میزان الحکمه

المدخل

الحمدللَّه ربِّ العالمین ، وصلّی اللَّه علی عبده الأمین محمّد المصطفی وآله الطاهرین وخیار صحابته أجمعین

الحدیث الشریف هو اُمّ العلوم الإسلامیة أجمع ، وأهمّ مصدر فکری وثقافی للمسلمین بعد القرآن الکریم ، فالمعارف الدینیة والعلوم الإسلامیة - بما فیها التفسیر والأخلاق والکلام والعرفان - تنهل من ینابیع الحدیث الصافیة ، وهی الثمار الیانعة لهذه الشجرة الطیّبة .

إنّ الحدیث هو الرشحات الفکریة لأطهر البشر ، والتراث الخالد للثقل الکبیر ( العترة ) الذی - بمقارنته للثقل الأکبر ( القرآن ) - یهب البشریة السعادة والفلاح .

لقد حافظ عشّاق طریق السعادة طوال التاریخ علی هذا التراث الخالد ، وتبعاً لأوامر أئمّتهم الأطهار ، فقد اجتهدوا فی تعلّمه وجمعه وحفظه ونقله وفهمه ونشره ، وألّفوا کتباً صغیرة وکبیرة للتعلیم والمذاکرة والعمل والمراقبة .

کان العلماء والمحدّثون یعلمون بأنّ اطّلاع الناس علی « المحاسن » من کلام الأئمّة علیهم السلام هو « الکافی » لاقتفاء آثارهم ، والعامل المؤثّر فی « التهذیب » للنفس ، ومنحها « الاستبصار » ، ولنیل « مکارم الأخلاق » و« الخصال » الحسنة ، هو « مشکاة الأنوار » الساطعة من کلماتهم ، وهذه « النجوم الزاهرة » ، للإمامة هی التی تتولّی هدایة البشر إلی « بحار الأنوار » . و« میزان الحکمة » هو امتداد لهذا السعی المتوازن والحکیم ، و « مجمع البحرین » فی إبراز رسالات الثقل الأکبر والثقل الکبیر ، والذی انبری للإجابة علی الأسئلة القدیمة والحدیثة للمفکّرین من منظار الإسلام .

هذا الکتاب - والذی هو حصیلة المساعی الحثیثة لیلاً ونهاراً لفترة عشرین عاماً لسماحة الشیخ الرّیشهری - یستعرض لک ثلاثة وعشرین ألف حدیث ، إلی جانب الآیات المناسبة لها بتبویب موضوعی ، فی إطار 560 عنواناً رئیسیاً و4197 عنواناً فرعیاً ، وذلک بالاستفادة من

ص :5

شکر وتقدیر

نحمد اللَّه تعالی ونشکره ، حیث تمّ تنقیح نصّ کتاب « میزان الحکمة » ، وأثمرت المساعی الحثیثة الماضیة والراهنة ثمارها .

وأتقدّم بفائق الشکر إلی سماحة حجّة الإسلام والمسلمین الشیخ عبدالهادی المسعودی ، وسماحة حجّة الإسلام والمسلمین غلام حسین المجیدی ، اللذین تولّیا الإشراف علی العمل سابقاً ولاحقاً ، کما أشکر الأخ محمّد باقر النجفی ، وکافّة الاُخوة الذین بذلوا الجهود فی تنقیح هذا الکتاب وتعزیز مصادره وإعرابه وتشکیله ، والمراحل المختلفة لإعداده وطبعه ، سائلاً المولی القدیر أن یمنّ علیهم بالتوفیق لخدمة ونشر معارف أهل البیت علیهم السلام .

تذکیر هامّ

إنّ أحد الآداب المهمّة فی نقل الحدیث هو کیفیة إسناده إلی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وأهل البیت علیهم السلام . فقد روی الکلینی رحمة اللَّه علیه عن الإمام علیّ علیه السلام :

إذا حَدَّثتُم بِحَدیثٍ فَأسنِدوهُ إلَی الَّذی حَدَّثَکُم ؛ فَإن کانَ حَقّاً فَلَکُم ، وإن کانَ کَذِباً فَعَلَیهِ (1) .

وبناءً علی ذلک ومن أجل رعایة الاحتیاط ، نوصی بتأکید الذین یریدون أن ینقلوا حدیثاً عن هذا الکتاب أو سائر الکتب الروائیة والحدیثیة ، ألّا یسندوه إلی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وأهل البیت علیهم السلام مباشرةً ،

ص :7

مقدّمة الطبعة الأُولی

الحمد للَّه ربِّ العالمین ، وصلّی اللَّه علی سیّدنا محمّد وآله الطیّبین

الطاهرین وأصحابه المنتجبین ، واللعن علی أعدائهم أجمعین إلی قیام یوم الدین

منذ السنوات الاُولی من حیاتی العلمیّة التی بدأتُ أتلقّی خلالها العلوم الدینیّة ، کنتُ أحسُّ فی أعماقی شوقاً کبیراً وحبّاً وافراً لمطالعة القضایا العقائدیّة والأخلاقیّة ، فما وجدت کلاماً یشفی غلیلی ویروی ظمأی أفضل من کلام اللَّه تعالی ، ولا قولاً أفضل من قول الرسول العظیم والأئمّة الطاهرین صلوات اللَّه علیهم أجمعین ، وهذا ما دفعنی إلی تخصیص جزء کبیر من أوقاتی لمطالعة القرآن وکتب الحدیث ، إلی جانب بحوثی ودراساتی الاُخری فی الحوزة العلمیّة .

وفی أثناء ذلک رکّزت اهتمامی علی جانبین ، جعلتهما فیما بعدُ القاعدة والأساس لبحوثی ودراساتی العلمیّة ومؤلّفاتی ، وهما :

1 . خلال تتبّعی للنصوص الإسلامیّة حصلت لی قناعة تامّة بأنّ أقوی البراهین العلمیّة والفلسفیّة وأکثرها عُمقاً وجمالاً ویُسراً ، فیما یختصّ الخَلْق والمعاد والقضایا الفکریّة والسیاسیّة والاقتصادیّة والاجتماعیّة ، تکمن فی طیّات هذه النصوص ، لذا کان یعترینی الأسف ، فأتساءل : یاتری . . لماذا لم یهتمّ العلماء والکتّاب والمفکّرون المسلمون حتّی الآن الاهتمامَ اللّائق بهذه

ص :9

حرف الألف

1 - الإیثار

1 - الحَثُّ عَلَی الإیثارِ

الکتاب:

(وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).(1)

(وَ یُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِینًا وَ یَتِیمًا وَ أَسِیرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَ لَا شُکُورًا ).(2)

الحدیث:

الکافی عن أبان بن تغلب : قُلتُ [لِأَبی عَبدِاللَّهِ علیه السلام ] : أخبِرنی عَن حَقِّ المُؤمِنِ عَلَی المُؤمِنِ . فَقالَ : یا أبانُ ، دَعهُ لا تَرِدهُ . قُلتُ : بَلی - جُعِلتُ فِداکَ ! - فَلَم أزَل اُرَدِّدُ عَلَیهِ. فَقالَ : یا أبانُ ، تُقاسِمُهُ شَطرَ مالِکَ ، ثُمَّ نَظَرَ إلَیَّ فَرَأی ما دَخَلَنی، فَقالَ : یا أبانُ ، أما تَعلَمُ أنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ قَد ذَکَرَ المُؤثِرینَ عَلی أنفُسِهِم (3) ؟ قُلتُ : بَلی جُعِلتُ فِداکَ! فَقالَ : أمّا إذا أنتَ قاسَمتَهُ فَلَم تُؤثِرهُ بَعدُ ، إنَّما أنتَ وهُوَ سَواءٌ ؛ إنَّما تُؤثِرُهُ إذا أنتَ أعطَیتَهُ مِنَ النِّصفِ الآخَرِ.(4)

الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام ، قالَ : قُلتُ لَهُ : أیُّ الصَّدَقَةِ أفضَلُ ؟ قالَ : جُهدُ المُقِلِّ ، أما سَمِعتَ قَولَ اللَّهِ عزّ وجلّ : (وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) تَری هاهُنا فَضلاً؟(5)

الکافی عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام : خِیارُکُم سُمَحاؤُکُم ، وشِرارُکُم بُخَلاؤُکُم ، ومِن خالِصِ الإِیمانِ البِرُّ بِالإِخوانِ وَالسَّعیُ فی حَوائِجِهِم ، وإنَّ البارَّ بِالإِخوانِ لَیُحِبُّهُ الرَّحمنُ ، وفی ذلِکَ مَرغَمَةٌ لِلشَّیطانِ وتَزَحزُحٌ عَنِ النِّیرانِ ودُخولُ الجِنانِ. یا جَمیلُ ، أخبِر بِهذا غُرَرَ أصحابِکَ. قُلتُ : - جُعِلتُ فِداکَ! - مَن غُرَرُ أصحابی؟ قالَ : هُمُ البارّونَ بِالإِخوانِ فِی العُسرِ وَالیُسرِ ، ثُمَّ قالَ : یا جَمیلُ ، أما إنَّ صاحِبَ الکَثیرِ یَهونُ عَلَیهِ ذلِکَ ، وقَد مَدَحَ اللَّهُ عزّ وجلّ فی ذلِکَ صاحِبَ القَلیلِ، فَقالَ فی کِتابِهِ : (وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی

ص :19

2 - قیمَةُ الإیثارِ

أ - أعلی مَراتِبِ الإِیمانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإِیثارُ أحسَنُ الإِحسانِ ، وأعلی مَراتِبِ الإِیمانِ.(4)

الاُصول الستّة عشر عن زید الزرّاد : قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : نَخشی ألّا نَکونَ مُؤمِنینَ!

قالَ : ولِمَ ذاکَ ؟

فَقُلتُ : وذلِکَ أنّا لا نَجِدُ فینا مَن یَکونُ أخوهُ عِندَهُ آثَرَ مِن دِرهَمِهِ ودینارِهِ ، ونَجِدُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ آثَرَ عِندَنا مِن أخٍ قَد جَمَعَ بَینَنا وبَینَهُ مُوالاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام !

فَقالَ : کَلّا ، إنَّکُم مُؤمِنونَ ، ولکِن لا تُکمِلونَ إیمانَکُم حَتّی یَخرُجَ قائِمُنا ، فَعِندَها یَجمَعُ اللَّهُ أحلامَکُم فَتَکونونَ مُؤمِنینَ کامِلینَ ، ولَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ مُؤمِنونَ کامِلونَ إذاً لَرَفَعَنَا اللَّهُ إلَیهِ وأنکَرتُمُ الأَرضَ وأنکَرتُمُ السَّماءَ .(5)

ب - أعلَی المَکارِمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإِیثارُ أعلَی المَکارِمِ.(6)

عنه علیه السلام : خَیرُ المَکارِمِ الإِیثارُ.(7)

عنه علیه السلام : غایَةُ المَکارِمِ الإِیثارُ.(8)

ص :21

3 - بَرَکاتُ الإیثارِ

أ - الفَلاحُ

الکتاب:

(وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).(7)

الحدیث:

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی صِفَةِ الکامِلینَ مِنَ المُؤمِنینَ - : هُمُ البَرَرَةُ بِالإِخوانِ فی حالِ الیُسرِ وَالعُسرِ ، المُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم فی حالِ العُسرِ ، کَذلِکَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فَقالَ : (وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، فازوا وَاللَّهِ وأفلَحوا.(8)

ب - انقِیادُ الأَحرارِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِالإِیثارِ یُستَرَقُّ الأَحرارُ.(9)

عنه علیه السلام : بِالإِیثارِ عَلی نَفسِکَ تَملِکُ الرِّقابَ.(10)

ج - إیثارُ المُؤثَرِ عَلَیهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَحَبَّب إلی خَلیلِکَ یُحبِبکَ ،

ص :23

4 - فَضلُ المُؤثِرینَ

الکتاب:

(وَالَّذِینَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَ الْإِیمانَ مِن قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).(4)

(وَمِنَ النَّاسِ مَن یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ).(5)

(وَ یُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِینًا وَ یَتِیمًا وَ أَسِیرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَ لَا شُکُورًا).(6)

الحدیث:

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَمّا باتَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الفِراشِ أوحَی اللَّهُ تَعالی إلی مَلَکَینِ مِن مَلائِکَتِهِ لَم یَکُن فِی المَلائِکَةِ أشَدُّ ائتِلافاً ومُؤاخاةً مِنهُما ، فَقالَ : إنّی مُمیتٌ أحدَکُما فَاختارا. قالَ : فَتَدافَعَا المَوتَ بَینَهُما ، وآثَرَ کُلُّ واحِدٍ مَنهُمَا البَقاءَ.

فَأَوحَی اللَّهُ تَعالی إلَیهِما : أینَ أنتُما عَن عَبدِی هذَا الرّاضی بِالمَوتِ ، البائِتِ عَلی

ص :25

2 - الأجر

5 - العَمَلُ لِلأجرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَزَمَ اللَّهُ لَنا عَلَی الذَّبِّ عن حَوْزتِه والرّمْیِ مِن وراءِ حُرْمَتِهِ ، مُؤمنُنا یَبغی بذلکَ الأجْرَ، وکافِرُنا یُحامی عَنِ الأصلِ .(1)

عنه علیه السلام - للحسنِ والحسینِ علیهما السلام - : قُولا بالحَقِّ ، واعْمَلا للأجْرِ .(2)

8 - مَن یُؤتی أجرُهُ مَرَّتَینِ

الکتاب:

(أُولئِکَ یُؤْتَونَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِمَا صَبَرُوا وَیَدْرَؤُونَ بِالحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ) .(10)

(وَمَنْ یَقْنُتْ مِنْکُنَّ للَّهِ ِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَها مَرَّتَیْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً کَرِیماً) .(11)

الحدیث:

رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أیّما رَجلٍ مِن أهلِ الکتابِ آمنَ بنبیّهِ وآمنَ بی، فلهُ أجران .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ مثلَ أبی طالبُ مثلُ أصحابِ الکهفِ ، أسرّوا الإیمان، وأظهروا الشرک، فآتاهم اللَّه أجرهم مرّتین .(13)

(14)

ص :32

3 - الإجارة

9 - الإجارَةُ

الکتاب:

(أَهُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّکَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیّاً وَرَحْمَةُ رَبِّکَ خَیْرٌ مِمّا یَجْمَعُونَ) .(1)

(قالَتْ إِحْدَاهُمَا یَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ) .(2)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (نحنُ قَسَمنا بینهم معیشَتهم) - : أخبرَنا سبحانَه أنَّ الإجارةَ أحدُ مَعایشِ الخَلْقِ ، إذ خالفَ بحکمتِهِ بینَ هِمَمِهم وإرادتهِم وسائرِ حالاتِهم ، وجعلَ ذلکَ قِواماً لِمَعایِشِ الخَلْقِ ، وهُو الرّجُلُ یَستأجِرُ الرّجُلَ ... ولو کانَ الرّجُلُ منّا یُضْطَرُّ إلی أن یکونَ بَنّاءً لنفسهِ أو نَجّاراً أو صانعاً فی شی ءٍ مِن جمیعِ أنواعِ الصَّنائعِ لنفسِهِ ... ما استقامَتْ أحوالُ العالَمِ بتلکَ ، ولا اتّسعُوا لَه، ولَعَجِزوا عَنهُ ، ولکنّهُ أتْقَنَ تدبیرَهُ لِمخالَفتِهِ بینَ هِمَمِهِم، وکلُّ ما یُطلَبُ مِمّا تَنصَرِفُ إلیهِ همّتُهُ ممّا یَقومُ بهِ بعضُهُم لبعضٍ، ولِیَستَغنیَ بعضُهُم ببعضٍ فی أبوابِ المَعایِشِ الّتی بها صَلاحُ أحوالِهِم.(3)

11 - الدَّلَّالُ فِی الإجارَةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلَ عنِ الدّارِ یَکْتَرِیها الرَّجُلُ ثُمَّ یَستأجِرُها مِنه غیرُهُ بأکثَرَ - : لا ، إلّا أن یُحْدِثَ فیها شَیئاً .(1)

الکافی عن محمّدَ بنِ مسلمٍ عن أحدِهِما علیهما السلام : أ نَّهُ سُئلَ عنِ الرَّجُلِ یَتَقبّلُ بالعَمَلِ فلا یَعملُ فیهِ ویَدفَعُهُ إلی آخرَ فیربَحُ فیهِ ، قالَ : لا ، إلّا أن یَکونَ قد عَمِلَ فیهِ شَیئاً .(2)

(3)

13 - إعلامُ الاُجرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا اسْتَأجَرَ أحدُکُمْ أجِیراً فَلْیُعلِمْهُ أجْرَهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: نَهی [ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ] أن یُسْتَعمَلَ أجیرٌ حتّی یُعلمَ ما اُجرتُهُ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کانَ یُؤمنُ باللَّهِ والیومِ الآخِرِ فلا یَسْتعمِلَنَّ أجیراً حتّی یُعلِمَه ما أجرُهُ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام: اعلمْ أنّهُ ما مِن أحدٍ یَعملُ لکَ شیئاً بغیرِ مُقاطَعَةٍ ثُمَّ زِدْتَهُ لذلکَ الشَّی ءِ ثلاثةَ أضعافٍ علی اُجْرَتِهِ إلّا ظَنَّ أنّکَ قَد نَقَصْتَهُ اُجرتَهُ. وإذا قاطَعتَهُ ثُمَّ أعطَیتَهُ اُجرتَهُ حَمِدَکَ علَی الوَفاءِ ، فإنْ زِدْتَهُ حَبّةً عَرَفَ ذلکَ لک ، ورأی أنّکَ قَد زِدْتَهُ .(6)

4 - الأجل

16 - الأجَلُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَلَقَ الآجالَ فأطالَها وقَصَّرَها، وقدَّمَها وأخَّرَها ، ووصَلَ بالموتِ أسبابَها .(1)

عنه علیه السلام : الأجلُ مَساقُ النَّفْسِ ، والهَرَبُ مِنه مُوافاتُهُ .(2)

عنه علیه السلام : أصدَقُ شی ءٍ الأجلُ .(3)

عنه علیه السلام : لا شی ءَ أصدقُ مِن الأجلِ .(4)

عنه علیه السلام : أقربُ شی ءٍ الأجلُ .(5)

عنه علیه السلام : نِعْمَ الدَّواءُ الأجلُ .(6)

عنه علیه السلام : نَفَس المَرءِ خُطاهُ إلی أجَلِهِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن راقبَ أجلَهُ اغتَنمَ مَهَلَهُ .(8)

18 - لِکُلِّ شَی ءٍ أجَلٌ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ لکلِّ شی ءٍ مُدّةً وأجَلاً.(5)

عنه علیه السلام : إنّ لکلٍّ أجلاً لا یَعْدُوهُ .(6)

عنه علیه السلام : جَعلَ اللَّهُ لکلِّ شی ءٍ قَدْراً، ولکلِّ قَدْرٍ أجَلاً .(7)

21 - ما یَدفَعُ الأجَلَ المُعَلَّقَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بالصَّدَقةِ تُفْسَحُ الآجالُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَعیشُ النّاسُ بإحسانِهِم أکثرَ مِمّا یَعیشُونَ بأعمارِهِم ، ویَموتُونَ بذُنوبِهِم أکثرَ مِمّا یَموتُونَ بآجالِهِم .(4)

(5)

ص :43

5 - الآخرة

22 - الآخِرَةُ

الکتاب:

(وَالَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ) .(1)

(ما کانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَکُونَ لَهُ أَسْرَی حَتَّی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ تُرِیدُونَ عَرَضَ الدُّنْیَا وَاللَّهُ یُرِیدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ) .(2)

(مِنْکُمْ مَنْ یُرِیدُ الدُّنْیَا وَمِنْکُمْ مَنْ یُرِیدُ الْآخِرَةَ) .(3)

(مَنَ کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ وَمَنْ کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ) .(4)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألَا أیُّها النّاسُ ! إنَّما الدُّنیا عَرَضٌ حاضِرٌ ، یأکُلُ مِنها البَرُّ والفاجِرُ ، وإنَّ الآخِرةَ وَعْدٌ صادِقٌ یَحکُمُ فیها مَلِکٌ قادرٌ .(5)

عنه علیه السلام : أحوالُ الدُّنیا تَتْبَعُ الاتِّفاقَ ، وأحوالُ الآخِرةِ تَتْبَعُ الاستِحْقاقَ .(6)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا قَد أدْبَرَتْ وآذنَتْ بِوَداعٍ، وإنّ الآخِرةَ قد أقبلَتْ وأشْرَفَتْ باطّلاعٍ، وإنَّ المِضْمارَ الیومَ وغَداً السِّباقُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن حَرَصَ علی الآخِرةِ مَلَکَ ، مَن حَرَصَ علَی الدُّنیا هَلَکَ .(8)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مُنْیةُ الأشْقِیاءِ، الآخِرةُ فَوزُ السُّعَداءِ .(9)

عنه علیه السلام : اجعَلْ لآخِرَتِکَ مِن دُنْیاکَ نَصیباً .(10)

عنه علیه السلام : اشغَلُوا أنفسَکُم مِن أمرِ الآخِرةِ بِما لابُدَّ لَکُمْ مِنهُ .(11)

عنه علیه السلام : عَلَیْکَ بالآخِرَةِ تأتِکَ الدُّنیا صاغِرةً .(12)

عنه علیه السلام : إنّ الیومَ عَمَلٌ ولا حِسابَ ، وغَداً حِسابٌ ولا عَمَلَ .(13)

عنه علیه السلام : استَعِدّوا لِیَومٍ تَشْخَصُ فیهِ

ص :47

23 - عَظَمَةُ ما فِی الآخِرَةِ

الکتاب:

(انْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَکْبَرُ تَفْضِیلاً) .(4)

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزَاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ) .(5)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کلُّ شی ءٍ مِن الدُّنیا سَماعُهُ أعظمُ مِن عِیانهِ، وکلُّ شی ءٍ مِن الآخرةِ عِیانُهُ أعظَمُ مِن سَماعِهِ، فَلْیَکْفِکُم مِن العِیانِ السَّماعُ ، ومِن الغَیبِ الخَبَرُ .(6)

عنه علیه السلام : ما المغرورُ الّذی ظَفِرَ مِن الدُّنیا بأعلی هِمّتِهِ کالآخَرِ الّذی ظَفِرَ مِن الآخرةِ بأدنی سُهْمَتِهِ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن تَعَزّی عَنِ الدُّنیا بثوابِ الآخِرةِ فَقَد تَعَزّی عن حقیرٍ بخطیرٍ ، وأعظمُ مِن ذلکَ مَن عَدَّ فائِتَها سلامةً نالَها ، وغنیمةً اُعِینَ علَیها .(8)

(9)

25 - الآخِرَةُ دارُ الحَیَوانِ

الکتاب:

(وَما هذِهِ الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوَانُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ) .(8)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا عَجَباً کُلَّ العَجَبِ للمُصَدِّقِ بِدارِ الحَیَوانِ وَهُو یَسعی لدارِ الغُرور !(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الدُّنیا سِنَةٌ والآخِرةُ یَقَظةٌ ، ونحنُ بینَهما أضْغاثُ أحلامٍ .(10)

(11)

27 - ذِکرُ الآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی یُبغِضُ کلَّ عالِمٍ بالدُّنیا جاهلٍ بالآخِرةِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ الآخرةِ دَواءٌ وشِفاءٌ ، ذِکرُ الدُّنیا أدْوَأُ الأدواءِ .(6)

عنه علیه السلام : مَن أکثَرَ مِن ذِکرِ الآخِرةِ قَلَّتْ مَعصیتُهُ .(7)

عنه علیه السلام - فی ذکرِ عَمرو بنِ العاصِ - : أمَا واللَّه، إنّی لَیَمْنَعُنی مِنَ اللَّعِبِ ذِکرُ المَوتِ، وإنَّهُ لَیَمنعُهُ مِن قولِ الحقِّ نِسْیانُ الآخِرةِ .(8)

29 - الاهتِمامُ بِالآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أصبَحَ وأمسی والآخِرةُ أکبرُ هَمِّهِ جَعلَ اللَّهُ الغِنی فی قلبِهِ، وجَمَع لَه أمرَهُ، ولَم یَخرُج مِن الدُّنیا حتّی یَستکمِلَ رزقَهُ . ومَن أصبحَ وأمسَی والدُّنیا أکبرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الفَقْرَ بینَ عینَیهِ، وشتَّتَ علَیهِ أمْرَه، ولَم یَنَلْ مِن الدُّنیا إلّا ما قُسِمَ لَهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانتِ الآخِرةُ همَّهُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وجَعَلَ غِناهُ بینَ عَینَیهِ، وأتَتْهُ الدُّنیا وهیَ راغِمةٌ . ومَن کانتِ الدّنیا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ وجَعَلَ فَقْرَهُ بینَ عینَیهِ ولَم یأتِهِ مِن الدُّنیا إلّا ما کَتَب لَهُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن جَعَلَ کلَّ همِّهِ لآخرتِهِ ظَفِرَ بالمَأمولِ .(6)

(7)

6 - الأخ

31 - المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ

الکتاب:

(إِنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(1)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: المؤمنونَ إخْوَةٌ، تَتَکافی دِماؤهُم، وَهُمْ یَدٌ علی مَن سِواهُم ، یَسْعی بذِمّتِهم أدناهُم .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ المؤمنَ لَیَسْکُنُ إلَی المؤمنِ کما یَسْکُنُ قلبُ الظَّمآنِ إلَی الماءِ البارِدِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ أخٍ لَم تَلِدْهُ اُمُّکَ .(4)

عنه علیه السلام : یا کُمَیلُ ، المؤمنونَ إخْوَةٌ ، ولا شی ءَ آثَرَ عندَ کُلِّ أخٍ مِن أخیهِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : المؤمنُ أخو المؤمِن لأبیهِ واُمِّهِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما المؤمنونَ إخْوَةٌ بنو أبٍ واُمٍّ، وإذا ضَرَبَ علی رَجُلٍ مِنهُم عِرْقٌ سَهِرَ لَه الآخَرونَ .(7)

عنه علیه السلام : المُؤمنُ أخو المؤمنِ ، عَینُهُ ودَلیلُهُ ، لا یَخونُهُ ، ولا یَظْلِمُهُ ، ولا یَغُشُّهُ ، ولا یَعِدُهُ عِدَةً فیَخْلِفَهُ .(8)

عنه علیه السلام: المؤمنُ أخو المؤمنِ کالجَسَدِالواحدِ، إنِ اشتکَی شیئاً مِنهُ وَجَدَ ألمَ ذلکَ فی سائرِ جسدِهِ، وأرواحُهُما مِن رُوحٍ واحدةٍ .(9)

عنه علیه السلام : لکلِّ شی ءٍ شی ءٌ یَستریحُ إلَیهِ، وإنَّ المؤمنَ یَستریحُ إلی أخیهِ المؤمنِ کما یَستریحُ الطَّیْرُ إلی شَکْلِهِ .(10)

(11)

33 - مَوَدَّةُ الإخوانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألَا وإنّ وُدَّ المؤمنِ مِن أعظَمِ سَبَبِ الإیمانِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا وإنّ المؤمنَینِ إذا تَحابّا فی اللَّهِ عزّ وجلّ وتَصافَیا فی اللَّهِ کانا کالجَسَدِ الواحدِ : إذا اشتکی أحدُهُما مِن جسَدِهِ مَوْضِعاً وجَدَ الآخرُ ألَمَ ذلکَ المَوْضعِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یکونُ أخوکَ أقوی مِنکَ علی مَودّتِهِ .(11)

عنه علیه السلام : یا کُمَیلُ ، إن لَم تُحِبَّ أخاکَ فلَسْتَ أخاهُ .(12)

عنه علیه السلام : أحْبِبِ الإخْوانَ علی قَدْرِالتَّقْوی .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حُبُّ الأبرارِ للأبرارِ ثَوابٌ للأبرارِ ، وحُبُّ الفُجّارِ للأبرارِ فضیلةٌ للأبرارِ، وبُغْضُ الفُجّارِ للأبرارِ زَینٌ للأبرارِ ، وبُغْضُ الأبرارِ للفُجّارِ خِزْیٌ علَی الفُجّارِ .(14)

عنه علیه السلام : مِن حُبِّ الرَّجلِ دِینَه حبُّهُ أخَاهُ.(15)

ص :56

34 - ما یوجِبُ بَقاءَ المَوَدَّةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تُضِیعَنَّ حقَّ أخیکَ اتّکالاً علی ما بینَک وبینَه؛ فإنّه لَیسَ لکَ بأخٍ مَن أضَعْتَ حقَّهُ .(1)

عنه علیه السلام : العِتابُ حَیاةُ المَوَدّةِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: احفَظْ علَیکَ لسانَکَ تَمْلِکْ بهِ إخوانَکَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ الحارثُ الأعورُ لأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام: یا أمیرَ المؤمنینَ، أنا واللَّهِ اُحِبُّکَ، فقالَ لَه: یا حارثُ، أمَا إذا أحبَبْتَنی فلاتُخاصِمْنی، ولاتُلاعِبْنی، ولا تُجارِینی (4)، ولاتُمازِحْنی، ولا تُواضِعْنی ، ولاتُرافِعْنی.(5)

عنه علیه السلام : لا تُذهبِ الحِشْمَةَ بینَکَ وبینَ أخیکَ وأبْقِ مِنها ؛ فإنّ ذَهابَ الحِشْمَةِ ذَهابُ الحیاءِ ، وبَقاءُ الحِشمةِ بَقاءُ المودّةِ .(6)

عنه علیه السلام : یابنَ النُّعمان ، إنْ أردتَ أن یَصْفُوَ لکَ وُدُّ أخیکَ فلا تُمازِحَنَّهُ، ولا تُمارِیَنَّهُ ، ولا تُباهِیَنَّهُ ، ولاتُشارَّنَّهُ .(7)

عنه علیه السلام : تَحتاجُ الإخْوةُ فیما بَیْنَهُم إلی ثلاثةِ أشیاءَ ، فإنِ استَعمَلُوها وإلّا تَبایَنُوا وتَباغَضُوا، وهی : التَّناصُفُ ، والتَّراحُمُ ، ونَفْیُ الحَسَدِ .(8)

(9)

36 - الإخاءُ لِلدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم تَکُن مَودّتُهُ فی اللَّهِ فاحْذَرْهُ؛ فإنّ مودّتَهُ لَئیمةٌ، وصُحْبتَه مَشُومةٌ.(5)

عنه علیه السلام : کلُّ مودّةٍ مَبْنیّةٍ علی غیرِ ذاتِ اللَّهِ ضَلالٌ ، والاعتِمادُ علَیها مُحالٌ .(6)

عنه علیه السلام : مَن آخَی فی اللَّهِ غَنِمَ ، مَن آخی فی الدُّنیا حُرِمَ .(7)

عنه علیه السلام : ما تَواخی قومٌ علی غیرِ ذاتِ اللَّهِ سُبحانه إلّا کانتْ اُخوّتُهُم علَیهِم تِرَةً یومَ العَرْضِ علی اللَّهِ سبحانَهُ .(8)

عنه علیه السلام : النّاسُ إخْوانٌ ؛ فمَنْ کانَتْ اُخُوّتُهُ فی غیرِ ذاتِ اللَّهِ فهِیَ عَداوةٌ ، وذلکَ قولُهُ عزّ وجلّ: (الأخِلّاءُ یومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلّا المتّقین)(9) . (10)

(11)

38 - ما یُفسِدُ الإخاءَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الجَفاءُ یُفْسِدُ الإخاءَ .(6)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والجَفاءَ ؛ فإنّه یُفْسِدُ الإخاءَ، ویُمَقِّتُ إلی اللَّهِ والنّاسِ .(7)

عنه علیه السلام : لا تَطْلُبنَّ الإخاءَ عِند أهلِ الجَفاءِ ، واطلبْهُ عِند أهلِ الحِفاظِ والوَفاءِ .(8)

عنه علیه السلام : الجَفاءُ شَیْنٌ ، المَعصیةُ حَیْنٌ .(9)

(10)

41 - قَطِیعَةُ الإخوانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنْ أرَدْتَ قَطِیعةَ أخیکَ فاستَبْقِ لَهُ مِن نفسِکَ بَقیّةً یَرجِعُ إلیها إن بَدا لَه ذلکَ یوماً مّا .(6)

عنه علیه السلام : لاتَصْرِمْ أخاکَ علی ارتیابٍ، ولا تَقْطَعْهُ دُونَ استِعْتابٍ ، ولِنْ لِمَن غالَظَکَ فإنّه یُوشِکُ أن یَلینَ لکَ .(7)

عنه علیه السلام : ما أقبحَ القَطِیعةَ بعدَ الصِّلَةِ ، والجَفاءَ بعدَالإخاءِ، والعَداوةَبعدَالمَودّةِ!(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَلْعونٌ مَلْعونٌ رَجُلٌ یَبدؤهُ أخوهُ بالصُّلْحِ فلَمْ یُصالِحْهُ .(9)

عنه علیه السلام : لا تُتْبِعْ أخاکَ بعدَ القَطِیعةِ وَقِیعةً فیهِ، فیَسُدَّ علَیهِ طریقَ الرُّجوعِ إلیکَ ، فلَعَلّ التّجارِبَ تَرُدُّهُ علَیکَ .(10)

عنه علیه السلام : مَن وضَعَ حُبَّهُ فی غیرِ موضعِهِ فقد تَعرَّضَ للقَطیعةِ .(11)

(12)

ص :60

42 - وَصلُ الإخوانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : احمِلْ نفسَکَ مِن أخیکَ عندَ صَرْمِهِ علی الصِّلَةِ ... وعند جُمودِهِ علی البَذْلِ ... وإیّاک أن تَضَعَ ذلکَ فی غیرِ مَوضعِهِ، أو أنْ تَفعَلَهُ بغیرِ أهلِهِ .(1)

عنه علیه السلام : لا یَکُونَنَّ أخوکَ أقوی علی قَطیعتِکَ منکَ علی صِلَتِهِ ، ولا تَکُونَنّ علی الإساءَةِ أقوی منکَ علَی الإحسانِ.(2)

عنه علیه السلام : أطِعْ أخاکَ وإنْ عَصَاکَ، وَصِلْهُ وإنْ جَفاکَ .(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنّ أوْصَلَ النّاسِ مَن وَصَلَ مَن قَطَعَهُ .(4)

(5)

44 - الأخُ المَوثوقُ بهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقلُّ ما یکونُ فی آخِرِ الزّمانِ أخٌ یُوثَقُ بهِ أو دِرْهَمٌ من حَلالٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یأتی علی النّاسِ زمانٌ لیسَ فیهِ شی ءٌ أعزُّ مِن أخٍ أنیسٍ وکَسْبِ دِرْهَمِ حَلالٍ .(2)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام - لمن قال له : رُوِینا عن آبائکَ أ نّهُ یأتی علَی النّاسِ زمانٌ لا یکونُ شی ءٌ أعزَّ مِن أخٍ أنیسٍ أو کَسْبِ دِرْهَمٍ مِن حلالٍ - : إنّ العزیزَ موجودٌ ، ولکنّکَ فی زمانٍ لَیسَ شی ءٌ أعْسَرَ مِن دِرْهَمِ حلالٍ وأخٍ فی اللَّهِ عزّوجلّ .(3)

46 - المُحافَظَةُ عَلَی الاُخُوَّةِ لقَدیمَةِ

داوودُ علیه السلام - لابنهِ سلیمانَ علیه السلام - : لا تَسْتَبدِلَنَّ بأخٍ قدیمٍ أخاً مُسْتَفاداً ما استَقامَ لکَ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ المُداوَمَةَ علی الإخاءِ القدیمِ ، فَداوِمُوا علَیهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ حِفْظَ الوُدِّ القدیمِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اخْتَرْ مِن کلِّ شی ءٍ جَدِیدَهُ، ومِن الإخْوانِ أقدَمَهُمْ .(7)

عنه علیه السلام : مِن کَرَمِ المرءِ بُکاؤهُ علی ما مَضی مِن زمانِهِ ، وحَنینُهُ إلی أوطانِهِ ، وحِفْظُهُ قدیمَ إخْوانِهِ .(8)

49 - تَحَمُّلُ زِلَّةِ الأخِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وصفِ المؤمنِ - : لطیفٌ علی أخِیهِ بِزَلّتِهِ ، ویَرعی ما مضی مِن قدیمِ صُحْبَتِهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : احتمِلْ زلّةَ وَلیِّکَ لوقتِ وَثْبَةِ عَدُوِّکَ .(5)

عنه علیه السلام : احتَمِلْ أخاکَ علی ما فیهِ ، ولا تُکثِر العِتابَ فإنّهُ یُورِثُ الضَّغِینةَ، واستَعْتِبْ مَن رَجَوْتَ عُتْباهُ .(6)

عنه علیه السلام : الاحتِمالُ زَیْنُ الرِّفاقِ .(7)

عنه علیه السلام : الاحتِمالُ یُجِلُّ القَدْرَ .(8)

عنه علیه السلام : الحلیمُ مَنِ احتمَلَ إخوانَهُ .(9)

عنه علیه السلام : احتمِلْ ما یَمُرُّ علیکَ ، فإنّ الاحتِمالَ سترُ العُیوبِ، وإنّ العاقلَ نِصْفُهُ احتِمالٌ ، ونصفُهُ تَغافُلٌ .(10)

عنه علیه السلام : خیرُ النّاس مَن تَحمَّلَ مَؤونةَ النّاسِ .(11)

عنه علیه السلام : مَن لم یَحْتَمِلْ زَلَلَ الصَّدیقِ ماتَ وحیداً .(12)

عنه علیه السلام : لا یَسُودُ مَن لا یَحتمِلُ إخوانَهُ .(13)

عیون أخبار الرّضا عن أحمدَ بنِ الحُسینِ کاتبِ أبی الفیّاض عن أبیه : حَضَرْنا مجلسَ علیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام فَشَکا رجُلٌ أخاهُ ، فأنْشَأَ یقولُ:

اعْذِرْ أخاکَ علی ذُنوبِه ***واسْتُرْ وغَطِّ علی عُیوبِه

واصبرْ علی بهت السّفی***-ه وللزّمانِ علی خُطُوبِه

ودَعِ الجوابَ تَفَضُّلاً***وکِلِ الظَّلُومَ إلی حَسیبِه .(14)

(15)

ص :64

50 - خَیرُ الإخوانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خیرُ الإخْوانِ المُساعِدُ علی أعمالِ الآخِرةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : خیرُ إخْوانِکَ مَن أعانَکَ علی طاعةِ اللَّهِ، وصَدَّکَ عن مَعاصِیهِ ، وأمَرَکَ برِضاهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: خیرُ إخْوانِکُم مَن أهدی إلیکُم عُیوبَکُم .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ أقلُّهُمْ مُصانَعةً فی النَّصیحَةِ .(4)

عنه علیه السلام : خَیرُ إخْوانِک مَن کثُرَ إغْضابُهُ لکَ فی الحقِّ .(5)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ مَن لا یُحْوِجُ إخْوانَهُ إلی سِواهُ .(6)

عنه علیه السلام : خیرُ إخْوانِکَ مَن عَنَّفکَ فی طاعةِ اللَّهِ سُبحانَه .(7)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ أنصَحُهم، وشَرُّهم أغَشُّهم .(8)

عنه علیه السلام : خیرُ إخْوانِکَ مَن واساکَ ، وخیرٌ مِنه مَن کَفاکَ ، وإنِ احتاجَ إلیکَ أعْفاکَ .(9)

عنه علیه السلام : خیرُ إخْوانِکَ مَن واساکَ بخیرِهِ ، وخیرٌ مِنه مَن أغناکَ عن غیرِهِ .(10)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ مَن کانتْ فی اللَّهِ مَودّتُهُ .(11)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ مَن لَم تَکُنْ علَی الدُّنیا اُخوّتُهُ .(12)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ مَن إذا فَقَدتَهُ لَم تُحبَّ البقاءَ بَعْدَهُ .(13)

عنه علیه السلام : خیرُ إخْوانِکَ مَن سارَعَ إلی الخیرِ وجَذَبَکَ إلَیهِ ، وأمَرَکَ بالبِرِّ وأعانَکَ علَیهِ .(14)

عنه علیه السلام : خیرُ إخْوانِک مَن دَعاکَ إلی صِدْقِ المَقالِ بصدقِ مقالِهِ ، ونَدَبکَ إلی أفضلِ الأعمالِ بحُسْنِ أعمالِهِ .(15)

عنه علیه السلام : خیرُ إخوانِکَ مَن دَلَّکَ علی هُدی، وأکْسَبَک تُقی، وصَدَّک عنِ اتّباعِ هَوی.(16)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوان أعْونُهُم علی الخیرِ، وأعْمَلُهُم بالبِرِّ ، وأرفقُهُم بالمُصاحِبِ .(17)

عنه علیه السلام : خیرُ الإخْوانِ مَن لَم یَکُن علی

ص :65

51 - الأخُ الکامِلُ

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، أنا اُخبِرُکُم عن أخٍ لی ، کانَ مِن أعظَمِ النّاسِ فی عَیْنی ، وکانَ رأسُ ما عَظُمَ بهِ فی عَیْنی صِغَرَ الدُّنیا فی عَیْنِهِ . کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ بَطْنِهِ ، فلا یَشْتَهی ما لا یَجِدُ ، ولا یُکْثِرُ إذا وَجَدَ . کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ فَرْجِهِ ، فلا یَسْتَخفُّ لَه عقلَهُ ولا رأیَهُ . کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ الجَهالةِ ، فلا یَمُدُّ یدَهُ إلّا علی ثِقةٍ لِمَنفعَةٍ .

کانَ لا یَتَشهّی ولا یَتَسخَّطُ ولا یَتَبرّمُ ، کانَ أکثرَ دَهرِهِ صَمّاتاً ، فإذا قالَ بَذَّ القائلینَ . کانَ لَا یدخُلُ فی مِراءٍ ، ولا یُشارِکُ فی دَعوی ، ولا یُدْلی بحُجّةٍ حتّی یَری قاضِیاً . وکانَ لا یَغفُلُ عن إخْوانِه ولا یَخُصُّ نفسَهُ بشَی ءٍ دُونَهم . کانَ ضعیفاً مُستضعَفاً ، فإذا جاءَ الجِدُّ کانَ لَیْثاً عادِیاً .

کانَ لا یَلومُ أحَداً فیما یَقَعُ العُذْرُ فی مِثلِهِ ، حتّی یَری اعتِذاراً . کان یَفعلُ ما یقولُ ویَفعلُ ما لا یقولُ .(5) کانَ إذا ابتَزَّهُ أمْرانِ لا یَدری أیُّهما أفضلُ نَظَرَ إلی أقربِهما إلَی الهوی فَخالَفهُ .

کانَ لا یَشْکو وَجَعاً إلّا عِندَ مَن یَرجُو عندَهُ البُرْءَ ، ولا یَسْتشیرُ إلّا مَن یَرجُو عندَه النَّصیحةَ . کانَ لا یَتَبرَّمُ ولا یَتَسخَّطُ ولا یَتَشکّی ، ولا یَتَشهّی ، ولا یَنتقِمُ ولا یَغفُلُ عنِ العدُوِّ .

فَعَلیکُم بِمثلِ هذهِ الأخلاقِ الکریمةِ ، إنْ أطَقْتُموها ، فإنْ لم تُطِیقُوها کلَّها فأخْذُ القلیلِ خَیرٌ مِن تَرْکِ الکثیرِ .(6)

(7)

ص :66

52 - شَرُّ الإخوانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: شَرُّ الإخْوانِ مَن تُکُلِّفَ لَهُ.(1)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئل : أیُّ صاحبٍ شرٌّ ؟ - : المُزَیِّنُ لکَ مَعصیةَ اللَّهِ .(2)

55 - إکرامُ الإخوانِ وإعظامُهُم

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أکرَمَ أخاُه المسلمَ بکَلِمةٍیُلْطِفُهُ بها ومَجْلسٍ یُکرِمُهُ به لم یَزَلْ فی ظلِ اللَّهِ عزّ وجلّ مَمْدوداً علیهِ بالرَّحْمةِ ما کانَ فی ذلکَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما فی اُمّتی عبدٌ ألْطَفَ أخاهُ فی اللَّهِ بشی ءٍ مِن لُطْفٍ إلّا أخْدَمَهُ اللَّهُ مِن خَدَمِ الجنّةِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أتاهُ أخوهُ المسلمُ فأکرَمَهُ فإنّما أکرَمَ اللَّهَ عزّ وجلّ .(5)

عنه علیه السلام : مَن قالَ لأخیهِ المؤمنِ : «مرحباً»، کَتَبَ اللَّهُ تعالی له «مَرْحَباً» إلی یومِ القیامةِ .(6)

عنه علیه السلام : إنّه مَن عَظَّمَ دِینَهُ عظَّمَ إخْوانَهُ، ومَنِ استَخَفَّ بِدینِهِ استخَفَّ بإخْوانِهِ .(7)

عنه علیه السلام : لا یُعظِّمُ حُرْمةَ المسلمینَ إلّا مَن عَظّمَ اللَّهُ حُرمتَهُ علی المسلمینَ . ومَن کانَ أبْلَغَ حُرْمةً للَّهِ ورسولِهِ کانَ أشدَّ حُرْمةً للمسلمینَ .(8)

(9)

57 - أدَبُ الإخاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا آخی أحَدُکُم رَجُلاً فَلْیَسألْهُ عَنِ اسمِهِ وَاسمِ أبیهِ وقَبیلَتِهِ ومَنزِلِهِ ؛ فَإنّهُ مِن واجِبِ الحَقِّ وصافِی الإخاءِ ، وإلّا فَهِیَ مَوَدَّةٌ حَمْقاءُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثَةٌ مِنَ الجَفاءِ : أن یَصْحَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلا یَسأ لَهُ عَنِ اسمِهِ وکُنْیَتِهِ ... .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِلْقَ أخاکَ بوجْهٍ مُنبسِطٍ .(10)

بحار الأنوار عَن أنَس : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا فَقَدَ الرَّجُلَ مِن إخْوانِهِ ثَلاثَةَ أیّامٍ سَألَ عَنهُ ، فإنْ کانَ غائِباً دَعا لَهُ ، وإنْ کانَ شاهِداً زارَهُ ، وإنْ کانَ مَریضاً عادَهُ.(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یُسِی ءُ مَحْضَرَ إخْوانِهِ إلّا مَن وُلِدَ علی غَیرِ فِراشِ أبیهِ .(12)

(13)

ص :69

7 - الأدب

58 - الأدَبُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لمّا بَعثَ مُعاذاً إلی الیمنِ - : یا مُعاذُ، علِّمْهُم کتابَ اللَّهِ، وأحسِنْ أدبَهُم علَی الأخلاقِ الصّالِحةِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الأدبُ کمالُ الرَّجُلِ .(2)

عنه علیه السلام : عَقلُ المَرءِ نِظامُهُ ، وأدبُه قِوامُهُ ، وصِدقُه إمامُهُ ، وشُکرُهُ تَمامُهُ .(3)

عنه علیه السلام : یا مؤمنُ ، إنّ هذا العِلْمَ والأدبَ ثَمَنُ نفسِکَ ، فاجتَهِدْ فی تَعلُّمِهِما ، فما یَزیدُ مِن عِلمِکَ وأدبِکَ یَزیدُ فی ثَمَنِکَ وقَدْرِکَ .(4)

عنه علیه السلام : إنّک مُقوَّمٌ بأدبِکَ ، فَزَیّنهُ بالحِلْمِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن لم یَکُن أفضلَ خِلالِهِ أدبُهُ کانَ أهْوَنَ أحوالِهِ عَطَبُهُ .(6)

عنه علیه السلام : الأدبُ أحْسَنُ سَجِیّةٍ .(7)

عنه علیه السلام : أفضلُ الشّرَفِ الأدبُ .(8)

عنه علیه السلام : خیرُ ما وَرّثَ الآباءُ الأبناءَ الأدبُ .(9)

عنه علیه السلام : حُسْنُ الأدبِ خیرُ مُوازِرٍ ، وأفضلُ قَرینٍ .(10)

عنه علیه السلام : طالِبُ الأدبِ أحْزَمُ مِن طالبِ الذَّهبِ .(11)

عنه علیه السلام : إنّ النّاسَ إلی صالحِ الأدبِ أحْوَجُ مِنهُم إلی الفِضّةِ والذَّهَبِ .(12)

عنه علیه السلام : ثلاثٌ لیسَ علیهِنّ مُسْتَزادٌ : حُسنُ الأدبِ، ومُجانبةُ الرَّیْبِ ، والکَفُّ عنِ المَحارمِ .(13)

عنه علیه السلام : سبَبُ تزکیةِ الأخلاقِ حُسنُ الأدبِ .(14)

عنه علیه السلام : مَن کَلِفَ بالأدبِ قَلَّتْ مَساوِیهِ .(15)

عنه علیه السلام : إذا فاتَکَ الأدبُ فالزَمِ الصَّمْتَ .(16)

عنه علیه السلام : بالأدبِ تُشْحَذُ الفِطَنُ .(17)

60 - أفضَلُ الأدَبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضلُ الأدبِ أن یَقِفَ الإنسانُ عند حَدِّه ولا یَتَعدّی قَدْرَهُ .(6)

عنه علیه السلام : أحسَنُ الآدابِ ما کَفَّکَ عنِ المَحارِمِ .(7)

عنه علیه السلام : تَحَرِّی الصِّدقِ ، وتَجَنُّبُ الکذبِ أجمَلُ شِیمةٍ وأفضلُ أدبٍ .(8)

عنه علیه السلام : ضَبْطُ النّفْسِ عندَ الرَّغَبِ

ص :74

61 - الأدَبُ حَسَبٌ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الأدبُ أحَدُ الحسَبَینِ .(2)

عنه علیه السلام : أشرَفُ حَسَبٍ حُسْنُ أدبٍ .(3)

عنه علیه السلام : أکرَمُ حَسَبٍ حُسنُ الأدبِ .(4)

عنه علیه السلام : حُسنُ الأدبِ أفضلُ نَسَبٍ وأشرفُ سَبَبٍ .(5)

عنه علیه السلام : طلبُ الأدَبِ جَمالُ الحَسَبِ .(6)

عنه علیه السلام : علیکَ بالأدبِ فإنَّهُ زَیْنُ الحَسَبِ .(7)

عنه علیه السلام : قلیلُ الأدبِ خیرٌ من کثیرِ النَّسَبِ .(8)

عنه علیه السلام :حُسنُ الأدبِ یَنُوبُ عنِ الحسَبِ .(9)

عنه علیه السلام : لا حسَبَ أنفعُ مِن الأدبِ .(10)

عنه علیه السلام : لا حسَبَ أبلغُ مِن الأدبِ .(11)

عنه علیه السلام : کلُّ الحسَبِ مُتَناهٍ ، إلّا العقلَ والأدبَ .(12)

عنه علیه السلام : حُسنُ الأدبِ یَستُر قُبْحَ النَّسَبِ .(13)

عنه علیه السلام : فَسَدَ حسَبُ مَن لیسَ لَه أدبٌ .(14)

64 - الأدَبُ وَالعَقلُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حُسنُ الأدبِ زِینةُ العقلِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعْمَ قَرِینُ العقلِ الأدبُ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ بِذَوی العُقولِ مِن الحاجةِ إلَی الأدبِ کما یَظْمَأُ الزَّرْعُ إلَی المَطرِ .(8)

عنه علیه السلام : صَلاحُ العقلِ الأدبُ .(9)

عنه علیه السلام : کلُّ شی ءٍ یَحتاجُ إلی العقلِ ، والعقلُ یَحتاجُ إلَی الأدبِ .(10)

عنه علیه السلام : لن یَنْجَعَ الأدبُ حتّی یُقارِنَهُ العقلُ .(11)

عنه علیه السلام : الآدابُ تَلْقیحُ الأفْهامِ ونَتائِجُ الأذْهانِ .(12)

عنه علیه السلام : الأدبُ صُورةُ العَقلِ .(13)

عنه علیه السلام : الأدبُ فی الإنسانِ کشَجَرةٍ أصلُها العقلُ .(14)

عنه علیه السلام : الدِّینُ والأدبُ نتیجَةُ العقلِ .(15)

عنه علیه السلام : أفضَلُ العقلِ الأدبُ .(16)

عنه علیه السلام : مَن زادَ أدبُهُ علی عقلِهِ کانَ کالرّاعی بینَ غَنَمٍ کثیرةٍ .(17)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا أدبَ لِمَن لا عَقْلَ لَهُ .(18)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : آدابُ العلماءِ زیادةٌ فی العقلِ .(19)

ص :76

65 - تَأدیبُ النَّفسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَولَّوْا مِن أنفسِکُم تأدیبَها ، واعدِلُوا بها عَن ضَراوةِ عاداتِها .(1)

عنه علیه السلام : ذَکِّ قلبَکَ بالأدبِ کما تُذکَّی النّارُ بالحَطَبِ ، ولا تَکُنْ کحاطِبِ اللّیلِ وغُثاءِ السَّیْلِ .(2)

عنه علیه السلام : مُعلّمُ نفسِهِ ومُؤدّبُها أحَقُّ بالإجْلالِ مِن معلّمِ النّاسِ ومُؤدّبِهِم .(3)

عنه علیه السلام : أفضلُ الأدبِ ما بدَأتَ بهِ نفسَکَ .(4)

67 - الحَثُّ عَلی تَأدیبِ الأهلِ والوَلَدِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - للحسنِ علیه السلام - : إنّما قَلْبُ الحَدَثِ کالأرضِ الخالِیةِ ما اُلقِیَ فیها مِنْ شی ءٍ قَبِلَتْهُ ، فبادَرْتُکَ بالأدبِ قبلَ أن یَقْسُوَ قلبُکَ ویَشتغِلَ لُبّکَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لمّا نَزَلتْ هذه الآیة : (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا قُوا أنفسَکُم وأهلیکُم ناراً)(4) قالَ النّاسُ : یا رسول اللَّه! کیفَ نَقِی أنفسَنا وَأهلِینا؟ قالَ : اعمَلُوا الخیرَ وذَکِّروا بهِ أهْلِیکُم فأدِّبُوهُم علی طاعةِ اللَّهِ .(5)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکرِمُوا أولادَکُم وأحْسِنوا آدابَهُم یُغْفَرْ لَکُم .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانتْ لَه ابنةٌ فأدّبَها وأحْسَنَ أدَبها ، وعلّمَها فأحْسَنَ تعلیمَها ؛ فأوسَعَ علَیها مِن نِعمِ اللَّهِ الّتی أسبَغَ علَیهِ ، کانَتْ لَه مَنَعةً وسِتْراً مِن النّارِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی تفسیر الآیة (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا قُوا أنفسَکُم وأهلیکُم ناراً) - : علِّموا أنفسَکُم وأهلِیکُمُ الخیرَ وأدِّبُوهُمْ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَزالُ العبد المؤمنُ یُورِثُ أهلَ بیتِه العلمَ والأدبَ الصّالحَ حتّی یُدخِلَهُم الجنّةَ جمیعاً ، حتّی لا یَفْقِدَ مِنهم صَغیراً ولا کبیراً ولا خادِماً ولا جَاراً . ولا یزالُ العبدُ العاصِی یُورِثُ أهلَ بیتِه الأدبَ السَّیّئ حتّی یُدخلَهمُ النّارَ جمیعاً ، حتّی لا یَفْقِدَ فیها من أهل بیته صَغیراً ولا کبیراً ولا خادِماً ولا جَاراً .(9)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مُرِ الصَّبیَّ فلْیَتَصدَّقْ بیدِهِ بالکِسْرةِ والقَبْضةِ والشَّی ءِ وإنْ قَلَّ ، فإنَّ کلَّ شی ءٍ یُرادُ بهِ اللَّهُ - وإنْ قَلَّ - بعدَ أنْ تَصدُقَ النِّیّةُ فیهِ عظیمٌ .(10)

ص :78

68 - کَیفیَّةُ التَّأدیبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : علِّموا أولادَکُمُ الصَّلاةَ إذا بَلَغوا سَبْعاً ، واضرِبُوهُمْ علَیها إذا بَلَغوا عَشْراً ، وفَرِّقوا بینَهُم فی المَضاجِعِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أدّبْ صِغارَ أهلِ بیتِکَ بلسانِکَ علَی الصَّلاةِ والطَّهورِ ، فإذا بلَغوا عَشرَ سِنینَ فاضرِبْ ولا تُجاوِزْ ثلاثاً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَلدُ سَیّدٌ سبعَ سنینَ ، وعبدٌ سبعَ سنینَ ، ووزیرٌ سبعَ سنینَ، فإنْ رَضِیتَ أخلاقَهُ لإحدی وعشرینَ، وإلّا فَاضْرِبْ علی جَنبِهِ، فقد أعْذَرتَ إلَی اللَّهِ تعالی .(5)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : إذا بلغَ الغُلامُ ثلاثَ سِنینَ فَقُلْ لَه سَبْعَ مَرّاتٍ : قُلْ: لا إلهَ إلّا اللَّه، ثمّ یُترَکُ حتّی تَتِمَّ له ثلاثُ سنینَ وسبعَة أشهر وعشرون یوماً.(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: دَع ابنَکَ یَلعبْ سَبْعَ سِنینَ ، ویُؤدَّبْ سَبعاً ، وألزِمْهُ نفسَکَ سبعَ سنینَ ، فإنْ أفلَحَ ، وإلّا فإنّهُ مَن لا خَیْرَ فیهِ .(7)

عنه علیه السلام: یُؤدَّبُ الصَّبیُّ علَی الصَّومِ ما بینَ خَمْسَ عَشْرةَ سَنةًإلی سِتَّ عَشرةَ سنةً.(8)

عنه علیه السلام : احمِلْ صَبیَّکَ حتّی یأتیَ علی سِتِّ سنینَ ، ثُمّ أدِّبْهُ فی الکُتّابِ سِتَّ سنینَ ، ثمّ ضُمَّهُ إلیکَ سَبْعَ سنینَ فأدِّبْهُ بأدبِکَ ، فإنْ قَبِلَ وصَلُحَ وإلّا فَخَلِّ عَنهُ .(9)

(10)

70 - تَأدیبُ اللَّهِ لِلنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أدَّبَنِی رَبِّی فأحسَنَ تأدِیبی.(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنا أدیبُ اللَّهِ ، وعَلِیٌّ أدِیبی .(14)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أدّبَهُ اللَّهُ عزّوجلّ، وهو أدَّبَنی، وأنا اُؤدِّبُ

ص :80

71 - التَّأدُّبُ بآدابِ اللَّهِ

بحار الأنوار عن الإمام الکاظم علیه السلام : إنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام أُهبِطَ إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ: یا رسولَ اللَّه، إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ یَقرأُ عَلیکَ السلامُ ویَقولُ لَک : إقرأْ بِسم اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیم (لا تَمُدّنَّ عینَیکَ إلی ما مَتّعْنا به أزواجاً منهم)(9) الآیَةَ فَأمَرَ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله مُنادیاً یُنادی: مَن لَم یَتأدّبْ بأدبِ اللَّهِ تَقَطّعتْ نفسُهُ علَی الدّنیا حَسَراتٍ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی أدّبَ عِبادَهُ المؤمنینَ أدباً حَسَناً ، فقالَ جَلّ مِن قائلٍ: (یَحْسَبُهُم الجاهلُ أغنیاءَ مِنَ التّعفّف)(11) . (12)

عنه علیه السلام : مَنْ تأدّبَ بآدابِ اللَّهِ عزّ وجلّ أدّاهُ إلَی الفلاحِ الدائمِ .(13)

عنه علیه السلام : مَنْ لم یَصْلُحْ علی أدبِ اللَّهِ لم یَصْلُحْ علی أدبِ نفسِهِ .(14)

ص :81

72 - تَأدیبُ اللَّهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ البلاءَ للظّالمِ أدبٌ ، وللمؤمنِ امتحانٌ ، وللأنبیاءِ دَرَجةٌ ، وللأولیاءِ کَرامةٌ .(1)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : اللّهمَّ لا تَسْتَدرِجْنی بالإحسانِ، ولا تُؤَدِّبْنی بالبلاءِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إلهی ، لا تُؤدِّبْنی بِعُقوبَتِکَ، ولا تَمکُرْ بِی فی حِیلَتِکَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أیُّما ناشٍ نَشأ فی قومِهِ ثمّ لم یُؤدَّبْ علی معصیتِهِ کانَ اللَّهُ عزّ وجلّ أوّلُ ما یُعاقِبُهُم فیهِ أن ینقُصَ مِن أرزاقهِم.(4)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : ربّما کانتِ الغِیَرُ نَوعاً مِن أدبِ اللَّهِ عزّوجلّ .(5)

(6)

ص :82

8 - الأذان

73 - الأذانُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قُمْ یا بِلالُ فأرِحْنا بالصَّلاةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الشَّیطانَ إذا سَمِعَ النِّداءَ بالصَّلاةِ هَرَبَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أهلَ السَّماءِ لا یَسْمَعُونَ مِن أهلِ الأرضِ شَیئاً إلّا الأذانَ .(3)

76 - الحَثُّ عَلَی الأذانِ فِی اُذُنِ لوَلیدِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ ، إذا وُلِدَ لکَ غُلامٌ أو جاریةٌ فأذِّنْ فی اُذنِه الیُمنی وأقِمْ فی الیُسری ؛ فإنّه لا یَضُرُّهُ الشّیطانُ أبداً .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : حدّثَتْنی أسماءُ بنتُ عُمَیسٍ قالتْ: حدّثَتْنی فاطمةُ علیها السلام : لمّا حَمَلت بالحَسَن علیه السلام وولَدته جاءَ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله... وأذّنَ فی اُذنِه الیُمنی وأقامَ فی اُذنهِ الیُسری ... .

فلمّا کان بعدَ حَوْلٍ وُلِد الحُسینُ علیه السلام ، وجاء النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا أسماءُ هَلُمِّی ابنِی ، فَدَفعتهُ إلیه فی خِرْقةٍ بیضاءَ ، فأذّنَ فی اُذنهِ الیُمنی وأقامَ فی الیُسری ووَضَعه فی حِجْرهِ، فبکی .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ النّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله أذّنَ فی اُذنِ الحسنِ علیه السلام بالصَّلاةِ یومَ وُلدَ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا وُلدَ لأحدِکُم ... ولیحَنِّکْهُ بماءِ الفُراتِ، ولیؤذِّنْ فی اُذنهِ الیُمنی ، ولیُقِمْ فی الیُسری .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن ساءَ خُلُقُه فأَذِّنوا فی اُذنِهِ .(6)

(7)

ص :86

9 - الإیذاء

77 - إیذاءُ النّاس

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أذلُّ النّاسِ مَنْ أهانَ النّاسَ.(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فاز واللَّهِ الأبرارُ ، أتدری مَن هُم؟ هُمُ الّذینَ لا یُؤذُونَ الذَّرَّ .(2)

الإمامُ الکاظِمُ علیه السلام : لیسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ الغَشُّ ولا الأذی .(3)

80 - الصَّبرُ عَلَی الأذی فِی اللَّهِ سُبحانَهُ

الکتاب:

(وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِیَ فِی اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ کَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّکَ لَیَقُولُنَّ إِنّا کُنّا مَعَکُمْ أَوَلَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِی صُدُورِ العالَمِینَ) .(5)

(فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ وَأُوذُوا فِی سَبیلِی وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُکَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّآتِهِمْ) .(6)

(وَلَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتّی أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَکَ مِنْ نَبَإِ المُرْسَلِینَ) .(7)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما اُوذِیَ أحدٌ مِثْلَ ما اُوذِیتُ فی اللَّهِ .(8)

(9)

10 - التاریخ

82 - أهَمِّیَّةُ مَعرِفَةِ التّاریخِ

الکتاب:

(هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیَآءً وَ الْقَمَرَ نُورًا وَ قَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلِکَ إِلَّا بِالْحَقِ ّ یُفَصِّلُ الْأَیَتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ) .(1)

(وَ جَعَلْنَا الَّیْلَ وَ النَّهَارَ ءَایَتَیْنِ فَمَحَوْنَآ ءَایَةَ الَّیْلِ وَ جَعَلْنَآ ءَایَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّکُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسَابَ وَ کُلَّ شَیْ ءٍ فَصَّلْنَهُ تَفْصِیلاً) .(2)

(فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ الَّیْلَ سَکَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا) .(3)

(الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) .(4)

الحدیث:

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : بِالسَّنَةِ وأخواتِها یُکالُ الزَّمانُ مِن لَدُن خَلقِ اللَّهِ تَعالَی العالَمَ إلی کُلِّ وَقتٍ وعَصرٍ مِن غابِرِ الأَیّامِ ، وبِها یَحسُبُ النّاسُ الأَعمارَ وَالأَوقاتَ المُوقَّتَةَ لِلدُّیونِ وَالإِجاراتِ وَالمُعامَلاتِ وغَیرِ ذلِکَ مِن اُمورِهِم .(5)

عنه علیه السلام : خَلَقَ اللَّهُ السَّماءَ سَقفاً مَرفوعاً... وجَعَلَ فیها سِراجاً وقَمَراً مُنیراً ، یَسبَحانِ فی فَلَکٍ یَدورُ بِهِما دائِبَینِ ، یُطلِعُهُما تارَةً ویُؤفِلُهُما اُخری ، فَبَنی عَلَیهِ الأَیّامَ وَالشُّهورَ وَالسِّنینَ الَّتی هِیَ مِن سَبَبِ الشِّتاءِ وَالصَّیفِ وَالرَّبیعِ وَالخَریفِ ؛ أزمِنةً مُختَلِفَةَ الأَعمالِ.(6)

84 - ثَباتُ قَوانینِ التّاریخِ

الکتاب:

(سُنَّةَ اللَّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِیلاً) .(8)

(وَ لَا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ یَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِینَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِیلاً وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِیلاً) .(9)

ص :94

85 - الاعتِبارُ بِالتّاریخِ

الکتاب:

(لَقَدْ کَانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِاُّوْلِی الْأَلْبَبِ) .(7)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ ... وبَصِّرهُ فَجائِعُ الدُّنیا ، وحَذِّرهُ صَولَةَ الدَّهرِ وفُحشَ تَقَلُّبِ اللَّیالی وَالأَیّامِ ، وَاعرِض عَلَیهِ أخبارَ الماضینَ ، وذَکِّرهُ بِما أصابَ مَن کانَ قَبلَکَ مِنَ الأَوَّلینَ .(8)

عنه علیه السلام : کَفی مُخبِراً عَمّا بَقِیّ مِنَ الدُّنیا ما مَضی مِنها .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ لِلباقینَ بِالماضینَ مُعتَبَراً .(10)

عنه علیه السلام : الزَّمانُ یُریکَ العِبَرَ .(11)

عنه علیه السلام : مَن عَرَفَ العِبرَةَ فَکَأَنَّما عاشَ فِی

ص :95

11 - الأرض

86 - الأرضُ

الکتاب:

(وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَ مَرْعَاهَا ) .(1)

( اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِ ّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِکُلِ ّ شَیْ ءٍ عِلْمَا ) .(2)

(أَلْقَی فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ أَن تَمِیدَ بِکُمْ )(3) . (4)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن خُطبَةٍ یَصِفُ فیها قُدرَةَ اللَّهِ جلّ وَعَلا - : أنشَأ الأرضَ فَأمسَکَها مِن غَیرِ اشْتِغالٍ، وَأرسَاها علَی غَیرِ قَرَارٍ، وَأقَامَها بغیرِ قَوَائِمَ، وَرَفعَها بِغَیرِ دَعائِمَ، وَحَصّنَها مِن الأوَدِ والإعْوِجاجِ، وَمَنَعها مِن التَّهافُتِ والإنفِراجِ، أرسَی أوْتادَها، وَضَرَبَ أسْدَادَها ، واسْتَفَاضَ عُیونَها ، وخَدَّ أوْدِیتَها، فَلم یَهِن ما بَنَاهُ، ولا ضَعُفَ ما قَوَّاهُ .(5)

88 - مِن أحکامِ الأرضِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : وجَدْنا فی کتابِ علیٍّ علیه السلام : (إنّ الأرضَ للَّه یُورِثها مَن یشاءُ مِن عِبادِه والعاقبةُ للمتّقین) ، وأنا وأهلُ بیتی الّذینَ أورَثَنا (اللَّهُ) الأرضَ ، ونحن المُتّقونَ ، والأرضُ کلُّها لنا ، فمَن أحیا أرضاً مِن المسلمینَ فعَمَّرَها فلْیُؤدِّ خَراجَها إلی الإمامِ مِن أهلِ بیتی، وله ما أکَلَ مِنها .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِه سبحانه : (إنّ الأرضَ للَّه یُورِثها مَن یشاءُ من عِبادِه)(3) - : فما کانَ للَّهِ فهو لرسولهِ، وما کانَ لرسولِ اللَّهِ فهو للإمامِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(4)

90 - إماتَةُ الأحیاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن نَبْتٍ یَنبُتُ إلّا ویَحُفُّه ملَکٌ مُوکَّلٌ به حتّی یَحْصِدَهُ ، فأیُّما امرئٍ وطئَ ذلک النّبْتَ یلعَنُهُ ذلکَ الملَکُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اخرُجْ یا علیُّ فقُلْ عن اللَّهِ لا عَن رسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : لَعَن اللَّهُ مَن یَقطَعُ السِّدْرَ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أیُّما رجُلٍ أتی خَرِبةً بائرةًفاستَخْرَجَها وکَری أنهارَها وعمَّرها فإنّ علیه فیها الصّدَقةَ ، وإن کانتْ أرضٌ لرجُلٍ قَبْلَهُ فغابَ عنها وتَرَکها فأخْرَبها ، ثمّ جاء بعدُ یَطْلُبها فإنّ الأرضَ للَّهِ ولمَنْ عَمَّرها .(5)

(6)

ص :107

12 - الأسیر

91 - لا یَجوزُ الاستِسلامُ لِلأسرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن اسْتُؤْسرَ مِن غیرِ جِراحةٍ مُثقِلةٍ فلا یُفْدی مِن بیتِ المالِ ، ولکنْ یُفْدی مِن مالهِ إن أحبَّ أهلُهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لمّا بَعثَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله بِبراءةٍ معَ علیٍّ علیه السلام بَعثَ مَعهُ اُناساً ، وقالَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اسْتُؤْسرَ مِنْ غیرِ جِراحةٍ مُثْقِلةٍ فلیسَ مِنّا .(2)

13 - الاُسوة

94 - الاُسوَةُ

الکتاب:

(لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِیراً) .(1)

(قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْرَاهِیمَ وَالَّذِینَ مَعَهُ) .(2)

(لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِیهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ یَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الغَنِیُّ الحَمِیدُ) .(3)

الحدیث:

رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أَئِمَّتَکُم قادَتُکُم إلَی اللَّهِ فَانظُروا بِمَن تَقتَدونَ فی دینِکُم وصَلاتِکُم .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن نَصَبَ نفسَهُ للنّاسِ إماماً فعلَیهِ أن یَبدأَ بتعلیمِ نَفْسِهِ قبلَ تعلیمِ غیرِهِ ، ولیکُنْ تأدیبُهُ بسِیرتِهِ قبلَ تعلیمِ غیرِهِ، ولیکُنْ تأدیبُهُ بسِیرتِهِ قبلَ تأدیبِهِ بِلسانِهِ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ أبْغضَ النّاسِ إلَی اللَّه مَن یَقْتَدی بسُنّةِ إمامٍ ولا یَقتدی بأعمالِهِ .(6)

96 - الاُسَی السَّیِّئَةُ

الکتاب:

(یَأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّیْطانِ وَ مَن یَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَیْطان فَإِنَّهُ یَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَ الْمُنکَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَتُهُ مَا زَکَی مِنکُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَ لَکِنَّ اللَّهَ یُزَکِّی مَن یَشَآءُ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(2)

(قَالَ قَدْ أُجِیبَت دَّعْوَتُکُمَا فَاسْتَقِیمَا وَ لَا تَتَّبِعَآنِ ّ سَبِیلَ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ) .(3)

(وَوَاعَدْنَا مُوسَی ثَلاثینَ لَیْلَةً وأتْمَناهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَی لأَِخِیهِ هَرُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ) .(4)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - إلی مُعاوِیَةَ - : لَبِئسَ الخَلَفُ خَلَفٌ یَتَّبِعُ سَلَفَاً هَوی فی نارِ جَهَنَّمَ .(5)

عنه علیه السلام : تَقَرَّبُوا إلی اللَّهِ بِتَوحِیدِه وطَاعَةِ مَن أَمَرَکُم أنْ تُطِیعُوُه ، ولا تُمسِکُوا بعِصَم الکَوَافِرِ ، ولا یَجْنَحْ بِکُمْ الغَیُّ فَتُضِلّوا عَن سَبیل الرّشادِ باتّبَاعِ اُولئِکَ الذِینَ ضَلُّوا وأضَلُّوا ، قالَ اللَّهُ عَزَّ مِن قائلٍ فی طائِفةٍ ذَکَرَهُم بِالذمِّ فِی کِتابِه : (إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ کُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَیْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْنًا کَبِیرًا)(6) . (7)

ص :117

97 - الحَثُّ عَلَی المُواساةِ

رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: سَیِّدُ الأَعمالِ ثَلاثُ خِصالٍ : إنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، ومُواساةُ الأَخِ فِی اللَّهِ عزّ وجلّ ، وذِکرُ اللَّهِ تَبارَکَ وتَعالی عَلی کُلِّ حالٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: لِلمُؤمِنِ عَلَی المُؤمِنِ سَبعَةُ حُقوقٍ واجِبَةٍ مِنَ اللَّهِ عزّ وجلّ عَلَیهِ : الإِجلالُ لَهُ فی عَینِهِ ، وَالوُدُّ لَهُ فی صَدرِهِ ، وَالمُواساةُ لَهُ فی مالِهِ... .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن واسَی الفَقیرَ مِن مالِهِ ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ ، فَذلِکَ المُؤمِنُ حَقّاً .(3)

مصادقة الإخوان عن خلّاد السندی رفعه : أبطَأَ عَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رَجُلٌ ، فَقالَ : ما أبطَأَ بِکَ ؟ فَقالَ : العُریُ یا رَسولَ اللَّهِ . فَقالَ : أما کانَ لَکَ جارٌ لَهُ ثَوبانِ یُعیرُکَ أحَدَهُما ؟ فَقالَ : بَلی یا رَسولَ اللَّهِ . فَقالَ صلی اللَّه علیه وآله : ما هذا لَکَ بِأَخٍ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: المُواساةُ أفضَلُ الأَعمالِ .(5)

عنه علیه السلام: اُبذُل مالَکَ فِی الحُقوقِ ، وواسِ بِهِ الصَّدیقَ ؛ فَإِنَّ السَّخاءَ بِالحُرِّ أخلَقُ (6) .(7)

عنه علیه السلام: أفضَلُ المُروءَةِ مُؤاساةُ الإِخوانِ بِالأَموالِ ، ومُساواتُهُم فِی الأَحوالِ .(8)

مصادقة الإخوان عن الوصّافی عن الإمام الباقر علیه السلام : قالَ : قالَ لی : یا أبا إسماعیلَ ، أ رَأَیتَ مَن قِبَلَکُم إذا کانَ الرَّجُلُ لَیسَ لَهُ رِداءٌ وعِندَ بَعضِ إخوانِهِ فَضلُ رِداءٍ یَطرَحُ عَلَیهِ حَتّی یُصیبَ رِداءً ؟ قالَ :

ص :121

98 - آثارُ المُواساةِ

رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً! إنَّ عَبداً مِن عِبادِ اللَّهِ لَیَقِفُ یَومَ القِیامَةِ مَوقِفاً یَخرُجُ عَلَیهِ مِن لَهَبِ النّارِ أعظَمُ مِن جَمیعِ جِبالِ الدُّنیا ، حَتّی ما یَکونُ بَینَهُ وبَینَها حائِلٌ ؛ بَینا هُوَ کَذلِکَ قَد تَحَیَّرَ ، إذ تَطایَرَ مِنَ الهَواءِ رَغیفٌ أو حَبَّةٌ قَد واسی بِها أخاً مُؤمِناً عَلی إضافَتِهِ ، فَتَنزِلُ حَوالَیهِ فَتَصیرُ کَأَعظَمِ الجِبالِ مُستَدیراً حَوالَیهِ ، تَصُدُّ عَنهُ ذلِکَ اللَّهَبَ ، فَلا یُصیبُهُ مِن حَرِّها ولا دُخانِها شَی ءٌ ، إلی أن یَدخُلَ الجَنَّةَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ما حُفِظَتِ الاُخُوَّةُ بِمِثلِ المُواساةِ .(6)

عنه علیه السلام: نِظامُ الدّینِ خَصلَتانِ : إنصافُکَ مِن نَفسِکَ ، ومُواساةُ إخوانِکَ .(7)

عنه علیه السلام - مِن وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلِ بنِ زِیادٍ - : یا کُمَیلُ ، البَرَکَةُ فی مالِ مَن آتَی الزَّکاةَ ، وواسَی المُؤمِنینَ ، ووَصَلَ الأَقرَبینَ .(8)

عنه علیه السلام: مُواساةُ الأَخِ فِی اللَّهِ عزّ وجلّ یَزیدُ فِی الرِّزقِ .(9)

ص :123

15 - الاُصول

99 - کُلُّ شَی ءٍ مُطلَقٌ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کلُّ شی ءٍ مُطْلَقٌ حتّی یَرِدَ فیه نَصٌّ .(1)

عنه علیه السلام : کلُّ شی ءٍ مُطلقٌ حتّی یرِدَ فیه نَهْیٌ.(2)

عنه علیه السلام : کلُّ شی ءٍ هو لَک حَلالٌ حتّی تَعلمَ أنّه حَرامٌ بعینِه فتَدَعهُ ... والأشیاءُ کلُّها علی هذا حتّی یستبینَ لکَ غیرُ ذلک أو تَقومَ به البیّنةُ .(3)

عنه علیه السلام : الأشیاءُ مطلَقةٌ ما لم یَرِدْ علیکَ أمرٌ ونَهْیٌ ، وکلُّ شی ءٍ یکونُ فیه حَلالٌ وحَرامٌ فَهُوَ لکَ حلالٌ أبداً ، ما لم تَعرِفِ الحرامَ منه فَتَدعَهُ .(4)

عنه علیه السلام : کلُّ شی ءٍ یکونُ فیه حَرامٌ وحلالٌ فهو لک حَلالٌ أبداً حتّی تَعرِفَ الحرامَ منه بعینِهِ فَتَدعَهُ .(5)

103 - ما حَجَبَ اللَّهُ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما حَجَبَ اللَّهُ عنِ العبادِ فَهُوَ مَوضوعٌ عَنْهُم .(1)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّه یَحْتَجُّ علَی العِبادِ بما آتاهُمْ وعَرَّفَهُم .(2)

(3)

16 - الأکل

105 - قِلَّةُ الأکلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنْ قَلَّ أکْلُهُ قَلَّ حِسَابُهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنْ قَلَّ طُعْمُهُ صَحَّ بَطْنُهُ وَصَفَا قَلْبُهُ ، وَمَنْ کَثُرَ طُعْمُهُ سَقُمَ بَطْنُهُ وقَسَا قَلْبُهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : البَسُوا وَکُلُوا واشْرَبُوا فِی أنْصَافِ البُطُونِ ؛ فَإنَّهُ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَثُرَ تَسْبِیحُهُ وَتَمْجِیدُهُ، وَقَلَّ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَمَنَامُهُ ، اشْتَاقَتْهُ المَلائِکَةُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا أرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ صَلَاحَ عَبْدٍ ألْهَمَهُ قِلَّةَ الکَلَامِ ، وَقِلَّةَ الطَّعَامِ ، وَقِلَّةَ المَنَامِ .(5)

عنه علیه السلام : قِلَّةُ الأَکْلِ مِنَ العَفَافِ ، وَکَثْرَتُهُ مِنَ الإسْرَافِ .(6)

عنه علیه السلام : قِلَّةُ الغِذَاءِ أکْرَمُ لِلنَّفْسِ، وأدْوَمُ لِلصِّحَّةِ .(7)

عنه علیه السلام : مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ قَلَّتْ آلامُهُ .(8)

عنه علیه السلام : مَنْ قَلَّ أکْلُهُ صَفَا فِکْرُهُ .(9)

(10)

107 - الاقتِصَادُ فِی الأَکلِ وأَثَرُهُ فی صِحَّةِ البَدَنِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَمْ مِنْ أکْلَةٍ مَنَعَتْ أکْلَاتٍ!(3)

عنه علیه السلام : إیَّاکَ وَالبِطْنَةَ ، فَمَنْ لَزِمَهَا کَثُرَتْ أسْقَامُهُ .(4)

عنه علیه السلام : مَنِ اقْتَصَرَ فی أکْلِهِ کَثُرَتْ صِحَّتُهُ وَصَلُحَتْ فِکْرَتُهُ .(5)

عنه علیه السلام : إیَّاکَ وإدْمَانَ الشِّبَعِ ، فَإنَّهُ یَهِیجُ الأسْقَامَ وَیُثِیرُ العِلَلَ .(6)

عنه علیه السلام : لَا یَجْتَمِعُ الجُوعُ وَالمَرَضُ .(7)

عنه علیه السلام : لَا تجْتَمِعُ الصِّحَّةُ وَالنَّهَمُ .(8)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لَوْ أنَّ النَّاسَ قَصَدُوا فِی الطُّعْمِ لاعْتَدَلَتْ أبْدَانُهُمْ .(9)

109 - إفسَادُ الشِّبَعِ لِلوَرَعِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الشِّبَعُ یُفسِدُ الوَرَعَ .(1)

عنه علیه السلام : الشِّبَعُ یُورِثُ الأَشَرَ ، ویُفْسِدُ الوَرَعَ.(2)

عنه علیه السلام : بِئْسَ قَرِینُ الوَرَعِ الشِّبَعُ .(3)

عنه علیه السلام : نِعْمَ عَوْنُ المَعاصِی الشِّبَعُ .(4)

112 - المیزانُ فِی الأکلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُلْ وَأنتَ تَشْتَهِی ، وَأمْسِکْ وَأنتَ تَشْتَهِی .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَرْفَعْ یَدَکَ مِنَ الطَّعَامِ إلّا وَأنْتَ تَشْتَهِیهِ ، فَإنْ فَعَلْتَ ذلِکَ فَأنْتَ تَسْتَمْرِئُهُ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَنْ أَخَذَ مِنَ الطَّعَامِ زِیَادَةً لَمْ یَغْذُهُ ، وَمَنْ أخَذَهُ بِقَدْرٍ لَا زِیَادَةَ عَلَیْهِ وَلَا نَقْصَ فِی غِذَائِه نَفَعَهُ ؛ وکَذلکَ المَاءُ ، فَسَبِیلُهُ أنْ تَأخُذَ مِنَ الطَّعَامِ کِفَایَتَکَ فِی أیَّامِهِ . وَارْفَعْ یدَیْکَ مِنْهُ وَبِکَ إلَیْهِ بَعْضُ القَرَمِ ، وَعِنْدَکَ إلیهِ مَیْلٌ ؛ فإنَّهُ أصْلَحُ لِمِعْدَتِکَ وَلبَدَنِکَ ، وَأزْکی لِعَقْلِکَ ، وَأخَفُّ لِجِسْمِکَ .(6)

عنه علیه السلام : مَنْ أرادَ أنْ یَکُونَ صَالِحاً خَفِیفَ الجِسْمِ (وَاللّحْمِ) فَلْیُقَلِّلْ مِنْ عَشائِه بِاللَّیْلِ .(7)

17 - الاُلفة

114 - الأُلفَةُ

الکتاب:

(هُوَ الَّذِی أَیَّدَکَ بنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِینَ * وَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَلکِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ) .(1)

(وَاذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) .(2)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: خِیَارُکُمْ أحاسِنُکُمْ أخْلَاقاً ، الّذِینَ یَألَفُونَ وَیُؤلَفُونَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیْرُ المُؤْمِنِینَ مَنْ کَانَ مَأْلَفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ ، وَلَا خَیْرَ فِیْمَنْ لَا یُؤلَفُ وَلَا یَألَفُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أقْرَبُکُمْ مِنّی غَداً فِی المَوْقِفِ...أحْسَنُکُمْ خُلُقاً وَأقْرَبُکُمْ مِنَ النَّاسِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إزَالَةُ الرَّوَاسِی أسْهَلُ مِنْ تَأْلِیفِ القُلُوبِ المُتَنَافِرَةِ .(6)

عنه علیه السلام : قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِیَّةٌ ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أقْبَلَتْ عَلَیْهِ .(7)

عنه علیه السلام : طُوْبَی لِمَنْ یَألَفُ النَّاسَ وَیَألَفُونَهُ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ سُرْعةَ ائْتِلَافِ قُلُوبِ الأبْرَارِ إذا الْتَقَوا - وَإنْ لَمْ یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ بأَلْسِنَتِهِمْ - کَسُرْعَةِ اخْتِلَاطِ ماءِ السَّمَاءِ بِماءِ الأنْهَارِ . وإنَّ بُعْدَ ائْتِلَافِ قُلُوبِ الفُجَّارِ إذَا الْتَقَوا - وَإنْ أظْهَرُوا التَّوَدُّدَ بأَلْسِنَتِهِمْ - کَبُعْدِ البَهَائِمِ مِنَ التَّعَاطُفِ وَإنْ طَالَ اعْتِلَافُهَا عَلی مِذْوَدٍ واحِدٍ .(9)

ص :141

18 - اللَّه

115 - اللَّهُ

الکتاب:

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ ) .(1)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : «اللَّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِنَ أسماءِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، وهُوَ الاِسمُ الَّذی لا یَنبَغی أن یُسَمّی بِهِ غَیرُ اللَّهِ ، ولَم یَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنَّ فی تَسمِیَةِ اللَّهِ عزّ وجلّ الإِقرارُ بِرُبوبِیَّتِهِ وتَوحیدِهِ .(3)

19 - الإمارة

117 - ضَرورَةُ الإمارَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قَضیّةِ التَّحْکِیم - : إنَّ هؤلاءِ یَقُولُونَ :لَا إمْرَةَ ! وَلَابُدَّ مِنْ أمِیرٍ یَعْمَلُ فِی إمْرَتِهِ المُؤْمِنُ ، وَیَسْتَمْتِعُ الفَاجِرُ .(1)

عنه علیه السلام : لَایُصْلِحُ النَّاسَ إلَّا أمِیرٌ ؛ بَرٌّ أوْ فَاجِرٌ .(2)

عنه علیه السلام - فِی الحَرُورِیَّةِ وَهُمْ یقولون : لا حُکْمَ إلّا للَّهِ ِ - : الحُکْمُ للَّهِ ِ ، وَفِی الأرْضِ حُکَّامٌ ، وَلکِنَّهُمْ یَقُولُونَ : لَا إمَارةَ ، وَلَابُدَّ لِلنّاسِ مِنْ إمَارَةٍ؛ یَعْمَلُ فِیْها المُؤْمِنُ ، ویَسْتَمْتِعُ فِیَها الفَاجِرُ وَالکَافِرُ، وَیُبَلِّغُ اللَّهُ فِیهَا الأجَلَ .(3)

عنه علیه السلام : لَابُدّ لِلنَّاسِ مِنْ أمِیرٍ بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ ، یَعْمَلُ فِی إمْرَتِهِ المُؤْمِنُ وَیَسْتَمْتِعُ فِیهَا الکَافِرُ ، وَیُبَلِّغُ اللَّهُ فِیهَا الأجَلَ ، ویُجْمَعُ بِهِ الفَیْ ءُ ، وَیُقَاتَلُ بهِ العَدُوُّ ، وَتَأمَنُ بِهِ السُّبُلُ ، وَیُؤْخَذُ بِهِ لِلضّعِیفِ مِنَ القَوِیِّ، حَتّی یَسْتَرِیحَ بَرٌّ وَیُسْتَراحَ مِنْ فَاجِرٍ .(4)

عنه علیه السلام : أسَدٌ حَطُومٌ خَیْرٌ مِنْ سُلْطَانٍ ظَلُومٍ، وَسُلْطانٌ ظَلُومٌ خَیرٌ مِنْ فِتَنٍ تَدُومُ .(5)

کنز العمّال عن أبی البختریّ : دَخَل رَجُلٌ المَسْجِدَ فَقَالَ : لَا حُکْمَ إلّا للَّهِ ِ، ثُمَّ قَالَ آخَرُ : لَا حُکْمَ إلّا للَّهِ ِ،فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَا حُکْمَ إلّا للَّهِ ِ (إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا یَسْتَخِفَنَّکَ الّذِینَ لا یُوقِنُونَ)(6)، فَمَا تَدْرُونَ مَا یَقُولُ هؤلَاءِ ، یَقُولُونَ : لَا إمَارَةَ . أیُّهَا النَّاسُ! إنَّهُ لَا یُصْلِحُکُمْ إلَّا أمِیرٌ؛ بَرٌّ أوْ فَاجِرٌ .

قَالُوا : هذَا البَرُّ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا بَالُ الفَاجِرِ ؟

فَقَالَ : یَعْمَلُ المُؤْمِنُ ، وَیُمْلَأُ لِلْفَاجِرِ ، ویُبَلِّغُ اللَّهُ الأجَلَ، وَتَأمَنُ سُبُلُکُمْ، وَتَقُومُ أسْواقُکُمْ، وَیُجْبی فَیْئُکُمْ ، وَیُجَاهَدُ عَدُوُّکُمْ ، ویُؤخَذُ لِلضَّعِیفِ مِنَ الشَّدِیدِ مِنْکُمْ .(7)

ص :149

118 - إمَارَةُ الأشرارِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذَا کَانَ اُمَرَاؤکُمْ خِیَارَکُمْ، وَأغْنِیَاؤکُمْ سُمَحَاءَکُمْ، وأمْرُکُمْ شُوری بَیْنَکُمْ؛ فَظَهْرُ الأرْضِ خَیْرٌلَکُمْ مِنْ بَطْنِهَا. وإذَا کَانَ اُمَراؤکُمْ شِرَارَکُمْ، وأغْنِیَاؤکُمْ بُخَلاءکُمْ، وَاُمُورُکُمْ إلی نِسَائکُمْ؛ فَبَطْنُ الأرْضِ خَیْرٌ لَکُمْ مِنْ ظَهْرِهَا .(1)

20 - الأمل

120 - الأمَلُ رَحمَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الأملُ رَحمةٌ لِاُمّتی ، ولَوْلا الأملُ ما أرْضَعَتْ والِدَةٌ وَلَدَها، ولا غَرَسَ غارِسٌ شَجَراً .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الأملُ رَفیقٌ مُؤْنِسٌ .(2)

تنبیه الخواطر : بینما عیسَی بن مریم علیه السلام جالِسٌ وشَیخٌ یَعملُ بِمِسْحاةٍ ویُثیرُ بهِ الأرضَ ، فقالَ عیسی علیه السلام: اللّهُمَّ انْزعْ عنه الأملَ . فَوَضَعَ الشَّیخُ المِسْحاةَ واضْطَجَعَ، فَلَبِثَ ساعةً فقالَ عیسی علیه السلام : اللّهُمَّ ارْدُدْ إلیهِ الأملَ ، فقامَ فَجَعَلَ یَعملُ .(3)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : اللَّهُمَّ ربَّ العالَمِینَ... أسألُکَ ... مِنَ الآمالِ أوْفَقَها .(4)

123 - الأمَلُ وَالأجَلُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ آدمَ قَبْلَ أن یُصیبَ الذَّنْبَ کانَ أجلُهُ بینَ عَیْنَیْهِ وأملُهُ خَلْفَهُ ، فلمّا أصابَ الذَّنْبَ جَعَلَ اللَّهُ أملَهُ بینَ عَیْنَیْهِ وأجلَهُ خَلْفَهُ ، فلا یَزالُ یُؤَمِّلُ حتّی یَمُوتَ .(14)

تنبیه الخواطر : رُویَ أنّهُ [رسول اللَّه ]صلی اللَّه علیه وآله

ص :154

124 - آثارُ طولِ الأمَلِ

الکافی عن علی بن عیسی رفعه : فیما ناجَی اللَّهُ عزّ وجلّ بهِ موسی علیه السلام : یا موسی ، لا تُطَوِّلْ فی الدُّنْیا أملَکَ فَیَقْسُوَ قَلْبُکَ ، والقاسِی القلبِ منّی بَعِیدٌ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أطالَ عَبْدٌ الأملَ إلّا أساءَ العَمَلَ .(5)

عنه علیه السلام : أکْثَرُ النّاسِ أملاً أقلُّهُمْ لِلموتِ ذِکْراً .(6)

عنه علیه السلام : أطْوَلُ النّاسِ أملاً أسْوَأُهُمْ عَمَلاً .(7)

عنه علیه السلام : مَنِ اتَّسَعَ أملُهُ قَصُرَ عَمَلُهُ .(8)

عنه علیه السلام : أمّا طُولُ الأملِ فَیُنْسی الآخِرَةَ .(9)

عنه علیه السلام : مَن یَأمَلُ أن یعیشَ غَداً فإنّهُ یأمَلُ أن یَعیشَ أبَداً ، ومَن یأمَلُ أن یَعیشَ أبَداً یَقْسو قَلْبُهُ ویَرْغَبُ فی دُنْیاهُ .(10)

(11)

126 - النَّهیُ عَن التَّأمیلِ بِغَیرِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ عزّ وجلّ : لَأقْطَعَنَّ أملَ کُلِّ مُؤمنٍ أمَّلَ دُونی بالإیاسِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : انْقَطِعْ إلَی اللَّهِ سُبحانَهُ ، فإنَّهُ یَقولُ : وَعِزَّتی وجَلالی لَأقْطَعَنَّ أملَ کُلِّ مَنْ یُؤَمِّلُ غَیْری بِالیَأْسِ .(5)

عنه علیه السلام : مَنْ أمَّلَ إنساناً فَقَدْ هابَهُ .(6)

(7)

ص :157

21 - الاُمّة

127 - مَنزِلَةُ الاُمَّةِ الإسلامِیَّةِ

الکتاب:

(کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْکِتابِ لَکانَ خَیْراً لَهُم مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَکْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ ) .(1)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اُمّتی اُمّةٌ مُبارَکَةٌ، لا یُدْری أوَّلُها خَیْرٌ أو آخِرُها خَیْرٌ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُمَّتی هذهِ اُمّةٌ مَرْحومةٌ(3) .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّکُمْ تُتِمُّونَ سَبْعینَ اُمّةً ، أنتُمْ خَیْرُها وأکْرَمُها علَی اللَّهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : بَشِّرْ هذِهِ الاُمَّةَ بالسَّناءِ ، والدِّینِ ، والرِّفْعَةِ ، والنَّصْرِ ، والتَّمْکینِ فی الأرضِ.(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما اُعْطِیَتْ اُمَّةٌ مِنَ الیقینِ أفضلَ مِمّا اُعْطِیَتْ اُمَّتی .(7)

129 - الاُمَّةُ الوَسَطُ

الکتاب:

(وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً) .(1)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تَعالی : ( وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ اُمَّةً وَسَطاً ) - : عَدْلاً .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نَحْنُ شُهَداءُ اللَّهِ علی خَلْقِهِ ، وحُجَّتُهُ فی أرضِهِ ، ونَحْنُ الّذینَ قالَ اللَّهُ جلّ اسمه: (وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ اُمَّةً وَسَطاً ) .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لمّا سَأَلَهُ أبو بَصیرٍ عنْ قوله علیه السلام : نَحْنُ نَمَطُ الحِجازِ - : أوْسَطُ الأنْماطِ،إنّ اللَّهَ یقولُ: (وَکذلِکَ جَعَلْناکُمْ اُمَّةً وَسَطاً ) . ثُمَّ قالَ : إلَیْنا یَرْجِعُ الغالی ، وبِنا یَلْحَقُ المُقَصِّرُ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِه تعالی : (وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ اُمَّةً وَسَطاً) - : نَحْنُ الاُمّةُ الوُسْطی ، ونَحْنُ شُهَداءُ اللَّهِ علی خَلْقِهِ، وحُجَجُهُ فی أرضِهِ .(5)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (کُنْتُمْ خَیْرَ اُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ)(6) - : یَعْنی الاُمّةَ الّتی وَجَبَتْ لَها دَعْوَةُ إبراهیمَ علیه السلام ، فَهُمُ الاُمّةُ الّتی بَعَثَ اللَّهُ فیها ومنها وإلیها ، وهُمُ الاُمّةُ الوُسْطی ، وَهُمْ خَیْرُ اُمّةٍ اُخْرِجَتْ للنّاسِ .(7)

131 - مَنزِلَةُ الاُمَّةِ الإسلامِیَّةِ فِی لآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنا أکْثَرُ النَّبِیِّینَ تَبَعاً یومَ القِیامةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أهلُ الجنَّةِ عِشْرونَ ومائةُ صَفٍّ ، هذهِ الاُمّةُ منها ثَمانُونَ صَفّاً .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی الجنّةِ عِشْرینَ ومائةَ صَفٍّ ، اُمّتی منها ثَمانُونَ صَفّاً .(3)

134 - ما یَخافُ النَّبِیُّ عَلی اُمَّتِهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّما أخافُ علی اُمّتی ثَلاثاً : شُحّاً مُطاعاً ، وهَویً مُتَّبعاً ، وإماماً ضالّاً.(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثةٌ أخافُهُنَّ علی اُمّتی : الضَّلالةُ بَعْدَ المَعْرِفةِ، ومُضِلّاتُ الفِتَنِ ، وشَهْوَةُ البَطْنِ والفَرْجِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أخافُ علی اُمّتی مِن بَعْدی ثَلاثةً : زَلَّةَ عالِمٍ، وجِدالَ مُنافِقٍ بِالقرآنِ ، والتَّکْذیبَ بالقَدَرِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أخافُ علی اُمّتی ثَلاثاً : ضَلالةَ الأهواءِ ، واتّباعَ الشَّهَواتِ فی البُطُونِ والفُرُوجِ ، والغَفْلَةَ بَعْدَ المَعْرِفةِ .(6)

مستدرک الوسائل عن أنَس : دَخلتُ علَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله وهُوَ نائمٌ علی حَصیرٍ قد أثَّرَ فی جَنْبِهِ، قالَ : أمَعَکَ أحَدٌ غیرُکَ؟ قُلْتُ: لا ، قالَ : اعْلَمْ أنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ أجَلی وطالَ شَوْقی إلی لِقاءِ ربّی وإلی لِقاءِ إخوانیَ الأنبیاءِ قَبْلی.

ثُمَّ قالَ: لَیْسَ شَیْ ءٌ أحَبَ إلیَّ مِنَ الموتِ، ولَیْسَ للمُؤمنِ راحةٌ دُونَ لِقاءِ اللَّهِ، ثُمَّ بَکی ، قُلْتُ: لِمَ تَبکی ؟ قالَ : وکیفَ لا أبکی وأنا أعْلَمُ مایَنْزِلُ باُمّتی مِنْ بَعدی ؟! قُلْتُ : وما یَنْزِلُ مِنْ بَعْدِکَ یا رسولَ اللَّهِ ؟! قالَ : الأهواءُ المُخْتَلِفةُ ، وقَطِیعَةُ الرَّحِمِ ، وحُبُّ المالِ والشَّرَفِ ، وإظهارُ البِدْعةِ .(7)

(8)

22 - الإمامة العامّة

136 - الإمامَةُ

الکتاب:

(وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْوَاجِنا وَذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً) .(1)

الحدیث:

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی توصیفِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : أرسَلَهُ داعِیاً إلَی الحقِّ ، وشاهِداً علَی الخَلْقِ ، فبلَّغَ رِسالاتِ ربِّهِ غَیْرَ وانٍ ولا مُقَصِّرٍ، وجاهَدَ فی اللَّهِ أعداءَهُ غَیْرَ واهِنٍ ولا مُعَذِّرٍ، إمامُ مَنِ اتَّقی ، وبَصَرُ مَنِ اهْتَدی .(2)

عنه علیه السلام : ... حتّی أفْضَتْ کَرامَةُ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتعالی إلی مُحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله فأخرَجَهُ مِنْ أفضَلِ المَعادِنِ مَنْبِتاً... لها [ أی لِعِترَتِهِ وشَجَرتِهِ صلی اللَّه علیه وآله ]فُرُوعٌ طِوالٌ، وثَمَرٌ لا یُنالُ، فَهُوَ إمامُ مَن اتَّقی ، وبَصیرَةُ مَنِ اهْتَدی ... سِیرَتُهُ القَصْدُ ، وسُنَّتُهُ الرُّشْدُ ، وکلامُهُ الفَصْلُ ، وحُکْمُهُ العَدْلُ .(3)

138 - الإمامةُ أساسُ الإسلامِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : بُنِیَ الإسلامُ علی خَمْسٍ : عَلی الصَّلاةِ ، والزَّکاةِ ، والصَّومِ ، و الحَجِّ ، والوَلایةِ ، ولَمْ یُنادَ بِشَیْ ءٍ کَما نُودِیَ بالوَلایةِ .(1)

الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام : بُنِیَ الإسلامُ علی خَمْسَةِ أشْیاءَ : عَلی الصَّلاةِ ، والزَّکاةِ ، والحَجِّ ، والصّومِ ، والوَلایةِ. قالَ زُرارَةُ : فقلتُ : وأیُّ شَیْ ءٍ مِنْ ذلِکَ أفْضَلُ ؟ فقالَ : الوَلایةُ أفْضَلُ؛ لأنّها مِفْتاحُهُنَّ ، والوالی هُوَ الدَّلیلُ عَلَیْهِنَّ .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنَّ الإمامةَ اُسُّ الإسلامِ النّامی، وفَرْعُهُ السّامی .(3)

(4)

141 - الإمامَةُ سَبیلُ الرَّبِ

الکتاب:

(قُلْ لا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی ) .(5)

(قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ) .(6)

(قُلْ ما أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلاً ) .(7)

الحدیث:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : والّذی بَعَثَنی بالحَقِّ نَبِیّاً، لو أنّ رَجُلاً لَقِیَ اللَّهَ بِعَمَلِ سَبْعینَ نبیّاً ثُمَّ لَم یَلْقَهُ بِوَلایةِ اُولی الأمْرِ منّا أهلَ البیتِ ما قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً ولا عَدْلاً .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أمَا واللَّهِ ،لو أنَّ رَجُلاً صَفَّ قَدَمَیْهِ بینَ الرُّکْنِ والمَقامِ مُصَلِّیاً ولَقِیَ اللَّهَ بِبُغْضِکُمْ أهلَ البیتِ لَدَخَلَ النّارَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله :الْزَمُوا مَودَّتَنا أهلَ البیتِ ... فَوالّذی نَفْسُ مُحمّدٍ بِیَدِهِ ، لا یَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ إلّا بِمَعْرِفَتِنا ووَلایَتِنا .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : حُبُّنا أهلَ البیتِ نِظامُ الدِّینِ.(11)

عنه علیه السلام : کُلُّ مَن دانَ اللَّهَ عزّ وجلّ بِعبادَةٍ یُجْهِدُ فیها نَفْسَهُ ولا إمامَ لَهُ مِنَ اللَّهِ ، فَسَعْیُهُ غَیْرُ مَقْبُولٍ وَهُوَ ضالٌّ مُتَحَیِّرٌ واللَّهُ شانِئٌ لأعمالِهِ ، ومَثَلُهُ کَمَثَلِ شاةٍ ضَلَّتْ عَن راعِیها وقَطِیعها .(12)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : نَحْنُ أهلَ البیتِ لا یَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَبْدٍ وَهُوَ یَشُکُّ فینا .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ العِبادِ الأعمالَ الصّالحةَ الّتی یَعْمَلونَها إذا تَوَلَّوا الإمامَ الجائرَ الّذی لیسَ مِنَ اللَّهِ تعالی .(14)

ص :171

142 - تَفسیرُ الإمامَةِ بِالنُّورِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فآمِنُوا باللَّهِ وَرَسولِهِ والنُّورِ الّذی أنْزَلْنا) - : النُّورُ واللَّهِ الأئمّةُ مِنْ آلِ مُحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله إلی یَومِ القِیامَةِ ، وَهُمْ واللَّهِ نُورُ اللَّهِ الّذی أنْزَلَ ، وَهُمْ واللَّهِ نُورُ اللَّهِ فِی السّماواتِ وفِی الأرضِ ، واللَّهِ ... لَنُورُ الإمامِ فی قُلوبِ المُؤمنینَ أنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ المُضیئةِ بِالنَّهارِ.(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : الإمامةُ هِیَ النُّورُ ، وذلکَ قولُهُ عزّوجلّ: (آمِنُوا باللَّهِ وَرَسُولِهِ والنُّورِ الّذی أنْزَلْنا)(4)، قالَ : النُّورُ هُوَ الإمامُ .(5)

(6)

145 - الحُجَّةُ إمامٌ یُعرَفُ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ الحُجَّةَ لا تَقُومُ للَّهِ عزّ وجلّ علی خَلْقِهِ إلّا بإمامٍ حَیٍّ یَعْرِفُونَهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ الحُجَّةَ لا تَقُومُ للَّهِ عزّ وجلّ علی خَلْقِهِ إلّا بإمامٍ حتّی یُعْرَفَ .(2)

عنه علیه السلام - لمّا سُئل عَنِ الأرضِ: هَلْ تَبْقی بلا عالِمٍ حَیٍّ ظاهِرٍ... ؟ - : إذَنْ لا یُعْبَدَ اللَّهُ .(3)

عنه علیه السلام : مَنْ ماتَ ولیسَ عَلَیْهِ إمامٌ حَیٌّ ظاهِرٌ ماتَ مِیتةً جاهِلیّةً .(4)

(5)

147 - لَولَا الإمامُ لَساخَتِ الأرضُ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَو أنّ الإمامَ رُفِعَ مِنَ الأرضِ ساعةً لَماجَتْ بأهْلِها کَما یَمُوجُ البَحْرُ بأهلِهِ .(1)

عنه علیه السلام - فی وَصْفِ الأئمّة علیهم السلام - : جَعَلَهُمُ اللَّهُ عزّ وجلّ أرکانَ الأرضِ أنْ تَمِیدَ بأهْلِها ، وعَمَدَ الإسلامِ ، ورابِطةً علی سَبیلِ هُداهُ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو بَقِیَتِ الأرضُ بِغَیْرِ إمامٍ لَسَاختْ .(3)

عنه علیه السلام : ما تَبْقَی الأرضُ یوماً واحداً بِغَیْرِ إمامٍ مِنّا تَفْزَعُ إلَیْهِ الاُمّةُ .(4)

عنه علیه السلام : إنّ الأرضَ لا تکونُ إلّا وفیها حُجَّةٌ ، إنَّهُ لا یُصْلِحُ النّاسَ إلّا ذلکَ ، ولا یُصْلِحُ الأرضَ إلّا ذاکَ .(5)

149 - مَعرِفَةُ الإمامِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَلَیْکُمْ بِطاعةِ مَنْ لا تُعْذَرونَ بِجَهالَتِهِ .(5)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لَمّا سُئل عَن مَعرفةِ اللَّهِ - : مَعرفةُ أهلِ کُلِّ زمانٍ إمامَهُمُ الّذی یَجِبُ عَلَیهِمْ طاعَتُهُ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (أوَمَنْ کانَ مَیْتاً فأحْیَیْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ کَمَن مَّثَلُهُ فِی الظُّلُمَتِ لَیْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا )(7) - : «مَیْت» لا یَعرفُ شَیْئاً ، و«نُوراً...» : إماماً یُؤْتَمُّ بهِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : نَحْنُ قومٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ طاعَتَنا، وإنَّکُمْ لَتَأْتَمُّونَ بِمَنْ لا یُعْذَرُ النّاسُ بِجَهالَتِهِ .(9)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وَ منْ یُؤْتَ الحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْرًا کَثِیرًا )(10) - : طاعةُ اللَّهِ ومعرفةُ الإمامِ .(11)

(12)

151 - مَن ماتَ ولَم یَعرِف إمامَ زمانِهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن ماتَ وَهُوَ لا یَعرفُ إمامَهُ ماتَ مِیتةً جاهلیّةً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ماتَ ولا بَیْعَةَ عَلَیْهِ ماتَ مِیتةً جاهلیّةً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ماتَ بغیرِ إمامٍ ماتَ مِیتةً جاهلیّةً (5) . (6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن باتَ لیلةً لا یَعرِفُ فیها إمامَ زمانِهِ ماتَ مِیتةً جاهلیّةً .(7)

154 - اختِیارُ الإمامِ

کمال الدین عن سَعْدِ بنِ عبدِ اللَّهِ القُمّیّ عن الامام المهدی علیه السلام - لمّا سألَهُ علیه السلام عَنِ العِلّة الّتی تَمْنَعُ القومَ من اختیارِ إمامٍ لأنفسِهِم - : مُصْلِحٌ أو مُفْسِدٌ؟ ، قلتُ : مُصْلحٌ ، قالَ : فَهَلْ یَجوزُ أنْ تَقَعَ خِیَرَتُهُمْ علَی المُفْسِدِ بَعْدَ أنْ لا یَعلمَ أحدٌ ما یَخْطِرُ بِبالِ غیرِهِ مِن صَلاحٍ أو فسادٍ؟ قلتُ: بلی ، قالَ : فَهِیَ العِلَّةُ، واُورِدُها لکَ بِبُرْهانٍ یَنْقادُ لهُ عَقْلُکَ:

أخْبِرْنی عَنِ الرُّسلِ الّذینَ اصْطَفاهُمُ اللَّهُ تَعالی ، وأنْزَلَ عَلَیْهِمُ الکِتابَ ، وأیَّدَهُمْ بالوحیِ والعِصْمَةِ ، إذْ هُمْ أعلامُ الاُمَمِ وَأهدی إلَی الاختیارِ مِنْهُمْ، مِثل موسی وعیسی علیهما السلام، هَل یَجوزُ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِما وکَمال عِلْمِهِما إذا هَمّا بالاختیارِ أنْ یَقَعَ خِیَرَتُهما علَی المُنافِقِ وهُما یَظُنّانِ أنَّهُ مُؤمنٌ ؟ قلتُ : لا .

فَقالَ : هذا موسی کَلیمُ اللَّهِ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِ وکَمالِ عِلْمِهِ ونُزولِ الوحیِ عَلَیْهِ اختارَ مِنْ أعیانِ قَوْمِهِ ووُجُوهِ عَسْکرِهِ لِمیقاتِ ربِّهِ سَبْعینَ رَجُلاً ممّنْ لا یَشُکُّ فی إیمانِهِمْ وإخلاصِهِمْ ، فوقَعَتْ خِیَرَتُهُ علَی المُنافِقینَ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (واخْتَارَ مُوسَی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً لِمِیقَاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِ ّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَکْتَهُم مِّن قَبْلُ

ص :180

155 - حَدیثُ الثّقَلَینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی قَد تَرَکْتُ فِیکُمُ الثّقلَیْنِ ، ما إنْ تَمَسَّکْتُمْ بِهما لَن تَضِلّوا بَعْدی، وأحَدُهُما أکْبَرُ مِنَ الآخَرِ : کِتابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَی الأرضِ، وعِتْرَتی أهلُ بَیْتی ، ألَا وإنَّهُما لَن یَفْتَرِقا حتّی یَرِدا علَیَّ الحَوضَ .(4)

(5)

157 - بَعضُ خَصائِصِ أهلِ البیتِ:

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ، إنّ بِنا خَتمَ اللَّهُ الدِّینَ کَما بِنا فَتحَهُ ، وبِنا یُؤلِّفُ اللَّهُ بینَ قلوبِکِم بعدَ العَداوةِ والبَغْضاءِ .(4)

الأمالی للمفید : عنه صلی اللَّه علیه وآله - وهو یصِفُ لعلیٍّ علیه السلام أهلَ الفِتنةِ - : یَعْمَهونَ فیْهَا إلی أن یُدرِکَهُمُ العَدلُ . [ قالَ علیُّ علیه السلام ] فقلتُ: یا رسولَ اللَّهِ، العدلُ مِنّا أم مِن غیرِنا ؟ فقالَ : بَل مِنّا، بِنا یَفتَحُ اللَّهُ ، وبنا یَختِمُ ، وبِنا ألَّفَ اللَّهُ بینَ القلوبِ بعدَ الشِّرکِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : بنا یَبدأُ البلاءُ ثُمّ بِکُم ، وبنا یَبدأُ الرَّخاءُ ثُمّ بِکُم ، والّذی یُحْلَفُ بهِ لَیَنْتَصِرَنَّ اللَّهُ بِکُم کما انْتَصرَ بالحِجارةِ .(6)