سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، - 1325
عنوان و نام پديدآور : شهرالله: فی الکتاب و السنه/ محمد الریشهری؛ بمساعده رسول الافقی
مشخصات نشر : قم: دار الحدیث، مرکز چاپ و نشر، 1424ق. = 2003م. = 1382.
مشخصات ظاهری : ص 628
فروست : (مرکز بحوث دار الحدیث 61)
شابک : 964-7789-53-630000ریال ؛ 964-7789-53-630000ریال
يادداشت : عربی.
یادداشت : کتابنامه: ص. [593] - 611؛ همچنین به صورت زیرنویس
موضوع : رمضان -- جنبه های قرآنی
موضوع : رمضان -- احادیث
موضوع : دعاهای ماه رمضان
موضوع : نمازهای مستحبی
شناسه افزوده : افقی، رسول، . - 1345
شناسه افزوده : دارالحدیث
رده بندی کنگره : BP188/م 37ش 9 1382
رده بندی دیویی : 297/354
شماره کتابشناسی ملی : م 82-33409
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
المقدّمةالحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمّد وآله الطاهرين وأصحابه الأخيار الميامين من المنظور الإسلامي تكمن فلسفة خلق الإنسان والغاية المرجوّة من وجوده ، بإعداده لبلوغ الكمال المطلق ، ومِن ثَمَّ فإنَّ كلّ ما جاء في النصوص الإسلامية باعتباره سرّا لبعث الأنبياء والرسل الإلهيّين كالعدالة والعلم والحرية ، إنّما هو مقدّمة لتربية الإنسان ، والارتفاع به إلى مستوى الإنسان الكامل . تأسيسا على هذا الفهم ينبغي لمن يؤمن بالإسلام وينتمي لهذا الدين ، أن يغتنم كلّ فرصة تسنح له ويستفيد منها لتحقيق هذا الهدف الجليل ، ولكن يبقى شهر رمضان بالنسبة للسالك إلى اللّه فرصة ثمينة لا تضاهى لمن يحسن أن يغتنمها ، إذ بمقدوره أن يتوغّل في هذا الطريق ويطوي في ليلة واحدة مسار ألف شهر ، على ما ينصّ عليه القرآن الكريم : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » . (1) فاللّه سبحانه أعدّ في هذا الشهر الفضيل ضيافةً خاصّةً لتنمية الروح ، بحيث يصبحُ بمقدورها أن تُحدث في الحياة المعنوية للإنسان تحولاً عظيما يفضي به إلى السعادة الدائمة ، ويضمن له الفوز الأبدي . بيد أنّ المسألة المهمّة في هذا المسار هي أن يعرف الإنسان الّذي يعتزم أن يدلف إلى عالم هذه الضيافة الرحبة ، إلى أينَ ذاهب هو ؟ وما معنى ضيافة اللّه ؟ وكيف ينبغي
.
ص: 8
له أن يدخلها ؟ ثُمَّ ماذا عليه أن يفعل ؟ وكيف ينهض بمسؤوليتها ؟ وكيف يخرج منها ؟ فمعرفة ذلك كلّه ضروري ، لكي ينعم الإنسان بهذه الضيافة ويستفيد منها كما ينبغي . وهذا الكتاب يأتي خطوة على هذا الطريق ، بما ينهض به من تقديم إجاباتٍ ضافيةٍ للأسئلة المذكورة ، مستمدّةً من القرآن الكريم والنصوص الحديثية .
منهجية الكتابيستند منهجنا في البحث والتحقيق والتوثيق في هذه الموسوعة ، إلى العناصر التالية : 1 . إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول اللّه _ صلوات اللّه عليهم أجمعين _ من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كما قال الإمام عليُّ بن موسى الرضا عليهماالسلام : « إنّا عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ » (1) ، وكما قال الإمام جعفرُ بنُ محمّد الصادق عليهماالسلام : « حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل » . (2) من هذا المنظور تأتي كلمة « السنّة » في عنوان الكتاب لتعبّر عن هذا المدلول ، وتؤدّي المعنى الّذي يفيد باستخدام الكتاب لكلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل بيته عليهم السلامعلى حدّ سواء . 2 . لقد بذلنا ما بوسعنا لجمع الروايات المتعلّقة بكلّ موضوع من مختلف المصادر الروائية الشيعية والسنّية ، ثُمَّ عمدنا إلى تصنيفها من خلال المطالعة المباشرة ، وعبر الاستعانة بجهاز الحاسوب الآلي ، وتوزيعها على بطاقاتها الخاصّة ؛ ليصار بعدئذٍ إلى انتخاب أشملها وأوثقها وأقدمها مصدرا ، أمّا بشأن الأدعية الّتي لا تستند إلى المعصومين ، فقد أغضينا الطرف عنها ولم نستفد منها إلاّ
.
ص: 9
في موارد محدودة . 3 . حاولنا اجتناب تكرار الروايات ، إلاّ في الحالات التالية : أ _ عند وجود نكتة مهمّة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات . ب _ إذا كان هناك اختلاف في الألفاظ بين النصوص الحديثية الشيعية والسنّية . ج _ إذا كان نصّ الرواية متعلقا ببابين ، بشرط ألاّ يزيد على سطر واحد . 4 . في حال تعدّد النصوص على النحو الّذي بعضها عن النَّبي صلى الله عليه و آله وبعضها عن الأئمّة عليهم السلام ، يأخذ حديث النَّبي صلى الله عليه و آله موقعه في المتن ، ثُمَّ نحيل إلى عناوين روايات بقيّة المعصومين ونوثّق لها في الهامش ، ما عدا إذا انطوت الرواية على عنصر جديد فحينئذٍ تأخذ موقعها في المتن أيضا . 5 . بعد ذكر آيات الباب وما يرتبط بكلّ موضوع ، نذكر الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام على التوالي ، ابتداءً من النَّبي صلى الله عليه و آله وانتهاءً بالإمام المهدي عليه السلام ، إلاّ إذا وُجِدَت هناك رواية مفسّرة لآيات الباب ، فهي تقدَّم على سائر الروايات ، أو أن يستلزم التناسب الموضوعي بين النصوص الروائية ترتيبا آخر . 6 . نثبّت في مطلع كلّ رواية اسم النَّبي صلى الله عليه و آله ، أو المعصوم الّذي ننقل عنه وحسب ، ما خلا الحالات الّتي ينقل فيها الراوي فعل المعصوم ، أو هناك سؤال وجواب ، أو الراوي قد أورد في المتن قولاً لا يدخل ضمن كلام المروي عنه . 7 . بسبب تعدّد ألقاب المعصومين عليهم السلام والأسماء الّتي تستعمل في الدلالة عليهم ، بادرنا إلى انتخاب اسم واحد يعبر عن صيغة ثابتة في الدلالة على المعصوم ، يجيء في أول الرواية . 8 . تمَّ تثبيت مصادر الروايات والتوثيق لها في الهوامش ، تبعا لترتيب يقدَّم المصدر الأكثر اعتبارا ، ثُمَّ الّذي يليه بدرجة الاعتبار وهكذا ، ولكن ربّما لم نراعِ هذا الترتيب بعد ذكر المصدر الأوّل لمقتضيات لا تخفى على أهل التحقيق ؛ منها احتراز عدم تكرار ذكر اختلاف المصادر ، ولعدم تكرار الراوي أو المروي عنه أيضا . 9 . عند توفّر المصادر الأوّلية ينقل الحديث منها مباشرةً ، ثُمَّ يضاف إليها في الهامش « بحار الأنوار » في أحاديث الشيعة و « كنز العمّال » في أحاديث أهل
.
ص: 10
السنّة ، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين . 10 . بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا إحالة على مصادر اُخرى اُشير إليها بكلمة : « انظر » ؛ ممّا يعني في نسق هذه المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول ، والنصّ المُحال عليه ، وإن كان للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث . 11 . تأتي الإحالات إلى أبواب اُخرى من هذا الكتاب ، تبعا لوجود الارتباط بينها ، وبما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين رواياتها . 12 . تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها ، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم ذلك الفصل أو الباب ، وقد تنهض أحيانا بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات وما يعتورها من غموض . 13 . على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه المنهجية ، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع ، لتوفير ضرب من التوثيق الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم ، ولو من حيث المجموع ، عن طريق دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب ، بالقرائن العقلية والنقلية . وفي هذه الخاتمة ، أرى لزاما عليّ ، أن أتقدّم بعظيم شكرى ووافر امتنانى إلى جميع السّادة الأفاضل والمحقّقين الأعزّاء في «مركز دراسات دار الحديث» لما بذلوه من جهود مشكورة ومساعٍ محمودة ، في إعداد هذا الأثر النفيس وإصداره ، خاصّة الأخ الفاضل رسول أُفقي الّذي اضطلع بالمهمّة الأساسيّة وتحمّل العب ء الكبير في سبيل ذلك والأخ الفاضل مرتضى خوش نصيب الذي ساهم في إعداد قسم منها ، متضرّعا إلى اللّه سبحانه لطلب المزيد من التوفيق لجميع الأعزّاء فى سبيل إعلاء راية الثقافة الإسلاميّة ، والمساهمة في نشر معارف أهل البيت عليهم السلاموالتّثقّف بكلماتهم الوضّاءة . ربّنا تقبّل منّا ، إنّك أنت العزيز الحكيم . محمّد محمّدي الرَّيشَهري 22 جمادى الآخرة / 1423 ه الموافق 31 / 8 / 2002 م
.
ص: 11
المدخلينحدر لفظ رمضان من الجذر « رَمَضَ » بمعنى : المطر الّذي يهطل أوّل الخريف ، وينقّي الأجواء من غبار الصيف ، ويطهّرها من أتربته ، أو بمعنى : سخونة الصخر وحرارته من شدّة لهب الشمس . (1) أمّا عن علّة هذه التسمية ، فقد ذهب الزمخشري ( ت 528 ق ) إلى القول : « فإن قلتَ : لِمَ سُمّيَ شهر رمضان ؟ قلت : الصوم فيه عبادة قديمة ، فكأنّهم سمّوه بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ومقاساة شدّته ، كما سمّوه ناتقا ؛ لأنّه كان ينتقهم أي يزعجهم إضجارا بشدّته عليهم . وقيل : لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة الّتي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام رمض الحرّ » . (2) ثمَّ عَدَدٌ من الروايات علّلت التسمية على أساس ما ينهض به رمضان من دور في تطهير النفس ممّا يشوبها من لوث الذنوب ، وتنقية الروح من أدران الخطايا ،
.
ص: 12
حيث روي عن النبي صلى الله عليه و آله ، قوله : « إنّما سُمّيَ رَمَضانُ ؛ لِأَ نَّهُ يَرمَضُ الذُّنوبَ » . (1) هذا الوجه في تعليل التسمية يتّسق مع الجذر اللغوي لكلمة « رمضان » من جهةٍ ، كما يتناسب مع بركات هذا الشهر ومعطياته ، وآثاره من جهة اُخرى .
هَل « رَمَضانُ » اسمُ اللّهِ ؟يتحدّث عدد من النصوص الروائية الواردة عن الفريقين صراحةً ، على أنَّ « رمضان » اسم من أسماء اللّه سبحانه (2) ، ومِن ثَمَّ فقد نهت عن تسميته مجرّدا من دون إضافة لفظ « شهر » إليه (3) ، بحيث لا ينبغي للإنسان أن يقول « هذا رَمَضانُ » أو « جاءَ رَمَضانُ » أو « ذَهَبَ رَمَضانُ » أو « صُمتُ رَمَضانَ » ومن قاله فعليه أن يتصدّق ويصوم كفّارةً لقوله . (4) بَيدَ أنّ هذه الروايات تواجه العديد من الصعوبات ، وهي مخدوشة سندا ودلالةً ، كما يتّضح من الجوانب التالية : أوّلاً : ليست هناك رواية معتبرة سندا من بين النصوص الروائية المذكورة بهذا الشأن. ثانيا : عند مراجعة الأحاديث الّتي تضمّنت إحصاء أسماء اللّه سبحانه ، يلاحظ خلوّها من هذا الاسم . ثالثا : جاءت كلمة « رمضان » في عدد كبير من الروايات الصادرة عن النَّبي وأهل البيت _ صلوات اللّه عليهم أجمعين _ خاليةً غير مصدّرةٍ بكلمة « شهر » ، حيث
.
ص: 13
.
ص: 14
شهر الدعاء (1) ، شهر الطاعة (2) ، شهر مبارك (3) ، شهر عظيم (4) ، شهر يزيد اللّه في رزق المؤمن (5) ، سيّد الشهور (6) ، عيد أولياء اللّه (7) ، ربيع القرآن (8) ، ربيع الفقراء (9) ، ربيع المؤمنين (10) ، المضمار (11) والمرزوق . (12)
خَصائِصُ شَهرِ رَمَضانَ وبَرَكاتُهُلشهر رمضان خصائص مهمّة ، هي منشأ ما يحظى به هذا الشهر من بركات عظيمة وهي الأساس لنعَمِه الّتي لا تعدّ ولا تحصى . (13) جلال هذا الشهر وعظمته وبركاته المعنوية والمادية الّتي تنهمر على أهل الإيمان ، هي ممّا ينأى عن الوصف من منظور الأحاديث الإسلامية ، فلو توفّر المسلمون على معرفةٍ صحيحةٍ ببركات هذا الشهر الفضيل ، وأدركوا عظيم مواهبه وحبواته ، لتمنّوا أن تكون السَّنة برمّتها شهر رمضان ، على ما يفيده الحديث النَّبوي الشريف بهذا الشأن :
.
ص: 15
« لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ ؛ لَتَمَنَّت أن يَكُونَ رَمَضانُ سَنَةً » . (1) على كثرة ما يحفل به هذا الشهر الفضيل من خصائص ، سنقتصر فيما يلي على بيان اثنتين منها بنحو مختصر، بحيث يعدّ كتابنا في حقيقته شرحا تفصيليا لهما لفرط أهمّيتهما.
1 . أوَّلُ السَّنَةِمن خصائص شهر رمضان الّتي ركّزت عليها روايات أهل البيت عليهم السلام (2) ، أنّ هذا الشهر هو أوَّل السَّنة . على هذا الضوء سيواجهنا سؤالان : الأوّل : ما معنى أوَّل السَّنة ، وما المقصود من ذلك ؟ الثاني : ألفت العرب أن يكون شهر « محرّم » هو أوَّل السَّنة ، وعلى هذا جرت سنّتها حاضرا إذ يعدّ « محرّم » أوّل سنتها الهجرية رسميّا ، وحينئذٍ كيف نفسّر ما ذهبت إليه الروايات الإسلامية من أنّ « شهر رمضان » هو رأس السَّنة وأوّلها ؟ يكتب السيّد ابن طاووس ( ت 664ق ) في هذا المضمار : « اعلم أنّني وجدت الروايات مختلفات في أنّه هل أوّل السَّنة المُحرَّمُ (3) ، أو شهر رمضان ؟ لكنّني رأيت عَمَلَ من أدركته من علماء أصحابنا المعتبرين وكثيرا من تصانيف علمائهم الماضين ، أنّ أوّل السَّنة شهر رمضان على التعيين ، ولعلّ شهر الصيام أوّل العام في عبادات الإسلام والمُحرَّم أوّل السَّنة في غير ذلك من التواريخ ومهامّ الأنام » . (4) لكن الملاحظ أ نَّنا لم نعثر على روايات دالّة على أنَّ المُحرَّم هو أوّل السَّنة ، ومِن ثَمَّ يبدو من غير الصحيح ما بدا في كلام السيّد قدس سره من وجود تعارض في الروايات بين ما ينصّ على أنّ أوَّل السَّنة هو المُحرَّم ، أو « شهر رمضان » . أجل ،
.
ص: 16
المشهور بين العرب أنَّ رأس سنتهم هو المُحرَّم على ما ذهب إليه العلاّمة المجلسي . (1) أمّا لماذا خالفت روايات أهل البيت هذه السنَّة الجارية بين العرب ، وذهبت إلى أنَّ « شهر رمضان » هو أوَّل السَّنة ، فهذا أمر يستبين الجواب عليه بعد اتّضاح معنى أول السَّنة وبيان المقصود من ذلك .
معنى أوَّل السَّنةليس هناك في الظاهر معنىً حقيقي لرأس السَّنة ، وذلك على النحو التكويني الّذي يبدأ فيه الزمان من لحظة خاصّة تعدّ وحدها لحظة بدء السنة دون غيرها من اللحظات ، وإنّما يبدو أنَّ هذه البداية هي من جملة الاُمور الاعتبارية الّتي تكتسب معاني مختلفة تبعا لتنوع الاعتبارات وتعدّدها (2) ، وعندئذٍ يمكن أن يكون كلّ يوم أوَّل السَّنة أو نهايتها تبعا لاعتبار خاص ، وهذا ما يفسّر الاختلاف الناشِئ بين الاُمم والأقوام في تحديد أوائل سنينها ، إذ اختارت فارس القديمة مطلع شهر « فروردين » [الموافق 21 آذار ميلادي ]بدايةً لسنتها وعدّت ذلك عيدا ، ولا تزال على ذلك أعرافها حتّى الوقت الحاضر ، على حين اتّخذ العرب أوّل « محرّم » بدايةً لسنتهم ، وفي المقابل اتّخذ النصارى « ميلاد السيّد المسيح » رأسا لسنتهم .
بداية السَّنة وتجديد الحياة المعنويةعندما ندرس مفهوم أوَّل السَّنة على ضوء الثقافة الإسلامية ، نجد أنّ هذه الظاهرة في الإسلام تخضع لاعتبارات مختلفة ، فمن النصوص الإسلامية ما يركّز على أنَّ شهر رمضان أوَّل السَّنة (3) ، ومنها ما يسجّل أن « ليلة القدر » هي أوَّل السَّنة (4) ، كما أنّ
.
ص: 17
فيها ما يذهب إلى تحديد أوَّل السَّنة ب_ « عيد الفطر » . (1) فكما أنّ « فروردين » هو أوّل السنة الطبيعية ، حيث تكتسي الأرض في هذا الشهر حُلّةً قشيبةً وتُورِق فيه الأشجار ، فكذلك يأتي شهر رمضان ليكون بداية سنة الإنسانية من منظور الإسلام ، ففي هذا الشهر الكريم تتجدّد الحياة المعنوية لأهل السير والسلوك الذين يُغِذّون السير صوب الكمال المطلق ، وتنبلج نفوسهم عن طاقات تجعلهم على اُهبة الاستعداد للقاء اللّه ، وبذا يمكن القول أن « فروردين » بداية تجديد دورة الحياة المادية للنباتات في عالم الطبيعة ، وأنَّ « شهر رمضان » بداية تجديد دورة الحياة المعنوية للإنسان في عالم الإنسانية . أمّا الرواية الّتي تتحدّث عن أنّ « ليلة القدر » هي أوَّل السنة ، فبلحاظ أنّ هذه الليلة هي ليلة التقدير الّتي يقدّر فيها كلّ شيء يكون في السنة . وبشأن الرواية الّتي تتحدّث عن أنّ يوم « عيد الفطر » هو أوَّل السَّنة ؛ فالاعتبار في ذلك يرجع إلى أنّ هذا اليوم أوَّل يوم في السَّنة يحلّ فيه الأكل والشرب على ما صرّحت به الرواية نفسها ؛ أو لأنّها تومئ إلى أنَّ عيد الفطر بداية شوط جديد في حياة الإنسان واستئنافه العمل مجدّدا ، بعد أن رمضت ذنوبه في لهيب معاناة الصوم ، وانمحت من صحيفة أعماله واستُؤصلت منها تماما .
2 . الضِّيافَةُ الإِلهِيَّةِالخصيصة البارزة الثانية الّتي تتألّق في سماء هذا الشهر الفضيل ، هي الإمكانات الّتي يتيحها لضيافة اللّه سبحانه ، على ما نطق به رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقوله في وصف هذه الخصلة : « هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّهِ ، وَجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّهِ » . (2) هذه الخصيصة في الحقيقة هي أساس الخصوصية الاُولى ، بل هي منشأ جميع خصوصيات شهر رمضان المبارك ومنبثق كلّ البركات الّتي تحفّ به .
.
ص: 18
بعبارة اُخرى ، يمكن القول إنَّ ضيافة اللّه في هذه المدّة الزمنية والأغذية المعنوية الخاصّة الّتي أعدّها سبحانه لضيوفه في هذه الضيافة ، هي منشأ التحوّلات المعنوية العميقة الّتي تطرأ على حياة الإنسان في هذا الشهر الفضيل ، وهي مائدة مفتوحة للجميع يصيب من ينهل منها بركات عظيمة تنأى على الحصر .
معنى ضيافة اللّهفي طليعة الأسئلة الّتي تحفّ بهذه الخصيصة البارزة ، ما يرتبط بمعنى ضيافة اللّه سبحانه لأحبّائه في شهر رمضان وما المقصود من ذلك ؟ أليس الناس جميعا وفي الأوقات كلّها هُم ضيوف اللّه ونازلين في رحابه ؟ فضلاً عن أنّ قوام الضيافة هي بالطعام والشراب الّذي يهيّئه صاحب الضيافة للضيف ، فما عساها أن تكون هذه الضيافة الّتي يأتي الامتناع عن تناول الطعام والشراب في أوّل شروطها ؟ ! يأتي الجواب على هذه الأسئلة من واقع تحليل حقيقة الإنسان ومعرفة مكوّناته ، فالإنسان في الرؤية الإسلامية مركّب يتألّف من جسم وروح ، فكما يحتاج الجسم إلى الأغذية المادية الّتي تمدّه بقوام ديمومته ، كذلك تحتاج هوية الإنسان وحقيقته الإنسانية إلى أغذية معنوية من سنخها . على هذا الضوء يتبيّن أنَّ اللّه سبحانه لم يهيّئ الضيافة الرمضانية لاستضافة أجسام أحبّائه وما به قوام وجودهم المادي ، فأبدان هؤلاء _ كما جميع الخلق _ في ضيافة اللّه دائما وأبدا . وبتعبير شاعر شيراز : فرش الأرض سفرةً للجميع وحباها بطيّبات الربيعفإذا بالخوان يطعمُ منه كلّ عاصٍ وكلّ عبدٍ مطيع 1 بل أنَّ أعداء اللّه غالبا ما يستفيدون من هذه المائدة الممتدّة أكثر من غيرهم ،
.
ص: 19
ممّا يشير إلى أن استضافة الجسم وتأمين المتطلّبات المادية ليس بالأمر المهمّ الذي يرتقي إلى مصاف القضايا المعنويّة ، خاصّةً وأن القرآن الكريم يسجّل صراحةً بأنّه لولا الخشية على الناس من جنوحهم إلى الكفر كافّة ، لحظي الكافر بأعلى الإمكانات المادية وأرفعها : « وَ لَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَ حِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَ_نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَ مَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَ لِبُيُوتِهِمْ أَبْوَ بًا وَ سُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِ_ونَ * وَ زُخْرُفًا وَ إِن كُلُّ ذَ لِكَ لَمَّا مَتَ_عُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ » . (1) وفي الحديث النَّبوي الشريف : « لَو أنَّ الدُّنيا كانَت تَعدِلُ عِندَ اللّهِ عز و جل جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سَقَى الكافِرَ وَالفاجِرَ مِنها شَربَةً مِن ماءٍ » . (2) لقد استضاف اللّه _ جلّ جلاله _ نفوس أحبّائه وأرواحهم في ضيافته الرمضانية ، وليس أبدانهم وقوامهم المادّي ، وهذه ضيافة لا يرقى إلى إدراك قيمتها أحد سواه ، ومن هنا قال اللّه _ سبحانه وتعالى _ : « الصَّومُ لي وَأنَا أجزي بِهِ » . (3) لابدَّ أن تأتي شروط هذه الضيافة وآدابها متوائمة مع ضيافة النفس ، ولابدَّ أن يكون الطعام والشراب فيها من سنخ ضيافة الروح ، وأن يكون الهدف المرجوّ منها هو إيجاد التحوّل الروحي وتجديد الحياة المعنوية للإنسان وتقوية
.
ص: 20
بنيته الروحية . في هذا السياق ما أروع ما كتبه العالم الرباني الشيخ رضا ابن الفقيه والفيلسوف والعارف الجليل الشيخ محمّد حسين الإصفهاني طاب ثراهما ، وهو يقول في « الرسالة المجدية » عند شرح النبوي الشريف « شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللّه ، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللّه » ما نصّه : « اعلم أنّ هذه الضيافة ليست استضافة الجسد ، وأنَّ بدنك ليس هو المدعوّ لهذه الضيافة ، فأنت تسكن في شهر رمضان في البيت نفسه الّذي كنت تسكن فيه في شهر شعبان ، وطعامك فيه هو الخبز والمرق نفسه الّذي كنت تتناوله بقية شهور السنة وأنت ممنوع منه في أيّام هذا الشهر ، إنّما المدعوّ لهذه الضيافة هي نفسك الّتي دعيت إلى منزل آخر وإلى أطعمة اُخرى روحيّة تتواءم مع الروح ومهيأة من سنخها . إنّ الدعوة إلى شهر رمضان دعوة إلى الجنّة ، وأطعمة هذه الضيافة من جنس أطعمة الجنّة ، والاثنان هما مَضيفا اللّه ، لكن اسم المَضيف هنا شهر رمضان ، واسمه هناك غرف الجنان ، هنا غيبٌ ، وهناك مشاهدةٌ وعَيانٌ ، هنا تسبيحٌ وتهليل ، وهناك عين سلسبيل ، وهنا نِعمٌ مستورة ومواهب مخزونة ، وهناك : « فَ_كِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ » . (1) فالنِعَم تبرز في كلّ عالم بلباس ذلك العالم ، وقد يحصل أحيانا أن تظهر للأنبياء والمعصومين في هذه الدنيا بصورتها الأخروية ، وما جاء في أخبار كثيرة من أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جاء للصّديقة الطاهرة [ فاطمة ] عليهاالسلام أو للحسنين عليهماالسلامبفاكهة من فاكهة الجنّة أو بحلل من حللها ، لدليل على هذا المطلب . أكثر من ذلك ، ربّما حصلت هذه الاُمور لخواصّ الشيعة أيضا تبعا
.
ص: 21
لسعتهم الوجودية والمرتبة الّتي يحظون بها ، فقد سمعت مرّات وكرات ممّن هو أقرب الناس إليّ حسبا ونسبا (1) ، أنه يقول : كنت في أحد أيّام شهر رمضان مشغولاً بالزيارة المعروفة ب زيارة أمين اللّه في المرقد الشريف بالنجف ، وحين وصلت بعبارات الزيارة إلى : وموائد المستطعمين معدّةٌ ، ومناهل الظماء لديك مترعةٌ ، وفيما أنا أتأمّل بمعناها وأفكّر به ، تراءت لي فجأة مائدة مصفوف عليها أنواع الأطعمة والأشربة ممّا لم أكن أتصوّره قطّ ، وأنا أتناول من طعامها ، وفي تلك الأثناء كنت أفكّر بمسألة فقهية ، إنّها حالة عجيبة تبعث على الدهشة ! الواقع أن هذه هي حقيقة الغذاء ، وهي ليست مفطرة للصوم ... . الشراب الطهور في الحياة الدنيا هو محبّة اللّه ، والوقت الأفضل الّذي يغتنم لتحصيله هو هذه الضيافة الّتي يكون فيها الساقي هو المضيّف نفسه، ولا تظنّنَّ أنَّ تعبيرات هذا العبد هي من قبيل خيالات الشعراء وأوهامهم ، أو من شطيّحات غلاة المتصوّفة ، فحاشى أن أتجاوز لسان الكتاب والسنّة ، أو أتخطّى في معتقدي غير ما جاء به اللّه والنَّبي وأمرا به ، وإنّما المقصود هو قول اللّه نفسه في سورة هل أتى حيث يقول سبحانه : « وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا » » (2) . (3) انطلاقا من هذه الرؤية لضيافة رمضان وللضيافة الإلهية في هذا الشهر الكريم ، توزّعت معالم الكتاب الّذي بين أيديكم إلى خمسة أقسام ، على النحو الّذي ستتمّ الإشارة إليه :
.
ص: 22
القسم الأوّل : أهميّة ضيافة اللّهتوفّر القسم الأول من هذا الكتاب ، على دراسة الأهمية الّتي تحظى بها الضيافة الرمضانية وقيمة هذه الضيافة من منظور الإسلام ، فمن خلال مادة هذا القسم يخرج الباحث عموما بمعرفة إجمالية لخصائص هذه الضيافة وبركاتها ، كما نهض الفصل الرابع من فصول هذا القسم ببيان الآثار السلبية الّتي تُلمّ بمن يُحرَم مِن بركات هذا الشهر ، ورصد التبعات المدمّرة الّتي تحيط بمن يخسر حظّ هذه الضيافة .
القسم الثّاني : التهيّؤ لضيافة اللّهبديهي لا يستطيع الإنسان أن ينفذ إلى عالم الضيافة الإلهية وينعم بها في سبيل تجديد الحياة المعنوية ، الّتي تعدّ بدورها النقطة الأساسية لفلسفة خلق الإنسان والذروة القصوى المرجوّة لوجوده ؛ من دون أن يتوفّر على الاستعدادات اللازمة والمؤهّلات الضرورية لولوج هذا المضمار . والبحث عن هذه الاستعدادت ورصد شروط التهيّؤ للضيافة والتأهّل لها ، هي المهمّة الّتي اضطلع بها القسم الثاني من الكتاب . لقد استلزمت المعرفة شرطا أوّليّا في طليعة الشروط الأساسية الّتي تستلزمها عملية الدخول إلى نطاق الضيافة الإلهية . والمعرفة هذه تكتنز اُفقا وسيعا يبدأ بمعرفة معنى ضيافة اللّه ، ويمتدّ إلى معرفة فلسفة الصوم ، والقيمة الّتي يحظى بها الصوم والصائم ، ثُمَّ دور الصيام في الحياة المادية والمعنوية للإنسان ، وكذلك معرفة مراتب الضيافة الربانية ، فمن دون أن يدرك ضيوف اللّه هذه المسائل ويستوعبوها لا يمكنهم التهيّؤ للتزوّد من ضيافته سبحانه والنهل من عطاياها . أهمّية المعرفة في نطاقها الشامل الّذي يستوعب مجموعة هذه المسائل ، هي الّتي تفسّر اختصاص الفصل الأوّل من القسم الثاني بها ، حيث جاء بعنوان « معرفة ضيافة اللّه » .
.
ص: 23
النقطة الأساسية الاُخرى الّتي تنطوي على أهمّية كبيرة ، هي ضرورة التخطيط لتهيئة المسلمين وتأهيلهم للنفوذ إلى دائرة الضيافة الرمضانية ، فدراسة سيرة أهل البيت عليهم السلام في هذا المضمار تكشف عن العناية الخاصّة الّتي يبذلها هؤلاء الكرام في هذا الموضوع ، إذ يكفي لإثبات المدّعى وما تنطوي عليه هذه الفكرة من أهمّية ملاحظة خطب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، الّتي أدليا بها على مشارف شهر رمضان ولغرض التهيّؤ له واستقباله ، ممّا أثبتنا نصوصه في الفصل الثالث من هذا القسم . فمراجعة هذه الخطب تزيد من المسؤولية الّتي تقع على عاتق القيادات السياسية والدينية والثقافية في البلدان الإسلامية ، لجهة إعداد المسلمين وتهيئتهم للنفوذ إلى عالم الضيافة الإلهية وتأهيلهم للتزوّد من بركاتها ومواهبها . على أنَّ المسألة في التهيّؤ للضيافة الإلهية لا تقتصر على المعرفة وحدها ، بل ثَمَّ ضرورة لعدد من الأعمال والأدعية الّتي تصبّ في الاتّجاه ذاته وتحقّق الغاية المرجوّة ، كما توفّر على بيان ذلك الفصلان الثالث والرابع من القسم الثاني .
القسم الثالث : آداب ضيافة اللّهيمكن تقسيم آداب الضيافة الربانية إلى ثلاث مجموعات ، هي : المجموعة الاُولى : وتشمل الآداب الّتي تعدّ رعايتها والالتزام بها شرطا لا مندوحة عنه للدخول إلى الضيافة الإلهية ؛ وهذه تتمثّل باجتناب مفطرات الصوم بقصد القربة ، (1) والفقه هو المجال الطبيعي الّذي يتوفّر على دراسة هذه الآداب والالتزامات وبحثها ، وما دامت الرسائل الفقهية قد استوعبت هذا الأمر فلا حاجة للاستفاضة بعرض تفاصيله في إطار هذه المجموعة .
.
ص: 24
المجموعة الثانية : وتشمل الآداب الّتي تعدّ رعايتها شرطا ضروريّا لكي ينعم الإنسان بالضيافة الإلهية وينتفع من هباتها ، لجهة تجديد حياته المعنويّة وبلوغ تكامله الروحي ، وقد توفّر القسم الثالث من الكتاب على تغطية هذا النمط من الآداب واستيعابه قبل غيره من الآداب ، تحت عنوان « أهمّ الآداب » ، (1) والعنصر المشترك الجامع لهذه الآداب ، هو الورع عن محارم اللّه ، ولذلك جاء في الخطبة المعروفة الّتي خطبها النَّبي صلى الله عليه و آله في استقبال شهر رمضان ، أنَّ الإمام عليّ عليه السلام سأل أثناءها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بقوله : « يا رَسولَ اللّهِ ، ما أفضَلُ الأَعمالِ في هذا الشَّهرِ ؟ » فأجابه النَّبي صلى الله عليه و آله : « الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ » . (2) يمكن القول بأنَّ الذنوب هي الآفات الّتي تهدّد الحياة المعنوية للإنسان وتحول دون ازدهارها ، ومن ثَمَّ لا يمكن للصيام أن يكون مؤثّرا قطّ في إيجاد التحوّل المعنوي لدى الإنسان ، إذا كانت الذنوب حائلاً يمنع عن ذلك ، فالصائم الّذي يبتلى بآفة الذنوب لا ينتفع من صيامه ، وبتعبير رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « رُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ مِن صِيامِهِ الجوعُ وَالعَطَشُ ، ورُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ مِن قِيامِهِ السَّهَرُ » . (3) أمّا الإمام عليّ عليه السلام ، فيقول بهذا الشأن : « كَم مِن صائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صِيامِهِ إلاَّ الجوعُ وَالظَّمَأُ ، وكَم مِن قائِمٍ لَيسَ
.
ص: 25
لَهُ مِن قِيامِهِ إلاَّ السَّهَرُ والعَناءُ ، حَبَّذا نَومُ الأَكياسِ (1) وإفطارُهُم » . (2) على هذا يتّضح بأنَّ اجتناب مفطرات الصوم هو شرط الدخول إلى الضيافة الإلهية ؛ وأنَّ اجتناب الذنوب والورع عن المحارم ، هو شرط النهل منها والانتفاع ببركاتها . المجموعة الثالثة : وتشمل الآداب الّتي تعدّ رعايتها شرطا لبلوغ الاستفادة القصوى من الضيافة الإلهية والتوفّر على الكمال فيها ، وإذا استثنينا الباب الأوّل من القسم الثالث ، فقد اختصّت بقيّة أبواب هذا القسم الّتي تؤلّف الحجم الأكبر من الكتاب بتناول هذه الآداب ، بحيث بادرنا إلى استقصاء جميع العناصر الّتي تنطوي عليها النصوص الإسلامية ممّا له علاقة بتحقيق أكبر قدر من الانتفاع بالضيافة الإلهية . لكن ينبغي الانتباه إلى الطابع الاستحبابي لهذه الآداب ، ومن ثَمَّ فإنَّ لكلّ إنسان أن يستفيد منها بقدر استعداده وحاله والفرصة المتاحة له .
القسم الرّابع : أفضل ليالي الضيافةليلة القدر هي أسمى ليالي شهر رمضان المبارك ، وأكثرها تألّقا وأعمّها بركات ، حيث يصفها القرآن الكريم بقوله : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » . لهذا النصّ القرآني دلالته على البركات الّتي تحملها هذه الليلة الكريمة وما يكتنفها من عطايا وهبات لأهل المراقبة ؛ هذه البركات الّتي تفوق
.
ص: 26
بركات الأعمال الصالحة لألف شهر أي لما يزيد على متوسط عمر الإنسان ! لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه و آله ، قوله : « شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدةُ اللَّيالي » . (1) على ضوء ذلك كلّه توفّرت هذه المجموعة على تخصيص قسم مستقل ، يهدف إلى تبيين المعارف ذات الصلة بهذه الليلة وتغطية الآداب المرتبطة بها .
القسم الخامس : آداب الخروج من ضيافة اللّهللخروج من الضيافة الإلهية آدابه الّتي تختصّ به تماما ، كما الدخول إلى دائرة هذه الضيافة الكريمة ، وإنَّ رعاية هذه الآداب والالتزام بها يسهم في جبر النواقص الّتي تكتنف مدة إقامة الإنسان في نطاق هذه الضيافة ، ويتلافى ما بدر منه من نقاط ضعف وتقصير ، وتوفّر له حظا أكبر للاستزادة من بركاتها ؛ لما يخدم تقوية بنيته المعنوية ورصيده الروحي . وفاءً بمتطلبات هذه المهمّة اختصّ القسم الخامس من الكتاب ببيان هذه الآداب وتوضيحها ، حيث كان أبرز ما يلفت الانتباه على هذا الصعيد ويكتنز الدروس والعبر ، هو سيرة أهل البيت عليهم السلام في وداع شهر ضيافة اللّه . على ضوء هذه الملاحظات والنقاط ، اكتسب الكتاب هيكله المنهجي في تغطية شهر الضيافة الربانية ، من خلال خمسة أقسام مستمدّة من نصوص القرآن وتعاليمه ، وما جاء في الحديث الشريف حيال هذا الشهر ، وإليك شرح هذه الأقسام :
.
ص: 27
القسم الأوّل : فَضائِلُ شَهرِ اللّهوفيه فصول:الفصل الأوّل: عظمة شهر رمضان وحرمتهالفصل الثاني: خصائص شهر رمضانالفصل الثالث: بركات شهر رمضانالفصل الرابع: التّأكيد على استثمار بركاته
.
ص: 28
. .
ص: 29
الفصل الأوّل : عَظَمَةُ شَهرِ رَمَضانَ وحُرمَتُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ _: سُبحانَ اللّهِ! ماذا يَستَقبِلُكُم!؟ وماذا تَستَقبِلونَ!؟ _ قالَها ثَلاثا _ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ لَتَمَنَّت أن يَكونَ رَمَضانُ سَنَةً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لَو عَلِمتُم ما لَكُم في رَمَضانَ لَزِدتُم للّهِِ شُكرا . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَكونَنَّ شَهرُ رَمَضانَ عِندَكُم كَغَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ ؛ فَإِنَّ لَهُ عِندَ اللّهِ حُرمَةً وفَضلاً عَلى سائِرِ الشُّهورِ ، ولا يَكونَنَّ شَهرُ رَمَضانَ يَومُ صَومِكُم
.
ص: 30
كَيَومِ فِطرِكُم . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَطَبَنا ذاتَ يَومٍ فَقالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللّهِ بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ ، شَهرٌ هُوَ عِندَ اللّهِ أفضَلُ الشُّهورِ ، وأيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي ، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ ...» . (2)
عنه عليه السلام_ مِن خُطبَتِهِ في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذا الشَّهرَ شَهرٌ فَضَّلَهُ اللّهُ عَلى سائِرِ الشُّهورِ كَفَضلِنا أهلَ البَيتِ عَلى سائِرِ النّاسِ ، وهُوَ شَهرٌ يُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الرَّحمَةِ ، ويُغَلَّقُ فيهِ أبوابُ النّيرانِ ، وهُوَ شَهرٌ يُسمَعُ فيهِ النِّداءُ ويُستَجابُ فيهِ الدُّعاءُ ويُرحَمُ فيهِ البُكاءُ ، وهُوَ شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ نَزَلَتِ المَلائِكَةُ فيها مِنَ السَّماءِ فَتُسَلِّمُ عَلَى الصّائِمينَ وَالصّائِماتِ بِإِذنِ رَبِّهِم إلى مَطلَعِ الفَجرِ ... . أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ شُموسَ شَهرِ رَمَضانَ لَتَطلُعُ عَلَى الصّائِمينَ وَالصّائِماتِ ، وإنَّ أقمارَهُ لَيَطلُعُ عَلَيهِم بِالرَّحمَةِ ، وما مِن يَومٍ ولَيلَةٍ مِنَ الشَّهرِ إلاّ وَالبِرُّ مِنَ اللّهِ تَعالى يَتَناثَرُ مِنَ السَّماءِ عَلى هذهِ الاُمَّةِ ... . عِبادَ اللّهِ ، إنَّ شَهرَكُم لَيسَ كَالشُّهورِ ؛ أيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي ، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ ... . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ _:الحَمدُ للّهِِ الَّذي
.
ص: 31
هَدانا لِحَمدِهِ ، وجَعَلَنا مِن أهلِهِ ؛ لِنَكونَ لاِءِحسانِهِ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَبانا (1) بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ وسَبَّلَنا (2) في سُبُلِ إحسانِهِ لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ، حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى بِهِ عَنّا . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ، شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وشَهرَ التَّمحيصِ (3) وشَهرَ القِيامِ ... . (4)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ وَداعِ شَهرِ رَمَضانَ _: السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهرَ اللّهِ الأَكبَرَ ، ويا عيدَ أولِيائِهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا أكرَمَ مَصحوبٍ مِنَ الأَوقاتِ ، ويا خَيرَ شَهرٍ فِي الأَيّامِ وَالسّاعاتِ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ قَرُبَت فيهِ الآمالُ ونَشَرَت فيهِ الأَعمالُ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن قَرينٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً ، وأفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ، ومَرجُوٍّ آ لَمَ فِراقُهُ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ لِرَمَضانَ حَقّا وحُرمَةً لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ . (6)
وانظر : ص 45 (جوامع بركاته وخصائصه) . ص 101 (تأهيل الناس لضيافة اللّه ) .
.
ص: 32
. .
ص: 33
الفصل الثاني : خَصائِصُ شَهرِ رَمَضانَ2 / 1شَهرُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شَعبانُ شَهري ، وشَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّهِ ، وشَهرُ شَعبانَ شَهري ؛ شَعبانُ المُطَهِّرُ ، ورَمَضانُ المُكَفِّرُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :رَمَضانُ شَهرُ اللّهِ ، وهُوَ رَبيعُ الفُقَراءِ . (3)
.
ص: 34
الإمام عليّ عليه السلام :شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّهِ ، وشَعبانُ شَهرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ورَجَبٌ شَهري . (1)
2 / 2شَهرُ ضِيافَةِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في وَصفِ شَهرِ رَمَضانَ _: هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّهِ ، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّهِ ، أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَةٌ ، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ ، ودُعاؤُكُم فيهِ مُستَجابٌ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ يُنادِي المُنادي : أينَ أضيافُ اللّهِ؟ فَيُؤتى بِالصّائِمينَ ... فَيُحمَلونَ عَلى نُجُبٍ (3) مِن نورٍ ، وعَلى رُؤوسِهِم تاجُ الكَرامَةِ ، ويُذهَبُ بِهِم إلَى الجَنَّةِ . (4)
الامام عليّ عليه السلام_ مِن خُطبَتِهِ في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: أيُّهَا الصّائِمُ ، تَدَبَّر أمرَكَ ؛ فَإِنَّكَ في شَهرِكَ هذا ضَيفُ رَبِّكَ ، اُنظُر كَيفَ تَكونُ في لَيلِكَ ونَهارِكَ؟ وكَيفَ تَحفَظُ جَوارِحَكَ عَن مَعاصي رَبِّكَ؟ اُنظُر ألاّ تَكونَ بِاللَّيلِ نائِما وبِالنَّهارِ غافِلاً ؛ فَيَنقَضِيَ شَهرُكَ وقَد بَقِيَ عَلَيكَ وِزرُكَ ؛ فَتَكونَ عِندَ استيفاءِ الصّائِمينَ اُجورَهُم مِنَ الخاسِرينَ ، وعِندَ فَوزِهِم بِكَرامَةِ مَليكِهِم مِنَ المَحرومينَ ، وعِندَ
.
ص: 35
سَعادَتِهِم بِمُجاوَرَةِ رَبِّهِم مِنَ المَطرودينَ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ رَمَضانَ ، وَالصّائِمونَ فيهِ أضيافُ اللّهِ وأهلُ كَرامَتِهِ ، مَن دَخَلَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ فَصامَ نَهارَهُ وقامَ وِردا مِن لَيلِهِ وَاجتَنَبَ ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ ، دَخَلَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . (2)
2 / 3سَيِّدُ الشُّهورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ زُفَّتِ الشُّهورُ إلَى الحَشرِ يَقدُمُها شَهرُ رَمَضانَ عَلَيهِ مِن كُلِّ زينَةٍ حَسَنَةٍ ، فَهُوَ بَينَ الشُّهورِ يَومَئِذٍ كَالقَمَرِ بَينَ الكَواكِبِ ، فَيَقولُ أهلُ الجَمعِ بَعضُهُم لِبَعضٍ : وَدِدنا لَو عَرَفنا هذهِ الصُّوَرَ! فَيُنادي مُنادٍ مِن عِندِ اللّهِ _ جَلَّ جَلالُهُ _ : «يا مَعشَرَ الخَلائِقِ ، هذهِ صُوَرُ الشُّهورِ الَّتي عِدَّتُها عِندَ اللّهِ اثنا عَشَرَ شَهرا في كِتابِ اللّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، سَيِّدُها وأفضَلُها شَهرُ رَمَضانَ ، أبرَزتُها لِتَعرِفوا فَضلَ شَهري عَلى سائِرِ الشُّهورِ ، و لِيَشفَعَ لِلصّائِمينَ مِن عِبادي وإمائي واُشَفِّعَهُ فيهِم» . (4)
.
ص: 36
2 / 4أوَّلُ السَّنَةِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أوَّلَ كُلِّ سَنَةٍ أوَّلُ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن خُطبَةٍ لَهُ _: أتاكُم شَهرُ رَمَضانَ ، وهُوَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، وأوَّلُ السَّنَةِ ... . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :شَهرُ رَمَضانَ رَأسُ السَّنَةِ . (3)
تهذيب الأحكام عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام :إذا سَلِمَ شَهرُ رَمَضانَ سَلِمَتِ السَّنَةُ . وقالَ : رَأسُ السَّنَةِ شَهرُ رَمَضانَ . (4)
الكافي عن عمرو الشاميّ عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَ_بِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالأَْرْضَ » (5) ؛ فَغُرَّةُ الشُّهورِ (6) شَهرُ اللّهِ _ عَزَّ ذِكرُهُ _ وهُوَ شَهرُ رَمَضانَ . (7)
.
ص: 37
الكافي عن عليّ بن رِئابٍ عن الإمام الكاظم عليه السلام :«اُدعُ بِهذا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ مُستَقبَِلَ دُخولِ السَّنَةِ» وذَكَرَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ مُحتَسِبا مُخلِصا لَم تُصِبهُ في تِلكَ السَّنَةِ فِتنَةٌ ولا آفَةٌ يُضَرُّ بِها دينُهُ وبَدَنُهُ ، ووَقاهُ اللّهُ _ عَزَّ ذِكرُهُ _ شَرَّ ما يَأتي بِهِ تِلكَ السَّنَةَ . [ وذَكَرَ الدُّعاءَ] . (1)
2 / 5فيهِ لَيلَةُ القَدرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قَد جاءَكُم شَهرُ رَمَضانَ ؛ شَهرٌ مُبارَكٌ ... فيهِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَها فَقَد حُرِمَ . (2)
سنن أبي داود عن عبد اللّه بن عمر :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ وأنَا أسمَعُ _ عَن لَيلَةِ القَدرِ ، فَقالَ : «هِيَ في كُلِّ رَمَضانَ» . (3)
مسند ابن حنبل عن أبي مرثد :سَأَلتُ أبا ذَرٍّ قُلتُ : كُنتَ سَأَلتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن لَيلَةِ القَدرِ؟ قالَ : أنَا كُنتُ أسأَلَ النّاسِ عَنها (4) ، قالَ : قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أخبِرني عَن لَيلَةِ القَدرِ أ في رَمَضانَ هِيَ أو في غَيرِهِ؟ قالَ : «بَل هِيَ في رَمَضانَ» .
.
ص: 38
قالَ : قُلتُ : تَكونُ مَعَ الأَنبِياءِ ما كانوا فَإِذا قُبِضوا رُفِعَت ، أم هِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ؟ قالَ : «بَل هِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ» . (1)
وانظر : ص 419 (أيّ ليلة هي) .
2 / 6فيهِ نُزولُ القُرآنِالكتاب«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُنزِلَ القُرآنُ في ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ شَهرَ رَمَضانَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي أنزَلَ اللّهُ تَعالى فيهِ القُرآنَ ، وفيهِ فَرَّقَ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، كَما قالَ اللّهُ عز و جل : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» . (4)
الكافي عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ » وإنَّما اُنزِلَ في عِشرينَ سَنَةً بَينَ أوَّلِهِ وآخِرِهِ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : «نَزَلَ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً في شَهرِ رَمَضانَ إلَى البَيتِ
.
ص: 39
المَعمورِ (1) ، ثُمَّ نَزَلَ في طولِ عِشرينَ سَنَةً» . (2)
2 / 7فيهِ نُزولُ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نَزَلَت صُحُفُ إبراهيمَ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَتِ التَّوراةُ لِسِتٍّ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ الإِنجيلُ لِثَلاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ الزَّبورُ لِثَمانِيَ عَشرَةَ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ القُرآنُ في ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :نَزَلَتِ التَّوراةُ في سِتٍّ مَضَت مِن شَهرِ رَمَضانَ ، ونَزَلَ الإِنجيلُ فِي اثنَتَي (4) عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَمَضانَ ، ونَزَلَ الزَّبورُ في لَيلَةِ ثَمانِيَ عَشرَةَ مَضَت مَن شَهرِ رَمَضانَ ، ونَزَلَ القُرآنُ في لَيلَةِ القَدرِ . (5)
.
ص: 40
. .
ص: 41
الفصل الثالث : بَرَكاتُ شَهرِ رَمَضانَ3 / 1غُفرانُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما سُمِّيَ رَمَضانُ ؛ لِأَ نَّهُ يَرمَضُ الذُّنوبَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أتَدرونَ لِمَ سُمِّيَ شَعبانُ شَعبانَ؟ لِأَ نَّهُ يَتَشَعَّبُ مِنهُ خَيرٌ كَثيرٌ لِرَمَضانَ ، وإنَّما سُمِّيَ رَمَضانُ رَمَضانَ ؛ لِأَ نَّهُ تُرمَضُ فيهِ الذُّنوبُ _ أي تُحرَقُ _ . (2)
الدرّ المنثور عن عائشة :قيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : يا رَسولَ اللّهِ ، ما رَمَضانُ؟ قالَ : «أرمَضَ اللّهُ فيهِ ذُنوبَ المُؤمِنينَ وغَفَرَها لَهُم» . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ رَمَضانَ وقامَهُ إيمانا (4) وَاحتِسابا (5) غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن
.
ص: 42
ذَنبِهِ ، ومَن قامَ لَيلَةَ القَدرِ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ شَهرٌ فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَيكُم صِيامَهُ ؛ فَمَن صامَهُ إيمانا وَاحتِسابا خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ رَمَضانَ وخَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ ؛ وغَدا إلَى المُصَلّى بِغُسلٍ ، رَجَعَ مَغفورا لَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يَأمُرُ اللّهُ مَلَكا يُنادي في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ فِي الهَواءِ : أبشِروا عِبادي! فَقَد وَهَبتُ لَكُم ذُنوبَكُمُ السّالِفَةَ ، وشَفَّعتُ بَعضَهُم في بَعضٍ في لَيلَةِ القَدرِ ، إلاّ مَن أفطَرَ عَلى مُسكِرٍ أو حِقدٍ عَلى أخيهِ المُسلِمِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ رَمَضانَ شَهرٌ اِفتَرَضَ اللّهُ عز و جل صِيامَهُ ، وإنّي سَنَنتُ لِلمُسلِمينَ قِيامَهُ ؛ فَمَن صامَهُ إيمانا وَاحتِسابا خَرَجَ مِنَ الذُّنوبِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ رَمَضانَ ؛ وعَرَفَ حُدودَهُ ؛ وتَحَفَّظَ مِمّا كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَتَحَفَّظَ
.
ص: 43
فيهِ ، كَفَّرَ ما قَبلَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مَن تَمَسَّكَ في شَهرِ رَمَضانَ بِسِتِّ خِصالٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ : أن يَحفَظَ دينَهُ ، ويَصونَ نَفسَهُ ، ويَصِلَ رَحِمَهُ ، ولا يُؤذِيَ جارَهُ ، ويَرعى إخوانَهُ ، ويَخزُنَ لِسانَهُ . أمَّا الصِّيامُ فَلا يَعلَمُ ثَوابَ عامِلِهِ إلاَّ اللّهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ يُكَفِّرُ ما قَبلَهُ إلى شَهرِ رَمَضانَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ رَمَضانَ إلى رَمَضانَ كَفّارَةٌ لِما بَينَهُما . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ كانَ يَقولُ _: الصَّلَواتُ الخَمسُ ؛ وَالجُمُعَةُ إلَى الجُمُعَةِ ؛ ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ ، مُكَفِّراتٌ ما بَينَهُنَّ إذَا اجتُنِبَ الكَبائِرُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قامَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (6)
فضائل الأوقات عن أنس :لَمّا أقبَلَ شَهرُ رَمَضانَ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «سُبحانَ اللّهِ ! ماذا تَستَقبِلونَ!؟ ماذا يَستَقبِلُكُم!؟» . فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ! وَحيٌ نَزَلَ أو عَدُوٌّ حَضَرَ؟
.
ص: 44
قالَ : «لا ، ولكِن شَهرُ رَمَضانَ يَغفِرُ اللّهُ تَعالى في لَيلَةٍ (1) لِكُلِّ أهلِ هذهِ القِبلَةِ» . قالَ : وفِي القَومِ رَجُلٌ يَهُزُّ رَأسَهُ : بَخٍ بَخٍ! فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «كَأَنَّهُ ضاقَ صَدرُكَ بِما سَمِعتَ!» قالَ : لا وَاللّهِ ، لا يا رَسولَ اللّهِ ، لكِن ذَكَرتُ المُنافِقَ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «المُنافِقُ كافِرٌ ، ولَيسَ لِلكافِرِ في ذا شَيءٌ» . (2)
3 / 2العِتقُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سُمِّيَ شَهرُ رَمَضانَ شَهرَ العِتقِ ؛ لِأَنَّ للّهِِ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ سِتَّمِئَةِ عَتيقٍ ، وفي آخِرِهِ مِثلَ ما أعتَقَ فيما مَضى . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ تَعالى في كُلِّ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ سِتَّمِئَةِ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ (4) ، فَإِذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ أعتَقَ اللّهُ بِعَدَدِ كُلِّ مَن مَضى . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ في كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ سِتَّمِئَةِ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبوها ، وفي كُلِّ ساعَةٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ألفَ عَتيقٍ مِنَ النّارِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبوها ، ولَهُ يَومَ الفِطرِ مِثلُ ما أعتَقَ فِي الشَّهرِ وَالجُمُعَةِ . (6)
.
ص: 45
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ عز و جل عِندَ كُلِّ فَطرَةٍ (1) عُتَقاءَ مِنَ النّارِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ للّهِِ عز و جل في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عُتَقاءَ وطُلَقاءَ مِنَ النّارِ إلاّ مَن أفطَرَ عَلى مُسكِرٍ ، فَإِذا كانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ أعتَقَ فيها مِثلَ ما أعتَقَ في جَميعِهِ . (3)
عنه عليه السلام :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غَفَرَ اللّهُ لِمَن شاءَ مِنَ الخَلقِ ، فَإِذا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي تَليها ضاعَفَهُم ، فَإِذا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي تَليها ضاعَفَ كُلَّ ما أعتَقَ ، حَتّى آخِرِ لَيلَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ تَضاعَفَ مِثلَ ما أعتَقَ في كُلِّ لَيلَةٍ . (4)
وانظر : العنوان الآتي (جوامع بركاته وخصائصه) . ص 101 (تأهيل الناس لضيافة اللّه ) .
3 / 3جَوامِعُ بَرَكاتِهِ وخَصائِصِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في فَضلِ شَهرِ رَمَضانَ _: هُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ الإِجابَةُ وَالعِتقُ مِنَ النّارِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ فُتِّحَت أبوابُ الرَّحمَةِ ، وغُلِّقَت أبوابُ جَهَنَّمَ ،
.
ص: 46
وسُلسِلَتِ الشَّياطينُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن خُطبَتِهِ في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ _: يا مَعشَرَ النّاسِ ، إذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ غُلَّت مَرَدَةُ الشَّياطينِ (2) ، وفُتِّحَت أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الجِنانِ وأبوابُ الرَّحمَةِ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجَنَّةِ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ ، وصُفِّدَتِ (4) الشَّياطينُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله_ يُبَشِّرُ أصحابَهُ _: جاءَكُم رَمَضانُ ، جاءَكُم شَهرٌ مُبارَكٌ اِفتَرَضَ اللّهُ عَلَيكُم صِيامَهُ ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ الجِنانِ ، وتُغَلَّقُ أبوابُ الجَحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ الشَّياطينُ ، فيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خَيرَها فَقَد حُرِمَ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ نادَى الجَليلُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : « ... يا جَبرَئيلُ ، انزِل عَلَى الأَرضِ فَغُلَّ فيها مَرَدَةَ الشَّياطينِ حَتّى لايُفسِدوا
.
ص: 47
عَلى عِبادي صَومَهُم» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ فَلَم يُفتَح مِنها بابٌ ، وفُتِّحَت أبوابُ الجَنَّةِ فَلَم يُغلَق مِنها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ : «يا باغِيَ الخَيرِ أقبِل! ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصِر (2) ! وللّهِِ عُتَقاءُ مِنَ النّارِ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ فُتِّحَت أبوابُ الجِنانِ كُلُّها فَلَم يُغلَق مِنها بابٌ واحِدٌ الشَّهرَ كُلَّهُ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ فَلا يُفتَحُ مِنها بابٌ واحِدٌ الشَّهرَ كُلَّهُ ، وغُلَّت عُتاةُ الجِنِّ ، ونادى مُنادٍ فِي السَّماءِ كُلَّ لَيلَةٍ إلَى انفِجارِ الصُّبحِ : «يا باغِيَ الخَيرِ هَلُمَّ ! ويا باغِيَ الشَّرِّ انتَهِ! هَل مِن مُستَغفِرٍ يُغفَرُ لَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ؟ هَل مِن سائِلٍ فَيُعطى؟ هَل مِن داعٍ فَيُستَجابُ لَهُ؟ وللّهِِ عِندَ وَقتِ كُلِّ لَيلَةِ فِطرٍ مِن رَمَضانَ عُتَقاءُ يُعتِقُهُم مِنَ النّارِ» . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، كَفاكُمُ اللّهُ عَدُوَّكُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ... ألا وقَد وَكَّلَ اللّهُ عز و جلبِكُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ سَبعينَ مِن مَلائِكَتِهِ ، فَلَيسَ بِمَحلولٍ حَتّى يَنقَضِيَ شَهرُكُم
.
ص: 48
هذا ، ألا وأبوابُ السَّماءِ مُفَتَّحَةٌ مِن أوَّلِ لَيلَةٍ مِنهُ ، ألا وَالدُّعاءُ فيهِ مَقبولٌ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَجَبٌ شَهرُ اللّهِ الأَصَبُّ (2) ، يَصُبُّ اللّهُ فيهِ الرَّحمَةَ عَلى عِبادِهِ ، وشَهرُ شَعبانَ تَنشَعِبُ فيهِ الخَيراتُ . وفي أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ تُغَلُّ المَرَدَةُ مِنَ الشَّياطينِ ، ويُغفَرُ في كُلِّ لَيلَةٍ سَبعينَ (3) ألفا ، فَإِذا كانَ في لَيلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللّهُ بِمِثلِ ما غَفَرَ في رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلى ذلِكَ اليَومِ ، إلاّ رَجُلٌ بَينَهُ وبَينَ أخيهِ شَحناءُ (4) ، فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : أنظِروا هؤُلاءِ حَتّى يَصطَلِحوا . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ فَحَفِظَ فَرجَهُ ولِسانَهُ وكَفَّ أذاهُ عَنِ النّاسِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ما تَقَدَّمَ مِنها وما تَأَخَّرَ ، وأعتَقَهُ مِنَ النّارِ ، وأحَلَّهُ دارَ القَرارِ ، وقَبِلَ شَفاعَتَهُ في عَدَدِ رَملِ عالِجٍ (6) مِن مُذنِبي أهلِ التَّوحيدِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، نَظَرَ اللّهُ إلى خَلقِهِ ، وإذا نَظَرَ اللّهُ إلى عَبدٍ لَم يُعَذِّبهُ أبَدا ، وللّهِِ في كُلِّ لَيلَةٍ ويَومٍ ألفُ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ تِسعٍ وعِشرينَ أعتَقَ اللّهُ فيها مِثلَ جَميعِ ما أعتَقَ فِي الشَّهرِ كُلِّهِ،فَإِذا كانَت لَيلَةُ الفِطرِ ارتَجَّتِ المَلائِكَةُ وتَجَلَّى الجَبّارُ بِنورِهِ مَعَ أنَّهُ لا يَصِفُهُ الواصِفونَ ، فَيَقولُ المَلائِكَةُ وهُم في
.
ص: 49
عيدِهِم مِنَ الغَدِ : يا مَعشَرَ المَلائِكَةِ ، يوحى إلَيهِم : «ما جَزاءُ الأَجيرِ إذا وَفّى عَمَلَهُ؟» تَقولُ المَلائِكَةُ : يُوَفّى أجرَهُ ، فَيَقولُ اللّهُ تَعالى : «اُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ فُتِّحَت أبوابُ السَّماءِ فَلا يُغلَقُ مِنها بابٌ حَتّى يَكونَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ ، فَلَيسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ يُصَلّي في لَيلَةٍ مِنها إلاّ كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألف_[ _ا] وخَمسَمِئَةِ حَسَنَةٍ بِكُلِّ سَجدَةٍ ، وبَنى لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ مِن ياقوتَةٍ حَمراءَ لَها سِتّونَ ألفَ بابٍ ، لِكُلِّ بابٍ مِنها قَصرٌ مِن ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِياقوتَةٍ حَمراءَ ، فَإِذا صامَ أوَّلَ يَومٍ مِن رَمَضانَ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ إلى مِثلِ ذلِكَ اليَومِ ، ومَن شَهِدَ رَمَضانَ استَغفَرَ لَهُ كُلَّ يَومٍ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ مِن صَلاةِ الغَداةِ إلى أن تَوارى بِالحِجابِ ، وكانَ لَهُ بِكُلِّ سَجدَةٍ سَجَدَها في شَهرِ رَمَضانَ بِلَيلٍ أو نَهارٍ شَجَرَةٌ يَسيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها خَمسَمِئَةِ عامٍ . (2)
الخصال عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُعطِيَت اُمَّتي في شَهرِ رَمَضانَ خَمسا لَم يُعطَهُنَّ اُمَّةُ نَبِيٍّ قَبلي : أمّا واحِدَةٌ : فَإِذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ نَظَرَ اللّهُ عز و جل إلَيهِم ، ومَن نَظَرَ اللّهُ إلَيهِ لَم يُعَذِّبهُ أبَدا . وأمَّا الثّانِيَةُ : فَإِنَّ خُلوفَ (3) أفواهِهِم _ حينَ يُمسونَ _ عِندَ اللّهِ عز و جل أطيَبُ مِن ريحِ المِسكِ . وأمَّا الثّالِثَةُ : فَإِنَّ المَلائِكَةَ يَستَغفِرونَ لَهُم في لَيلِهِم ونَهارِهِم .
.
ص: 50
وأمَّا الرّابِعَةُ : فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَأمُرُ جَنَّتَهُ أنِ استَغفِري وتَزَيَّني لِعِبادي ، فَيوشِكُ أن يَذهَبَ عَنهُم نَصَبُ الدُّنيا وأذاها ويَصيروا إلى جَنَّتي وكَرامَتي . وأمَّا الخامِسَةُ : فَإِذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ غُفِرَ لَهُم جَميعا . فَقالَ رَجُلٌ : في لَيلَةِ القَدرِ يا رَسولَ اللّهِ؟ فَقالَ : ألَم تَرَ إلَى العُمّالِ إذا فَرَغوا مِن أعمالِهِم وُفّوا؟! (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الجَنَّةَ تُزَخرَفُ لِرَمَضانَ مِن رَأسِ الحَولِ إلى حَولٍ قابِلٍ ، فَإِذا كانَ أوَّلُ يَومٍ مِن رَمَضانَ هَبَّت رَيحٌ تَحتَ العَرشِ مِن فَوقِ الجَنَّةِ عَلَى الحورِ العينِ ، فَيَقُلنَ : يا رَبِّ ، اجعَل لَنا مِن عِبادِكَ أزواجا تَقَرُّ بِهِم أعيُنُنا وتَقَرُّ أعيُنُهُم بِنا . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الجَنَّةَ لَتُنَجَّدُ (3) وتُزَيَّنُ مِنَ الحَولِ إلَى الحَولِ لِدُخولِ شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِنهُ هَبَّت ريحٌ مِن تَحتِ العَرشِ يُقالُ لَهَا المُثيرَةُ تَصفِقُ وَرَقَ أشجارِ الجِنانِ وحَِلَقَ المَصاريعِ ، فَيُسمَعُ لِذلِكَ طَنينٌ لَم يَسمَعِ السّامِعونَ أحسَنَ مِنهُ ، وتَبرُزنَ (4) الحورُ العينُ حَتّى يَقِفنَ بَينَ شُرَفِ (5) الجَنَّةِ ، فَيُنادينَ : هَل مِن خاطِبٍ إلَى اللّهِ عز و جل فَيُزَوِّجَهُ؟ ... .
.
ص: 51
ويَقولُ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ سُؤلَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ؟ مَن يُقرِضُ المَليءَ غَيرَ المُعدِمِ ، وَالوَفِيَّ غَيرَ الظّالِمِ»؟ وإنَّ للّهِِ تَعالى في آخِرِ كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ ألفَ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ ويَومُ الجُمُعَةِ أعتَقَ في كُلِّ ساعَةٍ مِنهُما ألفَ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ ، وكُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ ، فَإِذا كانَ في آخِرِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ أعتَقَ اللّهُ في ذلِكَ اليَومِ بِعَدَدِ ما أعتَقَ مِن أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخِرِهِ . فَإِذا كانَت لَيلَةُ القَدرِ أمَرَ اللّهُ عز و جل جَبرَئيلَ عليه السلام ، فَهَبَطَ في كَتيبَةٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلَى الأَرضِ ... فَيُجاوِزانِ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ ، ويَبُثُّ جَبرَئيلُ عليه السلام المَلائِكَةَ في هذهِ اللَّيلَةِ ، فَيُسَلِّمونَ عَلى كُلِّ قائِمٍ وقاعِدٍ ، ومُصَلٍّ وذاكِرٍ ويُصافِحونَهُم ويُؤَمِّنونَ عَلى دُعائِهِم حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ ، فَإِذا طَلَعَ الفَجرُ نادى جَبرَئيلُ عليه السلام : يا مَعشَرَ المَلائِكَةِ ، الرَّحيلَ الرَّحيلَ ، فَيَقولونَ : يا جَبرَئيلُ ، فَمَاذا صَنَعَ اللّهُ تَعالى في حَوائِجِ المُؤمِنينَ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ فَيَقولُ : إنَّ اللّهَ تَعالى نَظَرَ إلَيهِم في هذهِ اللَّيلَةِ فَعَفا عَنهُم وغَفَرَ لَهُم إلاّ أربَعَةً : ... مُدمِنَ الخَمرِ ، وَالعاقَّ لِوالِدَيهِ ، وَالقاطِعَ الرَّحِمِ ، وَالمُشاحِنَ . فَإِذا كانَت لَيلَةُ الفِطرِ _ وهِيَ تُسَمّى : «لَيلَةَ الجَوائِزِ» _ أعطَى اللّهُ العامِلينَ أجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ، فَإِذا كانَت غَداةُ يَومِ الفِطرِ بَعَثَ اللّهُ المَلائِكَةَ في كُلِّ البِلادِ ، فَيَهبِطونَ إلَى الأَرضِ ويَقِفونَ عَلى أفواهِ السِّكَكِ ، فَيَقولونَ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اُخرُجوا إلى رَبٍّ كَريمٍ ؛ يُعطِي الجَزيلَ ويَغفِرُ العَظيمَ . فَإِذا بَرَزوا إلى مُصَلاّهُم قالَ اللّهُ عز و جل لِلمَلائِكَةِ : «مَلائِكَتي ، ما جَزاءُ الأَجيرِ إذا عَمِلَ عَمَلَهُ؟» فَتَقولُ المَلائِكَةُ : إلهَنا وسَيِّدَنا ، جَزاؤُهُ أن تُوَفِّيَ أجرَهُ . فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : «فَإِنّي اُشهِدُكُم مَلائِكَتي ، أنّي قَد جَعَلتُ ثَوابَهُم عَن صِيامِهِم شَهرَ
.
ص: 52
رَمَضانَ وقِيامِهِم فيهِ رِضايَ ومَغفِرَتي» . ويَقولُ : «يا عِبادي ، سَلوني ، فَوَعِزَّتي وجَلالي لا تَسأَلونِّي اليَومَ في جَمعِكُم لاِخِرَتِكُم ودُنياكُم إلاّ أعطَيتُكُم ، وعِزَّتي لَأَستُرَنَّ عَلَيكُم عَوراتِكُم ما راقَبتُموني ، وعِزَّتي لَأَجَرتُكُم (1) ولا أفضَحُكُم بَينَ يَدَي أصحابِ الخُلودِ ، اِنصَرِفوا مَغفورا لَكُم ، قَد أرضَيتُموني ورَضيتُ عَنكُم» . فَتَفرَحُ المَلائِكَةُ وتَستَبشِرُ ويُهَنِّئُ بَعضُها بَعضا بِما يُعطِي اللّهُ هذهِ الاُمَّةَ إذا أفطَروا. (2)
الكافي عن جابر :كانَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يُبَكِّرُ إلَى المَسجِدِ يَومَ الجُمُعَةِ حينَ تَكونُ الشَّمسُ قَدرَ رُمحٍ ، فَإِذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ يَكونُ قَبلَ ذلِكَ . وكانَ يَقولُ : «إنَّ لِجُمَعِ شَهرِ رَمَضانَ عَلى جُمَعِ سائِرِ الشُّهورِ فَضلاً كَفَضلِ شَهرِ رَمَضانَ عَلى سائِرِ الشُّهورِ» . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أبوابَ السَّماءِ تُفَتَّحُ في رَمَضانَ ، وتُصَفَّدُ الشَّياطينُ ، وتُقبَلُ أعمالُ المُؤمِنينَ؛ نِعمَ الشَّهرُ رَمَضانُ؛ كانَ يُسَمّى عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : المَرزوقَ. (4)
وانظر : ص 81 (بركات ضيافة اللّه ) .
.
ص: 53
كَلامٌ في تَصفيدِ الشَّياطينِ في شَهرِ رَمَضانَمرّت الإشارة في عدد كبير من أحاديث هذا الباب إلى أنَّ الشياطين تغلّ في شهر رمضان ، وعندئذٍ يثار عدد من الأسئلة في هذا السياق ، هي : ما الشيطان ؟ في نطاق ما يتّسم به نظام الخليقة والوجود من حكمة ، لماذا سُمح للشيطان بإغواء الإنسان ؟ ما الثغور الّتي تمتدّ إليها سلطة الشيطان على الإنسان ؟ لماذا صار اللّه سبحانه إلى تصفيد الشياطين ومنعها من ممارسة تأثيرها الضالّ في شهر رمضان ، في حين تركها حرّة فيما عداه من الشهور ؟ وأخيرا : إذا كانت الروايات الدالّة على هذا المعنى صحيحة ، فلماذا يجنح عدد من الصائمين إلى ارتكاب الذنوب واجتراح الخطايا في هذا الشهر ؟ في الحقيقة يتطلّب الجواب على هذه الأسئلة بنحوٍ مُسهب وافٍ فرصةً سانحةً (1) ، بَيدَ أنَّ ما يمكن قوله إجمالاً : إنَّ الرؤية الإسلامية تفيد بأنَّ الشياطين عبارة عن موجودات غير مرئيّة من جنس الجنّ ، تتحلّى بالإدراك والمعرفة وتحظى
.
ص: 54
بالحرّية والقدرة على الاختيار ، لكنها تسيء استخدام حرّيتها لإغواء الإنسان وخداعه عن طريق تزويق الممارسات القبيحة وإضفاء صورة جميلة عليها ، ومن خلال تهييجه وإثارة نوازعه غير المشروعة . أمّا الحكمة من وراء هذا الدور الإغوائي الّذي تلعبه الشياطين في نظام الخليقة ، فتكمن في تفتّق المواهب الإنسانية الكامنة وتربية الإنسان الكامل وإعداده في ظلّ المقاومة الّتي يبديها إزاء هذه المزالق والإغراءات ، أمّا ثغور سلطة الشياطين على الإنسان فهي لا تتعدّى نطاق الإثارة والوسوسة ، ومن ثَمَّ فهي تدعوه إلى القبائح ، بَيدَ أنّ قدرتها لا تمتد لإجباره على اقترافها . (1) على ضوء هذه الإيضاحات ، فإنَّ ما ينبغي دراسته على هذا الصعيد ، مسألتان: الاُولى : تصفيد الشياطين وغلّها في شهر رمضان . الثانية : البحث عن العوامل الكامنة وراء اجتراح الخطايا وظهور الذنوب في هذا الشهر ، على الرغم من تصفيد الشياطين وغياب دورها الإغوائي .
1 . علّة تصفيد الشياطين في شهر رمضانتفيد عملية دراسة النصوص الإسلامية وتحليلها ، وجود علّتين لغلّ الشياطين ومنعها في شهر رمضان ، على النحو الّذي تأتي فيه العلّة الثانية في طول العلّة الاُولى . وهاتان العلّتان هما :
العلّة الاُولى : الممانعة الطبيعية للصياميُزيل الصوم على نحو طبيعي الأرضية الّتي تتحرّك عليها سلطة الشيطان للتأثير على الإنسان وإغوائه ، وبتعبير أدقّ ليست السلسلة الّتي تقيّد الشيطان وتغلّه في شهر رمضان سوى الصوم نفسه ، ومن هنا ما جاء عن النَّبي في قوله صلى الله عليه و آله :
.
ص: 55
« إنَّ الشَّيطانَ لَيَجري مِنِ ابنِ آدَمَ مَجرَى الدَّمِ فَضَيِّقوا مَجارِيَهُ بِالجُوعِ ». 1 فهذا الحديث يدلّ بوضوح على أنَّ الصوم يمنع سلطة الشيطان عن الإنسان على نحو طبيعي . إنَّ السلسلة الّتي ينطوي عليها الصوم لا تقتصر على تصفيد الشيطان وحدَه ، بل تتخطّى ذلك إلى احتواء نوازع النفس الأمّارة وإلى أسرها ، ممّا يؤدّي إلى ردع سلطتها على الإنسان ، وكما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : « نِعمَ العَونُ عَلى أسرِ النَّفسِ وكَسرِ عادَتِهَا التَّجَوُّعُ » . (1) على هذا الأساس ، فإنَّ جميع الروايات الّتي جاءت تمتدح الجوع وتثني على دوره في بناء النفس وتربيتها ، إنّما تهدف بالحقيقة إلى إيجاد المانع الطبيعي الّذي يصدّ سلطة الشيطان على الإنسان ويحصنه من نوازع النفس الأمّارة وإغواءاتها ، كما تهدف أيضا تحرير قواه العقلية وإطلاق قابليّاته الإنسانية ، على ما يبدو ذلك واضحا من النموذجين الروائيين التاليين اللذين اخترناهما من بين هذا النمط من الروايات (2) : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « جاهِدوا أنفُسَكُم بِالجُوعِ وَالعَطَشِ ، فَإِنَّ الأجرَ في ذلِكَ كَأَجرِ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ » . (3) وعنه صلى الله عليه و آله أيضا :
.
ص: 56
« أحيوا قُلُوبَكُم بِقِلَّةِ الضِّحكِ وقِلَّةِ الشَّبَعِ ، وطَهِّروها بِالجُوعِ تَصفو (1) وتَرِقُّ » . (2)
العلّة الثانية : اللطف الإلهي الخاصبالإضافة إلى الرصيد الّذي يوفّره صوم شهر رمضان للصائمين طبيعيا ، متمثّلاً باحتواء سلطة الشيطان وردع إغواءاته عنهم ، فإنَّ هذه الممارسة العبادية تتحوّل بنفسها إلى أرضية لانهمار ألطاف اللّه عليهم وشمولهم بها ، وحينئذٍ فإنَّ ما جاء في الأحاديث من تصفيد الشياطين ، وغلّها في هذا الشهر إنّما هو إشارة لهذا المعنى . بعبارة اُخرى ، إنَّ اللطف الإلهي ليس جزافا حتّى يصحّ السؤال : لماذا لم يمنع سبحانه سلطة الشياطين ويحول بينها وبين الإنسان في بقيّة الشهور ؟ كلاّ ، إنّما ينشأ مبدأ التوفيق الرباني واللطف الإلهي من واقع اختيار الإنسان نفسه ، ودخوله في رحاب الضيافة الرمضانية .
2 . علّة عدم الانتفاع من غلّ الشياطينفي إطار التحليل الّذي مرَّ ، فيما يفيده من أنَّ الشياطين تفقد سلطتها على الإنسان في هذا الشهر على الأقل بالنسبة إلى الصائمين ، ينبثق السؤال الرئيسي الثاني في هذا المضمار ، متمثّلاً بما نراه من غفلة الصائمين وابتلائهم بالخطايا والذنوب في هذا الشهر أحيانا ، كما يدلّ عليه تشريع الكفّارات الّذي جاء لعلاج هذه الحالات ، يصوّر السيّد ابن طاووس رحمه الله هذه المفارقة ، بقوله : «سألني بعض أهل الدين ، فقال : إنّني ما يظهر لي زيادة انتفاع بمنع الشياطين ، لأنَّني أرى الحال الّتي كنت عليها من الغفلة قبل شهر رمضان ، كأنّها على حالها ما نقصت بمنع أعوان الشيطان ...» . (3)
.
ص: 57
يمكن تقديم جوابين لهذا السؤال ، هما :
الجواب الأول : ليس الشيطان السبب الوحيد للذنوبيتركز الجواب الأوّل حول معنى يفيد بأنَّ ما يصدر عن الانسان من خطايا وذنوب لا يرتبط بالشيطان وحدَه ولا ينشأ عن إغوائه وحسب ، بل له منشآن رئيسيان آخران ، هما : النفس الأمّارة ، والرين المتراكم من تبعات الذنوب السابقة الّذي يؤدّي إلى تلوّث القلب واسودادهِ ، والواقع أنَّ اللطف الإلهي الّذي يكتنف الإنسان في شهر رمضان يلغي تأثير العامل الأوّل المتمثّل بالشيطان ، على حين يبقى العاملان المتبقّيان يمارسان دورهما ، وهما سببان كافيان لتهيئة الأرضية لانحراف الإنسان وتفسير ما يصدر عنه من ذنوب وبقائه على الغفلة . ولو افترضنا أنَّ الصوم قادر على استيعاب نوازع النفس الأمّارة والقضاء على دورها في دفعه صوب الخطايا والذنوب ، فإنَّ الرين المتراكم من الذنوب السابقة يكفي ليؤلّف خطرا يهدّد الصائم ويضعه بمعرض الغفلة وارتكاب الذنب .
الجواب الثاني : نسبية تصفيد الشياطينما اتّضح من التحليل السابق أنَّ السلسلة الّتي تقيّد الشيطان يتألّف قوامها من صوم شهر رمضان نفسه وليس من شيء آخر ، على هذا فكلّما اتّسم الصوم بالإتقان والتكامل ، زاد ذلك من إحكام السلسلة الّتي تغلّ الشيطان وتردع النفس الأمّارة ، ومن ثَمَّ أدّى ذلك إلى تضاؤل الغفلة والانحرافات الناجمة عنها . على هذا الضوء يمكن القول بأنَّ من تصدر عنهم الذنوب في شهر رمضان ، فإنَّ صومهم لم يكن صوما سالما .
.
ص: 58
. .
ص: 59
الفصل الرابع : التَّأكيدُ عَلَى استِثمارِ بَرَكاتِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللّهِ في هذا الشَّهرِ العَظيمِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّقِيَّ حَقَّ الشَّقِيِّ مَن خَرَجَ عَنهُ هذا الشَّهرُ ولَم يُغفَر ذُنوبُهُ ، فَحينَئِذٍ يَخسَرُ حينَ يَفوزُ المُحسِنونَ بِجَوائِزِ الرَّبِّ الكَريمِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ انسَلَخَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ولَم يُغفَر لَهُ فَلا غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :رَغِمَ (4) أنفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيهِ رَمَضانَ ثُمَّ انسَلَخَ قَبلَ أن يُغفَرَ لَهُ . (5)
.
ص: 60
عنه صلى الله عليه و آله_ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ _: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حَضَرَكُم ، وفيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَها فَقَد حُرِمَ الخَيرَ كُلَّهُ ، ولا يُحرَمُ خَيرَها إلاّ مَحرومٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ جَبرَئيلَ أتاني فَقالَ : مَن أدرَكَ شَهرَ رَمَضانَ ولَم يُغفَر لَهُ فَدَخَلَ النّارَ فَأَبعَدَهُ اللّهُ ، قُل : آمينَ ، فَقُلتُ : آمينَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أدرَكَ شَهرَ رَمَضانَ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ ، ومَن أدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ . (3)
اُسد الغابة عن أنس :اِرتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلَى المِنبَرِ دَرَجَةً فَقالَ : «آمينَ» ، فَقيلَ لَهُ : عَلامَ أمَّنتَ يا رَسولَ اللّهِ؟ فَقالَ : «أتاني جِبريلُ فَقالَ : رَغِمَ أنفُ مَن أدرَكَ رَمَضانَ فَلَم يُغفَر لَهُ ؛ قُل : آمينَ» . (4)
السنن الكبرى عن أبي هريرة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ارتَقَى المِنبَرَ فَقالَ : «آمينَ آمينَ آمينَ» . فَقيلَ لَهُ يا رَسولَ اللّهِ ، ما كُنتَ تَصنَعُ هذا! فَقالَ : «قالَ لي جِبريلُ عليه السلام : رَغِمَ أنفُ عَبدٍ دَخَلَ عَلَيهِ رَمَضانُ فَلَم يُغفَر لَهُ ، فَقُلتُ : آمينَ . ثُمَّ قالَ : رَغِمَ أنفُ عَبدٍ ذُكِرتَ عِندَهُ فَلَم يُصَلِّ عَلَيكَ ، فَقُلتُ : آمينَ .
.
ص: 61
ثُمَّ قالَ : رَغِمَ أنفُ عَبدٍ أدرَكَ والِدَيهِ أو أحَدَهُما فَلَم يَدخُلِ الجَنَّةَ ، فَقُلتُ : آمينَ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ فَفي أيِّ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ؟! (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قَد جاءَكُم شَهرُ رَمَضانَ ؛ شَهرٌ مُبارَكٌ ... فيهِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَها فَقَد حُرِمَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ لَم يُغفَر لَهُ إلى قابِلٍ (4) ، إلاّ أن يَشهَدَ عَرَفَةَ . (5)
تعليقأحاديث هذا الفصل هي تحذير وإنذار في ظاهرها ، وهي بشارة في باطنها ، خاصّةً أحاديث النَّبي صلى الله عليه و آله الّتي يدعو فيها على من لم تشمله المغفرة الإلهية في هذا الشهر الكريم وينعته بالشقاء . ولذا جاء عن العالم الرباني ملكي تبريزي ( ت 1343ق ) _ رضوان اللّه عليه _ قوله : « ومن أبلغ ما ورد في البشارة لشهر رمضان دعاء النَّبي صلى الله عليه و آله على من لم يُغفر له فيه ، حيث إنّه صلى الله عليه و آله قال : « مَنِ انسَلَخَ عَنهُ
.
ص: 62
شَهرُ رَمَضانَ وَلَم يُغفَر لَهُ فَلا غَفَرَ اللّهُ لَهُ » فإنّ هذا الدعاء بلحاظ أنّه صلى الله عليه و آله بُعث رحمة للعالمين ، بشارة عظيمة لسعة الرحمة وعموم الغفران في الشهر ، وإلاّ لم يكن مع كونه رحمة للعالمين يدعو لمسلم ولو كان مذنبا » . (1)
.
ص: 63
القسم الثانى : التَّهَيُّؤُ لِضِيافَةِ اللّهوفيه فصول:الفصل الأوّل : معرفة ضيافة اللّهالفصل الثاني : تأهيل النّاس لضيافة اللّهالفصل الثالث : أسباب التّهيّؤ لضيافة اللّهالفصل الرابع : أدعية التّهيّؤ لضيافة اللّه
.
ص: 64
. .
ص: 65
الفصل الأوّل : مَعرِفَةُ ضِيافَةِ اللّه1 / 1وُجوبُ الصِّيامِالكتاب« يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » . (1)
الحديثالإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ افتَرَضَ خَمسا ولَم يَفتَرِض إلاّ حَسَنا جَميلاً : الصَّلاةَ ، وَالزَّكاةَ ، وَالحَجَّ ، وَالصِّيامَ ، ووِلايَتَنا أهلَ البَيتِ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمسٍ : إقامِ الصَّلاةِ ، وإيتاءِ الزَّكاةِ ، وحَجِّ البَيتِ ، وصَومِ شَهرِ رَمَضانَ ، وَالوِلايَةِ لَنا أهلَ البَيتِ . (3)
عنه عليه السلام :بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمسٍ : عَلَى الصَّلاةِ ، وَالزَّكاةِ ، وَالصَّومِ ، وَالحَجِّ ،
.
ص: 66
وَالوِلايَةِ . ولَم يُنادَ بِشَيءٍ كَما نودِيَ بِالوِلايَةِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمسِ دَعائِمَ : عَلَى الصَّلاةِ ، وَالزَّكاةِ ، وَالصَّومِ ، وَالحَجِّ ، ووِلايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم . (2)
عنه عليه السلام :ما كَلَّفَ اللّهُ العِبادَ إلاّ ما يُطيقونَ ، إنَّما كَلَّفَهُم فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ خَمسَ صَلَواتٍ ، وكَلَّفَهُم مِن كُلِّ مِئَتَي دِرهَمٍ خَمسَةَ دَراهِمَ ، وكَلَّفَهُم صِيامَ شَهرِ رَمَضانَ فِي السَّنَةِ . (3)
عنه عليه السلام :يُسأَلُ المَيِّتُ في قَبرِهِ عَن خَمسٍ : عَن صَلاتِهِ ، وزَكاتِهِ ، وحَجِّهِ ، وصِيامِهِ ، ووِلايَتِهِ إيّانا أهلَ البَيتِ . (4)
عنه عليه السلام :أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ إذا وَقَفَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ عز و جل : الصَّلَواتُ المَفروضاتُ ، وعَنِ الزَّكاةِ ، وعَنِ الصِّيامِ المَفروضِ . (5)
عنه عليه السلام :إذا جِئتَ بِالخَمسِ الصَّلَواتِ لَم تُسأَل عَن صَلاةٍ ، وإذا جِئتَ بِصَومِ شَهرِ رَمَضانَ لَم تُسأَل عَن صَومٍ . (6)
.
ص: 67
فَإِن قيلَ : فَلِمَ اُمِروا بِصَومِ شَهرِ رَمَضانَ ؛ لا أقَلَّ مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ؟ قيلَ : لِأَ نَّهُ قُوَّةُ العِبادِ الَّذي يَعُمُّ فيهِ القَوِيُّ وَالضَّعيفُ . وإنَّما أوجَبَ اللّهُ الفَرائِضَ عَلى أغلَبِ الأَشياءِ وأعَمِّ القُوى ، ثُمَّ رَخَّصَ لِأَهلِ الضَّعفِ . وإنَّما أوجَبَ اللّهُ ورَغَّبَ أهلَ القُوَّةِ فِي الفَضلِ ، ولَو كانوا يَصلُحونَ عَلى أقَلَّ مِن ذلِكَ لَنَقَصَهُم ، ولَوِ احتاجوا إلى أكثَرَ مِن ذلِكَ لَزادَهُم . (1)
عنه عليه السلام_ أيضا _: فَإِن قالَ : فَلِمَ جُعِلَ الصَّومُ في شَهرِ رَمَضانَ خاصَّةً دونَ سائِرِ الشُّهورِ؟ قيلَ : لِأَنَّ شَهرَ رَمَضانَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي أنزَلَ اللّهُ تَعالى فيهِ القُرآنَ ، وفيهِ فَرَّقَ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، كَما قالَ اللّهَ عز و جل : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ » ، وفيهِ نُبِّئَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، وفيهِ لَيلَةُ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، وهُوَ رَأسُ السَّنَةِ يُقَدَّرُ فيها ما يَكونُ فِي السَّنَةِ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو مَضَرَّةٍ أو مَنفَعَةٍ ، أو رِزقٍ أو أجَلٍ ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَت : «لَيلَةَ القَدرِ» . (2)
1 / 2حِكمَةُ الصِّيامِالإمام عليّ عليه السلام :حَرَسَ اللّهُ عِبادَهُ المُؤمِنينَ بِالصَّلَواتِ وَالزَّكَواتِ ومُجاهَدَةِ الصِّيامِ فِي الأَيّامِ المَفروضاتِ ؛ تَسكينا لِأَطرافِهِم ، وتَخشيعا لِأَبصارِهِم ، وتَذليلاً
.
ص: 68
لِنُفوسِهِم ، وتَخفيضا لِقُلوبِهِم ، وإذهابا لِلخُيَلاءِ عَنهُم ، ولِما في ذلِكَ مِن تَعفيرِ عِتاقِ الوُجوهِ (1) بِالتُّرابِ تَواضُعا ، وَالتِصاقِ كَرائِمِ الجَوارِحِ بِالأَرضِ تَصاغُرا ، ولُحوقِ البُطونِ بِالمُتونِ مِنَ الصِّيامِ تَذَلُّلاً . (2)
عنه عليه السلام :فَرَضَ اللّهُ الصِّيامَ ابتِلاءً لاِءِخلاصِ الخَلقِ . (3)
فاطمة عليهاالسلام :فَرضَ [اللّهُ] (4) ... الصِّيامَ تَثبيتا لِلإِخلاصِ . (5)
الإمام الحسين عليه السلام_ في بَيانِ عِلَّةِ الصِّيامِ _: لِيَجِدَ الغَنِيُّ مَسَّ الجوعِ فَيَعودَ بِالفَضلِ عَلَى المَساكينِ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ أيضا _: إنَّما فَرَضَ اللّهُ عز و جل الصِّيامَ لِيَستَوِيَ بِهِ الغَنِيُّ وَالفَقيرُ ؛ وذلِكَ أنَّ الغَنِيَّ لَم يَكُن لِيَجِدَ مَسَّ الجوعِ فَيَرحَمَ الفَقيرَ ؛ لِأَنَّ الغَنِيَّ كُلَّما أرادَ شَيئا قَدَرَ عَلَيهِ ، فَأَرادَ اللّهُ عز و جل أن يُسَوِّيَ بَينَ خَلقِهِ ، وأن يُذيقَ الغَنِيَّ مَسَّ الجوعِ وَالأَلَمِ ؛ لِيَرِقَّ عَلَى الضَّعيفِ فَيَرحَمَ الجائِعَ . (7)
الإمام الرضا عليه السلام_ مِمّا كَتَبَهُ إلى مُحَمَّدِ بنِ سِنانٍ في جَوابِ مَسائِلِهِ _:عِلَّةُ الصَّومِ لِعِرفانِ مَسِّ الجوعِ وَالعَطَشِ ؛ لِيَكونَ ذَليلاً مُستَكينا مَأجورا مُحتَسِبا صابِرا ،
.
ص: 69
ويَكونَ ذلِكَ دَليلاً لَهُ عَلى شَدائِدِ الآخِرَةِ مَعَ ما فيهِ مِنَ الاِنكِسارِ لَهُ عَنِ الشَّهَواتِ ، واعِظا لَهُ فِي العاجِلِ ، دَليلاً عَلَى الآجِلِ ؛ لِيَعلَمَ شِدَّةَ مَبلَغِ ذلِكَ مِن أهلِ الفَقرِ وَالمَسكَنَةِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)
عنه عليه السلام_ فيما جَمَعَهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن كَلامِهِ في عِلَلِ الفَرائِضِ _:فَإِن قيلَ : فَلِمَ اُمِروا بِالصَّومِ؟ قيلَ : لِكَي يَعرِفوا ألَمَ الجوعِ وَالعَطَشِ ، ويَستَدِلّوا عَلى فَقرِ الآخِرَةِ ، ولِيَكونَ الصّائِمُ خاشِعا ذَليلاً مُستَكينا ، مَأجورا مُحتَسِبا عارِفا ، صابِرا عَلى ما أصابَهُ مِنَ الجوعِ وَالعَطَشِ ؛ فَيَستَوجِبَ الثَّوابَ مَعَ ما فيهِ مِنَ الإِمساكِ عَنِ الشَّهَواتِ ، ولِيَكونَ ذلِكَ واعِظا لَهُم فِي العاجِلِ ، ورائِضا لَهُم عَلى أداءِ ما كَلَّفَهُم ، ودَليلاً لَهُم فِي الأَجرِ ، ولِيَعرِفوا شِدَّةَ مَبلَغِ ذلِكَ عَلى أهلِ الفَقرِ وَالمَسكَنَةِ فِي الدُّنيا فَيُؤَدّوا إلَيهِم ما فَرَضَ اللّهُ لَهُم في أموالهِمِ . (2)
عنه عليه السلام_ في عِلَّةِ الصَّومِ _: اِمتَحَنَهُم بِضَربٍ مِنَ الطّاعَةِ كَيما يَنالوا بِها عِندَهُ الدَّرَجاتِ ؛ لِيُعَرِّفَهُم فَضلَ ما أنعَمَ عَلَيهِم مِن لَذَّةِ الماءِ وطيبِ الخُبزِ ، وإذا عَطِشوا يَومَ صَومِهِم ذَكَروا يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ فِي الآخِرَةِ ، وزادَهُم ذلِكَ رَغبَةً (3) فِي الطّاعَةِ . (4)
الكافي عن حمزة بن محمّد :كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ [ العَسكَرِيِّ عليه السلام ] : لِمَ فَرَضَ اللّهُ
.
ص: 70
الصَّومَ؟ فَوَرَدَ الجَوابُ : «لِيَجِدَ الغَنِيُّ مَضَضَ (1) الجَوعِ فَيَحِنَّ عَلى الفَقيرِ» . (2)
1 / 3فَضلُ الصِّيامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :جَعَلَ اللّهُ ... قُرَّةَ عَيني فِي الصَّلاةِ وَالصَّومِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ حَبيبي جَبرَئيلُ : إنَّ مَثَلَ هذا الدّينِ كَمَثَل شَجَرَةٍ ثابِتَةٍ ؛ الإِيمانُ أصلُها ، وَالصَّلاةُ عُروقُها ، وَالزَّكاةُ ماؤُها ، وَالصَّومُ سَعَفُها (4) . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ مِن رَوحِ (6) اللّهِ : التَّهَجُّدُ فِي اللَّيلِ بِالصَّلاةِ ، و لِقاءُ الإِخوانِ ، وَالصَّومُ . (7)
لقمان عليه السلام_ في مَوعِظَتِهِ لاِبنِهِ _: يا بُنَيَّ ، السَّفينَةُ إيمانٌ ، وشِراعُهَا التَّوَكُّلُ ، وسُكّانُهَا الصَّبرُ ، ومَجاذيفُهَا الصَّومُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكاةُ . (8)
.
ص: 71
1 / 4الصَّومُ لِلّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : «الصَّومُ لي ، وأنَا أجزي بِهِ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضاعَفُ ؛ الحَسَنَةُ عَشرُ أمثالِها إلى سَبعِمِئَةِ ضِعفٍ ، قالَ اللّهُ عز و جل : «إلاَّ الصَّومَ فَإِنَّهُ لي ، وأنَا أجزي بِهِ ، يَدَعُ شَهوَتَهُ وطَعامَهُ مِن أجلي» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ ؛ فَالحَسَنَةُ بِعَشرِ أمثالِها إلى سَبعِمِئَةِ ضِعفٍ ، إلاَّ الصِّيامَ هُوَ لي وأنَا أجزي بِهِ ، إنَّهُ يَترُكُ الطَّعامَ وشَهوَتَهُ مِن أجلي ، ويَترُكُ الشَّرابَ وشَهوَتَهُ مِن أجلي ؛ فَهُوَ لي وأنَا أجزي بِهِ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ هُوَ لَهُ غَيرَ الصِّيامِ ؛ هُوَ لي ، وأنَا أجزي بِهِ» . وَالصِّيامُ جُنَّةُ العَبدِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامَةِ كَما يَقي أحَدَكُم سِلاحُهُ فِي الدُّنيا . ولَخُلوفُ فَمِ الصّائِمِ أطيَبُ عِندَ اللّهِ عز و جل مِن ريحِ
.
ص: 72
المِسكِ . وَالصّائِمُ يَفرَحُ بِفَرحَتَينِ : حينَ يُفطِرُ فَيَطعَمُ ويَشرَبُ ، وحينَ يَلقاني فَاُدخِلُهُ الجَنَّةَ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ مَحضٌ (2) . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: الصَّومُ عِبادَةٌ بَينَ العَبدِ وخالِقِهِ ، لا يَطَّلِعُ عَلَيها غَيرُهُ ، وكَذلِكَ لا يُجازي عَنها غَيرُهُ . (4)
وانظر : ص 68 ، ح 96 و 97 .
.
ص: 73
كَلامٌ في شَرحِ حَديثِ «الصَّومُ لي»قالَ أبو حامدٍ الغزّالي في شرح الحديث : إنّما كانَ الصومُ للّهِ ومشرّفا بالنسبةِ إليهِ _ وإن كانت العبادات كلّها له كما شرّف البيت بالنسبةِ إليهِ والأرض كلّها له _ لمعنيين : أحدهما : أنّ الصوم كفّ وترك ، وهو في نفسه سرّ ليس فيه عمل يشاهد ، فجميع الطاعاتِ بمشهد من الخلق ومرأى ، والصوم لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى ؛ فإنّه عمل في الباطن بالصبر المجرّد . والثاني : أنّه قهرٌ لعدوّ اللّه ؛ فإنّ وسيلة الشيطان _ لعنه اللّه _ الشهوات ، وإنّما يقوى الشهوات بالأكل والشرب ؛ ولذلك قال صلى الله عليه و آله : «إنَّ الشَّيطانَ لَيَجري مِنِ ابنِ آدَمَ مَجرَى الدَّمِ ؛ فَضَيِّقوا مَجارِيَهُ بِالجوعِ» ... فلمّا كان الصوم على الخصوص قمعا للشيطان وسدّا لمسالكه وتضييقا لمجاريه ، استحقّ التخصيص بالنسبة إلى اللّه ؛ ففي قمع عدوّ اللّه نصرة للّه ، ونصرة اللّه للعبد موقوفة على النصرة له ؛ قال اللّه : «إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» (1) ؛ فالبداية بالجهدِ مِنَ العَبدِ ، والجزاء بالهداية مِنَ اللّهِ ؛ ولذلكَ قالَ : «وَ الَّذِينَ جَ_هَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» (2) ، وقالَ : «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ
.
ص: 74
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ» (1) ؛ وإنّما التغيير بكسر الشهواتِ ، فهي مرتعُ الشياطين ومرعاهم ، فما دامت مخصبة لم ينقطع تردّدهم ، وما داموا يتردّدون فلا ينكشف للعبدِ جلال اللّه ، وكان محجوبا عن لقائه ؛ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لَولا أنَّ الشَّياطينَ يَحومونَ عَلى قُلوبِ بَني آدَمَ لَنَظَروا إلى مَلَكوتِ السَّماءِ» . فمن هذا الوجه صار الصوم بابَ العبادة وصارَ جُنّةً . (2) وفي النهاية لابن الأثير : قد أكثر الناس في تأويل هذا الحديث وأنّه لِمَ خَصّ الصومَ والجزاءَ عليه بنفسه عز و جل ، وإن كانت العبادات كُلّها له وجَزاؤها منه ؟ وذكروا فيه وجوها مدارُها كُلّها على أنّ الصوم سِرٌّ بين اللّه والعبد لا يَطَّلِع عليه سِواه ، فلا يكون العبدُ صائما حَقيقةً إلاّ وهو مُخلص في الطاعة . وهذا وإن كان كما قالوا ؛ فإنَّ غير الصَّوم من العبادات يشاركه في سرّ الطاعة ، كالصلاة على غير طهارة أو في ثوبٍ نجس ، ونحو ذلك من الأسرار المقترنة بالعبادات الّتي لا يعرفها إلاّ اللّه وصاحبها . وأحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث : أنّ جميع العبادات الّتي يتقرّب بها العباد إلى اللّه عز و جل _ من صلاة ، وحجّ ، وصدقة ، واعتكاف ، وتبتُّل ، ودعاء ، وقُربان ، وهَدي ، وغير ذلك من أنواع العبادات _ قد عَبَدَ المشركون بها آلِهتَهم ، وما كانوا يتَّخذونه من دون اللّه أندادا ، ولم يُسمَع أنّ طائفة من طوائف المشركين وأرباب النِّحَلِ في الأزمان المُتَقادِمة عَبدت آلهتها بالصوم ، ولا تقرَّبت إليها به ، ولا عُرف الصوم في العبادات إلاّ من جهة الشرائع ، فلذلك قال اللّه عز و جل : «الصَّومُ لي وأنَا أجزي بِهِ» ؛ أي : لم يُشاركني أحدٌ فيه ، ولا عُبد به غيري ، فأنا حينئذٍ أجزي به وأتولَّى الجزاء عليه بنفسي ، لا أكِلُه إلى أحد من ملك مقرّب أو غيره على قدر اختصاصه بي . (3)
.
ص: 75
1 / 5قيمَةُ الصّائِمِالكتاب«التَّئِبُونَ الْعَ_بِدُونَ الْحَ_مِدُونَ السَّئِحُونَ الرَّ كِعُونَ السَّ_جِدُونَ الْأَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَ_فِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » . (1)
« إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَ_تِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ الْقَ_نِتِينَ وَ الْقَ_نِتَ_تِ وَ الصَّ_دِقِينَ وَ الصَّ_دِقَ_تِ وَ الصَّ_بِرِينَ وَالصَّ_بِرَ تِ وَ الْخَ_شِعِينَ وَ الْخَ_شِعَ_تِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَ_تِ وَ الصَّئِمِينَ وَالصَّئِمَ_تِ وَ الْحَ_فِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَ_فِظَ_تِ وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا » . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : « التَّئِبُونَ الْعَ_بِدُونَ الْحَ_مِدُونَ السَّئِحُونَ » _ :السّائِحونَ وهُمُ الصّائِمونَ (3) . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ مائِدَةً عَلَيها ما لا عَينٌ رَأَت ، ولا اُذُنٌ سَمِعَت ، ولا خَطَرَ عَلى قَلبِ بَشَرٍ ، لا يَقعُدُ عَلَيهَا إلاَّ الصّائِمونَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :نَومُ الصّائِمِ عِبادَةٌ ، ونَفَسُهُ تَسبيحٌ . (6)
.
ص: 76
عنه صلى الله عليه و آله :نَومُ الصّائِمِ عِبادَةٌ ، وصَمتُهُ تَسبيحٌ ، وعَمَلُهُ مُضاعَفٌ ، ودُعاؤُهُ مُستَجابٌ ، وذَنبُهُ مَغفورٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الصّائِمَ لا يَجري عَلَيهِ القَلَمُ حَتّى يُفطِرَ ، ما لَم يَأتِ بِشَيءٍ يَنقُضُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ عز و جل : « ... لِلصّائِمِ فَرحَتانِ : فَرحَةٌ حينَ يُفطِرُ ، وفَرحَةٌ حينَ يَلقى رَبَّهُ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لِلصّائِمِ فَرحَتانِ : فَرحَةٌ عِندَ فِطرِهِ ، وفَرحَةٌ يَومَ القِيامَةِ ، يُنادِي المُنادي : «أينَ الظّامِئَةُ أكبادُهُم؟ وعِزَّتي ، لَأَروِيَنَّهُمُ اليَومَ» . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَخُلوفُ فَمِ الصّائِمِ أطيَبُ عِندَ اللّهِ تَعالى مِن ريحِ المِسكِ . (5)
.
ص: 77
عنه صلى الله عليه و آله :آمُرُكُم بِالصِّيامِ ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ في عِصابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فيها مِسكٌ ، فَكُلُّهُم يَعجَبُ أو يُعجِبُهُ ريحُها ، وإنَّ ريحَ الصّائِمِ أطيَبُ عِندَ اللّهِ مِن ريحِ المِسكِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثُ دَعَواتٍ مُستَجاباتٌ : دَعوَةُ الصّائِمِ ، ودَعوَةُ المُسافِرِ ، ودَعوَةُ المَظلومِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أولِياءُ اللّهِ عَلَيهِمُ العَناءُ ، مَشحَبَةٌ (3) ألوانُهُم مِنَ السَّهَرِ ، وَمُنحَنِيَةٌ أصلا بُهُم مِنَ القِيامِ ، قَد لَصِقَت بُطونُهُم بِظُهورِهِم مِن طولِ الصِّيامِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عَرَفَ اللّهَ وعَظَّمَهُ ؛ مَنَعَ فاهُ مِنَ الكَلامِ ، وبَطنَهُ مِنَ الطَّعامِ ، وَعَفا نَفسَهُ بِالصِّيامِ وَالقِيامِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن يَومٍ إلاّ ومَلَكٌ يُنادي فِي المَقابِرِ : مَن تَغبِطونَ (6) ؟ فَيَقولونَ : أهلَ المَساجِدِ ؛ يُصَلّونَ ولا نَقدِرُ ، ويَصومُونَ ولا نَقدِرُ . (7)
.
ص: 78
الإمام عليّ عليه السلام :لَو دافَعتَ نَومَكَ _ يا غافِلاً _ بِالقِيامِ ، وقَطَعتَ يَومَكَ بِالصِّيامِ ، وَاقتَصَرتَ عَلَى القَليلِ مِن لَعقِ الطَّعامِ ، وأحيَيتَ مُجتَهِدا لَيلَكَ بِالقِيامِ ؛ كُنتَ أحرى أن تَنالَ أشرَفَ المَقامِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ إذا قامَ لَيلَهُ ثُمَّ أصبَحَ صائِما نَهارَهُ لَم يُكتَب عَلَيهِ ذَنبٌ ، ولَم يَخطُ خُطوَةً إلاّ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها حَسَنَةً ، ولَم يَتَكَلَّم بِكَلِمَةِ خَيرٍ إلاّ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها حَسَنَةً ، وإن ماتَ في نَهارِهِ صُعِدَ بِروحِهِ إلى عِلِّيِّينَ ، وإن عاشَ حَتّى يُفطِرَ كَتَبَهُ اللّهُ مِنَ الأَوّابينَ (2) . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ للّهِِ تَعالى مَلائِكَةً مُوَكَّلينَ بِالصّائِمينَ ، يَستَغفِرونَ لَهُم في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ إلى آخِرِهِ ، ويُنادونَ الصّائِمينَ كُلَّ لَيلَةٍ عِندَ إفطارِهِم : «أبشِروا عِبادَ اللّهِ ! فَقَد جُعتُم قَليلاً وسَتَشبَعونَ كَثيرا ، بورِكتُم وبورِكَ فيكُم» . حَتّى إذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ نادى : «أبشِروا عِبادَ اللّهِ ! غُفِرَ لَكُم ذُنوبُكُم ، وقُبِلَ تَوبَتُكُم ، فَانظُروا كَيفَ تَكونونَ فيما تَستَأنِفونَ» . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :خُلوفُ فَمِ الصّائِمِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِن رائِحَةِ المِسكِ . (5)
عنه عليه السلام :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى موسى عليه السلام : «ما يَمنَعُكَ مِن مُناجاتي؟» فَقالَ : يا رَبِّ ، اُجِلُّكَ عَنِ المُناجاةِ لِخُلوفِ فَمِ الصّائِمِ .
.
ص: 79
فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ: «يا موسى،لَخُلوفُ فَمِ الصّائِمِ أطيَبُ عِنديمِن ريحِ المِسكِ». (1)
عنه عليه السلام :مَن صامَ للّهِِ عز و جل يَوما في شِدَّةِ الحَرِّ فَأَصابَهُ ظَمَأٌ ، وَكَّلَ اللّهُ بِهِ ألفَ مَلَكٍ يَمسَحونَ وَجهَهُ ويُبَشِّرونَهُ ، حَتّى إذا أفطَرَ قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ : «ما أطيَبَ ريحَكَ ورَوحَكَ ! مَلائِكَتِي ، اشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ» . (2)
عنه عليه السلام :إذا رَأَى الصّائِمُ قَوما يَأكُلونَ أو رَجُلاً يَأكُلُ ، سَبَّحَت (3) كُلُّ شَعرَةٍ مِنهُ (4) . (5)
سعد السعود_ في ما نَقَلَهُ مِنَ الزَّبورِ _: مَعشَرَ الصُّوّامِ ، بَشِّرِ الصّائِمينَ بِمَرتَبَةِ الفائِزينَ . (6)
1 / 6دُعاءُ المَلائِكَةِ لِلصّائِمِالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ : «إنَّ اللّهَ عز و جل وَكَّلَ مَلائِكَتَهُ بِالدُّعاءِ لِلصّائِمينَ» . وقالَ : «أخبَرَني جَبرَئيلُ عليه السلام عَن رَبِّهِ أنَّهُ قالَ : ما أمَرتُ مَلائِكَتي بِالدُّعاءِ لِأَحَدٍ مِن خَلقي إلاَّ استَجَبتُ لَهُم فيهِ» . (7)
.
ص: 80
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن صائِمٍ يَحضُرُ قَوما يَطعَمونَ إلاّ سَبَّحَت لَهُ أعضاؤُهُ ، وكانَت صَلاةُ المَلائِكَةِ عَلَيهِ ، وكانَت صَلاتُهُم استِغفارا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الرَّجُلَ الصّائِمَ إذا جالَسَ القَومَ وهُم (2) يَطعَمونَ ، صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ حَتّى يُفطِرَ الصّائِمُ . (3)
سنن ابن ماجة عن اُمّ عمارة :أتانا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقَرَّبنا إلَيهِ طَعاما ، فَكانَ بَعضُ مَن عِندَهُ صائِما ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «الصّائِمُ إذا اُكِلَ عِندَهُ الطَّعامُ صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ» . (4)
سنن ابن ماجة عن بريدة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِبِلالٍ : «الغَداءُ يا بِلالُ!» فَقالَ : إنّي صائِمٌ . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «نَأكُلُ أرزاقَنا وفَضلُ رِزقِ بِلالٍ فِي الجَنَّةِ . أشَعَرتَ يا بِلالُ أنَّ الصّائِمَ تُسَبِّحُ عِظامُهُ وتَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ ما اُكِلَ عِندَهُ؟» . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصّائِمَ مِنكُم لَيَرتَعُ في رِياضِ الجَنَّةِ ، تَدعو لَهُ المَلائِكَةُ حَتّى يُفطِرَ . (6)
.
ص: 81
عنه عليه السلام :مَن كَتَمَ صَومَهُ قالَ اللّهُ عز و جل لِمَلائِكَتِهِ : «عَبدِي استَجارَ مِن عَذابي فَأَجيروهُ» . ووَكَّلَ اللّهُ تَعالى مَلائِكَتَهُ بِالدُّعاءِ لِلصّائِمينَ ، ولَم يَأمُرهُم بِالدُّعاءِ لِأَحَدٍ إلاَّ استَجابَ لَهُم فيهِ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ للّهِِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ مَلائِكَةً مُوَكَّلينَ بِالصّائِمينَ وَالصّائِماتِ ، يَمسَحونَهُم بِأَجنِحَتِهِم ، ويُسقِطونَ عَنهُم ذُنوبَهُم . وإنَّ للّهِِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ مَلائِكَةً قَد وَكَّلَهُم بِالاِستِغفارِ لِلصّائِمينَ وَالصّائِماتِ ، لا يَعلَمُ عَدَدَهُم إلاَّ اللّهُ عز و جل . (2)
وانظر : ص 78 ، ح 129 .
1 / 7بَرَكاتُ ضِيافَةِ اللّهِأ _ التَّقوىالكتاب« يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » (3) . (4)
.
ص: 82
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ جُنَّةٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الصَّومُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ جُنَّةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِنَ النّارِ . (3)
معاني الأخبار عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :_ يَعني حِجابٌ _«الصَّومُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ» . وإنَّما قالَ ذلِكَ؛لِأَنَّ الصَّومَ نُسُكٌ باطِنٌ لَيسَ فيهِ نَزغَةُ شَيطانٍ ولا مُراءاةُ إنسانٍ. 4
.
ص: 83
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّمَا الصِّيامُ جُنَّةٌ يَستَجِنُّ بِهَا العَبدُ مِنَ النّارِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الصَّومُ جُنَّةٌ ما لَم يَخرِقها (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الصِّيامَ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ ومِن بَوائِقِ (4) الدَّهرِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : ... الصِّيامُ جُنَّةُ العَبدِ المُؤمنِ يَومَ القِيامَةِ ، كَما يَقي أحَدَكُم سِلاحُهُ فِي الدُّنيا . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أفضَلَ ما تَوَسَّلَ بِهِ المُتَوَسِّلونَ إلَى اللّهِ _ سُبحانَهُ وتَعالى _ الإِيمانُ بِهِ وبِرَسولِهِ ... وصَومُ شَهرِ رَمَضانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ العِقابِ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِعَلِيِّ بنِ عَبدِ العَزيزِ _: ألا اُخبِرُكَ بِأَبوابِ الخَيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ
.
ص: 84
مِنَ النّارِ . (1)
ب _ ذَهابُ الأَشَرِ وَالشَّبَقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ مَحسَمَةٌ لِلعِرقِ (2) ، مُذهِبٌ لِلأَشَرِ (3) . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :يا مَعشَرَ الشَّبابِ ، عَلَيكُم بِالباهِ (5) ، فَإِن لَم تَستَطيعوهُ فَعَلَيكُم بِالصِّيامِ ؛ فَإِنَّهُ وِجاؤُهُ (6) . (7)
المعجم الكبير :عَن قُدامَةَ بنِ مَظعونٍ عَن أخيهِ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ أنَّهُ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي رَجُلٌ تَشُقُّ عَلَيَّ هذهِ العُزبَةُ فِي المَغازي ، فَتَأذَنُ لي فِي الاِختِصاءِ فَأَختَصي؟ قالَ : «لا ، ولكِن عَلَيكَ يَابنَ مَظعونٍ بِالصِّيامِ ؛ فَإِنَّهُ مَجفَرَةٌ (8) » . (9)
.
ص: 85
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمرو :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، اِيذَن لي أن أختَصِيَ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «خِصاءُ اُمَّتِيَ الصِّيامُ وَالقِيامُ» . (1)
مسند ابن حنبل عن جابر :جاءَ شابٌّ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : أتَأذَنُ لي فِي الخِصاءِ؟ فَقالَ : «صُم وسَلِ اللّهَ مِن فَضلِهِ» . (2)
المعجم الكبير عن ابن عبّاس :شَكى رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله العُزوبَةَ،فَقالَ : ألا أختَصي؟ فَقالَ: «لا ، لَيسَ مِنّا مَن خَصى أوِ اختَصى ، ولكِن صُم ووَفِّر شَعرَ جَسَدِكَ». (3)
الكافي عن محمّد بن يحيى رفعه :جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ عِندي طَولٌ (4) فَأَنكِحُ النِّساءَ ، فَإِلَيكَ أشكُو العُزوبِيَّةَ! فَقالَ : «وَفِّر شَعرَ جَسَدِكَ وأدِمِ الصِّيامَ» . فَفَعَلَ ، فَذَهَبَ ما بِهِ مِنَ الشَّبَقِ (5) . (6)
ج _ تَباعُدُ الشَّيطانِالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِأَصحابِهِ : «ألا اُخبِرُكُم بِشَيءٍ إن
.
ص: 86
أنتُم فَعَلتُموهُ تَباعَدَ الشَّيطانُ مِنكُم كَما تَباعَدَ المَشرِقُ مِنَ المَغرِبِ؟» قالوا : بَلى . قالَ : «الصَّومُ يُسَوِّدُ وَجهَهُ» . (1)
فضائل الأشهر الثلاثة عن يونس بن ظبيان :قُلتُ لِلصّادِقِ عليه السلام : مَا الَّذي يُباعِدُ عَنّا إبليسَ؟ قالَ : «الصَّومُ يُسَوِّدُ وَجهَهُ ، وَالصَّدَقَةُ تَكسِرُ ظَهرَهُ ، وَالحُبُّ فِي اللّهِ وَالمُؤازَرَةُ عَلَى العَمَلِ الصّالِحِ يَقطَعانِ دابِرَهُ ، وَالاِستِغفارُ يَقطَعُ وَتينَهُ (2) » . (3)
د _ صِحَّةُ البَدَنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صوموا تَصِحّوا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى نَبِيٍّ مِن أنبِياءِ بَني إسرائيلَ أن «أخبِر قَومَكَ أن لَيسَ عَبدٌ يَصومُ يَوماً اِبتِغاءَ وَجهي إلاّ أصحَحتُ جِسمَهُ ، وأعظَمتُ أجرَهُ» . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى عيسى فِي الإِنجيلِ أن «قُل لِلمَلاََمِن بَني إسرائيلَ : إنَّ مَن صامَ لِمَرضاتي صَحَّحتُ لَهُ جِسمَهُ ، وأعظَمتُ لَهُ أجرَهُ» . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :الصِّيامُ أحَدُ الصِّحَّتَينِ . (7)
.
ص: 87
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ زَكاةٌ ، وزَكاةُ الأَبدانِ الصِّيامُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ فيما أوصى بِهِ الحَسَنَ عليه السلام عِندَ وَفاتِهِ _: عَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ زَكاةُ البَدَنِ وجُنَّةٌ لِأَهلِهِ . (2)
ه _ المُقاوَمَةُ فِي المَصائِبِالكتاب« يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّ_بِرِينَ » . (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : « وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ » (4) _: الصَّبرُ هُوَ الصَّومُ . (5)
فضائل الأشهر الثلاثة عن سليم عمّن ذكره عن الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : « وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ » (6) _: يَعنِي الصِّيامَ وَالصَّلاةَ . وقالَ عليه السلام : إذا نَزَلَت [ بِ_ ] (7) الرَّجُلِ النّازِلَةُ (8) أوِ الشِّدَّةُ فَليَصُم ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : « وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ » يَعنِي الصِّيامَ . (9)
.
ص: 88
و _ الحِكمَةالإمام عليّ عليه السلام_ في حَديثِ المِعراجِ _: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ : ... يا رَبِّ ، وما ميراثُ (1) الصَّومِ؟ قالَ : «الصَّومُ يورِثُ الحِكمَةَ ، وَالحِكمَةُ تورِثُ المَعرِفَةَ ، وَالمَعرِفَةُ تورِثُ اليَقينَ ؛ فَإِذَا استَيقَنَ العَبدُ لا يُبالي كَيفَ أصبَحَ ؛ بِعُسرٍ أم بِيُسرٍ» . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :القَلبُ يَتَحَمَّلُ الحِكمَةَ عِندَ خُلُوِّ البَطنِ ؛ القَلبُ يَمُجُّ الحِكمَةَ عِندَ امتِلاءِ البَطنِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُم أهلَ الجُوعِ وَالتَّفَكُّرِ فَاقتَرِبوا مِنهُم ؛ فَإِنَّهُ تَجرِي الحِكمَةُ مَعَهُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أجاعَ بَطنَهُ ؛ عَظُمَت فِكرَتُهُ وفَطِنَ قَلبُهُ . (5)
ز _ التَّقَرُّبُ إلَى اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لاُِسامَةَ بنِ زَيدٍ _: يا اُسامَةُ ، عَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إلَى اللّهِ . إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِن ريحِ فَمِ الصّائِمِ تَرَكَ الطَّعامَ وَالشَّرابَ للّهِِ عز و جل ، فَإِنِ استَطَعتَ أن يَأتِيَكَ المَوتُ وبَطنُكَ جائِعٌ وكَبِدُكَ ظَمآنُ فَافعَل ؛ فَإِنَّكَ تُدرِكُ شَرَفَ المَنازِلِ فِي الآخِرَةِ ، وتَحِلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ . (6)
.
ص: 89
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ في إنصاتٍ وسُكوتٍ ، وكَفَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ وفَرجَهُ وجَوارِحَهُ مِنَ الكَذِبِ وَالحَرامِ وَالغيبَةِ تَقَرُّباً إلَى اللّهِ تَعالى ؛ قَرَّبَهُ اللّهُ تَعالى حَتّى يَمَسَّ رُكبَتَي إبراهيمَ الخَليلِ عليه السلام . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُكُم مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ تَعالى أطوَلُكُم جَوعا وتَفَكُّرا ؛ وأبغَضُكُم إلَى اللّهِ تَعالى كُلُّ نَؤومٍ وأكولٍ وشَروبٍ . (2)
إحياء علوم الدين عن عيسى عليه السلام :أجيعوا أكبادَكُم ، وأعروا أجسادَكُم ؛ لَعَلَّ قُلوبَكُم تَرَى اللّهَ عز و جل . ورُوِيَ ذلِكَ أيضا عَن نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله . (3)
ح _ إجابَةُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ صائِمٍ دَعوَةً . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :الصّائِمُ لا تُرَدُّ دَعوَتُهُ . (5)
وانظر : ص 175 (ما ينبغي عند الإفطار / الدعاء) .
ط _ الأَمنُ يَومَ القِيامَةِالإمام الباقر عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام قالَ موسى : ... إلهي ، فَما جَزاءُ
.
ص: 90
مَن صامَ في بَياضِ النَّهارِ يَلتَمِسُ بِذلِكَ رِضاكَ؟ قالَ : «يا موسى ، لَهُ جَنَّتي ، ولَهُ الأَمانُ مِن كُلِّ هَولٍ يَومَ القِيامَةِ ، وَالعِتقُ مِنَ النّارِ» . (1)
الإمام الهادي عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ عز و جل موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام قالَ موسى : ... إلهي ، فَما جَزاءُ مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ لَكَ مُحتَسِباً؟ قالَ : «يا موسى ، اُقيمُهُ يَومَ القِيامَةِ مُقاماً لا يَخافُ فيهِ» . قالَ : إلهي ، فَما جَزاءُ مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ يُريدُ بِهِ النّاسَ؟ قالَ : «يا موسى ، ثَوابُهُ كَثَوابِ مَن لَم يَصُمهُ» . (2)
ي _ الرّاحَةُ يَومَ الحِسابِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ تَخرُجُ الصُّوّامُ مِن قُبورِهِم ، يُعرَفونَ بِرِياحِ صِيامِهِم ، أفواهُهُم أطيَبُ مِن ريحِ المِسكِ ، فَيُلقَونَ بِالمَوائِدِ وَالأَباريقِ مُخَتَّمَةً بِالمِسكِ ، فَيُقالُ لَهُم : «كُلوا فَقَد جُعتُم ، وَاشرَبوا فَقَد عَطِشتُم ، ذَرُوا النّاسَ وَاستَريحوا فَقَد أعيَيتُم إذِ استَراحَ النّاسُ» . فَيَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَستَريحونَ وَالنّاسُ في عَناءٍ وظَمَاً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ لَيسَ عَلَيهِم حِسابٌ فيما طَعِموا إذا كانَ حَلالاً : الصّائِمُ ، وَالمُتَسَحِّرُ ، وَالمُرابِطُ في سَبيلِ اللّهِ . (4)
.
ص: 91
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوما في سَبيلِ اللّهِ خُفِّفَ عَنهُ مِن وُقوفِ يَومِ القِيامَةِ عِشرينَ سَنَةً . (1)
ك _ الشَّفاعَةُ فِي الآخِرَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ وَالقُرآنُ يَشفَعانِ لِلعَبدِ يَومَ القِيامَةِ ؛ يَقولُ الصِّيامُ : أي رَبِّ ، مَنَعتُهُ الطَّعامَ وَالشَّهَواتِ بِالنَّهارِ ؛ فَشَفِّعني فيهِ ، وَيقولُ القُرآنُ : مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ ؛ فَشَفِّعني فيهِ _ قالَ _ : فَيُشَفَّعانِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا ماتَ العَبدُ كانَتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِهِ ، وَالصَّدَقَةُ عَن يَمينِهِ ، وَالصِّيامُ عِندَ صَدرِهِ . (3)
ل _ التَّباعُدُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوما في سَبيلِ اللّهِ عز و جل باعَدَ اللّهُ مِنهُ جَهَنَّمَ مَسيرَةَ مِئَةِ عامٍ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً في سَبيلِ اللّهِ فَريضَةً باعَدَ اللّهُ مِنهُ جَهَنَّمَ كَما بَينَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ ، ومَن صامَ يَوماً تَطَوُّعاً باعَدَ اللّهُ مِنهُ جَهَنَّمَ مَسيرَةً كَما بَينَ السَّماءِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَصومُ يَوماً في سَبيلِ اللّهِ إلاّ باعَدَ اللّهُ بِذلِكَ اليَومِ وَجهَهُ عَنِ
.
ص: 92
النّارِ سَبعينَ خَريفاً . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً اِبتِغاءَ وَجهِ اللّهِ تَعالى بَعَّدَهُ اللّهُ مِن جَهَنَّمَ كَبُعدِ غُرابٍ طارَ وهُوَ فَرخٌ حَتّى ماتَ هَرِماً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً في سَبيلِ اللّهِ جَعَلَ اللّهُ بَينَهُ وبَينَ النّارِ خَندَقاً كَما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً في سَبيلِ اللّهِ مُتَطَوِّعاً في غَيرِ رَمَضانَ ، بُعِّدَ مِنَ النّارِ مِئَةَ عامٍ سَيرَ المُضَمِّرِ المُجيدِ (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :الصَّومُ يُذبِلُ اللَّحمَ ، ويُبعِدُ مِن حَرِّ السَّعيرِ . (6)
كنز العمّال عن خالد بن الوليد :جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنّي سائِلُكَ عَمّا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . فَقالَ لَهُ : «سَل عَمّا بَدا لَكَ ...» .
.
ص: 93
قالَ : مَا الَّذي يُطفِئُ نارَ جَهَنَّمَ؟ قالَ : «الصَّومُ» . (1)
وانظر : ص 81 (بركات ضيافة اللّه / التقوى) .
م _ الفَوزُ بِالجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن خُتِمَ لَهُ بِصِيامِ يَومٍ دَخَلَ الجَنَّةَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَتَمَ اللّهُ (بِهِ) بِصَومِ يَومٍ أرادَ بِهِ اللّهَ تَعالى ، أدخَلَهُ اللّهُ الجَنَّةَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً تَطَوُّعاً أدخَلَهُ اللّهُ عز و جل الجَنَّةَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن مَنَعَهُ الصِّيامُ مِن طَعامٍ يَشتَهيهِ كانَ حَقّاً عَلَى اللّهِ أن يُطعِمَهُ مِن طَعامِ الجَنَّةِ ، ويَسقِيَهُ مِن شَرابِها . (5)
إحياء علوم الدين عن عائشة :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «أديموا قَرعَ بابِ الجَنَّةِ يُفتَح لَكُم» . فَقُلتُ : كَيفَ نُديمُ قَرعَ بابِ الجَنَّةِ؟
.
ص: 94
قالَ : «بِالجُوعِ وَالظَّمَاَ . (1)
الإمام الحسن عليه السلام :مَن صامَ عَشَرَةَ أشهُرِ رَمَضانَ مُتَوالِياتٍ دَخَلَ الجَنَّةَ . (2)
مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة :أتَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : مُرني بِعَمَلٍ يُدخِلُنِي الجَنَّةَ . قالَ : «عَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ لا عِدلَ لَهُ» . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :أوصى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله اُسامَةَ بنَ زَيدٍ فَقالَ : «يا اُسامَةُ ، عَلَيكَ بِطَريقِ الجَنَّةِ ، وإيّاكَ أن تُختَلَجَ (4) عَنها!» . فَقالَ اُسامَةُ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما أيسَرُ ما يُقطَعُ بِهِ ذلِكَ الطَّريقُ؟ قالَ : «الظَّمَأُ فِي الهَواجِرِ ، وكَسرُ النُّفوسِ عَن لَذَّةِ الدُّنيا . يا اُسامَةُ ، عَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ ، وإنِ استَطَعتَ أن يَأتِيَكَ المَوتُ وبَطنُكَ جائِعٌ فَافعَل» . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الجَنَّةَ مُشتاقَةٌ إلى أربَعَةِ نَفَرٍ ... وصائِمِ شَهرِ رَمَضانَ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ ماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ . (7)
.
ص: 95
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ حَدَّثَ نَفسَهُ أن يَصومَ إن عاشَ ، فَإِن ماتَ بَينَ ذلِكَ دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ فَاجتَنَبَ فيهِ الحَرامَ وَالبُهتانَ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ ، وأوجَبَ لَهُ الجِنانَ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ الرَّجُلَ لَيَصومُ يَوماً تَطَوُّعاً يُريدُ ما عِندَ اللّهِ عز و جل ، فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنَّةَ . (3)
ن _ جَوامِعُ البَرَكاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ يَصومُ شَهرَ رَمَضانَ احتِساباً إلاّ أوجَبَ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ لَهُ سَبعَ خِصالٍ : أوَّلُها : يَذوبُ الحَرامُ في جَسَدِهِ . وَالثّانِيَةُ : يَقرُبُ مِن رَحمَةِ اللّهِ عز و جل . وَالثّالِثَةُ : يَكونُ قَد كَفَّرَ خَطيئَةَ آدَمَ أبيهِ عليه السلام . وَالرّابِعَةُ : يُهَوِّنُ اللّهُ عَلَيهِ سَكَراتِ المَوتِ . وَالخامِسَةُ : أمانٌ مِنَ الجوعِ وَالعَطَشِ يَومَ القِيامَةِ . وَالسّادِسَةُ : يُعطيهِ اللّهُ بَراءَةً مِنَ النّارِ . وَالسّابِعَةُ : يُطعِمُهُ اللّهُ عز و جل مِن طَيِّباتِ الجَنَّةِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوماً مِن رَمَضانَ مُحتَسِباً كانَ لَهُ بِصَومِهِ ما لَو أنَّ أهلَ الدُّنيَا اجتَمَعوا مُنذُ كانَتِ الدُّنيا إلى أن تَنقَضِيَ لَأَوسَعَهُم طَعاماً وشَراباً ، لا يَطلُبُ إلى
.
ص: 96
أهلِ الجَنَّةِ شَيئاً مِن ذلِكَ . (1)
فضائل الأشهر الثلاثة عن الضحّاك عن الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «شَعبانُ شَهري وشَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّهِ ؛ فَمَن صامَ شَهري كُنتُ لَهُ شَفيعا يَومَ القِيامَةِ ، ومَن صامَ شَهرُ اللّهِ عز و جل آنَسَ اللّهُ وَحشَتَهُ في قَبرِهِ ، ووَصَلَ وَحدَتَهُ ، وخَرَجَ مِن قَبرِهِ مُبيَضّا وَجهُهُ ، وأخَذَ الكِتابَ بِيَمينِهِ وَالخُلدَ بِيَسارِهِ حَتّى يَقِفَ بَينَ يَدَي رَبِّهِ عز و جل ، فَيَقولُ : عَبدي! فَيَقولُ : لَبَّيكَ سَيِّدي! فَيَقولُ عز و جل : صُمتَ لي؟ فَيَقولُ : نَعَم يا سَيِّدي ، فَيَقولُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : خُذوا بِيَدِ عَبدي حَتّى تَأتوا بِهِ نَبِيِّي (2) ، فَاُوتى بِهِ ، فَأَقولُ لَهُ : صُمتَ شَهري؟ فَيَقولُ : نَعَم ، فَأَقولُ : أنَا أشفَعُ لَكَ اليَومَ» . _ قالَ _ : «فَيَقولُ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : أمّا حُقوقي فَقَد تَرَكتُها لِعَبدي ، وأمّا حُقوقُ خَلقي فَمَن عَفا عَنهُ فَعَلَيَّ عِوَضُهُ حَتّى يَرضى» . قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «فَآخُذُ بِيَدِهِ حَتّى أنتَهِيَ بِهِ إلَى الصِّراطِ فَأَجِدُهُ دَحضا (3) مَزلَقا ، لا يَثبُتُ عَلَيه أقدامُ الخاطِئينَ ، فَآخُذُ بِيَدِهِ فَيَقولُ لي صاحِبُ الصِّراطِ : مَن هذا يا رَسولَ اللّهِ؟ فَأَقولُ : هذا فُلانٌ مِن اُمَّتي ، كانَ قَد صامَ بِالدُّنيا شَهرِي ابتِغاءَ شَفاعَتي ، وصامَ شَهرَ رَبِّهِ ابتِغاءَ وَعدِهِ ، فَيَجوزُ الصِّراطَ بِعَفوِ اللّهِ عز و جل حَتّى يَنتَهِيَ إلى بابِ الجَنَّتَينِ ، فَأَستَفتِحُ لَهُ ، فَيَقولُ رِضوانُ : لَكَ اُمِرنا أن نَفتَحَ اليَومَ ولاُِمَّتِكَ» . قالَ ، ثُمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : صوموا شَهرَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَكُن لَكُم
.
ص: 97
شَفيعا ، وصوموا شَهرَ اللّهِ تَشرَبوا مِنَ الرَّحيقِ المَختومِ (1) . (2)
مصباح الشريعة :قالَ الصّادِقُ عليه السلام : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «قالَ اللّهُ تَعالى : الصَّومُ لي وأنَا أجزي بِهِ» . فَالصَّومُ يُميتُ هَوَى النَّفسِ وشَهوَةَ الطَّبعِ ، وفيهِ حَياةُ القَلبِ ، وطَهارَةُ الجَوارِحِ ، وعِمارَةُ الظّاهِرِ وَالباطِنِ ، وَالشُّكرُ عَلَى النِّعَمِ ، وَالإِحسانُ إلَى الفُقَراءِ ، وزِيادَةُ التَّضَرُّعِ وَالخُشوعِ وَالبُكاءِ ، وحَبلُ الاِلتِجاءِ إلَى اللّهِ، وسَبَبُ انكِسارِ الشَّهوَةِ ، وتَخفيفُ الحِسابِ ، وتَضعيفُ الحَسَناتِ، وفيهِ مِنَ الفَوائِدِ ما لا يُحصى ؛ وكَفى ما ذَكَرنا مِنهُ لِمَن عَقَلَ ووُفِّقَ لاِستِعمالِهِ. (3)
وانظر : ص 75 (قيمة الصائم) . ص 79 (دعاء الملائكة للصائم) . ص 41 (بركات شهر رمضان) .
1 / 8دَرَجاتُ ضِيافَةِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِهِ ، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :صَومُ الجَسَدِ الإِمساكُ عَنِ الأَغذِيَةِ بِإِرادَةٍ وَاختِيارٍ ؛ خَوفا مِنَ العِقابِ ورَغبَةً فِي الثَّوابِ وَالأَجرِ . (5)
.
ص: 98
عنه عليه السلام :صَومُ النَّفسِ إمساكُ الحَواسِّ الخَمسِ عَن سائِرِ المَآثِمِ ، وخُلُوُّ القَلبِ عَن جَميعِ أسبابِ الشَّرِّ . (1)
عنه عليه السلام :صَومُ النَّفسِ عَن لَذّاتِ الدُّنيا أنفَعُ الصِّيامِ . (2)
عنه عليه السلام :صِيامُ القَلبِ عَنِ الفِكرِ فِي الآثامِ أفضَلُ مِن صِيامِ البَطنِ عَنِ الطَّعامِ . (3)
عنه عليه السلام :صَومُ القَلبِ خَيرٌ مِن صِيامِ اللِّسانِ ، وصِيامُ اللِّسانِ خَيرٌ مِن صِيامِ البَطنِ . (4)
.
ص: 99
كَلامٌ حَولَ مَراتِبِ الصِّيامِيتبيّن لنا من الروايات الّتي سلفت ، وكذلك الّتي ستأتي في فصل آداب الصيام ، أنَّ الصوم يقسّم من حيث المراتب ومن زاوية الدور الّذي ينهض به في تكامل الإنسان ، إلى ثلاثة أقسام . وفي هذا السياق قسّم علماء الأخلاق وأرباب السَير والسلوك ، الصيام إلى صوم العوام ، وصوم الخواص ، وصوم خواصّ الخواصّ ، على ما سنتحدث عنه ملخّصا :
أوّلاً : صوم العوامّيتمثّل صوم العوامّ باجتناب مفطرات الصيام والإمساك عنها ، على التفصيل المذكور في الكتب الفقهية . وهذه المرتبة من الصوم تعدّ أيسر مراتبه وأدناها ، وما روي عن النَّبي صلى الله عليه و آله من قوله : « إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِه ، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ » (1) إنَّما هو إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .
ثانيا : صوم الخواصّفي صوم الخواصّ لا يقتصر الصائم في صومه على الإمساك عن مفطرات الصيام ، إنّما يتجنّب كلّ المحرّمات الإلهية ويمتنع عنها أيضا . وبذلك يضحى الإمساك عن المفطرات هو شرط صحّة الصيام ، أمّا اجتناب المحرّمات فهو شرط قبوله . من هذا المنظور تعدّ جميع الروايات والأحاديث الّتي ستجيء تحت عنوان « أهمّ آداب الصوم » (2) إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .
.
ص: 100
ثالثا : صوم خواصّ الخواصّيتمثّل هذا الضرب من الصيام بكفّ القلب وتحصينه عن كلّ ما يشغله سوى اللّه سبحانه ، حلالاً كان الشاغل أم حراما . يقول أبو حامد الغزالي ( ت 505 ق ) في نعت هذه الدرجة من الصوم : « وأمّا صوم خصوص الخصوص فصوم القَلب عَن الهمم الدنيّة والأفكار الدنيويّة وكفّه عمّا سوى اللّه بالكلّية ؛ ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفِكر فيما سوى اللّه واليوم الآخر ، وبالفكر في الدّنيا إلاّ دنيا تراد للدِّين فإنَّ ذلك زاد الآخرة وليس من الدّنيا حتّى قال أرباب القلوب : مَن تحرّكت همّته بالتصرّف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه ، كتبت عليه خطيئة فإنَّ ذلك من قلّة الوثوق بفضل اللّه وقلّة اليقين برزقه الموعود ، وهذه رتبة الأنبياء والصدّيقين والمقرّبين،ولا يطوَّل النظر في تفصيلها قولاً ولكن في تحقيقها عملاً ، فإنّه إقبال بكنه الهمّة على اللّه وانصراف عن غير اللّه وتلبّس بمعنى قوله تعالى : « قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ » (1) » (2) . من جهته يُومِئ الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام إلى المراتب الثلاث هذه بقوله : «صَومُ القَلبِ خَيرٌ مِن صِيامِ اللِّسانِ وصِيامُ اللِّسانِ خَيرٌ مِن صِيامِ البَطنِ» (3) . على أنَّ لكلّ واحدة من المرتبتين الأخيرتين مراتب كثيرة بحسب مجاهدات الصائمين واستعدادهم ، كما يختلف الصوم أيضا من زاوية دوافع الصائم ، حيث يأتي في ذروة هذه المراتب حال الصائم حين لا يكون الباعث إلى صيامه الخوف من العقاب أو الطمع في الثواب ، وإنّما امتثال الأمر الإلهي والرغبة في قربه والطمع برضاه ولقائه سبحانه . نسأل اللّه سبحانه أن يوفّقنا لكي نبذل ما يزيد حظّنا من الضيافة الرمضانية الكريمة ، وأن يتفضّل علينا بأعلى درجات الصيام وأسماها .
.
ص: 101
الفصل الثاني : تَأهيلُ النّاسِ لِضِيافَةِ اللّه2 / 1خطاباتُ النَّبِيِّ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَالإمام الرضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَطَبَنا ذاتَ يَومٍ فَقالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللّهِ بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ ، شَهرٌ هُوَ عِندَ اللّهِ أفضَلُ الشُّهورِ ، وَأيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي ، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ . هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّهِ ، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّهِ ، أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَةٌ ، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ ، ودُعاؤُكُم فيهِ مُستَجابٌ . فَاسأَلُوا اللّهَ رَبَّكُم بِنِيّاتٍ صادِقَةٍ وقُلوبٍ طاهِرَةٍ أن يُوَفِّقَكُم لِصِيامِهِ وتِلاوَةِ كِتابِهِ ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللّهِ في هذا الشَّهرِ العَظيمِ . وَاذكُروا بِجوعِكُم وعَطَشِكُم فيهِ جوعَ يَومِ القِيامَةِ وعَطَشَهُ ، وتَصَدَّقوا عَلى فُقَرائِكُم ومَساكينِكُم ، ووَقِّروا كِبارَكُم ، وَارحَموا صِغارَكُم ، وصِلوا أرحامَكُم ،
.
ص: 102
وَاحفَظوا ألسِنَتَكُم ، وغُضّوا عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ أبصارَكُم ، وعَمّا لا يَحِلُّ الاِستِماعُ إلَيهِ أسماعَكُم ، وتَحَنَّنوا عَلى أيتامِ النّاسِ يُتَحَنَّن عَلى أيتامِكُم ، وتوبوا إلَى اللّهِ مِن ذُنوبِكُم ، وَارفَعوا إلَيهِ أيدِيَكُم بِالدُّعاءِ في أوقاتِ صَلَواتِكُم ؛ فَإِنَّها أفضَلُ السّاعاتِ ، يَنظُرُ اللّهُ عز و جل فيها بِالرَّحمَةِ إلى عِبادِهِ ، يُجيبُهُم إذا ناجَوهُ ، ويُلَبّيهِم إذا نادَوهُ ويَستَجيبُ لَهُم إذا دَعَوهُ . يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أنفُسَكُم مَرهونَةٌ بِأَعمالِكُم فَفُكّوها بِاستِغفارِكُم ، وظُهورَكُم ثَقيلَةٌ مِن أوزارِكُم (1) فَخَفِّفوا عَنها بِطولِ سُجودِكُم ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ _ تَعالى ذِكرُهُ _ أقسَمَ بِعِزَّتِهِ ألاّ يُعَذِّبَ المُصَلّينَ وَالسّاجِدينَ ، ولا يُرَوِّعَهُم بِالنّارِ يَومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمينَ . أيُّهَا النّاسُ ، مَن فَطَّرَ مِنكُم صائِما مُؤمِنا في هذا الشَّهرِ كانَ لَهُ بِذلِكَ عِندَ اللّهِ عِتقُ نَسَمَةٍ ومَغفِرَةٌ لِما مَضى مِن ذُنوبِهِ» . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ولَيسَ كُلُّنا يَقدِرُ عَلى ذلِكَ! فَقالَ صلى الله عليه و آله : «اِتَّقُوا النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ ، اِتَّقُوا النّارَ ولَو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ . أيُّهَا النّاسُ ، مَن حَسَّنَ مِنكُم في هذا الشَّهرِ خُلُقَهُ كانَ لَهُ جَوازا عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأَقدامُ ، ومَن خَفَّفَ في هذا الشَّهرِ عَمّا مَلَكَت يَمينُهُ خَفَّفَ اللّهُ عَنهُ حِسابَهُ ، ومَن كَفَّ فيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللّهُ فيهِ غَضَبَهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن أكرَمَ فيهِ يَتيما أكرَمَهُ اللّهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللّهُ بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ اللّهُ عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن تَطَوَّعَ فيهِ بِصَلاةٍ كُتِبَ لَهُ بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، ومَن أدّى فيهِ فَرضا كانَ لَهُ ثَوابُ مَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ ، ومَن أكثَرَ فيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللّهُ
.
ص: 103
ميزانَهُ يَومَ تَخَفَّفُ المَوازينُ ، ومَن تَلا فيهِ آيَةً مِنَ القُرآنِ كانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن خَتَمَ القُرآنَ في غَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ . أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أبوابَ الجِنانِ في هذا الشَّهرِ مُفَتَّحَةٌ ، فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يُغلِقَها عَلَيكُم ، وأبوابَ النّيرانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يَفتَحَها عَلَيكُم ، وَالشَّياطينَ مَغلولَةٌ فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يُسَلِّطَها عَلَيكُم» . قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَقُمتُ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أفضَلُ الأَعمالِ في هذا الشَّهرِ؟ فَقالَ : «يا أبَا الحَسَنِ ، أفضَلُ الأَعمالِ في هذَا الشَّهرِ الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ عز و جل » . ثُمَّ بَكى ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما يُبكيكَ؟ فَقالَ : «يا عَلِيُّ ، أبكي لِما يُستَحَلُّ مِنكَ في هذا الشَّهرِ ، كَأَنّي بِكَ وأنتَ تُصَلّي لِرَبِّكَ ، وقَدِ انبَعَثَ أشقَى الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، شَقيقُ عاقِرِ ناقَةِ ثَمودَ ، فَضَرَبَكَ ضَربَةً عَلى فَرقِكَ (قَرنِكَ) فَخَضَّبَ مِنها لِحيَتَكَ» . قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ وذلِكَ في سَلامَةٍ مِن ديني؟ فَقالَ : «في سَلامَةٍ مِن دينِكَ» . ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ ، مَن قَتَلَكَ فَقَد قَتَلَني ، ومَن أبغَضَكَ فَقَد أبغَضَني ، ومَن سَبَّكَ فَقَد سَبَّني ؛ لِأَنَّكَ مِنّي كَنَفسي ، وَروحُكَ مِن روحي ، وَطينَتُكَ مِن طينَتي . إنَّ اللّهَ _ تَبارَكَ وَتَعالى _ خَلَقَني وإيّاكَ ، وَاصطَفاني وَإيّاكَ ، وَاختارَني لِلنُّبُوَّةِ وَاختارَكَ لِلإِمامَةِ ، وَمَن أنكَرَ إمامَتَكَ فَقَد أنكَرَني نُبُوَّتي . يا عَلِيُّ ، أنتَ وَصِيِّي ، وأبو وُلدي ، وزَوجُ ابنَتي ، وخَليفَتي عَلى اُمَّتي في حَياتي وبَعدَ مَوتي ، أمرُكَ أمري ونَهيُكَ نَهيي . اُقسِمُ بِالَّذي بَعَثَني بِالنُّبُوَّةِ
.
ص: 104
وجَعَلَني خَيرَ البَرِيَّةِ ، إنَّكَ لَحُجَّةُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ ، وأمينُهُ عَلى سِرِّهِ ، وَخَليفَتُهُ عَلى عِبادِهِ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :خَطَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله النّاسَ في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، قَد أظَلَّكُم شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، وهُوَ شَهرُ رَمَضانَ ؛ فَرَضَ اللّهُ عز و جل صِيامَهُ ، وجَعَلَ قِيامَ لَيلِهِ نافِلَةً ، فَمَن تَطَوَّعَ بِصَلاةِ لَيلَةٍ فيهِ كانَ كَمَن تَطَوَّعَ بِسَبعينَ لَيلَةً فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ ، وجَعَلَ لِمَن تَطَوَّعَ فيهِ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ وَالبِرِّ كَأَجرِ مَن أَدّى فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ . وهُوَ شَهرُ الصَّبرِ ، وإنَّ الصَّبرَ ثَوابُهُ الجَنَّةُ ، وهُوَ شَهرُ المُواساةِ ، وهُوَ شَهرٌ يَزيدُ اللّهُ في رِزقِ المُؤمِنِ فيهِ ، ومَن فَطَّرَ فيهِ مُؤمِنا صائِما كانَ لَهُ عِندَ اللّهِ بِذلِكَ عِتقُ رَقَبَةٍ ومَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ فيما مَضَى» . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ كُلُّنا يَقدِرُ عَلى أن يُفَطِّرَ صائِما ! فَقالَ : «إنَّ اللّهَ كَريمٌ يُعطي هذا الثَّوابَ لِمَن لا يَقدِرُ إلاّ عَلى مَذقَةٍ (2) مِن لَبَنٍ يُفَطِّرُ بِها صائِما ، أو شَربَةِ ماءٍ عَذبٍ ، أو تَمَراتٍ ، لا يَقدِرُ عَلى أكثَرَ مِن ذلِكَ . ومَن خَفَّفَ فيهِ عَن مَملوكِهِ خَفَّفَ اللّهُ عَنهُ حِسابَهُ . وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ الإِجابَةُ وَالعِتقُ مِنَ النّارِ .
.
ص: 105
ولا غِنى بِكُم عَن أربَعِ خِصالٍ : خَصلَتانِ تُرضونَ اللّهَ عز و جل بِهِما ، وخَصلَتانِ لاغِنى بِكُم عَنهُما ، فَأَمَّا اللَّتانِ تُرضونَ اللّهَ عز و جل بِهِما : فَشَهادَةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، وأنَّني رَسولُ اللّهِ . وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّهَ فيهِ حَوائِجَكُم وَالجَنَّةَ ، وتَسأَلونَ اللّهَ العافِيَةَ ، وتَعوذونَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ» . (1)
دعائم الإسلام :عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ خَطَبَ النّاسَ آخِرَ يَومٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ قَد أظَلَّكُم (2) شَهرٌ عَظيمٌ ، شَهرٌ مُبارَكٌ ، شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ . مَن تَقَرَّبَ فيهِ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ كانَ كَمَن أدّى فَريضَةً فيما سِواهُ ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً فيما سِواهُ . وهُوَ شَهرُ الصَّبرِ ؛ وَالصَّبرُ ثَوابُهُ الجَنَّةُ ، وشَهرُ المُواساةِ ، شَهرٌ يُزادُ فيهِ في رِزقِ المُؤمِنِ ؛ مَن فَطَّرَ فيهِ صائِما كانَ لَهُ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ وعِتقُ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ ، وكانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن أجرِهِ شَيءٌ» . فَقالَ بَعضُ القَومِ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ كُلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصّائِمَ! فَقالَ صلى الله عليه و آله : «يُعطِي اللّهُ هذا الثَّوابَ مَن فَطَّرَ صائِما عَلى مَذقَةِ لَبَنٍ أو تَمرَةٍ أو شَربَةِ ماءٍ ، ومَن أشبَعَ صائِما سَقاهُ اللّهُ مِن حَوضي شَربَةً لا يَظمَأُ بَعدَها . وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النّارِ ؛ مَن خَفَّفَ عَن مَملوكِهِ فيهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وأعتَقَهُ مِنَ النّارِ . وَاستَكثِروا فيهِ مِن أربَعِ خِصالٍ ؛ خَصلَتانِ تُرضونَ بِهِما رَبَّكُم ، وخَصلَتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما ، فَأَمَّا الخَصلَتانِ
.
ص: 106
اللَّتانِ تُرضونَ بِهِما رَبَّكُم : فَشَهادَةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، وتَستَغفِرونَهُ ، وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّهَ الجَنَّةَ ، وتَعوذونَ بِهِ مِنَ النّارِ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وذلِكَ في (2) ثَلاثٍ بَقينَ مِن شَعبانَ ، قالَ لِبِلالٍ : «نادِ فِي النّاسِ» ، فَجَمَعَ النّاسَ ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذا الشَّهرَ قَد خَصَّكُمُ اللّهُ بِهِ وحَضَرَكُم ، وهُوَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، لَيلَةٌ فيهِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، تُغَلَّقُ فيهِ أبوابُ النّارِ وتُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ الجِنانِ ؛ فَمَن أدرَكَهُ ولَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ ، ومَن أدرَكَ والِدَيهِ ولَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ ، ومَن ذُكِرتُ عِندَهُ فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ فَلَم يَغفِرِ اللّهُ لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ» . (3)
الكافي عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُقبِلُ بِوَجهِهِ إلَى النّاسِ فَيَقولُ : «يا مَعشَرَ النّاسِ ، إذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ غُلَّت مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، وفُتِّحَت أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الجِنانِ وأبوابُ الرَّحمَةِ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ ، وَاستُجيبَ الدُّعاءُ ، وكانَ للّهِِ فيهِ عِندَ كُلِّ فِطرٍ عُتَقاءُ يُعتِقُهُمُ اللّهُ مِنَ النّارِ ، ويُنادي مُنادٍ كُلَّ لَيلَةٍ : هَل مِن سائِلٍ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ؟ اللّهُمّ أعطِ كُلَّ مُنفِقٍ خَلَفا ، وأعطِ كُلَّ مُمسِكٍ تَلَفا . حَتّى إذا طَلَعَ هِلالُ شَوّالٍ نودِيَ المُؤمِنونَ : أنِ
.
ص: 107
اغدوا إلى جَوائِزِكُم فَهُوَ يَومُ الجائِزَةِ» . ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : أما وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما هِيَ بِجائِزَةِ الدَّنانيرِ ولاَ الدَّراهِمِ! (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :_ مِن كَلامٍ لَهُ وقَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ _: أتاكُم رَمَضانُ شَهرُ بَرَكَةٍ ، يُغنيكُمُ اللّهُ فيهِ فَيُنزِلُ الرَّحمَةَ ، ويَحُطُّ (2) الخَطايا ، ويَستَجيبُ فيهِ الدُّعاءَ ، يَنظُرُ اللّهُ إلى تَنافُسِكُم ، ويُباهي بِكُم مَلائِكَتَهُ ؛ فَأَرُوا اللّهَ مِن أنفُسِكُم خَيرا ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ فيهِ رَحمَةَ اللّهِ عز و جل . (3)
فضائل الأشهر الثلاثة عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنَّ شَهرَ رَمَضانَ شَهرٌ عَظيمٌ ، يُضاعِفُ اللّهُ فيهِ الحَسَناتِ ، ويَمحو فيهِ السَّيِّئاتِ ، ويَرفَعُ فيهِ الدَّرَجاتِ ؛ مَن تَصَدَّقَ في هذا الشَّهرِ بِصَدَقَةٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ، ومَن أحسَنَ فيهِ إلى ما مَلَكَت يَمينُهُ غَفَرَ اللّهُ لَهُ» . ثُمَّ قالَ عليه السلام : إنَّ شَهرَكُم هذا لَيسَ كَالشُّهورِ ؛ إذا أقبَلَ إلَيكُم أقبَلَ بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ ، وإذا أدبَرَ عَنكُم أدبَرَ بِغُفرانِ الذُّنوبِ . هذا شَهرٌ الحَسَناتُ فيهِ مُضاعَفَةٌ ، وأعمالُ الخَيرِ فيهِ مَقبولَةٌ ، مَن صَلّى مِنكُم في هذا الشَّهرِ للّهِِ عز و جل رَكعَتَينِ يَتَطَوَّعُ بِهِما غَفَرَ اللّهُ لَهُ . ثُمَّ قالَ عليه السلام : إنَّ الشَّقِيَ حَقَّ الشَّقِيِ مَن خَرَجَ عَنهُ هذا الشَّهرُ ولَم يُغفَر
.
ص: 108
ذُنوبُهُ ، فَحينَئِذٍ يَخسَرُ حينَ يَفوزُ المُحسِنونَ بِجَوائِزِ الرَّبِّ الكَريمِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ بَينَ شَعبانَ وشَوّالٍ شَهرَ رَمَضانَ الَّذي اُنزِلَ فيهِ القُرآنُ ، وهُوَ شَهرُ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، وهُوَ شَهرُ البَرَكَةِ ، وهُوَ شَهرُ المَغفِرَةِ ، وهُوَ شَهرُ الرَّحمَةِ ، وهُوَ شَهرُ التَّوبَةِ ، وهُوَ شَهرُ الإِنابَةِ (2) ، وهُوَ شَهرُ قِراءَةِ القُرآنِ ، وهُوَ شَهرُ الاِستِغفارِ ، وهُوَ شَهرُ الصِّيامِ ، وهُوَ شَهرُ الدُّعاءِ ، وهُوَ شَهرُ العِبادَةِ ، وهَوُ شَهرُ الطّاعَةِ ، وهُوَ شَهرُ العِتقِ مِنَ النّارِ وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ . مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ لَم يُغفَر لَهُ إلى قابِلٍ ، فَأَيُّكُم مُتَّثِقٌ (يَثِقُ) بِبُلوغِ شَهرِ رَمَضانَ قابِلٍ؟! صوموهُ صِيامَ مَن يَرى أنَّهُ لا يَصومُ بَعدَهُ أبَدا ؛ فَكَم مِن صائِمٍ لَهُ عاما أوَّلَ أمسى عامَكُم هذا فِي القَبرِ مَدفونا ، وأصبَحَ فِي التُّرابِ وَحيدا فَريدا ! يُنَبِّهُكُمُ اللّهُ مِن رَقدَةِ الغافِلينَ ، وغَفَرَ لَنا ولَكُم يَومَ الدّينِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ لَيسَ كَالشُّهورِ ؛ لِما تُضاعَفُ فيهِ مِنَ الاُجورِ . هُوَ شَهرُ الصِّيامِ ، وشَهرُ القِيامِ ، وشَهرُ التَّوبَةِ وَالاِستِغفارِ ، وشَهرُ تِلاوَةِ القُرآنِ ؛ هُوَ شَهرٌ أبوابُ الجِنانِ فيهِ مُفَتَّحَةٌ وأبوابُ النّيرانِ فيهِ مُغَلَّقَةٌ ؛ هُوَ شَهرٌ يُكتَبُ فيهِ الآجالُ ، ويُبَثُّ فيهِ الأَرزاقُ ، وفيهِ لَيلَةٌ فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، ويُكتَبُ فيها وَفدُ بَيتِ اللّهِ الحَرامِ ، تَتَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها عَلَى الصّائِمينَ وَالصّائِماتِ بِإِذنِ رَبِّهِم في كُلِّ أمرٍ ، سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ . مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ لَم يُغفَر إلى قابِلٍ ؛ فَبادِروا بِالأَعمالِ الصّالِحاتِ الآنَ وبابُ التَّوبَةِ مَفتوحٌ وَالدُّعاءُ مُستَجابٌ قَبلَ « أَن تَقُولَ نَفْسٌ
.
ص: 109
يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنبِ اللَّهِ (1) وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السَّ_خِرِينَ » (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّهِ عز و جل ، وهُوَ شَهرٌ يُضاعِفُ اللّهُ فيهِ الحَسَناتِ ويَمحو فيهِ السَّيِّئاتِ ، وهُوَ شَهرُ البَرَكَةِ ، وهُوَ شَهرُ الإِنابَةِ ، وهُوَ شَهرُ التَّوبَةِ ، وهُوَ شَهرُ المَغفِرَةِ ، وهُوَ شَهرُ العِتقِ مِنَ النّارِ وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ . ألا فَاجتَنِبوا فيهِ كُلَّ حَرامٍ ، وأكثِروا فيهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ ، وسَلوا فيهِ حَوائِجَكُم ، وَاشتَغِلوا فيهِ بِذِكرِ رَبِّكُم . ولا يَكونَنَّ شَهرُ رَمَضانَ عِندَكُم كَغَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ ؛ فَإِنَّ لَهُ عِندَ اللّهِ حُرمَةً وفَضلاً عَلى سائِرِ الشُّهورِ . ولا يَكونَنَّ شَهرُ رَمَضانَ يَومُ صَومِكُم كَيَومِ فِطرِكُم . (4)
وانظر : ص 45 (جوامع بركاته وخصائصه) .
2 / 2خِطاباتُ أميرِ المُؤمِنينَ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَالإمام عليّ عليه السلام_ كانَ إذا جاءَ شَهرُ رَمَضانَ خَطَبَ النّاسَ قائِلاً _: إنَّ هذا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذِي افتَرَضَ اللّهُ صِيامَهُ ولَم يَفتَرِض قِيامَهُ قَد أتاكُم . ألا إنَّ الصَّومَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَحدَهُما ، ولكِن مِنَ اللَّغوِ وَالكَذِبِ وَالباطِلِ . (5)
السنن الكبرى :عَنِ الشَّعبِيِّ عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَخطُبُ إذا حَضَرَ رَمَضانُ ، ثُمَّ يَقولُ : «هذا الشَّهرُ المُبارَكُ الَّذي فَرَضَ اللّهُ صِيامَهُ ولَم يَفرِض قِيامَهُ ؛ لِيَحذَرَ رَجُلٌ أن يَقولَ : أصومُ إذا صامَ فُلانٌ أو اُفطِرُ إذا أفطَرَ فُلانٌ . ألا إنَّ الصِّيامَ
.
ص: 110
لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ولكِن مِنَ الكَذِب وَالباطِلِ وَاللَّغوِ . ألا لا تَقَدَّمُوا الشَّهرَ ؛ إذا رَأَيتُمُ الهِلالَ فَصوموا ، وإذا رَأَيتُموهُ فَأَفطِروا ، فَإِن غُمَّ (1) عَلَيكُم فَأَكمِلُوا العِدَّةَ» . (2)
الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ في مَسجِدِ الكوفَةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ بِأَفضَلِ الحَمدِ وأشرَفِها وأبلَغِها ، وأثنى عَلَيهِ بِأَحسَنِ الثَّناءِ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذا الشَّهرَ شَهرٌ فَضَّلَهُ اللّهُ عَلى سائِرِ الشُّهورِ كَفَضلِنا أهلَ البَيتِ عَلى سائِرِ النّاسِ ؛ وهُوَ شَهرٌ يُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الرَّحمَةِ ، ويُغَلَّقُ فيهِ أبوابُ النِّيرانِ ؛ وهُوَ شَهرٌ يُسمَعُ فيهِ النِّداءُ ، ويُستَجابُ فيهِ الدُّعاءُ ، ويُرحَمُ فيهِ البُكاءُ ؛ وهُوَ شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ نَزَلَتِ المَلائِكَةُ فيها مِنَ السَّماءِ ؛ فَتُسَلِّمُ عَلَى الصّائِمينَ وَالصّائِماتِ بِإِذنِ رَبِّهِم إلى مَطلَعِ الفَجرِ ، وهِيَ لَيلَةُ القَدرِ ؛ قُدِّرَ فيها وِلايَتي قَبلَ أن خُلِقَ آدَمُ عليه السلام بِأَلفَي عامٍ ، صِيامُ يَومِها أفضَلُ مِن صِيامِ ألفِ شَهرٍ ، وَالعَمَلُ فيها أفضَلُ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ . أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ شُموسَ شَهرِ رَمَضانَ لَتَطلُعُ عَلَى الصّائِمينَ وَالصّائِماتِ ، وإنَّ أقمارَهُ لَيَطلُعُ (3) عَلَيهِم بِالرَّحمَةِ ، وما مِن يَومٍ ولَيلَةٍ مِنَ الشَّهرِ إلاّ وَالبِرُّ مِنَ اللّهِ تَعالى يَتَناثَرُ مِنَ السَّماءِ عَلى هذهِ الاُمَّةِ ، فَمَن ظَفِرَ مِن نِثارِ اللّهِ بِدُرَّةٍ كَرُمَ عَلَى اللّهِ يَومَ يَلقاها ، وما كَرُمَ عَبدٌ عَلَى اللّهِ إلاّ جَعَلَ الجَنَّةَ مَثواهُ . عِبادَ اللّهِ ، إنَّ شَهرَكُم لَيسَ كَالشُّهورِ ؛ أيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ ، ولَياليهِ أفضَلُ
.
ص: 111
. .
ص: 112
«إنَّ للّهِِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ عِندَ فِطرِ كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عُتَقاءَ مِنَ النّارِ لا يَعلَمُ عَدَدَهُم إلاَّ اللّهُ هُوَ في عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ ، فَإِذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ مِنهُ أعتَقَ فيها مِثلَ ما أعتَقَ في جَميعِهِ» . فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن هَمدانَ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، زِدنا مِمّا حَدَّثَكَ بِهِ حَبيبُكَ في شَهرِ رَمَضانَ . فَقالَ : «نَعَم ، سَمِعتُ أخي وَابنَ عَمّي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ فَحَفِظَ فيهِ نَفسَهُ مِنَ المَحارِمِ دَخَلَ الجَنَّةَ» . قالَ الهَمدانِيُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، زِدنا مِمّا حَدَّثَكَ بِهِ أخوكَ وَابنُ عَمِّكَ في شَهرِ رَمَضانَ . قالَ : «نَعَم ، سَمِعتُ خَليلي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن صامَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا دَخَلَ الجَنَّةَ» . قالَ الهَمدانِيُّ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، زِدنا مِمّا حَدَّثَكَ بِهِ خَليلُكَ في هذا الشَّهرِ . فَقالَ : «نَعَم ، سَمِعتُ سَيِّدَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن صامَ رَمَضانَ فَلَم يُفطِر في شَيءٍ مِن لَياليهِ عَلى حَرامٍ دَخَلَ الجَنَّةَ» . فَقالَ الهَمدانِيُّ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، زِدنا مِمّا حَدَّثَكَ بِهِ سَيِّدُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ في هذا الشَّهرِ . فَقالَ : «نَعَم ، سَمِعتُ أفضَلَ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ يَقولُ : إنَّ سَيِّدَ الوَصِيِّينَ يُقتَلُ في سَيِّدِ الشُّهورِ . فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما سَيِّدُ الشُّهورِ ، ومَن سَيِّدُ الوَصِيِّينَ؟ قالَ : أمّا سَيِّدُ الشُّهورِ فَشَهرُ رَمَضانَ ، وأمّا سَيِّدُ الوَصِيِّينَ فَأَنتَ يا عَلِيُّ .
.
ص: 113
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، فَإِنَّ ذلِكَ لَكائِنٌ؟ قالَ : إي ورَبّي ، إنَّهُ يَنبَعِثُ أشقى اُمَّتي شَقيقُ عاقِرِ ناقَةِ ثَمودَ ، ثُمَّ يَضرِبُكَ ضَربَةً عَلى فَرقِكَ (1) تُخضَبُ مِنها لِحيَتُكَ» . فَأَخَذَ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ . فَقَطَعَ عليه السلام خُطبَتَهُ ونَزَلَ . (2)
2 / 3كَلامُ ثامِنِ الحُجَجِ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَالإمام الرضا عليه السلام :الحَسَناتُ في شَهرِ رَمَضانَ مَقبولَةٌ ، وَالسَّيِّئاتُ فيهِ مَغفورَةٌ . مَن قَرَأَ في شَهرِ رَمَضانَ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ عز و جل كانَ كَمَن خَتَمَ القُرآنَ في غَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ ، ومَن ضَحِكَ فيهِ في وَجهِ أخيهِ المُؤمِنِ لَم يَلقَهُ يَومَ القِيامَةِ إلاّ ضَحِكَ في وَجهِهِ وبَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ ، ومَن أعانَ فيهِ مُؤمِنا أعانَهُ اللّهُ تَعالى عَلَى الجَوازِ عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأَقدامُ ، ومَن كَفَّ فيهِ غَضَبَهُ كَفَّ اللّهُ عَنهُ غَضَبَهُ يَومَ القِيامَةِ ، ومَن نَصَرَ فيهِ مَظلوما نَصَرَهُ اللّهُ عَلى كُلِّ مَن عاداهُ فِي الدُّنيا ، ونَصَرَهُ يَومَ القِيامَةِ عِندَ الحِسابِ وَالميزانِ . شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ البَرَكَةِ ، وشَهرُ الرَّحمَةِ ، وشَهرُ المَغفِرَةِ ، وشَهرُ التَّوبَةِ وَالإِنابَةِ ؛ مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ فَفي أيِ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ؟! فَاسأَلُوا اللّهَ أن يَتَقَبَّلَ مِنكُم فيهِ الصِّيامَ ، ولا يَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنكُم ، وأن يُوَفَّقَكُم فيهِ لِطاعَتِهِ ويَعصِمَكُم مِن مَعصِيَتِهِ ، إنَّهُ خَيرُ مَسؤولٍ . (3)
.
ص: 114
. .
ص: 115
الفصل الثالث : أسبابُ التَّهَيُّوَ لِضِيافَةِ اللّه3 / 1تَقديمُ التَّوبَةِعيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد السلام بن صالح الهرويّ :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِ بنِ موسَى الرِّضا عليه السلام في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ لي : «يا أبَا الصَّلتِ ، إنَّ شَعبانَ قَد مَضى أكثَرُهُ ، وهذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنهُ ، فَتَدارَك فيما بَقِيَ مِنهُ تَقصيرَكَ فيما مَضى مِنهُ ، وعَلَيكَ بِالإِقبالِ عَلى ما يَعنيكَ وتَركِ ما لا يَعنيكَ ، وأكثِر مِنَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ وتِلاوَةِ القُرآنِ ، وتُب إلَى اللّهِ مِن ذُنوبِكَ ؛ لِيُقبِلَ شَهرُ اللّهِ إلَيكَ وأنتَ مُخلِصٌ للّهِِ عز و جل ، ولا تَدَعَنَّ أمانَةً في عُنُقِكَ إلاّ أدَّيتَها ، ولا في قَلبِكَ حِقدا عَلى مُؤمِنٍ إلاّ نَزَعتَهُ ، ولا ذَنبا أنتَ مُرتَكِبُهُ إلاّ [ أ]قلَعتَ عَنهُ ، وَاتَّقِ اللّهَ وتَوَكَّل عَلَيهِ في سِرِّ أمرِكَ وعَلانِيَتِكَ « وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَ__لِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ ءٍ قَدْرًا » (1) ، وأكثِر مِن أن تَقولَ فيما بَقِيَ مِن هذا الشَّهرِ :
.
ص: 116
اللّهُمّ إن لَم تَكُن قَد غَفَرتَ لَنا فيما مَضى مِن شَعبانَ فَاغفِر لَنا فيما بَقِيَ مِنهُ . فَإِنَّ اللّهَ _ تَبارَكَ وتَعالى _ يُعتِقُ في هذا الشَّهرِ رِقابا مِنَ النّارِ لِحُرمَةِ شَهرِ رَمَضانَ» . (1)
3 / 2صِيامُ ثَلاثَةِ أيّامٍ مِن آخِرِ شَعبانَالسنن الكبرى عن أنس :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُ الصَّومِ أفضَلُ؟ قالَ : «صَومُ شَعبانَ تَعظيما لِرَمَضانَ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن صامَ ثَلاثَةَ أيّامٍ مِن آخِرِ شَعبانَ ووَصَلَها بِشَهرِ رَمَضانَ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ صَومَ شَهرَينِ مُتَتابِعَينِ . (3)
3 / 3إصلاحُ الطَّعامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُوا الحَلالَ يَتِمَّ لَكُم صَومُكُم . (4)
.
ص: 117
عدّة الداعي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«العِبادَةُ مَعَ أكلِ الحَرامِ كَالبِناءِ عَلَى الرَّملِ» . وقيلَ : عَلَى الماءِ . (1)
إرشاد القلوب عن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنَّ قَوما يَجيؤونَ يَومَ القِيامَةِ ولَهُم مِنَ الحَسَناتِ أمثالُ الجِبالِ ، فَيَجعَلُهَا اللّهُ هَباءً مَنثورا ، ثُمَّ يُؤمَرُ بِهِم إلَى النّارِ» . فَقالَ سَلمانُ : صِفهُم لَنا يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ : «أما إنَّهُم قَد كانوا يَصومونَ ويُصَلّونَ ، ويَأخُذونَ اُهبَةً (2) مِنَ اللَّيلِ ، ولكِنَّهُم كانوا إذا عَرَضَ لَهُم شَيءٌ مِنَ الحَرامِ وَثَبوا عَلَيهِ» . (3)
المعجم الكبير :عَن ضَمرَةَ بنِ حَبيبٍ عَن اُمِّ عَبدِ اللّهِ اُختِ شَدّادِ بنِ أوسٍ أنَّها بَعَثَت إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِقَدَحِ لَبَنٍ عِندَ فِطرِهِ وهُوَ صائِمٌ ، وذلِكَ في طولِ النَّهارِ وشِدَّةِ الحَرِّ ، فَرَدَّ إلَيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «أنّى كانَ لَكِ هذا اللَّبَنُ؟» . قالَت : مِن شاةٍ لي . فَرَدَّ إلَيها رَسولَها : «أنّى كانَت لَكِ هَذِهِ الشّاةُ؟» . قالَت : اِشتَرَيتُها مِن مالي . فَأَخَذَهُ مِنها . فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أتَتهُ اُمُّ عَبدِ اللّهِ ، فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، بَعَثتُ إلَيكَ بِاللَّبَنِ مَرثِيَةً لَكَ (4) مِن طولِ النَّهارِ وشِدَّةِ الحَرِّ ، فَرَدَدتَ الرَّسولَ فيهِ! فَقالَ لَها : «بِذلِكَ اُمِرَتِ الرُّسُلُ ؛ ألاّ نَأكُلَ إلاّ طَيِّبا ، ولا نَعمَلَ إلاّ صالِحا» . (5)
.
ص: 118
الكافي عن أبي بصير :قالَ رَجُلٌ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : إنّي ضَعيفُ العَمَلِ قَليلُ الصِّيامِ ، ولكِنّي أرجو ألاّ آكُلَ إلاّ حَلالاً . فَقالَ لَهُ : «أيُ الاِجتِهادِ أفضَلُ مِن عِفَّةِ بَطنٍ وفَرجٍ؟!» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام_ لِأَبي حَمزَةَ الثُّمالِيِّ _: «يَبعَثُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ قَوما بَينَ أيديهِم نورٌ كَالقَباطِيِّ (2) ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ : كُن هَباءً مَنثورا» . ثُمَّ قالَ : «أما وَاللّهِ يا أبا حَمزَةَ ، إنَّهُم كانوا لَيَصومونَ ويُصَلّونَ ولكِن كانوا إذا عَرَضَ لَهُم شَيءٌ مِنَ الحَرامِ أخَذوهُ ، وإذا عَرَضَ لَهُم شَيءٌ مِن فَضلِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنكَروهُ» . (3)
.
ص: 119
كَلامٌ فِي الاِستِظهارِ لِلصِّيامِ بِإِصلاحِ الطَّعامِتعدّ عملية تناول الطعام والشراب في وقتي الإفطار والسحر قوام عملية الصيام وروحها ، ومن ثَمَّ فإنَّ حلّية الأطعمة والأشربة وحرمتها ، وكمّها ونوعها ، وكذلك دوافع الصائمين في تناولها ، تلعب _ من منظور الإسلام _ دورا أساسيّا في مدى الانتفاع من الصيام ولها تأثيرها البليغ فيما يكسبه الصائم من بركات هذه الضيافة . فالشرط الأوّل للانتفاع من الصوم أن تكون الطاقة الّتي تؤمّنه والقوّة الّتي تعين الإنسان عليه من حلال ، فالطعام الحرام لا يقتصر دوره المخرّب على حرمان الإنسان من عطايا الصيام وبركاته وحسب ، بل هو آفة تهدّد العبادات كافّة ، على ما سلفت الإشارة إليه في الروايات السابقة . من هنا جاء عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قوله : « العِبادَةُ مَعَ أكلِ الحَرامِ كَالبِناءِ عَلَى الرَّملِ » (1) . تأسيسا على هذا المعنى ، تستأثر معرفة الأطعمة المحرّمة بأهمّية بليغة بالنسبة إلى الصائم .
ضروب الأطعمة والأشربة المحرّمةتقسّم الأطعمة والأشربة المحرّمة إلى عدد من الأقسام ، هي :
.
ص: 120
1 . ما يتّسم بالحرمة الذاتية ، مثل : لحوم الحيوانات المحرّمة ، وبيوض الطيور المحرّمة ، وبعض أعضاء الحيوانات المحلّلة (مثل : الطحال ، والقضيب ، والرحم ، والأنثيين ، والمثانة ، والغدد ، والمرارة ، والنخاع وغيرها) ، والأعيان النجسة (مثل : الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، والشراب المسكر ، ويلحقه أي مائع آخر مسكر) . (1) 2 . ما يتّسم بالحرمة العرضية ، مثل : الأطعمة المتنجّسة بملاقاة الأعيان النجسة ، أو ما يتّسم بإلحاق الضرر الشديد بجسم الإنسان ونفسه . 3 . الأطعمة والأشربة الّتي تهيّأ من المال الحرام ، ويدخل في عدادها موائد الإفطار الّتي يُنفق عليها من بيت المال بدون إذن قانوني . 4 . ما تمّ إعداده من مال مختلط بالحرام . 5 . ما تمّ إعداده من مال لم تؤدَّ حقوقه الشرعية ، مثل الخمس والزكاة . 6 . ما تمّ إعداده من مال حلال ، لكن وقع الإسراف في نوعيّتِهِ ومقداره .
اجتناب الأغذية المشتبهةإذا أراد الصائم أن يستفيد من صومه وينتفع به ، فينبغي له ألاّ يقتصر على اجتناب الأغذية الّتي ثبتت حرمتها قطعا ، بل من الضروري له أن يجتنب الأطعمة المشتبهة أيضا . والأغذية الّتي تخالطها الشبهات ، وهي على قسمين : القسم الأوّل : أن يكون المشتبه محكوما بالحلّية في الظاهر ، كما هو حال الأطعمة الّتي يُهيّئها المضيّف المسلم لضيفه ، والضيف يحتمل أن يكون مصدرها من المال الحرام . القسم الثاني : ما هو محكوما بالحرمة بحسب الظاهر ، كما هو حال الأطعمة الّتي تعدّ من المال المختلط بالحرام ، على النحو الّذي لا يمكن فصل الحلال
.
ص: 121
من الحرام . على أنَّ النقطة الّتي تبرز على هذا الصعيد ، أنَّ الإسلام أخذ الحيطة لمعالجة هذه الشبهات ودبّر طريقا للخروج من ربقتها ، متمثّلاً بإخراج خمس المال المشتبه عن هذا الطريق ، بمقدور الصائم أن يتخلّص من مشكلة الأطعمة المشتبهة الّتي يتناولها ويطعم منها ضيوفه خاصّةً ، ويطهّرها ممّا يلابسها من شبهات ، لكي يصفوَ له صيام شهر رمضان المبارك وينعم بعطاياه المعنوية أكثر .
دوافع تناول الطعام والشرابإنَّ طبيعة الدافع الّذي يصدر منه الصائم في تناول الطعام والشراب في وقتَي الإفطار والسحر ، له تأثيره في بلوغ كمال الانتفاع من بركات الصوم . لقد جاء في أحد وصايا النَّبي صلى الله عليه و آله إلى الصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري ، قوله : « يا أبا ذَرٍّ لِيَكُن لَكَ في كُلِّ شَيءٍ نِيَّةٌ صالِحَةٌ حَتَّى الأَكلِ وَالنَّومِ » . (1) ثَمَّ فرق ولا ريب بين الصائم الّذي يتناول السحور والإفطار بباعث الجوع والعطش وحسب ، وبين من يتناولهما بقصد القربة ورضا اللّه سبحانه ، فالحالة النورية الوضّاءة لصوم الصائم الّذي تناول الطعام فيه بباعث القربة الإلهية ، لا يقارن مطلقا بالصوم الّذي يتمّ تناول الطعام فيه والتقوّي عليه بباعث حيواني وبمحض الشهوة ، بديهي أنَّ الدافع الإلهي في هذه الممارسة ، الّتي يقول فيها الصائم : إنّني أتناول الطعام قربةً إلى اللّه ، يحتاج تحقّقها إلى مقدّمات تتجاوب مع هذه الممارسة ولوازم تقترن معها ، منها أن يتناسب الطعام في النّوعيّة والمقدار مع حاجة البدن . على ضوء ما مرَّ من المقدّمات والإيضاحات يمكن تكثيف خلاصة الكلام في باب إصلاح الطعام ، بسعي الصائم الالتزام بثلاثة اُمور تقود رعايتها للانغمار بهذه
.
ص: 122
الضيافة الإلهية والانتفاع من مواهبها أكثر فأكثر ، هذه الاُمور الثلاثة ، هي : 1 . حليّة المأكول والمشروب ، واجتناب الأطعمة المحرّمة وتلك الّتي تلابسها الشبهات . 2 . أن تأتي نوعيّة هذه الأطعمة والأشربة ومقدارها ، متّسقةً مع حاجة البدن ومتطلّباته ، وألاّ يُترف الصائم في طعامه بالألوان الكثيرة الّتي تفيض عن حاجته . 3 . أن يتناول ما يتناوله من الأطعمة والأشربة ، بقصد القربة وبباعث رضا اللّه وامتثال أمره سبحانه . بعد أن ينتهي العالم الرباني آية اللّه ملكي تبريزي قدس سره من بيان أصناف الصائمين لجهة طبيعة تعاملهم مع الطعام والشراب ، يقول : « ومنهم : من يكون مأكله ومتقلّبه كلّها محلّلة ولا يُسرف ولا يُترف ، بل يتواضع للّه في مقدار طعامه وشرابه عن الحدّ المحلّل وغير المكروه ، وهكذا يترك اللّذيذ ويقتصر في الأدام على لون واحد ، أو يترك بعض اللّذائذ وبعض الزيادة . فدرجاتهم عند ربّهم المراقِب لحفظ مجاهداتِهم ومراقباتِهم محفوظة مجزيّة مشكورة ولا يُظلَمون فتيلاً ، فيجزيهم ربّهم بأحسن ما كانوا يعملون ، ويزيدهم من فضله بغير حساب ، فلا تعلم نفس ما اُخفي لهم من قرّة أعين ، بل ولا خطر على قلب » . (1) اللّهمَّ اجعلنا منهم .
.
ص: 123
الفصل الرابع : أدعِيَةُ التَّهَيُّوَ لِضِيافَةِ اللّهِ4 / 1أدعِيَةُ آخِرِ شَعبانَالإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في آخِرِ شَعبانَ _: [ اللّهُمّ] إنَّ هذا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ ، فَسَلِّمنا فيهِ وسَلِّمهُ لَنا وسَلِّمهُ مِنّا (1) في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ . (2)
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُهُ في آخِرِ لَيلَةٍ مِن شَعبانَ وأوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمّ إنَّ هذا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذي اُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ ، فَسَلِّمنا فيهِ وَسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، يا مَن أخَذَ القَليلَ وشَكَرَ الكَثيرَ اقبَل مِنِّي اليَسيرَ .
.
ص: 124
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ أن تَجعَلَ لي إلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً ، ومِن كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، يا مَن عَفا عَنّي وعَمّا خَلَوتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ ، يا مَن لَم يُؤاخِذني بِارتِكابِ المَعاصي ، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ يا كَريمُ ، إلهي وَعَظتَني فَلَم أتَّعِظ ، وزَجَرتَني عَن مَحارِمِكَ فَلَم أنزَجِر ، فَما عُذري؟ فَاعفُ عَنّي يا كَريمُ ، عَفوَكَ عَفوَكَ . اللّهُمّ ، إنّي أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ ، وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ ، عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ التَّجاوُزُ مِن عِندِكَ ، يا أهلَ التَّقوى ويا أهلَ المَغفِرَةِ ، عَفوَكَ عَفوَكَ . اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ وَابنُ أمَتِكَ ، ضَعيفٌ فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ ، وأنتَ مُنزِلُ الغِنى وَالبَرَكَةِ عَلَى العِبادِ ، قاهِرٌ مُقتَدِرٌ ، أحصَيتَ أعمالَهُم وقَسَمتَ أرزاقَهُم ، وجَعَلتَهُم مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم وألوانُهُم ، خَلقا مِن بَعدِ خَلقٍ ، لا يَعلَمُ العِبادُ عِلمَكَ ، ولا يَقدِرُ العِبادُ قَدرَكَ ، وكُلُّنا فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ ، فَلا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ ، وَاجعَلني مِن صالِحي خَلقِكَ فِي العَمَلِ وَالأَمَلِ وَالقَضاءِ وَالقَدَرِ . اللّهُمّ أبقِني خَيرَ البَقاءِ ، وأفنِني خَيرَ الفَناءِ ؛ عَلى مُوالاةِ أولِيائِكَ ومُعاداةِ أعدائِكَ وَالرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ ، وَالخُشوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسليمِ لَكَ ، وَالتَّصديقِ بِكِتابِكَ ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِكَ . اللّهُمّ ما كانَ في قَلبي مِن شَكٍّ أو ريبَةٍ ، أو جُحودٍ أو قُنوطٍ ، أو فَرَحٍ أو بَذَخٍ ، أو بَطَرٍ أو خُيَلاءَ ، أو رِياءٍ أو سُمعَةٍ ، أو شِقاقٍ أو نِفاقٍ ، أو كُفرٍ أو فُسوقٍ أو عِصيانٍ ، أو عَظَمَةٍ أو شَيءٍ لا تُحِبُّ ، فَأَسأَلُكَ يا رَبِّ أن تُبدِلَني مَكانَهُ إيمانا بِوَعدِكَ ، ووَفاءً بِعَهدِكَ ، ورِضا بِقَضائِكَ ، وزُهدا فِي الدُّنيا ، ورَغبَةً فيما عِندَكَ ، واُثرَةً (1) وطُمَأنينَةً وتَوبَةً
.
ص: 125
نَصوحا (1) ، أسأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ . إلهي أنتَ مِن حِلمِكَ تُعصى ، ومِن كَرَمِكَ وَجودِكَ تُطاعُ ؛ فَكَأَنَّكَ لَم تُعصَ ، وأنَا ومَن لَم يَعصِكَ سُكّانُ أرضِكَ ، فَكُن عَلَينا بِالفَضلِ جَوادا ، وبِالخَيرِ عَوّادا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحصى ولا تُعَدُّ ، ولا يَقدِرُ قَدرَها غَيرُكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
4 / 2أدعِيَةُ رُؤيَةِ هِلالِ شَهرِ رَمَضانَالإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا اُهِلَّ (3) هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ استَقبَلَ القِبلَةَ ورَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ : اللّهُمّ أهِلَّهُ (4) عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وَالعافِيَةِ المُجَلِّلَةِ (5) ، وَالرِّزقِ الواسِعِ ، ودَفعِ الأَسقامِ . اللّهُمّ ارزُقنا صِيامَهُ وقِيامَهُ وتِلاوَةَ القُرآنِ فيهِ . اللّهُمّ سَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فيهِ . (6)
.
ص: 126
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذَا استُهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ استَقبَلَ القِبلَةَ بِوَجهِهِ وقالَ : اللّهُمّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وَالعافِيَةِ المُجَلِّلَةِ ودَفعِ الأَسقامِ ، وَالرِّزقِ الواسِعِ ، وَالعَونِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَالقِيامِ وتِلاوَةِ القُرآنِ . اللّهُمّ سَلِّمنا لِشَهرِ رَمَضانَ وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فيهِ ؛ حَتّى يَنقَضِيَ عَنّا شَهرُ رَمَضانَ وقَد عَفَوتَ عَنّا وغَفَرتَ لَنا ورَحِمتَنا . (1)
الدعاء للطبراني عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رَأى هِلالَ رَمَضانَ قالَ : «هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ آمَنتُ بِالَّذي خَلَقَكَ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ _ إذا اُهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ أقبَلَ إلَى القِبلَةِ ثُمَّ قالَ : اللّهُمّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وَالعافِيَةِ المُجَلِّلَةِ ، اللّهُمّ ارزُقنا صِيامَهُ وقِيامَهُ وتِلاوَةَ القُرآنِ فيهِ ، اللّهُمّ سَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فيهِ . (3)
الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام إذا كانَ بِالكوفَةِ يَخرُجُ وَالنّاسُ مَعَهُ يَتَراءى هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِذا رَآهُ قالَ :
.
ص: 127
اللّهُمّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وصِحَّةٍ مِنَ السُّقمِ ، وفَراغٍ لِطاعَتِكَ مِنَ الشُّغلِ ، وَاكفِنا بِالقَليلِ مِنَ النَّومِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :مَرَّ عَلِيُ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام في طَريقِهِ يَوما فَنَظَرَ إلى هِلالِ شَهرِ رَمَضانَ ، فَوَقَفَ فَقالَ : أيُّهَا الخَلقُ المُطيعُ الدّائِبُ (2) السَّريعُ ، المُتَرَدِّدُ في مَنازِلِ التَّقديرِ ، المُتَصَرِّفُ في فَلَكِ التَّدبيرِ . (3) آمَنتُ بِمَن نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، وأوضَحَ بِكَ البُهَمَ (4) ، وجَعَلَكَ آيَةً مِن آياتِ مُلكِهِ ، وعَلامَةً مِن عَلاماتِ سُلطانِهِ ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ ، وَامتَهَنَكَ (5) بِالكَمالِ وَالنُّقصانِ ، وَالطُّلوعِ وَالاُفولِ ، وَالإِنارَةِ وَالكُسوفِ ، في كُلِّ ذلِكَ أنتَ لَهُ مُطيعٌ وإلى إرادَتِهِ سَريعٌ . سُبحانَهُ! ما أعجَبَ ما دَبَّرَ في أمرِكَ ، وألطَفَ ما صَنَعَ في شَأنِكَ! جَعَلَكَ مِفتاحَ شَهرٍ حادِثٍ لأَِمرٍ حادِثٍ ، فَأَسأَلُ اللّهَ رَبّي ورَبَّكَ ، وخالِقي وخالِقَكَ ، ومُقَدِّري ومُقَدِّرَكَ ، ومُصَوِّري ومُصَوِّرَكَ ؛ أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَجعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمحَقُهَا (6) الأَيّامُ ، وطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الآثامُ ؛ هِلالَ أمنٍ مِنَ الآفاتِ ؛ وسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ ؛ هِلالَ سَعدٍ
.
ص: 128
لا نَحسَ فيهِ ، ويُمنٍ لا نَكَدَ (1) مَعَهُ ، ويُسرٍ لا يُمازِجُهُ عُسرٌ ، وخَيرٍ لا يَشوبُهُ (2) شَرٌّ ؛ هِلالَ أمنٍ وإيمانٍ ، ونِعمَةٍ وإحسانٍ ، وسَلامَةٍ وإسلامٍ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلنا مِن أرضى مَن طَلَعَ عَلَيهِ ، وأزكى مَن نَظَرَ إلَيهِ ، وأسعَدِ مَن تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ ، ووَفِّقنا فيهِ لِلطّاعَةِ وَالتَّوبَةِ ، وَاعصِمنا فيهِ مِنَ الآثامِ وَالحَوبَةِ (3) ، وَ أوزِعنا (4) فيهِ شُكرَ النِّعمَةِ ، وَاَلبِسنا فيهِ جُنَنَ (5) العافِيَةِ ، وأتمِم عَلَينا بِاستِكمالِ طاعَتِكَ فيهِ المِنَّةَ ، إنَّكَ أنتَ المَنّانُ الحَميدُ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ . (6)
الكافي :عَن مُعاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أبي عَبدِ اللّه عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا اُهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ قالَ : اللّهُمّ أدخِلهُ عَلَينا بِالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وَاليَقينِ وَالإِيمانِ ، وَالبِرِّ وَالتَّوفيقِ لِما تُحِبُّ وتَرضى . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا رَأَيتَ الهِلالَ فَقُل : اللّهُمّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَينا صِيامَهُ ، وأنزَلتَ فيهِ القُرآنَ هُدىً لِلنّاس وبَيِّناتِ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ . اللّهُمّ أعِنّا عَلى صِيامِهِ ،
.
ص: 129
وتَقَبَّلهُ مِنّا ، وَسَلِّمنا فيهِ وسَلِّمنا مِنهُ (1) وسَلِّمهُ لَنا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا رَحمانُ يا رَحيمُ . (2)
عنه عليه السلام :إذا رَأَيتَ هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ فَلا تُشِر إلَيهِ ، ولكِنِ استَقبِلِ القِبلَةَ ، وَارفَع يَدَيكَ إلَى اللّهِ عز و جل ، وخاطِبِ الهِلالَ تَقولُ : رَبّي ورَبُّكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، اللّهُمّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ (3) ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ ، وَالمُسارَعَةِ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى . اللّهُمّ بارِك لَنا في شَهرِنا هذا،وَارزُقنا خَيرَهُ وعَونَهُ،وَاصرِف عَنّا ضُرَّهُ وشَرَّهُ،وبَلاءَهُ وفِتنَتَهُ. (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :إذا رَأَيتَ الهِلالَ فَقُل : اللّهُمّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَينا صِيامَهُ وقِيامَهُ ، فَأَعِنّا عَلى صِيامِهِ وقِيامِهِ ، وتَقَبَّلهُ مِنّا ، وسَلِّمنا فيهِ وسَلِّمهُ لَنا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (5)
الإمام الرضا عليه السلام :مَعاشِرَ شيعَتي ، إذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ فَلا تُشيروا إلَيهِ بِالأَصابِعِ ، ولكِنِ استَقبِلُوا القِبلَةَ وَارفَعوا أيدِيَكُم إلَى السَّماءِ وخاطِبُوا الهِلالَ وقولوا : رَبُّنا ورَبُّكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . اللّهُمّ اجعَلهُ عَلَينا هِلالاً مُبارَكا ، ووَفِّقنا لِصِيامِ شَهرِ رَمَضانَ ، وسَلِّمنا فيهِ وتَسَلَّمنا مِنهُ (6) في يُسرٍ وعافِيَةٍ ، وَاستَعمِلنا
.
ص: 130
فيهِ بِطاعَتِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . فَما مِن عَبدٍ فَعَلَ ذلِكَ إلاّ كَتَبَهُ اللّهُ _ تَبارَكَ وتَعالى _ في جُملَةِ المَرحومينَ ، وأثبَتَهُ في ديوانِ المَغفورينَ . ولَقَد كانَت فاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمينَ عليهاالسلام تَقولُ ذلِكَ سُنَّةً (1) . (2)
المقنعة :مِنَ السُّنَّةِ الثّابِتَةِ عَنِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله الدُّعاءُ عِندَ رُؤيَةِ الهِلالِ ، فَإِذا طَلَعَ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ فَادعُ بِهذا الدُّعاءِ لِلاِستِهلالِ ؛ فَإِنَّهُ مَأثورٌ عَنِ الصّادقينَ عليهم السلام : اللّهُمّ أهِلَّهُ عَلَينا وعَلى أهلِ بُيوتاتِنا وأشياعِنا وإخوانِنا بِأَمنٍ وإيمانٍ ، وسَلامَةٍ وإسلامٍ ، وبِرٍّ وَتَقوىً ، وعافِيَةٍ مُجَلِّلَةٍ ، ورِزقٍ واسِعٍ حَسَنٍ ، وفَراغٍ مِنَ الشُّغلِ ، وَاكتِفاءٍ فيهِ (3) بِالقَليلِ مِنَ النَّومِ ، ومُسارَعَةٍ فيما تُحِبُّ وتَرضى ، وثَبِّتنا عَلَيهِ . اللّهُمّ بارِك لَنا في هذا الشَّهرِ (4) ، وَارزُقنا بَرَكَتَهُ وخَيرَهُ ، وعَونَهُ وغُنمَهُ وفَوزَهُ (5) ، وَاصرِف عَنّا شَرَّهُ وضُرَّهُ وبَلاءَهُ وفِتنَتَهُ . اللّهُمّ ما قَسَمتَ فيهِ مِن رِزقٍ أو خَيرٍ أو عافِيَةٍ أو فَضلٍ أو مَغفِرَةٍ أو رَحمَةٍ ، فَاجعَل نَصيبَنا فيهِ الأَكثَرَ ، وحَظَّنا مِنهُ الأَوفَرَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (6)
.
ص: 131
4 / 3أدعِيَةُ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَأ _ أدعِيَةُ النَّبِيِّالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ يَقولُ : اللّهُمّ إنَّهُ قَد دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ ، اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ . اللّهُمّ فَبارِك لَنا في شَهرِ رَمَضانَ ، وأعِنّا عَلى صِيامِهِ وصَلاتِهِ ، وتَقَبَّلهُ مِنّا . (1)
الدعاء للطبراني عن عائشة :لَمّا حَضَرَ رَمَضانُ ، قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، قَد حَضَرَ رَمَضانُ فَما أقولُ؟ قالَ : قولي : اللّهُمّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ ؛ فَاعفُ عَنّي . (2)
الدعاء للطبراني عن عبادة بن الصامت :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُعَلِّمُنا هؤُلاءِ الكَلِماتِ إذا جاءَ رَمَضانُ ، أن يَقولَ أحَدُنا : اللّهُمّ سَلِّمني مِن رَمَضانَ ، وسَلِّم رَمَضانَ لي ، وتَسَلَّمهُ مِنّي مُتَقَبَّلاً (3) . (4)
ب _ دُعاءُ الإِمامِ زَينِ العابِدينَالإمام زين العابدين عليه السلام_ في دُعائِهِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ _: الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِحَمدِهِ ، وجَعَلَنا مِن أهلِهِ ؛ لِنَكونَ لاِءِحسانِهِ مِنَ
.
ص: 132
الشّاكِرينَ ، ولِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَبانا (1) بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ ، وسَبَّلَنا (2) في سُبُلِ إحسانِهِ ، لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ؛ حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى بِهِ عَنّا . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ؛ شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وشَهرَ التَّمحيصِ (3) ، وشَهرَ القِيامِ « الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ » . (4) فَأَبانَ فَضيلَتَهُ عَلى سائِرِ الشُّهورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الحُرُماتِ المَوفورَةِ وَالفَضائِلِ المَشهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فيهِ ما أحَلَّ في غَيرِهِ إعظاما ، وحَجَرَ (5) فيهِ المَطاعِمَ وَالمَشارِبَ إكراما ، وجَعَلَ لَهُ وَقتا بَيِّنا ؛ لا يُجيزُ _ جَلَّ وعَزَّ _ أن يُقَدَّمَ قَبلَهُ ، ولا يَقبَلُ أن يُؤَخَّرَ عَنهُ . ثُمَّ فَضَّلَ لَيلَةً واحِدَةً مِن لَياليهِ عَلى لَيالي ألفِ شَهرٍ ، وسَمّاها لَيلَةَ القَدرِ « تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ » (6) ، سَلامٌ دائِمُ البَرَكَةِ إلى طُلوعِ الفَجرِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحكَمَ مِن قَضائِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وألهِمنا مَعرِفَةَ فَضلِهِ ، وإجلالَ حُرمَتِهِ ، وَالتَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرتَ (7) فيهِ ، وأعِنّا عَلى صِيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيكَ ، وَاستِعمالِها فيهِ بِما يُرضيكَ ؛ حَتّى لا نُصغِيَ بِأَسماعِنا إلى لَغوٍ ،
.
ص: 133
ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلى لَهوٍ ، وحَتّى لا نَبسُطَ أيدِيَنا إلى مَحظورٍ ، ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلى مَحجورٍ ، وحَتّى لا تَعِيَ (1) بُطونُنا إلاّ ما أحلَلتَ ، ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلاّ بِما مَثَّلتَ ، ولا نَتَكَلَّفَ إلاّ ما يُدني مِن ثَوابِكَ ، ولا نَتَعاطى إلاَّ الَّذي يَقي مِن عِقابِكَ ، ثُمَّ خَلِّص ذلِكَ كُلَّهُ مِن رِياءِ المُرائينَ ، وسُمعَةِ المُسمِعينَ ، لا نُشرِكُ فيهِ أحَدا دونَكَ ، ولا نَبتَغي فيهِ مُرادا سِواكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وقِفنا (2) فيهِ عَلى مَواقيتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ بِحُدودِهَا الَّتي حَدَّدتَ ، وفُروضِهَا الَّتي فَرَضتَ ، ووَظائِفِهَا الَّتي وَظَّفتَ ، وأوقاتِهَا الَّتي وَقَّتَّ ، وأنزِلنا فيها مَنزِلَةَ المُصيبينَ لِمَنازِلِها ؛ الحافِظينَ لِأَركانِها ؛ المُؤَدّينَ لَها في أوقاتِها ، عَلى ما سَنَّهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ _ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ _ في رُكوعِها وسُجودِها وجَميعِ فَواضِلِها ، عَلى أتَمِّ الطَّهورِ وأسبَغِهِ (3) ، وأبيَنِ الخُشوعِ وأبلَغِهِ . ووَفِّقنا فيهِ لِأَن نَصِلَ أرحامَنا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ ، وأن نَتَعاهَدَ جيرانَنا بِالاْءِفضالِ وَالعَطِيَّةِ ، وأن نُخَلِّصَ أموالَنا مِنَ التَّبِعاتِ ، وأن نُطَهِّرَها بِإِخراجِ الزَّكَواتِ . وأن نُراجِعَ مَن هاجَرَنا (4) ، وأن نُنصِفَ مَن ظَلَمَنا ، وأن نُسالِمَ مَن عادانا ، حاشا مَن عودِيَ فيكَ ولَكَ ؛ فَإِنَّهُ العَدُوُّ الَّذي لا نُواليهِ ، وَالحِزبُ الَّذي لا نُصافيهِ . وأن نَتَقَرَّبَ إلَيكَ فيهِ مِنَ الأَعمالِ الزّاكِيَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنوبِ ، وتَعصِمُنا فيهِ مِمّا نَستَأنِفُ مِنَ العُيوبِ ؛ حَتّى لا يورِدَ عَلَيكَ أحَدٌ مِن
.
ص: 134
مَلائِكَتِكَ إلاّ دونَ ما نورِدُ مِن أبوابِ الطّاعَةِ لَكَ ، وأنواعِ القُربَةِ إلَيكَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذا الشَّهرِ ، وبِحَقِّ مَن تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ مِن ابتِدائِهِ إلى وَقتِ فَنائِهِ _ مِن مَلَكٍ قَرَّبتَهُ ، أو نَبِيٍ أرسَلتَهُ ، أو عَبدٍ صالِحٍ اِختَصَصتَهُ _ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأهِّلنا (1) فيهِ لِما وَعَدتَ أولِياءَكَ مِن كَرامَتِكَ ، وأوجِب لَنا فيهِ ما أوجَبتَ لِأَهلِ المُبالَغَةِ في طاعَتِكَ ، وَاجعَلنا في نَظمِ مَنِ استَحَقَّ الرَّفيعَ (2) الأَعلى بِرَحمَتِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وجَنِّبنَا الإِلحادَ في تَوحيدِكَ ، وَالتَّقصيرَ في تَمجيدِكَ ، وَالشَّكَّ في دينِكَ ، وَالعَمى عَن سَبيلِكَ ، وَالإِغفالَ لِحُرمَتِكَ ، وَالاِنخِداعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وإذا كانَ لَكَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن لَيالي شَهرِنا هذا رِقابٌ يُعتِقُها عَفوُكَ أو يَهَبُها صَفحُكَ ، فَاجعَل رِقابَنا مِن تِلكَ الرِّقابِ ، وَاجعَلنا لِشَهرِنا مِن خَيرِ أهلٍ وأصحابٍ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَامحَق ذُنوبَنا مَعَ امِّحاقِ هِلالِهِ ، وَاسلَخ عَنّا تَبِعاتِنا مَعَ انسِلاخِ أيّامِهِ ؛ حَتّى يَنقَضِيَ عَنّا وقَد صَفَّيتَنا فيهِ مِنَ الخَطيئاتِ وأخلَصتَنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وإن مِلنا فيهِ فَعَدِّلنا ، وإن زِغنا (3) فيهِ فَقَوِّمنا ، وإنِ اشتَمَلَ عَلَينا عَدُوُّكَ الشَّيطانُ فَاستَنقِذنا مِنهُ . اللّهُمّ اشحَنهُ (4) بِعِبادَتِنا إيّاكَ ، وزَيِّن أوقاتَهُ بِطاعَتِنا لَكَ ، وأعِنّا في
.
ص: 135
نَهارِهِ عَلى صِيامِهِ ، وفي لَيلِهِ عَلَى الصَّلاةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيكَ ، وَالخُشوعِ لَكَ وَالذِّلَّةِ بَينَ يَدَيكَ ؛ حَتّى لا يَشهَدَ نَهارُهُ عَلَينا بِغَفلَةٍ ، ولا لَيلُهُ بِتَفريطٍ . اللّهُمّ وَاجعَلنا في سائِرِ الشُّهورِ وَالْأَيّامِ كَذلِكَ ما عَمَّرْتَنا ، وَاجعَلنا مِن عِبادِكَ الصّالِحينَ «الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَ__لِدُونَ» (1) ، «وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَ جِعُونَ» (2) ، ومِنَ الَّذينَ «يُسَ_رِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَ هُمْ لَهَا سَ_بِقُونَ» . (3) اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في كُلِّ وَقتٍ وكُلِّ أوانٍ وعَلى كُلِّ حالٍ ، عَدَدَ ما صَلَّيتَ عَلى مَن صَلَّيتَ عَلَيهِ ، وأضعافَ ذلِكَ كُلِّهِ بِالأَضعافِ الَّتي لا يُحصيها غَيرُكَ ، إنَّكَ فَعّالٌ لِما تُريدُ . (4)
ج _ أدعِيَةُ الإِمامِ الصّادِقِالإمام الصادق عليه السلام :إذا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ فَقُل : اللّهُمّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَينا صِيامَهُ ، وأنزَلتَ فيهِ القُرآنَ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ . اللّهُمّ أعِنّا عَلى صِيامِهِ ، اللّهُمّ تَقَبَّلهُ مِنّا ، وسَلِّمنا فيهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (5)
الإقبال :دعاءٌ آخر إن دعوتَ به أوّلَ ليلةٍ في شهر الصيام فقدِّم لفظ : «لَيلَتي
.
ص: 136
هذهِ» على «يَومي هذا» ، وإن دعوتَ به أوّلَ يومٍ من الشهر فَادعُ باللفظة الَّتي يَأتي فيه ، والَّذي رَجح في خاطري أنَّ الدعاء به في أوّلِ يومٍ منه . رَويناه بإسنادِنا إلى أبي محمّدٍ هارونَ بن موسى التلعكبريّ ، بإسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قالَ : يَقولُ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ : اللّهُمّ هذا شَهرُ رَمَضانَ المُبارَكُ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ ، فَسَلِّمنا فيهِ وسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ . وأسأَلُكَ اللّهُمّ أن تَغفِرَ لي في شَهري هذا ، وتَرحَمَني فيهِ ، وتُعتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وتُعطِيَني فيهِ خَيرَ ما أعطَيتَ أحَدا مِن خَلقِكَ ، وخَيرَ ما أنتَ مُعطيهِ ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَكَ مُنذُ أسكَنتَني أرضَكَ إلى يَومي هذا ، وَاجعَلهُ عَلَيَ أتَمَّهُ نِعمَةً ، وأعَمَّهُ عافِيَةً ، وأوسَعَهُ رِزقا ، وأجزَلَهُ وأهنَأَهُ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ وبِوَجهِكَ الكَريمِ ومُلكِكَ العَظيمِ ، أن تَغرُبَ الشَّمسُ مِن يَومي هذا ، أو يَنقَضِيَ بَقِيَّةُ هذا اليَومِ ، أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذهِ ، أو يَخرُجَ هذا الشَّهرُ ؛ ولَكَ قِبَلي مَعَهُ تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تُقايِسَني بِذلِكَ ، أو تُؤاخِذَني بِهِ ، أو تَقِفَني بِهِ مَوقِفَ خِزيٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، أو تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ إنّي أدعوكَ لِهَمٍّ لا يُفَرِّجُهُ غَيرُكَ ، ولِرَحمَةٍ لا تُنالُ إلاّ بِكَ ، ولِكَربٍ (1) لا يَكشِفُهُ إلاّ أنتَ ، ولِرَغبَةٍ لا تُبلَغُ إلاّ بِكَ ، ولِحاجَةٍ لا تُقضى دونَكَ .
.
ص: 137
اللّهُمّ فَكَما كانَ مِن شَأنِكَ ما أرَدتَني بِهِ مِن مَسأَلَتِكَ ، ورَحِمتَني بِهِ مِن ذِكرِكَ ، فَليَكُن مِن شَأنِكَ سَيِّدِي الإِجابَةُ لي فيما دَعَوْتُكَ ، وَالنَّجاةُ لي فيما قَد فَزِعتُ إلَيكَ مِنهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافتَح لي مِن خَزائِنِ رَحمَتِكَ رَحمَةً لا تُعَذِّبُني بَعدَها أبَدا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَارزُقني مِن فَضلِكَ الواسِعِ رِزقا حَلالاً طَيِّبا لا تُفقِرُني بَعدَهُ إلى أحَدٍ سِواكَ أبَدا ، تَزيدُني بِذلِكَ لَكَ شُكرا ، وإلَيكَ فاقَةً وفَقرا ، وبِكَ عَمَّن سِواكَ غِنىً وتَعَفُّفا . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تَكونَ جَزاءَ إحسانِكَ الإِساءَةُ مِنّي ، اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُصلِحَ عَمَلي فيما بَيني وبَينَ النّاسِ ، واُفسِدَهُ فيما بَيني وبَينَكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تُحَوِّلَ سَريرَتي بَيني وبَينَكَ ، أو تَكونَ مُخالِفَةً لِطاعَتِكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن يَكونَ شَيءٌ مِنَ الأَشياءِ آثَرَ عِندي مِن طاعَتِكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أعمَلَ مِن طاعَتِكَ قَليلاً أو كَثيراً اُريدُ بِهِ أحَداً غَيرَكَ ، أو أعمَلَ عَمَلاً يُخالِطُهُ رِياءٌ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن هَوىً يُردي مَن يَركَبُهُ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أجعَلَ شَيئا مِن شُكري فيما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيرِكَ ؛ أطلُبُ بِهِ رِضا خَلقِكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَعَدّى حَدّا مِن حُدودِكَ ؛ أتَزَيَّنُ بِذلِكَ لِلنّاسِ ، وأركَنُ بِهِ إلَى الدُّنيا . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِطاعَتِكَ مِن مَعصِيَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، جَلَّ ثَناءُ وَجهِكَ ،
.
ص: 138
لا اُحصِي الثَّناءَ عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، وأنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ . اللّهُمّ إنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِن مَظالِمَ كَثيرَةٍ لِعِبادِكَ عِندي ، فَأَيُّما عَبدٍ مِن عِبادِكَ أو أمَةٍ مِن إمائِكَ كانَت لَهُ قِبَلي مَظلِمَةٌ ظَلَمتُهُ إيّاها في مالِهِ أو بَدَنِهِ أو عِرضِهِ لا أستَطيعُ أداءَ ذلِكَ إلَيهِ ولا أتَحَلَّلُها مِنهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأرضِهِ أنتَ عَنّي بِما شِئتَ وكَيفَ شِئتَ ، وهَبها لي . وما تَصنَعُ يا سَيِّدي بِعَذابي وقَد وَسِعَت رَحمَتُكَ كُلَّ شَيءٍ !؟ وما عَلَيكَ يا رَبِّ أن تُكرِمَني بِرَحمَتِكَ ولا تُهينَني بِعَذابِكَ !؟ ولا يَنقُصُكَ يا رَبِّ أن تَفعَلَ بي ما سَأَلتُكَ وأنتَ واجِدٌ لِكُلِّ شَيءٍ ! اللّهُمّ إنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، ومِمّا ضَيَّعتُ مِن فَرائِضِكَ وأداءِ حَقِّكَ _ مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ، وَالصِّيامِ ، وَالجِهادِ ، وَالحَجِّ ، وَالعُمرَةِ ، وإسباغِ الوُضوءِ ، وَالغُسلِ مِنَ الجَنابَةِ ، وقِيامِ اللَّيلِ ، وكَثرَةِ الذِّكرِ ، وكَفّارَةِ اليَمينِ ، وَالاِستِرجاعِ فِي المَعصِيَةِ ، وَالصُّدودِ مِن كُلِّ شَيْءٍ قَصَّرتُ فيهِ ؛ مِن فَريضَةٍ أو سُنَّةٍ _ فَإِنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِنهُ ، ومِمّا رَكِبتُ مِنَ الكَبائِرِ ، وأتَيتُ مِنَ المَعاصي ، وعَمِلتُ مِنَ الذُّنوبِ ، وَاجتَرَحتُ (1) مِنَ السَّيِّئاتِ ، وأصَبتُ مِنَ الشَّهَواتِ ، وباشَرتُ مِنَ الخَطايا ، مِمّا عَمِلتُهُ مِن ذلِكَ عَمدا أو خَطَأً ؛ سِرّا أو عَلانِيَةً . فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ ومِن سَفكِ الدَّمِ ، وعُقوقِ الوالِدَينِ ، وقَطيعَةِ الرَّحِمِ ، وَالفَرارِ مِنَ الزَّحفِ ، وقَذفِ المُحصَناتِ ، وأكلِ أموالِ اليَتامى ظُلما ، وشَهادَةِ الزّورِ ، وكِتمانِ الشَّهادَةِ ، وأن أشتَرِيَ بِعَهدِكَ في نَفسي
.
ص: 139
ثَمَنا قَليلاً ، وأكلِ الرِّبا وَالغُلولِ (1) ، وَالسُّحتِ وَالسِّحرِ ، وَالكِتمانِ وَالطِّيَرَةِ (2) ، وَالشِّركِ وَالرِّياءِ ، وَالسَّرِقَةِ وشُربِ الخَمرِ ، ونَقصِ المِكيالِ وبَخسِ الميزانِ ، وَالشِّقاقِ (3) وَالنِّفاقِ ، ونَقضِ العَهدِ وَالفِريَةِ ، وَالخِيانَةِ وَالغَدرِ ، وإخفارِ الذِّمَّةِ (4) وَالحَلفِ ، وَالغيبَةِ وَالنَّميمَةِ وَالبُهتانِ ، وَالهَمزِ وَاللَّمزِ وَالتَّنابُزِ بِالأَلقابِ (5) ، وأذَى الجارِ ودُخولِ بَيتٍ بِغَيرِ إذنٍ ، وَالفَخرِ وَالكِبرِ وَالإِشراكِ وَالإِصرارِ وَالاِستِكبارِ ، وَالمَشيِ فِي الأَرضِ مَرَحا ، وَالجَورِ فِي الحُكمِ ، وَالاِعتِداءِ فِي الغَضَبِ ، ورُكوبِ الحَمِيَّةِ ، وتَعَضُّدِ الظّالِمِ ، وعَونٍ عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ ، وقِلَّةِ العَدَدِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ ، ورُكوبِ الظَّنِّ وَاتِّباعِ الهَوى ، وَالعَمَلِ بِالشَّهوَةِ ، وَالأَمرِ بِالمُنكَرِ ، وَالنَّهيِ عَنِ المَعروفِ ، وفَسادٍ فِي الأَرضِ ، وجُحودِ الحَقِّ ، وَالإِدلاءِ (6) إلَى الحُكّامِ بِغَيرِ حَقٍّ ، وَالمَكرِ وَالخَديعَةِ ، وَالبُخلِ ، وقَولٍ فيما لا أعلَمُ ، وأكلِ الميتَةِ وَالدَّمِ ولَحمِ الخِنزيرِ وما اُهِلَّ (7) لِغَيرِ اللّهِ بِهِ ، وَالحَسَدِ وَالبَغيِ وَالدُّعاءِ إلَى الفاحِشَةِ . وَالتَّمَنّي بِما فَضَّلَ اللّهُ ، وَالإِعجابِ بِالنَّفسِ ، وَالمَنِّ بِالعَطِيَّةِ ،
.
ص: 140
وَالاِرتِكابِ إلَى الظُّلمِ ، وجُحودِ القُرآنِ ، وقَهرِ اليَتيمِ ، وَانتِهارِ السّائِلِ (1) ، وَالحِنثِ (2) فِي الأَيمانِ وكُلِّ يَمينٍ كاذِبَةٍ فاجِرَةٍ ، وظُلمِ أحَدٍ مِن خَلقِكَ في أموالِهِم وأشعارِهِم (3) وأعراضِهِم وأبشارِهِم . (4) وما رَآهُ بَصَري ، وسَمِعَهُ سَمعي ، ونَطَقَ بِهِ لِساني ، وبَسَطَت إلَيهِ يَدي ، ونَقَلَت إلَيهِ قَدَمي ، وباشَرَهُ جِلدي ، وحَدَّثَت بِهِ نَفسي مِمّا هُوَ لَكَ مَعصِيَةٌ ، وكُلِّ يَمينٍ زورٍ . ومِن كُلِّ فاحِشَةٍ وذَنبٍ وخَطيئَةٍ عَمِلتُها في سَوادِ اللَّيلِ وبَياضِ النَّهارِ ، فِي مَلاءٍ أو خَلاءٍ ، مِمّا عَلِمتُهُ أو لَم أعلَمهُ ، ذَكَرتُهُ أو لَم أذكُرهُ ، سَمِعتُهُ أو لَم أسمَعهُ ، عَصَيتُكَ فيهِ رَبّي طَرفَةَ عَينٍ ، وفيما سِواها مِن حِلٍّ أو حَرامٍ تَعَدَّيتُ فيهِ أو قَصَّرتُ عَنهُ ، مُنذُ يَومَ خَلَقتَني إلى أن جَلَستُ مَجلِسي هذا ، فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ ، وأنتَ يا كَريمُ تَوّابٌ رَحيمٌ . اللّهُمّ يا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالمَحامِدِ الَّتي لا تُحصى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتي ، ولا تَرُدَّها لِكَثرَةِ ذُنوبي وما أسرَفتُ عَلى نَفسي ؛ حَتّى لا أرجِعَ في ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ، فَاجعَلها يا عَزيزُ تَوبَةً نَصوحا صادِقَةً مَبرورَةً لَدَيكَ مَقبولةً مَرفوعَةً عِندَكَ ، في خَزائِنِكَ الَّتي ذَخَرتَها لِأَولِيائِكَ حينَ قَبِلتَها مِنهُم ورَضيتَ بِها عَنهُم . اللّهُمّ إنَّ هذهِ النَّفسَ نَفسُ عَبدِكَ ، وأسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ
.
ص: 141
مُحَمَّدٍ ، وأن تُحَصِّنَها مِنَ الذُّنوبِ وتَمنَعَها مِنَ الخَطايا وتَحرُزَها مِنَ السَّيِّئاتِ ، وتَجعَلَها في حِصنٍ حَصينٍ مَنيعٍ لا يَصِلُ إلَيها ذَنبٌ ولا خَطيئَةٌ ، ولا يُفسِدُها عَيبٌ ولا مَعصِيَةٌ ؛ حَتّى ألقاكَ يَومَ القِيامَةِ وأنتَ عَنّي راضٍ وأنَا مَسرورٌ ، تَغبِطُني مَلائِكَتُكَ وأنبِياؤُكَ وجَميعُ خَلقِكَ ، وقَد قَبِلتَني وجَعَلتَني طائِعا طاهِرا زاكِيا عِندَكَ مِنَ الصّادِقينَ . اللّهُمّ إنّي أعتَرِفُ لَكَ بِذُنوبي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلها ذُنوبا لا تُظهِرُها لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، يا غَفّارَ الذُّنوبِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، سُبحانَكَ اللّهُمّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . اللّهُمّ إن كانَ مِن عَطائِكَ ومَنِّكَ وفَضلِكَ وفي عِلمِكَ وقَضائِكَ أن تَرزُقَنِي التَّوبَةَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاعصِمني بَقِيَّةَ عُمُري ، وأحسِن مَعونَتي فِي الجِدِّ وَالاِجتِهادِ وَالمُسارَعَةِ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى وَالنَّشاطِ وَالفَرَحِ وَالصِّحَّةِ ، حَتّى أبلُغَ في عِبادَتِكَ وطاعَتِكَ الَّتي يَحِقُّ لَكَ عَلَيَ رِضاكَ . وأن تَرزُقَني بِرَحمَتِكَ ما اُقيمُ بِهِ حُدودَ دينِكَ ، وحَتّى أعمَلَ في ذلِكَ بِسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وَافعَل ذلِكَ بِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، اللّهُمّ إنَّكَ تَشكُرُ اليَسيرَ وتَغفِرُ الكَثيرَ ، وأنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ _ تَقولُها ثَلاثا_ . (1)
د _ دُعاءُ الإِمامِ الكاظِمِالكافي عن عليّ بن رئاب عن الإمام الكاظم عليه السلام :اُدعُ بِهذا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ
.
ص: 142
مُستَقبِلَ (1) دُخولِ السَّنَةِ ، وذَكَرَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ مُحتَسبِا مُخلِصا لَم تُصِبهُ في تِلكَ السَّنَةِ فِتنَةٌ ولا آفَةٌ يُضَرُّ بِها دينُهُ وبَدَنُهُ ، ووَقاهُ اللّهُ _ عَزَّ ذِكرُهُ _ شَرَّ ما يَأتي بِهِ تِلكَ السَّنَةَ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي دانَ (2) لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، وبِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي قَهَرتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، يا نورُ يا قُدّوسُ (3) ، يا أوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ويا باقي بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، يا أللّهُ يا رَحمانُ يا أللّهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ (4) الأَعداءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي يُستَحَقُّ بِها نُزولُ البَلاءِ (5) ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ غَيثَ السَّماءِ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، وألبِسني دِرعَكَ الحَصينَةَ الَّتي لا تُرامُ ، وعافِني مِن شَرِّ ما اُحاذِرُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ في مُستَقبِلِ سَنَتي هذهِ .
.
ص: 143
اللّهُمّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، ورَبَّ السَّبعِ المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ ، ورَبَّ إسرافيلَ وميكائيلَ وجَبرَئيلَ ، ورَبَّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ سَيِّدِ المُرسَلينَ وخاتَمِ النَّبِيِّينَ ، أسأَلُكَ بِكَ وبِما سَمَّيتَ يا عَظيمُ ، أنتَ الَّذي تَمُنُّ بِالعَظيمِ وتَدفَعُ كُلَّ مَحذورٍ ، وتُعطي كُلَّ جَزيلٍ وتُضاعِفُ مِنَ الحَسَناتِ بِالقَليلِ وَالكَثيرِ وتَفعَلُ ما تَشاءُ ، يا قَديرُ يا أللّهُ ، يا رَحمانُ يا رَحيمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وألبِسني في مُستَقبِلِ هذهِ السَّنَةِ سِترَكَ ، ونَضِّر وَجهي بِنورِكَ ، وأحِبَّني (1) بِمَحَبَّتِكَ ، وبَلِّغني رِضوانَكَ وشريفَ كَرامَتِكَ وجَزيلَ عَطائِكَ مِن خَيرِ ما عِندَكَ ومِن خَيرِ ما أنتَ مُعطٍ أحَدا مِن خَلقِكَ ، وألبِسني مَعَ ذلِكَ عافِيَتَكَ ، يا مَوضِعَ كُلِّ شَكوى ويا شاهِدَ كُلِّ نَجوى ، ويا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ويا دافِعَ كُلِّ ما تَشاءُ مِن بَلِيَّةٍ ، يا كَريمَ العَفوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ ، تَوَفَّني عَلى مِلَّةِ إبراهيمَ (2) وفِطرَتِهِ ، وعَلى دينِ مُحَمَّدٍ وسُنَّتِهِ ، وعَلى خَيرِ وَفَاةٍ فَتَوَفَّني ؛ مُوالِيا لِأَولِيائِكَ مُعادِيا لِأَعدائِكَ . اللّهُمّ وجَنِّبني في هذهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ يُباعِدُني مِنكَ ، وَاجلِبني إلى كُلِّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ يُقَرِّبُني مِنكَ في هذهِ السَّنَةِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وَامنَعني مِن كُلِّ عَمَلٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ يَكونُ مِنّي أخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ وأخافُ مَقتَكَ إيّايَ عَلَيهِ ، حَذَرا أن تَصرِفَ وَجهَكَ الكَريمَ عَنّي فَأَستَوجِبَ بِهِ نَقصا مِن حَظٍّ لي عِندَكَ ، يا رَؤوفُ يا رَحيمُ .
.
ص: 144
اللّهُمّ اجعَلني في مُستَقبِلِ هذهِ السَّنَةِ في حِفظِكَ وجِوارِكَ وكَنَفِكَ (1) ، وجَلِّلني سِترَ عافِيَتِكَ ، وهَب لي كَرامَتَكَ ، عَزَّ جارُكَ وجَلَّ ثَناءُ وَجهِكَ ولا إلهَ غَيرُكَ . اللّهُمّ اجعَلني تابِعا لِصالِحِ مَن مَضى مِن أولِيائِكَ وألحِقني بِهِم ، وَاجعَلني مُسَلِّما لِمَن قالَ بِالصِّدقِ عَلَيكَ مِنهُم ، وأعوذُ بِكَ يا إلهي أن تُحيطَ بِهِ خَطيئَتي وظُلمي وإسرافي عَلى نَفسي وَاتِّباعي لِهَوايَ وَاشتِغالي بِشَهَواتي ، فَيَحولَ ذلِكَ بَيني وبَينَ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، فَأَكونَ مَنسِيّا عِندَكَ ، مُتَعَرِّضا لِسَخَطِكَ ونِقمَتِكَ . اللّهُمّ وَفِّقني لِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرضى بِهِ عَنّي،وقَرِّبني بِهِ إلَيكَ زُلفى. (2) اللّهُمّ كَما كَفَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله هَولَ عَدُوِّهِ ، وفَرَّجتَ هَمَّهُ وكَشَفتَ غَمَّهُ وصَدَقتَهُ وَعدَكَ وأنجَزتَ لَهُ مَوعِدَكَ بِعَهدِكَ ، اللّهُمّ بِذلِكَ فَاكفِني هَولَ هذهِ السَّنَةِ وآفاتِها وأسقامَها وفِتنَتَها وشُرورَها وأحزانَها وضيقَ المَعاشِ فيها ، وبَلِّغني بِرَحمَتِكَ كَمالَ العافِيَةِ بِتَمامِ دَوامِ العافِيَةِ وَالنِّعمَةِ عِندي إلى مُنتَهى أجَلي ، أسأَلُكَ سُؤالَ مَن أساءَ وظَلَمَ وَاعتَرَفَ ، وأسأَلُكَ أن تَغفِرَ لي ما مَضى مِنَ الذُّنوبِ الَّتي حَصَرَتها حَفَظَتُكَ وأحصَتها كِرامُ مَلائِكَتِكَ عَلَيَ ، وأن تَعصِمَني إلهي مِنَ الذُّنوبِ فيما بَقِيَ مِن عُمُري إلى مُنتَهى أجَلي ، يا أللّهُ يا رَحمانُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وآتِني كُلَّ ما سَأَلتُكَ ورَغِبتُ إلَيكَ فيهِ ؛ فَإِنَّكَ أمَرتَني بِالدُّعاءِ وتَكَفَّلتَ لي بِالإِجابَةِ . (3)
.
ص: 145
ه _ دُعاءُ الإِمامِ الجَوادِالإقبال عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني :صَلّى أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الرِّضا عليه السلام صَلاةَ المَغرِبِ في لَيلَةٍ رَأى فيها هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ ونَوَى الصِّيامَ رَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ : اللّهُمّ ، يا مَن يَملِكُ التَّدبيرَ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ (1) وما تُخفِي الصُّدورُ وتُجِنُّ (2) الضَّميرُ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، اللّهُمّ اجعَلنا مِمَّن نَوى فَعَمِلَ ، ولا تَجعَلنا مِمَّن شَقِيَ فَكَسِلَ ، ولا مِمَّن هُوَ عَلى غَيرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ ، اللّهُمّ صَحِّح أبدانَنا مِنَ العِلَلِ ، وأعِنّا عَلى مَا افتَرَضتَ عَلَينا مِنَ العَمَلِ ، حَتّى يَنقَضِيَ عَنّا شَهرُكَ هذا وقَد أدَّينا مَفروضَكَ فيهِ عَلَينا ، اللّهُمّ أعِنّا عَلى صِيامِهِ ، ووَفِّقنا لِقِيامِهِ ، ونَشِّطنا فيهِ لِلصَّلاةِ ، ولا تَحجُبنا مِنَ القِراءَةِ ، وسَهِّل لَنا فيهِ إيتاءَ الزَّكاةِ . اللّهُمّ لا تُسَلِّط عَلَينا وَصَبا (3) ولا تَعَبا ولا سَقَما ولا عَطَبا (4) ، اللّهُمّ ارزُقنَا الإِفطارَ مِن رِزقِكَ الحَلالِ ، اللّهُمّ سَهِّل لَنا فيهِ ما قَسَمتَهُ مِن رِزقِكَ ويَسِّر ما قَدَّرتَهُ مِن أمرِكَ ، وَاجعَلهُ حَلالاً طَيِّبا نَقِيّا مِنَ الآثامِ ، خالِصا مِنَ الآصارِ (5) وَالأَجرامِ . اللّهُمّ ، لا تُطعِمنا إلاّ طَيِّبا غَيرَ خَبيثٍ ولا حَرامٍ ، وَاجعَل رِزقَكَ لَنا حَلالاً لا يَشوبُهُ دَنَسٌ ولا أسقامٌ ، يا مَن عِلمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلمِهِ بِالإِعلانِ ، يا مُتَفَضِّلاً عَلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وبِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ
.
ص: 146
خَبيرٌ ، ألهِمنا ذِكرَكَ وجَنِّبنا عُسرَكَ ، وأنِلنا يُسرَكَ وَاهدِنا لِلرَّشادِ ، ووَفِّقنا لِلسَّدادِ ، وَاعصِمنا مِنَ البَلايا ، وصُنّا مِنَ الأَوزارِ وَالخَطايا ، يا مَن لا يَغفِرُ عَظيمَ الذُّنوبِ غَيرُهُ ، ولا يَكشِفُ السَّوءَ إلاّ هُوَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ وأكرَمَ الأَكرَمينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبينَ ، وَاجعَل صِيامَنا مَقبولاً ، وبِالبِرِّ وَالتَّقوى مَوصولاً ، وكَذلِكَ فَاجعَل سَعيَنا مَشكورا ، وقِيامَنا مَبرورا ، وقُرآنَنا مَرفوعا ، ودُعاءَنا مَسموعا ، وَاهدِنا لِلحُسنى ، وجَنِّبنَا العُسرى ، ويَسِّرنا لِليُسرى ، وأعلِ لَنَا الدَّرَجاتِ ، وضاعِف لَنَا الحَسَناتِ ، وَاقبَل مِنَّا الصَّومَ وَالصَّلاةَ ، وَاسمَع مِنَّا الدَّعَواتِ ، وَاغفِر لَنَا الخَطيئاتِ ، وتَجاوَز عَنَّا السَّيِّئاتِ ، وَاجعَلنا مِنَ العامِلينَ الفائِزينَ ولا تَجعَلنا مِنَ المَغضوبِ عَلَيهِم ولاَ الضّالّينَ ، حَتّى يَنقَضِيَ شَهرُ رَمَضانَ عَنّا وقَد قَبِلتَ فيهِ صِيامَنا وقِيامَنا ، وزَكَّيتَ فيهِ أعمالَنا ، وغَفَرتَ فيهِ ذُنوبَنا ، وأجزَلتَ فيهِ مِن كُلِّ خَيرٍ نَصيبَنا ، فَإِنَّكَ الإِلهُ المُجيبُ وَالرَّبُّ القَريبُ ، وأنتَ بِكُلِّ شَيءٍ مُحيطٌ . (1)
.
ص: 147
القسم الثالث : آدابُ ضِيافَةِ اللّهوفيه فصول:الفصل الأوّل : آداب الصّيامالفصل الثاني : ما يؤكّد استحبابه من الأعمالالفصل الثالث : الأدعية المشتركةالفصل الرابع : الآداب المختصَّة باللَّياليالفصل الخامس : الآداب المختصَّة بالأيّامالفصل السادس : الأعمال المختصَّة بالعشر الأواخرالفصل السابع : نوافل شهر رمضان
.
ص: 148
. .
ص: 149
الفصل الأوّل : آدابُ الصِّيامِ1 / 1أهَمُّ الآدابِأ _ الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِالإمام عليّ عليه السلام :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أفضَلُ الأَعمالِ في هذا الشَّهرِ؟ فَقالَ : «يا أبَا الحَسَنِ ، أفضَلُ الأَعمالِ في هذا الشَّهرِ الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ عز و جل : «مَن لَم تَصُم جَوارِحُهُ عَن مَحارِمي ، فَلا حاجَةَ في أن يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ مِن أجلي» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أربَعَةٌ تُفسِدُ الصَّومَ وأعمالَ الخَيرِ : الغيبَةُ ، وَالكَذِبُ ، وَالنَّميمَةُ ، وَالنَّظَرُ
.
ص: 150
إلَى الأَجنَبِيِّ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا ، وكَفَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ ولِسانَهُ عَنِ النّاسِ ، قَبِلَ اللّهُ صَومَهُ وغَفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، وأعطاهُ ثَوابَ الصّابِرينَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :الصِّيامُ اجتِنابُ المَحارِمِ ؛ كَما يَمتَنِعُ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ : «يا جابِرُ ، هذا شَهرُ رَمَضانَ ؛ مَن صامَ نَهارَهُ وقامَ وِردا مِن لَيلِهِ وعَفَّ بَطنَهُ وفَرجَهُ وكَفَّ لِسانَهُ ، خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَخُروجِهِ مِنَ الشَّهرِ» . فَقالَ جابِرٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أحسَنَ هذا الحَديثَ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «يا جابِرُ ، وما أشَدَّ هذهِ الشُّروطَ!» . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَأَمَّلَ خَلفَ امرَأَةٍ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُ حَجمُ عِظامِها مِن وَراءِ ثِيابِها وهُوَ صائِمٌ ، فَقَد أفطَرَ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ في حَديثِ المِعراجِ _: قالَ اللّهُ تَعالى : « ... يا أحمَدُ ، لَيسَ شَيءٌ مِنَ العِبادَةِ أحَبَّ إلَيَّ مِنَ الصَّمتِ وَالصَّومِ ؛ فَمَن صامَ ولَم يَحفَظ لِسانَهُ كانَ كَمَن قامَ ولَم يَقرَأ في صَلاتِهِ ، فَاُعطيهِ أجرَ القِيامِ ولَم اُعطِهِ أجرَ العابِدينَ» . (6)
.
ص: 151
فاطمة عليهاالسلام :ما يَصنَعُ الصّائِمُ بِصِيامِهِ إذا لَم يَصُن لِسانَهُ وسَمعَهُ وبَصَرَهُ وجَوارِحَهُ؟! (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لا صِيامَ لِمَن عَصَى الإِمامَ ، ولا صِيامَ لِعَبدٍ آبِقٍ حَتّى يَرجِعَ ، ولا صِيامَ لاِمرَأَةٍ ناشِزَةٍ حَتّى تَتوبَ ، ولا صِيامَ لِوَلَدٍ عاقٍّ حَتّى يَبَرَّ . (2)
ب _ الاِجتِنابُ عَنِ الغيبَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصّائِمُ في عِبادَةٍ وإن كانَ نائِماً عَلى فِراشِهِ ؛ ما لَم يَغتَب مُسلِماً . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذَا اغتابَ الصّائِمُ أفطَرَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اغتابَ امرَأً مُسلِماً بَطَلَ صَومُهُ ، ونُقِضَ وُضوؤُهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، اِحذَرِ الغيبَةَ وَالنَّميمَةَ ؛ فَإِنَّ الغيبَةَ تُفطِرُ ، وَالنَّميمَةَ تُوجِبُ عَذابَ القَبرِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :ما صامَ مَن ظَلَّ يَأكُلُ لُحومَ النّاسِ . (7)
.
ص: 152
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اغتابَ مُسلِماً في شَهرِ رَمَضانَ ، لَم يُؤجَر عَلى صِيامِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اغتابَ مُسلِماً أو مُسلِمَةً لَم يَقبَلِ اللّهُ تَعالى صَلاتَهُ ولا صِيامَهُ أربَعينَ يَوماً ولَيلَةً ، إلاّ أن يَغفِرَ لَهُ صاحِبُهُ . (2)
مسند أبي يعلى عن عبيد مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ امرَأَتَينِ كانَتا صائِمَتَينِ ، فَكانَتا تَغتابانِ النّاسَ ، فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِقَدَحٍ ، فَقالَ لَهُما : «قيئا!» فَقاءَتا قَيحاً ودَماً ولَحماً عَبيطاً . (3) ثُمَّ قالَ : «إنَّ هاتَينِ صامَتا عَنِ الحَلالِ ، وأفطَرَتا عَلَى الحَرامِ» . (4)
ج _ الاِجتِنابُ عَنِ السَّبِّالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أبي عليه السلام قالَ : «سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله امرَأَةً تُسابُّ جارِيَةً لَها وهِيَ صائِمَةٌ ، فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِطَعامٍ فَقالَ لَها : كُلي! فَقالَت : أنَا صائِمَةٌ يا رَسولَ اللّهِ! فَقالَ : كَيفَ تَكونينَ صائِمَةً وقَد سَبَبتِ جارِيَتَكِ؟! إنَّ الصَّومَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ، وإنَّما جَعَلَ اللّهُ ذلِكَ حِجاباً عَن سِواهُما مِنَ الفَواحِشِ مِنَ الفِعلِ وَالقَولِ يُفطِرُ الصّائِمَ . ما أقَلَّ الصُّوّامَ وأكثَرَ الجُوّاعَ!» . (5)
.
ص: 153
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ جُنَّةٌ ، إذا كانَ أحَدُكُم صائِما فَلا يَرفَث ولا يَجهَل ، فَإِنِ امرُؤٌ قاتَلَهُ أو شاتَمَهُ ، فَليَقُل : إنّي صائِمٌ ، إنّي صائِمٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يُصبِحُ صائِما فَيُشتَمُ فَيَقولُ : إنّي صائِمٌ سَلامٌ عَلَيكَ ، إلاّ قالَ الرَّبُّ _ تَبارَكَ وتَعالى _ لِمَلائِكَتِهِ : «اِستَجارَ عَبدي بِالصَّومِ مِن عَبدي ، أجيروهُ مِن ناري ، وأدخِلوهُ جَنَّتي» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ صالِحٍ يُشتَمُ فَيَقولُ : إنّي صائِمٌ سَلامٌ عَلَيكَ لا أشتِمُكَ كَما شَتَمتَني ، إلاّ قالَ الرَّبُّ _ تَبارَكَ وتَعالى _ : «اِستَجارَ عَبدي بِالصَّومِ مِن شَرِّ عَبدي ، فَقَد أجَرتُهُ مِنَ النّارِ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تُسابَّ وأنتَ صائِمٌ ، فَإِن سَبَّكَ أحَدٌ فَقُل : إنّي صائِمٌ ، وإن كُنتَ قائِما فَاجلِس . (4)
فضائل الأوقات عن أبي البختري (5) :فضائل الأوقات عن أبي البختري 6 : إنَّ امرَأَةً كانَت تَصومُ عَلى عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في
.
ص: 154
لِسانِها ؛ يَعني سَبّا . فَقالَ [ صلى الله عليه و آله ] : «ما صامَت» ، فَتَحَفَّظَت ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : «الآنَ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَدَع قَولَ الزّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهلَ ، فَلَيسَ للّهِِ حاجَةٌ أن يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يَوما مِن رَمَضانَ فَسَلِمَ مِن ثَلاثَةٍ ، ضَمِنتُ لَهُ الجَنَّةَ عَلى ما فيهِ سِوَى الثَّلاثِ : لِسانِهِ وبَطنِهِ وفَرجِهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ دَخَلَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ فَصامَ نَهارَهُ وكَفَّ شَرَّهُ وغَضَّ بَصَرَهُ وَاجتَنَبَ ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ ، إلاّ أوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنَّةَ . (4)
د _ الاِجتِنابُ عَنِ الكِذبِالإمام الباقر عليه السلام :إنَّ الكَذبَةَ لَيُفطِرُ الصِّيامَ ، وَالنَّظرَةَ بَعدَ النَّظرَةِ ، وَالظُّلمَ كُلَّهُ ؛ قَليلَهُ وكَثيرَهُ . (5)
ه _ الاِجتِنابُ عَنِ الرِّياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ يُرائي فَقَد أشرَكَ . (6)
.
ص: 155
و _ الاِجتِنابُ عَن كُلِّ ما يَكرَهُهُ اللّهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الأَكلِ وَالشُّربِ فَقَط ؛ إنَّمَا الصِّيامُ مِنَ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ (1) ، فَإِن سابَّكَ أحَدٌ أو جَهِلَ عَلَيكَ فَقُل : إنّي صائِمٌ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: لَيسَ الصَّومُ الإِمساكَ عَنِ المَأكَلِ وَالمَشرَبِ ؛ الصَّومُ الإِمساكُ عَن كُلِّ ما يَكرَهُهُ اللّهُ سُبحانَهُ . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ الصَّومِ أن تَعلَمَ أنَّهُ حِجابٌ ضَرَبَهُ اللّهُ عز و جل عَلى لِسانِكَ وسَمعِكَ وبَصَرِكَ وبَطنِكَ وفَرجِكَ ؛ لِيَستُرَكَ بِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِن تَرَكتَ الصَّومَ خَرَقتَ سِترَ اللّهِ عَلَيكَ . (4)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمّ ... وأعِنّا عَلى صِيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيكَ وَاستِعمالِها فيهِ بِما يُرضيكَ ؛ حَتّى لا نُصغِيَ بِأَسماعِنا إلى لَغوٍ ، ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلى لَهوٍ ، وحَتّى لا نَبسُطَ أيدِيَنا إلى مَحظورٍ، ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلى مَحجورٍ ، وحَتّى لا تَعِيَ بُطونُنا إلاّ ما أحلَلتَ، ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلاّ بِما مَثَّلتَ ، ولا نَتَكَلَّفَ إلاّ ما يُدني مِن ثَوابِكَ ، ولا نَتَعاطى إلاَّ الَّذي يَقي مِن عِقابِكَ . (5)
.
ص: 156
الكافي عن محمّد بن مسلم :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إذا صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ وشَعرُكَ وجِلدُكَ _ وعَدَّدَ أشياءَ غَيرَ هذا _ قالَ : ولا يَكونُ يَومُ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ _: يا مُحَمَّدُ ، إذ (2) صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ ولِسانُكَ ولَحمُكَ ودَمُكَ وجِلدُكَ وشَعرُكَ وبَشَرُكَ ، ولا يَكونُ يَومُ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ . (3)
عنه عليه السلام :إذا صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ وفَرجُكَ ولِسانُكَ ، وتَغُضُّ بَصَرَكَ عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ ، وَالسَّمعَ عَمّا لا يَحِلُّ استِماعُهُ إلَيهِ ، وَاللِّسانَ مِنَ الكَذِبِ وَالفُحشِ . (4)
عنه عليه السلام :لَيسَ الصِّيامُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ألاّ يَأكُلَ الإِنسانُ ولا يَشرَبَ فَقَط ، ولكِن إذا صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ ولِسانُكَ وبَطنُكَ وفَرجُكَ ، وَاحفَظ يَدَكَ وفَرجَكَ ، وأكثِرِ السُّكوتَ إلاّ مِن خَيرٍ ، وَارفَق بِخادِمِكَ . (5)
عنه عليه السلام :صَومُ شَهرِ رَمَضانَ فَرضٌ في كُلِّ عامٍ ، وأدنى ما يَتِمُّ بِهِ فَرضُ صَومِهِ : العَزيمَةُ مِن قَلبِ المُؤمِنِ عَلى صَومِهِ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ ، وتَركُ الأَكلِ وَالشُّربِ وَالنِّكاحِ في نَهارِهِ كُلِّهِ ، وأن يَجمَعَ في صَومِهِ التَّوَقِّيَ لِجَميعِ جَوارِحِهِ وكَفَّها عَن مَحارِمِ اللّهِ رَبِّهِ مُتَقَرِّبا بِذلِكَ كُلِّهِ إلَيهِ ؛ فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ كانَ مُؤَدِّيا لِفَرضِهِ . (6)
.
ص: 157
عنه عليه السلام :لَيسَ الصِّيامُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ؛ وَالإِنسانُ يَنبَغي لَهُ أن يَحفَظَ لِسانَهُ مِنَ اللَّغوِ الباطِلِ في رَمَضانَ وغَيرِهِ . (1)
النوادر عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :لَيسَ الصَّومُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ؛ وَالإِنسانُ يَنبَغي لَهُ أن يَحفَظَ لِسانَهُ وجارِحَتَهُ وجَميعَ أعضائِهِ مِن قَولِ اللَّغوِ وَالباطِلِ في شَهرِ رَمَضانَ وغَيرِهِ _ يَعني إذا كانَ صائِما في غَيرِهِ _ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا صامَ أحَدُكُمُ الثَّلاثَةَ الأَيّامِ مِنَ الشَّهرِ فَلا يُجادِلَنَّ أحَدا ، ولا يَجهَل، ولا يُسرِع إلَى الحَلفِ وَالأَيمانِ بِاللّهِ ، فَإِن جَهِلَ عَلَيهِ أحَدٌ فَليَتَحَمَّل. (3)
عنه عليه السلام :إذا أصبَحتَ صائِما فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ مِنَ الحَرامِ ، وجارِحَتُكَ وجَميعُ أعضائِكَ مِنَ القَبيحِ ، ودَع عِندَهُ الهَذيَ وأذَى الخادِمِ ، وَليَكُن عَلَيكَ وَقارُ الصِّيامِ ، وَالزَم مَا استَطَعتَ مِنَ الصَّمتِ وَالسُّكوتِ إلاّ عَن ذِكرِ اللّهِ ، ولا تَجعَل يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ ، وإيّاكَ وَالمُباشَرَةَ وَالقُبلَةَ وَالقَهقَهَةَ بِالضِّحكِ! فَإِنَّ اللّهَ يَمقُتُ ذلِكَ . (4)
الكافي عن جرّاح المدائني عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَحدَهُ ، ثُمَّ قالَ : قالَت مَريَمُ : «إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ_نِ صَوْمًا» (5) أي : صَوما صَمتا ، فَإِذا صُمتُم فَاحفَظوا ألسِنَتَكُم ، وغُضّوا أبصارَكُم ، ولا تَنازَعوا ، ولا تَحاسَدوا ... . قالَ : وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إذا صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ وبَصَرُكَ مِنَ الحَرامِ
.
ص: 158
وَالقَبيحِ ، ودَعِ المِراءَ (1) وأذَى الخادِمِ ، وَليَكُن عَلَيكَ وَقارُ الصِّيامِ ، ولا تَجعَل يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَحدَهُ ؛ إنَّما لِلصَّومِ شَرطٌ يَحتاجُ أن يُحفَظَ حَتّى يَتِمَّ الصَّومُ ؛ وهُوَ الصَّمتُ الدّاخِلُ ، أما تَسمَعُ ما قالَت مَريَمُ بِنتُ عِمرانَ : « إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ_نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا » ؟! يَعني صَمتا . فَإِذا صُمتُم فَاحفَظوا ألسِنَتَكُم عَنِ الكَذِبِ ، وغُضّوا أبصارَكُم ، ولا تَنازَعوا ، ولا تَحاسَدوا ، ولا تَغتابوا ، ولا تَمارَوا ، ولا تَكذِبوا ، ولا تُباشِروا ، ولا تَخالَفوا ، ولا تَغاضَبوا ، ولا تَسابّوا ، ولا تَشاتَموا ، ولا تَفاتَروا (3) ، ولا تَجادَلوا ، ولا تَنادّوا (4) ، ولا تَظلِموا ، ولا تَسافَهوا ، ولا تَضاجَروا ، ولا تَغفُلوا عَن ذِكرِ اللّهِ وعَنِ الصَّلاةِ . وَالزَمُوا الصَّمتَ وَالسُّكوتَ ، وَالحِلمَ وَالصَّبرَ وَالصِّدقَ ، ومُجانَبَةَ أهلِ الشَّرِّ . وَاجتَنِبوا قَولَ الزّورِ وَالكَذِبَ وَالفَريَ ، وَالخُصومَةَ وظَنَّ السّوءِ ، وَالغيبَةَ وَالنَّميمَةَ . وكونوا مُشرِفينَ عَلَى الآخِرَةِ ، مُنتَظِرينَ لِأَيّامِكُم ، مُنتَظِرينَ لِما وَعَدَكُمُ اللّهُ ، مُتَزَوِّدينَ لِلِقاءِ اللّهِ ، وعَلَيكُمُ السَّكينَةَ وَالوَقارَ ، وَالخُشوعَ وَالخُضوعَ وذُلَّ العَبدِ الخائِفِ مِن مَولاهُ ، حائِرينَ خائِفينَ راجينَ ، مَرغوبينَ مَرهوبينَ ،
.
ص: 159
راغِبينَ راهِبينَ ، قَد طَهَّرتُمُ القُلوبَ مِنَ العُيوبِ ، وتَقَدَّسَت سَرائِرُكُم مِنَ الخُبثِ ، ونَظَّفتَ الجِسمَ مِنَ القاذوراتِ ، وتَبَرَّأتَ إلَى اللّهِ مِن عَداهُ ، ووالَيتَ اللّهَ في صَومِكَ بِالصَّمتِ مِن جَميعِ الجِهاتِ مِمّا قَد نَهاكَ اللّهُ عَنهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، وخَشيتَ اللّهَ حَقَّ خَشيَتِهِ في سِرِّكَ وعَلانِيَتِكَ ، ووَهَبتَ نَفَسكِ للّهِِ في أيّامِ صَومِكَ ، وفَرَّغتَ قَلبَكَ لَهُ ، ووَهَبتَ نَفسَكَ لَهُ فيما أمَرَكَ ودَعاكَ إلَيهِ . فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ كُلَّهُ فَأَنتَ صائِمٌ للّهِِ بِحَقيقَةِ صَومِهِ ، صانِعٌ لِما أمَرَكَ ، وكُلَّما نَقَصتَ مِنها شَيئا فيما بَيَّنتُ لَكَ فَقَد نَقَصَ مِن صَومِكَ بِمِقدارِ ذلِكَ . (1)
مصباح الشريعةفي ما نسب إلى الصّادِقُ عليه السلام _: إذا صُمتَ فَانوِ بِصَومِكَ كَفَّ النَّفسِ عَنِ الشَّهَواتِ ، وقَطعَ الهِمَّةِ عَن خُطُواتِ الشَّيطانِ ، وأنزِل نَفسَكَ مَنزِلَةَ المَرضى لا تَشتَهي طَعاما ولا شَرابا ، مُتَوَقِّعا في كُلِّ لَحظَةٍ شِفاءَكَ مِن مَرَضِ الذُّنوبِ ، وطَهِّر باطِنَكَ مِن كُلِّ كَدَرٍ وغَفلَةٍ وظُلمَةٍ يَقطَعُكَ عَن مَعنَى الإِخلاصِ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى . (2)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :قَد جَعَلَ اللّهُ عَلى كُلِّ جارِحَةٍ حَقّا لِلصِّيامِ ؛ فَمَن أدّى حَقَّها كانَ صائِما ، ومَن تَرَكَ شَيئا مِنها نَقَصَ مِن فَضلِ صَومِهِ بِحَسَبِ ما تَرَكَ مِنها . (3)
عد السعود :س مِن سُنَنِ إدريسَ عليه السلام : إذا دَخَلتُم فِي الصِّيامِ طَهِّروا نُفوسَكُم مِن كُلِّ دَنَسٍ ونَجَسٍ ، وصوموا للّهِِ بِقُلوبٍ خالِصَةٍ صافِيَةٍ مُنَزَّهَةٍ عَنِ الأَفكارِ السَّيِّئَةِ وَالهَواجِسِ المُنكَرَةِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ يحيس (4) القُلوبَ اللَّطِخَةَ وَالنِّيّاتِ
.
ص: 160
المَدخولَةَ (1) ، ومَعَ صِيامِ أفواهِكُم مِنَ المَآكِلِ فَلتَصُم جَوارِحُكُم مِنَ المَآثِمِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ لا يَرضى عَنكُم أن تَصوموا مِنَ المَطاعِمِ فَقَط،لكِن مِنَ المَناكيرِ كُلِّها وَالفَواحِشِ بِأَسرِها. (2)
انظر : ص 166 (ما لا ينبغي للصائم) .
1 / 2ما يَنبَغي قَبلَ الصِّيامِأ _ السَّحوررسول اللّه صلى الله عليه و آله :السَّحورُ (3) بَرَكَةٌ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :تَسَحَّروا ؛ فَإِنَّ فِي السَّحورِ بَرَكَةً . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :تَسَحَّروا مِن آخِرِ اللَّيلِ ؛ وهُوَ الغِذاءُ المُبارَكُ . (6)
.
ص: 161
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِغَداءِ السَّحورِ ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الغَداءُ (1) المُبارَكُ . (2)
سنن أبي داود عن العِرْباض بن سارية :دَعاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى السَّحورِ في رَمَضانَ ، فَقالَ : «هَلُمَّ إلَى الغَداءِ المُبارَكِ» . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَدَع اُمَّتِيَ السَّحورَ ولَو عَلى حَشَفَةٍ (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :تَسَحَّروا ولَو بِجُرَعِ الماءِ ، ألا صَلَواتُ اللّهِ عَلَى المُتَسَحِّرينَ! (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يَصومَ فَليَتَسَحَّر بِشَيءٍ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ صَلِّ عَلَى المُتَسَحِّرينَ . (8)
.
ص: 162
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :السَّحورُ أكلُهُ بَرَكَةٌ ؛ فَلا تَدَعوهُ ولَو أن يَجرَعَ أحَدُكُم جُرعَةً مِن ماءٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ _ تَبارَكَ وتَعالى _ ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى المُستَغفِرينَ وَالمُتَسَحِّرينَ بِالأَسحارِ ؛ فَليَتَسَحَّر أحَدُكُم ولَو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعاوَنوا بِأَكلِ السَّحورِ عَلى صِيامِ النَّهارِ ، وبِالنَّومِ عِندَ القَيلولَةِ (4) عَلى قِيامِ اللَّيلِ . (5)
الكافي عَن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ السَّحورِ لِمَن أرادَ الصَّومَ ، أ واجِبٌ هُوَ عَلَيهِ؟ فَقالَ : «لا بَأسَ بِألاّ يَتَسَحَّرَ إن شاءَ ، وأمّا في شَهرِ رَمَضانَ فَإِنَّهُ أفضَلُ أن
.
ص: 163
يَتَسَحَّرَ ، نُحِبُّ ألاّ يُترَكَ في شَهرِ رَمَضانَ» . (1)
كتاب من لا يحضره الفقيه :سَأَلَ سَماعَةُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ السَّحورِ لِمَن أرادَ الصَّومَ ، فَقالَ : أمّا في شَهرِ رَمَضانَ فَإِنَّ الفَضلَ فِي السَّحورِ ولَو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ ، وأمّا فِي التَّطَوُّعِ فَمَن أحَبَّ أن يَتَسَحَّرَ فَليَفعَل ، ومَن لَم يَفعَل فَلا بَأسَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :يُستَحَبُّ لِلعَبدِ ألاّ يَدَعَ السَّحورَ . (3)
المقنعة :السَّحورُ في شَهرِ رَمَضانَ مِنَ السُّنَّةِ ، وفيهِ فَضلٌ كَبيرٌ ؛ لِمَعونَتِهِ عَلَى الصِّيامِ ، وَالخِلافِ فيهِ عَلَى اليَهودِ ، وَالاِقتِداءِ بِالرَّسولِ صلى الله عليه و آله . وقَد رُوِيَ عَن آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام أنَّهُم قالوا : «يُستَحَبُّ السَّحورُ ولَو بِشَربَةٍ مِنَ الماءِ» . (4)
ب _ أفضَلُ السَّحورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ سَحورُ المُؤمِنِ التَّمرُ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مِن أفضَلِ سَحورِ الصّائِمِ السَّويقُ (6) بِالتَّمرِ . (7)
.
ص: 164
الإمام الصادق عليه السلام :أفضَلُ سَحورِكُمُ السَّويقُ وَالتَّمرُ . (1)
تهذيب الأحكام عن جابر :سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : «كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُفطِرُ عَلَى الأَسوَدَينِ _ قُلتُ : رَحِمَكَ اللّهُ! ومَا الأَسوَدانِ؟ قالَ : التَّمرُ وَالماءُ ، وَالزَّبيبُ وَالماءُ _ ويَتَسَحَّرُ بِهِما» . (2)
المقنعة :رُوِيَ أنَّ أفضَلَهُ [ أيِ السَّحورِ] التَّمرُ وَالسَّويقُ ؛ لِمَوضِعِ استِعمالِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذلِكَ في سَحورِهِ مِن بَينِ أصنافِ الطَّعامِ . (3)
ج _ قِراءَةُ سورَةِ القَدرِ عِندَ السَّحورِالإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مُؤمِنٍ صامَ فَقَرَأَ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عِندَ سَحورِهِ وعِندَ إفطارِهِ ، إلاّ كانَ فيما بَينَهُما كَالمُتَشَحِّطِ (4) بِدَمِهِ في سَبيلِ اللّهِ . (5)
1 / 3ما يَنبَغي لِلصّائِمِأ _ السِّواكرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن خَيرِ خِصالِ الصّائِمِ السِّواكُ . (6)
.
ص: 165
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صُمتُم فَاستاكوا بِالغَداةِ ولا تَستاكوا بِالعَشِيِّ ، فَإِنَّهُ لَيسَ مِن صائِمٍ تَيبَسُ شَفَتاهُ بِالعَشِيِّ إلاّ كانَ نورا بَينَ عَينَيهِ يَومَ القِيامَةِ . (1)
ب _ الطّيبرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تُحفَةُ الصّائِمِ الدُّهنُ وَالمِجمَرُ (2) . (3)
الإمام الحسن عليه السلام :تُحفَةُ الصّائِمِ أن يُدَهِّنَ لِحيَتَهُ ويُجَمِّرَ ثَوبَهُ ، وتُحفَةُ المَرأَةِ الصّائِمَةِ أن تُمَشِّطَ رَأسَها وتُجَمِّرَ ثَوبَها . (4)
الكافي عن الحسن بن راشد :كانَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام إذا صامَ تَطَيَّبَ بِالطّيبِ ، ويَقولُ : «الطّيبُ تُحفَةُ الصّائِمِ» . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن تَطَيَّبَ بِطيبٍ أوَّلَ النَّهارِ وهُوَ صائِمٌ لَم يَفقُد عَقلَهُ . (6)
ج _ الزّينَةالمعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود :أوصاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن اُصبِ_حَ يَومَ
.
ص: 166
صَومي (1) دَهينا مُتَرَجَّلاً (2) ، ولا تُصبِ_ح يَومَ صَومِكَ عَبوسا . (3)
د _ القَيلولَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ مَن فَعَلَهُنَّ قَوِيَ عَلى صِيامِهِ : أن يَكونَ أوَّلُ فِطرِهِ عَلى ماءٍ ... ولا يَدَعَ القائِلَةَ (4) . (5)
الإمام الكاظم عليه السلام :قيلوا ؛ فَإِنَّ اللّهَ يُطعِمُ الصّائِمَ ويَسقيهِ في مَنامِهِ . (6)
وانظر : ص 162 ، ح 322 .
1 / 4ما لا يَنبَغي لِلصّائِمِأ _ السَّفَرُ في شَهرِ رَمَضانَ (7)الإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ لِلعَبدِ أن يَخرُجَ في سَفَرٍ إذا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ ؛ لِقَولِ اللّهِ عز و جل : «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» (8) . (9)
.
ص: 167
فسير العيّاشي عن الصباح بن سيّابة :ت قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ ابنَ أبي يَعفورَ أمَرَني أن أسأَلَكَ عَن مَسائِلَ . فَقالَ : «وما هِيَ؟» . قالَ : يَقولُ لَكَ : إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ وأنَا في مَنزِلي أ لِيَ أن اُسافِرَ؟ قالَ : «إنَّ اللّهَ يَقولُ : «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» ، فَمَن دَخَلَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ وهُوَ في أهلِهِ فَلَيسَ لَهُ أن يُسافِرَ إلاّ لِحَجٍّ ، أو عُمرَةٍ ، أو في طَلَبِ مالٍ يَخافُ تَلَفَهُ» (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ فَلِلّهِ فيهِ شَرطٌ ، قالَ اللّهُ تَعالى : « فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» ، فَلَيسَ للرَّجُلِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ أن يَخرُجَ إلاّ في حَجٍّ ، أو عُمرَةٍ ، أو مالٍ يَخافُ تَلَفَهُ ، أو أخٍ يَخافُ هَلاكَهُ ، ولَيسَ لَهُ أن يَخرُجَ في إتلافِ مالِ أخيهِ ، فَإِذا مَضَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ فَليَخرُج حَيثُ شاءَ . (3)
الكافي عن الحلبيّ عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَدخُلُ شَهرُ رَمَضانَ وهُوَ مُقيمٌ لا يُريدُ بَراحا ، ثُمَّ يَبدو لَهُ بَعدَما يَدخُلُ شَهرُ رَمَضانَ أن يُسافِرَ؟ فَسَكَتَ ، فَسَأَلتُهُ غَيرَ مَرَّةٍ . فَقالَ : «يُقيمُ أفضَلُ ، إلاّ أن يَكونَ لَهُ حاجَةٌ لابُدَّ مِنَ الخُروجِ فيها ، أو يَتَخَوَّفَ عَلى مالِهِ» . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لا تَخرُج في رَمَضانَ إلاّ لِلحَجِّ ، أوِ العُمرَةِ ، أو مالٍ تَخافُ عَلَيهِ
.
ص: 168
الفَوتَ ، أو لِزَرعٍ يَحينُ حَصادُهُ . (1)
الكافي عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الخُروجِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ؟ قالَ : «لا ، إلاّ فيما اُخبِرُكَ بِهِ : خُروجٌ إلى مَكَّةَ ، أو غَزوٌ في سَبيلِ اللّهِ ، أو مالٌ تَخافُ هَلاكَهُ ، أو أخٌ تُريدُ وَداعَهُ ، وإنَّهُ لَيسَ أخا مِنَ الأَبِ وَالاُمِّ» . (2)
تهذيب الأحكام عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :قُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! يَدخُلُ عَلَيَّ شَهرُ رَمَضانَ فَأَصومُ بَعضَهُ ، فَتَحضُرُني نِيَّةُ زِيارَةِ قَبرِ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَأَزورُهُ واُفطِرُ ذاهِبا وجائِيا ، أو اُقيمُ حَتّى اُفطِرَ وأزورَهُ بَعدَما اُفطِرُ بِيَومٍ أو يَومَينِ؟ فَقالَ : «أقِم حَتّى تُفطِرَ» . قُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! فَهُوَ أفضَلُ؟ قالَ : نَعَم ، أما تَقرَأُ في كِتابِ اللّهِ : «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» ؟!» . (3)
تهذيب الأحكام عن محمّد بن الفضل البغدادي :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ العَسكَرِيِّ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ! يَدخُلُ شَهرُ رَمَضانَ عَلَى الرَّجُلِ فَيَقَعُ بِقَلبِهِ زِيارَةُ الحُسَينِ عليه السلام وزِيارَةُ أبيكَ بِبَغدادَ ، فَيُقيمُ في مَنزِلِهِ حَتّى يَخرُجَ عَنهُ شَهرُ رَمَضانَ ثُمَّ يَزورَهُم ، أو يَخرُجُ في شَهرِ رَمَضانَ ويُفطِرُ؟ فَكَتَبَ عليه السلام : «لِشَهرِ رَمَضانَ مِنَ الفَضلِ وَالأَجرِ ما لَيسَ لِغَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ ، فَإِذا دَخَلَ فَهُوَ المَأثورُ» . (4)5
.
ص: 169
ب _ ما يُؤَدّي إلَى الضَّعفِالإمام عليّ عليه السلام :لا يَدخُلُ الصّائِمُ الحَمّامَ ، ولا يَحتَجِمُ . (1)
الكافي :عَن مُحمّدِ بنِ مسلمٍ عَن أبي جعفرٍ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَدخُلُ الحَمّامَ وهُوَ صائِمٌ ، فَقالَ : «لا بَأسَ ما لَم يَخشَ ضَعفا» . (2)
تهذيب الأحكام عن سعيد الأعرج :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الصّائِمِ يَحتَجِمُ؟ فَقالَ : «لا بَأسَ ، إلاّ أن يَتَخَوَّفَ عَلى نَفسِهِ الضَّعفَ» . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَلاثٌ لا يُعَرِّض أحَدُكُم نَفسَهُ لَهُنَّ وهُوَ صائِمٌ : الحِجامَةُ ، وَالحَمّامُ ، وَالمَرأَةُ الحَسناءُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لا بَأسَ بِأَن يَحتَجِمَ الصّائِمُ إلاّ في رَمَضانَ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن يُغَرِّرَ (5) بِنَفسِهِ إلاّ أن يَخافَ عَلى نَفسِهِ ، وإنّا إذا أرَدنَا الحِجامَةَ في رَمَضانَ احتَجَمنا لَيلاً . (6)
.
ص: 170
ج _ ما يُمكِنُ أن يُؤَدِّيَ إلى نَقضِ الصَّومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ كَرِهَ لي سِتَّ خِصالٍ ، ثُمَّ كَرِهتُهُنَّ لِلأَوصِياءِ مِن وُلدي وأتباعِهِم مِن بَعدي (1) : الرَّفَثُ (2) فِي الصَّومِ . (3)
تهذيب الأحكام عن الأصبغ بن نباتة :جاءَ رَجُلٌ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اُقَبِّلُ وأنَا صائِمٌ؟ فَقالَ لَهُ : «عِفَّ صَومَكَ ؛ فَإِنَّ بَدءَ القِتالِ اللِّطامُ (4) » . (5)
الكافي :عَنِ الحَلَبِيِّ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَن رَجُلٍ يَمَسُّ مِنَ المَرأَةِ شَيئا ، أيُفسِدُ ذلِكَ صَومَهُ أو يَنقُضُهُ؟ فَقالَ : «إنَّ ذلِكَ يُكرَهُ لِلرَّجُلِ الشّابِّ مَخافَةَ أن يَسبِقَهُ المَنِيُّ» . (6)
الكافي عن منصور بن حازم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما تَقولُ فِي الصّائِمِ يُقَبِّلُ الجارِيَةَ وَالمَرأَةَ؟ فَقالَ : «أمَّا الشَّيخُ الكَبيرُ مِثلي ومِثلُكَ فَلا بَأسَ ، وأمَّا الشّابُّ الشَّبِقُ (7) فَلا ؛ لِأَ نَّهُ لا يُؤمَنُ ، وَالقُبلَةُ إحدَى الشَّهوَتَينِ» . (8)
.
ص: 171
تهذيب الأحكام عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن رَجُلٍ كَلَّمَ امرَأَتَهُ في شَهرِ رَمَضانَ وهُوَ صائِمٌ ؟ فَقالَ : «لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ ... ولا يَنبَغي لَهُ أن يَتَعَرَّضَ لِرَمَضانَ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا تَوَضَّأتَ فَأَبلِغِ الاِستِنشاقَ ما لَم تَكُ صائِما . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أسبِغِ الوُضوءَ ... وبالِغ فِي الاِستِنشاقِ إلاّ أن تَكونَ صائِما . (3)
د _ رِوايَةُ الشِّعرِتهذيب الأحكام عن حمّاد بن عثمان :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : «يُكرَهُ رِوايَةُ الشِّعرِ لِلصّائِمِ ولِلمُحرِمِ ، وفِي الحَرَمِ وفي يَومِ الجُمُعَةِ ، وأن يَروِيَ بِاللَّيلِ» . قُلتُ : وإن كانَ شِعرَ حَقٍّ؟ قالَ : «وإن كانَ شِعرَ حَقٍّ» . (4)
الكافي عن حمّاد بن عثمان وغيره عن الإمام الصادق عليه السلام :«لا يُنشَدُ الشِّعرُ بِلَيلٍ ، ولا يُنشَدُ في شَهرِ رَمَضانَ بِلَيلٍ ولا نَهارٍ» . فَقالَ لَهُ إسماعيلُ : يا أبَتاهُ ، فَإِنَّهُ فينا!؟ قالَ : «وإن كانَ فينا» . (5)
وانظر : ص 149 (أهمّ الآداب) .
.
ص: 172
1 / 5ما يَنبَغي عِندَ الإِفطارِأ _ التَّعجيلرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ النّاسُ بِخَيرٍ ما عَجَّلُوا الفِطرَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَزالُ اُمَّتي بِخَيرٍ ما عَجَّلُوا الإِفطارَ وأخَّرُوا السَّحورَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :عَجِّلُوا الإِفطارَ وأخِّرُوا السَّحورَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مِن فِقهِ الرَّجُلِ في دينِهِ تَعجيلُ فِطرِهِ وتَأخيرُ سَحورِهِ . (4)
سنن النسائي عن أبي عطيّة :قُلتُ لِعائِشَةَ : فينا رَجُلانِ أحَدُهُما يُعَجِّلُ الإِفطارَ ويُؤَخِّرُ السَّحورَ ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الفِطرَ ويُعَجِّلُ السَّحورَ . قالَت : أيُّهُمَا الَّذي يُعَجِّلُ الإِفطارَ ويُؤَخِّرُ السَّحورَ؟ قُلتُ : عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعودٍ ، قالَت : هكَذا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَصنَعُ . (5)
عائم الإسلام :د رُوِّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ قالَ : «السُّنَّةُ تَعجيلُ الفِطرِ ، وتَأخيرُ
.
ص: 173
السَّحورِ ، وَالاِبتِداءُ بِالصَّلاةِ _ يَعني صَلاةَ المَغرِبِ قَبلَ الفِطرِ _ إلاّ أن يَحضُرَ الطَّعامُ ، فَإِن حَضَرَ بُدِئَ بِهِ ثُمَّ صَلّى ، ولَم يَدَعِ الطَّعامَ ويَقومُ إلَى الصَّلاةِ» . وذَكَرَ عليه السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اُتِيَ بِكَتِفِ جَزورٍ (1) مَشوِيَّةٍ وقَد أذَّنَ بِلالٌ ، فَأَمَرَهُ فَكَفَّ هُنَيهَةً (2) حَتّى أكَلَ وأكَلنا مَعَهُ ، ثُمَّ عادَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ وشَرِبنا ، ثُمَّ أمَرَ بِلالاً فَأَقامَ وصَلّى وصَلَّينا مَعَهُ . (3)
ب _ تَقديمُ الصَّلاةِتهذيب الأحكام عن زرارة وفضيل عن الإمام الباقر عليه السلام :«في رَمَضانَ تُصَلّي ثُمَّ تُفطِرُ ، إلاّ أن تَكونَ مَعَ قَومٍ يَنتَظِرونَ الإِفطارَ ، فَإِن كُنتَ مَعَهُم فَلا تُخالِف عَلَيهِم وأفطِر ثُمَّ صَلِّ ، وإلاّ فَابدَأ بِالصَّلاةِ» . قُلتُ : ولِمَ ذلِكَ؟ قالَ : «لِأَ نَّهُ قَد حَضَرَكَ فَرضانِ : الإِفطارُ وَالصَّلاةُ ، فَابدَأ بِأَفضَلِهِما ، وأفضَلُهُمَا الصَّلاةُ» . ثُمَّ قالَ : «تُصَلّي وأنتَ صائِمٌ فَتُكتَبُ صَلاتُكَ تِلكَ فَتُختَمُ بِالصَّومِ ، أحَبُّ إلَيَّ» . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :تُقَدِّمُ الصَّلاةَ عَلَى الإِفطارِ ، إلاّ أن تَكونَ مَعَ قَومٍ يَبتَدِئونَ بِالإِفطارِ فَلا تُخالِف عَلَيهِم وأفطِر مَعَهُم ، وإلاّ فَابدَأ بِالصَّلاةِ ؛ فَإِنَّها أفضَلُ مِنَ الإِفطارِ ، وتُكتَبُ صَلاتُكَ وأنتَ صائِمٌ أحَبُّ إلَيَّ . (5)
.
ص: 174
الإمام الصادق عليه السلام :يُستَحَبُّ لِلصّائِمِ _ إن قَوِيَ عَلى ذلِكَ _ أن يُصَلِّيَ قَبلَ أن يُفطِرَ . (1)
عنه عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ عَنِ الإِفطارِ : قَبلَ الصَّلاةِ أو بَعدَها؟ _: إن كانَ مَعَهُ قَومٌ يَخشى أن يَحبِسَهُم عَن عَشائِهِم فَليُفطِر مَعَهُم ، وإن كانَ غَيرَ ذلِكَ فَليُصَلِّ وَليُفطِر . (2)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك_ في وَصفِ صَومِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلام _: كانَ _ إذا أقامَ في بَلدَةٍ عَشَرَةَ أيّامٍ _ صائِما لا يُفطِرُ ، فَإِذا جَنَّ اللَّيلُ بَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبلَ الإِفطارِ . (3)
المقنعة :وقَد رُوِيَ أيضا في ذلِكَ أنَّكَ إذا كُنتَ تَتَمَكَّنُ مِنَ الصَّلاةِ وتَعقِلُها وتَأتي بِها عَلى حُدودِها قَبلَ أن تُفطِرَ ، فَالأَفضَلُ أن تُصَلِّيَ قَبلَ الإِفطارِ ، وإن كُنتَ مِمَّن تُنازِعُكَ نَفسُكَ الإِفطارَ وتَشغَلُكَ شَهوَتُكَ عَنِ الصَّلاةِ فَابدَأ بِالإِفطارِ ؛ لِيُذهِبَ عَنكَ وَسواسَ النَّفسِ اللَّوّامَةِ ، غَيرَ أنَّ ذلِكَ مَشروطٌ بِأَنَّهُ لا يَشتَغِلُ بِالإِفطارِ قَبلَ الصَّلاةِ إلى أن يَخرُجَ وَقتُ الصَّلاةِ . (4)
ج _ الصَّدَقَةالإمام الرضا عليه السلام :مَن تَصَدَّقَ وَقتَ إفطارِهِ عَلى مِسكينٍ بِرَغيفٍ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذَنبَهُ ، وكَتَبَ لَهُ ثَوابَ عِتقِ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إسماعيلَ . (5)
.
ص: 175
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام إذا كانَ اليَومُ الَّذي يَصومُ فيهِ أمَرَ بِشاةٍ فَتُذبَحُ وتُقطَعُ أعضاءً وتُطبَخُ ، فَإِذا كانَ عِندَ المَساءِ أكَبَّ عَلَى القُدورِ حَتّى يَجِدَ ريحَ المَرَقِ وهُوَ صائِمٌ ، ثُمَّ يَقولُ : «هاتُوا القِصاعَ (1) ، اِغرِفوا لاِلِ فُلانٍ وَاغرِفوا لاِلِ فُلانٍ» ، ثُمَّ يُؤتى بِخُبزٍ وتَمرٍ فَيَكونُ ذلِكَ عَشاءَهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ . (2)
وانظر : ص 190 (ما يؤكّد استحبابه من الأعمال / كثرة الإنفاق) .
د _ قِراءَةُ سورَةِ القَدرِالإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قَرَأَ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عِندَ فُطورِهِ وعِندَ سَحورِهِ ، كانَ فيما بَينَهُما كَالمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ في سَبيلِ اللّهِ تَعالى . (3)
ه _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلصّائِمِ عِندَ فِطرِهِ لَدَعوَةً ما تُرَدُّ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ صائِمٍ دَعوَةً ، فَإِذا هُوَ أرادَ أن يُفطِرَ فَليَقُل عِندَ أوَّلِ لُقمَةٍ : يا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لي . (5)
.
ص: 176
عنه صلى الله عليه و آله :دَعوَةُ الصّائِمِ تُستَجابُ عِندَ إفطارِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ عَبدٍ صائِمٍ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ عِندَ إفطارِهِ ، اُعطِيَها فِي الدُّنيا أو ذُخِرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعوَتُهُم : الصّائِمُ حَتّى يُفطِرَ ، وَالإِمامُ العادِلُ ، ودَعوَةُ المَظلومِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أربَعَةٌ لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ حَتّى تُفتَحَ لَهُم أبوابُ السَّماءِ وتَصيرَ إلَى العَرشِ : ... وَالصّائِمُ حَتّى يُفطِرَ . (4)
و _ الدُّعاءُ بِالمَأثورِ قَبلَ الإِفطارِسنن أبي داود :عَن مُعاذِ بنِ زُهرَةَ أنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أفطَرَ قالَ : اللّهُمّ لَكَ صُمتُ وعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ . (5)
الدعاء للطبراني عن أنس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أفطَرَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمّ لَكَ صُمتُ وعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ ، تَقَبَّل مِنّي إنَّكَ أنتَ
.
ص: 177
السَّميعُ العَليمُ . (1)
مل اليوم والليلة عن ابن عبّاس :ع كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ يَقولُ : اللّهُمّ لَكَ صُمنا وعَلى رِزقِكَ أفطَرنا ، فَتَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قُرِّبَ إلى أحَدِكُم طَعامٌ وهُوَ صائِمٌ فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ، اللّهُمّ لَكَ صُمتُ وعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، تَقَبَّل مِنّي إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (3)
مل اليوم والليلة عن معاذ :ع كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَني فَصُمتُ ، ورَزَقَني فَأَفطَرتُ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلصّائِمِ عِندَ فِطرِهِ دَعوَةً : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ أن تَغفِرَ لي ذُنوبي . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَصومُ فَيَقولُ عِندَ إفطارِهِ : «يا عَظيمُ يا عَظيمُ ؛ أنتَ إلهي لا إلهَ لي غَيرُكَ ، اِغفِر لِيَ الذَّنبَ
.
ص: 178
العَظيمَ ؛ إنَّهُ لا يَغفِرُ الذَّنبَ العَظيمَ إلاَّ العَظيمُ» إلاّ خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : «يا أبَا الحَسَنِ ، هذا شَهرُ رَمَضانَ قَد أقبَلَ ، فَاجعَل دُعاءَكَ قَبلَ فُطورِكَ ؛ فَإِنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام جاءَني فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، مَن دَعا بِهذا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ قَبلَ أن يُفطِرَ استَجابَ اللّهُ تَعالى دُعاءَهُ ، وقَبِلَ صَومَهُ وصَلاتَهُ ، وَاستَجابَ لَهُ عَشرَ دَعَواتٍ ، وغَفَرَ لَهُ ذَنبَهُ ، وفَرَّجَ هَمَّهُ ، ونَفَّسَ كُربَتَهُ ، وقَضى حَوائِجَهُ ، وأنجَحَ طَلِبَتَهُ ، ورَفَعَ عَمَلَهُ مَعَ أعمالِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقينَ ، وجاءَ يَومَ القِيامَةِ ووَجهُهُ أضوَأُ مِنَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ . فَقُلتُ : ما هُوَ يا جَبرَئيلُ؟ فَقالَ : قُل : اللّهُمّ رَبَّ النّورِ العَظيمِ ، ورَبَّ الكُرسِيِّ الرَّفيعِ (2) ، ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ (3) ، ورَبَّ الشَّفعِ الكَبيرِ ، وَالنّورِ العَزيزِ ، ورَبَ التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ العَظيمِ . أنتَ إلهُ مَن فِي السَّماواتِ وإلهُ مَن فِي الأَرضِ لا إلهَ فيهِما غَيرُكَ ، وأنتَ جَبّارُ مَن فِي السَّماواتِ وجَبّارُ مَن فِي الأَرضِ لا جَبّارَ فيهِما غَيرُكَ ، أنتَ مَلِكُ مَن فِي السَّماواتِ ومَلِكُ مَن فِي الأَرضِ لا مَلِكَ فيهِما غَيرُكَ ، أسأَلُكَ بِاسمِكَ الكَبيرِ ونورِ وَجهِكَ المُنيرِ وبِمُلكِكَ القَديمِ . يا حَيُّ يا قَيّومُ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، أسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي أشرَقَ بِهِ كُلُّ شَيءٍ ، وبِاسمِك ، الَّذي أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وَالأَرضُ ،
.
ص: 179
وبِاسمِكَ الَّذي صَلَحَ بِهِ الأَوَّلونَ وبِهِ يَصلُحُ الآخِرونَ . يا حَيّا قَبلَ كُلِّ حَيٍّ ، ويا حَيّا بَعدَ كُلِّ حَيٍّ ، ويا حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ذُنوبي ، وَاجعَل لي مِن أمري يُسرا وفَرَجا قَريبا ، وثَبِّتني عَلى دينِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى هُدى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ . وَاجعَل عَمَلي فِي المَرفوعِ المُتَقَبَّلِ ، وهَب لي كَما وَهَبتَ لِأَولِيائِكَ وأهلِ طاعَتِكَ ؛ فَإِنّي مُؤمِنٌ بِكَ ومُتَوَكِّلٌ عَلَيكَ ، مُنيبٌ إلَيكَ مَعَ مَصيري إلَيكَ ، وتَجمَعُ لي ولِأَهلي ولِوَلَدِيَ الخَيرَ كُلَّهُ ، وتَصرِفُ عَنّي وعَن وَلَدي وأهلِيَ الشَّرَّ كُلَّهُ . أنتَ الحَنّانُ المَنّانُ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، تُعطِي الخَيرَ مَن تَشاءُ وتَصرِفُهُ عَمَّن تَشاءُ ، فَامنُن عَلَيَّ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :جاءَ قَنبَرٌ مَولى عَلِيٍّ عليه السلام بِفِطرِهِ إلَيهِ ... فَلَمّا أرادَ أن يَشرَبَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمّ لَكَ صُمنا وعَلى رِزقِكَ أفطَرنا ، فَتَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (2)
عنه عليه السلام :كانَ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ إذا أفطَرَ جَثا عَلى رُكبَتَيهِ ، حَتّى يوضَعَ الخِوانُ (3) ويَقَولُ :
.
ص: 180
اللّهُمّ لَكَ صُمنا وعَلى رِزقِكَ أفطَرنا ، فَتَقَبَّلهُ مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (1)
الإقبال :روى محمّد بن أبي قرّة في كتاب عمل شَهر رمضان _ تغمّده اللّه بالرضوان _ بإسناده إلى مولانا موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن الحسن بن عليّ عليهم السلام : «إنَّ لِكُلِّ صائِمٍ عِندَ فُطورِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً ، فَإِذا كانَ أوَّلُ لُقمَةٍ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لي» . وفي رِوايَةٍ اُخرى : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لي . فَإِنَّهُ مَن قالَها عِندَ إفطارِهِ غُفِرَ لَهُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ إلى آخِرِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَنا فَصُمنا ، ورَزَقَنا فَأَفطَرنا ، اللّهُمّ تَقَبَّل مِنّا وأعِنّا عَلَيهِ ؛ وسَلِّمنا فيهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي قَضى عَنّا يَوما مِن شَهرِ رَمَضانَ . (3)
الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام :إذا أمسَيتَ صائِما فَقُل عِندَ إفطارِكَ : «اللّهُمّ لَكَ صُمتُ وعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ» يُكتَب لَكَ أجرُ مَن صامَ ذلِكَ اليَومَ . (4)
الإمام الرضا عليه السلام :مَن قالَ عِندَ إفطارِهِ : «اللّهُمّ لَكَ صُمنا بِتَوفيقِكَ وعَلى رِزقِكَ أفطَرنا بِأَمرِكَ ، فَتَقَبَّلهُ مِنّا وَاغفِر لَنا إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ» غَفَرَ اللّهُ ما أدخَلَ عَلى
.
ص: 181
صَومِهِ مِنَ النُّقصانِ بِذُنوبِهِ . (1)
ز _ الإِفطارُ بِالتَّمرِ ، أوِ الزَّبيبِ ، أوِ الشَيءِ الحُلوِ ، أوِ اللَّبَنِ ، أوِ الماءِ الفاتِرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ ما يَبدَأُ بِهِ الصّائِمُ بِزَبيبٍ أو شَيءٍ حُلوٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوَّلُ ما يُفطِرُ عَلَيهِ في زَمَنِ الرُّطَبِ الرُّطَبُ ، وفي زَمَنِ التَّمرِ التَّمرُ . (3)
اريخ بغداد عن جابر بن عبد اللّه :ت كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُعجِبُهُ أن يُفطِرَ عَلَى الرُّطَبِ مادامَ الرُّطَبُ ، وعَلَى التَّمرِ إذا لَم يَكُن رُطَبٌ ، ويَختِمَ بِهِنَّ ويَجعَلَهُنّ وَترا ؛ ثَلاثا أو خَمسا أو سَبعا . (4)
مسند أبي يعلى عن أنس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُحِبُّ أن يُفطِرَ عَلى ثَلاثِ تَمَراتٍ ، أو شَيءٍ لَم تُصِبهُ النّارُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أفطَرَ عَلى تَمرٍ حَلالٍ ، زيدَ في صَلاتِهِ أربَعُمِئَةِ صَلاةٍ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا صامَ فَلَم يَجِدِ الحَلواءَ أفطَرَ عَلَى الماءِ . (7)
.
ص: 182
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ أحَدُكُم صائِما فَليُفطِر عَلَى التَّمرِ ، فَإِن لَم يَجِدِ التَّمرَ فَعَلَى الماءِ ؛ فَإِنَّ الماءَ طَهورٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ مَن فَعَلَهُنَّ قَوِيَ عَلى صِيامِهِ : أن يَكونَ أوَّلُ فِطرِهِ عَلى ماءٍ ، ولا يَدَعَ السَّحورَ ، ولا يَدَعَ القائِلَةَ ، وأن يَشَمَّ شَيئا مِن طيبٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ بَدَأَ بِحَلواءَ يُفطِرُ عَلَيها ، فَإِن لَم يَجِد فَسُكَّرَةٍ أو تَمَراتٍ ، فَإِذا أعوَزَ ذلِكَ كُلُّهُ فَماءٍ فاتِرٍ ، وكانَ يَقولُ : يُنَقِّي المَعِدَةَ وَالكَبِدَ ، ويُطَيِّبُ النَّكهَةَ وَالفَمَ (3) ، ويُقَوِّي الأَضراسَ ، ويُقَوِّي الحَدَقَ (4) ، ويَجلُو النّاظِرَ ، ويَغسِلُ الذُّنوبَ غَسلاً ، ويُسَكِّنُ العُروقَ الهائِجَةَ وَالمِرَّةَ الغالِبَةَ ، ويَقطَعُ البَلغَمَ ، ويُطفِئُ الحَرارَةَ عَنِ المَعِدَةِ ، ويَذهَبُ بِالصُّداعِ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ يَستَحِبُّ أن يُفطِرَ عَلَى اللَّبَنِ . (6)
عنه عليه السلام :أفطِر عَلَى الحُلوِ ، فَإِن لَم تَجِدهُ فَأَفطِر عَلَى الماءِ ؛ فَإِنَّ الماءَ طَهورٌ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الرَّجُلَ إذا صامَ زالَت عَيناهُ مِن مَكانِهِما ، فَإِذا أفطَرَ عَلَى
.
ص: 183
الحُلوِ عادَتا إلى مَكانِهِما (1) . (2)
عنه عليه السلام :الإِفطارُ عَلَى الماءِ يَغسِلُ الذُّنوبَ مِنَ القَلبِ . (3)
عنه عليه السلام :إذا أفطَرَ الرَّجُلُ عَلَى الماءِ الفاتِرِ نَقّى كَبِدَهُ ، وغَسَلَ الذُّنوبَ مِنَ القَلبِ ، وقَوَّى البَصَرَ وَالحَدَقَ . (4)
عنه عليه السلام :لَو أنَّ النّاسَ تَسَحَّروا ثُمَّ لَم يُفطِروا إلاّ عَلَى الماءِ ، لَقَدَروا عَلى أن يَصومُوا الدَّهرَ . (5)
ح _ الدُّعاءُ بِالمَأثورِ إذا أفطَرَالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أفطَرَ قالَ : اللّهُمّ لَكَ صُمنا وعَلى رِزقِكَ أفطَرنا فَتَقَبَّلهُ مِنّا ؛ ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابتَلَّتِ العُروقُ ، وبَقِيَ الأَجرُ . (6)
سنن أبي داود عن ابن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ قالَ : «ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابتَلَّتِ العُروقُ ، وثَبَتَ الأَجرُ إن شاءَ اللّهُ» . (7)
.
ص: 184
ط _ الشُّكرُ إذا أفطَرَ عِندَ قَومٍالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا طَعِمَ عِندَ أهلِ بَيتٍ قالَ لَهُم : «طَعِمَ عِندَكُمُ الصّائِمونَ ، وأكَلَ عِندَكُمُ الأَبرارُ ، وصَلَّت عَلَيكُمُ المَلائِكَةُ الأَخيارُ» . (1)
الدعاء للطبراني عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أفطَرَ عِندَ أهلِ بَيتٍ قالَ لَهُم : «أفطَرَ عِندَكُمُ الصّائِمونَ ، وغَشِيَتكُمُ الرَّحمَةُ ، وأكَلَ طَعامَكُمُ الأَبرارُ ، وتَنَزَّلَت عَلَيكُمُ المَلائِكَةُ» . (2)
الدعاء للطبراني عن عبد اللّه بن الزبير :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أفطَرَ عِندَ قَومٍ قالَ : «أفطَرَ عِندَكُمُ الصّائِمونَ ، وصَلَّت عَلَيكُمُ المَلائِكَةُ» . (3)
سنن ابن ماجة عن عبد اللّه بن الزبير :أفطَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عِندَ سَعدِ بنِ مُعاذٍ فَقالَ : «أفطَرَ عِندَكُمُ الصّائِمونَ ، وأكَلَ طَعامَكُمُ الأَبرارُ ، وصَلَّت عَلَيكُمُ المَلائِكَةُ» . (4)
.
ص: 185
الفصل الثاني : ما يُؤَكَّدُ استِحبابُهُ مِنَ الأَعمالِ2 / 1التَّطَوُّعُ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَطَوَّعَ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ في شَهرِ رَمَضانَ كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ عز و جل ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ . (1)
وانظر : ص 101 (خطابات النبيّ عند حضور شهر رمضان) .
2 / 2تَفطيرُ الصّائِمينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن فَطَّرَ صائِما كانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ (2) ، غَيرَ أنَّهُ لا يَنقُصُ مِن أجرِ
.
ص: 186
الصّائِمِ شَيئا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن فَطَّرَ صائِما كانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِنهُ شَيءٌ ، وما عَمِلَ بِقُوَّةِ ذلِكَ الطَّعامِ مِن بِرٍّ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :فِطرُكَ لِأَخيكَ المُسلِمِ وإدخالُكَ السُّرورَ عَلَيهِ أعظَمُ أجرا مِن صِيامِكَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، ثَلاثُ فَرَحاتٍ لِلمُؤمِنِ فِي الدُّنيا : لِقاءُ الإِخوانِ ، وتَفطيرُ الصّائِمِ ، وَالتَّهَجُّدُ مِن آخِرِ اللَّيلِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن فَطَّرَ مُؤمِنا في شَهرِ رَمَضانَ كانَ لَهُ بِذلِكَ عِتقُ رَقَبَةٍ ومَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ فيما مَضى ، فَإِن لَم يَقدِر إلاّ عَلى مَذقَةِ (5) لَبَنٍ فَفَطَّرَ بِها صائِما أو شَربَةٍ مِن ماءٍ
.
ص: 187
عَذبٍ وتَمرٍ لا يَقدِرُ عَلى أكثَرَ مِن ذلِكَ ، أعطاهُ اللّهُ هذا الثَّوابَ . (1)
عب الإيمان عن سلمان عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ش «مَن فَطَّرَ صائِما في رَمَضانَ مِن كَسبٍ حَلالٍ صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ لَيالِيَ رَمَضانَ كُلَّها ، وصافَحَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام لَيلَةَ الفِطرِ (2) ، ومَن صافَحَهُ جَبرَئيلُ تَكثُرُ دُموعُهُ ويَرِقُّ قَلبُهُ» . فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، أ رَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : «فَلُقمَةُ خُبزٍ» . قالَ : أ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : «فَقَبضَةٌ مِن طَعامٍ» . قالَ : أ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : «فَمَذقَةٌ مِن لَبَنٍ» . قالَ : أَ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : «فَشَربَةٌ مِن ماءٍ» . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :لَأَن اُفَطِّرَ رَجُلاً مُؤمِنا في بَيتي أحَبُّ إلَيَّ مِن عِتقِ كَذا وكَذا نَسَمَةٍ مِن وُلدِ إسماعيلَ . (4)
عنه عليه السلام :أيُّما مُؤمِنٍ فَطَّرَ مُؤمِنا لَيلَةً مِن شَهرِ رَمَضانَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِذلِكَ مِثلَ أجرِ مَن أعتَقَ نَسَمَةً مُؤمِنَةً ، ومَن فَطَّرَهُ شَهرَ رَمَضانَ كُلَّهُ كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَهُ بِذلِكَ أجرَ مَن أعتَقَ ثَلاثينَ نَسَمَةً مُؤمِنَةً ، وكانَ لَهُ بِذلِكَ عِندَ اللّهِ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ . (5)
.
ص: 188
الإمام الصادق عليه السلام :مَن فَطَّرَ صائِما فَلَهُ مِثلُ أجرِهِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن فَطَّرَ مُؤمِنا وَكَّلَ اللّهُ بِهِ سَبعينَ مَلَكا يُقَدِّسونَهُ إلى مِثلِ تِلكَ اللَّيلَةِ مِن قابِلٍ . (2)
عنه عليه السلام :إفطارُكَ لِأَخيكَ المُؤمِنِ أفضَلُ مِن صِيامِكَ تَطَوُّعا . (3)
عنه عليه السلام :إفطارُكَ في مَنزِلِ أخيكَ المُسلِمِ أفضَلُ مِن صِيامِكَ سَبعينَ ضِعفا أو تِسعينَ ضِعفا . (4)
المقنعة :رُوِيَ أنَّ زُرارَةَ دَخَلَ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ بِالحيرَةِ (5) _ قالَ : _ فَلَمّا صَلَّيتُ العَصرَ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! لي حاجَةٌ فَأذَن لي أن أذهَبَ . قالَ : «وما عَجَلَتُكَ؟» قُلتُ : قَومٌ مِن مَواليكَ يُفطِرونَ عِندي . فَقالَ : «يا زُرارَةُ بادِر ! بادِر ! بادِر!» _ ثَلاثا _ ثُمَّ أقبَلَ عَلى عُقبَةَ فَقالَ : «يا عُقبَةُ ، مَن فَطَّرَ مُؤمِنا كانَ كَفّارَةً لِذَنبِهِ إلى قابِلٍ ، ومَن فَطَّرَ اثنَينِ كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ الجَنَّةَ» . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :دَخَلَ سَديرٌ عَلى أبي عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ : «يا سَديرُ ، هَل تَدري أيُّ اللَّيالي هذهِ؟» . فَقالَ : نَعَم ، فِداكَ أبي! هذهِ لَيالي شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَما ذاكَ؟
.
ص: 189
فَقالَ لَهُ : «أتَقدِرُ عَلى أن تُعتِقَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن هذهِ اللَّيالي عَشرَ رَقَباتٍ مِن وُلدِ إسماعيلَ؟» . فَقالَ لَهُ سَديرٌ : بِأَبي أنتَ واُمّي! لا يَبلُغُ مالي ذاكَ . فَما زالَ يَنقُصُ حَتّى بَلَغَ بِهِ رَقَبَةً واحِدَةً ، في كُلِّ ذلِكَ يَقولُ : لا أقدِرُ عَلَيهِ . فَقالَ لَهُ : «فَما تَقدِرُ أن تُفَطِّرَ في كُلِّ لَيلَةٍ رَجُلاً مُسلِما؟» . فَقالَ لَهُ : بَلى وعَشَرَةً . فَقالَ لَهُ أبي عليه السلام : «فَذاكَ الَّذي أرَدتُ يا سَديرُ ؛ إنَّ إفطارَكَ أخاكَ المُسلِمَ يَعدِلُ رَقَبَةً مِن وُلدِ إسماعيلَ عليه السلام » . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :فِطرُكَ أخاكَ الصّائِمَ أفضَلُ مِن صِيامِكَ . (2)
عنه عليه السلام :فِطرُكَ لِأَخيكَ وإدخالُكَ السُّرورَ عَلَيهِ أعظَمُ مِنَ الصِّيامِ وأعظَمُ أجرا . (3)
وانظر : ص 101 (خطابات النبيّ عند حضور شَهر رَمَضان) .
تعليققال العالم الرباني ملكي تبريزي قدس سره : من مهمّات أعمال هذا الشهر إفطار [ أي تفطير ] الصائمين ، وقد سمعتَ أجر ذلك في خطبة النبيّ صلى الله عليه و آله ، والأهمُّ في ذلك أيضا إخلاصُ النيّة والتأدّب بأدب اللّه _ جلّ جلاله _ وألاّ يكون باعِثُه على ذلك إلاّ تحصيل رضاه ، لا إظهار شرف الدنيا ولا شرف الآخرة ، ولا التقليد ولا رسوم
.
ص: 190
العادات ، ويَهتَمّ في تخليص عمله من هذه القصود ، ويختبرها ببعض الكواشف ، ولا يطمئنّ من تلبيس الهوى والشيطان ، ويكون في ذلك مستمدّا من اللّه _ جلّ جلاله _ في أصل إفطاره ، وفي تعيين من يُفطّره من المؤمنين ، وفيما يفطّر به مِنَ الطعام ، وكيفيّة معاملته مع ضيفه ، فإنّ ذلك كلّه تختلف كيفيّاته مع القصود ، ويَعرف أهل اليقظة مداخل الشيطان فيها ، فيَجتَنِبُ عمّا يوافق أمرَه ويتّبع ما يوافق لأمر مولاه ورضا مالِكِ دينه ودنياه ، فيفوز بقبوله ومثوباته فوق آماله ومُناه . وهكذا يهتمّ في إخلاص قصده بقبول دعوة الغير للإفطار ويجتهد في ذلك ، وقد ينتفع المخلِصُ من قبول دعوة مؤمن وحضور مجلسه وإفطاره معه بما لا ينتفع غيره من عبادة دهر من الدهور ، ولذا كانت هِمَّةُ الأولياء على تخليص الأعمال لا تكثيرها اعتبارا من عمل آدم وإبليس ، وقد رُدَّت مِنَ الخبيث عبادةُ آلاف السنين وقُبِلَ من آدم توبة واحدة مع الإخلاص ، وصارَت سببا لاِجتِبائِه واصطِفائِه . (1)
2 / 3كَثرَةُ الإِنفاقِسنن الترمذي عن أنس :سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ... أيُّ الصَّدَقَةِ أفضَلُ؟ قالَ : «صَدَقَةٌ في رَمَضانَ» . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن نَفَقَةٍ إلاّ ويُسأَلُ العَبدُ عَنها ، إلاَّ النَّفَقَةَ في شَهرِ رَمَضانَ صِلَةً لِلعِبادِ ، وكانَ كَفّارَةً لِذُنوبِهِم ، ومَن تَصَدَّقَ في شَهرِ رَمَضانَ بِصَدَقَةٍ مِثقالِ ذَرَّةٍ فَما فَوقَها ؛ إذا كانَ أثقَلَ عِندَ اللّهِ عز و جل مِن جِبالِ الأَرضِ ذَهَبا تَصَدَّقَ بِها في
.
ص: 191
غَيرِ رَمَضانَ . (1)
صحيح البخاري عن ابن عبّاس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أجوَدَ النّاسِ بِالخَيرِ ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حينَ يَلقاهُ جِبريلُ ، وكانَ جِبريلُ عليه السلام يَلقاهُ كُلَّ لَيلَةٍ في رَمَضانَ حَتّى يَنسَلِ_خَ (2) ، يَعرِضُ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله القُرآنَ ، فَإِذا لَقِيَهُ جِبريلُ عليه السلام كانَ أجوَدَ بِالخَيرِ مِنَ الرّيحِ المُرسَلَةِ . (3)
ثواب الأعمال عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ أطلَقَ كُلَّ أسيرٍ ، وأعطى كُلَّ سائِلٍ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن تَصَدَّقَ في شَهرِ رَمَضانَ بِصَدَقَةٍ صَرَفَ اللّهُ عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ . (5)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :أحسِنوا إلى عِيالِكُم ووَسِّعوا عَلَيهِم ؛ فَإِنَّهُ قَد أروي عَنِ العالِمِ عليه السلام أنَّهُ قالَ : «إنَّ اللّهَ لا يُحاسِبُ الصّائِمَ عَلى ما أنفَقَهُ في مَطعَمٍ ولا مَشرَبٍ ، وإنَّهُ لا إسرافَ في ذلِكَ» . (6)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :أكثِر في هذا الشَّهرِ المُبارَكِ مِن قِراءَةِ القُرآنِ ، وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكَثرَةِ الصَّدَقَةِ، وذِكرِ اللّهِ في آناءِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، وبِرِّ
.
ص: 192
الإِخوانِ ، وإفطارِهِم مَعَكَ بِما يُمكِنُكَ ؛ فَإِنَّ في ذلِكَ ثَوابا عَظيما وأجرا كَبيرا . (1)
وانظر: ص 174 (ما ينبغي عند الإفطار / الصدقة) . ص 107 ، ح 224 .
2 / 4كَثرَةُ تِلاوَةِ القُرآنِ2 / 4 _ 1فَضلُ التِّلاوَةِ وَالحَثُّ عَلَيهارسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في آدابِ شَهرِ رَمَضانَ _: أكثِروا فيهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ آيَةً في رَمَضانَ أو سَبَّحَ كانَ لَهُ مِنَ الفَضلِ عَلى غَيرِهِ كَفَضلي عَلى اُمَّتي ، فَطوبى لِمَن أدرَكَ رَمَضانَ! ثُمَّ طوبى لَهُ! (3)
الإمام الباقر عليه السلام :لِكُلِّ شَيءٍ رَبيعٌ ، ورَبيعُ القُرآنِ شَهرُ رَمَضانَ . (4)
الإقبال :اِعلَم أَ نَّهُ مَن بَلَغَ فَضلُ اللّهِ عَلَيهِ إلى أن يَكونَ مُتَصَرِّفا فِي العِباداتِ المَندوباتِ بِأَمرٍ يَعرِفُهُ في سِرِّهِ فَيَعتَمِدُ عَلَيهِ ، فَإِنَّهُ يَكونُ مِقدارُ قِراءَتِهِ في شَهرِ رَمَضانَ بِقَدرِ ذلِكَ البَيانِ ، وَأمّا مَن كانَ مُتَصَرِّفا فِي القِراءَةِ بِحَسَبِ الأَمرِ الظّاهِرِ فِي الأَخبارِ ، فَإِنَّهُ بِحَسَبِ ما يَتَّفِقُ لَهُ مِنَ التَّفَرُّغِ وَالأَعذارِ . فَإِذا لَم يَكُن لَهُ عائِقٌ عَنِ استِمرارِ القِراءَةِ في شَهرِ الصِّيامِ ، فَليَعمَل ما رُوِيَ
.
ص: 193
عَن وَهبِ بنِ حَفصٍ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، قالَ : سَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ في كَم يَقرَأُ القُرآنَ؟ قالَ : «في سِتٍّ فَصاعِدا» . قُلتُ : في شَهرِ رَمَضانَ؟ قالَ : «في ثَلاثٍ فَصاعِدا» . (1)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ : جُعِلتُ فِداكَ ! أقرَأُ القُرآنَ في شَهرِ رَمَضانَ في لَيلَةٍ؟ فَقالَ : «لا» . قالَ : فَفي لَيلَتَينِ؟ قالَ : «لا» . قالَ : فَفي ثَلاثٍ؟ قالَ : «ها» _ وأشارَ بِيَدِهِ (2) _ . ثُمَّ قالَ : «يا أبا مُحَمَّدٍ ، إنَّ لِرَمَضانَ حَقّا وحُرمَةً لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ ، وكانَ أصحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله يَقرَأُ أحَدُهُمُ القُرآنَ في شَهرٍ أو أقَلَّ ؛ إنَّ القُرآنَ لا يُقرَأُ هَذرَمَةً (3) ولكِن يُرَتَّلُ تَرتيلاً ، فَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ الجَنَّةِ فَقِف عِندَها وسَلِ اللّهَ عز و جل الجَنَّةَ ، وإذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ النّارِ فَقِف عِندَها وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ النّارِ» . (4)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة :سَأَلَ أبو بَصيرٍ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام وأنَا حاضِرٌ ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! أقرَأُ القُرآنَ في لَيلَةٍ؟ فَقالَ : «لا» ، فَقالَ : في لَيلَتَينِ؟ فَقالَ : «لا» ، حَتّى بَلَغَ سِتَّ لَيالٍ ، فَأَشارَ بِيَدِهِ فَقالَ : «ها» . ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : «يا أبا مُحَمَّدٍ ، إنَّ مَن كانَ قَبلَكُم مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله كانَ يَقرَأُ القُرآنَ في شَهرٍ وأقَلَّ؛إنَّ القُرآنَ لا يُقرَأُ هَذرَمَةً ولكِن يُرَتَّلُ تَرتيلاً ، إذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ النّارِ وَقَفتَ عِندَها وتَعَوَّذتَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ» . فَقالَ أبو بَصيرٍ : أقرَأُ القُرآنَ في رَمَضانَ في لَيلَةٍ؟ فَقالَ : «لا» ، فَقالَ :
.
ص: 194
في لَيلَتَينِ؟ فَقالَ : «لا» ، فَقالَ : في ثَلاثٍ؟ فَقالَ : «ها _ وأومَأَ بِيَدِهِ _ . نَعَم ، شَهرُ رَمَضانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ ، لَهُ حَقٌّ وحُرمَةٌ ، أكثِر مِنَ الصَّلاةِ مَا استَطَعتَ». (1)
الإقبال عن عليّ بن المغيرة عن أبي الحسن عليه السلام (2) ، قال :الإقبال عن عليّ بن المغيرة عن أبي الحسن عليه السلام (3) ، قال : قُلتُ لَهُ : إنَّ أبي سَأَلَ جَدَّكَ عليه السلام عَن خَتمِ القُرآنِ في كُلِّ لَيلَةٍ ، فَقالَ لَهُ : «في شَهرِ رَمَضانَ ، _ قالَ : _ اِفعَل فيهِ مَا استَطَعتَ» . فَكانَ أبي يَختِمُهُ أربَعينَ خَتمَةً في شَهرِ رَمَضانَ ، ثُمَّ خَتَمتُهُ بَعدَ أبي فَرُبَّما زِدتُ ورُبَّما نَقَصتُ ، وإنَّما يَكونُ ذلِكَ عَلى قَدرِ فَراغي وشُغلي ونَشاطي وكَسَلي ، فَإِذا كانَ يَومُ الفِطرِ جَعَلتُ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَتمَةً ولِفاطِمَةَ عليهاالسلام خَتمَةً ولِلأَئِمَّةِ عليهم السلام خَتمَةً حَتَّى انتَهَيتُ إلَيكَ (4) فَصَيَّرتُ لَكَ واحِدَةً مُنذُ صِرتُ في هذهِ الحالِ ، فَأَيُّ شَيءٍ لي بِذلِكَ؟ قالَ : «لَكَ بِذلِكَ أن تَكونَ مَعَهُم يَومَ القِيامَةِ» . قُلتُ : اللّهُ أكبَرُ! فَلي بِذلِكَ؟ قالَ : «نَعَم» _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . 5
2 / 4 _ 2الدُّعاءُ عِندَ تِلاوَةِ القُرآنِالإقبال :عَن عَلِيِّ بنِ مَيمونِ الصّائِغِ أبِي الأَكرادِ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ كانَ مِن
.
ص: 195
دُعائِهِ إذا أخَذَ مُصحَفَ القُرآنِ وَالجامِعَ قَبلَ أن يَقرَأَ القُرآنَ وقَبلَ أن يَنشُرَهُ ، يَقولُ حينَ يَأخُذُهُ بِيَمينِهِ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمّ إنّي أشهَدُ أنَّ هذا كِتابُكَ المُنزَلُ مِن عِندِكَ عَلى رَسولِكَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وكِتابُكَ النّاطِقُ عَلى لِسانِ رَسولِكَ ، وفيهِ حُكمُكَ وشَرائِعُ دينِكَ ، أنزَلتَهُ عَلى نَبِيِّكَ ، وجَعَلتَهُ عَهداً مِنكَ إلى خَلقِكَ ، وحَبلاً مُتَّصِلاً فيما بَينَكَ وبَينَ عِبادِكَ . اللّهُمّ إنّي نَشَرتُ عَهدَكَ وكِتابَكَ ، اللّهُمّ فَاجعَل نَظَري فيهِ عِبادَةً ، وقِراءَتي تَفَكُّراً ، وفِكرِي اعتِباراً ، وَاجعَلني مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِكَ فيهِ ، وَاجتَنَبََمعاصِيَكَ ، ولا تَطبَع عِندَ قِراءَتي كِتابَكَ عَلى قَلبي ولا عَلى سَمعي ، ولا تَجعَل عَلى بَصَري غِشاوَةً ، ولا تَجعَل قِراءَتي قِراءَةً لا تَدَبُّرَ فيها ، بَلِ اجعَلني أتَدَبَّرُ آياتِهِ وأحكامَهُ ، آخِذاً بِشَرائِعِ دينِكَ ، ولا تَجعَل نَظَري فيهِ غَفلَةً ، ولا قِراءَتي هَذرَمَةً (1) ، إنَّكَ أنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ . (2)
الإقبال :عَن عَلِيِّ بنِ مَيمونِ الصّائِغِ أبِي الأَكرادِ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ... يَقولُ عِندَ الفَراغِ مِن قِراءَةِ بَعضِ القُرآنِ العَظيمِ : اللّهُمّ إنّي قَرَأتُ ما قَضَيتَ لي مِن كِتابِكَ الَّذي أنزَلتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ ورَحمَتُكَ ، فَلَكَ الحَمدُ رَبَّنا ولَكَ الشُّكرُ والمِنَّةُ عَلى ما قَدَّرتَ ووَفَّقتَ . اللّهُمّ اجعَلني مِمَّن يُحِلُّ حَلالَكَ ، ويُحَرِّمُ حَرامَكَ ، ويَجتَنِبُ مَعاصِيَكَ ، ويُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ ، وناسِخِهِ ومَنسوخِهِ ، وَاجعَلهُ لي
.
ص: 196
شِفاءً ورَحمَةً ، وحِرزاً وذُخراً . اللّهُمّ اجعَلهُ لي اُنساً في قَبري ، واُنساً في حَشري ، واُنساً في نَشري ، وَاجعَل لي بَرَكَةً بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأتُها ، وَارفَع لي بِكُلِّ حَرفٍ دَرَستُهُ دَرَجَةً في أعلى عِلِّيِّينَ ، آمينَ يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وصَفِيِّكَ ونَجِيِّكَ ودَليلِكَ ، وَالدّاعي إلى سَبيلِكَ ، وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ وَلِيِّكَ وخَليفَتِكَ مِن بَعدِ رَسولِكَ ، وعَلى أوصِيائِهِمَا المُستَحفَظينَ دينَكَ ، المُستَودَعينَ حَقَّكَ ، وَالمُستَرعَينَ خَلقَكَ ، وعَلَيهِم أجمَعينَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكَاتُهُ . (1)
وانظر : الكافي : ج 2 ، ص 573 ، ح 1 .
2 / 4 _ 3الدُّعاءُ عِندَ خَتمِ القُرآنِمصباح المتهجّد :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إذا خَتَمَ القُرآنَ قالَ : اللّهُمّ اشرَح بِالقُرآنِ صَدري ، وَاستَعمِل بِالقُرآنِ بَدَني ، ونَوِّر بِالقُرآنِ بَصَري ، وأطلِق بِالقُرآنِ لِساني ، وأعِنّي عَلَيهِ ما أبقَيتَني ؛ فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :حَبيبي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم أمَرَني أن أدعُوَ بِهِنَّ عِندَ خَتمِ القُرآنِ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إخباتَ (3) المُخبِتينَ،وإخلاصَ الموقِنينَ ، ومُرافَقَةَ الأَبرارِ،
.
ص: 197
وَاستِحقاقَ حَقائِقِ الإِيمانِ ، وَالغَنيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍّ ، وَالسَّلامَةَ مِن كُلِّ إثمٍ ، ووُجوبَ رَحمَتِكَ ، وعَزائِمَ مَغفِرَتِكَ ، وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ كانَ مِمّا يَدعو بِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ _: اللّهُمّ إنَّكَ أعَنتَني عَلى خَتمِ كِتابِكَ الَّذي أنزَلتَهُ نوراً (2) ، وَجَعَلتَهُ مُهَيمِناً عَلى كُلِّ كِتابٍ أنزَلتَهُ ، وفَضَّلتَهُ عَلى كُلِّ حَديثٍ قَصَصتَهُ ، وفُرقاناً فَرَقتَ بِهِ بَينَ حَلالِكَ وحَرامِكَ ، وقُرآناً أعرَبتَ بِهِ عَن شَرائِ_عِ أحكامِكَ ، وكِتاباً فَصَّلتَهُ لِعِبادِكَ تَفصيلاً ، ووَحياً أنزَلتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ تَنزيلاً ، وجَعَلتَهُ نوراً نَهتَدي مِن ظُلَمِ الضَّلالَةِ وَالجَهالَةِ بِاتِّباعِهِ ، وشِفاءً لِمَن أنصَتَ (3) بِفَهمِ التَّصديقِ إلَى استِماعِهِ،وميزانَ قِسطٍ لا يَحيفُ عَنِ الحَقِّ لِسانُهُ،ونورَ هُدىً لا يُطفَأُ عَنِ الشّاهِدينَ بُرهانُهُ ، وعَلَمَ نَجاةٍ لا يَضِلُّ مَن أمَّ قَصدَ سُنَّتِهِ ، ولا تَنالُ أيدِي الهَلَكاتِ مَن تَعَلَّقَ بِعُروَةِ عِصمَتِهِ. اللّهُمّ فَإِذ أفَدتَنَا المَعونَةَ عَلى تِلاوَتِهِ ، وسَهَّلتَ جَواسِيَ (4) ألسِنَتِنا بِحُسنِ عِبارَتِهِ ، فَاجعَلنا مِمَّن يَرعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ ، ويَدينُ لَكَ بِاعتِقادِ التَّسليمِ لِمُحكَمِ آياتِهِ ، ويَفزَعُ إلَى الإِقرارِ بِمُتَشابِهِهِ وموضِحاتِ بَيِّناتِهِ (5) .
.
ص: 198
اللّهُمّ إنَّكَ أنزَلتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مُجمَلاً (1) ، وألهَمتَهُ عِلمَ عَجائِبِهِ مُكمَلاً (2) ، ووَرَّثتَنا عِلمَهُ مُفَسَّراً (3) ، وفَضَّلتَنا عَلى مَن جَهِلَ عِلمَهُ ، وقَوَّيتَنا عَلَيهِ لِتَرفَعَنا فَوقَ مَن لَم يُطِق حَملَهُ . اللّهُمّ فَكَما جَعَلتَ قُلوبَنا لَهُ حَمَلَةً ، وعَرَّفتَنا بِرَحمَتِكَ شَرَفَهُ وفَضلَهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الخَطيبِ بِهِ ، وعَلى آلِهِ الخُزّانِ لَهُ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَعتَرِفُ بِأَنَّهُ مِن عِندِكَ حَتّى لا يُعارِضَنَا الشَّكُّ في تَصديقِهِ ، ولا يَختَلِجَنَا (4) الزَّيغُ عَن قَصدِ طَريقِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَعتَصِمُ بِحَبلِهِ ، ويَأوي مِنَ المُتَشابِهاتِ إلى حِرزِ مَعقِلِهِ ويَسكُنُ في ظِلِّ جَناحِهِ ، ويَهتَدي بِضَوءِ صَباحِهِ (5) ، ويَقتَدي بِتَبَلُّجِ (6) إسفارِهِ ، ويَستَصبِحُ بِمِصباحِهِ ، ولا يَلتَمِسُ الهُدى في غَيرِهِ . اللّهُمّ وكَما نَصَبتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيكَ ، وأنهَجتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضا (7) إلَيكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلِ القُرآنَ وَسيلَةً لَنا إلى أشرَفِ مَنازِلِ الكَرامَةِ ، وسُلَّماً نَعرُجُ فيهِ إلى مَحَلِّ السَّلامَةِ ، وسَبَباً نَجزي بِهِ
.
ص: 199
النَّجاةَ في عَرصَةِ القِيامَةِ ، وذَريعَةً نَقدُمُ بِها عَلى نَعيمِ دارِ المُقامَةِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحطُط بِالقُرآنِ عَنّا ثِقلَ الأَوزارِ ، وهَب لَنا حُسنَ شَمائِلِ الأَبرارِ ، وَاقفُ بِنا آثارَ الَّذينَ قاموا لَكَ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، حَتّى تُطَهِّرَنا مِن كُلِّ دَنَسٍ بِتَطهيرِهِ ، وتَقفُوَ بِنا آثارَ الَّذينَ استَضاؤوا بِنورِهِ ، ولَم يُلهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ العَمَلِ فَيَقطَعَهُم بِخُدَعِ غُرورِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا في ظُلَمِ اللَّيالي مُؤنِساً ، ومِن نَزَغاتِ الشَّيطانِ وخَطَراتِ الوَسواسِ حارِساً ، ولِأَقدامِنا عَن نَقلِها إلَى المَعاصي حابِساً ، ولِأَلسِنَتِنا عَنِ الخَوضِ فِي الباطِلِ مِن غَيرِ ما آفَةٍ مُخرِساً ، ولِجَوارِحِنا عَنِ اقتِرافِ الآثامِ زاجِراً ، ولِما طَوَتِ الغَفلَةُ عَنّا مِن تَصَفُّحِ الاِعتِبارِ ناشِراً (1) ، حَتّى توصِلَ إلى قُلوبِنا فَهمَ عَجائِبِهِ ، وزاجِرَ أمثالِهِ الَّتي ضَعُفَتِ الجِبالُ الرَّواسي _ عَلى صَلابَتِها _ عَنِ احتِمالِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأدِم بِالقُرآنِ صَلاحَ ظاهِرِنا ، وَاحجُب بِهِ خَطَراتِ الوَسواسِ عَن صِحَّةِ ضَمائِرِنا ، وَاغسِل بِهِ دَرَنَ قُلوبِنا وعَلائِقَ أوزارِنا ، وَاجمَع بِهِ مُنتَشَرَ اُمورِنا ، وَاروِ بِهِ في مَوقِفِ العَرضِ (2) عَلَيكَ ظَمَأَ هَواجِرِنا (3) ، وَاكسُنا بِهِ حُلَلَ الأَمانِ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ في نُشورِنا . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر بِالقُرآنِ خَلَّتَنا مِن عَدَمِ الإِملاقِ ، وسُق إلَينا بِهِ رَغَدَ العَيشِ وخِصبَ (4) سَعَةِ الأَرزاقِ ، وجَنِّبنا بِهِ الضَّرائِبَ المَذمومَةَ ومَدانِيَ الأَخلاقِ ، وَاعصِمنا بِهِ مِن هُوَّةِ (5) الكُفرِ ودَواعِي
.
ص: 200
النِّفاقِ ، حَتّى يَكونَ لَنا فِي القِيامَةِ إلى رِضوانِكَ وَجِنانِكَ قائداً ، ولَنا فِي الدُّنيا عَن سَخَطِكَ وَتَعَدّي حُدودِكَ ذائِداً ولِما عِندَكَ بِتَحليلِ حَلالِهِ وتَحريمِ حَرامِهِ شاهِداً . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وهَوِّن بِالقُرآنِ عِندَ المَوتِ عَلى أنفُسِنا كَربَ السِّياقِ وجَهدَ الأَنينِ وتَرادُفَ الحَشارِجِ إذا بَلَغَتِ النُّفوسُ التَّراقِيَ وقيلَ : مَن راقٍ (1) وتَجَلّى مَلَكُ المَوتِ لِقَبضِها مِن حُجُبِ الغُيوبِ ، ورَماها عَن قَوسِ المَنايا بِأَسهُمِ وَحشَةِ الفِراقِ ، ودافَ لَها مِن ذُعافِ (2) المَوتِ كَأساً مَسمُومَةَ المَذاقِ ، ودَنا مِنّا إلَى الآخِرَةِ رَحيلٌ وَانطِلاقٌ ، وصارَتِ الأَعمالُ قَلائِدَ فِي الأَعناقِ ، وكانَتِ القُبورُ هِيَ المَأوى إلى ميقاتِ يَومِ التَّلاقِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وبارِك لَنا في حُلولِ دارِ البِلى وطولِ المُقامَةِ بَينَ أطباقِ الثَّرى ، وَاجعَلِ القُبورَ بَعدَ فِراقِ الدُّنيا خَيرَ مَنازِلِنا ، وَافسَح لَنا بِرَحمَتِكَ في ضيقِ مَلاحِدِنا ، ولا تَفضَحنا في حاضِرِي القِيامَةِ بِموبِقاتِ آثامِنا ، وَارحَم بِالقُرآنِ في مَوقِفِ العَرضِ عَلَيكَ ذُلَّ مُقامِنا ، وثَبِّت بِهِ عِندَ اضطِرابِ جِسرِ جَهَنَّمَ يَومَ المَجازِ عَلَيها زَلَلَ أقدامِنا ، ونَوِّر بِهِ قَبلَ البَعثِ سُدَفَ (3) قُبورِنا ، ونَجِّنا بِهِ مِن كُلِّ كَربٍ يَومَ القِيامَةِ ، وشَدائِدِ أهوالِ يَومِ الطّامَّةِ ، وبَيِّض وُجوهَنا يَومَ تَسوَدُّ وُجوهُ الظَّلَمَةِ في يَومِ الحَسرةِ وَالنَّدامَةِ ، وَاجعَل لَنا في صُدورِ المُؤمِنينَ وُدّاً ، ولا تَجعَلِ الحَياةَ عَلَينا نَكَداً (4) .
.
ص: 201
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، ونَصَحَ لِعِبادِكَ . اللّهُمّ اجعَل نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ يَومَ القِيامَةِ أقرَبَ النَّبِيِّينَ مِنكَ مَجلِساً ، وأمكَنَهُم مِنكَ شَفاعَةً ، وأجَلَّهُم عِندَكَ قَدراً وأوجَهَهُم عِندَكَ جاهاً . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وشَرِّف بُنيانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ ، وثَقِّل ميزانَهُ ، وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ ، وقَرِّب وَسيلَتَهُ ، وبَيِّض وَجهَهُ وأتِمَّ نورَهُ ، وَارفَع دَرَجَتَهُ ، وأحيِنا عَلى سُنَّتِهِ ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وخُذ بِنا مِنهاجَهُ ، وَاسلُك بِنا سَبيلَهُ ، وَاجعَلنا مِن أهلِ طاعَتِهِ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ ، وأورِدنا حَوضَهُ ، وَاسقِنا بِكَأسِهِ . وصَلِّ اللّهُمّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِها أفضَلَ ما يَأمُلُ مِن خَيرِكَ وفَضلِكَ وكَرامَتِكَ ، إنَّكَ ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ وفَضلٍ كَريمٍ . اللّهُمّ اجزِهِ بِما بَلَّغَ مِن رِسالاتِكَ ، وأدّى مِن آياتِكَ ، ونَصَحَ لِعِبادِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، أفضَلَ ما جَزَيتَ أحَداً مِن مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وَأنبِيائِكَ المُرسَلينَ المُصطَفَينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ . (1)
2 / 5كَثرَةُ الاِستِغفارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ في رَمَضانَ يُنادي مُنادٍ بَعدَ ثُلُثِ اللَّيلِ الأَوَّلِ ، أو ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ : ألا سائِلٌ يَسأَلُ فَيُعطى؟ ألا مُستَغفِرٌ يَستَغفِرُ فَيُغفَرَ لَهُ؟ ألا تائِبٌ يَتوبُ
.
ص: 202
فَيَتوبَ اللّهُ عَلَيهِ؟ (1)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكُم في شَهرِ رَمَضانَ بِكَثرَةِ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ ؛ فَأَمَّا الدُّعاءُ فَيُدفَعُ بِهِ عَنكُمُ البَلاءُ ، وأمَّا الاِستِغفارُ فَيَمحى ذُنوبَكُم . (2)
عنه عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن قَرَأَ في رَجَبٍ ، وشَعبانَ ، وشَهرِ رَمَضانَ كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ : «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، و«آيَةَ الكُرسِيِّ» ، و«قُلْ يَ_أَيُّهَا الْكَ_فِرُونَ » ، و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » و « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ » ، و « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ » ، ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ويَقولُ : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ويَقولُ : «اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ ، وعَلى كُلِّ نَبِيٍّ» ، ثُمَّ يَقولُ : «اللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» أربَعَمِئَةِ مَرَّةٍ . ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، مَن قَرَأَ هذهِ السُّوَرَ وفَعَلَ ذلِكَ كُلَّهُ فِي الشُّهورِ الثَّلاثَةِ ولَياليها ، لا يَفوتُهُ (3) شَيءٌ ، لَو كانَت ذُنوبُهُ عَدَدَ قَطرِ المَطَرِ ، ووَرَقِ الشَّجَرِ ، وزَبَدِ البَحرِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ، وإنَّهُ يُنادي مُنادٍ يَومَ الفِطرِ يَقولُ : يا عَبدي أنتَ وَلِيّي حَقّا حَقّا ، ولَكَ عِندي بِكُلِّ حَرفٍ قَرَأتَهُ شَفاعَةٌ فِي الإِخوانِ وَالأَخَواتِ بِكَرامَتِكَ عَلَيَّ . (4)
.
ص: 203
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام إذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ لَم يَتَكَلَّم إلاّ بِالدُّعاءِ وَالتَّسبيحِ وَالاِستِغفارِ وَالتَّكبيرِ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :مَن كانَ تائِبا مِن ذَنبٍ فَليَتُب إلَى اللّهِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ مِنهُ في شَهرِ رَمَضانَ؛ فَإِنَّهُ شَهرُ التَّوبَةِ وَالإِنابَةِ،وشَهرُ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ، وما مِن لَيلَةٍ مِن لَياليهِ وللّهِِ (2) _ تَبارَكَ وتَعالى _ فيها عُتَقاءُ مِنَ النّارِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبوا بِذُنوبِهِمُ النّارَ. (3)
وانظر : ص 45 (جوامع بركاته وخصائصه) . ص 101 (تأهيل الناس لضيافة اللّه ) . ص 115 (أسباب التهيّؤ لضيافة اللّه / تقديم التوبة) .
2 / 6كَثرَةُ الدُّعاءِ وَالذِّكرِالكتاب« وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءِ اللَّيلَةِ الثّامِنَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمّ هذا شَهرُكَ الَّذي أمَرتَ فيهِ عِبادَكَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ لَهُمُ الإِجابَةَ ، وقُلتَ : «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» . (5)
فضائل الأوقات عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ رَمَضانُ تَغَيَّرَ لَونُهُ ،
.
ص: 204
وكَثُرَت صَلاتُهُ ، وَابتَهَلَ فِي الدُّعاءِ وأشفَقَ مِنهُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ في رَمَضانَ مَغفورٌ لَهُ ، وسائِلُ اللّهِ فيهِ لا يُخَيَّبُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، كَفاكُمُ اللّهُ عَدُوَّكُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وقالَ : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (3) ووَعَدَكُمُ الإِجابَةَ ، ألا وأبوابُ السَّماءِ مُفَتَّحَةٌ مِن أوَّلِ لَيلَةٍ مِنهُ ، ألا وَالدُّعاءُ فيهِ مَقبولٌ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن كَلامٍ لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ _: إنَّ اللّهَ _ جَلَّ جَلالُهُ _ يَقولُ كُلَّ لَيلَةٍ مِن هذا الشَّهرِ : وعِزَّتي وجَلالي لَقَد أمَرتُ مَلائِكَتي بِفَتحِ أبوابِ سَماواتي لِلدّاعينَ مِن عِبادي وإمائي ، فَما لي أرى عَبدِيَ الغافِلَ ساهِيا عَنّي ، مَتى سَأَلَني فَلَم اُعطِهِ؟ ومَتى ناداني فَلَم اُجِبهُ؟ ومَتى ناجاني فَلَم اُقَرِّبهُ؟ ومَتى رَجاني فَخَيَّبتُهُ؟ ومَتى أمَّلَني فَحَرَمتُهُ؟ ومَتى قَصَدَ بابي فَحَجَبتُهُ؟ ومَتى تَقَرَّبَ فَباعَدتُهُ؟ ومَتى هَرَبَ مِنّي فَلَم أدعُهُ؟ ومَتى رَجَعَ إلَيَّ فَلَم أقبَلهُ؟ ومَتى أقَرَّ بِذُنوبِهِ فَلَم أرحَمهُ؟ ومَتَى استَغفَرَني فَلَم أغفِر لَهُ ذَنبَهُ؟ ومَتى تابَ فَلَم أقبَلهُ تَوبَتَهُ؟ عَبدي! كَيفَ تَقصُدُ بِرَجائِكَ مَلِكا مَملوكا ولا تَقصُدُني بِرَجائِكَ وأنَا مَلِكُ
.
ص: 205
المُلوكِ!؟ أم كَيفَ تَسأَلُ مَن يَخافُ الفَقرَ ولا تَسأَلُني وأنَا الغَنِيُّ الَّذي لا أفتَقِرُ!؟ أم كَيفَ تَخدُمُ مَلِكا يَنامُ ويَموتُ ولا تَخدُمُني وأنَا الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ولا يَأخُذُني سِنَةٌ (1) ولا نَومٌ!؟ يا سَوأَةً لِمَن عَصاني ! ويا بُؤسا لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ! بِعِزَّتي حَلَفتُ لاَخُذَنَّهُ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ يَغضَبُ لِغَضَبِهِ السَّماءُ وَالأَرضُ ، فَأَينَ تَفِرُّ مِنّي إلاّ إلَيَّ؟ وأنَا اللّهُ العَزيزُ الحَكيمُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :رَمَضانُ شَهرُ اللّهِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ اِستَكثِروا فيهِ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ وَالتَّمجيدِ وَالتَّسبيحِ ، وهُوَ رَبيعُ الفُقَراءِ ، وإنَّما جَعَلَ اللّهُ الأَضحى لِتَشبَعَ المَساكينُ مِنَ اللَّحمِ ، فَأَظهِروا مِن فَضلِ ما أنعَمَ اللّهُ بِهِ عَلَيكُم عَلى عِيالاتِكُم وجيرانِكُم ، وأحسِنوا جِوارَ نِعَمِ اللّهِ عَلَيكُم ، وواصِلوا إخوانَكُم ، وأطعِمُوا الفُقَراءَ وَالمَساكينَ مِن إخوانَكُم ؛ فَإِنَّهُ مَن فَطَّرَ صائِما فَلَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن أجرِهِ شَيئا ، وسُمِّيَ شَهرُ رَمَضانَ شَهرَ العِتقِ ؛ لِأَنَّ للّهِِ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ سِتَّمِئَةِ عَتيقٍ ، وفي آخِرِهِ مِثلَ ما أعتَقَ فيما مَضى . (3)
وانظر : ص 201 (كثرة الاستغفار) . ص 45 (جوامع بركاته وخصائصه) . ص 101 (تأهيل الناس لضيافة اللّه ) .
2 / 7كَثرَةُ الصَّلاةِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا جاءَ شَهرُ رَمَضانَ زادَ فِي الصَّلاةِ ، وأنَا
.
ص: 206
أزيدُ فَزيدوا . (1)
تهذيب الأحكام :عَن أبي بَصيرٌ أنَّهُ سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أيَزيدُ الرَّجُلُ فِي الصَّلاةِ في رَمَضانَ؟ فَقالَ : «نَعَم ، إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد زادَ في رَمَضانَ فِي الصَّلاةِ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ _: إنَّ أصحابَنا هؤُلاءِ أبَوا أن يَزيدوا في صَلاتِهِم في رَمَضانَ ، وقَد زادَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في صَلاتِهِ في شَهرِ رَمَضانَ . (3)
الكافي عن أبي العبّاس البقباق وعبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَزيدُ في صَلاتِهِ في شَهرِ رَمَضانَ ، إذا صَلَّى العَتَمَةَ (4) صَلّى بَعدَها ، فَيَقومُ النّاسُ خَلفَهُ فَيَدخُلُ ويَدَعُهُم ، ثُمَّ يَخرُجُ أيضا فَيَجيؤونَ ويَقومونَ خَلفَهُ فَيَدَعُهُم ويَدخُلُ مِرارا . وقالَ : لا تُصَلِّ بَعدَ العَتَمَةِ في غَيرِ شَهرِ رَمَضانَ . (5)
تهذيب الأحكام عن محمّد بن يحيى :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَسُئِلَ : هَل يُزادُ في شَهرِ رَمَضانَ في صَلاةِ النَّوافِلِ؟ فَقالَ : «نَعَم ، قَد كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُصَلّي بَعدَ العَتَمَةِ في مُصَلاّهُ فَيُكثِرُ ، وكانَ النّاسُ يَجتَمِعونَ خَلفَهُ لِيُصَلّوا بِصَلاتِهِ ، فَإِذا كَثُروا خَلفَهُ تَرَكَهُم ودَخَلَ مَنزِلَهُ ، فَإِذا تَفَرَّقَ النّاسُ عادَ إلى مُصَلاّهُ فَصَلّى كَما كانَ يُصَلّي ، فَإِذا كَثُرَ
.
ص: 207
النّاسُ خَلفَهُ تَرَكَهُم ودَخَلَ مَنزِلَهُ ، وكانَ يَصنَعُ ذلِكَ مِرارا» . (1)
صحيح مسلم عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُرَغِّبُ في قِيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أن يَأمُرَهُم فيهِ بِعَزيمَةٍ (2) ، فَيَقولُ : «مَن قامَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . (3)
مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُرَغِّبُ النّاسَ في قِيامِ رَمَضانَ ، ويَقولُ : «مَن قامَهُ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . ولَم يَكُن رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَمَعَ النّاسَ عَلَى القِيامِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى مِنكُم في هذا الشَّهرِ للّهِِ عز و جل رَكعَتَينِ يَتَطَوَّعُ بِهِما ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)
مصباح المتهجّد عن أبي حمزة الثمالي :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما _ يُصَلّي عامَّةَ اللَّيلِ في شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِذا كانَ السَّحَرُ دَعا بِهذا الدُّعاءِ : إلهي لا تُؤَدِّبني بِعُقوبَتِكَ ... . (6)
.
ص: 208
الإمام الصادق عليه السلام :شَهرُ رَمَضانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ ؛ لَهُ حَقٌّ وحُرمَةٌ ، أكثِر مِنَ الصَّلاةِ مَا استَطَعتَ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :كانَ أبي يَزيدُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً . (2)
وانظر : ص 337 (نوافل شهر رمضان) .
2 / 8زِيارَةُ الإِمامِ الحُسَينِالإقبال :عَن عَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فيضِ بنِ مُختارٍ عَن أبيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلامأنَّهُ سُئِلَ عَن زِيارَةِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه السلام فَقيلَ : هَل في ذلِكَ وَقتٌ هُوَ أفضَلُ مِن وَقتٍ؟ فَقالَ : «زوروهُ _ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ _ في كُلِّ وَقتٍ وفي كُلِّ حينٍ ؛ فَإِنَّ زِيارَتَهُ عليه السلام خَيرُ مَوضوعٍ ؛ فَمَن أكثَرَ مِنها فَقَدِ استَكثَرَ مِنَ الخَيرِ ومَن قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ ، وتَحَرَّوا (3) بِزِيارَتِكُمُ الأَوقاتَ الشَّريفَةَ فَإِنَّ الأَعمالَ الصّالِحَةَ فيها مُضاعَفَةٌ ، وهِيَ أوقاتُ مَهبَطِ المَلائِكَةِ لِزِيارَتِهِ» . قالَ : فَسُئِلَ عَن زِيارَتِهِ في شَهرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ : «مَن جاءَهُ عليه السلام خاشِعا مُحتَسِبا مُستَقيلاً مُستَغفِرا فَشَهِدَ قَبرَهُ في إحدى ثَلاثِ لَيالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ : أوَّلِ لَيلَةٍ مِنَ الشَّهرِ أو لَيلَةِ النِّصفِ أو آخِرِ لَيلَةٍ
.
ص: 209
مِنهُ ، تَساقَطَت عَنهُ ذُنوبُهُ وخَطاياهُ الَّتِي اجتَرَحَها (1) كَما يَتَساقَطُ هَشيمُ الوَرَقِ بِالرّيحِ العاصِفِ ، حَتّى إنَّهُ يَكونُ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَةِ يَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ ، وكانَ لَهُ مَعَ ذلِكَ مِنَ الأَجرِ مِثلُ أجرِ مَن حَجَّ في عامِهِ ذلِكَ وَاعتَمَرَ ، ويُناديهِ مَلَكانِ يَسمَعُ نِداءَهُما كُلُّ ذي روحٍ إلاَّ الثَّقَلَينِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، يَقولُ أحَدُهُما : يا عَبدَ اللّهِ ، طَهُرتَ فَاستَأنِفِ العَمَلَ،ويَقولُ الآخَرُ:يا عَبدَ اللّهِ،أحسَنتَ فَأَبشِر بِمَغفِرَةٍ مِنَ اللّهِ وفَضلٍ». (2)
وانظر : ص 293 (آداب الليلة الخامسة عشرة) .
الإمام الصادق عليه السلام :مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ ، وماتَ فِي الطَّريقِ ، لَم يُعرَض ولَم يُحاسَب ، ويُقالُ لَهُ : «اُدخُلِ الجَنَّةَ آمِنا» . (3)
2 / 9العُمرَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ عُمرَةً في رَمَضانَ تَقضي حَجَّةً مَعي . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :عُمرَةٌ في رَمَضانَ تَعدِلُ حَجَّةً . (5)
عنه صلى الله عليه و آله_ لاِمرَأَةٍ مِنَ الأَنصارِ _: إذا كانَ رَمَضانُ اعتَمِري فيهِ ؛ فَإِنَّ عُمرَةً في
.
ص: 210
رَمَضانَ حَجَّةٌ . (1)
الكافي عن الوليد بن صبيح :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : بَلَغَنا أنَّ عُمرَةً في شَهرِ رَمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً . فَقالَ : «إنَّما كانَ ذلِكَ فِي امرَأَةٍ وَعَدَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَها : اِعتَمِري في شَهرِ رَمَضانَ فَهِيَ لَكِ حَجَّةٌ» . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَمَضانُ بِمَكَّةَ أفضَلُ مِن ألفِ رَمَضانَ بِغَيرِ مَكَّةَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أدرَكَ شَهرَ رَمَضانَ بِمَكَّةَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ صِيامَهُ وقِيامَهُ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ ألفِ شَهرِ رَمَضانَ في غَيرِها ، وكانَ لَهُ بِكُلِّ يَومٍ مَغفِرَةٌ وشَفاعَةٌ ، وبِكُلِّ لَيلَةٍ مَغفِرَةٌ وشَفاعَةٌ ، وبِكُلِّ يَومٍ حُملانُ (4) فَرَسٍ في سَبيلِ اللّهِ ، ولَهُ بِكُلِّ يَومٍ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أدرَكَ شَهرَ رَمَضانَ بِمَكَّةَ فَصامَهُ وقامَهُ بِما تَيَسَّرَ لَهُ عَدَلَ مِئَةَ ألفِ شَهرٍ فيما سِواهُ مِنَ البَلَدِ ، وكانَ لَهُ بِكُلِّ يَومٍ حُملانُ فَرَسٍ في سَبيلِ اللّهِ ، وكُلِّ لَيلَةٍ حُملانُ فَرَسٍ في سَبيلِ اللّهِ ، في كُلِّ لَيلَةٍ عِتقُ رَقَبَةٍ ، وكُلِّ يَومٍ صَدَقَةٌ ، وكُلِّ لَيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وكُلِّ يَومٍ شَفاعَةٌ ، وكُلِّ لَيلَةٍ شَفاعَةٌ ، وكُلِّ
.
ص: 211
يَومٍ دَرَجَةٌ . (1)
الكافي عن عليّ بن حديد :كُنتُ مُقيما بِالمَدينَةِ في شَهرِ رَمَضانَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشرَةَ ومِئَتَينِ ، فَلَمّا قَرُبَ الفِطرُ كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام (2) أسأَ لُهُ عَنِ الخُروجِ في عُمرَةِ شَهرِ رَمَضانَ أفضَلُ أو اُقيمُ حَتّى يَنقَضِيَ الشَّهرُ واُتِمَّ صَومي؟ فَكَتَبَ إلَيَّ كِتابا قَرَأتُهُ بِخَطِّهِ : «سَأَلتَ _ رَحِمَكَ اللّهُ! _ عَن أيِّ العُمرَةِ أفضَلُ؟ عُمرَةُ شَهرِ رَمَضانَ أفضَلُ ، يَرحَمُكَ اللّهُ!» (3)
الكافي عن حمّاد بن عثمان :كانَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام إذا أرادَ العُمرَةَ انتَظَرَ إلى صَبيحَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، ثُمَّ يَخرُجُ مُهِلاًّ في ذلِكَ اليَومِ . (4)
2 / 10الاِعتِكافرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِعتِكافُ عَشرِ شَهرِ رَمَضانَ يَعدِلُ حَجَّتَينِ وعُمرَتَينِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَت بَدرٌ في شَهرِ رَمَضانَ فَلَم يَعتَكِف رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا
.
ص: 212
أن كانَ مِن قابِلٍ اِعتَكَفَ عِشرينَ : عَشرا لِعامِهِ ، وعَشرا قَضاءً لِما فاتَهُ . (1)
صحيح البخاري عن أبي هريرة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَعتَكِفُ في كُلِّ رَمَضانَ عَشَرَةَ أيّامٍ ، فَلَمّا كانَ العامُ الَّذي قُبِضَ فيهِ اعتَكَفَ عِشرينَ يَوما . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اِعتَكَفَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ اعتَكَفَ فِي الثّانِيَةِ فِي العَشرِ الوُسطى ، ثُمَّ اعتَكَفَ فِي الثّالِثَةِ فِي العَشرِ الأَواخِرِ ، ثُمَّ لَم يَزَل يَعتَكِفُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ . (3)
وانظر : ص 333 (الاعمال المختصّة بالعشر الأواخر / الاعتكاف) .
2 / 11قِراءَةُ سورَةِ الفَتحِ فِي التَّطَوُّعِالإقبال عن يزيد بن هارون عن المسعودي :بَلَغَني أنَّهُ مَن قَرَأَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ : «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا» (4) فِي التَّطَوُّعِ ، حُفِظَ ذلِكَ العامَ . (5)
.
ص: 213
الفصل الثالث : الأَدعِيَةُ المُشتَرَكَةُ3 / 1أدعِيَةُ الصَّلَواتِ المَكتوبَةِأ _ دُعاءُ «اللّهُمّ أدخِل عَلى أهلِ القُبورِ السُّرورَ»رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن دَعا بِهذا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ بَعدَ المَكتوبَةِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وهُوَ : اللّهُمّ أدخِل عَلى أهلِ القُبورِ السُّرورَ ، اللّهُمّ أغنِ كُلَّ فَقيرٍ ، اللّهُمّ أشبِ_ع كُلَّ جائِعٍ ، اللّهُمّ اكسُ كُلَّ عُريانٍ ، اللّهُمّ اقضِ دَينَ كُلِّ مَديونٍ (1) ، اللّهُمّ فَرِّجِ عَن كُلِّ مَكروبٍ ، اللّهُمّ رُدَّ كُلَّ غَريبٍ ، اللّهُمّ فُكَّ كُلَّ أسيرٍ ، اللّهُمّ أصلِح كُلَّ فاسِدٍ مِن اُمورِ المُسلِمينَ ، اللّهُمّ اشفِ كُلَّ مَريضٍ ، اللّهُمّ سُدَّ فَقرَنا بِغِناكَ ، اللّهُمّ غَيِّر سُوءَ حالِنا بِحُسنِ حالِكَ ، اللّهُمّ اقضِ عَنَّا الدَّينَ وأغنِنا مِنَ الفَقرِ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (2)
.
ص: 214
ب _ دُعاءُ الحَجِّالإمام الصادق والإمام الكاظم عليهماالسلام :تَقولُ في شَهرِ رَمَضانَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ بَعدَ كُلِّ فَريضَةٍ : اللّهُمّ ارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا وفي كُلِّ عامٍ ما أبقَيتَني في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ وسَعَةِ رِزقٍ ، ولا تُخلِني مِن تِلكَ المَواقِفِ الكَريمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّريفَةِ ، وزِيارَةِ قَبرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ وفي جَميعِ حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَكُن لي . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ في لَيلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ، أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذُنوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم ، وَاجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ أن تُطيلَ عُمُري في طاعَتِكَ ، وتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزقي ، وتُؤَدِّيَ عَنّي أمانَتي ودَيني ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (1)
وانظر : ص 282 ، ح 520 .
ج _ دُعاءُ «يا عَلِيُّ يا عَظيمُ»الإقبال :تَدعو عَقيبَ كُلِّ فَريضَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ لَيلاً كانَ أو نَهارا فَتَقولُ : يا عَلِيُّ يا عَظيمُ يا غَفورُ يا رَحيمُ ، أنتَ الرَّبُّ العَظيمُ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، وهذا شَهرٌ عَظَّمتَهُ وكَرَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وفَضَّلتَهُ عَلَى الشُّهورِ ، وهُوَ الشَّهرُ الَّذي فَرَضتَ صِيامَهُ عَلَيَّ وهُوَ شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ ، وجَعَلتَ فيهِ لَيلَةَ القَدرِ وجَعَلتَها خَيرا مِن ألفِ شَهرٍ ، فَيا ذَا المَنِّ ولا يُمَنُّ
.
ص: 215
عَلَيكَ ، مُنَّ عَلَيَّ بِفَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ فيمَن تَمُنُّ عَلَيهِ ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
3 / 2أدعِيَةُ كُلِّ لَيلَةٍأ _ الدُّعاءُ لِلحَجِّالإمام الصادق عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ (2) فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِي الأَمرِ الحَكيمِ مِنَ القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ، أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُمُ ، المَغفورِ ذُنوبُهُمُ ، المَشكورِ سَعيُهُم ، وأن تَجعَلَ فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِي الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ أن تُطيلَ عُمُري وأن تُوَسِّعَ عَلَيَّ في رِزقي ، وأن تَجعَلَني مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ ولا تَستَبدِلَ بي غَيري . (3)
الإقبال :عَن مُحَمَّدِ بنِ أبي عُمَيرٍ عَمَّن ذَكَرَهُ عَن بَعضِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام أنَّهُ قالَ : مَن قالَ هذا الدُّعاءَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غُفِرَت لَهُ ذُنوبُ أربَعينَ سَنَةً : اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في
.
ص: 216
عامي هذا وفي كُلِّ عامٍ ، وَاغفِر لي تِلكَ الذُّنوبَ العِظامَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَغفِرُها غَيرُكَ يا رَحمانُ يا عَلاّمُ . (1)
وانظر : ص 282 ، ح 520 .
ب _ دُعاءُ حُسنِ القَضاءِالإمام الصادق عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ عِندَ كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمَ إنّي أسأَلُكَ فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فِي الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ فِي القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ، أن تُطيلَ عُمُري وأن تُوَسِّعَ عَلَيَ في رِزقي،وأن تَجعَلَني مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ ولا تَستَبدِلَ بي غَيري. (2)
وانظر : ص 215 ، ح 497 .
ج _ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِالإمام الجواد عليه السلام :يُستَحَبُّ أن تُكثِرَ مِن أن تَقولَ في كُلِّ وَقتٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ مِن أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخِرِهِ : يا ذَا الَّذي كانَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ، ثُمَّ يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ ، يا ذَا الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، ويا ذَا الَّذي لَيسَ فِي السَّماواتِ العُلى ولا فِي الأَرَضينَ السُّفلى ولا فَوقَهُنَّ ولا تَحتَهُنَّ ولا بَينَهُنَّ إلهٌ يُعبَدُ غَيرُهُ . لَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقوى عَلى إحصائِهِ إلاّ أنتَ . فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها إلاّ أنتَ . (3)
.
ص: 217
د _ دُعاءُ الاِفتِتاحِالإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني :سَأَلتُ أبا بَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ أن يُخرِجَ إلَيَّ أدعِيَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتي كانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعيدِ العَمرِيُّ يَدعو بِها ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ ، فَنَسَختُ مِنهُ أدعِيَةً كَثيرَةً ، وكانَ مِن جُملَتِها : وتَدعو بِهذا الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ في هذا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِكَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ ، وهُوَ : اللّهُمّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ وأنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وأيقَنتُ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ في مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأشَدُّ المُعاقِبينَ في مَوضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وأعظَمُ المُتَجَبِّرينَ في مَوضِعِ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ . اللّهُمّ أذِنتَ لي في دُعائِكَ ومَسأَلَتِكَ ، فَاسمَع يا سَميعُ مِدحَتي ، وأجِب يا رَحيمُ دَعوَتي ، وأقِل يا غَفورُ عَثرَتي ، فَكَم يا إلهي مِن كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها! وهُمومٍ قَد كَشَفتَها ! وعَثرَةٍ قَد أقَلتَها ! ورَحمَةٍ قَد نَشَرتَها ! وحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَكَكتَها ! الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا . الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلكِهِ ولا مُنازِعَ لَهُ في أمرِهِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلقِهِ ، ولا شَبيهَ (1) لَهُ في عَظَمَتِهِ . الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ ، الظّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ ، الباسِطِ بِالجودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ولا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إلاّ جودا
.
ص: 218
وكَرَما ، إنَّهُ هُوَ العَزيزُ الوَهّابُ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ قَليلاً مِن كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بي إلَيهِ عَظيمَةٍ وغِناكَ عَنهُ قَديمٌ ، وهُوَ عِندي كَثيرٌ وهُوَ عَلَيكَ سَهلٌ يَسيرٌ . اللّهُمّ إنَّ عَفوَكَ عَن ذَنبي وتَجاوُزَكَ عَن خَطيئَتي ، وصَفحَكَ عَن ظُلمي وسَترَكَ عَلى قَبيحِ عَمَلي ، وحِلمَكَ عَن كَثيرِ جُرمي عِندَما كانَ مِن خَطَئي وعَمدي ، أطمَعَني في أن أسأَلَكَ ما لا أستَوجِبُهُ مِنكَ الَّذي رَزَقتَني مِن رَحمَتِكَ وأرَيتَني مِن قُدرَتِكَ وعَرَّفتَني مِن إجابَتِكَ ، فَصِرتُ أدعوكَ آمِنا وأسأَلُكَ مُستَأنِسا لا خائِفا ولا وَجِلاً ، مُدِلاًّ (1) عَلَيكَ فيما قَصَدتُ فيهِ إلَيكَ، فَإِن أبطَأَ عَنّي عَتَبتُ بِجَهلي عَلَيكَ ، ولَعَلَّ الَّذي أبطَأَ عَنّي هُوَ خَيرٌ لي ؛ لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ ، فَلَم أرَ مَولىً كَريما أصبَرَ عَلى عَبدٍ لَئيمٍ مِنكَ عَلَيَّ . يا رَبِّ ، إنَّكَ تَدعوني فَاُوَلّي عَنكَ ، وتَتَحَبَّبُ إلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إلَيكَ ، وتَتَوَدَّدُ إلَيَّ فَلا أقبَلُ مِنكَ ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيكَ ، فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإِحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ . الحَمدُ للّهِِ مالِكِ المُلكِ مُجرِي الفُلكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ فالِقِ الإِصباحِ ، دَيّانِ الدّينِ رَبِّ العالَمينَ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى طولِ أناتِهِ في غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلى ما يُريدُ ، الحَمدُ للّهِِ خالِقِ الخَلقِ باسِطِ الرِّزقِ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوى تَبارَكَ
.
ص: 219
وتَعالى ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ولا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ولا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما يَشاءُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، ويَستُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَةٍ وأنَا أعصيهِ ، ويُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ ، فَكَم مِن مَوهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَد أعطاني! وعَظيمَةٍ مَخوفَةٍ قَد كَفاني! وبَهجَةٍ مونِقَةٍ قَد أراني ! فَاُثني عَلَيهِ حامِدا وأذكُرُهُ مُسَبِّحا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُهتَكُ حِجابُهُ ولا يُغلَقُ بابُهُ ، ولا يُرَدُّ سائِلُهُ ولا يُخَيَّبُ آمِلُهُ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ ويُنَجِّي الصّالِحينَ ، ويَرفَعُ المُستَضعَفينَ ويَضَعُ المُستَكبِرينَ ، ويُهلِكُ مُلوكا ويَستَخلِفُ آخَرينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ قاصِمِ الجَبّارينَ مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدرِكِ الهارِبينَ نَكالِ الظّالِمينَ ، صَريخِ المُستَصرِخينَ مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي مِن خَشيَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُكّانُها ، وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها ، وتَموجُ البِحارُ ومَن يَسبَحُ (1) في غَمَراتِها ، (الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ) (2) الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَخلُقُ ولَم يُخلَق ويَرزُقُ ولا يُرزَقُ (3) ويُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، ويُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وأمينِكَ وصَفِيِّكَ وحَبيبِكَ
.
ص: 220
وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وحافِظِ سِرِّكَ ومُبَلِّغِ رِسالاتِكَ ، أفضَلَ وأحسَنَ وأجمَلَ وأكمَلَ وأزكى وأنمى وأطيَبَ وأطهَرَ وأسنى وأكثَرَ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ وتَحَنَّنتَ وسَلَّمتَ عَلى أحَدٍ مِن عِبادِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وصَفوَتِكَ وأهلِ الكَرامَةِ عَلَيكَ مِن خَلقِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ووَصِيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، (عَبدِكَ ووَلِيِّكَ وأخي رَسولِكَ وحُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ وآيَتِكَ الكُبرى وَالنَّبَاِالعَظيمِ) (1) وصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وصَلِّ عَلى سِبطَيِ الرَّحمَةِ وإمامَيِ الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، وصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ : (عَلِيِ بنِ الحُسَينِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وموسَى بنِ جَعفَرٍ وعَليِ بنِ موسى ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ وعَلِيِ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍ وَالخَلَفِ المَهدِيِّ) (2) حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ واُمنَائِكَ في بِلادِكَ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً . اللّهُمّ وصَلِّ عَلى وَلِيِ أمرِكَ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ ، وحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ اجعَلهُ الدّاعِيَ إلى كِتابِكَ وَالقائِمَ بِدينِكَ ، وَاستَخلِفهُ فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفتَ الَّذينَ مِن قَبلِهِ ، مَكِّن لَهُ دينَهُ الَّذي ارتَضَيتَهُ لَهُ ، أبدِلهُ مِن بَعدِ خَوفِهِ أمنا يَعبُدُكَ لا يُشرِكُ بِكَ شَيئا . اللّهُمّ أعِزَّهُ وأعزِز بِهِ ، وَانصُرهُ وَانتَصِر بِهِ وَانصُرهُ نَصرا عَزيزا (وَافتَح لَهُ فَتحا مُبينا وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنكَ سُلطانا نَصيرا) (3) .
.
ص: 221
اللّهُمّ أظهِر بِهِ دينَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ ؛ حَتّى لا يَستَخفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ . اللّهُمّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ ، وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ ، وتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . اللّهُمّ ما عَرَّفتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلناهُ وما قَصُرنا عَنهُ فَبَلِّغناهُ . اللّهُمّ المُم بِهِ شَعَثَنا (1) وَاشعَب بِهِ صَدعَنا (2) وَارتُق بِهِ فَتقَنا ، وكَثِّر بِهِ قِلَّتَنا ، وأعِزَّ بِهِ ذِلَّتَنا ، وأغنِ بِهِ عائِلَنا (3) ، وَاقضِ بِهِ عَن مَغرَمِنا (4) ، وَاجبُر بِهِ فَقرَنا ، وسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، ويَسِّر بِهِ عُسرَنا ، وبَيِّض بِهِ وُجوهَنا ، وفُكَّ بِهِ أسرَنا، وأنجِح بِهِ طَلِبَتَنا ، وأنجِز بِهِ مَواعيدَنا ، وَاستَجِب بِهِ دَعوَتَنا ، (وأعطِنا بِهِ سُؤلَنا ، وبَلِّغنا بِهِ مِنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ آمالَنا) (5) ، وأعطِنا بِهِ آمالَنا ، وأعطِنا بِهِ فَوقَ رَغبَتِنا ، يا خَيرَ المَسؤولينَ وأوسَعَ المُعطينَ ، اِشفِ بِهِ صُدورَنا ، وأذهِب بِهِ غَيظَ قُلوبِنا ، وَاهدِنا بِهِ لِمَا اختُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِكَ ؛ إنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ، وَانصُرنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وعَدُوِّنا إلهَ الحَقِّ آمينَ . اللّهُمّ إنّا نَشكو إلَيكَ فَقدَ نَبِيِّنا _ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ _ وغَيبَةَ إمامِنا (6) ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ( وقِلَّةَ عَدَدِنا) (7) وشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا ، وتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَينا ، فَصَلِّ
.
ص: 222
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتحٍ تُعَجِّلُهُ ، وبِضُرٍّ تَكشِفُهُ ونَصرٍ تُعِزُّهُ ، وسُلطانِ حَقٍّ تُظهِرُهُ ، ورَحمَةٍ مِنكَ تُجَلِّلُناها وعافِيَةٍ [ مِنكَ ]تُلبِسُناها بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
ه _ دُعاءُ «الدُّخولُ فِي الصّالِحينَ»الإقبال :دُعاءٌ آخَرُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنهُ : اللّهُمّ بِرَحمَتِكَ فِي الصّالِحينَ فَأَدخِلنا ، وفي عِلِّيِّينَ فَارفَعنا ، وبِكَأسٍ مِن مَعينٍ مِن عَينٍ سَلسَبيلٍ فَاسقِنا ، ومِنَ الحورِ العينِ بِرَحمَتِكَ فَزَوِّجنا ، ومِنَ الوِلدانِ المُخَلَّدينَ كَأنَّهُم لُؤلُؤٌ مَكنونٌ (2) فَأَخدِمنا ، ومِن ثِمارِ الجَنَّةِ ولُحومِ الطَّيرِ فَأَطعِمنا ، ومِن ثِيابِ السُّندُسِ وَالحَريرِ وَالإِستَبرَقِ فَأَلبِسنا ، ولَيلَةَ القَدرِ وحَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ وقَتلاً في سَبيلِكَ فَوَفِّق لَنا ، وصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ فَاستَجِب لَنا ، يا خالِقَنَا اسمَع وَاستَجِب لَنا . وإذا جَمَعتَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ يَومَ القِيامَةِ فَارحَمنا ، وبَراءَةً مِنَ النّارِ فَاكتُب لَنا ، وفي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا ، وفي عَذابِكَ وهَوانِكَ فَلا تَبتَلِنا ، ومِنَ الزَّقّومِ وَالضَّريعِ (3) فَلا تُطعِمنا ، ومَعَ الشَّياطينِ فَلا تَجمَعنا ، وفِي النّارِ عَلى وُجوهِنا فَلا تَكُبَّنا ، ومِن ثِيابِ النّارِ وسَرابيلِ (4) القَطِرانِ (5) فَلا تُلبِسنا ، ومِن كُلِّ سوءٍ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ بِحَقِّ لا إلهَ إلاّ أنتَ فَنَجِّنا . (6)
.
ص: 223
3 / 3أدعِيَةُ الأَسحارِ 1أ _ دُعاءُ أبي جَعفَرٍ عليه السلامالإقبال :عَن أيّوبَ بنِ يَقطينٍ أنَّهُ كَتَبَ إلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام يَسأَلُهُ أن يُصَحِّحَ لَهُ هذا الدُّعاءَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ : «نَعَم ، وهُوَ دُعاءُ أبي جَعفَرٍ عليه السلام بِالأَسحارِ في شَهرِ رَمَضانَ . قالَ أبي عليه السلام : قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : لَو يَعلَمُ النّاسُ مِن عِظَمِ هذهِ المَسائِلِ عِندَ اللّهِ وسُرعَةِ إجابَتِهِ لِصاحِبِها لاَقتَتَلوا عَلَيهِ ولَو بِالسُّيوفِ ، وَاللّهُ يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ . وقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : لَو حَلَفتُ لَبَرِرتُ أنَّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ قَد دَخَلَ فيها ، فَإِذا دَعَوتُم (1) فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ فَإِنَّهُ مِن مَكنونِ العِلمِ ، وَاكتُموهُ إلاّ مِن أهلِهِ ، ولَيسَ مِن أهلِهِ المُنافِقونَ وَالمُكَذِّبونَ وَالجاحِدونَ ، وهُوَ دُعاءُ المُباهَلَةِ تَقولُ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن بَهائِكَ بِأَبهاهُ وكُلُّ بَهائِكَ بَهِيٌّ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن جَمالِكَ بِأَجمَلِهِ وكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ ،
.
ص: 224
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ وكُلُّ جَلالِكَ جَليلٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن عَظَمَتِكَ بِأَعظَمِها وكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظيمَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن نورِكَ بِأَنوَرِهِ وكُلُّ نورِكَ نَيِّرٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِنورِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن رَحمَتِكَ بِأَوسَعِها وكُلُّ رَحمَتِكَ واسِعَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن كَلِماتِكَ بِأَتَمِّها وكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن كَمالِكَ بِأَكمَلِهِ وكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن أسمائِكَ بِأَكبَرِها وكُلُّ أسمائِكَ كَبيرَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِأَسمائِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن عِزَّتِكَ بِأَعَزِّها وكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن مَشِيَّتِكَ بِأَمضاها وكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن قُدرَتِكَ بِالقُدرَةِ الَّتِي استَطَلتَ بِها عَلى كُلِّ شَيءٍ وكُلُّ قُدرَتِكَ مُستَطيلَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِقُدرَتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن عِلمِكَ بِأَنفَذِهِ وكُلُّ عِلمِكَ نافِذٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعِلمِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن قَولِكَ بِأَرضاهُ وكُلُّ قَولِكَ رَضِيٌ،اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِقَولِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن مَسائِلِكَ بِأَحَبِّها إلَيكَ وكُلُّ مَسائِلِكَ إلَيكَ حَبيبَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن شَرَفِكَ بِأَشرَفِهِ وكُلُّ شَرَفِكَ شَريفٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن سُلطانِكَ بِأَدوَمِهِ وكُلُّ سُلطانِكَ دائِمٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِسُلطانِكِ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن مُلكِكَ بِأَفخَرِهِ وكُلُّ مُلكِكَ فاخِرٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِمُلكِكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن عُلُوِّكَ بِأَعلاهُ وكُلُّ عُلُوِّكَ عالٍ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ ؛
.
ص: 225
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن مَنِّكَ بِأَقدَمِهِ وكُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن آياتِكَ بِأَكرَمِها وكُلُّ آياتِكَ كَريمَةٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها ؛ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِما أنتَ فيهِ مِنَ الشَّأنِ وَالجَبَروتِ ، وأسأَلُكَ بِكُلِّ شَأنٍ وَحدَهُ وَجَبَروتٍ وَحدَها ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِما تُجيبُني بِهِ حينَ أسأَلُكَ فَأَجِبني يا أللّهُ ، وَافعَل بي كَذا وكَذا . وتَذكُرُ حاجَتَكَ ، فَإِنَّكَ تُعطاها إن شاءَ اللّهُ تَعالى» . (1)
ب _ دُعاءُ أبي حَمزَةَ الثُّمالِيِّمصباح المتهجّد عن أبي حمزة الثمالي (2) :مصباح المتهجّد عن أبي حمزة الثمالي (3) : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما _ يُصَلّي عامَّةَ اللَّيلِ في شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِذا كانَ ( فِي) السَّحَرِ دَعا بِهذا الدُّعاءِ : إلهي لا تُؤَدِّبني بِعُقوبَتِكَ ، ولا تَمكُر بي في حيلَتِكَ ، مِن أينَ لِيَ الخَيرُ يا رَبِّ ولا يوجَدُ إلاّ مِن عِندِكَ ، ومِن أينَ لِيَ النَّجاةُ ولا تُستَطاعُ إلاّ بِكَ ، لاَ الَّذي أحسَنَ استَغنى عَن عَونِكَ ورَحمَتِكَ ولاَ الَّذي أساءَ وَاجتَرَأَ عَلَيكَ ولَم يُرضِكَ خَرَجَ عَن قُدرَتِكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ بِكَ 4 عَرَفتُكَ وأنتَ دَلَلتَني عَلَيكَ ودَعَوتَني إلَيكَ ، ولَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ فَيُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئاً حينَ يَدعوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أسأَلُهُ فَيُعطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرِضُني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي
.
ص: 226
اُناديهِ كُلَّما شِئتُ لِحاجَتي وأخلو بِهِ حَيثُ شِئتُ لِسِرّي بِغَيرِ شَفيعٍ فَيَقضي لي حاجَتي . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أدعو (1) غَيرَهُ ، ولَو دَعَوتُ غَيرَهُ لَم يَستَجِب لي دُعائي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أرجو (2) غَيرَهُ ، ولَو رَجَوتُ غَيرَهُ لَأَخلَفَ رَجائي، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي وَكَلَني إلَيهِ فَأَكرَمَني ولَم يَكِلني إلَى النّاسِ فَيُهينوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَحَبَّبَ إلَيَ وهُوَ غَنِيٌّ عَنّي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَحلُمُ عَنّي حَتّى كَأَنّي لاذَنبَ لي،فَرَبّي أحمَدُ شَيءٍ عِندي وأحَقُّ بِحَمدي. اللّهُمّ إنّي أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَيكَ مُشرَعَةً ، ومَناهِلَ الرَّجاءِ إلَيكَ مُترَعَةً (3) ، وَالاِستِعانَةَ بِفَضلِكَ لِمَن أمَّلَكَ مُباحَةً ، وأبوابَ الدُّعاءِ إلَيكَ لِلصّارِخينَ مَفتوحَةً ، وأعلَمُ أنَّكَ لِلرّاجينَ (4) بِمَوضِعِ إجابَةٍ ولِلمَلهوفينَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ ، وأنَّ فِي اللَّهفِ إلى جودِكَ وَالرِّضا بِقَضائِكَ عِوَضا مِن مَنعِ الباخِلينَ ومَندوحَةً (5) عَمّا في أيدِي المُستَأثِرينَ ، وأنَّ الرّاحِلَ إلَيكَ قَريبُ المَسافَةِ ، وأنَّكَ لا تَحتَجِبُ عَن خَلقِكَ إلاّ أن تَحجِبَهُمُ الأَعمالُ (6) دونَكَ ، وقَد قَصَدتُ إلَيكَ بِطَلِبَتي وتَوَجَّهتُ إلَيكَ بِحاجَتي ، وجَعَلتُ بِكَ استِغاثَتي وبِدُعائِكَ تَوَسُّلي مِن غَيرِ استِحقاقٍ لاِستِماعِكَ مِنّي ولاَ استيجابٍ لِعَفوِكَ عَنّي ، بَل لِثِقَتي بِكَرَمِكَ وسُكوني إلى صِدقِ وَعدِكَ
.
ص: 227
ولَجَئي إلَى الإِيمانِ بِتَوحيدِكَ ، ويَقيني (1) بِمَعرِفَتِكَ مِنّي ألاّ رَبَّ لي غَيرُكَ ، ولا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ . اللّهُمّ أنتَ القائِلُ وقَولُكَ حَقٌّ ووَعدُكَ صِدقٌ : وَاسأَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ إنَّ اللّهَ كانَ بِكُم رَحيما (2) ، ولَيسَ مِن صِفاتِكَ يا سَيِّدي أن تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وتَمنَعَ العَطِيَّةَ ، وأنتَ المَنّانُ بِالعَطِيّاتِ عَلى أهلِ مَملَكَتِكَ وَالعائِدُ عَلَيهِم بِتَحَنُّنِ رَأفَتِكَ . إلهي رَبَّيتَني في نِعَمِكَ وإحسانِكَ صَغيرا ونَوَّهتَ بِاسمي كَبيرا ، فَيا مَن رَبّاني فِي الدُّنيا بِإِحسانِهِ وتَفَضُّلِهِ ونِعَمِهِ ، وأشارَ لي فِي الآخِرَةِ إلى عَفوِهِ وكَرَمِهِ ، مَعرِفَتي يا مَولايَ دَلَّتني (دَليلي) عَلَيكَ ، وحُبّي لَكَ شَفيعي إلَيكَ ، وأنَا واثِقٌ مِن دَليلي بِدَلالَتِكَ وساكِنٌ مِن شَفيعي إلى شَفاعَتِكَ ، أدعوكَ يا سَيِّدي بِلِسانٍ قَد أخرَسَهُ ذَنبُهُ ، رَبِّ اُناجيكَ بِقَلبٍ قَد أوبَقَهُ جُرمُهُ ، أدعوكَ يا رَبِّ راهِبا راغِبا راجِيا خائِفا ، إذا رَأَيتُ مَولايَ ذُنوبي فَزِعتُ ، وإذا رَأَيتُ كَرَمَكَ طَمِعتُ ، فَإِن عَفَوتَ فَخَيرُ راحِمٍ ، وإن عَذَّبتَ فَغَيرُ ظالِمٍ ، حُجَّتي يا أللّهُ في جُرأَتي عَلى مَسأَلَتِكَ مَعَ إتياني ما تَكرَهُ : جودُكَ وكَرَمُكَ ، وعُدَّتي في شِدَّتي مَعَ قِلَّةِ حَيائي : رَأفَتُكَ ورَحمَتُكَ ، وقَد رَجَوتُ ألاّ تُخَيِّبَ بَينَ ذَينِ وذَينِ مُنيَتي ، فَحَقِّق رَجائي (3) وَاسمَع دُعائي (4) يا خَيرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ ، عَظُمَ يا سَيِّدي أمَلي وساءَ عَمَلي ، فَأَعطِني مِن عَفوِكَ بِمِقدارِ أمَلي ولا تُؤاخِذني بِأَسوَءِ
.
ص: 228
عَمَلي ، فَإِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَن مُجازاةِ المُذنِبينَ ، وحِلمَكَ يَكبُرُ عَن مُكافاةِ المُقَصِّرينَ ، وأنَا يا سَيِّدي عائِذٌ بِفَضلِكَ هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ ، مُنتَجِزٌ (مُتَنَجِّزٌ) ما وَعَدتَ مِنَ الصَّفحِ عَمَّن أحسَنَ بِكَ ظَنّاً ، وما أنَا يا رَبِّ وما خَطَري ، هَبني بِفَضلِكَ وتَصَدَّق عَلَيَّ بِعَفوِكَ ، أي رَبِّ جَلِّلني بِسِترِكَ وَاعفُ عَن تَوبيخي بِكَرَمِ وَجهِكَ ، فَلَوِ اطَّلَعَ اليَومَ عَلى ذَنبي غَيرُكَ ما فَعَلتُهُ ، ولَو خِفتُ تَعجيلَ العُقوبَةِ لاَجتَنَبتُهُ ، لا لِأَنَّكَ أهوَنُ النّاظِرينَ إلَيَ وأخَفُّ المُطَّلِعينَ عَلَيَ ، بَلِ لِأَنَّكَ يا رَبِّ خَيرُ السّاتِرينَ وأحكَمُ الحاكِمينَ وأكرَمُ الأَكرَمينَ ، سَتّارُ العُيوبِ غَفّارُ الذُّنوبِ عَلاّمُ الغُيوبِ ، تَستُرُ الذَّنبَ بِكَرَمِكَ وتُؤَخِّرُ العُقوبَةَ بِحِلمِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ وعَلى عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ ، ويَحمِلُني ويُجَرِّئُني عَلى مَعصِيَتِكَ حِلمُكَ عَنّي ، ويَدعوني إلى قِلَّةِ الحَياءِ سَترُكَ عَلَيَ ، ويُسرِعُني إلَى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعرِفَتي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ وعَظيمِ عَفوِكَ . يا حَليمُ يا كَريمُ ، يا حَيُ يا قَيّومُ ، يا غافِرَ الذَّنبِ يا قابِلَ التَّوبِ ، يا عَظيمَ المَنِّ يا قَديمَ الإِحسانِ ، أينَ سِترُكَ الجَميلُ؟ أينَ عَفوُكَ الجَليلُ؟ أينَ فَرَجُكَ القَريبُ؟ أينَ غِياثُكَ السَّريعُ؟ أينَ رَحمَتُكَ الواسِعَةُ؟ أينَ عَطاياكَ الفاضِلَةُ؟ أينَ مَواهِبُكَ الهَنيئَةُ؟ أينَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ؟ أينَ فَضلُكَ العَظيمُ؟ أينَ مَنُّكَ الجَسيمُ؟ أينَ إحسانُكَ القَديمُ (1) ؟ أينَ كَرَمُكَ يا كَريمُ؟ بِهِ (2) فَاستَنقِذني وبِرَحمَتِكَ فَخَلِّصني . يا مُحسِنُ يا مُجمِلُ ، يا مُنعِمُ يا مُفضِلُ ، لَسنا نَتَّكِلُ (3) فِي النَّجاةِ مِن
.
ص: 229
عِقابِكَ عَلى أعمالِنا ، بَل بِفَضلِكَ عَلَينا لِأَنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ ، تُبدِئُ بِالإِحسانِ نِعَما وتَعفو عَنِ الذَّنبِ كَرَما ، فَما نَدري ما نَشكُرُ ، أجَميلَ ما تَنشُرُ أم قَبيحَ ما تَستُرُ؟ أم عَظيمَ ما أبلَيتَ وأولَيتَ؟ أم كَثيرَ ما مِنهُ نَجَّيتَ وعافَيتَ؟ يا حَبيبَ مَن تَحَبَّبَ إلَيكَ ، ويا قُرَّةَ عَينِ مَن لاذَ بِكَ وَانقَطَعَ إلَيكَ ، أنتَ المُحسِنُ ونَحنُ المُسيؤونَ ، فَتَجاوَز يا رَبِّ عَن قَبيحِ ما عِندَنا بِجَميلِ ما عِندَكَ ، وأيُ جَهلٍ يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جودُكَ ، أو أيُ زَمانٍ أطوَلُ مِن أناتِكَ ، وما قَدرُ أعمالِنا في جَنبِ نِعَمِكَ ، وكَيفَ نَستَكثِرُ أعمالاً نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ ، بَل كَيفَ يَضيقُ عَلَى المُذنِبينَ ما وَسِعَهُم مِن رَحَمَتِكَ ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحمَةِ ، فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدي لَو نَهَرتَني ما بَرِحتُ مِن بابِكَ ولا كَفَفتُ عَن تَمَلُّقِكَ لِمَا انتَهى إلَيَ مِنَ المَعرِفَةِ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، وأنتَ الفاعِلُ لِما تَشاءُ ، تُعَذِّبُ مَن تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيفَ تَشاءُ ، وتَرحَمُ مَن تَشاءُ بِما تَشاءُ كيفَ تَشاءُ . لا تُسأَلُ عَن فِعلِكَ ، ولا تُنازَعُ في مُلكِكَ ، ولا تُشارَكُ في أمرِكَ ، ولا تُضادُّ في حُكمِكَ ولا يَعتَرِضُ عَلَيكَ أحَدٌ في تَدبيرِكَ ، لَكَ الخَلقُ وَالأَمرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . يا رَبِّ هذا مَقامُ مَن لاذَ بِكَ وَاستَجارَ بِكَرَمِكَ وألِفَ إحسانَكَ ونِعَمَكَ ، وأنتَ الجَوادُ الَّذي لا يَضيقُ عَفوُكَ ولا يَنقُصُ فَضلُكَ ولا تَقِلُّ رَحمَتُكَ ، وقَد تَوَثَّقنا مِنكَ بِالصَّفحِ القَديمِ وَالفَضلِ العَظيمِ وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ ، أفَتُراكَ يا رَبِّ تُخلِفُ ظُنونَنا أو تُخَيِّبُ آمالَنا؟ كَلاّ يا كَريمُ لَيسَ هذا ظَنُّنا بِكَ ولا هذا فيكَ طَمَعُنا ، يا رَبِّ ، إنَّ لَنا فيكَ أمَلاً طَويلاً كَثيرا ، إنَّ لَنا فيكَ رَجاءً عَظيما ، عَصَيناكَ ونَحنُ نَرجو أن تَستُرَ عَلَينا ودَعَوناكَ ونَحنُ نَرجو أن تَستَجيبَ لَنا ، فَحَقِّق رَجاءَنا مَولانا فَقَد عَلِمنا ما نَستَوجِبُ
.
ص: 230
بِأَعمالِنا ، ولكِنَّ عِلمَكَ فينا وعِلمَنا بِأَنَّكَ لا تَصرِفُنا عَنكَ ( حَثَّنا عَلَى الرَّغبَةِ إلَيكَ ) (1) وإن كُنّا غَيرَ مُستَوجِبينَ لِرَحمَتِكَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَينا وعَلَى المُذنِبينَ بِفَضلِ سَعَتِكَ ، فَامنُن عَلَينا بِما أنتَ أهلُهُ وجُد عَلَينا فَإِنّا مُحتاجونَ إلى نَيلِكَ ، يا غَفّارُ بِنورِكَ اهتَدَينا ، وبِفَضلِكَ استَغنَينا ، وبِنِعمَتِكَ أصبَحنا وأمسَينا ، ذُنوبُنا بَينَ يَدَيكَ نَستَغفِرُكَ اللّهُمّ مِنها ونَتوبُ إلَيكَ ، تَتَحَبَّبُ إلَينا بِالنِّعَمِ ونُعارِضُكَ بِالذُّنوبِ ، خَيرُكَ إلَينا نازِلٌ وشَرُّنا إلَيكَ صاعِدٌ ، ولَم يَزَل ولا يَزالُ مَلَكٌ كَريمٌ يَأتيكَ عَنّا بِعَمَلٍ قَبيحٍ فَلا يَمنَعُكَ ذلِكَ أن تَحوطَنا بِنِعَمِكَ وتَتَفَضَّلَ عَلَينا بِآلائِكَ ، فَسُبحانَكَ ما أحلَمَكَ وأعظَمَك وأكرَمَكَ مُبدِئا ومُعيدا ، تَقَدَّسَت أسماؤُكَ وجَلَّ ثَناؤُكَ وكَرُمَ صَنائِعُكَ وفِعالُكَ ، أنتَ إلهي أوسَعُ فَضلاً وأعظَمُ حِلما مِن أن تُقايِسَني بِفِعلي وخَطيئَتي ، فَالعَفوَ العَفوَ سَيِّدي سَيِّدي سَيِّدي . اللّهُمّ اشغَلنا بِذِكرِكَ ، وأعِذنا مِن سَخَطِكَ وأجِرنا مِن عَذابِكَ ، وَارزُقنا مِن مَواهِبِكَ ، وأنعِم عَلَينا مِن فَضلِكَ ، وَارزُقنا حَجَّ بَيتِكَ وزِيارَةَ قَبرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ ورَحمَتُكَ ومَغفِرَتُكَ ورِضوانُكَ عَلَيهِ وعَلى أهلِ بَيتِهِ إنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ ، وَارزُقنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . اللّهُمّ اغفِر (2) لي ولِوالِدَيَّ وَارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا ، اِجزِهِما بِالإِحسانِ إحسانا وبِالسَّيِّئاتِ غُفرانا ، اللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وتابِ_ع بَينَنا وبَينَهُم فِي الخَيراتِ ، اللّهُمّ اغفِر لِحَيِّنا ومَيِّتِنا ، شاهِدِنا وغائِبِنا ، ذَكَرِنا واُنثانا ، صَغيرِنا وكَبيرِنا ، حُرِّنا ومَملوكِنا ،
.
ص: 231
كَذِبَ العادِلونَ (1) بِاللّهِ وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا وخَسِروا خُسرانا مُبينا . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاختِم لي بِخَيرٍ وَاكفِني ما أهَمَّني مِن أمرِ دُنيايَ وآخِرَتي ولا تُسَلِّط عَلَيَ مَن لا يَرحَمُني ، وَاجعَل عَلَيَ مِنكَ واقِيَةً باقِيَةً ، ولا تَسلُبني صالِحَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَ ، وَارزُقني مِن فَضلِكَ رِزقا واسِعا حَلالاً طَيِّبا ، اللّهُمّ احرُسني بِحَراسَتِكَ وَاحفَظني بِحِفظِكَ وَاكلَأني بِكِلاءَتِكَ (2) ، وَارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامِنا هذا وفي كُلِّ عامٍ وزِيارَةِ قَبرِ نَبِيِّكَ (3) ، ولا تُخلِني يا رَبِّ مِن تِلكَ المَشاهِدِ الشَّريفَةِ وَالمَواقِفِ الكَريمَةِ . اللّهُمّ تُب عَلَيَ حَتّى لا أعصِيَكَ وألهِمنِي الخَيرَ وَالعَمَلَ بِهِ ، وخَشيَتَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ما أبقَيتَني يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ إنّي (4) كُلَّما قُلتُ : قَد تَهَيَّأتُ وتَعَبَّأتُ وقُمتُ لِلصَّلاةِ بَينَ يَدَيكَ وناجَيتُكَ ، ألقَيتَ عَلَيَ نُعاسا إذا أنَا صَلَّيتُ ، وسَلَبتَني مُناجاتَكَ إذا أنَا ناجَيتُ ، ما لي كُلَّما قُلتُ : قَد صَلَحَت سَريرَتي وقَرُبَ مِن مَجالِسِ التَّوابينَ مَجلِسي ، عَرَضَت لي بَلِيَّةٌ أزالَت قَدَمي وحالَت بَيني وبَينَ خِدمَتِكَ . سَيِّدي لَعَلَّكَ عَن بابِكَ طَرَدتَني وعَن خِدمَتِكَ نَحَّيتَني ، أو لَعَلَّكَ رَأَيتَني مُستَخِفّا بِحَقِّكَ فَأَقصَيتَني ، أو لَعَلَّكَ رَأَيتَني مُعرِضا عَنكَ فَقَلَيتَني ، أو لَعَلَّكَ وَجَدتَني في مَقامِ الكاذِبينَ فَرَفَضتَني ، أو لَعَلَّكَ رَأَيتَني غَيرَ شاكِرٍ لِنَعمائِكَ فَحَرَمتَني ، أو لَعَلَّكَ فَقَدتَني مِن مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلتَني ، أو لَعَلَّكَ رَأَيتَني فِي الغافِلينَ فَمِن رَحمَتِكَ آيَستَني ، أو
.
ص: 232
لَعَلَّكَ رَأَيتَني آلِفَ مَجالِسِ البَطّالينَ فَبَيني وبَينَهُم خَلَّيتَني ، أو لَعَلَّكَ لَم تُحِبَّ أن تَسمَعَ دُعائي فَباعَدتَني ، أو لَعَلَّكَ بِجُرمي وجَريرَتي كافَيتَني ، أو لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائي مِنكَ جازَيتَني ، فَإِن عَفَوتَ يا رَبِّ فَطالَما عَفَوتَ عَنِ المُذنِبينَ قَبلي ؛ لِأَنَّ كَرَمَكَ أي رَبِّ يَجِلُّ عَن ( مُجازاةِ المُذنِبينَ ، وحِلمَكَ يَكبُرُ عَن ) (1) مُكافاةِ المُقَصِّرينَ ، وأنَا عائِذٌ بِفَضلِكَ هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ ، مُنتَجِزٌ (مُتَنَجِّزٌ) ما وَعَدتَ مِنَ الصَّفحِ عَمَّن أحسَنَ بِكَ ظَنّاً . إلهي أنتَ أوسَعُ فَضلاً وأعظَمُ حِلما مِن أن تُقايِسَني بِعَمَلي ، أو أن تَستَزِلَّني بِخَطيئَتي ، وما أنَا يا سَيِّدي وما خَطَري؟! هَبني بِفَضلِكَ سَيِّدي ، وتَصَدَّق عَلَيَ بِعَفوِكَ وجَلِّلني بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَن تَوبيخي بِكَرَمِ وَجهِكَ . سَيِّدي أنَا الصَّغيرُ الَّذي رَبَّيتَهُ ، وأنَا الجاهِلُ الَّذي عَلَّمتَهُ ، وأنَا الضّالُّ الَّذي هَدَيتَهُ ، و( أنَا) الوَضيعُ الَّذي رَفَعتَهُ ، وأنَا الخائِفُ الَّذي آمَنتَهُ ، وَالجائِعُ الَّذي أشبَعتَهُ ، وَالعَطشانُ الَّذي أروَيتَهُ ، وَالعارِي الَّذي كَسَوتَهُ وَالفَقيرُ الَّذي أغنَيتَهُ ، وَالضَّعيفُ الَّذي قَوَّيتَهُ ، وَالذَّليلُ الَّذي أعزَزتَهُ ، وَالسَّقيمُ الَّذي شَفَيتَهُ ، وَالسّائِلُ الَّذي أعطَيتَهُ ، وَالمُذنِبُ الَّذي سَتَرتَهُ والخاطِئُ الَّذي أقَلتَهُ ، وأنَا القَليلُ الَّذي كَثَّرتَهُ ، وَالمُستَضعَفُ الَّذي نَصَرتَهُ ، وأنَا الطَّريدُ (2) الَّذي آوَيتَهُ (3) . أنَا يا رَبِّ الَّذي لَم أستَحيِكَ فِي الخَلاءِ ولَم اُراقِبكَ فِي المَلاءِ ، أنَا صاحِبُ الدَّواهِي العُظمى ، أنَا الَّذي عَلى سَيِّدِهِ اجتَرى ، أنَا الَّذي عَصَيتُ جَبّارَ السَّماءِ ، أنَا الَّذي أعطَيتُ على مَعاصِي الجَليلِ الرُّشا ، أنَا الَّذي حينَ
.
ص: 233
بُشِّرتُ بِها خَرَجتُ إلَيها أسعى ، أنَا الَّذي أمهَلتَني فَمَا ارعَوَيتُ ، وسَتَرتَ عَلَيَ فَمَا استَحيَيتُ ، وعَمِلتُ بِالمَعاصي فَتَعَدَّيتُ ، وأسقَطتَني مِن عَينِكَ فَما بالَيتُ ، فَبِحِلمِكَ أمهَلتَني وبِسِترِكَ سَتَرتَني ، حَتّى كَأَنَّكَ أغفَلتَني ، ومِن عُقوباتِ المَعاصي جَنَّبتَني حَتّى كَأَنَّكَ استَحيَيتَني . إلهي لَم أعصِكَ حينَ عَصَيتُكَ وأنَا بِرُبوبِيَّتِكَ جاحِدٌ ، ولا بِأَمرِكَ مُستَخِفٌّ ، ولا لِعُقوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ ، ولا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لكِن خَطيئَةٌ عَرَضَت وسَوَّلَت لي نَفسي وغَلَبَني هَوايَ وأعانَتني عَلَيها شِقوَتي، وغَرَّني سِترُكَ المُرخى عَلَيَ ، فَقَد عَصَيتُكَ وخالَفتُكَ بِجَهدي ، فَالآنَ مِن عَذابِكَ مَن يَستَنقِذُني؟ ومِن أيدِي الخُصَماءِ غَدا مَن يُخَلِّصُني؟ وبِحَبلِ مَن أتَّصِلُ إن أنتَ قَطَعتَ حَبلَكَ عَنّي؟ فَوا سَوأَتا عَلى ما أحصى كِتابُكَ مِن عَمَلِيَ الَّذي لَولا ما أرجو مِن كَرَمِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ ، ونَهيِكَ إيّايَ عَنِ القُنوطِ لَقَنَطتُ عِندَما أتَذَكَّرُها ، يا خَيرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ . اللّهُمّ بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَيكَ ، وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَيكَ ، وبِحُبِّ النَّبِيِ الاُمِّيِ القُرَشِيِ الهاشِمِيِ العَرَبِيِ التَّهامِيِ المَكِّيِ المَدَنِيِ أرجُو الزُّلفَةَ لَدَيكَ ، فَلا توحِشِ استيناسَ إيماني ، ولا تَجعَل ثَوابي ثَوابَ مَن عَبَدَ سِواكَ ، فَإِنَّ قَوما آمَنوا بِأَلسِنَتِهِم لِيَحقِنوا بِهِ دِماءَهُم فَأَدرَكوا ما أمَّلوا ، وإنّا آمَنّا بِكَ بِأَلسِنَتِنا وقُلوبِنا لِتَعفُوَ عَنّا فَأَدرِكنا ما أمَّلنا ، وثَبِّت رَجاءَكَ في صُدورِنا،ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، فَوَعِزَّتِكَ لَوِ انتَهَرتَني ما بَرِحتُ مِن بابِكَ ولا كَفَفتُ عَن تَمَلُّقِكَ لِما اُلهِمَ قَلبي (1) مِنَ المَعرِفَةِ بِكَرَمِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ ، إلى مَن يَذهَبُ العَبدُ إلاّ إلى مَولاهُ ، وإلى مَن يَلتَجِئُ المَخلوقُ إلاّ إلى خالِقِهِ .
.
ص: 234
إلهي لَو قَرَنتَني بِالأَصفادِ ، ومَنَعتَني سَيبَكَ (1) مِن بَينِ الأَشهادِ ، ودَلَلتَ عَلى فَضائِحي عُيونَ العِبادِ ، وأمَرتَ بي إلَى النّارِ وحُلتَ بَيني وبَينَ الأَبرارِ ، ما قَطَعتُ رَجائي مِنكَ وما صَرَفتُ تَأميلي لِلعَفوِ عَنكَ ، ولا خَرَجَ حُبُّكَ مِن قَلبي ، أنَا لا أنسى أيادِيَكَ عِندي وسِترَكَ عَلَيَ في دارِ الدُّنيا . سَيِّدي (2) أخرِج حُبَّ الدُّنيا مِن قَلبي ، اِجمَع بَيني وبَينَ المُصطَفى وآلِهِ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ وخاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، وَانقُلني إلى دَرَجَةِ التَّوبَةِ إلَيكَ ، وأعِنّي بِالبُكاءِ عَلى نَفسي فَقَد أفنَيتُ بِالتَّسويفِ وَالآمالِ عُمُري ، وقَد نَزَلتُ مَنزِلَةَ الآيِسينَ مِن خَيري ، فَمَن يَكونُ أسوَأَ حالاً مِنّي إن أنَا نُقِلتُ عَلى مِثلِ حالي إلى قَبري (3) ، لَم اُمَهِّدهُ لِرَقدَتي ولَم أفرُشهُ بِالعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجعَتي ، وما لي لا أبكي وما أدري إلى ما يَكونُ مَصيري ، وأرى نَفسي تُخادِعُني وأيّامي تُخاتِلُني؟ وقَد خَفَقَت عِندَ رَأسي أجنِحَةُ المَوتِ ، فَما لي لا أبكي؟! أبكي لِخُروجِ نَفسي ، أبكي لِظُلمَةِ قَبري ، أبكي لِضيقِ لَحدي ، أبكي لِسُؤالِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ إيّايَ ، أبكي لِخُروجي مِن قَبري عُريانا ذَليلاً حامِلاً ثِقلي عَلى ظَهري ، أنظُرُ مَرَّةً عَن يَميني واُخرى عَن شِمالي ، إذِ الخَلائِقُ في شَأنٍ غَيرِ شَأني ، لِكُلِّ امرِىًمِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ ، وُجوهٌ يَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ ، ووُجوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌ تَرهَقُها قَتَرَةٌ وذِلَّةٌ ، سَيِّدي عَلَيكَ مُعَوَّلي ومُعتَمَدي ورَجائي وتَوَكُّلي ، وبِرَحمَتِكَ تَعَلُّقي ، تُصيبُ بِرَحمَتِكَ مَن تَشاءُ وتَهدي بِكَرامَتِكَ مَن تُحِبُّ ، فَلَكَ (4) الحَمدُ عَلى ما نَقَّيتَ مِنَ
.
ص: 235
الشِّركِ قَلبي ، ولَكَ الحَمدُ عَلى بَسطِ لِساني ، أفَبِلِساني هذا الكالِّ أشكُرُكَ؟ أم بِغايَةِ جَهدي في عَمَلي اُرضيكَ؟ وما قَدرُ لِساني يا رَبِّ في جَنبِ شُكرِكَ وما قَدرُ عَمَلي في جَنبِ نِعَمِكَ وإحسانِكَ إلَيَ . إلهي (1) إنَّ جودَكَ بَسَطَ أمَلي ، وشُكرَكَ قَبِلَ عَمَلي ، سَيِّدي إلَيكَ رَغبَتي وإلَيكَ رَهبَتي وإلَيكَ تَأميلي ، قَد ساقَني إلَيكَ أمَلي وعَلَيكَ يا واحِدي عَلِقَت هِمَّتي (2) وفيما عِندَكَ انبَسَطَت رَغبَتي ، ولَكَ خالِصُ رَجائي وخَوفي ، وبِكَ أنِسَت مَحَبَّتي وإلَيكَ ألقَيتُ بِيَدي ، وبِحَبلِ طاعَتِكَ مَدَدتُ رَهبَتي . مَولايَ بِذِكرِكَ عاشَ قَلبي ، وبِمُناجاتِكَ بَرَّدتَ ألَمَ الخَوفِ عَنّي ، فَيا مَولايَ ويا مُؤَمَّلي ويا مُنتَهى سُؤلي ، فَرِّق بَيني وبَينَ ذَنبِيَ المانِعِ لي مِن لُزومِ طاعَتِكَ ، فَإِنَّما أسأَلُكَ لِقَديمِ الرَّجاءِ فيكَ وعَظيمِ الطَّمَعِ مِنكَ ، الَّذي أوجَبتَهُ عَلى نَفسِكَ مِنَ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ ، فَالأَمرُ لَكَ وَحدَكَ ، وَالخَلقُ كُلُّهُم عِيالُكَ (3) وفي قَبضَتِكَ ، وكُلُّ شَيءٍ خاضِعٌ لَكَ تَبارَكتَ يا رَبَّ العالَمينَ . إلهِي ارحَمني إذَا انقَطَعَت حُجَّتي ، وكَلَّ عَن جَوابِكَ لِساني وطاشَ عِندَ سُؤالِكَ إيّايَ لُبّي ، فَيا عَظيمَ رَجائي لا تُخَيِّبني إذَا اشتَدَّت فاقَتي ، ولا تَرُدَّني لِجَهلي ، ولا تَمنَعني لِقِلَّةِ صَبري ، أعطِني لِفَقري وَارحَمني لِضَعفي ، سَيِّدي عَلَيكَ مُعتَمَدي ومُعَوَّلي ورَجائي وتَوَكُّلي ، وبِرَحمَتِكَ تَعَلُّقي وبِفَنائِكَ أحُطُّ رَحلي ، ولِجودِكَ أقصُدُ طَلِبَتي ، وبِكَرَمِكَ أي رَبِّ أستَفتِحُ دُعائي ، ولَدَيكَ أرجو غِنى (4) فاقَتي ، وبِغِناكَ أجبُرُ عَيلَتي ،
.
ص: 236
وتَحتَ ظِلِّ عَفوِكِ قِيامي ، وإلى جودِكَ وكَرَمِكَ أرفَعُ بَصَري ، وإلى مَعروفِكَ اُديمُ نَظَري ، فَلا تُحرِقني بِالنّارِ وأنتَ مَوضِعُ أمَلي ، ولا تُسكِنِّي الهاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيني ، يا سَيِّدي لا تُكَذِّب ظَنّي بِإِحسانِكَ ومَعروفِكَ ، فَإِنَّكَ ثِقَتي (1) ولا تَحرِمني ثَوابَكَ فَإِنَّكَ العارِفُ بِفَقري . إلهي إن كانَ قَد دَنا أجَلي ولَم يُقَرِّبني مِنكَ عَمَلي ، فَقَد جَعَلتُ الاِعترافَ إلَيكَ بِذَنبي وَسائِلَ عِلَلي (2) . إلهي إن عَفَوتَ فَمَن أولى مِنكَ (3) وإن عَذَّبتَ فَمَن أعدَلُ مِنكَ فِي الحُكمِ . اِرحَم (4) في هذهِ الدُّنيا غُربَتي ، وعِندَ المَوتِ كُربَتي ، وفِي القَبرِ وَحدَتي ، وفِي اللَّحدِ وَحشَتي وإذا نُشِرتُ لِلحِسابِ بَينَ يَدَيكَ ذُلَّ مَوقِفي ، وَاغفِر لي ما خَفِيَ عَلَى الآدَمِيِّينَ مِن عَمَلي ، وأدِم لي ما بِهِ سَتَرتَني ، وَارحَمني صَريعا عَلَى الفِراشِ تُقَلِّبُني أيدي أحِبَّتي ، وتَفَضَّل عَلَيَ مَمدودا عَلَى المُغتَسَلِ يُقَلِّبُني (5) صالِحُ جيرَتي ، وتَحَنَّن عَلَيَ مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتي ، وجُد عَلَيَ مَنقولاً قَد نَزَلتُ بِكَ وَحيدا في حُفرَتي ، وَارحَم في ذلِكَ البَيتِ الجَديدِ غُربَتي حَتّى لا أستَأنِسَ بِغَيرِكَ ، يا سَيِّدي إن وَكَلتَني إلى نَفسي هَلَكتُ ، سَيِّدي فَبِمَن أستَغيثُ إن لَم تُقِلني عَثرَتي؟ فَإِلى مَن أفزَعُ إن فَقَدتُ عِنايَتَكَ في ضَجعَتي؟وإلى مَن ألتَجِئُ إن لَم تُنَفِّس كُربَتي؟ سَيِّدي مَن لي ومَن يَرحَمُني إن لَم تَرحَمني؟ وفَضلَ مَن اُؤَمِّلُ إن عَدِمتُ فَضلَكَ يَومَ فاقَتي؟ وإلى مَنِ
.
ص: 237
الفِرارُ مِنَ الذُّنوبِ إذَا انقَضى أجَلي؟ سَيِّدي لا تُعَذِّبني وأنَا أرجوكَ . إلهي حَقِّق رَجائي وآمِن خَوفي فَإِنَّ كَثرَةَ ذُنوبي لا أرجو فيها إلاّ عَفوَكَ ، سَيِّدي أنَا أسأَلُكَ ما لا أستَحِقُّ وأنتَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ فَاغفِر لي ، وألبِسني مِن نَظَرِكَ ثَوبا يُغَطّي عَلَيَ التَّبِعاتِ وتَغفِرُها لي ولا اُطالَبُ بِها ، إنَّكَ ذو مَنٍّ قَديمٍ وصَفحٍ عَظيمٍ وتَجاوُزٍ كَريمٍ . إلهي أنتَ الَّذي تُفيضُ سَيبَكَ عَلى مَن لا يَسأَلُكَ وعَلَى الجاحِدينَ بِرُبوبِيَّتِكَ ، فَكَيفَ سَيِّدي بِمَن سَأَلَكَ وأيقَنَ أنَّ الخَلقَ لَكَ وَالأَمرَ إلَيكَ؟ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ يا رَبَّ العالَمينَ ، سَيِّدي عَبدُكَ بِبابِكَ أقامَتهُ الخَصاصَةُ (1) بَينَ يَدَيكَ ، يَقرَعُ بابَ إحسانِكَ بِدُعائِهِ ويَستَعطِفُ جَميلَ نَظَرِكَ بِمَكنونِ رَجائِهِ،فَلا تُعرِض بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي وَاقبَل مِنّي ما أقولُ ، فَقَد دَعَوتُكَ بِهذا الدُّعاءِ وأنَا أرجو ألاّ تَرُدَّني مَعرِفَةً مِنّيبِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ ، إلهي أنتَ الَّذي لايُحفيكَ (2) سائِلٌ ولا يَنقُصُكَ نائِلٌ؛أنتَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ (3) . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ صَبرا جَميلاً وفَرَجا قَريبا وقَولاً صادِقا وأجرا عَظيما ، أسأَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، أسأَلُكَ اللّهُمّ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ مِنهُ عِبادُكَ الصّالِحونَ ، يا خَيرَ مَن سُئِلَ وأجوَدَ مَن أعطى ، أعطِني سُؤلي في نَفسي وأهلي ووالِدَيَ ووَلَدي وأهلِ حُزانَتي (4) وإخواني فيكَ ، وأرغِد عَيشي وأظهِر مُرُوَّتي وأصلِح جَميعَ أحوالي ، وَاجعَلني مِمَّن أطَلتَ عُمُرَهُ وحَسَّنتَ عَمَلَهُ ، وأتمَمتَ عَلَيهِ نِعمَتَكَ ورَضيتَ عَنهُ ، وأحيَيتَهُ حَياةً طَيِّبَةً في أدوَمِ السُّرورِ وأسبَغِ الكَرامَةِ وأتَمِّ
.
ص: 238
العَيشِ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُكَ . اللّهُمّ خُصَّني مِنكَ بِخاصَّةِ ذِكرِكَ ، ولا تَجعَل شَيئا مِمّا أتَقَرَّبُ بِهِ في آناءِ اللَّيلِ وأطرافِ النَّهارِ رِياءً ولا سُمعَةً ولا أشَرا (1) ولا بَطَرا (2) وَاجعَلني لَكَ مِنَ الخاشِعينَ . اللّهُمّ أعطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزقِ ، وَالأَمنَ فِي الوَطَنِ ، وقُرَّةَ العَينِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ في نِعَمِكَ عِندي ، وَالصِّحَّةَ فِي الجِسمِ وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ وَالسَّلامَةَ فِي الدّينِ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ أبَدا مَا استَعمَرتَني ، وَاجعَلني مِن أوفَرِ عِبادِكَ عِندَكَ نَصيبا في كُلِّ خَيرٍ أنزَلتَهُ وتُنزِلُهُ في شَهرِ رَمَضانَ في لَيلَةِ القَدرِ وما أنتَ مُنزِلُهُ في كُلِّ سَنَةٍ ، مِن رَحمَةٍ تَنشُرُها وعافِيَةٍ تُلبِسُها وبَلِيَّةٍ تَدفَعُها وحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها وسَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنها ، وَارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا وفي كُلِّ عامٍ ، وَارزُقني رِزقا واسِعا مِن فَضلِكَ الواسِعِ ، وَاصرِف عَنّي يا سَيِّدِي الأَسواءَ ، وَاقضِ عَنِّي الدَّينَ وَالظُّلاماتِ حَتّى لا أتَأَذّى بِشَيءٍ مِنهُ ، وخُذ عَنّي بِأَسماعِ وأبصارِ أعدائي وحُسّادي وَالباغينَ عَلَيَ وَانصُرني عَلَيهِم ، وأقِرَّ عَيني وفَرِّح قَلبي (3) ، وَاجعَل لي مِن هَمّي وكَربي فَرَجا ومَخرَجا ، وَاجعَل مَن أرادَني بِسوءٍ مِن جَميعِ خَلقِكَ تَحتَ قَدَمَيَ ، وَاكفِني شَرَّ الشَّيطانِ وشَرَّ السُّلطانِ وسَيِّئاتِ عَمَلي ، وطَهِّرني مِنَ الذُّنوبِ كُلِّها ، وأجِرني مِنَ النّارِ بِعَفوِكَ وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ وزَوِّجني مِنَ الحورِ العينِ بِفَضلِكَ ، وألحِقني بِأَولِيائِكَ الصّالِحينَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الأَبرارِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الأَخيارِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم وعَلى أجسادِهِم وأرواحِهِم
.
ص: 239
ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . إلهي وسَيِّدي وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ لَئِن طالَبتَني بِذُنوبي لاَُطالِبَنَّكَ بِعَفوِكَ ، ولَئِن طالَبتَني بِلُؤمي لاَُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ ، ولَئِن أدخَلتَنِي النّارَ لاَُخبِرَنَّ أهلَ النّارِ بِحُبّي لَكَ . إلهي وسَيِّدي إن كُنتَ لا تَغفِرُ إلاّ لِأَولِيائِكَ وأهلِ طاعَتِكَ فَإِلى مَن يَفزَعُ المُذنِبونَ؟وإن كُنتَ لاتُكرِمُ إلاّ أهلَ الوَفاءِ بِكَ فَبِمَن يَستَغيثُ المُسيؤونَ؟ إلهي إن أدخَلتَنِي النّارَ فَفي ذلِكَ سُرورُ عَدُوِّكَ ، وإن أدخَلتَنِي الجَنَّةَ فَفي ذلِكَ سُرورُ نَبِيِّكَ ، وأنَا وَاللّهِ أعلَمُ أنَّ سُرورَ نَبِيِّكَ أحَبُّ إلَيكَ مِن سُرورِ عَدُوِّكَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ أن تَملَأَ قَلبي حُبّا لَكَ وخَشيَةً مِنكَ وتَصديقا لَكَ وإيمانا بِكَ وفَرَقا (1) مِنكَ وشَوقا إلَيكَ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، حَبِّب إلَيَ لِقاءَكَ وأحبِب لِقائي ، وَاجعَل لي في لِقائِكَ الرّاحَةَ وَالفَرَجَ وَالكَرامَةَ . اللّهُمّ ألحِقني بِصالِحِ مَن مَضى وَاجعَلني مِن صالِحِ مَن بَقِيَ ، وخُذ بي سَبيلَ الصّالِحينَ وأعِنّي عَلى نَفسي بِما تُعينُ بِهِ الصّالِحينَ عَلى أنفُسِهِم ، وَاختِم عَمَلي بِأَحسَنِهِ وَاجعَل ثَوابي مِنهُ الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وأعِنّي عَلى صالِحِ ما أعطَيتَني ، وثَبِّتني يا رَبِّ ولا تَرُدَّني في سوءٍ اِستَنقَذتَني مِنهُ يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيمانا لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِكَ ، أحيِني ما أحيَيتَني عَلَيهِ وتَوَفَّني إذا تَوَفَّيتَني عَلَيهِ ، وَابعَثني إذا بَعَثتَني عَلَيهِ وأبرِئ قَلبي مِنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمعَةِ في دينِكَ حَتّى يَكونَ عَمَلي خالِصا لَكَ . اللّهُمّ أعطِني بَصيرَةً في دينِكَ وفَهما في حُكمِكَ وفِقها في عِلمِكَ ،
.
ص: 240
وكِفلَينِ مِن رَحمَتِكَ ووَرَعا يَحجُزُني عَن مَعاصيكَ وبَيِّض وَجهي بِنورِكَ وَاجعَل رَغبَتي فيما عِندَكَ ، وتَوَفَّني في سَبيلِكَ وعَلى مِلَّةِ رَسولِكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ وَالهَمِّ وَالجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ وَالذِّلَّةِ وَالمَسكَنَةِ وَالفَقرِ وَالفاقَةِ وكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ وبَطنٍ لا يَشبَعُ وقَلبٍ لا يَخشَعُ ودُعاءٍ لا يُسمَعُ وعَمَلٍ لايَنفَعُ،وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفسي وديني ومالي وعَلى جَميعِ ما رَزَقتَني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . اللّهُمّ إنَّهُ لا يُجيرُني مِنكَ أحَدٌ ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَدا ، فَلا تَجعَل نَفسي في شَيءٍ مِن عَذابِكَ ، ولا تَرُدَّني بِهَلَكَةٍ ولا تَرُدَّني بِعَذابٍ أليمٍ . اللّهُمّ تَقَبَّل مِنّي وأعلِ ذِكري وَارفَع دَرَجَتي وحُطَّ وِزري ولا تُذَكِّرني بِخَطيئَتي ، وَاجعَل ثَوابَ مَجلسي وثَوابَ مَنطِقي وثَوابَ دُعائي رِضاكَ وَالجَنَّةَ ، أعطِني يا رَبِّ جَميعَ ما سَأَلتُكَ وزِدني مِن فَضلِكَ ، إنّي إلَيكَ راغِبٌ يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ إنَّكَ أنزَلتَ في كِتابِكَ أن نَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَنا ، وقَد ظَلَمنا أنفُسَنا فَاعفُ عَنّا فَإِنَّكَ أولى بِذلِكَ مِنّا ، وأمَرتَنا ألاّ نَرُدَّ سائِلاً عَن أبوابِنا وقَد جِئتُكَ سائِلاً فَلا تَرُدَّني إلاّ بِقَضاءِ حاجَتي ، وأمَرتَنا بِالإِحسانِ إلى ما مَلَكَت أيمانُنا ونَحنُ أرِقّاؤُكَ فَأَعتِق رِقابَنا مِنَ النّارِ . يا مَفزَعي عِندَ كُربَتي ، ويا غَوثي عِندَ شِدَّتي ، إلَيكَ فَزَعتُ وبِكَ استَغَثتُ ولُذتُ ، لا ألوذُ بِسِواكَ ولا أطلُبُ الفَرَجَ إلاّ مِنكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فَأَغِثني وفَرِّج عَنّي ، يا مَن يَقبَلُ اليَسيرَ ويَعفو عَنِ الكَثيرِ ، اِقبَل مِنِّي اليَسيرَ وَاعفُ عَنِّي الكَثيرَ إنَّكَ أنتَ الرَّحيمُ الغَفورُ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيمانا تُباشِرُ بِهِ قَلبي،ويَقينا حَتّى أعلَمَ أنَّهُ لَن يُصيبَني
.
ص: 241
إلاّ ما كَتَبتَ لي ، ورَضِّني مِنَ العَيشِ بِما قَسَمتَ لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
ج _ دُعاءُ إدريسَ عليه السلاممصباح المتهجّد :ويَدعو أيضا فِي السَّحَرِ بِدُعاءِ إدريسَ عليه السلام (2) : سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ووارِثَهُ ، يا إلهَ الآلِهَةِ الرَّفيعَ في جَلالِهِ ، يا أللّهُ المَحمودُ في كُلِّ فِعالِهِ ، يا رَحمانَ كُلِّ شَيءٍ وراحِمَهُ ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَ في دَيمومَةِ مُلكِهِ وبَقائِهِ ، يا قَيّومُ فَلا يَفوتُ شَيئا عِلمُهُ ولا يَؤودُهُ (3) ، يا واحِدُ الباقي أوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وآخِرَهُ ، يا دائِمُ بِغَيرِ فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلكِهِ ، يا صَمَدا مِن غَيرِ شَبَهٍ ولا شَيءَ كَمِثلِهِ ، يا بارُّ ولا شَيءَ كُفوُهُ ولا مُدانِيَ لِوَصفِهِ ، يا كَبيرُ أنتَ الَّذي لا تَهتَدِي القُلوبُ لِعَظَمَتِهِ ، يا بارِئُ المُنشِئُ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَيرِهِ ، يا زاكِي الطّاهِرُ مِن كُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ ، يا كافِي الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطايا فَضلِهِ ، يا نَقِيُ مِن كُلِّ جَورٍ لَم يَرضَهُ ولَم يُخالِطهُ فِعالُهُ ، يا حَنّانُ الَّذي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ رَحمَتُهُ ، يا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ ، يا دَيّانَ العِبادِ فَكُلٌّ يَقومُ خاضِعا لِرَهبَتِهِ ، يا خالِقَ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ وكُلٌّ إلَيهِ مَعادُهُ ، يا رَحمانَ كُلِّ صَريخٍ ومَكروبٍ وغِياثَهُ ومَعاذَهُ ، يا بارُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ كُنهَ جَلالِ مُلكِهِ وعِزِّهِ ، يا مُبدِئَ البَرايا لَم يَبغِ في إنشائِها أعوانا مِن خَلقِهِ ، يا عَلاّمَ الغُيوبِ فَلا يَؤودُهُ مِن شَيءٍ حِفظُهُ ، يا مُعيدا ما أفناهُ (4) إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ ، يا حَليمُ ذَا الأَناةِ فَلا شَيءَ يَعدِلُهُ مِن خَلقِهِ ، يا مَحمودَ الفِعالِ ذَا
.
ص: 242
المَنِّ عَلى جَميعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ ، يا عَزيزُ المَنيعُ الغالِبُ عَلى أمرِهِ ولا شَيءَ يَعدِلُهُ ، يا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّديدِ أنتَ الَّذي لا يُطاقُ انتِقامُهُ ، يا مُتَعالِي القَريبُ في عُلُوِّ ارتِفاعِ دُنُوِّهِ ، يا جَبّارُ المُذَلِّلُ كُلَّ شَيءٍ بِقَهرِ عَزيزِ سُلطانِهِ ، يا نورَ كُلِّ شَيءٍ أنتَ الَّذي فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ ، يا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن كُلِّ سوءٍ ولا شَيءَ يَعدِلُهُ ، يا قَريبُ المُجيبُ المُتَداني دونَ كُلِّ شَيءٍ قُربُهُ ، يا عالِي الشّامِخُ فِي السَّماءِ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ ، يا بَديعَ البَدائِعِ ومُعيدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ ، يا جَليلُ المُتَكَبِّرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ فَالعَدلُ أمرُهُ وَالصِّدقُ وَعدُهُ ، يا مَجيدُ فَلا يَبلُغُ الأَوهامُ كُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ ، يا كَريمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذي مَلَأَ كُلَّ شَيءٍ عَدلُهُ ، يا عَظيمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وَالعِزِّ وَالكِبرِياءِ فَلا يَذِلُّ عِزُّهُ ، يا عَجيبُ فَلا تَنطِقُ الأَلسُنُ بِكُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ . أسأَلُكَ يا مُعتَمَدي عِندَ كُلِّ كُربَةٍ وغِياثي عِندَ كُلِّ شِدَّةٍ بِهذهِ الأَسماءِ أمانا مِن عُقوباتِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ( و) أسأَلُكَ أن تَصرِفَ عَنّي بِهِنَّ كُلَّ سوءٍ ومَخوفٍ ومَحذورٍ ، وتَصرِفَ عَنّي أبصارَ الظَّلَمَةِ المُريدينَ بِيَ السّوءَ الَّذي نَهَيتَ عَنهُ مِن شَرِّ ما يُضمِرونَ إلى خَيرِ ما لا يَملِكونَ ولا يَملِكُهُ غَيرُكَ يا كَريمُ . اللّهُمّ لا تَكِلني إلى نَفسي فَأَعجِزَ عَنها (1) ، ولا إلَى النّاسِ فَيَظفَروا بي (2) ، ولا تُخَيِّبني وأنَا أرجوكَ ولا تُعَذِّبني وأنَا أدعوكَ ، اللّهُمّ إنّي أدعوكَ كَما أمَرتَني فَأَجِبني كَما وَعَدتَني . اللّهُمّ اجعَل خَيرَ عُمُري ما وَلِيَ أجَلي ، اللّهُمّ لا تُغَيِّر جَسَدي ولا تُرسِل حَظّي ولا تَسُؤ صَديقي . أعوذُ بِكَ مِن
.
ص: 243
سُقمٍ مُضرِعٍ (1) وفَقرٍ مُدقِعٍ (2) ومِنَ الذُّلِّ وبِئسَ الخِلُّ . اللّهُمّ سَلِّ قَلبي عَن كُلِّ شَيءٍ لا أتَزَوَّدُهُ إلَيكَ ، ولا أنتَفِعُ بِهِ يَومَ ألقاكَ مِن حَلالٍ أو حَرامٍ ، ثُمَّ أعطِني قُوَّةً عَلَيهِ وعِزّا وقَناعَةً ومَقتا لَهُ ورِضاكَ فيهِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلى عَطاياكَ الجَزيلَةِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى مِنَنِكَ المُتَواتِرَةِ الَّتي بِها دافَعتَ عَنّي مَكارِهَ الاُمورِ ، وبِها آتَيتَني مَواهِبَ السُّرورِ مَعَ تَمادِيَ فِي الغَفلَةِ وما بَقِيَ فِيَّ مِنَ القَسوَةِ ، فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِن فِعلي أن عَفَوتَ عَنّي وسَتَرتَ ذلِكَ عَلَيَ وسَوَّغتَني ما في يَدي مِن نِعَمِكَ ، وتابَعتَ عَلَيَ إحسانَكَ ، وصَفَحتَ لي عَن قَبيحِ ما أفضَيتُ بِهِ إلَيكَ ، وانتَهَكتُهُ مِن مَعاصيكَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ يَحِقُّ عَلَيكَ فيهِ إجابَةُ الدُّعاءِ إذا دُعيتَ بِهِ وأسأَلُكَ بِكُلِّ ذي حَقٍّ عَلَيكَ وبِحَقِّكَ عَلى جَميعِ مَن هُوَ دونَكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وعَلى آلِهِ ، ومَن أرادَني بِسوءٍ فَخُذ بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ ومِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَامنَعهُ مِنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ،يا مَن لَيسَ مَعَهُ رَبٌّ يُدعى ، ويا مَن لَيسَ فَوقَهُ خالِقٌ يُخشى ، ويا مَن لَيسَ دونَهُ إلهٌ يُتَّقى ، ويا مَن لَيسَ لَهُ وَزيرٌ يُؤتى ، ويا مَن لَيسَ لَهُ حاجِبٌ يُرشى ، ويا مَن لَيسَ لَهُ بَوّابٌ يُنادى ، ويا مَن لا يَزدادُ عَلى كَثرَةِ العَطاءِ إلاّ كَرَما وجودا وعَلى تَتابُعِ الذُّنوبِ إلاّ مَغفِرَةً وعَفوا صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ إنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ . (3)
.
ص: 244
د _ دُعاءُ «يا عُدَّتي في كُربَتي»مصباح المتهجّد :ويَدعو أيضا فِي السَّحَرِ بِهذا الدُّعاءِ : يا عُدَّتي في كُربَتي ، ويا صاحِبي في شِدَّتي ، ويا وَلِيِّي في نِعمَتي ، ويا غايَتي في رَغبَتي ، أنتَ السّاتِرُ عَورَتي وَالمُؤمِنُ رَوعَتي وَالمُقيلُ عَثرَتي ، فَاغفِر لي خَطيئَتي . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ خُشوعَ الإِيمانِ قَبلَ خُشوعِ الذُّلِّ فِي النّارِ ، يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، يا مَن يُعطي مَن سَأَلَهُ تَحَنُّنا مِنهُ ورَحمَةً ، ويَبتَدِئُ بِالخَيرِ مَن لَم يَسأَلهُ تَفَضُّلاً مِنهُ وكَرَما ، بِكَرَمِكَ الدّائِمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وهَب لي رَحمَةً واسِعَةً جامِعَةً أبلُغُ بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . اللّهُمّ إنّي أستَغفِرُكَ لِما تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ خَيرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَني فيهِ ما لَيسَ لَكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاعفُ عَن ظُلمي وجُرمي بِحِلمِكَ وجودِكَ يا كَريمُ ، يا مَن لا يَخيبُ سائِلُهُ ولا يَنفَدُ نائِلُهُ ، يا مَن عَلا فَلا شَيءَ فَوقَهُ ودَنا فَلا شَيءَ دونَهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارحَمني يا فالِقَ البَحرِ لِموسى ، اللَّيلَةَ اللَّيلَةَ اللَّيلَةَ ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ . اللّهُمّ طَهِّر قَلبي مِنَ النِّفاقِ ، وعَمَلي مِنَ الرِّياءِ ، ولِساني مِنَ الكَذِبِ ، وعَيني مِنَ الخِيانَةِ فَإِنَّكَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورِ . يا رَبِّ هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ ، هذا مَقامُ المُستَجيرِ بِكَ مِنَ النّارِ ، هذا مَقامُ المُستَغيثِ بِكَ مِنَ النّارِ ، هذا مَقامُ الهارِبِ إلَيكَ مِنَ النّارِ ، هذا مَقامُ مَن يَبوءُ لَكَ بِخَطيئَتِهِ ويَعتَرِفُ بِذَنبِهِ ويَتوبُ إلى رَبِّهِ ، هذا مَقامُ البائِسِ الفَقيرِ ، هذا مَقامُ الخائِفِ المُستَجيرِ ، هذا مَقامُ المَحزونِ المَكروبِ ، هذا مَقامُ المَحزونِ المَغمومِ المَهمومِ ، هذا مَقامُ الغَريبِ
.
ص: 245
الغَريقِ ، هذا مَقامُ المُستَوحِشِ الفَرِقِ (1) ، هذا مَقامُ مَن لا يَجِدُ لِذَنبِهِ غافِرا غَيرَكَ ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّيا إلاّ أنتَ ، ولا لِهَمِّهِ مُفَرِّجا سِواكَ . يا أللّهُ يا كَريمُ ، لا تُحرِق وَجهي بِالنّارِ بَعدَ سُجودي لَكَ وتَعفيري بِغَيرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيكَ ، بَل لَكَ الحَمدُ وَالمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَلَيَ . اِرحَم أي رَبِّ أي رَبِّ أي رَبِّ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ ضَعفي وقِلَّةَ حيلَتي ورِقَّةَ جِلدي وتَبَدُّدَ أوصالي وتَناثُرَ لَحمي وجِسمي وجَسَدي ووَحدَتي ووَحشَتي في قَبري وجَزَعي مِن صَغيرِ البَلاءِ . أسأَلُكَ يا رَبِّ قُرَّةَ العَينِ وَالاِغتِباطَ يَومَ الحَسرَةِ وَالنَّدامَةِ ، بَيِّض وَجهي يا رَبِّ يَومَ تَسوَدُّ فيهِ الوُجوهُ ، آمِنِّي مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ ، أسأَلُكَ البُشرى يَومَ تُقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ وَالأَبصارُ ، وَالبُشرى عِندَ فِراقِ الدُّنيا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي أرجوهُ عَونا في حَياتي ، واُعِدُّهُ ذُخرا لِيَومِ فاقَتي ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ (و) لا أدعو غَيرَهُ ولَو دَعَوتُ غَيرَهُ لَخَيَّبَ دُعائي . الحَمدُ للّهِِ الَّذي أرجوهُ ولا أرجو غَيرَهُ ولَو رَجَوتُ غَيرَهُ لَأَخلَفَ رَجائي ، الحَمدُ للّهِِ المُنعِمِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُفضِلِ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَلِيِ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ ، ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، وقاضِي كُلِّ حاجَةٍ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُقنِي اليَقينَ وحُسنَ الظَّنِّ بِكَ ، وأثبِت رَجاكَ في قَلبي ، وَاقطَع رَجائي عَمَّن سِواكَ حَتّى لا أرجُوَ غَيرَكَ ولا أثِقَ إلاّ بِكَ . يا لَطيفا لِما يَشاءُ ، الطُف لي في جَميعِ أحوالي بِما تُحِبُّ وتَرضى . يا رَبِّ إنّي ضَعيفٌ عَلَى النّارِ فَلا تُعَذِّبني بِالنّارِ . يا رَبِّ ارحَم دُعائي وتَضَرُّعي وخَوفي وذُلّي ومَسكَنَتيوتَعويذي وتَلويذي . (2)
.
ص: 246
يا رَبِّ إنّي ضَعيفٌ عَن طَلَبِ الدُّنيا وأنتَ واسِعٌ كَريمٌ ، أسأَلُكَ يا رَبِّ بِقُوَّتِكَ عَلى ذلِكَ وقُدرَتِكَ عَلَيهِ وغِناكَ عَنهُ وحاجَتي إلَيهِ ، أن تَرزُقَني في عامي هذا وشَهري ويَومي هذا وساعَتي هذهِ رِزقا تُغنيني بِهِ عَن تَكَلُّفِ ما في أيدِي النّاسِ ؛ مِن رِزقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ . أي رَبِّ ، مِنكَ أطلُبُ وإلَيكَ أرغَبُ وإيّاكَ أرجو وأنتَ أهلُ ذلِكَ ، لا أرجو غَيرَكَ ولا أثِقُ إلاّ بِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . أي رَبِّ ، ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وَارحَمني وعافِني ، يا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ ، ويا جامِعَ كُلِّ فَوتٍ ، ويا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ،يا مَن لا تَغشاهُ الظُّلُماتُ ولا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ، ولا يَشغَلُهُ شَيءٍ عَن شَيءٍ أعطِ مُحَمَّدا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ أفضَلَ ما سَأَلَكَ وأفضَلَ ما سَأَلتَ لَهُ وأفضَلَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وهَب لِيَ العافِيَةَ حَتّى تُهَنِّئَنِي المَعيشَةَ ، وَاختِم لي بِخَيرٍ حَتّى لا تَضُرَّنِيَ الذُّنوبُ . اللّهُمّ رَضِّني بِما قَسَمتَ لي حَتّى لا أسأَلَ أحَدا شَيئا ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافتَح لي خَزائِنَ رَحمَتِكَ ، وَارحَمني رَحمَةً لا تُعَذِّبُني بَعدَها أبَدا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَارزُقني مِن فَضلِكَ الواسِعِ رِزقا حَلالاً طَيِّبا لا تُفقِرُني إلى أحَدٍ بَعدَهُ سِواكَ ، تَزيدُني بِذلِكَ شُكرا وإلَيكَ فاقَةً وفَقرا وبِكَ عَمَّن سِواكَ غِنىً وتَعَفُّفا ، يا مُحسِنُ يا مُجمِلُ ، يا مُنعِمُ يا مُفضِلُ ، يا مَليكُ يا مُقتَدِرُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاكفِنِي المُهِمَّ كُلَّهُ ، وَاقضِ لي بِالحُسنى بارِك لي في جَميعِ اُموري وَاقضِ لي جَميعَ حَوائِجي . اللّهُمّ يَسِّر لي ما أخافُ تَعسيرَهُ فَإِنَّ تَيسيرَ ما أخافُ تَعسيرَهُ عَلَيكَ يَسيرٌ ، وسَهِّل لي ما أخافُ حُزونَتَهُ (1) ، ونَفِّس عَنّي ما أخافُ ضيقَهُ ، وكُفَّ عَنّي ما أخافُ غَمَّهُ ، وَاصرِف عَنّي ما أخافُ بَلِيَّتَهُ يا أرحَمَ
.
ص: 247
الرّاحِمينَ . اللّهُمّ املَأ قَلبي حُبّا لَكَ وخَشيَةً مِنكَ ، وتَصديقا (1) وإيمانا بِكَ وفَرَقا مِنكَ وشَوقا إلَيكَ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . اللّهُمّ إنَّ لَكَ حُقوقا فَتَصَدَّق بِها عَلَيَّ ، ولِلنّاسِ قِبَلي تَبِعاتٌ فَتَحَمَّلها عَنّي ، وقَد أوجَبتَ لِكُلِّ ضَيفٍ قِرىً (2) وأنا ضَيفُكَ فَاجعَل قِرايَ اللَّيلَةَ الجَنَّةَ ، يا وَهّابَ الجَنَّةِ ، يا وَهّابَ المَغفِرَةِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ . (3)
ه _ دُعاءُ «يا مَفزَعي عِندَ كُربَتي»الإقبال :دعاءٌ آخَرُ فِي السَّحرِ نُقِلَ مِن أصلٍ عتيقٍ مِن اُصولِ أصحابِنا ، أوَّلُ رِوايَتِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبوبٍ ، وتاريخُ كِتابَتِهِ سَنَةُ ثَلاثٍ وسَبعينَ وثَلاثِمِئَةٍ : يا مَفزَعي عِندَ كُربَتي ، ويا غَوثي عِندَ شِدَّتي ، إلَيكَ فَزِعتُ وبِكَ استَغَثتُ وبِكَ لُذتُ ، لا ألوذُ بِسِواكَ ولا أطلُبُ الفَرَجَ إلاّ مِنكَ ، فَأَغِثني وفَرِّج عَنّي ، يا مَن يَقبَلُ اليَسيرَ ويَعفو عَنِ الكَثيرِ ، اِقبَل مِنِّي اليَسيرَ وَاعفُ عَنِّي الكَثيرَ إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيمانا تُباشِرُ بِهِ قَلبي، ويَقينا حَتّى أعلَمَ أنَّهُ لَن يُصيبَني إلاّ ما كَتَبتَ لي ، ورَضِّني مِنَ العَيشِ بِما قَسَمتَ لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . يا عُدَّتي في كُربَتي ، ويا صاحِبي في شِدَّتي ، ويا وَلِيِّي في نِعمَتي ، ويا غايَتي في رَغبَتي ، أنتَ السّاتِرُ عَورَتي وَالآمِنُ رَوعَتي وَالمُقيلُ عَثرَتي ، فَاغفِر لي خَطيئَتي يا أرحَمَ الرّاحِمين . (4)
.
ص: 248
و _ التَّسبيحالإقبال :وقالَ فِي الكِتابِ المَذكورِ (1) : التَّسبيحُ فِي السَّحرِ : سُبحانَ مَن يَعلَمُ جَوارِحَ القُلوبِ ، سُبحانَ مَن يُحصي عَدَدَ الذُّنوبِ ، سُبحانَ مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، سُبحانَ الرَّبِّ الوَدودِ ، سُبحانَ الفَردِ الوَترِ ، سُبحانَ العَظيمِ الأَعظَمِ ، سُبحانَ مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يُؤاخِذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ ، سُبحانَ الحَنّانِ المَنّانِ ، سُبحانَ الرَّؤوفِ الرَّحيمِ ، سُبحانَ الجَبّارِ الجَوادِ ، سُبحانَ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ البَصيرِ العَليمِ ، سُبحانَ البَصيرِ الواسِعِ ، سُبحانَ اللّهِ عَلى إقبالِ النَّهارِ ، سُبحانَ اللّهِ عَلى إدبارِ النَّهارِ ، سُبحانَ اللّهِ عَلى إدبارِ اللَّيلِ وإقبالِ النَّهارِ ، ولَهُ الحَمدُ وَالمَجدُ وَالعَظَمَةُ وَالكِبرِياءُ مَعَ كُلِّ نَفَسٍ ، وكُلِّ طَرفَةِ عَينٍ وكُلِّ لَمحَةٍ سَبَقَ في عِلمِهِ ، سُبحانَكَ مِل ءَ ما أحصى كِتابُكَ ، سُبحانَكَ زِنَةَ عَرشِكَ ، سُبحانَكَ سُبحانَكَ سُبحانَكَ . (2)
3 / 4أدعِيَةُ كُلِّ يَومٍأ _ دُعاءُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِالكافي :عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ بَشيرٍ عَن بَعضِ رِجالِهِ أنَّ عَلِيَ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلامكانَ يَدعو بِهذا الدُّعاءِ (3) في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ :
.
ص: 249
اللّهُمّ إنَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ ، وهذا شَهرُ الصِّيامِ ، وهذا شَهرُ الإِنابَةِ، وهذا شَهرُ التَّوبَةِ، وهذا شَهرُ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ، وهذا شَهرُ العِتقِ مِنَ النّارِ وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ، اللّهُمّ فَسَلِّمهُ لي وتَسَلَّمهُ مِني، وأعِنّي عَلَيهِ بِأَفضَلِ عَونِكَ، ووَفِّقني فيهِ لِطاعَتِكَ ، وفَرِّغني فيهِ لِعِبادَتِكَ ودُعائِكَ وتِلاوَةِ كِتابِكَ ، وأعظِم لي فيهِ البَرَكَةَ وأحسِن لي فيهِ العاقِبَةَ ، وأصِحَّ لي فيهِ بَدَني وأوسِع فيهِ رِزقي ، وَاكفِني فيهِ ما أهَمَّني وَاستَجِب لي فيهِ دُعائي وبَلِّغني فيهِ رَجائي . اللّهُمّ أذهِب عَنّي فيهِ النُّعاسَ وَالكَسَلَ وَالسَّآمَةَ (1) وَالفَترَةَ (2) وَالقَسوَةَ وَالغَفلَةَ وَالغِرَّةَ . (3) اللّهُمّ جَنِّبني فيهِ العِلَلَ وَالأَسقامَ ، وَالهُمومَ وَالأَحزانَ ، وَالأَعراضَ وَالأَمراضَ ، وَالخَطايا وَالذُّنوبَ ، وَاصرِف عَنّي فيهِ السّوءَ وَالفَحشاءَ وَالجَهدَ وَالبَلاءَ وَالتَّعَبَ وَالعَناءَ إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ . اللّهُمّ أعِذني فيهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ (4) ولَمزِهِ (5) ونَفثِهِ (6) ونَفخِهِ ووَسواسِهِ وكَيدِهِ ومَكرِهِ وحِيَلِهِ وأمانِيِّهِ وخُدَعِهِ وغُرورِهِ وفِتنَتِهِ ورَجلِهِ (7) وشَرَكِهِ وأعوانِهِ وأتباعِهِ وأخدانِهِ (8) وأشياعِهِ وأولِيائِهِ وشُرَكائِهِ وجَميعِ كَيدِهِم . اللّهُمّ ارزُقني فيهِ تَمامَ صِيامِهِ وبُلوغَ الأَمَلِ في قِيامِهِ ، وَاستِكمالَ ما
.
ص: 250
يُرضيكَ فيهِ صَبرا وإيمانا ويَقينا وَاحتِسابا ، ثُمَّ تَقَبَّل ذلِكَ مِنّا بِالأَضعافِ الكَثيرَةِ وَالأَجرِ العَظيمِ . اللّهُمّ ارزُقني فيهِ الجِدَّ وَالاِجتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالرَّغبَةَ وَالرَّهبَةَ وَالجَزَعَ (1) وَالرِّقَّةَ وصِدقَ اللِّسانِ ، وَالوَجَلَ مِنكَ وَالرَّجاءَ لَكَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَيكَ وَالثِّقَةَ بِكَ ، وَالوَرَعَ عَن مَحارِمِكَ بِصالِحِ القَولِ ومَقبولِ السَّعيِ ومَرفوعِ العَمَلِ ومُستَجابِ الدُّعاءِ ولا تَحُل بَيني وبَينَ شَيءٍ مِن ذلِكَ بِعَرضِ ولا مَرَضٍ ولا هَمٍّ ولا غَمٍّ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
ب _ تَسبيحاتُ كُلِّ يَومٍالإقبال :ومِنَ العَمَلِ في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمضانَ التَّسبيحُ ، رَوَيناهُ بِإِسنادنا إلى أبي العَبّاسِ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعيدِ بنِ عُقدَةَ ، قالَ : أخبَرَنا أبو عَبدِ اللّهِ يَحيَى بنِ زَكَريَّا بنِ شَيبانَ العَلاّفُ في كِتابِهِ سَنَةَ خمسٍ وسِتِّينَ ومِئَتَينِ ، قالَ : أخبَرَنا أبو الحَسَنِ عَليُ بنُ أبي حَمزَةَ عَن أبيهِ ، وحُسَينُ بنُ أبي العَلاءِ الزَّندَجيُّ (3) جميعا عَن أبي بَصيرٍ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ : تُسَبِّحُ في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _ ونَذكُرُ فيهِ زِيادَةً مِن رِوايَةِ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ (4) _ : الأَوَّل : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ السَّميعِ الَّذي
.
ص: 251
لَيسَ شَيءٌ أسمَعَ مِنهُ ، يَسمَعُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويَسمَعُ ما في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، ويَسمَعُ الأَنينَ وَالشَّكوى ، ويَسمَعُ السِّرَّ وأخفى ، وَيَسمَعُ وَساوِسَ الصُّدورِ ولا يُصِمُّ سَمعَهُ صَوتٌ . الثّاني : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ اللّهِ البَصيرِ الَّذي لَيسَ شَيءٌ أبصَرَ مِنهُ ، يُبصِرُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويُبصِرُ ما فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، ولا تَغشى بَصَرَهُ الظُّلمَةُ ولا يُستَتَرُ مِنهُ بِسِترٍ ، ولا يُواري مِنهُ جِدارٌ ولا يَغيبُ عَنهُ بَرٌّ ولا بَحرٌ ، ولا يُكِنُّ (1) مِنهُ جَبَلٌ ما في أصلِهِ ولا قَلبٌ ما فيهِ ولا جَنبٌ ما في قَلبِهِ ، ولا يَستَتِرُ مِنهُ صَغيرٌ ولا كَبيرٌ ، ولا يَستَخفي مِنهُ صَغيرٌ لِصِغَرِهِ ، ولا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ هُوَ الَّذي يُصَوِّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُ ، لا إلهَ إلاّ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . الثّالِث : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ويُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ويُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ ، ويُرسِلُ الرِّياحَ بُشرى
.
ص: 252
بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ ، ويُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِكَلِماتِهِ ، ويُنبِتُ النَّباتَ بِقُدرَتِهِ ويَسقُطُ الوَرَقُ بِعِلمِهِ (1) ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، ولا أصغَرُ مِن ذلِكَ ولا أكبَرُ إلاّ في كِتابٍ مُبينٍ . الرَّابِع : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ اُنثى وما تَغيضُ الأَرحامُ (2) وما تَزدادُ وكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ ، عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرِ المُتَعالِ سَواءٌ مِنكُم مَن أسَرَّ القَولَ ومَن جَهَرَ بِهِ ومَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ وسارِبٌ بِالنَّهارِ (3) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى ويَعلَمُ ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم ويُقِرُّ (4) فِي الأَرحامِ ما يَشاءُ إلى أجَلٍ مُسَمّىً . الخامِس : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ اللّهِ مالِكِ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، تولِجُ
.
ص: 253
اللَّيلَ فِي النَّهارِ وتولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ وتُخرِجُ الحَيَ مِنَ المَيِّتِ وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ . السّادِس : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي عِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إلاّ هُوَ ويَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلاّ يَعلَمُها ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلاّ في كِتابٍ مُبينٍ . السّابِع : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ ولا يَجزي بِآلائِهِ الشّاكِرونَ العابِدونَ وهُوَ كَما قالَ وفَوقَ ما نَقولُ ، وَاللّهُ سُبحانَهُ كَما أثنى عَلى نَفسِهِ ولا يُحيطونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إلاّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ولا يَؤودُهُ حِفظُهُما وهُوَ العَلِيُ العَظيمُ . الثّامِن : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ،
.
ص: 254
ولا يَشغَلُهُ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها عَمّا يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ولا يَشغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها عَمّا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ولا يَشغَلُهُ عِلمُ شَيءٍ عَن عِلمِ شَيءٍ ، ولا يَشغَلُهُ خَلقُ شَيءٍ عَن خَلقِ شَيءٍ ولا حِفظُ شَيءٍ عَن حِفظِ شَيءٍ ، ولا يُساويهِ شَيءٌ ولا يَعدِلُهُ شَيءٌ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . التّاسِع : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ، سُبحانَ اللّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً اُولي أجنِحَةٍ مَثنى وثُلاثَ ورُباعَ يَزيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ إنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ما يَفتَحُ اللّهُ لِلنّاسِ مِن رَحمَةٍ فَلا مُمسِكَ لَها وما يُمسِكُ فَلا مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . العاشِر : سُبحانَ اللّهِ بارِىَالنَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ ، ما يَكونُ مِن نَجوى ثَلاثَةٍ إلاّ هُوَ رابِعُهُم ولا خَمسَةٍ إلاّ هُوَ سادِسُهُم ولا أدنى مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ إلاّ هُوَ مَعَهُم أينَما كانوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا يَومَ القِيامَةِ إنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، سُبحانَ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)
.
ص: 255
ج _ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِمصباح المتهجّد_ بَعدَ ذِكرِ تَسبيحاتِ كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _:ثُمَّ أتبِعهُ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِ وآلِهِ عليهم السلام فَتَقولُ : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» (1) ، لَبَّيكَ يا رَبِّ وسَعدَيكَ وسُبحانَكَ اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ وبارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمّ ارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمتَ عَلى إبراهيمَ (2) وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمّ سَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمتَ عَلى نوحٍ فِي العالَمينَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما هَدَيتَنا بِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَابعَثهُ مَقاما مَحمودا يَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ . عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَلَعَت شَمسٌ أو غَرَبَت ، عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَرَفَت عَينٌ أو بَرَقَت ، عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ السَّلامُ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ ، عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ السَّلامُ كُلَّما سَبَّحَ اللّهَ مَلَكٌ أو قَدَّسَهُ . السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي الأَوَّلينَ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي الآخِرينَ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، (السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ) . اللّهُمّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ ورَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ أبلِغ
.
ص: 256
مُحَمَّدا نَبِيَّكَ عَنَّا السَّلامَ . (1) اللّهُمّ أعطِ مُحَمَّدا مِنَ البَهاءِ وَالنَّضرَةِ وَالسُّرورِ وَالكَرامَةِ وَالغِبطَةِ وَالوَسيلَةِ وَالمَنزِلَةِ وَالمَقامِ وَالشَّرَفِ وَالرِّفعَةِ وَالشَّفاعَةِ عِندَكَ يَومَ القِيامَةِ أفضَلَ ما تُعطي أحَدا مِن خَلقِكَ ، وأعطِ مُحَمَّدا وآلِهِ فَوقَ ما تُعطِي الخَلائِقَ مِنَ الخَيرِ أضعافا (مُضاعَفَةً) كَثيرَةً لا يُحصيها غَيرُكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أطيَبَ وأطهَرَ وأزكى وأنمى وأفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى ( أحَدٍ مِنَ ) الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ وعَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى ( عَلِيٍ) أميرِ المُؤمِنينَ (2) ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن شَرِكَ في دَمِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ وَالعَن مَن آذى نَبِيَّكَ فيها . (اللّهُمّ والِ مَن والاها وعادِ مَن عاداها وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَها) . اللّهُمّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ إمامَيِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُما وعادِ مَن عاداهُما وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن شَرِكَ في دَمِهِما . اللّهُمّ صَلِّ عَلى عَلِيِ بنِ الحُسَينِ إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ .
.
ص: 257
اللّهُمّ صَلِّ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى موسَى بنِ جَعفَرٍ إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن شَرِكَ في دَمِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى عَلِيِ بنِ موسَى إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن شَرِكَ في دَمِهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ إمامِ المُسلِمينَ ، ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى عَلِيِ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُسلِمينَ ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍ إمامِ المُسلِمينَ ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وضاعِفِ العَذابَ عَلى مَن ظَلَمَهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلَى الخَلَفِ مِن بَعدِهِ إمامِ المُسلِمينَ ووالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلَى القاسِمِ وَالطّاهِرِ ابنَي نَبِيِّكَ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى رُقَيَّةَ بِنتِ نَبِيِّكَ وَالعَن مَن آذى نَبِيَّكَ فيها ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى اُمِّ كُلثومٍ بِنتِ نَبِيِّكَ وَالعَن مَن آذى نَبِيَّكَ فيها . اللّهُمّ صَلِّ عَلى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمّ اخلُف نَبِيَّكَ في أهلِ بَيتِهِ ، اللّهُمّ مَكِّن لَهُم فِي الأَرضِ ، اللّهُمّ اجعَلنا مِن عَدَدِهِم ومَدَدِهِم وأنصارِهِم عَلَى الحَقِّ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، اللّهُمّ اطلُب بِذَحلِهِم ووَترِهِم (1) ودِمائِهِم وكُفَّ عَنّا وعَنهُم وعَن كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ بَأسَ كُلِّ باغٍ وطاغٍ ، وكُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ
.
ص: 258
بِناصِيَتِها إنَّكَ أشَدُّ بَأسا وأشَدُّ تَنكيلاً . (1)
د _ دُعاءُ «اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ»البلد الأمين :ثُمَّ ادعُ بِما ذَكَرَهُ السَّيِّدُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ باقي رحمه الله فِي اختِيارِهِ ؛ فَقَد رُوِيَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ كُلَّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَ أربَعينَ سَنَةً،وهُوَ: اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ ، اُرزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في هذا العامِ وفي كُلِّ عامٍ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ العِظامَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَغفِرُها غَيرُكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (2)
ه _ دُعاءٌ آخَرُ لِكُلِّ يَومٍمصباح المتهجّد :ويَدعو أيضا في كُلِّ يَومٍ بِهذا الدُّعاءِ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن فَضلِكَ بِأَفضَلِهِ وكُلُّ فَضلِكَ فاضِلٌ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِفَضلِكَ كُلِّهِ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن رِزقِكَ بِأَعَمِّهِ وكُلُّ رِزقِكَ عامٌّ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِرِزقِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن عَطائِكَ بِأَهنَئِهِ وكُلُّ عَطائِكَ هَنيءٌ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن خَيرِكَ بِأَعجَلِهِ وكُلُّ خَيرِكَ عاجِلٌ اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِخَيرِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن إحسانِكَ بِأَحسَنِهِ وكُلُّ إحسانِكَ حَسَنٌ اللّهُمّ إنِّي أسأَلُكَ بِإِحسانِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِما تُجيبُني بِهِ حينَ أسأَلُكَ ، فَأَجِبني يا أللّهُ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ المُرتَضى ورَسولِكَ المُصطَفى وأمينِكَ ونَجِيِّكَ دونَ خَلقِكَ ، ونَجيبِكَ مِن عِبادِكَ ونَبِيِّكَ بِالصِّدقِ وحَبيبِكَ . وصَلِّ عَلى رَسولِكَ وخِيَرَتِكَ مِنَ العالَمينَ ، البَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ
.
ص: 259
المُنيرِ ، وعَلى أهلِ بَيتِهِ الأَبرارِ الطّاهِرينَ وعَلى مَلائِكَتِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وحَجَبتَهُم عَن خَلقِكَ ، وعَلى أنبِيائِكَ الَّذينَ يُنبِئونَ عَنكَ بِالصِّدقِ ، وعَلى رُسُلِكَ الَّذينَ خَصَصتَهُم بِوَحيِكَ وفَضَّلتَهُم عَلَى العالَمينَ بِرِسالاتِكَ وعَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ الَّذينَ أدخَلتَهُم في رَحمَتِكَ ، الأَئِمَّةِ المُهتَدينَ الرّاشِدينَ ، وأولِيائِكَ المُطَهَّرينَ ، وعَلى جِبرَئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومَلَكِ المَوتِ ، ومالِكٍ خازِنِ النّارِ ، ورِضوانَ خازِنِ الجِنانِ ، ورُوحِ القُدُسِ ، وَالرّوحِ الأَمينِ ، وحَمَلَةِ عَرشِكَ المُقَرَّبينَ ، وعَلَى المَلَكَينِ الحافِظَينِ عَلَيَ ، بِالصَّلاةِ الَّتي تُحِبُّ أن يُصَلِّيَ بِها عَلَيهِم أهلُ السَّماواتِ وأهلُ الأَرَضينَ ، صَلاةً طَيِّبَةً كَثيرَةً مُبارَكَةً زاكِيَةً نامِيَةً ، ظاهِرَةً باطِنَةً شَريفَةً فاضِلَةً ، تُبَيِّنُ بِها فَضلَهُم عَلَى الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ . اللّهُمّ أعطِ مُحَمَّدا الوَسيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضيلَةَ وَاجزِهِ عَنّا خَيرَ ما جَزَيتَ نَبِيّا عَن اُمَّتِهِ ، اللّهُمّ وأعطِ مُحَمَّدا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مَعَ كُلِّ زُلفَةٍ زُلفَةً ، ومَعَ كُلِّ وَسيلَةٍ وَسيلَةً ، ومَعَ كُلِّ فَضيلَةٍ فَضيلَةً ، ومَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفا! تُعطي (1) مُحَمَّدا وآلَهُ يَومَ القِيامَةِ ، أفضَلَ ما أعطَيتَ أحَدا مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، اللّهُمّ وَاجعَل مُحَمَّدا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ أدنَى المُرسَلينَ مِنكَ مَجلِساً ، وأفسَحَهُم فِي الجَنَّةِ عِندَكَ مَنزِلاً ، وأقرَبَهُم إلَيكَ وَسيلَةً ، وَاجعَلهُ أوَّلَ شافِ_عٍ وأوَّلَ مُشَفَّعٍ وأوَّلَ قائِلٍ وأنجَحَ سائِلٍ وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذي يَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وأسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَسمَعَ صَوتي وتُجيبَ دَعوَتي وتَجاوَزَ عَن خَطيئَتي وتَصفَحَ عَن ظُلمي ، وتُنجِحَ طَلِبَتي وتَقضِيَ حاجَتي وتُنجِزَ لي ما وَعَدتَني ، وتُقيلَ عَثرَتي وتَغفِرَ ذُنوبي ،
.
ص: 260
وتَعفُوَ عَن جُرمي ، وتَقبَلَ عَمَلي ولا تُعرِضَ عَنّي ، وتَرحَمَني ولا تُعَذِّبَني ، وتُعافِيَني ولا تَبتَلِيَني ، وتَرزُقَني مِنَ الرِّزقِ أطيَبَهُ وأوسَعَهُ ولا تَحرِمَني يا رَبِّ ، وَاقضِ عَنّي دَيني وضَع عَنّي وِزري ، ولا تُحَمِّلني ما لا طاقَةَ لي بِهِ! يا مَولايَ وأدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ وأخرِجني مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . ثُمَّ قُل : اللّهُمّ إنّي أدعوكَ كَما أمَرتَني ، فَاستَجِب لي كَما وَعَدتَني _ ثَلاثا _ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ قَليلاً مِن كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بي إلَيهِ عَظيمَةٍ وغِناكَ عَنهُ قَديمٌ ، وهُوَ عِندي كَثيرٌ وهُوَ عَلَيكَ سَهلٌ يَسيرٌ ، فَامنُن عَلَيَ بِهِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (1)
3 / 5دُعاءُ الجَوشَنِ الكَبيرِالإمام زين العابدين عن أبيه عن جدّه عليهم السلام :نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله وهُوَ في بَعضِ غَزَواتِهِ وعَلَيهِ جَوشَنٌ (2) ثَقيلٌ آلَمَهُ ثِقلُهُ ، وقالَ : «يا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : اِخلَع هذا الجَوشَنَ وَاقرَأ هذا الدُّعاءَ ، فَهُوَ أمانٌ لَكَ ولاُِمَّتِكَ ؛ فَمَن قَرَأَهُ عِندَ خُروجِهِ مِن مَنزِلِهِ أو حَمَلَهُ ، حَفِظَهُ اللّهُ وأوجَبَ حَقَّهُ
.
ص: 261
عَلَيهِ ، ووَفَّقَهُ اللّهُ تَعالى لِصالِحِ الأَعمالِ ... . ومَن دَعا بِهِ بِنِيَّةٍ خالِصَةٍ في أوَّلِ شَهرِ رَمَضانَ رَزَقَهُ اللّهُ تَعالى لَيلَةَ القَدرِ ، وخَلَقَ لَهُ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ يُسَبِّحونَ اللّهَ ويُقَدِّسونَهُ ، وجَعَلَ ثَوابَهُم لَهُ . [ يا مُحَمَّدُ ، مَن دَعا بِهِ لَم يَبقَ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ تَعالى حِجابٌ ، ولَم يَطلُب مِنَ اللّهِ تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ] (1) ... . ومَن دَعا بِهِ في شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ 2 [ أو مَرَّةً واحِدَةً] (2) حَرَّمَ اللّهُ تَعالى جَسَدَهُ عَلَى النّارِ ، وأوجَبَ لَهُ الجَنَّةَ ، وَوَكَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكَينِ يَحفَظانِهِ مِنَ المَعاصي ، وكانَ في أمانِ اللّهِ طولَ حَياتِهِ ، يا مُحَمَّدُ ، ولا تُعَلِّمهُ إلاّ لِمُؤمِنٍ تَقِيٍ» . قالَ الحُسَينُ عليه السلام : أوصاني أبي عَلِيُ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِحِفظِ هذا الدُّعاءِ وتَعظيمِهِ ، وأن أكتُبَهُ عَلى كَفَنِهِ ، وأن اُعَلِّمَهُ أهلي وأحُثَّهُم عَلَيهِ ، وهُوَ ألفُ اسمٍ وفيهِ الاِسمُ الأَعظَمُ . 4
.
ص: 262
المصباح للكفعمي 1 :المصباح للكفعمي (1) : دُعاءُ الجَوشَنِ الكَبيرِ مَروِيٌ عَنِ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله وهُوَ مِئَةُ فَصلٍ كُلُّ فَصلٍ عَشَرَةُ أسماءٍ ، وتَقولُ في آخِرِ كُلِّ فَصلٍ مِنها : سُبحانَكَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ الغَوثَ الغَوثَ خَلِّصنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ . الأَوَّل : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا أللّهُ ، يا رَحمانُ ، يا رَحيمُ ، يا كَريمُ ، يا مُقيمُ ، يا عَظيمُ ، يا قَديمُ ، يا عَليمُ ، يا حَليمُ ، يا حَكيمُ . الثّاني : يا سَيِّدَ السّاداتِ ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ ، يا وَلِيَ الحَسَناتِ ، يا غافِرَ الخَطيئاتِ ، يا مُعطِيَ المَسأَلاتِ ، يا قابِلَ التَّوباتِ ، يا سامِعَ الأَصواتِ ، يا عالِمَ الخَفِيّاتِ ، يا دافِعَ البَلِيّاتِ . الثّالِث : يا خَيرَ الغافِرينَ ، يا خَيرَ الفاتِحينَ ، يا خَيرَ النّاصِرينَ ، يا خَيرَ الحاكِمينَ ، يا خَيرَ الرّازِقينَ ، يا خَيرَ الوارِثينَ ، يا خَيرَ الحامِدينَ ، يا خَيرَ الذّاكِرينَ ، يا خَيرَ المُنزِلينَ ، يا خَيرَ المُحسِنينَ . الرّابِع : يا مَن لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ ، يا مَن لَهُ القُدرَةُ وَالكَمالُ ، يا مَن لَهُ المُلكُ وَالجَلالُ ، يا مَن هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ ، يا مُنشِئَ السَّحابِ الثِّقالِ ، يا مَن هُوَ شَديدُ المِحالِ 3 ، يا مَن هُوَ سَريعُ الحِسابِ ، يا مَن هُوَ شَديدُ العِقابِ ، يا مَن عِندَهُ حُسنُ الثَّوابِ ، يا مَن عِندَهُ اُمُّ الكِتابِ . الخامِس : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا حَنّانُ ، يا مَنّانُ ، يا دَيّانُ ، يا بُرهانُ ، يا سُلطانُ ، يا رِضوانُ ، يا غُفرانُ ، يا سُبحانُ ، يا مُستَعانُ ، يا ذَا
.
ص: 263
المَنِّ وَالبَيانِ . السّادِس : يا مَن تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، يا مَنِ استَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ ، يا مَن ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، يا مَن خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِهَيبَتِهِ ، يا مَنِ انقادَ كُلُّ شَيءٍ مِن خَشيَتِهِ ، يا مَن تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِن مَخافَتِهِ ، يا مَن قامَتِ السَّماواتُ بِأَمرِهِ ، يا مَنِ استَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِإِذنِهِ ، يا مَن يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، يا مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ . السّابِع : يا غافِرَ الخَطايا ، يا كاشِفَ البَلايا ، يا مُنتَهَى الرَّجايا ، يا مُجزِلَ العَطايا ، يا واهِبَ الهَدايا ، يا رازِقَ البَرايا ، يا قاضِيَ المَنايا ، يا سامِعَ الشَّكايا ، يا باعِثَ البَرايا ، يا مُطلِقَ الاُسارى . الثّامِن : يا ذَا الحَمدِ وَالثَّناءِ ، يا ذَا الفَخرِ وَالبَهاءِ يا ذَا المَجدِ وَالسَّناءِ ، يا ذَا العَهدِ وَالوَفاءِ ، يا ذَا العَفوِ وَالرِّضاءِ ، يا ذَا المَنِّ وَالعَطاءِ ، يا ذَا الفَصلِ (1) وَالقَضاءِ ، يا ذَا العِزِّ وَالبَقاءِ ، يا ذَا الجودِ وَالسَّخاءِ ، يا ذَا الآلاءِ وَالنَّعماءِ . التّاسِع : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ يا مانِعُ ، يا دافِعُ ، يا رافِعُ ، يا صانِعُ ، يا نافِعُ ، يا سامِعُ ، يا جامِعُ ، يا شافِعُ ، يا واسِعُ ، يا مُوَسِّعُ . العاشِر : يا صانِعَ كُلِّ مَصنوعٍ ، يا خالِقَ كُلِّ مَخلوقٍ ، يا رازِقَ كُلِّ مَرزوقٍ ، يا مالِكَ كُلِّ مَملوكٍ ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكروبٍ ، يا فارِجَ كُلِّ مَهمومٍ ، يا راحِمَ كُلِّ مَرحومٍ ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخذولٍ ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعيوبٍ ، يا مَلجَأَ كُلِّ مَطرودٍ . الحادي عَشَر : يا عُدَّتي عِندَ شِدَّتي ، يا رَجائي عِندَ مُصيبَتي ، يا مُؤنِسي عِندَ وَحشَتي ، يا صاحِبي عِندَ غُربَتي ، يا وَلِيِّي عِندَ نِعمَتي ، يا غِياثي عِندَ كُربَتي ، يا دَليلي عِندَ حَيرَتي ، يا غِنائي عِندَ افتِقاري ، يا
.
ص: 264
مَلجَئي عِندَ اضطِراري ، يا مُعيني عِندَ مَفزَعي . الثّاني عَشَر : يا عَلاّمَ الغُيوبِ ، يا غَفّارَ الذُّنوبِ ، يا سَتّارَ العُيوبِ ، يا كاشِفَ الكُروبِ ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ، يا طَبيبَ القُلوبِ ، يا مُنَوِّرَ القُلوبِ ، يا أنيسَ القُلوبِ ، يا مُفَرِّجَ الهُمومِ ، يا مُنَفِّسَ الغُمومِ . الثّالِث عَشَر : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا جَليلُ ، يا جَميلُ ، يا وَكيلُ ، يا كَفيلُ ، يا دَليلُ ، يا قَبيلُ ، يا مُديلُ (1) ، يا مُنيلُ ، يا مُقيلُ ، يا مُحيلُ . الرّابع عَشَر : يا دَليلَ المُتَحَيِّرينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، يا صَريخَ المُستَصرِخينَ ، يا جارَ المُستَجيرينَ ، يا أمانَ الخائِفينَ ، يا عَونَ المُؤمِنينَ ، يا راحِمَ المَساكينِ ، يا مَلجَأَ العاصينَ ، يا غافِرَ المُذنِبينَ ، يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ . الخامِس عَشَر : يا ذَا الجودِ وَالإِحسانِ ، يا ذَا الفَضلِ وَالاِمتِنانِ ، يا ذَا الأَمنِ وَالأَمانِ ، يا ذَا القُدسِ وَالسُّبحانِ ، يا ذَا الحِكمَةِ وَالبَيانِ ، يا ذَا الرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ ، يا ذَا الحُجَّةِ وَالبُرهانِ ، يا ذَا العَظَمَةِ وَالسُّلطانِ ، يا ذَا الرَّأفَةِ وَالمُستَعانِ ، يا ذَا العَفوِ وَالغُفرانِ . السّادِس عَشَر : يا مَن هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ إلهُ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ صانِعُ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ عالِمٌ بِكُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن هُوَ يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ . السّابِع عَشَر : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُؤمِنُ ، يا مُهَيمِنُ ، يا مُكَوِّنُ ، يا مُلَقِّنُ ، يا مُبَيِّنُ ، يا مُهَوِّنُ ، يا مُمَكِّنُ ، يا مُزَيِّنُ ، يا مُعلِنُ ، يا مُقَسِّمُ .
.
ص: 265
الثّامِن عَشَر : يا مَن هُوَ في مُلكِهِ مُقيمٌ ، يا مَن هُوَ في سُلطانِهِ قَديمٌ ، يا مَن هُوَ في جَلالِهِ عَظيمٌ ، يا مَن هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحيمٌ ، يا مَن هُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، يا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَليمٌ ، يا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ كَريمٌ ، يا مَن هُوَ في صُنعِهِ حَكيمٌ ، يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ لَطيفٌ ، يا مَن هُوَ في لُطفِهِ قَديمٌ . التّاسِع عَشَر : يا مَن لا يُرجى إلاّ فَضلُهُ ، يا مَن لا يُسأَلُ إلاّ عَفوُهُ ، يا مَن لا يُنظَرُ إلاّ بِرُّهُ ، يا مَن لا يُخافُ إلاّ عَدلُهُ ، يا مَن لا يَدومُ إلاّ مُلكُهُ ، يا مَن لا سُلطانَ إلاّ سُلطانُهُ ، يا مَن وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ رَحمَتُهُ ، يا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ ، يا مَن أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمُهُ ، يا مَن لَيسَ أحَدٌ مِثلَهُ . العِشرون : يا فارِجَ الهَمِّ ، يا كاشِفَ الغَمِّ ، يا غافِرَ الذَّنبِ ، يا قابِلَ التَّوبِ ، يا خالِقَ الخَلقِ ، يا صادِقَ الوَعدِ ، يا موفِيَ العَهدِ ، يا عالِمَ السِّرِّ ، يا فالِقَ الحَبِّ ، يا رازِقَ الأَنامِ . الحادي وَالعِشرون: اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا عَلِيُ ، يا وَفِيُ ، يا غَنِيُ، يا مَلِيُ (1) ، يا حَفِيُ (2) ، يا رَضِيُ ، يا زَكِيُ ، يا بَدِيُ (3) ، يا قَوِيُ ، يا وَلِيُ . الثّاني وَالعِشرون : يا مَن أظهَرَ الجَميلَ ، يا مَن سَتَرَ القَبيحَ ، يا مَن لَم يُؤاخِذ بِالجَريرَةِ ، يا مَن لَم يَهتِكِ السِّترَ ، يا عَظيمَ العَفوِ ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحمَةِ ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجوى ، يا مُنتَهى كُلِّ شَكوى . الثّالث والعِشرون : يا ذَا النِّعمَةِ السّابِغَةِ ، يا ذَا الرَّحمَةِ الواسِعَةِ ، يا ذَا المِنَّةِ السّابِقَةِ ، يا ذَا الحِكمَةِ البالِغَةِ ، يا ذَا القُدرَةِ الكامِلَةِ ، يا ذَا الحُجَّةِ القاطِعَةِ ،
.
ص: 266
يا ذَا الكَرامَةِ الظّاهِرَةِ ، يا ذَا العِزَّةِ الدّائِمَةِ ، يا ذَا القُوَّةِ المَتينَةِ ، يا ذَا العَظَمَةِ المَنيعَةِ . الرّابِع والعِشرون : يا بَديعَ السَّماواتِ ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ ، يا راحِمَ العَبَراتِ ، يا مُقيلَ العَثَراتِ ، يا ساتِرَ العَوراتِ ، يا مُحيِيَ الأَمواتِ ، يا مُنزِلَ الآياتِ ، يا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ ، يا ماحِيَ السَّيِّئاتِ ، يا شَديدَ النَّقِماتِ . الخامِس وَالعِشرون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُصَوِّرُ ، يا مُقَدِّرُ ، يا مُدَبِّرُ ، يا مُطَهِّرُ ، يا مُنَوِّرُ ، يا مُيَسِّرُ ، يا مُبَشِّرُ ، يا مُنذِرُ ، يا مُقَدِّمُ ، يا مُؤَخِّرُ . السّادِس وَالعِشرون : يا رَبَّ البَيتِ الحَرامِ ، يا رَبَّ الشَّهرِ الحَرام ، يا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ ، يا رَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، يا رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ، يا رَبَّ المَسجِدِ الحَرامِ ، يا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ ، يا رَبَّ النّورِ وَالظَّلامِ ، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ ، يا رَبَّ القُدرَةِ فِي الأَنامِ . السّابِع وَالعِشرون : يا أحكَمَ الحاكِمينَ ، يا أعدَلَ العادِلينَ ، يا أصدَقَ الصّادِقينَ ، يا أطهَرَ الطّاهِرينَ ، يا أحسَنَ الخالِقينَ ، يا أسرَعَ الحاسِبينَ ، يا أسمَعَ السّامِعينَ ، يا أبصَرَ النّاظِرينَ ، يا أشفَعَ الشّافِعينَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ . الثّامِن وَالعِشرون : يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ ، يا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ ، يا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ ، يا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ ، يا غِياثَ مَن لا غِياثَ لَهُ ، يا فَخرَ مَن لا فَخرَ لَهُ ، يا عِزَّ مَن لا عِزَّ لَهُ ، يا مُعينَ مَن لا مُعينَ لَهُ ، يا أنيسَ مَن لا أنَيسَ لَهُ ، يا أمانَ مَن لا أمانَ لَهُ . التّاسِع وَالعِشرون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا عاصِمُ ، يا قائِمُ ، يا دائِمُ ،
.
ص: 267
يا راحِمُ ، يا سالِمُ ، يا حاكِمُ ، يا عالِمُ ، يا قاسِمُ ، يا قابِضُ ، يا باسِطُ . الثَّلاثون : يا عاصِمَ مَنِ استَعصَمَهُ ، يا راحِمَ مَنِ استَرحَمَهُ ، يا غافِرَ مَنِ استَغفَرَهُ ، يا ناصِرَ مَنِ استَنصَرَهُ ، يا حافِظَ مَنِ استَحفَظَهُ ، يا مُكرِمَ مَنِ استَكرَمَهُ ، يا مُرشِدَ مَنِ استَرشَدَهُ ، يا صَريخَ مَنِ استَصرَخَهُ ، يا مُعينَ مَنِ استَعانَهُ ، يا مُغيثَ مَنِ استَغاثَهُ . الحادي وَالثَّلاثون : يا عَزيزا لا يُضامُ ، يا لَطيفا لا يُرامُ ، يا قَيّوما لا يَنامُ ، يا دائِما لا يَفوتُ ، يا حَيّا لا يَموتُ ، يا مَلِكا لا يَزولُ ، يا باقِيا لا يَفنى ، يا عالِما لا يَجهَلُ يا صَمَدا لا يُطعَمُ ، يا قَوِيّا لا يُضعَفُ . الثّاني وَالثَّلاثون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا أحَدُ ، يا واحِدُ ، يا شاهِدُ ، يا ماجِدُ ، يا حامِدُ ، يا راشِدُ ، يا باعِثُ ، يا وارِثُ ، يا ضارُّ ، يا نافِعُ . الثّالِث وَالثَّلاثون : يا أعظَمَ مِن كُلِّ عَظيمٍ ، يا أكرَمَ مِن كُلِّ كَريمٍ ، يا أرحَمَ مِن كُلِّ رَحيمٍ ، يا أعلَمَ مِن كُلِّ عَليمٍ ، يا أحكَمَ مِن كُلِّ حَكيمٍ ، يا أقدَمَ مِن كُلِّ قَديمٍ ، يا أكبَرَ مِن كُلِّ كَبيرٍ ، يا ألطَفَ مِن كُلِّ لَطيفٍ ، يا أجَلَّ مِن كُلِّ جَليلٍ ، يا أعَزَّ مِن كُلِّ عَزيزٍ . الرّابِع وَالثَّلاثون : يا كَريمَ الصَّفحِ ، يا عَظيمَ المَنِّ ، يا كَثيرَ الخَيرِ ، يا قَديمَ الفَضلِ ، يا دائِمَ اللُّطفِ ، يا لَطيفَ الصُّنعِ ، يا مُنَفِّسَ (1) الكَربِ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ ، يا مالِكَ المُلكِ ، يا قاضِيَ الحَقِّ . الخامِس وَالثَّلاثون : يا مَن هُوَ في عَهدِهِ وَفِيٌ ، يا مَن هُوَ في وَفائِهِ قَوِيٌّ ، يا مَن هُوَ في قُوَّتِهِ عَلِيٌّ ، يا مَن هُوَ في عُلُوِّهِ قَريبٌ ، يا مَن هُوَ في قُربِهِ لَطيفٌ ، يا مَن هُوَ في لُطفِهِ شَريفٌ ، يا مَن هُوَ في شَرَفِهِ عَزيزٌ ،
.
ص: 268
يا مَن هُوَ في عِزِّهِ عَظيمٌ ، يا مَن هُوَ في عَظَمَتِهِ مَجيدٌ ، يا مَن هُوَ في مَجدِهِ حَميدٌ . السّادِس وَالثَّلاثون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا كافي ، يا شافي ، يا وافي ، يا مُعافي ، يا هادي ، يا داعي ، يا قاضي ، يا راضي ، يا عالي ، يا باقي . السّابِ_ع وَالثَّلاثون : يا مَن كُلُّ شَيءٍ خاضِعٌ لَهُ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ خاشِعٌ لَهُ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ كائِنٌ لَهُ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ مَوجودٌ بِهِ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ مُنيبٌ إلَيهِ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ خائِفٌ مِنهُ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ قائِمٌ بِهِ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ صائِرٌ إلَيهِ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ ، يا مَن كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجهَهُ . الثّامِن وَالثَّلاثون : يا مَن لا مَفَرَّ إلاّ إلَيهِ ، يا مَن لا مَفزَعَ إلاّ إلَيهِ ، يا مَن لا مَقصَدَ إلاّ إلَيهِ ، يا مَن لا مَنجى مِنهُ إلاّ إلَيهِ ، يا مَن لا يُرغَبُ إلاّ إلَيهِ ، يا مَن لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِهِ ، يا مَن لا يُستَعانُ إلاّ بِهِ ، يا مَن لا يُتَوَكَّلُ إلاّ عَلَيهِ ، يا مَن لا يُرجى إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُعبَدُ إلاّ إيّاهُ . التّاسِ_ع وَالثَّلاثون : يا خَيرَ المَرهوبينَ ، يا خَيرَ المَرغوبينَ ، يا خَيرَ المَطلوبينَ ، يا خَيرَ المَسؤولينَ ، يا خَيرَ المَقصودينَ ، يا خَيرَ المَذكورينَ ، يا خَيرَ المَشكورينَ ، يا خَيرَ المَحبوبينَ ، يا خَيرَ المَدعُوّينَ ، يا خَيرَ المُستَأنِسينَ . الأَربَعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا غافِرُ ، يا ساتِرُ ، يا قادِرُ ، يا قاهِرُ ، يا فاطِرُ ، يا كاسِرُ ، يا جابِرُ ، يا ذاكِرُ ، يا ناظِرُ ، يا ناصِرُ . الحادي وَالأَربَعون : يا مَن خَلَقَ فَسَوّى ، يا مَن قَدَّرَ فَهَدى ، يا مَن يَكشِفُ البَلوى ، يا مَن يَسمَعُ النَّجوى ، يا مَن يُنقِذُ الغَرقى ، يا مَن يُنَجِّي
.
ص: 269
الهَلكى ، يا مَن يَشفِي المَرضى ، يا مَن أضحَكَ وأبكى ، يا مَن أماتَ وأحيا ، يا مَن خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالاُنثى . الثّاني وَالأَربَعون : يا مَن فِي البَرِّ وَالبَحرِ سَبيلُهُ ، يا مَن فِي الآفاقِ آياتُهُ ، يا مَن فِي الآياتِ بُرهانُهُ ، يا مَن فِي المَماتِ قُدرَتُهُ ، يا مَن فِي القُبورِ عِبرَتُهُ ، يا مَن فِي القِيامَةِ مُلكُهُ ، يا مَن فِي الحِسابِ هَيبَتُهُ ، يا مَن فِي الميزانِ قَضاؤُهُ ، يا مَن فِي الجَنَّةِ ثَوابُهُ ، يا مَن فِي النّارِ عِقابُهُ . الثّالِث وَالأَربَعون : يا مَن إلَيهِ يَهرَبُ الخائِفونَ ، يا مَن إلَيهِ يَفزَعُ المُذنِبونَ ، يا مَن إلَيهِ يَقصُدُ المُنيبونَ ، يا مَن إلَيهِ يَرغَبُ الزّاهِدونَ ، يا مَن إلَيهِ يَلجَأُ المُتَحَيِّرونَ ، يا مَن بِهِ يَستَأنِسُ المُريدونَ (1) ، يا مَن بِهِ يَفتَخِرُ المُحِبّونَ ، يا مَن في عَفوِهِ يَطمَعُ الخاطِئونَ (2) يا مَن إلَيهِ يَسكُنُ الموقِنونَ ، يا مَن عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلونَ . الرّابِع وَالأَربَعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا حَبيبُ ، يا طَبيبُ ، يا قَريبُ ، يا رَقيبُ ، يا حَسيبُ ، يا مُهيبُ ، يا مُثيبُ ، يا مُجيبُ ، يا خَبيرُ ، يا بَصيرُ . الخامِس وَالأَربَعون : يا أقرَبَ مِن كُلِّ قَريبٍ ، يا أحَبَّ مِن كُلِّ حَبيبٍ ، يا أبصَرَ مِن كُلِّ بَصيرٍ ، يا أخبَرَ مِن كُلِّ خَبيرٍ ، يا أشرَفَ مِن كُلِّ شَريفٍ ، يا أرفَعَ مِن كُلِّ رَفيعٍ ، يا أقوى مِن كُلِّ قَوِيٍّ ، يا أغنى مِن كُلِّ غَنِيٍّ ، يا أجوَدَ مِن كُلِّ جَوادٍ ، يا أرأَفَ مِن كُلِّ رَؤوفٍ . السّادِس وَالأَربَعون : يا غالِبا غَيرَ مَغلوبٍ ، يا صانِعا غَيرَ مَصنوعٍ ، يا خالِقا غَيرَ مَخلوقٍ ، يا مالِكا غَيرَ مَملوكٍ ، يا قاهِرا غَيرَ مَقهورٍ ، يا رافِعا
.
ص: 270
غَيرَ مَرفوعٍ ، يا حافِظا غَيرَ مَحفوظٍ ، يا ناصِرا غَيرَ مَنصورٍ ، يا شاهِدا غَيرَ غائِبٍ ، يا قَريبا غَيرَ بَعيدٍ . السّابِ_ع والأَربَعون : يا نورَ النّورِ ، يا مُنَوِّرَ النّورِ ، يا خالِقَ النّورِ ، يا مُدَبِّرَ النّورِ ، يا مُقَدِّرَ النّورِ ، يا نورَ كُلِّ نورٍ ، يا نورا قَبلَ كُلِّ نورٍ ، يا نورا بَعدَ كُلِّ نورٍ ، يا نورا فَوقَ كُلِّ نورٍ ، يا نورا لَيسَ كَمِثلِهِ نورٌ . الثّامِن وَالأَربَعون : يا مَن عَطاؤُهُ شَريفٌ ، يا مَن فِعلُهُ لَطيفٌ ، يا مَن لُطفُهُ مُقيمٌ ، يا مَن إحسانُهُ قَديمٌ ، يا مَن قَولُهُ حَقٌّ ، يا مَن وَعدُهُ صِدقٌ ، يا مَن عَفوُهُ فَضلٌ ، يا مَن عَذابُهُ عَدلٌ ، يا مَن ذِكرُهُ حُلوٌ ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ . التّاسِ_ع وَالأَربَعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُسَهِّلُ ، يا مُفَضِّلُ ، يا مُبَدِّلُ ، يا مُذَلِّلُ ، يا مُنَزِّلُ ، يا مُنَوِّلُ ، يا مُفَصِّلُ ، يا مُجزِلُ ، يا مُمهِلُ ، يا مُجمِلُ . الخَمسون : يا مَن يَرى ولا يُرى ، يا مَن يَخلُقُ ولا يُخلَقُ ، يا مَن يَهدي ولا يُهدى ، يا مَن يُحيي ولا يُحيا ، يا مَن يُسأَلُ ولا يَسأَلُ ، يا مَن يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، يا مَن يُجيرُ ولا يُجارُ عَلَيهِ ، يا مَن يَقضي ولا يُقضى عَلَيهِ ، يا مَن يَحكُمُ ولا يُحكَمُ عَلَيهِ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ . الحادي وَالخَمسون : يا نِعمَ الحَسيبِ ، يا نِعمَ الطَّبيبِ ، يا نِعمَ الرَّقيبِ ، يا نِعمَ القَريبِ ، يا نِعمَ المُجيبِ ، يا نِعمَ الحَبيبِ ، يا نِعمَ الكَفيلِ ، يا نِعمَ الوَكيلِ ، يا نِعمَ المَولى ، يا نِعمَ النَّصيرِ . الثّاني وَالخَمسون : يا سُرورَ العارِفينَ ، يا مُنَى المُحِبّينَ ، يا أنيسَ المُريدينَ ، يا حَبيبَ التَّوّابينَ ، يا رازِقَ المُقِلّينَ ، يا رَجاءَ المَدينينَ (1) ، يا قُرَّةَ عَينِ العابِدينَ ، يا مُنَفِّسا عَنِ المَكروبينَ ، يا مُفَرِّجا عَنِ المَغمومينَ ،
.
ص: 271
يا إلهَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ . الثّالِث وَالخَمسون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا رَبَّنا ، يا إلهَنا ، يا سَيِّدَنا ، يا مَولانا ، يا ناصِرَنا ، يا حافِظَنا ، يا دَليلَنا ، يا مُعينَنا ، يا حَبيبَنا ، يا طَبيبَنا . الرّابِ_ع وَالخَمسون : يا رَبَّ النَّبِيِّينَ وَالأَبرارِ ، يا رَبَّ الصِّدّيقينَ وَالأَخيارِ ، يا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالكِبارِ ، يا رَبَّ الحُبوبِ وَالثِّمارِ ، يا رَبَّ الأَنهارِ وَالأَشجارِ ، يا رَبَّ الصَّحاري وَالقِفارِ (1) ، يا رَبَّ البَراري وَالبِحارِ ، يا رَبَّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، يا رَبَّ الإِعلانِ وَالإِسرارِ . الخامِس وَالخَمسون : يا مَن نَفَذَ في كُلِّ شَيءٍ أمرُهُ ، يا مَن لَحِقَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمُهُ ، يا مَن بَلَغَت إلى كُلِّ شَيءٍ قُدرَتُهُ ، يا مَن لا تُحصِي العِبادُ نِعَمَهُ ، يا مَن لا تَبلُغُ الخَلائِقُ شُكرَهُ ، يا مَن لا تُدرِكُ الأَفهامُ جَلالَهُ ، يا مَن لا تَنالُ الأَوهامُ كُنهَهُ ، يا مَنِ العَظَمَةُ وَالكِبرِياءُ رِداؤُهُ ، يا مَن لا تَرُدُّ العِبادُ قَضاءَهُ ، يا مَن لا مُلكَ إلاّ مُلكُهُ ، يا مَن لا عَطاءَ إلاّ عَطاؤُهُ . السّادِس وَالخَمسون : يا مَن لَهُ المَثَلُ الأَعلى ، يا مَن لَهُ الصِّفاتُ العُليا ، يا مَن لَهُ الآخِرَةُ وَالاُولى ، يا مَن لَهُ جَنَّةُ المَأوى ، يا مَن لَهُ الآياتُ الكُبرى ، يا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ، يا مَن لَهُ الحُكمُ وَالقَضاءُ ، يا مَن لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ يا مَن لَهُ العَرشُ وَالثَّرى ، يا مَن لَهُ السَّماواتُ العُلى . السّابِ_ع وَالخَمسون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا عَفُوُّ ، يا غَفورُ ، يا صَبورُ ، يا شَكورُ ، يا رَؤوفُ ، يا عَطوفُ ، يا مَسؤولُ ، يا وَدودُ ، يا سُبّوحُ ، يا قُدّوسُ . الثّامِن وَالخَمسون : يا مَن فِي السَّماواتِ (2) عَظَمَتُهُ ، يا مَن فِي الأَرضِ
.
ص: 272
آياتُهُ ، يا مَن في كُلِّ شَيءٍ دَلائِلُهُ ، يا مَن فِي البِحارِ عَجائِبُهُ ، يا مَن فِي الجِبالِ خَزائِنُهُ ، يا مَن يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ، يا مَن إلَيهِ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، يا مَن أظهَرَ في كُلِّ شَيءٍ لُطفَهُ ، يا مَن أحسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ ، يا مَن تُصَرَّفُ فِي الخَلائِقِ قُدرَتُهُ . التّاسِع وَالخَمسون : يا حَبيبَ مَن لا حَبيبَ لَهُ ، يا طَبيبَ مَن لا طَبيبَ لَهُ ، يا مُجيبَ مَن لا مُجيبَ لَهُ ، يا شَفيقَ مَن لا شَفيقَ لَهُ ، يا رَفيقَ مَن لا رَفيقَ لَهُ ، يا مُغيثَ مَن لا مُغيثَ لَهُ ، يا دَليلَ مَن لا دَليلَ لَهُ ، يا أنيسَ مَن لا أنيسَ لَهُ ، يا راحِمَ مَن لا راحِمَ لَهُ ، يا صاحِبَ مَن لا صاحِبَ لَهُ . السِّتّون : يا كافِيَ مَنِ استَكفاهُ ، يا هادِيَ مَنِ استَهداهُ ، يا كالِئَ مَنِ استَكلاهُ ، يا راعِيَ مَنِ استَرعاهُ ، يا شافِيَ مَنِ استَشفاهُ ، يا قاضِيَ مَنِ استَقضاهُ ، يا مُغنِيَ مَنِ استَغناهُ ، يا موفِيَ مَنِ استَوفاهُ ، يا مُقَوِّيَ مَنِ استَقواهُ ، يا وَلِيَ مَنِ استَولاهُ . الحادي وَالسِّتّون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا خالِقُ يا رازِقُ ، يا ناطِقُ يا صادِقُ ، يا فالِقُ يا فارِقُ ، يا فاتِقُ يا راتِقُ ، يا سابِقُ يا سامِقُ . الثّاني وَالسِّتّون : يا مَن يُقَلِّبُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ ، يا مَن جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأَنوارَ ، يا مَن خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرورَ ، يا مَن سَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ ، يا مَن قَدَّرَ الخَيرَ وَالشَّرَّ ، يا مَن خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ ، يا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، يا مَن لَيسَ لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، يا مَن لَم يَكُن لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ . الثّالِثُ وَالسِّتّون : يا مَن يَعلَمُ مُرادَ المُريدينَ ، يا مَن يَعلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ ، يا مَن يَسمَعُ أنينَ الواهِنينَ ، يا مَن يَرى بُكاءَ الخائِفينَ ، يا مَن
.
ص: 273
يَملِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ ، يا مَن يَقبَلُ عُذرَ التّائِبينَ ، يا مَن لا يُصلِحُ عَمَلَ (1) المُفسِدينَ ، يا مَن لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنينَ ، يا مَن لا يَبعُدُ عَن قُلوبِ العارِفينَ ، يا أجوَدَ الأَجوَدينَ . الرّابِ_عُ وَالسِّتّون : يا دائِمَ البَقاءِ ، يا سامِعَ الدُّعاءِ ، يا واسِعَ العَطاءِ ، يا غافِرَ الخَطاءِ ، يا بَديعَ السَّماءِ ، يا حَسَنَ البَلاءِ ، يا جَميلَ الثَّناءِ ، يا قَديمَ السَّناءِ ، يا كَثيرَ الوَفاءِ ، يا شَريفَ الجَزاءِ . الخامِسُ وَالسَّتّون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا سَتّارُ يا غَفّارُ ، يا قَهّارُ يا جَبّارُ ، يا صَبّارُ يا بارُّ ، يا مُختارُ يا فَتّاحُ ، يا نَفّاحُ (2) يا مُرتاحُ . السّادِسُ وَالسِّتّون : يا مَن خَلَقَني وسَوّاني ، يا مَن رَزَقَني ورَبّاني ، يا مَن أطعَمَني وسَقاني ، يا مَن قَرَّبَني وأدناني ، يا مَن عَصَمَني وكَفاني ، يا مَن حَفِظَني وكَلاني ، يا مَن أعَزَّني وأغناني ، يا مَن وَفَّقَني وهَداني ، يا مَن آنَسَني وآواني ، يا مَن أماتَني وأحياني . السّابِ_ع وَالسِّتّون : يا مَن يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ ، يا مَن يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، يا مَن لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إلاّ بِإِذنِهِ ، يا مَن هُوَ أعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ ، يا مَن لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ ، يا مَن لا رادَّ لِقَضائِهِ ، يا مَنِ انقادَ كُلُّ شَيءٍ لِأَمرِهِ ، يا مَنِ السَّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمينِهِ ، يا مَن يُرسِلُ الرِّياحَ بُشرا بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ . الثّامِنُ وَالسِّتّون : يا مَن جَعَلَ الأَرضَ مِهادا ، يا مَن جَعَلَ الجِبالَ أوتادا ، يا مَن جَعَلَ الشَّمسَ سِراجا ، يا مَن جَعَلَ القَمَرَ نورا ، يا مَن جَعَلَ اللَّيلَ لِباسا ، يا مَن جَعَلَ النَّهارَ مَعاشا ، يا مَن جَعَلَ النَّومَ سُباتا ، يا مَن جَعَلَ
.
ص: 274
السَّماءَ بِناءً ، يا مَن جَعَلَ الأَشياءَ أزواجا ، يا مَن جَعَلَ النّارَ مِرصادا . (1) التّاسِ_عُ وَالسِّتّون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا سَميعُ يا شَفيعُ ، يا رَفيعُ يا مَنيعُ ، يا سَريعُ يا بَديعُ ، يا كَبيرُ يا قَديرُ ، يا خَبيرُ يا مُجيرُ . السَّبعون : يا حَيّا قَبلَ كُلِّ حَيٍ ، يا حَيّا بَعدَ كُلِّ حَيٍ ، يا حَيُّ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ حَيٌ ، يا حَيُ الَّذي لا يُشارِكُهُ حَيٌ ، يا حَيُ الَّذي لا يَحتاجُ إلى حَيٍ ، يا حَيُ الَّذي يُميتُ كُلَّ حَيٍّ ، يا حَيُ الَّذي يَرزُقُ كُلَّ حَيٍ ، يا حَيّا لَم يَرِثِ الحَياةَ مِن حَيٍ ، يا حَيُ الَّذي يُحيِي المَوتى ، يا حَيُ يا قَيّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ . الحادي وَالسَّبعون : يا مَن لَهُ ذِكرٌ لا يُنسى ، يا مَن لَهُ نورٌ لا يُطفى ، يا مَن لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ ، يا مَن لَهُ مُلكٌ لا يَزولُ ، يا مَن لَهُ ثَناءٌ لا يُحصى ، يا مَن لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ ، يا مَن لَهُ كَمالٌ لا يُدرَكُ ، يا مَن لَهُ قَضاءٌ لا يُرَدُّ ، يا مَن لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ ، يا مَن لَهُ نُعوتٌ لا تُغَيَّرُ . الثّاني وَالسَّبعون : يا رَبَّ العالَمينَ ، يا مالِكَ يَومِ الدّينِ ، يا غايَةَ الطّالِبينَ ، يا ظَهرَ اللاّجِئينَ ، يا مُدرِكَ الهارِبينَ ، يا مَن يُحِبُّ الصّابِرينَ ، يا مَن يُحِبُّ التَّوّابينَ ، يا مَن يُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ ، يا مَن يُحِبُّ المُحسِنينَ ، يا مَن هُوَ أعلَمُ بِالمُهتَدينَ . الثّالِثُ وَالسَّبعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا شَفيقُ يا رَفيقُ ، يا حَفيظُ يا مُحيطُ ، يا مُقيتُ يا مُغيثُ ، يا مُعِزُّ يا مُذِلُّ ، يا مُبدِئُ يا مُعيدُ . الرّابِعُ وَالسَّبعون : يا مَن هُوَ أحَدٌ بِلا ضِدٍّ ، يا مَن هُوَ فَردٌ بِلا نِدٍّ ، يا مَن
.
ص: 275
هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيبٍ ، يا مَن هُوَ وَترٌ بِلا كَيفٍ ، يا مَن هُوَ قاضٍ بِلا حَيفٍ (1) ، يا مَن هُوَ رَبٌّ بِلا وَزيرٍ ، يا مَن هُوَ عَزيزٌ بِلا ذُلٍّ ، يا مَن هُوَ غَنِيٌ بِلا فَقرٍ ، يا مَن هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزلٍ ، يا مَن هُوَ مَوصوفٌ بِلا شَبيهٍ . الخامِسُ وَالسَّبعون : يا مَن ذِكرُهُ شَرَفٌ لِلذّاكِرينَ ، يا مَن شُكرُهُ فَوزٌ لِلشّاكِرينَ ، يا مَن حَمدُهُ عِزٌّ لِلحامِدينَ ، يا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطيعينَ ، يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِلطّالِبينَ ، يا مَن سَبيلُهُ واضِحٌ لِلمُنيبينَ ، يا مَن آياتُهُ بُرهانٌ لِلنّاظِرينَ ، يا مَن كِتابُهُ تَذكِرَةٌ لِلمُتَّقينَ ، يا مَن رِزقُهُ عُمومٌ لِلطّائِعينَ وَالعاصينَ ، يا مَن رَحمَتُهُ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ . السّادِسُ وَالسَّبعون : يا مَن تَبارَكَ اسمُهُ ، يا مَن تَعالى جَدُّهُ (2) ، يا مَن لا إلهَ غَيرُهُ ، يا مَن جَلَّ ثَناؤُهُ ، يا مَن تَقَدَّسَت أسماؤُهُ ، يا مَن يَدومُ بَقاؤُهُ ، يا مَنِ العَظَمَةُ بَهاؤُهُ ، يا مَنِ الكِبرِياءُ رِداؤُهُ ، يا مَن لا تُحصى آلاؤُهُ ، يا مَن لا تُعَدُّ نَعماؤُهُ . السّابِ_عُ وَالسَّبعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُعينُ يا أمينُ ، يا مُبينُ يا مَتينُ ، يا مَكينُ يا رَشيدُ ، يا حَميدُ يا مَجيدُ ، يا شَديدُ يا شَهيدُ . الثّامِنُ وَالسَّبعون : يا ذَا العَرشِ المَجيدِ ، يا ذَا القَولِ السَّديدِ ، يا ذَا الفِعلِ الرَّشيدِ ، يا ذَا البَطشِ الشَّديدِ ، يا ذَا الوَعدِ وَالوَعيدِ ، يا مَن هُوَ الوَلِيُ الحَميدُ ، يا مَن هُوَ فَعّالٌ لِما يُريدُ ، يا مَن هُوَ قَريبٌ غَيرُ بَعيدٍ ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ ، يا مَن هُوَ لَيسَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ . التّاسِ_عُ وَالسَّبعون : يا مَن لا شَريكَ لَهُ ولا وَزيرَ ، يا مَن لا شَبيهَ
.
ص: 276
لَهُ ولا نَظيرَ ، يا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنيرِ ، يا مُغنِيَ البائِسِ الفَقيرِ ، يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغيرِ ، يا راحِمَ الشَّيخِ الكَبيرِ ، يا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ ، يا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجيرِ ، يا مَن هُوَ بِعِبادِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . الثَّمانون : يا ذَا الجُودِ وَالنِّعَمِ ، يا ذَا الفَضلِ وَالكَرَمِ ، يا خالِقَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ ، يا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ ، يا ذَا البَأسِ وَالنِّقَمِ ، يا مُلهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ ، يا عالِمَ السِّرِّ وَالهِمَمِ ، يا رَبَّ البَيتِ وَالحَرَمِ ، يا مَن خَلَقَ الأَشياءَ مِنَ العَدَمِ . الحادي وَالثَّمانون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا فاعِلُ يا جاعِلُ ، يا قابِلُ يا كامِلُ ، يا فاضِلُ يا فاصِلُ (1) ، يا عادِلُ يا غالِبُ ، يا طالِبُ يا واهِبُ . الثّاني وَالثَّمانون : يا مَن أنعَمَ بِطَولِهِ (2) ، يا مَن أكرَمَ بِجودِهِ ، يا مَن جادَ بِلُطفِهِ ، يا مَن تَعَزَّزَ بِقُدرَتِهِ ، يا مَن قَدَّرَ بِحِكمَتِهِ ، يا مَن حَكَمَ بِتَدبيرِهِ ، يا مَن دَبَّرَ بِعِلمِهِ ، يا مَن تَجاوَزَ بِحِلمِهِ ، يا مَن دَنا في عُلُوِّهِ ، يا مَن عَلا في دُنُوِّهِ . الثّالِثُ وَالثَّمانون : يا مَن يَخلُقُ ما يَشاءُ ، يا مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ ، يا مَن يَهدي مَن يَشاءُ ، يا مَن يُضِلُّ مَن يَشاءُ ، يا مَن يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ ، يا مَن يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ ، يا مَن يُعِزُّ مَن يَشاءُ ، يا مَن يُذِلُّ مَن يَشاءُ ، يا مَن يُصَوِّرُ فِي الأَرحامِ ما يَشاءُ ، يا مَن يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ . الرّابِعُ وَالثَّمانون : يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، يا مَن جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرا ، يا مَن لا يُشرِكُ في حُكمِهِ أحَدا ، يا مَن جَعَلَ المَلائِكَةَ رُسُلاً ،
.
ص: 277
يا مَن جَعَلَ فِي السَّماءِ بُروجا (1) ، يا مَن جَعَلَ الأَرضَ قَرارا ، يا مَن خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً ، يا مَن جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ أمَدا ، يا مَن أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما ، يا مَن أحصى كُلَّ شَيءٍ عَدَدا . الخامِسُ وَالثَّمانون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا أوَّلُ يا آخِرُ ، يا باطِنُ يا ظاهِرُ ، يا بَرُّ يا حَقُّ ، يا فَردُ يا وَترُ ، يا صَمَدُ يا سَرمَدُ . (2) السّادِسُ وَالثَّمانون : يا خَيرَ مَعروفٍ عُرِفَ ، يا أفضَلَ مَعبودٍ عُبِدَ ، يا أجَلَّ مَشكورٍ شُكِرَ ، يا أعَزَّ مَذكورٍ ذُكِرَ ، يا أعلى مَحمودٍ حُمِدَ ، يا أقدَمَ مَوجودٍ طُلِبَ ، يا أرفَعَ مَوصوفٍ وُصِفَ ، يا أكبَرَ مَقصودٍ قُصِدَ ، يا أكرَمَ مَسؤولٍ سُئِلَ ، يا أشرَفَ مَحبوبٍ عُلِمَ . السّابِ_عُ وَالثَّمانون : يا حَبيبَ الباكينَ ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلينَ ، يا هادِيَ المُضِلّينَ ، يا وَلِيَ المُؤمِنينَ ، يا أنيسَ الذّاكِرينَ ، يا مَفزَعَ المَلهوفينَ (3) ، يا مُنجِيَ الصّادِقينَ ، يا أقدَرَ القادِرينَ ، يا أعلَمَ العالِمينَ ، يا إلهَ الخَلقِ أجمَعينَ . الثّامِنُ وَالثَّمانون : يا مَن عَلا فَقَهَرَ ، يا مَن مَلَكَ فَقَدَرَ ، يا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ ، يا مَن عُبِدَ فَشَكَرَ ، يا مَن عُصِيَ فَغَفَرَ ، يا مَن لا تَحويهِ الفِكَرُ ، يا مَن لا يُدرِكُهُ بَصَرٌ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ أثَرٌ ، يا رازِقَ البَشَرِ ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ . التّاسِ_عُ وَالثَّمانون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا حافِظُ يا بارِئُ ، يا ذارِئُ
.
ص: 278
يا باذِخُ (1) ، يا فارِجُ يا فاتِحُ ، يا كاشِفُ يا ضامِنُ ، يا آمِرُ يا ناهي . التِّسعون : يا مَن لا يَعلَمُ الغَيبَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يَصرِفُ السُّوءَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يَخلُقُ الخَلقَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يَغفِرُ الذَّنبَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُتِمُّ النِّعمَةَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُقَلِّبُ القُلوبَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُدَبِّرُ الأَمرَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُنَزِّلُ الغَيثَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يَبسُطُ الرِّزقَ إلاّ هُوَ ، يا مَن لا يُحيِي المَوتى إلاّ هُوَ . الحادي وَالتِّسعون : يا مُعينَ الضُّعَفاءِ ، يا صاحِبَ الغُرَباءِ ، يا ناصِرَ الأَولِياءِ ، يا قاهِرَ الأَعداءِ ، يا رافِعَ السَّماءِ ، يا أنيسَ الأَصفِياءِ ، يا حَبيبَ الأَتقِياءِ ، يا كَنزَ الفُقَراءِ ، يا إلهَ الأَغنِياءِ ، يا أكرَمَ الكُرَماءِ . الثاني وَالتِّسعون : يا كافِيا مِن كُلِّ شَيءٍ ، يا قائِما عَلى كُلِّ شَيءٍ ، يا مَن لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، يا مَن لا يَزيدُ في مُلكِهِ شَيءٌ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ ، يا مَن لا يَنقُصُ مِن خَزائِنِهِ شَيءٌ ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، يا مَن لا يَعزُبُ عَن عِلمِهِ شَيءٌ (2) ، يا مَن هُوَ خَبيرٌ بِكُلِّ شَيءٍ ، يا مَن وَسِعَت رَحمَتُهُ كُلَّ شَيءٍ . الثّالِثُ وَالتِّسعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُكرِمُ يا مُطعِمُ ، يا مُنعِمُ يا مُعطي ، يا مُغني يا مُقني (3) ، يا مُفني يا مُحيي ، يا مُرضي يا مُنجي . الرّابِ_عُ وَالتِّسعون : يا أوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وآخِرَهُ ، يا إلهَ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَهُ ، يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وصانِعَهُ ، يا بارِئَ (4) كُلِّ شَيءٍ وخالِقَهُ ، يا قابِضَ
.
ص: 279
كُلِّ شَيءٍ وباسِطَهُ ، يا مُبدِئَ كُلِّ شَيءٍ ومُعيدَهُ ، يا مُنشِئَ كُلِّ شَيءٍ ومُقَدِّرَهُ ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ومُحَوِّلَهُ ، يا مُحيِيَ كُلِّ شَيءٍ ومُميتَهُ ، يا خالِقَ كُلِّ شَيءٍ ووارِثَهُ . الخامِسُ وَالتِّسعون : يا خَيرَ ذاكِرٍ ومَذكورٍ ، يا خَيرَ شاكِرٍ ومَشكورٍ ، يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ ، يا خَيرَ شاهِدٍ ومَشهودٍ ، يا خَيرَ داعٍ ومَدعُوٍّ ، يا خَيرَ مُجيبٍ ومُجابٍ ، يا خَيرَ مُؤنِسٍ وأنيسٍ ، يا خَيرَ صاحِبٍ وجَليسٍ ، يا خَيرَ مَقصودٍ ومَطلوبٍ ، يا خَيرَ حَبيبٍ ومَحبوبٍ . السّادِسُ وَالتِّسعون : يا مَن هُوَ لِمَن دَعاهُ مُجيبٌ ، يا مَن هُوَ لِمَن أطاعَهُ حَبيبٌ ، يا مَن هُوَ إلى مَن أحَبَّهُ قَريبٌ ، يا مَن هُوَ بِمَنِ استَحفَظَهُ رَقيبٌ ، يا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ كَريمٌ ، يا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَليمٌ ، يا مَن هُوَ في عَظَمَتِهِ رَحيمٌ ، يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ عَظيمٌ ، يا مَن هُوَ في إحسانِهِ قَديمٌ ، يا مَن هُوَ بِمَن أرادَ عَليمٌ . السّابِعُ وَالتِّسعون : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا مُسَبِّبُ ، يا مُرَغِّبُ ، يا مُقَلِّبُ ، يا مُعَقِّبُ ، يا مُرَتِّبُ ، يا مُخَوِّفُ ، يا مُحَذِّرُ ، يا مُذَكِّرُ ، يا مُسَخِّرُ ، يا مُغَيِّرُ . الثّامِنُ وَالتِّسعون : يا مَن عِلمُهُ سابِقٌ ، يا مَن وَعدُهُ صادِقٌ ، يا مَن لُطفُهُ ظاهِرٌ ، يا مَن أمرُهُ غالِبٌ ، يا مَن كِتابُهُ مُحكَمٌ ، يا مَن قَضاؤُهُ كائِنٌ ، يا مَن قُرآنُهُ مَجيدٌ ، يا مَن مُلكُهُ قَديمٌ ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ ، يا مَن عَرشُهُ عَظيمٌ . التّاسِ_عُ وَالتِّسعون : يا مَن لا يَشغَلُهُ سَمعٌ عَن سَمعٍ ، يا مَن لا يَمنَعُهُ فِعلٌ عَن فِعلٍ ، يا مَن لا يُلهيهِ قَولٌ عَن قَولٍ ، يا مَن لا يُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَن سُؤالٍ ، يا مَن لا يَحجُبُهُ شَيءٌ عَن شَيءٍ ، يا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّينَ ، يا مَن هُوَ غايَةُ مُرادِ المُريدينَ ، يا مَن هُوَ مُنتَهى هِمَمِ العارِفينَ ، يا مَن هُوَ مُنتَهى
.
ص: 280
طَلَبِ الطّالِبينَ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ ذَرَّةٌ فِي العالَمينَ . المِئَة : يا حَليما لا يَعجَلُ ، يا جَوادا لا يَبخَلُ ، يا صادِقا لا يُخلِفُ ، يا وَهّابا لا يَمَلُّ ، يا قاهِرا لا يُغلَبُ ، يا عَظيما لا يوصَفُ ، يا عَدلاً لا يَحيفُ ، يا غَنِيّا لا يَفتَقِرُ ، يا كَبيرا لا يَصغَرُ ، يا حافِظا لا يَغفُلُ . سُبحانَكَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الغَوثَ الغَوثَ ، خَلِّصنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ . (1)
.
ص: 281
الفصل الرابع : الآدابُ المُختَصَّةُ بِاللَّيالي4 / 1آدابُ اللَّيلَةِ الاُولىأ _ الغُسلالإمام الصادق عليه السلام :غُسلُ أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ يُستَحَبُّ . (1)
عنه عليه السلام :مَن أحَبَّ ألاّ يَكونَ بِهِ الحِكَّةُ فَليَغتَسِل أوَّلَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اغتَسَلَ أوَّلَ لَيلَةٍ مِنهُ لايُصيبُهُ حِكَّةٌ إلى شَهرِ رَمَضانَ مِن قابِلٍ . (2)
ب _ الصَّلاةعنه عليه السلام :مَن صَلّى أوَّلَ لَيلَةٍ مِنَ الشَّهرِ رَكعَتَينِ بِسورَةِ الأَنعامِ وسَأَلَ اللّهَ أن يَكفِيَهُ ، كَفاهُ اللّهُ تَعالى ما يَخافُهُ في ذلِكَ الشَّهرِ ، ووَقاهُ مِنَ المَخاوِفِ وَالأَسقامِ . (3)
.
ص: 282
ج _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ أوَّلَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا بِكَ أيُّهَا الشَّهرُ المُبارَكُ ، اللّهُمّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وقِيامِنا ، وثَبِّت أقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ . اللّهُمّ أنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ ، وأنتَ الصَّمَدُ (1) فَلا شِبهَ لَكَ ، وأنتَ العَزيزُ فَلا يُعِزُّكَ شَيءٌ ، وأنتَ الغَنِيُّ وأنَا الفَقيرُ ، وأنتَ المَولى وأنَا العَبدُ ، وأنتَ الغَفورُ وأنَا المُذنِبُ ، وأنتَ الرَّحيمُ وأنَا المُخطِئُ ، وأنتَ الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ ، وأنتَ الحَيُّ وأنَا المَيِّتُ ، أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ أن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني وتَتَجاوَزَ عَنّي ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (2)
المقنعة :إذا صلّيت المغرب من هذه الليلة وهي أوّل ليلة في الشهر فادعُ بهذا الدعاء وهو دعاء الحجّ فتقول 3 : اللّهُمّ (3) مِنكَ أطلُبُ حاجَتي ، ومَن طَلَبَ حاجَتَهُ إلى أحَدٍ مِنَ النّاس فَإِنّي لا أطلُبُ حاجَتي إلاّ مِنكَ وَحدَكَ لاشَريكَ لَكَ ، وأسأَلُكَ بِفَضلِكَ ورِضوانِكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تَجعَلَ لي مِن عامي هذا إلى بَيتِكَ الحَرامِ سَبيلاً حَجَّةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالِصَةً لَكَ تَقَرُّ بِها عَيني وتَرفَعُ بِها دَرَجَتي وتَرزُقَني أن أغُضَّ بَصَري وأن أحفَظَ
.
ص: 283
فَرجي وأن أكُفَّ عَن جَميعِ مَحارِمِكَ حَتّى لا يَكونَ شَيءٌ آثَرَ عِندي مِن طاعَتِكَ وخَشيَتِكَ وَالعَمَلِ بِما أحبَبتَ وَالتَّركِ لِما كَرِهتَ ونَهَيتَ عَنهُ ، وَاجعَل ذلِكَ في يُسرٍ وعافِيَةٍ (1) و[أوزِعني شُكرَ] (2) ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ . وأسأَلُكَ أن تَجعَلَ وَفاتي قَتلاً في سَبيلِكَ تَحتَ رايَةِ نَبِيِّكَ محمّد صلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مع أولِيائِكَ (3) وأسأَلُكَ أن تَقتُلَ بي أعداءَكَ وأعداءَ رَسولِكَ ، وأسأَلُكَ أن تُكرِمَني بِهَوانِ مَن شِئتَ مِن خَلقِكَ ولا تُهِنِّي بِكَرامَةِ أحَدٍ مِن أولِيائِكَ . اللّهُمّ اجعَل لي مَعَ الرَّسولِ سَبيلاً حَسبِيَ اللّهُ ، ما شاءَ اللّهُ وصلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ فَقُل : اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ ومُنزِلَ القُرآنِ ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ ، اللّهُمّ ارزُقنا صِيامَهُ وأعِنّا عَلى قِيامِهِ ، اللّهُمّ سَلِّمهُ لَنا وسَلِّمنا فيهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ ومُعافاةٍ ، وَاجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ فيما يُفرَقُ (5) مِنَ الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ، أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذَنبُهُ (6) المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم ، وَاجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ
.
ص: 284
أن تُطيلَ لي في عُمُري وتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ . (1)
وانظر : ص 123 (أدعية التهيّؤ لضيافة اللّه كلّها ، فإنّها تُقرأ على الأغلب في الليلة الاُولى) .
د _ إتيانُ الأَهلِالقرآن«أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ (2) أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْئنَ بَ_شِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَ_شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَ_كِفُونَ فِى الْمَسَ_جِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَ_تِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ » . (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :حَدَّثَني أبي عَن جَدّي عَن آبائِهِ عليهم السلام أنَّ عَلِيّاً صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ قالَ : يُستَحَبُّ لِلرَّجُلِ أن يَأتِيَ أهلَهُ أوَّلَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ لِقَولِ اللّهِ عز و جل : «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ» ، وَالرَّفَثُ المُجامَعَةُ (4) . 5
.
ص: 285
4 / 2دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّانِيَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا إلهَ الأَوَّلينَ والآخِرينَ ، وإلهَ مَن بَقِيَ وإلهَ مَن مَضى ، رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ومَن فيهِنَّ ، فالِقَ (1) الإِصباحِ وجاعِلَ اللَّيلِ سَكَناً وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ حُسباناً ، لَكَ الحَمدُ ولَكَ الشُّكرُ ، ولَكَ المَنُّ (2) ولَكَ الطَّولُ (3) ، وأنتَ الواحِدُ الصَّمَدُ . أسأَلُكَ بِجَلالِكَ سَيِّدي وجَمالِكَ مَولايَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني وتَتَجاوَزَ عَنّي، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ. (4)
4 / 3دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّالِثَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا إلهَ إبراهيمَ وإلهَ إسحاقَ وإلهَ يَعقوبَ وَالأَسباطِ ، رَبَّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، السَّميعَ العَليمَ ، الحَليمَ الكَريمَ ، العَلِيَّ العَظيمَ ، لَكَ صُمتُ وعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ ، وإلى كَنَفِكَ (5) أوَيتُ ، وإلَيكَ أنَبتُ وإلَيكَ المَصيرُ ، وأنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ ، قَوِّني عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، ولا تُخزِني يَومَ
.
ص: 286
القِيامَةِ ، إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ . (1)
4 / 4دُعاءُ اللَّيلَةِ الرّابِعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا رَحمانَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ورَحيمَهُما ، ويا جَبّارَ الدُّنيا ويا مالِكَ المُلوكِ ، ويا رازِقَ العِبادِ ، هذا شَهرُ التَّوبَةِ وهذا شَهرُ الثَّوابِ وهذا شَهرُ الرَّجاءِ ، وأنتَ السَّميعُ العَليمُ . أسأَلُكَ أن تَجعَلَني في عِبادِكَ الصّالِحينَ الَّذينَ لا خَوفَ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ ، وأن تَستُرَني بِالسِّترِ الَّذي لا يُهتَكُ ، وتُجَلِّلَني بِعافِيَتِكَ الَّتي لا تُرامُ ، وتُعطِيَني سُؤلي وتُدخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وألاّ تَدَعَ لي ذَنباً إلاّ غَفَرتَهُ ، ولا هَمّاً إلاّ فَرَّجتَهُ ، ولا كُربَةً (2) إلاّ كَشَفتَها ، ولا حاجَةً إلاّ قَضَيتَها ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، إنَّكَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ . (3)
4 / 5دُعاءُ اللَّيلَةِ الخامِسَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا صانِعَ كُلِّ مَصنوعٍ ، ويا جابِرَ كُلِّ كَسيرٍ ، ويا شاهِدَ كُلِّ نَجوى ، ويا رَبّاهُ ويا سَيِّداهُ ، أنتَ النّورُ فَوقَ النّورِ ونورُ كُلِّ نورٍ ، فَيا نورَ كُلِّ نورٍ أسأَلُكَ أن تَغفِرَ لي ذُنوبَ اللَّيلِ وذُنوبَ النَّهارِ ، وذُنوبَ السِّرِّ وذُنوبَ
.
ص: 287
العَلانِيَةِ . يا قادِرُ يا قَديرُ ، يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا وَدودُ يا غَفورُ يا رَحيمُ ، يا غافِرَ الذَّنبِ وقابِلَ التَّوبِ شَديدَ العِقابِ ذَا الطَّولِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، تُحيي وتُميتُ وتُميتُ وتُحيي ، وأنتَ الواحِدُ القَهّارُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وَاعفُ عَنّي ، إنَّكَ أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ . (1)
4 / 6دُعاءُ اللَّيلَةِ السّادِسَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ أنتَ السَّميعُ العَليمُ ، وأنتَ الواحِدُ الكَريمُ ، وأنتَ الإِلهُ الصَّمَدُ ، رَفَعتَ السَّماواتِ بِقُدرَتِكَ ، ودَحَوتَ (2) الأَرضَ بِعِزَّتِكَ ، وأنشَأتَ السَّحابَ بِوَحدانِيَّتِكَ ، وأجرَيتَ البِحارَ بِسُلطانِكَ . يا مَن سَبَّحَت لَهُ الحيتانُ فِي البُحورِ وَالسِّباعُ فِي الفَلَواتِ (3) ، يا مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ . يا مَن يُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ وما فيهِنَّ ، يا مَن لا يَموتُ ولا يَبقى إلاّ وَجهُهُ الجَليلُ الجَبّارُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وَاعفُ عَنّي ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (4)
.
ص: 288
4 / 7دُعاءُ اللَّيلَةِ السّابِعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا مَن كانَ ويَكونُ ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، يا مَن لا يَموتُ ولا يَبقى إلاّ وَجهُهُ الجَبّارُ ، يا مَن يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ، يا مَن إذا دُعِيَ أجابَ ، يا مَن إذَا استُرحِمَ رَحِمَ ، يا مَن لا يُدرِكُ الواصِفونَ صِفَتَهُ مِن عَظَمَتِهِ ، يا مَن لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، يا مَن يَرى ولا يُرى وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لا يُعِزُّهُ شَيءٌ ولا يَفوقُهُ أحَدٌ ، يا مَن بِيَدِهِ نَواصِي (1) العِبادِ . أسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَيكَ وحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تَرحَمَ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ فِي العالَمينَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (2)
4 / 8دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّامِنَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ هذا شَهرُكَ الَّذي أمَرتَ فيهِ عِبادَكَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ لَهُمُ الإِجابَةَ ، وقُلتَ : «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
.
ص: 289
دَعَانِ» ، (1) فَأَدعوكَ يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ ، ويا كاشِفَ السّوءِ عَنِ المَكروبِ ، ويا جاعِلَ اللَّيلِ سَكَناً ، ويا مَن لا يَموتُ اغفِر لِمَن يَموتُ ، قَدَّرتَ وخَلَقتَ وسَوَّيتَ فَلَكَ الحَمدُ ، أطعَمتَ وسَقَيتَ وآوَيتَ ورَزَقتَ فَلَكَ الحَمدُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، وفِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، وفِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، وأن تَكفِيَني ما أهَمَّني ، وتَغفِرَ لي إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (2)
4 / 9دُعاءُ اللَّيلَةِ التّاسِعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا سَيِّداهُ ويا رَبّاهُ ، ويا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، ويا ذَا العَرشِ الَّذي لا يَنامُ ، ويا ذَا العِزِّ الَّذي لا يُرامُ (3) ، يا قاضِيَ الاُمورِ ، يا شافِيَ الصُّدورِ ، اجعَل لي مِن أمري فَرَجاً ومَخرَجاً، وَاقذِف رَجاءَكَ في قَلبي حَتّى لا أرجُوَ أحَداً سِواكَ ، عَلَيكَ سَيِّدي تَوَكَّلتُ ، وإلَيكَ مَولايَ أنَبتُ وإلَيكَ المَصيرُ . أسأَلُكَ يا إلهَ الآلِهَةِ ، ويا جَبّارَ الجَبابِرَةِ ، ويا كَبيرَ الأَكابِرِ ، الَّذي مَن تَوَكَّلَ عَلَيهِ كَفاهُ وكانَ حَسبَهُ وبالِغَ أمرِهِ ، عَلَيكَ تَوَكَّلتُ فَاكفِني ، وإلَيكَ أنَبتُ فَارحَمني ، وإلَيكَ المَصيرُ فَاغفِر لي ، ولا تُسَوِّد وَجهي يَومَ تَسوَدُّ وُجوهٌ وتَبيَضُّ وُجوهٌ ، إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وصَلِّ اللّهُمّ عَلى مُحَمَّدٍ
.
ص: 290
وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَمني وتَجاوَز عَنّي إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (1)
4 / 10دُعاءُ اللَّيلَةِ العاشِرَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ يا سَلامُ يا مُؤمِنُ يا مُهَيمِنُ (2) ، يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا واحِدُ يا فَردُ ، يا غَفورُ يا رَحيمُ ، يا وَدودُ يا حَليمُ ، مَضى مِنَ الشَّهرِ المُبارَكِ الثُّلُثُ ، ولَستُ أدري سَيِّدي ما صَنَعتَ في حاجَتي ، هَل غَفَرتَ لي؟ إن أنتَ غَفَرتَ لي فَطوبى (3) لي ، وإن لَم تَكُن غَفَرتَ لي فَواسَوأَتاهُ . فَمِنَ الآنَ سَيِّدي فَاغفِر لي وَارحَمني وتُب عَلَيَّ ولا تَخذُلني ، وأقِلني عَثرَتي،وَاستُرني بِسِترِكَ وَاعفُ عَنّي بِعَفوِكَ وَارحَمني بِرَحمَتِكَ ، وتَجاوَز عَنّي بِقُدرَتِكَ،إنَّكَ تَقضي ولا يُقضى عَلَيكَ وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍقَديرٌ. (4)
4 / 11دُعاءُ اللَّيلَةِ الحادِيَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ إنّي أستَأنِفُ العَمَلَ وأرجُو العَفوَ ، وهذهِ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن لَيالِي
.
ص: 291
الثُّلُثَينِ ، أدعوكَ بِأَسمائِكَ الحُسنى ، وأستَجيرُ (1) بِكَ مِن نارِكَ الَّتي لا تُطفَأُ ، وأسأَلُكَ أن تُقَوِّيَني عَلى قِيامِهِ وصِيامِهِ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ . اللّهُمّ بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ وبِها تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، وعَلَيهَا اتَّكَلتُ ، وأنتَ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ، ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً (2) أحَدٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وتَجاوَز عَنّي ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (3)
4 / 12دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّانِيَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ وأنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ وأنتَ العَلِيُّ العَظيمُ ، لَكَ الحَمدُ حَمداً يَبقى ولا يَفنى ، ولَكَ الشُّكرُ شُكراً يَبقى ولا يَفنى ، وأنتَ الحَيُّ الحَكيمُ العَليمُ . أسأَلُكَ بِنورِ وَجهِكَ الكَريمِ ، وبِجَلالِكَ الَّذي لا يُرامُ ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي لا تُقهَرُ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني ، إنَّكَ أنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . (4)
.
ص: 292
4 / 13دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّالِثَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا جَبّارَ (1) السَّماواتِ وجَبّارَ الأَرَضينَ ، ويا مَن لَهُ مَلَكوتُ السَّماواتِ ومَلَكوتُ الأَرَضينَ ، وغَفّارَ الذُّنوبِ وَالسَّميعُ العَليمُ ، الغَفورُ العَزيزُ الحَليمُ الرَّحيمُ ، الصَّمَدُ الفَردُ الَّذي لا شَبيهَ لَكَ ولا وَلِيَّ لَكَ ، أنتَ العَلِيُّ الأَعلى وَالقَديرُ القادِرُ ، وأنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ ، أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني إنَّكَ أنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . (2)
4 / 14دُعاءُ اللَّيلَةِ الرّابِعَةَ عَشرَةَ[ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم] (3) :[ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم] (4) : يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ويا آخِرَ الآخِرينَ ، يا وَلِيَّ الأَولِياءِ وجَبّارَ الجَبابِرَةِ ، أنتَ خَلَقتَني ولَم أكُ شَيئاً ، وأنتَ أمَرتَني بِالطّاعَةِ فَأَطَعتُ سَيِّدي جَهدي ، فَإِن كُنتُ تَوانَيتُ (5) أو أخطَأتُ أو نَسيتُ فَتَفَضَّل عَلَيَّ سَيِّدي ، ولا تَقطَع رَجائي فَامنُن عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، وَاجمَع بَيني وبَينَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَاغفِر لي إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . 6
.
ص: 293
4 / 15آدابُ اللَّيلَةِ الخامِسَةَ عَشرَةَاللّيلة الخامسة عشرة من شهر رمضان المبارك هي ليلة ولادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وفي رواية أنّها ليلة ولادة الإمام محمّد الباقر عليه السلام . قال الشيخ المفيد قدس سره : في يوم النصف منه سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام . وفي مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين ومِئة ولد سيّدنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام (1) ، وهو يوم سرور المؤمنين . ويستحبّ فيه الصدقة والتطوّع بالخيرات ، والإكثار من شكر اللّه تعالى على ظهور حجّته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن نبيّه سيّد المرسلين صلوات اللّه عليه وآله وسلّم . (2) وفيما يلي آداب ليلة النّصف منه :
أ _ الغُسلالإقبال_ في بَيانِ استِحبابِ الغُسلِ في هذهِ اللَّيلَةِ _: أمَّا الغُسلُ فَرَوَيناهُ عَنِ الشَّيخِ المُفيدِ رحمه الله . (3) وفي رِوايَةٍ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ (4) يُستَحَبُّ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (5)
.
ص: 294
ب _ الزِّيارَةالإقبال :عَن أبِي المُفَضَّلِ الشَّيبانِيِّ ، بِإِسنادِهِ مِن كِتابِ عَليِّ بنِ عبدِ الواحدِ النَّهديِّ في حَديثٍ ، يَقولُ فيهِ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام ، أنَّهُ قيلَ لَهُ : فَما تَرى لِمَن حَضَرَ قَبرَهُ _ يَعنِي الحُسَينَ عليه السلام _ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ : «بَخٍ بَخٍ (1) ! مَن صَلّى عِندَ قَبرِهِ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَشرَ رَكَعاتٍ مِن بَعدِ العَشاءِ مِن غَيرِ صَلاةِ اللَّيلِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ بِ_«فاتِحَةِ الكِتابِ» و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » عَشرَ مَرّاتٍ ، وَاستَجارَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، كَتَبَهُ اللّهُ عَتيقاً مِنَ النّارِ ، ولَم يَمُت حَتّى يَرى في مَنامِهِ مَلائِكَةً يُبَشِّرونَهُ بِالجَنَّةِ ، ومَلائِكَةً يُؤَمِّنونَهُ مِنَ النّارِ» . (2)
وانظر : ص 208 (ما يؤكّد استحبابه من الأعمال / زيارة الامام الحسين) .
ج _ الصَّلاةُ مِئَةَ رَكعَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» ، و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » عَشرَ مَرّاتٍ ، أهبَطَ اللّهُ إلَيهِ عَشَرَةَ أملاكٍ يَدرَؤونَ (3) عَنهُ أعداءَهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وأهبَطَ اللّهُ عِندَ مَوتِهِ ثَلاثينَ مَلَكاً يُبَشِّرونَهُ بِالجَنَّةِ ، وثَلاثينَ مَلَكاً يُؤَمِّنونَهُ مِنَ النّارِ . (4)
تهذيب الأحكام :عَن أبي يَحيى عَن عِدَّةٍ مِمَّن يوثَقُ بِهِم قالوا :
.
ص: 295
قالَ (1) : «مَن صَلّى لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ عَشرَ مَرّاتٍ ب_ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » فَذلِكَ ألفُ مَرَّةٍ في مِئَةٍ ، لَم يَمُت حَتّى يَرى في مَنامِهِ مِئَةً مِنَ المَلائِكَةِ ، ثَلاثينَ يُبَشِّرونَهُ بِالجَنَّةِ ، وثَلاثينَ يُؤَمِّنونَهُ مِنَ النّارِ ، وثَلاثينَ تَعصِمُهُ مِن أن يُخطِئَ ، وعَشَرَةً يَكيدونَ مَن كادَهُ» . (2)
مسارّ الشيعة :وفيلَيلَةِ النِّصفِ مِنهُ يُستَحَبُّ الغُسلُ وَالتَّنَفُّلُ (3) بِمِئَةِ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ مِنهَا «الحَمدَ» واحِدَةً ، وعَشرَ مَرّاتٍ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، خارِجَةً عَنِ الأَلفِ رَكعَةٍ الَّتي ذَكَرناها فيما تَقَدَّمَ،وقَد وَرَدَ الخَبَرُ في فَضلِ ذلِكَ بِأَمرٍ جَسيمٍ. (4)
د _ الدُّعاء[ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم] :الحَنّانُ (5) أنتَ سَيِّدي ، المَنّانُ (6) أنتَ مَولايَ ، الكَريمُ أنتَ سَيِّدي ، العَفُوُّ أنتَ مَولايَ ، الحَليمُ أنتَ سَيِّدي ، الوَهّابُ أنتَ مَولايَ ، العَزيزُ أنتَ سَيِّدي ، القَريبُ أنتَ مَولايَ ، الواحِدُ أنتَ سَيِّدي ، القاهِرُ أنتَ مَولايَ ، الصَّمَدُ أنتَ سَيِّدي ، العَزيزُ أنتَ مَولايَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وتَجاوَز عَنّي إنَّكَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ . (7)
.
ص: 296
4 / 16دُعاءُ اللَّيلَةِ السّادِسَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، يا رَحمانُ يارَحمانُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا غَفورُ يا غَفورُ ، يا غَفورُ يا غَفورُ ، يا غَفورُ يا غَفورُ ، يا غَفورُ يا غَفورُ ، يا رَؤوفُ يا رَؤوفُ ، يا رَؤوفُ يا رَؤوفُ ، يا رَؤوفُ يا رَؤوفُ ، يا رَؤوفُ يا رَؤوفُ ، يا حَنّانُ يا حَنّانُ ، يا حَنّانُ يا حَنّانُ ، يا حَنّانُ يا حَنّانُ ، يا حَنّانُ يا حَنّانُ ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (1)
4 / 17آدابُ اللَّيلَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَأ _ الغُسلالإمام الباقر عليه السلام :الغُسلُ في سَبعَةَ عَشَرَ مَوطِناً : لَيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ وهِيَ لَيلَةُ التِقاءِ الجَمعَينِ لَيلَةُ بَدرٍ ... . (2)
.
ص: 297
ب _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :اللّهُمّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ ، وأمَرتَ فيهِ بِعِمارَةِ المَساجِدِ وَالدُّعاءِ وَالصِّيامِ وَالقِيامِ وضَمِنتَ لَنا فيهِ الاِستِجابَةَ ، فَقَدِ اجتَهَدنا وأنتَ أعَنتَنا فَاغفِر لَنا فيهِ ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا ، وَاعفُ عَنّا فَإِنَّكَ رَبُّنا ، وَارحَمنا فَإِنَّكَ سَيِّدُنا ، وَاجعَلنا مِمَّن يَنقَلِبُ إلى مَغفِرَتِكَ ورِضوانِكَ إنَّكَ أنتَ الأَجَلُّ الأَعظَمُ . (1)
الإقبال :دُعاءٌ آخَرُ فِي اللَّيلَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَ مِنهُ رَوَيناهُ بِإِسنادِنا إلَى العالِمِ عليه السلام أَنُّهُ قالَ : إنَّ هذهِ اللَّيلَةَ هِيَ اللَّيلَةُ الَّتِي التَقى فيهَا الجَمعانِ يَومَ بَدرٍ ، وأظهَرَ اللّهُ تَعالى آياتِهِ العِظامَ في أولِيائِهِ وأعدائِهِ ، الدُّعاءُ فيها : يا صاحِبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله يَومَ حُنَينٍ ، ويا مُبيرَ (2) الجَبّارينَ ويا عاصِمَ النَّبِيِّينَ ، أسأَلُكَ بِياسين وَالقُرآنِ الحَكيمِ وبِطه وسائِرِ القُرآنِ العَظيمِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَهَبَ لِيَ اللَّيلَةَ تَأييداً تَشُدُّ بِهِ عَضُدي وتَسُدُّ بِهِ خَلَّتي (3) ، يا كَريمُ أنَا المُقِرُّ بِالذُّنوبِ فَافعَل بي ماتَشاءُ لَن يُصيبَني إلاّ ما كَتَبتَ لي ، عَلَيكَ تَوَكَّلتُ وأنتَ حَسبي ، وأنتَ رَبُّ العَرشِ الكَريمِ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ المَعيشَةِ أبَداً ما أبقَيتَني بُلغَةً (4) إلَى انقِضاءِ أجَلي ، أتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوائِجي ، وأتَوَصَّلُ بِها إلَيكَ ، مِن غَيرِ أن تَفتِنَني
.
ص: 298
بِإِكثارٍ فَأَطغى ، أو بِتَقتيرٍ (1) عَلَيَّ فَأَشقى ، ولا تَشغَلني عَن شُكرِ نِعمَتِكَ ، وأعطِني غِنىً عَن شِرارِ خَلقِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ الدُّنيا وشَرِّ ما فيها . اللّهُمّ لا تَجعَلِ الدُّنيا لي سِجناً ، ولا تَجعَل فِراقَها لي حُزناً ، أخرِجني عَن فِتَنِها إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيراً لي مِن حَياتي ، مَقبولاً عَمَلي إلى دارِ الحَيَوانِ ومَساكِنِ الأَخيارِ ، وأعوذُ بِكَ مِن أزلِها (2) وزِلزالِها ، وسَطَواتِ سُلطانِها وبَغيِ بُغاتِها . اللّهُمّ مَن أرادَني فَأَرِدهُ ومَن كادَني فَكِدهُ ، وَاكفِني هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وصَدِّق قَولي بِفِعلي ، وأصلِح لي حالي ، وبارِك لي في أهلي ومالي ووُلدي وإخواني . اللّهُمّ اغفِر لي ما مَضى مِن ذُنوبي ، وَاعصِمني في ما بَقِيَ مِن عُمُري ، حَتّى ألقاكَ وأنتَ عَنّي راضٍ . وتَسأَلُ حاجَتَكَ . ثُمَّ تَسجُدُ عَقيبَ الدُّعاءِ وتَقولُ في سُجودِكَ : سَجَدَ وَجهِيَ الفانِي البالِي المَوقوفُ المُحاسَبُ المُذنِبُ الخاطِئُ لِوَجهِكَ الكَريمِ الباقِي الدّائِمِ الغَفورِ الرَّحيمِ . سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ . أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ . زِيادَة : اللّهُمّ رَبَّ هذهِ اللَّيلَةِ العَظيمَةِ ، لَكَ الحَمدُ كَما عَصَمتَني مِن مَهاوِي الهَلَكَةِ ، وَالتَّمَسُّكِ بِحِبالِ الظَّلَمَةِ ، وَالجُحودِ (3) لِطاعَتِكَ ، وَالرَّدِّ عَلَيكَ أمرَكَ ، وَالتَّوَجُّهِ إلى غَيرِكَ ، وَالزُّهدِ في ما عِندَكَ وَالرَّغبَةِ في ما عِندَ
.
ص: 299
غَيرِكَ ، مَنّاً مَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ ورَحمَةً رَحِمتَني بِها ، مِن غَيرِ عَمَلٍ سالِفٍ مِنّي ولاَ استِحقاقٍ لِما صَنَعتَ بي ، وَاستَوجَبتَ مِنِّي الحَمدَ عَلَى الدَّلالَةِ عَلَى الحَمدِ ، وَاتِّباعِ أهلِ الفَضلِ وَالمَعرِفَةِ ، وَالتَّبَصُّرِ بِأَبوابِ الهُدى ، ولَولاكَ مَااهتَدَيتُ إلى طاعَتِكَ ولا عَرَفتُ أمرَكَ ولا سَلَكتُ سَبيلَكَ ، فَلَكَ الحَمدُ كَثيراً ولَكَ المَنُّ فاضِلاً ، وبِنِعمَتِكَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)
4 / 18دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّامِنَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا بِشَهرِنا هذا وأنزَلَ عَلَينا فيهِ القُرآنَ وعَرَّفَنا حَقَّهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلَى البَصيرَةِ ، فَبِنورِ وَجهِكَ يا إلهَنا وإلهَ آبائِنا الأَوَّلينَ ارزُقنا فيهِ التَّوبَةَ ، ولا تَخذُلنا ولا تُخلِف ظَنَّنا ، إنَّكَ أنتَ الجَليلُ الجَبّارُ . (2)
4 / 19دُعاءُ اللَّيلَةِ التّاسِعَةَ عَشرَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سُبحانَ مَن لا يَموتُ ، سُبحانَ مَن لا يَزولُ مُلكُهُ ، سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ ، سُبحانَ مَن لاتَسقُطُ وَرَقَةٌ إلاّ بِعِلمِهِ ، ولا حَبَّةٌ في ظُلُماتِ
.
ص: 300
الأَرضِ ولا رَطبٌ ولا يابِسٌ إلاّ في كِتابٍ مُبينٍ إلاّ بِعِلمِهِ وبِقُدرَتِهِ . فَسُبحانَهُ سُبحانَهُ ، سُبحانَهُ سُبحانَهُ ، سُبحانَهُ سُبحانَهُ ، ما أعظَمَ شَأنَهُ وأجَلَّ سُلطانَهُ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلنا مِن عُتَقائِكَ وسُعَداءِ خَلقِكَ بِمَغفِرَتِكَ ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (1)
وانظر : ص 447 (آداب ليلة القدر المشتركة) . ص 461 (ما يختصّ بالليلة التاسعة عشرة) .
4 / 20دُعاءُ اللَّيلَةِ العِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أستَغفِرُ اللّهَ مِمّا مَضى مِن ذُنوبي فَاُنسيتُها وهِيَ مُثبَتَةٌ عَلَيَّ يُحصيها عَلَيَّ الكِرامُ الكاتِبونَ يَعلَمونَ ما أفعَلُ ، وأستَغفِرُ اللّهَ مِن موبِقاتِ الذُّنوبِ ، وأستَغفِرُهُ مِن مُفظِعاتِ (2) الذُّنوبِ ، وأستَغفِرُهُ مِمّا فَرَضَ عَلَيَّ فَتَوانَيتُ ، وأستَغفِرُهُ مِن نِسيانِ الشَّيءِ الَّذي باعَدَني مِن رَبّي . وأستَغفِرُهُ مِنَ الزَّلاّتِ (3) وَالضَّلالاتِ ومِمّا كَسَبَت يَدايَ ، واُومِنُ بِهِ وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ كَثيراً ، وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَعفُوَ عَنّي وتَغفِرَ لي ما سَلَفَ مِن ذُنوبي ، وَاستَجِب يا سَيِّدي دُعائي ، فَإِنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (4)
.
ص: 301
4 / 21دُعاءُ اللَّيلَةِ الحادِيَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وأشهَدُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَالنّارَ حَقٌّ ، وأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيبَ فيها ، وأنَّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ . وأشهَدُ أنَّ الرَّبَّ رَبّي لا شَريكَ لَهُ ، ولا وَلَدَ لَهُ ولا والِدَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّهُ الفَعّالُ لِما يُريدُ ، وَالقادِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَالصّانِعُ لِما يُريدُ ، وَالقاهِرُ مَن يَشاءُ ، وَالرّافِعُ مَن يَشاءُ ، مالِكُ المُلكِ ورازِقُ العِبادِ ، الغَفورُ الرَّحيمُ العَليمُ الحَليمُ . أشهَدُ أشهَدُ ، أشهَدُ أشهَدُ ، أشهَدُ أشهَدُ ، أشهَدُ أنَّكَ سَيِّدي كَذلِكَ وفَوقَ ذلِكَ ، لا يَبلُغُ الواصِفونَ كُنهَ عَظَمَتِكَ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاهدِني ولا تُضِلَّني بَعدَ إذ هَدَيتَني ، إنَّكَ أنتَ الهادِي المَهدِيُّ . (1)
وانظر : ص 447 (آداب ليلة القدر المشتركة) . ص 462 (ما يختصّ بالليلة الحادية والعشرين) .
4 / 22دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّانِيَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنتَ سَيِّدي جَبّارٌ غَفّارٌ قادِرٌ قاهِرٌ ، سَميعٌ عَليمٌ غَفورٌ رَحيمٌ ، غافِرُ
.
ص: 302
الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ شَديدُ العِقابِ ، فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى ، مولِجُ (1) اللَّيلِ فِي النَّهارِ ومولِجُ النَّهارِ فِي اللَّيلِ ، ومُخرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ومُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، ورازِقُ العِبادِ بِغَيرِ حِسابٍ . يا جَبّارُ يا جَبّارُ ، يا جَبّارُ يا جَبّارُ ، يا جَبّارُ يا جَبّارُ يا جَبّارُ (صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) وَاعفُ عَنّي وَاغفِر لي وَارحَمني ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (2)
4 / 23دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سُبّوحٌ قُدّوسٌ (3) رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ الرّوحِ وَالعَرشِ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ البِحارِ وَالجِبالِ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ يُسَبِّحُ لَهُ الحيتانُ وَالهَوامُّ وَالسِّباعُ فِي الآكامِ (4) ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ سَبَّحَت لَهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ عَلا فَقَهَرَ وخَلَقَ فَقَدَّرَ ، سُبّوحٌ سُبّوحٌ ، سُبّوحٌ سُبّوحٌ ، سُبّوحٌ سُبّوحٌ سُبّوحٌ ، قُدّوسٌ قُدّوسٌ ، قُدّوسٌ قُدّوسٌ ،
.
ص: 303
قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ . (1)
وانظر : ص 447 (آداب ليلة القدر المشتركة) . ص 466 (ما يختصّ بالليلة الثالثة والعشرين) .
4 / 24آدابُ اللَّيلَةِ الرّابِعَةِ وَالعِشرينَأ _ الغُسلالإمام الصادق عليه السلام_ لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي عَبدِ اللّهِ _: اِغتَسِل في لَيلَةِ أربَعٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، ما عَلَيكَ أن تَعمَلَ فِي اللَّيلَتَينِ جَميعاً! (2)
وانظر : ص 321 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر / الغسل) .
ب _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمّ أنتَ أمَرتَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ الإِجابَةَ ، فَدَعَوناكَ ونَحنُ عِبادُكَ وبَنو إمائِكَ نَواصينا بِيَدِكَ ، وأنتَ رَبُّنا ونَحنُ عِبادُكَ ، ولَم يَسأَلِ العِبادُ مِثلَكَ ، ونَرغَبُ إلَيكَ ولَم يَرغَبِ الخَلائِقُ إلى مِثلِكَ ، يا مَوضِعَ شَكوَى السّائِلينَ ومُنتَهى حاجَةِ الرّاغِبينَ ، ويا ذَا الجَبَروتِ وَالمَلَكوتِ ، ويا ذَا السُّلطانِ وَالعِزِّ . يا حَيُّ يا قَيّومُ (3) ، يا بارُّ يا رَحيمُ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا النِّعَمِ الجِسامِ وَالطَّولِ الَّذي
.
ص: 304
لا يُرامُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (1)
4 / 25آدابُ اللَّيلَةِ الخامِسَةِ وَالعِشرينَأ _ الغُسلالإقبال :عَن عَليِّ بنِ عَبدِ الواحِدِ بِإِسنادِهِ إلى عيسَى بنِ راشِدٍ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، قالَ : سَأَلتُهُ عَنِ الغُسلِ في شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ : كانَ أبي يَغتَسِلُ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ، وخَمسٍ وعِشرينَ . (2)
ب _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ ، خالِقُ الخَلقِ ومُنشِئُ السَّحابِ ، وآمِرُ الرَّعدِ أن يُسَبِّحَ لَهُ ، تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم (3) أيُّكُم أحسَنُ عَمَلاً ، تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الفُرقانَ (4) عَلى عَبدِهِ لِيَكونَ لِلعالَمينَ نَذيراً . تَبارَكَ الَّذي إن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ويَجعَلُ لَكَ قُصوراً ، تَبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ . (5)
.
ص: 305
4 / 26دُعاءُ اللَّيلَةِ السّادِسَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَبَّنا لا تُزِغ (1) قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا مُنادِياً يُنادِي لِلإِيمانِ أن آمِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنّا ، رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وكَفِّر عَنّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ . رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَنا عَلى رُسُلِكَ ولا تُخزِنا يَومَ القِيامَةِ إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ . رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إن نَسينا أو أخطَأنا ، رَبَّنا ولا تَحمِل عَلَينا إصراً (2) كَما حَمَلتَهُ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِنا ، رَبَّنا ولا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ . (3)
4 / 27آدابُ اللَّيلَةِ السّابِعَةِ وَالعِشرينَأ _ الغُسلالإقبال عن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الغُسلِ في شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ : «اِغتَسِل لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ، وسَبعٍ وعِشرينَ ، وتِسعٍ وعِشرينَ» . (4)
.
ص: 306
ب _ الصَّلاةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مَن صَلّى لَيلَةَ سَبعٍ وعِشرينَ رَكعَتَينِ يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، و « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ » مَرَّةً ، و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » خَمساً وعِشرينَ مَرَّةً ، فَإِذا سَلَّمَ استَغفَرَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَقَد أدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ . 1
ج _ الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَبَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وكَفِّر عَنّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ،رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَنا عَلى رُسُلِكَ ولا تُخزِنا يَومَ القِيامَةِ إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، رَبَّنا أمَتَّنَا اثنَتَينِ وأحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنوبِنا فَهَل إلى خُروجٍ مِن سَبيلٍ . رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (1) ، رَبَّنا هَب لَنا مِن أزواجِنا وذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إماماً ، رَبَّنا عَلَيكَ تَوَكَّلنا وإلَيكَ أنَبنا وإلَيكَ المَصيرُ . رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذينَ كَفَروا ، رَبَّنَا اغفِر لَنا ولاِءِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإِيمانِ،ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلاًّ (2) لِلَّذينَ آمَنوا ، رَبَّنا إنَّكَ رَؤوفٌ رَحيمٌ. (3)
الإقبال عن زيد بن عليّ عليه السلام :سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام لَيلَةَ سَبعٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ يَقولُ مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ :
.
ص: 307
اللّهُمّ ارزُقنِي التَّجافِيَ عَن دارِ الغُرورِ وَالإِنابَةَ إلى دارِ الخُلودِ ، وَالاِستِعدادَ لِلمَوتِ قَبلَ حُلولِ الفَوتِ . (1)
4 / 28دُعاءُ اللَّيلَةِ الثّامِنَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :آمَنّا بِاللّهِ وكَفَرنا بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ (2) ، آمَنّا بِمَن لا يَموتُ ، آمَنّا بِمَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ وَالجِبالَ وَالشَّجَرَ وَالدَّوابَّ ، وخَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ . آمَنّا بِما اُنزِلَ إلَينا واُنزِلَ إلَيكُم وإلهُنا وإلهُكُم واحِدٌ ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ ، آمَنّا بِرَبِّ هارونَ وموسى ، آمَنّا بِرَبِّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، آمَنّا بِمَن أنشَأَ السَّحابَ ، وخَلَقَ العَذابَ وَالعِقابَ ، آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا آمَنّا بِاللّهِ . (3)
4 / 29دُعاءُ اللَّيلَةِ التّاسِعَةِ وَالعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَوَكَّلتُ عَلَى السَّيِّدِ الَّذي لا يَغلِبُهُ أحَدٌ ، تَوَكَّلتُ عَلَى الجَبّارِ الَّذي لا يَقهَرُهُ أحَدٌ ، تَوَكَّلتُ عَلَى العَزيزِ الرَّحيمِ الَّذي يَراني حينَ أقومُ وتَقَلُّبي
.
ص: 308
فِي السّاجِدينَ ، تَوَكَّلتُ عَلَى الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، تَوَكَّلتُ عَلى مَن بِيَدِهِ نَواصِي العِبادِ . تَوَكَّلتُ عَلَى الحَليمِ الَّذي لا يَعجَلُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى العَدلِ الَّذي لايَجورُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى الصَّمَدِ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ ، تَوَكَّلتُ عَلَى القادِرِ القاهِرِ العَلِيِّ الصَّمَدِ ، تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ تَوَكَّلتُ . (1)
4 / 30دُعاءُ اللَّيلَةِ الثَّلاثينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَبَّنا فاتَنا هذا الشَّهرُ المُبارَكُ الَّذي أمَرتَنا فيهِ بِالصِّيامِ وَالقِيامِ ، اللّهُمّ ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِهِ ، وَاغفِر لَنا ما تَقَدَّمَ مِن ذُنوبِنا وما تَأَخَّرَ ، رَبَّنا ولا تَخذُلنا ولا تَحرِمنَا المَغفِرَةَ ، وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا وتُب عَلَينا وَارزُقنا وَارضَ عَنّا ، وَاجعَلنا مِن أولِيائِكَ المُهتَدينَ ومِن أولِيائِكَ المُتَّقينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَقَبَّل مِنّا هذا الشَّهرَ ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِهِ ، وَارزُقنا حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامِنا هذا وفي كُلِّ عامٍ ، إنَّكَ أنتَ المُعطِي الرّازِقُ الحَنّانُ المَنّانُ . (2)
وانظر : فيما يتعلّق بالليلة الحادية والعشرين إلى الليلة الثلاثين : ص 321 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر) .
.
ص: 309
الفصل الخامس : الآدابُ المُختَصَّةُ بِالأَيّامِ5 / 1آدابُ اليَومِ الأَوَّلِأ _ الغُسلالإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اغتَسَلَ أوَّلَ يَومٍ مِنَ السَّنَةِ في ماءٍ جارٍ ، وصَبَّ عَلى رَأسِهِ ثَلاثينَ غُرفَةً ، كانَ دَواءً لِسَنَتِهِ ، وإنَّ أوَّلَ كُلِّ سَنَةٍ أوَّلُ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (1)
ب _ الصَّلاةالسيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :اِعلَم أنّا قَدَّمنا في كِتابِ عَمَلِ السَّنَةِ (2) صَلاةَ رَكعَتَينِ في أوَّلِ كُلِّ شَهرٍ ، يَقرَأُ فِي الاُولى مِنهُمَا «الحَمْدَ» مَرَّةً و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ثَلاثينَ مَرَّةً ، وفِي الثّانِيَةِ : «الحَمدَ» مَرَّةً و « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ » ثَلاثينَ مَرَّةً ، ويَتَصَدَّقُ مَعَها بِشَيءٍ مِنَ الصَّدَقاتِ ، فَتَكونُ دافِعَةً لِما فِي الشَّهرِ جَميعِهِ مِنَ المَحذوراتِ .
.
ص: 310
ونَحنُ الآنَ ذاكِرونَ لَها مَرَّةً اُخرى ؛ لِأَنَّ أوَّلَ السَّنَةِ أحَقُّ بِالاستِظهارِ في دَفعِ المَخوفاتِ بِالصَّلَواتِ وَالدَّعَواتِ . رَوَيناها بِإِسنادِنا إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَليدِ قالَ : أخبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّفّارُ قالَ : أخبَرَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عيسى ، عَن مُحَمَّدِ بنِ سِنانٍ ، عَنِ الوَشّاءِ قالَ : كانَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام إذا دَخَلَ شَهرٌ جَديدٌ يُصَلِّي أوَّلَ يَومٍ مِنهُ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ لِكُلِّ يَومٍ مِنهُ إلى آخِرِهِ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » فِي الرَّكعَةِ الاُولى ، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » ، ويَتَصَدَّقُ بِما يَتَسَهَّلُ ، فَيَشتَري بِهِ سَلامَةَ ذلِكَ الشَّهرِ كُلِّهِ . (1)
الإقبال :ومِن ذلِكَ رَكعَتانِ اُخرَيانِ تَدفَعُ عَنِ العَبدِ أخطارَ السَّنَةِ كُلَّها إلى مِثلِ ذلِكَ الأوانِ . رَواها مُحَمَّدُ بنُ أبي قُرَّةَ في كِتابِهِ في عَمَلِ أَوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَنِ العالِمِ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ _ أَنَّهُ قالَ : «مَن صَلّى عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ تَطَوُّعاً ، قَرَأَ في اُولاهُما «اُمَّ الكِتابِ» ، و « إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا » وَالاُخرى ما أحَبَّ ، دَفَعَ اللّهُ تَعالى عَنهُ سوءَ سَنَتِهِ ، ولَم يَزَل في حِرزِ اللّهِ تَعالى إلى مِثلِها مِن قابِلٍ» . (2)
5 / 2أدعِيَةُ كُلِّ يَومٍالمصباح للكفعمي :يُستَحَبُّ أن يَدعُوَ في أيّامِ شَهرِ رَمَضانَ بِهذهِ الأَدعِيَةِ لِكُلِّ يَومٍ دُعاءٌ عَلى حِدَةٍ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ ، مِن كِتابِ الذَّخيرَةِ رَواهَا ابنُ عَبّاسٍ
.
ص: 311
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : تَقولُ فِي اليَومِ الأَوَّلِ : «اللّهُمّ اجعَل صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ ، وهَب لي جُرمي فيهِ يا إلهَ العالَمينَ ، وَاعفُ عَنّي يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ» (1) لِيُعطى ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ . الخبر . وفِي اليَومِ الثّاني : «اللّهُمّ قَرِّبني فيهِ إلى مَرضاتِكَ وجَنِّبني فيهِ سَخَطَكَ ونَقِماتِكَ ، ووَفِّقني فيهِ لِقِراءَةِ آياتِكَ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ» لِيُعطى بِكُلِّ خُطوَةٍ لَهُ في جَميعِ عُمُرِهِ عِبادَةَ سَنَةٍ صائِماً نَهارَها قائِماً لَيلَها . وفِي اليَومِ الثّالِثِ : «اللّهُمّ ارزُقني فيهِ الذِّهنَ وَالتَّنبيهَ وأبعِدني مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمويهِ (2) ، وَاجعَل لي نَصيباً في كُلِّ خَيرٍ اُنزِلَ فيهِ (3) يا أجوَدَ الأَجوَدينَ» لِيُبنى لَهُ بَيتٌ في جَنَّةِ الفِردَوسِ . الخبر . وفِي اليَومِ الرّابِعِ : «اللّهُمّ قَوِّني فيهِ عَلى إقامَةِ أمرِكَ (4) وأوزِعني (5) لِأَداءِ شُكرِكَ بِكَرَمِكَ ، وَاحفَظني بِحِفظِكَ وسِترِكَ يا أبصَرَ النّاظِرينَ» لِيُعطى في جَنَّةِ الخُلدِ سَبعينَ ألفَ سَريرٍ عَلى كُلِّ سَريرٍ حَوراءُ . وفِي اليَومِ الخامِسِ : «اللّهُمّ اجعَلني فيهِ مِنَ المُستَغفِرينَ ، وَاجعَلني فيهِ مِن عِبادِكَ الصّالِحينَ وَاجعَلني فيهِ مِن أولِيائِكَ المُتَّقينَ بِرَأفَتِكَ يا أكرَمَ الأَكرَمينَ» (6) لِيُعطى في جَنَّةِ المَأوى ألفَ ألفِ قَصعَةٍ ، في كُلِّ قَصعَةٍ ألفُ ألفِ لَونٍ مِنَ الطَّعامِ .
.
ص: 312
وفِي اليَومِ السّادِسِ : «اللّهُمّ لا تَخذُلني [ فيهِ] (1) لِتَعَرُّضِ مَعاصيكَ ، وأعِذني مِن سِياطِ نِقمَتِكَ ومَهاويكَ ، وأجِرني (2) مِن موجِباتِ سَخَطِكَ بِمَنِّكَ وأياديكَ يا مُنتَهى رَغبَةِ الرّاغِبينَ» لِيُعطِيَهُ اللّهُ أربَعينَ ألفَ مَدينَةٍ . الخبر . وفِي اليَومِ السّابِعِ : «اللّهُمّ أعِنّي [ فيهِ] (3) عَلى صِيامِهِ وقِيامِهِ وجَنِّبني فيهِ مِن هَفَواتِهِ وآثامِهِ ، وَارزُقني ذِكرَكَ وشُكرَكَ بِدَوامِ هِدايَتِكَ يا هادِيَ المُؤمِنينَ» (4) لِيُعطى فِي الجَنَّةِ ما يُعطَى الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَالأَولِياءُ . وفِي اليَومِ الثّامِنِ : «اللّهُمّ ارزُقني فيهِ رَحمَةَ الأَيتامِ وإطعامَ الطَّعامِ وإفشاءَ السَّلامِ ، وَارزُقني فيهِ صُحبَةَ الكِرامِ ومُجانَبَةَ اللِّئامِ بِطَولِكَ يا أمَلَ الآمِلينَ» (5) لِيُرفَعَ عَمَلُهُ بِعَمَلِ ألفِ صِدّيقٍ . وفِي اليَومِ التّاسِعِ : «اللّهُمّ اجعَل لي فيهِ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ ، وَاهدِني فيهِ بِبَراهينِكَ القاطِعَةِ (6) ، وخُذ بِناصِيَتي إلى مَرضاتِكَ الجامِعَةِ بِمَحَبَّتِكَ يا أمَلَ المُشتاقينَ» لِيُعطى ثَوابَ بَني إسرائيلَ . وفِي اليَومِ العاشِرِ : «اللّهُمّ اجعَلني فيهِ مِنَ المُتَوَكِّلينَ عَلَيكَ ، الفائِزينَ لَدَيكَ ، المُقَرَّبينَ إلَيكَ [ بِإِحسانِكَ] (7) يا غايَةَ الطّالِبينَ» لِيَستَغفِرَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ . وفِي اليَومِ الحادي عَشَرَ : «اللّهُمّ حَبِّب إلَيَّ فيهِ الإِحسانَ وكَرِّه إلَيَّ فيهِ الفُسوقَ وَالعِصيانَ ، وحَرِّم عَلَيَّ فيهِ السَّخَطَ وَالنّيرانَ بِقُوَّتِكَ (8) يا غَوثَ المُستَغيثينَ» لِيُكتَبَ لَهُ
.
ص: 313
حَجَّةٌ مَقبولَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . الخبر . وفِي اليَومِ الثّاني عَشَرَ : «اللّهُمّ ارزُقني فيهِ السَّترَ وَالعَفافَ وألبِسني فيهِ لِباسَ القُنوعِ وَالكَفافِ ، ونَجِّني فيهِ مِمّا أحذَرُ وأخافُ (1) ، بِعِصمَتِكَ يا عِصمَةَ الخائِفينَ» لِيُغفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، ويُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِ حَسَناتٍ . وفِي اليَومِ الثّالِثَ عَشَرَ : «اللّهُمّ طَهِّرني فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالأَقذارِ ، وصَبِّرني عَلى كائِناتِ الأَقدارِ ، ووَفِّقني لِلتُّقى وصُحبَةِ الأَبرارِ بِعَونِكَ يا قُرَّةَ عُيونِ المَساكينِ» لِيُعطى بِكُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ (2) حَسَنَةً ودَرَجَةً فِي الجَنَّةِ . وفِي اليَومِ الرّابِعَ عَشَرَ : «اللّهُمّ لا تُؤاخِذني فيهِ بِالعَثَراتِ وأقِلني فيهِ مِنَ الخَطايا وَالهَفَواتِ ، ولا تَجعَلني غَرَضاً (3) لِلبَلايا وَالآفاتِ بِعِزِّكَ يا عِزَّ المُسلِمينَ» فَكَأَنَّما صامَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ . وفِي اليَومِ الخامِسَ عَشَرَ : «اللّهُمّ ارزُقني فيهِ طاعَةَ العابِدينَ ، وَاشرَح فيهِ صَدري بِإِنابَةِ المُخبِتينَ (4) بِأَمانِكَ يا أمانَ الخائِفينَ» لِيَقضِيَ اللّهُ لَهُ ثَمانينَ حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا . الخبر . وفِي اليَومِ السّادِسَ عَشَرَ : «اللّهُمّ اهدِني فيهِ لِعَمَلِ الأَبرارِ ، وجَنِّبني فيهِ مُرافَقَةَ الأَشرارِ،وأدخِلني فيهِ بِرَحمَتِكَ دارَالقَرارِ بِإِلهِيَّتِكَ يا إلهَ العالَمينَ»لِيُعطى يَومَ خُروجِهِ مِن قَبرِهِ نوراً ساطِعاً يَمشي بِهِ وحُلَّةً يَلبَسُها وناقَةً يَركَبُها ويُسقى مِن شَرابِ الجَنَّةِ. وفِي اليَومِ السّابِعَ عَشَرَ : «اللّهُمّ اهدِني فيهِ لِصالِحِ الأَعمالِ وَاقضِ لي فيهِ الحَوائِجَ وَالآمالَ ، يا مَن لا يَحتاجُ إلَى السُّؤالِ (5) ، يا عالِماً بِما في صُدورِ العالَمينَ»
.
ص: 314
لِيُغفَرَ لَهُ ولَو كانَ مِنَ الخاسِرينَ . وفِي اليَومِ الثّامِنَ عَشَرَ : «اللّهُمّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ ، ونَوِّر قَلبي بِضِياءِ أنوارِهِ ، وخُذ بِكُلِّ أعضائي إلَى اتِّباعِ آثارِهِ ، يا مُنَوِّرَ قُلوبِ العارِفينَ» لِيُعطى ثَوابَ ألفِ نَبِيٍّ . وفِي اليَومِ التّاسِعَ عَشَرَ : «اللّهُمّ وَفِّر [ فيهِ] (1) حَظّي بِبَرَكاتِهِ ، وسَهِّل سَبيلي إلى خَيراتِهِ ، ولا تَحرِمني قَبولَ حَسَناتِهِ ، يا هادِياً (2) إلَى الحَقِّ المُبينِ» لِيَستَغفِرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ويَدعوا لَهُ . وفِي اليَومِ العِشرينَ : «اللّهُمّ افتَح لي فيهِ أبوابَ الجِنانِ ، وأغلِق عَنّي أبوابَ النِّيرانِ ، ووَفِّقني فيهِ لِتِلاوَةِ القُرآنِ ، يا مُنزِلَ السَّكينَةِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ» لِيُكتَبَ لَهُ بِكُلِّ مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ سِتّينَ سَنَةً مَقبولَةً . الخبر . وفِي اليَومِ الحادي وَالعِشرينَ : «اللّهُمّ اجعَل لي فيهِ إلى مَرضاتِكَ دَليلاً ، ولا تَجعَل عَلَيَّ فيهِ لِلشَّيطانِ سَبيلاً (3) ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السّائِلينَ» لِيُنَوِّرَ اللّهُ قَبرَهُ ، ويُبَيِّضَ وَجهَهُ ، ويَمُرَّ عَلَى الصِّراطِ كَالبَرقِ الخاطِفِ . وفِي اليَومِ الثّاني وَالعِشرينَ : «اللّهُمّ افتَح لي فيهِ أبوابَ فَضلِكَ وأنزِل عَلَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ ، ووَفِّقني فيهِ لِموجِباتِ مَرضاتِكَ ، وأسكِنّي فيهِ بُحبوحَةَ جَنّاتِكَ يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ» لِيُهَوِّنَ اللّهُ عَلَيهِ سَكَراتِ المَوتِ ، ومَسأَلَةَ مُنكَرٍ ونَكيرٍ ويُثَبِّتَهُ بِالقَولِ الثّابِتِ . وفِي اليَومِ الثّالِثِ وَالعِشرينَ : «اللّهُمّ اغسِلني فيهِ مِنَ الذُّنوبِ وطَهِّرني فيهِ مِنَ العُيوبِ ، وَامتَحِن فيهِ قَلبي بِتَقوَى القُلوبِ يا مُقيلَ عَثَراتِ المُذنِبينَ» لِيَمُرَّ عَلَى الصِّراطِ كَالبَرقِ الخاطِفِ مَعَ النِّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ .
.
ص: 315
وفِي اليَومِ الرّابِعِ وَالعِشرينَ : «اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ فيهِ ما يُرضيكَ وأعوذُ بِكَ فيهِ مِمّا يُؤذيكَ ، بِأَن اُطيعَكَ ولا أعصِيَكَ ، يا عالِماً بِما في صُدورِ العالَمينَ (1) لِيُعطى بِعَدَدِ كُلِّ شَعرَةٍ عَلى رَأسِهِ وجَسَدِهِ ألفَ خادِمٍ وألفَ غُلامٍ كَالمَرجانِ وَالياقوتِ . وفِي اليَومِ الخامِسِ وَالعِشرينَ : (2) «اللّهُمّ اجعَلني [ فيهِ] مُحِبّاً لِأَولِيائِكَ ومُعادِياً لِأَعدائِكَ ، ومُتَمَسِّكاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أنبِيائِكَ يا عَظيماً في قُلوبِ النَّبِيِّينَ» لِيُبنى لَهُ فِي الجَنَّةِ مِئَةُ قَصرٍ عَلى كُلِّ قَصرٍ خَيمَةٌ خَضراءُ . وفِي اليَومِ السّادِسِ وَالعِشرينَ (3) : «اللّهُمّ اجعَل سَعيي فيهِ مَشكوراً وذَنبي فيهِ مَغفوراً ، وعَمَلي فيهِ مَقبولاً ، وعَيبي فيهِ مَستوراً ، يا أسمَعَ السّامِعينَ» لِيُنادى فِي القِيامَةِ : لا تَخَف ولا تَحزَن فَقَد غُفِرَ لَكَ . وفِي اليَومِ السّابِعِ وَالعِشرينَ (4) : «اللّهُمّ وَفِّر حَظّي فيهِ مِنَ النَّوافِلِ ، وأكرِمني فيهِ بِإِحضارِ الأَحرازِ مِنَ (5) المَسائِلِ ، وقَرِّب وَسيلَتي إلَيكَ مِن بَينِ الوَسائِلِ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ إلحاحُ المُلِحّينَ» فَكَأَنَّما أطعَمَ كُلَّ جائِعٍ . الخبر . وفِي اليَومِ الثّامِنِ وَالعِشرينَ (6) : «اللّهُمّ غَشِّني فيهِ بِالرَّحمَةِ وَالتَّوفيقِ وَالعِصمَةِ ، وطَهِّر قَلبي مِن عائِباتِ التُّهَمَةِ ، يا رَؤوفاً بِعِبادِهِ المُؤمِنينَ» لَو قيسَ نَصيبُهُ فِي الجَنَّةِ
.
ص: 316
بِالدُّنيا لَكانَ مِثلَها أربَعينَ مَرَّةً . وفِي اليَومِ التّاسِعِ وَالعِشرينَ (1) : «اللّهُمّ ارزُقني فيهِ لَيلَةَ القَدرِ ، وصَيِّر لي كُلَّ عُسرٍ إلى يُسرٍ ، وَاقبَل مَعاذيري وحُطَّ عَنِّي الوِزرَ يا رَحيماً بِعِبادِهِ المُؤمِنينَ» لِيُبنى لَهُ ألفُ مَدينَةٍ فِي الجَنَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالزُّمُرُّدِ (2) وَاللُّؤلُؤِ . وفِي اليَومِ الثَّلاثينَ : «اللّهُمّ اجعَل صِيامي فيهِ بِالشُّكرِ وَالقَبولِ عَلى ما تَرضاهُ ويَرضاهُ الرَّسولُ ، مُحكَمَةً فُروعُهُ بِالاُصولِ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ» (3) لِيُكرِمَهُ اللّهُ تَعالى كَرامَةَ الأَنبِياءِ وَالأَوصِياءِ . (4)
5 / 3«دُعاءُ المُجيرِ» لِلأَيّامِ البيضِ مِن شَهرِ رَمَضانَرواه الكفعمي قدس سره في البلد الأمين والمصباح ، وقال في حاشية مصباحه : «هذا الدعاء يسمّى «دعاء المجير» ، رفيع الشأن عظيم المنزلة . وله نسخ كثيرة ، أكملها ما رقمناه ، وهو مرويّ عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، نزل جبريل عليه السلام وهو يصلّي في مقام إبراهيم عليه السلام . وملخّص فضله أنّه من قرأه في الأيّام البيض من شهر رمضان غفرت ذنوبه ... وبه يشفي اللّه تعالى المريض ويقضي الدين ...» . (5)
.
ص: 317
البلد الأمين :دُعاءُ المُجيرِ وهُوَ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ سُبحانَكَ يا أللّهُ ، تَعالَيتَ يا رَحمانُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ.سُبحانَكَ يا رَحيمُ ، تَعالَيتَ يا كَريمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا مَلِكُ ، تَعالَيتَ يا مالِكُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا قُدّوسُ ، تَعالَيتَ يا سَلامُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُؤمِنُ ، تَعالَيتَ يا مُهَيمِنُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عَزيزُ ، تَعالَيتَ يا جَبّارُ،أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ ، تَعالَيتَ يا مُتَجَبِّرُ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا خالِقُ ، تَعالَيتَ يا بارِئُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُصَوِّرُ ، تَعالَيتَ يا مُقَدِّرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا هادي ، تَعالَيتَ يا باقي ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا وَهّابُ ، تَعالَيتَ يا تَوّابُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا فَتّاحُ ، تَعالَيتَ يا مُرتاحُ (1) ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا سَيِّدي ، تَعالَيتَ يا مَولايَ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا قَريبُ ، تَعالَيتَ يا رَقيبُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُبدِئُ ، تَعالَيتَ يا مُعيدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ.سُبحانَكَ يا حَميدُ ، تَعالَيتَ يا مَجيدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا قَديمُ ، تَعالَيتَ يا عَظيمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا غَفورُ ، تَعالَيتَ يا شَكورُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا شاهِدُ ، تَعالَيتَ يا شَهيدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا حَنّانُ ، تَعالَيتَ يا مَنّانُ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا باعِثُ ، تَعالَيتَ يا وارِثُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُحيي ، تَعالَيتَ يا مُميتُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا شَفيقُ ، تَعالَيتَ يا رَفيقُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ .
.
ص: 318
سُبحانَكَ يا أنيسُ ، تَعالَيتَ يا مُؤنِسُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا جَليلُ ، تَعالَيتَ يا جَميلُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا خَبيرُ ، تَعالَيتَ يا بَصيرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا حَفِيُّ (1) ، تَعالَيتَ يا مَلِيُّ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مَعبودُ ، تَعالَيتَ يا مَوجودُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا غَفّارُ ، تَعالَيتَ يا قَهّارُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا مَذكورُ ، تَعالَيتَ يا مَشكورُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا جَوادُ ، تَعالَيتَ يا مَعاذُ (2) ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا جَمالُ ، تَعالَيتَ يا جَلالُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا سابِقُ ، تَعالَيتَ يا رازِقُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا صادِقُ ، تَعالَيتَ يا فالِقُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا سَميعُ ، تَعالَيتَ يا سَريعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا رَفيعُ ، تَعالَيتَ يا بَديعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا فَعّالُ ، تَعالَيتَ يا مُتَعالِ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا قاضي ، تَعالَيتَ يا راضي ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا قاهِرُ ، تَعالَيتَ يا ظاهِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عالِمُ ، تَعالَيتَ يا حاكِمُ،أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا دائِمُ ، تَعالَيتَ يا قائِمُ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عاصِمُ ، تَعالَيتَ يا قاصِمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا غَنِيُّ ، تَعالَيتَ يا مُغني ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا وَفِيُّ ، تَعالَيتَ يا قَوِيُّ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا كافي ، تَعالَيتَ يا شافي ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُقَدِّمُ ، تَعالَيتَ يا مُؤَخِّرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا أوَّلُ ، تَعالَيتَ يا آخِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ظاهِرُ ، تَعالَيتَ يا باطِنُ ، أجِرنا
.
ص: 319
مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا رَجاءُ ، تَعالَيتَ يا مُرتَجى ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ذَا المَنِّ ، تَعالَيتَ يا ذَا الطَّولِ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا حَيُّ ، تَعالَيتَ يا قَيّومُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا واحِدُ ، تَعالَيتَ يا أحَدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا سَيِّدُ ، تَعالَيتَ يا صَمَدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا قَديرُ ، تَعالَيتَ يا كَبيرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا والي ، تَعالَيتَ يا عالي (1) ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عَلِيُّ ، تَعالَيتَ يا أعلى ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا وَلِيُّ ، تَعالَيتَ يا مَولى ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ذارِئُ (2) ، تَعالَيتَ يا بارِئُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا خافِضُ ، تَعالَيتَ يا رافِعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُقسِطُ ، تَعالَيتَ يا جامِعُ،أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُعِزُّ ، تَعالَيتَ يا مُذِلُّ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا حافِظُ ، تَعالَيتَ يا حَفيظُ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ.سُبحانَكَ يا قادِرُ ، تَعالَيتَ يا مُقتَدِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا عَليمُ ، تَعالَيتَ يا حَليمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا حَكَمُ ، تَعالَيتَ يا حَكيمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُعطي، تَعالَيتَ يا مانِعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ضارُّ، تَعالَيتَ يا نافِعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُجيبُ ، تَعالَيتَ يا حَسيبُ (3) ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عادِلُ ، تَعالَيتَ يا فاضِلُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا لَطِيفُ ، تَعالَيتَ يا شَرِيفُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا رَبُّ ، تَعالَيتَ يا حَقُّ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ماجِدُ ، تَعالَيتَ يا واحِدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا عَفُوُّ ،
.
ص: 320
تَعالَيتَ يا مُنتَقِمُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا واسِعُ ، تَعالَيتَ يا موسِعُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا رَؤوفُ ، تَعالَيتَ يا عَطوفُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا فَردُ ، تَعالَيتَ يا وَترُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُقيتُ ، تَعالَيتَ يا مُحيطُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا وَكيلُ ، تَعالَيتَ يا عَدلُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُبينُ ، تَعالَيتَ يا مَتينُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا بَرُّ ، تَعالَيتَ يا وَدودُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا رَشيدُ ، تَعالَيتَ يا مُرشِدُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا نورُ ، تَعالَيتَ يا مُنَوِّرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا نَصيرُ ، تَعالَيتَ يا ناصِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ.سُبحانَكَ يا صَبورُ ، تَعالَيتَ يا صابِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ. سُبحانَكَ يا مُحصي ، تَعالَيتَ يا مُنشِي ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا سُبحانُ ، تَعالَيتَ يا دَيّانُ (1) ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا مُغيثُ ، تَعالَيتَ يا غِياثُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا فاطِرُ ، تَعالَيتَ يا حاضِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ . سُبحانَكَ يا ذَا العِزِّ وَالجَمالِ ، تَبارَكتَ يا ذَا الجَبَروتِ وَالجَلالِ . سُبحانَكَ (2) لا إلهَ إلاّ أنتَ ، سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ ، وكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ (أجمَعينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ ؛ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ) (3) . (4)
.
ص: 321
الفصل السادس : الأَعمالُ المُختَصَّةُ بِالعَشرِ الأَواخِرِ6 / 1الغُسلالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَغتَسِلُ في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ في كُلِّ لَيلَةٍ . (1)
6 / 2الدُّعاءأ _ الأَدعِيَةُ المُشتَرَكَةُالإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ لَيلَةٍ : أعوذُ بِجَلالِ وَجهِكَ الكَريمِ ، أن يَنقَضِيَ عَنّي شَهرُ رَمَضانَ أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذهِ ، ولَكَ قِبَلي ذَنبٌ أو تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيهِ (2) . (3)
.
ص: 322
المصباح :اُدعُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَخيرِ بِما رُوِيَ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَقولُ بَعدَ الفَرائِضِ وَالنَّوافِلِ : اللّهُمّ أدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِن شَهرِ رَمَضانَ وَاغفِر لَنا تَقصيرَنا فيهِ ، وتَسَلَّمهُ مِنّا مَقبولاً ، ولا تُؤاخِذنا (1) بِإِسرافِنا عَلى أنفُسِنا ، وَاجعَلنا مِنَ المَرحومينَ ولا تَجعَلنا مِنَ المَحرومينَ . (2)
الإقبال :عَن مُرازِمٍ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَقولُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَواخِرِ : اللّهُمّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» (3) ، فَعَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ ، وخَصَصتَهُ بِلَيلَةِ القَدرِ ، وجَعَلتَها خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ . اللّهُمّ وهذهِ أيّامُ شَهرِ رَمَضانَ قَدِ انقَضَت ولَياليهِ قَد تَصَرَّمَت (4) ، وقَد صِرتُ يا إلهي مِنهُ إلى ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وأحصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلقِ أجمَعينَ . فَأَسأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبونَ ، وأنبِياؤُكَ المُرسَلونَ ، وعِبادُكَ الصّالِحونَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وتُدخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وأن تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفوِكَ وكَرَمِكَ ،
.
ص: 323
وتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبي ، وتَستَجيبَ دُعائي ، وتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمنِ يَومَ الخَوفِ مِن كُلِّ هَولٍ أعدَدتَهُ لِيَومِ القِيامَةِ . إلهي وأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ وبِجَلالِكَ العَظيمِ ، أن تَنقَضِيَ أيّامُ شَهرِ رَمَضانَ ولَياليهِ ، ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أوَذنبٌ تُؤاخِذُني بِهِ أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تَقتَصَّها مِنّي لَم تَغفِرها لي . سَيِّدي سَيِّدي سَيِّدي ، أسأَلُكَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ إذ لا إلهَ إلاّ أنتَ إن كُنتَ رَضيتَ عَنّي في هذا الشَّهرِ فَازدَد عَنّي رِضىً ، وإن لَم تَكُن رَضيتَ عَنّي فَمِنَ الآنَ فَارضَ عَنّي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، يا أللّهُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ . (1)
ب _ الأَدعِيَةُ المُختَصَّةُ بِكُلِّ لَيلَةٍالكافي عن أيّوب بن يقطين أو غيره عنهم عليهم السلام :دُعاءُ العَشرِ الأَواخِرِ ، تَقولُ فِي اللَّيلَةِ الاُولى : يا مولِجَ (2) اللَّيلِ فِي النَّهارِ ومولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيلِ ، ومُخرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ومُخرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، يا رازِقَ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ ، يا أللّهُ يا رَحمانُ يا أللّهُ يا رَحيمُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يَذهَبُ بِالشَّكِّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا
.
ص: 324
عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقنا فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام . وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ الثّانِيَةِ : يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيلِ فَإِذا نَحنُ مُظلِمونَ ، ومُجرِيَ الشَّمسِ لِمُستَقَرِّها بِتَقديرِكَ يا عَزيزُ يا عَليمُ ، ومُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالعُرجونِ (1) القَديمِ ، يا نورَ كُلِّ نورٍ ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ووَلِيَّ كُلِّ نِعمَةٍ ، يا أللّهُ يا رَحمانُ ، يا أللّهُ يا قُدّوسُ يا أحَدُ يا واحِدُ يا فَردُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا [ وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عَلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يَذهَبُ بِالشَّكِّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام] . (2) وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ : يا رَبَّ لَيلَةِ القَدرِ وجاعِلَها خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ ، ورَبَّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنوارِ وَالأَرضِ وَالسَّماءِ ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا أللّهُ يا رَحمانُ ، يا أللّهُ يا قَيّومُ ، يا أللّهُ يا بَديعُ (3) ، يا أللّهُ يا
.
ص: 325
أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ... . وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ الرّابِعَةِ : يا فالِقَ الإِصباحِ (1) وجاعِلَ اللَّيلِ سَكَناً وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ حُسباناً ، يا عَزيزُ يا عَليمُ ، يا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ وَالقُوَّةِ وَالحَولِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ وَالمُلكِ وَالإِكرامِ ، (يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ) يا أللّهُ يا رَحمانُ ، يا أللّهُ يا فَردُ يا وَترُ ، يا أللّهُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا حَيُّ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ ، لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي ورِضىً بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ الخامِسَةِ :
.
ص: 326
يا جاعِلَ اللَّيلِ لِباساً وَالنَّهارِ مَعاشاً وَالأَرضِ مِهاداً (1) وَالجِبالِ أوتاداً ، يا أللّهُ يا قاهِرُ ، يا أللّهُ يا جَبّارُ ، يا أللّهُ يا سَميعُ ، يا أللّه يا قَريبُ ، يا أللّهُ يا مُجيبُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي ورِضىً بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ السّادِسَةِ : يا جاعِلَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ آيَتَينِ ، يا مَن مَحا آيَةَ اللَّيلِ وجَعَلَ آيَةَ النَّهارِ مُبصِرَةً لِتَبتَغوا فَضلاً مِنهُ ورِضواناً ، يا مُفَصِّلَ كُلِّ شَيءٍ تَفصيلاً ، يا ماجِدُ يا وَهّابُ يا أللّهُ يا جَوادُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام.
.
ص: 327
وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ السّابِعَةِ : يا مادَّ الظِّلِّ ولَو شِئتَ لَجَعَلتَهُ ساكِناً وجَعَلتَ الشَّمسَ عَلَيهِ دَليلاً ثُمَّ قَبَضتَهُ إلَيكَ قَبضاً يَسيراً ، يا ذَا الجودِ وَالطَّولِ وَالكِبرِياءِ وَالآلاءِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ يا قُدّوسُ يا سَلامُ ، يا مُؤمِنُ يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ يا جَبّارُ ، يا مُتَكَبِّرُ يا أللّهُ يا خالِقُ يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ الثّامِنَةِ : يا خازِنَ اللَّيلِ فِي الهَواءِ وخازِنَ النّورِ فِي السَّماءِ ، ومانِعَ السَّماءِ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلاّ بِإِذنِهِ وحابِسَهُما أن تَزولا ، يا عَليمُ يا غَفورُ ، يادائِمُ يا أللّهُ ، يا وارِثُ يا باعِثَ مَن فِي القُبورِ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا
.
ص: 328
عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ التّاسِعَةِ : يا مُكَوِّرَ (1) اللَّيلِ عَلَى النَّهارِ ومُكَوِّرَ النَّهارِ عَلَى اللَّيلِ ، يا عَليمُ يا حَكيمُ يا أللّهُ ، يا رَبَّ الأَربابِ وسَيِّدَ السّاداتِ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا أقرَبَ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقينا تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيمانا يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وتَقولُ فِي اللَّيلَةِ العاشِرَةِ : الحَمدُ للّهِِ لا شَريكَ لَهُ ، الحَمدُ للّهِِ كَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ وكَما هُوَ أهلُهُ ، يا قُدّوسُ يا نورَ القُدسِ ، يا سُبّوحُ يا مُنتَهَى التَّسبيحِ ، يا رَحمانُ يا فاعِلَ الرَّحمَةِ ، يا عَليمُ يا كَبيرُ يا أللّهُ ، يا لَطيفُ يا جَليلُ يا أللّهُ ، يا سَميعُ يا بَصيرُ يا أللّهُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ . أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ وروحي مَعَ الشُّهَداءِ وإحساني في عِلِّيِّينَ وإساءَتي
.
ص: 329
مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقينا تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيمانا يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام . (1)
ج _ الأَدعِيَةُ الوارِدَةُ في مِصباحِ ابنِ باقي رحمه اللهالمصباح للكفعمي :وأمّا أدعِيَةُ مِصباحِ السَّيِّدِ ابنِ باقي (2) فَقُل فِي اللَّيلَةِ الاُولى : اللّهُمَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقسِم لي حِلما يَسُدُّ عَنّي بابَ الجَهلِ، وهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِن كُلِّ ضَلالَةٍ ، وغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلِّ فَقرٍ ، وقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعفٍ ، وعِزّا تُكرِمُني بِهِ عَن كُلِّ ذِلَّةٍ ، ورِفعَةً تَرفَعُني بِها عَن كُلِّ ضَعَةٍ ، وأمنا تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوفٍ ، وعافِيَةً تَستُرُني بِها مِن كُلِّ بَلاءٍ ، وعِلما تَفتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقينٍ ، ويَقينا تَذهَبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ ، ودُعاءً تَبسُطُ لي بِهِ الإِجابَةَ في هذهِ اللَّيلَةِ وفي هذهِ السّاعَةِ السّاعَةِ السّاعَةِ يا كَريمُ، وخَوفا تَنشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحمَةٍ ، وعِصمَةً تَحولُ بِها بَيني وبَينَ الذُّنوبِ حَتّى اُفلِحَ بِها بَينَ المَعصومينَ عِندَكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ الثّانِيَةِ : يا ظَهرَ اللاّجِئينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وكُن لي حِصنا وحِرزا يا كَهفَ المُستَجيرينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وكُن لي كَهفا وعَضُدا وناصِرا يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
.
ص: 330
وكُن لي غِياثا ومُجيرا يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وكُن لي وَليّا يا مُجيرَ غُصَصِ المُؤمِنينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأجِر غُصَّتي ونَفِّس هَمّي وأسعِدني في هذا الشَّهرِ العَظيمِ سَعادَةً لا أشقى بَعدَها يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ : اللّهُمّ امدُد لي في عُمُري وأوسِ_ع لي في رِزقي وأصِحَّ جِسمي وبَلِّغني أمَلي ، وإن كُنتُ مِنَ الأَشقِياءِ فَامحُني مِنَ الأَشقِياءِ وَاكتُبني مِنَ السُّعَداءِ ، فَإِنَّكَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَكَ اُمُّ الكِتابِ ، اللّهُمّ إيّاكَ تَعَمَّدتُ بِحاجَتي في هذهِ اللَّيلَةِ ، وبِكَ أنزَلتُ فَقري ومَسكَنَتي لِتَسَعَنِي اللَّيلَةَ بِرَحمَتِكَ وعَفوِكَ ، وأنَا لِرَحمَتِكَ أرجى مِنّي لِعَمَلي ، ومَغفِرَتُكَ ورَحمَتُكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي ، فَاقضِ لي كُلَّ حاجَةٍ هِيَ لي صَلاحٌ ولَكَ رِضىً بِقُدرَتِكَ عَلى ذلِكَ وتَيسيرِهِ عَلَيكَ ، فَإِنّي لَم اُصِب خَيرا قَطُّ إلاّ مِنكَ ، ولَم يَصرِف عَنّي أحَدٌ سوءا قَطُّ غَيرُكَ ، ولَيسَ رَجائي لِديني ودُنيايَ وآخِرَتي ولا لِيَومِ فَقري وفاقَتي يَومَ اُدلى في حُفرَتي وتُفرِدُنِي النّاسُ بِعَمَلي غَيرَكَ ، يا رَبَّ العالَمينَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ الرّابِعَةِ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ يا سَيِّدي سُؤالَ مِسكينٍ فَقيرٍ إلَيكَ خائِفٍ مُستَجيرٍ ، أسأَلُكَ يا سَيِّدي أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُجيرَني مِن خِزيِ الدُّنيا ومِن عَذابِ الآخِرَةِ ، وتُضاعِفَ لي في هذهِ اللَّيلَةِ وفي هذا الشَّهرِ عَمَلي وتَرحَمَ مَسكَنَتي ، وتَتَجاوَزَ عَمّا أحصَيتَهُ عَلَيَّ وخَفِيَ عَن خَلقِكَ وسَتَرتَهُ عَلَيَّ مَنّا مِنكَ ، وسَلَّمتَني مِن شَينِهِ (1) وفَضيحَتِهِ وعارِهِ في عاجِلِ
.
ص: 331
الدُّنيا ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ وعَلى كُلِّ حالٍ ، وأسأَلُكَ يا رَبِّ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتُتِمَّ نِعمَتَكَ عَلَيَّ بِسَترِ ذلِكَ فِي الآخِرَةِ ، وتُسَلِّمَني مِن فَضيحَتِهِ وعارِهِ بِمَنِّكَ وإحسانِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ الخامِسَةِ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ أن تُكمِلَ لِيَ الثَّوابَ بِأَفضَلِ ما أرجو مِن رَحمَتِكَ وتَصرِفَ عَنّي كُلَّ سوءٍ ، فَإِنّي لا أستَطيعُ دَفعَ ما اُحاذِرُ إلاّ بِكَ ، وقَد أمسَيتُ مُرتَهَنا بِعَمَلي وأمسَى الأَمرُ وَالقَضاءُ في يَدَيكَ ، ولا فَقيرَ أفقَرُ مِنّي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي ظُلمي وجُرمي وجَهلي وجِدّي وهَزلي وكُلَّ ذَنبٍ ارتَكَبتُهُ ، وبَلِّغني رِزقي بِغَيرِ مَشَقَّةٍ مِنّي ، ولا تُهلِك روحي وجَسَدي في طَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ السّادِسَةِ : اللّهُمّ إنَّكَ عَيَّرتَ أقواما عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله فَقُلتَ : «قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَ لاَ تَحْوِيلاً» (1) فَيا مَن لا يَملِكُ كَشفَ الضُّرِّ عَنّا ولا تَحويلَهُ غَيرُهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاكشِف ما بي مِن ضُرٍّ وحَوِّلهُ عَنّي ، وَانقُلني في هذا الشَّهرِ العَظيمِ مِن ذُلِّ المَعاصي إلى عِزِّ الطّاعَةِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ السّابِعَةِ : اللّهُمّ ارزُقنِي التَّجافِيَ عَن دارِ الغُرورِ (2) وَالإِنابَةَ إلى دارِ الخُلودِ ، وَالاِستِعدادَ لِلمَوتِ قَبلَ حُلولِ الفَوتِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ واُقسِمُ عَلَيكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ سَمّاكَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ
.
ص: 332
عِندَكَ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ الأَعظَمِ الَّذي حَقَّ عَلَيكَ أن تُجيبَ مَن دَعاكَ بِهِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تُسعِدَني في هذهِ اللَّيلَةِ سَعادَةً لا أشقى بَعدَها أبَدا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ الثّامِنَةِ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَهَبَ لي قَلبا خاشِعا ولِسانا صادِقا وجَسَدا صابِرا ، وتَجعَلَ ثَوابَ ذلِكَ الجَنَّةَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وفِي اللَّيلَةِ التّاسِعَةِ : اللّهُمّ لا تَفتِنّي بِطَلَبِ ما زَوَيتَ (1) عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، فَأَغنِني يا رَبِّ بِرِزقٍ واسِعٍ بِحَلالِكَ عَن حَرامِكَ ، وَارزُقنِي العِفَّةَ في بَطني وفَرجي ، وفَرِّج عَنّي كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ ، ولا تُشمِت بي عَدُوّي ، ووَفِّق لي لَيلَةَ القَدرِ عَلى أفضَلِ ما رَآها أحَدٌ مِن خَلقِكَ ، ووَفِّقني لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، وَافعَل بي كَذا وكَذا السّاعَةَ السّاعَةَ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ . وتَقولُ هذا الدُّعاءَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَخيرِ . وفِي اللَّيلَةِ العاشِرَةِ : اللّهُمّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ ومُنَزِّلَ القُرآنِ ، وهذا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ ، أي رَبِّ إنّي أعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ أن يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذهِ أو يَخرُجَ شَهرُ رَمَضانَ ولَكَ عِندي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُريدُ أن تُعَذِّبَني عَلَيهِ يَومَ ألقاكَ إلاّ غَفَرتَهُ لي بِكَرَمِكَ وجودِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، اللّهُمّ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
.
ص: 333
وأكثِر وأنتَ قائِمٌ وقاعِدٌ وراكِعٌ وساجِدٌ مِن قَولِكَ : يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ، يا باعِثَ مَن فِي القُبورِ ، يا مُجرِيَ البُحورِ ، يا مُلَيِّنَ الحَديدِ لِداودَ عليه السلام ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وكَذا السّاعَةَ السّاعَةَ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ . (1)
6 / 3الاِعتِكافالسيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :إنَّ الاِعتِكافَ في هذهِ العَشرِ الاُخَرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَظيمُ الفَضلِ وَالرُّجحانِ ، مُقَدَّمٌ عَلى غَيرِهِ مِنَ الأَزمانِ . وقَد رَوَينا بِعِدَّةِ طُرُقٍ عَنِ الشَّيخِ مُحَمَّدِ بنِ يَعقوبٍ الكُلَيني ، وأبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ بابَوَيهِ ، وجَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ _ قَدَّسَ اللّهُ أرواحَهُم _ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَعتَكِفُ هذهِ العَشرَ الاُخَرَ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (2)
الكافي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام :«كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا كانَ العَشرُ الأَواخِرُ اعتَكَفَ فِي المَسجِدِ ، وضُرِبَت لَهُ قُبَّةٌ مِن شَعرٍ ، وشَمَّرَ المِئزَرَ (3) ، وطَوى فِراشَهُ» 4 . وقالَ بَعضُهُم : وَاعتَزَلَ النِّساءَ .
.
ص: 334
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : «أمَّا اعتِزالُ النِّساءِ فَلا» . (1)
تعليققال السيّد ابن طاووس قدس سره : اعلم أنّ كمال الاعتكاف هو إيقاف العقول والقلوب والجوارح على مجرّد العمل الصالح ، وحبسها على باب اللّه جلّ جلاله ، ومقدّس إرادته ، وتقييدها بقيود مراقباته ، وصيانتها عمّا يصون الصائم كمال صونه عنه ، ويزيد على احتياط الصائم في صومه زيادة معنى المراد من الاعتكاف ، والتلزّم بإقباله على اللّه وترك الإعراض عنه . فمتى أطلق المعتكف خاطرا لغير اللّه في طرق أنوار عقله وقلبه ، أو استعمل جارحة في غير الطاعة لربّه ، فإنّه يكون قد أفسد من حقيقة كمال الاعتكاف بقدر ما غفل أو هوّن به من كمال الأوصاف . (2)
وانظر : ص 211 (ما يؤكد استحبابه من الأعمال / الاعتكاف) .
6 / 4زِيارَةُ الإِمامِ الحُسَينِالإقبال عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر :سَمِعتُ الرِّضا عَلِيَّ بنَ موسى عليهماالسلاميَقولُ : «عُمرَةٌ في شَهرِ رَمَضانَ تَعدِلُ حَجَّةً ، وَاعتِكافُ لَيلَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ يَعدِلُ حَجَّةً ، وَاعتِكافُ لَيلَةٍ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعِندَ قَبرِهِ يَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً ، ومَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام يَعتَكِفُ عِندَهُ العَشرَ الغَوابِرَ (3) مِن شَهرِ رَمَضانَ
.
ص: 335
فَكَأَ نَّمَا اعتَكَفَ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ومَنِ اعتَكَفَ عِندَ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ ذلِكَ أفضَلَ لَهُ مِن حَجَّةٍ وعُمرَةٍ بَعدَ حَجَّةِ الإِسلامِ» . قالَ الرِّضا عليه السلام : «وَليَحرِص مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ ألاّ يَفوتَهُ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ عِندَهُ ، وهِيَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ ؛ فَإِنَّهَا اللَّيلَةُ المَرجُوَّةُ» . قالَ : «وأدنَى الاِعتِكافِ ساعَةٌ بَينَ العِشاءَينِ ؛ فَمَنِ اعتَكَفَها فَقَد أدرَكَ حَظَّهُ _ أو قالَ : نَصيبَهُ _ مِن لَيلَةِ القَدرِ» . (1)
وانظر : ص 208 (ما يؤكّد استحبابه من الأعمال / زيارة الإمام الحسين) .
6 / 5الاِجتِهادُ فِي العِبادَةِالسنن الكبرى عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجتَهِدُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن رَمَضانَ ما لا يَجتَهِدُ في غَيرِها . (2)
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ العَشرُ أحيَا اللَّيلَ ، وأيقَظَ أهلَهُ ، وجَدَّ وشَدَّ المِئزَرَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يوقِظُ أهلَهُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن رَمَضانَ . (4)
.
ص: 336
عنه عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا كانَ العَشرُ الأَواخِرُ مِن رَمَضانَ شَمَّرَ المِئزَرَ ، وَاعتَزَلَ النِّساءَ . (1)
عنه عليه السلام :إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِنَ العَشرِ قامَ [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ... ثُمَّ قامَ ، وشَمَّرَ وشَدَّ المِئزَرَ ، وبَرَزَ مِن بَيتِهِ ، وَاعتَكَفَ وأحيَا اللَّيلَ كُلَّهُ ، وكانَ يَغتَسِلُ كُلَّ لَيلَةٍ مِنهُ بَينَ العِشاءَينِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ إذا دَخَلَ العَشرُ الأَواخِرُ شَدَّ المِئزَرَ ، وَاجتَنَبَ النِّساءَ ، وأحيَا اللَّيلَ ، وتَفَرَّغَ لِلعِبادَةِ . (3)
الأصول الستّة عشر عن إسحاق بن عمّار أو سماعة بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام :«كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ العَشرُ الأَواخِرُ ، ضُرِبَت لَهُ قُبَّةُ شَعرٍ ، وشَدَّ المِئزَرَ» . قالَ : قُلتُ لَهُ : وَاعتَزَلَ النِّساءَ؟ قالَ : «أمَّا اعتِزالُ النِّساءِ فَلا» . (4)
وانظر : ص 333 ، ح 576 والهامش 4 .
.
ص: 337
الفصل السابع : نَوافِلُ شَهرِ رَمَضانَ7 / 1صَلاةُ رَكعَتَينِ في كُلِّ لَيلَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى في شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ لَيلَةٍ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ثَلاثَ مَرّاتٍ _ إن شاءَ صَلاّهُما في أوَّلِ اللَّيلِ (1) _ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ اللّهَ عز و جل يَبعَثُ بِكُلِّ رَكعَةٍ مِئَةَ ألفِ مَلَكٍ يَكتُبونَ لَهُ الحَسَناتِ ويَمحونَ عَنهُ السَّيِّئاتِ ويَرفَعونَ لَهُ الدَّرَجاتِ ، وأعطاهُ ثَوابَ مَن أعتَقَ سَبعينَ رَقَبَةً . (2)
7 / 2الصَّلَواتُ المُختَصَّةُ بِكُلِّ لَيلَةٍ عَلى حِدَةٍالإمام علي عليه السلام_ في فَضلِ شَهرِ رَمَضانَ وفَضلِ الصَّلاةِ فيهِ _: مَن صَلّى أوَّلَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، وخَمسَ
.
ص: 338
عَشرَةَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، أعطاهُ اللّهُ تَعالى ثَوابَ الصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ ، وغَفَرَ لَهُ جَميعَ ذُنوبِهِ وكانَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الفائِزينَ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ الثّانِيَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » عِشرينَ مَرَّةً ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ جَميعَ ذُنوبِهِ ، ووَسَّعَ عَلَيهِ رِزقَهُ وكَفى أمرَ سَنَتِهِ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَشرَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «فاتِحَةَ الكِتابِ» مَرَّةً ، وخَمسينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ناداهُ مُنادٍ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعالى : «ألا إنَّ فُلانَ ابنَ فُلانٍ عَتيقُ اللّهِ مِنَ النّارِ» ، وفُتِّحَت لَهُ أبوابُ السَّماواتِ ، ومَن قامَ تِلكَ اللَّيلَةَ فَأَحياها غَفَرَ اللّهُ لَهُ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ الرّابِعَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » عِشرينَ مَرَّةً ، رَفَعَ اللّهُ تَعالى لَهُ عَمَلَهُ تِلكَ اللَّيلَةَ كَعَمَلِ سَبعَةِ أنبِياءَ مِمَّن بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ الخامِسَةِ رَكعَتَينِ ، بِمِئَةِ مَرَّةٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » في كُلِّ رَكعَةٍ خَمسينَ مَرَّةً ، فَإِذا فَرَغَ صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ ، زاحَمَني يَومَ القِيامَةِ عَلى بابِ الجَنَّةِ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ السّادِسَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» ، و «تَبَ_رَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ» فَكَأَنَّما صادَفَ لَيلَةَ القَدرِ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ السّابِعَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ثَلاثَ عَشرَةَ مَرَّةً ، بَنَى اللّهُ لَهُ في جَنَّةِ عَدنٍ قَصرَي ذَهَبٍ ، وكانَ في أمانِ اللّهِ تَعالى إلى شَهرِ رَمَضانَ مِثلِهِ . ومَن صَلَّى اللَّيلَةَ الثّامِنَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ
.
ص: 339
«الحَمدَ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، وسَبَّحَ ألفَ تَسبيحَةٍ ، فُتِّحَت لَهُ أبوابُ الجِنانِ الثَّمانِيَةُ يَدخُلُ مِن أيِّها شاءَ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ التّاسِعَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ بَينَ العِشاءَينِ سِتَّ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» ، و«آيَةَ الكُرسِيِّ» سَبعَ مَرّاتٍ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله خَمسينَ مَرَّةً ، صَعِدَتِ المَلائِكَةُ بِعَمَلِهِ كَعَمَلِ الصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ . ومَن صَلّى فِي اللَّيلَةِ العاشِرَةِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِشرينَ رَكعَةً ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، وَسَّعَ اللّهُ عَلَيهِ رِزقَهُ وكانَ مِنَ الفائِزينَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ إحدى عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ» عِشرينَ مَرَّةً ، لَم يَتبَعهُ ذَنبُ ذلِكَ اليَومِ وإن جَهَدَ إبليسُ جَهدَهُ . ومَن صَلّى لَيلَةَ اثنَتَي عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، أعطاهُ اللّهُ تَعالى ثَوابَ الشّاكِرينَ ، وكانَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الفائِزينَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ ثَلاثَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «فاتِحَةَ الكِتابِ» مَرَّةً ، وخَمساً وعِشرينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» جاءَ يَومَ القِيامَةِ عَلَى الصِّراطِ كَالبَرقِ الخاطِفِ . ومَن صَلّى لَيلَةَ أربَعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ سِتَّ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، هَوَّنَ اللّهُ عَلَيهِ سَكَراتِ المَوتِ ومُنكَراً ونَكيراً . ومَن صَلّى لَيلَةَ النِّصفِ مِنهُ مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، وعَشرَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وصَلّى أيضاً أربَعَ رَكَعاتٍ يَقرَأُ فِي الاُولَيَينِ
.
ص: 340
مِئَةَ مَرَّةٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وَالاِثنَتَينِ الأَخيرَتَينِ خَمسينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو كانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ ، ورَملِ عالِجٍ (1) ، وعَدَدِ نُجومِ السَّماءِ ، ووَرَقِ الشَّجَرِ في أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَينٍ ، مَعَ ما لَهُ عِندَ اللّهِ مِنَ المَزيدِ . ومَن صَلّى لَيلَةَ سِتَّ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ اثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ» اِثنَتَي عَشرَةَ مَرَّةً ، خَرَجَ مِن قَبرِهِ وهُوَ رَيّانُ (2) يُنادي بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، حَتّى يَرِدَ القِيامَةَ ، فَيُؤمَرَ بِهِ إلَى الجَنَّةِ بِغَيرِ حِسابٍ . ومَن صَلّى لَيلَةَ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ فِي الاُولى : ما تَيَسَّرَ بَعدَ «فاتِحَةِ الكِتابِ» ، وفِي الثّانِيَةِ : مِئَةَ مَرَّةٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وقالَ : «لا إلهَ إلاَّ اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ،أعطاهُ اللّهُ ثَوابَ ألفِ ألفِ حَجَّةٍ وألفِ عُمرَةٍ، وألفِ غَزوَةٍ. ومَن صَلّى لَيلَةَ ثَمانِيَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» ، و «إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ» خَمساً وعِشرينَ مَرَّةً ، لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يُبَشِّرَهُ مَلَكُ المَوتِ بِأَنَّ اللّهَ تَعالى عَنهُ راضٍ غَيرُ غَضبانَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ خَمسينَ رَكعَةً ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «إِذَا زُلْزِلَتِ» خَمسينَ مَرَّةً ، لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ كَمَن حَجَّ مِئَةَ حَجَّةٍ ، واعتَمَرَ مِئَةَ عُمرَةٍ ، وقَبِلَ اللّهُ مِنهُ سائِرَ عَمَلِهِ . ومَن صَلّى لَيلَةَ عِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ فيها ما شاءَ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، فُتِّحَت لَهُ سَبعُ سَماواتٍ ، وَاستُجيبَ لَهُ الدُّعاءُ مَعَ ما لَهُ عِندَ اللّهِ مِنَ المَزيدِ .
.
ص: 341
ومَن صَلّى لَيلَةَ اثنَتَينِ (1) وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، فُتِّحَت لَهُ ثَمانِيَةُ أبوابِ الجَنَّةِ يَدخُلُ مِن أيِّها شاءَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِنهُ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ فيها ما شاءَ ، فُتِّحَت لَهُ أبوابُ السَّماواتِ السَّبعِ ، وَاستُجيبَ دُعاؤُهُ . ومَن صَلّى لَيلَةَ أربَعٍ وعِشرينَ مِنهُ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ فيها ما يَشاءُ ، كانَ لَهُ مِنَ الثَّوابِ كَمَن حَجَّ وَاعتَمَرَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ خَمسٍ وعِشرينَ مِنهُ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ فيهَا «الحَمدَ» ، وعَشرَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَوابَ العابِدينَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ سِتٍّ وعِشرينَ مِنهُ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ بَعدَ «الحَمدِ» ، «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، فُتِّحَت لَهُ سَبعُ سَماواتٍ ، وَاستُجيبَ لَهُ الدُّعاءُ ، مَعَ ما لَهُ عِندَ اللّهِ مِنَ المَزيدِ . ومَن صَلّى لَيلَةَ سَبعٍ وعِشرينَ مِنهُ أربَعَ رَكَعاتٍ ، بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» مَرَّةً ، و «تَبَ_رَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ» مَرَّةً ، فَإِن لَم يَحفَظ «تبارَكَ» فَبِخَمسٍ وعِشرينَ (2) مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ولِوالِدَيهِ . ومَن صَلّى لَيلَةَ ثَمانٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ سِتَّ رَكَعاتٍ ، بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» ، وعَشرَ مَرّاتٍ «آيَةِ الكُرسِيِّ» ، وعَشرَ مَرّاتٍ «إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ» وعَشرَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ . ومَن صَلّى لَيلَةَ تِسعٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» ، وعِشرينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، ماتَ مِنَ المَرحومينَ ، ورُفِعَ
.
ص: 342
كِتابُهُ في أعلى عِلِّيِّينَ . ومَن صَلّى لَيلَةَ الثَّلاثينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ اثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «فاتِحَةَ الكِتابِ» مَرَّةً ، وعِشرينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، ويُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ ، خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالرَّحمَةِ . (1)
7 / 3ألفُ رَكعَةٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍالإمام الصادق عليه السلام :إنِ استَطَعتَ أن تُصَلِّيَ في شَهرِ رَمَضانَ وغَيرِهِ فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ ألفَ رَكعَةٍ فَافعَل ؛ فَإِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كانَ يُصَلِّي فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ ألفَ رَكعَةٍ . (2)
وانظر : ص 345 ، ح 591 .
7 / 4ألفُ رَكعَةٍ فِي الشَّهرِوهِيَ المُسَمّاةُ بِ_ «نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ»الإمام الصادق عليه السلام :يُصَلّى في شَهرِ رَمَضانَ إلى ألفِ رَكعَةٍ . (3)
المقنعة :ومِن سُنَّتِهِ قِيامُ لَيلِهِ بِأَلفِ رَكعَةٍ سِوَى الإِحدى وَالخَمسينَ . (4)
.
ص: 343
كَلامٌ في فَضلِ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ وَالحَثِّ عَلَيهاقال الشيخ المفيد قدس سره : اعلم أنّ اللّه _ جلّ جلاله _ فضّل شهر رمضان على سائر الشهور ؛ لِما عَلِمَ من المصلحة في ذلك لِخَلقِهِ ، فَحَكَمَ به في الكتاب المسطور ، وأوجب فيه الصومَ إلزاماً ، وأكّد فيه المحافظة على الفرائض تأكيداً ، ونَدَبَ فيه إلى أفعال الخير ترغيباً ، وعظّم رُتبَتَهُ وشرّفه ، وأعلى شَأنَهُ وشيّد بنيانه ، فَخَبّر _ جلَّ اسمُهُ _ أنّه أنزل فيه القرآنَ العظيمَ ، وأنّ فيه ليلةً خيراً من ألفِ شهر للعالَمين . وكان ممّا نَدَبَ إليه من جملة ما رَغَّبَ فيه وحَثَّ عليه ، ألفُ ركعةٍ يأتي بها العبدُ في جميعه تقرّباً إليه ، وهي مع ذلك جُبرانٌ لِما يدخل من الخلل في الفرائض عليه ، فافهَمها _ أرشدك اللّه _ ، وحَصِّل عِلمَها ، واعزم على تأديتها تَكُن من المخلصين . (1) وقال أيضاً : واعلم أنّ هذه الألفَ ركعةٍ هي سِوى نوافلك الّتي تَطَّوَّعُ بها في سائر الشهور من نوافل الليل والنهار ؛ إذ هي لعظيم حرمة شهر رمضان زيادة عليها ، فلا تَدَعَنَّ تلك لاستعمالِ هذه ، ولا هذه لتلك ، واجمع بينهما ، واسأل اللّه تعالى المعونة والتوفيق لها . فقد روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال حين فرغ من شرح هذه الصلاة للمفضّل بن عمر الجعفي : «يا مُفَضَّلُ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ ، وَاللّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ» (2) . (3) وقال العالم الربّاني ملكي تبريزي قدس سره : ثمّ إنّه ينبغي للسالك أن يتروّى في حاله ، ويتأمّل في نشاطه وكسله ، وشغله وفراغه ، وقوّته وضعفه ، بالنسبة إلى النوافل
.
ص: 344
والمستحبّات ، ويختار منها _ بعد مراعاة حاله _ الأفضل فالأفضل . ومن جملة ذلك ما ورد في الأخبار الكثيرة من زيادة النوافل في هذا الشهر بألف ركعة ، فإن رأى العمل بالنسبة إليه أحسن،فهنيئاً له في توفيقه بذلك،ولكن لايترك الدعوات الواردة فيها (1) ؛فإنّ فيها مضامين عاليةً بعضُها لايوجد في غيرها من الدعوات،وليكن في ذلك حيّاً وصادقاً فيكون حظّه من قراءتها المناجاة مع قاضي الحاجات ، لا مجرّد التفوّه بالألفاظ، فإن حصل له حقيقة ما يقوله،ويصف من حاله ومقامه في هذه الدعوات ، فطوبى له وحسن مآب! فإنّ العبد إذا اتّصف قلبه بحال _ مثلاً _ يدعو فيه لنفسه الويل ، ويذكر ( من ) ويله وثبوره : أنّ ذنوبه بحيث لو علمت بها الأرض لاَبتَلَعَتهُ ، ولو عَلِمَت بها الجبالُ لَهدَّتهُ ، ولو علمت بها البحار لأغرقَتهُ _ كما ذكر ذلك في بعض الأدعية _ فإنّ ذلك حالٌ أظُنُّ أنّه لو حصل لإبليس لَأنجاهُ ، وكيف بمسلمٍ أو مؤمن!؟ [و] لاسيّما إذا كان خوفه واضطرابه من سَخَط مولاه أشدَّ من اضطرابه من عذاب النار كما يذكره بعد هذه الفقرات . فهذا حالٌ سَنِيٌّ (2) لا يوجد في قلب إلاّ وربُّهُ عنه راضٍ ، وهكذا غيرُها من المضامين الفاخرة الّتي أودَعوها في هذه الدعوات ؛ فإنّها مثارُ حالاتٍ وصفاتٍ للنفس والقلبِ يُحييهما ويُنجيهما من الهَلَكاتِ ، ويوصلهما إلى سنيّ الحالات وعالي الدرجات . ثمّ إنّ العامل إن كسل في بعض الأوقات ولم يكن له نشاطٌ للعمل ، فله أن يراقب حاله ، فإن ظنّ من حاله أنّه لو اشتغل بالعمل _ ولو بالتعمّل _ يورث له الحالَ ، فليَشتَغِل ولا يترك حتّى لا يتمكّن الخبيث من نفسه ؛ فإنّ الإنسان إن ترك العمل بمجرّد الكسل ، فإنّه ينجرّ ذلك إلى الترك الكلّيّ ، ولكن يتأمّل ويجتهد في حاله ، فإن رآه بترك عمل يزيد شوقه إليه فيما يأتي فليترك ولا يعوّد نفسه بالعمل عن الكسل ، وإن رأى أنّ تركه يورث تركاً آخر فليَعمَل ولا يترك ، وكثيراً ما يدخل السالك في العمل بالضجر والكسل ، ثمّ يحسن حاله في الأثناء فوق الأمل ، وله ألاّ يخطئ في اجتهاده في ترجيح الترك على العمل ؛ فإنّ الكسل في النفس أحلى من العسل ، وذلك قد يُعميهِ عن معرفة حقّ الواقع هذا . (3)
.
ص: 345
7 / 5تَرتيبُ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَالإمام الصادق عليه السلام :مِمّا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَصنَعُ في شَهرِ رَمَضانَ ، كانَ يَتَنَفَّلُ في كُلِّ لَيلَةٍ ، ويَزيدُ عَلى صَلاتِهِ الَّتي كانَ يُصَلّيها قَبلَ ذلِكَ _ مُنذُ أوَّلِ لَيلَةٍ إلى تَمامِ عِشرينَ لَيلَةً _ في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ؛ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ مِنها بَعدَ المَغرِبِ وَاثنَتَي عَشرَةَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، ويُصَلِّي فِي العَشرِ الأَواخِرِ في كُلِّ لَيلَةٍ ثَلاثينَ رَكعَةً ؛ اِثنَتَي عَشرَةَ مِنها بَعدَ المَغرِبِ وثَمانِيَ عَشرَةَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، ويَدعو ويَجتَهِدُ اجتِهاداً شَديداً ، وكانَ يُصَلِّي في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، ويُصَلّي في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، ويَجتَهِدُ فيهِما . (1)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة :دَخَلنا عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ : ما تَقولُ فِي الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ : «لِشَهرِ رَمَضانَ حُرمَةٌ وحَقٌّ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ ، صَلِّ مَا استَطَعتَ في شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعاً بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُصَلِّيَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ألفَ رَكعَةٍ فَافعَل ، إنَّ عَلِيّاً عليه السلام في آخِرِ عُمُرِهِ كانَ يُصَلّي في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ألفَ رَكعَةٍ ؛ فَصَلِّ _ يا أبا مُحَمَّدٍ _ زِيادَةً في رَمَضانَ» . فَقُلتُ : كَم _ جُعِلتُ فِداكَ! _؟ فَقالَ : «في عِشرينَ لَيلَةً تُصَلّي في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ، ثَمانِيَ رَكَعاتٍ قَبلَ العَتَمَةِ وَاثنَتا عَشرَةَ رَكعَةً بَعدَها ، سِوى ما كُنتَ تُصَلّي قَبلَ ذلِكَ ، فَإِذا
.
ص: 346
دَخَلَ العَشرُ الأَواخِرُ فَصَلِّ ثَلاثينَ رَكعَةً ، في كُلِّ لَيلَةٍ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ قَبلَ العَتَمَةِ وَاثنَتَينِ وعِشرينَ رَكعَةً بَعدَها ، سِوى ما كُنتَ تَفعَلُ قَبلَ ذلِكَ» . (1)
تهذيب الأحكام عن سماعة بن مهران :سَأَلتُهُ (2) عَن شَهرِ رَمَضانَ كَم يُصلّى فيهِ؟ فَقالَ : «كَما يُصَلّى في غَيرِهِ ، إلاّ أنَّ لِرَمَضانَ عَلى سائِرِ الشُّهورِ مِنَ الفَضلِ ما يَنبَغي لِلعَبدِ أن يَزيدَ في تَطَوُّعِهِ ، فَإِن أحَبَّ وقَوِيَ عَلى ذلِكَ أن يَزيدَ في أوَّلِ الشَّهرِ (إلى) (3) عِشرينَ لَيلَةً ؛ كُلَّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ، سِوى ما كانَ يُصَلّي قَبلَ ذلِكَ مِن هذهِ العِشرينَ ؛ اِثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً بَينَ المَغرِبِ وَالعَتَمَةِ ، وثَمانِيَ رَكَعاتٍ بَعدَ العَتَمَةِ ، ثُمَّ يُصَلّي صَلاةَ اللَّيلِ الَّتي كانَ يُصَلّي قَبلَ ذلِكَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ؛ وَالوَترَ ثَلاثَ رَكَعاتٍ ؛ رَكعَتَينِ يُسَلِّمُ فيهِما ، ثُمَّ يَقومُ فَيُصَلّي واحِدَةً يَقنُتُ فيها فَهذا الوَترُ ، ثُمَّ يُصَلّي رَكعَتَيِ الفَجرِ حينَ يَنشَقُّ الفَجرُ ، فَهذهِ ثَلاثَ عَشرَةَ رَكعَةً . فَإِذا بَقِيَ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَشرُ لَيالٍ ، فَليُصَلِّ ثَلاثينَ رَكعَةً في كُلِّ لَيلَةٍ سِوى هذهِ الثَّلاثَ عَشرَةَ رَكعَةً ، يُصَلِّي بَينَ المَغرِبِ وَالعِشاءِ اثنَتَينِ وعِشرينَ رَكعَةً ، وثَمانِيَ رَكَعاتٍ بَعدَ العَتَمَةِ ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعدَ صَلاةِ اللَّيلِ ثَلاثَ عَشرَةَ رَكعَةً كَما وَصَفتُ لَكَ . وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ وثَلاثٍ وعِشرينَ يُصَلِّي في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما _ إذا قَوِيَ عَلى ذلِكَ _ مِئَةَ رَكعَةٍ ، سِوى هذهِ الثَّلاثَ عَشرَةَ رَكعَةً ، وَليَسهَر فيهِما حَتّى يُصبِ_حَ ، فَإِنَّ ذلِكَ يُستَحَبُّ أن يَكونَ في صَلاةٍ ودُعاءٍ وتَضَرُّعٍ ؛
.
ص: 347
فَإِنَّهُ يُرجى أن تَكونَ لَيلَةُ القَدرِ في إحداهُما» . (1)
الاستبصار عن الحسن بن عليّ عن أبيه :كَتَبَ رَجُلٌ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام يَسأَلُهُ عَن صَلاةِ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ وعَنِ الزِّيادَةِ فيها؟ فَكَتَبَ عليه السلام إلَيهِ كِتاباً قَرَأتُهُ بِخَطِّهِ : «صَلِّ في أوَّلِ شَهرِ رَمَضانَ في عِشرينَ لَيلَةً عِشرينَ رَكعَةً ، صَلِّ مِنها ما بَينَ المَغرِبِ وَالعَتَمَةِ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، وبَعدَ العِشاءِ اثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً ، وفِي العَشرِ الأَواخِرِ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ بَينَ المَغرِبِ وَالعَتَمَةِ ، وَاثنَتَينِ وعِشرينَ رَكعَةً بَعدَ العَتَمَةِ ، إلاّ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ وثَلاثٍ وعِشرينَ فَإِنَّ المِئَةَ تُجزيكَ إن شاءَ اللّهُ . وذلِكَ سِوَى الخَمسينَ . وأكثِر مِن قِراءَةِ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ» » . (2)
الإقبال عن محمّد بن أحمد بن مطهّر :كَتَبتُ إلى سَيِّدي أبي مُحَمَّدٍ صاحِبِ العَسكَرِ عليه السلام : إنَّ رَجُلاً يَقولُ إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَزِد في صَلاتِهِ في شَهرِ رَمَضانَ عَلى ما كانَ يُصَلِّي في غَيرِهِ . فَكَتَبَ فِي الجَوابِ : «كَذِبَ ، فَضَّ اللّهُ فاهُ (3) ! كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُصَلِّي في عِشرينَ لَيلَةً مِن شَهرِ رَمَضانَ عِشرينَ رَكعَةً في كُلِّ لَيلَةٍ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، وفِي العَشرِ الأَواخِرِ في كُلِّ لَيلَةٍ ثَلاثينَ رَكعَةً» . (4)
الكافي :عَن مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ مُطَهَّرٍ أنَّهُ كَتَبَ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه السلام يُخبِرُهُ بِما
.
ص: 348
جاءَت بِهِ الرِّوايَةُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يُصَلِّي في شَهرِ رَمَضانَ وغَيرِهِ مِنَ اللَّيلِ ثَلاثَ عَشرَةَ رَكعَةً مِنهَا : الوَترُ ، ورَكعَتَا الفَجرِ . فَكَتَبَ عليه السلام : «فَضَّ اللّهُ فاهُ! صَلّى مِن شَهرِ رَمَضانَ في عِشرينَ لَيلَةً ، كُلَّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً : ثَمانِيَ بَعدَ المَغرِبِ ، وَاثنَتَي عَشرَةَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، وَاغتَسَلَ لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةَ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وصَلّى فيهِما ثَلاثينَ رَكعَةً : اثنَتَي عَشرَةَ بَعدَ المَغرِبِ ، وثَمانِيَ عَشرَةَ بَعدَ عِشاءِ الآخِرَةِ ، وصَلّى فيهِما مِئَةَ رَكعَةٍ يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، وصَلّى إلى آخِرِ الشَّهرِ كُلَّ لَيلَةٍ ثَلاثينَ رَكعَةً كَما فَسَّرتُ لَكَ» . (1)
تهذيب الأحكام عن محمّد بن أبي الصهبان ، عن محمّد بن سليمان :إنَّ عِدَّةً مِن أصحابِنَا اجتَمَعُوا عَلى هذا الحَديثِ ، مِنهُم : يونُسُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ ، عَن عبدِ اللّهِ بنِ سِنانٍ ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، وصَباحُ الحَذّاءِ ، عَن إسحاقِ بنِ عمّارٍ ، عَن أبِي الحَسَنِ عليه السلام ، وسَماعَةُ بنِ مِهرانٍ ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام . قالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيمانَ : وسَأَلتُ الرِّضا عليه السلام عَن هذا الحَديثِ فَأَخبَرَني بِهِ ، وقالَ هؤُلاءِ جَميعاً : سَأَلنا عَنِ الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ كَيفَ هِيَ؟ وكَيفَ فَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالوا جَميعاً:«إنَّهُ لَمّا دَخَلَت أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ صَلّى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله المَغرِبَ ، ثُمَّ صَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ الَّتي كانَ يُصَلّيهِنَّ بَعَدَ المَغرِبِ في كُلِّ لَيلَةٍ ، ثُمَّ صَلّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ ، فَلَمّا صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ وصَلَّى الرَّكعَتَينِ اللَّتَينِ كانَ يُصَلّيهِما بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، وهُوَ جالِسٌ في كُلِّ لَيلَةٍ قامَ فَصَلّى اثنَتَي عَشرَةَ
.
ص: 349
رَكعَةً ، ثُمَّ دَخَلَ بَيتَهُ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ النّاسُ ونَظَروا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقَد زادَ فِي الصَّلاةِ حينَ دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ سَأَلوهُ عَن ذلِكَ ، فَأَخبَرَهُم أنَّ هذهِ الصَّلاةَ صَلَّيتُها لِفَضلِ شَهرِ رَمَضانَ عَلَى الشُّهورِ . فَلَمّا كانَ مِنَ اللَّيلِ قامَ يُصَلّي فَاصطَفَّ النّاسُ خَلفَهُ ، فَانصَرَفَ إلَيهِم فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذهِ الصَّلاةَ نافِلَةٌ ولَن يُجتَمَعَ لِلنّافِلَةِ وَليُصَلِّ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم وَحدَهُ ، وَليَقُل ما عَلَّمَهُ اللّهُ مِن كتابِهِ ، وَاعلَموا أنَّهُ لاجَماعَةَ في نافِلَةٍ ، فَافتَرَقَ النّاسُ فَصَلّى كُلُّ واحِدٍ مِنهُم على حِيالِهِ لِنَفسِهِ . فَلَمّا كانَ لَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ اغتَسَلَ حينَ غابَتِ الشَّمسُ وصَلَّى المَغرِبَ بِغُسلٍ ، فَلَمّا صَلَّى المَغرِبَ وصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ الَّتي كانَ يُصَلّيها فيما مَضى في كُلِّ لَيلَةٍ بَعدَ المَغرِبِ دَخَلَ إلى بَيتِهِ ، فَلَمّا أقامَ بِلالٌ لِصَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَصَلّى بِالنّاسِ ، فَلَمّا انفَتَلَ صَلَّى الرَّكعَتَينِ وهُوَ جالِسٌ ، كَما كانَ يُصَلّي في كُلِّ لَيلَةٍ ، ثُمَّ قامَ فَصَلّى مَئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «فاتِحَةَ الكِتابَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن ذلِكَ صَلّى صَلاتَهُ الَّتي كانَ يُصَلّي كُلَّ لَيلَةٍ في آخِرِ اللَّيلِ وأوتَرَ . فَلَمّا كانَ لَيلَةُ عِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ فَعَلَ كَما كانَ يَفعَلُ قَبلَ ذلِكَ مِنَ اللَّيالي في شَهرِ رَمَضانَ ، ثَمانِيَ رَكَعاتٍ بَعدَ المَغرِبِ ، وَاثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ . فَلَمّا كانَت لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ اغتَسَلَ حينَ غابَتِ الشَّمسُ ، وصَلّى فيها مِثلَ ما فَعَلَ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ ، فَلَمّا كانَ في لَيلَةِ اثنَتَينِ وعِشرينَ زادَ في صَلاتِهِ فَصَلّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ بَعدَ المَغرِبِ ، وَاثنَتَينِ وعِشرينَ رَكعَةً بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ .
.
ص: 350
فَلَمّا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ اغتَسَلَ أيضاً ، كَمَا اغتَسَلَ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ ، وكَمَا اغتَسَلَ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، ثُمَّ فَعَلَ مِثلَ ذلِكَ» . قالوا : فَسَأَلوهُ عَن صَلاةِ الخَمسينَ ما حالُها في شَهرِ رَمَضانِ؟ فَقالَ : «كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُصَلِّي هذهِ الصَّلاةَ ، ويُصَلِّي صَلاةَ الخَمسينَ عَلى ما كانَ يُصَلِّي في غَيرِ شَهرِ رَمَضانَ ولايَنقُصُ مِنها شَيئاً» . (1)
تهذيب الأحكام عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام :«يُصَلّى في شَهرِ رَمَضانَ زِيادَةُ ألفِ رَكعَةٍ» . قالَ : قُلتُ : ومَن يَقدِرُ عَلى ذلِكَ؟ قالَ : «لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ ، ألَيسَ تُصَلّي (2) في شَهرِ رَمَضانَ زِيادَةَ ألفِ رَكعَةٍ ، في تِسعَ عَشرَةَ مِنهُ في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ، وفي لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، وفي لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، وتُصَلّي في ثَمانِ لَيالٍ مِنهُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ ثَلاثينَ رَكعَةً ، فَهذهِ تِسعُمِئَةٍ وعِشرونَ رَكعَةً» . قالَ : قُلتُ : جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ! فَرَّجتَ عَنّي لَقَد كانَ ضاقَ بِيَ الأَمرُ ، فَلَمّا أن أتَيتَ لي بِالتَّفسيرِ فَرَّجتَ عَنّي ، فَكَيفَ تَمامُ الأَلفِ رَكعَةٍ؟ قالَ : «تُصَلّي في كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ في شَهرِ رَمَضانِ أربَعَ رَكَعاتٍ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وتُصَلّي رَكعَتَينِ لاِبنَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وتُصَلّي بَعدَ الرَّكعَتَينِ أربَعَ رَكَعاتٍ لِجَعفَرٍ الطَّيّارِ ، وتُصَلِّي في لَيلَةِ الجُمُعَةِ فِي العَشرِ الأَواخِرِ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام عِشرينَ رَكعَةً ، وتُصَلّي في عَشِيَّةِ الجُمُعَةِ لَيلَةَ السَّبتِ عِشرينَ رَكعَةً لاِبنَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله » .
.
ص: 351
ثُمَّ قالَ : «اِسمَع وعِه وعَلِّم ثِقاتِ إخوانِكَ هذهِ الأَربَعَ وَالرَّكعَتَينِ ؛ فَإِنَّهُما أفضَلُ الصَّلواتِ بَعدَ الفَرائِضِ ، فَمَن صَلاّها في شَهرِ رَمَضانِ أو غَيرِهِ انفَتَلَ (1) ولَيسَ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ عز و جل مِن ذَنبٍ» . ثُمَّ قالَ : «يا مُفَضَّلَ بنَ عُمَرَ ، تَقرَأُ في هذهِ الصَّلاةِ كُلِّها _ أعني صَلاةَ شَهرِ رَمَضانَ _ ، الزِّيادَةَ مِنها «بِالحَمدِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، إن شِئتَ مَرَّةً ، وإن شِئتَ ثَلاثاً ، وإن شِئتَ خَمساً ، وإن شِئتَ سَبعاً ، وإن شِئتَ عَشراً . فَأَمّا صَلاةُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَإِنَّهُ تَقرَأُ فيها «بِ_ «الحَمدِ» في كُلِّ رَكعَةٍ وخَمسينَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، وتَقرَأُ في صَلاةِ ابنَةِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام في أوَّلِ رَكعَةٍ بِ_«الحَمدِ» ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ بِ_«الحَمدِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذا سَلَّمتَ فِي الرَّكعَتَينِ سَبِّح تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ، وهُوَ : اللّهُ أكبَرُ أربَعاً وثَلاثينَ مَرَّةً ، وَالحَمدُ للّهِِ ثَلاثاً وثَلاثينَ مَرَّةً ، وسُبحانَ اللّهِ ثَلاثاً وثَلاثينَ مَرَّةً ، فَوَاللّهِ لَو كانَ شَيءٌ أفضَلَ مِنهُ لَعَلَّمَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إيّاها» . وقالَ لي : «تَقرَأُ في صَلاةِ جَعفَرٍ فِي الرَّكعَةِ الاُولى «الحَمدَ» ، و «إِذَا زُلْزِلَتِ» ، وفِي الثّانِيَةِ «الحَمدَ» ، وَ«العادِياتِ» ، وفِي الثّالِثَةِ «الحَمدَ» ، و «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ» ، وفِي الرّابِعَةِ «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» » . ثُمَّ قالَ لي : «يا مُفَضَّلُ ، ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ ، وَاللّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ» . (2)
.
ص: 352
. .
ص: 353
كَلامٌ في نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ وتَرتيبهايحفل شهر رمضان بنوافل إضافية غير نوافل الصلوات الخمس ، فقد حثّت روايات أهل البيت عليهم السلام على نوافل اُخرى ، جاءت التوصية بها كما يلي : 1 . زيادة الصلوات مطلقا (1) . 2 . صلاة ركعتين في كلّ ليلة (2) . 3 . النوافل المختصّة باللّيالي التاسعة عشرة ، والحادية والعشرين والثالثة والعشرين (3) . 4 . النوافل المختصّة باللّيالي الثالثة عشرة ، والرابعة عشرة والخامسة عشرة (4) . 5 . النوافل المختصّة بليلة النصف من رمضان (5) . 6 . صلاة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة ، بل في كلّ يوم وفي كلّ ليلة (6) .
.
ص: 354
7 . صلاة ألف ركعة في شهر رمضان كلّه (1) . 8 . الصلوات المختصّة بكلّ ليلة على حدة (2) . بشأن هذه النوافل والصلوات الإضافية ، ثَمَّ عدد من النقاط المهمّة الّتي تسترعي الانتباه ، هي :
أوّلاً : حُرّية المصلّي في الاختياريظهر أنَّ الباعث من وراء حثّ روايات أهل البيت عليهم السلام على نوافل شهر رمضان بهذه الكثافة ، يعود لإعطاء المصلّي الفرصة لكي ينتخب منها ما يشاء بحسب حاله وعمله وقدرته والفرصة المتاحة له ، ولما يحقّق له الحظّ الأوفر من بركات هذا الشهر وفيوضاته المعنويّة ، وإلاّ فإنَّ الالتزام بجميع هذه النوافل في شهر رمضان لا يتيسّر للإنسان عمليّا .
ثانيا : عدم التزاحم مع عبادة أهمّإنَّ الحثّ عليها مشروط بألاّ يزاحم أداؤها أداءَ تكليف واجب أو مستحبّ أهمّ ، وإلاّ غدا تركها في حال المزاحمة لازما وضروريّا .
ثالثا : استحباب ألف ركعة في شهر رمضانهناك تركيز خاصّ على أداء ألف ركعة نافلة شهر رمضان ، وقد توفّرت الأخبار على بيان كيفيّتها عن النَّبي صلى الله عليه و آله ، وأئمّة أهل البيت عليهم السلام . والمشهور عند فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ذهابهم إلى استحباب صلاة ألف ركعة في هذا الشهر الفضيل علاوة على بقيّة النوافل . يذكر الفاضل النراقي ( ت 1245 ق ) في « مستند الشيعة » عند ذكر صلوات
.
ص: 355
النوافل غير اليوميّة ، ما نصّه : « الثالثة : ألف ركعة نافلة شهر رمضان زيادة على النوافل المرتّبة ؛ فإنَّها مستحبَّة على الأشهر روايةً وفتوىً ، بل عليه الإجماع عن السيّد (1) والحلِّي (2) والديلمي (3) خلافا للمحكي عن الصدوق (4) ، وفي الخلاف عن قوم من أصحابنا (5) ، ولطائفة من الأخبار (6) . وهما مردودان بالشذوذ ، مع أنّ ظاهر الصدوق في الفقيه الجواز المستلزم للاستحباب 7 ، فيكون الجواز إجماعيّا » (7) .
رابعا : ترتيب ألف ركعة النافلة في شهر رمضانتؤدّى الألف ركعة النافلة في شهر رمضان ، على أحد الترتيبين التاليين : 1 . يتنفّل في كلّ ليلة بعشرين ركعة إلى تمام عشرين ليلة ، ثماني ركعات منها
.
ص: 356
بعد صلاة المغرب ، واثنتي عشرة بعد العشاء الآخرة أو بالعكس ، ويضيف في العشر الأواخر في كلّ ليلة عشر ركعات بعد صلاة العشاء ، ويضيف أيضا في ليالي القدر الثلاث في كلّ ليلة مئة ركعة (1) . 2 . يصلِّي في كلّ ليلة حتّى اللّيلة التاسعة عشرة بعشرين ركعة ، ويصلِّي في اللّيالي التّاسعة عشرة والحاديّة والعشرين والثّالثة والعشرين في كلّ منها مئة ركعة ، ثُمَّ يصلِّي في الليالي الثماني الأواخر في كلّ ليلة ثلاثين ركعة ليكون المجموع ( 920 ) ركعة (2) . أمّا الثمانون ركعة الباقية ، فتؤدّى على النحو التالي : تصلِّي في كلّ يوم جمعة في شهر رمضان أربع ركعات صلاة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وركعتين صلاة السيّدة فاطمة عليهاالسلام ، وأربع ركعات صلاة جعفر الطيّار ، وتصلِّي في ليلة الجمعة الأخيرة عشرين ركعة للإمام عليّ عليه السلام ، وتصلِّي في عشيّتها ليلة السبت عشرين ركعة للسيّدة فاطمة عليهاالسلام (3) . اتّضح من النصوص الحديثية في المتن أنَّ هناك روايات دالّة على الصيغتين كلتيهما ، ومن ثَمَّ فإنَّ مقتضى الجمع بين الروايات هو التخيير كما ذهب إليه في «مستند الشيعة» .
.
ص: 357
7 / 6أوَّلُ مَن صَلَّى النَّوافِلَ جَماعَةًنوافل شهر رمضانلقد اتّضح من الروايات المتقدّمة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان كثير التنفّل في شَهر رمضان ، وكان يرغّب النّاس ويحثّهم على ذلك . ثمّ إنّها كانت تُصلّى فرادى لاجماعةً ، وإنّما أخذ الناس بصلاة النافلة في شهر رمضان جماعةً في زمن عمر بن الخطّاب وبأمرٍ منه . وإليك بيان ذلك :
صحيح مسلم عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُرَغِّبُ في قِيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أن يَأمُرَهُم فيهِ بِعَزيمَةٍ (1) ، فَيَقولُ : «مَن قامَ رَمَضانَ إيماناً وَاحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالأَمرُ عَلى ذلِكَ (2) ، ثُمَّ كانَ الأَمرُ عَلى ذلِكَ في خِلافَةِ أبي بَكرٍ وصَدراً مِن خِلافَةِ عُمَرَ عَلى ذلِكَ . (3)
صحيح البخاري عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريّ :خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لَيلَةً في رَمَضانَ إلَى المَسجِدِ ، فَإِذَا النّاسُ أوزاعٌ (4) مُتَفَرِّقونَ ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفسِهِ ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلّي بِصَلاتِهِ الرَّهطُ (5) ، فَقالَ عُمَرُ : إنّي أرى لَو جَمَعتُ هؤُلاءِ عَلى قارِىًواحِدٍ لَكانَ أمثَلَ ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُم عَلى اُبَيِّ بنِ كَعبٍ ، ثُمَّ خَرَجتُ مَعَهُ لَيلَةً اُخرى وَالنّاسُ يُصَلّونَ بِصَلاةِ قارِئِهِم . قالَ عُمَرُ : نِعمَ البِدعَةُ هذهِ! (6)
.
ص: 358
الإمام الصادق عليه السلام :صَومُ شَهرِ رَمَضانَ فَريضَةٌ ، وَالقِيامُ في جَماعَةٍ في لَيلِهِ بِدعَةٌ ، وما صَلاّها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولَو كانَ خَيراً ما تَرَكَها ، وقَد صَلّى في بَعضِ لَيالي شَهرِ رَمَضانَ وَحدَهُ صلى الله عليه و آله ، فَقامَ قَومٌ خَلفَهُ فَلَمّا أحَسَّ بِهِم دَخَلَ بَيتَهُ ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاثَ لَيالٍ ، فَلَمّا أصبَحَ بَعدَ ثَلاثِ لَيالٍ صَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ . ثُمَّ قالَ : «أيُّهَا النّاسُ ، لاتُصَلّوا غَيرَ الفَريضَةِ لَيلاً في شَهرِ رَمَضانَ ولا في غَيرِهِ في جَماعَةٍ ، إنَّ الَّذي صَنَعتُم بِدعَةٌ ، ولا تُصَلّوا ضُحىً ؛ فَإِنَّ الصَّلاةَ ضُحىً بِدعَةٌ ، وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ ، وكُلُّ ضَلالَةٍ سَبيلُها إلَى النّارِ» ، ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ يَقولُ : «عَمَلٌ قَليلٌ في سُنَّةٍ ، خَيرٌ مِن عَمَلٍ كَثيرٍ في بِدعَةٍ ... » . وإنَّ الصَّلاةَ نافِلَةً في جَماعَةٍ في لَيلِ شَهرِ رَمَضانَ لَم تَكُن في عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ولَم تَكُن في أيّامِ أبي بَكرٍ ، ولا في صَدرٍ مِن أيّامِ عُمَرَ ، حَتّى أحدَثَ ذلِكَ عُمَرُ فَاتَّبَعوهُ عَلَيهِ . (1)
تهذيب الأحكام عن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الصَّلاةِ في رَمَضانَ فِي المَساجِدِ؟ قالَ : «لَمّا قَدِمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام الكوفَةَ أمَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام أن يُنادِيَ فِي النّاسِ : لا صَلاةَ في شَهرِ رَمَضانَ فِي المَساجِدِ جَماعَةً ، فَنادى فِي النّاسِ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام بِما أمَرَهُ بِهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ مَقالَةَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ صاحوا : واعُمَراه واعُمَراه!! فَلَمّا رَجَعَ الحَسَنُ عليه السلام إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ لَهُ : ما هذا الصَّوتُ؟ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، النّاسُ يَصيحونَ : واعُمَراه واعُمَراه!!
.
ص: 359
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : قُل لَهُم : صَلّوا !» . (1)
تفسير العيّاشي عن أحدهما عليهماالسلام :لَمّا كانَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام فِي الكوفَةِ أتاهُ النّاسُ فَقالوا : اِجعَل لَنا إماماً يَؤُمُّنا في شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ : لا ، ونَهاهُم أن يَجتَمِعوا فيهِ ، فَلَمّا أمسَوا جَعَلوا يَقولونَ : اِبكوا في رَمَضانَ ، وارَمَضاناه! فَأَتاهُ الحارِثُ الأَعوَرُ في اُناسٍ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ضَجَّ النّاسُ وكَرِهوا قَولَكَ . فَقالَ عِندَ ذلِكَ : «دَعوهُم وما يُريدونَ ، لِيُصَلِّيَ بِهِم مَن شاؤوا» ، ثُمَّ قالَ : «فَمَن «يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيرًا» (2) » . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :قَد عَمِلَتِ الوُلاةُ قَبلي أعمالاً خالَفوا فيها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ... . مُغَيِّرينَ لِسُنَّتِهِ،ولَو حَمَلتُ النّاسَ عَلى تَركِها وحَوَّلتُها إلى مَواضِعِها وإلى ما كانَت في عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَتَفَرَّقَ عَنّي جُندي ... . وَاللّهِ لَقَد أمَرتُ النّاسَ ألاّ يَجتَمِعوا في شَهرِ رَمَضانَ إلاّ في فَريضَةٍ ، وأعلَمتُهُم أنَّ اجتِماعَهُم فِي النَّوافِلِ بِدعَةٌ ، فَتنادى بَعضُ أهلِ عَسكَري مِمَّن يُقاتِلُ مَعي : يا أهلَ الإِسلامِ ، غُيِّرَت سُنَّةُ عُمَرَ! يَنهانا عَنِ الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعاً . ولَقَد خِفتُ أن يَثوروا في ناحِيَةِ جانِبِ عَسكَري ! ... . (4)
.
ص: 360
7 / 7أدعِيَةُ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ 1أ _ الدُّعاءُ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِالإقبال عن رجاء بن يحيى بن سامان :خَرَجَ إلَينا مِن دارِ سَيِّدِنا أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ صاحِبِ العَسكَرِ سَنَةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ ، فَذَكَرَ الرِّسالَةَ المُقنِعَةَ بِأَسرِها . قالَ : وَليَكُن مِمّا تَدعو بِهِ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ مِن نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ : اللّهُمّ اجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ ، وفيما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ ، أن تَجعَلَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذُنوبُهُم ، وأسأَلُكَ أن تُطيلَ عُمُري في طاعَتِكَ ، وتُوَسِّعَ لي في رِزقي ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
ب _ أدعِيَةُ العِشرينَ رَكعَةًالسيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :وها نَحنُ نَبدَأُ بَينَ كُلِّ رَكعَةٍ بِدَعَواتٍ مُختَصَراتٍ (2) ، نَنقُلُها مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ ، أمَدَّهُ اللّهُ تَعالى
.
ص: 361
بِالرَّحَماتِ وَالعِناياتِ . فَمِنها في تَهذيبِ الأَحكامِ وغَيرِهِ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : [1 و 2] «إذا صَلَّيتَ المَغرِبَ ونَوافِلَها فَصَلِّ الثَّمانِيَ رَكَعاتٍ الَّتي بَعدَ المَغرِبِ ، فَإِذا صَلَّيتَ رَكعَتَينِ فَسَبِّح تَسبيحَ الزَّهراءِ عليهاالسلام بَعدَ كُلِّ رَكعَتَينِ ، وقُل : اللّهُمّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دونَكَ شَيءٌ ، وأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجني مِن كُلِّ سُوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ » (1) ... . [3 و 4] ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ بِإِسنادِهِ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا فَقَهَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُحيِي المَوتى ، ويُميتُ الأَحياءَ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، وَالحَمُد للّهِِ الَّذي ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمَلَكَتِهِ (2) ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ مايَشاءُ ولايَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ
.
ص: 362
مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجني مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ وسَلَّمَ تَسليماً كَثيراً (1) ... . [5 و 6] ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما دَعاكَ بِهِ عِبادُكَ الَّذينَ اصطَفَيتَهُم لِنَفسِكَ ، المَأمونونَ عَلى سِرِّكَ ، المُحتَجِبونَ بِغَيبِكَ ، المُستَسِرّونَ بِدينِكَ المُعلِنونَ بِهِ ، الواصِفونَ لِعَظَمَتِكَ ، المُنَزَّهونَ (2) عَن مَعاصيكَ ، الدّاعونَ إلى سَبيلِكَ ، السّابِقونَ في عِلمِكَ ، الفائِزونَ بِكَرامَتِكَ . أدعوكَ عَلى مَواضِعِ حُدودِكَ وكَمالِ طاعَتِكَ ، وبِما يَدعوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي ما أنتَ أهلُهُ ، ولا تَفعَلَ بي ما أنَا أهلُهُ (3) ... . [7 و 8] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ مِمّا رَواهُ عَن مَولانَا الصّادِقِ عليه السلام : يا ذَا المَنِّ لا يُمَنُّ (4) عَلَيكَ ، يا ذَا الطَّولِ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، ظَهرُ اللاّجينَ ، ومَأمَنُ الخائِفينَ ، وجارُ المُستَجيرينَ ، إن كان في اُمِّ الكِتابِ عِندَكَ أنّي شَقِيٌّ أو مَحرومٌ أو مُقتَّرٌ عَلَيَّ رِزقي ، فَامحُ مِن اُمِّ الكِتابِ شَقائي
.
ص: 363
وحِرماني وإقتارِ رِزقي ، واكتُبني عِندَكَ سَعيداً مُوَفَّقاً لِلخَيرِ مُوَسَّعاً عَلَيَّ في رِزقِكَ . فَإِنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ المُرسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ : «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَ_بِ» (1) ، وقُلتَ : «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ» (2) وأنَا شَيءٌ فَلتَسَعني رَحمَتُكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (3) وَادعُ بِما بَدالَكَ ... . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ سَجَدتَ وقُلتَ في سُجودِكَ ، ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله : اللّهُمّ أغنِني بِالعِلمِ ، وزَيِّنّي بِالحِلمِ ، وكَرِّمني بِالتَّقوى ، وجَمِّلني بِالعافِيَةِ ، يا وَلِيَّ العافِيَةِ ، عَفوَكَ عَفوَكَ مِنَ النّارِ . فَإِذا رَفَعتَ رَأسَكَ فَقُل : يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، أسأَلُكَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ ، بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا رَحمانُ ، يا أللّهُ يا رَبِّ ، ياقَريبُ يا مُجيبُ ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ . أسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ تُحِبُّ أن تُدعى بِهِ ، وبِكُلِّ دَعوَةٍ دَعاكَ بِها أحَدٌ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ فَاستَجَبتَ لَهُ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَصرِفَ قَلبي إلى خَشيَتِكَ ورَهبَتِكَ وأن تَجعَلَني مِنَ
.
ص: 364
المُخلَصينَ ، وتُقَوِّيَ أركاني كُلَّها لِعِبادَتِكَ ، وتَشرَحَ صَدري لِلخَيرِ وُالتُّقى ، وتُطلِقَ لِساني لِتِلاوَةِ كِتابِكَ ، يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . وَادعُ بِما أحبَبتَ . ثُمَّ صَلِّ العِشاءَ الآخِرَةَ وَما يَتَعَقَّبُها . (1)
السيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :فَصلٌ فيما نَذكُرُهُ مِن تَرتيبِ نافِلَةِ شَهرِ رَمَضانَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ وأدعِيَتِها في كُلِّ لَيلَةٍ تَكونُ نافِلَتُها عِشرينَ رَكعَةً أيضاً : [9 و 10] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ بَعدَهُما ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِبَهائِكَ وجَلالِكَ وجَمالِكَ وعَظَمَتِكَ ونورِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ ، وبِأَسمائِكَ وعِزَّتِكَ ، وقُدرَتِكَ ومَشِيَّتِكَ ونَفاذِ أمرِكَ ، ومُنتَهى رِضاكَ وشَرَفِكَ وكَرَمِكَ ، ودَوامِ عِزِّكَ وسُلطانِكَ ، وفَخرِكَ وعُلُوِّ شَأنِكَ وقَديمِ مَنِّكَ،وعَجيبِ آياتِكَ،وفَضلِكَ وجودِكَ، وعُمومِ رِزقِكَ وعَطائِكَ وخَيرِكَ وإحسانِكَ ، وتَفَضُّلِكَ وَامتِنانِكَ ، وشَأنِكَ وجَبَروتِكَ ، وأسأَلُكَ بِجَميعِ مَسائِلِكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتُنجِيَني مِنَ النّارِ وتَمُّنَ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، وتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزقِ الحَلالِ الطَّيِّبِ ، وتَدرَأَ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وتَمنَعَ لِساني مِنَ الكَذِبِ ، وقَلبي مِنَ الحَسَدِ ، وعَيني مِنَ الخِيانَةِ ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ ، وتَرزُقَني في عامي هذا وفي كُلِّ عامٍ الحَجَّ وَالعُمرَةَ ، وتَغُضَّ بَصَري وتُحصِنَ فَرجي ، وتُوَسِّعَ رِزقي وتَعصِمَني مِن كُلِّ سوءٍ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ (2) ... .
.
ص: 365
[11 و 12] ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله مِمّا رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ حُسنَ الظَنِّ بِكَ ، وَالصِّدقَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تَبتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ تَحمِلُني ضَرورَتُها عَلَى التَّعَرُّضِ (1) بِشَيءٍ مِن مَعاصيكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تُدخِلَني في حالٍ كُنتُ أو أكونُ فيها في عُسرٍ أو يُسرٍ ، أظُنُّ أنَّ مَعاصِيَكَ أنجَحُ لي مِن طاعَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أقولَ قَولاً حَقّاً مِن (2) طاعَتِكَ ألتَمِسُ بِهِ سِواكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تَجعَلَني عِظَةً لِغَيري ، وأعوذُ بِكَ أن يَكونَ أحَدٌ أسعَدَ بِما آتَيتَني بِهِ مِنّي ، وأعوذُ بِكَ أن أتَكَلَّفَ طَلَبَ ما لَم تَقسِم لي ، وما قَسَمتَ لي مِن قِسمٍ ، أو رَزَقتَني مِن رِزقٍ ، فَآتِني بِهِ في يُسرٍ مِنكَ ، وعافِيَةٍ حَلالاً طَيِّباً . وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَيءٍ زَحزَحَ بَيني وبَينَكَ ، أو باعَدَ بَيني وبَينَكَ ، أو نَقَصَ بِهِ حَظّي عِندَك ، أو صَرَفَ بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي ، وأعوذُ بِكَ أن تَحولَ خَطيئَتي أو ظُلمي أو جُرمي ، أو إسرافي عَلى نَفسي وَاتِّباعُ هَوايَ وَاستِعمالُ (3) شَهوَتي ، دونَ مَغفِرَتِكَ ورِضوانِكَ وثَوابِكَ ونائِلِكَ (4) وبَرَكاتِكَ ، ومَوعودِكَ الحَسَنِ الجَميلِ عَلى نَفسِكَ (5) ... . [13 و 14] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ
.
ص: 366
الطّوسِيِّ رحمه الله فيما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أَسأَلُكَ بِعَزائِمِ مَغفِرَتِكَ (1) وبِواجِبِ رَحمَتِكَ ، السَّلامَةَ مِن كُلِّ إثمٍ وَالغَنيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍّ ، وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ . اللّهُمّ دَعاكَ الدّاعونَ ودَعَوتُكَ ، وسَأَلَكَ السّائِلونَ وسَأَلتُكَ ، وطَلَبَكَ الطّالِبونَ وطَلَبتُ إلَيكَ . اللّهُمّ أنتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ ، وإلَيكَ مُنتَهَى الرَّغبَةِ وَالدُّعاءِ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ . اللّهُمّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلِ اليَقينَ في قَلبي ، وَالنّورَ في بَصَري،وَالنَّصيحَةَ في صَدري ، وذِكرَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني، ورِزقاً واسِعاً غَيرَ مَمنونٍ (2) ولامَحظورٍ فَارزُقني ، وبارِك لي فيما رَزَقتَني ، واجعَل غِنايَ في نَفسي ورَغبَتي فيما عِندَكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ (3) ... . [15 و 16] وتُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ مانَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله فيما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وفَرِّغني لِما خَلَقتَني لَهُ ولا تَشغَلني بِما قَد تَكَلَّفتُ (4) لي بِهِ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيماناً لا يَرتَدُّ ، ونَعيماً لا يَنفَدُ ، ومُرافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ في أعلى جَنَّةِ الخُلدِ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ رِزقَ يَومٍ بِيَومٍ لا قَليلاً فَأَشقى ولا كَثيراً فَأَطغى .
.
ص: 367
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقني مِن فَضلِكَ ما تَرزُقُني بِهِ الحَجَّ وَالعُمرَةَ في عامي هذا ، وتُقَوِّيني بِهِ عَلَى الصَّومِ وَالصَّلاةِ ، فَإِنَّكَ أنتَ رَبّي ورَجائي وعِصمَتي ، لَيسَ لي مُعتَصَمٌ إلاّ أنتَ ، ولا رَجاءٌ غَيرَكَ ، ولا مَنجى (1) مِنكَ إلاّ إلَيكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وآتِني فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِني بِرَحمَتِكَ عَذابَ النّارِ (2) ... . [17 و 18] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ رحمه الله فيما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام : اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ (3) ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ ، وأنتَ مُنتَهَى الشَّأنِ كُلِّهِ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ورَضِّني بِقَضائِكَ ، وبارِك لي في قَدَرِكَ ، حَتّى لا اُحِبُّ تَعجيلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخَيرَ ما عَجَّلتَ . اللّهُمّ وأوسِع عَلَيَّ مِن فَضلِكَ وَارزُقني بَرَكَتَكَ ، وَاستَعمِلني في طاعَتِكَ ، وتَوَفَّني عِندَ انقِضاءِ أجَلي عَلى سَبيلِكَ ، ولا تُوَلِّ أمري غَيرَكَ ، ولاتُزِغ (4) قَلبي بَعدَ إذ هَدَيتَني وهَب لي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ (5) ... .
.
ص: 368
[19 و 20] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما نَقَلناهُ مِن خَطِّ جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ فيما رَواهُ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام ، قالَ : وكانَ يُسَمّيهِ الدُّعاءَ الجامِعَ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ وأشهَدُ أنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، آمَنتُ بِاللّهِ وبِجَميعِ رُسُلِ اللّهِ وبِجَميعِ ما اُنزِلَت بِهِ جَميعُ رُسُلِ اللّهِ ، وأنَّ وَعدَاللّهِ حَقٌّ ولِقاءَهُ حَقٌّ ، وصَدَقَ اللّهُ وبَلَّغَ المُرسَلونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . وسُبحانَ اللّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُسَبَّحَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ ، ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُهَلَّلَ ، وَاللّهُ أكبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُكَبَّرَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مَفاتيحَ الخَيرِ وخَواتيمَهُ ، سَوابِغَهُ (1) وفَوائِدَهُ وبَرَكاتِهِ ، مِمّا بَلَغَ عِلمَهُ عِلمي وما قَصُرَ عِن إحصائِهِ حِفظي . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانهَج لي أسبابَ مَعرِفَتِهِ وَافتَح لي أبوابَهُ ، وغَشِّني بَرَكاتِ رَحمَتِكَ ، ومُنَّ عَلَيَّ بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزالَةِ عَن دينِكَ ، وطَهِّر قَلبي مِنَ الشَّكِّ ، ولا تَشغَل قَلبي بِدُنيايَ وعاجِلِ مَعاشي عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتي ، وَاشغَل قَلبي بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّي جَهلَهُ ، وذَلِّل لِكُلِّ خَيرٍ لِساني ، طَهِّر قَلبي مِنَ الرِّياءِ وَالسُّمعَةِ ولا تُجرِهِ في مَفاصلي ، وَاجعَل عَمَلي خالِصاً لَكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وأنواعِ الفَواحِشِ كُلِّها ، ظاهِرِها وباطِنِها وغَفَلاتِها ، وجَميعِ ما يُريدُني بِهِ الشَّيطانُ الرَّجيمُ ، وما يُريدُني بِهِ السُّلطانُ العَنيدُ ، مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ ، وأنتَ القادِرُ عَلى صَرفِهِ عَنّي .
.
ص: 369
اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن طَوارِقِ (1) الجِنِّ وَالإِنسِ وزَوابِعِهِم (2) وبَوائِقِهِم (3) ومَكايِدِهِم ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وأن اُستَزَلَّ عَن ديني فَتَفسُدَ عَلَيَّ آخِرَتي ، وأن يَكونَ ذلِكَ مِنهُم ضَرَراً عَلَيَّ في مَعاشي ، أو تَعَرُّضَ بَلاءٍ يُصيبُني مِنهُم لا قُوَّةَ لي بِهِ ، ولا صَبرَ لي عَلَى احتِمالِهِ ، فَلا تَبتَلِني يا إلهي بِمُقاساتِهِ ، فَيَمنَعَني ذلِكَ مِن ذِكرِكَ ويَشغَلَني عَن عِبادَتِكَ ، أنتَ العاصِمُ المانِعُ والدّافِعُ الواقي مِن ذلِكَ كُلِّهِ . أسأَلُكَ اللّهُمّ الرَّفاهِيَةَ في مَعيشَتي ما أبقَيتَني ، مَعيشَةً أقوى بِها عَلى طاعَتِكَ وأبلُغُ بِها رِضوانَكَ ، وأصيرُ بِها بِمَنِّكَ إلى دارِ الحَيَوانِ غَداً . اللّهُمّ ارزُقني رِزقاً حَلالاً يَكفيني ، ولا تَرزُقني رِزقاً يُطغيني ، ولا تَبتَلِني بِفَقرٍ أشقى بِهِ مُضَيَّقاً عَلَيَّ ، أعطِني حَظّاً وافِراً في آخِرَتي ، ومَعاشاً واسِعاً هَنيئاً مَريئاً في دُنيايَ ، ولا تَجعَلِ الدُّنيا عَلَيَّ سِجناً ولا تَجعَل فِراقَها عَلَيَّ حُزناً ، أجِرني مِن فِتنَتِها سَليماً ، وَاجعَل عَمَلي فيها مَقبولاً ، وسَعيي فيها مَشكوراً . اللّهُمّ ، ومَن أرادَني بِسوءٍ فَأَرِدهُ ، ومَن كادَني فيها فَكِدهُ ، وَاصرِف عَنّي هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَامكُر بِمَن مَكَرَ بي فَإِنَّكَ خَيرُ الماكِرينَ ، وَافقَأ (4) عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغاةِ الحَسَدَةِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأنزِل عَلَيَّ مِنكَ سَكينَةً ، وألبِسني دِرعَكَ الحَصينَةَ وَاحفَظني بِسِترِكَ الواقي ، وجَلِّلني عافِيَتَكَ النّافِعَةَ ، وصَدِّق
.
ص: 370
قَولي وفِعالي وبارِك لي في أهلِي ووُلدي ومالي ، وما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ وما تَوانَيتُ ، وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ فَاغفِر لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ كَما أنتَ أهلُهُ يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ (1) ... . ثُمَّ اسجُد وقُل : اللّهُمّ أغنِني بِالعِلمِ ، وزَيِّنّي بِالحِلمِ ، وكَرِّمني بِالتَّقوى ، وجَمِّلني بِالعافِيَةِ ، يا وَلِيَّ العافِيَةِ ، عَفوَكَ عَفوَكَ مِنَ النّارِ . ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ وقُل : يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، أسأَلُكَ يا لا إلهَ إلاَّ أنتَ (2) ، أسأَلُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا أللّهُ يا رَبُّ ، يا قَريبُ يا مُجيبُ ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ . أسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ تُحِبُّ أن تُدعى بِهِ ، وبِكُلِّ دَعوَةٍ دَعاكَ بِها أحَدٌ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ فَاستَجَبتَ لَهُ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَصرِفَ قَلبي إلى خَشيَتِكَ ورَهبَتِكَ ، وتَجعَلَني مِنَ المُخلَصينَ ، وتُقَوِّيَ أركاني كُلَّها لِعِبادَتِكَ ، وتَشرَحَ بِهِ صَدري لِلخَيرِ وَالتُّقى ، وتُطلِقَ لِساني لِتِلاوَةِ كِتابِكَ يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بى كَذا وكَذا . وتَسأَلُ حَوائِجَكَ . (3)
.
ص: 371
ج _ أدعِيَةُ الثَّمانينَ رَكعَةً تَمام المِئَةِ 1السيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :قَد رُوِيَ أنَّ هذهِ المِئَةَ رَكعَةٍ تُصَلّى في كُلِّ لَيلَةٍ مِنَ المُفرَدات (1) ، كُلُّ رَكعَةٍ بِ_ «الحَمدِ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ . وإن قَويتَ عَلى ذلِكَ فَاعمَل عَلَيهِ ، وَاغتَنِم _ أيُّهَا العَبدُ المَيِّتُ الفاني _ ما يَبلُغُ اجتِهادُكَ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّ سَمَّ الفَناءِ يَسري إلَى الأَعضاءِ مُذ خَرَجتَ إلى دارِ الفَناءِ ، وآخِرُهُ هُجومُ المَماتِ وَانقِطاعُ الأَعمالِ الصّالِحاتِ وأن تَصيرَ مِن جُملَةِ القُبورِ الدّارِساتِ المَهجوراتِ ، فَبادِر إلَى السَّعاداتِ الدّائِماتِ . فَصَلِّ ما تَقَدَّمَ ذِكرُهُ مِنَ العِشرينَ رَكعَةً وأدعِيَتِها ، وسَبِّح تَسبيحَ الزَّهراءِ عليهاالسلامبَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ مِن جَميعِ الرَّكَعاتِ ، ثُمَّ قُم فَصَلِّ الثَّمانينَ رَكعَةً الباقِياتِ . [ 21 و22] تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : يا حَسَنَ البَلاءِ عِندي ، يا قَديمَ العَفوِ عَنّي ، يا مَن لا غِناءَ لِشَيءٍ عَنهُ ، يا مَن لا بُدَّ لِشَيءٍ مِنهُ ، يا مَن مَرَدُّ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ ، يا مَن مَصيرُ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ ، تَوَلَّني سَيِّدي ولا تُوَلِّ أمري شِرارَ خَلقِكَ ، أنتَ خالِقي ورازِقي يا مَولايَ ، فَلا تُضَيِّعني . [ 23 و 24] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني مِن أوفَرِ عِبادِكَ نَصيباً مِن
.
ص: 372
كُلِّ خَيرٍ أنزَلتَهُ في هذهِ اللَّيلَةِ أو أنتَ مُنزِلُهُ ، مِن نورٍ تَهدي بِهِ أو رَحمَةٍ تَنشُرُها ، ومِن رِزقٍ تَبسُطُهُ ومِن ضُرٍّ تَكشِفُهُ ، ومِن بَلاءٍ تَرفَعُهُ ومِن سوءٍ تَدفَعُهُ ومِن فِتنَةٍ تَصرِفُها ، وَاكتُب لي ما كَتَبتَ لِأَولِيائِكَ الصّالِحينَ الَّذينَ استَوجَبوا مِنكَ الثَّوابَ ، وأمِنوا بِرِضاكَ عَنهُم مِنكَ العَذابَ . يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَجِّل فَرَجَهُم ، وَاغفِر لي ذَنبي ، وبارِك لي في كَسبي ، وقَنِّعني بِما رَزَقتَني ، ولا تَفتِنّي بِما زَوَيتَ عَنّي . [ 25 و 26] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ إلَيكَ نَصَبتُ يَدي ، وفيما عِندَكَ عَظُمَت رَغبَتي ، فَاقبَل يا سَيِّدي تَوبَتي وَارحَم ضَعفي وَاغفِر لي وَارحَمني ، وَاجعَل لي في كُلِّ خَيرٍ نَصيباً وإلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِك مِنَ الكِبرِ ومَواقِفِ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ما سَلَفَ مِن ذُنوبي ، وَاعصِمني فيما بَقِيَ مِن عُمُري ، وأورِد عَلَيَّ أسبابَ طاعَتِكَ وَاستَعمِلني بِها ، وَاصرِف عَنّي أسبابَ مَعصِيَتِكَ وحُل بَيني وبَينها ، وَاجعَلني وأهلي ووُلدي ومالي في وَدائِعِكَ الَّتي لا تَضيعُ ، وَاعصِمني مِنَ النّار . وَاصرِف عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وشَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وشَرَّ كُلِّ ضَعيفٍ أو شدَيدٍ مِن خَلقِكَ ، وشَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . [ 27 و 28] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ أنتَ مُتَعالِي الشَّأنِ ، عَظيمُ الجَبَروتِ شَديدُ المِحالِ (1) ، عَظيمُ
.
ص: 373
الكِبرياءِ ، قادِرٌ قاهِرٌ ، قَريبُ الرَّحمَةِ ، صادِقُ الوَعدِ ، وَفِيُّ العَهدِ ، قَريبٌ مُجيبٌ،سامِعُ الدُّعاءِ، قابِلُ التَّوبَةِ ، مُحصٍ لِما خَلَقتَ ، قادِرٌ عَلى ما أرَدتَ، مُدرِكٌ مَن طَلَبتَ،رازِقٌ مَن خَلَقتَ ، شَكورٌ إن شُكِرتَ ، ذاكِرٌ إن ذُكِرتَ. فَأَسأَلُكَ يا إلهي مُحتاجاً وأرغَبُ إلَيكَ فَقيراً ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ خائِفاً ، وأبكي إلَيكَ مَكروباً ، وأرجوكَ ناصِراً ، وأستَغفِرُكَ مُتَضَرِّعاً ، وأتَوَكَّلُ عَلَيكَ مُحتَسِباً ، وأستَرزِقُكَ مُتَوَسِّعاً . وأسأَلُكَ يا إلهي أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي ذُنوبي ، وتَتَقَبَّلَ عَمَلي وتُيَسِّرَ مُنقَلَبي ، وتُفَرِّجَ قَلبي ، إلهي أسأَلُكَ أن تُصَدِّقَ ظَنّي ، وتَعفُوَ عَن خَطيئَتي وتَعصِمَني مِنَ المَعاصي . إلهي ضَعُفتُ فَلا قُوَّةَ لي ، وعَجَزتُ فَلا حَولَ لي ، إلهي جِئتُكَ مُسرِفاً عَلى نَفسي ، مُقِرّاً بِسوءِ عَمَلي ، قَد ذَكَرتُ غَفلَتي ، وأشفَقتُ مِمّا كانَ مِنّي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارضَ عَنّي ، وَاقضَ لي جَميعَ حَوائِجي مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . [ 29 و 30] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ العافِيَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ وشَماتَةِ الأَعداءِ ، وسوءِ القَضاءِ ودَركِ الشَّقاءِ ، ومِنَ الضَّرَرِ فِي المَعيشَةِ ، وأن تَبتَلِيَني بِبَلاءٍ لاطاقَةَ لي بِهِ ، أو تُسَلِّطَ عَلَيَّ طاغِياً ، أو تَهتِكَ لي سِتراً ، أو تُبدِيَ لي عَورَةً ، أو تُحاسِبَني يَومَ القِيامَةِ مُقاصّاً (1) أحوَجَ ما أكونُ إلى عَفوِكَ وتجَاوُزِكَ عَنّي . فَأَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ ، وكَلِماتِكَ التّامَّةِ (2) أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
.
ص: 374
وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَني مِن عُتَقائِكَ وطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ وَاجعَلني مِن سُكّانِها وعُمّارِها . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن سَفَعاتِ (1) النّارِ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَارزُقنِي الحَجَّ والعُمرَةَ وَالصِّيامَ وَالصَّدَقَةَ لِوَجهِكَ . ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ في سُجودِكَ : يا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ ، ويا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ ، ويا مَن لا تَغشاهُ الظُّلُماتُ ، ويا مَن لا تَتَشابَهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ، ويا مَن لايَشغَلُهُ شَيءٌ عَن شَيءٍ ، أعطِ مُحَمَّداً أفضَلَ ما سَأَلَكَ ، وأفضَلَ ما سُئِلتَ لَهُ ، وأفضَلَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ ، وأسأَلُكَ أن تَجعَلَني مِن عُتَقائِكَ وطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلِ العافِيَةَ شِعاري ودِثاري (2) ، ونَجاةً لي مِن كُلِّ سوءٍ يَومَ القِيامَةِ . [ 31 و32] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ العَلِيُّ العَظيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ . وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ مَلِكُ يَومِ الدّينِ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ مِنكَ بَدَأَ الخَلقُ وإلَيكَ يَعودُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ خالِقُ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ خالِقُ الخَيرِ والشَّرِّ (3) ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ لَم تَزَل ولاتَزالُ .
.
ص: 375
وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ المَلِكُ القُدّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزيزُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، سُبحانَ اللّهِ عَمّا يُشرِكونَ . وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ لَكَ الأَسماءُ الحُسنى يُسَبِّحُ لَكَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وأنتَ اللّهُ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ وَالكِبرياءُ رِداؤُكَ . ثُمَّ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَدعو بِما أحبَبتَ . قالَ الشَّيخُ بِإِسنادِهِ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام قالَ : «ما مِن مُؤمِنٍ يَسأَلُ اللّهَ بِهِنَّ ، ويُقبِلُ بِهِنَّ قَلبَهُ إلَى اللّهِ عز و جل إلاّ قَضَى اللّهُ عز و جل لَهُ حاجَتَهُ ، ولَو كانَ شَقِيّاً رَجَوتُ أن يُحَوَّلَ سَعيداً» . [ 33 و 34] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام : لا إلهَ إلاَّ اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلاَّ اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضينَ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِدِرعِكَ الحَصينَةِ ، وبِقُوَّتِكَ وعَظَمَتِكَ وسُلطانِكَ أن تُجيرَني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ومَن شَرِّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِحُبّي إيّاكَ وبِحُبّي رَسولَكَ وبِحُبّي أهلَ بَيتِ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، يا خَيراً مِن أبي واُمّي ومِنَ النّاسِ جَميعاً ، اِقدِر لي خَيراً مِن قَدَري لِنَفسي ، وخَيراً لي مِمّا يَقدِرُ لي أبي واُمّي ، أنتَ جَوادٌ لا يَبخَلُ وحَليمٌ لا يَعجَلُ وعَزيزٌ لا يُستَذَلُّ . اللّهُمّ مَن كانَ النّاسُ ثِقَتَهُ ورَجاءَهُ فَأَنتَ ثِقَتي ورَجائِي ، اقدِر لي
.
ص: 376
خَيرَها عاقِبَةً ، ورَضِّني بِما قَضيتَ لي ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وألبِسني عافِيَتَكَ الحَصينَةَ ، وإنِ ابتَلَيتَني فَصَبِّرني 1 وَالعافِيَةُ أحَبُّ إلَيَّ . [ 35 و 36] ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما رُوِيَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبيهِ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عَن أميرِالمُؤمِنينَ عليهم السلام : اللّهُمّ إنَّكَ أعلَمتَ سَبيلاً من سُبُلِكَ ، فَجَعَلتَ فيهِ رِضاكَ ، ونَدَبتَ إلَيهِ أولِياءَكَ ، وجَعَلتَهُ أشرَفَ سُبُلِكَ عِندَكَ ثَواباً ، وأكرَمَها لَدَيكَ مَآباً ، وأحَبُّها إلَيكَ مَسلَكاً ، ثُمَّ اشتَرَيتَ فيهِ مِنَ المُؤمِنينَ أنفُسَهُم وأموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ، يُقاتِلونَ في سَبيلِكَ فَيَقتُلونَ ويُقتَلونَ وَعداً عَلَيكَ حَقّاً ، فَاجعَلني مِمَّنِ اشتَرى فيهِ مِنكَ نَفسَهُ ، ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيعِهِ (1) الَّذي بايَعَكَ عَلَيهِ ، غَيرَ ناكِثٍ ولا ناقِضٍ عَهداً ، ولا مُبَدِّلٍ تَبديلاً ، إلاَّ استِنجازاً لِوَعدِكَ وَاستيجاباً لِمَحَبَّتِكَ ، وتَقَرُّباً بِهِ إلَيكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلهُ خاتِمَةَ عَمَلي ، وَارزُقني فيهِ لَكَ وبِكَ مِنَ الوَفاءِ مَشهَداً توجِبُ لي بِهِ الرِّضا ، وتَحُطُّ عَنّي بِهِ الخَطايا . اِجعَلني فِي الأَحياءِ المَرزوقينَ بِأَيدِي العُداةِ العُصاةِ ، تَحتَ لِواءِ الحَقِّ ورايَةِ الهُدى ، ماضِياً عَلى نُصرَتِهِم قُدُماً غَيرَ مُوَلٍّ دُبُراً ، ولا مُحدِثٍ شَكّاً ، أعوذُ بِكَ عِندَ ذلِكَ مِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ . [ 37 و 38] ثمّ تُصَلّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عَن أبيهِ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم السلام :
.
ص: 377
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ الَّتي لا تُنالُ مِنكَ إلاّ بِالرِّضا وَالخُروجِ مِن مَعاصيكَ وَالدّخُولِ فيما يُرضيكَ ، نَجاةً مِن كُلِّ وَرطَةٍ ، وَالمَخرَجَ مِن كُلِّ كُفرٍ ، وَالعَفوَ عَن كُلِّ سَيِّئَةٍ يَأتي بِها مِنّي عَمدٌ ، أو زَلَّ بِها مِنّي خَطَأٌ ، أو خَطَرَت بِها مِنّي خَطَراتٌ ، نَسيتُ أن أسأَلَكَ خَوفاً تُعينُني بِهِ عَلى حُدودِ رِضاكَ . وأسأَلُكَ الأَخذَ بِأَحسَنِ ما أعلَمُ ، وَالتَّركَ لِشَرِّ ما أعلَمُ ، والعِصمَةَ مِن أن أعصِيَ وأنَا أعلَمُ أو اُخطِئَ مِن حَيثُ لا أعلَمُ ، وأسأَلُكَ السَّعَةَ فِي الرِّزقِ ، وَالزُّهدَ فيما هُوَ وَبالٌ . وأسأَلُكَ المَخرَجَ بِالبَيانِ مِن كُلِّ شُبهَةٍ ، وَالفَلجَ (1) بِالصَّوابِ في كُلِّ حُجَّةٍ ، وَالصِّدقَ فيما عَلَيَّ ولي ، وذَلِّلني بِإِعطاءِ النَّصَفِ (2) مِن نَفسي في جَميعِ المَواطِنِ ، فِي الرِّضا وَالسَّخَطِ وَالتَّواضُعِ وَالفَضلِ ، وتَركِ قَليلِ البَغيِ وكَثيرِه فِي القَولِ مِنّي وَالفِعلِ . وأسأَلُكَ تَمامَ النِّعمَةِ في جَميعِ الأَشياءِ ، وَالشُّكرَ بِها حَتّى تَرضى وبَعدَ الرِّضا ، وَالخِيَرَةَ فيما يَكونُ فيهِ الخِيَرَةُ بِمَيسورِ جَميعِ الاُمورِ لا بِمَعسورِها ، يا كَريمُ . [ 39 و 40] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَنِ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ عَن أميرِالمُؤمِنينَ عليهماالسلام : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللّهُ عَلى أطيَبِ المُرسَلينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، المُنتَجَبِ الفاتِقِ الرّاتِقِ (3) ، اللّهُمّ فَخُصَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله بِالذِّكرِ
.
ص: 378
المَحمودِ ، وَالحَوضِ المَورودِ ، اللّهُمّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ الوَسيلَةَ وَالرَّفعَةَ وَالفَضيلَةَ ، وفِي المُصطَفَينِ مَحَبَّتَهُ ، وفِي العِلِّيِّينَ دَرَجَتَهُ ، وفِي المُقَرَّبينَ كَرامَتَهُ . اللّهُمّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مِن كُلِّ كَرامَةٍ أفضَلَ تِلكَ الكَرامَةِ ، ومِن كُلِّ نَعيمٍ أوسَعَ ذلِكَ النَّعيمِ ، ومِن كُلِّ عَطاءٍ أجزَلَ ذلِكَ العَطاءِ ، ومِن كُلِّ يُسرٍ أيسَرَ ذلِكَ اليُسرِ ، ومِن كُلِّ قِسمٍ أوفَرَ ذلِكَ القِسمِ ، حَتّى لا يَكونُ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أقرَبَ مِنهُ مَجلِساً ، ولا أرفَعَ مِنهُ عِندَكَ ذِكراً ومَنزِلَةً ، ولا أعظَمَ عَلَيكَ حَقّاً ، ولا أقرَبَ وَسيلَةً مِن مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، إمامِ الخَيرِ وقائِدِهِ وَالدّاعي إلَيهِ ، وَالبَرَكَةِ عَلى جَميعِ العِبادِ وَالبِلادِ ورَحمَةٍ لِلعالَمينَ . اللّهُمّ اجمَع بَينَنا وبَينَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ في بَردِ العَيشِ (1) وبَردِ الرّوحِ ، وقَرارِ النِّعمَةِ ، وشَهوَةِ الأَنفُسِ ، ومُنَى الشَّهَواتِ ، ونَعيمِ اللَّذّاتِ ، ورَجاءِ الفَضيلَةِ ، وشُهودِ الطُّمَأنينَةِ ، وسُؤدَدِ (2) الكَرامَةِ ، وقُرَّةِ العَينِ ، ونَضرَةِ النَّعيمِ ، وبَهجَةٍ لا تُشبِهُ بَهَجاتِ الدُّنيا ، نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ ، وأدَّى النَّصيحَةَ ، وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ ، واُوذِيَ في جَنبِكَ ، وجاهِد في سَبيلِكَ ، وعَبدَكَ حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، فَصَلِّ اللّهُمّ عَلَيهِ وآلِهِ الطَّيّبينَ . اللّهُمّ رَبَّ البَلَدَ الحَرامِ ورَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ ، بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ عَنَّا السَّلامَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى ملائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وعَلى أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ( ورُسُلِكَ أجمَعينَ) (3) ، وصَلِّ اللّهُمّ عَلَى الحَفَظَةِ الكِرامِ الكاتِبينَ ،
.
ص: 379
وعَلى أهلِ طاعَتِكَ مِن أهلِ السَّماواتِ السَّبعِ ، وأهلِ الأَرَضينَ مِنَ المُؤمِنينَ أجمَعينَ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ سَجَدتَ وقُلتَ : اللّهُمّ إلَيكَ تَوَجَّهتُ وبِكَ اعتَصَمتُ وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، اللّهُمّ أنتَ ثِقَتي وأنتَ رَجائي ، اللّهُمّ فَاكفِني ما أهَمَّني وما لا يُهِمُّني ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، عَزَّ جارُكَ وجَلَّ ثَناؤُكَ ولا إلهَ غَيرُكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَجِّل فَرَجَهُم . ثُمَّ ارفَع رأسَكَ وقُل : اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَيءٍ زَحزَحَ بَيني وبَينَكَ ، أو صُرِفَ بِهِ عَنّي وَجهُكَ الكَريمَ ، أو نَقَصَ بِهِ مِن حَظّي عِندَكَ . اللّهُمّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ووَفِّقني لِكُلِّ شَيءٍ يُرضيكَ عَنّي ، ويُقَرِّبُني إلَيكَ ، وَارفَع دَرَجَتي عِندَكَ ، وأعظِم حَظّي وأحسِن مَثوايَ (1) ، وثَبِّتني بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وفِي الآخِرَةِ ، ووَفِّقني لِكُلِّ مَقامٍ مَحمودٍ تُحِبُّ أن تُدعى فيهِ بِأَسمائِكَ ، وتُسأَلُ فيهِ مِن عَطائِكَ . ربِّ لاتَكشِف عَنّي سِترَكَ ولا تُبدِ عَورَتي لِلعالَمينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلِ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ _ حَتّى تَتُمَّ الدُّعاءُ (2) _ . [ 41 و42] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كَربٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ شَديدَةٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ أمرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ ويَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ ، ويَخذُلُ عَنهُ القَريبُ ويَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ ، وتُعييني فيهِ الاُمورُ ،
.
ص: 380
أنزَلتُهُ بِكَ وشَكَوتُهُ إلَيكَ ، راغِباً إلَيكَ فيهِ عَمَّن سِواكَ ، فَفَرَّجتَهُ وكَشَفتَهُ وكَفَيتَنيهِ ، فَأَنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ ، ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، لَكَ الحَمدُ كَثيراً ولَكَ المَنُّ فاضِلاً . رَوى هذا الدُّعاءَ ابنُ أبي عُمَيرٍ ، عَن حَفصِ بنِ البُختَرِيِّ ، عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام قالَ : كانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يَومَ الأَحزابِ : اللّهُمّ أنتَ ثِقَتي _ إلى تَمامِ الدُّعاءِ _ . [ 43 و44] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ [ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ] (1) : يا مَن أظهَرَ الجَميلَ وسَتَرَ القَبيحَ ، يا مَن لَم يَهتِكِ السِّترَ ولَم يُؤاخِذ بِالجَريرَةِ (2) ، يا عَظيمَ العَفوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ ، يا واسِ_عَ المَغفِرَةِ ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحمَةِ . يا صاحِبَ كُلِّ نَجوى ومُنتَهى كُلِّ شَكوى ، يامُقيلَ العَثَراتِ ، ياكَريمَ الصَفحِ ، يا عَظيمَ المَنِّ ، يا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها ، يا رَبّاهُ يا سَيِّداهُ ، يا أمَلاهُ يا غايَةَ رَغبَتاهُ . أسأَلُكَ بكَ يا أللّهُ أن لاتُشَوِّهَ خَلقي بِالنّارِ ، وأن تَقضِيَ لي حَوائِجَ آخِرَتي ودُنيايَ ، وتَفعَلَ بي كَذا وكَذا . وتُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَدعو بِما بَدا لَكَ . [ 45 و46] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ [ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ] (3) : اللّهُمّ خَلَقتَني فَأَمَرتَني ونَهَيتَني ، ورَغَّبتَني في ثَوابِ ما بِهِ أمَرتَني ، ورَهَّبتَني عِقابَ ما عَنهُ نَهَيتَني ، وجَعَلتَ لي عَدُوّاً يَكيدُني وسَلَّطتَهُ مِنّي
.
ص: 381
عَلى ما لَم تُسَلِّطني عَلَيهِ مِنهُ ، فَأَسكَنتَهُ صَدري وأجرَيتَهُ مَجرَى الدَّمِ مِنّي ، لا يَغفُلُ إن غَفَلتُ ولايَنسى إن نَسيتُ ، يُؤمِنُني عَذابَكَ ويُخَوِّفُني بِغَيرِكَ ، إن هَمَمتُ بِفاحِشَةٍ شَجَّعَني ، وإن هَمَمتُ بِصالِحٍ ثَبَّطَني (1) ، يَنصِبُ لي بِالشَّهَواتِ ويَعرِضُ لي بِها ، إن وَعَدَني كَذَبَني وإن مَنّاني قَنَّطَني ، وإنِ اتَّبَعتُ هَواهُ أضَلَّني ، وإلاّ تَصرِف عَنّي كَيدَهُ يَستَزِلَّني ، وإلاّ تُفِلتني مِن حَبائِلِهِ يَصُدَّني ، وإلاّ تَعصِمني مِنهُ يَفتِنّي . اللّهُمّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاقهَر سُلطانَهُ عَنّي بِسُلطانِكَ عَلَيهِ ، حَتّى تَحبِسَهُ عَنّي بِكَثرَةِ الدُّعاءِ لَكَ مِنّي ، فَأَفوزَ فِي المَعصومينَ مِنهُ بِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ . رُوِيَ هذا الدُّعاءُ وَالَّذي قَبلَهُ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام . [ 47 و 48] ثُمَّ تُصَلِّيَ رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا أجوَدَ مَن أعطى ويا خَيرَ من سُئِلَ ، ويا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ ، ويا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ ، يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ، يا مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ ويَحكُمُ ما يُريدُ ، ويَقضي ما أحَبَّ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ . يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لَيسَ كَمَثلِهِ شَيءٌ يا سَميعُ يا بَصيرُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأوسِ_ع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ ما أكُفُّ بِهِ وَجهي، واُؤَدّي بِهِ أمانَتي،وأصِلُ بِهِ رَحِمي ، ويَكونُ عَوناً لي عَلَى الحَجِّ وَالعُمرَةِ. [ 49 و 50] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَنِ الرِّضا عليه السلام : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي الآخِرينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ فِي المَلاََالأَعلى ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ
.
ص: 382
وآلِهِ فِي النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ ، اللّهُمّ أعطِ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله الوَسيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضيلَةَ وَالدَّرجَةَ الكَبيرَةَ . اللّهُمّ إنّي آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ولَم أرَهُ ، فَلا تَحرِمني يَومَ القِيامَةِ رُؤيَتَهُ وَارزُقني صُحبَتَهُ وتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِ ، وَاسقِني مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَوِيّاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمّ كَما آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ ، فَعَرِّفني فِي الجِنانِ وَجهَهُ ، اللّهُمّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ عَنّي تَحِيَّةً كَثيرَةً وسَلاماً . ثُمَّ ادعُ بِما بَدا لَكَ ، ثُمَّ اسجُد وقُل في سُجودِكَ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ يا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ ، ويا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ ، يا مَن لا تَغشاهُ الظُّلُماتُ ولاتَتَشابَهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ولا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ ، ويا مَن لا يَنسى شَيئاً لِشَيءٍ ولا يَشغَلُهُ شَيءٌ عَن شَيءٍ ، أعطِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ _ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم _ أفضَلَ ما سَأَلوا ، وخَيرَ ما سَأَلوكَ ، وخَيرَ ما سُئِلتَ لَهُم ، وخَيرَ ما سَأَلتُكَ لَهُم ، وخَيرَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُم إلى يَومِ القِيامَةِ . ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ وَادعُ بِما أحبَبتَ . [ 51 و 52] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عَن أبيهِ عَن آبائِهِ عليهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ،اللّهُمّ لا هادِيَ لِمَن أضلَلتَ ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَيتَ، اللّهُمّ لا مانِعَ لِما أعطَيتَ ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، اللّهُمّ لا قابِضَ لِما بَسَطتَ ولا باسِطَ لِما قَبَضتَ ، اللّهُمّ لا مُقَدِّمَ لِما أخَّرتَ ولا مُؤَخِّرَ لِما قَدَّمتَ . اللّهُمّ أنتَ الحَليمُ فَلا تَجهَلُ ، اللّهُمّ أنتَ الجَوادُ فَلا تَبخَلُ ، اللّهُمّ أنتَ العَزيزُ فَلا تُستَذَلُّ ، اللّهُمّ أنتَ المَنيعُ فَلا تُرامُ ، اللّهُمّ أنتَ ذُوالجَلالِ وَالإِكرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . وَادعُ بِما شِئتَ .
.
ص: 383
[ 53 و 54] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ العافِيَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ وشَماتَةِ الأَعداءِ ، وسُوءِ القَضاءِ ودَركِ الشَّقاءِ ، ومِنَ الضَّرَرِ فِي المَعيشَةِ ، وأن تَبتَلِيَني بِبَلاءٍ لا طاقَةَ لي بِهِ ، أو تُسَلِّطَ عَلَيَّ طاغِياً ، أو تَهتِكَ لي سِتراً ، أو تُبدِيَ لي عَورَةً ، أو تُحاسِبَني يَومَ القِيامَةِ مُناقِشاً ، أحوَجَ ما أكونُ إلى عَفوِكَ وتَجاوُزِكَ عَنّي فيما سَلَفَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ الكَريمِ وكَلَماتِكَ التّامَّةِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَني مِن عُتَقائِكَ وطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ . [ 55 و 56] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : يا أللّهُ لَيسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إلاّ حِلمُكَ ، ولا تُنجي مِن نِقمَتِكَ إلاّ رَحمَتُكَ ، ولا يُنجي مِن عَذابِكَ إلاَّ التَضَرُّعُ إلَيكَ ، فَهَب لي يا إلهي مِن لَدُنكَ رَحمَةً تُغنيني بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواكَ ، بِالقُدرَةِ الَّتي بِها تُحيي مَيتَ البِلادِ وبِها تَنشُرُ مَيتَ العِبادِ . ولا تُهلِكني غَمّاً حَتّى تَغفِرَ لي وتَرحَمَني ، وتُعَرِّفَنِي الاِستِجابَةَ في دُعائي ، وأذِقني طَعمَ العافِيَةِ إلى مُنتَهى أجَلي ، ولاتَشمَت بي عُدُوي ولا تُمَكِّنهُ مِن رَقَبَتي . اللّهُمّ إن وَضَعتَني فَمَن ذَا الَّذي يَرفَعُني ، وإن رَفَعتَني فَمَن ذَا الَّذي يَضَعُني ، وإن أهلَكتَني فَمَن ذَا الَّذي يَحولُ بَينَكَ وبَيني أو يَتَعَرَّضُ لَكَ في شَيءٍ مِن أمري ، وقَد عَلِمتُ يا إلهي أن لَيسَ في حُكمِكَ ظُلمٌ ولا في نِقمَتِكَ عَجَلَةٌ ، إنَّما يَعجَلُ مَن يَخافُ الفَوتَ ، وإنَّما يَحتاجُ إلى الظُّلمِ الضَّعيفُ ، وقَد تَعالَيتَ يا إلهي عَن ذلِكَ عُلُوّاً كَبيراً . فَلا تَجعَلني لِلبَلاءِ غَرَضاً ولا لِنِقمَتِكَ نَصَباً ، ومَهِّلني ونَفِّسني ، وأقِلني
.
ص: 384
عَثرَتي (1) ، ولا تُتبِعني بِبَلاءٍ عَلى أثَرِ بَلاءٍ ، فَقَد تَرى ضَعفي وقِلَّةَ حيلَتي ، أستَجيرُ بِكَ اللّهُمّ فَأَجِرني ، وأستَعيذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، وأسأَلُكَ الجَنَّةَ فَلا تَحرِمني . [ 57 و 58] ثُمَّ تُصَلِّي ركَعَتَينِ ، وتَقولُ بَعدَهُما ما رُوِيَ عَن أبِي الحَسَنِ مُوسى عليه السلام : اللّهُمّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ولا أعبُدُ إلاّ إيّاكَ ولا اُشرِكُ بِكَ شَيئاً . اللّهُمّ إنّي ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وَارحَمني إنَّهُ لايَغفِرُ الذُّنوبَ إلاّ أنتَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي ما قَدَّمتَ وما أخَّرتَ ، وأعلَنتَ وأسرَرتَ ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وأنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ودُلَّني عَلَى العَدلِ وَالهُدى وَالصَّوابِ وقِوامِ الدّينِ . اللّهُمّ وَاجعَلني هادِياً مَهدِيّاً راضِياً مَرضيّاً ، غَيرَ ضالٍّ ولا مُضِلٍّ . اللّهُمّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ، ورَبَّ الأَرَضينَ السَّبعِ ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، اِكفِنِي المُهِمَّ مِن أمري بِما شِئتَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ . وَادعُ بِما أحبَبتَ . [ 59 و 60] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ إنَّ عَفوَكَ عَن ذَنبي وتَجاوُزَكَ عَن خَطيئَتي ، وصَفحَكَ عَن ظُلمي وسَترَكَ عَلى قَبيحِ عَمَلي ، وحِلمَكَ عَن كَثيرِ جُرمي عِندَما كانَ مِن خَطائي
.
ص: 385
وعَمدي ، أطمَعَني في أن أسأَلَكَ ما لا أستَوجِبُهُ مِنكَ ، الَّذي رَزَقتَني مِن رَحمَتِكَ وأرَيتَني مِن قُدرَتِكَ وعَرَّفتَني مِن إجابَتِكَ . فَصِرتُ أدعوكَ آمِناً وأسأَلُكَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً ، مُدِلاًّ عَلَيكَ فيما قَصَدتُ فيهِ إلَيكَ ، فَإِن أبطَأَ عَنّي عَتَبتُ بِجَهلي عَلَيكَ ، ولَعَلَّ الَّذي أبطَأَ عَنّي هُوَ خَيرٌ لي لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ ، فَلَم أرَ مَولىً كَريماً أصبَرَ عَلى عَبدٍ لَئيمٍ مِنكَ عَلَيَّ . يا رَبِّ إنِّكَ تَدعوني فَأُوَلّي عَنكَ ، وتَتَحَبَّبُ إلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إلَيكَ ، وتَتَوَدَّدُ إلَيَّ فَلا أقبَلُ مِنكَ ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ (1) عَلَيكَ ، ثُمَّ لَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإِحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ . وَادعُ بِما أحبَبتَ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ : يا كائِناً قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ويا كائِناً بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ويا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ، لا تَفضَحني فَإِنَّكَ بي عالِمٌ ، ولا تُعَذِّبني فَإِنَّكَ عَلَيَّ قادِرٌ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ مِنَ العَديلَةِ (2) عِندَ المَوتِ ، ومِن سوءِ المَرجِعِ فِي القُبورِ ، ومِنَ النَّدامَةِ يَومَ القِيامَةِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ عيشَةً هَنيئَةً وميتَةً سَوِيَّةً ، ومُنقَلَباً كَريماً غَيرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ . ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ مِنَ السُّجودِ وَادعُ بِما شِئتَ . [ 61 و 62] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أحَدِهِما عليهماالسلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلاّ أنتَ المَنّانُ ، بَديعُ السَّماواتِ
.
ص: 386
وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، إنّي سائِلٌ فَقيرٌ ، وخائِفٌ مُستَجيرٌ ، وتائِبٌ مُستَغفِرٌ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ذُنوبي كُلَّها قَديمَها وحَديثَها ، وكُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، اللّهُمّ لا تُجهِد بَلائي (1) ، ولا تُشمِت بي أعدائي ؛ فَإِنَّهُ لا دافِعَ ولا مانِعَ إلاّ أنتَ . [ 63 و 64] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي ، ويَقيناً حَتّى أعلَمَ أنَّهُ لَن يُصيبَني إلاّ ما كَتَبتَ لي وَالرِّضا بِما قَسَمتَ لي . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ نَفساً طَيِّبَةً تُؤمِنُ بِلِقائِكَ وتَقنَعُ بِعَطائِكَ وتَرضى بِقَضائِكَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ إيماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِكَ ، تَوَلَّني ما أبقَيتَني عَلَيهِ ، وتُحييني ما أحيَيتَني عَلَيهِ ، وتَوَفَّني إذا تَوَفَّيتَني عَلَيهِ ، وتَبعَثُني إذا بَعَثتَني عَلَيهِ ، وتُبرِئُ بِهِ صَدري مِنَ الشَّكِّ وَالرَّيبِ في ديني . [ 65 و 66] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا حَليمُ يا كَريمُ ، يا عالِمُ يا عَليمُ ، يا قادِرُ يا قاهِرُ ، يا خَبيرُ يا لَطيفُ ، يا اللّهُ يا رَبّاهُ ، يا سَيِّداهُ يا مَولاهُ ، يا رَجاياهُ ، يا غايَةَ رَغبَتاهُ ، فَأَسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . وأسأَلُكَ نَفحَةً (2) مِن نَفَحاتِكَ كَريمَةً رَحيمَةً ، تَلُمُّ بِها شَعثي (3) وتُصلِحُ بِها
.
ص: 387
شَأني وتَقضي بِها دَيني ، وتَنعَشُني بِها وعِيالي وتُغنيني بِها عَمَّن سِواكَ . يا مَن هُوَ خَيرٌ لي مِن أبي واُمّي ومِنَ النّاسِ أجمَعينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل ذلِكَ بِيَ السّاعَةَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . [ 67 و 68] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ إنَّ الاِستِغفارَ مَعَ الإِصرارِ لُؤمٌ ، وتَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ مَعرِفَتي بِكَرَمِكَ عَجزٌ ، فَكَم تَتَحَبَّبُ إلَيَّ بِالنِّعَمِ مَعَ غِناكَ عَنّي ، وأتَبَغَّضُ إلَيكَ بِالمَعاصي مَعَ فَقري إلَيكَ . يا مَن إذا وَعَدَ وَفى وإذا تَوَعَّدَ عَفا ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل بي أولَى الأَمرَينِ بِكَ ؛ فَإِنَّ مِن شَأنِكَ العَفوَ وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِحُرمَةِ مَن عاذَ بِكَ مِنكَ ، ولَجَأَ إلى عِزِّكَ وَاستَظَلَّ بِفَيئِكَ وَاعتَصَمَ بِحَبلِكَ ، يا جَزيلَ العَطايا ، يا فَكّاكَ الاُسارى ، يا مَن سَمّى نَفسَهُ مِن جودِهِ الوَهّابَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَل لي يا مَولايَ مِن أمري فَرَجاً ومَخرَجاً ورِزقاً واسِعاً ، كَيفَ تَشاءُ وأنّى شِئتَ وبِما شِئتَ وحَيثُ شِئتَ ، فَإِنَّهُ يَكونُ ما شِئتَ إذا شِئتَ كَيفَ شِئتَ . [ 69 و 70] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ (1) المَجدِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ البَهاءِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ العَظَمَةِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ الجَلالِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ العِزِّةِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ القُدرَةِ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتوبِ في سُرادِقِ السَّرائِرِ ، السّابِقِ
.
ص: 388
الفائِقِ ، الحَسَنِ النَّضيرِ ، رَبِّ المَلائِكَةِ الثَّمانِيَةِ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ . وبِالعَينِ الَّتي لا تَنامُ ، وبِالاِسمِ الأَكبَرِ الأَكبَرِ الأَكبَرِ ، وبِالاسمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ ، المُحيطِ بِمَلَكوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وبِالاِسمِ الَّذي أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ والأَرضُ ، وبِالاِسمِ الَّذي أشرَقَت بِهِ الشَّمسُ ، وأضاءَ بِهِ القَمَرُ ، وسُجِّرَت (1) بِهِ البِحارُ ، ونُصِبَت بِهِ الجِبالُ . وبِالاِسمِ الَّذي قامَ بِهِ العَرشُ وَالكُرسِيُّ ، وبِأَسمائِكَ المُكَرَّماتِ المُقَدَّساتِ المَكنوناتِ ، المَخزوناتِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، أسأَلُكَ بِذلِكَ كُلِّهِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ . وتَدعو بِما أحبَبتَ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ : سَجَدَ وَجهِيَ اللَّئيمُ لِوَجهِ رَبِّيَ الكَريمِ ، سَجَدَ وَجهِيَ الحَقيرُ لِوَجهِ رَبِّيَ العَزيزِ ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ ، بِكَرَمِكَ وجودِكَ اغفِر لي ظُلمي وجُرمي وإسرافي عَلى نَفسي . ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ وَادعُ بِما شِئتَ . [ 71 و 72] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أحَدِهِما عليهماالسلام : اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى نَعمائِكَ كُلِّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَكَ وخَيرَ ما أرجو ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما أحذَرُ ومِن شَرِّ ما لا أحذَرُ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأوسِ_ع لي في رِزقي ، وَامدُد لي في عُمُري ، وَاغفِر لي ذَنبي ، وَاجعَلني مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ ، ولا تَستَبدِل بي غَيري .
.
ص: 389
[ 73 و 74] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلَ مُحَمَّدٍ ، وَاقسِم لَنا مِن خَشيَتِكَ ما يَحولُ بَينَنا وبَينَ مَعاصيكَ ، ومِن طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَكَ ، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأبصارِنا ، وَانصُرنا عَلى مَن عادانا ، ولا تَجعَل مُصيبَتَنا في دينِنا ، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ، ولا تُسَلِّط عَلَينا مَن لا يَرحَمُنا . [ 75 و 76] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : إلهي ذُنوبي تُخَوِّفُني مِنكَ ، وجودُكُ يُبَشِّرُني عَنكَ ، فَأَخرِجني بِالخَوفِ مِنَ الخَطايا وأوصِلني بِجودك إلى العَطايا ، حَتّى أكونَ غَدا فِي القِيامَةِ عَتيقَ كَرَمِكَ ، كَما كُنتُ فِي الدُّنيا رَبيبَ نِعَمِكَ ، فَلَيسَ ما تَبذُلُهُ غَدا مِنَ النَّجاءِ بِأَعظَمَ مِمّا قَد مَنَحتَهُ اليَومَ مِنَ الرَّجاءِ ، ومَتى خابَ في فِنائِكَ آمِلٌ؟ أم مَتَى انصَرَفَ بِالرَّدِّ عَنكَ سائِلٌ؟ إلهي ما دَعاكَ مَن لَم تُجِبهُ،لِأَنَّكَ قُلتَ: «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» وأنتَ لا تُخلِفُ الميعادَ،فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ يا إلهي وَاستَجِب دُعائي. [ 77 و 78] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اللّهُمّ بارِك لي فِي المَوتِ ، اللّهُمّ أعِنّي عَلى سَكَراتِ المَوتِ ، اللّهُمّ أعِنّي عَلى غَمِّ القَبرِ ، اللّهُمّ أعِنّي عَلى ضيقِ القَبرِ ، اللّهُمّ أعِنّي عَلى وَحشَةِ القَبرِ ، اللّهُمَ أعِنّي عَلى ظُلمَةِ القَبرِ ، اللّهُمّ أعِنّي عَلى أهوالِ يَومِ القِيامَةِ ، اللّهُمّ بارِك لي في طولِ يَومِ القِيامَةِ ، اللّهُمَ زَوِّجني مِنَ الحورِ العينِ . [ 79 و 80] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ لا بُدَّ مِن أمرِكَ ، ولا بُدَّ مِن قَدَرِكَ ، ولا بُدَّ مِن قَضائِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، اللّهُمّ فَما قَضَيتَ عَلَينا مِن قَضاءٍ أو قَدَّرتَ عَلَينا مِن قَدَرٍ
.
ص: 390
فَأَعطِنا مَعَهُ صَبرا يَقهَرُهُ ويَدمَغُهُ (1) ، وَاجعَلهُ لَنا صاعِدا في رِضوانِكَ ، يُنمي في حَسَناتِنا وتَفضيلِنا وسُؤدُدِنا وشَرَفِنا ومَجدِنا ونَعمائِنا وكَرامَتِنا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ولا تَنقُص مِن حَسَناتِنا . اللّهُمّ وما أعطَيتَناهُ مِن عَطاءٍ ، أو فَضَّلتَنا بِهِ مِن فَضيلَةٍ ، أو أكرَمتَنا بِهِ مِن كَرامَةٍ ، فَأَعطِنا مَعَهُ شُكرا يَقهَرُهُ ويَدمَغُهُ ، وَاجعَلهُ لَنا صاعِدا في رِضوانِكَ ، وفي حَسَناتِنا وسُؤدُدِنا وشَرَفِنا ونَعمائِكَ وكَرامَتِكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . اللّهُمّ لا تَجعَلهُ لَنا أشَرا ولا بَطَرا ولا فِتنَةً ولا مَقتا ، ولا عَذابا ولا خِزيا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن عَثرَةِ اللِّسانِ وسوءِ المَقامِ وخِفَّةِ الميزانِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولَقِّنا حَسَناتِنا فِي المَماتِ ولا تُرِنا أعمالَنا عَلَينا حَسَراتٍ ، ولا تُخزِنا عِندَ لِقائِكَ ولا تَفضَحنا بِسَيِّئاتِنا يَومَ نَلقاكَ ، وَاجعَل قُلوبَنا تَذكُرُكَ ولا تَنساكَ وتَخشاكَ كَأَنَّها تَراكَ حَتّى تَلقاكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وبَدِّل سَيِّئاتِنا حَسَناتٍ وَاجعَل حَسَناتِنا دَرَجاتٍ ، وَاجعَل دَرَجاتِنا غُرُفاتٍ (2) وَاجعَل غُرُفاتِنا عالِياتٍ ، اللّهُمّ وأوسِ_ع لِفَقيرِنا مِن سَعَةِ ما قَضَيتَ عَلى نَفسِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ومُنَّ عَلَينا بِالهُدى ما أبقَيتَنا وَالكَرامَةِ ما أحيَيتَنا وَالمَغفِرَةِ إذا تَوَفَّيتَنا ، وَالحِفظِ فيما يَبقى مِن عُمُرِنا ، وَالبَرَكَةِ فيما رَزَقتَنا ، وَالعَونِ عَلى ما حَمَّلتَنا وَالثَّباتِ عَلى ما طَوَّقتَنا ، ولا تُؤاخِذنا بِظُلمِنا ولا تُقايِسنا (3) بِجَهلِنا ، ولا تَستَدرِجنا بِخَطايانا ، وَاجعَل
.
ص: 391
أحسَنَ ما نَقولُ ثابِتا في قُلوبِنا ، وَاجعَلنا عُظَماءَ عِندَكَ وفي أنفُسِنا أذِلَّةً ، وَانفَعنا بِما عَلَّمتَنا وزِدنا عِلما نافِعا . أعوذُ بِكَ مِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن عَينٍ لا تَدمَعُ وصَلاةٍ لا تُقبَلُ ، أجِرنا مِن سوءِ الفِتَنِ ، يا وَلِيَّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : سَجَدَ وَجهي لَكَ تَعَبُّدا وَرِقّا ، لا إلهَ إلاّ أنتَ حَقّا حَقّا ، الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، والآخِرُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، هأنذا بَينَ يَدَيكَ ، ناصِيَتي بِيَدِكَ ، فَاغفِر لي إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ العِظامَ غَيرُكَ ، فَاغفِر لي فَإِنّي مُقِرٌّ بِذُنوبي عَلى نَفسي ، ولا يَدفَعُ الذَّنبَ العَظيمَ غَيرُكَ . ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ مِنَ السُّجودِ ، فَإِذَا استَوَيتَ قائِما فَادعُ بِما أحبَبتَ . [ 81 و 82] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : اللّهُمّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كُربَةٍ ، وأنتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ أمرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ ، ويَخذُل عَنهُ القَريبُ ويَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ وتُعييني فيهِ الاُمورُ ، أنزَلتُهُ بِكَ وشَكَوتُهُ إلَيكَ راغِبا إلَيكَ فيهِ عَمَّن سِواكَ ، فَفَرَّجتَهُ وكَشَفتَهُ وكَفَيتَهُ ، فَأَنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ وصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، لَكَ الحَمدُ كَثيرا ولَكَ المَنُّ فاضِلاً . [ 83 و 84] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَأمُرُ بِهذا الدُّعاءِ : اللّهُمّ إنَّكَ تُنزِلُ فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ ما شِئتَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأنزِل عَلَيَّ وعَلى إخواني وأهلي وجيراني بَرَكاتِكَ ومَغفِرَتَكَ وَالرِّزقَ
.
ص: 392
الواسِ_عَ وَاكفِنَا المُؤَنَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُقنا مِن حَيثُ نَحتَسِبُ ومِن حَيثُ لا نَحتَسِبُ ، وَاحفَظنا مِن حَيثُ نَحتَفِظُ ومِن حَيثُ لا نَحتَفِظُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلنا في جِوارِكَ وحِرزِكَ ، عَزَّ جارُكَ وجَلَّ ثَناؤُكَ ولا إلهَ غَيرُكَ . [ 85 و 86] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ ما رُوِيَ عَنِ الرِّضا عليه السلام أنَّهُ قالَ : هذا دُعاءُ العافِيَةِ : يا أللّهُ يا وَلِيَّ العافِيَةِ وَالمَنّانَ بِالعافِيَةِ ورازِقَ العافِيَةِ ، وَالمُنعِمَ بِالعافِيَةِ وَالمُتَفَضِّلَ بِالعافِيَةِ عَلَيَّ وعَلى جَميعِ خَلقِكَ ، رَحمانَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَحيمَهُما ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل لَنا فَرَجا ومَخرَجا ، وَارزُقنَا العافِيَةَ ودَوامَ العافِيَةِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . [ 87 و 88] ثُمَّ تُصَلِّي ركَعَتَينِ وتَقولُ [ ما رُوِيَ عَنهُم عليهم السلام] (1) : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِقُدرَتِكَ الَّتي قَهَرَت كَلَّ شَيءٍ ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي لا يَقومُ لَها شَيءٌ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، وبِوَجهِكَ الباقي بَعدَ فَناءِ كُلِّ شَيءٍ ، وبِنورِ وَجهِكَ الَّذي أضاءَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، يا نورُ يا نورُ ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ويا آخِرَ الآخِرينَ ، يا أللّهُ يا رحمانُ ، يا أللّهُ يا رَحيمُ . يا أللّهُ أعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُحدِثُ النِّقَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ القِسَمَ (2) ،
.
ص: 393
وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَهتِكُ العِصَم (1) ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَمنَعُ القَضاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ . وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُديلُ (2) الأَعداءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ . وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تورِثُ الشَّقاءَ،وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَظلِمُ الهَواءَ (3) ،وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ غَيثَ السَّماءِ . [ 89 و 90] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَنهُم عليهم السلام وَالدُّعاءَ المُتَقَدِّمَ : اللّهُمّ إنَّكَ حَفِظتَ الغُلامَينِ لِصَلاحِ أبَوَيهِما ، ودَعاكَ المُؤمِنونَ فَقالوا : «رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّ__لِمِينَ » (4) ، اللّهُمّ إنّي اُنشِدُكَ بِرَحمَتِكَ ، واُنشِدُكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، واُنشِدُكَ بِعَلِيٍّ وفاطِمَةَ ، واُنشِدُكَ بِحَسَنٍ وحُسَينٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم أجمَعينَ ، واُنشِدُكَ بِأَسمائِكَ وأركانِكَ (5) كُلِّها . واُنشِدُكَ بِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ ، الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ لَم تَرُدَّ ما
.
ص: 394
كانَ أقرَبَ مِن طاعَتِكَ وأبعَدَ مِن مَعصِيَتِكَ وأوفى بِعَهدِكَ وأقضى لِحَقِّكَ. فَأَسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تُنشِطَني لَهُ ، وأن تَجعَلَني لَكَ عَبدا شاكِرا ، تَجِدُ مِن خَلقِكَ مَن تُعَذِّبُهُ غَيري ولا أجِدُ مَن يَغفِرُ لي إلاّ أنتَ ، أنتَ عَن عَذابي غَنِيٌّ وأنَا إلى رَحمَتِكَ فَقيرٌ . أنتَ مَوضِعُ كُلِّ شَكوى ، وشاهِدُ كُلِّ نَجوى ، ومُنتَهى كُلِّ حاجَةٍ ، ومُنجٍ مِن كُلِّ عَثرَةٍ ، وغَوثُ كِلِّ مُستَغيثٍ . فَأَسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَعصِمَني بِطاعَتِكَ عَن مَعصِيَتِكَ ، وبِما أحبَبتَ عَمّا كَرِهتَ ، وبِالإِيمانِ عَنِ الكُفرِ ، وبِالهُدى عَنِ الضَّلالَةِ ، وبِاليَقينِ عَنِ الرّيبَةِ ، وبِالأَمانَةِ عَنِ الخِيانَةِ ، وبِالصِّدقِ عَنِ الكَذِبِ ، وبِالحَقِّ عَنِ الباطِلِ ، وبِالتَّقوى عَنِ الإِثمِ ، وبِالمَعروفِ عَنِ المُنكَرِ ، وبِالذِّكرِ عَنِ النِّسيانِ . اللّهُمَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعافِني ما أحيَيتَني ، وألهِمنِي الشُّكرَ عَلى ما أعطَيتَني ، وكُن بي رَحيما وعَلَيَّ عَطوفا يا كَريمُ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاعفُ عَن ظُلمي وجُرمي بِحِلمِكَ وجودِكَ يا رَبِّ يا كَريمُ ، يا مَن لا يَخيبُ سائِلُهُ ولا يَنفَدُ نائِلُهُ ، يا مَن عَلا فَلا شَيءَ فَوقَهُ ، ويا مَن دَنا فَلا شَيءَ دونَهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . وَادعُ بِما أحبَبتَ . [ 91 و 92] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ ، ويا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ ، ويا سَندَ مَن لا سَندَ لَهُ ، يا غِياثَ مَن لا غِياثَ لَهُ ، يا حِرزَ (1) مَن لا حِرزَ لَهُ ، يا كَريمَ العَفوِ يا
.
ص: 395
حَسَنَ البَلاءِ يا عَظيمَ الرَّجاءِ . يا عَونَ الضُّعَفاءِ ، يا مُنقِذَ الغَرقى ، يا مُنجِيَ الهَلكى ، ويا مُجمِلُ يا مُنعِمُ يا مُفضِلُ ، أنتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيلِ ونورُ النَّهارِ وضَوءُ القَمَرِ وضِياءُ الشَّمسِ ، وخَريرُ الماءِ ودَوِيُّ الرِّياحِ وحَفيفُ الشَّجرِ . يا أللّهُ يا أللّهُ ، لَكَ الأَسماءُ الحُسنى لا شَريكَ لَكَ ، يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ونَجِّنا مِنَ النّارِ بِعَفوِكَ ، وأدخِلنَا الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وزَوِّجنا مِنَ الحورِ العينِ بِجودِكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٍ . وَادعُ بِما أحبَبتَ . [ 93 و 94] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِأَسمائِكَ الحَميدَةِ الكَريمَةِ الَّتي إذا وُضِعَت عَلَى الأَشياءِ ذَلَّت لَها ، وإذا طُلِبَت بِهَا الحَسَناتُ اُدرِكَت ، وإذا اُريدَ بِها صَرفُ السَّيِّئاتِ صُرِفَت ، وأسأَلُكَ بِكَلِماتِكَ التّامّاتِ الَّتي لَو أنَّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ وَالبَحرُ يَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّهِ ، إنَّ اللّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ . يا حَيُّ يا قَيّومُ،يا كَريمُ يا عَليُّ يا عَظيمُ ، يا أبصَرَ النّاظِرينَ،ويا أسمَعَ السّامِعينَ،ويا أسرَعَ الحاسِبينَ، ويا أحكَمَ الحاكِمينَ ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ. أسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وأسأَلُكَ بِقُدرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ ، وأسأَلُكَ بِكُلِّ شَيءٍ أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، وأسأَلُكَ بِكُلِّ حَرفٍ أنزَلتَهُ في كِتابٍ مِن كُتُبِكَ ، وبِكُلِّ اسمٍ دَعاكَ بِهِ أحَدٌ مِن مَلائِكَتِكَ ورُسُلِكَ وأنبِيائِكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . وَادعُ بِما بَدا لَكَ .
.
ص: 396
[ 95 و 96] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : سُبحانَ مَن أكرَمَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، سُبحانَ مَنِ انتَجَبَ مُحَمَّدا ، سُبحانَ مَنِ انتَجَبَ عَلِيّا ، سُبحانَ مَن خَصَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، سُبحانَ مَن فَطَمَ بِفاطِمَةَ مَن أحَبَّها مِنَ النّارِ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِإِذنِهِ . سُبحانَ مَنِ استَعبَدَ أهلَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ بِوِلايَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ الجَنَّةَ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، سُبحانَ مَن يورِثُها مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ وشيعَتَهُم ، سُبحانَ مَن خَلَقَ النّارَ لِأَجلِ أعداءِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، سُبحانَ مَن يُمَلِّكُها مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ وما سَكَنَ فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . الحَمُد للّهِِ كَما يَنبَغي للّهِِ ، وَاللّهُ أكبَرُ كَما يَنبَغي للّهِِ ، ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ كَما يَنبَغي للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ كَما يَنبَغي للّهِِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ كَما يَنبَغي للّهِِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعَلى جَميعِ المُرسَلينَ حَتّى يَرضَى اللّهُ . اللّهُمّ مِن أياديكَ وهِيَ أكثَرُ مِن أن تُحصى ، ومِن نِعَمِكَ وهِيَ أجَلُّ مِن أن تُغادَرَ أن يَكونَ عَدُوّي عَدُوَّكَ ، ولا صَبرَ لي عَلى أناتِكَ (1) ، فَعَجِّل هَلاكَهُم وبَوارَهُم ودَمارَهُم . [ 97 و 98] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنَ الرَّحيمَ ، إنّي أعهَدُ إلَيكَ في دارِ الدُّنيا أنّي أشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وأنَّ مُحَمَدّا عَبدُكَ ورَسولُكَ ، وأنَّ الدِّينَ كَما شَرَعتَ والإِسلامَ كَما وَصَفتَ ، وَالكِتابَ كَما أنزَلتَ وَالقَولَ كَما
.
ص: 397
حَدَّثتَ ، وأنَّكَ أنتَ أنتَ أنتَ اللّهُ الحَقُّ المُبينُ ، جَزَى اللّهُ مُحَمَّدا خَيرَ الجَزاءِ ، وحَيَّا اللّهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ بِالسَّلامِ . [ 99 و 100] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ : إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِكَ فَقُل هذا الدُّعاءِ : اللّهُمّ إنّي أدينُكَ بِطاعَتِكَ ووِلايَتِكَ ووِلايَةِ رَسولِكَ ووِلايَةِ الأَئِمَّةِ مِن أوَّلِهِم إلى آخِرِهِم _ وتُسمّيهِم _ ثُمَّ تَقولُ : آمينَ . أدينُكُ بِطاعَتِهِم ووِلايَتِهِم وَالرِّضا بِما فَضَّلتَهُم بِهِ غَيرَ مُنكِرٍ ولا مُستَكبِرٍ ، عَلى مَعنى ما أنزَلتَ في كِتابِكَ عَلى حُدودِ ما أتانا مِنهُ وما لَم يَأتِنا ، مُؤمِنٌ مُقِرٌّ بِذلِكَ مُسَلِّمٌ ، راضٍ بِما رَضيتَ بِهِ يا رَبِّ . اُريدُ بِهِ وَجهَكَ وَالدّارَ الآخِرَةَ،مَرهوبا ومَرغوبا إليكَ فيهِ،فَأَحيِني ما أحيَيتَني عَلَيهِ،وأمِتني إذا أمَتَّني عَلَيهِ ، وَابعَثني إذا بَعَثتَني عَلَيهِ ، وإن كانَ مِنّي تَقصيرٌ فيما مَضى فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ ، وأرغَبُ إلَيكَ فيما عِندَكَ. وأسأَلُكَ أن تَعصِمَني مِن مَعاصيكَ ، ولا تَكِلَني إلى نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَدا ما أحيَيتَني ولا أقَلَّ مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ ، إنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاّ ما رَحِمتَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وأسأَلُكَ أن تَعصِمَني بِطاعَتِكَ حَتّى تَوَفّاني عَلَيها وأنتَ عَنّي راضٍ ، وأن تَختِمَ لي بِالسَّعادَةِ ولا تُحَوِّلَني عَنها أبَدا ، ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ . ثُمَّ تَدعو بِما أحبَبتَ . فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد وقُل في سُجودِكَ : سَجَدَ وَجهِيَ البالِي الفاني لِوَجهِكَ الدّائِمِ الباقي ، سَجَدَ وَجهِيَ الذَّليلُ لِوَجهِكَ العَزيزِ ، سَجَدَ وَجهِيَ الفَقيرُ لِوَجهِكَ العَظيمِ الغَنِيِّ الكَريمِ .
.
ص: 398
رَبِّ إنّي أستَغفِرُكَ مِمّا كانَ وأستَغفِرُكَ مِمّا يَكونُ ، رَبِّ لا تُجهِد بَلائي ، رَبِّ لا تُسِئ قَضائي ، رَبِّ لا تُشمِت بي أعدائي ، رَبِّ إنَّهُ لا دافِعَ ولا مانِعَ إلاّ أنتَ ، رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفضَلِ بَرَكاتِكَ . اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن سَطَواتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن نَقِماتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن جَميعِ غَضَبِكَ وسَخَطِكَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . ورُوِيَ هذا الدُّعاءُ فِي السُّجودِ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :فَإِذا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ السُّجودِ فَخُذ فِي الدُّعاءِ وقِراءَةِ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » وغَيرِهِ مِمّا يُستَحَبُّ أن يُقرَأَ ، فَإِن لَم يَتَهَيَّأ لَكَ أن تَدعُوَ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ فَادعُ فِي العَشَراتِ . (2)
.
ص: 399
القسم الرابع : لَيلَةُ القَدرِوفيه فصول:الفصل الأوّل : فضائلها وخصائصهاالفصل الثاني : أيّ ليلة هي؟الفصل الثالث : آداب ليلة القدر المشتركةالفصل الرابع : مايختصُّ بإحدى اللَّيالي
.
ص: 400
. .
ص: 401
الفصل الأوّل : فَضائِلُها وخَصائِصُها1 / 1فَضائِلُ لَيلَةِ القَدرِالقرآن«إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَ_مٌ هِىَ حَتَّى مَطْ_لَعِ الْفَجْرِ» . (1)
«ح_م * وَ الْكِتَ_بِ الْمُبِينِ * إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَ_رَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ» . (2)
«يُنَزِّلُ الْمَلَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ» . (3)
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» . (4)
.
ص: 402
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل اختارَ مِنَ الأَيّامِ الجُمُعَةَ ، ومِنَ الشُّهورِ شَهرَ رَمَضانَ ، ومِنَ اللَّيالي لَيلَةَ القَدرِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى : إلهي اُريدُ قُربَكَ . قالَ : «قُربي لِمَن يَستَيقِظُ لَيلَةَ القَدرِ» . قالَ : إلهي اُريدُ رَحمَتَكَ . قالَ : «رَحمَتي لِمَن رَحِمَ المَساكينَ لَيلَةَ القَدرِ» . قالَ : إلهي اُريدُ الجَوازَ عَلَى الصِّراطِ . قالَ : «ذلِكَ لِمَن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ في لَيلَةِ القَدرِ» . قالَ : إلهي اُريدُ أشجارَ الجَنَّةِ وثِمارَها . قالَ : «ذلِكَ لِمَن سَبَّحَ تَسبيحَةً في لَيلَةِ القَدرِ» . قالَ : إلهي اُريدُ النَّجاةَ مِنَ النّارِ . قالَ : «ذلِكَ لِمَن استَغفَرَ في لَيلَةِ القَدرِ» . قالَ : إلهي اُريدُ رِضاكَ . قالَ : «رِضايَ لِمَن صَلّى رَكعَتَينِ في لَيلَةِ القَدرِ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يُفتَحُ أبوابُ السَّماواتِ في لَيلَةِ القَدرِ ، فَما مِن عَبدٍ يُصَلِّي فيها إلاّ كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَهُ بِكُلِّ سَجدَةٍ شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ لَو يَسيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ
.
ص: 403
لا يَقطَعُها ، وبِكُلِّ رَكعَةٍ بَيتا فِي الجَنَّةِ مِن دُرٍّ وياقوتٍ وزَبَرجَدٍ ولُؤلُؤٍ ، وبِكُلِّ آيَةٍ تاجا مِن تيجانِ الجَنَّةِ . (1)
ثواب الأعمال :عَن حُمرانَ أنَّهُ سَأَلَ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَ_رَكَةٍ» . قالَ : «نَعَم ، هِيَ لَيلَةُ القَدرِ ، وهِيَ مِن كُلِّ سَنَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ ، فَلَم يُنزَلِ القُرآنُ إلاّ في لَيلَةِ القَدرِ . قالَ اللّهُ عز و جل : « فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » قالَ : يُقَدَّرُ في لَيلَةِ القَدرِ كُلُّ شَيءٍ يَكونُ في تِلكَ السَّنَةِ إلى مِثلِها مِن قابِلٍ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ ، فَما قُدِّرَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقُضِيَ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ وللّهِِ فيهِ المَشِيَّةُ» . قالَ : قُلتُ لَهُ : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» أيُّ شَيءٍ عُنِيَ بِها؟ قالَ : «العَمَلُ الصّالِحُ فيها مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وأنواعِ الخَيرِ ، خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ لَيسَ فيها لَيلَةُ القَدرِ ، ولَولا ما يُضاعِفُ اللّهُ لِلمُؤمِنينَ ما بَلَغوا ، ولكِنَّ اللّهَ عز و جل يُضاعِفُ لَهُمُ الحَسَناتِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ لمّا سُئِلَ : كَيفَ يَكونُ لَيلَةُ القَدرِ خَيرا مِن ألفِ شَهرٍ؟ قال _: العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ لَيسَ فيها لَيلَةُ القَدرِ . (3)
تهذيب الأحكام عن سماعةَ :قالَ (4) لي : «صَلِّ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةِ
.
ص: 404
ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما _ إن قَويتَ عَلى ذلِكَ _ مِئَةَ رَكعَةٍ سِوَى الثَّلاثَ عَشرَةَ ، وَاسهَر فيهِما حَتّى تُصبِحَ ؛ فَإِنَّهُ يُستَحَبُّ أن تَكونَ في صَلاةٍ ودُعاءٍ وتَضَرُّعٍ ؛ فَإِنَّهُ يُرجى أن تَكونَ لَيلَةُ القَدرِ في إحداهُما ، ولَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ» . فَقُلتُ لَهُ : كَيفَ هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ؟ قالَ : «العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ ولَيسَ في هذهِ الأَشهُرِ لَيلَةُ القَدرِ ، وهِيَ تَكونُ في شَهرِ رَمَضانَ ، وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ» . فَقُلتُ : وكَيفَ ذاكَ؟ فَقالَ : «ما يَكونُ فِي السَّنَةِ ، وفيها يُكتَبُ الوَفدُ إلى مَكَّةَ» . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ . (2)
السنن الكبرى عن مجاهد :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ذَكَرَ رَجُلاً مِن بَني إسرائيلَ لَبِسَ السِّلاحَ في سَبيلِ اللّهِ ألفَ شَهرٍ . قال : فَعَجِبَ المُسلِمونَ مِن ذلِكَ . قالَ : فَأنزَلَ اللّهُ عز و جل «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» الَّتي لَبِسَ فيها ذلِكَ الرَّجُلُ السِّلاحَ في سَبيلِ اللّهِ ألفَ شَهرٍ . (3)
.
ص: 405
تفسير ابن كثير عن عليّ بن عروة :ذَكَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَوما أربَعَةً مِن بَني إسرائيلَ عَبَدوا اللّهَ ثَمانينَ عاما ، لَم يَعصُوهُ طَرفَةَ عَينٍ ؛ فَذَكَرَ أيُّوبَ ، وَزَكَريّا ، وحِزقيلَ بنَ العَجوزِ ، ويوشَعَ بَنَ نونٍ . قالَ : فَعَجِبَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن ذلِكَ فَأتاهُ جِبرِيلُ . فقالَ : «يا مُحَمَّدُ ، عَجِبَت أُمَّتُكَ مِن عِبادَةِ هؤُلاءِ النَّفَرِ ثَمانينَ سَنَةً لَم يَعصُوهُ طَرفَةَ عَينٍ ؛ فَقَد أنزَلَ اللّهُ خَيرا مِن ذلِكَ فَقَرَأَ عَلَيهِ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» ، هذا أفضَلُ مِمّا عَجِبتَ أنتَ وَ أُمَّتُكَ» . قالَ : فَسُرَّ بِذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالنّاسُ مَعَهُ . (1)
1 / 2خَصائِصُ لَيلَةِ القَدرِأ _ فيها تَقديرُ كُلِّ شَيءٍ يَكونُ فِي السَّنَةِالإمام عليّ عليه السلام :سَلُوا اللّهَ الحَجَّ في لَيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وفي تِسعَ عَشرَةَ ، وفي إحدى وعِشرينَ ، وفي ثَلاثٍ وعِشرينَ مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ يُكتَبُ الوَفدُ في كُلِّ عامٍ في لَيلَةِ القَدرِ ، وفيها _ كَما قالَ اللّهُ عز و جل _ «يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » . (2)
الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ تَعالى : « وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا» (3) _:
.
ص: 406
إنَّ عِندَاللّهِ كُتُبا مَرقومَةً (1) يُقَدِّمُ مِنها ما يَشاءُ ، ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، فَإِذا كانَ لَيلَةُ القَدرِ أنزَلَ اللّهُ فيها كُلَّ شَيءٍ يَكونُ إلى لَيلَةٍ مِثلِها ، فَذلِكَ قَولُهُ : «وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا» إذا أنزَلَهُ وكَتَبَهُ كُتّابُ السَّماواتِ ، وهُوَ الَّذي لا يُؤَخِّرُهُ . (2)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ تعالى : «تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا » _: تَنَزَّلُ فيهَا المَلائِكَةُ وَالكَتَبَةُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا ، فَيَكتُبونَ ما يَكونُ فِي السَّنَةِ مِن اُمورِ ما يُصيبُ العِبادَ ، وَالأَمرُ عِندَهُ مَوقوفٌ ، لَهُ فيهِ المَشِيَّةُ ، فَيُقَدِّمُ ما يَشاءُ ، ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، ويَمحو ما يَشاءُ ويُثبِتُ ، وعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ . (3)
عنه عليه السلام :يُقَدَّرُ في لَيلَةِ القَدرِ كُلُّ شَيءٍ يَكونُ في تِلكَ السَّنَةِ إلى مِثلِها مِن قابِلٍ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ ، فَما قُدِّرَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقُضِيَ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ وللّهِِ فيهِ المَشِيَّةُ . (4)
تفسير القمّي عن عبد اللّه بن مسكان ، عن الإمام الصادق عليه السلام :«إذا كانَت لَيلَةُ القَدرِ نَزَلَتِ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ وَالكَتَبَةُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا ، فَيَكتُبونَ ما يَكونُ مِن قَضاءِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى في تِلكَ السَّنَةِ ، فَإِذا أرادَ اللّهُ أن يُقَدِّمَ أو يُؤَخِّرَ ، أو يَنقُصَ شَيئا أو يَزيدَهُ ، أمَرَ اللّهُ أن يَمحُوَ ما يَشاءُ ، ثُمَّ أثبَتَ الَّذي أرادَ» . قُلتُ : وكُلُّ شَيءٍ هُوَ عِندَهُ بِمِقدارٍ مُثبَتٍ في كِتابِهِ؟
.
ص: 407
قالَ : «نَعَم» . قُلتُ : فَأَيُّ شَيءٍ يَكونُ بَعدَهُ؟ قالَ : «سُبحانَ اللّهِ! ثُمَّ يُحدِثُ اللّهُ أيضا ما يَشاءُ تَبارَكَ اللّهُ وتَعالى» . (1)
الكافي :عَن المَسمَعيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أبا عَبداِللّهِ عليه السلام يُوصِي وُلدَهُ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ : فَاجهَدوا أنفُسَكُم فَإِنَّ فيهِ تُقسَمُ الأَرزاقُ ، وتُكتَبُ الآجالُ ، وفيهِ يُكتَبُ وَفدُ اللّهِ الَّذينَ يَفِدونَ إلَيهِ ، وفيهِ لَيلَةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اللَّيلَةُ الَّتي يُفرَقُ فيها كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، يُنزَلُ فيها ما يَكونُ في السَّنَةِ إلى مِثلِها من خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو رِزقٍ أو أمرٍ ، أو مَوتٍ أو حَياةٍ ، ويُكتَبُ فيها وَفدُ مَكَّةَ ؛ فَمَن كانَ في تِلكَ السَّنَةِ مَكتوبا ، لَم يَستَطِع أن يَحبِسَ وإن كانَ فَقيرا مَريضا ، ومَن لَم يَكُن فيها مَكتوبا ، لَم يَستَطِع أن يَحُجَّ وإن كانَ غَنِيّا صَحيحا . (3)
تفسير العيّاشي عن إسحاق بن عمّار ، عن الإمام الصادق عليه السلام :«في تِسعَةَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، يَلتَقِي الجَمعانِ» . قُلتُ : ما مَعنى قَولِهِ : يَلتَقِي الجَمعانِ؟ قالَ : «يَجتَمِعُ فيها ما يُريدُ مِن تَقديمِهِ وتَأخيرِهِ ، وإرادَتِهِ وقَضائِهِ» . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَت لَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ اُنزِلَت صِكاكُ
.
ص: 408
الحاجِّ ، وكُتِبَتِ الآجالُ وَالأَرزاقُ ، واطَّلَعَ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ، فَيَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ ما خَلا شارِبَ مُسكِرٍ ، أو صارِمَ (1) رَحِمٍ ماسَّةٍ مُؤمِنَةٍ . (2)
علل الشرايع عن عليّ بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام :«مَن لَم يُكتَب لَهُ فِي اللَّيلَةِ الَّتي يُفرَقُ فيها كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ لَم يَحُجَّ تِلكَ السَّنَةَ ، وهِيَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ لِأَنَّ فيها يُكتَبُ وَفدُ الحاجِّ ، وفيها يُكتَبُ الأَرزاقُ وَالآجالُ وما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ» . قالَ : قُلتُ : فَمَن لَم يُكتَب في لَيلَةِ القَدرِ لَم يَستَطِعِ الحَجَّ؟ فَقالَ : «لا» ، قُلتُ : كَيفَ يَكونُ هذا؟! قالَ : «لَستُ في خُصومَتِكُم مِن شَيءٍ ، هكَذَا الأَمرُ» . (3)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الحسن بن محمّد النوفلي :قالَ سُلَيمانُ [ المَروَزِيُّ لِلرِّضا عليه السلام ] : ألا تُخبِرُني عَن «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» في أيِّ شَيءٍ اُنزِلَت؟ قالَ : «يا سُلَيمانُ ، لَيلَةُ القَدرِ يُقَدِّرُ اللّهُ عز و جل فيها ما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ ، مِن حَياةٍ أو مَوتٍ ، أو خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو رِزقٍ ؛ فَما قَدَّرَهُ في تِلكَ اللَّيلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ» . قالَ سُلَيمانُ : الآنَ قَد فَهِمتُ _ جُعِلتُ فِداكَ! _ فَزِدني . قالَ عليه السلام : «يا سُلَيمانُ ، إنَّ مِنَ الاُمورِ اُموراً مَوقوفَةً عِندَ اللّهِ عز و جل ، يُقَدِّمُ مِنها ما يَشاءُ ، ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، ويَمحو ما يَشاءُ» . (4)
.
ص: 409
الإمام الرضا عليه السلام :شَهرُ رَمَضانَ ... فيهِ لَيلَةُ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ وهُوَ رَأسُ السَّنَةِ ، يُقَدَّرُ فيها ما يَكونُ فِي السَّنَةِ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو مَضَرَّةٍ أو مَنفَعَةٍ ، أو رِزقٍ أو أجَلٍ ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَت : لَيلَةَ القَدرِ . (1)
وانظر : ص 426 (دور ثلاث ليال في التقدير) .
ب _ هِيَ أوَّلُ السَّنَةِ وآخِرُها (2)الإمام الصادق عليه السلام :لَيلَةُ القَدرِ هِيَ أوَّلُ السَّنَةِ ، وهِيَ آخِرُها . (3)
عنه عليه السلام :رَأسُ السَّنَةِ لَيلَةُ القَدرِ ، يُكتَبُ فيها ما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ . (4)
وانظر : ص 36 (خصائص شهر رمضان / أوّل السنة) .
ج _ اِختِصاصُها بِوُلاةِ الأَمرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :آمِنوا بِلَيلَةِ القَدرِ ؛ إنَّها تَكونُ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ولِوُلدِهِ الأَحَدَ عَشَرَ مِن بَعدي . (5)
الإمام الجواد عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ لاِبنِ عَبّاسٍ : «إنَّ لَيلَةَ القَدرِ في
.
ص: 410
كُلِّ سَنَةٍ ، وإنَّهُ يَنزِلُ في تِلكَ اللَّيلَةِ أمرُ السَّنَةِ ، ولِذلِكَ الأَمرِ وُلاةٌ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله » . فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ : مَن هُم؟ قالَ عليه السلام : «أنَا وأحَدَ عَشَرَ مِن صُلبي أئِمَّةٌ مُحَدَّثونَ» . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ ، أتَدري ما مَعنى لَيلَةِ القَدرِ؟» فَقُلتُ : لا ، يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ صلى الله عليه و آله : «إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى قَدَّرَ فيها ما هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَكانَ فيما قَدَّرَ عز و جل وِلايَتُكَ ووِلايَةُ الأَئِمَّةِ مِن وُلدِكَ إلى يَومِ القِيامَةِ» . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :يا مَعشَرَ الشّيعَةِ ، خاصِموا بِسورَةِ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ» تَفلُجوا (3) ، فَوَاللّهِ إنَّها لَحُجَّةُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى عَلَى الخَلقِ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّها لَسَيِّدَةُ دينِكُم ، وإنَّها لَغايَةُ عِلمِنا . يا مَعشَرَ الشّيعَةِ ، خاصِموا ب_ «ح_م * وَ الْكِتَ_بِ الْمُبِينِ * إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَ_رَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ » ؛ فَإِنَّها لِوُلاةِ الأمرِ خاصَّةً بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَجُلٌ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام ... فَهَل يَعلَمُ الأَوصِياءُ ما لايَعلَمُ الأَنبِياءُ؟
.
ص: 411
قالَ : «لا ، وكَيفَ يَعلَمُ وَصِيٌّ غَيرَ عِلمِ ما اُوصِيَ إلَيهِ؟» قالَ السّائِلُ : فَهَل يَسَعُنا أن نَقولَ : إنَّ أحَداً مِنَ الوُصاةِ يَعلَمُ ما لا يَعلَمُ الآخَرُ؟ قالَ : «لا ، لَم يَمُت نَبِيٌّ إلاّ وعِلمُهُ في جَوفِ وَصِيِّهِ ، وإنَّما تَنَزَّلَ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ في لَيلَةِ القَدرِ بِالحُكمِ الَّذي يَحكُمُ بِهِ بَينَ العِبادِ» . قالَ السَّائِلُ : وما كانوا عَلِموا ذلِكَ الحُكمَ؟ قالَ : «بَلى ، قَد عَلِموهُ ، ولكِنَّهُم لا يَستَطيعونَ إمضاءَ شَيءٍ مِنهُ حَتّى يُؤمَروا في لَيالِي القَدرِ كَيفَ يَصنَعونَ إلَى السَّنَةِ المُقبِلَةِ» . قالَ السَّائِلُ : يا أبا جَعفَرٍ ، لا أستَطيعُ إنكارَ هذا ؟ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : «مَن أنكَرَهُ فَلَيسَ مِنّا» . قالَ السَّائِلُ : يا أبا جَعفَرٍ ، أرَأَيتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله هَل كانَ يَأتيهِ في لَيالِي القَدرِ شَيءٌ لَم يَكُن عَلِمَهُ؟ قالَ : «لا يَحِلُّ لَكَ أن تَسأَلَ عَن هذا ، أمّا عِلمُ ما كانَ وما سَيَكونُ فَلَيسَ يَموتُ نَبِيٌّ ولا وَصِيٌّ إلاّ وَالوَصِيُّ الَّذي بَعدَهُ يَعلَمُهُ ، أمّا هذا العِلمُ الَّذي تَسأَلُ عَنهُ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل أبَى أن يُطلِعَ الأَوصِياءَ عَلَيهِ إلاّ أنفُسَهُم» . (1)
معاني الأخبار عن المفضّل بن عمر :ذُكِرَ عِنَد أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » قالَ : «ما أبيَنَ فَضلَها عَلَى السُّوَرِ» ، قالَ : قُلتُ : وأيُّ شَيءٍ فَضلُها؟ قالَ : «نَزَلَت وِلايَةُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فيها» . قُلتُ : في لَيلَةِ القَدرِ الَّتي نَرتَجيها في شَهرِ رَمَضانَ؟ قالَ : «نَعَم ، هِيَ لَيلَةٌ قُدِّرَت فيهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وقُدِّرَت وِلايَةُ
.
ص: 412
أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام فيها» . (1)
بصائر الدرجات عن الحسن بن العباس بن حريش :عَرَضتُ هذا الكِتابَ عَلى أبي جَعفرٍ عليه السلام فَأَقَرَّ بِهِ : قالَ (2) : قالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : «قالَ عَلِيٌّ عليه السلام في صُبحِ أوَّلِ لَيلَةِ القَدرِ الَّتي كانَت بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَلوني فَوَاللّهِ لاَُخبِرَنَّكُم بِما يَكونُ إلى ثَلاثِمِئَةٍ وسِتّينَ يَوماً ، مِنَ الذَّرِّ فَما دونَها فَما فَوقَها ، ثُمَّ لاَُخبِرَنَّكُم بِشَيءٍ مِن ذلِكَ لابِتَكَلُّفٍ ولا بِرَأيٍ ولا بِادِّعاءٍ في عِلمٍ إلاّ مِن عِلمِ اللّهِ وتَعليمِهِ ، وَاللّهِ لايَسأَلُني أهلُ التَّوراةِ ولا أهلُ الإِنجيلِ ، ولا أهلُ الزَّبورِ ولا أهلُ الفُرقانِ إلاّ فَرَقتُ بَينَ كُلِّ أهلِ كِتابٍ بِحُكمِ ما في كِتابِهِم» . قالَ : قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : أرَأَيتَ ما تَعلَمونَهُ في لَيلَةِ القَدرِ هَل تَمضي تِلكَ السَّنَةَ ، وبَقِيَ مِنهُ شَيءٌ لَم تَتَكَلَّموا بِهِ؟ قالَ : «لا ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو أنَّهُ فيما عَلِمنا في تِلكَ اللَّيلَةِ أنِ انصِتوا لِأَعدائِكُم لَنَصَتنا ، فَالنَّصتُ أشَدُّ مِنَ الكَلامِ» . (3)
بصائر الدرجات :عَن الحَسَنِ بنِ عَبّاسِ بنِ حَريشٍ أنَّهُ عَرَضَهُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَأَقَرَّ بِهِ قالَ : فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : «إنَّ القَلبَ الَّذي يُعايِنُ ما يَنزِلُ في لَيلَةِ القَدرِ لَعَظيمُ الشَّأنِ» .
.
ص: 413
قُلتُ : وكَيفَ ذاكَ يا أبا عَبدِاللّهِ؟ قالَ : «لَيُشَقُّ وَاللّهِ بَطنُ ذلِكَ الرَّجُلِ ، ثُمَّ يُؤخَذُ إلى قَلبِهِ ، ويُكتَبُ عَلَيهِ بِمِدادِ النُّورِ فَذلِكَ جَميعُ العِلمِ ، ثُمَّ يَكونُ القَلبُ مُصحَفاً لِلبَصَرِ ، ويَكونُ اللِّسانُ مُتَرجِماً لِلاُذُنِ ، إذا أرادَ ذلِكَ الرَّجُلُ عِلمَ شَيءٍ نَظَرَ بِبَصَرِهِ وقَلبِهِ فَكَأَنَّهُ يَنظُرُ في كِتابٍ» . قُلتُ لَهُ بَعدَ ذلِكَ : وكَيفَ العِلمُ في غَيرِها ، أيُشَقُّ القَلبُ فيهِ أم لا؟ قالَ : «لا يُشَقُّ ، لكِنَّ اللّهَ يُلهِمُ ذلِكَ الرَّجُلَ بِالقَذفِ فِي القَلبِ ، حَتّى يُخَيَّلَ إلى الاُذُنِ أنَّها تُكَلَّمُ بِما شاءَ اللّهُ مِن عِلمِهِ ، وَاللّهُ واسِعُ عَليمٌ» . (1)
بصائر الدرجات عن عمر بن يزيد :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّه عليه السلام : أرَأَيتَ مَن لَم يُقِرَّ بِما يَأتيكُم في لَيلَةِ القَدرِ كَما ذُكِرَ ولَم يَجحَدهُ؟ قالَ : «أمّا إذا قامَت عَلَيهِ الحُجَّةُ مِمَّن يَثِقُ بِهِ في عِلمِنا فَلَم يَثِق بِهِ فَهُوَ كافِرٌ ، وأمّا مَن لَم يَسمَع ذلِكَ فَهُوَ في عُذرٍ حَتّى يَسمَعَ» ، ثُمَّ قالَ عليه السلام : «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» (2) . (3)
د _ نُزولُ المَلائِكَةِ فيها إلى صاحِبِ الأَمرِالإمام الباقر عليه السلام :لاتَخفى عَلَينا لَيلَةُ القَدرِ ، إنَّ المَلائِكَةَ يَطوفونَ بِنا فيها . (4)
تفسير القمّي :قيلَ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : تَعرِفونَ لَيلَةَ القَدرِ؟
.
ص: 414
فَقالَ : «وكَيفَ لانَعرِفُ لَيلَةَ القَدرِ وَالمَلائِكَةُ يَطوفونَ بِنا فيها» . (1)
رجال الكشّي عن إسماعيل بن أبي حمزة :رَكِبَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يَوماً إلى حائِطٍ (2) لَهُ مِن حيطانِ المَدينَةِ ، فَرَكِبتُ مَعَهُ إلى ذلِكَ الحائِطِ ومَعَنا سُلَيمانُ بنُ خالِدٍ . فَقالَ لَهُ سُلَيمانُ بنُ خالِدٍ : جُعِلتُ فِداكَ ! يَعلَمُ الإِمامُ ما في يَومِهِ؟ فقالَ : «يا سُلَيمانُ ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَاصطَفاهُ بِالرِّسالَةِ ، إنَّهُ لَيَعلَمُ ما في يَومِهِ ، وفي شَهرِهِ ، وفي سَنَتِهِ» . ثُمَّ قالَ : «يا سُلَيمانُ ، أما عَلِمتَ أنَّ رُوحاً تَنزِلُ عَلَيهِ في لَيلَةِ القَدرِ فَيَعلَمُ ما في تِلكَ السَّنَةِ إلى مِثلِها مِن قابِلٍ ، وعَلِمَ ما يَحدُثُ فَي اللَّيلِ وَالنَّهارِ» . (3)
بصائر الدرجات عن ابن بكير عن الإمام الصادق عليه السلام :«إنَّ لَيلَةَ القَدرِ يُكتَبُ ما يَكونُ مِنها فِي السَّنَةِ إلى مِثلِها مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو مَوتٍ أو حَياةٍ ، أو مَطَرٍ ، ويُكتَبُ فيها وَفدُ الحاجِّ ، ثُمَّ يُفضي 4 ذلِكَ إلى أهلِ الأَرضِ» . فَقُلتُ : إلى مَن مِن أهلِ الأَرضِ؟ فَقالَ : «إلى مَن تَرى» . (4)
بصائر الدرجات عن داوود بن فرقد :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ » ، قالَ : «نَزَلَ (5) فيها ما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى
.
ص: 415
السَّنَةِ مِن مَوتٍ أو مَولودٍ» . قُلتُ لَهُ : إلى مَن؟ فَقالَ : «إلى مَن عَسى أن يَكونَ ، إنَّ النّاسَ في تِلكَ اللَّيلَةِ في صَلاةٍ ودُعاءٍ ومَسأَلَةٍ ، وصاحِبُ هذا الأَمرِ في شُغُلٍ تَنزِلُ المَلائِكَةُ إليهِ بِاُمورِ السَّنَةِ مِن غُروبِ الشَّمسِ إلى طُلوعِها مِن كُلِّ أمرٍ ، سَلامٌ هِيَ لَهُ إلى أن يَطلُعَ الفَجرُ» . (1)
بصائر الدرجات عن هشام :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : قَولَ اللّهَ تَعالى في كِتابِهِ : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » . (2) قالَ : «تِلكَ لَيلَةُ القَدرِ يُكتَبُ فيها وَفدُ الحاجِّ ، وما يَكونُ فيها مِن طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، أو مَوتٍ أو حَياةٍ ، ويُحدِثُ اللّهُ في اللَّيلِ وَالنَّهارِ ما يَشاءُ ، ثُمَّ يُلقيهِ إلى صاحِبِ الأَرضِ» . قالَ الحارِثُ بنُ المُغيرَةِ البَصرِيُّ ، قُلتُ : ومَن صاحِبُ الأَرضِ؟ قالَ : «صاحِبُكُم» . (3)
بصائر الدرجات عن داود بن فرقد :سَأَلتُهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ الَّتي تَنَزَّلُ فيهَا المَلائِكَةُ ، فَقالَ : «تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَ_مٌ هِىَ حَتَّى مَطْ_لَعِ الْفَجْرِ » . قالَ : ثُمَّ قالَ لي أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : «مِمَّن؟ وإلى مَن؟ وما يَنزِلُ؟» (4)
بصائر الدرجات عن سعيد بن يسار :كُنتُ عِندَ المُعَلَّى بنِ خُنَيسٍ إذ جاءَ رَسولُ
.
ص: 416
أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام . فَقُلتُ لَهُ : سَلهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ ، فَلَمّا رَجَعَ قُلتُ لَهُ : سَأَلتَهُ؟ قالَ : نَعَم ، فَأَخبَرَني بِما أرَدتُ وما لَم اُرِد . قالَ : «إنَّ اللّهَ يَقضي فيها مَقاديرَ تلِكَ السَّنَةِ ، ثُمَّ يَقذِفُ بِهِ إلَى الأَرضِ» . فَقُلتُ : إلى مَن؟ فَقالَ : «إلى مَن تَرى يا عاجِزُ _ أو يا ضَعيفُ _ » . (1)
تفسير القمّي :قَولُهُ تَعالى : «تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا» قالَ (2) : «تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وروحُ القُدُسِ عَلى إمامِ الزَّمانِ ، ويَدفَعونَ إلَيهِ ما قَد كَتَبوهُ مِن هذهِ الاُمورِ» . (3)
ه _ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ لا يَخرُجُ في هذهِ اللَّيلَةِ حَتّى يُضِيءُ فَجرُها وَلا يَستَطِيعُ فيها عَلى أحَدٍ بِخَبَلٍ أو داءٍ ، أو ضَربٍ مِن ضُروبِ الفَسادِ ، ولا يُنفَذُ فيهِ سِحرُ ساحِرٍ» . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانِ _: ثُمَّ فَضَّلَ لَيلَةً واحِدَةً من لَياليهِ عَلى لَيالي ألفِ شَهرٍ ، وسَمّاها لَيلَةَ القَدرِ ، تَنَزَّلُ المَلائِكةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أمرٍ ، سَلامٌ دائِمُ البَرَكَةِ إلى طُلوعِ الفَجرِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحكَمَ مِن قَضائِهِ . (5)
.
ص: 417
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ _ يَقُولُ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» صَدَقَ اللّهُ عز و جل ، أنزَلَ اللّهُ القُرآنَ في لَيلَةِ القَدرِ «وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ» قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لا أدري ، قالَ اللّهُ عز و جل : «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» لَيسَ فيها لَيلَةُ القَدرِ ، قالَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «وَهَل تَدري لِمَ هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ؟ قالَ : لا . قالَ : «لِأنَّها تَنَزَّلُ فيهَا المَلائِكَةُ والرّوحُ بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أمرٍ ، وَإذا أذِنَ اللّهُ عز و جل بِشَيءٍ فَقَد رَضِيَهُ ، «سَلَ_مٌ هِىَ حَتَّى مَطْ_لَعِ الْفَجْرِ» يَقُولُ : تُسَلِّمُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ مَلائكَتي وَروحي بِسَلامي مِن أوَّلِ ما يَهبِطُونَ إلى مَطلَعِ الفَجرِ» . (1)
1 / 3اِستِمرارُ لَيلَةِ القَدرِ في كُلِّ عامٍالمستدرك عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، تَكُونُ [ لَيلَةُ القَدرِ] مَعَ الأنبِياءِ ما كانوا فَإذا قُبِضَ الأنبِياءُ رُفِعَت أم هِيَ إلى يَومِ القيامَةِ؟ قالَ : «بَل هِيَ إلى يَومِ القيامَةِ» . (2)
المصنَّف عن مرثد بن أبي مرثد عن أبيه :كُنتُ مَعَ أبي ذَرٍّ عِندَ الجَمرَةِ الوُسطى فَسَأَلتُهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ . فَقالَ : كانَ أسأَلَ النّاسِ عَنها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله [ أنَا ، قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ] (3) لَيلَةُ القَدرِ كانَت تَكونُ عَلى عَهدِ الأنبِياءِ فإذا ذَهَبوا رُفِعَت؟ قالَ : «لا ، وَلكِن
.
ص: 418
تَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :لَقَد خَلَقَ اللّهُ _ جَلَّ ذِكرُهُ _ لَيلَةَ القَدرِ أَوَّلَ ما خَلَقَ الدُّنيا ، وَلَقَد خَلَقَ فيها أَوَّلَ نَبِيٍّ يَكونُ ، وَأَوَّلَ وَصِيٍّ يَكونُ ، وَلَقَد قَضى أَن يَكونَ في كُلِّ سَنَةٍ لَيلَةً يَهبِطُ فيها بِتَفسيرِ الاُمورِ إلى مِثلِها مِنَ السَّنَةِ المُقبِلَةِ . (2)
الكافي عن داود بن فرقد عن يعقوب :سَمِعتُ رَجُلاً يَسأَلُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ ، فَقالَ : أخبِرني عَن لَيلَةِ القَدرِ ، كانَت أو تَكونُ في كُلِّ عامٍ؟ فَقالَ لَهُ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : «لَو رُفِعَت لَيلَةُ القَدرِ لَرُفِعَ القُرآنُ» . (3)
وانظر : ص 37 ، ح 27 و 28 . ص 419 ، ح 661 .
.
ص: 419
الفصل الثاني : أيُّ لَيلَةٍ هِيَ؟2 / 1فِي العَشرِ الأَواخِرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدرِ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن رَمَضانَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدرِ فِي الوَترِ مِنَ العَشرِ الأَواخِرِ مِن رَمَضانِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن لَيلَةِ القَدرِ ، فَقالَ : «اِلتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ» . (3)
ثواب الأعمال :عَن حُمرانَ أنَّهُ سَأَلَ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى
.
ص: 420
لَيْلَةٍ مُّبَ_رَكَةٍ » . قالَ : «نَعَم ، هِيَ لَيلَةُ القَدرِ ، وهِيَ مِن كُلِّ سَنَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ» . (1)
مسند ابن حنبل عن عبادة بن الصامت :أخبَرَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن لَيلَةِ القَدرِ فَقالَ : «هِيَ في شَهرِ رَمَضانَ ، فَالتَمِسوها فِي العَشرِ الأَواخِرِ ؛ فَإِنَّها وَترٌ لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ ، أو خَمسٍ وعِشرينَ ، أو سَبعٍ وعِشرينَ ، أو آخِرُ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ ، مَن قامَهَا احتِساباً ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . (2)
2 / 2لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ وإحدى وعِشرينَ وتِسعَ عَشرَةَالإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عَلِيّاً كانَ يَتَحَرَّى لَيلَةَ القَدرِ ، لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ . (3)
مجمع البيان عن حسّان بن أبي عليّ :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ . قالَ : «اُطلُبها في تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . (4)
.
ص: 421
2 / 3لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ وإحدى وعِشرينَمجمع البيان عن عبدالواحد بن المختار :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ؟ قالَ : «في لَيلَتَينِ : لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وإحدى وعِشرينَ» . فَقُلتُ : أفرِد لي إحداهُما . (1) فَقالَ : «وما عَلَيكَ أن تَعمَلَ في لَيلَتَينِ هِيَ إحداهُما؟!» (2)
تهذيب الأحكام عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ . قالَ : «هِيَ لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ» . قُلتُ : ألَيسَ إنَّما هِيَ لَيلَةٌ؟ قالَ : «بَلى» ، قُلتُ : فَأَخبِرني بِها . فَقالَ : «وما عَلَيكَ أن تَفعَلَ خَيرا في لَيلَتَينِ؟» . (3)
الكافي عن حسّان بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ . فَقالَ : «اِلتَمِسها في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، أو لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ» . (4)
مجمع البيان عن شهاب بن عبد ربّه :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام أخبِرني بِلَيلَةِ القَدرِ؟
.
ص: 422
فَقالَ : «لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ» . (1)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي (2) :الكافي عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي (3) : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ : جُعِلتُ فِداكَ! اللَّيلَةُ الَّتي يُرجى فيها ما يُرجى؟ فَقالَ : «في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ» . قالَ : فَإِن لَم أقوَ عَلى كِلتَيهِما؟ فَقالَ : «ما أيسَرَ لَيلَتَينِ فيما تَطلُبُ!» قالَ : قُلتُ : فَرُبَّما رَأَينَا الهِلالَ عِندَنا وجاءَنا مَن يُخبِرُنا بِخِلافِ ذلِكَ مِن أرضٍ اُخرى؟ فَقالَ : «ما أيسَرَ أربَعَ لَيالٍ تَطلُبُها فيها!» قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ؟ فَقالَ : «إنَّ ذلِكَ لَيُقالُ» . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ! إنَّ سُلَيمانَ بنَ خالدٍ رَوى في تِسعَ عَشرَةَ يُكتَبُ وَفدُ الحاجِّ . فَقالَ لي : «يا أبا مُحَمَّدٍ ، وَفدُ الحاجِّ يُكتَبُ في لَيلَةِ القَدرِ ، وَالمَنايا وَالبَلايا وَالأَرزاقُ وما يَكونُ إلى مِثلِها في قابِلٍ ، فَاطلُبها في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . 4
.
ص: 423
2 / 4لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ . (1)
المصنّف عن عبد اللّه بن اُنيس :أمَرَنِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أن أنزِلَ المَدينَةَ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن رَمَضانَ . (2)
المصنّف عن أبي النضر :إنَّ عَبدَاللّهِ بنِ اُ نَيسٍ الجُهَنِيَّ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي رَجُلٌ شاسِعُ الدَّارِ (3) فَأمُرني بِلَيلَةٍ أنزِلُ فيها . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «اِنزِل لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ» . (4)
السنن الكبرى عن عبد اللّه بن اُنيس :كُنّا بِالبادِيَةِ فَقُلنا : إن قَدِمنا بِأَهلينا شَقَّ عَلَينا ، وإن خَلَّفناهُم أصابَتهُم ضَيقَةٌ . فَبَعَثوني _ وكُنتُ أصغَرَهُم _ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَذَكَرتُ لَهُ قَولَهُم ، فَأَمَرَنا بِلَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ . (5)
المصنّف عن ابن جريج :اُخبِرتُ أنَّ الجُهَنِيَّ عَبدَاللّهِ بنَ اُ نَيسٍ جاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي ذو ثَقِلَةٍ وضَيعَةٍ (6) _ وكانَ صاحِبَ زَرعٍ _ فَأمُرني بِلَيلَةٍ ، قالَ : «أو لَيلَتَينِ؟»
.
ص: 424
قالَ : بَل لَيلَةٍ ، فَدَعاهُ فَسارَّهُ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ، فَأَمَرَهُ بِلَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ . فَكانَ يُمسي تِلكَ اللَّيلَةِ فِي المَسجِدِ ، ولا يَخرُجُ مِنهُ حَتّى يُصبِ_حَ ، ولا يَشهَدُ شَيئا مِن رَمَضانَ قَبلَها ولا بَعدَها ، ولا يَومَ الفِطرِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ الجُهَنِيَّ أتى إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ لي إبِلاً وغَنَما وغِلمَةً ، فَاُحِبُّ أن تَأمُرَني لَيلَةً أدخُلُ فيها فَأَشهَدُ الصَّلاةَ _ وذلِكَ في شَهرِ رَمَضانَ _ فَدَعاهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَسارَّهُ في اُذُنِهِ . _ قالَ : _ فَكانَ الجُهَنِيُّ إذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وغَنَمِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ وغِلمَتِهِ ، فَكانَ تِلكَ اللَّيلَةُ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ بِالمَدينَةِ ، فَإِذا أصبَحَ خَرَجَ بِأَهلِهِ وغَنَمِهِ وإ بِلِهِ إلى مَكانِهِ . (2)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ وهِيَ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ ، وحَديثُهُ أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ مَنزِلي ناءٍ عَنِ المَدينَةِ ، فَمُرني بِلَيلَةٍ أدخُلُ فيها ، فَأَمَرَهُ بِلَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ . (3)
مستدرك الوسائل عن ضمرة بن عبد اللّه :كُنتُ في جَماعَةٍ مِن بَني سَلَمَةَ ، فَقالُوا : مَنِ الَّذي يَذهَبُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَيَسأَلُهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ؟ فَقُلتُ : أنَا . فَأَتَيتُ المَدينَةَ لَيلاً ، وذَهَبتُ إلى بابِ بَيتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَ لي بِطَعامٍ فَأَكَلتُ ، فَقالَ : «إيتِني بِنَعلي» ، فَوَضَعتُهُ بَينَ يَدَيهِ ، وخَرَجَ وأتى إلَى المَسجِدِ ، فَقالَ : «ألَكَ حاجَةٌ؟»
.
ص: 425
فَقُلتُ : إنَّ بَني سَلَمَةَ أرسَلوني لِأَسأَلَكَ عَن لَيلَةِ القَدرِ ، أيُّ لَيلَةٍ هِيَ؟ فَقالَ : «أيُّ لَيلَةٍ هذهِ اللَّيلَةُ مِنَ الشَّهرِ؟» قُلتُ : الثّانِيَةِ وَالعِشرينَ . فَقالَ صلى الله عليه و آله : «اللَّيلَةُ الآتِيَةُ لَيلَةُ الثّالِثَةِ وَالعِشرينَ» . (1)
الإقبال عن سفيان بن السمط :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام أفرِد لي لَيلَةَ القَدرِ . قالَ : «لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ» . (2)
الإقبال عن عبدالواحد بن المختار الأنصاري :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ . فَقالَ : «اُخبِرُكَ وَاللّهِ ، ثُمّ لا اُعمي عَلَيكَ ، هِيَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِنَ السَّبعِ الاُخَرِ» . 3
مستطرفات السرائر عن عبدالواحد الأنصاري :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ ، قالَ : «إنّي اُخبِرُكَ بِها لا اُعمي عَلَيكَ ، هِيَ لَيلَةُ أوَّلِ السَّبعِ» . وقَد كانَت تَلتَبِسُ عَلَيهِ لَيلَةُ أربَعٍ وعِشرينَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ اللَّيلَةُ الَّتي يُفرَقُ فيها كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، وفيها يُكتَبُ وَفدُ الحاجِّ وما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن سفيان بن السمط :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : اللَّيالِي
.
ص: 426
الَّتي يُرجى فيها مِن شَهرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ : «[ لَيلَةُ ] (1) تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . قُلتُ : فَإِن أخَذَت إنسانا الفَترَةُ (2) أو عِلّةٌ ، مَا المُعتَمَدُ عَلَيهِ مِن ذلِكَ؟ فَقالَ : «[ لَيلَةُ ] ثَلاثٍ وعِشرينَ» . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ لَيلَةَ الثّالِثِ وَالعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ هِيَ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ ، فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، وفيها تَثبُتُ البَلايا وَالمَنايا ، وَالآجالُ وَالأَرزاقُ وَالقَضايا ، وجَميعُ ما يُحدِثُ اللّهُ عز و جل فيها إلى مِثلِها مِنَ الحَولِ . فَطوبى لِعَبدٍ أحياها راكِعا وساجِدا ، ومَثَّلَ خَطاياهُ بَينَ عَينَيهِ ويَبكي عَلَيها ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَجَوتُ ألاّ يَخيبَ إن شاءَ اللّهُ . (4)
وانظر : ص 408 ، ح628 . ص 466 (ما يختصُّ بالليلةِ الثالثة والعشرين) .
2 / 5دورُ ثَلاثِ لَيالٍ في التَّقديرِالإمام الصادق عليه السلام :التَّقديرُ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ ، والإبرامُ (5) في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وَالإِمضاءُ في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ . (6)
.
ص: 427
عنه عليه السلام :في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ التَّقديرُ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ القَضاءُ ، وفي لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ إبرامُ ما يَكونُ فِي السَّنَةِ إلى مِثلِها ، للّهِِ (1) جَلَّ ثَناؤُهُ (أن) (2) يَفعَلَ ما يَشاءُ في خَلقِهِ . (3)
الإقبال عن عبد اللّه بن سنان :سَألتُهُ (4) عَنِ النِّصفِ مِن شَعبانَ . فَقالَ : «ما عِندي فيهِ شَيءٌ ، ولكِن إذا كانَت لَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، قُسِّمَ فيهَا (5) الأَرزاقُ ، وكُتِبَ فيهَا الآجالُ ، وخَرَجَ فيها صِكاكُ الحاجِّ ، وَاطَّلَعَ اللّهُ إلى عِبادِهِ فَغَفَرَ اللّهُ لَهُم إلاّ شارِبَ مُسكِرٍ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، ثُمَّ يَنتَهي ذلِكَ ويَقضي» . قالَ : قُلتُ إلى مَن؟ قالَ : «إلى صاحِبِكُم ، ولَولا ذلِكَ لَم يَعلَم» . (6)
الكافي عن إسحاق بن عمّار[ عن أبي عبد اللّه عليه السلام ] (7) ، قالَ :الكافي عن إسحاق بن عمّار[ عن أبي عبد اللّه عليه السلام ] 8 ، قالَ : سَمِعتُهُ يَقولُ ، وناسٌ يَسأَلونَهُ يَقولونَ : الأَرزاقُ تُقسَمُ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ؟ قالَ : فَقالَ : «لا ، وَاللّهِ ما ذاكَ إلاّ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ؛ فَإِنَّ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ يَلتَقِي
.
ص: 428
الجَمعانِ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ «يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » (1) ، وفي لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ يُمضى ما أرادَ اللّهُ عز و جل مِن ذلِكَ ، وهِيَ لَيلَةُ القَدرِ الَّتي قَالَ اللّهُ عز و جل : «خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » » . (2) قالَ : قُلتُ : ما مَعنى قَولِهِ : يَلتَقِي الجَمعانِ؟ قالَ : «يَجمَعُ اللّهُ فيها ما أرادَ مِن تَقديمِهِ وتَأخيرِهِ ، وإرادَتِهِ وقَضائِهِ» . قالَ : قُلتُ : فَما مَعنى يُمضيهِ في ثَلاثٍ وعِشرينَ؟ قالَ: «إنَّهُ يَفرُقُهُ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ،ويَكونُ لَهُ فيهِ البَداءُ،فَإِذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ أمضاهُ،فَيَكونُ مِنَ المَحتومِ الَّذي لا يَبدو لَهُ فيهِ تَبارَكَ وتَعالى». (3)
بصائر الدرجات عن محمّد بن حمران عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ إنَّ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ تُكتَبُ فيهِ الآجالُ ، وتُقسَمُ فيهِ الأَرزاقُ ، وتَخرُجُ صِكاكُ الحاجِّ . فَقالَ : «ما عِندَنا في هذا شَيءٌ ولكِن إذا كانَت لَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ يُكتَبُ فيهَا الآجالُ ، ويُقسَمُ فيهَا الأَرزاقُ ، ويَخرُجُ صِكاكُ الحاجِّ ، ويَطَّلِعُ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ، فَلا يَبقى مُؤمِنٌ إلاّ غَفَرَ لَهُ إلاّ شارِبَ مُسكِرٍ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ أمضاهُ ثُمَّ أنهاهُ» ، قالَ : قُلتُ : إلى مَن جُعِلتُ فِداكَ!؟ فَقالَ : «إلى صاحِبِكُم ، ولَولا ذلِكَ لَم يَعلَم ما يَكونُ في تِلكَ السَّنَةِ» . (4)
وانظر : ص 405 (خصائص ليلة القدر / فيها تقدير كلّ شيء يكون في السنة) .
.
ص: 429
2 / 6سَتَرَها نَظَراً لَكُممجمع الزوائد عن عبد اللّه بن اُنيس :يا رَسولَ اللّهِ ، أخبِرني أيُّ لَيلَةٍ تُبتَغى فيها لَيلَةُ القَدرِ؟ فَقالَ : «لَولا أن تَترُكَ النّاسُ الصَّلاةَ إلاّ تِلكَ اللَّيلَةَ لَأَخبَرتُكَ» . (1)
شرح نهج البلاغة عن ابن عرادة :قيلَ [لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ] : أخبِرنا عَن لَيلَةِ القَدرِ؟ قالَ : «ما أخلو مِن أن أكونَ أعلَمُها فَأَستُرَ عِلمَها ، ولَستُ أشُكُّ أنَّ اللّهَ إنَّما يَستُرُها عَنكُم نَظَرا لَكُم ؛ لِأَ نَّهُ لَو أعلَمَكُموها عَمِلتُم فيها وتَرَكتُم غَيرَها ، وَأرجُو أن لا تُخطِئَكُم إن شاءَ اللّهُ» . (2)
وانظر : ص 430 ، ح 694 و ص 432 ، ح 699 . ص 438 (حول ليلة القدر / تحديد ليلة القدر) .
2 / 7طُرُقُ مَعرِفَةِ لَيلَةِ القَدرِأ _ قِراءَةُ سورَةِ الدُّخانِ كُلَّ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ مِئَةَ مَرَّةٍالإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَجُلٌ لِأبي جَعفَرٍ عليه السلام : ... يَابنَ رَسُولِ اللّهِ ، كَيفَ أعرِفُ أنَّ لَيلَةَ القَدرِ تَكُونُ في كُلِّ سَنَةٍ؟ قالَ : «إذا أتى شَهرُ رَمَضانَ فَاقرَأ سُورَةَ الدُّخانِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ، فإذا
.
ص: 430
أتَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، فَإنَّكَ ناظِرٌ إلى تَصديقِ الَّذي سَألتَ عَنهُ» . (1)
ب _ قِراءَةُ سورَةِ القَدرِ كُلَّ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ ألفَ مَرَّةٍالإمام الصادق عليه السلام :إذا أتى شَهرُ رَمَضانَ فَاقرَأ كُلَّ لَيلَةٍ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ» ألفَ مَرَّةٍ ، فإذا أتَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وَعِشرينَ ، فَاشدُد قَلبَكَ ، وَافتَح أُذُنَيكَ بِسِماعِ العَجائِبِ مِمّا تَرى . (2)
وانظر : ص 469 (ما يختصّ بالليلة الثالثة والعشرين / قراءة سورة القدر ألف مرّة) .
2 / 8عَلامَةُ لَيلَةِ القَدرِالكافي عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام ، قال :سَألتُهُ عَن عَلامَةِ لَيلَةِ القَدرِ . فَقالَ : «عَلامَتُها أن تَطيبَ ريحُها ، وإن كانَت في بَردٍ دَفِئَت ، وإن كانَت في حَرٍّ بَرَدَت فَطابَت» . (3)
2 / 9مَن يُدرِكُ لَيلَةَ القَدرِالإمام الباقر عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله لَمَّا انصَرَفَ مِن عَرَفاتٍ وسارَ إلى مِنى ، دَخَلَ المَسجِدَ فَاجتَمَعَ إلَيهِ النّاسُ يَسأَلونَهُ عَن لَيلَةِ القَدرِ ، فَقامَ خَطيبا ، فَقالَ _ بَعدَ الثَّناءِ عَلَى اللّهِ عز و جل _ :
.
ص: 431
«أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكُم سَأَلتُموني عَن لَيلَةِ القَدرِ ولَم أطوِها عَنكُم لِأَنّي لَم أكُن بِها عالِما ، اِعلَموا أيُّهَا النّاسُ أنَّهُ مَن وَرَدَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ وهُوَ صَحيحٌ سَوِيٌّ فَصامَ نَهارَهُ ، وقامَ وِردا (1) مِن لَيلِهِ ، وواظَبَ عَلى صَلاتِهِ وهَجَّرَ (2) إلى جُمُعَتِهِ ، وغَدا إلى عيدِهِ ؛ فَقَد أدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ ، وفازَ بِجائِزَةِ الرَّبِّ عز و جل » . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى مِن أوَّلِ شَهرِ رَمَضانَ إلى آخِرِهِ في جَماعَةٍ ، فَقَد أخَذَ بِحَظٍّ مِن لَيلَةِ القَدرِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صلّى لَيلَةَ القَدرِ العِشاءَ وَالفَجرَ في جَماعَةٍ ، فَقَد أخَذَ مِن لَيلَةِ القَدرِ بِالنَّصيبِ الوافِرِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلَّى المَغرِبَ وَالعِشاءَ في جَماعَةٍ ، حَتّى يَنقَضِيَ شَهرُ رَمَضانَ ، فَقَد أصابَ مِن لَيلَةِ القَدرِ بِحَظٍّ وافِرٍ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ في جَماعَةٍ في رَمَضانَ ، فَقَد أدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ . (7)
.
ص: 432
الإقبال :في كِتابِ عَليِّ بنِ إسماعيلَ المِيثَميِّ : في كِتابٍ أصلُهُ عَن عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام : كانَ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ تَصَّدَّقَ في كُلِّ يَومٍ بِدِرهَمٍ ، فَيَقُولُ : «لَعَلِّي اُصيبُ لَيلَةَ القَدرِ» . (1)2
وانظر : ص 306 (آداب الليلة السابعة والعشرين / الصلاة) .
.
ص: 433
حولُ ليَلَةِ القَدرِ «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» . إنّها ليلة القدر ؛ اللّيلة المجلّلة بنزول القرآن ، هي اللّيلة الّتي تعدّ أسمى ليالي السنة وأعظمها بركة ، وهي اللّيلة العظيمة الّتي نعتها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بقوله : « شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي » (1) . لقد بلغ من منزلة هذه اللّيلة والدور البليغ الّذي تؤدّيه في الضيافة الرمضانية والانتفاع من بركات هذه الضيافة ومواهبها ، أن وصفها الإمام الصادق عليه السلام بأنّها قلب هذا الشهر : « قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ » (2) . فمن يريد أن يعيش رمضان شهرا حيّا نابضا بالحركة والحياة مشعّا بالفاعلية والعطاء ، ينبغي له أن يراقب ذلك القلب ، فمراقبة هذا القلب يمكن أن تغيّر المصير وتُؤمّن عمر الإنسان برمته : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » . بغية التعرّف على قلب شهر رمضان ، ومن أجل كسب المزيد من خيرات هذه اللّيلة وبلوغ الأمل من عطاءاتها وحبواتها ، نسجّل فيما يلي عددا من النقاط المستلهمة من هدي نصوص أهل البيت عليهم السلام وأحاديثهم الوضّاءة :
.
ص: 434
1 . معنى ليلة القدرقوله سبحانه : « وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ » . يدلّ بوضوح ، على أنَّ إدراك المعنى الحقيقي لليلة القدر هو أمر شاقّ تكتنفه صعوبات جمّة ، وأنَّ هذا المعنى هو فوق المستوى الإدراكي لعامّة الناس . بديهي إذا كان المخاطب بالآية هو رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فسيكون الاستفهام في قوله : « مَآ أَدْرَاكَ » لتعظيم ليلة القدر وتكريمها على ما يظهر ، مردّ ذلك ، أنَّ من نزل القرآن على قلبه ، ومن روحه موضع ليلة القدر ، وتهبط عليه الملائكة لتدبير اُمور العالم وتقدير شؤونه ، لا يمكن أن يكون جاهلاً بحقيقة ليلة القدر . أكثر من ذلك ، قد تتيسّر مشاهدة حقيقة ليلة القدر ولو بقدر لعدد من أهل السير والسلوك ، عبر انتفاعهم من تعاليم أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال (1) . لقد عرض العالم الرباني آية اللّه ملكي تبريزي للسؤال التالي : « مامعنى رؤية ليلة القدر ، وما معنى لذّته ؟ » ثُمَّ أجاب عليه بما يلي : « رؤية ليلة القدر عبارة عن كشف ما يقع فيها من نزول الأمر إلى الأرض ، كما يُكشف لإمام العصر عليه السلام في اللّيلة » (2) . على أنَّ رؤية هذه الحقيقة والارتقاء إليها أمر عظيم وشأن جليل ، وهو كما وصفه الإمام الصادق عليه السلام بقوله : « إنَّ القَلبَ الَّذي يُعايِنُ ما يُنزَلُ في لَيلَةِ القَدرِ لَعَظيمُ الشَّأنِ » (3) . بيد أنَّ الإسلام لم يترك الناس هَمَلاً على هذا الصعيد ، فمن أجل أن ينعم عامّة الناس بمعرفة إجمالية عن معنى ليلة القدر ، اضطلعت النصوص الإسلامية بتصوير ملامح لهذه الحقيقة ، عبر بيان خصائص تلك اللّيلة وتلمّس فضائلها ، ممّا سنطلّ على أمثلة له في النقطة التالية .
.
ص: 435
2 . خصائص ليلة القدرأ _ تقدير اُمور السَّنةجاء التأكيد في عدد كبير من الروايات أنَّ أول خصائص هذه اللّيلة ، هو تقدير اُمور الناس وتدبير أحوالهم وأوضاعهم خلال السَّنة ، وهي اللّيلة الّتي ينزل فيها ما يحدث ويفرق فيها كلّ أمر إلى مثلها ، وربما لهذه الجهة بالذات نزل القرآن الكريم في هذه اللّيلة ؛ هذا الكتاب الّذي يعدّ بدوره برنامج حياة الإنسان . انطلاقا من هذا المعنى ، بمقدور الإنسان أن يغيّر مصيره ومسار حياته في ليلة القدر عبر استثمار البرنامج الّذي رسمه له القرآن ، ويستحوذ لسنته المقبلة على أفضل المقدّرات ، ويحقّق لنفسه أغنى المكاسب وأكثرها عطاءً ونفعا ، على أنَّ هاهنا ملاحظتين حريّتين بالانتباه ، هما : الملاحظة الاُولى : إنَّ تقدير مصير الإنسان في ليلة القدر يأتي في سياق مقدّراته في العلم الأزلي للّه سبحانه ، بعبارة أُخرى ، تفيد روايات أهل البيت عليهم السلام ، أنَّ ما هو مقدَّر للناس في علم الحق سبحانه خلال السَّنة ، يبرز بصيغة برنامج مكتوب تكتبه الملائكة ويسلّم إلى إمام العصر بواسطتهم ؛ وذلك تبعا لما يقوم به الإنسان في ليلة القدر . الملاحظة الثانية : يفيد عدد من الروايات بأنَّ تقدير مصير الإنسان خلال ليلة القدر وتدبير ما سيكون عليه أمره خلال سنة كاملة ، لا يعني استسلامه للمصير ، بحيث لن يكون بمقدوره أن يغيّر شيئا من اُموره ومستقبله ، بل بمقدوره أن يغيّر من مقدّراته القطعيّة في ليلة القدر عبر لجوئه إلى الدعاء وتوسّله بالأعمال الصالحة ، ولذلك كلّه جاء عن الإمام الباقر عليه السلام ، قوله : « فَما قُدِّرَ في تِلك السَّنَةِ وقُضِيَ فَهُوَ المَحتُومُ وَللّهِ عز و جل فيهِ المَشِيَّةُ » (1) . عندما نأخذ بنظر الاعتبار هذه الرواية وما يقع على شاكلتها (2) ، ونضيف إلى
.
ص: 436
ذلك الأدلّة القطعية الّتي تفيد إجابة الدعاء طوال السنة خاصّةً في عرفات ، وفي المشاهد المشرّفة ، فلا يمكن عندئذٍ قبول ظاهر بعض الروايات الّتي تنصّ على أنَّ مقدّرات ليلة القدر لا ينالها التحوّل والتغيير (1) .
ب _ بداية سنة التقديرأوضحنا في مدخل الكتاب أنَّ بداية السَّنة تختلف تبعا لتعدد الاعتبارات ، ومن ثَمَّ فإنَّ الروايات الّتي تنصّ على أنَّ ليلة القدر هي أوّل السَّنة ورأسها على ما ذكرنا بعضها في المتن ، إنّما جاءت باعتبار سنة تقدير اُمور الناس وتدبير شؤونهم وما يحصل لهم وما يكون ، وهي بهذه المثابة أو الاعتبار آخر السَّنة أيضا ، أي آخر السَّنة المقدَّرة الّتي مضت ، وأوّل السَّنة المقدّرة الجديدة .
ج _ اختصاصها بولاة الأمرالخصيصة الثالثة الّتي تحفّ ليلة القدر ، أنَّ اللّه سبحانه يُطلع في هذه الليلة أكمل الناس وأفضل بني آدم وأسماهم على صورة تقديره وحكمه ومسار تدبيره للعباد . فنجد في تفسير القميِّ في ذيل الآية الكريمة : « تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا » ما نصّه : « تَنَزَّلُ المَلائِكةُ وروحُ القُدُسِ عَلى إمامِ الزَّمانِ ، ويَدفَعونَ إلَيهِ ما قَد كَتَبوهُ مِن هذهِ الاُمورِ » . (2) هذه العملية وإن كانت لا تنسب إلى المعصوم صراحةً ، إلاّ أنّها تعدّ حصيلة لمدلولات ما جاء من روايات في هذا الباب ، وعندئذٍ يمكن القول : إنَّ من خصائص ليلة القدر اختصاصها بالإمام المهدي _ عجل اللّه تعالى فرجه _ ، ممّا يعني أنَّ التوسل به عليه السلام في هذه الليلة خاصّة له دوره النافذ في تيسير اُمور الإنسان وفتح الآفاق أمامه ، لما يؤدّي إلى تغيير مصيره باتجاه تحقيق المزيد من المكاسب لسنته الجديدة .
.
ص: 437
د _ خير من ألف شهر !يسجّل القرآن الكريم صراحةً : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » الأمر الّذي يدلّل على الطابع الاستثنائي المتميّز لهذه البرهة الزمنية وما تنطوي عليه من فرادة في بركاتها ، على النحو الّذي يعادل العمل الصالح فيها ؛ العملَ الصالح خلال عمر طويل ينوف على الثمانين عاما ! تجاوبا مع هذا المعنى ، جاء في تفسير الآية ما نصّه : « العَمَلُ الصّالِحُ فيها مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وأنواعِ الخَيرِ ، خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ لَيسَ فيها لَيلَةُ القَدرِ » . (1) وهذا الثراء العريض في بركات هذه اللّيلة وغناها ، هو الّذي يفسّر في الحقيقة حثّ النَّبي والأئمّة وتحريضهم المسلمين على أن ينتفعوا من ليلة القدر لحظة فلحظة ، حتّى نهى النَّبي صلى الله عليه و آله من النوم في اللّيلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان (2) ، وهو الّذي يفسّر أيضا حرص بضعته البتول السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلامعلى ألاّ ينام أحد من أهل بيتها في هذه اللّيلة (3) . أجل ، إنَّ من يعيش نعمة الإيمان بالقرآن ، ويدرك أنَّ العملَ في ليلة واحدة يعادل في بركاته لحياته الخالدة وعطاءاته لتلك الحياة الأبدية ، العملَ خلال عمر طويل ، لا يسعه التفريط بهذه الفرصة الثمينة الغالية والهبة الّتي لا تضاهى .
3 . دوام ليلة القدرتفيد عمليّة دراسة آيات سورة القدر وتحليل النصوص الإسلامية ، أنَّ ليلة القدر لا تختصّ بزمان نزول القرآن وبعصر النَّبي صلى الله عليه و آله ، وإنَّما هي دائمة مستمرّة منذ بداية خلق الإنسان ، وأوّل وجوده إلى نهاية العالم وآخر وجود الإنسان فيه ، وذلك للاعتبارات التالية :
.
ص: 438
أوّلاً : إنَّ ليلة القدر ظرف لنزول القرآن ، ولابدّ أن يكون الظرف موجودا قبل المظروف . ثانيا : استخدام الفعل المضارع « تنَزّل » في سورة القدر له دلالته على الاستمرار ، وكذلك يشير استعمال الجملة الاسمية : « سَلَ_مٌ هِىَ حَتَّى مَطْ_لَعِ الْفَجْرِ » إلى الدوام . ثالثا : أكّد القرآن الكريم عدّة مرّات على ثبات السنّة الإلهية في تدبير العالم ، وأنَّه لا تغيير في هذه السنّة ولا تبديل (1) ، ومن ثَمَّ فإنّ هذه السنّة الإلهية الّتي تقضي بتدبير أُمور الإنسانية وتقدير شؤونها ، عامّة تشمل الاُمم والأقوام جميعا في الماضي والحاضر والمستقبل . رابعا : ثَمَّ روايات مستفيضة وربما متواترة تفيد دوام ليلة القدر واستمرارها بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله (2) ، كما ثَمَّ عدد من الروايات يؤيّد دوام هذه اللّيلة ، وأنّها كانت منذ أول الخليقة (3) وتستمرّ مع الإنسان حتّى نهاية العالم . على ضوء ذلك كلّه يتّضح مصير الرواية الّتي جاءت في تفسير « الدرّ المنثور » فيما روي عن النَّبي صلى الله عليه و آله ، من قوله : « إنَّ اللّهَ وَهَبَ لاُِمَّتي لَيلَةَ القَدرِ ولَم يُعطِها مَن كانَ قَبلَهُم » (4) فعلاوة على ما فيها من ضعف السند ، فلا يمكن الركون إلى مدلولها باعتبار القرائن والأدلّة الّتي سلفت الإشارة إليها .
4 . تحديد ليلة القدرعلى ضوء ما يسجّله القرآن من جهةٍ بقوله : « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ
.
ص: 439
الْقُرْءَانُ » (1) ، وما ينصّ عليه من جهة اُخرى بقوله : « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » (2) فإنَّ مقتضى الجمع بين الآيتين ، هو أنَّ ليلة القدر في شهر رمضان حتما ، ولكن مع ذلك هناك اختلافات فاحشة في روايات أهل السنّة لتحديد اللّيلة الّتي هي ليلة القدر من بين ليالي شهر رمضان ، على النحو الّذي لا يمكن الجمع بينها (3) أمّا ما جاء بشأن تحديدها من روايات عن طريق أهل البيت (4) ، فيكمن تقسيمه إلى خمس مجاميع ، كما جرت على ذلك منهجية الكتاب ، هي : المجموعة الاُولى : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ ليلة القدر في العشر الأُخَر من شهر رمضان (5) . المجموعة الثانية : الروايات الّتي تدلّ على تحرّيها في إحدى الليالي الثلاث : التاسعة عشرة ، الحادية والعشرين ، والثالثة والعشرين (6) . المجموعة الثالثة : الروايات الّتي تدلّ على أنّها في إحدى ليلتين : الليلة الحادية والعشرين ، أو الثّالثة والعشرين (7) . المجموعة الرابعة : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليلة الثالثة والعشرين ، هي ليلة القدر على التحديد (8) . المجموعة الخامسة : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليالي الثلاث : التّاسعة عشرة ، والحادية والعشرين والثّالثة والعشرين ، لكلّ واحدة منها دورها الّذي تنهض
.
ص: 440
به في تحديد مقادير الإنسان وتقرير مصيره واُموره ، ولكن الدور الأساسي والأخير منوط بليلة الثّالثة والعشرين (1) . إنَّ التأمّل مليّا في هذه المجموعات الخمس الّتي أشرنا إليها ، يدلّل ليس على غياب التعارض فيما بينها وحسب ، بل يشير أيضا إلى تعاضدها وأنَّ بعضها يؤيّد بعضا ، وتوضيح : أنَّ ليلة القدر من منظور أحاديث أهل البيت عليهم السلام _ ومعها قدر لا يُستهان به من أحاديث أهل السنّة _ هي : الليلة الثّالثة والعشرون من شهر رمضان . وقد قال شيخ المحدّثين ابن بابويه ( ت 281 ق ) : « اتّفق مشايخنا رضي الله عنهم [ في ليلة القدر ] على أنّها الليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان » . (2) أمّا حثّ روايات المجموعة الاُولى والثانية والثالثة وتركيزها على إحياء العشر الأُخَر من شهر رمضان ، والمثابرة فيها على الأعمال الصالحة لدرك فضيلة ليلة القدر ، وكذلك ما أوصت به من إحياء الليالى التاسعة عشرة والحادية والعشرين والثالثة والعشرين أو الليلتين الحادية والعشرين والثّالثة والعشرين كما في بعضها الآخر ؛ فإنَّ ذلك كلّه يعود إلى الأمرين التاليين : أوّلاً : أن يحقّق المسلمون منافع أكبر من إحياء ليالي شهر رمضان ويكون لهم أوفر نصيب من هباتها وعطاياها ، ولذا جاء في نص روائي عن سرّ ستر ليلة القدر وتغييبها بين اللّيالي : « أنَّ اللّهَ إنَّما يَستُرُها عَنكم نَظَرا لَكم » . (3) وثانيا : أنَّ ليلة القدر وإن كانت هي الليلة الثّالثة والعشرين ، إلاّ أنَّ ذلك لا يعني غياب دور اللّيلتين التّاسعة عشرة والحادية والعشرين تماما ، بحيث ليس لهما مطلقا أي دور تؤدّيانه على صعيد تحديد مقادير الإنسان وتقرير مصيره .
.
ص: 441
5 . ليلة القدر واختلاف المناطقتبرز واحدة من المسائل المهمّة على صعيد البحث في ليلة القدر ، بطبيعة هذه اللّيلة ، وفيما إذا كانت واحدة في المناطق المختلفة أم متفاوتة ؟ لقد قاد البحث في هذه المسألة إلى تبلور عدد من النظريات ، نشير لها كما يلي : 1 . النظرية المنسوبة إلى مشهور فقهاء الإمامية ، فيما يذهب إليه هؤلاء من عدم تساوي بداية الشهور القمرية في جميع البلدان ، بل يعدّ اتحاد الاُفق (1) بينها شرطا في ثبوت الهلال . والنتيجة الّتي تترتّب على هذه النظرية ، أنَّ ليلة القدر لن تكون واحدة في جميع المناطق والبلدان . 2 . ما ذهب إليه عدد من المحققين 2 ، من أنَّ بداية الشهور القمرية هي واحدة في جميع المناطق،وعندئذٍ إذا ثبت شهر رمضان في منطقة فسيثبت في بقية المناطق أيضا 3 .
.
ص: 442
. .
ص: 443
وَفقا للمبنى الّذي تستند إليه هذه النظرية ، فإنّ ليلة القدر واحدة في جميع المناطق والأقاليم والبلدان . 3 . تفيد النظرية الثالثة إلى أنَّ ليلة القدر عبارة عن دورة كاملة للَّيل في كلّ الكرة الأرضية ، وحينئذٍ ليس هناك فرق بين تساوي بداية الشهور القمرية في جميع الأقاليم والمناطق وبين اختلافها فيها . توضيح ذلك : « أنَّ اللَّيل عبارة عن ظلّ نصف الكرة الأرضية الساقط على النصف الآخر ، ونحن نعرف أنَّ هذا الظلّ في حركة تبعا لدوران الأرض ، بحيث تتمّ دورته الكاملة خلال أربع وعشرين ساعةً ، على هذا الأساس يمكن لليلة القدر أن تكون عبارة عن دورة ليليّة كاملة حول الأرض ، بمعنى أنَّ أربعا وعشرين ساعةً من الظلام الّذي يغطي جميع نقاط الأرض تمثّل ليلة القدر ، الّتي تبتدأ من نقطة معيّنة وتنتهي في نقطة اُخرى » (1) . على هذا الضوء ، يبدو من غير الصحيح فصل حكم ليلة القدر عن حكم اليوم الأوّل من الشهر ، فلو قبلنا استدلال النظرية الثالثة ، واعتبرنا ليلة القدر أربعا وعشرين ساعةً فيمكن أن نتعامل بالطريقة ذاتها مع اليوم الأوّل ونعدّه واحدا في جميع المناطق وفي الأقاليم كافّة ، خاصّةً وأنَّ إطلاقات الروايات ستكون مؤيّدة لذلك ، وحينئذٍ ستتوحّد هذه النظرية مع النظرية الثانية . أجل ، نحن نعتقد أنَّ النظرية الثانية أقرب إلى ظواهر القرآن والحديث وإلى مقتضى العقل والاعتبار ، على أنَّ هاهنا نقطة تضاف إلى كلّ الاستدلالات المذكورة لتحديد ليلة القدر وبيان وحدتها ، تتمثّل بموقف أهل البيت عليهم السلام ، فمقتضى الأهمية الاستثنائية الّتي تحظى بها ليلة القدر كانت تملي تنبيه أهل البيت عليهم السلاملتعدّدها
.
ص: 444
لو كانت متعدّدة ، خاصّةً بعد أن اتّسعت جغرافية الإسلام إثر الفتوحات الإسلامية الضخمة الّتي امتدت إلى أقاصي بلدان العالم . ومع ذلك كلّه ، فإنَّ رعاية الاحتياط بملاحظة النظرية المشهورة ، يملي الاستفاضة بالمزيد من عطايا شهر رمضان وبركاته . لكن يالها من سعادة غامرة ينعم بها اُولئك النفر ممّن لا يحتاج إلى مثل هذا الكلام في تحديد ليلة القدر ومعرفتها ، فاُولئك يشاهدون حقائق هذه اللَّيلة ونزول الملائكة والروح ببصيرة القلوب ، وهم من ثَمَّ ينغمرون بجلال هذه اللَّيلة وينعمون ببركاتها وهباتها على أفضل ما يُرجى ، على أنَّ هذه النعمة الّتي يحظى بها هؤلاء لا تقف عند حدود ليلة القدر ، بل تتخطّى ذلك إلى تحديد أوّل الشهر أيضا من دون حاجة إلى الاستهلال وإلى شهادة الشهود وإلى استعمال الأجهزة العلمية . إنّ الفقيه العارف الجليل السيّد ابن طاووس قدس سرهيصف هذه الحالة بقوله : « اعلم أنّ تعريف اللّه _ جلّ جلاله _ لعباده بشيء من مراده فإنّه لا ينحصر بمجرّد العقل جميع أسبابه ، ولا يدرك بعين الشرع تفصيل أبوابه ؛ لأنّ اللّه _ جلّ جلاله _ قادر لذاته ، فهو قادر على أن يعرِّف عباده مهما شاء ومتى شاء بحسب إرادته ، وأعرف على اليقين من يعرف أوائل الشهور وإن لم يكن ناظرا إلى الهلال،ولا حضر عنده أحد من المشاهدين ، ولا يعمل على شيء ممّا تقدَّم من الروايات،ولا بقول منجّم ولا باستخارة ، ولا بقول أهل العدد ، ولا في المنام ، بل هو من فضل ربّ العالمين الّذي وهبه نور الألباب من غير سؤال،وألهمه العلم بالبديهيّات من غير طلب لتلك الحال، ولكن هو مكلَّف بذلك وحدَه على اليقين حيث علم به على التعيين » . (1) يبدو أنَّ الإشارة في النصّ هي إلى شخص السيّد ابن طاووس نفسه ، بيد أنّه امتنع عن التصريح نأيا عن امتداح النفس والثناء عليها .
.
ص: 445
6 . أفضل أعمال ليلة القدرفي سياق بيانه لنوافل ليالي شهر رمضان في المجلس الثالث والتسعين من كتاب « الأمالي » ، وبعد أن ذكر صلاة مِئَة ركعة لليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ، عاد شيخ المحدّثين ابن بابويه قدس سرهليقول : « ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل » (1) . يبدو أنَّ هذا المطلب مستمدّ من حديث تكلّم فيه النَّبي صلى الله عليه و آله إلى أبي ذرّ ، ذكر فيه بالتفصيل أفضلية العلم وتفوّقه على العبادة ، جاء في آخره : « يا أبا ذَرٍّ الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَك مِن عِبادَةِ سَنَةٍ صِيامِ نَهارِها وَقِيامِ لَيلِها » . (2) على أنَّ المدوّنات الروائية تضمّ بالإضافة إلى هذا الحديث عددا كبيرا من الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام (3) ، ممّا له دلالة على أنَّ طلب العلم يفوق العبادة ويرجّح عليها بمراتب ، لإضاءة هذه المسألة بالمزيد من الإيضاحات ، من الضروري الانتباه إلى الاُمور التالية :
أ _ أيّ علم وأيّ عبادة ؟حسبا للرّؤية الفقهية لعمليّة التّعلم خمسة احكام ، والتأمّل في نصوص الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادة يشير بوضوح ، أنَّ المقصود هو ترجيح التعلّم الواجب أو المستحبّ على العبادات المستحبّة (4) .
ب _ دور العبادة في انبثاق نور العلمللعبادات من منظور النصوص الإسلامية دورها الأساسي الّذي تنهض به في انبثاق
.
ص: 446
نور العلم ودوامه (1) ، من هذا المنطلق لا تهدف الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادات تضعيف العبادة أو إنكار دورها الإيجابي الفاعل الّذي تقوم به إلى جوار العلم ، وإنّما تبتغي التركيز على تقارن العبادة مع العلم وأنّهما توأمان ، ومن ثَمَّ فهي تأتي في سياق التحذير من العبادة الجاهلة الّتي لا يسندها العلم ، فمثل هذه العبادة لا قيمة لها ، ليس ذلك وحسب ، بل هي منشأ للخطر أيضا .
ج _ سيرة أهل البيتدراسة السيرة العملية لأهل البيت عليهم السلام في ليلة القدر ، وتأمّل اهتمامهم الفائق بالعبادة والذكر في اللّيالى التّاسعة عشرة والحادية والعشرين والثّالثة والعشرين وملاحظة التعاليم الّتي عرضوها ، والوصايا الّتي تركوها من أجل تحقيق أقصى حالات الانتفاع من هذه اللَّيالي ؛ كلّها عوامل تدلل بوضوح على ضرورة إحياء هذه اللَّيالي في التّوجّه إلى العبادة والتّضرّع والذكر والأنس باللّه سبحانه ، ما خلا بعض الموارد الاستثنائية. على أنَّ هذا لا يعني تعذّر تخصيص جزء من ليلة القدر للتأليف (2) ، أو تبيين المعارف والعلوم لما يؤدّي إلى رقي المستوى المعرفي والعلمي للناس ، إنّما المقصود هو التنبيه لعدم الغفلة عن بركات الأنس مع اللّه والانغمار في لذّة التّضرّع بين يديه سبحانه ، بذريعة الاستناد إلى روايات ترجيح العلم على العبادة .
.
ص: 447
الفصل الثالث : آدابُ لَيلَةِ القَدرِ المُشتَرَكَةُ3 / 1الغُسلالإمام الباقر عليه السلام :الغُسلُ في سَبعَةَ عَشَرَ مَوطِنا : لَيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ وهِيَ لَيلَةُ التِقاءِ الجَمعَينِ لَيلَةُ بَدرٍ ، ولَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ وفيها يُكتَبُ الوَفدُ وَفدُ السَّنَةِ ، ولَيلَةُ إحدى وعِشرينَ وهِيَ اللَّيلَةُ الَّتي ماتَ فيها أوصِياءُ النَّبِيِّينَ عليهم السلاموفيها رُفِعَ عيسَى بنُ مَريَمَ وقُبِضَ مُوسى عليهماالسلام ، ولَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ يُرجى فيها لَيلَةُ القَدرِ . (1)
الكافي عن سليمان بن خالد :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام : كَم أغتَسِلُ في شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةً؟ قالَ : «لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةَ إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اِغتَسِل لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وإحدى وعِشرينَ ،
.
ص: 448
وثَلاثٍ وعِشرينَ ، وَاجهَد أن تُحيِيَها (1) . (2)
عنه عليه السلام :غُسلُ لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وغُسلُ لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ سُنَّةٌ لا تَترُكها ؛ فَإِنَّهُ يُرجى في إحداهُنَّ لَيلَةُ القَدرِ . (3)
فضائل الأشهر الثلاثة عن إسماعيل بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام :«مَنِ اغتَسَلَ لَيالِيَ الغُسلِ مِن شَهرِ رَمَضانَ خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَةِ يَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ» . فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما لَيالِي الغُسلِ؟ قالَ : «لَيلَةُ سَبعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ» . (4)
تهذيب الأحكام عن بكير بن أعين :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام : في أيِّ اللَّيالي أغتَسِلُ في شَهرِ رَمَضانَ؟ قالَ : «في تِسعَ عَشرَةَ ، وفي إحدى وعِشرينَ ، وفي ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وَالغُسلُ أوَّلَ اللَّيلِ» . قُلتُ : فَإِن نامَ بَعدَ الغُسلِ؟ قال : «هُوَ مِثلُ غُسلِ يَومِ الجُمُعَةِ ، إذَا اغتَسَلتَ بَعدَ الفَجرِ أجزَأَكَ» . (5)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :الغُسلُ في لَيالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ في تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ، واُصيبَ أميرُالمُؤمِنينَ صَلَواتُ
.
ص: 449
اللّهِ عَلَيهِ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ ، وقُبِضَ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . _ قالَ : _ وَالغُسلُ في أوَّلِ لَيلَةٍ وهُوَ يُجزِئُ إلى آخِرِهِ . (1)
3 / 2الإِحياءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أحيا لَيلَةَ القَدرِ حُوِّلَ عَنهُ العَذابُ إلَى السَّنَةِ القابِلَةِ . (2)
مستدرك الوسائل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أحيا لَيلَةَ القَدرِ فَهُوَ أكرَمُ عَلَى اللّهِ مِمَّن أحيا شَهرَ رَمَضانَ ولَم يُحيِ تِلكَ اللَّيلَةَ ، وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ ، إنَّ أهلَهُ ووُلدَهُ يَشفَعونَ في سَبعِمِئَةِ ألفٍ ، لِكُلِّ واحِدٍ في سَبعِمِئَةِ ألفٍ ، إلى آخِرِ ثَلاثِ مَرّاتٍ . وقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ لَيلَةَ القَدرِ تَكرِمَةُ الأَحياءِ ، وغَنيمَةُ الأَمواتِ . (3)
فضائل الأشهر الثلاثة عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «مَن قامَ لَيلَةَ القَدرِ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُحييهِ ولايَختِمُهُ (4) . (5)
الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَهى أن يُغفَلَ عَن لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وعَن لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، ونَهى أن يَنامَ أحَدٌ تِلكَ اللَّيلَةَ . (6)
.
ص: 450
الإمام الباقر عليه السلام :مَن أحيا لَيلَةَ القَدرِ غُفِرَت لَهُ ذُنوبُهُ ولَو كانَت عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ ، ومَثاقيلَ الجِبالِ ، ومَكاييلَ البِحارِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن وافَقَ لَيلَةَ القَدرِ فَقامَها ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ . (2)
الأمالي عن يحيى بن العلاء :كانَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام مَريضا دَنِفا (3) فَأَمَرَ ، فَاُخرِجَ إلى مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَكانَ فيهِ حَتّى أصبَحَ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ . (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :مَنِ اغتَسَلَ لَيلَةَ القَدرِ وأحياها إلى طُلوعِ الفَجرِ خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ . (5)
فضائل الأشهر الثلاثة عن صالح بن أبي حمّاد :كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ _ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ _ أسأَلُهُ عَنِ الغُسلِ في لَيالي شَهرِ رَمَضانَ . فَكَتَبَ عليه السلام : «إنِ استَطَعتَ أن تَغتَسِلَ لَيلَةَ سَبعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ ، ولَيلَةَ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ فَافعَل ، فَإِنَّ فيها تُرجى لَيلَةُ القَدرِ ، فَإِن لَم تَقدِر عَلى إحيائِها فَلا يَفوتَنَّكَ إحياءُ لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ ،
.
ص: 451
تُصَلِّي فيها مِئَةَ رَكعَةٍ ، تَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : «الحَمدَ» مَرَّةً ، و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » عَشرَ مَرّاتٍ» . (1)
وانظر : ص 459 (آداب ليلة القدر المشتركة / الصلاة / الصلاة مئة ركعة) . ص 466 (ما يختصّ بالليلة الثالثة والعشرين / التأكيد على الأحياء) .
3 / 3الدُّعاءأ _ التَّأكيدُ عَلَى الدُّعاءِ في لَيلَةِ القَدرِالكافي عن الفضيل بن يسار :كانَ أبوجَعفَرٍ عليه السلام إذا كانَت لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ أخَذَ فِي الدُّعاءِ حَتّى يَزولَ اللَّيلُ ، فَإِذا زالَ اللَّيلُ صَلّى . (2)
الإقبال عن حمّاد بن عثمان :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام لَيلَةَ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ لي : «يا حَمّادُ ، اغتَسَلتَ؟» قُلتُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ! فَدَعا بِحَصيرٍ ، ثُمَّ قالَ : «إلى لِزقي فَصَلِّ» . فَلَم يَزَل يُصَلِّي وأنَا اُصَلِّي إلى لِزقِهِ حَتّى فَرَغنا مِن جَميعِ صَلاتِنا ، ثُمَّ أخَذَ يَدعو وأنَا اُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ إلى أنِ اعتَرَضَ الفَجرُ ، فَأَذَّنَ وأقامَ ودَعا بَعضَ غِلمانِهِ ، فَقُمنا خَلفَهُ فَتَقَدَّمَ وصَلّى بِنا الغَداةَ . (3)
تهذيب الأحكام عن سماعة :قالَ (4) لي : «صَلِّ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ واحِدَةٍ مَنهُما _ إن قَويتَ عَلى ذلِكَ _ مِئَةَ
.
ص: 452
رَكعَةٍ سِوَى الثَّلاثَ عَشرَةَ ، وَاسهَر فيهِما حَتّى تُصبِ_حَ ؛ فَإِنَّهُ يُستَحَبُّ أن تَكونَ في صَلاةٍ ودُعاءٍ وتَضَرُّعٍ ؛ فَإِنَّهُ يُرجى أن تَكونَ لَيلَةُ القَدرِ في إحداهُما» . (1)
وانظر : ص 203 (ما يؤكّد استحبابه من الأعمال / كثرة الدعاء والذكر) .
ب _ أدعِيَةُ لَيلَةِ القَدرِالمعجم الأوسط :عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزيدَ عَن عائِشَةَ أنَّها قالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، إن وافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ ما أسأَلُ اللّهَ؟ قالَ [ صلى الله عليه و آله ] : «سَليهِ العافِيَةَ» . (2)
سنن الترمذي عن عائشة :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أرَأَيتَ إن عَلِمتُ أيَّ لَيلَةٍ لَيلَةَ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ : «قولي : اللّهُمّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَريمٌ تُحِبُّ العَفوَ ، فَاعفُ عَنّي» . (3)
الإقبال :دُعاءُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام في لَيلَةِ القَدرِ : يا باطِنا في ظُهورِهِ ويا ظاهِرا في بُطونِهِ ، يا باطِنا لَيسَ يَخفى يا ظاهرا لَيسَ يُرى ، يا مَوصوفا لا يَبلُغُ بَكَينونِيَّتِهِ (4) مَوصوفٌ ولا حَدٌّ مَحدودٌ ، يا غائِبا غَيرَ مَفقودٍ ويا شاهِدا غَيرَ مَشهودٍ يُطلَبُ فَيُصابُ ، ولَم يَخلُ مِنهُ السَّمَاواتُ وَالأَرضُ وما بَينَهُما طَرفَةَ عَينٍ ، لا يُدرَكُ بِكَيفٍ ، ولا يُؤَيَّنُ بِأَينٍ ، ولا بِحَيثٍ .
.
ص: 453
أنتَ نورُ النّورِ ورَبُّ الأَربابِ ، أحَطتَ بِجَميعِ الاُمورِ ، سُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ . ثُمَّ تَدعوهُ بِما تُريدُ . (1)
المصباح :اُدعُ في هذهِ اللَّيلَةِ [ يَعني لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ] وفي لَيلَتَي تِسعَ عَشرَةَ ، وإحدى وعِشرينَ بِما كانَ يَدعو بِهِ زَينُ العِابِدينَ عليه السلام في لَيالِي الإِفرادِ قائِما [ و] راكِعا وساجِدا : اللّهُمّ إنّي أمسَيتُ لَكَ عَبدا داخِرا (2) لا أملِكُ لِنَفسي نَفعا ولا ضَرّا ولا أصرِفُ عَنها سُوءا ، أشهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفسي وأعتَرِفُ لَكَ بِضَعفِ قُوَّتي وقِلَّةِ حيلَتي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأنجِز لي ما وَعَدتَني ، وجَميعَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِنَ المَغفِرَةِ في هذهِ اللَّيلَةِ ، وأتمِم عَلَيَّ ما آتَيتَني ، فَإِنّي عَبدُكَ المِسكينُ المُستَكينُ الضَّعيفُ الفَقيرُ المَهينُ . اللّهُمّ لا تَجعَلني ناسِيا لِذِكرِكَ فيما أولَيتَني ، ولا غافِلاً لاِءِحسانِكَ فيما أعطَيتَني ، ولا آيِسا مِن إجابَتِكَ وإن أبطَأتَ عَنّي ، في سَرّاءَ كُنتُ أو ضَرّاءَ ، أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ ، أو عافِيَةٍ أو بَلاءٍ ، أو بُؤسٍ أو نَعماءَ ، إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ : اللّهُمّ اجعَل فيما تَقضي ، وفيما تُقَدِّرُ مِنَ الأمرِ المَحتومِ ، وفيما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ ، مِنَ القَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ، أن
.
ص: 454
تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذُنوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم ، واجعَل فِيما تَقضِي ، وفِيما تُقَدِّرُ أن تُطِيلَ عُمُري ، وتُوَسِّعَ لي في رِزقِي . 1
وانظر : ص 299 (دعاء الليلة التاسعة عشر) . ص 301 (دعاء الليلة الحادية والعشرين) . ص 302 (دعاء الليلة الثالثة والعشرين) . ص 321 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر / الدعاء) . ص 360 (أدعية نوافل شهر رمضان) .
نُكتَةٌ لَطيفةٌقالَ السيّدُ ابنُ طاووسَ قدس سره : كنتُ في ليلةٍ جليلةٍ من شهر رَمضانَ بعدَ تصنيفِ هذا الكتابِ بزمانٍ ، وأنا أدعو في السَّحَرِ لمَن يجبُ أو يَحسنُ تَقديمَ الدعاءِ لَهُ وَلي ولِمَن يَليقُ بالتَّوفيقِ أن أدعوَ لَهُ ، فَوردَ على خاطِري أنّ الجاحِدينَ للّهِ _ جَلَّ جَلالُهُ _ ولِنِعَمِهِ والمُستخفّينَ بِحُرمَتهِ ، والمُبدّلينَ لِحكمهِ في عِبادِهِ وخَليقَتهِ ، يَنبغِي أن يُبدَأ بالدُّعاءِ لَهُم بالهِدايةِ مِن ضَلالتِهم ؛ فإنَّ جِنايَتهُم على الرُّبوبيّةِ ، والحِكمَةِ الإلهيّةِ ، والجَلالةِ النَّبويّةِ أشدُّ مِن جنايةِ العارفينَ باللّهِ وبالرَّسولِ صَلوات اللّهِ عَليهِ وآلهِ . فَيقتضِي تَعظيمُ اللّهِ وتَعظيمُ جَلالِهِ ، وتعظيمُ رَسولهِ صلى الله عليه و آله وحقوقُ هِدايتهِ بِمقالهِ وفِعالهِ ، أن يُقَدَّمَ الدُّعاءُ بهِدايةِ مَن هو أعظمُ ضرراً ، وأشدُّ خطراً ، حَيثُ لَم يَقدر أن يَزالَ ذلكَ بالجِهادِ ، ومَنعهم مِنَ الإلحادِ والفَسادِ . أقولُ : فدعوتُ لكلِّ ضالٍّ عَن اللّهِ بِالهِدايةِ إليهِ ، ولكلِّ ضالٍّ عَن الرَّسولِ
.
ص: 455
بِالرُّجوعِ إليهِ ، ولكلِّ ضالٍّ عَن الحقِّ بالاعترافِ بِهِ والاعتِمادِ عَليهِ . ثُمَّ دَعوتُ لأهلِ التَّوفيقِ والتَّحقيقِ بِالثُّبوتِ على تَوفيقِهم ، والزِّيادةِ في تَحقيقِهم ، ودَعوتُ لنفسي ومن يعنيني أمرُهُ بِحَسبِ ما رَجوتُه مِنَ التَّرتيب الَّذي يكونُ أقرب إلى مَن أتضرّعُ إليهِ ، وإلى مرادِ رَسولهِ صلى الله عليه و آله ، وقَد قَدَّمتُ مهمّاتِ الحاجاتِ بِحسبِ ما رَجوتُ أن يَكونَ أقرب إلَى الإجاباتِ . أفلا تَرى ما تَضمّنه مقدّسُ القرآنِ مِن شفاعةِ إبراهيمَ عليه السلام في أهلِ الكفرانِ!؟ فقالَ اللّه جل جلاله : «يُجَ_دِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّ هٌ مُّنِيبٌ » (1) ، فَمَدحَهُ جَلَّ جلالُهُ على حِلمهِ وشَفاعتِهِ ومُجادَلتهِ في قَومِ لوط ، الَّذين قَد بَلغَ كُفرُهُم إلى تعجيلِ نِقمتهِ . أما رأيتَ ما تَضمّنتهُ أخبارُ صاحبِ الرِّسالةِ _ وَهو قدوةُ أهلِ الجَلالةِ _ كيفَ كان كُلّما آذاهُ قَومُهُ الكفّارُ وبالغُوا فِيما يَفعلونَ . قالَ صلوات اللّهِ عَليهِ وآلهِ : «اللّهُمّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ» . أما رأيتَ الحديثَ عَن عيسى عليه السلام : «كُن كَالشَّمسِ تَطلُعُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ»!؟ وقولَ نَبيّنا صَلوات اللّه عَليهِ وآله : «اِصنَعِ الخَيرَ إلى أهلِهِ وإلى غَيرِ أهلِهِ ؛ فَإِن لَم يَكُن أهلَهُ فَكُن أنتَ أهلَهُ» . وقَد تَضمّنَ تَرجيحُ مقامِ المُحسنينَ إلَى المسيئينَ قولُهُ جلَّ جَلالُه : «لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَ_تِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَ_رِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ » (2) ، ويَكفي أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله بَعثَ رَحمةً للعالمينَ . (3)
.
ص: 456
ج _ الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِالإمام الباقر عليه السلام :تَأخُذُ المُصحَفَ في ثَلاثِ لَيالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَتَنشُرُهُ وتَضَعُهُ بَينَ يَدَيكَ وتَقولُ : اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنزَلِ وما فيهِ ، وفيهِ اسمُكَ الأَكبَرُ وأسماؤُكَ الحُسنى وما يُخافُ ويُرجى ، أن تَجعَلَني من عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ . وتَدعو بِما بَدا لَكَ مِن حاجَةٍ . (1)
د _ الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِ وأهلِ البَيتِالإقبال عن الإمام الصادق عليه السلام :خُذِ المُصحَفَ فَدَعهُ عَلى رَأسِكَ وقُل : اللّهُمّ بِحَقِّ هذا القُرآنِ ، وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ بِهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فيهِ ، وبَحَقِّكَ عَلَيهِم فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّكَ مِنكَ ، بِكَ يا أللّهُ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ثُمَّ تَقولُ : بِمُحَمَّدٍ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِعَلِيٍّ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِفاطِمَةَ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِالحَسَنِ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِالحُسَينِ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ _ عَشَرَ مَرّاتٍ _ ، بِموسَى بنِ جَعفَرٍ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِعَلِيِّ بنِ موسى _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، بِالحُجَّةِ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ وتَسأَلُ حاجَتَكَ . وذَكَرَ في حَديثِهِ إجابَةَ الدّاعي وقَضاءَ حَوائِجِهِ . (2)
.
ص: 457
الإمام الكاظم عليه السلام :خُذِ المُصحَفَ في يَدِكَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِكَ وقُل : اللّهُمّ بِحَقِّ هذا القُرآنِ ، وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ إلى خَلقِكَ ، وبِكُلِّ آيَةٍ هِيَ فيهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فيهِ ، وبِحَقِّهِ عَلَيكَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّهِ مِنكَ . يا سَيِّدي يا سَيِّدي يا سَيِّدي ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ ، و بِحَقِّ كُلِّ إمامٍ _ وتَعُدُّهُم حَتّى تَنتَهِيَ إلى إمامِ زَمانِكَ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ . فَإِنَّكَ لا تَقومُ مِن مَوضِعِكَ حَتّى يُقضى لَكَ حاجَتُكَ ، وتَيَسَّرَ لَكَ أمرُكَ . (1)
3 / 4زِيارَةُ الإمامِ الحُسَينِالإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَ لَيلَةُ القَدرِ وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، نادى مُنادٍ تِلكَ اللَّيلَةَ مِن بُطنانِ العَرشِ : إنَّ اللّهَ تَعالى قَد غَفَرَ لِمَن أتى قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام في هذهِ اللَّيلَةِ . (2)
الإقبال عن زيد بن اُسامة عن الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» _: هِيَ لَيلَةُ القَدرِ ، يُقضى فيهِ أمرُ السَّنَةِ مِن حَجٍّ وعُمرَةٍ ، أو رِزقٍ أو أجَلٍ ، أو أمرٍ أو سَفَرٍ ، أو نِكاحٍ أو وَلَدٍ ، إلى سائِرِ ما يُلاقِي ابنَ آدَمَ مِمّا يُكتَبُ لَهُ أو عَلَيهِ في بَقِيَّةِ ذلِكَ الحَولِ مِن تَلكَ اللَّيلَةِ إلى مِثلِها مِن عامٍ قابِلٍ . وهِيَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَمَن أدرَكَها _ أو قالَ : شَهِدَها _
.
ص: 458
عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام يُصَلّي عِندَهُ ركعَتَينِ أو ما تَيَسَّرَ لَهُ ، وسَأَلَ اللّهَ تَعالَى الجَنَّةَ ، وَاستَعاذَ بِهِ مِنَ النّارِ ، آتاهُ اللّهُ تَعالى ما سَأَلَ ، وأعاذَهُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ . وكَذلِكَ إن سَأَلَ اللّهَ تَعالى أن يُؤتِيَهُ مِن خَيرِ ما فَرَّقَ وقَضى في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وأن يَقِيَهُ مِن شَرِّ ما كَتَبَ فيها ، أو دَعَا اللّهَ وسَأَلَهُ تَبارَكَ وتَعالى في أمرٍ لا إثمَ فيهِ رَجَوتُ أن يُؤتى سُؤلَهُ ، ويوقى مَحاذيرَهُ ، ويُشَفَّعَ في عَشرَةٍ مِن أهلِ بَيتِهِ ، كُلِّهِم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ ، وَاللّهُ إلى سائِلِهِ وعَبدِهِ بِالخَيرِ أسرَعُ . (1)
وانظر : ص 468 (ما يختصّ بالليلة الثالثة والعشرين / التأكيد على زيارة الحسين) .
3 / 5الصَّلاةأ _ التَّأكيدُ عَلَى الصَّلاةِ في لَيلَةِ القَدرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى لَيلَةَ القَدرِ إيمانا وَاحتِسابا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن يَقُم لَيلَةَ القَدرِ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (3)
وانظر : ص 449 (آداب ليلة القدر المشتركة / الإحياء) . ص 451 (التأكيد على الدعاء في ليلة القدر) . ص 459 ، ح 733 .
.
ص: 459
ب _ صَلاةُ رَكعَتَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى رَكعَتَينِ في لَيلَةِ القَدرِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : «فاتِحَةَ الكِتابِ» مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » سَبعَ مَرّاتٍ ، فَإِذا فَرَغَ يَستَغفِرُ سَبعينَ مَرَّةً ، لا يَقومُ مِن مَقامِهِ حَتّى يَغفِرَ اللّهُ لَهُ ولِأَبَوَيهِ ، وبَعَثَ اللّهُ مَلائِكَةً يَكتُبونَ لَهُ الحَسَناتِ إلى سَنَةٍ اُخرى ، وبَعَثَ اللّهُ مَلائِكَةً إلَى الجِنانِ يَغرِسونَ لَهُ الأَشجارَ ، ويَبنونَ لَهُ القُصورَ ، ويُجرونَ لَهُ الأَنهارَ ، ولا يَخرُجُ مِنَ الدُّنيا حَتّى يَرى ذلِكَ كُلَّهُ . (1)
ج _ صَلاةُ مِئَةِ رَكعَةٍ (2)فضائل الأشهر الثلاثة عن إسماعيل بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام :«مَنِ اغتَسَلَ لَيالِيَ الغُسلِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَةِ يَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ ...» . فَقُلتُ : هَل فيها صَلاةٌ غَيرُ ما في سائِرِ لَيالِي الشَّهرِ؟ قالَ : «لا ، إلاّ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ؛ فَإِنَّ فيها يَرجو لَيلَةَ القَدرِ ، ويُستَحَبُّ أن يُصَلِّيَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنها مِئَةَ رَكعَةٍ ، في كُلِّ رَكعَةٍ : «الحَمدُ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مِئَةً ، فَإِن فَعَلَ ذلِكَ أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ وأوجَبَ لَهُ الجَنَّةَ ، وشَفَّعَهُ في مِثلِ رَبيعَةَ ومُضَرَ» . (3)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ أبوبَصيرٍ : جُعِلتُ فِداكَ ! اللَّيلَةُ الَّتي يُرجى فيها ما يُرجى؟
.
ص: 460
فَقالَ : «في إحدى وعِشرينَ ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ ، _ إلى أن قالَ _ فَاطلُبها في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ، وصَلِّ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما مِئَةَ رَكعَةٍ ، وأحيِهِما إنِ استَطَعتَ إلَى النّورِ وَاغتَسِل فيهِما» . قُلتُ : فَإِن لَم أقدِر عَلى ذلِكَ وأنَا قائِمٌ؟ قالَ : «فَصَلِّ وأنتَ جالِسٌ» . قُلتُ : فَإِن لَم أستَطِع؟ قالَ : «فَعَلى فِراشِكَ ، لا عَلَيكَ أن تَكتَحِلَ أوَّلَ اللَّيلِ بِشَيءٍ مِنَ النَّومِ» . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :صَلِّ لَيلَةَ إحدى وعِشرينَ ، ولَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، تَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : [ الحَمدَ مَرَّةً و] (2) «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » عَشرَ مَرّاتٍ . (3)
وانظر : ص 403 ، ح 615 . ص 450 ، ح 715 . ص 467 (التأكيد على الصلاة مئة ركعة) . ص 342 (نوافل شهر رمضان / ألف ركعة في الشهر) . ص 360 (أدعية نوافل شهر رمضان) .
.
ص: 461
الفصل الرابع : مايَختَصُّ بِإِحدَى اللَّيالي4 / 1ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ التّاسِعَةَ عَشرَةَالإقبال :رُويَ أنَّهُ يُستَغفَرُ لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، ويُلعَنُ قاتِلُ مَولانا عَلِيٍّ عليه السلام مِئَةَ مَرَّةٍ . 1
مسارّ الشيعة :وفي لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِنهُ يُكتَبُ وَفدُ الحاجِّ ، وفيها ضُرِبَ مَولانا أميرُالمُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام الضَّربَةَ الَّتي قَضى فيها نَحبَهُ عليه السلام ، وفيها غُسلٌ ... ، ويُصَلّى فيها مِنَ الأَلفِ رَكعَةٍ مِئَةَ رَكعَةٍ عَلَى التَّمامِ . ويُستَحَبُّ فيها كَثرَةُ الاِستِغفارِ ، وَالصَّلاةُ عَلى نَبِيِّ اللّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِاللّهِ صلى الله عليه و آله وَالاِبتِهالُ إلَى اللّهِ تَعالى في تَجديدِ العَذابِ عَلى ظالِمِيهِم مِن سائِرِ الأَنامِ، والإِكثارُ مِنَ اللَّعنَةِ عَلى قاتِلِ أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام ،وهِيَ لَيلَةٌ يَتَجَدَّدُ فيها حُزنُ أهلِ الإِيمانِ. (1)
.
ص: 462
4 / 2ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ الحادِيَةِ وَالعِشرينَأ _ التَّأكيدُ عَلَى الغُسلِالإمام الصادق عليه السلام :غُسلُ لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ سُنَّةٌ . (1)
وانظر : ص 447 (آداب ليلة القدر المشتركة / الغسل) .
ب _ التَّأكيدُ عَلَى الاِهتِمامِ بِهذهِ اللَّيلَةِالسيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :اِعلَم أنَّ لَيلَةَ الحادِيَةِ وَالعِشرينَ مِن شَهرِ الصِّيامِ ، وَرَدَ فيها أحاديثُ أنَّها أرجَحُ مِن لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِنهُ ، وأقرَبُ إلى بُلوغِ المَرامِ . فَمِن ذلكَ ما رَوَيناهُ بِإِسنادِنا إلى زُرارَةَ عَن حُمرانَ قالَ : سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن لَيلَةِ القَدرِ . قالَ : «هِيَ في إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . ومِن ذلِكَ بِإِسنادِنا أيضاً إلى عَبدِ الواحِدِ بنِ المُختارِ الأنصاريِّ ، قالَ : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : أخبِرني عَن لَيلَةِ القَدرِ . قالَ : «اِلتَمِسها في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ» . فَقُلتُ : أفرِدها لي . فَقالَ : «وما عَلَيكَ أن تَجتَهِدَ في لَيلَتَينِ؟» . أقولُ : وقَد قَدَّمنا قَولَ أبي جَعفَرٍ الطوسيِّ فِي التِّبيانِ : «إنَّ لَيلَةَ القَدرِ في
.
ص: 463
مُفرَداتِ العَشرِ الأواخِرِ مِن شهرِ رَمضانَ» ، وذَكَرَ أنَّه بِلا خِلافٍ . (1)
الشيخ المفيد قدس سره في مسارّ الشيعة :في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِنهُ كانَ الإِسراءُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وفيها رَفَعَ اللّهُ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهماالسلام ، وفيها قُبِضُ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام ، وفي مِثلِها قُبِضُ وَصِيُّهُ يوشَعُ بنُ نونٍ عليه السلام ، وفيها كانَت وَفاةُ أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام سَنَةَ أربَعينَ مِنَ الهِجرَةِ ولَهُ يَومَئِذٍ ثَلاثٌ وسِتّونَ سَنَةً . وهِيَ اللَّيلَةُ الَّتي يَتَجَدَّدُ فيها أحزانُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام وأشياعِهِم ، وَالغُسلُ فيها كَالَّذي ذَكَرتُهُ ، وصَلاةُ مِئَةِ رَكعَةٍ كَصَلاةِ لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ حَسَبَ ما قَدَّمناهُ . وَالإِكثارُ مِنَ الصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، وَالاِجتِهادُ فِي الدُّعاءِ عَلى ظالِمِيهِم ، ومُواصَلَةُ اللَّعنَةِ عَلى قاتِلي أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام ، ومَن طَرَّقَ عَلى ذلِكَ وسَبَّبَهُ ، وآثَرَهُ ورَضِيَهُ مِن سائِرِ النّاسِ . (2)
وانظر : ص 419 (أيّ ليلة هي / في العشر الأواخر) . ص 421 (ليلة ثلاث وعشرين و إحدى و عشرين) . ص 426 (دور ثلاث ليال في التقدير) . ص 429 (سترها نظراً لكم) . ص 321 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر) .
ج _ التَّأكيدُ عَلَى الصَّلاةِ وَالدُّعاءِ فيها وفي يَومِهاالإقبال عن حمّاد بن عثمان :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام لَيلَةَ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَقالَ لي : «يا حَمّادُ ، اغتَسَلتَ؟» قُلتُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ! فَدَعا بِحَصيرٍ ، ثُمَّ قالَ : «إلى لِزقي فَصَلِّ» . فَلَم يَزَل يُصَلِّي وأنَا اُصَلّي إلى لِزقِهِ حَتّى فَرَغنا مِن جَميعِ صَلاتِنا ، ثُمَّ أخَذَ
.
ص: 464
يَدعو وأنَا اُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ إلى أنِ اعتَرَضَ الفَجرُ ، فَأَذَّنَ وأقامَ ودَعا بَعضَ غِلمانِهِ ، فَقُمنا خَلفَهُ فَتَقَدَّمَ وصَلّى بِنا الغَداةَ ، فَقَرَأَ : بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» ، و «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» فِي الاُولى ، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ بِ_ «فاتِحَةِ الكِتابِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » . فَلَمّا فَرَغنا مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّحميدِ وَالتَّقديسِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّهِ تَعالى ، وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله وَالدُّعاءِ لِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ ، وَالمُسلِماتِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، خَرَّ ساجِداً لا أسمَعُ مِنهُ إلاَّ النَّفَسَ ساعَةً طَويلَةً ، ثُمَّ سَمِعتُهُ يَقولُ : لا إلهَ إلاّ أنتَ مُقَلِّبُ القُلوبِ وَالأَبصارِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ خالِقُ الخَلقِ بِلا حاجَةٍ فيكَ إلَيهِم ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُبدِئُ الخَلقِ لا يَنقُصُ مِن مُلكِكَ شَيءٌ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ باعِثُ مَن فِي القُبورِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُدَبِّرُ الاُمورِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ دَيّانُ الدِّينِ ، وجَبّارُ الجَبابِرَةِ . لا إلهَ إلاّ أنتَ مُجرِي الماءِ فِي الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُجرِي الماءِ فِي النَّباتِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُكَوِّنُ طَعمِ الثِّمارِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي عَدَدِ القَطرِ وما تَحمِلُهُ السَّحابُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي عَدَدِ ما تَجري بِهِ الرِّياحُ فِي الهواءِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي ما فِي البِحارِ مِن رَطبٍ ويابِسٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي ما يَدِبُّ في ظُلُماتِ البِحارِ وفي أطباقِ الثَّرى . أسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، وأسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ سَمّاكَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِكَ مِن نَبِيٍّ ، أو صِديقٍ ، أو شَهيدٍ ، أو أحَدٍ مِن مَلائِكَتِكَ ، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَيتَ . وأسأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم وبَرَكاتُكَ ،
.
ص: 465
وبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَهُ عَلى نَفسِكَ وأنَلتَهُم بِهِ فَضلَكَ ، أن تُصَلِّيَ علَى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ الدّاعي إلَيكَ بِإِذنِكَ وسِراجِكَ السّاطِعِ بَينَ عِبادِكَ في أرضِكَ وسَمائِكَ ، وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ ونوراً اِستَضاءَ بِهِ المُؤمِنونَ ، فَبَشَّرَنا بِجَزيلِ ثَوابِكَ وأنذَرَنَا الأَليمَ مِن عَذابِكَ . أشهَدُ أنَّهُ قَد جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلينَ ، وأشهَدُ أنَّ الَّذينَ كَذَّبوهُ ذائِقُوالعَذابِ الأَليمِ . أسأَلُكَ يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ ، يا سَيِّدي يا سَيِّدي يا سَيِّدي ، يا مَولايَ يا مَولايَ يا مَولايَ ، أسأَلُكَ في هذهِ الغَداةِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَني مِن أوفَرِ عِبادِكَ وسائِليكَ نَصيباً ، وأن تَمُنَّ عَلَيَّ بِفَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . وأسأَلُكَ بِجَميعِ ما سَأَلتُكَ وما لَم أسأَلكَ مِن عَظيمِ جَلالِكَ ، ما لَو عَلِمتُهُ لَسَأَلتُكَ بِهِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَأذَنَ لِفَرَجِ مَن بِفَرَجِهِ فَرَجُ أولِيائِكَ وأصفِيائِكَ مِن خَلقِكَ ، وبِهِ تُبيدُ الظّالِمينَ وتُهلِكُهُم ، عَجِّل ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ ، وأعطِني سُؤلي يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ في جَميعِ ما سَأَلتُكَ لِعاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ . يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، أقِلني عَثرَتي وأقِلني بِقَضاءِ حَوائِجي ، يا خالِقي ويا رازِقي ويا باعِثي ، ويا مُحيِيَ عِظامي وهِيَ رَميمٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واستَجِب لي دُعائي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . فَلَمّا فَرَغَ رَفَعَ رَأسَهُ ، قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! سَمِعتُكَ وأنتَ تَدعو بِفَرَجِ مَن بِفَرَجِهِ فَرَجُ أصفِياءِ اللّهِ وأولِيائِهِ ، أَوَ لَستَ أنتَ هُوَ؟ قالَ : «لا ، ذاكَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام» . قُلتُ : فَهَل لِخُروجِهِ عَلامَةٌ؟
.
ص: 466
قالَ : «نَعَم ، كُسوفُ الشَّمسِ عِندَ طُلوعِها ثُلُثَي ساعَةٍ مِنَ النَّهارِ ، وخُسوفُ القَمَرِ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وفِتنَةٌ يَصِلُ أهلَ مِصرَ البَلاءُ وقَطعُ السَّبيلِ ، اِكتَفِ بِما بَيَّنتُ لَكَ ، وتَوَقَّع أمرَ صاحِبِكَ لَيلَكَ ونَهارَكَ ، فِإِنَّ اللّهَ كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ ، ذلِكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، وبِهِ تَحصينُ أولِيائِهِ وهُم لَهُ خائِفونَ» . (1)
4 / 3ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ الثّالِثَةِ وَالعِشرينَأ _ التَّأكيدُ عَلَى الغُسلِالإقبال عن بريد بن معاوية عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :رَأَيتُهُ اغتَسَلَ في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، مَرَّةً في أوَّلِ اللَّيلِ ، ومَرَّةً في آخِرِهِ . (2)
وانظر : ص 447 (آداب ليلة القدر المشتركة / الغسل) .
ب _ التَّأكيدُ عَلَى الإِحياءِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَطوي فِراشَهُ ، ويَشُدُّ مِئزَرَهُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وكانَ يوقِظُ أهلَهُ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وكانَ يَرُشُّ وُجوهَ النِّيامِ بِالماءِ في تِلكَ اللَّيلَةِ . (3)
الإقبال :رَوى أبو نَعيمٍ في كِتابِ الصِّيامِ وَالقِيامِ بِإِسنادِه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَرُشَّ عَلى أهلِهِ الماءَ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، يَعني مِن شَهرِ رَمَضانَ . (4)
.
ص: 467
دعائم الإسلام :كانَت فاطِمَةُ عليهاالسلام لا تَدَعُ أحَداً مِن أهلِها يَنامُ تِلكَ اللَّيلَةَ [ اللَّيلَةَ الثّالِثَةَ وَالعِشرينَ] وتُداويهِم بِقِلَّةِ الطَّعامِ ، وتَتَأَهَّبُ لَها مِنَ النَّهارِ ، وتَقولُ : «مَحرومٌ مَن حُرِمَ خَيرَها» . (1)
الإقبال عن جميل وهشام وحفص :مَرِضَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام مَرَضا شَديداً ، فَلَمّا كانَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ أمَرَ مَوالِيَهُ فَحَمَلوهُ إلَى المَسجِدِ ، فَكانَ فيهِ لَيلَتَهُ . (2)
وانظر : ص 321 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر) . ص 423 (أيّ ليلة هي / ليلة ثلاث وعشرين) . ص 449 (آداب ليلة القدر المشتركة / الإحياء) .
ج _ التَّأكيدُ عَلَى الصَّلاةِ مِئَةَ رَكعَةٍالإمام الباقر عليه السلام :مَن أحيا لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وصَلّى فيها مِئَةَ رَكعَةٍ وَسَّعَ اللّهُ عَلَيهِ مَعيشَتَهُ ، وكَفاهُ أمرَ مَن يُعاديهِ ، وأعاذَهُ مِنَ الغَرقِ ، وَالهَدمِ ، وَالسَّرَقِ ، ومِن شَرِّ الدُّنيا ، ورَفَعَ عَنهُ هَولَ مُنكَرٍ ونَكيرٍ ، وخَرَجَ مِن قَبرِهِ ونورُهُ يَتَلَألَأُ لِأَهلِ الجَمعِ ، ويُعطى كِتابُهُ بِيَمينِهِ ، ويُكتَبُ لَهُ بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، وجَوازٌ عَلَى الصِّراطِ ، وأمانٌ مِنَ العَذابِ ، ويَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ ، ويُجعَلُ فيهِ (3) رُفَقاءَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقينَ وَالشُّهَداءُ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :يُستَحَبُّ أن يُصَلّى فيها مِئَةَ رَكعَةٍ يُقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ : «الحَمدُ»
.
ص: 468
وعَشرَ مَرّاتٍ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » . (1)
د _ التَّأكيدُ عَلى زِيارَةِ الإِمامِ الحُسَينِالإمام الرضا عليه السلام :وَليَحرِص مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ أن لايَفوتَهُ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ عِندَهُ ، وهِيَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ ؛ فَإِنَّهَا اللَّيلَةُ المَرجُوَّةُ . (2)
الإمام الجواد عليه السلام :مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ وهِيَ اللَّيلَةُ الَّتي يُرجى أن تَكونَ لَيلَةَ القَدرِ ، وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، صافَحَهُ روحُ أربَعَةٍ وعِشرينَ ألفِ مَلَكٍ ونَبِيٍّ ، كُلُّهُم يَستَأذِنُ اللّهَ في زِيارَةِ الحُسَينِ عليه السلام في تِلكَ اللَّيلَةِ . (3)
وانظر : ص 457 (آداب ليلة القدر المشتركة / زيارة الإمام الحسين) .
ه _ قِراءَةُ سورَةِ العَنكَبوتِ وَالرّومِ وَالدُّخانِالإمام الصادق عليه السلام_ لِأَبي بَصيرٍ _: مَن قَرَأَ سورَتَيِ : العَنكَبوتِ ، وَالرّومِ في شَهرِ رَمَضانَ في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، فَهُوَ وَاللّهِ _ يا أبا مُحَمَّدٍ _ مِن أهلِ الجَنَّةِ لا أستَثني فيهِ أبَداً ، ولا أخافُ أن يَكتُبَ اللّهُ عَلَيَّ في يَميني إثماً ، وإنَّ لِهاتَينِ السّورَتَينِ مِنَ اللّهِ مَكاناً . (4)
الإقبال :ومِنَ الزِّياداتِ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ : قِراءَةُ سورَةِ «الدُّخانِ» فيها وفي كُلِّ لَيلَةٍ ... . (5)
وانظر : ص 469 ، ح 753 .
.
ص: 469
و _ قِراءَةُ سورَةِ القَدرِ ألفَ مَرَّةٍالسيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :ومِنَ القِراءَةِ فيها سورَةُ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ألفَ مَرَّةٍ ، وقَد تَقَدَّمَت رِوايَةٌ لِذلِكَ في اللَّيلَةِ الاُولى عُموماً فِي الشَّهرِ كُلِّهِ . ورُوِّينا تَخصيصَ قِراءَتِها في هذهِ اللَّيلَةِ بِعِدَّةِ طُرُقٍ إلى مَولانا أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام قالَ : «لَو قَرَأَ رَجُلٌ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ألفَ مَرَّةٍ ، لَأَصبَحَ وهُوَ شَديدُ اليَقينِ بِالاِعتِرافِ بِما يَختَصُّ فِينا ، وما ذاكَ إلاّ لِشَيءٍ عايَنَهُ في نَومِهِ» . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ فَاقرَأ : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ألفَ مَرَّةٍ ، وَاقرَأ سورَةَ «العَنكَبوتِ» ، وَ«الرّومِ» مَرَّةً واحِدَةً . (2)
وانظر : ص 430 (طرق معرفة ليلة القدر / قراءة سورة القدر كلّ ليلة من رمضان ألف مرّة) .
ز _ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الأَمرِمصباح المتهجّد عن محمّد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام :تُكَرِّرُ في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ هذا الدُّعاءَ ساجِداً وقائِماً وقاعِداً وعَلى كُلِّ حالٍ ، وفِي الشَّهرِ كُلِّهِ ، وكَيفَ ما أمكَنَكَ ومَتى حَضَرَ مِن دَهرِكَ . تَقولُ بَعدَ تَمجيدِ اللّهِ تَعالى وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : اللّهُمّ كُن لِوَلِيِّكَ فُلانِ بنِ فُلانٍ في هذهِ السّاعَةِ وفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحافِظاً ، وقائِداً وناصِراً ، ودَليلاً وعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَكَ طَوعاً ،
.
ص: 470
وتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً . (1)
الإقبال عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناده عن الصالحين عليهم السلام:كَرِّر في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ قائِماً وقاعِداً وعَلى كُلِّ حالٍ وَالشَّهرِ كُلِّهِ ، وكَيفَ أمكَنَكَ ، ومَتى حَضَرَكَ في دَهرِكَ ، تَقولُ بَعدَ تَمجيدِ اللّهِ تَعالى وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ عليهم السلام: اللّهُمّ كُن لِوَلِيِّكَ القائِمِ بِأَمرِكَ الحُجَّةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَهدِيِّ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ أفضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ ، في هذهِ السّاعَةِ ، وفي كُلِّ ساعَةٍ ، وَلِيّاً وحافِظاً ، وقائِداً وناصِراً ، ودَليلاً ومُؤَيِّداً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَكَ طَوعاً ، وتُمَتِّعَهُ فيها طولاً وعَرضا ، وتَجعَلَهُ وذُرِّيَّتَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ الوارِثينَ . اللّهُمّ انصُرهُ وَانتَصِر بِهِ ، وَاجعَلِ النَّصرَ مِنكَ لَهُ وعَلى يَدِهِ ، وَالفَتحَ عَلى وَجهِهِ ، وَلا تُوَجِّهِ الأَمرَ إلى غَيرِهِ . اللّهُمّ أظهِر بِهِ دينَكَ ، وسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتّى لايَستَخفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ . اللّهُمّ إنّي أرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ ، وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ،وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ . وَاجمَع لَنا خَيرَ الدّارَينِ،وَاقضِ عَنّا جَميعَ ما تُحِبُّ فيهِما ، وَاجعَل لَنا في ذلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ ومَنِّكَ في عافِيَةٍ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ ، وزِدنا مِن فَضلِكَ ويَدِكَ المَلأى ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُعطٍ يَنقُصُ مِن مُلكِهِ ، وعَطاؤُكَ يَزيدُ في مُلكِكَ . (2)
.
ص: 471
4 / 4فَضلُ يَومِ القَدرِ وأدَبُهُالإقبال عن هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليه السلام :«يَومُها مِثلُ لَيلَتِها» ، يَعني : لَيلَةِ القَدرِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيلَةُ القَدرِ في كُلِّ سَنَةٍ ، ويَومُها مِثلُ لَيلَتِها . (2)
عنه عليه السلام :صَبيحَةُ يَومِ لَيلَةِ القَدرِ مِثلُ لَيلَةِ القَدرِ ؛ فَاعمَل وَاجتَهِد . (3)
تعليققالَ السيّدُ ابنُ طاووسَ قدس سره : «وَاعلَم أنَّ الرِّوايةَ وَردت مِن عدّةِ جهاتٍ عَنِ الصّادقينَ _ عَنِ اللّهِ جلَّ جَلالُه _ عَليهم أفضلُ الصَّلواتِ أنَّ يومَ ليلةِ القَدرِ مِثلُ لَيلتهِ ؛ فإيّاك أن تُهَوِّنَ بنهارِ تِسعَ عَشرَةَ ، أو إحدى وعِشرينَ ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وتَتَّكِلَ على ما عَمِلتَه في لَيلتِها وتَستَكثرَه لمولاكَ ، وأنتَ غافلٌ عَن عظيمِ نِعمتهِ ، وحقوقِ ربوبيّتهِ . وكُن في هذهِ الأيَّامِ الثلاثةِ المعظَّماتِ على أبلغِ الغاياتِ ، في العِباداتِ والدَّعواتِ ، واغتنامِ الحَياةِ قبلَ المَماتِ . أقولُ : والمهمُّ مِن هذهِ اللَّيالي في ظاهرِ الرواياتِ عن الطّاهرينَ ما قَدَّمناهُ مِن التَّصريحِ أنّ ليلَة القَدرِ لَيلةُ ثلاثٍ وعِشرينَ ؛ فلا تُهمِل يَومَها» . (4)
وانظر : ص 211 ، ح 488 .
.
ص: 472
. .
ص: 473
القسم الخامس : آدابُ الخُروجِ مِن ضِيافَةِ اللّهوفيه فصول:الفصل الأوّل : وداع شهر رمضانالفصل الثاني : آداب ليلة العيدالفصل الثالث : آداب يوم العيد
.
ص: 474
. .
ص: 475
أهَمُّ الآدابِيبرز أهمّ آداب الخروج من الضيافة الإلهية في شهر رمضان ، بالمراجعة الذاتية الّتي يُخضع لها الصائم نفسه ، فللصائم أن يراجع نفسه في اللحظات الأخيرة من هذا الشهر ، لينظر المدى الّذي بلغه وكم اقترب من هدف هذه الضيافة؟ ، فهل يحسّ بأنَّ تغييرا معنويا قد طرأ عليه أم أنّه لا يزال عند النقطة ذاتها الّتي انطلق منها في بداية شهر رمضان ؟ في هذا السياق يقول السيّد ابن طاووس _ رضوان اللّه عليه _ ضمن أعمال اليوم الأخير من شهر رمضان ما نصّه : «ومنها اعتبار جريدة أعمالك من أوّل الشهر إلى آخر يوم منه وقبل انفصاله ... فينظر ما كان عليه من حيث دخل دار ضيافة اللّه _ جلّ جلاله _ والحضور بين يديه ، ويعتبر معارفه باللّه _ جلّ جلاله _ وبرسوله صلى الله عليه و آله وبخاصَّته ، وبما عرفه من الاُمور الّتي هي من مهامّ تكليفه في دنياه وتشريفه في آخرته . وهل ازداد معرفة بها وحبّا لها وإقبالاً عليها ونشاطا وميلاً إليها ، أم حاله في التقصير على ما دخل عليه في أوَّل الشهر من سوء التدبير ، وكذلك حال رضاه بتدبير اللّه _ جلَّ جلاله _ هل هو قام في جميع اُموره ، أو تارة يرضى وتارة يكره ما يختاره اللّه _ جلَّ جلاله _ من تدبيره . وكيف توكُّله على اللّه _ جلَّ جلالهِ _ ، هل هو على غاية ما يراد منه من السكون إلى مولاه ، أو يحتاج إلى الثقة باللّه _ جلّ جلاله _ إلى غير اللّه _ جلّ جلاله _ من علائق دنياه؟
.
ص: 476
وكيف تفويضه إلى مالك أمره؟ وكيف استحضاره بمراقبة اطّلاع اللّه _ جلّ جلاله _ على سرّه؟ وكيف اُنسه باللّه في خلواته وجلواته؟ وكيف وثوقه بوعود اللّه _ جلّ جلاله _ وتصديقه لإنجاز عداته؟ وكيف إيثاره للّه _ جلّ جلاله _ على من سواه؟ وكيف حبّه له وطلب قربه منه واهتمامه بتحصيل رضاه؟ وكيف شوقه إلى الخلاص من دار الابتلاء والانتقال إلى منازل الأمان من الجفاء؟ وهل هو مستثقل من التكليف ، أو يعتقد أنّ ذلك من أفضل التشريف؟ وكيف كراهته لما كره اللّه _ جلّ جلاله _ من الغيبة والكذب ، والنميمة والحسد ، وحبّ الرئاسة ، وكلّ ما يشغله عن مالك دنياه ومعاده؟ وغير ذلك من الأسقام للأديان الّتي تعرض لإنسان دون إنسان ، وفي زمان دون زمان ، بكلّ مرض كان قد زال حمد اللّه _ جلّ جلاله _ على زواله ، وقام بما يتهيَّأ له من قضاء حقّ إنعام اللّه _ جلّ جلاله _ وإفضاله . وليكن سروره بزوال أمراض الأديان أهمّ عنده من زوال أمراض الأبدان ، وأكمل من المسارّ بالظفر بالغنى بالدرهم والدينار ، ليكون عليه شعار التصديق بمقدار التفاوت بين الانتفاع بالدنيا الفانية والآخرة الباقية . أقول : فإن رأى شيئا من أمراضه وسوء أغراضه قد تخلّف وما نفع فيه علاج الشهر بعبادته ، فليعتقد أنّ الذنب له وإنّما أتاه البلاء من جهته ، فيبكي بين يدي مالك رقبته ، ويستعين برحمته على إزالته» . (1)
.
ص: 477
الفصل الأوّل : وَداعُ شَهرِ رَمَضانَ1 / 1وَداعُ الشَّهرِ في آخِرِ جُمُعَةٍ مِنهُفضائل الأشهر الثلاثة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَلَمّا بَصُرَ بي ، قالَ لي : «يا جابِرُ ، هذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَوَدِّعهُ وقُل : اللّهُمّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامِنا إيّاهُ ، فَإِن جَعَلتَهُ فَاجعَلني مَرحوماً ، ولا تَجعَلني مَحروماً . فَإِنَّهُ مَن قالَ ذلِكَ ظَفِرَ بِإِحدَى الحُسنَيَينِ ، إمّا بِبُلوغِ شَهرِ رَمَضانَ [ مِن قابِلٍ] ، (1) وإمّا بِغُفرانِ اللّهِ ورَحمَتِهِ» . (2)
1 / 2وَداعُ الشَّهرِ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُالإقبال :اِعلَم أنَّ وَقتَ الوَداعِ لِشَهرِ الصِّيامِ رَوَيناهُ عَن أحَدِ الأَئِمَّةِ _ عَلَيهِم
.
ص: 478
أفضَلُ السَّلامِ _ مِن كِتابٍ فيهِ مَسائِلُ جَماعَةٍ مِن أعيانِ الأَصحابِ ، وقَد وَقَّعَ عليه السلام بَعدَ كُلِّ مَسأَلَةٍ بِالجَوابِ ، وهذا لَفظُ ما وَجَدناهُ : وَداعُ (1) شَهرِ رَمَضانَ مَتى يَكونُ؟ فَقَدِ اختَلَفَ أصحابُنا فَبَعضُهُم قالَ : هُوَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ ، وبَعضُهُم قالَ : هُوَ في آخِرِ يَومٍ مِنهُ ، إذا رُئِيَ هِلالُ شَوّالٍ . الجَوابُ : «العَمَلُ في شَهرِ رَمَضانَ في لَياليهِ ، وَالوَداعُ يَقَعُ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ ، فَإِن خافَ أن يَنقُصَ الشَّهرُ جَعَلَهُ في لَيلَتَينِ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَتَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَقُل : اللّهُمّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وقَد تَصَرَّمَ ، وأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ يا رَبِّ ، أن يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذهِ أو يَتَصَرَّمَ شَهرُ رَمَضانَ ، ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُريدُ أن تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ . (3)
عنه عليه السلام :مَن وَدَّعَ شَهرَ رَمَضانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ وقالَ : اللّهُمّ لاتَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامي لِشَهرِ رَمَضانَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَطلُعَ فَجرُ هذهِ اللَّيلَةِ إلاّ وقَد غَفَرتَ لي . غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ قَبلَ أن يُصبِحَ ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَيهِ . (4)
الإقبال :رُوِيَ أنَّهُ يَقرَأُ آخِرَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ سورَةَ «الأَنعامِ» ، و«الكَهفِ» ، و«يس» ، ويَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» . (5)
.
ص: 479
1 / 3سيرةُ الإمامِ زَينِ العابدينَ في آخَرِ لَيلَةٍ مِنهُالإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ لا يَضرِبُ عَبدا لَهُ ولا أمَةً ، وكانَ إذا أذنَبَ العَبدُ وَالأَمَةُ يَكتُبُ عِندَهُ أذنَبَ فُلانٌ ، أذنَبَت فُلانَةُ يَومَ كَذا وكَذا ، ولَم يُعاقِبهُ فَيَجتَمِعُ عَلَيهِمُ الأَدَبُ ، حَتّى إذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ دَعاهُم وجَمَعَهُم حَولَهُ ، ثُمَّ أظهَرَ الكِتابَ ثُمَّ قَالَ : «يا فُلانُ ، فَعَلتَ كَذا وكَذا ولَم اُؤَدِّبكَ أتَذكُرُ ذلِكَ؟» فَيَقولُ : بَلى ، يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، حَتّى يَأتِيَ عَلى آخِرِهِم ويُقَرِّرَهُم جَميعا . ثُمَّ يَقومُ وَسَطَهُم ويَقولُ لَهُم : «اِرفَعوا أصواتَكُم وقولوا : يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، إنَّ رَبَّكَ قَد أحصى عَلَيكَ كُلَّ ما عَمِلتَ ، كَما أحصَيتَ عَلَينا كُلَّ ما عَمِلنا ، وَلَدَيهِ كِتابٌ يَنطِقُ عَلَيكَ بِالحَقِّ ، لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً مِمّا أتَيتَ إلاّ أحصاها ، وتَجِدُ كُلَّ ما عَمِلتَ لَدَيهِ حاضِرا ، كَما وَجَدنا كُلَّ ما عَمِلنا لَدَيك حاضِرا ، فَاعفُ وَاصفَح كَما تَرجو مِنَ المَليكِ العَفوَ ، وكَما تُحِبُّ أن يَعفُوَ المَليكُ عَنكَ ، فَاعفُ عَنّا تَجِدهُ عَفُوّا ، وبِكَ رَحيما ، ولَكَ غَفورا ، ولا يَظلِمُ رَبُّك أحَدا ، كَما لَدَيكَ كِتابٌ يَنطِقُ عَلَينا بِالحَقِّ ، لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً مِمّا أتَيناها إلاّ أحصاها . فَاذكُر يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، ذُلَّ مَقامِكَ بَينَ يَدَي رَبِّكَ الحَكَمِ العَدلِ الَّذي لا يَظلِمُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ ، ويَأتي بِها يَومَ القِيامَةِ ، وكَفى بِاللّهِ حَسيبا وشَهيدا ، فَاعفُ وَاصفَح يَعفو (1) عَنكَ المَليكُ ويَصفَحُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : « وَ لْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ » (2) » .
.
ص: 480
قالَ : وهُوَ يُنادي بِذلِكَ عَلى نَفسِهِ ويُلَقِّنُهُم ، وهُم يُنادون مَعَهُ ، وهُوَ واقِفٌ بَينَهُم يَبكي ويَنوحُ ، ويَقولُ : «رَبِّ إنَّكَ أمَرتَنا أن نَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَنا ، فَقَد ظَلَمنا أنفُسَنا ، فَنَحنُ قَد عَفَونا عَمَّن ظَلَمَنا كَما أمَرتَ ، فَاعفُ عَنّا فَإِنَّكَ أولى بِذلِكَ مِنّا ومِنَ المَأمورينَ ، وأَمَرتَنا أن لا نَرُدَّ سائِلاً عَن أبوابِنا ، وقَد أتَيناكَ سُؤّالاً ومَساكينَ ، وقَد أنَخنا بِفِنائِكَ وبِبابِكَ ، نَطلُبُ نائِلَكَ ومَعروفَكَ وعَطاءَكَ ، فَامنُن بِذلِكَ عَلَينا ، ولا تُخَيِّبنا فَإِنَّكَ أولى بِذلِكَ مِنّا ومِنَ المَأمورينَ . إلهي كَرُمتَ فَأَكرِمني ؛ إذ كُنتُ مِن سُؤّالِكَ ، وجُدتَ بِالمَعروفِ فَاخلِطني بِأَهلِ نَوالِكَ يا كَريمُ» . ثُمُّ يُقبِلُ عَلَيهِم ويَقولُ : «قَد عَفَوتُ عَنكُم ، فَهَل عَفَوتُم عَنّي ومِمّا كانَ مِنّي إلَيكُم مِن سوءِ مَلَكَةٍ؟ فَإِنّي مَليكُ سوءٍ ، لَئِيمٌ ظالِمٌ ، مَملوكٌ لِمَليكٍ كَريمٍ جَوادٍ عادِلٍ مُحسِنٍ مُتَفَضِّلٍ» ، فَيَقولونَ : قَد عَفَونا عَنكَ يا سَيِّدَنا وما أسَأتَ! فَيَقولُ لَهُم : «قولوا : اللّهُمّ اعفُ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ كَما عَفا عَنّا ، وأعتِقهُ مِنَ النّارِ كَما أعتَقَ رِقابَنا مِنَ الرِّقِّ» ، فَيَقولونَ ذلِكَ ، فَيَقولُ : «اللّهُمّ آمينَ يا رَبَّ العالَمين ، اِذهَبوا فَقَد عَفَوتُ عَنكُم ، وأعتَقتُ رِقابَكُم رَجاءً لِلعَفوِ عَنّي وعِتقِ رَقَبَتي» ، فَيُعتِقُهُم . فَإِذا كانَ يَومُ الفِطرِ أجازَهُم بِجَوائِزَ تَصونُهُم وتُغنيهِم عَمّا في أيدِي النّاسِ ... . (1)
1 / 4دُعاءُ الإمامِ زَينِ العابدينَ في وَداعِ الشَّهرِالإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمّ يا مَن لايَرغَبُ فِي الجَزاءِ ، ويا مَن لايَندَمُ عَلَى العَطاءِ ، ويا مَن
.
ص: 481
لا يُكافِئُ عَبدَهُ عَلَى السَّواءِ ، مِنَّتُكَ ابتِداءٌ ، وعَفوُكَ تَفَضُّلٌ ، وعُقوبَتُكَ عَدلٌ ، وقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ ، إن أعطَيتَ لَم تَشُب (1) عَطاءَكَ بِمَنٍّ ، وإن مَنَعتَ لَم يَكُن مَنعُكَ تَعَدِّياً ، تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأنتَ ألهَمتَهُ شُكرَكَ ، وتُكافِئُ مِن حَمدِكَ وأنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ . تَستُرُ عَلى مَن لَو شِئتَ فَضَحتَهُ ، وتَجودُ عَلى مَن لَو شِئتَ مَنَعتَهُ ، وكِلاهُما أهلٌ مِنكَ لِلفَضيحَةِ وَالمَنعِ ، غَيرَ أنَّكَ بَنَيتَ أفعالَكَ عَلَى التَّفَضُلِ ، وأجرَيتَ قُدرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ ، وتَلَقَّيتَ مَن عَصاكَ بِالحِلمِ ، وأمهَلتَ مَن قَصَدَ لِنَفسِهِ بِالظُّلمِ ، تَستَنظِرُهُم بِأَناتِكَ إلَى الإِنابَةِ ، وتَترُكُ مُعاجَلَتَهُم إلَى التَّوبَةِ لِكَيلا يَهلِكَ عَلَيكَ هالِكُهُم ، ولايَشقى بِنِعمَتِكَ شَقِيُّهُم إلاّ عَن طولِ الإِعذارِ إلَيهِ ، وبَعدَ تَرادُفِ الحُجَّةِ عَلَيهِ ، كَرَماً مِن عَفوِكَ يا كَريمُ ، وعائِدَةً (2) مِن عَطفِكَ يا حَليمُ . أنتَ الَّذي فَتَحتَ لِعِبادِك باباً إلى عَفوِكَ وسَمَّيتَهُ التَّوبَةَ ، وجَعَلتَ عَلى ذلِكَ البابِ دَليلاً مِن وَحيِكَ لِئَلاّ يَضِلّوا عَنهُ ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُك : «تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَّ_تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَ_رُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَ_نِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَ اغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ » (3) فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ ذلِكَ المَنزِلِ بَعدَ فَتحِ البابِ ، وإقامَةِ الدَّليلِ . وأنتَ الَّذي زِدتَ فِي السَّومِ (4) عَلى نَفسِكَ لِعِبادِكَ تُريدُ رِبحَهُم في
.
ص: 482
مُتاجَرَتِهِم لَكَ ، وفَوزَهُم بِالوِفادَةِ عَلَيكَ وَالزِّيادَةِ منِكَ ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُكَ وتَعالَيتَ : «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا» (1) وقلتَ : «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَمنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنم_بُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَ_عِفُ لِمَن يَشَآءُ» (2) وقُلتَ : «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَ_عِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً» (3) وما أنزَلتَ مِن نظائِرِهِنَّ (4) فِي القُرآنِ مِن تَضاعيفِ الحَسَناتِ . وأنتَ الَّذي دَلَلتَهُم بِقَولِكَ مِن غَيبِكَ وتَرغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُم عَلى ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِكهُ أبصارُهُم ، ولَم تَعِهِ أسماعُهُم ، ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم ، فَقلتَ : اذكُروني أَذكُركُم وَاشكُرُوا لي ولا تَكفُرونِ (5) وقُلتَ : «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ » (6) وقُلتَ : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (7) فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكباراً ، وتَوَعَّدتَ عَلى تَركِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ ، فَذَكَروكَ بِمَنِّكَ ، وشَكَروكَ بِفَضلِكَ ، ودَعَوكَ بِأَمرِكَ ، وتَصَدَّقوا لَكَ طَلَباً لِمَزيدِكَ ، وفيها كانَت نَجاتُهُم مِن غَضَبِكَ ، وفَوزُهِم بِرِضاكَ .
.
ص: 483
ولَو دَلَّ مَخلوقٌ مَخلوقاً مِن نَفسِهِ عَلى مِثلِ الَّذي دَلَلتَ عَلَيهِ عِبادَكَ مِنكَ ، كانَ مَوصوفاً بِالإِحسانِ ، ومَنعوتاً بِالاِمتِنانِ ، ومَحموداً بِكُلِّ لِسانٍ ، فَلَكَ (1) الحَمدُ ما وُجِدَ في حَمدِكَ مَذهَبٌ ، وما بَقِيَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ ، ومَعنىً يَنصَرِفُ إلَيهِ ، يا مَن تَحَمَّدَ إلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ ، وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ (2) ، ما أفشى فينا نِعمَتَكَ ، وأسبَغَ عَلَينا مِنَّتَكَ ، وأخَصَّنا بِبِرِّكَ ، هَدَيتَنا لِدينِكَ الَّذِي اصطَفَيتَ ، ومِلَّتِكَ الَّتِي ارتَضَيتَ ، وسَبيلِكَ الَّذي سَهَّلتَ ، وبَصَّرتَنَا الزُّلفَةَ (3) لَدَيكَ ، وَالوُصولَ إلى كَرامَتِكَ . اللّهُمّ وأنتَ جَعَلتَ مِن صَفايا تِلكَ الوَظائِفِ ، وخَصائِصِ تِلكَ الفُروضِ شَهرَ رَمَضانَ الَّذي اختَصَصتَهُ مِن سائِرِ الشُّهورِ ، وتَخَيَّرتَهُ مِن جَميعِ الأَزمِنَةِ وَالدُّهورِ ، وآثَرتَهُ عَلى كُلِّ أوقاتِ السَّنَةِ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ وَالنّورِ ، وضاعَفتَ فيهِ مِنَ الإِيمانِ ، وفَرَضتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ ، ورَغَّبتَ فيهِ مِنَ القِيامِ ، وأجلَلتَ فيهِ مِن لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ . ثُمَّ آثَرتَنا بِهِ عَلى سائِرِ الاُمَمِ ، وَاصطَفَيتَنا بِفَضلِهِ دونَ أهلِ المِلَلِ ، فَصُمنا بِأَمرِكَ نَهارَهُ ، وُقمنا بِعَونِكَ لَيلَهُ مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وقِيامِهِ لِما عَرَّضتَنا لَهُ مِن رَحمَتِكَ ، وتَسَبَّبنا إلَيهِ مِن مَثوبَتِكَ . وأنتَ المَليءُ بِما رُغِبَ فيهِ إلَيكَ ، الجَوادُ بِما سُئِلَت مِن فَضلِكَ ، القَريبُ إلى مَن حاوَلَ قُربَكَ . وقَد أقامَ فينا هذا الشَّهرُ مُقامَ حَمدٍ ، وصَحِبَنا صُحبَةَ مَبرورٍ ، وأربَحَنا أفضَلَ أرباحِ العالَمينَ ، ثُمَّ قَد فارَقَنا عِندَ تَمامِ وَقتِهِ وانقِطاعِ مُدَّتِهِ ، ووَفاءِ
.
ص: 484
عَدَدِهِ ، فَنَحنُ مُوَدِّعوهُ وَداعَ مَن عَزَّ فِراقُهُ عَلَينا ، وغَمَّنا وأوحَشَنَا انصِرافُهُ عَنّا ، ولَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ المَحفوظُ وَالحُرمَةُ المَرعِيَّةُ ، وَالحَقُّ المَقضِيُّ ، فَنَحنُ قائِلونَ : السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهرَ اللّهِ الأَكبَرَ ويا عيدَ أولِيائِهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا أكرَمَ مَصحوبٍ مِنَ الأَوقاتِ ، ويا خَيرَ شَهرٍ في الأَيّامِ وَالسّاعاتِ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ قَرُبَت فيهِ الآمالُ ، ونُشِرت فيهِ الأَعمالُ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن قَرينٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً ، وأفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ومَرجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن أليفٍ آنَسَ مُقبِلاً فَسَرَّ ، وأوحَشَ مُنقَضِياً فَمَضَّ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن مُجاوِرٍ رَقَّت فيهِ القُلوبُ ، وقَلَّت فيهِ الذُّنوبُ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن ناصِرٍ أعانَ عَلَى الشَّيطانِ ، وصاحِبٍ سَهَّلَ سُبَلَ الإِحسانِ . السَّلامُ عَلَيكَ ما أكثَرَ عُتَقاءَ اللّهِ فيكَ ، وما أسعَدَ مَن رَعى حُرمَتَكَ بِكَ. السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أمحاكَ لِلذُّنوبِ وأستَرَكَ لِأَنواعِ العُيوبِ . السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أطولَكَ عَلَى المُجرِمينَ ، وأهيَبَكَ في صُدورِ المُؤمِنينَ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَياّمُ . السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ هُوَ مِن كُلِّ أمرٍ سَلامٌ . السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ كَريهِ المُصاحَبَةِ ، ولا ذَميمِ المُلابَسَةِ . (1) السَّلامُ عَلَيكَ كَما وَفَدتَ عَلَينا بِالبَرَكاتِ ، وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ
.
ص: 485
الخَطيئاتِ . السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدِّعٍ بَرَما (1) ، ولامَتروكٍ صِيامُهُ سَأَماً . السَّلامُ عَلَيكَ مِن مَطلوبٍ قَبلَ وَقتِهِ ، ومَحزونٍ عَلَيهِ قَبلَ فَوتِهِ . السَّلامُ عَلَيكَ كَم مِن سوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا ، وكَم مِن خَيرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَينا . السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ . السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَيكَ ، وأشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَيكَ . السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى فَضلِكَ الَّذي حُرِمناهُ ، وعَلى ماضٍ مِن بَرَكاتِكَ سُلِبناهُ . اللّهُمّ إنّا أهلُ هذا الشَّهرِ الَّذي شَرَّفتَنا بِهِ ، ووَفَّقتَنا بِمَنِّكَ لَهُ ، حينَ جَهِلَ الأَشقِياءُ وَقتَهُ ، وحُرِموا لِشَقائِهِم فَضلَهُ . أنتَ وَلِيُّ ما آثَرتَنا بِهِ مِن مَعرِفَتِهِ ، وهَدَيتَنا لَهُ مِن سُنَّتِهِ ، وقَد تَوَلَّينا بِتَوفيقِكَ صِيامَهُ وقِيامَهُ عَلى تَقصيرٍ ، وأدَّينا فيهِ قَليلاً مِن كَثيرٍ . اللّهُمّ فَلَكَ الحَمدُ إقراراً بِالإِساءَةِ ، وَاعتِرافاً بِالإِضاعَةِ ، ولَكَ مِن قُلوبِنا عَقدُ النَّدَمِ ، ومِن ألسِنَتِنا صِدقُ الاِعتِذارِ ، فَأجُرنا عَلى ما أصابَنا فيهِ مِنَ التَّفريطِ (2) ، أجراً نَستَدرِكُ بِهِ الفَضلَ المَرغوبَ فيهِ ، ونَعتاضُ بِهِ مِن أنواعِ الذُّخرِ المَحروصِ عَلَيهِ ، وأوجِب لَنا عُذرَكَ عَلى ماقَصَّرنا فيهِ مِن حَقِّكَ ، وابلُغ بِأَعمارِنا ما بَينَ أيدينا مِن شَهرِ رَمَضانَ المُقبِلِ ، فَإِذا بَلَّغتَناهُ فَأَعِنّا عَلى تَناوُلِ ما أنتَ أهلُهُ مِنَ العِبادَةِ ، وأدِّنا إلَى القِيامِ بِما يَستَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ ، وأَجرِ لَنا مِن صالِحِ العَمَلِ ما يَكونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهرَينِ مِن
.
ص: 486
شُهورِ الدَّهرِ . اللّهُمّ وما ألمَمنا (1) بِهِ في شَهرِنا هذا مِن لَمَمٍ أو إثمٍ ، أو واقَعنا فيهِ مِن ذَنبٍ ، وَاكتَسَبنا فيهِ مِن خَطيئَةٍ عَلى تَعَمُّدٍ مِنّا ، أو عَلى نِسيانٍ ظَلَمنا فيهِ أنفُسَنا ، أوِ انتَهَكنا بِهِ حُرمَةً مِن غَيرِنا ؛ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاستُرنا بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَنّا بِعَفوِكَ ، ولا تَنصِبنا فيهِ لِأَعيُنِ الشّامِتينَ ، ولاتَبسُط عَلَينا فيهِ ألسُنَ الطَّاغينَ ، وَاستَعمِلنا بِما يَكونُ حِطَّةً (2) وكَفّارَةً لِما أنكَرتَ مِنّا فيهِ ، بِرَأفَتِكَ الَّتي لاتَنفَدُ وفَضلِكَ الَّذي لايَنقُصُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر مُصيبَتَنا بِشَهرِنا ، وبارِك لَنا في يَومِ عيدِنا وفِطرِنا ، وَاجعَلهُ مِن خَيرِ يَومٍ مَرَّ عَلَينا ، أجلَبِهِ لِعَفوٍ وأمحاهُ لِذَنبٍ ، وَاغفِر لَنا ماخَفِيَ مِن ذُنوبِنا وما عَلَنَ . اللّهُمّ اسلَخنا بِانسِلاخِ هذا الشَّهرِ مِن خَطايانا ، وأخرِجنا بِخُروجِهِ مِن سَيِّئاتِنا ، وَاجعَلنا مِن أسعَدِ أهلِهِ بِهِ وأجزَلِهِم قِسماً فيهِ ، وأوفَرِهِم حَظّاً مِنهُ . اللّهُمّ ومَن رَعى (3) هذا الشَّهرَ حَقَّ رِعايَتِهِ ، وحَفِظَ حُرمَتَهُ حَقَّ حِفظِها ، وقامَ بِحُدودِهِ حَقَّ قِيامِها ، وَاتَّقى ذُنوبَهُ حَقَّ تُقاتِها ، أو تَقَرَّبَ إلَيكَ بِقُربَةٍ أوجَبَت رِضاكَ لَهُ ، وعَطَفَت رَحمَتَكَ عَلَيهِ ، فَهَب لَنا مِثلَهُ مِن وُجدِكَ ، وأعطِنا أضعافَهُ مِن فَضلِكَ ، فَإِنَّ فَضلَكَ لايَغيضُ (4) ، وإنَّ خَزائِنَكَ لاتَنقُصُ بَل تَفيضُ ، وإنَّ مَعادِنَ إحسانِكَ لاتَفنى ، وإنَّ عَطاءَكَ
.
ص: 487
لَلعَطاءُ المُهَنَّأُ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكتُب لَنا مِثلَ اُجورِ مَن صامَهُ ، أو تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ إلى يَومِ القِيامَةِ . اللّهُمّ إنّا نَتوبُ إلَيكَ في يَومِ فِطرِنَا الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ عيداً وسُروراً ، ولِأَهلِ مِلَّتِكَ مَجمَعاً ومُحتَشَداً مِن كُلِّ ذَنبٍ أذنَبناهُ ، أو سوءٍ أسلَفناهُ ، أو خاطِرِ شَرٍّ أضمَرناهُ ، تَوبَةَ مَن لا يَنطَوي عَلى رُجوعٍ إلى ذَنبٍ ، ولا يَعودُ بَعدَها في خَطيئَةٍ ، تَوبَةً نَصوحاً خَلَصَت مِنَ الشَّكِ وَالاِرتِيابِ ، فَتَقَبَّلها مِنّا وَارضَ عَنَّا وثَبِّتنا عَلَيها . اللّهُمّ ارزُقنا خَوفَ عِقابِ الوَعيدِ ، وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدعوكَ بِهِ وكَآبَةَ ما نَستجيرُكَ مِنهُ ، وَاجعَلنا عِندَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ أوجَبتَ لَهُم مَحَبَّتَكَ ، وقَبِلتَ مِنهُم مُراجَعَة طاعَتِكَ ، يا أعدَلَ العادِلينَ . اللّهُمّ تَجاوَز عَن آبائِنا واُمَّهاتِنا وأهلِ دينِنا جَميعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَرَ (1) إلى يَومِ القِيامَةِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ ، وأفضَلَ مِن ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ ، صَلاةً تَبلُغُنا بَرَكَتُها ، ويَنالُنا نَفعُها ، ويُستَجابُ لَها دُعاؤُنا ، إنَّكَ أكرَمُ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، وأكفى مَن تُوُكِّلَ عَلَيهِ ، وأعطى مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (2)
.
ص: 488
1 / 5دُعاءُ الإمام الصّادِقِ في وَداعِ الشَّهرِالإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ المُرسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ وقَولُكَ حَقٌّ : « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ » وهذا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ ، فَأَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ وكَلَماتِكَ التّامَّةِ ، إن كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنبٌ لَم تَغفِرهُ لِي ، أو تُرِيدُ أن تُعَذِّبَني عَلَيهِ أو تُقايِسَني (1) بِهِ ، أن يَطلُعَ (2) فَجرُ هذهِ اللَّيلَةِ أو يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهرُ إلاّ وقَد غَفَرتَهُ لي ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكِ كُلِّها أوَّلِها وآخِرِها ، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها ، وما قالَ لَكَ الخَلائِقَ الحامِدونَ ، المُجتَهِدونَ ، المُعَدِّدونَ (3) ، المُؤثِرونَ (4) في ذِكرِكَ وَالشُّكرِ لَكَ ، الَّذينَ أعَنتَهُم عَلى أداءِ حَقِّكَ مِن أصنافِ خَلقِكَ ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأصنافِ النّاطِقينَ المُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ ، عَلى أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَينا مِن نِعَمِكَ ، وعِندَنا مِن قِسَمِكَ وإحسانِكَ وتَظاهُرِ امتِنانِكَ بِذلِكَ ، لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ (5) الَّذي لا يَنفَدُ طولَ الأَبَدِ ، جَلَّ ثَناؤُكَ أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى قَضَيتَ عَنّا صِيامَهُ وقِيامَهُ ، مِن صَلاةٍ وما كانَ مِنّا
.
ص: 489
فيهِ مِن بِرٍّ أو شُكرٍ أو ذِكرٍ . اللّهُمّ فَتَقَبَّلهُ مِنّا بِأَحسَنِ قَبولِكَ وتَجاوُزِكَ وعَفوِكَ ، وصَفحِكَ وغُفرانِكَ وحَقيقَةِ رِضوانِكَ،حَتّى تُظفِرَنا فيهِ بِكُلِّ خَيرٍ مَطلوبٍ، وجَزيلِ عَطاءٍ مَوهوبٍ ، وتُؤمِنَنا فيهِ مِن كُلِّ أمرٍ مَرهوبٍ وذَنبٍ مَكسُوبٍ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِعَظيمِ ما سَأَلَكَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ ، مِن كَريمِ أسمائِكَ وجَزيلِ ثَنائِكَ وخاصَّةِ دُعائِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَ شَهرَنا هذا أعظَمَ شَهرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَينا مُنذُ أنزَلتَنا إلَى الدُّنيا بَرَكَةً ، في عِصمَةِ ديني وخَلاصِ نَفسي ، وقَضاءِ حاجَتي وَتَشفيعي في مَسائِلي وتَمامِ النِّعمَةِ عَلَيَّ ، وصَرفِ السُّوءِ عَنّي ولِباسِ العافِيَةِ لي ، وأن تَجعَلَني بِرَحمَتِكَ مِمَّن حُزتَ لَهُ لَيلَةَ القَدرِ وجَعَلتَها لَهُ خَيرا مِن ألفِ شَهرٍ ، في أعظَمِ الأَجرِ وكَرائِمِ الذُّخرِ ، وطولِ العُمُرِ وحُسنِ الشُّكرِ ودَوامِ اليُسرِ . اللّهُمّ وأسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ وطَولِكَ وعَفوِكَ ونَعمائِكَ ، وجَلالِكَ وقَديمِ إحسانِكَ وَامتِنانِكَ ، أن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِشَهرِ رَمَضانَ حَتّى تُبَلِّغَناهُ مِن قابِلٍ عَلى أحسَنِ حالٍ ، وتُعَرِّفَني هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرينَ إلَيهِ والمُتَعَرِّفينَ لَهُ في أعفى عافِيَتِكَ ، وأنعَمِ نِعمَتِكَ وأوسَعِ رَحمَتِكَ وأجزَلِ قَسمِكَ . اللّهُمّ يا رَبِّيَ الَّذي لَيسَ لي رَبٌّ غَيرُهُ ، لا يَكونُ هذا الوَداعُ مِنّي وَداعَ فَناءٍ ولا آخِرَ العَهدِ مِنَ اللِّقاءِ ، حَتّى تُرِيَنيهُ مِن قابِلٍ في أسبَغِ (1) النِّعَمِ وأفضَلِ الرَّجاءِ ، وأنَا لَكَ عَلى أحسَنِ الوَفاءِ ، إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ . اللّهُمّ اسمَع دُعائي وَ [ ارحَم] (2) تَضَرُّعي وتَذَلُّلي لَكَ واستِكانَتي وتَوَكُّلي عَلَيكَ ، وأنَا لَكَ سِلمٌ لا أرجو نَجاحا ولا مُعافاةً ولا تَشريفا
.
ص: 490
ولا تَبليغا إلاّ بِكَ ومِنكَ ، فَامنُن عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ ، بِتَبليغي شَهرَ رَمَضانَ وأنا مُعافىً مِن كُلِّ مَكروهٍ ومَحذورٍ مِن جَميعِ البَوائِقِ (1) ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَنا عَلى صِيامِ هذا الشَّهرِ وقِيامِهِ حَتّى بَلَّغَنا آخِرَ لَيلَةٍ مِنهُ . (2) اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِأَحَبِّ مادُعيتَ بِهِ وأرضى ما رَضيتَ بِهِ عَن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَجعَل وَداعي شَهرَ رَمَضانَ وَداعَ خُروجي مِنَ الدُّنيا ، ولا وَداعَ آخِرِ عِبادَتِكَ فيهِ ولا آخِرِ صَومي لَكَ ، وَارزُقنِي العَودَ فيهِ ثُمَّ العَودَ فيهِ بِرَحمَتِكَ يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ، ووَفِّقني لِلَيلَةِ القَدرِ وَاجعَلها لي خَيرا مِن ألفِ شَهرٍ يا رَبَّ العالَمينَ . يا رَبَّ لَيلَةِ القَدرِ وجاعِلَها خَيرا مِن ألفِ شَهرٍ ، رَبَّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنوارِ وَالأَرضِ وَالسَّماءِ ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ يا حَنّانُ (3) يا مَنّانُ ، يا أللّهُ يا رَحمانُ يا رَحيمُ ، يا قَيّومُ يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، لَكَ الأَسماءُ الحُسنى وَالأَمثالُ العُليا وَالكِبرِياءُ وَالآلاءُ ، أسأَلُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحُمَّدٍ ، وأن تَجعَلَ اسمي في هذهِ اللَّيلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وروحي مَعَ الشُّهَداءِ ، وإحساني في عِلِّيِّينَ ، وإساءَتي مَغفورَةً ، وأن تَهَبَ لي يَقينا تُباشِرُ بِهِ قَلبي ، وإيمانا لا يَشوبُهُ شَكٌّ ، ورِضىً بِما قَسَمتَ لي ، وأن تُؤتِيَني فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وأن تَقِيَني عَذابَ النّارِ .
.
ص: 491
اللّهُمّ اجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ ، وفيما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ ، فِي القَضاءِ الَّذي لايُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ولا يُغَيَّرُ ، أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ (1) حَجُّهُمُ المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذَنبُهُمُ المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم ، وَاجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ أن تُعتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ ولَم يَسأَلِ العِبادُ مِثلَكَ كَرَما وجودا ، وأرغَبُ إلَيكَ ولَم يُرغَب إلى مِثلِكَ ، أنتَ مَوضِعُ مَسأَلَةِ السّائِلينَ ، ومُنتَهى رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، أسأَلُكَ بِأَعظَمِ المَسائِلِ كُلِّها وأفضَلِها وأنجَحِهَا الَّتي يَنبَغي لِلعِبادِ أن يَسأَلوكَ بِها ، يا أللّهُ يا رَحمانُ يا رَحيمُ ، وبِأَسمائِكَ ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم ، وبِأَسمائِكَ الحُسنى ، وأمثالِكَ العُليا ، وبِنِعمَتِكَ الَّتي لا تُحصى ، وبِأَكرَمِ أسمائِكَ عَلَيكَ وأحَبِّها إلَيكَ وأشَرَفِها عِندَكَ مَنزِلَةً وأقرَبِها مِنكَ وَسيلَةً ، وأجزَلِها مِنكَ ثَوابا ، وأسرَعِها لَدَيكَ إجابَةً ، وبِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ ، الحَيِّ القَيّومِ ، الأَكبَرِ الأَجَلِّ ، الَّذي تُحِبُّهُ وتَهواهُ وتَرضى بِهِ عَمَّن دَعاكَ بِهِ ، وتَستَجيبُ لَهُ دُعاءَهُ ، وحَقٌّ عَلَيكَ ألاّ تُخَيِّبَ سائِلَكَ . وأسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ ، وبِكُلِّ اسمٍ دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِكَ ، ومَلائِكَةُ سَماواتِكَ وسُكّانُ أرضِكَ ، مِن نَبِيٍّ أو صِدّيقٍ أو شَهيدٍ ، وبِحَقِّ الرّاغِبينَ إلَيكَ الفَرِقينَ مِنكَ المُتَعَوِّذينَ بِكَ ، وبِحَقِّ مُجاوِري بَيتِكَ الحَرامِ حُجّاجا ومُعتَمِرينَ ومُقَدِّسينَ ، وَالمُجاهِدينَ في سَبيلِكَ ، وبِحَقِّ كُلِّ عَبدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أو بَحرٍ أو سَهلٍ أو جَبَلٍ ، أدعوكَ دُعاءَ مَن قَدِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وكَثُرَت ذُنوبُهُ ، وعَظُمَ جُرمُهُ ، وضَعُفَ كَدحُهُ ، دُعاءَ مَن لا يَجِدُ لِنَفسِهِ سادّا ، ولا لِضَعفِهِ
.
ص: 492
مُعَوَّلاً ولا لِذَنبِهِ غافِرا غَيرَكَ ، هارِبا إلَيكَ ، مُتَعَوِّذا بِكَ ، مُتَعَبِّدا لَكَ ، غَيرَ مُستَكبِرٍ ولا مُستَنكِفٍ ، خائِفا بائِسا فَقيرا مُستَجيرا بِكَ ، أسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وعَظَمَتِكَ وجَبَروتِكَ وسُلطانِكَ ، وبِمُلكِكَ وبِبَهائِكَ وجودِكَ وكَرَمِكَ ، وبِآلائِكَ وحُسنِكَ وجَمالِكَ ، وبِقُوَّتِكَ عَلى ما أرَدتَ مِن خَلقِكَ . أدعوكَ يا رَبِّ ، خَوفا وطَمَعا ، ورَهبَةً ورَغبَةً ، وتَخَشُّعا وتَمَلُّقا ، وتَضَرُّعا وإلحاحا وإلحافا (1) ، خاضِعا لَكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، يا قُدّوسُ يا قُدّوسُ يا قُدّوسُ ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أعوذُ بِكَ يا أللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الوَترُ المُتَكَبِّرُ المُتَعالي . وأسأَلُكَ بِجَميعِ ما دَعَوتُكَ بِهِ ، وبِأَسمائِكَ الَّتي تَملَأُ أركانَكَ كُلَّها ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وأوسِ_ع عَلَيَّ مِن فَضلِكَ العَظيمِ ، وتَقَبَّل مِنّي شَهرَ رَمَضانَ وصِيامَهُ وقِيامَهُ وفَرضَهُ ونَوافِلَهُ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وَاعفُ عَنّي ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَكَ وعَبَدتُكَ فيهِ ، ولا تَجعَل وَداعي إيّاهُ وَداعَ خُروجي مِنَ الدُّنيا . اللّهُمّ أوجِب لي مِن رَحمَتِكَ ومَغفِرَتِكَ ورِضوانِكَ وخَشيَتِكَ ، أفضَلَ ما أعطَيتَ أحَدا مِمَّن عَبَدَكَ فيهِ . اللّهُمّ فَلا تَجعَلني أخسَرَ مَن سَأَلَكَ فيهِ ، وَاجعَلني مِمَّن أعتَقتَهُ في هذا الشَّهرِ مِنَ النّارِ وغَفَرتَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، وأوجَبتَ لَهُ أفضَلَ ما رَجاكَ وأمَّلَهُ مِنكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ ارزُقنِي العَودَ في صِيامِهِ لَكَ وعِبادَتِكَ فيهِ ، وَاجعَلني مِمَّن كَتَبتَهُ في هذا الشَّهرِ مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَغفورِ لَهُم
.
ص: 493
ذَنبُهُم ، المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُم ، آمينَ آمينَ آمينَ ، رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمّ لا تَدَع لي فيهِ ذَنبا إلاّ غَفَرتَهُ ، ولا خَطيئَةً إلاّ مَحَوتَها ، ولا عَثرَةً إلاّ أقَلتَها ، ولا دَينا إلاّ قَضَيتَهُ ، ولا عَيلَةً (1) إلاّ أغنَيتَها ، ولا هَمّا إلاّ فَرَّجتَهُ ، ولا فاقَةً إلاّ سَدَدتَها ، ولا عُريانا إلاّ كَسَوتَهُ ، ولا مَرَضا إلاّ شَفَيتَهُ ، ولا داءً إلاّ أذهَبتَهُ ، ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ إلاّ قَضَيتَها عَلى أفضَلِ أمَلي ورَجائي فيكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا ، ولا تُذِلَّنا بَعدَ إذ أعزَزتَنا ، ولا تَضَعنا بَعدَ إذ رَفَعتَنا ، ولا تُهِنّا بَعدَ إذ أكرَمتَنا ، ولا تُفقِرنا بَعدَ إذ أغنَيتَنا ، ولا تَمنَعنا بَعدَ إذ أعطَيتَنا ، ولا تَحرِمنا بَعدَ إذ رَزَقتَنا ، ولا تُغَيِّر شَيئا مِن نِعَمِكَ عَلَينا وإحسانِكَ إلَينا لِشَيءٍ كانَ مِن ذُنوبِنا ولا لِما هُوَ كائِنٌ مِنّا ؛ فَإِنَّ في كَرَمِكَ وعَفوِكَ وفَضلِكَ سَعَةً لِمَغفِرَةِ ذُنوبِنا ، فَاغفِر لَنا وتَجاوَز عَنّا ولا تُعاقِبنا عَلَيها ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ أكرِمني في مَجلِسي هذا كَرامَةً لاتُهينُني بَعدَها أبَدا ، وأعِزَّني عِزّا لا تُذِلُّني بَعدَهُ أبَدا ، وعافِني عافِيَةً لا تَبتَليني بَعدَها أبَدا ، وَارفَعني رِفعَةً لا تَضَعُني بَعدَها أبَدا ، وَاصرِف عَنّي شَرَّ كُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ ، وشَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وشَرَّ كُلِّ قَريبٍ أو بَعيدٍ ، وشَرَّ كُلِّ صَغيرٍ أو كَبيرٍ ، وشَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . اللّهُمّ ما كانَ في قَلبي من شَكٍّ أو رَيبَةٍ أو جُحودٍ أو قُنوطٍ (2) ، أو تَرَحٍ (3) أو مَرَحٍ أو بَطَرٍ (4) أو فَرَحٍ أو خُيَلاءَ ، أو رِياءٍ أو سُمعَةٍ أو شِقاقٍ أو نِفاقٍ ،
.
ص: 494
أو كُفرٍ أو فُسوقٍ أو مَعصِيَةٍ ، أو شَيءٍ لا تُحِبُّ عَلَيهِ وَلِيّا لَكَ ، فَأَسأَلُكَ أن تَمحُوَهُ مِن قَلبي ، وتُبدِلَني مَكانَهُ إيمانا بِكَ ورِضىً بِقَضائِكَ ووَفاءً بِعَهدِكَ ووَجَلاً (1) مِنكَ ، وزُهدا فِي الدُّنيا ورَغبَةً فيما عِندَكَ ، وثِقَةً بِكَ وطُمَأنينَةً إلَيكَ وتَوبَةً نَصوحا إلَيكَ . اللّهُمّ إن كُنتَ بَلَّغتَناهُ وإلاّ فَأَخِّر آجالَنا إلى قابِلٍ حَتّى تُبَلِّغَناهُ في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الأخيارِ ، وسَلَّمَ كَثيرا طَيِّبا ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . (2)
نُكتة مُهمَّةقالَ السيّدُ ابنُ طاووسَ قدس سره : اعلم أنّكَ تَدّعي في بَعضِ هذهِ الوَداعاتِ أنّ شهرَ رَمضانَ أحزنَكَ فِراقُهُ وفَقدُه ، وأوجعَكَ ما فاتَكَ مِن فَضلهِ ورِفدِه (3) ، فَيرادُ مِنكَ تَصديقَ هذهِ الدَّعوى بأن يَكونَ على وَجهكِ أثَرُ الحزنِ والبلوى ، ولا تَختِم آخِرَ يومٍ مِنهُ بالكذبِ في المَقالِ ، والخَلَلِ في الفِعالِ (4) . (5)
.
ص: 495
الفصل الثاني : آدابُ لَيلَةِ العيدِ2 / 1الاِهتِمامُ بِاللَّيلَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَسُحُّ (1) اللّهُ عز و جل مِنَ الخَيرِ في أربَعِ لَيالٍ سَحّا : لَيلَةِ الأَضحى ، وَالفِطرِ ... . (2)
الكافي عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُقبِلُ بِوَجهِهِ إلَى النّاسِ فَيَقولُ : «يا مَعشَرَ النّاسِ ، إذا طَلَعَ هِلالُ شهَرِ رَمَضانَ غُلَّت مَرَدَةُ الشَّياطينِ و ... حَتّى إذا طَلَعَ هِلالُ شَوّالٍ نُودِيَ المُؤمِنونَ : أنِ اغدوا إلى جَوائِزِكُم فَهُوَ يَومُ الجائِزَةِ» . ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : أما وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما هِيَ بِجائِزَةِ الدَّنانيرِ
.
ص: 496
ولاَ الدَّراهِمِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنِ استَطَعتَ أن تُحافِظَ عَلى لَيلَةِ الفِطرِ ولَيلَةِ النَّحرِ و ... فَافعَل ، وأكثِر فيهِنَّ مِنَ الدُّعاءِ وَالصَّلاةِ وتِلاوَةِ القُرآنِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيلَةُ الفِطرِ اللَّيلَةُ الَّتي يَستَوفي فيهَا الأَجيرُ أجرَهُ . (3)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :اِجتَهِدوا في لَيلَةِ الفِطرِ فِي الدُّعاءِ وَالسَّهَرِ . (4)
تعليققالَ الشيخُ المفيدُ قدس سره : أوَّلُ لَيلَةٍ مِنهُ [ شَهرِ شَوّالٍ] فيها غُسلٌ عِندَ وجُوبِ (5) الشَّمسِ ، كَما ذَكَرنا ذلِكَ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وفيها دُعاءُ الاِستِهلالِ وهُوَ عِندَ رُؤيَةِ الهِلالِ ، وفيهَا ابتِداءُ التَّكبيرِ عِندَ الفَراغِ مِن فَرضِ المَغرِبِ ، وَانتِهاؤُهُ عِندَ الفَراغِ مِن صَلاةِ العيدِ مِن يَومِ الفِطرِ ، فَيَكونُ ذلِكَ في عَقِبِ أربَعِ صَلَواتٍ ... . وتَطابَقَتِ الآثارُ عَن أئِمَّةِ الهُدى عليهم السلام بِالحَثِّ عَلَى القِيامِ في هذهِ اللَّيلَةِ ، وَالاِنتِصابِ لِلمَسأَلَةِ وَالاِستغفارِ وَالدُّعاءِ . (6)
وانظر : ص 504 ، ح 790 .
.
ص: 497
2 / 2الغُسلالإقبال_ فيما يَختَصُّ بِلَيلَةِ عيدِ الفِطرِ _: فَمِنهَا : الغُسلُ المَندوبُ المُشتَمِلُ عَلى غَسلِ الأَجسادِ بِالماءِ ، وغَسلِ القُلوبِ مِنَ الذُّنوبِ . ورُوِيَ أنَّهُ يُغتَسَلُ قَبلَ الغُروبِ مِن لَيلَتِهِ إذا عُلِمَ أنَّها لَيلَةُ العيدِ . ورُوِيَ أنَّهُ يُغتَسَلُ أواخِرَ لَيلَةِ العيدِ . (1)
2 / 3الصَّلاةأ _ صَلاةُ رَكعَتَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى لَيلَةَ الفِطرِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ في أوَّلِ رَكعَةٍ مِنهُمَا : «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ : «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مَرَّةً واحِدَةً ، لَم يَسأَلِ اللّهَ تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ اللّهُ إيّاهُ . (2)
الكافي :رُوِيَ أنَّ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام كانَ يُصَلّي فيها [ أي لَيلَةِ الفِطرِ] رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي الاُولَى : «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الثّانِيَةِ : «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مَرَّةً واحِدَةً . (3)
الإقبال عن الحارث الأعور :إنَّ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام كانَ يُصَلِّي لَيلَةَ الفِطرِ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ فِي الاُولى : «فاتِحَةَ الكِتابِ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي
.
ص: 498
الثّانِيَةِ: «فاتِحَةَ الكِتابِ»، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مَرَّةً واحِدَةً ، ثُمَّ يَركَعُ (1) ويَسجُدُ. فَإِذا سَلَّمَ خَرَّ ساجِدا ويَقولُ في سُجودِهِ : «أتوبُ إلَى اللّهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ يَقولُ : يا ذَا المَنِّ وَالجودِ ، يا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ ، يا مُصطَفِيَ مُحَمَّدٍ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بي كَذا وكَذا . فَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ أقبَلَ عَلَينا بِوَجهِهِ ثُمَّ يَقولُ : «وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لا يَفعَلُها أحَدٌ يَسأَلُ اللّهَ تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ ، ولَو أتاهُ مِنَ الذُّنوبِ بِعَدَدِ رَملِ عالِجٍ غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ» . (2)
الإقبال عن الحارث الأعور :إنَّ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام كانَ يُصَلِّي لَيلَةَ الفِطرِ بَعدَ المَغرِبِ ونافِلَتِها رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ فِي الاُولى : «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، ومِئَةَ مَرَّةٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، وفِي الثّانِيَةِ : «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مَرَّةً ، ثُمَّ يَقنُتُ ويَركَعُ ويَسجُدُ ويُسَلِّمُ . ثُمَّ يَخِرُّ للّهِِ ساجِدا ويَقولُ في سُجودِهِ : «أتوبُ إلَى اللّهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ . ثُمَّ يَقولُ : «وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لا يَفعَلُها أحَدٌ فَيَسأَلُ اللّهَ تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ اللّهُ تَعالى ، ولَو أتاهُ مِنَ الذُّنوبِ مِثلَ رَملِ عالِجٍ» . (3)
ب _ صَلاةُ سِتِّ رَكَعاتٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى لَيلَةِ العيدِ سِتَّ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ خَمسَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، إلاّ شُفِّعَ في أهلِ بَيتِهِ كُلِّهِم وإن كانوا قَد وَجَبَت لَهُمُ النّارُ . (4)
.
ص: 499
ج _ صَلاةُ عَشرِ رَكَعاتٍثواب الأعمال :عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ عَنِ النَّبي صلى الله عليه و آله عَن جِبرائيلَ عَن إسرافيلَ عَن ربِّهِ تَبارَكَ وتَعالى أنَّهُ قالَ : «مَن صَلّى لَيلَةَ الفِطرِ (1) عَشرَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ بِ_ «فاتِحةِ الكِتابِ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » عَشرَ مَرّاتٍ ، ويَقولُ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، ثُمَّ يَتَشَهَّدُ ويُسَلِّمُ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ ؛ فَإِذا فَرَغَ مِنها قالَ ألفَ مَرَّةٍ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» ، ثُمَّ يَسجُدُ ويَقولُ في سُجودِهِ : يا حَيُّ يا قَيّومُ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا رَحمانَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ورَحيمَهُما ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، يا إلهَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، اغفِر لي ذُنوبي وتَقَبَّل صَومي وصَلاتي وقِيامي . _ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : _ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا إنَّهُ لا يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السُّجودِ حَتّى يَغفِرَ اللّهُ لَهُ ويَتَقَبَّلَ مِنهُ شَهرَ رَمَضانَ ، ويَتَجاوَزَ عَن ذُنوبِهِ» . (2)
د _ صَلاةُ أربَعَ عَشرَةَ رَكعَةًالإقبال :رُوِيَ أنَّ مَن صَلّى لَيلَةَ الفِطرِ أربَعَ عَشرَةَ رَكعَةً ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «الحَمدَ» ، و«آيَةَ الكُرسِيِّ» ، وثَلاثَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، أعطاهُ اللّهُ بِكُلِّ رَكعَةٍ عِبادَةَ أربَعينَ سَنَةً ، وعِبادَةَ كُلِّ مَن صامَ وصَلّى في هذا الشَّهرِ ، وذَكَرَ فَضلاً عَظيما . (3)
.
ص: 500
2 / 4التَّكبيرُ بَعدَ الصَّلَواتِ 1الإقبال عن معاوية بن عمّار :سَمِعتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام يَقولُ : «إنَّ فِي الفِطرِ تَكبيرا» . قُلتُ : مَتى؟ قالَ : «فِي المَغرِبِ لَيلَةَ الفِطرِ ، وَالعِشاءِ ، وصَلاةِ الفَجرِ ، وصَلاةِ العيدِ ثُمَّ يَنقَطِعُ ، وهُوَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ» (1) و التَّكبيرُ أن يَقولَ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلاَّ اللّهُ واللّهُ أكبَرُ ، وللّهِِ الحَمدُ عَلى ما هَدانا ، ولَهُ الشُّكرُ عَلى ما أولانا (2) » . (3)
2 / 5زِيارَةُ الإمام الحُسيَنِتهذيب الأحكام عن عبدالرحمن بن الحجّاج عن الإمام الصادق عليه السلام :«مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام لَيلَةً مِن ثَلاثٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ» . قُلتُ : أيُّ اللَّيالي _ جُعِلتُ فِداكَ! _؟ قالَ : «لَيلَةُ الفِطرِ ، ولَيلَةُ الأَضحى ، ولَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ» . (4)
.
ص: 501
الإمام الصادق عليه السلام :مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، ولَيلَةَ الفِطرِ ، ولَيلَةَ عَرَفَةَ في سَنَةٍ واحِدَةٍ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ : ألفَ حَجَّةٍ مَبرورَةٍ وألفَ عُمرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ . وقُضِيَت لَهُ ألفُ حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)
2 / 6الإِحياءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أحيا لَيلَةَ العيدِ لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القُلوبُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قامَ لَيلَتَيِ العيدَينِ مُحتَسِبا للّهِِ ، لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القُلوبُ . (3)
الإمام الكاظم عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : «يُعجِبُني أن يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفسَهُ فِي السَّنَةِ أربَعَ لَيالٍ : لَيلَةَ الفِطرِ ، ولَيلَةَ الأَضحى ، ولَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، وأوَّلَ لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ» . (4)
الإمام الرضا عليه السلام :كانَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام لا يَنامُ ثَلاثَ لَيالٍ : لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، ولَيلَةَ الفِطرِ ، ولَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ . (5)
.
ص: 502
مسارّ الشيعة :رُوِيَ أنَّ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام كانَ لا يَنامُ فيها [ أي لَيلَةِ الفِطرِ ] ويُحييها بِالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ وَالسُّؤالِ ، ويَقولُ : «في هذهِ اللَّيلَةِ يُعطَى الأَجيرُ أجرَهُ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام يُحيي لَيلَةَ عيدِ الفِطرِ بِصَلاةٍ حَتّى يُصبِ_حَ ، ويَبيتُ لَيلَةَ الفِطرِ فِي المَسجِدِ ، ويَقولُ : «يا بُنَيَّ! ما هِيَ بِدونِ لَيلَةٍ» ، يَعني لَيلَةَ القَدرِ . (2)
2 / 7الدُّعاءُ بِالمَأثورِالإمام الصادق عليه السلام :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : مَن صَلّى لَيلَةَ الفِطرِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي الاُولى : «الحَمدَ» مَرَّةً ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الثّانِيَةِ : «الحَمدَ» ، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مَرَّةً واحِدَةً ، لَم يَسأَلِ اللّهَ تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ . الدُّعاءُ في دُبُرِها : يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا رَحمانُ يا أللّهُ ، يا رَحيمُ يا أللّهُ ، يا مَلِكُ يا أللّهُ ، يا قُدّوسُ يا أللّهُ ، يا سَلامُ يا أللّهُ ، يا مُؤمِنُ يا أللّهُ ، يا مُهَيمِنُ يا أللّهُ ، يا عَزيزُ يا أللّهُ ، يا جَبّارُ يا أللّهُ (3) ، يا مُتَكَبِّرُ يا أللّهُ ، يا خالِقُ يا أللّهُ ، يا بارِئُ يا أللّهُ ، يا مُصَوِّرُ يا أللّهُ ، يا عالِمُ يا أللّهُ ، يا عَظيمُ يا أللّهُ ، يا كَريمُ يا أللّهُ ، يا حَليمُ يا أللّهُ ، يا حَكيمُ يا أللّهُ ، يا سَميعُ يا أللّهُ ، يا بَصيرُ يا أللّهُ ، يا قَريبُ يا أللّهُ ،
.
ص: 503
يا مُجيبُ يا أللّهُ ، يا جَوادُ يا أللّهُ ، يا واحِدُ يا أللّهُ ، يا وَلِيُّ (1) يا أللّهُ (2) ، يا وَفِيُّ يا أللّهُ ، يا مَولى يا أللّهُ ، يا قاضي يا أللّهُ ، يا سَريعُ يا أللّهُ ، يا شَديدُ يا أللّهُ ، يا رَؤوفُ يا أللّهُ ، يا رَقيبُ يا أللّهُ ، يا مُجيبُ يا أللّهُ ، يا جَوادُ يا أللّهُ . يا ماجِدُ يا أللّهُ ، يا عَلِيُّ يا أللّهُ ، يا حَفيظُ يا أللّهُ ، يا مُحيطُ يا أللّهُ ، يا سَيِّدَ السّاداتِ يا أللّهُ ، يا أوَّلُ يا أللّهُ ، يا آخِرُ يا أللّهُ ، يا ظاهِرُ يا أللّهُ ، يا باطِنُ يا أللّهُ ، يا فاطِرُ يا أللّهُ ، يا قاهِرُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا وَدودُ يا أللّهُ ، يا نورُ يا أللّهُ ، يا دافِعُ يا أللّهُ ، يا مانِعُ يا أللّهُ ، [ يا رافِعُ يا أللّهُ] (3) ، يا فاتِحُ يا أللّهُ ، يا نَفّاعُ يا أللّهُ ، يا جَليلُ يا أللّهُ ، يا جَميلُ يا أللّهُ ، يا شَهيدُ يا أللّهُ ، يا شاهِدُ يا أللّهُ ، يا مُغيثُ يا أللّهُ ، يا حَبيبُ يا أللّهُ ، يا فاطِرُ يا أللّهُ ، يا مَطَهِّرُ يا أللّهُ ، يا مالِكُ يا أللّهُ ، يا مُقتَدِرُ يا أللّهُ ، يا قابِضُ يا أللّهُ ، يا باسِطُ يا أللّهُ ، يا مُحيي يا أللّهُ ، يا مُميتُ يا أللّهُ ، يا مُجيبُ يا أللّهُ ، يا باعِثُ يا أللّهُ ، يا مُعطي يا أللّهُ ، يا مُفضِلُ يا أللّهُ ، يا مُنعِمُ يا أللّهُ ، يا حَقُّ يا أللّهُ ، يا مُبينُ يا أللّهُ ، يا طَبيبُ (4) يا أللّهُ ، يا مُحسِنُ يا أللّهُ ، يا مُجمِلُ يا أللّهُ ، يا مُبدِئُ يا أللّهُ ، يا مُعيدُ يا أللّهُ ، يا بارِئُ يا أللّهُ ، يا بَديعُ يا أللّهُ ، يا هادي يا أللّهُ ، يا كافي يا أللّهُ ، يا شافي يا أللّهُ ، يا عَلِيُّ يا أللّهُ (5) ، يا حَنّانُ يا أللّهُ ، يا مَنّانُ يا أللّهُ ، يا ذَا الطَّولِ يا أللّهُ ، يا مُتَعالي يا أللّهُ ، يا عَدلُ يا أللّهُ ، يا ذَا المَعارِجِ يا أللّهُ ، يا صادِقُ يا أللّهُ ، يا دَيّانُ يا أللّهُ ، يا باقي يا أللّهُ ، يا ذَا الجَلالِ يا أللّهُ ، يا ذَا الإِكرامِ يا أللّهُ ، يا مَعبودُ يا أللّهُ ، يا مَحمودُ يا أللّهُ ، يا صانِعُ يا أللّهُ ، يا مُعينُ يا أللّهُ ، يا مُكَوِّنُ
.
ص: 504
يا أللّهُ ، يا فَعّالُ يا أللّهُ ، يا لَطيفُ يا أللّهُ ، يا جَليلُ يا أللّهُ ، يا غَفورُ يا أللّهُ ، يا شَكورُ يا أللّهُ ، يا نورُ يا أللّهُ ، يا حَنّانُ يا أللّهُ ، يا قَديرُ يا أللّهُ ، يا ربّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ ، يا رَبّاهُ يا أللّهُ (1) ، يا أللّهُ يا أللّهُ يا أللّهُ ، أسأَلكُ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضاكَ ، وتَعفُوَ عَنّي بِحِلمِكَ ، وتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ مِن حَيثُ أحتَسِبُ ومِن حَيثُ لا أحتَسِبُ ، فَإِنّي عَبدُكَ لَيسَ لي أحدٌ سِواكَ ، ولا أجِدُ أحَدا (2) أسَأَلُهُ غَيرَكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ : يا أللّهُ يا أللّهُ ، يا رَبُّ يا أللّهُ ، يا رَبُّ يا أللّهُ ، يا رَبُّ يا أللّهُ ، يا مُنزِلُ البَرَكاتِ ، بِكَ تُنزَلُ كُلُّ حاجَةٍ ، أسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ فِي مَخزونِ الغَيبِ عِندَكَ ، وَالأَسماءِ المَشهوراتِ عِندَكَ المَكتوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرشِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تَقبَلَ مِنّي شَهرَ رَمَضانَ وتَكتُبَنى فِي (3) الوافِدينَ إلى بَيتِكَ الحَرامِ وتَصفَحَ لي عَنِ الذُّنوبِ العِظامِ ، وتَستَخرِجَ (لي) (4) يا رَبِّ كُنوزَكَ يا رَحمانُ . (5)
الكافي عن الحسن بن راشد :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : إنَّ المَغفِرَةَ تَنزِلُ عَلى مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ لَيلَةَ القَدرِ . فَقالَ : «يا حَسَنُ ، إنَّ القاريجارَ (6) إنَّما يُعطى اُجرَتَهُ عِندَ فَراغِهِ ، ذلِكَ
.
ص: 505
لَيلَةُ العيدِ» . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ! فَما يَنبَغي لَنا أن نَعمَلَ فيها؟ فَقالَ : «إذا غَرَبتِ الشَّمسُ فَاغتَسِل ، وإذا صَلَّيتَ الثَّلاثَ المَغرِبَ فَارفَع يَدَيكَ وقُل : يا ذَا المَنِّ يا ذَا الطَّولِ يا ذَا الجودِ ، يا مُصطَفِيا مُحَمَّدا وناصِرَهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ أحصَيتَهُ عَلَيَّ ونَسيتُهُ وهُوَ عِندَكَ في كِتابِكَ . وتَخِرُّ ساجِدا وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ : «أتوبُ إلَى اللّهِ» وأنتَ ساجِدٌ ، وتَسأَلُ حَوائِجَكَ» . (1)
مصباح المتهجّد :ومِنَ السُّنَّةِ أن يَقولَ عَقيبَ صَلاةَ المَغرِبِ لَيلَةَ الفِطرِ وهُوَ ساجِدٌ : يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا مُصطَفِيا مُحَمَّدا وناصِرَهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ونَسيتُهُ أنَا وهُوَ عِندَكَ في كِتابٍ مُبينٍ . ثُمَّ يَقولُ : «أتوبُ إلَى اللّهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ . (2)
المصباح :قُل عَشرا في كُلِّ لَيلَةِ عيدٍ ، وكُلِّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ أيضا : يا دائِمَ الفَضلِ عَلَى البَرِيَّةِ ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالعَطِيَّةِ ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ خَيرِ الوَرى سَجِيَّةً ، وَاغفِر لَنا يا ذَا العُلى في هذهِ العَشِيَّةِ . (3)
.
ص: 506
. .
ص: 507
الفصل الثالث : آدابُ يَومِ العيدِ3 / 1الاِهتِمامُ بِيَومِ العيدِالكافي عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «إذا كانَ أوَّلُ يَومٍ مِن شَوّالٍ نادى مُنادٍ : أيُّهَا المُؤمِنونَ ، اُغدوا إلى جَوائِزِكُم» . ثُمَّ قالَ : يا جابِرُ جَوائِزُ اللّهِ لَيسَت بِجَوائِزِ هؤُلاءِ المُلوكِ ، ثُمَّ قالَ : هُوَ يَومُ الجَوائِزِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ يَقومونَ يَومَ العيدِ عَلى أفواهِ السِّكَّةِ (2) ، ويَقولونَ : «اغدوا إلى رَبٍّ كَريمٍ يُعطِي الجَزيلَ ويَغفِرُ العَظيمَ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ الفِطرِ وَقَفَتِ المَلائِكَةُ عَلى أبوابِ الطُّرُقِ فَنادَوا : «اُغدوا يا مَعشَرَ المُسلِمينَ إلى رَبٍّ كَريمٍ ، يَمُنُّ بِالخَيرِ ، ثُمَّ يُثيبُ عَليهِ الجَزيلَ ،
.
ص: 508
ولَقَد اُمِرتُم بِقِيامِ اللَّيلِ فَقُمتُم ، واُمِرتُم بِصِيامِ النَّهارِ فَصُمتُم وأطَعتُم رَبَّكُم ؛ فَاقبِضوا جَوائِزَكُم» . فَإِذا صَلَّوا نادى مُنادٍ : «ألا إنَّ رَبَّكُم قَد غَفَرَ لَكُم ، فَارجِعوا راشِدينَ إلى رِحالِكُم فَهُوَ يَومُ الجائِزَةِ ، ويُسمّى ذلِكَ اليَومُ فِي السَّماءِ يَومَ الجائِزَةِ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ لَيلَةُ القَدرِ نَزَلَ جِبريلُ عليه السلام في كُبكُبَةٍ (2) مِنَ المَلائِكَةِ يُصَلّونَ عَلى كُلِّ عَبدٍ قائِمٍ أو قاعِدٍ يَذكُرُ اللّهَ عز و جل فَإِذا كانَ يَومُ عيدِهِم _ يَعني يومَ فِطرِهِم _ باهى بِهِم مَلائِكَتَهُ ، فَقالَ : «يا مَلائِكَتي ، ما جَزاءُ أجيرٍ وَفّى عَمَلَهُ؟» قالوا : رَبَّنا جَزاؤُهُ أن يُؤتى أجرَهُ . قالَ : «يا مَلائِكَتي ، عَبيدي وإمائي قَضَوا فَريضَتي عَلَيهِم ثُمَّ خَرَجوا يَعِجّونَ إلَيَّ بِالدُّعاءِ ، وعِزَّتي وجَلالي وكَرَمي وعُلُوّي وَارتِفاعِ مَكاني لاُجيبَنَّهُم» . فَيَقولُ : «اِرجِعوا فَقَد غَفَرتُ لَكُم ، وبَدَّلتُ سَيِّئاتِكُم حَسَناتٍ» فَيَرجِعونَ مَغفوراً لَهُم . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في بَعضِ الأَعيادِ _: إنَّما هُوَ عيدٌ لِمَن قَبِلَ اللّهُ صِيامَهُ وشَكَرَ قِيامَهُ ، وكُلُّ يَومٍ لا يُعصَى اللّهُ فيهِ فَهُوَ عيدٌ . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه :نَظَرَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام إلَى النّاسِ في يَومِ فِطرٍ يَلعَبونَ ويَضحَكونَ . فَقالَ لِأَصحابِهِ وَالتَفَتَ إلَيهِم : «إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ شَهرَ
.
ص: 509
رَمَضانَ مِضماراً لِخَلقِهِ يَستَبِقونَ فيهِ بِطاعَتِهِ إلى رِضوانِهِ ، فَسَبَقَ فيهِ قَومٌ فَفازُوا وتَخَلَّفَ آخَرونَ فَخابُوا ، فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِنَ الضّاحِكِ اللاّعِبِ فِي اليَومِ الَّذي يُثابُ فيهِ المُحسِنونَ ، ويَخيبُ فيهِ المُقَصِّرونَ ، وَايمُ اللّهِ لَو كُشِفَ الغِطاءُ لَشَغَلَ مُحسِنٌ بِإِحسانِهِ ، ومُسيءٌ بِإِساءَتِهِ» . (1)
الإقبال عن محمّد بن يزيد النحوي :خَرَجَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام في يَومِ فِطرٍ وَالنّاسُ يَضحَكونَ ، فَقالَ : «إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ شَهرَ رَمَضانَ مِضماراً لِخَلقِهِ يَستَبِقونَ فيهِ إلى طاعَتِهِ ، فَسَبَقَ قَومٌ فَفازوا وتَخَلَّفَ آخَرونَ فَخابُوا ، وَالعَجَبُ مِنَ الضّاحِكِ في هذا اليَومِ الَّذي يَفوزُ فيهِ المُحسِنونَ ، ويَخسَرُ فيهِ المُبطِلونَ ، وَاللّهِ لَو كُشِفَ الغِطاءُ لَشَغَلَ مُحسِنٌ بِإِحسانِهِ ، ومُسيءٌ بِإِساءَتِهِ عَن تَرجيل شَعرٍ وتَصقيلِ ثَوبٍ (2) » . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَ صَبيحَةُ يَومِ الفِطرِ نادى مُنادٍ : «اُغدوا إلى جَوائِزِكُم» . (4)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّما جُعِلَ يَومُ الفِطرِ العيدَ لِيَكونَ لِلمُسلِمينَ مُجتَمَعاً يَجتَمِعونَ فيهِ ، ويَبرُزونَ للّهِِ عز و جل فَيُمَجِّدونَهُ عَلى ما مَنَّ عَلَيهِم ، فَيَكونُ يَومَ عَيدٍ ويَومَ اجتِماعٍ ، ويَومَ فِطرٍ ويَومَ زَكاةٍ ، ويَومَ رَغبَةٍ ويَومَ تَضَرُّعٍ ؛ ولِأَ نَّهُ أوَّلُ يَومٍ مِنَ السَّنةِ يَحِلُّ فيهِ الأَكلُ وَالشُّربُ ؛ لِأَنَّ أوَّلَ شُهورِ السَّنَةِ عِندَ أهلِ الحَقِّ شَهرُ رَمَضانَ ، فَأَحَبَّ اللّهُ عز و جل أن يَكونَ لَهُم في ذلِكَ مَجمَعٌ يَحمَدونَهُ فيهِ ويُقَدِّسونَهُ ، وإنَّما جُعِلَ التَّكبيرُ فيها أكثَرَ مِنهُ في غَيرِها مِنَ الصَّلاةِ ؛ لِأَنَّ التَّكبيرَ إنَّما هُوَ
.
ص: 510
تَعظيمٌ للّهِِ وتَمجيدٌ عَلى ما هَدى وعافى ، كَما قالَ اللّهُ عز و جل : «وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » (1) وإنَّما جُعِلَ فيهَا اثنَتا عَشرَةَ تَكبيرَةً ؛ لِأَ نَّهُ يَكونُ في كُلِّ رَكعَتَينِ اثنَتا عَشرَةَ تَكبيرَةً ، وجُعِلَ سَبعٌ فِي الاُولى ، وخَمسٌ فِي الثّانِيَةِ ، ولَم يُسَوَّ بَينَهما ؛ لِأَنَّ السُّنَّةَ فِي الصَّلاةِ الفَريضَةِ أن تُستَفتَحَ بِسَبعِ تَكبيراتٍ فَلِذلِكَ بُدِئَ هاهُنا بِسَبعِ تَكبيراتٍ ، وجُعِلَ فِي الثّانِيَةِ خَمسُ تَكبيرات ؛ لِأَنَّ التَّحريمَ مِنَ التَّكبيرِ فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ خَمسُ تَكبيراتٍ ، ولِيَكونَ التَّكبيرُ فِي الرَّكعَتَينِ جَميعاً وَتراً وَتراً . (2)
3 / 2مايَنبَغي قَبلَ الخُروجِ إلى الصَّلاةِأ _ الغُسلسنن ابن ماجة عن الفاكه بن سعد :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَغتَسِلُ يَومَ الفِطرِ ، ويَومَ النَّحرِ ، ويَومَ عَرَفَةَ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عَلِيّاً كانَ يَغتَسِلُ يَومَ الفِطرِ ، ويَومَ الأَضحى قَبلَ أن يَغدُوَ . (4)
المصنّف عن زاذان :إنَّ رَجُلاً سَأَلَ عَلِيّاً عَنِ الغُسلِ فَقالَ : «الغُسلُ يَومَ الأَضحى ، ويَومَ الفِطرِ» . (5)
.
ص: 511
الإمام الباقر عليه السلام :الغُسلُ في سَبعَةَ عَشَرَ مَوطِناً : ... وغُسلُ العيدَينِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :الغُسلُ يَومَ الفِطرِ سُنَّةٌ . (2)
عنه عليه السلام :غُسلُ يَومِ الفِطرِ ، وغُسلُ يَومِ الأَضحى سُنَّةٌ لا اُحِبُّ تَركَها . (3)
عنه عليه السلام :غُسلُ الجُمُعَةِ وَالفِطرِ سُنَّةٌ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ . (4)
الإمام الرضا عليه السلام :عِلَّةُ غُسلِ العيدَينِ وَالجُمُعَةِ وغَيرِ ذلِكَ مِنَ الأَغسالِ ، لِما فيهِ مِن تَعظيمِ العَبدِ رَبَّهُ وَاستِقبالِهِ الكَريمَ الجَليلَ وطَلَبِهِ المَغفِرَةَ لِذُنوبِهِ ، ولِيَكونَ لَهُم يَومَ عيدٍ مَعروفٍ يَجتَمِعونَ فيهِ عَلى ذِكرِ اللّهِ ، فَجُعِلَ فيهِ الغُسلُ تَعظيماً لِذاكَ اليَومِ ، وتَفضيلاً لَهُ عَلى سائِرِ الأَيّامِ ، وزِيادَةً فِي النَّوافِلِ وَالعِبادَةِ ، ولِيَكونَ ذلِكَ طَهارَةً لَهُ مِنَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :صَلاةُ العيدِ يَومَ الفِطرِ أن يُغتَسَلَ مِن نَهرٍ ، فَإِن لَم يَكُن نَهرٌ وَلِّ أنتَ بِنَفسِكَ استيفاءَ الماءِ بِتَخَشُّعٍ ، وَليَكُن غُسلُكَ تَحتَ الظِّلالِ ، أو تَحتَ حائِطٍ وتَستَتِرُ بِجَهدِكَ ، فَإِذا هَمَمتَ بِذلِكَ فَقُل : اللّهُمّ إيماناً بِكَ وتَصديقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ سَمِّ واغتَسِل ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الغُسلِ فَقُل : اللّهُمّ اجعَلهُ كَفّارَةً لِذُنوبي وطَهِّر ديني ، اللّهُمّ أذهِب عَنِّي الدَّنَسَ . (6)
.
ص: 512
ب _ التَّزَيُّنالإمام زين العابدين عليه السلام :يَتَزَيَّنُ كُلٌّ مِنكُم يَومَ العيدِ إلى غُسلٍ وإلى كُحلٍ وَليَدعُ ما بَلَغَ مَا استَطاعَ ، ولا يَكونَنَّ أحَدُكُم أحسَنَ هَيئَةً وأرذَلَكُم عَمَلاً . (1)
الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» _: أي خُذوا ثِيابَكُمُ الَّتي تَتَزَيَّنونَ بِها لِلصَّلاةِ فِي الجُمُعاتِ وَالأَعيادِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» (3) __ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» (4) _ : فِي العيدَينِ وَالجُمُعَةِ . (5)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ : «خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» _: الأَردِيَةُ فِي العيدَينِ وَالجُمُعَةِ . (6)
دعائم الإسلام عن الإمام الصادق عليه السلام :«يَنبَغي لِمَن خَرَجَ إلَى العيدِ أن يَلبَسَ أحسَنَ ثِيابِهِ ، ويَتَطَيَّبَ بِأحسَنِ طيبِهِ» . وقالَ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «يَ_بَنِىءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَتُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» ، قال : «ذلِكَ فِي العيدَينِ وَالجُمُعَةِ» . 7
.
ص: 513
قرب الإسناد عن عليّ بن جعفر عن أخيه عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ النِّساءِ هَل عَلَيهِنَّ مِنَ التَّطَيُّبِ وَالتَّزَيُّنِ فِي الجُمُعَةِ وَالعيدَينِ ما عَلَى الرِّجالِ؟ قالَ : «نَعَم» . (1)
تفسير القمّي :قَولُهُ تَعالى : «يَ_بَنِىءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قالَ : «فِي العيدَينِ وَالجُمُعَةِ يَغتَسِلُ ويَلبَسُ ثِيابا بِيضا» . (2)
ج _ الإِفطارالإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أرادَ أن يَخرُجَ إلَى المُصَلّى يَومَ الفِطرِ ، كانَ يُفطِرُ عَلى تَمَراتٍ أو زَبيباتٍ . (3)
سنن الترمذي عن أنس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يُفطِرُ عَلى تَمَراتٍ يَومَ الفِطرِ قَبلَ أن يَخرُجَ إلَى المُصَلّى . (4)
سنن الترمذي عن بريدة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لا يَخرُجُ يَومَ الفِطرِ حَتّى يَطعَمَ ، ولا يَطعَمُ يَومَ الأَضحى حَتّى يُصَلِّيَ . (5)
المعجم الكبير عن جابر بن سمرة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لا يَغدو يَومَ الفِطرِ حَتّى يَأكُلَ
.
ص: 514
سَبعَ تَمراتٍ . (1)
صحيح البخاري عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا يَغدو يَومَ الفِطرِ حَتّى يَأكُلَ تَمَراتٍ ... ويَأكُلُهُنَّ وَترا . (2)
المستدرك عن أنس :ما خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ فِطرٍ حَتّى يَأكُلَ تَمَراتٍ ثَلاثا أو خَمسا أو سَبعا ، أو أقَلَّ مِن ذلِكَ ، أو أكثَرَ مِن ذلِكَ وَترا . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام يأكُلُ يَومَ الفِطرِ قَبلَ أن يَغدُوَ إلَى المُصَلّى ، ولا يَأكُلُ يَومَ الأَضحى حَتّى يَذبَحَ . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لا يَأكُلُ يَومَ الأَضحى شَيئا حَتّى يَأكُلَ مِن اُضحِيَّتِهِ ، ولا يَخرُجُ يَومَ الفِطرِ حَتّى يَطعَمَ ويُؤَدِّيَ الفِطرَةَ ، ثُمَّ قالَ عليه السلام : وكذلِكَ نَحنُ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :مَنِ استَطاعَ أن يَأكُلَ أو يَشرَبَ قَبلَ أن يَخرُجَ إلَى المُصَلّى يَومَ الفِطرِ ، فَليَفعَل ولا يَطعَمُ يَومَ الأَضحى حَتّى يُضَحِّيَ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :اِطعَم يَومَ الفِطرِ قَبلَ أن تَخرُجَ إلَى المُصَلّى . (7)
.
ص: 515
عنه عليه السلام :لِيَطعَم يَومَ الفِطرِ قَبلَ أن يُصَلِّيَ ، ولا يَطعَم يَومَ أضحى حَتّى يَنصَرِفَ الإِمامُ . (1)
عنه عليه السلام :الأَكلُ قَبلَ الخُروجِ يَومَ العيدِ ، وإن لَم تَأكُل فَلا بَأسَ . (2)
الكافي عن علي بن محمّد النوفلي :قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ عليه السلام : إنّي أفطَرتُ يَومَ الفِطرِ عَلى طينٍ 3 وتَمرٍ ، فَقالَ لي : «جَمَعتَ بَرَكَةً وسُنَّةً» . (3)
الإقبال :رَوَى ابنُ أبي قُرَّةَ بِإِسنادِهِ عَنِ الرَّجُلِ عليه السلام قالَ : «كُل تَمَراتٍ يَومَ الفِطرِ ، فَإِن حَضَرَكَ قَومٌ مِنَ المُؤمِنينَ فَأَطعِمهُم مِثلَ ذلِكَ» . (4)
نكتةالسيّد ابن طاووس قدس سره : أقول : وليكن نيّته في إفطاره يوم العيد امتثال أمر اللّه _ جلّ جلاله المجيد _ فيكون في عبادة وسعادة في إطعامه كماكان في صيامه . (5)
د _ الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِالإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكونيّ :سَأَلتُ أبابَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ _ رَحِمَهُ اللّهُ _ أن يُخرِجَ إلَيَّ دُعاءَ شَهرِ رَمَضانَ
.
ص: 516
الَّذي كانَ عَمُّهُ الشَّيخُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ سَعيدٍ العَمرِيُّ _ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ وأرضاهُ _ يَدعو بِهِ ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ فيهِ أدعِيَةُ شَهرِ رَمَضانَ ، مِن جُملَتِها الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ 1 يَومَ الفِطرِ : اللّهُمّ إنّي تَوَجَّهتُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ أمامي ، وعَلِيٍّ مِن خَلفي وعَن يَميني ، وأئِمَّتي عَن يَساري (1) ، أستَتِرُ بِهِم مِن عَذابِكَ وأتَقَرَّبُ إلَيكَ زُلفىً ، لا أجِدُ أحَدا أقرَبَ إلَيكَ مِنهُم ، فَهُم أئِمَّتي فَآمِن بِهِم خَوفي مِن عِقابِكَ وسَخَطِكَ ، وأدخِلنِي بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ . أصبَحتُ بِاللّهِ مُؤمِنا (2) مُخلِصا عَلى دينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وسُنَّتِهِ ، وَعَلى دينِ عَلِيٍّ وسُنَّتِهِ ، وعَلى دينِ الأَوصِياءِ وسُنَّتِهِم ، آمَنتُ بِسِرِّهِم وَعَلانِيَتِهِم ، وأرغَبُ إلَى اللّهِ تَعالى فيما رَغِبَ فيهِ (3) مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ وَالأَوصِياءُ (4) ، ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ ، ولاعِزَّةَ ولامَنعَةَ ولاسُلطانَ إلاّ للّهِِ الواحِدِ القَهّارِ العَزيزِ الجَبّارِ (5) ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ومَن يَتَوَكَّل عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ،إنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ. اللّهُمّ إنّي اُريدُكَ فَأَرِدني ، وَأطلُبُ ما عِندَكَ فَيَسِّرهُ لي ، وَاقضِ لي
.
ص: 517
حَوائِجي ؛ فَإنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ وقَولُكَ الحَقُّ : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَ_تٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» . (1) فَعَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ ، وخَصَصتَهُ وعَظَّمتَهُ بِتَصييرِكَ فيهِ لَيلَةَ القَدرِ ، فَقُلتَ : «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَ_مٌ هِىَ حَتَّى مَطْ_لَعِ الْفَجْرِ » . (2) اللّهُمّ وهذهِ أَيّامُ شَهرِ رَمَضانَ قَدِ انقَضَت ، ولَياليهِ قَد تَصَرَّمَت ، وقَد صِرتُ مِنهُ يا إلهي إلى ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وأحصى لِعَدَدِهِ مِن عَدَدي . فَأَسأَلُكَ يا إلهي بِما سَأَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصّالِحونَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ (3) ، وأن تَتَقَبَّلَ (4) مِنّي ما (5) تَقَرَّبتُ بِهِ إلَيكَ ، وتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِتَضعيفِ عَمَلي وقَبولِ تَقَرُّبي وقُرُباتي وَاستِجابَةِ دُعائي ، وَهَب لي مِنكَ عِتقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، ومُنَّ عَلَيَّ بِالفَوزِ بِالجَنَّةِ ، وَالأَمنِ يَومَ الخَوفِ مِن كُلِّ فَزَعٍ ومِن كُلِّ هَولٍ (6) أعدَدتَهُ لِيَومِ القِيامَةِ . أعوذُ بِحُرمَةِ وَجهِكَ الكَريمِ ، وبِحُرمَةِ نَبِيِّكَ وحُرمَةِ الصّالِحينَ ، أن يَنصَرِمَ هذا اليَومُ ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ تُرِيدُ أَن تُؤاخِذَني بِها ، أو ذَنبٌ تُرِيدُ أن تُقايِسَني بِهِ وتَشقِيَني وتَفضَحَني بِهِ ، أو خَطيئَةٌ تُرِيدُ أن تُقايِسَني بِها وتَقتَصَّها مِنّي لَم تَغفِرها لي . وأسأَلُكَ بِحُرمَةِ وَجهِكَ الكَرِيمِ الفَعّالِ لِما تُريدُ ، الَّذي يَقولُ لِلشَّيءِ
.
ص: 518
كُن فَيَكونُ ، لا إلهَ إِلاّ هُوَ . اللّهُمّ إِنّي أسأَلُكَ بِلا إلهَ إِلاّ أنتَ ، إن كُنتَ رَضيتَ عَنّي في هذا الشَّهرِ ، أن تَزيدَني (1) فيما بَقِيَ مِن عُمري رِضىً ، وإن كُنتَ لَم تَرضَ عَنّي فِي هذا الشَّهرِ فَمِنَ الآنَ فَارضَ عَنّي ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ ، وَاجعَلني فِي هذهِ السّاعَةِ وفي هذا المَجلِسِ مِن عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ ، وطُلَقائِكَ مِن جَهَنَّمَ ، وسُعَداءِ خَلقِكَ بِمَغفِرَتِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِحُرمَةِ وَجهِكَ الكَريمِ ، أَن تَجعَلَ شَهري هذا خَيرَ شَهرِ رَمَضانَ عَبَدتُكَ فيهِ وَصُمتُهُ لَكَ وتَقَرَّبتُ بِهِ إلَيكَ مُنذُ أسكَنتَني فيهِ ، أَعظَمَهُ أجرا ، وأتَمَّهُ نِعمَةً ، وأعَمَّهُ عافِيَةً ، وأوسَعَهُ رِزقا ، وأفضَلَهُ عِتقا مِنَ النّارِ ، وأوجَبَهُ رَحمَةً ، وَأعظَمَهُ مَغفِرَةً ، وأكمَلَهُ رِضوانا ، وأقرَبَهُ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى . اللّهُمّ لا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَكَ ، وَارزُقنِي العَودَ ثُمَّ العَودَ حَتّى تَرضى وبَعدَ الرِّضا ، وحَتّى تُخرِجَني مِنَ الدُّنيا سالِما وأنتَ عَنّي راضٍ وَأنَا لَكَ مَرضِيٌّ . اللّهُمّ اجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ الَّذي لا يُرَدُّ ولايُبَدَّلُ (2) أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ في هذا العامِ وفي كُلِّ عامٍ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذُنوبُهُمُ المُتَقَبَّلِ عَنهُم مَناسِكُهُمُ ، المُعافينَ في (3) أسفارِهِمُ ، المُقبِلينَ عَلى نُسُكِهِمُ ، المَحفوظينَ في أنفُسِهِم وأموالِهِم وذَراريهِم وكُلِّ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيهِم . اللّهُمّ اقلِبني مِن مَجلِسي هذا ، في شَهري هذا ، في يَومي هذا ، في
.
ص: 519
. .
ص: 520
مَنَنتَ عَلَيَّ بِهِم ، فَاختِم لي بِالسَّعادَةِ وَالأَمنِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِيمانِ وَالمَغفِرَةِ وَالرِّضوانِ ، وَالسَّعادَةِ وَالحِفظِ . يا أللّهُ أنتَ لِكُلِّ حاجَةٍ لَنا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعافِنا ، ولا تُسَلِّط عَلَينا أحَدا مِن خَلقِكَ لاطاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاكفِنا كُلَّ أمرٍ مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ وسَلَّمتَ وتَحَنَّنتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ،إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. (1)
الإقبال عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :كُنتُ بِالمَدينَةِ وقَد وُلِّيَها مَروانُ بنُ الحَكَمِ مِن قِبَلِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ شَهرُ رَمَضانَ ، فَلَمّا كانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ أمَرَ مُنادِيَهُ أن يُنادِيَ بِالنّاسِ فِي الخُروجِ إلَى البَقيعِ لِصَلاةِ العيدِ ، فَغَدَوتُ مِن مَنزِلي اُريدُ إلى سَيِّدي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام غَلَسا (2) ، فَما مَرَرتُ بِسِكَّةٍ مِن سِكَكِ المَدينَةِ إلاّ رَأيتُ أهلَها خارِجينَ إلَى البَقيعِ ، فَيَقولونَ : إلى أينَ تُريدُ يا جابِرُ؟ فَأَقولُ : إلى مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى أتَيتُ المَسجِدَ فَدَخَلتُهُ ، فَما وَجَدتُ فيهِ إلاّ سَيِّدي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلام قائِما (3) يُصَلِّي صَلاةَ الفَجرِ وَحدَهُ ، فَوَقَفتُ وصَلَّيتُ بِصَلاتِهِ ، فَلَمّا أن فَرَغَ مِن صَلاتِهِ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّكرِ . ثُمَّ إنَّهُ جَلَسَ يَدعو وجَعَلتُ اُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ ، فَما أتى إلى آخِرِ دُعائِهِ حَتّى بَزَغَتِ الشَّمسُ ، فَوَثَبَ قائِما عَلى قَدَمَيهِ تُجاهَ القِبلَةِ وتُجاهَ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
.
ص: 521
ثُمَّ إنَّهُ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّى صارَتا بِإِزاءِ وَجهِهِ وقالَ : إلهي وسَيِّدي أنتَ فَطَرتَني وَابتَدَأتَ خَلقي لا لِحاجَةٍ مِنكَ إلَيَّ بَل تَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ ، وقَدَّرتَ لي أجَلاً ورِزقا لا أتَعَدّاهُما ولايَنقُصُني أحَدٌ مِنهُما شَيئا ، وكَنَفتَني (1) منِكَ بِأَنواعِ النِّعَمِ وَالكِفايَةِ طِفلاً وناشِئا ، مِن غَيرِ عَمَلٍ عَمِلتُهُ فَعَلِمتَهُ مِنّي فَجازَيتَني عَلَيهِ ، بَل كانَ ذلِكَ مِنكَ تَطَوُّلاً عَلَيَّ وَامتِنانا ، فَلَمّا بَلَغتَ بي أجَلَ الكِتابِ مِن عِلمِكَ بي ووَفَّقتَني لِمَعرِفَةِ وَحدانِيَّتِكَ وَالإِقرارِ بِرُبوبِيَّتِكَ ، فَوَحَّدتُكَ مُخلِصا لَم أدعُ لَكَ شَريكا في مُلكِكَ ، ولا مُعينا عَلى قُدرَتِكَ ، ولَم أنسِب إلَيكَ صاحِبَةً ولا وَلَدا . فَلَمّا بَلَغتَ بي تَناهِي الرَّحمَةِ مِنكَ عَلَيَّ ، مَنَنتَ بِمَن هَدَيتَني بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَاستَنقَذتَني بِهِ مِنَ الهَلَكَةِ ، وَاستَخلَصتَني بِهِ مِنَ الحَيرَةِ وفَكَكتَني بِهِ مِنَ الجَهالَةِ ، وهُوَ حَبيبُكَ ونَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، أزلَفُ (2) خَلقِكَ عِندَكَ وأكرَمُهُم مَنزِلَةً لَدَيكَ ، فَشَهِدتُ مَعَهُ بِالوَحدانِيَّةِ وأقرَرتُ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ وَالرِّسالَةِ ، وأوجَبتَ لَهُ عَلَيَّ الطّاعَةَ ، فَأَطَعتُهُ كَما أمَرتَ وصَدَّقتُهُ فيما حَتَمتَ ، وخَصَصتَهُ بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيهِ وَالسَّبعِ المَثانِي المُوحاةِ إلَيهِ ، وأسمَيتَهُ القُرآنَ وأكنَيتَهُ الفُرقانَ العَظيمَ . فَقُلتَ جَلَّ اسمُكَ : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَ_كَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ» . (3) وقُلتَ _ جَلَّ قَولُكَ _ لَهُ حينَ اختَصَصتَهُ بِما سَمَّيتَهُ بِهِ مِنَ الأَسماءِ : «ط_ه مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى» (4) وقُلتَ عَزَّ قَولُكَ :
.
ص: 522
«يس وَ الْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ » (1) وقُلتَ تَقَدَّسَت أسماؤُكَ : «ص وَ الْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ » (2) وقُلتَ عَظُمَت آلاؤُكَ : «ق وَ الْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ » (3) فَخَصَصتَهُ أن جَعَلتَهُ قَسَمَكَ حينَ أسمَيتَهُ وقَرَنتَ القُرآنَ مَعَهُ ، فَما في كِتابِكَ مِن شاهِدِ قَسَمٍ وَالقُرآنُ مُردَفٌ بِهِ إلاّ وهُوَ اسمُهُ ، وذلِكَ شَرَفٌ شَرَّفتَهُ بِهِ وفَضلٌ بَعَثتَهُ إلَيهِ ، تَعجِزُ الأَلسُنُ وَالأَفهامُ عَن وَصفِ مُرادِكَ بِهِ ، وتَكِلُّ عَن عِلمِ ثَنائِكَ عَلَيهِ . فَقُلتَ عَزَّ جَلالُكَ في تَأكيدِ الكِتابِ وقَبولِ ما جاءَ فيهِ «هذا كِتَ_بُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ» (4) وقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ : «مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَ_بِ مِن شَىْ ءٍ» (5) وقُلتَ _ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ _ في عامَّةِ ابتِدائِهِ : «الر تِلْكَ ءَايَ_تُ الْكِتَ_بِ الْحَكِيمِ» (6) و «الر كِتَ_بٌ أُحْكِمَتْ ءَايَ_تُهُ» (7) و «الر كِتَ_بٌ أَنزَلْنَ_هُ إِلَيْكَ» (8) و «الر تِلْكَ ءَايَ_تُ الْكِتَ_بِ الْمُبِينِ» (9) و «ال_م * ذَ لِكَ الْ_كِتَ_بُ لاَ رَيْبَ فِيهِ» (10) وفي أمثالِها من سُوَرِ الطَّواسينِ وَالحَواميمِ . في كُلِّ ذلِكَ ثَنَّيتَ بِالكِتابِ مَعَ القَسَمِ الَّذي هُوَ اسمُ مَنِ اختَصَصتَهُ لِوَحيِكَ وَاستَودَعتَهُ سِرَّ غَيبِكَ ، فَأَوضَحَ لَنا مِنهُ شُروطَ فَرائِضِكَ وأبانَ لَنا عَن
.
ص: 523
واضِحِ سُنَّتِكَ ، وأفصَحَ لَنا عَنِ الحَلالِ وَالحَرامِ ، وأنارَ لَنا مُدلَهِمّاتِ الظَّلامِ ، وجَنَّبَنا رُكوبَ الآثامِ وألزَمَنَا الطّاعَةَ ووَعَدَنا مِن بَعدِها الشَّفاعَةَ . فَكُنتُ مِمَّن أطاعَ أمرَهُ وأجابَ دَعوَتَهُ وَاستَمسَكَ بِحَبلِهِ ، فَأَقَمتُ الصَّلاةَ وآتَيتُ الزَّكاةَ وَالتَزَمتُ الصِّيامَ الَّذي جَعَلتَهُ حَقّا . فَقُلتَ جَلَّ اسمُكَ : «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» . (1) ثُمَّ إنَّكَ أبَنتَهُ فَقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ مِن قائِلٍ : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ» (2) وقُلتَ : «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» . (3) ورَغَّبتَ فِي الحَجِّ بَعدَ إذ فَرَضتَهُ إلى بَيتِكَ الَّذي حَرَّمتَهُ ، فَقُلتَ جَلَّ اسمُكَ : «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» (4) وقُلتَ عَزَزتَ وجَلَلتَ : «وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُواْ مَنَ_فِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَ_تٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَ_مِ» . (5) اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ أن تَجعَلَني مِنَ الَّذينَ يَستَطيعونَ إلَيهِ سَبيلاً ، ومِنَ الرِّجالِ الَّذينَ يَأتونَهُ لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم وَلِيُكَبِّرُوا اللّهَ عَلى ما هَداهُم ، وأعِنِّي اللّهُمّ عَلى جِهادِ عَدُوِّكَ في سَبيلِكَ مَعَ وَلِيِّكَ،كَما قُلتَ جَلَّ قَولُكَ: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَ_تِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ» 6 ، وقُلتَ جَلَّت أسماؤُكَ : «وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى
.
ص: 524
نَعْلَمَ الْمُجَ_هِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّ_بِرِينَ وَ نَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ » . (1) اللّهُمّ فَأَرِني ذلِكَ السَّبيلَ حَتّى اُقاتِلَ فيهِ بِنَفسي ومالي طَلَبَ رِضاكَ فَأَكونَ مِنَ الفائِزينَ. إلهي أينَ المَفَرُّ عَنكَ فَلا يَسَعُني بَعدَ ذلِكَ إلاّ حِلمُكَ ، فَكُن بي رَؤوفاً رَحيماً وَاقبَلني وتَقَبَّل مِنّي وأعظِم لي فيهِ بَرَكَةَ المَغفِرَةِ ومَثوبَةَ الأَجرِ، وأرِني صِحَّةَ التَّصديقِ بِما سَأَلتُ ، وإن أنتَ عَمَّرتَني إلى عامٍ مِثلِهِ ، ويَومٍ مِثلِهِ ، ولَم تَجعَلهُ آخِرَ العَهدَ مِنّي فَأَعِنّي بِالتَّوفيقِ عَلى بُلوغِ رِضاكَ ، وأشرِكني يا إلهي في هذا اليَومِ في جَميعِ دُعاءِ مَن أجَبتَهُ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وأشرِكهُم في دُعائي إذا أجَبتَني في مَقامي هذا بَينَ يَدَيكَ ؛ فَإِنّي راغِبٌ إلَيكَ لي ولَهُم وعائِذٌ بِكَ لي ولَهُم ، فَاستَجِب لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
ه _ إخراجُ الزَّكاةِالسنن الكبرى عن عمرو بن عوف المزني :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُئِلَ عَن قَولِهِ «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» (3) . قالَ : «هِيَ زَكاةُ الفِطرِ» . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه :سُئِلَ الصّادِقُ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى » . قالَ : «مَن أخرَجَ الفِطرَةَ» ، فَقيلَ لَهُ : «وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» .
.
ص: 525
قالَ : «خَرَجَ إلَى الجَبّانَةِ (1) فَصَلّى» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ مِن تَمامِ الصَّومِ إعطاءُ الزَّكاةِ _ يَعنِي الفِطرَةَ _ كَما أنَّ الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِن تَمامِ الصَّلاةِ ؛ لِأَ نَّهُ مَن صامَ ولَم يُؤَدِّ الزَّكاةَ فَلا صَومَ لَهُ إذا تَرَكَها مُتَعَمِّدا ، ولا صَلاةَ لَهُ إذا تَرَكَ الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، إنَّ اللّهَ عز و جل قَد بَدَأَ بِها قَبلَ الصَّلاةِ ، قالَ : «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لايَزالُ صِيامُ العَبدِ مُعَلَّقا بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ حَتّى تُؤَدِّيَ زَكاةَ فِطرِهِ . (4)
سنن الترمذي عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَأمُرُ بِإِخراجِ الزَّكاةِ قَبلَ الغُدُوِّ لِلصَّلاةِ يَومَ الفِطرِ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أدّوا صاعا مِن قَمحٍ أو صاعا مِن بُرٍّ عَن كُلِّ اثنَينِ صَغيرٍ أو كبيرٍ ، ذَكَرٍ أو اُنثى ، حَرٍّ أو مَملوكٍ ، غَنِيٍّ أو فَقيرٍ ، أمّا غَنِيُّكُم فَيُزَكّيهِ اللّهُ ، وأمّا فَقيرُكُم فَيُرَدُّ عَلَيهِ أكثَرُ مِمّا يُعطي . (6)
صحيح مسلم عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَرَضَ زَكاةَ الفِطرِ مِن رَمَضانَ عَلَى
.
ص: 526
النّاسِ صاعا مِن تَمرٍ ، أو صاعا مِن شَعيرٍ ، عَلى كُلِّ حُرٍّ أو عَبدٍ ، ذَكَرٍ أو اُنثى مِنَ المُسلِمينَ . (1)
سنن أبي داود عن ابن عبّاس :فَرَضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله زَكاةَ الفِطرِ طُهرَةً لِلصّائِمِ مِنَ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ ، وطُعمَةً لِلمَساكينِ ، مَن أدّاها قَبلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكاةٌ مَقبولَةٌ ، ومَن أدّاها بَعدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أدّى زَكاةَ الفِطرَةِ تَمَّمَ اللّهُ بِها ما نَقَصَ مِن زَكاةِ مالِهِ . (3)
عنه عليه السلام_ في خُطبَةِ عيدِ الفِطرِ _: ألا وإنَّ هذا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللّهُ لَكُم عيدا وجَعَلَكُم لَهُ أهلاً ، فَاذكُرُوا اللّهَ يَذكُركُم وَادعوهُ يُستَجَب لَكُم ، وأدّوا فِطرَتَكُم ؛ فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُم ، وفَريضَةٌ واجِبَةٌ مِن رَبِّكُم . (4)
التوحيد عن أبان وغيره عن الإمام الصادق عليه السلام :«مَن خَتَمَ صِيامَهُ بِقَولٍ صالِحٍ أو عَمَلٍ صالِحٍ تَقَبَّلَ اللّهُ مِنهُ صِيامَهُ» . فَقيلَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، مَا القَولُ الصّالِحُ؟ قالَ : «شَهادَةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، وَالعَمَلُ الصّالِحُ إخراجُ الفِطرَةِ» . (5)
الكافي عن معتّب عن الإمام الصادق عليه السلام :«اِذهَب فَأَعطِ عَن عِيالِنَا الفِطرَةَ ، وأعطِ
.
ص: 527
عَنِ الرَّقيقِ وَاجمَعهُم ، ولا تَدَع مِنهُم أحَدا ؛ فَإِنَّكَ إن تَرَكتَ مِنهُم إنسانا تَخَوَّفتُ عَلَيهِ الفَوتَ» . قُلتُ : ومَا الفَوتُ؟ قالَ : «المَوتُ» . (1)
الإقبال عن أبي الحسن الأحمسي عن الإمام الصادق عليه السلام :«أدِّ الفِطرَةَ عَن كُلِّ حُرٍّ ومَملوكٍ ؛ فَإِن لَم تَفعَل خِفتُ عَلَيكَ (2) الفَوتَ» . قُلتُ : ومَا الفَوتُ؟ قالَ : «المَوتُ» . قُلتُ : اُصَلِّي الصَّلاةَ أو بَعدَها؟ قالَ : «إن أخرَجتَها قَبلَ الظُّهرِ فَهِيَ فِطرَةٌ ، وإن أخرَجتَها بَعدَ الظُّهرِ فَهِيَ صَدَقَةٌ ولا يُجزيكَ» . قُلتُ : فَاُصَلِّيَ الفَجرَ وأعزِلُها فَتَمكُثُ يَوما ، أو بَعضَ يَومٍ آخَرَ ، ثُمَّ أتَصَدَّقُ بِها . قال : «لا بَأسَ هِيَ فِطرَةٌ إذا أخرَجتَها قَبلَ الصَّلاةِ» . قالَ : وقالَ : «هِيَ واجِبَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ مُحتاجٍ أو موسِرٍ يَقدِرُ عَلى فِطرَةٍ» . (3)
الكافي عن هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليه السلام :التَّمرُ فِي الفِطرَةِ أفضَلُ مِن غَيرِهِ ؛
.
ص: 528
لِأَ نَّهُ أسرَعُ مَنفَعَةً ، وذلِكَ أنَّهُ إذا وَقَعَ في يَدِ صاحِبِهِ أكَلَ مِنهُ . وقالَ : نَزَلَتِ الزَّكاةُ ولَيسَ لِلنّاسِ أموالٌ ، وإنَّما كانَتِ الفِطرَةُ . (1)
3 / 3ما يَنبَغي فِي الخُروجِ إلَى الصَّلاةِأ _ الخُروجُ بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :لا تَخرُج مِن بَيتِكَ إلاّ بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ . (3)
تهذيب الأحكام عن سماعة :سَأَلتُهُ عَنِ الغُدُوِّ إلَى المُصَلّى فِي الفِطرِ وَالأَضحى . فَقالَ : «بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ» . (4)
ب _ الدُّعاءُ عِندَ الخُروجِالإمام الباقر عليه السلام :اُدعُ فِي العيدَينِ ويَومِ الجُمُعَةِ ، إذا تَهَيَّأتَ لِلخُروجِ بِهذا الدُّعاءِ : اللّهُمّ مَن تَهَيَّأَ وتَعَبَّأَ وأعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وطَلَبَ نائِلِهِ وجَوائِزِهِ وفَواضِلِهِ ونَوافِلِهِ ، فَإِلَيكَ يا سَيِّدي وِفادَتي وتَهيِئَتي وتَعبِئَتي وإعدادي وَاستِعدادي رَجاءَ رِفدِكَ وجَوائِزِكَ ونَوافِلِكَ ، فَلا تُخَيِّبِ اليَومَ رَجائي ، يا مَن لا يَخيبُ عَلَيهِ سائِلٌ ولا يَنقُصُهُ نائِلٌ ، فَإِنّي لَم آتِكَ اليَومَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمتُهُ ولا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجَوتُهُ ،
.
ص: 529
ولكِن أتَيتُكَ مُقِرّا بِالظُّلمِ وَالإِساءَةِ ، لا حُجَّةَ لي ولا عُذرَ ، فَأَسأَلُكَ يا رَبِّ ، أن تُعطِيَني مَسأَلَتي وتَقلِبَني بِرَغبَتي ، ولا تَرُدَّني مَجبوها (1) ولا خائِبا ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ ، أرجوكَ لِلعَظيمِ ، أسأَلُكَ يا عَظيمُ أن تَغفِرَ لِيَ العَظيمَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُقني خَيرَ هذا اليَومِ الَّذي شَرَّفتَهُ وعَظَّمتَهُ ، وتَغسِلُني فيهِ مِن جَميعِ ذُنوبي وخَطايايَ ، وزِدني مِن فَضلِكَ إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ . (2)
عنه عليه السلام :اُدعُ فِي الجُمُعَةِ وَالعيدَينِ ، إذا تَهَيَّأتَ لَلخُروجِ فَقُل : اللّهُمّ مَن تَهَيَّأَ في هذا اليَومِ أو تَعَبَّأَ أو أعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وجائِزَتِهِ ونَوافِلِهِ ، فَإِلَيكَ يا سَيِّدي كانَت وِفادَتي وتَهيِئَتي وإعدادي وَاستِعدادي ، رَجاءَ رِفدِكَ وجَوائِزِكَ ونَوافِلِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ ووَصِيِّ رَسولِكَ ، وصَلِّ يا رَبِّ عَلى أئِمَّةِ المُؤمِنينَ : الحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ . _ وتُسَمّيهِم إلى آخِرِهِم حَتّى تَنتَهِيَ إلى صاحِبِكَ عليه السلام (3) _ وقُل : اللّهُمّ افتَح لَهُ (4) فَتحا يَسيرا وَانصُرهُ نَصرا عَزيزا ، اللّهُمّ أظهِر بِهِ دينَكَ وسُنَّةَ رَسولِكَ حَتّى لا يَستَخفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ . اللّهُمّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ ، وتُذِلُّ بِهَا
.
ص: 530
النِّفاقَ وأهلَهُ ، وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ ، وتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمّ ما أنكَرنا مِن حَقٍّ فَعَرِّفناهُ وما قَصُرنا عَنهُ فَبَلِّغناهُ . وتَدعُو اللّهَ لَهُ وعَلى عَدُوِّهِ ، وتَسأَلُ حاجَتَكَ ويَكونُ آخِرُ كَلامِكَ : اللّهُمّ استَجِب لَنا ، اللّهُمّ اجعَلنا مِمَّن تَذَكَّرَ فَيُذَكَّرُ (1) . (2)
الإمام الرضا عليه السلام_ لَمّا خَرَجَ إلى صَلاةِ العيدِ ، وَقَفَ عَلَى البابِ وَقفَةً ، ثُمَّ قالَ _: اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ (اللّهُ أكبَرُ) عَلى ما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى ما أبلانا _ نَرفَعُ بِها أصواتَنا _ . (3)
ج _ الدُّعاءُ فِي الطَّريقِالإقبال :اِستَفتِح خُروجَكَ بِهذا الدُّعاءِ إلى أن تَدخُلَ مَعَ الإِمامِ فِي الصَّلاةِ ، فَإِن فاتَكَ مِنهُ شَيءٌ فَاقضِهِ بَعدَ الصَّلاةِ : اللّهُمّ إلَيكَ وَجَّهتُ وَجهي وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، اللّهُ أكبَرُ كَما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ إلهُنا ومَولانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما أولانا وحَسُنَ ما أبلانا ، اللّهُ أكبَرُ وَلِيُّنَا الَّذِي اجتَبانا ، اللّهُ أكبَرُ رَبُّنَا الَّذي بَرَأَنا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي أنشَأَنا . اللّهُ أكبَرُ الَّذي بِقُدرَتِهِ هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي خَلَقَنا فَسَوّانا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي بِدينِهِ حَبانا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي مِن فِتنَتِهِ عافانا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي بِالإِسلامِ اصطَفانا ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي فَضَّلَنا بِالإِسلامِ عَلى مَن سِوانا ، اللّهُ أكبَرُ وأكبَرُ سُلطانا ، اللّهُ أكبَرُ وأعلى بُرهانا ، اللّهُ أكبَرُ وأجَلُّ سُبحانا .
.
ص: 531
اللّهُ أكبَرُ وأقدَمُ إحسانا ، اللّهُ أكبَرُ وأعَزُّ غُفرانا ، اللّهُ أكبَرُ وأسنى شَأنا ، اللّهُ أكبَرُ ناصِرُ مَنِ استَنصَرَ ، اللّهُ أكبَرُ ذُو المَغفِرَةِ لِمَنِ استَغفَرَ ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي خَلَقَ وصَوَّرَ . اللّهُ أكبَرُ الَّذي أماتَ وأقبَرَ ، اللّهُ أكبَرُ الَّذي إذا شاءَ أنشَرَ ، اللّهُ أكبَرُ وأعلى وأكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وأقدَسُ مِن كُلِّ شَيءٍ وأطهَرُ ، اللّهُ أكبَرُ رَبُّ الخَلقِ والبَرِّ وَالبَحرِ ، اللّهُ أكبَرُ كُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَيءٌ وكَبَّرَ ، اللّهُ أكبَرُ كَما يُحِبُّ رَبُّنا أن يُكَبَّرَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ وصَفِيِّكَ ونَجيبِكَ (1) وأمينِكَ ، وحَبيبِكَ وصَفوَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وخَليلِكَ وخاصَّتِكَ وخِيَرَتِكَ مِن بَرِيَّتِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ ، عَبدِكَ الَّذي هَدَيتَنا بِهِ مِنَ الجَهالَةِ وبَصَّرتَنا بِهِ مِنَ العَمى ، وأقَمتَنا بِهِ عَلَى المَحَجَّةِ العُظمى وسَبيلِ التَّقوى ، وكَما أرشَدتَنا وأخرَجتَنا بِهِ مِنَ الغَمَراتِ إلى جَميعِ الخَيراتِ ، وأنقَذتَنا بِهِ مِن شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، أفضَلَ وأكمَلَ وأشرَفَ وأكبَرَ ، وأطهَرَ وأطيَبَ وأتَمَّ وأعَمَّ ، وأزكى وأنمى وأحسَنَ وأجمَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِنَ العالَمينَ . اللّهُمّ شَرِّف بُنيانَهُ وعَظِّم بُرهانَهُ ، وأعلِ مَكانَهُ وكَرِّم فِي القِيامَةِ مَقامَهُ ، وعَظِّم عَلى رُؤوسِ الخَلائِقِ حالَهُ . اللّهُمّ اجعَل مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ يَومَ القِيامَةِ أقرَبَ الخَلقِ مِنكَ مَنزِلَةً ، وأعلاهُم مِنكَ مَكاناً وأفسَحَهُم لَدَيكَ مَنزِلَةً ومَجلِساً ، وأعظَمَهُم عِندَكَ
.
ص: 532
شَرَفاً وأرفَعَهُم مَنزِلاً . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والأَئِمَّةِ الهُدى المُهتَدينَ ، وَالحُجَجِ عَلى خَلقِكَ وَالأَدِلاّءِ عَلى سَبيلِكَ ، وَالبابِ الَّذي مِنهُ يُؤتى وَالتَّراجِمَةِ لِوَحيِكَ ، كَما سَنّوا سُنَّتَكَ ، النّاطِقينَ بِحِكمَتِكَ وَالشُّهَداءِ عَلى خَلقِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُنتَظِرِ أمرَكَ ، المُنتَظَرِ لِفَرَجِ أولِيائِكَ . اللّهُمّ اشعَب (1) بِهِ الصَّدعَ وَارتُق (2) بِهِ الفَتقَ ، وأمِت بِهِ الجَورَ وأظهِر بِهِ العَدلَ ، وزَيِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ وأيِّدهُ بِنَصرِكَ وَانصُرهُ بِالرُّعبِ ، وقَوِّ ناصِرَهُم وَاخذُل خاذِلَهُم ، ودَمدِم (3) عَلى مَن نَصَبَ لَهُم ، ودَمِّر عَلى مَن غَشَّهُم ، وَاقصِم (4) بِهِم رُؤوسَ الضَّلالَةِ وشارِعَةَ البِدَعِ ومُميتَةَ السُّنَّةِ والمُتَعَزِّزينَ بِالباطِلِ ، وأعِزَّ بِهِمُ المُؤمِنينَ ، وأذِلَّ بِهِمُ الكاذِبينَ وَالمُنافِقينَ وجَميعَ المُلحِدينَ وَالمُخالِفينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمّ وصَلِّ عَلى جَميعِ المُرسَلينَ وَالنَّبِيِّينَ الَّذينَ بَلَّغوا عَنكَ الهُدى ، وَاعتَقَدوا لَكَ المَواثيقَ بِالطّاعَةِ ، ودَعَوُا العِبادَ إلَيكَ بِالنَّصيحَةِ ، وصَبَروا عَلى ما لَقوا مِنَ الأَذى في جَنبِكَ . اللّهُمّ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلَيهِم وعَلى ذَراريهِم وأهلِ بُيوتاتِهِم وأهلِ مَوَدّاتِهِم ، وأزواجِهِمُ الطّاهِراتِ وجَميعِ أشياعِهِم مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم جَميعاً في هذهِ السّاعَةِ وفي هذا اليَومِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
.
ص: 533
اللّهُمّ اخصُص أهلَ بَيتِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ المُبارَكينَ السّامِعينَ المُطيعينَ ، الَّذينَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ونَوامي بَرَكاتِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . (1)
د _ رَفعُ الصَّوتِ بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِشعب الإيمان عن ابن عمر :كانَ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ فِي العيدَينِ رافِعا صَوتَهُ بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (2)
سنن الدارقطني عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يُكَبِّرُ يَومَ الفِطرِ مِن حينِ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ حَتّى يَأتِيَ المُصَلّى . (3)
النهاية :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ يَومَ الفِطرِ وَالأَضحى رافِعا صَوتَهُ بِالتَّكبيرِ . (4)
المنتهى :رُوِيَ عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ خَرَجَ يَومَ العيدِ ، فَلَم يَزَل يُكَبِّرُ حَتَّى انتَهى إلَى الجَبّانَةِ . (5)
ه _ المَشيالإمام عليّ عليه السلام :مِنَ السُّنَّةِ أن تَخرُجَ إلَى العيدِ ماشِيا ، وأن تَأكُلَ شَيئا قَبلَ أن تَخرُجَ . (6)
.
ص: 534
سنن ابن ماجة عن ابن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ إلَى العيدِ ماشِيا ، ويَرجِعُ ماشِيا . (1)
و _ الرُّجوعُ مِن غَيرِ طَريقِ الذَّهابِالإقبال :عَن أبي مُحَمَّدٍ هارونِ بنِ موسَى التَّلَّعُكبُريِّ رضى الله عنه ، بِإِسنادِهِ إِلى عَليِّ بنِ مُوسَى بنِ جَعفرِ بنِ مُحمَّدٍ عليهم السلام قالَ : قُلتُ لَهُ : يا سَيِّدي إنّا نَروي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إنَّهُ كانَ إذا أخَذَ في طَريقٍ لَم يَرجِع فيهِ ، وأخَذَ في غَيرِهِ؟ فَقالَ : «هكَذا كانَ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَفعَلُ ، وهكَذا أفعَلُ أنَا ، وهكَذا كانَ أبي عليه السلام يَفعَلُ ، وهكَذا فَافعَل ، فَإِنَّهُ أرزَقُ لَكَ ، وكانَ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : هذا أرزَقُ لِلعِبادِ» . (2)
السنن الكبرى عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَخرُجُ فِي العيدَينِ _ مَعَ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ ، وعَبدِ اللّهِ ، وَالعَبّاسِ ، وعَلِيٍّ ، وجَعفَرٍ ، وَالحَسَنِ ، وَالحُسَينِ ، واُسامَةَ بنِ زَيدٍ ، وزَيدِ بنِ حارِثَةَ ، وأيمَنَ بنِ أُمِّ أيمَنَ _ رافِعا صَوتَهُ بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ، فَيَأخُذُ طَريقَ الحَدّادينَ حَتّى يَأتِيَ المُصَلّى ، وإذا فَرَغَ رَجَعَ عَلَى الحَذّائينَ حَتّى يَأتِيَ مَنزِلَهُ . (3)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :كانَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ يَومَ العيدِ في طَريقٍ رَجَعَ في غَيرِهِ . (4)
.
ص: 535
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ إلَى المُصَلّى لَم يَرجِع فِي الطَّريقِ الَّذِي ابتَدَأَ بِهِ . (1)
تاريخ دمشق عن عبدالرحمن بن حاطب :رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأتِي العيدَ يَذهَبُ في طَريقٍ ، ويَرجِعُ في طَريقٍ آخَرَ . (2)
عوالي اللآلي :كانَ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ إلَى العيدِ مِن طَريقِ الشَّجَرَةِ ، ويَدخُلُ مِن طَريقِ المُعَرِّسِ . وكانَ صلى الله عليه و آله يَقصُدُ فِي الخُرُوجِ أبعَدَ الطَّريقَينِ،ويَقصُدُ فِي الرُّجوعِ أقرَبَهُما. (3)
3 / 4صَلاةُ العيدِ3 / 4 _ 1فَضلُهاتاريخ دمشق عن جابر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا يَكادُ يَدَعُ أحَدا مِن أهلِهِ يَومَ عيدٍ إلاّ أخرَجَهُ . (4)
مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأمُرُ بَناتَهُ ونِساءَهُ أن
.
ص: 536
يَخرُجنَ فِي العيدَينِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تعالى يَطَّلِعُ فِي العيدَينِ إلَى الأَرضِ ، فَابرُزوا مِنَ المَنازِلِ تَلحَقكُمُ الرَّحمَةُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ الفِطرِ وخَرَجَ النّاسُ إلَى الجَبّانَةِ اطَّلَعَ اللّهُ عَلَيهِم ، ويَقولُ : «عِبادي لي صُمتُم ولي صَلَّيتُم عودوا مَغفوراً لَكُم» . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :صَلاةُ العيدَينِ مَعَ الإِمامِ سُنَّةٌ ، ولَيسَ قَبلَها ، ولا بَعدَها صَلاةٌ ذلِكَ اليَومَ إلَى الزَّوالِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أرَدتَ الشُّخوصَ في يَومِ عيدٍ ، فَانفَجَرَ الصُّبحُ وأنتَ بِالبَلَدِ ، فَلا تَخرُج حَتّى تَشهَدَ ذلِكَ العيدَ . (5)
3 / 4 _ 2آدابُها (6)أ _ الصَّلاةُ فِي الصَّحراءِ أو مَكانٍ بارِزٍالإمام الصادق عليه السلام :قيلَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ فِطرٍ أو يَومَ أضحى : لَو صَلَّيتَ
.
ص: 537
في مَسجِدِكَ . فَقالَ : «إنّي لاَُحِبُّ أن أبرُزَ إلى آفاقِ السَّماءِ» . (1)
الإقبال عن محمّد بن الحسن بن الوليد بإسناده إلى الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَخرُجُ حَتّى يَنظُرَ إلى آفاقِ السَّماءِ ، وقالَ : «لاتُصَلَّيَنَّ يَومَئِذٍ عَلى بِساطٍ ولا بارِيَةٍ» ، يَعني : فِي العيدينِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يُصلّى فِي العيدَينِ فِي السَّقائِفِ ولا فِي البُيوتِ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَخرُجُ فيها حَتّى يَبرُزَ لاُِفُقِ السَّماءِ ، ويَضَعُ جَبهَتَهُ عَلَى الأَرضِ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه :عَنِ الحَلَبِيِّ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عَن أبيهِ عليهماالسلام أنَّهُ كانَ إذا خَرَجَ يَومَ الفِطرِ وَالأَضحى أبى أن يُؤتى بِطُنفَسَةٍ (4) يُصَلِّي عَلَيها ، يَقولُ : «هذا يَومٌ كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَخرُجُ فيهِ حَتّى يَبرُزَ لاِفاقِ السَّماءِ ، ثُمَّ يَضَعُ جَبهَتَهُ عَلَى الأَرضِ» . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :الخُروجُ إلَى الجَبّانِ فِي العيدَينِ مِنَ السُّنَّةِ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :لايَنبَغي أن تُصَلّى صَلاةُ العيدَينِ في مَسجِدٍ مُسَقَّفٍ ، ولا في بَيتٍ ، إنَّما تُصَلّى فِي الصَّحراءِ أو في مَكانٍ بارِزٍ . (7)
.
ص: 538
ب _ الصَّلاةُ بِغَيرِ أذانٍ ولا إقامَةٍالمعجم الكبير عن أبي رافع :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَخرُجُ إلَى العيدَينِ ماشِياً ، ويُصَلّي بِغَيرِ أذانٍ ولا إقامَةٍ ، ثُمَّ يَرجِعُ ماشِياً في طَريقٍ آخَرَ . (1)
ج _ الدُّعاءُ عِندَ القِيامِ إلى الصَّلاةِالإمام الصادق عليه السلام :إذا قُمتَ إلَى الصَّلاةِ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وكَبِّر وقُل : اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ وابنُ عَبدَيكَ هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ ، أتَيتُكَ وافِداً إلَيكَ تائِباً مِن ذُنوبي ، إلَيكَ زائِراً ، وحَقُّ الزّائِرِ عَلَى المَزورِ التُّحفَةُ ، فَاجعَل تُحفَتي مِنكَ وتُحفَتُكَ لي رِضاكَ وَالجَنَّةُ . اللّهُمّ إنَّكَ عَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ ، ثُمَّ أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ ، أي رَبِّ وجَعَلتَ فيهِ لَيلَةً خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ ، ثُمَّ مَنَنتَ عَلَيَّ بِصِيامِهِ وقِيامِهِ فيما مَنَنتَ عَلَيَّ فَتَمِّم عَلَيَّ مَنَّكَ ورَحمَتَكَ . أي رَبِّ إنَّ لَكَ فيهِ عُتَقاءَ ، فَإِن كُنتَ مِمَّن أعتَقتَني فيهِ فَتَمِّم عَلَيَّ ولا تَرُدَّني في ذَنبٍ ما أبقَيتَني ، وإن لَم تَكُن فَعَلتَ يا رَبِّ لِضَعفِ عَمَلٍ أو لِعِظَمِ ذَنبٍ فَبِكَرَمِكَ وفَضلِكَ ورَحمَتِكَ (2) ، وكِتابِكَ الَّذي أنزَلتَ في شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةَ القَدرِ وما أنزَلتَ فيها ، وحُرمَةِ مَن عَظَّمتَ فيها وبِمُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ عَلَيهِما سَلامُكَ (3) وصَلَواتُكَ وبِكَ يا أللّهُ أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ وبِمَن بَعدَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، أتَوَجَّهُ بِكُم إلَى اللّهِ ، يا أللّهُ أعتِقني فيمَن أعتَقتَ السّاعَةَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . (4)
.
ص: 539
3 / 4 _ 3كَيفِيَّتُهامصباح المتهجّد (1) :مصباح المتهجّد 2 : صِفَةُ صَلاةِ العَيدِ أن يَقومَ مُستَقبِلَ القِبلَةِ فَيَستَفتِحُ الصَّلاةُ ، يَتَوَجَّهُ فيها ، ويُكَبِّرُ تَكبيرَةَ الاِستِفتاحِ فَإِذا تَوَجَّهَ قَرَأَ «الحَمدَ» ، و «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى » ثُمَّ يَرفَعُ يَدَهُ بِالتَّكبيرِ فَإِذا كَبَّرَ قالَ : اللّهُمّ أهلَ الكِبرياءِ وَالعَظَمَةِ ، وأهلَ الجودِ وَالجَبَروتِ ، وأهلَ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأهلَ التَّقوى وَالمَغفِرَةِ ، أسأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيداً ، ولِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ذُخراً ومَزيداً أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُدخِلَني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأن تُخرِجَني مِن كُلِّ سُوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم . اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ ما سَأَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصّالِحونَ ، وأعوذُ بِكَ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ عِبادُكَ الصّالِحونَ . ثُمَّ يُكَبِّرُ ثالِثَةً ورابِعَةً وخامِسَةً وسادِسَةً مِثلَ ذلِكَ ، يَفصِلُ بَينَ كُلِّ تَكبيرَتَينِ بِما ذَكَرناهُ مِنَ الدُّعاءِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ السّابِعَةَ ويَركَعُ بِها ، فَإِذا صَلّى هذهِ الرَّكعَةَ قامَ إلَى الثّانِيَةِ فَإِذَا استَوى قائِماً قَرَأَ «الحَمدَ» ، وسورَةَ «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا » ، ثُمَّ يُكَبِّرُ تَكبيرَةً ويَقولُ بَعدَهَا الدُّعاءَ الَّذي قَدَّمناهُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ ثانِيَةً وثالِثَةً ورابِعَةً مِثلَ ذلِكَ ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ الدُّعاءِ كَبَّرَ الخامِسَةَ ورَكَعَ بَعدَها فَيَحصُلُ لَهُ فِي الرَّكعَتَينِ اثنَتا عَشرَةَ تَكبيرَةً ، سَبعٌ فِي الاُولى ، وخَمسٌ فِي الثّانِيَةِ ، مِنها تَكبيرَةُ الاِفتِتاحِ فِي الاُولى ، وتَكبيرَةُ الرُّكوعِ فِي الرَّكعَتَينِ .
.
ص: 540
فَإِذا سَلَّمَ عَقَّبَ بِتَسبيحِ الزَّهراءِ عليهاالسلام وما خَفَّ عَلَيهِ مِنَ الدُّعاءِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ بَينَ كُلِّ تَكبيرَتَينِ في صَلاةِ العيدَينِ : اللّهُمّ أهلَ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، وأهلَ الجودِ وَالجَبَروتِ ، وأهلَ العَفوِ وَالرَّحمَةِ وأهلَ التَّقوى وَالمَغفِرَةِ ، أسأَلُكَ في هذا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيداً ، ولِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ذُخراً ومَزيداً ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ عَلى عَبدٍ مِن عِبادِكَ ، وصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ورُسُلِكَ ، وَاغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن خَيرِ ما سَألَكَ عِبادُكَ المُرسَلونَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عاذَ بِكَ مِنهُ عِبادُكَ المُرسَلونَ . (2)
عنه عليه السلام :تَقولُ في دُعاءِ العيدَينِ بَينَ كُلِّ تَكبيرَتَينِ : اللّهُ رَبّي أبَداً ، وَالإِسلامُ ديني أبَداً ، ومُحَمَّدٌ نَبِيِّي أبَداً ، وَالقُرآنُ كِتابي أبَداً ، وَالكَعبَةُ قِبلَتي أبَداً ، وعَلِيٌّ وَلِيِّي أبَداً ، وَالأَوصِياءُ أئِمَّتي أبَداً _ وتُسَمّيهِم إلى آخِرِهِم _ ولا أحَدَ إلاّ اللّهُ . (3)
عنه عليه السلام :صَلاةُ العيدَينِ تُكَبِّرُ فيهَا اثنَتَي عَشرَةَ تَكبيرَةً ، سَبعُ تَكبيراتٍ فِي الاُولى ، وخَمسُ تَكبيراتٍ فِي الثّانِيَة ، تُكَبِّرُ بِاستِفتاحِ الصَّلاةِ ، ثُمَّ تَقرَأُ : «الحَمدَ» ، وسورَةَ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى » ثُمَّ تُكَبِّرُ فَتَقولُ :
.
ص: 541
اللّهُ أكبَرُ أهلُ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ،وَالجَلالِ وَالقُدرَةِ ، وَالسُّلطانِ وَالعِزَّةِ، وَالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ، اللّهُ أكبَرُ أوَّلُ كُلِّ شَيءٍ وآخِرُ كُلِّ شَيءٍ ، وبَديعُ كُلِّ شَيءٍ ومُنَتهاهُ ، وعالِمُ كُلِّ شَيءٍ ومُنتَهاهُ ، واللّهُ أكبَرُ مُدَبِّرُ الاُمورِ باعِثُ مَن فِي القُبورِ ، قابِلُ الأَعمالِ مُبدِي الخَفِيّاتِ مُعلِنُ السَّرائِرِ ، ومَصيرُ كُلِّ شَيءٍ ومَرَدُّهُ إلَيهِ ، اللّهُ أكبَرُ عَظيمُ المَلَكوتِ (1) شَديدُ الجَبَروتِ حَيٌّ لايَموتُ ، اللّهُ أكبَرُ دائِمٌ لايَزولُ ، فَإِذا قَضى أمراً فَإِنَّما يَقولُ لَهُ : كُن فَيَكونُ . ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَركَعُ وتَسجُدُ سَجدَتَينِ فَذلِكَ سَبعُ تَكبيراتٍ ، أوَّلُهَا استِفتاحُ الصَّلاةِ وآخِرُها تَكبيرَةُ الرُّكوعِ ، وتَقولُ في رُكوعِكَ : خَشَعَ قَلبي وسَمعي وبَصَري وشَعري وبَشَري وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّي للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، سبُحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . فَإِن أحبَبتَ أن تَزيدَ فَزِد ما شِئتَ ، ثُمَّ ترَفَعُ رَأسَكَ مِنَ الرُّكوعِ وتَعتَدِلُ وتُقيمُ صُلبَكَ وتَقولُ : الحَمدُ للّهِِ ، وَالحَولُ وَالعَظَمَةُ وَالقُوَّةُ وَالعِزَّةُ وَالسُّلطانُ وَالمُلكُ وَالجَبَروتُ وَالكِبرياءُ وما سَكَنَ فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ . ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ في سُجودِكَ : سَجَدَ وَجهِيَ البالِي الفانِي الخاطِئُ المُذنِبُ لِوَجهِكَ الباقِي الدّائِمِ العَزيزِ الحَكيمِ ، غَيرُ مُستَنكِفٍ ولامُستَحسِرٍ ولا مُستَعظِمٍ ولا مُتَجَبِّرٍ ، بَل بائِسٌ فَقيرٌ خائِفٌ مُستَجيرٌ ، عَبدٌ ذَليلٌ مَهينٌ حَقيرٌ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . ثُمَّ تُسَبِّحُ وتَرفَعُ رَأسَكَ وتَقولُ : اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَالأَئِمَّةِ ، وَاغفِر لي وَارحَمني ولا تَقطَع بي عَن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَاجعَلني مَعَهُم وفيهِم وفي زُمرَتِهِم
.
ص: 542
ومِنَ المُقَرَّبينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . ثُمَّ تَسجُدُ الثّانِيَةَ وتَقولُ مِثلَ الَّذي قُلتَ فِي الاُولى فَإِذا نَهَضتَ فِي الثّانِيَةِ تَقولُ : بَرِئتُ إلى اللّهِ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ، وَلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ . ثُمَّ تَقرَأُ : «فاتِحَةَ الكِتابِ» ، وسورَةَ «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا » ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَقولُ : اللّهُ أكبَرُ ، خَشَعَت لَكَ يا رَبِّ الأَصواتُ وعَنَت لَكَ الوُجوهُ وحارَت مِن دونِكَ الأَبصارُ ، اللّهُ أكبَرُ كَلَّتِ الأَلسُنُ عَن صِفَةِ عَظَمَتِكَ ، وَالنّواصي كُلُّها بِيَدِكَ ، ومَقادِيرُ الاُمورِ كُلُّها إلَيكَ ، لايَقضي فيها غَيرُكَ ولا يَتِمُّ مِنها شَيءٌ دونَكَ (اللّهُ أكبَرُ أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمُكَ ، وقَهَرَ كُلَّ شَيءٍ عِزُّكَ ، ونَفَذَ في كُلِّ شَيءٍ أمرُكَ ، وقائِمٌ كُلُّ شَيءٍ بِكَ) (1) ، اللّهُ أكبَرُ تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِكَ ، وذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِكَ ، وَاستَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِكَ ، وخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمُلكِكَ ، اللّهُ أكبَرُ . ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَقولُ وأنتَ راكِعٌ مِثلَ ما قُلتَ في رُكوعِكَ الأَوَّلِ ، وكَذلِكَ فِي السُّجودِ ما قُلتَ فِي الرَّكعَةِ الاُولى ، ثُمَّ تَتَشَهَّدُ بِما تَتَشَهَّدُ بِهِ في سائِرِ الصَّلَواتِ ، فَإِذا فَرَغتَ دَعَوتَ بِما أحبَبتَ لِلدينِ وَالدُّنيا . (2)
تهذيب الأحكام عن أبي الصباح :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَنِ التَّكبيرِ فِي العيدَينِ . فَقالَ : «اِثنَتا عَشرَةَ : سَبعٌ فِي الاُولى ، وخَمسٌ فِي الأَخيرَةِ ، فَإِذا قُمتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّر واحِدَةً ، تَقولُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمّ أنتَ أهلُ الكِبرياءِ وَالعَظَمَةِ ، وأهلُ الجودِ وَالجَبَروتِ
.
ص: 543
وَالقُدرَةِ وَالسُّلطانِ وَالعِزَّةِ ، أسأَلُكَ في هذا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيداً ولِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ذُخراً ومَزيداً ، أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُصَلِّيَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وأنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وأن تَغفِرَ لَنا ولِجَميعِ المُؤمِنينِ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ المُرسَلونَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عاذَ بِهِ عِبادُكَ المُخلَصونَ ، اللّهُ أكبَرُ أوَّلُ كُلِّ شَيءٍ وآخِرُهُ ، وبَديعُ كُلِّ شَيءٍ ومُنتَهاهُ ، وعالِمُ كُلِّ شَيءٍ ومَعادُهُ ، ومَصيرُ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ ومَرَدُّهُ ، ومُدَبِّرُ الاُمورِ وباعِثُ مَن فِي القُبورِ ، قابِلُ الأَعمالِ ومُبدِي الخَفِيّاتِ مُعلِنُ السَّرائِرِ ، اللّهُ أكبَرُ عَظيمُ المَلَكوتِ شَديدُ الجَبَروتِ ، حَيٌّ لا يَموتُ دائِمٌ لا يَزولُ ، إذا قَضى أمراً فَإِنَّما يَقولُ لَهُ : كُن فَيَكونُ ، اللّهُ أكبَرُ خَشَعَت لَكَ الأَصواتُ وعَنَت لَكَ الوُجوهُ ، وحارَت دونَكَ الأَبصارُ ، وكَلَّتِ (1) الأَلسُنُ عَن عَظَمَتِكَ ، وَالنّواصي كُلُّها بِيَدِكَ ، ومَقاديرُ الاُمورِ كُلُّها إلَيكَ لايَقضي فيها غَيرُكَ ولا يَتِمُّ مِنها شَيءٌ دونَكَ ، اللّهُ أكبَرُ أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ حِفظُكَ ، وقَهَرَ كُلَّ شَيءٍ عِزُّكَ ، ونَفَذَ كُلَّ شَيءٍ أمرُكَ ، وقامَ كُلُّ شَيءٍ بِكَ ، وتَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِكَ ، وذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِكَ ، وَاستَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِكَ ، وخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمُلكِكَ ، اللّهُ أكبَرُ . وتَقرَأُ : «الحَمدَ» ، و «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى » ، وتُكَبِّرُ السّابِعَةَ ، وتَركَعُ وتَسجُدُ وتَقومُ ، وتَقرَأُ : «الحَمدَ» ، «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا » ، وتَقولُ : أللّهُ أكبَرُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمّ أنتَ أهلُ الكِبرِياءِ ...
.
ص: 544
تُتِمُّهُ كُلَّهُ كَما قُلتَ أوَّلَ التَّكبيرِ ، يَكونُ هذا القَولُ في كُلِّ تَكبيرَةٍ حَتّى يَتِمَّ خَمسُ تَكبيراتٍ . (1)
3 / 5خُطبَةُ أميرِالمُؤمِنينَ يَومَ الفِطرِمصباح المتهجّد عن جندب بن عبد اللّه الأزدي عن أبيه :إنَّ عَلِيّاً عليه السلام كانَ يَخطُبُ يَومَ الفِطرِ ، فَيَقولُ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، وجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنّورَ ، ثُمَّ الَّذين كَفَروا بِرَبِّهِم يَعدِلونَ ، لا نُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً ، ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِيّاً ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ ، ولَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ ، يَعلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها وهُوَ الرَّحيمُ الغَفورُ ، كَذلِكَ رَبُّنا جَلَّ ثَناؤُهُ لا أمَدَ (2) ولا غايَةَ ولا نِهايَةَ ولا إلهَ إلاّ هُوَ وإلَيهِ المَصيرُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلاّ بِإِذنِهِ ، إنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤوفٌ رَحيمٌ . اللّهُمّ ارحَمنا بِرَحمَتِكَ ، وَاعمُمنا بِعافِيَتِكَ ، وَامدُدنا بِعِصمَتِكَ ، ولا تُخلِنا مِن رَحمَتِكَ إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، وَالحَمدُ للّهِِ لا مَقنوطاً (3) من رَحمَتِهِ ولا مَخلُوّاً مِن نِعمَتِهِ ، ولا مُؤيِساً مِن رَوحِهِ ، ولا مُستَنكِفاً عَن عِبادَتِهِ ، الَّذي بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبعُ ، وقَرَّتِ الأَرَضونَ السَّبعُ ، وثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسي ، وجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وسارَ في جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ ، وقامَت
.
ص: 545
عَلى حُدودِهَا البِحارُ ، فَتَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، إلهٌ قاهِرٌ قادِرٌ ذَلَّ لَهُ المُتَعَزِّزونَ ، وتَضاءَلَ لَهُ المُتَكَبِّرونَ ، ودانَ طَوعاً وكَرهاً لَهُ العالَمونَ . نَحمَدُهُ بِما حَمِدَ نَفسَهُ وكَما هُوَ أهلُهُ ، ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، يَعلَمُ ما تُخفِي الصُّدورُ ، وما تَجِنُّ (1) البِحارُ ، وما تُوارِي الأَسرابُ (2) ، وما تَغيضُ (3) الأَرحامُ وما تَزدادُ ، وكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ ، لا تَوارى مِنهُ ظُلُماتٌ ولا تَغيبُ عَنهُ غائِبَةٌ ، وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلاّ يَعلَمُها ، ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ ، ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلاّ في كِتابٍ مُبينٍ ، ويَعلَمُ ما يَعمَلُ العامِلونَ وإلى أيِّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ ، ونَستَهدِي اللّهَ بِالهُدى ، ونَعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى ، ونَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ونَبِيُّهُ ورَسولُهُ إلَى النّاسِ كافَّةً ، وأمينُهُ عَلى وَحيِهِ ، وأنَّهُ بَلَّغَ رِسالَةَ رَبِّهِ ، وجاهَدَ فِي اللّهِ المُدبِرينَ عَنهُ ، وعَبَدَهُ حَتّى أتاهُ اليَقينُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . اُوصيكُم عِبادَ اللّهِ بِتَقوَى اللّهِ الَّذي لا تَبرَحُ مِنهُ نِعمَةٌ ، ولا تُفقَدُ لَهُ رَحمَةٌ ، ولايَستَغني عَنهُ العِبادُ ولا تَجزي أنعُمَهُ الأَعمالُ ، الَّذي رَغَّبَ فِي الآخِرَةِ ، وزَهَّدَ فِي الدُّنيا ، وحَذَّرَ المَعاصِيَ ، وتَعَزَّزَ بِالبَقاءِ ، وتَفَرَّدَ بِالعِزِّ وَالبَهاءِ ، وجَعَلَ المَوتَ غايَةَ المَخلوقينَ وسَبيلَ الماضينَ ، فَهُوَ مَعقودٌ بِنَواصِي الخَلقِ كُلِّهِم حَتمٌ في رِقابِهِم ، لا يُعجِزُهُ لُحوقُ الهارِبِ ولا يَفوتُهُ ناءٍ ولا آئِبٌ ، يَهدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ ، ويُزيلُ كُلَّ بَهجَةٍ ، ويَقشَعُ كُلَّ نِعمَةٍ . عِبادَ اللّهِ ، إنَّ الدُّنيا دارٌ رَضِيَ اللّهُ لِأَهلِهَا الفَناءَ وقَدَّرَ عَلَيهِم بِهَا الجَلاءَ ،
.
ص: 546
فَكُلُّ ما فيها نافِدٌ وكُلُّ مَن يَسلُكُها بائِدٌ ، وهِيَ مَعَ ذلِكَ حُلوَةٌ غَضِرَةٌ (1) ، رائِقَةٌ نَضِرَةٌ (2) ، قَد زُيِّنَت لِلطّالِبِ ، ولاطَت (3) بِقَلبِ الرّاغِبِ ، يُطَيِّبُهَا الطّامِعُ، ويَجتَويهَا (4) الوَجِلُ الخائِفُ ، فَارتَحِلوا رَحِمَكُمُ اللّهُ مِنها بِأَحسَنِ ما بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ ولا تَطلُبوا مِنها سِوَى البُلغَةَ (5) ، وكونوا فيها كَسَفرٍ (6) نَزَلوا مَنزِلاً فَتَمَتَّعوا مِنهُ بِأَدنى ظِلٍّ،ثُمَّ ارتَحَلوا لِشَأنِهِم،ولا تَمُدّوا أعيُنَكُم فيها إلى ما مَتَّعَ بِهِ المُترَفونَ، وأضِرّوا فيها بِأَنفُسِكُم ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أخَفُّ لِلحِسابِ وأقرَبُ مِنَ النَّجاةِ. ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَنَكَّرَت وأدبَرَت وآذَنَت بِوَداعٍ ، ألا وإنَّ الآخِرَةَ قَد أقبَلَت وأشرَفَت ونادَت بِاطِّلاعٍ،ألا وإنَّ المِضمارَ اليَومُ وغَداً السِّباقُ (7) ألا وإنَّ السُّبقَةَ الجَنَّةُ وَالغايَةَ النّارُ ، أفَلا تائِبٌ مِن خَطيئَتِهِ قَبلَ هُجومِ مَنِيَّتِهِ؟ أوَلا عامِلٌ لِنَفسِهِ قَبلَ يَومِ فَقرِهِ وبُؤسِهِ؟ جَعَلَنَا اللّهُ وإيّاكُم مِمَّن يَخافُهُ ويَرجو ثَوابَهُ . ألا وإنَّ هذا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللّهُ عيداً وجَعَلَكُم لَهُ أهلاً ، فَاذكُرُوا اللّهَ يَذكُركُم ، وكَبِّروهُ وعَظِّموهُ وسَبِّحوهُ ومَجِّدوهُ ، وادعوهُ يَستَجِب لَكُم وَاستَغفِروهُ يَغفِر لَكُم ، وتَضَرَّعوا وَابتَهِلوا وتوبوا وأنيبوا ، وأدّوا فِطرَتَكُم ؛ فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُم وفَريضَةٌ واجِبَةٌ مِن رَبِّكُم ، فَليُخرِجها كُلُّ امرِىًمِنكُم عَن نَفسِهِ وعَن عِيالِهِ كُلِّهِم ذَكَرِهِم واُنثاهُم ، صَغيرِهِم وكبيرِهِم ، حُرِّهِم ومَملوكِهِم ، يُخرِجُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم صاعاً مِن شَعيرٍ ، أو صاعاً مِن تَمرٍ ، أو نِصفَ صاعٍ من
.
ص: 547
بُرٍّ من طيبِ كَسبِهِ ، طَيِّبَةً بِذلِكَ نَفسُهُ . عِبادَ اللّهِ ، وتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى ، وتَراحَموا وتَعاطَفوا وأدّوا فَرائِضَ اللّهِ عَلَيكُم فيما أمَرَكُم بِهِ ، مِن إقامَةِ الصَّلَواتِ المَكتوباتِ ، وأداءِ الزَّكَواتِ ، وصِيامِ شَهرِ رَمَضانَ ، وحَجِّ البَيتِ ، وَالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالتَّناهي عَنِ المُنكَرِ ، وَالإِحسانِ إلى نِسائِكُم وما مَلَكَت أيمانُكُم ، وَاتَّقُوا اللّهَ فيما نَهاكُم عَنهُ ، وأطيعوهُ فِي اجتِنابِ قَذفِ المُحصَناتِ وإتيانِ الفَواحِشِ ، وشُربِ الخَمرِ ، وبَخسِ المِكيالِ ونَقصِ الميزانِ ، وشَهادَةِ الزّورِ ، وَالفِرارِ مِنَ الزَّحفِ ، عَصَمَنَا اللّهُ وإيّاكُم بِالتَّقوى وجَعَلَ الآخِرَةَ خَيراً لَنا ولَكُم مِن هذهِ الدُّنيا ، إنَّ أحسَنَ الحَديثِ وأبلَغَ المَوعِظَةِ كَلامُ اللّهِ تعالى ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» _ إلى آخِرِها _ » . ثُمَّ جَلَسَ وقامَ ، فقالَ : «الحَمدُ للّهِِ نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدي ومَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرشِداً ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ» . وذَكَرَ باقِيَ الخُطبَةِ الصَّغيرَةِ في يَومِ الجُمُعَةِ . (1)
3 / 6دُعاءُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بَعدَ الصَّلاةِمصباح المتهجّد :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ العيدَينِ ، أو صَلاةِ
.
ص: 548
الجُمُعَةِ استَقبَلَ القِبلَةَ وقالَ : يا مَن يَرحَمُ مَن لا يَرحَمُهُ العِبادُ ، يا مَن يَقبَلُ مَن لا تَقبَلُهُ البِلادُ ، ويا مَن لا يَحتَقِرُ أهلَ الحاجَةِ إليهِ ، ويا مَن لايُخَيِّبُ المُلِحّينَ عَلَيهِ ، ويا مَن لايَجبَهُ (1) بِالرَّدِّ أهلَ الدّالَّةِ (2) عَلَيهِ ، يامَن يَجتَبي صَغيرَ ما يُتحَفُ بِهِ ويَشكُرُ يَسيرَ ما يُعمَلُ لَهُ ، ويا مَن يَشكُرُ عَلَى القَليلِ ويُجازي بِالجَزيلِ ، يا مَن يَدنو إلى مَن دَنا مِنهُ ، يا مَن يَدعو إلى نَفسِهِ مَن أدبَرَ عَنهُ ، ويا مَن لا يُغَيِّرُ النِّعمَةَ ولا يُبادِرُ بِالنِّقمَةِ ، ويا مَن يُثمِرُ الحَسَنَةَ حَتّى يُنَمِّيَها ، ويا مَن يَتَجاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتّى يُعَفِّيَهَا ، انصَرَفَتِ الآمالُ دونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحاجاتِ ، وَامتَلَأَت بِفَيضِ جودِكَ أوعِيَةُ الطَّلِباتِ ، وتَفَسَّخَت دونَ بُلوغِ نَعتِكَ الصِّفاتُ . فَلَكَ العُلُوُّ الأَعلى فَوقَ كُلِّ عالٍ ، وَالجَلالُ الأَمجَدُ فَوقَ كُلِّ جَلالٍ ، كُلُّ جَليلٍ عِندَكَ صَغيرٌ ، وكُلُّ شَريفٍ في جَنبِ شَرَفِكَ حَقيرٌ . خابَ الوافِدونَ عَلى غَيرِكَ ، وخَسِرَ المُتَعَرِّضونَ إلاّ لَكَ ، وضاعَ المُلِمّونَ إلاّ بِكَ ، وأجدَبَ المُنتَجِعونَ إلاّ مَنِ انتَجَعَ فَضلَكَ . بابُكَ مَفتوحٌ لِلرّاغِبينَ ، وجودُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ ، وإغاثَتُكَ قَريبَةٌ مِنَ المُستَغيثينَ ، لايَخيبُ مِنكَ الآمِلونَ ، ولايَيأَسُ مِن عَطائِكَ المُتَعَرِّضونَ ، ولا يَشقى بِنِقمَتِكَ المُستَغفِرونَ ، رِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ ، وحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ . عَادَتُكَ الإِحسانُ إلى المُسيئينَ ، وسُنَّتُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ حَتّى لَقَد غَرَّتهُم أناتُكَ عَنِ النُّزوعِ ، وصَدَّهُم إمهالُكَ عَنِ الرُّجوعِ وإنَّما تَأَنَّيتَ
.
ص: 549
بِهِم لِيَفيئوا إلى أمرِكَ ، وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلكِكَ ؛ فَمَن كانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها ، ومَن كانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ (1) خَذَلتَهُ لَها ، كُلُّهم صائِرونَ إلى ظِلِّكَ ، واُمورُهُم آئِلَةٌ إلى أمرِكَ ، لَم يَهِن عَلى طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُكَ ، ولَم يَدحَض لِتَركِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُكَ . حُجَّتُكَ قائِمَةٌ لا تَحولُ ، وسُلطانُكَ ثابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيلُ الدّائِمُ لِمَن جَنَحَ عَنكَ ، وَالخَيبَةُ الخاذِلَةُ لِمَن خابَ مِنكَ ، وَالشَّقاءُ الأَشقى لِمَن اغتَرَّ بِكَ ، ما أكثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذابِكَ ، وما أطوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقابِكَ ، وما أبعَدَ غايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ ، وما أقنَطَهُ مِن سُهولَةِ المَخرَجِ ، عَدلاً مِن قَضائِكَ لا تَجورُ فيهِ ، وإنصافاً مِن حُكمِكَ لا تَحيفُ (2) عَلَيهِ ، فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ ، وأبلَيتَ الأَعذارَ وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعيدِ ، وتَلَطَّفتَ فِي التَّرغيبِ ، وضَرَبتَ الأَمثالَ وأطَلتَ الإِمهالَ ، وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطيعٌ لِلمُعاجَلَةِ ، وتَأَنَّيتَ وأنتَ مَلِيءٌ بِالمُبادَرَةِ . لَم تَكُن أناتُكَ عَجزاً ولا إمهالُكَ وَهناً ولا إمساكُكَ غَفلَةً ، ولا إنظارُكَ مُداراةً ، بَل لِتَكونَ حُجَّتُكَ الأَبلَغَ ، وكَرَمُكَ الأَكمَلَ ، وإحسانُكَ الأَوفى ، ونِعمَتُكَ الأَتَمَّ ، وكُلُّ ذلِكَ كانَ ولَم تَزَل ، وهُوَ كائِنٌ ولا يَزولُ . نِعمَتُكَ أجَلُّ مِن أن توصَف بِكُلِّها ، ومَجدُكَ أرفَعُ مِن أن يُحَدَّ بِكُنهِهِ ، ونِعمَتُكَ أكثَرُ مِن أن تُحصى بِأَسرِها ، وإحسانُكَ أكثَرُ مِن أن تُشكَرَ عَلى أقَلِّهِ ، وقَد قَصَّرَ بِيَ السُّكوتُ عَن تَحمِيدِكَ ، وفَهَّهَنِي (3) الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ ، وقُصارايَ السُّكوتُ عَن تَحميدِكَ بِما تَستَحِقُّهُ ، ونِهايَتِي
.
ص: 550
الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ بِما أنتَ أهلُهُ ، لا رَغبَةً يا إلهي عَنكَ بَل عَجزاً ، فَهأنذا يا إلهي أؤُمُّكَ بِالوِفادَةِ ، وأسأَلُكَ حُسنَ الرِّفادَةِ . (1) فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاسمَع نَجوايَ وَاستَجِب دُعائي ، ولاتَختِم يَومي بِخَيبَتي ولاتَجبَهني بِالرَّدِّ في مَسأَلَتي ، وأكرِم مِن عِندِكَ مُنصَرَفي وإلَيكَ مُنقَلَبي ، إنَّكَ غَيرُ ضائِقٍ عَمّا تُريدُ ولا عاجِزٍ عَمّا تُسأَلُ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (2)
3 / 7دُعاءُ النُّدبَةِ بَعدَ الصَّلاةِمصباح الزائر (3) :مصباح الزائر (4) : ذَكَرَ بَعضُ أصحابِنا 5 : قالَ مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أبي قُرَّةَ : نَقَلتُ مِن كِتابِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ سِنانٍ البَزوفَريِّ دُعاءَ النُّدبَةِ ، وَذَكَرَ أنَّهُ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، ويُستَحَبُّ أن يُدعى بِهِ فِي الأعيادِ الأربَعَةِ وَهُوَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً . اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أولِيائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ ودينِكَ ، إذِ اختَرتَ لَهُم جَزيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ
.
ص: 551
المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ولاَ اضمِحلالَ ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ (1) ( وزُخرُفِها ) (2) وزِبرِجِها ، فَشَرَطوا لَكَ ذلِكَ وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ ، فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ ، وأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ ورَفَدتَهُم بِعِلمِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ (3) إلَيكَ وَالوَسيلَةَ إلى رِضوانِكَ . فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها ، وبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ ونَجَّيتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ ، وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَليلاً وسَأَلَكَ لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرَةَ فَأَجَبتَهُ ، وجَعَلتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكليماً ، وجَعَلتَ لَهُ مِن أخيهِ رِدءاً ووَزيراً ، وبَعضٌ أوَلدتَهُ مِن غَيرِ أبٍ ، وآتَيتَهُ البَيِّناتِ وأيَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ . وكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَريعَةً ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً (4) وتَخَيَّرتَ لَهُ أوصِياءَ (5) ، مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ ، مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدينِكَ ، وحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، ولِئَلاّ يَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ ، ويَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ ، ولا يَقولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسولاً مُنذِراً وأقَمتَ لَنا عَلَماً هادِياً ، فَنَتَّبِ_عَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزى . إلى أنِ انتَهَيتَ بِالأَمرِ إلى حَبيبِكَ ونَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ ، وأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ ، قَدَّمتَهُ عَلى أنبِيائِكَ وبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن
.
ص: 552
عِبادِكَ ، وأوطَأتَهُ مَشارِقَكَ ومَغارِبَكَ وسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ (1) وعَرَجتَ بِروحِهِ (2) إلى سَمائِكَ ، وأودَعتَهُ عِلمَ ما كانَ وما يَكونُ إلَى انقِضاءِ خَلقِكَ . ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ وحَفَفتَهُ بِجَبرَئِيلَ وميكائِيلَ وَالمُسَوِّمينَ (3) مِن مَلائِكَتِكَ ، ووَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، وذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدقٍ مِن أهلِهِ ، وجَعَلتَ لَهُ ولَهُم أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلعالَمينَ فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا ، وقُلتَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » . (4) ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ ، فَقُلتَ : «قُل لاَّ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» (5) ، وقُلتَ : «مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ» (6) ، وقُلتَ : «مَآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً » (7) ، وكانوا هُمُ السَّبيلَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ . فَلَمَّا انقَضَت أيّامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما وآلِهِما هادِياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرُ ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ ، فَقالَ وَالمَلَأُ أمامَهُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن
.
ص: 553
نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ» . وقالَ : «مَن كُنتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أميرُهُ» . وقالَ : «أنَا وعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وسائِرُ النّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى» . وأحَلَّهُ مَحَلَّ هارونَ مِن موسى ، فَقالَ لَهُ : «أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلاّ أنَّهُ لانَبِيَّ بَعدي» . وزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمينَ . وأحَلَّ لَهُ مِن مَسجدِهِ ما حَلَّ لَهُ ، وسَدَّ الأَبوابَ إلاّ بابَهُ ، ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وحِكمَتَهُ ، فَقالَ : «أنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها فَمَن أرادَ المَدينَةَ وَالحِكمَةَ فَليَأتِها مِن بابِها» . ثُمَّ قالَ : «أنتَ أخي ووَصِيِّي ووارِثي ، لَحمُكَ مِن لَحمي ، ودَمُكَ مِن دَمي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وحَربُكَ حَربي ، وَالإِيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ ودَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحمي ودَمي ، وأنتَ غَداً عَلَى الحَوضِ خَليفَتي ، وأنتَ تَقضي دَيني وتُنجِزُ عِداتي (1) ، وشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نورٍ مُبيَضَّةً وُجوهُهُم حَولي فِي الجَنَّةِ ، وهُم جيراني ، ولَو لا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنونَ بَعدي» . وكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ونوراً مِنَ العَمى وحَبلَ اللّهِ المَتينَ وصِراطَهُ المُستَقيمَ . لا يُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ولا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، ولا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ ، يَحذو حَذوَ الرَّسولِ _ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما _ ، ويُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ، ولا تَأخُذُهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ . قَد وَتَرَ (2) فيهِ صَناديدَ (3) العَرَبِ ، وقَتَلَ أبطالَهُم وناهَشَ ذُؤبانَهُم ، وأودَعَ
.
ص: 554
قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ . فَأَضَبَّت (1) عَلى عَداوَتِهِ وأكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ (2) وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ . ولَمّا قَضى نَحبَهُ وقَتَلَهُ أشقَى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأَوَّلينَ ، لَم يُمتَثَل أمرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الهادينَ بَعدَ الهادينَ ، وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلدِهِ ، إلاَّ القَليلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَتِهِ فيهِم . فَقُتِلَ مَن قُتِلَ ، وسُبِيَ مَن سُبِيَ ، واُقصِيَ مَن اُقصِيَ ، وجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ ، وكانَتِ الأَرضُ للّهِِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ ، وسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً ، ولَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . فَعَلى الأَطايِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ _ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما _ فَليَبكِ الباكونَ ، وإيّاهُم فَليَندُبِ النّادِبونَ ، ولِمِثلِهِم فَلتُذرَفِ الدُّموعُ ، وَليَصرُخِ الصّارِخونَ [ ويَضِجَّ الضّاجّونَ ] (3) ويَعِجَّ العاجّونَ . أينَ الحَسَنُ ؟ أينَ الحُسَينُ؟ أينَ أبناءُ الحُسَينِ؟ صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ ، أيَن السَّبيلُ بَعدَ السَّبيلِ؟ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ؟ أينَ الشُّموسُ الطّالِعَةُ ؟ أينَ الأَقمارُ المُنيرَةُ ؟ أينَ الأَنجُمُ الزّاهِرَةُ ؟ أينَ أعلامُ الدّينِ وقَواعِدُ العِلمِ ؟ أينَ بَقِيَّةُ اللّهِ الَّتي لاتَخلو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ ؟ أينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ؟ أينَ المُنتَظَرُ لاِءِقامَةِ الأَمتِ (4) وَالعِوَجِ؟ أينَ المُرتجى لاِءزالَةِ الجَورِ
.
ص: 555
وَالعُدوانِ؟ أينَ المُدَّخَرُ لِتَجديدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟ أينَ المُتَخَيَّرُ لاِءِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّريعَةِ؟ أينَ المُؤَمَّلُ لاِءحياءِ الكِتابِ وحُدودِهِ؟ أينَ مُحيي مَعالِمِ الدّينِ وأهلِهِ؟ أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدينَ؟ أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِّركِ وَالنِّفاقِ؟ أينَ مُبيدُ أهلِ الفُسوقِ وَالعِصيانِ وَالطُّغيانِ؟ أينَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ؟ أينَ طامِسُ آثارِ الزَّيغِ وَالأَهواءِ؟ أينَ قاطِعُ حَبائِلِ الكِذبِ وَالاِفتِراءِ؟ أينَ مُبيدُ أهلِ العِنادِ وَالمَرَدَةِ؟ أينَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضليلِ وَالإِلحادِ؟ أينَ مُعِزُّ الأَولِياءِ ومُذِلُّ الأَعداءِ؟ أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلَى التَّقوى؟ أينَ بابُ اللّهِ الَّذي مِنهُ يُؤتى؟ أيَن وَجهُ اللّهِ الَّذي بِهِ يَتَوَجَّهُ إلَيهِ الأَولِياءُ؟ أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأَرضِ وَالسَّماءِ؟ أينَ صاحِبُ يَومِ الفَتحِ وناشِرُ رايَةِ الهُدى؟ أينَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟ أينَ الطّالِبُ بِذُحولِ الأَنبِياءِ؟ أينَ المُطالِبُ بِدَمِ المَقتولِ بِكَربَلاءَ؟ أينَ المَنصورُ عَلى مَنِ اعتَدى عَلَيهِ وَافتَرى؟أينَ المُضطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا؟ أينَ صَدرُ الخَلائِفِ ذُو البِرِّ وَالتَّقوى؟ أينَ ابنُ النَبِيِّ المُصطَفى ، وابنُ عَلِيٍّ المُرتضى ، وَابنُ خَديجَةَ الغَرّاءِ ، وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى؟ بِأَبي أنتَ واُمّي ونَفسي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمى ، يَابنَ السّادَةِ المُقَرَّبينَ ، يَابنَ النُّجَباءِ الأَكرَمينَ ، يَابنَ الهُداةِ المَهدِيّينِ ، يَابنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبينَ (1) ، يَابنَ الغَطارِفَةِ (2) الأَنجَبينَ ، يَابنَ الأَطايِبِ المُطَهَّرينَ ، يَابنَ الخَضارِمَةِ (3) المُنتَجَبينَ ، يَابنَ القَماقِمَةِ (4) الأَكبَرينَ ، يَابنَ البُدورِ المُنيرَةِ ، يَابنَ السُّرُجِ
.
ص: 556
المُضيئَةِ ، يَابنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ ، يَابنَ الأَنجُمِ الزّاهِرَةِ ، يَابنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ ، يَابنَ الأَعلامِ اللاّئِحَةِ ، يَابنَ العُلومِ الكامِلَةِ ، يَابنَ الدَّلائِلِ المَشهودَةِ ، يَابنَ السُّنَنِ المَشهورَةِ ، يَابنَ المَعالِمِ المَأثورَةِ ، يَابنَ المُعجِزاتِ المَوجودَةِ ، يَابنِ الصِّراطِ المُستَقيمِ ، يَابنَ النَّبَأِ العَظيمِ ، يَابنَ مَن هُوَ في اُمِّ الكِتابِ لَدَى اللّهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ ، يَابنَ الآياتِ والبَيِّناتِ ، يَابنِ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ ، يَابنَ البَراهينِ الباهِراتِ ، يَابنَ الحُجَجِ البالِغاتِ ، [ يَابنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ] (1) يَابنَ طه وَالمُحكَماتِ ، يَابنَ يس وَالذّارِياتِ ، يَابنَ الطّورِ وَالعادِياتِ ، يَابنَ مَن دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوسَينِ أو أدنى دُنُوّاً وَاقتِراباً مِنَ العَلِيَّ الأَعلى . لَيتَ شِعري أينَ استَقَرَّت بِكَ النَّوى (2) بَل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى؟ أبِرَضوى (3) أو غَيرِها أم ذي طُوى (4) ؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ ولا تُرى ، ولا أسمَعَ لَكَ حَسيساً ولا نَجوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن تُحيطَ بِكَ دونِيَ البَلوى ، ولا يَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ ولا شَكوى . بِنَفسي أنتَ مِن مُغَيَّبٍ لَم يَخلُ مِنّا ، بِنَفسي أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا ، بِنَفسي أنتَ اُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا ، بِنَفسي أنتَ مَن عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى ، بِنَفسي أنتَ مِن أثيلِ (5) مَجدٍ لا يُجازى ، بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ (6) نِعَمٍ لا تُضاهى ، بِنَفسي أنتَ مِن نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى .
.
ص: 557
إلى مَتى أحارُ فيكَ يا مَولايَ وإلى مَتى؟ وأيُّ خِطابٍ أصِفُ فيكَ وأيُّ نَجوى؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دونَكَ واُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ ويَخذُلَكَ الوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دونَهُم ما جَرى . هَل مِن مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ العَويلَ وَالبُكاءَ؟ هَل مِن جَزوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا؟ هَل قَذِيَت (1) عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى؟ هَل إلَيكَ يَابنَ أحمَدَ سَبيلٌ فَتُلقى؟ هَل يَتَّصِلُ يَومُنا بِغَدِهِ فَنَحظى؟ مَتى نَرِدُ مِناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَروى؟ مَتى نَنتَفِعُ (2) مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى (3) ؟ مَتى نُغاديكَ ونُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيناً؟ مَتى تَرانا ونَراكَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُرى؟ أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وأنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ؟ وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وعِقاباً ، وأبَرتَ (4) العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ ، وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرينَ ، وَاجتَثَثتَ اُصولَ الظّالِمينَ ، ونَحنُ نَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . اللّهُمّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى ، وإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العُدوى ، وأنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالدُّنيا ، فَأَغِث يا غِياثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَك المُبتَلى ، وأرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ القُوى ، وأزِل عَنهُ بِهِ الأَسى وَالجَوى (5) ، وبَرِّد غَليلَهُ يا مَن عَلَى العَرشِ استَوى ، ومَن إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى . اللّهُمّ ونَحنُ عَبيدُكَ التّائِقونَ (6) إلى وَلِيِّكَ المُذَكِّرِ بِكَ وبِنَبِيِّكَ ، خَلَقتَهُ
.
ص: 558
لَنا عِصمَةً ومَلاذاً ، وأقَمتَهُ لَنا قِواماً ومَعاذاً ، وجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ مِنّا إماماً ، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وسَلاماً ، وزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً ، وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً ومُقاماً ، وأتمِم نِعمَتَكَ بِتَقديمِكَ إيّاهُ أمامَنا حَتّى تورِدَنا جِنانَكَ ، ومُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ . اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وصَلِّ عَلى جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسولِكَ السَّيِّدِ الأَكبَرِ ، وعَلى أبيهِ السَّيِّدِ الأَصغَرِ (1) ، وجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ وعَلى مَنِ اصطَفَيتَهُ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ ، وعَلَيهِ أفضَلَ وأكمَلَ وأتَمَّ وأدوَمَ وأكبَرَ وأوفَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفِيائِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها . اللّهُمّ وأقِم بِهِ الحَقَّ ، وأدحِض بِهِ الباطِلَ ، وأدِل (2) بِهِ أولِياءَكَ ، وأذلِل بِهِ أعداءَكَ ، وصِلِ اللّهُمّ بَينَنا وبَينَهُ وُصلَةً تُؤَدّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَأخُذُ بِحُجزَتِهِم (3) ويَمكُثُ في ظِلِّهِم ، وأعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقوقِهِ إلَيهِ وَالاِجتِهادِ في طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعصِيَتِهِ . وَامنُن عَلَينا بِرِضاهُ ، وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ ودُعاءَهُ وخَيرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِكَ وفَوزاً مِن عِندِكَ ، وَاجعَل صَلاتَنا بِهِ مَقبولَةً وذُنوبَنا بِهِ مَغفورَةً ودُعاءَنا بِهِ مُستَجاباً ، وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسوطَةً وهُمومَنا بِهِ مَكفِيَّةً وحَوائِجَنا بِهِ مَقضِيَّةً ، وَاقبَل تَقَرُّبَنا إلَيكَ ، وَانظُر إلَينا نَظرَةً رَحيمَةً
.
ص: 559
نَستَكمِلُ بِهَا الكَرامَةَ عِندَكَ ، ثُمَّ لا تَصرِفها عَنّا بِجودِكَ ، وَاسقِنا مِن حَوضِ جَدِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ بِكَأسِهِ وبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً (1) لا ظَمَأَ بَعدَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
السيّد ابن طاووس قدس سره :فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ (3) فَتَأَهَّب لِلسُّجودِ بَينَ يَدَي مَولاكَ ، وقُل ما رَوَيناهُ بِإِسنادِنا إلى أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام قالَ : إذا فَرَغتَ مِن دُعاءِ العيدِ المَذكورِ ، ضَع خَدَّكَ الأَيمَنَ عَلَى الأَرضِ وقُل : سَيِّدي سَيِّدي ، كَم مِن عَتيقٍ لَكَ فَاجعَلني مِمَّن أعتَقتَ ، سَيِّدي سَيِّدي وكَم مِن ذنبٍ قَد غَفَرتَ فَاجعَل ذَنبي فيمَن غَفَرتَ ، سَيِّدي سَيِّدي وكَم مِن حاجَةٍ قَد قَضَيتَ فَاجعَل حاجَتي فيما قَضَيتَ ، سَيِّدي سَيِّدي وكَم مِن كُربَةٍ قَد كَشَفتَ فَاجعَل كُربَتي فيما كَشَفتَ ، سَيِّدي سَيِّدي وكَم مِن مُستَغيثٍ قَد أغَثتَ فَاجعَلني فيمَن أغَثتَ ، سَيِّدي سَيِّدي كَم مِن دَعوَةٍ قَد أجَبتَ فَاجعَل دَعوَتي فيما أجَبتَ ، سَيِّدي سَيِّدِي ، ارحَم سُجودي فِي السّاجِدينَ ، وَارحَم عَبرَتي فِي المُستَعبِرينَ ، وَارحَم تَضَرُّعي فيمَن تَضَرَّعَ مِنَ المُتَضَرِّعينَ . سَيِّدي سَيِّدي ، كَم مِن فَقيرٍ قَد أغنَيتَ فَاجعَل فَقري فيما أغنَيتَ ، سَيِّدي سَيِّدِي ، ارحَم دَعوَتي فِي الدّاعينَ ، سَيِّدي وإلهي أسَأتُ وظَلَمتُ وعَمِلتُ سُوءاً وَاعتَرَفتُ بِذَنبي ، وبِئسَ ما عَمِلتُ فَاغفِر لي يا مَولايَ ، أي كَريمُ أي عَزيزُ أي جَميلُ . فَإِذا فَرَغتَ وَانصَرَفتَ رَفَعتَ يَدَيكَ ثُمَّ حَمِدتَ رَبَّكَ ، ثُمَّ تَقولُ
.
ص: 560
ما تَقَدَّمَ عَلَيهِ ، وسَلَّمتَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وحَمِدَتَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى ، وَالحَمدُللّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (1)
.
ص: 561
. .
ص: 562
. .
ص: 563
. .
ص: 564
. .
ص: 565
. .
ص: 566
. .
ص: 567
. .
ص: 568
. .
ص: 569
. .
ص: 570
. .
ص: 571
. .
ص: 572
. .
ص: 573
. .
ص: 574
. .
ص: 575
. .
ص: 576
. .
ص: 577
. .
ص: 578
. .
ص: 579
. .
ص: 580
. .
ص: 581
. .
ص: 582
. .
ص: 583
. .
ص: 584
. .
ص: 585
. .
ص: 586
. .
ص: 587
. .
ص: 588
. .
ص: 589
. .
ص: 590
. .
ص: 591
. .
ص: 592
. .
ص: 593
فهرس المنابع والمآخذ1 . القرآن الكريم . 2 . الاحتجاج على أهل اللجاج ، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت 620 ه ) ، تحقيق : إبراهيم البهادري ومحمد هادي بهْ ، دار الاُسوة _ طهران ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 3 . إحياء علوم الدين ، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي (ت 505 ه ) ، دار الهادي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1412 ه . 4 . الاختصاص ، المنسوب إلى أبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الرابعة 1414 ه . 5 . اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ، أبو جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1404 ه . 6 . الأدب المفرد ، أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : محمد بن عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت . 7 . الاذكار المتخبة من كلام سيد الابرار صلى الله عليه و آله ، لابى زكريا يحيى بن شرف النووى (ت 676ق) ، رياض _ دار الهجرة.
.
ص: 594
8 . الأربعون حديثا ، للشهيد الاول محمد بن مكى العاملى (ت 786ق) ، قم _ مدرسة الامام المهدى (ع). 9 . الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 10 . إرشاد القلوب ، أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت 711 ه ) ، مؤسسة الأعلمي _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1398 ه . 11 . أساس البلاغة ، لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه ) ، تحقيق : عبد الرحيم محمود ، دار صادر _ بيروت ، 1385 ه . 12 . أسباب نزول القرآن ، لأبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468 ه ) ، تحقيق : كمال بسيوني زغلول ، دار الكتب العلميّة _ بيروت . 13 . الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : حسن الموسوي الخرسان ، دار الكتب الإسلامية _ طهران ، الطبعة الاُولى . 14 . اُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي محمد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1415 ه . 15 . الإصابة في تمييز الصحابة ، لأبي الفضل أحمد بن عليّ بن الحجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود وعليّ محمّد معوّض ، دار الكتب العلميّة _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1415 ه . 16 . الاُصول الستّة عشر ، عدّة من الرواة ، دار الشبستري _ قم ، الطبعة الثانية 1405 ه . 17 . أعلام الدين في صفات المؤمنين ، أبو محمد الحسن بن محمد الديلمي (ت 711 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم .
.
ص: 595
18 . إعلام الورى بأعلام الهدى ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1417 ه . 19 . الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، مكتب الإعلام الإسلامي _ قم ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 20 . الأمالي للصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة البعثة _ قم ، الطبعة الاُولى 1407 ه . 21 . الأمالي للطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي(ت 460 ه ) ، تحقيق : مؤسسة البعثة ، دار الثقافة _ قم ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 22 . الأمالي للمفيد ، أبو عبد اللّه محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : حسين اُستاد ولي وعلي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية 1404 ه . 23 . الانتصار ، لأبي القاسم علي بن الحسين ، المعروف بالسيّد المرتضى علم الهدى (م 436ه . ق) ، مطبعة الشريف الرضي ، قم ، سنة 1391ه . ق. 24 . أهل البيت في الكتاب والسنّة ، لمحمّد المحمّدي الريشهري ، دار الحديث _ قم ، 1375 ه ش . 25 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1110 ه ) ، مؤسسة الوفاء _ بيروت ، الطبعة الثانية 1403 ه . 26 . البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق ونشر : مكتبة المعارف _ بيروت . 27 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمد بن محمد بن علي الطبري (ت 525 ه ) ، المطبعة الحيدرية _ النجف الأشرف ، الطبعة الثانية 1383 ه . 28 . بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمد بن الحسن الصفّار القمّي المعروف بابن فرّوخ (ت 290 ه ) ، مكتبة آية اللّه المرعشي _ قم ، الطبعة الاُولى 1404 ه .
.
ص: 596
29 . بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ، لنورالدين على بن ابى بكر الهيثمى ( ت 807ق ) ، تحقيق : مسعد عبدالحميد محمد السعدنى ، قاهره _ دارالطلائع. 30 . البلد الأمين والدرع الحصين ، تقي الدين إبراهيم بن زين الدين الكفعمي (ت 905 ه ) . 31 . بوستان ، للشيخ مصلح بن عبدالله سعدى (ت 691ق) ، تصحيح : محمد على فروغى ، تهران _ انتشارات امير كبير ، 1354 . 32 . تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد بن محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 33 . تاريخ أصبهان ، أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (ت 430 ه ) ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية _ بيروت . 34 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه ) ، المكتبة السلفية _ المدينة المنوّرة . 35 . تاريخ دمشق = تاريخ مدينة دمشق «ترجمة الإمام علي عليه السلام » ، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه المعروف بابن عساكر الدمشقي (ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1415 ه . 36 . التاريخ الكبير ، أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، دار الفكر _ بيروت . 37 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة (كنز جامع الفوائد) ، لعلي الغروي الحسيني الأستر آبادي (ت 940 ه ) ، تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي (عج) _ قم ، الطبعة الاُولى 1407 ه . 38 . التحصين في صفات العارفين ( ضميمة مثير الاحزان)، لاحمد بن محمد بن فهد الحلى ( ت 841ق ) ، تحقيق ونشر : قم _ مدرسة الام المهدى (عج). 39 . تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه و آله ، أبو محمد الحسن بن علي الحرّاني المعروف بابن شعبة (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية 1404 ه .
.
ص: 597
40 . الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، لزكى الدين عبدالعظيم بن عبدالقوى المنذرى (ت 656 ق) ، ضبط احاديثه وعلق عليه مصطفى محمد عمارة ، بيروت _ دارالفكر ، 1408ق . 41 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز غنيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنّا ، دار الشعب _ القاهرة . تفسير أبي الفتوح الرازي = روض الجنان وروح الجنان . تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن . 42 . تفسير العيّاشي ، أبو النضر محمد بن مسعود السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت 320 ه ) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي ، المكتبة العلمية _ طهران ، الطبعة الاُولى 1380 ه . تفسير الفخر الرازي = التفسير الكبير ومفاتيح الغيب تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن . 43 . تفسير القمّي ، أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي (ت 307 ه ) ، إعداد : طيّب الموسوي الجزائري ، مطبعة النجف الأشرف . 44 . التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، لأبي عبد اللّه محمّد بن عمر المعروف بالفخر الرازي (ت 604 ه ) ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1410 ه . 45 . تفسير نمونه ، ناصر مكارم شيرازي (معاصر) ، دار الكتب الإسلامية _ طهران . 46 . التمحيص ، أبو علي محمد بن همام الإسكافي (ت 336 ه ) ، تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي(عج) _ قم . 47 . تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام) ، أبو الحسين ورّام بن أبي فراس (ت 605 ه ) ، دار التعارف ودار صعب _ بيروت . 48 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ، أبو جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، دار التعارف _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1401 ه .
.
ص: 598
49 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، ليونس بن عبد الرحمن المزّي (ت 742 ه ) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، مؤسسة الرسالة _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1409 ه . 50 . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، أبو جعفر محمد بن علي القمّي المعروف بالصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق _ طهران . 51 . جامع الأحاديث ، أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمّي المعروف بابن الرازي (ق 4) ، تحقيق : محمد الحسيني النيسابوري ، مؤسسة الطبع والنشر التابعة للحضرة الرضوية المقدّسة _ مشهد ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 52 . جامع الأخبار أو معارج اليقين في اُصول الدين ، لمحمّد بن محمّد الشعيري السبزواري (القرن السابع) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت _ قم ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 53 . جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) ، لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (310 ه ) ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1408 ه . 54 . الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ، لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، دار إحياء التراث العربي _ بيروت ، الطبعة الثانية 1405 ه . 55 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1401 ه . 56 . الجعفريّات (الأشعثيّات) ، أبو الحسن محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي (ق 4) ، مكتبة نينوى _ طهران ، طُبع ضمن قرب الإسناد . 57 . جمال الاُسبوع بكمال العمل المشروع ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، مؤسسة الآفاق _ قم ، الطبعة الاُولى 1371 ش . 58 . جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، لمحمّد حسن النجفي (ت 1266 ه ) مؤسسة المرتضى العالميّة _ بيروت ، 1412 ه ،.
.
ص: 599
59 . الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، للشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 ه ) ، تحقيق : محمّد تقي الايرواني ، دار الكتب الإسلاميّة _ نجف ، 1377 ه . 60 . حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني (ت 430 ه ) ، دار الكتاب العربي _ بيروت ، الطبعة الثانية 1387 ه . 61 . خصائص الأئمّة عليهم السلام (خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ) ، أبو الحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت 406 ه ) ، تحقيق : محمد هادي الأميني ، مجمع البحوث الإسلامية التابع للحضرة الرضوية المقدّسة _ مشهد ، 1406 ه . 62 . الخصال ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الرابعة 1414 ه . 63 . الخلاف ، لابى جعفر محمد بن الحسن الطوسى ( ت 460ق ) ، قم _ دارالكتب العلمية . 64 . درر الأحاديث النبويّة بالاسانيد اليحيوية ، ليحيى بن الحسين ، جمعها عبدالله محمد حمزة الصعدى ، تحقيق : عبدالكريم فضيل ، بيروت _ مؤسسة الاعلمى. 65 . الدرّ المنثور في التفسير المأثور ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 66 . الدروع الواقية ، لأبي القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلي (ت 664 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت _ قم ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 67 . دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي المغربي (ت 363 ه ) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، دار المعارف _ مصر ، الطبعة الثالثة 1389 ه . 68 . الدعاء ، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 69 . الدعوات ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهدي (عج) _ قم ، الطبعة الاُولى 1407 ه .
.
ص: 600
رجال الكشّي = اختيار معرفة الرجال . 70 . روض الجنان وروح الجنان (تفسير أبي الفتوح الرازي) ، لأبي الفتوح حسين بن عليّ الرازي (قرن 6 ه ) ، آستانة المقدسة الرضويّة _ مشهد ، الطبعة الاُولى 1371 ه ش . 71 . روضة المتقين ، للعلامة محمد باقر بن محمد تقى المجلسى ( ت 1111 ق ، تهران _ بنياد فرهنگ اسلامى كوشانپور. 72 . روضة الواعظين ، محمد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت 508 ه ) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، مؤسسة الأعلمي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1406 ه . 73 . زاد المعاد ، للعلاّمة محمّد باقر المجلسي (م 1111ه ق .) ، الطبعة القديمة ، كتابفروشى إسلامية ، طهران. 74 . الزهد لابن المبارك ، أبو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن المبارك الحنظلي المروزي (ت 181 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، دار الكتب العلمية _ بيروت . 75 . السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، أبو جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت 598 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية 1410 ه . 76 . سعد السعود ، لأبي القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه ) ، مكتبة الرضي _ قم ، الطبعة الاُولى 1363 ه ش . 77 . سلسلة الأحاديث الصحيحة ، لمحمّد ناصر الدين الألباني (معاصر) ، المكتب الإسلامي _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1405 ه . 78 . سنن ابن ماجة ، أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت 275 ه ) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1395 ه . 79 . سنن أبي داود ، أبو داود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه ) ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار إحياء السنّة النبوية _ بيروت . 80 . سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 297 ه ) ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، دار إحياء التراث _ بيروت .
.
ص: 601
81 . سنن الدارقطني ، أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني (ت 285 ه ) ، تحقيق : أبو الطيّب محمد آبادي ، عالم الكتب _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1406 ه . 82 . سنن الدارمي ، أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، دار القلم _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1412 ه . 83 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه ) ، تحقيق : محمد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 84 . السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، تحقيق : عبد الغفار سليمان البنداري ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1411 ه . 85 . سنن النسائي (بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي) ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه ) ، دار الجيل _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1407 ه . 86 . سير أعلام النبلاء ، لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة _ بيروت ، الطبعة العاشرة 1414 ه . 87 . السيرة النبويّة ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 747 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، دار إحياء التراث العربي _ بيروت . 88 . شرح الأسماء الحسنى ، لملاّ هادي سبزواري (ت 1289 ه ) ، مكتبة بصيرتي _ قم ، الطبعة الاُولى 1267 ه . 89 . شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبد الحميد بن محمد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه ) ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء التراث _ بيروت ، الطبعة الثانية 1387 ه . 90 . شُعب الإيمان ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه ) ، تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1410 ه .
.
ص: 602
91 . الصحاح تاج اللغة وصحاح العربيّة ، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت 398 ه )، تحقيق : أحمد بن عبد الغفور عطّار ، دار العلم للملايين _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1410 ه . 92 . صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان ، علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة _ بيروت ، الطبعة الثانية 1414 ه . 93 . صحيح ابن خزيمة ، لأبي بكر محمّد بن إسحاق السلمي النيسابوري المعروف بابن خزيمة (ت 311 ه ) ، تحقيق : محمّد مصطفى الأعظمي ، المكتب الإسلامي _ بيروت ، الطبعة الثالثة 1412 ه . 94 . صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، دار ابن كثير _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1410 ه . 95 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه ) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الحديث _ القاهرة ، الطبعة الاُولى 1412 ه . 96 . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ، المنسوبة إلى الإمام الرضا عليه السلام ، تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهدي (عج) _ قم ، الطبعة الاُولى 1408 ه . 97 . الصحيفة السجّاديّة ، المنسوبة إلى الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام ، تصحيح : علي أنصاريان ، المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية _ دمشق ، 1405 ه . 98 . الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم ، للشيخ زين الدين أبي محمّد عليّ بن يونس النباطي البياضي (ت 877 ه ) ، إعداد : محمّد باقر البهبودي ، المكتبة المرتضويّة _ طهران ، الطبعة الاُولى 1384 ه . 99 . الطبقات الكبرى ، محمد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 ه ) ، دار صادر _ بيروت . 100 . طبّ النبيّ صلى الله عليه و آله ، أبو علي محمود بن محمد الجغميني (ت 618 ه ) ، الطبعة الحجرية ، 1318ه . 101 . عدّة الداعي ونجاح الساعي ، أبو العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي (ت 841 ه ) ، تحقيق : أحمد الموحّدي ، مكتبة وجداني _ طهران .
.
ص: 603
102 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، دار إحياء التراث _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1408 ه . 103 . العلم والحكمة في الكتاب والسنّة ؛ محمد الريشهري (معاصر) ، تحقيق ونشر : دار الحديث _ قم ، الطبعة الاُولى 1376 ش . 104 . عمل اليوم والليلة ، لأبي بكر أحمد بن محمّد بن السني الدينوري (ت 464 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الكتب الثقافيّة _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1408 ه . 105 . عمل اليوم والليلة ، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه ) ، تحقيق : فاروق حمادة ، مؤسسة الرسالة _ بيروت ، الطبعة الثالثة 1407 ه . 106 . عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية ، محمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (ت 940 ه ) ، تحقيق : مجتبى العراقي ، مطبعة سيد الشهداء عليه السلام _ قم ، الطبعة الاُولى 1403 ه . 107 . العين ، لأبى عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه ) ، تحقيق : مهديالمخزومى ، دار الهجرة _ قم ، الطبعة الاُولى 1409 ه . 108 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : مهدي الحسيني اللاجوردي ، منشورات جهان _ طهران . 109 . عيون الحكم والمواعظ ، أبو الحسن علي بن محمد الليثي الواسطي (ق6) ، تحقيق : حسين الحسني البيرجندي، دار الحديث _ قم ، الطبعة الأولى 1418 ه . 110 . الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه ) ، تحقيق : جلال الدين المحدّث الاُرموي ، منشورات أنجمن آثار ملّي _ طهران ، الطبعة الاُولى 1395 ه . 111 . غرر الحكم ودرر الكلم ، عبد الواحد الآمدي التميمي (ت 550 ه ) ، تحقيق : جلال الدين المحدّث الاُرموي ، جامعة طهران ، الطبعة الثالثة 1360 ش . 112 . الغيبة ، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : عباد اللّه الطهراني وعلي أحمد ناصح ، مؤسسة المعارف الإسلامية _ قم ، الطبعة الاُولى 1411 ه .
.
ص: 604
113 . الفردوس بمأثور الخطاب ، أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني (ت 509 ه ) ، تحقيق : السعيد بن بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1406 ه . 114 . الفضائل ، لأبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمّي (ت 660 ه ) ، الطبعة الحيدريّة _ نجف ، 1338 ه . 115 . فضائل الأشهر الثلاثة ، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : غلامرضا عرفانيان ، مكتبة الداوري _ قم ، الطبعة الاُولى 1396 ه . 116 . فضائل الأوقات ، لابى بكر احمد بن الحسين البيهقى ( ت 458ق ) ، تحقيق : عدنان عبدالرحيم مجيد القيسى ، 117 . الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام _ مشهد . 118 . فلاح السائل ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه ) ، تحقيق : غلامْحسين مجيدي ، مكتب الإعلام الإسلامي _ قم ، الطبعة الاُولى 1419 ه . 119 . القاموس المحيط ، أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ه ) ، دار الفكر _ بيروت . 120 . قرب الإسناد ، أبو العباس عبد اللّه بن جعفر الحِمْيري القمّي (ت بعد 304 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 121 . الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي(ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، دار صعب ودار التعارف _ بيروت ، الطبعة الرابعة 1401 ه . 122 . كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (ت 367 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، نشر الفقاهة _ قم ، الطبعة الاُولى 1417 ه . 123 . كتاب من لا يحضره الفقيه ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية .
.
ص: 605
124 . الكشّاف ، أبو القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه ) ، دار المعرفة _ بيروت . 125 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، علي بن عيسى الإربلي (ت 687 ه ) ، تصحيح : هاشم الرسولي المحلاّتي ، دار الكتاب الإسلامي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1401 ه . 126 . كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ، أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزّاز القمّي (ق 4) ، تحقيق : عبد اللطيف الحسيني الكوهْكمري ، انتشارات بيدار _ قم ، 1401 ه . 127 . كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الاُولى 1405 ه . 128 . كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 ه ) ، تصحيح : صفوة السقّا ، مكتبة التراث الإسلامي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1397 ه . 129 . كنز الفوائد ، أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ه ) ، إعداد : عبد اللّه نعمة ، دار الذخائر _ قم ، الطبعة الاُولى 1410 ه . 130 . لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري (ت 711 ه ) ، دار صادر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1410 ه . 131 . مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي (ت 1085 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة البعثة _ قم ، الطبعة الأولى 1414 ه . 132 . مجمع البيان في تفسير القرآن (تفسير مجمع البيان) ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي وفضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، دار المعرفة _ بيروت ، الطبعة الثانية 1408 ه . 133 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمد درويش ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1412 ه . 134 . المحاسن ، أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280 ه ) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام _ قم ، الطبعة الاُولى 1413 ه .
.
ص: 606
135 . المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء ، محسن الفيض الكاشاني (ت 1091 ه ) ، مع حاشية : علي أكبر الغفّاري ، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية _ قم ، 1383 ه . 136 . المحيط في اللغة ، أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد الطالقاني (ت 385 ه ) ، تحقيق : محمد حسن آل ياسين ، عالم الكتب _ بيروت . 137 . مختصر بصائر الدرجات ، الحسن بن سليمان الحلّي (ق 9) ، انتشارات الرسول المصطفى _ قم . 138 . مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1111 ه ) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي ، دار الكتب الإسلامية _ طهران ، الطبعة الثالثة 1370 ش . 139 . المراقبات اعمال السنة ، لميرزا جواد آغا الملكى التبريزى (ت 1343ق ) ، تهران _ المطبعة الحيدرى ، 1381ق. 140 . المزار الكبير ، لأبي عبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي (قرن 6 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي الاصفهاني ، نشر قيّوم _ قم ، الطبعة الاُولى 1419 ه . 141 . المزار ، لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري الحارثي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر الأبطحي ، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد _ قم ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 142 . مسارّ الشيعة فى مختصر تواريخ الشريعة ، لابى عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى المعروف بالشيخ المفيد ( ت 413ق ) ، تحقيق : مهدى نجف ، بيروت _ دارالمفيد ، 1414ق. 143 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1411 ه . 144 . مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه ) ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1407 ه . 145 . مستطرفات السرائر (النوادر) ، أبو جعفر محمد بن منصور بن إدريس الحلّي (ت 598 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهدي (عج) _ قم . 146 . مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، لأحمد بن محمّد مهدي بن أبي ذر النراقي (م 1245ه . ق) ، تحقيق و طبع مؤسسة آل البيت : لإحياء التراث.
.
ص: 607
147 . مستند العروة الوثقى (محاضرات آية اللّه خوئي) ، تأليف مرتضى البروجردي، قم _ لطفي، 1314ه . 148 . مسند ابن الجعد ، لأبي الحسن عليّ بن الجعد بن عبيد الجوهري (ت 230 ه ) مؤسسة ناور _ بيروت . 1410 . 149 . مسند أبي داود الطيالسي ، لسليمان بن داود بن الجارود البصري المعروف بأبي داود الطيالسي (ت 204 ه ) ، دار المعرفة _ بيروت . 150 . مسند أبي يعلى الموصلي ، أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه ) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، دار القبلة _ جدّة ، الطبعة الاُولى 1408 ه . 151 . مسند إسحاق بن راهويه ، أبو يعقوب إسحاق بن راهويه المروزي (ت 238 ه ) ، تحقيق : عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي ، مكتبة الإيمان _ المدينة المنوّرة ، الطبعة الاُولى 1412ه . 152 . مسند الإمام زيد (مسند زيد) ، المنسوب إلى زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام(ت 122 ه ) ، منشورات دار مكتبة الحياة _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1966 م . 153 . مسند الشاميّين ، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الرسالة _ بيروت . 154 . مسند الشهاب ، محمد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه ) ، مؤسسة الرسالة _ بيروت . مسند الطيالسي = مسند أبي داود الطيالسي 155 . المسند لأحمد بن حنبل ، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمد الدرويش ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الثانية 1414 ه . 156 . مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، أبو الفضل علي الطبرسي (ق 7) ، تحقيق : مهدي هوشْمند ، دار الحديث _ قم ، الطبعة الاُولى 1418 ه . 157 . مشكاة المصابيح ، أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الخطيب التبريزي (ت 776 ه ) ، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي _ دمشق .
.
ص: 608
158 . مصباح الزائر ، لأبيالقاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس(ت 664 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت _ قم ، الطبعة الاُولى 1417 ه . 159 . مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة ، المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام ، شرح : عبد الرزّاق الگيلاني ، نشر صدوق _ طهران ، الطبعة الثالثة 1407 ش . 160 . المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات ، تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن العاملي الكفعمي (ت 900 ه ) ، تحقيق: حسين الأعلمي ، مؤسسة الأعلمي ، الطبعة الأولى 1414 ه . 161 . مصباح المتهجّد ، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : علي أصغر مرواريد ، مؤسسة فقه الشيعة _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1411 ه . 162 . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ، أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيّومي (ت 770 ه ) ، مؤسسة دار الهجرة _ قم ، الطبعة الثانية 1414 ه . 163 . المصنّف في الأحاديث والآثار ، أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت 235 ه ) ، تحقيق : سعيد محمد اللحّام ، دار الفكر _ بيروت . 164 . المصنّف ، لأبي بكر عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، منشورات المجلس العلمي _ بيروت . 165 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الاُولى 1361 ش . 166 . المعتبر في شرح المختصر ، للمحقّق الحلّي نجم الدين جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد الهُذَلي (م 676ه . ق) ، تحقيق لجنة بإشراف الشيخ ناصر مكارم ، مؤسسة سيّد الشهداء ، 1364ه . 167 . المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : طارق ابن عوض اللّه وعبد الحسن بن إبراهيم الحسيني ، دار الحرمين _ القاهرة ، الطبعة الاُولى 1415 ه . 168 . معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي(ت 626 ه ) ، دار إحياء التراث العربي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1399 ه .
.
ص: 609
169 . المعجم الصغير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخميالطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : محمد عثمان ، دار الفكر _ بيروت ، الطبعة الثانية 1401 ه . 170 . المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، دار إحياء التراث العربي _ بيروت ، الطبعة الثانية 1404 ه . 171 . معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس بن زكريا (ت 395ه ) ، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون ، شركة مكتبة مصطفى الباقي وأولاده _ مصر ، 1389 ه . 172 . المعجم الوسيط ، لمصطفى ابراهيم واحمد حسن الزيات وحامد عبدالقادر ومحمد على النجار ، استانبول _ المكتبة الاسلامية ، 1392ق. 173 . مفردات ألفاظ القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني (ت 425 ه ) ، تحقيق : صفوان عدنان داودي ، دار القلم _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1412 ه . 174 . المقنعة ، أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية 1410 ه . 175 . مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الاُولى 1414 ه . 176 . مكارم الأخلاق ، عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (ت 281 ه ) ، تحقيق: محمّد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت 1409 ه . 177 . ملاذ الأخيار فى فهم تهذيب الاخبار ، للعلامة محمد باقر بن محمد تقى المجلسى (ت 1111 ق) ، تحقيق : السيد مهدى الرجائى ، قم _ مكتبة آية الله المرعشى النجفى ، 1406ق. 178 . المناقب (المناقب للخوارزمي) ، الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي (ت 568 ه ) تحقيق : مالك المحمودي ، مؤسسة النشر الإسلامي _ قم ، الطبعة الثانية 1414 ه . 179 . مناقب آل أبي طالب (المناقب لابن شهرآشوب) ، أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه ) ، المطبعة العلمية _ قم .
.
ص: 610
180 . منتهى المطلب فى تحقيق المذهب ، ابو منصور الحسن بن يوسف الحلى ( ت 726 ق ) ، بنياد پژوهشهاى آستان قدس رضوى _ مشهد 0 181 . المنجد في اللغة ، لويس معلوف ، دار المشرق _ بيروت ، الطبعة الحادية والعشرون 1973 م . 182 . منية المريد ، زين الدين علي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت 965 ه )، تحقيق: رضا المختاري ، مكتب الإعلام الإسلامي _ قم ، 1415 ه . 183 . المواعظ العدديّة ، علي المشكيني الأردبيلي (معاصر) ، تحقيق : علي الأحمدي الميانجي ، دفتر نشر الهادي _ قم ، الطبعة الرابعة 1406 ه . 184 . الموطّأ ، مالك بن أنس (ت 158 ه ) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1406 ه . 185 . المهذّب في الفقه ، لابن البرّاج القاضي عبد العزيز بن أبي الكامل الطرابلسي (م 481ه . ق) ، طبع و تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، 1406ه . ق. 186 . ميزان الحكمة ، محمد الريشهري (معاصر) ، تحقيق ونشر : دار الحديث _ قم ، 1416 ه . 187 . الميزان في تفسير القرآن ، محمد حسين الطباطبائي (ت 1402 ه ) ، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان _ قم ، الطبعة الثالثة 1394 ه . 188 . نثر الدرّ ، أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي (ت 421 ه ) ، تحقيق : محمد علي قرنة ، الهيئة المصرية العامة _ مصر ، الطبعة الاُولى 1981 م . 189 . نصب الراية ، لأبي محمّد عبد اللّه بن يوسف الحنفي الزيلعي (ت 762 ه ) دار الحديث _ قاهرة ، 1415 ه . 190 . النوادر ، لأبي جعفر احمد بن محمّد بن عيسى الأشعرى القمى (ت قرن 3 ق) ، تحقيق و نشر : مؤسسة الامام المهدى7 ، 1408 ق . 191 . النوادر ، فضل اللّه بن علي الحسني الراوندي (ت 571 ه ) ، تحقيق : سعيد رضا علي عسكري ، دار الحديث _ قم ، الطبعة الاُولى 1377 ش .
.
ص: 611
192 . نوادر الاُصول في معرفة أحاديث الرسول ، أبو عبد اللّه محمد بن علي الحكيم الترمذي (ت 320 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، الطبعة الاُولى 1413 ه . 193 . النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، مؤسسة إسماعيليان _ قم ، الطبعة الرابعة 1367 ش . 194 . النهاية و نكتها ، لنجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي ، المعروف بالمحقق الحلّي (م 676ه . ق) ، تحقيق و نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، 1412ه . ق. 195 . نهج البلاغة (من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ) ، اختيار : أبيالحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت 406 ه ) . 196 . الوافي ، للمولى محسن الفيض الكاشاني ، تحقيق : ضياء الدين الحسيني «العلاّمة» ، منشورات مكتبة أميرالمؤمنين العامة ، إصفهان ، سنة 1406 ق 17 ج . 197 . الورع ، لأبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا القرشي (ت 282 ه ) ، تحقيق : مسعد عبد الحميد السعدي ، مكتبة القرآن _ قاهرة . 198 . وسائل الشيعة ، محمد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلاملإحياء التراث _ قم ، الطبعة الاُولى 1409 ه . 199 . الهداية ، ابو جعفر محمد بن على القمى «الشيخ الصدوق » (ت 381 ق )، مؤسسة الامام الهادى عليه السلام _ قم.
.
ص: 612
. .
ص: 613
الفهرس التفصيلي
.
ص: 614
. .
ص: 615
. .
ص: 616
. .
ص: 617
. .
ص: 618
. .
ص: 619
. .
ص: 620
. .
ص: 621
. .
ص: 622
. .
ص: 623
. .
ص: 624
. .
ص: 625
. .
ص: 626
. .
ص: 627
. .
ص: 628
. .