مطهّر لابدانکم ومزیل للداء کما قال تعالی وَیُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنَ السَّمآءِ ماءً لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَیُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَلِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِکُمْ وَیُثَبِّتَ بِهِ الاقْدامَ واذا اجتمع قوم لهذا الدّعاء فالاحسن أن یستوفی کلّ واحد منهم قراءة کلّ من تلک السّور والاذکار سبعین مرّة والنّفع لمن قرأها بنفسه أعظم والاجر أوفر وشهر نیسان تبدأ فی هذه السّنین عند مُضیّ ثلاثة وعشرین یوماً تقریباً من النّیروز وهو ثلاثون یوماً وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : لا تدع الحجامة فی سبع حزیران فانّ فاتک فالاربع عشرة ویبدأ شهر حزیران عند مضیّ أربعة وثمانین یوماً تقریباً من النّیروز وهو أیضاً ثلاثون یوماً وهو شهر نحس کما روی انّ الصّادق ( علیه السلام ) ذکر عنده حزیران ، فقال : هو الشّهر الّذی دعا فیه موسی ( علیه السلام ) علی بنی اسرائیل فمات فی یوم ولیلة من بنی اسرائیل ثلاثمائة ألف من النّاس وأیضاً بسند معتبر عنه ( علیه السلام ) قال : انّ الله تعالی یقرب الاجال فی شهر حزیران أی یکثر فیه الموت واعلم انّ الشّهور الرّومیّة شهور شمسیّة یؤخذ حسابها من مسیر الشّمس وهی اثنا عشر شهراً کما یلی :

تشرین الاوّل ، تشرین الاخر ، کانون الاوّل ، کانُون الاخر ، شباط ، آذر ، نیسان ، أیار ، حزیران ، تموز ، آب ، ایلُول.

وهم یعتبرون کلاًّ من الشّهور الاربعة تشرین الاخر ونیسان وحزیران وایلول ثلاثین یوماً

ص: 337

والشّهور الباقیة کلاًّ منها واحداً وثلاثین یوماً سوی شهر شباط الذی یختلف عدد ایّامه فیعتبر ذا ثمانیة وعشرین یوماً فی ثلاث سنین متوالیة وفی السّنة الرّابعة وهی سنة کبیستهم یحسب له تسعة وعشرین یوماً وسنتهم ثلاثمائة وخمسة وستّون یوماً وربع یوم وغرّة تشرین الاوّل وهی مبدأ سنتهم توافق فی هذه السّنین یوم اجتیاز الشّمس الدّرجة التّاسعة عشرة من بُرج المیزان وتفصیل ذلک فی کتاب بحار الانوار ونحن قد أوردنا هذا الموجز لکون هذه الشّهور مذکورة فی الاخبار ، انتهی .

البابُ الثّالِثُ

فی الزّیارات وَتحتوی عَلی مُقدّمة وَفُصول وَخاتمة

المقدّمة فی آداب السَّفر : اذا أردت الخروج الی السّفر فینبغی لک أن تصوم الاربعاء والخمیس والجمعة وأن تختار من أیّام الاسبوع یوم السّبت أو یوم الثّلاثاء أو یوم الخمیس واجتنب السّفر فی یوم الاثنین والاربعاء وقبل الظّهر من یوم الجُمعة واجتنب السّفر فی الیوم الثّالث من الشّهر والخامس منه والثّالث عشر والسّادس عشر والحادی والعشرین والرّابع والعشرین، والخامس والعِشرین وقد نظمت هذه الایّام فی بیتین بالفارسیّة :

هفت روزی نحس باشد در مهی زان حذر کن تا نیابی هیچ رنج

سه وپنج وسیزده با شانزده بیست ویک با بیست وچار وبیست وپنج

ولا تسافر فی محاق الشّهر ولا اذا کان القمر فی برج العقرب وإن دعت ضرُورة الی الخروج فی هذه الاحوال والاوقات فلیدع المُسافر بدعوات السّفر ویتصدّق ویخرج متی شاء، وروی انّ رجلاً من أصحاب الباقر ( علیه السلام ) أراد السّفر فأتاه لیودّعه فقال له : انّ أبی علیّ بن الحسین ( علیهما السلام ) کان اذا أراد الخروج الی بعض أمواله اشتری السّلامة من الله عزوجل بما تیسّر أی بالصّدقة بما تیسّر له ویکون ذلک اذا وضع رجله فی الرّکاب، واذا

ص: 338

سلّمه الله وعاد مِن سفره حمد الله وشکره أیضاً بما تیسّر له، فودّعه الرّجل ومضی ولم یعمل بما وصّاه الباقر ( علیه السلام ) فهلک فی الطّریق، فأتی الخبر الباقر ( علیه السلام ) فقال : قد نُصح الرّجل لو کان قَبِلَ، وینبغی أن تغتسل قبل التوجّه ثمّ تجمع أهلک بین یدیک وتصلّی رکعتین وتسأل الله الخیرة وتقرأ آیة الکرسی وتحمد الله وتثنی علیه وتصلّی علی النّبی وآله صلوات الله علیهم وتقول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْتَوْدِعُکَ الْیَوْمَ نَفْسِیوَاَهْلی وَمالی وَوُلْدی وَمَنْ کانَ مِنّی بِسَبیل، الشّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغائِبَ، اَللّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الاِْیْمانِ وَاحْفَظْ عَلَیْنا، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فی رَحْمَتِکَ وَلا تَسْلُبْنا فَضْلَکَ اِنّا اِلَیْکَ راغِبُونَ، اَللّهُمَّ اِنّا نَعُوذُ بِکَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ، وَکابَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِی الاَْهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ هذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضاتِکَ وَتَقَرُّباً اِلَیْکَ، اَللّهُمَّ فَبَلِّغْنی ما اُؤَمِّلُهُ وَاَرْجُوهُ فیکَ وَفی اَوْلِیائِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ ودّع أهلک وانهض وَقف بالباب فسبّح الله بتسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) واقرأ سورة الحمد أمامک وعن یمینک وعن شمالک وکذلک آیة الکرسی وقُل :

اَللّهُمَّ اِلَیْکَ وَجَّهْتُ وَجْهی، وَعَلَیْکَ خَلَّفْتُ اَهْلی وَمالی وَما خَوَّلْتَنی، وَقَدْ وَثِقْتُ بِکَ فَلا تُخَیِّبْنی یا مَنْ لا یُخَیِّبُ مَنْ اَرادَهُ، وَلا یُضَیِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْفَظْنی فیما غِبْتُ عَنْهُ، وَلا تَکِلْنی اِلی نَفْسی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ ... الدّعاء .

ثمّ اقرأ سورة قُلْ هُوَ اللهُ احدی عشرة مرّة وسورة اِنّا اَنزَلْناهُ وآیة الکرسی وسورة قُلْ اَعوذُ بِرَبِّ النّاسِ وقُلْ اَعوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثمّ أمرر بیدک علی جمیع جسدک وتصدّق بما تیسّر وقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی اشْتَرَیْتُ بِهذِهِ الصَّدَقَةِ سَلامَتی وَسَلامَةَ

ص: 339

سَفَرِی وَما مَعی، اَللّهُمَّ احْفَظْنی وَاحْفَظْ ما مَعِیَ وَسَلِّمْنی وَسَلِّمْ ما مَعِیَ، وَبَلِّغْنی وَبَلِّغْ ما مَعِیَ بِبَلاغِکَ الْحَسَنِ الْجَمیلِ .

وتأخذ معک عصی مِن شجر اللّوز المرّ فقد رُوی عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه قال : من خرج الی السّفر ومعه عصی لوز مرّ وتلا قوله تعالی ( وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ اِلی وَاللهُ عَلی ما نَقُولُ وَکیلٌ ) وهو فی سورة القصص أمّنه الله تعالی مِن کلّ سبع ضار، ومن کلّ لُصّ عاد، ومن کلّ ذات حمة حتّی یرجع الی منزله وکان ( معه سَبع وسبعون من المعقّبات الملائکة ) یستغفرون له حتّی یرجع ویضعها، ویستحبّ أن یخرج معتماً متحنّکاً لکی لا یصیبه السّرق ولا الغرق ولا الحرق، وتأخذ معک شیئاً من تربة الحسین ( علیه السلام ) وقُل اذا أخذتها :

اَللّهُمَّ هذِهِ طینَةُ قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلِیِّکَ وَابْنِ وَلِیِّکَ اتَّخَذْتُها حِرْزاً لِما اَخافُ وَما لا اَخافُ وخذ معک خاتم العقیق والفیروزج، والاحسن أن یکون العقیق أصفر منقوشاً علی أحد وجهیه ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ وعلی الوجه الثّانی محمّد وعلیّ .

روی السّید ابن طاووس فی أمان الاخطار عن أبی مُحمّد قاسم بن علاء عن الصّافی خادم الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) قال : استأذنته فی الزّیارة الی طوس فقال لی : یکون معک خاتم فصّه عقیق اصفَر علیه ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ، وعلی الجانب الاخر محمّد وعلیّ، فانّه أمانٌ من القطع، وأتمّ للسّلامة، وأصون لدینک ، قال : فخرجت وأخذت خاتماً علی الصّفة التی أمرنی بها، ثمّ رجعت الیه لوداعه فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدت

ص: 340

أمر بردّی فرجعت الیه فقال : یا صافی ، قلت : لبّیْکَ یا سَیِّدی قال : لیکن معک خاتم آخر من فیروزج فانّه یلقاک فی طریقک أسد بین طوس ونیشابور فیمنع القافلة من المسیر، فتقدّم الیه وأره الخاتم وقل له: مَولای یقول لک تنحّ عن الطّریق، ثمّ قال : لیکن نقشه ( اَللهُ المَلکُ ) وعلی الجانب الاخر ( اَلْمُلْکُ للهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ ) فانّه خاتم امیر المؤمنین ( علیه السلام ) کان علیه اَللهُ المَلکُ فلمّا ولّی الخلافة نقش علی خاتمه اَلْمُلْکُ للهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ، وکان فصّه فیرُوزج، وهو أمان من السّباع خاصّة وظفر فی الحرب .

قال الخادم : فخرجت فی سفری ذلک فلقینی والله السّبع ففعلت ما أمرت به فلمّا رجعت حدّثته ، فقال لی : بقیت علیک خصلة لم تحدّثنی بها إن شئت حدّثتک بها، فقلت: یاسیّدی اذکر علیّ لعلّی نسیتها ، فقال : نعم ، بتّ لیلة بطوس عند القبر فصار الی القبر قوم من الجن لزیارته فنظروا الی الفص فی یدک وقرأوا نقشه فأخذوه عن یدک وصاروا به الی علیل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلک الماء فبرأ، وردّوا الخاتم الیک وکان فی یدک الیمنی فصیّروه فی یدک الیسری، فکثر تعجّبک من ذلک ولم تعرف السّبب فیه، ووجدت عند رأسک حجراً یاقوتاً فأخذته وهو معک، فاحمله الی السّوق فانّک ستبیعه بثمانین دیناراً وهو هدیّة القوم الیک، فحملته الی السّوق فبعته بثمانین دیناراً کما قال سیّدی ( علیه السلام ) ، وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من قرأ آیة الکرسی فی السّفر فی کلّ لیلة سلم وسلم ما معهُ ویقول : اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَسیری عِبَراً وَصَمْتی تَفَکُّراً

ص: 341

وَکَلامی ذِکْراً وعن الامام زین العابدین ( علیه السلام ) قال : لا اُبالی اذا قلت هذه الکلمات ان لو اجتمع علیّ الجنّ والانس :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَمِنَ اللهِ وَاِلَی اللهِ وَفی سَبِیلِ اللهِ، اَللّهُمَّ اِلَیْکَ اَسْلَمْتُ نَفْسِیوَاِلَیْکَ وَجَّهْتُ وَجْهی، وَاِلَیْکَ فَوَّضْتُ اَمْرِی، فَاحْفَظْنی بِحِفْظِ الاِْیْمانِ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَمِنْ خَلْفی، وَعَنْ یَمینی وَعَنْ شِمالِی، وَمِنْ فَوْقی وَمِنْ تَحْتی وَادْفَعْ عَنّی بِحَوْلِکَ وَقُوَّتِکَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهَ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ .

أقول : دَعواتُ السّفر وآدابُه کثیرة ونحن هنا نقتصر بذکر عدّة آداب :

الاوّل : ینبغی للمرء أن لا یترک التسمیة عند الرّکوب .

الثّانی : أن یحفظ نفقته فی موضِع مصُون ، فقد روی انّ من فقه المُسافر حفظ نفقته .

الثّالث : أن یُساعد اصحابه فی السّفر ولا یحجم عن السّعی فی حوائجهم کی ینفس الله عنه ثلاثاً وسبعین کربة، ویجیره فی الدّنیا من الهمّ والغم، وینفس کربه العظیم یوم القیامة ، وروی انّ الامام زین العابدین ( علیه السلام ) کان لا یسافر الّا مع رفقة لا یَعرفُونه لیخدمهم فی الطّریق فانّهم لو عرفوه منعُوه عن ذلک، ومن الاخلاق الکریمة للنّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّه کان مع صحابته فی بعض الاسفار فارادوا ذبح شاة تاتون بها ، فقال أحدهم : علیّ ذبحها ، وقال آخر : علیّ سلخ جلدها ، وقال الاخر : علیّ طبخها ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : علیّ الاحتطاب ، فقالوا : یا رسول الله نحن نعمل ذلک فلا تتکلّفه أنت، فأجاب أنا أعلم انّکم تعملونه ولکن لا یسرّنی أن أمتاز عنکم فانّ الله یکره أن یری

ص: 342

عبده قد فضّل نفسه علی أصحابه ، واعلم انّ أثقل الخلق علی الاصحاب فی السّفر من تکاسل فی الاعمال وهو فی سلامة من اعضائه وجوارحه فهو لا یؤدّی شیئاً من وظائفه ، مرتقباً رفقته یقضُون له حوائجه .

الرّابع : أن یصاحِب الرجل من یماثله فی الانفاق .

الخامس : أن لا یشرب من ماء أی منزل یرده الّا بعد أن یمزجه بماء المنزل الذی سبقه، ومن اللاّزم أن یتزوّد المُسافر من تربة بلده وطینته الّتی ربّی علیها، وکلّما ورد منزلاً طرح فی الاناء الّذی یشرب منه الماء شیئاً من الطّین الّذی تزوّده من بلده ویشرب الماء والطّین فی الانیة بالتّحریک ویؤخّر شربه حتّی یصفو .

السّادس : أن یحسن أخلاقه ویتزیّن بالحلم، وسیأتی فی آداب زیارة الحسین ( علیه السلام ) ما یناسب المقام .

السّابع : أن یتزوّد لسفره، ومن شرف المرء أن یطیّب زاده لا سیّما فی طریق مکّة ، نعم لا یستحسن فی سفر زیارة الحسین ( علیه السلام ) أن یتّخذ زاداً لذیذاً کاللّحم المشوی والحلویّات وغیر ذلک کما سیأتی فی آداب زیارته ( علیه السلام ) ، وقال ابن الاعسم :

مِنْ شَرَفِ الاِْنْسانِ فِی الاَْسْفارِ تَطییبُهُ الزّادَ مَعَ الاَْکْثارِ

وَلْیُحْسِنِ الاِْنْسانُ فِی حالِ السَّفَرْ اَخْلاقَهُ زِیادَةً عَلَی الْحَضَرْ

وَلْیَدْعُ عِنْدَ الْوَضْعِ لِلْخِوانِ مَنْ کانَ حاضِراً مِنَ الاِْخْوانِ

وَلْیُکْثِرِ الْمَزْحَ مَعَ الصَّحْبِ اِذا لَمْ یُسْخِطِ اللهَ وَلَمْ یَجْلِبْ اَذی

مَنْ جاءَ بَلْدَةً فَذا ضَیْفٌ عَلی اِخْوانِهِ فیها اِلی اَنْ یَرْحَلا

یُبَرُّ لَیْلَتَیْنِ ثُمَّ لْیَأکُلِ مِنْ اَکْلِ اَهْلِ الْبَیْتِ فی الْمُسْتَقْبِلِ

الثّامن : من أهمّ الاشیاء فی السّفر المحافظة علی الفرائض بشرائطها وحدودها واداؤها فی بدء أوقاتها، فما أکثر ما

ص: 343

یشاهد الحجّاج والزّوار فی الاسفار یضیعون الفرائض بتأخیرها عن أوقاتها أو بأدائها راکبین أو فی المحامل أو متیمّمین بلا وضوء أو مع نجاسة البدن أو الثّیاب وغیرها من اشباهها، فهذه کلّها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصّلاة وعدم مُبالاتهم، بها هذا وقد روی فی الحدیث عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : صلاة الفریضة أفضل من عشرین حجّة، وحجّة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً یتصدّق به حتّی تفرغ، ولا تدع بعد الصّلاة المقصُورة أن تقول ثلاثین مرّة سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ فهو من السُنن المؤکّدة .

الفَصلُ الاوَّلْ : فی آدابِ الزِّیارَة

فی آدابِ الزِّیارَة

وهی عدیدة نقتصر منها علی امور :

الاوّل : الغُسل قبل الخروج لسفر الزّیارة .

الثّانی : أن یتجنّب فی الطّریق التکلّم باللّغو والخصام والجدال .

الثّالث : أن یغتسل لزیارة الائمة ( علیهم السلام ) وأن یدعو بالمأثورة من دعواته، وستذکر فی أوّل زیارة الوارث .

الرّابع : الطّهارة من الحدث الاکبر والاصغر .

الخامس : أن یلبس ثیاباً طاهرة نظیفة جدیدة ویحسن أن تکون بیضاء .

السّادس : أن یقصر خطاه اذا خرج الی الرّوضة المقدّسة، وان یسیر وعلیه السّکینة والوقار، وأن یکون خاضعاً خاشعاً، وأن یطأطِیء رأسه فلا یلتفت الی الاعلی ولا الی جوانبه .

السّابع : أن یتطیّب بشیء من الطّیب فیما عدا زیارة الحسین ( علیه السلام ) .

الثّامن : أن یشتغل لسانه وهو یمضی الی الحرم المطهّر بالتکبیر والتّسبیح والتّهلیل والتّمجید، ویعطّر فاه بالصّلاة علی محمّد وآله ( علیهم السلام ) .

التّاسع : أن یقف علی باب الحرم الشّریف ویستأذن ویجتهد لتحصیل الرّقّة والخضوع والانکسار والتفکیر فی عظمة صاحب ذلک المرقد المنوّر وجلاله،

ص: 344

وانّه یری مقامه ویسمع کلامه ویردّ سلامه کما یشهد علی ذلک کلّه عندما یقرأ الاستئذان، والتّدبّر فی لطفهم وحُبّهم لشیعتهم وزائریهم، والتّأمّل فی فساد حال نفسه وفی جفائه علیهم برفضه ما لا یحصی من تعالیمهم، وفیما صدر عنه نفسه من الاذی لهم أو لخاصّتهم وأحبابهم وهو فی المال اذیً راجع الیهم ( علیهم السلام ) فلو التفت الی نفسه التفات تفکیر وتدقیق لتوقّفت قدماه عن المسیر وخشع قلبه ودمعت عینه، وهذا هو لُبّ آداب الزّیارة کلّها، وینبغی لنا هُنا أن نورد أبیات السّخاوی والحدیث الّذی رواه العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) فی البحار نقلاً عن کتاب عیون المعجزات، امّا أبیات السّخاوی وهی ما ینبغی أن یتمثّل به فی تلک الحالة فهی :

قالُوا غَدًا نَأْتی دِیارَ الْحِمی وَیَنْزِلُ الرَّکْبُ بِمَغْناهُمُ

فَکُلُّ مَنْ کانَ مُطیعاً لَهُمْ اَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْیاهُمُ

قُلْتُ فَلی ذَنْبٌ فَما حیلَتی بَاَیّ وَجْه اَتَلَقّاهُمُ

قالُوا اَلَیْسَ الْعَفْوُ مِنْ شَاْنِهِمْ لا سِیَّما عَمَّنْ تَرَجّاهُمُ

فَجِئْتُهُم اَسْعی اِلی بابِهِمْ اَرْجُوهُمُ طَوْراً وَاَخْشاهُمُ

وأمّا الرّوایة الشریفة فهی انّه استأذن ابراهیم الجمّال وکان من الشّیعة علی علیّ بن یقطین وهو وزیر هارون الرّشید، فحجبه لانّه جمّال، فحجّ علیّ بن یقطین فی تلک السّنة فاستأذن بالمدینة علی موسی بن جعفر ( علیه السلام ) فحجبه فرآه ثانی یومه خارج الدّار ، فقال علیّ بن یقطین : یا سیّدی ما ذنبی ؟ فقال : حجبتک لانّک حجبت أخاک ابراهیم الجمّال وقد أبی الله أن یشکر سعیک أو یغفر لک ابراهیم الجمّال ، قال علیّ : فقلت یا سیّدی ومولای من لی بابراهیم الجمّال فی هذا الوقت وأنا بالمدینة وهو بالکوفة ؟ فقال : اذا کان اللیل فامض الی

ص: 345

البقیع وحدک من غیر أن یعلم بک أحد من أصحابک وغلمانک، وتجد نجیباً هناک مسرّجاً فارکبه وامض الی الکوفة ، فوافی البقیع ورکب النّجیب ولم یلبث أن أناخه علی باب ابراهیم الجمّال بالکوفة ( فی مدّة قصیرة ) فقرع الباب وقال : أنا علیّ بن یقطین ، فقال ابراهیم الجمّال من داخل الدّار : وما یعمل علیّ بن یقطین الوزیر ببابی ، فقال علیّ بن یقطین : ما هذا انّ أمری عظیم وآلی علیه أن یأذن له، فلمّا دخل قال : یا ابراهیم انّ المولی ( علیه السلام ) أبی أن یقبلنی أو تغفر لی ، فقال : یغفر الله لک، فآلی علیّ بن یقطین علی ابراهیم الجمّال أن یطأ خدّه، فامتنع ابراهیم من ذلک، فآلی علیه ثانیاً ففعل فلم یزل ابراهیم یطأ خدّه وعلیّ بن یقطین یقول : اَللّهُمَّ اشْهَدْ، ثمّ انصرف ورکب النّجیب ورجع الی المدینة من لیلته وأناخه بباب المولی موسی بن جعفر ( علیه السلام ) فأذن له ودخل علیه فقبله .

من هذا الحدیث یعرف مبلغ حقوق الاخوان .

العاشر : تقبیل العتبة العالیة المبارکة ، قال الشّیخ الشّهید ( رحمه الله ) : ولو سجد الزّائر ونوی بالسّجدة الشکر لله تعالی علی بلوغه تلک البقعة کان أولی .

الحادی عشر : أن یقدّم للدّخول رجله الیمنی ویقدّم للخروج رجله الیُسری کما یصنع عند دخُول المساجد والخروج منها .

الثّانی عشر : أن یقف علی الضّریح بحیث یمکنه الالتصاق به، وتوهّم انّ البعد أدب وهم، فقد نص علی الاتّکاء علی الضّریح وتقبیله .

الثّالث عشر : أن یقف للزّیارة مستقبلاً القبر مُستدبِراً القبلة وهذا الادب ممّا یخصّ زیارة المعصوم علی

ص: 346

الظّاهر، فاذا فرغ من الزّیارة فلیضع خدّه الایمن علی الضّریح ویدعو الله بتضرّع ثمّ لیضع الخدّ الایسر ویدعو الله بحقّ صاحب القبر أن یجعله من أهل شفاعته ویبالغ فی الدّعاء والالحاح ثمّ یمضی الی جانب الرّأس فیقف مُستقبل القبلة فیدعو الله تعالی .

الرّابع عشر : أن یزُور وهُو قائم علی قَدَمیه الّا اذا کان له عُذر منْ ضعف أو وجع فی الظّهر أو فی الرّجل أو غیر ذلک من الاعذار .

الخامس عشر : أن یکبّر اذا شاهد القبر المطهّر قبل الشّروع فی الزّیارة، وفی روایة انّ من کبّر امام الامام ( علیه السلام ) وقال : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ کتب له رضوان الله الاکبر .

السّادس عشر : أن یزُور بالزّیارات المأثورة المرویّة عن سادات الانام ( علیهم السلام ) ویترک الزّیارات المخترعة التی لفقها بعض الاغبیاء من عوام النّاس الی بعض الزّیارات فأشغل بها الجهّال .

روی الکلینی ( رحمه الله ) عن عبد الرّحیم القصیر ، قال : دخلت علی الصّادق ( علیه السلام ) فقلت : جعلت فداک قد اخترعت دعاءاً من نفسی ، فقال ( علیه السلام ) : دعنی عن اختراعک اذا عرضتک حاجة فلذ برسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وصلّ رکعتین واهدهما الیه الخ .

السّابع عشر : أن یصلّی صلاة الزّیارة وأقلّها رکعتان ، قال الشّیخ الشّهید : فان کان الزّیارة للنّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فلیصلّ الصّلاة فی الرّوضة، وإن کانت لاحد الائمة فعند الرّأس، ولو صلاها بمسجد المکان أی مسجد الحرم جاز، وقال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : انّ صلاة

ص: 347

الزّیارة وغیرها فیما أری یفضل أن تؤتی خلف القبر أو عند الرّأس الشّریف، وقال أیضاً العلامة بحر العلوم فی الدرّة :

وَمِنْ حَدیثِ کَرْبَلا وَالْکَعْبَةْ لِکَرْبَلا بانَ عُلُوُّ الرُّتْبَةْ

وَغَیْرُها مِنْ سائِرِ الْمَشاهِدِ اَمْثالُها بِالنَّقْلِ ذِی الشّواهِدِ

وَراعِ فیهِنَّ اقْتِرابَ الرَّمْسِ وَآثِرِ الصَّلاةَ عِنْدَ الرَّأسِ

وَصَلِّ خَلْفَ الْقَبْرِ فَالصَّحیحُ کَغَیْرِهِ فی نَدْبِها صَریحُ

وَالْفَرْقُ بَیْنَ هذِهِ الْقُبُورِ وَغَیْرِها کَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ

فَالسَّعْیُ لِلصَّلاةِ عِنْدَها نُدِبْ وَقُرْبُها بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ

الثّامن عشر : تلاوة سورة یس فی الرّکعة الاولی وسورة الرّحمن فی الثّانیة ان لم تکن صلاة الزّیارة التی یصلّیها مأثورة علی صفة خاصّة، وان یدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له فی امور دینه ودُنیاه، ولیعمّم الدّعاء فانّه أقرب الی الاجابة .

التّاسع عشر : قال الشّهید ( رحمه الله ) : ومن دخل المشهد والامام یصلّی بدأ بالصّلاة قبل الزّیارة وکذلک لو کان قد حضر وقتها والّا فالبدء بالزّیارة أولی لانّها غایة مقصده، ولو أقیمت الصّلاة استحبّ للزّائرین قطع الزّیارة والاقبال علی الصّلاة ویکره ترکه، وعلی ناظر الحرم أمرهم بذلک .

العشرون : عدّ الشّهید ( رحمه الله ) من آداب الزّیارة تلاوة شیء من القرآن عند الضّریح واهداؤه الی المزور والمنتفع بذلک الزّائر وفیه تعظیم للمزور .

الحادی والعشرون : ترک اللّغو وما لا ینبغی من الکلام وترک الاشتغال بالتکلّم فی امور الدّنیا فهو مذموم قبیح فی کلّ زمان ومکان، وهو مانع للرّزق ومجلبة للقساوة لا سیّما فی هذه البقاع الطّاهرة والقُباب السّامیة التی أخبر الله تعالی بجلالها وعظمتها فی سورة نور ( فی بُیُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ ) الایة .

الثّانی والعشرون : أن لا یرفع صوته بما یزور به

ص: 348

کما نبّهت علیه فی کتاب هدیّة الزّائر .

الثّالث والعشرون : أن یودّع الامام ( علیه السلام ) بالمأثور أو بغیره اذا أراد الخروج من البلد .

الرّابع والعشرون : أن یتوب الی الله ویستغفر من ذنوبه، وأن یجعل أعماله وأقواله بعد الزّیارة خیراً منها قبلها .

الخامس والعشرون : الانفاق علی سدنة المشهد الشّریف، وینبغی لهؤلاء أن یکونوا من أهل الخیر والصّلاح والدّین والمروّة، وأن یحتملوا ما یصدر من الزّوار فلا یصبوا سخطهم علیهم ولا یحتدموا علیهم، قائمین بحوائج المحتاجین، مُرشدین للغُرباء اذا ضلّوا، وبالاجمال فالخدم ینبغی أن یکونوا خداماً قائمین بما لزم من تنظیف البُقعة الشّریفة وحراستها ومُحافظة الزّائرین وغیر ذلک من الخدمات .

السّادس والعشرون : الانفاق علی المجاورین لتلک البُقعة من الفقراء والمساکین المتعفّفین والاحسان الیهم لا سیّما السّادة وأهل العلم المنقطعین الذین یعیشُون فی غُربة وضیق وهم یرفعون لواء ا لتّعظیم لشعائر الله وقد اجتمعت فیهم جهات عدیدة تکفی احداها لفرض اعانتهم ورعایتهم .

السّابع والعشرون : قال الشّهید: انّ من جُملة الاداب تعجیل الخُروج عند قضاء الوطر من الزّیارة لتعظم الحُرمة ولیشتد الشّوق، وقال أیضاً: والنّساء اذا زُرن فلیکنّ منفردات عن الرّجال والاولی أن یزرن لیلاً ولیکنّ متنکّرات أی یبدلن الثّیاب النّفیسة بالدّانیة الرّخیصة لکی لا یعرفن ولیبرزن متخفّیات متستّرات ولو زرن بین الرّجال جاز وإن کره .

أقول : من هذه الکلمة تُعرف مبلغ القُبح والشّناعة فی ما دأبت عَلیه النّسوة فی زماننا من أن یتبرّجن للزّیارة فیبرزن بنفایس الثّیاب فیزاحمن الاجانب من الرّجال فی الحرم الطّاهر ویضاغطنهم بأبدانهنّ مقتربات من الضّرائح الطّاهرة أو یجلسن فی قبلة المُصلّین من الرّجال لیقرأن الزّیارة فیلفتن الخواطر ویصدّن القائمین بالعبادة فی

ص: 349

تلک البُقعة الشّریفة من المصلّین والمتضرّعین والباکین عن عبادتهم، فیکنّ بذلک من الصّادات عن سبیل الله الی غیر ذلک من التّبعات وأمثال هذه الزّیارات ینبغی حقّاً أن تعدّ من منکرات الشّرع لا من العبادات، وتحصی من المُوبقات لا القربات ، وقد روی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) قال لاهل العراق : یا أهل العراق نُبّئتُ انّ نِساءکُم یوافینَ الرّجال فی الطّریق أما تستحیون؟ وقال : لعن الله من لا یغار .

وفی الفقیه روی الاصبغ بن نباتة عن امیر المؤمنین ( علیه السلام ) قال : سمعته یقول : یظهر فی آخر الزّمان واقتراب السّاعة وهو شرّ الازمنة نسوة کاشِفات عاریات متبرّجات، من الدّین خارجات، داخلات فی الفِتن، مائلات الی الشّهوات، مسرعات الی اللّذات، مستحلاّت المحرّمات، فی جهنّم خالدات .

الثّامن والعشرون : ینبغی عند ازدحام الزّائرین للسّابقین الی الضّریح أن یخفّفوا زیارتهم وینصرفوا لیفُوز غیرهم بالدّنوّ من الضّریح الطّاهر کما کانوا هم من الفائزین .

أقول لزیارة الحسین صلوات الله علیه آداب خاصّة سنذکرها فی مقام ذکر زیارته ( علیه السلام ) .

الفَصلُ الّثانی : فی ذِکر الاِسْتِئذانِ لِلدُّخولِ فی کُلٍّ منَ الرَّوضاتِ الشَّریفة

فی ذِکر الاِسْتِئذانِ لِلدُّخولِ فی کُلٍّ منَ الرَّوضاتِ الشَّریفة .

وهُنا نثبت استئذانین :

الاوّل : اذا أردت دخول مسجد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أو أحد المشاهد الشّریفة لاحد الائمة ( علیهم السلام ) فقل :

اَللّهُمَّ اِنّی وَقَفْتُ عَلی باب مِنْ اَبْوابِ بُیُوتِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ یَدْخُلُوا إلاّ بِاِذْنِهِ، فَقُلْتَ یا اَیُّها الَّذینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبیِّ إلاّ اَنْ یُؤْذَنَ لَکُمْ، اَللّهُمَّ اِنّی اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّریفِ فی غَیْبَتِهِ کَما اَعْتَقِدُها فی حَضْرَتِهِ، وَاَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَکَ وَخُلَفاءَکَ عَلَیْهِمُ السَّلامُ

ص: 350

اَحْیاءٌ عِنْدَکَ یُرْزَقُونَ، یَرَوْنَ مَقامی، وَیَسْمَعُوَن کَلامی، وَیَرُدُّونَ سَلامی، وَاَنِّکَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعی کَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمی بِلَذیذِ مُناجاتِهِمْ، وَاِنّی اَسْتَأذِنُکَ یا رَبِّ اوَّلاً وَاَسْتَأذِنُ رَسُولَکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ ثانِیاً، وَاَسْتَأذِنُ خَلیفَتَکَ الاِْمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَیَّ طاعَتُهُ ( فُلانَ بْنَ فُلان ) ( واذکر اسم الامام الذی تزُوره واسم أبیه ، فقل فی زیارة الحسین ( علیه السلام ) مثلاً : الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلامُ وفی زیارة الامام الرّضا ( علیه السلام ) عَلِیِّ بْنَ مُوسَی الرِّضا عَلَیْهِ السَّلامُ وهکذا ثمّ قل : ) وَالْمَلائِکَةَ الْمُوَکَّلینَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَکَةِ ثالِثاً، أَاَدْخُلُ یا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا حُجَّةَ اللهِ أَاَدْخُلُ یا مَلائِکَةَ اللهِ الْمُقَرَّبینَ الْمُقیمینَ فی هذَا الْمَشْهَدِ، فَأذَنْ لی یا مَوْلایَ فی الدُّخُولِ اَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ، فَاِنْ لَمْ اَکُنْ اَهْلاً لِذلِکَ فَاَنْتَ اَهْل ٌ لِذلِکَ .

ثمّ قبّل العتبة الشّریفة وادخل وقُلْ : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی وَارْحَمْنی وَتُبْ عَلَیَّ اِنَّکَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ .

الثّانی : الاستئذان الّذی رواه المجلسی ( قدس سره ) عن نسخة قدیمة من مؤلّفات الاصحاب للدّخول فی السّرداب المقدّس وفی البقاع المنوّرة للائمة ( علیهم السلام ) وهو هذا، تقول :

اَللّهُمَّ اِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها، وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها، وَمَعالِمُ زَکَّیْتَها، حَیْثُ اَظْهَرْتَ فیها اَدِلَّةَ التَّوْحیدِ، وَاَشْباحَ الْعَرْشِ الَْمجیدِ، الَّذینَ اصْطَفَیْتَهُمْ مُلُوکاً لِحِفْظِ النِّظامِ، وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَساءَ لِجَمیعِ الاَْنامِ، وَبَعَثْتَهُمْ لِقِیامِ الْقِسْطِ فِی ابْتِدآءِ الْوُجُودِ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَیْهِمْ بِاسْتِنابَةِ اَنْبِیائِکَ لِحِفْظِ شَرایِعِکَ وَاَحْکامِکَ، فَاَکْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرینَ، کَما اَوْجَبْتَ رِیاسَتَهُمْ فی فِطَرِ الْمُکَلَّفینَ، فَسُبْحانَکَ مِنْ اِله ما اَرْاَفَکَ، وَلا اِلهَ إلاّ

ص: 351

اَنْتَ مِنْ مَلِک ما اَعْدَلَکَ، حَیْثُ طابَقَ صُنْعُکَ ما فَطَرْتَ عَلَیْهِ الْعُقُولَ، وَوافَقَ حُکْمُکَ ما قَرَّرْتَهُ فِی الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلی تَقْدیرِکَ الْحَسَنِ الْجَمیلِ، وَلَکَ الشُّکْرُ عَلی قَضائِکَ الْمُعَلَّلِ بِاَکْمَلِ التَّعْلیلِ، فَسُبْحانَ مَنْ لا یُسْأَلُ عَنْ فِعْلِهِ، وَلا یُنازِعُ فی اَمْرِهِ، وَسُبْحانَ مَنْ کَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ، وَالْحَمْدُللهِ الَّذی مَنَّ عَلَیْنا بِحُکّام یَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ کانَ حاضِراً فِی الْمَکانِ، وَلا اِله اِلاَّ اللهُ الَّذی شَرَّفَنا بِاَوْصِیاءَ یَحْفَظُونَ الشَّرایِعَ فی کُلِّ الاَْزْمانِ، وَاللهُ اَکْبَرُ الَّذی اَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزات یَعْجَزُ عَنْهَا الثَّقَلانِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، الَّذی اَجْرانا عَلی عَوائِدِهِ الْجَمیلَةِ فِی الاُْمَمِ السّالِفینَ، اَللّهُمَّ فَلَکَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ الْعَلِیُّ کَما وَجَبَ لِوَجْهِکَ الْبَقاءُ السَّرْمَدِیُّ، وَکَما جَعَلْتَ نَبِیَّنا خَیْرَ النَّبِیّینَ، وَمُلُوکَنا اَفْضَلَ الَْمخْلُوقینَ، وَاخْتَرْتَهُمْ عَلی عِلْم عَلَی الْعالَمینَ، وَفِّقْنا للِسَّعْیِ اِلی اَبْوابِهِمُ الْعامِرَةِ اِلی یَوْمِ الدّینِ، وَاجْعَلْ اَرْواحَنا تَحِنُّ إلَی مَوْطِئ اَقْدامِهِمْ، وَنُفُوسَنا تَهْوِی النَّظَرَ اِلی مَجالِسِهِمْ وَعَرصاتِهِمْ، حَتّی کَاَنَّنا نُخاطِبُهُمْ فی حُضُورِ اَشْخاصِهِمْ، فَصَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ مِنْ سادَة غائِبینَ، وَمِنْ سُلالَة طاهِرینَ، وَمِنْ اَئمَّة مَعْصُومینَ، اَللّهُمَّ فَأذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ الَّتی اسْتَعْبَدْتَ بِزِیارَتِها اَهْلَ الاَْرَضینَ وَالسَّماواتِ، وَاَرْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِیِّةِ وَفَرْضِ الطّاعَةِ، حَتّی نُقِرَّ بِما یَجِبُ لَهُمْ مِنَ الاَْوْصافِ، وَنَعْتَرِفُ بِاَنَّهُمْ شُفَعاءَ الْخَلایِقِ اِذا نُصِبَتِ الْمَوازینُ فی یَوْمِ الاَْعْرافِ، وَالْحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذینَ اصْطَفی مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

ثمّ قبّل العتبة وادخل وأنت خاشِع باک فذلک اذن منهم صلوات الله علیهم أجمعین فی الدُّخول .

الفَصلُ الثّالِثُ : فی زِیارَة النّبیّ والزّهراء والائمّة بالبقیع صلوات الله علیهم أجمعین فی المدینة الطیّبة

فی زِیارَة النّبیّ والزّهراء والائمّة بالبقیع صلوات الله علیهم أجمعین فی المدینة الطیّبة

اشارة

اعلم انّه یستحبّ أکیداً لکافة النّاس ولا سیّما للحجّاج أن یتشرّفوا بزیارة الرّوضة الطّاهرة والعتبة المنوّرة لمفخرة الدّهر مولانا سیّد المرسلین محمّد بن عبد الله صلوات

ص: 352

الله وسلامُه علیه، وترک زیارته جفاء فی حقّه یوم القیامة .

وقال الشّهید ( رحمه الله ) : فإن ترک النّاس زیارته فعلی الامام أن یجبرهم علیها، فان ترک زیارته جفاء محرّم، روی الصّدوق عن الصّادق ( علیه السلام ) : اذا حجّ أحدکم فلیختم حجّه بزیارتنا لانّ ذلک من تمام الحجّ، وروی ایضاً عن امیر المؤمنین ( علیه السلام ) قال : اتمّوا بزیارة رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) حجّکم فانّ ترکه بعد الحجّ جفاء وبذلک أمرتم واتمّوه بالقبُور التی ألزمکم الله عزوجل حقّها وزیارتها واطلبوا الرّزق عندها .

وروی أیضاً عن أبی الصّلت الهروی قال : قلت للرّضا ( علیه السلام ) : یاابن رسول الله ما تقول فی الحدیث الّذی یرویه أهل الحدیث انّ المؤمنین یزورون ربّهم من منازلهم فی الجنّة ویعنی الرّاوی بسؤاله انّ الرّوایة إن صحّت ما معناها وهی بظاهرها تحتوی علی ما لا یستقیم مع الاعتقاد الحقّ فأجابه ( علیه السلام ) فقال : یا أبا الصّلت انّ الله تبارک وتعالی فضّل نبیّه محمّد ( صلی الله علیه وآله وسلم ) علی جمیع خلقه من النّبیّین والملائکة، وجعل طاعته طاعته ومبایعته مُبایعته وزیارته زیارته ، فقال الله عزوجل : « مِنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ » وَقالَ : « اِنَّ الَّذینَ یُبایِعُونَکَ اِنَّما یُبایِعُونَ اللهَ یَدُ اللهِ فَوْقَ اَیْدیهِمْ » ، وقال النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : مَن زارنی فی حیاتی أو بعد مماتی فقد زار الله تعالی الخ .

وروی الحمیری فی قُرب الاسناد عن الصّادق ( علیه السلام ) عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم )

ص: 353

قال : من زارنی حیّاً أو میّتاً کنت له شفیعاً یوم القیامة .

وفی الحدیث انّه شهد الصّادق ( علیه السلام ) عیداً بالمدینة فانصرف فدخل علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فسلّم علیه ثمّ قال لِمن حضره امّا لقد فضّلنا علی أهل البلدان کلّهم مکّة فمن دُونها لسلامنا علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) .

وروی الطّوسی ( رحمه الله ) فی التّهذیب عن یزید بن عبد الملک عن أبیه عَن جدّه انّه قال : دخلت علی فاطمة ( علیها السلام ) فبدأتنی بالسّلام ثمّ قالت : ما غدا بِکَ ، قلت : طلب البرکة ، قالت : اخبرنی أبی وهُو ذا هُو انّه من سلّم علیه وعلیّ ثلاثة أیّام أوجب الله له الجنّة ، قلت لها : فی حیاته وحیاتک ؟ قالت : نعم وبعد موتنا .

قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : روی فی حدیث مُعتبر عن عبد الله بن عبّاس عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : مَنْ زار الحسن ( علیه السلام ) بالبقیع ثبت قدمه علی الصّراط یوم تزُول فیه الاقدام ، وفی المقنعة عن الصّادق ( علیه السلام ) : من زارنی غفرت ذنُوبه ولم یصب بالفقر والفاقة . وروی الطّوسی فی التّهذیب عن الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) قال : من زار جعفر الصّادق وأباه لم یشکُ عینه ولم یصبه سقم ولم یمت مبتلی . وروی ابن قولویه فی الکامل فی حدیث طویل عن هشام بن سالم عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه أتاه رجل فقال : هل یزار والدک

ص: 354

؟ فقال : نعم ، قال : فما لمن زاره ؟ قال : الجنّة إن کان یأتمّ به ، قال : فما لمن ترکه رغبة عنه ، قال : الحسرة یوم الحسرة الخ، والاحادیث فی ذلک کثیرة حَسبنا منها ما ذکرناه .

وأمّا کیفیّة زیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فهی کما یلی :

اذا وردت ان شاء الله تعالی مدینة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فاغتسل للزّیارة فاذا أردت دخول مسجده ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فقف علی الباب واستأذن بالاستئذان الاوّل ممّا ذکرناه وادخل من باب جبرئیل وقدّم رجلک الیُمنی عند الدّخول ثمّ قل : اَللهُ اَکْبَرُ مائة مرّة، ثمّ صلّ رکعتین تحیّة المسجد، ثمّ امض الی الحجرة الشّریفة فاذا بلغتها فاستلمها بیدک وقبّلها وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خاتَمَ النَّبِیّینَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنَکَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ الطّاهِرینَ، ثمّ قف عند الاُسطوانة المقدّمة من جانب القبر الایمن مُستقبل القبلة ومنکبک الایسر الی جانب القبر ومنکبک الایمن ممّا یلی المنبر فانّه موضِعُ رأس النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقل :

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّکَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّکَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِکَ، وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّیْتَ

ص: 355

الَّذی عَلَیْکَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّکَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنینَ، وَغَلُظْتَ عَلَی الْکافِرینَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِکَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُکَرَّمینَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اِسْتَنْقَذَنا بِکَ مِنَ الشِّرْکِ وَالضَّلالَةِ، اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِکَ، وَصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَاَنْبِیائِکَ الْمُرْسَلینَ، وَعِبادِکَ الصّالِحینَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُوِلِکَ وَنَبِیِّکَ وَاَمینِکَ وَنَجِیِّکَ وَحَبیبِکَ وَصَفِیِّکَ وَخاصَّتِکَ وَ صَفْوَتِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفیعَةَ، وَآتِهِ الْوَسیلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّهُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ: ( وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحیماً ) وَاِنّی اَتَیْتُکَ مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبی، وَاِنّی اَتَوَجَّهُ بِکَ اِلَی اللهِ رَبّی وَرَبِّکَ لِیَغْفِرَ لی ذُنُوبی .

فإن کانت لک حاجة فانّه احری أن تقضی ان شاء الله تعالی .

وروی ابن قولویه بسند معتبر عن محمّد بن مسعود قال : رأیت الصّادق ( علیه السلام ) انتهی الی قبر النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فوضع یده علیه وقال : اَسْاَلُ اللهَ الَّذی اجْتَباکَ وَاخْتارَکَ وَهَداکَ وَهَدی بِکَ اَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْکَ ثمّ قال : اِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّها الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلیماً، وقال الشّیخ فی المصباح : فاذا فرغت من الدّعاء عند القبر فأت المنبر وامسحه بیدک وخُذ برمانتیه وهُما السُفلاوان وامسح وجهک وعَینیک به فانّ فیه شفاءاً للعین وقُم عنده واحمد الله واثنُ علیه وسل حاجتک فانّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : ما بین قبری ومنبری روضة من ریاض الجنّة ومنبری علی باب من أبواب الجنّة . ثمّ تأتی مقام النّبی

ص: 356

( صلی الله علیه وآله وسلم ) فتصلّی فیه ما بدا لک واکثر من الصّلاة فی مسجد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فانّ الصّلاة فیه بألف صلاة، واذا دخلت المسجد أو خرجت منه فَصَلّ علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وصلّ فی بیت فاطمة ( علیها السلام ) وأت مقام جبرئیل ( علیه السلام ) وهو تحت المیزاب فانّه کان مقامه اذا استأذن علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقل : اَسْاَلُکَ اَیْ جَواد اَیْ کَریمُ اَیْ قَریبُ اَیْ بَعیدُ اَنْ تَرُدَّ عَلَیَّ نِعْمَتَکَ، ثمّ زر فاطمة ( علیها السلام ) مِن عند الرّوضة، واختلف فی موضع قبرها ، فقال قوم : هی مدفونة فی الرّوضة أی ما بین القبر والمنبر ، وقال آخرون : فی بیتها ، وقالت فرقة ثالثة : انّها مدفونة بالبقیع والذی علیه اکثر أصحابنا انّها تزار مِن عِند الرّوضة ومَن زارَها فی هذه الثّلاثة مواضِع کان أفضل واذا وقفت علیها للزّیارة فقل :

یا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَکِ اللهُ الَّذی خَلَقَکِ قَبْلَ اَنْ یَخْلُقَکِ، فَوَجَدَکِ لِمَا امْتَحَنَکِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَکِ اَوْلِیاءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِکُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوکِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَاَتی بِهِ وَصِیُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُکِ اِنْ کُنّا صَدَّقْناکِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْدیقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلایَتِکِ .

ویستحبّ أیضاً أن تقول : اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ صَفیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ اَمینِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ خَیْرِ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ

ص: 357

یا بِنْتَ اَفْضَلِ اَنْبِیاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِکَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ خَیْرِ الْبَرِّیَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا سِیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا زَوْجَةَ وَلِیِّ اللهِ وَخَیْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الصِّدّیقَةُ الشَّهیدَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْفاضِلَةُ الزَّکِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْحَوْراءُ الاِْنْسِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الُْمحَدَّثَةُ الْعَلیمَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکِ وَعَلی رُوحِکِ وَبَدَنِکِ، اَشْهَدُ اَنَّکِ مَضَیْتِ عَلی بَیِّنَة مِنْ رَبِّکِ، وَاَنَّ مَنْ سَرَّکِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ جَفاکِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ آذاکِ فَقَدْ آذی رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ وَصَلَکِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ قَطَعَکِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، لاَِنَّکِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذی بَیْنَ جَنْبَیْهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِکَتَهُ اَنّی راض عَمَّنْ رَضَیتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلی مَنْ سَخِطْتِ عَلَیْهِ مُتَبَرِّیءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوال لِمَنْ والَیْتِ، مُعاد لِمَنْ عادِیْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ، وَکَفی بِاللهِ شَهیداً وَحَسیباً وَجازِیاً وَمُثیباً .

ثمّ تصلّی علی النّبی والائمة الاطهار ( علیهم السلام ) .

أقول : قد ذکرنا فی الیوم الثّالث من شهر جمادی الاخرة زیارة اخری لها صلوات الله علیها، وقد أورد العلماء لها صلوات الله علیها زیارة مبسوطة تتّفق فی ألفاظها مع هذه الزّیارة التی نقلناها عن الشّیخ من أوّلها وهی : اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا

ص: 358

بِنْتَ رَسُولِ اللهِ الی اُشْهِدُ اللهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِکَتَهُ، وتختلف عنها هُنا فتکُون : اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ اَنّی وَلِیُّ لِمَنْ والاکِ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکِ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکِ، اَنَا یا مَوْلاتی بِکِ وَبِاَبیکِ وَبَعْلِکِ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِکِ مُوقِنٌ، وَبِوِلایَتِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَلِطاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ، اَشْهَدُ اَنَّ الدّینَ دینُهُمْ، وَالْحُکْمَ حُکْمُهُمْ، وَهُمْ قَد بَلَّغُوا عَنِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَدَعَوْا اِلی سَبیلِ اللهِ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لا تَأخُذُهُمْ فِی اللهِ لَوْمَةُ لائِم، وَصَلَواتُ اللهِ عَلَیْکِ وَعَلی اَبیکِ وَبَعْلِکِ وَذُرِّیَّتِکِ الاَْئِمَّةِ الطّاهِرینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلَی الْبَتُولِ الطّاهِرَةِ الصِّدیقَةِ الْمَعْصُومَةِ التَّقِیَّةِ النَّقِیَّةِ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ الزَّکِیَّةِ الرَّشیدَةِ الْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ الْمَغْصُوبَةِ حَقَّهَا، الْمَمْنُوعَةِ اِرْثَهَا، الْمَکْسُورَةِ ضِلْعَهَا، الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا، الْمَقْتُولِ وَلَدُها فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِکَ، وَبِضْعَةِ لَحْمِهِ، وَصَمیمِ قَلْبِهِ، وَفِلْذَةِ کَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ مِنْکَ لَهُ وَالتُّحْفَةِ، خَصَصْتَ بِها وَصِیَّهُ، وَحَبیبَةِ الْمُصْطَفی، وَقَرینَةِ الْمُرْتَضی، وَسَیِّدَةِ النِّساءِ، وَمُبَشِّرَةِ الاَْوْلِیاءِ، حَلیفَةِ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالْخُلْدِ، الَّتی شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الْجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْها اَنْوارَ الاَْئِمَّةِ، وَاَرْخَیْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْها صَلاةً تَزیدُ فی مَحَلِّها عِنْدَک وَشَرَفِها لَدَیْکَ، وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاکَ، وَبَلِّغْها مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی حُبِّها فَضْلاً وَاِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، اِنَّکَ ذُو الْعَفْوِ الْکَریمِ .

أقول : قال الشّیخ فی التّهذیب: انّ ما روی فی فضل زیارَتها صلوات الله علیها أکثر من أن یحصی، وروی العلامة المجلسی عن کتاب مصباح الانوار عن الزّهراء صلوات الله علیها قالت : قال لی أبی : من صلّی علیک غفر الله عزّوجل له وألحقه بی حیثما کنت من الجنّة .

زِیارَة النَّبی صَلّی اللهُ عَلَیْه وَآلِهِ مِنَ الْبُعد

قال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) فی زاد المعاد فی أعمال عید المیلاد وهو الیوم السّابع عشر من ربیع الاوّل : قال الشّیخ المفید والشّهید

ص: 359

والسّید ابن طاووس ( رحمهم الله ) : اذا أردت زیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی ما عدا المدینة الطیّبة من البِلاد فاغتسل ومثّل بین یدیک شبه القبر واکتب علیه اسمه الشّریف ثمّ قف وتوجّه بقلبک الیه وقُل : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُ سَیِّدُ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَاَنَّهُ سَیِّدُ الاَْنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ الاَئِمَّةِ الطَّیِّبینَ، ثمّ قل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَحْمَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَجیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خاتَمَ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قائِماً بِالْقِسْطِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا فاتِحَ الْخَیْرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَعْدِنَ الْوَحْیِ وَالتَّنْزیلِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُبَلِّغاً عَنِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السِّراجُ الْمُنیرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُبَشِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَذیرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُنْذِرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ الَّذی یُسْتَضاءُ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الْهادینَ الْمَهْدِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی جَدِّکَ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَعَلی اَبیکَ عِبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اُمِّکَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَب، اَلسَّلامُ عَلی عَمِّکَ حَمْزَةَ سَیِّدِ الشُّهَداءِ، اَلسَّلاُمُ عَلی عَمِّکَ الْعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، اَلسَّلامُ عَلی عَمِّکَ وَکَفیلِکَ أبی طالِب، اَلسَّلامُ عَلی ابْنِ عَمِّکَ جَعْفَر الطَّیّارِ فی جِنانِ الْخُلْدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَحْمَدُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ عَلَی الاَْوَّلینَ وَالاْخَرینَ وَالسّابِقُ اِلی طاعَةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَالْمُهَیْمِنُ عَلی رُسُلِهِ، وَالْخاتَمُ لاَِنْبِیائِهِ، وَالشّاهِدُ

ص: 360

عَلی خَلْقِهِ، وَالشَّفِیعُ اِلَیْهِ، وَالْمَکینُ لَدَیْهِ، وَالْمُطاعُ فی مَلَکُوتِهِ، الاَْحْمَدُ مِنَ الاَْوْصافِ، الُْمحَمَّدُ لِسائِرِ الاَْشْرافِ، الْکَریمُ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالْمُکَلَّمُ مِنْ وَراءِ الْحُجُبِ، الْفائِزُ بِالسِّباقِ، وَالْفائِتُ عَنِ اللِّحاقِ، تَسْلیمَ عارِف بِحَقِّکَ مُعْتَرِف بِالتَّقْصیرِ فی قِیامِهِ بِواجِبِکَ، غَیْرَ مُنْکَر مَا انْتَهی اِلَیْهِ مِنْ فَضْلِکَ، مُوقِن بِالْمَزیداتِ مِنْ رَبِّکَ، مُؤْمِن بِالْکِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَیْکَ، مُحَلِّل حَلالَکَ، مُحَرَّم حَرامَکَ، اَشْهَدُ یا رَسُولَ اللهِ مَعَ کُلِّ شاهِد، وَاَتَحَمَّلُها عَنْ کُلِّ جاحِد، اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّکَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِکَ، وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ رَبِّکَ، وصَدَعْتَ بِاَمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الاَْذی فی جَنْبِهِ، وَدَعَوْتَ اِلی سَبیلِهِ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمیلَةِ، وَاَدَّیْتَ الْحَقَّ الَّذی کانَ عَلَیْکَ، وَاَنَّکَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنینَ، وَغَلُظْتَ عَلَی الْکافِرینَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، فَبَلَغَ اللهُ بِکَ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُکَرَّمینَ، وَاَعْلی مَنازِلِ الْمُقَرَّبینَ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلینَ، حَیْثُ لا یَلْحَقُکَ لاحِقٌ، وَلا یَفُوقُکَ فائِقٌ، وَلا یَسْبِقُکَ سابِقٌ، وَلا یَطْمَعُ فی اِدْراکِکَ طامِعٌ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اسْتَنْقَذَنا بِکَ مِنَ الْهَلَکَةِ، وَهَدانا بِکَ مِنَ الضَّلالَةِ، وَنوَّرَنا بِکَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاکَ اللهُ یا رَسُولَ اللهِ مِنْ مَبْعُوث اَفْضَلَ ما جازی نَبِیَّاً عَنْ اُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ اُرْسِلَ اِلَیْهِ، بَاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا رَسُولَ اللهِ، زُرْتُکَ عارِفاً بِحَقِّکَ، مُقِرّاً بِفَضْلِکَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکَ وَخالَفَ اَهْلَ بَیْتِکَ، عارِفاً بِالْهُدَی الَّذی اَنْتَ عَلَیْهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَنَفْسی وَاَهْلی وَمالی وَوَلَدی، اَنَا اُصَلّی عَلَیْکَ کَما صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ، وَصَلّی عَلَیْکَ مَلائِکَتُهُ وَاَنْبِیاؤُهُ وَرُسُلُهُ، صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لاَ انْقِطاعَ لَها وَلا اَمَدَ وَلا اَجَلَ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ کَما اَنْتُمْ اَهْلُهُ .

ثمّ ابسط کفّیک وقل : اَللّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِکَ، وَنَوامِیَ بَرَکاتِکَ، وَفَواضِلَ خَیْراتِکَ، وَشَرائِفَ تَحِیّاتِکَ وَتَسْلیماتِکَ وَکَراماتِکَ وَرَحَماتِکَ وَصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَاَنْبِیائِکَ الْمُرْسَلینَ، وَاَئِمَّتِکَ

ص: 361

الْمُنْتَجَبینَ، وَعِبادِکَ الصّالِحینَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَشاهِدِکَ وَنَبِیِّکَ وَنَذیرِکَ وَاَمینِکَ وَمَکینِکَ وَنَجِیِّکَ وَنَجیبِکَ وَحَبیبِکَ وَخَلیلِکَ وَصَفیِّکَ وَصَفْوَتِکَ وَخاصَّتِکَ وَخالِصَتِکَ وَرَحْمَتِکَ وَخَیْرِ خِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، نَبِیِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ، وَقائِدِ الْخَیْرِ وَالْبَرَکَةِ، وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَکَةِ بِاِذْنِکَ، وَداعیهِمْ اِلی دینِکَ الْقَیِّمِ بِاَمْرِکَ، اَوَّلِ النَّبیّینَ میثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً، الَّذی غَمَسْتَهُ فی بَحْرِ الْفَضیلَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْجَلیلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفیعَهِ، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطیرَهِ، وَاَوْدَعْتَهُ الاَْصْلابَ الطّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها اِلَی الاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لُطْفاً مِنْکَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْکَ عَلَیْهِ، اِذْ وَکَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِیاطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِکَ عَیْناً عاصِمَةً، حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ الْعُهْرِ، وَمَعائِبَ السِّفاحِ، حَتّی رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ، وَاَحْیَیْتَ بِهِ مَیْتَ الْبِلادِ، بِاَنْ کَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الاَْسْتارِ، وَاَلْبَسْتَ حَرَمَکَ بِهِ حُلَلَ الاَْنْوارِ، اَللّهُمَّ فَکَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْکَریمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ الْمَنْقَبَةِ العَظِیْمَة، صَلِّ عَلَیْهِ کَما وَفی بِعَهْدِکَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِکَ، وَقاتَلَ اَهْلَ الْجُحُودِ عَلی تَوْحیدِکَ، وَقَطَعَ رَحِمَ الْکُفْرِ فی اِعْزازِ دینِکَ، وَلَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوی فی مُجاهَدَةِ اَعْدآئِکَ، وَاَوْجَبْتَ لَهُ بِکُلِّ اَذَیً مَسَّهُ اَوْ کَیْد اَحَسَّ بِهِ مِنَ الْفِئَةِ الَّتی حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضیلَةً تَفُوقُ الْفَضائِلَ، وَیَمْلِکُ بِهَا الْجَزیلَ مِنْ نَوالِکَ، وَقَدْ اَسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَاَخْفَی الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ، وَلَمْ یَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْیُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی مُوالاتِهِمْ فَضْلاً وَاِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، اِنَّکَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظیمِ .

ثمّ صلّ أربع رکعات صلاة الزّیارة بسلامین واقرأ فیها ما شئت مِن السّور، فاذا فرغت فسبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) وقُل :

اَللّهُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ لِنَبِیِّکَ مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْه وَآلِهِ: ( وَلَوْ

ص: 362

اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحیماً ) وَلَمْ اَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اَللّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَیِّئِ عَمَلی، وَمُسْتَغْفِراً لَکَ مِنْ ذُنُوبی ومُقِرّاً لَکَ بِها وَاَنْتَ اَعْلَمُ بِها مِنّی، وَمُتَوَجِّهاً اِلَیْکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنی اَللّهُمَّ بِمُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ، یا مُحَمَّدُ یا رَسُولَ اللهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا نَبِیَّ اللهِ یا سَیِّدَ خَلْقِ اللهِ، اِنّی اَتَوَجَّهُ بِکَ اِلیَ اللهِ رَبِّکَ وَرَبّی لِیَغْفِرَ لی ذُنُوبی، وَیَتَقَبَّلَ مِنّی عَمَلی، وَیَقْضِیَ لی حَوائِجی، فَکُنْ لی شَفیعاً عِنْدَ رَبِّکَ وَرَبّی، فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلی رَبّی، وَنِعْمَ الشَّفیعُ اَنْتَ یا مُحَمَّدُ، عَلَیْکَ وَعَلی اَهْلِ بَیْتِکَ السَّلامُ، اَللّهُمَّ وَاَوْجِبْ لی مِنْکَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّیِّبَ النّافِعَ، کَما اَوْجَبْتَ لِمَنْ اَتی نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَیُّ، فَاَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمْ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ وَقَدْ اَمَّلْتُکَ وَرَجَوْتُکَ وَقُمْتُ بَیْنَ یَدَیْکَ، وَرَغِبْتُ اِلَیْکَ عَمَّنْ سِواکَ، وَقَدْ اَمَّلْتُ جَزیلَ ثَوابِکَ، وَاِنّی لَمُقِرٌّ غَیْرُ مُنْکِر، وَتائِبُ اِلَیْکَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ، وَعائِذٌ بِکَ فی هذَا الْمَقامِ مِمّا قَدَّمْتُ مِنَ الاَْعْمالِ التَّی تَقَدَّمْتَ اِلَیَّ فیها وَنَهَیْتَنی عَنْها، وَاَوْعَدْتَ عَلَیْهَا الْعِقابَ، وَاَعُوذُ بِکَرَمِ وَجْهِکَ اَنْ تُقیمَنی مَقامَ الْخِزْیِ وَالذُّلِّ یَوْمَ تُهْتَکُ فیهِ الاَْسْتارُ، وَتَبْدُو فیهِ الاَْسْرار وَالْفَضائِحُ، وَتَرْعَدُ فیهِ الْفَرائِصُ، یَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، یَوْمَ الاْفِکَةِ، یَوْمَ الاْزِفَةِ، یَوْمَ التَّغابُنِ، یَوْمَ الْفَصْلِ، یَوْمَ الْجَزاءِ، یَوْماً کانَ مِقْدارُهُ خَمْسینَ اَلْفَ سَنَة، یَوْمَ النَّفْخَةِ، یَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّادِفَهُ، یَوْمَ النَّشْرِ، یَوْمَ الْعَرَضْ، یَوْمَ یَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمینَ، یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ اَخیهِ وَاُمِّهِ وَاَبیهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنیهِ، یَوْمَ تَشَقَّقُ الاَْرْضُ

ص: 363

وَاَکْنافُ السَّماءِ، یَوْمَ تَأتی کُلُّ نَفْس تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، یَوْمِ یُرَدُّونَ اِلَی اللهِ فَیُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، یَوْمَ لا یُغْنی مَوْلیً عَنْ مَوْلیً شَیْئاً وَلا هُمْ یُنْصَرُونَ إلاّ مَنْ رَحِمَ اللهُ اِنَّهُ هُوَ الْعَزیزُ الرَّحیمُ، یَوْمَ یُرَدُّونَ اِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ، یَوْمَ یُرَدُّونَ اِلَی اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقُّ یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْداثِ سِراعاً کَاَنَّهُمْ اِلی نُصُب یُوفِضُونَ، وَکَاَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعینَ اِلَی الدّاعِ اِلَی اللهِ، یَوْمَ الْواقِعَةِ، یَوْمَ تَرُجُّ الاَْرْضُ رَجّاً، یَوْمَ تَکُونُ السَّماءُ کَالْمُهْلِ، وَتَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ، وَلا یُسْأَلُ حَمیمٌ حَمیماً، یَوْمَ الشّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، یَوْمَ تَکُونُ الْمَلائِکَةُ صَفّاً صَفّاً، اَللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفی فی ذلِکَ الْیَوْمِ بِمَوْقِفی فی هذَا الْیَوْمِ، وَلا تُخْزِنی فی ذلِکَ الْمَوْقِفِ بِما جَنَیْتُ عَلی نَفْسی، وَاجْعَلْ یا رَبِّ فی ذلِکَ الْیَوْمِ مَعَ اَوْلِیائِکَ مُنْطَلَقی، وَفی زُمْرَةِ مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ مَحْشَری، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدی، وَفِی الْغُرِّ الْکِرامِ مَصْدَری، وَاَعْطِنی کِتابِی بِیَمینی حَتّی اَفُوزَ بِحَسَناتی، وَتُبَیِّضَ بِهِ وَجْهی، وَتُیَسِّرَ بِهِ حِسابِی، وَتُرَجِّحَ بِهِ میزانی، وَاَمْضِیَ مَعَ الْفائِزینَ مِنْ عِبادِکَ الصّالِحینَ اِلی رِضْوانِکَ وَجِنانِکَ اِلهَ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَعُوذُ بِکَ مِنْ اَنْ تَفْضَحَنی فی ذلِکَ الْیَوْمِ بَیْنَ یَدَیِ الْخَلایِقِ بِجَریرَتی، اَوْ اَنْ اَلْقَی الْخِزْیَ وَالنَّدامَةَ بِخَطیئَتی، اَوْ اَنْ تُظْهِرَ فیهِ سَیِّئاتِی عَلی حَسَناتی، اَوْ اَنْ تُنَوِّهَ بَیْنَ الْخَلائِقِ بِاسْمی، یا کَریمُ یا کَریمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ، اَللّهُمَّ وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ اَنْ یَکُونَ فی ذلِکَ الْیَوْمِ فی مَواقِفِ الاَْشْرارِ مَوْقِفی، اَوْ فی مَقامِ الاَْشْقیاءِ مَقامی، وَاِذا مَیَّزْتَ بَیْنَ خَلْقِکَ فَسُقْتَ کُلاًّ بِاَعْمالِهِمْ زُمَرَاً اِلی مَنازِلِهِمْ فَسُقْنی بِرَحْمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ، وَفی زُمْرَةِ اَوْلِیائِکَ الْمُتَّقینَ اِلی جَنّاتِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ ودّعه وقل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْبَشیرُ النَّذیرُ،

ص: 364

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السِّراجُ الْمُنیرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السَّفیرُ بَیْنَ اللهِ وَبَیْنَ خَلْقِهِ، اَشْهَدُ یا رَسُولَ اللهِ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً فِی الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلِیَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْکَ مِنْ مُدْلَهَمّاتِ ثِیابِها، واَشْهَدُ یا رَسُولَ اللهِ اَنّی مُؤْمِنٌ بِکَ وَبِالاَْئِمَّةِ مِنْ اَهْلِ بَیْتِکَ مُوقِنٌ بِجَمیعِ ما اَتَیْتَ بِهِ راض مُؤْمِنٌ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ اَهْلِ بَیْتِکَ اَعْلامُ الْهُدی، وَالْعُرْوَةُ الْوُثقی، وَالْحُجَّةُ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَةِ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاِنْ تَوَفَّیْتَنی فَاِنّی اَشْهَدُ فی مَماتی عَلی ما اَشْهَدُ عَلَیْهِ فی حَیاتی اَنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ، وَاَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ اَهْلِ بَیْتِهِ اَوْلِیاؤُکَ وَاَنْصارُکَ وَحُجَجُکَ عَلی خَلْقِکَ، وَخُلَفاؤُکَ فی عِبادِکَ، وَاَعْلامُکَ فی بِلادِکَ، وَخُزّانُ عِلْمِکَ، وَحَفَظَةُ سِرِّکَ، وَتَراجِمَةُ وحْیِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِیِّکَ مُحَمَّد وَآلِهِ فی ساعَتی هذِهِ وَفی کُلِّ ساعَة تَحِیَّةً مِنّی وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرُ تَسْلیمی عَلَیْکَ .

قال الشّیخ فی المِصباح والسّید فی جمال الاسبوع فی ضمن أعمال یوم الجمعة : اعلم یستحبّ فی یوم الجُمعة زیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) والائمة ( علیهم السلام ) ، ورویا عن الصّادق ( علیه السلام ) : انّ من أراد أن یزور قبر رسُول الله وقبر امیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین وقبور الحجج ( علیهم السلام ) وهو فی بلدة فلیغتسل فی یوم الجمعة ولیلبس ثوبین نظیفین ولیخرج الی فلاة من الارض، وعلی روایة أخری ولیصعد سطحاً، ثمّ یصلّی أربع رکعات یقرأ فیهنّ ما تیسّر من السّور فاذا تشهّد

ص: 365

وسلّم فلیقم مستقبل القبلة ولیقل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبِیُّ الْمُرْسَلُ، وَالْوَصِیُّ الْمُرْتَضی، وَالسَّیِّدَةُ الْکُبْری، وَالسَّیِّدَةُ الزَّهْراءُ، وَالسِّبْطانِ الْمُنْتَجَبانِ، وَالاَْوْلادُ الاَْعْلامُ، وَالاُْمَناءُ الْمُنْتَجَبُونَ، جِئْتُ اِنْقِطاعاً اِلَیْکُمْ وَاِلی آبائِکُمْ وَوَلَدِکُمُ الْخَلَفِ، عَلی بَرَکَةِ الْحَقِّ، فَقَلْبی لَکُمْ مُسَلِّمٌ وَنُصْرَتی لَکُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّی یَحْکُمَ اللهُ بِدینِهِ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لا مَعَ عَدُوِّکُمْ، اِنّی لَمِنَ الْقائِلینَ بِفَضْلِکُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِکُمْ، لا اُنْکِرُ للهِ قُدْرَةً وَلا اَزْعُمُ إلاّ ماشاءَ اللهُ سُبْحانَ اللهِ ذِی الْمُلْکِ وَالْمَلَکُوتِ، یُسَبِّحُ اللهَ بِاَسْمائِهِ جَمیعُ خَلْقِهِ، وَالسَّلامُ عَلی اَرْواحِکُمْ وَاَجْسادِکُمْ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

أقول : فی روایات عدیدة انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) یبلغه سلام المُسلمین علیه، وصلوات المُصلّین علیه حیثما کانوا، وفی الحدیث انّ ملکاً من الملائکة قد وکلّ علی أن یرد علی من قال من المؤمنین صَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَسَلَّمَ فیقُول فی جوابه : وعلیک ، ثمّ یقول الملک : یا رسول الله انّ فلاناً یقرؤک السّلام، فیقول رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : وعلیه السّلام .

وفی روایة معتبرة انّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : مَن زار قبری بعد وفاتی کان کمن هاجر الیّ فی حیاتی، فإن لم تستطیعوا أن تزوروا قبری فابعثوا الیّ السّلام فانّه یبلغنی، وقد وردت لهذا المعنی اخبار جمّة ونحن قد اثبتنا له صلوات الله علیه زیارتین اثنتین فی یومِ الاثنین عند ذکر زیارات الحُجج الطّاهرة فی أیّام الاسبُوع فراجعها إن شئت وفُز بفضل الزّیارة بهما، وینبغی أن یصلّی علیه بما صلّی به أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فی بعض خُطبه فی یومِ الجُمعة ،

ص: 366

کما فی کتاب الرّوضة من الکافی :

اِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّها الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلیماً، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَبارِکْ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَحَنَّنْ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَسَلِّمْ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، کَاَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ وَبارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلی اِبْراهیمَ وَآلِ اِبْراهیمَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّدًا الْوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضیلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْکَریمَةَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد اَعْظَمَ الْخَلائِقِ کُلِّهِمْ شَرَفاً یَوْمَ الْقِیامَةِ، وَاَقْرَبَهُمْ مِنْکَ مَقْعَداً، وَاَوْجَهَهُمْ عِنْدَکَ یَوْمَ الْقِیامَةِ جاهاً وَاَفْضَلَهُمْ عِنْدَکَ مَنْزِلَةً وَنَصیباً، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً اَشْرَفَ الْمَقامِ، وَحِباءَ السَّلامِ، وَشَفاعَةَ الاِْسْلامِ، اَللّهُمَّ وَاَلْحِقْنا بِهِ غَیْرَ خَزایا وَلا ناکِثینَ وَلا نادِمینَ وَلا مُبَدِّلینَ، اِلهَ الْحَقِّ آمینَ .

وستأتی فی آخر باب الزّیارات صلاة یصلّی بها علیه وعلی آله ( علیهم السلام ) .

زِیارَة اَئمَّة البَقیع عَلَیهِم السَّلام

أی الامام الحسن المجتبی، والامام زین العابدین، والامام محمّد الباقر، والامام جعفر الصّادق ( علیهم السلام ) .

اذا أردت زیارتهم فاعمل بما سبق من آداب الزّیارة من الغسل والکون علی الطّهارة ولبس الثّیاب الطّاهرة النّظیفة والتّطیّب والاستئذان للدّخول ونحو ذلک وقُل أیضاً :

یا مَوالِیَّ یا اَبْناءَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُکُمْ وَابْنُ اَمَتِکُمُ الذَّلیلُ بَیْنَ اَیْدیکُمْ، وَالْمُضْعِفُ فی عُلُوِّ قَدْرِکُمْ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّکُمْ، جاءَکُمْ مُسْتَجیراً بِکُمْ، قاصِداً اِلی حَرَمِکُمْ، مُتَقَرِّباً اِلی مَقامِکُمْ، مُتَوَسِّلاً اِلَی اللهِ تَعالی بِکُمْ، أَدْخُلُ یا مَوالِیَّ، أَدْخُلُ یا اَوْلِیاءَ اللهِ، أَدْخُلُ یا مَلائِکَةَ اللهِ الُْمحْدِقینَ بِهذَا الْحَرَمِ الْمُقیمینَ بِهذَا الْمَشْهَدِ .

وادخل بعد الخشُوع والخضُوع ورقّة القلب وقدّم رجلک الیمنی وقُل :

اَللهُ اَکْبَرُ کَبیراً، وَالْحَمْدُ للهِ کَثیراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُکْرَةً وَاَصیلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ، الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ الَّذی مَنَّ بِطَوْلِهِ،

ص: 367

وَسَهَّلَ زِیارَةَ ساداتی بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ یَجْعَلْنی عَنْ زِیارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .

ثمّ اقترب من قبُورهم المقدّسة واستقبلها واستدبر القبلة وَقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَئِمَّةَ الْهُدی، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَهْلَ التَّقْوی، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الْحُجَجُ علی اَهْلِ الدُّنْیا، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الْقُوّامُ فی الْبَرِیَّةِ بِالْقِسْطِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَهْلَ الصَّفْوَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَهْلَ النَّجْوی، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فی ذاتِ اللهِ، وَکُذِّبْتُمْ وَاُسیءَ اِلَیْکُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّکُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَاَنَّ طاعَتَکُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَاَنَّ قَوْلَکُمُ الصِّدْقُ، وَاَنَّکُمْ دَعْوَتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَاَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَاَنَّکُمْ دَعائِمُ الدّینِ وَاَرْکانُ الاَْرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَیْنِ اللهِ یَنْسَخُکُمْ مِنْ اَصْلابِ کُلِّ مُطَّهَر، وَیَنْقُلُکُمْ مِنْ اَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْکُمُ الْجاهِلِیَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَکْ فیکُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُکُمْ، مَنَّ بِکُمْ عَلَیْنا دَیّانُ الدّینِ، فَجَعَلَکُمْ فی بُیُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فیهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَاتَنا عَلَیْکُمْ رَحْمَةً لَنا وَکَفّارَةً لِذُنُوبِنا، اِذِ اخْتارَکُمُ اللهُ لَنا، وَطَیَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَیْنا مِنْ وِلایَتِکُمْ، وَکُنّا عِنْدَهُ مُسَمِّینَ بِعِلْمِکُمْ، مُعْتَرِفینَ بِتَصْدیقِنا اِیّاکُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ اَسْرَفَ وَاَخْطَاَ وَاسْتَکانَ وَاَقَرَّ بِما جَنی وَرَجا بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَاَنْ یَسْتَنْقِذَهُ بِکُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْکی مِنَ الرَّدی، فَکُونُوا لی شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ اِلَیْکُمْ اِذْ رَغِبَ عَنْکُمْ اَهْلُ الدُّنْیا، وَاتَّخَذُوا آیاتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَکْبَرُوا عَنْها ( ثم ارفع رأسک الی السماء وقل: ) یا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا یَسْهُو، وَدائِمٌ لا یَلْهُو، وَمُحیطٌ بِکُلِّ شَیْء لَکَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَنی وَعَرَّفْتَنی بِما اَقَمْتَنی عَلَیْهِ، اِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُکَ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمالُوا اِلی سِواهُ، فَکانَتِ الْمِنَّةُ مِنْکَ عَلَیَّ مَعَ اَقْوام خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنی بِهِ، فَلَکَ الْحَمْدُ اِذْ کُنْتُ عِنْدَکَ فی مَقامی هذا مَذْکُوراً مَکْتُوباً، فَلا

ص: 368

تَحْرِمْنی ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَیِّبْنی فیما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .

ثمّ ادعُ لنفسک بما تُرید ، وقال الطّوسی ( رحمه الله ) فی التّهذیب: ثمّ صلّ صلاة الزّیارة ثمان رکعات أی صلّ لکلّ امام رکعتین .

وقال الشّیخ الطّوسی والسّید ابن طاووس : اذا أردت أن تودّعهم ( علیهم السلام ) فقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَئِمَّةَ الْهُدی وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَسْتَوْدِعُکُمُ اللهَ وَاَقْرَأُ عَلَیْکُمُ السَّلامَ، آمَنّا بِاِللهِ وَبِالرَّسُولِ، وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ .

ثمّ اکثر من الدّعاء وسل الله العود وأن لا تکون هذه آخر عهدک من زیارتهم، والعلامة المجلسی ( رحمه الله ) قد أورد فی البحار زیارة مبسُوطة لهم ( علیهم السلام ) ، ونحن هُنا قد اقتصرنا علی ما مضی من زیارتهم فانّ أفضل الزّیارات لهم ( علیهم السلام ) هی الزّیارة الجامعة الاتیة علی ما صرّح به المجلسی وغیره، وفی الباب الاوّل من الکتاب عند ذکر زیارات الحجج الطّاهرة موزعة علی أیّام الاسبُوع قد اثبتنا زیارة للحسن ( علیه السلام ) وزیارة اخری للائمة الثّلاثة الاخرون بالبقیع فلا تغفل عنها، واعلم انّا نورد لکلّ من الحجج الطّاهرین عند ذکر زیارته کیفیّة الصّلاة علیه سوی ائمة البقیع حیث اقتصرنا فی الصلاة علیهم بما سیذکر فی آخر باب الزّیارات فلاحظها هُناک وثقّل میزان حسناتک بالصّلاة علیهم، واعلم ایضاً انّ شدّة شوقی أنا المهجور الکسیر الی تلک المشاهد الشریفة تبعثنی علی أن اشغل خاطری بایراد عدّة ابیات تناسب المقام من القصیدة الهائیة للفاضل الاوحد مادح آل احمد حضرة الشّیخ الاُزری رضوان الله علیه، وکان شیخ الفقهاء العظام خاتم المجتهدین الفخام الشّیخ

ص: 369

محمّد حسن صاحب الجواهر یتمنّی علی ما یروی عنه أن تکتب له القصیدة فی دیوان أعماله، ویسجّل کتاب الجواهر فی دیوان اعمال الاُزری قال ( رحمه الله ) :

اِنَّ تِلْکَ الْقُلُوبَ اَقْلَقَها الْوَجْدُ وَاَدْمی تِلْکَ الْعُیُونَ بُکاها

کانَ اَنْکَی الْخُطُوبِ لَمْ یُبْکِ مِنّی مُقْلَةً لکِنِ الْهَوی اَبْکاها

کُلَّ یَوْم لِلْحادِثاتِ عَواد لَیْسَ یَقْوی رَضْوی عَلی مُلْتَقاها

کَیْفَ یُرْجَی الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إلاّ بِذِمام مِنْ سَیِّدِ الرُّسْلِ طه

مَعْقِلُ الْخائِفِینَ مِنْ کُلِّ خَوْف اَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً اَوْفاها

مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَیْسَ إلاّ لَدَیْهِ خَبَرُ الْکائِناتِ مِنْ مُبْتَداها

فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ اَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها

نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّماواتُ وَالاَْرْ ضُ کَما نَوَّهَتْ بِصُبْح ذُکاها

وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ کُلُّ قَوْم عَلَی اخْتِلافِ لُغاها

طَرِبَتْ لاِسْمِهِ الثَّری فَاسْتَطالَتْ فَوْقَ عُلْوِیَّةِ السَّما سُفْلاها

جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً تاهَتِ الاَْنْبِیاءُ فی مَعْناها

لا تُجِلْ فی صِفاتِ اَحْمَدَ فِکْراً فَهِیَ الصُّورَةُ الَّتی لَنْ تَراها

اَیُّ خَلْق للهِ اَعْظَمُ مِنْهُ وَهُوَ الْغایَةُ الَّتِی اسْتَقْصاها

قَلَّبَ الْخافِقَیْنِ ظَهْراً لِبَطْن فَرَآی ذاتَ اَحْمَد فَاجْتَباها

لَسْتُ اَنْسی لَهُ مَنازِلَ قُدْس قَدْ بَناها التُّقی فَاَعْلا بِناها

وَرِجالاً اَعِزَّةً فی بُیُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ یُعَزَّ حِماها

سادَةٌ لا تُریدُ إلاّ رِضَی اللهِ کَما لا یُریدُ إلاّ رِضاها

خَصَّها مِنْ کَمالِهِ بِالْمَعانی وَبِاَعْلی اَسْمائِهِ سَمّاها

لَمْ یَکُونُوا لِلْعَرْشِ إلاّ کُنُوزاً خافِیات سُبْحانَ مَنْ اَبْداها

کَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللهِ تُنْبی هِیَ اَقْلامُ حِکْمَة قَدْ بَراها

وَهُمُ الاَْعْیُنُ الصَّحیحاتُ تَهْدی کُلَّ عَیْن مَکْفُوفَة عَیْناها

عُلَماءٌ اَئِمَّةٌ حُکَماءٌ یَهْتَدِی النَّجْمُ بِاِتِّباعِ هُداها

قادَةٌ عِلْمُهُم وَرَأیُ حِجاهُم مَسْمَعا کُلِّ حِکْمَة مَنْظَراها

ما اُبالی وَلَوْ اُهیلَتْ عَلَی الاَْرْ ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَیْلِ وِلاها

ذِکر سائر الزّیارات فی المَدینة الطّیّبة نَقلاً عن مِصباحُ الزّائر وغَیره

زیارة ابراهیم ابن رسول الله ( صلی

ص: 370

الله علیه وآله وسلم ) : تقف عند القبر وتقول :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی صَفِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نَجِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَیِّدِ الاَْنْبِیاءِ، وَخاتَمِ الْمُرْسَلینَ، وَخِیَرَةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ فی اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، اَلسَّلامُ عَلی جَمیعِ اَنْبِیائِهِ وَرُسُلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْنا وَعَلی عِبادِ اللهِ الصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیَّتُهَا الرُّوحُ الزّاکِیَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیَّتُهَا النَّفْسُ الشَّریفَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیَّتُهَا السُّلالَةُ الطّاهِرَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیَّتُهَا النَّسَمَةُ الزّاکِیَةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ خَیْرِ الْوَری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ النَبِیِّ الُْمجْتَبی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ الْمَبْعُوثِ اِلی کافَّةِ الْوَری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ الْبَشیرِ النَّذیرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ السِّراجِ الْمُنیر، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ الْمُؤَیَّدِ بِالْقُرآنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ الْمُرْسَلِ اِلَی الاِنْسِ وَالْجانِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ صاحِبِ الرّایَةِ وَالْعَلامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ الشَّفیعِ یَوْمَ الْقِیامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ مَنْ حَباهُ اللهُ بِالْکَرامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدِ اخْتارَ اللهُ لَکَ دارَ اِنْعامِهِ قَبْلَ اَنْ یَکْتُبَ عَلَیْکَ اَحْکامَهُ اَوْ یُکَلِّفَکَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ، فَنَقَلَکَ اِلَیْهِ طَیِّباً زاکِیاً مَرْضِیِّاً طاهِراً مِنْ کُلِّ نَجَس، مُقَدَّساً مِنْ کُلِّ دَنَس، وَبَوَّأَکَ جَنَّةَ الْمَأوی، وَرَفَعَکَ اِلَی الدَّرَجاتِ الْعُلی، وَصَلَّی اللهُ عَلَیْکَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَیْنُ رَسُولِهِ، وَتُبَلِّغُهُ اَکْبَرَ مَأمُولِهِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ اَفْضَلَ صَلَواتِکَ وَاَزْکاها، وَاَنْمی بَرَکاتِکَ وَاَوْفاها، عَلی رَسُولِکَ وَنَبِیِّکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلی مَنْ نَسَلَ مِنْ اَوْلادِهِ الطَّیِّبینَ، وَعَلی مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطّاهِرینَ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد صَفِیِّکَ، وَاِبْراهِیمَ نَجْلِ نَبِیِّکَ، اَنْ تَجْعَلَ سَعْیی بِهِمْ مَشْکوراً وَذَنْبی بَهم مَغفوراً وحیاتی بهم سعیدة وعاقبتی بهم حمیدة وحوائجی بهم مَقْضِیَّةً، وَاَفْعالِی

ص: 371

بِهِمْ مَرْضِیَّةً، وَاُمُوری بِهِمْ مَسْعُودَةً، وَشُؤُونی بِهِمْ مَحْمُودَةً، اَللّهُمَّ وَاَحسِنْ لِیَ التَّوْفیقَ، وَنَفِّسْ عَنِّی کُلَّ هَمّ وَضیق، اَللّهُمَّ جَنِّبْنی عِقابَکَ، وَامْنَحْنی ثَوابَکَ، وَاَسْکِنِّی جِنانَکَ، وَارْزُقْنی رِضْوانَکَ وَاَمانَکَ، وَاَشْرِکْ لی فی صالِح دُعائی والِدَیَّ وَوَلَدی وَجَمیعَ الْمُؤمِنینَ وَالمُؤْمِناتِ، الاَْحْیاءَ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتَ اِنَّکَ وَلِیُّ الْباقِیاتِ الصّالِحاتِ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ تسأل حوائجک وتُصلّی رکعتین .

زیارة فاطِمة بِنت اَسد والِدة اَمیر المؤمنین ( علیه السلام )

تقف عند قبرها وتقول :

اَلسَّلامُ عَلی نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد سَیِّدِ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد سَیِّدِ الاَْوَّلینَ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد سَیِّدِ الاْخِرینَ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی فاطِمَةَ بِنْتِ اَسَد الْهاشِمِیَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الصِّدّیقَةُ الْمَرْضِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الْکَریمَةُ الرَّضِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا کافِلَةَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا والِدَةَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلی رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا مَنْ تَرْبِیَتُها لِوَلِیِّ اللهِ الاَْمینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ وَعَلی رُوحِکِ وَبَدَنِکِ الطّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ وَعَلی وَلَدِکِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکِ اَحْسَنْتِ الْکِفالَةَ، وَاَدَّیْتِ الاَْمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فی مَرْضاتِ اللهِ، وَبالَغْتِ فی حِفْظِ رَسُولِ اللهِ، عارِفَةً بِحَقِّهِ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ، کافِلَةً بِتَرْبِیَتِهِ، مُشْفِقَةً عَلی نَفْسِهِ، واقِفَةً عَلی خِدْمَتِهِ، مُخْتارَةً رِضاهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکِ مَضَیْتِ عَلَی الاِْیْمانِ وَالَّتمَسُّکِ بِاَشْرَفِ الاَْدْیانِ، راضِیَةً مَرْضِیَّةً طاهِرَةً زَکِیَّةً تَقِیَّةً نَقِیَّةً، فَرَضِیَ اللهُ عَنْکِ وَاَرْضاکِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَکِ وَمَأواکِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَانْفَعْنی بِزِیارَتِها، وَثَبِّتْنی عَلی مَحَبَّتِها، وَلا تَحْرِمْنی شَفاعَتَها، وَشَفاعَةَ الاَْئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِها، وَارْزُقْنی مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنی مَعَها وَمَعَ اَوْلادِهَا الطّاهِرینَ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی اِیّاها، وَارْزُقْنِی الْعَوْدَ اِلَیْها اَبَداً ما

ص: 372

اَبْقَیْتَنی، وَاِذا تَوَفَّیْتَنی فَاحْشُرْنی فی زُمْرَتِها، وَاَدْخِلْنی فی شَفاعَتِها، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمِینَ، اَللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَکَ وَمَنْزِلَتَها لَدَیْکَ، اِغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَلِجَمِیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِکَ عَذابَ النّارِ .

ثمّ تصلّی رکعتین للزّیارة وتدعُو بما تشاء وتنصرف :

زیارة حمزة ( رضی الله عنه ) فی اُحد

تقول عند قبره اذا مضیت لزیارَته :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَیْرَ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَسَدَ اللهِ وَاَسَدَ رَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ جاهَدْتَ فِی اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِکَ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَکُنْتَ فیما عِنْدَ اللهِ سُبْحانَهُ راغِباً، بَاِبی اَنْتَ وَاُمّی اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً اِلی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِذلِکَ راغِباً اِلَیْکِ فِی الشَّفاعَةِ، اَبْتَغی بِزِیارَتِکَ خَلاصَ نَفْسی، مُتَعَوِّذاً بِکَ مِنْ نار اسْتَحَقَّها مِثْلی بِما جَنَیْتُ عَلی نَفْسی، هارِباً مِنْ ذُنُوبِیَ الَّتی احْتَطَبْتُها عَلی ظَهْری، فَزِعاً اِلَیْکَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبّی، اَتَیْتُکَ مِنْ شُقَّة بَعیدَة طالِباً فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَقَدْ اَوْقَرَتْ ظَهْری ذُنُوبی، وَاَتَیْتُ ما اَسْخَطَ رَبّی، وَلَمْ اَجِدْ اَحَدًا اَفْزَعُ اِلَیْهِ خَیْراً لی مِنْکُمْ اَهْلَ بَیْتِ الرَّحْمَةِ، فَکُنْ لی شَفیعاً یَوْمَ فَقْری وَحاجَتی، فَقَدْ سِرْتُ اِلَیْکَ مَحْزُوناً، وَاَتَیْتُکَ مَکْرُوباً، وَسَکَبْتُ عَبْرَتی عِنْدَکَ باکِیاً، وَصِرْتُ اِلَیْکَ مُفْرَداً، وَاَنْتَ مِمَّنْ اَمَرَنِی اللهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنی عَلی بِرِّهِ، وَدَلَّنی عَلی فَضْلِهِ، وَهَدانی لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنی فِی الْوِفادَةِ اِلَیْهِ، وَاَلْهَمَنی طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ، اَنْتُمْ اَهْلُ بَیْت لا یَشْقی مَنْ تَوَلاّکُمْ، وَلا یَخیبُ مَنْ اَتاکُمْ، وَلا یَخْسَرُ مَنْ یَهْواکُمْ وَلا یَسْعَدُ مَنْ عاداکُمْ .

ثمّ تستقبل القبلة وتصلّی رکعتین للزّیارة وبعد الفراغ تنکبّ علی القبر وتقول :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّهُمَّ اِنّی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِکَ بِلُزُومی لِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ صَلَّی

ص: 373

اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ لِیُجیرَنی مِنْ نِقْمَتِکَ وَسَخَطِکَ وَمَقْتِکَ فی یَوْم تَکْثُرُ فیهِ الاَْصْواتُ، وَتَشْغَلُ کُلُّ نَفْس بِما قَدَّمَتْ، وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَاِنْ تَرْحَمْنِی الْیَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَیَّ وَلا حُزْنٌ، وَاِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلیً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ، وَلا تُخَیِّبْنی بَعْدَ الْیَوْمِ، وَلا تَصْرِفْنی بِغَیْرِ حاجَتی، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ اِلَیْکَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِکَ، وَرَجاءَ رَحْمَتِکَ، فَتَقَبَّلْ مِنّی، وَعُدْ بِحِلْمِکَ عَلی جَهْلی، وَبِرَأفَتِکَ عَلی جِنایَةِ نفْسی، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمی، وَما اَخافُ اَنْ تَظْلِمَنی وَلکِنْ اَخافُ سُوءَ الْحِسابِ، فَانْظُرِ الْیَوْمَ تَقَلُّبیِ عَلی قَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ، فَبِهِما فُکَّنی مِنَ النّارِ وَلا تُخَیِّبْ سَعْیی، وَلا یَهُونَنَّ عَلَیْکَ ابْتِهالی، وَلا تَحْجُبَنَّ عَنْکَ صَوْتی، وَلا تَقْلِبْنی بِغَیْرِ حَوائِجی، یا غِیاثَ کُلِّ مَکْرُوب وَمَحْزُون، وَیا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَیْرانِ الْغَریقِ الْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَکَةِ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَانْظُرْ اِلَیَّ نَظْرَةً لا اَشْقی بَعْدَها اَبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعی وَعَبْرَتی وَانْفِرادی، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاکَ، وَتَحَرَّیْتُ الْخَیْرَ الَّذی لا یُعْطیهِ اَحَدٌ سِواکَ، فَلا تَرُدَّ اَمَلی، اَللّهُمَّ اِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلیً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ، وَجَزائُهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلا اَخیبَنَّ الْیَوْمَ، وَلا تَصْرِفْنی بِغَیْرِ حاجَتی، وَلا تُخَیِّبَنَّ شُخُوصی وَوِفادَتی، فَقَدْ اَنْفَدْتُ نَفَقَتی، وَاَتْعَبْتُ بَدَنی، وَقَطَعْتُ الْمَفازاتِ، وَخَلَّفْتُ الاَْهْلَ وَالْمالَ وَما خَوَّلْتَنی، وَآثَرْتُ ما عِنْدَکَ عَلی نَفْسی، وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِکَ، فَعُدْ بِحِلْمِکَ عَلی جَهْلی، وَبِرَأفَتِکَ عَلی ذَنْبی، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمی بِرَحْمَتِکَ یا کَریمُ یا کَریمُ .

أقول : فضائل حمزة سلام الله علیه وفضل زیارته اکثر من أن یذکر وقال فخر المحقّقین ( رحمه الله ) فی الرّسالة الفخریّة یستحبّ زیارة حمزة ( رضی الله عنه ) وباقی الشّهداء باُحد لما روی عن النّبی ( صلی الله علیه

ص: 374

وآله وسلم ) انّه قال : من زارنی ولم یزر عمّی حمزة فقد جفانی .

وأقول : انّی قد ذکرت فی کتاب بیت الاحزان فی مصائب سیّدة النّسوان انّ فاطمة صلوات الله علیها کانت تخرج یومی الاثنین والخمیس من کلّ اسبوع بعد وفاة أبیها الی زیارة حمزة وباقی شُهداء اُحد، فتصلّی هناک وتدعو الی أن توفّیت، وقال محمُود بن لبید: انّها کانت تأتی قبر حمزة وتبکی هناک، فلمّا کان فی بعض الایّام أتیت قبر حمزة فوجدتها تبکی هناک فأمهلتها حتّی سکنت فأتیتها وسلّمت علیها وقلت : یا سیّدة النّسوان قد والله قطّعت أنیاط قلبی من بُکائکِ ، فقالت : یا أبا عمرو ویحقّ لی البکاء فلقد أصبت بخیر الاباء رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ثمّ قالت : واشوقاه الی رسُول الله ثمّ أنشدت تقول :

اِذا ماتَ یَوْماً مَیِّتٌ قَلَّ ذِکرُهُ وَذِکْرُ اَبی مُذْ ماتَ وَاللهِ اَکْثَرُ

وقال الشّیخ المفید : وکان رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أمر فی حیاته بزیارة قبر حمزة ( علیه السلام ) وکان یلمّ به وبالشّهداء ولم تزل فاطمة ( علیها السلام ) بعد وفاته ( صلی الله علیه وآله وسلم ) تغدو الی قبره وتَرُوح والمسلمُون یَنتابُونَ علی زیارتِهِ ومُلازَمَةِ قَبره .

زِیارة قبُور الشُّهَداء رضوان الله عَلیهم بِاُحُد

تقول فی زیارتهم :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُول اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد بنِ عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اَهْلِ بَیْتِهِ الطّاهِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الشُّهَداءُ الْمُؤْمِنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ الاْیمانِ وَالتَّوْحیدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ دینِ اللهِ وَاَنْصارَ رَسُولِهِ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَیْکُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ، اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ اخْتارَکُمْ لِدینِهِ، وَاصْطَفاکُمْ لِرَسُولِهِ،

ص: 375

وَاَشْهَدُ اَنَّکُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَذَبَبْتُمْ عَنْ دینِ اللهِ وَعَنْ نَبِیِّهِ، وَجُدْتُمْ بِاَنْفُسِکُمْ دُونَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکُم قُتِلْتُمْ عَلی مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ، فَجَزاکُمُ اللهُ عَنْ نَبِیِّهِ وَعَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَعَرَّفَنا وُجُوهَکُمْ فی مَحَلِّ رِضْوانِهِ، وَمَوْضِعِ اِکْرامِهِ، مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ حِزْبُ اللهِ، وَاَنَّ مَنْ حارَبَکُمْ فَقَدْ حارَبَ اللهَ، وَاَنَّکُمْ لِمَنَ الْمُقَرَّبینَ الْفائِزینَ الَّذینَ هُمْ اَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ، فَعَلی مَنْ قَتَلَکُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِکَةِ وَالنّاسِ اَجْمَعینَ، اَتَیْتُکُمْ یا اَهْلَ التَّوْحیدِ زائِراً، وَبِحَقِّکُمْ عارِفاً، وِبِزِیارَتِکُمْ اِلَی اللهِ مُتَقَرِّباً، وَبِما سَبَقَ مِنْ شَریفِ الاَْعْمالِ وَمَرْضِیِّ الاَْفْعالِ عالِماً، فَعَلَیْکُمْ سَلامُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَکاتُهُ، وَعَلی مَنْ قَتَلَکُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ، اَللّهُمَّ انْفَعْنی بِزِیارَتِهِمْ، وَثَبِّتْنی عَلی قَصْدِهِمْ، وَتَوَفَّنی عَلی ما تَوَفَّیْتَهُمْ عَلَیْهِ، وَاجْمَعْ بَیْنی وَبَیْنَهُم فی مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ بِکُمْ لاحِقُونَ .

وتکرّر سورة اِنّا اَنْزَلْناهُ فی لَیلَةِ الْقَدرِ ما تمکّنت، وقال البعض: تصلّی عند کلّ مزور رکعتین وترجع ان شاء الله تعالی .

ذِکرُ المَساجد المُعظّمة بالمدینَة المنوّرة

منها مسجد قبا الّذی اسّس علی التّقوی من اوّل یوم، وروی انّ من ذهب الیه فصلّی فیه رکعتین رجع بثواب العمرة فأمض الیه وَصلّ فیه رکعتین للتحیّة وسبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) ثمّ زر بالزّیارة الجامعة الّتی تفتح بالسّلام علی أولیاء الله، وقد جعلناها أولی الزّیارة الجامعة وستأتی فی أواخر الباب ان شاء الله، ثمّ ادع الله وقل : یا کائِناً قَبْلَ کُلَّ شَیْء وهو دعاء طویل وایرادُه هنا ینافی ما نبغیه من الاختصار فلیطلبه من شاء من مزار البحار، وتصلّی فی مشربة امّ ابراهیم أی غرفة امّ ابراهیم ابن رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم

ص: 376

) وقد کانت هناک مسکن رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ومصلاّه، وکذلک فی مسجد الفضیخ وهُو قریب من مسجد قبا ویُسمّی ایضاً مسجد ردّ الشّمس، وفی مسجد الفتح أیضاً وتسمّی أیضاً بمسجد الاحزاب . وقُل اذا فرغت من الصّلاة فی مسجد الفتح : یا صَریخَ الْمَکْرُوبینَ، وَیا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ، وَیا مُغیثَ الْمَهْمُومینَ، اکْشِفْ عَنّی ضُرّی وَهَمّی وَکَرْبی وَغَمّی کَما کَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ، وَکَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنَ أَمْرِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وتصّلّی ما استطعت فی دار الامام زین العابدین ودار الامام جعفر الصّادق ( علیهما السلام ) وفی مسجد سلمان ومسجد أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) المحاذی قبر حمزة ومسجد المباهلة وتدعُو بما تشاء ان شاء الله تعالی .

الوَداع

اذا أردت أن تخرج من المدینة فاغتسل وامض الی قبر النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) واعمل ما کنت تعمله مِن قبل ثمّ ودّعه وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَسْتَرْعیکَ وَاَقْرَأُ عَلَیْکَ السَّلامُ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَةِ قَبْرِ نَبِیِّکَ، فَاِنْ تَوَفَّیْتَنی قَبْلَ ذلِکَ فَاِنّی اَشْهَدُ فی مَماتی عَلی ما شَهِدْتُ عَلَیْهِ فی حَیاتی اَنْ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ .

وقال الصّادق ( علیه السلام ) لیونس بن یعقوب : قُل فی وداع النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ، السَّلامُ عَلَیْکَ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسْلیمی عَلَیْکَ .

أقول : قد قلنا فی کتاب هدیّة الزّائرین عند بیان ما ینبغی أن یصنع

ص: 377

زوّار المدینة الطیّبة انّ مِن مهام الامور أن یغتنموا الفرصة ما أقاموا فی المدینة المعظّمة، فیکثروا من الصّلاة فی مسجد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فانّ الصّلاة فیه تعدل عشرة آلاف صلاة فی غیره من المواضِع، وأفضل الاماکن فیه مسجد الرّوضة وهو بین القبر والمنبر، واعلم انّه قال شیخنا فی التحیّة : انّ موضع جسد نبیّنا والائمة صلوات الله علیهم أجمعین فی الارض أشرف من الکعبة المعظّمة باتّفاق جمیع الفقهاء کما صرّح به الشّهید فی القواعد، وفی حدیث حسن عن الحضرمی قال : أمرنی الصّادق ( علیه السلام ) : أن أکثر من الصّلاة فی مسجد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ما امکنتنی الصّلاة وقال : انّه لا یتیسّر لک دائماً الحضُور فی هذه البُقعة الشّریفة الخ .

وروی الشّیخ الطّوسی ( رحمه الله ) فی التّهذیب بسند معتبر عن مرازم عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : الصّیام بالمدینة والقیام عند الاساطین لیس بمفروض ولکن من شآء فلیصم فانّه خیر له انّما المفروض الصّلوات الخمس وصیام شهر رمضان، فاکثروا الصّلاة فی هذا المسجد ما استطعتم فانّه خیر لکم، واعلموا انّ الرّجل قد یکون کیّساً فی أمر الدّنیا فیقال : ما أکیس فلاناً فکیف من کاس فی أمر آخرته، وکرّر ما امکنتک فی کلّ یوم زیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکذلک زیارة أئمة البقیع ( علیهم السلام ) وسلّم علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) مهما وقع بصرک علی حجرته، وراقب نفسک ما دمت فی المدینة، وصُن نفسک من المعاصی والمظالم، وتدبّر فی شرف تلک المدینة ولا سیّما مسجدها مسجد النّبی

ص: 378

( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، فتلک البقاع هی مواضع أقدام النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقد تردّد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی مسالک هذه المدینة وأسواقها وصلّی فی مسجدها، وهناک موضع الوحی والتّنزیل، وکان یهبط فیها جبرئیل والملائکة المقرّبون، ولنعم ما قیل :

اَرْضٌ مَشی جِبْریلُ فی عَرَصاتِها وَاللهُ شَرَّفَ اَرْضَها وَسَماءَها

وتصدّق ما استطعت فی المدینة ولا سیّما فی المسجد وخاصّة علی السّادة وذریّة الرّسول ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فانّ لها ثواباً جزیلاً وأجراً عظیماً، وقال العلامة المجلسی ( رحمه الله ) : فی روایة معتبرة انّ درهماً یتصدّق بها فیها یعدل عشرة آلاف درهم فی غیرها، وجاور المدینة الطّیّبة ان أمکنتک فانّها مستحبّة، وقد ورد فی فضلها أحادیث مستفیضة .

سَقَی اللهُ قَبْراً بِالْمَدینَةِ غَیْثَهُ فَقَدْ حَلَّ فیهِ الاَْمْنُ بِالْبَرَکاتِ

نَبِیُّ الْهُدی صَلّی عَلَیْهِ مَلیکُهُ وَبَلَّغَ عَنّا رُوحَهُ التُّحَفاتِ

وَصَلّی عَلَیْهِ اللهُ ما ذَرَّ شارِقٌ وَلاحَتْ نُجُومُ اللَّیْلِ مُبْتَدِراتِ

الفَصلُ الرّابِعْ : فی فَضلِ زِیارة مَولانا أمیرُ المؤمِنین ( علیه السلام ) وَکیفیّتها وفیه عدّة مطالب

فی فَضلِ زِیارة مَولانا أمیرُ المؤمِنین ( علیه السلام ) وَکیفیّتها وفیه عدّة مطالب :

المطلب الاوّل : فی فضل زیارته ( علیه السلام ) :

روی الشّیخ الطّوسی ( رحمه الله ) بسند صحیح عن محمّد بن مُسلم عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : ما خلق الله خلقاً اکثر من الملائکة، وانّه لینزل کلّ یوم سبعون ألف ملک فیأتون البیت المعمُور، فیطوفون به فاذا هم طافوا به طافوا بالکعبة، فاذا طافوا بها أتوا قبر النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فسلّموا علیه، ثمّ أتوا قبر أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فسلّموا علیه، ثمّ أتوا قبر الحسین ( علیه السلام ) فسلّموا علیه، ثمّ عرجُوا وینزل مثلهم أبداً الی یوم القیامة، ثمّ قال : مَن زار امیر المؤمنین ( علیه السلام

ص: 379

) عارفاً بحقّه أی وهو یعترف بامامته وَوجوب طاعته وانّه الخلیفة للنّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) حقّاً غیر متجبّر ولا متکبّر، کتب الله له أجر مائة ألف شهید، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبعث من الامنین، وهوّن علیه الحساب، واستقبله الملائکة، فاذا انصرف الی منزله فان مرض عادُوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار الی قبره .

وروی السّید عبد الکریم بن طاووس ( رحمه الله ) فی فرحة الغرّی عنه ( علیه السلام ) قال : مَن زار امیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه ماشیاً کتب الله له بکلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشیاً کتب الله له بکلّ خطوة حجّتین وعمرتین .

وروی عنه ( علیه السلام ) ایضاً انّه قال لابن مارد : یا ابن مارد مَن زار جدّی عارفاً بحقّه کتب الله له بکلّ خطوة حجّة مقبُولة وعمرة مبرورة ، یا ابن مارد والله ما یطعم الله النّار قدماً غبرت فی زیارة امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ماشیاً کان أو راکباً، یا ابن مارد اکتب هذا الحدیث بماء الذّهب .

وروی ایضاً عنه ( علیه السلام ) قال : نحن نقول بظهر الکوفة قبر لا یلُوذ به ذو عاهة الّا شفاه الله .

أقول : یظهر من أحادیث معتبرة انّ الله تعالی قد جعل قبور امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وأولاده الطّاهرین صلوات الله علیهم اجمعین معاقل الخائفین، وملاجیء المضطرّین، واماناً لاهل الارض، ما زارها مغموم الّا وفرّج الله عنه، وما تمسح بها سقیم الّا وشفی، وما التجأ الیها أحد الّا أمن .

روی السّید عبد الکریم بن طاووس عن محمّد بن علیّ الشیبانی

ص: 380

قال : خرجت أنا وأبی وعمّی حسین لیلاً متخفین الی الغریّ لزیارة امیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه، وکان ذلک سنة مائتین وبضع وستّین وکنت طفلاً صغیراً، فلمّا وصلنا الی القبر الشّریف وکان یومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبینا نحن عنده بعضنا یقرأ وبعضنا یصلّی وبعضنا یزور، واذا نحن بأسد مقبل نحونا، فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشّریف، فجاء الاسد فجَعل یمرّغ ذراعَیه علی القبر، فمضی رجل منّا فشاهده فعاد فاعلمنا فزال الرّعب عنّا، فجئناه جمیعاً فشاهدناه یمرّغ ذراعه علی القبر وفیهِ جراح فلم یزل یمرّغه ساعة ثمّ انزاح عن القبر ومضی، فعدنا الی ما کنّا علیه لاتمام الزّیارة والصّلاة وقراءة القرآن .

وحکی الشّیخ المفید قال : خرج الرّشید یوماً من الکوفة للصّید فصار الی ناحیة الغریّین والثویّة، فرأی هُناک ظباءً فأمر بارسال الصّقور والکلاب المُعلّمة علیها، فحاولتها ساعة ثمّ لجأت الظِّباء الی أکمة، فتراجعت الصّقور والکلاب عنها، فتعجّب الرّشید من ذلک، ثمّ انّ الظِّباء هبطت من الاکمة فسقطت الطّیُور والکلاب علیها، فرجعت الظِّباء الی الاکمة فراجعت الصّقور والکلاب عنها مرّة ثانیة، ثمّ فعلت ذلک مرّة اخری، فقال الرّشید: ارکضوا الی الکوفة فأتوا بأکبرها سنّاً، فأتّی بشیخ من بنی أسد، فقال الرّشید: أخبرنی ما هذه الاکمة؟ فقال : وهل أنا آمن اذا أجبت السّؤال ؟ فقال الرّشید : عاهدت الله علی أن لا اُوذیک، فقال : حدّثنی أبی عن آبائه انّهم کانوا یقولون انّ هذه الاکمة قبر علیّ بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهما، جعله الله حرماً آمناً یأمن مَن لجأ الیه .

أقول : من أمثال العرب السّائرة ( اَحْمی مِن مُجیرِ الجَرادِ ) وقصّة المثال

ص: 381

انّ رجلاً من اهلِ البادیة من قبیلة طی یسمّی مُدلج بن سُوید کان ذات یوم فی خیمته فاذا هُو بقوم من طی ومعهم أوعیتهم ، فقال : ما خطبکم ؟ قالوا : جراد وقع فی فنائک فجئنا لنأخذه، فلمّا سمع مدلج ذلک رکب فرسه وأخذ رمحهُ وقال : اَیَکُونُ الْجَرادُ فی جَواری ثُمَّ تُریدُونَ اَخْذَهُ لا یَکونُ ذلک، فما زال یحرسه حتّی حمیت الشّمس علیهِ وطار ، فقال : شأنکم الان فقد تحوّل عن جواری .

وقال صاحب القاموس : انّ ذا الاعواد لقب رجل شریف جدّاً من العرب قیل هو جدّ أکثم بن الصّیفی کانت قبیلة مضر تجبی الیه الخراج، فلمّا هرم وبلغ الکِبر کان یحمل علی سریر فیطاف به بین قبائل العرب ومیاهها فیجبی له، وکان شریفاً مکرّماً ما لجأالی سریره خائف الّا أمن، وما دنا من سریره ذلیل الّا عزّ، وما أتاه جائع الّا أشبع ، انتهی .

فاذا کان سریر رجل من العرب یبلع من العزّة والرّفعة هذا المبلَغ فلا غرو اذا جعل الله تعالی قبر ولیّه الّذی کان حملة سریره هم جبرئیل ومیکائیل ( علیهما السلام ) والامام الحسن ( علیه السلام ) والامام الحسین ( علیه السلام ) معقلاً للخائفین وملجأ للهاربین وغوثاً للمضطرّین، وشفاء للمرضی، فاجتهد أینما کنت لبلوغ قبره الشّریف والتصق به ما امکنک ذلک والحّ فی الدّعاء کی یغیثک ( علیه السلام ) وینجّیک من الهلاک فی الدّنیا والاخرة .

لُذْ اِلی جُودِهِ تَجِدْهُ زَعیماً بِنَجاةِ الْعُصاةِ یَوْمَ لِقاها

عائِذٌ لِلْمُؤَمِّلینَ مُجیبٌ سامِعٌ ما تُسِرُّ مِنْ نَجْواها

وحُکی فی کتاب دار السّلام عن الشّیخ الدیلمی انّه روی جمع من صُلحاء النّجف الاشرف انّ رجلاً شاهد فی

ص: 382

المنام القبّة الشریفة لحبل الله المتین امیر المؤمنین صلوات الله علیه وقد امتدّت الیها واتّصلت بها خیوط خارجة من القبور التی فی داخل ذلک المشهد الشّریف وفی خارجه، فأنشد الرّجل :

اِذا مُتُّ فَادْفِنِّی اِلی جَنْبِ حَیْدَر اَبی شَبَّر اَکْرِمْ بِهِ وَشُبَیْرِ

فَلَسْتُ اَخافُ النّارَ عِنْدَ جِوارِهِ وَلا اَتَّقی مِنْ مُنْکَر وَنَکیرِ

فَعارٌ عَلی حامی الْحِمی وَهُوَ فِی الْحِمی اِذا ضَلَّ فِی الْبَیْداء عِقالُ بَعیرِ

المطلب الثّانی : فی کیفیّة زیارَته ( علیه السلام ) :

اعلم انّ زیاراته ( علیه السلام ) نوعان، فزیارات مُطلقة لا تخصّ زماناً خاصّاً، وزیارات مخصوصة یزار بها فی أوقات معیّنة، ونذکر الزّیارات فی مقصدین :

المقصد الاوّل : فی الزّیارات المُطلقة وهی کثیرة نقتصر هُنا علی عدّة منها :

الاُولی : ما رواها الشّیخ المفید والشّهید والسّید ابن طاووس وغیرهم، وصفتها انّک اذا أردت زیارته ( علیه السلام ) فاغتسل والبس ثوبین طاهرین ونل شیئاً من الطّیب وإنْ لم تنل اجزأک، فاذا خرجت مِن منزلک فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلی اَبْغی فَضْلَکَ، وَاَزُورُ وَصِیَّ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِما، اَللّهُمَّ فَیَسِّرْ ذلِکَ لی، وَسَبِّبِ الْمَزارَ لَهُ، وَاخْلُفْنی فی عاقِبَتی وَحُزانَتی بِاَحْسَنِ الْخِلافَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ. فسر وانت تلهج بهذه الاذکار: اَلْحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ . واذا بلغت خندق الکوفة فقف عنده وقل : اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ، اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالَْمجْدِ وَالْعَظَمَةِ، اَللهُ اَکْبَرُ اَهْلَ التَّکْبیر وَالتَّقدْیسِ وَالتَّسْبیحِ وَالاْلاءِ، اَللهُ اَکْبَرُ مِمّا اَخافُ وَاَحْذَرُ، اَللهُ اَکْبَرُ عِمادی وَعَلَیْهِ اَتَوَکَّلُ، اَللهُ اَکْبَرُ رَجائی وَاِلَیْهِ اُنیبُ، اَللّهُمَّ اَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَتی، وَالْقادِرُ عَلی طَلِبَتی، تَعْلَمُ حاجَتی وَما تُضْمِرُهُ هَواجِسُ الصُّدُورِ، وَخَواطِرُ النُّفُوسِ، فَاَسْأَلُکَ بِمُحَمَّد الْمُصْطَفَی الَّذی قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ الُْمحْتَجّینَ، وَعُذْرَ الْمُعْتَذِرینَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمینَ، اَنْ لا تَحْرِمْنی ثَوابَ

ص: 383

زِیارَةِ وَلِیِّکَ وَأخی نَبِیِّکَ اَمیرِ الْمؤْمِنینَ وَقَصْدَهُ، وَتَجْعَلَنی مِنْ وَفْدِهِ الصّالِحینَ وَشِیعَتِهِ الْمُتَّقینَ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ . فاذا تراءت لک القبّة الشریفة فقل : اَلْحَمْدُ للهِ عَلی مَا اخْتَصَّنی بِهِ مِنْ طیبِ الْمَوْلِدِ، وَاسْتَخْلَصَنی اِکْراماً بِهِ مِنْ مُوالاةِ الاَْبْرارِ السَّفَرَةِ الاَْطْهارِ، وَالْخَیَرَةِ الاَْعْلامِ، اَللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْیی اِلَیْکَ، وَتَضَرُّعی بَیْنَ یَدَیْکَ، وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی لا تَخْفی عَلَیْکَ، اِنَّکَ اَنْتَ اللهُ الْمَلِکُ الْغَفّارُ .

أقول : یعرض للزّائر اذا وقع نظره علی قبّته المنیرة النّشاط والانبساط، ویثور فی فؤاده العشق والولاء فیحاول أن یتوجّه الیه ( علیه السلام ) بمجامع قلبه، وأن یمدحه ویثنی علیه بکلّ لسان وبیان، ولا سیّما اذا کان الزّائر من أهل العلم والکمال فانّه یرغب فی شِعر بلیغ یتمثّل به فی ذلک الحال، لذلک خطر لی أن أثبت هُنا هذه الابیات المناسبة للمقام مِن القصیدة الهائیة الازریّة والرّجاء الواثق أن یسلّم الزّائر عنّی سلاماً علی صاحب تلک القبّة البیضاء، وأن لا ینسانی من الدّعاء وهذه هی الابیات :

اَیُّهاً الرّاکِبُ الُْمجِدُّ رُوَیْداً بِقُلُوب تَقَلَّبَتْ فی جَواها

اِنْ تَراءَتْ اَرْضُ الْغَرِیَّینِ فَاخْضَعْ وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادی طُواها

وَاِذا شِمْتَ قُبَّةَ الْعالَمِ الاَْ عْلی وَاَنْوارُ رَبِّها تَغْشاها

فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس تَتَمَنَّی الاَْفْلاکُ لَثْمَ ثَراها

قُلْ لَهُ وَالدُّمُوعُ سَفْحُ عَقیق وَالْحَشا تَصْطَلی بِنارِ غَضاها

یَابْنَ عَمِّ النَّبیِّ اَنْتَ یَدُ اللهِ الَّتی عَمَّ کُلَّ شَیْء نَداها

اَنْتَ قُرْآْنُهُ الْقَدِیمُ وَاَوَصا فُکَ آیاتُهُ الَّتی اَوْحاها

خَصَّکَ اللهُ فی مَآثِرَ شَتّی هِیَ مِثْلُ الاَْعْدادِ لا تَتَناهی

لَیْتَ عَیْناً بِغَیْرِ رَوْضِکَ تَرْعی قَذِیَتْ وَاسْتَمَرَّ فیها قَذاها

اَنْتَ بَعْدَ النَّبِیِّ خَیْرُ الْبَرایا وَالسَّما خَیْرُ ما بِها قَمَراها

لَکَ ذاتٌ کَذاتِهِ حَیْثُ لَوْلا اَنَّها مِثْلُها لَما آخاها

قَدْ تَراضَعْتُما

ص: 384

بِثَدْی وِصال کانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلّی غِذاها

یا اَخَا الْمُصْطَفی لَدَیَّ ذُنُوبٌ هِیَ عَیْنُ الْقَذا وَاَنْتَ جَلاها

لَکَ فی مُرْتَقَی الْعُلی وَالْمَعالی دَرَجاتٌ لا یُرْتَقی اَدْناها

لَکَ نَفْسٌ مِنْ مَعْدَنِ اللُّطْفِ صیغَتْ جَعَلَ اللهُ کُلَّ نَفْس فِداها

فاذا بلغت باب حصن النّجف فقُل :

اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی سَیَّرَنی فی بِلادِهِ، وَحَمَلَنی عَلی دَوابِّهِ، وَطَوی لِیَ الْبَعیدَ، وَصَرَفَ عَنِّی الَْمحْذوُرَ، وَدَفَعَ عَنِّی الْمَکْرُوهَ، حَتّی اَقْدَمَنی حَرَمَ اَخی رَسُولِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ .

ثمّ ادخل وقل : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَدْخَلَنی هذِهِ الْبُقْعَةَ الْمُبارَکَةَ الَّتی بارَکَ اللهُ فیها، وَاخْتارَها لِوَصِیِّ نَبِیِّهِ، اَللّهُمَّ فَاجْعَلْها شاهِدَةً لی .

فاذا بلغت العتبة الاُولی فقل :

اَللّهُمَّ بِبابِکَ وَقَفْتُ، وَبِفَنائِکَ نَزَلْتُ، وَبِحَبْلِکَ اعْتَصَمْتُ، وِلِرَحْمَتِکَ تَعَرَّضْتُ، وَبِوَلِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ تَوَسَّلْتُ، فَاجْعَلها زِیارَةً مَقْبُولَةً، وَدُعاءً مُسْتَجاباً .

ثم قف علی باب الصّحن وقل :

اَللّهُمَّ اِنَّ هذَا الْحَرَمَ حَرَمُکَ، وَالْمَقامَ مَقامُکَ وَاَنَا اَدْخُلُ اِلَیْهِ اُناجیکَ بِما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّی وَمَنْ سِرِّی وَنَجْوایَ، اَلْحَمْدُ للهِ الْحَنّانِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الَّذی مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لی زِیارَةَ مَوْلایَ بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ یَجْعَلْنی عَنْ زِیارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلا عَنْ وِلایَتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، اَللّهُمَّ کَما مَنَنْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنی مِنْ شیعَتِهِ، وَاَدْخِلْنیِ الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ ادخل الصحن وقل :

اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَکْرَمَنی بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ فَرَضَ عَلَیَّ طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لی، وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَیَّ، وَمَنَّ عَلَیَّ بِالاِْیْمانِ، الْحَمْدُ للهِ الَّذی اَدْخَلَنی حَرَمَ اَخی رَسُولِهِ، وَاَرانیهِ فی عافِیَة، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی جَعَلَنی مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِیِّ رَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً

ص: 385

عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ عَلِیَّاً عَبْدُ اللهِ وَاَخُو رَسُولِ اللهِ، اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، وَاللهُ اَکْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلی هِدایَتِهِ وَتَوْفیقِهِ لِما دَعا اِلَیْهِ مِنْ سَبیلِهِ، اَللّهُمَّ اِنَّکَ اَفْضَلُ مَقْصُود، وَاَکْرَمُ مَأتِیٍّ وَقَدْ اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً اِلَیْکِ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ، وَبِاَخیهِ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب عَلَیْهِمَا السَّلامُ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تُخَیِّبْ سَعْیی، وَانْظُرْ اِلَیَّ نَظْرَةً رَحیمَةً تَنْعَشُنی بِها، وَاجْعَلْنی عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ .

ثمّ امش حتّی تقف علی باب الرّواق وقل :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ اَمینِ اللهِ عَلی وَحْیِهِ وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، الْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَیْمِنِ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلی صاحِبِ السَّکینَةِ، السَّلامُ عَلَی الْمَدْفُونِ بِالْمَدینَةِ، السَّلامُ عَلَی الْمَنْصُورِ الْمُؤَیَّدِ، السَّلامُ عَلی اَبِی الْقاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ ادخل الرّواق وقدّم رجلک الیمنی قبل الیسری وقف علی باب القبّة وقل :

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ وَخِیَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَبْدِاللهِ وَاَخی رَسُولِ اللهِ، یا مَوْلایَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، عَبْدُکَ وَابْنُ عَبْدِکَ وَابْنُ اَمَتِکَ، جاءَکَ مُسْتَجیراً بِذِمَّتِکَ، قاصِداً اِلی حَرَمِکَ، مُتَوَجِّهاً اِلی مَقامِکَ، مُتَوَسِّلاً اِلیَ اللهِ تَعالی بِکَ، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ، أَاَدْخُلُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، أَاَدْخُلُ یا حُجَّةَ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا اَمینَ اللهِ ءَاَدْخُلُ یا مَلائِکَةَ اللهِ الْمُقیمینَ فی هذَا الْمَشْهَدِ، یا مَوْلایَ اَتَاْذَنُ لی بِالدُّخُولِ اَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ، فَاِنْ لَمْ اَکُنْ لَهُ

ص: 386

اَهْلاً فَاَنْتَ اَهْلٌ لِذلِکَ .

ثمّ قبّل العتبة وقدّم رجلک الیمنی علی الیسری وادخل وأنت تقول : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی وَارْحَمْنی وَتُبْ عَلَیَّ، اِنَّکَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ .

ثمّ امش حتّی تحاذی القبر واستقبله بوجهک وقف قبل وصولک الیه وقل :

اَلسَّلاَمُ مِنَ اللهِ عَلی مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ اَمینِ اللهِ عَلی وَحْیِهِ وَرِسالاتِهِ، وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْیِ وَالتَّنْزیلِ، الْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَیْمِنِ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ، الشّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ، السِّراجِ الْمُنیرِ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَرَحْمَةُ اللهُ وَبَرَکاتُهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ الْمَظْلُومینَ اَفْضَلَ وَاَکْمَلَ وَاَرْفَعَ وَاَشْرَفَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ وَاَصْفِیائِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَبْدِکَ وَخَیْرِ خَلْقِکَ بَعْدَ نَبِیِّکَ، وَاَخی رَسُولِکَ، وَوَصِیِّ حَبیبِکَ، الَّذِی انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِکَ، وَالدَّلیلِ عَلی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانِ الدّینِ بِعَدْلِکَ، وَفَصْلِ قَضائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوّامینَ بِاَمْرِکَ مِنْ بَعْدِهِ، الْمُطَهَّرینَ الَّذینَ ارْتَضَیْتَهُمْ اَنْصاراً لِدینِکَ، وَحَفَظَةً لِسِرِّکَ، وَشُهَداءَ عَلی خَلْقِکَ، وَاَعْلاماً لِعِبادِکَ، صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیِرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب وَصِیِّ رَسُولِ اللهِ وَخَلیفَتِهِ وَالْقائِمِ بِاَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، سَیِّدِ الْوَصِیّینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلاُمُ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةِ الرّاشِدینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةَ الْمُسْتَوْدِعینَ، اَلسَّلامُ عَلی خاصَّةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمُتَوَسِّمینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الَّذینَ قامُوا بِاَمْرِهِ وَوازَرُوا اَوْلِیاءَ اللهِ، وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْنا وَعَلی

ص: 387

عِبادِ اللهِ الصّالِحینَ .

ثمّ ادنُ من القبر واستقبله واجعل القبلة خلفک وقل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْهُدی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلَمَ التُّقی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ التَّقیُّ وَالنَّقیُّ الْوَفِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمُودَ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْوَصِیّینَ، وَاَمینَ رَبِّ الْعالَمینَ، وَدَیّانَ یَوْمِ الدّینِ، وَخَیْرَ الْمُؤْمِنینَ، وَسَیِّدَ الصِّدّیقینَ، وَالصَّفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِیّینَ، وَبابَ حِکْمَةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَخازِنَ وَحْیِهِ، وَعَیْبَةَ عِلْمِهِ، وَالنّاصِحَ لاُِمَّةِ نَبِیِّهِ، وَالتّالی لِرَسُولِهِ، وَالْمُواسی لَهُ بِنَفْسِهِ، وَالنّاطِقَ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعِی اِلی شَریِعَتِهِ، وَالْماضِی عَلی سُنَّتِهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِکَ ما حُمِّلَ، وَرَعی مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلالَکَ، وَحَرَّمَ حَرامَکَ، وَاَقامَ اَحْکامَکَ، وَجاهَدَ النّاکِثینَ فی سَبیلِکَ، وَالْقاسِطینَ فی حُکْمِکَ، وَالْمارِقینَ عَنْ اَمْرِکَ، صابِراً مُحْتَسِباً لا تَأخُذُهُ فیکَ لَوْمَةُ لائِم، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ وَاَصْفِیائِکَ وَاَوْصِیاءِ اَنْبِیائِکَ، اَللّهُمَّ هذا قَبْرُ وَلِیِّکَ الَّذی فَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَجَعَلْتَ فی اَعْناقِ عِبادِکَ مُبایَعَتَهُ، وَخَلیفَتِکَ الَّذی بِهِ تَأخُذُ وَتُعْطی، وَبِهِ تُثیبُ وَتُعاقِبُ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِما اَعْدَدْتَهُ لاَِوْلِیائِکَ، فَبِعَظیِمِ قَدْرِهِ عِنْدَکَ، وَجَلیلِ خَطَرِهِ لَدَیْکَ، وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ فَاِنَّکَ اَهْلُ الْکَرَمِ وَالْجُودِ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ وَعَلی ضَجیعَیْکَ آدَمَ وَنُوح وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ قبّل الضریح وقف ممّا یلی الرّأس وقل :

یا مَوْلایَ اِلَیْکَ وُفُودی، وَبِکَ اَتَوَسَّلُ اِلی رَبّی فی بُلُوغِ مَقْصُودی، وَاَشْهَدُ اَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِکَ غَیْرُ خائِب، وَالطّالِبَ بِکَ عَنْ مَعْرِفَة غَیْرُ

ص: 388

مَرْدوُد إلاّ بِقَضاءِ حَوائِجِهِ، فَکُنْ لی شَفیعاً اِلَی اللهِ رَبِّکَ وَرَبّی فی قَضاءِ حَوائِجی، وَتَیْسیرِ اُمُوری، وَکَشْفِ شِدَّتی، وَغُفْرانِ ذَنْبی، وَسَعَةِ رِزْقی، وَتَطْویلِ عُمْری، وَاِعْطاءِ سُؤْلی فی آخِرَتی وَدُنْیایَ، اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الاَْئِمَّةِ وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَلیماً لا تُعَذِّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعالَمینَ، عَذاباً کَثیراً لاَ انْقِطاعَ لَهُ وَلا اَجَلَ وَلا اَمَدَ بِما شاقُّوا وُلاةَ اَمْرِکَ، وَاَعِدَّ لَهُمْ عَذاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِاَحَد مِنْ خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ وَاَدْخِلْ عَلی قَتَلَةِ اَنْصارِ رَسُولِکَ، وَعَلی قَتَلَةِ اَمیر الْمُؤْمِنینَ، وَعَلی قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، وَعَلی قَتَلَةِ اَنْصارِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فی وِلایَةِ آلِ مُحَمَّد اَجْمَعینَ عَذاباً اَلیماً مُضاعَفاً فی اَسْفَلِ دَرَک مِنَ الْجَحیمِ، لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ فیهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ، ناکِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قَدْ عایَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْیَ الطَّویلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ اَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ وَاَتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِکَ الصّالِحینَ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ فی مُسْتَسِرِّ السِّرِّ، وَظاهِرِ الْعَلانِیَةِ فی اَرْضِکَ وَسَمائِکَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی قَدَمَ صِدْق فی اَوْلِیائِکَ، وَحَبِّبْ اِلَیَّ مَشاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتّی تُلْحِقَنی بِهِمْ، وَتَجْعَلَنی لَهُمْ تَبَعاً فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ قبلّ الضّریح واستقبل قبر الحسین بن علی ( علیه السلام ) بوجهک واجعل القبلة بین کتفیک وقل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الاَْئِمَّةِ الْهادینَ الْمَهْدِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَریعَ الدَّمْعَةِ السّاکِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ الْمُصیبَةِ الرّاتِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی جَدِّکَ وَاَبیکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی اُمِّکَ وَاَخیکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلَی الاَْئِمَّةَ مِنْ ذُرِیَّتِکَ وَبَنیکَ، اَشْهَدُ لَقَدْ طَیَّبَ اللهُ بِکَ التُّرابَ، وَاَوْضَحَ بِکَ الْکِتابَ، وَجَعَلَکَ وَاَباکَ

ص: 389

وَجَدَّکَ وَاَخاکَ وَبَنیکَ عِبْرَةً لاِوُلِی الاَْلْبابِ، یَابْنَ الْمَیامینِ الاَْطْیابِ، التّالینَ الْکِتابَ، وَجَّهْتُ سَلامی اِلَیْکَ، صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَیْکَ، وَجَعَلَ اَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوی اِلَیْکَ، ما خابَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکَ وَلَجَاَ اِلَیْکَ .

ثمّ تحول الی عند الرّجلین وقل :

اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الاَْئِمَّةَ، وَخَلیلِ النُّبُوَّةِ، وَالَْمخْصُوصِ بِالاُْخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلی یَعْسُوبِ الدِّینِ وَالاِْیْمانِ، وَکَلِمَةِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلی میزانِ الاَْعْمالِ، وَمُقَلِّبِ الاَْحْوالِ، وَسَیْفِ ذِی الْجَلالِ، وَساقِی السَّلْسَبیلِ الزُّلالِ، اَلسَّلامُ عَلی صالِحِ الْمُؤْمِنینَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِیّینَ، وَالْحاکِمِ یَوْمَ الدِّینِ، اَلسَّلامُ عَلی شَجَرَةِ التَّقْوی، وَسامِعِ السِّرِ وَالنَّجْوی، اَلسَّلامُ عَلی حُجَّةِ اللهِ الْبالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَی الصِّراطِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاّئِحِ، وَالاِْمامِ النّاصِحِ، وَالزِّنادِ الْقادِحِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ قل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِبِ اَخی نَبِیِّکَ وَوَلِیِّهِ وَناصِرِهِ وَوَصِیِّهِ وَوَزِیرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِکْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعی اِلی شَریعَتِهِ، وَخَلیفَتِهِ فی اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْکَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْکَفَرَةِ، وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذی جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِیِّکَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسی، اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْصِیاءِ اَنْبِیائِکَ، یا رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ عُد الی جانب الرّأس لزیارة آدم ونوح ( علیهما السلام ) وقل فی زیارة آدم ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیفَةَ اللهِ فی اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْبَشَرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی روُحِکَ وَبَدَنِکَ، وَعَلَی الطّاهِرینَ مِنْ وُلْدِکَ وَذُرِّیَّتِکَ، وَصَلَّی اللهُ عَلَیْکَ صَلاةً

ص: 390

لا یُحْصیها إلاّ هُوَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

وقُل فی زیارة نوح ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا شَیْخَ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ فی اَرْضِهِ، صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَیْکَ وَعَلی روُحِکَ وَبَدَنِکَ، وَعَلَی الطّاهِرینَ مِنْ وُلْدِکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ صَلّ ستّ رکعات رکعتان مِنها لِزیارة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) تقرأ فی الرّکعة الاُولی فاتحة الکتاب وسورة الرّحمن، وفی الثّانیة الحمد وسورة یس وتشهد وسلّم، وسَبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) واستغفر الله عزّوجل وادعُ لنفسِک، ثمّ قل :

اَللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ هاتَیْنِ الرَّکْعَتَیْنِ هَدِیَّةً مِنّی اِلی سَیِّدی وَمَوْلایَ وَلِیِّکَ، وَاَخی رَسُولِکَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَسَیِّدِ الْوَصِیّینَ، عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ وَعَلی آلِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَقَبَّلَها مِنّی، وَاجْزِنی عَلی ذلِکَ جَزاءَ الُْمحْسِنینَ، اَللّهُمَّ لَکَ صَلَّیْتُ، وَلَکَ رَکَعْتُ، وَلَکَ سَجَدْتُ، وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، لاَِنَّهُ لا تَکُونُ الصَّلاةُ وَالرُّکُوعُ وَالسُّجُودُ إلاّ لَکَ، لاَِنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَقَبَّلْ مِنّی زِیارَتی، وَاعْطِنی سُؤْلی بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

وَتهدی الاربع رکعات الاخر الی آدم ( علیه السلام ) ونوح ( علیه السلام ) ثمّ تسجد سجدة الشّکر وقُل فیها :

اَللّهُمَّ اِلَیْکَ تَوَجَّهْتُ، وَبِکَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَیْکَ تَوَکَّلْتُ، اَللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتی وَرَجائی فَاکْفِنی ما اَهَمَّنی وَما لا یُهِمُّنی، وَما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّی، عَزَّ جارُکَ، وَجَلَّ ثَناؤُکَ، وَلا اِلهَ غَیْرُکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

ثمّ ضع خدّک الایمن علی الارض وقُل

ص: 391

: اِرْحَمْ ذُلّی بَیْنَ یَدَیْکَ، وَتَضَرُّعی اِلَیْکَ، وَوَحْشَتی مِنَ النّاسِ، وَاُنْسی بِکَ، یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ، ثمّ تضع خدّک الایسر علی الارض وقُل : لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ رَبّی حَقّاً حَقّاً، سَجَدْتُ لَکَ یا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً، اَللّهُمَّ اِنَّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفْهُ لی، یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ ثمّ عُد الی السُّجود وقُل شکراً مائة مرّة واجتهد فی الدّعاء فانّه موضِع مسألة، واکثر من الاستغفار فانّه موضع وأسأل مغفرة الحوائج فانّه مقام اجابة .

وقال السّید ابن طاووس فی المزار : وکلّما صلّیت صلاة فرضاً کانت أو نفلاً ومدّة مقامک بمشهد امیر المؤمنین ادعُ بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ لا بُدَّ مِنْ اَمْرِکَ، وَلا بُدَّ مِنْ قَدْرِکَ، وَلا بُدَّ مِنْ قَضائِکَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِکَ، اَللّهُمَّ فَما قَضَیْتَ عَلَیْنا مِنْ قَضاء، اَوْ قَدَّرْتَ عَلَیْنا مِنْ قَدَر، فَاعْطِنا مَعَهُ صَبْراً یَقْهَرُهُ وَیَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً فی رِضْوانِکَ یُنْمی فی حَسَناتِنا وَتَفْضیلِنا وَسُؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَمَجْدِنا وَنَعْمائِنا وَکَرامَتِنا فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَلا تَنْقُصْ مِنْ حَسَناتِنا، اَللّهُمَّ وَما اَعْطَیْتَنا مِنْ عَطاء، اَوْ فَضَّلْتَنا بِهِ مِنْ فَضیلَة، اَوْ اَکْرَمْتَنا بِهِ مِنْ کَرامَة، فَأعْطِنا مَعَهُ شُکْراً یَقْهَرُهُ وَیَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً فی رِضْوانِکَ وَفی حَسَناتِنا وَسُؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَنَعْمائِکَ وَکَرامَتِکَ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَلا تَجْعَلْهُ لَنا اَشَراً وَلا بَطَراً وَلا فِتْنَةً وَلا مَقْتاً وَلا عَذاباً وَلا خِزْیاً فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ اِنّا نَعُوذُ بِکَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسانِ، وَسُوءِ الْمَقامِ، وَخِفَّةِ الْمیزانِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلَقِّنا حَسَناتِنا فِی الْمَماتِ، وَلا تُرِنا اَعْمالَنا حَسَرات، وَلا تُخْزِنا عِنْدَ قَضائِکَ، وَلا تَفْضَحْنا بِسَیِّئاتِنا یَوْمَ نَلْقاکَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنا تَذْکُرُکَ وَلا تَنْساکَ، وَتَخْشاکَ کَاَنَّها تَراکَ حَتّی نَلْقاکَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ

ص: 392

مُحَمَّد، وَبَدِّلْ سَیِّئاتِنا حَسَنات، وَاجْعَلْ حَسْناتِنا دَرَجات، وَاجْعَلْ دَرَجاتِنا غُرُفات، وَاجْعَلْ غُرُفاتِنا عالِیات، اَللّهُمَّ وَأوْسِعْ لِفَقیرِنا مِنْ سَعَةِ ما قَضَیْتَ عَلی نَفْسِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمُنَّ عَلَیْنا بِالْهُدی ما اَبْقَیْتَنا، وَالْکَرامَةِ ما اَحْیَیْتَنا، وَالْکَرامَةِ اِذا تَوَفَّیْتَنا، وَالْحِفْظِ فیما بَقِیَ مِنْ عُمْرِنا، وَالْبَرَکَةِ فیما رَزَقْتَنا، وَالْعَوْنِ عَلی ما حَمَّلْتَنا، وَالثَّباتِ عَلی ما طَوَّقْتَنا، وَلا تُؤاخِذْنا بِظُلْمِنا، وَلا تُقایِسْنا بِجَهْلِنا، وَلا تَسْتَدْرِجْنا بِخَطایانا وَاجْعَلْ اَحْسَنَ ما نَقُولُ ثابِتاً فی قُلُوبِنا وَاجْعَلْنا عُظَماءَ عِنْدَکَ وَاَذِلَّةً فی اَنْفُسِنا وَانْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا وَزِدْنا عِلْماً نافِعاً، وَاَعُوذُ بِکَ مِنْ قَلْب لا یَخْشَعُ، وَمِنْ عَیْن لا تَدْمَعُ، وَمِنْ صَلاة لا تُقْبَلُ، اَجْرِنا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ یا وَلِیَّ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

قال السّید فی مصباح الزّائر: دعاء آخر یستحبّ الدّعاء به عقیب زیارة امیر المؤمنین ( علیه السلام ) یا اللهُ یا اللهُ یا اللهُ یا مُجیبَ دَعْوَةِ المُضْطَرّینَ .

أقول : هذا الدّعاء هو دعاء صفوان المعروف بدعاء عَلقَمة وسیأتی ان شاء الله فی ذیل زیارة عاشوراء واعلم انّه یستحبّ زیارة رأسِ الحسین ( علیه السلام ) عند قبر أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقد عقد لذلک باباً فی کتابی الوسائل والمستدرک، وروی فی المستدرک عن کتاب المزار لمحمّد ابن المشهدی انّه زار الصّادق ( علیه السلام ) رأس الحُسین ( علیه السلام ) عند رأس امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وصلّی عنده أربع رکعات، وهذه هی الزّیارة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الصِّدیقَةِ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ

ص: 393

الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَتَلَوْتَ الْکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الاَذی فی جَنْبِهِ، مُحْتَسِباً حَتّی اَتیاکَ الْیَقینُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الَّذینَ خالَفُوکَ وَحارَبُوکَ وَاَنَّ الَّذینَ خَذَلُوکَ وَالَّذینَ قَتَلُوکَ مَلْعُونُونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُْمِّیِ، وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَری، لَعَنَ اللهُ الظّالِمینَ لَکُمْ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَضاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ الاَْلیمَ، اَتَیْتُکَ یا مَوْلایَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ، مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ، مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَی الَّذی اَنْتَ عَلَیْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکَ، فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ .

أقول : مِنَ المُناسب أن یزار بهذه الزّیارة فی مسجد الحنّانة فقد روی الشّیخ محمّد ابن المشهدی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه زار الحسین ( علیه السلام ) فی مسجد الحنّانة بهذه الزّیارة وصَلّی أربع رکعات، ولا یخفی انّ مسجد الحنّانة من مساجد النّجف الشّریفة وقد روی انّ فیه رأس الحُسین ( علیه السلام ) ، وروی ایضاً انّ الصّادق ( علیه السلام ) صَلّی هُناک رکعتین فسئل ما هذه الصّلاة، فقال : هذا موضِعُ رأس جدّی الحُسین بن علیّ ( علیه السلام ) وَضعُوه هُنا عندما أتوا به من کربلاء ثمّ ذَهَبُوا به الی عبید الله بن زیاد . وروی انّه ( علیه السلام ) قال : ادعُ هُنا لک فقُل :

اَللّهُمَّ اِنَّکَ تَری مَکانی، وَتَسْمَعُ کَلامی، وَلا یَخْفی عَلَیْکَ شَیْءٌ مِنْ اَمْری، وَکَیْفَ یَخْفی عَلَیْکَ ما اَنْتَ مُکَوِّنُهُ وَبارِئُهُ، وَقَدْ جِئْتُکَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ، وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِیِّ رَسُولِکَ فَاَسْأَلُکَ بِهِما ثَباتَ الْقَدَمِ وَالْهُدی وَالْمَغْفِرَةَ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ.

الزّیارة الثّانیة : هی الزّیارة المعروفة بأمین الله وهی فی غایة الاعتبار ومرویّة فی جمیع کتب الزّیارات والمصابیح وقال العلامة المجلسی

ص: 394

( رحمه الله ) انّها أحسن الزّیارات متناً وسَنداً وینبغی المُواظبة علیها فی جَمیع الرّوضات المقدّسة وَهی کما روی بأسناد معتبرة عن جابر عَنِ الباقر ( علیه السلام ) انّه زار الامام زین العابدین ( علیه السلام ) أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فوقف عند القبر وبکی وقالَ :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ فی اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلی عِبادِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اَشْهَدُ اَنَّکَ جاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِکِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِیِّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ حَتّی دَعاکَ اللهُ اِلی جِوارِهِ فَقَبَضَکَ اِلَیْهِ بِاخْتِیارِهِ وَاَلْزَمَ اَعْدآئَکَ الْحُجَّةَ مَعَ مالَکَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلی جَمیعِ خَلْقِهِ اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسی مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ راضِیَةً بِقَضآئِکَ مُولَعَةً بِذِکْرِکَ وَدُعآئِکَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اَوْلِیآئِکَ مَحْبُوبَةً فی اَرْضِکَ وَسَمآئِکَ صابِرَةً عَلی نُزُولِ بَلائِکَ شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِکَ ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ مُشْتاقَةً اِلی فَرْحَةِ لِقآئِکَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوی لِیَوْمِ جَزآئِکَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اَوْلِیآئِکَ مُفارِقَةً لاَِخْلاقِ اَعْدائِکَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْیا بِحَمْدِکَ وَثَنآئِکَ .

ثمّ وَضع خدّه علی القبر وَقال :

اَللّهُمَّ اِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتینَ اِلَیْکَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرّاغِبینَ اِلَیْکَ شارِعَةٌ وَاَعْلامَ الْقاصِدینَ اِلَیْکَ واضِحَةٌ وَاَفْئِدَةَ الْعارِفینَ مِنْکَ فازِعَةٌ وَاَصْواتَ الدّاعینَ اِلَیْکَ صاعِدَةٌ وَاَبْوابَ الاِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاکَ مُسْتَجابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ اَنابَ اِلَیْکَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَکی مِنْ خَوْفِکَ مَرْحُومَةٌ وَالاِْغاثَهَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِکَ مَوْجُودةٌ وَالاِْعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِکَ مَبْذُولَةٌ وَعِداتِکَ لِعِبادِکَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَکَ مُقالَةٌ وَاَعْمالَ الْعامِلینَ لَدَیْکَ مَحْفُوظَةٌ وَاَرْزاقَکَ اِلَی الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْکَ نازِلَةٌ وَعَوآئِدَ الْمَزیدِ اِلَیْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرینَ مَغْفُورَةٌ وَحَوآئِجَ خَلْقِکَ عِنْدَکَ مَقْضِیَّةٌ وَجَوآئِزَ السّائِلینَ عِنْدَکَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوآئِدَ الْمَزیدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمینَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّمآءِ مُتْرَعَةٌ اَللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئی وَاقْبَلْ ثَنآئی وَاجْمَعْ بَیْنی وَبَیْنَ

ص: 395

اَوْلِیآئی بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلِیّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ اِنَّکَ وَلِیُّ نَعْمآئی وَمُنْتَهی مُنایَ وَغایَةُ رَجائی فی مُنْقَلَبی وَمَثْوایَ .

وقد ذکر فی کتاب کامل الزّیارة هِذه الزّیارة بهذا القول :

اَنْتَ اِلهی وَسَیِّدی وَمَوْلایَ اغْفِرْ لاَِوْلِیآئِنا وَکُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا وَاَظْهِرْ کَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْیا وَاَدْحِضْ کَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلی اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءْ قَدیرٌ .

ثمّ قال الباقر ( علیه السلام ) ما قال هذا الکلام ولا دعی به أحد من شیعتنا عند قبر امیر المؤمنین ( علیه السلام ) أو عند قبر أحد من الائمة ( علیهم السلام ) الاّ رفع دعاءه فی درج مِن نور وطبع علیه بخاتم محمّد ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکان محفوظاً کذلک حتّی یسلّم الی قائم آل محمّد ( علیهم السلام ) فیلقی صاحبه بالبشری والتّحیّة والکرامة ان شاء الله تعالی .

أقول : هذه الزّیارة معدُودة من الزّیارات المطلقة للامیر ( علیه السلام ) کما انّها عدّت من زیاراته المخصوصة بیوم الغدیر وهی معدُودة ایضاً من الزّیارات الجامِعة التی یزار بها فی جمیع الرّوضات المقدّسة للائمة الطّاهرین ( علیهم السلام ) .

الزّیارة الثّالثة : روی السّید عبد الکریم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال : لما وافیت مع جعفر الصّادق ( علیه السلام ) الکوفة یرید أبا جعفر المنصور قال لی : یا صفوان انخ الرّاحلة فهذا قبر جدّی امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، فانختها ثمّ نزل فاغتسل وغیّر ثوبه وتخفّی وقال لی : افعل مثل ما أفعله، ثمّ أخذ نحو الذّکوة « النّجف » وقال قصّر خطاک وألق ذقنک الارض، فانّه یکتب لک بکلّ خطوة مائة ألف حسنة، ویمحی

ص: 396

عنک مائة ألف سیّئة، وترفع لک مائة ألف درجة، وتقضی لک مائة ألف حاجة، ویکتب لک ثواب کلّ صدّیق وشهید مات أو قتل، ثمّ مشی ومشیت معه علی السّکینة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل الی أن بلغنا الذّکوات والتّلول، فوقف ( علیه السلام ) ونظر یمنة ویسرة وخط بعکازته فقال لی : اطلب فطلبت، فاذا أثر القبر، ثمّ أرسلَ دُموعَه علی خدّه وقال : اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ وقال : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ التَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظیمُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّدّیقُ الرَّشیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْبَرُّ الزَّکیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللهِ عَلَی الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ حَبیبُ اللهِ وَخاصَّةُ اللهِ وَخالِصَتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ، وَعَیْبَةَ عِلْمِهِ وَخازِنَ وَحْیِهِ، ثمّ انکب علی القبر وقال :

بِاَبی اَنْتَ وَاُمِّی یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمِّی یا حُجَّةَ الْخِصامِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمِّی یا بابَ الْمَقامِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمِّی یا نُورَ اللهِ التّامَّ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ ما حُمِّلْتَ، وَرَعَیْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتُوْدِعْتَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْکامَ اللهِ، وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی أَتاکَ الْیَقینُ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلَی الاَْئِمَّةِ مِنْ بَعْدِکَ .

ثمّ قام ( علیه السلام ) فَصَلّی عند الرّأس رکعات وقال : یا صفوان من زار امیر المؤمنین ( علیه السلام ) بهذه الزّیارة وصَلّی بهذه الصّلاة رَجع الی أهله مغفُوراً ذنبه، مشکُوراً سعْیه، وَیکتب له ثواب کلّ مَن زاره منَ المَلائکة . قلت : ثواب کلّ من یزوره من الملائکة ؟

ص: 397

قال : بلی یزوره فی کلّ لیلة سَبْعون قبیلة ، قلت : کم القبیلة ؟ قال : مائة ألف ثمّ خرج من عنده القهقری وهو یقول : یا جَدّاهُ یا سَیِّداهُ یا طَیِّباهُ یا طاهِراهُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْکَ، وَرَزَقَنِی الْعَوْدَ اِلَیْکَ وَالْمَقامَ فی حَرَمِکَ وَالْکَوْنَ مَعَکَ وَمَعَ الاَْبْرارِ مِنْ وُلْدِکَ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعلَی الْمَلائِکَةِ الُْمحْدِقینَ بِکَ قال صفوان : قلت یا سیّدی أتأذن لی أن أخبر أصحابنا مِن أهل الکوفة وادلّهم علی هذا القبر؟ فقال : نعم واعطانی دراهم وأصلحت القبر .

الزّیارة الرّابعة : روی فی مستدرک الوسائل عن کتاب المزار القدیم عن مولانا الباقر ( علیه السلام ) قال : ذهبت مع أبی الی زیارة قبر جدّی امیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب ( علیه السلام ) فی النّجف فَوَقف أبی عند القبر المطهّر وَبکی وقال :

اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الاَْئِمَّةِ وَخَلیلِ النُّبُوَّةِ، وَالَْمخْصُوصِ بِالاُْخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلی یَعْسُوبِ الاِْیْمانِ، وَمیزانِ الاَْعْمالِ، وَسَیْفِ ذِی الْجَلالِ، اَلسَّلامُ عَلی صالِحِ الْمُؤْمِنینَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِیّینَ، الْحاکِمِ فی یَوْمِ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلی شَجَرَةِ التَّقْوی، اَلسَّلامُ عَلی حُجَّةِ اللهِ الْبالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَی الصِّراطِ الواضِحِ، وَالنَّجْمِ الّلائِحِ، وَالاِْمامِ النّاصِحِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ . ثمّ قال : اَنْتَ وَسیلَتی اِلَی اللهِ وَذَریعَتی، وَلی حَقُّ مُوالاتی وَتَأمیلی، فَکُنْ لی شَفیعی اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ فِی الْوُقُوفِ عَلی قَضاءِ حاجَتی، وَهِیَ فَکاکُ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَاصْرِفْنی فی مَوْقِفی هذا بِالنُّجْحِ وَبِما سَأَلْتُهُ کُلَّهُِ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنی عَقْلاً کامِلاً، وَلُبَّاً راجِحاً، وَقَلْباً زَکِیَّاً، وَعَمَلاً کَثیراً، وَاَدَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِکَ کُلَّهُ لی وَلا تَجْعَلْهُ عَلَیَّ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الزّیارة الخامسة : روی الکلینی عن أبی

ص: 398

الحسن الثّالث الامام علیّ بن محمّد النّقی ( علیه السلام ) قال : تقول عند قبر أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَنْتَ اَوَّلُ مَظْلُوم، وَاَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّی أَتاکَ الْیَقینُ فَاَشْهَدُ اَنَّکَ لَِقیتَ اللهَ وَاَنْتَ شَهیدٌ، عَذَّبَ اللهُ قاتِلَکَ بِاَنْواعِ الْعَذابِ، وَجَدَّدَ عَلَیْهِ الْعَذابَ، جِئْتُکَ عارِفاً بِحَقِّکَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأنِکَ، مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ وَمَنْ ظَلَمَکَ، اَلْقی عَلی ذلِکَ رَبّی إنْ شاءَ اللهُ، یا وَلِیَّ اللهِ اِنَّ لی ذُنُوباً کَثیرَةً فَاشْفَعْ لی اِلی رَبِّکَ، فَاِنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وَاِنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ جاهاً وَشَفاعَةً، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالی: ( وَلا یَشْفَعوُنَ اِلاّ لِمَنِ ارْتَضی ) .

الزّیارة السّادسة : رَواها جمع مِن العُلماء منهم الشّیخ محمّد بن المشهدی قال : روی محمّد بن خالد الطّیالسی، عن سَیف بن عمیرة قال : خرجت مع صفوان الجمّال وجَماعة مِن أصحابنا الی الغریّ فزرنا أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، فلمّا فَرغنا من الزّیارة صرف صفوان وجهُه الی ناحیة أبی عبد الله ( علیه السلام ) وقال : نزور الحسین بن علی ( علیهما السلام ) من هذا المکان من عِند رأسِ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، وقال صفوان : وردت ها هنا مع سیّدی الصّادق ( علیه السلام ) ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدّعاء ثمّ قال لی : یا صفوان تعاهد هذه الزّیارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر علیّاً والحُسین ( علیهما السلام ) بهذه الزّیارة، فانّی ضامن علی الله لکلّ من زارهما بهذه الزّیارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زیارته مقبولة، وانّ سعیه مشکور، وسلامه واصل غیر محجوب، وحاجته مقضیّة من

ص: 399

الله بالغاً ما بلغت .

أقول : سیأتی تمام الخبر فی فضل هذا العمل بعد دعاء صفوان فی زیارة عاشوراء وزیارة الامیر ( علیه السلام ) هی هذه الزّیارة :

استقبل القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنِ اصْطَفاهُ اللهُ وَاخْتَصَّهُ وَاخْتارَهُ مِنْ بَرِیَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیلَ اللهِ ما دَجَی اللَّیْلُ وَغَسَقَ، وَاَضاءَ النَّهارُ وَاَشْرَقَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ ما صَمَتَ صامِتٌ، وَنَطَقَ ناطِقٌ، وَذَرَّ شارِقٌ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی مَوْلانا اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أبی طالب صاحِبِ السَّوابِقِ وَالْمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ، وَمُبیدِ الْکَتائِبِ، الشَّدیدِ الْبَاسِ، الْعَظیمِ الْمِراسِ، الْمَکینِ الاَْساسِ، ساقِی الْمُؤْمِنینَ بِالْکَأسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَکینِ الاَْمینِ، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ النَّهْیِ وَالْفَضْلِ وَالطَّوائِلِ وَالْمَکْرُماتِ وَالنَّوائِلِ، اَلسَّلامُ عَلی فارِسِ الْمُؤْمِنینَ، وَلَیْثِ الْمُوَحِّدینَ، وَقاتِلِ الْمُشْرِکینَ، وَوَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ اَیَّدَهُ اللهُ بَجبَْرِئیلَ، وَاَعانَهُ بِمیکائیلَ، وَاَزْلَفَهُ فِی الدّارَیْنِ، وَحَباهُ بِکُلِّ ما تَقِرُّ بِهِ الْعَیْنُ، وَصَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلی آلِهِ الطّاهِرینَ، وَعَلی اَوْلادِهِ الْمُنْتَجَبینَ، وَعَلَی الاَْئِمَّةَ الرّاشِدینَ الَّذینَ اَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْکَرِ، وَفَرَضُوا عَلَیْنَا الصَّلَواتِ، وَاَمَرُوا بِایتاءِ الزَّکاةِ، وَعَرَّفُونا صِیامَ شَهْرِ رَمَضانَ، وَقِراءَةَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، وَیَعْسُوبَ الدّینَ، وَقائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بابَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْنَ اللهِ النّاظِرَةَ، وَیَدَهُ الباسِطَةَ وَاُذُنَهُ الْواعِیَةَ، وَحِکْمَتَهُ الْبالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ السّابِغَةَ، وَنِقْمَتَهُ الدّامِغَةَ، اَلسَّلامُ عَلی قَسیمِ الْجَنَّةَ وَالنّارِ، اَلسَّلامُ عَلی نِعْمَةِ اللهِ عَلَی الاَْبْرارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَی الْفُجّارِ، اَلسَّلامُ عَلی سَیِّدِ الْمُتَّقینَ الاَْخْیارِ، اَلسَّلامُ عَلی اَخی رَسُولِ اللهِ وَابْنِ عَمِّهِ وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالَْمخْلُوقِ مِنْ طینَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْصْلِ الْقَدیمِ، وَالْفَرْعِ الْکَریمِ، اَلسَّلامُ عَلَی الَّثمَرِ الْجَنِیِّ، اَلسَّلامُ عَلی

ص: 400

اَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلی شَجَرَةِ طوُبی وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهی، اَلسَّلامُ عَلی آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، وَنُوح نَبِیِّ اللهِ، وَاِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، وَمُوسی کَلیمِ اللهِ، وَعیسی رُوحِ اللهِ، وَمُحَمَّد حَبیبِ اللهِ، وَمَنْ بَیْنَهُمْ مِنَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً، اَلسَّلامُ عَلی نُورِ الاَْنْوارِ، وَسَلیلِ الاَْطْهارِ، وَعَناصِرِ الاَْخْیارِ، اَلسَّلامُ عَلی والِدِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلی حَبْلِ اللهِ الْمَتینِ، وَجَنْبِهِ الْمَکینِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَمینِ اللهِ فی اَرْضِهِ وَخَلیفَتِهِ وَالْحاکِمِ بِاَمْرِهِ، وَالْقَیِّمِ بِدینِهِ، وَالنّاطِقِ بِحِکْمَتِهِ، وَالْعامِلِ بِکِتابِهِ، أخی الرَّسُولِ وَزَوْجِ الْبَتُولِ وَسَیْفِ اللهِ الْمَسْلُولِ، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الدَّلالاتِ، وَالاْیاتِ الْباهِراتِ، وَالْمُعْجِزاتِ الْقاهِراتِ، وَالْمُنْجی مِنَ الْهَلَکاتِ، الَّذی ذَکَرَهُ اللهُ فی مُحْکَمِ الاْیاتِ، فَقالَ تَعالی: ( وَاِنَّهُ فی اُمِّ الْکِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیُّ حَکیمٌ ) اَلسَّلامُ عَلَی إسْمِ اللهِ الرَّضی، وَوَجْهِهِ الْمُضییِّ وَجَنْبِهِ الْعَلِیِّ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی حُجَجِ اللهِ وَاَوْصِیائِهِ وَخاصَّةِ اللهِ وَاَصْفِیائِهِ، وَخالِصَتِهِ وَاُمَنائِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، قَصَدْتُکَ یا مَوْلایَ یا اَمینَ اللهِ وَحُجَّتَهُ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ، مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ، مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، مُتَقَرِّباً اِلَی اللهِ بِزِیارَتِکَ، فَاشْفَعْ لی عِنْدَ اللهِ رَبّی وَرَبِّکَ فی خَلاصِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَقَضاءِ حَوائِجی حَوائِجِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ انکبّ علی القبر وَقَبّله وقُل :

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ وَالْمُسَلِّمینَ لَکَ بِقُلُوبِهِمْ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، وَالنّاطِقینَ بِفَضْلِکَ، وَالشّاهِدینَ عَلی اَنَّکَ صادِقٌ اَمینٌ صِدّیقٌ، عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر، اَشْهَدُ لَکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَوَلِیَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ جَنْبُ اللهِ وَبابُهُ، وَاَنَّکَ حَبیبُ اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذی یُؤْتی مِنْهُ، وَاَنَّکَ سَبیلُ اللهِ، وَاَنَّکَ عَبْدُ اللهِ وَاَخُو رَسُولِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِزِیارَتِکَ، راغِباً اِلَیْکَ فِی الشِّفاعَةِ، أبْتَغی

ص: 401

بِشَفاعَتِکَ خَلاصَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، مُتَعَوِّذاً بِکَ مِنَ النّارِ، هارِباً مِنْ ذُنوُبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُها عَلی ظَهْری فَزِعاً اِلَیْکَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبّی، اَتَیْتُکَ اَسْتَشْفِعُ بِکَ یا مَوْلایَ، وَاَتَقَرَّبُ بِکَ اِلَی اللهِ لَیَقْضِیَ بِکَ حَوائِجی، فَاشْفَعْ لی یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اِلَی اللهِ فَاِنّی عَبْدُ اللهِ وَمَوْلاکَ وَزائِرُکَ وَلَکَ عِنْدَ اللهِ الْمَقامُ الَْمحْمُودُ وَالْجاهُ الْعَظیمُ، وَالشَّأْنُ الْکَبیرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَبْدِکَ الْمُرْتَضی، وَاَمینِکَ الاَْوْفی، وَعُرْوَتِکَ الْوُثْقی، وَیَدِکَ الْعُلْیا، وَجَنِْبکَ الاَْعْلی، وَکَلِمَتِکَ الْحُسْنی، وَحُجَّتِکَ عَلَی الْوَری، وَصِدّیقِکَ الاَْکْبَرِ، وَسَیِّدِ الاَْوْصِیاءِ، وَرُکْنِ الاَْوْلِیاءِ، وَعِمادِ الاَْصْفِیاءِ، اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَیَعْسُوبِ الدّینِ، وَقُدْوَةِ الصّالِحینَ، وَاِمامِ الُْمخْلِصینَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الْخَلَلِ، الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ، الْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَیْبِ، الْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّیْبِ، اَخی نَبِیِّکَ وَوَصِیِّ رَسُولِکَ، الْبائِتِ عَلی فِراشِهِ، وَالْمُواسی لَهُ بِنَفْسِهِ، وَکاشِفِ الْکَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذی جَعَلْتَهُ سَیْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَآیَةً لِرِسالَتِهِ، وَشاهِداً عَلی اُمَّتِهِ، وَدَلالَةً عَلی حُجَّتِهِ، وَحامِلاً لِرایَتِهِ، وَوِقایَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِیاً لاُِمَّتِهِ، وَیَداً لِبَأسِهِ، وَتاجاً لِرَأسِهِ، وَباباً لِسِرِّهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّی هَزَمَ جُیُوشَ الشِّرْکِ بِاِذْنِکَ، وَاَبادَ عَساکِرَ الْکُفْرِ بِاَمْرِکَ، وَبَذَلَ نَفْسَهَ فی مَرْضاتِ رَسُولِکَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلی طاعَتِهِ، فَصَلِّ اللّهُمَّ عَلَیْهِ صَلاةً دائِمَةً باقِیَةً، ثم قل: اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، وَالشَّهابُ الثّاقِبُ وَالنُّورُ الْعاقِبُ، یا سَلیلَ الاَْطائِبِ، یا سِرَّ اللهِ، اِنَّ بَیْنی وَبَیْنَ اللهِ تَعالی ذُنُوباً قَدْ اَثْقَلَتْ ظَهْری وَلا یَأتی عَلَیْها اِلاّ رِضاهُ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَکَ عَلی سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاکَ اَمْرَ خَلْقِهِ، کُنْ لی اِلَی اللهِ شَفیعاً، وَمِنَ النّارِ مُجیراً، وَعَلَی الدَّهْرِ ظَهیراً، فَاِنّی عَبْدُاللهِ وَوَلِیُّکَ وَزائِرُکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ .

ثمّ صلّ ستّ رکعات صلاة الزّیارة وادعُ بما شئت وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤمِنینَ، عَلَیْکَ مِنّی سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ

ص: 402

اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، ثمّ توجّه الی جانب قبر الحسین ( علیه السلام ) واَشِر الیه وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَیْتُکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَی اللهِ تَعالی رَبّی وَرَبِّکُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَی اللهِ بِکُما، وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَی اللهِ فی حاجَتی هذِهِ وادعُ الی آخر دعاء صفوان ( اِنَّهُ قَریبٌ مُجیبٌ ) ، ثمّ استقبل القبلة وادعُ من أوّل دعاءه یا اللهُ یا اللهُ یا الله،ُ یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ، وَیا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبینَ ( الی ) وَاصْرِفْنی بِقَضاءِ حاجَتی وَکِفایَةِ ما اَهَمَّنی هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ دُنْیایَ وَآخِرَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ التفت الی جانب قبر امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، وَاَلسَّلامُ عَلی اَبی عَبْدِ اللهِ الْحُسَیْنِ ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَتِکُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَیْنی وَبَیْنَکُما .

أقول : قد ذکرنا سابقاً انّ دعاء صفوان هو الدّعاء المعروف بدعاء علقمة وسیذکر فی زیارة عاشوراء .

الزّیارة السّابعة : رواها السّید بن طاووس فی کتاب مِصباح الزّائر فقال : أقصد باب السّلام أی باب الرّوضة المقدّسة للامیر ( علیه السلام ) حَیثُ یریْ الضّریح المقدّس ، فقُل أربعاً وثلاثین مرّة : اَللهُ اَکْبَرُ وقل :

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ، وَاَنْبِیائِهِ الْمُرْسَلینَ، وَعِبادِهِ الصّالِحینَ، وَجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدیقینَ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلی آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اسْمِ اللهِ الرَّضِیِّ، وَوَجْهِهِ الْعَلِیِّ وَصِراطِهِ السَّوِیِّ، اَلسَّلامُ عَلی

ص: 403

الْمُهَذَّبِ الصَّفِیِّ، اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی خالِصِ الاَْخِلاّءِ، اَلسَّلامُ عَلی الَْمخْصُوصِ بِسَیِّدَةِ النِّساءِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمَوْلُودِ فِی الْکَعْبَةِ الْمُزَوَّجِ فِی السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلی اَسَدِ اللهِ فِی الْوَغی، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَکَّةُ وَمِنی، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الْحَوْضِ وَحامِلِ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلی خامِسِ اَهْلِ العَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْبائِتِ عَلی فِراشِ النَّبِیِّ وَمُفْدیهِ بِنَفْسِهِ مِنَ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلی قالِعِ بابِ خَیْبَرَ، وَالدّاحی بِهِ فِی الْفَضاءِ، اَلسَّلامُ عَلی مُکَلِّمِ الفِتْیَةِ فی کَهْفِهِمْ بِلِسانِ الاَْنْبِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلی مُنِْبعِ الْقَلیبِ فِی الفَلا، اَلسَّلامُ عَلی قالِعِ الصَّخْرَةِ وَقَدْ عَجَزَ عَنْهَا الرِّجالُ الاَْشِدّاءُ، اَلسَّلامُ عَلی مُخاطِبِ الثُّعْبانِ عَلی مِنْبَرِ الْکُوفَةِ بِلِسانِ الفُصَحاءِ، اَلسَّلامُ عَلی مُخاطِبِ الذِّئْبِ وَمُکَلِّمِ الْجُمْجُمَةِ بِالنَّهْرَوانِ وَقَدْ نَخِرَتِ الْعِظامُ بِالْبَلا، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الشَّفاعَةِ فی یَوْمِ الْوَرْی وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی الاِْمامِ الزَّکیِّ حَلیفِ الِْمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الْمُعْجِزِ الْباهِرِ، وَالنّاطِقِ بِالْحِکْمَةِ وَالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ عِنْدَهُ تَأویلُ الُْمحْکَمِ وَالْمُتَشابَهِ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْکِتابِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ رُدَّتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ حینَ تَوارَتْ بِالْحِجابِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحْیِی اللَّیْلِ الْبَهیمِ بِالتَّهَجُّدِ وَالاِْکْتِئابِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ خاطَبَهُ جِبْرِئیلِ بِاِمْرَةِ الْمُؤْمِنینَ بِغَیْرِ اِرْتِیاب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی سَیِّدِ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ عَجِبَ مِنْ حَمَلاتِهِ فِی الْحُرُوبِ مَلائِکَةُ سَبْعِ سَماوات، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ ناجَی الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَیْنَ یَدَیْ نَجْواهُ صَدَقات، اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْجُیُوشِ، وَصاحِبِ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلی مُخاطِبِ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلی نُورِ اللهِ فِی الظُّلُماتِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَضی ما فاتَهُ مِنَ الصَّلاةِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیِرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلی سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلی اِمامِ الْمُتَّقینَ، اَلسَّلامُ عَلی وارِثِ عِلْمِ النَّبِیّینَ،

ص: 404

اَلسَّلامُ عَلی یَعْسُوبِ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلی عِصْمَةِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلی قُدْوَةِ الصّادِقینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی حُجَّةِ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَی الَْمخْصُوصِ بِذِی الْفَقارِ، اَلسَّلامُ عَلی ساقی اَوْلِیائِهِ مِنْ حَوْضِ النَّبِیِّ الُْمخْتارِ، صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ مَا اطَّرَدَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، اَلسَّلامُ عَلَی النَّبَأِ الْعَظیمِ، اَلسَّلامُ عَلی مَنْ اَنْزَلَ اللهُ فیهِ: ( وَاِنَّهُ فی اُمِّ الْکِتابِ لَدَیْنا لٌَعَلِیُّ، حَکیمٌ ) اَلسَّلامُ عَلی صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقیمِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمَنْعُوتِ فِی التَّوْراة وَالاِْنْجیلِ وَالْقُرْآنِ الْحَکیمِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ انکبّ علی الضّریح وقبّله وقل :

یا اَمینَ اللهِ، یا حُجَّةَ اللهِ، یا وَلِیَّ اللهِ، یا صِراطَ اللهِ، زارَکَ عَبْدُکَ وَوَلِیُّکَ اللاّئِذُ بِقَبْرِکَ، وَالْمُنیخُ رَحْلَهُ بِفَنائِکَ، الْمُتَقَرِّبُ اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْمُسْتَشْفِعُ بِکَ اِلَی اللهِ، زِیارَةَ مَنْ هَجَرَ فیکَ صَحْبَهُ، وَجَعَلَکَ بَعْدَ اللهِ حَسْبَهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ الطُّورُ، وَالْکِتابُ الْمَسْطُورُ، وَالرِّقُ الْمَنْشُورُ، وَبَحْرُ الْعِلْمِ الْمَسْجُورُ یا وَلِیَّ اللهِ اِنَّ لِکُلِّ مَزُور عَنایَةً فیمَنْ زارَهُ وَقَصَدَهُ وَاَتاهُ، وَاَنَا وَلِیُّکَ وَقَدْ حَطَطْتُ رَحْلی بِفَنائِکَ، وَلَجَأْتُ اِلی حَرَمِکَ، وَلُذْتُ بِضَریحِکَ لِعِلْمی بِعَظیمِ مَنْزِلَتِکَ، وَشَرَفِ حَضْرَتِکَ وَقَدْ اَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْری، وَمَنَعَتْنی رُقادی، فَما اَجِدُ حِرْزاً وَلا مَعْقِلاً وَلا مَلْجَأً اَلْجَأُ اِلَیْهِ اِلاَّ اللهُ تَعالی، وَتَوَسُّلی بِکَ اِلَیْهِ، وَاسْتِشْفاعی بِکَ لَدَیْهِ فَها اَنَا ذا نازِلٌ بِفَنائِکَ، وَلَکَ عِنْدَ اللهِ جاهٌ عَظیمٌ، وَمَقامٌ کَریمٌ، فَاشْفَعْ لی عِنْدَ اللهِ رَبِّکَ یا مَوْلایَ .

ثمّ قبّل الضّریح واستقبل القبلة وقل :

اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، وَیا اَبْصَرَ النّاظِرینَ، وَیا اَسْرَعَ الْحاسِبینَ، وَیا اَجْوَدَ الاَْجْوَدینَ، بِمُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ رَسُولِکَ اِلَی الْعالَمینَ، وَبِاَخیهِ وَابْنِ عَمِّهِ الاَْنْزَعِ الْبَطینِ، الْعالِمِ الْمُبینِ عَلِیًّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ الاِْمامَیْنِ الشَّهیدَیْنِ، وَبِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعابِدینَ، وَبِمُحَمَّدِ

ص: 405

بْنِ عَلِیٍّ باقِرِ عِلْمِ الاَْوَّلینَ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد زَکِیِّ الصِّدِیقینَ، وَبِمُوسَی ابْنِ جَعْفَر الْکاظِمِ الْمُبینِ وَحَبیسِ الظّالِمینَ، وَبِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا الاَْمینِ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوادِ عَلَمِ الْمُهْتَدینَ، وَبِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْبَرِّ الصّادِقِ سَیِّدِ الْعابِدینَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْکَری وَلِیِّ الْمُؤْمِنینَ، وَبِالْخَلَفِ الْحُجَّةِ صاحِبِ الاَْمْرِ مُظْهِرِ الْبَراهینَ، اَنْ تَکْشِفَ ما بی مِنَ الْهُمُومِ، وَتَکْفِیَنی شَرَّ الْبَلاءِ الَْمحْتُومِ، وَتُجیرَنی مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمُومِ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ . ثمّ ادعُ بما شئت وَودّعه وانصرف .

أقول : روی السّید عبد الکریم بن طاووس فی کتاب فرحة الغرّی انّ زین العابدین ( علیه السلام ) ورد الکوفة ودَخل مسجدها وبه أبو حمزة الثّمالی، وکان مِن زُهّادِ أهل الکوفة ومَشایخها، فصلّی رکعتین، قال أبو حمزة : فما سمعت أطیب من لهجته فدنوت لاسمع ما یقول، فسمعتُه یقول : اِلهی اِنْ کانَ قَدْ عَصَیْتُکَ فَاِنّی قَدْ اَطَعْتُکَ فی اَحَبِّ الاَْشْیاءِ اِلَیْکَ وهو دعاء معروف .

أقول : الدّعاء سیأتی فی أعمال جامع الکوفة وسنروی هناک انّ أبا حمزة قال : ثمّ أتی ( علیه السلام ) الاسطوانة السّابعة فخَلع نعلیْه ووقف فرفَع یدیه الی حِیال اُذنیه وکبّر تکبیرة قفّ لها کُلّ شَعرة فی بدنی، فصلّی أربع رکعات یحسن رکوعها وسجودها، ثمّ دعا بدعاء اِلهی اِنْ کنْتُ قَدْ عَصَیْتُکَ الی آخر الدّعاء، وعلی الرّوایة التی نحن بصددها الان ثمّ نهَض ( علیه السلام ) ، قال أبو حمزة : فتبعته الی مناخِ الکوفة فَوَجدت عبداً أسود معهُ نجیب وناقة ، فقلت : یا اسود من الرّجل ؟ فقال : اَوَیَخْفی عَلَیْکَ شَمائِلُهُ ؟ هُوَ عَلیُ بن الحُسَین صَلواتُ اللهِ عَلَیهما، قال أبو حمزة : فاکببت علی قدمیه أقبّلهما فرفع رأسی

ص: 406

بیده وقال : لا یا أبا حمزة انّما یکون السّجود لله عزوجل ، فقلت : یا ابن رسول الله ما أقدمک الینا ؟ قال : ما رأیت، أی الصّلاة فی مسجد الکوفة ولو علم النّاس ما فیه من الفضل لاتوه ولو حبواً أی ولو شقّ علیهم السّیر غایة المشقّة فکانوا کالاطفال قبلما یقوون علی المشی فیحبون زحفاً علی أیدیهم وبُطونهم، ثمّ قال : هل لک أن تزُور معی قبر جدّی علیّ بن أبی طالب ؟ قلت : أجل ، فسرت فی ظلّ ناقته یحدّثنی حتیّ أتینا الغریین وهی بقعة بیضاء تلمع نوراً، فنزل عن ناقته ومرغ خدّیه علیها وقال : یا أبا حمزة هذا قبر جدّی علیّ بن أبی طالب، ثمّ زاره بزیارة أوّلها : اَلسَّلامُ عَلی اسْمِ اللهِ الرَّضیِّ وَنُورِ وَجْهِهِ المُضییءِ ثمّ ودّعه ومضی الی المدینة ورجعت الی الکوفة .

أقول : کنت آسف علی ترک السّید هذه الزّیارة فی کتاب الفرحة وکنت أفتّش عنه، فتصفّحت لذلک کلّ زیارة مرویّة للامیر ( علیه السلام ) علّنی أعثر علی زیارة تبدأ بالجملة السّابقة، فلم أجد سوی هذه الزّیارة الشّریفة، وهی قد افتتحت بما افتتحت بها الجملة السّابقة وهی کلمة ( اَلسَّلامُ عَلی اسْمِ اللهِ الرَّضیِّ ) واختلفت عنها فی العطف وهو ( وَنُورَ وَجْهِهِ المُضییءِ ) فلعلّ هذه هی تلک الزّیارة وهذا الاختلاف یسیر لا یکترث به، فان قلت: لم تکن بدء هذه الزّیارة کلمة اَلسَّلامُ عَلی اسْمِ اللهِ الرَّضیِّ بل کلمة سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ، اَجبنا أن ما یتقدّم علی الکلمة المذکورة من السّلام فهی بمنزلة الاستئذان والاسترخاص، والزّیارة نفسها انّما تبدأ من کلمة السّلام علی اسمِ اللهِ الرَّضیّ، ویشهد علی ما نقول

ص: 407

المقابلة بین هذه الزّیارة والزّیارة الواردة فی یوم المیلاد، وهُما تتشابهان غایة التّشابه فلاحظها لتعرف ذلک، واعلم انّ هذه الجملة مع ما فیها من العطف ولکن من دُون کلمة نُور قد ذکرت فی الزّیارة السّادسة وفی زیارة یوم المیلاد، ولکن لا فی بدئهما بل فی خلالهما والله العالم، وبالجملة حسبنا من الزّیارات المطلقة هذه الزّیارات السّبع ومن یبتغی اکثر منها فلیزره ( علیه السلام ) بالزّیارات الجامعة، ولیزره بما سنذکرها مِن الزّیارة المبسوطة لیوم الغدیر، ولیغتنم الزّائر زیارة الامیر ( علیه السلام ) والصّلاة فی حرمه الطّاهر، فالصّلاة عنده تعدل مائتی ألف صلاة، وعن الصّادق ( علیه السلام ) انّ مَن زار اماماً مفترض الطّاعة وصلّی عنده أربع رکعات کتب له حجّة وعمرة، وقد المحنا فی کتاب هدیّة الزّائر الی ما لجوار قبر أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) من الفضل ، وذلک ان حفظ المجاور حقّ الجوار وهذا شَرط بالِغ العُسر والمشقّة فلا یتیسّر لکلّ احد، والمقام لا یقتضی البَسط فلیراجِع من شاء الکتاب الفارسی ( کلمه طیّبه ) .

وَداعُ الاَمیر ( علیه السلام )

فاذا شئت وداعه فودّعهُ بهذا الوداع الّذی أورده العلماء تلو ما ذکروها مِنَ الزّیارة الخامِسة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَأسْتَرْعیکَ وَاَقْرَأ عَلَیْکَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرُّسُلِ وَبِما جاءَتْ بِهِ وَدَعَتْ اِلَیْهِ وَدَلَّتْ عَلَیْهِ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی اِیّاهُ، فَاِنْ تَوَفَّیْتَنی قَبْلَ ذلِکَ فَاِنّی اَشْهَدُ فی مَماتی عَلی ما شَهِدْتُ عَلَیْهِ فی حَیاتی، اَشْهَدُ اَنَّ اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ عَلِیّاً وَالْحَسَنَ، وَالْحُسَیْنَ، وَعَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، وَموُسَی بْنَ جَعْفَر، وَعَلِیَّ بْنَ مُوسی، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، وَعَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ وَالْحُجَّةَ

ص: 408

بْنَ الْحَسَنِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ اَئِمَّتی، وَاَشْهَدُ اَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحارَبَهُمْ مُشْرِکُونَ، وَمَنْ رَدَّ عَلَیْهِمْ فی اَسْفَلِ دَرَْک مِنَ الْجَحیمِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا اَعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءاءُ، وَاَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّیْطانِ، وَعَلی مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِکَةِ وَالنّاسِ اَجْمَعینَ، وَمَنْ شَرِکَ فیهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمُ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلیمِ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَعَلیٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَعَلِیٍّ وَمُحَمَّد وَجَعْفَر وَمُوسی وَعَلِیٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِیٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتِهِ فَاِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنی مَعَ هؤُلاءِ الْمُسَمَّیْنَ الاَْئِمَّةِ، اَللّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنا لَهُمْ بِالطّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالَْمحَبَّةِ وَحُسْنِ الْمُوازَرَةِ وَالتَّسْلیمِ .

المَقْصَدُ الثّانی : فی زیارات الامیر ( علیه السلام ) المخصُوصة :

وهی عدیدة أولاها زیارة یومِ الغدیر، وقد رُوی عن الرّضا ( علیه السلام ) انّه قال لابن أبی نصر : یا ابن أبی نصر أینما کنت فاحضر یوم الغدیر عند أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فانّ الله تعالی یغفر لکلّ مؤمن ومؤمنة ومُسلم ومُسلمة ذنُوب ستّین سنة، ویعتق مِنَ النّار ضعف ما اعتق فی شهر رمضان وفی لیلة القدر وفی لیلة الفطر ... الخبر .

واعلم انّهم قد خصّوا هذا الیوم الشّریف بعدّة زیارات :

الاُولی : زیارة أمین الله وقد جعلناها الثّانیة من الزّیارة المُطلقة وهی قد سلفت .

الثّانیة : زیارة مرویّة باسناد معتبرة عن الامام علیّ بن محمّد النّقی ( علیهما السلام ) قد زار ( علیه السلام ) بها الامیر ( علیه السلام ) یوم الغدیر فی السّنة التی أشخصه المعتصم، وصفتها کما یلی : اذا أردت ذلک فقف علی باب القُبّة المنوّرة واستأذن، وقال الشّیخ الشّهید : تغتسل وتلبس أنظف ثیابک وتستأذن وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی وَقَفْتُ عَلی باب وهذا هوَ الاستیذان الاوّل الذی اثبتناه فی

ص: 409

الباب الاوّل ثمّ ادخل مقدماً رجلک الیمنی علی الیسری وامش حتّی تقف علی الضّریح واستقبله واجعل القِبلة بین کتفیک وقُل :

اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَسَیِّدِ الْمُرْسَلینَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَمینِ اللهِ عَلی وَحْیِهِ وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، وَالْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَیْمِنِ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَنْبِیاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ وَعِبادِهِ الصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، وَسَیِّدَ الْوَصِیّینَ، وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِیّینَ، وَوَلِیَّ رَبِّ الْعالَمینَ، وَمَوْلایَ وَمَوْلَی الْمُؤْمِنینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ ،یا اَمینَ اللهِ فی اَرْضِهِ، وَسَفیرَهُ فی خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ الْبالِغَةَ عَلی عِبادِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا دینَ اللهِ الْقَویمَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقیمَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظیمُ الَّذی هُمْ فیهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَنْهُ یَسْأَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، آمَنْتَ بِاللهِ وَهُمْ مُشْرِکُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُکَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجمُونَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدّینَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّی أَتاکَ الْیَقینُ، اَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَی الظّالِمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْمُسْلِمینَ، وَیَعْسُوبَ الْمُؤْمِنینَُ وَاِمامَ الْمُتَّقینَ، وَقآئِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَخُو رَسُولِ اللهِ وَوَصِیُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ وَاَمینُهُ عَلی شَرْعِهِ وَخَلیفَتُهُ فی اُمَّتِهِ، وَاَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَصَدَّقَ بِما اُنْزِلَ عَلی نَبِیِّهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللهِ ما اَنْزَلَهُ فیکَ، فَصَدَعَ بِاَمْرِهِ، وَاَوْجَبَ عَلی اُمَّتِهِ فَرْضَ طاعَتِکَ وَوِلایَتِکَ، وَعَقَدَ عَلَیْهِمُ الْبَیْعَةَ لَکَ، وَجَعَلَکَ اَوْلی بِالْمُؤْمِنینَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ کَما جَعَلَهُ اللهُ کَذلِکَ، ثُمَّ اَشْهَدَ اللهَ تَعالی عَلَیْهِمْ فَقالَ: اَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا: اَللّهُمَّ بَلی، فَقالَ: اَللّهُمَّ اشْهَدْ وَکَفی بِکَ شَهیداً وَحاکِماً بَیْنَ الْعِبادِ، فَلَعَنَ اللهُ جاحِدَ وِلایَتِکَ بَعْدَ الاِْقْرارِ، وَناکِثَ عَهْدِکَ بَعْدَ الْمیثاقِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ

ص: 410

تَعالی، وَاَنَّ اللهَ تَعالی مُوف لَکَ بِعَهْدِهِ، ( وَمَنْ اَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللهَ فَسَیُؤْتیهِ اَجْراً عَظیماً ) ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ اَمیرُ الْمُؤْمِنینَ الْحَقُّ الَّذی نَطَقَ بِوِلایَتِکَ التَّنْزیلُ، وَاَخَذَ لَکَ الْعَهْدَ عَلَی الاُْمَّةِ بِذلِکَ الرَّسُولُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَعَمَّکَ وَاَخاکَ الَّذینَ تاجَرْتُمُ اللهَ بِنُفوُسِکُمْ فَاَنْزَلَ اللهُ فیکُمْ ( اِنَّ اللهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنینَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فی سَبیلِ اللهِ فَیَقْتُلُونَ وَیُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقّاً فِی التَّوْراةِ وَالاِْنْجیلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ اَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِروُا بِبِیْعِکُمُ الَّذی بایَعْتُمْ بِهِ وَذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظیمُ ) ( التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاکِعُونَ السّاجِدُونَ الاْمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنینَ ) ، اَشْهَدُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اَنَّ الشّآکَّ فیکَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الاَْمینِ، وَاَنَّ الْعادِلَ بِکَ غَیْرَکَ عانِدٌ عَنِ الدّینِ الْقَویمِ الَّذِی ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ الْعالَمینَ، وَاَکْمَلَهُ بِوِلایَتِکَ یَوْمَ الْغَدیرِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الْمَعْنی بِقَوْلِ الْعَزیزِ الرَّحیمِ: ( وَاَنَّ هذا صِراطی مُسْتَقیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَّرَقَ بِکُمْ عَنْ سَبیلِهِ، ضَلَّ وَاللهِ وَاَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواکَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عاداکَ، اَللّهُمَّ سَمِعْنا لاَِمْرِکَ وَاَطَعْنا وَاتَّبَعْنا صِراطِکَ الْمُسْتَقیمَ فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا اِلی طاعَتِکَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشّاکِرینَ لاَِنْعُمِکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوی مُخالِفاً، وَللِتُّقی مُحالِفاً، وَعَلی کَظْمِ الْغَیْظِ قادِراً، وَعَنِ النّاسِ عافِیاً غافِراً، وَاِذا عُصِیَ اللهُ ساخِطاً، وَاِذا اُطیعَ اللهُ راضیاً، وَبِما عَهِدَ اِلَیْکَ عامِلاً، راعِیاً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً لِمَا اسْتوُدِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مَا اتَّقَیْتَ ضارِعاً، وَلا اَمْسَکْتَ عَنْ حَقِّکَ جازِعاً، وَلا أحْجَمتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبیکَ ناکِلاً، وَلا اَظْهَرْتَ الرِّضا بِخِلافِ ما یُرْضِی اللهَ مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما اَصابَکَ فی سَبیلِ اللهِ، وَلا

ص: 411

ضَعُفْتَ وَلاَ اسْتَکَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّکَ مُراقِباً، مَعاذَ اللهِ اَنْ تَکُونَ کَذلِکَ بَلْ اِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّکَ، وَفَوَّضْتَ اِلَیْهِ اَمْرَکَ، وَذَکَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّکَرُوا وَوَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ اللهَ فَما تَخَوَّفُوا، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ جاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی دَعاکَ اللهُ اِلی جِوارِهِ، وَقَبَضَکَ اِلَیْهِ بِاخْتِیارِهِ، وَاَلْزَمَ اَعْداءَکَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ اِیّاکَ لِتَکُونَ الْحُجَّةُ لَکَ عَلَیْهِمْ مَعَ ما لَکَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ، عَلی جَمیعِ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، عَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِی اللهِ صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِکَ مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِکِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِیِّهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِیاً ما عِنْدَ اللهِ، راغِباً فیما وَعَدَ اللهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَلا تُحْجُمُ عَنْ مُحارِب اَفَکَ مَنْ نَسَبَ غَیْرَ ذلِکَ اِلَیْکَ، وَافْتَری باطِلاً عَلَیْکَ، وَاَوْلی لِمَنْ عَنَدَ عَنْکَ، لَقَدْ جاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ الْجِهادِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی صَبْرَ احْتِساب، وَاَنْتَ اَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَصَلّی لَهُ وَجاهَدَ وَاَبْدی صَفْحَتَهُ فی دارِ الشِّرْکِ، وَالاَْرْضُ مَشْحوُنَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّیْطانُ یُعْبَدُ جَهْرَةً، وَاَنْتَ الْقائِلُ : لا تَزیدُنی کَثْرَةُ النّاسِ حَوْلی عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنّی وَحْشَةً، وَلَوْ اَسْلَمَنِی النّاسُ جَمیعاً لَمْ اَکُنْ مُتَضَرِّعاً، اِعْتَصَمْتَ بِاللهِ فَعَزَزْتَ، وَآثَرْتَ الاْخِرَةَ عَلَی الاُْولی فَزَهِدْتَ وَاَیَّدَکَ اللهُ وَهَداکَ وَاَخْلَصَکَ وَاجْتَباکَ، فَما تَناقَضَتْ اَفْعالُکَ، وَلاَ اخْتَلَفَتْ اَقْوالُکَ، وَلا تَقَلَّبَتْ اَحْوالُکَ، وَلاَ ادَّعَیْتَ وَلاَ افْتَرَیْتَ عَلَی اللهِ کَذِباً، وَلا شِرَهْتَ اِلَی الْحُطامِ، وَلا دَنَّسَکَ الاْثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلی بَیِّنة مِنْ رَبِّکَ وَیَقین مِنْ اَمْرِکَ تَهْدی اِلَی الْحَقِّ وَاِلی صِراط مُسْتَقیم، اَشْهَدُ شَهادَةَ حَقّ، وَاُقْسِمُ بِاللهِ قَسَمَ صِدْق اَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ ساداتُ الْخَلْقِ، وَاَنَّکَ مَوْلایَ وَمَوْلَی الْمُؤْمِنینَ، وَاَنَّکَ عَبْدُ اللهِ وَوَلِیُّهُ وَاَخُو الرَّسُولِ

ص: 412

وَوَصِیُّهُ وَوارِثُهُ، وَاَنَّهُ الْقائِلُ لَکَ : وَالذَّی بَعَثنی بِالْحَقِّ ما آمَنَ بی مَنْ کَفَرَ بِکَ، وَلا اَقَرَّ بِاللهِ مَنْ جَحَدَکَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْکَ وَلَمْ یَهْتَدِ اِلَی اللهِ، وَلا اِلَیَّ مَنْ لا یَهْتَدی بِکَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبّی عَزَّوَجَلَّ : ( وَاِنّی لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اَهْتَدی ) اِلی وِلایَتِکَ، مَوْلایَ فَضْلُکَ لا یَخْفی وَنُوُرکَ لا یُطْفَأُ، وَاَنَّ مَنْ جَحَدَکَ الظَّلُومُ الاَْشْقی، مَوْلایَ اَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَی الْعِبادِ، وَالْهادی اِلَی الرَّشادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعادِ، مَوْلایَ لَقَدْ رَفَعَ اللهُ فِی الاُْولی مَنْزِلَتَکَ، وَاَعْلی فِی الاْخِرَةِ دَرَجَتَکَ، وَبَصَّرَکَ ما عَمِیَ عَلی مَنْ خالَفَکَ، وَحالَ بَیْنَکَ وَبَیْنَ مَواهِبِ اللهِ لَکَ، فَلَعَنَ اللهُ مُسْتَحِلِّی الْحُرْمَةِ مِنْکَ وَذائِدِی الْحَقِّ عَنْکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُمُ الاَْخْسَرُونَ الذَّینَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فیها کالِحُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ ما اَقْدَمْتَ وَلا أحجَْمْتَ وَلا نَطَقْتَ وَلا اَمْسَکْتَ اِلاّ بِاَمْر مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ : وَالَّذی نَفْسی بِیَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ اِلَیَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ اَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قُدْماً، فَقالَ : یا عَلِیُّ اَنْتَ مِنّی بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسی اِلاّ اَنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدْی، وَاُعْلِمُکَ اَنَّ مَوْتَکَ وَحَیاتَکَ مَعی وَعَلی سُنَّتی، فَوَاللهِ ما کَذِبْتُ وَلا کُذِبْتُ، وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بی، وَلا نَسیتُ ما عَهِدَ اِلَیَّ رَبّی، وَاِنّی لَعَلی بَیِّنَة مِنْ رَبّی بَیَّنَها لِنَبِیِّهِ، وَبَیَّنَهَا النَّبِیُّ لی وَاِنّی لَعَلَی الطَّریقِ الْواضِحِ، اَلْفِظُهُ لَفْظاً، صَدَقْتَ وَاللهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ ساواکَ بِمَنْ ناواکَ، وَاللهُ جَلَّ اسْمُهُ یَقُولُ : ( هَلْ یَسْتَوِی الَّذینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذینَ لا یَعْلَمُونَ ) ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَدَلَ بِکَ مَنْ فَرَضَ اللهُ عَلَیْهِ وِلایَتَکَ وَاَنْتَ وَلِیُّ اللهِ وَاَخُو رَسُولِهِ، وَالذّابُّ عَنْ دینِهِ، وَالَّذی نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضیلِهِ، قالَ اللهُ تَعالی : ( وَفَضَّلَ

ص: 413

اللهُ الُْمجاهِدینَ عَلَی الْقاعِدینَ اَجْراً عَظیماً* دَرَجات مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَکانَ اللهُ غَفوُراً رَحیماً ) ، وَقالَ اللهُ تَعالی : ( اَجَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْیَوِم الاْخِرِ وَجاهَدَ فی سَبیلِ اللهِ لا یَسْتَوونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمینَ*، الَّذینَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فی سَبیلِ اللهِ بِاَمْوالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ اَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَاُولئِکَ هُمُ الْفآئِزُونَ* یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَة مِنْهُ وَرِضْوان وَجَنّات لَهُمْ فیها نَعیمٌ مُقیمٌ* خالِدینَ فیها اَبَداً اِنَّ اللهَ عِنْدَهُ اَجْرٌ عَظیمٌ ) ، اَشْهَدُ اَنَّکَ الَْمخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللهِ، الُْمخْلِصُ لِطاعَةِ اللهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدی بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّکَ اَحَداً، وَاَنَّ اللهَ تَعالَی اسْتَجابَ لِنَبِیِّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فیکَ دَعْوَتَهُ ثُمَّ اَمَرَهُ بِاِظْهارِ ما اَوْلاکَ لاُِمَّتِهِ، اِعْلاءً لِشَأنِکَ، وَاِعْلاناً لِبُرْهانِکَ، وَدَحْضاً لِلاَْباطیلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذیرِ، فَلَمّا اَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقینَ، وَاتَّقی فیکَ الْمُنافِقینَ، اَوْحی اِلَیْهِ رَبُّ الْعالَمینَ : ( یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ ) ، فَوَضَعَ عَلی نَفْسِهِ اَوْ زارَ الْمَسیرِ، وَنَهَضَ فی رَمْضاءِ الْهَجیرِ، فَخَطَبَ وَاسْمَعَ وَنادی فَاَبْلَغَ ثُمَّ سَأَلَهُمْ اَجْمَعَ، فَقالَ : هَلْ بَلَّغْتُ، فَقالوُا : اللّهُمَّ بَلی، فَقالَ : اللّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ : اَلَسْتُ اَوْلی بِالْمُؤْمِنینَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ ؟، فَقالوُا : بَلی، فَاَخَذَ بِیَدِکَ وَقالَ : مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِیٌّ مَوْلاهُ، اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَما آمَنَ بِما اَنْزَلَ اللهُ فیکَ عَلی نَبِیِّهِ اِلاّ قَلیلٌ وَلا زادَ اَکْثَرَهُمْ غَیْرَ تَخْسیر، وَلَقَدْ اَنْزَلَ اللهُ تَعالی فیکَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ کارِهوُنَ : ( یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنوُا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ

ص: 414

عَنْ دینِهِ فَسَوْفَ یَأتِی اللهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ اَذِلَّة عَلَی الْمُؤْمِنینَ اَعِزَّة عَلَی الْکافِرینَ یُجاهِدُونَ فی سَبیلِ اللهِ وَلا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذلِکَ فَضْلُ اللهِ یُؤْتیهِ مَنْ یَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلیمٌ ) ، ( اِنَّما وَلِیُّکُمُ اللهُ وَرَسُولَهُ وَالَّذینَ آمَنوُا الَّذینَ یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَهُمْ راکِعُونَ *، وَمَنْ یَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذینَ آمَنُوا فَاِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) ، ( رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ ) ، ( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الوَهّابُ ) ، اَللّهُمَّ اِنّا نَعْلَمُ اِنَّ هذا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِکَ، فَالْعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَکْبَرَ وَکَذَّبَ بِهِ وَکَفَرَ، وَسَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا اَیَّ مُنْقَلَب یَنْقَلِبُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ وَسَیِّدِ الْوَصِیّینَ، وَاَوَّلَ العابِدینَ، وَاَزْهَدَ الزّاهِدینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، اَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلی حُبِّهِ مِسْکیناً وَیَتیماً وَاَسیراً لِوَجْهِ اللهِ، لا تُریدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَلا شُکُوراً، وَفیکَ اَنْزَلَ اللهُ تَعالی وَیُؤْثِرُونَ عَلی اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاوُلئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاَنْتَ الْکاظِمُ لِلْغَیْظِ، وَالْعافی عَنِ النّاسِ، وَاللهُ یُحِبُّ الُْمحْسِنینَ، وَاَنْتَ الصّابِرُ فِی الْبَأساءِ وَالضَّرّاءِ وَحینَ الْبَأسِ، وَاَنْتَ الْقاسِمُ بِالسَّوِیَّةِ، وَالْعادِلُ فِی الرَّعِیَّةِ، وَالْعالِمُ بِحُدُودِ اللهِ مِنْ جَمیعِ الْبَرِیَّةِ، وَاللهُ تَعالی اَخْبَرَ عَمّا اَوْلاکَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ : ( اَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَُوونَ * اَمَّا الَّذینَ آمَنوُا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأوی نُزُلاً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ ) ، وَاَنْتَ الَْمخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزیلِ، وَحُکْمِ التَّأویلِ، وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَکَ الْمَواقِفُ الْمَشْهُودَةُ، وَالْمَقاماتُ الْمَشْهُورَةُ، وَالاَْیّامُ الْمَذْکُورَةُ یَوْمَ بَدْر وَیَوْمَ الاَْحْزابِ ( اِذْ زاغَتِ الاَْبْصارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الْظُّنُونا* هُنا لِکَ

ص: 415

ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدیداً* وَاِذْ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذینَ فی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ اِلاّ غُرُوراً* وَاِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ یا اَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَکُمْ فَارْجِعُوا، وَیَسْتَأْذِنُ فَریقٌ مِنْهُمُ النَّبِیَّ یَقُولُونَ اِنَّ بُیُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِیَ بِعَوْرَة اِنْ یُریدُونَ اِلاّ فِراراً ) ، وَقالَ اللهُ تَعالی : ( وَلَمّا رَاَی الْمُؤْمِنُونَ الاَْحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ اِلاّ ایماناً وَتَسْلیماً ) ، فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ ( وَرَدَّ اللهُ الَّذینَ کَفَرُوا بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالوُا خَیْرا وَکَفَی اللهُ الْمُؤْمِنینَ الْقِتالَ وَکانَ اللهُ قَوِیَّاً عَزیزاً ) ، وَیَوْمَ اُحُد ( اِذْ یُصْعِدُونَ وَلا یَلْوُونَ عَلی اَحَد وَالرَّسُولُ یَدْعُوهُمْ فی اُخْراهُمْ ) وَاَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِکینَ عَنِ النَّبِیِّ ذاتَ الَْیمینِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّی رَدَّهُمُ اللهُ تَعالی عَنْکما خائِفینَ، وَنَصَرَ بِکَ الْخاذِلینَ، وَیَوْمَ حُنَیْن عَلی ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزیلُ ( اِذْ اَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئاً وَضاقَتْ عَلَیْکُمُ الاَْرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرینَ * ثُمَّ اَنْزَلَ اللهُ سَکینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ وَعَلَی الْمُؤْمِنینَ ) ، وَالْمُؤْمِنوُنَ اَنْتَ وَمَنْ یَلیکَ، وَعَمُّکَ الْعَبّاسُ یُنادِی الْمُنْهَزِمینَ یا اَصْحابَ سورَةِ الْبَُقَرَةِ، یا اَهْلَ بَیْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّی اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ کَفَیْتَهُمُ الْمَؤُنَةَ، وَتَکَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعادُوا آیِسینَ مِنَ المَثُوبَةِ، راجینَ وَعْدَ اللهِ تَعالی بِالتَّوْبَةِ، وَذلِکَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ ذِکْرُهُ ثُمَّ یَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ عَلی مَنْ یَشاءُ، وَاَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظیمِ الاَْجْرِ، وَیَوْمَ خَیْبَرَ اِذْ اَظْهَرَ اللهُ خَوَرَ الْمُنافِقینَ، وَقَطَعَ دابِرَ الْکافِرینَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَلَقَدْ کانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ الاَْدْبارَ، وَکانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُوولاً، مَوْلایَ اَنْتَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ، وَالُْمحَجَّةُ الْواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السّابِغَةُ، وَالْبُرْهانُ الْمُنیرُ، فَهَنیئاً

ص: 416

لَکَ بِما آتاکَ اللهُ مِنْ فَضْل، وَتَبّاً لِشانِئِکَ ذِی الْجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِیِّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ جَمیعَ حُرُوبِهِ وَمَغازیهِ، تَحْمِلُ الرّایَةَ اَمامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قُدّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِکَ الْمَشْهُورِ، وَبَصیرَتِکَ فِی الاُْمُورِ، اَمَّرَکَ فِی الْمَواطِنِ وَلَمْ یَکُنْ عَلَیْکَ اَمیرٌ، وَکَمْ مِنْ اَمْر صَدَّکَ عَنْ اِمْضاءِ عَزْمِکَ فیهِ التُّقی، وَاتَّبَعَ غَیْرُکَ فی مِثْلِهِ الْهَوی، فَظَنَّ الْجاهِلُونَ اَنَّکَ عَجَزْتَ عَمّا اِلَیْهِ انْتَهی، ضَلَّ وَاللهِ الظّانُّ لِذلِکَ وَمَا اهْتَدی، وَلَقَدْ اَوْضَحْتَ ما اَشْکَلَ مِنْ ذلِکَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَری بِقَوْلِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ : قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحیلَةِ وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَی اللهِ فَیَدَعُها رَأیَ الْعَیْنِ، وَیَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَریجَةَ لَهُ فِی الدّینِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ، وَاِذْ ما کَرَکَ النّاکِثانِ فَقالا : نُریدُ الْعُمْرَةَ فَقُلْتُ لَهُما : لَعَمْرُ کُما ما تُریدانِ الْعُمْرَةَ لکِنْ تُریدانِ الْغَدْرَةَ، فَاَخَذْتَ الْبَیْعَةَ عَلَیْهِما، وَجَدَّدْتَ الْمیثاقَ، فَجَدّا فِی النِّفاقِ، فَلَمّا نَبَّهْتَهُما عَلی فِعْلِهِما اَغْفَلا وَعادا وَمَا انْتَفَعا وَکانَ عاقِبَةُ اَمْرِهِما خُسْراً، ثُمَّ تَلاهُما اَهْلُ الشّامِ فَسِرْتَ اِلَیْهِمْ بَعْدَ الاِْعْذارِ ،وَهُمْ لا یَدینُونَ دینَ الْحَقِّ، وَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعاعٌ ضالّوُنَ، وَبِالَّذی اُنْزِلَ عَلی مُحَمَّد فیکَ کافرُِونَ، وَلاَِهْلِ الْخِلافِ عَلَیْکَ ناصِرُونَ، وَقَدْ اَمَرَ اللهُ تَعالی بِاتِّباعِکَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنینَ اِلی نَصْرِکَ، وَقالَ عَزَّوَجَلَّ : ( یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اتَّقواُ اللهَ وَکُونُوا مَعَ الصّادِقینَ ) ، مَوْلایَ بِکَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَاَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ، فَلَکَ سابِقَةُ الْجِهادِ عَلی تَصْدیقِ التَّنْزیلِ، وَلَکَ فَضیلَةُ الْجِهادِ عَلی تَحْقیقِ التَّأْویلِ، وَعَدُوُّکَ عَدُوُّ اللهِ جاحِدٌ لِرَسُولِ اللهِ یَدْعُو باطِلاً، وَیَحْکُمُ جائِراً، وَیَتَاَمَّرُ غاصِباً، وَیَدْعُو حِزْبَهُ اِلَی النّارِ، وَعَمّارٌ یُجاهِدُ وَیُنادی بَیْنَ الصَّفَّیْنِ : الرَّواحَ الرَّواحَ اِلَی الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقی فَسُقِیَ اللَّبَنَ کَبَّرَ وَقالَ : قالَ

ص: 417

لی رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ : آخِرُ شَرابِکَ مِنَ الدُّنْیا ضَیاحٌ مِنْ لَبَن، وَتَقْتُلُکَ الْفِئَةُ الْباغِیَةُ، فَاعْتَرَضَهُ اَبُو، الْعادِیَةِ الْفَزارِیُّ فَقَتَلَهُ، فَعَلی اَبِی الْعادِیَةِ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ مَلائِکَتِهِ وَرُسُلِهِ اَجْمَعینَ، وَعَلی مَنْ سَلَّ سَیْفَهُ عَلَیْکَ وَسَلَلْتَ سَیْفَکَ عَلَیْهِ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ مِنَ الْمُشْرِکینَ وَالْمُنافِقینَ اِلی یَوْمِ الدّینَ، وَعَلی مَنْ رَضِیَ بِما ساءَکَ وَلَمْ یَکْرَهْهُ وَأغْمَضَ عَیْنَهُ وَلَمْ یُنْکِرْ، اَوْ اَعانَ عَلَیْکَ بِیَد اَوْ لِسان، اَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِکَ، اَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهادِ مَعَکَ، اَوْ غَمَطَ فَضْلَکَ وَجَحَدَ حَقَّکَ، اَوْ عَدَلَ بِکَ مَنْ جَعَلَکَ اللهُ اَوْلی بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، وَعَلَی الاَْئِمَّةِ مِنْ آلِکَ الطّاهِرینَ، اِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ، وَالاَْمْرُ الاَْعْجَبُ وَالْخَطْبُ الاَْفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِکَ حَقَّکَ، غَصْبُ الصِّدیقَةِ الطّاهِرَةِ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ النِّساءِ فَدَکاً، وَرَدُّ شَهادَتِکَ وَشَهادَةِ السَّیِّدَیْنِ سُلالَتِکَ وَعِتْرَةِ الْمُصْطَفی صَلَّی اللهُ عَلَیْکُمْ، وَقَدْ اَعْلَی اللهُ تَعالی عَلَی الاُْمَّةِ دَرَجَتَکُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَکُم وَاَبانَ فَضْلَکُم وَشَرَّفَکُمْ عَلَی الْعالَمینَ، فَاَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهیراً، قالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ : ( اِنَّ الاِْنْسانَ خُلِقَ هَلوُعاً* اِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوُعاً* وَاِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ* مَنوُعاً اِلاَّ الْمُصَلّینَ ) ، فَاسْتَثْنَی اللهُ تَعالی نَبِیَّهُ الْمُصْطَفی وَاَنْتَ یا سَیِّدَ الاَْوْصِیاءِ مِنْ جَمیعِ الْخَلْقِ، فَما اَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَکَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ اَفْرَضُوکَ سَهْمَ ذَوِی الْقُرْبی مَکْراً، وَاَحادُو عَنْ اَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا آلَ الاَْمْرُ اِلَیْکَ اَجْرَیْتَهُمْ عَلی ما اَجْرَیا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ اللهِ لَکَ، فَاَشْبَهَتْ مِحْنَتُکَ بِهِما مِحَنَ الاَْنْبِیاءِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الاَْنْصارِ، وَاَشْبَهْتَ فِی الْبَیاتِ عَلَی الْفِراشِ الذَّبیحَ عَلَیْهِ السَّلامُ، اِذْ اَجَبْتَ کَما اَجابَ، وَاَطَعْتَ کَما اَطاعَ اِسْماعیلُ صابِراً مُحْتَسِباً اِذْ قالَ لَهُ : ( یا بُنَیَّ اِنّی اَری فِی الْمَنامِ اَنّی اَذْبَحُکَ فَانْظُرْ ماذا

ص: 418

تَری قالَ یا اَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنی اِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرینَ ) ، وَکَذلِکَ اَنْتَ لَمّا اَباتَکَ النَّبِیُّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَمَرَکَ َاَنْ تَضْجَعَ فی مَرْقَدِهِ واقیاً لَهُ بِنَفْسِکَ اَسْرَعْتَ اِلی اِجابَتِهِ مُطیعاً، وَلِنَفْسِکَ عَلَی الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَکَرَ اللهُ تَعالی طاعَتَکَ وَاَبانَ عَنْ جَمیلِ فِعْلِکَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِکْرُهُ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَشْری نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ ) ، ثُمَّ مِحْنَتُکَ یَوْمَ صِفّینَ وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حیلَةً وَمَکْراً، فَاَعْرَضَ الشَّکُّ، وَعُزِفَ الْحَقُّ وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، اَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هارُونَ اِذْ اَمَّرَهُ موُسی عَلی قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ یُنادی بِهِمْ وَیَقوُلُ : ( یا قَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَاِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعوُنی وَاَطیعُوا اَمْری* قالوُا لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاکِفینَ حَتّی یَرْجِعَ اِلَیْنا موُسی ) ، وَکَذلِکَ اَنْتَ لَمّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ قُلْتَ یا قَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْکَ وَخالَفُوا عَلَیْکَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَکَمَیْنِ، فَاَبَیْتَ عَلَیْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ اِلَی اللهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ اِلَیْهِم فَلَمّا اَسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْکَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَاَلْزَمُوکَ عَلی سَفَه التَّحْکیمَ الَّذی اَبَیْتَهُ وَاَحَبُّوهُ وَحَظَرْتَهُ، وَاَباُحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذی اقْتَرَفُوهُ وَاَنْتَ عَلی نَهْجِ بَصیرَة وَهُدی، وَهُمْ عَلی سُنَنِ ضَلالَة وَعَمیً، فَما زالُوا عَلَی الِّنْفاقِ مُصِرّینَ، وَفِی الْغَیِّ مُتَرَدِّدینَ حَتیّ اَذاقَهُمُ اللهُ وَبالَ اَمْرِهِمْ، فَاَماتَ بِسَیْفِکَ مَنْ عانَدَکَ، فَشَقِیَ وَهَوی وَاَحْیا بِحُجَّتِکَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِیَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ غادِیَةً وَرائِحَةً وَعاکِفَةً وَذاهِبَةً، فَما یُحیطُ الْمادِحُ وَصْفَکَ، وَلا یُحْبِطُ الطّاعِنُ فَضْلَکَ، اَنْتَ اَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبادَةً، وَاَخْلَصُهُمْ زَهادَةً، وَاَذَّبُهُمْ عَنِ الدّینِ، اَقَمْتَ حُدُودَ اللهِ بِجُهْدِکَ، وَفَلَلْتَ عَساکِرَ الْمارِقینَ بِسَیْفِکَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنانِکَ، وَتَهْتِکُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَیانِکَ، وَتَکْشِفُ لَبْسَ الْباطِلِ عَنْ صَریحِ الْحَقِّ، لا تَأخُذُکَ فِی اللهِ لَوْمَةُ لائِم، وَفی

ص: 419

مَدْحِ اللهِ تَعالی لَکَ غِنیً عَنْ مَدْحِ الْمادِحینَ وَتَقْریظِ الْواصِفینَ، قالَ اللهُ تَعالی : ( مِنَ الْمُؤْمِنینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَما بَدَّلوُا تَبْدیلاً ) ، وَلَمّا رَأَیْتَ اَنْ قَتَلْتَ النّاکِثینَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ وَصَدَقَکَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ فَاَوْفَیْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ : اَما آنَ اَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ ؟ اَمْ مَتی یُبْعَثُ اَشْقاها ؟ واثِقاً بِاَنَّکَ عَلی بَیِّنَة مِنْ رَبِّکَ وَبَصیرَة مِنْ اَمْرِکَ، قادِمٌ عَلَی اللهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَیْعِکَ الَّذی بایَعْتَهُ بِهِ، وَذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظیمُ ،اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَنْبِیائِکَ وَاَوْصِیاءِ اَنْبِیائِکَ بِجَمیعِ لَعَناتِکَ، وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِکَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِیَّکَ حَقَّهُ، وَاَنَکَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْیَقینِ وَالاِْقْرارِ بِالْوِلایَةِ لَهُ یَوْمَ اَکْمَلْتَ لَهُ الدّینَ، اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَمَنْ ظَلَمَهُ وَاَشْیاعَهُمْ وَاَنْصارَهُم، اَللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمی الْحُسَیْنِ وَقاتِلیهِ، وَالْمُتابِعینَ عَدُوَّهُ، وَناصِریهِ، وَالرّاضینَ بِقَتْلِهِ وَخاذِلیهِ لَعْناً وَبیلاً، اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ مُحَمَّد وَمانِعیهِمْ حُقُوقَهُمْ، اَللّهُمَّ خُصَّ اَوَّلَ ظالِم وَغاصِب لاِلِ مُحَمَّد بِاللَّعْنِ، وَکُلَّ مُسْتَن بِما سَنَّ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَعَلی عَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّکینَ وَبِوِلایَتِهِمْ مِنَ الْفائِزینَ الاْمِنینَ الَّذینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ .

أقول : قد أومأنا فی کتاب هدیّة الزّائر الی سند هذه الزّیارة وقلنا هناک هذه زیارة یزار ( علیه السلام ) بها فی جمیع الاوقات عن قرب وعن بعد فلا تخصّ یوماً خاصاً أو مکاناً مُعیّناً وهذه البتّة فائدة جلیلة یغتنمها الرّاغبُون فی العِبادة الشّائقُونَ الی زیارة سُلطان الولایة ( علیه السلام ) .

الثّالثة : زیارة رَواها فی الاقبال ، قال : عن الصّادق (

ص: 420

علیه السلام ) قال : اذا کنت فی یوم الغدیر فی مشهد مولانا امیر المؤمنین صلوات الله علیه فادنُ من قبره بعد الصّلاة والدّعاء وان کُنت فی بُعد منه فأومِ الیه بعد الصّلاة وهذا هو الدّعاء :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَاَخی نَبِیِّکَ وَوَزیرِهِ وَحَبیبِهِ وَخَلیلِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَخِیَرَتِهِ مِنْ اُسْرَتِهِ، وَوَصِیِّهِ وَصَفْوَتِهِ وَخالِصَتِهِ وَاَمینِهِ وَوَلِیِّهِ، وَاَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذینَ آمَنُوا بِهِ، وَاَبی ذُرِّیَّتِهِ، وَبابِ حِکْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعی اِلی شَریعَتِهِ، وَالْماضی عَلی سُنَّتِهِ، وَخَلیفَتِهِ عَلی اُمَّتِهِ، سَیِّدِ الْمُسْلِمینَ، وَاَمیرِالْمُؤْمِنینَ، وَقائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ، اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ خَلْقِکَ وَاَصْفِیائِکَ وَاَوْصِیاءِ اَنْبِیائِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ ما حُمِّلَ، وَرَعی مَا اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ، مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلالَکَ، وَحَرَّمَ حَرامَکَم وَاَقامَ اَحْکامَکَ، وَدَعا اِلی سَبیلِکَ، وَوالی أوْلِیاءَکَ وَعادی اَعْداءَکَ، وَ جاهَدَ النّاکِثینَ عَنْ سَبیلِکَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ عَنْ اَمْرِکَ، صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَیْرَ مُدْبِر لا تَأخُذُهُ فِی اللهِ لَوْمَةُ لائِم حَتّی بَلَغَ فی ذلِکَ الرِّضا وَسَلَّمَ اِلَیْکَ الْقَضاءَ، وَعَبَدَکَ مُخْلِصاً وَنَصَحَ لَکَ مُجْتَهِداً حَتّی اَتاهُ الْیَقینُ، فَقَبَضْتَهُ اِلَیْکَ شَهیداً سَعیداً وَلِیّاً تَقِیّاً رَضِیّاً زَکِیّاً هادِیاً مَهْدِیّاً، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَنْبِیائِکَ وَاَصْفِیائِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

أقول : أورد السّید فی کتاب مصباح الزّائر لهذا الیوم زیارة اُخری لم یعلم اختصاصها به وهی قد رکبت من زیارتین اثنتین اودعهُما العلاّمة المجلسی کتاب التّحفة فجعلهما الزّیارتین الثّانیة والثّالثة .

الثّانیة مِنَ الزّیاراتِ المخصُوصة

زیارة یوم میلاد النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) روی الشّهید والمفید والسّید ابن طاووس انّ الصّادق ( علیه السلام ) زار امیر المؤمنین صلوات الله علیه فی الیوم

ص: 421

السّابع عشر من ربیع الاوّل بهذه الزّیارة وعلّمها الثّقة الجلیل محمّد بن مسلم الثّقفی ( رضی الله عنه ) ، فقال : اذا أتیت مشهد امیر المؤمنین ( علیه السلام ) فاغتسل للزّیارة والبس أنظف ثیابک واستعمل شیئاً مِن الطّیب وسر وعلیک السّکینة والوقار ، فاذا وصلت الی باب السّلام أی باب الحرم الطّاهر فاستقبل القبلة وقُل الله اکبر ثلاث مرّات ثمّ قل :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی خِیَرَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْبَشیرِ النَّذیرِ السِّراجِ الْمُنیرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی الطُّهْرِ الطّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْعَلَمِ الزّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمَنْصُورِ الْمُؤَیَّدِ، اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الْقاسِمِ مُحَمَّد وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَنْبِیاءِ اللهِ الْمُرْسَلینَ، وَعِبادِ اللهِ الصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللهِ الْحافّینَ بِهذَا الْحَرَمِ وَبِهذَا الضَّریحِ الّلائِذینَ بِهِ .

ثمّ ادنُ من القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَصِیَّ الاَْوْصِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عِمادَ الاَْتْقِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ الاَْوْلِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا آیَةَ اللهِ الْعُظْمی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خامِسَ اَهْلِ الْعَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ الاَْتْقِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عِصْمَةَ الاَْوْلِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا زَیْنَ الْمُوَحِّدینَ النُّجَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خالِصَ الاَْخِلاّءِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا والِدَ الاَْئِمَّةِ الاُْمَناءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ الْحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قَسیمَ الْجَنَّةِ وَلَظی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَکَّةُ وَمِنی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَحْرَ الْعُلُومِ وَکَنَفَ الْفُقَراءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ وُلِدَ فِی الْکَعْبَةِ، وَزُوِّجَ فِی السَّماءِ بِسَیِّدَةِ النِّساءِ، وَکانَ شُهُودَهَا الْمَلائِکَةُ الاَْصْفِیاُءَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مِصْباحَ الضِّیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ خَصَّهُ النَّبِیُّ بِجَزیلِ الْحِباءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ باتَ عَلی فِراشِ خاتَمِ الاَْنْبِیاءِ، وَوَقاهُ

ص: 422

بِنَفْسِهِ شَرَّ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامی شَمْعُونَ الصَّفا، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ اَنْجَی اللهُ سَفینَةَ نُوح بِاسْمِهِ وَاسْمِ اَخیهِ حَیْثُ الْتَطَمَ الْماءُ حَوْلَها وَطَمی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ تابَ اللهُ بِهِ وَبِاَخیهِ عَلی آدَمَ اِذْ غَوی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا فُلْکَ النَّجاةِ الَّذی مَنْ رَکِبَهُ نَجا وَمَنْ تَاَخَّرَ عَنْهُ هَوی اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الْفَلا اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی مَنْ کَفَرَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ ذَوِی الاَْلْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَعْدِنَ الْحِکْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْکِتابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا میزانَ یَوْمِ الْحِسابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا فاصِلَ الْحُکْمِ النّاطِقَ بِالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِی الِْمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ کَفَی اللهُ الْمُؤْمِنینَ الْقِتالَ بِهِ یَوْمَ الاَْحْزابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ اَخْلَصَ للهِ الْوَحْدانِیَّةَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قاتِلَ خَیْبَرَ وَقالِعَ الْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ دَعاهُ خَیْرُ الاَْنامِ لِلْمَبیتِ عَلی فِراشِهِ فَاَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِیَّةِ وَاَجابَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ لَهُ طُوبی وَحُسْنُ مآب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ عِصْمَةِ الدّینِ، وَیا سَیِّدَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ نَزَلَتْ فی فَضْلِهِ سُورَةُ الْعادِیاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ کُتِبَ اسْمُهُ فِی السَّماءِ عَلَی السُّرادِقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُظْهِرَ الْعَجائِبِ وَالاْیاتِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُخْبِراً بِما غَبَرَ و بِما هُوَ آت، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُخاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خاتِمَ الْحَصی وَمُبَیِّنَ الْمُشْکِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِی الْوَغا مَلائِکَةُ السَّماواتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ ناجَی الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَیْنَ

ص: 423

یَدَیْ نَجْوهُ الصَّدَقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا والِدَ الاَْئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السّاداتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا تالِیَ الْمَبْعُوثِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عِلْمِ خَیْرِ مَوْرُوث وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْمُتَّقینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا غِیاثَ الْمَکْرُوبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُظْهِرَ الْبَراهینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا طه وَیس، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبْلَ اللهِ الْمَتینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ تَصَدَّقَ فی صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلَی الْمِسْکینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَلیبِ وَمُظْهِرَ الْماءِ الْمَعینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْنَ اللهِ النّاظِرَةَ وَیَدَهُ الْباسِطَةَ وَلِسانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ فی بَرِیَّتِهِ اَجْمَعینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عِلْمِ النَّبِیّینَ، وَمَسْتَوْدَعَ عِلْمِ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَصاحِبَ لِواءِ الْحَمْدِ، وَساقِیَ اَوْلِیائِهِ مِنْ حَوْضِ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا یَعْسُوبَ الدّینِ، وَقائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ، وَوالِدَ الاَْئِمَّةِ الْمَرْضِیّینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی اسْمِ اللهِ الرَّضِیِّ وَوَجْهِهِ الُمضیءِ، وَجَنْبِهِ الْقَوِیِّ، وَصِراطِهِ السَّوِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَی الاِْمامِ التَّقِیِّ الُْمخْلِصِ الصَّفِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَی الْکَوْکَبِ الدُّرِّیِّ اَلسَّلامُ عَلَی الاِْمامِ اَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَئِمَّةِ الْهُدی، وَمَصابیحِ الدُّجی، وَاَعْلامِ التُّقی، وَمَنارِ الْهُدی، وَذَوِی النُّهی، وَکَهْفِ الْوَری، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقی، وَالْحُجَّةِ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی نُورِ الاَْنْوارِ، وَحُجَّةِ الْجَبّارِ، وَوالِدِ الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ، وَقَسیمِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، الُْمخْبِرِ عَنِ الاْثارِ، الْمُدَمِّرِ عَلَی الْکُفّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشّیعَةِ الُْمخْلِصینَ مِنْ عَظیمِ الاَْوْزارِ، اَلسَّلامُ عَلَی الَْمخْصُوصِ بِالطّاهِرَةِ التَّقِیَّةِ ابْنَةِ الُْمخْتارِ، الْمَوْلُودِ فِی الْبَیْتِ ذِی الاَْسْتارِ،الْمُزَوَّجِ فِی السَّماءِ بِالْبَرَّةِ الطّاهِرَةِ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ والِدَةِ الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی النَّبَأِ الْعَظیمِ الَّذی هُمْ فیهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَیْهِ یُعْرَضُونَ وَعَنْهُ یُسْأَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلی نُورِ اللهِ الاَْنْوَرِ، وَضِیائِهِ الاَْزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ،

ص: 424

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ اللهِ وَخاصَّتَهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ یا وَلِیَّ اللهِ لَقَدْ جاهَدْتَ فی سَبیلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَشَرَعْتَ اَحْکامَهُ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ اللهِ صابِراً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللهِ عَظیمَ الاَْجْرِ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ دَفَعَکَ عَنْ حَقِّکَ، وَاَزالَکَ عَنْ مَقامِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ وَاَنْبِیاءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّی وَلِیٌّ لِمَنْ والاکَ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وقُل :

اَشْهَدُ اَنَّکَ تَسْمَعُ کَلامی، وَتَشْهَدُ مَقامی وَاَشْهَدُ لَکَ یا وَلِیَّ اللهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، یا مَوْلایَ یا حُجَّةَ اللهِ یا اَمینَ اللهِ یا وَلِیَّ اللهِ، اِنَّ بَیْنی وَبَیْنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ اَثْقَلَتْ ظَهْری، وَمَنَعَتْنی مِنَ الرُّقادِ، وَذِکْرُها یُقَلْقِلُ اَحْشائی وَقَدْ هَرَبْتُ اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَاِلَیْکَ، فَبِحَقِّ مِنَ ائْتَمَنَکَ عَلی سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاکَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَکَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَکَ بِمُوالاتِهِ، کُنْ لی اِلَی اللهِ شَفیعاً وَمِنَ النّارِ مُجیراً وَعَلَی الدَّهْرِ ظَهیراً .

ثمّ انکبّ أیضاً علی القبر وقبّله وقُل :

یا وَلِیَّ اللهِ یا حُجَّةَ اللهِ یا بابَ حِطَّةِ اللهِ، وَلِیُّکَ وَزائِرُکَ وَاللاّئِذُ بِقَبْرِکَ، وَالنّازِلُ بِفِنائِکَ، وَالْمُنیخُ رَحْلَهُ فی جِوارِکَ یَسْأَلُکَ اَنْ تَشْفَعَ لَهُ اِلَی اللهِ فی قَضاءِ حاجَتِهِ، وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، فَاِنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ الْجاهَ الْعَظیمَ وَالشَّفاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْنی یا مَوْلایَ مِنْ هَمِّکَ وَاَدْخِلْنی فی حِزْبِکَ، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی ضَجیعَیْکَ آدَمَ وَنُوح، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی وَلَدَیْکَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَعَلَی الاَْئِمَّةِ الطّاهِرینَ مِنْ ذُرِّیَّتِکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ صلّ ستّ رکعات

ص: 425

للزّیارة رکعتین للامیر ( علیه السلام ) ورکعتین لادم ( علیه السلام ) ورکعتین لِنُوح ( علیه السلام ) وادعُ الله کثیراً تجب لک ان شاء الله تعالی .

أقول : قال مؤلّف المزار الکبیر انّه یُزار بهذه الزّیارة فی الیوم السّابع عشر عِند طُلوع الشّمس، وقال المجلسی ( رحمه الله ) :انّ هذه الزّیارة هی أحسن الزّیارات وهی مرویّة بالاسانید المعتبرة فی الکتب المعتبرة، وظاهِر بعض روایاتها انّها لا تخصّ هذا الیوم فمن المُستحسن زیارته ( علیه السلام ) بهذه الزّیارة فی جمیع الاوقات .

أقول : لو سأل سائل فقال : قد رویت زیارات مخصُوصة فی یوم المیلاد ویوم المبعث لامیر المؤمنین صلوات الله علیه دُون النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکان ینبغی أن تردّ فیها زیارة مخصُوصة لرسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فکیف ذلک، أجبناه انّما ذلک لما بین هذین القدوتین العظیمین من شدّة الاتّصال، ولما بین هذین النّورین الطّاهرین من کمال الاتّحاد بحیث کان مَن زار أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) کمن زار رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، ویشهد علی ذلک من الکتاب المجید آیة اَنْفُسَنا وهو فی آیة التّباهل نفس المصطفی لیس غیره ایّاها کما یشهد علیه من الاخبار روایات عدیدة، منها ما رواه الشّیخ محمّد بن المشهدی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : انّ رجلاً من الاعراب أتی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فقال : یا رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّ داری بعید من دارک وانّنی اشتاق الی زیارتک ورؤیتک فاقدم الیک زائراً فلا یتیسّر

ص: 426

رؤیتک فازور علیّ بن أبی طالب ( علیه السلام ) فیؤنسنی بحدیثه ومواعظه، ثمّ اعود مغتمّاً محزوناً لما أیست من زیارتک ، فقال : من زار علیّاً ( علیه السلام ) فقد زارنی ومن أحبّه فقد أحبّنی ومن عاداهُ فقد عادانی بلّغه عنّی الی قومک ومن أتاهُ زائراً فقد أتانی، وانّی مجزیه یوم القِیامة وجبریل وصالِح المؤمنین .

وفی الحدیث المعتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا زرت جانب النّجف فزر عظام آدم ( علیه السلام ) وبدن نوح ( علیه السلام ) وجسد علیّ بن أبی طالب ( علیه السلام ) تزور بذلک الاباء الماضین ومحمّداً ( صلی الله علیه وآله وسلم ) خاتم النّبیین وعلیّاً أفضل الاوصیاء، وقد مرّ فی الزّیارة السّادسة ما یدلّ علی ما قلناه وهو قولهم استقبل قبر امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفْوَةَ اللهِ الی غیر ذلک ولقد أجاد الشّیخ جابر فی تسمیطِهِ للقصیدة الازریّة بقوله مشیراً الی القُبّة العلویّة :

فَاعْتَمِدْ لِلنَّبِیِّ اَعْظَمَ رَمْس فیهِ لِلطُّهْرِ اَحْمَد اَیُّ نَفْس

اَوْ تَرَی الْعَرْشَ فیهِ اَنْوَرَ شَمْس فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس

تَتَمَنَّی الاَْفْلاکُ لَثْمَ ثَراها

وقال الحکیم السّنائی بالفارسیّة :

مرتضائی که کرد یزدانش همره جان مصطفی جانش

هر دو یکقبله و خردشان و هر دو یکروح و کالبدشان دو

دو رونده چو اختر گردون دو برادر چو موسی و هارون

هر دو یکدّرزیکصدف بودند هر دو پیرایه شرف بودند

تا نه بگشاد علم حیدر در ندهد سُنّت پیمبر بر

الثّالِثة مِنَ الزّیارات المخصُوصة

زیارة لیلة المبعث وهو الیوم السّابع والعشرون من رجب وقد وردت فیه ثلاث زیارات :

الاُولی : الزّیارة الرّجبیّة اَلْحَمْدُ للهِ

ص: 427

الَّذی أشَهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِیائِهِ، وقد سلفت فی أعمال رجب وهی زیارة یزار بها کلّ من المشاهد المشرّفة فی شهر رجب، وقد عدّها صاحب کتاب المزار القدیم والشّیخ محمّد ابن المشهدی من زیارات لیلة المبعث المخصوصة وقالا : صلّ بعدها للزّیارة رکعتین ثمّ ادعُ بما شِئت .

الثّانیة : زیارة اَلسَّلامُ عَلی اَبِی الاَْئِمَّةِ وَمَعْدِنِ النُّبُوَّة، التی قد جعلها العلامة المجلسی الزّیارة السّابعة من الزّیارات المطلقة فی کتاب التحفة .

قال صاحب المزار القدیم : انّها تخصّ اللّیلة السّابعة والعشرین من رجب، ونحن أیضاً قد جرینا علی ذلک فی کتاب هدیّة الزّائر .

الثّالثة : زیارة أوردها الشّیخ المفید والسّید والشّهید بهذه الکیفیّة، اذا أردت زیارة الامیر ( علیه السلام ) فی لیلة المبعث أو یَومه فقف علی باب القُبّة الشّریفة مُقابل قبره ( علیه السلام ) وقل :

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّ عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب اَمیرَ الْمُؤمِنینَ عَبْدُ اللهِ، وَاَخُو رَسُولِهِ، وَاَنَّ الاَْئِمَّةَ الطّاهِرینَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللهِ عَلی خَلْقِهِ، ثمّ ادخل وقِف عند القبر مستقبلاً القبر والقبلة بین کتفیک وکبّر الله مائة مرّة وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ خَلیفَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد سَیِّدِ رُسُلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ المُتَّقینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عِلْمِ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظیمُ،

ص: 428

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّراطُ الْمُسْتَقیمُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُهَذَّبُ الْکَریمُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ التَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْبَدْرُ الْمُضیءُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّدیقُ الاَْکْبَرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْفارُوقُ الاَْعْظَمُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السِّراجُ الْمُنیرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْهُدی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلَمَ التُّقی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ الْکُبْری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خاصَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، وَاَمینَ اللهِ وَصَفْوَتَهُ، وَبابَ اللهِ وَحُجَّتَهُ، وَمَعْدِنَ حُکْمِ اللهِ وَسِرِّهِ، وَعَیْبَةَ عِلْمِ اللهِ وَخازِنَهُ، وَسَفیرَ اللهِ فی خَلْقِهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللهِ، وَوَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَتَمَّتْ بِکَ کَلِماتُ اللهِ، وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِکَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دینِ اللهِ، مُوَقِّیاً لِرَسُولِ اللهِ صلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، طالِباً ما عِنْدَ اللهِ، راغِباً فیما وَعَدَ اللهُ، وَمَضَیْتَ لِلَّذی کُنْتَ عَلَیْهِ شَهیداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاکَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ مِنْ صِدّیق اَفْضَلَ الْجَزاءِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ اَوَّلَ الْقَوْمِ اِسْلاماً، وَاَخْلَصَهُمْ ایماناً، وَاَشَدَّهُمْ یَقیناً، وَاَخْوَفَهُمْ للهِ وَاَعْظَمَهُمْ عَناءً، وَاَحْوَطَهُمْ عَلی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ، وَاَکْثَرَهُمْ سَوابِقَ، وَاَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَاَشْرَفَهُمْ مَنِزْلَةً، وَاَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَقَوِیْتَ حینَ وَهَنوُا، وَلَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ خَلیفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ الْمُنافِقینَ، وَغَیْظِ الْکافِرینَ، وَضِغْنِ الْفاسِقینَ، وَقُمْتَ بِالاَْمْرِ حینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللهِ اِذْ وَقَفُوا، فَمَنِ اتَّبَعَکَ فَقَدِ اهْتَدی، کُنْتَ اَوَّلَهُمْ کَلاماً، وَاَشَدَّهُمْ خِصاماً، وَاَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَاَسَدَّهُمْ رَأیاً، وَاَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَاَکْثَرَهُمْ یَقیناً، وَاَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَاَعْرَفَهُمْ بِالاُْمُورِ، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنینَ اَباً رَحیماً اِذْ صارُوا

ص: 429

عَلَیْکَ عِیالاً، فَحَمَلْتَ اَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ ما اَضاعُوا، وَرَعَیْتَ ما اَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ اِذْ جَبَنُوا، وَعَلَوْتَ اِذْ هَلِعُوا، وَصَبَرْتَ اِذْ جَزِعُوا، کُنْتَ عَلَی الْکافِرینَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَیْظاً، وَلِلْمُؤْمِنینَ غَیْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَواصِفُ، وَلا تَزیلُهُ الْقَواصِفُ، کُنْتَ کَما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ : قَوِیّاً فی بَدَنِکَ، مُتَواضِعاً فی نَفْسِکَ، عَظیماً عِنْدَ اللهِ، کَبیراً فِی الاَْرْضِ، جَلیلاً فِی السَّماءِ، لَمْ یَکُنْ لاَِحَد فیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقائِل فیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِخَلْق فیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لاَِحَد عِنْدَکَ هَوادَةٌ، یوُجَدُ الضَّعیفُ الذَّلیلُ عِنْدَکَ قَوِیّاً عَزیزاً حَتّی تَأخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزیزُ عِنْدَکَ ضَعیفاً حَتّی تَأخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَریبُ وَالْبَعیدُ عِنْدَکَ فی ذلِکَ سَواءٌ، شَأنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَاَمْرُکَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ، وَرَأیُکَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ، اعْتَدَلَ بِکَ الدّینُ، وَسَهُلَ بِکَ الْعَسیرُ، وَاُطْفِئَتْ بِکَ النّیرانُ، وَقَوِیَ بِکَ الاْیمانُ، وَثَبَتَ بِکَ الاِْسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصیبَتُکَ الاَْنامَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعوُنَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ خالَفَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ افْتَری عَلَیْکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ وَغَصَبَکَ حَقَّکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ، اِنّا اِلَی اللهِ مِنْهُمْ بُرَاءُ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خالَفَتْکَ، وَجَحَدَتْ وِلایَتَکَ، وَتَظاهَرَتْ عَلَیْکَ، وَقَتَلَتْکَ وَحادَتْ عَنْکَ وَخَذَلَتْکَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَثْواهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اَشْهَدُ لَکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَوَلِیَّ رَسُولِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ حَبیبُ اللهِ وَبابُهُ، وَاَنَّکَ جَنْبُ اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذی مِنْهُ یُؤْتی، وَاَنَّکَ سَبیلُ اللهِ، وَاَنَّکَ عَبْدُ اللهِ وَاخُو رَسُولِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَتَیْتُکَ زائِراً لِعَظیمِ حالِکَ وَمَنْزِلَتِکَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ، مُتَقَرِّباً اِلَی

ص: 430

اللهِ بِزِیارَتِکَ، راغِباً اِلَیْکَ فِی الشَّفاعَةِ، ابْتَغی بِشَفاعَتِکَ خَلاصَ نَفْسی، مُتَعَوِّذاً بِکَ مِنَ النّارِ، هارِباً مِنْ ذُنوُبِی الَّتِی احْتَطَبْتُها عَلی ظَهْری، فَزِعاً اِلَیْکَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّی، اَتَیْتُکَ اَسْتَشْفِعُ بِکَ یا مَوْلایَ اِلَی اللهِ وَاَتَقَرَّبُ بِکَ اِلَیْهِ لِیَقْضِیَ بِکَ حَوائِجی، فَاشْفَعْ لی یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اِلَی اللهِ فَاِنّی عَبْدُ اللهِ وَمَوْلاکَ وَزائِرُکَ، وَلَکَ عِنْدَ اللهِ الْمَقامُ الْمَعْلُومُ وَالْجاهُ الْعَظیمُ، وَالشَّأنُ الْکَبیرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلی عَبْدِکَ وَاَمینِکَ الاَْوْفی، وَعُرْوَتِکَ الْوُثْقی، وَیَدِکَ الْعُلْیا، وَکَلِمَتُکَ الْحُسْنی، وَحُجَّتِکَ عَلَی الْوَری، وَصِدِّیْقِکَ الاَْکْبَرِ سَیّدِ الاَْوْصِیاءِ، وَرُکْنِ الاَْوْلِیاءِ، وَعِمادِ الاَْصْفِیاءِ، اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَیَعْسُوبِ الْمُتَّقینَ، وَقُدْوَةِ الصِّدّیقینَ، وَاِمامِ الصّالِحینَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَیْبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّیْبِ، اَخی نَبِیِّکَ وَوَصِیِّ رَسُولِکَ، وَالْبائِتِ عَلی فِراشِهِ، وَالْمُواسی لَهُ بِنَفْسِهِ، وَکاشِفِ الْکَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذی جَعَلْتَهُ سَیْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ، وَدِلالَةً واضِحَةً لِحُجَّتِهِ، وَحامِلاً لِرایَتِهِ، وَوِقایَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِیاً لاُِمَّتِهِ، وَیَداً لِبَأسِهِ، وَتاجاً لِرَأسِهِ، وَباباً لِنَصْرِهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّی هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْکِ بِاَیْدِکَ، وَاَبادَ عَساکِرَ الْکُفْرِ بِاَمْرِکَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فی مَرْضاتِکَ وَمَرْضاةِ رَسُولِکَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلی طاعَتِهِ، وَمَجِنّاً دُونَ نَکْبَتِهِ، حَتّی فاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فی کَفِّهِ، وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلی وَجْهِهِ، وَاَعانَتْهُ مَلائِکَتُکَ علی غُسْلِهِ وَتَجْهیزِهِ، وَصَلّی عَلَیْهِ وَواری شَخْصَهُ، وَقَضی دَیْنَهُ، وَاَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَزِمَ عَهْدَهُ، وَاحْتَذی مِثالَهُ، وَحَفِظَ وَصِیَّتَهُ، وَحینَ وَجَدَ اَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاًّ بِاَعْباءِ الْخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِاَثْقالِ الاْمامَةِ، فَنَصَبَ رایَةَ الْهُدی فی عِبادِکَ، وَنَشَرَ ثَوْبَ الاَْمْنِ فی بِلادِکَ، وَبَسَطَ الْعَدْلَ فی بَرِیَّتِکَ، وَحَکَمَ بِکِتابِکَ فی خَلیقَتِکَ، وَاَقامَ الْحُدُودَ، وَقَمَعَ الْجُحُودَ، وَقَوَّمَ الزَّیْغَ، وَسَکَّنَ الْغَمْرَةَ، وَاَبادَ الْفَتْرَةَ، وَسَدَّ الْفُرْجَةَ، وَقَتَلَ النّاکِثَةَ وَالْقاسِطَةَ وَالْمارِقَةَ، وَلَمْ یَزَلْ عَلی مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ

ص: 431

وَآلِهِ وَوَتیرَتِهِ،وَلُطْفِ شاکِلَتِهِ، وَجَمالِ سیرَتِهِ، مُقْتَدِیاً بِسُنَّتِهِ، مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ، مُباشِراً لِطَریقَتِهِ، وَاَمْثِلَتُهُ نَصبُ عَیْنَیْهِ، یَحْمِلُ عِبادَکَ عَلَیْها وَیَدْعُوهُمْ اِلَیْها، اِلی اَنْ خُضِبَتْ شَیْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأسِهِ، اَللّهُمَّ فَکَما لَمْ یُؤْثِرْ فی طاعَتِکَ شَکّاً عَلی یَقین، وَلَمْ یُشْرِکْ بِکَ طَرْفَةَ عَیْن، صَلِّ عَلَیْهِ صَلاةً زاکِیَةً نامِیَةً یَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فی جَنَّتِکَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّکَ ذُو الْفَضْلِ الْجَسیمِ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ قبّل الضّریح وضع خدّک الایمن علیه ثمّ الایسر ومل الی القبلة وصلّ صلاة الزّیارة وادعُ بما بدا لک بعدها وقُل بعد تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) :

اَللّهُمَّ اِنَّکَ بَشَّرْتَنی عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ وَرَسُولِکَ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتَ : ( وَبَشِّرِ الَّذینَ آمَنُوا اَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِنْدَ رَبِّهِمْ ) اَللّهُمَّ وَاِنّی مُؤْمِنٌ بِجَمیعِ اَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ، فَلا تَقِفْنی بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنی فیهِ عَلی رُؤُوسِ الاَْشْهادِ، بَلْ قِفْنی مَعَهُمْ وَتَوَفَّنی عَلَی التَّصْدیقِ بِهِمْ، اَللّهُمَّ وَاَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِکَرامَتِکَ وَاَمَرْتَنی بِاِتِّباعِهِمْ، اَللّهُمَّ وَاِنّی عَبْدُکَ وَزائِرُکَ مُتَقَرِّباً اِلَیْکَ بِزِیارَةِ اَخی رَسُولِکَ، وَعَلی کُلِّ مَأتِیٍّ وَمَزُور حَقٌّ لِمَنْ اَتاهُ وَزارَهُ، وَاَنْتَ خَیْرُ مَأتِیٍّ وَاَکْرَمُ مَزُور فَأَسْأَلُکَ یا اَللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا جَوادُ یا ماجِدُ یا اَحَدُ یا صَمَدُ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یوُلَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ وَلَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَکَ اِیّایَ مِنْ زِیارَتی اَخا رَسُولِکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ وَاَنْ تَجْعَلَنی مِمَّنْ یُسارِعُ فِی الْخَیْراتِ، وَیَدْعُوکَ رَغَباً وَرَهَباً، وَتَجْعَلَنی مِنَ الْخاشِعینَ، اَللّهُمَّ اِنَّکَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِزِیارَةِ مَوْلایَ عَلِیِّ بْنِ أبی طالِب وَوِلایَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنی مِمَّنْ یَنْصُرُهُ

ص: 432

وَیَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِکَ لِدینِکَ اَللّهُمَّ وَاجْعَلْنی مِنْ شیعَتِهِ، وَتَوَفَّنی عَلی دینِهِ، اَللّهُمَّ اَوْجِبْ لی مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالاِْحْسانِ وَالرِّزْقِ الْواسِعِ الْحَلالِ الطَّیِّبِ ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ .

أقول : ورُوِیَ بسند مُعتبر انّ خضراً ( علیه السلام ) اسرع الی دار امیر المؤمنین ( علیه السلام ) یوم شهادته وهو یبکی ویسترجع فوقف علی الباب فقال : رَحِمَکَ اللهُ یا اَبَا الْحَسَنِ، کُنْتَ اَوَّلَ الْقَوْمِ اِسْلاماً، وَاَخْلَصَهُمْ ایماناً، وَاَشَدَّهُمْ یَقیناً، وَاَخْوَفَهُمْ للهِ، وعدّ کثیراً من فضائله بما یقرب من هذه العبائر الواردة فی هذه الزّیارة، فمن المناسب أن یُزار ( علیه السلام ) فیه أیضاً بهذه الزّیارة وامّا نصوص تلک العبارة وهی کزیارة للامیر ( علیه السلام ) فی یوم شهادته فقد أودعْناها کتاب هدیّة الزّائر فلیطلبها منه من شاء، واعلم انّا قد أوردنا فی ضمن أعمال لیلة المبعث ما قاله ابن بطوطة فی رحلته ممّا یتعلّق بهذه الرّوضة الشّریفة صلوات الله علی مشرفها فینبغی أن یُراجع هُناک .

الفَصْلُ الخامِسُ : فی فَضل الکوفة ومَسجدها الاعظم وأعماله وزیارة مُسلم ( علیه السلام )

فی فَضل الکوفة ومَسجدها الاعظم وأعماله وزیارة مُسلم ( علیه السلام )

اشارة

اعلم انّ مدینة الکوفة هی احدی المُدن الاربعة الّتی اختارها الله تعالی وبها قد فسّرت کلمة طور سینین وفی الحدیث انّها حرم الله وحرم رسوله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وحرم امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ودرهم واحد یتصدّق به فیها یعدل مائة درهم یتصدّق بها فی مکان آخر، والصّلاة فیها رکعتان تعدل مائة رکعة فی غیرها .

وأمّا فضْلُ جْامِع الکُوفة : فلا یفی به الذّکر وحسبه شرفاً انّه أحد المساجد الاربعة الجدیرة بأن تشدّ الیها الرّحال لدرک فضلها، وهو أحد المواطن الاربعة التی یکون المسافر فیها بالمختار بین القصر والاتمام، والفریضة

ص: 433

فیه تعدل حجّة مقبُولة وتعدل ألف صلاة تُصلّی فی غیره، وفی الرّوایات انّه موضع قد صلّی فیه الانبیاء وسیصلّی فیه القائم المهدی صلوات الله علیه .

وفی الحدیث انّه قد صلّی فیه ألف نبیّ، وألف وصیّ نبیّ ویستفاد من بعض الرّوایات فضل مسجد الکوفة علی المسجد الاقصی فی بیت المقدس، وروی ابن قولویه عن الباقر ( علیه السلام ) قال : لو علِمَ النّاس ما لمسجد الکوفة من الفضل لشدّوا الیه الرّحال من بُعد البلاد، وقال ( علیه السلام ) : الصّلاة المکتوبة فیه تعدل حجّة مقبولة، والنّافلة تعدل عمرة مقبولة .

وعلی روایة اخری الفریضة والنّافلة فیه تعدل حجّة وعمرة مع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، وروی الکلینی وغیره عن المشایخ العظام عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله صلوات الله علیه : کم بینک وبین مسجد الکوفة یکون میلاً ؟ قلت : لا ، قال : أفتصلّی فیه الصّلاة کلّها ، قلت : لا ، قال : أما لو کنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لا تفوتنی فیه صلاة أو تدری ما فضل ذلک الموضِع، ما من نبیّ ولا عبد صالح الاّ وقد صلّی فی مسجد الکوفة حتّی انّ رسول الله لمّا اسری به الی السّماء قال له جبرئیل : أتدری أین أنت یا محمّد أنت السّاعة مقابل مسجد کوفان ، قال : فاستأذن ربّی حتّی آتیه فأصلّی فیه رکعتین، فنزل فصلّی فیه، وانّ میمنته لروضة من ریاض الجنّة وانّ وسطه لروضة من ریاض الجنّة وانّ مؤخره لروضة من ریاض الجنّة، والصّلاة فیه فریضة تعدُل بألف صلاة والنّافلة فیه بخمسمائة صلاة، وانّ الجلوس فیه بغیر تلاوة

ص: 434

ولا ذکر لعبادة ولو عَلِمَ النّاس ما فیه لاتوه ولو حبواً .

وفی روایة اخری انّ الصّلاة المکتوبة فیه تعدل حجّة والنّافلة تعدل عمرة، وقد ألمحنا فی ذیل الزّیارة السّابعة للامیر ( علیه السلام ) الی فضل هذا المسجد الشّریف، ویستفاد من بعض الرّوایات انّ میمنة هذا المسجد أفضل من میسرته .

وَأمَّا أعمال جامِعِ الکُوفة

فهی علی ما فی مصباح الزّائر وغیره کما یلی :

قل حینما تدخل مدینة الکوفة : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ اَنْزِلْنی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَاَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلینَ، ثمّ سر نحو المسجد وأنت تقول : اَللهُ اَکْبَرُ وَلا اِلهَ اِلاّ اللهُ وَالْحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ، حتی تأتی باب المسجد فاذا أتیته فقف علی الباب وقل :

اَلسَّلامُ عَلی سَیِّدِنا رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ الطّاهِرینَ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أبی طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، وَعَلی مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِکْمَتِهِ وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوح وَاِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ وَتِبْیانِ بَیِّناتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الاِْمامِ الْحَکیمِ الْعَدْلِ الصِّدیقِ الاَْکْبَرِ الْفارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذی فَرَّقَ اللهُ بِهِ بَیْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ وَالْکُفْرِ وَالاْیمانِ وَالشِّرْکِ وَالتَّوْحیدِ، لِیَهْلِکَ مَنْ هَلَکَ عَنْ بَیِّنَة وَیُحْیا مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَة، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَمیرُ الْمُؤْمِنینَ، وَخاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبینَ، وَزَیْنُ الصِّدیقینَ، وَصابِرُ الْمُمْتَحَنینَ، وَاَنَّکَ حَکَمُ اللهِ فی اَرْضِهِ، وَقاضی اَمْرِهِ، وَبابُ حِکْمَتِهِ، وَعاقِدُ عَهْدِهِ، وَالنّاطِقُ بِوَعْدِهِ، وَالْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَیْنَهُ وَبَیْنَ عِبادِهِ، وَکَهْفُ النَّجاةِ، وَمِنْهاجُ التُّقی، وَالدَّرَجَةُ الْعُلْیا، وَمُهَیْمِنُ الْقاضِی الاَْعْلی، یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ بِکَ اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ زُلْفی، اَنْتَ وَلِیِّی وَسَیِّدی وَوَسیلَتی فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ تدخل المسجد ، أقول : والافضل أن تدخل من الباب الواقِع خلف المسجد المشهُور بباب

ص: 435

الفیل ثمّ تقول :

اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّد حَبیبِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَبِوِلایَةِ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَالاَْئِمَّةِ الْمَهْدِیّینَ الصّادِقینَ النّاطِقینَ الرّاشِدینَ الَّذینَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهیراً، رَضیتُ بِهِمْ اَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِیَ سَلَّمْتُ لاَِمْرِ اللهِ لا اُشْرِکُ بِهِ شَیْئاً، وَلا اَتَّخِذُ مَعَ اللهِ وَلِیّاً، کَذَبَ الْعادِلُونَ بِاللهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعیداً، حَسْبِیَ اللهُ وَاَوْلِیاءُ اللهِ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَاَنَّ عَلِیّاً وَالاَْئِمَّةَ الْمَهْدِیّینَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ اَوْلِیائی وَحُجَّةُ اللهِ عَلی خَلْقِهِ .

ثمّ سر الی الاسطوانة الرّابعة الواقعة الی جانب باب الانماط بحذاء الخامسة وهی اسطوانة ابراهیم ( علیه السلام ) فصلّ عندها أربع رکعات رکعتان بالحمد والتّوحید ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) ورکعتان بالحمد والقدرِ ( اِنّا اَنْزَلْناهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ) فاذا فرغت منها فسبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلی عِبادِ اللهِ الصّالِحینَ الرّاشِدینَ الَّذینَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهیراً، وَجَعَلَهُمْ اَنْبِیاءَ مُرْسَلینَ وَحُجَّةً عَلَی الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، وَسَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلینَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ، ذلِکَ تَقْدیرُ الْعَزیزِ الْعَلیمِ. وقل سبع مرّات : سَلامٌ عَلی نُوح فِی الْعالَمینَ .

ثمّ قل :

نَحْنُ عَلی وَصِیَّتِکَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ الَّتی اَوْصَیْتَ بِها ذُرِّیَّتَکَ مِنَ الْمُرْسَلینَ وَالصِّدّیقینَ، وَنَحْنُ مِنْ شیعَتِکَ وَشیعَةِ نَبِیِّنا مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلَیْکَ وَعَلی جَمیعِ الْمُرْسَلینَ وَالاَْنْبِیاءِ وَالصّادِقینَ، وَنَحْنُ عَلی مِلَّةِ اِبْرهیمَ وَدینِ مُحَمَّدّ النَّبِیِّ الاُْمِّیِّ وَالاَْئِمَّةِ الْمَهْدِیّینَ وَوِلایَةِ مَوْلانا عَلِیٍّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الْبَشیرِ النَّذیرِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَکاتُهُ، وَعَلی وَصِیِّهِ وَخَلیفَتِهِ الشّاهِدِ للهِ مِنْ بَعْدِهِ

ص: 436

عَلیٍّ خَلْقِهِ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ الصِّدیقِ الاَْکْبَرِ وَالْفارُوقِ الْمُبینِ، الَّذی اَخَذْتَ بَیْعَتَهُ عَلَی الْعالَمینَ، رَضیتُ بِهِمْ اَوْلِیاءَ وَمَوالِیَ وَحُکّاماً فی نَفْسی وَوُلْدی وَاَهْلی وَمالی وَقِسْمی وَحِلّی وَاِحْرامی وَاِسْلامی وَدینی وَدُنْیایَ وَآخِرَتی وَمَحْیایَ وَمَماتی، اَنْتُمُ الاَْئِمَّةُ فِی الْکِتابِ وَفَصْلُ الْمَقامِ وَفَصْلُ الْخِطابِ، وَاَعْیُنُ الْحَیِّ الَّذی لا یَنامُ، وَاَنْتُمْ حُکَماءُ، اللهِ وَبِکُمْ حَکَمَ اللهُ وَبِکُمْ عِرُفَ حَقُّ اللهِ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، اَنْتُمْ نُورُ اللهِ مِنْ بَیْنِ اَیْدینا وَمِنْ خَلْفِنا، اَنْتُمْ سُنَّةُ اللهِ الَّتی بِها سَبَقَ الْقَضاءُ، یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ اَنَا لَکُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلیماً لا اُشْرِکُ بِاللهِ شَیْئاً وَلا اَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانی بِکُمْ وَما کُنْتُ لاَِهْتَدِیَ لَوْلا اَنْ هَدانِیَ اللهُ، اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ، الْحَمْدُ للهِ عَلی ما هَدانا .

أعمالُ دَکَّة الْقَضاءِ وَبیْت الطَّشتْ

واعلم انّ دکّة القضاء قد کانت بناءً فی جامع الکوفة یشبه الحانوت یجلس علیها امیر المؤمنین ( علیه السلام ) للقضاء والحکم، وکانت هُنالک اسطوانة قصیرة کتب علیها الایة اِنَّ اللهَ یَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِحْسانِ، وَبیت الطّست هو المکان الذی برزت منه معجزة لامیر المؤمنین ( علیه السلام ) فی بنت عزباء کانت قد غاصت فی ماء فیهِ العلق فولجت فی جوفها فنمت وکبرت ممّا امتصه من الدّم، فَعَلا بذلک بطن البنت فحسبها اخوتها حبلی، فراموا قتلها فأتوا أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) لیحکم بینهم، فأمر بستار فضرب فی جانِب من المسجد وجعلت البنت خلفه وأمر بقابلة الکوفة ففحصتها واعلنت رأیها ، فقالت : یا أمیر المؤمنین انّها حبلی تحمل جنیناً فی جوفها، فأمر ( علیه السلام ) بطست من الحمأة فأجلست البنت علیه فاحسّت العلقة بذفر الحمأة فانسلّت من جوفها نحو الطّست، وفی بعض الرّوایات انّه

ص: 437

( علیه السلام ) مدّ یده فأتی بقطع من الثّلج من جبال الشّام وجعله عند الطّست فانسلّت العلقة، واعلم ایضاً انّ المشهور فی ترتیب اعمال جامع الکوفة هو أن تتلو أعمال وسط المسجد اعمال الاسطوانة الرّابعة فتؤخّر اعمال دکّة القضا وبیت الطّست عن جمیع اعمال المسجد وتؤدّی عند الفراغ من أعمالِ دکّة الصّادق ( علیه السلام ) ، ونحن نجاری فی الترتیب السّید ابن طاووس فی مصباح الزّائر والعلامة المجلسی فی البحار والشّیخ خضر فی المزار، وأمّا من تابع المشهور فلیؤخّر اعمال دکّة القضاء وبیت الطّست عن الکلّ ولیأتها بعد أعمال دکّة الصّادق ( علیه السلام ) ، وبالجملة نقول ثمّ امض الی دکّة القضا فصلّ علیها رکعتین تقرأ فیها بعد الحمد ما أردت من السّور فاذا فرغت منها وسبّحت تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) فقُل :

یا مالِکی وَمُمَلِّکی وَمُتَغَمِّدی بِالنِّعَمِ الْجِسامِ مِنْ غَیْرِ اسْتِحْقاق، وَجْهی خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الاَْقْدامُ لِجَلالِ وَجْهِکَ الْکَریمِ، لا تَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ وَلا هذِهِ الِْمحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاِسْتئصالِ الشَّأفَةِ وَامْنَحْنی مِنْ فَضْلِکَ ما لَمْ تَمْنَحْ بِهِ اَحَداً مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَة، اَنْتَ الْقَدیمُ الاَْوَّلُ الَّذی لَمْ تَزَلْ وَلا تَزالُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لی وَارْحَمْنی وَزَکِّ عَمَلی، وَبارِکْ لی فی اَجَلی، وَاجْعَلْنی مِنْ عُتَقائِکَ وَطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أعمال بَیْت الطَّسْت

المتّصل بدکّة القضاء ، تُصلّی هناک رکعتین فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی ذَخَرْتُ تَوْحیدی اِیّاکَ وَمَعْرِفَتی بِکَ وَاِخْلاصی لَکَ وَاِقْراری بِرُبُوبِیَّتِکَ، وَذَخَرْتُ وِلایَةَ مَنْ اَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِیَّتِکَ مُحَمَّد وَعِتْرَتِهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ لِیَوْمِ فَزَعی اِلَیْکَ عاجِلاً وَآجِلاً، وَقَدْ فَزِعْتُ اِلَیْکَ وَاِلَیْهِمْ یا مَوْلایَ فی هذَا الْیَوْمِ وَفی مَوْقِفی هذا وَسَأَلْتُکَ ما زَکی

ص: 438

مِنْ نِعْمَتِکَ وَاِزاحَةَ ما اَخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِکَ، وَالْبَرَکَةَ فیما رَزَقْتَنیهِ، وَتَحْصینَ صَدْری مِنْ کُلِّ هَمّ وَجائِحَة وَمَعْصِیَة فی دینی وَدُنْیایَ وَآخِرَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وروی انّ الصّادق ( علیه السلام ) قد صلّی رکعتین فی بیت الطّست .

ذکر الصّلاة وَالدُّعاء فی وَسَطِ المسجد

تُصلّی هناک رکعتین تقرأ فی الاولی الحمد والتّوحید ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) وفی الثّانیة الحمد والجحد ( قُلْ یا اَیُّهَا الْکافِرُونَ ) فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :

اَللّهُمَّ اَنْتَ السَّلامُ وَمِنْکَ السَّلامُ وَاِلَیْکَ یَعُودُ السَّلامُ وَدارُکَ دارُ السَّلامِ، حَیِّنا رَبَّنا مِنْکَ بِالسَّلامِ، اَللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ رَحْمَتِکَ وَرِضْوانِکَ وَمَغْفِرَتِکَ، وَتَعْظیماً لِمَسْجِدِکَ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْفَعْها فی عِلِّیّینَ وَتَقَبَّلها مِنّی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : قد دعی هذا المقام بدکّة المِعراج ووجه التسمیة علی ما یظهر انّ رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) استأذن الله تعالی لیلة المعراج فهبط الی الارض فی هذه البُقعة فصلّی رکعتین، والرّوایة قد أثبتناها فی أوّل الفصل .

أعمال الاُسطُوانة السّابِعة

وهی مقام وفّق الله تعالی فیه آدم للتّوبة، ثمّ امض الی الاسطوانة السّابعة وقف عندها واستقبل القبلة وقُل :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اَبینا آدَمَ وَاُمِّنا حَوّاءَ، اَلسَّلامُ عَلی هابیلَ الْمَقْتُول ظُلْماً وَعُدْواناً عَلی مَواهِبِ اللهِ وَرِضْوانِهِ، اَلسَّلامُ عَلی شَیْث صَفْوَةِ اللهِ الُْمخْتارِ الاَْمینِ وَعَلَی الصَّفْوَةِ الصّادِقینَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبینَ اَوَّلِهِمْ وَآخَرِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلی اِبْرهیمَ وَاِسْماعیلَ وَاِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ وَعَلی ذُرِّیَّتِهِمُ الُْمخْتارینَ، اَلسَّلامُ عَلی مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَذُرِّیَّتِهِ

ص: 439

الطَّیّبینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ فِی الاَْوَّلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ فِی الاْخِرینَ، اَلسَّلامُ عَلی فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةِ الْهادینَ شُهَداءِ اللهِ عَلی خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الرَّقیبِ الشّاهِدِ عَلَی الاُْمَمِ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ .

ثمّ تصلّی عندها أربع رکعات تقرأ فی الاولی الحمد والقدر ( اِنّا اَنْزَلْناهُ ) وفی الثّانیة الحمد والصمد ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) وفی الثّالثة والرّابعة مثل ذلک، فاذا فرغت وسبّحت تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) فقل :

اَللّهُمَّ اِنْ کُنْتُ قَدْ عَصَیْتُکَ فَاِنّی قَدْ اَطَعْتُکَ فِی الاْیمانِ مِنّی بِکَ مَنّاً مِنْکَ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی عَلَیْکَ، وَاَطَعْتُکَ فی اَحَبِّ الاَْشْیاءِ لَکَ لَمْ اَتَّخِذ لَکَ وَلَداً وَلَمْ اَدْعُ لَکَ شَریکاً، وَقَدْ عَصَیْتُکَ فی اَشْیاء کَثیرَة عَلی غَیْرِ وَجْهِ الْمُکابَرَةِ لَکَ، وَلاَ الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِیَّتِکَ، وَلاَ الْجُحُودِ لِرُبُوبِیَّتِکَ، وَلکِنِ اتَّبَعْتُ هَوایَ وَاَزَلَّنِی الشَّیْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَیَّ وَالْبَیانِ، فَاِنْ تُعَذِّبْنی فَبِذُنُوبی غَیْرَ ظالِم لی، وَاِنْ تَعْفُ عَنّی وَتَرْحَمْنی فَبِجُودِکَ وَکَرَمِکَ یا کَریمُ، اَللّهُمَّ اِنَّ ذُنُوبی لَمْ یَبْقَ لَها اِلاّ رَجاءُ عَفْوِکَ، وَقَدْ قَدَّمْت آلَةَ الْحِرْمانِ، فَاَنَا اَسْاَلُکَ اللّهُمَّ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ، وَاَطْلُبُ مِنْکَ ما لا اَسْتِحَقُّهُ، اَللّهُمَّ اِنْ تُعَذِّبْنی فَبِذُنُوبی وَلَمْ تَظْلِمْنی شَیْئاً ، وَاِنْ تَغْفِرْ لی فَخَیْرُ راحِم اَنْتَ یا سَیِّدی، اَللّهُمَّ اَنْتَ اَنْتَ وَأَنَا أَنَا، اَنْتَ الْعَوّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالذُّنُوبِ، وَاَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالْجَهْلِ، اَللّهُمَّ فَاِنّی اَسْاَلُکَ یا کَنْزَ الضُّعَفاءِ، یا عَظیمَ الرَّجاءِ، یا مُنْقِذَ الْغَرْقی، یا مُنْجِیَ الْهَلَکی، یا مُمیتَ الاَْحْیاءِ، یا مُحْیِیَ الْمَوْتی، اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَنْتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِیُّ الْماءِ وَحَفیفُ الشَّجَرِ وَنُورُ الْقَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَّیْلِ وَضَوْءُ النَّهارِ وَخَفَقانُ الطَّیْرِ، فَأَسْأَلُکَ اللّهُمَّ یا عَظیمُ بِحَقِّکَ عَلی مُحَمَّد

ص: 440

وَآلِهِ الصّادِقینَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقینَ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلی عَلِیٍّ وَبِحَقِّ عَلِیٍّ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلی فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلَی الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلَی الْحُسَیْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَیْنِ، عَلَیْکَ فَاِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَیْکَ مِنْ اَفْضَلِ اِنْعامِکَ علیهم، وَبِالشَّأنِ الَّذی لَکَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّأنِ الَّذی لَهُمْ عِنْدَکَ، صَلِّ عَلَیْهِمْ یا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهی رِضاکَ، وَاغْفِرْ لی بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتی بَیْنی وَبَیْنَکَ، وَاَرْضِ عَنّی خَلْقَکَ، وَاَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَکَ کَما اَتْمَمْتَها عَلی آبائی مِنْ قَبْلُ، وَلا تَجْعَلْ لاَِحَد مِنَ الَْمخْلُوقینَ عَلی فیهَا امْتِناناً، وَامْنُنْ عَلَیَّ کَما مَنَنْتَ عَلی آبائی مِنْ قَبْلُ یا کهیعص، اَللّهُمَّ کَما صَلَّیْتَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لی دُعآئی فیما سَأَلْتُ یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ .

ثمّ اسجد وقل فی سجودک :

یا مَنْ یَقْدِرُ عَلی حَوائِجِ السّائِلینَ، وَیَعْلَمُ ما فی ضَمیرِ الصّامِتینَ، یا مَنْ لا یَحْتاجُ اِلَی التَّفْسیرِ، یا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدُورُ، یا مَنْ اَنْزَلَ الْعَذابَ عَلی قَوْمِ یُونُسَ وَهُوَ یُریدُ اَنْ یُعَذِّبَهُمْ فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا اِلَیْهِ فَکَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذابَ وَمَتَّعَهُمْ اِلی حین، قَدْ تَری مَکانی، وَتَسْمَعُ دُعائی، وَتَعْلَمُ سِرّی وَعَلانِیَتی وَحالی، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ دینی وَدُنْیایَ وَآخِرَتی .

ثمّ قل سبعین مرّة : یا سَیِّدی . ثمّ ارفع رأسک من السجّود وقل : یا رَبِّ اَسْاَلُکَ بَرَکةَ هذَا الْمَوْضِعِ وَبَرَکَةَ اَهْلِهِ،وَاَسْاَلُکَ اَنْ تَرْزُقَنی مِنْ رِزْقِکَ رِزْقاً حَلالاً طَیِّباً تَسُوقُهُ اِلَیَّ بِحَوْلِکَ وَقُوَّتِکَ، وَاَنَا خائِضٌ فی عافِیَة، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : قد ورد فی کتاب المزار القدیم فی الدعاء فی هذا المقام بعد کلمة یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ وقبل السّجود دعاء اَللّهُمَّ یا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ

ص: 441

الْمَکارِهِ، وهو دعاء مِن أدعیة الصحیفة السّجادیة وقد أودعناه الباب الاول، ثمّ قال صاحب المزار ثمّ قل : اَللّهُمَّ اِنَّکَ تَعْلَمُ وَلا اَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلا اَقْدِرُ، وَاَنْتَ عَلاّمُ الْغُیُوبِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لی وَارْحَمْنی وَتَجاوَزْ عَنّی وَتَصَدَّقْ عَلَیَّ ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ اسجد وقل : یا مَنْ یَقْدِرُ عَلی حِوائِجَ السّائِلینَ الخ، واعلم ایضاً انّ ما وردت من الرّوایات فی فضل الاسطوانة السّابعة عدیدة، وقد روی الکلینی بسند معتبر انّه کان أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یصلّی الی الاسطوانة السّابعة وبینه وبین السّابعة ممرّ عنز، وفی روایة معتبرة اُخری انّه ینزل فی کلّ لیلة ستّون ألف ملکاً فتصلّی عند الاسطوانة السّابعة فلا تعود منهم ملک الی یوم القیامة، وفی حدیث معتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ الاسطوانة السّابعة هی مقام ابراهیم ( علیه السلام ) ، وروی الکلینی ایضاً فی الکافی بسند صحیح عن أبی اسماعیل السّراج قال : قال معاویة بن وهب وأخذ بیدی وقال : قال لی أبو حمزة الثّمالی وأخذ بیدی، وقال : قال لی أصبغ بن نباتة وأخذ بیدی فأرانی الاسطوانة السّابعة فقال : هذا مقام امیر المؤمنین ( علیه السلام ) . قال : وکان الحسن ( علیه السلام ) یصلّی عند الاسطوانة الخامسة فاذا غاب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) صلّی فیها الحسن ( علیه السلام ) وهی من باب کندة، وبالاجمال فالرّوایات فی فضلها جمّة ونحن نبغی الاختصار .

أعمال الاُسطُوانة الخامِسَة

اعلم انّ من المقامات ذوات المزیّة فی جامع الکوفة الاسطوانة الخامسة ینبغی أن یُصلّی عندها وتطلب المسألات، ففی روایة معتبرة انّها بقعة صلّی فیها ابراهیم خلیل الرّحمن، ولا

ص: 442

ینافی هذا ما فی سائر الرّوایات فلعلّه ( علیه السلام ) کان قد صلّی فی مختلف هذه المواضع الواردة فی مختلف الرّوایات، وفی روایة مُعتبرة عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : الاسطوانة الخامسة هی مقامُ جبرئیل ( علیه السلام ) ، ویظهر من الرّوایة السّالفة انّها مقام الحسن ( علیه السلام ) ، وبالاجمال انّ ما یظهر منَ الرّوایات هُو انّ عند الاسطوانة السّابعة والاسطوانة الخامسة اشرف المقامات فی الجامع، وقالَ السّید ابن طاووس ثمّ تُصلّی عند الاسطوانة الخامِسة رکعتین تقرأ فیهما الحمد وما شئت من السّور فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِجَمیعِ اَسْمائِکَ کُلِّها ما عَلِمْنا مِنْها وَما لا نَعْلَمُ، وَاَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ الْکَبیرِ الاَْکْبَرِ الَّذی مَنْ دَعاکَ بِهِ اَجَبْتَهُ، وَمَنْ سَأَلَکَ بِهِ اَعْطَیْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَکَ بِهِ نَصَرْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَکَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَعانَکَ بِهِ اَعَنْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْزَقَکَ بِهِ رَزَقْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغاثَکَ بِهِ اَغَثْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْحَمَکَ َ بِهِ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَجارَکَ بِهِ اَجَرْتَهُ، وَمَنْ تَوَکَّلَ عَلَیْکَ بِهِ کَفَیْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْصَمَکَ بِهِ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْقَذَکَ بِهِ مِنَ النّارِ اَنْقَذْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْطَفَکَ بِهِ تَعَطَّفْتَ، لَهُ وَمَنْ اَمَّلَکَ بِهِ اَعْطَیْتَهُ، الَّذِی اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِیّاً، وَنُوحاً نَجِیّاً، وَاِبْراهیمَ خَلیلاً، وَمُوسی کَلیماً، وَعیسی رُوحاً، وَمُحَمَّداً حَبیباً، وَعَلِیّاً وَصِیّاً، صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ اَنْ تَقْضِیَ لی حَوآئِجی، وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبی، وَتَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ وَلِجَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ لِلدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، یا مُفَرِّجَ هَمِّ الْمَهْمُومینَ وَیا غِیاثَ الْمَلْهُوفینَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

أقول : روی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه قال لبعض أصحابه : صلّ عند الاسطوانة الخامسة رکعتین فانّه مُصلّی ابراهیم ( علیه

ص: 443

السلام ) وقل : اَلسَّلامُ عَلی اَبینا آدَمَ وَاُمِّنا حَوّاءَ الخ، بما یقرب ممّا قد قلته عند الاسطوانة السّابعة وأنت مستقبل القبلة .

عمل الاُسطُوانة الثّالِثَة مَقام الامام زینِ العابدین ( علیه السلام )

ثمّ امض الی دکّة زین العابدین ( علیه السلام ) وهی عند الاسطوانة الثّامنة ممّا یلی باب کندة .

أقول : یُحاذی هذا المقام من ناحیة القبلة دکّة باب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ومن الغرب باب کندة وهو مسدود الان، وقیل ینبغی أن یتأخّر المُصلّی قدر خمسة أذرع عن الاسطوانة لانّ الدّکة انّما کانت هُنالک وبالجملة فتصلّی علیها رکعتین تقرأ فیهما الحمد وما أردت مِن السّور فاذا سلّمت وسبَّحت فَقُل :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَللّهُمَّ اِنَّ ذُنُوبی قَدْ کَثُرَتْ وَلَمْ یَبْقَ لَها اِلاّ رَجاءُ عَفْوِکَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمانِ اِلَیْکَ فَأنا اَسْاَلُکَ اللّهُمَّ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ، وَاطْلُبُ مِنْکَ ما لا اَسْتَحِقُّهُ، اَللّهُمَّ اِنْ تُعَذِّبْنی فَبِذُنوُبی وَلَمْ تَظْلِمْنی شَیْئاً، وَاِنْ تَغْفِرْ لی فَخَیْرُ راحِم اَنْتَ یا سَیِّدی، اَللّهُمَّ اَنْتَ اَنْتَ وَأنَا أنَا، اَنْتَ الْعَوّادُ بِالْمِغْفِرَةِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالذُّنُوبِ، وَاَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالْجَهْلِ، اَللّهُمَّ فَاِنّی اَسْاَلُکَ یا کَنْزَ الضُّعَفاءِ، یا عَظیمَ الرَّجاءِ، یا مُنْقِذَ الْغَرْقی، یا مُنْجِیَ الْهَلْکی یا مُمیتَ الاَْحْیاءِ، یا مُحْیِیَ الْمَوْتی، اَنْتَ اللهُ الَّذی لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَنْتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ شُعاعُ الشَّمْسَ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّیْلِ، وَضَوْءُ، النَّهارِ وَخَفَقانُ الطَّیْرِ، فَأَسْأَلُکَ اللّهُمَّ یا عَظیمُ بِحَقِّکَ یا کَریمُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقینَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقینَ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلی عَلِیٍّ وَبِحَقِّ عَلِیٍّ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلی فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَیْکَ ،وَبِحَقِّکَ عَلَی الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ عَلَی الْحُسَیْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَیْنِ عَلَیْکَ، فَاِنَّ حُقُوقَهُمْ مِنْ اَفْضَلِ اِنْعامِکَ عَلَیْهِمْ، وَبِالشَّأنِ الَّذی لَکَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذی لَهُمْ عِنْدَکَ،

ص: 444

صَلِّ یا رَبِّ عَلَیْهِمْ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهی رِضاکَ، وَاغْفِرْ لی بِهِمْ الذُّنُوبَ الَّتی بَیْنی وَبَیْنَکَ، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَکَ عَلَیَّ کَما اَتْمَمْتَها عَلی آبائی مِنْ قَبْلُ یا کهیعص، اَللّهُمَّ کَما صَلَّیْتَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد فَاسْتَجِبْ لی دُعائی فیما سَأَلْتُکَ .

ثمّ اسجد وضَع خدّک الایمن علی الارضِ وقُل : یا سَیِّدی یا سَیِّدی یا سَیِّدی صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لی وَاغْفِرْ لی، وأکثر من قولک ذلکِ باکیاً خاشعاً، ثمّ ضع الخدّ الایسر وقل مثل ذلک القول ثمّ ادعُ بما شئت .

أقول : ورد فی بعض المجامیع الغیر المعتبرة انّ فی هذا المقام یؤدّی ما علّمه الصّادق ( علیه السلام ) بعض أصحابه والصّحیح انّ العمل لا یخصّ هذا المقام، وأمّا صفة العمل فعَنِ الصّادق ( علیه السلام ) انّه قال لبعض أصحابه : ألا تباکر لحاجة فتمرّ بجامع الکوفة الکبیر ، قال : بلی ، قال : فَصَلِّ هنالک أربع رکعات ثمّ قُل :

اِلهی اِنْ کُنْتُ قَدْ عَصَیْتُکَ فَاِنّی قَدْ اَطَعْتُکَ فی اَحَبِّ الاَْشْیاءِ اِلَیْکَ لَمْ اَتَّخِذْ لَکَ وَلَداً وَلَمْ اَدْعُ لَکَ شَریکاً، وَقَدْ عَصیتُکَ فی اَشْیاء کَثیرَة عَلی غَیْرِ وَجْهِ الْمُکابَرَةَ لَکَ، وَلاَ الاْسْتِکْبارِ عَنْ عِبادَتِکَ، وَلاَ الْجُحُودِ لِرُبُوبِیَّتِکَ، وَلاَ الْخُرُوجِ عَنِ الْعُبُودِیَّةِ لَکَ، وَلکِنِ اتَّبَعْتُ هَوایَ وَازَلَّنِیَ الشَّیْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَالْبَیانِ، فَاِنْ تُعَذِّبْنی فَبِذُنُوبی، غَیْرَ ظالِم اَنْتَ لی، وَاِنْ تَعْفُ عَنّی وَتَرْحَمْنی فَبِجُودِکَ وَکَرَمِکَ یا کَریمُ .

وتقول أیضاً :

غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، غَدَوْتُ بِغَیْرِ حَوْل مِنّی وَلا قُوَّة وَلکِنْ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، یا رَبِّ اَسْاَلُکَ بَرَکَةَ هذَا الْبَیْتِ وَبَرَکَةَ اَهْلِهِ، وَاَسْاَلُکَ اَنْ تَرْزُقَنی رِزْقاً حَلالاً طَیِّباً تَسُوقُهُ اِلَیَّ بِحَوْلِکَ وَقُوَّتِکَ وَاَنَا خائِضٌ فی عافِیَتِکَ .

والشّیخ الشّهید ومحمّد

ص: 445

ابن المشهدی قد أوردا هذا العمل لصحن المسجد بعدما ذکرا عمل الاسطوانة الرّابعة وقالا : یقرأ فی رکعتین منها الحمد والتّوحید وفی الاخریین الحمد والقدر ویسبّح بعد السّلام تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) ، وفی روایة معتبرة عن أبی حمزة الثّمالی قال : قد کنت جالِساً یوماً فی جامع الکوفة واذا أنا برجل یدخل من باب کندة هو أصبح النّاس وجهاً وأطیبهم طیباً وأنظفهم ثوباً قد تعمّم بعمامة وعلیه رداء ودرّاعة یحتذی نعلین عربیین فخلع نعلیه ووقف عند الاسطوانة السّادسة فرفع یدیه الی حذاء اُذُنیه وکبّر تکبیرة قفّ لها کلّ شعرة فی بدنی، فصلّی أربع رکعات فأحسن رکوعها وسجودها ثمّ دعا بالدّعاء اِلهی اِنْ کُنْتُ قَدْ عَصَیْتُکَ حتی اذا بلغ یا کَریمُ سجد وکرّر قوله یا کَریمُ بقدر ما یفی به النّفس، ثمّ قال فی سجوده : یا مَنْ یَقْدِرُ عَلی حَوائِجِ السّائِلینَ الی أن أتمّ السّبعین مرّة یا سیّدی، وقد مرّ الدّعاء فی أعمال الاسطوانة السّابعة، فلما رفع رأسه من السّجود دقّقت فیه النّظر فاذا هو زین العابدین ( علیه السلام ) فقبّلت یدیه وسألته ما أتی به هنا، فأجاب ما رأیتَ، أی الصّلاة فی مسجد الکوفة، وعلی روایة رویناها فی ذیل الزّیارة السّابعة للامیر ( علیه السلام ) ثمّ سار ( علیه السلام ) بأبی حمزة الی زیارة الامیر ( علیه السلام ) .

أعمال باب الفرج المعرُوف بمقام نُوح ( علیه السلام )

فاذا فرغت من عمل الاسطوانة فامض الی دکّة باب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وهی الصّفة الواقعة ممّا یلی باب الجامِع من دار امیر المؤمنین ( علیه السلام ) فصلّ علیها أربع رکعات بالحمد وما شِئت من السّور فاذا فرغت وسبّحت فقُل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد

ص: 446

وَآلِ مُحَمَّد، وَاقْضِ حاجَتی یا اَللهُ یا مَنْ لا یَخیبُ سائِلُهُ، وَلا یَنْفَدُ نائِلُهُ، یا قاضِیَ الْحاجاتِ، یا مُجیبَ الدَّعَواتِ، یا رَبَّ الاَْرَضینَ وَالسَّماواتِ، یا کاشِفَ الْکُرُباتِ، یا واسِعَ الْعَطِیّاتِ، یا دافِعَ النَّقِماتِ، یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ حَسَنات، عُدْ عَلَیَّ بِطَوْلِکَ وَفَضْلِکَ وَاِحْسانِکَ، وَاسْتَجِبْ دُعائی فیما سَأَلْتُکَ وَطَلَبْتُ مِنْکَ، بِحَقِّ نَبِیِّکَ وَوَصِیِّکَ وَاَوْلِیائِکَ الصّالِحینَ .

صِفَة صَلاة اُخری فی هذا المَقامُ

وهی رکعتان فاذا فرغت منها وسبّحت فقل :

اَللّهُمَّ اِنّی حَلَلْتُ بِساحَتِکَ لِعِلْمی بِوَحْدانِیَّتِکَ وَصَمَدانِیَّتِکَ، وَاَنَّهُ لا قادِرً عَلی قَضاءِ حاجَتی غَیْرُکَ، وَقَدْ عَلِمْتُ یا رَبِّ اَنَّهُ کُلَّما شاهَدْتُ نِعْمَتَکَ عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فاقَتی اِلَیْکَ، وَقَدْ طَرَقَنی یا رَبِّ مِنْ مُهِمِّ اَمْری ما قَدْ عَرَفْتَهُ، لاَِنَّکَ عالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّم وَاَسْاَلُکَ بِالاِْسْمِ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّماواتِ فَانْشَقَّتْ، وَعَلَی الاَْرْضَینَ فَانْبَسَطَتْ، وَعَلَی النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ، وَعَلَی الْجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَاَسْاَلُکَ بِالاِْسْمِ الَّذی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدّ وَعِنْدَ عَلِیٍّ وَعِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَ الْحُسَیْنِ وَعِنْدَ الاَْئِمَّةَ کُلِّهِمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَقْضِیَ لی یا رَبِّ حاجَتی، وَتُیَسِّرَ عَسیرَها، وَتَکْفِیَنی مُهِمَّها، وَتَفْتَحَ لی قُفْلَها، فَاِنْ فَعَلْتَ ذلِکَ فَلَکَ الْحَمْدُ، وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَکَ الْحَمْدُ غَیْرَ جائِر فی حُکْمِکَ وَلا حائِف فی عَدْلِکَ .

ثمّ تبسط خدّک الایمن علی الارضِ وتقول : اَللّهُمَّ اِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتّی عَبْدَکَ وَنَبِیَّکَ دَعاکَ فی بَطْنِ الْحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَاَنَا اَدْعُوکَ فَاسْتَجِبْ لی بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وتدعو بما تحبّ ثمّ تقلّب خدّک الایسر وتقول : اَللّهُمَّ اِنَّکَ اَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَتَکَفَّلْتَ بِالاِْجابَةِ، وَاَنَا اَدْعُوکَ کَما اَمَرْتَنی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاسْتَجِبْ لی کَما وَعَدْتَنی یا کَریمُ ثمّ تعود الی السجود وتقول : یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیل، وَیا مُذِلَّ کُلِّ عَزیز، تَعْلَمُ کُرْبَتی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد

ص: 447

وَفَرِّجْ عَنّی یا کَریمُ .

صفة صَلاةِ لِلحاجة فی المحلّ المذکُور

تصلّی أربع رکعات فاذا فرغت وسبّحت فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا مَنْ لا تَراهُ الْعُیُونُ، وَلا تُحیطُ بِهِ الظُّنوُنُ وَلا یَصِفُهُ الواصِفُونَ، وَلا تُغَیِّرُهُ الْحَوادِثُ، وَلا تُفْنیهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقیلَ الْجِبالِ، وَمَکائیلَ الْبِحارِ، وَوَرَقَ الاَْشْجارِ، وَرَمْلَ الْقِفارِ، وَما اَضأَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَاَظْلَمَ عَلَیْهِ اللَّیْلُ، وَوَضَحَ عَلَیْهِ النَّهارُ، وَلا تُواری مِنْکَ سَماءٌ سَماءً، وَلا اَرْضٌ اَرْضاً، وَلا جَبَلٌ ما فی اَصْلِهِ، وَلا بَحْرٌ ما فی قَعْرِهِ، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ خَیْرَ اَمْری آخِرَهُ، وَخَیْرَ اَعْمالی خَواتیمَها، وَخَیْرَ اَیّامی یَوْمَ اَلْقاکَ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرُ، اَللّهُمَّ مَنْ اَرادَنی بِسُوء فَاَرِدْهُ، وَمَنْ کادَنی فَکِدْهُ، وَمَنْ بَغانی بِهَلَکَة فَاَهْلِکْهُ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَیَّ، اَللّهُمَّ اَدْخِلْنی فی دِرْعِکَ الْحَصینَةِ، وَاسْتُرْنی بِسِتْرِکَ الْواقی، یا مَنْ یَکْفی مِنْ کُلِّ شَیْء وَلا یَکْفی مِنْهُ شَیْءٌ، اِکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَصَدِّقْ قَوْلی وَفِعْلی یا شَفیقُ یا رَفیقُ فَرِّجْ عَنِّی الْمَضیقَ وَلا تُحَمِّلْنی ما لا اُطیقُ، اَللّهُمَّ احْرُسْنی بِعَیْنِکَ الَّتی لا تَنامُ، وَارْحَمْنی بِقُدْرَتِکَ عَلَیَّ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا عَلِیُّ یا عَظیمُ اَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتی وَعَلی قَضائِها قَدیرٌ، وَهِیَ لَدَیْکَ یَسیرٌ، وَاَنَا اِلَیْکِ فَقیرٌ فَمُنَّ بِها عَلیَّ یا کَریمُ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرُ .

ثمّ تسجد وتقول : اِلْهی قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ محمد واقضیها وقَدْ أحصیَتَ ذُنُوبی فصلِّ علی محمد وآلهِ وَاغْفِرها یا کَریمُ ثم تقلب خدک الایمن وتقول : إن کنت بِئسَ العبدُ فأنتَ نِعْمَ الربُّ افعل بی ما أنتَ أهْلُهُ ولا تفعلْ بی ما أنا أهلُهُ یا أرْحَمَ الرَّحِمینَ، ثم تقلّب خدِک الایسر وتقول : اللّهمَّ إن عَظُیمَ الذّنبُ

ص: 448

منَ عَبدِک فَلْیَحْسُن العَفْوُ مِنْ عِنْدِک یاکریم، ثمّ تعود الی السّجود وتقول : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَکانَ وَاعْتَرَفَ .

أقول : هذا الدعاء الی کلمة وَاغْفِرها یا کَریمُ هو الدّعاء الوارد فی کتاب المزار القدیم فی عمل مقام الامام زین العابدین ( علیه السلام ) فی أعمال صحن مسجد السّهلة .

اعمال مِحراب امیر المؤمنین ( علیه السلام )
اشارة

ثمّ صلّ فی المکان الذی ضرب فیه امیر المؤمنین ( علیه السلام ) رکعتین کلّ رکعة بالفاتحة وسورة من السّور فاذا سلّمت وسبّحت فقل :

یا مَنْ اَظْهَرَ الْجَمیلَ وَسَتَرَ الْقَبیحَ، یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْ بِالْجَریرَةِ وَلَمْ یَهْتِکِ الِّستْرَ وَالسَّریرَةَ، یا عَظیمَ الْعَفْوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ، یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ یا باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ، یا صاحِبَ کُلِّ نَجْوی، یا مُنْتَهی کُلِّ شَکْوی، یا کَریمَ الْصَّفْحِ یا عَظیمَ الرَّجاءِ، یا سَیِّدی صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا کَریمُ .

مُناجاةُ اَمیر المؤمنین ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَلابَنُونَ اِلاّ مَنْ اَتَی اللهَ بِقَلْب سَلیم، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتِنی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبیلاً، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ یُعْرَفُ الُْمجْرِمُونَ بِسیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصی وَالاَْقْدامِ، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ لا یَجْزی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جاز عَنْ والِدِهِ شَیْئاً اِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْس شَیْئاً وَالاَْمْرُ یَوْمَئِذ للهِ، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ اَخیهِ وَاُمِّهِ وَاَبیهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنیهِ لِکُلِّ امْرِئً مِنْهُمْ یَوْمَئِذ شَأْنٌ یُغْنیهِ، وَاَسْاَلُکَ الاَْمانَ یَوْمَ یَوَدُّ الُْمجْرِمُ لَوْ یَفْتَدی مِنْ عَذابِ یَوْمَئِذ بِبَنیهِ وَصاحِبَتِهِ وَاَخیهِ وَفَصیلَتِهِ الَّتی تُؤْویهِ وَمَنْ فِی الاَْرْضِ جَمیعاً ثُمَّ یُنْجیهِ کَلاّ اِنَّها

ص: 449

لَظی نَزّاعَةً لِلشَّوی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْمَوْلی وَاَنَا الْعَبْدُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْعَبْدَ اِلاَّ الْمَوْلی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْمالِکُ وَاَنَا الْمَمْلُوکُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَمْلُوکَ اِلاَّ الْمالِکُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْعَزیزُ وَاَنَا الذَّلیلُ وَهَلْ یَرْحَمُ الذَّلیلَ اِلاَّ الْعَزیزُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الَْمخْلُوقُ وَهَلْ یَرْحَمُ الَْمخْلُوقَ اِلاَّ الْخالِقُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْعَظیمُ وَاَنَا الْحَقیرُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْحَقیرَ اِلاَّ الْعَظیمُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْقَوِیُّ وَاَنَا الضَّعیفُ وَهَلْ یَرْحَمُ الضَّعیفَ اِلاَّ الْقَوِیُّ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْغَنِیُّ وَاَنَا الْفَقیرُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْفَقیرَ اِلاَّ الْغَنِیُّ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْمُعْطی وَاَنَا السّائِلُ وَهَلْ یَرْحَمُ السّائِلَ اِلاَّ الْمُعْطی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْحَیُّ وَاَنَا الْمَیِّتُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَیِّتَ اِلاَّ الْحَیُّ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْباقی وَاَنَا الْفانی وَ هَلْ یَرْحَمُ الْفانیَ اِلاَّ الْباقی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الدّائِمُ وَاَنَا الزّائِلُ وَهَلْ یَرْحَمُ الزّائِلَ اِلاَّ الدّائِمُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الرّازِقُ وَاَنَا الْمَرْزُوقُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ اِلاَّ الرّازِقُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْجَوادُ وَاَنَا الْبَخیلُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْبَخیلَ اِلاَّ الْجَوادُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْمُعافی وَاَنَا الْمُبْتَلی وَهَلْ یَرْحَمُ الْمُبْتَلی اِلاَّ الْمُعافی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْکَبیرُ وَاَنَا الصَّغیرُ وَهَلْ یَرْحَمُ الصَّغیرَ اِلاَّ الْکَبیرُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْهادی وَاَنَا الضّالُّ وَهَلْ یَرْحَمُ الضّالَّ اِلاَّ الْهادی، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الرَّحْمنُ وَاَنَا الْمَرْحُومُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَرْحُومَ اِلاَّ الرَّحْمنُ، مَوْلایَ یامَوْلایَ اَنْتَ السُّلْطانُ وَاَنَا الْمُمْتَحَنُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ اِلاَّ السُّلْطانُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الدَّلیلُ وَاَنَا الْمُتَحَیِّرُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمُتَحَیِّرَ اِلاَّ الدَّلیلُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْغَفُورُ وَاَنَا الْمُذْنِبُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمُذْنِبَ اِلاَّ الْغَفُورُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْغالِبُ وَاَنَا الْمَغْلُوبُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ اِلاَّ الْغالِبُ،

ص: 450

مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الرَّبُّ وَاَنَا الْمَرْبُوبُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ اِلاَّ الرَّبُّ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اَنْتَ الْمُتَکَبِّرُ وَاَنَا الْخاشِعُ وَهَلْ یَرْحَمُ الْخاشِعَ اِلاَّ الْمُتَکَبِّرُ، مَوْلایَ یا مَوْلایَ اِرْحَمْنی بِرَحْمَتِکَ، وَارْضَ عَنّی بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ وَفَضْلِکَ یا ذَا الْجُودِ وَالاِْحْسانِ وَالطَّوْلِ وَالاِْمْتِنانِ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : روی السّید ابن طاووس عنه ( علیه السلام ) بعد هذه المناجاة دعاءً طویلاً موسوماً بدعاء الامان لا یسعه المقام، وتدعُو أیضاً فی هذا المقام بما سنذکره عقیب الصّلاة فی مسجد زید بن صوحان ان شاء الله، واعلم انّا قد ألمحنا فی کتاب هدیّة الزّائر الی الخلاف فی تعیین المحراب الّذی ضرب فیه امیر المؤمنین ( علیه السلام ) هل هو المحراب المعروف أم المحراب المتروک وقلنا هناک انّ غایة الاحتیاط هی أن تؤدّی الاعمال فی کلا الموضعین أو أن تؤدّی فی المعروف تارة وفی المتروک أخری .

أعمال دکّة الصّادق ( علیه السلام )

ثمّ امض الی مقام الصّادق ( علیه السلام ) وهو قریب من مسلم بن عقیل رضوان الله علیه فصَلِّ علیها رکعتین فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :

یا صانِعَ کُلِّ مَصْنُوع، وَیا جابِرَ کُلِّ کَبیر، وَیا حاضِرَ کُلِّ مَلاء، وَیا شاهِدَ کُلِّ نَجْوی، وَیا عالِمَ کُلِّ خَفِیَّة، وَیا شاهِداً غَیْرَ غائِب، وَیا غالِباً غَیْرَ مَغْلُوب، وَیا قَریباً غَیْرَ بَعید، وَیا مُونِسَ کُلِّ وَحید، وَیا حَیّاً حینَ لا حَیَّ غَیْرُهُ، یا مُحیِی الْمَوْتی وَمُمِیتَ الاَْحْیاءِ، الْقائِمَ عَلی کُلِّ نَفْس بِما کَسَبَتْ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، ثمّ ادعُ بما احببت .

أقول : قد قلنا فیما مضی ونعید الحدیث انّ ما فی کتاب المزار القدیم وما هو المشهور بین النّاس فی ترتیب أعمال هذا الجامع هو أن تؤخّر

ص: 451

عن عمل هذا المقام أعمال دکّة القضاء وبیت الطّست، ونحن قد جارینا کتاب مصباح الزّائر والبحار وغیرهما فاثبتناها بعد أعمال الاسطوانة الرّابعة ولک اذا شئت أن توافق المشهور فتؤدّی الان بعد فراغک من سائر الاعمال ما أوردناه هُناک ان شاء الله تعالی .

ذکر صلاة الحاجة فی جامع الکوفة : عن الصّادق ( علیه السلام ) : من صلّی فی جامع الکوفة رکعتین یقرأ فی کلّ رکعة الحمد والمعوّذتین والاخلاص والکافرون والنّصر والقدر وسَبِّحِ اسمَ رَبِّکَ الاعْلی فاذا سلّم سبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) ثمّ سأل الله ما شاء قضی حاجته واستجاب دعاءه .

أقول : الذی اثبتناه من التّرتیب فی السّور یوافق روایة السّید ابن طاووس فی المصباح، وفی روایة الطّوسی فی الامالی قد اُخّر ذکر سورة القدر عن سورة سبّح اسم ومُراعاة التّرتیب لعلّها غیر لازمة فیجزی أن یتّبع الحمد بهذه السّور السّبع والله العالم .

زِیارة مُسلِم بنَ عَقیل ( قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَریحَهُ )

فاذا فرغت من أعمال جامع الکوفة فامض الی قبر مسلم بن عقیل رضوان الله علیه وقِف عنده وقُل :

اَلْحَمْدُ للهِ الْمَلِکِ الْحَقِّ الْمُبینِ، الْمُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطّاغینَ، الْمُعْتَرِفِ بِرُبُوبِیَّتِهِ جَمیعُ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضینَ، الْمُقِرِّ بِتَوْحیدِهِ سائِرُ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی سَیِّدِ الاَْنامِ وَاَهْلِ بَیْتِهِ الْکِرامِ، صَلاةً تَقَرُّ بِها اَعْیُنُهُمْ، وَیَرْغَمُ بِها اَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ اَجْمَعینَ، سَلامُ اللهِ الْعِلیِّ الْعَظیمِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ وَاَنْبِیائِهِ الْمُرْسَلینَ وَاَئِمَّتِهِ الْمُنْتَجَبینَ وَعِبادِهِ الصّالِحینَ وَجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ، وَالزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغْتَدی وَتَرُوحُ عَلَیْکَ یا مُسْلِمَ بْنَ عَقیلِ بْنِ أبی طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنْ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَقُتِلْتَ عَلی مِنْهاجِ الُْمجاهِدینَ فی سَبیلِهِ حَتّی لَقِیْتَ

ص: 452

اللهَ عَزَّوَجَلَّ وَهُوَ عَنْکَ راض، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَبَذَلْتَ نَفْسَکَ فی نُصْرَةِ حُجَّةِ اللهِ وَابْنِ حُجَّتِهِ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، اَشْهَدُ لَکَ بِالتَّسْلیمِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصیحَةِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّلیلِ الْعالِمِ وَالْوَصِیِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاکَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ اَفْضَلَ الْجَزاءَ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ اَمَرَ بِقَتْلِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ افْتَری عَلَیْکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بایَعَکَ وَغَشَّکَ وَخَذَلَکَ وَاَسْلَمَکَ، وَمَنْ اَلَبَّ عَلَیْکَ وَمَنْ لَمْ یُعِنْکَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَاَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَکُمْ ما وَعَدَکُمْ جِئْتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکُمْ مُسَلِّماً لَکُمْ تابِعاً لِسُنَّتِکُمْ، وَنُصْرَتی لَکُمْ مُعَدَّةٌ حَتّی یَحْکُمَ اللهُ وَهُوَ خَیْرُ الْحاکِمینَ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لا مَعَ عَدُوِّکُمْ، صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ وَعَلی اَرْواحِکُمْ وَاَجْسادِکُمْ وَشاهِدِکُمْ وَغائِبِکُمْ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکُمْ بِالاَْیْدی وَالاَْلْسُنِ .

وجَعَلَ هذه الکلمات فی المزار الکبیر بمنزلة الاستئذان، وقال : بعد ذِکرِها : ثمّ ادخل وادنُ من القبر وعلی الرّوایة السّابقة أشِر الی الضّریح ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطیعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِمیرِالْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، الْحَمْدُ لله وَسَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذینَ اصْطَفی مُحَمَّد وَآلِهِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلی رُوحِکَ وَبَدَنِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ مَضَیْتَ عَلی مامَضی عَلَیْهِ الْبَدْرِیُّونَ الُْمجاهِدُونَ فی سَبیلِ اللهِ، الْمُبالِغُونَ فی جِهادِ اَعْدائِهِ وَنُصْرَةِ اَوْلِیائِهِ، فَجَزاکَ اللهُ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَاَکْثَرَ الْجَزاءِ، وَاَوْفَرَ جَزاءِ اَحَد مِمَّنْ وَفی بِبَیْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَاَطاعَ وُلاةَ اَمْرِهِ ،اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بالَغْتَ فِی النَّصیحَةِ وَاَعْطَیْتَ

ص: 453

غایَةَ الَْمجْهُودِ حَتّی بَعَثَکَ اللهُ فِی الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ اَرْواحِ السُّعَداءِ، وَاَعْطاکَ مِنْ جِنانِهِ اَفْسَحَها مَنْزِلاً، وَاَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِکْرَکَ فِی الْعِلیّینَ، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اوُلئِکَ رَفیقاً، اَشْهَدُ اَنَّکَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْکُلْ، وَاَنَّکَ قَدْ مَضَیْتَ عَلی بَصیرَة مِنْ اَمْرِکَ مُقْتَدِیاً بِالْصّالِحینَ وَمُتَّبِعاً لِلنَّبیّینَ، فَجَمَعَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکَ وَبَیْنَ رَسُولِهِ وَاَوْلِیائِهِ فی مَنازِلِ الُْمخْبِتینَ فَاِنَّهُ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ .

ثمّ صلّ رکعتین فی جانب الرّأس واهدها الی جنابه ثمّ قل : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تَدَعْ لی ذَنْباً وهذا هو الدّعاء الّذی یدعی به فی مرقد العبّاس وسیأتی ذکره فاذا شئت أن تودعه فودّعه بالوداع الّذی سیذکر فی ذیل زیارة العبّاس .

زِیارَة هانی بنَ عروَة ( رَحمة الله وَرضوانه عَلیه )

تقف عند قبره وتسلّم علی رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وتقول :

سَلامُ اللهِ الْعَظیمِ وَصَلَواتُهُ عَلَیْکَ یا هانِیَ بْنَ عُرْوَةَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ النّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ وَاسْتَحَلَّ دَمَکَ، وَحَشی قُبُورَهُمْ ناراً، اَشْهَدُ اَنَّکَ لَقِیْتَ اللهَ وَهُوَ راض عَنْکَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَداءِ وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ اَرْواحِ السُّعَداءِ بِما نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَبَذَلْتَ نَفْسَکَ فی ذاتِ اللهِ وَمَرْضاتِهِ، فَرَحِمَکَ اللهُ وَرَضِیَ عَنْکَ وَحَشَرَکَ مَعَ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَجَمَعَنا وَاِیّاکُمْ مَعَهُمْ فی دارِ النَّعیمِ، وَسَلامٌ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ صلّ رکعتین واهدها الی هانی وادعُ لنفسک بما شئت وودّعه بما تودّع به مسلم .

الفَصْلُ السادِسُ : فی فَضل مَسجد السّهلة وأعماله، وأعمال مسجد زید، ومسجد صعصعة

فی فَضل مَسجد السّهلة وأعماله، وأعمال مسجد زید، ومسجد صعصعة

اشارة

اعلم انّه لیس فی تلک البقاع مسجد یضاهی مسجد السّهلة فضلاً وشرفاً بعد مسجد الکوفة وهو بیت ادریس ( علیه السلام ) وابراهیم (

ص: 454

علیه السلام ) ومنزل خضر ( علیه السلام ) ومسکنه، وعن أبی بصیر عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : قال لی : یا أبا محمّد کأنّی أری نزول القائم صلوات الله علیه فی مسجد السّهلة بأهله وعیاله ویکون منزله، وما بعث الله نبیّاً الاّ وقد صلّی فیه والمقیم فیه کالمقیم فی فُسطاط رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة الاّ وقلبه یحنّ الیه وفیه صخرة فیها صورة کلّ نبیّ، وما صلّی فیه أحد فدعا الله بنیّه صادقة الاّ صرفه الله بقضاء حاجته، وما مِن أحد استجاره الاّ أجاره الله ممّا یخاف منه، قلت : هذا لهو الفضل ، قال : نزیدک ؟ قلت : نعم ، قال : هو من البقاع التّی أحبّ الله أن یدعی فیها وما من یوم ولا لیلة الاّ والملائکة تزُور هذا المسجد یعبدون الله فیه، أما انّی لو کنت بالقرب منکم ما صلّیت صلاة الاّ فیه، یا أبا محمّد ما لم أصف اکثر ، قلت : جعلت فداک لا یزال القائم ( علیه السلام ) فیه أبداً ؟ قال : نعم .. الخ .

وأمّا أعمال مَسجد السَّهلة

فمن المسنون فیه الصّلاة رکعتین بین العشاءین، عن الصّادق ( علیه السلام ) ما صلاها مکروب ودعا الله الاّ فرّج الله کربته، وعن بعض کتب الزّیارة انّه اذا أردت أن تدخل المسجد فقف علی الباب وقُل :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَمِنَ اللهِ وَاِلَی اللهِ وَما شاءَ اللهُ وَخَیْرُ الاَْسْماءِ للهِ، وَتَوَکَّلْتُ عَلَی اللهِ وَلا حَوْلَ و لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِنْ عُمّارِ مَساجِدِکَ وَبُیُوتِکَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاُقَدِّمُهُمْ

ص: 455

بَیْنَ یَدَیْ حَوائِجی، فَاجْعَلْنِی اَللّهُمَّ بِهِمْ عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتی بِهِمْ مَقْبُولَهً، وَذَنْبی بِهِمْ مَغْفُوراً، وَرِزْقی بِهِمْ مَبْسُوطاً، وَدُعائی بِهِمْ مُسْتَجاباً، وَحَوائِجی بِهِمْ مَقْضِیَّةً، وَانْظُرْ اِلَیَّ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ نَظَرْةً رَحیمَةً اَسْتَوْجِبُ بِها الْکَرامَةَ عِنْدَکَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْهُ عَنّی اَبَداً بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبی عَلی دینِکَ وَدینِ نَبِیِّکَ وَوَلِیِّکَ، وَلا تُزِغْ قَلْبی بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنی، وَهَبْ لی مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ، اَللّهُمَّ اِلَیْکَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَکَ طَلَبْتُ وَثَوابَکَ ابْتَغَیْتُ، وَبِکَ آمَنْتُ وَعَلَیْکَ تَوَکَّلْتُ، اَللّهُمَّ فَاَقْبِلْ بِوَجْهِکَ ِالَیِّ، وَاَقْبِلْ بِوَجْهی اِلَیْکَ ثمّ اقرأ آیة الکرسی والمعوّذتین وسبّح الله سبع مرّات واحمده سبعاً وهلّل سبعاً وکبّر سبعاً أی کرّر کلّ جملة مِن سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاّ اللهُ و اللهُ اَکْبَرُ سبع مرّات ثمّ قل : اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلَی ما هَدَیْتَنی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی ما فَضَّلْتَنی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی ما شَرَّفْتَنی، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی کُلِّ بَلاء حَسَن ابْتَلَیْتَنی، اَللّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتی وَدُعائی، وَطَهِّرْ قَلْبی، وَاشْرَحْ لی صَدْری، وَتُبْ عَلَیَّ اِنَّکَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ .

وقال السّید ابن طاووس اذا أردت أن تمضی الی السّهلة فاجعل ذلک بین المغرب والعشاء الاخرة من لیلة الاربعاء وهو أفضل من غیره من الاوقات فاذا اتیته فصلّ المغرب ونافلتها ثمّ قم فصلّ رکعتین تحیّة المسجد قربةً الی الله تعالی، فاذا فرغت فارفع یدک الی السّماء وقُل : اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعیدُهُمْ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ خالِقُ الْخَلْقِ وَرازِقُهُمْ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ الْقابِضُ الْباسِطُ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ مُدَبِّرُ الاُْمُورِ وَباعِثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ، اَنْتَ وارِثُ

ص: 456

الاَْرْضِ وَمَنْ عَلَیْها، اَسْاَلُکَ بِاسْمِکَ الَمخْزُنِ الْمَکْنُونِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ عالِمُ الِسِّر وَاَخْفی، اَسْاَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذی اِذا دُعیتَ بِهِ اَجَبْتَ، وَاِذا ِسُئِلْتَ بِهِ اَعْطَیْتَ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّکَ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ وَبِحَقِّهِمُ الَّذی اَوْجَبْتَهُ عَلی نَفْسِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَقْضِیَ لی حاجَتی السّاعَةَ السّاعَةَ، یا سامِعَ الدُّعاءِ، یا سَیِّداهُ یا مَوْلاهُ یا غِیاثاهُ، اَسْاَلُکَ بِکُلِّ اسْم سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَکَ اَوْ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السّاعَةَ، یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ، یا سَمیعَ الدُّعاءِ .

ثمّ اسجد واخشع وادعُ الله بما ترید ثمّ صلّ فی الزّاویة الغربیّة الشّمالیّة رکعتین وهی موضع دار ابراهیم الخلیل ( علیه السلام ) حیث کان یذهب منها الی قتال العمالقة، فاذا فرغت من الصّلاة فسبّح ثمّ قُل بعد ذلک : اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ الْبُقْعَةِ الشَّریفَةِ، وَبِحَقِّ مِنْ تَعَبَّدَ لَکَ فیها، قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجی، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاقْضِها، وَقَدْ اَحْصَیْتَ ذُنُوبی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْها، اَللّهُمَّ اَحْیِنی ما کاَنَتِ الْحَیاةُ خَیْراً لی، وَاَمِتْنی اِذا کانَتِ الْوَفاةُ خَیْراً لی عَلی مُوالاةِ اَوْلِیائِکَ وَمُعاداةِ اَعْدائِکَ، وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ تصلّی رکعتین فی الزّاویة الغربیة الاخری التی هی فی سمت القبلة، ثمّ ترفع یدیک وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِکَ، وَطَلَبَ نائِلِکَ، وَرَجاءَ رِفْدِکَ وَجَوائِزِکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْها مِنّی بِاَحْسَنِ قَبُول، وَبَلِّغْنی بِرَحْمَتِکَ الْمَأْمُولَ، وَافْعَلْ بی ما اَنْتَ اَهْلُهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ اهو الی السّجود وضع خدّیک علی التّراب ثمّ امض الی الزّاویة الشّرقیّة فصلّ رکعتین وابسط یدیک وقُل : اَللّهُمَّ

ص: 457

اِنْ کانَتْ الذُّنُوبُ وَالْخَطایا قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهی عِنْدَکَ فَلَمْ تَرْفَعْ لی اِلَیْکَ صَوْتاً وَلَمْ تَسْتَجِبْ لی دَعْوَةً فَاِنّی اَسْاَلُکَ بِکَ یا اللهُ فاَنَّهُ لَیْسَ مِثْلَکَ اَحَدٌ، وَاَتَوَسِّلُ اِلَیْکَ بِمُحَمَّد وَآلِهِ وَاَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تُقْبِلَ اِلَیَّ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهی اِلَیْکَ وَلا تُخَیِّبْنی حَیْنَ اَدْعُوکَ، وَلا تَحْرِمْنی حَیْنَ اَرْجُوکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : نقل عن کتاب غیر معروف من کتب الزّیارات انّه ثمّ تمضی الی الزّاویة الشّرقیّة الاخری وتصلّی هناک رکعتین وتقول : اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ یا اللهُ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ خَیْرَ عُمْری آخِرَهُ، وَخَیْرَ اَعْمالی خَواتِیمَها وَخَیْرَ اَیّامی یَوْمَ اَلْقاکَ فیهِ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائی وَاسْمَعْ نَجْوایَ یا عَلِیُّ یا عَظیمُ یا قادِرُ یا قاهِرُ یا حَیّاً لا یَمُوتُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتی بَیْنی وَبَیْنَکَ، وَلا تَفْضَحْنی عَلی رُؤوسِ الاَْشْهادِ، وَاحْرُسْنی بِعینِکَ الَّتی لا تَنامُ وَارْحَمَنی بِقُدْرَتِکَ عَلَیَّ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَصَلَّیَ اللهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

ثمّ تصلّی فی البیت الذی فی وسط المسجد رکعتین وتقول : یا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، یا فَعّالاً لِما یُریدُ، یا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحُلْ بَیْنَنا وَبَیْنَ مَنْ یُؤْذینا بِحَوْلِکَ وَقُوَّتِکَ یا کافی مِنْ کُلِّ شَیْء وَلا یَکْفی مِنْهُ شَیْءٌ، اِکْفِنا الْمُهِمَّ مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ ضع جانبی وجهک علی التّراب .

أقول : هذه البُقعة الشّریفة تعرف فی العصر الحاضر بمقام الامام زین العابدین ( علیه السلام ) وقال فی کتاب المزار القدیم انّه یدعی فیها بعد

ص: 458

الصّلاة رکعتین بدعاء اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا مَنْ لا تَراهُ الْعُیُونَ، الخ والدّعاء قد سلف فی أعمال دکّة باب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) فی مسجد الکوفة فراجعه هناک ویقرب من هذه البُقعة موضِع یعرف بمقام المهدی ( علیه السلام ) ومن المناسب فیه زیارته ( علیه السلام ) ، ونقل عن بعض کتب الزّیارات انّه ینبغی أن یزوره الزّائر هنا قائماً علی قدمیه بهذه الزّیارة سَلامُ اللهِ الکامِلُ التّآمُّ الشّامِلُ الخ وهذه هی الاستغاثة السّالفة فی الفصل السّابع من الباب الاوّل من الکتاب نقلاً عن کتاب الکلم الطّیب فلا نعیدها وقد عدّها السیّد ابن طاووس من الزّیارات التی یزار بها فی السّرداب المقدّس بعد الصّلاة رکعتین .

الصَّلاة وَالدُّعاء فی مسجد زید ( رَحِمَهُ الله )

ثمّ تمضی الی مسجد زید القریب من مسجد السّهلة فتصلّی فیه رکعتین وتبسط یدیک وتقول :

اِلهی قَدْ مَدَّ اِلَیْکَ الْخاطِیءُ الْمُذْنِبُ یَدَیْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِکَ، اِلهی قَدْ جَلَسَ الُمسیءُ بَیْنَ یَدَیْکَ مُقِرّاً لَکَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِیاً مِنْکَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ، اِلهی قَدْ رَفَعَ اِلَیْکَ الظّالِمُ کَفَّیْهِ راجِیاً لِما لَدَیْکَ فَلا تُخَیِّبْهُ بِرَحْمَتِکَ مِنْ فَضْلِکَ، اِلهی قَدْ جَثَا الْعائِدُ اِلی الْمَعاصی بَیْنَ یَدَیْکَ خائِفاً مِنْ یَوْم تَجْثُو فیهِ الْخَلائِقُ بَیْنَ یَدَیْکَ، اِلهی جاءَکَ الْعَبْدُ الْخاطِیءُ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ اِلَیْکَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِیاً، وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِکَ وَجَلالِکَ ما اَرَدْتُ بِمَعْصِیَتی مُخالَفَتَکَ، وَما عَصَیْتُکَ اِذْ عَصَیْتُکَ وَاَنَا بِکَ جاهِلٌ، وَلا لِعُقُوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ، وَلا لِنَظَرِکَ مُسْتَخِفٌّ، وَلکِنْ سَوَّلَتْ لی نَفْسی، وَاَعانَتْنی عَلی ذلِکَ شَقْوَتی، وَغَرَّنی سِتْرُکَ المْرُخْی عَلَیَّ، فَمِنَ الاْنَ مِنْ عَذابِکَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنی، وَبَحَبْلِ مَنْ اَعْتَصِمُ اِنْ قَطَعْتَ حَبْلَکَ عَنّی، فَیا سَوْاَتاهُ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْکَ اِذا قیلَ لِلْمُخِفّینَ جُوزُوا ولِلْمُثْقِلینَ حُطُّوا، اَفَمَعَ الُْمخِفّینَ اَجُوزُ

ص: 459

اَمْ مَعَ الْمُثْقِلینَ اَحُطُّ، وَیْلی کُلَّما کَبُرَ سِنّی کَثُرَتْ ذُنُوبی، وَیْلی کُلَّما طالَ عُمْری کَثُرَتْ مَعاصِیّی، فَکَمْ اَتُوبُ وَکَمْ اَعُودُ اَما آنَ لی اَنْ اَسَتَحْیِیَ مِنْ رَبّی، اَللّهُمَ فَبِحَِقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اِغْفِرَ لی وَارْحَمَنی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ وَخَیْرَ الْغافِرینَ .

ثمّ ابک وضَع وجهک علی التّراب وقُل : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاَقْتَرَفَ وَاسْتَکانَ وَاَعْتَرَفَ، ثمّ ضع خدّک الایمن وقُل : اِنْ کُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، ثمّ ضع خدّک الایسر وقُل : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِکَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفُْ مِنْ عِنْدِکَ یا کَریمُ، ثمّ عُد الی السّجود وقُل اَلْعَفْوَ اَلْعَفْوَ مائة مرّة .

أقول : هذا المسجد من المساجد الشّریفة فی الکوفة وینتسب الی زید بن صوحان وهو من کبار أصحاب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ویعدّ من الابدال، وقد استشهد فی رکابه ( علیه السلام ) فی واقعة الجمل، والدّعاء السّالف هو دعاؤه الذی کان یدعو به فی نافلة اللّیل، وبجوار مسجده هذا مسجد أخیه صعصعة بن صوحان وهو ایضاً من أصحاب امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ومن العارفین بحقّه ومن أکابر المؤمنین وقد بلغ فی الفصاحة والبلاغة حیث لقّبه امیر المؤمنین ( علیه السلام ) بالخطیب الشحشح، وأثنی علیه بالفصاحة وجودة الخطب کما مدحه بقلّة المؤنة وکثرة المعُونة، وقد حضر صعصعة تشییع جثمانه الشّریف لیلاً من الکوفة الی النّجف ولما لحدّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وقف صعصعة علی القبر وأخذ کفّاً من التّراب فأهاله علی رأسه وقال : بأبی أنت وأمّی یا أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) هنیئاً لک یا أبا الحسن ( علیه السلام ) فلقد طاب مولدک، وقوی صبرک، وعظم جهادک، وبلغت ما أمّلت، وربحت

ص: 460

تجارتک، ومضیت الی ربّک، ونطق بکثیر مثلها وبکی بکاء شدیداً وأبکی کلّ من کان معه، وبذلک فقد انعقد فی جوف اللّیل مأتم یخطب فیه صعصعة ویحضره الامامان الحسنان ( علیهما السلام ) ومحمّد بن الحنفیّة وأبو الفضل العبّاس وغیرهم من أبنائه واقاربه، ولما انتهی صعصعة من خطبته عدل الحاضرون الی الامامین الحسن والحسین ( علیهما السلام ) وغیرهما من أبنائه فعزّوهم فی أبیهم ( علیه السلام ) فعادوا طرّاً الی الکوفة، والخلاصة انّ مسجد صعصعة من المساجد الشّریفة فی الکوفة وقد شُوهد فیه الامام الغائب صاحب العصر صلوات الله علیه، شاهده فیه جمع من الاصحاب فی شهر رجب یصلّی رکعتین ویدعو بالدّعاء اَللّهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ الدّعاء، وظاهر عمله الشّریف اختصاص الدّعاء بهذا المسجد الشّریف کأدعیة مسجد السّهلة ومسجد زید، ولکن العمل قد کان فی شهر رجب وهذا ما أورث احتمال اختصاص الدّعاء بالشّهر لا بالمسجد ولذلک نجد الدّعاء فی کتب العلماء مذکوراً أیضاً فی خلال أعمال شهر رجب، ونحن أیضاً قد أوردناه هناک فلا نعیده .

الفَصْلُ السابِعُ : فی فَضل زیارة أبی عبد الله الحسین ( علیه السلام )

فی فَضل زیارة أبی عبد الله الحسین ( علیه السلام )

اشارة

والاداب الّتی ینبغی للزّائر رعایتها فی طریقه الی زیارته ( علیه السلام ) وفی حرمه الطّاهر وفی کیفیّة زیارته ( علیه السلام )

وفیه ثلاثة مقاصد :

المقصَد الاوّل : فی فضلِ زیارَته ( علیه السلام )

اعلم انّ فضل زیارة الحسین ( علیه السلام ) ممّا لا یبلغه البیان وفی روایات کثیرة انّها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هی أفضل بدرجات، تُورث المغفرة وتخفیف الحساب وارتفاع الدّرجات واجابة الدعوات وتورث طول العمر والانحفاظ فی النفس والمال وزیادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والکربات، وترکها یوجب نقصاً فی الدّین وهو ترک حقّ عظیم من حقوق النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم

ص: 461

) ، وأقلّ ما یوجر به زائره هو أن یغفر ذنوبه وأن یصون الله تعالی نفسه وماله حتّی یرجع الی أهله، فاذا کان یوم القیامة کان الله له أحفظ من الدّنیا، وفی روایات کثیرة انّ زیارته تزیل الغمّ وتهون سکرات الموت وتذهب بهول القبر، وانّ ما یصرف فی زیارته ( علیه السلام ) یکتب بکلّ درهم منه الف درهم، بل عشرة آلاف دِرهم وانّ الزّائر اذا توجّه الی قبره ( علیه السلام ) استقبله اربعة آلاف ملک فاذا رجع منه شایعته، وانّ الانبیاء والاوصیاء والائمة المعصومین والملائکة سلام الله علیهم اجمعین یزورون الحسین ( علیه السلام ) ویدعون لزوّاره ویبشّرونهُم بالبشائر، وانّ الله تعالی ینظر الی زوّار الحسین صلوات الله وسلامه علیه قبل نظره الی من حضر عرفات، وانّه اذا کان یوم القیامة تمنّی الخلق کلّهم أن کانوا من زوّاره ( علیه السلام ) لما یصدر منه ( علیه السلام ) من الکرامة والفضل فی ذلک الیوم، والاحادیث فی ذلک لا تحصی وسنشیر الی جملة منها عند ذکر زیاراته الخاصّة وحسبنا هنا روایة واحدة .

روی ابن قولویه والکلینی والسّید ابن طاوُس وغیرهم باسناد معتبرة عن الثّقة الجلیل معاویة بن وهب البجلیّ الکوفی قال : دخلت علی الصادق صلوات الله وسلامه علیه وهو فی مُصلاّه فجلست حتّی قضی صلاته فسمعته وهو یُناجی ربّه ویقول : یا من خصّنا بالکرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرّسالة وجعلنا ورثة الانبیاء وختم بنا الامم السّالفة وخصّنا بالوصیّة وأعطانا علم ما مضی وعلم ما بقی وجعل افئدة الناس تهوی الینا اغْفِرْ لی وَلاِِخْوانی وَزُوّارِ قَبْرِ اَبی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلیّ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِما الذین انفقوا اموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة فی برّنا ورجاء

ص: 462

لما عندک فی وصلتنا، وسروراً أدخلوه علی نبیّک محمّد صلّی الله علیه وآله واجابة منهم لامرنا وغیظاً أدخلوه علی عدوّنا وأرادُوا بذلک رضوانک فکافهم عنّا بالرّضوان واکلاهم باللیل والنّهار واخلف علی اهالیهم واولادهم الذین خلّفوا بأحسن الخلف وأصحبهم واکفهم شرّ کلّ جبّار عنید واعطهم افضل ما املوا منک فی غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا علی ابنائهم وأهالیهم وقراباتهم اللّهُمَّ انّ اعداءنا عابوا علیهم خروجهم فلم ینههم ذلک عن النّهوض والشّخوص الینا خلافاً علیهم فَارْحَمْ تِلْکَ الْوُجُوهَ الَّتی غَیَّرَتْهَا الشَّمْسُ وَارْحَمْ تِلْکَ الْخُدُودَ الَّتی تُقَلَّبُ عَلی قَبْرِ أبی عَبْدِاللهِ عَلَیْهِ السَّلامُ وارحم تلک الاعین التی جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلک القلوب التی جزعت واحترقت لنا، وارحم تلک الصّرخة التی کانت لنا اللهم انّی استودعک تلک الانفس وتلک الابدان حتی ترویهم من الحوض یوم العطش، فما زال صلوات الله علیه یدعو بهذا الدّعاء وهو ساجد فلمّا انصرف قلت له : جعلت فداک لو انّ هذا الَّذی سمعته منک کان لمن لا یعرف الله لظننت انّ النّار لا تطعم منه شیئاً ابداً والله لقد تمنّیت انّی کنت زرته ولم أحج، فقال لی : ما أقربک منه فما الَّذی یمنعک من زیارته یا معاویة لا تدع ذلک ، قلت : جعلت فداک فلم أدر انّ الامر یبلغ هذا کلّه ، فقال : یا معاویة ومن یدعو لزوّاره فی السّماء اکثر ممّن یدعو لهم فی الارض، لا تدعه لخوف من أحد فمن ترکه لخوف رأی من الحسرة ما یتمنّی انّ قبره کان بیده ( أی تمنّی أن یکون قد ظلّ عنده حتّی دفن هُناک ) أما تُحبّ أن یری الله شخصک وسوادک فیمن یدعو له رسول الله وعلیّ وفاطمة

ص: 463

والائمة المعصومون ( علیهم السلام ) امّا تحبّ أن تکون غداً ممّن تصافحه الملائکة ، امّا تحبّ أن تکون غداً فیمن یأتی ولیس علیه ذنب فیتبع به ، أما تحب أن تکون ممّن یصافح رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) .

المقصَد الثانی : فیما علی الزّائر مراعاته

من الاداب فی طریقه الی الزّیارة وفی ذلک الحرم الطّاهر وهی عدیدة :

الاوّل : أن یصوم ثلاثة أیّام متوالیة قبل الخروج من بیته ویغتسل فی الیوم الثّالث علی ما أمر الصّادق صلوات الله وسلامه علیه صفوان، وستأتی الرّوایة عند ذکر الزّیارة السّابعة وقال الشّیخ محمّد بن المشهدی فی مقدّمات زیارة العیدین: اذا أردت زیارته ( علیه السلام ) فصُم ثلاثة أیّام واغتسل فی الیوم الثّالث واجمع الیک أهلک وعیالک وقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْتَوْدِعُکَ الْیَوْمَ نَفْسی وَاَهْلی وَمالی وَوَلَدی وَکُلَّ مَنْ کانَ مِنّی بِسَبیل، الشّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغائِبَ، اَللّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِکَ بِحِفْظِ الاِْیمانِ وَاحْفَظْ عَلَیْنا، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فی حِرْزِکَ وَلا تَسْلُبْنا نِعْمَتَکَ وَلا تُغَیِّرْ ما بِنا مِنْ نِعْمَة وَعافِیَة، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِکَ اِنّا اِلَیْکَ راغِبُونَ .

ثمّ اخرج من منزلک خاشعاً واکثر من قول لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وَالْحَمْدُ للهِ وَمِن تمجید الله تعالی والصّلاة علی النّبی وآله صلوات الله علیهم وامض وعلیک السّکینة والوقار . وروی انّ الله یخلق من عرق زوّار قبر الحسین ( علیه السلام ) من کلّ عرقة سبعین ألف ملک یسبحون الله ویستغفرون له ولزوّار الحسین ( علیه السلام ) الی أن تقوم السّاعة .

الثّانی : عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا زرت أبا عبد الله ( علیه السلام ) فزره وأنت حزین مکروب شعث مغبر جائع عطشان فانّ الحسین

ص: 464

علیهِ السلام قتل حزیناً مکروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتّخذه وطناً .

الثّالث : أن لا یُتّخذ الزّاد فی سفر زیارته ( علیه السلام ) ممّا لذّ وطاب من الغذاء کاللّحم المشوی والحلاوة بل یغتذی بالخبز واللّبن، عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : بلغنی انّ قوماً اذا زاروا الحسین ( علیه السلام ) حملوا معهم السّفرة فیها الجداء والاخبصة واشباهه، ولو زاروا قبور آبائهم واحبّائهم ما حملوا معهم هذا، وقال المفضّل بن عمر فی حدیث معتبر آخر: تزورُون خیر من أن لا تزورون ولا تزورون خیر من أن تزورون ، قال : قلت قطعت ظهری ، قال : تالله ان احدکم لیذهب الی قبر أبیه کئیباً حزیناً وتأتونه بالسُّفر، کلاّ حتی تأتونه شعثاً غبراً.

أقول : ما أجدر للاثریاء والتّجار أن یراعوا هذا الامر فی سفر زیارة الحسین صلوات الله وسلامه علیه فاذا دعاهم أخلاؤهم فی المدن الواقعة علی المسیر الی المادب رفضوا الدّعوة فاذا عمدوا الی حقائبهم وسفرهم یملؤونها بما طاب من مطبوخ الزّاد کالدّجاج المشوی وغیره من الشّواء أبوا ذلک وصدّوا عنه قائلینْ انّنا راحلون الی کربلاء ولا یجدر بنا أن نتغذّی بمثل ذلک .

روی الکلینی ( رحمه الله ) انّه لمّا قتل الحسین صلوات الله وسلامه علیه اقامت امرأة الکلبیّة علیه مأتماً وبکت وبکت النّساء والخدم حتّی جفّت دموعهم فأهدی الیها الجونیَ وهو القطا علی ما فسّرَ لِیَقْتَتْنَ به فَیَقْوینَ علی البکاء علی الحسین، ( علیه السلام ) فلمّا رأته سألت عنه فقیل: هو هدیّة أهداها فلان تستعنّ بها فی مأتم الحسین ( علیه السلام ) ، فقالت: لَسْنا فی عُرْس فَما نَصْنَعُ بِها

ص: 465

فأمرت باخراجه من الدّار .

الرّابع : ممّا ندب الیه فی سفر زیارة الحسین ( علیه السلام ) هو التّواضع والتّذلّل والتّخاشع والمشی مشی العبد الذّلیل فمن رکب من الزّائرین المراکب الحدیثة التی تجری مسرعة بقوّة البخار وامثالها یجب علیه التّحفّظ والاحتراز عن الکبر والخیلاء والتّمالک عن التّبختُر علی سائر الزّوار من عباد الله الّذین هم یقاسون الشّدائد والصّعاب فی طریقهم الی کربلاء فلا ینظرون الیهم نظر التّحقیر والازدراء .

روی العلماء فی أصحاب الکهف انّهم کانوا من خاصّة دقیانوس ووزرائه فلمّا وسعتهم رحمة الله تعالی فاستقام فکرهم فی معرفة الله عزّوجل وفی اصلاح شأنهم استقرّوا علی الرّهبنة والانزواء عن الخلق والاواء الی کهف یعبدون الله تعالی فیه، فرکبوا خیولهم وخرجوا من المدینة فلمّا ساروا ثلاثة امیال قال لهم تمیلخا وکان هو أحدهم : یا اِخْوَتاهُ جاءَتْ مَسْکَنَةُ الاْخِرَةِ وَذَهَبَ مُلْکُ الدُّنْیا اِنْزِلُوا عَنْ خُیُولِکُمْ وَامْشُوا عَلی اَرْجُلِکُمْ ( انزلوا عن الخیول وسیروا فی سبیل اللهِ علی ارجلکم لعلّ الله تعالی ینزّل علیکم عطفه ورحمته ویجعل لکم من امرکم مخرجاً ) فنزل اولئک العظماء الاجلاء عن خیولهم ومشوا علی أرجلهم سبعة فراسخ فی ذلک الیوم حتی تقاطرت ارجلهم دماً، فعلی زائر هذا القبر الشّریف أن یراعی هذا الامر ولیعلم ایضاً انّ تواضعه فی هذا الطریق لوجه الله تعالی انّما هو رفعة له واعتلاء .

وقد روی فی آداب زیارته ( علیه السلام ) عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من أتی قبر الحسین صلوات الله وسلامه علیه ماشیاً کتب الله له بکلّ خطوة الف حسنة، ومحا عنه ألف سیّئة، ورفع له الف درجة، فاذا أتیت الفرات فاغتسل وعلّق نعلیک وامش حافیاً وامش مشی

ص: 466

العبد الذّلیل .

الخامس : أن یجتهد ما وسعه الاجتهاد فی اعانة الزّائر الرّاجل اذا شاهده وقد تعب واعیا عن المسیر فیهتمّ بشأنه ویبلغه منزلاً یستریح فیه، وحذار من الاستخفاف به وعدم الاهتمام لشأنه .

روی الکلینی بسند معتبر عن أبی هارون ، قال : کنت عند الصّادق ( علیه السلام ) یوماً فقال لمن حضره : ماذا بکم تستخفّون بنا ؟ فقام من بینهم رجل من أهل خراسان وقال : نعوذ بالله أن نستخفّ بکم أو بشیء من امرکم ، فقال : نعم أنت ممّن استخفّ بی واهاننی ، قال الرّجل : اعوذ بالله أن اکون کذلک ، قال ( علیه السلام ) : ویلک ألم تسمع فلاناً ینادیک عندما کنّا بقرب جحفة ویقول ارکبنی میلاً فوالله لقد تعبت انّک والله لم ترفع الیه رأسک واستخففت به، ومن اذلّ مؤمناً فقد اذلّنا واضاع حرمة الله تعالی .

أقول : راجع الادب التّاسع من آداب الزّیارات العامّة فقد أوردنا هناک کلاماً یناسب المقام، وروایة عن علیّ بن یقطین، وهذا الادب الَّذی ذکرناه هُنا لا یخصّ زیارة الحسین ( علیه السلام ) وانّما أوردناه هُنا فی الاداب الخاصّة بزیارته ( علیه السلام ) لکثرة مصادفة موارده فی هذه الزّیارة خاصّة .

السّادس : عن الثّقة الجلیل محمّد بن مُسلم عن الامام محمّد الباقر ( علیه السلام ) قال : قلت له: اذا خرجنا الی أبیک أفلسنا فی حجّ ، قال : بلی ، قلت : فیلزمنا ما یلزم الحاج ، قال : یلزمک حُسن الصحبة لمن یصحبک، ویلزمک قلّة الکلام الاّ بخیر، ویلزمک کثرة ذکر الله، ویلزمک نظافة الثّیاب، ویلزمک الغسل قبل أن تأتی الحیر، ویلزمک

ص: 467

الخشوع وکثرة الصّلاة والصّلاة علی محمّد وآل محمّد، ویلزمک التّحفّظ عمّا لا ینبغی لک، ویلزمک أن تغضی بصرک ( من المحرّمات والمشتبهات ) ، ویلزمک أن تعود علی أهل الحاجة من اخوانک اذا رأیت منقطعاً والمواساة ( أن تناصفه نفقتک ) ، ویلزمک التّقیّة التی قوام دینک بها، والورع عمّا نهیت عنه، وترک الخصومة وکثرة الایمان والجدال الَّذی فیه الایمان، فاذا فعلت ذلک تمّ حجّک وعمرتک واستوجبت من الَّذی طلبت ما عنده بنفقتک واغترابک عن أهلک ورغبتک فیما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرّضوان .

السّابع : فی حدیث أبی حمزة الثّمالی عن الصّادق صلوات الله علیه فی زیارة الحسین ( علیه السلام ) انّه قال : اذا بلغت نینوی فحطّ رحلک هُناک ولا تدهن ولا تکتحل ولا تأکل اللحم ما أقمت فیه .

الثّامن : أن یغتسل بماء الفُرات ، فالروایات فی فضله کثیرة، وفی روایة عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه قال : من اغتسل بماء الفُرات وزار قبر الحسین ( علیه السلام ) کان کیوم ولدته امّه صفراً من الذّنوب ولو اقترفها کبائر .

وروی انّه قیل له ( علیه السلام ) : ربّما أتینا قبر الحسین بن علیّ ( علیهما السلام ) فیصعب علینا الغُسل للزّیارة من البرد أو غیره ، فقال ( علیه السلام ) : من اغتسل فی الفرات وزار الحسین ( علیه السلام ) کُتب له من الفضل ما لا یحصی . وعن بشیر الدّهان عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من أتی قبر الحسین بن علیّ ( علیهما السلام ) فتوضّأ واغتسل فی الفرات لم یرفع قدماً ولم یضع قدماً الاّ کتب الله له حجّة

ص: 468

وعُمرة، وفی بعض الرّوایات إئت الفرات واغتسل بحیال قبره، وکما یستفاد من بعض الرّوایات یحسن اذا بلغ الفرات أن یقول مائة مرّة اَللهُ اَکْبَرُ ومائة مرّة لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ ویصلّی علی محمّد وآله مائة مرّة .

التّاسع : أن یدخل الحائر المقدّس من الباب الشّرقی علی ما أمر الصّادق صلوات الله وسلامه علیه یوسف الکناسی .

العاشر : عن ابن قولویه عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه قال للمفضّل بن عمر : یا مفضّل اذا بلغت قبر الحُسین صلوات الله وسلامه علیه فقف علی باب الرّوضة وقل هذه الکلمات، فانّ لک بکلّ کلمة منها نصیباً من رحمة الله تعالی :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عَلِیِّ وَصِیِّ رَسُولِ اللهِ، اَلسّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الرَّضِّی، اَلسَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ فاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الشَّهیدُ الصِّدّیقُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبارُّ الْتَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْرْواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِکَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِکَ، اَلسَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللهِ الُْمحْدِقینَ بِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ ثمّ تمضی الی القبر ولک بکلِّ خطوة تخطوها أجر المتشحّط بدمه فی سبیل الله فاذا اقتربت من القبر فامسحه بیدک وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ فی اَرْضِهِ وَسَمائِهِ ثمّ تمضی الی صلاتِک ولک بکلّ رکعة رکعتها عنده کثواب من

ص: 469

حجّ ألف حجّة واعتمر الف عمرة واعتق فی سبیل الله الف رقبة وکأنّما وقف فی سبیل الله الف مرّة مع نبیّ مرسل . الخبر

الحادی عشر : روی عن أبی سعید المدائنی قال : أتیت الصّادق ( علیه السلام ) فسألته ءأذهب الی زیارة قبر الحسین ( علیه السلام ) فأجاب بلی اذهب الی زیارة قبر الحسین ( علیه السلام ) ابن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أطیب الطیّبین واطهر الطّاهرین وأحسن المحسنین، فاذا زرته فسبّح عند رأسه بتسبیح امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ألف مرّة، وسبّح عند رجلیه بتسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) ألف مرّة، ثمّ صلّ عنده رکعتین تقرأ فیهما سورة یس والرّحمن، فاذا فعلت ذلک کان لک أجر عظیم ، قلت : جعلت فداک علّمنی تسبیح علیّ وفاطمة ( علیهما السلام ) ، قال : بلی یا أبا سعید تسبیح علی صلوات الله علیه هو :

سُبْحانَ الَّذی لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ، سُبْحانَ الَّذی لا تَبیدُ مَعالِمُهُ، سُبْحانَ الَّذی لا یَفْنی ما عِنْدَهُ، سُبْحانَ الَّذی لا یُشْرِکُ اَحَداً فی حُکْمِهِ، سُبْحانَ الَّذی لاَ اضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحانَ الَّذی لاَ انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحانَ الَّذی لا اِلهَ غَیْرُهُ .

وتسبیح فاطمة ( علیها السلام ) هو :

سُبْحانَ ذِی الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظیمِ، سُبْحانَ ذِی الْعِزِّ الشّامِخِ الْمُنیفِ سُبْحانَ ذِی الْمُلْکِ الْفاخِرِ الْقَدیمِ، سُبْحانَ ذِی الْبَهْجَةِ وَالْجَمالِ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدّی بِالنُّورِ وَالْوِقارِ، سُبْحانَ مَنْ یَری اَثَرَ الَّنمْلِ فِی الصَّفا وَوَقَعَ الطَّیْرِ فِی الْهَواءِ .

الثّانی عشر : أن یصلّی الفرائض والنّوافل عند قبر الحسین ( علیه السلام ) فانّ الصّلاة عنده مقبُولة، وقال السّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) :اجتهد

ص: 470

فی أن تؤدّی صلاتک کلّها فریضة کانت أو نافلة فی الحائر فقد روی انّ الفریضة عنده تعدل الحجّ، والنّافلة تعدل العمرة .

أقول : قد مضی فی حدیث مفضّل فضل کثیر للصّلاة فی الحائر الشّریف، وفی روایة معتبرة عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من صلّی عنده رکعتین أو أربع رکعات کتبت له حجّة وعُمرة . والَّذی یبدو من الاخبار انّ صلاة الزّیارة أو غیرها من الصّلوات یحسن أداؤها خلف القبر کما یحسن أن تؤدّی ممّا یلی الرّأس الشّریف، ولیتأخّر المُصلّی قلیلاً اذا وقف ممّا یلی الرّأس حتی لا یکونُ محاذیاً للقبر الشّریف، وورد فی روایة أبی حمزة الثّمالی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه قال : صلّ عند رأسه رکعتین تقرأ فی الاولی الحمد ویس وفی الثّانیة الحمد والرّحمن وان شئت صلّیت خلف القبر وعند رأسه أفضل فاذا فرغت فصلّ ما أحببت الاّ انّ الرکعتین رکعتی الزّیارة لابدّ منهما عند کلّ قبر . وروی ابن قولویه عن الباقر ( علیه السلام ) انّه قال لرجل : یا فلان ماذا یمنعک اذا عرضتک حاجة أن تمضی الی قبر الحسین صلوات الله علیه وتصلّی عنده أربع رکعات ثمّ تسأل حاجتک، انّ الفریضة عنده تعدل الحجّ، والنّافلة تعدل العُمرة .

الثّالث عشر : اعلم انّ أهمّ الاعمال فی الرّوضة الطّاهرة للحسین ( علیه السلام ) هو الدّعاء فانّ اجابة الدّعاء تحت قبّته السّامیة هی ممّا خوله الله الحسین ( علیه السلام ) عوضاً عن الشّهادة، فعلی الزّائر أن یغتنم ذلک ولا یتوانی فی التّضرّع الی الله والانابة والتّوبة وعرض الحوائج علیه وقد وردت فی خلال زیاراته علیه السلام أدعیة کثیرة ذات مضامین عالیة لم

ص: 471

یسمح لنا الاختصار بایرادها هنا والافضل أن یدعو بدعوات الصّحیفة الکاملة ما وسعه الدّعاء فانّها أفضل الادعیة، ونحن سنذکر دعاء یدعی به فی جمیع الرّوضات المقدّسة فی أواخر هذا الباب بعد ذکر الزّیارات الجامعة وسنذکر دعاءً هو أجمع الادعیة التی تقرأ فی روضات الائمة علیه السلام، واحترازاً عن خلوّ المقام نثبت هنا دعاء وجیزاً ورد فی خلال بعض الزّیارات، وهو انّه تقول فی ذلک الحرم الشّریف رافعاً یدیک الی السّماء :

اَللّهُمَّ قَدْ تَری مَکانی، وَتَسْمَعُ کَلامی، وَتَری مَقامی وَتَضَرُّعی وَمَلاذی بِقَبْرِ حُجَّتِکَ وَابْنِ نَبِیِّکَ، وَقَدْ عَلِمْتُ یا سَیِّدی حَوائِجی وَلا یَخْفی عَلَیْکَ حالی، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ اِلَیْکَ بِابْنِ رَسُولِکَ وَحُجَّتِکَ وَاَمینِکَ وَقَدْ اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً بِهِ اِلَیْکَ وَاِلی رَسُولِکَ فَاجْعَلْنی بِهِ عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ وَاَعْطِنی بِزِیارَتی اَمَلی وَهَبْ لی مُنایَ وَتَفَضَّلْ عَلَیَّ بِشَهْوَتی وَرَغْبَتی وَاقْضِ لی حَوائِجی وَلا تَرُدَّنی خائِباً وَلا تَقْطَعْ رَجائی وَلا تُخَیِّبْ دُعائی وَعَرِّفْنِی الاِْجابَةِ فی جَمیعِ ما دَعَوْتُکَ مِنْ اَمْرِ الدّینِ وَالدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَاجْعَلْنی مِنْ عِبادِکَ الَّذینَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ الْبَلایا وَالاَْمْراضَ وَالْفِتَنَ وَالاَْعْراضَ مِنَ الدّینَ تُحْییهِمْ فی عافِیَة وَتُمیتُهُمْ فی عافِیَة وَتُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فی عافِیَة وَتُجیرُهُمْ مِنَ النّارِ فی عافِیَة وَوَفِّقْ لی بِمَنْ مِنْکَ صَلاحَ ما اُؤَمِلَّ فی نَفْسی وَاَهْلی وَوُلْدی وَاِخْوانی وَمالی وَجَمیعِ ما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الرابع عشر : من اعمال حرم الحسین ( علیه السلام ) الصّلاة علیه وروی انّک تقف خلف القبر عند کتفه الشّریف وتصلّی علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وعلی الحسین صلوات الله علیه، وقد أورد السّید ابن طاوُس فی مصباح الزّائر فی خلال بعض الزّیارات هذه الصّلاة علیه :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد

ص: 472

وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلی الْحُسَیْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهیدِ، قَتیلِ الْعَبَراتِ، وَاَسیرِ الْکُرُباتِ، صَلاةً نامِیَةً زاکِیَةً مُبارَکَةً یَصْعَدُ اَوَّلُها وَلا یَنْفَدُ آخِرُها اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ علی اَحَد مِنْ اَوْلادِ الاَْنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ یا رَبَّ الْعالِمینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الاِْمامِ الشَّهیدِ الْمَقْتُولِ الْمَظْلُومِ الَْمخْذُولِ، وَالسَّیِّدِ الْقائِدِ، وَالْعابِدِ الزّاهِدِ، والْوَصِیِّ الْخَلیفَةِ الاِْمامِ الصِّدّیقِ الطُّهْرِ الطّاهِرِ الطَّیِّبِ الْمُبارَکِ، وَالرَّضِیِّ الْمَرْضِیِّ وَالتَّقِیِّ الْهادِی الْمَهْدِیِّ الزّاهِدِ الذّائِدِ الُْمجاهِدِ الْعالِمِ، اِمامِ الْهُدی سِبْطِ الرَّسُولِ، وَقُرَّةِ عَیْنِ الْبَتُولِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدی وَمَوْلایَ کَما عَمِلَ بِطاعَتِکَ وَنَهی عَنْ مَعْصِیَتِکَ وَبالَغَ فی رِضْوانِکَ، وَاَقْبَلَ عَلی ایمانِکَ غَیْرَ قابِل فیکَ عُذْراً سِرّاً وَعَلانِیَةً یَدْعُو الْعِبادِ اِلَیْکَ، وَ یَدُلُّهُمْ عَلَیْکَ، وَقامَ بَیْنَ یَدَیْکَ یَهْدِمُ الْجَوْرَ بِالصَّوابِ، وَیُحْیِی السُّنَّةَ بِالْکِتابِ، فَعاشَ فی رِضْوانِکَ مَکْدُوداً، وَمَضی عَلی طاعَتِکَ وَفی اَوْلِیآئِکَ مَکْدُوحاً، وَقَضی اِلَیْکَ مَفْقُوداً لَمْ یَعْصِکَ فی لَیْلِ وَلا نَهار بَلْ جاهَدَ فیکَ الْمُنافِقینَ وَالْکُفّارَ، اَللّهُمَّ فَاَجْزِهِ خَیْرَ جَزاءِ الصّادِقینَ الاَْبْرارِ، وَضاعِفْ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ وَلِقاتِلیهِ الْعِقابَ، فَقَدْ قاتَلَ کَریماً وَقُتِلَ مَظْلُوماً وَمَضی مَرْحُوماً، یَقُولُ اَنَا ابْنُ رَسُولِ اللهِ مُحَمَّد، وَابْنُ مَنْ زَکّی وَعَبَدَ، فَقَتَلُوهُ بِالْعَمْدِ الْمُعْتَمَدِ قَتَلُوهُ عَلَی الاْیمانِ وَ اَطاعُوا فی قَتْلِهِ الشَّیْطانَ وَلَمْ یُراقِبُوا فیهِ الرَّحْمنَ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی سَیِّدی وَمَوْلایَ صَلاةً تَرْفَعُ بِها ذِکْرَه وَتُظْهِرُ بِها اَمْرَهُ، وَتُعَجِّلُ بِها نَصْرَهُ، وَاخْصُصْهُ بِاَفْضَلِ قِسَمِ الْفَضائِلِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزِدْهُ شَرَفاً فی اَعَلی عِلِّیِّینَ، وَبَلِّغْهُ اَعَلی شَرَفِ الْمُکَرَّمینَ وَاَرْفَعْهُ مِنْ شَرَفِ رَحْمَتِکَ فی شَرَفِ الْمُقَرَّبینَ فی الرَّفیعِ الاَْعَلی، وَبَلِّغْهُ الْوَسیلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْجَلیلَةَ وَالْفَضْلَ وَالْفَضیلَةَ وَالْکِرامَةَ الْجَزیلَةَ، اَللّهُمَّ فَاَجْزِهِ عَنّا اَفْضَلَ ما جازَیْتَ اِماماً عَنْ رَعِیَّتِهِ، وَصَلِّ عَلی سَیِّدی و مَوْلایَ کُلَّما ذُکِرَ، وَکُلَّما لَمْ یُذْکَرْ یا سَیِّدی و مَوْلایَ أدْخِلْنی فی حِزْبِکَ وَزُمْرَتِکَ، وَاِسْتَوْهِبْنی مِنْ

ص: 473

رَبِّکَ وَرَبّی فَاِنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ جاهاً وَقَدْراً وَمَنْزِلَةً رَفیعَةً، اِنْ سَأَلْتَ اُعْطیتَ وَاِنْ شَفَعْتَ شُفِّعْتَ اللهَ اللهَ فی عَبْدِکَ وَمَوْلاکَ لا تُخَلِّنی عِنْدَ الشَّدائِدِ وَالاَْهْوالِ لِسُوءِ عَمَلی وَقَبیحِ فِعْلی وَعَظیمِ جُرْمی، فَاِنَّکَ اَمَلی وَرَجائی وَثِقَتی وَمُعْتَمَدی وَوَسیلَتی اِلَی اللهِ رَبّی وَرَبِّکَ لَمْ یَتَوَسَّلِ الْمُتَوَسِّلُونَ اِلَی اللهِ بِوَسیلَة هِیَ اَعْظَمُ حَقاً وَلا اَوْجَبُ حُرْمَةً وَلا اَجَّلُ قَدْراً عِنْدَهُ مِنْکُمْ اَهْلَ الْبَیْتِ لا خَلَّفَنِیَ اللهُ عَنْکُمْ بِذُنُوبی وَجَمَعَنی وَاِیّاکُمْ فی جَنَّةِ عَدْن الَّتی اَعَدَّها لَکُمْ وَلاَِوْلِیائِکُمْ اِنَّهُ خَیْرُ الْغافِرینَ وَ اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اَبْلِغْ سَیِّدی وَمَوْلایَ تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً، وَارْدُدْ عَلَیْنا مِنْهُ السَّلامِ اِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ، وَصَلِّ عَلَیْهِ کُلَّما ذُکِرَ السَّلامُ وَکُلَّما لَمْ یُذْکَرْ یا رَبَّ الْعالَمینَ.

أقول : قد أوردنا تلک الزّیارة فی خلال اعمال یوم عاشوراء وسنذکر فی أواخر الباب صلاة یصلّی بها علی الحجج الطّاهرین ( علیهم السلام ) تتضمّن صلاة وجیزة علی الحسین ( علیه السلام ) فلا تدع قراءتها .

الخامس عشر : من أعمال هذه الرّوضة المنوّرة دعاء المظلوم علی الظّالم أی ینبغی لمن بغی علیه باغ أن یدعو بهذا الدّعاء فی ذلک الحرم الشّریف، وهو ما أورده شیخ الطّایفة ( رحمه الله ) فی مصباح المتهجّد فی أعمال الجمعة ، قال : ویستحبّ أن یدعو بدعاء المظلوم عند قبر ابی عبدالله وهو : اَللّهُمَّ اِنّی اَعْتَزُّ بِدینِکَ وَاکْرُمُ بِهِدایَتِکَ وَفُلانٌ یُذِلُّنی بِشَرِّهِ وَیُهینُنی بِاَذِیَّتِهِ، وَیُعیبُنی بِوَلاءِ اَوْلِیائِکَ، وَیَبْهَتُنی بِدَعْواهُ، وَقَدْ جِئْتُ اِلی مَوْضِعِ الدُّعاءِ وَضَمانِکَ الاِْجابَةَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَعْدنی عَلَیْهِ السّاعَةَ السّاعَةَ، ثمّ تنکبّ علی القبر وتقول : مَوْلایَ اِمامی مَظْلُومٌ اسْتَعْدی عَلی ظالِمِهِ النَّصْرَ النَّصْرَ حتّی ینقطع النّفس .

السّادس عشر : من اعمال

ص: 474

ذلک الحرم الشّریف الدّعاء الَّذی رواه ابن فهد ( رحمه الله ) فی عدّة الدّاعی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من کان له الی الله تعالی حاجة فلیقف عند رأس الحسین ( علیه السلام ) ویقول : یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ تَشْهَدُ مَقامی وَتَسْمَعُ کَلامی وَاَنَّکَ حَیٌّ عِنْدَ رَبِّکَ تُرْزَقُ فَاسْأَلْ رَبَّکَ وَرَبِّی فی قَضاءِ حَوائِجی، فأنّه یقضی حاجته ان شاء الله تعالی .

السّابع عشر : من جملة الاعمال فی ذلک الحرم الشّریف الصّلاة عند الرّأس المقدّس رکعتان بسورة الرّحمن وسورة تبارک .

روی السّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) انّ من صلاها کتب الله له خمساً وعشرین حجّة مقبولة مبرورة مع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) .

الثّامن عشر : من الاعمال تحت تلک القبّة السّامیة الاستخارة، وصفتها علی ما أوردها العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) ومصدر الرّوایة کتاب قُرب الاسناد للحمیری ، قال بسند صحیح عند الصّادق ( علیه السلام ) قال : ما استخار الله عزّوجلّ عبد فی أمر قط مائة مرّة یقف عند رأس الحُسین صلوات الله علیه ویقول : اَلْحَمْدُ للهِِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَسُبْحانَ اللهِ فیحمد الله ویهلّله ویسبّحه ویمجّده ویثنی علیه بما هو أهله ویستخیره مائة مرّة الاّ رماه اللهُ تبارک وتعالی بأخیر الامرین . وعلی روایة اخری یستخیر الله مائة مرّة قائلاً : اَسْتَخیرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ خِیَرَةً فِی عافِیَة .

التّاسع عشر : روی الشّیخ الاجل الکامل أبو القاسم جعفر بن قولویه القمّی ( رحمه الله ) عن الصّادق صلوات الله علیه انّه قال : اذا زرتم أبا عبد الله الحسین ( علیه السلام )

ص: 475

فألزموا الصّمت الاّ عن الخیر، وانّ ملائکة اللّیل والنّهار من الحفظة یحضرون عند الملائکة الّذین هم فی الحایر، ویصافحونهم فلا یجیبهم ملائکة الحائر من شدّة البکاء وهم ابداً یبکون ویندبون لا یفترون الاّ عند الزّوال وعند طلوع الفجر فالحفظة ینتظرون حین یحین الظّهر أو یطلع الفجر فیکالمونهم ویسألونهم عن امور من السّماء وهم لا یمسکون عن الدّعاء والبکاء فیما بین هاتین الفترتین .

وروی ایضاً عنه ( علیه السلام ) انّ الله تعالی قد وکّل علی قبر الحسین صلوات الله علیه أربعة آلاف من الملائکة شعث غبر علی هیئة اصحاب العزاء یبکون علیه من طلوع الفجر الی الزّوال فاذا زالت الشّمس عرجوا وهبط مثلهم یبکون الی طلوع الفجر، والاحادیث فی ذلک کثیرة ویبدو من هذه الاحادیث استحباب البکاء علیه فی ذلک الحرم الطّاهر بل الجدیر أن یعد البکاء علیه والرّثاء له من اعمال تلک البُقعة المبارکة الّتی هی بیت الاحزان للشّیعة الموالین، ویستفاد من حدیث صفوان عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه لا یهنأ للمرء أکله وشربه لو اطّلع علی تضرّع الملائکة الی الله تعالی فی اللّعن علی قتلة امیر المؤمنین والحسین ( علیهما السلام ) ، ونیاح الجنّ علیهما وبکاء الملائکة الّذین هم حول ضریح الحسین ( علیه السلام ) وشدّة حزنهم . وفی حدیث عبد الله بن حماد البصری عن الصّادق صلوات الله وسلامه علیه انّه قال : بلغنی انّ قوماً یأتون من نواحی الکوفة وناساً من غیرهم ونساء یندبنه فمن بین قاریء یقرأ وقاص یقصّ أی یذکر المصائب ونادب یندب وقائل یقول المراثی ، فقلت له : نعم جعلت فداک قد شهدت بعض ما تصف ، فقال : الحمد لله الَّذی

ص: 476

جعل فی النّاس من یفد الینا ویمدحنا ویرثی لنا، وجعل عدوّنا من یطعن علیهم من قرابتنا أو غیرهم یهدون بهم ویقبّحون ما یصنعون .

وقد ورد فی أوائل هذا الحدیث انّه یبکیه من زاره ویحزن له من لم یزره، ویحترق له من لم یشهده، ویرحمه من نظر الی قبر ابنه عند رجلیه فی ارض فلاة ولا حمیم قربة، ولا قریب، ثمّ منع الحقّ وتوازر علیه أهل الرّدة حتّی قتلوه وضیّعوه وعرضوه للسّباع، ومنعوه شرب ماء الفرات الَّذی یشربه الکلاب وضیّعوا حقّ رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ووصیّته به وبأهل بیته .

وروی ایضاً ابن قولویه عن حارث الاعور عن امیر المؤمنین صلوات الله علیه انّه قال : بأبی واُمّی الحسین الشّهید خلف الکوفة، والله کأنّی أری وحُوش الصّحراء من کلّ نوع قد مدّت اعناقها علی قبره تبکی علیه لیلها حتّی الصّباح فاذا کان کذلک فایّاکم والجفاء، والاخبار فی ذلک کثیرة .

العشرون : قال السّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) یستحبّ للمرء اذا فرغ من زیارته ( علیه السلام ) وأراد الخروج من الرّوضة المقدّسة أن ینکبّ علی الضّریح ویُقبّله ویقول : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صِفْوَةَ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خالِصَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قَتیلَ الظَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا غَریبَ الْغُرَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ سَلامَ مُوَدِّع لا سَئِم وَلا قال، فَاِنْ اَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَة، وَاِنْ اُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَن بِما وَعَدَ اللهُ الصّابِرینَ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَتِکَ، وَرَزَقَنِیَ اللهُ الْعَوْدَ اِلی مَشْهَدِکَ وَالْمَقامَ بِفَنائِکَ وَالْقِیامَ فِی حَرَمِکَ وَاِیّاهُ اَسْألُ اَنْ یُسْعِدَنی بِکُمْ وَیَجْعَلَنی مَعَکُمْ فِی الدُّنْیا

ص: 477

وَالاْخِرَةِ .

المقصَد الثّالِثُ : فی کیفیّة زیارة سَیّد الشّهداء ( علیه السلام ) والعبّاس قدّس الله رُوحه :

اعلم انّ الزّیارات المرویّة للحسین ( علیه السلام ) نوعان فزیارات مُطلقة غیر مقیّدة بزمان معیّن وزیارات مخصوصة تخصّ مواقیت خاصّة وسنذکر هذه الزّیارات فی ضمن مطالب ثلاثة .

المطلب الاوّل : فی الزّیارات المطلقة للحسین ( علیه السلام )
الزّیارَةُ الاُولی

وهِیَ کثیرة وَنحنُ نکتفی بِعِدّة مِنها : روی الکلینی فی الکافی بسنده عن الحسین بن ثُویر قال : کنتُ أنا ویُونس بن ظبیان والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوساً عند أبی عبد الله جعفر بن محمّد ( علیه السلام ) وکانَ المتکلّم یُونس وکان اکبرنا سنّاً، فقال له : جعلت فداک انّی أحضر مجالِس هؤلاء القوم یعنی ولد عبّاس فما أقول ؟ قال : اذا حضرتهم وذکرتنا فقُل : اَللّهُمَّ اَرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرُورَ، لتبلغ ما ترید من الثّواب أو الرّجوع عند الرّجعة ، فقلت : جعلت فداک انّی کثیراً ما أذکر الحسین ( علیه السلام ) فأیّ شیء أقول ؟ قال : تقول وتعیدُ ذلک ثلاثاً : صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، فانّ السّلام یصل الیه من قریب وبعید. ثمّ قال : انّ أبا عبد الله ( علیه السلام ) لمّا مضی بکت علیه السّماوات السّبع والارضُون السّبع وما فیهنّ وما بینهنّ ومن یتقلّب فی الجنّة والنّار من خلق ربّنا وما یُری وما لا یُری بکاءً علی أبیعبد الله ( علیه السلام ) الاّ ثلاثة أشیاء لم تبک علیه ، قلت : جُعلت فداک ما هذه الثلاثة الاشیاء ؟ قال : لم تبک علیه البصرة ولا الدّمشق ولا آل عثمان ، قال : قلت: جعلت فداک انّی أرید أن أزوره فکیف أقول وکیف أصنع ؟ قال : اذا أتیت أبا عبد الله ( علیه السلام ) فاغتسل علی شاطیء الفرات ثمّ البس

ص: 478

ثیابک الطّاهرة ثمّ امش حافیاً فانّک فی حرم من حرم الله ورسُوله بالتّکبیر والتّهلیل والتّمجید والتّعظیم لله کثیراً والصّلاة علی محمّد وأهل بیته حتّی تصیر الی باب الحائر ثمّ قُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا مَلائِکَةَ اللهِ وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِیِّ اللهِ، ثمّ قِف فکبّر ثلاثین تکبیرة ثمّ امش الی القبر من قبل وجهه واستقبل وجهک بوجهه واجعل القبلة بین کتفیک ثمّ تقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قَتیلَ اللهِ وَابْنَ قَتیلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وِتْرَ اللهِ الْمَوْتُورَ فِی السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَشْهَدُ اَنَّ دَمَکَ سَکَنَ فِی الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَکی لَهُ جَمیعُ الْخَلائِقِ وَبَکَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالاَْرَضُونَ السَّبْعُ وَما فیهِنَّ وَما بَیْنَهُنَّ وَمَنْ یَتَقَلَّبُ فِی الْجَنَّةِ وَالنّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وَما یُری وَما لا یُری، اَشْهَدُ اَنَّکَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَاَشْهَدُ أنَّکَ قَتیلُ اللهِ وابنُ قَتیلِهِ واَشْهَدُ أنَّکَ ثارُ اللهِ وابْنَ ثارِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّک وِتْرُ اللهِ الْمَوْتورُ فِی السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَیْتَ وَاَوْفَیْتَ وَجاهَدْتَ فِی سَبیلِ اللهِ وَمَضَیْتُ لِلَّذی کُنْتَ عَلَیْهِ شهَیداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، اَنَا عَبْدُاللهِ وَمَوْلاکَ وَفِی طاعَتِکَ وَالْوافِدُ اِلَیْکَ اَلَْتمِسُ کَمالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللهِ وَثَباتَ الْقَدَمِ فِی الْهِجْرَةِ اِلَیْکَ، وَالسَّبیلَ الَّذی لا یَخْتَلِجُ دوُنَکَ مِنَ الدُّخُولِ فِی کِفالَتِکَ الَّتی اَمَرْتَ بِها، مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِکُمْ، بِکُمْ یُبَیِّنُ اللهُ الْکَذِبَ، وَبِکُمْ یُباعِدُ اللهُ الزَّمانَ الْکَلِبَ، وَبِکُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِکُمْ یَخْتِمُ اللهُ، وَبِکُمْ یَمْحُو ما یَشاءُ وَیُثْبِتُ، وبِکُمْ یَفُکُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِکُمْ یُدْرِکُ اللهُ وِتْرَةَ کُلِّ مُؤْمِن یَطْلَبُ بِها، وَبِکُمْ تَنْبِتُ الاَْرْضُ اَشْجارَها، وَبِکُمْ تُخْرِجُ

ص: 479

الاَْرْضُ ثِمارَها، وَبِکُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِکُمْ یَکْشِفُ اللهُ الْکَرْبَ، وَبِکُمْ یُنَزِّلُ اللهُ الْغَیْثَ، وَبِکُمْ تُسَبِّحُ الاَْرْضُ الَّتی تَحْمِلْ اَبْدانَکُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسیها اِرادَةُ الرَّبِّ فی مَقادیرِ اُمُورِهِ تَهْبِطُ اِلَیْکُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُیُوتِکُمْ وَالصّادِرُ عَمّا فُصِّلَ مِنْ اَحْکامِ الْعِبادِ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتْکُمْ، وَاُمَّةٌ خالَفَتْکُمْ، وَاُمَّةٌ جَحَدَتْ وَلایَتَکُمْ، وَاُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَیْکُمْ، وَاُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَأواهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الْوارِدینَ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ.

فقل ثلاث مرات : وَصَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ وقُل ثلاث مرّة : اَنَا اِلَی اللهِ مِمَّنْ خالَفَکَ بَریءٌ ثمّ تقوم فتأتی ابنه علیّاً وهو عند رجله فتقُول : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ خَدیجَةَ وَفاطِمَةَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ صَلّی اللهُ عَلَیْکَ صَلّی اللهُ عَلَیْکَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ تقول ذلک ثلاثاً، وثلاثاً: انا اِلَی اللهِ مِنْهُمْ بَریءٌ، ثمّ تقوم فتومیء بیدک الی الشّهداء رضی الله عنهم وتقُولُ : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ، فُزْتُمْ وَاللهِ فُزْتُمْ وَاللهِ فُزْتُمْ وَاللهِ، فَلَیْتَ اَنّی مَعَکُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظیماً، ثمّ تدور فتجعل قبر أبی عبد الله ( علیه السلام ) بین یَدیک أی تقف خلف القبر المُطهّر فتصلّی ستّ رکعات وقد تمّت زیارتک فإنْ شئت فانصَرف .

أقول : قد روی ایضاً هذه الزّیارة الشّیخ الطّوسی فی التّهذیب، والصّدوق فی کتاب من لا یحضره الفقیه ، وقال الصّدوق: انّی قد ذکرت فی کتابی المزار والمقتل أنواعاً من الزّیارات وانتخبت هذه الزّیارة لهذا الکتاب فانّها أصَحّ الزّیارات عندی روایة، وهی تکفینا وتفی بالمقصود ، انتهی .

الزّیارَةُ الثّانِیةُ

روی الشّیخ

ص: 480

الکلینی عن الامام علی النّقی ( علیه السلام ) قال : تقول عند الحسین ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ فِی اَرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلی خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ عَلیِّ الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتَ فِی سَبیلِ اللهِ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، فَصَلّی اللهُ عَلَیْکَ حَیّاً وَمیّتاً، ثمّ تضع خدّک الایمن علی القبر وتقول : اَشْهَدُ اَنَّکَ عَلی بَیِّنَة مِنْ رَبِّکَ، جِئْتُ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لی عِنْدَ رَبِّکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، ثم سمّ الائمة ( علیهم السلام ) بأسمائهم واحداً بعد واحد وقُل : اَشْهَدُ اَنَّکُمْ حُجَجُ اللهِ ( ثمّ قُل ) : اُکْتُبْ لی عِنْدَکَ میثاقاً وَعَهْداً اِنّی اَتَیْتُکَ مُجَدِّداً الْمیثاقَ فَاشْهَدْ لی عِنْدَ رَبِّکَ اِنَّکَ اَنْتَ الشّاهِدُ .

الزّیارَةُ الثّالِثَةُ

هیَ ما رواها ابن طاوُس فی المزار وروی لها فضلاً کثیراً ، قال بحذف الاسناد عن جابر الجُعفی ، قال : قال الصّادق ( علیه السلام ) لجابر : کَم بَیْنک وبین قبر الحسین ( علیه السلام ) ؟ قال : قلت: بأبی أنت وأمّی یوم وبعض یوم آخر ، قال : فتزُوره ؟ فقال : نعم ، قال : فقال : اَلا اُبشرک اَلا افرحک ببعض ثوابه ؟ قلت : بلی جعلتُ فداک ، قال : فقال لی: انّ الرّجُل منکم لیأخذ فی جهازه ویتهیّأ لزیارته فیتباشر به أهل السّماء، فاذا خرج من باب منزله راکباً أو ماشیاً وکّل الله به أربعة آلاف ملک من الملائکة یصلّون علیه حتّی یوافی الحسین ( علیه السلام

ص: 481

) ، یا مفضّل إنْ أتیت قبر الحسین بن علی ( علیهما السلام ) فقف بالباب وقُل هذه الکلمات فانّ لک بکلّ کلمة کفلاً من رحمة الله ، فقلت : ما هی جعلت فداک ؟ قال : تقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد سَیِّدِ رُسُلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عَلیِّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَخَیْرِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِیِّ الطّاهِرِ الرّاضِی الْمَرْضِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ التَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی الاَْرْواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِکَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلَی الْمَلائِکَةِ الْحافّینَ بِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَجاهَدْتَ الْمُلْحِدینَ وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ تسعی الی القبر فَلَکَ بکلّ قدم رفعتها أو وضعتها کثواب المتشحّط بدمه فی سبیل اللهِ، فاذا وصلت الی القبر ووقفت عنده فامرر علیه یدک وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ فِی اَرْضِهِ، ثمّ تمضی الی صلاتِک ولک بکلّ رکعة رکعتها عنده کثواب مَنْ حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عُمرة واعتق ألف رقبة، وکأنّما وقف فی سبیل الله ألف مرّة مع نبیّ مُرسل ... الخبر .

وقد مرّت هذه الرّوایة مع اختلاف یسیر فی آداب زیارة الحسین ( علیه السلام ) علی روایة مفضّل بن عمر .

الزّیارَةُ الرّابِعَةُ

عَن معاویة بن عمّار قال : قلت لابی عبد الله ( علیه السلام ) : ما أقول اذا أتیت قبر الحسین

ص: 482

( علیه السلام ) ؟ قال قُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، رَحِمَکَ اللهُ یا اَبا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِکَ فِی دَمِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ اَنَا اِلَی اللهِ مَنْ ذلِکَ بَریءٌ .

الزّیارَةُ الخامِسَةُ

بسند مُعتبر عن الکاظم ( علیه السلام ) انّه قال لابراهیم بن أبی البلاد : ماذا تقول اذا زرت الحسین ( علیه السلام ) ؟ فأجاب : أقول : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ المُنْکَرِ، وَدَعَوْتَ اِلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الَّذینَ سَفَکُوا دَمَکَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَکَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلی لِسانِ داوُدَ وَعیسَی بْنِ مَرْیَمَ، ذلِکَ بِما عَصَوْا وَکانُوا یَعْتَدُونَ، فقال ( علیه السلام ) : بلی .

الزّیارَةُ السّادِسَةُ

عن عمّار عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : تقول اذا انتهیت الی قبره ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضَا الرَّحْمنِ وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ وَحُجَّةَ اللهِ وَبابَ اللهِ وَالدَّلیلَ عَلَی اللهِ وَالدّاعی اِلَی اللهِ ،اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالمَعْروُفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَدَعَوْتَ اِلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَکَ شُهَداءٌ، اَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّ قاتِلَکَ فِی النّارِ اَدینُ اللهَ بِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَتَلَکَ وَمِمَّنْ

ص: 483

قاتَلَکَ وَشایَعَ عَلَیْکَ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَیْکَ وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَکَ وَلَمْ یُعِنْکَ، یا لَیْتَنی کُنْتُ مَعَکُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظیماً .

الزّیارَةُ السّابِعَةُ

روی الشّیخ فی المصباح عن صفوان ( أقول: هذه الزّیارات الثّلاث مرویّة عن کتاب المزار لابن قولویه ) قال : استأذنت الصّادق ( علیه السلام ) لزیارة مولای الحُسین ( علیه السلام ) وسألته أن یعرفنی ما أعمل علیه ، فقال : یا صفوان صم ثلاثة ایّام قبل خروجک واغتسل فی الیوم الثّالث ، ثمّ اجمع الیک أهلک ، ثمّ قُل : اَللّهُمَّ اِنّی اسْتَوْدِعُکَ، الدُّعاءَ ثمّ علّمه دعاء یدعو به اذا أتی الفرات، ثمّ قال: ثمّ اغتسل من الفرات فانّ أبی حدّثنی عن آبائه ( علیهم السلام ) قال: قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : انّ ابنی هذا الحسین ( علیه السلام ) یُقتل بعدی علی شاطیء الفرات ومن اغتسل من الفرات تساقطت خطایاه کهیئة یوم ولدته امّه، فاذا اغتسلت فقُل فی غُسلکَ : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ کُلِّ داء وَسُقْم وَآفَة وَعاهَة، اَللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبی وَاشْرَحْ بِهِ صَدْری وَسَهِّلْ لی بِهِ اَمْری، فاذا فرغت من غُسلک فالبس ثوبین وصلّ رکعتین خارج المشرعة وهو المکان الَّذی قال الله تعالی : ( وَفِی الاَْرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ اَعْناب وَزَرْعٌ وَنَخیلٌ صِنْوانٌ وَغَیْرَ صِنْوان یُسْقی بِماء واحِد وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلی بَعْض فِی الاَْکْلِ ) فاذا فرغت من صلاتک فتوجّه نحو الحائر وعلیک السّکینة والوقار وقصّر خطاک فانّ الله تعالی یکتب لک بکُلّ خطوة حجّة وعُمرة، وصر خاشِعاً قلبک باکیة عینک واکثر من التّکبیر والتّهلیل والثّناء علی الله عزّوجل والصّلاة علی نبیّه ( صلی الله

ص: 484

علیه وآله وسلم ) والصّلاة علی الحسین ( علیه السلام ) خاصّة ولعن من قتله والبراءة ممّن أسّس ذلک علیه فاذا أتیت باب الحائر فقف وقُل : اَللهُ اَکْبَرُ کَبیراً، وَالْحَمْدُ للهِِ کَثیراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُکْرَةً وَاَصیلاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خاتَمَ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلَی الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَصِیَّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّدیقُ الشَّهیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَم یا مَلائِکَةَ اللهِ المُقیمینَ فِی هذَا المَقامِ الشَّریفِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا مَلائِکَةَ رَبِّی الُْمحْدِقینَ بِقَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ مِنّی اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ .

ثمّ تقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَبْدُکَ وَابْنُ عَبْدِکَ وَابْنُ اَمَتِکَ الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتّارِکُ لِلْخِلافِ عَلَیْکُمْ وَالْمُوالی لِوَلِیِّکُمْ وَالْمُعادی لِعَدُوِّکُمْ، قَصَدَ حَرَمَکَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِکَ، وَتَقَرَّبَ اِلَیْکَ بِقَصْدِکَ، أَاَدْخُلُ یا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا نَبِیَّ اللهِ ءَاَدْخُلُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، أَاَدْخُلُ یا سَیِّدَ الْوَصِیّینَ، أَاَدْخُلُ یا فاطِمَةَ سَیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ .

فإنْ خشع قلبکَ ودمعت عینک فهو علامة الاذن ثمّ ادخل وقُل : اَلْحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذی هَدانی لِوِلایَتِکَ، وَخَصَّنی بِزِیارَتِکَ، وَسَهَّلَ

ص: 485

لی قَصْدَکَ، ثمّ ائت باب القُبّة وقِف مِن حیث یلی الرّأس وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلَیْهِ السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ عَلِیِّ الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خَدیجَةَ الْکُبْری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنْ الْمُنْکَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ، یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً فِی الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلِیَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْکَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِیابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مِنْ دَعائِمِ الدّینِ، وَاَرْکانِ الْمُؤْمِنینَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ الْهادِی الْمَهْدِیُّ وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِّمَةَ مِنْ وُلْدِکَ کَلِمَةُ التَّقْوی، وَاَعْلامُ الْهُدی، وَالْعُروَةُ الْوُثْقی، وَالْحُجَّةُ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا، وَاُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ وَاَنْبِیاءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّی بِکُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِیابِکُمْ، مُوقِنٌ بِشَرایِعِ دینی وَخَواتیمِ عَمَلی، وَقَلْبی لِقَلْبِکُمْ سِلْمٌ وَاَمْری لاَِمْرِکُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ وَعَلی اَرْواحِکُمْ وَعَلی اَجْسادِکُمْ وَعَلی اَجْسامِکُمْ وَ عَلی شاهِدِکُمْ وَعَلی غائِبِکُمْ وَعَلی ظاهِرِکُمْ وَعَلی باطِنِکُمْ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وقُل :

بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصیبَةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ

ص: 486

اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَیَّأَتْ لِقِتالِکَ، یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَکَ، وَاَتَیْتُ اِلی مَشْهَدِکَ، اَسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذی لَکَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیْهِ اَنْ یُصَلِیَّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ یَجْعَلَنی مَعَکُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ قُم فَصَلِّ رکعتین عند الرّأس اقرأ فیها ما أحببت فاذا فرغت من صلاتک فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ وَرَکَعْتُ وَسَجَدْتُ لَکَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّکُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَکُونُ اِلاّ لَکَ لاَِنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ الاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّی اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِیَّةِ، وَارْدُدْ عَلَیَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّکْعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی اِلی مَوْلایَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ عَلَیْهِمَا السَّلامُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعَلَیْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّی وَأجُرْنی عَلی ذلِکَ بِاَفْضَلِ اَمَلی وَرَجائی فیکَ وَفِی وَلِیِّکَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ.

ثمّ قُم وصِر الی عند رجلی القبر وقِف عند رأس علیّ بن الحسین ( علیه السلام ) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْحُسَیْنِ الشَّهیدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الشَّهیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضَیِتْ بِهِ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصیبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ الْمُسْلِمینَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَاَبْرَأُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکَ مِنْهُمْ .

ثمّ اخرج من الباب الَّذی عند رجلی علیّ بن الحسین ( علیهما السلام ) ثمّ توجّه الی الشّهداء وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَوْلِیاءَ اللهِ وَاَحِبّائَهُ،

ص: 487

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَصْفِیاءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ دینِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ أَبی مُحَمَّد الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ الْوَلِیِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ اَبی عَبْدِاللهِ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتی فیها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظیماً، فَیا لَیْتَنی کُنْتُ مَعَکُمْ فَاَفُوزَ مَعَکُمْ .

ثمّ عُد الی عند رأس الحسین ( علیه السلام ) واکثر من الدّعاء لک ولاهلک ولوالدیک ولاخوانک فانّ مشهده لا تردّ فیه دعوة داع ولا سؤال سائل .

أقول : تعرف هذه الزّیارة باسم زیارة وارث وهی مأخوذة عن کتاب مصباح المتهجّد للطّوسی وهو من أرقی الکتب المعتبرة المشهورة فی الاوساط العلمیّة، وقد اقتطفت هذه الزّیارة نصّاً عن ذلک المأخذ الشّریف من دُون واسطة اتّکل علیها فکانت کلمة الختام لزیارة الشّهداء هی فَیا لَیْتَنی کُنْتُ مَعَکُمْ فَاَفُوزَ مَعَکُمْ، فالزّیادة التی ذیلت بها هذه الزّیارة وهی : فِی الْجِنانِ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً اَلسَّلامُ عَلی مَنْ کانَ فِی الْحائِرِ مِنْکُمْ، وَعلی مَنْ لَمْ یَکُنْ فِی الْحائِرِ مَعَکُمْ ...الخ انّما هی خروج عن المأثور ودسّ فی الحدیث .

قال شیخنا فی کتابه الفارسی «لؤلؤ ومرجان» : انّ هذه الکلمات الّتی ذیلت بها هذه الرّوایة انّما هی بدعة فی الدّین وتجاسر علی الامام ( علیه السلام ) بالزّیادة فیما صدر منه وفوق ذلک فهی تحتوی علی أباطیل وأکاذیب بیّنة الکذب، والغریب المدهش انّها تنبث بین النّاس تذیع حتّی تهتف بها فی کلّ یوم ولیلة عدّة آلاف مرّة فی مرقد الحُسین ( علیه السلام ) وبمحضر من

ص: 488

الملائکة المقرّبین وفی مطاف الانبیاء والمرسلین ( علیهم السلام ) ولا منکر ینکرها أو رادع یردع عن الکذب والعصیان ، فآل الامر الی أن تدوّن هذه الاباطیل وتطبع فی مجامیع من الادعیة والزّیارات یجمعها الحمقاء من عوام النّاس فتزعمها کتاباً فتجعل لها اسماً من الاسماء ثمّ تتلاقفها المجامیع فتسری من مجموعة احمق الی مجموعة احمق آخر، وتتفاقم المشکلة فیلتبس الامر علی بعض طلبة العلم والدّین وانّی صادفت طالباً من طلبة العلم والدّین وهو یزُور الشّهداء بتلک الاباطیل القبیحة فمسست کتفه فالتفت الیَّ فخاطبته قائلاً : ألا یشنع من الطّالب أن ینطق بمثل هذه الاباطیل فی مثل هذا المحضر المقدّس ؟ قال : ألیست هی مرویّة عن الامام ( علیه السلام ) ؟ فتعجّبت لسؤاله وأجبته بالنّفی . قال : فانّی قد وجدتها مدوّنة فی بعض الکتب، فسألته عن الکتاب فأجاب کتاب مفتاح الجنان ، فسکتّ عنه فانّه لا یلیق أن یکالم المرء رجلاً ادّی به الغفلة والجهل الی أن یعدّ المجموعة الّتی جمعها بعض العوام من النّاس کتاباً من الکتب ویستند الیه مصدراً لما یقول ، ثمّ بسط الشّیخ ( رحمه الله ) کلامه فی هذا المقام وقال : انّ عدم ردع العوام عن نظائر هذه الامور الغیر الهامّة والبدع الصّغیرة کغسل أویس القرن ] اش وأبی الدّرداء [وهو التّابع المخلص لمعاویة، وصوم الصّمت بأن یتمالک المرء عن التکلّم بشیء فی الیوم کلّه وغیر ذلک من البدع الّتی لم یردع عنه رادع ولم ینکره منکر قد أورثت الجزأة والتّطاول ففی کلّ شهر من الشّهور وفی کلّ سنة من السّنین یظهر للنّاس نبیّ أو امام جدید فتری النّاس یخرجُون من دین الله أفواجاً ، انتهی .

ص: 489

أقول: أنا الفقیر ألاحظ هذا القول وانعم النّظر فیه انّه القول الصّادر عن عالم جلیل واقف علی ذوق الشّریعة المقدّسة واتّجاهاتها فی سننها واحکامها وهو یبدی بوضوح مبلغ اهتمام هذا العالم الجلیل بالامر ویکشف عمّا یکظمه فی الفؤاد من الکابة والهمّ ، فهو یعرف مساویه وتبعاته علی النّقیض من المحرومین عن علوم أهل البیت ( علیهم السلام ) المقتصرین علی العلم بضغث من المصطلحات والالفاظ ، فهُم لا یعبأون بذلک ولا یبالون ، بل تراهم بالعکس یصحّحونه ویصوِّبونه ویجرون علیه فی الاعمال، فیستفحل الخطب ویعاف کتاب مصباح المتهجّد والاقبال ومهج الدعوات وجمال الاسبوع ومصباح الزّائر والبلد الامین والجنّة الوافیة ومفتاح الفلاح والمقباس وربیع الاسابیع والتّحفة وزاد المعاد ونظائرها ، فیستخلفها هذه المجامیع السّخیفة فیدسّ فیها فی دعاء المجیر وهو دعاء من الادعیة المأثورة المُعتبرة کلمة بعفوک فی سبعین موضعاً فلم ینکرها منکر، ودعاء الجوشن الکبیر الحاوی علی مائة فصل یبدع لکل فصل من فصوله أثراً من الاثار، ومع ما بلغتنا من الدّعوات المأثورة ذات المضامین السّامیة والکلمات الفصیحة البلیغة یصاغ دعاء سخیف غایة السّخف فیسمّی بدعاء الحُبّی فینزّل من شرفات العرش فیفتری له من الفضل ما یدهش المرء ویبهته من ذلک والعیاذ بالله انّ جبرئیل بلغ النّبی محمّداً ( صلی الله علیه وآله وسلم ) انّ الله تعالی یقول : انّی لا أعذّب عبداً یجعل معه هذا الدّعاء وان استوجب النّار وأنفق العمر کلّه فی المعاصی ولم یسجد لی فیه سجدة واحدة انّنی أمنحه أجر سبعین ألف نبیّ وأجر سبعین ألف زاهد وأجر سبعین ألف شهید وأجر سبعین ألف من المُصلّین وأجر من کسی سبعین ألف عریان وأجر من أشبع سبعین ألف جائع، ووهبته من

ص: 490

الحسنات عدد حصا الصّحاری وأعطیته أجر سبعین ألف بقعة من الارض وأجر خاتم النّبوّة لنبیّنا ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وأجر عیسی روح الله وابراهیم خلیل الله وأجر اسماعیل ذبیح الله وموسی کلیم الله ویعقوب نبیّ الله وآدم صفیّ الله وجبرئیل ومیکائیل واسرافیل وعزرائیل والملائکة ، یا محمّد من دعا بهذا الدّعاء العظیم دعاء الحُبّی أو جعله معه غفرت له واستحییت أن أعذّبه ... الخ .

وجدیر بالمرء أن یستبدل الضّحک علی هذه المفتریات الغریبة بالبکاء علی کتب الشّیعة، ومؤلّفاتهم الکتب القیّمة التی بلغت الرّتبة السّامیة ضبطاً وصحّة واتقاناً فکانت لا یستنسخها فی الغالب الاّ رجال من أهل العلم والدّین فیقابلونها بنسخ نسختها أیدی أهل العلم وصحّحها العلماء، وکانوا یلمحون فی الهامش الی ما عساه یوجد من الاختلاف بین النّسخ، ومن نماذج ذلک انّا نری فی دعاء مکارم الاخلاق کلمة وَبَلِّغْ بِایمانی، فیرد فی الهامش انّ فی نسخة ابن اشناس وَاَبْلِغْ بِایمانی، وفی روایة ابن شاذان اَللّهُمَّ اَبْلِغْ ایمانی، وقد نری الاشارة الی انّ الکلمة وجدت بخطّ ابن سکون هکذا، وبخطّ الشّهید هکذا، فهذه هی المرتبة الرّفیعة الّتی نالتها کتب الشّیعة ضبطاً واتقاناً وهذا مبلغ ما بذلوه من الجهد فی مداقتها وتصحیحها والان نجدها قد عیفت وترکت فاستخلفها کتاب مفتاح الجنان الَّذی وقفت علی نزر من صفتها فیکون هو الکتاب الوحید الَّذی تتداوله الایدی ویرجع الیه العوام والخواص والعرب والعجم وما ذلک الاّ لان أهل العلم والدّین لا یبالون بالاحادیث والرّوایات، ولا یراجعُون کتب علماء أهل البیت الطّاهرین وفقهائهم ولا ینکرون علی أشباه هذه البدع والزّواید وعلی دسّ الدّساسین والوضاعین وتحریف الجاهلین ولا یصدون من لا یرونه أهلاً ولا یردعون الحمقاء فیبلغ الامر

ص: 491

حیث تلفق الادعیة بما تقتضیه الاذواق أو یصاغ زیارات ومفجعات وصلوات ویطبع مجامیع عدیدة من الادعیة المدسوسة وینتج أفراخ لکتاب المفتاح، وتعمّ المشکلة فیروج الدّس والتّحریف ونراهما یسریان من کتب الادعیة الی سائر الکتب والمؤلّفات فتجد مثلاً کتابی الفارسی المسمّی منتهی الامال المطبوع حدیثاً قد عبث فیه الکاتب بما یلائم ذوقه وفکره، من نماذج ذلک انّ الکاتب دسّ کلمة الحمد لله فی أربعة مواضع خلال سطرین من الکتاب فقد کتب فی حال مالک بن یسر اللّعین انّه قد شلّت یداه بدعاء الحسین ( علیه السلام ) الحمد لله فکانتا فی الصّیف کخشبتین یابستین الحمد لله وفی الشّتاء یتقاطر منهما الدّم الحمد لله فکان عاقبة أمره خُسراً الحمد لله . ودسّ ایضاً فی بعض المواضِع کلمة السّیدة ( خانم ) عقیب اسم زینب وامّ کلثوم تجلیلاً لهما واحتراماً وکان الکاتب مُعادیاً لحمید بن قحطبة فحرف اسمه الی حمید بن قحبة ثمّ احتاط احتیاطاً فأشار فی الهامش الی انّ بعض النّسخ حمید بن قحطبة واستصوب أن یکتب الاسم عبد الله عوض عبد ربّه والاسم زحر بن القیس وهو بالحاء المهملة التزم أن یسجله بالجیم أینما وجده، وخطّأ کلمة امّ سلمة فسجّلها امّ السّلمة ما وسعه ذلک والغایة الّتی توخیتها بعرض هذه النّماذج من التّحریف هی بیان أمرین :

أوّلاً : فلاحظ هذا الکاتب انّه لم یجر ما أجراه من الدّس والتّحریف الاّ وهو یزعم بفکره وذوقه انّ فی الکتاب نقصاً یجب أن یزال ولیس النّقص والوهن الاّ ما یجریه من التّحریف، فلنقس علی ذلک الزّیادات الّتی یبعثنا الجهل علی اضافتها الی الادعیة والزّیارات والتغییرات والتّصرفات الّتی تقتضیها طباعنا وأذواقنا النّاقصة زعماً انّها تزید الادعیة والزّیارات کمالاً وبهاءً،

ص: 492

وهی تنتزع منه الکمال والبهاء وتسلبها الاعتبار عند أهلها العارفین، فالجدیر أن تتحافظ علی نصوصها المأثورة فنجری علیها لا نزید فیها شیئاً ولا نحرف منها حرفاً .

ولنلاحظ ثانیاً : الکتاب الّتی تکلمنا عنه انّه کتاب لمؤلّف حیّ یراقب کتابه ویترصّد له فیجری فیه من التّحریف والتّشویه نظائر ما ذکرت فکیف القیاس فی سائر الکتب والمؤلّفات وکیف یجوز الاعتماد علی الکتب المطبوعة الاّ اذا کانت من المؤلّفات المشهورة للعلماء المعروفین وعرضت علی علماء الفنّ فصدّقوها وامضوها ، وقد روی فی ترجمة الثّقة الجلیل الفقیه المقدّم فی اصحاب الائمة ( علیهم السلام ) یونس بن عبد الرّحمن انّه کان قد عمل کتاباً فی أعمال الیوم واللّیلة فعرضه أبو هاشم الجعفری علی الامام العسکری ( علیه السلام ) فتصفّحه ( علیه السلام ) کلّه ثمّ قال : هذا دینی ودین آبائی کلّه وهو الحقّ کلّه ، فهذا أبو هاشم الجعفری أراد الجری علی کتاب یونس فلم یعتمد علی سعة علم یونس وفقاهته وجلاله والتزامه بدینه حتّی عرض الکتاب علی الامام ( علیه السلام ) واستعلم رأیه فیه، وروی ایضاً عن بُورق الشّنجانی الهروی وکان معروفاً بالصّدق والصّلاح والورع انّه وافی الامام العسکری ( علیه السلام ) فی سامراء وعرض علیه کتاب الیوم واللّیلة الَّذی ألّفه الشّیخ الجلیل فضل بن شاذان وقال : جعلت فداک أردت أن تطالع هذا الکتاب تتصفّحه ، قال ( علیه السلام ) : هذا صحیحٌ ینبغی أن تعمل به، الی غیر ذلک من الرّوایات فی هذا الباب، وانّی قد قدمت علی تألیف هذا الکتاب وانّی واقف علی طباع النّاس فی هذا العصر وعدم اهتمامهم لنظائر هذه الامور، وانّما ألّفته اتماماً للحجّة علیهم فجددت

ص: 493

واجتهدت فی أخذ الادعیة والزّیارات الواردة فی هذا الکتاب عن مصادرها الاصیلة وعرضها علی نسخ عدیدة کما بذلت أقصی الجهد فی تصحیحها واستخلاصها من الاخطاء کی یثق به العامل ویسکن الیه ان شاء الله، ولکن الشّرط هو أن لا یحرّفه الکاتب والمستنسخ وأن یتخلّی القاریء عمّا یقتضیه طبعه وذوقه من التّغییر .

روی الکلینی ( رضی الله عنه ) عن عبد الرّحمن القصیر قال : دخلت علی الصّادق صلوات الله وسلامه علیه فقلت : جعلت فداک انّی اخترعت دعاء ، قال : دعنی من اختراعک، فأعرض ( علیه السلام ) عن اختراعه ولم یسمح أن یعرض علیه ثمّ أنعم علیه بتعلیمه عملاً ینبغی أن یؤدّیه .

وروی الصّدوق عطّر الله مرقده عن عبد الله بن سنان قال : قال الصّادق ( علیه السلام ) : سیصیبکم شبهة فتبقون بلا علم یری ولا امام هدی ولا ینجو منها الاّ من دعا بدعاء الغریق ، قُلت : وکیف دعاء الغریق؟ قال: تقول: یا اللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ، یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبی عَلی دینِکَ، فقُلت: یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبی عَلی دینِکَ، فقال: انّ الله عزّوجل مقلّب القلوب والابصار ولکن قُل کما أقول : یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبی عَلی دینِکَ، وحسب العابثین بالدّعوات اضافة وتحریفاً بما یقتضیه أذواقهم وطبائعهم التّأمّل فی هاتین الرّوایتین والله العالم .

الْمَطْلَبُ الثّانی : فی زِیارَة الْعَبّاسِ بْن عَلیّ بْن اَبی طالِب ( علیهم السلام ) :

روی الشّیخ الاجلّ جعفر بن قولویه القمّی بسند معتبر عن أبی حمزة الثّمالی عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا أردت زیارة قبر العبّاس بن علی وهو علی شطّ الفرات بحذاء الحبر فقف علی باب السّقیفة ( الرّوضة ) وقُل:

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ وَاَنْبِیائِهِ

ص: 494

الْمُرْسَلینَ وَعِبادِهِ الصّالِحینَ وَجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ، وَالزَّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغْتَدی وَتَرُوحُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَشْهَدُ لَکَ بِالتَّسْلیمِ وَالتَّصْدیقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصیحَةِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّلیلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِیِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاکَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَفْضَلَ الْجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حالَ بَیْنَکَ وَبَیْنَ ماءِ الْفُراتِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَاَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَکُمْ ما وَعَدَکُمْ، جِئْتُکَ یَا بْنَ اَمیرِ اْلُمْؤْمِنینَ وَافِداً اِلَیْکُمْ، وَقَلْبی مُسَلِّمٌ لَکُمْ وَتابِعٌ، وَاَنَا لَکُمْ تابِعٌ وَنُصْرَتی لَکُمْ مُعَدَّةٌ حَتّی یَحْکُمَ اللهُ وَهُوَ خَیْرُ الْحاکِمینَ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لا مَعَ عَدُوِّکُمْ اِنّی بِکُمْ وَبِإیابِکُمْ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَبِمَنْ خالَفَکُمْ وَقَتَلَکُمْ مِنَ الْکافَرینَ، قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکُمْ بِالاَْیْدی وَ الاَْلْسُنِ.

ثمّ ادخل فانکبّ علی القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطیعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِمیرِالْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنِ والْحُسَیْنِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِمْ وَسَلَّمَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلی رُوحِکَ وَبَدَنِکَ، اَشْهَدُ و اُشْهِدُ اللهَ اَنَّکَ مَضَیْتَ عَلی ما مَضی بِهِ الْبَدْرِیُّونَ وَالُْمجاهِدُونَ فِی سَبیلِ اللهِ الْمُناصِحُونَ لَهُ فِی جِهادِ اَعْدائِهِ الْمُبالِغُونَ فِی نُصْرَةِ اَوْلِیائِهِ الذّابُّونَ عَنْ اَحِبّائِهِ فَجَزاکَ اللهُ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَاَکْثَرَ الْجَزاءِ، وَاَوْفَرَ الْجَزاءِ، وَاَوْفی جَزاءِ اَحَد مِمَّنْ وَفی بِبَیْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَاَطاعَ وُلاةَ، اَمْرِهِ اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بالَغْتَ فِی النَّصیحَةِ، وَاَعْطَیْتَ غایَةَ اْلَْمجْهُودِ، فَبَعَثَکَ اللهُ فِی الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ اَرْواحِ السُّعَداءِ، وَاَعْطاکَ مِنْ جِنانِهِ اَفْسَحَها مَنْزِلاً وَاَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِکْرَکَ فِی عِلِّیّینَ، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً، اَشْهَدُ اَنَّکَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ

ص: 495

تَنْکُلْ، وَاَنَّکَ مَضَیْتَ عَلی بَصیرَة مِنْ اَمْرِکَ مُقْتَدِیاً بِالصّالِحینَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِیّینَ، فَجَمَعَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکَ وَبَیْنَ رَسُولِهِ وَاَوْلِیائِهِ فِی مَنازِلِ الُْمخْبِتینَ، فَاِنَّهُ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ.

أقول : مِن المستحسن أن یُزار بهذه الزّیارة خلف القبر مستقبل القبلة کما قال الشّیخ فی التّهذیب ، ثمّ ادخل فانکبّ علی القبر وقُل وأنت مستقبل القبلة : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ، واعلم ایضاً انّ الی هُنا تنتهی زیارة العبّاس علی الرّوایة السّالفة ولکن السّید ابن طاوُس والشّیخ المفید وغیرهما ذیلوها قائلین: ثمّ انحرف الی عند الرّأس فصلّ رکعتین ثمّ صلّ بعدهما ما بدا لک وادعُ الله کثیراً وقُل عقیب الرّکعات :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَدَعْ لی فِی هذَا الْمَکانِ الْمُکَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجَتَهُ، وَلا مَرَضاً اِلاّ شَفَیْتَهُ، وَلا عَیْباً اِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً اِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً الاّ آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلاً اِلاّ جَمَعْتَهُ، وَلا غائِباً اِلاّ حَفَظْتَهُ وَاَدْنَیْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ لَکَ فیها رِضیً وَلِیَ فیها صَلاحٌ اِلاّ قَضَیْتَها یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.

ثمّ عُد الی الضّریح فقف عند الرّجلین وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسَ ابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ایماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدینِ اللهِ، وَاَحْوَطِهِمْ عَلَی الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخیکَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسی، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْکَ الَْمحارِمَ، وَانْتَهَکَتْ حُرْمَةَ الاِْسْلامِ، فَنِعْمَ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِی النّاصِرُ وَالاَْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخیهِ، الُْمجیبُ اِلی طاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فیما زَهِدَ فیهِ غَیْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزیلِ وَالثَّناءِ الْجَمیلِ، وَاَلْحَقَکَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِکَ فِی جَنّاتِ

ص: 496

النَّعیمِ، اَللّهُمَّ اِنّی تَعَرَّضْتُ لِزِیارَةِ اَوْلِیائِکَ رَغْبَةً فِی ثَوابِکَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِکَ وَجَزیلِ اِحْسانِکَ، فَاَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَاَنْ تَجْعَلَ رِزْقی بِهِمْ دارّاً وَعَیْشی بِهِمْ قارّاً، وَزِیارَتی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَیاتی بِهِمْ طَیِّبَةً، وَاَدْرِجْنی اِدْراجَ الْمُکْرَمینَ، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ یَنْقَلِبُ مِنْ زِیارَةِ مَشاهِدِ اَحِبّائِکَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُیُوبِ وَکَشْفَ الْکُرُوبِ، اِنَّکَ اَهْلُ التَّقْوی وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .

فاذا أردت وداعه فادنُ من القبر الشّریف وودّعه بما وَرد فی روایة أبی حمزة الثّمالی وذکره العلماء أیضاً :

اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَسْتَرْعیکَ وَاَقْرَأُ عَلَیْکَ اَلسَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِکِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، اَللّهُمَّ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی قَبْرَ ابْنِ اَخی رَسُولِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَارْزُقْنی زِیارَتَهُ اَبَداً ما اَبْقَیْتَنی وَاحْشُرْنی مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ، وَعَرِّفْ بَیْنی وَبَیْنَهُ وَبَیْنَ رَسُولِکَ وَاَوْلِیائِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَوَفَّنی عَلَی الاْیمانِ بِکَ وَالتَّصْدیقِ بِرَسُولِکَ وَالْوِلایَةِ لِعَلیِّ بْنِ اَبی طالِب وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَاِنّی قَدْ رَضیتُ یا رَبِّی بِذلِکَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.

ثمّ ادعُ لنفسک ولابویک وللمؤمنین والمسلمین واختر من الدّعاء ما شئت .

أقول : فی روایة عن السّجاد صلوات الله وسلامه علیه قال : رحم الله العبّاس فلقد آثر وفدی أخاه بنفسه حتّی قطعت یداهُ فأبدله الله عزّوجل بهما جناحین یطیر بهما مع الملائکة فی الجنّة کما جعل لجعفر بن أبی طالب ( علیهما السلام ) وانّ للعبّاس ( علیه السلام ) عند الله تبارک وتعالی منزلة یغبطه بها جمیع الشّهداء یوم القیامة .

وروی انّ العبّاس ( علیه السلام ) استشهد وله من العُمر أربع وثلاثون

ص: 497

سنة وانّ اُمّه امّ البنین کانت تخرج لرثاء العبّاس ( علیه السلام ) واخوته الی البقیع فتبکی وتندب، فتُبکی کلّ من یمرّ بها ولا یستغرب البکاء من الموالی فقد کانت امّ البنین تُبکی مروان بن الحکم اذا مرّ بها وشاهد شجُوها وهو أکبر المعادین لال بیت الرّسول ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، ومن قول امّ البنین فی رثاء أبی الفضل العبّاس وسائر ابنائها :

یا مَنْ رَاَی الْعَبّاسَ کَرَّ عَلی جَماهیرِ النَّقَدْ وَوَراهُ مِنْ اَبْناءِ حَیْدَرَ کُلّ لَیْث ذی لَبَدْ

اُنْبِئْتُ اَنَّ ابْنی اُصیبَ بِرَأسِهِ مَقْطُوعَ یَدْ وَیْلی عَلی شِبْلی اَمالَ بِرَأسِهِ ضَرْبُ الْعَمَدْ

لَوْ کانَ سَیْفُکَ فِی یَدَیْکَ لَما دَنا مِنْهُ اَحَدْ

ولها ایضاً :

لا تَدْعُوَنّی وَیْکِ اُمَّ الْبَنینْ تُذَکِّرینی بِلُیُوثِ الْعَرینْ

کانَتْ بَنُونَ لِیَ اُدْعی بِهِمْ وَالْیَوْمَ اَصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنینْ

اَرْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِ الرُّبی قَدْ واصَلُوا الْمَوْتَ بِقَطْعِ الْوَتینْ

تَنازَعَ الْخِرْصانُ اَشْلاءَهُمْ فَکُلُّهُمْ اَمْسی صَریعاً طَعینْ

یا لَیْتَ شِعْری اَکَما اَخْبَرُوا بِاَنَّ عَبّاساً قَطیعُ الَْیمینْ

الْمَطْلَبُ الثّالِثُ : فی زیاراتِ الحُسین ( علیه السلام ) المخصُوصة :
وهی عدیدة : الاُولی

ما یُزار بها ( علیه السلام ) فی اوّل رجب وفی النّصف منه ومن شعبان .

عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : مَن زار الحسین صلوات الله علیه فی اوّل یوم من رجب غفر الله له البتّة، وعن ابن ابی نصر قال : سألت الرّضا ( علیه السلام ) : أیّ الاوقات أفضل أن تزُور فیه الحسین ( علیه السلام ) ؟ قال : النّصف من رجب والنّصف من شعبان . وهذه الزّیارة التی سنذکرها هی علی رأی الشّیخ المفید والسّید ابن طاوُس تخصّ الیوم الاوّل من رجب ولیلة النّصف من شعبان ولکن الشّهید اضاف الیها اوّل لیلة من رجب ولیلة

ص: 498

النّصف منه ونهاره، ویوم النّصف من شعبان فعلی رأیه الشّریف یُزار ( علیه السلام ) بهذه الزّیارة فی ستّة أوقات .

وأمّا صفة هذه الزّیارة فهی کما یلی : اذا أردت زیارته ( علیه السلام ) فی الاوقات المذکورة فاغتسل والبس أطهر ثیابک وقِف علی باب قبّته مستقبل القبلة وسلّم علی سیّدنا رسول الله وعلیّ امیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین والائمة صلوات الله علیهم اجمعین، وسیأتی فی الاستیذان لزیارة عرفة کیفیّة السّلام علیهم ( علیهم السلام ) ثمّ ادخل وقِف عند الضّریح المقدّس وقُل مائة مرّة : اَللهُ اَکْبَرُ ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ سَیِّدِ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا حُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا صَفِیَّ اللهِ وَابْنَ صَفِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا حَبیبَ اللهِ وابْنَ حَبیبِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا سَفیرَ اللهِ وَابْنَ سَفیرِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا خازِنَ الْکِتابَ الْمَسْطُورِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا وارِثَ التَّوْراةِ وَالاِْنْجیلِ وَالزَّبُورِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا اَمینَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا شَریکَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمُودَ الدِّینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بابَ حِکْمَةِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بابَ حِطَّة الَّذی مَنْ دَخَلَهُ کانَ مِنَ الاْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا عَیْبَةَ عِلْمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا مَوْضِعَ سِرِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی الاَْرْواحِ الّتی حَلَّتْ بِفِنائِکَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِکَ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَنَفْسی یا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ

ص: 499

الْمُصیبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَیْکُمْ اَهْلَ الْبَیْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْکُمْ عَنْ مَقامِکُمْ وَاَزالَتْکُمْ عَنْ مَراتِبِکُمْ الَّتی رَتَّبَکُمُ اللهُ فیها، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَنَفْسی یا اَبا عَبْدِاللهِ اَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِکُمْ اَظِلَّةَ الْعَرْشِ مَعَ اَظِلَّةُ الْخَلائِقِ، وَبَکَتْکُمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَسُکّانُ الْجِنانِ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ، صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ عَدَدَ ما فِی عِلْمِ اللهِ، لَبَّیْکَ داعِیَ اللهِ اِنْ کانَ لَمْ یُجِبْکَ بَدَنی عِنْدَ اسْتِغاثَتِکَ وَلِسانی عِنْدَ اسْتِنْصارِکَ، فَقَدْ اَجابَکَ قَلْبی وَسَمْعی وَبَصَرَی، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، اَشْهَدُ اَنَّکَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِکَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ اَرْضٌ اَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ وَدَعَوْتَ اِلَیْهِما، وَاَنَّکَ صادِقٌ صِدّیقٌ صَدَقْتَ فیما دَعَوْتَ اِلَیْهِ، وَاَنَّکَ ثارُ اللهِ فِی الاَْرْضِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ جَدِّکَ رَسُولِ اللهِ وَعَنْ اَبیکَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَعَنْ اَخیکَ الْحَسَنِ، وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِی سَبیلِ اللهِ وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّی اَتیکَ الْیَقینُ، فَجَزاکَ اللهُ خَیْرَ جَزاءِ السّابِقینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهیدِ الرَّشیدِ قَتیلِ الْعَبَراتِ وَاَسیرِ الْکُرُباتِ، صَلاةً نامِیَةً زاکِیَةً مُبارَکَةً یَصْعَدُ اَوَّلُها وَلا یَنْفَدُ آخِرُها، اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلادِ اَنْبِیائِکَ الْمُرْسَلینَ یا اِلهَ الْعالَمینَ .

ثمّ قبّل الضّریح وضع خدّک الایمن علیه ثمّ الایسر ثمّ طف حول الضّریح وقبّله من جوانبه الاربعة وقال المفید ( رحمه الله ) : ثمّ امض الی ضریح علیّ بن الحسین ( علیه السلام ) وقِف علیه وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّدّیقُ الطَّیِّبُ الزَّکِیُّ الْحَبیبُ الْمُقَرَّبُ وَابْنَ رَیْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ

ص: 500

مِنْ شَهید مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، ما اَکْرَمَ مَقامَکَ وَاَشْرَفَ مُنْقَلَبَکَ، اَشْهَدُ لَقَدْ شَکَرَ اللهُ سَعْیَکَ وَاَجْزَلَ ثَوابَکَ، وَاَلْحَقَکَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِیَةِ، حَیْثُ الشَّرَفُ کُلُّ الشَّرفِ وَفِی الْغُرَفِ السّامِیَةِ کَما مَنَّ عَلَیْکَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَکَ مِنْ اَهْلِ الْبَیْتِ الَّذینَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهیراً، صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَرِضْوانُهُ، فَاشْفَعْ اَیُّهَا السَّیِّدُ الطّاهِرُ اِلی رَبِّکَ فِی حَطِّ الاَْثْقالِ عَنْ ظَهْری وَتَخْفیفِها عَنّی وَارْحَمْ ذُلّی وَخُضُوعی لَکَ وَلِلسَّیِّدِ اَبیکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکُما.

ثمّ انکب علی القبر وقل :

زادَ اللهُ فِی شَرَفِکُمْ فِی الاْخِرَةِ کَما شَرَّفَکُمْ فِی الدُّنْیا، وَاَسْعَدَکُمْ کَما اَسْعَدَ بِکُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّکُمْ اَعْلامُ الدّینِ وَنُجُومُ الْعالَمینَ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ توجّه الی الشّهداء وقل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ اللهِ وَاَنْصارَ رَسُولِهِ وَاَنْصارَ عَلِیّ بْنِ اَبی طالِب وَاَنْصارَ فاطِمَةَ وَاَنْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَاَنْصارَ الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ قَدْ نَصَحْتُمْ للهِ وَجاهَدْتُمْ فِی سَبیلِهِ فَجَزاکُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، فُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظیماً، یا لَیْتَنی کُنْتُ مَعَکُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظیماً، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ اَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ، اَشْهَدُ اَنَّکُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَاَنَّکُمُ الْفائِزوُنَ فِی دَرَجاتِ الْعُلی، واَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ.

ثمّ عُد الی عند الرّأس فَصَلِّ صلاة الزّیارة وادعُ لنفسک ولوالدیک ولاخوانک المؤمنین، واعلم انّ السّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) قد أورد زیارة لعلیّ الاکبر والشّهداء قدّس الله أرواحهم تشتمل علی أسمائهم وقد أعرضنا عن ذکرها لطولها واشتهارها .

الثّانیة : زیارة النّصف من رجب .

وهی زیارة اُخری غیر ما مرّ ، أوردها المی ( قدس سرهما ) ( رحمه الله ) فی المزار للنّصف من رجب خاصّة ویسمّی ( أی النّصف من رجب ) بالغفیلة لغفلة عامّة النّاس عن فضله، فاذا أردت

ص: 501

ذلک وأتیت الصّحن فادخل أی ادخل الرّوضة وکبّر الله تعالی ثلاثاً وقِف علی القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا خِیَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا سادَةَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا لُیُوثَ الْغاباتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا سُفُنَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عِلْمِ الاَْنْبِیاءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِسْماعیلَ ذَبیحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ عَلِیِّ الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خَدیجَةَ الکُبری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا شَهیدُ ابْنَ الشَّهیدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا قَتیلُ ابْنَ الْقَتیلِ ،اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلی خَلْقِهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنْ الْمُنْکَرِ، وَرُزِئْتَ بِوالِدیکَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ تَسْمَعُ الْکَلامَ وَتَرُدُّ الْجَوابَ، وَاَنَّکَ حَبیبُ اللهِ وَخَلیلُهُ وَنَجیبُهُ وَصَفِیُّهُ وَابْنُ صَفِیِّهِ، یا مَوْلایَ وَابْنَ مَوْلایَ، زُرْتُکَ مُشْتاقاً فَکُنْ لی شَفیعاً اِلی اللهِ یا سَیِّدی وَاَسْتَشْفِعُ اِلَی اللهِ بِجَدِّکَ سَیِّدِ النَّبِیّینَ، وَبِأبیکَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، وَبِاُمِّکَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلا لَعَنَ اللهُ قاتِلیکَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِمیکَ وَلَعَنَ اللهُ سالِبیکَ وَمُبْغِضیکَ مِنَ الاْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمِّد وَآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.

ثمّ قبّل القبر الطّاهر وتوجّه الی قبر علیّ بن الحسین ( علیهما

ص: 502

السلام ) فزره وقُل:

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ وَابْنَ مَوْلایَ، لَعَنَ اللهُ قاتِلیکَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِمیکَ، اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِزِیارَتِکُمْ وَبِمَحَبَّتِکُمْ وَاَبَرَأُ اِلَی اللهِ مِنْ اَعْدائِکُمْ، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ.

ثمّ امض الی قبُور الشّهداء رضوان الله علیهم، فاذا بلغتها فقف وقُل:

اَلسَّلامُ عَلَی الاَْرْواحِ المُنیخَةِ بِقَبْرِ اَبی عَبْدِاللهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ اَلسَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا طاهِرینَ مِنَ الدَّنَسِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا مَهْدِیُّونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَبْرارَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَعَلَی الْمَلائِکَةِ الْحافِّینَ بِقُبُورِکُمْ اَجْمَعینَ، جَمَعَنَا اللهُ وَاِیّاکُمْ فِی مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ اِنَّهُ اَرْحَمُ الرَّاحِمینَ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ امض الی حرم العبّاس بن امیر المؤمنین ( علیهما السلام ) فاذا بلغته فقِف علی باب قبّته وقُل : سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ الی آخر ما سبق من زیارته.

الثّالثة : زیارة النّصف من شعبان .

اعلم انّه قد وردت أحادیث کثیرة فی فضل زیارته فی النّصف من شعبان ویکفیها فضلاً انّها رویت بعدّة اسناد معتبرة عن الامام زین العابدین وعن الامام جعفر الصّادق ( علیهما السلام ) قالا : من أحبّ أن یصافحه مائة ألف نبیّ وأربعة وعشرون ألف نبیّ فلیزر قبر أبی عبد الله الحسین بن علی ( علیهما السلام ) فی النّصف من شعبان فانّ أرواح النّبیّین ( علیهم السلام ) یستأذنون الله فی زیارته فیؤذن لهم، فطوبی لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة اولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهیم ومُوسی وعیسی ومحمّد صلّی الله علیه وآله وعلیهم اجمعین .

قال الرّاوی : قلنا له ما معنی اولی العزم؟ قال : بعثوا الی شرق الارض وغربها جنّها وانسها. وقد وردت فیه زیارتان ، فالاولی هی ما أوردناه لزیارته ( علیه السلام

ص: 503

) فی أوّل یوم من رجب، والثّانیة ما رواه الشّیخ الکفعمی فی کتاب البلد الامین عن الصّادق ( علیه السلام ) وهی کما یلی : تقِف عند قبره وتقُول :

اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ وَالسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الزَّکیُّ اُودِعُکَ شَهادَةً مِنّی لَکَ تُقَرِّبُنی اِلَیْکَ فِی یَوْمِ شَفاعَتِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَیاتِکَ حَیِیَتْ قُلُوبُ شیعَتِکَ، وَبِضِیاءِ نُورِکَ اهْتَدَی الطّالِبُونَ اِلَیْکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ نُورُ اللهِ الَّذی لَمْ یُطْفَأْ وَلا یُطْفَأُ اَبَداً، وَاَنَّکَ وَجْهُ اللهِ الَّذی لَمْ یَهْلِکْ وَلا یُهْلَکُ اَبَداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُکَ، وَهذَا الْحَرَمَ حَرَمُکَ، وَهذَا الْمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِکَ لا ذَلیلَ وَاللهِ مُعِزُّکَ وَلا مَغْلُوبَ وَاللهِ ناصِرُکَ، هذِهِ شَهادَةٌ لی عِنْدَکَ اِلی یَوْمَ قَبْضِ روُحی بِحَضْرَتِکَ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

الرّابِعةُ : زیارة لیالی القدر .

اعلم انّ الاحادیث کثیرة فی فضل زیارة الحسین ( علیه السلام ) فی شهر رمضان ولا سیّما فی أوّل لیلة منه ولیلة النّصف منه وآخر لیلة منه وفی خُصوص لیلة القدر . وروی عن الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) قال : من زار الحسین ( علیه السلام ) لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان وهی اللّیلة الّتی یرجی أن تکون لیلة القدر وفیها یُفرَقُ کُلُّ اَمْر حَکیم، صافحه رُوح أربعة وعشرین ألف نبیّ کلّهم یستأذن الله فی زیارة الحسین ( علیه السلام ) فی تلک اللّیلة، وفی حدیث معتبر آخر عن الصّادق ( علیه السلام ) : اذا کان لیلة القدر ونادی مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله عزّوجل قد غفر لمن أتی قبر الحسین ( علیه السلام ) . وفی روایة انّ من کان عند قبر الحسین ( علیه السلام

ص: 504

) لیلة القدر یصلّی عنده رکعتین أو ما تیسّر له وسأل الله الجنّة واستعاذ به من النّار أعطاه الله ما سأل واعاذه الله ممّا استعاذ منه .

وروی ابن قولویه عن الصّادق ( علیه السلام ) انّ من زار قبر الحسین بن علی ( علیهما السلام ) فی شهر رمضان ومات فی الطّریق لم یعرض ولم یحاسب وقیل له ادخل الجنّة آمناً، وامّا الالفاظ الّتی یُزار بها الحسین ( علیه السلام ) فی لیلة القدر فهی زیارة أوردها الشّیخ والمفید ومحمّد بن المشهدی وابن طاوُس والشّهید ( رحمهم الله ) فی کتب الزّیارة وخصّوها بهذه اللّیلة وبالعیدین أی عید الفطر وعید الاضحی .

وروی الشّیخ محمّد ابن المشهدی باسناده المعتبرة عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا أردت زیارته ( علیه السلام ) فأت مشهده المقدّس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثیابک فاذا وقفت علی قبره فاستقبله بوجهک واجعل القبلة بین کتفیک وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الصِّدیقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ اَبا عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَتَلَوْتَ الْکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی فِی جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، اَشْهَدُ اَنَّ الَّذینَ خالَفُوکَ وَحارَبُوکَ وَالَّذینَ خَذَلُوکَ وَالَّذینَ قَتَلُوکَ مَلْعُونُونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُْمّی وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَری، لَعَنَ اللهُ الظّالِمینَ لَکُمْ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ وَضاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ الاَْلیمَ، اَتَیْتُکَ یا مَوْلایَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَی الّذی أَنْتَ عَلَیْهِ،

ص: 505

عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکَ، فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ.

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وضع خدّک علیه ثمّ انحرف الی عند الرّأس وقل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ فِی اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، صَلَّی اللهُ عَلی رُوحِکَ الطَّیِّبِ وَجَسَدِکَ الطّاهِرِ، وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا مَوْلایَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وضع خدّک علیه ثمّ انحرف الی عند الرّأس فصلّ رکعتین للزّیارة وصلّ بعدهما ما تیسّر ثمّ تحول الی عند الرّجلین وزُر علیّ بن الحسین ( علیهما السلام ) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ وَابْنَ مَوْلایَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَضاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ الاَْلیمَ، وادعُ بما ترید ثمّ زُر الشّهداء منحرفاً من عند الرّجلین الی القبلة فقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الصِّدّیقُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرُونَ، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ جاهَدْتُمْ فِی سَبیلِ اللهِ وَصَبَرْتُمْ عَلَی الاَْذی فِی جَنْبِ اللهِ، وَنَصَحْتُمْ للهِ وَلِرَسُولِهِ حَتّی اَتاکُمُ الْیَقینُ، اَشْهَدُ اَنَّکُمْ اَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاکُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ جَزاءِ الُْمحْسِنینَ، وَجَمَعَ بَیْنَنا وَبَیْنَکُمْ فِی مَحَلِّ النَّعیمِ ثمّ امض الی مشهد العبّاس بن امیر المؤمنین 8 فاذا وقفت علیه فقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطیعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، لَعَنَ اللهُ الظّالِمینَ لَکُمْ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ وَاَلْحَقَهُمْ بِدَرْکِ الْجَحیمِ، ثمّ صلّ تطوّعاً فی مسجده ما تشاء وانصرف .

الخامِسة : زیارة الحُسین ( علیه السلام ) فی عیدی الفطر والاضحی .

بسند معتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من زار قبر الحسین ( علیه السلام ) لیلة من ثلاث لیالی غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، لیلة الفطر ولیلة الاضحی

ص: 506

ولیلة النّصف من شعبان، وفی روایة معتبرة عن موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) قال : ثلاث لیال من زار فیها الحسین ( علیه السلام ) غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، لیلة النّصف من شعبان، واللّیلة الثّالثة والعشرون من رمضان، ولیلة العید أی لیلة عید الفطر . وعن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من زار الحسین بن علی ( علیهما السلام ) لیلة النّصف من شعبان ولیلة الفطر ولیلة عرفة فی سنة واحدة کتب الله له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة متقبّلة وقضیت له ألف حاجة من حوائج الدّنیا والاخرة .

وعن الباقر ( علیه السلام ) قال : من بات لیلة عرفة بأرض کربلاء وأقام بها حتّی یعیّد وینصرف وقاه الله شرّ سنته . واعلم انّ العلماء قد أوردوا لهذین العیدین الشّریفین زیارتین إحداهما ما مضت من الزّیارة فی لیالی القدر، والثّانیة هی ما یلی، والزّیارة السّابقة یُزار بها علی ما یظهر من کلماتهم فی یومی العیدین وهذه الزّیارة تخصّ لیلتهما ، قالوا: اذا أردت زیارته فی اللّیلتین المذکورتین فقِف علی باب القبّة الطّاهرة وارمِ بطرفک نحو القبر مستأذناً فقُل :

یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُکَ وَابْنُ عَبْدِکَ وَابْنُ اَمَتِکَ الذَّلیلُ بَیْنَ یَدَیْکَ، وَالْمُصَغَّرُ فِی عُلُوِّ قَدْرِکَ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّکَ جاءَکَ مُسْتَجیراً بِکَ قاصِداً اِلی حَرَمِکَ، مُتَوَجِّهاً اِلی مَقامِکَ مُتَوَسِّلاً اِلَی اللهِ تَعالی بِکَ، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ أَاَدْخُلُ یا وَلِیَّ اللهِ أَاَدْخُلُ یا مَلائِکَةَ اللهِ الُْمحْدِقینَ بِهذَا الْحَرَمِ الْمُقیمینَ فِی هذا الْمَشْهَدِ.

فان خشع قلبک ودمعت عینک فادخل وقدمّ رجلک الیمنی علی الیسری وقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفِی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ

ص: 507

اللهِ، اَللّهُمَّ اَنْزِلْنی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَاَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلینَ، ( ثمّ قُل ) : اَللهُ اَکْبَرُ کَبیراً وَالْحَمْدُ للهِ کَثیراً وَسُبْحانَ اللهِ بُکْرَةً وَاَصیلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الحَنّانِ، الَّذی مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لی زِیارَةَ مَوْلایَ بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ یَجْعَلْنی عَنْ زِیارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، ثمّ ادخل فاذا توسّطت فقم حذاء القبر بخضوع وبکاء وتضرّع وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح اَمینِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عَلِیِّ حُجَّةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ الْتَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتَ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی اسْتُبیحَ حَرَمُکَ وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً .

ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبک دامعة عینک ثمّ قل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَطَلَ الْمُسْلِمینَ، یا مَوْلایَ اَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً فِی الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلِیَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْکَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِیابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مِنْ دَعائِمِ الدّینِ وَاَرْکانِ الْمُسْلِمینَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنینَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ الْهادی الْمَهْدِیُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِکَ کَلِمَةُ التَّقْوی وَاَعْلامُ الْهُدی، وَالْعُروَةُ الْوُثْقی وَالْحُجَّةُ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا .

ثمّ انکبّ علی

ص: 508

القبر وقُل :

اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ، یا مَوْلایَ اَنَا مُوال لِوَلِیِّکُمْ وَمُعاد لِعَدُوِّکُمْ، وَاَنَا بِکُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِیابِکُمْ، مُوقِنٌ بِشَرایِعِ دینی وَخَواتیمِ عَمَلی، وَقَلْبی لِقَلْبِکُمْ سِلْمٌ وَاَمْری لاَِمْرِکُمْ مُتَّبِعٌ، یا مَوْلایَ اَتَیْتُکَ خائِفاً فَآمِنّی، وَاَتَیْتُکَ مُسْتَجیراً فَاَجِرْنی، وَاَتَیْتُکَ فَقیراً فَاَغْنِنی سَیِّدی وَمَوْلایَ اَنْتَ مَوْلایَ حُجَّةُ اللهِ عَلَی الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، آمَنْتُ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُمْ وَبِظاهِرِکُمْ وَباطِنِکُمْ وَاَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ التّالی لِکِتابِ اللهِ وَاَمینُ اللهِ الدّاعی اِلَی اللهِ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ .

ثمّ صلّ عند الرّأس رکعتین فاذا سلّمت فقُل :

اَللّهُمَّ اِنّی لَکَ صَلَّیْتُ وَلَکَ رَکَعْتُ وَلَکَ سَجَدْتُ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، فَاِنَّهُ لا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّکُوعُ وَالسُّجُودُ اِلاّ لَکَ لاَِنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ الاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّی اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِیَّةِ وَارْدُدْ عَلَیَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّکْعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی اِلی سَیِّدِی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ عَلَیْهِما السَّلامُ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَعَلَیْهِ، وَتَقَبَّلْهُما مِنّی وَاجْرِنی عَلیْهِما اَفْضَلَ اَمَلی وَرَجائی فیکَ وَفِی وَلِیِّکَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ اَلْمَظْلُومِ الشَّهیدِ، قَتیلِ الْعَبَراتِ وَاَسیرِ الْکُرُباتِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِیُّکَ وَابْنُ وَلِیِّکَ وَصَفِیُّکَ الثّائِرُ بِحَقِّکَ، اَکْرَمْتَهُ بِکَرامَتِکَ وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَیِّداً مِنَ السّادَةِ وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَاَکْرَمْتَهُ بِطیبِ الْوِلادَةِ وَاَعْطَیْتَهُ مَواریثَ الاَْنْبِیاءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلی خَلْقِکَ مِنَ الاَْوْصِیاءِ، فَاَعْذَرَ فِی الدُّعاءِ، وَمَنَحَ النَّصیحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فیکَ حَتَّی اسْتَنْقَذَ عِبادَکَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَیْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَیْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْیا وَباعَ حَظَّهُ مِنَ الاْخِرَةِ بِالاَْدْنی، وَتَرَدّی فِی هَواهُ وَاَسْخَطَکَ وَاَسْخَطَ نَبِیَّکَ وَاَطاعَ مِنْ عِبادِکَ اُوْلی الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ

ص: 509

الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبینَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فیکَ صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَیْرَ مُدْبِر لا تَأخُذُهُ فِی اللهِ لَوْمَةُ لائِم حَتّی سُفِکَ فِی طاعَتِکَ دَمُهُ وَاسْتُبیحَ حَریمُهُ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبیلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَلیماً .

ثمّ اعطف علی علی بن الحُسین ( علیهما السلام ) وهو عند رجل الحسین ( علیه السلام ) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ابْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهیدُ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی عِشْتَ سَعیداً وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهیداً .

ثمّ انحرف الی قبور الشّهداء رضی الله عنهم وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ اَیُّهَا الذّابُّونَ عَنْ تَوْحیدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی فُزْتُمْ فَوْزاً عَظیماً، ثمّ امضِ الی مشهد العبّاس بن علیّ ( علیهما السلام ) وقف علی ضریحه الشّریف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ وَالصِّدِّیقُ الْمُواسی، اَشْهَدُ اَنَّکَ آمَنْتَ بِاللهِ وَنَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَدَعَوْتَ اِلی سَبیلِ اللهِ وَواسَیْتَ بِنَفْسِکَ، فَعَلَیْکَ مِنَ اللهِ اَفْضَلُ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ، ثمّ انکبّ علی القبر وقُل : بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا ناصِرَ دینِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ناصِرَ الْحُسَیْنِ الصِّدّیقِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ناصِرَ الْحُسَیْنِ الشَّهیدِ، عَلَیْکَ مِنّی السَّلامُ ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، ثمّ صلّ عند رأسه ( علیه السلام ) رکعتین وقُل ما قلت عند رأس الحسین ( علیه السلام ) أی ادعُ بدعاء اَللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ ... الخ ثمّ ارجع الی مشهد الحسین ( علیه السلام ) واقم عنده ما أحببت الاّ انّه یستحبّ أن لا تجعله موضِع مبیتک، فاذا أردت وداعه فقُم

ص: 510

عند الرّأس وأنت تبکی وتقُول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ سَلامَ مُوَدِّع لا قال وَلا سَئِم، فَاِنْ اَنْصَرِفْ فَلا عَنْ مَلالَة، وَاِنْ اَقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللهُ الصّابِرینَ، یا مَوْلایَ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَتِکَ، وَرَزَقَنِیَ الْعَوْدَ اِلَیْکَ وَالْمَقامَ فِی حَرَمِکَ وَالْکَوْنَ فِی مَشْهَدِکَ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ، ثمّ قبّله وامر علیه جمیع جسدک فانّه أمان وحِرز واخرج من عنده القهقری ولا تولّه دبرک وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بابَ الْمَقامِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا شَریکَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ الْخِصامِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَفینَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا مَلائِکَةَ رَبِّی الْمُقیمینَ فِی هذا الْحَرَمِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ ( وقُل ) اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، ثمّ انصرف. وقال السّید ابن طاوُس ومحمّد بن المشهدی : فاذا فعلت ذلک کنت کمن زار الله فی عرشه .

السّادسةُ : زیارة الحُسین ( علیه السلام ) فی یوم عَرَفة .

اعلم انّ ما روی من أهل البیت الطّاهرین المعصومین صلوات الله علیهم اجمعین فی زیارة عرفة ممّا لا یحصی فضلاً وعدداً ونحن تشویقاً للزّائرین نورد منها البعض الیسیر .

بسند معتبر عن بشیر الدّهان قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه علیه : ربما فاتنی الحجّ فأعرف عند قبر الحسین ( علیه السلام ) ، قال : أحسنت یا بشیر ایّما مؤمن أتی قبر الحسین صلوات الله علیه عارفاً بحقّه فی غیر یوم عید کتب له عشرون حجّة وعشرون عمرة مبرورات متقبّلات وعشرون غزوة مع نبیّ مرسل أو امام عادل، ومن أتاه فی یوم عرفة عارفاً بحقّه کتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات وألف غزوة مَعَ نبیّ مرسل أو امام

ص: 511

عادل . قال : فقلت له : وکیف لی بمثل الموقف ؟ قال : فنظر الیّ شبه المغضب ثمّ قال : یا بشیر انّ المؤمن اذا أتی قبر الحُسین صلوات الله علیه یوم عرفة واغتسل بالفرات ثمّ توجّه الیه کتب الله عزّوجل له بکلّ خطوة حجّة بمناسکها ولا أعلمه الاّ قال وعمرة ( وقیل غزوة ) .

وفی احادیث کثیرة معتبرة انّ الله تعالی ینظر الی زوّار قبر الحسین ( علیه السلام ) نظر الرّحمة فی یوم عرفة قبل نظره الی أهل عرفات، وفی حدیث معتبر عن رفاعة ، قال : قال لی الصّادق ( علیه السلام ) : یا رفاعة أحججت العام؟ قلت : جعلت فداک ما کان عندی ما أحجّ به ولکنّی عرفت عند قبر الحسین ( علیه السلام ) ، فقال لی : یا رفاعة ما قصّرت عمّا کان أهل منی فیه لو لا انّی أکره ان یدع النّاس الحجّ لحدّثتک بحدیث لا تدع زیارة قبر الحسین صلوات الله علیه أبداً، ثمّ سکت طویلاً ثمّ قال : أخبرنی أبی ، قال : من خرج الی قبر الحسین ( علیه السلام ) عارفاً بحقّه غیر مستکبر صحبه ألف ملک عن یمینه وألف ملک عن شماله وکتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبیّ أو وصیّ نبیّ .

وأمّا کیفیّة زیارته ( علیه السلام ) فهی علی ما أورده اجلّة العلماء وزعماء المذهب والدّین کما یلی : اذا أردت زیارته فی هذا الیوم فاغتسل من الفرات ان امکنک والاّ فمن حیث امکنک والبس أطهر ثیابک واقصد حضرته الشّریفة وأنت علی سکینة ووقار، فاذا بلغت باب الحائر فکبّر الله تعالی وقُل :

اَللهُ اَکْبَرُ وقل

ص: 512

: اَللهُ اَکْبَرُ کَبیراً وَاَلْحَمْدُ للهِ کَثیراً وَسُبْحانَ اللهِ بُکْرَةً وَاَصیلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ، اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلی فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلیِّ، اَلسَّلامُ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسی، اَلسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ، اَلسَّلامُ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَی الْخَلَفِ الصّالِحِ الْمُنْتَظَرِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُکَ وَابْنُ عَبْدِکَ وَابْنُ اَمَتِکَ الْمُوالی لِوَلِیِّکَ الْمُعادی لِعَدُوِّکَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِکَ وَتَقَرَّبَ اِلَی اللهِ بِقَصْدِکَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانی لِوِلایَتِکَ وَخَصَّنی بِزِیارَتِکَ وَسَهَّلَ لی قَصْدَکَ .

ثمّ ادخل فقف ممّا یلی الرّأس وقل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی روُحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد حَبیبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بنَ محَمَّد المُصطَفی ، السَّلامُ علَیْکَ یا بنَ علیِّ المُرتَضی، السَلامُ عَلَیکَ یا بنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خَدیجَةَ الْکُبْری، اَالسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ

ص: 513

اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ، یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ وَاَنْبِیائَهُ وَرُسُلَهُ اَنّی بِکُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِیابِکُمْ، مُوقِنٌ بِشَرایِعِ دینی وَخَواتیمِ عَمَلی وَمُنْقَلَبی اِلی رَبّی، فَصَلَواتُ اللهَ عَلَیْکُمْ وَعَلی اَرْواحِکُمْ وَعَلی اَجْسادِکُمْ وَعَلی شاهِدِکُمْ وَعَلی غائِبُکُمْ وَظاهِرِکُمْ وَباطِنِکُمْ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خاتَمَ النَّبِیّینَ وَابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ وَابْنَ اِمامِ الْمُتَّقینَ وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلینَ اِلی جَنّاتِ النَّعیمِ، وَکَیْفَ لا تَکُونُ کَذلِکَ وَاَنْتَ بابُ الْهُدی وَاِمامُ التُّقی وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقی وَالْحُجَّةُ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا وَخامِسُ اَصْحابِ الْکِساءِ غَذَّتْکَ یَدُ الرَّحْمَةِ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْیِ الاْیمانِ، وَرُبّیتَ فِی حِجْرِ الاِْسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَیْرُ راضِیَة بِفِراقِکَ وَلا شاکَّة فِی حَیاتِکَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْک وَعَلی آبائِکَ وَاَبْنائِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَریعَ الْعَبْرَةِ السّاکِبَةِ، وَقَرینَ الْمُصیبَةِ الرّاتِبَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْکَ الَْمحارِمَ وانْتَهَکَتْ فِیکَ حُرمَةَ الاسلامِ، فَقُتِلْتَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ مَقْهُوراً، وَاَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِکَ مَوْتُوراً، وَاَصْبَحَ کِتابُ اللهِ بِفَقْدِکَ مَهْجُوراً، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی جَدِّکَ وَاَبیکَ وَاُمِّکَ وَاَخیکَ وَعَلَی الاَْئِمَّةِ مِنْ بَنیکَ، وَعَلَی الْمُسْتَشْهَدینَ مَعَکَ وَعَلَی الْمَلائِکَةِ الْحافّینَ بِقَبْرِکَ وَالشّاهِدینَ لِزُوّارِکَ الْمُؤْمِنینَ بِالْقَبُولِ عَلی دُعاءِ شیعَتِکَ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرِّزِیَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصیبَةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَیَّأَتْ لِقِتالِکَ، یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ قَصَدْتُ حَرَمَکَ وَاَتَیْتُ مَشْهَدَکَ اَسْألُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذی لَکَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیْهِ اَنْ یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ یَجْعَلَنی مَعَکُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَکَرَمِهِ .

ثمّ قبّل الضّریح وصلّ عند الرّأس رکعتین تقرأ فیهما ما أحببت من السّور فاذا فرغت فقل :

ص: 514

َللّهُمَّ اِنّی صَلَّیْتُ وَرَکَعْتُ وَسَجَدْتُ لَکَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّکُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَکُونُ اِلاّ لَکَ لاَِنَّکَ اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّی اَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ، وَارْدُدُ عَلَیَّ مِنْهُمُ التَّحِیَّةَ وَالسَّلامَ، اَللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّکْعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی اِلی مَوْلایَ وَسَیِّدی وَاِمامی الْحُسَیْنِ ابْنِ عَلِیِّ عَلَیْهِمَا السَّلامُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْ ذلِکَ مِنّی، وَاجْزِنی عَلی ذلِکَ اَفْضَلَ اَمَلی وَرَجائی فیکَ وَفِی وَلِیِّکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.

ثمّ صر الی عند رجلی الحسین وزُر علیّ بن الحُسین ( علیهما السلام ) ورأسه عند رجلی أبی عبد الله ( علیه السلام ) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْحُسَیْنِ الشَّهیدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الشَّهیدُ ابْنُ الشَّهیدِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصیبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ الْمُؤْمِنینَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ وَاَبْرَأُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکِ مِنْهُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ توجّه الی الشّهداء وزُرهم وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَوْلِیاءَ اللهِ وَاَحِبّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَصْفِیاءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ دینِ اللهِ وَاَنْصارَ نَبِیّهِ وَاَنْصارَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَاَنْصارَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ اَبی مُحَمَّد الْحَسَنِ الْوَلِیِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَنْصارَ أبی عَبْدِاللهِ الْحُسَیْنِ الشَّهیدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتی فیها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ وَاللهِ

ص: 515

فَوْزاً عَظیماً، یا لَیْتَنی کُنْتُ مَعَکُمْ فَاَفُوزُ مَعَکُمْ فِی الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ عُد الی عند رأس الحُسین صلوات الله وسلامه علیه واکثر من الدّعاء لنفسک ولاهلک ولاخوانک المؤمنین .

وقال السّید ابن طاوُس والشّهید : ثمّ امضِ الی مشهد العبّاس ( رضی الله عنه ) فاذا أتیته فقف علی قبره وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْفَضْلِ الْعِبّاسَ بْنَ اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ایماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدینِ اللهِ وَاَحْوَطِهِمْ عَلَی الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخیکَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسی، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةٌ ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْکَ الَْمحارِمَ وَانْتَهَکَتْ فِی قَتْلِکَ حُرْمَةَ الاِْسْلامِ، فَنِعْمَ الاَْخُ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِی النّاصِرُ وَالاَْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخیهِ الُْمجیبُ اِلی طاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فیما زَهِدَ فیهِ غَیْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزیلِ وَالثَّناءِ الْجَمیلِ، وَاَلْحَقَکَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِکَ فِی دارِ النَّعیمِ اِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ .

ثمّ انکبّ علی القبر وقل :

اَللّهُمَّ لَکَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِیارَةِ اَوْلِیائِکَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِی ثَوابِکَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِکَ وَجَزیلِ اِحْسانِکَ، فَاَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ رِزْقی بِهِمْ دارّاً، وَعَیْشی بِهِمْ قارّاً، وَزِیارَتی بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبی بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْنی بِهُمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائی بِاَفْضَلِ ما یَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَالْقاصِدینَ اِلَیْهِ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ قبّل الضّریح وصلّ عنده صلاة الزّیارة وما بدا لک ، فاذا أردت وداعه فقُل ما ذکرناه سابقاً فی وداعه ( علیه السلام ) .

السّابعةُ : زیارة عاشُوراء
اشارة

اعلم انّ ما خصّ من الزّیارات بیوم عاشوراء عدیدة ونحن للاختصار نقتصر منها علی

ص: 516

زیارتین وقد ذکرنا فی أعمال یوم عاشوراء ایضاً من الزّیارة وغیرها ما یناسب المقام .

الزّیارة الاُولی

ممّا أردنا ایرداه هُنا هی زیارة عاشوراء المشهورة ویُزار بها من قرب ومن بُعد، وروایتها المشروحة کما رواها الشّیخ أبو جعفر الطّوسی فی المصباح ما یلی : روی محمّد بن اسماعیل بن بزیع، عن صالح بن عقبة، عن أبیه، عن الباقر ( علیه السلام ) قال : من زار الحسین بن علیّ ( علیهما السلام ) فی یوم عاشوراء من المحرّم یظل عنده باکیاً لقی الله عزّوجل یوم یلقاه بثواب ألفی حجّة وألفی عُمرة وألفی غزوة کثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ومع الائمّة الرّاشدین ، قال : قلت : جعلت فداک فما لمن کان فی بعید البلاد وأقاصیها ولم یمکنه المسیر الیه فی ذلک الیوم ؟ قال : اذا کان کذلک برز الی الصّحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً فی داره وأومأ الیه بالسّلام واجتهد فی الدّعاء علی قاتلیه وصلّی من بُعد رکعتین ولیکن ذلک فی صدر النّهار قبل أن تزُول الشّمس ثمّ لیندب الحسین ( علیه السلام ) ویبکیه ویأمر من فی داره ممّن لا یتّقیه بالبکاء علیه ویقم فی داره المُصیبة باظهار الجزع علیه ولیعزّ فیها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسین ( علیه السلام ) وأنا الضّامن لهم اذا فعلوا ذلک جمیع ذلک ، قلت : جعلت فداک أنت الضّامن ذلک لهم والزّعیم ؟ قال : أنا الضّامن وأنا الزّعیم لمن فعل ذلک . قلت : فکیف یعزّی بعضنا بعضاً ؟ قال : تقولون : اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِیّاکُمْ مِنَ الطّالِبینَ بِثارِهِ مَعَ

ص: 517

وَلِیِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِیِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ، وان استطعت أن لا تخرج فی یومک فی حاجة فافعل فانّه یوم نحس لا یقضی فیه حاجة مؤمن وان قضیت لم یبارک له فیما ادّخر ولم یبارک له فی أهله، فاذا فعلوا ذلک کتب الله لهم ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة کلّها مع رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکان له أجر وثواب مُصیبة کُلّ نبیّ ورسُول ووصیّ وصدّیق وشهید مات أو قُتل منذ خلق الله الدّنیا الی أن تقُوم السّاعة .

قال صالح بن عقبة وسیف بن عمیرة : قال علقمة بن محمّد الحضرمی : قلت للباقر صلوات الله وسلامه علیه : علّمنی دعاءً أدعو به فی ذلک الیوم اذا أنا زُرته من قُرب ودعاءاً أدعو به اذا لم أزره من قُرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داری بالسّلامة الیه . فقال لی : یا علقمة اذا أنت صلّیت الرّکعتین بعد أن تؤمی الیه بالسّلام فقل بعد الایماء الیه من بعد التّکبیر هذا القول ( أی الزّیارة الاتیة ) فانّک اذا قُلت ذلک فقد دعوت بما یدعُو به زوّاره من الملائکة وکتب الله لک مائة ألف ألف درجة وکنت کمن استشهدوا معه تشارکهم فی درجاتهم، وما عرفت الاّ فی زُمرة الشّهداء الّذین استشهدوا معه وکتب لک ثواب زیارة کلّ نبیّ وکُلّ رسُول وزیارة کلّ من زار الحسین ( علیه السلام ) منذ یوم قُتل سلام الله علیه وعلی أهل بیته . تقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ( السَّلامُ عَلَیکَ یا خِیَرَةِ اللهِ وابْنَ خَیرَتِهِ ) اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَابْنَ سَیِّدِ

ص: 518

الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلَی الاَْرْواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِکَ عَلَیْکُمْ مِنّی جَمیعاً سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، یا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصیبَةُ بِکَ عَلَیْنا وَعَلی جَمیعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصیبَتُکَ فِی السَّماواتِ عَلی جَمیعِ اَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَیْکُمْ اَهْلَ الْبَیْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْکُمْ عَنْ مَقامِکُمْ وَاَزالَتْکُمْ عَنْ مَراتِبِکُمُ الَّتی رَتَّبَکُمُ اللهُ فیها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکُمْ وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدینَ لَهُمْ بِالَّتمْکینِ مِنْ قِتالِکُمْ، بَرِئْتُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْیاعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِیائِهِم، یا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّی سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِیاد وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَنی اُمَیَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِکَ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی لَقَدْ عَظُمَ مُصابی بِکَ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذی َکْرَمَ مَقامَکَ وَاَکْرَمَنی اَنْ یَرْزُقَنی طَلَبَ ثارِکَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی عِنْدَکَ وَجیهاً بِالْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، یا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلی اللهِ وَ اِلی رَسُولِهِ وَاِلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَاِلی فاطِمَةَ وَاِلَی الْحَسَنِ وَاِلَیْکَ بِمُوالاتِکَ وَبِالْبَراءَةِ ( مِمَّنْ قاتَلَکَ وَنَصَبَ لَکَ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَیْکُمْ وَاَبْرَأُ اِلَی اللهِ وَاِلی رَسُولِهِ ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِکَ وَبَنی عَلَیْهِ بُنْیانَهُ وَجَری فِی ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَیْکُمْ وَعلی اَشْیاعِکُمْ، بَرِئْتُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ ثُمَّ اِلَیْکُمْ بِمُوالاتِکُمْ وَمُوالاةِ وَلِیِّکُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِکُمْ وَالنّاصِبینَ لَکُمُ

ص: 519

الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَشْیاعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، اِنّی سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ وَوَلِیٌّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُمْ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذی أکْرَمَنی بِمَعْرِفَتِکُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِیائِکُمْ وَرَزَقَنِی الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِکُمْ اَنْ یَجْعَلَنی مَعَکُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ یُثَبِّتَ لی عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْق فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ یُبَلِّغَنِی الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَکُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ یَرْزُقَنی طَلَبَ ثاری مَعَ اِمام هُدیً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْکُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذی لَکُمْ عِنْدَهُ اَنْ یُعْطِیَنی بِمُصابی بِکُمْ اَفْضَلَ ما یُعْطی مُصاباً بِمُصیبَتِهِ مُصیبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِیَّتَها فِی الاِْسْلامِ وَفِی جَمیعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ اَللّهُمَّ اجْعَلْنی فِی مَقامی هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْکَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْیایَ مَحْیا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتی مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّهُمَّ اِنَّ هذا یَوْمٌ تَبَرَّکَتْ بِهِ بَنُو اُمَیَّةَ وَابْنُ آکِلَةِ الاَْکبادِ اللَّعینُ ابْنُ اللَّعینِ عَلی لِسانِکَ وَلِسانِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فِی کُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فیهِ نَبِیُّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْیانَ وَمُعاوِیَةَ وَیَزیدَ ابْنَ مُعاوِیَةَ عَلَیْهِمْ مِنْکَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدینَ، وَهذا یَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِیاد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَیْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَیْهِمُ اللَّعْنَ مِنْکَ وَالْعَذابَ ( الاَْلیمَ ) اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ فِی هذَا الْیَوْمِ وَفِی مَوْقِفی هذا وَاَیّامِ حَیاتی بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَیْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِیِّکَ وَآلِ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمُ اَلسَّلامُ ثمّ تقول مائة مرّة : اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلی ذلِکَ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتی جاهَدَتِ الْحُسَیْنَ ( علیه السلام ) وَشایَعَتْ وَبایَعَتْ وَتابَعَتْ عَلی قَتْلِهِ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمیعاً ثمّ تقول مائة مرّة : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَی الاَْرْواحِ الَّتی حَلَّتْ

ص: 520

بِفِنائِکَ عَلَیْکَ مِنّی سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَتِکُمْ، اَلسَّلامُ عَلَی الْحُسَیْنِ وَعَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَعَلی اَوْلادِ الْحُسَیْنِ وَعَلی اَصْحابِ الْحُسَیْنِ، ثمّ تقول : اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم بِاللَّعْنِ مِنّی وَابْدَأْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ ( الْعَنِ ) الثّانیَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّهُمَّ الْعَنْ یَزیدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَیْدَ اللهِ بْنَ زِیاد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبی سُفْیانَ وَآلَ زِیاد وَآلَ مَرْوانَ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ ثمّ تسجد وتقُول : اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاکِرینَ لَکَ عَلی مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ للهِ عَلی عَظیمِ رَزِیَّتی اَللّهُمَّ ارْزُقْنی شَفاعَةَ الْحُسَیْنِ یَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لی قَدَمَ صِدْق عِنْدَکَ مَعَ الْحُسَیْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَیْنِ اَلَّذینَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ .

قال علقمة

قال الباقر ( علیه السلام ) : وان استطعت أن تزُوره فی کُلّ یوم بهذه الزّیارة فی دارک فافعل فلک ثواب جمیع ذلک .

وروی محمّد بن خالد الطّیالسی عن سیف بن عمیرة ، قال : خرجتُ مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الی الغریّ بعدما خرج الصّادق ( علیه السلام ) فسرنا من الحیرة الی المدینة فلمّا فرغنا من الزّیارة أی زیارة امیر المؤمنین ( علیه السلام ) صرف صفوان وجهه الی ناحیة أبی عبد الله ( علیه السلام ) فقال لنا: تزورون الحُسین ( علیه السلام ) من هذا المکان من عند رأس امیر المؤمنین ( علیه السلام ) من هاهُنا أومأ الیه الصّادق ( علیه السلام ) وأنا معه ، قال سیف بن عمیرة : فدعا صفوان بالزّیارة الّتی رواها علقمة بن محمّد الحضرمی عن الباقر ( علیه السلام ) فی یوم عاشوراء ثمّ صلّی

ص: 521

رکعتین عند رأس امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وودّع فی دبرهما امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وأومأ الی الحسین صلوات الله علیه بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع وکان ممّا دعا دبرها :

یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ، یا کاشِفَ کُرَبِ الْمَکْرُوبینَ، یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، یا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ، وَیا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، وَیا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَیا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلی وَ بِالاُْفُقِ الْمُبینِ، وَیا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی، وَیا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدُورُ، وَیا مَنْ لا تَخْفی عَلَیْهِ خافِیَهٌ، یا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الاَْصْواتُ، وَیا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَیا مَنْ لا یُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّینَ، یا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْت، وَیا جامِعَ کُلِّ شَمْل، وَیا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، یا مَنْ هُوَ کُلَّ یَوْم فِی شَأن، یا قاضِیَ الْحاجاتِ، یا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ، یا مُعْطِیَ السُّؤُلاتِ، یا وَلِیَّ الرَّغَباتِ، یا کافِیَ الْمُهِمّاتِ، یا مَنْ یَکْفی مِنْ کُلِّ شَیْء وَلا یَکْفی مِنْهُ شَیءٌ فِی السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ وَعَلِیِّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِیِّکَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ فَاِنّی بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ فِی مَقامی هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ اِلَیْکَ، وَبِحَقِّهِمْ اَسْأَلُکَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَیْکَ، وَبِالشَّأنِ الَّذی لَهُمْ عِنْدَکَ وَبِالْقَدْرِ الَّذی لَهُمْ عِنْدَکَ، وَبِالَّذی فَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعالَمینَ، وَبِاسْمِکَ الَّذی جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمینَ، وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمینَ، حَتّی فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمینَ جَمیعاً، اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی غَمّی وَهَمّی وَکَرْبی، وَتَکْفِیَنِی الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوری، وَتَقْضِیَ عَنّی دَیْنی وَ تُجیرَنی مِنَ الْفَقْرِ وَتُجیرَنی مِنَ الْفاقَةِ

ص: 522

وَتُغْنِیَنی عَنِ الْمَسْأَلَةِ اِلَی الَْمخْلُوقینَ، وَتَکْفِیَنی هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ اَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ، وَمَکْرَ مَنْ اَخافُ مَکْرَهُ، وَبَغْیَ مَنْ اَخافُ بَغْیَهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ، وَکَیْدَ مَنْ اَخافُ کَیْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ اَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَیَّ، وَتَرُدَّ عَنّی کَیْدَ الْکَیَدَةِ وَمَکْرَ الْمَکَرَةِ، اَللّهُمَّ مَنْ اَرادَنی فَاَرِدْهُ، وَمَنْ کادَنی فَکِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّی کَیْدَهُ وَمَکْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِیَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّی کَیْفَ شِئْتَ وَاَنّی شِئْتَ، اَللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّی بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَة لا تَسُدّها، وَبِسُقْم لا تُعافیهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْکَنَة لا تَجْبُرُها، اَللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَیْنَیْهِ، وَاَدْخِلْ عَلَیْهِ الْفَقْرَ فِی مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِی بَدَنِهِ، حَتّی تَشْغَلَهُ عَنّی بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ، وَاَنْسِهِ ذِکْری کَما اَنْسَیْتَهُ ذِکْرَکَ، وَخُذْ عَنّی بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَیَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمیعِ جَوارِحِهِ، وَاَدْخِلْ عَلَیْهِ فِی جَمیعِ ذلِکَ الْسُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّی تَجْعَلَ ذلِکَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّی وَعَنْ ذِکْری، وَاکْفِنی یا کافِیَ مالا یَکْفی سِواکَ، فَاِنَّکَ الْکافِی لا کافِیَ سِواکَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواکَ، وَمُغیثٌ لا مُغیثَ سِواکَ، وَجارٌ لا جارَ سِواکَ، خابَ مَنْ کانَ جارُهُ سِواکَ، وَمُغیثُهُ سِواکَ، وَمَفْزَعُهُ اِلی سِواکَ، وَمَهْرَبُهُ اِلی سِواکَ، وَمَلْجَأُهُ اِلی غَیْرِکَ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَیْرِکَ، فَاَنْتَ ثِقَتی وَرَجائی وَمَفْزَعی وَمَهْرَبی وَمَلْجَئی وَمَنْجایَ فَبِکَ اَسْتَفْتِحُ وَبِکَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ، فَاَسْاَلُکَ یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ، فَلَکَ الْحَمْدُ وَلَکَ الشُّکْرُ وَاِلَیْکَ الْمُشْتَکی وَاَنْتَ الْمُسْتَعانُ فَاَسْاَلُکَ یا اَللهُ یا اَللهُ یا اَللهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی غَمّی وَهَمّی وَکَرْبی فِی مَقامی هذا کَما کَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّکَ

ص: 523

هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَ کَرْبَهُ وَکَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاکْشِفْ عَنّی کَما کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّی کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاکْفِنی کَما کَفَیْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّی هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ ما اَخافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُنَة عَلی نَفْسی مِنْ ذلِکَ، وَاصْرِفْنی بِقَضاءِ حَوائِجی، وَکِفایَةِ ما اَهَمَّنی هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتی وَدُنْیایَ، یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ وَیا اَبا عَبْدِاللهِ، عَلَیْکُما مِنّی سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتِکُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَیْنی وَبَیْنَکُما، اَللّهُمَّ اَحْیِنی حَیاةَ مُحَمَّد وَذُرِّیَّتِهِ وَاَمِتْنی مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْنی فِی زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَیْنی وَبَیْنَهُمْ طَرْفَةَ عَیْن اَبَداً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ وَیا اَبا عَبْدِاللهِ اَتَیْتُکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَی اللهِ رَبّی وَرَبِّکُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَیْهِ بِکُما وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَی اللهِ ( تَعالی ) فِی حاجَتی هذِهِ فَاشْفَعا لی فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللهِ الْمَقامَ الَْمحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجیهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفیعَ وَالْوَسیلَةَ، اِنّی اَنْقَلِبُ عَنْکُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِکُما لی اِلَی اللهِ فِی ذلِکَ، فَلا اَخیبُ وَلا یَکُونُ مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ یَکُونُ مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً راجِحاً ( راجِیاً ) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَمیعِ حَوائِجی وَتَشَفَّعا لی اِلَی اللهِ، انْقَلَبْتُ عَلی ما شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، مُفَوِّضاً اَمْری اِلَی اللهِ مُلْجِأً ظَهْری اِلَی اللهِ، مُتَوَکِّلاً عَلَی اللهِ وَاَقُولُ حَسْبِیَ اللهُ وَکَفی سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا لَیْسَ لی وَراءَ اللهِ وَوَراءَکُمْ یا سادَتی مُنْتَهی، ما شاءَ رَبّی کانَ وَمالَمْ یَشَأْ لَمْ یَکُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، اَسْتَوْدِعُکُمَا اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی اِلَیْکُما، اِنْصَرَفْتُ یا سَیِّدی یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ وَمَوْلایَ وَاَنْتَ یا اَبا عَبْدِاللهِ

ص: 524

یا سَیِّدی وَسَلامی عَلَیْکُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِکَ اِلَیْکُما غَیْرُ مَحْجُوب عَنْکُما سَلامی اِنْ شاءَ اللهُ، وَاَسْأَلُهُ بِحَقِّکُما اَنْ یَشاءَ ذلِکَ وَیَفْعَلَ فَاِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ، اِنْقَلَبْتُ یا سَیِّدَیَّ عَنْکُما تائِباً حامِداً للهِ شاکِراً راجِیاً لِلاِْجابَةِ غَیْرَ آیِس وَلا قانِط تائِباً عائِداً راجِعاً اِلی زِیارَتِکُما غَیْرَ راغِب عَنْکُما وَلا مِنْ زِیارَتِکُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، یا سادَتی رَغِبْتُ اِلَیْکُما وَاِلی زِیارَتِکُما بَعْدَ اَنْ زَهِدَ فیکُما وَفِی زِیارَتِکُما اَهْلُ الدُّنْیا فَلا خَیَّبَنِیَ اللهُ ما رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ فِی زِیارَتِکُما اِنَّهُ قَریبٌ مُجیبٌ.

قال سیف بن عمیرة: فسألت صفواناً فقُلت له: انّ علقمة بن محمّد لم یأتنا بهذا عن الباقر ( علیه السلام ) انّما أتانا بدعاء الزّیارة ، فقال صفوان : وردت مع سیّدی الصّادق صلوات الله وسلامه علیه الی هذا المکان ففعل مثل الَّذی فعلناه فی زیارتنا، ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّی کما صلّینا وودّع کما ودّعنا ، ثمّ قال صفوان : قال الصّادق ( علیه السلام ) : تعاهد هذه الزّیارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّی ضامن علی الله لکلّ من زار بهذه الزّیارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زیارته مقبولة وسعیه مشکور وسلامه واصل غیر محجُوب وحاجته مقضیّة من الله تعالی بالغة ما بلغت ولا یخیبُه، یا صفوان وجدت هذه الزّیارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبی وأبی عن أبیه علیّ بن الحسین ( علیهما السلام ) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسین ( علیه السلام ) والحسین ( علیه السلام ) عن أخیه الحسن ( علیه السلام ) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن ( علیه السلام ) عن

ص: 525

أبیه امیر المؤمنین ( علیه السلام ) مضموناً بهذا الضّمان، وامیر المؤمنین ( علیه السلام ) عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) عن جبرئیل ( علیه السلام ) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئیل عن الله تعالی مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلی الله علی نفسه عزّوجل انّ من زار الحسین ( علیه السلام ) بهذه الزّیارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زیارته وشفعته فی مسألته بالغة ما بلغت واعطیته سؤله ثمّ لا ینقلِب عنّی خائباً واقلبه مسروراً قریراً عینه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النّار، وشفعته فی کلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البیت، آلی الله تعالی بذلک علی نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائکة ملکوته، ثمّ قال جبرئیل : یا رسول الله أرسلنی الله الیک سُروراً وبشری لک ولعلیّ وفاطمة والحسن والحسین والائمة من ولدک وشیعتکم الی یوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال علی وفاطمة والحسن والحسین وشیعتکم مسرورین الی یوم البعث ، قال صفوان : قال لی الصّادق ( علیه السلام ) : یا صفوان اذا حدث لک الی الله حاجة فزُر بهذه الزّیارة من حیث کنت وادعُ بهذا الدّعاء وسل ربّک حاجتک تأتک من الله، والله غیر مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله .

أقول : ورد فی کتاب النّجم الثّاقب قصّة تشرّف الحاج السّید احمد الرّشتی بالحضُور عند امام العصر أرواحنا فداه فی سفر الحجّ وقوله ( علیه السلام ) له : لماذا لا تقرأ زیارة عاشوراء، عاشوراء عاشوراء عاشوراء ونحن سنرویها بعد الزّیارة الجامعة الکبیرة ان شاء الله

ص: 526

.

وقال شیخنا ثقة الاسلام النّوری ( رحمه الله ) : أمّا زیارة عاشوراء فکفاها فضلاً وشرفاً انّها لا تسانخ سائر الزّیارات الّتی هی من انشاء المعصوم واملائه فی ظاهر الامر وان کان لا یبرز من قلوبهم الطّاهرة الاّ ما تبلغها من المبدأ الاعلی بل تسانخ الاحادیث القدسیّة التی أوحی الله جلّت عظمته بها الی جبرئیل بنصّها بما فیها من اللّعن والسّلام والدّعاء، فأبلغها جبرئیل الی خاتم النّبیین ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وهی کما دلّت علیه التجارب فریدة فی آثارها من قضاء الحوائج ونیل المقاصد ودفع الاعادی لو واضب علیها الزّائر أربعین یوماً أو أقلّ، ولکن أعظم ما انتجته من الفوائد ما فی کتاب دار السّلام وملّخصه انّه حدث الثّقة الصّالح التّقی الحاج المولی حسن الیزدی المجاور للمشهد الغرویّ وهو من الّذین وفوا بحقّ المجاورة وأتعبوا أنفسهم فی العبادة، عن الثّقة الامین الحاج محمّد علیّ الیزدی قال : کان فی یزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه یبیت فی اللّیالی بمقبرة خارج بلدة یزد تُعرف بالمزار وفیها جملة من الصّلحاء، وکان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المُعلّم وغیره الی أن صار عشّاراً وکان کذلک الی أن مات ودفن فی تلک المقبرة قریباً من المحلّ الَّذی کان یبیت فی الرّجل الصّالح المذکور، فرآه بعد موته بأقلّ من شهر فی المنام فی زیّ حسن وعلیه نضرة النّعیم، فتقدّم الیه وقال له : انّی عالم بمبدئک ومنتهاک وباطنک وظاهرک ولم تکن ممّن یحتمل فی حقّه حسن الباطن ولم یکن عملک مقتضیاً أنّ العذاب والنکال فبم نلت هذا المقام ، قال: نعم الامر کما قلت، کنت مقیماً فی أشدّ العذاب من

ص: 527

یوم وفاتی الی أمس وقد توفّیت فیه زوجة الاستاذ أشرف الحدّاد ودفنت فی هذا المکان، وأشار الی طرف بینه وبینه قریب من مائة ذراع وفی لیلة دفنها زارها أبو عبد الله ( علیه السلام ) ثلاث مرّات وفی المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت فی نعمة وسعة وخفض عیش ودعة، فانتبه متحیّراً ولم تکن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه فی سُوق الحدّادین فوجده ، فقال له : ألک زوجة ؟ قال : نعم توفّیت بالامس ودفنتها فی المکان الفلانی وذکر الموضع الَّذی أشار الیه ، قال : فهل زارت أبا عبد الله ( علیه السلام ) ؟ قال : لا ، قال : فهل کانت تذکر مصائبه ؟ قال : لا ، قال : فهل کان لها مجلس تذکر فیه مصائبه ؟ قال : لا ، فقال الرّجل : وما ترید من السّؤال ؟ فقصّ علیه رؤیاه ، قال : کانت مواظبة علی زیارة عاشوراء .

الثّانیة زیارة عاشُوراء غَیر المشهُورة

وهی تناظر الزّیارة المشهُورة المتداولة فی الاجر والثّواب خلوّاً من عناء اللّعن والسّلام مائة مرّة، وهی فوز عظیم لمن یشغله عن تلک الزّیارة شاغل هام، وکیفیّتها علی ما فی کتاب المزار القدیم من دون الشّرح کما یلی : من أحبّ أن یزوره ( علیه السلام ) من بُعد البلاد أو قُربها فلیغتسل ویبرز الی الصّحراء أو یصعد سطح داره فیصلّی رکعتین یقرأ فیهما سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ فاذا سلّم أومأ الیه بالسّلام ولیتوجّه بالسّلام والایماء والنیّة الی جهة قبر أبی عبد الله الحسین ( علیه السلام ) ، ثمّ یقول بخشوع واستکانة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْبَشیرِ النَّذیرِ

ص: 528

وَابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةِ اللهِ وَابْنَ خِیَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُور، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الْهادِی الزَّکیُّ وَعَلی اَرْواح حَلَّتْ بِفَنائِکَ وَاَقامَتْ فِی جَوارِکَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ مِنّی ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِکَ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّتْ فِی الْمُؤْمِنینَ وَالْمُسْلِمینَ وَفِی اَهْلِ السَّماواتِ وَاَهْلِ الاَْرَضینَ اَجْمَعینَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ صَلَواتُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ وَتَحِیّاتُهُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَیْنَ وَعَلی آبائِکَ الطَّیِّبینَ الْمُنْتَجَبینَ وَعَلی ذُرِّیّاتِکُمُ الْهُداةِ الْمَهْدِیّینَ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْکَ وَتَرَکَتْ نُصْرَتَکَ وَمَعُونَتَکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ لَکُمْ وَمَهَّدَتِ الْجَوْرَ عَلَیْکُمْ، وَطَرَّقَتْ اِلی اَذِیَّتِکُمْ وَتَحَیُّفِکُمْ وَجارَتْ ذلِکَ فِی دِیارِکُمْ وَاَشْیاعِکُمْ، بَرِئْتُ اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَاِلَیْکُمْ یا ساداتی وَمَوالِیَّ وَاَئِمَّتی مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْیاعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَسْألُ اللهَ الذی أَکْرَمَ یا مَوالِیَّ مَقامَکُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَکُمْ وَشَأنَکُمْ اَنْ یُکْرِمَنی بِوِلایَتِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَالاْئتِمامِ بِکُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِکُمْ وَاَسْألُ اللهَ الْبَرَّ الرَّحیمَ اَنْ یَرْزُقَنی مَوَدَّتَکُمْ، وَاَنْ یُوَفِّقَنی لِلطَّلَبِ بِثارِکُمْ مَعَ الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ الْهادی مِنْ آلِ مُحَمَّد، وَاَنْ یَجْعَلَنی مَعَکُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَاَنْ یُبَلِّغَنِی الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَکُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَسْألُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذی جَعَلَ اللهُ لَکُمْ اَنْ یُعْطِیَنی بِمُصابی بِکُمْ اَفْضَلَ ما اَعْطی مُصاباً بِمُصیبَة، اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ، یا لَها مِنْ مُصیبَة ما اَفْجَعَها وَاَنْکاها لِقُلُوبِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُسْلِمینَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَیْهِ راجِعُونَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنی فِی مَقامی مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْکَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ وَاجْعَلْنی عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ، فَاِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، اَللّهُمَّ وَاِنّی اَتَوَسَّلُ وَاَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِکَ

ص: 529

مِنْ خَلْقِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ مُحَمَّد وَعَلِیٍّ وَالطَّیّبینَ مِنْ ذُرّیَّتِهِما، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ مَحْیایَ مَحْیاهُمْ وَمَماتی مَماتَهُمْ وَلا تُفَرِّقْ بَیْنی وَبَیْنَهُمْ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ، اَللّهُمَّ وَهذا یَوْمٌ تُجَدَّدُ فیهِ النِّقْمَةُ وَتُنَزَّلَ فیهِ اللَّعْنَةُ عَلَی اللَّعینِ یَزیدَ وَعَلی آلِ یَزیدَ وَعَلی آلِ زِیاد وَعُمَرَ بْنِ سَعْد وَالشِّمْرِ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَالْعَنْ مَنْ رَضِیَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ اَوَّل وَآخِر لَعْناً کَثیراً وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِکَ، وَاَسْکِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصیراً وَاَوْجِبْ عَلَیْهِمْ وَعَلی کُلِّ مَنْ شایَعَهُمْ وَبایَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِیَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَیْهِمْ وَعَلی کُلِّ مَنْ رَضِیَ بِذلِکَ لَعَناتِکَ الَّتی لَعَنْتَ بِها کُلَّ ظالِم وَکُلَّ غاصِب وَکُلَّ جاحِد وَکُلَّ کافِر وَکُلَّ مُشْرِک وَکُلَّ شَیْطان رَجیم وَکُلَّ جَبّار عَنید، اَللّهُمَّ الْعَنْ یَزیدَ وَآلَ یَزیدَ وَبَنی مَرْوانَ جَمیعاً، اَللّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَکَ وَسَخَطَکَ وَعَذابَکَ وَنَقِمَتَکَ عَلی اَوَّلِ ظالِم ظَلَمَ اَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّکَ، اَللّهُمَّ وَالْعَنْ جَمیعَ الظّالِمینَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ اِنَّکَ ذوُ نِقْمَة مِنَ الُْمجْرِمینَ، اَللّهُمَّ وَالْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ بَیْتِ مُحَمَّد، وَالْعَنْ اَرْواحَهُمْ وَدِیارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالْعَنِ اللّهُمَّ الْعِصابَةَ الَّتی نازَلَتِ الْحُسَیْنِ بْنِ بِنْتَ نَبِیِّکَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ اَصْحابَهُ وَاَنْصارَهُ وَاَعْوانَهُ وَاَوْلِیائَهُ وَشیعَتَهُ وَمُحِبّیهِ وَاَهْلَ بَیْتِهِ وَذُرِّیَتَهُ، وَالْعَنِ اَللّهُمَّ الَّذینَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَریمَهُ وَلَمْ یَسْمَعُوا کَلامَهُ وَلا مَقالَهُ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ کُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ وَالْخَلائِقِ اَجْمَعینَ اِلی یَوْمِ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَیْنَ وَعَلی مَنْ ساعَدَکَ وَعاوَنَکَ وَواساکَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِی الذَّبِّ عَنْکَ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ وَعَلَیْهِمْ وَعَلی رُوحِکَ وَعَلی اَرْواحِهِمْ وَعَلی تُرْبَتِکَ وَعَلی تُرْبَتِهِمْ، اَللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَروُحاً وَرَیْحانا، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ یَا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَیَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ،

ص: 530

وَیَا بْنَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا شَهیدُ یَا بْنَ الشَّهیدِ، اَللّهُمَّ بَلّغْهُ عَنّی فِی هذِهِ السّاعَةِ وَفِی هذَا الْیَوْمِ وَفِی هذَا الْوَقْتِ وَکُلِّ وَقْت تَحِیَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدِ الْعالَمینَ وَعَلَی الْمُسْتَشْهَدینَ مَعَکَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ الشَّهیدِ، السَّلامُ علی علیِّ بنِ الحُسَینِ الشَهید، السَّلامُ علی العباسِ بنِ أمیرِ المؤمِنینَ الشَهیدِ، السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَر وَعَقیل، السَّلامُ عَلی کُلِّ مُسْتَشْهَد مِنَ الْمُؤْمِنینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَبَلِّغْهُمْ عَنّی تَحِیَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ وَعَلَیْکَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزاءَ فِی وَلَدِکَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ السَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْحَسَنِ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزاءَ فِی وَلَدِکَ الْحُسَیْنِ السَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ یا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ وَعَلَیْکِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَکِ الْعَزاءَ فِی وَلَدِکِ الْحُسَیْنِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَکَ الْعَزاءَ فِی اَخیکَ الْحُسَیْنِ، السَّلامُ عَلی اَرْواحِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ الاَْحْیاءِ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتِ وَعَلَیْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَهُمُ الْعَزاءَ فِی مَوْلاهُمُ الْحُسَیْنِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطّالِبینَ بِثارِهِ مَعَ اِمام عَدْل تُعِزُّ بِهِ الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ یا رَبَّ الْعالَمینَ.

ثمّ اسجد وقل :

اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلی جَمیعِ ما نابَ مِنْ خَطْب، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلی کُلِّ اَمْر، وَإلَیْکَ الْمُشْتَکی فِی عَظیمِ الْمُهِمّاتِ بِخِیَرَتِکَ وَاَوْلِیائِکَ وَذلِکَ لِما اَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْکَرامَةِ وَالْفَضْلِ الْکَثیرِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْنی شَفاعَةَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ یَوْمَ الْوُرُودِ وَالْمَقامِ الْمَشْهُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ،

ص: 531

وَاجْعَلْ لی قَدَمَ صِدْق عِنْدَکَ مَعَ الْحُسَیْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ الَّذینَ واسَوْهُ بِاَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُو دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدوُا مَعَهُ اَعْداءَکَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِکَ وَرَجاءَکَ وَتَصْدیقاً بِوَعْدِکَ وَخَوْفاً مِنْ وَعیدِکَ اِنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّامِنَةُ : زیارة الاربعین أی الیوم العشرین من صفر .

روی الشّیخ فی التّهذیب والمصباح عن الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدی وخمسین أی الفرائض الیومیّة وهی سبع عشرة رکعة والنّوافل الیومیّة وهی أربع وثلاثون رکعة، وزیارة الاربعین، والتختّم بالیمین وتعفیر الجبین بالسّجود، والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ، وقد رویت زیارته فی هذا الیوم علی نحوین، أحدهما ما رواه الشّیخ فی التّهذیب والمصباح عن صفوان الجمّال قال : قال لی مولای الصّادق صلوات الله علیه فی زیارة الاربعین: تزُور عند ارتفاع النّهار وتقول :

اَلسَّلامُ عَلی وَلِیِّ اللهِ وَحَبیبِهِ، اَلسَّلامُ عَلی خَلیلِ اللهِ وَنَجیبِهِ، اَلسَّلامُ عَلی صَفِیِّ اللهِ وَابْنِ صَفِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلی الْحُسَیْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهیدِ، اَلسَّلامُ علی اَسیرِ الْکُرُباتِ وَقَتیلِ الْعَبَراتِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِیُّکَ وَابْنُ وَلِیِّکَ وَصَفِیُّکَ وَابْنُ صَفِیِّکَ الْفائِزُ بِکَرامَتِکَ، اَکْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَیْتَهُ بِطیبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَیِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَیْتَهُ مَواریثَ الاَْنْبِیاءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلی خَلْقِکَ مِنَ الاَْوْصِیاءِ، فَاَعْذَرَ فیِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فیکَ لِیَسْتَنْقِذَ عِبادَکَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَیْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَیْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْیا، وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الاَْدْنی، وَشَری آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاَْوْکَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّی فِی هَواهُ، وَاَسْخَطَکَ وَاَسْخَطَ نَبِیَّکَ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِکَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبینَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فیکَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّی سُفِکَ فِی طاعَتِکَ دَمُهُ وَاسْتُبیحَ حَریمُهُ، اَللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبیلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَلیماً، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ

ص: 532

سَیِّدِ الاَْوْصِیاءِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَمینُ اللهِ وَابْنُ اَمینِهِ، عِشْتَ سَعیداً وَمَضَیْتَ حَمیداً وَمُتَّ فَقیداً مَظْلُوماً شَهیداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَکَ، وَمُهْلِکٌ مَنْ خَذَلَکَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ وَجاهَدْتَ فِی سَبیلِهِ حَتّی اَتیاکَ الْیَقینُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ، اَللّهُمَّ اِنّی اُشْهِدُکَ اَنّی وَلِیٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً فیِ الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلِیَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْکَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِیابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مِنْ دَعائِمِ الدّینِ وَاَرْکانِ الْمُسْلِمینَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنینَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ الْهادِی الْمَهْدِیُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِکَ کَلِمَةُ التَّقْوی وَاَعْلامُ الْهُدی وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقی، وَالْحُجَّةُ علی اَهْلِ الدُّنْیا، وَاَشْهَدُ اَنّی بِکُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِیابِکُمْ، مُوقِنٌ بِشَرایِعِ دینی وَخَواتیمِ عَمَلی، وَقَلْبی لِقَلْبِکُمْ سِلْمٌ وَاَمْری لاَِمْرِکُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتی لَکُمْ مُعَدَّةٌ حَتّی یَأذَنَ اللهُ لَکُمْ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لا مَعَ عَدُوِّکُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ وَعلی اَرْواحِکُمْ وَاَجْسادِکُمْ وَشاهِدِکُمْ وَغائِبِکُمْ وَظاهِرِکُمْ وَباطِنِکُمْ آمینَ رَبَّ الْعالِمینَ .

ثمّ تصلّی رکعتین وتدعو بما أحببت وترجع .

الزّیارة الاُخری هی ما یروی عن جابر

وهی انّه روی عن عطا قال : کُنت مع جابر بن عبد الله الانصاری یوم العشرین من صفر، فلمّا وصلنا الغاضریّة اغتسل فی شریعتها ولبس قمیصاً کان معه طاهراً ثمّ قال لی : أمعک شیء من الطّیب یا عطا ؟ قلت : سعد، فجعل منه علی رأسه وسایر جسده ثمّ مشی حافیاً حتّی وقف عند رأس الحسین ( علیه السلام ) وکبّر ثلاثاً ثمّ خرّ مغشیّاً علیه، فلمّا أفاق سمعته یقول : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا آلَ

ص: 533

اللهِ .. الخبر، وهی بعینها ما ذکرناه من زیارة النّصف من رجب لم یفترق عنها فی شیء سوی بضع کلمات ولعلّها من اختلاف النسخ کما احتمله الشّیخ ( رحمه الله ) ، فمن أرادها فلیقرأ زیارة النّصف من رجب السّالفة.

أقول : زیارة الحسین ( علیه السلام ) تزداد فضلاً فی الاوقات الشّریفة واللّیالی والایّام المبارکة ممّا لم یخصّ بالذّکر لا سیّما فیما انتسب الیه من تلک الاوقات کیوم المباهلة ویوم نزول سورة هَلْ أَتی ویوم میلاده الشّریف ولیالی الجمعة وغیر ذلک من شریف الازمان، ویستفاد من بعض الرّوایات انّ الله تعالی ینظر الی الحسین ( علیه السلام ) فی کلّ لیلة من لیالی الجُمعة بعین الکرامة فیبعث الی زیارته کلّ نبیّ أو وصیّ نبیّ . وروی ابن قولویه عن الصّادق ( علیه السلام ) : انّ من زار قبر الحسین فی کلّ جمعة غفر الله له ولم یخرج من الدّنیا حسراً وکان فی الجنة مع الحُسین ( علیه السلام ) . وفی حدیث الاعمش انّه قال له بعض جیرانه : رأیت فی المنام رقعاً تتساقط من السّماء فیها أمان لمن زار الحسین ( علیه السلام ) لیلة الجمعة، وسیأتی اشارة الی هذا فی أعمال الکاظمیّة عند ذکر قصّة الحاج علیّ البغدادی .

وروی انّ الصّادق ( علیه السلام ) سئل عن زیارة الحسین ( علیه السلام ) هل لها وقت أفضل من غیره ؟ قال : زوروه فی کلّ زمان فانّ زیارته خیر مقرّر، من أکثر منها کثر نصیبه من الخیر ومن أقلّ منها قلّ نصیبه منه، واجتهدوا فی زیارته فی الاوقات الشّریفة ففیها یضاعف أجر الصّالحات وتنزل فیها الملائکة من السّماء لزیارته (

ص: 534

علیه السلام ) .. الخبر . ولم نعثر علی زیارة خاصّة له ( علیه السلام ) تخصّ هذه الاوقات المذکورة ، نعم قد خرج من النّاحیة المقدّسة فی الیوم الثّالث من شعبان وهو یوم میلاده ( علیه السلام ) دعاء ینبغی قراءته، وقد مضی فی خلال أعمال شهر شعبان، واعلم ایضاً انّ لزیارته ( علیه السلام ) فی غیر کربلاء من البلاد البعیدة فضلاً کثیراً ایضاً ونحن نقتصر فی ذلک علی ذکر حدیثین مرویین فی الکافی والفقیه والتّهذیب .

الحدیث الاوّل : روی ابن أبی عمیر عن هشام عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا بعدت بأحدکم الشّقة ونأت به الدّار فلیعل أعلی منزله فیصلّی رکعتین ولیؤم بالسّلام الی قبورنا فانّ ذلک یصیر الینا .

الحدیث الثّانی : عن حنان بن سدیر عن أبیه قال : قال لی الصّادق ( علیه السلام ) : یا سدیر تزُور قبر الحسین ( علیه السلام ) فی کلّ یوم؟ قلت : جعلت فداک لا ، قال : ما أجفاکم ، فتزوره فی کلّ جمعة ؟ قلت : لا ، قال : فتزوره فی کلّ شهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزوره فی کلّ سنة ؟ قلت : قد یکون ذلک ، قال : یا سدیر ما اجفاکم بالحسین ( علیه السلام ) ، أما علمتم انّ لله ألفین من الملائکة وفی روایة التّهذیب والفقیه ألف ألف ملک شعثاً غبراً یبکون ویزُورون لا یفترون، وما علیک یا سدیر أن تزُور قبر الحسین ( علیه السلام ) فی کلّ جمعة خمس مرّات وفی کلّ یوم مرّة؟ قلت : جعلت فداک انّ بیننا وبینه فراسخ کثیرة ،

ص: 535

فقال : تصعد فوق سطحک ثمّ تلتفت یمنة ویسرة ثمّ ترفع رأسک الی السّماء ثمّ تتحوّل نحو قبر الحسین ( علیه السلام ) ثمّ تقول: اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ السَّلامُ عَلَیکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ تُکتب لک زورة، والزّورة حجّة وعمرة ، قال سدیر: فربّما فعلته فی الشّهر اکثر من عشرین مرّة وقد مضی فی أوّل الزّیارة المطلقة الاولی ما یناسب المقام .

تَذییلٌ فی فضل تربة الحسین ( علیه السلام ) المقدّسة وآدابها :

اعلم انّ لنا روایات متظافرة تنطق بأنّ تربته ( علیه السلام ) شفاء من کلّ سقم وداء الاّ الموت وامان من کلّ بلاء، وهی تورث الامن من کلّ خوف، والاحادیث فی هذا الباب متواترة وما برزت من تلک التّربة المقدّسة من المعجزات اکثر من أن تُذکر وانی قد ذکرت فی کتاب الفوائد الرّضویّة فی تراجم العلماء الامامیّة عند ترجمة السّید المحدّث المتبحّر نعمة الله الجزائری انّه کان ممّن جهد لتحصیل العلم جهداً وتحمّل فی سبیله الشّدائد والصّعاب وکان فی أبان طلبه العلم لا یسعه الاسراج فقراً فیستفید للمطالعة لیلاً من ضوء القمر وقد أکثر من المطالعة فی ضوء القمر ومن القراءة والکتابة حتّی ضعف بصره فکان یکتحل بتربة الحسین ( علیه السلام ) المقدّسة وبتراب المراقد الشّریفة للائمة فی العراق ( علیهم السلام ) فیقوی بصره ببرکتها، وانّی قد حذرت هُناک ایضاً أهالی عصرنا أن یعجبوا لهذه الحکایة اثر معاشرتهم الکفّار والملاحدة ، فقد قال الدّمیری فی حیاة الحیوان : انّ الافعی اذا عاش مائة سنة عمیت عینه فیلهمه الله تعالی أن یمسحها بالرازیانج الرّطب لکی یعُود الیها بصرها فیقبل من الصّحراء نحو البساتین ومنابت الرّازیانج وان طالب المسافة حتّی یهتدی الی ذلک النّبات فیمسح بها عینه فیرجع الیها بصرها، ویروی ذلک

ص: 536

عن الزّمخشری وغیره أیضاً، فاذا کان الله تعالی قد جعل مثل هذه الفائدة فی نبات رطب وتهتدی الیه حیّة عمیاء فتأخذ نصیبها منه فأیّ استبعاد واستعجاب فی أن یجعل فی تربة ابن نبیّه صلوات الله علیه الاذی َّستشهد هو وعترته فی سبیله شفاء من کلّ داء وغیر ذلک من الفوائد والبرکات لینتفع بها الشّیعة والاحباب، ونحن فی المقام نقنع بذکر عدّة روایات .

الاُولی : روی انّ الحور العین اذا بصرن بواحد من الاملاک یهبط الی الارض لامر ما یستهدین منه السّبح والتّربة من طین قبر الحسین ( علیه السلام ) .

الثّانیة : روی بسند معتبر عن رجل قال : بعث الیّ الرّضا ( علیه السلام ) من خراسان رزم ثیاب وکان بین ذلک طین فقلت للرّسول : ما هذا؟ قال : هذا طین قبر الحسین ( علیه السلام ) ما کاد یوجه شیئاً من الثّیاب ولا غیره الاّ ویجعل فیه الطّین، فکان یقول: هو أمان باذن الله .

الثّالثة : عن عبد الله بن أبی یعفور قال : قلت للصّادق ( علیه السلام ) : یأخذ الانسان من طین قبر الحسین ( علیه السلام ) فینتفع به ویأخذ غیره فلا ینتفع به ؟ فقال : لا والله ما یأخذه أحد وهو یری انّ الله ینفعه به الاّ نفعه الله به .

الرّابعة : عن أبی حمزة الثّمالی قال : قلت للصّادق ( علیه السلام ) : انّی رأیت أصحابنا یأخذون من طین الحسین ( علیه السلام ) یستشفُون به هل فی ذلک شیء ممّا یقولون من الشّفاء ؟ قال : یستشفی بما بینه وبین القبر علی رأس أربعة أمیال وکذا طین قبر جدّی

ص: 537

رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکذا طین قبر الحسن وعلیّ ومحمّد، فخُذ منها فانّها شفاء من کلّ سقم وجنّة ممّا تخاف ولا یعدلها شیء من الاشیاء الّتی یستشفی بها الاّ الدّعاء وانّما یفسدها ما یخالطها من أوعیتها وقلّة الیقین ممّن یعالج بها، فامّا مَن أیقن انّها له شفاء اذا یعالج بها کفته باذن الله تعالی من غیرها ممّا یتعالج به، ویفسدها الشّیاطین والجنّ من أهل الکفر منهم یتمسّحون بها وما تمرّ بشیء الاّ شمّها، وامّا الشّیاطین وکفّار الجنّ فانّهم یحسدون ابن آدم علیها فیمسحون بها فیذهب عامّة طیبها ولا یخرج الطّین من الحائر الاّ وقد استعدّ له ما لا یحصی منهم، والله انّها لفی یدی صاحبها وهم یتمسّحون بها ولا یقدرُون مع الملائکة أن یدخلوا الحائر ولو کان من التّربة شیء یسلم ما عولج به أحد الاّ اُبریء من ساعته، فاذا أخذتها فاکتمها واکثر علیها ذکر الله عزّوجل، وقد بلغنی انّ بعض من یأخذ من التّربة شیئاً یستخفّ به حتّی انّ بعضهم لیطرحها فی مخلاة الابل والبغل والحمار أو فی وعاء الطّعام وما یمسح به الایدی من الطّعام والخرج والجوالق، فکیف یستشفی به من هذا حالها عنده، ولکن القلب الَّذی لیس فیه الیقین من المستخفّ بما فیه صلاحه یفسد عمله .

الخامسة : روی انّه اذا تناول التّربة أحدکم فلیأخذ باطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فلیقبلها ولیضعها علی عینیه ولیمرها علی سائر جسده ولیقُل : اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها وَثَوی فیها وَبِحِقِّ جَدِّهِ وَاَبیهِ وَاُمِّهِ وَاَخیهِ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَبِحَقِّ الْمَلائِکَةِ الْحافّینَ بِهِ اِلاّ جَعَلْتَها شِفاءً مِنْ کُلِّ داء، وَبُرْءاً مِنْ کُلِّ مَرَض، وَنَجاةً مِنْ کُلِّ آفَة،

ص: 538

وَحِرْزاً مِمّا اَخافُ وَاَحْذَرُ، ثمّ لیستعملها .

وروی انّ الختم علی طین قبر الحسین ( علیه السلام ) أن یقرأ علی سورة ( اِنّا اَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ) .

وروی ایضاً انّک تقول اذا طعمت شیئاً من التّربة أو أطعمته أحداً : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ کُلِّ داء اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

أقول : لتربته الشّریفة فوائد جمّة : منها استحباب جعلها مع المیّت فی اللّحد واستحباب کتابة الاکفان بها واستحباب السّجود علیها ، فقد روی انّ السّجود علیها یخرق الحجب السّبعة أی یورث قبول الصّلاة عند ارتقائها السّماوات، واستحباب ان یصنع منها السّبحة فتستعمل للذّکر أو تترک فی الید من دون ذکر فلذلک فضل عظیم، ومن ذلک الفضل ان السّبحة تسبّح فی ید صاحبها من غیر أن یسبّح، ومن المعلوم انّ هذا التّسبیح بمعنی خاص غیر التّسبیح الَّذی یسبّحه کلّ شیء کما قال الله تعالی : ( وَاِنْ مِنْ شَیْء اِلاّ یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبیحَهُمْ ) وقال العارف الرّومی فی معنی الایة :

گر ترا از غیب چشمی باز شد با تو ذرّات جهان همراز شد

نطق خاک ونطق آب ونطق گِل هست محسوس حواس اهل دل

جمله ذرّات در عالم نهان با تو میگویند روزان وشبان

ما سمیعیم وبصیر وباهُشیم با شما نامحرمان ما خامشیم

از جمادی سوی جان جان شوید غلغل اجزای عالم بشنوید

فاش تسبیح جمادات آیدت وسوسه تاولیها بزد آیدت

وبالاجمال فالتّسبیح الوارد فی هذه الرّوایة هو تسبیح خاصّ بتربة سیّد الشّهداء أرواحنا له الفداء .

السّادسة : عن الرّضا ( علیه السلام ) من أدار السّبحة من

ص: 539

تربة الحسین ( علیه السلام ) فقال: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ، مع کلّ حبّة منها کتب الله لهُ بها ستّة آلاف حسنة، ومحا عنه ستّة آلاف سیّئة، ورفع له ستّة آلاف درجة، واثبت له من الشّفاعة مثلها، وعن الصّادق ( علیه السلام ) : انّ من أدار الحصیات الّتی تعمل من تربة الحسین ( علیه السلام ) أی السّبحة من الخزف فاستغفر بها مرّة واحدة کتب له سبعون مرّة وان أمسک سبحة فی یده ولم یسبّح کتب له بکلّ حبّة سبعاً .

السّابعة : فی الحدیث المعتبر انّ الصّادق صلوات الله علیه لما قدم العراق أتاه قوم فسألوه: عرفنا انّ تربة الحسین ( علیه السلام ) شفاء من کلّ داء فهل هی أمان ایضاً من کلّ خوف ؟ قال : بلی من أراد أن تکون التّربة أماناً له من کلّ خوف فلیأخذ السّبحة منها بیده ویقول ثلاثاً :

اَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِکَ وَجِوارِکَ الْمَنیعِ الَّذی لا یُطاوَلُ وَلا یُحاوَلُ، مِنْ شَرِّ کُلِّ غاشِم وَطارِق مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِکَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ فِی جُنَّة مِنْ کُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة حَصینَة وَهِیَ وَلاءُ اَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ مُحْتَجِزاً مِنْ کُلِّ قاصِد لی اِلی اَذِیَّة بِجَدار حَصین الاِْخْلاصِ فِی الاِْعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالَّتمَسُّکِ بِحَبْلِهِمْ جَمیعاً، مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَمِنْهُمْ وَفیهِمْ وَبِهِمْ اُوالی مَنْ والَوا وَاُعادی مَنْ عادَوا وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَعِذْنِی اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ کُلِّ مَا اَتَّقیهِ، یا عَظیمُ حَجَزْتُ الاَْعادِیَ عَنّی بِبَدیعِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اِنّا جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ اَیْدیهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَاَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ .

ص: 540

ثم یقبل السبحة ویمسح بها عینه ویقول: الَّلهُمَّ انِّی أسأَلُکَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَکَةِ، وَبِحَقِّ صاحِبِها وبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أبیهِ وبِحَقِّ أُمِّهِ وبِحَقِّ أخیهِ وَبِحَقِّ وُلدِهِ الطاهِرینَ، اجْعَلْها شِفاءً مِنْ کُلِّ داء، وأماناً مِنْ کُلِّ خَوف، وَحِفظاً مِنْ کُلِّ سُوء.

ثمّ یجعلها علی جبینه، فان عمل ذلک صباحاً کان فی أمان الله تعالی حتّی یمسی وان عمله مساءً کان فی أمان الله تعالی حتّی یصبح .

وروی فی حدیث آخر انّ من خاف من سلطان أو غیره فلیصنع مثل ذلک حین یخرج من منزله لیکُون ذلک حرزاً له .

أقول : لا یجوز مطلقاً علی المشهور بین العلماء أکل شیء من التّراب أو الطّین الاّ تربة الحسین ( علیه السلام ) المقدّسة استشفاء من دُون قصد الالتذاذ بها بقدر الحمّصة، والاحوط أن لا یزید قدرها علی العدسة، ویحسن أن یضع التّربة فی فمه ثمّ یشرب جُرعة من الماء ویقول : اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ کُلِّ داء وَسُقْم .

قال العلامة المجلسی : الاحوط ترک التّبایع علی السّبحة من التّربة أو ما یصنع منها للسّجدة بل تهدی اهداءً ولعلّه ممّا لا بأس به أن یتراضی علیها المتعاملان تراضیاً من دون اشتراط سابق، ففی الحدیث المعتبر عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من باع تراب قبر الحسین ( علیه السلام ) فکأنّما تبایع علی لحمه ( علیه السلام ) .

أقول : حکی شیخنا المحدّث المتبحّر ثقة الاسلام النّوری ( رحمه الله ) فی کتاب دار السّلام قال : دخل بعض اخوانی علی والدتی رحمها الله فرأت فی جیبه الَّذی فی أسفل قبائه ( بالفارسیّة ) تربة مولانا أبی عبد الله

ص: 541

( علیه السلام ) فزجرته وقالت : هذا من سوء الادب ولعلّها تقع تحت فخذک فتنکسر ، فقال : نعم انکسرت منها الی الان اثنان وعهد أن لا یضعها بعد ذلک فیه ولما مضی بعض الایّام رأی والد العلاّمة رفع الله مقامه فی المنام ولم یکن له اطّلاع بذلک انّ مولانا أبا عبد الله ( علیه السلام ) دخل علیه زائراً وقعد فی بیت کتبه الَّذی کان یقعد فیه غالباً فلاطفه کثیراً وقال : ادعُ بنیک یأتوا الیّ لاکرمهم فدعاهم وکانوا خمسة معی، فوقفوا قدامه ( علیه السلام ) عند الباب وکان بین یدیه اشیاء من الثّوب وغیره، فکان یدعو واحداً بعد واحد ویعطیه شیئاً منه فلمّا وصلت النّوبة الی الاخ المزبور سلّمه الله نظر الله شبه المغضب والتفت الی الوالد ( قدس سره ) وقال : ابنک هذا قد کسر تربتین من تراب قبری تحت فخذه ثمّ طرح الیه شیئاً ولم یدعه الیه، وببالی انّ ما أعطاه کان بیت المشط الَّذی یعمل من الثّوب الَّذی یقال له بالفارسیّة ( تِرْمه ) فانتبه وقصّ ما رآه علی الوالدة رحمها الله، فأخبرته بما وقع فتعجّب من صدقه ، انتهی .

الفَصْلُ الثامِنُ : فی فضل زیارة الکاظمین أی الامام موسی الکاظم والامام محمّد التّقی ( علیهما السلام )

فی فضل زیارة الکاظمین أی الامام موسی الکاظم والامام محمّد التّقی ( علیهما السلام )

اشارة

وکیفیّة زیارتهما وفی ذکر مسجد براثا وزیارة النّواب الاربعة رضی الله عنهم وزیارة سلمان ( رضی الله عنه )

ویحتوی علی عدّة مطالب .

المَطلبُ الاوّل : فی فضل زیارة الکاظمین ( علیهما السلام ) وکیفیّتها :

اعلم انّه قد ورد لزیارة هذین الامامین المعصومین فضل کثیر وفی اخبار کثیرة انّ زیارة الامام مُوسی بن جعفر ( علیهما السلام ) هی کزیارة النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) .

وفی روایة : من زاره کان کما لو زار رسول الله ( صلی الله علیه وآله

ص: 542

وسلم ) وامیر المؤمنین .

وفی حدیث آخر : انّ زیارته مثل زیارة الحسین ( علیه السلام ) .

وفی حدیث آخر : من زاره کان له الجنّة .

وروی الشّیخ الجلیل محمّد بن شهر آشوب فی المناقب عن تاریخ بغداد للخطیب، باسناده عن علیّ بن خلال ، قال : ما اهمّنی أمر فقصدت موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) وتوسّلت به الاّ سهّل الله لی، وقال ایضاً : ورؤی فی بغداد امرأة تهرول ، فقیل لها: الی أین ؟ قالت : الی موسی بن جعفر ( علیه السلام ) فانّه حُبس ابنی ، فقال لها حنبلی مُستهزئاً: انّه قد مات فی الحبس ، فقالت : بحقّ المقتول فی الحبس أن ترینی قدرتک، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزیء بجنایته .

وروی الصّدوق عن ابراهیم بن عقبة قال : کتبت الی الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) عن زیارة الحسین ( علیه السلام ) وزیارة الامام مُوسی بن جعفر والامام محمّد التّقی ( علیهما السلام ) أی اسأله عن أیّهما أفضل . فکتب الیّ: أبو عبد الله ( علیه السلام ) المقدّم وزیارتهما اجمع واعظم أجراً .

وامّا فی کیفیّة زیارتهما ( علیهما السلام ) فاعلم انّ الزّیارات الواردة فی ذلک الحرم الشّریف بعضها مشترک بین هذین الامامین ( علیهما السلام ) وبعضها یخصّ احدهما ، امّا ما یخصّ الامام مُوسی ( علیه السلام ) فهی علی ما رواه السّید ابن طاوُس فی المزار کما یلی : اذا أردت زیارته ( علیه السلام ) فینبغی أن تغتسل ثمّ تأتی المشهد المقدّس وعلیک السّکینة والوقار ، فاذا أتیته فقِف علی بابه وقُل :

ص: 543

َللهُ اَکْبَرُ اَللهُ اَکْبَرُ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ اَلْحَمْدُ للهِ عَلی هِدایَتِهِ لِدِینِهِ وَالتَّوْفیقِ لِما دَعا اِلَیْهِ مِنْ سَبیلِهِ، اَللّهُمَّ اِنَّکَ اَکْرَمُ مَقْصُود، وَاَکْرَمُ مَأتِیٍّ وَقَدْ اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً اِلَیْکَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلی آبائِهِ الطّاهِرینَ وَاَبْنائِهِ الطَّیِّبینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تُخَیِّبْ سَعْیی وَلا تَقْطَعْ رَجائی وَاجْعَلْنی عِنْدَکَ وَجیهاً فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ .

ثمّ ادخل وقدّم رجلک الیُمنی وقُل :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَلِجَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ .

فاذا وصلت باب القُبّة فقِف علیه واستأذن ، تقول :

أاَدْخُلُ یا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا نَبِیَّ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَیْنَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا مُحَمَّد عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، أَاَدْخُلُ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، أَاَدْخُلُ یا اَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَر، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبا جَعْفَر أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ .

وادخل وقُل أربعاً : اَللهُ اَکْبَرُ، ثمّ قِف مستقبل القبر واجعل القِبلة بین کتفیک وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ولِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ وَابْنَ صَفِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ وَابْنَ اَمینِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْهُدی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلَمَ الدّینِ وَالتُّقی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خازِنَ عِلْمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نائِبَ الاَْوْصِیاءِ السّابِقینَ، اَلسَّلامُ

ص: 544

عَلَیْکَ یا مَعْدِنَ الْوَحْیِ الْمُبینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ الْعِلْمِ الْیَقینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ السَّیِّدُ الرَّشیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ مُوسَی بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَکَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَکَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْکامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ کِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی فی جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ فی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مَضَیْتَ عَلی ما مَضی عَلَیْهِ آباؤُکَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُکَ الطَّیِّبُونَ الاَْوْصِیاءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِیُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمیً عَلی هُدیً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلی باطِل، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِمیرِ الْمُؤمِنینَ، وَاَنَّکَ اَدَّیْتَ الاَْمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِیانَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّی أتاکَ الْیَقینُ فَجَزاکَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ، اَتَیْتُکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً، عارِفاً بِحَقِّکَ، مُقِرّاً بِفَضْلِکَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِکَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِکَ، عائِذاً بِقَبْرِکَ، لائِذاً بِضَریحِکَ، مُسْتَشْفِعاً بِکَ اِلَی اللهِ، مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ، مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِکَ وَبِالْهُدَی الَّذی اَنْتَ عَلَیْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکَ وَبِالْعَمَی الَّذی هُمْ عَلَیْهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَنَفْسی وَاَهْلی وَمالی وَوَلَدی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً بِزِیارَتِکَ اِلَی اللهِ تَعالی، وَمُسْتَشْفِعاً بِکَ اِلَیْهِ فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رِبِّکَ لِیَغْفِرَ لی ذُنُوبی، وَیَعْفُوَ عَنْ جُرْمی، وَیَتَجاوَزَ عَنْ سَیِّئاتی، وَیَمْحُوَ عَنّی خَطیئاتی وَیُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ، وَیَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ، وَیَغْفِرَ لی وَلاِبائی وَلاِِخْوانی وَاَخَواتی وَلِجَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فی مَشارِقِ

ص: 545

الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.

ثمّ تنکب علی القبر وتقبّله وتعفّر خدّیک علیه وتدعو بما ترید ثمّ تتحوّل الی الرّأس وتقُول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا مُوسَی بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْهادِی وَالْوَلِیُّ الْمُرْشِدُ وَاَنَّکَ مَعْدِنُ التَّنْزیلِ وَصاحِبُ التَّأویلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِْنْجیلِ، وَالْعالِمُ الْعادِلُ وَالصّادِقُ الْعامِلُ، یا مَوْلایَ اَنَا اَبْرَأُ اِلَی اللهِ مِنْ اَعْدائِکَ وَاَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِمُوالاتِکَ، فَصَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی آبائِکَ وَاَجْدادِکَ وَاَبْنائِکَ وَشیعَتِکَ وَمُحِبّیکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ تصلّی رکعتین للزّیارة تقرأ فیهما سورة یس والرّحمن أو ما تیسّر من القرآن ثمّ ادعُ بما ترید .

زیارة اُخری لمُوسی بن جعفر ( علیهما السلام )

قال المفید والشّهید ومحمّد ابن المشهدی : اذا أردت زیارته ببغداد فاغتسل للزّیارة واقصد المشهد وقِف علی الباب الشّریف واستأذن ثمّ ادخُل وأنت تقول :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبیلِ اللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلی اَوْلِیاءِ اللهِ، ثمّ امضِ حتّی تستقبل قبر موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) فاذا وقفت عند قبره فقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بابَ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَتَلَوْتَ الْکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی فی جَنْبِهِ مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ اَوْلی بِاللهِ وِبِرَسُولِهِ وَاَنَّکَ اِبْنُ رَسُولِ اللهِ حَقّاً اَبْرَأُ اِلَی اللهِ مِنْ اَعْدائِکَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِمُوالاتِکَ، اَتَیْتُکَ یا مَوْلایَ عارِفاً بِحَقِّکَ، مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ، مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ، فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ .

ثمّ انکبّ

ص: 546

علی القبر وقبّله وضَع خدّیک علیه وتحوّل الی عند الرّأس وقِف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ صادِقٌ اَدَّیْتَ ناصِحاً وَقُلْتَ اَمیناً وَمَضَیْتَ شَهیداً، لَمْ تُؤْثِرْ عَمیً عَلَی الْهُدی وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلی باطِل، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی آبائِکَ وَاَبْنائِکَ الطّاهِرینَ، ثمّ قبّل القبر وصلّ رکعتین وصلّ بعدهما ما أحببت واسجُد وقُل : اَللّهُمَّ اِلَیْکَ اعْتَمَدْتُ وَاِلَیْکَ قَصَدْتُ وَبِفَضْلِکَ رَجَوْتُ، وَقَبْرَ اِمامِیَ الَّذی اَوْجَبْتَ عَلَیَّ طاعَتَهُ زُرْتُ، وَبِهِ اِلَیْکَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذی اَوْجَبْتَ عَلی نَفْسِکَ اغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَلِلْمُؤْمِنینَ یا کَریمُ، ثمّ أقلب خدک الایمن وقل: الّلهمَّ قَدْ عَلِمتَ حَوائِجِی فَصَلِّ علی مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَاقْضِها، ثُمَّ أقلب خدّک الایسر وقُل : اَللّهُمَّ قَدْ اَحْصَیْتَ ذُنُوبی فَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَیَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ، ثمّ عُد الی السّجود وقُل : شُکْراً شُکْراً مائة مرّة، ثمّ ارفع رأسک من السّجود وادعُ بما شئت لمن شئت وأحببت .

أقول : قد أورد الجلیل السّید علیّ بن طاوُس ( رضی الله عنه ) فی کتاب مصباح الزّائر عند ذکر بعض زیارات الامام مُوسی بن جعفر ( علیهما السلام ) صلاة یصلّی بها علیه تحوی ذکر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ینبغی للزّائر أن لا یفوته فضل الصّلاة بها علیه وهی :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر وَصِیِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْیارِ، وَعَیْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّکِینَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِکَمِ وَالاْثارِ الَّذی کانَ یُحْیِی اللَّیْلَ بِالسَّهَرِ اِلَی السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَلیفِ السَّجْدَةِ الطَّویلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزیرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْکَثیرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهی وَالْعَدْلِ وَالْخَیْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدی وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوی وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ،

ص: 547

وَالْمُعَذَّبِ فی قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطامیرِ ذِی السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُیُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادی عَلَیْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلی جَدِّهِ الْمُصْطَفی وَاَبیهِ الْمُرْتَضی وَاُمِّهِ سَیِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّهُمَّ وَکَما صَبَرَ عَلی غَلیظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْکُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاکَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَکَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَی الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ یَلْحَقْهُ فی شَیء مِنْ اَوامِرِکَ وَنَواهیکَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَیْهِ صَلاةً نامِیَةً مُنْیفَةً زاکِیَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِکَ، وَقُرُون مِنْ بَرایاکَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّکَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَمیمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظیمِ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وأمّا الزّیارة الخاصّة بالامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) فقد قال فیها الاجلاّء الثّلاثة ایضاً ثمّ توجّه نحو قبر أبی جعفر محمّد بن علیّ الجواد ( علیهما السلام ) وهو بظهر جدّه ( علیه السلام ) فاذا وقفت علیه فقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی آبائِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی اَبْنائِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَعَلی اَوْلِیائِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَتَلَوْتَ الْکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی فی جَنْبِهِ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، اَتَیْتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ .

ثمّ قبّل القبر وضَع خدّیک علیه، ثمّ صلّ رکعتین للزّیارة وصلّ بعدهما ما شئت ثمّ اسجد وقُل : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَکانَ وَاعْتَرَفَ، ثمّ اقلب خدّک الایمن وقُل :

ص: 548

اِنْ کُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ثمّ اقلب خدّک الایسر وقُل : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِکَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِکَ یا کَریمُ، ثمّ عُد الی السّجود وقُل : شُکْراً شُکْراً مائة مرّة ثمّ انصرف .

زیارة اُخری للامام محمّد بن علیّ التّقی ( علیهما السلام )

قال السّید ابن طاوُس فی المزار: اذا زُرت الامام موسی الکاظم ( علیه السلام ) فقِف علی قبر الجواد ( علیه السلام ) وقبّله وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَرَّ التَّقِیَّ الاِْمامَ الْوَفِیَّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَجِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَفیرَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سِرَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ضِیاءَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَناءَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا کَلِمَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَحْمَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النُّوُرُ السّاطِعُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْبَدْرُ الطّالِعُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الطَّیِّبُ مِنَ الطَّیِّبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الطّاهِرُ مِنَ الْمُطَهَّرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاْیَةُ الْعُظْمی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْحُجَّةُ الْکُبْری، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُطَهَّرُ مِنَ الزَّلاَّتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُنَزَّهُ عَنِ الْمُعْضِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَلِیُّ عَنْ نَقْصِ الاَْوْصافِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الرَّضِیُّ عِنْدَ الاَْشْرافِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمُودَ الدّینَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ وَلِیَّ اللهِ وَحُجَّتُهُ فی اَرْضِهِ وَأنَّکَ جَنْبُ اللهِ وَخیَرَةُ اللهِ وَمُسْتَوْدَعُ عِلْمِ اللهِ وَعِلْمِ الاَْنْبِیاءِ، وَرُکْنُ الاْیمانِ وَتَرْجُمانُ الْقُرْآنِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مَنِ اتَّبَعَکَ عَلَی الْحَقِّ وَالْهُدی، وَاَنَّ مَنْ اَنْکَرَکَ وَنَصَبَ لَکَ الْعَداوَةَ عَلَی الضَّلالَةِ وَالرَّدی اَبْرَءُ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکَ مِنْهُمْ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکَ ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ.

وقل فی الصّلاة علیه :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ

ص: 549

بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد بْنِ عَلِیِّ الزَّکِیِّ التَّقِیِّ وَالْبَرِّ الْوَفِیِّ وَالْمُهَذَّبِ التَّقِیِّ هادِی الاُْمَّةِ، وَوارِثِ الاَْئِمَّةِ، وَخازِنِ الرَّحْمَةِ، وَیَنْبُوعِ الْحِکْمَةِ، وَقائِدِ الْبَرَکَةِ، وَعَدیلِ الْقُرْآنِ فی الطّاعَةِ، وَواحِدِ الاَْوْصِیاءِ فی الاِْخْلاصِ وَالْعِبادَةِ، وَحُجَّتِکَ الْعُلْیا وَمَثَلِکَ الاَْعْلی، وَکَلِمَتِکَ الْحُسْنی الدّاعی اِلَیْکَ، وَالدّالِّ عَلَیْکَ، الَّذی نَصَبْتَهُ عَلَماً لِعِبادِکَ، وَمُتَرْجِماً لِکِتابِکَ، وَصادِعاً بِاَمْرِکَ، وَناصِراً لِدینِکَ، وَحُجَّةً عَلی خَلْقِکَ، وَنُوراً تَخْرُقُ بِهِ الظُّلَمَ، وَقُدْوَةً تُدْرَکُ بِهَا الْهِدایَةُ، وَشَفیعاً تُنالُ بِهِ الْجَنَّةُ، اَللّهُمَّ وَکَما اَخَذَ فی خُشُوعِهِ لَکَ حَظَّهُ، وَاسْتَوْفی مِنْ خَشْیَتِکَ نَصیبَهُ، فَصَلِّ عَلَیْهِ اَضْعافَ ما صَلَّیْتَ عَلی وَلِیٍّ ارْتَضَیْتَ طاعَتَهُ، وَقَبِلْتَ خِدْمَتَهُ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا فی مُوالاتِهِ مِنْ لَدُنْکَ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّکَ ذُو الْمَنِّ الْقَدیمِ وَالصَّفْحِ الْجَمیلِ.

ثمّ صلّ صلاة الزّیارة وقُل بعد السّلام : اَللّهُمَّ اَنْتَ الرَّبُّ وَاَنَا الْمَرْبُوبُ .. الدعاء .

زیارة اُخری مختصّة به ( علیه السلام )

روی الصّدوق فی الفقیه ، قال : اذا أردت زیارته فاغتسل وتنظف والبس ثوبین طاهرین وقُل فی زیارته :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ الاِْمامِ التَّقِیِّ النَّقِیِّ الرِّضِیِّ الْمَرْضِیِّ وَحُجَّتِکَ عَلی مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّری، صَلاةً کَثیرَةً نامِیَةً زاکِیَةً مُبارَکَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً مُتَواتِرَةً، کَاَفْضَلِ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْمُؤْمِنینَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِیّینَ وَسُلالَةَ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَتَیْتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ .

ثمّ سل حاجتک ثمّ صلّ فی القُبّة الّتی فیها قبر مُحمّد بن علیّ ( علیهما السلام ) عند رأسه اربع رکعات ، رکعتین لزیارة

ص: 550

موسی الکاظم ( علیه السلام ) ورکعتین لزیارة محمّد التّقی ( علیهما السلام ) ولا تصلّ عند رأس موسی الکاظم فانّه یقابل قبُور قریش ولا یجوز اتّخاذها قبلة .

أقول : یبدو من کلام الشّیخ الصّدوق انّ قبر الامام الکاظم ( علیه السلام ) کان مفرزاً عن قبر الامام الجواد ( علیه السلام ) ،فکان ینفرد بقُبّة مستقلّة وباب خاصّ فالزّائر یخرج منها لیدخل تحت قُبّة الجواد ( علیه السلام ) الّتی کانت ذات بناء خاص وأمّا الزّیارات المشترکة بین هذین الامامین الهمامین فهی ایضاً نوعان :

الاوّل : ما یُزار به کلّ واحد منهُما ( علیهما السلام ) منفرداً .

روی الشّیخ الجلیل جعفر بن محمّد بن قولویه القمّی فی کتاب کامل الزّیارة عن الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) قال : قُل فی زیارة کلّ من الامامین :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ بَدا للهِ فی شَأنِهِ اَتَیْتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ یا مَوْلایَ .

وهذه الزّیارة معتبرة غایة الاعتبار وقد رواها ایضاً الصّدوق والکلینی والطّوسی مع اختلاف یسیر .

الثّانی : ما یُزار به کلا الامامین ( علیهما السلام ) معاً وهی کما یلی :

قال المفید والشّهید ومحمّد ابن المشهدی: تقول فی زیارتهما ( علیهما السلام ) اذا وقفت عند الضّریح الطّاهر :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا وَلِیَّیِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا حُجَّتَیِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا نُورَیِ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَشْهَدُ اَنَّکُما قَدْ بَلَّغْتُما عَنِ اللهِ ما حَمَّلَکُما، وَحَفِظْتُما مَا اسْتَودَعْتُما، وَحَلَّلْتُما حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتُما

ص: 551

حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتُما حُدُودَ اللهِ، وَتَلَوْتُما کِتابَ اللهِ، وَصَبَرْتُما عَلَی الاَْذی فی جَنْبِ اللهِ مُحْتَسبَیْنَ حَتّی اَتاکُمَا الْیَقینُ، اَبْرَأُ اِلَی اللهِ مِنْ اَعْدائِکُما، وَاَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِوِلایَتِکُما، اَتَیْتُکُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّکُما، مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکُما، مُعادِیاً لاَِعْدائِکُما مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَی الَّذی اَنْتُما عَلَیْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکُما، فَاشْفَعا لی عِنْدَ رَبِّکُما فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللهِ جاهاً عَظیماً وَمَقاماً مَحْمُوداً.

ثمّ قبّل التّربة الشّریفة وضع خدّک الایمن علیها ثمّ تحوّل الی جانب الرّأس المقدّس فقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا حُجَّتَیِ اللهِ فی اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، عَبْدُکُما وَوَلِیُّکُما زائِرُکُما مُتَقَرِّباً اِلَی اللهِ بِزِیارَتِکُما، اَللّهُمَّ اجْعَلْ لی لِسانَ صِدْق فی اَوْلِیائِکَ الْمُصْطَفَیْنَ، وَحَبِّبْ اِلَیَّ مَشاهِدَهُمْ وَاجْعَلْنی مَعَهُمْ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، ثمّ صلّ رکعتین لزیارة کلّ امام وادعُ بما أحببت .

أقول : کان عصر صُدور هذه الزّیارات عصر التقیّة الشّدیدة ولاجل ذلک کان المعصومون ( علیهم السلام ) یعلّمون الشّیعة زیارات قصیرة صیانة لهم عن طاغیة الزّمان، فالزّائر إن طلب زیارة طویلة فلیقرأ الزّیارات الجامعة الاتیة وهی خیر ما یُزاران بها ولا سیّما الزّیارة الاُولی منها حیث یظهر من روایتها انّ لها مزید اختصاص بالامام الکاظم ( علیه السلام ) ، واذا شاء الزّائر أن یخرج من بلدهما ( علیهما السلام ) فلیودّعهما ( علیهما السلام ) بدعوات الوداع، ومن تلک الدّعوات ما رواه الطّوسی ( رحمه الله ) فی التّهذیب قال : اذا أردت أن تودع الامام مُوسی ( علیه السلام ) فقِف عند القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَقْرَأُ، عَلَیْکَ السَّلامَ آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ اَکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ. وتقول أیضاً فی وداع

ص: 552

الامام محمد التقی ( علیه السلام ) : السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا ابْنَ رَسُولِ الله ورَحمَةُ اللهِ وَبَرکاتُهُ أسْتَوْدِعُکَ اللهَ وأقْرأُ عَلَیْکَ السَّلامَ آمَنّا باللهِ وبِرَسُولِهِ وبِما جِئْتَ بِهِ وَلَلْتَ عَلَیْهِ، الَّلهُمَّ اُکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ.

وتقول ایضاً فی وداع الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَقْرَءُ عَلَیْکَ السَّلامُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جَئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ اَللّهُمَّ اَکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ .

ثمّ سل الله تعالی أن لا تکون هذه آخر عهدک من زیارتهم وأن توفّق للعود، وقبل القبر وضَع خدّیک علیه .

أقول : ممّا یناسب المقام قصّة السّعید الصّالح الصّفیّ المتّقی الحاج علیّ البغدادی الّتی أوردها شیخنا فی جنّة المأوی والنّجم الثّاقب، وقال فی کتاب النّجم الثّاقب: انّه لو لم یکن فی هذا الکتاب سوی هذه القصّة المتقنة الصّحیحة الحاویة علی فوائد جمّة الحادثة فی عصرنا لکفاه شرفاً ونفساً، ثمّ قال بعدما مهّده من المقدّمات : حکی الحاج علی أیّده ا لله قائلاً: تراکم فی ذمّتی من سهم الامام ( علیه السلام ) من الخمس مبلغ ثمانین توماناً، فرحلت الی النّجف الاشرف ودفعت منها الی علم الهُدی والتّقی حضرة الشّیخ مرتضی أعلی الله مقامه عشرین توماناً، والی حضرة الشّیخ محمّد حسین المجتهد الکاظمی عشرین توماناً، والی حضرة الشّیخ محمّد الشّروقی عشرین توماناً، ولم یبق علیّ سوی عشرین توماناً کنت أروم أن اقدّمها اذا قفلت من النّجف الی الشّیخ محمّد حسن آل یس الکاظمی أیّده الله، ووددت لمّا وافیت بغداد أن أُبادر الی أداء ما استمرّ علیّ من السّهم، فتوجّهت الی الکاظمیّة وکان الیوم یوم الخمیس فزرت الامامین الهمامین

ص: 553

الکاظمین ( علیهما السلام ) ثمّ وافیت حضرة الشّیخ سلّمه الله فنقدته شطراً من العشرین توماناً وأوعدته بانّ أؤدّی الباقی اذا بعت بعض البضائع بأن أبذله الی مستحقّه حسب ما یحیله علیّ بالتّدریج، ثمّ أزمعت علی مغادرة الکاظمیّة ورفضت ما الحّ فیه حضرة الشّیخ من البقاء معتذراً بأن علیّ أن أوفیّ عمّال معمل النّسیج أجورهم حسب ما قررت علیه من بذل أجر عمل الاسبوع فی یوم الخمیس عصراً، فأخذت أسلک طریقی الی بغداد، فلمّا قاربت ثلث الطّریق اذاً أنا بسیّد جلیل من السّادة یعرّج علیّ فی طریقه الی الکاظمیّة فدنی منّی وسلّم علیّ وبسط یده للمصافحة والمعانقة ورحّب بی قائلاً: أهلاً وسهلاً وضمّنی الی صدره وتلاثمنا، وکان قد تعمّم بعمامة خضراء زاهرة وفی وجهه الشّریف شامة کبیرة سوداء فتوقّف وقال: خیر أیّها الحاج علی أین المقصد؟ فأجبته : قد زُرت الکاظمین ( علیهما السلام ) وأنا الان ماض الی بغداد ، فقال لی : عُد الی الکاظمین ( علیه السلام ) فهذه لیلة الجمعة ، قلت : لا یسعنی العود ، فأجاب : ذلک فی وسعک عُد کی اشهد لک بانّک من الموالین لجدّی امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ولنا ویشهد لک الشّیخ ، فقد قال تعالی : واستشهدوا شهیدین، وکان هذا تلمیحاً الی ما کنت أتوخاه من التماس الشّیخ أن یمنحنی رقعة أجعلها فی کفنی یشهد لی فیها بانّی من الموالین لاهل البیت ( علیهم السلام ) ، فسألته من أین عرفتنی وکیف تشهد لی . فأجاب : وکیف لا یعرف المرء من وافاه حقّه ، قلت : وأیّ حقّ هذا الّذی تعنیه ؟ فأجاب : ما بذلته لوکیلی ، قلت : ومن

ص: 554

هو ، قال : الشّیخ محمّد حسن ، فقلت : أهو وکیلک ؟ أجاب : هو وکیلی وکذلک السّید محمّد ، قال الحاج علی: ما کنت أعرف صاحبی هذا ولکنّه کان قد دعانی باسمی فاحتملت أن تکون بیننا معرفة سابقة وقلت أیضاً فی نفسی: انّه یطالبنی بشیء من الخمس ووددت أن أبذل له من سهم الامام ( علیه السلام ) فقُلت : یا أیّها السّید انّه قد بقی فی ذمّتی من حقّکم شیء ( أی حقّ السّادة ) وقد راجعت فی ذلک حضرة الشّیخ محمّد حسن کی أؤدّیه الیکم باذنه، فتبسّم فی وجهی قائلاً : نعم قد أبلغت شطراً من حقّنا الی وکلائنا فی النّجف الاشرف ، فقلت : هل قُبل ما أدّیته ؟ قال : نعم ، ثمّ انتبهت الی انّ صاحبی هذا یعبّر عن اعاظم العلماء بکلمة وکلائی فاستکبرت ذلک ثمّ قلت فی نفسی : العلماء وکلاء السّادة فی قبض حقوقهم ثمّ اعترضتنی الغفلة ، انتهی .

ثمّ قال لی : عُد الی زیارة جدّی فطاوعته وعُدت معه وکنت قابضاً علی یده الیمنی بیدی الیسری ، فلمّا استأنفنا المسیر وجدت نهراً الی جانبنا الایمن یجری بماء زلال ووجدت اشجار اللّیمون والرّارنج والعنب والرّمان وغیرها تظلّنا من فوق رؤوسنا وکلّها مثمرة معاً فی غیر مواسمها، فسألته عن النّهر والاشجار ، فقال: انّها تصاحب کلّ مُوال من موالینا اذا زار جدّنا وزارنا، فقلت له : مسألة أرید سؤالها، قال : سل، قلت : انّ الشّیخ عبد الرّزاق ( رحمه الله ) کان ممّن یزاول التّدریس وقد وافیته یوماً فسمعته یقول : من دأب فی حیاته علی صیام النّهار وقیام اللّیل وحجّ اربعین حجّة واعتمر أربعین

ص: 555

عُمرة ثمّ وافته المنون وهو بین الصّفا والمروة ولم یکن هو من الموالین لامیر المؤمنین ( علیه السلام ) ما کان له شیء من الاجر. فأجاب : نعم والله ما کان له شیء. ثمّ سألته عن بعض أقربائی هل هو من الموالین لامیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، فأجاب : نعم هو ومن یتّصل بک ، ثمّ قلت : سیّدنا مسألة، قال:سل ، قلت له : یقول خطباء مأتم الحسین ( علیه السلام ) انّ سلیمان الاعمش أتی رجلاً یسأله عن زیارة سیّد الشّهداء ( علیه السلام ) فأجابه الرّجل انّها بدعة ثمّ رأی فی المنام هودجاً بین السّماء والارض فسأل عن الهودج فأجیب بأنّ فیه فاطمة الزّهراء وخدیجة الکبری ( علیهما السلام ) فسأل أین تذهبان، فأجیب الی زیارة الحسین ( علیه السلام ) فی هذه اللّیلة وهی لیلة الجمعة، وشاهد رقعاً تتساقط الی الارض من ذلک الهودج کتب فیها اَمانٌ مِنَ النّارِ لِزُوّارِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ فی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ، اَمانٌ مِنِ النّارِ یَوْمَ الْقِیامَةِ، فهل صحیح هذا الحدیث ؟ قال : نعم تامّ صحیح . قلت : سیّدنا أصحیح ما یُقال من انّ من زار الحسین ( علیه السلام ) لیلة الجمعة کان آمناً ؟ قال : نعم ، ودمعت عیناه وبکی ، قلت : سیّدنا مسألة ، قال : سل ، قلت : قد زُرنا الرّضا ( علیه السلام ) سنة ألف ومائتین وتسع وستّین فصادفنا فی بلدة درود أحد الشّرُوقیّین ( وهم قوم من العرب یسکنون البادیة الشّرقیّة للنّجف الاشرف ) فاضفناه وسألناه عن ولایة الرّضا ( علیه السلام ) ، فقال: هی الجنّة، وقال : هذا هو الخامس عشر

ص: 556

من ایّام اقتات فیها بطعام الرّضا ( علیه السلام ) فکیف یجرأ منکر ونکیر أن یدنوا منّی فی قبری انّه قد نبت لحمی وعظمی من طعام الرّضا ( علیه السلام ) فی دار ضیافته، فهل صحیح انّ الرّضا ( علیه السلام ) یوافیه فی قبره وینجیه من منکر ونکیر؟ فأجاب : نعم والله انّ جدّی الضّامن ، قلت : سیّدنا مسألة قصیرة شئت أسألها ، قال : سل ، قلت : زیارتی للرّضا ( علیه السلام ) هل هی مقبُولة؟ أجاب : مقبولة ان شاء الله ، قلت : سیّدنا مسألة ، قال : سل بسم الله ، قلت : وهل قُبلت زیارة الحاج محمّد حسین البزّاز ( بزّاز باشی ) ابن المرحوم الحاج احمد البّزاز ( بزّاز باشی ) وقد رافقته فی طریقی الی مشهد الرّضا ( علیه السلام ) فکنّا شریکین فی النّفقة ؟ قال : زیارة العبد الصّالح مقبولة ، قلت : سیّدنا مسألة ، قال : سل بسم الله ، قلت : وهل قُبلت زیارة فلان من أهالی بغداد وکان معنا فی طریقنا الی خراسان، فسکت ولم یجب ، قلت : سیّدنا مسألة ، قال : سل بسم الله ، قلت : هل سمعت مسألتی السّابقة؟ هل قُبلت زیارة الرّجل؟ فلم یجبنی ، قال: الحاج علیّ انّ الرّجل کان هو واخلاّؤه فی الطّریق من أهالی بغداد المترفین وکانوا فی رحلتهم هذه یدأبون فی اللّعب واللّهو وکان هو قاتل امّه .

ثمّ بلغنا متّسعاً من الطّریق یواجه مدینة الکاظمین ( علیه السلام ) محاطاً بالبساتین من الجانبین وکان شطر من هذه الجادة یقع علی یمین القادم من بغداد ملکاً لبعض الایتام من

ص: 557

السّادة وقد اغتصبته الحکومة فجعله جزءاً من الطّریق العام، فکان الورع التّقی من أهالی بغداد والکاظمیّة یحذر المسیر فی هذا الشّطر من الجادة، فرأیت صاحبی هذا لا یأبی الجری علیه ، فقلت له : سیّدی هذا الموضع ملک لبعض الایتام من السّادة ولا ینبغی التّصرّف فیه ، فأجاب: هو لجدّی امیر المؤمنین ( علیه السلام ) وذرّیّته وأولادنا ویحلّ التّصرف فیه لموالینا، وکان علی الجانب الایمن قُرب هذا الموضِع بستان لرجل یدعی الحاج میرزا هادی وکان ثریاً من أثریاء العجم المشهورین وکان یسکن بغداد ، فقلت : سیّدنا هل صحیح ما یقال انّ هذا البستان أرضه للامام موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) ؟ قال : ما شأنک وهذا، وأعرض عن الجواب ، ثمّ بلغنا ساقیة مدّت من نهر دجلة لریّ المزارع والبساتین وهی تقاطع الجادة فتنشعب هُناک المسلک الی المدینة شعبتین هما الشّارع السّلطانی وشارع السّادة، فتوجّه صاحبی الی شارع السّادة فدعوته الی الشّارع السّلطانی فرفض وقال: لنسر فی شارعنا هذا، فما خطونا خطوات الاّ ووجدنا أنفسنا فی الصّحن المقدّس عند منزع الاحذیة ( الکیشوانیّة ) من دون أن نمرّ بسوق أو زقاق، فدخلنا الایوان من جانب باب المراد شرقاً ممّا یلی الرّجل فلم یمکث صاحبی للاستئذان لدخول الرّواق الطّاهر وورد من دون الاستئذان، ثمّ وقف علی باب الحرم الشّریف فخاطبنی وقال : زُر ، قلت : انّی لا أعرف القراءة ، قال : فأقرأ لک الزّیارة ؟ قلت : نعم ، فقال : أَاَدْخُلُ یا اَللهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، ( وسلّم علی الائمة واحداً فواحداً حتّی بلغ الامام العسکری ( علیه السلام ) فقال: )

ص: 558

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ الْعَسْکَرِیَّ، ثمّ خاطبنی قائلاً : أتعرف امام عصرک ؟ أجبت : وکیف لا أعرفه ، قال : فسلّم علیه، فقلت: اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ یا صاحِبَ الزَّمانِ یا بْنَ الْحَسَنِ، فتبسّم وقال : عَلَیْکَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، فدخلنا الحرم الطّاهر وانکببنا علی الضّریح المقدّس وقبّلناه ثمّ قال لی : زُر ، قلت : لا أعرف القراءة ، قال : فأقرأ لک الزّیارة؟ قلت: نعم ، قال : فی أی الزّیارات ترغب؟ قلت : اقرأ علیَّ ما هو أفضل الزّیارات ، فقال : زیارة امین الله هی الفضلی، ثمّ أخذ یزُور بها قائلاً: اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا اَمینَیِ اللهِ فی اَرْضِهِ وَحُجَّتَیْهِ عَلی عِبادِهِ .. الخ واُجّجت حینئذ مصابیح الحرم الشّریف فشاهدت الشّموع لا تؤثر ضیاءً فی تلک البُقعة الشّریفة فکأنّها مشرقة بنور الشّمس والشّموع تبدو کما لو اُجّجت فی وضح النّهار هذا وأنا ذاهِل عن هذه الایات فلا أنتبه الیها، فلمّا انتهی من الزّیارة دار من سمت الرّجل الی خلف القبر الشّریف فوقف فی الجانب الشّرقی وقال : هل تزُور جدّی الحسین ( علیه السلام ) ؟ قلت : نعم أزُوره ( علیه السلام ) فهذه لیلة الجُمعة، فزاره ( علیه السلام ) بزیارة وارث وانتهی المؤذّن حینئذ من أذان المغرب ، فقال لی صاحبی : صلّ والتحق بالجماعة فأتی المسجد الواقع خلف القبر الشّریف وقد أقیمت هُناک صلاة الجماعة ووقف هو منفرداً الی یمین الامام محاذیاً له ، أمّا أنا فوجدت مکاناً فی الصّف الاوّل ووقفت هُناک مصلّیاً مع الجماعة فلمّا فرغت من الصّلاة لم أجد صاحبی فخرجت من المسجد وفتّشت عنه الحرم الشّریف فلم أجده وکنتُ

ص: 559

أنوی أن أبذل له عدّة قرانات واستضیفه تلک اللّیلة واذا أنا أفیق من غفلتی وأنتبه، فأشخص السّید الّذی صحبنی فتتوالی فی خاطری الایات والمعجزات التی مرّت بی فقد انقادت له نفسی فعدت معه الی الکاظمین ( علیهما السلام ) غیر مبال بما کان یصدّنی عن ذلک من الامر الهام فی بغداد وقد دعانی باسمی ولم أکن قد رأیته من قبل وقد عبّر بکلمة الموالین لنا وقال ایضاً: أنا اشهد لک، وقد أبدی لی النّهر الجاری والاشجار المثمرة فی غیر مواسمها، فهذه الشّواهد الواضحة وغیرها ممّا شهدت تورث لی القطع والیقین بأنّه هو الامام المهدی ( علیه السلام ) ولا سیّما انّه سألنی : هل تعرف امام زمانک ؟ قلت : نعم ، فقال : سلّم علیه ، فلمّا سلّمت تبسّم وردّ هو علیّ السّلام ثمّ أتیت حافظ الاحذیة ( الکیشوان ) وسألته عن صاحبی ، فأجاب : قد خرج وسألنی أکان هو صاحبک ؟ قلت : نعم ، ثمّ أویت الی البیت الّذی کنت أحلّ بها ضیفاً فبتّ فیه لیلتی فلمّا أصبح الصّباح توجّهت الی حضرة الشّیخ محمّد حسن وقصصت له قصّتی، فوضع یده علی فیه ونهانی عن افشاء القصّة وقال لی : وفّقک الله فکنت أکتمها ولا اُنبیء بها أحداً، وبعد شهر من حدوثها شاهدت یوماً فی الحرم الطّاهر سیّداً جلیلاً یدنُو منّی ویسألنی ماذا حدث لک ویلمح الی القصّة فأنکرتها قائلاً : لم یحدث لی شیء ، فأعاد علیَّ کلامه فاشتدّ انکاری لها ، ثمّ غاب عن بصری ولم أره بعد ، انتهی .

المطلبُ الثّانی : فی الذّهاب الی المسجد الشّریف مسجد براثا والصّلاة فیه :

اعلم انّ جامع براثا من المساجد المعروفة المبارکة وهو واقع علی الطّریق بین الکاظمیّة وبغداد علی الطّریق الّذی یسلکه

ص: 560

الوافدون لزیارة الاعتاب المقدّسة فی العراق من دون مبالاة بالمسجد الّذی یمرّون علیه ، علی ما روی له من الفضل والشّرف الرّفیع .

قال الحموی وهو من مورّخی سنة ستمائة فی کتابه مُعجم البلدان : براثا محلّة کانت فی طرف بغداد فی قبلة الکرخ وجنوبی باب محول وکان لها جامع مفرد تصلّی فیه الشّیعة وقد خربت عن آخرهما وقال : کانت الشّیعة قبل الرّاضی بالله الخلیفة العبّاسی یجتمع فیه قوم منهم یسبّون الصّحابة فکبسه الرّاضی بالله وأخذ مَنْ وجده فیه وحبسهم وهدمه حتّی سوّی به الارض، وأنهی الشّیعة خبره الی حکم الماکانی امیر الامراء ببغداد، فأمر باعادة بنائه وتوسیعه واحکامه وکتب فی صدره اسم الرّاضی، ولم تزل الصّلاة تقام فیه الی بعد الخمسین وأربعمائة، ثمّ تعطّلت الی الان وکانت براثا قبل بناء بغداد قریة یزعمون انّ علیّاً ( علیه السلام ) مرّ بها لما خرج لقتال الحروریّة بالنّهروان وصلّی فی موضع من الجامِع المذکور، وانّه دخل حمّاماً کان فی هذه القریة، وینسب الی براثا هذه أبو شعیب البراثی العابد کان أوّل من سکن براثا فی کوخ یتعبّد فیه فمرّت بکوخه جاریة من ابناء الکتاب الکبار وابناء الدّنیا کانت ربیت فی القُصور، فنظرت الی أبی شعیب فاستحسنت حاله وما کان علیه فصارت کالاسیر له، فجاءت الی أبی شعیب وقالت : أرید أن أکون لک خادمة ، فقال لها : إن أردتِ ذلک فتعرّی من هیئتک وتجرّدی عمّا أنت فیه حتّی تصلحی لما أردتِ، فتجرّدت ( السّعیدة ) عن کلّ ما تملکه ولبست لبسة النّساک وحضرته فتزوّجها، فلمّا دخلت الکوخ رأت قطعة خصاف کانت فی مجلس أبی شعیب تقیه من النّدی ، فقالت : ما أنا بمقیمة

ص: 561

عندک حتّی تخرج الخصاف لانّی سمعتک تقول : انّ الارض تقول : یَا ابْنَ آدَمَ تَجْعَلُ بَیْنِی وَبَیْنَکَ حِجاباً وَاَنْتَ غَداً فی بَطْنی ، فرماها أبو شعیب ومکثت عنده سنین یتعبّدان أحسن العبادة وتوفّیا علی ذلک .

أقول : قد حدّثنا فی کتاب هدیّة الزّائر فی فضل هذا المسجد الشّریف وقلنا هُناک انّ لهذا المسجد کما یبدو من مجموع هذه الاحادیث فضائل عدیدة تکفی احداها لو حازها مسجد من المساجد أن تشدّ الیه الرّحال وتطوی المراحل ابتغاء رضوان الله بالصّلاة فیه والدّعاء :

الاُولی : انّ الله تعالی أقرّ أن لا ینزله بجیشه الاّ نبیّ أو وصیّ نبیّ .

الثّانیة : انّه بیت مریم .

الثّالثة : انّه أرض عیسی ( علیه السلام ) .

الرّابعة : انّ فیه العین الّتی نبعت لمریم .

الخامسة : انّ أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه أبان تلک العین باعجازه .

السّادسة : انّ فیهِ صخرة بیضاء مبارکة علیها وضعت مریم عیسی ( علیه السلام ) من عاتقها .

السّابعة : انّ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) کشف باعجازه عن تلک الصّخرة فنصبها الی القبلة وصلّی الیها .

الثّامنة : صلاة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وابنیه الحسن المجتبی وسیّد الشّهداء ( علیهم السلام ) فیه .

التّاسعة : انّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) أقام هناک أربعة أیّام .

العاشرة : انّه صلّی فیه الانبیاء لا سیّما النّبی خلیل الرّحمن ( علیه السلام ) .

الحادیة عشرة : انّ هناک قبر نبیّ من الانبیاء ولعلّه یوشع ( علیه السلام ) ، فقد قال الشّیخ رحمة الله علیه: انّ قبره فی الفسحة المقابلة لمسجد براثا

ص: 562

.

الثّانیة عشرة : انّ فیه قد رُدّت الشّمس لامیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، والغریب انّ المسجد بما له من الفضل والشّرف الرّفیع وبما بدا فیه من الایات الالهیّة والمعجزات الحیدریّة قد عفاه معظم الوافدین لزیارة الاعتاب المقدّسة فی العراق وهو لم یکن فی ناحیة منعزلة وانّما هو واقع علی طریقهم الّذی یجتازونه مراراً عدیدة ، فلم یعهد أن یؤمّه فرد واحد من کلّ ألف من الزّوار وقد یتّفق انّ زائراً من الزّوار یتوجّه الیه متوخیاً عظیم فضل الله فیه، فاذا وافاه والباب مغلق فاقتضی فتح الباب أن یبذل نزراً یسیراً من المال تماسک عنه وتضایق وأغمظ عن عظیم الاجر وهو لا یحجم عن بذل الجزیل لمشاهدة مدینة بغداد وصروح الجبابرة فیها ، فضلاً عن المبالغ الطّائلة الّتی ینفقها فی فضول المعاش وفی التّعامل مع یهود بغداد علی أمتعتهم النّحسة النّجسة الّتی صارت ابتیاعها کالجزء المکمّل لزیارة معظم الزّائرین والله المستعان .

المَطلبُ الثّالِثُ : فی زیارة النّواب الاربعة :

وهم أبو عمرو عثمان بن سعید الاسدی ، وأبو جعفر محمّد بن عثمان ، والشّیخ أبو القاسم حسین بن روح النّوبختی ، والشّیخ الجلیل أبو الحسن علی بن محمّد السّمری رضی الله عنهم .

اعلم انّ من وظائف الوافدین لزیارة الاعتاب المقدّسة فی العراق أثناء اقامتهم فی مدینة الکاظمین ( علیهما السلام ) الطّیّبة هو التّوجه الی بغداد لزیارة هؤلاء النّواب الاربعة الّذین نابُوا عن الحجّة المنتظر امام العصر صلوات الله علیه، وزیارة قبورهم لا یتطلّب من الزّائر بذل کثیر من الجُهد فهی مجتمعة فی بغداد غیر بعیدة عن الوافدین من الزّوار، وهی لو کانت منتشرة فی أقاصی البلاد لکان یحقّ أن یشّد الیها الرّحال ویطوی فی سبیلها المسافات الشّاسعة ویتحمّل

ص: 563

متاعب السّفر وشدائده لنیل ما فی زیارة کلّ منها من الاجر العظیم والثّواب الجزیل، وهم قد فاقوا جمیع اصحاب الائمّة ( علیهم السلام ) وخواصهم مرتبة وفضلاً وفازوا بالنّیابة عن الامام ( علیه السلام ) وسفارته والوساطة بینه وبین الرّعیة خلال سبعین سنة، وقد جری علی أیدیهم کرامات کثیرة وخوارق لا تحصی، ویعزی الی بعض العلماء القول بعصمتهم وغیر خفیّ انّهم فی مماتهم ایضاً وسائط، فمن اللاّزم أن یبلغ الامام ( علیه السلام ) ما تکتب فی الحاجات والشّدائد من الرّقاع عن طریقهم وبوسیلتهم کما عُرف فی محلّه، والخلاصة انّ عظیم فضلهم ومنزلتهم ممّا لا یحدّه البیان وحسبنا ما ذکرناه ترغیباً الی زیارتهم .

وامّا صفة زیارتهم فهی کما ذکرها الطّوسی ( رحمه الله ) فی التّهذیب والسّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) فی مصباح الزّائر مسنداً الی أبی القاسم حُسین بن روح ( رحمه الله ) حیث قال فی صفة زیارتهم: یسلّم علی رسول الله وعلی امیر المؤمنین بعده وعلی خدیجة الکبری وعلی فاطمة الزّهراء وعلی الحسن والحسین وعلی الائمة ( علیهم السلام ) الی صاحب الزّمان صلوات الله علیه ثمّ تقول : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا فُلانَ بْنَ فُلان وتذکر اسم صاحب القبر واسم أبیه وتقول :

اَشْهَدُ اَنَّکَ بابُ الْمَوْلی اَدَّیْتَ عَنْهُ وَاَدَّیْتَ اِلَیْهِ ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَیْهِ، قُمْتَ خاصّاً وَانْصَرَفْتَ سابِقاً جِئْتُکَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذی اَنْتَ عَلَیْهِ، واَنَّکَ ما خُنْتَ فی التَّأدِیَةِ وَالسَّفارَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ مِنْ باب ما اَوْسَعَکَ وَمِنْ سَفیر ما آمَنَکَ وَمِنْ ثِقَة ما اَمْکَنَکَ، اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ اخْتَصَّکَ بِنُورِهِ حَتّی عایَنْتَ الشَّخْصَ فَاَدَّیْتَ عَنْهُ وَاَدَّیْتَ اِلَیْهِ .

ثمّ ترجع فتبتدئ بالسّلام علی رسول الله الی صاحِب الزّمان

ص: 564

( علیهم السلام ) ثمّ تقول :

جِئْتُکَ مُخْلِصاً بِتَوْحیدِ اللهِ وَمُوالاةِ اَوْلِیائِهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِهِمْ وَمِنَ الّذینَ خالَفُوکَ یا حُجَّةَ الْمَوْلی وَبِکَ اِلَیْهِمْ تَوَجُّهی وَبِهِمْ اِلیَ اللهِ تَوَسُّلی . ثمّ تدعُو وتسأل الله ما تُحِبّ تجب ان شاء الله تعالی .

أقول : وینبغی ایضاً أن یُزار فی بغداد الشّیخ الاجلّ الافخم ثقة الاسلام محمّد بن یعقوب الکلینی عطّر الله مرقده، وقد کان زعیم الشّیعة وأوثقهم وأثبتهم فی الحدیث، وقد صنّف کتاب الکافی فی خلال عشرین سنة وهو الکتاب القیّم الّذی تقرّ به عُیون الشّیعة، وهو منّة منّ بها علی الشّیعة ولا سیّما رجال الّدین منهم، وقد عدّه ابن الاثیر مجدّد مذهب الامامیّة فی بدء القرن الثّالث بعدما عدّ مولانا ثامن الائمة صلوات الله علیه مجدّداً للمذهب فی القرن الثّانی، ونحن قد عددنا فی کتاب هدیّة الزّائر أغلب العلماء المدفُونین فی المشاهد الشّریفة فلیرجع الیه من شاء .

المَطْلَبُ الرّابِعُ : فی زیارة سلمان ( رضی الله عنه ) .

اعلم انّ من وظائف الزّوار فی مدینة الکاظمین التّوجّه الی المدائن لزیارة عبد الله الصّالح سلمان المحمّدی رضوان الله علیه وهو اوّل الارکان الاربعة، وقد خصّه النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بقوله : سَلْمانُ مِنّا اَهْلَ الْبَیْتِ، فجعله فی زُمرة أهل بیت النّبوة والعصمة، وقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ایضاً فی فضله : سَلْمانُ بَحْرٌ لا یُنْزَفُ وَکَنْزٌ لا یَنْفَدُ سَلْمانُ مِنّا اَهْلَ الْبَیْتِ یُمْنَحُ الْحِکْمَةَ وَیُؤْتَی الْبُرْهانَ . وشبّهه أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بلقمان الحکیم، بل عدّه الصّادق ( علیه السلام ) أفضل منه، وعدّه الباقر ( علیه السلام ) من المتوسّمین، ویستفاد من الاحادیث انّه کان یعرف الاسم الاعظم، وانّه کان من المحدَّثین ( بفتح الدّال

ص: 565

) وانّ للایمان عشر مراتب وهُو قد نال المرتبة العاشرة، وانّه کان یعلم الغیب والمنایا، وانّه کان قد أکل وهو فی الدّنیا من تحف الجنّة، وانّ الجنّة کانت تشتاق الیه وتعشقه، وانّه کان یحبّه الله ورسوله، وانّ الله تعالی قد أمر النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بحُبّ أربعة کان سلمان أحدهم، وانّه قد نزل فی الثّناء علیه وعلی أقرانه آیات من القرآن الکریم، وانّ جبرئیل کان اذا هبط علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) یأمره أن یبلغ سلمان سلاماً عن الله تعالی ویطلعه علی علم المنایا والبلایا والانساب، وانّه کان له لیلاً مجلس یخلو فیه برسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وانّ النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) قد علّماه من علم الله المخزون المکنُون ما لا یطیق حمله سواه، وانّه قد بلغ مبلغاً شهد فی حقّه الصّادق ( علیه السلام ) قائلاً : اَدْرَکَ سَلْمانُ الْعِلْمَ الاَْوَّلَ وَالْعِلْمَ الاْخِرَ وَهُوَ بَحْرٌ لا یُنْزَحُ وَهُوَ مِنّا اَهْلَ الْبَیْتِ . وحسب الزّائر ترغیباً فی زیارته التّأمّل فی اختصاص سلمان وانفراده بین الصّحابة والامّة بمنقبة عظیمة هی انّ أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) طوی المسافة بین المدینة والمدائن فی لیلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غُسله وتکفینُه ثمّ صلّی علیه بصُفُوف من الملائکة، فعاد الی المدینة فی لیلته، فیا له من الشّرف الرّفیع ولاءُ آل الرّسول وحبّهم حیث یبلغ به المرء مثل هذه الدّرجة الرّفیعة والمرتبة السّامیة .

وأمّا فی صفة زیارته فاعلم انّ السّید ابن طاوُس قد ذکر له فی مصباح الزّائر أربع زیارات ونحن نقتصر هُنا بالاُولی

ص: 566

من تلک الزّیارات، وقد أثبتنا الزّیارة الرّابعة منها فی کتاب الهدیّة، وقد أوردها الشّیخ أیضاً فی التّهذیب، فاذا شئت زیارته فقف علی قبره مستقبل القبلة وقُل :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ خاتَمِ النَّبِیَّینَ، اَلسَّلامُ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلی الاَْئِمَّةِ الْمَعْصُومینَ الرّاشِدینَ، اَلسَّلامُ عَلی الْمَلائِکَةِ الْمُقَرّبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ رَسُولِ اللهِ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُودَعَ اَسْرارِ السَّادَةِ الْمَیامینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَقِیَّةَ اللهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْماضینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ أنَّکَ اَطَعْتَ اللهِ کَما اَمَرَکَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ کَما نَدَبَکَ، وَتَوَلَّیْتَ خَلیفَتَهُ کَما اَلْزَمَکَ، وَدَعَوْتَ اِلَی الاِْهْتِمامِ بِذُرِّیَّتِهِ کَما وَقَفَکَ، وَعَلِمْتَ الْحَقَّ یَقیناً وَاعْتَمَدْتَهُ کَما اَمَرَکَ، اَشْهَدُ أنَّکَ بابُ وَصِیِّ الْمُصْطَفی، وَطَریقُ حُجَّةِ اللهِ الْمُرْتَضی، وَاَمینُ اللهِ فیما اسْتُوْدِعْتَ مِنْ عُلُومِ الاَْصْفِیاءِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ مِنْ اَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ النُّجَباءِ الُْمخْتارینَ لِنُصْرَةِ الْوَصِیِّ، اَشْهَدُ اَنَّکَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ وَالْبَراهینِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَاَدَّیْتَ الاَْمانَةَ وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الاَْذی فی جَنْبِهِ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ جَحَدَکَ حَقَّکَ وَحَطَّ مِنْ قَدْرِکَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ آذاکَ فی مَوالیکَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ اَعْنَتَکَ فی اَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لامَکَ فی ساداتِکَ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّد مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ وَضاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ الاَْلیمَ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا صاحِبَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّی اللهِ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلَیْکَ یا مَوْلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَصَلَّی اللهِ عَلی رُوحِکَ الطَّیِّبَةِ، وَجَسَدِکَ الطّاهِر وَألْحَقْنا بِمَنِّهِ وَرأفَتِهِ اِذا تَوَفّانا بِکَ وَبِمَحَلِّ السّادَةِ الْمَیامینَ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ

ص: 567

فی جَنّاتِ النَّعیِمِ، صَلَّی اللهِ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ، وَصَلَّی اللهُ عَلی اِخْوانِکَ الشّیعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَیامینَ، وَادْخَلَ الرُّوحَ وَالرِّضْوانَ عَلَی الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَالْحَقْنا وَاَیّاهُمْ بِمَنْ تَوَلاّهُ مِنْ الْعِتْرَةِ الطّاهِرینَ، وَعَلَیْکَ وَعَلَیْهِمُ اَلسَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ اقرأ اِنّا اَنْزَلْناهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ سبع مرّات ثمّ صلّ مندُوباً ما بدا لک .

أقول : فاذا عزمت علی الانصراف من زیارته فقِف علیه مودّعاً وقُل ما ذیّل به السّید زیارته الرّابعة وهُوَ : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِ اللهِ، اَنْتَ بابُ اللهِ الْمُؤْتی مِنْهُ وَالْمَأخُوذُ عَنْهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُلْتَ حَقّاً وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ اِلی مَوْلایَ وَمَوْلاکَ عَلانِیَةً وَسِرّاً، اَتَیْتُکَ زائِراً وَحاجاتی لَکَ مُسْتَوْدِعاً، وَها اَنَا ذا مُوَدِّعُکَ، اَسْتَوْدِعُکَ دینی وَاَمانَتی وَخَواتیمَ عَمَلی وَجَوامِعَ اَمَلی اِلی مُنْتَهی اَجَلی، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الاَْخْیارِ . ثمّ ادعُ کثیراً وانصرف .

أقول : اذا فرغ الزّائر من زیارة سلمان ( رحمه الله ) فعلیه وظیفتان :

الاُولی : الصّلاة رکعتین أو اکثر عند طاق کسری فقد صلّی هُناک أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، روی عن عمّار السّاباطی قال : قدم أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) المدائن ونزل أیوان کسری وکان معه دلف بن بحیر ، فلمّا صلّی قام وقال لدلف : قُم معی، وکان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال یطوف منازل کسری ویقول لدلف : کان لکسری فی هذا المکان کذا وکذا ویقول دلف : هو والله کذا، حتّی طاف المواضِع بجمیع من کان عنده ودلف یقول : یا سیّدی ومولای کأنّک وضعت هذه الاشیاء فی هذه المساکن .

وروی انّ أمیر المؤمنین (

ص: 568

علیه السلام ) مرّ علی المدائن فلمّا رأی آثار کسری ، قال رجل ممّن معه :

جَرَتِ الرِّیاحُ عَلی رُسُومِ دِیارِهِمْ فَکَاَنَّهُمْ کانُوا عَلی میعاد

فقال ( علیه السلام ) : أفلا قُلت : ( کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنّات وَعُیُون * وَزُرُوع وَمَقام کَریم * وَنَعْمَة کانُوا فیها فاکِهینَ * کَذلِکَ وَاَوْرَثْناها قَوْماً آخَرینَ * فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَما کانُوا مُنْظَرینَ ) ثمّ قال ( علیه السلام ) : اِنَّ هؤلاءِ کانُوا وارِثینَ، فَاَصْبَحُوا مَوْرُوثینَ لَمْ یَشْکُرُوا النِّعْمَةَ فَسُلِبُوا دُنْیاهُمْ بِالْمَعْصِیَةِ، اِیّاکُمْ وَکُفْرَ النِّعَمِ لا تَحُلُّ بِکُمُ النِّقَمُ .

أقول : قد نظم الحکیم الخاقانی بالفارسیّة فی شأن الایوان قائلاً :

هان ای دل عبرت بین از دیده نظر کن هان ایوان مدائن را آیینه عبرت دان

پرویز که بنهادی بر خوان تره زرّین زرّین تره کو برخوان رو کَمْ تَرَکُوا برخوان

الثّانیة : أن یزور حُذیفة بن الیمان وهُو من کبار صحابة رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، ومن خواصّ أصحاب أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وکان فی الصّحابة یمتاز بمعرفة المنافقین ومعرفة اسمائهم، وکان الخلیفة الثّانی لا یصلّی علی جنازة لم یحضرها حذیفة بن الیمان، وکان حذیفة والیاً له علی المدائن سنین عدیدة ثمّ عزله وأقرّ سلمان فی مقامه، فلمّا توفّی عاد حذیفة والیاً علی المدائن واستمرّ علیها حتّی عادت الخلافة الی امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، فأصدر ( علیه السلام ) من المدینة مرسومه الملکی الی حذیفة والی أهل المدائن یبنئ باستقرار الامر له ویعین حذیفة والیاً ولکن حذیفة مات فی المدائن ودُفنَ هناک قبلما یحلّ امیر المؤمنین ( علیه السلام ) بجیشه

ص: 569

بالکوفة بعد مغادرته المدینة الی البصرة دفعاً لشّر أصحاب الجمل .

عن أبی حمزة الثّمالی قال : دعا حذیفة بن الیمانی ابنه عند موته فأوصی الیه وقال : یا بنی أظهر الیأس عمّا فی أیدی النّاس فانّ فیه الغنی، وایّاک وطلب الحاجات الی النّاس فانّه فقر حاضِر، وکُن الیوم خیراً منک أمس، واذا أنت صلّیت فصلّ صلاة مودّع للدّنیا کأنّک لا ترجع، وایّاک وما یعتذر منه .

واعلم انّ الی جانب مرقد سلمان یقع المسجد الجامع للمدائن وهو منسُوب الی الامام الحسن العسکریّ ( علیه السلام ) ولم یعرف سبب النّسبة فهل هو ( علیه السلام ) قد أمر ببنائه أم انّه صلّی فیه، فلا تجعل نفسک محرُوماً من فضیلة الصّلاة فیه رکعتین .

الفَصْلُ التّاسِعُ : فی فضل زیارة مولانا أبی الحسن علیّ بن موسی الرّضا صلوات الله علیه

فی فضل زیارة مولانا أبی الحسن علیّ بن موسی الرّضا صلوات الله علیه

اشارة

فی فضل زیارة امام الانس والجنّ المدفون بأرض الغُربة ، بضعة سیّد الوری مولانا أبی الحسن علیّ بن موسی الرّضا صلوات الله علیه وعلی آبائه وأولاده ائمّة الهدی، وفی کیفیّة زیارته وفضیلتها أکثر من أن یُحصی، ونحن هُنا نتبرّک بذکر عدّة احادیث ننقل اکثرها عن تحفة الزّائر :

الاوّل : عن النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : ستدفن بضعة منّی بخراسان ما زارها مؤمن الاّ أوجب الله له الجنّة وحرّم جسده علی النّار .

وقال فی حدیث معتبر آخر : ستدفن بضعة منّی بخراسان ما زارها مکروب الاّ نفّس الله کُربته، ولا مُذنب الاّ غفر الله ذنُوبه .

الثّانی : روی بسند معتبر عن موسی بن جعفر صلوات الله وسلامه علیهما قال : من زار قبر ولدی علی ( علیه السلام ) کان له عند الله عزّوجلّ سبعون حجّة مبرورة . قال الرّاوی مستبعداً سبعین حجّة

ص: 570

مبرورة ، قال : نعم ، سبعین ألف حجّة . قال : سبعین ألف حجّة ؟! قال : ربّ حجّة لا تقبل، من زاره أو بات عنده لیلة کان کمن زارَ الله فی عرشه ، قُلت : کمن زار الله فی عرشه ؟! قال : نعم ، اذا کان یوم القیامة کان علی عرش الله عزّوجلّ أربعة من الاوّلین وأربعة من الاخرین، فأمّا الاوّلون فنوح وابراهیم وموسی وعیسی ( علیهم السلام ) ، وأمّا الاربعة الاخرون فمحمّد وعلی والحسن والحسین ( علیهم السلام ) ، ثمّ یمد المطمار ، فیقعد معنا زوّار قبور الائمة، الاّ وانّ أعلاهم درجة وأوفرهم حبوة زوّار قبر ولدی علی ( علیه السلام ) .

الثّالث : روی عن الامام الرّضا ( علیه السلام ) قال : انّ فی خراسان بقعة سیأتی علیها زمان تکون مختلف الملائکة لا تزال تهبط فیها فوج من الملائکة وتصعد فوج حتّی ینفخ فی الصّور ، فقالوا : یا ابن رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وما هی البقعة ؟ قال : هی بأرض طُوس وانّها والله رُوضة من ریاض الجنّة، مَن زارنی فیها کان کما لو زار رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وکتب الله له بذلک ألف حجّة مقبولة، وألف عمرة مقبولة، وکنتُ أنا وآبائی شفعاؤه یوم القیامة .

الرّابع : بأسانید صحاح عن ابن أبی نصر قال : قرأت کتاب أبی الحسن الرّضا ( علیه السلام ) أبلغ شیعتی انّ زیارتی تعدل عند الله عزّوجلّ ألف حجّة ، فرویت الحدیث عند الامام محمّد التّقی صلوات الله علیه ، قال : ای والله ألف ألف حجّة لمن زاره

ص: 571

عارفاً بحقّه .

الخامس : روی بسندین معتبرین عن الرّضا صلوات الله وسلامه علیه قال : من زارنی علی بُعد داری أتیته یوم القیامة فی ثلاث مواطن حتّی أخلّصه مِن أهوالها : اذا تطایرت الکتب یمیناً وشمالاً ، وعند الصّراط ، وعند المیزان .

السّادس : قال ایضاً فی حدیث معتبر آخر: انّی سأقتل مسمُوماً مظلوماً واُقبر الی جنب هارون، ویجعل الله عزّوجلّ تربتی مختلف شیعتی، فمن زارنی فی غُربتی وجبت له زیارتی یوم القیامة ، والّذی اکرم محمّداً ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بالنبوّة واصطفاه علی جمیع الخلیقة لا یصلّی أحد منکم عند قبری رکعتین الاّ استحقّ المغفرة من الله عزّوجلّ یوم یلقاه ، والّذی أکرمنا بعد محمّد ( صلی الله علیه وآله وسلم ) بالامامة وخصّنا بالوصیّة انّ زوّار قبری لاکرم الوفود علی الله یوم القیامة، وما من مؤمن یزورنی فتصیب وجهه قطرة من السّماء الاّ حرّم الله جسده علی النّار .

السّابع : بسند معتبر عن محمّد بن سلیمان انّه سأل الامام محمّد التّقی صلوات الله وسلامه علیه عن رجل حجّ حجّة الاسلام فدخل متمتّعاً بالعُمرة الی الحجّ، فأعانه الله تعالی علی حجّة وعُمرة، ثمّ أتی المدینة فسلّم علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ، ثمّ أتی أباک أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) عارفاً بحقّه یعلم انّه حجّة الله علی خلقه وبابه الّذی یؤتی منه فسلّم علیه، ثمّ أتی أبا عبد الله ( علیه السلام ) ، فسلّم علیه ثمّ أتی بغداد فسلّم علی أبی الحسن موسی ( علیه السلام ) ، ثمّ انصرف الی بلاده، فلمّا کان فی هذا الوقت رزقه الله تعالی ما یحجّ

ص: 572

به فأیّهما أفضل هذا الّذی حجّ حجّة الاسلام یرجع ایضاً فیحجّ أو یخرج الی خراسان الی أبیک علیّ بن مُوسی الرّضا ( علیه السلام ) فیسلّم علیه ؟ قال : بل یأتی خراسان فیسلّم علی أبی أفضل، ولیکن ذلک فی رجب ولا ینبغی أن تفعلوا هذا الیوم فانّ علینا وعلیکم من السّلطان شنعة .

الثّامن : روی الصّدوق فی کتاب مَن لا یحضره الفقیه عن الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) قال : انّ بین جبلی طوس قبضة قبضت من الجنّة مَن دخلها کان آمناً یوم القیامة من النّار .

التّاسع : وروی عنه ( علیه السلام ) قال : ضمنت لمن زار أبی بطُوس عارفاً بحقّه الجنّة علی الله تعالی .

العاشر : روی الصّدوق فی عُیون أخبار الرّضا ( علیه السلام ) عن رجل من الصّالحین انّه رأی فی المنام رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فقال له : یا رسُول الله أیّاً من أبنائک أزور ؟ قال : بعضهم وفدوا علیّ مسمُوماً وبعضهم وفدوا مقتولاً ، فقال : أیّهم أزور مع تفرّق مشاهدهم ؟ قال : زُر أقربهم الیک وهُو مدفُون بأرض الغربة ، قُلت : یا رسُول الله تعنی بذلک الرّضا ( علیه السلام ) ؟ قال : قُل : صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ قُل : صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ قُل : صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ قاله ثلاثاً .

أقول : قد عقد فی کتاب الوسائل وکتاب المُستدرک أبواباً فی استحباب التبرّک بمشهد الرّضا ومشاهد الائمة ( علیهم السلام ) واستحباب اختیار زیارة الرّضا علی زیارة الحسین ( علیهما السلام ) وعلی زیارة کلّ من الائمة ( علیهم السلام )

ص: 573

وعلی الحجّ المندوب والعُمرة المندُوبة، ولما کان هذا الکتاب لا یسعُ التّطویل فقد اکتفینا بهذه العشرة الکاملة من الاخبار .

وأمّا کیفیّة زیارته ( علیه السلام ) فاعلم انّه قد ذکر له زیارات عدیدة والمشهورة منها هی ما وردت فی الکتب المعتبرة ونسبت الی الشّیخ الجلیل محمّد بن الحسن بن الولید وهو من مشایخ الصّدوق ( رحمه الله ) ، ویظهر من مزار ابن قولویه انّها مرویّة عن الائمّة ( علیهم السلام ) ، وکیفیّتها علی ما یوافق کتاب مَن لا یحضره الفقیه : انّک اذا أردت زیارة قبر الرّضا ( علیه السلام ) بطُوس فاغتسل قبلما تخرج من الدّار وقُل وأنت تغتسل :

اَللّهُمَّ طَهِّرْنی وَطَهِّرْ لی قَلْبی وَاشْرَحْ لی صَدْری وَاَجْرِ عَلی لِسانی مِدْحَتَکَ وَمَحَبَّتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیْکَ، فَاِنَّهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِکَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ لی طَهُوراً وَشِفاءً .

وقل وأنت تخرج :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَاِلَی اللهِ وَاِلَی ابْنِ رَسُولِ اللهِ، حَسْبِیَ اللهُ تَوَکَّلْتُ عَلَی اللهِ، اَللّهُمَّ اِلَیْکَ تَوَجَّهْتُ وَاِلَیْکَ قَصَدْتُ وَما عِنْدَکَ اَرَدْتُ .

فاذا خرجت فقف علی باب دارک وقُل :

اَللّهُمَّ اِلَیْکَ وَجَّهْتُ وَجْهی، وَعَلَیْکَ خَلَّفْتُ اَهْلی وَمالی وَما خَوَّلْتَنی، وَبِکَ وَثِقْتُ فَلا تُخَیِّبْنی، یا مَنْ لا یُخَیِّبُ مَنْ اَرادَهُ، وَلا یُضَیِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاحْفَظْنی بِحِفْظِکَ فَاِنَّهُ لا یَضیعُ مَنْ حَفِظْتَ .

فاذا وافیت سالماً ان شاء الله فاغتسل اذا أردت أن تزُور وقُل حین تغتسل :

اَللّهُمَّ طَهِّرْنی وَطَهِّرْ لی قَلْبی وَاشْرَحْ لی صَدْری وَاَجْرِ عَلی لِسانی مِدْحَتَکَ وَمَحَبَّتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیْکَ، فَاِنَّهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِکَ، وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ قِوامَ دینی التَّسْلیمُ لاَِمْرِکَ وَالاِْتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ، وَالشَّهاَدَةُ عَلی جَمیعِ خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ لی شِفاءً

ص: 574

وَنُوراً اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

والبس أطهر ثیابک وامشِ حافیاً، وعلیک السّکینة والوقار واذکُرِ الله بقلبک وقُل : اَللهُ اَکْبَرُ ولا اِلهَ اِلاّ اللهُ وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ للهِ، وقصّر خطاک، وقُل حین تدخل الرّوضة المُقدّسة : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلی مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّ عَلِیّاً وَلِیُّ اللهِ، وسِر حتّی تقف علی قبره وتستقبل وجهه بوجهک وقُل :

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّهُ سَیِّدُ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَاَنَّهُ سَیِّدُ الاَْنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَنَبِیِّکَ وَسَیِّدِ خَلْقِکَ اَجْمَعینَ صَلاةً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِها غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی اَمیرِ الْمُؤمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب عَبْدِکَ وَاَخی رَسُولِکَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَجَعَلْتَهُ هادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ، وَالدَّلیلَ عَلی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانَ الدّینِ بِعَدْلِکَ، وَفَصْلِ قَضائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ، وَالْمُهَیْمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِیِّکَ وَزَوْجَةِ وَلِیِّکَ وَاُمِّ السِّبْطَیْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ التَّقِیَّةِ النَّقِیَّةِ الرَّضِیَّةِ الزَّکِیَّةِ، سَیِّدَةِ نِساءِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعینَ صَلاةً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِها غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سِبْطَیْ نَبِیِّکَ وَسَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْقائِمَیْنِ فی خَلْقِکَ، وَالدَّلیلَیْنِ عَلی مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانَیِ الدّینِ بِعَدْلِکَ وَفَصْلَیْ قَضائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَبْدِکَ الْقائِمِ فی خَلْقِکَ، وَالدَّلیلِ عَلی مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانِ الدّینِ بِعَدْلِکَ، وَفَصْلِ قَضائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ سَیِّدِ الْعابِدینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَبْدِکَ وَخَلیفَتِکَ فی اَرْضِکَ باقِرِ عِلْمِ

ص: 575

النَّبِیّینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ عَبْدِکَ وَوَلِیِّ دینِکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ اَجْمَعینَ الصّادِقِ الْبارِّ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُوسَی بْنِ جَعْفَر عَبْدِکَ الصّالِحِ وَلِسانِکَ فی خَلْقِکَ النّاطِقِ بِحُکْمِکَ وَالْحُجَّةِ عَلی بَرِیَّتِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا الْمُرْتَضی عَبْدِکَ وَوَلِیِّ دینِکَ الْقائِمِ بِعَدْلِکَ وَالدّاعی اِلی دینِکَ وَدینِ آبائِهِ الصّادِقینَ صَلاةً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِها غَیْرُکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَبْدِکَ وَوَلِیِّکَ الْقائِمِ بِاَمْرِکَ وَالدّاعی اِلی سَبیلِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلیِّ بْنِ مُحَمَّد عَبْدِکَ وَوَلِیِّ دینِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعامِلِ بِاَمْرِکَ الْقائِمِ فی خَلْقِکَ وَحُجَّتِکَ الْمُؤَدّی عَنْ نَبِیِّکَ وَشاهِدِکَ عَلی خَلْقِکَ، الَْمخْصُوصِ بِکَرامَتِکَ الدّاعی اِلی طاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسُولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ وَوَلِیِّکَ الْقائِمِ فی خَلْقِکَ صَلاةً تامَّةً نامِیَةً باقِیَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ بِها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِحُبِّهِمْ وَاُوالی وَلِیَّهُمْ وَاُعادی عَدُوَّهُمْ، فَارْزُقْنی بِهِمْ خَیْرَ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّی بِهِمْ شَرَّ الدُّنْیا والاْخِرَةِ وَاَهْوالَ یَوْمِ الْقِیامَةِ .

ثمّ تجلس عند رأسه وتقُول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ فی ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمُودَ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اِسْماعیلَ ذَبیحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللهِ وَوَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ

ص: 576

الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعابِدینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ باقِرِ عِلْمِ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الْبارّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ مُوسَی بْنِ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبارُّ التَّقِیُّ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّی أتاکَ الْیَقینُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ تنکبّ علی القبر وتقول :

اَللّهُمَّ اِلَیْکَ صَمَدْتُ مِنْ اَرْضی وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِکَ فَلا تُخَیِّبْنی وَلا تَرُدَّنی بِغَیْرِ قَضاءِ حاجَتی، وَارْحَمْ تَقَلُّبی عَلی قَبْرِ ابْنِ اَخی رَسُولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا مَوْلایَ اَتَیْتُکَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمّا جَنَیْتُ عَلی نَفْسی، وَاحْتَطَبْتُ عَلی ظَهْری، فَکُنْ لی شافِعاً اِلَی اللهِ یَوْمَ فَقْری وَفاقَتی فَلَکَ عِنْدَ اللهِ مَقامٌ مَحْمُودٌ وَاَنْتَ عِنْدَهُ وَجیهٌ .

ثمّ ترفع یدک الیُمنی وتبسط الیُسری عَلی القبر وتقول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلایَتِهِمْ، اَتَوَلّی آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّیْتُ بِهِ اَوَّلَهُمْ، وَاَبْرَءُ مِنْ کُلِّ وَلیجَة دُونَهُمْ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَکَ، وَاتَّهَمُوا نَبیَّکَ، وَجَحَدُوا بِایاتِکَ، وَسَخِرُوا بِاِمامِکَ، وَحَمَلُوا النّاسَ عَلی اَکْتافِ آلِ مُحَمَّد، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَقَرَّبُ اِلَیْکَ بِالْلَّعْنَةِ عَلَیْهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْهُمْ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ یا رَحْمنُ .

ثمّ تحوّل عند رجلیه وتقُولُ :

صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْحَسَنِ، صَلَّی اللهُ عَلی رُوحِکَ وَبَدَنِکَ، صَبَرْتَ وَاَنْتَ الصّادِقُ الْمُصَدَّقُ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ بِالاَْیْدی وَالاَْلْسُنِ .

ثمّ ابتهل فی اللّعنة علی قاتل أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وعلی قتلة الحسن والحسین وعلی جمیع قتلة أهل بیت رسُول الله، ثمّ تحوّل

ص: 577

عند رأسه من خلفه وصلّ رکعتین تقرأ فی احداهما یس وفی الاُخری الرّحمن وتجتهد فی الدّعاء والتّضرّع واکثر من الدّعاء لنفسک ولوالدیک ولجمیع اخوانک من المؤمنین وأقم عند رأسه ما شئت ولتکن صلوتک عند القبر .

أقول : هذه الزّیارة هی أحسن زیاراته ( علیه السلام ) وکلمة وَسَخِرُوا بِاِمامَتِکَ الواردة فی آخر هذه الزّیارة قد ضبطت فی کتاب الفقیه والعیون وکُتب العلاّمة المجلسی وغیره بمیمین کما صنعنا نحن هُنا فیکون المعنی سخرُوا بامامة الّذی أنت قد عیّنته لهم، ولکن الکلمة تجدها مضبوطة فی کتاب مصباح الزّائر هکذا : وَسَخِرُوا بِاَیّامِکَ وعلی هذا ایضاً یصحّ المعنی بل هُو الاولی من بعض الوجُوه فالایّام هم الائمّة ( علیهم السلام ) کما یُعرف من خبر صقر بن أبی دلف الماضی فی الفصل الخامس من الباب الاوّل .

واعلم ایضاً انّ اللّعن علی قاتلی الائمة ( علیهم السلام ) حسن بأیّ لغة کان، ولعلّ الانسب أن یکون اللّعن بهذه العبارة المتّخذة من بعض الادعیة :

اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَقَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، وَقَتَلَةَ اَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ، اَللّهُمَّ الْعَنْ اَعْداءَ آلِ مُحَمَّد وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ وَهَواناً فَوْقَ هَوان وَذُلاًّ فَوْقَ ذُلٍّ وَخِزْیاً فَوْقَ خِزْی، اَللّهُمَّ دُعَّهُمْ اِلَی النّارِ دَعّاً، وَاَرْکِسْهُمْ فی اَلیمِ عَذابِکَ رَکْساً، وَاحْشُرْهُمْ وَاَتْباعَهُمْ اِلی جَهَنَّمَ زُمَراً.

وفی کتاب تحفة الزّائر انّه قال المفید : یستحبّ أن یُدعی بهذا الدّعاء بعد صلاة زیارة الرّضا ( علیه السلام ) :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا اَللهُ الدّائِمُ فی مُلْکِهِ، الْقائِمُ فی عِزِّهِ، الْمُطاعُ فی سُلْطانِهِ، الْمُتَفَرِّدُ فی کِبْرِیائِهِ، الْمُتَوَحِّدُ فی دَیْمُومَةِ بَقائِهِ، الْعادِلُ فی بَرِیَّتِهِ، الْعالِمُ فی قَضِیَّتِهِ، الْکَریمُ فی تَأْخیرِ عُقُوبَتِهِ، اِلهی حاجاتی

ص: 578

مَصْرُوفَةٌ اِلَیْکَ، وَآمالی مَوْقُوفَةٌ لَدَیْکَ، وَکُلَّما وَفَّقْتَنی مِنْ خَیْر فَاَنْتَ دَلیلی عَلَیْهِ وَطَریقی اِلَیْهِ، یا قَدیراً لا تَؤُودُهُ الْمَطالِبُ، یا مَلِیّاً یَلْجأُ اِلَیْهِ کُلُّ راغِب، ما زِلْتُ مَصْحُوباً مِنْکَ بِالنِّعَمِ جارِیاً عَلی عاداتِ الاِْحْسانِ وَالْکَرَمِ، اَسْاَلُکَ بِالْقُدْرَةِ النّافِذَةِ فی جَمیعِ الاَْشْیاءِ، وَقَضائِکَ الْمُبْرَمِ الَّذی تَحْجُبُهُ بِاَیْسَرِ الدُّعاءِ، وَبِالنَّظْرَةِ الَّتی نَظَرْتَ بِها اِلَی الْجِبالِ فَتَشامَخَتْ، وَاِلی الاَْرَضینَ فَتَسَطَّحَتْ، وَاِلَی السَّماواتِ فَارْتَفَعْت، وَاِلَی الْبِحارِ فَتَفَجَّرَتْ، یا مَنْ جَلَّ عَنْ اَدَواتِ لَحَظاتِ الْبَشَرِ، وَلَطُفَ عَنْ دَقائِقِ خَطَراتِ الْفِکَرِ، لا تُحْمَدُ یا سَیِّدی اِلاّ بِتَوْفیق مِنْکَ یَقْتَضی حَمْداً، وَلا تُشْکَرُ عَلی اَصْغَرِ مِنَّة اِلاَّ اسْتَوْجَبْتَ بِها شُکْراً، فَمَتی تُحْصی نَعْماؤُکَ یا اِلهی وَتُجازی آلاؤُکَ یا مَوْلایَ وَتُکافَأُ صَنایِعُکَ یا سَیِّدی، وَمِنْ نِعَمِکَ یَحْمَدُ الْحامِدُونَ، وَمِنْ شُکْرِکَ یَشْکُرُ الشّاکِرُونَ، وَاَنْتَ الْمُعْتَمَدُ لِلذُّنُوبِ فی عَفْوِکَ، وَالنّاشِرُ عَلَی الْخاطِئینَ جَناحَ سِتْرِکَ، وَاَنْتَ الْکاشِفُ لِلضُّرِّ بِیَدِکَ، فَکَمْ مِنْ سَیِّئَة اَخْفاها حِلْمُکَ حَتّی دَخِلَتْ، وَحَسَنَة ضاعَفَها فَضْلُکَ حَتّی عَظُمَتْ عَلَیْها مُجازاتُکَ، جَلَلْتَ اَنْ یُخافَ مِنْکَ اِلاَّ الْعَدْلُ، وَاَنْ یُرْجی مِنْکَ اِلاَّ الاِْحْسانُ وَالْفَضْلُ، فَامْنُنْ عَلَیَّ بِما اَوْجَبَهُ فَضْلُکَ، وَلا تَخْذُلْنی بِما یَحْکُمُ بِهِ عَدْلُکَ، سَیِّدی لَوْ عَلِمَتِ الاَْرْضُ بِذُنُوبی لَساخَتْ بی، اَوْ الْجِبالُ لَهَدَّتْنی، اَوِ السَّماواتُ لاَخْتَطَفَتْنی، اَوِ الْبِحارُ لاََغْرَقَتْنی، سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی، مَوْلایَ مَوْلایَ مَوْلایَ، قَدْ تَکَرَّرَ وُقُوفی لِضِیافَتِکَ فَلا تَحْرِمْنی ما وَعَدْتَ الْمُتَعَرِّضینَ لِمَسْأَلَتِکَ یا مَعْرُوفَ الْعارِفیِنَ، یا مَعْبُودَ الْعابِدینَ، یا مَشْکُورَ الشّاکِرینَ، یا جَلیسَ الذّاکِرینَ، یا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ، یا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ، یا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ، یا مَحْبُوبَ مَنْ اَحَبَّهُ، یا غَوْثَ مَنْ اَرادَهُ، یا مَقْصُودَ مَنْ اَنابَ اِلَیْهِ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ الْغَیْبَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یَصْرِفُ السُّوءَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یُدَبِّرُ الاَْمْرَ اِلاّ هُوَ،

ص: 579

یا مَنْ لا یَغْفِرُ الذَّنْبَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یَخْلُقُ الْخَلْقَ اِلاّ هُوَ، یا مَنْ لا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ اِلاّ هُوَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لی یا خَیْرَ الْغافِرینَ، رَبِّ اِنّی اَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ حَیاء، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ رَجاء، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ، اِنابَة، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ رَغْبَة، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ رَهْبَة، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ طاعَة، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ ایمان، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ اِقْرار، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ اِخْلاص، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ تَقْوی، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ تَوَکُّل، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ ذِلَّة، وَاَسْتَغْفِرُکَ اسْتِغْفارَ عامِل لَکَ هارِب مِنْکَ اِلَیْکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتُبْ عَلَیَّ وَعَلی والِدَیَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلی جَمیعِ خَلْقِکَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا مَنْ یُسَمّی بِالْغَفُورِ الرَّحیمِ، یا مَنْ یُسَمّی بِالْغَفُورِ الرَّحیمِ، یا مَنْ یُسَمّی بِالْغَفُورِ الرَّحیمِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاقْبَلْ تَوْبَتی، وَزَکِّ عَمَلی، وَاْشُکرْ سَعْیی، وَارْحَمْ ضَراعَتی، وَلا تَحْجُبْ صَوْتی، وَلا تُخَیِّبْ مَسْأَلَتی یا غَوْثَ الْمُسْتَغیثینَ، وَاَبْلِغْ اَئِمَّتی سَلامی وَدُعائی وَشَفِّعْهُمْ فی جَمیعِ ما سَأَلْتُکَ، وَاَوْصِلْ هَدِیَّتی اِلَیْهِمِ کَما یَنْبَغی لَهُمْ، وزِدْهُمْ مِنْ ذلِکَ ما یَنْبَغی لَکَ بِاَضْعاف لا یُحْصیها غَیْرُکَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، وَصَلَّی اللهُ عَلی اَطْیَبِ الْمُرْسَلینَ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

أقول : أورد العلاّمة المجلسی فی البحار نقلاً عن بعض مؤلّفات القدماء من الاصحاب زیارة للرّضا ( علیه السلام ) تُعرف بالزّیارة الجوادیّة وفی آخر تلک الزّیارة : ثمّ صلّ للزّیارة وسبّح واهدها الیه ( علیه السلام ) ثمّ قُل : اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ یا اَللهُ الدّائِمُ، وأورد هذا الدّعاء بکامله فلا تذر الدّعاء به فی ذلک المشهد المقدّس اذا زرت بتلک الزّیارة .

زِیارَة اُخری

روی ابن قولویه عن بعض الائمة ( علیهم السلام ) انّه قال : اذا صرت الی قبر الامام

ص: 580

الرّضا ( علیه السلام ) فقُل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضا الْمُرْتَضَی الاِْمامِ التَّقِیِّ النَّقِیِّ وَحُجَّتِکَ عَلی مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّری، الصِّدّیقِ الشَّهیدِ، صَلاةً کَثیرَةً تامَّةً زاکِیَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، کَاَفْضَلِ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ.

زِیارَة اُخری

وهی ما أوردها المفید فی المقنعة ، قال : تقف عند قبره ( علیه السلام ) بعد ما اغتسلت غُسل الزّیارة ولبست أنظف ثِیابک وتقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ وَلِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْهُدی وَاَلْعُرْوَةُ الْوُثْقی وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ مَضَیْتَ عَلی ما مَضی عَلَیْهِ آباؤُکَ الطّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمیً عَلی هُدیً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلی باطِل، وَاَنَّکَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَدَّیْتَ الاَْمانَةَ، فَجَزاکَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ خَیْرَ الْجَزاءِ، اَتَیْتُکَ بِاَبی وَاُمّی زائراً عارِفاً، بِحَقِّکَ مُوالِیاً لاَِوْلِیائِکَ مُعادِیاً لاَِعْدائِکَ فَاشْفَعْ لی عِنْدَ رَبِّکَ.

ثمّ انکبّ علی القبر وقبّله وضَع جانبی وجهک علیه ثمّ تحوّل الی جانب الرّأس وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْهادی وَالْوَلِیُّ الْمُرْشِدُ، اَبْرَأُ اِلَی اللهِ مِنْ اَعْدائِکَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِوِلایَتِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ صلّ للزّیارة وصلّ بعدها ما شئت، ثمّ تحوّل الی جانب الرّجل فادعُ بما شئت ان شاء الله .

أقول : لزیارته ( علیه السلام ) فی السّاعات والایّام الشّریفة المنتمیة الیه بنوع من المناسبات فضل کثیر ولا سیّما فی شهر رجب، وفی الثّالث والعشرین من ذی القعدة، والخامس والعشرین منه، وفی السّادس من شهر رمضان کما ذکر فی مواقعها من أعمال الشّهور والایّام،

ص: 581

وکذلک غیر هذه الایّام ممّا ینتمی الیه، واذا أردتَ أن تودّعه ( علیه السلام ) فودّعه بما کنت تودّع به النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) :

لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسْلیمی عَلَیْکَ ( واذا أردت قُل ) : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی اِبْنَ نَبِیِّکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ، وَاجْمَعْنی وَاِیّاهُ فی جَنَّتِکَ وَاحْشُرْنی مَعَهُ وَفی حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وَحَسُنَ اُولئِکَ رَفیقاً، وَاَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَسْتَرْعیکَ وَاَقْرَأُ عَلَیْکَ اَلسَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ .

أقول : ینبغی هُنا ذکر أمور :

الاوّل : بسند معتبر عن الامام علیّ النّقی صلوات الله وسلامه علیه انّه قال : من کانت له الی الله حاجة فلیزُر قبر جدّی الرّضا ( علیه السلام ) بطوس مغتسلاً فیصلّی عند رأسه رکعتین فیذکر حاجته فی قنوت صلاته فتستجاب له حاجته الاّ اذا کانت فی معصیة أو قطیعة رحم، انّ موضِع قبره بقعة من بُقَعِ الجنّة ولا یزُوره مؤمن الاّ اعتقه الله من النّار وأدخله الجنّة .

الثّانی : حکی العلاّمة المجلسی ( رحمه الله ) عن خطّ الشّیخ الجلیل الشّیخ حسین بن عبد الصّمد والد الشّیخ البهائی انّ الشّیخ أبی الطّیب حسین بن احمد الفقیه الرّازی ( رحمه الله ) ذکر انّه : مَن زارَ الرّضا صلوات الله وسلامه علیه أو غیره من الائمة ( علیه السلام ) فصلّی عنده صلاة جعفر کتب له بکلّ رکعة أجر من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة، وأعتق فی سبیل الله ألف رقبة، ووقف للجهاد مَعَ نبیّ مُرسل ألف مرّة، وکان له بکلّ خطوة یخطوها

ص: 582

أجر مائة حجّة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة فی سبیل الله تعالی، وکتب له مائة حسنة، ومحی عنه مائة سیّئة، وصفة صلاة جعفر قد مضت فی خلال أعمال یوم الجُمعة .

الثّالث : روی عن محوّل السّجستانی قال : لما ورد البرید بإشخاص الرّضا ( علیه السلام ) الی خراسان دخل المسجد لیودّع رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فودّعه مراراً کلّ ذلک یرجع الی القبر ویعلو صوته بالبُکاء والنّحیب ، فتقدّمت الیه وسلّمت علیه ، فردّ السّلام وهنّأته فقال : زُرنی فانّی أخرج من جوار جدّی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فأموت فی غُربة وأدفن فی جنب هارون .

وروی الشّیخ یوسف بن حاتم الشّامی فی کتاب الدّرّ النّظیم عن جمع من الاصحاب عن الرّضا ( علیه السلام ) قال : لما أردتُ الخرُوج من المدینة الی خراسان جمعت عیالی فأمرتهم أن یبکوا علیّ حتّی اسمع بکاءهم، ثمّ فرقت فیهم اثنی عشر ألف دینار ثمّ قلت لهم : انّی لا أرجع الی عیالی أبداً ، ثمّ أخذت أبا جعفر الجواد فأدخلته المسجد ووضعت یده علی حافة القبر وألصقته واستخفظته برسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وأمرت جمیع وکلائی وحشمی له بالسّمع والطّاعة وترک مخالفته وعرفتهم انّه القیّم مقامی .

وروی السّید عبد الکریم ابن طاوُس ( رحمه الله ) : انّه لما طلب المأمون الرّضا ( علیه السلام ) من المدینة الی خراسان سار ( علیه السلام ) من المدینة الی البصرة ولم یذهب الی الکوفة ثمّ توجّه من البصرة الی بغداد علی طریق الکوفة ومن هُناک الی مدینة قم ودخل قُم فاستقبله أهلها، فتخاصموا فی

ص: 583

ضیافته کلّ یبغی أن یحلّ ( علیه السلام ) داره ، فقال ( علیه السلام ) : انّ جملی هُو المأمُور أی انّه ( علیه السلام ) یحلّ حیثما برک الجمل، فأتی الجمل داراً واستناخ علی بابه وکان صاحب الدّار قد رأی فی المنام فی لیلته انّ الرّضا ( علیه السلام ) سیکُون ضیفه غداً، فلم تمض مدّة طویلة حتّی صار ذلک الدّار مقاماً من المقامات الرّفیعة وهو فی عصرنا مدرسة معمورة .

وروی الصدّوق بسنده عن اسحاق بن راهویه قال : لما وافی أبو الحسن الرّضا ( علیه السلام ) نیسابور وأراد أن یرحل منها اجتمع الیه أصحاب الحدیث ، فقالوا له : یا ابن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحدیث فنستفیده منک، وقد کان قعد فی العماریة فاطلع رأسه وقال : سمعتُ أبی مُوسی بن جعفر یقول : سمعتُ أبی جعفر بن محمّد یقُول : سمعتُ أبی محمّد بن علی یقول : سمعتُ أبی علیّ بن الحسین یقول : سمعتُ أبی الحسین بن علی یقول : سمعتُ أبی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه الصّلاة والسّلام یقول : سمعتُ رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) یقول : سمعتُ جبرئیل یقول : سمعتُ الله عزّوجلّ یقُول : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ حِصْنی فَمَنْ دَخَلَ حِصْنی اَمِنَ مِنْ عَذابی، فلمّا مرّت الرّاحلة نادانا بِشُرُوطِها وَاَنَا مِنْ شُرُوطِها.

وروی أبو الصّلت انّ الرّضا ( علیه السلام ) فی طریقه الی المأمون لما بلغ القریة الحمراء ] ده سُرخ [ قیل له : یا ابن رسُول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قد

ص: 584

زالت الشّمس أفلا نصلّی، فنزل ( علیه السلام ) فقال : إئتونی بماء، فقیل : ما معنا ماء ، فبحث بیده الارض فنبع من الماء ما توضّأ به هُو ومن معه وأثره باق الی الیوم . فلمّا دخل سناباد أسند الی الجبل الّذی ینحت منهُ القدُور ، فقال : اَللّهُمَّ انفَعْ به وبارِک فیما یجعل فیما ینحت منه ، ثمّ أمر ( علیه السلام ) فنحت له قُدور من الجبل وقال : لا یأکل الاّ ما طبخ فیها فاهتدی النّاس الیه من ذلک الیوم وظهرت برکة دعائه فیه .

الرّابع : ارّخ صاحب مطلع الشّمس انّ الملک ( الشاه ) عبّاس الاوّل نزل مشهد الرّضا ( علیه السلام ) فی الخامس والعشرین من ذی الحجّة سنة ألف وستّ وذلک بعد ما نهب عبد الرّحمن الاوزبکی الحرم الطّاهر، فلم یترک فیها شیئاً سوی السّاج الذهبی، وفی الثّامن والعشرین من الشّهر شهر ذی الحجّة توجّه الملک الی مدینة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل الی مدینة خراسان ولبث فیها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدّس وأنعم علی خدّام البقعة المبارکة ورعاهم بعطفه ثمّ عاد الی العراق، وفی أواخر السّنة الثّامنة بعد الالف قدم الملک ثانیاً خراسان فقضی فیه فصل الشّتاء وتقلّد خدمة الاستانة المقدّسة وباشرها بنفسه فکان فی بعض اللّیالی وهو یقرض فضُول فتائل الشّموع بالمقراضین فانشأ الشّیخ البهائی علی البدیهة قائلاً بالفارسیّة:

پروانه شمع روضه خُلد آیین مقراض باحتیاط زن ای خادم

ترسم ببری شهپر جبریل امین پیوسته بُوَد ملایک علّیین

وکان الشّاه قد نذر أن یرحل الی زیارة الرّضا ( علیه السلام ) راجلاً فوفی بنذره فی السّنة التّاسعة بعد الالف وقطع تلک المسافة الشّاسعة علی قدمیه

ص: 585

خلال ثمانیة وعشرین یوماً، وبهذه المناسبة أورد صاحب کتاب تاریخ عالم آرا هذه الابیات :

غلام شاه مردان شاه عبّاس شه والا گُهر خاقان امجد

بطوف مرقد شاه خراسان پیاده رفت با اخلاص بیحدّ

الی أن قال :

پیاده رفت شد تاریخ رفتن ز اصفاهان پیاده تا بمشهد

فلمّا بلغ مدینة خراسان أمر بأن یرحّب الصّحن المبارک وکان المدخل الی الرّوضة حینذاک فی ایوان علی شیر فی جانب من جوانب الصّحن الشّریف بشکل غیر أنیق، فأمر بتشیید الصّحن بحیث یتوسّطه الایوان وبنی ایواناً آخر فی الجانب المقابل ومدّ شارعاً مرکزیّاً یجتاز بابی الصّحن والایوان ویطوی المدینة من بابها الغربی الی بابها الشّرقی واحدث للمدینة عیوناً وقنوات ومدّ فی منتصف الشّارع المرکزی ساقیة تجری الی حوض کبیر قد أحدثه فی وسط الصّحن الشّریف فتخترقه الی الجانب الشّرقی من الشّارع والکتابات الموجودة فی هذه الابنیة هی من آثار المیرزا محمّد رضا صدر الکتّاب وعلیرضا العبّاسی ومحمّد رضا الامامی، وممّا أجراه الشّاه عباس أیضاً انّه کسی القبّة الطّاهرة بالذهب کما تنطق به الکتابة الموجودة علی القبّة الطّاهرة وهی :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَظائِمِ تَوفیقاتِ اللهِ سُبحانه أن وفّق السّلطان الاعظم مولی العجم صاحب النّسب الطّاهر النّبوی والحسب الباهر العلوی تراب أقدام خدّام هذه القبّة المطهّرة اللاّهیة زوّار هذه الرّوضة المنوّرة الملکوتیّة مروّج آثار أجداده المعصومین السّلطان بن السّلطان أبو المظفّر شاه عبّاس الحسینی الموسوی الصّفوی بهادر خان، فاستسعد بالمجیء ماشیاً علی قدمیه من دار السّلطنة اصفهان الی زیارة هذا الحرم الاشرف وقد تشرّف بزینة هذه القبّة من خلصّ ما له فی سنة ألف وعشر وتمّ سنة ألف وستّ وعشر .

الخامس : قال الطّبرسی فی کتاب

ص: 586

أعلام الوری بعدما أورد جملة من معجزات الرّضا ( علیه السلام ) : وأمّا ما ظهر للنّاس بعد وفاته من برکة مشهده المقدّس والعلامات والعجائب الّتی شاهدها الخلق فیه وأذعن العام والخاص له وأقرّ المخالف والمؤالف به الی یومنا هذا فکثیر خارج عن حدّ الاحصاء والعدّ، ولقد أبرئ فیه الاکم والابرص واستجیبت الدّعوات وقضیت ببرکته الحاجات وکشفت المسلّمات، وشاهدنا کثیراً من ذلک وتیقناه وعلمناه لا یتخالج الشّک والرّیب فی معناه، والشّیخ الاجلّ الشّیخ الحُرّ العاملی فی کتابه اثبات الهداة بعدما حکی هذا الکلام للطّبرسی ، قال : یقول مؤلف هذا الکتاب محمّد بن الحسن الحرّانی : قد شاهدت کثیراً من هذه المعجزات کما شاهدها الشّیخ الطّبرسی وتیقّنت بها کما تیقّن هو بها وذلک فی مدّة مجاورتی للمشهد المقدس وهی ستّ وعشرون سنة، وقد سمعت فی ذلک ما یفوق التّواتر ولم أتخطر حاجة دعوت الله بها فی هذا المشهد الاّ وقضیت والحمد لله، والمقام لا یسع التّفصیل فاکتفینا بالاجمال .

ویقول عباس القمّی مؤلّف هذا الکتاب : انّنا فی غنیً عن ذکر الکرامات الّتی برزت من تلک الرّوضة المقدّسة فی سوالف الازمان بما یتجدّد منها فی کلّ عصر وزمان وقد ألمحنا الی ما یناسب المقام فی الباب الثّانی فی خلال أعمال اللّیلة السّابعة والعشرین من شهر رجب، فلنختم هذا الفصل بعدّة أبیات ممّا انشأه الجامی فی مدحه ( علیه السلام ) :

سَلامٌ عَلی آلِ طه وَیس سَلامٌ عَلی آلِ خَیْرِ النَّبِیّین

سَلامٌ عَلی رَوْضَة حَلَّ فیها اِمامٌ یُباهی بِهِ المُلْکُ وَالدّین

امام بحق شاه مطلق که آمد حریم درش قبله گاه سلاطین

شه کاخ عرفان گل شاخ احسان دُرِ درج امکان مه برج تمکین

علیّ

ص: 587

بن موسی الرّضا کز خدایش رضا شد لقب چون رضا بودش امین

ز فضل و شرف بینی او را جهانی اگر نبودت تیره چشم جهان بین

پی عطر روبند حُوران جنّت غبار درش را بگیسوی مشکین

اگر خواهی آری بکف دامن او برو دامن از هر چه جز اوست برچین

الفَصْلُ العاشِرُ : فی زیارة ائمّة سرّ من رأی ( علیهم السلام ) وأعمال السّرداب

فی زیارة ائمّة سرّ من رأی ( علیهم السلام ) وأعمال السّرداب

المقام الاوّل

فی زیارة الامامین المعصومین علیّ بن محمّد النّقی والحسن بن علیّ العسکری صلوات الله علیهم، اذا دخلت سرّ من رأی ان شاء الله وقصدت زیارتهما ( علیهما السلام ) فاغتسل وتأدّب بآداب دخول المشاهد الشّریفة ثمّ سر بسکینة ووقار حتّی تبلغ باب الحرم الطّاهر واستأذن للدّخول بالاستیذان العام السّالف فی اوائل هذا الباب، ثمّ ادخل الحرم الشّریف وزرهما ( علیهما السلام ) بهذه الزّیارة وهی أصحّ الزّیارات :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا وَلِیَّی اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا حُجَّتَیِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا نُورَیِ اللهِ فِی ظُلُماتِ الاَْرْضِ اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا مَنْ بَدا للهِ فی شَأْنِکُما، اَتَیْتُکُما زائِراً وعارِفاً بِحَقِّکُما مُعادِیاً لاَِعْدآئِکُما مُوالِیاً لاَِوْلِیآئِکُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ، کافِراً بِما کَفَرْتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما، مُبْطِلاً لِمَا اَبْطَلْتُما، اَسْاَلُ اللهَ رَبّی وَرَبَّکُما اَنْ یَجْعَلَ حَظّی مِنْ زِیارَتِکُمَا الصَّلاةَ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَنْ یَرْزُقَنی مُرافَقَتَکُما فِی الْجِنانِ مَعَ آبائِکُمَا الصّالِحینَ وَاَسْأَلَهُ اَنْ یُعْتِقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ وَیَرْزُقَنی شَفاعَتَکُما وَمُصاحَبَتَکُما وَیُعَرِّفْ بَیْنی وَبَیْنَکُما، وَلا یَسْلُبَنی حُبُّکُما وَحُبَّ آبائِکُمَا الصّالِحینَ، وَاَنْ لا یَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتِکُما، وَیَحْشُرَنی مَعَکُما فِی الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنی حُبَّهُما وَتَوَفَّنی عَلی مِلَِّتِهِما، اَللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمی آلَ مُحَمَّد حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الاَْوَّلینَ مِنْهُمْ وَالاْخِرینَ وَضاعِفْ عَلَیْهِمْ الْعَذابَ، وَاَبْلِغْ بِهِمْ وَبِاَشْیاعِهِمْ وَمُحِبّیهِمْ وَمُتَّبِعیهِمْ اَسْفَلَ دَرْک مِنَ الْجَحیمِ اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ

ص: 588

عَجِّلْ فَرَجَ وَلِیِّکَ وَابْنِ وَلِیِّکَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

وتجتهد فی الدّعاء لنفسک ولوالدیک وتخیّر من الدّعاء فان وصلت الیهما ( أی إن أمکنک الوصول الی قبرهما ) صلوات الله علیهما فصلّ عند قبریهما رکعتین واذا دخلت المسجد ( أین لم تتمکن من القبر ) وصلّیت دعوت الله بما احببت امّه قریب مجیب وهذا المسجد الی جانب الدّار وفیه کانا یصلّیان ( علیهما السلام ) .

أقول : قد أثبتنا هذه الزّیارة طبقاً لکتاب کامل الزّیارة، وقد روی الزّیارة باختلاف یسیر الشّیخ محمّد ابن المشهدی والشّیخ المفید والشّهید ایضاً فی مزاراتهم، وقد ورد فی نسخهم بعد الفقرة فِی الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ : ثمّ اذهب وانکبّ علی کلّ من القبرین وقبّلهما وضع جانبی وجهک علیهما ثمّ ارفع رأسک وقُل : اَللّهُمَّ ارْزُقْنی حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِمْ الی آخر الزّیارة السّالفة . ثمّ قالوا : صلّ أربع رکعات عند الرّأس المقدّس وصلّ ما شئت بعد صلاة الزّیارة .. الخ .

ولا یخفی انّهما ( علیهما السلام ) مدفونان فی دارهما وکان للدّار باب یفتح حیناً فتدخل الشّیعة منه وتزور قریباً من القبر ویغلق حیناً فتقف الشّیعة للزّیارة أمام نافذة فی الجدار المقابل للقبر، ویلاحظ فی مفتتح الرّوایة الّتی وردت فیها هذه الزّیارة هذه العبارة : تقول بعد الغُسل إن وصلت الی قبرهما والاّ أومأت بالسّلام من عند الباب الّذی علی الشّارع الشّباک، وهذا الزّائر الذی لم یتمکّن من الاقتراب من القبر یصلّی الصّلاة فی المسجد وقد أهتم للامر الشّیعة الموالون فنسفوا الدّار وشدّوا فی موضعه القبّة والحرم والرّواق والایوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشّریف والمشهور الان انّ الایوان المستطیل المتّصل بالرّواق خلف العسکریّین (

ص: 589

علیهما السلام ) هو المسجد المذکور، بل قیل انّ الرواق الواقع خلف القبر من المسجد وکذا عرض ذراع من الحرم الطاهر منه، وعلی کلّ حال فقد نجی الزّائر من هذا الضّیق ولهما ( علیهما السلام ) زیارات خاصّة تخصّ کلاً منهما، وعامّة مشترکة بینهما وهی مذکورة فی کتب الزّیارات ونسخها کثیرة شایعة لمن رغب فی الزّیارة بها، والزّائر اذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن یزور بالزّیارة الجامعة الکبیرة الاتیة ان شاء الله تعالی فهی بما تحتویه من الکلمات الفصیحة البلیغة المعبّرة عن أقصی مراتب الطّاعة والخضوع والاقرار بعظمة الائمة ( علیهم السلام ) وجلالهم، هی قد صدرت من منبع الجلال والعظمة الامام الهادی ( علیه السلام ) ، والسّید ابن طاوُس قد خصّ فی مصباح الزّائر کلّ واحد منهما ( علیهما السلام ) بزیارة مبسُوطة وصلاة علیه ودعاء یُدعی به بعد صلاة زیارته وهی بما یحتویها من الفوائد تبعثنا علی ایرادها هُنا وإن أوجبت التّطویل ، قال : اذا وصلت الی محلّه الشّریف بسرّ من رأی فاغتسل عند وصُولک غُسل الزّیارة والبس اطهر ثیابک وامش علی سکینة ووقار الی أن تصل الباب الشّریف ، فاذا بلغته فاستأذن وقُل :

أاَدْخُلُ یا نَبِیَّ اللهِ، أاَدْخُلُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، ءَاَدْخُلُ یا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ سَیِّدَة نِساءِ الْعالَمینَ، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ مُوسَی بْنَ جَعْفَر، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد، أاَدْخُلُ یا مَوْلایَ

ص: 590

یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، أاَدْخُلُ یا مَلائِکَةَ اللهِ الْمُوَکَّلینَ بِهذَا الْحَرَمِ الشَّریفِ .

ثمّ تدخل مقدّماً رجلک الیمنی وتقف علی ضریح الامام أبی الحسن الهادی ( علیه السلام ) مستقبل القبر ومستدبر القبلة وتقول مائة مرّة اَللهُ اَکْبَرُ وتقول :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد الزَّکِیُّ الرّاشِدُ النُّورُ الثّاقِبُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سِرَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبْلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صِفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَقَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبیبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ الاَْنْوارِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا زَیْنَ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَلیلَ الاَْخْیارِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عُنْصُرَ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رُکْنَ الاْیمانِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلَی الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یاوَلِیَّ الصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلَمَ الْهُدی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَلیفَ التُّقی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَمُودَ الدّینِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاَْمینُ الْوَفِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الزّاهِدُ التَّقِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْحُجَّةُ عَلَی الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا التّالی لِلْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُبَیِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الْحَرامِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْوَلِیُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الطَّریقُ الْواضِحُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّها النَّجْمُ اللاّئِحُ، اَشْهَدُ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ اَنَّکَ حُجَّةُ اللهِ عَلی خَلْقِهِ، وَخَلیفَتُهُ فی بَرِیَّتِهِ، وَاَمینُهُ فی بِلادِهِ، وَشاهِدُهُ عَلی عِبادِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ کَلِمَةُ التَّقْوی، وَبابُ الْهُدی، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقی، وَالْحُجَّةُ

ص: 591

عَلی مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّری، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ، الْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُیُوبِ، وَالُْمخْتَصُّ بِکَرامَةِ اللهِ، وَالَْمحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللهِ، وَالْمَوْهُوبُ لَهُ کَلِمَةُ اللهِ، وَالرُّکْنُ الَّذی یَلْجَأُ اِلَیْهِ الْعِبادُ، وَتُحْیی بِهِ الْبِلادُ، وَاَشْهَدُ یامَوْلایَ أنّی بِکَ وَبِابآئِکَ وَاَبْنائِکَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ، وَلَکُمْ تابِعٌ فی ذاتِ نَفْسی وَشَرایِعِ دینی وَخاتِمَةِ عَمَلی وَمُنْقَلَبی وَمَثْوایَ، وَاَنّی وَلِیٌّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلا نِیَتِکُمْ وَاَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَالسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ قبّل ضریحه وضع خدّک الایمن علیه ثمّ الایسر وقُل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلی حُجَّتِکَ الْوَفِیِّ، وَوَلِیِّکَ الزَّکِیِّ، وَاَمینِکَ الْمُرْتَضی، وَصَفِیِّکَ الْهادی، وَصِراطِکَ الْمُسْتَقیمِ، وَالْجآدَّةِ الْعُظْمی، وَالطَّریقَةِ الْوُسْطی، نُورِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنینَ، وَوَلِیِّ الْمُتَّقینَ، وَصاحِبِ اْلُمخْلَصینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الرّاشِدِ الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالطّاهِرِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُنْقَطِعِ اِلَیْکَ بِالاَْمَلِ، الْمَبْلُوِّ بِالْفِتَنِ، وَالُْمخْتَبَرِ بِاْلِمحَنِ، وَالْمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ الْبَلْوی، وَصَبْرِالشَّکْوی، مُرْشِدِ عِبادِکَ وَبَرَکَةِ بِلادِکَ، وَمَحَلِّ رَحْمَتِکَ، ومُسْتَوْدَعِ حِکْمَتِکَ، وَالْقآئِدِ اِلی جَنَّتِکَ الْعالِمِ فی بَرِیَّتِکَ، وَالْهادی فی خَلیقَتِکَ الَّذِی ارْتَضَیْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِکَ فی اُمَّتِهِ، وَاَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَریعَتِهِ، فَاسْتَقَلَّ بِاَعْبآءِ الْوَصِیَّةِ ناهِضاً بِها، ومُضْطَلِعاً بِحَمْلِها، لَمْ یَعْثُرْ فی مُشْکِل، وَلا هَفافی مُعْضِل، بَلْ کَشَفَ الْغُمَّةَ وَسَدَّ الْفُرْجَةَ وَاَدَّی الْمُفْتَرَضَ، اَللّهُمَّ فَکَما اَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِیِّکَ بِهِ، فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ، وَاَجْزِلْ لَدَیْکَ مَثُوبَتَهُ، وَصَلِّ عَلَیْهِ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّکَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظیمِ .

ثمّ تصلّی صلاة الزّیارة فاذا سلّمت فقُل :

یا ذَا الْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْمِنَنِ الْمُتَتابِعَةِ، وَالاْلاءِ الْمُتَواتِرَةِ، وَالاَْیادِی الْجَلیلَةِ، وَالْمَواهِبِ الْجَزیلَةِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الصّادِقینَ، وَاَعْطِنی سُؤْلی وَاجْمَعْ

ص: 592

شَمْلی وَلُمَّ شَعْثی وَزَکِّ عَمَلی، وَلا تُزِ غْ قَلْبی بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنی، وَلا تُزِلَّ قَدَمی، وَلا تَکِلْنی اِلی نَفْسی طَرْفَةَ عَیْن اَبَداً، وَلا تُخَیِّبْ طَمَعی، وَلا تُبْدِ عَوْرَتی، وَلا تَهْتِکْ سِتْری، وَلا تُوحِشْنی وَلا تُؤْیِسْنی، وَکُنْ بی رَؤوفاً رَحیماً، وَاهْدِنی وَزَکِّنی وَطَهِّرْنی وَصَفِّنی وَاصْطَفِنی وَخَلِّصْنی وَاسْتَخْلِصْنی وَاصْنَعْنی وَاصْطَنِعْنی، وَقَرِّبْنی اِلَیْکَ وَلا تُباعِدْنی مِنْکَ، وَالْطُفْ بی وَلا تَجْفُنی، وَاَکْرِمْنی وَلا تُهِنّی، وَمآ اَسْاَلُکَ فَلا تَحْرِمْنی، وَما لا اَسْاَلُکَ فَاجْمَعْهُ لی بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَاَسْاَلُکَ بِحُرْمَةِ وَجْهِکَ الْکَریمِ، وَبِحُرْمَةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَبِحُرْمَةِ اَهْلِ بَیْتِ رَسُولِکَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَعَلِیٍّ وَمُحَمَّد وَجَعْفَر ومُوسی وَعَلَیٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِیٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الْباقی صَلَواتُکَ وَبَرَکاتُکَ عَلَیْهِمِ اَنْ تُصَّلِیَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِاَمْرِکَ، وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدینِکَ وَتَجْعَلَنی فی جُمْلَةِ النّاجینَ بِهِ، وَالُْمخْلِصینَ فی طاعَتِهِ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لی دَعْوَتی وَقَضَیْتَ لی حاجَتی وَاَعْطَیْتَنی سُؤْلی وَکَفَیْتَنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ دُنْیایَ وَآخِرَتی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا نُورُ یا بُرْهانُ یا مُنیرُ یا مُبَینُ، یا رَبِّ اکْفِنی شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَاَسْاَلُکَ النَّجاةَ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ .

وادعُ بما شئت واکثر مِن قولک :

یا عُدَّتی عِنْدَ الْعُدَدِ، وَیا رَجائی وَالْمُعْتَمَدَ، وَیا کَهْفی وَالسَّنَدَ، یا واحِدُ یا اَحَدُ، وَیا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ، اَسْاَلُکَ الّلهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَلَمْ تَجْعَلْ فی خَلْقِکَ مِثْلَهُمْ اَحَداً صَلِّ عَلی جَماعَتِهِمْ، وَافْعَلْ بی کَذا وَکَذا .

وسل حوائجک عوض هذه الکلمة فقد روی عنه صلوات الله علیه انّه قال : انّنی دعوت الله عزّ وجلّ أن لا یخیب مَن دعا به فی مشهدی بعدی .

زیارة الامام الحسن العسکری ( علیه السلام )

روی الشّیخ بسند معتبر عنه ( علیه السلام ) قال :

ص: 593

قبری بسرّ من رأی أمان لاهل الجانبین وقد فسّر المجلسی الاوّل کلمة أهل الجانبین بالشّیعة وأهل السّنة وقال : انّ فضله ( علیه السلام ) یعمّ الموالی والمُعادی کما انّ قبر الکاظمین أمان لبغداد .. الخ .

وقال السّید ابن طاوُس : اذا أردت زیارة أبی محمّد الحسن العسکری ( علیه السلام ) فلیکن بعد عمل جمیع ما قدّمناه فی زیارة أبیه الهادی ( علیه السلام ) ثمّ قف علی ضریحه ( علیه السلام ) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ الْهادِیَ الْمُهْتَدِیَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ وَابْنَ اَوْلِیآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَجِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ وَابْنَ اَصْفِیآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیفَةَ اللهِ وَابْنَ خُلَفائِهِ وَاَبا خَلیفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ سَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا ابْنَ الاَْئِّمَةِ الْهادینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الاَْوْصِیاءِ الرّاشِدینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عِصْمَةَ الْمُتَّقینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اِمامَ الْفائِزینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رُکْنَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا فَرَجَ الْمَلْهُوفینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ الاَْنْبِیاءِ الْمُنْتَجَبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خازِنَ عِلْمِ وَصِیِّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الدّاعی بِحُکْمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا النّاطِقُ بِکِتابِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ الْحُجَجِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا هادِیَ الاُْمَمِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ النِّعَمِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَیْبَةَ الْعِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَفینَةَ الْحِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ، الظّاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثّابِتَةِ فِی الْیَقینِ مَعْرِفَتُهُ، الُْمحْتَجَبِ عَنْ اَعْیُنِ الظّالِمینَ، وَالْمُغَیِّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقینَ، وَالْمُعیدِ رَبُّنا بِهِ الاِْسْلامَ

ص: 594

جَدیداً بَعْدَ الاْنْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الاْنْدِراسِ، اَشْهَدُ یامَوْلایَ اَنَّکَ اَقَمْتَ الصّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَدَعَوْتَ اِلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی اَتاکَ الْیَقینُ، اَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذی لَکُمْ عِنْدَهُ اَنْ یَتَقَبَّلَ زِیارَتی لَکُمْ، وَیَشْکُرَ سَعْیی اِلَیْکُمْ، وَیَسْتَجیبَ دُعائی بِکُمْ، وَیَجْعَلَنی مِنْ اَنْصارِ الْحَقِّ وَاَتْباعِهِ وَاَشْیاعِهِ وَمَوالیهِ وَمُحِبّیهِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ قبّل ضریحه وضع خدّک الایمن علیه ثمّ الایسر وقُل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْهادِی اِلی دینِکَ، وَالدّاعی اِلی سَبیلِکَ، عَلَمِ الْهُدی، وَمَنارِ التُّقی، وَمَعْدِنِ الْحِجی، وَماْوَی النُّهی، وَغَیْثِ الْوَری، وَسَحابِ الْحِکْمَةِ، وَبَحْرِ الْمَوْعِظَةِ، وَوارِثِ الاَئِمَّةِ وَالشَّهیدِ عَلیَ الاُْمَّةِ، الْمَعْصُومِ الْمُهَذَّبِ، وَالْفاضِلِ الْمُقَرَّبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ، الَّذی وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الْکِتابِ، وَاَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطابِ، وَنَصَبْتَهُ عَلَماً لاَِهْلِ قِبْلَتِکَ، وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِکَ، وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلی جَمیعِ خَلیقَتِکَ، اَللّهُمَّ فَکَما اَنابَ بِحُسْنِ الاِْخْلاصِ فی تَوْحیدِکَ، وَاَرْدی مَنْ خاضَ فی تَشْبیهِکَ، وَحامی عَنْ اَهْلِ الاْیمانِ بِکَ، فَصَلِّ یا رَبِّ عَلَیْهِ صَلاةً یَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الْخاشِعینَ وَیَعْلُو فِی الْجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ فی مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّکَ ذُو فَضْل عَظیم وَمَنٍّ جَسیم .

ثمّ تصلّی صلاة الزّیارة ، فاذا فرغت قُل :

یا دائِمُ یا دَیْمُومُ، یا حَیُّ یا قَیُّومُ، یا کاشِفَ الْکَرْبِ وَالْهَمِّ، وَیا فارِجَ الْغَمِّ، وَیا باعِثَ الرُّسُلِ، وَیا صادِقَ الْوَعْدِ، وَیا حَیُّ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِحَبیبِکَ مُحَمَّد وَوَصِیِّهِ عَلِیٍّ ابْنِ عَمِّهِ، وَصِهْرِهِ عَلَی ابْنَتِهِ اللَّذیْنِ خَتَمْتَ بِهِمَا الشَّرایِعَ، وَفَتَحْتَ بِهِمَا التَّأویلَ وَالطَّلایِعَ، فَصَلِّ عَلَیْهِما صَلاةً یَشْهَدُ بِهَا الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ وَیَنْجُوبِهَا الاَْوْلِیاءُ وَالصّالِحُونَ، وَاَتَوَسَّلُ

ص: 595

اِلَیْکَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ والِدَةِ الاَْئِّمَةِ الْمَهْدِیّینَ وَسَیِّدَةِ نِساءِ الْعالَمینَ، الْمُشَفَّعَةِ فی شیعَةِ اَوْلادِهَا الطَّیِّبینَ، فَصَلِّ عَلَیْها صَلاةً دائِمَةً اَبَدَ الاْبِدینَ وَدَهْرَ الدّاهِرینَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِالْحَسَنِ الرَّضِیِّ الطّاهِرِالزَّکِیِّ وَالْحُسَینِ الْمَظْلُومِ الْمَرْضِیِّ الْبَرِّ التَّقِیِّ سَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، الاِْمامَیْنِ الْخَیِّرَیْنِ الطَّیِّبَیْنِ التَّقِیَّیْنِ النَّقِیَّیْنِ الطّاهِرَیْنِ الشَّهیدَیْنِ الْمَظْلُومَیْنِ الْمَقْتُولَیْنِ، فَصَلِّ عَلَیْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ، صَلاةً مُتَوالِیَةً مُتَتالِیَةً، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِالْعابِدینَ الَْمحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظّالِمینَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْباقِرِ الطّاهِرِ النُّورِ الزّاهِرِ، الاِْمامَیْنِ السَّیِّدَیْنِ مِفْتاحَیِ الْبَرَکاتِ وَمِصْباحَیِ الظُّلُمُاتِ فَصَلِّ عَلَیْهِما ما سَری لَیْلٌ وَما اَضآءَ نَهارٌ، صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ عَنِ اللهِ وَالنّاطِقِ فی عِلْمِ اللهِ، وَبِمُوسَی بْنِ جَعْفَر الْعَبْدِ الصّالِحِ فی نَفْسِهِ وَاْلَوصِیِّ النّاصِحِ، الاِْمامَیْنِ الْهادِیَیْنِ الْمَهْدِیَّیْنِ الْوافِیَیْنِ الْکافِیَیْنِ، فَصَلِّ عَلَیْهِما ما سَبَّحَ لَکَ مَلَکٌ وَتَحَرَّکَ لَکَ فَلَکٌ، صَلاةً تُنْمی وَتَزیدُ وَلا تَفْنی وَلا تَبیدُ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضا، وَبِمُحَّمَدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی الاِْمامَیْنِ الْمُطَهَّرَیْنِ الْمُنْتَجَبَیْنِ، فَصَلِّ عَلَیْهِما ما اَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ، صَلاةً تُرَقّیهِما اِلی رِضْوانِکَ فِی الْعِلِّیّینَ مِنْ جِنانِکَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِعَلیِّ بْنِ مُحَمَّد الرّاشِدِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْهادِی، الْقائِمَیْنِ بِاَمْرِ عِبادِکَ الُْمخْتَبَرَیْنِ بِالِْمحَنِ الْهایِلَةِ وَالصّابِرَیْنِ فِی الاِْحَنِ الْمائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَیْهِما کِفاءَ اَجْرِ الصّابِرینَ وَاِزاءَ ثَوابِ الْفائِزینَ، صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُمَا الرِّفْعَةَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ یا رَبِّ بِاِمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنَا، الْیَوْمِ الْمَوْعُودِ وَالشّاهِدِ الْمَشْهُودِ، وَالنُّورِ الاَْزْهَرِ وَالْضِّیاءِ الاَْنْوَرِ، الْمَنْصُورِ بِالْرُّعْبِ وَالْمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَیْهِ عَدَدَ الَّثمَرِ وَاَوْراقِ الشَّجَرِ وَاَجْزاءِ الْمَدَرِ وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، وَعَدَدَ ما اَحاطَ بِهِ عِلْمُکَ وَاَحْصاهُ کِتابُکَ، صَلاةً یَغْبِطُهُ بَها الاَْوَّلُونَ وَالاْخِروُنَ اَللّهُمَّ وَاحْشُرْنا فی زُمْرَتِهِ، وَاحْفَظْنا عَلی طاعَتِهِ، وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ، وَاَتْحِفْنا بِوِلایَتِهِ، وَانْصُرْنا عَلی اَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ، وَاجْعَلْنا یارَبِّ مِنَ التَّوّابینَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ

ص: 596

وَاِنَّ اِبْلیسَ الْمُتَمَرِّدَ الّلَّعینَ قَد اسْتَنْظَرَکَ لاِِغْواءِ خَلْقِکَ فَاَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَکَ لاِِضْلالِ عَبیدِکَ فَامْهَلْتَهُ، بِسابِقِ عِلْمِکَ فیهِ، وَقَدْ عَشَّشَ وَکَثُرَتْ جُنُودُهُ، وَازْدَحَمَتْ جُیُوشُهُ، وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ فی اَقْطارِ الاَْرْضِ، فَاَضَلُّوا عِبادَکَ وَاَفْسَدُوا دینَکَ، وَحَرَّفُوا الْکَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ، وَجَعَلُوا عِبادَکَ شِیَعاً مُتَفَرِّقینَ وَاَحْزاباً مُتَمَرِّدینَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْیانِهِ وَتَمْزیقَ شَأنِهِ، فَاَهْلِکْ اَوْلادَهُ وَجُیُوشَهُ، وَطَهِّرْ بِلادَکَ مِنِ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ، وَاَرِحْ عِبادَکَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِیاساتِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَیْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَکَ وَاَظْهِرْ دینَکَ، وَقَوِّ اَوْلِیآءَکَ وَاَوْهِنْ اَعْدآءَکَ وَاَوْرِثْ دِیارَ اِبْلیسَ وَدِیارَ اَوْلِیائِهِ اَوْلِیاءَکَ وَخَلِّدْهُمْ فِی الْجَحیمِ وَاَذِقْهُمْ مِنْ الْعَذابِ الاَْلیمِ، وَاجْعَلْ لَعائِنَکَ الْمُسْتَوْدَعَةَ فی مَناحِسِ الْخِلْقَةِ وَمَشاویهِ الْفِطْرَةِ دائِرَةً عَلَیْهِمْ وَمُوَکَّلَةً بِهِمْ وَجارِیَةً فیهِمْ کُلَّ صَباح وَمَسآء وَغُدُوّ وَرَواح، رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِکَ عَذابَ النّارِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ ادعُ بما تحبّ لنفسک ولاخوانک ثمّ تزُور ملیکة الدّنیا والاخرة أمّ القائم، ( علیها السلام ) وقبرها خلف ضریح مولانا الحسن العسکری ( علیه السلام ) ، فتقول :

اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ الصّادِقِ الاَْمینِ، اَلسَّلامُ عَلی مَوْلانا اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةِ الطّاهِرینَ الْحُجَجِ الْمَیامینِ، اَلسَّلامُ عَلی والِدَةِ الاِْمامِ وَالْمُودَعَةِ اَسْرارَ الْمَلِکِ الْعَلاّمِ، وَالْحامِلَةِ لاَِشْرَفِ الاَْنامِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الصِّدّیقَةُ الْمَرضِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا شَبیهَةَ اُمِّ مُوسی وَابْنَةَ حَوارِیِّ عیسی، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ اَیَّتُهَا اْلمَنْعُوتَةُ فِی الاِْنْجیلِ الَْمخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ اللهِ الاَْمینِ، وَمَنْ رَغِبَ فی وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَیِّدُ الْمُرْسَلینَ، وَالْمُسْتَوْدَعَةُ اَسْرارَ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ وَعَلی آبائِکِ الْحَوارِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ وَعَلی بَعْلِکِ وَوَلَدِکِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ وَعَلی رُوحِکِ وَبَدَنِکِ الطّاهِرِ، اَشْهَدُ اَنَّکِ اَحْسَنْتِ الْکَفالَةَ، وَاَدَّیْتِ الاَْمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فی مَرْضاتِ اللهِ، وَصَبَرْتِ

ص: 597

فی ذاتِ اللهِ، وَحَفِظْتِ سِرَّ اللهِ، وَحَمَلْتِ وَلِیَّ اللهِ، وَبالَغْتِ فی حِفْظِ حُجَّةِ اللهِ، وَرَغِبْتِ فی وُصْلَةِ اَبْناءِ رَسُولِ اللهِ، عارِفَةً بِحَقِّهِمْ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ، مُسْتَبْصِرَةً بِاَمْرِهِمْ، مُشْفِقَةً عَلَیْهِمْ، مُؤْثِرَةً هَواهُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّکِ مَضَیْتِ عَلی بَصیرَة مِنْ اَمْرِکِ، مُقْتَدِیَةً بِالصّالِحینَ، راضِیَةً مَرْضِیَّةً تَقِیَّةً نَقِیَّةً زَکِیَّةً، فَرَضِیَ اللهُ عَنْکِ وَاَرْضاکِ، وَجَعَلَ اْلجَنَّةَ مَنْزِلَکِ وَمَأواکِ فَلَقَدْ اَوْلاکِ مِنَ الْخَیْراتِ ما اَوْلاکِ، وَاَعْطاکِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ اَغْناکِ، فَهَنّاکِ اللهُ بِما مَنَحَکِ مِنَ الْکَرامَةِ وَأمْرَاَکِ .

ثمّ ترفع رأسک وتقول :

اَللّهُمَّ اِیّاکَ اعْتَمَدْتُ، وَلِرِضاکَ طَلَبْتُ، وَبِاَوْلِیائِکَ اِلَیْکَ تَوَسَّلْتُ، وَعَلی غُفْرانِکَ وَحِلْمِکَ اتَّکَلْتُ، وَبِکَ اعْتَصَمْتُ، وَبِقَبْرِ اُمِّ وَلِیِّکَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَانْفَعْنی بِزِیارَتِها، وَثَبِّتْنی عَلی مَحَبَّتِها، وَلا تَحْرِمْنی شَفاعَتَها، وَشَفاعَةَ وَلَدِها، وَارْزُقْنی مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنی مَعَها وَمَعَ وَلَدِها کَما وَفَّقْتَنی لِزِیارَةِ وَلَدِها وَزِیارَتِها، اَللّهُمَّ اِنّی اَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ بِالاَْئِمَّةِ الطّاهِرینَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِالْحُجَجِ الْمَیامینِ مِنْ آلِ طه وَیس، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّیِّبینَ، وَاَنْ تَجْعَلَنی مِنَ الْمُطْمَئِنّینَ الْفائِزینَ الْفَرِحینَ الْمُسْتَبْشِرینَ، الَّذینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ وَاجْعَلْنی مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْیَهُ، وَیَسَّرْتَ اَمْرَهُ، وَکَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَآمَنْتَ خَوْفَهُ، اَللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی اِیّاها، وَاْرزُقْنی الْعَوْدَ اِلَیْها اَبَداً ما اَبْقَیْتَنی، وَاِذا تَوَفَّیْتَنی فَاحْشُرْنی فی زُمْرَتِها، وَاَدْخِلْنی فی شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفَاعَتِها، وَاغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَلِلْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِکَ عَذابَ النّارِ، وَاَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا ساداتی وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

أقول : روی عن زید الشّحّام ، قال : قلت للصّادق ( علیه السلام ) : ما لمن زار واحداً منکم ؟ قال : کمن زار رسول الله ( صلی

ص: 598

الله علیه وآله وسلم ) ، وقد أسلفنا الرّوایة عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : من زار اماماً مفترض الطّاعة وصلّی عنده أربع رکعات کتبت له حجّة وعمرة. وقد ذکرنا فی کتاب هدیّة الزّائرین فضائل حکیمة بنت الامام محمّد التّقی ( علیه السلام ) وقبرها الشّریف ممّا یلی رجلی العسکریّین ( علیهما السلام ) مُتّصل بضریحیهما وقلنا هناک انّ کتب الزّیارة لم تخصها بزیارة خاصة مع ما لها من رفیع المنزلة، فینبغی أن تُزار بالزیارة العامّة لاولاد الائمة ( علیهم السلام ) أو تُزار بما ورد لزیارة عمّتها الکریمة فاطِمة بنت موسی ( علیه السلام ) بأن تستقبل القبلة وتقول :

اَلسَّلامُ عَلی آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اِبْراهیَم خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَیْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ عَلِیَّ بْنَ أبی طالِب وَصِیَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا سِبْطَیِ الرَّحْمَةِ وَسَیَّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَ الْعابِدینَ وَقُرَّةَ عَیْنِ النّاظِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُوسَی بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الْطُّهْرَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ التَّقِیَّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد النِّقِیَّ النّاصِحَ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ اَلسَّلامُ عَلَی الْوَصِیِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّهُمَّ

ص: 599

صَلِّ عَلی نُورِکَ وَسِراجِکَ وَوَلِیِّ وَلِیِّکَ وَوَصِی،ِّ وَصِیِّکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدیجَةَ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ اَمیرِ الْمُؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ وَلِیِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا اُخْتَ وَلِیِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا عَمَّةَ وَلِیِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ التَّقِیِّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلَیْکِ عَرَّفَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکُمْ فی الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فی زُمْرَتِکُمْ وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِیِّکُمْ، وَسَقانا بِکَأسِ جَدِّکُمْ مِنْ یَدِ عَلِیِّ بْنِ أبی طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَیکُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ یُرِیَنا فیکُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ یَجْمَعَنا وَاِیّاکُمْ فی زُمْرَةِ جَدِّکُمْ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا یَسْلُبَنا مَعْرِفَتَکُمْ اِنَّهُ وَلِیٌّ قَدیرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِحُبِّکُمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِکُمْ، وَالتَّسْلیمِ اِلَی اللهِ راضِیاً بِهِ غَیْرَ مُنْکِر وَلا مُسْتَکْبِر، وَعَلی یَقینِ ما اَتی بِهِ مُحَمَّدٌ، وَ بِهِ راض نَطْلُبُ بِذلِکَ وَجْهَکَ یا سَیِّدی اَللّهُمَّ وَرِضاکَ وَالدّارَ الاْخِرَةَ، یا حَکیمَةُ اشْفَعی لی فِی الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَکِ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأن،ِ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تَخْتِمَ لی بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّی ما اَنَا فیهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلّا بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، اَللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِکَرَمِکَ وَعِزَّتِکَ وَبِرَحْمَتِکَ وَعافِیَتِکَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : عند قبر العسکریّین ( علیهما السلام ) علی المشهور قبُور عصبة من السادة العظام منهم حسین ابن الامام علی النّقی ( علیه السلام ) ، وانّی لم أقف علی حال الحسین هذا وقوفاً، ویبدو لی انّه من أعاظم السّادة واجلاّئهم ، فقد استفدت من بعض الاحادیث انّه کان یعبّر عن

ص: 600

مولانا الامام الحسن العسکریّ ( علیه السلام ) وأخیه الحسین هذا بالسّبطین تشبیهاً لهما بسبطی نبیّ الرحمة جدّیهما الامامین الحسن والحسین ( علیهما السلام ) .

وقد ورد فی حدیث أبی الطّیب انّ صوت الحجّة صلوات الله علیه کان یشبه صوت الحسین .. وقد قال والفقیه المحدّث الحکیم السّید أحمد الاردکانی الیزدی فی کتاب شجرة الاولیاء عند ذکره أولاد الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) : انّ ابنه الحسین کان من الزّهاد والعبّاد وکان یقرّ لاخیه بالامامة، ولعلّ المتتبّع البصیر یعثر علی غیر ما وقفنا علیه ممّا یؤمی الی فضله وجلاله .

واعلم ایضاً انّ للسّید محمّد ابن الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) مزار مشهور قرب قریة البلد، وهو معروف بالفضل والجلال وبما یبدیه من الکرامات الخارقة للعادات، ویتشرّف زیارته عامّة الخلایق ینذرُون له النّذر ویهدون الیه الهدایا الکثیرة ویسألون عنده حوائجهم والعرب فی تلک المنطقة تهابه وتخشاه وتحسب له الحساب .

وقد برز منه کما یحکی کرامات کثیرة لا یسع المقام ذکرها، ویکفیه فضلاً وشرفاً انّه کان أهلاً للامامة وکان أکبر أولاد الامام الهادی ( علیه السلام ) وقد شقّ جیبه فی عزائه الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) ، وکان شیخنا ثقة الاسلام النّوری نوّر الله مرقده یعتقد فی زیارته اعتقاداً راسخاً وهو قد سعی لتعمیر بقعته الشّریفة وضریحه وکتب علی ضریحه الشّریف : هذا مرقد السّید الجلیل أبی جعفر محمّد ابن الامام أبی الحسن علیّ الهادی ( علیه السلام ) عظیم الشّأن ، جلیل القدر ، کانت الشّیعة تزعم انّه الامام بعد أبیه ( علیه السلام ) ، فلمّا توفی نصّ أبوه علی أخیه أبی محمّد الزّکی (

ص: 601

علیه السلام ) وقال له : أحدث لله شکراً فقد أحدث فیک أمراً، خلّفه أبوه فی المدینة طفلاً وقدم علیه فی سامِرّاء مشتدّاً ونهض الی الرّجوع الی الحجاز، ولمّا بلغ بلد علی تِسعة فراسخ مرض وتوفّی ومشهده هناک، ولمّا توفّی شقّ أبو محمّد ( علیه السلام ) علیه ثوبه وقال فی جواب من عابه علیه : قد شقّ موسی علی أخیه هارون . وکانت وفاته فی حدود اثنین وخمسین بعد المائتین، وعلی أیّ حال فاذا شئت أن تودع العسکریّین ( علیهما السلام ) فقف علی القبر الطاهر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا وَلِیَّیِ اللهِ، اَسْتَوْدِعُکُمَا اللهَ وَاَقْرَأُ عَلَیْکُما اَلسَّلامُ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ اکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیارَتی اِیّاهُما، وَارْزُقْنِی الْعَوْدَ اِلَیْهِما، وَاحْشُرْنی مَعَهُما وَمَعَ آبائِهِمَا الطّاهِرینَ وَالْقآئِمِ الْحُجَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِما یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

المقامُ الثّانی : فی آداب السّرداب الطّاهر وصفة زیارة حجّة الله علی العباد وبقیّة الله فی البلاد الامام المهدی الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله علیه وعلی آبائه .

وعلینا أن نصدّر المقصد بالتّنبیه علی أمر تحدّثنا عنه فی کتاب الهدیة نقلاً عن کتاب التحیّة وهو انّ هذا السّرداب الطّاهر هو قسم من دارهما ( علیهما السلام ) ، وقبلما یشید هذا البناء الحدیث ( الصّحن والحرم والقبّة ) کان المدخل الی السّرداب خلف القبر عند مرقد السّیدة نرجس ( نرجس خاتون ) ولعلّه الان واقع فی الرّواق ، فکان ینحدر الی مسلک مظلم طویل ینتهی بباب یفتح وسط سرداب الغیبة، والسّرداب فی عصرنا الحاضر مزخرف بالمرایا وله فی جانب القبلة نافذة الی صحن العسکریّین ( علیهما السلام ) ، وموضع الباب السّابق معلّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشانی ، فکانت الزّیارات وغیرها لهؤلاء الائمة الثّلاث تؤدّی کلّها من حرم واحد ولذلک نجد الشهید الاول فی المزار یعقب زیارة العسکریّین

ص: 602

( علیهما السلام ) بزیارة السّرداب ثمّ یذکر زیارة السّیدة نرجس، ومنذ مائة وبضعة سنین تأهّب للبناء المؤیّد المُسدّد احمد خان الدّنبلی وافرز بما أنفقه من المبلغ الخطیر صحن الامامین ( علیهما السلام ) کما هو الان، وشیّد الرّوضة والرّواق والقبّة الشّامخة واسّس للسّرداب الطّاهر الصّحن الخاص والایوان والمدخل والدّهلیز، کما شیّد للنّساء سرداباً خاصّاً کما هو قائم الان، فطمست معالم ما کان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحی جمیع آثاره ، فزال بذلک مورد بعض الاداب المأثورة، ولکن أصل السّرداب الشّریف وهو موضِع جملة من الزّیارات باق لم یتغیّر ، وأمّا الاستئذان لدخول السّرداب فلم یسقط بانسداد المدخل السّابق فلکلّ زیارة استئذان کما دلّ علیه الاستقراء ، ونجد العلماء کذلک یصرحون بلزوم الاستئذان تأدّباً للدّخول من أیّ باب اعتید الدّخول منه الی حرم امام من الائمة ( علیهم السلام ) . والان نبدأ فی صفة الزّیارة .

اعلم انّ الاستئذان الخاص المأثور لدخول السّرداب هو الزّیارة الاتیة التی مفتتحها اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیفَةَ اللهِ وتنتهی بالاستئذان ویُزار بها علی باب السّرداب قبل النّزول الیه .

وقد أورد السّید ابن طاوُس ( رحمه الله ) استئذاناً آخر یقرب من الاستئذان العام الاوّل الذی أوردناه فی الفصل الثّانی من باب الزّیارات وأورد العلامة المجلسی ( رحمه الله ) استئذاناً آخر حکاه عن نسخة قدیمة وأوّلها اَللّهُمَّ اِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها وهو ما عقّبنا به الاستئذان العامّ المذکور ، فارجع الیه واستأذن به ثمّ انزل الی السّرداب وزره ( علیه السلام ) بما روی عنه نفسه الشّریفة کما عن الشّیخ الجلیل احمد بن أبی طالب الطّبرسی فی کتاب الاحتجاج انّه خرج من النّاحیة المقدّسة الی

ص: 603

محمّد الحمیری بعد الجواب عن المسائل التی سألها بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ لا لاَِمْرِهِ تَعْقِلُونَ وَلا مِنْ اَوْلِیائِهِ تَقْبَلُونَ حِکْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِی النُّذُرِ ( عن قوم لایؤمنون ) اَلسَّلامُ عَلَیْنا وَعَلی عِبادِ اللهِ الصّالِحینَ، اذا أردتم التّوجه بنا الی الله تعالی والینا فتقولوا کما قال الله تعالی :

سَلامٌ عَلی آلِ یس، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا داعِیَ اللهِ وَرَبّانِیَ آیاتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بابَ اللهِ وَدَیّانَ دینِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ وَدَلیلَ اِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا تالِیَ کِتابِ اللهِ وَتَرْجُمانَهُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ فی آناءِ لَیْلِکَ وَاَطْرافِ نَهارِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَقِیَّةَ اللهِ فی اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا میثاقَ اللهِ الَّذی اَخَذَهُ وَوَکَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَعْدَ اللهِ الَّذی ضَمِنَهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَیْرَ مَکْذوُب، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تَقوُمُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تَقْرَأُ وَتُبَیِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تُصَلّی وَتَقْنُتُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تَرْکَعُ وَتَسْجُدُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تُهَلِّلُ وَتُکَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ حینَ تُصْبِحُ وَتُمْسی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ فِی اللَّیْلِ اِذا یَغْشی وَالنَّهارِ اِذا تَجَلّی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الاِْمامُ الْمَأمُونِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ بِجَوامِعِ السَّلام اُشْهِدُکَ یا مَوْلایَ اَنّی اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسوُلُهُ لا حَبیبَ اِلا هُوَ وَاَهْلُهُ، وَاُشْهِدُکَ یا مَوْلایَ اَنَّ عَلِیّاً اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ حُجَّتُهُ وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالْحُسَیْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍّ حُجَّتُهُ، وَموُسَی بْنَ جَعْفَر حُجَّتُهُ، وَعَلِیَّ بْنَ موُسی حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ

ص: 604

بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ حُجَّةُ اللهِ، اَنْتُمُ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ وَاَنَّ رَجْعَتَکُمْ حَقٌّ لا رَیْبَ فیها یَوْمَ لا یَنْفَعُ نَفْساً ایمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ اَوْ کَسَبَتْ فی ایمانِها خَیْراً، وَاَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَاَنَّ ناکِراً وَنَکیراً حَقٌّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعَثَ حَقٌّ، وَاَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَالْمیزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعیدَ بِهِما حَّق، یا مَوْلایَ شَقِیَ مَنْ خالَفَکُمْ وَسَعِدَ مَنْ اَطاعَکُمْ، فَاَشْهَدْ عَلی ما اَشْهَدْتُکَ عَلَیْهِ، وَاَنَا وَلِیٌّ لَکَ بَریٌ مِنْ عَدُوِّکَ، فَالْحَقُّ ما رَضیتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما اَسْخَطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما اَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْکَرُ ما نَهَیْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسی مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِاَمیرِ الْمُؤْمِنینَ وَبِکُمْ یا مَوْلایَ اَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ، وَنُصْرَتی مُعَدَّةٌ لَکُمْ وَمَوَدَّتی خالِصَةٌ لَکُمْ آمینَ آمینَ .

الدّعآء عقیب هذا القول :

اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد نَبِیِّ رَحْمَتِکَ وَکَلِمَةِ نُورِکَ، وَاَنْ تَمْلاََ قَلْبی نُورَ الْیَقینِ وَصَدْری نوُرَ الاْیمانِ وَفِکْری نُورَ النِّیّاتِ، وَعَزْمی نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتی نُورَ الْعَمَلِ، وَلِسانی نُورَ الصِّدْقِ، وَدینی نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِکَ، وَبَصَری نُورَ الضِّیاءِ، وَسَمْعی نُورَ الْحِکْمَةِ، وَمَوَدَّتی نُورَ الْمُوالاةِ لُِمحَمَّد وَآلِهِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ حَتّی اَلْقاکَ وَقَدْ وَفَیْتُ بِعَهْدِکَ وَمیثاقِکَ فَتُغَشّیَنی رَحْمَتَکَ یا وَلِیُّ یا حَمیدُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد حُجَّتِکَ فی اَرْضِکَ، وَخَلیفَتِکَ فی بِلادِکَ، وَالدّاعی اِلی سَبیلِکَ، وَالْقائِمِ بِقِسْطِکَ، وَالثّائِرِ بِاَمْرِکَ، وَلِیِّ الْمُؤْمِنینَ وَبَوارِ الْکافِرینَ، وَمُجَلِّی الظُّلْمَةِ، وَمُنیرِ الْحَقِّ، وَالنّاطِقِ بِالْحِکْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَکَلِمَتِکَ التّآمَّةِ فی اَرْضِکَ، الْمُرْتَقِبِ الْخآئِفِ وَالْوَلِیِّ النّاصِحِ، سَفینَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الْهُدی وَنُورِ اَبْصارِ الْوَری، وَخَیْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدی، وَمُجَلِّی الْعَمَی الَّذی یَمْلاَُ الاَْرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً کَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابْنِ اَوْلِیائِکَ الَّذینَ

ص: 605

فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَاَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَاَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهیراً، اَللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدینِکَ وَانْصُرْ بِهِ اَوْلِیاءِکَ وَاَوْلِیاءِهِ وَشیعَتَهُ وَاَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اَللّهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ کُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَمیعِ خَلْقِکَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَیْنَ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ یَمینِهِ وَعَنْ شَمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ اَنْ یوُصَلَ اِلَیْهِ بِسُوء وَاحْفَظْ فیهِ رَسُولَکَ، وَآلِ رَسوُلِکَ وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَاَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِریهِ، وَاخْذُلْ خاذِلیهِ، وَاقْصِمْ قاصِمیهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْکُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْکُفّارَ وَالْمُنافِقینَ وَجَمیعَ الْمُلْحِدینَ حَیْثُ کانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلاَْ بِهِ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَظْهِرْ بِهِ دینَ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِی اللّهُمَّ مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَاَتْباعِهِ وَشیعَتِهِ، وَاَرِنی فی آلِ مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ ما یَأمُلُونَ وَفی عَدُوِّهِمْ ما یَحْذَرُونَ، اِلهَ الْحَقِّ آمینَ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

زیارة أخری منقولة عن الکتب المعتبرة

قِف علی باب حرمه الشریف وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَلیفةَ اللهِ وَخَلَیفةَ آبائِهِ الْمَهْدِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَصِیَّ الاَْوْصِیاءِ الْماضینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حافِظَ اَسْرارِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بَقِیَّةَ اللهِ مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الاَْنْوارِ الزّاهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الاَْعْلامِ الْباهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْعِتْرَةِ الطّاهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَعْدِنَ الْعُلُومِ النَّبَوِیَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا بابَ اللهِ الَّذی لا یُؤْتی اِلّا مِنْهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَبیلَ اللهِ الَّذی مَنْ سَلَکَ غَیْرَهُ هَلَکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبی وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نُورَ اللهِ الَّذی لا یُطْفی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ الَّتی لا تَخْفی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللهِ عَلی مَنْ فِی الاَْرْضِ وَالسَّمآءِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ سَلامَ مَنْ عَرَفَکَ بِما عَرَّفَکَ بِهِ اللهُ، وَنَعَتَکَ بِبَعْضِ نُعُوتِکَ الَّتی اَنْتَ اَهْلُها

ص: 606

وَفَوْقُها، اَشْهَدُ اَنَّکَ الْحُجَّةُ عَلی مَنْ مَضی وَمَنْ بَقِیَ، وَاَنَّ حِزْبَکَ هُمُ الْغالِبُونَ وَاَوْلِیاءَکَ هُمُ الْفائِزُونَ وَاَعْداءَکَ هُمُ الْخاسِرُونَ، وَاَنَّکَ خازِنُ کُلِّ عِلْم، وَفاتِقُ کُلِّ رَتْق، وَمُحَقِّقُ کُلِّ حَقٍّ، وَمُبْطِلُ کُلِّ باطِل، رَضیتُکَ یا مَوْلایَ اِماماً وَهادِیاً وَوَلِیّاً وَمُرْشِداً، لا اَبْتَغی بِکَ بَدَلاً وَلا اَتَّخِذُ مِنْ دُونِکَ وَلِیّاً، اَشْهَدُ اَنَّکَ الْحَقُّ الثّابِتُ الَّذی لا عَیْبَ فیهِ، وَاَنَّ وَعْدَ اللهِ فیکَ حَقٌّ لا اَرْتابُ لِطُولِ الغَیْبَةِ وَبُعْدِ الاَْمَدِ، وَلا اَتَحَیَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَکَ وَجَهِلَ بِکَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لاَِیّامِکَ، وَاَنْتَ الشّافِعُ الَّذی لا تُنازَعُ، و الْوَلِیُّ الَّذی لا تُدافَعُ، ذَخَرَکَ اللهُ لِنُصْرَةِ الدّینِ وَاِعْزازِ الْمُؤْمِنینَ، وَالاْنْتِقامِ مِنَ الْجاحِدینَ الْمارِقینَ، اَشْهَدُ اَنَّ بِوِلایَتِکَ تُقْبَلُ الاَْعْمالُ، وَتُزَکَّی الاَْفْعالُ، وَتُضاعَفُ الْحَسَناتُ، وَتُمْحَی السَّیِّئاتُ، فَمَنْ جاءَ بِوِلایَتِکَ وَاعْتَرَفَ بِاِمامَتِکَ قُبِلَتْ اَعْمالُهُ وَصُدِّقَتْ اَقْوالُهُ وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ وَمُحِیَتْ سَیِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلایَتِکَ وَجَهِلَ مَعْرِفَتَکَ وَاسْتَبْدَلَ بِکَ غَیْرَکَ کَبَّهُ اللهُ عَلی مَنْخَرِهِ فِی النّارِ، وَلَمْ یَقْبَلِ اللهُ لَهُ عَمَلاً وَلَمْ یُقِمْ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً، اُشْهِدُ اللهَ و اُشْهِدُ مَلائِکَتَهُ وَاُشْهِدُکَ یا مَوْلایَ بِهذا، ظاهِرُهُ کَباطِنِهِ وَسِرُّهُ کَعَلانِیَتِهِ، وَاَنْتَ الشّاهِدُ عَلی ذلِکَ، وَهُوَ عَهْدی اِلَیْکَ وَمیثاقی لَدَیْکَ، اِذْ اَنْتَ نِظامُ الدّینِ، وَیَعْسُوبُ الْمُتَّقینَ، وَعِزُّ الْمُوَحِّدینَ، وَبِذلِکَ اَمَرَنی رَبُّ الْعالَمینَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ، وَتَمادَتِ الاَْعْمارُ، لَمْ اَزْدَدْ فیکَ اِلّا یَقیناً وَلَکَ اِلّا حُبّاً، وَعَلَیْکَ اِلّا مُتَّکَلاً وَمُعْتَمَداً، وَلِظُهُورِکَ اِلّا مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِرَاً، وَلِجِهادی بَیْنَ یَدَیْکَ مُتَرَقِّباً، فَاَبْذُلُ نَفْسی وَمالی وَوَلَدی وَاَهْلی وَجَمیعَ ما خَوَّلَنی رَبّی بَیْنَ یَدَیْکَ وَالتَّصَرُّفَ بَیْنَ اَمْرِکَ وَنَهْیِکَ، مَوْلایَ فَاِنْ اَدْرَکْتُ اَیّامَکَ الزّاهِرَةَ وَاَعْلامَکَ الْباهِرَةَ فَها اَنَا ذا عَبْدُکَ الْمُتَصَرِّفُ بَیْنَ اَمْرِکَ وَنَهْیِکَ، اَرْجُو بِهِ الشَهادَةَ بَیْنَ یَدَیْکَ وَالْفَوْزَ لَدَیْکَ، مَوْلایَ فَاِنْ اَدْرَکَنِی الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِکَ فَاِنّی اَتَوَسَّلُ بِکَ وَبِابائِکَ الطّاهِرینَ اِلَی

ص: 607

اللهِ تَعالی وَاَسْأَلُهُ اَنْ یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ یَجْعَلَ لی کَرَّةً فی ظُهُورِکَ وَرَجْعَةً فی اَیّامِکَ، لاَِبْلُغَ مِنْ طاعَتِکَ مُرادی وَاَشْفِیَ مِنْ اَعْدآئِکَ فُؤادی، مَوْلایَ وَقَفْتُ فی زِیارَتِکَ مَوْقِفَ الْخاطِئینَ النّادِمینَ الْخائِفینَ مِنْ عِقابِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَقَدِ اتَّکَلْتُ عَلی شَفاعَتِکَ، وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِکَ وَشَفاعَتِکَ مَحْوَ ذُنُوبی، وَسَتْرَ عُیُوبی، وَمَغْفِرَةَ زَلَلی، فَکُنْ لِوَلِیِّکَ یا مَوْلایَ عِنْدَ تَحْقیقِ اَمَلِهِ وَاسْأَلِ اللهَ غُفْرانَ زَلَلِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِکَ، وَتَمَسَّکَ بِوِلایَتِکَ، وَتَبَرَّأَ مِنْ اَعْدائِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْجِزْ لِوَلِیِّکَ ما وَعَدْتَهُ، اَللّهُمَّ اَظْهِرْ کَلِمَتَهُ، وَاَعْلِ دَعْوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلی عَدُوِّهِ وَعَدُوِّکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَظْهِرْ کَلِمَتَکَ التّامَّةَ وَمُغَیَّبَکَ فی اَرْضِکَ الْخآئِفَ الْمُتَرَقِّبَ، اَللّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزیزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاًیَسیراً، اَللّهُمَّ وَاَعِزَّ بِهِ الدّینَ بَعْدَ الْخُمُولِ، وَاَطْلِعْ بِهِ الْحَقَّ بَعْدَ الاُْفُولِ، وَاَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاکْشِفْ بِهِ الْغُمَّةَ، اَللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ الْبِلادَ، وَاهْدِ بِهِ الْعِبادَ، اَللّهُمَّ امْلاَْ بِهِ الاَْرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً کَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوراً اِنَّکَ سَمیعٌ مُجیبٌ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا وَلِیَّ اللهِ، اْئْذَنْ لِوَلِیِّکَ فی الدُّخُولِ اِلی حَرَمِکَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَعَلی آبائِکَ الطّاهِرینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

ثمّ ائت سرداب الغیبة وقف بین البابین ماسکاً جانب الباب بیدک ثمّ تنحنح کالمُستأذن وقُل : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ وانزل بسکینة وحضور قلب وصلّ رکعتین فی عرصة السّرداب وقُل :

اللهُ اَکْبَرُ اللهُ اَکْبَرُ اللهُ اَکْبَرُ، لا اِلهَ اِلّا اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَعَرَّفَنا اَوْلِیاءَهُ وَاَعْداءَهُ وَوَفَّقَنا لِزِیارَةِ اَئِمَّتِنا، وَلَمْ یَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدینَ النّاصِبینَ، وَلا مِنَ الْغُلاةِ الْمُفَوِّضینَ، وَلا مِنَ الْمُرْتابینَ الْمُقَصِّرینَ، اَلسَّلامُ عَلی وَلِیِّ اللهِ وَابْنِ اَوْلِیآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلی الْمُدَّخَرِ لِکَرامَةِ اَوْلِیاءِ اللهِ وَبَوارِ اَعْداءِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی

ص: 608

النُّورِ الَّذی اَرادَ اَهْلُ الْکُفْرِ اِطْفاءَهُ فَاَبَی اللهُ اِلّا اَنْ یُتِمَّ نُورَهُ بِکُرْهِهِمْ، وَاَیَّدَهُ بِالْحَیاةِ حَتّی یُظْهِرَ عَلی یَدِهِ الْحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، اَشْهَدُ اَنَّ الله اصْطَفاکَ صَغیراً وَاَکْمَلَ لَکَ عُلُومَهُ کَبیراً، وَاَنَّکَ حَیٌّ لا تَمُوتُ حَتّی تُبْطِلَ الْجِبْتَ وَالطّاغُوتَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَعَلی خُدّامِهِ وَاَعْوانِهِ عَلی غَیْبَتِهِ وَنَأیِهِ وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزیزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلاً حَریزاً، وَاشْدُدِ اَللّهُمَّ وَطْأَتَکَ عَلی مُعانِدیه، وَاحْرُس مَوالِیَهُ وَزائِریهِ، اَللّهُمَّ کَما جَعَلْتَ قَلْبی بِذِکْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلاحی بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَاِنْ حالَ بَیْنی وَبَیْنَ لِقائِهِ الْمَوْتُ الَّذی جَعَلْتَهُ عَلی عِبادِکَ حَتْماً وَاَقْدَرْتَ بِهِ عَلی خَلیقَتِکَ رَغْماً، فَابْعَثْنی عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتی مُؤْتَزِراً کَفَنی حَتّی اُجاهِدَ بَیْنَ یَدَیْهِ فی الصَّفِّ الَّذی اَثْنَیْتَ عَلی اَهْلِهِ فی کِتابِکَ فَقُلْتَ: «کَاَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ» اَللّهُمَّ طالَ الاْنْتِظارُ وَشَمِتَ مِنَّا الْفُجّارُ، وَصَعُبَ عَلَیْنَا الاِْنْتِصارُ، اَللّهُمَّ اَرِنا وَجْهَ وَلِیِّکَ الْمَیْمُونِ فی حَیاتِنا وَبَعْدَ اْلَمنُونِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَدینُ لَکَ بِالرَّجْعَةِ بَیْنَ یَدَیْ صاحِبِ هذِهِ اَلْبُقْعَةِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ یا صاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ فی وُصْلَتِکَ الْخُلاّنَ، وَهَجَرْتُ لِزِیارَتِکَ الاَْوْطانَ، وَاَخْفَیْتُ اَمْری عَنْ اَهْلِ الْبُلْدانِ، لِتَکُونَ شَفیعاً عِنْدَ رَبِّکَ وَرَبّی اِلی آبآئِکَ وَمَوالِیَّ فی حُسْنِ التَّوْفیقِ لی وِاِسْباغِ النِّعْمَةِ عَلِیَّ، وَسَوْقِ الاِْحْسانِ اِلَیَّ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَصْحابِ الْحَقِّ وَقادَةِ الْخَلْقِ، وَاْسْتَجِبْ مِنّی ما دَعَوْتُکَ، وَاَعْطِنی ما لَمْ اَنْطِقْ بِهِ فی دُعآئی مِنْ صَلاحِ دینی وَدُنْیایَ، اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ وَصَلِّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرینَ .

ثمّ ادخل الصّفة فصلّ رکعتین وقُل :

اَللّهُمَّ عَبْدُکَ الزّائِرُ فی فِناءِ وَلِیِّکَ الْمَزُورِ الَّذی فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَی الْعَبیدِ وَالاَْحْرارِ، وَاَنْقَذْتَ بِهِ اَوْلِیاءَکَ مِنْ عَذابِ النّارِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْها زِیارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعآء مُسْتَجاب مِنْ مُصَدِّق بِوَلِیِّکَ غَیْرِمُرْتاب،اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِیارَتِهِ،

ص: 609

وَلا تَقْطَعْ اَثَری مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِیارَةِ اَبیهِ وَجَدِّهِ، اَللّهُمَّ اَخْلِفْ عَلَیَّ نَفَقَتی وَانْفَعْنی بِما رَزَقْتَنی فی دُنْیایَ وَآخِرَتی لی ولاِِخْوانی وَاَبَوَیَّ وَجَمیعِ عِتْرَتی، اَسْتَودِعُکَ اللهَ اَیُّهَا الاِْمامُ الَّذی یَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَیَهْلِکُ عَلی یَدَیْهِ الْکافِرُونَ الْمُکَذِّبُونَ، یا مَوْلایَ یَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ جِئْتُکَ زآئِراً لَکَ وَلاَِبیکَ وَجَدِّکَ، مُتَیَقِّناً الْفَوْزَ بِکُمْ، مُعْتَقِداً اِمامَتَکُمْ، اَللّهُمَّ اَکْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّیارَةَ لی عِنْدَکَ فی عِلّیّینَ، وَبَلِّغْنی بَلاغَ الصّالِحینَ، وَانْفَعْنی بِحُبِّهِمْ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

زیارة أخری

وهی ما رواها السّید ابن طاووس ، تقول :

اَلسَّلامُ عَلَی الْحَقِّ الْجَدیدِ وَالْعالِمِ الَّذی عِلْمُهُ لا یَبیدُ اَلسَّلامُ عَلی مُحْیِی الْمُؤْمِنینَ وَمُبیرِ الْکافِرینَ، اَلسَّلامُ عَلی مَهْدِیِّ الاُْمَمِ وَجامِعِ الْکَلِمِ، اَلسَّلامُ عَلی خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، اَلسَّلامُ عَلی حُجَّةِ الْمَعْبُودِ وَکَلِمَةِ الَْمحْمُودِ، اَلسَّلامُ عَلی مُعِزِّ الاَْوْلِیاءِ وَمُذِلِّ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلی وارِثِ الاَْنْبِیاءِ وَخاتِمِ الاَْوْصِیاءِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ وَالْعَدْلِ الْمُشْتَهَرِ، اَلسَّلامُ عَلَی السَّیْفِ الشّاهِرِ وَالْقَمَرِ الزّاهِرِ وَالنُّوُرِ الْباهِرِ، اَلسَّلامُ عَلی شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ الَّتمامِ، اَلسَّلامُ عَلی رَبیعِ الاَْنامِ وَنَضْرَةِ الاَْیّامِ، اَلسَّلامُ عَلی صاحِبِ الصَّمْصامِ وَفَلّاقِ الْهامِ، اَلسَّلامُ عَلَی الدّینِ الْمَأثُورِ وَالْکِتابِ الْمَسْطُورِ، اَلسَّلامُ عَلی بَقِیَّةِ اللهِ فی بِلادِهِ وَحُجَّتِهِ عَلی عِبادِهِ، الْمُنْتَهی اِلَیْهِ مَواریثُ الاَْنْبِیاءِ، وَلَدَیْهِ مَوْجوُدٌ آثارُ الاَْصْفِیاءِ، الْمُؤْتَمَنِ عَلَی السِّرِّ وَالْوَلِیِّ لِلاَْمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمَهْدِیِّ الَّذی وَعَدَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الاُْمَمَ اَنْ یَجْمَعَ بِهِ الْکَلِمَ، وَیَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَیَمْلاََ بِهِ الاَْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَیُمَکِّنَ لَهُ وَیُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنینَ، اَشْهَدُ یا مَوْلایَ اَنَّکَ وَالاَْئِمَّةَ مِنْ آبائِکَ اَئِمَّتی وَمَوالِیَّ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَیَوْمَ یَقُومُ الاَْشْهادُ، اَسْاَلُکَ یا مَوْلایَ اَنْ تَسْأَلَ اللهَ تَبارَکَ وَتَعالی فی صَلاحِ شَأنی وَقَضاءِ حَوائِجی وَغُفْرانِ ذُنُوبی وَالاَْخْذِ بِیَدی فی دینی وَآخِرَتی لی وَلاِِخْوانی وَاَخَواتِی الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ کآفَّةً اِنَّهُ غَفوُرٌ

ص: 610

رَحیمٌ .

ثمّ صلّ صلاة الزّیارة بما قدمناه أی اثنتی عشرة رکعة تسلّم بعد کلّ رکعتین منها وتسبّح تسبیح الزّهراء ( علیها السلام ) وأهدها الیه ( علیه السلام ) فاذا فرغت من صلاة الزّیارة فقُل :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ فی أرضِکَ وَ خَلیفَتِکَ فی بِلادِکَ، الدّاعی إلی سَبیلِک، وَالقائِمِ بِقِسْطِکَ، وَالفائِز بأَمرِکَ، وَلیِّ المؤمِنینَ، ومُبیرِ الکافرینَ، وَمُجَلِّی الظُّلْمَةِ، وَمُنیرِ الحقِّ، وَالصّادِعِ بالحِکمةِ وَالموْعِظَةث الحسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَکَلمَتِکَ وَعَیْبَتِکَ وَعَیْنِکَ فی أرْضِکَ، المُتَقِّبِ الخائفِ، الوَلیِّ النّاصحِ، سَفینَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الهُدی، وَنُورِ أَبْصارِ الوَری، وَخَیْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وازتَدی، وَالوِتْرِ الموْتوِر، وَمُفَرِّجِ الکُرَبِ، وَمُزِیلِ الهَمَّ، وَکاشِفِ البلْوی، صَلَواتُ الله عَلَیْهِ وَ عَلی آبائِهِ الائِمَّةِ الهادینَ، وَالقادَةِ المیامینَ، ما طَلَعَتْ کَواکِبُ الاسحارَ، وَ أوْرَقَتِ الاشْجارُ، وَ أینَعَتِ الاثمارُ، واخْتَلَفَ اللیلُ والنَّهارُ، وغَرَّدَتِ الاطْیارُ، الّلهُمَّ انْفَعْنا بحُبِّهِ وَ احْشُرْنا فی زُمْرَتِهِ، وتَحْتَ لِوائِهِ، إلهَ الحَقِّ آمینَ رَبَّ العالمینَ.

الصَّلاة علیه ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَصَلِّ عَلی وَلِیِّ الْحَسَنِ وَوَصِیِّهِ وَوارِثِهِ الْقائِمِ بِاَمْرِکَ، وَالْغائِبِ فی خَلْقِکَ، وَالْمُنْتَظِرِ لاِِذْنِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَقَرِّبْ بُعْدَهُ وَاَنْجِزْ وَعْدَهُ وَاَوْفِ عَهْدِهِ وَاکْشِفْ عَنْ بَأسِهِ حِجابَ الْغَیْبَةِ وَاَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ الِْمحْنَةِ، وَقَدِّمْ اَمامَهُ الرُّعْبَ وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ وَاَقِمْ بِهِ الْحَرْبَ، وَاَیِّدْهُ بِجُنْد مِنَ الْمَلائِکَةِ مُسَوِّمینَ وَسَلِّطْهُ عَلی اَعْداءِ دینِکَ اَجْمَعینَ، وَاَلْهِمْهُ اَنْ لا یَدَعَ مِنْهُمْ رُکْناً الّا هَدَّهُ، وَلا هاماً الّا قَدَّهُ، وَلا کَیْداً الّا رَدَّهُ، وَلا فاسِقاً الّا حَدَّهُ، وَلا فِرْعَوْنَ الّا اَهْلَکَهُ، وَلا سِتْراً الّا هَتَکَهُ، وَلا عِلْماًالّا نَکَّسَهُ، وَلا سُلْطاناً الّا کَسَبَهُ، وَلا رُمْحاً الّا قَصَفَهُ، وَلا مِطْرَداً الّا خَرَقَهُ، وَلا جُنْداً الّا فَرَّقَهُ، وَلا مِنْبَراً الّا اَحْرَقَهُ، وَلا سَیْفاً الّا کَسَرَهُ، وَلا صَنَماً الّا رَضَّهُ، وَلا دَماً الّا اَراقَهُ، وَلا جَوْراً

ص: 611

الّا اَبادَهُ، وَلا حِصْناً الّا هَدَمَهُ، وَلا باباً الّا رَدَمَهُ، وَلا قَصْراً الّا خَرَّبَهُ، وَلا مَسْکَناً الّا فَتَّشَهُ، وَلا سَهْلاً الّا أَوْطَأَهُ، وَلا جَبَلاً الّا صَعِدَهُ، وَلاکَنْزاً الّا اَخْرَجَهُ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

أقول : أورد المفید الزّیارة السّالفة الّتی أوّلها اَللهُ اَکْبَرُ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ ثمّ قال : روی بطریق آخر تقول عند نزول السّرداب : اَلسَّلامُ عَلَی الْحَقِّ الْجَدیدِ فأورد الزّیارة الی موضع صلاتها . ثمّ قال : ثمّ تصلّی صلاة الزّیارة اثنتی عشرة رکعة کلّ رکعتین بتسلیمة ، ثمّ تدعو بعدها بالدّعاء المرویّ عنه ( علیه السلام ) وهو :

اِللهمَّ عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْکَشَفَ الْغِطاءُ، وَضاقَتِ الاَْرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماءُ وَاِلَیْکَ یا ربّ الْمُشْتَکی وَعَلَیْکَ الْمُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آله الَّذینَ فَرَضْتَ عَلَیْنا طاعَتَهُمْ َفعَرَّفْتَنا بِذلِکَ مَنْزِلَتَهُمْ فَرِّجْ عَنّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً کَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ مِنْ ذلکَ یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ، یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ َانْصُرانی فَاِنَّکُما ناصِرایِ وَاَکْفیانی فَاَنَّکُما کافِیای یا مَوْلای یا صاحِبَ الزَّمانِ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی اَدْرِکْنی .

أقول : هذا دعاء شریف وینبغی أن یکرّر الدّعاء به فی ذلک الحرم الشّریف وفی غیره من الأماکن ونحن قد أثبتناه فی الباب الأوّل باختلاف یسیر .

الزّیارة الاُخری

ما رواها السّید ابن طاووس قال : صلّ رکعتین وقُل بعدها : سَلامُ اللهِ الْکامِلُ التّامُّ الشّامِلُ ... الخ ، ونحن قد أثبتناها فی الفصل السّابع من الباب الأوّل تحت عنوان الاستغاثة به ( علیه السلام ) نقلاً عن کتاب الکلم الطّیب فراجعها هناک.

أقول : أفرد السید ابن طاووس فی کتاب مصباح الزائر فصلاً لأعمال السّرداب المقدّس

ص: 612

فأثبت فیه ستّ زیارات ثمّ قال : ویلحق بهذا الفصل دعاء النّدبة وما یُزار به مولانا صاحب الأمر ( علیه السلام ) فی کلّ یوم بعد فریضة الفجر، وهی السّابعة من الزّیارات، ودعاء العهد الذی أمرنا بتلاوته فی زمان الغیبة وما یدعی به عند إرادة الخروج من ذلک الحرم الشّریف، ثمّ بدأ فی ذکر هذه الاُمور الأربعة ونحن نتابعه فی هذا الکتاب المبارک بذکر تلک الاُمور. الأمر الأول دعاء الندبة: ویستحب أن یدعی به فی الأعیاد الأربعة أی عید الفطر والأضحی والغدیر ویوم الجُمعة وهو :

اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ وَصَلَّی اللهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلیماً، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلی ما جَری بِهِ قَضاؤکَ فی اَوْلِیائِکَ الَّذینَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِکَ وَدینِکَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزیلَ ما عِنْدَکَ مِنَ النَّعیمِ الْمُقیمِ الَّذی لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَیْهِمُ الزُّهْدَ فی دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْیَا الدَّنِیَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَکَ ذلِکَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّکْرَ الْعَلِیَّ وَالثَّناءَ الْجَلِیَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَیْهِمْ مَلائِکَتَکَ وَکَرَّمْتَهُمْ بِوَحْیِکَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِکَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّریعَةَ اِلَیْکَ وَالْوَسیلَةَ اِلی رِضْوانِکَ، فَبَعْضٌ اَسْکَنْتَهُ جَنَّتَکَ اِلی اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فی فُلْکِکَ وَنَجَّیْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَکَةِ بِرَحْمَتِکَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِکَ خَلیلاً وَسَأَلَکَ لِسانَ صِدْق فِی الاْخِرینَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِکَ عَلِیّاً، وَبَعْضٌ کَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَکْلیماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخیهِ رِدْءاً وَوَزیراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَیْرِ اَب وَآتَیْتَهُ الْبَیِّناتِ وَاَیَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَکُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَریعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَیَّرْتَ لَهُ اَوْصِیاءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلی مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدینِکَ، وَحُجَّةً عَلی عِبادِکَ، وَلِئَلّا یَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَیَغْلِبَ الْباطِلُ عَلی اَهْلِهِ، وَلا یَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا

ص: 613

اَرْسَلْتَ اِلَیْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِیاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزی، اِلی اَنِ انْتَهَیْتَ بِالاَْمْرِ اِلی حَبیبِکَ وَنَجیبِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، فَکانَ کَمَا انْتَجَبْتَهُ سَیِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَیْتَهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَیْتَهُ، وَاَکْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلی اَنْبِیائِکَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَی الثَّقَلَیْنِ مِنْ عِبادِکَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَکَ وَمَغارِبَکَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ ( به ) بِرُوْحِهِ اِلی سَمائِکَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما کانَ وَما یَکُونُ اِلَی انْقِضاءِ خَلْقِکَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ وَالْمُسَوِّمینَ مِنْ مَلائِکَتِکَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دینَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ، وَذلِکَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذی بِبَکَّةَ مُبارَکاً وَهُدیً لِلْعالَمینَ، فیهِ آیاتٌ بَیِّناتٌ مَقامُ اِبْراهیمَ وَمَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً، وَقُلْتَ ( اِنَّما یُریدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهیراً ) ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فی کِتابِکَ فَقُلْتَ: ( قُلْ لا اَسْاَلُکُمْ عَلَیْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی ) وَقُلْتَ ( ما سَألْتُکُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَکُمْ ) وَقُلْتَ: ( ما اَسْاَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ اَجْر الّا مَنْ شاءَ اَنْ یَتَّخِذَ اِلی رَبِّهِ سَبیلاً ) ، فَکانُوا هُمُ السَّبیلَ اِلَیْکَ وَالْمَسْلَکَ اِلی رِضْوانِکَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَیّامُهُ اَقامَ وَلِیَّهُ عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب صَلَواتُکَ عَلَیْهِما وَآلِهِما هادِیاً، اِذْ کانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِکُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلاهُ اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ کُنْتُ اَنَا نَبِیَّهُ فَعَلِیٌّ اَمیرُهُ، وَقالَ اَنَا وَعَلِیٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّی، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسی، فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّی بِمَنْزِلَةِ

ص: 614

هارُونَ مِنْ مُوسی الّا اَنَّهُ لا نَبِیَّ بَعْدی، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِکْمَتَهُ فَقالَ: اَنَا مَدینَةُ الْعِلْمِ وَعَلِیٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدینَةَ وَالْحِکْمَةَ فَلْیَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخی وَوَصِیّی وَوارِثی، لَحْمُکَ مِنْ لَحْمی وَدَمُکَ مِنْ دَمی وَسِلْمُکَ سِلْمی وَحَرْبُکَ حَرْبی وَالإیمانُ مُخالِطٌ لَحْمَکَ وَدَمَکَ کَما خالَطَ لَحْمی وَدَمی، وَاَنْتَ غَداً عَلَی الْحَوْضِ خَلیفَتی وَاَنْتَ تَقْضی دَیْنی وَتُنْجِزُ عِداتی وَشیعَتُکَ عَلی مَنابِرَ مِنْ نُور مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلی فِی الْجَنَّةِ وَهُمْ جیرانی، وَلَوْلا اَنْتَ یا عَلِیُّ لَمْ یُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدی، وَکانَ بَعْدَهُ هُدیً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ الْعَمی، وَحَبْلَ اللهِ الْمَتینَ وَصِراطَهُ الْمُسْتَقیمَ، لا یُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فی رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ فی دینٍ، وَلا یُلْحَقُ فی مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، یَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِما وَآلِهِما، وَیُقاتِلُ عَلَی التَّأویلِ وَلا تَأخُذُهُ فِی اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فیهِ صَنادیدَ الْعَرَبِ وَقَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَناوَشَ ( ناهش ) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِیَّةً وَخَیْبَرِیَّةً وَحُنَیْنِیَّةً وَغَیْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلی عَداوَتِهِ وَاَکَبَّتْ عَلی مُنابَذَتِهِ، حَتّی قَتَلَ النّاکِثینَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ، وَلَمّا قَضی نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ اَشْقَی الاْخِرینَ یَتْبَعُ اَشْقَی الاَْوَّلینَ، لَمْ یُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فِی الْهادینَ بَعْدَ الْهادینَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلی مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلی قَطیعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَلیلَ مِمَّنْ وَفی لِرِعایَةِ الْحَقِّ فیهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِیَ مَنْ سُبِیَ وَاُقْصِیَ مَنْ اُقْصِیَ وَجَرَی الْقَضاءُ لَهُمْ بِما یُرْجی لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ کانَتِ الاَْرْضُ للهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقینَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ یُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزیزُ الْحَکیمُ، فَعَلَی الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَیْتِ

ص: 615

مُحَمَّدٍ وَعَلِیٍّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِما وَآلِهِما فَلْیَبْکِ الْباکُونَ، وَاِیّاهُمْ فَلْیَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ ( فَلْتًدرِ ) الدُّمُوعُ، وَلْیَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَیَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَیَعِجَّ الْعاجُّوَن، اَیْنَ الْحَسَنُ اَیْنَ الْحُسَیْنُ اَیْنَ اَبْناءُ الْحُسَیْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَیْنَ السَّبیلُ بَعْدَ السَّبیلِ، اَیْنَ الْخِیَرَةُ بَعْدَ الْخِیَرَةِ، اَیْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَیْنَ الاَْقْمارُ الْمُنیرَةُ، اَیْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَیْنَ اَعْلامُ الدّینِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، اَیْنَ بَقِیَّةُ اللهِ الَّتی لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِیَةِ، اَیْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَیْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ وَاْلعِوَجِ، اَیْنَ الْمُرْتَجی لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَیْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدیدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَیْنَ الْمُتَخَیَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّریعَةِ، اَیْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْیاءِ الْکِتابِ وَحُدُودِهِ، اَیْنَ مُحْیی مَعالِمِ الدّینِ وَاَهْلِهِ، اَیْنَ قاصِمُ شَوْکَةِ الْمُعْتَدینَ، اَیْنَ هادِمُ اَبْنِیَةِ الشِّرْکِ وَالنِّفاقِ، اَیْنَ مُبیدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْیانِ وَالطُّغْیانِ، اَیْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَیِّ وَالشِّقاقِ ( النِفاقِ ) ، اَیْنَ طامِسُ آثارِ الزَّیْغِ وَالاَْهْواء،ِ اَیْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْکِذْبِ ( الکَذِبِ ) وَالاِْفْتِراءِ، اَیْنَ مُبیدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَیْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْلیلِ وَالاِْلْحادِ، اَیْنَ مُعِزُّ الاَْوْلِیاءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ، اَیْنَ جامِعُ الْکَلِمَةِ ( الکَلِمِ ) عَلَی التَّقْوی، اَیْنَ بابُ اللهِ الَّذی مِنْهُ یُؤْتی، اَیْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذی اِلَیْهِ یَتَوَجَّهُ الاَْوْلِیاءُ، اَیْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَیْنَ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ، اَیْنَ صاحِبُ یَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رایَةِ الْهُدی، اَیْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَیْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِیاءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِیاءِ، اَیْنَ الطّالِبُ ( المُطالِبُ ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِکَرْبَلاءَ، اَیْنَ الْمَنْصُورُ عَلی مَنِ اعْتَدی عَلَیْهِ وَافْتَری، اَیْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذی یُجابُ اِذا دَعا اَیْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوی، اَیْنَ ابْنُ النَّبِیِّ الْمُصْطَفی، وَابْنُ عَلِیٍّ الْمُرْتَضی، وَابْنُ خَدیجَةَ الْغَرّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْکُبْری، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی وَنَفْسی لَکَ الْوِقاءُ وَالْحِمی، یَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبینَ، یَا بْنَ النُّجَباءِ الاَْکْرَمینَ، یَا

ص: 616

بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِیّینَ ( المُهْتَدینَ ) ، یَا بْنَ الْخِیَرَةِ الْمُهَذَّبینَ، یَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاَْنْجَبینَ، یَا بْنَ الاَْطائِبِ الْمُطَهَّرینَ ( المُتَطَهْریِِنَ ) ، یَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبینَ، یَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاَْکْرَمینَ ( الأکْبَرینَ ) ، یَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنیرَةِ، یَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضیئَةِ، یَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، یَا بْنَ الاَْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، یَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، یَا بْنَ الاَْعْلامِ الّلائِحَةِ، یَا بْنَ الْعُلُومِ الْکامِلَةِ، یَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، یَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، یَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، یَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ ( المَشْهُورَةِ ) ، یَا بْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقیمِ، یَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظیمِ، یَا بْنَ مَنْ هُوَ فی اُمِّ الْکِتابِ لَدَی اللهِ عَلِیٌّ حَکیمٌ، یَا بْنَ الآیاتِ وَالْبَیِّناتِ، یَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، یَا بْنَ الْبَراهینِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، یَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، یَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، یَا بْنَ طه وَالْمُحْکَماتِ، یَا بْنَ یس وَالذّارِیاتِ، یَا بْنَ الطُّورِ وَالْعادِیاتِ، یَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّی فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ اَوْ اَدْنی دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِیِّ الاَْعْلی، لَیْتَ شِعْری اَیْنَ اسْتَقَرَّتْ بِکَ النَّوی، بَلْ اَیُّ اَرْض تُقِلُّکَ اَوْ ثَری، اَبِرَضْوی اَوْ غَیْرِها اَمْ ذی طُوی، عَزیزٌ عَلَیَّ اَنْ اَرَی الْخَلْقَ وَلا تُری وَلا اَسْمَعُ لَکَ حَسیساً وَلا نَجْوی، عَزیزٌ عَلَیَّ اَنْ ( لا تُحِیطَ بِِیَ دُونکَ ) تُحیطَ بِکَ دُونِیَ الْبَلْوی وَلا یَنالُکَ مِنّی ضَجیجٌ وَلا شَکْوی، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ مُغَیَّبٍ لَمْ یَخْلُ مِنّا، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ ( یَنْزِحُ ) عَنّا، بِنَفْسی اَنْتَ اُمْنِیَّةُ شائِقٍ یَتَمَنّی، مِنْ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَةٍ ذَکَرا فَحَنّا، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ عَقیدِ عِزٍّ لایُسامی، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ اَثیلِ مَجْدٍ لا یُجاری، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهی، بِنَفْسی اَنْتَ مِنْ نَصیفِ شَرَف لا یُساوی، اِلی

ص: 617

مَتی اَحارُ فیکَ یا مَوْلایَ وَاِلی مَتی، وَاَیَّ خِطابٍ اَصِفُ فیکَ وَاَیَّ نَجْوی، عَزیزٌ عَلَیَّ اَنْ اُجابَ دُونَکَ وَاُناغی، عَزیزٌ عَلَیَّ اَنْ اَبْکِیَکَ وَیَخْذُلَکَ الْوَری، عَزیزٌ عَلَیَّ اَنْ یَجْرِیَ عَلَیْکَ دُونَهُمْ ما جَری، هَلْ مِنْ مُعینٍ فَاُطیلَ مَعَهُ الْعَویلَ وَالْبُکاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِیَتْ عَیْنٌ فَساعَدَتْها عَیْنی عَلَی الْقَذی، هَلْ اِلَیْکَ یَا بْنَ اَحْمَدَ سَبیلٌ فَتُلْقی، هَلْ یَتَّصِلُ یَوْمُنا مِنْکَ بِعِدَةٍ فَنَحْظی، مَتی نَرِدُ مَناهِلَکَ الرَّوِیَّةَ فَنَرْوی، مَتی نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِکَ فَقَدْ طالَ الصَّدی، مَتی نُغادیکَ وَنُراوِحُکَ فَنُقِرَّ عَیْناً ( فَتَقُرُ عًُیًُوننا ) ، مَتی تَرانا وَنَراکَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُری، اَتَرانا نَحُفُّ بِکَ وَاَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاََ وَقَدْ مَلأْتَ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَذَقْتَ اَعْداءَکَ هَواناً وَعِقاباً، وَاَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَکَبِّرینَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمینَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ اَنْتَ کَشّافُ ْالکُرَبِ وَالْبَلْوی، وَاِلَیْکَ اَسْتَعْدی فَعِنْدَکَ الْعَدْوی، وَاَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَالدُّنْیا ( الاُولی ) ، فَاَغِثْ یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ عُبَیْدَکَ الْمُبْتَلی، وَاَرِهِ سَیِّدَهُ یا شَدیدَ الْقُوی، وَاَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاَْسی وَالْجَوی، وَبَرِّدْ غَلیلَهُ یا مَنْ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی، وَمَنْ اِلَیْهِ الرُّجْعی وَالْمُنْتَهی، اَللّهُمَّ وَنَحْنُ عَبیدُکَ التّائِقُونَ ( الشائقون ) اِلی وَلِیِّکَ الْمُذَکِّرِ بِکَ وَبِنَبِیِّکَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَاَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنینَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِیَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِکَ یارَبِّ اِکْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَکَ بِتَقْدیمِکَ اِیّاهُ اَمامَنا حَتّی تُورِدَنا جِنانَکَ ( جَنّاتِکَ ) وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِکَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِکَ السَّیِّدِ الاَکْبَرِ، وَعَلی اَبیهِ السَّیِّدِ الاَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصِّدّیقَةِ الْکُبْری فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَعَلی مَنِ اصْطَفَیْتَ مِنْ

ص: 618

آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَلَیْهِ اَفْضَلَ وَاَکْمَلَ وَاَتَمَّ وَاَدْوَمَ وَاَکْثَرَ وَاَوْفَرَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَدٍ مِنْ اَصْفِیائِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَصَلِّ عَلَیْهِ صَلاةً لا غایَةَ لِعَدَدِها وَلا نِهایَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لاَِمَدِها، اَللّهُمَّ وَاَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَاَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَاَدِلْ بِهِ اَوْلِیاءَکَ وَاَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَکَ وَصِلِ اللّهُمَّ بَیْنَنا وَبَیْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّی اِلی مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ یَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَیَمْکُثُ فی ظِلِّهِمْ، وَاَعِنّا عَلی تَأدِیَةِ حُقُوقِهِ اِلَیْهِ، وَالاْجْتِهادِ فی طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِیَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَیْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَیْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِکَ وَفَوْزاً عِنْدَکَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَکْفِیَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِیَّةً، وَاَقْبِلْ اِلَیْنا بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَیْکَ، وَانْظُرْ اِلَیْنا نَظْرَةً رَحیمَةً نَسْتَکْمِلُ بِهَا الْکَرامَةَ عِنْدَکَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِکَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِکَأسِهِ وَبِیَدِهِ رَیّاً رَوِیّاً هَنیئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ صلّ صلاة الزّیارة وقد تقدّم وصفها ثمّ تدعو بما أحببت فیجاب لک ان شاء الله تعالی .

الثّانی : ما یُزار به مولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه علیه کلّ یوم بعد صلاة الفجر وهی :

اَللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلایَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ عَنْ جَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فی مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَیِّهِمْ وَمَیِّتِهِمْ، وَعَنْ والِدِیَّ وَوَُلَْدی وَعَنّی مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِیّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ وَمِدادَ کَلِماتِهِ، وَمُنْتَهی رِضاهُ وَعَدَدَ ما اَحْصاهُ کِتابُهُ وَاَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اَللّهُمَّ اِنّی اُجَدِّدُ لَهُ فی هذَا الْیَوْمِ وَفی کُلِّ یَوْم عَهْداً وَعَقْداً وَبَیْعَةً فی رَقَبَتی اَللّهُمَّ کَما شَرَّفْتَنی بِهذَا التَّشْریفِ وَفَضَّلْتَنی بِهذِهِ الْفَضیلَةِ وَخَصَصْتَنی بِهذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلی مَوْلایَ

ص: 619

وَسَیِّدی صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنی مِنْ اَنْصارِهِ وَاَشْیاعِهِ وَالذّابّینَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنی مِنَ الْمُسْتَشْهَدینَ بَیْنَ یَدَیْهِ طائِعاً غَیْرَ مُکْرَه فِی الصَّفِّ الَّذی نَعَتَّ اَهْلَهُ فی کِتابِکَ فَقُلْتَ: ( صَفّاً کَاَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصوُصٌ ) عَلی طاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسُولِکَ وَآلِهِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، اَللّهُمَّ هذِهِ بَیْعَةٌ لَهُ فی عُنُقی اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ .

أقول : قال العلامة المجلسی فی البحار : وجدت فی بعض الکتب القدیمة بعد ذلک، ویصفق بیده الیمنی علی الیسری کتصفیق البیعة .

واعلم أیضاً انّا قد ذکرنا فی أعمال السّرداب المقدّس زیارات أربع فهذه هی خامسة الزّیارات فی کتابنا هذا، وقد أوردنا أیضاً زیارة له ( علیه السلام ) فی أیّام الجُمَع فی الباب الاوّل عند ذکر زیارات الحجج الطّاهرین ( علیهم السلام ) فی أیّام الاسبوع .

الثّالث : دعاء العهد .

روی عن الصّادق ( علیه السلام ) انّه قال : من دعا الی الله تعالی أربعین صباحاً بهذا العهد کان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالی من قبره وأعطاه بکلّ کلمة ألف حسنة ومَحا عنه ألف سیّئة، وهو هذا :

اَللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظیمِ، وَرَبَّ الْکُرْسِیِّ الرَّفیعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالاِْنْجیلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظیمِ، وَرَبَّ الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ وَالاَْنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِاِسْمِکَ الْکَریمِ، وَبِنُورِ وَجْهِکَ الْمُنیرِ وَمُلْکِکَ الْقَدیمِ، یا حَیُّ یا قَیُّومُ اَسْاَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذی اَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالاَْرَضُونَ، وَبِاسْمِکَ الَّذی یَصْلَحُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، یا حَیّاً قَبْلَ کُلِّ حَیٍّ وَیا حَیّاً بَعْدَ کُلِّ حَیٍّ وَیا حَیّاً حینَ لا حَیَّ یا مُحْیِیَ الْمَوْتی وَمُمیتَ الاَْحْیاءِ، یا حَیُّ لا اِلهَ اِلّا اَنْتَ، اَللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَا الاِْمامَ الْهادِیَ الْمَهْدِیَّ الْقائِمَ بِاَمْرِکَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ و

ص: 620

عَلی آبائِهِ الطّاهِرینَ عَنْ جَمیعِ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فی مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّی وَعَنْ والِدَیَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ وَمِدادَ کَلِماتِهِ، وَما اَحْصاهُ عِلْمُهُ وَاَحاطَ بِهِ کِتابُهُ، اَللّهُمَّ اِنّی اُجَدِّدُ لَهُ فی صَبیحَةِ یَوْمی هذا وَما عِشْتُ مِنْ اَیّامی عَهْداً وَعَقْداً وَبَیْعَةً لَهُ فی عُنُقی، لا اَحُولُ عَنْها وَلا اَزُولُ اَبَداً، اَللّهُمَّ اجْعَلْنی مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَالذّابّینَ عَنْهُ وَالْمُسارِعینَ اِلَیْهِ فی قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلینَ لاَِوامِرِهِ وَالُْمحامینَ عَنْهُ، وَالسّابِقینَ اِلی اِرادَتِهِ وَالْمُسْتَشْهَدینَ بَیْنَ یَدَیْهِ، اَللّهُمَّ اِنْ حالَ بَیْنی وَبَیْنَهُ الْمَوْتُ الَّذی جَعَلْتَهُ عَلی عِبادِکَ حَتْماً مَقْضِیّاً فَاَخْرِجْنی مِنْ قَبْری مُؤْتَزِراً کَفَنی شاهِراً سَیْفی مُجَرِّداً قَناتی مُلَبِّیاً دَعْوَةَ الدّاعی فِی الْحاضِرِ وَالْبادی، اَللّهُمَّ اَرِنیِ الطَّلْعَةَ الرَّشیدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمیدَةَ، وَاکْحُلْ ناظِری بِنَظْرَة منِّی اِلَیْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَاَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُکْ بی مَحَجَّتَهُ، وَاَنْفِذْ اَمْرَهُ وَاشْدُدْ اَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَکَ، وَاَحْیِ بِهِ عِبادَکَ، فَاِنَّکَ قُلْتَ وَقَوْلُکَ الْحَقُّ : ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ اَیْدِی النّاسِ ) ، فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِیَّکَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِیِّکَ الْمُسَمّی بِاسْمِ رَسُولِکَ حَتّی لا یَظْفَرَ بِشَیْء مِنَ الْباطِلِ اِالّا مَزَّقَهُ، وَیُحِقَّ الْحَقَّ وَیُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اَللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِکَ، وَناصِراً لِمَنْ لا یَجِدُ لَهُ ناصِراً غَیْرَکَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ اَحْکامِ کِتابِکَ، وَمُشَیِّداً لِما وَرَدَ مِنْ اَعْلامِ دینِکَ وَسُنَنِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اَللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِن بَأسِ الْمُعْتَدینَ، اَللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِرُؤْیَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلی دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِکانَتَنا بَعْدَهُ، اَللّهُمَّ اکْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الاُْمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، اِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعیداً وَنَراهُ قَریباً، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ تضرب علی فخذک الایمن بیدک ثلاث مرّات

ص: 621

وتقول کلّ مرّة : اَلْعَجَلَ الْعَجَلَ یا مَوْلایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ .

الرّابع : قال السّید ابن طاووس : فاذا أردت الانصراف من حرمه الشّریف فعُد الی السّرداب المنیف وصلّ فیه ما شئت ، ثمّ قم مستقبل القبلة وقُل : اَللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِیِّکَ وأورد الدّعاء بتمامه ، ثمّ قال : ثمّ ادعُ الله کثیراً وانصرف مسعوداً إن شاء الله تعالی .

أقول : هذا الدعاء قد رواه الشّیخ فی المصباح عن الرّضا ( علیه السلام ) فی خلال أعمال یوم الجمعة ونحن أیضاً سنروی الدّعاء طبقاً لروایة الشّیخ . قال : روی یونس بن عبد الرّحمن عن الرّضا صلوات الله علیه انّه کان یأمر بالدّعاء لصاحب الامر ( علیه السلام ) بهذا الدّعاء :

اَللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِیِّکَ وَخَلیفَتِکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ وَلِسانِکَ الْمُعَبِّرِ عَنْکَ النّاطِقِ بِحِکْمَتِکَ، وَعَیْنِکَ النّاظِرَةِ بِاِذْنِکَ، وَشاهِدِکَ عَلی عِبادِکَ، الْجَحْجاحِ الُْمجاهِدِ الْعائِذِ بِکَ الْعابِدِ عِنْدَکَ، وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمیعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأتَ وَاَنْشَأتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَیْنَ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ یَمینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِکَ الَّذی لا یَضیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فیهِ رَسوُلَکَ وَآباءِهِ اَئِمَّتَکَ وَدَعائِمَ دینِکَ، وَاجْعَلْهُ فی وَدیعَتِکَ الَّتی لا تَضیعُ، وَفی جَوارِکَ الَّذی لا یُخْفَرُ، وَفی مَنْعِکَ وَعِزِّکَ الَّذی لا یُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِاَمانِکَ الْوَثیقِ الَّذی لا یُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فی کَنَفِکَ الَّذی لا یُرامُ مَنْ کانَ فیهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِکَ الْعَزیزِ، وَاَیِّدْهُ بِجُنْدِکَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِکَ، وَاَرْدِفْهُ بِملائِکَتِکَ، وَوالِ مَنْ والاهِ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَاَلْبِسْهُ دِرْعَکَ الْحَصینَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلائِکَةِ حَفّاً، اَللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَیِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَْرْضَ، وَاَیِّدْهُ بِالنَّصْرَ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ،

ص: 622

وَقَوِّ ناصِریهِ، وَاخْذُلْ خاذِلیهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مِنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْکُفْرِ وَعَمَدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُمیتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّیَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبّارینَ، وَأَبْرِ بِهِ الْکافِرینَ وَجمیعَ الْمُلْحِدینَ فی مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّی لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَیّاراً وَلا تَبْقِیَ لَهُمْ آثاراً، اَللّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَکَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَکَ، وَاَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنینَ وَاَحْیِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلینَ، وَدارِسَ حُکْمِ النَّبِیّینَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحی مِنْ دینِکَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُکْمِکَ، حَتّی تُعیدَ دینَکَ بِهِ وَعَلی یَدَیْهِ جَدیداً غَضّاً مَحْضاً صَحیحاً لا عِوَجَ فیهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّی تُنیرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نیرانَ الْکُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ، فَاِنَّهُ عَبْدُکَ الَّذیِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِکَ، وَاصْطَفَیْتَهُ عَلی غَیْبِکَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأتَهُ مِنَ الْعُیوُبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اَللّهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَیَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ اَنَّهُ لَمْ یُذْنِبْ ذَنْباً وَلا اَتی حوُباً، وَلَمْ یَرْتَکِبْ مَعْصِیَةً، وَلَمْ یُضَیِّعْ لَکَ طاعَةً، وَلَمْ یَهْتِکْ لَکَ حُرْمَةً، وَلَمْ یُبَدِّلْ لَکَ فَریضَةً، وَلَمْ یُغَیِّرْ لَکَ شَریعَةً، وَاَنَّهُ الْهادیِ الْمُهْتَدیِ الطّاهِرُ التَّقِیُّ النَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ، اَللّهُمَّ اَعْطِهِ فی نَفْسِهِ وَاَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذُرِّیَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَمیعِ رَعِیَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْکَ الْمُمْلَکاتِ کُلِّها قَریبِها وَبَعیدِها وَعَزیزِها وَذَلیلِها، حَتّی تُجْرِیَ حُکْمَهُ عَلی کُلِّ حُکْم، وَتَغْلِبَ بِحَقِّهِ کُلَّ باطِل، اَللّهُمَّ اسْلُکْ بِنا عَلی یَدَیْهِ مِنْهاجَ الْهُدی وَالَْمحَجَّةَ الْعُظْمی، وَالطَّریقَةَ الْوُسْطَی الَّتی یَرْجِعُ اِلَیْهَا الْغالی، وَیَلْحَقُ بِهَا التّالی، وَقَوِّنا عَلی طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلی مُشایَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَیْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فی حِزْبِهِ الْقَوّامینَ بِاَمْرِهِ الصّابِرینَ مَعَهُ الطّالِبینَ رِضاکَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّی تَحْشُرَنا یَوْمَ الْقِیامَةِ فی اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَمُقَوِّیَةِ سُلْطانِهِ، اَللّهُمَّ

ص: 623

وَاجْعَلْ ذلِکَ لَنا خالِصاً مِنْ کُلِّ شَکٍّ وَشُبْهَة وَرِیاء وَسُمْعَة، حَتّی لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَیْرَکَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلّا وَجْهَکَ، وَحَتّی تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِی الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَاَعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْکَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِیِّکَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَیْرَنا فَاِنَّ اسْتِبْدالَکَ بِنا غَیْرَنا عَلَیْکَ یَسیرٌ وَهُوَ عَلَیْنا کَثیرٌ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالاَْئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ فی آجالِهِمْ، وَاَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اَسْنَدْتَ اِلَیْهِمْ مِنْ اَمْرِکَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً وَعَلی دینِکَ اَنْصاراً، فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ کَلِماتِکَ، وَخُزّانُ عِلْمِکَ، وَاَرْکانُ تَوْحیدِکَ، وَدَعائِمُ دینِکَ، وَوُلاةُ اَمْرِکَ، وَخالِصَتُکَ مِنْ عِبادِکَ، وَصَفْوَتُکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَاَوْلِیاؤُکَ وَسَلائِلُ اَوْلِیائِکَ، وَصَفْوَةُ اَوْلادِ نَبِیِّکَ وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

فصلٌ

فی الزّیارات الجامعة وما یدعی به عقیب الزّیارات وذکر الصّلوات علی الحجج الطّاهرین

المقام الأوّل : فی الزّیارات الجامعة :وهی ما یُزار به کلّ إمام من الأئمة ( علیهم السلام )

الزّیارة الأولی

روی الصّدوق فی کتاب من لا یحضره الفقیه أنّه سئل الرّضا ( علیه السلام ) عن إتیان أبی الحسن موسی ( علیه السلام ) قال : صلّوا فی المساجد حوله ویجزی فی المواضِع کلّها ( أی یجزی فی زیارة کلّ من الأئمة أو فی مطلق المزارات الشّریفة المقدّسة کمراقد الأنبیاء وسائر الأوصیاء ( علیهم السلام ) کما هو الظّاهر ) أن تقول :

اَلسَّلامُ عَلی اَوْلِیاءَ اللهِ وَاَصْفِیائِهِ، اَلسَّلامُ عَلی اُمَناءِ اللهِ وَاَحِبّائِهِ، اَلسَّلامُ عَلی اَنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، اَلسَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مَساکِنِ ذِکْرِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُظْهِری اَمْرِ اللهِ وَنَهْیِهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ اِلَی اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الْمُسْتَقِرّینَ فی مَرْضاتِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الُْمخْلِصینَ فی طاعَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْدِلاّءِ عَلَی اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَی الَّذینَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ والَی اللهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَی اللهِ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ، وَمَنِ

ص: 624

اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّی مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّی مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَاُشْهِدُ اللهَ اَنّی سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُمْ، مُفَوِّضٌ فی ذلِکَ کُلِّهِ اِلَیْکُمْ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَاَبْرَأُ اِلَی اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .

وهذه الزّیارة موجودة فی الکافی والتّهذیب وکامل الزّیارة، وقد ورد بعد هذه الزّیارة فی جمیع مصادرها .

إنّ هذا ( أی القول والمراد به هذه الزّیارة ) یجزی فی الزّیارات کلّها، وتکثر من الصّلاة علی محمّدٍ وآله وتسمّی واحداً واحداً بأسمائهم وتبرأ من أعدائهم ، وتخیّر ما شئت من الدّعاء لنفسک والمؤمنین والمؤمنات .

أقول : هذه التتمّة علی الظّاهر جزء الرّوایة ومن کلام المعصوم ( علیه السلام ) ولکن حتّی لو فرضناها خارجة عن الرّوایة وقلنا انّها من کلام بعض المحدّثین فنحن مطمئنّون بأنّ الزّیارة جامعة، فالأعاظم من مشایخ الحدیث قد ارتأوا طبقاً لما یدلّ علیه مفتتح الحدیث انّها تجزی فی کافّة المشاهد فرووها فی باب الزّیارات الجامعة، والتّعابیر الواردة فی الزّیارة هی أیضاً کافّة من الصّفات الجامعة التی لا تخصّ بعضاً دون بعض ، فمن المناسب أن یُزار بها فی جمیع المشاهد حتّی مشاهد الأنبیاء والأوصیاء ( علیهم السلام ) کما أوردها جمع من العلماء لمشهد یونس ( علیه السلام ) وقد أمر فی ذیل الرّوایة بالصّلاة علی محمّدٍ وآله واحداً واحداً ، فمن المناسب لذلک جدّاً قراءة الصّلاة المنسوبة الی أبی الحسن الضّرّاب التی مضت فی أعمال یوم الجمعة .

الزّیارة الثّانیة

روی الصّدوق أیضاً فی الفقیه والعیون عن موسی بن عبد الله النّخعی انّه قال للإمام علیّ النّقی ( علیه السلام ) : علّمنی یا

ص: 625

ابن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قولاً أقوله بلیغاً کاملاً إذا زُرت واحداً منکم ، فقال : إذا صرت الی الباب فقف واشهد الشّهادتین أی قُل : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وأنت علی غُسل ، فاذا دخلت ورأیت القبر فقف وقُل : اَللهُ اَکْبَرُ ثلاثین مرّة ، ثمّ امشِ قلیلاً وعلیک السّکینة والوقار وقارب بین خطاک ثمّ قف وکبّر الله عزّ وجلّ ثلاثین مرّة ، ثمّ ادنُ من القبر وکبّر الله أربعین مرّة تمام مائة تکبیرة ، ولعلّ الوجه فی الامر بهذه التّکبیرات هو الاحتراز عمّا قد تورثه أمثال هذه العبایر الواردة فی الزّیارة من الغُلوّ أو الغفلة عن عظمة الله سبحانه وتعالی فالطّباع مائلة الی الغلوّ أو غیر ذلک من الوجوه ، ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِکَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْیِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَی الْحِلْمِ، وَاُصُولَ الْکَرَمِ، وَقادَةَ الاُْمَمِ، وَاَوْلِیاءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الاَْبْرارِ، وَدَعائِمَ الاَْخْیارِ، وَساسَةَ الْعِبادِ، وَاَرْکانَ الْبِلادِ، وَاَبْوابَ الاْیمانِ، وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ، وَسُلالَةَ النَّبِیّینَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلینَ، وَعِتْرَةَ خِیَرَةِ رَبِّ الْعالَمینَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی اَئِمَّةِ الْهُدی، وَمَصابیحِ الدُّجی، وَاَعْلامِ التُّقی، وَذَوِی النُّهی، وَاُولِی الْحِجی، وَکَهْفِ الْوَری، وَوَرَثَةِ الاَْنْبِیاءِ، وَالْمَثَلِ الاَْعْلی، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنی، وَحُجَجِ اللهِ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَالاُْولی وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَساکِنِ بَرَکَةِ اللهِ، وَمَعادِنِ حِکْمَةِ اللهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ، وَحَمَلَةِ کِتابِ اللهِ، وَاَوْصِیاءِ نَبِیِّ اللهِ، وَذُرِّیَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ اِلَی اللهِ، وَالاَْدِلاّءِ عَلی مَرْضاتِ اللهِ، وَالْمُسْتَقِرّینَ فی اَمْرِ اللهِ،

ص: 626

وَالتّامّینَ فی مَحَبَّةِ اللهِ، وَالُْمخْلِصینَ فی تَوْحیدِ اللهِ، وَالْمُظْهِرینَ لاَِمْرِ اللهِ وَنَهْیِهِ، وَعِبادِهِ الْمُکْرَمینَ الَّذینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی الاَْئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذّادَةِ الْحُماةِ، وَاَهْلِ الذِّکْرِ وَاُولِی الاَْمْرِ، وَبَقِیَّةِ اللهِ وَخِیَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَیْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ کَما شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِکَتُهُ وَاُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکیمُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضی، اَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَدینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمَهْدِیُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُکَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ الْمُطیعُونَ للهِ، الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ، الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ، الْفائِزُونَ بِکَرامَتِهِ، اصْطَفاکُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاکُمْ لِغَیْبِهِ، وَاخْتارَکُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَباکُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَاَعَزَّکُمْ بِهُداهُ، وَخَصَّکُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَکُمْ لِنُورِهِ، وَاَیَّدَکُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِیَکُمْ خُلَفاءَ فی اَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلی بَرِیَّتِهِ، وَاَنْصاراً لِدینِهِ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِکْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْیِهِ، وَاَرْکاناً لِتَوْحیدِهِ، وَشُهَداءَ عَلی خَلْقِهِ، وَاَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَمَناراً فی بِلادِهِ، وَاَدِلاّءَ عَلی صِراطِهِ، عَصَمَکُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَکُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَکُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَاَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهیراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَاَکْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ کَرَمَهُ، وَاَدَمْتُمْ ذِکْرَهُ، وَوَکَّدْتُمْ میثاقَهُ، وَاَحْکَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِی السِّرِّ وَالْعَلانِیَةِ، وَدَعَوْتُمْ اِلی سَبیلِهِ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَکُمْ فی مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلی ما اَصابَکُمْ فی جَنْبِهِ، وَاَقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَیْتُمُ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَیَّنْتُمْ فَرائِضَهُ، وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرایِعَ اَحْکامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فی ذلِکَ مِنْهُ اِلَی الرِّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضی، فَالرّاغِبُ عَنْکُمْ مارِقٌ، وَاللاّزِمُ

ص: 627

لَکُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فی حَقِّکُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَکُمْ وَفیکُمْ وَمِنْکُمْ وَاِلَیْکُمْ وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمیراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَکُمْ، وَاِیابُ الْخَلْقِ اِلَیْکُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَیْکُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَکُمْ، وَآیاتُ اللهِ لَدَیْکُمْ، وَعَزائِمُهُ فیکُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَکُمْ، وَاَمْرُهُ اِلَیْکُمْ، مَنْ والاکُمْ فَقَدْ والَی اللهَ، وَمَنْ عاداکُمْ فَقَدْ عادَ اللهَ، وَ مَنْ اَحَبَّکُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَکُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، اَنْتُمُ الصِّراطُ الاَْقْوَمُ، وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ، وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالاْیَةُ الَْمخْزُونَةُ، وَالاَْمانَةُ الُْمحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلی بِهِ النّاسُ، مَنْ اَتاکُمْ نَجا، وَمَنْ لَمْ یَأتِکُمْ هَلَکَ، اِلَی اللهِ تَدْعُونَ، وَعَلَیْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَاِلی سَبیلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْکُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاکُمْ، وَهَلَکَ مَنْ عاداکُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَکُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَکُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکُمْ، وَاَمِنَ مَنْ لَجَاَ اِلَیْکُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَکُمْ، وَهُدِیَ مَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ، مَنِ اتَّبَعَکُمْ فَالْجَنَّةُ مَأواهُ، وَمَنْ خالَفَکُمْ فَالنّارُ مَثْوایهُ، وَمَنْ جَحَدَکُمْ کافِرٌ، وَمَنْ حارَبَکُمْ مُشْرِکٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَیْکُمْ فی اَسْفَلِ دَرْک مِنَ الْجَحیمِ، اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَکُمْ فیما مَضی، وَجارٍ لَکُمْ فیما بَقِیَ، وَاَنَّ اَرْواحَکُمْ وَنُورَکُمْ وَطینَتَکُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْض، خَلَقَکُمُ اللهُ اَنْواراً فَجَعَلَکُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقینَ حَتّی مَنَّ عَلَیْنا بِکُمْ، فَجَعَلَکُمْ فی بُیُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فیهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَواتِنا عَلَیْکُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلایَتِکُمْ طیباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لاَِنْفُسِنا، وَتَزْکِیَةً لَنا، وَکَفّارَةً لِذُنُوبِنا، فَکُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمینَ بِفَضْلِکُمْ، وَمَعْرُوفینَ بِتَصْدیقِنا اِیّاکُمْ، فَبَلَغَ اللهُ بِکُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُکَرَّمینَ، وَاَعْلی مَنازِلِ الْمُقَرَّبینَ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلینَ، حَیْثُ لا یَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا یَفُوقُهُ فائِقٌ، وَلا یَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا یَطْمَعُ فی اِدْراکِهِ طامِعٌ، حَتّی لا یَبْقی مَلَکٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ، وَلا صِدّیقٌ وَلا

ص: 628

شَهیدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلا دَنِیٌّ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَلا فِاجِرٌ طالِحٌ، وَلاجَبّارٌ عَنیدٌ، وَلا شَیْطانٌ مَریدٌ، وَلا خَلْقٌ فیما بَیْنَ ذلِکَ شَهیدٌ اِلاّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ اَمْرِکُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِکُمْ، وَکِبَرَ شَأنِکُمْ وَتَمامَ نُورِکُمْ، وَصِدْقَ مَقاعِدِکُمْ، وَثَباتَ مَقامِکُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّکُمْ وَمَنْزِلَتِکُمْ عِنْدَهُ، وَکَرامَتَکُمْ عَلَیْهِ، وَخاصَّتَکُمْ لَدَیْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِکُمْ مِنْهُ ،بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی وَاَهْلی وَمالی وَاُسْرَتی اُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُکُمْ اَنّی مُؤْمِنٌ بِکُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، کافِرٌ بَعَدُوِّکُمْ وَبِما کَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأنِکُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکُمْ، مُوالٍ لَکُمْ وَلاَِوْلِیائِکُمْ، مُبْغِضٌ لاَِعْدائِکُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ، مُطیعٌ لَکُمْ، عارِفٌ بِحَقِّکُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِکُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِکُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِکُمْ، مُعْتَرِفٌ بِکُمْ، مُؤْمِنٌ بِاِیابِکُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِکُمْ، مُنْتَظِرٌ لاَِمْرِکُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِکُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِکُمْ، عامِلٌ بِاَمْرِکُمْ، مُسْتَجیرٌ بِکُمْ، زائِرٌ لَکُمْ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِکُمْ، مُسْتَشْفِعٌ اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِکُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِکُمْ اِلَیْهِ، وَمُقَدِّمُکُمْ اَمامَ طَلِبَتی وَحَوائِجی وَاِرادَتی فی کُلِّ اَحْوالی وَاُمُوری مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُمْ وَشاهِدِکُمْ وَغائِبِکُمْ وَاَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ، وَمُفَوِّضٌ فی ذلِکَ کُلِّهِ اِلَیْکُمْ وَمُسَلِّمٌ فیهِ مَعَکُمْ، وَقَلْبی لَکُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَأیی لَکُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتی لَکُمْ مُعَدَّةٌ حَتّی یُحْیِیَ اللهُ تَعالی دینَهُ بِکُمْ، وَیَرُدَّکُمْ فی اَیّامِهِ، وَیُظْهِرَکُمْ لِعَدْلِهِ، وَیُمَکِّنَکُمْ فی اَرْضِهِ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لا مَعَ غَیْرِکُمْ، آمَنْتُ بِکُمْ وَتَوَلَّیْتُ آخِرَکُمْ بِما تَوَلَّیْتُ بِهِ اَوَّلَکُمْ، وَبَرِئْتُ اِلَی اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِکُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّیاطینِ وَحِزْبِهِمُ الظّالِمینَ لَکُمُ، الْجاحِدینَ لِحَقِّکُمْ، وَالْمارِقینَ مِنْ وِلایَتِکُمْ، وَالْغاصِبینَ لاِِرْثِکُمُ الشّاکّینَ فیکُمُ الْمُنْحَرِفینَ عَنْکُمْ، وَمِنْ کُلِّ وَلیجَةٍ دُونَکُمْ وَکُلِّ مُطاعٍ سِواکُمْ، وَمِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذینَ یَدْعُونَ اِلَی النّارِ، فَثَبَّتَنِیَ اللهُ اَبَداً ما حَییتُ عَلی مُوالاتِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَدینِکُمْ، وَوَفَّقَنی لِطاعَتِکُمْ، وَرَزَقَنی شَفاعَتَکُمْ، وَجَعَلَنی مِنْ خِیارِ مَوالیکُمْ التّابِعینَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَیْهِ، وَ جَعَلَنی مِمَّنْ

ص: 629

یَقْتَصُّ آثارَکُمْ، وَیَسْلُکُ سَبیلَکُمْ، وَیَهْتَدی بِهُداکُمْ وَیُحْشَرُ فی زُمْرَتِکُمْ، وَیَکِرُّ فی رَجْعَتِکُمْ، وَیُمَلَّکُ فی دَوْلَتِکُمْ، وَ یُشَرَّفُ فی عافِیَتِکُمْ، وَیُمَکَّنُ فی اَیّامِکُمْ، وَتَقِرُّ عَیْنُهُ غَداً بِرُؤْیَتِکُمْ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی وَنَفْسی وَاَهْلی وَمالی مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِکُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُمْ، مَوالِیَّ لا اُحْصی ثَنائَکُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ کُنْهَکُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَکُمْ، وَاَنْتُمْ نُورُ الاَْخْیارِ وَهُداةُ الاَْبْرارِ وَحُجَجُ الْجَبّارِ، بِکُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِکُمْ یَخْتِمُ، وَبِکُمْ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ، وَبِکُمْ یُمْسِکُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَی الاَْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ، وَبِکُمْ یُنَفِّسُ الْهَمَّ وَیَکْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَکُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِکَتُهُ وَاِلی جَدِّکُمْ .

وإن کانت الزّیارة لأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فعوض وَاِلی جَدِّکُمْ قُل :

وَاِلی اَخیکَ بُعِثَ الرُّوحُ الاَْمینُ، آتاکُمُ اللهُ ما لَمْ یُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمینَ، طَأطَاَ کُلُّ شَریفٍ لِشَرَفِکُمْ، وَبَخَعَ کُلُّ مُتَکَبِّرٍ لِطاعَتِکُمْ، وَخَضَعَ کُلُّ جَبّارٍ لِفَضْلِکُمْ، وَذَلَّ کُلُّ شَیْءٍ لَکُمْ، وَاَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِکُمْ، وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلایَتِکُمْ، بِکُمْ یُسْلَکُ اِلَی الرِّضْوانِ، وَعَلی مَنْ جَحَدَ وِلایَتَکُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی وَنَفسی وَاَهْلی وَمالی، ذِکْرُکُمْ فِی الذّاکِرینَ، وَاَسْماؤُکُمْ فِی الاَْسْماءِ، وَاَجْسادُکُمْ فِی الاَْجْسادِ، وَاَرْواحُکُمْ فِی اْلاََرْواحِ، وَاَنْفُسُکُمْ فِی النُّفُوسِ، وَآثارُکُمْ فِی الاْثارِ، وَقُبُورُکُمْ فِی الْقُبُورِ، فَما اَحْلی اَسْمائَکُمْ وَاَکْرَمَ اَنْفُسَکُمْ، وَاَعْظَمَ شَأنَکُمْ، وَاَجَلَّ خَطَرَکُمْ، وَاَوْفی عَهْدَکُمْ، وَاَصْدَقَ وَعْدَکُمْ، کَلامُکُمْ نُورٌ وَاَمْرُکُمْ رُشْدٌ وَوَصِیَّتُکُمُ التَّقْوی، وَفِعْلُکُمُ الْخَیْرُ، وَعادَتُکُمُ الاِْحْسانُ، وَسَجِیَّتُکُمُ الْکَرَمُ، وَشَأنُکُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکُمْ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأیُکُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، اِنْ ذُکِرَ الْخَیْرُ کُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأویهُ وَمُنْتَهاهُ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی وَنَفْسی کَیْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِکُمْ، وَاُحْصی جَمیلَ بَلائِکُمْ، وَبِکُمْ اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْکُرُوبِ، وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَکاتِ وَمِنَ

ص: 630

النّارِ، بِاَبی اَنْتُمْ وَاُمّی وَنَفْسی بِمُوالاتِکُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِینِنا، وَاَصْلَحَ ماکانَ فَسَدَ مِنْ دُنْیانا، وَبِمُوالاتِکُمْ تَمَّتِ الْکَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِکُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَکُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفیعَةُ، وَالْمَقامُ الَْمحْمُودُ، وَالْمَکانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظیمُ، وَالشَّأنُ الْکَبیرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ، رَبَّنا لا تُزِ غْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً اِنَّکَ اَنْتَ الْوَهّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، یا وَلِیَّ اللهِ اِنَّ بَیْنی وَبیْنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا یَأتی عَلَیْها اِلاّ رِضاکُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَکُمْ عَلی سِرِّهِ وَاسْتَرْعاکُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَکُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبی وَکُنْتُمْ شُفَعائی، فَاِنّی لَکُمْ مُطیعٌ، مَنْ اَطاعَکُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصاکُمْ فَقَدْ عَصَی اللهَ، وَمَنْ اَحَبَّکُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَکُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، اَللّهُمَّ اِنّی لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ اَقْرَبَ اِلَیْکَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَاَهْلِ بَیْتِهِ الاَْخْیارِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائی، فَبِحَقِّهِمُ الَّذی اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَیْکَ اَسْاَلُکَ اَنْ تُدْخِلَنی فی جُمْلَةِ الْعارِفینَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفی زُمْرَةِ الْمَرْحُومینَ بِشَفاعَتِهِمْ، اِنَّکَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً کَثیراً، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکیلُ .

أقول : أورد الشّیخ أیضاً هذه الزّیارة فی التّهذیب ثمّ ذیلها بوداع ترکناه اختصاراً، وهذه الزّیارة کما صرّح به العلامة المجلسی ( رحمه الله ) إنّما هی أرقی الزّیارات الجامعة متناً وسنداً وهی أفصحها وأبلغها . وقال والده فی شرح الفقیه : إنّ هذه الزّیارة أحسن الزّیارات وأکملها وإنّی لم أزر الأئمّة ( علیهم السلام ) ما دمت فی الاعتاب المقدّسة الاّ بها، وقد أورد شیخنا فی کتابه النجم الثّاقب قصّة تبدی لزوم المواظبة علی هذه

ص: 631

الزّیارة والاهتمام بها . قال : قدم النّجف الأشرف منذ سبع عشرة سنة تقریباً التّقیّ الصّالح السّید أحمد ابن السّید هاشم ابن السّید حسن الموسوی الرّشتی أیّده الله وهو من تجّار مدینة رشت، فزارنی فی بیتی بصحبة العالم الرّبانی والفاضل الصّمدانی الشّیخ علی الرّشتی طاب ثراه الآتی ذکره فی القصّة الآتیة إن شاء الله، فلمّا نهضا للخروج نبّهنی الشّیخ الی أنّ السّید أحمد من الصّلحاء المسدّدین ولمح الی أنّ له قصّة غریبة والمجال حینذاک لم یسمح بأن تفصّل وصادفت الشّیخ بعد بضعة أیّام ینبّئنی بارتحال السّید من النّجف ویحدث لی عن سیرته ویوقفنی علی قصّته الغریبة، فأسفت أسفاً بالغاً علی ما فاتنی من سماع القصّة منه نفسه وإن کنت أجل الشّیخ عن أن یخالف ما یرویه شیئاً ممّا وعته أذناه من السّید نفسه، ولکنّی صادفت السّید ثانیاً فی مدینة الکاظمین منذ عدّة أشهر وذلک فی شهر جمادی الثّانیة من سنتنا هذه حینما عُدت من النّجف الأشرف وکان السیّد راجعاً من سامراء وهو یؤمّ ایران، فطلبت الیه أن یحدث لی عن نفسه وعمّا کنت قد وقفت علیه ممّا عرض له فی حیاته فأجابنی الی ذلک وکان ممّا حکاه قضیّتنا المعهودة حکاها برمّتها طبقاً لما کنت قد سمعته من قبل ، قال : غادرت سنة 1280 ] دار المرز [مدینة رشت الی تبریز متوخیاً حجّ بیت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر علیّ التبریزی التّاجر المعروف وظللت هناک حائراً لم أجد قافلة ارتحل معها حتّی جهز الحاج جبّار الرّائد ] جلو دار[ السدّهی الأصبهانی قافلة الی طرابوزن فأکریت منه مرکوباً وصرت مع القافلة مفرداً من دون صدیق وفی أول منزل من منازل السفر التحق بی رجال ثلاثة

ص: 632

کان قد رغبهم فی ذلک الحاج صفر علی وهم المولی الحاج باقر التبریزی الذی کان یحج بالنیابة عن الغیر المعروف لدی العلماﺀ والحاج السید حسین التبریزی التاجر ورجل یسمی الحاج علی وکان یخدم فتصاحبنا فی الطریق حتی بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناک الطرابوزن وفی احد المنازل التی بین البلدین أتانا الحاج جبار الرائد ] جلو دار[ ینبئنا بأنّ أمامنا الیوم طریقاً مخیفاً ویحذرنا عن التّخلّف عن الرکب فقد کنّا نحن نبتعد غالباً عن القافلة ونتخلّف، فامتثلنا وعجلنا الی السّیر واستأنفنا المسیر معاً قبل الفجر بساعتین ونصف أو بثلاث ساعات فما سرنا نصف الفرسخ أو ثلاثة أرباعه إلاّ وقد أظلم الجوّ وتساقط الثّلج بحیث کان کلّ منّا قد غطّی رأسه بما لدیه من الغطاء واسرع فی المسیر ، أما أنا فلم یسعنی اللّحوق بهم مهما اجتهدت فی ذلک فتخلّفت عنهم وانفردت بنفسی فی الطّریق فنزلت من ظهر فرسی وجلست فی ناحیة من الطّریق وأنا مضطرب غایة الاضطراب، فنفقة السّفر کانت کلّها معی وهی ستمائة توماناً، ففکرت فی أمری ملیّاً فقرّرت علی أن لا أبرح مقامی حتّی یطلع الفجر ، ثمّ أعود الی المنزل الذی بتنا فیه لیلتنا الماضیة ثم ارجع ثانیاً مع عدّة من الحرس فالتحق بالقافلة وإذا بستان یبدو أمامی فیها فلاّح بیده مسحاة یضرب بها فروع الأشجار فیتساقط ما تراکم علیها من الثّلج، فدنا منّی وسألنی من أنت؟ فأجبت : انّی قدتخلّفت عن الرکب لا اهتدی الطریق، فخاطبنی باللّغة الفارسیة قائلاً : علیک بالنّافلة کی تهتدی، فأخذت فی النّافلة وعندما فرغت من التهجّد أتانی ثانیاً قائلاً : ألم تمض بعد ؟ قلت : والله لا اهتدی الی الطّریق ، قال : علیک

ص: 633

بالزّیارة الجامعة الکبیرة وما کنت حافظاً لها والی الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر القلب مع تکرّر ارتحالی الی الأعتاب المقدّسة للزّیارة، فوقفت قائماً وقرأت الزّیارة کاملة من ظهر القلب ، فبدالی الرّجل لما انتهیت قائلاً : ألم تبرح مکانک بعد ، فعرض لی البکاء وأجبته : لم اُغادر مکانی بعد فإنّی لا أعرف بالطریق ، فقال : علیک بزیارة العاشوراء ولم أکن مستظهراً لها أیضاً والی الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر قلبی ، فنهضت وأخذت فی قراءتها من ظهر القلب حتی انتهیت من اللّعن والسّلام ودعاء علقمة ، فعاد الرّجل إلیّ وقال : ألم تنطلق؟ فأجبته انّی سأظل هنا الی الصّباح ، فقال لی : أنا الآن ألحقک بالقافلة ، فرکب حماراً وحمل المسحاة علی عاتقه وقال لی : اردف لی علی ظهر الحمار ، فردفت له ، ثمّ سحبت عنان فرسی فقاومنی ولم یجر معی ، فقال صاحبی : ناولنی العنان . فناولته إیّاه ، فأخذ العنان بیمناه ووضع المسحاة علی عاتقه الأیسر وأخذ فی المسیر فطاوعه الفرس أیسر المطاوعة، ثمّ وضع یده علی رکبتی وقال : لماذا لا تؤدّون صلاة النّافلة النّافلة النّافلة، قالها ثلاث مرّات ، ثمّ قال أیضاً : لماذا تترکون زیارة عاشوراء ] زیارة [ عاشوراء ] زیارة [ عاشوراء کرّرها ثلاث مرّات ، ثمّ قال : لماذا لا تزورون بالزّیارة الجامعة

] الکبیرة [ الجامعة الجامعة الجامعة، وکان یدور فی مسلکه واذا به یلتفت الی الوراء ویقول : اولئک، أصحابک قد وردوا النّهر یتوضّؤون لفریضة الصبح ، فنزلت من ظهر الحمار وأردت أن أرکب فرسی ، فلم أتمکّن من ذلک فنزل هو من ظهر حماره

ص: 634

وأقام المسحاة فی الثّلج وأرکبنی فحوّل بالفرس الی جانب الصّحب وإذا بی یجول فی خاطری السّؤال من عساه یکون هذا الذی ینطق باللغة الفارسیّة فی منطقة التّرک الیسوعیّین؟ وکیف ألحقنی بالصّحب خلال هذه الفترة القصیرة من الزّمان، فنظرت الی الوراء فلم أجد أحداً ولم أعثر علی أثر یدلّ علیه فالتحقت بأصدقائی .

الزّیارة الثّالثة

ما جعلها العلامة المجلسی الثّامنة من الزّیارات الجامعة فی کتابه تحفة الزائر ، وقال : هذه زیارة رواها السّید ابن طاووس فی خلال أدعیة عرفة عن الصّادق صلوات الله علیه ویُزار بها فی کلّ مکان وزمان لا سیّما فی یوم عرفة وهی هذه الزّیارة :

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ وَاَمینَهُ عَلی وَحْیِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ، اَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلی خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِیُّ نَبِیِّهِ وَالْخَلیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فی اُمَّتِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْکَ حَقَّکَ وَقَعَدَتْ مَقْعَدَکَ، اَنَا بَریٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شیعَتِهِمْ اِلَیْکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ الْبَتُولُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا زَیْنَ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ رَبِّ الْعالَمینَ صَلَّی اللهُ عَلَیکِ وَعَلَیْهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْکِ حَقَّکِ وَمَنَعَتْکِ ما جَعَلَهُ الله لَکِ حَلالاً، اَنَا بَریٌ اِلَیْکِ مِنْهُمْ وَمِنْ شیعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنِ الزَّکِیَّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ وَبایَعَتْ فی اَمْرِکَ وَشایَعَتْ اَنَا بَرئٌ اِلَیْکَ مِنْهُمْ وَمِنْ شیعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدَاللهِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَعَلی اَبیکَ وَجَدِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَکَ، وَلَعَنَ

ص: 635

اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ وَاسْتَباحَتْ حَریمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْیاعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدینَ لَهُمْ بِالَّتمْکینِ مِنْ قِتالِکُمْ، اَنَا بَرئٌ اِلَی اللهِ وَاِلَیْکَ مِنْهُمْ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا عَبْدِاللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ موُسی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَعَلی عِتْرَتِکَ الطّاهِرَةِ الطَّیِّبَةِ، یا مَوالِیَّ کُونُوا شُفَعائی فی حَطِّ وِزْری وَخَطایایَ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ اِلَیْکُمْ، وَاَتَوالی آخِرَکُمْ بِما اَتَوالی اَوَّلَکُمْ، وَبَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغوُتِ وَاللاّتِ وَالْعُزّی، یا مَوالِیَّ اَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُمْ، وَوَلِیٌّ لِمَنْ والاکُمْ اِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَلَعَنَ اللهُ ظالِمیکُمْ وَغاصِبیکُمْ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْیاعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ وَاَهْلَ مَذْهَبِهِمْ، وَاَبْرَأُ اِلیَ اللهِ وَاِلَیْکُمْ مِنْهُمْ .

الزّیارة الرّابعة

هی الزّیارة المعروفة بزیارة أمین الله أوّلها اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمینَ اللهِ فی اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلی عِبادِهِ اَشْهَدُ اَنَّکَ جاهَدْتَ فِی اللهِ الی آخر ما مضی فی زیارات الامیر ( علیه السلام ) ، فنحن قد جعلناها الزّیارة الثّانیة من زیارات امیر المؤمنین ( علیه السلام ) .

الزّیارة الخامسة

زیارة اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَشْهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِیآئِهِ فی رَجَب، الماضیة فی أعمال شهر رجب، فمجموع ما فی هذا الکتاب من الزّیارات الجامعة یبلغ خمس زیارات وهی کافیة إن

ص: 636

شاء الله تعالی .

المقام الثّانی فیما یدعی به عقیب زیارات الائمة ( علیهم السلام ) .

قال السید ابن طاووس : یستحبّ أن یدعی بهذا الدّعاء عقیب زیارات الائمة ( علیهم السلام ) :

اَللّهُمَّ اِنْ کانَتْ ذُنوُبی قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهی عِنْدَکَ وَحَجَبَتْ دُعائی عَنْکَ وَحالَتْ بَیْنی وَبَیْنَکَ، فَاَسْاَلُکَ اَنْ تُقْبِلَ عَلَیَّ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ وَتَنْشُرَ عَلَیَّ رَحْمَتَکَ وَتُنَزِّلَ عَلیَّ بَرَکاتِکَ، وَاِنْ کانَتْ قَدْ مَنَعَتْ اَنْ تَرْفَعَ لی اِلَیْکَ صَوتاً اَوْ تَغْفِرَ لی ذَنْباً اَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطیئَة مُهْلِکَة فَها اَنَاذا مُسْتَجیرٌ بِکَرَمِ وَجْهِکَ وَعِزِّ جَلالِکَ، مُتَوَسِّلٌ اِلَیْکَ مُتَقَرِّبٌ اِلَیْکَ بِاَحَبِّ خَلْقِکَ اِلَیْکَ وَاَکْرَمِهِمْ عَلَیْکَ وَاَوْلاهُمْ بِکَ، وَاَطْوَعِهِمْ لَکَ، وَاَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَکاناً عِنْدَکَ مُحَمَّد، وَبِعِتْرَتِهِ الطّاهِرینَ الاَْئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِیّینَ، الَّذینَ فَرَضْتَ عَلی خَلْقِکَ طاعَتَهُمْ وَاَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الاَْمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِکَ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّار عَنید، وَیا مُعِزَّ الْمُؤْمِنینَ بَلَغَ مَجْهُودی فَهَبْ لی نَفْسِیَ السّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْکَ تَمُنُّ بِها عَلَیَّ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ قبّل الضّریح وضع خدّیک علیه وقُل :

اَللّهُمَّ اِنَّ هذا مَشْهَدٌ لا یَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فیهِ رَحْمَتُکَ اَنْ یَنالَها فی غَیْرِهِ، وَلا اَحَدٌ اَشْقی مِنْ امْرِئ قَصَدَهُ مُؤَمِّلاً فَآبَ عَنْهُ خائِباً، اَللّهُمَّ اِنّی اَعوُذُ بِکَ مِنْ شَرِّ الاِْیابِ وَخَیْبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشاکَ یا رَبِّ اَنْ تَقْرِنَ طاعَةَ وَلِیِّکَ بِطاعَتِکَ وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِکَ وَمَعْصِیَتَهُ بِمَعْصِیَتِکَ ثُمَّ تُؤْیِسْ زآئِرَهُ وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ اِلی قَبْرِهِ، وَعِزَّتِکَ یا رَبِّ لا یَنْعَقِدُ عَلی ذلِکَ ضَمیری، اِذْ کانَتِ الْقُلُوبُ اِلَیْکَ بِالْجَمیلِ تُشیرُ .

ثمّ صلّ للزّیارة ، فاذا شئت أن تودع وتنصرف فقُل : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّع لا سَئم وَلا قال وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ .

والشّیخ المفید ( رحمه الله ) ایضاً قد ذکر هذا

ص: 637

الدّعاء ولکنّه بعد کلمة ( وبالجمیل تشیر ) ، قال : ثمّ قل :

یا وَلِیَّ اللهِ اِنَّ بَیْنی وَبَیْنَ اللهِ عَزَوَجَلَّ ذُنوُباً لا یَأتی عَلَیْها اِلاّ رِضاکَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَکَ عَلی سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاکَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَکَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَکَ بِمُوالاتِهِ، تَوَلَّ صَلاحَ حالی مَعَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَاجْعَلْ حَظّی مِنْ زِیارَتِکَ تَخْلیطی بِخالِصی زُوّارِکَ الَّذینَ تَسْأَلُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فی عِتْقِ رِقابِهِمْ، وَتَرْغَبُ اِلَیْهِ فی حُسْنِ ثَوابِهِمْ، وَها اَنَا الْیَوْمَ بِقَبْرِکَ لائِذٌ، وَبِحُسْنِ دِفاعِکَ عَنّی عائِذٌ، فَتَلافَنی یا مَوْلایَ وَاَدْرِکْنی وَاَسْأَلِ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فی اَمْری، فَاِنَّ لَکَ عِنْدَاللهِ مَقاماً کَریماً وَجاهاً عَظیماً صَلَّی اللهُ عَلَیْکَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً .

أقول : الافضل للزّائر اذا أراد أن یدعو فی مشهد من المشاهد الشّریفة بل الافضل للدّاعی أینما کان وأیّا ما کانت حاجته ، أن یبدأ بالدّعاء لصحّة حجّة العصر وصاحب الامر ( علیه السلام ) وهذا أمر هامّ ذا فوائد هامّة لا یناسب المقام شرحها والشّیخ ( رحمه الله ) قد بسط الکلام فی ذلک فی الباب العاشر من کتاب النّجم الثّاقب وذکر أدعیة تخصّ المقام فلیراجعه من شاء، وأخصر تلک الدّعوات هو ما مرّ فی أعمال اللّیلة الثّالثة والعشرین من شهر رمضان فی خلال أدعیة العشر الاواخر ونحن قد أوردنا فی خلال آداب زیارة الحسین ( علیه السلام ) دعاء یدعی به فی کافّة المشاهد الشّریفة .

المقام الثّالث فی ذکر الصّلوات علی الحجج الطّاهرین ( علیهم السلام ) .

قال الطّوسی فی المصباح فی خلال أعمال یوم الجمعة : أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبی المفضّل الشّیبانی ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد العابد بالدالیة لفظاً ، قال : سألت مولای الامام الحسن العسکری ( علیه السلام ) فی منزله بسرّ من رأی سنة خمس

ص: 638

وخمسین ومائتین یملی علیّ الصّلاة علی النّبی وأوصیائه ( علیهم السلام ) وأحضرت معی قرطاساً کبیراً، فأملی علیّ لفظاً من غیر کتاب وقال : أکتب .

الصّلاة علی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما حَمَلَ وَحْیَکَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِکَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما اَحَلَّ حَلالَکَ، وَحَرَّمَ حَرامَکَ، وَعَلَّمَ کِتابَکَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما اَقامَ الصَّلاةَ، وَآتَی الزَّکاةَ، وَدَعا اِلی دینِکَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما صَدَّقَ بِوَعْدِکَ، وَاَشْفَقَ مِنْ وَعیدِکَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ، وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُیُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الْکُرُوبَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ، وَکَشَفْتَ بِهِ الْغَمّاءَ، وَاَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ، وَنَجَّیْتَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما رَحِمْتَ بِهِ الْعِبادَ، وَاَحْیَیْتَ بِهِ الْبِلادَ، وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ، وَاَهْلَکْتَ بِهِ الْفَراعِنَةَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما اَضْعَفْتَ بِهِ الاَْمْوالَ، وَاَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الاَْهْوالِ، وَکَسَرْتَ بِهِ الاَْصْنامَ، وَرَحِمْتَ بِهِ الاَْنامَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد کَما بَعَثْتَهُ بِخَیْرِ الاَْدْیانِ، وَاَعْزَزْتَ بِهِ الاْیمانَ، وَتَبَّرْتَ بِهِ الاَْوْثانَ، وَعَظَّمْتَ بِهِ الْبَیْتَ الْحَرامَ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ الطّاهِرینَ الاَْخْیارِ وَسَلِّمْ تَسْلیماً .

الصّلاة علی أمیر المؤمنین ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب اَخی نَبِیِّکَ وَوَلِیِّهِ وَصَفِیِّهِ وَوَزیرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِکْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعی اِلی شَریعَتِهِ، وَخَلیفَتِهِ فی اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْکرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْکَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذی جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِیِّکَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسی، اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، وَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْصِیاءِ اَنْبِیائِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

الصّلاة علی سیّدة النّساء فاطمة ( علیها السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الصِّدّیقَةِ فاطِمَةَ الزَّکِیَّةِ حَبیبَةِ حَبیبِکَ وَنَبِیِّکَ، وَاُمِّ اَحِبّائِکَ وَاَصْفِیائِکَ، الَّتِی انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلی نِساءِ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ کُنِ الطّالِبَ

ص: 639

لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَکُنِ الثّائِرَ اَللّهُمَّ بِدَمِ اَوْلادِها، اَللّهُمَّ وَکَما جَعَلْتَها اُمَّ اَئِمَّةِ الْهُدی، وَحَلیلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ، وَالْکَریمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الاَْعْلی، فَصَلِّ عَلَیْها وَعَلی اُمِّها صَلاةً تُکْرِمُ بِها وَجْهَ أبیها مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَتُقِرُّ بِها اَعْیُنَ ذُرِّیَّتِها، وَاَبْلِغْهُمْ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ .

الصّلاة علی الحسن والحسین ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ عَبْدَیْکَ وَوَلِیَّیْکَ، وَابْنَیْ رَسُولِکَ، وَسِبْطَی الرَّحْمَةِ، وَسَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلادِ النَّبِیّینَ وَالْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ ابْنِ سَیِّدِ النَّبِیّینَ وَوَصِیِّ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا ابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ یَا ابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ اَمینُ اللهِ وَابْنُ اَمینِهِ، عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضَیْتَ شَهیداً، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الزَّکِیُّ الْهادِی الْمَهْدِیُّ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهیدِ، قَتیلِ الْکَفَرَةِ وَطَریحِ الْفَجَرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا ابْنَ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ اَشْهَدُ موُقِناً اَنَّکَ اَمینُ اللهِ وَابْنُ اَمینِهِ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضَیْتَ شَهیداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ تَعالی الطّالِبُ بِثارِکَ، وَمُنْجَزٌ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّاْییدِ فی هَلاکِ عَدُوِّکَ وَاِظْهارِ دَعْوَتِکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَجاهَدْتَ فی سَبیلِ، اللهِ وَعَبْدتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّی أتاکَ الْیَقینُ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَلَبَّتْ عَلَیْکَ، وَاَبْرَأُ اِلَی اللهِ تَعالی مِمَّنْ اَکْذَبَکَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّکَ وَاسْتَحَلَّ دَمَکَ، بِاَبی اَنْتَ وَاُمّی یا اَبا عَبْدِاللهِ لَعَنَ اللهُ قاتِلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ خاذِلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِیَتَکَ فَلَمْ یُجِبْکَ وَلَمْ یَنْصُرْکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَبا نِساءَکَ اَنَا اِلَی اللهِ مِنْهُمْ بَرئٌ

ص: 640

وَمِمَّنْ والاهُمْ وَمالاََهُمْ وَاَعانَهُمْ عَلَیْهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَالاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِکَ کَلِمَةُ التَّقْوی وَبابُ الْهُدی وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقی وَالْحُجَّةُ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا، وَاَشْهَدُ اَنّی بِکُمْ مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِکُمْ موُقِنٌ، وَلَکُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسی وَشَرایِعِ دینی وَخَواتیمِ عَمَلی وَمُنْقَلَبی فی دُنْیایَ وَآخِرَتی .

الصّلاة علی علیّ بن الحسین ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ الْعابِدینَ الَّذیِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِکَ، وَجَعَلْتَ مِنْهُ اَئِمَّةَ الْهُدیَ الَّذینَ یَهدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ یَعْدِلُونَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِکَ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَاصْطَفَیْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِیاً مَهْدِیّاً، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ ذُرِّیَةِ اَنْبِیائِکَ حَتّی تَبْلُغَ بِهِ ما تَقِرُّ بِهِ عَیْنُهُ فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ،اِنَّکَ عَزیزٌ حَکیمٌ .

الصّلاة علی محمّد بن علیّ ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، باقِرِ الْعِلْمِ وَاِمامِ الْهُدی، وَقائِدِ اَهْلِ التَّقْوی وَالْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِکَ، اَللّهُمَّ وَکَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِکَ وَمَناراً لِبِلادِکَ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِکْمَتِکَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْیِکَ، وَاَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِیَتِهِ، فَصَلِّ عَلَیْهِ یا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ ذُرِّیَةِ اَنْبِیائِکَ وَاَصْفِیائِکَ وَرُسُلِکَ وَاُمَنائِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ .

الصّلاة علی جعفر بن محمّد ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعی اِلَیْکَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبینِ، اَللّهُمَّ وَکَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ کَلامِکَ وَوَحْیِکَ وَخازِنَ عِلْمِکَ وَلِسانَ تَوْحیدِکَ، وَوَلِیَّ اَمْرِکَ وَمُسْتَحْفِظَ دینِکَ، فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَصْفِیائِکَ وَحُجَجِکَ اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ .

الصّلاة علی موسی بن جعفر ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الاَْمینِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَر، الْبَرِّ الْوَفِیِّ الطّاهِرِ الزَّکِیِّ، النُّورِ الْمُبینِ الُْمجْتَهِدِ الُْمحْتَسِبِ، الصّابِرِ عَلَی الاَْذی فیکَ، اَللّهُمَّ وَکَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ مَا اسْتُوْدِعَ مِنْ اَمْرِکَ وَنَهْیِکَ، وَحَمَلَ عَلَی الَْمحَجَّةَ وَکابَدَ اَهْلَ الْعِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فیما کانَ یَلْقی مِنْ جُهّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ وَاَکْمَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِمَّنْ اَطاعَکَ وَنَصَحَ لِعِبادِکَ، اِنَّکَ غَفوُرٌ رَحیمٌ .

الصّلاة علی علیّ بن موسی ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسیَ الَّذِی ارْتَضَیْتَهُ وَرَضیتَ بِهِ

ص: 641

مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ، اَللّهُمَّ وَکَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلی خَلْقِکَ وَقائِماً بِاَمْرِکَ وَناصِراً لِدینِکَ وَشاهِداً عَلی عِبادِکَ، وَکَما نَصَحَ لَهُمْ فِی السِّرِ وَالْعَلانِیَةِ وَدَعا اِلی سَبیلِکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیآئِکَ وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، اِنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ .

الصّلاة علی محمّد بن علیّ بن موسی ( علیهم السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسی عَلَمِ التُّقی وَنُورِ الْهُدی، وَمَعْدِنِ الْوَفاءِ وَفَرْعِ الاَْزْکِیاءِ، وَخَلیفَةِ الاَْوْصِیاءِ، وَاَمینِکَ عَلی وَحْیِکَ، اَللّهُمَّ فَکَما هَدَیْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْحَیْرَةِ، وَاَرْشَدْتَ بِهِ مِنْ اهْتَدی وَزَکَّیْتَ بِهِ مَنْ تَزَکّی، فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ وَبَقِیَّةِ اَوْصِیائِکَ اِنَّکَ عَزیزٌ حَکیمٌ .

الصّلاة علی علیّ بن محمّد ( علیهما السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد، وَصِیِّ الاَْوْصِیاءِ وَاِمامِ الاَْتْقِیاءِ، وَخَلَفِ اَئِمَّةِ الدّینِ وَالْحُجَّةِ عَلَی الْخَلائِقِ اَجْمَعینَ، اَللّهُمَّ کَما جَعَلْتَهُ نُوراً یَسْتَضیءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَبَشَّرَ بِالْجَزیلِ مِنْ ثَوابِکَ وَاَنْذَرَ بِالاَْلیمِ مِنْ عِقابِکَ، وَحَذَّرَ بَأسَکَ وَذَکَّرَ بِایاتِکَ وَاَحَلَّ حَلالَکَ وَحَرَّمَ حَرامَکَ، وَبَیَّنَ شَرایِعَکَ وَفَرایِضَکَ، وَحَضَّ عَلی عِبادَتِکَ وَاَمَرَ بِطاعَتِکَ وَنَهی عَنْ مَعْصِیَتِکَ، فَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ وَذُرِّیَّةِ اَنْبِیائِکَ، یا اِلهَ الْعالَمینَ .

قال الرّاوی أبو محمّد الیمنی : فلمّا انتهیت الی الصّلاة علیه أمسک ، فقلت له فی ذلک ، فقال : لو لا انّه دین أمرنا أن نبلغه ونؤدّیه الی أهله لاحببت الامساک ولکنّه الدّین ، أکتب به .

الصّلاة علی الحسن بن علیّ بن محمّد ( علیهم السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد، الْبَرِّ التَّقِیُّ الصّادِقِ الْوَفِیِّ، النُّورِ الْمُضیءِ خازِنِ عِلْمِکَ وَالْمُذَکِّرِ بِتَوْحیدِکَ، وَوَلِیِّ اَمْرِکَ وَخَلَفِ اَئِمَّةِ الدّینَ الْهُداةِ الرّاشِدینَ، وَالْحُجَّةِ عَلی اَهْلِ الدُّنْیا، فَصَلِّ عَلَیْهِ یا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَصْفِیائِکَ وَحُجَجِکَ وَاَوْلادِ رُسُلِکَ، یا اِلهَ الْعالَمینَ .

الصّلاة علی ولیّ الامر المنتظر ( علیه السلام )

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابْنِ

ص: 642

اَوْلِیائِکَ الَّذینَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَاَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَاَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهیراً، اَللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدینِکَ وَانْصُرْ بِهِ اَوْلِیاءَکَ وَاَوْلِیاءَهُ وَشیعَتَهُ وَاَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اَللّهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ کُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَمیعِ خَلْقِکَ، وَاحْفُظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدیهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ یَمینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ اَنْ یوُصَلَ اِلَیْهِ بِسوُء، وَاحْفَظْ فیهِ رَسُولَکَ، وَآلِ رَسوُلِکَ وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَاَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِریهِ وَاخْذُلْ خاذِلیهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْکُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الْکُفّارَ وَالْمُنافِقینَ وَجَمیعَ الْمُلْحِدینَ حیثُ کانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَْرْضَ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَامْلاَْ بِهِ الاَْرْضِ عَدْلاً وَاَظْهِرْ بِهِ دینَ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِی اللّهُمَّ مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَاَتْباعِهِ وَشیعَتِهِ وَاَرِنی فی آلِ مُحَمَّد ما یَأمَلوُنَ وَفی عَدُوِّهُمْ ما یَحْذَرُونَ اِلهَ الْحَقِّ آمینَ .

الْخَاتِمَةِ

فی زیارة الانبیاء العظام ( علیهم السلام ) وابناء الائمة الکرام وقبور المؤمنین اسکنهم الله دار السّلام وتحتوی علی مطالب ثلاثة :

المطلب الاوّل : فی زیارة الانبیاء العظام ( علیهم السلام ) .

اعلم انّ تکریم الانبیاء ( علیهم السلام ) وتعظیمهم واجب عقلاً وشرعاً لا نفرّق بین أحد من رسله وزیارتهم راجحة مستحسنة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زیارتهم ولیس فی الانبیاء ( علیهم السلام ) وإن کثروا من یعرف موضع قبره الاّ القلیلون وهم علی ما أعهد آدم ( علیه السلام ) ، ونوح ( علیه السلام ) ، وهما مدفونان عند مرقد امیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، وابراهیم ( علیه السلام ) ، وقبره فی القدس الخلیل قُرب بیت المقدس وبجواره مراقد سارة زوجته واسحاق ویعقوب ویوسف ( علیهم السلام ) ، واسماعیل ( علیه السلام ) ، وامّه هاجر مدفونان فی الحجر فی المسجد الحرام وفیه قبور الانبیاء ( علیهم السلام ) وعن الباقر ( علیه السلام ) قال : ما بین الرکن والمقام مکتظ بقبور الانبیاء .

وعن الصادق ( علیه السلام ) قال : ما

ص: 643

بین الرّکن الیمانی والحجر الاسود مراقد سبعین نبیّاً من الانبیاء ( علیهم السلام ) .

وفی بیت المقدّس قبور عدّة من الانبیاء کداوُد ( علیه السلام ) وسلیمان وغیرهما من الانبیاء المعروفین هناک سلام الله علیهم أجمعین، وقبر زکریّا ( علیه السلام ) معروف فی حلب، ولیونس ( علیه السلام ) علی شریعة الکوفة بقعة ذات قبّة معروفة ، وقبرا هود ( علیه السلام ) وصالح ( علیه السلام ) فی النّجف الاشرف مشهوران، ومرقد ذی الکفل علی شاطئ الفرات مشهور ، وهو یبعد عن الکوفة . والنّبی جرجیس قبره مدینة الموصل ، وفی خارج المدینة قبر شیث هبة الله ، وقبر النّبی دانیال فی شوش ، وقبر یوشع مقابل مسجد براثا وغیرهم سلام الله علیهم أجمعین، وأمّا کیفیة زیارتهم ( علیهم السلام ) ، فلم أظفر بزیارة مأثورة تخصّهم عدا ما سلف فی باب زیارة أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) من زیارة آدم ونوح ( علیهما السلام ) ، ولکن ما جعلناها الاولی من الزّیارات الجامعة یُزار بها الانبیاء أیضاً ( علیهم السلام ) کما یبدو من روایتها ویشهد لذلک أن الشّیخ الجلیل محمّد بن المشهدی والسّید الاجلّ علیّ بن طاووس فی مصباح الزّائر وغیرهما رضوان الله علیهم قد أوردوا هذه الزّیارة لمشهد یونس ( علیه السلام ) عند بیانهم آداب دخول مدینة الکوفة، والمظنون انّ ذکرهم هذه الزّیارة لهذا المشهد لیس الاّ لما یبدو من العموم من روایتها، وکیف کان فمن المناسب الزّیارة بها فی المراقد الشّریفة للانبیاء ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وقد أثبتنا الزّیارة فیما سلف فلا حاجة الی اعادتها هنا فمن شاء فلیرجع الی الزّیارة الجامعة الاولی

ص: 644

وینتفع بفضلها العظیم .

المطلب الثّانی : فی زیارة الابناء العظام للائمة ( علیهم السلام ) .

وهم ابناء الملوک بالحقّ وقبورهم منابع الفیض والبرکة ومهابط الرّحمة والعنایة الالهیّة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زیارة قبورهم وهی والحمد لله منتشرة فی غالب بلاد الشّیعة بل وفی القری والبراری واطراف الجبال والاودیة وهی دائماً ملاذ المضطرّین وملجأ البائسین وغیاث المظلومین وتسلیة للقلوب الذّابلة وستضلّ کذلک الی یوم القیامة، وقد برز من کثیر من هذه المراقد الشّریفة کرامات وخوارق للعادات ولکن لا یخفی انّ الزائر اذا شاء أن یشدّ الرّحل الی شیء من هذه المراقد موقناً ببلوغه فیض رحمة الله وبکشف کروبه فینبغی أن یحرز فیه شرطان :

الاوّل : جلالة صاحب ذلک المرقد وعظمة شأنه اضافة الی ما حازه من شرافة النّسب وتعرف هذه من کتب الاحادیث والانساب والتّواریخ .

الثّانی : التأکّد من صحّة نسبة هذا المرقد الیه، وما حاز کلا الشّرطین من المشاهد قلیل جدّاً ونحن قد أشرنا فی کتاب هدیّة الزّائر الی عدّة مراقد قد اجتمع فیه الشّرطان واشرنا فی کتاب نفثة المصدور وکتاب منتهی الامال الی مرقد محسن بن الحسین ( علیه السلام ) وهذا الکتاب لا یسع التّفصیل فنقتصر علی ذکر اثنین منها :

الاوّل : مشهد السّیدة الجلیلة العظیمة فاطمة بنت موسی بن جعفر ( علیه السلام ) وقبرها الشّریف فی بلدة قم الطّیبة معروف مشهور وله قبّة شامخة وضریح وصحون وخدم کثیرون وأوقاف وافرة وهو قرّة العین لاهالی قم وملاذ لعامّة الخلق مما یشدّ الیه الرّحال فی کلّ سنة خلق کثیر من أقاصی البلاد فیتحمّلون متاعب السّفر ابتغاء فضیلة زیارتها وفضلها وجلالها یعرف من کثیر من الاخبار .

روی الصّدوق بسند کالصّحیح عن سعد بن سعد ، قال : سألت الرّضا ( علیه

ص: 645

السلام ) عن فاطمة بنت موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) ، فقال : من زارها فله الجنّة .

وروی بسند معتبر آخر عن محمّد التّقی بن الرّضا ( علیهما السلام ) قال : من زار قبر عمّتی بقم فله الجنّة .

وروی العلامة المجلسی ( رحمه الله ) عن بعض کتب الزّیارات عن علیّ بن ابراهیم عن أبیه عن سعد الاشعریّ القمیّ عن الرّضا صلوات الله علیه ، قال : قال : یا سعد عندکم لنا قبر ، قلت : جعلت فداک قبر فاطمة ( علیها السلام ) بنت موسی بن جعفر ( علیه السلام ) ، قال : بلی، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة، فاذا أتیت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة وقُل أربعاً وثلاثین مرّة اَللهُ اَکْبَرُ وثلاثاً وثلاثین مرّة سُبْحانَ اللهِ وثلاثاً وثلاثین مرّة اَلْحَمْدُ للهِ ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلی آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اِبْراهیمَ خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَیْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب وَصِیَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ سَیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا سِبْطَیْ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَسَیِّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَ الْعابِدینَ وَقُرَّةَ عَیْنِ النّاظِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُوسَی بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الطُّهْرَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا

ص: 646

عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضا الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ التَّقِیَّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد النَّقِیَّ النّاصِحَ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلَی الْوَصیِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی نُورِکَ وَسِراجِکَ وَوَلِیِّ وَلِیِّکَ وَوَصِیِّ وَصِیِّکَ، وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ فاطِمَةَ و خَدیجَةَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ اَمیرِالْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ وَلِیِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا اُخْتَ وَلِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا عَمَّةَ وَلِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ مُوسَی بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ عَرَّفَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکُمْ فِی الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فی زُمْرَتِکُمْ وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِیِّکُمْ، وَسَقانا بِکَأسِ جَدِّکُمْ مِنْ یَدِ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ یُرِیَنا فیکُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ یَجْمَعَنا وِاِیّاکُمْ فی زُمْرَةِ جَدِّکُمْ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا یَسْلُبَنا مَعْرِفَتَکُمْ اِنَّهُ وِلِیٌّ قَدیرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِحُبِّکُمْ وَالْبَرائَةِ مِنْ اَعْدائِکُمْ، وَالتَّسْلیمِ اِلَی اللهِ راضِیاً بِهِ غَیْرَ مُنْکِر وَلا مُسْتَکْبِر وَعَلی یَقین ما اَتی بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راض، نَطْلُبُ بِذلِکَ وَجْهَکَ یا سَیِّدی اَللّهُمَّ وَرِضاکَ وَالدّارَ الاْخِرَةَ، یا فاطِمَةُ اشْفَعی لی فی الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَکِ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ، اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تَخْتِمَ لی بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّی ما اَنَا فیهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، اَللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِکَرَمِکَ وَعِزَّتِکَ وَبِرَحْمَتِکَ وَعافِیَتِکَ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

الثّانی : عبد العظیم ] شاهزاده عبد العظیم [ اللاّزم التعظیم وینتهی نسبه الشّریف بوسائط أربع الی سبط خیر الوری الامام

ص: 647

الحسن المجتبی ( علیه السلام ) فهو عبد العظیم بن عبد الله بن علی بن الحسن بن زید بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب ( علیهم السلام ) ومرقده الشّریف فی الرّی معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلوّ مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشّمس، فانّه من سُلالة خاتم النّبیین وهو مع ذلک من أکابر المحدّثین وأعاظم العلماء والزّهاد والعبّاد وذوی الورع والتّقوی وهو من اصحاب الجواد والهادی ( علیهما السلام ) ، وکان متوسّلاً بهما أقصی درجات التّوسّل ومنقطعاً الیهما غایة الانقطاع . وقد روی عنهما أحادیث کثیرة وهو المؤلّف لکتاب «خطب أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) » وکتاب «الیوم واللیلة» وهو الذی عرض دینه علی امام زمانه الامام الهادیّ ( علیه السلام ) فاقره وصدّقه وقال : یا أبا القاسم هذا والله دین الله الّذی ارتضاه فاثبت علیه ثبّتَکَ الله بالقول الثّابت فی الدّنیا والاخرة .

وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجیزة فی أحواله وشیخنا ثقة الاسلام النّوری قد أورد الوجیزة فی خاتمة کتاب المستدرک وروی هناک وفی کتاب الرّجال للنّجاشی انّه خاف من السّلطان فطاف بالبلدان علی انّه فیج ] الرّسول [ ثمّ ورد الرّی وسکن بساربانان ، وعلی روایة النّجاشی : سکن سرباً فی دار رجل من الشّیعة فی سکة المولی وکان یعبد الله فی ذلک السرب ویصوم نهاره ویقوم لیله وکان یخرج مستتراً یزور القبر المقابل قبره وبینها الطّریق ویقول : هو رجل من ولد موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) فلم یزل یأوی الی ذلک السّرب ویقع خبره ا لی الواحد بعد الواحد من شیعة آل محمّد علیه وعلیهم السّلام حتّی عرفه أکثرهم فرأی رجل

ص: 648

من الشّیعة فی المنام رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال له : انّ رجلاً من ولدی یحمل من سکة الموالی ویدفن عند شجرة التّفاح فی باغ ] بستان [ عبد الجبّار بن عبد الوهّاب وأشار الی المکان الّذی دفن فیه، فذهب الرّجل لیشتری الشّجرة ومکانها من صاحبها ، فقال له : لایّ شیء تطلب الشّجرة ومکانها فأخبره بالرّؤیا ، فذکر صاحب الشّجرة انّه کان رأی مثل هذه الرؤیا وانّه جعل موضع الشّجرة مع جمیع الباغ ] البستان [ وقفاً علی الشّریف والشّیعة یدفنون فیه، فمرض عبد العظیم ومات ( رحمه الله ) ، فلمّا جرّد لیغسل وجد فی جیبه رقعة فیها ذکر نسبه فاذا فیها أنا أبو القاسم عبد العظیم بن عبد الله بن علیّ بن الحسن بن زید بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب ( علیهم السلام ) .

وقال أیضاً الصّاحب بن عبّاد فی وصف علم عبد العظیم انّه روی أبو تراب الرویانی ، قال : سمعت أبا حماد الرّازی یقول : دخلت علی الامام علیّ النّقی ( علیه السلام ) فی سرّ من رأی فسألته عن أشیاء من حلالی وحرامی ، فأجابنی . فلمّا ودّعته قال لی : یا حماد اذا أشکل علیک شیء من أمور دینک بناحیتک أی فی بلدة الرّی فسل عنه عبد العظیم بن عبد الله الحسنی واقرأه منّی السّلام .

وقال المحقّق الدّاماد فی کتاب الرّواشح انّ فی فضل زیارة عبد العظیم روایات متظافرة ، وروی : انّ من زار قبره وجبت له الجنّة، وهذا الحدیث رواه أیضاً الشّهید الثّانی ( رحمه الله ) فی حواشی الخلاصة عن بعض النسّابین .

وروی ابن

ص: 649

بابویه وابن قولویه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّی عن الامام علیّ النّقی صلوات الله علیه ، قال : دخلت علیه ، فقال : أین کنت ؟ فقلت : زُرت الحسین ( علیه السلام ) ، قال : أما لو انّک زرت قبر عبد العظیم ( علیه السلام ) عندکم لکنت کمن زار الحسین بن علیّ صلوات الله علیهما .

أقول : لم یذکر العلماء زیارة خاصّة وانّما قال فخر المحقّقین جمال الدّین فی مزاره انّ من المناسب أن یُزار هکذا :

اَلسَّلامُ عَلی آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی نُوح نَبِیِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی اِبْراهیَم خَلیلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی مُوسی کَلیمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلی عیسی رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خَیْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفِیَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِیّینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ عَلِیَّ بْنَ اَبی طالِب وَصِیَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَةُ سَیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکُما یا سِبْطَیِ الرَّحْمَةِ وَسَیَّدَیْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَ الْعابِدینَ وَقُرَّةَ عَیْنِ النّاظِرینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِیِّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُوسَی بْنَ جَعْفَر الطّاهِرِ الْطُّهْرِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا الْمُرْتَضی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ التَّقِیَّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّد النِّقِیَّ النّاصِحَ الاَْمینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا حَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ، اَلسَّلامُ عَلَی الْوَصِیِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی نُورِکَ وَسِراجِکَ وَوَلِیِّ وَلِیِّکَ وَوَصِیِّ وَصِیِّکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا السَّیِّدُ الزَّکِیُّ وَالطّاهِرُ الصَّفِیُّ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ

ص: 650

یَا بْنَ السّادَةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ الْمُصْطَفِیْنَ الاَْخْیارِ، اَلسَّلامُ عَلی رَسُولِ اللهِ و عَلی ذُرِّیَّةِ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ و بَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَی الْعَبْدِ الصّالِحِ الْمُطیعِ للهِ رَبِّ الْعالَمینَ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِمیرِ الْمُؤْمِنینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْقاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، الُْمجْتَبی السَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنْ بِزِیارَتِهِ ثَوابُ زِیارَةِ سَیِّدِ الْشُّهَداءِ یُرْتَجی، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ عَرَّفَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکُمْ فی الْجَنَّةِ وَحَشَرَنا فی زُمْرَتِکُمْ، وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِیِّکُمْ وَسَقانا بِکَأسِ جَدِّکُمْ مِنْ یَدِ عَلِیِّ بْنِ اَبی طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَیکُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ یُرِیَنا فیکُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ یَجْمَعَنا وَاِیّاکُمْ فی زُمْرَةِ جَدِّکُمْ مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا یَسْلُبَنا مَعْرِفَتَکُمْ اِنَّهُ وَلِیٌّ قَدیرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَی اللهِ بِحُبِّکُمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِکُمْ، وَالتَّسْلیمِ اِلَی اللهِ راضِیاً بِهِ غَیْرَ مُنْکِر وَلا مُسْتَکْبِر، وَعَلی یَقین مااَتی بِهِ مُحَمَّدٌ نَطْلُبُ بِذلِکَ وَجْهَکَ یا سَیِّدی اَللّهُمَّ وَرِضاکَ وَالدّارَ الاْخِرَةِ یا سَیِّدی وَابْنَ سَیِّدی اِشْفَعْ لِی فِی الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَکَ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ اَنْ تَخْتِمَ لی بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّی ما اَنَا فیهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ اَللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِکَرَمِکَ وَعِزَّتِکَ وَبِرَحْمَتِکَ وَعافِیَتِکَ وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعینَ وَسَلَّمَ تَسْلیماً یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ .

ثمّ قال المحقّق المذکور : ورد فی بعض الاحادیث انّ عبد العظیم کان یخرج عند اقامته بالرّی مستتراً یزور القبر المقابل لقبره وبینهما الطّریق ویقول : هو رجل من ولد موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) ونجد هناک فی عصرنا قبراً ینسب الی حمزة بن الامام موسی ( علیه السلام ) ، والظاهر انّه القبر الذی کان یزوره عبد العظیم وینبغی زیارته ایضاً ان

ص: 651

شاء الله ولا بأس بأن یزار بهذه الزّیارة الاّ انّه یحذف منها الجملة : اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَا الْقاسِمِ والجملة الّتی تلیها ، انتهی .

لا یخفی علیک انّ قبر الشّیخ الجلیل السّعید قدوة المفسّرین جمال الدّین أبی الفتوح حسین بن علی الخزاعی ( رحمه الله ) صاحب التّفسیر المعروف واقع فی صحن حمزة ( علیه السلام ) وینبغی زیارته ، والشّیخ الصّدوق رئیس المحدّثین المعروف بابن بابویه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظیم فلا تغفل عن زیارته ایضاً .

المطلب الثّالث : فی زیارة قبور المؤمنین رضی الله عنهم أجمعین .

روی الثّقة الجلیل الشّیخ جعفر بن قولویه القمی عن عمرو بن عثمان الرّازی ، قال : سمعت أبا الحسن الامام موسی بن جعفر ( علیهما السلام ) یقول : من لم یقدر أن یزورنا فلیزر صالحی موالینا یکتب له ثواب زیارتنا ، ومن لم یقدر علی صلتنا فلیصل صالحی موالینا یکتب له ثواب صلتنا .

وروی أیضاً بسند صحیح عن محمّد بن أحمد بن یحیی الاشعری قال : کنت بفید ( وهو اسم منزل فی طریق مکة ) فمشیت مع علیّ بن بلال الی قبر محمّد بن اسماعیل بن بزیع ، قال : فقال لی علیّ بن بلال : قال لی صاحب هذا القبر عن الرّضا ( علیه السلام ) ، قال : من أتی قبر أخیه المؤمن ثمّ وضع یده علی القبر وقرأ ( اِنّا اَنْزَلناهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرّات ، أمن یوم الفزع الاکبر . ومثله حدیث آخر ولکن زاد فیه واستقبل القبلة .

أقول : ظاهر الحدیث انّ الضّمیر فی قوله ( علیه السلام ) أمن یوم الفزع الاکبر راجع الی القاری نفسه ومن المحتمل رجوعه الی صاحب القبر ویؤید

ص: 652

هذا المعنی ما سیأتی من الرّوایة عن السّید ابن طاووس وروی أیضاً فی کامل الزّیارة بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبی عبد الله قال : سألت الصّادق ( علیه السلام ) کیف أضع یدی علی قبور المسلمین ؟ فأشار بیده الی الارض فوضعها علیها وهو مستقبل القبلة .

وروی أیضاً بسند صحیح عن عبد الله بن سنان قال : قلت للصّادق ( علیه السلام ) کیف أسلم علی أهل القبور ؟ قال : نعم تقول: السَّلامُ علی أهْلِ الدِّیار مِنَ المُؤمنین والمسلمین أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بکم لا حقون ، وعن الحسین ( علیه السلام ) قال : من دخل المقابر فقال : اَللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الاَْرْواحِ الْفانِیَةِ وَالاَْجْسادِ الْبالِیَةِ وَالْعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتی خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْیا وَهِیَ بِکَ مُؤْمِنَةٌ، اَدْخِلْ عَلَیْهِمْ رَوْحاً مِنْکَ وَسَلاماً مِنّی، کتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم الی أن تقوم السّاعة حسنات . وعن علیّ ( علیه السلام ) قال : من دخل المقابر فقال : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ،اَلسَّلامُ عَلی اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، یا اَهْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، کَیْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، یا لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، وَاحْشُرْنا فی زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللهِ، أعطاه الله سبحانه وتعالی ثواب خمسین سنة وکفّر عنه وعن أبویه سیّئات خمسین سنة .

وفی روایة اخری انّ أحسن ما یقال فی المقابر اذا مررت علیه أن

ص: 653

تقف وتقول : اَللّهُمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوْا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ اَحَبُّوا .

وقال السّید ابن طاووس فی مصباح الزّائر : اذا أردت زیارة المؤمنین فینبغی أن یکون یوم الخمیس والاّ ففی أیّ وقت شئت وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع یدک علی القبر وتقول : اَللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَاَسْکِنْ اِلَیْهِ مِنْ رَحْمَتِکَ رَحْمَةً یَسْتَغْنی بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواکَ، وَاَلْحِقْهُ بِمَنْ کانَ یَتَوَلاّهُ ثمّ اقرأ ( اِنّا اَنْزَلْناهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرّات .

وروی فی صفة زیارتهم وثوابها حدیث آخر عن فضیل قال : من قرأ اِنّا اَنْزَلْناهُ عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله الیه ملکاً یبعد الله عند قبره ویکتب للمیّت ثواب ما یعمل ذلک الملک فاذا بعثه الله من قبره لم یمر علی هول الاّ صرفه الله عنه بذلک الملک حتّی یدخله الجنّة ویقرأ مع ( اِنّا اَنْزَلْناهُ ) سورة الحمد والمعوّذتین و ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) وآیة الکرسی ثلاث مرّات کلّ سورة .

وروی أیضاً فی صفة زیارتهم روایة أخری عن محمّد بن مسلم قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه علیه نزور الموتی قال : نعم ، قلت : فیعلمون بنا اذا أتیناهم ، قال : ای والله لیعلمون بکم ویفرحون بکم ولیستأنسون الیکم ، قال : قلت : فأیّ شیء نقول اذا أتیناهم ؟ قال : قُل :

اَللّهُمَّ جافِ الاَْرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصاعِدْ اِلَیْکَ اَرْواحَهُمْ، وَلَقِّهِمْ مِنْکَ رِضْواناً، وَاَسْکِنْ اِلَیْهِمْ مِنْ رَحْمَتِکَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُونِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، اِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ .

ثم قال السّید : فاذا کنت بین القبور فاقرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ

ص: 654

) احدی عشر مرّة واهد ذلک لهم ، فقد روی انّ الله یثیبه علی عدد الاموات .

وروی فی کامل الزّیارة عن الصّادق ( علیه السلام ) قال : اذا زُرتم موتاکم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوکم واذا زُرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم یجیبوکم .

وقد روی فی کتاب الدّعوات للرّاوندی حدیث عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) فی کراهة زیارة الاموات لیلاً ، کما قال لابی ذر : ولا تزُرهم احیاناً باللیل .

وروی فی مجموعة الشّیخ الشّهید عن رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : لا یقول أحد عند قبر میّت ثلاث مرّات اَللّهُمَّ اِنّی اَسْاَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ لا تُعَذِّبَ هذَا الْمَیِّتَ الاّ واقصی الله عنه عذاب یوم القیامة .

وعن جامع الاخبار عن بعض أصحاب النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) قال : قال رسول الله ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : اهدوا لموتاکم ، فقلنا : یا رسول الله وما نهدی الاموات ؟ قال : الصّدقة والدّعاء ، وقال : انّ أرواح المؤمنین تأتی کلّ جمعة الی السّماء الدّنیا بحذاء دورهم وبیوتهم ینادی کلّ واحد منهم بصوت حزین باکین : یا أهلی ویا ولدی ویا أبی ویا أمّی واقربائی اعطفوا علینا یرحمکم الله بالّذی کان فی أیدینا والویل والحساب علینا والمنفعة لغیرنا، وینادی کلّ واحد منهم الی أقربائه : اعطفوا علینا بدرهم أو رغیف أو بکسوة یکسوکم الله من لباس الجنّة، ثمّ بکی النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وبکینا معه ، فلم یستطع النّبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) أن

ص: 655

یتکلّم من کثرة بکائه ، ثمّ قال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : اولئک اخوانکم فی الدین فصاروا تراباً رمیماً بعد السّرور والنعیم فینادون بالویل والثّبور علی أنفسهم ، یقولون : یا ویلنا لو أنفقنا ما کان فی أیدینا فی طاعة الله ورضائه ما کنّا نحتاج الیکم ، فیرجعون بحسرة وندامة وینادون : أسرعوا صدقة الاموات .

وروی عنه أیضاً قال : ما تصدّقت لمیّت فیأخذها ملک فی طبق من نور ساطع ضوؤها یبلغ سبع سماوات ثمّ یقوم علی شفیر الخندق فینادی : اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ الْقُبُورِ اهلکم اهدوا الیکم بهذه الهدیّة ، فیأخذها ویدخل بها فی قبره توسع علیه مضاجعه ، فقال ( صلی الله علیه وآله وسلم ) : ألا مَن أعطف لمیّت بصدقة فله عند الله من الاجر مثل اُحُد ویکون یوم القیامة فی ظلّ عرش الله یوم لا ظلّ الاّ ظلّ العرش وحیّ ومیّت نجا بهذه الصّدقة .

وحکی انّ والی خراسان شوهد فی المنام وهو یقول : ابعثوا الیّ ما تطرحونه الی الکلاب فانّی مفتقر الیه .

واعلم انّ لزیارة قبور المؤمنین أجراً جزیلاً وهی علی ما له من جزیل الاجر ذات فوائد وآثار عظیمة فهی تورث العبرة والانتباه والزّهد والاعراض عن الدّنیا والرّغبة فی الاخرة وینبغی زیارة المقابر اذا اشتدّ السّرور أو الغم . فالعاقل من اتّخذ المقابر عبرة ینزع بها حلاوة الدّنیا من قلبه ویحوّل شهدها مرّاً فی ذائقته وتفکّر فی فناء الدّنیا وتقلّب أحواله واستحضر بالبال انّه هو نفسه سیکون عمّا قریب مثلهم ویقصر یده عن الصّالحات ویکون عبرة لغیره .

ولقد أجاد الشّیخ النّظامی فی قوله :

زنده دلی در صف افسردگان رفت

ص: 656

بهمسایگی مردگان

حرف فنا خواند ز هر لوح پاک روح بقا جُست ز هر روح پاک

کارشناسی پی تفتیش حال کرد از او بر سر راهی سؤال

کین همه از زنده رمیدن چراست رخت سوی مرده کشیدن چراست

گفت پلیدان بمغاک اندرند پاک نهادان تَهِ خاک اندرند

مرده دلانند بروی زمین بهر چه با مرده شوم همنشین

همدمی مرده دهد مردگی صحبت افسرده دل افسردگی

زیر گِل آنانکه پراکنده اند گر چه بتن مرده بدِل زنده اند

مرده دلی بود مرا پیش از این بسته هر چون وچرا پیش از این

زنده شدم از نظر پاکشان آب حیاتست مرا خاکشان

وَقُلْ اِنّی لاحِقٌ بِهِمْ فِی اللاّحِقینَ .

تمّ ما قدّر تسجیله فی هذا الکتاب الشّریف لیلة الاحد الموافق عاشر شهر ذی القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وأربع وأربعین ( 1344 ) وهی لیلة میلاد أبی الحسن الرّضا صلوات الله علیه وقد بلغنی الیوم رسالة تنبئنی بوفاة والدتی فلذلک أرجو من اخوانی المؤمنین من انتفع منهم بهذا الکتاب الدّعاء والزّیارة لها رحمة الله وغفرانه علیها ولی ولوالدی فی الحیاة وبعد الممات والحمد لله أوّلاً وآخراً وصلّی الله علی محمّد وآله الطّاهرین

حدیث الکساء

عَنْ فاطِمَهَ الزَّهْراَّءِ عَلَیْهَا السَّلامُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ قالَ سَمِعْتُ فاطِمَهَ اَنَّها قالَتْ دَخَلَ عَلَیَّ اَبی رَسُولُ اللَّهِ فی بَعْضِ الاْیّامِ فَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَهُ فَقُلْتُ عَلَیْکَ السَّلامُ قالَ اِنّی اَجِدُ فی بَدَنی ضُعْفاً فَقُلْتُ لَهُ اُعیذُکَ بِاللَّهِ یا اَبَتاهُ مِنَ الضُّعْفِ فَقَالَ یا فاطِمَهُ ایتینی بِالْکِساَّءِ الْیَمانی فَغَطّینی بِهِ فَاَتَیْتُهُ بِالْکِساَّءِ الْیَمانی فَغَطَّیْتُهُ بِهِ وَصِرْتُ اَنْظُرُ اِلَیْهِ وَاِذا وَجْهُهُ یَتَلاَْلَؤُ کَاَنَّهُ الْبَدْرُ فی لَیْلَهِ تَمامِهِ وَکَمالِهِ فَما کانَتْ اِلاّ

ص: 657

ساعَهً وَاِذا بِوَلَدِیَ الْحَسَنِ قَدْ اَقْبَلَ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمّاهُ فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا قُرَّهَ عَیْنی وَثَمَرَهَ فُؤ ادی فَقالَ یا اُمّاهُ اِنّی اَشَمُّ عِنْدَکِ راَّئِحَهً طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ جَدّی رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَاَقْبَلَ الْحَسَنُ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا جَدّاهُ یا رَسُولَ اللَّهِ اَتَاْذَنُ لی اَنْ اَدْخُلَ مَعَکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدی وَیا صاحِبَ حَوْضی قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَما کانَتْ اِلاّ ساعَهً وَاِذا بِوَلَدِیَ الْحُسَیْنِ قَدْ اَقْبَلَ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمّاهُ فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدی وَیا قُرَّهَ عَیْنی وَثَمَرَهَ فُؤ ادی فَقالَ لی یا اُمّاهُ اِنّیَّ اَشَمُّ عِنْدَکِ راَّئِحَهً طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ جَدّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّکَ وَاَخاکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَدَنَی الْحُسَیْنُ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا جَدّاهُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ اَتَاْذَنُ لی اَنْ اَکُونَ مَعَکُما تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدی وَیا شافِعَ اُمَّتی قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ مَعَهُما تَحْتَ الْکِساَّءِ 3

فَاَقْبَلَ عِنْدَ ذلِکَ اَبُوالْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ اَبی طالِبٍ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا اَبَا الْحَسَنِ وَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ فَقالَ یا فاطِمَهُ اِنّی اَشَمُّ عِنْدَکِ رائِحَهً طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ اَخی وَابْنِ عَمّی رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ نَعَمْ ها هُوَ مَعَ وَلَدَیْکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَاَقْبَلَ عَلِیُّ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللَّهِ اَتَاْذَنُ لی اَنْ اَکُونَ مَعَکُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ قالَ لَهُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا اَخی یا وَصِیّی وَخَلیفَتی وَصاحِبَ لِواَّئی قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ عَلِیُّ تَحْتَ الْکِساَّءِ ثُمَّ اَتَیْتُ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقُلْتُ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَبَتاهُ یا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 658

اَتَاْذَنُ لی اَن اَکُونَ مَعَکُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ قالَ وَعَلَیْکِ السَّلامُ یا بِنْتی وَیا بَضْعَتی قَدْ اَذِنْتُ لَکِ فَدَخَلْتُ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَلَمَّا اکْتَمَلْنا جَمیعاً تَحْتَ الْکِساَّءِ اَخَذَ اَبی رَسُولُ اللَّهِ بِطَرَفَیِ الْکِساَّءِ وَاَوْمَئَ بِیَدِهِ الْیُمْنی اِلَی السَّماَّءِ وَقالَ اَللّهُمَّ اِنَّ هؤُلاَّءِ اَهْلُ بَیْتی وَخاَّصَّتی وَحاَّمَّتی لَحْمُهُمْ لَحْمی وَدَمُهُمْ دَمی یُؤْلِمُنی ما یُؤْلِمُهُمْ وَیَحْزُنُنی ما یَحْزُنُهُمْ اَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَهُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداهُمْ وَمُحِبُّ لِمَنْ اَحَبَّهُمْ اِنَّهُمْ مِنّی وَ اَنَا مِنْهُمْ فَاجْعَلْ صَلَواتِکَ وَبَرَکاتِکَ وَرَحْمَتَکَ وَغُفْرانَکَ وَرِضْوانَکَ عَلَیَّ وَعَلَیْهِمْ وَاَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهیراً فَقالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ یا مَلاَّئِکَتی وَیا سُکّانَ سَمواتی اِنّی ما خَلَقْتُ سَماَّءً مَبْنِیَّهً وَلا اَرْضاً مَدْحِیَّهً وَلا قَمَراً مُنیراً وَلا شَمْساً مُضِیَّئَهً وَلا فَلَکاً یَدُورُ وَلا بَحْراً یَجْری وَلا فُلْکاً یَسْری اِلاّ فی مَحَبَّهِ هؤُلاَّءِ الْخَمْسَهِ الَّذینَ هُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ الاْمینُ جِبْراَّئیلُ یا رَبِّ وَمَنْ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ عَزَّوَجَلَّ هُمْ اَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّهِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَهِ هُمْ فاطِمَهُ وَاَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها فَقالَ جِبْراَّئیلُ یا رَبِّ اَتَاْذَنُ لی اَنْ اَهْبِطَ اِلَی الاْرْضِ لاِکُونَ مَعَهُمْ سادِساً فَقالَ اللَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَهَبَطَ الاْمینُ جِبْراَّئیلُ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللَّهِ الْعَلِیُّ الاَْعْلی یُقْرِئُکَ السَّلامَ وَیَخُصُّکَ بِالتَّحِیَّهِ وَالاِْکْرامِ وَیَقُولُ لَکَ وَعِزَّتی وَجَلالی اِنّی ما خَلَقْتُ سَماَّءً مَبْنِیَّهً وَلا اَرْضاً مَدْحِیَّهً وَلا قَمَراً مُنیراً وَلا شَمْساً مُضَّیئَهً وَلا فَلَکاً یَدُورُ وَلا بَحْراً یَجْری وَلا فُلْکاً یَسْری اِلاّ لاَِجْلِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَقَدْ اَذِنَ لی اَنْ اَدْخُلَ مَعَکُمْ فَهَلْ تَاْذَنُ لی یا رَسُولَ اللَّهِ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا اَمینَ وَحْیِ اللَّهِ اِنَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ جِبْراَّئیلُ مَعَنا تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ لاِبی اِنَّ اللَّهَ قَدْ اَوْحی اِلَیْکُمْ یَقُولُ اِنَّما یُریدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ

ص: 659

الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهیراً فَقالَ عَلِیُّ لاَبی یا رَسُولَ اللَّهِ اَخْبِرْنی ما لِجُلُوسِنا هذا تَحْتَ الْکِساَّءِ مِنَ الْفَضْلِ عِنْدَاللَّهِ فَقالَ النَّبِیُّ وَالَّذی بَعَثَنی بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَاصْطَفانی بِالرِّسالَهِ نَجِیّاً ما ذُکِرَ خَبَرُنا هذا فی مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اَهْلِ الاَْرْضِ وَفیهِ جَمْعٌ مِنْ شَیعَتِنا وَمُحِبّینا اِلاّ وَنَزَلَتْ عَلَیْهِمُ الرَّحْمَهُ وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَّئِکَهُ وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ اِلی اَنْ یَتَفَرَّقُوا فَقالَ عَلِیُّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَفازَ شیعَتُنا وَرَبِّ الْکَعْبَهِ فَقالَ النَّبِیُّ ثانِیاً یا عَلِیُّ وَالَّذی بَعَثَنی بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَاصْطَفانی بِالرِّسالَهِ نَجِیّاً ما ذُکِرَ خَبَرُنا هذا فی مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اَهْلِ الاَْرْضِ وَفیهِ جَمْعٌ مِنْ شیعَتِنا وَمُحِبّینا وَفیهِمْ مَهْمُومٌ اِلاّ وَفَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ وَلا مَغْمُومٌ اِلاّ وَکَشَفَ اللَّهُ غَمَّهُ وَلا طالِبُ حاجَهٍ اِلاّ وَقَضَی اللّهُ حاجَتَهُ فَقالَ عَلِیُّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَسُعِدْنا وَکَذلِکَ شیعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِی الدُّنْیا وَالاْخِرَهِ وَرَبِّ الْکَعْبَه.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.