تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اشارة

سرشناسه : ابن شعبه، حسن بن علی، قرن 4ق.

عنوان قراردادی : تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم. فارسی - عربی. برگزیده

عنوان و نام پديدآور : تحف العقول/ ابن شعبه حرانی؛ ترجمه اقتباس از ترجمه پرویز اتابکی؛ انتخاب احادیث محسن موسوی.

مشخصات نشر : قم: دارالحدیث، 1383.

مشخصات ظاهری : 490ص.

فروست : مرکز تحقیقات دارالحدیث؛ 71. گزیده متون حدیثی؛ 3/ دبیر مجموعه هادی ربانی.

شابک : 6500 ریال(چاپ اول) ؛ 6500ریال: 964-7489-66-8

يادداشت : چاپ اول: 1383.

يادداشت : چاپ دوم.

یادداشت : کتابنامه: ص. [105]- 107.

یادداشت : نمایه.

موضوع : احادیث اخلاقی

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 4ق

موضوع : اخلاق اسلامی

شناسه افزوده : موسوی، محسن، 1358 - ، گردآورنده

شناسه افزوده : اتابکی، پرویز، 1306 -، مترجم

شناسه افزوده : ربانی، هادی، 1342 -

رده بندی کنگره : BP248/الف25ت304217 1383

رده بندی دیویی : 297/61

شماره کتابشناسی ملی : 1140100

ص: 1

مقدمة المؤلف

مقدمة المؤلفبِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِغ الحمد لله الذي جعل الحمد له من غير حاجة منه إلى حمد حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلاهوتيته و صمدانيته و ربانيته و سببا إلى المزيد من رحمته و محجة للطالب من فضله (1) و مكن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف لبر إنعامه (2) فكان من إنعامه الحمد له على إنعامه فناب الاعتراف له بأنه المنعم عن كل حمد باللفظ و إن عظم .و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة بزغت عن إخلاص الطوي (3) و نطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي إنه الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصوِّرُ لهُ الْأسْماءُ الْحُسْنى [3-8](59:24) - ليْس كمِثْلِهِ شيْ ءٌ[16-18](42:11) إذ كان الشي ء من مشيئته و كان لا يشبهه مكونه .و أشهد أن محمدا عبده و رسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه بانفراده عن التشاكل و التماثل من أبناء الجنس و انتجبه آمرا و ناهيا عنه (4) أقامه في سائر عالمه في الأداء مقامه إذ لا تُدْرِكُهُ الْأبْصارُ[1-3](6:103) و لا تحويه خواطر الأفكار و لا تمثله غوامض الظنن (5) في الأسرار لا إله إلا هو الملك الجبار-

.


1- ..المحجّة:جادّة الطريق.
2- ..في بعض النسخ [الاعتراف له بانعامه ].
3- ..البزوغ:الطلوع،بزغت الشمس:طلعت.و الطوى:الاضمار و الاستتار.
4- ..انتجبه:اختاره و اصطفاه.
5- ..كذا.

ص: 2

و قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته و اختصه من تكرمته (1) بما لم يلحقه فيه أحد من بريته و هو أهل ذلك بخاصته و خلته 2 إذ لا يختص من يشوبه التغيير و لا من يلحقه التنظير و أمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته و تطريقا لعترته (2)فصلى الله عليه و على آله و كرم و شرف و عظم مزيدا لا يلحقه التنفيد و لا ينقطع على التأبيد و إن الله تبارك و تعالى اختص لنفسه بعد نبيه خاصة علاهم بتعليته و سما بهم إلى رتبته و جعلهم 4 إليه و الأدلاء بالإرشاد عليه أئمة معصومين فاضلين كاملين و جعلهم الحجج على الورى و دعاة إليه شفعاء بإذنه- لا يسْبِقُونهُ بِالْقوْلِ و هُمْ بِأمْرِهِ يعْملُون [1-7](21:27) يحكمون بأحكامه و يستنون بسنته و يقيمون حدوده و يؤدون فروضه- لِيهْلِك منْ هلك عنْ بيِّنةٍ و يحْيى منْ حيّ عنْ بيِّنةٍ[26-36](8:42) صلوات الله و الملائكة الأبرار على محمد و آله الأخيار .و بعد فإني لما تأملت ما وصل إلي من علوم نبينا و وصيه و الأئمة من ولدهما صلوات الله عليهم و رحمته و بركاته و أدمت النظر فيه و التدبر له علمت أنه قليل مما خرج عنهم يسير في جنب ما لم يخرج فوجدته مشتملا على أمر الدين و الدنيا و جامعا لصلاح العاجل و الآجل لا يوجد الحق إلا معهم و لا يؤخذ الصواب إلا عنهم و لا يلتمس الصدق إلا منهم و رأيت من تقدم من علماء الشيعة قد ألفوا عنهم في الحلال و الحرام و الفرائض و السنن ما قد كتب الله لهم ثوابه و أغنوا من بعدهم عن مئونة التأليف و حملوا عنهم ثقل التصنيف و وقفت مما انتهى إلي

.


1- ..من كرم اي عظم و التكريم:التعظيم.
2- ..طرّق له اي جعل له طريقا.

ص: 3

من علوم السادة ع على حكم بالغة و مواعظ شافية و ترغيب فيما يبقى و تزهيد فيما يفنى و وعد و وعيد و حض على مكارم الأخلاق و الأفعال و نهي عن مساويهما و ندب إلى الورع و حث على الزهد و وجدت بعضهم ع قد ذكروا جملا من ذلك فيما طال من وصاياهم و خطبهم و رسائلهم و عهودهم و روي عنهم في مثل هذه المعاني ألفاظ قصرت و انفردت معانيها و كثرت فائدتها و لم ينته إلي لبعض علماء الشيعة في هذه المعاني تأليف أقف عنده و لا كتاب أعتمد عليه و أستغني به يأتي على ما في نفسي منه فجمعت ما كانت هذه سبيله و أضفت إليه ما جانسه و ضاهاه و شاكله و ساواه من خبر غريب أو معنى حسن متوخيا(1) بذلك وجه الله جل ثناؤه و طالبا ثوابه و حاملا لنفسي عليه و مؤدبا لها به (2) و حملها منه على ما فيه نجاتها شوق الثواب و خوف العقاب و منبها لي وقت الغفلة و مذكرا حين النسيان و لعله أن ينظر فيه مؤمن مخلص فما علمه منه كان له درسا و ما لم يعلمه استفاده فيشركني في ثواب من علمه و عمل به لما فيه من أصول الدين و فروعه و جوامع الحق و فصوله و جملة السنة و آدابها و توقيف الأئمة و حكمها و الفوائد البارعة و الأخبار الرائقة3 و أتيت على ترتيب مقامات الحجج ع و أتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب و وافقت معناه و أسقطت الأسانيد تخفيفا و إيجازا و إن كان أكثره لي سماعا و لأن أكثره آداب و حكم تشهد لأنفسها و لم أجمع ذلك للمنكر المخالف بل ألفته للمسلم للأئمة العارف بحقهم الراضي بقولهم الراد إليهم و هذه المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر و أوسع من أن يقع عليها حظر و فيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب و كاف لمن كان له لب .

.


1- ..في بعض النسخ [متوجّها].
2- ..أي كنت مؤدبا لنفسى بسبب تلكم المواعظ.

ص: 4

فتأملوا معاشر شيعة المؤمنين ما قالته أئمتكم ع و ندبوا إليه و حضوا عليه و انظروا إليه بعيون قلوبكم و اسمعوه بآذانها و عوه بما وهبه الله لكم و احتج به عليكم من العقول السليمة و الأفهام الصحيحة و لا تكونوا كأنداكم (1) الذين يسمعون الحجج اللازمة و الحكم البالغة صفحا و ينظرون فيها تصفحا(2) و يستجيدونها قولا و يعجبون بها لفظا فهم بالموعظة لا ينتفعون و لا فيما رغبوا يرغبون و لا عما حذروا ينزجرون فالحجة لهم لازمة و الحسرة عليهم دائمة بل خذوا ما ورد إليكم عمن فرض الله طاعته عليكم و تلقوا ما نقله الثقات عن السادات بالسمع و الطاعة و الانتهاء إليه و العمل به و كونوا من التقصير مشفقين و بالعجز مقرين .و اجتهدوا في طلب ما لم تعلموا و اعملوا بما تعلمون ليوافق قولكم فعلكم فبعلومهم النجاة و بها الحياة فقد أقام الله بهم الحجة و أقام (3) بمكانهم المحجة و قطع بموضعهم العذر فلم يدعوا لله طريقا إلى طاعته و لا سببا إلى مرضاته و لا سبيلا إلى جنته إلا و قد أمروا به و ندبوا إليه و دلوا عليه و ذكروه و عرفوه ظاهرا و باطنا و تعريضا و تصريحا و لا تركوا ما يقود إلى معصية الله و يدني من سخطه و يقرب من عذابه إلا و قد حذروا منه و نهوا عنه و أشاروا إليه و خوفوا منه لِئلاّ يكُون لِلنّاسِ على اللّهِ حُجّةٌ[5-10](4:165) فالسعيد من وفقه الله لاتباعهم و الأخذ عنهم و القبول منهم و الشقي من خالفهم و اتخذ من دونهم وليجة(4) و ترك أمرهم رغبة عنه إذ كانوا العروة الوثقى و حبل الله الذي أمرنا رسول الله ص بالاعتصام و التمسك به و سفينة النجاة و ولاة الأمر الذين فرض الله طاعتهم فقال أطِيعُوا اللّه و أطِيعُوا الرّسُول و أُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ (5)[5-13](4:59) و الصادقين الذين

.


1- ..النّديد من الندّ و هو الضدّ و النظير-و المراد به هاهنا الأول.
2- ..في بعض النسخ [صفحا].
3- ..كذا و الظاهر:أنار.
4- ..الوليجة:البطانة.
5- ..النساء-58.

ص: 5

أمرنا بالكون معهم فقال اِتّقُوا اللّه و كُونُوا مع الصّادِقِين 1[5-10](9:119) و اجتهدوا في العمل بما أمروا به صغيرا كان أو كبيرا و احذروا ما حذروا قليلا كان أو كثيرا فإنه من عمل بصغار الطاعات ارتقى إلى كبارها و من لم يجتنب قليل الذنوب ارتكب كثيرها .

و قدْ رُوِياِتّقُوا الْمُحقّراتِ مِن الذُّنُوبِ و هِي قوْلُ الْعبْدِ ليْت لا يكُونُ لِي غيْرُ هذا الذّنْبِ 2.

و رُوِيلا تنْظُرْ إِلى الذّنْبِ و صِغرِهِ و لكِنِ اُنْظُرْ منْ تعْصِي بِهِ فإِنّهُ اللّهُ الْعلِيُّ الْعظِيمُ.

فإن الله إذا علم من عبده صحة نيته و خلوص طويته في طاعته و محبته لمرضاته و كراهته لسخطه وفقه و أعانه و فتح له مسامع قلبه و كان كل يوم في مزيد فإن الأعمال بالنيات .وفقنا الله و إياكم لصالح الأعمال و سددنا في المقال و أعاننا على أمر الدنيا و الدين و جعلنا الله و إياكم من الذين إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا أساءوا استغفروا و جعل ما وهبه لنا من الإيمان و التوحيد له و الائتمام بالأئمة مستقرا غير مستودع (1) إنه جواد كريم

.


1- ..أي ايمانا مستقرا غير مستودع.

ص: 6

ما روي عن النبي ص في طوال هذه المعاني

وصيته لأمير المؤمنين ع

ما روي عن النبي ص في طوال هذه المعانيوصيته لأمير المؤمنين ع14,1-يا علِيُ إِنّ مِن الْيقِينِ أنْ لا تُرْضِي أحداً بِسخطِ اللّهِ و لا تحْمد أحداً بِما آتاك اللّهُ و لا تذُمّ أحداً على ما لمْ يُؤْتِك اللّهُ فإِنّ الرِّزْق لا يجُرُّهُ حِرْصُ حرِيصٍ و لا تصْرِفُهُ كراهةُ كارِهٍ إِنّ اللّه بِحُكْمِهِ و فضْلِهِ جعل الرّوْح و الْفرح فِي الْيقِينِ و الرِّضا و جعل الْهمّ و الْحزن فِي الشّكِّ و السّخطِ يا علِيُ إِنّهُ لا فقْر أشدُّ مِن الْجهْلِ و لا مال أعْودُ مِن الْعقْلِ (1) و لا وحْدة أوْحشُ مِن الْعُجْبِ و لا مُظاهرة أحْسنُ مِن الْمُشاورةِ2 و لا عقْل كالتّدْبِيرِ و لا حسب كحُسْنِ الْخُلُقِ (2) و لا عِبادة كالتّفكُّرِ يا علِيُ آفةُ الْحدِيثِ الْكذِبُ و آفةُ الْعِلْمِ النِّسْيانُ و آفةُ الْعِبادةِ الْفتْرةُ(3) و آفةُ السّماحةِ الْمنُ (4) و آفةُ الشّجاعةِ الْبغْيُ و آفةُ الْجمالِ الْخُيلاءُ و آفةُ الْحسبِ الْفخْرُ(5) يا علِيُ عليْك بِالصِّدْقِ و لا تخْرُجْ مِنْ فِيك كذِبةٌ أبداً و لا تجْترِئنّ على خِيانةٍ أبداً و الْخوْفِ مِن اللّهِ كأنّك تراهُ و اُبْذُلْ مالك و نفْسك دُون دِينِك و عليْك بِمحاسِنِ الْأخْلاقِ فارْكبْها و عليْك بِمساوِي الْأخْلاقِ فاجْتنِبْها-يا علِيُ أحبُّ الْعملِ إِلى اللّهِ ثلاثُ خِصالٍ منْ أتى اللّه بِما اِفْترض عليْهِ فهُو مِنْ أعْبدِ النّاسِ و منْ ورِع عنْ محارِمِ اللّهِ فهُو مِنْ أوْرعِ النّاسِ و منْ قنِع بِما رزقهُ اللّهُ فهُو مِنْ أغْنى النّاسِ يا علِيُ ثلاثٌ مِنْ مكارِمِ الْأخْلاقِ تصِلُ منْ قطعك و تُعْطِي منْ حرمك و تعْفُو عمّنْ ظلمك يا علِيُ ثلاثٌ مُنْجِياتٌ تكُفُّ لِسانك و تبْكِي على خطِيئتِك و يسعُك بيْتُك (6) يا علِيُ سيِّدُ الْأعْمالِ ثلاثُ خِصالٍ إِنْصافُك النّاس مِنْ نفْسِك و مُساواةُ مُواساةُ الْأخِ فِي اللّهِ و ذِكْرُ اللّهِ على كُلِّ حالٍ يا علِيُ ثلاثةٌ مِنْ حُللِ (7) خللِ اللّهِ رجُلٌ زار أخاهُ الْمُؤْمِن فِي اللّهِ فهُو زوْرُ اللّهِ و حقٌّ على اللّهِ أنْ يُكْرِم زوْرهُ (8) و يُعْطِيهُ ما سأل و رجُلٌ صلّى ثُمّ عقّب إِلى الصّلاةِ الْأُخْرى فهُو ضيْفُ اللّهِ و حقٌّ على اللّهِ أنْ يُكْرِم ضيْفهُ و الْحاجُّ و الْمُعْتمِرُ فهُما وفْدُ اللّهِ و حقٌّ على اللّهِ أنْ يُكْرِم وفْدهُ يا علِيُ ثلاثٌ ثوابُهُنّ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ الْحجُّ ينْفِي الْفقْر و الصّدقةُ تدْفعُ الْبلِيّة و صِلةُ الرّحِمِ تزِيدُ فِي الْعُمُرِ يا علِيُ ثلاثٌ منْ لمْ يكُنّ فِيهِ لمْ يقُمْ لهُ عملٌ ورعٌ يحْجُزُهُ عنْ معاصِي اللّهِ عزّ و جلّ و عِلْمٌ يرُدُّ بِهِ جهْل السّفِيهِ و عقْلٌ يُدارِي بِهِ النّاس يا علِيُ ثلاثةٌ تحْت ظِلِّ الْعرْشِ يوْم الْقِيامةِ رجُلٌ أحبّ لِأخِيهِ ما أحبّ لِنفْسِهِ و رجُلٌ بلغهُ أمْرٌ فلمْ يتقدّمْ فِيهِ و لمْ يتأخّرْ حتّى يعْلم أنّ ذلِك الْأمْر لِلّهِ رِضًاأوْ سخطٌ و رجُلٌ لمْ يعِبْ أخاهُ بِعيْبٍ حتّى يُصْلِح ذلِك الْعيْب مِنْ نفْسِهِ فإِنّهُ كُلّما أصْلح مِنْ نفْسِهِ عيْباً بدا لهُ مِنْها آخرُ و كفى بِالْمرْءِ فِي نفْسِهِ شُغُلاً يا علِيُ ثلاثٌ مِنْ أبْوابِ الْبِرِّ سخاءُ النّفْسِ و طِيبُ الْكلامِ و الصّبْرُ على الْأذى يا علِيُ فِي التّوْراةِ أرْبعٌ إِلى جنْبِهِنّ أرْبعٌ منْ أصْبح على الدُّنْيا حرِيصاً أصْبح و هُو على اللّهِ ساخِطٌ و منْ أصْبح يشْكُو مُصِيبةً نزلتْ بِهِ فإِنّما يشْكُو ربّهُ و منْ أتى غنِيّاً فتضعْضع لهُ 10 ذهب ثُلُثا دِينِهِ و منْ دخل النّار مِنْ هذِهِ الْأُمّةِ فهُو مِمّنِ اِتّخذ آياتِ اللّهِ هُزُواً و لعِباً أرْبعٌ إِلى جنْبِهِنّ أرْبعٌ منْ ملك اِسْتأْثر(9) و منْ لمْ يسْتشِرْ ينْدمْ كما تدِينُ تُدانُ و الْفقْرُ الْموْتُ الْأكْبرُ فقِيل لهُ الْفقْرُ مِن الدِّينارِ و الدِّرْهمِ فقال الْفقْرُ مِن الدِّينِ يا علِيُ كُلُّ عيْنٍ باكِيةٌ يوْم الْقِيامةِ إِلاّ ثلاث أعْيُنٍ عيْنٌ سهِرتْ فِي سبِيلِ اللّهِ (10) و عيْنٌ غُضّتْ عنْ محارِمِ اللّهِ و عيْنٌ فاضتْ مِنْ خشْيةِ اللّهِ 13 يا علِيُ طُوبى لِصُورةٍ نظر اللّهُ إِليْها تبْكِي على ذنْبٍ لمْ يطّلِعْ على ذلِك الذّنْبِ أحدٌ غيْرُ اللّهِ يا علِيُ ثلاثٌ مُوبِقاتٌ و ثلاثٌ مُنْجِياتٌ فأمّا الْمُوبِقاتُ فهوًى مُتّبعٌ و شُحٌّ مُطاعٌ 14- و إِعْجابُ الْمرْءِ بِنفْسِهِ و أمّا الْمُنْجِياتُ فالْعدْلُ فِي الرِّضا و الْغضبِ و الْقصْدُفِي الْغِنى و الْفقْرِ و خوْفُ اللّهِ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ كأنّك تراهُ فإِنْ لمْ تكُنْ تراهُ فإِنّهُ يراك يا علِيُ ثلاثٌ يحْسُنُ فِيهِنّ الْكذِبُ 15 الْمكِيدةُ فِي الْحرْبِ و عِدتُك زوْجتك و الْإِصْلاحُ بيْن النّاسِ يا علِيُ ثلاثٌ يقْبُحُ فِيهِنّ الصِّدْقُ النّمِيمةُ و إِخْبارُك الرّجُل عنْ أهْلِهِ بِما يكْرهُ و تكْذِيبُك الرّجُل عنِ الْخيْرِ يا علِيُ أرْبعٌ يذْهبْن ضلالاً(11) الْأكْلُ بعْد الشِّبعِ و السِّراجُ فِي الْقمرِ و الزّرْعُ فِي الْأرْضِ السّبِخةِ17 و الصّنِيعةُ عِنْد غيْرِ أهْلِها(12) يا علِيُ أرْبعٌ أسْرعُ شيْ ءٍ عُقُوبةً رجُلٌ أحْسنْت إِليْهِ فكافأك بِالْإِحْسانِ إِساءةً و رجُلٌ لا تبْغِي عليْهِ و هُو يبْغِي عليْك و رجُلٌ عاقدْتهُ على أمْرٍ فمِنْ أمْرِك الْوفاءُ لهُ و مِنْ أمْرِهِ الْغدْرُ بِك و رجُلٌ تصِلُهُ رحِمُهُ و يقْطعُها يا علِيُ أرْبعٌ منْ يكُنّ فِيهِ كمل إِسْلامُهُ الصِّدْقُ و الشُّكْرُ و الْحياءُ و حُسْنُ الْخُلُقِ يا علِيُ قِلّةُ طلبِ الْحوائِجِ مِن النّاسِ هُو الْغِنى الْحاضِرُ و كثْرةُ الْحوائِجِ إِلى النّاسِ مذلّةٌ و هُو الْفقْرُ الْحاضِرُ.

.


1- .*
2- ..الاعود:الانفع.
3- ..المظاهرة:المعاونة و في المحاسن [أوثق من المشاورة].
4- ..زاد في المحاسن [و لا ورع كالكف و لا حسب كحسن الخلق ].
5- ..الفترة:الانكسار و الضعف و أيضا الهدنة.و زاد في المحاسن [و آفة الحسب الفخر].
6- ..زاد في المحاسن [و آفة الظرف الصلف ].و السماحة:الجود.
7- ..زاد في المحاسن [يا على انك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي انت مع الحق و الحق معك اه].
8- ..كذا.
9- ..زوره:اي زائره و قاصده.
10- ..تضعضع له:اي ذل و خضع له.و إنّما ذلك إذا كان خضوعه لغناه.
11- ..الشحّ:البخل و الحرص.
12- ..في بعض نسخ الحديث [ضياعا]و المراد منهما الاتلاف و الاهمال.

ص: 7

. .

ص: 8

. .

ص: 9

. .

ص: 10

وصية أخرى إلى أمير المؤمنين ع مختصرة

وصية له أخرى إلى أمير المؤمنين ع

وصية أخرى إلى أمير المؤمنين ع مختصرة14,1-يا علِيُ إِنّ لِلْمُؤْمِنِ ثلاث علاماتٍ الصِّيامُ و الصّلاةُ و الزّكاةُ و إِنّ لِلْمُتكلِّفِ مِن الرِّجالِ (1) ثلاث علاماتٍ يتملّقُ إِذا شهِد و يغْتابُ إِذا غاب و يشْمتُ بِالْمُصِيبةِ و لِلظّالِمِ ثلاث علاماتٍ يقْهرُ منْ دُونهُ بِالْغلبةِ و منْ فوْقهُ بِالْمعْصِيةِ و يُظاهِرُ الظّلمة(2) لِلْمُرائِي ثلاثُ علاماتٍ ينْشطُ إِذا كان عِنْد النّاسِ (3) و يكْسلُ إِذا كان وحْدهُ و يُحِبُّ أنْ يُحْمد فِي جمِيعِ الْأُمُورِ و لِلْمُنافِقِ ثلاثُ علاماتٍ إِنْ حدّث كذب و إِنِ اُؤْتُمِن خان و إِنْ وعد أخْلف و لِلْكسْلانِ ثلاثُ علاماتٍ يتوانى حتّى يُفرِّط(4) و يُفرِّطُ حتّى يُضيِّع و يُضيِّعُ حتّى يأْثم و ليْس ينْبغِي لِلْعاقِلِ أنْ يكُون شاخِصاً إِلاّ فِي ثلاثٍ مرمّةٍ لِمعاشٍ 5 أوْ خُطْوةٍ لِمعادٍ أوْ لذّةٍ فِي غيْرِ مُحرّمٍ يا علِيُ إِنّهُ لا فقْر أشدُّ مِن الْجهْلِ و لا مال أعْودُ مِن الْعقْلِ و لا وحْدة أوْحشُ مِن الْعُجْبِ و لا عمل كالتّدْبِيرِ و لا ورع كالْكفِّ و لا حسب كحُسْنِ الْخُلُقِ إِنّ الْكذِب آفةُ الْحدِيثِ و آفةُ الْعِلْمِ النِّسْيانُ و آفةُ السّماحةِ الْمنُ (5) يا علِيُ إِذا رأيْت الْهِلال فكبِّرْ ثلاثاً و قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي خلقنِي و خلقك-و قدّرك منازِل و جعلك آيةً لِلْعالمِين(6)يا علِيُ إِذا نظرْت فِي مِرْآةٍ فكبِّرْ ثلاثاً و قُلِ اللّهُمّ كما حسّنْت خلْقِي فحسِّنْ خُلُقِي يا علِيُ إِذا هالك أمْرٌ فقُلِ اللّهُمّ بِحقِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ إِلاّ فرّجْت عنِّيقال علِيٌّ ع قُلْتُ يا رسُول اللّهِ فتلقّى آدمُ

مِنْ ربِّهِ كلِماتٍ [1-5](2:37) ما هذِهِ الْكلِماتُ قال يا علِيُ إِنّ اللّه أهْبطآدم

بِالْهِنْدِ و أهْبط حوّاء بِجُدّة و الْحيّة بِأصْبهان وCإِبْلِيس C بِمِيسان (7)و لمْ يكُنْ فِي الْجنّةِ شيْ ءٌ أحْسن مِن الْحيّةِ و الطّاوُسِ و كان لِلْحيّةِ قوائِمُ كقوائِمِ الْبعِيرِ فدخل Cإِبْلِيسُ Cجوْفها فغرّآدم

و خدعهُ فغضِب اللّهُ على الْحيّةِ و ألْقى عنْها قوائِمها و قال جعلْتُ رِزْقكِ التُّراب و جعلْتُكِ تمْشِين على بطْنِكِ لا رحِم اللّهُ منْ رحِمكِ و غضِب على الطّاوُسِ لِأنّهُ كان دل Cإِبْلِيس Cعلى الشّجرةِ فمسخ مِنْهُ صوْتهُ و رِجْليْهِ فمكث آدمُ

بِالْهِنْدِ مِائة سنةٍ لا يرْفعُ رأْسهُ إِلى السّماءِ واضِعاً يدهُ على رأْسِهِ يبْكِي على خطِيئتِهِ فبعث اللّهُ إِليْهِ Cجبْرئِيل Cفقال ياآدمُ

الرّبُّ عزّ و جلّ يُقْرِئُك السّلام و يقُولُ ياآدمُ

أ لمْ أخْلُقْك بِيدِي أ لمْ أنْفُخْ فِيك مِنْ رُوحِي أ لمْ أُسْجِدْ لك ملائِكتِي أ لمْ أُزوِّجْك حوّاء أمتِي أ لمْ أُسْكِنْك جنّتِي فما هذا الْبُكاءُ ياآدمُ

تتكلّمُ بِهذِهِ الْكلِماتِ فإِنّ اللّه قابِلٌ توْبتك قُلْ سُبْحانك لا إِله إِلاّ أنْت عمِلْتُ سُوءاً و ظلمْتُ نفْسِي فتُبْ علي إِنّك أنْت التّوّابُ الرّحِيمُ [18-21](2:128) -يا علِيُ إِذا رأيْت حيّةً فِي رحْلِك فلا تقْتُلْها حتّى تخْرُج عليْها ثلاثاً فإِنْ رأيْتها الرّابِعة فاقْتُلْها فإِنّها كافِرةٌ يا علِيُ إِذا رأيْت حيّةً فِي طرِيقٍ فاقْتُلْها فإِنِّي قدِ اِشْترطْتُ على الْجِنِّ ألاّ يظْهرُوا فِي صُورةِ الْحيّاتِ يا علِيُ أرْبعُ خِصالٍ مِن الشّقاءِ جُمُودُ الْعيْنِ و قساوةُ الْقلْبِ و بُعْدُ الْأملِ و حُبُّ الدُّنْيا مِن الشّقاءِ9 يا علِيُ إِذا أُثْنِي عليْك فِي وجْهِك فقُلِ اللّهُمّ اِجْعلْنِي خيْراً مِمّا يظُنُّون و اِغْفِرْ لِي ما لا يعْلمُون و لا تُؤاخِذْنِي بِما يقُولُونيا علِيُ إِذا جامعْت فقُلْ بِسْمِ اللّهِ اللّهُمّ جنِّبْناCالشّيْطان Cو جنِّبِ Cالشّيْطان Cما رزقْتنِيفإِنْ قُضِي أنْ يكُون بيْنكُما ولدٌ لمْ يضُرّهُ Cالشّيْطانُ Cأبداً يا علِيُ اِبْدأْ بِالْمِلْحِ و اِخْتِمْ بِهِ فإِنّ الْمِلْح شِفاءٌ مِنْ سبْعِين داءً أذلُّها الْجُنُونُ و الْجُذامُ و الْبرصُ 10 يا علِيُ اِدّهِنْ بِالزّيْتِ فإِنّ منِ اِدّهن بِالزّيْتِ لمْ يقْربْهُ Cالشّيْطانُ Cأرْبعِين ليْلةً11 يا علِيُ لا تُجامِعْ أهْلك ليْلة النِّصْفِ و لا ليْلة الْهِلالِ أ ما رأيْت الْمجْنُون يُصْرعُ فِي ليْلةِ الْهِلالِ و ليْلةِ النِّصْفِ كثِيراً12-يا علِيُ إِذا وُلِد لك غُلامٌ أوْ جارِيةٌ فأذِّنْ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنى و أقِمْ فِي الْيُسْرى فإِنّهُ لا يضُرُّهُ Cالشّيْطانُ Cأبداً13 يا علِيُ أ لا أُنبِّئُك بِشرِّ النّاسِ قُلْتُ بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ لا يغْفِرُ الذّنْب و لا يُقِيلُ الْعثْرة أ لا أُنبِّئُك بِشرٍّ مِنْ ذلِك قُلْتُ بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ لا يُؤْمنُ شرُّهُ و لا يُرْجى خيْرُهُ.

وصية له أخرى إلى أمير المؤمنين ع14,1-يا علِيُ إِيّاك و دُخُول الْحمّامِ بِغيْرِ مِئْزرٍ14 فإِنّ منْ دخل الْحمّام بِغيْرِ مِئْزرٍ ملْعُونٌ النّاظِرُ و الْمنْظُورُ إِليْهِ يا علِيُ لا تتختّمْ فِي السّبّابةِ و الْوُسْطى فإِنّهُ كان يتختّمُ قوْمُ لُوطٍ

فِيهِما و لا تُعرِّ الْخِنْصِر15 يا علِيُ إِنّ اللّه يُعْجبُ مِنْ عبْدِهِ إِذا قال ربِّ اِغْفِرْ لِي فإِنّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوب إِلاّ أنْتيقُولُ يا ملائِكتِي عبْدِي هذا قدْ علِم أنّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوب غيْرِي اِشْهدُوا أنِّي قدْ غفرْتُ لهُ-يا علِيُ إِيّاك و الْكذِب فإِنّ الْكذِب يُسوِّدُ الْوجْه ثُمّ يُكْتبُ عِنْد اللّهِ كذّاباً و إِنّ الصِّدْق يُبيِّضُ الْوجْه و يُكْتبُ عِنْد اللّهِ صادِقاً و اِعْلمْ أنّ الصِّدْق مُباركٌ و الْكذِب مشْئُومٌ يا علِيُ اِحْذرِ الْغِيبة و النّمِيمة فإِنّ الْغِيبة تُفطِّرُ و النّمِيمة تُوجِبُ عذاب الْقبْرِ يا علِيُ لا تحْلِفْ بِاللّهِ كاذِباً و لا صادِقاً مِنْ غيْرِ ضرُورةٍ و لا تجْعلِ اللّه عُرْضةً لِيمِينِك (8) فإِنّ اللّه لا يرْحمُ و لا يرْعى منْ حلف بِاسْمِهِ كاذِباً يا علِيُ لا تهْتمّ لِرِزْقِ غدٍ فإِنّ كُلّ غدٍ يأْتِي رِزْقُهُ يا علِيُ إِيّاك و اللّجاجة فإِنّ أوّلها جهْلٌ و آخِرها ندامةٌ يا علِيُ عليْك بِالسِّواكِ فإِنّ السِّواك مطْهرةٌ لِلْفمِ و مرْضاةٌ لِلرّبِّ و مجْلاةٌ لِلْعيْنِ و الْخِلالُ يُحبِّبُك إِلى الْملائِكةِ فإِنّ الْملائِكة تتأذّى بِرِيحِ فمِ منْ لا يتخلّلُ بعْد الطّعامِ يا علِيُ لا تغْضبْ فإِذا غضِبْت فاقْعُدْ و تفكّرْ فِي قُدْرةِ الرّبِّ على الْعِبادِ و حِلْمِهِ عنْهُمْ و إِذا قِيل لك اِتّقِ اللّه فانْبِذْ غضبك و راجِعْ حِلْمك يا علِيُ اِحْتسِبْ بِما تُنْفِقُ على نفْسِك تجِدْهُ عِنْد اللّهِ مذْخُوراً يا علِيُ أحْسِنْ خُلُقك مع أهْلِك و جِيرانِك و منْ تُعاشِرُ و تُصاحِبُ مِن النّاسِ تُكْتبْ عِنْد اللّهِ فِي الدّرجاتِ الْعُلى يا علِيُ ما كرِهْتهُ لِنفْسِك فاكْرهْ لِغيْرِك و ما أحْببْتهُ لِنفْسِك فأحْبِبْهُ لِأخِيك تكُنْ عادِلاً فِي حُكْمِك مُقْسِطاً فِي عدْلِك مُحبّاً17 فِي أهْلِ السّماءِ موْدُوداً فِي صُدُورِ أهْلِ الْأرْضِ (9) اِحْفظْ وصِيّتِي إِنْ شاء اللّهُ تعالى.

.


1- ..السبخة:أرض ذات ملح.يعلوها الملوحة و لا يكاد ينبت فيها نبات.
2- ..الصنيعة:الاحسان.
3- ..المتكلف:المتصنّع و المتدلس و الذي هو لا يتّصف بما يتراءى به في نفس الامر.
4- ..أي يعاونهم.و الظلمة:جمع ظالم.
5- ..التفريط:التقصير و التضييع،كما أن الافراط تجاوز الحدّ من جانب الزيادة.
6- ..«شاخصا»أي ذاهبا.و المرمّة مصدر من رم الشى يرمّه اي أصلحه.
7- ..قد مضى آنفا مع اختلاف يسير.
8- ..المئرز:إزار يلتحف به،الجمع مآزر.
9- ..العرضة:فعلة بمعنى المفعول كالقبضة يطلق لما يعرض دون الشي ء.

ص: 11

. .

ص: 12

. .

ص: 13

. .

ص: 14

. .

ص: 15

و من حكمه ص و كلامه

و من حكمه ص و كلامهفِي جُمْلةِ خبرٍ طوِيلٍ و مسائِل كثِيرةٍ سألهُ عنْها راهِبٌ يُعْرفُ بِشمْعُون بْنِ لاوى بْنِ يهُودا مِنْ حوارِيِ عِيسى ع

فأجابهُ عنْ جمِيعِ ما سأل عنْهُ على كثْرتِهِ فآمن بِهِ و صدّقهُ و كتبْنا مِنْهُ موْضِع الْحاجةِ إِليْهِ و مِنْهُقال أخْبِرْنِي عنِ الْعقْلِ ما هُو و كيْف هُو و ما يتشعّبُ مِنْهُ و ما لا يتشعّبُ و صِفْ لِي طوائِفهُ كُلّها فقال رسُولُ اللّهِ ص إِنّ الْعقْل عِقالٌ مِن الْجهْلِ و النّفْس مِثْلُ أخْبثِ الدّوابِّ فإِنْ لمْ تُعْقلْ حارتْ فالْعقْلُ عِقالٌ مِن الْجهْلِ و إِنّ اللّه خلق الْعقْل فقال لهُ أقْبِلْ فأقْبل و قال لهُ أدْبِرْ فأدْبر فقال اللّهُ تبارك و تعالى و عِزّتِي و جلالِي ما خلقْتُ خلْقاً أعْظم مِنْك و لا أطْوع مِنْك بِك أُبْدِأُ و بِك أُعِيدُ لك الثّوابُ و عليْك الْعِقابُ (1)- فتشعّب مِن الْعقْلِ الْحِلْمُ و مِن الْحِلْمِ الْعِلْمُ و مِن الْعِلْمِ الرُّشْدُ و مِن الرُّشْدِ الْعفافُ و مِن الْعفافِ الصِّيانةُ و مِن الصِّيانةِ الْحياءُ و مِن الْحياءِ الرّزانةُ و مِن الرّزانةِ الْمُداومةُ على الْخيْرِ و مِن الْمُداومةِ على الْخيْرِ كراهِيةُ الشّرِّ و مِنْ كراهِيةِ الشّرِّطاعةُ النّاصِحِ (2) فهذِهِ عشرةُ أصْنافٍ مِنْ أنْواعِ الْخيْرِ و لِكُلِّ واحِدٍ مِنْ هذِهِ الْعشرةِ الْأصْنافِ عشرةُ أنْواعٍ فأمّا الْحِلْمُ فمِنْهُ رُكُوبُ الْجمِيلِ و صُحْبةُ الْأبْرارِ و رفْعٌ مِن الضِّعةِ و رفْعٌ مِن الخساسةِ و تشهِّي الْخيْرِ و تقرُّبُ صاحِبِهِ مِنْ معالِي الدّرجاتِ و الْعفْوُ و الْمهلُ و الْمعْرُوفُ و الصّمْتُ فهذا ما يتشعّبُ لِلْعاقِلِ بِحِلْمِهِ 3 و أمّا الْعِلْمُ فيتشعّبُ مِنْهُ الْغِنى و إِنْ كان فقِيراً و الْجُودُ و إِنْ كان بخِيلاً و الْمهابةُ و إِنْ كان هيِّناً و السّلامةُ و إِنْ كان سقِيماً و الْقُرْبُ و إِنْ كان قصِيّاً و الْحياءُ و إِنْ كان صلِفاً و الرِّفْعةُ و إِنْ كان وضِيعاً و الشّرفُ و إِنْ كان رذْلاً و الْحِكْمةُ و الْحُظْوةُ فهذا ما يتشعّبُ لِلْعاقِلِ بِعِلْمِهِ فطُوبى لِمنْ عقل و علِم 4 و أمّا الرُّشْدُ فيتشعّبُ مِنْهُ السّدادُ و الْهُدى 5 و الْبِرُّ و التّقْوى و الْمنالةُ والْقصْدُ و الاِقْتِصادُ و الصّوابُ و الْكرمُ و الْمعْرِفةُ بِدِينِ اللّهِ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِالرُّشْدِ فطُوبى لِمنْ أقام بِهِ على مِنْهاجِ الطّرِيقِ و أمّا الْعفافُ فيتشعّبُ مِنْهُ الرِّضا و الاِسْتِكانةُ و الْحظُّ و الرّاحةُ و التّفقُّدُ و الْخُشُوعُ و التّذكُّرُ و التّفكُّرُ و الْجُودُ و السّخاءُ فهذا ما يتشعّبُ لِلْعاقِلِ بِعفافِهِ رِضىً بِاللّهِ و بِقسْمِهِ 6 و أمّا الصِّيانةُ فيتشعّبُ مِنْها الصّلاحُ و التّواضُعُ و الْورعُ و الْإِنابةُ و الْفهْمُ و الْأدبُ و الْإِحْسانُ و التّحبُّبُ و الْخيْرُ و اِجْتِناءُ الْبِشْرِ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِالصِّيانةِ فطُوبى لِمنْ أكْرمهُ موْلاهُ بِالصِّيانةِ7- و أمّا الْحياءُ فيتشعّبُ مِنْهُ اللِّينُ و الرّأْفةُ و الْمُراقبةُ لِلّهِ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و السّلامةُ و اِجْتِنابُ الشّرِّ و الْبشاشةُ و السّماحةُ و الظّفرُ و حُسْنُ الثّناءِ على الْمرْءِ فِي النّاسِ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِالْحياءِ فطُوبى لِمنْ قبِل نصِيحة اللّهِ و خاف فضِيحتهُ 8 و أمّا الرّزانةُ فيتشعّبُ مِنْها اللُّطْفُ و الْحزْمُ و أداءُ الْأمانةِ و ترْكُ الْخِيانةِ و صِدْقُ اللِّسانِ و تحْصِينُ الْفرْجِ و اِسْتِصْلاحُ الْمالِ و الاِسْتِعْدادُ لِلْعدُوِّ و النّهْيُ عنِ الْمُنْكرِ و ترْكُ السّفهِ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِالرّزانةِ فطُوبى لِمنْ توقّر و لِمنْ لمْ تكُنْ لهُ خِفّةٌ و لا جاهِلِيّةٌ و عفا و صفح (3) و أمّا الْمُداومةُ على الْخيْرِ فيتشعّبُ مِنْهُ ترْكُ الْفواحِشِ و الْبُعْدُ مِن الطّيْشِ و التّحرُّجُ و الْيقِينُ و حُبُّ النّجاةِ و طاعةُ الرّحْمنِ و تعْظِيمُ الْبُرْهانِ و اِجْتِنابُ Cالشّيْطانِ C-و الْإِجابةُ لِلْعدْلِ و قوْلُ الْحقِّ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِمُداومةِ الْخيْرِ فطُوبى لِمنْ ذكر أمامهُ و ذكر قِيامهُ و اِعْتبر بِالْفناءِ(4) و أمّا كراهِيةُ الشّرِّ فيتشعّبُ مِنْهُ الْوقارُ و الصّبْرُ و النّصْرُ و الاِسْتِقامةُ على الْمِنْهاجِ و الْمُداومةُ على الرّشادِ و الْإِيمانُ بِاللّهِ و التّوفُّرُ و الْإِخْلاصُ و ترْكُ ما لا يعْنِيهِ و الْمُحافظةُ على ما ينْفعُهُ فهذا ما أصاب الْعاقِلُ بِالْكراهِيةِ لِلشّرِّ فطُوبى لِمنْ أقام بِحقِّ اللّهِ و تمسّك بِعُرى سبِيلِ اللّهِ 11 و أمّا طاعةُ النّاصِحِ فيتشعّبُ مِنْها الزِّيادةُ فِي الْعقْلِ و كمالُ اللُّبِّ و محْمدةُ الْعواقِبِ و النّجاةُ مِن اللّوْمِ و الْقبُولُ و الْمودّةُ و الاِنْشِراحُ 12 و الْإِنْصافُ و التّقدُّمُ فِي الْأُمُورِ و الْقُوّةُ على طاعةِ اللّهِ فطُوبى لِمنْ سلِم مِنْ مصارِعِ الْهوى 13 فهذِهِ الْخِصالُ كُلُّها تتشعّبُ مِن الْعقْلِ قال شمْعُونُ فأخْبِرْنِي عنْ أعْلامِ الْجاهِلِ فقال رسُولُ اللّهِ ص إِنْ صحِبْتهُ عنّاك (5) و إِنِ اِعْتزلْتهُ شتمك و إِنْ أعْطاك منّ عليْك و إِنْ أعْطيْتهُ كفرك و إِنْ أسْررْت إِليْهِ خانك و إِنْ أسرّ إِليْك اِتّهمك و إِنِ اِسْتغْنى بطِر و كان فظّاً غلِيظاً و إِنِ اِفْتقر جحد نِعْمة اللّهِ و لمْ يتحرّجْ (6) و إِنْ فرِح أسْرف و طغى و إِنْ حزِن أيِس-و إِنْ ضحِك فهِق و إِنْ بكى خار(7) يقعُ فِي الْأبْرارِ(8) و لا يُحِبُّ اللّه و لا يُراقِبُهُ و لا يسْتحْيِي مِن اللّهِ و لا يذْكُرُهُ إِنْ أرْضيْتهُ مدحك و قال فِيك مِن الْحسنةِ ما ليْس فِيك و إِنْ سخِط عليْك ذهبتْ مِدْحتُهُ و وقّع فِيك مِن السُّوءِ ما ليْس فِيك فهذا مجْرى الْجاهِلِ 18 قال فأخْبِرْنِي عنْ علامةِ الْإِسْلامِ فقال رسُولُ اللّهِ ص الْإِيمانُ و الْعِلْمُ و الْعملُ قال فما علامةُ الْإِيمانِ و ما علامةُ الْعِلْمِ و ما علامةُ الْعملِ فقال رسُولُ اللّهِ ص أمّا علامةُ الْإِيمانِ فأرْبعةٌ الْإِقْرارُ بِتوْحِيدِ اللّهِ و الْإِيمانُ بِهِ و الْإِيمانُ بِكُتُبِهِ و الْإِيمانُ بِرُسُلِهِ و أمّا علامةُ الْعِلْمِ فأرْبعةٌ الْعِلْمُ بِاللّهِ و الْعِلْمُ بِمُحِبِّيهِ و الْعِلْمُ بِفرائِضِهِ و الْحِفْظُ لها حتّى تُؤدّى و أمّا الْعملُ فالصّلاةُ و الصّوْمُ و الزّكاةُ و الْإِخْلاصُ قال فأخْبِرْنِي عنْ علامةِ الصّادِقِ و علامةِ الْمُؤْمِنِ و علامةِ الصّابِرِ و علامةِ التّائِبِ و علامةِ الشّاكِرِ و علامةِ الْخاشِعِ و علامةِ الصّالِحِ و علامةِ النّاصِحِ (9) و علامةِ الْمُوقِنِ و علامةِ الْمُخْلِصِ و علامةِ الزّاهِدِ و علامةِ الْبارِّ و علامةِ التّقِيِّ و علامةِ الْمُتكلِّفِ و علامةِ الظّالِمِ و علامةِ الْمُرائِي و علامةِ الْمُنافِقِ و علامةِ الْحاسِدِ و علامةِ الْمُسْرِفِ و علامةِ الْغافِلِ و علامةِ الْخائِنِ (10) و علامةِ الْكسْلانِ و علامةِ الْكذّابِ و علامةِ الْفاسِقِ-فقال رسُولُ اللّهِ ص أمّا علامةُ الصّادِقِ فأرْبعةٌ يصْدُقُ فِي قوْلِهِ و يُصدِّقُ وعْد اللّهِ و وعِيدهُ و يُوفِي بِالْعهْدِ و يجْتنِبُ الْغدْر و أمّا علامةُ الْمُؤْمِنِ فإِنّهُ يرْؤُفُ و يفْهمُ و يسْتحْيِي (11) و أمّا علامةُ الصّابِرِ فأرْبعةٌ الصّبْرُ على الْمكارِهِ و الْعزْمُ فِي أعْمالِ الْبِرِّ و التّواضُعُ و الْحِلْمُ و أمّا علامةُ التّائِبِ فأرْبعةٌ النّصِيحةُ لِلّهِ فِي عملِهِ (12) و ترْكُ الْباطِلِ و لُزُومُ الْحقِّ و الْحِرْصُ على الْخيْرِ و أمّا علامةُ الشّاكِرِ فأرْبعةٌ الشُّكْرُ فِي النّعْماءِ و الصّبْرُ فِي الْبلاءِ و الْقُنُوعُ بِقسْمِ اللّهِ و لا يحْمدُ و لا يُعظِّمُ إِلاّ اللّه و أمّا علامةُ الْخاشِعِ فأرْبعةٌ مُراقبةُ اللّهِ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و رُكُوبُ الْجمِيلِ و التّفكُّرُ لِيوْمِ الْقِيامةِ و الْمُناجاةُ لِلّهِ و أمّا علامةُ الصّالِحِ فأرْبعةٌ يُصفِّي قلْبهُ و يُصْلِحُ عملهُ و يُصْلِحُ كسْبهُ و يُصْلِحُ أُمُورهُ كُلّها و أمّا علامةُ النّاصِحِ فأرْبعةٌ يقْضِي بِالْحقِّ و يُعْطِي الْحقّ مِنْ نفْسِهِ و يرْضى لِلنّاسِ ما يرْضاهُ لِنفْسِهِ و لا يعْتدِي على أحدٍ و أمّا علامةُ الْمُوقِنِ فسِتّةٌ أيْقن بِاللّهِ حقّاً فآمن بِهِ (13) و أيْقن بِأنّ الْموْت حقٌّ فحذِرهُ و أيْقن بِأنّ الْبعْث حقٌّ فخاف الْفضِيحة و أيْقن بِأن الْجنّة حقٌّ فاشْتاق إِليْها و أيْقن بِأن النّار حقٌّ فظهر سعْيُهُ (14) لِلنّجاةِ مِنْها و أيْقن بِأنّ الْحِساب حقٌّ فحاسب نفْسهُ-و أمّا علامةُ الْمُخْلِصِ فأرْبعةٌ يسْلمُ قلْبُهُ و تسْلمُ جوارِحُهُ و بذل خيْرهُ و كفّ شرّهُ و أمّا علامةُ الزّاهِدِ فعشرةٌ يزْهدُ فِي الْمحارِمِ و يكُفُّ نفْسهُ و يُقِيمُ فرائِض ربِّهِ فإِنْ كان ممْلُوكاً أحْسن الطّاعة و إِنْ كان مالِكاً أحْسن الْممْلكة و ليْس لهُ حمِيّةٌ و لا حِقْدٌ(15) يُحْسِنُ إِلى منْ أساء إِليْهِ و ينْفعُ منْ ضرّهُ و يعْفُو عمّنْ ظلمهُ و يتواضعُ لِحقِّ اللّهِ و أمّا علامةُ الْبارِّ فعشرةٌ يُحِبُّ فِي اللّهِ و يُبْغِضُ فِي اللّهِ و يُصاحِبُ فِي اللّهِ و يُفارِقُ فِي اللّهِ و يغْضبُ فِي اللّهِ و يرْضى فِي اللّهِ و يعْملُ لِلّهِ و يطْلُبُ إِليْهِ و يخْشعُ لِلّهِ خائِفاً مخُوفاً طاهِراً مُخْلِصاً مُسْتحْيِياً مُراقِباً و يُحْسِنُ فِي اللّهِ و أمّا علامةُ التّقِيِ فسِتّةٌ يخافُ اللّه و يحْذرُ بطْشهُ (16) و يُمْسِي و يُصْبِحُ كأنّهُ يراهُ لا تُهِمُّهُ الدُّنْيا و لا يعْظُمُ عليْهِ مِنْها شيْ ءٌ لِحُسْنِ خُلُقِهِ 27 و أمّا علامةُ الْمُتكلِّفِ فأرْبعةٌ الْجِدالُ فِيما لا يعْنِيهِ و يُنازِعُ منْ فوْقهُ و يتعاطى ما لا ينالُ (17) و يجْعلُ همّهُ لِما لا يُنْجِيهِ و أمّا علامةُ الظّالِمِ فأرْبعةٌ يظْلِمُ منْ فوْقهُ بِالْمعْصِيةِ و يمْلِكُ 29 منْ دُونهُ بِالْغلبةِ و يُبْغِضُ الْحقّ و يُظْهِرُ الظُّلْم (18)-و أمّا علامةُ الْمُرائِي فأرْبعةٌ يحْرِصُ فِي الْعملِ لِلّهِ إِذا كان عِنْدهُ أحدٌ و يكْسلُ إِذا كان وحْدهُ و يحْرِصُ فِي كُلِّ أمْرِهِ على الْمحْمدةِ و يُحْسِنُ سمْتهُ بِجُهْدِهِ (19) و أمّا علامةُ الْمُنافِقِ فأرْبعةٌ فاجِرٌ(20) دخْلُهُ يُخالِفُ لِسانُهُ قلْبهُ و قوْلُهُ فِعْلهُ و سرِيرتُهُ علانِيتهُ فويْلٌ لِلْمُنافِقِ مِن النّارِ و أمّا علامةُ الْحاسِدِ فأرْبعةٌ الْغِيبةُ و التّملُّقُ و الشّماتةُ بِالْمُصِيبةِ(21) و أمّا علامةُ الْمُسْرِفِ فأرْبعةٌ الْفخْرُ بِالْباطِلِ و يأْكُلُ ما ليْس عِنْدهُ و يزْهدُ فِي اِصْطِناعِ الْمعْرُوفِ 34 و يُنْكِرُ منْ لا ينْتفِعُ بِشيْ ءٍ مِنْهُ و أمّا علامةُ الْغافِلِ فأرْبعةٌ الْعمى و السّهْوُ و اللّهْوُ و النِّسْيانُ و أمّا علامةُ الْكسْلانِ فأرْبعةٌ يتوانى حتّى يُفرِّط و يُفرِّطُ حتّى يُضيِّع و يُضيِّعُ حتّى يضْجر و يضْجرُ حتّى يأْثم و أمّا علامةُ الْكذّابِ فأرْبعةٌ إِنْ قال لمْ يصْدُقْ و إِنْ قِيل لهُ لمْ يُصدِّقْ و النّمِيمةُ و الْبهْتُ و أمّا علامةُ الْفاسِقِ فأرْبعةٌ اللّهْوُ و اللّغْوُ و الْعُدْوانُ و الْبُهْتانُ و أمّا علامةُ الْخائِنِ (22) فأرْبعةٌ عِصْيانُ الرّحْمنِ و أذى الْجِيرانِ و بُغْضُ الْأقْرانِ و الْقُرْبُ إِلى الطُّغْيانِ فقال شمْعُونُ لقدْ شفيْتنِي و بصّرْتنِي مِنْ عماي فعلِّمْنِي طرائِق أهْتدِي بِها-فقال رسُولُ اللّهِ ص يا شمْعُونُ إِنّ لك أعْداءً يطْلُبُونك و يُقاتِلُونك لِيسْلُبُوا دِينك مِن الْجِنِّ و الْإِنْسِ- فأمّا الّذِين مِن الْإِنْسِ فقوْمٌ لا خلاق لهُمْ فِي الْآخِرةِ(23)[11-15](3:77) و لا رغْبة لهُمْ فِيما عِنْد اللّهِ إِنّما همُّهُمْ تعْيِيرُ النّاسِ بِأعْمالِهِمْ لا يُعيِّرُون أنْفُسهُمْ و لا يُحاذِرُون أعْمالهُمْ إِذْ إِنْ رأوْك صالِحاً حسدُوك و قالُوا مُراءٍ و إِنْ رأوْك فاسِداً قالُوا لا خيْر فِيهِ (24) و أمّا أعْداؤُك مِن الْجِنِ Cفإِبْلِيسُ Cو جُنُودُهُ فإِذا أتاك فقال مات اِبْنُك فقُلْ إِنّما خُلِق الْأحْياءُ لِيمُوتُوا و تدْخُلُ بضْعةٌ مِنِّي الْجنّة إِنّهُ ليسُرُّنِي فإِذا أتاك و قال قدْ ذهب مالُك فقُلْ الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي أعْطى و أخذ و أذْهب عنِّي الزّكاة فلا زكاة عليّ38و إِذا أتاك و قال لك النّاسُ يظْلِمُونك و أنْت لا تظْلِمُ فقُلْ إِنّما السّبِيلُ [1-2](42:42) يوْم الْقِيامةِ - على الّذِين يظْلِمُون النّاس [3-6](42:42) و ما على الْمُحْسِنِين مِنْ سبِيلٍ (25)[22-26](9:91) و إِذا أتاك و قال لك ما أكْثر إِحْسانك يُرِيدُ أنْ يُدْخِلك الْعُجْب 40 فقُلْ إِساءتِي أكْثرُ مِنْ إِحْسانِي و إِذا أتاك و قال لك ما أكْثر صلاتك فقُلْ غفْلتِي أكْثرُ مِنْ صلاتِي و إِذا قال لك كمْ تُعْطِي النّاس فقُلْ ما آخُذُ أكْثرُ مِمّا أُعْطِي و إِذا قال لك ما أكْثر منْ يظْلِمُك فقُلْ منْ ظلمْتُهُ أكْثرُ و إِذا أتاك و قال لك كمْ تعْملُ فقُلْ طالما عصيْتُ و إِذا أتاك و قال لك اِشْربِ الشّراب فقُلْ لا أرْتكِبُ الْمعْصِية و إِذا أتاك و قال لك أ لا تُحِبُّ الدُّنْيا فقُلْ ما أُحِبُّها(26) و قدْ اِغْترّ بِها غيْرِي يا شمْعُونُ خالِطِ الْأبْرار و اِتّبِعِ النّبِيِّين يعْقُوب

ويُوسُف

وداوُد

- إِنّ اللّه تبارك و تعالى لمّا خلق السُّفْلى فخرتْ و زخرتْ (27) و قالتْ أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق الْأرْض فسطحها على ظهْرِها فذلّتْ ثُمّ إِنّ الْأرْض فخرتْ و قالتْ أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق اللّهُ الْجِبال فأثْبتها على ظهْرِها أوْتاداً مِنْ أنْ تمِيد بِما عليْها فذلّتِ الْأرْضُ و اِسْتقرّتْ ثُمّ إِنّ الْجِبال فخرتْ على الْأرْضِ فشمختْ (28) و اِسْتطالتْ و قالتْ أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق الْحدِيد فقطعها فذلّتْ ثُمّ إِنّ الْحدِيد فخر على الْجِبالِ و قال أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق النّار فأذابتِ الْحدِيد فذلّ الْحدِيدُ ثُمّ إِنّ النّار زفرتْ و شهقتْ و فخرتْ و قالتْ أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق الْماء فأطْفأها فذلّتْ ثُمّ إِنّ الْماء فخر و زخر و قال أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق الرِّيح فحرّكتْ أمْواجهُ و أثارتْ ما فِي قعْرِ(29)هِ و حبستْهُ عنْ مجارِيهِ فذلّ الْماءُ ثُمّ إِنّ الرِّيح فخرتْ و عصفتْ و قالتْ أيُّ شيْ ءٍ يغْلِبُنِي فخلق الْإِنْسان فبنى و اِحْتال ما يسْتتِرُ بِهِ مِن الرِّيحِ و غيْرِها فذلّتِ الرِّيحُ ثُمّ إِنّ الْإِنْسان طغى و قال منْ أشدُّ مِنِّي قُوّةً فخلق الْموْت فقهرهُ فذلّ الْإِنْسانُ ثُمّ إِنّ الْموْت فخر فِي نفْسِهِ فقال اللّهُ عزّ و جلّ لا تفْخرْ فإِنِّي ذابِحُك بيْن الْفرِيقيْنِ أهْلِ الْجنّةِ و أهْلِ النّارِ ثُمّ لا أُحْيِيك أبداً فخاف (30)- ثُمّ قال و الْحِلْمُ يغْلِبُ الْغضب و الرّحْمةُ تغْلِبُ السّخط و الصّدقةُ تغْلِبُ الْخطِيئة46 .

.


1- ..في بعض النسخ [محبّبا].
2- ..مودودا أي محبوبا.
3- ..البشر بالكسر:الطلاقة و بشاشة الوجه و في نسخة[و اجتناب الشر].
4- ..السماحة:الجود و العطاء.و الفضيحة:العيب و انكشاف المساوى.
5- ..في بعض نسخ الحديث [الاسراج ].
6- ..الصرع:الطرح على الأرض و المراد الأمور التي يصرع هوى النفس فيها.
7- ..عنّاك:آذاك و كلفك ما يشق عليك و أتعبك من العناء:و هو النصب و التعب.
8- ..و لم يتحرج اي لم يجتنب عن الاثم.
9- ..يقع في الابرار اي يعيبهم و يذمّهم.
10- ..المجرى:الممر و الطريقة و أصله محل جرى الماء.
11- ..رجل ناصح الجيب أي لا غش فيه.
12- ..في بعض النسخ [الجائر].
13- ..الرأفة أشدّ الرحمة.و في بعض النسخ [يرحم ]موضع«يفهم».
14- ..النصيحة:الإخلاص أي يخلص عمله للّه.و ترك الباطل أعم من ترك ما لا ينفعه و ما يضرّه.
15- ..و في بعض نسخ الحديث [بان اللّه حق ].
16- ..و في بعض نسخ الحديث [فطهر سعيه ].
17- ..البطش:الاخذ بصولة و شدة و الاخذ بسرعة.
18- ..التعاطى:التناول و تناول ما لا يحق.
19- ..كذا.و لعلّ الصحيح«يقهر».
20- ..و في بعض نسخ الحديث [يظاهر الظلمة]اى يعاونهم.
21- ..المرائى بالضم:اسم فاعل من باب المفاعلة يقال:رائيه رئاء أي أراه خلاف ما هو عليه.
22- ..كذا؛و الشماتة من شمت به:إذا فرح ببليته و مصيبته.
23- ..الاصطناع:الاتخاذ.
24- ..أي لا نصيب لهم،الخلاق:النصيب.
25- ..يعني فليس لي مال حتّى يجب على أداء حقوقه و انفاقه.
26- ..العجب بالضم:الزهو و الكبر و إعجاب النفس من عمل أتى به.
27- ..في بعض النسخ [ما أريدها].
28- ..الزخر:الفخر و الشرف.
29- ..الشمخ و الشموخ:العلو و الرفعة.
30- ..الثور:الهيجان و النهوض.

ص: 16

. .

ص: 17

. .

ص: 18

. .

ص: 19

. .

ص: 20

. .

ص: 21

. .

ص: 22

. .

ص: 23

. .

ص: 24

. .

ص: 25

وصيته ص لمعاذ بن جبل .يستفاد من هذا الحديث:أن كل موجود له صفة تخص به،و بها يقهر ما دونه،و

يغلب عليه و لكن لا يجوز أن يفتخر بها على ما دونه،لانه مقهور و مغلوب بما فوقه «و فوْق

كُلِّ ذِي عِلْمٍ علِيمٌ»[29-34](12:76) فيكون الكبر موجبا لسقوطه؛حتى أن الإنسان مع ما فيه من القوّة و القدرة

التي لا يكون في غيره مقهور و مغلوب بالموت،و كذلك الموت أيضا.و اما ما في الحديث من

خلق الموت إشارة إلى ما في قوله تعالى في سورة الملك «الّذِي خلق الْموْت و الْحياة لِيبْلُوكُمْ

أيُّكُمْ أحْسنُ عملاً»[1-9](67:2) و في تفسير القمّيّ «خلق الْموْت و الْحياة»[2-5](67:2) قدّرهما و معناه قدر الحياة ثمّ الموت.لما بعثه إلى اليمن

وصيته ص لمعاذ بن جبل 1لما بعثه إلى اليمنيا مُعاذُ علِّمْهُمْ كِتاب اللّهِ و أحْسِنْ أدبهُمْ على الْأخْلاقِ الصّالِحةِ و أنْزِلِ النّاس منازِلهُمْ (1) خيْرهُمْ و شرّهُمْ و أنْفِذْ فِيهِمْ أمْر اللّهِ و لا تُحاشِ فِي أمْرِهِ و لا مالِهِ أحداً3 فإِنّها ليْستْ بِولايتِك و لا مالِك و أدِّ إِليْهِمُ الْأمانة فِي كُلِّ قلِيلٍ و كثِيرٍ و عليْك بِالرِّفْقِ و الْعفْوِ فِي غيْرِ ترْكٍ لِلْحقِ (2) يقُولُ الْجاهِلُ قدْ تركْت مِنْ حقِّ اللّهِ و اِعْتذِرْ إِلى أهْلِ عملِك 5 مِنْ كُلِّ أمْرٍ خشِيت أنْ يقع إِليْك مِنْهُ عيْبٌ حتّى يعْذِرُوك و أمِتْ أمْر الْجاهِلِيّةِ إِلاّ ما سنّهُ الْإِسْلامُ -و أظْهِرْ أمْر الْإِسْلامِ كُلّهُ صغِيرهُ و كبِيرهُ و لْيكُنْ أكْثرُ همِّك الصّلاة فإِنّها رأْسُ الْإِسْلامِ بعْد الْإِقْرارِ بِالدِّينِ و ذكِّرِ النّاس بِاللّهِ و الْيوْمِ الْآخِرِ و اِتّبِعِ الْموْعِظة فإِنّهُ أقْوى لهُمْ على الْعملِ بِما يُحِبُّ اللّهُ (3) ثُمّ بُثّ فِيهِمُ الْمُعلِّمِين و اُعْبُدِ اللّه الّذِي إِليْهِ ترْجِعُ و لا تخفْ فِي اللّهِ لوْمة لائِمٍ و أُوصِيك بِتقْوى اللّهِ و صِدْقِ الْحدِيثِ و الْوفاءِ بِالْعهْدِ و أداءِ الْأمانةِ و ترْكِ الْخِيانةِ و لِينِ الْكلامِ و بذْلِ السّلامِ و حِفْظِ الْجارِ و رحْمةِ الْيتِيمِ و حُسْنِ الْعملِ و قصْرِ الْأملِ و حُبِّ الْآخِرةِ و الْجزعِ مِن الْحِسابِ و لُزُومِ الْإِيمانِ و الْفِقْهِ فِي الْقُرْآنِ و كظْمِ الْغيْظِ و خفْضِ الْجناحِ 7 و إِيّاك أنْ تشْتِم مُسْلِماً أوْ تُطِيع آثِماً أوْ تعْصِي إِماماً عادِلاً أوْ تُكذِّب صادِقاً أوْ تُصدِّق كاذِباً و اُذْكُرْ ربّك عِنْد كُلِّ شجرٍ و حجرٍ(4) و أحْدِثْ لِكُلِّ ذنْبٍ توْبةً السِّرِّ بِالسِّرِّ و الْعلانِيةِ بِالْعلانِيةِ يا مُعاذُ لوْ لا أنّنِي أرى ألاّ نلْتقِي إِلى يوْمِ الْقِيامةِ لقصّرْتُ فِي الْوصِيّةِ و لكِنّنِي أرى أنْ لا نلْتقِي أبداً9 ثُمّ اِعْلمْ يا مُعاذُ أنّ أحبّكُمْ إِليّ منْ يلْقانِي على مِثْلِ الْحالِ الّتِي فارقنِي عليْها(5).

.


1- ..أي تقهره و تدفعه.
2- ..يعني أنزل الناس على قدرهم،و شئوناتهم من الخير و الشر.
3- ..في بعض النسخ [من غير ترك للحق ].
4- ..أي انه يقويهم على العمل بالصالحات.
5- ..يعني:و اذكر ربك عند كل شي ء و في كل حال.

ص: 26

. .

ص: 27

و من كلامه ص

ذكره ص العلم و العقل و الجهل

موعظة.فأردته اي فأهلكته،أصله الردى بمعنى الهلاك و السقوط.

خطبته ص في حجة الوداع .يعني صرفه فيهم.

و من كلامه صإِنّ لِكُلِّ شيْ ءٍ شرفاً و إِنّ شرف الْمجالِسِ ما اُسْتُقْبِل بِهِ الْقِبْلةُ منْ أحبّ أنْ يكُون أعزّ النّاسِ فلْيتّقِ اللّه و منْ أحبّ أنْ يكُون أقْوى النّاسِ فلْيتوكّلْ على اللّهِ و منْ أحبّ أنْ يكُون أغْنى النّاسِ فلْيكُنْ بِما فِي يدِ اللّهِ أوْثق مِنْهُ بِما فِي يدِهِ 1 ثُمّ قال أ لا أُنبِّئُكُمْ بِشِرارِ النّاسِ قالُوا بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ نزل وحْدهُ و منع رِفْدهُ و جلد عبْدهُ 2 أ لا أُنبِّئُكُمْ بِشرٍّ مِنْ ذلِك قالُوا بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ لا يُقِيلُ عثْرةً(1) و لا يقْبلُ معْذِرةً ثُمّ قال أ لا أُنبِّئُكُمْ بِشرٍّ مِنْ ذلِك قالُوا بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ لا يُرْجى خيْرُهُ و لا يُؤْمنُ شرُّهُ ثُمّ قال أ لا أُنبِّئُكُمْ بِشرٍّ مِنْ ذلِك قالُوا بلى يا رسُول اللّهِ قال منْ يُبْغِضُ النّاس و يُبْغِضُونهُ إِن عِيسى ع

قام خطِيباً فِي بنِي إِسْرائِيل فقال يا بنِي إِسْرائِيل لا تكلّمُوا بِالْحِكْمةِ عِنْد الْجُهّالِ فتظْلِمُوها و لا تمْنعُوها أهْلها فتظْلِمُوهُمْ و لا تُكافِئُوا ظالِماً4 فيبْطُل فضْلُكُمْ يا بنِي إِسْرائِيل الْأُمُورُ ثلاثةٌ أمْرٌ بيِّنٌ رُشْدُهُ فاتّبِعُوهُ و أمْرٌ بيِّنٌ غيُّهُ فاجْتنِبُوهُ و أمْرٌ اُخْتُلِف فِيهِ فرُدُّوهُ إِلى اللّهِ 5 أيُّها النّاسُ إِنّ لكُمْ معالِم فانْتهُوا إِلى معالِمِكُمْ (2) و إِنّ لكُمْ نِهايةً فانْتهُوا إِلى نِهايتِكُمْ إِنّ الْمُؤْمِن بيْن مخافتيْنِ أجلٍ قدْ مضى لا يدْرِي ما اللّهُ صانِعٌ فِيهِ و بيْن أجلٍ قدْ بقِي لا يدْرِي ما اللّهُ قاضٍ فِيهِ فلْيأْخُذِ الْعبْدُ لِنفْسِهِ مِنْ نفْسِهِ و مِنْ دُنْياهُ لِآخِرتِهِ ومِن الشّيْبةِ قبْل الْكِبرِ و مِن الْحياةِ قبْل الْموْتِ و الّذِي نفْسِي بِيدِهِ ما بعْد الْموْتِ مِنْ مُسْتعْتبٍ (3) و ما بعْد الدُّنْيا دارٌ إِلاّ الْجنّةُ و النّارُ .

ذكره ص العلم و العقل و الجهلقال : تعلّمُوا الْعِلْم فإِنّ تعلُّمهُ حسنةٌ و مُدارستهُ تسْبِيحٌ و الْبحْث عنْهُ جِهادٌ و تعْلِيمهُ منْ لا يعْلمُهُ صدقةٌ و بذْلهُ لِأهْلِهِ قُرْبةٌ لِأنّهُ معالِمُ الْحلالِ و الْحرامِ و سالِكٌ بِطالِبِهِ سُبُل الْجنّةِ و مُونِسٌ فِي الْوحْدةِ و صاحِبٌ فِي الْغُرْبةِ و دلِيلٌ على السّرّاءِ و سِلاحٌ على الْأعْداءِ و زيْنُ الْأخِلاّءِ(4) يرْفعُ اللّهُ بِهِ أقْواماً يجْعلُهُمْ فِي الْخيْرِ أئِمّةً يُقْتدى بِهِمْ تُرْمقُ أعْمالُهُمْ 9 و تُقْتبسُ آثارُهُمْ و ترْغبُ الْملائِكةُ فِي خلّتِهِمْ (5) لِأنّ الْعِلْم حياةُ الْقُلُوبِ و نُورُ الْأبْصارِ مِن الْعمى و قُوّةُ الْأبْدانِ مِن الضّعْفِ و يُنْزِلُ اللّهُ حامِلهُ منازِل الْأحِبّاءِ و يمْنحُهُ مُجالسة الْأبْرارِ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ- بِالْعِلْمِ يُطاعُ اللّهُ و يُعْبدُ و بِالْعِلْمِ يُعْرفُ اللّهُ و يُوحّدُ و بِهِ تُوصلُ الْأرْحامُ و يُعْرفُ الْحلالُ و الْحرامُ و الْعِلْمُ إِمامُ الْعقْلِ 11- و الْعقْلُ يُلْهِمُهُ اللّهُ السُّعداء و يحْرِمُهُ الْأشْقِياء و صِفةُ الْعاقِلِ أنْ يحْلُم عمّنْ جهِل عليْهِ و يتجاوز عمّنْ ظلمهُ و يتواضع لِمنْ هُو دُونهُ و يُسابِق منْ فوْقهُ فِي طلبِ الْبِرِّ و إِذا أراد أنْ يتكلّم تدبّر فإِنْ كان خيْراً تكلّم فغنِم و إِنْ كان شرّاً سكت فسلِم و إِذاعرضتْ لهُ فِتْنةٌ اِسْتعْصم بِاللّهِ و أمْسك يدهُ و لِسانهُ و إِذا رأى فضِيلةً اِنْتهز بِها(6) لا يُفارِقُهُ الْحياءُ و لا يبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ فتِلْك عشْرُ خِصالٍ يُعْرفُ بِها الْعاقِلُ و صِفةُ الْجاهِلِ أنْ يظْلِم منْ خالطهُ و يتعدّى على منْ هُو دُونهُ و يتطاول على منْ هُو فوْقهُ كلامُهُ بِغيْرِ تدبُّرٍ إِنْ تكلّم أثِم و إِنْ سكت سها و إِنْ عرضتْ لهُ فِتْنةٌ سارع إِليْها فأرْدتْهُ (7) و إِنْ رأى فضِيلةً أعْرض و أبْطأ عنْها لا يخافُ ذُنُوبهُ الْقدِيمة و لا يرْتدِعُ فِيما بقِي مِنْ عُمُرِهِ مِن الذُّنُوبِ يتوانى عنِ الْبِرِّ و يُبْطِئُ عنْهُ غيْر مُكْترِثٍ (8) لِما فاتهُ مِنْ ذلِك أوْ ضيّعهُ فتِلْك عشْرُ خِصالٍ مِنْ صِفةِ الْجاهِلِ الّذِي حُرِم الْعقْل.

موعظة(9)ما لِي أرى حُبّ الدُّنْيا قدْ غلب على كثِيرٍ مِن النّاسِ حتّى كأنّ الْموْت فِي هذِهِ الدُّنْيا على غيْرِهِمْ كُتِب و كأنّ الْحقّ فِي هذِهِ الدُّنْيا على غيْرِهِمْ وجب و حتّى كأنّ ما يسْمعُون مِنْ خبرِ الْأمْواتِ قبْلهُمْ عِنْدهُمْ كسبِيلِ قوْمٍ سفْرٍ عمّا قلِيلٍ إِليْهِمْ راجِعُون (10) تُبوِّءُونهُمْ أجْداثهُمْ 17 و تأْكُلُون تُراثهُمْ و أنْتُمْ مُخلّدُون بعْدهُمْ هيْهات هيْهات أ ما يتّعِظُ آخِرُهُمْ بِأوّلِهِمْ لقدْ جهِلُوا و نسُوا كُلّ موْعِظةٍ فِي كِتابِ اللّهِ و أمِنُوا شرّ كُلِّ عاقِبةِ سوْءٍ و لمْ يخافُوا نُزُول فادِحةٍ18 و لا بوائِق كُلِّ حادِثةٍ(11)طُوبى لِمنْ شغلهُ خوْفُ اللّهُ عنْ خوْفِ النّاسِ طُوبى لِمنْ طاب كسْبُهُ و صلحتْ سرِيرتُهُ و حسُنتْ علانِيتُهُ و اِسْتقامتْ خلِيقتُهُ طُوبى لِمنْ أنْفق الْفضْل مِنْ مالِهِ و أمْسك الْفضْل مِنْ قوْلِهِ طُوبى لِمنْ تواضع لِلّهِ عزّ ذِكْرُهُ و زهِد فِيما أُحِلّ لهُ مِنْ غيْرِ رغْبةٍ عنْ سُنّتِي و رفض زهْرة الدُّنْيا(12) مِنْ غيْرِ تحوُّلٍ عنْ سُنّتِي و اِتّبع الْأخْيار مِنْ عِتْرتِي مِنْ بعْدِي و خالط أهْل الْفِقْهِ و الْحِكْمةِ و رحِم أهْل الْمسْكنةِ(13)طُوبى لِمنِ اِكْتسب مِن الْمُؤْمِنِين مالاً مِنْ غيْرِ معْصِيةٍ و أنْفقهُ فِي غيْرِ معْصِيةٍ و عاد بِهِ على أهْلِ الْمسْكنةِ و جانب أهْل الْخُيلاءِ و التّفاخُرِ و الرّغْبةِ فِي الدُّنْيا الْمُبْتدِعِين خِلاف سُنّتِي (14) الْعامِلِين بِغيْرِ سِيرتِي طُوبى لِمنْ حسُن مع النّاسِ خُلُقُهُ و بذل لهُمْ معُونتهُ و عدل عنْهُمْ شرّهُ.

خطبته ص في حجة الوداع (15)الْحمْدُ لِلّهِ نحْمدُهُ و نسْتعِينُهُ و نسْتغْفِرُهُ و نتُوبُ إِليْهِ و نعُوذُ بِاللّهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنا و مِنْ سيِّئاتِ أعْمالِنا منْ يهْدِ اللّهُ فلا مُضِلّ لهُ و منْ يُضْلِلْ (16) فلا هادِي لهُ [4-6](7:186) و أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أشْهدُ أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ أُوصِيكُمْ عِباد اللّهِ بِتقْوى اللّهِ و أحُثُّكُمْ على الْعملِ بِطاعتِهِ و أسْتفْتِحُ اللّه بِالّذِي هُو خيْرٌ أمّا بعْدُ أيُّها النّاسُ اِسْمعُوا مِنِّي ما أُبيِّنُ لكُمْ فإِنِّي لا أدْرِي لعلِّي لا ألْقاكُمْ بعْد عامِي هذا فِي موْقِفِي هذا-أيُّها النّاسُ إِنّ دِماءكُمْ و أعْراضكُمْ عليْكُمْ حرامٌ إِلى أنْ تلْقوْا ربّكُمُ كحُرْمةِ يوْمِكُمْ هذا فِي بلدِكُمْ هذا ألا هلْ بلّغْتُ اللّهُمّ اِشْهدْ فمنْ كانتْ عِنْدهُ أمانةٌ فلْيُؤدِّها إِلى منِ اِئْتمنهُ عليْها25 و إِنّ رِبا الْجاهِلِيّةِ موْضُوعٌ و إِنّ أوّل رِباً أبْدأُ بِهِ رِبا الْعبّاسِ بْنِ عبْدِ الْمُطّلِبِ و إِنّ دِماء الْجاهِلِيّةِ موْضُوعةٌ و إِنّ أوّل دمٍ أبْدأُ بِهِ دمُ عامِرِ بْنِ ربِيعة(17) بْنِ الْحارِثِ بْنِ عبْدِ الْمُطّلِبِ (18)و إِنّ مآثِر الْجاهِلِيّةِ موْضُوعةٌ غيْر السِّدانةِ و السِّقايةِ و الْعمْدُ قودٌ و شِبْهُ الْعمْدِ ما قُتِل بِالْعصا و الْحجرِ و فِيهِ مِائةُ بعِيرٍ فمنِ اِزْداد فهُو مِن الْجاهِلِيّةِ (19)-أيُّها النّاسُ إِن Cالشّيْطان Cقدْ يئِس أنْ يُعْبد بِأرْضِكُمْ هذِهِ و لكِنّهُ قدْ رضِي بِأنْ يُطاع فِيما سِوى ذلِك فِيما تحْتقِرُون مِنْ أعْمالِكُمْ 29 أيُّها النّاسُ إِنّما النّسِي ءُ زِيادةٌ فِي الْكُفْرِ يُضلُّ بِهِ الّذِين كفرُوا يُحِلُّونهُ عاماً و يُحرِّمُونهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدّة ما حرّم اللّهُ 30[1-19](9:37) و إِنّ الزّمان قدِ اِسْتدار كهيْئتِهِ يوْم خلق السّماواتِ و الْأرْض و إِنّ عِدّة الشُّهُورِ عِنْد اللّهِ اِثْنا عشر شهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يوْم خلق السّماواتِ و الْأرْض مِنْها أرْبعةٌ حُرُمٌ (20)[1-19](9:36) ثلاثةٌ مُتوالِيةٌ و واحِدٌ فرْدٌ ذُو الْقعْدةِ و ذُو الْحِجّةِ و الْمُحرّمُ و رجبٌ بيْن جُمادى و شعْبان (21)ألا هلْ بلّغْتُ اللّهُمّ اِشْهدْ-أيُّها النّاسُ إِنّ لِنِسائِكُمْ عليْكُمْ حقّاً و لكُمْ عليْهِنّ حقّاً حقُّكُمْ عليْهِنّ أنْ لا يُوطِئْن أحداً فُرُشكُمْ و لا يُدْخِلْن أحداً تكْرهُونهُ بُيُوتكُمْ إِلاّ بِإِذْنِكُمْ و ألاّ يأْتِين بِفاحِشةٍ فإِنْ فعلْن فإِنّ اللّه قدْ أذِن لكُمْ أنْ تعْضُلُوهُنّ و تهْجُرُوهُنّ فِي الْمضاجِعِ و تضْرِبُوهُنّ ضرْباً غيْر مُبرِّحٍ (22) فإِذا اِنْتهيْن و أطعْنكُمْ فعليْكُمْ رِزْقُهُنّ و كِسْوتُهُن بِالْمعْرُوفِ [16-19](2:233) أخذْتُمُوهُنّ بِأمانةِ اللّهِ و اِسْتحْللْتُمْ فُرُوجهُن بِكِتابِ اللّهِ فاتّقُوا اللّه فِي النِّساءِ و اِسْتوْصُوا بِهِنّ خيْراً أيُّها النّاسُ إِنّما الْمُؤْمِنُون إِخْوةٌ[1-3](49:10) و لا يحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مالُ أخِيهِ إِلاّ عنْ طِيبِ نفْسٍ مِنْهُ ألا هلْ بلّغْتُ اللّهُمّ اِشْهدْ- فلا ترْجِعُنّ كُفّاراً يضْرِبُ بعْضُكُمْ رِقاب بعْضٍ فإِنِّي قدْ تركْتُ فِيكُمْ ما إِنْ أخذْتُمْ بِهِ لنْ تضِلُّوا كِتاب اللّهِ و عِتْرتِي أهْل بيْتِي ألا هلْ بلّغْتُ اللّهُمّ اِشْهدْ أيُّها النّاسُ إِنّ ربّكُمْ واحِدٌ و إِنّ أباكُمْ واحِدٌ كُلُّكُمْ لِآدم

وآدمُ

مِنْ تُرابٍ- إِنّ أكْرمكُمْ عِنْد اللّهِ أتْقاكُمْ [16-20](49:13) و ليْس لِعربِيٍّ على عجمِيٍّ فضْلٌ إِلاّ بِالتّقْوى ألا هلْ بلّغْتُ قالُوا نعمْ قال فلْيُبلِّغِ الشّاهِدُ الْغائِب 34 أيُّها النّاسُ إِنّ اللّه قسم لِكُلِّ وارِثٍ نصِيبهُ مِن الْمِيراثِ و لا تجُوزُ لِوارِثٍ وصِيّةٌ فِي أكْثر مِن الثُّلُثِ و الْولدُ لِلْفِراشِ و لِلْعاهِرِ الْحجرُ35 منِ اِدّعى إِلى غيْرِ أبِيهِ و منْ تولّى غيْر موالِيهِ فعليْهِ لعْنةُ اللّهِ و الْملائِكةِ و النّاسِ أجْمعِين [11-17](2:161) و لا يقْبلُ اللّهُ مِنْهُ صرْفاً و لا عدْلاً36 و السّلامُ عليْكُمْ و رحْمةُ اللّهِ .

.


1- ..«بما في يد اللّه»أي في قدرة اللّه و قضائه و قدره.
2- ..كافا الرجل على ما كان منه جازاه-كافأ فلانا راقبه و قابله،صار نظيرا له و ساواه.
3- ..رواه الصدوق في معاني الأخبار.
4- ..المعالم جمع معلم،و هو ما يستدل به على الطريق.
5- ..الاخلاء جمع خليل.أى زينة لهم.
6- ..زيد هنا في بعض نسخ الحديث [يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم ].
7- ..«أمام العقل»بفتح الهمزة أي قائده.
8- ..الانتهاز:الاغتنام.
9- ..فأردته اي فأهلكته،أصله الردى بمعنى الهلاك و السقوط.
10- ..أي لا يعبأ به و لا يباليه.يقال:اكترث للامر أي بالى به.
11- ..و في بعض نسخ الحديث [و بيوتهم ].و الاجداث جمع الجدث و هو القبر.
12- ..الفادحة:النازلة.و الفادح:الصعب المثقل.
13- ..بوائق:جمع البائقة و هي الداهية و الشر.
14- ..المراد بها:بهجتها و غضارتها.
15- ..يعني صرفه فيهم.
16- ..المبتدع:صاحب البدعة.
17- ..في بعض نسخ الحديث [و من يضلل اللّه ].
18- ..أي فليؤدها إلى صاحبها.
19- ..في أكثر نسخ الحديث [حارث بن ربيعة].
20- ..في بعض نسخ الحديث [و رضى منكم بمحقّرات الاعمال ].
21- ..التوبة-38.و قوله: «لِيُواطِؤُا»[15-15](9:37) أى ليوافقوا عدة الأربعة المحرمة.
22- ..التوبة-37.

ص: 28

. .

ص: 29

. .

ص: 30

. .

ص: 31

. .

ص: 32

. .

ص: 33

. .

ص: 34

. .

ص: 35

و روي عنه ص في قصار هذه المعاني

و روي عنه ص في قصار هذه المعانيقال ص كفى بِالْموْتِ واعِظاً و كفى بِالتُّقى غِنًى و كفى بِالْعِبادةِ شُغُلاً و كفى بِالْقِيامةِ موْئِلاً و بِاللّهِ مُجازِياً1.

و قال ص خصْلتانِ ليْس فوْقهُما مِن الْبِرِّ شيْ ءٌ الْإِيمانُ بِاللّهِ و النّفْعُ لِعِبادِ اللّهِ و خصْلتانِ ليْس فوْقهُما مِن الشّرِّ شيْ ءٌ الشِّرْكُ بِاللّهِ و الضّرُّ لِعِبادِ اللّهِ.

و قال لهُ رجُلٌ أوْصِنِي بِشيْ ءٍ ينْفعُنِي اللّهُ بِهِ فقال ص أكْثِرْ ذِكْر الْموْتِ يُسلِّك عنِ الدُّنْيا2 و عليْك بِالشُّكْرِ فإِنّهُ يزِيدُ فِي النِّعْمةِ و أكْثِرْ مِن الدُّعاءِ فإِنّك لا تدْرِي متى يُسْتجابُ لك و إِيّاك و الْبغْي فإِنّ اللّه قضى أنّهُ منْ بُغِي عليْهِ لينْصُرنّهُ اللّهُ 3[10-13](22:60) و قال أيُّها النّاسُ إِنّما بغْيُكُمْ على أنْفُسِكُمْ (1)[11-16](10:23) و إِيّاك و الْمكْر فإِنّ اللّه قضى أنْ لا يحِيقُ الْمكْرُ السّيِّئُ إِلاّ بِأهْلِهِ (2)[8-13](35:43) .

و قال ص ستحْرِصُون على الْإِمارةِ ثُمّ تكُونُ عليْكُمْ حسْرةً و ندامةً فنِعْمتِ الْمُرْضِعةُ و بِئْستِ الْفاطِمةُ6.

و قال ص لنْ يُفْلِح قوْمٌ أسْندُوا أمْرهُمْ إِلى اِمْرأةٍ(3).

و قِيل لهُ ص أيُّ الْأصْحابِ أفْضلُ قال منْ إِذا ذكرْت أعانك و إِذا نسِيت ذكّرك و قِيل أيُّ النّاسِ شرٌّ قال الْعُلماءُ إِذا فسدُوا .

.


1- ..الموئل:الملجأ من وأل إليه وألا و وئيلا إذا لجأ إليه و طلب النجاة منه.
2- ..أي يذهلك عنها.من سلى عن الشي ء يسلو.
3- ..سورة يونس-23 و الآية هكذا «يا أيُّها النّاسُ إِنّما بغْيُكُمْ على أنْفُسِكُمْ»[10-16](10:23)

ص: 36

و قال ص أوْصانِي ربِّي بِتِسْعٍ أوْصانِي بِالْإِخْلاصِ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و الْعدْلِ فِي الرِّضا و الْغضبِ و الْقصْدِ فِي الْفقْرِ و الْغِنى و أنْ أعْفُو عمّنْ ظلمنِي و أُعْطِي منْ حرمنِي و أصِل منْ قطعنِي و أنْ يكُون صمْتِي فِكْراً و منْطِقِي ذِكْراً و نظرِي عبراً(1).

و قال ص قيِّدُوا الْعِلْم بِالْكِتابِ.

و قال ص إِذا ساد الْقوْم فاسِقُهُمْ و كان زعِيمُ الْقوْمِ أذلّهُمْ و أُكْرِم الرّجُلُ الْفاسِقُ فلْيُنْتظرِ الْبلاءُ.

و قال ص سُرْعةُ الْمشْيِ يذْهبُ بِبهاءِ الْمُؤْمِنِ.

و قال ص لا يزالُ الْمسْرُوقُ مِنْهُ فِي تُهمةِ منْ هُو برِي ءٌ حتّى يكُون أعْظم جُرْماً مِن السّارِقِ 2.

و قال ص إِنّ اللّه يُحِبُّ الْجواد فِي حقِّهِ.

و قال ص إِذا كان أُمراؤُكُمْ خِياركُمْ و أغْنِياؤُكُمْ سُمحاءكُمْ (2) و أمْرُكُمْ شُورى بيْنكُمْ فظهْرُ الْأرْضِ خيْرٌ لكُمْ مِنْ بطْنِها و إِذا كان أُمراؤُكُمْ شِراركُمْ و أغْنِياؤُكُمْ بُخلاءكُمْ و أُمُورُكُمْ إِلى نِسائِكُمْ فبطْنُ الْأرْضِ خيْرٌ لكُمْ مِنْ ظهْرِها.

و قال ص منْ أمْسى و أصْبح و عِنْدهُ ثلاثٌ فقدْ تمّتْ عليْهِ النِّعْمةُ فِي الدُّنْيا منْ أصْبح و أمْسى مُعافًى فِي بدنِهِ آمِناً فِي سرْبِهِ (3) عِنْدهُ قُوتُ يوْمِهِ فإِنْ كانتْ عِنْدهُ الرّابِعةُ فقدْ تمّتْ عليْهِ النِّعْمةُ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ و هُو الْإِيمانُ.

و قال ص اِرْحمُوا عزِيزاً ذلّ و غنِيّاً اِفْتقر و عالِماً ضاع فِي زمانِ جُهّالٍ.

و قال ص خلّتانِ كثِيرٌ مِن النّاسِ فِيهِما مفْتُونٌ الصِّحّةُ و الْفراغُ.

.


1- ..سورة فاطر-24.قوله: «لا يحِيقُ»[8-9](35:43) أى لا يحيط. «إِلاّ بِأهْلِهِ»[12-13](35:43) أى الا بالماكر.
2- ..في بعض النسخ [و اسدوا]و هو بمعنى أسندوا.
3- ..أي اعتبارا و موعظة«العبر»جمع العبرة و هي العظة.

ص: 37

و قال ص جُبِلتِ الْقُلُوبُ على حُبِّ منْ أحْسن إِليْها و بُغْضِ منْ أساء إِليْها.

و قال ص إِنّا معاشِر الْأنْبِياءِ أُمِرْنا أنْ نُكلِّم النّاس على قدْرِ عُقُولِهِمْ.

و قال ص ملْعُونٌ منْ ألْقى كلّهُ على النّاسِ 1.

و قال ص الْعِبادةُ سبْعةُ أجْزاءٍ أفْضلُها طلبُ الْحلالِ.

و قال ص إِنّ اللّه لا يُطاعُ جبْراً و لا يُعْصى مغْلُوباً و لمْ يُهْمِلِ الْعِباد مِن الْممْلكةِ و لكِنّهُ الْقادِرُ على ما أقْدرهُمْ عليْهِ و الْمالِكُ لِما ملّكهُمْ إِيّاهُ فإِنّ الْعِباد إِنِ اِئْتمرُوا(1) بِطاعةِ اللّهِ لمْ يكُنْ مِنْها مانِعٌ و لا عنْها صادٌّ و إِنْ عمِلُوا بِمعْصِيتِهِ فشاء أنْ يحُول بيْنهُمْ و بيْنها فعل و ليْس منْ إِنْ شاء أنْ يحُول بيْنهُ و بيْن شيْ ءٍ فعل و لمْ يفْعلْهُ فأتاهُ الّذِي فعلهُ كان هُو الّذِي أدْخلهُ فِيهِ 3.

و قال ص لاِبْنِهِ إِبْراهِيم و هُو يجُودُ بِنفْسِهِ لوْ لا أنّ الْماضِي فرطُ الْباقِي (2) و أنّ الْآخِر لاحِقٌ بِالْأوّلِ لحزِنّا عليْك يا إِبْراهِيمُ ثُمّ دمعتْ عيْنُهُ و قال ص تدْمعُ الْعيْنُ و يحْزنُ الْقلْبُ و لا نقُولُ إِلاّ ما يرْضى الرّبُّ و إِنّا بِك يا إِبْراهِيمُ لمحْزُونُون .

و قال ص الْجمالُ فِي اللِّسانِ.

و قال ص لا يُقْبضُ الْعِلْمُ اِنْتِزاعاً مِن النّاسِ و لكِنّهُ يُقْبضُ الْعُلماءُ حتّى إِذا لمْ يبْق عالِمٌ اِتّخذ النّاسُ رُؤساء جُهّالاً اِسْتفْتوْا فأفْتوْا بِغيْرِ عِلْمٍ فضلُّوا و أضلُّوا.

و قال ص أفْضلُ جِهادِ أُمّتِي اِنْتِظارُ الْفرجِ (3).

.


1- ..السمحاء جمع السمح و هو الجواد.
2- ..الكل:الثقل و العيال.
3- ..في بعض النسخ [ائتمروا].بدون الشرطية.و الايتمار:الامتثال.

ص: 38

و قال ص مُرُوءتُنا أهْل الْبيْتِ الْعفْوُ عمّنْ ظلمنا و إِعْطاءُ منْ حرمنا.

و قال ص أغْبطُ أوْلِيائِي عِنْدِي مِنْ أُمّتِي رجُلٌ خفِيفُ الْحاذِ ذُو حظٍّ مِنْ صلاةٍ أحْسن عِبادة ربِّهِ فِي الْغيْبِ و كان غامِضاً فِي النّاسِ و كان رِزْقُهُ كفافاً فصبر عليْهِ و مات قلّ تُراثُهُ و قلّ بواكِيهِ 1.

و قال ص ما أصاب الْمُؤْمِن مِنْ نصبٍ و لا وصبٍ (1) و لا حُزْنٍ حتّى الْهمِّ يُهِمُّهُ إِلاّ كفّر اللّهُ بِهِ عنْهُ مِنْ سيِّئاتِهِ.

و قال ص منْ أكل ما يشْتهِي و لبِس ما يشْتهِي و ركِب ما يشْتهِي لمْ ينْظُرِ اللّهُ إِليْهِ حتّى ينْزِع أوْ يتْرُك.

و قال ص مثلُ الْمُؤْمِنِ كمثلِ السُّنْبُلةِ تخِرُّ مرّةً و تسْتقِيمُ مرّةً و مثلُ الْكافِرِ مثلُ الْأرْزةِ لا يزالُ مُسْتقِيماً لا يشْعُو3.

.


1- ..الفرط بفتحتين:المتقدم قومه إلى الماء.

ص: 39

و سُئِل ص منْ أشدُّ النّاسِ بلاءً فِي الدُّنْيا فقال ص النّبِيُّون ثُمّ الْأماثِلُ فالْأماثِلُ و يُبْتلى الْمُؤْمِنُ على قدْرِ إِيمانِهِ و حُسْنِ عملِهِ فمنْ صحّ إِيمانُهُ و حسُن عملُهُ اِشْتدّ بلاؤُهُ و منْ سخُف إِيمانُهُ و ضعُف عملُهُ قلّ بلاؤُهُ 1.

.

ص: 40

و قال ص لوْ كانتِ الدُّنْيا تعْدِلُ عِنْد اللّهِ مِثْل (1) جناحِ بعُوضةٍ ما أعْطى كافِراً و لا مُنافِقاً مِنْها شيْئاً.

و قال ص الدُّنْيا دُولٌ 2 فما كان لك أتاك على ضعْفِك و ما كان مِنْها عليْك لمْ تدْفعْهُ بِقُوّتِك و منِ اِنْقطع رجاؤُهُ مِمّا فات اِسْتراح بدنُهُ و منْ رضِي بِما قسمهُ اللّهُ قرّتْ عيْنُهُ.

و قال ص إِنّهُ و اللّهِ ما مِنْ عملٍ يُقرِّبُكُمْ مِن النّارِ إِلاّ و قدْ نبّأْتُكُمْ بِهِ و نهيْتُكُمْ عنْهُ و ما مِنْ عملٍ يُقرِّبُكُمْ مِن الْجنّةِ إِلاّ و قدْ نبّأْتُكُمْ بِهِ و أمرْتُكُمْ بِهِ 3 فإِنّ Cالرُّوح الْأمِين C نفث فِي رُوعِي أنّهُ لنْ تمُوت نفْسٌ حتّى تسْتكْمِل رِزْقها4 فأجْمِلُوا فِي الطّلبِ و لا يحْمِلنّكُمُ اِسْتِبْطاءُ شيْ ءٍ مِن الرِّزْقِ أنْ تطْلُبُوا ما عِنْد اللّهِ بِمعاصِيهِ فإِنّهُ لا يُنالُ ما عِنْد اللّهِ إِلاّ بِطاعتِهِ .

و قال ص صوْتانِ يُبْغِضُهُما اللّهُ إِعْوالٌ عِنْد مُصِيبةٍ و مِزْمارٌ عِنْد نِعْمةٍ(2).

و قال ص علامةُ رِضا اللّهِ عنْ خلْقِهِ رُخْصُ أسْعارِهِمْ و عدْلُ سُلْطانِهِمْ و علامةُ غضبِ اللّهِ على خلْقِهِ جوْرُ سُلْطانِهِمْ و غلاءُ أسْعارِهِمْ 6.

و قال ص أرْبعٌ منْ كُنّ فِيهِ كان فِي نُورِ اللّهِ الْأعْظمِ منْ كان عِصْمةُ أمْرِهِ-شهادة أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ و أنِّي رسُولُ اللّهِ و منْ إِذا أصابتْهُ مُصِيبةٌ قال- إِنّا لِلّهِ و إِنّا إِليْهِ راجِعُون [6-11](2:156) و منْ إِذا أصاب خيْراً قال الْحمْدُ لِلّهِ و منْ إِذا أصاب خطِيئةً قال أسْتغْفِرُ اللّه و أتُوبُ إِليْهِ.

و قال ص منْ أُعْطِي أرْبعاً لمْ يُحْرمْ أرْبعاً منْ أُعْطِي الاِسْتِغْفار لمْ يُحْرمِ الْمغْفِرة و منْ أُعْطِي الشُّكْر لمْ يُحْرمِ الزِّيادة و منْ أُعْطِي التّوْبة لمْ يُحْرمِ الْقبُول و منْ أُعْطِي الدُّعاء لمْ يُحْرمِ الْإِجابة.

و قال ص الْعِلْمُ خزائِنُ و مفاتِيحُهُ السُّؤالُ فاسْألُوا رحِمكُمُ اللّهُ فإِنّهُ تُؤْجرُ أرْبعةٌ السّائِلُ و الْمُتكلِّمُ و الْمُسْتمِعُ و الْمُحِبُّ لهُمْ.

و قال ص سائِلُوا الْعُلماء و خاطِبُوا الْحُكماء و جالِسُوا الْفُقراء.

و قال ص فضْلُ الْعِلْمِ أحبُّ إِليّ مِنْ فضْلِ الْعِبادةِ و أفْضلُ دِينِكُمُ الْورعُ.

و قال ص منْ أفْتى النّاس بِغيْرِ عِلْمٍ لعنتْهُ ملائِكةُ السّماءِ و الْأرْضِ.

و قال ص إِنّ عظِيم الْبلاءِ يُكافأُ بِهِ عظِيمُ الْجزاءِ فإِذا أحبّ اللّهُ عبْداً اِبْتلاهُ فمنْ رضِي قلْبُهُ فلهُ عِنْد اللّهِ الرِّضا و منْ سخِط فلهُ السّخطُ(3).

و أتاهُ رجُلٌ فقال يا رسُول اللّهِ أوْصِنِي فقال لا تُشْرِكْ بِاللّهِ شيْئاً و إِنْ حُرِّقْت بِالنّارِ و إِنْ عُذِّبْت إِلاّ و قلْبُك مُطْمئِنٌّ بِالْإِيمانِ [12-13](16:106) و والِديْك فأطِعْهُما و برّهُما حيّيْنِ أوْ ميِّتيْنِ فإِنْ أمراك أنْ تخْرُج مِنْ أهْلِك و مالِك فافْعلْ فإِنّ ذلِك مِن الْإِيمانِ و الصّلاة الْمفْرُوضة فلا تدعْها مُتعمِّداً فإِنّهُ منْ ترك صلاةً فرِيضةً مُتعمِّداً فإِنّ ذِمّة اللّهِ مِنْهُ برِيئةٌ و إِيّاك و شُرْب الْخمْرِ و كُلِ كُل مُسْكِرٍ فإِنّهُما مِفْتاحا كُلِّ شرٍّ .

و أتاهُ رجُلٌ مِنْ بنِي تمِيمٍ يُقالُ لهُ أبُو أُميّة فقال إِلام تدْعُو النّاس يا مُحمّدُ فقال لهُ رسُولُ اللّهِ ص أدْعُوا إِلى اللّهِ على بصِيرةٍ أنا و منِ اِتّبعنِي [4-12](12:108) و أدْعُو إِلى منْ إِذا أصابك ضُرٌّ فدعوْتهُ كشفهُ عنْك و إِنِ اِسْتعنْت بِهِ و أنْت مكْرُوبٌ أعانك و إِنْ سألْتهُ و أنْت مُقِلٌّ أغْناك فقال أوْصِنِي يا مُحمّدُ فقال لا تغْضبْ قال زِدْنِي قال اِرْض مِن النّاسِ بِما ترْضى لهُمْ بِهِ مِنْ نفْسِك فقال زِدْنِي فقال لا تسُبّ النّاس فتكْتسِب الْعداوة مِنْهُمْ قال زِدْنِي قال لا تزْهدْ فِي الْمعْرُوفِ عِنْد أهْلِهِ قال زِدْنِي قال تُحِبُّ النّاس يُحِبُّوك و اِلْق أخاك بِوجْهٍ مُنْبسِطٍ و لا تضْجرْ فيمْنعك الضّجرُ مِن الْآخِرةِ و الدُّنْيا و اِتّزِرْ إِلى نِصْفِ السّاقِ و إِيّاك و إِسْبال الْإِزارِ و الْقمِيصِ فإِنّ ذلِك مِن الْمخِيلةِ و اللّهُ لا يُحِبُّ الْمخِيلة 8.

و قال ص إِنّ اللّه يُبْغِضُ الشّيْخ الزّانِي و الْغنِيّ الظّلُوم و الْفقِير الْمُخْتال و السّائِل الْمُلْحِف و يُحْبِطُ أجْر الْمُعْطِي الْمنّانِ و يمْقُتُ الْبذِيخ الْجرِي ء الْكذّاب 9.

و قال ص منْ تفاقر اِفْتقر.

و قال ص مُداراةُ النّاسِ نِصْفُ الْإِيمانِ و الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعيْشِ.

و قال ص رأْسُ الْعقْلِ بعْد الْإِيمانِ بِاللّهِ مُداراةُ النّاسِ فِي غيْرِ ترْكِ حقٍّ و مِنْ سعادةِ الْمرْءِ خِفّةُ لِحْيتِهِ.

و قال ص ما نُهِيتُ عنْ شيْ ءٍ بعْد عِبادةِ الْأوْثانِ ما نُهِيتُ عنْ مُلاحاةِ الرِّجالِ (4).

و قال ص ليْس مِنّا منْ غش مُسْلِماً أوْ ضرّهُ أوْ ماكرهُ.

و قام ص فِي مسْجِدِ الْخيْفِ فقال نضّر اللّهُ عبْداً سمِع مقالتِي فوعاها و بلّغها منْ لمْ يسْمعْها فرُبّ حامِلِ فِقْهٍ إِلى منْ هُو أفْقهُ مِنْهُ و رُبّ حامِلِ فِقْهٍ غيْرُ فقِيهٍ-ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليْهِنّ قلْبُ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ 11إِخْلاصُ الْعملِ لِلّهِ و النّصِيحةُ لِأئِمّةِ الْمُسْلِمِين و اللُّزُومُ لِجماعتِهِمْ- الْمُؤْمِنُون إِخْوةٌ[2-3](49:10) تتكافأُ دِماؤُهُمْ و هُمْ يدٌ على منْ سِواهُمْ يسْعى بِذِمّتِهِمْ أدْناهُمْ (5).

و قال ص إِذا بايع الْمُسْلِمُ الذِّمِّي فلْيقُلْ اللّهُمّ خِرْ لِي عليْهِ و إِذا بايع الْمُسْلِم فلْيقُلْ اللّهُمّ خِرْ لِي و لهُ13.

و قال ص رحِم اللّهُ عبْداً قال خيْراً فغنِم أوْ سكت عنْ سُوءٍ فسلِم.

و قال ص ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ اِسْتكْمل خِصال الْإِيمانِ الّذِي إِذا رضِي لمْ يُدْخِلْهُ رِضاهُ فِي باطِلٍ و إِذا غضِب لمْ يُخْرِجْهُ الْغضبُ مِن الْحقِّ و إِذا قدر لمْ يتعاط ما ليْس لهُ (6).

و قال ص منْ بلغ حدّاً فِي غيْرِ حقٍ (7) فهُو مِن الْمُعْتدِين.

و قال ص قِراءةُ الْقُرْآنِ فِي الصّلاةِ أفْضلُ مِنْ قِراءةِ الْقُرْآنِ فِي غيْرِ الصّلاةِ و ذِكْرُ اللّهِ أفْضلُ مِن الصّدقةِ و الصّدقةُ أفْضلُ مِن الصّوْمِ و الصّوْمُ حسنةٌ ثُمّ قال لا قوْل إِلاّ بِعملٍ و لا قوْل و لا عمل إِلاّ بِنِيّةٍ و لا قوْل و لا عمل و لا نِيّة إِلاّ بِإِصابةِ السُّنّةِ.

و قال ص الْأناةُ مِن اللّهِ و الْعجلةُ مِن Cالشّيْطانِ C16.

و قال ص إِنّ منْ تعلّم الْعِلْم لِيُمارِي بِهِ السُّفهاء أوْ يُباهِي بِهِ الْعُلماء أوْيصْرِف وُجُوه النّاسِ إِليْهِ لِيُعظِّمُوهُ فلْيتبوّأْ مقْعدهُ مِن النّارِ فإِنّ الرِّئاسة لا تصْلُحُ إِلاّ لِلّهِ و لِأهْلِها و منْ وضع نفْسهُ فِي غيْرِ الْموْضِعِ الّذِي وضعهُ اللّهُ فِيهِ مقتهُ اللّهُ و منْ دعا إِلى نفْسِهِ فقال أنا رئِيسُكُمْ (8) و ليْس هُو كذلِك لمْ ينْظُرِ اللّهُ إِليْهِ حتّى يرْجِع عمّا قال و يتُوب إِلى اللّهِ مِمّا اِدّعى.

و قال ص قال عِيسى اِبْنُ مرْيم

لِلْحوارِيِّين تحبّبُوا إِلى اللّهِ و تقرّبُوا إِليْهِ قالُوا يارُوح اللّهِ

بِما ذا نتحبّبُ إِلى اللّهِ و نتقرّبُ قال بِبُغْضِ أهْلِ الْمعاصِي و اِلْتمِسُوا رِضا اللّهِ بِسخطِهِمْ قالُوا يارُوح اللّهِ

فمنْ نُجالِسُ إِذاً قال منْ يُذكِّرُكُمُ اللّه رُؤْيتُهُ و يزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ منْطِقُهُ و يُرغِّبُكُمْ فِي الْآخِرةِ عملُهُ.

و قال ص أبْعدُكُمْ بِي شبهاً الْبخِيلُ الْبذِي ءُ الْفاحِشُ 18.

و قال ص سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ.

و قال ص إِذا رأيْتُمُ الرّجُل لا يُبالِي ما قال أوْ ما قِيل فِيهِ فإِنّهُ لِبغِيٍ (9) أوْ شيْطانٍ.

و قال ص إِنّ اللّه حرّم الْجنّة على كُلِّ فاحِشٍ بذِي ءٍ قلِيلِ الْحياءِ لا يُبالِي ما قال و ما قِيل فِيهِ أما إِنّهُ إِنْ تنْسُبْهُ (10) لمْ تجِدْهُ إِلاّ لِبغِيٍّ أوْ شِرْكِ شيْطانٍ قِيل يا رسُول اللّهِ و فِي النّاسِ شياطِينُ قال نعمْ أ و ما تقْرأُ قوْل اللّهِ- و شارِكْهُمْ فِي الْأمْوالِ و الْأوْلادِ(11)[13-18](17:64) .

و قال ص منْ تنْفعْهُ ينْفعْك و منْ لا يُعِدّ الصّبْر لِنوائِبِ الدّهْرِ يعْجِزْ و منْ قرض النّاس قرضُوهُ و منْ تركهُمْ لمْ يتْرُكُوهُ (12) قِيل فأصْنعُ ما ذا يا رسُول اللّهِ قال أقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِك لِيوْمِ فقْرِك 23.

و قال ص أ لا أدُلُّكُمْ على خيْرِ أخْلاقِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ تصِلُ منْ قطعك و تُعْطِي منْ حرمك و تعْفُو عمّنْ ظلمك.

و خرج ص يوْماً و قوْمٌ يدْحُون حجراً فقال أشدُّكُمْ منْ ملك نفْسهُ عِنْد الْغضبِ و أحْملُكُمْ منْ عفا بعْد الْمقْدُرةِ(13).

و قال ص قال اللّهُ هذا دِيْنٌ أرْتضِيهِ لِنفْسِي و لنْ يُصْلِحهُ إِلاّ السّخاءُ و حُسْنُ الْخُلُقِ فأكْرِمُوهُ بِهِما ما صحِبْتُمُوهُ.

و قال ص أفْضلُكُمْ إِيماناً أحْسنُكُمْ أخْلاقاً.

و قال ص حُسْنُ الْخُلُقِ يبْلُغُ بِصاحِبِهِ درجة الصّائِمِ الْقائِمِ فقِيل لهُ ما أفْضلُ ما أُعْطِي الْعبْدُ قال حُسْنُ الْخُلُقِ .

و قال ص حُسْنُ الْخُلُقِ يُثْبِتُ الْمودّة.

و قال ص حُسْنُ الْبِشْرِ يذْهبُ بِالسّخِيمةِ(14).

و قال ص خِيارُكُمْ أحاسِنُكُمْ أخْلاقاً الّذِين يأْلِفُون و يُؤْلفُون.

و قال ص الْأيْدِي ثلاثةٌ سائِلةٌ و مُنْفِقةٌ و مُمْسِكةٌ و خيْرُ الْأيْدِي الْمُنْفِقةُ.

و قال ص الْحياءُ حياءانِ حياءُ عقْلٍ و حياءُ حُمْقٍ فحياءُ الْعقْلِ الْعِلْمُ و حياءُ الْحُمْقِ الْجهْلُ.

و قال ص منْ ألْقى جِلْباب الْحياءِ لا غِيبة لهُ.

و قال ص منْ كان يُؤْمِنُ بِاللّهِ و الْيوْمِ الْآخِرِ[21-27](65:2) فلْيفِ إِذا وعد.

و قال ص الْأمانةُ تجْلِبُ الرِّزْق و الْخِيانةُ تجْلِبُ الْفقْر.

.


1- ..النصب محركة:التعب.و الوصب أيضا محركة:المرض و الوجع.
2- ..في بعض النسخ [مثقال ].
3- ..منقول في الكافي بلفظ أفصح ج 2-74.
4- ..الرخص:ضد الغلاء و أصله السهل و اليسر.و الاسعار جمع السعر بالكسر و هو الثمن.
5- ..يقال أسبل إزاره إذا أرخاه و أسدله.و المخيلة:الكبر.
6- ..الملاحاة:المنازعة و المخاصّة و المجادلة.و منه«من لاحاك فقد عاداك».
7- ..الغل:الخيانة و الحقد.
8- ..يقال:خر لى و اختر لي أي اجعل أمرى خيرا و ألهمنى فعله و اختر لي الاصلح.مجمع البحرين.
9- ..في بعض النسخ [غير حد].
10- ..الاناة كقناة:الوقار و الحلم.
11- ..في بعض النسخ [وليكم ].
12- ..البذى على فعيل:الذي تكلم بالفحش.و البذاء:الكلام القبيح.
13- ..في بعض النسخ [ان تبينه ].
14- ..سورة الإسراء آية 66.

ص: 41

. .

ص: 42

. .

ص: 43

. .

ص: 44

. .

ص: 45

. .

ص: 46

و قال ص نظرُ الْولدِ إِلى والِديْهِ حُبّاً لهُما عِبادةٌ.

و قال ص جُهْدُ الْبلاءِ أنْ يُقدّم الرّجُلُ فتُضْرب رقبتُهُ صبْراً(1) و الْأسِيرُ ما دام فِي وثاقِ الْعدُوِّ و الرّجُلُ يجِدُ على بطْنِ اِمْرأتِهِ رجُلاً.

و قال ص الْعِلْمُ خدِينُ الْمُؤْمِنِ (2) و الْحِلْمُ وزِيرُهُ و الْعقْلُ دلِيلُهُ و الصّبْرُ أمِيرُ جُنُودِهِ و الرِّفْقُ والِدُهُ و الْبِرُّ أخُوهُ و النّسبُ آدمُ

3و الْحسبُ التّقْوى و الْمُرُوءةُ إِصْلاحُ الْمالِ (3).

و جاءهُ رجُلٌ بِلبنٍ و عسلٍ لِيشْربهُ فقال ص شرابانِ يُكْتفى بِأحدِهِما عنْ صاحِبِهِ لا أشْربُهُ و لا أُحرِّمُهُ و لكِنِّي أتواضعُ لِلّهِ فإِنّهُ منْ تواضع لِلّهِ رفعهُ اللّهُ و منْ تكبّر وضعهُ اللّهُ و منِ اِقْتصد فِي معِيشتِهِ رزقهُ اللّهُ و منْ بذّر حرمهُ اللّهُ (4) و منْ أكْثر ذِكْر اللّهِ آجرهُ اللّهُ .

و قال ص أقْربُكُمْ مِنِّي غداً فِي الْموْقِفِ أصْدقُكُمْ لِلْحدِيثِ و آداكُمْ لِلْأمانةِ و أوْفاكُمْ بِالْعهْدِ و أحْسنُكُمْ خُلُقاً و أقْربُكُمْ مِن النّاسِ.

و قال ص إِذا مُدِح الْفاجِرُ اِهْتزّ الْعرْشُ و غضِب الرّبُّ.

و قال لهُ رجُلٌ ما الْحزْمُ قال ص تُشاوِرُ اِمْرأً ذا رأْيٍ ثُمّ تُطِيعُهُ (5).

و قال ص يوْماً أيُّها النّاسُ ما الرّقُوبُ فِيكُمْ قالُوا الرّجُلُ يمُوتُ و لمْ يتْرُكْ ولداً فقال ص بلِ الرّقُوبُ حقُّ الرّقُوبِ رجُلٌ مات و لمْ يُقدِّمْ مِنْ وُلْدِهِ أحداً يحْتسِبُهُ عِنْد اللّهِ و إِنْ كانُوا كثِيراً بعْدهُ ثُمّ قال ص ما الصُّعْلُوكُ فِيكُمْ قالُوا الرّجُلُ الّذِي لا مال لهُ فقال ص بلِ الصُّعْلُوكُ حقُّ الصُّعْلُوكِ منْ لمْ يُقدِّمْ مِنْ مالِهِ شيْئاً يحْتسِبُهُ عِنْد اللّهِ و إِنْ كان كثِيراً مِنْ بعْدِهِ ثُمّ قال ص ما الصُّرعةُ فِيكُمْ قالُوا الشّدِيدُ الْقوِيُّ الّذِي لا يُوضعُ جنْبُهُ فقال بلِ الصُّرعةُ حقُّ الصُّرعةِ رجُلٌ وكزCالشّيْطانُ Cفِي قلْبِهِ فاشْتدّ غضبُهُ و ظهر دمُهُ ثُمّ ذكر اللّه فصرع بِحِلْمِهِ غضبهُ 7.

و قال ص منْ عمِل على غيْرِ عِلْمٍ كان ما يُفْسِدُ أكْثر مِمّا يُصْلِحُ.

و قال ص الْجُلُوسُ فِي الْمسْجِدِ اِنْتِظار الصّلاةِ عِبادةٌ ما لمْ يُحْدِثْ قِيل يا رسُول اللّهِ و ما الْحدثُ قال ص الاِغْتِيابُ .

و قال ص الصّائِمُ فِي عِبادةٍ و إِنْ كان نائِماً على فِراشِهِ ما لمْ يغْتبْ مُسْلِماً .

و قال ص منْ أذاع فاحِشةً كان كمُبْدِيها8 و منْ عيّر مُؤْمِناً بِشيْ ءٍ لمْ يمُتْ حتّى يرْكبهُ.

و قال ص ثلاثةٌ و إِنْ لمْ تظْلِمْهُمْ ظلمُوك السّفِلةُ و زوْجتُك و خادِمُك (6).

و قال ص أرْبعٌ مِنْ علاماتِ الشّقاءِ جُمُودُ الْعيْنِ و قسْوةُ الْقلْبِ و شِدّةُ الْحِرْصِ فِي طلبِ الدُّنْيا و الْإِصْرارُ على الذّنْبِ.

و قال رجُلٌ أوْصِنِي فقال ص لا تغْضبْ ثُمّ أعاد عليْهِ فقال لا تغْضبْ ثُمّ قال ليْس الشّدِيدُ بِالصُّرعةِ إِنّما الشّدِيدُ الّذِي يمْلِكُ نفْسهُ عِنْد الْغضبِ .

و قال ص إِنّ أكْمل الْمُؤْمِنِين إِيماناً أحْسنُهُمْ أخْلاقاً.

و قال ص ما كان الرِّفْقُ فِي شيْ ءٍ إِلاّ زانهُ و لا كان الْخُرْقُ فِي شيْ ءٍ إِلاّ شانهُ (7).

و قال ص الْكِسْوةُ تُظْهِرُ الْغِنى و الْإِحْسانُ إِلى الْخادِمِ يكْبِتُ الْعدُوّ.

.


1- ..قرّض فلانا:مدحه أو ذمّه.
2- ..العرض بالفتح:المتاع يقال:اشتريت المتاع بعرض أي بمتاع مثله.
3- ..السخيمة:الضغينة و الحقد الموجدة في النفس من السخمة و هي السواد.
4- ..الجهد:المشقة.و الصبر أصله الحبس.يقال:قتل صبرا أي حبس على القتل.
5- ..الخدين:الصديق و الرفيق من خادنه أي صادقه و صاحبه.
6- ..التبذير إضاعة المال و الإسراف.
7- ..الحزم:التثبّت في الأمور و الاخذ فيها بالثقة.

ص: 47

. .

ص: 48

و قال ص أُمِرْتُ بِمُداراةِ النّاسِ كما أُمِرْتُ بِتبْلِيغِ الرِّسالةِ.

و قال ص اِسْتعِينُوا على أُمُورِكُمْ بِالْكِتْمانِ فإِنّ كُلّ ذِي نِعْمةٍ محْسُودٌ.

و قال ص الْإِيمانُ نِصْفانِ نِصْفٌ فِي الصّبْرِ و نِصْفٌ فِي الشُّكْرِ.

و قال ص حُسْنُ الْعهْدِ مِن الْإِيمانِ.

و قال ص الْأكْلُ فِي السُّوقِ دناءةٌ.

و قال ص الْحوائِجُ إِلى اللّهِ و أسْبابُها فاطْلُبُوها إِلى اللّهِ بِهِمْ فمنْ أعْطاكُمُوها فخُذُوها عنِ اللّهِ بِصبْرٍ.

و قال ص عجباً لِلْمُؤْمِنِ لا يقْضِي اللّهُ عليْهِ قضاءً إِلاّ كان خيْراً لهُ سرّهُ أوْ ساءهُ إِنِ اِبْتلاهُ كان كفّارةً لِذنْبِهِ و إِنْ أعْطاهُ و أكْرمهُ كان قدْ حباهُ 1.

و قال ص منْ أصْبح و أمْسى و الْآخِرةُ أكْبرُ همِّهِ جعل اللّهُ الْغِنى فِي قلْبِهِ و جمع لهُ أمْرهُ و لمْ يخْرُجْ مِن الدُّنْيا حتّى يسْتكْمِل رِزْقهُ و منْ أصْبح و أمْسى و الدُّنْيا أكْبرُ همِّهِ جعل اللّهُ الْفقْر بيْن عيْنيْهِ و شتّت عليْهِ أمْرهُ و لمْ ينلْ مِن الدُّنْيا إِلاّ ما قُسِم لهُ.

و قال ص لِرجُلٍ سألهُ عنْ جماعةِ أُمّتِهِ فقال جماعةُ أُمّتِي أهْلُ الْحقِّ و إِنْ قلُّوا(1).

و قال ص منْ وعدهُ اللّهُ على عملٍ ثواباً فهُو مُنْجِزٌ لهُ و منْ أوْعدهُ على عملٍ عِقاباً فهُو بِالْخِيارِ3.

و قال ص أ لا أُخْبِرُكُمْ بِأشْبهِكُمْ بِي أخْلاقاً قالُوا بلى يا رسُول اللّهِ فقال أحْسنُكُمْ أخْلاقاً و أعْظمُكُمْ حِلْماً و أبرُّكُمْ بِقرابتِهِ و أشدُّكُمْ إِنْصافاً مِنْ نفْسِهِ فِي الْغضبِ و الرِّضا .

و قال ص الطّاعِمُ الشّاكِرُ أفْضلُ مِن الصّائِمِ الصّامِتِ 4.

و قال ص وُدُّ الْمُؤْمِنِ الْمُؤْمِن فِي اللّهِ مِنْ أعْظمِ شُعبِ الْإِيمانِ و منْ أحبّ فِي اللّهِ و أبْغض فِي اللّهِ و أعْطى فِي اللّهِ و منع فِي اللّهِ فهُو مِن الْأصْفِياءِ.

.


1- ..الإذاعة:الانتشار.

ص: 49

و قال ص أحبُّ عِبادِ اللّهِ إِلى اللّهِ أنْفعُهُمْ لِعِبادِهِ و أقْومُهُمْ بِحقِّهِ الّذِين يُحبِّبُ إِليْهِمُ الْمعْرُوف و فِعالهُ.

و قال ص منْ أتى إِليْكُمْ معْرُوفاً فكافِئُوهُ (1) فإِنْ لمْ تجِدُوا فأثْنُوهُ فإِنّ الثّناء جزاءٌ.

و قال ص منْ حُرِم الرِّفْق فقدْ حُرِم الْخيْر كُلّهُ.

و قال ص لا تُمارِ أخاك و لا تُمازِحْهُ و لا تعِدْهُ فتُخْلِفهُ (2).

و قال ص الْحُرُماتُ الّتِي تلْزمُ كُلّ مُؤْمِنٍ رِعايتُها و الْوفاءُ بِها حُرْمةُ الدِّينِ و حُرْمةُ الْأدبِ و حُرْمةُ الطّعامِ.

و قال ص الْمُؤْمِنُ دعِبٌ لعِبٌ و الْمُنافِقُ قطِبٌ غضِبٌ (3).

و قال ص نِعْم الْعوْنُ على تقْوى اللّهِ الْغِنى.

و قال ص أعْجلُ الشّرِّ عُقُوبةً الْبغْيُ.

و قال ص الْهدِيّةُ على ثلاثةِ وُجُوهٍ هدِيّةُ مُكافأةٍ و هدِيّةُ مُصانعةٍ و هدِيّةٌ لِلّهِ.

و قال ص طُوبى لِمنْ ترك شهْوةً حاضِرةً لِموْعُودٍ لمْ يرهُ.

و قال ص منْ عدّ غداً مِنْ أجلِهِ فقدْ أساء صُحْبة الْموْتِ (4).

و قال ص كيْف بِكُمْ إِذا فسد نِساؤُكُمْ و فسق شُبّانُكُمْ (5) و لمْ تأْمُرُوا بِالْمعْرُوفِ و لمْ تنْهوْا عنِ الْمُنْكرِ قِيل لهُ و يكُونُ ذلِك يا رسُول اللّهِ قال نعمْ و شرٌّ مِنْ ذلِك و كيْف بِكُمْ إِذا أمرْتُمْ بِالْمُنْكرِ و نهيْتُمْ عنِ الْمعْرُوفِ قِيل يا رسُول اللّهِ و يكُونُ ذلِك قال نعمْ و شرٌّ مِنْ ذلِك و كيْف بِكُمْ إِذا رأيْتُمُ الْمعْرُوف مُنْكراً و الْمُنْكر معْرُوفاً .

.


1- ..حباه اي أعطاه.
2- ..السؤال عن كميّة الجماعة.
3- ..يقال:رجل طاعم اي حسن الحال في المطعم.و المراد به هنا المفطر.
4- ..فكافوه اي جازوه من كافأ الرجل مكافاة بمعنى جازاه.
5- ..المراء:الجدال.

ص: 50

و قال ص إِذا تطيّرْت فامْضِ و إِذا ظننْت فلا تقْضِ و إِذا حسدْت فلا تبْغِ 1.

و قال ص رُفِع عنْ أُمّتِي تِسْعٌ الْخطأُ و النِّسْيانُ و ما أُكْرِهُوا عليْهِ و ما لا يعْلمُون و ما لا يُطِيقُون و ما اُضْطُرُّوا إِليْهِ و الْحسدُ و الطِّيرةُ و التّفكُّرُ فِي الْوسْوسةِ فِي الْخلْقِ ما لمْ ينْطِقْ بِشفةٍ و لا لِسانٍ (1).

و قال ص لا يحْزنْ أحدُكُمْ أنْ تُرْفع عنْهُ الرُّؤْيا فإِنّهُ إِذا رسخ فِي الْعِلْمِ رُفِعتْ عنْهُ الرُّؤْيا.

و قال ص صِنْفانِ مِنْ أُمّتِي إِذا صلحا صلحتْ أُمّتِي و إِذا فسدا فسدتْ أُمّتِي قِيل يا رسُول اللّهِ و منْ هُمْ قال الْفُقهاءُ و الْأُمراءُ .

و قال ص أكْملُ النّاسِ عقْلاً أخْوفُهُمْ لِلّهِ و أطْوعُهُمْ لهُ و أنْقصُ النّاسِ عقْلاً أخْوفُهُمْ لِلسُّلْطانِ و أطْوعُهُمْ لهُ.

.


1- ..من أجله أي من عمره.

ص: 51

و قال ص ثلاثةٌ مُجالستُهُمْ تُمِيتُ الْقلْب الْجُلُوسُ مع الْأنْذالِ و الْحدِيثُ مع النِّساءِ و الْجُلُوسُ مع الْأغْنِياءِ1.

و قال ص إِذا غضِب اللّهُ على أُمّةٍ و لمْ يُنْزِلِ الْعذاب عليْهِمْ غلتْ أسْعارُها و قصُرتْ أعْمارُها و لمْ ترْبحْ تُجّارُها2 و لمْ تزْكُ ثِمارُها و لمْ تغْزُرْ أنْهارُها3 و حُبِس عنْها أمْطارُها و سُلِّط عليْها أشْرارُها.

و قال ص إِذا كثُر الزِّنا بعْدِي كثُر موْتُ الْفجْأةِ و إِذا طُفِّف الْمِكْيالُ أخذهُمُ اللّهُ بِالسِّنِين و النّقْصِ 4 و إِذا منعُوا الزّكاة منعتِ الْأرْضُ بركاتِها مِن الزّرْعِ و الثِّمارِ و الْمعادِنِ و إِذا جارُوا فِي الْحُكْمِ تعاونُوا على الظُّلْمِ و الْعُدْوانِ و إِذا نقضُوا الْعُهُود سلّط اللّهُ عليْهِمْ عدُوّهُمْ و إِذا قطعُوا الْأرْحام جُعِلتِ الْأمْوالُ فِي أيْدِي الْأشْرارِ و إِذا لمْ يأْمُرُوا بِالْمعْرُوفِ و لمْ ينْهوْا عنِ الْمُنْكرِ و لمْ يتّبِعُوا الْأخْيار مِنْ أهْلِ بيْتِي سلّط اللّهُ عليْهِمْ أشْرارهُمْ فيدْعُو عِنْد ذلِك خِيارُهُمْ فلا يُسْتجابُ لهُمْ.

و لمّا نزلتْ عليْهِ - لا تمُدّنّ عيْنيْك إِلى ما متّعْنا بِهِ أزْواجاً مِنْهُمْ (1)[1-9](15:88) إِلى آخِرِ الْآيةِ قال ص منْ لمْ يتعزّ بِعزاءِ اللّهِ اِنْقطعتْ نفْسُهُ حسراتٍ على الدُّنْيا(2) و منْ مدّ عيْنيْهِ إِلى ما فِي أيْدِي النّاسِ مِنْ دُنْياهُمْ طال حُزْنُهُ و سخِط ما قسم اللّهُ لهُ مِنْ رِزْقِهِ و تنغّص عليْهِ عيْشُهُ 7 و منْ لمْ ير أنّ لِلّهِ عليْهِ نِعْمةً إِلاّ فِي مطْعمٍ أوْ مشْربٍ فقدْ جهِل و كفر نِعم اللّهِ و ضلّ سعْيُهُ و دنا مِنْهُ عذابُهُ .

و قال ص لا يدْخُلُ الْجنّة إِلاّ منْ كان مُسْلِماً فقال أبُو ذرٍّ يا رسُول اللّهِ و ما الْإِسْلامُ فقال الْإِسْلامُ عُرْيانٌ و لِباسُهُ التّقْوى و شِعارُهُ الْهُدى و دِثارُهُ الْحياءُ(3) و مِلاكُهُ الْورعُ و كمالُهُ الدِّينُ و ثمرتُهُ الْعملُ الصّالِحُ و لِكُلِّ شيْ ءٍ أساسٌ و أساسُ الْإِسْلامِ حُبُّنا أهْل الْبيْتِ 9.

و قال ص منْ طلب رِضا مخْلُوقٍ بِسخطِ الْخالِقِ سلّط اللّهُ عزّ و جلّ عليْهِ ذلِك الْمخْلُوق.

و قال ص إِنّ اللّه خلق عبِيداً مِنْ خلْقِهِ لِحوائِجِ النّاسِ يرْغبُون فِي الْمعْرُوفِ و يعُدُّون الْجُوْد مجْداً و اللّهُ يُحِبُّ مكارِم الْأخْلاقِ.

و قال ص إِنّ لِلّهِ عِباداً يفْزعُ إِليْهِمُ النّاسُ فِي حوائِجِهِمْ أُولئِك هُمُ الْآمِنُون مِنْ عذابِ اللّهِ يوْم الْقِيامةِ .

و قال ص إِنّ الْمُؤْمِن يأْخُذُ بِأدبِ اللّهِ إِذا أوْسع اللّهُ عليْهِ اِتّسع و إِذا أمْسك عنْهُ أمْسك.

و قال ص يأْتِي على النّاسِ زمانٌ لا يُبالِي الرّجُلُ ما تلِف مِنْ دِينِهِ إِذا سلِمتْ لهُ دُنْياهُ.

.


1- ..و في بعض النسخ [و لم تربح تجارتها].
2- ..غزر الماء-بالضم-أى كثر.
3- ..سورة طه-131.

ص: 52

. .

ص: 53

و قال ص إِنّ اللّه جبل قُلُوب عِبادِهِ على حُبِّ منْ أحْسن إِليْها و بُغْضِ منْ أساء إِليْها.

و قال ص إِذا فعلتْ أُمّتِي خمْس عشْرة خصْلةً حلّ بِها الْبلاءُ قِيل يا رسُول اللّهِ ما هُنّ قال إِذا أخذُوا الْمغْنم دُولاً1 و الْأمانة مغْنماً و الزّكاة مغْرماً و أطاع الرّجُلُ زوْجتهُ و عقّ أُمّهُ و برّ صدِيقهُ و جفا أباهُ و اِرْتفعتِ الْأصْواتُ فِي الْمساجِدِ و أُكْرِم الرّجُلُ مخافة شرِّهِ و كان زعِيمُ الْقوْمِ أرْذلهُمْ و إِذا لُبِس الْحرِيرُ و شُرِبتِ الْخمْرُ و اُتُّخِذ الْقِيانُ و الْمعازِفُ 2 و لعن آخِرُ هذِهِ الْأُمّةِ أوّلها فلْيترقّبُوا بعْد ذلِك ثلاث خِصال رِيحاً حمْراء و مسْخاً و فسْخاً .

و قال ص الدُّنْيا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ و جنّةُ الْكافِرِ 3.

.

ص: 54

و قال ص يأْتِي على النّاسِ زمانٌ يكُونُ النّاسُ فِيهِ ذِئاباً فمنْ لمْ يكُنْ ذِئْباً أكلتْهُ الذِّئابُ.

و قال ص أقلُّ ما يكُونُ فِي آخِرِ الزّمانِ أخٌ يُوثقُ بِهِ أوْ دِرْهمٌ مِنْ حلالٍ 1.

و قال ص اِحْترِسُوا مِن النّاسِ بِسُوءِ الظّنِ 2.

و قال ص إِنّما يُدْركُ الْخيْرُ كُلُّهُ بِالْعقْلِ و لا دِين لِمنْ لا عقْل لهُ.

و أثْنى قوْمٌ بِحضْرتِهِ على رجُلٍ حتّى ذكرُوا جمِيع خِصالِ الْخيْرِ فقال رسُولُ اللّهِ ص كيْف عقْلُ الرّجُلِ فقالُوا يا رسُول اللّهِ نُخْبِرُك عنْهُ بِاجْتِهادِهِ فِي الْعِبادةِ و أصْنافِ الْخيْرِ تسْألُنا3 عنْ عقْلِهِ فقال ص إِنّ الْأحْمق يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أعْظم مِنْ فُجُورِ الْفاجِرِ و إِنّما يرْتفِعُ الْعِبادُ غداً فِي الدّرجاتِ و ينالُون الزُّلْفى مِنْ ربِّهِمْ على قدْرِ عُقُولِهِمْ .

و قال ص قسم اللّهُ الْعقْل ثلاثة أجْزاءٍ فمنْ كُنّ فِيهِ كمل عقْلُهُ و منْ لمْ يكُنّ فلا عقل لهُ حُسْنُ الْمعْرِفةِ بِاللّهِ و حُسْنُ الطّاعةِ لِلّهِ و حُسْنُ الصّبْرِ على أمْرِ اللّهِ.

و قدِم الْمدِينة رجُلٌ نصْرانِيٌ مِنْ أهْلِ نجْران و كان فِيهِ بيانٌ و لهُ وقارٌ و هيْبةٌ فقِيل يا رسُول اللّهِ ما أعْقل هذا النّصْرانِي فزجر الْقائِل و قال م4هْ إِنّ الْعاقِل منْ وحّد اللّه و عمِل بِطاعتِهِ .

.

ص: 55

و قال ص الْعِلْمُ خلِيلُ الْمُؤْمِنِ و الْحِلْمُ وزِيرُهُ و الْعقْلُ دلِيلُهُ و الْعملُ قيِّمُهُ و الصّبْرُ أمِيرُ جُنُودِهِ و الرِّفْقُ والِدُهُ و الْبِرُّ أخُوهُ و النّسبُ آدمُ

و الْحسبُ التّقْوى و الْمُرُوءةُ إِصْلاحُ الْمالِ (1).

و قال ص منْ تقدّمتْ إِليْهِ يدٌ كان عليْهِ مِن الْحقِّ أنْ يُكافِئ فإِنْ لمْ يفْعلْ فالثّناءُ فإِنْ لمْ يفْعلْ فقدْ كفر النِّعْمة.

و قال ص تصافحُوا فإِنّ التّصافُح يُذْهِبُ السّخِيمة(2).

و قال ص يُطْبعُ الْمُؤْمِنُ على كُلِّ خصْلةٍ و لا يُطْبعُ على الْكذِبِ و لا على الْخِيانةِ.

و قال ص إِنّ مِن الشِّعْرِ حُكْماً و رُوِي حِكْمةً(3) و إِنّ مِن الْبيانِ سِحْراً.

و قال ص لِأبِي ذرٍّ أيُّ عُرى الْإِيمانِ أوْثقُ قال اللّهُ و رسُولُهُ أعْلمُ فقال الْمُوالاةُ فِي اللّهِ و الْمُعاداةُ فِي اللّهِ و الْبُغْضُ فِي اللّهِ (4).

و قال ص مِنْ سعادةِ اِبْنِ آدم اِسْتِخارةُ(5) اللّهِ و رِضاهُ بِما قضى اللّهُ و مِنْ شِقْوةِ اِبْنِ آدم ترْكُهُ اِسْتِخارة اللّهِ و سخطُهُ بِما قضى اللّهُ (6).

و قال ص النّدمُ توْبةٌ.

.


1- ..أي لا يكون في آخر الزمان شي ء أقلّ منهما.
2- ..الاحتراس و التحرس:التحفظ من حرسه حرسا اي حفظه.
3- ..في بعض النسخ [تسأله ].
4- ..«مه»بالفتح-اسم فعل بمعنى انكفف.
5- ..قد مضى ذكر هذا الحديث مع اختلاف ما.
6- ..التصافح:المصافحة.و السخيمة:الضغينة و الحقد.

ص: 56

و قال ص ما آمن بِالْقُرْآنِ منِ اِسْتحلّ حرامهُ.

و قال لهُ رجُلٌ أوْصِنِي فقال ص اِحْفظِ لِسانك ثُمّ قال لهُ يا رسُول اللّهِ أوْصِنِي قال ص اِحْفظِ لِسانك ثُمّ قال يا رسُول اللّهِ أوْصِنِي فقال ويْحك و هلْ يكُبُّ النّاس على مناخِرِهِمْ فِي النّارِ إِلاّ حصائِدُ ألْسِنتِهِمْ (1) .

و قال ص صنائِعُ الْمعْرُوفِ تقِي مصارِع السّوْءِ و الصّدقةُ الْخفِيّةُ تُطْفِئُ غضب اللّهِ و صِلةُ الرّحِمِ زِيادةٌ فِي الْعُمُرِ و كُلُّ معْرُوفٍ صدقةٌ و أهْلُ الْمعْرُوفِ فِي الدُّنْيا هُمْ أهْلُ الْمعْرُوفِ فِي الْآخِرةِ و أهْلُ الْمُنْكرِ فِي الدُّنْيا هُمْ أهْلُ الْمُنْكرِ فِي الْآخِرةِ و أوّلُ منْ يدْخُلُ الْجنّة أهْلُ الْمعْرُوفِ 2.

و قال ص إِنّ اللّه يُحِبُّ إِذا أنْعم على عبْدٍ أنْ يرى أثر نِعْمتِهِ عليْهِ و يُبْغِضُ الْبُؤْس و التّبؤُّس.

و قال ص حُسْنُ الْمسْألةِ نِصْفُ الْعِلْمِ و الرِّفْقُ نِصْفُ الْعيْشِ.

و قال ص و يهْرمُ اِبْنُ آدم و تشِبُّ مِنْهُ اِثْنتانِ الْحِرْصُ و الْأملُ (2).

و قال ص الْحياءُ مِن الْإِيمانِ.

و قال ص إِذا كان يوْمُ الْقِيامةِ لمْ تزُلْ قدما عبْدٍ حتّى يُسْأل عنْ أرْبعٍ عنْ عُمُرِهِ فِيم أفْناهُ و عنْ شبابِهِ فِيم أبْلاهُ و عمّا اِكْتسبهُ مِنْ أيْن اِكْتسبهُ و فِيم أنْفقهُ و عنْ حُبِّنا أهْل الْبيْتِ (3) .

.


1- ..هذا قول المؤلّف.و الحكم بمعنى الحكمة كما في الآية «و آتيْناهُ الْحُكْم صبِيًّا»[6-9](19:12)
2- ..في بعض النسخ [استخارته ].
3- ..الشقوة:الشقاوة.و السخط:ضد الرضا.و سخط عليه أي غضب عليه.

ص: 57

و قال ص منْ عامل النّاس فلمْ يظْلِمْهُمْ و حدّثهُمْ فلمْ يكْذِبْهُمْ و وعدهُمْ فلمْ يُخْلِفْهُمْ فهُو مِمّنْ كملتْ مُرُوّتُهُ 1 و ظهْر عدالتُهُ و وجب أجْرُهُ و حرُمتْ غِيبتُهُ.

و قال ص الْمُؤْمِنُ حرامٌ كُلُّهُ عِرْضُهُ و مالُهُ و دمُهُ.

و قال ص صِلُوا أرْحامكُمْ و لوْ بِالسّلامِ.

و قال ص الْإِيمانُ عقْدٌ بِالْقلْبِ و قوْلٌ بِاللِّسانِ و عملٌ بِالْأرْكانِ.

و قال ص ليْس الْغِنى عنْ كثْرةِ الْعرضِ 2 و لكِنّ الْغِنى غِنى النّفْسِ.

و قال ص ترْكُ الشّرِّ صدقةٌ.

و قال ص أرْبعةٌ تلْزمُ كُلّ ذِي حِجًى و عقْلٍ مِنْ أُمّتِي (1) قِيل يا رسُول اللّهِ ما هُنّ قال اِسْتِماعُ الْعِلْمِ و حِفْظُهُ و نشْرُهُ و الْعملُ بِهِ .

و قال ص إِنّ مِن الْبيانِ سِحْراً و مِن الْعِلْمِ جهْلاً و مِن الْقوْلِ عِيّاً(2).

و قال ص السُّنّةُ سُنّتانِ سُنّةٌ فِي فرِيضةٍ الْأخْذُ بعْدِي بِها هُدًى و ترْكُها ضلالةٌ و سُنّةٌ فِي غيْرِ فرِيضةٍ الْأخْذُ بِها فضِيلةٌ و ترْكُها غيْرُ خطِيئةٍ.

و قال ص منْ أرْضى سُلْطاناً بِما يُسْخِطُ اللّه خرج مِنْ دِينِ اللّهِ.

و قال ص خيْرٌ مِن الْخيْرِ مُعْطِيهِ و شرٌّ مِن الشّرِّ فاعِلُهُ (3).

و قال ص منْ نقلهُ اللّهُ مِنْ ذُلِّ الْمعاصِي إِلى عِزِّ الطّاعةِ أغْناهُ بِلا مالٍ و أعزّهُ بِلا عشِيرةٍ و آنسهُ بِلا أنِيسٍ و منْ خاف اللّه أخافُ مِنْهُ كُلّ شيْ ءٍ و منْ لمْ يخفِ اللّه أخافهُ اللّهُ مِنْ كُلِّ شيْ ءٍ و منْ رضِي مِن اللّهِ بِالْيسِيرِ مِن الرِّزْقِ رضِي اللّهُ مِنْهُ بِالْيسِيرِ مِن الْعملِ و منْ لمْ يسْتحْيِ مِنْ طلبِ الْحلالِ مِن الْمعِيشةِ خفّتْ مئُونتُهُ و رخِي بالُهُ و نُعِّم عِيالُهُ و منْ زهِد فِي الدُّنْيا أثْبت اللّهُ الْحِكْمة فِي قلْبِهِ و أنْطق بِها لِسانهُ و بصّرهُ عُيُوب الدُّنْيا داءها و دواءها و أخْرجهُ مِن الدُّنْيا سالِماً إِلى دارِ الْقرارِ.

و قال ص أقِيلُوا ذوِي الْهناةِ عثراتِهِمْ (4).

و قال ص الزُّهْدُ فِي الدُّنْيا قصْرُ الْأملِ و شُكْرُ كُلِّ نِعْمةٍ و الْورعُ عنْ كُلِّ ما حرّم اللّهُ.

و قال ص لا تعْملْ شيْئاً مِن الْخيْرِ رِئاءً و لا تدعْهُ حياءً.

و قال ص إِنّما أخافُ على أُمّتِي ثلاثاً شُحّاً مُطاعاً و هوًى مُتّبعاً و إِماماً ضلالاً(5) ضالاًّ .

و قال ص منْ كثُر همُّهُ سقِم بدنُهُ و منْ ساء خُلُقُهُ عذّب نفْسهُ و منْ لاحى الرِّجال ذهبتْ مُرُوّتُهُ و كرامتُهُ.

و قال ص ألا إِنّ شرّ أُمّتِي الّذِين يُكْرمُون مخافة شرِّهِمْ ألا و منْ أكْرمهُ النّاسُ اِتِّقاء شرِّهِ فليْس مِنِّي.

و قال ص منْ أصْبح مِنْ أُمّتِي و هِمّتُهُ غيْرُ اللّهِ فليْس مِن اللّهِ و منْ لمْ يهْتمّ بِأُمُورِ الْمُؤْمِنِين فليْس مِنْهُمْ و منْ أقرّ بِالذُّلِّ طائِعاً فليْس مِنّا أهْل الْبيْتِ 8 .

.


1- ..يعني ان ابن آدم إذا كبر و ضعفت غرائزه و خلقته قوى فيه الحرص و الامل.
2- ..السؤال عن المحبّة لانّها أساس الإسلام و الدين.و قد مضى بيانه-ص 52-
3- ..المروة أصله المروءة.قليت الهمزة واوا و ادغمت.
4- ..العرض-محركة-المتاع،و السلعة.
5- ..الحجى بالكسر و القصر:العقل و الفطنة.

ص: 58

. .

ص: 59

-و كتب ص إِلى مُعاذٍ يُعزِّيهِ بِابْنِهِ (1) مِنْ مُحمّدٍ رسُولِ اللّهِ إِلى مُعاذِ بْنِ جبلٍ سلامٌ عليْك فإِنِّي أحْمدُ اللّه الّذِي لا إِله إِلاّ هُو أمّا بعْدُ فقدْ بلغنِي جزعُك على ولدِك الّذِي قضى اللّهُ عليْهِ و إِنّما كان اِبْنُك مِنْ مواهِبِ اللّهِ الْهنِيئةِ2 و عوارِيهِ الْمُسْتوْدعةِ عِنْدك فمتّعك اللّهُ بِهِ إِلى أجلٍ و قبضهُ لِوقْتٍ معْلُومٍ ف إِنّا لِلّهِ و إِنّا إِليْهِ راجِعُون [6-11](2:156) لا يحْبِطنّ جزعُك أجْرك و لوْ قدِمْت على ثوابِ مُصِيبتِك لعلِمْت أنّ الْمُصِيبة قدْ قصُرتْ لِعظِيمِ ما أعدّ اللّهُ عليْها مِن الثّوابِ لِأهْلِ التّسْلِيمِ و الصّبْرِ و اِعْلمْ أنّ الْجزع لا يرُدُّ ميِّتاً و لا يدْفعُ قدراً فأحْسِنِ الْعزاء و تنجّزِ الْموْعُود فلا يذْهبنّ أسفُك على ما لازِمٌ لك و لِجمِيعِ الْخلْقِ نازِلٌ بِقدرِهِ و السّلامُ عليْك و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ .

و قال ص مِنْ أشْراطِ السّاعةِ كثْرةُ الْقُرّاءِ و قِلّةُ الْفُقهاءِ و كثْرةُ الْأُمراءِ و قِلّةُ الْأُمناءِ و كثْرةُ الْمطرِ و قِلّةُ النّباتِ.

و قال ص أبْلِغُونِي حاجة منْ لا يسْتطِيعُ إِبْلاغِي حاجتهُ فإِنّهُ منْ أبْلغ سُلْطاناً حاجة منْ لا يسْتطِيعُ إِبْلاغها ثبّت اللّهُ قدميْهِ على الصِّراطِ يوْم الْقِيامةِ(2) .

و قال ص غرِيبتانِ كلِمةُ حُكْمٍ مِنْ سفِيهٍ فاقْبلُوها و كلِمةُ سفهٍ مِنْ حكِيمٍ فاغْفِرُوها.

و قال ص لِلْكسْلانِ ثلاثُ علاماتٍ يتوانى حتّى يُفرِّط و يُفرِّطُ حتّى يُضيِّع و يُضيِّعُ حتّى يأْثم.

و قال ص منْ لا يسْتحْيِ مِن الْحلالِ نفع نفْسهُ و خفّتْ مئُونتُهُ و نفى عنْهُ الْكِبْر و منْ رضِي مِن اللّهِ بِالْيسِيرِ مِن الرِّزْقِ رضِي اللّهُ مِنْهُ 4 بِالْقلِيلِ مِن الْعملِ و منْ يرْغبْ فِي الدُّنْيا فطال فِيها أملُهُ أعْمى اللّهُ قلْبهُ على قدْرِ رغْبتِهِ فِيها و منْ زهِد فِيها فقصّر فِيها أملهُ أعْطاهُ اللّهُ عِلْماً بِغيْرِ تعلُّمٍ و هُدًى بِغيْرِ هِدايةٍ فأذْهب 5 عنْهُ الْعمى و جعلهُ بصِيراً ألا إِنّهُ سيكُونُ بعْدِي أقْوامٌ لا يسْتقِيمُ لهُمُ الْمُلْكُ إِلاّ بِالْقتْلِ و التّجبُّرِ و لا يسْتقِيمُ لهُمُ الْغِنى إِلاّ بِالْبُخْلِ و لا تسْتقِيمُ لهُمُ الْمحبّةُ فِي النّاسِ إِلاّ بِاتِّباعِ الْهوى و التيْسِيرِ فِي الدِّينِ (3) ألا فمنْ أدْرك ذلِك فصبر على الْفقْرِ و هُو يقْدِرُ على الْغِنى و صبر على الذُّلِّ و هُو يقْدِرُ على الْعِزِّ و صبر على الْبغْضاءِ فِي النّاسِ و هُو يقْدِرُ على الْمحبّةِ لا يُرِيدُ بِذلِك إِلاّ وجْه اللّهِ و الدّار الْآخِرة أعْطاهُ اللّهُ ثواب خمْسِين صِدِّيقاً.

و قال ص إِيّاكُمْ و تخشُّع النِّفاقِ و هُو أنْ يُرى الْجسدُ خاشِعاً و الْقلْبُ ليْس بِخاشِعٍ.

و قال ص الْمُحْسِنُ الْمذْمُومُ مرْحُومٌ.

و قال ص اِقْبلُوا الْكرامة و أفْضلُ الْكرامةِ الطِّيبُ أخفُّهُ حمْلاً و أطْيبُهُ رِيحاً.

و قال ص إِنّما تكُونُ الصّنِيعةُ إِلى ذِي دِينٍ أوْ ذِي حسبٍ 7 و جِهادُ الضُّعفاءِ الْحجُّ و جِهادُ الْمرْأةِ حُسْنُ التّبعُّلِ لِزوْجِها و التّودُّدُ نِصْفُ الدِّينِ و ما عال اِمْرُؤٌ قطُّ على اِقْتِصادٍ و اِسْتنْزِلُوا الرِّزْق (4) بِالصّدقةِ أبى اللّهُ أنْ يجْعل رِزْق عِبادِهِ الْمُؤْمِنِين مِنْ حيْثُ يحْتسِبُون (5).

و قال ص لا يبْلُغُ عبْدٌ أنْ يكُون مِن الْمُتّقِين حتّى يدع ما لا بأْس بِهِ حذراً لِما بِهِ الْبأْسُ.

.


1- ..و في نهج البلاغة.«فاعل الخير خير منه و فاعل الشرّ شرّ منه».
2- ..كذا.
3- ..المواهب جمع الموهبة:العطية،الشي ء الموهوب.و الهنيئة:ما تيسّر من غير مشقّة.
4- ..في بعض النسخ [عنه ].
5- ..في بعض النسخ [و أذهب ].

ص: 60

. .

ص: 61

باب ما روي عن أمير المؤمنين ع .أي المسامحة و المماطلة في أمر الدين.

خطبته ع في إخلاص التوحيد

باب ما روي عن أمير المؤمنين ع (1)و روي عن أمير المؤمنين الوصي المرتضى علي بن أبي طالب ص في طوال هذه المعاني على أننا لو استغرقنا جميع ما وصل إلينا من خطبه و كلامه في التوحيد خاصة دون ما سواه من المعاني لكان مثل جميع هذا الكتاب و لكننا ابتدأنا الرواية عنه بخطبة واحدة في التوحيد وقع الاقتصار عليها ثم ذكرنا بعدها ما اقتضاه الكتاب مقتصرين مما ورد عنه في هذه المعاني على ما غرب منها و أجمع على تفضيله الخاص و العام و فيه مقنع إن شاء الله تعالى

خطبته ع في إخلاص التوحيدإِنّ أوّل عِبادةِ اللّهِ معْرِفتُهُ و أصْل معْرِفتِهِ توْحِيدُهُ و نِظام توْحِيدِهِ نفْيُ الصِّفاتِ عنْهُ 2 لِشهادةِ الْعُقُولِ أنّ كُلّ صِفةٍ و موْصُوفٍ مخْلُوقٌ و شهادةِ كُلِّ مخْلُوقٍ أنّ لهُ خالِقاً ليْس بِصِفةٍ و لا موْصُوفٍ و شهادةِ كُلِّ صِفةٍ و موْصُوفٍ بِالاِقْتِرانِ و شهادةِ الاِقْتِرانِ بِالْحدثِ و شهادةِ الْحدثِ بِالاِمْتِناعِ مِن الْأزلِ الْمُمْتنِعِ مِنْ حدثِهِ (2) فليْس اللّه عرف منْ عرف ذاتهُ (3) و لا لهُ وحّد منْ نهّاهُ (4) و لا بِهِ صدّق منْ مثّلهُ و لا حقِيقتهُ أصاب منْ شبّههُ-و لا إِيّاهُ أراد منْ توهّمهُ و لا لهُ وحّد منِ اِكْتنههُ 6 و لا بِهِ آمن منْ جعل لهُ نِهايةً و لا صمدهُ منْ أشار إِليْهِ 7 و لا إِيّاهُ عنى منْ حدّهُ و لا لهُ تذلّل منْ بعّضهُ (5) كُلُّ قائِمٍ بِنفْسِهِ مصْنُوعٌ (6) و كُلُّ موْجُودٍ فِي سِواهُ معْلُولٌ- بِصُنْعِ اللّهِ يُسْتدلُّ عليْهِ و بِالْعُقُولِ تُعْتقدُ معْرِفتُهُ و بِالْفِكْرةِ تثْبُتُ حُجّتُهُ و بِآياتِهِ اِحْتجّ على خلْقِهِ 10 خلق اللّهُ الْخلْق فعلّق حِجاباً بيْنهُ و بيْنهُمْ فبِمُباينتِهِ إِيّاهُمْ مُفارقتُهُ إِنِّيّتهُمْ (7)-و إِيداؤُهُ إِيّاهُمْ شاهِدٌ على ألاّ أداة فِيهِ لِشهادةِ الْأدواتِ بِفاقةِ الْمُؤدِّين و اِبْتِداؤُهُ إِيّاهُمْ دلِيلٌ على ألاّ اِبْتِداء لهُ لِعجْزِ كُلِّ مُبْتدإٍ عنْ إِبْداءِ غيْرِهِ أسْماؤُهُ تعْبِيرٌ و أفْعالُهُ تفْهِيمٌ و ذاتُهُ حقِيقةٌ و كُنْهُهُ تفْرِقةٌ بيْنهُ و بيْن خلْقِهِ قدْ جهِل اللّه منِ اِسْتوْصفهُ و تعدّاهُ منْ مثّلهُ و أخْطأهُ منِ اِكْتنههُ (8) فمنْ قال أيْن فقدْ بوّأهُ و منْ قال فِيم فقدْ ضمّنهُ و منْ قال إِلام فقدْ نهّاهُ و منْ قال لِم فقدْ علّلهُ 13 و منْ قال كيْف فقدْ شبّههُ و منْ قال إِذْ فقدْ وقّتهُ و منْ قال حتّى فقدْ غيّاهُ و منْ غيّاهُ 14 فقدْ جزّأهُ و منْ جزّأهُ فقدْ وصفهُ و منْ وصفهُ فقدْ ألْحد فِيهِ و منْ بعّضهُ فقدْ عدل عنْهُ لا يتغيّرُ اللّهُ بِتغْيِيرِ الْمخْلُوقِ كما لا يتحدّدُ بِتحْدِيدِ الْمحْدُودِ أحدٌ لا بِتأْوِيلِ عددٍ صمدٌ لا بِتبْعِيضِ بددٍ15 باطِنٌ لا بِمُداخلةٍ ظاهِرٌ لا بِمُزايلةٍ مُتجلٍّ لا بِاشْتِمالِ رُؤْيةٍ لطِيفٌ لا بِتجسُّمٍ فاعِلٌ لا بِاضْطِرابِ حركةٍ مُقدِّرٌ لا بِجوْلِ فِكْرةٍ مُدبِّرٌ لا بِحركةٍ سمِيعٌ لا بِآلةٍ بصِيرٌ لا بِأداةٍ قرِيبٌ لا بِمُداناةٍ بعِيدٌ لا بِمسافةٍ موْجُودٌ لا بعْد عدمٍ لا تصْحبُهُ الْأوْقاتُ و لا تتضمّنُهُ الْأماكِنُ و لا تأْخُذُهُ السِّناتُ 16 و لا تحُدُّهُ الصِّفاتُ و لا تُقيِّدُهُ الْأدواتُ سبق الْأوْقات كوْنُهُ و الْعدم وُجُودُهُ و الاِبْتِداء أزلُهُ (9) بِتشْعِيرِهِ الْمشاعِر عُلِم أنْ لا مشْعر لهُ- و بِتجْهِيرِهِ الْجواهِر عُلِم أنْ لا جوْهر لهُ و بِإِنْشائِهِ الْبرايا عُلِم أنْ لا مُنْشِئ لهُ و بِمُضادّتِهِ بيْن الْأُمُورِ عُرِف أنْ لا ضِدّ لهُ و بِمُقارنتِهِ بيْن الْأشْياءِ عُلِم أنْ لا قرِين لهُ (10) ضادّ النُّور بِالظُّلْمةِ و الصّرْد بِالْحرُورِ19 مُؤلِّفاًبيْن مُتعادِياتِها20 مُتقارِباً بيْن مُتبايِناتِها دالّةً بِتفْرِيقِها على مُفرِّقِها و بِتأْلِيفِها على مُؤلِّفِها جعلها سُبْحانهُ دلائِل على رُبُوبِيّتِهِ و شواهِد على غيْبتِهِ و نواطِق عنْ حِكْمتِهِ إِذْ ينْطِقُ تكوُّنُهُنّ عنْ حدثِهِنّ و يُخْبِرْن بِوُجُودِهِنّ عنْ عدمِهِنّ و يُنْبِئْن بِتنْقِيلِهِنّ عنْ زوالِهِنّ و يُعْلِنّ بِأُفُولِهِنّ أنْ لا أُفُول لِخالِقِهِنّ و ذلِك قوْلُهُ جلّ ثناؤُهُ- و مِنْ كُلِّ شيْ ءٍ خلقْنا زوْجيْنِ لعلّكُمْ تذكّرُون 21[1-8](51:49) ففرّق بيْن هاتيْنِ قبْلٍ و بعْدٍ لِيُعْلم أنْ لا قبْل لهُ و لا بعْد شاهِدةً بِغرائِزِها أنْ لا غرِيزة لِمُغرِّزِها22 دالّةً بِتفاوُتِها أنْ لا تفاوُت فِي مُفاوِتِها مُخْبِرةً بِتوْقِيتِها أنْ لا وقْت لِمُوقِّتِها حجب بعْضها عنْ بعْضٍ لِيُعْلم أنْ لا حِجاب بيْنهُ و بيْنها ثبت لهُ معْنى الرُّبُوبِيّةِ إِذْ لا مرْبُوب و حقِيقةُ الْإِلهِيّةِ و لا مأْلُوه (11) و تأْوِيلُ السّمْعِ و لا مسْمُوع و معْنى الْعِلْمِ و لا معْلُوم و وُجُوبُ الْقُدْرةِ و لا مقْدُور عليْهِ ليْس مُذْ خلق الْخلْق اِسْتحقّ اِسْم الْخالِقِ و لا بِإِحْداثِهِ الْبرايا اِسْتحقّ اِسْم الْبارِئِ (12) فرّقها لا مِنْ شيْ ءٍ و ألّفها لا بِشيْ ءٍ و قدّرها لا بِاهْتِمامٍ لا تقعُ الْأوْهامُ على كُنْهِهِ و لا تُحِيطُ الْأفْهامُ بِذاتِهِ لا تفُوتُهُ متى 25و لا تُدْنِيهِ قدْ و لا تحْجُبُهُ لعلّ و لا تُقارِنُهُ مع و لا تشْتمِلُهُ هُو إِنّما تحُدُّ الْأدواتُ أنْفُسها و تُشِيرُ الْآلةُ إِلى نظائِرِها و فِي الْأشْياءِ تُوجدُ أفْعالُها و عنِ الْفاقةِ تُخْبِرُ الْأداةُ و عنِ الضِّدِ يُخْبِرُ التّضادُّ و إِلى شِبْهِهِ يئُولُ الشّبِيهُ و مع الْأحْداثِ أوْقاتُها و بِالْأسْماءِ تفْترِقُ صِفاتُها و مِنْها فُصِّلتْ قرائِنُها و إِليْها آلتْ أحْداثُها26 منعتْها مُذُ الْقِدْمة و حمتْها قدُ الْأزلِيّة و نفتْ عنْها لوْلا الْجبْرِيّة اِفْترقتْ فدلّتْ على مُفرِّقِها و تباينتْ فأعْربتْ عنْ مُبايِنِها بِها تجلّى صانِعُها لِلْعُقُولِ و بِها اِحْتجب عنِ الرُّؤْيةِ و إِليْها تحاكم الْأوْهامُ و فِيها أُثْبِتتِ الْعِبْرةُ و مِنْها أُنِيط الدّلِيلُ بِالْعُقُولِ يُعْتقدُ التّصْدِيقُ بِاللّهِ و بِالْإِقْرارِ يكْمُلُ الْإِيمانُ 27-لا دِين إِلاّ بِمعْرِفةٍ و لا معْرِفة إِلاّ بِتصْدِيقٍ و لا تصْدِيق إِلاّ بِتجْرِيدِ التّوْحِيدِ و لا توْحِيد إِلاّ بِالْإِخْلاصِ و لا إِخْلاص مع التّشْبِيهِ و لا نفْي مع إِثْباتِ الصِّفاتِ و لا تجْرِيد إِلاّ بِاسْتِقْصاءِ النّفْيِ كُلِّهِ إِثْباتُ بعْضِ التّشْبِيهِ يُوجِبُ الْكُلّ و لا يسْتوْجِبُ كُلُّ التّوْحِيدِ بِبعْضِ النّفْيِ دُون الْكُلِّ و الْإِقْرارُ نفْيُ الْإِنْكارِ و لا يُنالُ الْإِخْلاصُ بِشيْ ءٍ مِن الْإِنْكارِ كُلُّ موْجُودٍ فِي الْخلْقِ لا يُوجدُ فِي خالِقِهِ و كُلُّ ما يُمْكِنُ فِيهِ يمْتنِعُ فِي صانِعِهِ لا تجْرِي عليْهِ الْحركةُ و لا يُمْكِنُ فِيهِ التّجْزِئةُ و لا الاِتِّصالُ و كيْف يجْرِي عليْهِ ما هُو أجْراهُ أوْ يعُودُ إِليْهِ ما هُو اِبْتدأهُ أوْ يحْدُثُ فِيهِ ما هُو أحْدثهُ إِذاً لتفاوتتْ ذاتُهُ و لتجزّأ كُنْهُهُ و لامْتنع مِن الْأزلِ معْناهُ و لما كان لِلْأزلِ معْنًى إِلاّ معْنى الْحدثِ و لا لِلْبارِئِ إِلاّ معْنى الْمبْرُوءِ28 لوْ كان لهُ وراءٌ لكان لهُ أمامٌ و لوِ اِلْتمس التّمام إِذاً لزِمهُ النُّقْصانُ و كيْف يسْتحِقُّ اِسْم الْأزلِ منْ لا يمْتنِعُ مِن الْحدثِ و كيْف يسْتأْهِلُ الدّوام منْ تنْقُلُهُ الْأحْوالُ و الْأعْوامُ و كيْف يُنْشِئُ الْأشْياء منْ لا يمْتنِعُ مِن الْأشْياءِ29 إِذاً لقامتْ فِيهِ آلةُ الْمصْنُوعِ و لتحوّل دلِيلاً بعْد أنْ كان مدْلُولاً عليْهِ و لاقْترنتْ صِفاتُهُ بِصِفاِت ما دُونهُ ليْس فِي مُحالِ الْقوْلِ حُجّةٌ و لا فِي الْمسْألةِ عنْها جوابٌ 30 هذا مُخْتصرٌ مِنْها31.

.


1- ..أي المسامحة و المماطلة في أمر الدين.
2- ..في بعض النسخ [و استزادوا الرزق ].
3- ..قال اللّه تعالى «و منْ يتّقِ اللّه يجْعلْ لهُ مخْرجاً `و يرْزُقْهُ مِنْ حيْثُ لا يحْتسِبُ»[28-40](65:2-3) سورة الطلاق:3.
4- ..العنوان زائد منّا و لم يكن في النسخ.
5- ..أي المعرفة بالتشبيه.
6- ..أي جعل له حدا و نهاية.
7- ..أي لا قصد نحوه من أشار إليه بإشارة حسّية او الأعمّ منها و من الوهمية و العقليّة.
8- ..أي حكم بأن له أجزاء و أبعاضا.
9- ..في بعض النسخ [اعله ]و هو تصحيف و لعله من النسّاخ.
10- ..أي جعل لبقائه غاية و نهاية.
11- ..الصرد:البرد.فارسى معرب.
12- ..المتعاديات كالعناصر المختلفة.

ص: 62

. .

ص: 63

. .

ص: 64

. .

ص: 65

. .

ص: 66

. .

ص: 67

. .

ص: 68

كتابه إلى ابنه الحسن ع

وصيته لابنه الحسين ع

كتابه إلى ابنه الحسن ع,2-مِن الْوالِدِ الْفانِ الْمُقِرِّ لِلزّمانِ 1 الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ الْمُسْتسْلِمِ لِلدّهْرِ الذّامِّ لِلدُّنْيا السّاكِنِ مساكِن الْموْتى الظّاعِنِ عنْها إِليْهِمْ غداً إِلى الْموْلُودِ الْمُؤمِّلِ ما لا يُدْرِكُ (1) السّالِكِ سبِيل منْ قدْ هلك غرضِ الْأسْقامِ و رهِينةِ الْأيّامِ و رمِيّةِ الْمصائِبِ 3 و عبْدِ الدُّنْيا و تاجِرِ الْغُرُورِ و غرِيمِ الْمنايا و أسِيرِ الْموْتِ و حلِيفِ الْهُمُومِ و قرِينِ الْأحْزانِ و نُصُبِ الْآفاتِ و صرِيعِ الشّهواتِ و خلِيفةِ الْأمْواتِ 4 أمّا بعْدُ فإِنّ فِيما تبيّنْتُ مِنْ إِدْبارِ الدُّنْيا عنِّي و جُمُوحِ الدّهْرِ عليّ و إِقْبالِ الْآخِرةِ إِليّ ما يزعُنِي عنْ ذِكْرِ منْ سِواي 5 و الاِهْتِمامِ بِما ورائِي غيْر أنّهُ حيْثُ تفرّد بِي دُون هُمُومِ النّاسِ همُّ نفْسِي فصدفنِي رأْيِي و صرفنِي هواي و صرّح لِي محْضُ أمْرِي فأفْضى بِي إِلى جِدٍّ لا يكُونُ فِيهِ لعِبٌ و صِدْقٍ لا يشُوبُهُ كذِبٌ (2) و وجدْتُك بعْضِي بلْ وجدْتُك كُلِّي حتّى كأنّ شيْئاً لوْ أصابك أصابنِي و كأنّ الْموْت لوْ أتاك أتانِي فعنانِي مِنْ أمْرِك ما يعْنِينِي مِنْ أمْرِ نفْسِي فكتبْتُ إِليْك كِتابِي هذا مُسْتظْهِراً بِهِ إِنْ أنا بقِيتُ لك أوْ فنِيتُ (3) فإِنِّي أُوصِيك بِتقْوى اللّهِ أيْ بُني و لُزُومِ أمْرِهِ و عِمارةِ قلْبِك بِذِكْرِهِ و الاِعْتِصامِ بِحبْلِهِ و أيُّ سببٍ أوْثقُ مِنْ سببٍ بيْنك و بيْن اللّهِ إِنْ أنْت أخذْت بِهِ أحْيِ قلْبك بِالْموْعِظةِ و موِّتْهُ بِالزُّهْدِ و قوِّهِ بِالْيقِينِ و ذلِّلْهُ بِالْموْتِ 8 و قرِّرْهُ بِالْفناءِ و بصِّرْهُ فجائِع الدُّنْيا(4) و حذِّرْهُ صوْلة الدّهْرِ و فُحْش تقلُّبِ اللّيالِي و الْأيّامِ 10 و اِعْرِضْ عليْهِ أخْبار الْماضِين و ذكِّرْهُ بِما أصاب منْ كان قبْلهُ و سِرْ فِي بِلادِهِمْ و آثارِهِمْ و اُنْظُرْ ما فعلُوا و أيْن حلُّوا و عمّا اِنْتقلُوا فإِنّك تجِدُهُمُ اِنْتقلُوا عنِ الْأحِبّةِ و حلُّوا دار الْغُرْبةِ و نادِ فِي دِيارِهِمْ أيّتُها الدِّيارُ الْخالِيةُ أيْن أهْلُكِ ثُمّ قِفْ على قُبُورِهِمْ فقُلْ أيّتُها الْأجْسادُ الْبالِيةُ و الْأعْضاءُ الْمُتفرِّقةُ كيْف وجدْتُمُ الدّار الّتِي أنْتُمْ بِها أيْ بُني و كأنّك عنْ قلِيلٍ قدْ صِرْت كأحدِهِمْ فأصْلِحْ مثْواك و لا تبِعْ آخِرتك بِدُنْياك و دعِ الْقوْل فِيما لا تعْرِفُ و الْخِطاب فِيما لا تُكلّفُ و أمْسِكْ عنْ طرِيقٍ إِذا خِفْت ضلالهُ فإِنّ الْكفّ عنْ حيْرةِ الضّلالةِ خيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأهْوالِ و أْمُرْ بِالْمعْرُوفِ تكُنْ مِنْ أهْلِهِ و أنْكِرِ الْمُنْكر بِلِسانِك و يدِك و بايِنْ منْ فعلهُ بِجُهْدِك و جاهِدْ فِي اللّهِ حقّ جِهادِهِ [3-6](22:78) و لا تأْخُذْك فِي اللّهِ لوْمةُ لائِمٍ و خُضِ الْغمراتِ إِلى الْحقِّ حيْثُ كان 11 و تفقّهْ فِي الدِّينِ و عوِّدْ نفْسك التّصبُّر(5) و ألْجِئْ نفْسك فِي الْأُمُورِ كُلِّها إِلى إِلهِك فإِنّك تُلْجِئُها إِلى كهْفٍ حرِيزٍ13 و مانِعٍ عزِيزٍ و أخْلِصْ فِي الْمسْألةِ لِربِّك فإِنّ بِيدِهِ الْعطاء و الْحِرْمان و أكْثِرِ الاِسْتِخارة(6) و تفهّمْ وصِيّتِي و لا تذْهبنّ عنْها صفْح(7)اً فإِنّ خيْر الْقوْلِ ما نفع-و اِعْلمْ أنّهُ لا خيْر فِي عِلْمٍ لا ينْفعُ و لا يُنْتفعُ بِعِلْمٍ حِين لا يُقالُ بِهِ 16 أيْ بُني إِنِّي لمّا رأيْتُك قدْ بلغْت سِنّاً(8) و رأيْتُنِي أزْدادُ وهْناً بادرْتُ بِوصِيّتِي إِيّاك خِصالاً مِنْهُنّ أنْ يعْجل بِي أجلِي (9) دُون أنْ أُفْضِي إِليْك بِما فِي نفْسِي أوْ أُنْقص فِي رأْيِي كما نُقِصْتُ فِي جِسْمِي أوْ يسْبِقنِي إِليْك بعْضُ غلباتِ الْهوى و فِتنِ الدُّنْيا فتكُون كالصّعْبِ النّفُورِ(10) و إِنّما قلْبُ الْحدثِ كالْأرْضِ الْخالِيةِ ما أُلْقِي فِيها مِنْ شيْ ءٍ قبِلتْهُ فبادرْتُك بِالْأدبِ قبْل أنْ يقْسُو قلْبُك و يشْتغِل لُبُّك لِتسْتقْبِل بِجِدِّ رأْيِك مِن الْأمْرِ ما قدْ كفاك أهْلُ التّجارِبِ بُغْيتهُ و تجْرِبتهُ 20 فتكُون قدْ كُفِيت مئُونة الطّلبِ و عُوفِيت مِنْ عِلاجِ التّجْرِبةِ فأتاك مِنْ ذلِك ما قدْ كُنّا نأْتِيهِ و اِسْتبان لك مِنْهُ ما رُبّما أظْلم عليْنا فِيهِ (11) أيْ بُني إِنِّي و إِنْ لمْ أكُنْ عُمِّرْتُ عُمُر منْ كان قبْلِي فقدْ نظرْتُ فِي أعْمالِهِمْ و فكّرْتُ فِي أخْبارِهِمْ و سِرْتُ فِي آثارِهِمْ حتّى عُدْتُ كأحدِهِمْ بلْ كأنِّي بِما اِنْتهى إِليّ مِنْ أُمُورِهِمْ قدْ عُمِّرْتُ مع أوّلِهِمْ إِلى آخِرِهِمْ فعرفْتُ صفْو ذلِك مِنْ كدرِهِ و نفْعهُ مِنْ ضرِّهِ فاسْتخْلصْتُ لك مِنْ كُلِّ أمْرٍ نخِيلهُ و توخّيْتُ لك جمِيلهُ (12) و صرفْتُ عنْك مجْهُولهُ و رأيْتُ حيْثُ عنانِي مِنْ أمْرِك ما يعْنِي الْوالِد الشّفِيق و أجْمعْتُ عليْهِ 23 مِنْ أدبِك أنْ يكُون ذلِك و أنْت مُقْبِلٌ بيْن ذِي النّقِيّةِ و النِّيّةِ و أنْ أبْدأك بِتعْلِيمِ كِتابِ اللّهِ 24 و تأْوِيلِهِ و شرائِعِ الْإِسْلامِ و أحْكامِهِ و حلالِهِ و حرامِهِ لا أُجاوِزُ ذلِك بِك إِلى غيْرِهِ ثُمّ أشْفقْتُ أنْ يلْبِسك ما اِخْتلف النّاسُ فِيهِ مِنْ أهْوائِهِمْ مِثْل الّذِي لبسهُمْ 25 و كان إِحْكامُ ذلِك لك على ما كرِهْتُ مِنْ تنْبِيهِك لهُ أحبّ إِليّ مِنْ إِسْلامِك إِلى أمْرٍ لا آمنُ عليْك فِيهِ الْهلكة(13) و رجوْتُ أنْ يُوفِّقك اللّهُ فِيهِ لِرُشْدِك و أنْ يهْدِيك لِقصْدِك فعهِدْتُ إِليْك وصِيّتِي هذِهِ و أُحْكِمُ اِعْلمْ مع ذلِك أيْ بُني أنّ أحبّ ما أنْت آخِذٌ بِهِ إِليّ مِنْ وصِيّتِي تقْوى اللّهِ و الاِقْتِصارُ على ما اِفْترض عليْك و الْأخْذُ بِما مضى عليْهِ الْأوّلُون مِنْ آبائِك و الصّالِحُون مِنْ أهْلِ مِلّتِك فإِنّهُمْ لمْ يدعُوا أنّ ينْظُرُوا لِأنْفُسِهِمْ كما أنْت ناظِرٌ و فكّرُوا كما أنْت مُفكِّرٌ ثُمّ ردّهُمْ آخِرُ ذلِك إِلى الْأخْذِ بِما عرفُوا و الْإِمْساكِ عمّا لمْ يُكلّفُوا فإِنْ أبتْ نفْسُك أنْ تقْبل ذلِك دُون أنْ تعْلم كما كانُوا علِمُوا فلْيكُنْ طلبُك ذلِك بِتفهُّمٍ و تعلُّمٍ لا بِتورُّطِ الشُّبُهاتِ و عُلقِ الْخُصُوماتِ و اِبْدأْ قبْل نظرِك فِي ذلِك بِالاِسْتِعانةِ بِإِلهِك عليْهِ و الرّغْبةِ إِليْهِ فِي توْفِيقِك و ترْكِ كُلِّ شائِبةٍ أدْخلتْ عليْك شُبْهةً27 و أسْلمتْك إِلى ضلالةٍ و إِذا أنْت أيْقنْت أنْ قدْ صفا لك قلْبُك فخشع و تمّ رأْيُك فاجْتمع و كان همُّك فِي ذلِك همّاً واحِداً فانْظُرْ فِيما فسّرْتُ لك و إِنْ أنْت لمْ يجْتمِعْ لك ما تُحِبُّ مِنْ نفْسِك مِنْ فراغِ 28 فِكْرِك و نظرِك فاعْلمْ أنّك إِنّما تخْبِطُ خبْط الْعشْواءِ(14) و ليْس طالِبُ الدِّينِ منْ خبط و لا خلط و الْإِمْساكُ عِنْد ذلِك أمْثلُ 30- و إِنّ أوّل ما أبْدأُ بِهِ مِنْ ذلِك و آخِرهُ أنِّي أحْمدُ إِليْك إِلهِي و إِلهك و إِله آبائِك الْأوّلِين و الْآخِرِين و ربّ منْ فِي السّماواتِ و الْأرضِين بِما هُو أهْلُهُ و كما هُو أهْلُهُ و كما يُحِبُّ و ينْبغِي و نسْألُهُ أنْ يُصلِّي عنّا على نبِيِّنا ص و على أهْلِ بيْتِهِ و على أنْبِياءِ اللّهِ و رُسُلِهِ بِصلاةِ جمِيعِ منْ صلّى عليْهِ مِنْ خلْقِهِ و أنْ يُتِمّ نِعمهُ عليْنا فِيما وفّقنا لهُ مِنْ مسْألتِهِ بِالْإِجابةِ لنا فإِنّ بِنِعْمتِهِ تتِمُّ الصّالِحاتُ فتفهّمْ أيْ بُني وصِيّتِي و اِعْلمْ أنّ مالِك الْموْتِ هُو مالِكُ الْحياةِ و أنّ الْخالِق هُو الْمُمِيتُ و أنّ الْمُفْنِي هُو الْمُعِيدُ و أنّ الْمُبْتلِي هُو الْمُعافِي و أنّ الدُّنْيا لمْ تكُنْ لِتسْتقِيم إِلاّ على ما خلقها اللّهُ تبارك و تعالى عليْهِ مِن النّعْماءِ و الاِبْتِلاءِ و الْجزاءِ فِي الْمعادِ أوْ ما شاء مِمّا لا نعْلمُ فإِنْ أشْكل عليْك شيْ ءٌ مِنْ ذلِك فاحْمِلْهُ على جهالتِك بِهِ فإِنّك أوّل ما خُلِقْت خُلِقْت جاهِلاً ثُمّ عُلِّمْت و ما أكْثر ما تجْهلُ مِن الْأمْرِ و يتحيّرُ فِيهِ رأْيُك و يضِلُّ فِيهِ بصرُك ثُمّ تُبْصِرُهُ بعْد ذلِك فاعْتصِمْ بِالّذِي خلقك و رزقك و سوّاك و لْيكُنْ لهُ تعمُّدُك (15) و إِليْهِ رغْبتُك و مِنْهُ شفقتُك و اِعْلمْ يا بُني أنّ أحداً لمْ يُنْبِئْ عنِ اللّهِ تبارك و تعالى كما أنْبأ عنْهُ نبِيُّنا ص فارْض بِهِ رائِداً(16) و إِلى النّجاةِ قائِداً فإِنِّي لمْ آلُك نصِيحةً33 و إِنّك لمْ تبْلُغْ فِي النّظرِ لِنفْسِك و إِنِ اِجْتهدْت مبْلغ نظرِي لك و اِعْلمْ يا بُني أنّهُ لوْ كان لِربِّك شرِيكٌ لأتتْك رُسُلُهُ و لرأيْت آثار مُلْكِهِ و سُلْطانِهِ و لعرفْت صِفتهُ و فِعالهُ و لكِنّهُ إِلهٌ واحِدٌ كما وصف نفْسهُ لا يُضادُّهُ فِي ذلِك أحدٌ و لا يُحاجُّهُ و أنّهُ خالِقُ كُلِّ شيْ ءٍ[8-10](6:102) و أنّهُ أجلُّ مِنْ أنْ يُثْبِت لِرُبُوبِيّتِهِ بِالْإِحاطةِ قلْبٌ أوْ بصرٌ(17) و إِذا أنْت عرفْت ذلِك فافْعلْ كما ينْبغِي لِمِثْلِك فِي صِغرِ خطرِك و قِلّةِ مقْدُرتِك و عِظمِ حاجتِك إِليْهِ أنْ يفْعل مِثْلهُ فِي طلبِ طاعتِهِ و الرّهْبةِ لهُ و الشّفقةِ مِنْ سُخْطِهِ فإِنّهُ لمْ يأْمُرْك إِلاّ بِحسنٍ و لمْ ينْهك إِلاّ عنْ قبِيحٍ أيْ بُني إِنِّي قدْ أنْبأْتُك عنِ الدُّنْيا و حالِها و زوالِها و اِنْتِقالِها بِأهْلِها و أنْبأْتُك عنِ الْآخِرةِ و ما أُعِدّ لِأهْلِها فِيها و ضربْتُ لك فِيهِما الْأمْثال إِنّما مثلُ منْ أبْصر الدُّنْيا كمثلِ قوْمٍ سفْرٍ نبا بِهِمْ منْزِلٌ جدْبٌ فأمُّوا منْزِلاً خصِيباً و جناباً مرِيعاً فاحْتملُوا وعْثاء الطّرِيقِ (18) و فِراق الصّدِيقِ و خُشُونة السّفرِ فِي الطّعامِ و الْمنامِ 36 لِيأْتُوا سعة دارِهِمْ و منْزِل قرارِهِمْ فليْس يجِدُون لِشيْ ءٍ مِنْ ذلِك ألماً و لا يروْن نفقةً مغْرماً و لا شيْئاً أحبّ إِليْهِمْ مِمّا قرّبهُمْ مِنْ منْزِلِهِمْ و مثلُ منِ اِغْترّ بِها كمثلِ قوْمٍ كانُوا بِمنْزِلٍ خِصْبٍ فنبا بِهِمْ إِلى منْزِلٍ جدْبٍ فليْس شيْ ءٌ أكْره إِليْهِمْ و لا أهْول لديْهِمْ مِنْ مُفارقةِ ما هُمْ فِيهِ إِلى ما يهْجُمُون عليْهِ (19) و يصِيرُون إِليْهِ و قرعْتُك بِأنْواعِ الْجهالاتِ لِئلاّ تعُدّ نفْسك عالِماً فإِنْ ورد عليْك شيْ ءٌ تعْرِفُهُ أكْبرْت ذلِك فإِنّ الْعالِم منْ عرف أنّ ما يعْلمُ فِيما لا يعْلمُ قلِيلٌ فعدّ نفْسهُ بِذلِك جاهِلاً فازْداد بِما عرف مِنْ ذلِك فِي طلبِ الْعِلْمِ اِجْتِهاداً فما يزالُ لِلْعِلْمِ طالِباً و فِيهِ راغِباً و لهُ مُسْتفِيداً و لِأهْلِهِ خاشِعاً مُهْتمّاً و لِلصّمْتِ لازِماً و لِلْخطإِ حاذِراً و مِنْهُ مُسْتحْيِياً و إِنْ ورد عليْهِ ما لا يعْرِفُ لمْ يُنْكِرْ ذلِك لِما قرّر بِهِ نفْسهُ مِن الْجهالةِ و إِنّ الْجاهِل منْ عدّ نفْسهُ بِما جهِل مِنْ معْرِفةِ الْعِلْمِ عالِماً و بِرأْيِهِ مُكْتفِياً فما يزالُ لِلْعُلماءِ مُباعِداً و عليْهِمُ زارِياً و لِمنْ خالفهُ مُخطِّئاً و لِما لمْ يعْرِفْ مِن الْأُمُورِ مُضلِّلاً فإِذا ورد عليْهِ مِن الْأُمُورِ ما لمْ يعْرِفْهُ أنْكرهُ و كذّب بِهِ و قال بِجهالتِهِ ما أعْرِفُ هذا و ما أراهُ كان و ما أظُنُّ أنْ يكُون و أنّى كان و ذلِك لِثِقتِهِ بِرأْيِهِ و قِلّةِ معْرِفتِهِ بِجهالتِهِ فما ينْفكُّ بِما يرى مِمّا يلْتبِسُ عليْهِ رأْيهُ مِمّا لا يعْرِفُ لِلْجهْلِ مُسْتفِيداً و لِلْحقِّ مُنْكِراً و فِي الْجهالةِ مُتحيِّراً و عنْ طلبِ الْعِلْمِ مُسْتكْبِراً أيْ بُني تفهّمْ وصِيّتِي و اِجْعلْ نفْسك مِيزاناً فِيما بيْنك و بيْن غيْرِك فأحْبِبْ لِغيْرِك ما تُحِبُّ لِنفْسِك و اِكْرهْ لهُ ما تكْرهُ لِنفْسِك و لا تظْلِمْ كما لا تُحِبُّ أنْ تُظْلم و أحْسِنْ كما تُحِبُّ أنْ يُحْسن إِليْك و اِسْتقْبِحْ مِنْ نفْسِك ما تسْتقْبِحُ مِنْ غيْرِك و اِرْض مِن النّاسِ لك ما ترْضى بِهِ لهُمْ مِنْك (20) و لا تقُلْ بِما لا تعْلمُ بلْ لا تقُلْ كُلّ ما تعْلمُ و لا تقُلْ ما لا تُحِبُّ أنْ يُقال لك و اِعْلمْ أنّ الْإِعْجاب ضِدُّ الصّوابِ و آفةُ الْألْبابِ (21) فإِذا أنْت هُدِيت لِقصْدِك فكُنْ أخْشع ما تكُونُ لِربِّك و اِعْلمْ أنّ أمامك طرِيقاً ذا مشقّةٍ بعِيدةٍ و أهْوالٍ شدِيدةٍ و أنّهُ لا غِنى بِك فِيهِ عنْ حُسْنِ الاِرْتِيادِ40 و قدْرِ بلاغِك مِن الزّادِ(22) مع خِفّةِ الظّهْرِ فلا تحْمِلنّ على ظهْرِك فوْق بلاغِك فيكُون ثِقْلاً و وبالاً عليْك و إِذا وجدْت مِنْ أهْلِ الْحاجةِ منْ يحْمِلُ لك زادك فيُوافِيك بِهِ حيْثُ تحْتاجُ إِليْهِ فاغْتنِمْهُ و اِغْتنِمْ منِ اِسْتقْرضك (23) فِي حالِ غِناك و اِجْعلْ وقْت قضائِك فِي يوْمِ عُسْرتِك (24) و اِعْلمْ أنّ أمامك عقبةً كئُوداً لا محالة مُهْبِطاً بِك على جنّةٍ أوْ على نارٍ الْمُخِفُ فِيها أحْسنُ حالاً مِن الْمُثْقِلِ (25) فارْتدْ لِنفْسِك قبْل نُزُولِك (26) و اِعْلمْ أنّ الّذِي بِيدِهِ ملكُوتُ خزائِنِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ قدْ أذِن بِدُعائِك و تكفّل بِإِجابتِك و أمرك أنْ تسْألهُ لِيُعْطِيك و هُو رحِيمٌ لمْ يجْعلْ بيْنك و بيْنهُ ترْجُماناً و لمْ يحْجُبْك عنْهُ و لمْ يُلْجِئْك إِلى منْ يشْفعُ إِليْهِ لك و لمْ يمْنعْك إِنْ أسأْت التّوْبة46 و لمْ يُعيِّرْك بِالْإِنابةِ و لمْ يُعاجِلْك بِالنّقِمةِ و لمْ يفْضحْك حيْثُ تعرّضْت لِلْفضِيحةِ و لمْ يُناقِشْك بِالْجرِيمةِ و لمْ يُؤْيِسْك مِن الرّحْمةِ و لمْ يُشدِّدْ عليْك فِي التّوْبةِ فجعل النُّزُوع عنِ الذّنْبِ حسنةً(27) و حسب سيِّئتك واحِدةً و حسب حسنتك عشْراً و فتح لك باب الْمتابِ و الاِسْتِئْنافِ 48 فمتى شِئْت سمِع نِداءك و نجْواك فأفْضيْت إِليْهِ بِحاجتِك (28) و أنْبأْتهُ عنْ ذاتِ نفْسِك و شكوْت إِليْهِ هُمُومك و اِسْتعنْتهُ على أُمُورِك و ناجيْتهُ بِما تسْتخْفِي بِهِ مِن الْخلْقِ مِنْ سِرِّك 50 ثُمّ جعل بِيدِك مفاتِيح خزائِنِهِ فألْحِحْ (29) فِي الْمسْألةِ يفْتحْ لك باب الرّحْمةِ بِما أذِن لك فِيهِ مِنْ مسْألتِهِ فمتى شِئْت اِسْتفْتحْت بِالدُّعاءِ أبْواب خزائِنِهِ فألْحِحْ و لا يُقنِّطْك إِنْ أبْطأتْ عنْك الْإِجابةُ فإِنّ الْعطِيّة على قدْرِ الْمسْألةِ و رُبّما أُخِّرتْ عنْك الْإِجابةُ لِيكُون أطْول لِلْمسْألةِ و أجْزل لِلْعطِيّةِ و رُبّما سألْت الشّيْ ء فلمْ تُؤْتاهُ و أُوتِيت خيْراً مِنْهُ عاجِلاً و آجِلاً أوْ صُرِف عنْك لِما هُو خيْرٌ لك فلرُبّ أمْرٍ قدْ طلبْتهُ فِيهِ هلاكُ دِينِك لوْ أُوتِيتهُ و لْتكُنْ مسْألتُك فِيما يعْنِيك مِمّا يبْقى لك جمالُهُ أوْ يُنْفى عنْك وبالُهُ و الْمالُ لا يبْقى لك و لا تبْقى لهُ فإِنّهُ يُوشِكُ أنْ ترى عاقِبة أمْرِك حسناً أوْ سيِّئاً أوْ يعْفُو الْعفُوُّ الْكرِيمُ.و اِعْلمْ أنّك خُلِقْت لِلْآخِرةِ لا لِلدُّنْيا و لِلْفناءِ لا لِلْبقاءِ و لِلْموْتِ لا لِلْحياةِ و أنّك فِي منْزِلِ قُلْعةٍ و دارِ بُلْغةٍ(30) و طرِيقٍ إِلى الْآخِرةِ و أنّك طرِيدُ الْموْتِ الّذِي لا ينْجُو مِنْهُ هارِبُهُ و لا بُدّ أنّهُ يُدْرِكُك يوْماً فكُنْ مِنْهُ على حذرٍ أنْ يُدْرِكك على حالِ سيِّئةٍ قدْ كُنْت تُحدِّثُ نفْسك فِيها بِالتّوْبةِ فيحُول بيْنك و بيْن ذلِك فإِذا أنْت قدْ أهْلكْت نفْسك أيْ بُني أكْثِرْ ذِكْر الْموْتِ و ذِكْر ما تهْجُمُ عليْهِ و تُفْضِي بعْد الْموْتِ إِليْهِ و اِجْعلْهُ أمامك حتّى يأْتِيك و قدْ أخذْت مِنْهُ حِذْرك (31) و لا يأْخُذك على غِرّتِك و أكْثِرْ ذِكْر الْآخِرةِ و ما فِيها مِن النّعِيمِ و الْعذابِ الْألِيمِ فإِنّ ذلِك يُزهِّدُك فِي الدُّنْيا و يُصغِّرُها عِنْدك و قدْ نبّأك اللّهُ عنْها و نعتْ لك نفْسها(32)(33) و كشفتْ عنْ مساوِيها فإِيّاك أنْ تغْترّ بِما ترى مِنْ إِخْلادِ أهْلِها إِليْها و تكالُبِهِمْ عليْها56 و إِنّما أهْلُها كِلابٌ عاوِيةٌ و سِباعٌ ضارِيةٌ يهِرُّ بعْضُها على بعْضٍ (34) يأْكُلُ عزِيزُها ذلِيلها و كبِيرُها صغِيرها قدْ أضلّتْ أهْلها عنْ قصْدِ السّبِيلِ و سلكتْ بِهِمْ طرِيق الْعمى (35) و أخذتْ بِأبْصارِهِمْ عنْ منْهجِ الصّوابِ فتاهُوا فِي حيْرتِها(36) و غرِقُوا فِي فِتْنتِها و اِتّخذُوها ربّاً فلعِبتْ بِهِمْ و لعِبُوا بِها و نسُوا ما وراءها- فإِيّاك يا بُني أنْ تكُون قدْ شانتْهُ كثْرةُ عُيُوبِها(37) نعمٌ مُعقّلةٌ و أُخْرى مُهْملةٌ-قدْ أضلّتْ عُقُولها(38) و ركِبتْ مجْهُولها سُرُوحُ عاهةٍ بِوادٍ وعْثٍ (39) ليْس لها راعٍ يُقِيمُها63 رُويْداً حتّى يُسْفِر الظّلامُ (40) كأنْ قدْ وردتِ الظّعِينةُ65 يُوشِكُ منْ أسْرع أنْ يئُوب و اِعْلمْ أنّ منْ كانتْ مطِيّتُهُ اللّيْل و النّهار(41) فإِنّهُ يُسارُ بِهِ و إِنْ كان لا يسِيرُ أبى اللّهُ إِلاّ خراب الدُّنْيا67 و عِمارة الْآخِرةِ أيْ بُني فإِنْ تزْهدْ فِيما زهّدك اللّهُ فِيهِ مِن الدُّنْيا و تعْزِفْ نفْسك عنْها فهِي أهْلُ ذلِك و إِنْ كُنْت غيْر قابِلٍ نصِيحتِي إِيّاك فِيها فاعْلمْ يقِيناً أنّك لنْ تبْلُغ أملك و لنْ تعْدُو أجلك و أنّك فِي سبِيلِ منْ كان قبْلك فاخْفِضْ فِي الطّلبِ 68 و أجْمِلْ فِي الْمُكْتسبِ فإِنّهُ رُبّ طلبٍ قدْ جرّ إِلى حربٍ (42) و ليْس كُلُّ طالِبٍ بِناجٍ و كُلُّ مُجْمِلٍ بِمُحْتاجٍ و أكْرِمْ نفْسك عنْ كُلِّ دنِيّةٍ و إِنْ ساقتْك إِلى رغْبةٍ فإِنّك لنْ تعْتاض بِما تبْذُلُ مِنْ نفْسِك عِوضاً(43) و لا تكُنْ عبْد غيْرِك و قدْ جعلك اللّهُ حُرّاً و ما خيْرُ خيْرٍ لا يُنالُ إِلاّ بِشرٍّو يُسْرٍ لا يُنالُ إِلاّ بِعُسْرٍ71 و إِيّاك أنْ تُوجِف بِك مطايا الطّمعِ 72 فتُورِدك مناهِل الْهلكةِ و إِنِ اِسْتطعْت أنْ لا يكُون بيْنك و بيْن اللّهِ ذُو نِعْمةٍ فافْعلْ فإِنّك مُدْرِكٌ قِسْمك و آخِذٌ سهْمك و إِنّ الْيسِير مِن اللّهِ تبارك و تعالى أكْثرُ و أعْظمُ مِن الْكثِيرِ مِنْ خلْقِهِ و إِنْ كان كُلٌّ مِنْهُ و لوْ نظرْت و لِلّهِ الْمثلُ الْأعْلى فِيما تطْلُبُ مِن الْمُلُوكِ و منْ دُونهُمْ مِن السّفِلةِ لعرفْت أنّ لك فِي يسِيرِ ما تُصِيبُ مِن الْمُلُوكِ اِفْتِخاراً و أنّ عليْك فِي كثِيرِ ما تُصِيبُ مِن الدُّناةِ عاراً73 فاقْتصِدْ فِي أمْرِك تُحْمدْ مغبّةُ عملِك 74 إِنّك لسْت بائِعاً شيْئاً مِنْ دِينِك و عِرْضِك بِثمنٍ و الْمغْبُونُ منْ غُبِن نصِيبهُ مِن اللّهِ فخُذْ مِن الدُّنْيا ما أتاك و اُتْرُكْ ما تولّى فإِنْ أنْت لمْ تفْعلْ فأجْمِلْ فِي الطّلبِ و إِيّاك و مُقاربة منْ رهِبْتهُ على دِينِك و باعِدِ السُّلْطان و لا تأْمنْ خُدع Cالشّيْطانِ 75Cو تقُولُ متى أرى ما أُنْكِرُ نزعْتُ فإِنّهُ كذا هلك منْ كان قبْلك مِنْ أهْلِ الْقِبْلةِ و قدْ أيْقنُوا بِالْمعادِ فلوْ سُمْت بعْضهُمْ بيْع آخِرتِهِ بِالدُّنْيا لمْ يطِبْ بِذلِك نفْساً(44) ثُمّ قدْ يتخبّلُهُ Cالشّيْطانُ Cبِخدْعِهِ و مكْرِهِ حتّى يُورِّطهُ فِي هلكتِهِ بِعرضٍ مِن الدُّنْيا حقِيرٍ(45)-و ينْقُلهُ مِنْ شرٍّ إِلى شرٍّ حتّى يُؤْيِسهُ مِنْ رحْمةِ اللّهِ و يُدْخِلهُ فِي الْقُنُوطِ فيجِدُ الْوجْه إِلى ما خالف الْإِسْلام و أحْكامهُ فإِنْ أبتْ نفْسُك إِلاّ حُبّ الدُّنْيا و قُرْب السُّلْطانِ فخالفْت ما نهيْتُك عنْهُ بِما فِيهِ رُشْدُك فامْلِكْ عليْك لِسانك فإِنّهُ لا ثِقة لِلْمُلُوكِ عِنْد الْغضبِ (46) و لا تسْألْ عنْ أخْبارِهِمْ و لا تنْطِقْ عِنْد إِسْرارِهِمْ و لا تدْخُلْ فِيما بيْنك و بيْنهُمْ و فِي الصّمْتِ السّلامةُ مِن النّدامةِ و تلافِيك ما فرط مِنْ صمْتِك أيْسرُ مِنْ إِدْراكِك ما فات مِنْ منْطِقِك 79 و حِفْظُ ما فِي الْوِعاءِ بِشدِّ الْوِكاءِ و حِفْظُ ما فِي يديْك أحبُّ إِليّ مِنْ طلبِ ما فِي يدِ غيْرِك و لا تُحدِّثْ إِلاّ عنْ ثِقةٍ80 فتكُون كاذِباً و الْكذِبُ ذُلٌّ و حُسْنُ التّدْبِيرِ مع الْكفافِ أكْفى لك مِن الْكثِيرِ مع الْإِسْرافِ (47) و حُزْنُ الْيأْسِ 82 خيْرٌ مِن الطّلبِ إِلى النّاسِ و الْعِفّةُ مع الْحِرْفةِ خيْرٌ مِنْ سُرُورٍ مع فُجُورٍ(48) و الْمرْءُ أحْفظُ لِسِرِّهِ (49) و رُبّ ساعٍ فِيما يضُرُّهُ (50) منْ أكْثر أهْجر(51) و منْ تفكّر أبْصر و مِنْ خيْرِ حظِّ اِمْرِئٍ قرِينٌ صالِحٌ فقارِنْ أهْل الْخيْرِ تكُنْ مِنْهُمْ و بايِنْ أهْل الشّرِّ تبِنْ عنْهُمْ 87 و لا يغْلِبنّ عليْك سُوءُ الظّنِّ فإِنّهُ لا يدعُ بيْنك و بيْن خلِيلٍ صُلْحاً و قدْ يُقالُ مِن الْحزْمِ سُوءُ الظّنِّ بِئْس الطّعامُ الْحرامُ و ظُلْمُ الضّعِيفِ أفْحشُ الظُّلْمِ و الْفاحِشةُ كاسْمِها التّصبُّرُ على الْمكْرُوهِ نقْصٌ لِلْقلْبِ [يعْصِمُ الْقلْب ] و إِنْ كان الرِّفْقُ خُرْقاً كان الْخُرْقُ رِفْقاً(52) و رُبّما كان الدّواءُ داءً و الدّاءُ دواءً و رُبّما نصح غيْرُ النّاصِحِ و غشّ الْمُسْتنْصحُ (53) و إِيّاك و الاِتِّكال على الْمُنى فإِنّها بضائِعُ النّوْكى (54) و تثبُّطٌ عنْ خيْرِ الْآخِرةِ و الدُّنْيا ذكِّ قلْبك بِالْأدبِ كما تُذكّى النّارُ بِالْحطبِ و لا تكُنْ كحاطِبِ اللّيْلِ و غُثاءِ السّيْلِ 91 و كُفْرُ النِّعْمةِ لُؤْمٌ و صُحْبةُ الْجاهِلِ شُؤْمٌ و الْعقْلُ حِفْظُ التّجارِبِ و خيْرُ ما جرّبْت ما وعظك و مِن الْكرمِ لِينُ الشِّيمِ (55) بادِرِ الْفُرْصة قبْل أنْ تكُون غُصّةً مِن الْحزْمِ الْعزْمُ مِنْ سببِ الْحِرْمانِ التّوانِي ليْس كُلُّ طالِبٍ يُصِيبُ و لا كُلُّ راكِبٍ يئُوبُ و مِن الْفسادِ إِضاعةُ الزّادِ و لِكُلِّ أمْرٍ عاقِبةٌ رُبّ يسِيرٍ أنْمى مِنْ كثِيرٍ سوْف يأْتِيك ما قُدِّر لك التّاجِرُ مُخاطِرٌ93 و لا خيْر فِي مُعِينٍ مهِينٍ مُهِينٍ لا تبِيتنّ مِنْ أمْرٍ على غررٍ(56) منْ حلُم ساد و منْ تفهّم اِزْداد و لِقاءُ أهْلِ الْخيْرِ عِمارةُ الْقُلُوبِ ساهِلِ الدّهْر ما ذلّ لك قعُودُهُ (57) و إِيّاك أنْ تجْمح 96 بِك مطِيّةُ اللّجاجِ و إِنْ قارفْت سيِّئةً فعجِّلْ محْوها بِالتّوْبةِ و لا تخُنْ منِ اِئْتمنك و إِنْ خانك و لا تُذِعْ سِرّهُ و إِنْ أذاعهُ و لا تُخاطِرْ بِشيْ ءٍ رجاء أكْثر مِنْهُ و اُطْلُبْ فإِنّهُ يأْتِيك ما قُسِم لك خُذْ بِالْفضْلِ و أحْسِنِ الْبذْل و قُلْ لِلنّاسِ حُسْناً[23-24](2:83) و أيُّ كلِمةِ حُكْمٍ جامِعةٍ أنْ تُحِبّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنفْسِك و تكْره لهُمْ ما تكْرهُ لها إِنّك قلّ ما تسْلمُ مِمّنْ تسرّعْت إِليْهِ أنْ تنْدم أوْ تتفضّل عليْهِ و اِعْلمْ أنّ مِن الْكرمِ الْوفاء بِالذِّممِ و الدّفْع عنِ الْحُرُمِ (58) و الصُّدُودُ آيةُ الْمقْتِ و كثْرةُ الْعِللِ آيةُ الْبُخْلِ و لبعْضُ إِمْساكِك عنْ أخِيك مع لُطْفٍ خيْرٌ مِنْ بذْلٍ مع جنفٍ 98و مِن التّكرُّمِ صِلةُ الرّحِمِ 99 و منْ يرْجُوك أوْ يثِقُ بِصِلتِك إِذا قطعْت قرابتك و التّحْرِيمُ وجْهُ الْقطِيعةِ اِحْمِلْ نفْسك مع أخِيك عِنْد صرْمِهِ على الصِّلةِ100 و عِنْد صُدُودِهِ على اللُّطْفِ و الْمسْألةِ و عِنْد جُمُودِهِ على الْبذْلِ و عِنْد تباعُدِهِ على الدُّنُوِّ و عِنْد شِدّتِهِ على اللِّينِ و عِنْد جُرْمِهِ على الاِعْتِذارِ حتّى كأنّك لهُ عبْدٌ و كأنّهُ ذُو نِعْمةٍ عليْك و إِيّاك أنْ تضع ذلِك فِي غيْرِ موْضِعِهِ و أنْ تفْعلهُ بِغيْرِ أهْلِهِ لا تتّخِذنّ عدُوّ صدِيقِك صدِيقاً فتُعادِي صدِيقك و لا تعْملْ بِالْخدِيعةِ فإِنّها خُلُقُ اللِّئامِ و اِمْحضْ أخاك النّصِيحة حسنةً كانتْ أوْ قبِيحةً و ساعِدْهُ على كُلِّ حالٍ و زُلْ معهُ حيْثُ زال و لا تطْلُبنّ مُجازاة أخِيك و لوْ حثاالتُّراب بِفِيك 101 و خُذْ على عدُوِّك بِالْفضْلِ فإِنّهُ أحْرى لِلظّفرِ102 و تسْلمُ مِن النّاسِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ و تجرُّعِ الْغيْظِ فإِنِّي لمْ أر جُرْعةً أحْلى مِنْها عاقِبةً و لا ألذّ مغبّةً103 و لا تصْرِمْ أخاك على اِرْتِيابٍ و لا تقْطعْهُ دُون اِسْتِعْتابٍ (59) و لِنْ لِمنْ غالظك فإِنّهُ يُوشِكُ أنْ يلِين لك ما أقْبح الْقطِيعة بعْد الصِّلةِ و الْجفاء بعْد الْإِخاءِ و الْعداوة بعْد الْمودّةِ و الْخِيانة لِمنِ اِئْتمنك و خُلْف الظّنِّ لِمنِ اِرْتجاك و الْغدْر بِمنِ اِسْتأْمن إِليْك فإِنْ أنْت غلبتْك قطِيعةُ أخِيك فاسْتبْقِ لها مِنْ نفْسِك بقِيّةً يرْجِعُ إِليْها إِنْ بدا ذلِك لهُ يوْماً ما(60) و منْ ظنّ بِك خيْراً فصدِّقْ ظنّهُ 106 و لا تُضِيعنّ حقّ أخِيك اِتِّكالاً على ما بيْنك و بيْنهُ فإِنّهُ ليْس لك بِأخٍ منْ أضعْت حقّهُ و لا يكُنْ أهْلُك أشْقى الْخلْقِ بِك و لا ترْغبنّ فِيمنْ زهِد فِيك و لا تزْهدنّ فِيمنْ رغِب إِليْك إِذا كان لِلْخُلْطةِ موْضِعاً و لا يكُوننّ أخُوك أقْوى على قطِيعتِك مِنْك على صِلتِهِ (61) و لا تكُوننّ على الْإِساءةِ أقْوى مِنْك على الْإِحْسانِ و لا على الْبُخْلِ أقْوى مِنْك على الْبذْلِ و لا على التّقْصِيرِ أقْوى مِنْك على الْفضْلِ و لا يكْبُرنّ عليْك ظُلْمُ منْ ظلمك فإِنّهُ إِنّما يسْعى فِي مضرّتِهِ و نفْعِك و ليْس جزاءُ منْ سرّك أنْ تسُوءهُ و الرِّزْقُ رِزْقانِ رِزْقٌ تطْلُبُهُ و رِزْقٌ يطْلُبُك فإِنْ لمْ تأْتِهِ أتاك (62)-و اِعْلمْ أيْ بُني أنّ الدّهْر ذُو صُرُوفٍ (63) فلا تكُوننّ مِمّنْ تشْتدُّ لائِمتُهُ و يقِلُّ عِنْد النّاسِ عُذْرُهُ ما أقْبح الْخُضُوع عِنْد الْحاجةِ و الْجفاء عِنْد الْغِنى- إِنّما لك مِنْ دُنْياك ما أصْلحْت بِهِ مثْواك 110 فأنْفِقْ فِي حقٍّ و لا تكُنْ خازِناً لِغيْرِك و إِنْ كُنْت جازِعاً على ما تفلّت مِنْ يديْك فاجْزعْ على كُلِّ ما لمْ يصِلْ إِليْك 111 و اِسْتدْلِلْ على ما لمْ يكُنْ بِما كان فإِنّما الْأُمُورُ أشْباهٌ و لا تكْفُرنّ ذا نِعْمةٍ112 فإِنّ كُفْر النِّعْمةِ مِنْ ألْأمِ الْكُفْرِ و اِقْبلِ الْعُذْر و لا تكُوننّ مِمّنْ لا ينْتفِعُ مِن الْعِظةِ إِلاّ بِما لزِمهُ 113 فإِنّ الْعاقِل ينْتفِعُ بِالْأدبِ و الْبهائِم لا تتّعِظُ إِلاّ بِالضّرْبِ اِعْرِفِ الْحقّ لِمنْ عرفهُ لك رفِيعاً كان أوْ وضِيعاً و اِطْرحْ عنْك وارِداتِ الْهُمُومِ بِعزائِمِ الصّبْرِ و حُسْنِ الْيقِينِ 114 منْ ترك الْقصْد جار(64) و نِعْم حظُّ الْمرْءِ الْقناعةُ و مِنْ شرِّ ما صحِب الْمرْء الْحسدُ و فِي الْقُنُوطِ التّفْرِيطُ و الشُّحُّ يجْلِبُ الْملامة و الصّاحِبُ مُناسِبٌ (65) و الصّدِيقُ منْ صدق غيْبُهُ (66) و الْهوى شرِيكُ الْعمى (67) و مِن التّوْفِيقِ الْوُقُوفُ عِنْد الْحيْرةِ و نِعْم طارِدِ الْهمِّ الْيقِينُ و عاقِبةُ الْكذِبِ الذّمُّ و فِي الصِّدْقِ السّلامةُ و عاقِبةُ الْكذِبِ شرُّ عاقِبةٍ رُبّ بعِيدٍ أقْربُ مِنْ قرِيبٍ و قرِيبٍ أبْعدُ مِنْ بعِيدٍ و الْغرِيبُ منْ لمْ يكُنْ لهُ حبِيبٌ لا يُعْدِمْك مِنْ حبِيبٍ سُوءُ ظنٍ و منْ حمى طنى 119 و منْ تعدّى الْحقّ ضاق مذْهبُهُ و منِ اِقْتصر على قدْرِهِ كان أبْقى لهُ نِعْم الْخُلُقُ التّكرُّمُ (68) و ألْأمُ اللُّؤْمِ الْبغْيُ عِنْد الْقُدْرةِ و الْحياءُ سببٌ إِلى كُلِّ جمِيلٍ و أوْثقُ الْعُرى التّقْوى و أوْثقُ سببٍ أخذْت بِهِ سببٌ بيْنك و بيْن اللّهِ و منّك منْ أعْتبك 121 و الْإِفْراطُ فِي الْملامةِ يشُبُّ نِيران اللّجاجِ و كمْ مِنْ دنِفٍ قدْ نجا122 و صحِيحٍ قدْ هوى و قدْ يكُونُ الْيأْسُ إِدْراكاً إِذا كان الطّمعُ هلاكاً(69) و ليْس كُلُّ عوْرةٍ تُظْهرُ و لا كُلُّ فرِيضةٍ تُصابُ و رُبّما أخْطأ الْبصِيرُ قصْدهُ و أصاب الْأعْمى رُشْدهُ ليْس كُلُّ منْ طلب وجد و لا كُلُّ منْ توقّى نجا124 أخِّرِ الشّرّ فإِنّك إِذا شِئْت تعجّلْتهُ 125 و أحْسِنْ إِنْ أحْببْت أنْ يُحْسن إِليْك و اِحْتمِلْ أخاك على ما فِيهِ و لا تُكْثِرِ الْعِتاب فإِنّهُ يُورِثُ الضّغِينة و يُجرُّ إِلى الْبِغْضةِ(70)و اِسْتعْتِبْ منْ رجوْت إِعْتابهُ (71) و قطِيعةُ الْجاهِلِ تعْدِلُ صِلة الْعاقِلِ و مِن الْكرمِ منْعُ الْحزْمِ (72) منْ كابر الزّمان عطِب و منْ يُنْقمْ عليْهِ غضِب (73) ما أقْرب النّقِمة مِنْ أهْلِ الْبغْيِ و أخْلقُ بِمنْ غدر ألاّ يُوفى لهُ (74).زلّةُ الْمُتوقِّي أشدُّ زلّةٍ و عِلّةُ الْكذِبِ أقْبحُ علّةٍ و الْفسادُ يُبِيرُ الْكثِير131 و الاِقْتِصادُ يُثْمِرُ الْيسِير و الْقِلّةُ ذِلّةٌ و بِرُّ الْوالِديْنِ مِنْ كرمِ الطّبِيعةِ(75) و الزّللُ مع الْعجلِ و لا خيْر فِي لذّةٍ تُعْقِبُ ندماً و الْعاقِلُ منْ وعظتْهُ التّجارِبُ و الْهُدى يجْلُو الْعمى و لِسانُك ترْجُمانُ عقْلِك 133 ليْس مع الاِخْتِلافِ اِئْتِلافٌ مِنْ حُسْنِ الْجِوارِ تفقُّدُ الْجارِ لنْ يهْلِك منِ اِقْتصد و لنْ يفْتقِر منْ زهِد بيّن عنِ اِمْرِئٍ دخِيلُهُ 134 رُبّ باحِثٍ عنْ حتْفِهِ لا تشْترِينّ بِثِقةٍ رجاءً(76) ما كُلُّ ما يُخْشى يضُرُّ رُبّ هزْلٍ عاد جِدّاً(77) منْ أمِن الزّمان خانهُ و منْ تعظّم عليْهِ أهانهُ (78) و منْ ترغّم عليْهِ أرْغمهُ و منْ لجأ إِليْهِ أسْلمهُ- و ليْس كُلُّ منْ رمى أصاب 138 إِذا تغيّر السُّلْطانُ تغيّر الزّمانُ (79) و خيْرُ أهْلِك منْ كفاك و الْمِزاحُ يُورِثُ الضّغائِن و رُبّما أكْدى الْحرِيصُ 140 رأْسُ الدِّينِ صِحّةُ الْيقِينِ و تمامُ الْإِخْلاصِ تجنُّبُك الْمعاصِي و خيْرُ الْمقالِ ما صدّقهُ الْفِعالُ و السّلامةُ مع الاِسْتِقامةِ و الدُّعاءُ مِفْتاحُ الرّحْمةِ سلْ عنِ الرّفِيقِ قبْل الطّرِيقِ و عنِ الْجارِ قبْل الدّارِ و كُنْ مِن الدُّنْيا على قُلْعةٍ141 اِحْمِلْ لِمنْ أدلّ عليْك و اِقْبلْ عُذْر منِ اِعْتذر إِليْك و خُذِ الْعفْو مِن النّاسِ و لا تُبْلِغْ إِلى أحدٍ مكْرُوههُ 142 أطِعْ أخاك و إِنْ عصاك و صِلْهُ و إِنْ جفاك و عوِّدْ نفْسك السّماح (80) و تخيّرْ لها مِنْ كُلِّ خُلُقٍ أحْسنهُ فإِنّ الْخيْر عادةٌ و إِيّاك أنْ تذْكُر مِن الْكلامِ قذِراً(81) أوْ تكُون مُضْحِكاً و إِنْ حكيْت ذلِك عنْ غيْرِك 145و أنْصِفْ مِنْ نفْسِك قبْل أنْ يُنْتصف مِنْك (82) و إِيّاك و مُشاورة النِّساءِ فإِنّ رأْيهُنّ إِلى أفنٍ أفْنٍ و عزْمهُنّ إِلى وهنٍ 147 وهْنٍ و اُكْفُفْ عليْهِنّ مِنْ أبْصارِهِنّ بِحجْبِك إِياهُنّ فإِنّ شِدّة الْحِجابِ خيْرٌ لك و لهُنّ-(83)و ليْس خُرُوجُهُن بِأشدّ مِنْ إِدْخالِك منْ لا يُوثقُ بِهِ عليْهِن (84) و إِنِ اِسْتطعْت أنْ لا يعْرِفْن غيْرك فافْعلْ و لا تُملِّكِ الْمرْأة مِنْ أمْرِها ما جاوز نفْسها فإِنّ ذلِك أنْعمُ لِحالِها و أرْخى لِبالِها و أدْومُ لِجمالِها فإِنّ الْمرْأة ريْحانةٌ و ليْستْ بِقهْرمانةٍ و لا تعْدُ بِكرامتِها نفْسها(85) و لا تُطْمِعْها أنْ تشْفع لِغيْرِها فتمِيل مُغْضبةً عليْك معها و لا تُطِلِ الْخلْوة مع النِّساءِ فيملّنّك فيمْللْنك أوْ تملّهُنّ و اِسْتبْقِ مِنْ نفْسِك بقِيّةً مِنْ إِمْساكِك 151 فإِنّ إِمْساكك عنْهُنّ و هُنّ يريْن أنّك ذُو اِقْتِدارٍ خيْرٌ مِنْ أنْ يظْهرْن مِنْك على اِنْتِشارٍ152 و إِيّاك و التّغايُر فِي غيْرِ موْضِعِ غيْرةٍ فإِنّ ذلِك يدْعُو الصّحِيحة مِنْهُنّ إِلى السّقمِ و لكِنْ أحْكِمْ أمْرهُنّ فإِنْ رأيْت ذنْباً فعاجِلِ النّكِير على الْكبِيرِ و الصّغِيرِ و إِيّاك أنْ تُعاقِب فتُعْظِم الذّنْب و تُهوِّن الْعتْب (86) و أحْسِنْ لِلْممالِيكِ الْأدب و أقْلِلِ الْغضب و لا تُكْثِرِ الْعتْب فِي غيْرِ ذنْبٍ فإِذا اِسْتحقّ أحدٌ مِنْهُمْ ذنْباً فأحْسِنِ الْعذْل فإِنّ الْعذْل مع الْعفْوِ أشدُّ مِن الضّرْبِ لِمنْ كان لهُ عقْلٌ و لا تُمْسِكْ منْ لا عقْل لهُ و خفِ الْقِصاص 154 و اِجْعلْ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ عملاً تأْخُذُهُ بِهِ فإِنّهُ أحْرى أنْ لا يتواكلُوا155 و أكْرِمْ عشِيرتك فإِنّهُمْ جناحُك الّذِي بِهِ تطِيرُ و أصْلُك الّذِي إِليْهِ تصِيرُ و بِهِمْ تصُولُ (87) و هُمُ الْعُدّةُ عِنْد الشِدّةِ فأكْرِمْ كرِيمهُمْ و عُدْ سقِيمهُمْ (88) و أشْرِكْهُمْ فِي أُمُورِهِمْ و تيسّرْ عِنْد معْسُورٍ لهُمْ و اِسْتعِنْ بِاللّهِ على أُمُورِك فإِنّهُ أكْفى مُعِينٍ أسْتوْدِعُ اللّه دِينك و دُنْياك و أسْألُهُ خيْر الْقضاءِ لك فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ و السّلامُ عليْك و رحْمةُ اللّهُ .

وصيته لابنه الحسين ع1,3-يا بُني أُوصِيك بِتقْوى اللّهِ فِي الْغِنى و الْفقْرِ و كلِمةِ الْحقِّ فِي الرِّضا و الْغضبِ و الْقصْدِ فِي الْغِنى و الْفقْرِ و بِالْعدْلِ على الصّدِيقِ و الْعدُوِّ و بِالْعملِ فِي النّشاطِ و الْكسلِ و الرِّضا عنِ اللّهِ فِي الشِّدّةِ و الرّخاءِ أيْ بُني ما شرٌّ بعْدهُ الْجنّةُ بِشرٍّ و لا خيْرٌ بعْدهُ النّارُ بِخيْرٍ و كُلُّ نعِيمٍ دُون الْجنّةِ محْقُورٌ و كُلُّ بلاءٍ دُون النّارِ عافِيةٌ و اِعْلمْ أيْ بُنيّ أنّهُ منْ أبْصر عيْب نفْسِهِ شُغِل عنْ عيْبِ غيْرِهِ و منْ تعرّى مِنْ لِباسِ التّقْوى لمْ يسْتتِرْ بِشيْ ءٍ مِن اللِّباسِ و منْ رضِي بِقسْمِ اللّهِ لمْ يحْزنْ على ما فاتهُ و منْ سلّ سيْف الْبغْيِ قُتِل بِهِ و منْ حفر بِئْراً لِأخِيهِ وقع فِيها و منْ هتك حِجاب غيْرِهِ اِنْكشفتْ عوْراتُ بيْتِهِ 158 و منْ نسِي خطِيئتهُ اِسْتعْظم خطِيئة غيْرِهِ و منْ كابد الْأُمُور عطِب 159 و منِ اِقْتحم الْغمراتِ غرِق و منْ أُعْجِب بِرأْيِهِ ضلّ و منِ اِسْتغْنى بِعقْلِهِ زلّ و منْ تكبّر على النّاسِ ذلّ و منْ خالط الْعُلماء وُقِّر و منْ خالط الْأنْذال حُقِّر(89) و منْ سفِه على النّاسِ شُتِم (90) و منْ دخل مداخِل السّوْءِ اُتُّهِم و منْ مزح اُسْتُخِفّ بِهِ و منْ أكْثر مِنْ شيْ ءٍ عُرِف بِهِ و منْ كثُر كلامُهُ كثُر خطؤُهُ 162 و منْ كثُر خطؤُهُ قلّ حياؤُهُ و منْ قلّ حياؤُهُ قلّ ورعُهُ و منْ قلّ ورعُهُ مات قلْبُهُ و منْ مات قلْبُهُ دخل النّار أيْ بُني منْ نظر فِي عُيُوبِ النّاسِ و رضِي لِنفْسِهِ بِها فذاك الْأحْمقُ بِعيْنِهِ و منْ تفكّر اِعْتبر و منِ اِعْتبر اِعْتزل و منِ اِعْتزل سلِم و منْ ترك الشّهواتِ كان حُرّاً و منْ ترك الْحسد كانتْ لهُ الْمحبّةُ عِنْد النّاسِ أيْ بُني عِزُّ الْمُؤْمِنِ غِناهُ عنِ النّاسِ و الْقناعةُ مالٌ لا ينْفدُ و منْ أكْثر ذِكْر الْموْتِ رضِي مِن الدُّنْيا بِالْيسِيرِ و منْ علِم أنّ كلامهُ مِنْ عملِهِ قلّ كلامُهُ إِلاّ فِيما ينْفعُهُ أيْ بُني الْعجبُ مِمّنْ يخافُ الْعِقاب فلمْ يكُفّ و رجا الثّواب فلمْ يتُبْ و يعْملْ أيْ بُني الْفِكْرةُ تُورِثُ نُوراً و الْغفْلةُ ظُلْمةٌ و الْجهالةُ ضلالةٌ و السّعِيدُ منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و الْأدبُ خيْرُ مِيراثٍ و حُسْنُ الْخُلُقِ خيْرُ قرِينٍ ليْس مع قطِيعةِ الرّحِمِ نماءٌ و لا مع الْفُجُورِ غِنًى أيْ بُني الْعافِيةُ عشرةُ أجْزاءٍ تِسْعةٌ مِنْها فِي الصّمْتِ إِلاّ بِذِكْرِ اللّهِ و واحِدٌ فِي ترْكِ مُجالسةِ السُّفهاءِ أيْ بُني منْ تزيّا163 بِمعاصِي اللّهِ فِي الْمجالِسِ أوْرثهُ اللّهُ ذُلاًّ و منْ طلب الْعِلْم علِم يا بُني رأْسُ الْعِلْمِ الرِّفْقُ و آفتُهُ الْخُرْقُ (91) و مِنْ كُنُوزِ الْإِيمانِ الصّبْرُ على الْمصائِبِ و الْعفافُ زِينةُ الْفقْرِ و الشُّكْرُ زِينةُ الْغِنى كثْرةُ الزِّيارةِ تُورِثُ الْملالة و الطُّمأْنِينةُ قبْل الْخِبْرةِ ضِدُّ الْحزْمِ (92) و إِعْجابُ الْمرْءِ بِنفْسِهِ يدُلُّ على ضعْفِ عقْلِهِ أيْ بُني كمْ نظْرةٍ جلبتْ حسْرةً و كمْ مِنْ كلِمةٍ سلبتْ نِعْمةً أيْ بُني لا شرف أعْلى مِن الْإِسْلامِ و لا كرم أعزُّ مِن التّقْوى و لا معْقِل أحْرزُ مِن الْورعِ (93) و لا شفِيع أنْجحُ مِن التّوْبةِ و لا لِباس أجْملُ مِن الْعافِيةِ و لا مال أذْهبُ بِالْفاقةِ مِن الرِّضا بِالْقُوتِ و منِ اِقْتصر على بُلْغةِ الْكفافِ تعجّل الرّاحة و تبوّأ خفْض الدّعةِ(94) أيْ بُني الْحِرْصُ مِفْتاحُ التّعبِ و مطِيّةُ النّصبِ 168 و داعٍ إِلى التّقحُّمِ فِي الذُّنُوبِ و الشّرهُ جامِعٌ لِمساوِي الْعُيُوبِ 169 و كفاك تأْدِيباً لِنفْسِك ما كرِهْتهُ مِنْ غيْرِك 170 لِأخِيك عليْك مِثْلُ الّذِي لك عليْهِ و منْ تورّط فِي الْأُمُورِ بِغيْرِ نظرٍ فِي الْعواقِبِ فقدْ تعرّض لِلنّوائِبِ التّدْبِيرُ قبْل الْعملِ يُؤْمِنُك النّدم منِ اِسْتقْبل وُجُوه الْآراءِ عرف مواقِع الْخطإِ الصّبْرُ جُنّةٌ مِن الْفاقةِ الْبُخْلُ جِلْبابُ الْمسْكنةِ الْحِرْصُ علامةُ الْفقْرِ وصُولٌ مُعْدِمٌ خيْرٌ مِنْ جافٍ مُكْثِرٍ(95) لِكُلِّ شيْ ءٍ قُوتٌ و اِبْنُ آدم قُوتُ الْموْتِ-أيْ بُني لا تُؤْيِسْ مُذْنِباً فكمْ مِنْ عاكِفٍ على ذنْبِهِ خُتِم لهُ بِخيْرٍ و كمْ مِنْ مُقْبِلٍ على عملِهِ مُفْسِدٍ فِي آخِرِ عُمُرِهِ صائِرٌ إِلى النّارِ نعُوذُ بِاللّهِ مِنْها أيْ بُني كمْ مِنْ عاصٍ نجا و كمْ مِنْ عامِلٍ هوى منْ تحرّى الصِّدْق خفّتْ عليْهِ الْمُؤنُ 172 فِي خِلافِ النّفْسِ رُشْدُها السّاعاتُ تنْتقِصُ الْأعْمار ويْلٌ لِلْباغِين مِنْ أحْكمِ الْحاكِمِين و عالِمِ ضمِيرِ الْمُضْمِرِين يا بُني بِئْس الزّادُ إِلى الْمعادِ الْعُدْوانُ على الْعِبادِ فِي كُلِّ جُرْعةٍ شرقٌ و فِي كُلِّ أُكْلةٍ غصصٌ (96) لنْ تُنال نِعْمةٌ إِلاّ بِفِراقِ أُخْرى ما أقْرب الرّاحة مِن النّصبِ و الْبُؤْس مِن النّعِيمِ و الْموْت مِن الْحياةِ و السُّقْم مِن الصِّحّةِ فطُوبى لِمنْ أخْلص لِلّهِ عملهُ و عِلْمهُ و حُبّهُ و بُغْضهُ و أخْذهُ و ترْكهُ و كلامهُ و صمْتهُ و فِعْلهُ و قوْلهُ و بخْ بخْ 174 لِعالِمٍ عمِل فجدّ و خاف الْبيات فأعدّ و اِسْتعدّ إِنْ سُئِل نصح و إِنْ تُرِك صمت كلامُهُ صوابٌ و سُكُوتُهُ مِنْ غيْرِ عِيٍّ جوابٌ 175 و الْويْلُ لِمنْ بُلِي بِحِرْمانٍ و خِذْلانٍ و عِصْيانٍ فاسْتحْسن لِنفْسِهِ ما يكْرهُهُ مِنْ غيْرِهِ و أزْرى على النّاسِ بِمِثْلِ ما يأْتِي 176 و اِعْلمْ أيْ بُني أنّهُ منْ لانتْ كلِمتُهُ وجبتْ محبّتُهُ وفّقك اللّهُ لِرُشْدِك و جعلك مِنْ أهْلِ طاعتِهِ بِقُدْرتِهِ إِنّهُ جوادٌ كرِيمٌ.

.


1- ..كذا و لكن في بعض نسخ الحديث [من لا يمتنع من الانشاء].
2- ..أي يؤمل البقاء و هو ممّا لا يدركه أحد.
3- ..الرهينة:ما يرهن.و الرمية:الهدف و التاء لنقل الاسم من الوصفية إلى الاسمية الصرفة.
4- ..جمح الفرس إذا غلب على صاحبه فلم يملكه.و يزعنى أي يمنعنى و لفظ«ما»اسم«إن».
5- ..في النهج«و أمته بالزهادة و قوّه باليقين و نوّره بالحكمة و ذلّله بذكر الموت».
6- ..الفحش بمعنى الزيادة و الكثرة.
7- ..في بعض نسخ الحديث [للحق ]مكان«بالموت».و الغمرات:الشدائد.
8- ..الكهف:الملجأ و الحريز:الحصين.
9- ..الاستخارة:اجالة الرأى في الامر قبل فعله لاختيار أفضل الوجوه.
10- ..الصفح:الاعراض.و في بعض النسخ [لا تذهبن منك صفحا].
11- ..في النهج [إنى لما رأيتني قد بلغت سنا].
12- ..في النهج [بادرت بوصيتي إليك و أوردت خصالا منها قبل أن يعجل بى أجلى ].
13- ..النخيل:المختار المصفى.و توخيت أي تحريت.
14- ..في النهج [أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم و آرائهم مثل الذي التبس عليهم ].
15- ..في النهج [ أولجتك في شبهة أو أسلمتك إلى ضلالة].
16- ..في بعض نسخ الحديث [و فراغ نظرك و فكرك ]و في بعضها بالقاف.
17- ..لان كف النفس عن الخبط و الخلط في أمر الدين أقرب إلى الخير.
18- ..في النهج [تعبدك ].
19- ..أي لم اقصر في نصيحتك.
20- ..كذا.و في النهج [من أن تثبت ربوبيته باحاطة قلب أو بصر]و هو الصواب.
21- ..الجناب:الناحية.و الربع:كثير العشب.و وعثاء الطريق:مشقته.
22- ..هجم عليه أي انتهى إليه بغتة.
23- ..فارض من الناس إذا عاملوك بمثل ما تعاملهم و لا تطلب منهم أزيد ممّا تقدم لهم.
24- ..الإعجاب:استحسان ما يصدر عن النفس.
25- ..الارتياد:الطلب أصله واوى من راد يرود و حسن الارتياد:إتيانه من وجهه.
26- ..البلاغ بالفتح:الكفاية أي ما يكفى من العيش و لا يفضل.
27- ..كذا و في النهج [و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضائه لك في يوم عسرتك ].
28- ..فارتد لنفسك أصله من راد يرود إذا طلب و تفقد و تهيأ مكانا لينزل إليها و المراد ابعث رائدا.
29- ..النزوع:الرجوع و الكف.
30- ..المتاب:التوبة.و الاستئناف:الاخذ في الشي ء و ابتداؤه.و في بعض النسخ [استيتاب ].
31- ..افضيت:ألقيت و أبلغت إليه.
32- ..المناجاة:المكالمة سرا.
33- ..يقال:ألح في السؤال:ألحف فيه و أقبل عليه مواظبا.
34- ..الحذر-بالكسر-:الاحتراز و الاحتراس.و الغرة-بالكسر فالتشديد-:الغفلة.
35- ..النعى:الاخبار بالموت و المراد أن الدنيا تخبر بحالها من التغير و التحوّل عن فنائها.
36- ..التكالب،التواثب و تكالبهم عليها أي شديد حرصهم عليها.
37- ..ضارية:مولعة بالافتراس.يهر أي يكره أن ينظر بعضها بعضا و يمقت.
38- ..العمى و العماءة:الغواية.
39- ..فتاهوا أي ضلوا الطريق.و الحيرة:التحير و التردد.
40- ..أضلت عقولها:أضاعت عقولها و ركبت طريقها المجهول لها.
41- ..و في النهج«ليس لها راع يقيمها و لا مقيم يسيمها».
42- ..المطيّة:الدابّة التي تركب.
43- ..و في بعض النسخ [و إن كان واقفا لا يسير إلى اللّه إلاّ خراب الدنيا و عمارة الآخرة].
44- ..الدناة:جمع الدانى أو الدنى و هو الخسيس.
45- ..المغبّة:عاقبة الشي ء.
46- ..الخدع جمع الخدعة.
47- ..«فأملك عليك لسانك»أي فاحفظ لسانك و في بعض النسخ [لا بقية للملوك ].
48- ..أي و لا تقل إلاّ عن صدق و ثقة.
49- ..«مع الكفاف»أي بقدر الكفاية.
50- ..و في النهج«مرارة اليأس».
51- ..و في النهج«و الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور».
52- ..ربما كان الإنسان يسعى فيما يضرّه لجهله أو سوء قصده.
53- ..يقال:فلان أهجر في منطقه اي تكلم بالهذيان،و كثير الكلام لا يخلو من الاهجار.
54- .أي تبين عنهم و الفعل مجزوم لجواب الشرط.
55- ..المستنصح-اسم مفعول-:المطلوب منه النصح.
56- ..يقال:«هو حاطب ليل»أي يخلط في كلامه.
57- ..الشيم-بالكسر و الفتح-:جمع شيمة و هي الخلق و الطبيعة.و المراد به الأخلاق الحسنة.
58- ..الغرر منه-بالتحريك-المغرور به.و في النهج«و لا تبيّن من أمر على غدر».
59- ..حثا التراب أي صبّه.
60- ..في النهج [فانه أحلى الظفرين ]أى ظفر الانتقام و ظفر التملك بالاحسان.
61- ..الارتياب:الاتهام و الشك.الاستعتاب:طلب العتبى،أي الاسترضاء.
62- ..بقيّة من الصلة يسهل لك معها الرجوع إليه«إن بدا له»أي ظهر له حسن العودة يوما.
63- ..بلزوم ما ظنّ بك من الخير.
64- ..و في بعض نسخ الحديث [و لا تكفر نعمة].
65- ..و في النهج [ممن لا تنفعه العظة إلاّ إذا بالغت في ايلامه ].
66- ..العزائم:جمع العزيمة و هي ما جزمت بها و لزمتها من الإرادة المؤكدة.
67- ..القصد:الاعتدال.و جار:مال عن الحق.
68- ..أي من حفظ لك حقك و هو غائب عنك.
69- ..التكرم:تكلف الكرم و تكرم عنه:تنزّه.
70- ..إذا كان الطمع في الشي ء هلاكا كان اليأس منه إدراكا للنجاة.
71- ..توفى اي تجنّب و حذر و خاف.
72- ..قيل:لان فرص الشر لا تنقضى لكثرة طرقه و طريق الخير واحد و هو الحق.
73- ..البغضة-بالكسر-:شدة البغض.
74- ..في بعض نسخ الحديث [استعتب من رجوت عتباه ].
75- ..عطب الرجل-كفرح-يعطب عطبا:هلك و في بعض النسخ [من تنقّم عليه غضب ].
76- ..في بعض نسخ الحديث [من أكرم الطباع ].
77- ..في بعض نسخ الحديث [رسلك ترجمان عقلك ].
78- ..في بعض نسخ الحديث [ينبئ عن امرئ دخيله ].
79- .هزل في كلامه هزلا-كضرب-:مزح و هو ضد الجد.
80- ..يقال:أكدى الرجل أي لم يظفر بحاجته.
81- ..أي على رحلة و عدم سكونك للتوطّن،و في بعض نسخ الحديث [أحمل من أذل عليك ].
82- ..السماح:الجود اي صير نفسك معتادة بالجود.
83- ..ذلك لاستلزامه الهوان و قلة الهيبة في النفوس.
84- ..أي عامل الناس بالانصاف قبل أن يطلبوا منك النصف.
85- .الافن-بالتحريك-:ضعف الرأى و الوهن:الضعف.
86- ..أي لا تكرمها بكرامة تتعدى صلاحها أو لا تجاوز باكرامها نفسها فتكرم غيرها بشفاعتها.
87- ..في بعض نسخ الحديث [إياك أن تعاتب فيعظم الذنب و يهون العتب ].
88- ..في بعض النسخ [و التمسك بمن لا عقل له أوجب القصاص ].و الظاهر و لا تنكل من إلخ.
89- ..من عاد المريض يعوده عيادة أي زاره.
90- ..و في بعض النسخ [عوراته ].
91- ..يعني و من عابهم شتم و سب.
92- ..و في بعض نسخ الحديث [خطؤه ]فى الموضعين و المعنى واحد.
93- ..تزيّا أي صار ذا زيّ.
94- ..الخرق:الشدة،ضد الرفق.
95- ..النصب-بالتحريك-:أشدّ التعب.
96- ..كذا و الظاهر«اجتناب ما تكرهه-الخ»كما في النهج.

ص: 69

. .

ص: 70

. .

ص: 71

. .

ص: 72

. .

ص: 73

. .

ص: 74

. .

ص: 75

. .

ص: 76

. .

ص: 77

. .

ص: 78

. .

ص: 79

. .

ص: 80

. .

ص: 81

. .

ص: 82

. .

ص: 83

. .

ص: 84

. .

ص: 85

. .

ص: 86

. .

ص: 87

. .

ص: 88

. .

ص: 89

. .

ص: 90

. .

ص: 91

. .

ص: 92

خطبته المعروفة بالوسيلة.«بخ»اسم فعل للمدح و اظهار الرضى بالشي ء و يكرر للمبالغة،فيقال:بخ بخ

بالكسر و التنوين.

آدابه ع لأصحابه و هي أربعمائة باب للدين و الدنيا

خطبته المعروفة بالوسيلة1كتبنا منه ما اقتضاه الكتاب دون غيره

الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي أعْدم الْأوْهام (1) أنْ تنال إِلاّ وُجُودهُ و حجب الْعُقُول أنْ تخال (2) ذاتهُ لاِمْتِناعِها مِن الشّبهِ و التّشاكُلِ بلْ هُو الّذِي لا يتفاوتُ ذاتُهُ و لا يتبعّضُ بِتجْزِئةِ الْعددِ فِي كمالِهِ فارق الْأشْياء لا بِاخْتِلافِ الْأماكِنِ و يكُونُ فِيها لا على الْمُمازجةِ و علِمها لا بِأداةٍ لا يكُونُ الْعِلْمُ إِلاّ بِها و ليْس بيْنهُ و بيْن معْلُومِهِ عِلْمُ غيْرِهِ 4 كان عالِماً لِمعْلُومِهِ إِنْ قِيل كان فعلى تأْوِيلِ أزلِيّةِ الْوُجُودِ و إِنْ قِيل لمْ يزلْ فعلى تأْوِيلِ نفْيِ الْعدمِ (3) فسُبْحانهُ و تعالى عنْ قوْلِ منْ عبد سِواهُ فاتّخذ إِلهاً غيْرهُ عُلُوّاً كبِيراً نحْمدُهُ بِالْحمْدِ الّذِي اِرْتضاهُ مِنْ خلْقِهِ و أوْجب قبُولهُ على نفْسِهِ أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أشْهدُ أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ شهادتانِ ترْفعانِ الْقوْل و تضعانِ الْعمل (4) خفّ مِيزانٌ تُرْفعانِ مِنْهُ و ثقُل مِيزانٌ تُوضعانِ فِيهِ و بِهِما الْفوْزُ بِالْجنّةِ و النّجاةُ مِن النّارِ و الْجوازُ على الصِّراطِ و بِالشّهادةِ تدْخُلُون الْجنّة و بِالصّلاةِ تنالُون الرّحْمة فأكْثِرُوا مِن الصّلاةِ على نبِيِّكُمْ - إِنّ اللّه و ملائِكتهُ يُصلُّون على النّبِيِ يا أيُّها الّذِين آمنُوا صلُّوا عليْهِ و سلِّمُوا تسْلِيماً[1-16](33:56) -أيُّها النّاسُ إِنّهُ لا شرف أعْلى مِن الْإِسْلامِ و لا كرم أعزُّ مِن التّقْوى و لا معْقِل أحْرزُ مِن الْورعِ و لا شفِيع أنْجحُ مِن التّوْبةِ و لا لِباس أجلُّ مِن الْعافِيةِ و لا وِقاية أمْنعُ مِن السّلامةِ و لا مال أذْهبُ بِالْفاقةِ مِن الرِّضا و الْقُنُوعِ و منِ اِقْتصر على بُلْغةِ الْكفافِ فقدِ اِنْتظم الرّاحة و الرّغْبةُ مِفْتاحُ التّعبِ و الاِحْتِكارُ مطِيّةُ النّصبِ و الْحسدُ آفةُ الدِّينِ و الْحِرْصُ داعٍ إِلى التّقحُّمِ فِي الذُّنُوبِ و هُو داعٍ إِلى الْحِرْمانِ 7 و الْبغْيُ سائِقٌ إِلى الْحيْنِ و الشّرهُ جامِعٌ لِمساوِي الْعُيُوبِ 8 رُبّ طمعٍ خائِبٍ و أملٍ كاذِبٍ و رجاءٍ يُؤدِّي إِلى الْحِرْمانِ و تِجارةٍ تئُولُ إِلى الْخُسْرانِ ألا و منْ تورّط فِي الْأُمُورِ غيْر ناظِرٍ فِي الْعواقِبِ فقدْ تعرّض لِمُفْضِحاتِ النّوائِبِ و بِئْستِ الْقِلادةُ الدّيْنُ لِلْمُؤْمِنِ (5) أيُّها النّاسُ إِنّهُ لا كنْز أنْفعُ مِن الْعِلْمِ و لا عِزّ أنْفعُ مِن الْحِلْمِ و لا حسب أبْلغُ مِن الْأدبِ و لا نصب أوْجعُ مِن الْغضبِ (6) و لا جمال أحْسنُ مِن الْعقْلِ و لا قرِين شرٌّ مِن الْجهْلِ و لا سوْأة أسْوءُ مِن الْكذِبِ 11 و لا حافِظ أحْفظُ مِن الصّمْتِ و لا غائِب أقْربُ مِن الْموْتِ أيُّها النّاسُ إِنّهُ منْ نظر فِي عيْبِ نفْسِهِ شُغِل عنْ عيْبِ غيْرِهِ و منْ رضِي بِرِزْقِ اللّهِ لمْ يأْسفْ على ما فِي يدِ غيْرِهِ و منْ سلّ سيْف الْبغْيِ قُتِل بِهِ و منْ حفر لِأخِيهِ بِئْراً وقع فِيها و منْ هتك حِجاب غيْرِهِ اِنْكشفتْ عوْراتُ بيْتِهِ و منْ نسِي زلّتهُ (7) اِسْتعْظم زلل غيْرِهِ و منْ أُعْجِب بِرأْيِهِ ضلّ و منِ اِسْتغْنى بِعقْلِهِ زلّ و منْ تكبّر على النّاسِ ذلّ و منْ سفِه على النّاسِ شُتِم و منْ خالط الْعُلماء وُقِّر و منْ خالط الْأنْذال حُقِّر و منْ حمل ما لا يُطِيقُ عجز13 أيُّها النّاسُ إِنّهُ لا مال هُو أعْودُ مِن الْعقْلِ (8) و لا فقْر هُو أشدُّ مِن الْجهْلِ و لا واعِظ هُو أبْلغُ مِن النُّصْحِ (9) و لا عقْل كالتّدْبِيرِ و لا عِبادة كالتّفكُّرِ و لا مُظاهرة أوْثقُ مِن الْمُشاورةِ(10) و لا وحْدة أوْحشُ مِن الْعُجْبِ و لا ورع كالْكفِ (11) و لا حِلْم كالصّبْرِ و الصّمْتِ أيُّها النّاسُ إِنّ فِي الْإِنْسانِ عشْر خِصالٍ يُظْهِرُها لِسانُهُ شاهِدٌ يُخْبِرُ عنِ الضّمِيرِ و حاكِمٌ يفْصِلُ بيْن الْخِطابِ و ناطِقٌ يُردُّ بِهِ الْجوابُ و شافِعٌ تُدْركُ بِهِ الْحاجةُ و واصِفٌ تُعْرفُ بِهِ الْأشْياءُ و أمِيرٌ يأْمُرُ بِالْحسنِ و واعِظٌ ينْهى عنِ الْقبِيحِ و مُعزٍّ تُسكّنُ تسْكُنُ بِهِ الْأحْزانُ و حامِدٌ تجلّى بِهِ الضّغائِنُ و مُونِقٌ يُلْهِي الْأسْماع (12) أيُّها النّاسُ إِنّهُ لا خيْر فِي الصّمْتِ عنِ الْحُكْمِ كما أنّهُ لا خيْر فِي الْقوْلِ بِالْجهْلِ (13) اِعْلمُوا أيُّها النّاسُ أنّهُ منْ لمْ يمْلِكْ لِسانهُ ينْدمْ و منْ لا يتعلّمْ يجْهلْ و منْ لا يتحلّمْ لا يحْلُمْ 20 و منْ لا يرْتدِعْ لا يعْقِلْ و منْ لا يعْقِلْ يهُنْ و منْ يهُنْ لا يُوقّرْ و منْ يتّقِ ينْجُ 21 و منْ يكْسِبْ مالاً مِنْ غيْرِ حقِّهِ يصْرِفْهُ فِي غيْرِ أجْرِهِ (14)-و منْ لا يدعْ و هُو محْمُودٌ يدعْ و هُو مذْمُومٌ (15) و منْ لمْ يُعْطِ قاعِداً مُنِع قائِماً24 و منْ يطْلُبِ الْعِزّ بِغيْرِ حقٍّ يذِلّ و منْ عاند الْحقّ لزِمهُ الْوهْنُ و منْ تفقّه وُقِّر و منْ تكبّر حُقِّر و منْ لا يُحْسِنْ لا يُحْمدْ أيُّها النّاسُ إِنّ الْمنِيّة قبْل الدّنِيّةِ و التّجلُّد قبْل التّبلُّدِ(16) و الْحِساب قبْل الْعِقابِ و الْقبْر خيْرٌ مِن الْفقْرِ و عمى الْبصرِ خيْرٌ مِنْ كثِيرٍ مِن النّظرِ و الدّهْرُ يوْمانِ يوْمٌ لك و يوْمٌ عليْك 26 فاصْبِرْ فبِكِليْهِما تُمْتحنُ أيُّها النّاسُ أعْجبُ ما فِي الْإِنْسانِ قلْبُهُ 27 و لهُ موادُّ مِن الْحِكْمةِ و أضْدادٌ مِنْ خِلافِها فإِنْ سنح لهُ الرّجاءُ أذلّهُ الطّمعُ 28 و إِنْ هاج بِهِ الطّمعُ أهْلكهُ الْحِرْصُ و إِنْ ملكهُ الْيأْسُ قتلهُ الْأسفُ و إِنْ عرض لهُ الْغضبُ اِشْتدّ بِهِ الْغيْظُ و إِنْ أُسْعِد بِالرِّضا نسِي التّحفُّظ(17) و إِنْ نالهُ الْخوْفُ شغلهُ الْحُزْنُ (18) و إِنِ اِتّسع بِالْأمْنِ اِسْتلبتْهُ الْغِرّةُ و إِنْ جُدِّدتْ لهُ نِعْمةٌ أخذتْهُ الْعِزّةُ(19) و إِنْ أفاد مالاً أطْغاهُ الْغِنى و إِنْ عضّتْهُ فاقةٌ(20) شغلهُ الْبلاءُ و إِنْ أصابتْهُ مُصِيبةٌ فضحهُ الْجزعُ و إِنْ أجْهدهُ الْجزعُ قعد بِهِ الضّعْفُ و إِنْ أفْرط فِي الشِّبعِ كظّتْهُ الْبِطْنةُ(21) فكُلُّ تقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ و كُلُّ إِفْراطٍ لهُ مُفْسِدٌ أيُّها النّاسُ منْ قلّ ذلّ و منْ جاد ساد و منْ كثُر مالُهُ رأس 34 و منْ كثُر حِلْمُهُ نبُل (22) و منْ فكّر فِي ذاتِ اللّهِ تزنْدق 36 و منْ أكْثر مِنْ شيْ ءٍ عُرِف بِهِ و منْ كثُر مِزاحُهُ اُسْتُخِفّ بِهِ و منْ كثُر ضِحْكُهُ ذهبتْ هيْبتُهُ فسد حسبُ منْ ليْس لهُ أدبٌ إِنّ أفْضل الْفِعالِ صِيانةُ الْعِرْضِ بِالْمالِ ليْس منْ جالس الْجاهِل بِذِي معْقُولٍ منْ جالس الْجاهِل فلْيسْتعِدّ لِقِيلٍ و قالٍ 37 لنْ ينْجُو مِن الْموْتِ غنِيٌّ بِمالِهِ و لا فقِيرٌ لِإِقْلالِهِ أيُّها النّاسُ إِنّ لِلْقُلُوبِ شواهِد تُجْرِي الْأنْفُس عنْ مدْرجةِ أهْلِ التّفْرِيطِ(23) فِطْنةُ الْفهْمِ لِلْمواعِظِ مِمّا يدْعُو النّفْس إِلى الْحذرِ مِن الْخطإِ(24) و لِلنُّفُوسِ خواطِرُ لِلْهوى و الْعُقُولُ تزْجُرُ و تنْهى 40 و فِي التّجارِبِ عِلْمٌ مُسْتأْنفٌ و الاِعْتِبارُ يقُودُ إِلى الرّشادِ و كفاك أدباً لِنفْسِك ما تكْرهُهُ مِنْ غيْرِك عليْك 41 لِأخِيك الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الّذِي لك عليْهِ لقدْ خاطر منِ اِسْتغْنى بِرأْيِهِ 42.و التّدْبِيرُ قبْل الْعملِ يُؤْمِنُك مِن النّدمِ و منِ اِسْتقْبل وُجُوه الْآراءِ عرف مواقِف الْخطإِ43 و منْ أمْسك عنِ الْفُضُولِ عدّلتْ رأْيهُ الْعُقُولُ (25) و منْ حصر شهْوتهُ فقدْ صان قدْرهُ و منْ أمْسك لِسانهُ أمِنهُ قوْمُهُ و نال حاجتهُ (26) و فِي تقلُّبِ الْأحْوالِ عِلْمُ جواهِرِ الرِّجالِ و الْأيّامُ تُوضِحُ لك السّرائِر الْكامِنة و ليْس فِي الْبرْقِ الْخاطِفِ مُسْتمْتعٌ لِمنْ يخُوضُ فِي الظُّلْمةِ46 و منْ عُرِف بِالْحِكْمةِ لحظتْهُ الْعُيُونُ بِالْوقارِ و الْهيْبةِ و أشْرفُ الْغِنى ترْكُ الْمُنى و الصّبْرُ جُنّةٌ مِن الْفاقةِ و الْحِرْصُ علامةُ الْفقْرِ و الْبُخْلُ جِلْبابُ الْمسْكنةِ و الْمودّةُ قرابةٌ مُسْتفادةٌ و وصُولٌ مُعْدِمٌ خيْرٌ مِنْ جافٍ مُكْثِرٍ(27) و الْموْعِظةُ كهْفٌ لِمنْ وعاها و منْ أطْلق طرْفهُ كثُر أسفُهُ 48 و منْ ضاق خُلُقُهُ ملّهُ أهْلُهُ-و منْ نال اِسْتطال 49 قلّما تُصدِّقُك الْأُمْنِيّةُ التّواضُع يكْسُوك الْمهابة و فِي سعةِ الْأخْلاقِ كُنُوزُ الْأرْزاقِ 50 منْ كساهُ الْحياءُ ثوْبهُ خفِي على النّاسِ عيْبُهُ تحرّ الْقصْد مِن الْقوْلِ فإِنّهُ منْ تحرّى الْقصْد خفّتْ عليْهِ الْمُؤنُ 51 فِي خِلافِ النّفْسِ رُشْدُها منْ عرف الْأيّام لمْ يغْفُلْ عنِ الاِسْتِعْدادِ ألا و إِنّ مع كُلِّ جُرْعةٍ شرقاً و فِي كُلِّ أُكْلةٍ غصصاً لا تُنالُ نِعْمةٌ إِلاّ بِزوالِ أُخْرى لِكُلِّ ذِي رمقٍ قُوتٌ و لِكُلِّ حبّةٍ آكِلٌ و أنْت قُوتُ الْموْتِ 52 اِعْلمُوا أيُّها النّاسُ أنّهُ منْ مشى على وجْهِ الْأرْضِ فإِنّهُ يصِيرُ إِلى بطْنِها و اللّيْلُ و النّهارُ يتسارعانِ فِي هدْمِ الْأعْمارِ أيُّها النّاسُ كُفْرُ النِّعْمةِ لُؤْمٌ (28) و صُحْبةُ الْجاهِلِ شُؤْمٌ مِن الْكرمِ لِينُ الْكلامِ إِيّاك و الْخدِيعة فإِنّها مِنْ خُلُقِ اللِّئامِ ليْس كُلُّ طالِبٍ يُصِيبُ و لا كُلُّ غائِبٍ يئُوبُ لا ترْغبْ فِيمنْ زهِد فِيك رُبّ بعِيدٍ هُو أقْربُ مِنْ قرِيبٍ سلْ عنِ الرّفِيقِ قبْل الطّرِيقِ و عنِ الْجارِ قبْل الدّارِ اُسْتُرْ عوْرة أخِيك لِما تعْلمُهُ فِيك 54 اِغْتفِرْ زلّة صدِيقِك لِيوْمٍ يرْكبُك عدُوُّك منْ غضِب على منْ لا يقْدِرُ أنْ يضُرّهُ طال حُزْنُهُ و عذّب نفْسهُ منْ خاف ربّهُ كفّ ظُلْمهُ و منْ لمْ يعْرِفِ الْخيْر مِن الشّرِّ فهُو بِمنْزِلةِ الْبهِيمةِ إِنّ مِن الْفسادِ إِضاعة الزّادِ ما أصْغر الْمُصِيبة مع عِظمِ الْفاقةِ غداً و ما تناكرْتُمْ إِلاّ لِما فِيكُمْ مِن الْمعاصِي و الذُّنُوبِ (29) ما أقْرب الرّاحة مِن التّعبِ و الْبُؤْس مِن التّغْيِيرِ56 ما شرٌّ بِشرٍّ بعْدهُ الْجنّةُ و ما خيْرٌ بِخيْرٍ بعْدهُ النّارُ و كُلُّ نعِيمٍ دُون الْجنّةِ محْقُورٌ و كُلُّ بلاءٍ دُون النّارِ عافِيةٌ عِنْد تصْحِيحِ الضّمائِرِ تبْدُو الْكبائِرُ57 تصْفِيةُ الْعملِ أشدُّ مِن الْعملِ تخْلِيصُ النِّيّةِ عنِ الْفسادِ أشدُّ على الْعامِلِين مِنْ طُولِ الْجِهادِ هيْهات لوْ لا التُّقى كُنْتُ أدْهى 58 الْعربِ عليْكُمْ بِتقْوى اللّهِ فِي الْغيْبِ و الشّهادةِ(30) و كلِمةِ الْحقِّ فِي الرِّضا و الْغضبِ و الْقصْدِ فِي الْغِنى و الْفقْرِ و بِالْعدْلِ على الْعدُوِّ و الصّدِيقِ و بِالْعملِ فِي النّشاطِ و الْكسلِ و الرِّضا عنِ اللّهِ فِي الشِّدّةِ و الرّخاءِ و منْ كثُر كلامُهُ كثُر خطؤُهُ و منْ كثُر خطؤُهُ قلّ حياؤُهُ و منْ قلّ حياؤُهُ قلّ ورعُهُ و منْ قلّ ورعُهُ مات قلْبُهُ و منْ مات قلْبُهُ دخل النّار و منْ تفكّر اِعْتبر و منِ اِعْتبر اِعْتزل و منِ اِعْتزل سلِم و منْ ترك الشّهواتِ كان حُرّاً و منْ ترك الْحسد كانتْ لهُ الْمحبّةُ عِنْدالنّاسِ عِزُّ الْمُؤْمِنِ غِناهُ عنِ النّاسِ الْقناعةُ مالٌ لا ينْفدُ و منْ أكْثر ذِكْر الْموْتِ رضِي مِن الدُّنْيا بِالْيسِيرِ و منْ علِم أنّ كلامهُ مِنْ عملِهِ قلّ كلامُهُ إِلاّ فِيما ينْفعُهُ الْعجبُ مِمّنْ يخافُ الْعِقاب فلا يكُفُّ و يرْجُو الثّواب و لا يتُوبُ و يعْملُ الْفِكْرةُ تُورِثُ نُوراً و الْغفْلةُ ظُلْمةٌ و الْجهالةُ ضلالةٌ و السّعِيدُ منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و الْأدبُ خيْرُ مِيراثٍ حُسْنُ الْخُلُقِ خيْرُ قرِينٍ ليْس مع قطِيعةِ الرّحِمِ نماءٌ و لا مع الْفُجُورِ غِنًى الْعافِيةُ عشرةُ أجْزاءٍ تِسْعةٌ مِنْها فِي الصّمْتِ إِلاّ بِذِكْرِ اللّهِ و واحِدٌ فِي ترْكِ مُجالسةِ السُّفهاءِ- رأْسُ الْعِلْمِ الرِّفْقُ و آفتُهُ الْخُرْقُ و مِنْ كُنُوزِ الْإِيمانِ الصّبْرُ على الْمصائِبِ و الْعفافُ زِينةُ الْفقْرِ و الشُّكْرُ زِينةُ الْغِنى كثْرةُ الزِّيارةِ تُورِثُ الْملالة و الطُّمأْنِينةُ قبْل الْخِبْرةِ ضِدُّ الْحزْمِ إِعْجابُ الْمرْءِ بِنفْسِهِ يدُلُّ على ضعْفِ عقْلِهِ لا تُؤْيِسْ مُذْنِباً فكمْ مِنْ عاكِفٍ على ذنْبِهِ خُتِم لهُ بِخيْرٍ و كمْ مِنْ مُقْبِلٍ على عملِهِ مُفْسِدٍ فِي آخِرِ عُمُرِهِ صائِرٌ إِلى النّارِ بِئْس الزّادُ إِلى الْمعادِ الْعُدْوانُ على الْعِبادِ طُوبى لِمنْ أخْلص لِلّهِ عملهُ و عِلْمهُ و حُبّهُ و بُغْضهُ و أخْذهُ و ترْكهُ و كلامهُ و صمْتهُ و فِعْلهُ و قوْلهُ- لا يكُونُ الْمُسْلِمُ مُسْلِماً حتّى يكُون ورِعاً و لنْ يكُون ورِعاً حتّى يكُون زاهِداً و لنْ يكُون زاهِداً حتّى يكُون حازِماً و لنْ يكُون حازِماً حتّى يكُون عاقِلاً و ما الْعاقِلُ إِلاّ منْ عقل عنِ اللّهِ و عمِل لِلدّارِ الْآخِرةِ و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ النّبِيِّ و على أهْلِ بيْتِهِ الطّاهِرِين.

آدابه ع لأصحابه و هي أربعمائة باب للدين و الدنيا1,14,15,12,2,3-الْحِجامةُ تُصِحُّ الْبدن و تشُدُّ الْعقْل أخْذُ الشّارِبِ مِن النّظافةِ و هُو مِن السُّنّةِ الطِّيبُ فِي الشّارِبِ كرامةٌ لِلْكاتِبيْنِ و هُو مِن السُّنّةِ الدُّهْنُ يُليِّنُ الْبشرة60 و يزِيدُ فِي الدِّماغِ و الْعقْلِ و يُسهِّلُ موْضِع الطّهُورِ و يذْهبُ بِالشّعثِ و يُصفِّي اللّوْن-السِّواكُ مرْضاةٌ لِلرّبِّ و مطْيبةٌ لِلْفمِ و هُو مِن السُّنّةِ غسْلُ الرّأْسِ بِالْخِطْمِيِّ يذْهبُ بِالدّرنِ و يُنقِّي الْأقْذار61 الْمضْمضةُ و الاِسْتِنْشاقُ بِالْماءِ عِنْد الطّهُورِ طهُورٌ لِلْفمِ و الْأنْفِ السُّعُوطُ مصحّةٌ لِلرّأْسِ و شِفاءٌ لِلْبدنِ و سائِرِ أوْجاعِ الرّأْسِ 62 النُّورةُ مشدّةٌ لِلْبدنِ و طهُورٌ لِلْجسدِ- و تقْلِيمُ الْأظْفارِ يمْنعُ الدّاء الْأعْظم و يجْلِبُ الرِّزْق و يُدِرُّهُ 63 نتْفُ الْإِبْطِ ينْفِي الرّائِحة الْمُنْكرة و هُو طهُورٌ و سُنّةٌ غسْلُ الْيديْنِ قبْل الطّعامِ و بعْدهُ زِيادةٌ فِي الرِّزْقِ غُسْلُ الْأعْيادِ طهُورٌ لِمنْ أراد طلب الْحوائِجِ بيْن يديِ اللّهِ عزّ و جلّ و اِتِّباع السُّنّةِ قِيامُ اللّيْلِ مصحّةٌ لِلْبدنِ 64 و رِضًا لِلرّبِّ و تعرُّضٌ لِلرّحْمةِ و تمسُّكٌ بِأخْلاقِ النّبِيِّين أكْلُ التُّفّاحِ نضُوحٌ لِلْمعِدةِ(31) مضْغُ اللُّبانِ يشُدُّ الْأضْراس و ينْفِي الْبلْغم و يقْطعُ رِيح الْفمِ الْجُلُوسُ فِي الْمسْجِدِ بعْد طُلُوعِ الْفجْرِ إِلى طُلُوعِ الشّمْسِ أسْرعُ فِي طلبِ الرِّزْقِ مِن الضّرْبِ فِي الْأرْضِ أكْلُ السّفرْجلِ قُوّةٌ لِلْقلْبِ الضّعِيفِ و هُو يُطيِّبُ الْمعِدة و يُذكِّي الْفُؤاد و يُشجِّعُ الْجبان و يُحسِّنُ الْولد أكْلُ إِحْدى و عِشْرِين زبِيبةً حمْراء على الرِّيقِ 66 فِي كُلِّ يوْمٍ تدْفعُ الْأمْراض إِلاّ مرض الْموْتِ يُسْتحبُ لِلْمُسْلِمِ أنْ يأْتِي أهْلهُ فِي أوّلِ ليْلةٍ مِنْ شهْرِ رمضان لِقوْلِ اللّهِ أُحِلّ لكُمْ ليْلة الصِّيامِ الرّفثُ إِلى نِسائِكُمْ (32)[1-7](2:187) لا تختّمُوا بِغيْرِ الْفِضّةِ فإِن رسُول اللّهِ ص قال ما طهّر اللّهُ يداً فِيها خاتمُ حدِيدٍ68 منْ نقش على خاتمِهِ اِسْماً مِنْ أسْماءِ اللّهِ فلْيُحوِّلْهُ عنِ الْيدِ الّتِي يسْتنْجِي بِها(33) إِذا نظر أحدُكُمْ إِلى الْمِرْآةِ فلْيقُلْ الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي خلقنِي فأحْسن خلْقِي و صوّرنِي فأحْسن صُورتِي و زان مِنِّي ما شان مِنْ غيْرِي و أكْرمنِي بِالْإِسْلامِ (34) لِيتزيّنْ أحدُكُمْ لِأخِيهِ الْمُسْلِمِ إِذا أتاهُ كما يتزيّنُ لِلْغرِيبِ الّذِي يُحِبُّ أنْ يراهُ فِي أحْسنِ هيْئةٍ صوْمُ ثلاثةِ أيّامٍ فِي كُلِّ شهْرٍ و صوْمُ شعْبان يذْهبُ بِوسْواسِ الصّدْرِ و بلابِلِ الْقلْبِ 71 الاِسْتِنْجاءُ بِالْماءِ الْبارِدِ يقْطعُ الْبواسِير غسْلُ الثِّيابِ يذْهبُ بِالْهمِّ و طهُورٌ لِلصّلاةِ لا تنْتِفُوا الشّيْب فإِنّهُ نُورٌ و منْ شاب شيْبةً فِي الْإِسْلامِ كانتْ لهُ نُوراً يوْم الْقِيامةِ لا ينامُ الْمُسْلِمُ و هُو جُنُبٌ و لا ينامُ إِلاّ على طهُورٍ فإِنْ لمْ يجِدِ الْماء فلْيتيمّمْ بِالصّعِيدِ72 فإِنّ رُوح الْمُؤْمِنِ ترْتفِعُ إِلى اللّهِ عزّ و جلّ فيقْبلُها و يُبارِكُ عليْها فإِنْ كان أجلُها قدْ حضر جعلها فِي صُورةٍ حسنةٍ و إِنْ لمْ يحْضُرْ أجلُها بعث بِها مع أُمنائِهِ مِن الْملائِكةِ فردّها فِي جسدِهِ لا يتْفُلِ الْمُسْلِمُ فِي الْقِبْلةِ(35) فإِنْ فعل ناسِياً فلْيسْتغْفِرِ اللّه لا ينْفُخِ الْمرْءُ موْضِع سُجُودِهِ و لا فِي طعامِهِ و لا فِي شرابِهِ و لا فِي تعْوِيذِهِ- لا يتغوّطنّ أحدُكُمْ على الْمحجّةِ(36) و لا يبُلْ على سطْحٍ فِي الْهواءِ و لا فِي ماءٍ جارٍ فمنْ فعل ذلِك فأصابهُ شيْ ءٌ فلا يلُومنّ إِلاّ نفْسهُ فإِنّ لِلْماءِ أهْلاً و لِلْهواءِأهْلاً و إِذا بال أحدُكُمْ فلا يطْمحنّ بِبوْلِهِ (37) و لا يسْتقْبِلْ بِهِ الرِّيح لا ينامنّ مُسْتلْقِياً على ظهْرِهِ لا يقُومنّ الرّجُلُ فِي الصّلاةِ مُتكاسِلاً و لا مُتقاعِساً76 لِيُقِلّ الْعبْدُ الْفِكْر إِذا قام بيْن يديِ اللّهِ فإِنّما لهُ مِنْ صلاتِهِ ما أقْبل عليْهِ لا تدعُوا ذِكْر اللّهِ فِي كُلِّ مكانٍ و لا على كُلِّ حالٍ لايلْتفِتنّ أحدُكُمْ فِي صلاتِهِ فإِنّ الْعبْد إِذا اِلْتفت فِيها قال اللّهُ لهُ إِليّ عبْدِي خيْرٌ لك مِمّنْ تلْتفِتُ إِليْهِ كُلُوا ما يسْقُطُ مِن الْخِوانِ (38) فإِنّهُ شِفاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ بِإِذْنِ اللّهِ لِمنْ أراد أنْ يسْتشْفِي بِهِ اِلْبسُوا ثِياب الْقُطْنِ فإِنّهُ لِباسُ رسُولِ اللّهِ ص و لمْ يكُنْ يلْبسُ الصُّوف و لا الشّعْر إِلاّ مِنْ عِلّةٍ(39) إِذا أكل أحدُكُمُ الطّعام فمصّ أصابِعهُ الّتِي أكل بِها قال اللّهُ عزّ و جلّ ذِكْرُهُ بارك اللّهُ فِيك إِنّ اللّه ليُحِبُّ الْجمال و أنْ يرى أثر نِعْمتِهِ على عبْدِهِ صِلُوا أرْحامكُمْ و لوْ بِالسّلامِ لِقوْلِ اللّهِ- و اِتّقُوا اللّه الّذِي تسائلُون بِهِ و الْأرْحام 79[22-29](4:1) و لا تقْطعُوا نهاركُمْ بِكيْت و كيْت و فعلْنا كذا و كذا(40) فإِنّ معكُمْ حفظةً يحْفظُون عليْكُمْ و اُذْكُرُوا اللّه عزّ و جلّ بِكُلِّ مكانٍ صلُّوا على النّبِيِ و آلِهِ صلّى اللّهُ عليْهِ و عليْهِمْ فإِنّ اللّه يتقبّلُ دُعاءكُمْ عِنْد ذِكْرِهِ و رِعايتِكُمْ لهُ أقِرُّوا الْحارّ حتّى يبْرُد و يُمْكِن فإِن رسُول اللّهِ ص قال و قدْقرُب إِليْهِ طعامٌ حارُّ أقِرُّوهُ حتّى يبْرُد و يُمْكِن و ما كان اللّهُ لِيُطْعِمنا الْحارّ و الْبركةُ فِي الْبارِدِ و الْحارُّ غيْرُ ذِي بركةٍ علِّمُوا صِبْيانكُمْ ما ينْفعُهُمُ اللّهُ بِهِ لا تغْلِبْ عليْهِمُ الْمُرْجِئةُ81 .أيُّها النّاسُ كُفُّوا ألْسِنتكُمْ و سلِّمُوا تسْلِيماً[14-16](33:56) أدُّوا الْأماناتِ و لوْ إِلى قتلةِ الْأنْبِياءِ أكْثِرُوا ذِكْر اللّهِ إِذا دخلْتُمُ الْأسْواق و عِنْد اِشْتِغالِ النّاسِ بِالتِّجاراتِ فإِنّهُ كفّارةٌ لِلذُّنُوبِ و زِيادةٌ فِي الْحسناتِ و لا تكُونُوا مِن الْغافِلِين ليْس لِلْعبْدِ أنْ يُسافِر إِذا حضر شهْرُ رمضان لِقوْلِ اللّهِ- فمنْ شهِد مِنْكُمُ الشّهْر فلْيصُمْهُ 82[15-19](2:185) ليْس فِي شُرْبِ الْمُسْكِرِ و الْمسْحِ على الْخُفّيْنِ تقِيّةٌ(41) إِيّاكُمْ و الْغُلُوّ فِينا قُولُوا إِنّا عِبادٌ مرْبُوبُون و قُولُوا فِي فضْلِنا ما شِئْتُمْ منْ أحبّنا فلْيعْملْ بِعملِنا و يسْتعِنْ بِالْورعِ فإِنّهُ أفْضلُ ما يُسْتعانُ بِهِ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ لا تُجالِسُوا لنا عائِباً و لا تمْدحُونا مُعْلِنِين عِنْد عدُوِّنا فتُظْهِرُوا حُبّنا و تُذِلُّوا أنْفُسكُمْ عِنْد سُلْطانِكُمْ اِلْزمُوا الصِّدْق فإِنّهُ منْجاةٌ اِرْغبُوا فِيما عِنْد اللّهِ و اُطْلُبُوا مرْضاتهُ و طاعتهُ و اِصْبِرُوا عليْهِما فما أقْبح بِالْمُؤْمِنِ أنْ يدْخُل الْجنّة و هُو مهْتُوكُ السِّتْرِ لا تُعْيُون84ا فِي طلبِ الشّفاعةِ لكُمْ يوْم الْقِيامةِ بِسببِ ما قدّمْتُمْ 85-و لا تفْضحُوا أنْفُسكُمْ عِنْد عدُوِّكُمْ يوْم الْقِيامةِ و لا تكْذِبُوا أنْفُسكُمْ فِي منْزِلتِكُمْ عِنْد اللّهِ بِالْحقِيرِ مِن الدُّنْيا تمسّكُوا بِما أمركُمُ اللّهُ بِهِ- فما بيْن أحدِكُمْ و بيْن أنْ يغْتبِط و يرى ما يُحِبُّ إِلاّ أنْ يحْضُرهُ 86 رسُولُ اللّهِ و ما عِنْد اللّهِ خيْرٌ و أبْقى [11-17](28:60) و تأْتِيهِ الْبِشارةُ و اللّهِ فتقرُّ عيْنُهُ و يُحِبُّ لِقاء اللّهِ لا تُحقِّرُوا ضُعفاء إِخْوانِكُمْ فإِنّهُ منِ اِحْتقر مُؤْمِناً حقّرهُ اللّهُ و لمْ يجْمعْ بيْنهُما يوْم الْقِيامةِ إِلاّ أنْ يتُوب و لا يُكلِّفِ الْمرْءُ أخاهُ الطّلب إِليْهِ إِذا عرف حاجتهُ تزاورُوا و تعاطفُوا و تباذلُوا و لا تكُونُوا بِمنْزِلةِ الْمُنافِقِ الّذِي يصِفُ ما لا يفْعلُ تزوّجُوا فإِن رسُول اللّهِ ص قال منْ كان يُحِبُّ أنْ يسْتنّ بِسُنّتِي فلْيتزوّجْ فإِنّ مِنْ سُنّتِي التّزْوِيج اُطْلُبُوا الْولد فإِنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الْأُمم توقّوْا على أوْلادِكُمْ مِنْ لبنِ الْبغِيِّ مِن النِّساءِ و الْمجْنُونةِ(42) فإِنّ اللّبن يُعْدِي تنزّهُوا عنْ أكْلِ الطّيْرِ الّذِي ليْس لهُ قانِصةٌ و لا صِيصِيةٌ و لا حوْصلةٌ و لا كابِرةٌ(43) اِتّقُوا أكْل كُلِّ ذِي نابٍ مِن السِّباعِ و كُلِّ ذِي مِخْلبٍ مِن الطّيْرِ و لا تأْكُلُوا الطِّحال فإِنّهُ ينْبُتُ مِن الدّمِ الْفاسِدِ و لا تلْبسُوا السّواد فإِنّهُ لِباسُ فِرْعوْن اِتّقُوا الْغُدد مِن اللّحْمِ فإِنّها تُحرِّكُ عِرْق الْجُذامِ لا تقِيسُوا الدِّين فإِنّهُ لا يُقاسُ و سيأْتِي قوْمٌ يقِيسُون الدِّين هُمْ أعْداؤُهُ و أوّلُ منْ قاس Cإِبْلِيسُ Cلا تتّخِذُوا الْمُلسّن فإِنّهُ حِذاءُ فِرْعوْن و هُو أوّلُ منْ حذا الْمُلسّن (44) خالِفُواأصْحاب الْمُسْكِرِ و كُلُوا التّمْر فإِنّ فِيهِ شِفاءً مِن الْأدْواءِ اِتّبِعُوا قوْل رسُولِ اللّهِ ص فإِنّهُ قال منْ فتح على نفْسِهِ باب مسْألةٍ فتح اللّهُ عليْهِ باب فقْرٍ أكْثِرُوا الاِسْتِغْفار فإِنّهُ يجْلِبُ الرِّزْق قدِّمُوا ما اِسْتطعْتُمْ مِنْ عملِ الْخيْرِ تجِدُوهُ غداً إِيّاكُمْ و الْجِدال فإِنّهُ يُورِثُ الشّكّ منْ كانتْ لهُ إِلى اللّهِ حاجةٌ فلْيطْلُبْها فِي ثلاثِ ساعاتٍ ساعةٍ مِنْ يوْمِ الْجُمُعةِ ساعةِ الزّوالِ حِين تهُبُّ الرِّيحُ و تُفْتحُ أبْوابُ السّماءِ و تنْزِلُ الرّحْمةُ و تصُوتُ الطّيْرُ و ساعةٍ فِي آخِرِ اللّيْلِ عِنْد طُلُوعِ الْفجْرِ فإِنّ ملكيْنِ يُنادِيانِ هلْ مِنْ تائِبٍ فأتُوب عليْهِ هلْ مِنْ سائِلٍ فيُعْطى هلْ مِنْ مُسْتغْفِرٍ فيُغْفر لهُ هلْ مِنْ طالِبِ حاجةٍ فتُقْضى لهُ فأجِيبُوا داعِي اللّهِ و اُطْلُبُوا الرِّزْق فِيما بيْن طُلُوعِ الْفجْرِ إِلى طُلُوعِ الشّمْسِ فإِنّهُ أسْرعُ لِطلبِ الرِّزْقِ مِن الضّرْبِ فِي الْأرْضِ و هِي السّاعةُ الّتِي يقْسِمُ اللّهُ جلّ و عزّ فِيها الْأرْزاق بيْن عِبادِهِ اِنْتظِرُوا الْفرج و لا تيْأسُوا مِنْ روْحِ اللّهِ [9-14](12:87) فإِنّ أحبّ الْأُمُورِ إِلى اللّهِ اِنْتِظارُ الْفرجِ و ما داوم عليْهِ الْمُؤْمِنُ (45) توكّلُوا على اللّهِ عِنْد ركْعتيِ الْفجْرِ بعْد فراغِكُمْ مِنْها ففِيها تُعْطى الرّغائِبُ لا تخْرُجُوا بِالسُّيُوفِ إِلى الْحرمِ و لا يُصلِّ أحدُكُمْ و بيْن يديْهِ سيْفٌ فإِنّ الْقِبْلة أمْنٌ ألِمُّوا بِرسُولِ اللّهِ ص إِذا حججْتُمْ فإِنّ ترْكهُ جفاءٌ و بِذلِك أُمِرْتُمْ ألِمُّوا91 بِالْقُبُورِ الّتِي يلْزمُكُمْ حقُّ سُكّانِها و زُورُوها و اُطْلُبُوا الرِّزْق عِنْدها فإِنّهُمْ يفْرحُون بِزِيارتِكُمْ لِيطْلُبِ الرّجُلُ الْحاجة عِنْد قبْرِ أبِيهِ و أُمِّهِ بعْد ما يدْعُو لهُما لا تسْتصْغِرُوا قلِيل الْإِثْمِ لمّا لمْ تقْدِرُوا على الْكبِيرِ فإِنّ الصّغِير يُحْصى و يرْجِعُ إِلى الْكبِيرِ أطِيلُوا السُّجُود فمنْ أطالهُ أطاع و نجا أكْثِرُوا ذِكْر الْموْتِ و يوْم خُرُوجِكُمْ مِن الْقُبُورِ و يوْم قِيامِكُمْ بيْن يديِ اللّهِ تهُنْ عليْكُمُ الْمصائِبُ إِذا اِشْتكى أحدُكُمْ عيْنهُ فلْيقْرأْ آية الْكُرْسِيِ و لْيُضْمِرْ فِي نفْسِهِ أنّها تبْرأُ فإِنّهُ يُعافى إِنْ شاء اللّهُ توقّوُا الذُّنُوب فما مِنْ بلِيّةٍ و لا نقْصِ رِزْقٍ إِلاّ بِذنْبٍ حتّى الْخدْشِ و النّكْبةِو الْمُصِيبةِ92 فإِنّ اللّه جلّ ذِكْرُهُ يقُولُ- ما أصابكُمْ مِنْ مُصِيبةٍ فبِما كسبتْ أيْدِيكُمْ و يعْفُوا عنْ كثِيرٍ93[2-12](42:30) أكْثِرُوا ذِكْر اللّهِ جلّ و عزّ على الطّعامِ و لا تلْفظُوا فِيهِ فإِنّهُ نِعْمةٌ مِنْ نِعمِ اللّهِ و رِزْقٌ مِنْ رِزْقِهِ يجِبُ عليْكُمْ شُكْرُهُ و حمْدُهُ أحْسِنُوا صُحْبة النِّعمِ قبْل فواتِها فإِنّها تزُولُ و تشْهدُ على صاحِبِها بِما عمِل فِيها منْ رضِي مِن اللّهِ بِالْيسِيرِ مِن الرِّزْقِ رضِي اللّهُ مِنْهُ بِالْيسِيرِ مِن الْعملِ- إِيّاكُمْ و التّفْرِيط فإِنّهُ يُورِثُ الْحسْرة حِين لا تنْفعُ الْحسْرةُ إِذا لقِيتُمْ عدُوّكُمْ فِي الْحرْبِ فأقِلُّوا الْكلام و أكْثِرُوا ذِكْر اللّهِ جلّ و عزّ و لا تولّوُا الْأدْبار فتُسْخِطُوا اللّه و تسْتوْجِبُوا غضبهُ إِذا رأيْتُمْ مِنْ إِخْوانِكُمُ الْمجْرُوح فِي الْحرْبِ أوْ منْ قدْ نُكِل 94 أوْ طمِع عدُوُّكُمْ فِيهِ فقوُّوهُ بِأنْفُسِكُمْ اِصْطنِعُوا الْمعْرُوف 95 بِما قدرْتُمْ عليْهِ فإِنّهُ تقِي مصارِع السّوْءِ- منْ أراد مِنْكُمْ أنْ يعْلم كيْف منْزِلتُهُ عِنْد اللّهِ فلْينْظُرْ كيْف منْزِلةُ اللّهِ مِنْهُ عِنْد الذُّنُوبِ أفْضلُ ما يتّخِذُ الرّجُلُ فِي منْزِلِهِ الشّاةُ فمنْ كانتْ فِي منْزِلِهِ شاةٌ قدّستْ عليْهِ الْملائِكةُ كُلّ يوْمٍ مرّةً و منْ كان عِنْدهُ شاتانِ قدّستْ عليْهِ الْملائِكةُ كُلّ يوْمٍ مرّتيْنِ و كذلِك فِي الثّلاثِ و يقُولُ اللّهُ بُورِك فِيكُمْ إِذا ضعُف الْمُسْلِمُ فلْيأْكُلِ اللّحْم بِاللّبنِ فإِنّ اللّه جعل الْقُوّة فِيهِما إِذا أردْتُمُ الْحجّ فتقدّمُوا فِي شِراءِ بعْضِ حوائِجِكُمْ بِأنْفُسِكُمْ فإِنّ اللّه تبارك و تعالى قال- و لوْ أرادُوا الْخُرُوج لأعدُّوا لهُ عُدّةً(46)[1-7](9:46) إِذا جلس أحدُكُمْ فِي الشّمْسِ فلْيسْتدْبِرْها لِظهْرِهِ فإِنّها تُظْهِرُ الدّاء الدّفِين إِذا حججْتُمْ فأكْثِرُوا النّظر إِلى بيْتِ اللّهِ فإِنّ لِلّهِ مِائةً و عِشْرِين رحْمةً عِنْد بيْتِهِ الْحرامِ مِنْها سِتُّون لِلطّائِفِين و أرْبعُون لِلْمُصلِّين و عِشْرُون لِلنّاظِرِين أقِرُّوا عِنْد بيْتِ اللّهِ الْحرامِ بِما حفِظْتُمُوهُ مِنْ ذُنُوبِكُمْ و ما لمْ تحْفظُوهُ فقُولُوا ما حفِظْتهُ يا ربِّ عليْنا و نسِيناهُ فاغْفِرْهُ لنا فإِنّهُ منْ أقرّ بِذُنُوبِهِ فِي ذلِك الْموْضِعِ و عدّدها و ذكرها و اِسْتغْفر اللّه جلّ و عزّ مِنْها كان حقّاً على اللّهِ أنْ يغْفِرها لهُ تقدّمُوا فِي الدُّعاءِ قبْل نُزُولِ الْبلاءِ فإِنّهُ تُفتّحُ أبْوابُ السّماءِ فِي سِتّةِ مواقِف عِنْد نُزُولِ الْغيْثِ و عِنْد الزّحْفِ (47) و عِنْد الْأذانِ و عِنْد قِراءةِ الْقُرْآنِ و مع زوالِ الشّمْسِ و عِنْد طُلُوعِ الْفجْرِ منْ مسّ جسد ميِّتٍ بعْد ما يبْرُدُ لزِمهُ الْغُسْلُ منْ غسّل مُؤْمِناً فلْيغْتسِلْ بعْد ما يُلْبِسُهُ أكْفانهُ و لا يمسّهُ بعْد ذلِك (48) فيجِب عليْهِ الْغُسْلُ- و لا تُجمِّرُوا الْأكْفان (49) و لا تُمِسُّوا موْتاكُمُ الطِّيب إِلاّ الْكافُور فإِنّ الْميِّت بِمنْزِلةِ الْمُحْرِمِ مُرُوا أهالِيكُمْ (50) بِالْقوْلِ الْحسنِ عِنْد الْميِّتِ فإِن فاطِمة بِنْت رسُولِ اللّهِ ص لمّا قُبِض أبُوها ع أشْعرها بناتُ هاشِمٍ فقالتْ اُتْرُكُوا الْحِداد(51) و عليْكُمْ بِالدُّعاءِ الْمُسْلِمُ مِرْآةُ أخِيهِ فإِذا رأيْتُمْ مِنْ أخِيكُمْ هفْوةً فلا تكُونُوا عليْهِ ألْباً(52) و أرْشِدُوهُ و اِنْصحُوا لهُ و ترفّقُوا بِهِ و إِيّاكُمْ و الْخِلاف فإِنّهُ مُرُوقٌ و عليْكُمْ بِالْقصْدِ(53) تراءفُوا و تراحمُوا منْ سافر بِدابّتِهِ بدأ بِعلْفِها و سقْيِها لا تضْرِبُوا الدّوابّ على حُرِّ وُجُوهِها104 فإِنّها تُسبِّحُ ربّها منْ ضلّ مِنْكُمْ فِي سفرٍ أوْ خاف على نفْسِهِ فلْيُنادِ ياCصالِحُ Cأغِثْنِي فإِنّ فِي إِخْوانِكُمُ الْجِنِّ منْ إِذا سمِع الصّوْت أجاب و أرْشد الضّالّ مِنْكُمْ و حبس عليْهِ دابّتهُ و منْ خاف مِنْكُمُ الْأسد على نفْسِهِ و دابّتِهِ و غنمِهِ فلْيخُطّ عليْها خِطّةً و لْيقُلِ اللّهُمّ رب دانِيال

و الْجُبِّ-و كُلِّ أسدٍ مُسْتأْسِدٍ اِحْفظْنِي و غنمِي (54)و منْ خاف مِنْكُمُ الْغرق فلْيقُلْ- بِسْمِ اللّهِ مجْراها و مُرْساها إِنّ ربِّي لغفُورٌ رحِيمٌ [5-13](11:41) - و ما قدرُوا اللّه حقّ قدْرِهِ و الْأرْضُ جمِيعاً قبْضتُهُ يوْم الْقِيامةِ و السّماواتُ مطْوِيّاتٌ بِيمِينِهِ سُبْحانهُ و تعالى عمّا يُشْرِكُون [1-21](39:67) و منْ خاف الْعقْرب فلْيقْرأْ- سلامٌ على نُوحٍ

فِي الْعالمِين.`إِنّا كذلِك نجْزِي الْمُحْسِنِين.`إِنّهُ مِنْ عِبادِنا الْمُؤْمِنِين [1-13](37:79-81) عُقُّوا عنْ أوْلادِكُمْ فِي الْيوْمِ السّابِعِ- و تصدّقُوا إِذا حلقْتُمْ رُءُوسهُمْ بِوزْنِ شُعُورِهِمْ فِضّةً فإِنّهُ واجِبٌ على كُلِ مُسْلِمٍ (55) و كذلِك فعل رسُولُ اللّهِ ص بِالْحسنِ و الْحُسيْنِ إِذا ناولْتُمْ سائِلاً شيْئاً فاسْألُوهُ أنْ يدْعُو لكُمْ فإِنّهُ يُسْتجابُ فِيكُمْ و لا يُجابُ فِي نفْسِهِ لِأنّهُمْ يكْذِبُون و يرُدُّ الّذِي يُناوِلُهُ يدهُ إِلى فِيهِ فلْيُقبِّلْها فإِنّ اللّه يأْخُذُها قبْل أنْ تقع فِي يدِ السّائِلِ قال اللّهُ تبارك و تعالى و يأْخُذُ الصّدقاتِ (56)[11-13](9:104) تصدّقُوا بِاللّيْلِ فإِنّ صدقة اللّيْلِ تُطْفِئُ غضب الرّبِّ اُحْسُبُوا كلامكُمْ مِنْ أعْمالِكُمْ يقِلّ كلامُكُمْ إِلاّ فِي الْخيْرِ- أنْفِقُوا مِمّا رزقكُمُ اللّهُ [5-8](36:47) فإِنّ الْمُنْفِق 108 فِيّ بِمنْزِلةِ الْمُجاهِدِ فِي سبِيلِ اللّهِ فمنْ أيْقن بِالْخلفِ أنْفق و سختْ نفْسُهُ بِذلِك (57) منْ كان على يقِينٍ فأصابهُ ما يشُكُّ فلْيمْضِ على يقِينِهِ فإِنّ الشّكّ لا يدْفعُ الْيقِين و لا ينْقُضُهُ و لا تشْهدُوا قوْل الزُّورِ-و لا تجْلِسُوا على مائِدةٍ يُشْربُ عليْها الْخمْرُ فإِنّ الْعبْد لا يدْرِي متى يُؤْخذُ و إِذا جلس أحدُكُمْ على الطّعامِ فلْيجْلِسْ جِلْسة الْعبْدِ و يأْكُلْ على الْأرْضِ و لا يضعْ إِحْدى رِجْليْهِ على الْأُخْرى و لا يتربّعْ فإِنّها جِلْسةٌ يُبْغِضُها اللّهُ و يمْقُتُ صاحِبها عشاءُ الْأنْبِياءِ بعْد الْعتمةِ110 فلا تدعُوا الْعشاء فإِنّ ترْكهُ يُخرِّبُ الْبدن الْحُمّى رائِدُ الْموْتِ (58) و سِجْنُ اللّهِ فِي الْأرْضِ يحْبِسُ بِها منْ يشاءُ مِنْ عِبادِهِ و هِي تحُتُّ الذُّنُوب كما تحاتُ يتحاتُ الْوبرُ عنْ سنامِ الْبعِيرِ ليْس مِنْ داءٍ إِلاّ و هُو داخِلُ الْجوْفِ إِلاّ الْجِراحة و الْحُمّى فإِنّهُما يرِدانِ على الْجسدِ وُرُوداً(59) اِكْسِرُوا حرّ الْحُمّى بِالْبنفْسجِ و الْماءِ الْبارِدِ فإِنّ حرّها مِنْ فيْحِ جهنّم 113 لا يتداوى الْمُسْلِمُ حتّى يغْلِب مرضُهُ صِحّتهُ 114 الدُّعاءُ يرُدُّ الْقضاء الْمُبْرم فأعِدُّوهُ و اِسْتعْمِلُوهُ لِلْوُضُوءِ بعْد الطُّهْرِ عشْرُ حسناتٍ فتطهّرُوا إِيّاكُمْ و الْكسل فإِنّهُ منْ كسِل لمْ يُؤدِّ حقّ اللّهِ تنظّفُوا بِالْماءِ مِن الرِّيحِ الْمُنْتِنةِ و تعهّدُوا أنْفُسكُمْ فإِنّ اللّه يُبْغِضُ مِنْ عِبادِهِ الْقاذُورة الّذِي يتأفّفُ بِهِ منْ جلس إِليْهِ 115 لا يعْبثْ أحدُكُمْ بِلِحْيتِهِ فِي الصّلاةِ و لا بِما يشْغلُهُ عنْها بادِرُوا بِعملِ الْخيْرِ قبْل أنْ تُشْغلُوا عنْهُ بِغيْرِهِ.الْمُؤْمِنُ نفْسُهُ مِنْهُ فِي تعبٍ و النّاسُ مِنْهُ فِي راحةٍ لِيكُنْ جُلُّ كلامِكُمْ ذِكْر اللّهِ اِحْذرُوا الذُّنُوب فإِنّ الْعبْد يُذْنِبُ الذّنْب فيُحْبسُ عنْهُ الرِّزْقُ داوُوا مرْضاكُمْ بِالصّدقةِ و حصِّنُوا أمْوالكُمْ بِالزّكاةِ الصّلاةُ قُرْبانُ كُلِّ تقِيٍّ و الْحجُّ جِهادُ كُلِ ضعِيفٍ حُسْنُ التّبعُّلِ جِهادُ الْمرْأةِ الْفقْرُ الْموْتُ الْأكْبرُ قِلّةُ الْعِيالِ أحدُ الْيساريْنِ (60) التّقْدِيرُ نِصْفُ الْمعِيشةِ الْهمُّ نِصْفُ الْهرمِ ما عال اِمْرُؤٌ اِقْتصد117 ما عطِب اِمْرُؤٌ اِسْتشار- لا تصْلُحُ الصّنِيعةُ إِلاّ عِنْد ذِي حسبٍ و دِينٍ لِكُلِّ شيْ ءٍ ثمرةٌ و ثمرةُ الْمعْرُوفِ تعْجِيلُ السّراحِ منْ أيْقن بِالْخلفِ جاد بِالْعطِيّةِ منْ ضرب على فخِذيْهِ عِنْد الْمُصِيبةِ فقدْ حبِط أجْرُهُ (61) أفْضلُ عملِ الْمُؤْمِنِ اِنْتِظارُ الْفرجِ- منْ أحْزن والِديْهِ فقدْ عقّهُما اِسْتنْزِلُوا الرِّزْق بِالصّدقةِ اِدْفعُوا أنْواع الْبلاءِ بِالدُّعاءِ عليْكُمْ بِهِ قبْل نُزُولِ الْبلاءِ فو الّذِي فلق الْحبّة و برأ النّسمة(62) للْبلاءُ أسْرعُ إِلى الْمُؤْمِنِ مِن السّيْلِ مِنْ أعْلى التّلْعةِ إِلى أسْفلِها أوْ مِنْ ركْضِ الْبراذِينِ سلُوا الْعافِية مِنْ جهْدِ الْبلاءِ فإِنّ جهْد الْبلاءِ ذهابُ الدِّينِ (63) السّعِيدُ منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و اِتّعظ روِّضُوا أنْفُسكُمْ على الْأخْلاقِ الْحسنةِ فإِنّ الْعبْد الْمُؤْمِن يبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ درجة الصّائِمِ الْقائِمِ منْ شرِب الْخمْر و هُو يعْلمُ أنّها خمْرٌ سقاهُ اللّهُ مِنْ طِينةِ الْخبالِ (64) و إِنْ كان مغْفُوراً لهُ لا نذْر فِي معْصِيةٍ و لا يمِين فِي قطِيعةٍ- الدّاعِي بِلا عملٍ كالرّامِي بِلا وترٍ لِتطيّبِ الْمرْأةُ لِزوْجِها الْمقْتُولُ دُون مالِهِ شهِيدٌ الْمغْبُونُ لا محْمُودٌ و لا مُحاورٌ122 مأْجُورٌ لا يمِين لِلْولدِ مع والِدِهِ و لا لِلْمرْأةِ مع زوْجِها لا صمْت إِلى اللّيْلِ إِلاّ فِي ذِكْرِ اللّهِ لا تعرُّب بعْد الْهِجْرةِ(65) و لا هِجْرة بعْد الْفتْحِ تعرّضُوا لِما عِنْد اللّهِ عزّ و جلّ فإِنّ فِيهِ غِنًى عمّا فِي أيْدِي النّاسِ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْترِف الْأمِين 124 ليْس مِنْ عملٍ أحبّ إِلى اللّهِ مِن الصّلاةِ- لا تشْغلنّكُمْ عنْ أوْقاتِها أُمُورُ الدُّنْيا فإِنّ اللّه ذمّ أقْواماً اِسْتهانُوا بِأوْقاتِها فقال الّذِين هُمْ عنْ صلاتِهِمْ ساهُون (66)[1-5](107:5) يعْنِي غافِلِين اِعْلمُوا أنّ صالِحِي عدُوِّكُمْ يُرائِي بعْضُهُمْ مِنْ بعْضٍ و ذلِك أنّ اللّه عزّ و جلّ لا يُوفِّقُهُمْ و لا يقْبلُ إِلاّ ما كان لهُ الْبِرُّ لا يبْلى و الذّنْبُ لا يُنْسى- إِنّ اللّه مع الّذِين اِتّقوْا و الّذِين هُمْ مُحْسِنُون 126[1-9](16:128) الْمُؤْمِنُ لا يُعيِّرُ أخاهُ و لا يخُونُهُ و لا يتّهِمُهُ و لا يخْذُلُهُ و لا يتبرّأُ مِنْهُ اِقْبلْ عُذْر أخِيك فإِنْ لمْ يكُنْ لهُ عُذْرٌ فالْتمِسْ لهُ عُذْراً مُزاولةُ قلْعِ الْجِبالِ أيْسرُ مِنْ مُزاولةِ مُلْكٍ مُؤجّلٍ- اِسْتعِينُوا بِاللّهِ و اِصْبِرُوا إِنّ الْأرْض لِلّهِ يُورِثُها منْ يشاءُ مِنْ عِبادِهِ و الْعاقِبةُ لِلْمُتّقِين (67)[4-18](7:128) لا تعجّلُوا الْأمْر قبْل بُلُوغِهِ فتنْدمُوا و لا يطُولنّ عليْكُمُ الْأمدُ(68) فتقْسُو قُلُوبُكُمْ اِرْحمُوا ضُعفاءكُمْ و اُطْلُبُوا الرّحْمة مِن اللّهِ عزّ و جلّ إِيّاكُمْ و الْغِيبة فإِن الْمُسْلِم لا يغْتابُ أخاهُ و قدْ نهى اللّهُ عنْ ذلِك فقال أ يُحِبُّ أحدُكُمْ أنْ يأْكُل لحْم أخِيهِ ميْتاً فكرِهْتُمُوهُ (69)[21-29](49:12) لا يجْمعُ الْمُؤْمِنُ يديْهِ فِي الصّلاةِ و هُو قائِمٌ يتشبّهُ بِأهْلِ الْكُفْرِ(70) لا يشْربْ أحدُكُمُ الْماء قائِماً فإِنّهُ يُورِثُ الدّاء الّذِي لا دواء لهُ إِلاّ أنْ يُعافِي اللّهُ إِذا أصاب أحدُكُمْ فِي الصّلاةِ الدّابّة فلْيدْفِنْها أوْ يتْفُلْ عليْها أوْ يضُمّها فِي ثوْبِهِ حتّى ينْصرِف و الاِلْتِفاتُ الْفاحِشُ يقْطعُ الصّلاة و منْ فعل فعليْهِ الاِبْتِداءُ بِالْأذانِ و الْإِقامةِ و التّكْبِيرِ منْ قرأ قُلْ هُو اللّهُ أحدٌ[1-4](112:1) إِلى أنْ تطْلُع الشّمْسُ عشْر مرّاتٍ و مِثْلها إِنّا أنْزلْناهُ فِي ليْلةِ الْقدْرِ [1-5](97:1) و مِثْلها آية الْكُرْسِيِ منع مالهُ مِمّا يخافُ عليْهِ و منْ قرأ قُلْ هُو اللّهُ أحدٌ[1-4](112:1) و إِنّا أنْزلْناهُ فِي ليْلةِ الْقدْرِ [1-5](97:1) قبْل طُلُوعِ الشّمْسِ لمْ يُصِبْ ذنْباً و إِنِ اِجْتهد فِيهِ Cإِبْلِيسُ Cاِسْتعِيذُوا بِاللّهِ عزّ و جلّ مِنْ غلبةِ الدّيْنِ مثلُ أهْلِ الْبيْتِ سفِينةُ(71)نُوحٍ

منْ تخلّف عنْها هلك تشْمِيرُ الثِّيابِ طهُورٌ لِلصّلاةِ قال اللّهُ تعالى- و ثِيابك فطهِّرْ(72)[1-3](74:4) أيْ فشمِّرْ لعْقُ الْعسلِ شِفاءٌ قال اللّهُ- يخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شرابٌ مُخْتلِفٌ ألْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ 133[10-18](16:69) اِبْدءُوا بِالْمِلْحِ فِي أوّلِ طعامِكُمْ و اِخْتِمُوا بِهِ فلوْ يعْلمُ النّاسُ ما فِي الْمِلْحِ لاخْتارُوهُ على الدِّرْياقِ 134 منِ اِبْتدأ طعامهُ بِهِ أذْهب اللّهُ عنْهُ سبْعِين داءً لا يعْلمُهُ إِلاّ اللّهُ صُومُوا ثلاثة أيّامٍ مِنْ كُلِّ شهْرٍ فهِي تعْدِلُ صوْم الدّهْرِ و نحْنُ نصُومُ خمِيسيْنِ و أرْبِعاء بيْنهُما لِأنّ اللّه خلق جهنّم يوْم الْأرْبِعاء فتعوّذُوا بِاللّهِ جلّ و عزّ مِنْها إِذا أراد أحدُكُمُ الْحاجة فلْيُبكِّرْ فِيها يوْم الْخمِيسِ فإِن رسُول اللّهِ ص قال اللّهُمّ بارِكْ لِأُمّتِي فِي بُكْرتِها يوْم الْخمِيسِ و لْيقْرأْ إِذا خرج مِنْ بيْتِهِ- إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ و الْأرْضِ و اِخْتِلافِ اللّيْلِ و النّهارِ[1-11](3:190) إِلى قوْلِهِ إِنّك لا تُخْلِفُ الْمِيعاد(73)[13-16](3:194) و آية الْكُرْسِيِ و إِنّا أنْزلْناهُ فِي ليْلةِ الْقدْرِ [1-5](97:1) و أُمّ الْكِتابِ فإِنّ فِيها قضاء حوائِجِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ عليْكُمْ بِالصّفِيقِ مِن الثِّيابِ (74) فإِنّهُ منْ رقّ ثوْبُهُ رقّ دِينُهُ لا يقُومنّ أحدُكُمْ بيْن يديْ ربِّهِ جلّ و عزّ و عليْهِ ثوْبٌ يصِفُهُ (75) تُوبُوا إِلى اللّهِ و اُدْخُلُوا فِي محبّتِهِ-ف إِنّ اللّه يُحِبُّ التّوّابِين و يُحِبُّ الْمُتطهِّرِين [24-30](2:222) و الْمُؤْمِنُ مُنِيبٌ و توّابٌ إِذا قال الْمُؤْمِنُ لِأخِيهِ أُفٍّ اِنْقطع ما بيْنهُما و إِذا قال لهُ أنْت كافِرٌ كفر أحدُهُما و لا ينْبغِي لهُ أنْ يتّهِمهُ فإِنِ اِتّهمهُ اِنْماث الْإِيمانُ بيْنهُما كما ينْماثُ الْمِلْحُ فِي الْماءِ بابُ التّوْبةِ مفْتُوحٌ لِمنْ أرادها ف تُوبُوا إِلى اللّهِ توْبةً نصُوحاً عسى ربُّكُمْ أنْ يُكفِّر عنْكُمْ سيِّئاتِكُمْ [5-15](66:8) أوْفُوا بِالْعُهُودِ إِذا عاهدْتُمْ [5-6](16:91) فما زالتْ نِعْمةٌ عنْ قوْمٍ و لا عيْشٌ إِلاّ بِذُنُوبٍ اِجْترحُوها- أنّ اللّه ليْس بِظلاّمٍ لِلْعبِيدِ[6-10](3:182) و لوِ اِسْتقْبلُوا ذلِك بِالدُّعاءِ لمْ تزُلْ و لوْ أنّهُمْ إِذا نزلتْ بِهِمُ النِّقمُ أوْ زالتْ عنْهُمُ النِّعمُ فزِعُوا إِلى اللّهِ عزّ و جلّ بِصِدْقٍ مِنْ نِيّاتِهِمْ و لمْ يهِنُوا و لمْ يُسْرِفُوا لأصْلح لهُمْ كُلّ فاسِدٍ و ردّ عليْهِمْ كُلّ ضائِعٍ إِذا ضاق الْمُسْلِمُ فلا يشْكُونّ ربّهُ و لكِنْ يشْكُو إِليْهِ فإِنّ بِيدِهِ مقالِيد الْأُمُورِ و تدْبِيرها فِي السّماواتِ و الْأرضِين و ما فِيهِنّ و هُو ربُّ الْعرْشِ الْعظِيمِ [12-16](9:129) - و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و إِذا جلس الْعبْدُ مِنْ نوْمِهِ فلْيقُلْ قبْل أنْ يقُوم حسْبِي الرّبُّ مِن الْعِبادِ حسْبِي هُو حسْبِي و نِعْم الْوكِيلُ (76)[17-19](3:173) و إِذا قام أحدُكُمْ مِن اللّيْلِ فلْينْظُرْ إِلى أكْنافِ السّماءِ و لْيقْرأْ- إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ و الْأرْضِ و اِخْتِلافِ اللّيْلِ و النّهارِ[1-11](3:190) إِلى قوْلِهِ لا تُخْلِفُ الْمِيعاد[14-16](3:194) الاِطِّلاعُ فِي بِئْرِ زمْزم يذْهبُ بِالدّاءِ فاشْربُوا مِنْ مائِها مِمّا يلِي الرُّكْن الّذِي فِيهِ الْحجرُ الْأسْودُ139 أرْبعةُ أنْهارٍ مِن الْجنّةِ الْفُراتُ و النِّيلُ و سيْحانُ و جيْحانُ و هُما نهْرانِ 140- لا يخْرُجُ الْمُسْلِمُ فِي الْجِهادِ مع منْ لا يُؤْمنُ على الْحُكْمِ و لا يُنْفِذُ فِي الْفيْ ءِ أمْر اللّهِ جلّ و عزّ و إِنْ مات فِي ذلِك كان مُعِيناً لِعدُوِّنا فِي حبْسِ حقِّنا و الْإِشاطةِ(77) بِدِمائِنا و مِيتتُهُ مِيتةٌ جاهِلِيّةٌ ذِكْرُنا أهْل الْبيْتِ شِفاءٌ مِن الْوغلِ و الْأسْقامِ 142 و وسْواسِ الرّيْبِ و حُبُّنا رِضا الرّبِّ و الْآخِذُ بِأمْرِنا و طرِيقتِنا و مذْهبِنا معنا غداً فِي حظِيرةِ الْفِرْدوْسِ و الْمُنْتظِرُ لِأمْرِنا كالْمُتشحِّطِ بِدمِهِ فِي سبِيلِ اللّهِ- منْ شهِدنا فِي حرْبِنا و سمِع واعِيتنا فلمْ ينْصُرْنا أكبّهُ اللّهُ على منْخِريْهِ فِي النّارِ نحْنُ بابُ الْجنّةِ إِذا بُعِثُوا و ضاقتِ الْمذاهِبُ و نحْنُ بابُ حِطّةٍ143 و هُو السِّلْمُ منْ دخلهُ نجا و منْ تخلّف عنْهُ هوى بِنا فتح اللّهُ جلّ و عزّ و بِنا يخْتِمُ اللّهُ و بِنا يمْحُوا اللّهُ ما يشاءُ[1-4](13:39) و بِنا يدْفعُ اللّهُ الزّمان الْكلِب و بِنا يُنزِّلُ الْغيْث (78)[7-8](31:34) - و لا يغُرّنّكُمْ بِاللّهِ الْغرُورُ[30-34](31:33) لوْ قدْ قام قائِمُنا لأنْزلتِ السّماءُ قطْرها و لأخْرجتِ الْأرْضُ نباتها و ذهبتِ الشّحْناءُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبادِ و اِصْطلحتِ السِّباعُ (79) و الْبهائِمُ حتّى تمْشِي الْمرْأةُ بيْن الْعِراقِ و الشّامِ لا تضعُ قدميْها إِلاّ على نباتٍ و على رأْسِها زنْبِيلُها لا يُهيِّجُها سبُعٌ و لا تخافُهُ لوْ تعْلمُون ما فِي مُقامِكُمْ بيْن عدُوِّكُمْ و صبْرِكُمْ على ما تسْمعُون مِن الْأذى لقرّتْ أعْيُنُكُمْ لوْ قدْ فقدْتُمُونِي لرأيْتُمْ بعْدِي أشْياء يتمنّى أحدُكُمُ الْموْت مِمّا يرى مِن الْجوْرِ و الْعُدْوانِ و الْأثرةِ146 و الاِسْتِخْفافِ بِحقِّ اللّهِ و الْخوْفِ على نفْسِهِ فإِذا كان ذلِك ف اِعْتصِمُوا بِحبْلِ اللّهِ جمِيعاً و لا تفرّقُوا[2-8](3:103) و عليْكُمْ بِالصّبْرِ و الصّلاةِ و التّقِيّةِ و اِعْلمُوا أنّ اللّه عزّ و جلّ يُبْغِضُ مِنْ عِبادِهِ التّلوُّن لا تزُولُوا عنِ الْحقِّ و أهْلِهِ فإِنّ منِ اِسْتبْدل بِنا هلك و فاتتْهُ الدُّنْيا و خرج مِنْها آثِماً إِذا دخل أحدُكُمْ منْزِلهُ فلْيُسلِّمْ على أهْلِهِ 147 فإِنْ لمْ يكُنْ لهُ أهْلٌ فلْيقُلِ السّلامُ عليْنا مِنْ ربِّنا و يقْرأُ قُلْ هُو اللّهُ أحدٌ[1-4](112:1) حِين يدْخُلُ منْزِلهُ فإِنّهُ ينْفِي الْفقْر علِّمُوا صِبْيانكُمُ الصّلاة و خُذُوهُمْ بِها إِذا بلغُوا ثمانِي سِنِين تنزّهُوا عنْ قُرْبِ الْكِلابِ-فمنْ أصابهُ كلْبٌ جافٌّ فلْينْضحْ ثوْبهُ بِالْماءِ(80) و إِنْ كان الْكلْبُ رطْباً فلْيغْسِلْهُ إِذا سمِعْتُمْ مِنْ حدِيثِنا ما لا تعْرِفُونهُ فرُدُّوهُ إِليْنا و قِفُوا عِنْدهُ و سلِّمُوا إِذا تبيّن لكُمُ الْحقُّ و لا تكُونُوا مذائِيع عجْلى 149 فإِليْنا يرْجِعُ الْغالِي و بِنا يلْحقُ الْمُقصِّرُ منْ تمسّك بِنا لحِق و منْ تخلّف عنّا مُحِق منِ اِتّبع أمْرنا لحِق منْ سلك غيْر طرِيقتِنا سُحِق 150- لِمُحِبِّينا أفْواجٌ مِنْ رحْمةِ اللّهِ و لِمُبْغِضِينا أفْواجٌ مِنْ سخطِ اللّهِ- طرِيقُنا الْقصْدُ و أمْرُنا الرُّشْدُ لا يجُوزُ(81) السّهْوُ فِي خمْسٍ الْوتْرِ و الرّكْعتيْنِ الْأُولييْنِ مِنْ كُلِّ صلاةٍ مفْرُوضةٍ الّتِي تكُونُ فِيهِما الْقِراءةُ و الصُّبْحِ و الْمغْرِبِ و كُلِّ ثُنائِيّةٍ مفْرُوضةٍ و إِنْ كانتْ سفراً و لا يقْرأُ الْعاقِلُ الْقُرْآن إِذا كان على غيْرِ طُهْرٍ حتّى يتطهّر لهُ أعْطُوا كُلّ سُورةٍ حقّها مِن الرُّكُوعِ و السُّجُودِ إِذا كُنْتُمْ فِي الصّلاةِ لا يُصلِّي الرّجُلُ فِي قمِيصٍ مُتوشِّحاً152 بِهِ فإِنّهُ مِنْ فِعالِ أهْلِ لُوطٍ

تُجْزِي لِلرّجُلِ الصّلاةُ فِي ثوْبٍ واحِدٍ يعْقِدُ طرفيْهِ على عُنُقِهِ و فِي الْقمِيصِ الصّفِيقِ يزُرُّهُ عليْهِ 153 لا يسْجُدِ الرّجُلُ على صُورةٍ و لا على بِساطٍ هِي فِيهِ و يجُوزُ أنْ تكُون الصُّورةُ تحْت قدميْهِ أوْ يطْرح عليْها ما يُوارِيها و لا يعْقِدِ الرّجُلُ الدِّرْهم الّذِي فِيهِ الصُّورةُ فِي ثوْبِهِ و هُو يُصلِّي-و يجُوزُ أنْ يكُون الدِّرْهمُ فِي هِمْيانٍ أوْ فِي ثوْبٍ إِنْ كان ظاهِراً- لا يسْجُدِ الرّجُلُ على كُدْسِ حِنْطةٍ(82) و لا على شعِيرٍ و لا على شيْ ءٍ مِمّا يُؤْكلُ و لا على الْخُبْزِ إِذا أراد أحدُكُمُ الْخلاء فلْيقُلْ بِسْمِ اللّهِ اللّهُمّ أمِطْ عنِّي الْأذى و أعِذْنِي مِن Cالشّيْطانِ Cالرّجِيمِ 155 و لْيقُلْ إِذا جلس اللّهُمّ كما أطْعمْتنِيهِ طيِّباً و سوّغْتنِيهِ فاكْفِنِيهِ 156 فإِذا نظر إِلى حدثِهِ بعْد فراغِهِ فلْيقُلِ اللّهُمّ اُرْزُقْنِي الْحلال و جنِّبْنِي الْحرامفإِن رسُول اللّهِ ص قال ما مِنْ عبْدٍ إِلاّ و قدْ وكّل اللّهُ بِهِ ملكاً يلْوِي عُنُقهُ إِذا أحْدث حتّى ينْظُر إِليْهِ فعِنْد ذلِك ينْبغِي لهُ أنْ يسْأل اللّه الْحلال فإِنّ الْملك يقُولُ يا اِبْن آدم هذا ما حرصْت عليْهِ اُنْظُرْ مِنْ أيْن أخذْتهُ و إِلى ما ذا صار لا يتوضّأُ الرّجُلُ حتّى يُسمِّي قبْل أنْ يمسّ الْماء يقُولُ بِسْمِ اللّهِ اللّهُمّ اِجْعلْنِي مِن التّوّابِين و اِجْعلْنِي مِن الْمُتطهِّرِين فإِذا فرغ مِنْ طهُورِهِ قال أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ صفعِنْدها يسْتحِقُّ الْمغْفِرة منْ أتى الصّلاة عارِفاً بِحقِّها غفر اللّهُ لهُ و لا يُصلِّ الرّجُلُ نافِلةً فِي وقْتِ فرِيضةٍ و لا يتْرُكْها إِلاّ مِنْ عُذْرٍ و لْيقْضِ بعْد ذلِك إِذا أمْكنهُ الْقضاءُ(83) فإِنّ اللّه عزّ و جلّ يقُولُ- الّذِين هُمْ على صلاتِهِمْ دائِمُون (84)[1-5](70:23) هُمُ الّذِين يقْضُون ما فاتهُمْ مِن اللّيْلِ بِالنّهارِ و مِن النّهارِ بِاللّيْلِ لا تقْضُوا النّافِلة فِي وقْتِ الْفرِيضةِ و لكِنِ اِبْدءُوا بِالْفرِيضةِ ثُمّ صلُّوا ما بدا لكُمُ الصّلاةُ فِي الْحرميْنِ تعْدِلُ ألْف صلاةٍ دِرْهمٌ يُنْفِقُهُ الرّجُلُ فِي الْحجِّ يعْدِلُ ألْف دِرْهمٍ لِيخْشعِ الرّجُلُ فِي صلاتِهِ فإِنّهُ منْ خشع لِلّهِ فِي الرّكْعةِ فلا يعْبثْ بِشيْ ءٍ فِي صلاةٍ159 الْقُنُوتُ فِي كُلِّ صلاةٍ ثُنائِيّةٍ قبْل الرُّكُوعِ فِي الرّكْعةِ الثّانِيةِ إِلاّ الْجُمُعة فإِنّ فِيها قُنُوتيْنِ أحدُهُما قبْل الرُّكُوعِ فِي الرّكْعةِ الْأُولى و الْآخرُ بعْدهُ فِي الرّكْعةِ الثّانِيةِ و الْقِراءةُ فِي الْجُمُعةِ فِي الرّكْعةِ الْأوْلى بِسُورةِ الْجُمُعةِ بعْد فاتِحةِ الْكِتابِ و إِذا جاءك الْمُنافِقُون (85)[1-3](63:1) .اِجْلِسُوا بعْد السّجْدتيْنِ حتّى تسْكُن جوارِحُكُمْ ثُمّ قُومُوا فإِنّ ذلِك مِنْ فِعْلِنا إِذا اِفْتتح أحدُكُمُ الصّلاة فلْيرْفعْ يديْهِ بِحِذاءِ صدْرِهِ إِذا قام أحدُكُمْ بيْن يديِ اللّهِ فلْيتجوّزْ و لْيُقِمْ صُلْبهُ و لا ينْحنِي (86) إِذا فرغ أحدُكُمْ مِن الصّلاةِ فلْيرْفعْ يديْهِ إِلى السّماءِ فِي الدُّعاءِ و لْينْتصِبْ فقال اِبْنُ سبإٍ(87) يا أمِير الْمُؤْمِنِين أ ليْس اللّهُ بِكُلِّ مكانٍ قال بلى قال فلِم نرْفعُ أيْدِينا إِلى السّماءِ فقال ويْحك أ ما تقْرأُ و فِي السّماءِ رِزْقُكُمْ و ما تُوعدُون (88)[1-7](51:22) فمِنْ أيْن نطْلُبُ الرِّزْق إِلاّ مِنْ موْضِعِهِ و هُو ما وعد اللّهُ فِي السّماءِ لا تُقْبلُ مِنْ عبْدٍ صلاةٌ حتّى يسْأل اللّه الْجنّة و يسْتجِير بِهِ مِن النّارِ و يسْألهُ أنْ يُزوِّجهُ مِن الْحُورِ الْعِينِ إِذا قام أحدُكُمْ إِلى الصّلاةِ فلْيُصلِّ صلاة مُودِّعٍ- لا يقْطعُ الصّلاة التّبسُّمُ و تقْطعُها الْقهْقهةُ إِذا خالط النّوْمُ الْقلْب فقدْ وجب الْوُضُوءُ إِذا غلبتْك عيْنُك و أنْت فِي الصّلاةِ فاقْطعْها و نمْ فإِنّك لا تدْرِي لعلّك أنْ تدْعُو على نفْسِك منْ أحبّنابِقلْبِهِ و أعاننا بِلِسانِهِ و قاتل معنا بِيدِهِ فهُو معنا فِي الْجنّةِ فِي درجتِنا و منْ أحبّنا بِقلْبِهِ و لمْ يُعِنّا بِلِسانِهِ و لمْ يُقاتِلْ معنا فهُو أسْفلُ مِنْ ذلِك بِدرجةٍ و منْ أحبّنا بِقلْبِهِ و لمْ يُعِنّا بِلِسانِهِ و لا بِيدِهِ فهُو معنا فِي الْجنّةِ و منْ أبْغضنا بِقلْبِهِ و أعان عليْنا بِلِسانِهِ و يدِهِ فهُو فِي أسْفلِ دركٍ مِن النّارِ و منْ أبْغضنا بِقلْبِهِ و أعان عليْنا بِلِسانِهِ و لمْ يُعِنْ عليْنا بِيدِهِ فهُو فوْق ذلِك بِدرجةٍ و منْ أبْغضنا بِقلْبِهِ و لمْ يُعِنْ عليْنا بِلِسانِهِ و لا يدِهِ فهُو فِي النّارِ إِنّ أهْل الْجنّةِ لينْظُرُون إِلى منازِلِ شِيعتِنا كما ينْظُرُ الْإِنْسانُ إِلى الْكواكِبِ الّتِي فِي السّماءِ إِذا قرأْتُمْ مِن الْمُسبِّحاتِ شيْئاً فقُولُوا سُبْحان ربِّي الْأعْلى و إِذا قرأْتُمْ إِنّ اللّه و ملائِكتهُ يُصلُّون على النّبِيِ [1-7](33:56) فصلُّوا عليْهِ فِي الصّلاةِ كثِيراً و فِي غيْرِها ليْس فِي الْبدنِ أقلُّ شُكْراً مِن الْعيْنِ فلا تُعْطُوها سُؤْلها فتشْغلكُمْ عنْ ذِكْرِ اللّهِ جلّ و عزّ إِذا قرأْتُمْ و التِّينِ فقُولُوا فِي آخِرِها و نحْنُ على ذلِك مِن الشّاهِدِين إِذا قرأْتُمْ قُولُوا آمنّا بِاللّهِ [1-3](2:136) فقُولُوا آمنّا بِاللّهِ حتّى تبْلُغُوا إِلى قوْلِهِ- و نحْنُ لهُ مُسْلِمُون [38-41](2:136) 164إِذا قال الْعبْدُ فِي التّشهُّدِ الْأخِيرِ مِن الصّلاةِ الْمكْتُوبةِ أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ- و أنّ السّاعة آتِيةٌ لا ريْب فِيها و أنّ اللّه يبْعثُ منْ فِي الْقُبُورِ[1-14](22:7) ثُمّ أحْدث حدثاً165 فقدْ تمّتْ صلاتُهُ ما عُبِد اللّهُ جلّ و عزّ بِشيْ ءٍ هُو أشدُّ مِن الْمشْيِ إِلى الصّلاةِ اُطْلُبُوا الْخيْر فِي أعْناقِ الْإِبِلِ و أخْفافِها صادِرةً و وارِدةً(89) إِنّما سُمِّي نبِيذُ السِّقايةِ لِأن رسُول اللّهِ ص أُتِي بِزبِيبٍ مِن الطّائِفِ فأمر أنْ يُنْبذ و يُطْرح فِي ماءِ زمْزم لِأنّهُ مُرٌّ فأراد أنْ تسْكُن مرارتُهُ فلا تشْربُوا إِذا أُعْتِق (90) إِذا تعرّى الرّجُلُ نظر إِليْهِ Cالشّيْطانُ Cفطمِع فِيهِ فاسْتتِرُوا- ليْس لِلرّجُلِ أنْ يكْشِف ثِيابهُ عنْ فخِذِهِ و يجْلِس بيْن يديْ قوْمٍ منْ أكل شيْئاً مِن الْمُؤْذِياتِ (91) فلا يقْربنّ الْمسْجِد-لِيرْفعِ السّاجِدُ مُؤخّرهُ فِي الصّلاةِ إِذا أراد أحدُكُمُ الْغُسْل فلْيبْدأْ بِذِراعيْهِ فلْيغْسِلْهُما إِذا صلّيْت وحْدك فأسْمِعْ نفْسك الْقِراءة و التّكْبِير و التّسْبِيح إِذا اِنْفتلْت مِنْ صلاتِك (92) فعنْ يمِينِك تزوّدُوا مِن الدُّنْيا التّقْوى فإِنّها خيْرُ ما تزوّدْتُمُوهُ مِنْها منْ كتم وجعاً أصابهُ ثلاثة أيّامٍ مِن النّاسِ و شكا إِلى اللّهِ كان حقّاً على اللّهِ أنْ يُعافِيهُ مِنْهُ- أبْعدُ ما يكُونُ الْعبْدُ مِن اللّهِ إِذا كانتْ هِمّتُهُ بطْنهُ و فرْجهُ لا يخْرُجِ الرّجُلُ فِي سفرٍ يخافُ على دِينِهِ مِنْهُ أعْطِ السّمْع أرْبعةً فِي الدُّعاءِ الصّلاة على النّبِيِ و آلِهِ و الطّلب مِنْ ربِّك الْجنّة و التّعوُّذ مِن النّارِ و سُؤالك إِيّاهُ الْحُور الْعِين إِذا فرغ الرّجُلُ مِنْ صلاتِهِ فلْيُصلِّ على النّبِيِّ ص و لْيسْألِ اللّه الْجنّة و يسْتجِيرُ بِهِ مِن النّارِ و يسْألُهُ أنْ يُزوِّجهُ الْحُور الْعِين فإِنّهُ منْ لمْ يُصلِّ على النّبِيِ رجعتْ دعْوتُهُ و منْ سأل اللّه الْجنّة سمِعتِ الْجنّةُ فقالتْ يا ربِ أعْطِ عبْدك ما سأل و منِ اِسْتجار بِهِ مِن النّارِ قالتِ النّارُ يا ربِّ أجِرْ عبْدك مِمّا اِسْتجار مِنْهُ و منْ سأل الْحُور الْعِين سمِعتِ الْحُورُ الْعِينُ فقالتْ أعْطِ عبْدك ما سأل الْغِناءُ نوْحُ Cإِبْلِيس Cعلى الْجنّةِ(93) إِذا أراد أحدُكُمُ النّوْم فلْيضعْ يدهُ الْيُمْنى تحْت خدِّهِ الْأيْمنِ و لْيقُلْ بِسْمِ اللّهِ وضعْتُ جنْبِي لِلّهِ على مِلّةِإِبْراهِيم

و دِينِ مُحمّدٍ و ولايةِ منِ اِفْترض اللّهُ طاعتهُ ما شاء اللّهُ كان و ما لمْ يشأْ لمْ يكُنْمنْ قال ذلِك عِنْد منامِهِ حُفِظ مِن اللِّصِّ الْمُغِيرِ و الْهدْمِ و اِسْتغْفرتْ لهُ الْملائِكةُ حتّى ينْتبِه و منْ قرأ قُلْ هُو اللّهُ أحدٌ[1-4](112:1) حِين يأْخُذُ مضْجعهُ وكّل اللّهُ بِهِ خمْسِين ألْف ملكٍ يحْرُسُونهُ ليْلتهُ إِذا نام أحدُكُمْ فلا يضعنّ جنْبهُ حتّى يقُول أُعِيذُ نفْسِي و أهْلِي و دِينِي و مالِي و وُلْدِي و خواتِيم عملِي و ما خوّلنِي ربِّي (94) و رزقنِي بِعِزّةِ اللّهِ و عظمةِ اللّهِ و جبرُوتِ اللّهِ و سُلْطانِ اللّهِ و رحْمةِ اللّهِ و رأْفةِ اللّهِ و غُفْرانِ اللّهِ و قُوّةِ اللّهِ و قُدْرةِ اللّهِ و لا إِله إِلاّ اللّهُ و أرْكانِ اللّهِ و صُنْعِ اللّهِ و جمْعِ اللّهِ و بِرسُولِ اللّهِ ص و بِقُدْرتِهِ على ما يشاءُ مِنْ شرِّ السّامّةِ و الْهامّةِ(95) و مِنْ شرِّ الْجِنِّ و الْإِنْسِ و مِنْ شرِّ ما ذرأ فِي الْأرْضِ و ما يخْرُجُ مِنْها[6-9](34:2) و مِنْ شرِّ ما ينْزِلُ مِن السّماءِ و ما يعْرُجُ فِيها[11-18](34:2) و مِنْ شرِّ كُلِّ دابّةٍ أنْت آخِذٌ بِناصِيتِها إِنّ ربِّي على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ [13-19](11:56) - و هُو على كُلِّ شيْ ءٍ قدِيرٌ[9-14](5:120) و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِفإِن رسُول اللّهِ ص كان يُعوِّذُ الْحسن و الْحُسيْن بِها و بِذلِك أمرنا رسُولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليْهِمْ أجْمعِين نحْنُ الْخُزّانُ لِدِينِ اللّهِ و نحْنُ مصابِيحُ الْعِلْمِ إِذا مضى مِنّا علمٌ بدا علمٌ لا يضِلُّ منِ اِتّبعنا و لا يهْتدِي منْ أنْكرنا و لا ينْجُو منْ أعان عليْنا عدُوّنا و لا يُعانُ منْ أسْلمنا و لا يخْلُو عنّا بِطمعٍ فِي حُطامِ الدُّنْيا الزّائِلةِ عنْهُ فإِنّهُ منْ آثر الدُّنْيا عليْنا(96) عظُمتْ حسْرتُهُ غداً و ذلِك قوْلُ اللّهِ أنْ تقُول نفْسٌ يا حسْرتى على ما فرّطْتُ فِي جنْبِ اللّهِ و إِنْ كُنْتُ لمِن السّاخِرِين (97)[1-16](39:56) اِغْسِلُوا صِبْيانكُمْ مِن الْغمرِ175 فإِن Cالشّيْطان Cيشمُّ الْغمر فيفْزعُ الصّبِيُّ فِي رُقادِهِ و يتأذّى بِهِ الْكاتِبانِ (98) لكُمْ مِن النِّساءِ أوّلُ نظْرةٍ فلا تُتْبِعُوها و اِحْذرُوا الْفِتْنة مُدْمِنُ الْخمْرِ يلْقى اللّه عزّ و جلّ حِين يلْقاهُ كعابِدِ وثنٍ فقال لهُ حُجْرُ بْنُ عدِيٍ (99) يا أمِير الْمُؤْمِنِين منِ الْمُدْمِنُ لِلْخمْرِ-قال الّذِي إِذا وجدها شرِبها منْ شرِب مُسْكِراً لمْ تُقْبلْ صلاتُهُ أرْبعِين ليْلةً منْ قال لِمُسْلِمٍ قوْلاً يُرِيدُ بِهِ اِنْتِقاص مُرُوّتِهِ حبسهُ اللّهُ فِي طِينةِ خبالٍ 178 حتّى يأْتِي مِمّا قال بِمخْرجٍ لا ينمِ الرّجُلُ مع الرّجُلِ فِي ثوْبٍ واحِدٍ و لا الْمرْأةُ مع الْمرْأةِ فِي ثوْبٍ واحِدٍ و منْ فعل ذلِك وجب عليْهِ الْأدبُ و هُو التّعْزِيرُ كُلُوا الدُّبّاء(100) فإِنّهُ يزِيدُ فِي الدِّماغِ و كان يُعْجِبُ النّبِيّ ص كُلُوا الْأُتْرُجّ قبْل الطّعامِ و بعْدهُ فإِن آل مُحمّدٍ ص يأْكُلُونهُ الْكُمّثْرى يجْلُو الْقلْب و يُسكِّنُ أوْجاعهُ بِإِذْنِ اللّهِ إِذا قام الرّجُلُ فِي الصّلاةِ أقْبل Cإِبْلِيسُ Cينْظُرُ إِليْهِ حسداً لِما يرى مِنْ رحْمةِ اللّهِ الّتِي تغْشاهُ شرُّ الْأُمُورِ مُحْدثاتُها180 خيْرُ الْأُمُورِ ما كان لِلّهِ جلّ و عزّ رِضًا منْ عبد الدُّنْيا و آثرها على الْآخِرةِ اِسْتوْخم الْعاقِبة(101) لوْ يعْلمُ الْمُصلِّي ما يغْشاهُ مِنْ رحْمةِ اللّهِ ما اِنْفتل و لا سرّهُ أنْ يرْفع رأْسهُ مِن السّجْدةِ إِيّاكُمْ و التّسْوِيف فِي الْعملِ بادِرُوا بِهِ إِذا أمْكنكُمْ ما كان لكُمْ مِنْ رِزْقٍ فسيأْتِيكُمْ على ضعْفِكُمْ و ما كان عليْكُمْ فلنْ تقْدِرُوا على دفْعِهِ بِحِيلةٍ مُرُوا بِالْمعْرُوفِ و اِنْهوْا عنِ الْمُنْكرِ إِذا وُضِع الرِّجْلُ فِي الرِّكابِ يُقالُ- سُبْحان الّذِي سخّر لنا هذا و ما كُنّا لهُ مُقْرِنِين `و إِنّا إِلى ربِّنا لمُنْقلِبُون (102)[13-27](43:13-14) و إِذا خرج أحدُكُمْ فِي سفرٍ فلْيقُلِ اللّهُمّ أنْت الصّاحِبُ فِي السّفرِ و الْحامِلُ على الظّهْرِ و الْخلِيفةُ فِي الْأهْلِ و الْمالِ و الْولدِ و إِذا نزلْتُمْ فقُولُوا اللّهُمّ أنْزِلْنا مُنْزلاً مُباركاً و أنْت خيْرُ الْمُنْزِلِين [5-10](23:29) إِذا دخلْتُمُ الْأسْواق لِحاجةٍ فقُولُوا أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ ص اللّهُمّ إِنِّي أعُوذُ بِك مِنْ صفْقةٍ خاسِرةٍ و يمِينٍ فاجِرةٍ و أعُوذُ بِك مِنْ بوارِ الْأيِّمِ 183الْمُنْتظِرُ وقْت الصّلاةِ بعْد الْعصْرِ زائِرٌ لِلّهِ و حقٌّ على اللّهِ جلّ و عزّأنْ يُكْرِم زائِرهُ و يُعْطِيهُ ما سأل الْحاجُّ و الْمُعْتمِرُ وفْدُ(103) اللّهِ و حقٌّ على اللّهِ أنْ يُكْرِم وفْدهُ و يحْبُوهُ بِالْمغْفِرةِ- منْ سقى صبِيّاً مُسْكِراً و هُو لا يعْقِلُ حبسهُ اللّهُ فِي طِينةِ خبالٍ حتّى يأْتِي مِمّا فعل بِمخْرجٍ الصّدقةُ جُنّةٌ عظِيمةٌ و حِجابٌ لِلْمُؤْمِنِ مِن النّارِ و وِقايةٌ لِلْكافِرِ مِنْ تلفِ الْمالِ و يُعجِّلُ لهُ الْخلف و يدْفعُ السُّقْم عنْ بدنِهِ- و ما لهُ فِي الْآخِرةِ مِنْ نصِيبٍ [18-24](42:20) بِاللِّسانِ يُكبُّ أهْلُ النّارِ فِي النّارِ و بِاللِّسانِ سْتوْجِبُ أهْلُ الْقُبُورِ النُّور فاحْفظُوا ألْسِنتكُمْ و اِشْغلُوها بِذِكْرِ اللّهِ منْ عمِل الصُّور سُئِل عنْها يوْم الْقِيامةِ إِذا أُخِذتْ مِنْ أحدِكُمْ قذاةٌ(104) فلْيقُلْ أماط اللّهُ عنْك ما تكْرهُ إِذا خرج أحدُكُمْ مِن الْحمّامِ فقال لهُ أخُوهُ طاب حمِيمُك فلْيقُلْ أنْعم اللّهُ بالك و إِذا قال لهُ حيّاك اللّهُ بِالسّلامِ فلْيقُلْ و أنْت فحيّاك اللّهُ بِالسّلامِ و أحلّك دار الْمُقامِ السُّؤالُ بعْد الْمدْحِ فامْدحُوا اللّه ثُمّ سلُوهُ الْحوائِج و أثْنُوا عليْهِ قبْل طلبِها يا صاحِب الدُّعاءِ لا تسْألْ ما لا يكُونُ و لا يحِلُّ إِذا هنّأْتُمُ الرّجُل مِنْ موْلُودٍ ذكرٍ فقُولُوابارك اللّهُ لك فِي هِبتِهِ و بلغ أشُدّهُ و رُزِقْت بِرّهُ إِذا قدِم أحدُكُمْ مِنْ مكّة فقبِّلْ عيْنيْهِ و فمهُ الّذِي قبّل الْحجر الْأسْود الّذِي قبّلهُ رسُولُ اللّهِ ص و قبِّلْ موْضِع سُجُودِهِ و جبْهتهُ و إِذا هنّأْتُمُوهُ فقُولُوا قبِل اللّهُ نُسُكك و شكر سعْيك و أخْلف عليْك نفقتك و لا جعلهُ آخِر عهْدِك بِبيْتِهِ الْحرامِاِحْذرُوا السّفِلة فإِنّ السّفِلة لا يخافُ اللّه جلّ و عزّ إِنّ اللّه اِطّلع فاخْتارنا و اِخْتار لنا شِيعتنا ينْصُرُوننا و يفْرحُون بِفرحِنا و يحْزنُون بِحُزْنِنا و يبْذُلُون أمْوالهُمْ و أنْفُسهُمْ فِينا أُولئِك مِنّا و إِليْنا ما مِنْ شِيعتِنا أحدٌ يُقارِفُ أمْراً186 نهيْناهُ عنْهُ فيمُوتُ حتّى يُبْتلى بِبلِيّةٍ تُمحّصُ بِها ذُنُوبُهُ (105) إِمّا فِي مالٍ أوْ ولدٍ و إِمّا فِي نفْسِهِ-حتّى يلْقى اللّه مُحِبُّنا و ما لهُ ذنْبٌ و إِنّهُ ليبْقى عليْهِ شيْ ءٌ مِنْ ذُنُوبِهِ فيُشدّدُ عليْهِ عِنْد الْموْتِ فيُمحِّصُ ذُنُوبهُ الْميِّتُ مِنْ شِيعتِنا صِدِّيقٌ شهِيدٌ صدّق بِأمْرِنا و أحبّ فِينا و أبْغض فِينا يُرِيدُ بِذلِك وجْه اللّهِ مُؤْمِناً بِاللّهِ و رسُولِهِ منْ أذاع سِرّنا أذاقهُ اللّهُ بأْس الْحدِيدِ188 اِخْتِنُوا أوْلادكُمْ يوْم السّابِعِ و لا يمْنعْكُمْ حرٌّ و لا برْدٌ فإِنّهُ طُهْرٌ لِلْجسدِ و إِنّ الْأرْض لتضِجُّ إِلى اللّهِ مِنْ بوْلِ الْأقْلفِ (106) أصْنافُ السُّكْرِ أرْبعةُ سُكْرُ الشّبابِ 190 و سُكْرُ الْمالِ و سُكْرُ النّوْمِ و سُكْرُ الْمُلْكِ أُحِبُّ لِلْمُؤْمِنِ أنْ يطّلِي فِي كُلِّ خمْسة عشر يوْماً مرّةً بِالنُّورةِ أقِلُّوا أكْل الْحِيتانِ فإِنّها تُذِيبُ الْبدن و تُكْثِرُ الْبلْغم و تُغلِّظُ النّفس الْحسْوُ بِاللّبنِ (107) شِفاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ إِلاّ الْموْت كُلُوا الرُّمّان بِشحْمِهِ فإِنّهُ دِباغٌ لِلْمعِدةِ(108) و حياةٌ لِلْقلْبِ و يذْهبُ بِوسْواسِ Cالشّيْطانِ Cكُلُوا الْهِنْدباء(109) فإِنّهُ ما مِنْ صباحٍ إِلاّ و عليْهِ قطْرةٌ مِنْ قطْرِ الْجنّةِ اِشْربُوا ماء السّماءِ فإِنّهُ طهُورٌ لِلْبدنِ و يدْفعُ الْأسْقام قال اللّهُ جلّ و عزّ و يُنزِّلُ عليْكُمْ مِن السّماءِ ماءً لِيُطهِّركُمْ بِهِ و يُذْهِب عنْكُمْ رِجْزCالشّيْطانِ (110)C[6-18](8:11) الْحبّةُ السّوْداءُ ما مِنْ داءٍ إِلاّ و فِيها مِنْهُ شِفاءٌ إِلاّ السّام لُحُومُ الْبقرِ داءٌ و ألْبانُها شِفاءٌ و كذلِك أسْمانُها ما تأْكُلُ الْحامِلُ شيْئاً و لا تبْدأُ بِهِ أفْضل مِن الرُّطبِ قال اللّهُ و هُزِّي إِليْكِ بِجِذْعِ النّخْلةِ تُساقِطْ عليْكِ رُطباً جنِيًّا(111)[1-9](19:25) حنِّكُوا أوْلادكُمْ بِالتّمْرِ(112) فهكذا فعل رسُولُ اللّهِ ص بِالْحسنِ و الْحُسيْنِ إِذا أراد أحدُكُمْ أنْ يأْتِي أهْلهُ فلا يُعاجِلنّها و لْيمْكُثْ يكُنْ مِنْها مِثْلُ الّذِي يكُونُ مِنْهُ إِذا رأى أحدُكُمُ اِمْرأةً تُعْجِبُهُ فلْيلْق أهْلهُ فإِنّ عِنْدها مِثْل الّذِي رأى و لا يجْعلْ Cلِلشّيْطانِ Cعلى قلْبِهِ سبِيلاً و لْيصْرِفْ بصرهُ عنْها فإِنْ لمْ تكُنْ لهُ زوْجةٌ فلْيُصلِّ ركْعتيْنِ و يحْمدِ اللّه كثِيراً إِذا أراد أحدُكُمْ غِشْيان زوْجتِهِ فلْيُقِلّ الْكلام فإِنّ الْكلام عِنْد ذلِك يُورِثُ الْخرس (113) لا ينْظُرنّ أحدُكُمْ إِلى باطِنِ فرْجِ الْمرْأةِ فإِنّهُ يُورِثُ الْبرص و إِذا أتى أحدُكُمْ زوْجتهُ فلْيقُلِ اللّهُمّ إِنِّي اِسْتحْللْتُ فرْجها بِأمْرِك و قبِلْتُها بِأمانِك فإِنْ قضيْت مِنْها ولداً فاجْعلْهُ ذكراً سوِيّاً و لا تجْعلْ Cلِلشّيْطانِ Cفِيهِ شِرْكاً و نصِيباًالْحُقْنةُ مِن الْأرْبعةِ الّتِي قال رسُولُ اللّهِ ص فِيها ما قال و أفْضلُ ما تداويْتُمْ بِهِ الْحُقْنةُ و هِي تُعْظِمُ الْبطْن و تُنقِّي داء الْجوْفِ و تُقوِّي الْجسد اِسْتعِطُوا بِالْبنفْسجِ فإِن رسُول اللّهِ ص قال لوْ يعْلمُ النّاسُ ما فِي الْبنفْسجِ لحسوْهُ حسْواً(114) إِذا أراد أحدُكُمْ إِتْيان أهْلِهِ فلْيتوقّ الْأهِلّة و أنْصاف الشُّهُورِ فإِن Cالشّيْطان Cيطْلُبُ الْولد فِي هذيْنِ الْوقْتيْنِ توقّوُا الْحِجامة يوْم الْأرْبِعاءِ و يوْم الْجُمُعةِ فإِن الْأرْبِعاء نحْسٌ مُسْتمِرٌّ و فِيهِ خُلِقتْ جهنّمُ و فِي يوْمِ الْجُمُعةِ ساعةٌ لا يحْتجِمُ فِيهِ أحدٌ إِلاّ مات .

.


1- ..العى:العجز عن الكلام.
2- ..أزرى عليه عمله أي عاتبه و عابه عليه.
3- ..في الروضة[منع الاوهام ].
4- ..في الروضة[أن يتخيّل ].
5- ..تضعان خلاف ترفعان أي تثقلان.و في الروضة[و تضاعفان العمل ].
6- ..قد مضى هذه الكلمات مع اختلاف يسير في وصيته لابنه الحسين عليهما السلام.
7- ..و في الروضة[و بئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن ].
8- ..السوأة:الخلة القبيحة و الجمع سوءات.
9- ..الزلة:السقطة و الخطيئة و في بعض النسخ و الروضة[و من نسى زلله ].
10- ..قد مضى بعض هذه الكلمات في وصيته لابنه الحسين عليهما السلام.
11- ..الاعود:الانفع.
12- ..النصح:الخلوص.
13- ..المظاهرة:المعاونة.و العجب:الكبر و إعجاب المرء بنفسه و بفضائله و أعماله.
14- ..الحكم-بالضم-:الحكمة.
15- ..أي لا يحصل ملكة الحلم إلاّ بالتحلم و هو تكلف الحلم.
16- .أي فيما لا يوجر عليه في الدنيا و الآخرة.
17- ..زاد في الروضة[فاذا كان لك فلا تبطر و إذا كان عليك-إلخ ]و لعله سقط من قلم النسّاخ.
18- ..في النهج [و لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه و ذلك القلب ].
19- ..سنح له:بدا و ظهر.
20- ..التحفظ:التوقى و التحرز من المضرات.
21- ..و في الروضة و النهج [شغله الحذر].
22- .«أفاد مالا»أي اقتناه.و قوله:عضته أي اشتد عليه الفاقة و الفقر.
23- ..النّبل:الفضل و الشرف و النجابة.
24- ..تزندق أي اتصف بالزندقة.
25- ..و في الروضة[و عليك ].
26- ..يقال:خاطر بنفسه عرضها للخطر أي أشرف نفسه للهلاك.
27- ..أي حكم العقول بعدالة رأيه و صوابه.
28- ..و في الرّوضة بعد هذا الكلام كذا[كم من عاكف على ذنبه في آخر أيّام عمره ].
29- ..قد مضى هذه الكلمات في وصاياه عليه السلام أيضا.
30- ..و في الروضة و بعض النسخ [من النعيم ]و المراد بالتغيير سرعة تقلب أحوال الدنيا.
31- ..السعوط:الدواء الذي يصب في الانف.
32- ..المصحّة-بالفتح-:ما يجلب الصحة أو يحفظها أي مجلبة للصحّة.
33- ..الريق من كل شي ء أوله و على الريق أي قبل أن يأكل شيئا.
34- ..سورة البقرة آية 187.
35- ..الزين:ضد الشين يقال:زانه الشي ء:حسنه و زخرفه.
36- ..بلابل:الاحزان و الهموم واحدته بلبلة و هي شدة الهم و الحزن.
37- ..الصعيد:وجه الأرض ترابا كان أو غيره و قيل:التراب.
38- ..المحجّة:جادة الطريق.
39- ..أي يرفع ببوله و يرمى به في الهواء.
40- ..الخوان:ما يوضع عليه الطعام و يقال لها:«سفرة»أيضا.
41- ..كيت و كيت-بفتح آخرهما و قد يكسر-يكنى بهما عن الخبر و الحديث.
42- ..أي لا تتعبونا.من أعياه أي أتعبه و أكله(بشد اللام).و في الخصال [لا تعنونا].
43- ..من الاعمال القبيحة و الأخلاق الذميمة.
44- ..لا يفصل بينكم و بين ما تحبون إلاّ حضور رسول اللّه عند احتضار الموت.
45- ..البغى:المرأة الزانية الفاجرة.
46- ..سورة الشورى آية 30.
47- ..النكالة و نكل به من باب قتل و نكل به-بالتشديد-:أصابه بنازلة.
48- ..أي اتّخذوا المعروف و اختاروه.
49- ..سورة التوبة آية 47.
50- ..الزحف:الجيش الكثير يمشى و يزحف إلى العدو و المراد به هاهنا الجهاد.
51- ..أي لا تبخروا بالطيب.
52- ..أي بعد ما يبرد قبل أن يغسّل.
53- ..كذا و يمكن أن يكون«عزوا»من التعزية.و«مروا»من أمر يأمر كما في الخصال.
54- ..الهفوة:الزلة و السقطة.و الالب:القوم يجمعهم عداوة واحد.
55- ..أي بالاستقامة و العدل و الرشد.و تراءفوا من الرأفة.
56- ..حر الوجه:ما بدا من الوجنة.
57- ..يعني أنّه من سنن الإسلام فعلى المسلم أن يأخذ به و لا ينبغي تركه مهما أمكن.
58- ..كذا و ليست«فى»فى الخصال.
59- ..الخلف-بفتحتين-:البدل و العوض.
60- ..فاح يفوح فوحا و فاح يفتح فيحا:انتشر.و قيل:الفيح:شيوع الحر.
61- ..التعهد:التحفظ و تجديد العهد و يتأفف أي يقول أف من كرب أو ضجر.
62- ..اليسر:الهين.
63- ..أي من اقتصد لا يفتقر.و عطب أي هلك.الصنيعة:الاحسان.
64- ..أي حرم من ثواب أعماله.
65- ..الجهد:المشقة.و بمعنى الطاقة و الاستطاعة و المراد به هاهنا الأول.
66- ..في الخصال [لا محمود و لا مأجور].و قوله:«لا يمين»أي بدون اذنهما.
67- ..الاحتراف:الاكتساب.
68- ..سورة الماعون آية 5.
69- ..سورة النحل آية 128.
70- ..سورة الأعراف آية 125.
71- ..الامد:الأجل.
72- ..سورة الحجرات آية 14.
73- ..سورة المدّثّر آية 4.
74- ..سورة النحل آية 71.
75- ..الدرياق:لغة في الترياق و هو دواء يدفع السموم.
76- ..سورة آل عمران آية 193.
77- ..من قوله:«و تدبيرها»إلى هنا مشوه و الصحيح ما في الخصال و لا يسعنا تصحيحه.
78- ..أشاط السلطان دمه و بدمه:عرضه للقتل و أهدر دمه.
79- ..الوغل:الخباثة،الاغتيال،الافساد.
80- ..الشحناء:العداوة امتلأت منها النفس.و اصطلحت اي تصالحت.
81- ..أي رشّه و بله لينظف به.
82- ..أي لا يكون.
83- ..الكدس-بالضم-:الحب المحصود المجموع.
84- ..ماط و أماط عنه أي أزال و أبعده و يريد بالاذى الفضلة.
85- ..و إلاّ فليوص بذلك.
86- ..سورة المعارج آية 23.
87- ..كذا.و في الخصال [فان من خشع قلبه لله خشعت جوارحه ].
88- ..أي في الركعة الثانية بعد الفاتحة.
89- ..سورة الذاريات آية 22.
90- ..سورة البقرة آية 131.
91- ..أي أتى بشي ء من المبطلات.
92- ..لعل مراده عليه السلام بيعها و شرائها.
93- ..أي إذا مضى عليه زمانا.
94- ..كالثوم و البصل.
95- ..انفتل من الصلاة أي انصرف عنها.
96- ..النوح:الصيحة مع الجزع.
97- ..كذا و في الخصال [و ما رزقني ربى و خولنى ].خوله الشي ء:ملكه إياه و أعطاه متفضلا.
98- ..أي قدم نفسه علينا و غصب حقّنا.
99- ..سورة الزمر آية 56.و قوله: فرّطْتُ [8-8](39:56) أي قصرت.
100- ..أي الملكان الموكلان على الإنسان و يكتبان أعماله و أفعاله من الخير و الشر.
101- ..يقال:انتقص الرجل أي عابه.و الخبال:الفساد و طينة الخبال فسرت بصديد أهل النار.
102- ..الدباء:القرع و هو نوع من اليقطين.و الأترجّ:الترنج.
103- ..«آثرها»أي اختاره و فضله عليها.و استوخم العاقبة:وجدها وخيما أي ثقيلا.
104- ..سورة الزخرف آية 12،14.
105- ..الوافد:الوارد القادم.و يحبوه اي يعطيه،من حباه بكذا أي أعطاه إياه بلا جزاء.
106- ..أي يقارب أمرا و يدنوه.
107- ..يعني بالسيف في الدنيا لان من أذاع سرّ أهل البيت سيّما في زمان خلفاء الجور قتل به.
108- ..الاقلف:الذي لم يختن.
109- ..في الخصال [سكر الشراب ].
110- ..الحسو من اللبن:شربه شيئا بعد الشي ء و الحسوة-بالضم و الفتح-:الجرعة.
111- ..أي أزال ما بها من رطوبة و نتن.
112- ..الهندباء:نبات يقال له بالفارسية:(كاسنى).
113- ..سورة الأنفال آية 11.
114- ..سورة مريم آية 25.

ص: 93

. .

ص: 94

. .

ص: 95

. .

ص: 96

. .

ص: 97

. .

ص: 98

. .

ص: 99

. .

ص: 100

. .

ص: 101

. .

ص: 102

. .

ص: 103

. .

ص: 104

. .

ص: 105

. .

ص: 106

. .

ص: 107

. .

ص: 108

. .

ص: 109

. .

ص: 110

. .

ص: 111

. .

ص: 112

. .

ص: 113

. .

ص: 114

. .

ص: 115

. .

ص: 116

. .

ص: 117

. .

ص: 118

. .

ص: 119

. .

ص: 120

. .

ص: 121

. .

ص: 122

. .

ص: 123

. .

ص: 124

. .

ص: 125

. .

ص: 126

عهده ع إلى الأشتر حين ولاه مصر و أعمالها

خطبته ع المعروفة بالديباج

عهده ع إلى الأشتر حين ولاه مصر و أعمالها1,14- بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ 1[1-4](1:1) هذا ما أمر بِهِ عبْدُ اللّهِ علِيٌّ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين مالِك بْن الْحارِثِ الْأشْتر فِي عهْدِهِ إِليْهِ حِين ولاّهُ مِصْر جِباية خراجِها و مُجاهدة عدُوِّها و اِسْتِصْلاح أهْلِها و عِمارة بِلادِها أمرهُ بِتقْوى اللّهِ و إِيثارِ طاعتِهِ و اِتِّباعِ ما أمر اللّهُ بِهِ فِي كِتابِهِ مِنْ فرائِضِهِ و سُننِهِ الّتِي لا يسْعدُ أحدٌ إِلاّ بِاتِّباعِها و لا يشْقى إِلاّ مع جُحُودِها و إِضاعتِها و أنْ ينْصُر اللّه بِيدِهِ و قلْبِهِ و لِسانِهِ فإِنّهُ قدْ تكفّل بِنصْرِ منْ نصرهُ إِنّهُ قوِيٌّ عزِيزٌ و أمرهُ أنْ يكْسِر مِنْ نفْسِهِ عِنْد الشّهواتِ فإِنّ النّفْس أمّارةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رحِم ربِّي إِنّ ربِّي غفُورٌ رحِيمٌ [8-16](12:53) و أنْ يعْتمِد كِتاب اللّهِ عِنْد الشُّبُهاتِ فإِنّ فِيهِ تِبْيان كُلِّ شيْ ءٍ و هُدىً و رحْمةً لِقوْمٍ يُؤْمِنُون [8-12](7:52) و أنْ يتحرّى رِضا اللّهِ و لا يتعرّض لِسخطِهِ و لا يُصِرّ على معْصِيتِهِ فإِنّهُ لا ملْجأ مِن اللّهِ إِلاّ إِليْهِ ثُمّ اِعْلمْ يا مالِكُ أنِّي وجّهْتُك إِلى بِلادٍ قدْ جرتْ عليْها دُولٌ قبْلك مِنْ عدْلٍ و جوْرٍ و أنّ النّاس ينْظُرُون مِنْ أُمُورِك فِي مِثْلِ ما كُنْت تنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلاةِ قبْلك و يقُولُون فِيك ما كُنْت تقُولُ فِيهِمْ و إِنّما يُسْتدلُّ على الصّالِحِين بِما يُجْرِي اللّهُ لهُمْ على ألْسُنِ عِبادِهِ فلْيكُنْ أحبُّ الذّخائِرِ إِليْك ذخِيرة الْعملِ الصّالِحِ بِالْقصْدِ فِيما تجْمعُ و ما ترْعى بِهِ رعِيّتك فامْلِكْ هواك و شُحّ بِنفْسِك عمّا لا يحِلُّ لك 2 فإِنّ الشُّحّ بِالنّفْسِ الْإِنْصافُ مِنْها فِيما أحْببْت و كرِهْت و أشْعِرْ قلْبك الرّحْمة لِلرّعِيّةِ و الْمحبّةلهُمْ و اللُّطْف بِالْإِحْسانِ إِليْهِمْ و لا تكُوننّ عليْهِمْ سبُعاً ضارِياً تغْتنِمُ أكْلهُمْ 3 فإِنّهُمْ صِنْفانِ إِمّا أخٌ لك فِي الدِّينِ و إِمّا نظِيرٌ لك فِي الْخلْقِ تفْرُطُ مِنْهُمُ الزّللُ 4 و تعْرِضُ لهُمُ الْعِللُ و يُؤْتى على أيْدِيهِمْ فِي الْعمْدِ و الْخطإِ فأعْطِهِمْ مِنْ عفْوِك و صفْحِك مِثْل الّذِي تُحِبُّ أنْ يُعْطِيك اللّهُ مِنْ عفْوِهِ فإِنّك فوْقهُمْ و والِي الْأمْرِ عليْك فوْقك و اللّهُ فوْق منْ ولاّك بِما عرّفك مِنْ كِتابِهِ و بصّرك مِنْ سُننِ نبِيِّهِ ص عليْك بِما كتبْنا لك فِي عهِدْنا هذا لا تنْصِبنّ نفْسك لِحرْبِ اللّهِ فإِنّهُ لا يد لك بِنقِمتِهِ (1) و لا غِنى بِك عنْ عفْوِهِ و رحْمتِهِ فلا تنْدمنّ على عفْوٍ و لا تبْجحنّ بِعُقُوبةٍ(2) و لا تُسْرِعنّ إِلى بادِرةٍ وجدْت عنْها منْدُوحةً و لا تقُولنّ إِنِّي مُؤمّرٌ آمُرُ فأُطاعُ 7 فإِنّ ذلِك إِدْغالٌ فِي الْقلْبِ و منْهكةٌ لِلدِّينِ و تقرُّبٌ مِن الْفِتنِ فتعوّذْ بِاللّهِ مِنْ دركِ الشّقاءِ و إِذا أعْجبك ما أنْت فِيهِ مِنْ سُلْطانِك فحدثتْ لك بِهِ أُبّهةٌ أوْ مخِيلةٌ(3) فانْظُرْ إِلى عِظمِ مُلْكِ اللّهِ فوْقك و قُدْرتِهِ مِنْك على ما لا تقْدِرُ عليْهِ مِنْ نفْسِك فإِنّ ذلِك يُطامِنُ إِليْك مِنْ طِماحِك (4) و يكُفُّ عنْك مِنْ غرْبِك و يفِي ءُ إِليْك ما عزب مِنْ عقْلِك و إِيّاك و مُساماتهُ فِي عظمتِهِ 10 أوِ التّشبُّه بِهِ فِي جبرُوتِهِ فإِنّ اللّه يُذِلُّ كُلّ جبّارٍ و يُهِينُ كُلّ مُخْتالٍ فخُورٍ[16-18](31:18)* أنْصِفِ اللّه و أنْصِفِ النّاس مِنْ نفْسِك و مِنْ خاصّتِك و مِنْ أهْلِك و منْ لك فِيهِ هوًى مِنْ رعِيّتِك فإِنّك إِنْ لا تفْعلْ تظْلِمْ و منْ ظلم عِباد اللّهِ كان اللّهُ خصْمهُ دُون عِبادِهِ و منْ خاصمهُ اللّهُ أدْحض حُجّتهُ 11 و كان لِلّهِ حرْباً حتّى ينْزِع و يتُوب و ليْس شيْ ءٌ أدْعى إِلى تغْيِيرِ نِعْمةٍ مِنْ إِقامةٍ على ظُلْمٍ فإِنّ اللّه يسْمعُ دعْوة الْمظْلُومِين و هُو لِلظّالِمِين بِمِرْصادٍ و منْ يكُنْ كذلِك فهُو رهِينُ هلاكٍ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ و لْيكُنْ أحبُّ الْأُمُورِ إِليْك أوْسطها فِي الْحقِّ و أعمّها فِي الْعدْلِ و أجْمعها12 لِلرّعِيّةِ فإِنّ سخط الْعامّةِ يُجْحِفُ بِرِضا الْخاصّةِ و إِنّ سخط الْخاصّةِ(5) يُغْتفرُ مع رِضا الْعامّةِ و ليْس أحدٌ مِن الرّعِيّةِ أثْقل على الْوالِي مئُونةً فِي الرّخاءِ و أقلّ لهُ معُونةً فِي الْبلاءِ و أكْره لِلْإِنْصافِ و أسْأل بِالْإِلْحافِ (6) و أقلّ شُكْراً عِنْد الْإِعْطاءِ و أبْطأ عُذْراً عِنْد الْمنْعِ و أضْعف صبْراً عِنْد مُلِمّاتِ الْأُمُورِ مِن الْخاصّةِ و إِنّما عمُودُ الدِّينِ و جِماعُ الْمُسْلِمِين و الْعُدّةُ لِلْأعْداءِ أهْلُ الْعامّةِ مِن الْأُمّةِ فلْيكُنْ لهُمْ صغْوُك (7) و اِعْمِدْ لِأعمِّ الْأُمُورِ منْفعةً و خيْرِها عاقِبةً و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و لْيكُنْ أبْعدُ رعِيّتِك مِنْك و أشْنأُهُمْ عِنْدك أطْلبهُمْ لِعُيُوبِ النّاسِ فإِنّ فِي النّاسِ عُيُوباً الْوالِي أحقُّ منْ سترها فلا تكْشِفنّ ما غاب عنْك و اُسْتُرِ الْعوْرة ما اِسْتطعْت يسْتُرِ اللّهُ مِنْك ما تُحِبُّ ستْرهُ مِنْ رعِيّتِك و أطْلِقْ عنِ النّاسِ عُقد كُلِّ حِقْدٍ(8) و اِقْطعْ عنْك سبب كُلِّ وِتْرٍ و اِقْبلِ الْعُذْر و اِدْرأِ الْحُدُود بِالشُّبُهاتِ و تغاب عنْ كُلِّ ما لا يضِحُ لك و لا تعْجلنّ إِلى تصْدِيقِ ساعٍ فإِنّ السّاعِي غاشٌّ و إِنْ تشبّه بِالنّاصِحِين (9)-لا تُدْخِلنّ فِي مشُورتِك بخِيلاً يخْذُلُك عنِ الْفضْلِ و يعِدُك الْفقْر(10) و لا جباناً يُضْعِفُ عليْك الْأُمُور و لا حرِيصاً يُزيِّنُ لك الشّره بِالْجوْرِ فإِنّ الْبُخْل و الْجوْر و الْحِرْص غرائِزُ شتّى يجْمعُها سُوءُ الظّنِّ بِاللّهِ كُمُونُها فِي الْأشْرارِ19 أيْقِنْ أنّ شرّ وُزرائِك منْ كان لِلْأشْرارِ وزِيراً و منْ شرِكهُمْ فِي الْآثامِ و قام بِأُمُورِهِمْ فِي عِبادِ اللّهِ فلا يكُوننّ لك بِطانةً تُشْرِكُهُمْ فِي أمانتِك (11)كما شرِكُوا فِي سُلْطانِ غيْرِك فأرْدوْهُمْ و أوْردُوهُمْ مصارِع السّوْءِ و لا يُعْجِبنّك شاهِدُ ما يُحْضِرُونك بِهِ فإِنّهُمْ أعْوانُ الْأثمةِ21 و إِخْوانُ الظّلمةِ و عُبابُ كُلِّ طمعٍ و دغلٍ و أنْت واجِدٌ مِنْهُمْ خيْر الْخلفِ مِمّنْ لهُ مِثْلُ أدبِهِمْ و نفاذِهِمْ مِمّنْ قدْ تصفّح الْأُمُور فعرف مساوِئها بِما جرى عليْهِ مِنْها(12) فأُولئِك أخفُّ عليْك مئُونةً و أحْسنُ لك معُونةً و أحْنى عليْك عطْفاً(13) و أقلُّ لِغيْرِك إِلْفاً لمْ يُعاوِنْ ظالِماً على ظُلْمِهِ و لا آثِماً على إِثْمِهِ و لمْ يكُنْ مع غيْرِك لهُ سِيرةٌ أجْحفتْ بِالْمُسْلِمِين و الْمُعاهدِين 24فاتّخِذْ أُولئِك خاصّةً لِخلْوتِك و ملائِك ثُمّ لْيكُنْ آثرُهُمْ عِنْدك أقْولهُمْ بِمُرِّ الْحقِ 25 و أحْوطهُمْ على الضُّعفاءِ بِالْإِنْصافِ و أقلّهُمْ لك مُناظرةً26 فِيما يكُونُ مِنْك مِمّا كرِه اللّهُ لِأوْلِيائِهِ واقِعاً ذلِك مِنْ هواك حيْثُ وقع 27 فإِنّهُمْ يقِفُونك على الْحقِّ و يُبصِّرُونك ما يعُودُ عليْك نفْعُهُ و اِلْصقْ بِأهْلِ الْورعِ و الصِّدْقِ و ذوِي الْعُقُولِ و الْأحْسابِ ثُمّ رُضْهُمْ على أنْ لا يُطْرُوك (14)و لا يبْجحُوك بِباطِلٍ لمْ تفْعلْهُ فإِنّ كثْرة الْإِطْراءِ تُحْدِثُ الزّهْو و تُدْنِي مِن الْغِرّةِ و الْإِقْرارُ بِذلِك يُوجِبُ الْمقْت مِن اللّهِ لا يكُوننّ الْمُحْسِنُ و الْمُسِي ءُ عِنْدك بِمنْزِلةٍ سواءٍ فإِنّ ذلِك تزْهِيدٌ لِأهْلِ الْإِحْسانِ فِي الْإِحْسانِ و تدْرِيبٌ لِأهْلِ الْإِساءةِ على الْإِساءةِ فألْزِمْ كلاًّ مِنْهُمْ ما ألْزم نفْسهُ (15) أدباً مِنْك ينْفعْك اللّهُ بِهِ و تنْفعْ بِهِ أعْوانك ثُمّ اِعْلمْ أنّهُ ليْس شيْ ءٌ بِأدْعى لِحُسْنِ ظنِّ والٍ بِرعِيّتِهِ مِنْ إِحْسانِهِ إِليْهِمْ و تخْفِيفِهِ الْمئُوناتِ عليْهِمْ و قِلّةِ اِسْتِكْراهِهِ إِيّاهُمْ على ما ليْس لهُ قِبلهُمْ فلْيكُنْ فِي ذلِك أمْرٌ يجْتمِعُ لك بِهِ حُسْنُ ظنِّك بِرعِيّتِك فإِنّ حُسْن الظّنِّ يقْطعُ عنْك نصباً طوِيلاً و إِنّ أحقّ منْ حسُن ظنُّك بِهِ لمنْ حسُن بلاؤُك عِنْدهُ 30 و أحقّ منْ ساء ظنُّك بِهِ لمنْ ساء بلاؤُك عِنْدهُ فاعْرِفْ هذِهِ الْمنْزِلة لك و عليْك لِتزِدْك بصِيرةً فِي حُسْنِ الصُّنْعِ و اِسْتِكْثارِ حُسْنِ الْبلاءِ عِنْد الْعامّةِ مع ما يُوجِبُ اللّهُ بِها لك فِي الْمعادِ و لا تنْقُضْ سُنّةً صالِحةً عمِل بِها صُدُورُ هذِهِ الْأُمّةِ و اِجْتمعتْ بِها الْأُلْفةُ و صلحتْ عليْها الرّعِيّةُ و لا تُحْدِثنّ سُنّةً تُضِرُّ بِشيْ ءٍ مِمّا مضى مِنْ تِلْك السُّننِ فيكُون الْأجْرُ لِمنْ سنّها و الْوِزْرُ عليْك بِما نقضْت مِنْها و أكْثِرْ مُدارسة الْعُلماءِ و مُثافنة الْحُكماءِ31 فِي تثْبِيتِ ما صلح عليْهِ أهْلُ بِلادِك و إِقامةِ ما اِسْتقام بِهِ النّاسُ مِنْ قِبلِك فإِنّ ذلِك يُحِقّ الْحقّ و يدْفعُ الْباطِل و يُكْتفى بِهِ دلِيلاً و مِثالاً لِأنّ السُّنن الصّالِحة هِي السّبِيلُ إِلى طاعةِ اللّهِ- ثُمّ اِعْلمْ أنّ الرّعِيّة طبقاتٌ لا يصْلُحُ بعْضُها إِلاّ بِبعْضٍ و لا غِنى بِبعْضِها عنْ بعْضٍ فمِنْها جُنُودُ اللّهِ و مِنْها كُتّابُ الْعامّةِ و الْخاصّةِ و مِنْها قُضاةُ الْعدْلِ و مِنْها عُمّالُ الْإِنْصافِ و الرِّفْقِ و مِنْها أهْلُ الْجِزْيةِ و الْخراجِ مِنْ أهْلِ الذِّمّةِ و مُسْلِمةِ النّاسِ 32 و مِنْها التُّجّارُ و أهْلُ الصِّناعاتِ و مِنْها طبقةُ السُّفْلى مِنْ ذوِي الْحاجةِ و الْمسْكنةِ و كُلاًّ قدْ سمّى اللّهُ سهْمهُ و وضع على حدِّ فرِيضتِهِ فِي كِتابِهِ أوْ سُنّةِ نبِيِّهِ ص و عهْداً عِنْدنا محْفُوظاً(16) فالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللّهِ حُصُونُ الرّعِيّةِ و زيْنُ الْوُلاةِ و عِزُّ الدِّينِ و سبِيلُ الْأمْنِ و الْخفْضِ (17) و ليْس تقُومُ الرّعِيّةُ إِلاّ بِهِمْ ثُمّ لا قِوام لِلْجُنُودِ إِلاّ بِما يُخْرِجُ اللّهُ لهُمْ مِن الْخراجِ الّذِي يصِلُون بِهِ إِلى جِهادِ عدُوِّهِمْ و يعْتمِدُون عليْهِ و يكُونُ مِنْ وراءِ حاجاتِهِمْ ثُمّ لا بقاء لِهذيْنِ الصِّنْفيْنِ إِلاّ بِالصِّنْفِ الثّالِثِ مِن الْقُضاةِ و الْعُمّالِ و الْكُتّابِ لِما يُحْكِمُون مِن الْأُمُورِ و يُظْهِرُون مِن الْإِنْصافِ و يجْمعُون مِن الْمنافِعِ و يُؤْمنُون عليْهِ مِنْ خواصِّ الْأُمُورِ و عوامِّها و لا قِوام لهُمْ جمِيعاً إِلاّ بِالتُّجّارِ و ذوِي الصِّناعاتِ فِيما يجْمعُون مِنْ مرافِقِهِمْ 35 و يُقِيمُون مِنْ أسْواقِهِمْ و يكْفُونهُمْ مِن التّرفُّقِ بِأيْدِيهِمْ مِمّا لا يبْلُغُهُ رِفْقُ غيْرِهِمْ ثُمّ الطّبقةُ السُّفْلى مِنْ أهْلِ الْحاجةِ و الْمسْكنةِ الّذِين يحِقُّ رِفْدُهُمْ 36 و فِي فيْ ءِ اللّهِ لِكُلٍّ سعةٌ و لِكُلٍّ على الْوالِي حقٌّ بِقدْرٍ يُصْلِحُهُ و ليْس يخْرُجُ الْوالِي مِنْ حقِيقةِ ما ألْزمهُ اللّهُ مِنْ ذلِك إِلاّ بِالاِهْتِمامِ و الاِسْتِعانةِ بِاللّهِ و توْطِينِ نفْسِهِ على لُزُومِ الْحقِّ و الصّبْرِ فِيما خفّ عليْهِ و ثقُل فولِّ مِنْ جُنُودِك أنْصحهُمْ فِي نفْسِك لِلّهِ و لِرسُولِهِ و لِإِمامِك و أنْقاهُمْ جيْباً(18) و أفْضلهُمْ حِلْماً و أجْمعهُمْ عِلْماً و سِياسةً مِمّنْ يُبْطِئُ عنِ الْغضبِ و يُسْرِعُ إِلى الْعُذْرِ و يرْأفُ بِالضُّعفاءِ و ينْبُو على الْأقْوِياءِ(19) مِمّنْ لا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ و لا يقْعُدُ بِهِ الضّعْفُ ثُمّ اِلْصقْ بِذوِي الْأحْسابِ و أهْلِ الْبُيُوتاتِ الصّالِحةِ و السّوابِقِ الْحسنةِ ثُمّ أهْلِ النّجْدةِ و الشّجاعةِ و السّخاءِ و السّماحةِ فإِنّهُمْ جِماعٌ مِن الْكرمِ (20) و شُعبٌ مِن العُرْفِ يهْدُون إِلى حُسْنِ الظّنِّ بِاللّهِ و الْإِيمانِ بِقدرِهِ ثُمّ تفقّدْ أُمُورهُمْ بِما يتفقّدُ الْوالِدُ مِنْ وُلْدِهِ و لا يتفاقمنّ فِي نفْسِك شيْ ءٌ قوّيْتهُمْ بِهِ 40 و لا تحْقِرنّ لُطْفاً تعاهدْتهُمْ بِهِ و إِنْ قلّ فإِنّهُ داعِيةٌ لهُمْ إِلى بذْلِ النّصِيحةِ و حُسْنِ الظّنِّ بِك فلا تدعْ تفقُّد لطِيفِ أُمُورِهِمُ اِتِّكالاً على جسِيمِها فإِنّ لِلْيسِيرِ مِنْ لُطْفِك موْضِعاً ينْتفِعُون بِهِ و لِلْجسِيمِ موْقِعاً لا يسْتغْنُون عنْهُ-و لْيكُنْ آثرُ رُءُوسِ جُنُودِك منْ واساهُمْ فِي معُونتِهِ 41 و أفْضل عليْهِمْ فِي بذْلِهِ مِمّنْ يسعُهُمْ و يسعُ منْ ورائهُمْ مِن الْخُلُوفِ مِنْ أهْلِهِمْ حتّى يكُون همُّهُمْ همّاً واحِداً فِي جِهادِ الْعدُوِّ ثُمّ واتِرْ أعْلامهُمْ 42 ذات نفْسِك فِي إِيثارِهِمْ و التّكْرِمةِ لهُمْ و الْإِرْصادِ بِالتّوْسِعةِ و حقِّقْ ذلِك بِحُسْنِ الْفِعالِ و الْأثرِ و الْعطْفِ فإِنّ عطْفك عليْهِمْ يعْطِفُ قُلُوبهُمْ عليْك و إِنّ أفْضل قُرّةِ الْعُيُونِ لِلْوُلاةِ اِسْتِفاضةُ الْعدْلِ فِي الْبِلادِ43 و ظُهُورُ مودّةِ الرّعِيّةِ لِأنّهُ لا تظْهرُ مودّتُهُمْ إِلاّ بِسلامةِ صُدُورِهِمْ و لا تصِحُّ نصِيحتُهُمْ إِلاّ بِحوْطتِهِمْ على وُلاةِ أُمُورِهِمْ 44 و قِلّةِ اِسْتِثْقالِ دوْلتِهِمْ و ترْكِ اِسْتِبْطاءِ اِنْقِطاعِ مُدّتِهِمْ 45 ثُمّ لا تكِلنّ جُنُودك إِلى مغْنمٍ وزّعْتهُ بيْنهُمْ بلْ أحْدِثْ لهُمْ مع كُلّ مغْنمٍ بدلاً مِمّا سِواهُ مِمّا أفاء اللّهُ عليْهِمْ تسْتنْصِرُ بِهِمْ بِهِ و يكُونُ داعِيةً لهُمْ إِلى الْعوْدةِ لِنصْرِ اللّهِ و لِدِينِهِ و اُخْصُصْ أهْل النّجْدةِ(21) فِي أملِهِمْ إِلى مُنْتهى غايةِ آمالِك مِن النّصِيحةِ بِالْبذْلِ و حُسْنِ الثّناءِ عليْهِمْ و لطِيفِ التّعهُّدِ لهُمْ رجُلاً رجُلاً و ما أبْلى فِي كُلِّ مشْهدٍ فإِنّ كثْرة الذِّكْرِ مِنْك لِحُسْنِ فِعالِهِمْ تهُزُّ الشُّجاع و تُحرِّضُ النّاكِل إِنْ شاء اللّهُ ثُمّ لا تدعْ أنْ يكُون لك عليْهِمْ عُيُونٌ 47 مِنْ أهْلِ الْأمانةِ و الْقوْلِ بِالْحقِّ عِنْد النّاسِ فيُثْبِتُون بلاء كُلِّ ذِي بلاءٍ مِنْهُمْ لِيثِق أُولئِك بِعِلْمِك بِبلائِهِمْ ثُمّ اِعْرِفْ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ ما أبْلى و لا تضُمّن بلاء اِمْرِئٍ إِلى غيْرِهِ و لا تُقصِّرنّ بِهِ دُون غايةِ بلائِهِ 48 و كافِ كُلاًّ مِنْهُمْ بِما كان مِنْهُ و اُخْصُصْهُ مِنْك بِهزِّهِ و لا يدْعُونّك شرفُ اِمْرِئٍ إِلى أنْ تُعْظِم مِنْ بلائِهِ ما كان صغِيراً- و لا ضعةُ اِمْرِئٍ 49 على أنْ تُصغِّر مِنْ بلائِهِ ما كان عظِيماً و لا يُفْسِدنّ اِمْرأً عِنْدك عِلّةٌ إِنْ عُرِضتْ لهُ (22) و لا نبْوةُ حدِيثٍ لهُ قدْ كان لهُ فِيها حُسْنُ بلاءٍ فإِنّ الْعِزّة لِلّهِ يُؤْتِيهِ منْ يشاءُ و الْعاقِبةُ لِلْمُتّقِين [16-18](7:128) و إِنِ اُسْتُشْهِد أحدٌ مِنْ جُنُودِك و أهْلِ النِّكايةِ فِي عدُوِّك فاخْلُفْهُ فِي عِيالِهِ بِما يخْلُفُ بِهِ الْوصِيُّ الشّفِيقُ الْمُوثّقُ بِهِ حتّى لا يُرى عليْهِمْ أثرُ فقْدِهِ فإِنّ ذلِك يعْطِفُ عليْك قُلُوب شِيعتِك و يسْتشْعِرُون بِهِ طاعتك و يسْلسُون لِرُكُوبِ معارِيضِ التّلفِ الشّدِيدِ فِي ولايتِك (23) و قدْ كانتْ مِنْ رسُولِ اللّهِ ص سُننٌ فِي الْمُشْرِكِين و مِنّا بعْدهُ سُننٌ قدْ جرتْ بِها سُننٌ و أمْثالٌ فِي الظّالِمِين و منْ توجّه قِبْلتنا و تُسمّى بِدِينِنا و قدْ قال اللّهُ لِقوْمٍ أحبّ إِرْشادهُمْ- يا أيُّها الّذِين آمنُوا أطِيعُوا اللّه و أطِيعُوا الرّسُول و أُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ فإِنْ تنازعْتُمْ فِي شيْ ءٍ فرُدُّوهُ إِلى اللّهِ و الرّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُون بِاللّهِ و الْيوْمِ الْآخِرِ ذلِك خيْرٌ و أحْسنُ تأْوِيلاً(24)[1-34](4:59) و قال و لوْ ردُّوهُ إِلى الرّسُولِ و إِلى أُولِي الْأمْرِ مِنْهُمْ لعلِمهُ الّذِين يسْتنْبِطُونهُ مِنْهُمْ و لوْ لا فضْلُ اللّهِ عليْكُمْ و رحْمتُهُ لاتّبعْتُمُ Cالشّيْطان Cإِلاّ قلِيلاً(25)[11-36](4:83) -فالرّدُّ إِلى اللّهِ الْأخْذُ بِمُحْكمِ كِتابِهِ (26) و الرّدُّ إِلى الرّسُولِ الْأخْذُ بِسُنّتِهِ الْجامِعةِ غيْرِ الْمُتفرِّقةِ(27) و نحْنُ أهْلُ رسُولِ اللّهِ الّذِين نسْتنْبِطُ الْمُحْكم مِنْ كِتابِهِ و نُميِّزُ الْمُتشابِه مِنْهُ و نعْرِفُ النّاسِخ مِمّا نسخ اللّهُ و وضع إِصْرهُ (28) فسِرْ فِي عدُوِّك بِمِثْلِ ما شاهدْت مِنّا فِي مِثْلِهِمْ مِن الْأعْداءِ و واتِرْ إِليْنا الْكُتُب (29) بِالْإِخْبارِ بِكُلِّ حدثٍ يأْتِك مِنّا أمْرٌ عامٌ و اللّهُ الْمُسْتعانُ [15-17](12:18) ثُمّ اُنْظُرْ فِي أمْرِ الْأحْكامِ بيْن النّاسِ بِنِيّةٍ صالِحةٍ فإِنّ الْحُكْم فِي إِنْصافِ الْمظْلُومِ مِن الظّالِمِ و الْأخْذِ لِلضّعِيفِ مِن الْقوِيِّ و إِقامةِ حُدُودِ اللّهِ على سُنّتِها و مِنْهاجِها مِمّا يُصْلِحُ عِباد اللّهِ و بِلادهُ فاخْترْ لِلْحُكْمِ بيْن النّاسِ أفْضل رعِيّتِك فِي نفْسِك و أنْفسهُمْ لِلْعِلْمِ و الْحِلْمِ و الْورعِ و السّخاءِ مِمّنْ لا تضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ و لا تُمْحِكُهُ الْخُصُومُ 58 و لا يتمادى فِي إِثْباتِ الزّلّةِ و لا يحْصرُ مِن الْفيْ ءِ59 إِلى الْحقِّ إِذا عرفهُ و لا تُشْرِفُ نفْسُهُ على طمعٍ (30) و لا يكْتفِي بِأدْنى فهْمٍ دُون أقْصاهُ 61 و أوْقفهُمْ فِي الشُّبُهاتِ و آخذهُمْ بِالْحُججِ و أقلّهُمْ تبرُّماً بِمُراجعةِ الْخُصُومِ 62 و أصْبرهُمْ على تكشُّفِ الْأُمُورِ و أصْرمهُمْ (31) عِنْد اِتِّضاحِ الْحُكْمِ مِمّنْ لا يزْدهِيهِ إِطْراءٌ(32) و لا يسْتمِيلُهُ إِغْراقٌ و لا يُصْغِي لِلتّبْلِيغِ فولِ قضاءك منْ كان كذلِك و هُمْ قلِيلٌ ثُمّ أكْثِرْ تعهُّد قضائِهِ (33) و اِفْتحْ لهُ فِي الْبذْلِ ما يُزِيحُ عِلّتهُ (34) و يسْتعِينُ بِهِ و تقِلُّ معهُ حاجتُهُ إِلى النّاسِ و أعْطِهِ مِن الْمنْزِلةِ لديْك ما لا يطْمعُ فِيهِ غيْرُهُ مِنْ خاصّتِك لِيأْمن بِذلِك اِغْتِيال الرِّجالِ إِيّاهُ عِنْدك و أحْسِنْ توْقِيرهُ فِي صُحْبتِك و قرِّبْهُ فِي مجْلِسِك و أمْضِ قضاءهُ و أنْفِذْ حُكْمهُ و اُشْدُدْ عضُدهُ و اِجْعلْ أعْوانهُ خِيار منْ ترْضى مِنْ نُظرائِهِ مِن الْفُقهاءِ و أهْلِ الْورعِ و النّصِيحةِ لِلّهِ و لِعِبادِ اللّهِ لِيُناظِرهُمْ فِيما شُبِّه عليْهِ و يلْطُف عليْهِمْ لِعِلْمِ ما غاب عنْهُ و يكُونُون شُهداء على قضائِهِ بيْن النّاسِ إِنْ شاء اللّهُ ثُمّ حملةُ الْأخْبارِ لِأطْرافِك قُضاةٌ تجْتهِدُ فِيهِمْ نفْسُهُ 67 لا يخْتلِفُون و لا يتدابرُون فِي حُكْمِ اللّهِ و سُنّةِ رسُولِ اللّهِ ص فإِنّ الاِخْتِلاف فِي الْحُكْمِ إِضاعةٌ لِلْعدْلِ و غِرّةٌ فِي الدِّينِ (35) و سببٌ مِن الْفُرْقةِ و قدْ بيّن اللّهُ ما يأْتُون و ما يُنْفِقُون و أمر بِردِّ ما لا يعْلمُون إِلى منِ اِسْتوْدعهُ اللّهُ عِلْم كِتابِهِ و اِسْتحْفظهُ الْحُكْم فِيهِ فإِنّما اِخْتِلافُ الْقُضاةِ فِي دُخُولِ الْبغْيِ بيْنهُمْ و اِكْتِفاءِ كُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ بِرأْيِهِ دُون منْ فرض اللّهُ ولايتهُ ليْس يصْلُحُ الدِّينُ و لا أهْلُ الدِّينِ على ذلِك و لكِنْ على الْحاكِمِ أنْ يحْكُم بِما عِنْدهُ مِن الْأثرِ و السُّنّةِ فإِذا أعْياهُ ذلِك (36) ردّ الْحُكْم إِلى أهْلِهِ فإِنْ غاب أهْلُهُ عنْهُ ناظر غيْرهُ مِنْ فُقهاءِ الْمُسْلِمِين ليْس لهُ ترْكُ ذلِك إِلى غيْرِهِ و ليْس لِقاضِييْنِ مِن أهْلِ الْمِلّةِ أنْ يُقِيما على اِخْتِلافٍ فِي الْحُكْمِ دُون ما رُفِع ذلِك إِلى ولِيِّ الْأمْرِ فِيكُمْ فيكُونُ هُو الْحاكِمُ بِما علّمهُ اللّهُ ثُمّ يجْتمِعانِ على حُكْمِهِ فِيما وافقهُما أوْ خالفهُما فانْظُرْ فِي ذلِك نظراً بلِيغاً فإِنّ هذا الدِّين قدْ كان أسِيراً بِأيْدِي الْأشْرارِ يُعْملُ فِيهِ بِالْهوى و تُطْلبُ بِهِ الدُّنْيا و اُكْتُبْ إِلى قُضاةِ بُلْدانِك فلْيرْفعُوا إِليْك كُلّ حُكْمٍ اِخْتلفُوا فِيهِ على حُقُوقِهِ ثُمّ تصفّحْ تِلْك الْأحْكام فما وافق كِتاب اللّهِ و سُنّة نبِيِّهِ و الْأثر مِنْ إِمامِك فأمْضِهِ و اِحْمِلْهُمْ عليْهِ و ما اِشْتبه عليْك فاجْمعْ لهُ الْفُقهاء-بِحضْرتِك فناظِرْهُمْ فِيهِ ثُمّ أمْضِ ما يجْتمِعُ عليْهِ أقاوِيلُ الْفُقهاءِ بِحضْرتِك مِن الْمُسْلِمِين فإِنّ كُلّ أمْرٍ اِخْتلف فِيهِ الرّعِيّةُ مرْدُودٌ إِلى حُكْمِ الْإِمامِ و على الْإِمامِ الاِسْتِعانةُ بِاللّهِ و الاِجْتِهادُ فِي إِقامةِ الْحُدُودِ و جبْرُ الرّعِيّةِ على أمْرِهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) ثُمّ اُنْظُرْ إِلى أُمُورِ عُمّالِك و اِسْتعْمِلْهُمُ اِخْتِباراً و لا تُولِّهِمْ أُمُورك مُحاباةً و أثرةً فإِنّ الْمُحاباة70 و الْأثرة جِماعُ الْجوْرِ و الْخِيانةِ و إِدْخالُ الضّرُورةِ على النّاسِ و ليْستْ تصْلُحُ الْأُمُورُ بِالْإِدْغالِ (37) فاصْطفِ لِوِلايةِ أعْمالِك أهْل الْورعِ و الْعِلْمِ و السِّياسةِ و توخّ مِنْهُمْ أهْل التّجْرِبةِ و الْحياءِ مِنْ أهْلِ الْبُيُوتاتِ الصّالِحةِ و الْقِدمِ فِي الْإِسْلامِ فإِنّهُمْ أكْرمُ أخْلاقاً و أصحُّ أعْراضاً و أقلُّ فِي الْمطامِعِ إِشْرافاً و أبْلغُ فِي عواقِبِ الْأُمُورِ نظراً مِنْ غيْرِهِمْ فلْيكُونُوا أعْوانك على ما تقلّدْت ثُمّ أسْبِغْ عليْهِمْ فِي الْعمالاتِ و وسِّعْ عليْهِمْ فِي الْأرْزاقِ فإِنّ فِي ذلِك قُوّةً لهُمْ على اِسْتِصْلاحِ أنْفُسِهِمْ و غِنًى عنْ تناوُلِ ما تحْت أيْدِيهِمْ و حُجّةً عليْهِمْ إِنْ خالفُوا أمْرك أوْ ثلمُوا أمانتك (38) ثُمّ تفقّدْ أعْمالهُمْ و اِبْعثِ الْعُيُون عليْهِمْ مِنْ أهْلِ الصِّدْقِ و الْوفاءِ فإِنّ تعهُّدك فِي السِّرِّ أُمُورهُمْ حدْوةٌ لهُمْ 73 على اِسْتِعْمالِ الْأمانةِ و الرِّفْقِ بِالرّعِيّةِ و تحفّظْ مِن الْأعْوانِ فإِنْ أحدٌ مِنْهُمْ بسط يدهُ إِلى خِيانةٍ اِجْتمعتْ بِها أخْبارُ عُيُونِك اِكْتفيْت بِذلِك شاهِداً فبسطْت عليْهِ الْعُقُوبة فِي بدنِهِ و أخذْتهُ بِما أصاب مِنْ عملِهِ ثُمّ نصبْتهُ بِمقامِ الْمذلّةِ فوسمْتهُ بِالْخِيانةِ و قلّدْتهُ عار التُّهمةِ و تفقّدْ ما يُصْلِحُ أهْل الْخراجِ (39) فإِنّ فِي صلاحِهِ و صلاحِهِمْ صلاحاً لِمنْ سِواهُمْ و لا صلاح لِمنْ سِواهُمْ إِلاّ بِهِمْ لِأنّ النّاس كُلّهُمْ عِيالٌ على الْخراجِ و أهْلِهِ فلْيكُنْ نظرُك فِي عِمارةِ الْأرْضِ أبْلغ مِنْ نظرِك فِي اِسْتِجْلابِ الْخراجِ فإِنّ الْجلْب لا يُدْركُ إِلاّ بِالْعِمارةِ و منْ طلب الْخراج بِغيْرِ عِمارةٍ أخْرب الْبِلاد و أهْلك الْعِباد و لمْ يسْتقِمْ لهُ أمْرُهُ إِلاّ قلِيلاً فاجْمعْ إِليْك أهْل الْخراجِ مِنْ كُلِّ بُلْدانِك و مُرْهُمْ فلْيُعْلِمُوك حال بِلادِهِمْ و مافِيهِ صلاحُهُمْ و رخاءُ جِبايتِهِمْ (40) ثُمّ سلْ عمّا يرْفعُ إِليْك أهْلُ الْعِلْمِ بِهِ مِنْ غِيْرِهِمْ فإِنْ كانُوا شكوْا ثِقلاً(41) أوْ عِلّةً مِنِ اِنْقِطاعِ شُرْبٍ أوْ إِحالةِ أرْضٍ اِغْتمرها غرقٌ أوْ أجْحف بِهِمُ الْعطشُ أوْ آفةٌ خفّفْت عنْهُمْ ما ترْجُو أنْ يُصْلِح اللّهُ بِهِ أمْرهُمْ و إِنْ سألُوا معُونةً على إِصْلاحِ ما يقْدِرُون عليْهِ بِأمْوالِهِمْ فاكْفِهِمْ مئُونتهُ فإِنّ فِي عاقِبةِ كِفايتِك إِيّاهُمْ صلاحاً فلا يثْقُلنّ عليْك شيْ ءٌ خفّفْت بِهِ عنْهُمُ الْمئُوناتِ فإِنّهُ ذُخْرٌ يعُودُون بِهِ عليْك لِعِمارةِ بِلادِك و تزْيِينِ وِلايتِك مع اِقْتِنائِك مودّتهُمْ و حُسْن نِيّاتِهِمْ (42) و اِسْتفاضةِ الْخيْرِ و ما يُسهِّلُ اللّهُ بِهِ مِنْ جلْبِهِمْ (43) فإِنّ الْخراج لا يُسْتخْرجُ بِالْكدِّ و الْإِتْعابِ مع أنّها عقْدٌ تُعْتمدُ عليْها إِنْ حدث حدثٌ كُنْت عليْهِمْ مُعْتمِداً لِفضْلِ قُوّتِهِمْ بِما ذخرْت عنْهُمْ مِن الْجمامِ 79 و الثِّقةِ مِنْهُمْ بِما عوّدْتهُمْ مِنْ عدْلِك و رِفْقِك و معْرِفتِهِمْ بِعُذْرِك فِيما حدث مِن الْأمْرِ الّذِي اِتّكلْت بِهِ عليْهِمْ فاحْتملُوهُ بِطِيبِ أنْفُسِهِمْ فإِنّ الْعُمْران 80 مُحْتمِلٌ ما حمّلْتهُ و إِنّما يُؤْتى خرابُ الْأرْضِ لِإِعْوازِ أهْلِها و إِنّما يُعْوِزُ أهْلُها لِإِسْرافِ الْوُلاةِ(44) و سُوءِ ظنِّهِمْ بِالْبقاءِ و قِلّةِ اِنْتِفاعِهِمْ بِالْعِبرِ فاعْملْ فِيما وُلِّيت عمل منْ يُحِبُّ أنْ يدّخِر حُسْن الثّناءِ مِن الرّعِيّةِ و الْمثُوبة مِن اللّهِ و الرِّضا مِن الْإِمامِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) ثُمّ اُنْظُرْ فِي حالِ كُتّابِك فاعْرِفْ حال كُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ فِيما يحْتاجُ إِليْهِ مِنْهُمْ فاجْعلْ لهُمْ منازِل و رُتباً فولِّ على أُمُورِك خيْرهُمْ و اُخْصُصْ رسائِلك الّتِي تُدْخِلُ فِيهامكِيدتك و أسْرارك بِأجْمعِهِمْ (45) لِوُجُوهِ صالِحِ الْأدبِ مِمّنْ يصْلُحُ لِلْمُناظرةِ فِي جلائِلِ الْأُمُورِ مِنْ ذوِي الرّأْيِ و النّصِيحةِ و الذِّهْنِ أطْواهُمْ عنْك لِمكْنُونِ الْأسْرارِ كشْحاً مِمّنْ لا تُبْطِرُهُ الْكرامةُ و لا تمْحقُ بِهِ الدّالّةُ فيجْترِئ بِها عليْك فِي خلاءٍ أوْ يلْتمِس إِظْهارها فِي ملاءٍ و لا تقْصُرُ بِهِ 83 الْغفْلةُ عنْ إِيرادِ كُتُبِ الْأطْرافِ عليْك و إِصْدارِ جواباتِك على الصّوابِ عنْك و فِيما يأْخُذُ و يُعْطِي مِنْك و لا يُضْعِفُ عقْداً اِعْتقدهُ لك و لا يعْجِزُ عنْ إِطْلاقِ ما عُقِد عليْك و لا يجْهلُ مبْلغ قدْرِ نفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فإِنّ الْجاهِل بِقدْرِ نفْسِهِ يكُونُ بِقدْرِ غيْرِهِ أجْهل و ولِّ ما دُون ذلِك مِنْ رسائِلِك و جماعاتِ كُتُبِ خرْجِك و دواوِينِ جُنُودِك قوْماً تجْتهِدُ نفْسُك فِي اِخْتِيارِهِمْ فإِنّها رُءُوسُ أمْرِك أجْمعُها لِنفْعِك و أعمُّها لِنفْعِ رعِيّتِك ثُمّ لا يكُنِ اِخْتِيارُك إِيّاهُمْ على فِراستِك و اِسْتِنامتِك (46) و حُسْنِ الظّنِّ بِهِمْ فإِنّ الرِّجال يعْرِفُون فِراساتِ الْوُلاةِ بِتصنُّعِهِمْ و خِدْمتِهِمْ 85 و ليْس وراء ذلِك مِن النّصِيحةِ و الْأمانةِ و لكِنِ اِخْتبِرْهُمْ بِما وُلُّوا لِلصّالِحِين قبْلك فاعْمِدْ لِأحْسنِهِمْ كان فِي الْعامّةِ أثراً و أعْرفِهِمْ فِيها بِالنُّبْلِ و الْأمانةِ86 فإِنّ ذلِك دلِيلٌ على نصِيحتِك لِلّهِ و لِمنْ وُلِّيت أمْرهُ ثُمّ مُرْهُمْ بِحُسْنِ الْولايةِ و لِينِ الْكلِمةِ و اِجْعلْ لِرأْسِ كُلِّ أمْرٍ مِنْ أُمُورِك رأْساً مِنْهُمْ لا يقْهرُهُ كبِيرُها و لا يتشتّتُ عليْهِ كثِيرُها87 ثُمّ تفقّدْ ما غاب عنْك مِنْ حالاتِهِمْ و أُمُورِمنْ يرِدُ عليْك رُسُلُهُ و ذوِي الْحاجةِ و كيْف ولايتُهُمْ و قبُولُهُمْ ولِيّهُمْ و حُجّتهُمْ (47) فإِنّ التّبرُّم و الْعِزّ و النّخْوة مِنْ كثِيرٍ مِن الْكُتّابِ إِلاّ منْ عصم اللّهُ و ليْس لِلنّاسِ بُدٌّ مِنْ طلبِ حاجاتِهِمْ و مهْما كان فِي كُتّابِك مِنْ عيْبٍ فتغابيْت عنْهُ أُلْزِمْتهُ (48) أوْ فضْلٍ نُسِب إِليْك مع ما لك عِنْد اللّهِ فِي ذلِك مِنْ حُسْنِ الثّوابِ ثُمّ التُّجّار و ذوِي الصِّناعاتِ فاسْتوْصِ و أوْصِ بِهِمْ خيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ و الْمُضْطرِبِ بِمالِهِ (49) و الْمُترفِّقِ بِيدِهِ فإِنّهُمْ موادُّ لِلْمنافِعِ و جُلاّبُها فِي الْبِلادِ فِي برِّك و بحْرِك و سهْلِك و جبلِك و حيْثُ لا يلْتئِمُ النّاسُ لِمواضِعِها(50) و لا يجْترِءُون عليْها مِنْ بِلادِ أعْدائِك مِنْ أهْلِ الصِّناعاتِ الّتِي أجْرى اللّهُ الرِّفْق مِنْها على أيْدِيهِمْ فاحْفظْ حُرْمتهُمْ و آمِنْ سُبُلهُمْ و خُذْ لهُمْ بِحُقُوقِهِمْ فإِنّهُمْ سِلْمٌ لا تُخافُ بائِقتُهُ (51) و صُلْحٌ لا تُحْذرُ غائِلتُهُ أحبُّ الْأُمُورِ إِليْهِمْ أجْمعُها لِلْأمْنِ و أجْمعُها لِلسُّلْطانِ فتفقّدْ أُمُورهُمْ بِحضْرتِك و فِي حواشِي بِلادِك و اِعْلمْ مع ذلِك أنّ فِي كثِيرٍ مِنْهُمْ ضيْقاً فاحِشاً93 و شُحّاً قبِيحاً و اِحْتِكاراً لِلْمنافِعِ و تحكُّماً فِي الْبِياعاتِ و ذلِك بابُ مضرّةٍ لِلْعامّةِ و عيْبٌ على الْوُلاةِ فامْنعِ الاِحْتِكار فإِن رسُول اللّهِ ص نهى عنْهُ و لْيكُنِ الْبيْعُ و الشِّراءُ بيْعاً سمْحاً94 بِموازِينِ عدْلٍ و أسْعارٍ لاتُجْحِفُ بِالْفرِيقيْنِ مِن الْبائِعِ و الْمُبْتاعِ 95 فمنْ قارف حُكْرةً بعْد نهْيِك فنكِّلْ و عاقِبْ فِي غيْرِ إِسْرافٍ فإِن رسُول اللّهِ ص فعل ذلِك ثُمّ اللّه اللّه فِي الطّبقةِ السُّفْلى مِن الّذِين لا حِيلة لهُمْ و الْمساكِينِ و الْمُحْتاجِين و ذوِي الْبُؤْسِ و الزّمْنى (52) فإِنّ فِي هذِهِ الطّبقةِ قانِعاً و مُعْترّاً97 فاحْفظِ اللّه ما اِسْتحْفظك مِنْ حقِّهِ فِيها و اِجْعلْ لهُمْ قِسْماً مِنْ غلاّتِ صوافِي الْإِسْلامِ (53) فِي كُلِّ بلدٍ فإِنّ لِلْأقْصى مِنْهُمْ مِثْل الّذِي لِلْأدْنى و كُلاًّ قدِ اِسْترْعيْت حقّهُ فلا يشْغلنّك عنْهُمْ نظرٌ99 فإِنّك لا تُعْذرُ بِتضْيِيعِ الصّغِيرِ لِإِحْكامِك الْكثِير الْمُهِم 100 فلا تُشْخِصْ همّك عنْهُمْ و لا تُصعِّرْ خدّك لهُمْ و تواضعْ لِلّهِ يرْفعْك اللّهُ و اِخْفِضْ جناحك لِلضُّعفاءِ و أرِ بِهِمْ 101 إِلى ذلِك مِنْك حاجةً و تفقّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ ما لا يصِلُ إِليْك مِنْهُمْ مِمّنْ تقْتحِمُهُ الْعُيُونُ (54) و تُحقِّرُهُ الرِّجالُ ففرِّغْ لِأُولئِك ثِقتك 103 مِنْ أهْلِ الْخشْيةِ و التّواضُعِ فلْيرْفعْ إِليْك أُمُورهُمْ ثُمّ اِعْملْ فِيهِمْ بِالْإِعْذارِ إِلى اللّهِ يوْم تلْقاهُ فإِنّ هؤُلاءِ أحْوجُ إِلى الْإِنْصافِ مِنْ غيْرِهِمْ و كُلٌّ فأعْذِرْ إِلى اللّهِ فِي تأْدِيةِ حقِّهِ إِليْهِ و تعهّدْ أهْل الْيُتْمِ و الزّمانةِ و الرِّقّةِ فِي السِّنِّ مِمّنْ لاحِيلة لهُ و لا ينْصِبُ لِلْمسْألةِ نفْسهُ فأجْرِ لهُمْ أرْزاقاً فإِنّهُمْ عِبادُ اللّهِ فتقرّبْ إِلى اللّهِ بِتخلُّصِهِمْ و وضْعِهِمْ مواضِعهُمْ فِي أقْواتِهِمْ و حُقُوقِهِمْ فإِنّ الْأعْمال تخْلُصُ بِصِدْقِ النِّيّاتِ ثُمّ إِنّهُ لا تسْكُنُ نُفُوسُ النّاسِ أوْ بعْضِهِمْ إِلى أنّك قدْ قضيْت حُقُوقهُمْ بِظهْرِ الْغيْبِ دُون مُشافهتِك بِالْحاجاتِ (55) و ذلِك على الْوُلاةِ ثقِيلٌ و الْحقُّ كُلُّهُ ثقِيلٌ و قدْ يُخفِّفُهُ اللّهُ على أقْوامٍ طلبُوا الْعاقِبة(56) فصبّرُوا نُفُوسهُمْ و وثِقُوا بِصِدْقِ موْعُودِ اللّهِ لِمنْ صبر و اِحْتسب فكُنْ مِنْهُمْ و اِسْتعِنْ بِاللّهِ و اِجْعلْ لِذوِي الْحاجاتِ مِنْك قِسْماً تُفرِّغُ لهُمْ فِيهِ شخْصك و ذِهْنك مِن كُلِّ شُغُلٍ ثُمّ تأْذنُ لهُمْ عليْك و تجْلِسُ لهُمْ مجْلِساً تتواضعُ فِيهِ لِلّهِ الّذِي رفعك و تُقْعِدُ عنْهُمْ جُنْدك و أعْوانك 106 مِنْ أحْراسِك و شُرطِك تخْفِضُ لهُمْ فِي مجْلِسِك ذلِك جناحك و تُلِينُ لهُمْ كنفك (57) فِي مُراجعتِك و وجْهِك حتّى يُكلِّمك مُتكلِّمُهُمْ غيْر مُتعْتعٍ فإِنِّي سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ فِي غيْرِ موْطِنٍ لنْ تُقدّس أُمّةٌ لا يُؤْخذُ لِلضّعِيفِ فِيها حقُّهُ مِن الْقوِيِّ غيْر مُتعْتعٍ (58) ثُمّ اِحْتمِلِ الْخُرْق مِنْهُمْ و الْعِي 109 و نحِّ عنْك الضِّيق و الْأنف (59) يبْسُطِ اللّهُ عليْك أكْناف رحْمتِهِ 111 ويُوجِبْ لك ثواب أهْلِ طاعتِهِ فأعْطِ ما أعْطيْت هنِيئاً112 و اِمْنعْ فِي إِجْمالٍ و إِعْذارٍ و تواضعْ هُناك فإِنّ اللّه يُحِبُّ الْمُتواضِعِين و لْيكُنْ أكْرمُ أعْوانِك عليْك ألْينهُمْ جانِباً و أحْسنهُمْ مُراجعةً و ألْطفهُمْ بِالضُّعفاءِ إِنْ شاء اللّهُ.ثُمّ إِنّ أُمُوراً مِنْ أُمُورِك لا بُدّ لك مِنْ مُباشرتِها مِنْها إِجابةُ عُمّالِك ما يعْيا عنْهُ 113 كُتّابُك و مِنْها إِصْدارُ حاجاتِ النّاسِ فِي قصصِهِمْ و مِنْها معْرِفةُ ما يصِلُ إِلى الْكُتّابِ و الْخُزّانِ مِمّا تحْت أيْدِيهِمْ فلا تتوان فِيما هُنالِك و لا تغْتنِمْ تأْخِيرهُ و اِجْعلْ لِكُلِّ أمْرٍ مِنْها منْ يُناظِرُ فِيهِ وُلاتهُ بِتفْرِيغٍ لِقلْبِك و همِّك فكُلّما أمْضيْت أمْراً فأمْضِهِ بعْد التّرْوِيةِ(60) و مُراجعةِ نفْسِك و مُشاورةِ ولِيِّ ذلِك بِغيْرِ اِحْتِشامٍ و لا رأْيٍ (61) يكْسِبُ بِهِ عليْك نقِيضهُ ثُمّ أمْضِ لِكُلِّ يوْمٍ عملهُ فإِنّ لِكُلِّ يوْمٍ ما فِيهِ و اِجْعلْ لِنفْسِك فِيما بيْنك و بيْن اللّهِ أفْضل تِلْك الْمواقِيتِ و أجْزل تِلْك الْأقْسامِ (62) و إِنْ كانتْ كُلُّها لِلّهِ إِذا صحّتْ فِيها النِّيّةُ(63) و سلِمتْ مِنْها الرّعِيّةُ و لْيكُنْ فِي خاصِّ ما تُخْلِصُ لِلّهِ بِهِ دِينك إِقامةُ فرائِضِهِ الّتِي هِي لهُ خاصّةً فأعْطِ اللّه مِنْ بدنِك فِي ليْلِك و نهارِك ما يجِبُ فإِنّ اللّه جعل النّافِلة لِنبِيِّهِ خاصّةً دُون خلْقِهِ فقال و مِن اللّيْلِ فتهجّدْ بِهِ نافِلةً لك عسى أنْ يبْعثك ربُّك مقاماً محْمُوداً(64)[1-13](17:79) فذلِك أمْرٌ اِخْتصّ اللّهُ بِهِ نبِيّهُ و أكْرمهُ بِهِ ليْس لِأحدٍ سِواهُ و هُو لِمنْ سِواهُ تطوُّعٌ فإِنّهُ يقُولُ- و منْ تطوّع خيْراً فإِنّ اللّه شاكِرٌ علِيمٌ (65)[19-26](2:158) فوفِّرْ ما تقرّبْت بِهِ إِلى اللّهِ و كرمِهِ و أدِّ فرائِضهُ إِلى اللّهِ كامِلاً غيْر مثْلُوبٍ و لا منْقُوصٍ (66) بالِغاً ذلِك مِنْ بدنِك ما بلغ فإِذا قُمْت فِي صلاتِك بِالنّاسِ فلا تُطوِّلنّ و لا تكُوننّ مُنفِّراً و لا مُضيِّعاً(67) فإِنّ فِي النّاسِ منْ بِهِ الْعِلّةُ و لهُ الْحاجةُ و قدْ سألْتُ رسُول اللّهِ ص حِين وجّهنِي إِلى الْيمنِ كيْف نُصلِّي بِهِمْ فقال صلِّ بِهِمْ كصلاةِ أضْعفِهِمْ و كُنْ بِالْمُؤْمِنِين رحِيماً- و بعْد هذا(68) فلا تُطوِّلنّ اِحْتِجابك عنْ رعِيّتِك فإِنّ اِحْتِجاب الْوُلاةِ عنِ الرّعِيّةِ شُعْبةٌ مِن الضِّيقِ و قِلّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ و الاِحْتِجابُ يقْطعُ عنْهُمْ عِلْم ما اِحْتجبُوا دُونهُ فيصْغُرُ عِنْدهُمُ الْكبِيرُ و يعْظُمُ الصّغِيرُ و يقْبُحُ الْحسنُ و يحْسُنُ الْقبِيحُ و يُشابُ الْحقُّ بِالْباطِلِ 123 و إِنّما الْوالِي بشرٌ لا يعْرِفُ ما توارى عنْهُ النّاسُ بِهِ مِن الْأُمُورِ و ليْستْ على الْقوْلِ سِماتٌ (69) يُعْرفُ بِها الصِّدْقُ مِن الْكذِبِ فتحصّنْ مِن الْإِدْخالِ فِي الْحُقُوقِ بِلِينِ الْحِجابِ (70) فإِنّما أنْت أحدُ رجُليْنِ إِمّا اِمْرُؤٌ سختْ نفْسُك بِالْبذْلِ فِي الْحقِّ ففِيم اِحْتِجابُك مِنْ واجِبِ حقٍّ تُعْطِيهِ أوْ خُلُقٍ كرِيمٍ تُسْدِيهِ و إِمّا مُبْتلًى بِالْمنْعِ فما أسْرع كفّ النّاسِ عنْ مسْألتِك إِذا أيِسُوا مِنْ بذْلِك مع أنّ أكْثر حاجاتِ النّاسِ إِليْك ما لا مئُونة عليْك فِيهِ مِنْ شِكايةِ مظْلِمةٍ أوْ طلبِ إِنْصافٍ فانْتفِعْ بِما وصفْتُ لك و اِقْتصِرْ فِيهِ على حظِّك و رُشْدِك إِنْ شاء اللّهُ ثُمّ إِنّ لِلْمُلُوكِ خاصّةً و بِطانةً فِيهِمُ اِسْتِئْثارٌ و تطاوُلٌ و قِلّةُ إِنْصافٍ (71) فاحْسِمْ مادّة أُولئِك بِقطْعِ أسْبابِ تِلْك الْأشْياءِ و لا تقْطعنّ لِأحدٍ مِنْ حشمِك و لا حامّتِك قطِيعةً127 و لا تعْتمِدنّ فِي اِعْتِقادِ عُقْدةٍ تضُرُّ بِمنْ يلِيها مِن النّاسِ فِي شِرْبٍ أوْ عملٍ مُشْتركٍ-يحْمِلُون مئُونتهُمْ على غيْرِهِمْ فيكُون مهْنأُ ذلِك لهُمْ دُونك و عيْبُهُ عليْك فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ(72) عليْك بِالْعدْلِ فِي حُكْمِك إِذا اِنْتهتِ الْأُمُورُ إِليْك و ألْزِمِ الْحقّ منْ لزِمهُ مِن الْقرِيبِ و الْبعِيدِ و كُنْ فِي ذلِك صابِراً مُحْتسِباً و اِفْعلْ ذلِك بِقرابتِك حيْثُ وقع و اِبْتغِ عاقِبتهُ بِما يثْقُلُ عليْهِ (73) مِنْهُ فإِنّ مغبّة ذلِك محْمُودةٌ و إِنْ ظنّتِ الرّعِيّةُ بِك حيْفاً فأصْحِرْ لهُمْ بِعُذْرِك 130 و اِعْدِلْ عنْك ظُنُونهُمْ بِإِصْحارِك فإِنّ فِي تِلْك رِياضةً مِنْك لِنفْسِك و رِفْقاً مِنْك بِرعِيّتِك و إِعْذاراً تبْلُغُ فِيهِ حاجتك مِنْ تقْوِيمِهِمْ على الْحقِّ فِي خفْضٍ و إِجْمالٍ 131 لا تدْفعنّ صُلْحاً دعاك إِليْهِ عدُوُّك فِيهِ رِضًا132 فإِنّ فِي الصُّلْحِ دعةً لِجُنُودِك و راحةً مِنْ هُمُومِك و أمْناً لِبِلادِك و لكِنِ الْحذر كُلّ الْحذرِ مِنْ مُقاربةِ عدُوِّك فِي طلبِ الصُّلْحِ 133 فإِنّ الْعدُوّ رُبّما قارب لِيتغفّل فخُذْ بِالْحزْمِ و تحصّنْ كُلّ مخُوفٍ تُؤْتى مِنْهُ و بِاللّهِ الثِّقةُ فِي جمِيعِ الْأُمُورِ- و إِنْ لجّتْ بيْنك (74) و بيْن عدُوِّك قضِيّةٌ عقدْت لهُ بِها صُلْحاً أوْ ألْبسْتهُ مِنْك ذِمّةً فحُطْ عهْدك بِالْوفاءِ و اِرْع ذِمّتك بِالْأمانةِ و اِجْعلْ نفْسك جُنّةً دُونهُ (75) فإِنّهُ ليْس شيْ ءٌ مِن فرائِضِ اللّهِ جلّ و عزّ النّاسُ أشدُّ عليْهِ اِجْتِماعاً فِي تفْرِيقِ أهْوائِهِمْ و تشْتِيتِ أدْيانِهِمْ مِنْ تعْظِيمِ الْوفاءِ بِالْعُهُودِ(76) و قدْ لزِم ذلِك الْمُشْرِكُون فِيما بيْنهُمْ دُون الْمُسْلِمِين لِما اِسْتوْبلُوا(77) مِن الْغدْرِ و الْختْرِ فلا تغْدِرنّ بِذِمّتِك و لا تخْفِرْ بِعهْدِك (78) و لا تخْتِلنّ عدُوّك فإِنّهُ لا يجْترِئُ على اللّهِ إِلاّ جاهِلٌ و قدْ جعل اللّهُ عهْدهُ و ذِمّتهُ أمْناً أفْضاهُ بيْن الْعِبادِ بِرحْمتِهِ 139 و حرِيماً يسْكُنُون إِلى منعتِهِ و يسْتفِيضُون بِهِ إِلى جِوارِهِ فلا خِداع و لا مُدالسة و لا إِدْغال فِيهِ (79)- فلا يدْعُونّك ضِيقُ أمْرٍ لزِمك فِيهِ عهْدُ اللّهِ على طلبِ اِنْفِساخِهِ فإِنّ صبْرك على ضِيقٍ ترْجُو اِنْفِراجهُ و فضْل عاقِبتِهِ خيْرٌ مِنْ غدْرٍ تخافُ تبِعتهُ (80) و أنْ تُحِيط بِك مِن اللّهِ طِلْبةٌ و لا تسْتقِيل فِيها دُنْياك و لا آخِرتك و إِيّاك و الدِّماء و سفْكها بِغيْرِ حِلِّها فإِنّهُ ليْس شيْ ءٌ أدْعى لِنقِمةٍ و لا أعْظم لِتبِعةٍ و لا أحْرى لِزوالِ نِعْمةٍ و اِنْقِطاعِ مُدّةٍ مِنْ سفْكِ الدِّماءِ بِغيْرِ الْحقِّ و اللّهُ مُبْتدِئٌ بِالْحُكْمِ بيْن الْعِبادِ فِيما يتسافكُون مِن الدِّماءِ فلا تصُوننّ سُلْطانك 142 بِسفْكِ دمٍ حرامٍ فإِنّ ذلِك يُخْلِقُهُ و يُزِيلُهُ فإِيّاك و التّعرُّض لِسخطِ اللّهِ فإِنّ اللّه قدْ جعل لِولِيِّ منْ قُتِل مظْلُوماً سُلْطاناً قال اللّهُ- و منْ قُتِل مظْلُوماً فقدْ جعلْنا لِولِيِّهِ سُلْطاناً فلا يُسْرِفْ فِي الْقتْلِ إِنّهُ كان منْصُوراً(81)[10-24](17:33) -و لا عُذْر لك عِنْد اللّهِ و لا عِنْدِي فِي قتْلِ الْعمْدِ لِأنّ فِيهِ قود الْبدنِ 144- فإِنِ اُبْتُلِيت بِخطإٍ و أفْرط عليْهِ سوْطُك أوْ يدُك لِعُقُوبةٍ فإِنّ فِي الْوكْزةِ فما فوْقها مقْتلةً فلا تطْمحنّ بِك نخْوةُ سُلْطانِك عنْ أنْ تُؤدِّي إِلى أهْلِ الْمقْتُولِ حقّهُمْ دِيةً مُسلّمةً يُتقرّبُ بِها إِلى اللّهِ زُلْفى (82) إِيّاك و الْإِعْجاب بِنفْسِك و الثِّقة بِما يُعْجِبُك مِنْها و حُبّ الْإِطْراءِ(83) فإِنّ ذلِك مِنْ أوْثقِ فُرصِ Cالشّيْطانِ Cفِي نفْسِهِ لِيمْحق ما يكُونُ مِنْ إِحْسانِ الْمُحْسِنِ إِيّاك و الْمنّ على رعِيّتِك بِإِحْسانٍ أوِ التّزيُّد فِيما كان مِنْ فِعْلِك (84) أوْ تعِدهُمْ فتُتْبِع موْعِدك بِخُلْفِك أوِ التّسرُّع إِلى الرّعِيّةِ بِلِسانِك 148 فإِنّ الْمنّ يُبْطِلُ الْإِحْسان 149 و الْخُلْف يُوجِبُ الْمقْت و قدْ قال اللّهُ جلّ ثناؤُهُ- كبُر مقْتاً عِنْد اللّهِ أنْ تقُولُوا ما لا تفْعلُون (85)[1-9](61:3) - إِيّاك و الْعجلة بِالْأُمُورِ قبْل أوانِها و التّساقُط فِيها(86) عِنْد زمانِها و اللّجاجة فِيها إِذا تنكّرتْ (87) و الْوهْن فِيها إِذا أوْضحتْ فضعْ كُلّ أمْرٍ موْضِعهُ و أوْقِعْ كُلّ عملٍ موقِعهُ و إِيّاك و الاِسْتِئْثار بِما لِلنّاسِ فِيهِ الْأُسْوةُ و الاِعْتِراض فِيما يعْنِيك و التّغابِي عمّا يُعْنى بِهِ (88) مِمّا قدْ وضح لِعُيُونِ النّاظِرِين فإِنّهُ مأْخُوذٌ مِنْك لِغيْرِك و عمّا قلِيلٍ تُكْشفُ عنْك أغْطِيةُ الْأُمُورِ و يبْرُزُ الْجبّارُ بِعظمتِهِ فينْتصِفُ الْمظْلُومُون مِن الظّالِمِين ثُمّ اِمْلِكْ حمِيّة أنْفِك 154 و سوْرة حِدّتِك و سطْوة يدِك و غرْب لِسانِك و اِحْترِسْ كُلّ ذلِك بِكفِّ الْبادِرةِ(89) و تأْخِيرِ السّطْوةِ و اِرْفعْ بصرك إِلى السّماءِ عِنْد ما يحْضُرُك مِنْهُ حتّى يسْكُن غضبُك فتمْلِك الاِخْتِيار و لنْ تحْكُم تُحْكِم ذلِك مِنْ نفْسِك حتّى تُكْثِر هُمُومك بِذِكْرِ الْمعادِ(90)ثُمّ اِعْلمْ أنّهُ قدْ جُمِع ما فِي هذا الْعهْدِ مِنْ صُنُوفِ ما لمْ آلُك فِيهِ رُشْداً إِنْ أحبّ اللّهُ إِرْشادك و توْفِيقك أنْ تتذكّر ما كان مِنْ كُلِّ ما شاهدْت مِنّا فتكُون ولايتُك هذِهِ مِن حُكُومةٍ عادِلةٍ أوْ سُنّةٍ فاضِلةٍ أوْ أثرٍ عنْ نبِيِّك ص أوْ فرِيضةٍ فِي كِتابِ اللّهِ فتقْتدِي بِما شاهدْت مِمّا عمِلْنا بِهِ مِنْها و تجْتهِد نفْسك فِي اِتِّباعِ ما عهِدْتُ إِليْك فِي عهْدِي و اِسْتوْثقْتُ مِن الْحُجّةِ لِنفْسِي لِكيْلا تكُون لك عِلّةٌ عِنْد تسرُّعِ نفْسِك إِلى هواها- فليْس يعْصِمُ مِن السُّوءِ و لا يُوفِّقُ لِلْخيْرِ إِلاّ اللّهُ جلّ ثناؤُهُ و قدْ كان مِمّا عهِد إِلي رسُولُ اللّهِ ص فِي وِصايتِهِ تحْضِيضاً على الصّلاةِ و الزّكاةِ و ما ملكتْ أيْمانُكُمْ فبِذلِك أخْتِمُ لك ما عهِدْتُ و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ الْعلِيِّ الْعظِيمِ و أنا أسْألُ اللّه سعة رحْمتِهِ و عظِيم مواهِبِهِ و قُدْرتهُ على إِعْطاءِ كُلِّ رغْبةٍ157 أنْ يُوفِّقنِي و إِيّاك لِما فِيهِ رِضاهُ مِن الْإِقامةِ على الْعُذْرِ الْواضِحِ إِليْهِ و إِلى خلْقِهِ (91) مع حُسْنِ الثّناءِفِي الْعِبادِ و حُسْنِ الْأثرِ فِي الْبِلادِ و تمامِ النِّعْمةِ و تضْعِيفِ الْكرامةِ(92) و أنْ يخْتِم لِي و لك بِالسّعادةِ و الشّهادةِ و إِنّا إِليْهِ راغِبُون و السّلامُ على رسُولِ اللّهِ و على آلِهِ الطّيِّبِين الطّاهِرِين و سلّم كثِيراً .

خطبته ع المعروفة بالديباجالْحمْدُ لِلّهِ فاطِرِ الْخلْقِ و خالِقِ الْإِصْباحِ و مُنْشِرِ الْموْتى و باعِثِ منْ فِي الْقُبُورِ[12-14](22:7) و أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ ص عِباد اللّهِ إِنّ أفْضل ما توسّل بِهِ الْمُتوسِّلُون إِلى اللّهِ جلّ ذِكْرُهُ الْإِيمانُ بِاللّهِ و بِرُسُلِهِ و ما جاءتْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ و الْجِهادُ فِي سبِيلِهِ فإِنّهُ ذِرْوةُ الْإِسْلامِ (93) و كلِمةُ الْإِخْلاصِ فإِنّها الْفِطْرةُ و إِقامةُ الصّلاةِ فإِنّها الْمِلّةُ و إِيتاءُ الزّكاةِ فإِنّها فرِيضةٌ و صوْمُ شهْرِ رمضان فإِنّهُ جُنّةٌ حصِينةٌ و حِجُ الْبيْتِ و الْعُمْرةُ فإِنّهُما ينْفِيانِ الْفقْر و يُكفِّرانِ الذّنْب و يُوجِبانِ الْجنّة و صِلةُ الرّحِمِ فإِنّها ثرْوةٌ فِي الْمالِ 161 و منْسأةٌ فِي الْأجلِ و تكْثِيرٌ لِلْعددِ و الصّدقةُ فِي السِّرِّ فإِنّها تُكفِّرُ الْخطأ و تُطْفِئُ غضب الرّبِّ تبارك و تعالى و الصّدقةُ فِي الْعلانِيةِ فإِنّها تدْفعُ مِيتة السّوْءِ و صنائِعُ الْمعْرُوفِ فإِنّها تقِي مصارِع السّوْءِ و أفِيضُوا فِي ذِكْرِ اللّهِ جلّ ذِكْرُهُ (94) فإِنّهُ أحْسنُ الذِّكْرِ و هُو أمانٌ مِن النِّفاقِ و براءةٌ مِن النّارِ و تذْكِيرٌ لِصاحِبِهِ عِنْد كُلِّ خيْرٍ يقْسِمُهُ اللّهُ جلّ و عزّ و لهُ دوِيٌّ تحْت الْعرْشِ (95)و اِرْغبُوا فِيما وُعِد الْمُتّقُون فإِنّ وعْد اللّهِ أصْدقُ الْوعْدِ و كُلُّ ما وعد فهُوآتٍ كما وعد فاقْتدُوا بِهدْيِ رسُولِ اللّهِ ص (96) فإِنّهُ أفْضلُ الْهدْيِ و اِسْتنُّوا بِسُنّتِهِ فإِنّها أشْرفُ السُّننِ و تعلّمُوا كِتاب اللّهِ تبارك و تعالى فإِنّهُ أحْسنُ الْحدِيثِ و أبْلغُ الْموْعِظةِ و تفقّهُوا فِيهِ فإِنّهُ ربِيعُ الْقُلُوبِ و اِسْتشْفُوا بِنُورِهِ فإِنّهُ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ[10-13](10:57) و أحْسِنُوا تِلاوتهُ فإِنّهُ أحْسنُ الْقصصِ- و إِذا قُرِئ [1-3](7:204) عليْكُمْ الْقُرْآنُ فاسْتمِعُوا لهُ و أنْصِتُوا لعلّكُمْ تُرْحمُون (97)[4-10](7:204) و إِذا هُدِيتُمْ لِعِلْمِهِ فاعْملُوا بِما علِمْتُمْ مِنْهُ لعلّكُمْ تُفْلِحُون [31-32](2:189) فاعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّ الْعالِم الْعامِل بِغيْرِ عِلْمِهِ كالْجاهِلِ الْحائِرِ الّذِي لا يسْتفِيقُ مِنْ جهْلِهِ (98) بلِ الْحُجّةُ عليْهِ أعْظمُ و هُو عِنْد اللّهِ ألْومُ و الْحسْرةُ أدْومُ على هذا الْعالِمِ الْمُنْسلِخِ مِنْ عِلْمِهِ مِثْلُ ما على هذا الْجاهِلِ الْمُتحيِّرِ فِي جهْلِهِ و كِلاهُما حائِرٌ بائِرٌ مُضِلٌّ مفْتُونٌ مبْتُورٌ ما هُمْ فِيهِ (99) و باطِلٌ ما كانُوا يعْملُون [4-11](7:139) عِباد اللّهِ لا ترْتابُوا فتشُكُّوا و لا تشُكُّوا فتكْفُرُوا و لا تكْفُرُوا فتنْدمُوا و لا تُرخِّصُوا لِأنْفُسِكُمْ فتدْهنُوا و تذْهب بِكُمُ الرُّخصُ مذاهِب الظّلمةِ فتهْلِكُوا و لا تُداهِنُوا(100) فِي الْحقِّ إِذا ورد عليْكُمْ و عرفْتُمُوهُ فتخْسرُوا خُسْراناً مُبِيناً[25-26](4:119) عِباد اللّهِ إِنّ مِن الْحزْمِ أنْ تتّقُوا اللّه و إِنّ مِن الْعِصْمةِ ألاّ تغْترُّوا بِاللّهِ عِباد اللّهِ إِنّ أنْصح النّاسِ لِنفْسِهِ أطْوعُهُمْ لِربِّهِ و أغشّهُمْ لِنفْسِهِ أعْصاهُمْ لهُ عِباد اللّهِ إِنّهُ منْ يُطِعِ اللّه يأْمنْ و يسْتبْشِرْ و منْ يعْصِهِ يخِبْ و ينْدمْ و لا يسْلمْ عِباد اللّهِ سلُوا اللّه الْيقِين فإِنّ الْيقِين رأْسُ الدِّينِ و اِرْغبُوا إِليْهِ فِي الْعافِيةِ فإِنّ أعْظم النِّعْمةِ الْعافِيةُ فاغْتنِمُوها لِلدُّنْيا و الْآخِرةِ و اِرْغبُوا إِليْهِ فِي التّوْفِيقِ فإِنّهُ أُسٌ وثِيقٌ (101) و اِعْلمُوا أنّ خيْر ما لزِم الْقلْب الْيقِينُ و أحْسن الْيقِينِ التُّقى و أفْضل أُمُورِ الْحقِّ عزائِمُها و شرّها مُحْدثاتُها و كُلّ مُحْدثةٍ بِدْعةٌ و كُلّ بِدْعةٍ ضلالةٌ و بِالْبِدعِ هدْمُ السُّننِ الْمغْبُونُ منْ غُبِن دِينهُ و الْمغْبُوطُ منْ سلِم لهُ دِينُهُ و حسُن يقِينُهُ و السّعِيدُ منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و الشّقِيُّ منِ اِنْخدع لِهواهُ عِباد اللّهِ اِعْلمُوا أنّ يسِير الرِّياءِ شِرْكٌ و أنّ إِخْلاص الْعملِ الْيقِينُ و الْهوى يقُودُ إِلى النّارِ و مُجالسة أهْلِ اللّهْوِ يُنْسِي الْقُرْآن و يُحْضِرُCالشّيْطان Cو النّسِي ء زِيادةٌ فِي الْكُفْرِ170[3-5](9:37) و أعْمال الْعُصاةِ تدْعُو إِلى سخطِ الرّحْمنِ و سخط الرّحْمنِ يدْعُو إِلى النّارِ و مُحادثة النِّساءِ تدْعُو إِلى الْبلاءِ و تُزِيغُ الْقُلُوب و الرّمْق لهُنّ يخْطفُ نُور أبْصارِ الْقُلُوبِ 171 و لمْح الْعُيُونِ مصائِدُCالشّيْطانِ Cو مُجالسة السُّلْطانِ يُهيِّجُ النِّيران عِباد اللّهِ اُصْدُقُوا فإِنّ اللّه مع الصّادِقِين و جانِبُوا الْكذِب فإِنّهُ مُجانِبٌ لِلْإِيمانِ و إِنّ الصّادِق على شرفِ منْجاةٍ و كرامةٍ(102) و الْكاذِب على شفا مهْواةٍ و هلكةٍ و قُولُوا الْحقّ تُعْرفُوا بِهِ و اِعْملُوا بِهِ تكُونُوا مِنْ أهْلِهِ و أدُّوا الْأمانة إِلى منِ اِئْتمنكُمْ عليْها و صِلُوا أرْحام منْ قطعكُمْ و عُودُوا بِالْفضْلِ على منْ حرمكُمْ و إِذا عاقدْتُمْ فأوْفُوا و إِذا حكمْتُمْ فاعْدِلُوا و إِذا ظُلِمْتُمْ فاصْبِرُوا و إِذا أُسِي ء إِليْكُمْ فاعْفُوا و اِصْفحُوا[22-24](2:109) كما تُحِبُّون أنْ يُعْفى عنْكُمْ و لا تفاخرُوا بِالْآباءِ- و لا تنابزُوا بِالْألْقابِ بِئْس الاِسْمُ الْفُسُوقُ بعْد الْإِيمانِ [29-37](49:11) و لا تمازحُوا و لا تغاضبُوا و لا تباذخُوا(103)- و لا يغْتبْ بعْضُكُمْ بعْضاً أ يُحِبُّ أحدُكُمْ أنْ يأْكُل لحْم أخِيهِ ميْتاً[16-28](49:12) 174و لا تحاسدُوا فإِنّ الْحسد يأْكُلُ الْإِيمان-كما تأْكُلُ النّارُ الْحطب و لا تباغضُوا فإِنّها الْحالِقةُ175 و أفْشُوا السّلام فِي الْعالمِ و رُدُّوا التّحِيّة على أهْلِها بِأحْسن مِنْها و اِرْحمُوا الْأرْملة(104) و الْيتِيم و أعِينُوا الضّعِيف و الْمظْلُوم و الْغارِمِين و فِي سبِيلِ اللّهِ و اِبْن السّبِيلِ و السّائِلِين و فِي الرِّقابِ [36-43](2:177) و الْمُكاتب و الْمساكِين و اُنْصُرُوا الْمظْلُوم و أعْطُوا الْفُرُوض و جاهِدُوا[1-2](22:78) أنْفُسكُمْ فِي اللّهِ حقّ جِهادِهِ [3-6](22:78) فإِنّهُ شدِيدُ الْعِقابِ [78-79](2:196)* و جاهِدُوا فِي سبِيلِ اللّهِ و اِقْرُوا الضّيْف (105) و أحْسِنُوا الْوُضُوء و حافِظُوا على الصّلواتِ [1-3](2:238) الْخمْسِ فِي أوْقاتِها فإِنّها مِن اللّهِ جلّ و عزّ بِمكانٍ- و منْ تطوّع خيْراً[19-22](2:158) فهُو خيْرٌ لهُ [24-26](2:184) - فإِنّ اللّه شاكِرٌ علِيمٌ (106)[23-26](2:158) تعاونُوا على الْبِرِّ و التّقْوى و لا تعاونُوا على الْإِثْمِ و الْعُدْوانِ (107)[47-58](5:2) و اِتّقُوا اللّه حقّ تُقاتِهِ و لا تمُوتُنّ إِلاّ و أنْتُمْ مُسْلِمُون (108)[5-15](3:102) و اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّ الْأمل يُذْهِبُ الْعقْل و يُكذِّبُ الْوعْد و يحُثُّ على الْغفْلةِ و يُورِثُ الْحسْرة فاكْذِبُوا الْأمل فإِنّهُ غُرُورٌ و إِنّ صاحِبهُ مأْزُورٌ(109) فاعْملُوا فِي الرّغْبةِ و الرّهْبةِ فإِنْ نزلتْ بِكُمْ رغْبةٌ فاشْكُرُوا و اِجْمعُوا معها رغْبةً فإِنّ اللّه قدْ تأذّن لِلْمُسْلِمِين بِالْحُسْنى (110) و لِمنْ شكر بِالزِّيادةِ فإِنِّي لمْ أر مِثْل الْجنّةِ نام طالِبُها و لا كالنّارِ نام هارِبُها و لا أكْثر مُكْتسِباً مِمّنْ كسبهُ الْيوْم تُذْخرُ فِيهِ الذّخائِرُ و تُبْلى فِيهِ السّرائِرُ و إِنّ منْ لا ينْفعُهُ الْحقُّ يضُرُّهُ الْباطِلُ و منْ لا يسْتقِيمُ بِهِ الْهُدى تضُرُّهُ الضّلالةُ(111) و منْ لا ينْفعُهُ الْيقِينُ يضُرُّهُ الشّكُّ و إِنّكُمْ قدْ أُمِرْتُمْ بِالظّعْنِ (112) و دُلِلْتُمْ على الزّادِ-ألا إِنّ أخْوف ما أتخوّفُ عليْكُمُ اِثْنانِ طُولُ الْأملِ و اِتِّباعُ الْهوى ألا و إِنّ الدُّنْيا قدْ أدْبرتْ و آذنتْ بِانْقِلاعٍ (113) ألا و إِنّ الْآخِرة قدْ أقْبلتْ و آذنتْ بِاطِّلاعٍ ألا و إِنّ الْمِضْمار الْيوْم 186 و السِّباق غداً ألا و إِنّ السُّبْقة السّبقة الْجنّةُ و الْغاية النّارُ ألا و إِنّكُمْ فِي أيّامِ مهلٍ مِنْ ورائِهِ (114) أجلٌ يحُثُّهُ الْعجلُ فمنْ أخْلص لِلّهِ عملهُ فِي أيّامِهِ قبْل حُضُورِ أجلِهِ نفعهُ عملُهُ و لمْ يضُرّهُ أجلُهُ و منْ لمْ يعْملْ فِي أيّامِ مهلِهِ ضرّهُ أجلُهُ و لمْ ينْفعْهُ عملُهُ عِباد اللّهِ اِفْزعُوا إِلى قِوامِ دِينِكُمْ 188 بِإِقامِ الصّلاةِ لِوقْتِها و إِيتاءِ الزّكاةِ فِي حِينِها و التّضرُّعِ و الْخُشُوعِ و صِلةِ الرّحِمِ و خوْفِ الْمعادِ و إِعْطاءِ السّائِلِ و إِكْرامِ الضّعفةِ و الضّعِيفِ 189 و تعلُّمِ الْقُرْآنِ و الْعملِ بِهِ و صِدْقِ الْحدِيثِ و الْوفاءِ بِالْعهْدِ و أداءِ الْأمانةِ إِذا اُؤْتُمِنْتُمْ- و اِرْغبُوا فِي ثوابِ اللّهِ و اِرْهبُوا عذابهُ و جاهِدُوا فِي سبِيلِ اللّهِ بِأمْوالِكُمْ و أنْفُسِكُمْ [7-9](9:41) و تزوّدُوا مِن الدُّنْيا ما تحْرُزُون بِهِ أنْفُسكُمْ و اِعْملُوا بِالْخيْرِ تُجْزوْا بِالْخيْرِ يوْم يفُوزُ بِالْخيْرِ منْ قدّم الْخيْر أقُولُ قوْلِي و أسْتغْفِرُ اللّه لِي و لكُمْ.

.


1- ..أي و ابخل بنفسك عن الوقوع في غير الحل.
2- ..الضارى من الكلاب:ما لهج بالصيد و تعوّد بأكله و أولع به.
3- ..يعني لا تخالف أمر اللّه بالظلم و الجور فليس لك يد أن تدفع نقمته.
4- ..بجح كفرح لفظا.و معنى.
5- ..المساماة:المفاخرة و المباراة في السموّ اي العلو.
6- ..أدحض:أبطل.و حربا أي محاربا.و ينزع أي يقلع عن ظلمه.و أدعى أي أشدّ دعوة.
7- ..في النهج [أجمعها لرضى الرعيّة].
8- ..يجحف أي يذهب برضى الخاصّة.
9- ..الالحاف:الالحاح و الشدة في السؤال.
10- ..الصغو:الميل.و في بعض النسخ [صفوك ].
11- ..الساعى:النمام بمعائب الناس.و الغاش:الخائن.
12- ..أي يجتمع كلها فيهم سوء الظنّ بكرم اللّه و فضله.و في النهج [فان البخل و الجبن و الحرص ].
13- ..البطانة-بالكسر-:الخاصّة،من بطانة الثوب خلاف ظهارته.
14- ..أي ليكن أفضلهم لديك أكثرهم قولا بالحق المر.
15- ..و في النهج [مساعدة].و قوله:«فيما يكون منك»أي يقع و يصدر.
16- ..أي اختبارك عنده.
17- ..المثافنة:المجالسة و الملازمة.و في بعض نسخ النهج [و منافثة]أى المحادثة.
18- ..يعني الراحة و السعة و العيش.
19- ..المرافق:المنافع.
20- ..الرفد:العطاء و المعونة.
21- ..الاستفاضة:الانتشار و الاتساع.و في النهج [الاستقامة].
22- ..العين:الرقيب و الناظر و الجاسوس.
23- ..لا تضمّ عمل امرئ إلى غيره و لا تقصّر به في الجزاء دون ما يبلغ منتهى عمله.
24- ..الضعة:من مصادر وضع-كشرف-:صار وضيعا أي دنيّا.
25- ..أي لا يفسدن عندك أحدا علة تعرض له.و نبوة الزمان:خطبه و جفوته.
26- ..يسلسون:ينقادون و يسهل عليهم.
27- ..سورة النساء آية 62.
28- ..سورة النساء آية 85.
29- ..محكم الكتاب:نصّه الصريح.
30- ..واتر:أمر من المواترة.و الحدث-بفتحين-:الحادثة أي الامر الحادث.
31- ..الاشراف على الشى:الاطلاع عليه من فوق.
32- ..أي ينبغي له التامل في الحكم فلا يكتفى بما يبدو له باول فهم.
33- ..التبرّم:الضجر.و الملل.
34- .و أصرمهم:أقطعهم للخصومة عند وضوح الحكم.
35- ..تعهّد:تفقّد و تحفّظ.
36- ..يزيح:يبعد و يزول و في النهج [يزيل ].أى وسّع له حتّى يكون ما يأخذه كافيا لمعيشته.
37- ..الغرة-بالكسر-:الغفلة.
38- ..أعياه:أعجزه و لم يهتد لوجه مراده.
39- ..الادغال:الافساد و إدخال في الامر بما يخالفه و يفسده.
40- ..نقصوا و خانوا في أدائها و أحدثوا فيها.
41- ..الحدوة:السوق و الحث.
42- ..في النهج [و تفقد أمر الخراج بما يصلح أهله ].
43- ..الجباية:الخراج.
44- ..في بعض النسخ [حليّهم ].
45- ..في بعض النسخ [الجمام ]و في النهج [من اجمامك ]و الجمام:الراحة.
46- ..في النهج [لاشراف أنفس الولاة على الجمع ].أى لتطلع أنفسهم إلى جمع المال.
47- ..و في النهج [بتصنّعهم و حسن خدمتهم ].
48- ..النبل-بالضم-:الذكاء و:النجابة و الفضل.
49- ..أي لا يقهره عظيم تلك الاعمال و لا يخرج عن ضبطه كثيرها.
50- ..في بعض النسخ [و قبولهم و لينهم و حجتهم ].و التبرم:التضجّر.
51- ..تغابيت أي تغافلت عن عيب في كتابك يكون ذلك العيب لاصقا بك.
52- ..الضيق:عسر المعاملة.البياعات:جمع بياعة:ما يباع.
53- ..المبتاع:المشتري.و قارف:قارب و خالط.و الحكرة-بالضم-:اسم من الاحتكار.
54- ..في النهج [بطر].
55- ..كذا.و في نسخة[ارئهم ].
56- ..تقتحمه العيون:تكره أن تنظر إليه احتقارا.
57- ..المشافهة:المخاطبة بالشفه أي من فيه إلى فيه و المراد حضورهم.
58- ..في بعض النسخ [العافية].
59- ..الكنف-بالتحريك-الجانب،الظل.
60- ..الاكناف:الاطراف.
61- ..هنيئا:سهلا لينا أي لا تخشنه و إذا منعت فامنع بلطف و عذر.
62- ..أي يعجز عنه.
63- ..التروية:النظر في الامر و التفكر فيه.
64- ..الاحتشام من الحشمة-بالكسر-:الاستحياء و الانقباض و الغضب.
65- ..أجزل:أعظم.
66- ..في النهج [إذا صلحت ].
67- ..سورة الإسراء آية 81.
68- ..سورة البقرة آية 153.و في النهج [و وفّ ما تقرّبت ].
69- ..أي بالتطويل و التنقيص.و المطلوب المتوسط.
70- ..و في النهج [و أمّا بعد].
71- ..يشاب:يخلط.
72- ..الادخال في الحقوق:الافساد فيها.و من المحتمل«الادغال في الحقوق».
73- ..الاستئثار:تقديم النفس على الغير.و التطاول:الترفّع و التكبّر.
74- ..الخفض:السكون و الدعة.
75- ..في النهج [و للّه فيه رضى ].
76- ..في النهج [و لكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه ].
77- ..اللجاج:العناد و الخصومة.لجّ في الامر:لازمه و أبى أن ينصرف عنه.
78- ..أي دون ما أعطيت،كما في النهج.
79- ..استوبلوا:استوخموا من عواقب الغدر و الخطر.
80- ..فلا تخفر اي فلا تنقض بعهدك و في النهج [و لا تخيسن ]من خاس بعهده أي خانه و نقضه.
81- ..المدالسة:الخيانة.و الادغال:الافساد.
82- ..في النهج [و لا تقوينّ سلطانك ].
83- ..سورة الاسرى آية 33.
84- ..القود-بالتحريك-:القصاص.
85- ..التزيّد-كالتقيّد-:إظهار الزيادة و تكلفها في الاعمال عن الواقع منها.
86- ..التسرع:المبادرة و التعجيل.
87- ..في النهج بعد هذه العبارة[و التزيد يذهب بنور الحق ].و المقت:السخط و البغض.
88- ..سورة الصف آية 4.
89- ..أي لم يعرف وجه الصواب فيها.و الوهن.الضعف.
90- ..التغابى:التغافل عما يهتم به و«يعنى»بصيغة المفعول.
91- ..البادرة:الحدّة أو ما يبدر من اللسان عند الغضب من السبّ و نحوه.
92- ..في النهج [بذكر المعاد إلى ربك ].
93- ..أي إعطاء كل سائل ما سأله.كانه قال:القادر على إعطاء كل سؤال.
94- ..أي زيادة الكرامة أضعافا.
95- ..الذروة-بالكسر و الصم-:من كل شي ء أعلاه.
96- ..الثروة:الكثرة.و في النهج [مثراة].المنسأة-من النساء-:التأخير.
97- ..أفيضوا:أسرعوا و اندفعوا.
98- ..الدّوىّ:الصوت.
99- ..الهدى-بالفتح-:الطريقة و السيرة.
100- ..سورة الأعراف آية 203.
101- ..أي كالجاهل المتحير الذي لا يفيق من جهله.
102- ..الاسّ-بالتثليث-:الاساس.
103- ..قد مضى بيان ما فيه في الصفحة 32.
104- ..التمازح:التداعب و التلاعب.و التباذخ:التفاخر.
105- ..سورة الحجرات آية 12.
106- ..الحالقة:الخصلة السيئة التي تحلق أي تهلك كل خصلة حسنة.
107- ..الارملة:الضعفاء.و يطلق أيضا على المسكين و من لا أهل له و من ماتت زوجها.
108- ..قرى الضيف.أضافه.
109- ..سورة البقرة آية 153.و قوله:«تطوّع»أي تبرّع.
110- ..سورة المائدة آية 5.
111- ..سورة آل عمران آية 97.
112- ..المأزور:الآثم-من وزر-و قياسه موزور.
113- ..الحسنى:العاقبة الحسنة.
114- .الظعن:الرحيل و الامر تكوينى و المراد بالزاد عمل الصالحات و ترك السيئات.

ص: 127

. .

ص: 128

. .

ص: 129

. .

ص: 130

. .

ص: 131

. .

ص: 132

. .

ص: 133

. .

ص: 134

. .

ص: 135

. .

ص: 136

. .

ص: 137

. .

ص: 138

. .

ص: 139

. .

ص: 140

. .

ص: 141

. .

ص: 142

. .

ص: 143

. .

ص: 144

. .

ص: 145

. .

ص: 146

. .

ص: 147

. .

ص: 148

. .

ص: 149

. .

ص: 150

. .

ص: 151

. .

ص: 152

. .

ص: 153

. .

ص: 154

و من حكمه ص و ترغيبه و ترهيبه و وعظه

و من حكمه ص و ترغيبه و ترهيبه و وعظهأمّا بعْدُ فإِنّ الْمكْر و الْخدِيعة فِي النّارِ فكُونُوا مِن اللّهِ على وجلٍ و مِنْ صوْلتِهِ على حذرٍ(1) إِنّ اللّه لا يرْضى لِعِبادِهِ بعْد إِعْذارِهِ و إِنْذارِهِ اِسْتِطْراداً و اِسْتِدْراجاً مِنْ حيْثُ لا يعْلمُون (2)[6-9](7:182)* و لِهذا يضِلُّ سعْيُ الْعبْدِ حتّى ينْسى الْوفاء بِالْعهْدِ و يظُنّ أنّهُ قدْ أحْسن صُنْعاً و لا يزالُ كذلِك فِي ظنٍّ و رجاءٍ و غفْلةٍ عمّا جاءهُ مِن النّبإِ يعْقِدُ على نفْسِهِ الْعُقد و يُهْلِكُهُا بِكُلِّ جهْدٍ و هُو فِي مُهْلةٍ مِن اللّهِ على عهْدٍ يهْوِي مع الْغافِلِين و يغْدُو مع الْمُذْنِبِين و يُجادِلُ فِي طاعةِ اللّهِ الْمُؤْمِنِين و يسْتحْسِنُ تمْوِيه الْمُتْرفِين (3) فهؤُلاءِ قوْمٌ شرحتْ قُلُوبُهُمْ بِالشُّبْهةِ و تطاولُوا على غيْرِهِمْ بِالْفِرْيةِ4 و حسِبُوا أنّها لِلّهِ قُرْبةٌ و ذلِك لِأنّهُمْ عمِلُوا بِالْهوى و غيّرُوا كلام الْحُكماءِ و حرّفُوهُ بِجهْلٍ و عمًى و طلبُوا بِهِ السُّمْعة و الرِّياء5 بِلا سُبُلٍ قاصِدةٍ و لا أعْلامٍ جارِيةٍ و لا منارٍ معْلُومٍ إِلى أمدِهِمْ و إِلى منْهلٍ هُمْ وارِدُوهُ 6 حتّى إِذا كشف اللّهُ لهُمْ عنْ ثوابِ سِياستِهِمْ (4) و اِسْتخْرجهُمْ مِنْ جلابِيبِ غفْلتِهِمْ اِسْتقْبلُوا مُدْبِراً و اِسْتدْبرُوا مُقْبِلاً فلمْ ينْتفِعُوا بِما أدْركُوا مِنْ أُمْنِيّتِهِمْ و لا بِما نالُوا مِنْ طلِبتِهِمْ و لا ما قضوْا مِنْ وطرِهِمْ و صار ذلِك عليْهِمْ وبالاً فصارُوا يهْرُبُون مِمّا كانُوا يطْلُبُون 8 و إِنِّي أُحذِّرُكُمْ هذِهِ الْمزلّة و آمُرُكُمْ بِتقْوى اللّهِ الّذِي لا ينْفعُ غيْرُهُ فلْينْتفِعْ بِنفْسِهِ إِنْ كان صادِقاً على ما يجُنُّ ضمِيرُهُ (5) فإِنّما الْبصِيرُ منْ سمِع و تفكّر و نظر و أبْصر و اِنْتفع بِالْعِبرِ و سلك جدداً واضِحاً10 يتجنّبُ فِيهِ الصّرْعة فِي الْمهْوى و يتنكّبُ طرِيق الْعمى و لا يُعِينُ على فسادِ نفْسِهِ الْغُواة بِتعسُّفٍ فِي حقٍّ أوْ تحْرِيفٍ فِي نُطْقٍ أوْ تغْيِيرٍ فِي صِدْقٍ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) قُولُوا ما قِيل لكُمْ و سلِّمُوا لِما رُوِي لكُمْ و لا تكلّفُوا ما لمْ تُكلّفُوا فإِنّما تبِعتُهُ عليْكُمْ فِيما كسبتْ أيْدِيكُمْ و لفظتْ ألْسِنتُكُمْ أوْ سبقتْ إِليْهِ غايتُكُمْ و اِحْذرُوا الشُّبْهة فإِنّها وُضِعتْ لِلْفِتْنةِ و اِقْصِدُوا السُّهُولة و اِعْملُوا فِيما بيْنكُمْ بِالْمعْرُوفِ مِن الْقوْلِ و الْفِعْلِ و اِسْتعْمِلُوا الْخُضُوع و اِسْتشْعِرُوا الْخوْف و الاِسْتِكانة لِلّهِ و اِعْملُوا فِيما بيْنكُمْ بِالتّواضُعِ و التّناصُفِ و التّباذُلِ (6) و كظْمِ الْغيْظِ فإِنّها وصِيّةُ اللّهِ و إِيّاكُمْ و التّحاسُد و الْأحْقاد فإِنّهُما مِنْ فِعْلِ الْجاهِلِيّةِ - و لْتنْظُرْ نفْسٌ ما قدّمتْ لِغدٍ و اِتّقُوا اللّه إِنّ اللّه خبِيرٌ بِما تعْملُون 12[7-20](59:18) أيُّها النّاسُ اِعْلمُوا عِلْماً يقِيناً أنّ اللّه لمْ يجْعلْ لِلْعبْدِ و إِنِ اِشْتدّ جهْدُهُ و عظُمتْ حِيلتُهُ و كثُرتْ نِكايتُهُ أكْثر مِمّا قدّر لهُ فِي الذِّكْرِ الْحكِيمِ و لمْ يحُلْ بيْن الْمرْءِ على ضعْفِهِ و قِلّةِ حِيلتِهِ و بيْن ما كُتِب لهُ فِي الذِّكْرِ الْحكِيمِ أيُّها النّاسُ إِنّهُ لنْ يزْداد اِمْرُؤٌ نقِيراً بِحِذْقِهِ (7) و لنْ ينْتقِص نقِيراً بِحُمْقِهِ فالْعالِمُ بِهذا الْعامِلُ بِهِ أعْظمُ النّاسِ راحةً فِي منْفعةٍ-و التّارِكُ لهُ أكْثرُ النّاسِ شُغُلاً فِي مضرّةٍ رُبّ مُنْعمٍ عليْهِ فِي نفْسِهِ مُسْتدْرجٌ بِالْإِحْسانِ إِليْهِ و رُبّ مُبْتلًى عِنْد النّاسِ مصْنُوعٌ لهُ (8) فأفِقْ أيُّها الْمُسْتمْتِعُ مِنْ سُكْرِك و اِنْتبِهْ مِنْ غفْلتِك و قصِّرْ مِنْ عجلتِك 15 و تفكّرْ فِيما جاء عنِ اللّهِ تبارك و تعالى فِيما لا خُلْف فِيهِ و لا محِيص عنْهُ و لا بُدّ مِنْهُ ثُمّ ضعْ فخْرك و دعْ كِبْرك و أحْضِرْ ذِهْنك و اُذْكُرْ قبْرك و منْزِلك فإِنّ عليْهِ ممرّك و إِليْهِ مصِيرك و كما تدِينُ تُدانُ 16 و كما تزْرعُ تحْصُدُ و كما تصْنعُ يُصْنعُ بِك و ما قدّمْت إِليْهِ تقْدمُ عليْهِ غداً لا محالة فلْينْفعْك النّظرُ فِيما وُعِظْت بِهِ و عِ (9) ما سمِعْت و وُعِدْت فقدِ اِكْتنفك بِذلِك خصْلتانِ و لا بُدّ أنْ تقُوم بِأحدِهِما إِمّا طاعةُ اللّهِ تقُومُ لها بِما سمِعْت و إِمّا حُجّةُ اللّهِ تقُومُ لها بِما علِمْت فالْحذر الْحذر و الْجِدّ الْجِدّ فإِنّهُ لا يُنبِّئُك مِثْلُ خبِيرٍ(10)[18-21](35:14) إِنّ مِنْ عزائِمِ اللّهِ فِي الذِّكْرِ الْحكِيمِ الّتِي لها يرْضى و لها يسْخطُ و لها يُثِيبُ و عليْها يُعاقِبُ أنّهُ ليْس بِمُؤْمِنٍ و إِنْ حسُن قوْلُهُ و زيّن وصْفهُ و فضْلهُ غيْرُهُ إِذا خرج مِن الدُّنْيا فلقِي اللّه بِخصْلةٍ مِنْ هذِهِ الْخِصالِ لمْ يتُبْ مِنْها الشِّرْكِ بِاللّهِ فِيما اِفْترض عليْهِ مِنْ عِبادتِهِ أوْ شِفاءِ غيْظٍ بِهلاكِ نفْسِهِ أوْ يُقِرّ بِعملٍ فعمِل بِغيْرِهِ أوْ يسْتنْجِح حاجةً إِلى النّاسِ (11) بِإِظْهارِ بِدْعةٍ فِي دِينِهِ أوْ سرّهُ أنْ يحْمدهُ النّاسُ بِما لمْ يفْعلْ مِنْ خيْرٍ أوْ مشى فِي النّاسِ بِوجْهيْنِ و لِسانيْنِ و التّجبُّرِ و الْأُبّهةِ و اِعْلمْ و اِعْقِلْ ذلِك فإِنّ الْمِثْل دلِيلٌ على شِبْهِهِ إِنّ الْبهائِم همُّها بُطُونُها و إِنّ السِّباع همُّها التّعدِّي و الظُّلْمُ و إِنّ النِّساء همُّهُنّ زِينةُ الدُّنْيا و الْفسادُ فِيها و إِنّ الْمُؤْمِنِين مُشْفِقُون مُسْتكِينُون خائِفُون.

.


1- ..الافزاع:الاخافة،الإغاثة و إزالة الفزع(ضد).
2- ..في بعض النسخ [الضعيفة و الضعيف ].
3- ..الصولة:السطوة و القدرة.
4- ..السمعة-بالضم-:ما يسمع،يقال«فعله رئاء و سمعة»أي ليراه الناس و يسمعوه.
5- ..في بعض النسخ [عن جزاء معصيتهم ].
6- ..في بعض النسخ [فلينتفع بتقيّة إن كان صادقا على ما يحنّ ضميره ].
7- ..التناصف:الإنصاف.
8- ..سورة الحشر آية 18.
9- ..أي العجلة في طلب الدنيا.
10- ..أي كما تجازى(المبنى للفاعل)تجازى(المبنى للمفعول)بفعلك و بحسب ما عملت.
11- ..«ع»أمر من وعى يعى أي احفظ.

ص: 155

. .

ص: 156

. .

ص: 157

موعظته ع و وصفه المقصرين

موعظته ع و وصفه المقصرينلا تكُنْ مِمّنْ يرْجُو الْآخِرة بِغيْرِ عملٍ و يرْجُو التّوْبة(1) بِطُولِ الْأملِ يقُولُ فِي الدُّنْيا قوْل الزّاهِدِين و يعْملُ فِيها عمل الرّاغِبِين إِنْ أُعْطِي مِنْها لمْ يشْبعْ و إِنْ مُنِع لمْ يقْنعْ يعْجِزُ عنْ شُكْرِ ما أُوتِي و يبْتغِي الزِّيادة فِيما بقِي ينْهى النّاس و لا ينْتهِي و يأْمُرُ النّاس ما لا يأْتِي يُحِبُّ الصّالِحِين و لا يعْملُ بِأعْمالِهِمْ و يُبْغِضُ الْمُسِيئِين و هُو مِنْهُمْ و يكْرهُ الْموْت لِكثْرةِ سيِّئاتِهِ و لا يدعُها فِي حياتِهِ يقُولُ كمْ أعْملُ فأتعنّى 2 أ لا أجْلِسُ فأتمنّى فهُو يتمنّى الْمغْفِرة و يدْأبُ فِي الْمعْصِيةِ(2) و قدْ عُمِّر ما يتذكّرُ فِيهِ منْ تذكّر[17-21](35:37) يقُولُ فِيما ذهب لوْ كُنْتُ عمِلْتُ و نصِبْتُ (3) لكان خيْراً لِي و يُضيِّعُهُ غيْر مُكْترِثٍ لاهِياً إِنْ سقِم ندِم على التّفْرِيطِ فِي الْعملِ و إِنْ صحّ أمِن مُغْترّاً يُؤخِّرُ الْعمل تُعْجِبُهُ نفْسُهُ ما عُوفِي (4) و يقْنطُ إِذا اُبْتُلِي تغْلِبُهُ نفْسُهُ على ما يظُنُّ و لا يغْلِبُها على ما يسْتيْقِنُ (5) لا يقْنعُ مِن الرِّزْقِ بِما قُسِم لهُ و لا يثِقُ مِنْهُ بِما قدْ ضُمِن لهُ و لا يعْملُ مِن الْعملِ بِما فُرِض عليْهِ فهُو مِنْ نفْسِهِ فِي شكٍّ إِنِ اِسْتغْنى بطِر و فُتِن (6) و إِنِ اِفْتقر قنِط و وهن فهُو مِن الذّنْبِ و النِّعْمةِ مُوفّرٌ8 و يبْتغِي الزِّيادة و لا يشْكُرُ و يتكلّفُ مِن النّاسِ ما لا يعْنِيهِ و يصْنعُ مِنْ نفْسِهِ ما هُو أكْثرُ إِنْ عرضتْ لهُ شهْوةٌ واقعها بِاتِّكالٍ على التّوْبةِ و هُو لا يدْرِي كيْف يكُونُ ذلِك لا تُغْنِيهِ رغْبتُهُ و لا تمْنعُهُ رهْبتُهُ-ثُمّ يُبالِغُ فِي الْمسْألةِ حِين يسْألُ و يُقصِّرُ فِي الْعملِ فهُو بِالْقوْلِ مُدِلٌ (7) و مِن الْعملِ مُقِلٌّ يرْجُو نفْع عملِ ما لمْ يعْملْهُ و يأْمنُ عِقاب جُرْمٍ قدْ عمِلهُ يُبادِرُ مِن الدُّنْيا إِلى ما يفْنى و يدعُ جاهِلاً ما يبْقى (8) و هُو يخْشى الْموْت و لا يخافُ الْفوْت يسْتكْثِرُ مِنْ معْصِيةِ غيْرِهِ ما يسْتقِلُّ أكْثر مِنْهُ مِنْ نفْسِهِ و يسْتكْثِرُ مِنْ طاعتِهِ ما يحْتقِرُ مِنْ غيْرِهِ يخافُ على غيْرِهِ بِأدْنى مِنْ ذنْبِهِ و يرْجُو لِنفْسِهِ بِأدْنى مِنْ عملِهِ فهُو على النّاسِ طاعِنٌ و لِنفْسِهِ مداهِنٌ يُؤدِّي الْأمانة ما عُوفِي و أُرْضِي و الْخِيانة إِذا سخِط و اُبْتُلِي إِذا عُوفِي ظنّ أنّهُ قدْ تاب و إِنِ اُبْتُلِي ظنُّ أنّهُ قدْ عُوقِب يُؤخِّرُ الصّوْم و يُعجِّلُ النّوْم لا يبِيتُ قائِماً و لا يُصْبِحُ صائِماً يُصْبِحُ و هِمّتُهُ الصُّبْحُ و لمْ يسْهرْ(9) و يُمْسِي و هِمّتُهُ الْعشاءُ و هُو مُفْطِرٌ يتعوّذُ بِاللّهِ مِمّنْ هُو دُونهُ و لا يتعوّذُ مِمّنْ هُو فوْقهُ يُنْصِبُ النّاس لِنفْسِهِ و لا يُنْصِبُ نفْسهُ لِربِّهِ النّوْمُ مع الْأغْنِياءِ أحبُّ إِليْهِ مِن الرُّكُوعِ مع الضُّعفاءِ يغْضبُ مِن الْيسِيرِ و يعْصِي فِي الْكثِيرِ يعْزِفُ لِنفْسِهِ على غيْرِهِ 12 و لا يعْزِفُ عليْها لِغيْرِهِ فهُو يُحِبُّ أنْ يُطاع و لا يُعْصى و يسْتوْفِي و لا يُوفِي يُرْشِدُ غيْرهُ و يُغْوِي نفْسهُ و يخْشى الْخلْق فِي غيْرِ ربِّهِ و لا يخْشى ربّهُ فِي خلْقِهِ يعْرِفُ ما أُنْكِر و يُنْكِرُ ما عُرِف و لا يحْمدُ ربّهُ على نِعمِهِ و لا يشْكُرُهُ على مزِيدٍ و لا يأْمُرُ بِالْمعْرُوفِ و لا ينْهى عنْ مُنْكرٍ فهُو دهْرهُ فِي لبْسٍ (10) إِنْ مرِض أخْلص و تاب و إِنْ عُوفِي قسا و عاد(11) فهُو أبداً عليْهِ و لا لهُ لا يدْرِي عملهُ إِلى ما يُؤدِّيهِ إِليْهِ حتّى متى و إِلى متى (12) اللّهُمّ اِجْعلْنا مِنْك على حذرٍ اِحْفظْ و عِ اِنْصرِفْ إِذا شِئْت.

.


1- ..سورة فاطر آية 15.
2- ..و في النهج [و يرجئ التوبة]و يرجئ أي يؤخّر التوبة.
3- ..في بعض النسخ [لم ].و أتعنّى:أتعب من العناء اي التعب و المشقة.
4- ..يدأب:يستمر و يجد في المعصية.
5- ..نصبت:اجتهدت و اتعبت فيه و«غير مكترث لاهيا»أي لا يعبأ به و لا يباليه.
6- ..أي ما دام في العافية.
7- ..بطر أي اغترّ بالنعمة ففتن.
8- ..و لا ينقص منهما شيئا من وفّره اي كثّره و جعله وفرا أي كثيرا.
9- ..يقال:ادل على فلان أي أخذه من فوقه و استعلى عليه.
10- ..و لم يسهر أي ينام الليل و السهر-بالتحريك-:النوم في الليل.
11- ..يعزف:يزهد و يمنع.
12- ..أي كان في مدة عمره الذي يعيش في خلط و اشتباه.

ص: 158

. .

ص: 159

وصفه ع المتقين

خطبته ع التي يذكر فيها الإيمان و دعائمه و شعبه و الكفر و دعائمه و شعبه

و من كلامه ع لكميل بن زياد بعد أشياء ذكرها.الدنس:الوسخ.«غنما»-بضم الغين مصدر-أى فوزا.و العتبى:الرضا أي سببا له و

في الكافي [و جعل الحسنى عتبى و العتبى التوبة].

وصيته ع لكميل بن زياد مختصرة.استلانوا:وجدوا و عدّوا لينا.استوعر:وجدوا و عدّوا و عرا أي صعبا.و المترف:

المتنعّم يعنى عدّوا لينا ما استخشنه المتنعمون و هو الزهد.

وصيته ع محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر

ثم كتب إلى أهل مصر بعد مسيره ما اختصرناه

و من كلامه ع في الزهد و ذم الدنيا و عاجلها

خطبته ع عند ما أنكر عليه قوم تسويته بين الناس في الفي ء.كذا-بالجيم المعجمة-:جمع الجار.و يحتمل أن يكون بالحاء المهملة.

و من كلامه ع في وضع المال مواضعه

وصفه ع الدنيا للمتقين

ذكره ع الإيمان و الأرواح و اختلافها

وصيته ع لزياد بن النضر .في الكافي [فليس يعود فيه حتّى يتوب ].حين أنفذه على مقدمته إلى صفين

وصفه ع المتقينقال بعْد حمْدِ اللّهِ و الثّناءِ عليْهِ (1)إِنّ الْمُتّقِين فِي الدُّنْيا هُمْ أهْلُ الْفضائِلِ منْطِقُهُمُ الصّوابُ و ملْبسُهُمُ الاِقْتِصادُ و مشْيُهُمُ التّواضُعُ خضعُوا لِلّهِ بِالطّاعةِ غاضِّين أبْصارهُمْ عمّا حرّم اللّهُ جلّ و عزّ واقِفِين أسْماعهُمْ على الْعِلْمِ نزلتْ مِنْهُمْ أنْفُسُهُمْ فِي الْبلاءِ كالّذِي نزلتْ فِي الرّخاءِ رِضاً بِالْقضاءِ لوْ لا الْآجالُ الّتِي كتب اللّهُ لهُمْ لمْ تسْتقِرّ أرْواحُهُمْ فِي أجْسادِهِمْ طرْفة عيْنٍ شوْقاً إِلى الثّوابِ و خوْفاً مِن الْعِقابِ عظُم الْخالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فصغُر ما دُونهُ فِي أعْيُنِهِمْ فهُمْ و الْجنّةُ كمنْ قدْ رآها فهُمْ فِيها مُنعّمُون (2) و هُمْ و النّارُ كمنْ قدْ رآها و هُمْ فِيها مُعذّبُون قُلُوبُهُمْ محْزُونةٌ و شُرُورُهُمْ مأْمُونةٌ و أجْسادُهُمْ نحِيفةٌ و حاجاتُهُمْ خفِيفةٌ و أنْفُسُهُمْ عفِيفةٌ و معُونتُهُمْ لِلْإِسْلامِ عظِيمةٌ صبرُوا أيّاماً قِصاراً فأعْقبتْهُمْ راحةً طوِيلةً مُرْبِحةً يسّرها لهُمْ ربٌّ كرِيمٌ أرادتْهُمُ الدُّنْيا و لمْ يُرِيدُوها و طلِبتْهُمْ فأعْجزُوها أمّا اللّيْل فصافُّون أقْدامهُمْ تالُون لِأجْزاءِ الْقُرْآنِ يُرتِّلُونهُ ترْتِيلاً(3) يُحزِّنُون بِهِ أنْفُسهُمْ و يسْتثِيرُون بِهِ دواء دائِهِمْ (4) و تهِيجُ أحْزانُهُمْ بُكاءً على ذُنُوبِهِمْ و وجعِ كُلُومِهِمْ (5) و جِراحِهِمْ فإِذا مرُّوا بِآيةٍ فِيها تشْوِيقٌ ركنُوا إِليْها طمعاً و تطلّعتْ أنْفُسُهُمْ إِليْها شوْقاً و ظنُّوا أنّها نُصْب أعْيُنِهِمْ و إِذا مرُّوا بِآيةٍ فِيها تخْوِيفٌ أصْغوْا إِليْها مسامِع قُلُوبِهِمْ و ظنُّوا أنّ زفِير جهنّم و شهِيقها فِي أُصُولِ آذانِهِمْ فهُمْ حانُون على أوْساطِهِمْ و مُفْترِشُون جِباههُمْ و أكُفّهُمْ و أطْراف الْأقْدامِ (6) يطْلُبُون إِلى اللّهِ الْعظِيمِ فِي فكاكِ رِقابِهِمْ-أمّا النّهار فحُكماءُ عُلماءُ أبْرارٌ أتْقِياءُ قدْ براهُمُ الْخوْفُ أمْثال الْقِداحِ (7) ينْظُرُ إِليْهِمُ النّاظِرُ فيحْسبُهُمْ مرْضى و يقُولُ قدْ خُولِطُوا8 و قدْ خالط الْقوْم أمْرٌ عظِيمٌ إِذا هُمْ ذكرُوا عظمة اللّهِ تعالى و شِدّة سُلْطانِهِ مع ما يُخالِطُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الْموْتِ و أهْوالِ الْقِيامةِ أفْزع ذلِك قُلُوبهُمْ و طاشتْ لهُ أحْلامُهُمْ 9 و ذهلتْ لهُ عُقُولُهُمْ فإِذا أشْفقُوا مِنْ ذلِك 10 بادرُوا إِلى اللّهِ بِالْأعْمالِ الزّاكِيةِ لا يرْضوْن بِالْيسِيرِ و لا يسْتكْثِرُون لهُ الْكثِير هُمْ لِأنْفُسِهِمْ مُتّهِمُون و مِنْ أعْمالِهِمْ مُشْفِقُون إِذا زُكِّي أحدُهُمْ خاف مِمّا يقُولُون فيقُولُ أنا أعْلمُ بِنفْسِي مِنْ غيْرِي و ربِّي أعْلمُ بِي مِنِّي اللّهُمّ لا تُؤاخِذْنِي بِما يقُولُون و اِجْعلْنِي خيْراً مِمّا يظُنُّون و اِغْفِرْ لِي ما لا يعْلمُون إِنّك علاّمُ الْغُيُوبِ فمِنْ علامةِ أحدِهِمْ أنّك ترى لهُ قُوّةً فِي دِينٍ و خوْفاً فِي لِينٍ و إِيماناً فِي يقِينٍ 11 و حِرْصاً فِي عِلْمٍ و كيْساً فِي رِفْقٍ (8) و شفقةً فِي نفقةٍ و فهْماً فِي فِقْهٍ و عِلْماً فِي حِلْمٍ و قصْداً فِي غِنًى (9) و خُشُوعاً فِي عِبادةٍ و تجمُّلاً فِي فاقةٍ(10) و صبْراً فِي شِدّةٍ و رحْمةً لِلْمجْهُودِ و إِعْطاءً فِي حقٍّ و رِفْقاً فِي كسْبٍ و طلباً فِي حلالٍ و نشاطاً فِي هُدًى و تحرُّجاً عنْ طمعٍ (11) و بِرّاً فِي اِسْتِقامةٍ و اِعْتِصاماً عِنْد شهْوةٍ لا يغُرُّهُ ثناءُ منْ جهِلهُ و لا يدعُ إِحْصاءعملِهِ مُسْتبْطِئاً لِنفْسِهِ فِي الْعملِ (12) يعْملُ الْأعْمال الصّالِحة و هُو على وجلٍ يُمْسِي و همُّهُ الشُّكْرُ يُصْبِحُ و همُّهُ الذِّكْرُ يبِيتُ حذِراً و يُصْبِحُ فرِحاً حذِراً لِما حُذِّر مِن الْغفْلةِ فرِحاً بِما أصاب مِن الْفضْلِ و الرّحْمةِ إِنِ اِسْتصْعبتْ عليْهِ نفْسُهُ فِيما تكْرهُ لمْ يُعْطِها سُؤْلها فِيما هوِيتْ (13) فرحُهُ فِيما يحْذرُ و قُرّةُ عيْنِهِ فِيما لا يزُولُ (14) و زهادتُهُ فِيما يفْنى يمْزُجُ الْحِلْم بِالْعِلْمِ و يمْزُجُ الْعِلْم بِالْعملِ تراهُ بعِيداً كسلُهُ دائِماً نشاطُهُ قرِيباً أملُهُ قلِيلاً زللُهُ خاشِعاً قلْبُهُ قانِعةً نفْسُهُ مُتغيِّباً جهْلُهُ 19 سهْلاً أمْرُهُ حرِيزاً دِينُهُ ميِّتةً شهْوتُهُ مكْظُوماً غيْظُهُ صافِياً خُلُقُهُ لا يُحدِّثُ الْأصْدِقاء بِالّذِي يُؤْتمن عليْهِ و لا يكْتُمُ شهادة الْأعْداءِ لا يعْملُ شيْئاً رِئاءً و لا يتْرُكُهُ اِسْتِحْياءً الْخيْرُ مِنْهُ مأْمُولٌ و الشّرُّ مِنْهُ مأْمُونٌ إِنْ كان فِي الْغافِلِين كُتِب فِي الذّاكِرِين (15) يعْفُو عمّنْ ظلمهُ و يُعْطِي منْ حرمهُ و يصِلُ منْ قطعهُ لا يعْزُبُ حِلْمُهُ و لا يعْجِزُ فِيما يزِينُهُ (16) بعِيداً فُحْشُهُ ليِّناً قوْلُهُ غائِباً مكْرُهُ كثِيراً معْرُوفُهُ (17) حسناً فِعْلُهُ مُقْبِلاً خيْرُهُ مُدْبِراً شرُّهُ فهُو فِي الزّلازِلِ وقُورٌ(18) و فِي الْمكارِهِ صبُورٌ و فِي الرّخاءِ شكُورٌ لا يحِيفُ على منْ يُبْغِضُ (19) و لا يأْثمُ فِيمنْ يُحِبُّ و لا يدّعِي ما ليْس لهُ و لا يجْحدُ حقّاً هُو عليْهِ يعْترِفُ بِالْحقِّ قبْل أنْ يُشْهد عليْهِ لا يُضِيعُ ما اُسْتُحْفِظ(20) و لا يُنابِزُ بِالْألْقابِ لا يبْغِي و لا يهُمُّ بِهِ و لا يُضارُّ بِالْجارِ و لايشْمتُ بِالْمصائِبِ (21) سرِيعٌ إِلى الصّوابِ مُؤدٍّ لِلْأماناتِ بطِي ءٌ عنِ الْمُنْكراتِ يأْمُرُ بِالْمعْرُوفِ و ينْهى عنِ الْمُنْكرِ لا يدْخُلُ فِي الدُّنْيا بِجهْلٍ 27 و لا يخْرُجُ مِن الْحقِّ إِنْ صمت لمْ يغُمّهُ الصّمْتُ و إِنْ ضحِك لمْ يعْلُ بِهِ الصّوْتُ قانِعٌ بِالّذِي لهُ (22) لا يجْمحُ بِهِ الْغيْظُ(23) و لا يغْلِبُهُ الْهوى و لا يقْهرُهُ الشُّحُّ و لا يطْمعُ فِيما ليْس لهُ يُخالِطُ النّاس لِيعْلم و يصْمُتُ لِيسْلم و يسْألُ لِيفْهم لا يُنْصِتُ لِلْخيْرِ لِيُعِجْز لِيفْخر بِهِ (24) و لا يتكلّمُ بِهِ لِيتجبّر على منْ سِواهُ إِنْ بُغِي عليْهِ صبر حتّى يكُون اللّهُ جلّ ذِكْرُهُ ينْتقِمُ لهُ نفْسُهُ مِنْهُ فِي عناءٍ و النّاسُ مِنْهُ فِي رجاءٍ أتْعب نفْسهُ لِآخِرتِهِ و أراح النّاس مِنْ نفْسِهِ بُعْدُهُ عمّنْ تباعد عنْهُ بُغْضٌ و نزاهةٌ31 و دُنُوُّهُ مِمّنْ دنا مِنْهُ لِينٌ و رحْمةٌ ليْس تباعُدُهُ تكبُّراً و لا عظمةً و لا دُنُوُّهُ خدِيعةً و لا خِلابةً(25) بلْ يقْتدِي بِمنْ كان قبْلهُ مِنْ أهْلِ الْخيْرِ و هُو إِمامٌ لِمنْ خلْفهُ مِنْ أهْلِ الْبِرِّ.

خطبته ع التي يذكر فيها الإيمان و دعائمه و شعبه و الكفر و دعائمه و شعبهإِنّ اللّه اِبْتدأ الْأُمُور فاصْطفى لِنفْسِهِ مِنْها ما شاء(26) و اِسْتخْلص مِنْها ما أحبّ فكان مِمّا أحبّ أنّهُ اِرْتضى الْإِيمان فاشْتقّهُ مِنِ اِسْمِهِ (27) فنحلهُ منْ أحبّ مِنْ خلْقِهِ ثُمّ بيّنهُ فسهّل شرائِعهُ لِمنْ وردهُ و أعزّ أرْكانهُ على منْ جانبهُ 35 و جعلهُ عِزّاً لِمنْ والاهُ و أمْناً لِمنْ دخلهُ و هُدًى لِمنِ اِئْتمّ بِهِ و زِينةً لِمنْ تحلّى بِهِ و دِيناً لِمنِ اِنْتحلهُ و عِصْمةً لِمنِ اِعْتصم بِهِ و حبْلاً لِمنِ اِسْتمْسك بِهِ و بُرْهاناً لِمنْ تكلّم بِهِ و شرفاً لِمنْ عرفهُ و حِكْمةً لِمنْ نطق بِهِ و نُوراً لِمنِ اِسْتضاء بِهِ و حُجّةً لِمنْ خاصم بِهِ و فلْجاً لِمنْ حاجّ بِهِ 36 و عِلْماً لِمنْ وعى و حدِيثاً لِمنْ روى و حُكْماً لِمنْ قضى و حِلْماً لِمنْ حدّث 37 و لُبّاً لِمنْ تدبّر و فهْماً لِمنْ تفكّر و يقِيناً لِمنْ عقل و بصِيرةً لِمنْ عزم و آيةً لِمنْ توسّم و عِبْرةً لِمنِ اِتّعظ و نجاةً لِمنْ آمن بِهِ و مودّةً مِن اللّهِ لِمنْ صلح (28) و زُلْفى لِمنِ اِرْتقب و ثِقةً لِمنْ توكّل و راحةً لِمنْ فوّض و صِبْغةً لِمنْ أحْسن و خيْراً لِمنْ سارع و جُنّةً لِمنْ صبر و لِباساً لِمنِ اِتّقى و تطْهِيراً لِمنْ رشد و أمنةً لِمنْ أسْلم (29) و رُوحاً لِلصّادِقِين فالْإِيمانُ أصْلُ الْحقِ و أصْلُ الْحقِّ سبِيلُهُ الْهُدى و صِفتُهُ الْحُسْنى و مأْثُرتُهُ الْمجْدُ(30) فهُو أبْلجُ الْمِنْهاجِ مُشْرِقُ الْمنارِ مُضِي ءُ الْمصابِيحِ رفِيعُ الْغايةِ يسِيرُ الْمِضْمارِ(31) جامِعُ الْحلْبةِ مُتنافِسُ السُّبْقةِ قدِيمُ الْعِدّةِ كرِيمُ الْفُرْسانِ الصّالِحاتُ منارُهُ و الْعِفّةُ مصابِيحُهُ و الْموْتُ غايتُهُ 42 و الدُّنْيا مِضْمارُهُ و الْقِيامةُ حلْبتُهُ و الْجنّةُ سُبْقتُهُ و النّارُ نقِمتُهُ و التّقْوى عُدّتُهُ و الْمُحْسِنُون فُرْسانُهُ فبِالْإِيمانِ يُسْتدلُّ على الصّالِحاتِ و بِالصّالِحاتِ يُعْمرُ الْفِقْهُ و بِالْفِقْهِ يُرْهبُ الْموْتُ 43 و بِالْموْتِ تُخْتمُ الدُّنْيا و بِالدُّنْيا تحْذُو الْآخِرةُ44 و بِالْقِيامةِ تُزْلفُ الْجنّةُ و الْجنّةُ حسْرةُ أهْلِ النّارِ و النّارُ موْعِظةُ التّقْوى و التّقْوى سِنْخُ الْإِحْسانِ (32) و التّقْوى غايةٌ لا يهْلِكُ منْ تبِعها و لا ينْدمُ منْ يعْملُ بِها لِأنّ بِالتّقْوى فاز الْفائِزُون و بِالْمعْصِيةِ خسِر الْخاسِرُون فلْيزْدجِرْ أُولُو النُّهى و لْيتذكّرْ أهْلُ التّقْوى فالْإِيمانُ على أرْبعِ دعائِم على الصّبْرِ و الْيقِينِ و الْعدْلِ و الْجِهادِ-فالصّبْرُ على أرْبعِ شُعبٍ على الشّوْقِ 46 و الشّفقِ و الزُّهْدِ و التّرقُّبِ فمنِ اِشْتاق إِلى الْجنّةِ سلا عنِ الشّهواتِ (33) و منْ أشْفق مِن النّارِ رجع عنِ الْحُرُماتِ و منْ زهِد فِي الدُّنْيا هانتْ عليْهِ الْمُصِيباتُ و منِ اِرْتقب الْموْت سارع إِلى الْخيْراتِ و الْيقِينُ على أرْبعِ شُعبٍ على تبْصِرةِ الْفِطْنةِ و تأوُّلِ الْحِكْمةِ(34) و موْعِظةِ الْعِبْرةِ و سُنّةِ الْأوّلِين فمنْ تبصّر فِي الْفِطْنةِ تأوّل الْحِكْمة و منْ تأوّل الْحِكْمة عرف الْعِبْرة و منْ عرف الْعِبْرة عرف السُّنّة و منْ عرف السُّنّة فكأنّما عاش فِي الْأوّلِين و الْعدْلُ على أرْبعِ شُعبٍ على غائِصِ الْفهْمِ و غمْرةِ الْعِلْمِ (35) و زهْرةِ الْحُكْمِ و روْضةِ الْحِلْمِ فمنْ فهِم فسّر جمِيع الْعِلْمِ و منْ عرف الْحُكْم لمْ يضِل 50 و منْ حلُم لمْ يُفرِّطْ أمْرهُ و عاش بِهِ فِي النّاسِ حمِيداً و الْجِهادُ على أرْبعِ شُعبٍ على الْأمْرِ بِالْمعْرُوفِ و النّهْيِ عنِ الْمُنْكرِ و الصِّدْقِ عِنْد الْمواطِنِ 51 و شنآنِ الْفاسِقِين فمنْ أمر بِالْمعْرُوفِ شدّ ظهْر الْمُؤْمِنِ و منْ نهى عنِ الْمُنْكرِ أرْغم أنْف الْكافِرِين 52 و منْ صدق فِي الْمواطِنِ قضى ما عليْهِ و منْ شنأ الْفاسِقِين غضِب لِلّهِ-و منْ غضِب لِلّهِ غضِب اللّهُ لهُ فذلِك الْإِيمانُ و دعائِمُهُ و شُعبُهُ و الْكُفْرُ على أرْبعِ دعائِم على الْفِسْقِ و الْغُلُوِّ و الشّكِّ و الشُّبْهةِ(36).فالْفِسْقُ مِنْ ذلِك على أرْبعِ شُعبٍ الْجفاءِ و الْعمى و الْغفْلةِ و الْعُتُوِّ54 فمنْ جفا حقّر الْمُؤْمِن و مقت الْفُقهاء و أصرّ على الْحِنْثِ و منْ عمِي نسِي الذِّكْر فبذا خُلُقُهُ و بارز خالِقهُ و ألحّ عليْهِ Cالشّيْطانُ C و منْ غفل جنى على نفْسِهِ و اِنْقلب على ظهْرِهِ و حسِب غيّهُ رُشْداً و غرّتْهُ الْأمانِيُّ و أخذتْهُ الْحسْرةُ55 إِذا اِنْقضى الْأمْرُ و اِنْكشف عنْهُ الْغِطاءُ و بدا لهُ مِن اللّهِ ما لمْ يكُنْ يحْتسِبُ و منْ عتا عنْ أمْرِ اللّهِ شكّ و منْ شكّ تعالى اللّهُ عليْهِ ثُمّ أذلّهُ بِسُلْطانِهِ و صغّرهُ بِجلالِهِ كما فرّط فِي حياتِهِ و اِغْترّ بِربِّهِ الْكرِيمِ و الْغُلُوُّ على أرْبعِ شُعبٍ على التّعمُّقِ و التّنازُعِ و الزّيْغِ و الشِّقاقِ 56 فمنْ تعمّق لمْ ينْتهِ إِلى الْحقِّ و لمْ يزِدْهُ إِلاّ غرقاً فِي الْغمراتِ لا تنْحسِرُ عنْهُ فِتْنةٌ إِلاّ غشِيتْهُ أُخْرى فهُو يهْوِي فِي أمْرٍ مرِيجٍ 57 و منْ نازع و خاصم وقع بيْنهُمُ الْفشلُ و بلِي أمْرُهُمْ 58 مِنْ طُولِ اللّجاجِ و منْ زاغ ساءتْ عِنْدهُ الْحسنةُ و حسُنتْ عِنْدهُ السّيِّئةُ و سكِر سُكْر الضّلالِ و منْ شاقّ اِعْورّتْ عليْهِ طُرُقُهُ (37) و اِعْترض عليْهِ أمْرُهُ و ضاق مخْرجُهُ و حرِيٌّ أنْ يُنْزع مِنْ دِينِهِ منِ اِتّبع غيْر سبِيلِ الْمُؤْمِنِين 60[13-15](4:115) و الشّكُّ على أرْبعِ شُعبٍ على الْمِرْيةِ و الْهوْلِ و التّردُّدِ و الاِسْتِسْلامِ 61 فبِأيِّ آلاءِ ربِّك يتمارى الْمُمْترُون (38) و منْ هالهُ ما بيْن يديْهِ نكص على عقِبيْهِ و منْ تردّد فِي دِينِهِ سبقهُ الْأوّلُون و أدْركهُ الْآخِرُون و وطِئتْهُ سنابِكُ الشّياطِينِ 63و منِ اِسْتسْلم لِهلكةِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ هلك فِيهِما و منْ نجا مِنْ ذلِك فبِفضْلِ الْيقِينِ و الشُّبْهةُ على أرْبعِ شُعبٍ على الْإِعْجابِ بِالزِّينةِ و تسْوِيلِ النّفْسِ و تأوُّلِ الْعِوجِ و لبْسِ الْحقِّ بِالْباطِلِ و ذلِك أنّ الزِّينة تصْدِفُ عنِ الْبيِّنةِ و تسْوِيل النّفْسِ تُقْحِمُ إِلى الشّهْوةِ64 و الْعِوج يمِيلُ بِصاحِبِهِ ميْلاً عظِيماً و اللّبْس ظُلُماتٌ بعْضُها فوْق بعْضٍ [14-17](24:40) فذلِك الْكُفْرُ و دعائِمُهُ و شُعبُهُ و النِّفاقُ على أرْبعِ دعائِم على الْهوى و الْهُويْنا و الْحفِيظةِ و الطّمعِ 65-و الْهوى مِنْ ذلِك على أرْبعِ شُعبٍ على الْبغْيِ و الْعُدْوانِ و الشّهْوةِ و الْعِصْيانِ 66 فمنْ بغى كثُرتْ غوائِلُهُ 67 و تخلّى عنْهُ و نُصِر عليْهِ و منِ اِعْتدى لمْ تُؤْمنْ بوائِقُهُ و لمْ يسْلمْ قلْبُهُ و منْ لمْ يعْذِلْ نفْسهُ عنِ الشّهواتِ خاض فِي الْحسراتِ و سبح فِيها(39) و منْ عصى ضلّ عمْداً بِلا عُذْرٍ و لا حُجّةٍ و أمّا شُعبُ الْهُويْنا فالْهيْبةُ و الْغِرّةُ و الْمُماطلةُ و الْأملُ (40) و ذلِك أنّ الْهيْبة ترُدُّ عنِ الْحقِ و الاِغْتِرار بِالْعاجِلِ تفْرِيطُ الْأجلِ و الْمُماطلة مُورِّطٌ فِي الْعمى و لوْ لا الْأملُ علِم الْإِنْسانُ حِساب ما هُو فِيهِ و لوْ علِم حِساب ما هُو فِيهِ 70 مات خُفاتاً مِن الْهوْلِ و الْوجلِ (41) و أمّا شُعبُ الْحفِيظةِ72 فالْكِبْرُ و الْفخْرُ و الْحمِيّةُ و الْعصبِيّةُ فمنِ اِسْتكْبر أدْبر و منْ فخر فجر و منْ حمِي أصرّ و منْ أخذتْهُ الْعصبِيّةُ جار فبِئْس الْأمْرُ بيْن إِدْبارٍ و فُجُورٍ و إِصْرارٍ و شُعبُ الطّمعِ الْفرحُ و الْمرحُ و اللّجاجةُ و التّكبُّرُ(42) فالْفرحُ مكْرُوهٌ عِنْد اللّهِ و الْمرحُ خُيلاءُ و اللّجاجةُ بلاءٌ لِمنِ اِضْطرّتْهُ إِلى حمْلِ الْآثامِ و التّكبُّرُ لهْوٌ و لعِبٌ و شُغُلٌ و اِسْتِبْدالُ الّذِي هُو أدْنى بِالّذِي هُو خيْرٌ[32-37](2:61) -فذلِك النِّفاقُ و دعائِمُهُ و شُعبُهُ و اللّهُ قاهِرٌ فوْق عِبادِهِ [4-5](6:18) تعالى ذِكْرُهُ و اِسْتوتْ بِهِ مِرّتُهُ 74 و اِشْتدّتْ قُوّتُهُ و فاضتْ بركتُهُ و اِسْتضاءتْ حِكْمتُهُ و فلجتْ حُجّتُهُ 75 و خلص دِينُهُ و حقّتْ كلِمتُهُ و سبقتْ حسناتُهُ و صفتْ نِسْبتُهُ و أقْسطتْ موازِينُهُ و بلغتْ رِسالاتُهُ و حضرتْ حفظتُهُ ثُمّ جعل السّيِّئة ذنْباً و الذّنْب فِتْنةً و الْفِتْنة دنساً و جعل الْحُسْنى غنماً و الْعُتْبى توْبةً(43) و التّوْبة طهُوراً فمنْ تاب اِهْتدى و منِ اُفْتُتِن غوى ما لمْ يتُبْ إِلى اللّهِ و يعْترِفْ بِذنْبِهِ و يُصدِّقْ بِالْحُسْنى و لا يهْلِكُ على اللّهِ إِلاّ هالِكٌ فاللّه اللّه ما أوْسع ما لديْهِ مِن التّوْبةِ و الرّحْمةِ و الْبُشْرى و الْحِلْمِ الْعظِيمِ و ما أنْكر ما لديْهِ مِن الْأنْكالِ (44) و الْجحِيمِ و الْعِزّةِ و الْقُدْرةِ و الْبطْشِ الشّدِيدِ فمنْ ظفِر بِطاعةِ اللّهِ اِخْتار كرامتهُ و منْ لمْ يزلْ فِي معْصِيةِ اللّهِ ذاق وبِيل نقِمتِهِ هُنالِك عُقْبى الدّارِ.

و من كلامه ع لكميل بن زياد بعد أشياء ذكرها78إِنّ هذِهِ الْقُلُوب أوْعِيةٌ فخيْرُها أوْعاها اِحْفظْ عنِّي ما أقُولُ لك النّاسُ ثلاثةٌ عالِمٌ ربّانِيٌّ و مُتعلِّمٌ على سبِيلِ النّجاةِ و همجٌ رعاعٌ 79 أتْباعُ كُلِ ناعِقٍ يمِيلُون مع كُلِّ رِيحٍ لمْ يسْتضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ فيهْتدُوا و لمْ يلْجئُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ فينْجُوا يا كُميْلُ الْعِلْمُ خيْرٌ مِن الْمالِ الْعِلْمُ يحْرُسُك و أنْت تحْرُسُ الْمال و الْمالُ تُفْنِيهِ النّفقةُ80 و الْعِلْمُ يزْكُو على الْإِنْفاقِ الْعِلْمُ حاكِمٌ و الْمالُ محْكُومٌ عليْهِ يا كُميْل بْن زِيادٍ محبّةُ الْعالِمِ دِينٌ يُدانُ (45) بِهِ بِهِ يكْسِبُ الْإِنْسانُ الطّاعة فِي حياتِهِ و جمِيل الْأُحْدُوثةِ بعْد وفاتِهِ و منْفعةُ الْمالِ تزُولُ بِزوالِهِ مات خُزّانُ الْأمْوالِ و هُمْ أحْياءٌ و الْعُلماءُ باقُون ما بقِي الدّهْرُ أعْيانُهُمْ مفْقُودةٌ و أمْثِلتُهُمْ فِي الْقُلُوبِ موْجُودةٌ ها إِنّ هاهُنا لعِلْماً جمّاً و أشار إِلى صدْرِهِ لمْ أُصِبْ لهُ خزنةً(46) بلى أُصِيبُ لقِناً غيْر مأْمُونٍ مُسْتعْمِلاً آلة الدِّينِ فِي طلبِ الدُّنْيا يسْتظْهِرُ بِحُججِ اللّهِ على أوْلِيائِهِ و بِنِعْمةِ اللّهِ على معاصِيهِ أوْ مُنْقاداً لِحملةِ الْحقِ 83 لا بصِيرة لهُ فِي أحْنائِهِ ينْقدِحُ الشّكُّ فِي قلْبِهِ بِأوّلِ عارِضٍ مِنْ شُبْهةٍ اللّهُم لا ذا و لا ذاك أوْ منْهُوماً بِاللّذّةِ(47) سلِس الْقِيادِ لِلشّهْوةِ أوْ مُغْرماً بِالْجمْعِ و الاِدِّخارِ ليْسا مِنْ رُعاةِ الدِّينِ و لا مِن ذوِي الْبصائِرِ و الْيقِينِ أقْربُ شبهاً بِهِما الْأنْعامُ السّائِمةُ85 كذلِك يمُوتُ الْعِلْمُ بِموْتِ حملتِهِ اللّهُمّ بلى لا يخْلُو الْأرْضُ مِنْ قائِمٍ لِلّهِ بِحُجّةٍ إِمّا ظاهِراً مشْهُوراً أوْ خائِفاً مغْمُوراً86-لِئلاّ تبْطُل حُججُ اللّهِ و بيِّناتُهُ و رُواةُ كِتابِهِ و أيْن أُولئِك هُمُ الْأقلُّون عدداً الْأعْظمُون قدْراً بِهِمْ يحْفظُ اللّهُ حُججهُ حتّى يُودِعهُ نُظراءهُمْ و يزْرعها فِي قُلُوبِ أشْباهِهِمْ هجم بِهِمُ الْعِلْمُ على حقائِقِ الْإِيمانِ فباشرُوا رُوح الْيقِينِ و اِسْتلانُوا ما اِسْتوْعر مِنْهُ الْمُتْرفُون (48) و اِسْتأْنسُوا بِما اِسْتوْحش مِنْهُ الْجاهِلُون صحِبُوا الدُّنْيا بِأبْدانٍ أرْواحُها مُعلّقةٌ بِالْمحلِّ الْأعْلى يا كُميْلُ أُولئِك أُمناءُ اللّهِ فِي خلْقِهِ و خُلفاؤُهُ فِي أرْضِهِ و سُرُجُهُ فِي بِلادِهِ 88 و الدُّعاةُ إِلى دِينِهِ وا شوْقاهْ إِلى رُؤْيتِهِمْ أسْتغْفِرُ اللّه لِي و لك .

وصيته ع لكميل بن زياد مختصرة891,14,12-يا كُميْلُ سمِّ كُلّ يوْمٍ بِاسْمِ اللّهِ و قُلْ لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ و توكّلْ على اللّهِ و اُذْكُرْنا و سمِّ بِأسْمائِنا و صلِّ عليْنا و أدِرْ بِذلِك على نفْسِك (49) و ما تحُوطُهُ عِنايتُك تُكْف شرّ ذلِك الْيوْمِ إِنْ شاء اللّهُ يا كُميْلُ إِن رسُول اللّهِ ص أدّبهُ اللّهُ و هُو ع أدّبنِي و أنا أُؤدِّبُ الْمُؤْمِنِين و أُورِّثُ الْآداب الْمُكْرمِين يا كُميْلُ ما مِنْ عِلْمٍ إِلاّ و أنا أفْتحُهُ و ما مِن سِرٍّ إِلاّ و الْقائِمُ ع يخْتِمُهُ يا كُميْلُ ذُرِّيّةً بعْضُها مِنْ بعْضٍ و اللّهُ سمِيعٌ علِيمٌ [1-8](3:34) يا كُميْلُ لا تأْخُذْ إِلاّ عنّا تكُنْ مِنّا يا كُميْلُ ما مِنْ حركةٍ إِلاّ و أنْت مُحْتاجٌ فِيها إِلى معْرِفةٍ يا كُميْلُ إِذا أكلْت الطّعام فسمِّ بِاسْمِ الّذِي لا يضُرُّ مع اِسْمِهِ داءٌ و فِيهِ شِفاءٌ مِنْ كُلِّ الْأسْواءِ(50)-يا كُميْلُ و آكِلِ الطّعام و لا تبْخلْ عليْهِ فإِنّك لنْ ترْزُق النّاس شيْئاً و اللّهُ يُجْزِلُ لك الثّواب بِذلِك أحْسِنْ عليْهِ خُلُقك و اُبْسُطْ جلِيسك (51) و لا تتّهِمْ خادِمك يا كُميْلُ إِذا أكلْت فطوِّلْ أكْلك لِيسْتوْفِي منْ معك و يُرْزق مِنْهُ غيْرُك يا كُميْلُ إِذا اِسْتوْفيْت طعامك فاحْمدِ اللّه على ما رزقك و اِرْفعْ بِذلِك صوْتك يحْمدْهُ سِواك فيعْظُمُ بِذلِك أجْرُك يا كُميْلُ لا تُوقِرنّ معِدتك طعاماً(52) و دعْ فِيها لِلْماءِ موْضِعاً و لِلرِّيحِ مجالاً و لا ترْفعْ يدك مِن الطّعامِ إِلاّ و أنْت تشْتهِيهِ فإِنْ فعلْت ذلِك فأنْت تسْتمْرِئُهُ (53) فإِنّ صِحّة الْجِسْمِ مِنْ قِلّةِ الطّعامِ و قِلّةِ الْماءِ يا كُميْلُ الْبركةُ فِي مالِ منْ آتى الزّكاة و واسى الْمُؤْمِنِين و وصل الْأقْربِين (54) يا كُميْلُ زِدْ قرابتك الْمُؤْمِن على ما تُعْطِي سِواهُ مِن الْمُؤْمِنِين و كُنْ بِهِمْ أرْأف و عليْهِمْ أعْطف و تصدّقْ على الْمساكِينِ يا كُميْلُ لا ترُدّ سائِلاً و لوْ مِنْ شطْرِ حبّةِ عِنبٍ أوْ شِقِّ تمْرةٍ فإِنّ الصّدقة تنْمُو عِنْد اللّهِ يا كُميْلُ أحْسنُ حِلْيةِ الْمُؤْمِنِ التّواضُعُ و جمالُهُ التّعفُّفُ و شرفُهُ التّفقُّهُ و عِزُّهُ ترْكُ الْقالِ و الْقِيلِ (55) يا كُميْلُ فِي كُلِّ صِنْفٍ قوْمٌ أرْفعُ مِنْ قوْمٍ فإِيّاك و مُناظرة الْخسِيسِ مِنْهُمْ و إِنْ أسْمعُوك و اِحْتمِلْ و كُنْ مِن الّذِين وصفهُمُ اللّهُ- و إِذا خاطبهُمُ الْجاهِلُون قالُوا سلاماً(56)[9-14](25:63) -يا كُميْلُ قُلِ الْحقّ على كُلِّ حالٍ و وادِّ الْمُتّقِين و اُهْجُرِ الْفاسِقِين و جانِبِ الْمُنافِقِين و لا تُصاحِبِ الْخائِنِين يا كُميْلُ لا تطْرُقْ أبْواب الظّالِمِين 98 لِلاِخْتِلاطِ بِهِمْ و الاِكْتِسابِ معهُمْ و إِيّاك أنْ تُعظِّمهُمْ و أنْ تشْهد فِي مجالِسِهِمْ بِما يُسْخِطُ اللّهُ عليْك و إِنِ اُضْطُرِرْت إِلى حُضُورِهِمْ فداوِمْ ذِكْر اللّهِ و التّوكُّل عليْهِ و اِسْتعِذْ بِاللّهِ مِنْ شُرُورِهِمْ و أطْرِقْ عنْهُمْ و أنْكِرْ بِقلْبِك فِعْلهُمْ و اِجْهرْ بِتعْظِيمِ اللّهِ تُسْمِعْهُمْ فإِنّك بِها تُؤيّدُ و تُكْفى شرّهُمْ يا كُميْلُ إِنّ أحبّ ما تمْتثِلُهُ الْعِبادُ إِلى اللّهِ بعْد الْإِقْرارِ بِهِ و بِأوْلِيائِهِ التّعفُّفُ و التّحمُّلُ و الاِصْطِبارُ يا كُميْلُ لا تُرِ النّاس إِقْتارك و اِصْبِرْ عليْهِ اِحْتِساباً بِعِزٍّ و تستُّرٍ يا كُميْلُ لا بأْس أنْ تُعْلِم أخاك سِرّك و منْ أخُوك أخُوك الّذِي لا يخْذُلُك عِنْد الشّدِيدةِ و لا يقْعُدُ عنْك عِنْد الْجرِيرةِ(57) و لا يدعُك حتّى تسْألهُ و لا يذرُك و أمْرك حتّى تُعْلِمهُ فإِنْ كان مُمِيلاً فأصْلِحْهُ 100 يا كُميْلُ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ لِأنّهُ يتأمّلُهُ فيسُدُّ فاقتهُ و يُجْمِلُ حالتهُ يا كُميْلُ الْمُؤْمِنُون إِخْوةٌ[2-3](49:10) و لا شيْ ء آثرُ عِنْد كُلِّ أخٍ مِنْ أخِيهِ 101 يا كُميْلُ إِنْ لمْ تُحِبّ أخاك فلسْت أخاهُ إِنّ الْمُؤْمِن منْ قال بِقوْلِنا فمنْ تخلّف عنْهُ قصّر عنّا و منْ قصّر عنّا لمْ يلْحقْ بِنا و منْ لمْ يكُنْ معنا ف فِي الدّرْكِ الْأسْفلِ مِن النّارِ [3-7](4:145) يا كُميْلُ كُلُّ مصْدُورٍ ينْفِثُ (58) فمنْ نفث إِليْك مِنّا بِأمْرٍ أمرك بِستْرِهِ فإِيّاك أنْ تُبْدِيهُ و ليْس لك مِنْ إِبْدائِهِ توْبةٌ و إِذا لمْ يكُنْ توْبةٌ فالْمصِيرُ إِلى لظى (59) يا كُميْلُ إِذاعةُ سِرِّ آلِ مُحمّدٍ ص لا يُقْبلُ مِنْها و لا يُحْتملُ أحدٌ عليْها و ما قالُوهُ فلا تُعْلِمْ إِلاّ مُؤْمِناً مُوقِناً104 يا كُميْلُ قُلْ عِنْد كُلِّ شِدّةٍ لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ تُكْفها و قُلْ عِنْد كُلِّ نِعْمةٍ الْحمْدُ لِلّهِ تزْددْ مِنْها و إِذا أبْطأتِ الْأرْزاقُ عليْك فاسْتغْفِرِ اللّه يُوسِّعْ عليْك فِيها يا كُميْلُ اُنْجُ بِولايتِنا مِنْ أنْ يشْركك Cالشّيْطانُ Cفِي مالِك و وُلْدِك يا كُميْلُ إِنّهُ مُسْتقرٌّ و مُسْتوْدعٌ (60)[9-10](6:98) فاحْذرْ أنْ تكُون مِن الْمُسْتوْدعِين و إِنّما يسْتحِقُّ أنْ يكُون مُسْتقرّاً إِذا لزِمْت الْجادّة الْواضِحة الّتِي لا تُخْرِجُك إِلى عِوجٍ 106 و لا تُزِيلُك عنْ منْهجٍ يا كُميْلُ لا رُخْصة فِي فرْضٍ و لا شِدّة فِي نافِلةٍ يا كُميْلُ إِنّ ذُنُوبك أكْثرُ مِنْ حسناتِك و غفْلتك أكْثرُ مِنْ ذِكْرِك و نِعم اللّهِ عليْك أكْثرُ مِنْ عملِك يا كُميْلُ إِنّك لا تخْلُو مِنْ نِعمِ اللّهِ عِنْدك و عافِيتِهِ إِيّاك فلا تخْلُ مِنْ تحْمِيدِهِ و تمْجِيدِهِ و تسْبِيحِهِ و تقْدِيسِهِ و شُكْرِهِ و ذِكْرِهِ على كُلِّ حالٍ يا كُميْلُ لا تكُوننّ مِن الّذِين قال اللّهُ- نسُوا اللّه فأنْساهُمْ أنْفُسهُمْ (61)[5-8](59:19) و نسبهُمْ إِلى الْفِسْقِ فهُمْ فاسِقُون يا كُميْلُ ليْس الشّأْن أنْ تُصلِّي و تصُوم و تتصدّق الشّأْنُ أنْ تكُون الصّلاةُ بِقلْبٍ نقِيٍّ و عملٍ عِنْد اللّهِ مرْضِيٍّ و خُشُوعٍ سوِيٍّ و اُنْظُرْ فِيما تُصلِّي و على ما تُصلِّي إِنْ لمْ يكُنْ مِنْ وجْهِهِ و حِلِّهِ فلا قبُول-يا كُميْلُ اللِّسانُ ينْزحُ مِن الْقلْبِ و الْقلْبُ (62) يقُومُ بِالْغِذاءِ فانْظُرْ فِيما تُغذِّي قلْبك و جِسْمك فإِنْ لمْ يكُنْ ذلِك حلالاً لمْ يقْبلِ اللّهُ تسْبِيحك و لا شُكْرك يا كُميْلُ اِفْهمْ و اِعْلمْ أنّا لا نُرخِّصُ فِي ترْكِ أداءِ الْأمانةِ لِأحدٍ مِن الْخلْقِ فمنْ روى عنِّي فِي ذلِك رُخْصةً فقدْ أبْطل و أثِم و جزاؤُهُ النّارُ بِما كذب أُقْسِمُ لسمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ لِي قبْل وفاتِهِ بِساعةٍ مِراراً ثلاثاً يا أبا الْحسنِ أدِّ[أداء] الْأمانة إِلى الْبرِّ و الْفاجِرِ فِيما جلّ و قلّ حتّى الْخيْطِ و الْمِخْيطِ يا كُميْلُ لا غزْو إِلاّ مع إِمامٍ عادِلٍ و لا نفل إِلاّ مِنْ إِمامٍ فاضِلٍ (63) يا كُميْلُ لوْ لمْ يظْهرْ نبِيٌّ و كان فِي الْأرْضِ مُؤْمِنٌ تقِيُّ لكان فِي دُعائِهِ إِلى اللّهِ مُخْطِئاً أوْ مُصِيباً بلْ و اللّهِ مُخْطِئاً حتّى ينْصِبهُ اللّهُ لِذلِك و يُؤهِّلهُ لهُ يا كُميْلُ الدِّينُ لِلّهِ فلا يقْبلُ اللّهُ مِنْ أحدٍ الْقِيام بِهِ إِلاّ رسُولاً أوْ نبِيّاً أوْ وصِيّاً يا كُميْلُ هِي نُبُوّةٌ و رِسالةٌ و إِمامةٌ و ليْس بعْد ذلِك إِلاّ مُوالِين مُتّبِعِين أوْ عامِهِين مُبْتدِعِين- إِنّما يتقبّلُ اللّهُ مِن الْمُتّقِين 110[22-26](5:27) يا كُميْلُ إِنّ اللّه كرِيمٌ حلِيمٌ عظِيمٌ رحِيمٌ دلّنا على أخْلاقِهِ و أمرنا بِالْأخْذِ بِها و حمل النّاس عليْها فقدْ أدّيْناها غيْر مُتخلِّفِين و أرْسلْناها غيْر مُنافِقِين و صدّقْناها غيْر مُكذِّبِين و قبِلْناها غيْر مُرْتابِين يا كُميْلُ لسْتُ و اللّهِ مُتملِّقاً حتّى أُطاع و لا مُمنِّياً(64) حتّى لا أُعْصى و لا مائِلاً لِطعامِ الْأعْرابِ حتّى أُنْحل 112 إِمْرة الْمُؤْمِنِين و أُدْعى بِها يا كُميْلُ إِنّما حظِي منْ حظِي بِدُنْيا زائِلةٍ مُدْبِرةٍ و نحْظى بِآخِرةٍ باقِيةٍ ثابِتةٍ يا كُميْلُ إِنّ كُلاًّ يصِيرُ إِلى الْآخِرةِ و الّذِي نرْغبُ فِيهِ مِنْها رِضا اللّهِ و الدّرجاتُ الْعُلى مِن الْجنّةِ الّتِي يُورِثُها منْ كان تقِيًّا[7-9](19:63) -يا كُميْلُ منْ لا يسْكُنُ الْجنّة - فبشِّرْهُ بِعذابٍ ألِيمٍ [15-17](31:7) و خِزْيٍ مُقِيمٍ يا كُميْلُ أنا أحْمدُ اللّه على توْفِيقِهِ و على كُلِّ حالٍ إِذا شِئْت فقُمْ .

وصيته ع محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر-هذا ما عهِد عبْدُ اللّهِ علِيٌّ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين إِلى مُحمّدِ بْنِ أبِي بكْرٍ(65) حِين ولاّهُ مِصْر أمرهُ بِتقْوى اللّهِ و الطّاعةِ لهُ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و خوْفِ اللّهِ فِي الْغيْبِ و الْمشْهدِ و بِاللِّينِ لِلْمُسْلِمِ و بِالْغِلْظةِ على الْفاجِرِ و بِالْعدْلِ على أهْلِ الذِّمّةِ و بِإِنْصافِ الْمظْلُومِ و بِالشِّدّةِ على الظّالِمِ و بِالْعفْوِ عنِ النّاسِ و بِالْإِحْسانِ ما اِسْتطاع و اللّهُ يجْزِي الْمُحْسِنِين و يُعذِّبُ الْمُجْرِمِين و أمرهُ أنْ يدْعُو منْ قِبلهُ إِلى الطّاعةِ و الْجماعةِ فإِنّ لهُمْ فِي ذلِك مِن الْعافِيةِ و عظِيمِ الْمثُوبةِ ما لا يقْدِرُون قدْرهُ و لا يعْرِفُون كُنْههُ و أمرهُ أنْ يُليِّن لهُمْ جناحهُ و أنْ يُساوِي بيْنهُمْ فِي مجْلِسِهِ و وجْهِهِ و يكُون الْقرِيبُ و الْبعِيدُ عِنْدهُ فِي الْحقِّ سواءً و أمرهُ أنْ يحْكُم بيْن النّاسِ بِالْعدْلِ و أنْ يُقِيم بِالْقِسْطِ و لا يتّبِع الْهوى و لا يخاف فِي اللّهِ لوْمة لائِمٍ فإِنّ اللّه مع منِ اِتّقاهُ و آثر طاعتهُ و أمْرهُ على منْ سِواهُ و كتب عُبيْدُ اللّهِ بْنُ أبِي رافِعٍ (66) .

ثم كتب إلى أهل مصر بعد مسيره ما اختصرناه,14-مِنْ عبْدِ اللّهِ علِيٍّ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين إِلى مُحمّدِ بْنِ أبِي بكْرٍ و أهْلِ مِصْر سلامٌ عليْكُمْ أمّا بعْدُ فقدْ وصل إِليّ كِتابُك و فهِمْتُ ما سألْت عنْهُ و أعْجبنِي اِهْتِمامُك بِمالا بُدّ لك مِنْهُ و ما لا يُصْلِحُ الْمُسْلِمِين غيْرُهُ و ظننْتُ أنّ الّذِي أخْرج ذلِك مِنْك نِيّةٌ صالِحةٌ و رأْيٌ غيْرُ مدْخُولٍ 115 أمّا بعْدُ فعليْك بِتقْوى اللّهِ فِي مقامِك و مقْعدِك و سِرِّك و علانِيتِك و إِذا أنْت قضيْت بيْن النّاسِ فاخْفِضْ لهُمْ جناحك و ليِّن لهُمْ جانِبك و اُبْسُطْ لهُمْ وجْهك و آسِ بيْنهُمْ فِي اللّحْظِ116 و النّظرِ حتّى لا يطْمع الْعُظماءُ فِي حيْفِك لهُمْ و لا يأْيس (67) الضُّعفاءُ مِنْ عدْلِك عليْهِمْ و أنْ تسْأل الْمُدّعِي الْبيِّنة و على الْمُدّعى عليْهِ الْيمِينُ و منْ صالح أخاهُ على صُلْحٍ فأجِزْ صُلْحهُ إِلاّ أنْ يكُون صُلْحاً يُحرِّمُ حلالاً أوْ يُحلِّلُ حراماً و آثِرِ الْفُقهاء و أهْل الصِّدْقِ و الْوفاءِ و الْحياءِ و الْورعِ على أهْلِ الْفُجُورِ و الْكذِبِ و الْغدْرِ و لْيكُنِ الصّالِحُون الْأبْرارُ إِخْوانك و الْفاجِرُون الْغادِرُون أعْداءك فإِنّ أحبّ إِخْوانِي إِليّ أكْثرُهُمْ لِلّهِ ذِكْراً و أشدُّهُمْ مِنْهُ خوْفاً و أنا أرْجُو أنْ تكُون مِنْهُمْ إِنْ شاء اللّهُ و إِنِّي أُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ فِيما أنْتُمْ عنْهُ مسْئُولُون و عمّا أنْتُمْ إِليْهِ صائِرُون فإِنّ اللّه قال فِي كِتابِهِ - كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ رهِينةٌ(68)[1-5](74:38) و قال و يُحذِّرُكُمُ اللّهُ نفْسهُ و إِلى اللّهِ الْمصِيرُ(69)[23-30](3:28) و قال فو ربِّك لنسْئلنّهُمْ أجْمعِين `عمّا كانُوا يعْملُون (70)[1-7](15:92-93) فعليْكُمْ بِتقْوى اللّهِ-فإِنّها تجْمعُ مِن الْخيْرِ ما لا يجْمعُ غيْرُها و يُدْركُ بِها مِن الْخيْرِ ما لا يُدْركُ بِغيْرِها مِنْ خيْرِ الدُّنْيا و خيْرِ الْآخِرةِ قال اللّهُ و قِيل لِلّذِين اِتّقوْا ما ذا أنْزل ربُّكُمْ قالُوا خيْراً لِلّذِين أحْسنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حسنةٌ و لدارُ الْآخِرةِ خيْرٌ و لنِعْم دارُ الْمُتّقِين 121[1-24](16:30) اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّ الْمُتّقِين ذهبُوا بِعاجِلِ الْخيْرِ و آجِلِهِ شاركُوا أهْل الدُّنْيا فِي دُنْياهُمْ و لمْ يُشارِكْهُمْ أهْلُ الدُّنْيا فِي آخِرتِهِمْ قال اللّهُ عزّ و جل قُلْ منْ حرّم زِينة اللّهِ الّتِي أخْرج لِعِبادِهِ و الطّيِّباتِ مِن الرِّزْقِ [1-12](7:32) الْآية(71) سكنُوا الدُّنْيا بِأحْسنِ ما سُكِنتْ و أكلُوها بِأحْسنِ ما أُكِلتْ و اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّكُمْ إِذا اِتّقيْتُمُ اللّه (72) و حفِظْتُمْ نبِيّكُمْ فِي أهْلِهِ فقدْ عبدْتُمُوهُ بِأفْضلِ عِبادتِهِ و ذكرْتُمُوهُ بِأفْضلِ ما ذُكِر و شكرْتُمُوهُ بِأفْضلِ ما شُكِر و قدْ أخذْتُمْ بِأفْضلِ الصّبْرِ و الشُّكْرِ و اِجْتهدْتُمْ بِأفْضلِ الاِجْتِهادِ و إِنْ كان غيْرُكُمْ أطْول مِنْكُمْ صلاةً و أكْثر مِنْكُمْ صِياماً و صدقةً إِذْ كُنْتُمْ أنْتُمْ أوْفى لِلّهِ و أنْصح لِأوْلِياءِ اللّهِ و منْ هُو ولِيُّ الْأمْرِ مِنْ آلِ رسُولِ اللّهِ ص و اِحْذرُوا عِباد اللّهِ الْموْت و قُرْبهُ و كرْبهُ (73) و سكراتِهِ و أعِدُّوا لهُ عُدّتهُ فإِنّهُ يأْتِي بِأمْرٍ عظِيمٍ (74) بِخيْرٍ لا يكُونُ معهُ شرٌّ و بِشرٍّ لا يكُونُ معهُ خيْرٌ أبداً فمنْ أقْربُ إِلى الْجنّةِ مِنْ عامِلِها126 و أقْربُ إِلى النّارِ مِنْ أهْلِها فأكْثِرُوا ذِكْر الْموْتِ عِنْد ما تُنازِعُكُمْ إِليْهِ أنْفُسُكُمْ فإِنِّي سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ أكْثِرُوا ذِكْر هادِمِ اللّذّاتِ (75) و اِعْلمُوا أنّ ما بعْد الْموْتِ لِمنْ لمْ يغْفِرِ اللّهُ لهُ و يرْحمْهُ أشدُّ مِن الْموْتِ و اِعْلمْ يا مُحمّدُ أنّنِي ولّيْتُك أعْظم أجْنادِي فِي نفْسِي أهْل مِصْر و أنْت محْقُوقٌ (76)أنْ تخاف على نفْسِك و أنْ تحْذر فِيهِ على دِينِك و إِنْ لمْ تكُنْ إِلاّ ساعةً مِن النّهارِ فإِنِ اِسْتطعْت أنْ لا تُسْخِط ربّك بِرِضا أحدٍ مِنْ خلْقِهِ فافْعلْ فإِنّ فِي اللّهِ خلفاً مِنْ غيْرِهِ و لا فِي شيْ ءٍ خلفٌ مِن اللّهِ اُشْدُدْ على الظّالِمِ و خُذْ على يديْهِ (77) و لِنْ لِأهْلِ الْخيْرِ و قرِّبْهُمْ مِنْك و اِجْعلْهُمْ بِطانتك و إِخْوانك ثُمّ اُنْظُرْ صلاتك كيْف هِي فإِنّك إِمامٌ و ليْس مِنْ إِمامٍ يُصلِّي بِقوْمٍ فيكُونُ فِي صلاتِهِمْ تقْصِيرٌ إِلاّ كان عليْهِ أوْزارُهُمْ و لا ينْتقِصُ مِنْ صلاتِهِمْ شيْ ءٌ و لا يُتمِّمُها إِلاّ كان لهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ و لا ينْتقِصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شيْ ءٌ و اُنْظُرِ الْوُضُوء فإِنّهُ تمامُ الصّلاةِ و لا صلاة لِمنْ لا وُضُوء لهُ و اِعْلمْ أنّ كُلّ شيْ ءٍ مِنْ عملِك تابِعٌ لِصلاتِك و اِعْلمْ أنّهُ منْ ضيّع الصّلاة فإِنّهُ لِغيْرِ الصّلاةِ مِنْ شرائِعِ الْإِسْلامِ أضْيعُ و إِنِ اِسْتطعْتُمْ يا أهْل مِصْر أنْ يُصدِّق قوْلُكُمْ فِعْلكُمْ و سِرُّكُمْ علانِيتكُمْ و لا تُخالِف ألْسِنتُكُمْ أفْعالكُمْ فافْعلُوا و قال رسُولُ اللّهِ ص إِنِّي لا أخافُ على أُمّتِي مُؤْمِناً و لا مُشْرِكاً أمّا الْمُؤْمِنُ فيمْنعُهُ اللّهُ بِإِيمانِهِ و أمّا الْمُشْرِكُ فيُخْزِيهِ اللّهُ و يقْمعُهُ بِشِرْكِهِ و لكِنِّي أخافُ عليْكُمْ كُلّ مُنافِقٍ حُلْوِ اللِّسانِ يقُولُ ما تعْرِفُون و يفْعلُ ما تُنْكِرُون ليْس بِهِ خفاءٌ و قدْ قال النّبِيُّ ص منْ سرّتْهُ حسناتُهُ و ساءتْهُ سيِّئاتُهُ فذلِك الْمُؤْمِنُ حقّاً و كان يقُولُ ص خصْلتانِ لا يجْتمِعانِ فِي مُنافِقٍ حُسْنُ سمْتٍ (78) و فِقْهٌ فِي سُنّةٍ و اِعْلمْ يا مُحمّد بْن أبِي بكْرٍ أنّ أفْضل الْفِقْهِ الْورعُ فِي دِينِ اللّهِ و الْعملُ بِطاعةِ اللّهِ أعاننا اللّهُ و إِيّاك على شُكْرِهِ و ذِكْرِهِ و أداءِ حقِّهِ و الْعملِ بِطاعتِهِ إِنّهُ سمِيعٌ قرِيبٌ و اِعْلمْ أنّ الدُّنْيا دارُ بلاءٍ و فناءٍ و الْآخِرة دارُ بقاءٍ و جزاءٍ فإِنِ اِسْتطعْت أنْ تُزيِّن ما يبْقى على ما يفْنى فافْعلْ رزقنا اللّهُ بصر ما بصّرنا و فهْم ما فهّمنا حتّى لا نُقصِّر عمّا أمرنا و لا نتعدّى إِلى ما نهانا عنْهُ فإِنّهُ لا بُدّ لك مِنْ نصِيبِك مِن الدُّنْيا و أنْت إِلى نصِيبِك مِن الْآخِرةِ أحْوجُ فإِنْ عرض لك أمْرانِ أحدُهُما لِلْآخِرةِ و الْآخرُ لِلدُّنْيا فابْدأْ بِأمْرِ الْآخِرةِ و إِنِ اِسْتطعْت أنْ تُعْظِم رغْبتك فِي الْخيْرِ و تُحْسِن فِيهِ نِيّتك فافْعلْ فإِنّ اللّه يُعْطِي الْعبْد على قدْرِ نِيّتِهِ إِذا أحبّ الْخيْر و أهْلهُ و إِنْ لمْ يفْعلْهُ كان إِنْ شاء اللّهُ كمنْ فعلهُ ثُمّ إِنِّي أُوصِيك بِتقْوى اللّهِ ثُمّ بِسبْعِ خِصالٍ هُنّ جوامِعُ الْإِسْلامِ تخْشى اللّه و لا تخْشى النّاس فِي اللّهِ فإِنّ خيْر الْقوْلِ ما صدّقهُ الْفِعْلُ و لا تقْضِ فِي أمْرٍ واحِدٍ بِقضاءيْنِ فيخْتلِف عليْك أمْرُك و تزِلّ عنِ الْحقِّ و أحْبِبْ لِعامّةِ رعِيّتِك ما تُحِبُّ لِنفْسِك و أهْلِ بيْتِك و اِكْرهْ لهُمْ ما تكْرهُ لِنفْسِك و أهْلِ بيْتِك و اِلْزمِ الْحُجّة عِنْد اللّهِ و أصْلِحْ (79) رعِيّتك و خُضِ الْغمراتِ إِلى الْحقِّ و لا تخفْ فِي اللّهِ لوْمة لائِمٍ و أقِمْ وجْهك و اِنْصحْ لِلْمرْءِ الْمُسْلِمِ إِذا اِسْتشارك و اِجْعلْ نفْسك أُسْوةً لِقرِيبِ الْمُسْلِمِين و بعِيدِهِمْ- و أْمُرْ بِالْمعْرُوفِ و اِنْه عنِ الْمُنْكرِ و اِصْبِرْ على ما أصابك إِنّ ذلِك مِنْ عزْمِ الْأُمُورِ[5-21](31:17) و السّلامُ عليْك و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ .

و من كلامه ع في الزهد و ذم الدنيا و عاجلهاإِنِّي أُحذِّرُكُمُ الدُّنْيا فإِنّها حُلْوةٌ خضِرةٌ حُفّتْ بِالشّهواتِ و تحبّبتْ بِالْعاجِلةِ و عُمِّرتْ بِالْآمالِ (80) و تزيّنتْ بِالْغُرُورِ لا تدُومُ حبْرتُها(81) و لا تُؤْمنُ فجْعتُها غرّارةٌ ضرّارةٌ زائِلةٌ نافِدةٌ أكّالةٌ غوّالةٌ134 لا تعْدُو إِذا هِي تناهتْ إِلى أُمْنِيّةِ أهْلِ الرّغْبةِ فِيها و الرِّضا بِها أنْ تكُون كما قال اللّهُ سُبْحانهُ- كماءٍ أنْزلْناهُ مِن السّماءِ فاخْتلط بِهِ نباتُ الْأرْضِ فأصْبح هشِيماً تذْرُوهُ الرِّياحُ و كان اللّهُ على كُلِّ شيْ ءٍ مُقْتدِراً(82)[7-25](18:45) مع أنّ اِمْرأً لمْ يكُنْ مِنْها([1]أي تحمّل المشاق و الشدائد في طريق الوصول إلى الحق.)فِي حبْرةٍ إِلاّ أعْقبتْهُ عبْرةً(83) و لمْ يلْق مِنْ سرّائِها بطْناً إِلاّ منحتْهُ مِنْ ضرّائِها ظهْراً(84) و لمْ تطُلّهُ فِيها دِيمةُ رخاءٍ138 إِلاّ هتفتْ عليْهِ مُزْنةُ بلاءٍ إِذا هِي أصْبحتْ مُنْتصِرةً أنْ تُمْسِي لهُ مُنْكِرةً(85) و إِنْ جانِبٌ مِنْها اِعْذوْذب لاِمْرِئٍ و اِحْلوْلى أمرّ عليْهِ جانِبٌ مِنْها فأوْبى (86) و إِنْ لبِس اِمْرُؤٌ مِنْها فِي جناحِ أمْنٍ إِلاّ أصْبح فِي أخْوفِ خوْفٍ (87) غرّارةٌ غُرُورٌ ما فِيها فانِيةٌ فانٍ منْ عليْها لا خيْر فِي شيْ ءٍ مِنْ زادِها إِلاّ التّقْوى منْ أقلّ مِنْها اِسْتكْثر مِمّا يُؤْمِنُهُ و منِ اِسْتكْثر مِنْها لمْ يدُمْ لهُ و زال عمّا قلِيلٍ عنْهُ كمْ مِنْ واثِقٍ بِها قدْ فجعتْهُ و ذِي طُمأْنِينةٍ إِليْها قدْ صرعتْهُ و ذِي حذرٍ قدْ خدعتْهُ و كمْ ذِي أُبّهةٍ فِيها قدْ صيّرتْهُ حقِيراً و ذِي نخْوةٍ قدْ ردّتْهُ جائِعاً فقِيراً و كمْ ذِي تاجٍ قدْ أكبّتْهُ لِلْيديْنِ و الْفمِ سُلْطانُها ذُلٌ 142 و عيْشُها رنِقٌ و عذْبُها أُجاجٌ و حُلْوُها صبِرٌ(88) حيُّها بِعرضِ موْتٍ و صحِيحُها بِعرضِ سُقْمٍ و منِيعُها بِعرضِ اِهْتِضامٍ 144 و مُلْكُها مسْلُوبٌ و عزِيزُها مغْلُوبٌ و أمْنُها منْكُوبٌ (89) و جارُها محْرُوبٌ و مِنْ وراءِ ذلِك سكراتُ الْموْتِ و زفراتُهُ و هوْلُ الْمُطّلعِ-و الْوُقُوفُ بيْن يديِ الْحاكِمِ الْعدْلِ - لِيجْزِي الّذِين أساؤُا بِما عمِلُوا و يجْزِي الّذِين أحْسنُوا بِالْحُسْنى [10-19](53:31) أ لسْتُمْ فِي مساكِنِ منْ كان أطْول مِنْكُمْ أعْماراً و أبْين آثاراً و أعدّ مِنْكُمْ عدِيداً و أكْثف مِنْكُمْ جُنُوداً و أشدّ مِنْكُمْ عُنُوداً (90)تعبّدُوا لِلدُّنْيا أيّ تعبُّدٍ و آثرُوها أيّ إِيْثارٍ ثُمّ ظعنُوا عنْها بِالصّغارِ147 أ فهذِهِ تُؤْثِرُون أمْ على هذِهِ تحْرِصُون أمْ إِليْها تطْمئِنُّون يقُولُ اللّهُ منْ كان يُرِيدُ الْحياة الدُّنْيا و زِينتها نُوفِّ إِليْهِمْ أعْمالهُمْ فِيها و هُمْ فِيها لا يُبْخسُون.`أُولئِك الّذِين ليْس لهُمْ فِي الْآخِرةِ إِلاّ النّارُ و حبِط ما صنعُوا فِيها و باطِلٌ ما كانُوا يعْملُون 148[1-34](11:15-16) فبِئْستِ الدّارُ لِمنْ لمْ يتهيّبْها(91) و لمْ يكُنْ فِيها على وجلٍ و اِعْلمُوا و أنْتُمْ تعْلمُون أنّكُمْ تارِكُوها لا بُدّ و إِنّما هِي كما نعت اللّهُ- لعِبٌ و لهْوٌ و زِينةٌ و تفاخُرٌ بيْنكُمْ و تكاثُرٌ فِي الْأمْوالِ و الْأوْلادِ(92)[5-18](57:20) فاتّعِظُوا فِيها بِالّذِين كانُوا يبْنُون بِكُلِّ رِيعٍ [3-4](26:128) آيةً يعْبثُون و يتّخِذُون مصانِع لعلّهُمْ يخْلُدُون (93) و بِالّذِين قالُوا منْ أشدُّ مِنّا قُوّةً(94)[9-13](41:15) و اِتّعِظُوا بِمنْ رأيْتُمْ مِنْ إِخْوانِكُمْ كيْف حُمِلُوا إِلى قُبُورِهِمْ و لا يُدْعوْن رُكْباناً و أُنْزِلُوا و لا يُدْعوْن ضِيفاناً(95) و جُعِل لهُمْ مِن الضّرِيحِ أكْنانٌ (96) و مِن التُّرابِ أكْفانٌ و مِن الرُّفاتِ جِيرانٌ (97) فهُمْ جِيرةٌ(98) لا يُجِيبُون داعِياً و لا يمْنعُون ضيْماً لا يزُورُون و لا يُزارُون حُلماءُ قدْ بارتْ أضْغانُهُمْ (99) جُهلاءُ قدْ ذهبتْ أحْقادُهُمْ لا تُخْشى فجْعتُهُمْ و لا يُرْجى دفْعُهُمْ و هُمْ كمنْ لمْ يكُنْ و كما قال اللّهُ سُبْحانهُ- فتِلْك مساكِنُهُمْ لمْ تُسْكنْ مِنْ بعْدِهِمْ إِلاّ قلِيلاً و كُنّا نحْنُ الْوارِثِين 158[8-19](28:58) اِسْتبْدلُوا بِظهْرِ الْأرْضِ بطْناً و بِالسّعةِ ضِيقاً و بِالْأهْلِ غُرْبةً و بِالنُّورِ ظُلْمةً جاءُوها كما فارقُوها حُفاةً عُراةً قدْ ظعنُوا مِنْها بِأعْمالِهِمْ إِلى الْحياةِ الدّائِمةِ و إِلى خُلُودِ أبدٍ يقُولُ اللّهُ تبارك و تعالى- كما بدأْنا أوّل خلْقٍ نُعِيدُهُ وعْداً عليْنا إِنّا كُنّا فاعِلِين [7-16](21:104) (100).

خطبته ع عند ما أنكر عليه قوم تسويته بين الناس في الفي ء(101)أمّا بعْدُ أيُّها النّاسُ فإِنّا نحْمدُ ربّنا و إِلهنا و ولِيّ النِّعْمةِ عليْنا ظاهِرةً و باطِنةً بِغيْرِ حوْلٍ مِنّا و لا قُوّةٍ إِلاّ اِمْتِناناً عليْنا و فضْلاً لِيبْلُونا أ نشْكُرُ أمْ نكْفُرُ فمنْ شكر زادهُ و منْ كفر عذّبهُ و أشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ أحداً صمداً و أشْهدُ أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ بعثهُ رحْمةً لِلْعِبادِ و الْبِلادِ و الْبهائِمِ و الْأنْعامِ نِعْمةً أنْعم بِها و منّاً و فضْلاً صلّى اللّهُ عليْهِ و آلِهِ و سلّم فأفْضلُ النّاسِ أيُّها النّاسُ عِنْد اللّهِ منْزِلةً و أعْظمُهُمْ عِنْد اللّهِ خطراً أطْوعُهُمْ لِأمْرِ اللّهِ و أعْملُهُمْ بِطاعةِ اللّهِ و أتْبعُهُمْ لِسُنّةِ رسُولِ اللّهِ ص و أحْياهُمْ لِكِتابِ اللّهِ فليْس لِأحدٍ مِنْ خلْقِ اللّهِ عِنْدنا فضْلٌ إِلاّ بِطاعةِ اللّهِ و طاعةِ رسُولِهِ و اِتِّباعِ كِتابِهِ و سُنّةِ نبِيِّهِ ص هذا كِتابُ اللّهِ بيْن أظْهُرِنا و عهْدُ نبِيِّ اللّهِ و سِيرتُهُ فِينا لا يجْهلُها إِلاّ جاهِلٌ مُخالِفٌ مُعانِدٌ عنِ اللّهِ عزّ و جلّ يقُولُ اللّهُ- يا أيُّها النّاسُ إِنّا خلقْناكُمْ مِنْ ذكرٍ و أُنْثى و جعلْناكُمْ شُعُوباً و قبائِل لِتعارفُوا إِنّ أكْرمكُمْ عِنْد اللّهِ أتْقاكُمْ (102)[1-20](49:13) فمنِ اِتّقى اللّه فهُو الشّرِيفُ الْمُكْرمُ الْمُحبُّ و كذلِك أهْلُ طاعتِهِ و طاعةِ رسُولِ اللّهِ يقُولُ اللّهُ فِي كِتابِهِ - إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّون اللّه فاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ و يغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبكُمْ و اللّهُ غفُورٌ رحِيمٌ (103)[2-16](3:31) و قال أطِيعُوا اللّه و الرّسُول فإِنْ تولّوْا فإِنّ اللّه لا يُحِبُّ الْكافِرِين (104) [2-12](3:32) ثُمّ صاح بِأعْلى صوْتِهِ يا معاشِر الْمُهاجِرِين و الْأنْصارِ و يا معاشِر الْمُسْلِمِين أ تمُنُّون على اللّهِ و على رسُولِهِ بِإِسْلامِكُمْ و لِلّهِ و لِرسُولِهِ الْمنُّ عليْكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِين [17-19](49:17) ثُمّ قال ألا إِنّهُ منِ اِسْتقْبل قِبْلتنا و أكل ذبِيحتنا و شهِد أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ أجْريْنا عليْهِ أحْكام الْقُرْآنِ و أقْسام الْإِسْلامِ ليْس لِأحدٍ على أحدٍ فضْلٌ إِلاّ بِتقْوى اللّهِ و طاعتِهِ جعلنا اللّهُ و إِيّاكُمْ مِن الْمُتّقِين و أوْلِيائِهِ و أحِبّائِهِ الّذِين لا خوْفٌ عليْهِمْ و لا هُمْ يحْزنُون [5-11](10:62) ثُمّ قال ألا إِنّ هذِهِ الدُّنْيا الّتِي أصْبحْتُمْ تتمنّوْنها و ترْغبُون فِيها و أصْبحتْ تعِظُكُمْ و ترْمِيكُمْ ليْستْ بِدارِكُمْ و لا منْزِلِكُمُ الّذِي خُلِقْتُمْ لهُ و لا الّذِي دُعِيتُمْ إِليْهِ ألا و إِنّها ليْستْ بِباقِيةٍ لكُمْ و لا تبْقوْن عليْها فلا يغُرّنّكُمْ عاجِلُها فقدْ حُذِّرْتُمُوها و وُصِفتْ لكُمْ و جرّبْتُمُوها فأصْبحْتُمْ لا تحْمدُون عاقِبتها فسابِقُوا رحِمكُمُ اللّهُ إِلى منازِلِكُمُ الّتِي أُمِرْتُمْ أنْ تعْمُرُوها فهِي الْعامِرةُ الّتِي لا تخْربُ أبداً و الْباقِيةُ الّتِي لا تنْفدُ رغّبكُمُ اللّهُ فِيها و دعاكُمْ إِليْها و جعل لكُمُ الثّواب فِيها فانْظُرُوا يا معاشِر الْمُهاجِرِين و الْأنْصارِ و أهْلِ دِينِ اللّهِ ما وُصِفْتُمْ بِهِ فِي كِتابِ اللّهِ و نزلْتُمْ بِهِ عِنْد رسُولِ اللّهِ ص و جاهدْتُمْ عليْهِ فِيما فُضِّلْتُمْ بِهِ بِالْحسبِ و النّسبِ أمْ بِعملٍ و طاعةٍ فاسْتتِمُّوا نِعمهُ عليْكُمْ رحِمكُمُ اللّهُ بِالصّبْرِ لِأنْفُسِكُمْ و الْمُحافظةِ على منِ اِسْتحْفظكُمُ اللّهُ مِنْ كِتابِهِ ألا و إِنّهُ لا يضُرُّكُمْ تواضُعُ شيْ ءٍ مِنْ دُنْياكُمْ بعْد حِفْظِكُمْ وصِيّة اللّهِ و التّقْوى و لا ينْفعُكُمْ شيْ ءٌ حافظْتُمْ عليْهِ مِنْ أمْرِ دُنْياكُمْ بعْد تضْيِيعِ ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِن التّقْوى فعليْكُمْ عِباد اللّهِ بِالتّسْلِيمِ لِأمْرِهِ و الرِّضا بِقضائِهِ و الصّبْرِ على بلائِهِ فأمّا هذا الْفيْ ءُ فليْس لِأحدٍ فِيهِ على أحدٍ أثرةٌ(105) قدْ فرغ اللّهُ عزّ و جلّ مِنْ قسْمِهِ-فهُو مالُ اللّهِ و أنْتُمْ عِبادُ اللّهِ الْمُسْلِمُون و هذا كِتابُ اللّهِ بِهِ أقْررْنا و عليْهِ شهِدْنا و لهُ أسْلمْنا و عهْدُ نبِيِّنا بيْن أظْهُرِنا فسلِّمُوا رحِمكُمُ اللّهُ فمنْ لمْ يرْض بِهذا فلْيتولّ كيْف شاء فإِنّ الْعامِل بِطاعةِ اللّهِ و الْحاكِم بِحُكْمِ اللّهِ لا وحْشة عليْهِ أُولئِك الّذِين لا خوْفٌ عليْهِمْ و لا هُمْ يحْزنُون [25-31](2:62) - أُولئِك هُمُ الْمُفْلِحُون [7-9](2:5) و نسْألُ اللّه ربّنا و إِلهنا أنْ يجْعلنا و إِيّاكُمْ مِنْ أهْلِ طاعتِهِ و أنْ يجْعل رغْبتنا و رغْبتكُمْ فِيما عِنْدهُ أقُولُ ما سمِعْتُمْ و أسْتغْفِرُ اللّه لِي و لكُمْ .

و من كلامه ع في وضع المال مواضعهلمّا رأتْ طائِفةٌ مِنْ أصْحابِهِ بِصِفِّين ما يفْعلُهُ مُعاوِيةُ بِمنِ اِنْقطع إِليْهِ و بذْلهُ لهُمُ الْأمْوال و النّاسُ أصْحابُ دُنْيا قالُوا لِأمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع أعْطِ هذا الْمال و فضِّلِ الْأشْراف و منْ تخوّفُ خِلافهُ و فِراقهُ حتّى إِذا اِسْتتب (106) لك ما تُرِيدُ عُدْت إِلى أحْسنِ ما كُنْت عليْهِ مِن الْعدْلِ فِي الرّعِيّةِ و الْقسْمِ بِالسّوِيّةِ(107) فقال أ تأْمُرُونِّي أنْ أطْلُب النّصْر بِالْجوْرِ فِيمنْ وُلِّيتُ عليْهِ مِنْ أهْلِ الْإِسْلامِ و اللّهِ لا أطُورُ بِهِ ما سمر بِهِ سمِيرٌ(108) و ما أمّ نجْمٌ فِي السّماءِ نجْماً(109) و لوْ كان مالُهُمْ مالِي لسوّيْتُ بيْنهُمْ فكيْف و إِنّما هِي أمْوالُهُمْ ثُمّ أزم طوِيلاً ساكِتاً(110) ثُمّ قال منْ كان لهُ مالٌ فإِيّاهُ و الْفساد فإِنّ إِعْطاءك الْمال فِي غيْرِ وجْهِهِ تبْذِيرٌ(111) و إِسْرافٌ و هُو يرْفعُ ذِكْر صاحِبِهِ فِي النّاسِ و يضعُهُ عِنْد اللّهِ 171 و لمْ يضعِ اِمْرُؤٌ مالهُ فِي غيْرِ حقِّهِ و عِنْد غيْرِ أهْلِهِ-إِلاّ حرمهُ شُكْرهُمْ و كان خيْرُهُ لِغيْرِهِ فإِنْ بقِي معهُ مِنْهُمْ منْ يُرِيهِ الْوُدّ و يُظْهِرُ لهُ الشُّكْر فإِنّما هُو ملقٌ و كذِبٌ (112) و إِنّما يقْرُبُ لِينال مِنْ صاحِبِهِ مِثْل الّذِي كان يأْتِي إِليْهِ قبْلُ فإِنْ زلّتْ بِصاحِبِهِ النّعْلُ و اِحْتاج إِلى معُونتِهِ و مُكافأتِهِ فأشرُّ خلِيلٍ و ألْأمُ خدِينٍ (113) مقالةُ جُهّالٍ ما دام عليْهِمْ مُنْعِماً و هُو عنْ ذاتِ اللّهِ بخِيلٌ فأيُّ حظٍّ أبْورُ و أخسُّ مِنْ هذا الْحظِّ و أيُّ معْرُوفٍ أضْيعُ و أقلُّ عائِدةً مِنْ هذا الْمعْرُوفِ فمنْ أتاهُ مالٌ فلْيصِلْ بِهِ الْقرابة و لْيُحْسِنْ بِهِ الضِّيافة و لْيفُكّ بِهِ الْعانِي (114) و الْأسِير و لْيُعِنْ بِهِ الْغارِمِين و اِبْن السّبِيلِ و الْفُقراء و الْمُهاجِرِين و لْيُصبِّرْ نفْسهُ على الثّوابِ و الْحُقُوقِ فإِنّهُ يحُوزُ بِهذِهِ الْخِصالِ شرفاً فِي الدُّنْيا و درْك فضائِلِ الْآخِرةِ(115) .

وصفه ع الدنيا للمتقينقال جابِرُ بْنُ عبْدِ اللّهِ الْأنْصارِيُ كُنّا مع أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع بِالْبصْرةِ فلمّا فرغ مِنْ قِتالِ منْ قاتلهُ أشْرف عليْنا مِنْ آخِرِ اللّيْلِ 176 فقال ما أنْتُمْ فِيهِ فقُلْنا فِي ذمِّ الدُّنْيا فقال علام تذُمُّ الدُّنْيا ياجابِرُ(116)ثُمّ حمِد اللّه و أثْنى عليْهِ و قال أمّا بعْدُ فما بالُ أقْوامٍ يذُمُّون الدُّنْيا اِنْتحلُوا الزُّهْد فِيها الدُّنْيا منْزِلُ صِدْقٍ لِمنْ صدقها و مسْكنُ عافِيةٍ لِمنْ فهِم عنْها و دارُ غِنًى لِمنْ تزوّد مِنْها مسْجِدُ أنْبِياءِ اللّهِ و مهْبِطُ وحْيِهِ و مُصلّى ملائِكتِهِ و مسْكنُ أحِبّائِهِ و متْجرُ أوْلِيائِهِ اِكْتسبُوا فِيها الرّحْمة و ربِحُوا مِنْها الْجنّة فمنْ ذا يذُمُّ الدُّنْيا ياجابِرُو قدْ آذنتْ بِبيْنِها(117) و نادتْ بِانْقِطاعِها و نعتْ نفْسها بِالزّوالِ و مثّلتْ بِبلائِها الْبلاء و شوّقتْ بِسُرُورِها إِلى السُّرُورِ و راحتْ بِفجِيعةٍ و اِبْتكرتْ بِنِعْمةٍ و عافِيةٍ ترْهِيباً و ترْغِيباً يذُمُّها قوْمٌ عِنْد النّدامةِ خدمتْهُمْ جمِيعاً فصدّقتْهُمْ (118) و ذكّرتْهُمْ فذكرُوا و وعظتْهُمْ فاتّعظُوا و خوّفتْهُمْ فخافُوا و شوّقتْهُمْ فاشْتاقُوا فأيُّها الذّامُّ لِلدُّنْيا الْمُغْترُّ بِغُرُورِها متى اِسْتذمّتْ إِليْك بلْ متى غرّتْك بِنفْسِها بِمصارِعِ آبائِك مِن الْبِلى (119) أمْ بِمضاجِعِ أُمّهاتِك مِن الثّرى كمْ مرّضْت بِيديْك و علّلْت بِكفّيْك 181 تسْتوْصِفُ لهُمُ الدّواء و تطْلُبُ لهُمُ الْأطِبّاء لمْ تُدْرِكْ فِيهِ طلِبتك و لمْ تُسْعفْ فِيهِ بِحاجتِك (120) بلْ مثّلتِ الدُّنْيا بِهِ نفْسك و بِحالِهِ حالك غداة لا ينْفعُك أحِبّاؤُك و لا يُغْنِي عنْك نِداؤُك حِين يشْتدُّ مِن الْموْتِ أعالِينُ الْمرضِ و ألِيمُ لوْعاتِ الْمضضِ حِين لا ينْفعُ الْألِيلُ 183 و لا يدْفعُ الْعوِيلُ-يحْفزُ بِها الْحيْزُومُ 184 و يغصُّ بِها الْحُلْقُومُ لا يُسْمِعُهُ النِّداءُ و لا يرُوعُهُ الدُّعاءُ فيا طُول الْحُزْنِ عِنْد اِنْقِطاعِ الْأجلِ ثُمّ يُراحُ بِهِ على شرْجعٍ 185 نقلهُ أكُفٌّ أرْبعٌ فيضْجعُ فِي قبْرِهِ فِي لبْثٍ و ضِيقِ جدثٍ فذهبتِ الْجِدةُ(121) و اِنْقطعتِ الْمُدّةُ و رفضتْهُ الْعُطفةُ و قطعتْهُ اللُّطفةُ لا تُقارِبُهُ الْأخِلاّءُ و لا يُلِمُّ بِهِ الزُّوّارُ187 و لا اِتّسقتْ بِهِ الدّارُ اِنْقطع دُونهُ الْأثرُ و اُسْتُعْجِم دُونهُ الْخبرُ188 و بكّرتْ ورثتُهُ فاقْتُسِمتْ ترِكتُهُ و لحِقهُ الْحُوبُ و أحاطتْ بِهِ الذُّنُوبُ فإِنْ يكُنْ قدّم خيْراً طاب مكْسبُهُ و إِنْ يكُنْ قدّم شرّاً تبّ مُنْقلبُهُ و كيْف ينْفعُ نفْساً قرارُها و الْموْتُ قصارُها189 و الْقبْرُ مزارُها فكفى بِهذا واعِظاً كفى ياجابِرُ اِمْضِ معِي فمضيْتُ معهُ حتّى أتيْنا الْقُبُور فقال يا أهْل التُّرْبةِ و يا أهْل الْغُرْبةِ أمّا الْمنازِلُ فقدْ سُكِنتْ و أمّا الْموارِيثُ فقدْ قُسِمتْ و أمّا الْأزْواجُ فقدْ نُكِحتْ هذا خبرُ ما عِنْدنا فما خبرُ ما عِنْدكُمْ ثُمّ أمْسك عنِّي ملِيّاً ثُمّ رفع رأْسهُ فقال و الّذِي أقلّ السّماء فعلتْ (122) و سطح الْأرْض فدحتْ لوْ أُذِن لِلْقوْمِ فِي الْكلامِ لقالُوا إِنّا وجدْنا خيْر الزّادِ التّقْوى [28-30](2:197) ثُمّ قال ياجابِرُإِذا شِئْت فارْجِعْ .

ذكره ع الإيمان و الأرواح و اختلافها1,14-أتاهُ رجُلٌ فقال لهُ إِنّ أُناساً يزْعُمُون أنّ الْعبْد لا يزْنِي و هُو مُؤْمِنٌ و لا يشْربُ الْخمْر و هُو مُؤْمِنٌ و لا يأْكُلُ الرِّبا و هُو مُؤْمِنٌ و لا يسْفِكُ دماً حراماً و هُو مُؤْمِنٌ-فقدْ كبُر هذا عليّ و حرِج مِنْهُ صدْرِي حتّى أزْعُم أنّ هذا الْعبْد الّذِي يُصلِّي و يُوارِينِي و أُوارِيهِ (123) أُخْرِجُهُ مِن الْإِيمانِ مِنْ أجْلِ ذنْبٍ يسِيرٍ أصابهُ فقال ع صدقك أخُوك إِنِّي سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ خلق اللّهُ الْخلْق على ثلاثِ طبقاتٍ فأنْزلهُمْ ثلاث منازِل فذلِك قوْلُهُ فأصْحابُ الْميْمنةِ ما أصْحابُ الْميْمنةِ.`و أصْحابُ الْمشْئمةِ ما أصْحابُ الْمشْئمةِ.`و السّابِقُون السّابِقُون `أُولئِك الْمُقرّبُون (124)[1-16](56:8-11) فأمّا ما ذكرهُ اللّهُ جلّ و عزّ مِن السّابِقِين السّابِقِين فإِنّهُمْ أنْبِياءُ مُرْسلُون و غيْرُ مُرْسلِين جعل اللّهُ فِيهِمْ خمْسة أرْواحٍ رُوح الْقُدُسِ و رُوح الْإِيمانِ و رُوح الْقُوّةِ و رُوح الشّهْوةِ و رُوح الْبدنِ فبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أنْبِياء مُرْسلِين و بِرُوحِ الْإِيمانِ عبدُوا اللّه و لمْ يُشْرِكُوا بِهِ شيْئاً و بِرُوحِ الْقُوّةِ جاهدُوا عدُوّهُمْ و عالجُوا معايِشهُمْ و بِرُوحِ الشّهْوةِ أصابُوا لذِيذ الْمطْعمِ و الْمشْربِ و نكحُوا الْحلال مِن النِّساءِ(125) و بِرُوحِ الْبدنِ دبُّوا و درجُوا فهؤُلاءِ مغْفُورٌ لهُمْ مصْفُوحٌ عنْ ذنْبِهِمْ (126) ثُمّ قال تِلْك الرُّسُلُ فضّلْنا بعْضهُمْ على بعْضٍ مِنْهُمْ منْ كلّم اللّهُ و رفع بعْضهُمْ درجاتٍ و آتيْناعِيسى اِبْن مرْيم

الْبيِّناتِ و أيّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ 195[1-24](2:253) ثُمّ قال فِي جماعتِهِمْ و أيّدهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (127)[30-33](58:22) يقُولُ أكْرمهُمْ بِها و فضّلهُمْ على سِواهُمْ 197 فهؤُلاءِ مغْفُورٌ لهُمْ-ثُمّ ذكر أصْحاب الْميْمنةِ و هُمُ الْمُؤْمِنُون حقّاً بِأعْيانِهِمْ فجعل فِيهِمْ أرْبعة أرْواحٍ رُوح الْإِيمانِ و رُوح الْقُوّةِ و رُوح الشّهْوةِ و رُوح الْبدنِ فلا يزالُ الْعبْدُ مُسْتكْمِلاً هذِهِ الْأرْواح الْأرْبعة حتّى تأْتِي عليْهِ حالاتٌ فقال و ما هذِهِ الْحالاتُ فقال علِيٌّ ع أمّا أوّلُهُنّ فما قال اللّهُ- و مِنْكُمْ منْ يُردُّ إِلى أرْذلِ الْعُمُرِ لِكيْلا يعْلم مِنْ بعْدِ عِلْمٍ شيْئاً198[48-60](22:5) فهذا تنْقُصُ مِنْهُ جمِيعُ الْأرْواحِ و ليْس بِالّذِي يخْرُجُ مِن الْإِيمانِ (128) لِأنّ اللّه الْفاعِلُ بِهِ ذلِك و رادُّهُ إِلى أرْذلِ الْعُمُرِ(129) فهُو لا يعْرِفُ لِلصّلاةِ وقْتاً و لا يسْتطِيعُ التّهجُّد بِاللّيْلِ و لا الصِّيام بِالنّهارِ فهذا نُقْصانٌ مِنْ رُوحِ الْإِيمانِ و ليْس بِضارِّهِ شيْئاً إِنْ شاء اللّهُ (130) و تنْقُصُ مِنْهُ رُوحُ الشّهْوةِ فلوْ مرّتْ بِهِ أصْبحُ بناتِ آدم ما حنّ إِليْها(131) و تبْقى فِيهِ رُوحُ الْبدنِ فهُو يدِبُّ بِها و يدْرُجُ حتّى يأْتِيهُ الْموْتُ فهذا بِحالِ خيْرٍ اللّهُ الْفاعِلُ بِهِ ذلِك و قدْ تأْتِي عليْهِ حالاتٌ فِي قُوّتِهِ و شبابِهِ يهُمُّ بِالْخطِيئةِ فتُشجِّعُهُ رُوحُ الْقُوّةِ و تُزيِّنُ لهُ رُوحُ الشّهْوةِ و تقُودُهُ رُوحُ الْبدنِ حتّى تُوقِعهُ فِي الْخطِيئةِ فإِذا لامسها تفصّى مِن الْإِيمانِ (132) و تفصّى الْإِيمانُ مِنْهُ فليْس بِعائِدٍ أبداً أوْ يتُوب (133) فإِنْ تاب و عرف الْولاية تاب اللّهُ عليْهِ و إِنْ عاد فهُو تارِكٌ لِلْولايةِ أدْخلهُ اللّهُ نار جهنّم و أمّا أصْحابُ الْمشْأمةِ فهُمُ الْيهُودُ و النّصارى يقُولُ اللّهُ سُبْحانهُ الّذِين آتيْناهُمُ الْكِتاب يعْرِفُونهُ [1-4](2:146) يعْنِي مُحمّداً و الْولاية فِي التّوْراةِ و الْإِنْجِيلِ كما يعْرِفُون أبْناءهُمْ [5-7](2:146) فِي منازِلِهِمْ- و إِنّ فرِيقاً مِنْهُمْ ليكْتُمُون الْحقّ و هُمْ يعْلمُون.`الْحقُّ مِنْ ربِّك فلا تكُوننّ مِن الْمُمْترِين 205[8-23](2:146-147) فلمّا جحدُوا ما عرفُوا اِبْتلاهُمُ اللّهُ بِذلِك فسلبهُمْ رُوح الْإِيمانِ و أسْكن أبْدانهُمْ ثلاثة أرْواحٍ رُوح الْقُوّةِ و رُوح الشّهْوةِ و رُوح الْبدنِ ثُمّ أضافهُمْ إِلى الْأنْعامِ فقال- إِنْ هُمْ إِلاّ كالْأنْعامِ (134)[8-11](25:44) لِأنّ الدّابّة تحْمِلُ بِرُوحِ الْقُوّةِ و تعْتلِفُ بِرُوحِ الشّهْوةِ و تسِيرُ بِرُوحِ الْبدنِ قال لهُ السّائِلُ أحْييْت قلْبِي 207 .

وصيته ع لزياد بن النضر (135)حين أنفذه على مقدمته إلى صفيناِتّقِ اللّه فِي كُلّ مُمْسًى و مُصْبحٍ (136) و خفْ على نفْسِك الْغرُور و لا تأْمنْها على حالٍ مِن الْبلاءِ و اِعْلمْ أنّك إِنْ لمْ تزعْ نفْسك (137) عنْ كثِيرٍ مِمّا تُحِبُّ مخافة مكْرُوهِهِ سمتْ بِك الْأهْواءُ(138) إِلى كثِيرٍ مِن الضُّرِّ حتّى تظْعن فكُنْ لِنفْسِك مانِعاً وازِعاً212 عنِ الظُّلْمِ و الْغيِّ و الْبغْيِ و الْعُدْوانِ قدْ ولّيْتُك هذا الْجُنْد فلا تسْتذِلّنّهُمْ و لا تسْتطِلْ عليْهِمْ (139) فإِنّ خيْركُمْ أتْقاكُمْ تعلّمْ مِنْ عالِمِهِمْ و علِّمْ جاهِلهُمْ و اُحْلُمْ عنْ سفِيهِهِمْ فإِنّك إِنّما تُدْرِكُ الْخيْر بِالْعِلْمِ و كفِّ الْأذى و الْجهْلِ ثُمّ أرْدفهُ بِكِتابٍ يُوصِيهِ فِيهِ و يُحذِّرُهُ اِعْلمْ أنّ مُقدِّمة الْقوْمِ عُيُونُهُمْ و عُيُون الْمُقدِّمةِ طلائِعُهُمْ فإِذا أنْت خرجْت مِنْ بِلادِك و دنوْت مِنْ عدُوِّك فلا تسْأمْ مِنْ توْجِيهِ الطّلائِعِ فِي كُلِّ ناحِيةٍ و فِي بعْضِ الشِّعابِ و الشّجرِ و الْخمرِ(140) و فِي كُلِّ جانِبٍ حتّى لا يُغِيركُمْ عدُوُّكُمْ و يكُون لكُمْ كمِينٌ و لا تُسيِّرِ الْكتائِب و القبائِل (141) مِنْ لدُنِ الصّباحِ إِلى الْمساءِ إِلاّ تعْبِئةً(142) فإِنْ دهمكُمْ أمْرٌ أوْ غشِيكُمْ مكْرُوهٌ كُنْتُمْ قدْ تقدّمْتُمْ فِي التّعْبِئةِ و إِذا نزلْتُمْ بِعدُوٍّ أوْ نزل بِكُمْ فلْيكُنْ مُعسْكرُكُمْ فِي أقْبالِ الْأشْرافِ (143) أوْ فِي سِفاحِ الْجِبالِ أوْ أثْناءِ الْأنْهارِ كيْما يكُون لكُمْ رِدْءاً و دُونكُمْ مردّاً(144) و لْتكُنْ مُقاتلتُكُمْ مِنْ وجْهٍ واحِدٍ و اِثْنيْنِ و اِجْعلُوا رُقباءكُمْ فِي صياصِي الْجِبالِ 219 و بِأعْلى الْأشْرافِ و بِمناكِبِ الْأنْهارِ يُرِيئُون لكُمْ لِئلاّ يأْتِيكُمْ عدُوٌّ مِنْ مكانِ مخافةٍ أوْ أمْنٍ و إِذا نزلْتُمْ فانْزِلُوا جمِيعاً و إِذا رحلْتُمْ فارْحلُوا جمِيعاً و إِذا غشِيكُمُ اللّيْلُ فنزلْتُمْ فحُفُّوا عسْكركُمْ بِالرِّماحِ و التِّرسةِ(145) و اِجْعلُوا رُماتكُمْ يلْوُون تِرستكُمْ كيْلا تُصاب لكُمْ غِرّةٌ221 و لا تُلْقى لكُمْ غفْلةٌ و اُحْرُسْ عسْكرك بِنفْسِك و إِيّاك أنْ ترْقُد أوْ تُصْبِح إِلاّ غِراراً أوْ مضْمضةً(146) ثُمّ لْيكُنْ ذلِك شأْنك و دأْبك حتّى تنْتهِي إِلى عدُوِّك و عليْك بِالتّأنِّي فِي حرْبِك و إِيّاك و الْعجلة إِلاّ أنْ تُمْكِنك فُرْصةٌ223 و إِيّاك أنْ تُقاتِل إِلاّ أنْ يبْدءُوك أوْ يأْتِيك أمْرِي و السّلامُ عليْك و رحْمةُ اللّهُ .

.


1- ..في بعض النسخ [نسى ].
2- ..كذا في النسخ.و هو استفهام توبيخى.
3- ..-منقول في النهج مع اختلاف يسير.
4- ..في بعض النسخ [متكئون ].
5- ..في بعض النسخ [يتلونه ترسلا]و الترسل في القراءة:الترتل.
6- ..أي يختارون و في بعض النسخ [يستشيرون ]و في بعض نسخ الحديث [يستشفعون ].
7- ..الكلوم:جمع كلم-بالفتح-:الجرح.
8- ..أشفق من كذا:خاف منه.و المشفقون:خائفون من التقصير فيها.
9- ..أي إيمان في حدّ اليقين.
10- ..الكيس:العقل،الفطنة،جودة القريحة،خلاف الحمق.و الشفقة-بالتحريك-:الرحمة.
11- ..قصدا:اقتصادا.التجمّل:التظاهر باليسر.و الفاقة:الفقر.
12- ..في بعض النسخ [تحمّلا في فاقة]بالحاء المهملة.
13- ..التحرج التجنّب و التباعد.
14- ..أي لا يكون عمله في نظره و إن كثر حدّ الاحصاء موجبا لان يقيل و استبطأ نفسه فيه.
15- ..ما لا يزول هو الآخرة و ما يفنى هو الدنيا.
16- ..في الكافي [منفيّا جهله ].و زاد هنا في النهج [منزورا أكله ]أى قليلا.و حريزا:حصينا.
17- ..لانه ذاكرا بقلبه و في أمالي الصدوق و النهج [و إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين ].
18- ..كذا.و لعلّ المعنى لا يذهب حمله و حزمه.و في الأمالي [و لا يعجل فيما يريبه ].
19- ..في النهج [غائبا منكره حاضرا معروفه ].
20- ..الزلازل:الشدائد و الاهوال الموعدة.و الوقور:الرزين و الذي لا يضطرب.
21- ..لا يحيف:لا يظلم.«و لا يأثم إلخ»أي و لا يرتكب إثما لارضاء حبيبه.
22- ..لا يشمت:لا يفرح.
23- ..في النهج [و لا يدخل في الباطل ].
24- ..في الكافي [بالذى قدر له ].
25- ..كذا و في الكافي [لا ينصت للخبر ليفجر به ]أى لا يسكت مستمعا للخبر لينقله في مجلس آخر.
26- ..و في النهج [زهد و نزاهة].و النزاهة-مصدر من نزه اي العبد عن المكروه.
27- ..الخلابة-مصدر-:الخديعة بالقول اللطيف.
28- ..الفلج الظفر و الفوز.
29- ..في الكافي [لمن جرّب ].
30- ..في الكافي [و تؤدة لمن أصلح و زلفى لمن اقترب ].
31- ..الامنة-بفتح الثلاثة-:الامن و السلم.
32- ..في النهج [و بالصالحات يستدل على الايمان.و بالايمان يعمر العلم.و بالعلم يرهب الموت ].
33- ..أي أصله و أساسه.و في الكافي [و النار موعظة المتقين و التقوى سنخ الايمان ].
34- ..الشفق:بالتحريك:الخوف.
35- ..سلا عنه أي نسى و ذهل عن ذكره.
36- ..المواطن:مشاهد الحرب في سبيل الحق أو المواطن المكروهة.و الشنآن:بالتحريك:البغض.
37- ..الانحسار:الانكشاف.و مريج أي مختلط أو مضطرب.و زاد في الكافي [و انخرق دينه ].
38- ..و في الكافي [إذا لم يتبع سبيل المؤمنين ].
39- ..في الكافي [الطغيان ]موضع«العصيان»و كذا في تفسيره«طغى»مكان«عصى».
40- ..الغوائل:جمع الغائلة:الداهية و المهلكة.و البوائق:جمع البائقة:الشرّ و الداهية.
41- ..الهيبة:المخافة و المهابة.و المعاطلة:التعلل و التسويف.
42- ..الخفات بضم الخاء المعجمة:الموت فجأة.
43- ..قال اللّه تعالى في سورة النجم آية 6: «ذُو مِرّةٍ فاسْتوى »[1-3](53:6) أى ذو قوة و عقل و شدّة.
44- ..فلج:ظفر و فاز.
45- ..الهمج:الذي لا خير فيه و الحمقى.و الرّعاع-بالفتح-:سفلة الناس.
46- ..في النهج [تنقصه النفقة].
47- ..أي لم أجد له خازنين.و اللّقن-بفتح فكسر-:سريع الفهم.
48- ..السائمة:الانعام و المواشى الراعية.
49- ..السرج-بضم السين و الراء المهملة-:جمع سراج.
50- ..تمام الوصية في بشارة المصطفى لمحمّد بن على الطبريّ رحمه اللّه و اختصره المؤلّف(ره).
51- ..ادر:أمر من أدار بالشي ء أي جعله يدور.و قوله تحوطه:تحفظه و تعهده عنايتك.
52- ..في بعض النسخ و في بشارة المصطفى [من كل الادواء].
53- ..بسط الرجل-:سرّه.و في بعض النسخ [و لا تنهرنّ خادمك ].
54- ..«لا توقرن»أي لا تثقلنّ معدتك من الطعام.و في بعض النسخ [توفرن ].
55- ..استمرأ الطعام:استطيبه و وجده مريئا.
56- ..واسى المؤمنين:عاونهم.
57- ..سورة الفرقان آية 64.
58- ..المميل-اسم فاعل من أمال-أى أن كان ضالا يدعوك إلى ضلاله فأصلحه.
59- ..أي أقدم و أكرم.
60- ..اللظى:النار و لهبها.
61- ..يعني به الايمان فانه مستقرّ و مستودع.
62- ..العوج-بكسر العين-للمعاني و-بفتحها-للأشياء.
63- ..سورة الحشر آية 19.
64- ..النفل-محركة-الغنيمة و في بشارة المصطفى [نقل ].
65- ..في بشارة المصطفى [ممنّا].
66- ..أنحل فلانا شيئا:أعطاه إياه و خصّه به.و في بشارة المصطفى [حتى انتحل ].
67- .*
68- ..أي لم يدخل عليه الفساد.
69- ..و آس:أمر من المؤاساة أي و شارك.
70- ..في النهج [و لا ييأس ].
71- ..سورة المدّثّر آية 43.
72- ..سورة آل عمران آية 28.
73- ..سورة الحجر آية 92.
74- ..سورة النحل آية 30.
75- ..في بعض النسخ [إذا لقيتم ].
76- ..الكرب-بالفتح-:الحزن و المشقّة و يحتمل أن يكون-بالضم فالفتح-جمع كربة.
77- ..في بعض نسخ الحديث [يفجأكم بامر عظيم ].
78- ..كذا و في النهج [و من أقرب إلى النار].
79- ..الهاذم:القاطع.و هاذم اللّذات:كناية عن الموت.
80- ..أي حقيق.
81- ..«خذ على يديه»أي امنعه عمّا يريد فعله.
82- ..في الأمالي [فان ذلك أوجب للحجّة و أصلح للرعيّة].
83- ..في النهج [و تحلت بالآمال ].
84- ..الحبرة-بالفتح-:السرور و النعمة.و في بعض نسخ الحديث [لا تدوم خيرها].
85- ..سورة الكهف آية 44.الهشيم:النبت اليابس المتكسر.
86- ..العبرة بالفتح-:الدمعة.
87- ..كأن المراد بالبطن و الظهر الاقبال و الادبار.
88- ..في النهج [و حرى إذا أصبحت له منتصرة أن تمسى له منكرة].
89- ..في النهج [الا أصبح على قوادم خوف ].
90- ..في النهج [دول ].و في بعض النسخ [زل ]بالزاى.
91- .المنكوب:المصاب بنكبة:و المحروب:الذي سلب ما له و ترك بلا شي ء.
92- ..أي مخالفة للحق و العدول عنه مع العلم به.
93- ..الصغار-بالفتح-:الهون و الذلة.و في النهج [بغير زاد مبلغ و لا ظهر قاطع ].
94- ..سورة هود آية 15.
95- ..«لم يتهيبها»أي لم يخف و لم يفزع منها.و في النهج [لم يتهمها].
96- ..سورة الحديد آية 20.
97- ..إشارة إلى قوله تعالى في سورة الشعراء:128.و الريع:المكان المرتفع.
98- ..سورة فصلت:16.
99- ..الضيفان-بالكسر-:جمع الضيف و الضيفة.
100- .الرفات:العظام المندقة المكسورة.
101- ..كذا-بالجيم المعجمة-:جمع الجار.و يحتمل أن يكون بالحاء المهملة.
102- ..بارت-من البور-:هلكت.و بادت-من البيد-:هلكت أيضا.
103- ..سورة القصص آية 58.
104- ..سورة الأنبياء آية 104.
105- ..منقول في النهج.
106- ..سورة الحجرات آية 14.
107- ..سورة آل عمران آية 31.
108- ..مضمون مأخوذ من آية 32 سورة آل عمران.
109- ..الاثرة-محركة-:الاختيار و اختصاص المرء باحسن شي ء دون غيره.
110- ..استتبّ:استقام و اطرد و استمرّ.
111- ..رواه الشيخ أبو عليّ ابن الشيخ في أماليه ص 121 مع اختلاف يسير أشرنا إلى بعضه.
112- ..أمّ:قصد أي ما قصد نجم نجما.
113- ..أزم:امسك.
114- ..في بعض النسخ [فى غيره ]و في الأمالي [غير حقه ].
115- ..في الأمالي [و هو و إن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا و الآخرة فهو يضيعه عند اللّه ].
116- ..الخدين:الحبيب و الصديق.
117- ..العانى:السائل.
118- ..في الأمالي [فان الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا و درك فضائل الآخرة].
119- ..أشرف علينا:دنا منّا و أشفق«فقال:ما أنتم فيه»أي في أي حال أنتم و ما كلامكم؟.
120- ..آذنت-بمد الهمزة-أى أعلمت ببعدها.و نعاه إذا أخبر بفقده.
121- ..الطلبة-بالكسر-:ما يطلب أي المطلوب.و تسعف بحاجته أي تقضاها له.
122- ..الجدة:الوجد:القدرة و الغنى.
123- ..المّ بفلان:أتاه فنزل به.
124- ..استعجم:سكت عجزا و لم يقدر عليه.بكرت:أسرعت و تقدمت.و الحوب:الاثم.
125- ..تب:خسر.قصارها-بفتح و ضم-غاية جهدها و آخر أمرها.
126- ..أقلّ و استقل السماء:رفعها.
127- ..سورة الواقعة آية 9 الى 12.
128- ..سورة البقرة آية 253.
129- ..سورة المجادلة آية 52.
130- ..في الكافي [على من سواهم ].
131- ..سورة النحل آية 70.
132- ..في الكافي [من دين اللّه ].
133- ..في الكافي [هو الذي رده الى أرذل العمر].
134- ..«أصبح بنات آدم»أي أحسن وجها.ما حنّ:ما اشتاق إليها و في بعض نسخ الحديث [ما يحنّ ].
135- ..في الكافي [فليس يعود فيه حتّى يتوب ].
136- ..سورة البقرة آية 146،147.
137- ..سورة الفرقان آية 44.و في الكافي [لان الدابّة إنّما تحمل ].
138- ..في الكافي [أحييت قلبى باذن اللّه يا أمير المؤمنين ].
139- ..أي المساء و الصباح كما في النهج.
140- ..لم تزع:لم تكف و لم تمنع.
141- ..سمت أي ارتفعت بك الاهواء.
142- ..وازعا أي زاجرا.
143- ..و لا تستطل أي لا تقتل منهم أكثر ما كانوا قد قتلوا.
144- ..الخمر-بالتحريك-:كلّ ما واراك من جبل أو غيره.
145- ..عبّى الجيش:هيّأه و جهزه.دهمكم أمر أي فجأكم و غشيكم.
146- ..مردّا:مصرفا.

ص: 160

. .

ص: 161

. .

ص: 162

. .

ص: 163

. .

ص: 164

. .

ص: 165

. .

ص: 166

. .

ص: 167

. .

ص: 168

. .

ص: 169

. .

ص: 170

. .

ص: 171

. .

ص: 172

. .

ص: 173

. .

ص: 174

. .

ص: 175

. .

ص: 176

. .

ص: 177

. .

ص: 178

. .

ص: 179

. .

ص: 180

. .

ص: 181

. .

ص: 182

. .

ص: 183

. .

ص: 184

. .

ص: 185

. .

ص: 186

. .

ص: 187

. .

ص: 188

. .

ص: 189

. .

ص: 190

. .

ص: 191

. .

ص: 192

. .

ص: 193

وصفه ع لنقلة الحديث

كلامه ع في قواعد الإسلام و حقيقة التوبة و الاستغفار اختصرناه

وصيته إلى ابنه الحسن ع لما حضرته الوفاة كتبنا منها ما اقتضاه الكتاب .كذا.

تفضيله العلم

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني .أي ينمو و يزداد.و البث النشر.

وصفه ع لنقلة الحديث1,14-قال لهُ سُليْمُ بْنُ قيْسٍ 1 إِنِّي سمِعْتُ سلْمان و أبا ذرٍّ و الْمِقْداد يتحدّثُون بِأشْياء مِنْ تفْسِيرِ الْقُرْآنِ و الْأحادِيثِ و الرِّواياتِ عنْ رسُولِ اللّهِ ص ثُمّ سمِعْتُ مِنْك تصْدِيق ذلِك و رأيْتُ فِي أيْدِي النّاسِ أشْياء كثِيرةً مِنْ تفْسِيرِ الْقُرْآنِ و الْأحادِيثِ و الرِّواياتِ عنْ رسُولِ اللّهِ ص يُخالِفُونها فيكْذِبُ النّاسُ مُتعمِّدِين و يُفسِّرُون الْقُرْآن بِآرائِهِمْ فقال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع قدْ سألْت فافْهمِ الْجواب إِنّ فِي أيْدِي النّاسِ حقّاً و باطِلاً و صِدْقاً و كذِباً و ناسِخاً و منْسُوخاً و عامّاً و خاصّاً و مُحْكماً و مُتشابِهاً و حِفْظاً و وهماً و قدْ كُذِب على رسُولِ اللّهِ ص فِي حياتِهِ كذِباً كثِيراً حتّى قام خطِيباً فقال أيُّها النّاسُ قدْ كثُر عليّ الْكذّابةُ(1) فمنْ كذب عليّ مُتعمِّداً فلْيتبوّأْ مقْعدهُ مِن النّارِ و كذلِك كُذِب عليْهِ بعْدهُ إِنّما أتاك بِالْحدِيثِ أرْبعةٌ ليْس لهُمْ خامِسٌ رجُلٌ مُنافِقٌ يُظْهِرُ الْإِيمان مُتصنِّعٌ بِالْإِسْلامِ لا يتأثّمُ و لا يتحرّجُ (2) أنْ يكْذِب على رسُولِ اللّهِ ص مُتعمِّداً و لوْ علِم النّاسُ أنّهُ مُنافِقٌ كذّابٌ لمْ يقْبلُوا مِنْهُ و لمْ يُصدِّقُوهُ و لكِنّهُمْ قالُوا قدْ صحِب رسُول اللّهِ ص و رآهُ و سمِع مِنْهُ فأخذُوا مِنْهُ و هُمْ لا يعْرِفُون حالهُ و قدْ أخْبر اللّهُ جلّ و عزّ عنِ الْمُنافِقِين بِما أخْبر(3) و وصفهُمُ بِأحْسنِ الْهيْئةِ فقال إِذا رأيْتهُمْ تُعْجِبُك أجْسامُهُمْ و إِنْ يقُولُوا تسْمعْ لِقوْلِهِمْ 5[2-10](63:4) ثُمّ تفرّقُوا مِنْ بعْدِهِ و بقُوا و اِخْتلفُوا و تقرّبُوا إِلى أئِمّةِ الضّلالةِ و الدُّعاةِ إِلى النّارِ بِالزُّورِ و الْكذِبِ فولّوْهُمُ الْأعْمال و الْأحْكام و الْقضاء و حملُوهُمْ على رِقابِ النّاسِ و أكلُوا بِهِمُ الدُّنْيا6-و قدْ علِمْت أنّ النّاس مع الْمُلُوكِ أتْباعُ الدُّنْيا7 و هِي غايتُهُمُ الّتِي يطْلُبُون إِلاّ منْ عصم اللّهُ فهذا أحدُ الْأرْبعةِ و الثّانِي رجُلٌ سمِع مِنْ رسُولِ اللّهِ شيْئاً و وهِم فِيهِ و لمْ يحْفظْهُ على وجْهِهِ و لمْ يتعمّدْ كذِباً فهُو فِي يدِهِ يعْملُ بِهِ و يقُولُ أنا سمِعْتُهُ مِنْ رسُولِ اللّهِ ص و لوْ علِم النّاسُ أنّهُ وهمٌ لمْ يقْبلُوهُ و لوْ علِم هُو أنّهُ وهمٌ لرفضهُ و لمْ يعْملْ بِهِ فهذا الثّانِي و الثّالِثُ رجُلٌ سمِع مِنْ رسُولِ اللّهِ ص أشْياء أمرها بِها ثُمّ نهى عنْها و هُو لمْ يعْلمِ النّهْي أوْ نهى عنْ شيْ ءٍ ثُمّ أمر بِهِ و لمْ يعْلمِ الْأمْر حفِظ الْمنْسُوخ و لمْ يحْفظِ النّاسِخ فلوْ علِم النّاسُ أنّهُ منْسُوخٌ لرفضهُ النّاسُ و رفضهُ هُو(4) فهذا الرّجُلُ الثّالِثُ و الرّابِعُ رجُلٌ لمْ يكْذِبْ على اللّهِ و على رسُولِهِ يُبْغِضُ الْكذِب خوْفاً مِن اللّهِ و تعْظِيماً لِرسُولِهِ ص و لمْ يتوهّمْ و لمْ ينْس بلْ حفِظ ما سمِع فجاء بِهِ على وجْهِهِ لمْ يزِدْ فِيهِ و لمْ ينْقُصْ حفِظ النّاسِخ و عمِل بِهِ و علِم الْمنْسُوخ و رفضهُ فإِنّ أمْر الرّسُولِ ص مِثْلُ الْقُرْآنِ ناسِخٌ و منْسُوخٌ و مُحْكمٌ و مُتشابِهٌ يكُونُ مِنْ رسُولِ اللّهِ ص الْأمْرُ لهُ وجْهانِ كلامٌ عامٌّ و كلامٌ خاصٌّ مِثْلُ الْقُرْآنِ و قدْ قال اللّهُ جلّ و عزّ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فخُذُوهُ و ما نهاكُمْ عنْهُ فانْتهُوا(5)[30-38](59:7) فكان يسْمعُ قوْلهُ منْ لمْ يعْرِفْهُ و منْ لمْ يعْلمْ ما عنى اللّهُ بِهِ و رسُولُهُ ص و يحْفظُ و لمْ يفْهمْ 10 و ليْس كُلُّ أصْحابِ رسُولِ اللّهِ ص كان يسْألُهُ عنِ الشّيْ ءِ و يسْتفْهِمُهُ كان مِنْهُمْ منْ يسْألُ و لا يسْتفْهِمُ حتّى لقدْ كانُوا يُحِبُّون أنْ يجِي ء الْأعْرابِيُّ أوِ الطّارِي 11 أوِ الذِّمِّيُ فيسْأل حتّى يسْمعُوا و يفْهمُوا و لقدْ كُنْتُ أنا أدْخُلُ كُلّ يوْمٍ دخْلةً فيُخْلِينِي معهُ أدُورُ فِيها معهُ حيْثُما دار علِم ذلِك أصْحابُهُ أنّهُ لمْ يصْنعْ ذلِك بِأحدٍ غيْرِي و لرُبّما أتانِي فِي بيْتِي و إِذا دخلْتُ عليْهِ منازِلهُ أخْلانِي و أقام نِساءهُ فلا يبْقى أحدٌ عِنْدهُ غيْرِي كُنْتُ إِذا سألْتُ أجابنِي و إِذا سكتُّ و فنِيتْ مسائِلِي اِبْتدأنِي و ما نزلتْ عليْهِ آيةٌ فِي ليْلٍ و لا نهارٍ و لا سماءٍ و لا أرْضٍ و لا دُنْيا و آخِرةٍ و لا جنّةٍ و لا نارٍ و لا سهْلٍ و لا جبلٍ و لا ضِياءٍ و لا ظُلْمةٍ إِلاّ أقْرأنِيها و أمْلاها عليّ فكتبْتُها بِيدِي و علّمنِي تأْوِيلها و تفْسِيرها و ناسِخها و منْسُوخها و مُحْكمها و مُتشابِهها و خاصّها و عامّها و أيْن نزلتْ و فِيم نزلتْ إِلى يوْمِ الْقِيامةِ .

كلامه ع في قواعد الإسلام و حقيقة التوبة و الاستغفار اختصرناهقال كُميْلُ بْنُ زِيادٍسألْتُ أمِير الْمُؤْمِنِين ع عنْ قواعِدِ الْإِسْلامِ ما هِي فقال قواعِدُ الْإِسْلامِ سبْعةٌ فأوّلُها(6) الْعقْلُ و عليْهِ بُنِي الصّبْرُ و الثّانِي (7) صوْنُ الْعِرْضِ و صِدْقُ اللّهْجةِ(8) و الثّالِثةُ تِلاوةُ الْقُرْآنِ على جِهتِهِ و الرّابِعةُ الْحُبُّ فِي اللّهِ و الْبُغْضُ فِي اللّهِ-و الْخامِسةُ حقُ آلِ مُحمّدٍ ص و معْرِفةُ ولايتِهِمْ و السّادِسةُ حقُّ الْإِخْوانِ و الْمُحاماةُ عليْهِمْ (9) و السّابِعةُ مُجاورةُ النّاسِ بِالْحُسْنى قُلْتُ يا أمِير الْمُؤْمِنِين الْعبْدُ يُصِيبُ الذّنْب فيسْتغْفِرُ اللّه مِنْهُ فما حدُّ الاِسْتِغْفارِ قال يااِبْن زِيادٍالتّوْبةُ قُلْتُ بسْ قال لا قُلْتُ فكيْف قال إِنّ الْعبْد إِذا أصاب ذنْباً يقُولُ أسْتغْفِرُ اللّه بِالتّحْرِيكِ قُلْتُ و ما التّحْرِيكُ قال الشّفتانِ و اللِّسانُ يُرِيدُ أنْ يتْبع ذلِك بِالْحقِيقةِ قُلْتُ و ما الْحقِيقةُ قال تصْدِيقٌ فِي الْقلْبِ و إِضْمارُ أنْ لا يعُود إِلى الذّنْبِ الّذِي اِسْتغْفر مِنْهُ قال كُميْلٌ فإِذا فعلْتُ ذلِك فأنا مِن الْمُسْتغْفِرِين قال لا قال كُميْلٌ فكيْف ذاك قال لِأنّك لمْ تبْلُغْ إِلى الْأصْلِ بعْدُ قال كُميْلٌ فأصْلُ الاِسْتِغْفارِ ما هُو قال الرُّجُوعُ إِلى التّوْبةِ مِن الذّنْبِ الّذِي اِسْتغْفرْت مِنْهُ و هِي أوّلُ درجةِ الْعابِدِين و ترْكُ الذّنْبِ و الاِسْتِغْفارُ اِسْمٌ واقِعٌ لِمعانٍ سِت ٍّ أوّلُها النّدمُ على ما مضى و الثّانِي الْعزْمُ على ترْكِ الْعوْدِ أبداً و الثّالِثُ أنْ تُؤدِّي حُقُوق الْمخْلُوقِين الّتِي بيْنك و بيْنهُمْ و الرّابِعُ أنْ تُؤدِّي حقّ اللّهِ فِي كُلِّ فرْضٍ و الْخامِسُ أنْ تُذِيب اللّحْم الّذِي نبت على السُّحْتِ و الْحرامِ (10) حتّى يرْجِع الْجِلْدُ إِلى عظْمِهِ ثُمّ تُنْشِئ فِيما بيْنهُما لحْماً جدِيداً و السّادِسُ أنْ تُذِيق الْبدن ألم الطّاعاتِ كما أذقْتهُ لذّاتِ الْمعاصِي .

وصيته إلى ابنه الحسن ع لما حضرته الوفاة كتبنا منها ما اقتضاه الكتاب (11),2,14-هذا ما أوْصى بِهِ علِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ أوْصى الْمُؤْمِنِين بِشهادةِ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ أرْسلهُ بِالْهُدى و دِينِ الْحقِّ لِيُظْهِرهُ على الدِّينِ كُلِّهِ و لوْ كرِه الْمُشْرِكُون [5-16](9:33) و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ و سلّم ثُم إِنّ صلاتِي و نُسُكِي و محْياي و مماتِي لِلّهِ ربِّ الْعالمِين.`لا شرِيك لهُ و بِذلِك أُمِرْتُ و أنا أوّلُ الْمُسْلِمِين [2-22](6:162-163) ثُمّ إِنِّي أُوصِيك يا حسنُ و جمِيع وُلْدِي و أهْل بيْتِي و منْ بلغهُ كِتابِي مِن الْمُؤْمِنِين بِتقْوى اللّهِ ربِّكُمْ- و لا تمُوتُنّ إِلاّ و أنْتُمْ مُسْلِمُون.`و اِعْتصِمُوا بِحبْلِ اللّهِ جمِيعاً و لا تفرّقُوا[9-23](3:102-103) فإِنِّي سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ صلاحُ ذاتِ الْبيْنِ أفْضلُ مِنْ عامّةِ الصّلاةِ و الصّوْمِ و إِنّ الْمُبِيرة و هِي الْحالِقةُ لِلدِّينِ (12) فسادُ ذاتِ الْبيْنِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) اُنْظُرُوا ذوِي أرْحامِكُمْ فصِلُوهُمْ يُهوِّنِ اللّهُ عليْكُمُ الْحِساب اللّه اللّه فِي الْأيْتامِ (13) لا يضِيعُوا بِحضْرتِكُمْ فقدْ سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ منْ عال يتِيماً حتّى يسْتغْنِي أوْجب اللّهُ لهُ بِذلِك الْجنّة كما أوْجب لِآكِلِ مالِ الْيتِيمِ النّار اللّه اللّه فِي الْقُرْآنِ فلا يسْبِقنّكُمْ إِلى الْعِلْمِ (14) بِهِ غيْرُكُمْ اللّه اللّه فِي جِيرانِكُمْ فإِن رسُول اللّهِ ص أوْصى بِهِمْ ما زال يُوصِي بِهِمْ حتّى ظننّا أنّهُ سيُورِّثُهُمْ اللّه اللّه فِي بيْتِ ربِّكُمْ فلا يخْلُو مِنْكُمْ ما بقِيتُمْ فإِنّهُ إِنْ تُرِك لمْ تُناظرُوا و أدْنى ما يرْجِعُ بِهِ منْ أمّهُ أنْ يُغْفر لهُ ما سلف (15) اللّه اللّه فِي الصّلاةِ فإِنّها خيْرُ الْعملِ إِنّها عِمادُ دِينِكُمْ اللّه اللّه فِي الزّكاةِ فإِنّها تُطْفِئُ غضب ربِّكُمْ اللّه اللّه فِي صِيامِ شهْرِ رمضان فإِنّ صِيامهُ جُنّةٌ مِن النّارِ اللّه اللّه فِي الْفُقراءِ و الْمساكِينِ فشارِكُوهُمْ فِي معايِشِكُمْ اللّه اللّه فِي الْجِهادِ بِأمْوالِكُمْ و أنْفُسِكُمْ و ألْسِنتِكُمْ فإِنّما يُجاهِدُ رجُلانِ إِمامُ هُدًى أوْ مُطِيعٌ لهُ مُقْتدٍ بِهُداهُ اللّه اللّه فِي ذُرِّيّةِ نبِيِّكُمْ لا تُظْلمنّ بيْن أظْهُرِكُمْ و أنْتُمْ تقْدِرُون على الْمنْعِ عنْهُمْ-اللّه اللّه فِي أصْحابِ نبِيِّكُمُ الّذِين لمْ يُحْدِثُوا حدثاً و لمْ يُؤْوُوا مُحْدِثاً فإِن رسُول اللّهِ ص أوْصى بِهِمْ و لعن الْمُحْدِث مِنْهُمْ و مِنْ غيْرِهِمْ و الْمُؤْوِي لِلْمُحْدِثِين اللّه اللّه فِي النِّساءِ و ما ملكتْ أيْمانُكُمْ فإِنّ آخِر ما تكلّم بِهِ نبِيُّكُمْ أنْ قال أُوصِيكُمْ بِالضّعِيفيْنِ النِّساءِ و ما ملكتْ أيْمانُكُمْ الصّلاة الصّلاة الصّلاة لا تخافُوا فِي اللّهِ لوْمة لائِمٍ يكْفِكُمْ منْ أرادكُمْ و بغى عليْكُمْ (16)- قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً[22-24](2:83) كما أمركُمُ اللّهُ و لا تتْرُكُوا الْأمْر بِالْمعْرُوفِ و النّهْي عنِ الْمُنْكرِ فيُولِّي اللّهُ أمْركُمْ شِراركُمْ ثُمّ تدْعُون فلا يُسْتجابُ لكُمْ عليْهِمْ عليْكُمْ يا بنِي بِالتّواصُلِ و التّباذُلِ و التّبادُرِ و إِيّاكُمْ و التّقاطُع و التّدابُر و التّفرُّق- و تعاونُوا على الْبِرِّ و التّقْوى و لا تعاونُوا على الْإِثْمِ و الْعُدْوانِ و اِتّقُوا اللّه إِنّ اللّه شدِيدُ الْعِقابِ [46-65](5:2) و حفِظكُمُ اللّهُ مِنْ أهْلِ بيْتٍ و حفِظ نبِيّكُمْ فِيكُمْ (17) أسْتوْدِعُكُمُ اللّه و أقْرأُ عليْكُمُ السّلام و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ ثُمّ لمْ يزلْ يقُولُ لا إِله إِلاّ اللّهُ حتّى مضى .

تفضيله العلمأيُّها النّاسُ اِعْلمُوا أنّ كمال الدِّينِ طلبُ الْعِلْمِ و الْعملُ بِهِ و أنّ طلب الْعِلْمِ أوْجبُ عليْكُمْ مِنْ طلبِ الْمالِ إِنّ الْمال مقْسُومٌ بيْنكُمْ مضْمُونٌ لكُمْ (18) قدْ قسمهُ عادِلٌ بيْنكُمْ و ضمِنهُ سيفِي لكُمْ بِهِ و الْعِلْمُ مخْزُونٌ عليْكُمْ (19) عِنْد أهْلِهِ قدْ أُمِرْتُمْ بِطلبِهِ مِنْهُمْ فاطْلُبُوهُ و اِعْلمُوا أنّ كثْرة الْمالِ مفْسدةٌ لِلدِّينِ مقْساةٌ لِلْقُلُوبِ (20) و أنّ كثْرة الْعِلْمِ و الْعمل بِهِ مصْلحةٌ لِلدِّينِ و سببٌ إِلى الْجنّةِ و النّفقاتُ تنْقُصُ الْمال و الْعِلْمُ يزْكُو على إِنْفاقِهِ (21)-فإِنْفاقُهُ بثُّهُ إِلى حفظتِهِ و رُواتِهِ و اِعْلمُوا أنّ صُحْبة الْعِلْمِ و اِتِّباعهُ دِينٌ يُدانُ اللّهُ بِهِ و طاعتهُ مكْسبةٌ لِلْحسناتِ ممْحاةٌ لِلسّيِّئاتِ و ذخِيرةٌ لِلْمُؤْمِنِين و رِفْعةٌ فِي حياتِهِمْ و جمِيلُ الْأُحْدُوثةِ عنْهُمْ بعْد موْتِهِمْ 28 إِنّ الْعِلْم ذُو فضائِل كثِيرةٍ فرأْسُهُ التّواضُعُ و عيْنُهُ الْبراءةُ مِن الْحسدِ و أُذُنُهُ الْفهْمُ و لِسانُهُ الصِّدْقُ و حِفْظُهُ الْفحْصُ و قلْبُهُ حُسْنُ النِّيّةِ و عقْلُهُ معْرِفةُ الْأسْبابِ بِالْأُمُورِ و يدُهُ الرّحْمةُ و هِمّتُهُ السّلامةُ و رِجْلُهُ زِيارةُ الْعُلماءِ و حِكْمتُهُ الْورعُ و مُسْتقرُّهُ النّجاةُ و قائِدُهُ الْعافِيةُ و مرْكبُهُ الْوفاءُ و سِلاحُهُ لِينُ الْكلامِ و سيْفُهُ الرِّضا و قوْسُهُ الْمُداراةُ و جيْشُهُ مُحاورةُ الْعُلماءِ و مالُهُ الْأدبُ و ذخِيرتُهُ اِجْتِنابُ الذُّنُوبِ و زادُهُ الْمعْرُوفُ و مأْواهُ الْمُوادعةُ(22) و دلِيلُهُ الْهُدى و رفِيقُهُ صُحْبةُ الْأخْيارِ(23).

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني (24)قال ع مِنْ كُنُوزِ الْجنّةِ الْبِرُّ و إِخْفاءُ الْعملِ و الصّبْرُ على الرّزايا(25) و كِتْمانُ الْمصائِبِ.

و قال ع حُسْنُ الْخُلُقِ خيْرُ قرِينٍ و عُنْوانُ صحِيفةِ الْمُؤْمِنِ حُسْنُ خُلُقِهِ.

و قال ع الزّاهِدُ فِي الدُّنْيا منْ لمْ يغْلِبِ الْحرامُ صبْرهُ و لمْ يشْغلِ الْحلالُ شُكْرهُ.

-و كتب إِلى عبْدِ اللّهِ بْنِ عبّاسٍ (26)أمّا بعْدُ فإِنّ الْمرْء يسُرُّهُ درْكُ ما لمْ يكُنْ لِيفُوتهُ و يسُوءُهُ فوْتُ ما لمْ يكُنْ لِيُدْرِكهُ فلْيكُنْ سُرُورُك بِما نِلْتهُ مِنْ آخِرتِك و لْيكُنْ أسفُك على ما فاتك مِنْها و ما نِلْتهُ مِن الدُّنْيا فلا تُكْثِرنّ بِهِ فرحاً و ما فاتك مِنْها فلا تأْسفنّ عليْهِ حزناً و لْيكُنْ همُّك فِيما بعْد الْموْتِ .

.


1- ..و الرماة:بالضم:جمع الرامى.و الغرة:بالكسر:الغفلة.
2- ..ترقد:تنام.و الغرار:بالكسر:النوم القليل.و تمضمض النعاس في عينيه.دبّ.
3- .الفرصة-بالضم-:النوبة.
4- ..في الكافي [بما أخبره ].و في النهج [أخبرك اللّه بما أخبرك ].
5- ..سورة المنافقون آية 4. «إِنْ يقُولُوا»[7-8](63:4) أى إذا قالوا شيئا اصغيت إلى كلامهم.
6- ..في الكافي و الخصال و النهج و كتاب سليم كذا[و انما الناس مع الملوك و الدنيا].
7- ..كذا.
8- ..سورة الحشر آية 7.
9- ..في الكافي و الخصال [فيشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى اللّه و رسوله ].
10- ..الطارى:الغريب الذي أتاه عن قريب.و يقال له بالفارسية:(تازه رسيده).
11- ..كذا.
12- ..انما عدهما عليه السلام خصلة واحدة لان الثاني سبب الأول.
13- ..كذا.و المحاماة:الحماية و المدافعة.
14- ..السحت-بالضم-:المال الحرام و كل ما لا يحل كسبه فلزم عنه العار كالرشوة.
15- ..رواه الكليني في الكافي باب صدقات النبيّ ص 248 ج 2 من الفروع.
16- ..في الكافي [من عامّة الصلاة و الصيام.و أن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ].
17- ..في الكافي [لا يغيروا أفواههم و لا يضيّعوا بحضرتكم ].
18- ..في الكافي [إلى العمل به ].
19- ..«من أمّه»أي من قصده.
20- ..في الكافي [يكفيكم اللّه من أذاكم و بغى عليكم ].
21- ..أي حفظ رعايته و امتثال أمره.و في الكافي بتقديم«نبيكم»على«فيكم».
22- ..في الكافي بدون«عليكم».
23- ..أي سبب الفساد له.و المقساة:ما يقسى.
24- ..أي ينمو و يزداد.و البث النشر.
25- ..الاحدوثة:ما يتحدّث به الناس و المراد الثناء و الكلام الجميل.
26- ..الموادعة:المصالحة و المسالمة.

ص: 194

. .

ص: 195

. .

ص: 196

. .

ص: 197

. .

ص: 198

. .

ص: 199

. .

ص: 200

. .

ص: 201

و قال ع فِي ذمِّ الدُّنْياأوّلُها عناءٌ و آخِرُها فناءٌ(1) فِي حلالِها حِسابٌ و فِي حرامِها عِقابٌ منْ صحّ فِيها أمِن و منْ مرِض فِيها ندِم منِ اِسْتغْنى فِيها فُتِن و منِ اِفْتقر فِيها حزِن منْ ساعاها فاتتْهُ 2 و منْ قعد عنْها أتتْهُ و منْ نظر إِليْها أعْمتْهُ و منْ نظر بِها بصّرتْهُ (2).

و قال ع أحْبِبْ حبِيبك هوْناً ما عسى أنْ يعْصِيك يوْماً ما(3) و أبْغِضْ بغِيضك هوْناً ما عسى أنْ يكُون حبِيبك يوْماً ما.

و قال ع لا غِنى مِثْلُ الْعقْلِ و لا فقْر أشدُّ مِن الْجهْلِ.

و قال ع قِيمةُ كُلِّ اِمْرِئٍ ما يُحْسِنُ.

و قال ع قُرِنتِ الْهيْبةُ بِالْخيْبةِ(4) و الْحياءُ بِالْحِرْمانِ و الْحِكْمةُ ضالّةُ الْمُؤْمِنِ فلْيطْلُبْها و لوْ فِي أيْدِي أهْلِ الشّرِّ.

و قال ع لوْ أنّ حملة الْعِلْمِ حملُوهُ بِحقِّهِ لأحبّهُمُ اللّهُ و ملائِكتُهُ و أهْلُ طاعتِهِ مِنْ خلْقِهِ و لكِنّهُمْ حملُوهُ لِطلبِ الدُّنْيا فمقتهُمُ اللّهُ و هانُوا على النّاسِ.

و قال ع أفْضلُ الْعِبادِةِ الصّبْرُ و الصّمْتُ و اِنْتِظارُ الْفرجِ.

و قال ع إِنّ لِلنّكباتِ غاياتٍ لا بُدّ أنْ تنْتهِي إِليْها فإِذا حُكِم على أحدِكُمْ بِها فلْيُطأْطِئْ لها و يصْبِرْ حتّى تجُوز(5) فإِنّ إِعْمال الْحِيلةِ فِيها عِنْد إِقْبالِها زائِدٌ فِي مكْرُوهِها.

و قال ع لِلْأشْترِ يا مالِكُ اِحْفظْ عنِّي هذا الْكلام و عِهِ يا مالِكُ بخس مُرُوّتهُ منْ ضعُف يقِينُهُ و أزْرى بِنفْسِهِ منِ اِسْتشْعر الطّمع 7 و رضِي بِالذُّلِّ منْ كشف عنْ ضُرِّهِ-و هانتْ عليْهِ نفْسُهُ منْ أطْلع على سِرِّهِ و أهْلكها منْ أمّر عليْهِ لِسانهُ 8 الشّرهُ جزّارُ الْخطرِ(6) منْ أهْوى إِلى مُتفاوِتٍ خذلتْهُ الرّغْبةُ الْبُخْلُ عارٌ و الْجُبْنُ منْقصةٌ و الْورعُ جُنّةٌ و الشُّكْرُ ثرْوةٌ و الصّبْرُ شجاعةٌ و الْمُقِلُّ غرِيبٌ فِي بلدِهِ (7) و الْفقْرُ يُخْرِسُ الْفطِن عنْ حُجّتِهِ (8) و نِعْم الْقرِينُ الرِّضا الْأدبُ حُللٌ جُدُدٌ(9) و مرْتبةُ الرّجُلِ عقْلُهُ و صدْرُهُ خِزانةُ سِرِّهِ و التّثبُّتُ حزْمٌ و الْفِكْرُ مِرْآةٌ صافِيةٌ و الْحِلْمُ سجِيّةٌ فاضِلةٌ و الصّدقةُ دواءٌ مُنْجِحٌ 13 و أعْمالُ الْقوْمِ فِي عاجِلِهِمْ نُصْب أعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ و الاِعْتِبارُ مُنْذِرٌ صالِحٌ و الْبشاشةُ فخُّ الْمودّةِ(10).

و قال ع الصّبْرُ مِن الْإِيمانِ بِمنْزِلةِ الرّأْسِ مِن الْجسدِ فمنْ لا صبْر لهُ لا إِيمان لهُ.

و قال ع أنْتُمْ فِي مهلٍ مِنْ ورائِهِ أجلٌ و معكُمْ أملٌ يعْترِضُ دُون الْعملِ فاغْتنِمُوا الْمهل و بادِرُوا الْأجل و كذِّبُوا الْأمل و تزوّدُوا مِن الْعملِ هلْ مِنْ خلاصٍ أوْ مناصٍ أوْ فِرارٍ أوْ مجازٍ أوْ معاذٍ أوْ ملاذٍ أوْ لا فأنّى تُؤْفكُون [18-19](6:95)

و قال ع أُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ فإِنّها غِبْطةٌ لِلطّالِبِ الرّاجِي و ثِقةٌ لِلْهارِبِ اللاّجِي اِسْتشْعِرُوا التّقْوى شِعاراً باطِناً و اُذْكُرُوا اللّه ذِكْراً خالِصاً تحْيوْا بِهِ أفْضل الْحياةِ و تسْلُكُوا بِهِ طُرُق النّجاةِ و اُنْظُرُوا إِلى الدُّنْيا نظر الزّاهِدِ الْمُفارِقِ فإِنّها تُزِيلُ الثّاوِي السّاكِن (11)-و تفْجعُ الْمُتْرف الْآمِن لا يُرْجى مِنْها ما ولّى فأدْبر و لا يُدْرى ما هُو آتٍ مِنْها فيُسْتنْظر وصل الرّخاءُ مِنْها بِالْبلاءِ و الْبقاءُ مِنْها إِلى الْفناءِ سُرُورُها مشُوبٌ بِالْحُزْنِ و الْبقاءُ مِنْها إِلى الضّعْفِ و الْوهْنِ.

و قال ع إِنّ الْخُيلاء مِن التّجبُّرِ و التّجبُّر مِن النّخْوةِ و النّخْوة مِن التّكبُّرِ و إِن Cالشّيْطان Cعدُوٌّ حاضِرٌ يعِدُكُمُ الْباطِل إِن الْمُسْلِم أخُ الْمُسْلِمِ فلا تخاذلُوا و لا تنابزُوا[29-31](49:11) فإِنّ شرائِع الدِّينِ واحِدةٌ و سُبُلهُ قاصِدةٌ فمنْ أخذ بِها لحِق و منْ فارقها محق و منْ تركها مرق (12) ليْس الْمُسْلِمُ بِالْكذُوبِ إِذا نطق و لا بِالْمُخْلِفِ إِذا وعد و لا بِالْخائِنِ إِذا اُؤْتُمِن.

و قال ع الْعقْلُ خلِيلُ الْمُؤْمِنِ و الْحِلْمُ وزِيرُهُ و الرِّفْقُ والِدُهُ و اللِّينُ أخُوهُ و لا بُدّ لِلْعاقِلِ مِنْ ثلاثٍ أنْ ينْظُر فِي شأْنِهِ و يحْفظ لِسانهُ و يعْرِف زمانهُ ألا و إِنّ مِن الْبلاءِ الْفاقة و أشدُّ مِن الْفاقةِ مرضُ الْبدنِ و أشدُّ مِنْ مرضِ الْبدنِ مرضُ الْقلْبِ ألا و إِنّ مِن النِّعمِ سعة الْمالِ و أفْضلُ مِنْ سعةِ الْمالِ صِحّةُ الْبدنِ و أفْضلُ مِنْ صِحّةِ الْبدنِ تقْوى الْقلْبِ.

و قال ع إِنّ لِلْمُؤْمِنِ ثلاث ساعاتٍ فساعةٌ يُناجِي فِيها ربّهُ و ساعةٌ يُحاسِبُ فِيها(13) نفْسهُ و ساعةٌ يُخلِّي بيْن نفْسِهِ و بيْن لذّاتِها فِيما يحِلُّ و يجْمُلُ و ليْس لِلْعاقِلِ أنْ يكُون شاخِصاً إِلاّ فِي ثلاثٍ مرمّةٍ لِمعاشِهِ 18 و خُطْوةٍ لِمعادِهِ أوْ لذّةٍ فِي غيْرِ مُحرّمٍ.

و قال ع كمْ مِنْ مُسْتدْرجٍ بِالْإِحْسانِ إِليْهِ (14) و كمْ مِنْ مغْرُورٍ بِالسّتْرِ عليْهِ و كمْ مِنْ مفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقوْلِ فِيهِ و ما اِبْتلى اللّهُ عبْداً بِمِثْلِ الْإِمْلاءِ لهُ (15) قال اللّهُ عزّ و جل إِنّما نُمْلِي لهُمْ لِيزْدادُوا إِثْماً(16)[11-15](3:178)

.


1- ..في الكافي [محبّة الأخيار].
2- ..الرزايا:جمع الزرية:المصيبة العظيمة.
3- ..منقول في النهج بادنى اختلاف.
4- ..العناء النصب و التعب.
5- ..«ساعاها»أي غالبها في السعى.و في كنز الفوائد[فاتنه ].
6- ..الهيبة.المخافة.و الخيبة:عدم الظفر بالمطلوب.
7- ..طأطأ:خفض و خضع.
8- ..أي احتقرها.يقال:أزرى به أي عابه و وضع من حقه.
9- ..و أمّر لسانه أي جعله أميرا.
10- ..المقل:الفقير.و في النهج [فى بلدته ].
11- ..الفطن.-بفتح فكسر-:الفاطن أي صاحب الفطنة و الحذاقة.
12- ..الحلل:جمع الحلّة-بالضم-:كل ثوب جديد.و الجدد:جمع الجديد.
13- ..انجحت حاجته:قضيت و الرجل:فاز و ظفر بها.
14- ..الثاوى:القائم.يعنى أن الدنيا تزيل من قام بها و اتخذها وطنا.
15- ..محق:هلك.و مرق:خرج من الدين بضلالة أو بدعة.
16- ..و كذا في أمالى ابن الشيخ و في النهج [و ساعة يرم معاشه ].

ص: 202

. .

ص: 203

. .

ص: 204

و قال ع لِيجْتمِعْ فِي قلْبِك الاِفْتِقارُ إِلى النّاسِ و الاِسْتِغْناءُ عنْهُمْ يكُونُ اِفْتِقارُك إِليْهِمْ فِي لِينِ كلامِك و حُسْنِ بِشْرِك 1 و يكُونُ اِسْتِغْناؤُك عنْهُمْ فِي نزاهةِ عِرْضِك و بقاءِ عِزِّك.

و قال ع لا تغْضبُوا و لا تُغْضِبُوا2 أفْشُوا السّلام و أطِيبُوا الْكلام.

و قال ع الْكرِيمُ يلِينُ إِذا اُسْتُعْطِف و اللّئِيمُ يقْسُو إِذا أُلْطِف.

و قال ع أ لا أُخْبِرُكُمْ بِالْفقِيهِ حقِّ الْفقِيهِ منْ لمْ يُرخِّصِ النّاس فِي معاصِي اللّهِ و لمْ يُقنِّطْهُمْ مِنْ رحْمةِ اللّهِ و لمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مكْرِ اللّهِ و لمْ يدعِ الْقُرْآن رغْبةً عنْهُ إِلى ما سِواهُ و لا خيْر فِي عِبادةٍ ليْس فِيها تفقُّهٌ و لا خيْر فِي عِلْمٍ ليْس فِيهِ تفكُّرٌ و لا خيْر فِي قِراءةٍ ليْس فِيها تدبُّرٌ.

و قال ع إِنّ اللّه إِذا جمع النّاس نادى فِيهِمْ مُنادٍ أيُّها النّاسُ إِنّ أقْربكُمُ الْيوْم مِن اللّهِ أشدُّكُمْ مِنْهُ خوْفاً و إِنّ أحبّكُمْ إِلى اللّهِ أحْسنُكُمْ لهُ عملاً و إِنّ أفْضلكُمْ عِنْدهُ منْصباً أعْملُكُمْ (1) فِيما عِنْدهُ رغْبةً و إِنّ أكْرمكُمْ عليْهِ أتْقاكُمْ.

و قال ع عجِبْتُ لِأقْوامٍ يحْتمُون الطّعام مخافة الْأذى كيْف لا يحْتمُون الذُّنُوب مخافة النّارِ (2)و عجِبْتُ مِمّنْ يشْترِي الْممالِيك بِمالِهِ كيْف لا يشْترِي الْأحْرار بِمعْرُوفِهِ فيمْلِكهُمْ ثُمّ قال إِنّ الْخيْر و الشّرّ لا يُعْرفانِ إِلاّ بِالنّاسِ فإِذا أردْت أنْ تعْرِف الْخيْر(3) فاعْملِ الْخيْر تعْرِفْ أهْلهُ و إِذا أردْت أنْ تعْرِف الشّرّ فاعْملِ الشّرّ تعْرِفْ أهْلهُ.

و قال ع إِنّما أخْشى عليْكُمُ اِثْنتيْنِ طُول الْأملِ و اِتِّباع الْهوى أمّا طُولُ الْأملِ فيُنْسِي الْآخِرة و أمّا اِتِّباعُ الْهوى فإِنّهُ يصُدُّ عنِ الْحقِّ.

:و سألهُ رجُلٌ بِالْبصْرةِ عنِ الْإِخْوانِ فقال الْإِخْوانُ صِنْفانِ إِخْوانُ الثِّقةِ و إِخْوانُ الْمُكاشرةِ فأمّا إِخْوانُ الثِّقةِ فهُمُ الْكهْفُ و الْجناحُ (4) و الْأهْلُ و الْمالُ فإِنْ كُنْت مِنْ أخِيك على حدِّ الثِّقةِ فابْذُلْ لهُ مالك و يدك و صافِ منْ صافاهُ (5) و عادِ منْ عاداهُ و اُكْتُمْ سِرّهُ و عيْبهُ و أظْهِرْ مِنْهُ الْحسن اِعْلمْ أيُّها السّائِلُ أنّهُمْ أقلُّ مِن الْكِبْرِيتِ الْأحْمرِ و أمّا إِخْوانُ الْمُكاشرةِ فإِنّك تُصِيبُ مِنْهُمْ لذّتك فلا تقْطعنّ مِنْهُمْ لذّتك و لا تطْلُبنّ ما وراء ذلِك مِنْ ضمِيرِهِمْ و اُبْذُلْ لهُمْ ما بذلُوا لك مِنْ طلاقةِ الْوجْهِ و حلاوةِ اللِّسانِ .

و قال ع لا تتّخِذنّ عدُوّ صدِيقِك صدِيقاً فتُعْدِي صدِيقك.

و قال ع لا تصْرِمْ أخاك على اِرْتِيابٍ و لا تقْطعْهُ دُون اِسْتِعْتابٍ (6).

و قال ع ينْبغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يجْتنِب مُؤاخاة ثلاثةٍ الْفاجِرِ و الْأحْمقِ و الْكذّابِ فأمّا الْفاجِرُ(7) فيُزيِّنُ لك فِعْلهُ و يُحِبُّ أنّك مِثْلُهُ و لا يُعِينُك على أمْرِ دِينِك و معادِك فمُقارنتُهُ جفاءٌ و قسْوةٌ و مدْخلُهُ عارٌ عليْك 10 و أمّا الْأحْمقُ فإِنّهُ لا يُشِيرُ عليْك بِخيْرٍ و لا يُرْجى لِصرْفِ السُّوءِ عنْك و لوْ جهد نفْسهُ (8) و رُبّما أراد نفْعك فضرّك فموْتُهُ خيْرٌ مِنْ حياتِهِ و سُكُوتُهُ خيْرٌ مِنْ نُطْقِهِ و بُعْدُهُ خيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ و أمّا الْكذّابُ فإِنّهُ لا يهْنِئُك معهُ عيْشٌ ينْقُلُ حدِيثك و ينْقُلُ إِليْك الْحدِيث كُلّما أفْنى أُحْدُوثةً مطاها بِأُخْرى مِثْلِها(9) حتّى إِنّهُ يُحدِّثُ بِالصِّدْقِ فلا يُصدّقُ يُغْزِي بيْن النّاسِ بِالْعداوةِ(10) فيُنْبِتُ الشّحْناء فِي الصُّدُورِ فاتّقُوا اللّه و اُنْظُرُوا لِأنْفُسِكُمْ.

.


1- ..و الاملاء:الامهال.
2- ..سورة آل عمران آية 178.
3- ..البشر-بالكسر-:بشاشة الوجه.و النزاهة:العفّة و البعد عن المكروه.
4- ..في بعض النسخ [و لا تغصبوا].و لعلّ الصحيح«و لا تعضبوا»أي لا تقطعوا.
5- ..في بعض النسخ [أعلمكم ].
6- ..يحتمون أي يتقون و في بعض النسخ [كيف لا يحتمى ].
7- ..في بعض النسخ [أن تعمل الخير].
8- ..صافى فلانا:أخلص له الود.
9- ..لا تصرم أي لا تقطع.و الاستعتاب:الاسترضاء.
10- ..رواه الكليني(ره)في الكافي ج 2 ص 639 و فيه [الماجن الفاجر].

ص: 205

. .

ص: 206

و قال ع لا عليْك (1) أنْ تصْحب ذا الْعقْلِ و إِنْ لمْ تجْمُدْ كرمُهُ (2) تحْمدْ كرمهُ و لكِنِ اِنْتفِعْ بِعقْلِهِ و اِحْترِسْ مِنْ سيِّئِ أخْلاقِهِ و لا تدعنّ صُحْبة الْكرِيمِ و إِنْ لمْ تنْتفِعْ بِعقْلِهِ و لكِنِ اِنْتفِعْ بِكرمِهِ بِعقْلِك و اِفْرِرِ الْفِرار كُلّهُ مِن اللّئِيمِ الْأحْمقِ.

و قال ع الصّبْرُ ثلاثةٌ الصّبْرُ على الْمُصِيبةِ و الصّبْرُ على الطّاعةِ و الصّبْرُ عنِ الْمعْصِيةِ.

و قال ع منِ اِسْتطاع أنْ يمْنع نفْسهُ مِنْ أرْبعةِ أشْياء فهُو خلِيقٌ بِأنْ لا ينْزِل بِهِ مكْرُوهٌ أبداً قِيل و ما هُنّ قال الْعجلةُ و اللّجاجةُ و الْعُجْبُ و التّوانِي .

و قال ع الْأعْمالُ ثلاثةٌ فرائِضُ و فضائِلُ و معاصِي فأمّا الْفرائِضُ فبِأمْرِ اللّهِ و مشِيئتِهِ و بِرِضاهُ و بِعِلْمِهِ و قدرِهِ يعْملُها الْعبْدُ فينْجُو مِن اللّهِ بِها و أمّا الْفضائِلُ فليْس بِأمْرِ اللّهِ لكِنْ بِمشِيئتِهِ و بِرِضاهُ و بِعِلْمِهِ و بِقدرِهِ يعْملُها الْعبْدُ فيُثابُ عليْها و أمّا الْمعاصِي فليْس بِأمْرِ اللّهِ و لا بِمشِيئتِهِ و لا بِرِضاهُ لكِنْ بِعِلْمِهِ و بِقدرِهِ يُقدِّرُها لِوقْتِها فيفْعلُها الْعبْدُ بِاخْتِيارِهِ فيُعاقِبُهُ اللّهُ عليْها لِأنّهُ قدْ نهاهُ عنْها فلمْ ينْتهِ.

و قال ع يا أيُّها النّاسُ إِنّ لِلّهِ فِي كُلِّ نِعْمةٍ حقّاً فمنْ أدّاهُ زادهُ و منْ قصّر عنْهُ خاطر بِزوالِ النِّعْمةِ و تعجُّلِ الْعُقُوبةِ فلْيراكُمُ اللّهُ مِن النِّعْمةِ وجِلِين كما يراكُمْ مِن الذُّنُوبِ فرِقِين 3.

و قال ع منْ ضُيِّق عليْهِ فِي ذاتِ يدِهِ فلمْ يظُنّ أنّ ذلِك حُسْنُ نظرٍ مِن اللّهِ لهُ فقدْ ضيّع مأْمُولاً و منْ وُسِّع عليْهِ فِي ذاتِ يدِهِ فلمْ يظُنّ أنّ ذلِك اِسْتِدْراجٌ مِن اللّهِ فقدْ أمِن مخُوفاً4.

و قال ع يا أيُّها النّاسُ سلُوا اللّه الْيقِين و اِرْغبُوا إِليْهِ فِي الْعافِيةِ فإِنّ أجل النِّعمِ الْعافِيةُ و خيْر ما دام فِي الْقلْبِ الْيقِينُ و الْمغْبُونُ منْ غُبِن دِينهُ و الْمغْبُوطُ منْ حسُن يقِينُهُ.

و قال ع لا يجِدُ رجُلٌ طعْم الْإِيمانِ حتّى يعْلم أنّ ما أصابهُ لمْ يكُنْ لِيُخْطِئهُ و ما أخْطأهُ لمْ يكُنْ لِيُصِيبهُ.

و قال ع ما اُبْتُلِي الْمُؤْمِنُ بِشيْ ءٍ هُو أشدُّ عليْهِ مِنْ خِصالٍ ثلاثٍ يُحْرمُها قِيل و ما هُنّ قال الْمُواساةُ فِي ذاتِ يدِهِ و الْإِنْصافُ مِنْ نفْسِهِ و ذِكْرُ اللّهِ كثِيراً أما إِنِّي لا أقُولُ لكُمْ سُبْحان اللّهِ و الْحمْدُ لِلّهِ و لكِنْ ذِكْرُ اللّهِ عِنْد ما أحلّ لهُ و ذِكْرُ اللّهِ عِنْد ما حرّم عليْهِ .

و قال ع منْ رضِي مِن الدُّنْيا بِما يُجْزِيهِ كان أيْسرُ ما فِيهِ يكْفِيهِ و منْ لمْ يرْض مِن الدُّنْيا بِما يُجْزِيهِ لمْ يكُنْ فِيها شيْ ءٌ يكْفِيهِ.

و قال ع الْمنِيّةُ لا الدّنِيّةُ و التّجلُّدُ لا التّبلُّدُ(3) و الدّهْرُ يوْمانِ فيوْمٌ لك و يوْمٌ عليْك فإِذا كان لك فلا تبْطرْ و إِذا كان عليْك فلا تحْزنْ فبِكِليْهِما ستُخْتبرُ.

و قال ع أفْضِلْ على منْ شِئْت يكُنْ أسِيرك.

و قال ع ليْس مِنْ أخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْملقُ و لا الْحسدُ إِلاّ فِي طلبِ الْعِلْمِ.

و قال ع أرْكانُ الْكُفْرِ أرْبعةٌ الرّغْبةُ و الرّهْبةُ و السّخطُ و الْغضبُ.

و قال ع الصّبْرُ مِفْتاحُ الدّركِ و النُّجْحُ عُقْبى منْ صبر(4) و لِكُلِّ طالِبِ حاجةٍ وقْتٌ يُحرِّكُهُ الْقدرُ.

و قال ع اللِّسانُ مِعْيارٌ أطاشهُ الْجهْلُ (5) و أرْجحهُ الْعقْلُ.

و قال ع منْ طلب شفا غيْظٍ بِغيْرِ حقٍّ أذاقهُ اللّهُ هواناً بِحقٍّ إِنّ اللّه عدُوُّ ما كرِه.

و قال ع ما حار منِ اِسْتخار و لا ندِم منِ اِسْتشار8.

و قال ع عُمِّرتِ الْبُلْدانُ بِحُبِّ الْأوْطانِ.

و قال ع ثلاثٌ منْ حافظ عليْها سعِد إِذا ظهرتْ عليْك نِعْمةٌ فاحْمدِ اللّه و إِذاأبْطأ عنْك الرِّزْقُ فاسْتغْفِرِ اللّه و إِذا أصابتْك شِدّةٌ فأكْثِرْ مِنْ قوْلِ لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ.

و قال ع الْعِلْمُ ثلاثةٌ الْفِقْهُ لِلْأدْيانِ و الطِّبُ لِلْأبْدانِ و النّحْوُ لِلِّسانِ.

و قال ع حقُّ اللّهِ فِي الْعُسْرِ الرِّضا و الصّبْرُ و حقُّهُ فِي الْيُسْرِ الْحمْدُ و الشُّكْرُ.

و قال ع ترْكُ الْخطِيئةِ أيْسرُ مِنْ طلبِ التّوْبةِ و كمْ مِنْ شهْوةِ ساعةٍ قدْ أوْرثتْ حُزْناً طوِيلاً و الْموْتُ فضح الدُّنْيا فلمْ يتْرُكْ لِذِي لُبٍّ فِيها فرحاً و لا لِعاقِلٍ لذّةً.

و قال ع الْعِلْمُ قائِدٌ و الْعملُ سائِقٌ و النّفْسُ حرُونٌ 9.

و قال ع كُنْ لِما لا ترْجُو أرْجى مِنْك لِما ترْجُو فإِن مُوسى ع

خرج يقْتبِسُ لِأهْلِهِ ناراً فكلّمهُ اللّهُ و رجع نبِيّاً و خرجتْ ملِكةُ سبإٍ فأسْلمتْ مع سُليْمان ع

و خرجتْ سحرةُ فِرْعوْن يطْلُبُون الْعِزّ لِفِرْعوْن فرجعُوا مُؤْمِنِين.

و قال ع النّاسُ بِأُمرائِهِمْ أشْبهُ مِنْهُمْ بِآبائِهِمْ.

و قال ع أيُّها النّاسُ اِعْلمُوا أنّهُ ليْس بِعاقِلٍ منِ اِنْزعج (6) مِنْ قوْلِ الزُّورِ فِيهِ و لا بِحكِيمٍ منْ رضِي بِثناءِ الْجاهِلِ عليْهِ النّاسُ أبْناءُ ما يُحْسِنُون و قدْرُ كُلِّ اِمْرِئٍ ما يُحْسِنُ فتكلّمُوا فِي الْعِلْمِ تبيّنْ أقْدارُكُمْ.

و قال ع رحِم اللّهُ اِمْرأً راقب ربّهُ (7) و توكّف ذنْبهُ و كابر هواهُ و كذّب مُناهُ زمّ نفْسهُ مِن التّقْوى بِزِمامٍ و ألْجمها مِنْ خشْيةِ ربِّها بِلِجامٍ فقادها إِلى الطّاعةِ بِزِمامِها و قدعها عنِ الْمعْصِيةِ بِلِجامِها(8) رافِعاً إِلى الْمعادِ طرْفهُ مُتوقِّعاً فِي كُلِّ أوانٍ حتْفهُ دائِم الْفِكْرِ طوِيل السّهرِ عزُوفاً عنِ الدُّنْيا كدُوحاً لِآخِرتِهِ (9) جعل الصّبْر مطِيّة نجاتِهِ و التّقْوى عُدّة وفاتِهِ و دواء داءِ جواهُ (10) فاعْتبر و قاس فوتر الدُّنْيا و النّاس يتعلّمُ لِلتّفقُّهِ و السّدادِ قدْ وقّر قلْبهُ ذِكْرُ الْمعادِ فطوى مِهادهُ (11) و هجر وِسادهُ قدْ عظُمتْ فِيما عِنْد اللّهِ رغْبتُهُ و اِشْتدّتْ مِنْهُ رهْبتُهُ يُظْهِرُ دُون ما يكْتُمُ و يكْتفِي بِأقلّ مِمّا يعْلمُ أُولئِك ودائِعُ اللّهِ فِي بِلادِهِ الْمدْفُوعُ بِهِمْ عنْ عِبادِهِ لوْ أقْسم أحدُهُمْ على اللّهِ لأبرّهُ- آخِرُ دعْواهُمْ أنِ الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [10-16](10:10)

و قال ع وُكِّل الرِّزْقُ بِالْحُمْقِ و وُكِّل الْحِرْمانُ بِالْعقْلِ و وُكِّل الْبلاءُ بِالصّبْرِ.

و قال ع لِلْأشْعثِ (12) يُعزِّيهِ بِأخِيهِ عبْدِ الرّحْمنِ إِنْ جزِعْت فحق عبْدِ الرّحْمنِ وفيْت و إِنْ صبرْت فحقّ اللّهِ أدّيْت على أنّك إِنْ صبرْت جرى عليْك الْقضاءُ و أنْت محْمُودٌ و إِنْ جزِعْت جرى عليْك الْقضاءُ و أنْت مذْمُومٌ 17 فقال الْأشْعثُ إِنّا لِلّهِ و إِنّا إِليْهِ راجِعُون [6-11](2:156) فقال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع أ تدْرِي ما تأْوِيلُها فقال الْأشْعثُ لأنْت غايةُ الْعِلْمِ و مُنْتهاهُ فقال ع أمّا قوْلُك إِنّا لِلّهِ [6-7](2:156) فإِقْرارٌ مِنْك بِالْمُلْكِ و أمّا قوْلُك و إِنّا إِليْهِ راجِعُون [8-11](2:156) فإِقْرارٌ مِنْك بِالْهُلْكِ (13) .

و ركِب يوْماً فمشى معهُ قوْمٌ فقال ع لهُمْ أ ما علِمْتُمْ أنّ مشْي الْماشِي مع الرّاكِبِ مفْسدةٌ لِلرّاكِبِ و مذلّةٌ لِلْماشِي اِنْصرِفُوا .

.


1- ..في الكافي [مقاربته جفاء].و«مدخله»أي زيارته و مواجهته.
2- ..في الكافي [و لو أجهد نفسه ].
3- ..أي لا بأس بك و لا حرج.
4- ..جمدت يده:بخل.
5- ..«و جلين»أي خائفين.«فرقين»أي فزعين.
6- ..النجح-بالضم-:الفوز و الظفر.
7- ..أطاشه أي خفّه.و بالفارسية(يعنى سبك مى كند او را).
8- ..الحور-بالفتح-:التحير و الرجوع إلى النقصان.
9- ..الحرون من الخيل:الذي لا ينقاد لراكبه فإذا استدّر جريه وقف.
10- ..ازعجه فانزعج:أقلقه و قلعه من مكانه فقلق و انقلع.
11- ..في بعض النسخ [راقب دينه ].و التوكّف:التجنّب.و المكابرة:المعاندة و المغالبة.
12- ..قدع الفرس باللجام:كبحه أي جذبه به لتقف و تجرى.
13- ..الجوى:الحرقة و شدة الوجد من عشق أو حزن.

ص: 207

. .

ص: 208

. .

ص: 209

. .

ص: 210

و قال ع الْأُمُورُ ثلاثةٌ أمْرٌ بان لك رُشْدُهُ فاتّبِعْهُ (1) و أمْرٌ بان لك غيُّهُ فاجْتنِبْهُ و أمْرٌ أشْكل عليْك فرددْتهُ إِلى عالِمِهِ 2.

و قال لهُ جابِرٌ يوْماً كيْف أصْبحْت يا أمِير الْمُؤْمِنِين فقال ع أصْبحْنا و بِنا مِنْ نِعمِ اللّهِ ربِّنا ما لا نُحْصِيهِ مع كثْرةِ ما نعْصِيهِ فلا ندْرِي ما نشْكُرُ أ جمِيل ما ينْشُرُ أمْ قبِيح ما يسْتُرُ .

و عزّى عبْد اللّهِ بْن عبّاسٍ عنْ موْلُودٍ صغِيرٍ مات لهُ فقال ع لمُصِيبةٌ فِي غيْرِك لك أجْرُها أحبُّ إِليّ مِنْ مُصِيبةٍ فِيك لِغيْرِك ثوابُها فكان لك الْأجْرُ لا بِك و حسُن لك الْعزاءُ لا عنْك و عوّضك اللّهُ عنْهُ 3 مِثْل الّذِي عوّضهُ مِنْك .

و قِيل لهُ ما التّوْبةُ النّصُوحُ فقال ع ندمٌ بِالْقلْبِ و اِسْتِغْفارٌ بِاللِّسانِ و الْقصْدُ على أنْ لا يعُود(2) .

و قال ع إِنّكُمْ مخْلُوقُون اِقْتِداراً و مرْبُوبُون اِقْتِساراً(3) و مُضمّنُون أجْداثاً و كائِنُون رُفاتاً و مبْعُوثُون أفْراداً و مدِينُون حِساباً فرحِم اللّهُ عبْداً اِقْترف فاعْترف و وجِل فعمِل و حاذر فبادر و عُبِّر فاعْتبر و حُذِّر فازْدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اِقْتدى فاحْتذى (4) فباحث طلباً و نجا هرباً و أفاد ذخِيرةً و أطاب سرِيرةً و تأهّب لِلْمعادِ و اِسْتظْهر بِالزّادِ لِيوْمِ رحِيلِهِ (5) و وجْهِ سبِيلِهِ و حالِ حاجتِهِ و موْطِنِ فاقتِهِ فقدّم أمامهُ لِدارِ مُقامِهِ فمهِّدُوا لِأنْفُسِكُمْ فهلْ ينْتظِرُ أهْلُ غضارةِ الشّبابِ إِلاّ حوانِي الْهرمِ و أهْلُ بضاضةِ الصِّحّةِ(6) إِلاّ نوازِل السّقمِ و أهْلُ مُدّةِ الْبقاءِ إِلاّ مُفاجأة الْفناءِ و اِقْتِراب الْفوْتِ و دُنُوّ الْموْتِ.

.


1- ..طوى نقيض نشر.و المهاد:الفراش.و هجره أي تركه و أعرض عنه.
2- ..الهلك بالضم:الهلاك.
3- ..في بعض النسخ [فارتكبه ].
4- ..في بعض النسخ [فرده الى عالمه ].
5- ..في بعض النسخ [منه ].
6- ..في بعض النسخ [العقد على أن لا يعود].

ص: 211

و قال ع اِتّقُوا اللّه تقِيّة منْ شمّر تجْرِيداً و جدّ تشْمِيراً و اِنْكمش فِي مهلٍ و أشْفق فِي وجلٍ 1 و نظر فِي كرّةِ الْموْئِلِ و عاقِبةِ الْمصِيرِ و مغبّةِ الْمرْجِعِ (1) فكفى بِاللّهِ مُنْتقِماً و نصِيراً و كفى بِالْجنّةِ ثواباً و نوالاً(2) و كفى بِالنّارِ عِقاباً و نكالاً و كفى بِكِتابِ اللّهِ حجِيجاً و خصِيماً(3).

و سألهُ رجُلٌ عنِ السُّنّةِ و الْبِدْعةِ و الْفُرْقةِ و الْجماعةِ فقال ع أمّا السُّنّةُ فسُنّةُ رسُولِ اللّهِ ص و أمّا الْبِدْعةُ فما خالفها5 و أمّا الْفُرْقةُ فأهْلُ الْباطِلِ و إِنْ كثُرُوا و أمّا الْجماعةُ فأهْلُ الْحقِّ و إِنْ قلُّوا و قال ص (4) لا يرْجُو الْعبْدُ إِلاّ ربّهُ و لا يخافُ إِلاّ ذنْبهُ و لا يسْتحِي الْعالِمُ إِذا سُئِل عمّا لا يعْلمُ أنْ يقُول اللّهُ أعْلمُ (5) و الصّبْرُ مِن الْإِيمانِ بِمنْزِلةِ الرّأْسِ مِن الْجسدِ .

و قال لهُ رجُلٌ أوْصِنِي فقال ع أُوصِيك أنْ لا يكُوننّ لِعملِ الْخيْرِ عِنْدك غايةٌ فِي الْكثْرةِ و لا لِعملِ الْإِثْمِ عِنْدك غايةٌ فِي الْقِلّةِ .

و قال لهُ آخرُ أوْصِنِي فقال ع لا تُحدِّثْ نفْسك بِفقْرٍ و لا طُولِ عُمُرٍ .

و قال ع إِنّ لِأهْلِ الدِّينِ علاماتٍ يُعْرفُون بِها صِدْق الْحدِيثِ و أداء الْأمانةِ و وفاءً بِالْعهْدِ و صِلةً لِلْأرْحامِ و رحْمةً لِلضُّعفاءِ و قِلّة مُؤاتاةٍ لِلنِّساءِ(6) و بذْل الْمعْرُوفِ و حُسْن الْخُلُقِ و سعة الْحِلْمِ و اِتِّباع الْعِلْمِ و ما يُقرِّبُ مِن اللّهِ زُلْفى ف طُوبى لهُمْ و حُسْنُ مآبٍ [6-10](13:29)

و قال ع ما أطال الْعبْدُ الْأمل إِلاّ أنْساهُ الْعمل.

.


1- ..الاحتذاء:الاقتداء أي أتى بكل ما للاقتداء من معنى.
2- ..استظهر بالزاد:استعان به.
3- ..البضاضة:رقة اللون و صفاؤه.
4- ..في النهج [عاقبة المصدر].و المغبّة-بفتح الميم و الغين و تشديد التاء-:العاقبة.
5- ..النوال:العطاء و النصيب.
6- ..الحجيج:المغالب باظهار الحجّة.

ص: 212

و قال ع اِبْنُ آدم أشْبهُ شيْ ءٍ بِالْمِعْيارِ إِمّا ناقِصٌ بِجهْلٍ أوْ راجِحٌ بِعِلْمٍ.

و قال ع سِبابُ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ و قِتالُهُ كُفْرٌ و حُرْمةُ مالِهِ كحُرْمةِ دمِهِ.

و قال ع اُبْذُلْ لِأخِيك دمك و مالك و لِعدُوِّك عدْلك و إِنْصافك و لِلْعامّةِ بِشْرك و إِحْسانك سلِّمْ على النّاسِ يُسلِّمُوا عليْك.

و قال ع سادةُ النّاسِ فِي الدُّنْيا الْأسْخِياءُ و فِي الْآخِرةِ الْأتْقِياءُ.

و قال ع الشّيْ ءُ شيْئانِ فشيْ ءٌ لِغيْرِي لمْ أُرْزقْهُ فِيما مضى و لا آمُلُهُ فِيما بقِي و شيْ ءٌ لا أنالُهُ دُون وقْتِهِ و لوْ أجْلبْتُ عليْهِ بِقُوّةِ السّماواتِ و الْأرْضِ فبِأيِّ هذيْنِ أُفْنِي عُمُرِي.

و قال ع إِنّ الْمُؤْمِن إِذا نظر اِعْتبر و إِذا سكت تفكّر و إِذا تكلّم ذكر و إِذا اِسْتغْنى شكر و إِذا أصابتْهُ شِدّةٌ صبر فهُو قرِيبُ الرِّضا بعِيدُ السّخطِ يُرْضِيهِ عنِ اللّهِ الْيسِيرُ و لا يُسْخِطُهُ الْكثِيرُ و لا يبْلُغُ بِنِيّتِهِ إِرادتُهُ فِي الْخيْرِ ينْوِي كثِيراً مِن الْخيْرِ و يعْملُ بِطائِفةٍ مِنْهُ و يتلهّفُ على ما فاتهُ مِن الْخيْرِ كيْف لمْ يعْملْ بِهِ (1)و الْمُنافِقُ إِذا نظر لها و إِذا سكت سها و إِذا تكلّم لغا(2) و إِذا اِسْتغْنى طغا و إِذا أصابتْهُ شِدّةٌ ضغا3 فهُو قرِيبُ السّخطِ بعِيدُ الرِّضا يُسْخِطُهُ على اللّهِ الْيسِيرُ و لا يُرْضِيهِ الْكثِيرُ ينْوِي كثِيراً مِن الشّرِّ و يعْملُ بِطائِفةٍ مِنْهُ و يتلهّفُ على ما فاتهُ مِن الشّرِّ كيْف لمْ يعْملْ بِهِ.

و قال ع الدُّنْيا و الْآخِرةُ عدُوّانِ مُتعادِيانِ و سبِيلانِ مُخْتلِفانِ منْ أحبّ الدُّنْيا و والاها أبْغض الْآخِرة و عاداها مثلُهُما مثلُ الْمشْرِقِ و الْمغْرِبِ و الْماشِي بيْنهُما لا يزْدادُ مِنْ أحدِهِما قُرْباً إِلاّ اِزْداد مِن الْآخرِ بُعْداً.

و قال ع منْ خاف الْوعِيد قرُب عليْهِ الْبعِيدُ(3) و منْ كان مِنْ قُوتِ الدُّنْيا لا يشْبعُ لمْ يكْفِهِ مِنْها ما يجْمعُ و منْ سعى لِلدُّنْيا فاتتْهُ و منْ قعد عنْها أتتْهُ إِنّما الدُّنْياظِلٌّ ممْدُودٌ إِلى أجلٍ معْدُودٍ رحِم اللّهُ عبْداً سمِع حُكْماً فوعى و دُعِي إِلى الرّشادِ فدنا و أخذ بِحُجْزةِ ناجٍ هادٍ فنجا(4) قدّم خالِصاً و عمِل صالِحاً قدّم مذْخُوراً و اِجْتنب محْذُوراً رمى غرضاً6 و أحْرز عِوضاً كابر هواهُ و كذّب مُناهُ جعل الصّبْر مطِيّة نجاتِهِ و التّقْوى عُدّة وفاتِهِ (5) لزِم الطّرِيقة الْغرّاء و الْمحجّة الْبيْضاء و اِغْتنم الْمهل و بادر الْأجل و تزوّد مِن الْعملِ.

و قال ع لِرجُلٍ كيْف أنْتُمْ فقال نرْجُو و نخافُ فقال ع منْ رجا شيْئاً طلبهُ و منْ خاف شيْئاً هرب مِنْهُ ما أدْرِي ما خوْفُ رجُلٍ عرضتْ لهُ شهْوةٌ فلمْ يدعْها لِما خاف مِنْهُ و ما أدْرِي ما رجاءُ رجُلٍ نزل بِهِ بلاءٌ فلمْ يصْبِرْ عليْهِ لِما يرْجُو .

و قال ع لِعباية بْنِ رِبْعِيٍ (6) و قدْ سألهُ عنِ الاِسْتِطاعةِ الّتِي نقُومُ و نقْعُدُ و نفْعلُ إِنّك سألْت عنِ الاِسْتِطاعةِ فهلْ تملِكُها مِنْ دُونِ اللّهِ أوْ مع اللّهِ فسكت عبايةُ فقال لهُ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع إِنْ قُلْت تمْلِكُها مع اللّهِ قتلْتُك و إِنْ قُلْت تمْلِكُها دُون اللّهِ قتلْتُك فقال عبايةُ فما أقُولُ قال ع تقُولُ إِنّك تمْلِكُها بِاللّهِ الّذِي يمْلِكُها مِنْ دُونِك فإِنْ ملّكك إِيّاها كان ذلِك مِنْ عطائِهِ و إِنْ سلبكها كان ذلِك مِنْ بلائِهِ فهُو الْمالِكُ لِما ملّكك و الْقادِرُ على ما عليْهِ أقْدرك (7) .

قال الْأصْبغُ بْنُ نُباتة(8)سمِعْتُ أمِير الْمُؤْمِنِين ع يقُولُ أُحدِّثُكُمْ بِحدِيثٍ ينْبغِي لِكُلِ مُسْلِمٍ أنْ يعِيهُ ثُمّ أقْبل عليْنا فقال ع ما عاقب اللّهُ عبْداً مُؤْمِناً فِي هذِهِ الدُّنْيا إِلاّ كان أجْود و أمْجد مِنْ أنْ يعُود فِي عِقابِهِ يوْم الْقِيامةِ و لا ستر اللّهُ على عبْدٍ مُؤْمِنٍ فِي هذِهِ الدُّنْيا و عفا عنْهُ إِلاّ كان أمْجد و أجْود و أكْرم مِنْ أنْ يعُود فِي عفْوِهِ يوْم الْقِيامةِ ثُمّ قال ع و قدْ يبْتلِي اللّهُ الْمُؤْمِن بِالْبلِيّةِ فِي بدنِهِ أوْ مالِهِ أوْ وُلْدِهِ أوْ أهْلِهِ و تلا هذِهِ الْآية- ما أصابكُمْ مِنْ مُصِيبةٍ فبِما كسبتْ أيْدِيكُمْ و يعْفُوا عنْ كثِيرٍ11[2-12](42:30) و ضمّ يدهُ ثلاث مرّاتٍ و يقُولُ و يعْفُوا عنْ كثِيرٍ[9-12](42:30) .

و قال ع أوّلُ الْقطِيعةِ السّجا و لا تأْسُ أحداً إِذا كان ملُولاً12 أقْبحُ الْمُكافأةِ الْمُجازاةُ بِالْإِساءةِ.

و قال ع أوّلُ إِعْجابِ الْمرْءِ بِنفْسِهِ فسادُ عقْلِهِ منْ غلب لِسانهُ أمِنهُ منْ لمْ يُصْلِحْ خلائِقهُ كثُرتْ بوائِقُهُ (9) منْ ساء خُلُقُهُ ملّهُ أهْلُهُ رُبّ كلِمةٍ سلبتْ نِعْمةً الشُّكْرُ عِصْمةٌ مِن الْفِتْنةِ الصِّيانةُ رأْسُ الْمُرُوّةِ شفِيعُ الْمُذْنِبِ خُضُوعُهُ أصْلُ الْحزْمِ الْوُقُوفُ عِنْد الشُّبْهةِ فِي سعةِ الْأخْلاقِ كُنُوزُ الْأرْزاقِ.

و قال ع الْمصائِبُ بِالسّوِيّةِ مقْسُومةٌ بيْن الْبرِيّةِ لا تيْأسْ لِذنْبِك و بابُ التّوْبةِ مفْتُوحٌ الرُّشْدُ فِي خِلافِ الشّهْوةِ تارِيخُ الْمُنى الْموْتُ النّظرُ إِلى الْبخِيلِ يُقْسِي الْقلْب النّظرُ إِلى الْأحْمقِ يُسْخِنُ الْعيْن 14 السّخاءُ فِطْنةٌ و اللُّؤْمُ تغافُلٌ.

و قال ع الْفقْرُ الْموْتُ الْأكْبرُ و قِلّةُ الْعِيالِ أحدُ الْيساريْنِ و هُو نِصْفُ الْعيْشِ و الْهمُّ نِصْفُ الْهرمِ و ما عال اِمْرُؤٌ اِقْتصد(10) و ما عطِب اِمْرُؤٌ اِسْتشار و الصّنِيعةُ لا تصْلُحُ إِلاّ عِنْد ذِي حسبٍ أوْ دِينٍ و السّعِيدُ منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و الْمغْبُونُ لا محْمُودٌ و لا مأْجُورٌ الْبِرُّ لا يبْلى و الذّنْبُ لا يُنْسى.

.


1- ..في بعض النسخ [فمن خالفها].
2- ..كذا في جميع النسخ.
3- ..المواتاة:المطاوعة.و في الكافي [قلة المراقبة للنساء].
4- ..تلهف أي حزن عليه و تحسّر.
5- ..«ضغا»أي تذلّل و ضعف.
6- ..الوعيد يستعمل في الشر كما ان الوعد في الخير غالبا.
7- ..الحجزة-كغرفة-:معقد الازار.و استعير لهدى الهادى و لزوم قصده و الاقتداء به.
8- ..الغرض-بالتحريك-:الهدف الذي يرمى إليه.و كابر:عائد و غالب.
9- ..و في بعض النسخ [و القادر لما عليه قدرك ].
10- ..سورة الشورى آية 30.

ص: 213

. .

ص: 214

. .

ص: 215

و قال ع اِصْطنِعُوا الْمعْرُوف (1) تكْسِبُوا الْحمْد و اِسْتشْعِرُوا الْحمْد يُؤْنِسْ بِكُمُ الْعُقلاءُ و دعُوا الْفُضُول يُجانِبْكُمُ السُّفهاءُ و أكْرِمُوا الْجلِيس تُعْمرْ نادِيكُمْ (2) و حامُوا عنِ الْخلِيطِ يُرْغبْ فِي جِوارِكُمْ و أنْصِفُوا النّاس مِنْ أنْفُسِكُمْ يُوثقْ بِكُمْ و عليْكُمْ بِمكارِمِ الْأخْلاقِ فإِنّها رِفْعةٌ و إِيّاكُمْ و الْأخْلاق الدّنِيّة فإِنّها تضعُ الشّرِيف و تهْدِمُ الْمجْد.

و قال ع اِقْنعْ تعِزّ.

و قال ع الصّبْرُ جُنّةٌ مِن الْفاقةِ و الْحِرْصُ علامةُ الْفقْرِ و التّجمُّلُ اِجْتِنابُ الْمسْكنةِ و الْموْعِظةُ كهْفٌ لِمنْ لجأ إِليْها.

و قال ع منْ كساهُ الْعِلْمُ ثوْبهُ اِخْتفى عنِ النّاسِ عيْبُهُ.

و قال ع لا عيْش لِحسُودٍ و لا مودّة لِملُولٍ و لا مُرُوّة لِكذُوبٍ.

و قال ع تروّحْ إِلى بقاءِ عِزِّك بِالْوحْدةِ.

و قال ع كُلُّ عزِيزٍ داخِلٍ تحْت الْقُدْرةِ فذلِيلٌ.

و قال ع أهْلك النّاس اِثْنانِ خوْفُ الْفقْرِ و طلبُ الْفخْرِ.

و قال ع أيُّها النّاسُ إِيّاكُمْ و حُبّ الدُّنْيا فإِنّها رأْسُ كُلِّ خطِيئةٍ و بابُ كُلِّ بلِيّةٍ و قِرانُ كُلِّ فِتْنةٍ و داعِي كُلِّ رزِيّةٍ(3).

و قال ع جُمِع الْخيْرُ كُلُّهُ فِي ثلاثِ خِصالٍ النّظرِ و السُّكُوتِ و الْكلامِ فكُلُّ نظرٍ ليْس فِيهِ اِعْتِبارٌ فهُو سهْوٌ و كُلُّ سُكُوتٍ ليْس فِيهِ فِكْرةٌ فهُو غفْلةٌ و كُلُّ كلامٍ ليْس فِيهِ ذِكْرٌ فهُو لغْوٌ فطُوبى لِمنْ كان نظرُهُ عِبْرةً و سُكُوتُهُ فِكْرةٌ و كلامُهُ ذِكْراً و بكى على خطِيئتِهِ و أمِن النّاسُ مِنْ شرِّهِ (4).

و قال ع ما أعْجب هذا الْإِنْسان مسْرُورٌ بِدرْكِ ما لمْ يكُنْ لِيفُوتهُ محْزُونٌ على فوْتِ ما لمْ يكُنْ لِيُدْرِكهُ و لوْ أنّهُ فكّر لأبْصر و علِم أنّهُ مُدبّرٌ و أنّ الرِّزْق عليْهِ مُقدّرٌ و لاقْتصر على ما تيسّر و لمْ يتعرّضْ لِما تعسّر(5).

.


1- ..السجا:الستر،سجا الليل يسجو:ستر بظلمته.و في النهج [و لا تأمنن ملولا].
2- ..الخلائق:جمع خليقة:الطبيعة.و البوائق جمع بائقة:الشر و الغائلة و الداهية.
3- ..سخنت عينه:نقيض قرّت.
4- ..أي ما جار امرؤ إن أخذ بالاقتصاد.و في النهج [ما أعال ].و ما عطب أي ما هلك.
5- ..اصطنعوا:اعطوا و احسنوا و اكرموا.

ص: 216

و قال ع إِذا طاف فِي الْأسْواقِ و وعظهُمْ قال : يا معْشر التُّجّارِ قدِّمُوا الاِسْتِخارة و تبرّكُوا بِالسُّهُولةِ و اِقْترِبُوا مِن الْمُبْتاعِين (1) و تزيّنُوا بِالْحِلْمِ و تناهوْا عنِ الْيمِينِ و جانِبُوا الْكذِب و تجافوْا عنِ الظُّلْمِ (2) و أنْصِفُوا الْمظْلُومِين و لا تقْربُوا الرِّبا- و أوْفُوا الْكيْل و الْمِيزان [13-17](6:152) و لا تبْخسُوا النّاس أشْياءهُمْ و لا تعْثوْا فِي الْأرْضِ مُفْسِدِين [1-11](26:183)

و سُئِل أيُّ شيْ ءٍ مِمّا خلق اللّهُ أحْسنُ فقال ع الْكلامُ فقِيل أيُّ شيْ ءٍ مِمّا خلق اللّهُ أقْبحُ قال الْكلامُ ثُمّ قال بِالْكلامِ اِبْيضّتِ الْوُجُوهُ و بِالْكلامِ اِسْودّتِ الْوُجُوهُ .

و قال ع قُولُوا الْخيْر تُعْرفُوا بِهِ و اِعْملُوا بِهِ تكُونُوا مِنْ أهْلِهِ.

و قال ع إِذا حضرتْ بلِيّةٌ فاجْعلُوا أمْوالكُمْ دُون أنْفُسِكُمْ و إِذا نزلتْ نازِلةٌ فاجْعلُوا أنْفُسكُمْ دُون دِينِكُمْ و اِعْلمُوا أنّ الْهالِك منْ هلك دِينُهُ و الْحرِيب منْ سُلِب دِينهُ (3) ألا و إِنّهُ لا فقْر بعْد الْجنّةِ و لا غِنى بعْد النّارِ .

و قال ع لا يجِدُ عبْدٌ طعْم الْإِيمانِ حتّى يتْرُك الْكذِب هزْلهُ و جِدّهُ (4).

و قال ع ينْبغِي لِلرّجُلِ الْمُسْلِمِ أنْ يجْتنِب مُؤاخاة الْكذّابِ إِنّهُ يكْذِبُ حتّى يجِي ء بِالصِّدْقِ فما يُصدّقُ.

و قال ع أعْظمُ الْخطايا اِقْتِطاعُ مالِ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغيْرِ حقٍ (5).

و قال ع منْ خاف الْقِصاص كفّ عنْ ظُلْمِ النّاسِ.

و قال ع ما رأيْتُ ظالِماً أشْبه بِمظْلُومٍ مِن الْحاسِدِ.

و قال ع الْعامِلُ بِالظُّلْمِ و الْمُعِينُ عليْهِ و الرّاضِي بِهِ شُركاءُ ثلاثةٌ.

و قال ع الصّبْرُ صبْرانِ صبْرٌ عِنْد الْمُصِيبةِ حسنٌ جمِيلٌ و أحْسنُ مِنْ ذلِك الصّبْرُ عِنْد ما حرّم اللّهُ عليْك و الذِّكْرُ ذِكْرانِ ذِكْرٌ عِنْد الْمُصِيبةِ حسنٌ جمِيلٌ و أفْضلُ مِنْ ذلِك ذِكْرُ اللّهِ عِنْد ما حرّم اللّهُ عليْك فيكُونُ ذلِك حاجِزاً.

.


1- ..النادى:المجلس جمع أندية.
2- ..الرزية:المصيبة.
3- ..في معاني الأخبار باب 202 ج 2[و أمن الناس شره ].
4- ..في بعض النسخ [لاقتصر على ما يتيسر و لم يتعرض لما يتعسر].
5- ..أي تقاربوا بالمشترى و امضوا المعاملة.

ص: 217

و قال ع اللّهُمّ لا تجْعلْ بِي حاجةً إِلى أحدٍ مِنْ شِرارِ خلْقِك و ما جعلْت بِي مِنْ حاجةٍ فاجْعلْها إِلى أحْسنِهِمْ وجْهاً و أسْخاهُمْ بِها نفْساً و أطْلقِهِمْ بِها لِساناً و أقلِّهِمْ عليّ بِها منّاً.

و قال ع طُوبى لِمنْ يأْلفُ النّاس و يأْلفُونهُ على طاعةِ اللّهِ.

و قال ع إِنّ مِنْ حقِيقةِ الْإِيمانِ أنْ يُؤْثِر الْعبْدُ الصِّدْق حتّى نفر عنِ الْكذِبِ حيْثُ ينْفعُ و لا يعْدُ يعْدُو الْمرْءُ بِمقالتِهِ عِلْمهُ.

و قال ع أدُّوا الْأمانة و لوْ إِلى قاتِلِ وُلْدِ الْأنْبِياءِ(1).

و قال ع التّقْوى سِنْخُ الْإِيمانِ.

و قال ع ألا إِنّ الذُّلّ فِي طاعةِ اللّهِ أقْربُ إِلى الْعِزِّ مِن التّعاوُنِ بِمعْصِيةِ اللّهِ.

و قال ع الْمالُ و الْبنُون حرْثُ الدُّنْيا و الْعملُ الصّالِحُ حرْثُ الْآخِرةِ و قدْ جمعهُما اللّهُ لِأقْوامٍ.

و قال ع مكْتُوبٌ فِي التّوْراةِ فِي صحِيفتيْنِ إِحْداهُما منْ أصْبح على الدُّنْيا حزِيناً فقدْ أصْبح لِقضاءِ اللّهِ ساخِطاً و منْ أصْبح مِن الْمُؤْمِنِين يشْكُو مُصِيبةً نزلتْ بِهِ إِلى منْ يُخالِفُهُ على دِينِهِ فإِنّما يشْكُو ربّهُ إِلى عدُوِّهِ و منْ تواضع لِغنِيٍّ طلباً لِما عِنْدهُ ذهب ثُلُثا دِينِهِ (2) و منْ قرأ الْقُرْآن فمات فدخل النّار فهُو مِمّنْ يتّخِذُ آياتِ اللّهِ هُزُواً[27-29](2:231) و قال ع فِي الصّحِيفةِ الْأُخْرى منْ لمْ يسْتشِرْ ينْدمْ و منْ يسْتأْثِرْ مِن الْأمْوالِ يهْلِكْ (3) و الْفقْرُ الْموْتُ الْأكْبرُ.

و قال ع الْإِنْسانُ لُبُّهُ لِسانُهُ و عقْلُهُ دِينُهُ و مُرُوّتُهُ حيْثُ يجْعلُ نفْسهُ و الرِّزْقُ مقْسُومٌ و الْأيّامُ دُولٌ و النّاسُ إِلى آدم

شرعٌ سواءٌ(4).

و قال ع لِكُميْلِ بْنِ زِيادٍ رُويْدك لا تشْهرْ(5) و أخْفِ شخْصك لا تُذْكرْ-تعلّمْ تعْلمْ و اُصْمُتْ تسْلمْ لا عليْك إِذا عرّفك دِينهُ لا تعْرِفُ النّاس و لا يعْرِفُونك.

و قال ع ليْس الْحكِيمُ منْ لمْ يُدارِ منْ لا يجِدُ بُدّاً مِنْ مُداراتِهِ.

و قال ع أرْبعٌ لوْ ضربْتُمْ فِيهِنّ أكْباد الْإِبِلِ 6 لكان ذلِك يسِيراً لا يرْجُونّ أحدٌ إِلاّ ربّهُ و لا يخافنّ إِلاّ ذنْبهُ و لا يسْتحِينّ أنْ يقُول لا أعْلمُ إِذا هُو لمْ يعْلمْ و لا يسْتكْبِرنّ أنْ يتعلّم إِذا لمْ يعْلمْ.

-و كتب إِلى عبْدِ اللّهِ بْنِ الْعبّاسِ أمّا بعْدُ فاطْلُبْ ما يعْنِيك و اُتْرُكْ ما لا يعْنِيك فإِنّ فِي ترْكِ ما لا يعْنِيك درْك ما يعْنِيك و إِنّما تقْدمُ على ما أسْلفْت لا على ما خلّفْت و اِبْنِ ما تلْقاهُ غداً على ما تلْقاهُ و السّلامُ .

و قال ع إِنّ أحْسن ما يأْلفُ بِهِ النّاسُ قُلُوب أوِدّائِهِمْ و نفوْا بِهِ الضِّغْن عنْ قُلُوبِ أعْدائِهِمْ حُسْنُ الْبِشْرِ عِنْد لِقائِهِمْ و التّفقُّدُ فِي غيْبتِهِمْ و الْبشاشةُ بِهِمْ عِنْد حُضُورِهِمْ.

و قال ع لا يجِدُ عبْدٌ طعْم الْإِيمانِ حتّى يعْلم أنّ ما أصابهُ لمْ يكُنْ لِيُخْطِئهُ و ما أخْطأهُ لمْ يكُنْ لِيُصِيبهُ.

و قال ع يا ربِّ ما أشْقى جِدّ منْ لمْ يعْظُمْ فِي عيْنِهِ و قلْبِهِ ما رأى مِنْ مُلْكِك و سُلْطانِك فِي جنْبِ ما لمْ تر عيْنُهُ و قلْبُهُ مِنْ مُلْكِك و سُلْطانِك و أشْقى مِنْهُ منْ لمْ يصْغُرْ فِي عيْنِهِ و قلْبِهِ ما رأى و ما لمْ ير مِنْ مُلْكِك و سُلْطانِك فِي جنْبِ عظمتِك و جلالِك- لا إِله إِلاّ أنْت سُبْحانك إِنِّي كُنْتُ مِن الظّالِمِين [16-24](21:87)

و قال ع إِنّما الدُّنْيا فناءٌ و عناءٌ و غِيرٌ و عِبرٌ فمِنْ فنائِها أنّك ترى الدّهْر مُوتِّراً قوْسهُ مُفوِّقاً نبْلهُ (6) لا تُخْطِئُ سِهامُهُ و لا تُشْفى جِراحُهُ يرْمِي الصّحِيح بِالسّقمِ و الْحيّ بِالْموْتِ و مِنْ عنائِها أنّ الْمرْء يجْمعُ ما لا يأْكُلُ و يبْنِي ما لا يسْكُنُ ثُمّ يخْرُجُ إِلى اللّهِ لا مالاً حمل و لا بِناءً نقل و مِنْ غِيرِها(7) أنّك ترى الْمغْبُوط مرْحُوماً و الْمرْحُوم مغْبُوطاً ليْس بيْنهُمْ (8)إِلاّ نعِيْمٌ زال و بُؤْسٌ نزل 10 و مِنْ عِبرِها أنّ الْمرْء يُشْرِفُ على أملِهِ فيتخطّفُهُ أجلُهُ 11 فلا أملٌ مدْرُوكٌ و لا مُؤمّلٌ متْرُوكٌ فسُبْحان اللّهِ ما أعزّ سُرُورها و أظْمأ رِيّها و أضْحى فيْئها فكأنّ ما كان مِن الدُّنْيا لمْ يكُنْ و كأنّ ما هُو كائِنٌ قدْ كان و إِنّ الدّار الْآخِرة هِي دارُ الْمُقامِ و دارُ الْقرارِ و جنّةٌ و نارٌ صار أوْلِياءُ اللّهِ إِلى الْأجْرِ بِالصّبْرِ و إِلى الْأملِ بِالْعملِ.

و قال ع مِنْ أحبِّ السُّبُلِ إِلى اللّهِ جُرْعتانِ جُرْعةُ غيْظٍ ترُدُّها بِحِلْمٍ و جُرْعةُ حُزْنٍ ترُدُّها بِصبْرٍ و مِنْ أحبِّ السُّبُلِ إِلى اللّهِ قطْرتانِ قطْرةُ دُمُوعٍ فِي جوْفِ اللّيْلِ و قطْرةُ دمٍ فِي سبِيلِ اللّهِ و مِنْ أحبِّ السُّبُلِ إِلى اللّهِ خُطْوتانِ خُطْوةُ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ يشُدُّ بِها صفّاً فِي سبِيلِ اللّهِ و خُطْوةٌ فِي صِلةِ الرّحِمِ و هِي أفْضلُ مِنْ خُطْوةٍ يشُدُّ(9) بِها صفّاً فِي سبِيلِ اللّهِ.

و قال ع لا يكُونُ الصّدِيقُ لِأخِيهِ صدِيقاً حتّى يحْفظهُ فِي نكْبتِهِ و غيْبتِهِ و بعْد وفاتِهِ.

و قال ع إِنّ قُلُوب الْجُهّالِ تسْتفِزُّها الْأطْماعُ و ترْهنُها الْمُنى و تسْتعْلِقُها الْخدائِعُ (10).

و قال ع منِ اِسْتحْكمتْ فِيهِ خصْلةٌ مِنْ خِصالِ الْخيْرِ اِغْتفرْتُ ما سِواها و لا أغْتفِرُ فقْد عقْلٍ و لا دِينٍ لِأنّ مُفارقة الدِّينِ مُفارقةُ الْأمْنِ و لا حياة مع مخافةٍ و فقْد الْعقْلِ فقْدُ الْحياةِ و لا يُقاسُ إِلاّ بِالْأمْواتِ (11).

و قال ع منْ عرّض نفْسهُ لِلتُّهمةِ فلا يلُومنّ منْ أساء بِهِ الظّنّ و منْ كتم سِرّهُ كانتِ الْخِيرةُ فِي يدِهِ (12).

و قال ع إِنّ اللّه يُعذِّبُ سِتّةً بِسِتّةٍ الْعرب بِالْعصبِيّةِ و الدّهاقِين بِالْكِبْرِ و الْأُمراء بِالْجوْرِ و الْفُقهاء بِالْحسدِ و التُّجّار بِالْخِيانةِ و أهْل الرُّسْتاقِ بِالْجهْلِ.

و قال ع أيُّها النّاسُ اِتّقُوا اللّه فإِنّ الصّبْر على التّقْوى أهْونُ مِن الصّبْرِ على عذابِ اللّهِ.

و قال ع الزُّهْدُ فِي الدُّنْيا قصْرُ الْأملِ و شُكْرُ كُلِّ نِعْمةٍ و الْورعُ عنْ كُلِّ ما حرّم اللّهُ.

و قال ع إِنّ الْأشْياء لمّا اِزْدوجتْ اِزْدوج الْكسلُ و الْعجْزُ فنُتِج مِنْهُما الْفقْرُ(13).

و قال ع ألا إِنّ الْأيّام ثلاثةٌ يوْمٌ مضى لا ترْجُوهُ و يوْمٌ بقِي لا بُدّ مِنْهُ 17 و يوْمٌ يأْتِي لا تأْمنُهُ فالْأمْسِ موْعِظةٌ و الْيوْم غنِيمةٌ و غدٌ لا تدْرِي منْ أهْلُهُ أمْسِ شاهِدٌ مقْبُولٌ و الْيوْم أمِينٌ مُؤدٍّ و غدٌ يُعجِّلُ بِنفْسِك سرِيع الظّعْنِ 18 طوِيل الْغيْبةِ أتاك و لمْ تأْتِهِ أيُّها النّاسُ إِنّ الْبقاء بعْد الْفناءِ و لمْ تكُنْ إِلاّ و قدْ ورِثْنا منْ كان قبْلنا و لنا وارِثُون بعْدنا فاسْتصْلِحُوا ما تقْدمُون عليْهِ بِما تظْعنُون عنْهُ و اُسْلُكُوا سُبُل الْخيْرِ و لا تسْتوْحِشُوا فِيها لِقِلّةِ أهْلِها و اُذْكُرُوا حُسْن صُحْبةِ اللّهِ لكُمْ فِيها ألا و إِنّ الْعوارِي الْيوْم و الْهِباتِ غداً و إِنّما نحْنُ فُرُوعٌ لِأُصُولٍ قدْ مضتْ فما بقاءُ الْفُرُوعِ بعْد أُصُولِها أيُّها النّاسُ إِنّكُمْ إِنْ آثرْتُمُ الدُّنْيا على الْآخِرةِ أسْرعْتُمْ إِجابتها إِلى الْعرضِ الْأدْنى و رحلتْ مطايا آمالِكُمْ إِلى الْغايةِ الْقُصْوى تُورِدُ مناهِل عاقِبتُها النّدمُ و تُذِيقُكُمْ ما فعلتْ بِالْأُممِ الْخالِيةِ و الْقُرُونِ الْماضِيةِ مِنْ تغيُّرِ الْحالاتِ و تكوُّنِ الْمثُلاتِ.

و قال ع الصّلاةُ قُرْبانُ كُلِّ تقِيٍّ و الْحجُّ جِهادُ كُلِّ ضعِيفٍ و لِكُلِّ شيْ ءٍ زكاةٌ و زكاةُ الْبدنِ الصِّيامُ و أفْضلُ عملِ الْمرْءِ اِنْتِظارُهُ فرج اللّهِ و الدّاعِي بِلا عملٍ كالرّامِي بِلا وترٍ و منْ أيْقن بِالْخلفِ جاد بِالْعطِيّةِ اِسْتنْزِلُوا الرِّزْق بِالصّدقةِ و حصِّنُوا أمْوالكُمْ بِالزّكاةِ و ما عال اِمْرُؤٌ اِقْتصد و التّقْدِيرُ نِصْفُ الْعيْشِ- و التّودُّدُ نِصْفُ الْعقْلِ و الْهمُّ نِصْفُ الْهرمِ و قِلّةُ الْعِيالِ أحدُ الْيساريْنِ و منْ أحْزن والِديْهِ عقّهُما و منْ ضرب بِيدِهِ على فخِذِهِ عِنْد الْمُصِيبةِ حبِط أجْرُهُ و الصّنِيعةُ لا تكُونُ صنِيعةً إِلاّ عِنْد ذِي حسبٍ أوْ دِينٍ و اللّهُ يُنْزِلُ الصّبْر على قدْرِ الْمُصِيبةِ فمنْ قدّر رزقهُ اللّهُ و منْ بذّر حرمهُ اللّهُ و الْأمانةُ تجُرُّ الرِّزْق و الْخِيانةُ تجُرُّ الْفقْر و لوْ أراد اللّهُ بِالنّمْلةِ صلاحاً ما أنْبت لها جناحاً.

و قال ع متاعُ الدُّنْيا حُطامٌ و تُراثُها كُبابٌ بُلْغتُها أفْضلُ مِنْ أثرتِها و قُلْعتُها أرْكنُ مِنْ طُمأْنِينتِها(14) حُكِم بِالْفاقةِ على مُكْثِرِها و أُعِين بِالرّاحةِ منْ رغِب عنْها منْ راقهُ رُواؤُها(15) أعْقبتْ ناظِريْهِ كمهاً(16) و منِ اِسْتشْعر شغفها ملأتْ قلْبهُ أشْجاناً لهُنّ رقْصٌ على سُويْداءِ قلْبِهِ كرقِيصِ الزُّبْدةِ على أعْراضِ الْمِدْرجةِ (17)همٌّ يحْزُنُهُ و همٌ يشْغلُهُ 23 كذلِك حتّى يُؤْخذ بِكظمِهِ و يُقْطع أبْهراهُ و يلْقى هاماً لِلْقضاءِ طرِيحاً هيِّناً على اللّهِ مداهُ 24 و على الْأبْرارِ ملْقاهُ (18) و إِنّما ينْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلى الدُّنْيا بِعيْنِ الاِعْتِبارِ و يقْتاتُ مِنْها بِبطْنِ الاِضْطِرارِ و يسْمعُ فِيها بِأُذُنِ النّفْثِ 26.

و قال ع تعلّمُوا الْحِلْم فإِنّ الْحِلْم خلِيلُ الْمُؤْمِنِ و وزِيرُهُ و الْعِلْم دلِيلُهُ و الرِّفْق أخُوهُ و الْعقْل رفِيقُهُ و الصّبْر أمِيرُ جُنُودِهِ.

و قال ع لِرجُلٍ تجاوز الْحدّ فِي التّقشُّفِ (19) يا هذا أ ما سمِعْت قوْل اللّهِ- و أمّا بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ 28[1-5](93:11) فو اللّهِ لابْتِذالُك نِعم اللّهِ بِالْفعالِ أحبُّ إِليْهِ مِنِ اِبْتِذالِكها بِالْمقالِ .

1,2-و قال لاِبْنِهِ الْحسنِ ع أُوصِيك بِتقْوى اللّهِ و إِقامِ الصّلاةِ لِوقْتِها و إِيتاءِ الزّكاةِ عِنْد محلِّها و أُوصِيك بِمغْفِرةِ الذّنْبِ و كظْمِ الْغيْظِ و صِلةِ الرّحِمِ و الْحِلْمِ عِنْد الْجاهِلِ و التّفقُّهِ فِي الدِّينِ و التّثبُّتِ فِي الْأمْرِ و التّعهُّدِ لِلْقُرْآنِ و حُسْنِ الْجِوارِ و الْأمْرِ بِالْمعْرُوفِ و النّهْيِ عنِ الْمُنْكرِ و اِجْتِنابِ الْفواحِشِ كُلِّها فِي كُلِّ ما عُصِي اللّهُ فِيهِ.

و قال ع قِوامُ الدُّنْيا بِأرْبعةٍ بِعالِمٍ مُسْتعْمِلٍ لِعِلْمِهِ و بِغنِيٍّ باذِلٍ لِمعْرُوفِهِ و بِجاهِلٍ لا يتكبّرُ أنْ يتعلّم و بِفقِيرٍ لا يبِيعُ آخِرتهُ بِدُنْيا غيْرِهِ و إِذا عطّل الْعالِمُ عِلْمهُ و أمْسك الْغنِيُّ معْرُوفهُ و تكبّر الْجاهِلُ أنْ يتعلّم و باع الْفقِيرُ آخِرتهُ بِدُنْيا غيْرِهِ فعليْهِمُ الثُّبُورُ.

و قال ع منِ اِسْتطاع أنْ يمْنع نفْسهُ مِنْ أرْبعةِ أشْياء فهُو خلِيقٌ بِأنْ لا ينْزِل بِهِ مكْرُوهٌ أبداً قِيل و ما هُنّ يا أمِير الْمُؤْمِنِين قال الْعجلةُ و اللّجاجةُ و الْعُجْبُ و التّوانِي .

و قال ع اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّ التّقْوى حِصْنٌ حصِينٌ و الْفُجُور حِصْنٌ ذلِيلٌ لا يمْنعُ أهْلهُ و لا يُحْرِزُ منْ لجأ إِليْهِ ألا و بِالتّقْوى تُقْطعُ حُمةُ الْخطايا(20) و بِالصّبْرِ على طاعةِ اللّهِ يُنالُ ثوابُ اللّهِ و بِالْيقِينِ تُدْركُ الْغايةُ الْقُصْوى عِباد اللّهِ إِنّ اللّه لمْ يحْظُرْ على أوْلِيائِهِ ما فِيهِ نجاتُهُمْ 30 إِذْ دلّهُمْ عليْهِ و لمْ يُقنِّطْهُمْ مِنْ رحْمتِهِ لِعِصْيانِهِمْ إِيّاهُ إِنْ تابُوا إِليْهِ.

و قال الصّمْتُ حُكْمٌ و السُّكُوتُ سلامةٌ و الْكِتْمانُ طرفٌ مِن السّعادةِ.

و قال ع تذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمقْدُورِ حتّى تصِير الْآفةُ فِي التّدْبِيرِ(21).

و قال ع لا تتِمُّ مُرُوّةُ الرّجُلِ حتّى يتفقّه فِي دِينِهِ و يقْتصِد فِي معِيشتِهِ و يصْبِر على النّائِبةِ إِذا نزلتْ بِهِ و يسْتعْذِب مرارة إِخْوانِهِ.

و سُئِل ع ما الْمُرُوّةُ فقال لا تفْعلْ شيْئاً فِي السِّرِّ تسْتحْيِي مِنْهُ فِي الْعلانِيةِ .

و قال ع الاِسْتِغْفارُ مع الْإِصْرارِ ذُنُوبٌ مُجدّدةٌ.

و قال ع سكِّنُوا فِي أنْفُسِكُمْ معْرِفة ما تعْبُدُون حتّى ينْفعكُمْ ما تُحرِّكُون مِن الْجوارِحِ بِعِبادةِ منْ تعْرِفُون.

و قال ع الْمُسْتأْكِلُ بِدِينِهِ حظُّهُ مِنْ دِينِهِ ما يأْكُلُهُ.

و قال ع الْإِيمانُ قوْلٌ مقْبُولٌ (22) و عملٌ معْمُولٌ و عِرْفانٌ بِالْمعْقُولِ.

و قال ع الْإِيمانُ على أرْبعةِ أرْكانٍ التّوكُّلِ على اللّهِ و التّفْوِيضِ إِلى اللّهِ و التّسْلِيمِ لِأمْرِ اللّهِ و الرِّضا بِقضاءِ اللّهِ و أرْكانُ الْكُفْرِ أرْبعةٌ الرّغْبةُ و الرّهْبةُ و الْغضبُ و الشّهْوةُ(23).

و قال ع منْ زهِد فِي الدُّنْيا و لمْ يجْزعْ مِنْ ذُلِّها و لمْ يُنافِسْ فِي عِزِّها(24)هداهُ اللّهُ بِغيْرِ هِدايةٍ مِنْ مخْلُوقٍ و علّمهُ بِغيْرِ تعْلِيمٍ و أثْبت الحِكْمة فِي صدْرِهِ و أجْراها على لِسانِهِ.

و قال ع إِنّ لِلّهِ عِباداً عاملُوهُ بِخالِصٍ مِنْ سِرِّهِ فشكر لهُمْ بِخالِصٍ مِنْ شُكْرِهِ فأُولئِك تمُرُّ صُحُفُهُمْ يوْم الْقِيامةِ فُرّغاً35 فإِذا وُقِفُوا بيْن يديْهِ ملأها لهُمْ مِنْ سِرِّ ما أسرُّوا إِليْهِ.

و قال ع ذلِّلُوا أخْلاقكُمْ بِالْمحاسِنِ و قوِّدُوها إِلى الْمكارِمِ و عوِّدُوا أنْفُسكُمُ الْحِلْم و اِصْبِرُوا على الْإِيثارِ على أنْفُسِكُمْ فِيما تُجْمِدُون تُحْمدُون عنْهُ و لا تُداقُّوا النّاس وزْناً بِوزْنٍ (25) و عظِّمُوا أقْداركُمْ بِالتّغافُلِ عنِ الدّنِيِّ مِن الْأُمُورِ و أمْسِكُوا رمق الضّعِيفِ (26) بِجاهِكُمْ و بِالْمعُونةِ لهُ إِنْ عجزْتُمْ عمّا رجاهُ عِنْدكُمْ و لا تكُونُوا بحّاثِين عمّا غاب عنْكُمْ (27) فيكْثُر غائِبُكُمْ (28) عائِبُكُمْ و تحفّظُوا مِن الْكذِبِ فإِنّهُ مِنْ أدْنى الْأخْلاقِ قدْراً و هُو نوْعٌ عنِ الْفُحْشِ و ضرْبٌ مِن الدّناءةِ و تكرّمُوا بِالتّعامِي عنِ الاِسْتِقْصاءِ و رُوِي بِالتّعامُسِ مِن الاِسْتِقْصاءِ(29).

و قال ع كفى بِالْأجلِ حِرْزاً إِنّهُ ليْس أحدٌ مِن النّاسِ إِلاّ و معهُ حفظةٌ مِن اللّهِ يحْفظُونهُ أنْ لا يتردّى فِي بِئْرٍ و لا يقع عليْهِ حائِطٌ و لا يُصِيبهُ سبُعٌ فإِذا جاء أجلُهُ خلّوْا بيْنهُ و بيْن أجلِهِ.

.


1- ..في بعض النسخ [تخافوا].
2- ..الحريب:الذي سلب ماله و تركه بلا شي ء.
3- ..الهزل في الكلام:ضد الجد أي المزح و الهذى.
4- ..اقتطع مال فلان أي أخذه لنفسه.
5- ..في كنز الفوائد[إلى قاتل الأنبياء].
6- ..استاثر بالمال:اختص نفسه به و اختاره.
7- ..«دول»أي لا ثبات فيها و لا قرار.و الشرع-بكسر فسكون و بفتحتين-:المثل.
8- ..رويدك-مصدر-أى امهل.
9- ..في أمالي الشيخ [عبرها].
10- ..في الأمالي [ليس بينهما].
11- ..في الأمالي [نعيم زال ].و في الأمالي [و من غيرها].
12- ..و في بعض النسخ و في الأمالي [فيختطفه ].
13- ..في بعض النسخ [يشهد]فى الموضعين.
14- ..الخيرة:الخيار و ذلك لان من اسر عزيمة فله الخيار بخلاف من أفشاها.
15- ..في بعض النسخ [بينهما الفقر].
16- ..في بعض النسخ [لا تدمنه ]اى لا تدومه.
17- ..الظعن:الرحلة.
18- ..الكمه محركة-:العمى.
19- ..في بعض النسخ [هم يعمره و هم يسفره ].
20- ..الملقى:الموضع.
21- ..تقشّف الرجل في لباسه إذا لم يتعاهد النظافة.
22- ..سورة الضحى آية 11.
23- ..الحمة:السم.و حمة البرد:شدّته.
24- ..لم يحظر:لم يمنع.و في بعض النسخ [ما فيه تجارتهم ].
25- ..و في بعض النسخ [مقول ].
26- ..في الكافي ج 2 ص 47،289 بتقديم و تأخير.
27- ..نافس فلانا في الامر:فاخره و باراه فيه.
28- ..فرغا أي خاليا فارغا.
29- ..أي لا تحاسبهم بالدقة في الأمور و لا تستقصهم فيها.

ص: 218

. .

ص: 219

. .

ص: 220

. .

ص: 221

. .

ص: 222

. .

ص: 223

. .

ص: 224

. .

ص: 225

و روي عن الإمام السبط التقي أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و رحمته و بركاته في طوال هذه المعاني

في أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين ع أو غيره في معان مختلفة.في بعض النسخ [من الضعيف ].و الجاه:القدر و الشرف.

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام السبط التقي أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و رحمته و بركاته في طوال هذه المعانيفي أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين ع أو غيره في معان مختلفة(1)قِيل لهُ ع ما الزُّهْدُ قال الرّغْبةُ فِي التّقْوى و الزّهادةُ فِي الدُّنْيا قِيل فما الْحِلْمُ قال كظْمُ الْغيْظِ و مِلْكُ النّفْسِ قِيل ما السّدادُ قال دفْعُ الْمُنْكرِ بِالْمعْرُوفِ قِيل فما الشّرفُ قال اِصْطِناعُ الْعشِيرةِ و حمْلُ الْجرِيرةِ قِيل فما النّجْدةُ(2) قال الذّبُّ عنِ الْجارِ و الصّبْرُ فِي الْمواطِنِ و الْإِقْدامُ عِنْد الْكرِيهةِ قِيل فما الْمجْدُ قال أنْ تُعْطِي فِي الْغُرْمِ (3) و أنْ تعْفُو عنِ الْجُرْمِ قِيل فما الْمُرُوّةُ قال حِفْظُ الدِّينِ و إِعْزازُ النّفْسِ و لِينُ الْكنفِ (4) و تعهُّدُ الصّنِيعةِ و أداءُ الْحُقُوقِ و التّحبُّبُ إِلى النّاسِ قِيل فما الْكرمُ قال الاِبْتِداءُ بِالْعطِيّةِ قبْل الْمسْألةِ و إِطْعامُ الطّعامِ فِي الْمحْلِ 5 قِيل فما الدّنِيئةُ قال النّظرُ فِي الْيسِيرِ و منْعُ الْحقِيرِ قِيل فما اللُّؤْمُ قال قِلّةُ النّدى و أنْ يُنْطق بِالْخنا6- قِيل فما السّماحُ قال الْبذْلُ فِي السّرّاءِ و الضّرّاءِ قِيل فما الشُّحُّ قال أنْ ترى ما فِي يديْك شرفاً و ما أنْفقْتهُ تلفاً قِيل فما الْإِخاءُ قال الْإِخاءُ فِي الشِّدّةِ و الرّخاءِ قِيل فما الْجُبْنُ قال الْجُرْأةُ على الصّدِيقِ و النُّكُولُ عنِ الْعدُوِّ قِيل فما الْغِنى قال رِضا النّفْسِ بِما قُسِم لها و إِنْ قلّ قِيل فما الْفقْرُ قال شرهُ النّفْسِ إِلى كُلِّ شيْ ءٍ قِيل فما الْجُودُ قال بذْلُ الْمجْهُودِ قِيل فما الْكرمُ قال الْحِفاظُ فِي الشِّدّةِ و الرّخاءِ(5) قِيل فما الْجُرْأةُ قال مُواقفةُ الْأقْرانِ 8 قِيل فما الْمنعةُ قال شِدّةُ الْبأْسِ و مُنازعةُ أعِزّاءِ النّاسِ (6) قِيل فما الذُّلُّ قال الْفرقُ عِنْد الْمصْدُوقةِ10 قِيل فما الْخُرْقُ قال مُناوأتُك أمِيرك و منْ يقْدِرُ على ضُرِّك 11- قِيل فما السّناءُ قال إِتْيانُ الْجمِيلِ و ترْكُ الْقبِيحِ 12 قِيل فما الْحزْمُ قال طُولُ الْأناةِ و الرِّفْقُ بِالْوُلاةِ و الاِحْتِراسُ مِنْ جمِيعِ النّاسِ 13 قِيل فما الشّرفُ قال مُوافقةُ الْإِخْوانِ و حِفْظُ الْجِيرانِ قِيل فما الْحِرْمانُ قال ترْكُك حظّك و قدْ عرض عليْك قِيل فما السّفهُ قال اِتِّباعُ الدُّناةِ و مُصاحبةُ الْغُواةِ قِيل فما الْعِيُ (7) قال الْعبثُ بِاللِّحْيةِ و كثْرةُ التّنحْنُحِ عِنْد الْمنْطِقِ قِيل فما الشّجاعةُ قال مُوافقةُ مُواقفةُ الْأقْرانِ و الصّبْرُ عِنْد الطِّعانِ قِيل فما الْكُلْفةُ قال كلامُك فِيما لا يعْنِيك قِيل و ما السّفاهُ 15 قال الْأحْمقُ فِي مالِهِ الْمُتهاوِنُ بِعِرْضِهِ قِيل فما اللُّؤْمُ قال إِحْرازُ الْمرْءِ نفْسهُ و إِسْلامُهُ عِرْسهُ (8) .

.


1- ..في بعض النسخ [من الضعيف ].و الجاه:القدر و الشرف.
2- ..في بعض النسخ [بحانين ].
3- ..في بعض النسخ [فيكبر غائبكم ].
4- ..تعامى فلان:اظهر من نفسه العمى و المراد التغافل عنه.و التعامس:التغافل.
5- ..الغرم-بتقديم المعجمة المضمومة:ما يلزم اداؤه.
6- ..المحل-بالفتح-:الشدة و الجدب.يقال:زمان ما حل أي مجدب.
7- ..الفرق-محركة-:الخوف و الفزع.و المصدوقة:الصدق.
8- ..السناء-بالمهملة ممدودا-:الرفعة.

ص: 226

. .

ص: 227

و من حكمه ع .الاناة:الوقار و الحلم.و في بعض النسخ [أناءة].

جوابه ع عن مسائل سئل عنها في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة

و من حكمه ع (1)أيُّها النّاسُ إِنّهُ منْ نصح لِلّهِ و أخذ قوْلهُ دلِيلاً هُدِي لِلّتِي هِي أقْومُ [5-7](17:9) و وفّقهُ اللّهُ لِلرّشادِ و سدّدهُ لِلْحُسْنى فإِنّ جار اللّهِ آمِنٌ محْفُوظٌ و عدُوّهُ خائِفٌ مخْذُولٌ فاحْترِسُوا مِن اللّهِ بِكثْرةِ الذِّكْرِ و اِخْشوُا اللّه بِالتّقْوى و تقرّبُوا إِلى اللّهِ بِالطّاعةِ فإِنّهُ قرِيبٌ مُجِيبٌ قال اللّهُ تبارك و تعالى و إِذا سألك عِبادِي عنِّي فإِنِّي قرِيبٌ أُجِيبُ دعْوة الدّاعِ إِذا دعانِ فلْيسْتجِيبُوا لِي و لْيُؤْمِنُوا بِي لعلّهُمْ يرْشُدُون (2)[1-19](2:186) فاسْتجِيبُوا لِلّهِ و آمِنُوا بِهِ فإِنّهُ لا ينْبغِي لِمنْ عرف عظمة اللّهِ أنْ يتعاظم فإِنّ رِفْعة الّذِين يعْلمُون عظمة اللّهِ أنْ يتواضعُوا و عِزّ الّذِين يعْرِفُون ما جلالُ اللّهِ أنْ يتذلّلُوا لهُ و سلامة الّذِين يعْلمُون ما قُدْرةُ اللّهِ أنْ يسْتسْلِمُوا لهُ و لا يُنْكِرُوا أنْفُسهُمْ بعْد الْمعْرِفةِ و لا يضِلُّوا بعْد الْهُدى 3 و اِعْلمُوا عِلْماً يقِيناً أنّكُمْ لنْ تعْرِفُوا التُّقى حتّى تعْرِفُوا صِفة الْهُدى 4 و لنْ تمسّكُوا بِمِيثاقِ الْكِتابِ حتّى تعْرِفُوا الّذِي نبذهُ و لنْ تتْلُوا الْكِتاب حقّ تِلاوتِهِ حتّى تعْرِفُوا الّذِي حرّفهُ فإِذا عرفْتُمْ ذلِك عرفْتُمُ الْبِدع و التّكلُّف و رأيْتُمُ الْفِرْية على اللّهِ و التّحْرِيف و رأيْتُمْ كيْف يهْوِي منْ يهْوِي و لا يُجْهِلنّكُمُ الّذِين لا يعْلمُون و اِلْتمِسُوا ذلِك عِنْد أهْلِهِ فإِنّهُمْ خاصّةً نُورٌ يُسْتضاءُ بِهِمْ و أئِمّةٌ يُقْتدى بِهِمْ بِهِمْ عيْشُ الْعِلْمِ و موْتُ الْجهْلِ و هُمُ الّذِين أخْبركُمْ حِلْمُهُمْ عنْ جهْلِهِمْ 5 و حُكْمُ منْطِقِهِمْ عنْ صمْتِهِمْ و ظاهِرُهُمْ عنْ باطِنِهِمْ لا يُخالِفُون الْحقّ و لايخْتلِفُون فِيهِ و قدْ خلتْ لهُمْ مِن اللّهِ سُنّةٌ(3) و مضى فِيهِمْ مِن اللّهِ حُكْمٌ إِنّ فِي ذلِك لذِكْرى لِلذّاكِرِين و اِعْقِلُوهُ (4) إِذا سمِعْتُمُوهُ عقْل رِعايةٍ و لا تعْقِلُوهُ عقْل رِوايةٍ فإِنّ رُواة الْكِتابِ كثِيرٌ و رُعاتهُ قلِيلٌ و اللّهُ الْمُسْتعانُ [15-17](12:18)

جوابه ع عن مسائل سئل عنها في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة1,2,3-بعث مُعاوِيةُ رجُلاً مُتنكِّراً يسْألُ أمِير الْمُؤْمِنِين ع عنْ مسائِل سألهُ عنْها ملِكُ الرُّومِ فلمّا دخل الْكُوفة و خاطب أمِير الْمُؤْمِنِين ع أنْكرهُ فقرّرهُ فاعْترف لهُ بِالْحالِ (5) فقال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع قاتل اللّهُ اِبْن آكِلةِ الْأكْبادِ ما أضلّهُ و أضلّ منْ معهُ قاتلهُ اللّهُ لقدْ أعْتق جارِيةً ما أحْسن أنْ يتزوّجها حكم اللّهُ بيْنِي و بيْن هذِهِ الْأُمّةِ قطعُوا رحِمِي و صغّرُوا عظِيم منْزِلتِي و أضاعُوا أيّامِي علي بِالْحسنِ و الْحُسيْنِ و مُحمّدٍ فدُعُوا فقال ع يا أخا أهْلِ الشّامِ هذانِ اِبْنا رسُولِ اللّهِ ص و هذا اِبْنِي فاسْألْ أيّهُمْ أحْببْت فقال الشّامِيُّ أسْألُ هذا يعْنِي الْحسن ع 9 ثُمّ قال كمْ بيْن الْحقِّ و الْباطِلِ و كمْ بيْن السّماءِ و الْأرْضِ و كمْ بيْن الْمشْرِقِ و الْمغْرِبِ و عنْ هذا الْمحْوِ الّذِي فِي الْقمرِ و عنْ قوْسِ قُزح و عنْ هذِهِ الْمجرّةِ و عنْ أوّلِ شيْ ءٍ اِنْتضح على وجْهِ الْأرْضِ و عنْ أوّلِ شيْ ءٍ اِهْتزّ عليْها و عنِ الْعيْنِ الّتِي تأْوِي إِليْها أرْواحُ الْمُؤْمِنِين و الْمُشْرِكِين (6) و عنِ الْمُؤنّثِ و عنْ عشرةِ أشْياء بعْضُها أشدُّ مِنْ بعْضٍ فقال الْحسنُ ع يا أخا أهْلِ الشّامِ بيْن الْحقِّ و الْباطِلِ أرْبعُ أصابِع ما رأيْت بِعيْنيْك فهُو الْحقُّ و قدْ تسْمعُ بِأُذُنيْك باطِلاً كثِيراً و بيْن السّماءِ و الْأرْضِ دعْوةُ الْمظْلُومِ و مدُّ الْبصرِ(7) فمنْ قال غيْر هذا فكذِّبْهُ و بيْن الْمشْرِقِ و الْمغْرِبِ يوْمٌ مُطّرِدٌ لِلشّمْسِ تنْظُرُ إِلى الشّمْسِ حِين تطْلُعُ و تنْظُرُ إِليْها حِين تغْرُبُ منْ قال غيْر هذا فكذِّبْهُ و أمّا هذِهِ الْمجرّةُ فهِي أشْراجُ السّماءِ مهْبِطُ الْماءِ الْمُنْهمِرِ على نُوحٍ ع 12

و أمّا قوْسُ قُزح فلا تقُلْ قُزح فإِنّ Cقُزح Cشيْطانٌ و لكِنّها قوْسُ اللّهِ و أمانٌ مِن الْغرقِ 13 و أمّا الْمحْوُ الّذِي فِي الْقمرِ فإِنّ ضوْء الْقمرِ كان مِثْل ضوْءِ الشّمْسِ فمحاهُ اللّهُ و قال فِي كِتابِهِ فمحوْنا آية اللّيْلِ و جعلْنا آية النّهارِ مُبْصِرةً(8)[7-14](17:12) و أمّا أوّلُ شيْ ءٍ اِنْتضح على وجْهِ الْأرْضِ فهُو وادِي دلسٍ (9) و أمّا أوّلُ شيْ ءٍ اِهْتزّ على وجْهِ الْأرْضِ فهِي النّخْلةُ و أمّا الْعيْنُ الّتِي تأْوِي إِليْها أرْواحُ الْمُؤْمِنِين فهِي عيْنٌ يُقالُ لها سلْمى 16 و أمّا الْعيْنُ الّتِي تأْوِي إِليْها أرْواحُ الْكافِرِين فهِي عيْنٌ يُقالُ لها برهُوتُ 17 و أمّا الْمُؤنّثُ فإِنْسانٌ لا يُدْرى اِمْرأةٌ هُو أوْ رجُلٌ فيُنْتظرُ بِهِ الْحُلُمُ فإِنْ كانتِ اِمْرأةً بانتْ ثدْياها و إِنْ كان رجُلاً خرجتْ لِحْيتُهُ (10) و إِلاّ قِيل لهُ يبُولُ على الْحائِطِ فإِنْ أصاب الْحائِط بوْلُهُ فهُو رجُلٌ و إِنْ نكص كما ينْكُصُ بوْلُ الْبعِيرِ فهِي اِمْرأةٌ و أمّا عشرةُ أشْياء بعْضُها أشدُّ مِنْ بعْضٍ فأشدُّ شيْ ءٍ خلق اللّهُ الْحجرُ و أشدُّ مِن الْحجرِ الْحدِيدُ و أشدُّ مِن الْحدِيدِ النّارُ و أشدُّ مِن النّارِ الْماءُ و أشدُّ مِن الْماءِ السّحابُ و أشدُّ مِن السّحابِ الرِّيحُ و أشدُّ مِن الرِّيحِ الْملكُ و أشدُّ مِن الْملكِ Cملكُ الْموْتِ Cو أشدُّ مِنْ Cملكِ الْموْتِ Cالْموْتُ و أشدُّ مِن الْموْتِ أمْرُ اللّهِ (11) قال الشّامِيُّ أشْهدُ أنّك اِبْنُ رسُولِ اللّهِ ص و أن علِيّاً وصِيُ مُحمّدٍ ثُمّ كتب هذا الْجواب و مضى بِهِ إِلى مُعاوِية و أنْفذهُ مُعاوِيةُ إِلى اِبْنِ الْأصْفرِ20 فلمّا أتاهُ قال أشْهدُ أنّ هذا ليْس مِنْ عِنْدِ مُعاوِية و لا هُو إِلاّ مِنْ معْدِنِ النُّبُوّةِ21 .

.


1- ..الاناة:الوقار و الحلم.و في بعض النسخ [أناءة].
2- ..العيّ:العجز في الكلام.
3- ..سورة البقرة الآية.182.
4- ..في بعض النسخ [و لا ينكرون أنفسهم بعد المعرفة و لا تضلن بعد الهدى ].
5- ..في بعض النسخ [حتى تعرفوا بصبغة الهدى ].
6- ..في بعض النسخ [سبقة].
7- ..في روضة الكافي [اعقلوا الحق ].
8- ..أي و عن العين التي تأوى إليه أرواح المشركين.
9- ..فلا يمكن تحديدها.
10- ..سورة الإسراء آية 12.
11- ..انتضح أي ظهر و ارتفع.و الدلس-محركة-:الظلمة و اختلاط الظلام.

ص: 228

. .

ص: 229

. .

ص: 230

. .

ص: 231

كلامه ع في الاستطاعة

كلامه ع في الاستطاعة-كتب الْحسنُ بْنُ أبِي الْحسنِ الْبصْرِيُ (1) إِلى أبِي مُحمّدٍ الْحسنِ بْنِ علِيٍّ ع أمّا بعْدُ فإِنّكُمْ معْشر بنِي هاشِمٍ الْفُلْكُ الْجارِيةُ فِي اللُّججِ الْغامِرةِ و الْأعْلامُ النّيِّرةُ الشّاهِرةُ أوْ كسفِينةِنُوحٍ ع

الّتِي نزلها الْمُؤْمِنُون و نجا فِيها الْمُسْلِمُون كتبْتُ إِليْك يا اِبْن رسُولِ اللّهِ عِنْد اِخْتِلافِنا فِي الْقدرِ و حيْرتِنا فِي الاِسْتِطاعةِ فأخْبِرْنا بِالّذِي عليْهِ رأْيُك و رأْيُ آبائِك ع فإِنّ مِنْ عِلْمِ اللّهِ عِلْمكُمْ و أنْتُمْ شُهداءُ على النّاسِ و اللّهُ الشّاهِدُ عليْكُمْ- ذُرِّيّةً بعْضُها مِنْ بعْضٍ و اللّهُ سمِيعٌ علِيمٌ [1-8](3:34) فأجابهُ الْحسنُ ع بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1) وصل إِليّ كِتابُك و لوْ لا ما ذكرْتهُ مِنْ حيْرتِك و حيْرةِ منْ مضى قبْلك إِذاً ما أخْبرْتُك أمّا بعْدُ فمنْ لمْ يُؤْمِنْ بِالْقدرِ خيْرِهِ و شرِّهِ أنّ اللّه يعْلمُهُ فقدْ كفر و منْ أحال الْمعاصِي على اللّهِ فقدْ فجر إِنّ اللّه لمْ يُطعْ مُكْرِهاً و لمْ يُعْص مغْلُوباً و لمْ يُهْمِلِ الْعِباد سُدًى مِن الْممْلكةِ بلْ هُو الْمالِكُ لِما ملّكهُمْ و الْقادِرُ على ما عليْهِ أقْدرهُمْ بلْ أمرهُمْ تخْيِيراً و نهاهُمْ تحْذِيراً فإِنِ اِئْتمرُوا بِالطّاعةِ لمْ يجِدُوا عنْها صادّاً و إِنِ اِنْتهوْا إِلى معْصِيةٍ فشاء أنْ يمُنّ عليْهِمْ بِأنْ يحُول بيْنهُمْ و بيْنها فعل و إِنْ لمْ يفْعلْ فليْس هُو الّذِي حملهُمْ عليْها جبْراً و لا أُلْزِمُوها كرْهاً بلْ منّ عليْهِمْ بِأنْ بصّرهُمْ و عرّفهُمْ و حذّرهُمْ و أمرهُمْ و نهاهُمْ لا جبْلاً لهُمْ على ما أمرهُمْ بِهِ فيكُونُوا كالْملائِكةِ و لا جبْراً لهُمْ على ما نهاهُمْ عنْهُ و لِلّهِ الْحُجّةُ الْبالِغةُ فلوْ شاء لهداكُمْ أجْمعِين [3-8](6:149) - و السّلامُ على منِ اِتّبع الْهُدى 2[18-23](20:47) .

.


1- ..في الخصال [فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم و ان كانت انثى حاضت و بدا ثديها].

ص: 232

موعظة

خطبته ع حين قال له معاوية بعد الصلح اذكر فضلنا

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

موعظةاِعْلمُوا أنّ اللّه لمْ يخْلُقْكُمْ عبثاً و ليْس بِتارِكِكُمْ سُدًى كتب آجالكُمْ و قسم بيْنكُمْ معايِشكُمْ لِيعْرِف كُلُّ ذِي لُبٍّ منْزِلتهُ و أنّ ما قُدِّر لهُ أصابهُ و ما صُرِف عنْهُ فلنْ يُصِيبهُ قدْ كفاكُمْ مئُونة الدُّنْيا و فرغكُمْ لِعِبادتِهِ و حثّكُمْ على الشُّكْرِ و اِفْترض عليْكُمُ الذِّكْر و أوْصاكُمْ بِالتّقْوى و جعل التّقْوى مُنْتهى رِضاهُ و التّقْوى بابُ كُلِّ توْبةٍ و رأْسُ كُلِّ حِكْمةٍ و شرفُ كُلِّ عملٍ بِالتّقْوى فاز منْ فاز مِن الْمُتّقِين قال اللّهُ تبارك و تعالى- إِنّ لِلْمُتّقِين مفازاً1[1-3](78:31) و قال و يُنجِّي اللّهُ الّذِين اِتّقوْا بِمفازتِهِمْ لا يمسُّهُمُ السُّوءُ و لا هُمْ يحْزنُون 2[1-13](39:61) فاتّقُوا اللّه عِباد اللّهِ و اِعْلمُوا أنّهُ منْ يتّقِ اللّه يجْعلْ لهُ مخْرجاً[29-34](65:2) مِن الْفِتنِ و يُسدِّدْهُ فِي أمْرِهِ و يُهيِّئْ لهُ رُشْدهُ و يُفْلِجْهُ بِحُجّتِهِ و يُبيِّضْ وجْههُ و يُعْطِهِ رغْبتهُ- مع الّذِين أنْعم اللّهُ عليْهِمْ مِن النّبِيِّين و الصِّدِّيقِين و الشُّهداءِ و الصّالِحِين و حسُن أُولئِك رفِيقاً[8-24](4:69)

خطبته ع حين قال له معاوية بعد الصلح اذكر فضلناحمِد اللّه و أثْنى عليْهِ و صلّى على مُحمّدٍ النّبِيِّ و آلِهِ 3ثُمّ قال منْ عرفنِي فقدْ عرفنِي و منْ لمْ يعْرِفْنِي فأنا الْحسنُ اِبْنُ رسُولِ اللّهِ أنا اِبْنُ الْبشِيرِ النّذِيرِ أنا اِبْنُ الْمُصْطفى بِالرِّسالةِ أنا اِبْنُ منْ صلّتْ عليْهِ الْملائِكةُ أنا اِبْنُ منْ شُرِّفتْ بِهِ الْأُمّةُ أنا اِبْنُ منْ كان Cجبْرئِيلُ Cالسّفِير مِن اللّهِ إِليْهِ أنا اِبْنُ منْ بُعِث رحْمةً لِلْعالمِين [5-6](21:107) صلّى اللّهُ عليْهِ و آلِهِ أجْمعِين فلمْ يقْدِرْ مُعاوِيةُ أنْ يكْتُم عداوتهُ و حسدهُ فقال يا حسنُ عليْك بِالرُّطبِ فانْعتْهُ لنا قال نعمْ يا مُعاوِيةُ الرِّيحُ تلْقحُهُ و الشّمْسُ تنْفُخُهُ و الْقمرُ يُلوِّنُهُ و الْحرُّيُنْضِجُهُ و اللّيْلُ يُبرِّدُهُ ثُمّ أقْبل على منْطِقِهِ فقال أنا اِبْنُ الْمُسْتجابِ الدّعْوةِ أنا اِبْنُ منْ كان مِنْ ربِّهِ كقابِ قوْسيْنِ أوْ أدْنى [3-5](53:9) أنا اِبْنُ الشّفِيعِ الْمُطاعِ أنا اِبْنُ مكّة و مِنى أنا اِبْنُ منْ خضعتْ لهُ قُريْشٌ رغْماً أنا اِبْنُ منْ سعِد تابِعُهُ و شقِي خاذِلُهُ أنا اِبْنُ منْ جُعِلتِ الْأرْضُ لهُ طهُوراً و مسْجِداً أنا اِبْنُ منْ كانتْ أخْبارُ السّماءِ إِليْهِ تتْرى 4 أنا اِبْنُ منْ أذْهب اللّهُ عنْهُمُ الرِّجْس و طهّرهُمْ تطْهِيراً فقال مُعاوِيةُ أظُنُّ نفْسك يا حسنُ تُنازِعُك إِلى الْخِلافةِ فقال ويْلك يا مُعاوِيةُ إِنّما الْخلِيفةُ منْ سار بِسِيرةِ رسُولِ اللّهِ ص و عمِل بِطاعةِ اللّهِ و لعمْرِي إِنّا لأعْلامُ الْهُدى و منارُ التُّقى و لكِنّك يا مُعاوِيةُ مِمّنْ أبار السُّنن و أحْيا الْبِدع و اِتّخذ عِباد اللّهِ خولاً(1) و دِين اللّهِ لعِباً فكأنْ قدْ أُخْمِل ما أنْت فِيهِ فعِشْت يسِيراً و بقِيتْ عليْك تبِعاتُهُ يا مُعاوِيةُ و اللّهِ لقدْ خلق اللّهُ مدِينتيْنِ إِحْداهُما بِالْمشْرِقِ و الْأُخْرى بِالْمغْرِبِ اِسْماهُما جابلْقا و جابلْسا ما بعث اللّهُ إِليْهِما أحداً غيْر جدِّي رسُولِ اللّهِ ص فقال مُعاوِيةُ يا أبا مُحمّدٍ أخْبِرْنا عنْ ليْلةِ الْقدْرِ قال نعمْ عنْ مِثْلِ هذا فاسْألْ إِنّ اللّه خلق السّماواتِ سبْعاً و الْأرضِين سبْعاً و الْجِنّ مِنْ سبْعٍ و الْإِنْس مِنْ سبْعٍ فتطْلُبُ مِنْ ليْلةِ ثلاثٍ و عِشْرِين إِلى ليْلةِ سبْعٍ و عِشْرِين ثُمّ نهض ع .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع ما تشاور قوْمٌ إِلاّ هُدُوا إِلى رُشْدِهِمْ.

و قال ع اللُّؤْمُ أنْ لا تشْكُر النِّعْمة.

و قال ع لِبعْضِ وُلْدِهِيا بُنيّ لا تُؤاخِ أحداً حتّى تعْرِف موارِدهُ و مصادِرهُ فإِذا اِسْتنْبطْت الْخِبْرة(2) و رضِيت الْعِشْرة فآخِهِ على إِقالةِ الْعثْرةِ و الْمُواساةِ فِي الْعُسْرةِ.

و قال ع لا تُجاهِدِ الطّلب جِهاد الْغالِبِ و لا تتّكِلْ على الْقدرِ اِتِّكال الْمُسْتسْلِمِ-فإِنّ اِبْتِغاء الْفضْلِ مِن السُّنّةِ و الْإِجْمال فِي الطّلبِ مِن الْعِفّةِ و ليْستِ الْعِفّةُ بِدافِعةٍ رِزْقاً و لا الْحِرْصُ بِجالِبٍ فضْلاً فإِنّ الرِّزْق مقْسُومٌ و اِسْتِعْمال الْحِرْصِ اِسْتِعْمالُ الْمأْثمِ.

و قال ع الْقرِيبُ منْ قرّبتْهُ الْمودّةُ و إِنْ بعُد نسبُهُ و الْبعِيدُ منْ باعدتْهُ الْمودّةُ و إِنْ قرُب نسبُهُ لا شيْ ء أقْربُ مِنْ يدٍ إِلى جسدٍ و إِنّ الْيد تُفلُّ فتُقْطعُ و تُحْسمُ (3).

و قال ع منِ اِتّكل على حُسْنِ الاِخْتِيارِ مِن اللّهِ لهُ لمْ يتمن (4) أنّهُ فِي غيْرِ الْحالِ الّتِي اِخْتارها اللّهُ لهُ.

و قال ع الْعارُ أهْونُ مِن النّارِ .

و قال ع الْخيْرُ الّذِي لا شرّ فِيهِ الشُّكْرُ مع النِّعْمةِ و الصّبْرُ على النّازِلةِ.

و قال ع لِرجُلٍ أبلّ مِنْ عِلّةٍ(5) إِنّ اللّه قدْ ذكرك فاذْكُرْهُ و أقالك فاشْكُرْهُ.

و قال ع عِنْد صُلْحِهِ لِمُعاوِية إِنّا و اللّهِ ما ثنانا عنْ أهْلِ الشّامِ شكٌّ و لا ندمٌ و إِنّما كُنّا نُقاتِلُ أهْل الشّامِ بِالسّلامةِ و الصّبْرِ فسُلِبتِ السّلامةُ بِالْعداوةِ و الصّبْرُ بِالْجزعِ و كُنْتُمْ فِي مُنْتدبِكُمْ إِلى صِفِّين و دِينُكُمْ أمام دُنْياكُمْ و قدْ أصْبحْتُمُ الْيوْم و دُنْياكُمْ أمام دِينِكُمْ (6) .

و قال ع ما أعْرِفُ أحداً إِلاّ و هُو أحْمقُ فِيما بيْنهُ و بيْن ربِّهِ.

و قِيل لهُ فِيك عظمةٌ فقال ع بلْ فِيّ عِزّةٌ قال اللّهُ و لِلّهِ الْعِزّةُ و لِرسُولِهِ و لِلْمُؤْمِنِين (7)[10-16](63:8) .

و قال ع فِي وصْفِ أخٍ كان لهُ صالِحٍ (8)كان مِنْ أعْظمِ النّاسِ فِي عيْنِي و كان رأْسُ ما عظُم بِهِ فِي عيْنِي صِغر الدُّنْيا فِي عيْنِهِ (9) كان خارِجاً مِنْ سُلْطانِ الْجهالةِ فلا يمُدُّ يداً إِلاّ على ثِقةٍ لِمنْفعةٍ كان لا يشْتكِي و لا يتسخّطُ و لا يتبرّمُ كان أكْثر دهْرِهِ صامِتاً فإِذا قال بذّ الْقائِلِين (10) كان ضعِيفاً مُسْتضْعفاً فإِذا جاء الْجِدُّ فهُو اللّيْثُ عادِياً(11) كان إِذا جامع الْعُلماء على أنْ يسْتمِع أحْرص مِنْهُ على أنْ يقُول كان إِذا غُلِب على الْكلامِ لمْ يُغْلبْ على السُّكُوتِ كان لا يقُولُ ما لا يفْعلُ و يفْعلُ ما لا يقُولُ كان إِذا عرض لهُ أمْرانِ لا يدْرِي أيُّهُما أقْربُ إِلى ربِّهِ نظر أقْربهُما مِنْ هواهُ فخالفهُ كان لا يلُومُ أحداً على ما قدْ يقعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ.

و قال ع منْ أدام الاِخْتِلاف إِلى الْمسْجِدِ أصاب إِحْدى ثمانٍ آيةً مُحْكمةً و أخاً مُسْتفاداً و عِلْماً مُسْتطْرفاً و رحْمةً مُنْتظرةً و كلِمةً تدُلُّهُ على الْهُدى أوْ ترُدُّهُ عنْ ردًى و ترْك الذُّنُوبِ حياءً أوْ خشْيةً.

و رُزِق غُلاماً فأتتْهُ قُريْشٌ تُهنِّيهِ فقالُوا يُهنِّيك الْفارِسُ فقال ع أيُّ شيْ ءٍ هذا الْقوْلُ و لعلّهُ يكُونُ راجِلاً فقال لهُ جابِرٌ كيْف نقُولُ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ فقال ع إِذا وُلِد لِأحدِكُمْ غُلامٌ فأتيْتُمُوهُ فقُولُوا لهُ شكرْت الْواهِب و بُورِك لك فِي الْموْهُوبِ بلغ اللّهُ بِهِ أشُدّهُ 16 و رزقك بِرّهُ .

و سُئِل عنِ الْمُرُوّةِ فقال ع شُحُّ الرّجُلِ على دِينِهِ و إِصْلاحُهُ مالهُ و قِيامُهُ بِالْحُقُوقِ .

و قال ع إِنّ أبْصر الْأبْصارِ ما نفذ فِي الْخيْرِ مذْهبُهُ و أسْمع الْأسْماعِ ما وعى التّذْكِير و اِنْتفع بِهِ أسْلمُ الْقُلُوبِ ما طهُر مِن الشُّبُهاتِ.

.


1- ..سورة النبإ آية 32.
2- ..سورة الزمر آية 61.
3- ..رواه الراونديّ في الخرائج و الطبرسيّ في الاحتجاج مع اختلاف يسير.
4- ..تترى أي تتابعا و تواترا.
5- ..أبا رأى أهلك.و في بعض النسخ [أباد].و الخول-بالتحريك-العبيد و الخدم و الإماء.
6- ..الخبرة-مصدر-:الاختبار و العلم عن تجربة.و العشرة-بالكسر-:المخالطة و الصحبة.
7- ..تفل:تكسر و تثلم.و«تحسم»أصله القطع و المراد به تتابع بالمكواة حتّى يبرد.
8- ..في بعض النسخ [يتميّز].
9- ..أبل من مرضه:برى ء منه.
10- ..راجع لتمام الكلام أسد الغابة ج 2 ص 13 و الملاحم لابن طاوس(ره)ص 142.
11- ..المنافقون 8.و في نسخة[فيكم ].و رواه الساروى في المناقب و فيه:[فيك عظمة].

ص: 233

. .

ص: 234

. .

ص: 235

. .

ص: 236

و سألهُ رجُلٌ أنْ يُخِيلهُ 1 قال ع إِيّاك أنْ تمْدحنِي فأنا أعْلمُ بِنفْسِي مِنْك أوْ تكْذِبنِي فإِنّهُ لا رأْي لِمكْذُوبٍ أوْ تغْتاب عِنْدِي أحداً فقال لهُ الرّجُلُ اِئْذنْ لِي فِي الاِنْصِرافِ فقال ع نعمْ إِذا شِئْت .

و قال ع إِنّ منْ طلب الْعِبادة تزكّى لها إِذا أضرّتِ النّوافِلُ بِالْفرِيضةِ فارْفُضُوها الْيقِينُ معاذٌ لِلسّلامةِ منْ تذكّر بُعْد السّفرِ اِعْتدّ و لا يغُشُّ الْعاقِلُ منِ اِسْتنْصحهُ بيْنكُمْ و بيْن الْموْعِظةِ حِجابُ الْعِزّةِ قطع الْعِلْمُ عُذْر الْمُتعلِّمِين (1) كُلُّ مُعاجلٍ يسْألُ النّظِرة3 و كُلُّ مُؤجّلٍ يتعلّلُ بِالتّسْوِيفِ.

و قال ع اِتّقُوا اللّه عِباد اللّهِ و جِدُّوا فِي الطّلبِ و تُجاه الْهربِ و بادِرُوا الْعمل قبْل مُقطّعاتِ النّقِماتِ (2) و هاذِمِ اللّذّاتِ فإِنّ الدُّنْيا لا يدُومُ نعِيمُها و لا تُؤْمنُ فجِيعُها و لا تُتوقّى مساوِئُها غُرُورٌ حائِلٌ و سِنادٌ مائِلٌ (3) فاتّعِظُوا عِباد اللّهِ بِالْعِبرِ و اِعْتبِرُوا بِالْأثرِ و اِزْدجِرُوا بِالنّعِيمِ و اِنْتفِعُوا بِالْمواعِظِ فكفى بِاللّهِ مُعْتصِماً و نصِيراً و كفى بِالْكِتابِ حجِيجاً و خصِيماً(4) و كفى بِالْجنّةِ ثواباً و كفى بِالنّارِ عِقاباً و وبالاً.

و قال ع إِذا لقِي أحدُكُمْ أخاهُ فلْيُقبِّلْ موْضِع النُّورِ مِنْ جبْهتِهِ.

و مرّ ع فِي يوْمِ فِطْرٍ بِقوْمٍ يلْعبُون و يضْحكُون فوقف على رُءُوسِهِمْ فقال إِنّ اللّه جعل شهْر رمضان مِضْماراً لِخلْقِهِ (5) فيسْتبِقُون فِيهِ بِطاعتِهِ إِلى مرْضاتِهِ فسبق قوْمٌ ففازُوا و قصّر آخرُون فخابُوا فالْعجبُ كُلُّ الْعجبِ مِنْ ضاحِكٍ لاعِبٍ فِي الْيوْمِ الّذِي يُثابُ فِيهِ الْمُحْسِنُون و يخْسرُ فِيهِ الْمُبْطِلُون و ايْمُ اللّهِ لوْ كُشِف الْغِطاءُ لعلِمُوا أنّ الْمُحْسِن مشْغُولٌ بِإِحْسانِهِ و الْمُسِي ء مشْغُولٌ بِإِساءتِهِ ثُمّ مضى .

.


1- ..لا يتبرّم أي لا يتسأم و لا يتضجر و لا يغتم.و بذ القائلين.أى غلبهم و سبقهم فاقهم.
2- ..و في بعض النسخ [رشده ].و رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 86 من الفروع.
3- ..في بعض النسخ [يعظه ]مكان«يخيله».اى يغيره و هو أيضا كناية عن الموعظة.
4- ..كذا في النسخ و لكن في النهج [قطع العلم عذر المعللين ].
5- ..النظرة:الامهال و التاخير.

ص: 237

و روي عن الإمام التقي السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي ع في طوال هذه المعاني

من كلامه ع في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يروى عن أمير المؤمنين

موعظة

كتابه ع إلى أهل الكوفة لما سار و رأى خذلانهم إياه .الخول.العبيد و الخدم و الإماء.

جوابه ع عن مسائل سأله عنها ملك الروم حين وفد إليه و يزيد بن معاوية

وجوه الجهاد

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)

و روي عن الإمام التقي السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي ع في طوال هذه المعانيمن كلامه ع في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يروى عن أمير المؤمنين3,1-اِعْتبِرُوا أيُّها النّاسُ بِما وعظ اللّهُ بِهِ أوْلِياءهُ مِنْ سُوءِ ثنائِهِ على الْأحْبارِ إِذْ يقُولُ لوْ لا ينْهاهُمُ الرّبّانِيُّون و الْأحْبارُ عنْ قوْلِهِمُ الْإِثْم (1)[1-9](5:63) و قال لُعِن الّذِين كفرُوا مِنْ بنِي إِسْرائِيل [1-6](5:78) إِلى قوْلِهِ لبِئْس ما كانُوا يفْعلُون (2)[7-10](5:79) و إِنّما عاب اللّهُ ذلِك عليْهِمْ لِأنّهُمْ كانُوا يروْن مِن الظّلمةِ الّذِين بيْن أظْهُرِهِمُ الْمُنْكر و الْفساد فلا ينْهوْنهُمْ عنْ ذلِك رغْبةً فِيما كانُوا ينالُون مِنْهُمْ و رهْبةً مِمّا يحْذرُون و اللّهُ يقُولُ - فلا تخْشوُا النّاس و اِخْشوْنِ (3)[28-32](5:44) و قال الْمُؤْمِنُون و الْمُؤْمِناتُ بعْضُهُمْ أوْلِياءُ بعْضٍ يأْمُرُون بِالْمعْرُوفِ و ينْهوْن عنِ الْمُنْكرِ(4)[2-13](9:71) فبدأ اللّهُ بِالْأمْرِ بِالْمعْرُوفِ و النّهْيِ عنِ الْمُنْكرِ فرِيضةً مِنْهُ لِعِلْمِهِ بِأنّها إِذا أُدِّيتْ و أُقِيمتِ اِسْتقامتِ الْفرائِضُ كُلُّها هيِّنُها و صعْبُها و ذلِك أنّ الْأمْر بِالْمعْرُوفِ و النّهْي عنِ الْمُنْكرِ دُعاءٌ إِلى الْإِسْلامِ مع ردِّ الْمظالِمِ و مُخالفةِ الظّالِمِ و قِسْمةِ الْفيْ ءِ و الْغنائِمِ و أخْذِ الصّدقاتِ مِنْ مواضِعِها و وضْعِها فِي حقِّها ثُمّ أنْتُمْ أيّتُها الْعِصابةُ عِصابةٌ بِالْعِلْمِ مشْهُورةٌ و بِالْخيْرِ مذْكُورةٌ و بِالنّصِيحةِ معْرُوفةٌ و بِاللّهِ فِي أنْفُسِ النّاسِ مهابةٌ يهابُكُمُ الشّرِيفُ و يُكْرِمُكُمُ الضّعِيفُ و يُؤْثِرُكُمْ منْ لا فضْل لكُمْ عليْهِ و لا يد لكُمْ عِنْدهُ تشْفعُون فِي الْحوائِجِ إِذا اِمْتنعتْ مِنْ طُلاّبِها و تمْشُون فِي الطّرِيقِ بِهيْبةِ الْمُلُوكِ (5) و كرامةِ الْأكابِرِ أ ليْس كُلُّ ذلِك إِنّمانِلْتُمُوهُ بِما يُرْجى عِنْدكُمْ مِن الْقِيامِ بِحقِّ اللّهِ و إِنْ كُنْتُمْ عنْ أكْثرِ حقِّهِ تقْصُرُون فاسْتخْففْتُمْ بِحقِ الْأئِمّةِ فأمّا حقّ الضُّعفاءِ فضيّعْتُمْ و أمّا حقّكُمْ بِزعْمِكُمْ فطلبْتُمْ فلا مالاً بذلْتُمُوهُ و لا نفْساً خاطرْتُمْ بِها لِلّذِي خلقها و لا عشِيرةً عاديْتُمُوها فِي ذاتِ اللّهِ أنْتُمْ تتمنّوْن على اللّهِ جنّتهُ و مُجاورة رُسُلِهِ و أماناً مِنْ عذابِهِ لقدْ خشِيتُ عليْكُمْ أيُّها الْمُتمنُّون على اللّهِ أنْ تحُلّ بِكُمْ نقِمةٌ مِنْ نقِماتِهِ لِأنّكُمْ بلغْتُمْ مِنْ كرامةِ اللّهِ منْزِلةً فُضِّلْتُمْ بِها و منْ يُعْرفُ بِاللّهِ لا تُكْرِمُون و أنْتُمْ بِاللّهِ فِي عِبادِهِ تُكْرمُون و قدْ تروْن عُهُود اللّهِ منْقُوضةً فلا تفْزعُون و أنْتُمْ لِبعْضِ ذِممِ آبائِكُمْ تفْزعُون و ذِمّةُ رسُولِ اللّهِ ص محْقُورةٌ(6) و الْعُمْيُ و الْبُكْمُ و الزّمْنى فِي الْمدائِنِ مُهْملةٌ لا تُرْحمُون و لا فِي منْزِلتِكُمْ تعْملُون و لا منْ عمِل فِيها تُعِينُون (7) و بِالْإِدْهانِ و الْمُصانعةِ عِنْد الظّلمةِ تأْمنُون كُلُّ ذلِك مِمّا أمركُمُ اللّهُ بِهِ مِن النّهْيِ و التّناهِي و أنْتُمْ عنْهُ غافِلُون و أنْتُمْ أعْظمُ النّاسِ مُصِيبةً لِما غُلِبْتُمْ عليْهِ مِنْ منازِلِ الْعُلماءِ لوْ كُنْتُمْ تشْعُرُون ذلِك بِأن مجارِي الْأُمُورِ و الْأحْكامِ على أيْدِي الْعُلماءِ بِاللّهِ (8) الْأُمناءِ على حلالِهِ و حرامِهِ فأنْتُمُ الْمسْلُوبُون تِلْك الْمنْزِلة و ما سُلِبْتُمْ ذلِك إِلاّ بِتفرُّقِكُمْ عنِ الْحقِّ و اِخْتِلافِكُمْ فِي السُّنّةِ بعْد الْبيِّنةِ الْواضِحةِ و لوْ صبرْتُمْ على الْأذى و تحمّلْتُمُ الْمئُونة فِي ذاتِ اللّهِ كانتْ أُمُورُ اللّهِ عليْكُمْ ترِدُ و عنْكُمْ تصْدُرُ و إِليْكُمْ ترْجِعُ و لكِنّكُمْ مكّنْتُمُ الظّلمة مِنْ منْزِلتِكُمْ و اِسْتسْلمْتُمْ أُمُور اللّهِ فِي أيْدِيهِمْ يعْملُون بِالشُّبُهاتِ و يسِيرُون فِي الشّهواتِ سلّطهُمْ على ذلِك فِرارُكُمْ مِن الْموْتِ و إِعْجابُكُمْ بِالْحياةِ الّتِي هِي مُفارِقتُكُمْ فأسْلمْتُمُ الضُّعفاء فِي أيْدِيهِمْ فمِنْ بيْنِ مُسْتعْبدٍ مقْهُورٍ و بيْنِ مُسْتضْعفٍ على معِيشتِهِ مغْلُوبٍ يتقلّبُون فِي الْمُلْكِ بِآرائِهِمْ (9) و يسْتشْعِرُون الْخِزْي بِأهْوائِهِمْ اِقْتِداءً بِالْأشْرارِ و جُرْأةً على الْجبّارِ فِي كُلِّ بلدٍ مِنْهُمْ على مِنْبرِهِ خطِيبٌ يصْقعُ (10) فالْأرْضُ لهُمْ شاغِرةٌ و أيْدِيهِمْ فِيها مبْسُوطةٌ-و النّاسُ لهُمْ خولٌ (11) لا يدْفعُون يد لامِسٍ فمِنْ بيْنِ جبّارٍ عنِيدٍ و ذِي سطْوةٍ على الضّعفةِ شدِيدٍ مُطاعٍ لا يعْرِفُ الْمُبْدِئ الْمُعِيد فيا عجباً و ما لِي لا أعْجبُ و الْأرْضُ مِنْ غاشٍّ غشُومٍ (12) و مُتصدِّقٍ ظلُومٍ و عامِلٍ على الْمُؤْمِنِين بِهِمْ غيْرِ رحِيمٍ فاللّهُ الْحاكِمُ فِيما فِيهِ تنازعْنا و الْقاضِي بِحُكْمِهِ فِيما شجر بيْننا اللّهُمّ إِنّك تعْلمُ أنّهُ لمْ يكُنْ ما كان مِنّا تنافُساً فِي سُلْطانٍ (13) و لا اِلْتِماساً مِنْ فُضُولِ الْحُطامِ و لكِنْ لِنُرِي الْمعالِم مِنْ دِينِك و نُظْهِر الْإِصْلاح فِي بِلادِك و يأْمن الْمظْلُومُون مِنْ عِبادِك و يُعْمل بِفرائِضِك و سُننِك و أحْكامِك فإِنْ لمْ تنْصُرُونا و تُنْصِفُونا قوِي الظّلمةُ عليْكُمْ و عمِلُوا فِي إِطْفاءِ نُورِ نبِيِّكُمْ و حسْبُنا اللّهُ و عليْهِ توكّلْنا و إِليْهِ أنبْنا و إِليْهِ الْمصِيرُ.

موعظةأُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ و أُحذِّرُكُمْ أيّامهُ و أرْفعُ لكُمْ أعْلامهُ فكأنّ الْمخُوف قدْ أفِد بِمهُولِ وُرُودِهِ و نكِيرِ حُلُولِهِ و بشِعِ مذاقِهِ فاعْتلق مُهجكُمْ (14) و حال بيْن الْعملِ و بيْنكُمْ فبادِرُوا بِصِحّةِ الْأجْسامِ فِي مُدّةِ الْأعْمارِ كأنّكُمْ بِبغتاتِ طوارِقِهِ (15) فتنْقُلُكُمْ مِنْ ظهْرِ الْأرْضِ إِلى بطْنِها و مِنْ عُلْوِها إِلى سُفْلِها و مِنْ أُنْسِها إِلى وحْشتِها و مِنْ روْحِها و ضوْئِها إِلى ظُلْمتِها و مِنْ سعتِها إِلى ضِيقِها حيْثُ لا يُزارُ حمِيمٌ و لا يُعادُ سقِيمٌ و لا يُجابُ صرِيخٌ أعاننا اللّهُ و إِيّاكُمْ على أهْوالِ ذلِك الْيوْمِ و نجّانا و إِيّاكُمْ مِنْ عِقابِهِ و أوْجب لنا و لكُمُ الْجزِيل مِنْ ثوابِهِ عِباد اللّهِ فلوْ كان ذلِك قصْر مرْماكُمْ و مدى مظْعنِكُمْ 16 كان حسْبُ الْعامِلِ شُغُلاً يسْتفْرِغُ عليْهِ أحْزانهُ و يذْهلُهُ عنْ دُنْياهُ و يُكْثِرُ نصبهُ لِطلبِ الْخلاصِ مِنْهُ فكيْف و هُو بعْد ذلِك مُرْتهنٌ بِاكْتِسابِهِ مُسْتوْقفٌ على حِسابِهِ لا وزِير لهُ يمْنعُهُ و لا ظهِير عنْهُ يدْفعُهُ و يوْمئِذٍ لا ينْفعُ نفْساً إِيمانُها لمْ تكُنْ آمنتْ مِنْ قبْلُ أوْ كسبتْ فِي إِيمانِها خيْراً قُلِ اِنْتظِرُوا إِنّا مُنْتظِرُون [20-37](6:158) أُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ فإِنّ اللّه قدْ ضمِن لِمنِ اِتّقاهُ أنْ يُحوِّلهُ عمّا يكْرهُ إِلى ما يُحِبُّ و يرْزُقْهُ مِنْ حيْثُ لا يحْتسِبُ [1-6](65:3) فإِيّاك أنْ تكُون مِمّنْ يخافُ على الْعِبادِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ و يأْمنُ الْعُقُوبة مِنْ ذنْبِهِ فإِنّ اللّه تبارك و تعالى لا يُخْدعُ عنْ جنّتِهِ و لا يُنالُ ما عِنْدهُ إِلاّ بِطاعتِهِ إِنْ شاء اللّهُ.

كتابه ع إلى أهل الكوفة لما سار و رأى خذلانهم إياه (16),1-أمّا بعُد فتبّاً لكُمْ أيّتُها الْجماعةُ و ترحاً حِين اِسْتصْرخْتُمُونا ولِهِين فأصْرخْناكُمْ مُوجِفِين (17) سللْتُمْ عليْنا سيْفاً كان فِي أيْمانِنا و حششْتُمْ عليْنا ناراً اِقْتدحْناها على عدُوِّنا و عدُوِّكُمْ فأصْبحْتُمْ إِلْباً لفّاً على أوْلِيائِكُمْ و يداً لِأعْدائِكُمْ بِغيْرِ عدْلٍ أفْشوْهُ فِيكُمْ-و لا لِأملٍ أصْبح لكُمْ فِيهِمْ و عنْ غيْرِ حدثٍ كان مِنّا و لا رأْيٍ تفيّل عنّا(18) فهلاّ لكُمُ الْويْلاتُ تركْتُمُونا و السّيْفُ مشِيمٌ و الْجأْشُ طامِنٌ و الرّأْيُ لمْ يُسْتحْصفْ و لكِنِ اِسْتسْرعْتُمْ إِليْها كتطايُرِ الدّبى و تداعيْتُمْ عنْها كتداعِي الْفراشِ 20 فسُحْقاً و بُعْداً لِطواغِيتِ الْأُمّةِ و شُذّاذِ الْأحْزابِ و نبذةِ الْكِتابِ و نفثةِCالشّيْطانِ Cو مُحرِّفِي الْكلامِ و مُطْفِئِي السُّننِ و مُلْحِقِي الْعهْرةِ بِالنّسبِ (19) الْمُسْتهْزِءِين الّذِين جعلُوا الْقُرْآن عِضِين [1-4](15:91) و اللّهِ إِنّهُ لخذْلٌ فِيكُمْ معْرُوفٌ قدْ وشجتْ عليْهِ عُرُوقُكُمْ و توارتْ عليْهِ أُصُولُكُمْ 22 فكُنْتُمْ أخْبث ثمرةٍ شجا لِلنّاطِرِ و أُكْلةً لِلْغاصِبِ 23 ألا فلعْنةُ اللّهِ على النّاكِثِين الّذِين ينْقُضُون الْأيْمان بعْد توْكِيدِها[10-12](16:91) و قدْ جعلُوا اللّه عليْهِمْ كفِيلاً ألا و إِنّ الدّعِيّ اِبْن الدّعِيِّ قدْ ركز مِنّا بيْن اِثْنتيْنِ بيْن الْمِلّةِ السّلّةِ و الذِّلّةِ و هيْهات مِنّا الدّنِيئةُ24 يأْبى اللّهُ ذلِك و رسُولُهُ و الْمُؤْمِنُون و حُجُورٌ طابتْ و أُنُوفٌ حمِيّةٌ و نُفُوسٌ أبِيّةٌ و أنْ 25 نُؤْثِر طاعة اللِّئامِ على مصارِعِ الْكِرامِ-و إِنِّي زاحِفٌ إِليْهِمْ بِهذِهِ الْأُسْرةِ26 على كلبِ الْعدُوِّ و كثْرةِ الْعددِ و خِذْلةِ النّاصِرِ ألا و ما يلْبثُون إِلاّ كريْثِما يُرْكبُ الْفرسُ حتّى تدُور رحى الْحرْبِ و تُعْلق النُّحُورُ(20) عهْدٌ عهِدهُ إِلي أبِي ع - فأجْمِعُوا أمْركُمْ [23-24](10:71) ثُمّ كِيدُونِ فلا تُنْظِرُونِ [24-27](7:195) - إِنِّي توكّلْتُ على اللّهِ ربِّي و ربِّكُمْ ما مِنْ دابّةٍ إِلاّ هُو آخِذٌ بِناصِيتِها إِنّ ربِّي على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ [1-19](11:56) .

جوابه ع عن مسائل سأله عنها ملك الروم حين وفد إليه و يزيد بن معاويةفي خبر طويل اختصرنا منه موضع الحاجة

سألهُ عنِ الْمجرّةِ و عنْ سبْعةِ أشْياء خلقها اللّهُ لمْ تُخْلقْ فِي رحِمٍ فضحِك الْحُسيْنُ ع فقال لهُ ما أضْحكك قال ع لِأنّك سألْتنِي عنْ أشْياء ما هِي مِنْ مُنْتهى الْعِلْمِ إِلاّ كالْقذى فِي عرْضِ الْبحْرِ أمّا الْمجرّةُ فهِي قوْسُ اللّهِ و سبْعةُ أشْياء لمْ تُخْلقْ فِي رحِمٍ فأوّلُهاآدمُ

ثُم حوّاءُ و الْغُرابُ و كبْشُ إِبْراهِيم ع

و ناقةُ اللّهِ و عصامُوسى ع

و الطّيْرُ الّذِي خلقهُ عِيسى اِبْنُ مرْيم ع

ثُمّ سألهُ عنْ أرْزاقِ الْعِبادِ فقال ع أرْزاقُ الْعِبادِ فِي السّماءِ الرّابِعةِ يُنْزِلُها اللّهُ بِقدرٍ و يبْسُطُها بِقدرٍ ثُمّ سألهُ عنْ أرْواحِ الْمُؤْمِنِين أيْن تجْتمِعُ قال تجْتمِعُ تحْت صخْرةِ بيْتِ الْمقْدِسِ ليْلة الْجُمُعةِ و هُو عرْشُ اللّهِ الْأدْنى مِنْها بسط الْأرْض و إِليْها يطْوِيها و مِنْها اِسْتوى إِلى السّماءِ[10-12](2:29)* و أمّا أرْواحُ الْكُفّارِ فتجْتمِعُ فِي دارِ الدُّنْيا فِي حضْرموْت وراء مدِينةِ الْيمنِ 28ثُمّ يبْعثُ اللّهُ ناراً مِن الْمشْرِقِ و ناراً مِن الْمغْرِبِ بيْنهُما رِيحانِ فيحْشُرانِ النّاس إِلى تِلْك الصّخْرةِفِي بيْتِ الْمقْدِسِ فتُحْبسُ فِي يمِينِ الصّخْرةِ و تُزْلفُ الْجنّةُ لِلْمُتّقِين [3-4](26:90) و جهنّمُ فِي يسارِ الصّخْرةِ فِي تُخُومِ الْأرضِين و فِيها الْفلقُ و السِّجِّينُ 29 فتفرّقُ الْخلائِقُ مِنْ عِنْدِ الصّخْرةِ فمنْ وجبتْ لهُ الْجنّةُ دخلها مِنْ عِنْدِ الصّخْرةِ و منْ وجبتْ لهُ النّارُ دخلها مِنْ عِنْدِ الصّخْرةِ30 .

وجوه الجهاد3,14-سُئِل عنِ الْجِهادِ سُنّةٌ أوْ فرِيضةٌ فقال ع الْجِهادُ على أرْبعةِ أوْجُهٍ فجِهادانِ فرْضٌ و جِهادٌ سُنّةٌ لا يُقامُ إِلاّ مع فرْضٍ و جِهادٌ سُنّةٌ فأمّا أحدُ الْفرْضيْنِ فجِهادُ الرّجُلِ نفْسهُ (21) عنْ معاصِي اللّهِ و هُو مِنْ أعْظمِ الْجِهادِ و مُجاهدةُ الّذِين يلُونكُمْ مِن الْكُفّارِ [6-9](9:123) فرْضٌ و أمّا الْجِهادُ الّذِي هُو سُنّةٌ لا يُقامُ إِلاّ مع فرْضٍ فإِنّ مُجاهدة الْعدُوِّ فرْضٌ على جمِيعِ الْأُمّةِ لوْ تركُوا الْجِهاد لأتاهُمُ الْعذابُ و هذا هُو مِنْ عذابِ الْأُمّةِ و هُو سُنّةٌ على الْإِمامِ و حدُّهُ أنْ يأْتِي الْعدُوّ مع الْأُمّةِ فيُجاهِدهُمْ و أمّا الْجِهادُ الّذِي هُو سُنّةٌ فكُلُّ سُنّةٍ أقامها الرّجُلُ و جاهد فِي إِقامتِها و بُلُوغِها و إِحْيائِها فالْعملُ و السّعْيُ فِيها مِنْ أفْضلِ الْأعْمالِ لِأنّها إِحْياءُ سُنّةٍ و قدْ قال رسُولُ اللّهِ ص منْ سنّ سُنّةً حسنةً فلهُ أجْرُها و أجْرُ منْ عمِل بِها إِلى يوْمِ الْقِيامةِ مِنْ غيْرِ أنْ ينْقُص مِنْ أُجُورِهِمْ شيْئاً32 .

.


1- ..النقمات:جمع نقمة:اسم من الانتقام.
2- ..السناد-ككتاب-:الناقة الشديدة القوية.و من الشي ء عماده.
3- ..الحجيج:المغالب باظهار الحجّة.
4- ..المضمار:المدة و الأيّام التي تضمر فيها للسباق.و موضع السباق.
5- ..سورة المائدة آية 66.
6- ..سورة المائدة آية 81.
7- ..سورة المائدة آية 47.
8- ..سورة التوبة آية 72.
9- ..في بعض النسخ [بهيئة الملوك ].
10- ._2
11- ..في بعض النسخ [مخفورة].و الزمنى-بالفتح-:جمع زمن-ككتف.
12- ..في بعض النسخ [تعنون ].
13- ._2)في بعض النسخ [يسعون ].
14- ..يعني به المعصومين لقوله عليه السلام:«نحن العلماء».
15- ..في بعض النسخ [بآرائكم ].
16- ..الخول.العبيد و الخدم و الإماء.
17- ..غش الرجل أظهر خلاف ما أضمره و زين غير المصلحة.و الغشوم.الظالم.
18- ..التنافس في السلطنة:الرغبة فيها على وجه المفاخرة و المباراة.
19- ..بغتات:جمع بغتة.و الطوارق:جمع الطارقة:الداهية.
20- ..العهر من عهر المرأة إذا زنى.و العاهر:الفاجر الزانى.
21- ..في بعض نسخ الحديث [من أن نؤثر].

ص: 238

. .

ص: 239

. .

ص: 240

. .

ص: 241

. .

ص: 242

. .

ص: 243

. .

ص: 244

توحيد

و عنه ع في قصار هذه المعاني

توحيدأيُّها النّاسُ اِتّقُوا هؤُلاءِ الْمارِقة الّذِين يُشبِّهُون اللّه بِأنْفُسِهِمْ- يُضاهِؤُن قوْل الّذِين كفرُوا[16-19](9:30) مِنْ أهْلِ الْكِتابِ بلْ هُو اللّهُ ليْس كمِثْلِهِ شيْ ءٌ و هُو السّمِيعُ الْبصِيرُ[16-22](42:11) - لا تُدْرِكُهُ الْأبْصارُ و هُو يُدْرِكُ الْأبْصار و هُو اللّطِيفُ الْخبِيرُ[1-11](6:103) اِسْتخْلص الْوحْدانِيّة و الْجبرُوت و أمْضى الْمشِيئة و الْإِرادة و الْقُدْرة و الْعِلْم بِما هُو كائِنٌ لا مُنازِع لهُ فِي شيْ ءٍ مِنْ أمْرِهِ و لا كُفْو لهُ يُعادِلُهُ و لا ضِدّ لهُ يُنازِعُهُ و لا سمِيّ لهُ يُشابِهُهُ و لا مِثْل لهُ يُشاكِلُهُ لا تتداولُهُ الْأُمُورُ و لا تجْرِي عليْهِ الْأحْوالُ و لا تنْزِلُ عليْهِ الْأحْداثُ و لا يقْدِرُ الْواصِفُون كُنْه عظمتِهِ و لا يخْطُرُ على الْقُلُوبِ مبْلغُ جبرُوتِهِ لِأنّهُ ليْس لهُ فِي الْأشْياءِ عدِيلٌ و لا تُدْرِكُهُ الْعُلماءُ بِألْبابِها(1) و لا أهْلُ التّفْكِيرِ بِتفْكِيرِهِمْ إِلاّ بِالتّحْقِيقِ (2) إِيقاناً بِالْغيْبِ لِأنّهُ لا يُوصفُ بِشيْ ءٍ مِنْ صِفاتِ الْمخْلُوقِين و هُو الْواحِدُ الصّمدُ ما تُصُوِّر فِي الْأوْهامِ فهُو خِلافُهُ ليْس بِربٍّ منْ طُرِح تحْت الْبلاغِ و معْبُودٍ منْ وُجِد فِي هواءٍ أوْ غيْرِ هواءٍ هُو فِي الْأشْياءِ كائِنٌ لا كيْنُونة محْظُورٍ بِها عليْهِ 3 و مِن الْأشْياءِ بائِنٌ لا بيْنُونة غائِبٍ عنْها ليْس بِقادِرٍ منْ قارنهُ ضِدٌّ أوْساواهُ نِدٌّ ليْس عنِ الدّهْرِ قِدمُهُ و لا بِالنّاحِيةِ أممُهُ 4 اِحْتجب عنِ الْعُقُولِ كما اِحْتجب عنِ الْأبْصارِ و عمّنْ فِي السّماءِ اِحْتِجابهُ كمنْ عمّنْ فِي الْأرْضِ قُرْبُهُ كرامتُهُ و بُعْدُهُ إِهانتُهُ لا تحُلُّهُ فِي و لا تُوقِّتُهُ إِذْ و لا تُؤامِرُهُ إِنْ عُلُوُّهُ مِنْ غيْرِ توقُّلٍ 5 و مجِيئُهُ مِنْ غيْرِ تنقُّلٍ يُوجِدُ الْمفْقُود و يُفْقِدُ الْموْجُود و لا تجْتمِعُ لِغيْرِهِ الصِّفتانِ فِي وقْتٍ يُصِيبُ الْفِكْرُ مِنْهُ الْإِيمان بِهِ موْجُوداً و وُجُود الْإِيمانِ لا وُجُود صِفةٍ بِهِ تُوصفُ الصِّفاتُ لا بِها يُوصفُ و بِهِ تُعْرفُ الْمعارِفُ لا بِها يُعْرفُ فذلِك اللّهُ لا سمِيّ لهُ سُبْحانهُ ليْس كمِثْلِهِ شيْ ءٌ و هُو السّمِيعُ الْبصِيرُ[16-22](42:11)

و عنه ع في قصار هذه المعانيو قال ع فِي مسِيرِهِ إِلى كرْبلاء6إِنّ هذِهِ الدُّنْيا قدْ تغيّرتْ و تنكّرتْ و أدْبر معْرُوفُها فلمْ يبْق مِنْها إِلاّ صُبابةٌ كصُبابةِ الْإِناءِ و خسِيسُ عيْشٍ كالْمرْعى الْوبِيلِ أ لا تروْن أنّ الْحقّ لا يُعْملُ بِهِ و أنّ الْباطِل لا يُتناهى عنْهُ لِيرْغب الْمُؤْمِنُ فِي لِقاءِ اللّهِ مُحِقّاً فإِنِّي لا أرى الْموْت إِلاّ سعادةً و لا الْحياة مع الظّالِمِين إِلاّ برماً إِنّ النّاس عبِيدُ الدُّنْيا و الدِّينُ لعْقٌ على ألْسِنتِهِمْ 7 يحُوطُونهُ ما درّتْ معايِشُهُمْ فإِذا مُحِّصُوا بِالْبلاءِ (3)قلّ الدّيّانُون.

و قال ع لِرجُلٍ اِغْتاب عِنْدهُ رجُلاً يا هذا كُفّ عنِ الْغِيبةِ فإِنّها إِدامُ كِلابِ النّارِ .

و قال عِنْدهُ رجُلٌ إِنّ الْمعْرُوف إِذا أُسْدِي إِلى غيْرِ أهْلِهِ ضاع 9 فقال الْحُسيْنُ ع ليْس كذلِك و لكِنْ تكُونُ الصّنِيعةُ مِثْل وابِلِ الْمطرِ تُصِيبُ الْبرّ و الْفاجِر .

و قال ع ما أخذ اللّهُ طاقة أحدٍ إِلاّ وضع عنْهُ طاعتهُ و لا أخذ قُدْرتهُ إِلاّ وضع عنْهُ كُلْفتهُ.

و قال ع إِنّ قوْماً عبدُوا اللّه رغْبةً فتِلْك عِبادةُ التُّجّارِ و إِنّ قوْماً عبدُوا اللّه رهْبةً فتِلْك عِبادةُ الْعبِيدِ و إِنّ قوْماً عبدُوا اللّه شُكْراً فتِلْك عِبادةُ الْأحْرارِ و هِي أفْضلُ الْعِبادةِ.

و قال لهُ رجُلٌ اِبْتِداءً كيْف أنْت عافاك اللّهُ فقال ع لهُ السّلامُ قبْل الْكلامِ عافاك اللّهُ ثُمّ قال ع لا تأْذنُوا لِأحدٍ حتّى يُسلِّم .

و قال ع الاِسْتِدْراجُ مِن اللّهِ سُبْحانهُ لِعبْدِهِ أنْ يُسْبِغ عليْهِ النِّعم و يسْلُبهُ الشُّكْر.

-و كتب إِلى عبْدِ اللّهِ بْنِ الْعبّاسِ حِين سيّرهُ (4) عبْدُ اللّهِ بْنُ الزُّبيْرِ إِلى الْيمنِ أمّا بعْدُ بلغنِي أن اِبْن الزُّبيْرِ سيّرك إِلى الطّائِفِ فرفع اللّهُ لك بِذلِك ذِكْراً و حطّ بِهِ عنْك وِزْراً و إِنّما يُبْتلى الصّالِحُون و لوْ لمْ تُؤْجرْ إِلاّ فِيما تُحِبُّ لقلّ الْأجْرُ11 عزم اللّهُ لنا و لك بِالصّبْرِ عِنْد الْبلْوى و الشُّكْرِ عِنْد النُّعْمى (5) و لا أشْمت بِنا و لا بِك عدُوّاً حاسِداً أبداً و السّلامُ .

و أتاهُ رجُلٌ فسألهُ فقال ع إِنّ الْمسْألة لا تصْلُحُ إِلاّ فِي غُرْمٍ فادِحٍ أوْ فقْرٍ مُدْقِعٍ أوْ حمالةٍ مُفْظِعةٍ13 فقال الرّجُلُ ما جِئْتُ إِلاّ فِي إِحْداهُنّ فأمر لهُ بِمِائةِ دِينارٍ .

3,4-و قال لاِبْنِهِ علِيِّ بْنِ الْحُسيْنِ ع أيْ بُني إِيّاك و ظُلْم منْ لا يجِدُ عليْك ناصِراً إِلاّ اللّه جلّ و عزّ.

و سألهُ رجُلٌ عنْ معْنى قوْلِ اللّهِ- و أمّا بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ (6)[1-5](93:11) قال ع أمرهُ أنْ يُحدِّث بِما أنْعم اللّهُ بِهِ عليْهِ فِي دِينِهِ .

و جاءهُ رجُلٌ مِن الْأنْصارِ يُرِيدُ أنْ يسْألهُ حاجةً فقال ع يا أخا الْأنْصارِ صُنْ وجْهك عنْ بِذْلةِ الْمسْألةِ(7) و اِرْفعْ حاجتك فِي رُقْعةٍ فإِنِّي آتٍ فِيها ما سارّك إِنْ شاء اللّهُ فكتب يا أبا عبْدِ اللّهِ إِنّ لِفُلانٍ عليّ خمْسمِائةِ دِينارٍ و قدْ ألحّ بِي فكلِّمْهُ يُنْظِرْنِي إِلى ميْسرةٍ فلمّا قرأ الْحُسيْنُ ع الرُّقْعة دخل إِلى منْزِلِهِ فأخْرج صُرّةً(8) فِيها ألْفُ دِينارٍ و قال ع لهُ أمّا خمْسُمِائةٍ فاقْضِ بِها ديْنك و أمّا خمْسُمِائةٍ فاسْتعِنْ بِها على دهْرِك و لا ترْفعْ حاجتك إِلاّ إِلى أحدِ ثلاثةٍ إِلى ذِي دِينٍ أوْ مُرُوّةٍ أوْ حسبٍ فأمّا ذُو الدِّينِ فيصُونُ دِينهُ و أمّا ذُو الْمُرُوّةِ فإِنّهُ يسْتحْيِي لِمُرُوّتِهِ و أمّا ذُو الْحسبِ فيعْلمُ أنّك لمْ تُكْرِمْ وجْهك أنْ تبْذُلهُ لهُ فِي حاجتِك فهُو يصُونُ وجْهك أنْ يرُدّك بِغيْرِ قضاءِ حاجتِك .

و قال ع الْإِخْوانُ أرْبعةٌ فأخٌ لك و لهُ و أخٌ لك و أخٌ عليْك و أخٌ لا لك و لا لهُ فسُئِل عنْ معْنى ذلِك فقال ع الْأخُ الّذِي هُو لك و لهُ فهُو الْأخُ الّذِي يطْلُبُ بِإِخائِهِ بقاء الْإِخاءِ و لا يطْلُبُ بِإِخائِهِ موْت الْإِخاءِ فهذا لك و لهُ لِأنّهُ إِذا تمّ الْإِخاءُ طابتْ حياتُهُما جمِيعاً و إِذا دخل الْإِخاءُ فِي حالِ التّناقُضِ بطل جمِيعاً و الْأخُ الّذِي هُو لك فهُو الْأخُ الّذِي قدْ خرج بِنفْسِهِ عنْ حالِ الطّمعِ إِلى حالِ الرّغْبةِ فلمْ يطْمعْ فِي الدُّنْيا إِذا رغِب فِي الْإِخاءِ فهذا مُوفِّرٌ17 عليْك بِكُلِّيّتِهِ و الْأخُ الّذِي هُو عليْك فهُو الْأخُ الّذِي يتربّصُ بِك الدّوائِر(9) و يُغشِّي يُفْشِي السّرائِر و يكْذِبُ عليْك بيْن الْعشائِرِ و ينْظُرُ فِي وجْهِك نظر الْحاسِدِ فعليْهِ لعْنةُ الْواحِدِ و الْأخُ الّذِي لا لك و لا لهُ فهُو الّذِي قدْ ملأهُ اللّهُ حُمْقاً فأبْعدهُ سُحْقاً(10) فتراهُ يُؤْثِرُ نفْسهُ عليْك و يطْلُبُ شُحّاً ما لديْك .

و قال ع مِنْ دلائِلِ علاماتِ الْقبُولِ الْجُلُوسُ إِلى أهْلِ الْعُقُولِ و مِنْ علاماتِ أسْبابِ الْجهْلِ الْمُماراةُ لِغيْرِ أهْلِ الْكُفْرِ20 و مِنْ دلائِلِ الْعالِمِ اِنْتِقادُهُ لِحدِيثِهِ و عِلْمُهُ بِحقائِقِ فُنُونِ النّظرِ.

و قال ع إِنّ الْمُؤْمِن اِتّخذ اللّه عِصْمتهُ و قوْلهُ مِرْآتهُ فمرّةً ينْظُرُ فِي نعْتِ الْمُؤْمِنِين و تارةً ينْظُرُ فِي وصْفِ الْمُتجبِّرِين فهُو مِنْهُ فِي لطائِف و مِنْ نفْسِهِ فِي تعارُفٍ و مِنْ فِطْنتِهِ فِي يقِينٍ و مِنْ قُدْسِهِ على تمْكِينٍ (11).

و قال ع إِيّاك و ما تعْتذِرُ مِنْهُ فإِنّ الْمُؤْمِن لا يُسِي ءُ و لا يعْتذِرُ و الْمُنافِقُ كُلّ يوْمٍ يُسِي ءُ و يعْتذِرُ.

و قال ع لِلسّلامِ سبْعُون حسنةً تِسْعٌ و سِتُّون لِلْمُبْتدِئِ و واحِدةٌ لِلرّادِّ.

و قال ع الْبخِيلُ منْ بخِل بِالسّلامِ.

و قال ع منْ حاول أمْراً(12) بِمعْصِيةِ اللّهِ كان أفْوت لِما يرْجُو و أسْرع لِما يحْذرُ(13).

.


1- ..الريث:مقدار المهلة من الزمان.و في اللهوف [و تقلق بكم قلق المحور].
2- ..مر الكلام فيه ص 230.
3- ..كذا في النسخ.
4- ..في بعض النسخ [لا كينونيّة محظور بها عليه ].
5- ..توقّل في الجبل:صعد فيه.
6- ..في بعض النسخ [لغو على ألسنتهم ].
7- ..محّص الرجل:اختبر.
8- ..أسدى إليه:أحسن إليه.و الوابل:المطر الشديد.
9- ..في بعض النسخ [لقاء الاجر].
10- ..و النعمى:الدعة و الراحة و خفض العيش.
11- ..سورة الضحى آية 11.
12- ..البذلة:ترك الصون.
13- ..الصرة-بالضم فالتشديد-:ما يصر فيه الدراهم و الدينار.

ص: 245

. .

ص: 246

. .

ص: 247

. .

ص: 248

. .

ص: 249

و روي عن الإمام سيد العابدين علي بن الحسين ع في طوال هذه المعاني

موعظته ع لسائر أصحابه و شيعته و تذكيره إياهم كل يوم جمعة.في بعض النسخ [موفور عليك ].

موعظة و زهد و حكمة.سورة النحل آية 47 إلى 49.

رسالته ع المعروفة برسالة الحقوق .من إضافة الصفة إلى الموصوف.و في الأمالي [عن وجود الهدى ].

ثم حقوق الأفعال

ثم حقوق الأئمة

ثم حقوق الرعية

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام سيد العابدين علي بن الحسين ع في طوال هذه المعانيموعظته ع لسائر أصحابه و شيعته و تذكيره إياهم كل يوم جمعة(1)أيُّها النّاسُ اِتّقُوا اللّه و اِعْلمُوا أنّكُمْ إِليْهِ راجِعُون ف تجِدُ كُلُّ نفْسٍ ما عمِلتْ مِنْ خيْرٍ مُحْضراً و ما عمِلتْ مِنْ سُوءٍ تودُّ لوْ أنّ بيْنها و بيْنهُ أمداً بعِيداً و يُحذِّرُكُمُ اللّهُ نفْسهُ (2)[2-26](3:30) ويْحك يا اِبْن آدم الْغافِل و ليْس مغْفُولاً عنْهُ إِنّ أجلك أسْرعُ شيْ ءٍ إِليْك قدْ أقْبل نحْوك حثِيثاً(3) يطْلُبُك و يُوشِكُ أنْ يُدْرِكك فكأنْ قدْ أوْفيْت أجلك و قدْ قبض الْملكُ رُوحك و صُيِّرْت إِلى قبْرِك وحِيداً فردّ إِليْك رُوحك و اِقْتحم عليْك ملكاك CمُنْكرٌCوCنكِيرٌCلِمُساءلتِك و شدِيدِ اِمْتِحانِك ألا و إِنّ أوّل ما يسْألانِك عنْ ربِّك الّذِي كُنْت تعْبُدُهُ و عنْ نبِيِّك الّذِي أُرْسِل إِليْك و عنْ دِينِك الّذِي كُنْت تدِينُ بِهِ و عنْ كِتابِك الّذِي كُنْت تتْلُوهُ و عنْ إِمامِك الّذِي كُنْت تتولاّهُ و عنْ عُمُرِك فِيما أفْنيْت و عنْ مالِك مِنْ أيْن اِكْتسبْتهُ و فِيما أنْفقْتهُ (4) فخُذْ حِذْرك و اُنْظُرْ لِنفْسِك و أعِدّ الْجواب قبْل الاِمْتِحانِ و الْمُساءلةِ و الاِخْتِبارِ فإِنْ تكُ مُؤْمِناً عارِفاً(5) بِدِينِك مُتّبِعاً لِلصّادِقِين مُوالِياً لِأوْلِياءِ اللّهِ لقّاك اللّهُ حُجّتك و أنْطق لِسانك بِالصّوابِ فأحْسنْت الْجواب و بُشِّرْت بِالْجنّةِ و الرِّضْوانِ مِن اللّهِ (6) و اِسْتقْبلتْك الْملائِكةُ بِالرّوْحِ و الرّيْحانِ و إِنْ لمْ تكُنْ كذلِك تلجْلج (7)لِسانُك و دحضتْ حُجّتُك و عيِيت عنِ الْجوابِ و بُشِّرْت بِالنّارِ و اِسْتقْبلتْك ملائِكةُ الْعذابِ بِنُزُلٍ مِنْ حمِيمٍ 8 و تصْلِيةِ جحِيمٍ و اِعْلمْ يا اِبْن آدم أنّ ما وراء هذا أعْظمُ و أفْظعُ و أوْجعُ لِلْقُلُوبِ يوْم الْقِيامةِ - ذلِك يوْمٌ مجْمُوعٌ لهُ النّاسُ و ذلِك يوْمٌ مشْهُودٌ(8)[9-17](11:103) يجْمعُ اللّهُ فِيهِ الْأوّلِين و الْآخِرِين [3-5](56:49) - يوْم يُنْفخُ فِي الصُّورِ[19-22](6:73) و يُبعْثرُ فِيهِ الْقُبُورُ(9) ذلِك يوْمُ الْآزِفةِ إِذِ الْقُلُوبُ لدى الْحناجِرِ كاظِمِين (10)[4-9](40:18) ذلِك يوْمٌ لا تُقالُ فِيهِ عثْرةٌ(11) و لا تُؤْخذُ مِنْ أحدٍ فِدْيةٌ و لا تُقْبلُ مِنْ أحدٍ معْذِرةٌ و لا لِأحدٍ فِيهِ مُسْتقْبلُ توْبةٍ ليْس إِلاّ الْجزاء بِالْحسناتِ و الْجزاء بِالسّيِّئاتِ فمنْ كان مِن الْمُؤْمِنِين عمِل فِي هذِهِ الدُّنْيا مِثْقال ذرّةٍ مِنْ خيْرٍ وجدهُ و منْ كان مِن الْمُؤْمِنِين عمِل فِي هذِهِ الدُّنْيا مِثْقال ذرّةٍ مِنْ شرٍّ وجدهُ فاحْذرُوا أيُّها النّاسُ مِن الذُّنُوبِ و الْمعاصِي ما قدْ نهاكُمُ اللّهُ عنْها(12) و حذّركُمُوها فِي الْكِتابِ الصّادِقِ و الْبيانِ النّاطِقِ و لا تأْمنُوا مكْر اللّهِ و تدْمِيرهُ (13) عِنْد ما يدْعُوكُمُ Cالشّيْطانُ Cاللّعِينُ إِليْهِ مِنْ عاجِلِ الشّهواتِ و اللّذّاتِ فِي هذِهِ الدُّنْيا فإِنّ اللّه يقُولُ إِنّ الّذِين اِتّقوْا إِذا مسّهُمْ طائِفٌ مِن Cالشّيْطانِ Cتذكّرُوا فإِذا هُمْ مُبْصِرُون (14)[1-12](7:201) و أشْعِرُوا قُلُوبكُمْ خوْف اللّهِ و تذكّرُوا ما قدْ وعدكُمْ فِي مرْجِعِكُمْ إِليْهِ مِنْ حُسْنِ ثوابِهِ كما قدْ خوّفكُمْ مِنْ شدِيدِ عِقابِهِ فإِنّهُ منْ خاف شيْئاً حذِرهُ و منْ حذِر شيْئاً تركهُ (15)-و لا تكُونُوا مِن الْغافِلِين الْمائِلِين إِلى زهْرةِ الْحياةِ الدُّنْيا(16) الّذِين مكرُوا السّيِّئاتِ و قدْ قال اللّهُ تعالى أ فأمِن الّذِين مكرُوا السّيِّئاتِ أنْ يخْسِف اللّهُ بِهِمُ الْأرْض أوْ يأْتِيهُمُ الْعذابُ مِنْ حيْثُ لا يشْعُرُون.`أوْ يأْخُذهُمْ فِي تقلُّبِهِمْ فما هُمْ بِمُعْجِزِين.`أوْ يأْخُذهُمْ على تخوُّفٍ (17)[1-28](16:45-47) فاحْذرُوا ما حذّركُمُ اللّهُ بِما فعل بِالظّلمةِ فِي كِتابِهِ و لا تأْمنُوا أنْ يُنْزِل بِكُمْ بعْض ما توعّد بِهِ الْقوْم الظّالِمِين فِي كِتابِهِ لقدْ وعظكُمُ اللّهُ بِغيْرِكُمْ و إِنّ السّعِيد منْ وُعِظ بِغيْرِهِ و لقدْ أسْمعكُمُ اللّهُ فِي كِتابِهِ ما فعل بِالْقوْمِ الظّالِمِين مِنْ أهْلِ الْقُرى قبْلكُمْ حيْثُ قال (18) و أنْشأْنا بعْدها قوْماً آخرِين [8-12](21:11) و قال فلمّا أحسُّوا بأْسنا إِذا هُمْ مِنْها يرْكُضُون [1-7](21:12) يعْنِي يهْرُبُون قال لا ترْكُضُوا و اِرْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ و مساكِنِكُمْ لعلّكُمْ تُسْئلُون [1-12](21:13) فلمّا أتاهُمُ الْعذابُ قالُوا يا ويْلنا إِنّا كُنّا ظالِمِين (19)[1-6](21:14) فإِنْ قُلْتُمْ أيُّها النّاسُ إِنّ اللّه إِنّما عنى بِهذا أهْل الشِّرْكِ فكيْف ذاك و هُو يقُولُ- و نضعُ الْموازِين الْقِسْط لِيوْمِ الْقِيامةِ فلا تُظْلمُ نفْسٌ شيْئاً و إِنْ كان مِثْقال حبّةٍ مِنْ خرْدلٍ أتيْنا بِها و كفى بِنا حاسِبِين 21[1-23](21:47) اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّ أهْل الشِّرْكِ لا تُنْصبُ لهُمُ الْموازِينُ و لا تُنْشرُ لهُمُ الدّواوِينُ و إِنّما يُحْشرُون إِلى جهنّم زُمراً[5-7](39:71) و إِنّما تُنْصبُ الْموازِينُ و تُنْشرُ الدّواوِينُ لِأهْلِ الْإِسْلامِ فاتّقُوا اللّه عِباد اللّهِ و اِعْلمُوا أنّ اللّه تعالى لمْ يُحِبّ زهْرة الدُّنْيا لِأحدٍ مِنْ أوْلِيائِهِ و لمْ يُرغِّبْهُمْ فِيها و فِي عاجِلِ زهْرتِها و ظاهِرِ بهْجتِها فإِنّما خلق الدُّنْيا و خلق أهْلها لِيبْلُوهُمْ فِيها أيُّهُمْ أحْسنُ عملاً[9-11](18:7) لِآخِرتِهِ و ايْمُ اللّهِ لقدْ ضُرِبتْ لكُمْ فِيهِ الْأمْثالُ و صُرِفتِ الْآياتُ لِقوْمٍ يعْقِلُون فكُونُوا أيُّها الْمُؤْمِنُون مِن الْقوْمِ الّذِين يعْقِلُون و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و اِزْهدُوا فِيما زهّدكُمُ اللّهُ فِيهِ مِنْ عاجِلِ الْحياةِ الدُّنْيا فإِنّ اللّه يقُولُ و قوْلُهُ الْحقّ- إِنّما مثلُ الْحياةِ الدُّنْيا كماءٍ أنْزلْناهُ مِن السّماءِ فاخْتلط بِهِ نباتُ الْأرْضِ مِمّا يأْكُلُ النّاسُ و الْأنْعامُ حتّى إِذا أخذتِ الْأرْضُ زُخْرُفها و اِزّيّنتْ و ظنّ أهْلُها أنّهُمْ قادِرُون عليْها أتاها أمْرُنا ليْلاً أوْ نهاراً فجعلْناها حصِيداً كأنْ لمْ تغْن بِالْأمْسِ كذلِك نُفصِّلُ الْآياتِ لِقوْمٍ يتفكّرُون (20)[1-46](10:24) و لا ترْكنُوا إِلى الدُّنْيا فإِنّ اللّه قال لِمُحمّدٍ ص (21) و لا ترْكنُوا إِلى الّذِين ظلمُوا فتمسّكُمُ النّارُ(22) [1-8](11:113) و لا ترْكنُوا إِلى هذِهِ الدُّنْيا و ما فِيها رُكُون منِ اِتّخذها دار قرارٍ و منْزِل اِسْتِيطانٍ فإِنّها دارُ قُلْعةٍ و منْزِلُ بُلْغةٍ و دارُ عملٍ فتزوّدُوا الْأعْمال الصّالِحة قبْل تفرُّقِ أيّامِها و قبْل الْإِذْنِ مِن اللّهِ فِي خرابِها فكان قدْ أخْربها الّذِي عمرها أوّل مرّةٍ و اِبْتدأها و هُو ولِيُّ مِيراثِها و أسْألُ اللّه لنا و لكُمُ الْعوْن على تزوُّدِ التّقْوى و الزُّهْدِ فِي الدُّنْيا جعلنا اللّهُ و إِيّاكُمْ مِن الزّاهِدِين فِي عاجِلِ هذِهِ الْحياةِ الدُّنْيا الرّاغِبِين فِي آجِلِ ثوابِ الْآخِرةِ فإِنّما نحْنُ لهُ و بِهِ و السّلامُ عليْكُمْ و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ.

موعظة و زهد و حكمة(23)كفانا اللّهُ و إِيّاكُمْ كيْد الظّالِمِين و بغْي الْحاسِدِين و بطْش الْجبّارِين أيُّها الْمُؤْمِنُون لا يفْتِننّكُمُ الطّواغِيتُ و أتْباعُهُمْ مِنْ أهْلِ الرّغْبةِ فِي الدُّنْيا الْمائِلُون إِليْها الْمفْتُونُون بِها الْمُقْبِلُون عليْها و على حُطامِها الْهامِدِ و هشِيمِها الْبائِدِ26 غداً و اِحْذرُوا ما حذّركُمُ اللّهُ مِنْها و اِزْهدُوا فِيما زهّدكُمُ اللّهُ فِيهِ مِنْها و لا ترْكنُوا إِلى ما فِي هذِهِ الدُّنْيا رُكُون منْ أعدّها داراً و قراراً و بِاللّهِ إِنّ لكُمْ مِمّا فِيها عليْها دلِيلاً27 مِنْ زِينتِها و تصْرِيفِ أيّامِها و تغْيِيرِ اِنْقِلابِها و مثُلاتِها و تلاعُبِها بِأهْلِها إِنّها لترْفعُ الْخمِيل (24) و تضعُ الشّرِيف و تُورِدُ النّار أقْواماً غداً ففِي هذا مُعْتبرٌ و مُخْتبرٌ و زاجِرٌ لِمُنْتبِهٍ 29 و إِنّ الْأُمُور الْوارِدة عليْكُمْ فِي كُلِّ يوْمٍ و ليْلةٍ مِنْ مُظْلِماتِ الْفِتنِ (25) و حوادِثِ الْبِدعِ و سُننِ الْجوْرِ و بوائِقِ الزّمانِ و هيْبةِ السُّلْطانِ و وسْوسةِCالشّيْطانِ Cلتُثبِّطُ الْقُلُوب عنْ نِيّتِها(26) و تُذْهِلُها عنْ موْجُودِ الْهُدى 32 و معْرِفةِ أهْلِ الْحقِّ إِلاّ قلِيلاً مِمّنْ عصم اللّهُ جلّ و عزّ فليْس يعْرِفُ تصرُّف أيّامِها و تقلُّب حالاتِها و عاقِبة ضررِ فِتْنتِها إِلاّ منْ عصم اللّهُ و نهج سبِيل الرُّشْدِ و سلك طرِيق الْقصْدِ ثُمّ اِسْتعان على ذلِك بِالزُّهْدِ فكرّر الْفِكْر و اِتّعظ بِالْعِبرِ و اِزْدجر فزهِد فِي عاجِلِ بهْجةِ الدُّنْيا و تجافى عنْ لذّاتِها و رغِب فِي دائِمِ نعِيمِ الْآخِرةِ- و سعى لها سعْيها[5-8](17:19) و راقب الْموْت و شنأ الْحياة مع الْقوْمِ الظّالِمِين فعِنْد ذلِك نظر إِلى ما فِي الدُّنْيا بِعيْنٍ نيِّرةٍ حدِيدةِ النّظرِ33 و أبْصر حوادِث الْفِتنِ و ضلال الْبِدعِ و جوْر الْمُلُوكِ الظّلمةِ فقدْ لعمْرِي اِسْتدْبرْتُمْ مِن الْأُمُورِ الْماضِيةِ فِي الْأيّامِ الْخالِيةِ مِن الْفِتنِ الْمُتراكِمةِ و الاِنْهِماكِ فِيها ما تسْتدِلُّون بِهِ على تجنُّبِ الْغُواةِ و أهْلِ الْبِدعِ و الْبغْيِ و الْفسادِ فِي الْأرْضِ بِغيْرِ الْحقِّ فاسْتعِينُوا بِاللّهِ و اِرْجِعُوا إِلى طاعتِهِ و طاعةِ منْ هُو أوْلى بِالطّاعةِ مِنْ طاعةِ منِ اُتُّبِع و أُطِيع فالْحذر الْحذر مِنْ قبْلِ النّدامةِ و الْحسْرةِ و الْقُدُومِ على اللّهِ و الْوُقُوفِ بيْن يديْهِ و تاللّهِ ما صدر قوْمٌ قطُّ عنْ معْصِيةِ اللّهِ إِلاّ إِلى عذابِهِ و ما آثر قوْمٌ قطُّ الدُّنْيا على الْآخِرةِ إِلاّ ساءمُنْقلبُهُمْ و ساء مصِيرُهُمْ و ما الْعِلْمُ بِاللّهِ و الْعملُ بِطاعتِهِ 34 إِلاّ إِلْفانِ مُؤْتلِفانِ فمنْ عرف اللّه خافهُ فحثّهُ الْخوْفُ على الْعملِ بِطاعةِ اللّهِ و إِنّ أرْباب الْعِلْمِ و أتْباعهُمُ الّذِين عرفُوا اللّه فعمِلُوا لهُ و رغِبُوا إِليْهِ و قدْ قال اللّهُ- إِنّما يخْشى اللّه مِنْ عِبادِهِ الْعُلماءُ(27)[11-16](35:28) فلا تلْتمِسُوا شيْئاً فِي هذِهِ الدُّنْيا بِمعْصِيةِ اللّهِ و اِشْتغِلُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا بِطاعةِ اللّهِ و اِغْتنِمُوا أيّامها و اِسْعوْا لِما فِيهِ نجاتُكُمْ غداً مِنْ عذابِ اللّهِ فإِنّ ذلِك أقلُّ لِلتّبِعةِ و أدْنى مِن الْعُذْرِ و أرْجى لِلنّجاةِ فقدِّمُوا أمْر اللّهِ و طاعتهُ و طاعة منْ أوْجب اللّهُ طاعتهُ بيْن يديِ الْأُمُورِ كُلِّها و لا تُقدِّمُوا الْأُمُور الْوارِدة عليْكُمْ مِنْ طاعةِ الطّواغِيتِ و فِتْنةِ زهْرةِ الدُّنْيا بيْن يديْ أمْرِ اللّهِ و طاعتِهِ و طاعةِ أُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ و اِعْلمُوا أنّكُمْ عبِيدُ اللّهِ و نحْنُ معكُمْ يحْكُمُ عليْنا و عليْكُمْ سيِّدٌ حاكِمٌ غداً و هُو مُوقِفُكُمْ و مُسائِلُكُمْ فأعِدُّوا الْجواب قبْل الْوُقُوفِ و الْمُساءلةِ و الْعرْضِ على ربِّ الْعالمِين يوْمئِذٍ لا تكلّمُ نفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ [3-7](11:105) و اِعْلمُوا أنّ اللّه لا يُصدِّقُ كاذِباً و لا يُكذِّبُ صادِقاً و لا يرُدُّ عُذْر مُسْتحِقٍّ و لا يعْذِرُ غيْر معْذُورٍ بلْ لِلّهِ الْحُجّةُ على خلْقِهِ بِالرُّسُلِ و الْأوْصِياءِ بعْد الرُّسُلِ فاتّقُوا اللّه و اِسْتقْبِلُوا مِنْ إِصْلاحِ أنْفُسِكُمْ (28) و طاعةِ اللّهِ و طاعةِ منْ تولّوْنهُ فِيها لعلّ نادِماً قدْ ندِم على ما قدْ فرّط بِالْأمْسِ فِي جنْبِ اللّهِ و ضيّع مِنْ حقِّ اللّهِ (29) و اِسْتغْفِرُوا اللّه و تُوبُوا إِليْهِ فإِنّهُ يقْبلُ التّوْبة[4-5](42:25) ... و يعْفُوا عنِ السّيِّئاتِ و يعْلمُ ما تفْعلُون [8-15](42:25) و إِيّاكُمْ و صُحْبة الْعاصِين و معُونة الظّالِمِين و مُجاورة الْفاسِقِين اِحْذرُوا فِتْنتهُمْ و تباعدُوا مِنْ ساحتِهِمْ و اِعْلمُوا أنّهُ منْ خالف أوْلِياء اللّهِ و دان بِغيْرِ دِينِ اللّهِ و اِسْتبدّ بِأمْرِهِ دُون أمْرِ ولِيِّ اللّهِ فِي نارٍ تلْتهِبُ تأْكُلُ أبْداناً قدْ غابتْ عنْها أرْواحُها غلبتْ عليْها شِقْوتُها فهُمْ موْتى لا يجِدُون حرّ النّارِ38 - فاعْتبِرُوا يا أُولِي الْأبْصارِ[41-44](59:2) و اِحْمدُوا اللّه على ما هداكُمْ-و اِعْلمُوا أنّكُمْ لا تخْرُجُون مِنْ قُدْرةِ اللّهِ إِلى غيْرِ قُدْرتِهِ- و سيرى اللّهُ عملكُمْ [17-20](9:94) ثُمّ إِليْهِ تُحْشرُون [28-29](2:203)* فانْتفِعُوا بِالْعِظةِ و تأدّبُوا بِآدابِ الصّالِحِين.

رسالته ع المعروفة برسالة الحقوق (30)اِعْلمْ رحِمك اللّهُ أنّ لِلّهِ عليْك حُقُوقاً مُحِيطةً بِك فِي كُلِّ حركةٍ تحرّكْتها أوْ سكنةٍ سكنْتها أوْ منْزِلةٍ نزلْتها أوْ جارِحةٍ قلبْتها و آلةٍ تصرّفْت بِها بعْضُها أكْبرُ مِنْ بعْضٍ و أكْبرُ حُقُوقِ اللّهِ عليْك ما أوْجبهُ لِنفْسِهِ تبارك و تعالى مِنْ حقِّهِ الّذِي هُو أصْلُ الْحُقُوقِ و مِنْهُ تفرّع ثُمّ أوْجبهُ عليْك لِنفْسِك مِنْ قرْنِك إِلى قدمِك على اِخْتِلافِ جوارِحِك فجعل لِبصرِك عليْك حقّاً و لِسمْعِك عليْك حقّاً و لِلِسانِك عليْك حقّاً و لِيدِك عليْك حقّاً و لِرِجْلِك عليْك حقّاً و لِبطْنِك عليْك حقّاً و لِفرْجِك عليْك حقّاً فهذِهِ الْجوارِحُ السّبْعُ الّتِي بِها تكُونُ الْأفْعالُ ثُمّ جعل عزّ و جلّ لِأفْعالِك عليْك حُقُوقاً فجعل لِصلاتِك عليْك حقّاً و لِصوْمِك عليْك حقّاً و لِصدقتِك عليْك حقّاً و لِهدْيِك عليْك حقّاً و لِأفْعالِك عليْك حقّاً ثُمّ تخْرُجُ الْحُقُوقُ مِنْك إِلى غيْرِك مِنْ ذوِي الْحُقُوقِ الْواجِبةِ عليْك و أوْجبُها عليْك حُقُوقُ أئِمّتِك ثُمّ حُقُوقُ رعِيّتِك ثُمّ حُقُوقُ رحِمِك فهذِهِ حُقُوقٌ يتشعّبُ مِنْها حُقُوقٌ فحُقُوقُ أئِمّتِك ثلاثةٌ أوْجبُها عليْك حقُّ سائِسِك بِالسُّلْطانِ ثُمّ سائِسِك بِالْعِلْمِ ثُمّ حقُّ سائِسِك بِالْمِلْكِ و كُلُّ سائِسٍ إِمامٌ (31) و حُقُوقُ رعِيّتِك ثلاثةٌ أوْجبُها عليْك حقُّ رعِيّتِك بِالسُّلْطانِ ثُمّ حقُّ رعِيّتِك بِالْعِلْمِ فإِنّ الْجاهِل رعِيّةُ الْعالِمِ و حقُّ رعِيّتِك بِالْمِلْكِ مِن الْأزْواجِ و ما ملكْت مِن الْأيْمانِ (32) و حُقُوقُ رحِمِك كثِيرةٌ مُتّصِلةٌ بِقدْرِ اِتِّصالِ الرّحِمِ فِي الْقرابةِ فأوْجبُها عليْك حقُّ أُمِّك ثُمّ حقُّ أبِيك ثُمّ حقُّ وُلْدِك ثُمّ حقُّ أخِيك ثُمّ الْأقْربُ فالْأقْربُ و الْأوّلُ فالْأوّلُ ثُمّ حقُّ موْلاك الْمُنْعِمِ عليْك ثُمّ حقُّ موْلاك الْجارِيةِ نِعْمتُك عليْهِ ثُمّ حقُّ ذِي الْمعْرُوفِ لديْك ثُمّ حقُّ مُؤذِّنِك بِالصّلاةِ ثُمّ حقُّ إِمامِك فِي صلاتِك ثُمّ حقُّ جلِيسِك ثُمّ حقُّ جارِك ثُمّ حقُّ صاحِبِك ثُمّ حقُّ شرِيكِك ثُمّ حقُّ مالِك ثُمّ حقُّ غرِيمِك الّذِي تُطالِبُهُ ثُمّ حقُّ غرِيمِك الّذِي يُطالِبُك ثُمّ حقُّ خلِيطِك ثُمّ حقُّ خصْمِك الْمُدّعِي عليْك ثُمّ حقُّ خصْمِك الّذِي تدّعِي عليْهِ ثُمّ حقُّ مُسْتشِيرِك ثُمّ حقُّ الْمُشِيرِ عليْك ثُمّ حقُّ مُسْتنْصِحِك ثُمّ حقُّ النّاصِحِ لك ثُمّ حقُّ منْ هُو أكْبرُ مِنْك ثُمّ حقُّ منْ هُو أصْغرُ مِنْك ثُمّ حقُّ سائِلِك ثُمّ حقُّ منْ سألْتهُ ثُمّ حقُّ منْ جرى لك على يديْهِ مساءةٌ بِقوْلٍ أوْ فِعْلٍ أوْ مسرّةٌ بِذلِك بِقوْلٍ أوْ فِعْلٍ عنْ تعمُّدٍ مِنْهُ أوْ غيْرِ تعمُّدٍ مِنْهُ ثُمّ حقُّ أهْلِ مِلّتِك عامّةً ثُمّ حقُ أهْلِ الذِّمّةِ (33)ثُمّ الْحُقُوقُ الْجارِيةُ بِقدْرِ عِللِ الْأحْوالِ و تصرُّفِ الْأسْبابِ فطُوبى لِمنْ أعانهُ اللّهُ على قضاءِ ما أوْجب عليْهِ مِنْ حُقُوقِهِ و وفّقهُ و سدّدهُ فأمّا حقُّ اللّهِ الْأكْبرُ فإِنّك تعْبُدُهُ لا تُشْرِكُ بِهِ شيْئاً فإِذا فعلْت ذلِك بِإِخْلاصٍ جعل لك على نفْسِهِ أنْ يكْفِيك أمْر الدُّنْيا و الْآخِرةِ و يحْفظ لك ما تُحِبُّ مِنْها(34) و أمّا حقُّ نفْسِك عليْك فأنْ تسْتوْفِيها فِي طاعةِ اللّهِ فتُؤدِّي إِلى لِسانِك حقّهُ و إِلى سمْعِك حقّهُ و إِلى بصرِك حقّهُ و إِلى يدِك حقّها و إِلى رِجْلِك حقّها و إِلى بطْنِك حقّهُ و إِلى فرْجِك حقّهُ و تسْتعِين بِاللّهِ على ذلِك و أمّا حقُّ اللِّسانِ فإِكْرامُهُ عنِ الْخنا(35) و تعْوِيدُهُ على الْخيْرِ و حمْلُهُ على الْأدبِ-و إِجْمامُ45هُ إِلاّ لِموْضِعِ الْحاجةِ و الْمنْفعةِ لِلدِّينِ و الدُّنْيا و إِعْفاؤُهُ عنِ الْفُضُولِ الشّنِعةِ الْقلِيلةِ الْفائِدةِ الّتِي لا يُؤْمنُ ضررُها مع قِلّةِ عائِدتِها و يُعدُّ شاهِد الْعقْلِ و الدّلِيل عليْهِ و تزيُّنُ الْعاقِلِ بِعقْلِهِ حُسْنُ سِيرتِهِ فِي لِسانِهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) الْعلِيِّ الْعظِيمِ و أمّا حقُّ السّمْعِ فتنْزِيهُهُ عنْ أنْ تجْعلهُ طرِيقاً إِلى قلْبِك إِلاّ لِفُوّهةٍ كرِيمةٍ تُحْدِثُ فِي قلْبِك خيْراً أوْ تكْسِبُ خُلُقاً كرِيماً فإِنّهُ بابُ الْكلامِ إِلى الْقلْبِ يُؤدِّي إِليْهِ ضُرُوبُ الْمعانِي على ما فِيها مِنْ خيْرٍ أوْ شرٍّ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 46[11-14](18:39) و أمّا حقُّ بصرِك فغضُّهُ عمّا لا يحِلُّ لك و ترْكُ اِبْتِذالِهِ إِلاّ لِموْضِعِ عِبْرةٍ تسْتقْبِلُ بِها بصراً أوْ تسْتفِيدُ بِها عِلْماً فإِنّ الْبصر بابُ الاِعْتِبارِ(36) و أمّا حقُّ رِجْليْك فأنْ لا تمْشِي بِهِما إِلى ما لا يحِلُّ لك و لا تجْعلهُما مطِيّتك فِي الطّرِيقِ الْمُسْتخِفّةِ بِأهْلِها فِيها فإِنّها حامِلتُك و سالِكةٌ بِك مسْلك الدِّينِ و السّبْقِ لك و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (37)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ يدِك فأنْ لا تبْسُطها إِلى ما لا يحِلُّ لك فتنال بِما تبْسُطُها إِليْهِ مِن اللّهِ الْعُقُوبة فِي الْأجلِ و مِن النّاسِ بِلِسانِ اللاّئِمةِ فِي الْعاجِلِ و لا تقْبِضها مِمّا اِفْترض اللّهُ عليْها و لكِنْ تُوقِّرها بِقبْضِها عنْ كثِيرٍ مِمّا يحِلُّ لها و بسْطِها إِلى كثِيرٍ مِمّا ليْس عليْها فإِذا هِي قدْ عُقِلتْ و شُرِّفتْ فِي الْعاجِلِ (38) وجب لها حُسْنُ الثّوابِ فِي الْآجِلِ (39)-و أمّا حقُّ بطْنِك فأنْ لا تجْعلهُ وِعاءً لِقلِيلٍ مِن الْحرامِ و لا لِكثِيرٍ و أنْ تقْتصِد لهُ فِي الْحلالِ و لا تُخْرِجهُ مِنْ حدِّ التّقْوِيةِ إِلى حدِّ التّهْوِينِ و ذهابِ الْمُرُوّةِ و ضبْطُهُ إِذا همّ بِالْجُوعِ و الظّمإِ(40) فإِنّ الشِّبع الْمُنْتهِي بِصاحِبِهِ إِلى التُّخمِ مكْسلةٌ و مثْبطةٌ و مقْطعةٌ عنْ كُلِّ بِرٍّ و كرمٍ و إِنّ الرّيّ الْمُنْتهِي بِصاحِبِهِ إِلى السُّكْرِ مسْخفةٌ و مجْهلةٌ و مذْهبةٌ لِلْمُرُوّةِ52 و أمّا حقُّ فرْجِك فحِفْظُهُ مِمّا لا يحِلُّ لك و الاِسْتِعانةُ عليْهِ بِغضِّ الْبصرِ فإِنّهُ مِنْ أعْونِ الْأعْوانِ و كثْرةِ ذِكْرِ الْموْتِ و التّهدُّدِ لِنفْسِك بِاللّهِ و التّخْوِيفِ لها بِهِ و بِاللّهِ الْعِصْمةُ و التّأْيِيدُ و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِهِ (41).

ثم حقوق الأفعالفأمّا حقُّ الصّلاةِ فأنْ تعْلم أنّها وِفادةٌ إِلى اللّهِ و أنّك قائِمٌ بِها بيْن يديِ اللّهِ فإِذا علِمْت ذلِك كُنْت خلِيقاً أنْ تقُوم فِيها مقام الذّلِيلِ الرّاغِبِ الرّاهِبِ الْخائِفِ الرّاجِي الْمِسْكِينِ الْمُتضرِّعِ الْمُعظِّمِ منْ قام بيْن يديْهِ بِالسُّكُونِ و الْإِطْراقِ (42) و خُشُوعِ الْأطْرافِ و لِينِ الْجناحِ و حُسْنِ الْمُناجاةِ لهُ فِي نفْسِهِ و الطّلبِ إِليْهِ فِي فكاكِ رقبتِك الّتِي أحاطتْ بِهِ خطِيئتُك و اِسْتهْلكتْها ذُنُوبُك و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 55[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الصّوْمِ فأنْ تعْلم أنّهُ حِجابٌ ضربهُ اللّهُ على لِسانِك و سمْعِك و بصرِك و فرْجِك و بطْنِك لِيسْتُرك بِهِ مِن النّارِ و هكذا جاء فِي الْحدِيثِ الصّوْمُ جُنّةٌ مِن النّارِ (43)-فإِنْ سكنتْ أطْرافُك فِي حجبتِها(44) رجوْت أنْ تكُون محْجُوباً و إِنْ أنْت تركْتها تضْطرِبُ فِي حِجابِها و ترْفعُ جنباتِ الْحِجابِ فتطّلِعُ إِلى ما ليْس لها بِالنّظْرةِ الدّاعِيةِ لِلشّهْوةِ و الْقُوّةِ الْخارِجةِ عنْ حدِّ التّقِيّةِ لِلّهِ لمْ تأْمنْ أنْ تخْرِق الْحِجاب و تخْرُج مِنْهُ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الصّدقةِ فأنْ تعْلم أنّها ذُخْرُك عِنْد ربِّك و ودِيعتُك الّتِي لا تحْتاجُ إِلى الْإِشْهادِ(45) فإِذا علِمْت ذلِك كُنْت بِما اِسْتوْدعْتهُ سِرّاً أوْثق بِما اِسْتوْدعْتهُ علانِيةً و كُنْت جدِيراً أنْ تكُون أسْررْت إِليْهِ أمْراً أعْلنْتهُ و كان الْأمْرُ بيْنك و بيْنهُ فِيها سِرّاً على كُلِّ حالٍ و لمْ تسْتظْهِرْ عليْهِ فِيما اِسْتوْدعْتهُ مِنْها بِإِشْهادِ الْأسْماعِ و الْأبْصارِ عليْهِ بِها كأنّها أوْثقُ فِي نفْسِك لا كأنّك (46) لا تثِقُ بِهِ فِي تأْدِيةِ ودِيعتِك إِليْك ثُمّ لمْ تمْتنّ بِها على أحدٍ لِأنّها لك فإِذا اِمْتننْت بِها لمْ تأْمنْ أنْ تكُون بِها مِثْل تهْجِينِ 60 حالِك مِنْها إِلى منْ مننْت بِها عليْهِ لِأنّ فِي ذلِك دلِيلاً على أنّك لمْ تُرِدْ نفْسك بِها و لوْ أردْت نفْسك بِها لمْ تمْتنّ بِها على أحدٍ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 61[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْهدْيِ فأنْ تُخْلِص بِها الْإِرادة إِلى ربِّك و التّعرُّض لِرحْمتِهِ و قبُولِهِ و لا تُرِيد عُيُون النّاظِرِين دُونهُ فإِذا كُنْت كذلِك لمْ تكُنْ مُتكلِّفاً و لا مُتصنِّعاً و كُنْت إِنّما تقْصِدُ إِلى اللّهِ و اِعْلمْ أنّ اللّه يُرادُ بِالْيسِيرِ و لا يُرادُ بِالْعسِيرِ كما أراد بِخلْقِهِ التيْسِير و لمْ يُرِدْ بِهِمُ التّعْسِير و كذلِك التّذلُّلُ أوْلى بِك مِن التّدهْقُنِ 62 لِأنّ الْكُلْفة و الْمئُونة فِي الْمُتدهْقِنِين فأمّا التّذلُّلُ و التّمسْكُنُ فلا كُلْفة فِيهِما و لا مئُونة عليْهِمالِأنّهُما الْخِلْقةُ و هُما موْجُودانِ فِي الطّبِيعةِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) (47).

ثم حقوق الأئمةفأمّا حقُّ سائِسِك بِالسُّلْطانِ فأنْ تعْلم أنّك جُعِلْت لهُ فِتْنةً و أنّهُ مُبْتلًى فِيك بِما جعلهُ اللّهُ لهُ عليْك مِن السُّلْطانِ و أنْ تُخْلِص لهُ فِي النّصِيحةِ و أنْ لا تُماحِكهُ (48) و قدْ بُسِطتْ يدُهُ عليْك فتكُون سبب هلاكِ نفْسِك و هلاكِهِ و تذلّلْ و تلطّفْ لِإِعْطائِهِ مِن الرِّضا ما يكُفُّهُ عنْك و لا يُضِرُّ بِدِينِك و تسْتعِينُ عليْهِ فِي ذلِك بِاللّهِ و لا تُعازِّهِ 65 و لا تُعانِدْهُ فإِنّك إِنْ فعلْت ذلِك عققْتهُ و عققْت نفْسك فعرّضْتها لِمكْرُوهِهِ و عرّضْتهُ لِلْهلكةِ فِيك و كُنْت خلِيقاً أنْ تكُون مُعِيناً لهُ على نفْسِك (49) و شرِيكاً لهُ فِيما أتى إِليْك (50) و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 68[11-14](18:39) و أمّا حقُّ سائِسِك بِالْعِلْمِ فالتّعْظِيمُ لهُ و التّوْقِيرُ لِمجْلِسِهِ و حُسْنُ الاِسْتِماعِ إِليْهِ و الْإِقْبالُ عليْهِ و الْمعُونةُ لهُ على نفْسِك فِيما لا غِنى بِك عنْهُ مِن الْعِلْمِ بِأنْ تُفرِّغ لهُ عقْلك و تُحضِّرهُ فهْمك و تُزكِّي لهُ قلْبك و تُجلِّي لهُ بصرك بِترْكِ اللّذّاتِ و نقْصِ الشّهواتِ و أنْ تعْلم أنّك فِيما ألْقى إِليْك رسُولُهُ إِلى منْ لقِيك مِنْ أهْلِ الْجهْلِ فلزِمك حُسْنُ التّأْدِيةِ عنْهُ إِليْهِمْ و لا تخُنْهُ فِي تأْدِيةِ رِسالتِهِ و الْقِيامِ بِها عنْهُ إِذا تقلّدْتها و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 69[11-14](18:39) -و أمّا حقُّ سائِسِك بِالْمِلْكِ فنحْوٌ مِنْ سائِسِك بِالسُّلْطانِ إِلاّ أنّ هذا يمْلِكُ ما لا يمْلِكُهُ ذاك تلْزمُك طاعتُهُ فِيما دقّ و جلّ مِنْك إِلاّ أنْ تُخْرِجك مِنْ وُجُوبِ حقِّ اللّهِ و يحُول بيْنك و بيْن حقِّهِ و حُقُوقِ الْخلْقِ فإِذا قضيْتهُ رجعْت إِلى حقِّهِ 70 فتشاغلْت بِهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (51)[11-14](18:39)

ثم حقوق الرعيةفأمّا حُقُوقُ رعِيّتِك بِالسُّلْطانِ فأنْ تعْلم أنّك إِنّما اِسْترْعيْتهُمْ بِفضْلِ قُوّتِك عليْهِمْ فإِنّهُ إِنّما أحلّهُمْ محلّ الرّعِيّةِ لك ضعْفُهُمْ و ذُلُّهُمْ فما أوْلى منْ كفاكهُ ضعْفُهُ و ذُلُّهُ حتّى صيّرهُ لك رعِيّةً و صيّر حُكْمك عليْهِ نافِذاً لا يمْتنِعُ مِنْك بِعِزّةٍ و لا قُوّةٍ و لا يسْتنْصِرُ فِيما تعاظمهُ مِنْك إِلاّ بِاللّهِ بِالرّحْمةِ و الْحِياطةِ و الْأناةِ(52) و ما أوْلاك إِذا عرفْت ما أعْطاك اللّهُ مِنْ فضْلِ هذِهِ الْعِزّةِ و الْقُوّةِ الّتِي قهرْت بِها أنْ تكُون لِلّهِ شاكِراً و منْ شكر اللّه أعْطاهُ فِيما أنْعم عليْهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (53)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ رعِيّتِك بِالْعِلْمِ فأنْ تعْلم أنّ اللّه قدْ جعلك لهُمْ (54) فِيما آتاك مِن الْعِلْمِ و ولاّك مِنْ خِزانةِ الْحِكْمةِ فإِنْ أحْسنْت فِيما ولاّك اللّهُ مِنْ ذلِك و قُمْت بِهِ لهُمْ مقام الْخازِنِ الشّفِيقِ النّاصِحِ لِموْلاهُ فِي عبِيدِهِ الصّابِرِ الْمُحْتسِبِ الّذِي إِذا رأى ذا حاجةٍ أخْرج لهُ مِن الْأمْوالِ الّتِي فِي يديْهِ كُنْت راشِداً و كُنْت لِذلِك آمِلاً مُعْتقِداً75 و إِلاّ كُنْت لهُ خائِناً و لِخلْقِهِ ظالِماً و لِسلبِهِ و عِزِّهِ مُتعرِّضاً76 و أمّا حقُّ رعِيّتِك بِمِلْكِ النِّكاحِ فأنْ تعْلم أنّ اللّه جعلها سكناً و مُسْتراحاً و أُنْساً و واقِيةً و كذلِك كُلُّ واحِدٍ مِنْكُما يجِبُ أنْ يحْمد اللّه على صاحِبِهِ و يعْلم أنّ ذلِك نِعْمةٌ مِنْهُ عليْهِ و وجب أنْ يُحْسِن صُحْبة نِعْمةِ اللّهِ و يُكْرِمها و يرْفق بِها و إِنْ كان حقُّك عليْها أغْلظ و طاعتُك بِها ألْزم فِيما أحْببْت و كرِهْت ما لمْ تكُنْ معْصِيةً فإِنّ لها حقّ الرّحْمةِ و الْمُؤانسةِ و موْضِعُ السُّكُونِ إِليْها قضاءُ اللّذّةِ الّتِي لا بُدّ مِنْ قضائِها و ذلِك عظِيمٌ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (55)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ رعِيّتِك بِمِلْكِ الْيمِينِ فأنْ تعْلم أنّهُ خلْقُ ربِّك و لحْمُك و دمُك 78 و أنّك تمْلِكُهُ لا أنْت صنعْتهُ دُون اللّهِ و لا خلقْت لهُ سمْعاً و لا بصراً و لا أجْريْت لهُ رِزْقاً و لكِنّ اللّه كفاك ذلِك ثُمّ سخّرهُ لك و اِئْتمنك عليْهِ و اِسْتوْدعك إِيّاهُ لِتحْفظهُ فِيهِ و تسِير فِيهِ بِسِيرتِهِ فتُطْعِمهُ مِمّا تأْكُلُ و تُلْبِسهُ مِمّا تلْبسُ و لا تُكلِّفهُ ما لا يُطِيقُ فإِنْ كرِهْتهُ خرجْت إِلى اللّهِ مِنْهُ و اِسْتبْدلْت بِهِ و لمْ تُعذِّبْ خلْق اللّهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (56)[11-14](18:39)

.


1- ..في بعض النسخ [موفور عليك ].
2- ..الدوائر:النوائب،يقال:دارت الدوائر أي نزلت الدواهى و النوائب.
3- ..أي فابعده اللّه عن رحمته بعدا.
4- ..المماراة:المجادلة و المنازعة.و في بعض النسخ [لغير أهل الفكر].
5- ..أي و من طهارة نفسه على قدرة و سلطنة.
6- ..في بعض النسخ [من حاول أمرءا].
7- ..في بعض النسخ [أسرع لمجي ء ما يحذر].
8- ..إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران آية 28.
9- ..الحثيث:السريع.
10- ..في الأمالي [فيما أتلفته ].
11- ..في الأمالي [فان تك مؤمنا تقيا عارفا].
12- ..أضاف هنا في الأمالي [و الخيرات الحسان ].
13- ..تلجلج في الكلام:تردّد فيه.و دحضت أي بطلت.و عيبت أي عجزت عنه و كلت.
14- ..النزل ما هيئ للضيف قبل أن ينزل.و الحميم الشراب المغلى في قدور جهنم.
15- ..إشارة إلى قوله عزّ و جلّ في سورة هود آية 105.
16- ..يوم بعثرت أي قلبت فاخرج ما فيها.
17- ..إشارة إلى قوله عزّ و جلّ في سورة المؤمن آية 18.و الآزفة القيامة و سمّيت بها لازافتها أي قربها.
18- ..«تقال»من الاقالة و هي فسخ البيع.
19- ..لفظة«من»بيان للموصول بعده يعنى«ما»أو الموصول بدل من الذنوب.
20- ..سورة الأعراف آية 200.
21- ..في بعض النسخ و في الأمالي [نكله ].
22- ..في الأمالي [فتكونوا من الذين ].
23- ..سورة النحل آية 47 إلى 49.
24- ..سورة الأنبياء آية 49.
25- ..زاد في الأمالي [و لاصحابه ].
26- ..سورة هود آية 115.و في الأمالي و الروضة[إلى زهرة الحياة الدنيا].
27- ..الخميل:الخامل و هو الساقط الذي لا نباهة له.
28- ..في بعض النسخ [لمتنبّه ].
29- ..في بعض نسخ الروضة[ملمات الفتن ]و في الأمالي [مضلات الفتن ].
30- ..من إضافة الصفة إلى الموصوف.و في الأمالي [عن وجود الهدى ].
31- ..في بعض النسخ و الروضة[بعين قرة].
32- ..في بعض النسخ و في مجالس المفيد[و ما العز باللّه ].
33- ..سورة فاطر آية 25.
34- ..في الروضة[فى اصلاح أنفسكم ].
35- ..في الروضة[من حقوق اللّه ].
36- ..السائس:القائم بأمر و المدبر له.
37- ..في الخصال بدون«من».
38- ..في الخصال و الفقيه [ثم حقّ أهل ملتك عليك،ثمّ حقّ أهل ذمّتك ].
39- ..كذا و الظاهر«منهما».
40- ..الخنى:الفحش من الكلام.
41- ..فيهما[تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحل سماعه ].
42- ..في بعض النسخ [تعتقد بها علما].و فيهما[أن تغضه عما لا يحل لك و تعتبر بالنظر به ].
43- ..أي عذاب الدنيا و الآخرة أما الدنيا فلسان اللائمة من الناس و أمّا الآخرة فعقوبة اللّه.
44- ..فيهما[أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك ].
45- ..التهوين:الاستخفاف.يقال:هوّن الشي ء:استخفّ به.
46- ..المجهلة ما يحملك على الجهل.و فيهما[أن لا تجعله وعاء للحرام و لا تزيد على الشبع ].
47- ..فيهما بعد قوله:«من النار»:[فان ترك الصوم خرقت ستر اللّه عليك ].انتهى.
48- ..الحجبة-بالتحريك-:جمع حاجب.
49- ..في بعض النسخ و كأنّك.
50- ..التهجين:التقبيح و التحقير.
51- ..لا تماحكه:لا تخاصمه و لا تنازعه.
52- ..لا تعازه:لا تعارضه في العزة.
53- ..عققت:عصيت و آذيت.
54- ..في بعض النسخ [فيما يأتي إليك من سوء].
55- ..أي إذا قضيت حقّ اللّه فارجع إلى أداء حقّ مالكك.
56- ..الحياطة:الحفاظة و الحماية و الصيانة.و الاناة-كقناة-الوقار و الحلم و أصله الانتظار.

ص: 250

. .

ص: 251

. .

ص: 252

. .

ص: 253

. .

ص: 254

. .

ص: 255

. .

ص: 256

. .

ص: 257

. .

ص: 258

. .

ص: 259

. .

ص: 260

. .

ص: 261

. .

ص: 262

. .

ص: 263

و أما حق الرحم

و أما حق الرحم4,14-فحقُّ أُمِّك فأنْ تعْلم أنّها حملتْك حيْثُ لا يحْمِلُ أحدٌ أحداً و أطْعمتْك مِنْ ثمرةِ قلْبِها ما لا يُطْعِمُ أحدٌ أحداً و أنّها وقتْك بِسمْعِها و بصرِها و يدِها و رِجْلِها و شعْرِها و بشرِها و جمِيعِ جوارِحِها مُسْتبْشِرةً بِذلِك فرِحةً مُوابِلةً1 مُحْتمِلةً لِما فِيهِ مكْرُوهُها و ألمُها و ثِقْلُها و غمُّها حتّى دفعتْها عنْك يدُ الْقُدْرةِ و أخْرجتْك إِلى الْأرْضِ فرضِيتْ أنْ تشْبع و تجُوع هِي و تكْسُوك و تعْرى و تُرْوِيك و تظْمأ و تُظِلّك و تضْحى و تُنعِّمك بِبُؤْسِها و تُلذِّذك بِالنّوْمِ بِأرقِها و كان بطْنُها لك وِعاءً و حجْرُها لك حِواءً(1) و ثدْيُها لك سِقاءً و نفْسُها لك وِقاءً تُباشِرُ حرّ الدُّنْيا و برْدها لك و دُونك فتشْكُرُها على قدْرِ ذلِك و لا تقْدِرُ عليْهِ إِلاّ بِعوْنِ اللّهِ و توْفِيقِهِ (2) و أمّا حقُّ أبِيك فتعْلمُ أنّهُ أصْلُك و أنّك فرْعُهُ و أنّك لوْلاهُ لمْ تكُنْ فمهْما رأيْت فِي نفْسِك مِمّا يُعْجِبُك 4 فاعْلمْ أنّ أباك أصْلُ النِّعْمةِ عليْك فِيهِ و اِحْمدِ اللّه و اُشْكُرْهُ على قدْرِ ذلِك و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ ولدِك فتعْلمُ أنّهُ مِنْك و مُضافٌ إِليْك فِي عاجِلِ الدُّنْيا بِخيْرِهِ و شرِّهِ و أنّك مسْئُولٌ عمّا وُلِّيتهُ مِنْ حُسْنِ الْأدبِ و الدّلالةِ على ربِّهِ و الْمعُونةِ لهُ على طاعتِهِ فِيك 5 و فِي نفْسِهِ فمُثابٌ على ذلِك و مُعاقبٌ فاعْملْ فِي أمْرِهِ عمل الْمُتزيِّنِ بِحُسْنِ أثرِهِ عليْهِ فِي عاجِلِ الدُّنْيا الْمُعذِّرِ إِلى ربِّهِ فِيما بيْنك و بيْنهُ بِحُسْنِ الْقِيامِ عليْهِ و الْأخْذِ لهُ مِنْهُ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ أخِيك فتعْلمُ أنّهُ يدُك الّتِي تبْسُطُها و ظهْرُك الّذِي تلْتجِئُ إِليْهِ-و عِزُّك الّذِي تعْتمِدُ عليْهِ و قُوّتُك الّتِي تصُولُ بِها فلا تتّخِذْهُ سِلاحاً على معْصِيةِ اللّهِ و لا عُدّةً لِلظُّلْمِ بِحقِّ اللّهِ (3) و لا تدعْ نُصْرتهُ على نفْسِهِ و معُونتهُ على عدُوِّهِ و الْحوْل بيْنهُ و بيْن شياطِينِهِ و تأْدِية النّصِيحةِ إِليْهِ و الْإِقْبال عليْهِ فِي اللّهِ فإِنِ اِنْقاد لِربِّهِ و أحْسن الْإِجابة لهُ و إِلاّ فلْيكُنِ اللّهُ آثر عِنْدك و أكْرم عليْك مِنْهُ 7 و أمّا حقُّ الْمُنْعِمِ عليْك بِالْولاءِ(4) فأنْ تعْلم أنّهُ أنْفق فِيك مالهُ و أخْرجك مِنْ ذُلِّ الرِّقِّ و وحْشتِهِ إِلى عِزِّ الْحُرِّيّةِ و أُنْسِها و أطْلقك مِنْ أسْرِ الْملكةِ و فكّ عنْك حِلق الْعُبُودِيّةِ(5) و أوْجدك رائِحة الْعِزِّ و أخْرجك مِنْ سِجْنِ الْقهْرِ و دفع عنْك الْعُسْر و بسط لك لِسان الْإِنْصافِ و أباحك الدُّنْيا كُلّها فملّكك نفْسك و حلّ أسْرك و فرّغك لِعِبادةِ ربِّك و اِحْتمل بِذلِك التّقْصِير فِي مالِهِ فتعْلم أنّهُ أوْلى الْخلْقِ بِك بعْد أُولِي رحِمِك فِي حياتِك و موْتِك و أحقُّ الْخلْقِ بِنصْرِك و معُونتِك و مُكانفتِك فِي ذاتِ اللّهِ 10 فلا تُؤْثِرْ عليْهِ نفْسك ما اِحْتاج إِليْك (6) و أمّا حقُّ موْلاك الْجارِيةِ عليْهِ نِعْمتُك فأنْ تعْلم أنّ اللّه جعلك حامِيةً عليْهِ و واقِيةً و ناصِراً و معْقِلاً و جعلهُ لك وسِيلةً و سبباً بيْنك و بيْنهُ فبِالْحرِيِّ أنْ يحْجُبك عنِ النّارِ فيكُونُ فِي ذلِك ثوابٌ مِنْهُ 12 فِي الْآجِلِ و يحْكُمُ لك بِمِيراثِهِ فِي الْعاجِلِ إِذا لمْ يكُنْ لهُ رحِمٌ مُكافأةً لِما أنْفقْتهُ مِنْ مالِك عليْهِ و قُمْت بِهِ مِنْ حقِّهِ بعْد إِنْفاقِ مالِك فإِنْ لمْ تقُمْ بِحقِّهِ خِيف عليْك أنْ لا يطِيب لك مِيراثُهُ (7) و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ ذِي الْمعْرُوفِ عليْك فأنْ تشْكُرهُ و تذْكُر معْرُوفهُ و تنْشُر لهُ الْمقالة الْحسنة14 و تُخْلِص لهُ الدُّعاء فِيما بيْنك و بيْن اللّهِ سُبْحانهُ فإِنّك إِذا فعلْت ذلِك كُنْت قدْ شكرْتهُ سِرّاً و علانِيةً ثُمّ إِنْ أمْكن مُكافأتُهُ بِالْفِعْلِ كافأْتهُ و إِلاّ كُنْت مُرْصِداً لهُ مُوطِّناً نفْسك عليْها(8) و أمّا حقُّ الْمُؤذِّنِ فأنْ تعْلم أنّهُ مُذكِّرُك بِربِّك و داعِيك إِلى حظِّك و أفْضلُ أعْوانِك على قضاءِ الْفرِيضةِ الّتِي اِفْترضها اللّهُ عليْك فتشْكُرهُ على ذلِك شُكْرك لِلْمُحْسِنِ إِليْك و إِنْ كُنْت فِي بيْتِك مُهْتمّاً لِذلِك لمْ تكُنْ لِلّهِ فِي أمْرِهِ مُتّهِماً و علِمْت أنّهُ نِعْمةٌ مِن اللّهِ عليْك لا شكّ فِيها فأحْسِنْ صُحْبة نِعْمةِ اللّهِ بِحمْدِ اللّهِ عليْها على كُلِّ حالٍ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 16[11-14](18:39) و أمّا حقُّ إِمامِك فِي صلاتِك فأنْ تعْلم أنّهُ قدْ تقلّد السِّفارة فِيما بيْنك و بيْن اللّهِ و الْوِفادة إِلى ربِّك و تكلّم عنْك و لمْ تتكلّمْ عنْهُ و دعا لك و لمْ تدْعُ لهُ (9) و طلب فِيك و لمْ تطْلُبْ فِيهِ و كفاك همّ الْمقامِ بيْن يديِ اللّهِ و الْمُساءلةِ لهُ فِيك و لمْ تكْفِهِ ذلِك فإِنْ كان فِي شيْ ءٍ مِنْ ذلِك تقْصِيرٌ كان بِهِ دُونك و إِنْ كان آثِماً لمْ تكُنْ شرِيكهُ فِيهِ و لمْ يكُنْ لهُ عليْك فضْلٌ فوقى نفْسك بِنفْسِهِ و وقى صلاتك بِصلاتِهِ فتشْكُر لهُ على ذلِك و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْجلِيسِ فأنْ تُلِين لهُ كنفك (10) و تُطِيب لهُ جانِبك و تُنْصِفهُ فِي مُجاراةِ اللّفْظِ(11) و لا تُغْرِق فِي نزْعِ اللّحْظِ إِذا لحظْت و تقْصِد فِي اللّفْظِ إِلى إِفْهامِهِ إِذا لفظْت و إِنْ كُنْت الْجلِيس إِليْهِ كُنْت فِي الْقِيامِ عنْهُ بِالْخِيارِ و إِنْ كان الْجالِس إِليْك كان بِالْخِيارِ و لا تقُوم إِلاّ بِإِذْنِهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْجارِ فحِفْظُهُ غائِباً و كرامتُهُ شاهِداً و نُصْرتُهُ و معُونتُهُ فِي الْحاليْنِ جمِيعاً20 لا تتبّعْ لهُ عوْرةً و لا تبْحثْ لهُ عنْ سوْءةٍ لِتعْرِفها فإِنْ عرفْتها مِنْهُ عنْ غيْرِ إِرادةٍ مِنْك و لا تكلُّفٍ كُنْت لِما علِمْت حِصْناً حصِيناً و سِتْراً ستِيراً لوْ بحثتِ الْأسِنّةُ عنْهُ ضمِيراً لمْ تتّصِلْ إِليْهِ لاِنْطِوائِهِ عليْهِ لا تسْتمِعْ 21 عليْهِ مِنْ حيْثُ لا يعْلمُ لا تُسْلِمْهُ عِنْد شدِيدةٍ و لا تحْسُدْهُ عِنْد نِعْمةٍ تُقِيلُ عثْرتهُ و تغْفِرُ زلّتهُ و لا تدّخِرْ حِلْمك عنْهُ إِذا جهِل عليْك و لا تخْرُجْ أنْ تكُون سِلْماً لهُ ترُدُّ عنْهُ لِسان الشّتِيمةِ و تُبْطِلُ فِيهِ كيْد حامِلِ النّصِيحةِ و تُعاشِرُهُ مُعاشرةً كرِيمةً و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 22[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الصّاحِبِ فأنْ تصْحبهُ بِالْفضْلِ ما وجدْت إِليْهِ سبِيلاً و إِلاّ فلا أقلّ مِن الْإِنْصافِ و أنْ تُكْرِمهُ كما يُكْرِمُك و تحْفظهُ كما يحْفظُك و لا يسْبِقك فِيما بيْنك و بيْنهُ إِلى مكْرُمةٍ فإِنْ سبقك كافأْتهُ و لا تُقصِّر بِهِ عمّا يسْتحِقُّ مِن الْمودّةِ تُلْزِمُ نفْسك نصِيحتهُ و حِياطتهُ و مُعاضدتهُ على طاعةِ ربِّهِ و معُونتهُ على نفْسِهِ فِيما لا يهُمُّ بِهِ مِنْ معْصِيةِ ربِّهِ ثُمّ تكُونُ عليْهِ رحْمةً و لا تكُونُ عليْهِ عذاباً و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 23[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الشّرِيكِ فإِنْ غاب كفيْتهُ و إِنْ حضر ساويْتهُ 24 و لا تعْزِمْ على حُكْمِك دُون حُكْمِهِ و لا تعْملْ بِرأْيِك دُون مُناظرتِهِ و تحْفظُ عليْهِ مالهُ و تنْفِي عنْهُ خِيانتهُ فِيما عزّ أوْ هان (12) فإِنّهُ بلغنا أنّ يد اللّهِ على الشّرِيكيْنِ ما لمْ يتخاونا و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْمالِ فأنْ لا تأْخُذهُ إِلاّ مِنْ حِلِّهِ و لا تُنْفِقهُ إِلاّ فِي حِلِّهِ و لا تُحرِّفهُ عنْ مواضِعِهِ و لا تصْرِفهُ عنْ حقائِقِهِ و لا تجْعلهُ إِذا كان مِن اللّهِ إِلاّ إِليْهِ و سبباً إِلى اللّهِ و لا تُؤْثِر بِهِ على نفْسِك منْ لعلّهُ لا يحْمدُك و بِالْحرِيِّ أنْ لا يُحْسِن خِلافتهُ فِي ترِكتِك 26 و لا يعْمل فِيهِ بِطاعةِ ربِّك فتكُون مُعِيناً لهُ على ذلِك أوْ بِما أحْدث فِي مالِك أحْسن نظراً لِنفْسِهِ فيعْمل بِطاعةِ ربِّهِ فيذْهب بِالْغنِيمةِ و تبُوء بِالْإِثْمِ و الْحسْرةِ و النّدامةِ مع التّبِعةِ(13) و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (14)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْغرِيمِ الطّالِبِ لك 29 فإِنْ كُنْت مُوسِراً أوْفيْتهُ و كفيْتهُ و أغْنيْتهُ و لمْ ترْدُدْهُ و تمْطُلْهُ 30 فإِن رسُول اللّهِ ص قال مطْلُ الْغنِيِّ ظُلْمٌ و إِنْ كُنْت مُعْسِراً أرْضيْتهُ بِحُسْنِ الْقوْلِ و طلبْت إِليْهِ طلباً جمِيلاً و رددْتهُ عنْ نفْسِك ردّاً لطِيفاً و لمْ تجْمعْ عليْهِ ذهاب مالِهِ و سُوء مُعاملتِهِ فإِنّ ذلِك لُؤْمٌ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 31[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْخلِيطِ(15) فأنْ لا تغُرّهُ و لا تغُشّهُ و لا تكْذِبهُ و لا تُغْفِلهُ و لا تخْدعهُ و لا تعْمل فِي اِنْتِقاضِهِ عمل الْعدُوِّ الّذِي لا يبْقى على صاحِبِهِ و إِنِ اِطْمأنّ إِليْك اِسْتقْصيْت لهُ على نفْسِك (16) و علِمْت أنّ غبْن الْمُسْترْسِلِ رِبًا(17) و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 35[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْخصْمِ الْمُدّعِي عليْك فإِنْ كان ما يدّعِي عليْك حقّاً لمْ تنْفسِخْ فِي حُجّتِهِ و لمْ تعْملْ فِي إِبْطالِ دعْوتِهِ و كُنْت خصْم نفْسِك لهُ و الْحاكِم عليْها و الشّاهِد لهُ بِحقِّهِ دُون شهادةِ الشُّهُودِ فإِنّ ذلِك حقُّ اللّهِ عليْك و إِنْ كان ما يدّعِيهِ باطِلاً رفقْت بِهِ و روّعْتهُ و ناشدْتهُ بِدِينِهِ (18) و كسرْت حِدّتهُ عنْك بِذِكْرِ اللّهِ و ألْقيْت حشْو الْكلامِ و لغْطهُ الّذِي لا يرُدُّ عنْك عادِية عدُوِّك (19) بلْ تبُوءُ بِإِثْمِهِ و بِهِ يشْحذُ عليْك سيْف عداوتِهِ لِأنّ لفْظة السّوْءِ تبْعثُ الشّرّ و الْخيْرُ مقْمعةٌ لِلشّرِّ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (20)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْخصْمِ الْمُدّعى عليْهِ فإِنْ كان ما تدّعِيهِ حقّاً أجْملْت فِي مُقاولتِهِ بِمخْرجِ الدّعْوى 39 فإِنّ لِلدّعْوى غِلْظةً فِي سمْعِ الْمُدّعى عليْهِ و قصدْت قصْد حُجّتِك بِالرِّفْقِ و أمْهلِ الْمُهْلةِ و أبْينِ الْبيانِ و ألْطفِ اللُّطْفِ و لمْ تتشاغلْ عنْ حُجّتِك بِمُنازعتِهِ بِالْقِيلِ و الْقالِ فتذْهب عنْك حُجّتُك و لا يكُون لك فِي ذلِك دركٌ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (21)[11-14](18:39)

.


1- ..أي جعلك لهم خازنا أو قيّما و لعله سقط من قلم النسّاخ.
2- ..الامل:خادم الرجل و عونه الذي يأمله.
3- ..معطوفين على الخلق أي و تعلم أنّه لحمك و دمك و في بعض [النسخ لم تملكه لانك صنعته ].
4- ..كذا.و وابله:واظبه.
5- ..الحواء:ما يحتوي به الشى من حوى الشي ء إذا أحاط به من جهاته.
6- ..فيهما[فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم...الخ ].
7- ..في بعض النسخ [للظلم لخلق اللّه ].
8- ..الولاء-بالفتح-:النصرة و الملك و المحبة و الصداقة و القرابة.
9- ..المكانفة:المعاونة.
10- ..فلا تؤثر عليه أي فلا ترجح و لا تختر.و في بعض النسخ [ما احتاج إليك أحدا].
11- ..في بعض النسخ [ثوابك منه ].
12- ..الكنف:الجانب و الظل.
13- ..المراد بالحالين:الشهود و الغياب.
14- ..في بعض النسخ [لا تسمع ].
15- ..في بعض النسخ [تتقى خيانته فيما عزّ أو هان ].
16- ..أي ميراثك و التركة-بفتح فكسر-:الشي ء المتروك أي تركة الميت.
17- ..التبعة.ما يترتب على الفعل من الشرّ و قد يستعمل في الخير.
18- ..الغريم:الدائن و يطلق أيضا على المديون.و في بعض النسخ [الغريم المطالب لك ].
19- ..المطل:التسويف و التعلل في أداء الحق و تأخيره عن وقته.
20- .*
21- ..الخليط:المخالط كالنديم و الشريك و الجليس و نحوها.

ص: 264

. .

ص: 265

. .

ص: 266

. .

ص: 267

. .

ص: 268

. .

ص: 269

و من كلامه ع في الزهد

كتابه ع إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه .الخبل-بالتحريك-:إصابة الجنون و فساد في العقل.

و أمّا حقُّ الْمُسْتشِيرِ فإِنْ حضرك لهُ وجْهُ رأْيٍ جهدْت لهُ فِي النّصِيحةِ و أشرْت عليْهِ بِما تعْلمُ أنّك لوْ كُنْت مكانهُ عمِلْت بِهِ و ذلِك لِيكُنْ مِنْك فِي رحْمةٍ و لِينٍ فإِنّ اللِّين يُؤْنِسُ الْوحْشة و إِنّ الْغِلظ يُوحِشُ موْضِع الْأُنْسِ و إِنْ لمْ يحْضُرْك لهُ رأْيٌ و عرفْت لهُ منْ تثِقُ بِرأْيِهِ و ترْضى بِهِ لِنفْسِك دللْتهُ عليْهِ و أرْشدْتهُ إِليْهِ فكُنْت لمْ تأْلُهُ خيْراً(1) و لمْ تدّخِرْهُ نُصْحاً و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 2[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْمُشِيرِ عليْك فلا تتّهِمْهُ فِيما لا يُوافِقُك عليْهِ مِنْ رأْيِهِ (2) إِذا أشار عليْك فإِنّما هِي الْآراءُ و تصرُّفُ النّاسِ فِيها و اِخْتِلافُهُمْ فكُنْ عليْهِ فِي رأْيِهِ بِالْخِيارِ إِذا اِتّهمْت رأْيهُ فأمّا تُهمتُهُ فلا تجُوزُ لك إِذا كان عِنْدك مِمّنْ يسْتحِقُّ الْمُشاورة و لا تدعْ شُكْرهُ على ما بدا لك مِنْ إِشْخاصِ رأْيِهِ و حُسْنِ وجْهِ مشُورتِهِ فإِذا وافقك حمِدْت اللّه و قبِلْت ذلِك مِنْ أخِيك بِالشُّكْرِ و الْإِرْصادِ بِالْمُكافأةِ فِي مِثْلِها إِنْ فزِع إِليْك (3) و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْمُسْتنْصِحِ فإِنّ حقّهُ أنْ تُؤدِّي إِليْهِ النّصِيحة على الْحقِّ الّذِي ترى لهُ أنّهُ يحْمِلُ و تخْرُج الْمخْرج الّذِي يلِينُ على مسامِعِهِ و تُكلِّمهُ مِن الْكلامِ بِما يُطِيقُهُ عقْلُهُ فإِنّ لِكُلِّ عقْلٍ طبقةً مِن الْكلامِ يعْرِفُهُ و يجْتنِبُهُ و لْيكُنْ مذْهبُك الرّحْمة و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (4)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ النّاصِحِ فأنْ تُلِين لهُ جناحك ثُمّ تشْرئِبّ لهُ قلْبك 6 و تفْتح لهُ سمْعك حتّى تفْهم عنْهُ نصِيحتهُ ثُمّ تنْظُر فِيها فإِنْ كان وُفِّق فِيها لِلصّوابِ حمِدْت اللّه على ذلِك و قبِلْت مِنْهُ و عرفْت لهُ نصِيحتهُ و إِنْ لمْ يكُنْ وُفِّق لها فِيها رحِمْتهُ و لمْ تتّهِمْهُ و علِمْت أنّهُ لمْ يأْلُك نُصْحاً إِلاّ أنّهُ أخْطأ7 إِلاّ أنْ يكُون عِنْدك مُسْتحِقّاً لِلتُّهمةِ-فلا تعْبأْ بِشيْ ءٍ مِنْ أمْرِهِ (5) على كُلِّ حالٍ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و أمّا حقُّ الْكبِيرِ فإِنّ حقّهُ توْقِيرُ سِنِّهِ و إِجْلالُ إِسْلامِهِ إِذا كان مِنْ أهْلِ الْفضْلِ فِي الْإِسْلامِ بِتقْدِيمِهِ فِيهِ و ترْكُ مُقابلتِهِ عِنْد الْخِصامِ و لا تسْبِقْهُ إِلى طرِيقٍ و لا تؤُمّهُ 9 فِي طرِيقٍ و لا تسْتجْهِلْهُ و إِنْ جهِل عليْك تحمّلْت و أكْرمْتهُ بِحقِ إِسْلامِهِ مع سِنِّهِ فإِنّما حقُّ السِّنِّ بِقدْرِ الْإِسْلامِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (6)[11-14](18:39) و أمّا حقُّ الصّغِيرِ فرحْمتُهُ و تثْقِيفُهُ 11 و تعْلِيمُهُ و الْعفْوُ عنْهُ و السّتْرُ عليْهِ و الرِّفْقُ بِهِ و الْمعُونةُ لهُ و السّتْرُ على جرائِرِ حداثتِهِ فإِنّهُ سببٌ لِلتّوْبةِ و الْمُداراةُ لهُ و ترْكُ مُماحكتِهِ فإِنّ ذلِك أدْنى لِرُشْدِهِ (7) و أمّا حقُّ السّائِلِ فإِعْطاؤُهُ إِذا تيقّنْت صِدْقهُ و قدرْت على سدِّ حاجتِهِ و الدُّعاءُ لهُ فِيما نزل بِهِ و الْمُعاونةُ لهُ على طلِبتِهِ و إِنْ شككْت فِي صِدْقِهِ و سبقتْ إِليْهِ التُّهمةُ لهُ و لمْ تعْزِمْ على ذلِك لمْ تأْمنْ أنْ يكُون مِنْ كيْدِCالشّيْطانِ Cأراد أنْ يصُدّك عنْ حظِّك و يحُول بيْنك و بيْن التّقرُّبِ إِلى ربِّك فتركْتهُ بِستْرِهِ و رددْتهُ ردّاً جمِيلاً و إِنْ غلبْت نفْسك فِي أمْرِهِ و أعْطيْتهُ على ما عرض فِي نفْسِك مِنْهُ- فإِنّ ذلِك مِنْ عزْمِ الْأُمُورِ(8)[25-29](3:186) و أمّا حقُّ الْمسْئُولِ فحقُّهُ إِنْ أعْطى قُبِل مِنْهُ ما أعْطى بِالشُّكْرِ لهُ و الْمعْرِفةِ لِفضْلِهِ و طلبِ وجْهِ الْعُذْرِ فِي منْعِهِ و أحْسِنْ بِهِ الظّنّ و اِعْلمْ أنّهُ إِنْ منع فمالهُ منع و أنْ ليْس التّثْرِيبُ فِي مالِهِ (9) و إِنْ كان ظالِماً ف إِنّ الْإِنْسان لظلُومٌ كفّارٌ(10)[14-17](14:34) -و أمّا حقُّ منْ سرّك اللّهُ بِهِ و على يديْهِ فإِنْ كان تعمّدها لك حمِدْت اللّه أوّلاً ثُمّ شكرْتهُ على ذلِك بِقدْرِهِ فِي موْضِعِ الْجزاءِ و كافأْتهُ على فضْلِ الاِبْتِداءِ و أرْصدْت لهُ الْمُكافأة و إِنْ لمْ يكُنْ تعمّدها حمِدْت اللّه و شكرْتهُ و علِمْت أنّهُ مِنْهُ توحّدك بِها و أحْببْت هذا إِذْ كان سبباً مِنْ أسْبابِ نِعمِ اللّهِ عليْك و ترْجُو لهُ بعْد ذلِك خيْراً فإِنّ أسْباب النِّعمِ بركةٌ حيْثُ ما كانتْ و إِنْ كان لمْ يتعمّدْ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 16[11-14](18:39) و أمّا حقُّ منْ ساءك الْقضاءُ على يديْهِ بِقوْلٍ أوْ فِعْلٍ فإِنْ كان تعمّدها كان الْعفْوُ أوْلى بِك لِما فِيهِ لهُ مِن الْقمْعِ و حُسْنِ الْأدبِ مع كثِيرِ أمْثالِهِ مِن الْخلْقِ فإِنّ اللّه يقُولُ و لمنِ اِنْتصر بعْد ظُلْمِهِ فأُولئِك ما عليْهِمْ مِنْ سبِيلٍ [1-10](42:41) إِلى قوْلِهِ لمِنْ عزْمِ الْأُمُورِ(11)[8-10](42:43) و قال عزّ و جل و إِنْ عاقبْتُمْ فعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ و لئِنْ صبرْتُمْ لهُو خيْرٌ لِلصّابِرِين (12)[1-14](16:126) هذا فِي الْعمْدِ فإِنْ لمْ يكُنْ عمْداً لمْ تظْلِمْهُ بِتعمُّدِ الاِنْتِصارِ مِنْهُ فتكُون قدْ كافأْتهُ فِي تعمُّدٍ على خطإٍ و رفقْت بِهِ و رددْتهُ بِألْطفِ ما تقْدِرُ عليْهِ و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ 19[11-14](18:39) و أمّا حقُّ أهْلِ مِلّتِك عامّةً فإِضْمارُ السّلامةِ و نشْرُ جناحِ الرّحْمةِ و الرِّفْقُ بِمُسِيئِهِمْ و تألُّفُهُمْ و اِسْتِصْلاحُهُمْ و شُكْرُ مُحْسِنِهِمْ إِلى نفْسِهِ و إِليْك فإِنّ إِحْسانهُ إِلى نفْسِهِ إِحْسانُهُ إِليْك إِذا كفّ عنْك أذاهُ و كفاك مئُونتهُ و حبس عنْك نفْسهُ فعُمّهُمْ جمِيعاً بِدعْوتِك و اُنْصُرْهُمْ جمِيعاً بِنُصْرتِك و أنْزلْتهُمْ أنْزِلْهُمْ جمِيعاً مِنْك منازِلهُمْ كبِيرهُمْ بِمنْزِلةِ الْوالِدِ و صغِيرهُمْ بِمنْزِلةِ الْولدِ و أوْسطهُمْ بِمنْزِلةِ الْأخِ فمنْ أتاك تعاهدْتهُ بِلُطْفٍ و رحْمةٍ و صِلْ أخاك بِما يجِبُ لِلْأخِ على أخِيهِ (13) و أمّا حقُ أهْلِ الذِّمّةِ فالْحُكْمُ فِيهِمْ أنْ تقْبل مِنْهُمْ ما قبِل اللّهُ و تفِي (14) بِماجعل اللّهُ لهُمْ مِنْ ذِمّتِهِ و عهْدِهِ و تكِلهُمْ إِليْهِ فِيما طُلِبُوا مِنْ أنْفُسِهِمْ و أُجْبِرُوا عليْهِ و تحْكُم فِيهِمْ بِما حكم اللّهُ بِهِ على نفْسِك فِيما جرى بيْنك و بيْنهُمْ مِنْ مُعاملةٍ و لْيكُنْ بيْنك و بيْن ظُلْمِهِمْ مِنْ رِعايةِ ذِمّةِ اللّهِ و الْوفاءِ بِعهْدِهِ و عهِدِ رسُولِ اللّهِ ص حائِلٌ فإِنّهُ بلغنا أنّهُ قال منْ ظلم مُعاهِداً كُنْتُ خصْمهُ فاتّقِ اللّه و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ (15)[11-14](18:39) فهذِهِ خمْسُون حقّاً مُحِيطاً بِك لا تخْرُجْ مِنْها فِي حالٍ مِن الْأحْوالِ يجِبُ عليْك رِعايتُها و الْعملُ فِي تأْدِيتِها و الاِسْتِعانةُ بِاللّهِ جلّ ثناؤُهُ على ذلِك و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) - و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182)

و من كلامه ع في الزهدإِنّ علامة الزّاهِدِين فِي الدُّنْيا الرّاغِبِين فِي الْآخِرةِ ترْكُهُمْ كُلّ خلِيطٍ و خلِيلٍ و رفْضُهُمْ كُلّ صاحِبٍ لا يُرِيدُ ما يُرِيدُون ألا و إِنّ الْعامِل لِثوابِ الْآخِرةِ هُو الزّاهِدُ فِي عاجِلِ زهْرةِ الدُّنْيا الْآخِذُ لِلْموْتِ أُهْبتهُ (16) الْحاثُّ على الْعملِ قبْل فناءِ الْأجلِ و نُزُولِ ما لا بُدّ مِنْ لِقائِهِ و تقْدِيمِ الْحذرِ قبْل الْحيْنِ (17) فإِنّ اللّه عزّ و جلّ يقُولُ حتّى إِذا جاء أحدهُمُ الْموْتُ قال ربِّ اِرْجِعُونِ `لعلِّي أعْملُ صالِحاً فِيما تركْتُ (18)[1-13](23:99-100) فليُنْزِلنّ أحدُكُمُ الْيوْم نفْسهُ فِي هذِهِ الدُّنْيا كمنْزِلةِ الْمكْرُورِ إِلى الدُّنْيا النّادِمِ على ما فرّط فِيها مِن الْعملِ الصّالِحِ لِيوْمِ فاقتِهِ و اِعْلمُوا عِباد اللّهِ أنّهُ منْ خاف الْبيات تجافى عنِ الْوِسادِ و اِمْتنع مِن الرُّقادِ(19) و أمْسك عنْ بعْضِ الطّعامِ و الشّرابِ مِنْ خوْفِ سُلْطانِ أهْلِ الدُّنْيا فكيْف ويْحك يا اِبْن آدم مِنْ خوْفِ بياتِ سُلْطانِ ربِّ الْعِزّةِ و أخْذِهِ الْألِيمِ و بياتِهِ لِأهْلِ الْمعاصِي و الذُّنُوبِ مع طوارِقِ الْمنايا(20) بِاللّيْلِ و النّهارِ فذلِك الْبياتُ الّذِي ليْس مِنْهُ منْجًى و لا دُونهُ مُلْتجأٌ و لا مِنْهُ مهْربٌ فخافُوا اللّه أيُّها الْمُؤْمِنُون مِن الْبياتِ خوْف أهْلِ التّقْوى فإِنّ اللّه يقُولُ- ذلِك لِمنْ خاف مقامِي و خاف وعِيدِ28[6-12](14:14) فاحْذرُوا زهْرة الْحياةِ الدُّنْيا و غُرُورها و شُرُورها و تذكّرُوا ضرر عاقِبةِ الْميْلِ إِليْها فإِنّ زِينتها فِتْنةٌ و حُبّها خطِيئةٌ و اِعْلمْ ويْحك يا اِبْن آدم أنّ قسْوة الْبِطْنةِ29 و كِظّة الْمِلْأةِ و سُكْر الشِّبعِ و غِرّة الْمُلْكِ مِمّا يُثبِّطُ و يُبْطِئُ عنِ الْعملِ و يُنْسِي الذِّكْر و يُلْهِي عنِ اِقْتِرابِ الْأجلِ حتّى كأنّ الْمُبْتلى بِحُبِّ الدُّنْيا بِهِ خبلٌ مِنْ سُكْرِ الشّرابِ (21) و أنّ الْعاقِل عنِ اللّهِ الْخائِف مِنْهُ الْعامِل لهُ ليُمرِّنُ نفْسهُ و يُعوِّدُها الْجُوع حتّى ما تشْتاق إِلى الشِّبعِ و كذلِك تُضمّرُ الْخيْلُ لِسبْقِ الرِّهانِ (22) فاتّقُوا اللّه عِباد اللّهِ تقْوى مُؤمِّلٍ ثوابهُ و خائِفٍ عِقابهُ فقدْ لِلّهِ أنْتُمْ أعْذر و أنْذر و شوّق و خوّف فلا أنْتُمْ إِلى ما شوّقكُمْ إِليْهِ مِنْ كرِيمِ ثوابِهِ تشْتاقُون فتعْملُون و لا أنْتُمْ مِمّا خوّفكُمْ بِهِ مِنْ شدِيدِ عِقابِهِ و ألِيمِ عذابِهِ ترْهبُون فتنْكُلُون (23) و قدْ نبّأكُمُ اللّهُ فِي كِتابِهِ أنّهُ- فمنْ يعْملْ مِن الصّالِحاتِ و هُو مُؤْمِنٌ فلا كُفْران لِسعْيِهِ و إِنّا لهُ كاتِبُون (24)[1-14](21:94) ثُمّ ضرب لكُمُ الْأمْثال فِي كِتابِهِ و صرّف الْآياتِ لِتحْذرُوا عاجِل زهْرةِ الْحياةِ الدُّنْيا فقال إِنّما أمْوالُكُمْ و أوْلادُكُمْ فِتْنةٌ و اللّهُ عِنْدهُ أجْرٌ عظِيمٌ (25)[1-10](64:15) فاتّقُوا اللّه ما اِسْتطعْتُمْ و اِسْمعُوا و أطِيعُوا[1-8](64:16) فاتّقُوا اللّه و اِتّعِظُوا بِمواعِظِ اللّهِ و ما أعْلمُ إِلاّ كثِيراً مِنْكُمْ قدْ نهكتْهُ (26) عواقِبُ الْمعاصِي فما حذرها و أضرّتْ بِدِينِهِ فما مقتها أ ما تسْمعُون النِّداءمِن اللّهِ بِعيْبِها و تصْغِيرِها حيْثُ قال اِعْلمُوا أنّما الْحياةُ الدُّنْيا لعِبٌ و لهْوٌ و زِينةٌ و تفاخُرٌ بيْنكُمْ و تكاثُرٌ فِي الْأمْوالِ و الْأوْلادِ كمثلِ غيْثٍ أعْجب الْكُفّار نباتُهُ ثُمّ يهِيجُ فتراهُ مُصْفرًّا ثُمّ يكُونُ حُطاماً و فِي الْآخِرةِ عذابٌ شدِيدٌ و مغْفِرةٌ مِن اللّهِ و رِضْوانٌ و ما الْحياةُ الدُّنْيا إِلاّ متاعُ الْغُرُورِ.`سابِقُوا إِلى مغْفِرةٍ مِنْ ربِّكُمْ و جنّةٍ عرْضُها كعرْضِ السّماءِ و الْأرْضِ أُعِدّتْ لِلّذِين آمنُوا بِاللّهِ و رُسُلِهِ ذلِك فضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ منْ يشاءُ و اللّهُ ذُو الْفضْلِ الْعظِيمِ (27)[1-77](57:20-21) و قال يا أيُّها الّذِين آمنُوا اِتّقُوا اللّه و لْتنْظُرْ نفْسٌ ما قدّمتْ لِغدٍ و اِتّقُوا اللّه إِنّ اللّه خبِيرٌ بِما تعْملُون.`و لا تكُونُوا كالّذِين نسُوا اللّه فأنْساهُمْ أنْفُسهُمْ أُولئِك هُمُ الْفاسِقُون (28)[1-31](59:18-19) فاتّقُوا اللّه عِباد اللّهِ و تفكّرُوا و اِعْملُوا لِما خُلِقْتُمْ لهُ فإِنّ اللّه لمْ يخْلُقْكُمْ عبثاً و لمْ يتْرُكْكُمْ سُدًى قدْ عرّفكُمْ نفْسهُ و بعث إِليْكُمْ رسُولهُ و أنْزل عليْكُمْ كِتابهُ فِيهِ حلالُهُ و حرامُهُ و حُججُهُ و أمْثالُهُ فاتّقُوا اللّه فقدِ اِحْتجّ عليْكُمْ ربُّكُمْ فقال أ لمْ نجْعلْ لهُ عيْنيْنِ.`و لِساناً و شفتيْنِ.`و هديْناهُ النّجْديْنِ 38[1-12](90:8-10) فهذِهِ حُجّةٌ عليْكُمْ فاتّقُوا اللّه ما اِسْتطعْتُمْ [1-4](64:16) فإِنّهُ لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ [11-14](18:39) و لا تُكْلان إِلاّ عليْهِ و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ نبِيِّهِ و آلِهِ .

كتابه ع إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه (29)-كفانا اللّهُ و إِيّاك مِن الْفِتنِ و رحِمك مِن النّارِ فقدْ أصْبحْت بِحالٍ ينْبغِي لِمنْ عرفك بِهاأنْ يرْحمك فقدْ أثْقلتْك نِعمُ اللّهِ بِما أصحّ مِنْ بدنِك و أطال مِنْ عُمُرِك و قامتْ عليْك حُججُ اللّهِ بِما حمّلك مِنْ كِتابِهِ و فقّهك فِيهِ مِنْ دِينِهِ و عرّفك مِنْ سُنّةِ نبِيِّهِ مُحمّدٍ ص فرضِي لك فِي كُلِّ نِعْمةٍ أنْعم بِها عليْك و فِي كُلِّ حُجّةٍ اِحْتجّ بِها عليْك الْفرْض بِما قضى فما قضى إِلاّ اِبْتلى شُكْرك فِي ذلِك و أبْدى فِيهِ فضْلهُ عليْك (30) فقال لئِنْ شكرْتُمْ لأزِيدنّكُمْ و لئِنْ كفرْتُمْ إِنّ عذابِي لشدِيدٌ(31)[5-13](14:7) فانْظُرْ أيّ رجُلٍ تكُونُ غداً إِذا وقفْت بيْن يديِ اللّهِ فسألك عنْ نِعمِهِ عليْك كيْف رعيْتها و عنْ حُججِهِ عليْك كيْف قضيْتها و لا تحْسبنّ اللّه قابِلاً مِنْك بِالتّعْذِيرِ و لا راضِياً مِنْك بِالتّقْصِيرِ هيْهات هيْهات ليْس كذلِك أخذ على الْعُلماءِ فِي كِتابِهِ إِذْ قال لتُبيِّنُنّهُ لِلنّاسِ و لا تكْتُمُونهُ (32)[9-13](3:187) و اِعْلمْ أنّ أدْنى ما كتمْت و أخفّ ما اِحْتملْت أنْ آنسْت وحْشة الظّالِمِ و سهّلْت لهُ طرِيق الْغيِّ بِدُنُوِّك مِنْهُ حِين دنوْت و إِجابتِك لهُ حِين دُعِيت فما أخْوفنِي أنْ تكُون تبُوءُ بِإِثْمِك غداً مع الْخونةِ و أنْ تُسْأل عمّا أخذْت بِإِعانتِك على ظُلْمِ الظّلمةِ إِنّك أخذْت ما ليْس لك مِمّنْ أعْطاك و دنوْت مِمّنْ لمْ يرُدّ على أحدٍ حقّاً و لمْ ترُدّ باطِلاً حِين أدْناك و أحْببْت منْ حادّ اللّه (33) أ و ليْس بِدُعائِهِ إِيّاك حِين دعاك جعلُوك قُطْباً أدارُوا بِك رحى مظالِمِهِمْ و جِسْراً يعْبُرُون عليْك إِلى بلاياهُمْ و سُلّماً إِلى ضلالتِهِمْ داعِياً إِلى غيِّهِمْ سالِكاً سبِيلهُمْ يُدْخِلُون بِك الشّكّ على الْعُلماءِ و يقْتادُون بِك قُلُوب الْجُهّالِ إِليْهِمْ فلمْ يبْلُغْ أخصُّ وُزرائِهِمْ و لا أقْوى أعْوانِهِمْ إِلاّ دُون ما بلغْت مِنْ إِصْلاحِ فسادِهِمْ و اِخْتِلافِ الْخاصّةِ و الْعامّةِ إِليْهِمْ فما أقلّ ما أعْطوْك فِي قدْرِ ما أخذُوا مِنْك و ما أيْسر ما عمرُوا لك فكيْف ما خرّبُوا عليْك فانْظُرْ لِنفْسِك فإِنّهُ لا ينْظُرُ لها غيْرُك و حاسِبْها حِساب رجُلٍ مسْئُولٍ و اُنْظُرْ كيْف شُكْرُك لِمنْ غذّاك بِنِعمِهِ صغِيراً و كبِيراً فما أخْوفنِي أنْ تكُون كما قال اللّهُ فِي كِتابِهِ - فخلف مِنْ بعْدِهِمْ خلْفٌ ورِثُوا الْكِتاب يأْخُذُون عرض هذا الْأدْنى و يقُولُون سيُغْفرُ لنا(34)[1-14](7:169) إِنّك لسْت فِي دارِ مُقامٍ أنْت فِي دارٍ قدْ آذنتْ بِرحِيلٍ فما بقاءُ الْمرْءِ بعْد قُرنائِهِ طُوبى لِمنْ كان فِي الدُّنْيا على وجلٍ يا بُؤْس لِمنْ يمُوتُ و تبْقى ذُنُوبُهُ مِنْ بعْدِهِ اِحْذرْ فقدْ نُبِّئْت و بادِرْ فقدْ أُجِّلْت إِنّك تُعامِلُ منْ لا يجْهلُ و إِنّ الّذِي يحْفظُ عليْك لا يغْفُلُ تجهّزْ فقدْ دنا مِنْك سفرٌ بعِيدٌ و داوِ ذنْبك فقدْ دخلهُ سُقْمٌ شدِيدٌ و لا تحْسبْ أنِّي أردْتُ توْبِيخك و تعْنِيفك و تعْيِيرك (35) لكِنِّي أردْتُ أنْ ينْعش اللّهُ ما قدْ فات مِنْ رأْيِك و يرُدّ إِليْك ما عزب مِنْ دِينِك (36) و ذكرْتُ قوْل اللّهِ تعالى فِي كِتابِهِ - و ذكِّرْ فإِنّ الذِّكْرى تنْفعُ الْمُؤْمِنِين [1-6](51:55) (37)أ غفلْت ذِكْر منْ مضى مِنْ أسْنانِك و أقْرانِكِ و بقِيت بعْدهُمْ كقرْنٍ أعْضب 48 اُنْظُرْ هلِ اُبْتُلُوا بِمِثْلِ ما اُبْتُلِيت أمْ هلْ وقعُوا فِي مِثْلِ ما وقعْت فِيهِ أمْ هلْ تراهُمْ ذكرْت خيْراً أهْملُوهُ 49 و علِمْت شيْئاً جهِلُوهُ بلْ حظِيت 50 بِما حلّ مِنْ حالِك فِي صُدُورِ الْعامّةِ و كلّفهُمْ بِك إِذْ صارُوا يقْتدُون بِرأْيِك و يعْملُون بِأمْرِك إِنْ أحْللْت أحلُّوا و إِنْ حرّمْت حرّمُوا و ليْس ذلِك عِنْدك و لكِنْ أظْهرهُمْ عليْك رغْبتُهُمْ فِيما لديْك ذهابُ عُلمائِهِمْ و غلبةُ الْجهْلِ عليْك و عليْهِمْ و حُبُّ الرِّئاسةِ و طلبُ الدُّنْيا مِنْك و مِنْهُمْ أ ما ترى ما أنْت فِيهِ مِن الْجهْلِ و الْغِرّةِ و ما النّاسُ فِيهِ مِن الْبلاءِ و الْفِتْنةِ قدِ اِبْتليْتهُمْ و فتنْتهُمْ بِالشُّغُلِ عنْ مكاسِبِهِمْ مِمّا رأوْا فتاقتْ نُفُوسُهُمْ (38) إِلى أنْ يبْلُغُوا مِن الْعِلْمِ ما بلغْت أوْ يُدْرِكُوا بِهِ مِثْل الّذِي أدْركْت فوقعُوا مِنْك فِي بحْرٍ لا يُدْركُ عُمْقُهُ و فِي بلاءٍ لا يُقْدرُ قدْرُهُ فاللّهُ لنا و لك و هُو الْمُسْتعانُ أمّا بعْدُ فأعْرِضْ عنْ كُلِّ ما أنْت فِيهِ حتّى تلْحق بِالصّالِحِين الّذِين دُفِنُوا فِي أسْمالِهِمْ (39) لاصِقةً بُطُونُهُمْ بِظُهُورِهِمْ ليْس بيْنهُمْ و بيْن اللّهِ حِجابٌ و لا تفْتِنُهُمُ الدُّنْيا و لا يُفْتنُون بِها رغِبُوا فطُلِبُوا فما لبِثُوا أنْ لحِقُوا فإِذا كانتِ الدُّنْيا تبْلُغُ مِنْ مِثْلِك هذا الْمبْلغ مع كِبرِ سِنِّك و رُسُوخِ عِلْمِك و حُضُورِ أجلِك فكيْف يسْلمُ الْحدثُ فِي سِنِّهِ الْجاهِلُ فِي عِلْمِهِ الْمأْفُونُ فِي رأْيِهِ (40) الْمدْخُولُ فِي عقْلِهِ- إِنّا لِلّهِ و إِنّا إِليْهِ راجِعُون [6-11](2:156) على منِ الْمُعوّلُ (41) و عِنْد منِ الْمُسْتعْتبُ نشْكُو إِلى اللّهِ بثّنا و ما نرى فِيك و نحْتسِبُ عِنْد اللّهِ مُصِيبتنا بِك فانْظُرْ كيْف شُكْرُك لِمنْ غذّاك بِنِعمِهِ صغِيراً و كبِيراً و كيْف إِعْظامُك لِمنْ جعلك بِدِينِهِ فِي النّاسِ جمِيلاً و كيْف صِيانتُك لِكِسْوةِ منْ جعلك بِكِسْوتِهِ فِي النّاسِ ستِيراً و كيْف قُرْبُك أوْ بُعْدُك مِمّنْ أمرك أنْ تكُون مِنْهُ قرِيباً ذلِيلاً- ما لك لا تنْتبِهُ مِنْ نعْستِك و تسْتقِيلُ مِنْ عثْرتِك فتقُول و اللّهِ ما قُمْتُ لِلّهِ مقاماً واحِداً أحْييْتُ بِهِ لهُ دِيناً أوْ أمتُّ لهُ فِيهِ باطِلاً فهذا شُكْرُك منِ اِسْتحْملك (42) ما أخْوفنِي أنْ تكُون كمنْ قال اللّهُ تعالى فِي كِتابِهِ - أضاعُوا الصّلاة و اِتّبعُوا الشّهواتِ فسوْف يلْقوْن غيًّا(43)[5-12](19:59) اِسْتحْملك كِتابهُ و اِسْتوْدعك عِلْمهُ فأضعْتها فنحْمدُ اللّه الّذِي عافانا مِمّا اِبْتلاك بِهِ و السّلامُ .

.


1- ..استقصى في المسألة:بلغ الغاية.
2- ..فيهما بعد قوله:و لا تخدعه [و تتقى اللّه تعالى في أمره ].
3- .*)كذا.
4- ..روعه:أفزعه.و ناشدته بدينه:حلفته و طلبته به.
5- ..المقاولة:المجادلة و المباحثة.
6- ..لم تأله:لم تقصره من ألا يألو.
7- ..فيهما بعد هذا الكلام [و إن وافقك حمدت اللّه تعالى ]انتهى.
8- ..أي إذا استشار هو منك.
9- ..فيهما[و حقّ المستنصح أن تؤدى إليه النصيحة و ليكن مذهبك الرحمة له و الرفق به ].
10- ..اشرأب للشي ء:مد عنقه لينظره و المراد أن تسقى قلبك من نصحه.
11- ..فلا تعبأ:لا تثقل.
12- ..أي و لا تتقدمه.من أم يؤم كما في الخصال.
13- ..ثقّف الولد:هذّبه و علمه.
14- ..فيهما[حق الصغير رحمته في تعليمه و العفو عنه و الستر عليه و الرفق به و المعونة له ].
15- ..فيهما[حق السائل اعطاؤه على قدر حاجته ].
16- ..التثريب:التوبيخ و الملامة.
17- ..فيهما[حق المسئول إن أعطى فاقبل منه بالشكر و المعرفة بفضله و إن منع فاقبل عذره ].
18- ..فيهما[حق من سرك للّه تعالى أن تحمد اللّه أولا ثمّ تشكره ].
19- ..سورة الشورى آية 41.
20- ..سورة النحل آية 126.
21- ..في بعض النسخ [و كفى ].
22- ..فيهما[و حقّ أهل الذمّة أن تقبل منهم ما قبل اللّه تعالى منهم و لا تظلمهم ما و فو اللّه عزّ و جلّ بعهده ].
23- ..الاهبة:العدة.
24- ..الحين-بالفتح-:الهلاك.
25- ..المؤمنون آية 100.
26- ..البيات:الهجوم على عداء ليلا.و تجافى:تنحى.و الوسادة-بالتثليث:المخدّة و المتّكاء.
27- ..المنايا:جمع المنية اي الموت.و طوارق المنية:دواهى الموت.
28- ..سورة إبراهيم آية 14.
29- ..الخبل-بالتحريك-:إصابة الجنون و فساد في العقل.
30- ..تضمير الفرس أن تعلفه حتّى يسمن ثمّ ترده عن القوت و ذلك في أربعين يوما.
31- ..تنكلون:تنكصون و تخافون.
32- ..سورة الأنبياء آية 94.
33- ..سورة التغابن آية 15.
34- ..نهكه:بالغ في عقوبته.و نهك العمى فلانا:هزلته و أضنته.و في بعض النسخ [لقد هلكته ].
35- ..سورة الحديد آية 20-21.
36- ..سورة الحشر آية 18-19.
37- ..سورة البلد آية 8-10.
38- ..سورة إبراهيم آية 7.
39- ..سورة آل عمران آية 187.
40- ..في بعض النسخ [و أجبت من حادّ اللّه ].
41- ..سورة الأعراف آية 168.
42- ..عنّفه:لامه و عتب عليه و لم يرفق به.و ينعش اللّه ما فات أي يجبر و يتدارك.
43- ..عزب-بالعين المهملة و الزاى المعجمة-:بعد.

ص: 270

. .

ص: 271

. .

ص: 272

. .

ص: 273

. .

ص: 274

. .

ص: 275

. .

ص: 276

. .

ص: 277

. .

ص: 278

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع الرِّضا بِمكْرُوهِ الْقضاءِ أرْفعُ درجاتِ الْيقِينِ.

و قال ع منْ كرُمتْ عليْهِ نفْسُهُ هانتْ عليْهِ الدُّنْيا.

و قِيل لهُ منْ أعْظمُ النّاسِ خطراً(1) فقال ع منْ لمْ ير الدُّنْيا خطراً لِنفْسِهِ .

و قال بِحضْرتِهِ رجُلٌ اللّهُمّ أغْنِنِي عنْ خلْقِك 2 فقال ع ليْس هكذا إِنّما النّاسُ بِالنّاسِ و لكِنْ قُلِ اللّهُمّ أغْنِنِي عنْ شِرارِ خلْقِك .

و قال ع منْ قنِع بِما قسم اللّهُ لهُ فهُو مِنْ أغْنى النّاسِ 3.

و قال ع لا يقِلُّ عملٌ مع تقْوى و كيْف يقِلُّ ما يُتقبّلُ.

و قال ع اِتّقُوا الْكذِب الصّغِير مِنْهُ و الْكبِير فِي كُلِّ جِدٍّ و هزْلٍ فإِنّ الرّجُل إِذا كذب فِي الصّغِيرِ اِجْترأ على الْكبِيرِ(2).

و قال ع كفى بِنصْرِ اللّهِ لك أنْ ترى عدُوّك يعْملُ بِمعاصِي اللّهِ فِيك.

و قال ع الْخيْرُ كُلُّهُ صِيانةُ الْإِنْسانِ نفْسهُ.

و قال ع لِبعْضِ بنِيهِيا بُنيّ إِنّ اللّه رضِينِي لك و لمْ يرْضك لِي فأوْصاك بِي و لمْ يُوصِنِي بِك عليْك بِالْبِرِّ تُحْفةً يسِيرةً.

و قال لهُ رجُلٌ ما الزُّهْدُ فقال ع الزُّهْدُ عشرةُ أجْزاءٍ(3) فأعْلى درجاتِ الزُّهْدِ أدْنى درجاتِ الْورعِ و أعْلى درجاتِ الْورعِ أدْنى درجاتِ الْيقِينِ و أعْلى درجاتِ الْيقِينِ أدْنى درجاتِ الرِّضا و إِنّ الزُّهْد فِي آيةٍ مِنْ كِتابِ اللّهِ - لِكيْلا تأْسوْا على ما فاتكُمْ و لا تفْرحُوا بِما آتاكُمْ (4)[1-10](57:23) .

و قال ع طلبُ الْحوائِجِ إِلى النّاسِ مذلّةٌ لِلْحياةِ و مذْهبةٌ لِلْحياءِ و اِسْتِخْفافٌ بِالْوقارِ و هُو الْفقْرُ الْحاضِرُ و قِلّةُ طلبِ الْحوائِجِ مِن النّاسِ هُو الْغِنى الْحاضِرُ.

و قال ع إِنّ أحبّكُمْ إِلى اللّهِ أحْسنُكُمْ عملاً و إِنّ أعْظمكُمْ عِنْد اللّهِ عملاً أعْظمُكُمْ فِيما عِنْد اللّهِ رغْبةً و إِنّ أنْجاكُمْ مِنْ عذابِ اللّهِ أشدُّكُمْ خشْيةً لِلّهِ و إِنّ أقْربكُمْ مِن اللّهِ أوْسعُكُمْ خُلُقاً و إِنّ أرْضاكُمْ عِنْد اللّهِ أسْبغُكُمْ على عِيالِهِ (5) و إِنّ أكْرمكُمْ على اللّهِ أتْقاكُمْ لِلّهِ.

و قال ع لِبعْضِ بنِيهِيا بُنيّ اُنْظُرْ خمْسةً فلا تُصاحِبْهُمْ و لا تُحادِثْهُمْ و لا تُرافِقْهُمْ فِي طرِيقٍ فقال يا أبةِ منْ هُمْ (6) قال ع إِيّاك و مُصاحبة الْكذّابِ فإِنّهُ بِمنْزِلةِ السّرابِ يُقرِّبُ لك الْبعِيد و يُبعِّدُ لك الْقرِيب و إِيّاك و مُصاحبة الْفاسِقِ فإِنّهُ بايعك بِأُكْلةٍ(7) أوْ أقلّ مِنْ ذلِك و إِيّاك و مُصاحبة الْبخِيلِ فإِنّهُ يخْذُلُك فِي مالِهِ أحْوج ما تكُونُ إِليْهِ و إِيّاك و مُصاحبة الْأحْمقِ فإِنّهُ يُرِيدُ أنْ ينْفعك فيضُرُّك و إِيّاك و مُصاحبة الْقاطِعِ لِرحِمِهِ فإِنِّي وجدْتُهُ ملْعُوناً فِي كِتابِ اللّهِ (8) .

و قال ع إِنّ الْمعْرِفة و كمال دِينِ الْمُسْلِمِ ترْكُهُ الْكلام فِيما لا يعْنِيهِ و قِلّةُ مِرائِهِ و حِلْمُهُ و صبْرُهُ و حُسْنُ خُلُقِهِ (9).

.


1- ..سورة الذاريات آية 55.
2- ..من الحظوة:رجل حظى إذ كان ذا منزلة.
3- ..تاقت:اشتاقت.
4- ..الاسمال:جمع سمل-بالتحريك-:الثوب الخلق البالى.
5- ..المأفون:الذي ضعف رأيه.و المدخول في عقله:الذي دخل في عقله الفساد.
6- ..المعول:المعتمد و المستغاث.و استعتبه:استرضاه و البث:الحال،الشتات،أشدّ الحزن.
7- ..استحملك:سألك أن يحمل.و في بعض النسخ [من استعملك ].أى سألك أن يعمل.
8- ..سورة مريم آية 59.
9- ..الخطر-بالتحريك-:الخطير أي ذو قدر و مقام.

ص: 279

. .

ص: 280

و قال ع اِبْن آدم إِنّك لا تزالُ بِخيْرٍ ما كان لك واعِظٌ مِنْ نفْسِك و ما كانتِ الْمُحاسبةُ مِنْ همِّك و ما كان الْخوْفُ لك شِعاراً و الْحذرُ لك دِثاراً(1) اِبْن آدم إِنّك ميِّتٌ و مبْعُوثٌ و موْقُوفٌ بيْن يديِ اللّهِ جلّ و عزّ فأعِدّ لهُ جواباً(2).

و قال ع لا حسب لِقُرشِيٍّ و لا لِعربِيٍّ إِلاّ بِتواضُعٍ و لا كرم إِلاّ بِتقْوى و لا عمل إِلاّ بِنِيّةٍ و لا عِبادة إِلاّ بِالتّفقُّهِ 3 ألا و إِنّ أبْغض النّاسِ إِلى اللّهِ منْ يقْتدِي بِسُنّةِ إِمامٍ و لا يقْتدِي بِأعْمالِهِ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ مِنْ دُعائِهِ على ثلاثٍ إِمّا أنْ يُدّخر لهُ و إِمّا أنْ يُعجّل لهُ و إِمّا أنْ يُدْفع عنْهُ بلاءٌ يُرِيدُ أنْ يُصِيبهُ.

و قال ع إِنّ الْمُنافِق ينْهى و لا ينْتهِي و يأْمُرُ و لا يأْتِي إِذا قام إِلى الصّلاةِ اِعْترض 4 و إِذا ركع ربض و إِذا سجد نقر يُمْسِي و همُّهُ الْعشاءُ و لمْ يصُمْ (3) و يُصْبِحُ و همُّهُ النّوْمُ و لمْ يسْهرْ و الْمُؤْمِنُ خلط عملهُ بِحِلْمِهِ يجْلِسُ لِيعْلم (4) و يُنْصِتُ لِيسْلم لا يُحدِّثُ بِالْأمانةِ الْأصْدِقاء و لا يكْتُمُ الشّهادة لِلْبُعداءِ و لا يعْملُ شيْئاً مِن الْحقِّ رِئاءً و لا يتْرُكُهُ حياءً إِنْ زُكِّي خاف مِمّا يقُولُون و يسْتغْفِرُ اللّه لِما لا يعْلمُون و لا يضُرُّهُ جهْلُ منْ جهِلهُ.

و رأى ع علِيلاً قدْ برِئ فقال ع لهُ يهْنؤُك الطّهُورُ مِن الذُّنُوبِ إِنّ اللّه قدْ ذكرك فاذْكُرْهُ و أقالك فاشْكُرْهُ .

.


1- ..في بعض النسخ [من خلقك ].
2- ..في بعض النسخ [كان ]موضع«فهو».
3- ..سورة الحديد آية 23.
4- ..و كذا في الكافي و الفقيه.و في بعض النسخ [أسعاكم على عياله ].

ص: 281

و قال ع خمْسٌ لوْ رحلْتُمْ فِيهِنّ لأنْضيْتُمُوهُن (1) و ما قدرْتُمْ على مِثْلِهِنّ لا يخافُ عبْدٌ إِلاّ ذنْبهُ و لا يرْجُو إِلاّ ربّهُ و لا يسْتحْيِي الْجاهِلُ إِذا سُئِل عمّا لا يعْلمُ أنْ يتعلّم و الصّبْرُ مِن الْإِيمانِ بِمنْزِلةِ الرّأْسِ مِن الْجسدِ و لا إِيمان لِمنْ لا صبْر لهُ.

و قال ع يقُولُ اللّهُ يا اِبْن آدم اِرْض بِما آتيْتُك تكُنْ مِنْ أزْهدِ النّاسِ اِبْن آدم اِعْملْ بِما اِفْترضْتُ عليْك تكُنْ مِنْ أعْبدِ النّاسِ اِبْن آدم اِجْتنِبْ مِمّا حرّمْتُ عليْك تكُنْ مِنْ أوْرعِ النّاسِ.

و قال ع كمْ مِنْ مفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقوْلِ فِيهِ و كمْ مِنْ مغْرُورٍ بِحُسْنِ السّتْرِ عليْهِ و كمْ مِنْ مُسْتدْرجٍ بِالْإِحْسانِ إِليْهِ.

و قال ع يا سوْأتاهْ لِمنْ غلبتْ إِحْداتُهُ عشراتِهِ يُرِيدُ أنّ السّيِّئة بِواحِدةٍ و الْحسنة بِعشرةٍ .

و قال ع إِنّ الدُّنْيا قدِ اِرْتحلتْ مُدْبِرةً و إِنّ الْآخِرة قدْ ترحّلتْ مُقْبِلةً و لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُما بنُون فكُونُوا مِنْ أبْناءِ الْآخِرةِ و لا تكُونُوا مِنْ أبْناءِ الدُّنْيا فكُونُوا مِن الزّاهِدِين فِي الدُّنْيا الرّاغِبِين فِي الْآخِرةِ لِأنّ الزّاهِدِين اِتّخذُوا أرْض اللّهِ بِساطاً و التُّراب فِراشاً و الْمدر وِساداً و الْماء طِيباً و قرضُوا الْمعاش مِن الدُّنْيا تقْرِيضاً اِعْلمُوا أنّهُ منِ اِشْتاق إِلى الْجنّةِ سارع إِلى الْحسناتِ و سلا عنِ الشّهواتِ (2) و منْ أشْفق مِن النّارِ بادر بِالتّوْبةِ إِلى اللّهِ مِنْ ذُنُوبِهِ و راجع عنِ الْمحارِمِ و منْ زهِد فِي الدُّنْيا هانتْ عليْهِ مصائِبُها و لمْ يكْرهْها و إِنّ لِلّهِ عزّ و جلّ لعِباداً قُلُوبُهُمْ مُعلّقةٌ بِالْآخِرةِ و ثوابِها و هُمْ كمنْ رأى أهْل الْجنّةِ فِي الْجنّةِ مُخلّدِين مُنّعمِين و كمنْ رأى أهْل النّارِ فِي النّارِ مُعذّبِين فأُولئِك شُرُورُهُمْ و بوائِقُهُمْ عنِ النّاسِ مأْمُونةٌ و ذلِك أنّ قُلُوبهُمْ عنِ النّاسِ مشْغُولةٌ بِخوْفِ اللّهِ فطرْفُهُمْ عنِ الْحرامِ مغْضُوضٌ و حوائِجُهُمْ إِلى النّاسِ خفِيفةٌ قبِلُوا الْيسِير مِن اللّهِ فِي الْمعاشِ و هُو الْقُوتُ فصبرُوا أيّاماً قِصاراً لِطُولِ الْحسْرةِ يوْم الْقِيامةِ .

و قال لهُ رجُلٌ إِنِّي لأُحِبُّك فِي اللّهِ حُبّاً شدِيداً فنكس ع رأْسهُ 3 ثُمّ قال اللّهُمّ إِنِّي أعُوذُ بِك أنْ أُحبّ فِيك و أنْت لِي مُبْغِضٌثُمّ قال لهُ أُحِبُّك لِلّذِي تُحِبُّنِي فِيهِ .

و قال ع إِنّ اللّه ليُبْغِضُ الْبخِيل السّائِل الْمُلْحِف.

قال ع رُبّ مغْرُورٍ مفْتُونٍ يُصْبِحُ لاهِياً ضاحِكاً يأْكُلُ و يشْربُ و هُو لا يدْرِي لعلّهُ قدْ سبقتْ لهُ مِن اللّهِ سخطةٌ يصْلى بِها نار جهنّم 4 .

و قال ع إِنّ مِنْ أخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْإِنْفاق على قدْرِ الْإِقْتارِ(3) و التّوسُّع على قدْرِ التّوسُّعِ و إِنْصاف النّاسِ مِنْ نفْسِهِ و اِبْتِداءهُ إِيّاهُمْ بِالسّلامِ.

و قال ع ثلاثٌ مُنْجِياتٌ لِلْمُؤْمِنِ كفُّ لِسانِهِ عنِ النّاسِ و اِغْتِيابِهِمْ و إِشْغالُهُ نفْسهُ بِما ينْفعُهُ لِآخِرتِهِ و دُنْياهُ و طُولُ الْبُكاءِ على خطِيئتِهِ.

و قال ع نظرُ الْمُؤْمِنِ فِي وجْهِ أخِيهِ الْمُؤْمِنِ لِلْمودّةِ و الْمحبّةِ لهُ عِبادةٌ.

و قال ع ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ مِن الْمُؤْمِنِين كان فِي كنفِ اللّهِ (4) و أظلّهُ اللّهُ يوْم الْقِيامةِ فِي ظِلِّ عرْشِهِ و آمنهُ مِنْ فزعِ الْيوْمِ الْأكْبرِ منْ أعْطى النّاس مِنْ نفْسِهِ ما هُو سائِلُهُمْ لِنفْسِهِ و رجُلٌ لمْ يُقدِّمْ يداً و لا رِجْلاً حتّى يعْلم أنّهُ فِي طاعةِ اللّهِ قدّمها أوْ فِي معْصِيتِهِ و رجُلٌ لمْ يعِبْ أخاهُ بِعيْبٍ حتّى يتْرُك ذلِك الْعيْب مِنْ نفْسِهِ و كفى بِالْمرْءِ شُغُلاً بِعيْبِهِ لِنفْسِهِ عنْ عُيُوبِ النّاسِ.

و قال ع ما مِنْ شيْ ءٍ أحبّ إِلى اللّهِ بعْد معْرِفتِهِ مِنْ عِفّةِ بطْنٍ و فرْجٍ و ما مِنْ شيْ ءٍ أحبّ إِلى اللّهِ مِنْ أنْ يُسْأل.

4,5-و قال لاِبْنِهِ مُحمّدٍ ع اِفْعلِ الْخيْر إِلى كُلِّ منْ طلبهُ مِنْك فإِنْ كان أهْلهُ فقدْ أصبْت موْضِعهُ و إِنْ لمْ يكُنْ بِأهْلٍ كُنْت أنْت أهْلهُ و إِنْ شتمك رجُلٌ عنْ يمِينِك ثُمّ تحوّل إِلى يسارِك و اِعْتذر إِليْك فاقْبلْ عُذْرهُ (5).

.


1- ..في الكافي ج 2 ص 641[يا أبة من هم عرفنيهم ].
2- ..الاكلة-بضم الهمزة-اللقمة.
3- ..رواه المفيد(ره)في أماليه و فيه [و الحزن دثارا].و هكذا في أمالي الشيخ.
4- ..في الأمالي [ابن آدم إنك ميّت و مبعوث بين يدي اللّه..الخ ].
5- ..رواه الصدوق(ره)في الخصال و فيه [الا بتفقّه ].

ص: 282

. .

ص: 283

و قال ع مجالِسُ الصّالِحِين داعِيةٌ إِلى الصّلاحِ 1 و آدابُ الْعُلماءِ زِيادةٌ فِي الْعقْلِ و طاعةُ وُلاةِ الْأمْرِ تمامُ الْعِزِّ و اِسْتِنْماءُ الْمالِ تمامُ الْمُرُوّةِ(1) و إِرْشادُ الْمُسْتشِيرِ قضاءٌ لِحقِّ النِّعْمةِ و كفُّ الْأذى مِنْ كمالِ الْعقْلِ و فِيهِ راحةٌ لِلْبدنِ عاجِلاً و آجِلاً3.

و كان علِيُّ بْنُ الْحُسيْنِ ع إِذا قرأ هذِهِ الْآية- و إِنْ تعُدُّوا نِعْمت اللّهِ لا تُحْصُوها4[7-13](14:34) يقُولُ ع سُبْحان منْ لمْ يجْعلْ فِي أحدٍ مِنْ معْرِفةِ نِعمِهِ إِلاّ الْمعْرِفة بِالتّقْصِيرِ عنْ معْرِفتِها كما لمْ يجْعلْ فِي أحدٍ مِنْ معْرِفةِ إِدْراكِهِ أكْثر مِن الْعِلْمِ بِأنّهُ لا يُدْرِكُهُ فشكر عزّ و جلّ معْرِفة الْعارِفِين بِالتّقْصِيرِ عنْ معْرِفتِهِ و جعل معْرِفتهُمْ بِالتّقْصِيرِ شُكْراً كما جعل عِلْم الْعالِمِين أنّهُمْ لا يُدْرِكُونهُ إِيماناً عِلْماً مِنْهُ أنّهُ قدْرُ وُسْعِ الْعِبادِ فلا يُجاوِزُون ذلِك .

و قال ع سُبْحان منْ جعل الاِعْتِراف بِالنِّعْمةِ لهُ حمْداً سُبْحان منْ جعل الاِعْتِراف بِالْعجْزِ عنِ الشُّكْرِ شُكْراً.

.


1- ..العشاء-بالفتح:الطعام الذي يتعشّى به.

ص: 284

و روي عن الإمام الباقر عن علم الله و علم رسوله أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعاني

وصيته ع لجابر بن يزيد الجعفي .سلا عن الشي ء:نسيه و هجره.و اشفق:خاف و حذر.و رواه الكليني في الكافي ج 2

ص 132 بادنى تفاوت.

و من كلامه ع لجابر أيضا

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام الباقر عن علم الله و علم رسوله أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعانيوصيته ع لجابر بن يزيد الجعفي 1رُوِي عنْهُ ع أنّهُ قال لهُيا جابِرُ اِغْتنِمْ مِنْ أهْلِ زمانِك خمْساً إِنْ حضرْت لمْ تُعْرفْ و إِنْ غِبْت لمْ تُفْتقدْ و إِنْ شهِدْت لمْ تُشاورْ و إِنْ قُلْت لمْ يُقْبلْ قوْلُك و إِنْ خطبْت لمْ تُزوّجْ و أُوصِيك بِخمْسٍ إِنْ ظُلِمْت فلا تظْلِمْ و إِنْ خانُوك فلا تخُنْ و إِنْ كُذِّبْت فلا تغْضبْ و إِنْ مُدِحْت فلا تفْرحْ و إِنْ ذُمِمْت فلا تجْزعْ و فكِّرْ فِيما قِيل فِيك فإِنْ عرفْت مِنْ نفْسِك ما قِيل فِيك فسُقُوطُك مِنْ عيْنِ اللّهِ جلّ و عزّ عِنْد غضبِك مِن الْحقِّ أعْظمُ عليْك مُصِيبةً مِمّا خِفْت مِنْ سُقُوطِك مِنْ أعْيُنِ النّاسِ و إِنْ كُنْت على خِلافِ ما قِيل فِيك فثوابٌ اِكْتسبْتهُ مِنْ غيْرِ أنْ يتْعب بدنُك و اِعْلمْ بِأنّك لا تكُونُ لنا ولِيّاً حتّى لوِ اِجْتمع عليْك أهْلُ مِصْرِك و قالُوا إِنّك رجُلُ سوْءٍ لمْ يحْزُنْك ذلِك و لوْ قالُوا إِنّك رجُلٌ صالِحٌ لمْ يسُرّك ذلِك و لكِنِ اِعْرِضْ نفْسك على كِتابِ اللّهِ فإِنْ كُنْت سالِكاً سبِيلهُ زاهِداً فِي تزْهِيدِهِ راغِباً فِي ترْغِيبِهِ خائِفاً مِنْ تخْوِيفِهِ فاثْبُتْ و أبْشِرْ فإِنّهُ لا يضُرُّك ما قِيل فِيك و إِنْ كُنْت مُبايِناً لِلْقُرْآنِ فما ذا الّذِي يغُرُّك مِنْ نفْسِك إِنّ الْمُؤْمِن معْنِيٌّ بِمُجاهدةِ نفْسِهِ لِيغْلِبها على هواها فمرّةً يُقِيمُ أودها(1) و يُخالِفُ هواها فِي محبّةِ اللّهِ و مرّةً تصْرعُهُ نفْسُهُ فيتّبِعُ هواها فينْعشُهُ اللّهُ (2)فينْتعِشُ و يُقِيلُ اللّهُ عثْرتهُ فيتذكّرُ و يفْزعُ إِلى التّوْبةِ و الْمخافةِ فيزْدادُ بصِيرةً و معْرِفةً لِما زِيد فِيهِ مِن الْخوْفِ و ذلِك بِأنّ اللّه يقُولُ- إِنّ الّذِين اِتّقوْا إِذا مسّهُمْ طائِفٌ مِن Cالشّيْطانِ Cتذكّرُوا فإِذا هُمْ مُبْصِرُون (3)[1-12](7:201) يا جابِرُ اِسْتكْثِرْ لِنفْسِك مِن اللّهِ قلِيل الرِّزْقِ تخلُّصاً إِلى الشُّكْرِ و اِسْتقْلِلْ مِنْ نفْسِك كثِير الطّاعةِ لِلّهِ إِزْراءً على النّفْسِ (4) و تعرُّضاً لِلْعفْوِ و اِدْفعْ عنْ نفْسِك حاضِر الشّرِّ بِحاضِرِ الْعِلْمِ و اِسْتعْمِلْ حاضِر الْعِلْمِ بِخالِصِ الْعملِ و تحرّزْ فِي خالِصِ الْعملِ مِنْ عظِيمِ الْغفْلةِ بِشِدّةِ التّيقُّظِ و اِسْتجْلِبْ شِدّة التّيقُّظِ بِصِدْقِ الْخوْفِ و اِحْذرْ خفِيّ التّزيُّنِ بِحاضِرِ الْحياةِ(5) و توقّ مُجازفة الْهوى بِدلالةِ الْعقْلِ (6) و قِفْ عِنْد غلبةِ الْهوى بِاسْتِرْشادِ الْعِلْمِ و اِسْتبْقِ خالِص الْأعْمالِ لِيوْمِ الْجزاءِ و اِنْزِلْ ساحة الْقناعةِ بِاتِّقاءِ الْحِرْصِ و اِدْفعْ عظِيم الْحِرْصِ (7) بِإِيثارِ الْقناعةِ و اِسْتجْلِبْ حلاوة الزّهادةِ بِقصْرِ الْأملِ و اِقْطعْ أسْباب الطّمعِ بِبرْدِ الْيأْسِ و سُدّ سبِيل الْعُجْبِ بِمعْرِفةِ النّفْسِ و تخلّصْ إِلى راحةِ النّفْسِ بِصِحّةِ التّفْوِيضِ و اُطْلُبْ راحة الْبدنِ بِإِجْمامِ الْقلْبِ 9 و تخلّصْ إِلى إِجْمامِ الْقلْبِ بِقِلّةِ الْخطإِ و تعرّضْ لِرِقّةِ الْقلْبِ بِكثْرةِ الذِّكْرِ فِي الْخلواتِ و اِسْتجْلِبْ نُور الْقلْبِ بِدوامِ الْحُزْنِ و تحرّزْ مِنْ Cإِبْلِيس Cبِالْخوْفِ الصّادِقِ و إِيّاك و الرّجاء الْكاذِب فإِنّهُ يُوقِعُك فِي الْخوْفِ الصّادِقِ و تزيّنْ لِلّهِ عزّ و جلّ بِالصِّدْقِ فِي الْأعْمالِ و تحبّبْ إِليْهِ بِتعْجِيلِ الاِنْتِقالِ و إِيّاك و التّسْوِيف فإِنّهُ بحْرٌ يغْرقُ فِيهِ الْهلْكى و إِيّاك و الْغفْلة ففِيها تكُونُ قساوةُ الْقلْبِ و إِيّاك و التّوانِي فِيما لا عُذْر لك فِيهِ فإِليْهِ يلْجأُ النّادِمُون و اِسْترْجِعْ سالِف الذُّنُوبِ بِشِدّةِ النّدمِ و كثْرةِ الاِسْتِغْفارِ و تعرّضْ لِلرّحْمةِ و عفْوِ اللّهِ بِحُسْنِ الْمُراجعةِ و اِسْتعِنْ على حُسْنِ الْمُراجعةِ بِخالِصِ الدُّعاءِ و الْمُناجاةِ فِي الظُّلمِ و تخلّصْ إِلى عظِيمِ الشُّكْرِ بِاسْتِكْثارِ قلِيلِ الرِّزْقِ و اِسْتِقْلالِ كثِيرِ الطّاعةِ و اِسْتجْلِبْ زِيادة النِّعمِ بِعظِيمِ الشُّكْرِ و التّوسُّلِ إِلى عظِيمِ الشُّكْرِ بِخوْفِ زوالِ النِّعمِ و اُطْلُبْ بقاء الْعِزِّ بِإِماتةِ الطّمعِ و اِدْفعْ ذُلّ الطّمعِ بِعِزِّ الْيأْسِ و اِسْتجْلِبْ عِزّ الْيأْسِ بِبُعْدِ الْهِمّةِ و تزوّدْ مِن الدُّنْيا بِقصْرِ الْأملِ و بادِرْ بِانْتِهازِ الْبُغْيةِ10 عِنْد إِمْكانِ الْفُرْصةِ و لا إِمْكان كالْأيّامِ الْخالِيةِ مع صِحّةِ الْأبْدانِ و إِيّاك و الثِّقة بِغيْرِ الْمأْمُونِ فإِنّ لِلشّرِّ ضراوةً كضراوةِ الْغِذاءِ11.و اِعْلمْ أنّهُ لا عِلْم كطلبِ السّلامةِ و لا سلامة كسلامةِ الْقلْبِ و لا عقل كمُخالفةِ الْهوى و لا خوْف كخوْفٍ حاجِزٍ و لا رجاء كرجاءٍ مُعِينٍ و لا فقْر كفقْرِ الْقلْبِ و لا غِنى كغِنى النّفْسِ و لا قُوّة كغلبةِ الْهوى و لا نُور كنُورِ الْيقِينِ و لا يقِين كاسْتِصْغارِك الدُّنْيا و لا معْرِفة كمعْرِفتِك بِنفْسِك و لا نِعْمة كالْعافِيةِ و لا عافِية كمُساعدةِ التّوْفِيقِ و لا شرف كبُعْدِ الْهِمّةِ و لا زُهْد كقصْرِ الْأملِ و لا حِرْص كالْمُنافسةِ فِي الدّرجاتِ (8) و لا عدْل كالْإِنْصافِ و لا تعدِّي كالْجوْرِ و لا جوْر كمُوافقةِ الْهوى و لا طاعة كأداءِ الْفرائِضِ و لا خوْف كالْحُزْنِ و لا مُصِيبة كعدمِ الْعقْلِ و لا عدم عقْلٍ كقِلّةِ الْيقِينِ و لا قِلّة يقِينٍ كفقْدِ الْخوْفِ و لا فقْد خوْفٍ كقِلّةِ الْحُزْنِ على فقْدِ الْخوْفِ و لا مُصِيبة كاسْتِهانتِك بِالذّنْبِ و رِضاك بِالْحالةِ الّتِي أنْت عليْها و لا فضِيلة كالْجِهادِ و لا جِهاد كمُجاهدةِ الْهوى و لا قُوّة كردِّ الْغضبِ و لا معْصِية كحُبِّ الْبقاءِ(9) و لا ذُلّ كذُلِّ الطّمعِ و إِيّاك و التّفْرِيط عِنْد إِمْكانِ الْفُرْصةِ فإِنّهُ ميْدانٌ يجْرِي لِأهْلِهِ بِالْخُسْرانِ.

و من كلامه ع لجابر أيضاخرج يوْماً و هُو يقُولُ (10) أصْبحْتُ و اللّهِ يا جابِرُ محْزُوناً مشْغُول الْقلْبِ فقُلْتُ جُعِلْتُ فِداك ما حُزْنُك و شُغْلُ قلْبِك كُلُّ هذا على الدُّنْيا فقال ع لا يا جابِرُ و لكِنْ حُزْنُ همِّ الْآخِرةِ يا جابِرُ منْ دخل قلْبهُ خالِصُ حقِيقةِ الْإِيمانِ شُغِل عمّا فِي الدُّنْيا مِنْ زِينتِها إِنّ زِينة زهْرةِ الدُّنْيا إِنّما هُو لعِبٌ و لهْوٌ- و إِنّ الدّار الْآخِرة لهِي الْحيوانُ [10-15](29:64) يا جابِرُ إِنّ الْمُؤْمِن لا ينْبغِي لهُ أنْ يرْكن و يطْمئِنّ إِلى زهْرةِ الْحياةِ الدُّنْيا و اِعْلمْ أنّ أبْناء الدُّنْيا هُمْ أهْلُ غفْلةٍ و غُرُورٍ و جهالةٍ و أنّ أبْناء الْآخِرةِ هُمُ الْمُؤْمِنُون الْعامِلُون الزّاهِدُون أهْلُ الْعِلْمِ و الْفِقْهِ و أهْلُ فِكْرةٍ و اِعْتِبارٍ و اِخْتِبارٍ لا يملُّون مِنْ ذِكْرِ اللّهِ و اِعْلمْ يا جابِرُ أنّ أهْل التّقْوى هُمُ الْأغْنِياءُ أغْناهُمُ الْقلِيلُ مِن الدُّنْيا فمئُونتُهُمْ يسِيرةٌ إِنْ نسِيت الْخيْر ذكّرُوك و إِنْ عمِلْت بِهِ أعانُوك أخّرُوا شهواتِهِمْ و لذّاتِهِمْ خلْفهُمْ و قدّمُوا طاعة ربِّهِمْ أمامهُمْ و نظرُوا إِلى سبِيلِ الْخيْرِ و إِلى ولايةِ أحِبّاءِ اللّهِ فأحبُّوهُمْ و تولّوْهُمْ و اِتّبعُوهُمْ فأنْزِلْ نفْسك مِن الدُّنْيا كمثلِ منْزِلٍ نزلْتهُ ساعةً ثُمّ اِرْتحلْت عنْهُ أوْ كمثلِ مالٍ اِسْتفدْتهُ فِي منامِك ففرِحْت بِهِ و سُرِرْت ثُمّ اِنْتبهْت 15 مِنْ رقْدتِك و ليْس فِي يدِك شيْ ءٌ و إِنِّي إِنّما ضربْتُ لك مثلاً(11) لِتعْقِل و تعْمل بِهِ إِنْ وفّقك اللّهُ لهُ فاحْفظْ يا جابِرُ ما أسْتوْدِعُك 17 مِنْ دِينِ اللّهِ و حِكْمتِهِ و اِنْصحْ لِنفْسِك و اُنْظُرْ ما اللّهُ عِنْدك فِي حياتِك فكذلِك يكُونُ لك الْعهْدُ عِنْدهُ فِي مرْجِعِك و اُنْظُرْ فإِنْ تكُنِ الدُّنْيا عِنْدك على غيْرِ ما وصفْتُ لك فتحوّلْ عنْها إِلى دارِ الْمُسْتعْتبِ الْيوْم (12) فلرُبّ حرِيصٍ على أمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيا قدْ نالهُ فلمّا نالهُ كان عليْهِ وبالاً و شقِي بِهِ و لرُبّ كارِهٍ لِأمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْآخِرةِ قدْ نالهُ فسعِد بِهِ .

.


1- ..و نكس رأسه:طأطأه و خفضه.
2- ..في بعض النسخ [يصله بها في نار جهنّم ].
3- ..الاقتار:القلة و التضييق في الرزق.
4- ..كنف اللّه-بالتحريك-:ظله و حضنه.
5- ..رواه الكليني في الروضة و فبه [و إن لم يكن أهله كنت أنت أهله ].
6- ..في الكافي [مجالسة الصالحين داعية الى الصلاح ].و يناسبها«إدآب العلماء»لا«آداب».
7- ..في الكافي [طاعة ولاة العدل تمام العزّ و استثمار المال تمام المروءة].
8- ..الاود:العوج.و قد يأتي بمعنى القوّة.
9- ..نعشه اللّه:رفعه و أقامه و تداركه من هلكة و سقطة.و ينعش أي ينهض-و ينشط.
10- ..سورة الأعراف آية 200.
11- ..و في بعض النسخ [خفى الرين ]أى الدنس.
12- ..في بعض النسخ [و انزل ساعة القناعة بانفاء الحرص ].

ص: 285

. .

ص: 286

. .

ص: 287

. .

ص: 288

و من كلامه ع في أحكام السيوف

و من كلامه ع في أحكام السيوف5,1,14-سألهُ رجُلٌ مِنْ شِيعتِهِ عنْ حُرُوبِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ص فقال ع لهُ بعث اللّهُ مُحمّداً ص بِخمْسةِ أسْيافٍ (1) ثلاثةٌ مِنْها شاهِرةٌ لا تُغْمدُ(2) حتّى تضع الْحرْبُ أوْزارها[18-21](47:4) و لنْ تضع الْحرْبُ أوْزارها حتّى تطْلُع الشّمْسُ مِنْ مغْرِبِها فإِذا طلعتِ الشّمْسُ مِنْ مغْرِبِها أمِن النّاسُ كُلُّهُمْ فِي ذلِك الْيوْمِ فيوْمئِذٍ لا ينْفعُ نفْساً إِيمانُها لمْ تكُنْ آمنتْ مِنْ قبْلُ أوْ كسبتْ فِي إِيمانِها خيْراً(3)[20-33](6:158) و سيْفٌ مكْفُوفٌ (4) و سيْفٌ مِنْها مغْمُودٌ سلُّهُ إِلى غيْرِنا و حُكْمُهُ إِليْنا فأمّا السُّيُوفُ الثّلاثةُ الشّاهِرةُ فسيْفٌ على مُشْرِكِي الْعربِ قال اللّهُ جلّ و عزّ- فاقْتُلُوا الْمُشْرِكِين حيْثُ وجدْتُمُوهُمْ و خُذُوهُمْ و اُحْصُرُوهُمْ و اُقْعُدُوا لهُمْ كُلّ مرْصدٍ(5)[5-17](9:5) - فإِنْ تابُوا[1-2](9:11) أيْ آمنُوا و أقامُوا الصّلاة و آتوُا الزّكاة فإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ 6[3-11](9:11) هؤُلاءِ لا يُقْبل مِنْهُمْ إِلاّ الْقتْلُ أوِ الدُّخُولُ فِي الْإِسْلامِ و أمْوالُهُمْ فيْ ءٌ و ذرارِيُّهُمْ سبْيٌ على ما سن رسُولُ اللّهِ ص فإِنّهُ سبى و عفا و قبِل الْفِداء-و السّيْفُ الثّانِي على أهْلِ الذِّمّةِ قال اللّهُ سُبْحانهُ- و قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً(6)[21-24](2:83) نزلتْ هذِهِ الْآيةُ فِي أهْلِ الذِّمّةِ و نسخها قوْلُهُ- قاتِلُوا الّذِين لا يُؤْمِنُون بِاللّهِ و لا بِالْيوْمِ الْآخِرِ و لا يُحرِّمُون ما حرّم اللّهُ و رسُولُهُ و لا يدِينُون دِين الْحقِّ مِن الّذِين أُوتُوا الْكِتاب حتّى يُعْطُوا الْجِزْية عنْ يدٍ و هُمْ صاغِرُون (7)[1-34](9:29) فمنْ كان مِنْهُمْ فِي دارِ الْإِسْلامِ فلنْ يُقْبل مِنْهُمْ إِلاّ الْجِزْيةُ أوِ الْقتْلُ و مالُهُمْ فيْ ءٌ و ذرارِيُّهُمْ سبْيٌ فإِذا قبِلُوا الْجِزْية على أنْفُسِهِمْ حرُم عليْنا سبْيُهُمْ و حرُمتْ أمْوالُهُمْ و حلّتْ لنا مناكِحُهُمْ (8) و منْ كان مِنْهُمْ فِي دارِ الْحرْبِ حلّ لنا سبْيُهُمْ و أمْوالُهُمْ و لمْ تحِلّ لنا مُناكحتُهُمْ و لمْ يُقْبلْ مِنْهُمْ إِلاّ دُخُولُ دارِ الْإِسْلامِ 10 و الْجِزْيةُ أوِ الْقتْلُ و السّيْفُ الثّالِثُ على مُشْرِكِي الْعجمِ كالتُّرْكِ و الدّيْلمِ و الْخزرِ11 قال اللّهُ عزّ و جلّ فِي أوّلِ السُّورةِ الّتِي يذْكُرُ فِيها الّذِين كفرُوا فقصّ قِصّتهُمْ ثُمّ قال فضرْب الرِّقابِ حتّى إِذا أثْخنْتُمُوهُمْ 12 فشُدُّوا الْوثاق فإِمّا منًّا بعْدُ و إِمّا فِداءً حتّى تضع الْحرْبُ أوْزارها13[5-21](47:4) فأمّا قوْلُهُ فإِمّا منًّا بعْدُ[12-14](47:4) يعْنِي بعْد السّبْيِ مِنْهُمْ- و إِمّا فِداءً[15-17](47:4) يعْنِي الْمُفاداة بيْنهُمْ و بيْن أهْلِ الْإِسْلامِ فهؤُلاءِ لنْ يُقْبل مِنْهُمْ إِلاّ الْقتْلُ أوِ الدُّخُولُ فِي الْإِسْلامِ و لا يحِلُّ لنا نِكاحُهُمْ 14 ما دامُوا فِي دارِ الْحرْبِ و أمّا السّيْفُ الْمكْفُوفُ فسيْفٌ على أهْلِ الْبغْيِ و التّأْوِيلِ قال اللّهُ و إِنْ طائِفتانِ مِن الْمُؤْمِنِين اِقْتتلُوا فأصْلِحُوا بيْنهُما[1-8](49:9) صُلْحاً- فإِنْ بغتْ إِحْداهُما على الْأُخْرى فقاتِلُواالّتِي تبْغِي حتّى تفِي ء إِلى أمْرِ اللّهِ (9)[9-21](49:9) فلمّا نزلتْ هذِهِ الْآيةُ قال رسُولُ اللّهِ ص إِنّ مِنْكُمْ منْ يُقاتِلُ بعْدِي على التّأْوِيلِ كما قاتلْتُ على التّنْزِيلِ فسُئِل النّبِيُّ ص منْ هُو فقال خاصِفُ النّعْلِ يعْنِي أمِير الْمُؤْمِنِين ع و قال عمّارُ بْنُ ياسِرٍ قاتلْتُ بِهذِهِ الرّايةِ مع رسُولِ اللّهِ ص ثلاثاً(10) و هذِهِ الرّابِعةُ و اللّهِ لوْ ضربُونا حتّى يبْلُغُوا بِنا السّعفاتِ مِنْ هجر(11) لعلِمْنا أنّا على الْحقِّ و أنّهُمْ على الْباطِلِ و كانتِ السِّيرةُ فِيهِمْ مِنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع مِثْل ما كان مِنْ رسُولِ اللّهِ ص فِي أهْلِ مكّة يوْم فتحها فإِنّهُ لمْ يسْبِ لهُمْ ذُرِّيّةً و قال منْ أغْلق بابهُ فهُو آمِنٌ و منْ ألْقى سِلاحهُ فهُو آمِنٌ و كذلِك قال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع يوْم الْبصْرةِ نادى فِيهِمْ لا تسْبُوا لهُمْ ذُرِّيّةً و لا تُدفِّفُوا على جرِيحٍ (12) و لا تتْبعُوا مُدْبِراً و منْ أغْلق بابهُ و ألْقى سِلاحهُ فهُو آمِنٌ و السّيْفُ الْمغْمُودُ فالسّيْفُ الّذِي يُقامُ بِهِ الْقِصاصُ قال اللّهُ عزّ و جل النّفْس بِالنّفْسِ و الْعيْن بِالْعيْنِ (13)[6-10](5:45) فسلُّهُ إِلى أوْلِياءِ الْمقْتُولِ و حُكْمُهُ إِليْنا فهذِهِ السُّيُوفُ الّتِي بعث اللّهُ بِها مُحمّداً ص فمنْ جحدها أوْ جحد واحِداً مِنْها أوْ شيْئاً مِنْ سِيرِها و أحْكامِها فقدْ كفر بِما أنْزل اللّهُ تبارك و تعالى على مُحمّدٍ نبِيِّهِ ص .

.


1- ..الجمام-بالفتح-:الراحة.و اجم نفسه اي تركها.
2- ..البغية:مصدر بغى الشي ء اي طلبه.و انتهاز البغية:اغتنامها و النهوض إليها مبادرا.
3- ..الضراوة:مصدر ضرى بالشي ء أي لهج به و تعوّده و أولع به.
4- ..المنافسة:المفاخرة و المباراة.
5- ..أي البقاء في هذه الدنيا الدنية.
6- ..في بعض النسخ [استنبهت ]و في الكافي و الكشف [استيقظت ].
7- ..في الكافي [هذا مثلا].
8- ..في بعض النسخ [ما استودعتك ].و في الكافي و الكشف [ما استرعاك ].
9- ..سورة التوبة آية 5.
10- ..سورة التوبة آية 11.
11- ..سورة البقرة آية 83.
12- ..سورة التوبة آية 30.
13- ..في الكافي و التهذيب [مناكحتهم ].

ص: 289

. .

ص: 290

. .

ص: 291

موعظة

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

موعظةو حضرهُ ذات يوْمٍ جماعةٌ مِن الشِّيعةِ فوعظهُمْ و حذّرهُمْ و هُمْ ساهُون لاهُون فأغاظهُ ذلِك فأطْرق ملِيّاً ثُمّ رفع رأْسهُ إِليْهِمْ فقال إِنّ كلامِي لوْ وقع طرفٌ مِنْهُ فِي قلْبِ أحدِكُمْ لصار ميِّتاً ألا يا أشْباحاً بِلا أرْواحٍ و ذُباباً بِلا مِصْباحٍ كأنّكُمْ خُشُبٌ مُسنّدةٌ(1)[12-13](63:4) و أصْنامٌ مرِيدةُ أ لا تأْخُذُون الذّهب مِن الْحجرِ أ لا تقْتبِسُون الضِّياء مِن النُّورِ الْأزْهرِ أ لا تأْخُذُون اللُّؤْلُؤ مِن الْبحْرِ خُذُوا الْكلِمة الطّيِّبة مِمّنْ قالها و إِنْ لمْ يعْملْ بِها فإِنّ اللّه يقُولُ- الّذِين يسْتمِعُون الْقوْل فيتّبِعُون أحْسنهُ أُولئِك الّذِين هداهُمُ اللّهُ 2[1-9](39:18) ويْحك يا مغْرُورُ ألا تحْمدُ منْ تُعْطِيهِ فانِياً و يُعْطِيك باقِياً دِرْهمٌ يفْنى بِعشرةٍ تبْقى إِلى سبْعِمِائةِ ضِعْفٍ مُضاعفةٍ مِنْ جوادٍ كرِيمٍ آتاك اللّهُ عِنْد مُكافأةٍ(2) هُو مُطْعِمُك و ساقِيك و كاسِيك و مُعافِيك و كافِيك و ساتِرُك مِمّنْ يُراعِيك منْ حفِظك فِي ليْلِك و نهارِك و أجابك عِنْد اِضْطِرارِك و عزم لك على الرُّشْدِ فِي اِخْتِبارِك كأنّك قدْ نسِيت ليالِي أوْجاعِك و خوْفِك دعوْتهُ فاسْتجاب لك فاسْتوْجب بِجمِيلِ صنِيعِهِ الشُّكْر فنسِيتهُ فِيمنْ ذكر و خالفْتهُ فِيما أمر ويْلك إِنّما أنْت لِصٌّ مِنْ لُصُوصِ الذُّنُوبِ (3) كُلّما عرضتْ لك شهْوةٌ أوِ اِرْتِكابُ ذنْبٍ سارعْت إِليْهِ و أقْدمْت بِجهْلِك عليْهِ فارْتكبْتهُ كأنّك لسْت بِعيْنِ اللّهِ أوْ كأنّ اللّه ليْس لك بِالْمِرْصادِ يا طالِب الْجنّةِ ما أطْول نوْمك و أكلّ مطِيّتك و أوْهى هِمّتك (4) فلِلّهِ أنْت مِنْ طالِبٍ و مطْلُوبٍ و يا هارِباً مِن النّارِ ما أحثّ مطِيّتك إِليْها و ما أكْسبك لِما يُوقِعُك فِيها اُنْظُرُوا إِلى هذِهِ الْقُبُورِ سُطُوراً بِأفْناءِ الدُّورِ تدانوْا فِي خِططِهِمْ 6 و قرُبُوا فِي مزارِهِمْ و بعُدُوا فِي لِقائِهِمْ عمرُوا فخُرِبُوا و آنسُوا فأوْحشُوا و سكنُوا فأُزْعِجُوا و قطنُوا فرحلُوا فمنْ سمِع بِدانٍ بعِيدٍ و شاحِطٍ قرِيبٍ (5) و عامِرٍ مخْرُوبٍ و آنِسٍ مُوحِشٍ و ساكِنٍ مُزْعجٍ و قاطِنٍ مُرْحلٍ 8 غيْرِ أهْلِ الْقُبُورِ يا اِبْن الْأيّامِ الثّلاثِ يوْمِك الّذِي وُلِدْت فِيهِ و يوْمِك الّذِي تنْزِلُ فِيهِ قبْرك و يوْمِك الّذِي تخْرُجُ فِيهِ إِلى ربِّك فيا لهُ مِنْ يوْمٍ عظِيمٍ يا ذوِي الْهيْئةِ الْمُعْجِبةِ و الْهِيمِ الْمُعْطنةِ9 ما لِي أرى أجْسامكُمْ عامِرةً و قُلُوبكُمْ دامِرةً أما و اللّهِ لوْ عاينْتُمْ ما أنْتُمْ مُلاقُوهُ و ما أنْتُمْ إِليْهِ صائِرُون لقُلْتُمْ يا ليْتنا نُردُّ و لا نُكذِّب بِآياتِ ربِّنا و نكُون مِن الْمُؤْمِنِين (6)[9-20](6:27) قال جلّ مِنْ قائِلٍ- بلْ بدا لهُمْ ما كانُوا يُخْفُون مِنْ قبْلُ و لوْ رُدُّوا لعادُوا لِما نُهُوا عنْهُ و إِنّهُمْ لكاذِبُون 11[1-18](6:28) .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع صانِعِ الْمُنافِق بِلِسانِك و أخْلِصْ مودّتك لِلْمُؤْمِنِ و إِنْ جالسك يهُودِيٌ فأحْسِنْ مُجالستهُ.

و قال ع ما شِيب شيْ ءٌ بِشيْ ءٍ أحْسن مِنْ حِلْمٍ بِعِلْمٍ (7).

و قال ع الْكمالُ كُلُّ الْكمالِ التّفقُّهُ فِي الدِّينِ و الصّبْرُ على النّائِبةِ و تقْدِيرُ الْمعِيشةِ.

و قال ع و اللّهِ الْمُتكبِّرُ يُنازِعُ اللّه رِداءهُ.

.


1- ..فيهما[الا الدخول في دار الإسلام ].
2- ..أي أكثرتم قتلهم و اغلظتموهم.من الثخن.
3- ..سورة محمّد آية 4.
4- ..فيهما[مناكحتهم ].
5- ..يوم بدر و يوم أحد و يوم حنين.
6- ..سورة المائدة آية 47.
7- ..سورة الزمر آية 18.

ص: 292

. .

ص: 293

و قال ع يوْماً لِمنْ حضرهُ ما الْمُرُوّةُ فتكلّمُوا فقال ع الْمُرُوّةُ أنْ لا تطْمع فتذِلّ و تسْأل فتُقِل 1 و لا تبْخل فتُشْتم و لا تجْهل فتُخْصم فقِيل و منْ يقْدِرُ على ذلِك فقال ع منْ أحبّ أنْ يكُون كالنّاظِرِ فِي الْحدقةِ(1) و الْمِسْكِ فِي الطِّيبِ و كالْخلِيفةِ فِي يوْمِكُمْ هذا فِي الْقدْرِ .

و قال يوْماً رجُلٌ عِنْدهُ اللّهُمّ أغْنِنا عنْ جمِيعِ خلْقِك فقال أبُو جعْفرٍ ع لا تقُلْ هكذا و لكِنْ قُلِ اللّهُمّ أغْنِنا عنْ شِرارِ خلْقِكفإِنّ الْمُؤْمِن لا يسْتغْنِي عنْ أخِيهِ .

و قال ع قُمْ بِالْحقِّ و اِعْتزِلْ ما لا يعْنِيك و تجنّبْ عدُوّك و اِحْذرْ صدِيقك مِن الْأقْوامِ إِلاّ الْأمِين منْ خشِي اللّه و لا تصْحبِ الْفاجِر و لا تُطْلِعْهُ على سِرِّك و اِسْتشِرْ فِي أمْرِك الّذِين يخْشوْن اللّه.

و قال ع صُحْبةُ عِشْرِين سنةً قرابةٌ.

و قال ع إِنِ اِسْتطعْت أنْ لا تُعامِل أحداً إِلاّ و لك الْفضْلُ عليْهِ فافْعلْ.

و قال ع ثلاثةٌ مِنْ مكارِمِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ أنْ تعْفُو عمّنْ ظلمك و تصِل منْ قطعك و تحْلُم إِذا جُهِل عليْك.

و قال ع الظُّلْمُ ثلاثةٌ ظُلْمٌ لا يغْفِرُهُ اللّهُ و ظُلْمٌ يغْفِرُهُ اللّهُ و ظُلْمٌ لا يدعُهُ اللّهُ فأمّا الظُّلْمُ الّذِي لا يغْفِرُهُ اللّهُ فالشِّرْكُ بِاللّهِ و أمّا الظُّلْمُ الّذِي يغْفِرُهُ اللّهُ فظُلْمُ الرّجُلِ نفْسهُ فِيما بيْنهُ و بيْن اللّهِ و أمّا الظُّلْمُ الّذِي لا يدعُهُ اللّهُ فالْمُداينةُ بيْن الْعِبادِ(2).

و قال ع ما مِنْ عبْدٍ يمْتنِعُ مِنْ معُونةِ أخِيهِ الْمُسْلِمِ و السّعْيِ لهُ فِي حاجتِهِ قُضِيتْ أوْ لمْ تُقْض إِلاّ اُبْتُلِي بِالسّعْيِ فِي حاجةِ منْ يأْثمُ عليْهِ و لا يُؤْجرُ و ما مِنْ عبْدٍ يبْخلُ بِنفقةٍ يُنْفِقُها فِيما يُرْضِي اللّهُ إِلاّ اُبْتُلِي بِأنْ يُنْفِق أضْعافها فِيما أسْخط اللّه.

و قال ع فِي كُلِّ قضاءِ اللّهِ خيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ.

و قال ع إِنّ اللّه كرِه إِلْحاح النّاسِ بعْضِهِمْ على بعْضٍ فِي الْمسْألةِ و أحبّ ذلِك لِنفْسِهِ إِنّ اللّه جلّ ذِكْرُهُ يُحِبُّ أنْ يُسْأل و يُطْلب ما عِنْدهُ.

.


1- ..اللصّ-بالكسر-:فعل الشي ء في ستر-و منه قيل للسارق:لص.و جمعه لصوص.
2- ..أو هي فلانا:أضعفه و جعله واهيا.

ص: 294

و قال ع منْ لمْ يجْعلِ اللّهُ لهُ مِنْ نفْسِهِ واعِظاً فإِنّ مواعِظ النّاسِ لنْ تُغْنِي عنْهُ شيْئاً.

و قال ع منْ كان ظاهِرُهُ أرْجح مِنْ باطِنِهِ خفّ مِيزانُهُ.

و قال ع كمْ مِنْ رجُلٍ قدْ لقِي رجُلاً فقال لهُ كبّ اللّهُ عدُوّك 1 و ما لهُ مِنْ عدُوٍّ إِلاّ اللّهُ.

و قال ع ثلاثةٌ لا يُسلّمُون الْماشِي إِلى الْجُمُعةِ و الْماشِي خلْف جنازةٍ و فِي بيْتِ الْحمّامِ.

و قال ع عالِمٌ يُنْتفعُ بِعِلْمِهِ أفْضلُ مِنْ سبْعِين ألْف عابِدٍ.

و قال ع لا يكُونُ الْعبْدُ عالِماً حتّى لا يكُون حاسِداً لِمنْ فوْقهُ و لا مُحقِّراً لِمنْ دُونهُ.

و قال ع ما عرف اللّه منْ عصاهُ و أنْشد-تعْصِي الْإِله و أنْت تُظْهِرُ حُبّهُهذا لعمْرُك فِي الْفِعالِ بدِيعٌلوْ كان حُبُّك صادِقاً لأطعْتهُإِنّ الْمُحِبّ لِمنْ أحبّ مُطِيعٌ.

و قال ع إِنّما مثلُ الْحاجةِ إِلى منْ أصاب مالهُ حدِيثاً كمثلِ الدِّرْهمِ فِي فمِ الْأفْعى أنْت إِليْهِ مُحْوِجٌ (1) و أنْت مِنْها على خطرٍ.

و قال ع ثلاثُ خِصالٍ لا يمُوتُ صاحِبُهُنّ أبداً حتّى يرى وبالهُنّ الْبغْيُ و قطِيعةُ الرّحِمِ و الْيمِينُ الْكاذِبةُ يُبارِزُ اللّه بِها و إِنّ أعْجل الطّاعةِ ثواباً لصِلةُ الرّحِمِ و إِنّ الْقوْم ليكُونُون فُجّاراً فيتواصلُون فتنْمِي أمْوالُهُمْ و يُثْرُون (2) و إِنّ الْيمِين الْكاذِبة و قطِيعة الرّحِمِ ليذرانِ الدِّيار بلاقِع مِنْ أهْلِها4.

و قال ع لا يُقْبلُ عملٌ إِلاّ بِمعْرِفةٍ و لا معْرِفة إِلاّ بِعملٍ و منْ عرف دلّتْهُ معْرِفتُهُ على الْعملِ و منْ لمْ يعْرِفْ فلا عمل لهُ.

.


1- ..الشاحط:البعيد.
2- ..القاطن:المقيم.

ص: 295

و قال ع إِنّ اللّه جعل لِلْمعْرُوفِ أهْلاً مِنْ خلْقِهِ حبّب إِليْهِمُ الْمعْرُوف و حبّب إِليْهِمْ فِعالهُ و وجّه لِطُلاّبِ الْمعْرُوفِ الطّلب إِليْهِمْ و يسّر لهُمْ قضاءهُ كما يسّر الْغيْث لِلْأرْضِ الْمُجْدِبةِ لِيُحْيِيها و يُحْيِي أهْلها(1) و إِنّ اللّه جعل لِلْمعْرُوفِ أعْداءً مِنْ خلْقِهِ بغّض إِليْهِمُ الْمعْرُوف و بغّض إِليْهِمْ فِعالهُ و حظر على طُلاّبِ الْمعْرُوفِ التّوجُّه إِليْهِمْ و حظر عليْهِمْ قضاءهُ كما يحْظُرُ الْغيْث عنِ الْأرْضِ الْمُجْدِبةِ لِيُهْلِكها و يُهْلِك أهْلها و ما يعْفُو اللّهُ عنْهُ أكْثرُ.

و قال ع اِعْرِفِ الْمودّة فِي قلْبِ أخِيك بِما لهُ فِي قلْبِك.

و قال ع الْإِيمانُ حُبٌّ و بُغْضٌ (2).

و قال ع ما شِيعتُنا إِلاّ منِ اِتّقى اللّه و أطاعهُ و ما كانُوا يُعْرفُون إِلاّ بِالتّواضُعِ و التّخشُّعِ و أداءِ الْأمانةِ و كثْرةِ ذِكْرِ اللّهِ و الصّوْمِ و الصّلاةِ و الْبِرِّ بِالْوالِديْنِ و تعهُّدِ الْجِيرانِ مِن الْفُقراءِ و ذوِي الْمسْكنةِ و الْغارِمِين و الْأيْتامِ و صِدْقِ الْحدِيثِ و تِلاوةِ الْقُرْآنِ و كفِّ الْألْسُنِ عنِ النّاسِ إِلاّ مِنْ خيْرٍ و كانُوا أُمناء عشائِرِهِمْ فِي الْأشْياءِ.

و قال ع أرْبعٌ مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ كِتْمانُ الْحاجةِ و كِتْمانُ الصّدقةِ و كِتْمانُ الْوجعِ و كِتْمانُ الْمُصِيبةِ.

و قال ع منْ صدق لِسانُهُ زكا عملُهُ و منْ حسُنتْ نِيّتُهُ زِيد فِي رِزْقِهِ و منْ حسُن بِرُّهُ بِأهْلِهِ زِيد فِي عُمُرِهِ.

و قال ع إِيّاك و الْكسل و الضّجر فإِنّهُما مِفْتاحُ كُلِّ شرٍّ منْ كسِل لمْ يُؤدِّ حقّاً و منْ ضجِر لمْ يصْبِرْ على حقٍّ.

و قال ع منِ اِسْتفاد أخاً فِي اللّهِ على إِيمانٍ بِاللّهِ و وفاءٍ بِإِخائِهِ طلباً لِمرْضاةِ اللّهِ فقدِ اِسْتفاد شُعاعاً مِنْ نُورِ اللّهِ و أماناً مِنْ عذابِ اللّهِ و حُجّةً يُفْلِجُ بِها يوْم الْقِيامةِ(3) و عِزّاً باقِياً و ذِكْراً نامِياً لِأنّ الْمُؤْمِن مِن اللّهِ عزّ و جلّ لا موْصُولٌ و لا مفْصُولٌ قِيل لهُ ع ما معْنى لا مفْصُولٌ و لا موْصُولٌ قال لا موْصُولٌ بِهِ أنّهُ هُو و لا مفْصُولٌ مِنْهُ أنّهُ مِنْ غيْرِهِ.

.


1- ..سورة أنعام آية 27.
2- ..سورة أنعام آية 28.
3- ..الشوب:الخلط.

ص: 296

و قال ع كفى بِالْمرْءِ غِشّاً لِنفْسِهِ أنْ يُبْصِر مِن النّاسِ ما يعْمى عليْهِ مِنْ أمْرِ نفْسِهِ أوْ يعِيب غيْرهُ (1) بِما لا يسْتطِيعُ ترْكهُ أوْ يُؤْذِي جلِيسهُ بِما لا يعْنِيهِ.

و قال ع التّواضُعُ الرِّضا بِالْمجْلِسِ دُون شرفِهِ و أنْ تُسلِّم على منْ لقِيت و أنْ تتْرُك الْمِراء و إِنْ كُنْت مُحِقّاً.

و قال ع إِنّ الْمُؤْمِن أخُ الْمُؤْمِنِ لا يشْتِمُهُ و لا يحْرِمُهُ و لا يُسِي ءُ بِهِ الظّنّ.

و قال ع لاِبْنِهِاِصْبِرْ نفْسك على الْحقِّ فإِنّهُ منْ منع شيْئاً فِي حقٍّ أُعْطِي فِي باطِلٍ مِثْليْهِ.

و قال ع منْ قُسِم لهُ الْخُرْقُ حُجِب عنْهُ الْإِيمانُ (2).

و قال ع إِنّ اللّه يُبْغِضُ الْفاحِش الْمُتفحِّش.

و قال ع إِنّ لِلّهِ عُقُوباتٍ فِي الْقُلُوبِ و الْأبْدانِ ضنْكٌ فِي الْمعِيشةِ و وهْنٌ فِي الْعِبادةِ و ما ضُرِب عبْدٌ بِعُقُوبةٍ أعْظم مِنْ قسْوةِ الْقلْبِ.

و قال ع إِذا كان يوْمُ الْقِيامةِ نادى مُنادٍ أيْن الصّابِرُون فيقُومُ فِئامٌ مِن النّاسِ (3) ثُمّ يُنادِي مُنادٍ أيْن الْمُتصبِّرُون فيقُومُ فِئامٌ مِن النّاسِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِداك ما الصّابِرُون و الْمُتصبِّرُون فقال ع الصّابِرُون على أداءِ الْفرائِضِ و الْمُتصبِّرُون على ترْكِ الْمحارِمِ .

و قال ع يقُولُ اللّهُ اِبْن آدم اِجْتنِبْ ما حرّمْتُ عليْك تكُنْ مِنْ أوْرعِ النّاسِ.

و قال ع أفْضلُ الْعِبادةِ عِفّةُ الْبطْنِ و الْفرْجِ.

و قال ع الْبِشْرُ الْحسنُ (4) و طلاقةُ الْوجْهِ مكْسبةٌ لِلْمحبّةِ و قُرْبةٌ مِن اللّهِ و عُبُوسُ الْوجْهِ و سُوءُ الْبِشْرِ مكْسبةٌ لِلْمقْتِ و بُعْدٌ مِن اللّهِ.

و قال ع ما تُذُرِّع إِلي (5) بِذرِيعةٍ و لا تُوُسِّل بِوسِيلةٍ هِي أقْربُ لهُ (6) إِلى ما يُحِبُ مِنْ يدٍ سالِفةٍ مِنِّي إِليْهِ أتْبعْتُها أُخْتها لِتُحْسِن حِفْظها و رِيّها لِأنّ منْع الْأواخِرِ يقْطعُ لِسان شُكْرِ الْأوائِلِ (7) و ما سمحتْ لِي نفْسِي بِردِّ بِكْرِ الْحوائِجِ.

و قال ع الْحياءُ و الْإِيمانُ مقْرُونانِ فِي قرنٍ فإِذا ذهب أحدُهُما تبِعهُ صاحِبُهُ.

و قال ع إِنّ هذِهِ الدُّنْيا تعاطاها الْبرُّ و الْفاجِرُ و إِنّ هذا الدِّين لا يُعْطِيهِ اللّهُ إِلاّ أهْل خاصّتِهِ (8).

و قال ع الْإِيمانُ إِقْرارٌ و عملٌ و الْإِسْلامُ إِقْرارٌ بِلا عملٍ.

و قال ع الْإِيمانُ ما كان فِي الْقلْبِ و الْإِسْلامُ ما عليْهِ التّناكُحُ و التّوارُثُ و حُقِنتْ بِهِ الدِّماءُ و الْإِيمانُ يشْركُ الْإِسْلام و الْإِسْلامُ لا يشْركُ الْإِيمان.

و قال ع منْ علّم باب هُدًى فلهُ مِثْلُ أجْرِ منْ عمِل بِهِ و لا يُنْقصُ أُولئِك مِنْ أُجُورِهِمْ شيْئاً و منْ علّم باب ضلالٍ كان عليْهِ مِثْلُ أوْزارِ منْ عمِل بِهِ و لا يُنْقصُ أُولئِك مِنْ أوْزارِهِمْ شيْئاً.

و قال ع ليْس مِنْ أخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْملقُ و الْحسدُ إِلاّ فِي طلبِ الْعِلْمِ (9).

و قال ع لِلْعالِمِ إِذا سُئِل عنْ شيْ ءٍ و هُو لا يعْلمُهُ أنْ يقُول اللّهُ أعْلمُ و ليْس لِغيْرِ الْعالِمِ أنْ يقُول ذلِك 10 و فِي خبرٍ آخر يقُولُ لا أدْرِي لِئلاّ يُوقِع فِي قلْبِ السّائِلِ شكّاً.

و قال ع أوّلُ منْ شُقّ لِسانُهُ بِالْعربِيّةِإِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيم ع

و هُو اِبْنُ ثلاث عشْرة سنةً و كان لِسانُهُ على لِسانِ أبِيهِ و أخِيهِ فهُو أوّلُ منْ نطق بِها و هُو الذّبِيحُ.

.


1- ..يقل الرجل:قل ماله.
2- ..الناظر:سواد الأصغر الذي فيه إنسان العين.و الحدقة:سواد العين الأعظم.
3- ..المداينة من الدين أي ظلم العباد عند المعاملة.
4- ..كبّ فلانا:صرعه.و قلبه على رأسه.
5- ..أحوج إليه:افتقر.و أحوجه:جعله محتاجا.
6- ..«يثرون»أي يكثرون مالا.يقال:ثرا الرجل:كثر ماله.
7- ..«ليذران»أي ليدعان و يتركان من وذره أي ودعه.«بلاقع»-جمع بلقع-:الأرض القفر.
8- ..المجدبة:ذو جدب و هو ضد الخصب و يأتي أيضا بمعنى الماحل.
9- ..أي الحب في اللّه و البغض فيه كما جاء في الأحاديث.

ص: 297

. .

ص: 298

و قال ع أ لا أُنبِّئُكُمْ بِشيْ ءٍ إِذا فعلْتُمُوهُ يبْعُدُ السُّلْطانُ وCالشّيْطانُ Cمِنْكُمْ فقال أبُو حمْزة بلى أخْبِرْنا بِهِ حتّى نفْعلهُ فقال ع عليْكُمْ بِالصّدقةِ فبكِّرُوا بِها فإِنّها تُسوِّدُ وجْه Cإِبْلِيس Cو تكْسِرُ شِرّة السُّلْطانِ الظّالِمِ عنْكُمْ فِي يوْمِكُمْ ذلِك (1) و عليْكُمْ بِالْحُبِّ فِي اللّهِ و التّودُّدِ(2) و الْمُوازرةِ على الْعملِ الصّالِحِ فإِنّهُ يقْطعُ دابِرهُما يعْنِي السُّلْطان وCالشّيْطان Cو ألِحُّوا فِي الاِسْتِغْفارِ فإِنّهُ ممْحاةٌ لِلذُّنُوبِ .

5,14-و قال ع إِنّ هذا اللِّسان مِفْتاحُ كُلِّ خيْرٍ و شرٍّ فينْبغِي لِلْمُؤْمِنِ أنْ يخْتِم على لِسانِهِ كما يخْتِمُ على ذهبِهِ و فِضّتِهِ 3 فإِن رسُول اللّهِ ص قال رحِم اللّهُ مُؤْمِناً أمْسك لِسانهُ مِنْ كُلِّ شرٍّ فإِنّ ذلِك صدقةٌ مِنْهُ على نفْسِهِ (3) ثُمّ قال ع لا يسْلمُ أحدٌ مِن الذُّنُوبِ حتّى يخْزُن لِسانهُ.

و قال ع مِن الْغِيبةِ أنْ تقُول فِي أخِيك ما سترهُ اللّهُ عليْهِ فأمّا الْأمْرُ الظّاهِرُ مِنْهُ مِثْلُ الْحِدّةِ و الْعجلةِ فلا بأْس أنْ تقُولهُ و إِنّ الْبُهْتان أنْ تقُول فِي أخِيك ما ليْس فِيهِ (4).

و قال ع إِنّ أشدّ النّاسِ حسْرةً يوْم الْقِيامةِ عبْدٌ وصف عدْلاً ثُمّ خالفهُ إِلى غيْرِهِ (5).

.


1- ..في بعض النسخ [أو يعير غيره ].
2- ..الخرق:ضعف العقل و الرأى،الجهل،الحمق،ضد الرفق.
3- ..البشر-بالكسر-طلاقة الوجه و بشاشته.و المقت:البغض.
4- ..أي عندي.
5- ..أي للّه.

ص: 299

و قال ع عليْكُمْ بِالْورعِ و الاِجْتِهادِ و صِدْقِ الْحدِيثِ و أداءِ الْأمانةِ إِلى منِ اِئْتمنكُمْ عليْها برّاً كان أوْ فاجِراً فلوْ أنّ قاتِل علِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ ع اِئْتمننِي على أمانةٍ لأدّيْتُها إِليْهِ.

و قال ع صِلةُ الْأرْحامِ تُزكِّي الْأعْمال و تُنْمِي الْأمْوال و تدْفعُ الْبلْوى و تُيسِّرُ الْحِساب و تُنْسِئُ فِي الْأجلِ 1.

و قال ع أيُّها النّاسُ إِنّكُمْ فِي هذِهِ الدّارِ أغْراضٌ تنْتضِلُ فِيكُمُ الْمنايا لنْ يسْتقْبِل أحدٌ مِنْكُمْ يوْماً جدِيداً مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ بِانْقِضاءِ آخر مِنْ أجلِهِ فأيّةُ أُكْلةٍ ليْس فِيها غُصصٌ أمْ أيُّ شرْبةٍ ليْس فِيها شرقٌ 2 اِسْتصْلِحُوا ما تقْدمُون عليْهِ بِما تظْعنُون عنْهُ (1) فإِنّ الْيوْم غنِيمةٌ و غداً لا تدْرِي لِمنْ هُو أهْلُ الدُّنْيا سفْرٌ4 يحُلُّون عقْد رِحالِهِمْ فِي غيْرِها قدْ خلتْ مِنّا أُصُولٌ نحْنُ فُرُوعُها فما بقاءُ الْفرْعِ بعْد أصْلِهِ أيْن الّذِين كانُوا أطْول أعْماراً مِنْكُمْ و أبْعد آمالاً أتاك يا اِبْن آدم ما لا ترُدُّهُ و ذهب عنْك ما لا يعُودُ فلا تعُدّنّ عيْشاً مُنْصرِفاً عيْشاً ما لك مِنْهُ إِلاّ لذّةٌ تزْدلِفُ بِك إِلى حِمامِك (2) و تُقرِّبُك مِنْ أجلِك فكأنّك قدْ صِرْت الْحبِيب الْمفْقُود و السّواد الْمُخْترم فعليْك بِذاتِ نفْسِك و دعْ ما سِواها و اِسْتعِنْ بِاللّهِ يُعِنْك (3).

و قال ع منْ صنع مِثْل ما صُنِع إِليْهِ فقدْ كافأ و منْ أضْعف كان شكُوراً و منْ شكر كان كرِيماً و منْ علِم أنّهُ ما صنع كان إِلى نفْسِهِ لمْ يسْتبْطِئِ النّاس فِي شُكْرِهِمْ و لمْ يسْتزِدْهُمْ فِي مودّتِهِمْ فلا تلْتمِسْ مِنْ غيْرِك شُكْر ما آتيْتهُ إِلى نفْسِك و وقيْت بِهِ عِرْضك-و اِعْلمْ أنّ طالِب الْحاجةِ لمْ يُكْرِمْ وجْههُ عنْ مسْألتِك فأكْرِمْ وجْهك عنْ ردِّهِ.

و قال ع إِنّ اللّه يتعهّدُ عبْدهُ الْمُؤْمِن بِالْبلاءِ كما يتعهّدُ الْغائِبُ أهْلهُ بِالْهدِيّةِ و يحْمِيهِ عنِ الدُّنْيا كما يحْمِي الطّبِيبُ الْمرِيض.

و قال ع إِنّ اللّه يُعْطِي الدُّنْيا منْ يُحِبُّ و يُبْغِضُ و لا يُعْطِي دِينهُ إِلاّ منْ يُحِبُ 7.

و قال ع إِنّما شِيعةُ علِيٍّ ع الْمُتباذِلُون فِي ولايتِنا الْمُتحابُّون فِي مودّتِنا الْمُتزاوِرُون لِإِحْياءِ أمْرِنا الّذِين 8 إِذا غضِبُوا لمْ يظْلِمُوا و إِذا رضُوا لمْ يُسْرِفُوا بركةٌ على منْ جاورُوا سِلْمٌ لِمنْ خالطُوا.

-و قال ع الْكسلُ يضُرُّ بِالدِّينِ و الدُّنْيا.

و قال ع لوْ يعْلمُ السّائِلُ ما فِي الْمسْألةِ ما سأل أحدٌ أحداً و لوْ يعْلمُ الْمسْئُولُ ما فِي الْمنْعِ ما منع أحدٌ أحداً.

و قال ع إِنّ لِلّهِ عِباداً ميامِين مياسِير يعِيشُون و يعِيشُ النّاسُ فِي أكْنافِهِمْ و هُمْ فِي عِبادِهِ مِثْلُ الْقطْرِ و لِلّهِ عِبادٌ ملاعِينُ مناكِيدُ لا يعِيشُون و لا يعِيشُ النّاسُ فِي أكْنافِهِمْ و هُمْ فِي عِبادِهِ مِثْلُ الْجرادِ لا يقعُون على شيْ ءٍ إِلاّ أتوْا عليْهِ 9.

و قال ع قُولُوا لِلنّاسِ أحْسن ما تُحِبُّون أنْ يُقال لكُمْ فإِنّ اللّه يُبْغِضُ اللّعّان السّبّاب الطّعّان على الْمُؤْمِنِين الْفاحِش الْمُتفحِّش السّائِل الْمُلْحِف و يُحِبُّ الْحيِيّ الْحلِيم الْعفِيف الْمُتعفِّف (4).

و قال ع إِنّ اللّه يُحِبُّ إِفْشاء السّلامِ.

.


1- ..الملق-بالتحريك-:التملّق و هو الود و اللّطف و أن يعطى في اللّسان ما ليس في القلب.
2- ..الشرّة-بالكسر فالفتح مشدّدة-:الشرّ و الغضب و الحدّة.
3- ..و في بعض النسخ [المودّة].
4- ..رواه الكليني(ره)في الكافي ج 2 ص 300 بإسناده عن الصادق عليه السلام.

ص: 300

. .

ص: 301

و روي عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد ص في طوال هذه المعاني

وصيته ع لعبد الله بن جندب .رواه الكليني(ره)في الكافي ج 2 ص 150 و«تزكى الاعمال»أي تنميها في الثواب أو

تطهرها أو تصيرها مقبولة.و النساء-بالفتح-:التأخير.

وصيته ع لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول .و لا تشار اي و لا تخاصم.

رسالته ع إلى جماعة شيعته و أصحابه .نقل المجلسيّ قدّس سرّه في البحار عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسيّ رحمه اللّه بإسناده الى ابى

بصير قال.قلت له:أ لهذا الامر أمد نريح إليه أبداننا و ننتهى إليه؟قال:بلى و لكنكم أذعتم

فزاد اللّه فيه.و أيضا بإسناده إلى أبى حمزة الثمالى قال:قلت لابى جعفر عليه السلام:إن عليا

عليه السلام كان يقول:«إلى السبعين بلاء»و كان يقول:«بعد البلاء رخاء»و قد مضت السبعون و لم تر

رخاء فقال أبو جعفر عليه السلام:يا ثابت إن اللّه تعالى كان وقّت هذا الامر في السبعين فلما قتل

الحسين عليه السلام اشتد غضب اللّه على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين و مائة سنة فحد ثناكم فأذعتم

الحديث و كشفتم قناع الستر فأخّر اللّه و لم يجعل بعد ذلك وقتا عندنا و يمحو اللّه ما يشاء و يثبت

و عنده أم الكتاب.قال أبو حمزة:و قلت ذلك لابى عبد اللّه عليه السلام فقال عليه السلام:كان ذاك.

و من كلامه ع سماه بعض الشيعة نثر الدرر

و روي عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد ص في طوال هذه المعانيبِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

وصيته ع لعبد الله بن جندب 1رُوِي أنّهُ ع قال يا عبْد اللّهِ لقدْ نصب Cإِبْلِيسُ Cحبائِلهُ فِي دارِ الْغُرُورِ فما يقْصِدُ فِيها إِلاّ أوْلِياءنا و لقدْ جلّتِ الْآخِرةُ فِي أعْيُنِهِمْ حتّى ما يُرِيدُون بِها بدلاً ثُمّ قال آهِ آهِ على قُلُوبٍ حُشِيتْ نُوراً و إِنّما كانتِ الدُّنْيا عِنْدهُمْ بِمنْزِلةِ الشُّجاعِ الْأرْقمِ (1) و الْعدُوِّ الْأعْجمِ أنِسُوا بِاللّهِ و اِسْتوْحشُوا مِمّا بِهِ اِسْتأْنس الْمُتْرفُون أُولئِك أوْلِيائِي حقّاً و بِهِمْ تُكْشفُ كُلُّ فِتْنةٍ و تُرْفعُ كُلُّ بلِيّةٍ يا اِبْن جُنْدبٍ حقٌّ على كُلِ مُسْلِمٍ يعْرِفُنا أنْ يعْرِض عملهُ فِي كُلِّ يوْمٍ و ليْلةٍ على نفْسِهِ فيكُون مُحاسِب نفْسِهِ فإِنْ رأى حسنةً اِسْتزاد مِنْها و إِنْ رأى سيِّئةً اِسْتغْفر مِنْها لِئلاّ يخْزى يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِعبْدٍ لمْ يغْبِطِ الْخاطِئِين على ما أُوتُوا مِنْ نعِيمِ الدُّنْيا و زهْرتِها طُوبى لِعبْدٍ طلب الْآخِرة و سعى لها طُوبى لِمنْ لمْ تُلْهِهِ الْأمانِيُّ الْكاذِبةُ ثُمّ قال ع رحِم اللّهُ قوْماً كانُوا سِراجاً و مناراً كانُوا دُعاةً إِليْنا بِأعْمالِهِمْ و مجْهُودِ طاقتِهِمْ ليْس كمنْ يُذِيعُ أسْرارنا يا اِبْن جُنْدبٍ إِنّما الْمُؤْمِنُون الّذِين [1-3](8:2) يخافُون اللّه و يُشْفِقُون أنْ يُسْلبُوا ما أُعْطُوا مِن الْهُدى فإِذا ذكرُوا اللّه و نعْماءهُ وجِلُوا و أشْفقُوا- و إِذا تُلِيتْ عليْهِمْ آياتُهُ زادتْهُمْ إِيماناً[9-15](8:2) مِمّا أظْهرهُ مِنْ نفاذِ قُدْرتِهِ- و على ربِّهِمْ يتوكّلُون [16-19](8:2) يا اِبْن جُنْدبٍ قدِيماً عمِر الْجهْلُ و قوِي أساسُهُ و ذلِك لاِتِّخاذِهِمْ دِين اللّهِ لعِباً حتّى لقدْ كان الْمُتقرِّبُ مِنْهُمْ إِلى اللّهِ بِعِلْمِهِ يُرِيدُ سِواهُ أُولئِك هُمُ الظّالِمُون [16-18](24:50) يا اِبْن جُنْدبٍ لوْ أن شِيعتنا اِسْتقامُوا لصافحتْهُمُ الْملائِكةُ و لأظلّهُمُ الْغمامُ و لأشْرقُوا نهاراً و لأكلُوا مِنْ فوْقِهِمْ و مِنْ تحْتِ أرْجُلِهِمْ [14-20](5:66) و لما سألُوا اللّه شيْئاً إِلاّ أعْطاهُمْ يا اِبْن جُنْدبٍ لا تقُلْ فِي الْمُذْنِبِين مِنْ أهْلِ دعْوتِكُمْ إِلاّ خيْراً و اِسْتكِينُوا إِلى اللّهِ فِي توْفِيقِهِمْ و سلُوا التّوْبة لهُمْ فكُلُّ منْ قصدنا و والانا و لمْ يُوالِ عدُوّنا و قال ما يعْلمُ و سكت عمّا لا يعْلمُ أوْ أشْكل عليْهِ فهُو فِي الْجنّةِ يا اِبْن جُنْدبٍ يهْلِكُ الْمُتّكِلُ على عملِهِ و لا ينْجُو الْمُجْترِئُ على الذُّنُوبِ الْواثِقُ بِرحْمةِ اللّهِ قُلْتُ فمنْ ينْجُو قال الّذِين هُمْ بيْن الرّجاءِ و الْخوْفِ كأنّ قُلُوبهُمْ فِي مِخْلبِ طائِرٍ شوْقاً إِلى الثّوابِ و خوْفاً مِن الْعذابِ يا اِبْن جُنْدبٍ منْ سرّهُ أنْ يُزوِّجهُ اللّهُ الْحُور الْعِين و يُتوِّجهُ بِالنُّورِ فلْيُدْخِلْ على أخِيهِ الْمُؤْمِنِ السُّرُور يا اِبْن جُنْدبٍ أقِلّ النّوْم بِاللّيْلِ و الْكلام بِالنّهارِ فما فِي الْجسدِ شيْ ءٌ أقلّ شُكْراً مِن الْعيْنِ و اللِّسانِ فإِنّ أُمّ سُليْمان

قالتْ لِسُليْمان ع

يا بُنيّ إِيّاك و النّوْم فإِنّهُ يُفْقِرُك يوْم يحْتاجُ النّاسُ إِلى أعْمالِهِمْ يا اِبْن جُنْدبٍ إِن Cلِلشّيْطانِ Cمصائِد يصْطادُ بِها فتحاموْا شِباكهُ (2) و مصائِدهُ قُلْتُ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ و ما هِي قال أمّا مصائِدُهُ فصدٌّ عنْ بِرِّ الْإِخْوانِ و أمّا شِباكُهُ فنوْمٌ عنْ قضاءِ الصّلواتِ الّتِي فرضها اللّهُ أما إِنّهُ ما يُعْبدُ اللّهُ بِمِثْلِ نقْلِ الْأقْدامِ إِلى بِرِّ الْإِخْوانِ و زِيارتِهِمْ ويْلٌ لِلسّاهِين عنِ الصّلواتِ النّائِمِين فِي الْخلواتِ الْمُسْتهْزِءِين بِاللّهِ و آياتِهِ فِي الْفتراتِ (3) أُولئِك الّذِين لا خلاق لهُمْ فِي الْآخِرةِ و لا يُكلِّمُهُمُ اللّهُ [11-19](3:77) ... يوْم الْقِيامةِ و لا يُزكِّيهِمْ و لهُمْ عذابٌ ألِيمٌ 5[24-32](3:77) يا اِبْن جُنْدبٍ منْ أصْبح مهْمُوماً لِسِوى فكاكِ رقبتِهِ فقدْ هوّن عليْهِ (4) الْجلِيل و رغِب مِنْ ربِّهِ فِي الرِّبْحِ الْحقِيرِ7 و منْ غشّ أخاهُ و حقّرهُ و ناوأهُ 8 جعل اللّهُ النّار مأْواهُ و منْ حسد مُؤْمِناً اِنْماث الْإِيمانُ فِي قلْبِهِ كما ينْماثُ الْمِلْحُ فِي الْماءِ يا اِبْن جُنْدبٍ الْماشِي فِي حاجةِ أخِيهِ كالسّاعِي بيْن الصّفا و الْمرْوةِ و قاضِي حاجتِهِ كالْمُتشحِّطِ بِدمِهِ فِي سبِيلِ اللّهِ يوْم بدْرٍ و أُحُدٍ و ما عذّب اللّهُ أُمّةً إِلاّ عِنْد اِسْتِهانتِهِمْ بِحُقُوقِ فُقراءِ إِخْوانِهِمْ يا اِبْن جُنْدبٍ بلِّغْ معاشِر شِيعتِنا و قُلْ لهُمْ لا تذْهبنّ بِكُمُ الْمذاهِبُ فو اللّهِ لا تُنالُ ولايتُنا إِلاّ بِالْورعِ و الاِجْتِهادِ فِي الدُّنْيا و مُواساةِ الْإِخْوانِ فِي اللّهِ و ليْس مِنْ شِيعتِنا منْ يظْلِمُ النّاس يا اِبْن جُنْدبٍ إِنّما شِيعتُنا يُعْرفُون بِخِصالٍ شتّى بِالسّخاءِ و الْبذْلِ لِلْإِخْوانِ و بِأنْ يُصلُّوا الْخمْسِين ليْلاً و نهاراً شِيعتُنا لا يهِرُّون هرِير الْكلْبِ و لا يطْمعُون طمع الْغُرابِ و لا يُجاوِرُون لنا عدُوّاً و لا يسْألُون لنا مُبْغِضاً و لوْ ماتُوا جُوعاً شِيعتُنا لا يأْكُلُون الْجِرِّي 9 و لا يمْسحُون على الْخُفّيْنِ و يُحافِظُون على الزّوالِ و لا يشْربُون مُسْكِراً قُلْتُ جُعِلْتُ فِداك فأيْن أطْلُبُهُمْ قال ع على رُءُوسِ الْجِبالِ و أطْرافِ الْمُدُنِ و إِذا دخلْت مدِينةً فسلْ 10 عمّنْ لا يُجاوِرُهُمْ و لا يُجاوِرُونهُ فذلِك مُؤْمِنٌ كما قال اللّهُ- و جاء مِنْ أقْصا الْمدِينةِ رجُلٌ يسْعى 11[1-7](36:20) و اللّهِ لقدْ كان حبِيب النّجّارِ وحْدهُ يا اِبْن جُنْدبٍ كُلُّ الذُّنُوبِ مغْفُورةٌ سِوى عُقُوقِ أهْلِ دعْوتِك و كُلُّ الْبِرِّ مقْبُولٌ إِلاّ ما كان رِئاءً يا اِبْن جُنْدبٍ أحْبِبْ فِي اللّهِ و اِسْتمْسِكْ بِالْعُرْوةِ الْوُثْقى [18-19](2:256) و اِعْتصِمْ بِالْهُدى يُقْبلْ عملُك فإِنّ اللّه يقُولُ إِلاّ منْ آمن و عمِل صالِحاً[11-16](34:37) ... ثُمّ اِهْتدى 12[11-12](20:82) فلا يُقْبلُ إِلاّ الْإِيمانُ و لاإِيمان إِلاّ بِعملٍ و لا عمل إِلاّ بِيقِينٍ و لا يقِين إِلاّ بِالْخُشُوعِ و مِلاكُها كُلُّها الْهُدى فمنِ اِهْتدى يُقْبلُ عملُهُ و صعِد إِلى الْملكُوتِ مُتقبّلاً- و اللّهُ يهْدِي منْ يشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتقِيمٍ 13[46-53](2:213) يا اِبْن جُنْدبٍ إِنْ أحْببْت أنْ تُجاوِر الْجلِيل فِي دارِهِ و تسْكُن الْفِرْدوْس فِي جِوارِهِ فلْتهُنْ عليْك الدُّنْيا و اِجْعلِ الْموْت نُصْب عيْنِك و لا تدّخِرْ شيْئاً لِغدٍ و اِعْلمْ أنّ لك ما قدّمْت و عليْك ما أخّرْت يا اِبْن جُنْدبٍ منْ حرم نفْسهُ كسْبهُ فإِنّما يجْمعُ لِغيْرِهِ و منْ أطاع هواهُ فقدْ أطاع عدُوّهُ منْ يثِقْ بِاللّهِ يكْفِهِ ما أهمّهُ مِنْ أمْرِ دُنْياهُ و آخِرتِهِ و يحْفظْ لهُ ما غاب عنْهُ و قدْ عجز منْ لمْ يُعِدّ لِكُلِّ بلاءٍ صبْراً و لِكُلِّ نِعْمةٍ شُكْراً و لِكُلِّ عُسْرٍ يُسْراً صبِّرْ نفْسك عِنْد كُلِّ بلِيّةٍ فِي ولدٍ أوْ مالٍ أوْ رزِيّةٍ(5) فإِنّما يقْبِضُ عارِيتهُ و يأْخُذُ هِبتهُ لِيبْلُو فِيهِما صبْرك و شُكْرك و اُرْجُ اللّه رجاءً لا يُجرِّيك على معْصِيتِهِ و خفْهُ خوْفاً لا يُؤْيِسُك مِنْ رحْمتِهِ و لا تغْترّ بِقوْلِ الْجاهِلِ و لا بِمدْحِهِ فتكبّر و تجبّر و تُعْجب بِعملِك فإِنّ أفْضل الْعملِ الْعِبادةُ و التّواضُعُ فلا تُضيِّعْ مالك و تُصْلِح مال غيْرِك ما خلّفْتهُ وراء ظهْرِك و اِقْنعْ بِما قسمهُ اللّهُ لك و لا تنْظُرْ إِلاّ إِلى ما عِنْدك و لا تتمنّ ما لسْت تنالُهُ فإِنّ منْ قنِع شبِع و منْ لمْ يقْنعْ لمْ يشْبعْ و خُذْ حظّك مِنْ آخِرتِك و لا تكُنْ بطِراً فِي الْغِنى و لا جزِعاً فِي الْفقْرِ و لا تكُنْ فظّاً غلِيظاً يكْرهِ النّاسُ قُرْبك و لا تكُنْ واهِناً يُحقِّرْك منْ عرفك و لا تُشارّ(6) منْ فوْقك و لا تسْخرْ بِمنْ هُو دُونك و لا تُنازِعِ الْأمْر أهْلهُ و لا تُطِعِ السُّفهاء و لا تكُنْ مهِيناً تحْت كُلِّ أحدٍ و لا تتّكِلنّ على كِفايةِ أحدٍ و قِفْ عِنْد كُلِّ أمْرٍ حتّى تعْرِف مدْخلهُ مِنْ مخْرجِهِ قبْل أنْ تقع فِيهِ فتنْدم و اِجْعلْ قلْبك قرِيباً تُشارِكُهُ (7) و اِجْعلْ عملك والِداً تتّبِعُهُ و اِجْعلْ نفْسك عدُوّاً تُجاهِدُهُ و عارِيةً ترُدُّها-فإِنّك قدْ جُعِلْت طبِيب نفْسِك و عُرِّفْت آية الصِّحّةِ و بُيِّن لك الدّاءُ و دُلِلْت على الدّواءِ فانْظُرْ قِيامك على نفْسِك و إِنْ كانتْ لك يدٌ عِنْد إِنْسانٍ فلا تُفْسِدْها بِكثْرةِ الْمنِّ و الذِّكْرِ لها و لكِنْ أتْبِعْها بِأفْضل مِنْها فإِنّ ذلِك أجْملُ بِك فِي أخْلاقِك و أوْجبُ لِلثّوابِ فِي آخِرتِك و عليْك بِالصّمْتِ تُعدّ حلِيماً جاهِلاً كُنْت أوْ عالِماً فإِنّ الصّمْت زيْنٌ لك عِنْد الْعُلماءِ و ستْرٌ لك عِنْد الْجُهّالِ يا اِبْن جُنْدبٍ إِن عِيسى اِبْن مرْيم ع

قال لِأصْحابِهِ أ رأيْتُمْ لوْ أنّ أحدكُمْ مرّ بِأخِيهِ فرأى ثوْبهُ قدِ اِنْكشف عنْ بعْضِ عوْرتِهِ أ كان كاشِفاً عنْها كُلِّها أمْ يرُدُّ عليْها ما اِنْكشف مِنْها قالُوا بلْ نرُدُّ عليْها قال كلاّ بلْ تكْشِفُون عنْها كُلِّها فعرفُوا أنّهُ مثلٌ ضربهُ لهُمْ فقِيل يا رُوح اللّهِ

و كيْف ذلِك قال الرّجُلُ مِنْكُمْ يطّلِعُ على الْعوْرةِ مِنْ أخِيهِ فلا يسْتُرُها بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّكُمْ لا تُصِيبُون ما تُرِيدُون إِلاّ بِترْكِ ما تشْتهُون و لا تنالُون ما تأْمُلُون إِلاّ بِالصّبْرِ على ما تكْرهُون إِيّاكُمْ و النّظِرة فإِنّها تزْرعُ فِي الْقلْبِ الشّهْوة و كفى بِها لِصاحِبِها فِتْنةً طُوبى لِمنْ جعل بصرهُ فِي قلْبِهِ و لمْ يجْعلْ بصرهُ فِي عيْنِهِ لا تنْظُرُوا فِي عُيُوبِ النّاسِ كالْأرْبابِ و اُنْظُرُوا فِي عُيُوبِكُمْ كهيْئةِ الْعبِيدِ إِنّما النّاسُ رجُلانِ مُبْتلًى و مُعافًى فارْحمُوا الْمُبْتلى و اِحْمدُوا اللّه على الْعافِيةِ يا اِبْن جُنْدبٍ صِلْ منْ قطعك و أعْطِ منْ حرمك و أحْسِنْ إِلى منْ أساء إِليْك و سلِّمْ على منْ سبّك و أنْصِفْ منْ خاصمك و اُعْفُ عمّنْ ظلمك كما أنّك تُحِبُّ أنْ يُعْفى عنْك فاعْتبِرْ بِعفْوِ اللّهِ عنْك أ لا ترى أنّ شمْسهُ أشْرقتْ على الْأبْرارِ و الْفُجّارِ و أنّ مطرهُ ينْزِلُ على الصّالِحِين و الْخاطِئِين يا اِبْن جُنْدبٍ لا تتصدّقْ على أعْيُنِ النّاسِ لِيُزكُّوك فإِنّك إِنْ فعلْت ذلِك فقدِ اِسْتوْفيْت أجْرك و لكِنْ إِذا أعْطيْت بِيمِينِك فلا تُطْلِعْ عليْها شِمالك فإِنّ الّذِي تتصدّقُ لهُ سِرّاً يُجْزِيك علانِيةً على رُءُوسِ الْأشْهادِ فِي الْيوْمِ الّذِي لا يضُرُّك أنْ لا يُطْلِع النّاس على صدقتِك و اِخْفِضِ الصّوْت إِنّ ربّك الّذِي يعْلمُ ما تُسِرُّون و ما تُعْلِنُون [3-8](16:19) قدْ علِم ما تُرِيدُون قبْل أنْ تسْألُوهُ و إِذا صُمْت فلا تغْتبْ أحداً و لا تلْبِسُوا صِيامكُمْ بِظُلْمٍ و لا تكُنْ كالّذِي يصُومُ رِئاء النّاسِ مُغْبرّةً وُجُوهُهُمْ شعِثةً رُءُوسُهُمْ-يابِسةً أفْواهُهُمْ لِكيْ يعْلم النّاسُ أنّهُمْ صيامى يا اِبْن جُنْدبٍ الْخيْرُ كُلُّهُ أمامك و إِنّ الشّرّ كُلّهُ أمامك و لنْ ترى الْخيْر و الشّرّ إِلاّ بعْد الْآخِرةِ لِأنّ اللّه جلّ و عزّ جعل الْخيْر كُلّهُ فِي الْجنّةِ و الشّرّ كُلّهُ فِي النّارِ لِأنّهُما الْباقِيانِ و الْواجِبُ على منْ وهب اللّهُ لهُ الْهُدى و أكْرمهُ بِالْإِيمانِ و ألْهمهُ رُشْدهُ و ركّب فِيهِ عقْلاً يتعرّفُ بِهِ نِعمهُ و آتاهُ عِلْماً و حُكْماً يُدبِّرُ بِهِ أمْر دِينِهِ و دُنْياهُ (8) أنْ يُوجِب على نفْسِهِ أنْ يشْكُر اللّه و لا يكْفُرهُ و أنْ يذْكُر اللّه و لا ينْساهُ و أنْ يُطِيع اللّه و لا يعْصِيهُ لِلْقدِيمِ الّذِي تفرّد لهُ بِحُسْنِ النّظرِ و لِلْحدِيثِ الّذِي أنْعم عليْهِ بعْد إِذْ أنْشأهُ مخْلُوقاً و لِلْجزِيلِ الّذِي وعدهُ و الْفضْلِ الّذِي لمْ يُكلِّفْهُ مِنْ طاعتِهِ فوْق طاقتِهِ و ما يعْجِزُ عنِ الْقِيامِ بِهِ و ضمِن لهُ الْعوْن على تيْسِيرِ ما حملهُ مِنْ ذلِك و ندبهُ إِلى الاِسْتِعانةِ على قلِيلِ ما كلّفهُ و هُو مُعْرِضٌ (9) عمّا أمرهُ و عاجِزٌ عنْهُ قدْ لبِس ثوْب الاِسْتِهانةِ فِيما بيْنهُ و بيْن ربِّهِ مُتقلِّداً لِهواهُ ماضِياً فِي شهواتِهِ مُؤْثِراً لِدُنْياهُ على آخِرتِهِ و هُو فِي ذلِك يتمنّى جِنان الْفِرْدوْسِ و ما ينْبغِي لِأحدٍ أنْ يطْمع أنْ ينْزِل بِعملِ الْفُجّارِ منازِل الْأبْرارِ أما إِنّهُ لوْ وقعتِ الْواقِعةُ[2-3](56:1) و قامتِ الْقِيامةُ و جاءتِ الطّامّةُ[2-3](79:34) و نصب الْجبّارُ الْموازِين لِفصْلِ الْقضاءِ و برز الْخلائِقُ لِيوْمِ الْحِسابِ أيْقنْت عِنْد ذلِك لِمنْ تكُونُ الرِّفْعةُ و الْكرامةُ و بِمنْ تحِلُّ الْحسْرةُ و النّدامةُ فاعْملِ الْيوْم فِي الدُّنْيا بِما ترْجُو بِهِ الْفوْز فِي الْآخِرةِ يا اِبْن جُنْدبٍ قال اللّهُ جلّ و عزّ فِي بعْضِ ما أوْحى إِنّما أقْبلُ الصّلاة مِمّنْ يتواضعُ لِعظمتِي و يكُفُّ نفْسهُ عنِ الشّهواتِ مِنْ أجْلِي و يقْطعُ نهارهُ بِذِكْرِي و لا يتعظّمُ على خلْقِي و يُطْعِمُ الْجائِع و يكْسُو الْعارِي و يرْحمُ الْمُصاب و يُؤْوِي الْغرِيب (10) فذلِك يُشْرِقُ نُورُهُ مِثْل الشّمْسِ أجْعلُ لهُ فِي الظُّلْمةِ نُوراً و فِي الْجهالةِ حِلْماً أكْلؤُهُ (11) بِعِزّتِي و أسْتحْفِظُهُ ملائِكتِي يدْعُونِي فأُلبِّيهِ و يسْألُنِي فأُعْطِيهِ فمثلُ ذلِك الْعبْدِ عِنْدِي كمثلِ جنّاتِ الْفِرْدوْسِ لا يُسْبقُ أثْمارُها و لا تتغيّرُ عنْ حالِها-يا اِبْن جُنْدبٍ الْإِسْلامُ عُرْيانٌ فلِباسُهُ الْحياءُ و زِينتُهُ الْوقارُ و مُرُوءتُهُ الْعملُ الصّالِحُ و عِمادُهُ الْورعُ و لِكُلِّ شيْ ءٍ أساسٌ و أساسُ الْإِسْلامِ حُبُّنا أهْل الْبيْتِ يا اِبْن جُنْدبٍ إِنّ لِلّهِ تبارك و تعالى سُوراً مِنْ نُورٍ محْفُوفاً بِالزّبرْجدِ و الْحرِيرِ مُنجّداً بِالسُّنْدُسِ (12) و الدِّيباجِ يُضْربُ هذا السُّورُ بيْن أوْلِيائِنا و بيْن أعْدائِنا فإِذا غلى الدِّماغُ و بلغتِ الْقُلُوبُ الْحناجِر[13-16](33:10) و نُضِجتِ الْأكْبادُ مِنْ طُولِ الْموْقِفِ أُدْخِل فِي هذا السُّورِ أوْلِياءُ اللّهِ فكانُوا فِي أمْنِ اللّهِ و حِرْزِهِ لهُمْ فِيها ما تشْتهِي الْأنْفُسُ و تلذُّ الْأعْيُنُ [12-15](43:71) و أعْداءُ اللّهِ قدْ ألْجمهُمُ الْعرقُ و قطعهُمُ الْفرقُ و هُمْ ينْظُرُون إِلى ما أعدّ اللّهُ لهُمْ فيقُولُون ما لنا لا نرى رِجالاً كُنّا نعُدُّهُمْ مِن الْأشْرارِ(13)[3-11](38:62) فينْظُرُ إِليْهِمْ أوْلِياءُ اللّهِ فيضْحكُون مِنْهُمْ فذلِك قوْلُهُ عزّ و جلّ- أتّخذْناهُمْ سِخْرِيًّا أمْ زاغتْ عنْهُمُ الْأبْصارُ(14)[1-6](38:63) و قوْلُهُ فالْيوْم الّذِين آمنُوا مِن الْكُفّارِ يضْحكُون.`على الْأرائِكِ ينْظُرُون (15)[1-9](83:34-35) فلا يبْقى أحدٌ مِمّنْ أعان مُؤْمِناً مِنْ أوْلِيائِنا بِكلِمةٍ إِلاّ أدْخلهُ اللّهُ الْجنّة بِغيْرِ حِسابٍ .

وصيته ع لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول (16)6,2,5-قال أبُو جعْفرٍقال لِي الصّادِقُ ع إِنّ اللّه جلّ و عزّ عيّر أقْواماً فِي الْقُرْآنِ بِالْإِذاعةِ فقُلْتُ لهُ جُعِلْتُ فِداك أيْن قال قال قوْلُهُ و إِذا جاءهُمْ أمْرٌ مِن الْأمْنِ أوِالْخوْفِ أذاعُوا بِهِ (17)[1-10](4:83) ثُمّ قال الْمُذِيعُ عليْنا سِرّنا كالشّاهِرِ بِسيْفِهِ عليْنا رحِم اللّهُ عبْداً سمِع بِمكْنُونِ عِلْمِنا فدفنهُ تحْت قدميْهِ و اللّهِ إِنِّي لأعْلمُ بِشِرارِكُمْ مِن الْبيْطارِ بِالدّوابِّ شِرارُكُمْ الّذِين لا يقْرءُون الْقُرْآن إِلاّ هجْراً و لا يأْتُون الصّلاة إِلاّ دبْراً و لا يحْفظُون ألْسِنتهُمْ (18) اِعْلمْ أن الْحسن بْن علِيٍّ ع لمّا طُعِن و اِخْتلف النّاسُ عليْهِ سلّم الْأمْر لِمُعاوِية فسلّمتْ عليْهِ الشِّيعةُ عليْك السّلامُ يا مُذِلّ الْمُؤْمِنِين فقال ع ما أنا بِمُذِلِّ الْمُؤْمِنِين و لكِنِّي مُعِزُّ الْمُؤْمِنِين إِنِّي لمّا رأيْتُكُمْ ليْس بِكُمْ عليْهِمْ قُوّةٌ سلّمْتُ الْأمْر لِأبْقى أنا و أنْتُمْ بيْن أظْهُرِهِمْ كما عاب الْعالِمُ

السّفِينة لِتبْقى لِأصْحابِها و كذلِك نفْسِي و أنْتُمْ لِنبْقى بيْنهُمْ يااِبْن النُّعْمانِ إِنِّي لأُحدِّثُ الرّجُل مِنْكُمْ بِحدِيثٍ فيتحدّثُ بِهِ عنِّي فأسْتحِلُّ بِذلِك لعنْتهُ و الْبراءة مِنْهُ فإِنّ أبِي كان يقُولُ و أيُّ شيْ ءٍ أقرُّ لِلْعيْنِ مِن التّقِيّةِ إِنّ التّقِيّة جُنّةُ الْمُؤْمِنِ (19) و لوْ لا التّقِيّةُ ما عُبِد اللّهُ و قال اللّهُ عزّ و جلّ- لا يتّخِذِ الْمُؤْمِنُون الْكافِرِين أوْلِياء مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين و منْ يفْعلْ ذلِك فليْس مِن اللّهِ فِي شيْ ءٍ-إِلاّ أنْ تتّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً(20)[1-22](3:28) يااِبْن النُّعْمانِ إِيّاك و الْمِراء فإِنّهُ يُحْبِطُ عملك و إِيّاك و الْجِدال فإِنّهُ يُوبِقُك و إِيّاك و كثْرة الْخُصُوماتِ فإِنّها تُبْعِدُك مِن اللّهِ ثُمّ قال إِنّ منْ كان قبْلكُمْ كانُوا يتعلّمُون الصّمْت و أنْتُمْ تتعلّمُون الْكلام كان أحدُهُما إِذا أراد التّعبُّد يتعلّمُ الصّمْت قبْل ذلِك بِعشْرِ سِنِين فإِنْ كان يُحْسِنُهُ و يصْبِرُ عليْهِ تعبّد و إِلاّ قال ما أنا لِما أرُومُ بِأهْلٍ (21) إِنّما ينْجُو منْ أطال الصّمْت عنِ الْفحْشاءِ و صبر فِي دوْلةِ الْباطِلِ على الْأذى أُولئِك النُّجباءُ الْأصْفِياءُ الْأوْلِياءُ حقّاً و هُمُ الْمُؤْمِنُون إِنّ أبْغضكُمْ إِليّ الْمُتراسُّون (22) الْمشّاءُون بِالنّمائِمِ الْحسدةُ لِإِخْوانِهِمْ ليْسُوا مِنِّي و لا أنا مِنْهُمْ إِنّما أوْلِيائِي الّذِين سلّمُوا لِأمْرِنا و اِتّبعُوا آثارنا و اِقْتدوْا بِنا فِي كُلِّ أُمُورِنا ثُمّ قال و اللّهِ لوْ قدّم أحدُكُمْ مِلْ ء الْأرْضِ ذهباً على اللّهِ ثُمّ حسد مُؤْمِناً لكان ذلِك الذّهبُ مِمّا يُكْوى بِهِ فِي النّارِ يااِبْن النُّعْمانِ إِنّ الْمُذِيع ليْس كقاتِلِنا بِسيْفِهِ بلْ هُو أعْظمُ وِزْراً بلْ هُو أعْظمُ وِزْراً بلْ هُو أعْظمُ وِزْراً يااِبْن النُّعْمانِ إِنّهُ منْ روى عليْنا حدِيثاً(23) فهُو مِمّنْ قتلنا عمْداً و لمْ يقْتُلْنا خطأً يااِبْن النُّعْمانِ إِذا كانتْ دوْلةُ الظُّلْمِ فامْشِ و اِسْتقْبِلْ منْ تتّقِيهِ بِالتّحِيّةِ فإِنّ الْمُتعرِّض لِلدّوْلةِ قاتِلُ نفْسِهِ (24) و مُوبِقُها إِنّ اللّه يقُولُ و لا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إِلى التّهْلُكةِ(25)[6-11](2:195) يااِبْن النُّعْمانِ إِنّا أهْلُ بيْتٍ لا يزالُ Cالشّيْطانُ Cيُدْخِلُ فِينا منْ ليْس مِنّا و لا مِنْ أهْلِ دِينِنا فإِذا رفعهُ و نظر إِليْهِ النّاسُ أمرهُ Cالشّيْطانُ Cفيكْذِبُ عليْنا و كُلّما ذهب واحِدٌ جاء آخرُ يااِبْن النُّعْمانِ منْ سُئِل عنْ عِلْمٍ فقال لا أدْرِي فقدْ ناصف الْعِلْم و الْمُؤْمِنُ يحْقِدُ ما دام فِي مجْلِسِهِ فإِذا قام ذهب عنْهُ الْحِقْدُ يااِبْن النُّعْمانِ إِنّ الْعالِم لا يقْدِرُ أنْ يُخْبِرك بِكُلِّ ما يعْلمُ لِأنّهُ سِرُّ اللّهِ الّذِي أسرّهُ إِلى Cجبْرئِيل ع Cو أسرّهُ Cجبْرئِيلُ ع Cإِلى مُحمّدٍ ص و أسرّهُ مُحمّدٌ ص إِلى علِيٍّ ع و أسرّهُ علِيٌّ ع إِلى الْحسنِ ع و أسرّهُ الْحسنُ ع إِلى الْحُسيْنِ ع و أسرّهُ الْحُسيْنُ ع إِلى علِيٍّ ع و أسرّهُ علِيٌّ ع إِلى مُحمّدٍ ع و أسرّهُ مُحمّدٌ ع إِلى منْ أسرّهُ فلا تعْجلُوا فو اللّهِ لقدْ قرُب هذا الْأمْرُ35 ثلاث مرّاتٍ فأذعْتُمُوهُ فأخّرهُ اللّهُ و اللّهِ ما لكُمْ سِرٌّ إِلاّ و عدُوُّكُمْ أعْلمُ بِهِ مِنْكُمْ يااِبْن النُّعْمانِ اِبْق على نفْسِك فقدْ عصيْتنِي لا تُذِعْ سِرِّي فإِن الْمُغِيرة بْن سعِيدٍ36 كذب على أبِي و أذاع سِرّهُ فأذاقهُ اللّهُ حرّ الْحدِيدِ و إِن أبا الْخطّابِ كذب عليّ و أذاع سِرِّي فأذاقهُ اللّهُ حرّ الْحدِيدِ و منْ كتم أمْرنا زيّنهُ اللّهُ بِهِ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ و أعْطاهُ حظّهُ و وقاهُ حرّ الْحدِيدِ و ضِيق الْمحابِسِ إِن بنِي إِسْرائِيل قُحِطُوا حتّى هلكتِ الْمواشِي و النّسْلُ فدعا اللّه مُوسى بْنُ عِمْران ع

فقال يامُوسى

إِنّهُمْ أظْهرُوا الزِّنا و الرِّبا و عمرُوا الْكنائِس و أضاعُوا الزّكاة فقال إِلهِي تحنّنْ بِرحْمتِك (26) عليْهِمْ فإِنّهُمْ لا يعْقِلُون فأوْحى اللّهُ إِليْهِ أنِّي مُرْسِلُ قطْرِ السّماءِ و مُخْتبِرُهُمْ بعْد أرْبعِين يوْماً فأذاعُوا ذلِك و أفْشوْهُ فحُبِس عنْهُمُ الْقطْرُ أرْبعِين سنةً و أنْتُمْ قدْ قرُب أمْرُكُمْ فأذعْتُمُوهُ فِي مجالِسِكُمْ ياأبا جعْفرٍما لكُمْ و لِلنّاسِ كُفُّوا عنِ النّاسِ و لا تدْعُوا أحداً إِلى هذا الْأمْرِ38 فو اللّهِ لوْ أنّ أهْل السّماواتِ و الْأرْضِ اِجْتمعُوا على أنْ يُضِلُّوا عبْداً يُرِيدُ اللّهُ هُداهُ ما اِسْتطاعُوا أنْ يُضِلُّوهُ كُفُّوا عنِ النّاسِ و لا يقُلْ أحدُكُمْ أخِي و عمِّي و جارِي فإِنّ اللّه جلّ و عزّ إِذا أراد بِعبْدٍ خيْراً طيّب رُوحهُ فلا يسْمعُ معْرُوفاً إِلاّ عرفهُ و لا مُنْكراً إِلاّ أنْكرهُ ثُمّ قذف اللّهُ فِي قلْبِهِ كلِمةً يجْمعُ بِها أمْرهُ يااِبْن النُّعْمانِ إِنْ أردْت أنْ يصْفُو لك وُدُّ أخِيك فلا تُمازِحنّهُ و لا تُمارِينّهُ و لا تُباهِينّهُ (27) و لا تُشارّنّهُ و لا تُطْلِعْ صدِيقك مِنْ سِرِّك إِلاّ على ما لوِ اِطّلع عليْهِ عدُوُّك لمْ يضُرّك فإِنّ الصّدِيق قدْ يكُونُ عدُوّك يوْماً يا اِبْن النُّعْمانِ لا يكُونُ الْعبْدُ مُؤْمِناً حتّى يكُون فِيهِ ثلاثُ سُننٍ سُنّةٌ مِن اللّهِ و سُنّةٌ مِنْ رسُولِهِ و سُنّةٌ مِن الْإِمامِ فأمّا السُّنّةُ مِن اللّهِ جلّ و عزّ فهُو أنْ يكُون كتُوماً لِلْأسْرارِ يقُولُ اللّهُ جلّ ذِكْرُهُ- عالِمُ الْغيْبِ فلا يُظْهِرُ على غيْبِهِ (28) أحداً[1-7](72:26) و أمّا الّتِي مِنْ رسُولِ اللّهِ ص فهُو أنْ يُدارِي النّاس و يُعامِلهُمْ بِالْأخْلاقِ الْحنِيفِيّةِ و أمّا الّتِي مِن الْإِمامِ فالصّبْرُ فِي الْبأْساءِ و الضّرّاءِ حتّى يأْتِيهُ اللّهُ بِالْفرجِ يا اِبْن النُّعْمانِ ليْستِ الْبلاغةُ بِحِدّةِ اللِّسانِ و لا بِكثْرةِ الْهذيانِ و لكِنّها إِصابةُ الْمعْنى و قصْدُ الْحُجّةِ(29)يااِبْن النُّعْمانِ منْ قعد إِلى سابِ 42 أوْلِياءِ اللّهِ فقدْ عصى اللّه و منْ كظم غيْظاً فِينا لا يقْدِرُ على إِمْضائِهِ كان معنا فِي السّنامِ الْأعْلى (30) و منِ اِسْتفْتح نهارهُ بِإِذاعةِ سِرِّنا سلّط اللّهُ عليْهِ حرّ الْحدِيدِ و ضِيق الْمحابِسِ يااِبْن النُّعْمانِ لا تطْلُبِ الْعِلْم لِثلاثٍ لِتُرائِي بِهِ و لا لِتُباهِي بِهِ و لا لِتُمارِي و لا تدعْهُ لِثلاثٍ رغْبةٍ فِي الْجهْلِ و زهادةٍ فِي الْعِلْمِ و اِسْتِحْياءٍ مِن النّاسِ و الْعِلْمُ الْمصُونُ كالسِّراجِ الْمُطْبقِ عليْهِ يااِبْن النُّعْمانِ إِنّ اللّه جلّ و عزّ إِذا أراد بِعبْدٍ خيْراً نكت فِي قلْبِهِ نُكْتةً بيْضاء فجال الْقلْبُ يطْلُبُ الْحقّ ثُمّ هُو إِلى أمْرِكُمْ أسْرعُ مِن الطّيْرِ إِلى وكْرِهِ 44 يااِبْن النُّعْمانِ إِنّ حُبّنا أهْل الْبيْتِ يُنْزِلُهُ اللّهُ مِن السّماءِ مِنْ خزائِن تحْت الْعرْشِ كخزائِنِ الذّهبِ و الْفِضّةِ و لا يُنْزِلُهُ إِلاّ بِقدرٍ و لا يُعْطِيهِ إِلاّ خيْر الْخلْقِ و إِنّ لهُ غمامةً كغمامةِ الْقطْرِ فإِذا أراد اللّهُ أنْ يخُصّ بِهِ منْ أحبّ مِنْ خلْقِهِ أذِن لِتِلْك الْغمامةِ فتهطّلتْ كما تهطّلتِ السّحابُ (31) فتُصِيبُ الْجنِين فِي بطْنِ أُمِّهِ .

رسالته ع إلى جماعة شيعته و أصحابه 46,14-أمّا بعْدُ فسلُوا ربّكُمُ الْعافِية و عليْكُمْ بِالدّعةِ و الْوقارِ47 و السّكِينةِ و الْحياءِ و التّنزُّهِ عمّا تنزّه عنْهُ الصّالِحُون مِنْكُمْ و عليْكُمْ بِمُجاملةِ أهْلِ الْباطِلِ تحمّلُوا الضّيْم مِنْهُمْ و إِيّاكُمْ و مُماظّتهُمْ 48 دِينُوا فِيما بيْنكُمْ و بيْنهُمْ إِذا أنْتُمْ جالسْتُمُوهُمْ-و خالطْتُمُوهُمْ و نازعْتُمُوهُمُ الْكلام فإِنّهُ لا بُدّ لكُمْ مِنْ مُجالستِهِمْ و مُخالطتِهِمْ و مُنازعتِهِمْ بِالتّقِيّةِ(32) الّتِي أمركُمُ اللّهُ بِها فإِذا اُبْتُلِيتُمْ بِذلِك مِنْهُمْ فإِنّهُمْ سيُؤْذُونكُمْ و يعْرِفُون فِي وُجُوهِكُمُ الْمُنْكر و لوْ لا أنّ اللّه يدْفعُهُمْ عنْكُمْ لسطوْا بِكُمْ 50 و ما فِي صُدُورِهِمْ مِن الْعداوةِ و الْبغْضاءِ أكْثرُ مِمّا يُبْدُون لكُمْ مجالِسُكُمْ و مجالِسُهُمْ واحِدةٌ و إِنّ الْعبْد إِذا كان اللّهُ خلقهُ فِي الْأصْلِ أصْلِ الْخلْقِ مُؤْمِناً لمْ يمُتْ حتّى يُكرِّه إِليْهِ الشّرّ و يُباعِدهُ مِنْهُ و منْ كرّه اللّهُ إِليْهِ الشّرّ و باعدهُ مِنْهُ عافاهُ اللّهُ مِن الْكِبْرِ أنْ يدْخُلهُ و الْجبرِيّةِ فلانتْ عرِيكتُهُ (33) و حسُن خُلُقُهُ و طلُق وجْهُهُ و صار عليْهِ وقارُ الْإِسْلامِ و سكِينتُهُ و تخشُّعُهُ و ورِع عنْ محارِمِ اللّهِ و اِجْتنب مساخِطهُ و رزقهُ اللّهُ مودّة النّاسِ و مُجاملتهُمْ و ترْك مُقاطعةِ النّاسِ و الْخُصُوماتِ و لمْ يكُنْ مِنْها و لا مِنْ أهْلِها فِي شيْ ءٍ و إِنّ الْعبْد إِذا كان اللّهُ خلقهُ فِي الْأصْلِ أصْلِ الْخلْقِ كافِراً لمْ يمُتْ حتّى يُحبِّب إِليْهِ الشّرّ و يُقرِّبهُ مِنْهُ فإِذا حبّب إِليْهِ الشّرّ و قرّبهُ مِنْهُ اُبْتُلِي بِالْكِبْرِ و الْجبرِيّةِ فقسا قلْبُهُ و ساء خُلُقُهُ و غلُظ وجْهُهُ و ظهر فُحْشُهُ و قلّ حياؤُهُ و كشف اللّهُ سِتْرهُ و ركِب الْمحارِم فلمْ ينْزِعْ عنْها و ركِب معاصِي اللّهِ و أبْغض طاعتهُ و أهْلها فبُعْدٌ ما بيْن حالِ الْمُؤْمِنِ و الْكافِرِ فسلُوا اللّه الْعافِية و اُطْلُبُوها إِليْهِ و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ أكْثِرُوا مِن الدُّعاءِ فإِنّ اللّه يُحِبُّ مِنْ عِبادِهِ الّذِين يدْعُونهُ و قدْ وعد عِبادهُ الْمُؤْمِنِين الاِسْتِجابة و اللّهُ مُصيِّرٌ دُعاء الْمُؤْمِنِين يوْم الْقِيامةِ لهُمْ عملاً يزِيدُهُمْ بِهِ فِي الْجنّةِ و أكْثِرُوا ذِكْر اللّهِ ما اِسْتطعْتُمْ فِي كُلِّ ساعةٍ مِنْ ساعاتِ اللّيْلِ و النّهارِ فإِنّ اللّه أمر بِكثْرةِ الذِّكْرِ لهُ و اللّهُ ذاكِرٌ منْ ذكرهُ مِن الْمُؤْمِنِين إِنّ اللّه لمْ يذْكُرْهُ أحدٌ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِين إِلاّ ذكرهُ بِخيْرٍ و عليْكُمْ بِالْمُحافظةِ على الصّلواتِ و الصّلاةِ الْوُسْطى و قُومُوا لِلّهِ قانِتِين (34)[2-10](2:238) كماأمر اللّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِين فِي كِتابِهِ مِنْ قبْلِكُمْ و عليْكُمْ بِحُبِّ الْمساكِينِ الْمُسْلِمِين فإِنّ منْ حقّرهُمْ و تكبّر عليْهِمْ فقدْ زلّ عنْ دِينِ اللّهِ و اللّهُ لهُ حاقِرٌ ماقِتٌ (35) و قدْ قال أبُونا رسُولُ اللّهِ ص أمرنِي ربِّي بِحُبِّ الْمساكِينِ الْمُسْلِمِين مِنْهُمْ و اِعْلمُوا أنّ منْ حقّر أحداً مِن الْمُسْلِمِين ألْقى اللّهُ عليْهِ الْمقْت مِنْهُ و الْمحْقرة حتّى يمْقُتهُ النّاسُ (36) أشدّ مقْتاً فاتّقُوا اللّه فِي إِخْوانِكُمُ الْمُسْلِمِين الْمساكِينِ فإِنّ لهُمْ عليْكُمْ حقّاً أنْ تُحِبُّوهُمْ فإِنّ اللّه أمر نبِيّهُ ص بِحُبِّهِمْ فمنْ لمْ يُحِبّ منْ أمر اللّهُ بِحُبِّهِ فقدْ عصى اللّه و رسُولهُ و منْ عصى اللّه و رسُولهُ و مات على ذلِك مات و هُو مِن الْغاوِين إِيّاكُمْ و الْعظمة و الْكِبْر فإِنّ الْكِبْر رِداءُ اللّهِ فمنْ نازع اللّه رِداءهُ قصمهُ اللّهُ و أذلّهُ يوْم الْقِيامةِ إِيّاكُمْ أنْ يبْغِي بعْضُكُمْ على بعْضٍ فإِنّها ليْستْ مِنْ خِصالِ الصّالِحِين فإِنّهُ منْ بغى صيّر اللّهُ بغْيهُ على نفْسِهِ و صارتْ نُصْرةُ اللّهِ لِمنْ بُغِي عليْهِ و منْ نصرهُ اللّهُ غلب و أصاب الظّفر مِن اللّهِ إِيّاكُمْ أنْ يحْسُد بعْضُكُمْ بعْضاً فإِنّ الْكُفْر أصْلُهُ الْحسدُ(37) إِيّاكُمْ أنْ تُعِينُوا على مُسْلِمٍ مظْلُومٍ يدْعُو اللّه عليْكُمْ و يُسْتجابُ لهُ فِيكُمْ فإِنّ أبانا رسُول اللّهِ ص يقُولُ إِنّ دعْوة الْمُسْلِمِ الْمظْلُومِ مُسْتجابةٌ إِيّاكُمْ أنْ تشْره نُفُوسُكُمْ (38) إِلى شيْ ءٍ مِمّا حرّم اللّهُ عليْكُمْ فإِنّهُ منِ اِنْتهك ما حرّم اللّهُ عليْهِ هاهُنا فِي الدُّنْيا حال اللّهُ بيْنهُ و بيْن الْجنّةِ و نعِيمِها و لذّتِها و كرامتِها الْقائِمةِ الدّائِمةِ لِأهْلِ الْجنّةِ أبد الْآبِدِين .

و من كلامه ع سماه بعض الشيعة نثر الدررالاِسْتِقْصاءُ فُرْقةٌ الاِنْتِقادُ عداوةٌ قِلّةُ الصّبْرِ فضِيحةٌ إِفْشاءُ السِّرِّ سُقُوطٌ السّخاءُ فِطْنةٌ اللّوْمُ تغافُلٌ-ثلاثةٌ منْ تمسّك بِهِنّ نال مِن الدُّنْيا و الْآخِرةِ بُغْيتهُ (39) منِ اِعْتصم بِاللّهِ و رضِي بِقضاءِ اللّهِ و أحْسن الظّنّ بِاللّهِ ثلاثةٌ منْ فرّط فِيهِنّ كان محْرُوماً اِسْتِماحةُ جوادٍ و مُصاحبةُ عالِمٍ و اِسْتِمالةُ سُلْطانٍ ثلاثةٌ تُورِثُ الْمحبّة الدِّينُ و التّواضُعُ و الْبذْلُ منْ برِئ مِنْ ثلاثةٍ نال ثلاثةً منْ برِئ مِن الشّرِّ نال الْعِزّ و منْ برِئ مِن الْكِبْرِ نال الْكرامة و منْ برِئ مِن الْبُخْلِ نال الشّرف ثلاثةٌ مكْسبةٌ لِلْبغْضاءِ النِّفاقُ و الظُّلْمُ و الْعُجْبُ و منْ لمْ تكُنْ فِيهِ خصْلةٌ مِنْ ثلاثةٍ لمْ يُعدّ نبِيلاً58 منْ لمْ يكُنْ لهُ عقْلٌ يزِينُهُ أوْ جِدةٌ تُغْنِيهِ (40) أوْ عشِيرةٌ تعْضُدُهُ ثلاثةٌ تُزْرِي بِالْمرْءِ60 الْحسدُ و النّمِيمةُ و الطّيْشُ ثلاثةٌ لا تُعْرفُ إِلاّ فِي ثلاثةِ مواطِن لا يُعْرفُ الْحلِيمُ إِلاّ عِنْد الْغضبِ و لا الشُّجاعُ إِلاّ عِنْد الْحرْبِ و لا أخٌ إِلاّ عِنْد الْحاجةِ ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ فهُو مُنافِقٌ و إِنْ صام و صلّى منْ إِذا حدّث كذب و إِذا وعد أخْلف و إِذا اُؤْتُمِن خان اِحْذرْ مِن النّاسِ ثلاثةً الْخائِن و الظّلُوم و النّمّام لِأنّ منْ خان لك خانك و منْ ظلم لك سيظْلِمُك و منْ نمّ إِليْك سينُمُّ عليْك لا يكُونُ الْأمِينُ أمِيناً حتّى يُؤْتمن على ثلاثةٍ فيُؤدِّيها على الْأمْوالِ و الْأسْرارِ و الْفُرُوجِ و إِنْ حفِظ اِثْنيْنِ و ضيّع واحِدةً فليْس بِأمِينٍ لا تُشاوِرْ أحْمق و لا تسْتعِنْ بِكذّابٍ و لا تثِقْ بِمودّةِ ملُولٍ فإِنّ الْكذّاب يُقرِّبُ لك الْبعِيد و يُبعِّدُ لك الْقرِيب و الْأحْمق يُجْهِدُ لك نفْسهُ و لا يبْلُغُ ما تُرِيدُ و الْملُول أوْثق ما كُنْت بِهِ خذلك و أوْصل ما كُنْت لهُ قطعك أرْبعةٌ لا تشْبعُ مِنْ أرْبعةٍ أرْضٌ مِنْ مطرٍ و عيْنٌ مِنْ نظرٍ و أُنْثى مِنْ ذكرٍ و عالِمٌ مِنْ عِلْمٍ أرْبعةٌ تُهْرِمُ قبْل أوانِ الْهرمِ أكْلُ الْقدِيدِ و الْقُعُودُ على النّداوةِ و الصُّعُودُ فِي الدّرجِ و مُجامعةُ الْعجُوزِ(41) النِّساءُ ثلاثٌ فواحِدةٌ لك و واحِدةٌ لك و عليْك و واحِدةٌ عليْك لا لك فأمّا الّتِي هِي لك فالْمرْأةُ الْعذْراءُ و أمّا الّتِي هِي لك و عليْك فالثّيِّبُ و أمّا الّتِي هِي عليْك لا لك فهِي الْمُتْبِعُ الّتِي لها ولدٌ مِنْ غيْرِك (42) ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ كان سيِّداً كظْمُ الْغيْظِ و الْعفْوُ عنِ الْمُسِي ءِ و الصِّلةُ بِالنّفْسِ و الْمالِ ثلاثةٌ لا بُدّ لهُمْ مِنْ ثلاثٍ لا بُدّ لِلْجوادِ مِنْ كبْوةٍ و لِلسّيْفِ مِنْ نبْوةٍ و لِلْحلِيمِ مِنْ هفْوةٍ(43) ثلاثةٌ فِيهِنّ الْبلاغةُ التّقرُّبُ مِنْ معْنى الْبُغْيةِ و التّبعُّدُ مِنْ حشْوِ الْكلامِ و الدّلالةُ بِالْقلِيلِ على الْكثِيرِ النّجاةُ فِي ثلاثٍ تُمْسِكُ عليْك لِسانك و يسعُك بيْتُك و تنْدمُ على خطِيئتِك الْجهْلُ فِي ثلاثٍ فِي تبدُّلِ الْإِخْوانِ و الْمُنابذةِ بِغيْرِ بيانٍ 64 و التّجسُّسِ عمّا لا يعْنِي ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ كُنّ عليْهِ الْمكْرُ و النّكْثُ و الْبغْيُ و ذلِك قوْلُ اللّهِ و لا يحِيقُ الْمكْرُ السّيِّئُ إِلاّ بِأهْلِهِ (44)[7-13](35:43) فانْظُرْ كيْف كان عاقِبةُ مكْرِهِمْ أنّا دمّرْناهُمْ و قوْمهُمْ أجْمعِين (45)[1-10](27:51) و قال جلّ و عزّ فمنْ نكث فإِنّما ينْكُثُ على نفْسِهِ (46)[11-16](48:10) و قال يا أيُّها النّاسُ إِنّما بغْيُكُمْ على أنْفُسِكُمْ متاع الْحياةِ الدُّنْيا(47)[10-19](10:23) ثلاثٌ يحْجُزْن الْمرْء عنْ طلبِ الْمعالِي قصْرُ الْهِمّةِ و قِلّةُ الْحِيلةِ و ضعْفُ الرّأْيِ الْحزْمُ فِي ثلاثةٍ(48) الاِسْتِخْدامِ لِلسُّلْطانِ و الطّاعةِ لِلْوالِدِ و الْخُضُوعِ لِلْموْلى الْأُنْسُ فِي ثلاثٍ فِي الزّوْجةِ الْمُوافِقةِ و الْولدِ الْبارِّ و الصّدِيقِ الْمُصافِي (49) منْ رُزِق ثلاثاً نال ثلاثاً و هُو الْغِنى الْأكْبرُ الْقناعةُ بِما أُعْطِي و الْيأْسُ مِمّا فِي أيْدِي النّاسِ و ترْكُ الْفُضُولِ لا يكُونُ الْجوادُ جواداً إِلاّ بِثلاثةٍ يكُونُ سخِيّاً بِمالِهِ على حالِ الْيُسْرِ و الْعُسْرِ و أنْ يبْذُلهُ لِلْمُسْتحِقِّ و يرى أنّ الّذِي أخذهُ مِنْ شُكْرِ الّذِي أسْدى إِليْهِ (50) أكْثرُ مِمّا أعْطاهُ ثلاثةٌ لا يُعْذرُ الْمرْءُ فِيها مُشاورةُ ناصِحٍ و مُداراةُ حاسِدٍ و التّحبُّبُ إِلى النّاسِ لا يُعدُّ الْعاقِلُ عاقِلاً حتّى يسْتكْمِل ثلاثاً إِعْطاء الْحقِّ مِنْ نفْسِهِ على حالِ الرِّضا و الْغضبِ و أنْ يرْضى لِلنّاسِ ما يرْضى لِنفْسِهِ و اِسْتِعْمال الْحِلْمِ عِنْد الْعثْرةِ لا تدُومُ النِّعمُ إِلاّ بعْد ثلاثٍ (51) معْرِفةٍ بِما يلْزمُ لِلّهِ سُبْحانهُ فِيها و أداءِ شُكْرِها و التّعبِ فِيها ثلاثٌ منِ اُبْتُلِي بِواحِدةٍ مِنْهُنّ تمنّى الْموْت فقْرٌ مُتتابِعٌ و حُرْمةٌ فاضِحةٌ و عدُوٌّ غالِبٌ-منْ لمْ يرْغبْ فِي ثلاثٍ اُبْتُلِي بِثلاثٍ منْ لمْ يرْغبْ فِي السّلامةِ اُبْتُلِي بِالْخِذْلانِ و منْ لمْ يرْغبْ فِي الْمعْرُوفِ اُبْتُلِي بِالنّدامةِ و منْ لمْ يرْغبْ فِي الاِسْتِكْثارِ مِن الْإِخْوانِ اُبْتُلِي بِالْخُسْرانِ ثلاثٌ يجِبُ على كُلِّ إِنْسانٍ تجنُّبُها مُقارنةُ الْأشْرارِ و مُحادثةُ النِّساءِ و مُجالسةُ أهْلِ الْبِدعِ ثلاثةٌ تدُلُّ على كرمِ الْمرْءِ حُسْنُ الْخُلُقِ و كظْمُ الْغيْظِ و غضُّ الطّرْفِ منْ وثِق بِثلاثةٍ كان مغْرُوراً منْ صدّق بِما لا يكُونُ و ركِن إِلى منْ لا يثِقُ بِهِ و طمِع فِي ما لا يمْلِكُ ثلاثةٌ منِ اِسْتعْملها أفْسد دِينهُ و دُنْياهُ منْ أساء ظنّهُ و أمْكن مِنْ سمْعِهِ و أعْطى قِيادهُ حلِيلتهُ (52) أفْضلُ الْمُلُوكِ منْ أُعْطِي ثلاث خِصالٍ الرّأْفة و الْجُود و الْعدْل و ليْس يُحبُ لِلْمُلُوكِ أنْ يُفرِّطُوا فِي ثلاثٍ 74 فِي حِفْظِ الثُّغُورِ و تفقُّدِ الْمظالِمِ و اِخْتِيارِ الصّالِحِين لِأعْمالِهِمْ ثلاثُ خِلالٍ 75 تجِبُ لِلْمُلُوكِ على أصْحابِهِمْ و رعِيّتِهِمْ الطّاعةُ لهُمْ و النّصِيحةُ لهُمْ فِي الْمغِيبِ و الْمشْهدِ و الدُّعاءُ بِالنّصْرِ و الصّلاحِ ثلاثةٌ تجِبُ على السُّلْطانِ لِلْخاصّةِ و الْعامّةِ مُكافأةُ الْمُحْسِنِ بِالْإِحْسانِ لِيزْدادُوا رغْبةً فِيهِ و تغمُّدُ ذُنُوبِ الْمُسِي ءِ لِيتُوب و يرْجِع عنْ غيِّهِ (53) و تألُّفُهُمْ جمِيعاً بِالْإِحْسانِ و الْإِنْصافِ ثلاثةُ أشْياء منِ اِحْتقرها مِن الْمُلُوكِ و أهْملها تفاقمتْ عليْهِ خامِلٌ قلِيلُ الْفضْلِ شذّ عنِ الْجماعةِ(54) و داعِيةٌ إِلى بِدْعةٍ جعل جُنّتهُ الْأمْر بِالْمعْرُوفِ و النّهْي عنِ الْمُنْكرِ-و أهْلُ بلدٍ جعلُوا لِأنْفُسِهِمْ رئِيساً يمْنعُ السُّلْطان مِنْ إِقامةِ الْحُكْمِ فِيهِمْ- الْعاقِلُ لا يسْتخِفُّ بِأحدٍ و أحقُّ منْ لا يُسْتخفُّ بِهِ ثلاثةٌ الْعُلماءُ و السُّلْطانُ و الْإِخْوانُ لِأنّهُ منِ اِسْتخفّ بِالْعُلماءِ أفْسد دِينهُ و منِ اِسْتخفّ بِالسُّلْطانِ أفْسد دُنْياهُ و منِ اِسْتخفّ بِالْإِخْوانِ أفْسد مُرُوّتهُ وجدْنا بِطانة السُّلْطانِ ثلاث طبقاتٍ (55) طبقةٌ مُوافِقةً لِلْخيْرِ و هِي بركةٌ عليْها و على السُّلْطانِ و على الرّعِيّةِ و طبقةٌ غايتُها الْمُحاماةُ على ما فِي أيْدِيها فتِلْك لا محْمُودةٌ و لا مذْمُومةٌ بلْ هِي إِلى الذّمِّ أقْربُ و طبقةٌ مُوافِقةٌ لِلشّرِّ و هِي مشْئُومةٌ مذْمُومةٌ عليْها و على السُّلْطانِ ثلاثةُ أشْياء يحْتاجُ النّاسُ طُرّاً إِليْها الْأمْنُ و الْعدْلُ و الْخِصْبُ (56) ثلاثةٌ تُكدِّرُ الْعيْش السُّلْطانُ الْجائِرُ و الْجارُ السّوْءُ و الْمرْأةُ الْبذِيّةُ(57) لا تطِيبُ السُّكْنى إِلاّ بِثلاثٍ الْهواءِ الطّيِّبِ و الْماءِ الْغزِيرِ الْعذْبِ و الْأرْضِ الْخوّارةِ(58) ثلاثةٌ تُعْقِبُ النّدامة الْمُباهاةُ و الْمُفاخرةُ و الْمُعازّةُ(59) ثلاثةٌ مُركّبةٌ فِي بنِي آدم الْحسدُ و الْحِرْصُ و الشّهْوةُ منْ كانتْ فِيهِ خلّةٌ مِنْ ثلاثةٍ-اِنْتظمتْ فِيهِ ثلاثتُها فِي تفْخِيمِهِ و هيْبتِهِ و جمالِهِ منْ كان لهُ ورعٌ أوْ سماحةٌ أوْ شجاعةٌ ثلاثُ خِصالٍ منْ رُزِقها كان كامِلاً الْعقْلُ و الْجمالُ و الْفصاحةُ ثلاثةٌ تُقْضى لهُمْ بِالسّلامةِ إِلى بُلُوغِ غايتِهِمْ الْمرْأةُ إِلى اِنْقِضاءِ حمْلِها و الْملِكُ إِلى أنْ ينْفد عُمُرُهُ و الْغائِبُ إِلى حِينِ إِيابِهِ-ثلاثةٌ تُورِثُ الْحِرْمان الْإِلْحاحُ فِي الْمسْألةِ و الْغِيبةُ و الْهُزْءُ(60) ثلاثةٌ تُعْقِبُ مكْرُوهاً حمْلةُ الْبطلِ (61) فِي الْحرْبِ فِي غيْرِ فُرْصةٍ و إِنْ رُزِق الظّفر و شُرْبُ الدّواءِ مِنْ غيْرِ عِلّةٍ و إِنْ سلِم مِنْهُ و التّعرُّضُ لِلسُّلْطانِ و إِنْ ظفِر الطّالِبُ بِحاجتِهِ مِنْهُ ثلاثُ خِلالٍ يقُولُ كُلُّ إِنْسانٍ إِنّهُ على صوابٍ مِنْها دِينُهُ الّذِي يعْتقِدُهُ و هواهُ الّذِي يسْتعْلِي عليْهِ و تدْبِيرُهُ فِي أُمُورِهِ النّاسُ كُلُّهُمْ ثلاثُ طبقاتٍ سادةٌ مُطاعُون و أكْفاءٌ مُتكافُون (62) و أُناسٌ مُتْعادُون قِوامُ الدُّنْيا بِثلاثةِ أشْياء النّارِ و الْمِلْحِ و الْماءِ منْ طلب ثلاثةً بِغيْرِ حقٍّ حُرِم ثلاثةً بِحقٍّ منْ طلب الدُّنْيا بِغيْرِ حقٍّ حُرِم الْآخِرة بِحقٍّ و منْ طلب الرِّئاسة بِغيْرِ حقٍّ حُرِم الطّاعة لهُ بِحقٍّ و منْ طلب الْمال بِغيْرِ حقٍّ حُرِم بقاءهُ لهُ بِحقٍّ ثلاثةٌ لا ينْبغِي لِلْمرْءِ الْحازِمِ أنّ يتقدّم عليْها شُرْبُ السّمِّ لِلتّجْرِبةِ و إِنْ نجا مِنْهُ و إِفْشاءُ السِّرِّ إِلى الْقرابةِ الْحاسِدِ و إِنْ نجا مِنْهُ و رُكُوبُ الْبحْرِ و إِنْ كان الْغِنى فِيهِ لا يسْتغْنِي أهْلُ كُلِّ بلدٍ عنْ ثلاثةٍ يفْزعُ إِليْهِمْ فِي أمْرِ دُنْياهُمْ و آخِرتِهِمْ فإِنْ عدِمُوا ذلِك كانُوا همجاً(63) فقِيهٍ عالِمٍ ورعٍ و أمِيرٍ خيِّرٍ مُطاعٍ و طبِيبٍ بصِيرٍ ثِقةٍ يُمْتحنُ الصّدِيقُ بِثلاثِ خِصالٍ فإِنْ كان مُؤاتِياً فِيها(64) فهُو الصّدِيقُ الْمُصافِي و إِلاّ كان صدِيق رخاءٍ لا صدِيق شِدّةٍ تبْتغِي مِنْهُ مالاً أوْ تأْمنُهُ على مالٍ أوْ تُشارِكُهُ فِي مكْرُوهٍ إِنْ يسْلمِ النّاسُ مِنْ ثلاثةِ أشْياء كانتْ سلامةً شامِلةً لِسانِ السّوْءِ و يدِ السّوْءِ و فِعْلِ السّوْءِ-إِذا لمْ تكُنْ فِي الْممْلُوكِ خصْلةٌ مِنْ ثلاثٍ فليْس لِموْلاهُ فِي إِمْساكِهِ راحةٌ دِينٌ يُرْشِدُهُ أوْ أدبٌ يسُوسُهُ 88 أوْ خوْفٌ يرْدعُهُ إِنّ الْمرْء يحْتاجُ فِي منْزِلِهِ و عِيالِهِ إِلى ثلاثِ خِلالٍ يتكلّفُها و إِنْ لمْ يكُنْ فِي طبْعِهِ ذلِك مُعاشرةٌ جمِيلةٌ و سعةٌ بِتقْدِيرٍ و غيْرةٌ بِتحصُّنٍ (65) كُلُّ ذِي صِناعةٍ مُضْطرٌّ إِلى ثلاثِ خِلالٍ يجْتلِبُ بِها الْمكْسب و هُو أنْ يكُون حاذِقاً بِعملِهِ مُؤدِّياً لِلْأمانةِ فِيهِ مُسْتمِيلاً لِمنِ اِسْتعْملهُ 90 ثلاثٌ منِ اُبْتُلِي بِواحِدةٍ مِنْهُنّ كان طائِح الْعقْلِ (66) نِعْمةٌ مُولِّيةٌ و زوْجةٌ فاسِدةٌ(67) و فجِيعةٌ بِحبِيبٍ جُبِلتِ الشّجاعةُ على ثلاثِ طبائِع لِكُلِّ واحِدةٍ مِنْهُنّ فضِيلةٌ ليْستْ لِلْأُخْرى السّخاءُ بِالنّفْسِ و الْأنفةُ مِن الذُّلِ (68) و طلبُ الذِّكْرِ فإِنْ تكاملتْ فِي الشُّجاعِ كان الْبطل الّذِي لا يُقامُ لِسبِيلِهِ و الْموْسُوم بِالْإِقْدامِ فِي عصْرِهِ و إِنْ تفاضلتْ فِيهِ بعْضُها على بعْضٍ كانتْ شجاعتُهُ فِي ذلِك الّذِي تفاضلتْ فِيهِ أكْثر و أشدّ إِقْداماً و يجِبُ لِلْوالِديْنِ على الْولدِ ثلاثةُ أشْياء شُكْرُهُما على كُلِّ حالٍ و طاعتُهُما فِيما يأْمُرانِهِ و ينْهيانِهِ عنْهُ فِي غيْرِ معْصِيةِ اللّهِ و نصِيحتُهُما فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و تجِبُ لِلْولدِ على والِدِهِ ثلاثُ خِصالٍ اِخْتِيارُهُ لِوالِدتِهِ و تحْسِينُ اِسْمِهِ و الْمُبالغةُ فِي تأْدِيبِهِ (69) تحْتاجُ الْإِخْوةُ فِيما بيْنهُمْ إِلى ثلاثةِ أشْياء فإِنِ اِسْتعْملُوها و إِلاّ تباينُوا و تباغضُوا-و هِي التّناصُفُ و التّراحُمُ و نفْيُ الْحسدِ(70) إِذا لمْ تجْتمِعِ الْقرابةُ على ثلاثةِ أشْياء تعرّضُوا لِدُخُولِ الْوهْنِ عليْهِمْ و شماتةِ الْأعْداءِ بِهِمْ و هِي ترْكُ الْحسدِ فِيما بيْنهُمْ لِئلاّ يتحزّبُوا فيتشتّت أمْرُهُمْ و التّواصُلُ لِيكُون ذلِك حادِياً(71) لهُمْ على الْأُلْفةِ و التّعاوُنُ لِتشْمِلهُمُ الْعِزّةُ لا غِنى بِالزّوْجِ عنْ ثلاثةِ أشْياء فِيما بيْنهُ و بيْن زوْجتِهِ و هِي الْمُوافقةُ لِيجْتلِب بِها مُوافقتها و محبّتها و هواها و حُسْنُ خُلُقِهِ معها و اِسْتِعْمالُهُ اِسْتِمالة قلْبِها بِالْهيْئةِ الْحسنةِ فِي عيْنِها و توْسِعتُهُ عليْها و لا غِنى بِالزّوْجةِ فِيما بيْنها و بيْن زوْجِها الْمُوافِقِ لها عنْ ثلاثِ خِصالٍ و هُنّ صِيانةُ نفْسِها عنْ كُلِّ دنسٍ حتّى يطْمئِنّ قلْبُهُ إِلى الثِّقةِ بِها فِي حالِ الْمحْبُوبِ و الْمكْرُوهِ و حِياطتُهُ (72) لِيكُون ذلِك عاطِفاً عليْها عِنْد زلّةٍ تكُونُ مِنْها و إِظْهارُ الْعِشْقِ لهُ بِالْخِلابةِ(73) و الْهيْئةِ الْحسنةِ لها فِي عيْنِهِ 99 لا يتِمُّ الْمعْرُوفُ إِلاّ بِثلاثِ خِلالٍ تعْجِيلُهُ و تقْلِيلُ كثِيرِهِ و ترْكُ الاِمْتِنانِ بِهِ و السُّرُورُ فِي ثلاثِ خِلالٍ فِي الْوفاءِ و رِعايةِ الْحُقُوقِ و النُّهُوضِ فِي النّوائِبِ ثلاثةٌ يُسْتدلُّ بِها على إِصابةِ الرّأْيِ حُسْنُ اللِّقاءِ و حُسْنُ الاِسْتِماعِ و حُسْنُ الْجوابِ الرِّجالُ ثلاثةٌ عاقِلٌ و أحْمقُ و فاجِرٌ فالْعاقِلُ إِنْ كُلِّم أجاب و إِنْ نطق أصاب و إِنْ سمِع وعى و الْأحْمقُ إِنْ تكلّم عجّل و إِنْ حدّث ذهِل و إِنْ حُمِل على الْقبِيحِ فعل و الْفاجِرُ إِنِ اِئْتمنْتهُ خانك و إِنْ حدّثْتهُ شانك الْإِخْوانُ ثلاثةٌ فواحِدٌ كالْغِذاءِ الّذِي يُحْتاجُ إِليْهِ كُلّ وقْتٍ فهُو الْعاقِلُ و الثّانِي فِي معْنى الدّاءِ و هُو الْأحْمقُ و الثّالِثُ فِي معْنى الدّواءِ فهُو اللّبِيبُ ثلاثةُ أشْياء تدُلُّ على عقْلِ فاعِلِها الرّسُولُ على قدْرِ منْ أرْسلهُ و الْهدِيّةُ على قدْرِ مُهْدِيها و الْكِتابُ على قدْرِ كاتِبِهِ-الْعِلْمُ ثلاثةٌ آيةٌ مُحْكمةٌ و فرِيضةٌ عادِلةٌ و سُنّةٌ قائِمةٌ النّاسُ ثلاثةٌ جاهِلٌ يأْبى أنْ يتعلّم و عالِمٌ قدْ شفّهُ عِلْمُهُ و عاقِلٌ يعْملُ لِدُنْياهُ و آخِرتِهِ (74) ثلاثةٌ ليْس معهُنّ غُرْبةٌ حُسْنُ الْأدبِ و كفُّ الْأذى و مُجانبةُ الرّيْبِ الْأيّامُ ثلاثةٌ فيوْمٌ مضى لا يُدْركُ و يوْمٌ النّاسُ فِيهِ فينْبغِي أنْ يغْتنِمُوهُ و غداً إِنّما فِي أيْدِيهِمْ أملُهُ منْ لمْ تكُنْ فِيهِ ثلاثُ خِصالٍ لمْ ينْفعْهُ الْإِيمانُ حِلْمٌ يرُدُّ بِهِ جهْل الْجاهِلِ و ورعٌ يحْجُزُهُ عنْ طلبِ الْمحارِمِ و خُلُقٌ يُدارِي بِهِ النّاس ثلاثٌ منْ كُنّ فِيهِ اِسْتكْمل الْإِيمان منْ إِذا غضِب لمْ يُخْرِجْهُ غضبُهُ مِن الْحقِّ و إِذا رضِي لمْ يُخْرِجْهُ رِضاهُ إِلى الْباطِلِ و منْ إِذا قدر عفا ثلاثُ خِصالٍ يحْتاجُ إِليْها صاحِبُ الدُّنْيا الدّعةُ مِنْ غيْرِ توانٍ (75) و السّعةُ مع قناعةٍ و الشّجاعةُ مِنْ غيْرِ كسلٍ ثلاثةُ أشْياء لا ينْبغِي لِلْعاقِلِ أنْ ينْساهُنّ على كُلِّ حالٍ فناءُ الدُّنْيا و تصرُّفُ الْأحْوالِ و الْآفاتُ الّتِي لا أمان لها ثلاثةُ أشْياء لا تُرى كامِلةً فِي واحِدٍ قطُّ الْإِيمانُ و الْعقْلُ و الاِجْتِهادُ الْإِخْوانُ ثلاثةٌ مُواسٍ بِنفْسِهِ و آخرُ مُواسٍ بِمالِهِ و هُما الصّادِقانِ فِي الْإِخاءِ و آخرُ يأْخُذُ مِنْك الْبُلْغة(76) و يُرِيدُك لِبعْضِ اللّذّةِ فلا تعُدّهُ مِنْ أهْلِ الثِّقةِ لا يسْتكْمِلُ عبْدٌ حقِيقة الْإِيمانِ حتّى تكُون فِيهِ خِصالٌ ثلاثٌ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ و حُسْنُ التّقْدِيرِ فِي الْمعِيشةِ و الصّبْرُ على الرّزايا و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ الْعلِيِّ الْعظِيمِ.

.


1- ..غص غصصا بالطعام:اعترض في حلقه شي ء منه فمنعه التنفس.و شرق بالماء أو بريقه:غص.
2- ..الظعن:الرحال و السير.
3- ..السفر-بالفتح فالسكون-جمع سافر،أي المسافرون.
4- ..في بعض النسخ [يغنك ].
5- ..الفترة:الضعف و الانكساء و المراد بها زمان ضعف الدين.
6- ..آل عمران 77.
7- ..الضمير يعود الى«من».
8- ..في الوافي [الوتح الحقير]و الوتح-بالتحريك و ككتف-:القليل التافه من الشي ء.
9- ..أي عاداه و أصله الهمزة من النوء.بمعنى النهوض و الطلوع.
10- ..الجرى-كذمّى-:سمك طويل أملس و ليس عليه فصوص.قيل: مارماهى.
11- ..الظاهر ان مراده عليه السلام في دولة الفسق و زمن الكفر.
12- ..سورة يس آية 19.
13- ..سورة طه آية 84 «و إِنِّي لغفّارٌ لِمنْ تاب و آمن و عمِل صالِحاً ثُمّ اِهْتدى »[1-12](20:82)
14- ..سورة البقرة آية 109.
15- ..الرزية:المصيبة أصله من رزأ أي أصاب منه شيئا و نقص.و في بعض النسخ [أو ذريّة].
16- ..و لا تشار اي و لا تخاصم.
17- ..في بعض النسخ [تتنازله ].
18- ..«الواجب»مبتدأ و خبره جملة«أن يوجب على نفسه إلخ».
19- ..الضمير يرجع إلى«من وهب اللّه».
20- ..و في بعض النسخ [و يواسى الغريب ].يقال:واسى الرجل أي آساه و عاونه.
21- ..كلأ اللّه فلانا:حفظه و حرسه.
22- ..منجّدا أي مزينا.
23- ..سورة ص آية 62.
24- ..سورة ص آية 63.
25- ..سورة المطففين آية 34،35.
26- ..سورة النساء آية 82.
27- ..لانّ بها يحفظ أساس الإسلام و أصوله.و رواه الكليني في الكافي عن محمّد بن عجلان.
28- ..سورة آل عمران آية 27.
29- ..رام الشي ء يروم روما:أراده.
30- ..في بعض النسخ [حديثنا].
31- ..سورة البقرة آية 195.
32- ..تحنّن عليه:ترحّم عليه.
33- ..أي و لا تفاخرنّه.و«لا تشارنّه»أي و لا تخاصمنّه.
34- ..سورة الجن آية 26.
35- ..كذا.
36- ..في بعض النسخ [سباب ].
37- ..أي في الدرجة الرفيعة العالية.
38- ..الوكر:عش الطائر أي بيته و موضعه.
39- ..تهطل المطر:نزل متتابعا عظيم القطر.
40- ..الدعة:الخفض و الطمأنينة.
41- ..«بالتقية»متعلق بدينوا و ما بينهما معترض.
42- ..السطو:القهر.أى وثبوا عليكم و قهروكم و في بعض النسخ [لبطشوا بكم ].
43- ..العريكة:الطبيعة و الخلق و النفس.
44- ..حقره:استصغره و هان قدره و صغر.و مقت فلانا:أبغضه.
45- ..المحقرة:الحقارة أي الذلة و الهوان.
46- ..لأن الشيطان أول من حسد فكفر و أخرجه اللّه من الجنة.
47- ..شره فلان-كفرح-:غلب حرصه و اشتد ميله.
48- ..البغية:ما يرغب فيه و يطلب أي المطلوب.
49- ..النبيل:ذو النجابة.
50- ..الجدة-مصدر وجد يجد،كعدة-:الغنى و القدرة.
51- ..ازرى به:عابه و وضعه من حقّه.و الطيش:النزق و الخفّة.
52- ..القديد:اللحم المقدّد،يقال:قدّد اللحم أي جعله قطعا و جفّفه.
53- ..سورة فاطر آية 41.
54- ..سورة النمل آية 52.
55- ..سورة الفتح آية 10.
56- ..سورة يونس آية 24.
57- ..الحزم:ضبط الرجل أمره و الحذر من فواته و الاخذ فيه بالثقة.
58- ..صافى فلانا:أخلص له الود.
59- ..في بعض النسخ [يسدى إليه ].
60- ..في بعض النسخ [إلا بثلاث ].
61- ..الحليلة:الزوجة.
62- ..يفرطوا فيه:يقصروا و أظهروا العجز فيه.
63- ..الخلال-بالكسر-:جمع خلة.و-بالفتح-:الخصلة.
64- ..في بعض النسخ [عن عتبه ].
65- ..البطانة:الخاصّة،الوليجة.
66- ..البذية:السفيه و التي أفحش في منطقها.
67- ..الغزير:الكثير.و أرض خوارة:السهلة الليّنة.
68- ..المعازّة:المعارضة في العزّ.
69- ..الهزء-بالفتح و الضم-:الاستهزاء و الاستخفاف.
70- ..الحملة-بفتح فسكون-:الكرة في الحرب.
71- ..المتكافون و المتكافئون:المتساوون.
72- ..الهمج-بالتحريك-:السفلة و الحمقى و الرعاع من الناس،يقال:قوم همج أي لا خير فيهم.
73- ..آتاه مؤاتاة:وافقه.و المصافى:المخلص لك الود.الرخاء:سعة العيش.
74- ..في بعض النسخ [بتحسن ]أى تزين به أو صار حسنا.
75- ..استماله:أماله و استعطفه.
76- ..طاح يطوح و طاح يطيح:تاه و أشرف على الهلاك.

ص: 302

. .

ص: 303

. .

ص: 304

. .

ص: 305

. .

ص: 306

. .

ص: 307

. .

ص: 308

. .

ص: 309

. .

ص: 310

. .

ص: 311

. .

ص: 312

. .

ص: 313

. .

ص: 314

. .

ص: 315

. .

ص: 316

. .

ص: 317

. .

ص: 318

. .

ص: 319

. .

ص: 320

. .

ص: 321

. .

ص: 322

. .

ص: 323

. .

ص: 324

. .

ص: 325

كلامه ع في وصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الإيمان و الإسلام و الكفر و الفسق

صفة الإيمان

صفة الإسلام

صفة الخروج من الإيمان

جوابه ع عن جهات معايش العباد و وجوه إخراج الأموال

تفسير معنى الولايات

و أما تفسير التجارات

و أما تفسير الإجارات

و أما تفسير الصناعات

وجوه إخراج الأموال و إنفاقها

ما يحل للإنسان أكله

و أما ما يحل أكله من لحوم الحيوان

كلامه ع في وصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الإيمان و الإسلام و الكفر و الفسقدخل عليْهِ رجُلٌ فقال ع لهُ مِمّنِ الرّجُلُ فقال مِنْ مُحِبِّيكُمْ و موالِيكُمْ فقال لهُ جعْفرٌ ع لا يُحِبُّ اللّه عبْدٌ حتّى يتولاّهُ و لا يتولاّهُ حتّى يُوجِب لهُ الْجنّة ثُمّ قال لهُ مِنْ أيِّ مُحِبِّينا أنْت فسكت الرّجُلُ فقال لهُ سدِيرٌ(1) و كمْ مُحِبُّوكُمْ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ فقال على ثلاثِ طبقاتٍ طبقةٌ أحبُّونا فِي الْعلانِيةِ و لمْ يُحِبُّونا فِي السِّرِّ و طبقةٌ يُحِبُّونا فِي السِّرِّ و لمْ يُحِبُّونا فِي الْعلانِيةِ و طبقةٌ يُحِبُّونا فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ هُمُ النّمطُ الْأعْلى (2) شرِبُوا مِن الْعذْبِ الْفُراتِ و علِمُوا تأْوِيل الْكِتابِ 3 و فصْل الْخِطابِ و سبب الْأسْبابِ فهُمُ النّمطُ الْأعْلى الْفقْرُ و الْفاقةُ و أنْواعُ الْبلاءِ أسْرعُ إِليْهِمْ مِنْ ركْضِ الْخيْلِ (3) مسّتْهُمُ الْبأْساءُ و الضّرّاءُ و زُلْزِلُوا و فُتِنُوا فمِنْ بيْنِ مجْرُوحٍ و مذْبُوحٍ مُتفرِّقِين فِي كُلِّ بِلادٍ قاصِيةٍ بِهِمْ يشْفِي اللّهُ السّقِيم و يُغْنِي الْعدِيم (4) و بِهِمْ تُنْصرُون و بِهِمْ تُمْطرُون و بِهِمْ تُرْزقُون و هُمُ الْأقلُّون عدداً الْأعْظمُون عِنْد اللّهِ قدْراً و خطراً و الطّبقةُ الثّانِيةُ النّمطُ الْأسْفلُ أحبُّونا فِي الْعلانِيةِ و سارُوا بِسِيرةِ الْمُلُوكِ فألْسِنتُهُمْ معنا و سُيُوفُهُمْ عليْنا(5) و الطّبقةُ الثّالِثةُ النّمطُ الْأوْسطُ أحبُّونا فِي السِّرِّ و لمْ يُحِبُّونا فِي الْعلانِيةِ و لعمْرِي لئِنْ كانُوا أحبُّونا فِي السِّرِّ دُون الْعلانِيةِ(6) فهُمُ الصّوّامُون بِالنّهارِ الْقوّامُون بِاللّيْلِ ترى أثر الرّهْبانِيّةِ فِي وُجُوهِهِمْ أهْلُ سِلْمٍ و اِنْقِيادٍ قال الرّجُلُ فأنا مِنْ مُحِبِّيكُمْ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ قال جعْفرٌ ع إِنّ لِمُحِبِّينا فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ علاماتٍ يُعْرفُون بِها قال الرّجُلُ و ما تِلْك الْعلاماتُ قال ع تِلْك خِلالٌ أوّلُها أنّهُمْ عرفُوا التّوْحِيد حقّ معْرِفتِهِ و أحْكمُوا عِلْم توْحِيدِهِ و الْإِيمانُ بعْد ذلِك بِما هُو و ما صِفتُهُ ثُمّ علِمُوا حُدُود الْإِيمانِ و حقائِقهُ و شُرُوطهُ و تأْوِيلهُ قال سدِيرٌ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ ما سمِعْتُك تصِفُ الْإِيمان بِهذِهِ الصِّفةِ قال نعمْ يا سدِيرُ ليْس لِلسّائِلِ أنْ يسْأل عنِ الْإِيمانِ ما هُو حتّى يعْلم الْإِيمان بِمنْ قال سدِيرٌ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ إِنْ رأيْت أنْ تُفسِّر ما قُلْت قال الصّادِقُ ع منْ زعم أنّهُ يعْرِفُ اللّه بِتوهُّمِ الْقُلُوبِ فهُو مُشْرِكٌ و منْ زعم أنّهُ يعْرِفُ اللّه بِالاِسْمِ دُون الْمعْنى فقدْ أقرّ بِالطّعْنِ لِأنّ الاِسْم مُحْدثٌ و منْ زعم أنّهُ يعْبُدُ الاِسْم و الْمعْنى فقدْ جعل مع اللّهِ شرِيكاً و منْ زعم أنّهُ يعْبُدُ الْمعْنى بِالصِّفةِ لا بِالْإِدْراكِ فقدْ أحال على غائِبٍ و منْ زعم أنّهُ يعْبُدُ الصِّفة و الْموْصُوف فقدْ أبْطل التّوْحِيد لِأنّ الصِّفة غيْرُ الْموْصُوفِ و منْ زعم أنّهُ يُضِيفُ الْموْصُوف إِلى الصِّفةِ فقدْ صغّر بِالْكبِيرِ و ما قدرُوا اللّه حقّ قدْرِهِ (7)[1-6](6:91) -قِيل لهُ فكيْف سبِيلُ التّوْحِيدِ قال ع بابُ الْبحْثِ مُمْكِنٌ و طلبُ الْمخْرجِ موْجُودٌ إِنّ معْرِفة عيْنِ الشّاهِدِ قبْل صِفتِهِ و معْرِفة صِفةِ الْغائِبِ قبْل عيْنِهِ قِيل و كيْف نعْرِفُ عيْن الشّاهِدِ قبْل صِفتِهِ قال ع تعْرِفُهُ و تعْلمُ عِلْمهُ و تعْرِفُ نفْسك بِهِ و لا تعْرِفُ نفْسك بِنفْسِك مِنْ نفْسِك و تعْلمُ أنّ ما فِيهِ لهُ و بِهِ كما قالُوالِيُوسُف

إِنّك لأنْت يُوسُفُ

قال أنايُوسُفُ

و هذا أخِي (8)[3-11](12:90) فعرفُوهُ بِهِ و لمْ يعْرِفُوهُ بِغيْرِهِ و لا أثْبتُوهُ مِنْ أنْفُسِهِمْ بِتوهُّمِ الْقُلُوبِ أ ما ترى اللّه يقُولُ ما كان لكُمْ أنْ تُنْبِتُوا شجرها(9)[17-22](27:60) يقُولُ ليْس لكُمْ أنْ تنْصِبُوا إِماماً-مِنْ قِبلِ أنْفُسِكُمْ تُسمُّونهُ مُحِقّاً بِهوى أنْفُسِكُمْ و إِرادتِكُمْ ثُمّ قال الصّادِقُ ع ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهُمُ اللّهُ و لا ينْظُرُ إِليْهِمْ يوْم الْقِيامةِ و لا يُزكِّيهِمْ و لهُمْ عذابٌ ألِيمٌ [17-32](3:77) منْ أنْبت شجرةً لمْ يُنْبِتْهُ اللّهُ يعْنِي منْ نصب إِماماً لمْ ينْصِبْهُ اللّهُ أوْ جحد منْ نصبهُ اللّهُ و منْ زعم أنّ لِهذيْنِ سهْماً فِي الْإِسْلامِ و قدْ قال اللّهُ و ربُّك يخْلُقُ ما يشاءُ و يخْتارُ ما كان لهُمُ الْخِيرةُ(10)[1-11](28:68) .

صفة الإيمانقال ع معْنى صِفةِ الْإِيمانِ الْإِقْرارُ و الْخُضُوعُ لِلّهِ بِذُلِّ الْإِقْرارِ12 و التّقرُّبُ إِليْهِ بِهِ و الْأداءُ لهُ بِعِلْمِ كُلِّ مفْرُوضٍ مِنْ صغِيرٍ أوْ كبِيرٍ مِنْ حدِّ التّوْحِيدِ فما دُونهُ إِلى آخِرِ بابٍ مِنْ أبْوابِ الطّاعةِ أوّلاً فأوّلاً مقْرُونٌ ذلِك كُلُّهُ بعْضُهُ إِلى بعْضٍ موْصُولٌ بعْضُهُ بِبعْضٍ فإِذا أدّى الْعبْدُ ما فُرِض عليْهِ مِمّا وصل إِليْهِ على صِفةِ ما وصفْناهُ فهُو مُؤْمِنٌ مُسْتحِقٌّ لِصِفةِ الْإِيمانِ مُسْتوْجِبٌ لِلثّوابِ و ذلِك أنّ معْنى جُمْلةِ الْإِيمانِ الْإِقْرارُ و معْنى الْإِقْرارِ التّصْدِيقُ بِالطّاعةِ فلِذلِك ثبت أنّ الطّاعة كُلّها صغِيرها و كبِيرها مقْرُونةٌ بعْضُها إِلى بعْضٍ فلا يخْرُجُ الْمُؤْمِنُ مِنْ صِفةِ الْإِيمانِ إِلاّ بِترْكِ ما اِسْتحقّ أنْ يكُون بِهِ مُؤْمِناً و إِنّما اِسْتوْجب و اِسْتحقّ اِسْم الْإِيمانِ و معْناهُ بِأداءِ كِبارِ الْفرائِضِ موْصُولةً و ترْكِ كِبارِ الْمعاصِي و اِجْتِنابِها و إِنْ ترك صِغار الطّاعةِ و اِرْتكب صِغار الْمعاصِي فليْس بِخارِجٍ مِن الْإِيمانِ و لا تارِكٍ لهُ ما لمْ يتْرُكْ شيْئاً مِنْ كِبارِ الطّاعةِ و لمْ يرْتكِبْ شيْئاً مِنْ كِبارِ الْمعاصِي فما لمْ يفْعلْ ذلِك فهُو مُؤْمِنٌ لِقوْلِ اللّهِ- إِنْ تجْتنِبُوا كبائِر ما تُنْهوْن عنْهُ نُكفِّرْ عنْكُمْ سيِّئاتِكُمْ و نُدْخِلْكُمْ مُدْخلاً كرِيماً(11)[1-13](4:31) يعْنِي الْمغْفِرة ما دُون الْكبائِرِ فإِنْ هُو اِرْتكب كبِيرةً مِنْ كبائِرِ الْمعاصِي كان مأْخُوذاً بِجمِيعِ الْمعاصِي صِغارِها و كِبارِها مُعاقباً عليْها مُعذّباً بِها فهذِهِ صِفةُ الْإِيمانِ و صِفةُ الْمُؤْمِنِ الْمُسْتوْجِبِ لِلثّوابِ.

صفة الإسلامو أمّا معْنى صِفةِ الْإِسْلامِ فهُو الْإِقْرارُ بِجمِيعِ الطّاعةِ الظّاهِرِ الْحُكْمِ و الْأداءُ لهُ فإِذا أقرّ الْمُقِرُّ بِجمِيعِ الطّاعةِ فِي الظّاهِرِ مِنْ غيْرِ الْعقْدِ عليْهِ بِالْقُلُوبِ فقدِ اِسْتحقّ اِسْم الْإِسْلامِ و معْناهُ و اِسْتوْجب الْولاية الظّاهِرة و إِجازة شهادتِهِ و الْموارِيث و صار لهُ ما لِلْمُسْلِمِين و عليْهِ ما على الْمُسْلِمِين فهذِهِ صِفةُ الْإِسْلامِ و فرْقُ ما بيْن الْمُسْلِمِ و الْمُؤْمِنِ أن الْمُسْلِم إِنّما يكُونُ مُؤْمِناً أنْ يكُون مُطِيعاً فِي الْباطِنِ مع ما هُو عليْهِ فِي الظّاهِرِ فإِذا فعل ذلِك بِالظّاهِرِ كان مُسْلِماً و إِذا فعل ذلِك بِالظّاهِرِ و الْباطِنِ بِخُضُوعٍ و تقرُّبٍ بِعِلْمٍ كان مُؤْمِناً فقدْ يكُونُ الْعبْدُ مُسْلِماً و لا يكُونُ مُؤْمِناً إِلاّ و هُو مُسْلِمٌ .

صفة الخروج من الإيمانو قدْ يخْرُجُ مِن الْإِيمانِ بِخمْسِ جِهاتٍ مِن الْفِعْلِ كُلُّها مُتشابِهاتٌ معْرُوفاتٌ الْكُفْرُ و الشِّرْكُ و الضّلالُ و الْفِسْقُ و رُكُوبُ الْكبائِرِ فمعْنى الْكُفْرِ كُلُّ معْصِيةٍ عُصِي اللّهُ بِها بِجِهةِ الْجحْدِ و الْإِنْكارِ و الاِسْتِخْفافِ و التّهاوُنِ فِي كُلِّ ما دقّ و جلّ و فاعِلُهُ كافِرٌ و معْناهُ معْنى كُفْرٍ مِنْ أيِّ مِلّةٍ كان و مِنْ أيِّ فِرْقةٍ كان بعْد أنْ تكُون مِنْهُ معْصِيةٌ بِهذِهِ الصِّفاتِ فهُو كافِرٌ و معْنى الشِّرْكِ كُلُّ معْصِيةٍ عُصِي اللّهُ بِها بِالتّديُّنِ فهُو مُشْرِكٌ صغِيرةً كانتِ الْمعْصِيةُ أوْ كبِيرةً ففاعِلُها مُشْرِكٌ (12) و معْنى الضّلالِ الْجهْلُ بِالْمفْرُوضِ و هُو أنْ يتْرُك كبِيرةً مِنْ كبائِرِ الطّاعةِ الّتِي لا يسْتحِقُّ الْعبْدُ الْإِيمان إِلاّ بِها بعْد وُرُودِ الْبيانِ فِيها و الاِحْتِجاجِ بِها فيكُون التّارِكُ لها تارِكاً بِغيْرِ جِهةِ الْإِنْكارِ و التّديُّنِ بِإِنْكارِها و جُحُودِها و لكِنْ يكُونُ تارِكاً على جِهةِ التّوانِي و الْإِغْفالِ و الاِشْتِغالِ بِغيْرِها فهُو ضالٌّ مُتنكِّبٌ عنْ طرِيقِ الْإِيمانِ جاهِلٌ بِهِ خارِجٌ مِنْهُ مُسْتوْجِبٌ لاِسْمِ الضّلالةِ و معْناها ما دام بِالصِّفةِ الّتِي وصفْناهُ بِها فإِنْ كان هُو الّذِي مال بِهواهُ إِلى وجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْمعْصِيةِ بِجِهةِ الْجُحُودِ و الاِسْتِخْفافِ و التّهاوُنِ كفر و إِنْ هُو مال بِهواهُ إِلى التّديُّنِ بِجِهةِ التّأْوِيلِ و التّقْلِيدِ و التّسْلِيمِ و الرِّضا بِقوْلِ الْآباءِ و الْأسْلافِ فقدْ أشْرك (13) و قلّما يلْبثُ الْإِنْسانُ على ضلالةٍ حتّى يمِيل بِهواهُ إِلى بعْضِ ما وصفْناهُ مِنْ صِفتِهِ-و معْنى الْفِسْقِ فكُلُّ معْصِيةٍ مِن الْمعاصِي الْكِبارِ فعلها فاعِلٌ أوْ دخل فِيها داخِلٌ بِجِهةِ اللّذّةِ و الشّهْوةِ و الشّوْقِ الْغالِبِ فهُو فِسْقٌ و فاعِلُهُ فاسِقٌ خارِجٌ مِن الْإِيمانِ بِجِهةِ الْفِسْقِ فإِنْ دام فِي ذلِك حتّى يدْخُل فِي حدِّ التّهاوُنِ و الاِسْتِخْفافِ فقدْ وجب أنْ يكُون بِتهاوُنِهِ و اِسْتِخْفافِهِ كافِراً و معْنى راكِبِ الْكبائِرِ الّتِي بِها يكُونُ فسادُ إِيمانِهِ فهُو أنْ يكُون مُنْهمِكاً على كبائِرِ الْمعاصِي بِغيْرِ جُحُودٍ و لا تديُّنٍ و لا لذّةٍ و لا شهْوةٍ و لكِنْ مِنْ جِهةِ الْحمِيّةِ و الْغضبِ يُكْثِرُ الْقذْف و السّبّ و الْقتْل و أخْذ الْأمْوالِ و حبْس الْحُقُوقِ و غيْر ذلِك مِن الْمعاصِي الْكبائِرِ الّتِي يأْتِيها صاحِبُها بِغيْرِ جِهةِ اللّذّةِ و مِنْ ذلِك الْأيْمانُ الْكاذِبةُ و أخْذُ الرِّبا و غيْرُ ذلِك الّتِي يأْتِيها منْ أتاها بِغيْرِ اِسْتِلْذاذٍ و الْخمْرُ و الزِّنا و اللّهْوُ ففاعِلُ هذِهِ الْأفْعالِ كُلِّها مُفْسِدٌ لِلْإِيمانِ خارِجٌ مِنْهُ مِنْ جِهةِ رُكُوبِهِ الْكبِيرة على هذِهِ الْجِهةِ غيْرُ مُشْرِكٍ و لا كافِرٍ و لا ضالٍّ جاهِلٌ على ما وصفْناهُ مِنْ جِهةِ الْجهالةِ فإِنْ هُو مال بِهواهُ إِلى أنْواعِ ما وصفْناهُ مِنْ حدِّ الْفاعِلِين كان مِنْ صِنْفِهِ.

جوابه ع عن جهات معايش العباد و وجوه إخراج الأموالسألهُ سائِلٌ فقال كمْ جِهاتُ معايِشِ الْعِبادِ الّتِي فِيها الاِكْتِسابُ أوِ التّعامُلُ بيْنهُمْ و وُجُوهُ النّفقاتِ فقال ع جمِيعُ الْمعايِشِ كُلِّها مِنْ وُجُوهِ الْمُعاملاتِ فِيما بيْنهُمْ مِمّا يكُونُ لهُمْ فِيهِ الْمكاسِبُ أرْبعُ جِهاتٍ مِن الْمُعاملاتِ فقال لهُ أ كُلُّ هؤُلاءِ الْأرْبعةِ الْأجْناسِ حلالٌ أوْ كُلُّها حرامٌ أوْ بعْضُها حلالٌ و بعْضُها حرامٌ فقال ع قدْ يكُونُ فِي هؤُلاءِ الْأجْناسِ الْأرْبعةِ حلالٌ مِنْ جِهةٍ حرامٌ مِنْ جِهةٍ و هذِهِ الْأجْناسُ مُسمّياتٌ معْرُوفاتُ الْجِهاتِ فأوّلُ هذِهِ الْجِهاتِ الْأرْبعةِ الْوِلايةُ و توْلِيةُ بعْضِهِمْ على بعْضٍ فالْأوّلُ وِلايةُ الْوُلاةِ و وُلاةِ الْوُلاةِ إِلى أدْناهُمْ باباً مِنْ أبْوابِ الْوِلايةِ على منْ هُو والٍ عليْهِ ثُمّ التِّجارةُ فِي جمِيعِ الْبيْعِ و الشِّراءِ بعْضُهُمْ مِنْ بعْضٍ ثُمّ الصِّناعاتُ فِي جمِيعِ صُنُوفِها ثُمّ الْإِجاراتُ فِي كُلِّ ما يُحْتاجُ إِليْهِ مِن الْإِجاراتِ و كُلُّ هذِهِ الصُّنُوفِ تكُونُ حلالاً مِنْ جِهةٍ و حراماً مِنْ جِهةٍ و الْفرْضُ مِن اللّهِ على الْعِبادِ فِي هذِهِ الْمُعاملاتِ الدُّخُولُ فِي جِهاتِ الْحلالِ مِنْها و الْعملُ بِذلِك الْحلالِ و اِجْتِنابُ جِهاتِ الْحرامِ مِنْها .

تفسير معنى الولاياتو هِي جِهتانِ فإِحْدى الْجِهتيْنِ مِن الْوِلايةِ وِلايةُ وُلاةِ الْعدْلِ الّذِين أمر اللّهُ بِوِلايتِهِمْ و توْلِيتِهِمْ على النّاسِ و وِلايةِ وُلاتِهِ و وُلاةِ وُلاتِهِ إِلى أدْناهُمْ باباً مِنْ أبْوابِ الْوِلايةِ على منْ هُو والٍ عليْهِ و الْجِهةُ الْأُخْرى مِن الْوِلايةِ وِلايةُ وُلاةِ الْجوْرِ و وُلاةِ وُلاتِهِ إِلى أدْناهُمْ باباً مِن الْأبْوابِ الّتِي هُو والٍ عليْهِ فوجْهُ الْحلالِ مِن الْوِلايةِ وِلايةُ الْوالِي الْعادِلِ الّذِي أمر اللّهُ بِمعْرِفتِهِ و وِلايتِهِ و الْعملِ لهُ فِي وِلايتِهِ و وِلايةِ وُلاتِهِ و وُلاةِ وُلاتِهِ بِجِهةِ ما أمر اللّهُ بِهِ الْوالِي الْعادِل بِلا زِيادةٍ فِيما أنْزل اللّهُ بِهِ و لا نُقْصانٍ مِنْهُ و لا تحْرِيفٍ لِقوْلِهِ و لا تعدٍّ لِأمْرِهِ إِلى غيْرِهِ فإِذا صار الْوالِي والِي عدْلٍ بِهذِهِ الْجِهةِ فالْوِلايةُ لهُ و الْعملُ معهُ و معُونتُهُ فِي وِلايتِهِ و تقْوِيتُهُ حلالٌ مُحلّلٌ و حلالٌ الْكسْبُ معهُمْ و ذلِك أنّ فِي وِلايةِ والِي الْعدْلِ و وُلاتِهِ إِحْياء كُلِّ حقٍّ و كُلِّ عدْلٍ و إِماتة كُلِّ ظُلْمٍ و جوْرٍ و فسادٍ فلِذلِك كان السّاعِي فِي تقْوِيةِ سُلْطانِهِ و الْمُعِينُ لهُ على وِلايتِهِ ساعِياً إِلى طاعةِ اللّهِ مُقوِّياً لِدِينِهِ و أمّا وجْهُ الْحرامِ مِن الْوِلايةِ فوِلايةُ الْوالِي الْجائِرِ و وِلايةُ وُلاتِهِ الرّئِيسِ مِنْهُمْ و أتْباعِ الْوالِي فمنْ دُونهُ مِنْ وُلاةِ الْوُلاةِ إِلى أدْناهُمْ باباً مِنْ أبْوابِ الْوِلايةِ على منْ هُو والٍ عليْهِ و الْعملُ لهُمْ و الْكسْبُ معهُمْ بِجِهةِ الْوِلايةِ لهُمْ حرامٌ و مُحرّمٌ مُعذّبٌ منْ فعل ذلِك على قلِيلٍ مِنْ فِعْلِهِ أوْ كثِيرٍ لِأنّ كُلّ شيْ ءٍ مِنْ جِهةِ الْمعُونةِ معْصِيةٌ كبِيرةٌ مِن الْكبائِرِ و ذلِك أنّ فِي وِلايةِ الْوالِي الْجائِرِ دوْس الْحقِّ كُلِّهِ (14) و إِحْياء الْباطِلِ كُلِّهِ و إِظْهار الظُّلْمِ و الْجوْرِ و الْفسادِ و إِبْطال الْكُتُبِ و قتْل الْأنْبِياءِ و الْمُؤْمِنِين و هدْم الْمساجِدِ و تبْدِيل سُنّةِ اللّهِ و شرائِعِهِ فلِذلِك حرُم الْعملُ معهُمْ و معُونتُهُمْ و الْكسْبُ معهُمْ إِلاّ بِجِهةِ الضّرُورةِ نظِير الضّرُورةِ إِلى الدّمِ و الْميْتةِ.

و أما تفسير التجاراتفِي جمِيعِ الْبُيُوعِ و وُجُوهِ الْحلالِ مِنْ وجْهِ التِّجاراتِ الّتِي يجُوزُ لِلْبائِعِ أنْ يبِيع مِمّا لا يجُوزُ لهُ و كذلِك الْمُشْترِي الّذِي يجُوزُ لهُ شِراؤُهُ مِمّا لا يجُوزُ لهُ فكُلُ مأْمُورٍ بِهِ مِمّا هُو غِذاءٌ لِلْعِبادِ و قِوامُهُمْ بِهِ فِي أُمُورِهِمْ فِي وُجُوهِ الصّلاحِ الّذِي لا يُقِيمُهُمْ غيْرُهُ مِمّا يأْكُلُون و يشْربُون و يلْبسُون و ينْكِحُون و يمْلِكُون و يسْتعْمِلُون مِنْ جِهةِ مِلْكِهِمْ و يجُوزُ لهُمُ الاِسْتِعْمالُ لهُ مِنْ جمِيعِ جِهاتِ الْمنافِعِ الّتِي لا يُقِيمُهُمْ غيْرُها مِنْ كُلِّ شيْ ءٍ يكُونُ لهُمْ فِيهِ الصّلاحُ مِنْ جِهةٍ مِن الْجِهاتِ فهذا كُلُّهُ حلالٌ بيْعُهُ و شِراؤُهُ و إِمْساكُهُ و اِسْتِعْمالُهُ و هِبتُهُ و عارِيّتُهُ و أمّا وُجُوهُ الْحرامِ مِن الْبيْعِ و الشِّراءِ فكُلُّ أمْرٍ يكُونُ فِيهِ الْفسادُ مِمّا هُو منْهِيٌّ عنْهُ مِنْ جِهةِ أكْلِهِ و شُرْبِهِ أوْ كسْبِهِ أوْ نِكاحِهِ أوْ مِلْكِهِ أوْ إِمْساكِهِ أوْ هِبتِهِ أوْ عارِيّتِهِ أوْ شيْ ءٍ يكُونُ فِيهِ وجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْفسادِ نظِيرُ الْبيْعِ بِالرِّبا لِما فِي ذلِك مِن الْفسادِ أوِ الْبيْعِ لِلْميْتةِ أوِ الدّمِ أوْ لحْمِ الْخِنْزِيرِ أوْ لُحُومِ السِّباعِ مِنْ صُنُوفِ سِباعِ الْوحْشِ أوِ الطّيْرِ أوْ جُلُودِها أوِ الْخمْرِ أوْ شيْ ءٍ مِنْ وُجُوهِ النّجِسِ فهذا كُلُّهُ حرامٌ و مُحرّمٌ لِأنّ ذلِك كُلّهُ منْهِيٌّ عنْ أكْلِهِ و شُرْبِهِ و لُبْسِهِ و مِلْكِهِ و إِمْساكِهِ و التّقلُّبِ فِيهِ بِوجْهٍ مِن الْوُجُوهِ لِما فِيهِ مِن الْفسادِ فجمِيعُ تقلُّبِهِ فِي ذلِك حرامٌ و كذلِك كُلُّ بيْعٍ ملْهُوٍّ بِهِ و كُلُّ منْهِيٍّ عنْهُ مِمّا يُتقرّبُ بِهِ لِغيْرِ اللّهِ أوْ يقْوى بِهِ الْكُفْرُ و الشِّرْكُ مِنْ جمِيعِ وُجُوهِ الْمعاصِي أوْ بابٌ مِن الْأبْوابِ يقْوى بِهِ بابٌ مِنْ أبْوابِ الضّلالةِ أوْ بابٌ مِنْ أبْوابِ الْباطِلِ أوْ بابٌ يُوهنُ بِهِ الْحقُّ فهُو حرامٌ مُحرّمٌ حرامٌ بيْعُهُ و شِراؤُهُ و إِمْساكُهُ و مِلْكُهُ و هِبتُهُ و عارِيّتُهُ و جمِيعُ التّقلُّبِ فِيهِ إِلاّ فِي حالٍ تدْعُو الضّرُورةُ فِيهِ إِلى ذلِك.

و أما تفسير الإجاراتفإِجارةُ الْإِنْسانِ نفْسهُ أوْ ما يمْلِكُ أوْ يلِي أمْرهُ مِنْ قرابتِهِ أوْ دابّتِهِ أوْ ثوْبِهِ بِوجْهِ الْحلالِ مِنْ جِهاتِ الْإِجاراتِ أنْ يُؤْجِر نفْسهُ أوْ دارهُ أوْ أرْضهُ أوْ شيْئاً يمْلِكُهُ فِيما يُنْتفعُ بِهِ مِنْ وُجُوهِ الْمنافِعِ أوِ الْعملِ بِنفْسِهِ و وُلْدِهِ و ممْلُوكِهِ أوْ أجِيرِهِ مِنْ غيْرِ أنْ يكُون وكِيلاً لِلْوالِي أوْ والِياً لِلْوالِي فلا بأْس أنْ يكُون أجِيراً يُؤْجِرُ نفْسهُ أوْ وُلْدهُ أوْ قرابتهُ أوْ مِلْكهُ أوْ وكِيلهُ فِي إِجارتِهِ لِأنّهُمْ وُكلاءُ الْأجِيرِ مِنْ عِنْدِهِ ليْس هُمْ بِوُلاةِ(15) الْوالِي نظِيرُ الْحمّالِ الّذِي يحْمِلُ شيْئاً بِشيْ ءٍ معْلُومٍ إِلى موْضِعٍ معْلُومٍ فيحْمِلُ ذلِك الشّيْ ءالّذِي يجُوزُ لهُ حمْلُهُ بِنفْسِهِ أوْ بِمِلْكِهِ أوْ دابّتِهِ أوْ يُؤاجِرُ(16) نفْسهُ فِي عملٍ يعْملُ ذلِك الْعمل بِنفْسِهِ أوْ بِممْلُوكِهِ أوْ قرابتِهِ أوْ بِأجِيرٍ مِنْ قِبلِهِ فهذِهِ وُجُوهٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِجاراتِ حلالٌ لِمنْ كان مِن النّاسِ ملِكاً أوْ سُوقةً19 أوْ كافِراً أوْ مُؤْمِناً فحلالٌ إِجارتُهُ و حلالٌ كسْبُهُ مِنْ هذِهِ الْوُجُوهِ فأمّا وُجُوهُ الْحرامِ مِنْ وُجُوهِ الْإِجارةِ نظِيرُ أنْ يُؤاجِر نفْسهُ على حمْلِ ما يحْرُمُ عليْهِ أكْلُهُ أوْ شُرْبُهُ أوْ لُبْسُهُ أوْ يُؤاجِر نفْسهُ فِي صنْعةِ ذلِك الشّيْ ءِ أوْ حِفْظِهِ أوْ لُبْسِهِ أوْ يُؤاجِر نفْسهُ فِي هدْمِ الْمساجِدِ ضِراراً أوْ قتْلِ النّفْسِ بِغيْرِ حِلٍّ أوْ حمْلِ التّصاوِيرِ و الْأصْنامِ و الْمزامِيرِ و الْبرابِطِ و الْخمْرِ و الْخنازِيرِ و الْميْتةِ و الدّمِ أوْ شيْ ءٍ مِنْ وُجُوهِ الْفسادِ الّذِي كان مُحرّماً عليْهِ مِنْ غيْرِ جِهةِ الْإِجارةِ فِيهِ و كُلُّ أمْرٍ منْهِيٍّ عنْهُ مِنْ جِهةٍ مِن الْجِهاتِ فمُحرّمٌ على الْإِنْسانِ إِجارةُ نفْسِهِ فِيهِ أوْ لهُ أوْ شيْ ءٍ مِنْهُ أوْ لهُ إِلاّ لِمنْفعةِ منِ اِسْتأْجرْتهُ كالّذِي يسْتأْجِرُ الْأجِير يحْمِلُ لهُ الْميْتة يُنْجِيها عنْ أذاهُ أوْ أذى غيْرِهِ و ما أشْبه ذلِك و الْفرْقُ بيْن معْنى الْوِلايةِ و الْإِجارةِ و إِنْ كان كِلاهُما يعْملانِ بِأجْرٍ أنّ معْنى الْوِلايةِ أنْ يلِي الْإِنْسانُ لِوالِي الْوُلاةِ أوْ لِوُلاةِ الْوُلاةِ فيلِي أمْر غيْرِهِ فِي التّوْلِيةِ عليْهِ و تسْلِيطِهِ و جوازِ أمْرِهِ و نهْيِهِ و قِيامِهِ مقام الْولِيِّ إِلى الرّئِيسِ أوْ مقام وُكلائِهِ فِي أمْرِهِ و توْكِيدِهِ فِي معُونتِهِ و تسْدِيدِ وِلايتِهِ و إِنْ كان أدْناهُمْ وِلايةً فهُو والٍ على منْ هُو والٍ عليْهِ يجْرِي مجْرى الْوُلاةِ الْكِبارِ الّذِين يلُون وِلاية النّاسِ فِي قتْلِهِمْ منْ قتلُوا و إِظْهارِ الْجوْرِ و الْفسادِ و أمّا معْنى الْإِجارةِ فعلى ما فسّرْنا مِنْ إِجارةِ الْإِنْسانِ نفْسهُ أوْ ما يمْلِكُهُ مِنْ قبْلِ أنْ يُؤاجِر الشّيْ ء مِنْ غيْرِهِ فهُو يمْلِكُ يمِينهُ لِأنّهُ لا يلِي أمْر نفْسِهِ و أمْر ما يمْلِكُ قبْل أنْ يُؤاجِرهُ مِمّنْ هُو آجرهُ و الْوالِي لا يمْلِكُ مِنْ أُمُورِ النّاسِ شيْئاً إِلاّ بعْد ما يلِي أُمُورهُمْ و يمْلِكُ توْلِيتهُمْ 20 و كُلُّ منْ آجر نفْسهُ أوْ آجر ما يمْلِكُ نفْسهُ أوْ يلِي أمْرهُ مِنْ كافِرٍأوْ مُؤْمِنٍ أوْ ملِكٍ أوْ سُوقةٍ21 على ما فسّرْنا مِمّا تجُوزُ الْإِجارةُ فِيهِ فحلالٌ مُحلّلٌ فِعْلُهُ و كسْبُهُ.

و أما تفسير الصناعاتفكُلُّ ما يتعلّمُ الْعِبادُ أوْ يُعلِّمُون غيْرهُمْ مِنْ صُنُوفِ الصِّناعاتِ مِثْلِ الْكِتابةِ و الْحِسابِ و التِّجارةِ و الصِّياغةِ(17) و السِّراجةِ و الْبِناءِ و الْحِياكةِ و الْقِصارةِ و الْخِياطةِ و صنْعةِ صُنُوفِ التّصاوِيرِ ما لمْ يكُنْ مُثُل الرُّوحانِيِّ و أنْواعِ صُنُوفِ الْآلاتِ الّتِي يحْتاجُ إِليْها الْعِبادُ الّتِي مِنْها منافِعُهُمْ و بِها قِوامُهُمْ و فِيها بُلْغةُ جمِيعِ حوائِجِهِمْ فحلالٌ فِعْلُهُ و تعْلِيمُهُ و الْعملُ بِهِ و فِيهِ لِنفْسِهِ أوْ لِغيْرِهِ و إِنْ كانتْ تِلْك الصِّناعةُ و تِلْك الْآلةُ قدْ يُسْتعانُ بِها على وُجُوهِ الْفسادِ و وُجُوهِ الْمعاصِي و يكُونُ معُونةً على الْحقِّ و الْباطِلِ فلا بأْس بِصِناعتِهِ و تعْلِيمِهِ نظِيرُ الْكِتابةِ الّتِي هِي على وجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْفسادِ مِنْ تقْوِيةِ معُونةِ وُلاةِ وُلاةِ الْجوْرِ(18) و كذلِك السِّكِّينُ و السّيْفُ و الرُّمْحُ و الْقوْسُ و غيْرُ ذلِك مِنْ وُجُوهِ الْآلةِ الّتِي قدْ تُصْرفُ إِلى جِهاتِ الصّلاحِ و جِهاتِ الْفسادِ و تكُونُ آلةً و معُونةً عليْهِما فلا بأْس بِتعْلِيمِهِ و تعلُّمِهِ و أخْذِ الْأجْرِ عليْهِ و فِيهِ و الْعملِ بِهِ و فِيهِ لِمنْ كان لهُ فِيهِ جِهاتُ الصّلاحِ مِنْ جمِيعِ الْخلائِقِ و مُحرّمٌ عليْهِمْ فِيهِ تصْرِيفُهُ إِلى جِهاتِ الْفسادِ و الْمضارِّ فليْس على الْعالِمِ و الْمُتعلِّمِ إِثْمٌ و لا وِزْرٌ لِما فِيهِ مِن الرُّجْحانِ فِي منافِعِ جِهاتِ صلاحِهِمْ و قِوامِهِمْ بِهِ و بقائِهِمْ و إِنّما الْإِثْمُ و الْوِزْرُ على الْمُتصرِّفِ بِها فِي وُجُوهِ الْفسادِ و الْحرامِ و ذلِك إِنّما حرّم اللّهُ الصِّناعة الّتِي حرامٌ هِي كُلُّها الّتِي يجِي ءُ مِنْها الْفسادُ محْضاً نظِير الْبرابِطِ(19) و الْمزامِيرِ و الشِّطْرنْجِ و كُلِّ ملْهُوٍّ بِهِ و الصُّلْبانِ (20) و الْأصْنامِ و ما أشْبه ذلِك مِنْ صِناعاتِ الْأشْرِبةِ الْحرامِ و ما يكُونُ مِنْهُ و فِيهِ الْفسادُمحْضاً و لا يكُونُ فِيهِ و لا مِنْهُ شيْ ءٌ مِنْ وُجُوهِ الصّلاحِ فحرامٌ تعْلِيمُهُ و تعلُّمُهُ و الْعملُ بِهِ و أخْذُ الْأجْرِ عليْهِ و جمِيعُ التّقلُّبِ فِيهِ مِنْ جمِيعِ وُجُوهِ الْحركاتِ كُلِّها إِلاّ أنْ تكُون صِناعةً قدْ تنْصرِفُ إِلى جِهاتِ الصّنائِعِ (21) و إِنْ كان قدْ يُتصرّفُ بِها و يُتناولُ بِها وجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْمعاصِي فلعلّهُ لِما فِيهِ مِن الصّلاحِ حلّ تعلُّمُهُ و تعْلِيمُهُ و الْعملُ بِهِ و يحْرُمُ على منْ صرفهُ إِلى غيْرِ وجْهِ الْحقِّ و الصّلاحِ فهذا تفْسِيرُ بيانِ وجْهِ اِكْتِسابِ معاشِ الْعِبادِ و تعْلِيمِهِمْ فِي جمِيعِ وُجُوهِ اِكْتِسابِهِمْ.

وجوه إخراج الأموال و إنفاقهاأمّا الْوُجُوهُ الّتِي فِيها إِخْراجُ الْأمْوالِ فِي جمِيعِ وُجُوهِ الْحلالِ الْمُفْترضُ عليْهِمْ و وُجُوهُ النّوافِلِ كُلِّها فأرْبعةٌ و عِشْرُون وجْهاً مِنْها سبْعةُ وُجُوهٍ على خاصّةِ نفْسِهِ و خمْسةُ وُجُوهٍ على منْ تلْزمُهُ نفْسُهُ و ثلاثةُ وُجُوهٍ مِمّا تلْزمُهُ فِيها مِنْ وُجُوهِ الدّيْنِ و خمْسةُ وُجُوهٍ مِمّا تلْزمُهُ فِيها مِنْ وُجُوهِ الصِّلاتِ و أرْبعةُ أوْجُهٍ مِمّا تلْزمُهُ فِيها النّفقةُ مِنْ وُجُوهِ اِصْطِناعِ الْمعْرُوفِ فأمّا الْوُجُوهُ الّتِي تلْزمُهُ فِيها النّفقةُ على خاصّةِ نفْسِهِ فهِي مطْعمُهُ و مشْربُهُ و ملْبسُهُ و منْكحُهُ و مخْدمُهُ و عطاؤُهُ فِيما يحْتاجُ إِليْهِ مِن الْأُجراءِ على مرمّةِ متاعِهِ أوْ حمْلِهِ أوْ حِفْظِهِ و شيْ ءٌ يحْتاجُ إِليْهِ مِنْ نحْوِ منْزِلِهِ أوْ آلةٍ مِن الْآلاتِ يسْتعِينُ بِها على حوائِجِهِ و أمّا الْوُجُوهُ الْخمْسُ الّتِي تجِبُ عليْهِ النّفقةُ لِمنْ تلْزمُهُ نفْسُهُ فعلى ولدِهِ و والِديْهِ و اِمْرأتِهِ و ممْلُوكِهِ لازِمٌ لهُ ذلِك فِي حالِ الْعُسْرِ و الْيُسْرِ و أمّا الْوُجُوهُ الثّلاثةُ الْمفْرُوضةُ مِنْ وُجُوهِ الدّيْنِ فالزّكاةُ الْمفْرُوضةُ الْواجِبةُ فِي كُلِّ عامٍ و الْحجُّ الْمفْرُوضُ و الْجِهادُ فِي إِبّانِهِ و زمانِهِ (22) و أمّا الْوُجُوهُ الْخمْسُ مِنْ وُجُوهِ الصِّلاتِ النّوافِلِ فصِلةُ منْ فوْقهُ و صِلةُ الْقرابةِ و صِلةُ الْمُؤْمِنِين و التّنفُّلُ فِي وُجُوهِ الصّدقةِ و الْبِرِّ و الْعِتْقُ-و أمّا الْوُجُوهُ الْأرْبعُ فقضاءُ الدّيْنِ و الْعارِيّةِ و الْقرْضِ و إِقْراءُ الضّيْفِ (23) واجِباتٌ فِي السُّنّةِ.

ما يحل للإنسان أكلهفأمّا ما يحِلُ و يجُوزُ لِلْإِنْسانِ أكْلُهُ مِمّا أخْرجتِ الْأرْضُ فثلاثةُ صُنُوفٍ مِن الْأغْذِيةِ صِنْفٌ مِنْها جمِيعُ الْحبِّ كُلِّهِ مِن الْحِنْطةِ و الشّعِيرِ و الْأرُزِّ(24) و الْحِمّصِ و غيْرِ ذلِك مِنْ صُنُوفِ الْحبِّ و صُنُوفِ السّماسِمِ (25) و غيْرِها كُلُّ شيْ ءٍ مِن الْحبِّ مِمّا يكُونُ فِيهِ غِذاءُ الْإِنْسانِ فِي بدنِهِ و قُوتُهُ فحلالٌ أكْلُهُ و كُلُّ شيْ ءٍ تكُونُ فِيهِ الْمضرّةُ على الْإِنْسانِ فِي بدنِهِ فحرامٌ أكْلُهُ إِلاّ فِي حالِ الضّرُورةِ و الصِّنْفُ الثّانِي مِمّا أخْرجتِ الْأرْضُ مِنْ جمِيعِ صُنُوفِ الثِّمارِ كُلِّها مِمّا يكُونُ فِيهِ غِذاءُ الْإِنْسانِ و منْفعةٌ لهُ و قُوتُهُ بِهِ فحلالٌ أكْلُهُ و ما كان فِيهِ الْمضرّةُ على الْإِنْسانِ فِي أكْلِهِ فحرامٌ أكْلُهُ و الصِّنْفُ الثّالِثُ جمِيعُ صُنُوفِ الْبُقُولِ و النّباتِ و كُلُّ شيْ ءٍ تُنْبِتُ الْأرْضُ مِن الْبُقُولِ كُلِّها مِمّا فِيهِ منافِعُ الْإِنْسانِ و غِذاءٌ لهُ فحلالٌ أكْلُهُ و ما كان مِنْ صُنُوفِ الْبُقُولِ مِمّا فِيهِ الْمضرّةُ على الْإِنْسانِ فِي أكْلِهِ نظِير بُقُولِ السُّمُومِ الْقاتِلةِ و نظِير الدِّفْلى (26) و غيْرِ ذلِك مِنْ صُنُوفِ السّمِّ الْقاتِلِ فحرامٌ أكْلُهُ.

و أما ما يحل أكله من لحوم الحيوانفلُحُومُ الْبقرِ و الْغنمِ و الْإِبِلِ و ما يحِلُّ مِنْ لُحُومِ الْوحْشِ و كُلُّ ما ليْس فِيهِ نابٌ و لا لهُ مِخْلبٌ و ما يحِلُّ مِنْ أكْلِ لُحُومِ الطّيْرِ كُلِّها ما كانتْ لهُ قانِصةٌ فحلالٌ أكْلُهُ و ما لمْ يكُنْ لهُ قانِصةٌ(27) فحرامٌ أكْلُهُ و لا بأْس بِأكْلِ صُنُوفِ الْجرادِ.

.


1- ..في بعض النسخ [مفسدة].
2- ..الانفة:اسم من أنف-كتعب-:كرهه و ترفع و تنزّه منه.
3- ..يقال:تناصفوا أي أنصف بعضهم بعضا.و تراحموا:رحم بعضهم بعضا.
4- ..أي يحدوهم و يسيرهم.و يحتمل أن يكون(هاديا).و قد يقرأ في بعض النسخ [حاويا].
5- ..حاطه حياطة:حفظه و تعهده.
6- ..الخلابة-بالكسر-:الخديعة باللسان أو بالقول اللطيف.
7- ..كذا.
8- ..في بعض النسخ [للدنيا و الآخرة].و شفّه:هزله،رقّه،أوهنه.
9- ..الدعة:خفض العيش و الراحة.
10- ..أي ما يبلغه و يكفيه.
11- ..النمط-بالتحريك-:جماعة من الناس أمرهم واحد.
12- ..أي تفاسيره و تأويلاته و إشاراته و ما المراد بها و مصاديق ما جاء فيه من الأوصاف.
13- ..ركض الفرس:استحثه للعدو.
14- ..العديم:الفقير يقال:أعدم الرجل:افتقر فهو معدم و عديم.
15- ..النشر بالرّتبة لا اللف.
16- ..كذا.
17- ..سورة يوسف آية 90.
18- ..سورة النمل آية 60.
19- ..سورة القصص 69.
20- ..في بعض النسخ [بذلك الإقرار].
21- ..سورة النساء آية 31.
22- ..هذا نوع من الشرك لا بمعنى المصطلح المعروف.
23- ..و هذا أيضا نوع من الشرك.
24- ..داس الشي ء:وطئه برجله.
25- ..في بعض النسخ [بولاء الوالى ].
26- ..آجر الرجل مؤاجرة:اتخذه أجيرا.
27- ..السوقة بالضم:الرعية و من دون الملك و هي للواحد و الجمع و المذكر و المؤنث.

ص: 326

. .

ص: 327

. .

ص: 328

. .

ص: 329

. .

ص: 330

. .

ص: 331

. .

ص: 332

. .

ص: 333

. .

ص: 334

. .

ص: 335

. .

ص: 336

. .

ص: 337

. .

ص: 338

و أما ما يجوز أكله من البيض

و ما يجوز أكله من صيد البحر

و ما يجوز من الأشربة

و ما يجوز من اللباس

أما ما يجوز من المناكح

و أمّا ما يجُوزُ مِن الْمِلْكِ و الْخِدْمةِ

و أما ما يجوز أكله من البيضفكُلُّ ما اِخْتلف طرفاهُ فحلالٌ أكْلُهُ و ما اِسْتوى طرفاهُ فحرامٌ أكْلُهُ.

و ما يجوز أكله من صيد البحرمِنْ صُنُوفِ السّمكِ ما كان لهُ قُشُورٌ فحلالٌ أكْلُهُ و ما لمْ يكُنْ لهُ قُشُورٌ فحرامٌ أكْلُهُ.

و ما يجوز من الأشربةمِنْ جمِيعِ صُنُوفِها فما لا يُغيِّرُ الْعقْل كثِيرُهُ فلا بأْس بِشُرْبِهِ و كُلُّ شيْ ءٍ مِنْها يُغيِّر الْعقْل كثِيرُهُ فالْقلِيلُ مِنْهُ حرامٌ.

و ما يجوز من اللباسفكُلُّ ما أنْبتتِ الْأرْضُ فلا بأْس بِلُبْسِهِ و الصّلاةِ فِيهِ و كُلُّ شيْ ءٍ يحِلُّ لحْمُهُ فلا بأْس بِلُبْسِ جِلْدِهِ الذّكِيِّ مِنْهُ و صُوفِهِ و شعْرِهِ و وبرِهِ و إِنْ كان الصُّوفُ و الشّعْرُ و الرِّيشُ و الْوبرُ مِن الْميْتةِ و غيْرِ الْميْتةِ ذكِيّاً فلا بأْس بِلُبْسِ ذلِك و الصّلاةِ فِيهِ و كُلُّ شيْ ءٍ يكُونُ غِذاء الْإِنْسانِ فِي مطْعمِهِ و مشْربِهِ أوْ ملْبسهُ فلا تجُوزُ الصّلاةُ عليْهِ و لا السُّجُودُ إِلاّ ما كان مِنْ نباتِ الْأرْضِ مِنْ غيْرِ ثمرٍ قبْل أنْ يصِير مغْزُولاً فإِذا صار غزْلاً فلا تجُوزُ الصّلاةُ عليْهِ إِلاّ فِي حالِ ضرُورةٍ.

أما ما يجوز من المناكحفأرْبعةُ وُجُوهٍ نِكاحٌ بِمِيراثٍ و نِكاحٌ بِغيْرِ مِيراثٍ و نِكاحُ الْيمِينِ و نِكاحٌ بِتحْلِيلٍ مِن الْمُحلِّلِ لهُ مِنْ مِلْكِ منْ يمْلِكُ 1.

و أمّا ما يجُوزُ مِن الْمِلْكِ و الْخِدْمةِفسِتّةُ وُجُوهٍ مِلْكُ الْغنِيمةِ و مِلْكُ الشِّراءِ و مِلْكُ الْمِيراثِ و مِلْكُ الْهِبةِ و مِلْكُ الْعارِيّةِ و مِلْكُ الْأجْرِ فهذِهِ وُجُوهُ ما يحِلُّ و ما يجُوزُ لِلْإِنْسانِ إِنْفاقُ مالِهِ و إِخْراجُهُ بِجِهةِ الْحلالِ فِي وُجُوهِهِ و ما يجُوزُ فِيهِ التّصرُّفُ و التّقلُّبُ مِنْ وُجُوهِ الْفرِيضةِ و النّافِلةِ.

.

ص: 339

رسالته ع في الغنائم و وجوب الخمس

احتجاجه ع على الصوفية لما دخلوا عليه فيما ينهون عنه من طلب الرزق

كلامه ع في خلق الإنسان و تركيبه

و من حكمه ع

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

رسالته ع في الغنائم و وجوب الخمس6,14,1-فهِمْتُ ما ذكرْت أنّك اِهْتممْت بِهِ مِن الْعِلْمِ بِوُجُوهِ مواضِعِ ما لِلّهِ فِيهِ رِضًا و كيْف أُمْسِكُ سهْم ذِي الْقُرْبى مِنْهُ و ما سألْتنِي مِنْ إِعْلامِك ذلِك كُلّهُ فاسْمعْ بِقلْبِك و اُنْظُرْ بِعقْلِك ثُمّ أعْطِ فِي جنْبِك النّصف مِنْ نفْسِك (1) فإِنّهُ أسْلمُ لك غداً عِنْد ربِّك الْمُتقدِّمِ أمْرُهُ و نهْيُهُ إِليْك وفّقنا اللّهُ و إِيّاك اِعْلمْ أنّ اللّه ربِّي و ربّك ما غاب عنْ شيْ ءٍ- و ما كان ربُّك نسِيًّا[18-22](19:64) و ما فرّط فِي الْكِتابِ مِنْ شيْ ءٍ و كُلّ شيْ ءٍ فصّلهُ تفْصِيلاً و أنّهُ ليْس ما وضّح اللّهُ تبارك و تعالى مِنْ أخْذِ مالِهِ بِأوْضح مِمّا أوْضح اللّهُ مِنْ قِسْمتِهِ إِيّاهُ فِي سُبُلِهِ لِأنّهُ لمْ يفْترِضْ مِنْ ذلِك شيْئاً فِي شيْ ءٍ مِن الْقُرْآنِ إِلاّ و قدْ أتْبعهُ بِسُبُلِهِ إِيّاهُ غيْر مُفرِّقٍ بيْنهُ و بيْنهُ يُوجِبُهُ لِمنْ فرض لهُ ما لا يزُولُ عنْهُ مِن الْقسْمِ كما يزُولُ ما بقِي سِواهُ 2 عمّنْ سُمِّي لهُ لِأنّهُ يزُولُ عنِ الشّيْخِ بِكِبرِهِ و الْمِسْكِينِ بِغِناهُ و اِبْنِ السّبِيلِ بِلُحُوقِهِ بِبلدِهِ و مع توْكِيدِ الْحجِّ مع ذلِك بِالْأمْرِ بِهِ تعْلِيماً و بِالنّهْيِ عمّا ركِب مِمّنْ منعهُ تحرُّجاً(2) فقال اللّهُ جلّ و عزّ فِي الصّدقاتِ و كانتْ أوّل ما اِفْترض اللّهُ سُبُلهُ- إِنّما الصّدقاتُ لِلْفُقراءِ و الْمساكِينِ و الْعامِلِين عليْها و الْمُؤلّفةِ قُلُوبُهُمْ و فِي الرِّقابِ و الْغارِمِين و فِي سبِيلِ اللّهِ و اِبْنِ السّبِيلِ 4[1-23](9:60) فاللّهُ أعْلم نبِيّهُ ع موْضِع الصّدقاتِ و أنّها ليْستْ لِغيْرِ هؤُلاءِ يضعُها حيْثُ يشاءُ مِنْهُمْ على ما يشاءُ و يكُفُّ اللّهُ جلّ جلالُهُ نبِيّهُ و أقْرِباءهُ عنْ صدقاتِ النّاسِ و أوْساخِهِمْ فهذا سبِيلُ الصّدقاتِ و أمّا الْمغانِمُ (3) فإِنّهُ لمّا كان يوْمُ بدْرٍ قال رسُولُ اللّهِ ص منْ قتل قتِيلاً فلهُ كذا و كذا و منْ أسر أسِيراً فلهُ مِنْ غنائِمِ الْقوْمِ كذا و كذا فإِنّ اللّه قدْ وعدنِي أنْ يفْتح عليّ و أنْعمنِي عسْكرهُمْ فلمّا هزم اللّهُ الْمُشْرِكِين و جُمِعتْ غنائِمُهُمْ قام رجُلٌ مِن الْأنْصارِ فقال يا رسُول اللّهِ إِنّك أمرْتنا بِقِتالِ الْمُشْرِكِين و حثثْتنا عليْهِ و قُلْت منْ أسر أسِيراً فلهُ كذا و كذا مِنْ غنائِمِ الْقوْمِ و منْ قتل قتِيلاً فلهُ كذا و كذا إِنِّي قتلْتُ قتِيليْنِ لِي بِذلِك الْبيِّنةُ و أسرْتُ أسِيراً فأعْطِنا ما أوْجبْت على نفْسِك يا رسُول اللّهِ ثُمّ جلس فقام سعْدُ بْنُ عُبادة(4) فقال يا رسُول اللّهِ ما منعنا أنْ نُصِيب مِثْل ما أصابُوا جُبْنٌ عنِ الْعدُوِّ و لا زهادةٌ فِي الْآخِرةِ و الْمغْنمِ (5) و لكِنّا تخوّفْنا إِنْ بعُد مكانُنا مِنْك فيمِيل إِليْك مِنْ جُنْدِ الْمُشْرِكِين أوْ يُصِيبُوا مِنْك ضيْعةً(6) فيمِيلُوا إِليْك فيُصِيبُوك بِمُصِيبةٍ و إِنّك إِنْ تُعْطِ هؤُلاءِ الْقوْم ما طلبُوا يرْجِعْ سائِرُ الْمُسْلِمِين ليْس لهُمْ مِن الْغنِيمةِ شيْ ءٌ ثُمّ جلس فقام الْأنْصارِيُّ فقال مِثْل مقالتِهِ الْأُولى ثُمّ جلس يقُولُ ذلِك كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما ثلاث مرّاتٍ فصدّ النّبِيُّ ص بِوجْهِهِ فأنْزل اللّهُ عزّ و جلّ- يسْئلُونك عنِ الْأنْفالِ [1-3](8:1) و الْأنْفالُ (7) اِسْمٌ جامِعٌ لِما أصابُوا يوْمئِذٍ مِثْلُ قوْلِهِ ما أفاء اللّهُ على رسُولِهِ (8)[2-6](59:6) و مِثْلُ قوْلِهِ أنّما غنِمْتُمْ مِنْ شيْ ءٍ11[3-6](8:41) ثُمّ قال قُلِ الْأنْفالُ لِلّهِ و الرّسُولِ (9)[4-8](8:1) فاخْتلجها اللّهُ 13 مِنْ أيْدِيهِمْ فجعلها لِلّهِ و لِرسُولِهِ ثُمّ قال فاتّقُوا اللّه و أصْلِحُوا ذات بيْنِكُمْ و أطِيعُوا اللّه و رسُولهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين (10)[9-22](8:1) فلمّا قدِم رسُولُ اللّهِ ص الْمدِينة أنْزل اللّهُ عليْهِ و اِعْلمُوا أنّما غنِمْتُمْ مِنْ شيْ ءٍ فأنّ لِلّهِ خُمُسهُ و لِلرّسُولِ و لِذِي الْقُرْبى و الْيتامى و الْمساكِينِ و اِبْنِ السّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمنْتُمْ بِاللّهِ و ما أنْزلْنا على عبْدِنا يوْم الْفُرْقانِ يوْم اِلْتقى الْجمْعانِ 15[1-35](8:41) فأمّا قوْلُهُ لِلّهِ [8-8](8:41) فكما يقُولُ الْإِنْسانُ هُو لِلّهِ و لك و لا يُقْسمُ لِلّهِ مِنْهُ شيْ ءٌ فخمّس رسُولُ اللّهِ ص الْغنِيمة الّتِي قبض بِخمْسةِ أسْهُمٍ فقبض سهْم اللّهِ لِنفْسِهِ يُحْيِي بِهِ ذِكْرهُ و يُورثُ بعْدهُ و سهْماً لِقرابتِهِ مِنْ بنِي عبْدِ الْمُطّلِبِ فأنْفذ سهْماً لِأيْتامِ الْمُسْلِمِين و سهْماً لِمساكِينِهِمْ و سهْماً لاِبْنِ السّبِيلِ مِن الْمُسْلِمِين فِي غيْرِ تِجارةٍ فهذا يوْمُ بدْرٍ و هذا سبِيلُ الْغنائِمِ الّتِي أُخِذتْ بِالسّيْفِ و أمّا ما لمْ يُوجفْ عليْهِ بِ خيْلٍ و لا رِكابٍ (11)[12-15](59:6) فإِنْ كان الْمُهاجِرُون حِين قدِمُوا الْمدِينة أعْطتْهُمُ الْأنْصارُ نِصْف دُورِهِمْ و نِصْف أمْوالِهِمْ و الْمُهاجِرُون يوْمئِذٍ نحْوُ مِائةِ رجُلٍ فلمّا ظهر رسُولُ اللّهِ ص على بنِي قُريْظة و النّضِيرِ (12)و قبض أمْوالهُمْ قال النّبِيُّ ص لِلْأنْصارِ إِنْ شِئْتُمْ أخْرجْتُمُ الْمُهاجِرِين مِنْ دُورِكُمْ و أمْوالِكُمْ و قسمْتُ لهُمْ هذِهِ الْأمْوال دُونكُمْ و إِنْ شِئْتُمْ تركْتُمْ أمْوالكُمْ و دُوركُمْ و قسمْتُ لكُمْ معهُمْ قالتِ الْأنْصارُ بلِ اِقْسِمْ لهُمْ دُوننا و اُتْرُكْهُمْ معنا فِي دُورِنا و أمْوالِنا فأنْزل اللّهُ تبارك و تعالى ما أفاء اللّهُ على رسُولِهِ مِنْهُمْ [2-7](59:6) يعْنِي يهُود قُريْظة فما أوْجفْتُمْ عليْهِ مِنْ خيْلٍ و لا رِكابٍ (13)[8-15](59:6) لِأنّهُمْ كانُوا معهُمْ بِالْمدِينةِ أقْرب مِنْ أنْ يُوجف عليْهِمْ بِخيْلٍ و رِكابٍ ثُمّ قال لِلْفُقراءِ الْمُهاجِرِين الّذِين أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ و أمْوالِهِمْ يبْتغُون فضْلاً مِن اللّهِ و رِضْواناً و ينْصُرُون اللّه و رسُولهُ أُولئِك هُمُ الصّادِقُون 19[1-22](59:8) فجعلها اللّهُ لِمنْ هاجر مِنْ قُريْشٍ مع النّبِيِّ ص و صدق و أخْرج أيْضاً عنْهُمُ الْمُهاجِرِين مع رسُولِ اللّهِ ص مِن الْعربِ -لِقوْلِهِ الّذِين أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ و أمْوالِهِمْ [3-8](59:8) لِأن قُريْشاً كانتْ تأْخُذُ دِيار منْ هاجر مِنْها و أمْوالهُمْ و لمْ تكُنِ الْعربُ تفْعلُ ذلِك بِمنْ هاجر مِنْها ثُمّ أثْنى على الْمُهاجِرِين الّذِين جعل لهُمُ الْخُمُس و برّأهُمْ مِن النِّفاقِ بِتصْدِيقِهِمْ إِيّاهُ حِين قال- أُولئِك هُمُ الصّادِقُون [20-22](59:8) لا الْكاذِبُون ثُمّ أثْنى على الْأنْصارِ و ذكر ما صنعُوا و حُبّهُمْ لِلْمُهاجِرِين و إِيثارهُمْ إِيّاهُمْ و أنّهُمْ لمْ يجِدُوا فِي أنْفُسِهِمْ حاجةً يقُولُ حزازةً(14) مِمّا أُوتُوا يعْنِي الْمُهاجِرِين دُونهُمْ فأحْسن الثّناء عليْهِمْ فقال و الّذِين تبوّؤُا الدّار و الْإِيمان مِنْ قبْلِهِمْ يُحِبُّون منْ هاجر إِليْهِمْ و لا يجِدُون فِي صُدُورِهِمْ حاجةً مِمّا أُوتُوا و يُؤْثِرُون على أنْفُسِهِمْ و لوْ كان بِهِمْ خصاصةٌ و منْ يُوق شُحّ نفْسِهِ فأُولئِك هُمُ الْمُفْلِحُون (15)[1-37](59:9) و قدْ كان رِجالٌ اِتّبعُوا النّبِيّ ص قدْ وترهُمُ الْمُسْلِمُون 22فِيما أخذُوا مِنْ أمْوالِهِمْ فكانتْ قُلُوبُهُمْ قدِ اِمْتلأتْ عليْهِمْ فلمّا حسُن إِسْلامُهُمْ اِسْتغْفرُوا لِأنْفُسِهِمْ مِمّا كانُوا عليْهِ مِن الشِّرْكِ و سألُوا اللّه أنْ يذْهب بِما فِي قُلُوبِهِمْ مِن الْغِلِّ لِمنْ سبقهُمْ إِلى الْإِيمانِ و اِسْتغْفرُوا لهُمْ حتّى يُحلِّل ما فِي قُلُوبِهِمْ و صارُوا إِخْواناً لهُمْ فأثْنى اللّهُ على الّذِين قالُوا ذلِك خاصّةً فقال و الّذِين جاؤُ مِنْ بعْدِهِمْ يقُولُون ربّنا اِغْفِرْ لنا و لِإِخْوانِنا الّذِين سبقُونا بِالْإِيمانِ و لا تجْعلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلّذِين آمنُوا ربّنا إِنّك رؤُفٌ رحِيمٌ (16)[1-26](59:10) فأعْطى رسُولُ اللّهِ ص الْمُهاجِرِين عامّةً مِنْ قُريْشٍ على قدْرِ حاجتِهِمْ فِيما يرى لِأنّها لمْ تُخْمسْ فتُقْسمُ بِالسّوِيّةِ و لمْ يُعْطِ أحداً مِنْهُمْ شيْئاً إِلاّ الْمُهاجِرِين مِنْ قُريْشٍ غيْر رجُليْنِ مِنْ أنْصارٍ يُقالُ لِأحدِهِما سهْلُ بْنُ حُنيْفٍ (17)و لِلْآخرِ سِماكُ بْنُ خرشة أبُو دُجانة (18)فإِنّهُ أعْطاهُما لِشِدّةِ حاجةٍ كانتْ بِهِما مِنْ حقِّهِ و أمْسك النّبِيُّ ص مِنْ أمْوالِ بنِي قُريْظة و النّضِيرِ ما لمْ يُوجفْ عليْهِ خيْلٌ و لا رِكابٌ سبْع حوائِط لِنفْسِهِ لِأنّهُ لمْ يُوجفْ على فدك (19)خيْلٌ أيْضاً و لا رِكابٌ و أمّا خيْبرُ (20) فإِنّها كانتْ مسِيرة ثلاثةِ أيّامٍ مِن الْمدِينةِ و هِي أمْوالُ الْيهُودِ و لكِنّهُ أُوجِف عليْها خيْلٌ و رِكابٌ و كانتْ فِيها حرْبٌ فقسمها على قِسْمةِ بدْرٍ فقال اللّهُ عزّ و جلّ- ما أفاء اللّهُ على رسُولِهِ مِنْ أهْلِ الْقُرى فلِلّهِ و لِلرّسُولِ و لِذِي الْقُرْبى و الْيتامى و الْمساكِينِ و اِبْنِ السّبِيلِ كيْ لا يكُون دُولةً بيْن الْأغْنِياءِ مِنْكُمْ و ما آتاكُمُ الرّسُولُ فخُذُوهُ و ما نهاكُمْ عنْهُ فانْتهُوا28[1-38](59:7) فهذا سبِيلُ ما أفاء اللّهُ على رسُولِهِ مِمّا أُوجِف عليْهِ خيْلٌ و رِكابٌ-و قدْ قال علِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ ص ما زِلْنا نقْبِضُ سهْمنا بِهذِهِ الْآيةِ الّتِي أوّلُها تعْلِيمٌ و آخِرُها تحرُّجٌ 29 حتّى جاء خُمُسُ السُّوسِ و جُنْديْسابُور 30إِلى عُمر و أنا و الْمُسْلِمُون و الْعبّاسُ عِنْدهُ فقال عُمرُ لنا إِنّهُ قدْ تتابعتْ لكُمْ مِن الْخُمُسِ أمْوالٌ فقبضْتُمُوها حتّى لا حاجة بِكُمُ الْيوْم و بِالْمُسْلِمِين حاجةٌ و خللٌ (21) فأسْلِفُونا حقّكُمْ مِنْ هذا الْمالِ حتّى يأْتِي اللّهُ بِقضائِهِ مِنْ أوّلِ شيْ ءٍ يأْتِي الْمُسْلِمِين فكففْتُ عنْهُ لِأنِّي لمْ آمنْ حِين جعلهُ سلفاً لوْ ألْححْنا عليْهِ فِيهِ أنْ يقُول فِي خُمُسِنا مِثْل قوْلِهِ فِي أعْظم مِنْهُ أعْنِي مِيراث نبِيِّنا ص حِين ألْححْنا عليْهِ فِيهِ فقال لهُ الْعبّاسُ لا تغْمِزْ(22) فِي الّذِي لنا يا عُمرُ فإِنّ اللّه قدْ أثْبتهُ لنا بِأثْبت مِمّا أثْبت بِهِ الْموارِيث بيْننا فقال عُمرُ و أنْتُمْ أحقُّ منْ أرْفق الْمُسْلِمِين و شفّعنِي فقبضهُ عُمرُ ثُمّ قال لا و اللّهِ ما آتِيهِمْ ما يقْبِضُنا(23) حتّى لحِق بِاللّهِ ثُمّ ما قدرْنا عليْهِ بعْدهُ ثُمّ قال علِيٌّ ع إِنّ اللّه حرّم على رسُولِ اللّهِ ص الصّدقة فعوّضهُ مِنْها سهْماً مِن الْخُمُسِ و حرّمها على أهْلِ بيْتِهِ خاصّةً دُون قوْمِهِمْ-و أسْهم لِصغِيرِهِمْ و كبِيرِهِمْ و ذكرِهِمْ و أُنْثاهُمْ و فقِيرِهِمْ و شاهِدِهِمْ و غائِبِهِمْ و لِأنّهُمْ إِنّما أُعْطُوا سهْمهُمْ لِأنّهُمْ قرابةُ نبِيِّهِمْ و الّتِي لا تزُولُ عنْهُمْ الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي جعلهُ مِنّا و جعلنا مِنْهُ فلمْ يُعْطِ رسُولُ اللّهِ ص أحداً مِن الْخُمُسِ غيْرنا و غيْر حُلفائِنا و موالِينا لِأنّهُمْ مِنّا و أعْطى مِنْ سهْمِهِ ناساً لِحُرمٍ كانتْ بيْنهُ و بيْنهُمْ معُونةً فِي الّذِي كان بيْنهُمْ فقدْ أعْلمْتُك ما أوْضح اللّهُ مِنْ سبِيلِ هذِهِ الْأنْفالِ الْأرْبعةِ و ما وعد مِنْ أمْرِهِ فِيهِمْ و نوّرهُ بِشِفاءٍ مِن الْبيانِ و ضِياءٍ مِن الْبُرْهانِ جاء بِهِ الْوحْيُ الْمُنْزلُ و عمِل بِهِ النّبِيُ الْمُرْسلُ ص فمنْ حرّف كلام اللّهِ أوْ بدّلهُ بعْد ما سمِعهُ و عقلهُ فإِنّما إِثْمُهُ عليْهِ و اللّهُ حجِيجُهُ فِيهِ (24) و السّلامُ عليْك و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ .

احتجاجه ع على الصوفية لما دخلوا عليه فيما ينهون عنه من طلب الرزق6,14-دخل سُفْيانُ الثّوْرِيُ على أبِي عبْدِ اللّهِ ع فرأى عليْهِ ثِياباً بيْضاء كأنّها غِرْقِئُ الْبياضِ (25) فقال لهُ إِنّ هذا ليْس مِنْ لِباسِك فقال ع لهُ اِسْمعْ مِنِّي و عِ ما أقُولُ لك فإِنّهُ خيْرٌ لك عاجِلاً و آجِلاً إِنْ كُنْت أنْت مِتّ على السُّنّةِ و الْحقِّ و لمْ تمُتْ على بِدْعةٍ أُخْبِرُك أن رسُول اللّهِ ص كان فِي زمانٍ مُقْفِرٍ جشِبٍ (26) فإِذا أقْبلتِ الدُّنْيا فأحقُّ أهْلِها بِها أبْرارُها لا فُجّارُها و مُؤْمِنُوها لا مُنافِقُوها و مُسْلِمُوها لا كُفّارُها فما أنْكرْت يا ثوْرِيُ فو اللّهِ إِنِّي لمع ما ترى ما أتى عليّ مُذْ عقلْتُ صباحٌ و لا مساءٌ و لِلّهِ فِي مالِي حقٌّ أمرنِي أنْ أضعهُ موْضِعاً إِلاّ وضعْتُهُ فقال ثُمّ أتاهُ قوْمٌ مِمّنْ يُظْهِرُ التّزهُّد37 و يدْعُون النّاس أنْ يكُونُوا معهُمْ على مِثْلِ الّذِي هُمْ عليْهِ مِن التّقشُّفِ 38 فقالُوا إِنّ صاحِبنا حصِر عنْ كلامِك 39 و لمْ تحْضُرْهُ حُجّةٌ فقال ع لهُمْ هاتُوا حُججكُمْ فقالُوا إِنّ حُججنا مِنْ كِتابِ اللّهِ قال ع لهُمْ فأدْلُوا بِها40 فإِنّها أحقُّ ما اُتُّبِع و عُمِل بِهِ فقالُوا يقُولُ اللّهُ تبارك و تعالى مُخْبِراً عنْ قوْمٍ مِنْ أصْحابِ النّبِيِّ ص و يُؤْثِرُون على أنْفُسِهِمْ و لوْ كان بِهِمْ خصاصةٌ و منْ يُوق شُحّ نفْسِهِ فأُولئِك هُمُ الْمُفْلِحُون 41[21-37](59:9) فمدح فِعْلهُمْ و قال فِي موْضِعٍ آخر- و يُطْعِمُون الطّعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً و يتِيماً و أسِيراً42[1-10](76:8) فنحْنُ نكْتفِي بِهذا فقال رجُلٌ مِن الْجُلساءِ إِنّا ما رأيْناكُمْ تزْهدُون فِي الْأطْعِمةِ الطّيِّبةِ و مع ذلِك تأْمُرُون النّاس بِالْخُرُوجِ مِنْ أمْوالِهِمْ حتّى تتمتّعُوا أنْتُمْ بِها فقال أبُو عبْدِ اللّهِ ع دعُوا عنْكُمْ ما لا يُنْتفعُ بِهِ أخْبِرُونِي أيُّها النّفرُ أ لكُمْ عِلْمٌ بِناسِخِ الْقُرْآنِ مِنْ منْسُوخِهِ و مُحْكمِهِ مِنْ مُتشابِهِهِ الّذِي فِي مِثْلِهِ ضلّ منْ ضلّ و هلك منْ هلك مِنْ هذِهِ الْأُمّةِ فقالُوا لهُ بعْضهُ فأمّا كُلّهُ فلا فقال ع لهُمْ مِنْ هاهُنا أُوتِيتُمْ (27) و كذلِك أحادِيثُ رسُولِ اللّهِ ص و أمّا ما ذكرْتُمْ مِنْ إِخْبارِ اللّهِ إِيّانا فِي كِتابِهِ عنِ الْقوْمِ الّذِين أخْبر عنْهُمْ لِحُسْنِ فِعالِهِمْ فقدْ كان مُباحاً جائِزاً و لمْ يكُونُوا نُهُوا عنْهُ و ثوابُهُمْ مِنْهُ على اللّهِ و ذلِك أنّ اللّه جلّ و تقدّس أمر بِخِلافِ ما عمِلُوا بِهِ فصار أمْرُهُ ناسِخاً لِفِعْلِهِمْ و كان نهى تبارك و تعالى رحْمةً لِمُؤْمِنِين (28) و نظراً لِكيْلا يُضِرُّوا بِأنْفُسِهِمْ و عِيالاتِهِمْ مِنْهُمُ الضّعفةُ الصِّغارُ و الْوِلْدانُ و الشّيْخُ الْفانِ و الْعجُوزُ الْكبِيرةُ الّذِين لا يصْبِرُون على الْجُوعِ فإِنْ تصدّقْتُ بِرغِيفِي و لا رغِيف لِي غيْرُهُ ضاعُوا و هلكُوا جُوعاً فمِنْ ثمّ قال رسُولُ اللّهِ ص خمْسُ تمراتٍ أوْ خمْسُ قُرصٍ أوْ دنانِير أوْ دراهِم يمْلِكُها الْإِنْسانُ و هُو يُرِيدُ أنْ يُمْضِيها فأفْضلُها ما أنْفقهُ الْإِنْسانُ على والِديْهِ ثُمّ الثّانِيةُ على نفْسِهِ و عِيالِهِ ثُمّ الثّالِثةُ على الْقرابةِ و إِخْوانِهِ الْمُؤْمِنِين 45 ثُمّ الرّابِعةُ على جِيرانِهِ الْفُقراءِ ثُمّ الْخامِسةُ فِي سبِيلِ اللّهِ و هُو أخسُّها أجْراً و قال النّبِيُّ ص لِلْأنْصارِيِ حيْثُ أعْتق عِنْد موْتِهِ خمْسةً أوْ سِتّةً مِن الرّقِيقِ (29) و لمْ يكُنْ يمْلِكُ غيْرهُمْ و لهُ أوْلادٌ صِغارٌ لوْ أعْلمْتُمُونِي أمْرهُ ما تركْتُكُمْ تدْفِنُونهُ مع الْمُسْلِمِين ترك صِبْيةً صِغاراً(30) يتكفّفُون النّاس ثُمّ قال حدّثنِي أبِي أن النّبِيّ ص قال اِبْدأْ بِمنْ تعُولُ الْأدْنى فالْأدْنى ثُمّ هذا ما نطق بِهِ الْكِتابُ ردّاً لِقوْلِكُمْ و نهْياً عنْهُ مفْرُوضٌ مِن اللّهِ الْعزِيزِ الْحكِيمِ قال الّذِين إِذا أنْفقُوا لمْ يُسْرِفُوا و لمْ يقْتُرُوا و كان بيْن ذلِك قواماً(31)[2-14](25:67) أ فلا تروْن أنّ اللّه تبارك و تعالى عيّر ما أراكُمْ تدْعُوْن إِليْهِ و الْمُسْرِفِين (32) و فِي غيْرِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللّهِ يقُولُ- إِنّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين 50[37-40](6:141) فنهاهُمْ عنِ الْإِسْرافِ و نهاهُمْ عنِ التّقْتِيرِ لكِنْ أمْرٌ بيْن أمْريْنِ لا يُعْطِي جمِيع ما عِنْدهُ ثُمّ يدْعُو اللّه أنْ يرْزُقهُ فلا يسْتجِيبُ لهُ لِلْحدِيثِ الّذِي جاء عنِ النّبِيِّ ص أنّ أصْنافاً مِنْ أُمّتِي لا يُسْتجابُ لهُمْ دُعاؤُهُمْ رجُلٌ يدْعُو على والِديْهِ و رجُلٌ يدْعُو على غرِيمٍ 51 ذهب لهُ بِمالٍ و لمْ يُشْهِدْ عليْهِ و رجُلٌ يدْعُو على اِمْرأتِهِ و قدْ جعل اللّهُ تخْلِية سبِيلِها بِيدِهِ و رجُلٌ يقْعُدُ فِي الْبيْتِ و يقُولُ يا ربِّ اُرْزُقْنِي و لا يخْرُجُ يطْلُبُ الرِّزْق فيقُولُ اللّهُ جلّ و عزّ عبْدِي أ و لمْ أجْعلْ لك السّبِيل إِلى الطّلبِ و الضّرْبِ فِي الْأرْضِ بِجوارِح صحِيحةٍ فتكُون قدْ أعْذرْت فِيما بيْنِي و بيْنك فِي الطّلبِ لاِتِّباعِ أمْرِي و لِكيْلا تكُون كلاًّ على أهْلِك فإِنْ شِئْتُ رزقْتُك و إِنْ شِئْتُ قتّرْتُ عليْك و أنْت معْذُورٌ عِنْدِي (33) و رجُلٌ رزقهُ اللّهُ مالاً كثِيراً فأنْفقهُ ثُمّ أقْبل يدْعُو يا ربِّ اُرْزُقْنِي فيقُولُ اللّهُ أ لمْ أرْزُقْك رِزْقاً واسِعاً أ فلا اِقْتصدْت (34) فِيهِ كما أمرْتُك و لِم تُسْرِفُ و قدْ نهيْتُك و رجُلٌ يدْعُو فِي قطِيعةِ رحِمٍ ثُمّ علّم اللّهُ نبِيّهُ ص كيْف يُنْفِقُ و ذلِك أنّهُ كانتْ عِنْدهُ ص أُوقِيّةٌ مِنْ ذهبٍ (35) فكرِه أنْ تبِيت عِنْدهُ شيْ ءٌ فتصدّق و أصْبح ليْس عِنْدهُ شيْ ءٌ و جاءهُ منْ يسْألُهُ فلمْ يكُنْ عِنْدهُ ما يُعْطِيهِ فلامهُ السّائِلُ و اِغْتمّ هُو ص حيْثُ لمْ يكُنْ عِنْدهُ ما يُعْطِيهِ و كان رحِيماً رفِيقاً فأدّب اللّهُ نبِيّهُ ص بِأمْرِهِ إِيّاهُ فقال- و لا تجْعلْ يدك مغْلُولةً إِلى عُنُقِك و لا تبْسُطْها كُلّ الْبسْطِ فتقْعُد ملُوماً محْسُوراً(36)[1-15](17:29) يقُولُ إِنّ النّاس قدْ يسْألُونك و لا يعْذِرُونك فإِذا أعْطيْت جمِيع ما عِنْدك كُنْت قدْ خسِرْت مِن الْمالِ فهذِهِ أحادِيثُ رسُولِ اللّهِ ص يُصدِّقُها الْكِتابُ و الْكِتابُ يُصدِّقُهُ أهْلُهُ مِن الْمُؤْمِنِين و قال أبُو بكْرٍ عِنْد موْتِهِ حيْثُ قِيل لهُ أوْصِ فقال أُوصِي بِالْخُمُسِ و الْخُمُسُ كثِيرٌ فإِنّ اللّه قدْ رضِي بِالْخُمُسِ فأوْصى بِالْخُمُسِ و قدْ جعل اللّهُ عزّ و جلّ لهُ الثُّلُث عِنْد موْتِهِ و لوْ علِم أنّ الثُّلُث خيْرٌ لهُ أوْصى بِهِ ثُمّ منْ قدْ علِمْتُمْ بعْدهُ فِي فضْلِهِ و زُهْدِهِ سلْمانُ و أبُو ذرٍّ رضِي اللّهُ عنْهُما فأمّا سلْمانُ رضِي اللّهُ عنْهُ فكان إِذا أخذ عطاءهُ رفع مِنْهُ قُوتهُ لِسنتِهِ حتّى يحْضُرهُ عطاؤُهُ مِنْ قابِلٍ فقِيل لهُ يا أبا عبْدِ اللّهِ أنْت فِي زُهْدِك تصْنعُ هذا و إِنّك لا تدْرِي لعلّك تمُوتُ الْيوْم أوْ غداً فكان جوابهُ أنْ قال ما لكُمْ لا ترْجُون لِي الْبقاء كما خِفْتُمْ عليّ الْفناء أ و ما علِمْتُمْ يا جهلةُ أنّ النّفْس تلْتاثُ على صاحِبِها(37) إِذا لمْ يكُنْ لها مِن الْعيْشِ ما تعْتمِدُ عليْهِ فإِذا هِي أحْرزتْ معِيشتها اِطْمأنّتْ فأمّا أبُو ذرٍّ رضِي اللّهُ عنْهُ فكانتْ لهُ نُويْقاتٌ و شُويْهاتٌ يحْلُبُها(38) و يذْبحُ مِنْها إِذا اِشْتهى أهْلُهُ اللّحْم أوْ نزل بِهِ ضيْفٌ أوْ رأى بِأهْلِ الْماءِ الّذِين هُمْ معهُ خصاصةً نحر لهُمُ الْجزُور أوْ مِن الشِّياهِ على قدْرِ ما يُذْهِبُ عنْهُمْ قرم اللّحْمِ 58 فيقْسِمُهُ بيْنهُمْ و يأْخُذُ كنصِيبِ أحدِهِمْ لا يفْضُلُ عليْهِمْ و منْ أزْهدُ مِنْ هؤُلاءِ و قدْ قال فِيهِمْ رسُولُ اللّهِ ص ما قال و لمْ يبْلُغْ مِنْ أمْرِهِما أنْ صارا لا يمْلِكانِ شيْئاً الْبتّة كما تأْمُرُون النّاس بِإِلْقاءِ أمْتِعتِهِمْ و شيْئِهِمْ و يُؤْثِرُون بِهِ على أنْفُسِهِمْ و عِيالاتِهِمْ و اِعْلمُوا أيُّها النّفرُ أنِّي سمِعْتُ أبِي يرْوِي عنْ آبائِهِ ع أن رسُول اللّهِ ص قال يوْماً ما عجِبْتُ مِنْ شيْ ءٍ كعجبِي مِن الْمُؤْمِنِ أنّهُ إِنْ قُرِّض جسدُهُ فِي دارِ الدُّنْيا بِالْمقارِيضِ كان خيْراً لهُ و إِنْ ملك ما بيْن مشارِقِ الْأرْضِ و مغارِبِها كان خيْراً لهُ فكُلُّ ما يصْنعُ اللّهُ عزّ و جلّ بِهِ فهُو خيْرٌ لهُ فليْت شِعْرِي هلْ يحِيقُ فِيكُمُ الْيوْم (39) ما قدْ شرحْتُ لكُمْ أمْ أزِيدُكُمْ أ و ما علِمْتُمْ أنّ اللّه جلّ اِسْمُهُ قدْ فرض على الْمُؤْمِنِين فِي أوّلِ الْأمْرِ أنْ يُقاتِل الرّجُلُ مِنْهُمْ عشرةً مِن الْمُشْرِكِين ليْس لهُ أنْ يُولِّي وجْههُ عنْهُمْ و منْ ولاّهُمْ يوْمئِذٍ دُبُرهُ فقدْ تبوّأ مقْعدهُ مِن النّارِ ثُمّ حوّلهُمْ مِنْ حالِهِمْ رحْمةً مِنْهُ فصار الرّجُلُ مِنْهُمْ عليْهِ أنْ يُقاتِل رجُليْنِ مِن الْمُشْرِكِين تخْفِيفاً مِن اللّهِ عزّ و جلّ عنِ الْمُؤْمِنِين (40) فنسخ الرّجُلانِ الْعشرة و أخْبِرُونِي أيْضاً عنِ الْقُضاةِ أ جوْرٌ مِنْهُمْ حيْثُ يفْرُضُون على الرّجُلِ مِنْكُمْ نفقة اِمْرأتِهِ إِذا قال أنا زاهِدٌ و إِنّهُ لا شيْ ء لِي فإِنْ قُلْتُمْ جوْرٌ ظلمْتُمْ أهْل الْإِسْلامِ و إِنْ قُلْتُمْ بلْ عدْلٌ خصمْتُمْ أنْفُسكُمْ و حيْثُ تُرِيدُون صدقة(41) منْ تصدّق على الْمساكِينِ عِنْد الْموْتِ بِأكْثر مِن الثُّلُثِ أخْبِرُونِي لوْ كان النّاسُ كُلُّهُمْ كما تُرِيدُون زُهّاداً لا حاجة لهُمْ فِي متاعِ غيْرِهِمْ فعلى منْ كان يُتصدّقُ بِكفّاراتِ الْأيْمانِ و النُّذُورِ و الصّدقاتِ مِنْ فرْضِ الزّكاةِ مِن الْإِبِلِ و الْغنمِ و الْبقرِ و غيْرِ ذلِك مِن الذّهبِ و الْفِضّةِ و النّخْلِ و الزّبِيبِ و سائِرِ ما قدْ وجبتْ فِيهِ الزّكاةُ إِذا كان الْأمْرُ على ما تقُولُون لا ينْبغِي لِأحدٍ أنْ يحْبِس شيْئاً مِنْ عرضِ الدُّنْيا إِلاّ قدّمهُ و إِنْ كان بِهِ خصاصةٌ فبِئْس ما ذهبْتُمْ إِليْهِ 62 و حملْتُمُ النّاس عليْهِ مِن الْجهْلِ بِكِتابِ اللّهِ عزّ و جلّ و سُنّةِ نبِيِّهِ ص و أحادِيثِهِ الّتِي يُصدِّقُها الْكِتابُ الْمُنْزلُ أوْ ردِّكُمْ إِيّاها بِجهالتِكُمْ و ترْكِكُمُ النّظر فِي غرائِبِ الْقُرْآنِ مِن التّفْسِيرِ بِالنّاسِخِ مِن الْمنْسُوخِ و الْمُحْكمِ و الْمُتشابِهِ و الْأمْرِ و النّهْيِ و أخْبِرُونِي أنْتُمْ عنْ سُليْمان بْنِ داوُد ع

حيْثُ سأل اللّه مُلْكاً لا ينْبغِي لِأحدٍ مِنْ بعْدِهِ فأعْطاهُ اللّهُ جلّ اِسْمُهُ ذلِك و كان ع يقُولُ الْحقّ و يعْملُ بِهِ ثُمّ لمْ نجِدِ اللّه عاب ذلِك عليْهِ و لا أحداً مِن الْمُؤْمِنِين وداوُد ع

قبْلهُ فِي مُلْكِهِ و شِدّةِ سُلْطانِهِ ثُم يُوسُف

النّبِيِّ ع حيْثُ قال لِملِكِ مِصْر اِجْعلْنِي على خزائِنِ الْأرْضِ إِنِّي حفِيظٌ علِيمٌ 63[2-8](12:55) فكان أمْرُهُ الّذِي كان اِخْتار ممْلكة الْملِكِ و ما حوْلها إِلى الْيمنِ فكانُوا يمْتارُون الطّعام 64 مِنْ عِنْدِهِ لِمجاعةٍ أصابتْهُمْ و كان ع يقُولُ الْحقّ و يعْملُ بِهِ فلمْ نجِدْ أحداً عاب ذلِك عليْهِ ثُم ذُو الْقرْنيْنِ

عبْدٌ أحبّ اللّه فأحبّهُ طوى لهُ الْأسْباب و ملّكهُ مشارِق الْأرْضِ و مغارِبها و كان يقُولُ بِالْحقِّ و يعْملُ بِهِ ثُمّ لمْ نجِدْ أحداً عاب ذلِك عليْهِ فتأدّبُوا أيُّها النّفرُ بِآدابِ اللّهِ عزّ و جلّ لِلْمُؤْمِنِين و اِقْتصِرُوا على أمْرِ اللّهِ و نهْيِهِ و دعُوا عنْكُمْ ما اِشْتبه عليْكُمْ مِمّا لا عِلْم لكُمْ بِهِ و رُدُّوا الْعِلْم إِلى أهْلِهِ تُؤْجرُوا و تُعْذرُوا عِنْد اللّهِ تبارك و تعالى و كُونُوا فِي طلبِ عِلْمِ النّاسِخِ مِن الْقُرْآنِ مِنْ منْسُوخِهِ و مُحْكمِهِ مِنْ مُتشابِهِهِ و ما أحل اللّهُ فِيهِ مِمّا حرّم فإِنّهُ أقْربُ لكُمْ مِن اللّهِ و أبْعدُ لكُمْ مِن الْجهْلِ و دعُوا الْجهالة لِأهْلِها فإِنّ أهْل الْجهْلِ كثِيرٌ و أهْل الْعِلْمِ قلِيلٌ و قدْ قال اللّهُ و فوْق كُلِّ ذِي عِلْمٍ علِيمٌ (42)[29-34](12:76) .

كلامه ع في خلق الإنسان و تركيبه6,1,14-قال ع عِرْفانُ الْمرْءِ نفْسهُ أنْ يعْرِفها بِأرْبعِ طبائِع و أرْبعِ دعائِم و أرْبعةِ أرْكانٍ فطبائِعُهُ الدّمُ و الْمِرّةُ و الرِّيحُ و الْبلْغمُ (43) و دعائِمُهُ الْعقْلُ و مِن الْعقْلِ الْفهْمُ و الْحِفْظُ و أرْكانُهُ النُّورُ و النّارُ و الرُّوحُ و الْماءُ و صُورتُهُ طِينتُهُ فأبْصر بِالنُّورِ و أكل و شرِب بِالنّارِ و جامع و تحرّك بِالرُّوحِ و وجد طعْم الذّوْقِ و الطّعامِ بِالْماءِ فهذا تأْسِيسُ صُورتِهِ فإِذا كان تأْيِيدُ عقْلِهِ مِن النُّورِ كان عالِماً حافِظاً ذكِيّاً فطِناً فهِماً و عرف فِيما هُو و مِنْ أيْن يأْتِيهِ و لِأيِّ شيْ ءٍ هُو هاهُنا و إِلى ما هُو صائِرٌ بِإِخْلاصِ الْوحْدانِيّةِ و الْإِقْرارِ بِالطّاعةِ و قدْ تجْرِي فِيهِ النّفْسُ و هِي حارّةٌ و تجْرِي فِيهِ و هِي بارِدةٌ فإِذا حلّتْ بِهِ الْحرارةُ أشِر و بطِر و اِرْتاح (44) و قتل و سرق و بهِج و اِسْتبْشر و فجر و زنى و بذخ و إِذا كانتْ بارِدةً اِهْتمّ و حزِن و اِسْتكان و ذبُل (45) و نسِي فهِي الْعوارِضُ الّتِي تكُونُ مِنْها الْأسْقامُ و لا يكُونُ أوّلُ ذلِك إِلاّ بِخطِيئةٍ عمِلها فيُوافِقُ ذلِك مِنْ مأْكلٍ أوْ مشْربٍ فِي حدِّ ساعاتٍ لا تكُونُ تِلْك السّاعةُ مُوافِقةً لِذلِك الْمأْكلِ و الْمشْربِ بِحالِ الْخطِيئةِ فيسْتوْجِبُ الْألم مِنْ ألْوانِ الْأسْقامِ ثُمّ قال ع بعْد ذلِك بِكلامٍ آخِر إِنّما صار الْإِنْسانُ يأْكُلُ و يشْربُ و يعْملُ بِالنّارِ و يسْمعُ و يشمُّ بِالرِّيحِ و يجِدُ لذّة الطّعامِ و الشّرابِ بِالْماءِ و يتحرّكُ بِالرُّوحِ فلوْ لا أنّ النّار فِي معِدتِهِ لما هضمتِ الطّعام و الشّراب فِي جوْفِهِ و لوْ لا الرِّيحُ ما اِلْتهبتْ نارُ الْمعِدةِ و لاخرج الثُّفْلُ مِنْ بطْنِهِ (46) و لوْ لا الرُّوحُ لا جاء و لا ذهب و لوْ لا برْدُ الْماءِ لأحْرقتْهُ نارُ الْمعِدةِ و لوْ لا النُّورُ ما أبْصر و لا عقل و الطِّينُ صُورتُهُ و الْعظْمُ فِي جسدِهِ بِمنْزِلةِ الشّجرِ فِي الْأرْضِ و الشّعْرُ فِي جسدِهِ بِمنْزِلةِ الْحشِيشِ فِي الْأرْضِ و الْعصبُ فِي جسدِهِ بِمنْزِلةِ اللِّحاءِ على الشّجرِ(47) و الدّمُ فِي جسدِهِ بِمنْزِلةِ الْماءِ فِي الْأرْضِ و لا قِوام لِلْأرْضِ إِلاّ بِالْماءِ و لا قِوام لِجسدِ الْإِنْسانِ إِلاّ بِالدّمِ و الْمُخُّ دسمُ الدّمِ و زُبْدُهُ فهكذا الْإِنْسانُ خُلِق مِنْ شأْنِ الدُّنْيا و شأْنِ الْآخِرةِ فإِذا جمع اللّهُ بيْنهُما صارتْ حياتُهُ فِي الْأرْضِ لِأنّهُ نزل مِنْ شأْنِ السّماءِ إِلى الدُّنْيا فإِذا فرّق اللّهُ بيْنهُما صارتْ تِلْك الْفُرْقةُ الْموْت يُردُّ شأْنُ الْآخِرةِ إِلى السّماءِ فالْحياةُ فِي الْأرْضِ و الْموْتُ فِي السّماءِ و ذلِك أنّهُ يُفرّقُ بيْن الرُّوحِ و الْجسدِ فرُدّتِ الرُّوحُ و النُّورُ إِلى الْقُدْرةِ الْأُولى و تُرِك الْجسدُ لِأنّهُ مِنْ شأْنِ الدُّنْيا و إِنّما فسد الْجسدُ فِي الدُّنْيا لِأنّ الرِّيح تُنشِّفُ (48) الْماء فييْبسُ الطِّينُ فيصِيرُ رُفاتاً و يبْلى و يُردُّ كُلٌّ إِلى جوْهرِهِ الْأوّلِ و تحرّكتِ الرُّوحُ بِالنّفْسِ و النّفْسُ حركتُها مِن الرِّيحِ فما كان مِنْ نفْسِ الْمُؤْمِنِ فهُو نُورٌ مُؤيّدٌ بِالْعقْلِ و ما كان مِنْ نفْسِ الْكافِرِ فهُو نارٌ مُؤيّدٌ بِالنّكْراءِ(49) فهذا مِنْ صُورةِ نارِهِ و هذا مِنْ صُورةِ نُورِهِ و الْموْتُ رحْمةٌ مِن اللّهِ لِعبْدِهِ الْمُؤْمِنِ و نقِمةٌ على الْكافِرِ و لِلّهِ عُقُوبتانِ إِحْداهُما مِن الرُّوحِ و الْأُخْرى تسْلِيطُ النّاسِ بعْضٍ على بعْضٍ فما كان مِنْ قِبلِ الرُّوحِ فهُو السُّقْمُ و الْفقْرُ و ما كان مِنْ تسْلِيطٍ فهُو النّقِمةُ و ذلِك قوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- و كذلِك نُولِّي بعْض الظّالِمِين بعْضاً بِما كانُوا يكْسِبُون 73[1-9](6:129) مِن الذُّنُوبِ فما كان مِنْ ذنْبِ الرُّوحِ فعُقُوبتُهُ بِذلِك السُّقْمِ و الْفقْرِ و ما كان مِنْ تسْلِيطٍ فهُو النّقِمةُ و كُلُّ ذلِك عُقُوبةٌ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيا و عذابٌ لهُ فِيها و أمّا الْكافِرُ فنقِمةٌ عليْهِ فِي الدُّنْيا و سُوءُ الْعذابِ فِي الْآخِرةِ و لا يكُونُ ذلِك إِلاّ بِذنْبٍ و الذّنْبُ مِن الشّهْوةِ و هِي مِن الْمُؤْمِنِ خطأٌ و نِسْيانٌ و أنْ يكُون مُسْتكْرهاً و ما لا يُطِيقُ و ما كان مِن الْكافِرِ فعمْدٌ و جُحُودٌ و اِعْتِداءٌ و حسدٌ و ذلِك قوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- كُفّاراً حسداً مِنْ عِنْدِ أنْفُسِهِمْ 74[11-15](2:109)

و من حكمه علا يصْلُحُ منْ لا يعْقِلُ (50) و لا يعْقِلُ منْ لا يعْلمُ و سوْف ينْجُبُ منْ يفْهمُ و يظْفرُ منْ يحْلُمُ و الْعِلْمُ جُنّةٌ و الصِّدْقُ عِزٌّ و الْجهْلُ ذُلٌّ و الْفهْمُ مجْدٌ(51) و الْجُودُ نُجْحٌ و حُسْنُ الْخُلُقِ مجْلبةٌ لِلْمودّةِ و الْعالِمُ بِزمانِهِ لا تهْجُمُ عليْهِ اللّوابِسُ (52) و الْحزْمُ مِشْكاةُ الظّنِ (53) و اللّهُ ولِيُّ منْ عرفهُ و عدُوُّ منْ تكلّفهُ و الْعاقِلُ غفُورٌ و الْجاهِلُ ختُورٌ79 و إِنْ شِئْت أنْ تُكْرم فلِنْ و إِنْ شِئْت أنْ تُهان فاخْشُنْ و منْ كرُم أصْلُهُ لان قلْبُهُ و منْ خشُن عُنْصُرُهُ غلُظ كبِدُهُ (54) و منْ فرّط تورّط(55) و منْ خاف الْعاقِبة تثْبُتُ فِيما لا يعْلمُ و منْ هجم على أمْرٍ بِغيْرِ عِلْمٍ جدع أنْف نفْسِهِ 82 و منْ لمْ يعْلمْ لمْ يفْهمْ و منْ لمْ يفْهمْ لمْ يسْلمْ و منْ لمْ يسْلمْ لمْ يُكْرمْ و منْ لمْ يُكْرمْ تُهْضمْ و منْ تُهْضمْ كان ألْوم 83 و منْ كان كذلِك كان أحْرى أنْ ينْدم إِنْ قدرْت أنْ لا تُعْرف فافْعلْ و ما عليْك إِذا لمْ يُثْنِ النّاسُ عليْك و ما عليْك أنْ تكُون مذْمُوماً عِنْد النّاسِ إِذا كُنْت عِنْد اللّهِ محْمُوداً إِن أمِير الْمُؤْمِنِين ع كان يقُولُ لا خيْر فِي الْحياةِ إِلاّ لِأحدِ رجُليْنِ رجُلٍ يزْدادُ كُلّ يوْم فِيها إِحْساناً و رجُلٍ يتداركُ منِيّتهُ بِالتّوْبةِ84 إِنْ قدرْت أنْ لا تخْرُج مِنْ بيْتِك فافْعلْ و إِنّ عليْك فِي خُرُوجِك أنْ لا تغْتاب و لا تكْذِب و لا تحْسُد و لا تُرائِي و لا تتصنّع و لا تُداهِن صوْمعةُ الْمُسْلِمِ بيْتُهُ يحْبِسُ فِيهِ نفْسهُ و بصرهُ و لِسانهُ و فرْجهُ إِنّ منْ عرف نِعْمة اللّهِ بِقلْبِهِ اِسْتوْجب الْمزِيد مِن اللّهِ قبْل أنْ يُظْهِر شُكْرها على لِسانِهِ ثُمّ قال ع كمْ مِنْ مغْرُورٍ بِما أنْعم اللّهُ عليْهِ و كمْ مِنْ مُسْتدْرجٍ بِستْرِ اللّهِ عليْهِ و كمْ مِنْ مفْتُونٍ بِثناءِ النّاسِ عليْهِ إِنِّي لأرْجُو النّجاة لِمنْ عرف حقّنا مِنْ هذِهِ الْأُمّةِ إِلاّ لِأحدِ ثلاثةٍ صاحِبِ سُلْطانٍ جائِرٍ و صاحِبِ هوًى و الْفاسِقِ الْمُعْلِنِ الْحُبُّ أفْضلُ مِن الْخوْفِ و اللّهِ ما أحبّ اللّه منْ أحبّ الدُّنْيا و والى غيْرنا و منْ عرف حقّنا و أحبّنا فقدْ أحبّ اللّه كُنْ ذنباً و لا تكُنْ رأْساً قال رسُولُ اللّهِ ص منْ خاف كلّ لِسانُهُ.

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ص منْ أنْصف النّاس مِنْ نفْسِهِ رُضِي بِهِ حكماً لِغيْرِهِ.

و قال ع إِذا كان الزّمانُ زمان جوْرٍ و أهْلُهُ أهْل غدرٍ فالطُّمأْنِينةُ إِلى كُلِّ أحدٍ عجْزٌ(56).

و قال ع إِذا أُضِيف الْبلاءُ إِلى الْبلاءِ كان مِن الْبلاءِ عافِيةٌ.

و قال ع إِذا أردْت أنْ تعْلم صِحّة ما عِنْد أخِيك فأغْضِبْهُ فإِنْ ثبت لك على الْمودّةِ فهُو أخُوك و إِلاّ فلا.

و قال ع لا تعْتدّ بِمودّةِ أحدٍ حتّى تُغْضِبهُ ثلاث مرّاتٍ.

و قال ع لا تثِقنّ بِأخِيك كُلّ الثِّقةِ فإِنّ صرْعة الاِسْتِرْسالِ لا تُسْتقالُ 86.

.


1- ..السوقة:الرعية من الناس.واوى.
2- ..في بعض النسخ [من وجوه الفساد تقوية و معونة لولاة الجور].
3- ..الصلبان:جمع صليب.
4- ..أي الصنائع المحللة.
5- ..الإبّان-بكسر فتشديد-:الوقت و الحين.
6- ..إقراء الضيف:إكرامه.
7- ..حب معروف يقال له بالفارسية:(برنج).
8- ..السمسم-بكسر المهملتين-نبات يستخرج من حبّه السيرج.
9- ..القانصة مر معناها ص 105.
10- ..النصف-بالكسر و قد تثلث-:الإنصاف و العدل.
11- ..في الكلام حذف و لعلّ المراد المحرم المصدود و المحصور.و التحرّج:تجنّب الحرج أي الاثم.
12- ..سورة التوبة آية 60.
13- ..المغانم:جمع مغنم أي الغنيمة.
14- ..«جبن»فاعل لقوله:«منعنا»أي ما منعنا جبن عن العدو و لا زهادة.
15- ..الضيعة-بالكسر-:التلف و الهلاك.و أيضا:الفقد.-و بالفتح-:المرة من ضاع.
16- ..سورة الحشر آية 6 و 7.
17- ..سورة الأنفال آية 41.كذا «و اِعْلمُوا أنّما غنِمْتُمْ مِنْ شيْ ءٍ...[1-6](8:41) الآية».
18- ..اختلجه:انتزعه و اجتذبه.
19- ..سورة الأنفال آية 1.
20- ..سورة الأنفال آية 41.
21- ..سورة الحشر آية 6.
22- ..سورة الحشر آية 8.
23- ..الحزازة-بالفتح:التعسف في الكلام.و أيضا:وجع في القلب من غيظ و نحوه.
24- ..سورة الحشر آية 9.و الخصاصة:الفقر و الحاجة.
25- ..وترهم:قطعهم-و أبعدهم.و وتر القوم:جعلهم شفعهم وترا أي أفردهم.
26- ..سورة الحشر آية 10.
27- ..سورة الحشر آية 7.
28- ..في بعض النسخ [تخرج ].
29- ..الخلل-بالتحريك-:الفساد و الوهن.و الأولى هنا أن يكون جمع خلة أي الحاجة.
30- ..في بعض النسخ [لا يعتمر].
31- ..في بعض النسخ [يقضينا].
32- ..الحجيج:الغالب باظهار الحجّة.
33- ..في الكافي [يظهرون الزهد].
34- ..التقشّف:ترك النظافة.و الترفه،ضد التنعّم.
35- ..أي ضاق صدره من كلامك و استحيا.و الحصر:العى في المنطق و العجز عن الكلام.
36- ..الادلاء بالشي ء:احضاره.
37- ..سورة الحشر آية 9.
38- ..سورة الإنسان آية 8.
39- ..في الكافي [رحمة منه للمؤمنين ].
40- ..في الكافي [على قرابته الفقراء].
41- ..الرقيق:المملوك للواحد و الجمع و قد يجمع على أرقاء أيضا.
42- ..سورة الأنعام آية 141 و الأعراف 31.
43- ..الغريم:المديون.و في الكافي [ذهب له بمال فلم يكتب عليه و لم يشهد عليه ].
44- ..في بعض نسخ الكافي [و أنت غير معذور عندي ].
45- ..في الكافي [فهلا اقتصدت فيه ].
46- ..الاوقيّة-بضم فسكون و فتح الياء المشددة-:جزء من أجزاء الرطل.
47- ..سورة الاسرى آية 31.
48- ..«تلتات»أي تبطئ و تحتبس عن الطاعات و تسترخى و تستضعف.
49- ..النويقات:جمع نويقة تصغير الناقة و الشويهة:جمع شويهة تصغير الشاة.
50- ..في الكافي [للمؤمنين ].
51- ..كذا و في الكافي [حيث يردون صدقة].
52- ..في الكافي [ذهبتم فيه ].
53- ..سورة يوسف آية 56.
54- ..سورة يوسف آية 76.
55- ..المرّة-بكسر ففتح مشددة-:خلط من خلط البدن كالصفراء أو السوداء و الجمع مرار.
56- ..اللحاء-بالكسر-:قشر العود أو الشجر.

ص: 340

. .

ص: 341

. .

ص: 342

. .

ص: 343

. .

ص: 344

. .

ص: 345

. .

ص: 346

. .

ص: 347

. .

ص: 348

. .

ص: 349

. .

ص: 350

. .

ص: 351

. .

ص: 352

. .

ص: 353

. .

ص: 354

. .

ص: 355

. .

ص: 356

. .

ص: 357

. .

ص: 358

و قال ع الْإِسْلامُ درجةٌ و الْإِيمانُ على الْإِسْلامِ درجةٌ(1) و الْيقِينُ على الْإِيمانِ درجةٌ و ما أُوتِي النّاسُ أقلّ مِن الْيقِينِ.

و قال ع إِزالةُ الْجِبالِ أهْونُ مِنْ إِزالةِ قلْبٍ عنْ موْضِعِهِ.

و قال ع الْإِيمانُ فِي الْقلْبِ و الْيقِينُ خطراتٌ.

و قال ع الرّغْبةُ فِي الدُّنْيا تُورِثُ الْغمّ و الْحزن (2) و الزُّهْدُ فِي الدُّنْيا راحةُ الْقلْبِ و الْبدنِ.

و قال ع مِن الْعيْشِ دارٌ يُكْرى و خُبْزٌ يُشْرى.

و قال ع لِرجُليْنِ تخاصما بِحضْرتِهِ أما إِنّهُ لمْ يظْفرْ بِخيْرٍ منْ ظفِر بِالظُّلْمِ و منْ يفْعلِ السُّوء بِالنّاسِ فلا يُنْكِرِ السُّوء إِذا فُعِل بِهِ.

و قال ع التّواصُلُ بيْن الْإِخْوانِ فِي الْحضرِ التّزاوُرُ و التّواصُلُ فِي السّفرِ الْمُكاتبةُ.

و قال ع لا يصْلُحُ الْمُؤْمِنُ إِلاّ على ثلاثِ خِصالٍ التّفقُّهِ فِي الدِّينِ و حُسْنِ التّقْدِيرِ فِي الْمعِيشةِ و الصّبْرِ على النّائِبةِ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ لا يغْلِبُهُ فرْجُهُ و لا يفْضحُهُ بطْنُهُ.

و قال ع صُحْبةُ عِشْرِين سنةً قرابةٌ.

و قال ع لا تصْلُحُ الصّنِيعةُ إِلاّ عِنْد ذِي حسبٍ أوْ دِينٍ و ما أقلّ منْ يشْكُرُ الْمعْرُوف.

و قال ع إِنّما يُؤْمرُ بِالْمعْرُوفِ و يُنْهى عنِ الْمُنْكرِ مُؤْمِنٌ فيتّعِظُ أوْ جاهِلٌ فيتعلّمُ فأمّا صاحِبُ سوْطٍ و سيْفٍ فلا(3).

و قال ع إِنّما يأْمُرُ بِالْمعْرُوفِ و ينْهى عنِ الْمُنْكرِ منْ كانتْ فِيهِ ثلاثُ خِصالٍ عالِمٌ بِما يأْمُرُ عالِمٌ بِما ينْهى عادِلٌ فِيما يأْمُرُ عادِلٌ فِيما ينْهى رفِيقٌ بِما يأْمُرُ رفِيقٌ بِما ينْهى.

.


1- ..نشف الماء:أخذه من مكانه و تنشّف الثوب العرق:شربه.
2- ..النكراء:الدهاء و الفطنة بالمنكر و الشيطنة.
3- ..سورة الأنعام آية 129.

ص: 359

و قال ع منْ تعرّض لِسُلْطانٍ (1) جائِرٍ فأصابتْهُ مِنْهُ بلِيّةٌ لمْ يُؤْجرْ عليْها و لمْ يُرْزقِ الصّبْر عليْها.

و قال ع إِنّ اللّه أنْعم على قوْمٍ بِالْمواهِبِ فلمْ يشْكُرُوهُ فصارتْ عليْهِمْ وبالاً و اِبْتلى قوْماً بِالْمصائِبِ فصبرُوا فكانتْ عليْهِمْ نِعْمةً.

و قال ع صلاحُ حالِ التّعايُشِ و التّعاشُرِ مِلْ ءُ مِكْيالٍ (2) ثُلُثاهُ فِطْنةٌ و ثُلُثُهُ تغافُلٌ.

و قال ع ما أقْبح الاِنْتِقام بِأهْلِ الْأقْدارِ(3).

و قِيل لهُ ما الْمُرُوّةُ فقال ع لا يراك اللّهُ حيْثُ نهاك و لا يفْقِدُك مِنْ حيْثُ أمرك .

و قال ع اُشْكُرْ منْ أنْعم عليْك و أنْعِمْ على منْ شكرك فإِنّهُ لا إِزالة لِلنِّعمِ إِذا شُكِرتْ و لا إِقامة لها إِذا كُفِرتْ و الشُّكْرُ زِيادةٌ فِي النِّعمِ و أمانٌ مِن الْفقْرِ.

و قال ع فوْتُ الْحاجةِ خيْرٌ مِنْ طلبِها مِنْ غيْرِ أهْلِها و أشدُّ مِن الْمُصِيبةِ سُوءُ الْخُلُقِ مِنْها.

و سألهُ رجُلٌ أنْ يُعلِّمهُ ما ينالُ بِهِ خيْر الدُّنْيا و الْآخِرةِ و لا يُطوِّل عليْهِ (4) فقال ع لا تكْذِبْ .

و قِيل لهُ ما الْبلاغةُ فقال ع منْ عرف شيْئاً قلّ كلامُهُ فِيهِ و إِنّما سُمِّي الْبلِيغ لِأنّهُ يبْلُغُ حاجتهُ بِأهْونِ سعْيِهِ .

و قال ع الدّيْنُ غمٌّ بِاللّيْلِ و ذُلٌّ بِالنّهارِ.

و قال ع إِذا صلح أمْرُ دُنْياك فاتّهِمْ دِينك.

و قال ع برُّوا آباءكُمْ يبرّكُمْ أبْناؤُكُمْ و عِفُّوا عنْ نِساءِ النّاسِ تعِفّ نِساؤُكُمْ.

.


1- ..سورة البقرة آية 103.
2- ..رواها الكليني في الكافي ج 1 ص 26 و فيه [لا يفلح من لا يعقل ].
3- ..المجد:العز و الرفعة.و النجح:الفوز و الظفر.
4- ..اللبس-بالفتح-الشبهة،أي لا تدخل عليه الشبهات.

ص: 360

و قال ع منِ اِئْتمن خائِناً على أمانةٍ لمْ يكُنْ لهُ على اللّهِ ضمانٌ 1.

و قال ع لِحُمْران بْنِ أعْين يا حُمْرانُ اُنْظُرْ منْ هُو دُونك فِي الْمقْدُرةِ(1) و لا تنْظُرْ إِلى منْ هُو فوْقك فإِنّ ذلِك أقْنعُ لك بِما قسم اللّهُ لك و أحْرى أنْ تسْتوْجِب الزِّيادة مِنْهُ عزّ و جلّ و اِعْلمْ أنّ الْعمل الدّائِم الْقلِيل على الْيقِينِ أفْضلُ عِنْد اللّهِ مِن الْعملِ الْكثِيرِ على غيْرِ يقِينٍ و اِعْلمْ أنّهُ لا ورع أنْفعُ مِنْ تجنُّبِ محارِمِ اللّهِ و الْكفِّ عنْ أذى الْمُؤْمِنِين و اِغْتِيابِهِمْ و لا عيْش أهْنأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ و لا مال أنْفعُ مِن الْقناعةِ بِالْيسِيرِ الْمُجْزِئِ و لا جهْل أضرُّ مِن الْعُجْبِ.

و قال ع الْحياءُ على وجْهيْنِ فمِنْهُ ضعْفٌ و مِنْهُ قُوّةٌ و إِسْلامٌ و إِيمانٌ.

و قال ع ترْكُ الْحُقُوقِ مذلّةٌ و إِنّ الرّجُل يحْتاجُ إِلى أنْ يتعرّض فِيها لِلْكذِبِ.

و قال ع إِذا سلّم الرّجُلُ مِن الْجماعةِ أجْزأ عنْهُمْ و إِذا ردّ واحِدٌ مِن الْقوْمِ أجْزأ عنْهُمْ (2).

و قال ع السّلامُ تطوُّعٌ و الرّدُّ فرِيضةٌ(3).

و قال ع منْ بدأ بِكلامٍ قبْل سلامٍ فلا تُجِيبُوهُ (4).

و قال ع إِنّ تمام التّحِيّةِ لِلْمُقِيمِ (5) الْمُصافحةُ و تمام التّسْلِيمِ على الْمُسافِرِ الْمُعانقةُ.

و قال ع تصافحُوا فإِنّها تذْهبُ بِالسّخِيمةِ(6).

.


1- ..ختر-كضرب و نصر-ختورا:خبث و فسد.و الختر:الغدر و الخديعة.
2- ..العنصر:الأصل.«و غلظ كبده»أي قسا قلبه.
3- ..أي من قصر في طلب الحق و فعل الطاعات اوقع نفسه في ورطات المهالك.
4- ..أي ذلّ نفسه.
5- .تهضّم من باب التفعّل.و في بعض النسخ [يهضم ]فى الموضعين أي يظلم و يغصب.
6- ..في بعض نسخ الكافي [سيئته بالتوبة].

ص: 361

و قال ع اِتّقِ اللّه بعْض التُّقى و إِنْ قلّ و دعْ بيْنك و بيْنهُ سِتْراً و إِنْ رقّ.

و قال ع منْ ملك نفْسهُ إِذا غضِب و إِذا رغِب و إِذا رهِب و إِذا اِشْتهى حرّم اللّهُ جسدهُ على النّارِ .

و قال ع الْعافِيةُ نِعْمةٌ خفِيفةٌ(1) إِذا وُجِدتْ نُسِيتْ و إِذا عُدِمتِ ذُكِرتْ.

و قال ع لِلّهِ فِي السّرّاءِ نِعْمةُ التّفضُّلِ و فِي الضّرّاءِ نِعْمةُ التّطهُّرِ2.

(2)

و قال ع كمْ مِنْ نِعْمةٍ لِلّهِ على عبْدِهِ فِي غيْرِ أملِهِ و كمْ مِنْ مُؤمِّلٍ أملاً الْخِيارُ فِي غيْرِهِ و كمْ مِنْ ساعٍ إِلى حتْفِهِ و هُو مُبْطِئٌ عنْ حظِّهِ.

و قال ع قدْ عجز منْ لمْ يُعِدّ لِكُلِّ بلاءٍ صبْراً و لِكُلِّ نِعْمةٍ شُكْراً و لِكُلِّ عُسْرٍ يُسْراً اِصْبِرْ نفْسك عِنْد كُلِّ بلِيّةٍ و رزِيّةٍ فِي ولدٍ أوْ فِي مالٍ فإِنّ اللّه إِنّما يقْبِضُ عارِيّتهُ و هِبتهُ لِيبْلُو شُكْرك و صبْرك.

و قال ع ما مِنْ شيْ ءٍ إِلاّ و لهُ حدٌّ قِيل فما حدُّ الْيقِينِ قال ع أنْ لا تخاف شيْئاً .

و قال ع ينْبغِي لِلْمُؤْمِنِ أنْ يكُون فِيهِ ثمانُ خِصالٍ وقُورٌ عِنْد الْهزاهِزِ(3) صبُورٌ عِنْد الْبلاءِ شكُورٌ عِنْد الرّخاءِ قانِعٌ بِما رزقهُ اللّهُ لا يظْلِمُ الْأعْداء و لا يتحمّلُ الْأصْدِقاء(4) بدنُهُ مِنْهُ فِي تعبٍ و النّاسُ مِنْهُ فِي راحةٍ.

و قال ع إِنّ الْعِلْم خلِيلُ الْمُؤْمِنِ و الْحِلْم وزِيرُهُ و الصّبْر أمِيرُ جُنُودِهِ و الرِّفْق أخُوهُ و اللِّين والِدُهُ.

و قال أبُو عُبيْدة(5)اُدْعُ اللّه لِي أنْ لا يجْعل رِزْقِي على أيْدِي الْعِبادِ فقال ع أبى اللّهُ عليْك ذلِك إِلاّ أنْ يجْعل أرْزاق الْعِبادِ بعْضِهِمْ مِنْ بعْضٍ و لكِنِ اُدْعُ اللّه أنْ يجْعل رِزْقك على أيْدِي خِيارِ خلْقِهِ فإِنّهُ مِن السّعادةِ و لا يجْعلهُ على أيْدِي شِرارِ خلْقِهِ فإِنّهُ مِن الشّقاوةِ .

و قال ع الْعامِلُ على غيْرِ بصِيرةٍ كالسّائِرِ على غيْرِ طرِيقٍ 7 فلا تزِيدُهُ سُرْعةُ السّيْرِ إِلاّ بُعْداً.

و قال ع فِي قوْلِ اللّهِ عزّ و جل اِتّقُوا اللّه حقّ تُقاتِهِ (6)[5-8](3:102) قال يُطاعُ فلا يُعْصى و يُذْكرُ فلا يُنْسى و يُشْكرُ فلا يُكْفرُ.

و قال ع منْ عرف اللّه خاف اللّه و منْ خاف اللّه سختْ نفْسُهُ عنِ الدُّنْيا(7).

و قال ع الْخائِفُ منْ لمْ تدعْ لهُ الرّهْبةُ لِساناً ينْطِقُ بِهِ.

و قِيل لهُ ع قوْمٌ يعْملُون بِالْمعاصِي و يقُولُون نرْجُو فلا يزالُون كذلِك حتّى يأْتِيهُمُ الْموْتُ فقال ع هؤُلاءِ قوْمٌ يترجّحُون فِي الْأمانِيِّ كذبُوا ليْس يرْجُون (8) إِنّ منْ رجا شيْئاً طلبهُ و منْ خاف مِنْ شيْ ءٍ هرب مِنْهُ .

و قال ع إِنّا لنُحِبُّ منْ كان عاقِلاً عالِماً فهِماً فقِيهاً حلِيماً مُدارِياً صبُوراً صدُوقاً وفِيّاً11 إِنّ اللّه خصّ الْأنْبِياء ع بِمكارِمِ الْأخْلاقِ فمنْ كانتْ فِيهِ فلْيحْمدِ اللّه على ذلِك و منْ لمْ تكُنْ فِيهِ فلْيتضرّعْ إِلى اللّهِ و لْيسْألْهُ إِيّاها قِيل لهُ و ما هِي قال ع الْورعُ و الْقناعةُ و الصّبْرُ و الشُّكْرُ و الْحِلْمُ و الْحياءُ و السّخاءُ و الشّجاعةُ و الْغيْرةُ و صِدْقُ الْحدِيثِ و الْبِرُّ و أداءُ الْأمانةِ و الْيقِينُ و حُسْنُ الْخُلُقِ و الْمُرُوّةُ .

و قال ع مِنْ أوْثقِ عُرى الْإِيمانِ أنْ تُحِبّ فِي اللّهِ و تُبْغِض فِي اللّهِ و تُعْطِي فِي اللّهِ و تمْنع فِي اللّهِ.

.


1- ..في بعض النسخ [فلا طمأنينة إلى كل أحد].
2- ..كذا و في الكافي [و التقوى على الايمان درجة و اليقين على التقوى درجة].
3- ..في بعض النسخ [تورث النقم و الحزن ].
4- ..لانّه-كثيرا ما-لا يؤثّر فيهم و كل صاحب قدرة و سلطنة مغرور الاّ من التزم الحقّ و اتّباعه.
5- ..أي تصدى لطلب فضله و إحسانه.
6- ..الظاهر أن المراد من يقدر عليهم الرزق و المعيشة أي الضعفاء:و الاقدار:جمع قدر.
7- ..«و لا يطول»بالتخفيف أي لا يجعله طويلا بل مختصرا و موجزا.
8- ..الضمان-بالفتح-:ما يلتزم بالرّد.

ص: 362

. .

ص: 363

و قال ع لا يتْبعُ الرّجُل بعْد موْتِهِ إِلاّ ثلاثُ خِصالٍ صدقةٌ أجْراها اللّهُ لهُ فِي حياتِهِ فهِي تجْرِي لهُ بعْد موْتِهِ و سُنّةُ هُدًى يُعْملُ بِها و ولدٌ صالِحٌ يدْعُو لهُ.

و قال ع إِنّ الْكذِبة لتنْقُضُ الْوُضُوء إِذا توضّأ الرّجُلُ لِلصّلاةِ و تُفْطِرُ الصِّيام فقِيل لهُ إِنّا نكْذِبُ فقال ع ليْس هُو بِاللّغْوِ و لكِنّهُ الْكذِبُ على اللّهِ و على رسُولِهِ و على الْأئِمّةِ ص ثُمّ قال إِنّ الصِّيام ليْس مِن الطّعامِ و لا مِن الشّرابِ وحْدهُ إِن مرْيم ع قالتْ- إِنِّي نذرْتُ لِلرّحْمنِ صوْماً1[13-16](19:26) أيْ صمْتاً فاحْفظُوا ألْسِنتكُمْ و غُضُّوا أبْصاركُمْ و لا تحاسدُوا و لا تنازعُوا فإِنّ الْحسد يأْكُلُ الْإِيمان كما تأْكُلُ النّارُ الْحطب .

و قال ع منْ أعْلم اللّه ما لمْ يعْلمْ اِهْتزّ لهُ عرْشُهُ 2.

و قال ع إِنّ اللّه علِم أنّ الذّنْب خيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِن الْعُجْبِ و لوْ لا ذلِك ما اِبْتلى اللّهُ مُؤْمِناً بِذنْبٍ أبداً.

و قال ع منْ ساء خُلُقُهُ عذّب نفْسهُ.

و قال ع الْمعْرُوفُ كاسْمِهِ و ليْس شيْ ءٌ أفْضل مِن الْمعْرُوفِ إِلاّ ثوابُهُ و الْمعْرُوفُ هدِيّةٌ مِن اللّهِ إِلى عبْدِهِ و ليْس كُلُّ منْ يُحِبُّ أنْ يصْنع الْمعْرُوف إِلى النّاسِ يصْنعُهُ و لا كُلُّ منْ رغِب فِيهِ يقْدِرُ عليْهِ و لا كُلُّ منْ يقْدِرُ عليْهِ يُؤْذنُ لهُ فِيهِ فإِذا منّ اللّهُ على الْعبْدِ جمع لهُ الرّغْبة فِي الْمعْرُوفِ و الْقُدْرة و الْإِذْن فهُناك تمّتِ السّعادةُ و الْكرامةُ لِلطّالِبِ و الْمطْلُوبِ إِليْهِ.

و قال ع لمْ يُسْتزدْ فِي محْبُوبٍ بِمِثْلِ الشُّكْرِ و لمْ يُسْتنْقصْ مِنْ مكْرُوهٍ بِمِثْلِ الصّبْرِ.

و قال ع ليْس {Cلِإِبْلِيس C}جُنْدٌ أشدّ مِن النِّساءِ و الْغضبِ.

و قال ع الدُّنْيا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ و الصّبْرُ حِصْنُهُ و الْجنّةُ مأْواهُ و الدُّنْيا جنّةُ الْكافِرِ و الْقبْرُ سِجْنُهُ و النّارُ مأْواهُ.

.

ص: 364

و قال ع و لمْ يخْلُقِ اللّهُ يقِيناً لا شكّ فِيهِ أشْبه بِشكٍّ لا يقِين فِيهِ مِن الْموْتِ.

و قال ع إِذا رأيْتُمُ الْعبْد يتفقّدُ الذُّنُوب مِن النّاسِ ناسِياً لِذنْبِهِ فاعْلمُوا أنّهُ قدْ مُكِر بِهِ.

و قال ع الطّاعِمُ الشّاكِرُ لهُ مِثْلُ أجْرِ الصّائِمِ الْمُحْتسِبِ و الْمُعافى الشّاكِرُ لهُ مِثْلُ أجْرِ الْمُبْتلى الصّابِرِ.

و قال ع لا ينْبغِي لِمنْ لمْ يكُنْ عالِماً أنْ يُعدّ سعِيداً و لا لِمنْ لمْ يكُنْ ودُوداً أنْ يُعدّ حمِيداً و لا لِمنْ لمْ يكُنْ صبُوراً أنْ يُعدّ كامِلاً و لا لِمنْ لا يتّقِي ملامة الْعُلماءِ و ذمّهُمْ أنْ يُرْجى لهُ خيْرُ الدُّنْيا و الْآخِرةِ و ينْبغِي لِلْعاقِلِ أنْ يكُون صدُوقاً لِيُؤْمن على حدِيثِهِ و شكُوراً لِيسْتوْجِب الزِّيادة.

و قال ع ليْس لك أنْ تأْتمِن الْخائِن و قدْ جرّبْتهُ و ليْس لك أنْ تتّهِم منِ اِئْتمنْت.

و قِيل لهُ منْ أكْرمُ الْخلْقِ على اللّهِ فقال ع أكْثرُهُمْ ذِكْراً لِلّهِ و أعْملُهُمْ بِطاعةِ اللّهِ قُلْتُ فمنْ أبْغضُ الْخلْقِ إِلى اللّهِ قال ع منْ يتّهِمُ اللّه قُلْتُ أحدٌ يتّهِمُ اللّه قال ع نعمْ منِ اِسْتخار اللّه فجاءتْهُ الْخِيرةُ بِما يكْرهُ فيسْخطُ فذلِك يتّهِمُ اللّه قُلْتُ و منْ قال يشْكُو اللّه قُلْتُ و أحدٌ يشْكُوهُ قال ع نعمْ منْ إِذا اُبْتُلِي شكا بِأكْثر مِمّا أصابهُ قُلْتُ و منْ قال ع إِذا أُعْطِي لمْ يشْكُرْ و إِذا اُبْتُلِي لمْ يصْبِرْ قُلْتُ فمنْ أكْرمُ الْخلْقِ على اللّهِ قال ع منْ إِذا أُعْطِي شكر و إِذا اُبْتُلِي صبر .

و قال ع ليْس لِملُولٍ (1) صدِيقٌ و لا لِحسُودٍ غِنًى و كثْرةُ النّظرِ فِي الْحِكْمةِ تلْقحُ الْعقْل.

و قال ع كفى بِخشْيةِ اللّهِ عِلْماً و كفى بِالاِغْتِرارِ بِهِ جهْلاً.

و قال ع أفْضلُ الْعِبادةِ الْعِلْمُ بِاللّهِ و التّواضُعُ لهُ.

و قال ع عالِمٌ أفْضلُ مِنْ ألْفِ عابِدٍ و ألْفِ زاهِدٍ و ألْفِ مُجْتهِدٍ(2).

و قال ع إِنّ لِكُلِّ شيْ ءٍ زكاةٌ و زكاةُ الْعِلْمِ أنْ يُعلِّمهُ أهْلهُ.

.


1- ..في الكافي [من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ].
2- ..في الكافي [إن من تمام التحيّة...الخ ].

ص: 365

و قال ع الْقُضاةُ أرْبعةٌ ثلاثةٌ فِي النّارِ و واحِدٌ فِي الْجنّةِ رجُلٌ قضى بِجوْرٍ و هُو يعْلمُ فهُو فِي النّارِ و رجُلٌ قضى بِجوْرٍ و هُو لا يعْلمُ فهُو فِي النّارِ و رجُلٌ قضى بِحقٍّ و هُو لا يعْلمُ فهُو فِي النّارِ و رجُلٌ قضى بِحقٍّ و هُو يعْلمُ فهُو فِي الْجنّةِ .

و سُئِل عنْ صِفةِ الْعدْلِ مِن الرّجُلِ فقال ع إِذا غضّ طرْفهُ عنِ الْمحارِمِ و لِسانهُ عنِ الْمآثِمِ و كفّهُ عنِ الْمظالِمِ .

و قال ع كُلُّ ما حجب اللّهُ عنِ الْعِبادِ فموْضُوعٌ عنْهُمْ حتّى يُعرِّفهُمُوهُ.

و قال ع لِداوُد الرّقِّيِ (1)تُدْخِلُ يدك فِي فمِ التِّنِّينِ (2) إِلى الْمِرْفقِ خيْرٌ لك مِنْ طلبِ الْحوائِجِ إِلى منْ لمْ يكُنْ لهُ و كان (3).

و قال ع قضاءُ الْحوائِجِ إِلى اللّهِ و أسْبابُها بعْد اللّهِ الْعِبادُ تجْرِي على أيْدِيهِمْ فما قضى اللّهُ مِنْ ذلِك فاقْبلُوا مِن اللّهِ بِالشُّكْرِ و ما زوى عنْكُمْ 4 مِنْها فاقْبلُوهُ عنِ اللّهِ بِالرِّضا و التّسْلِيمِ و الصّبْرِ فعسى أنْ يكُون ذلِك خيْراً لكُمْ فإِنّ اللّه أعْلمُ بِما يُصْلِحُكُمْ و أنْتُمْ لا تعْلمُون.

و قال ع مسْألةُ اِبْنِ آدم لاِبْنِ آدم فِتْنةٌ إِنْ أعْطاهُ حمِد منْ لمْ يُعْطِهِ و إِنْ ردّهُ ذمّ منْ لمْ يمْنعْهُ.

.


1- ..السخيمة:الضغينة و الحقد في النفس.
2- ..و في بعض النسخ [خفية].
3- ..التفضل:النيل من الفضل.و التطهّر:التنزّه عن الادناس أي المعاصى.

ص: 366

و قال ع إِنّ اللّه قدْ جعل كُلّ خيْرٍ فِي التّزْجِيةِ1.

و قال ع إِيّاك و مُخالطة السّفِلةِ فإِنّ مُخالطة السّفِلةِ لا تُؤدِّي إِلى خيْرٍ2.

و قال ع الرّجُلُ يجْزعُ مِن الذُّلِّ الصّغِيرِ فيُدْخِلُهُ ذلِك فِي الذُّلِّ الْكبِيرِ.

و قال ع أنْفعُ الْأشْياءِ لِلْمرْءِ سبْقُهُ النّاس إِلى عيْبِ نفْسِهِ و أشدُّ شيْ ءٍ مئُونةً إِخْفاءُ الْفاقةِ و أقلُّ الْأشْياءِ غناءً النّصِيحةُ لِمنْ لا يقْبلُها و مُجاورةُ الْحرِيصِ و أرْوحُ الرّوْحِ الْيأْسُ مِن النّاسِ لا تكُنْ ضجِراً و لا غلِقاً و ذلِّلْ نفْسك بِاحْتِمالِ منْ خالفك مِمّنْ هُو فوْقك و منْ لهُ الْفضْلُ عليْك فإِنّما أقْررْت لهُ بِفضْلِهِ (1) لِئلاّ تُخالِفهُ و منْ لا يعْرِفْ لِأحدٍ الْفضْل فهُو الْمُعْجبُ بِرأْيِهِ و اِعْلمْ أنّهُ لا عِزّ لِمنْ لا يتذلّلُ لِلّهِ و لا رِفْعة لِمنْ لا يتواضعُ لِلّهِ.

و قال ع إِنّ مِن السُّنّةِ لُبْس الْخاتمِ (2).

و قال ع أحبُّ إِخْوانِي إِليّ منْ أهْدى إِليّ عُيُوبِي.

و قال ع لا تكُونُ الصّداقةُ إِلاّ بِحُدُودِها فمنْ كانتْ فِيهِ هذِهِ الْحُدُودُ أوْ شيْ ءٌ مِنْهُ و إِلاّ فلا تنْسُبْهُ إِلى شيْ ءٍ مِن الصّداقةِ فأوّلُها أنْ تكُون سرِيرتُهُ و علانِيتُهُ لك واحِدةً و الثّانِيةُ أنْ يرى زيْنك زيْنهُ و شيْنك شيْنهُ و الثّالِثةُ أنْ لا تُغيِّرهُ عليْك وِلايةٌ و لا مالٌ و الرّابِعةُ لا يمْنعُك شيْئاً تنالُهُ مقْدُرتُهُ (3) و الْخامِسةُ و هِي تجْمعُ هذِهِ الْخِصال أنْ لا يُسْلِمك عِنْد النّكباتِ.

و قال ع مُجاملةُ النّاسِ ثُلُثُ الْعقْلِ (4).

و قال ع ضِحْكُ الْمُؤْمِنِ تبسُّمٌ.

.


1- ..في الكافي [على غير الطريق ].
2- ..سورة آل عمران آية 97.
3- ..سخيت نفسى عنه أي تركته و لم تنازعنى إليه نفسى.
4- ..في الكافي [كذبوا ليسوا براجين ].

ص: 367

و قال ع ما أُبالِي إِلى منِ اِئْتمنْتُ خائِناً أوْ مُضيِّعاً(1).

و قال ع لِلْمُفضّلِ (2)أُوصِيك بِسِتِّ خِصالٍ تُبْلِغُهُن شِيعتِي قُلْتُ و ما هُنّ يا سيِّدِي قال ع أداءُ الْأمانةِ إِلى منِ اِئْتمنك و أنْ ترْضى لِأخِيك ما ترْضى لِنفْسِك و اِعْلمْ أنّ لِلْأُمُورِ أواخِر فاحْذرِ الْعواقِب و أنّ لِلْأُمُورِ بغتاتٍ (3) فكُنْ على حذرٍ و إِيّاك و مُرْتقى جبلٍ سهْلٍ إِذا كان الْمُنْحدرُ وعْراً(4) و لا تعِدنّ أخاك وعْداً ليْس فِي يدِك وفاؤُهُ .

و قال ع ثلاثٌ لمْ يجْعلِ اللّهُ لِأحدٍ مِن النّاسِ فِيهِنّ رُخْصةً بِرُّ الْوالِديْنِ برّيْنِ كانا أوْ فاجِريْنِ و وفاءٌ بِالْعهْدِ لِلْبرِّ و الْفاجِرِ و أداءُ الْأمانةِ إِلى الْبرِّ و الْفاجِرِ.

و قال ع إِنِّي لأرْحمُ ثلاثةً و حقٌّ لهُمْ أنْ يُرْحمُوا عزِيزٌ أصابتْهُ مذلّةٌ بعْد الْعِزِّ و غنِيٌّ أصابتْهُ حاجةٌ بعْد الْغِنى و عالِمٌ يسْتخِفُّ بِهِ أهْلُهُ و الْجهلةُ(5).

و قال ع منْ تعلّق قلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنْيا تعلّق مِنْ ضررِها بِثلاثِ خِصالٍ همٍّ لا يفْنى و أملٍ لا يُدْركُ و رجاءٍ لا يُنالُ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ لا يُخْلقُ على الْكذِبِ و لا على الْخِيانةِ و خصْلتانِ لا يجْتمِعانِ فِي الْمُنافِقِ سمْتٌ حسنٌ 6 و فِقْهٌ فِي سُنّةٍ.

و قال ع النّاسُ سواءٌ كأسْنانِ الْمُشْطِ و الْمرْءُ كثِيرٌ بِأخِيهِ 7 و لا خيْر فِي صُحْبةِ منْ لمْ ير لك مِثْل الّذِي يرى لِنفْسِهِ.

و قال ع مِنْ زيْنِ الْإِيمانِ الْفِقْهُ و مِنْ زيْنِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ و مِنْ زيْنِ الْحِلْمِ الرِّفْقُ و مِنْ زيْنِ الرِّفْقِ اللِّينُ و مِنْ زيْنِ اللِّينِ السُّهُولةُ.

و قال ع منْ غضِب عليْك مِنْ إِخْوانِك ثلاث مرّاتٍ فلمْ يقُلْ فِيك مكْرُوهاً فأعِدّهُ لِنفْسِك.

و قال ع يأْتِي على النّاسِ زمانٌ ليْس فِيهِ شيْ ءٌ أعزّ مِنْ أخٍ أنِيسٍ و كسْبِ دِرْهمٍ حلالٍ.

و قال ع منْ وقف نفْسهُ موْقِف التُّهمةِ فلا يلُومنّ منْ أساء بِهِ الظّنّ و منْ كتم سِرّهُ كانتِ الْخِيرةُ فِي يدِهِ (6) و كُلُّ حدِيثٍ جاوز اِثْنيْنِ فاشٍ (7) و ضعْ أمْر أخِيك على أحْسنِهِ و لا تطْلُبنّ بِكلِمةٍ خرجتْ مِنْ أخِيك سُوءاً و أنْت تجِدُ لها فِي الْخيْرِ محْمِلاً و عليْك بِإِخْوانِ الصِّدْقِ فإِنّهُمْ عُدّةٌ عِنْد الرّخاءِ10 و جُنّةٌ عِنْد الْبلاءِ و شاوِرْ فِي حدِيثِك الّذِين يخافُون اللّه و أحْبِبِ الْإِخْوان على قدْرِ التّقْوى و اِتّقِ شِرار النِّساءِ و كُنْ مِنْ خِيارِهِنّ على حذرٍ و إِنْ أمرْنكُمْ بِالْمعْرُوفِ فخالِفُوهُنّ حتّى لا يطْمعْن مِنْكُمْ فِي الْمُنْكرِ.

و قال ع الْمُنافِقُ إِذا حدّث عنِ اللّهِ و عنْ رسُولِهِ كذب و إِذا وعد اللّه و رسُولهُ أخْلف و إِذا ملك خان اللّه و رسُولهُ فِي مالِهِ و ذلِك قوْلُ اللّهِ عزّ و جل فأعْقبهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ-إِلى يوْمِ يلْقوْنهُ بِما أخْلفُوا اللّه ما وعدُوهُ و بِما كانُوا يكْذِبُون (8)[1-16](9:77) و قوْلُهُ و إِنْ يُرِيدُوا خِيانتك فقدْ خانُوا اللّه مِنْ قبْلُ فأمْكن مِنْهُمْ و اللّهُ علِيمٌ حكِيمٌ (9)[1-15](8:71)

و قال ع كفى بِالْمرْءِ خِزْياً أنْ يلْبس ثوْباً يُشهِّرُهُ (10) أوْ يرْكب دابّةً مشْهُورةً قُلْتُ و ما الدّابّةُ الْمشْهُورةُ قال ع الْبلْقاءُ(11) .

و قال ع لا يبْلُغُ أحدُكُمْ حقِيقة الْإِيمانِ حتّى يُحِبّ أبْعد الْخلْقِ مِنْهُ فِي اللّهِ و يُبْغِض أقْرب الْخلْقِ مِنْهُ فِي اللّهِ.

و قال ع منْ أنْعم اللّهُ عليْهِ نِعْمةً فعرفها بِقلْبِهِ و علِم أنّ الْمُنْعِم عليْهِ اللّهُ فقدْ أدّى شُكْرها و إِنْ لمْ يُحرِّكْ لِسانهُ و منْ علِم أنّ الْمُعاقِب على الذُّنُوبِ اللّهُ فقدِ اِسْتغْفر و إِنْ لمْ يُحرِّكْ بِهِ لِسانهُ و قرأ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أنْفُسِكُمْ أوْ تُخْفُوهُ [10-16](2:284) الْآية(12).

و قال ع خصْلتيْنِ مُهْلِكتيْنِ تُفْتِي النّاس بِرأْيِك أوْ تدِينُ بِما لا تعْلمُ (13).

و قال ع لِأبِي بصِيرٍ17يا أبا مُحمّدٍ لا تُفتِّشِ النّاس عنْ أدْيانِهِمْ فتبْقى بِلا صدِيقٍ.

و قال ع الصّفْحُ الْجمِيلُ أنْ لا تُعاقِب على الذّنْبِ و الصّبْرُ الْجمِيلُ الّذِي ليْس فِيهِ شكْوى.

و قال ع أرْبعٌ منْ كُنّ فِيهِ كان مُؤْمِناً و إِنْ كان مِنْ قرْنِهِ إِلى قدمِهِ ذُنُوبٌ الصِّدْقُ و الْحياءُ و حُسْنُ الْخُلُقِ و الشُّكْرُ.

و قال ع لا تكُونُ مُؤْمِناً حتّى تكُون خائِفاً راجِياً و لا تكُونُ خائِفاً راجِياً حتّى تكُون عامِلاً لِما تخافُ و ترْجُو.

.


1- ..الوفى:الكثير الوفاء.و أيضا الذي يعطى الحق و يأخذ الحق و الجمع أوفياء كأصدقاء.
2- ..سورة مريم آية 27.
3- ..في بعض النسخ [من اعلم اللّه ما لا يعلم اهتز عرشه ].
4- ..الملول:ذو الملل،صفة بمعنى الفاعل.و في الخصال [للملك ]و في أمالي الشيخ [للملوك ].
5- ..أي مجتهد في العبادة.
6- ..و في بعض النسخ [فكان ].
7- ..زواه-من باب رمى-:نحاه و منعه.و عنه طواه و صرفه.و الشى:جمعه و قبضه.
8- ..في بعض نسخ الحديث [لا تؤول إلى خير].
9- ..أي ذلل نفسك فلعل من خالفك كان له الفضل عليك.
10- ..و في بعض النسخ [لباس الخاتم ].
11- ..المقدرة-بتثليث الدال-:القوّة و الغنى.
12- ..المجاملة:حسن الصنيعة مع الناس و المعاملة بالجميل.
13- ..ان المراد ان الرجل الخائن و المضيع عندي سيّان.

ص: 368

. .

ص: 369

. .

ص: 370

و قال ع ليْس الْإِيمانُ بِالتّحلِّي (1) و لا بِالتّمنِّي و لكِنّ الْإِيمان ما خلص فِي الْقُلُوبِ و صدّقتْهُ الْأعْمالُ.

و قال ع إِذا زاد الرّجُلُ على الثّلاثِين فهُو كهْلٌ و إِذا زاد على الْأرْبعِين فهُو شيْخٌ.

و قال ع النّاسُ فِي التّوْحِيدِ على ثلاثةِ أوْجُهٍ مُثْبِتٍ و نافٍ و مُشبِّهٍ فالنّافِي مُبْطِلٌ و الْمُثْبِتُ مُؤْمِنٌ و الْمُشبِّهُ مُشْرِكٌ.

و قال ع الْإِيمانُ إِقْرارٌ و عملٌ و نِيّةٌ و الْإِسْلامُ إِقْرارٌ و عملٌ 2.

و قال ع لا تُذْهِبِ الْحِشْمة3 بيْنك و بيْن أخِيك و أبْقِ مِنْها فإِنّ ذهاب الْحِشْمةِ ذهابُ الْحياءِ و بقاء الْحِشْمةِ بقاءُ الْمودّةِ.

و قال ع منِ اِحْتشم أخاهُ حرُمتْ وُصْلتُهُ و منِ اِغْتمّهُ سقطتْ حُرْمتُهُ.

و قِيل لهُ خلوْت بِالْعقِيقِ 4 و تُعْجِبُك الْوحْدةُ فقال ع لوْ ذُقْت حلاوة الْوحْدةِ لاسْتوْحشْت مِنْ نفْسِك ثُمّ قال ع أقلُّ ما يجِدُ الْعبْدُ فِي الْوحْدةِ أمْنُ مُداراةِ النّاسِ (2) .

و قال ع ما فتح اللّهُ على عبْدٍ باباً مِن الدُّنْيا إِلاّ فتح عليْهِ مِن الْحِرْصِ مِثْليْهِ (3).

و قال ع الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيا غرِيبٌ لا يجْزعُ مِنْ ذُلِّها و لا يتنافسُ أهْلها فِي عِزِّها.

و قِيل لهُ أيْن طرِيقُ الرّاحةِ فقال ع فِي خِلافِ الْهوى قِيل فمتى يجِدُ عبْدٌ الرّاحة فقال ع عِنْد أوّلِ يوْمٍ يصِيرُ فِي الْجنّةِ .

و قال ع لا يجْمعُ اللّهُ لِمُنافِقٍ و لا فاسِقٍ حُسْن السّمْتِ و الْفِقْه و حُسْن الْخُلُقِ أبداً.

و قال ع طعْمُ الْماءِ الْحياةُ و طعْمُ الْخُبْزِ الْقُوّةُ و ضعْفُ الْبدنِ و قُوّتُهُ مِنْ شحْمِ الْكُلْيتيْنِ 7 و موْضِعُ الْعقْلِ الدِّماغُ و الْقسْوةُ و الرِّقّةُ فِي الْقلْبِ.

و قال ع الْحسدُ حسدانِ حسدُ فِتْنةٍ و حسدُ غفلةٍ فأمّا حسدُ الْغفْلةِ فكما قالتِ الْملائِكةُ حِين قال اللّهُ- إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأرْضِ خلِيفةً قالُوا أ تجْعلُ فِيها منْ يُفْسِدُ فِيها و يسْفِكُ الدِّماء و نحْنُ نُسبِّحُ بِحمْدِك و نُقدِّسُ لك (4)[6-27](2:30) أيِ اِجْعلْ ذلِك الْخلِيفة مِنّا و لمْ يقُولُوا حسداًلِآدم

مِنْ جِهةِ الْفِتْنةِ و الرّدِّ و الْجُحُودِ و الْحسدُ الثّانِي الّذِي يصِيرُ بِهِ الْعبْدُ إِلى الْكُفْرِ و الشِّرْكِ فهُو حسدُCإِبْلِيس Cفِي ردِّهِ على اللّهِ و إِبائِهِ عنِ السُّجُودِلِآدم ع

.

و قال ع النّاسُ فِي الْقُدْرةِ على ثلاثةِ أوْجُهٍ رجُلٍ يزْعُمُ أنّ الْأمْر مُفوّضٌ إِليْهِ فقدْ وهّن اللّه فِي سُلْطانِهِ فهُو هالِكٌ و رجُلٍ يزْعُمُ أنّ اللّه أجْبر الْعِباد على الْمعاصِي و كلّفهُمْ ما لا يُطِيقُون فقدْ ظلم اللّه فِي حُكْمِهِ فهُو هالِكٌ و رجُلٍ يزْعُمُ أنّ اللّه كلّف الْعِباد ما يُطِيقُونهُ و لمْ يُكلِّفْهُمْ ما لا يُطِيقُونهُ فإِذا أحْسن حمِد اللّه و إِذا أساء اِسْتغْفر اللّه فهذا مُسْلِمٌ بالِغٌ.

و قال ع الْمشْيُ الْمُسْتعْجِلُ يذْهبُ بِبهاءِ الْمُؤْمِنِ و يُطْفِئُ نُورهُ.

و قال ع إِنّ اللّه يُبْغِضُ الْغنِيّ الظّلُوم.

و قال ع الْغضبُ ممْحقةٌ لِقلْبِ الْحكِيمِ و منْ لمْ يمْلِكْ غضبهُ لمْ يمْلِكْ عقْلهُ.

و قال الْفُضيْلُ بْنُ عِياضٍ (5)قال لِي أبُو عبْدِ اللّهِ ع أ تدْرِي منِ الشّحِيحُ-قُلْتُ هُو الْبخِيلُ فقال ع الشُّحُّ أشدُّ مِن الْبُخْلِ إِنّ الْبخِيل يبْخلُ بِما فِي يدِهِ و الشّحِيحُ يشُحُّ على ما فِي أيْدِي النّاسِ و على ما فِي يدِهِ حتّى لا يرى فِي أيْدِي النّاسِ شيْئاً إِلاّ تمنّى أنْ يكُون لهُ بِالْحِلِّ و الْحرامِ لا يشْبعُ و لا ينْتفِعُ بِما رزقهُ اللّهُ .

و قال ع إِنّ الْبخِيل منْ كسب مالاً مِنْ غيْرِ حِلِّهِ و أنْفقهُ فِي غيْرِ حقِّهِ.

و قال ع لِبعْضِ شِيعتِهِ ما بالُ أخِيك يشْكُوك فقال يشْكُونِي أنِ اِسْتقْصيْتُ عليْهِ حقِّي فجلس ع مُغْضباً ثُمّ قال كأنّك إِذا اِسْتقْصيْت عليْهِ حقّك لمْ تُسِئْ أ رأيْتك ما حكى اللّهُ عنْ قوْمٍ يخافُون سُوء الْحِسابِ [14-16](13:21) أ خافُوا أنْ يجُور اللّهُ عليْهِمْ لا و لكِنْ خافُوا الاِسْتِقْصاء فسمّاهُ اللّهُ سُوء الْحِسابِ [15-16](13:21) فمنِ اِسْتقْصى فقدْ أساء .

و قال ع كثْرةُ السُّحْتِ يمْحقُ الرِّزْق (6).

و قال ع سُوءُ الْخُلُقِ نكِدٌ(7).

و قال ع إِنّ الْإِيمان فوْق الْإِسْلامِ بِدرجةٍ و التّقْوى فوْق الْإِيمانِ بِدرجةٍ و بعْضهُ مِنْ بعْضٍ (8) فقدْ يكُونُ الْمُؤْمِنُ فِي لِسانِهِ بعْضُ الشّيْ ءِ الّذِي لمْ يعِدِ اللّهُ عليْهِ النّار و قال اللّهُ إِنْ تجْتنِبُوا كبائِر ما تُنْهوْن عنْهُ نُكفِّرْ عنْكُمْ سيِّئاتِكُمْ و نُدْخِلْكُمْ مُدْخلاً كرِيماً(9)[1-13](4:31) و يكُونُ الْآخرُ و هُو الْفهِمُ لِساناً(10) و هُو أشدُّ لِقاءً لِلذُّنُوبِ و كِلاهُما مُؤْمِنٌ و الْيقِينُ فوْق التّقْوى بِدرجةٍ و لمْ يُقْسمْ 15 بيْن النّاسِ شيْ ءٌ أشدُّ مِن الْيقِينِ إِنّ بعْض النّاسِ أشدُّ يقِيناً مِنْ بعْضٍ و هُمْ مُؤْمِنُون و بعْضهُمْ أصْبرُ مِنْ بعْضٍ على الْمُصِيبةِ و على الْفقْرِ و على الْمرضِ و على الْخوْفِ و ذلِك مِن الْيقِينِ.

و قال ع إِنّ الْغِنى و الْعِزّ يجُولانِ فإِذا ظفِرا بِموْضِعِ التّوكُّلِ أوْطناهُ (11).

و قال ع حُسْنُ الْخُلُقِ مِن الدِّينِ و هُو يزِيدُ فِي الرِّزْقِ.

و قال ع الْخُلُقُ خُلُقانِ أحدُهُما نِيّةٌ و الْآخرُ سجِيّةٌ قِيل فأيُّهُما أفْضلُ قال ع النِّيّةُ لِأنّ صاحِب السّجِيّةِ مجْبُولٌ على أمْرٍ لا يسْتطِيعُ غيْرهُ و صاحِب النِّيّةِ يتصبّرُ على الطّاعةِ تصبُّراً فهذا أفْضلُ .

و قال ع إِنّ سُرْعة اِئْتِلافِ قُلُوبِ الْأبْرارِ إِذا اِلْتقوْا و إِنْ لمْ يُظْهِرُوا التّودُّد بِألْسِنتِهِمْ كسُرْعةِ اِخْتِلاطِ ماءِ السّماءِ بِماءِ الْأنْهارِ و إِنّ بُعْد اِئْتِلافِ قُلُوبِ الْفُجّارِ إِذا اِلْتقوْا و إِنْ أظْهرُوا التّودُّد بِألْسِنتِهِمْ كبُعْدِ الْبهائِمِ مِن التّعاطُفِ و إِنْ طال اِعْتِلافُها على مِذْودٍ واحِدٍ(12).

و قال ع السّخِيُّ الْكرِيمُ الّذِي يُنْفِقُ مالهُ فِي حقِّ اللّهِ.

و قال ع يا أهْل الْإِيمانِ و محلّ الْكِتْمانِ تفكّرُوا و تذكّرُوا عِنْد غفلةِ السّاهِين.

قال الْمُفضّلُ بْنُ عُمر(13)سألْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع عنِ الْحسبِ فقال ع الْمالُ قُلْتُ فالْكرمُ قال ع التّقْوى قُلْتُ فالسُّؤْدُدُ19 قال ع السّخاءُ ويْحك أ ما رأيْت حاتِم طيٍ (14) كيْف ساد قوْمهُ و ما كان بِأجْودِهِمْ موْضِعاً(15) .

.


1- ..البغتات-جمع بغتة-أى الفجأة.
2- ..أي ليس هو وحده بل هو كثير.
3- ..الخيرة-بفتح فسكون أو بكسر ففتح-:الاختيار.
4- ..العدّة-بالضم-:الاستعداد و ما أعددته أي هيأته للحوادث و النوائب و-بالفتح-:الجماعة.
5- ..سورة التوبة آية 78.
6- ..سورة الأنفال آية 72.
7- ..في بعض النسخ [بالشّهرة].
8- ..البلقاء:مؤنث الأبلق-كحمراء و أحمر-:الذي كان في لونه سواد و بياض.
9- ..سورة البقرة آية 284.
10- ..تقدير الكلام:اتّق خصلتين.
11- ..أي التزيّن به ظاهرا بدون يقين القلب.
12- ..المراد بالنية:الإخلاص و الإقرار بالقلب.
13- ..الحشمة:الحياء.الانقباض.الغضب.و احتشم:غضب.انقبض:استحيا.
14- ..كذا.
15- ..حرصا لما ناله و حرصا لما لا يناله.

ص: 371

. .

ص: 372

. .

ص: 373

. .

ص: 374

و قال ع الْمُرُوّةُ مُرُوّتانِ مُرُوّةُ الْحضرِ و مُرُوّةُ السّفرِ فأمّا مُرُوّةُ الْحضرِ فتِلاوةُ الْقُرْآنِ و حُضُورُ الْمساجِدِ و صُحْبةُ أهْلِ الْخيْرِ و النّظرُ فِي التّفقُّهِ و أمّا مُرُوّةُ السّفرِ فبذْلُ الزّادِ و الْمِزاحُ فِي غيْرِ ما يُسْخِطُ اللّه و قِلّةُ الْخِلافِ على منْ صحِبك و ترْكُ الرِّوايةِ عليْهِمْ إِذا أنْت فارقْتهُمْ.

و قال ع اِعْلمْ أنّ ضارِب علِيٍّ ع بِالسّيْفِ و قاتِلهُ لوِ اِئْتمننِي و اِسْتنْصحنِي و اِسْتشارنِي ثُمّ قبِلْتُ ذلِك مِنْهُ لأدّيْتُ إِليْهِ الْأمانة.

و قال سُفْيانُ قُلْتُ لِأبِي عبْدِ اللّهِ ع يجُوزُ أنْ يُزكِّي الرّجُلُ نفْسهُ قال نعمْ إِذا اُضْطُرّ إِليْهِ أ ما سمِعْت قوْل يُوسُف

اِجْعلْنِي على خزائِنِ الْأرْضِ إِنِّي حفِيظٌ علِيمٌ 1[2-8](12:55) و قوْل الْعبْدِ الصّالِحِ

أنا لكُمْ ناصِحٌ أمِينٌ (1)[5-8](7:68) .

و قال ع أوْحى اللّهُ إِلى داوُد ع

ياداوُدُ

تُرِيدُ و أُرِيدُ فإِنِ اِكْتفيْت بِما أُرِيدُ مِمّا تُرِيدُ كفيْتُك ما تُرِيدُ و إِنْ أبيْت إِلاّ ما تُرِيدُ أتْعبْتُك فِيما تُرِيدُ و كان ما أُرِيدُ.

قال مُحمّدُ بْنُ قيْسٍ 3سألْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع عنِ الْفِئتيْنِ يلْتقِيانِ مِنْ أهْلِ الْباطِلِ أبِيعُهُما السِّلاح فقال ع بِعْهُما ما يكُنُّهُما الدِّرْع و الْخفْتان 4 و الْبيْضة و نحْو ذلِك .

و قال ع أرْبعٌ لا تُجْزِي فِي أرْبعٍ الْخِيانةُ و الْغُلُولُ و السّرِقةُ و الرِّبا لا تُجْزِي فِي حجٍّ و لا عُمْرةٍ و لا جِهادٍ و لا صدقةٍ.

و قال ع إِنّ اللّه يُعْطِي الدُّنْيا منْ يُحِبُّ و يُبْغِضُ و لا يُعْطِي الْإِيمان إِلاّ أهْل صفْوتِهِ مِنْ خلْقِهِ.

.


1- ..سورة البقرة آية 28.

ص: 375

و قال ع منْ دعا النّاس إِلى نفْسِهِ و فِيهِمْ منْ هُو أعْلمُ مِنْهُ فهُو مُبْتدِعٌ ضالٌّ.

قِيل لهُ ما كان فِي وصِيّةِ لُقْمان

فقال ع كان فِيها الْأعاجِيبُ و كان مِنْ أعْجبِ ما فِيها أنْ قال لاِبْنِهِ خفِ اللّه خِيفةً لوْ جِئْتهُ بِبِرِّ الثّقليْنِ لعذّبك و اُرْجُ اللّه رجاءً لوْ جِئْتهُ بِذُنُوبِ الثّقليْنِ لرحِمك ثُمّ قال أبُو عبْدِ اللّهِ ع ما مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاّ و فِي قلْبِهِ نُورانِ نُورُ خِيفةٍ و نُورُ رجاءٍ لوْ وُزِن هذا لمْ يزِدْ على هذا و لوْ وُزِن هذا لمْ يزِدْ على هذا .

قال أبُو بصِيرٍ1سألْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع عنِ الْإِيمانِ فقال ع الْإِيمانُ بِاللّهِ أنْ لا يُعْصى قُلْتُ فما الْإِسْلامُ فقال ع منْ نسك نُسُكنا و ذبح ذبِيحتنا .

و قال ع لا يتكلّمُ أحدٌ بِكلِمةِ هُدًى فيُؤْخذُ بِها إِلاّ كان لهُ مِثْلُ أجْرِ منْ أخذ بِها و لا يتكلّمُ بِكلِمةِ ضلالةٍ فيُؤْخذُ بِها إِلاّ كان عليْهِ مِثْلُ وِزْرِ منْ أخذ بِها.

و قِيل لهُ إِن النّصارى يقُولُون إِنّ ليْلة الْمِيلادِ فِي أرْبعةٍ و عِشْرِين مِنْ كانُون فقال ع كذبُوا بلْ فِي النِّصْفِ مِنْ حزِيران و يسْتوِي اللّيْلُ و النّهارُ فِي النِّصْفِ مِنْ آذار .

و قال ع كان إِسْماعِيلُ

أكْبر مِنْ إِسْحاق

بِخمْسِ سِنِين و كان الذّبِيحُ إِسْماعِيل ع

أ ما تسْمعُ قوْل إِبْراهِيم ع

ربِّ هبْ لِي مِن الصّالِحِين (1)[1-5](37:100) إِنّما سأل ربّهُ أنْ يرْزُقهُ غُلاماً مِن الصّالِحِين فقال فِي سُورةِ الصّافّاتِ (2) فبشّرْناهُ بِغُلامٍ حلِيمٍ [1-3](37:101) يعْنِي إِسْماعِيل

ثُمّ قال و بشّرْناهُ بِإِسْحاق

نبِيًّا مِن الصّالِحِين 4[1-6](37:112) فمنْ زعم أن إِسْحاق

أكْبرُ مِنْ إِسْماعِيل

فقدْ كذّب بِما أنْزل اللّهُ مِن الْقُرْآنِ .

و قال ع أرْبعةٌ مِنْ أخْلاقِ الْأنْبِياءِ ع الْبِرُّ و السّخاءُ و الصّبْرُ على النّائِبةِ و الْقِيامُ بِحقِّ الْمُؤْمِنِ.

و قال ع لا تعُدّنّ مُصِيبةً أُعْطِيت عليْها الصّبْر و اِسْتوْجبْت عليْها مِن اللّهِ ثواباً بِمُصِيبةٍ إِنّما الْمُصِيبةُ أنْ يُحْرم صاحِبُها أجْرها و ثوابها إِذا لمْ يصْبِرْ عِنْد نُزُولِها.

.


1- ..أي ان الايمان بعضه فوق بعض و بعضه اعلى درجة من بعض فالايمان ذو مراتب.
2- ..سورة النساء آية 35.

ص: 376

و قال ع إِنّ لِلّهِ عِباداً مِنْ خلْقِهِ فِي أرْضِهِ يُفْزعُ إِليْهِمْ فِي حوائِجِ الدُّنْيا و الْآخِرةِ- أُولئِك هُمُ الْمُؤْمِنُون حقًّا[1-4](8:4) آمِنُون يوْم الْقِيامةِ ألا و إِنّ أحبّ الْمُؤْمِنِين إِلى اللّهِ منْ أعان الْمُؤْمِن الْفقِير مِن الْفقْرِ فِي دُنْياهُ و معاشِهِ و منْ أعان و نفع و دفع الْمكْرُوه عنِ الْمُؤْمِنِين.

و قال ع إِنّ صِلة الرّحِمِ و الْبِرّ ليُهوِّنانِ الْحِساب و يعْصِمانِ مِن الذُّنُوبِ فصِلُوا إِخْوانكُمْ و برُّوا إِخْوانكُمْ و لوْ بِحُسْنِ السّلامِ و ردِّ الْجوابِ.

6,5-قال سُفْيانُ الثّوْرِيُ دخلْتُ على الصّادِقِ ع (1)فقُلْتُ لهُ أوْصِنِي بِوصِيّةٍ أحْفظُها مِنْ بعْدِك قال ع و تحْفظُ ياسُفْيانُ قُلْتُ أجلْ يا اِبْن بِنْتِ رسُولِ اللّهِ (2)قال ع ياسُفْيانُ لا مُرُوّة لِكذُوبٍ و لا راحة لِحسُودٍ و لا إِخاء لِمُلُوكٍ و لا خُلّة لِمُخْتالٍ و لا سُؤْدُد لِسيِّئِ الْخُلُقِ (3) ثُمّ أمْسك ع فقُلْتُ يا اِبْن بِنْتِ رسُولِ اللّهِ زِدْنِي فقال ع ياسُفْيانُ ثِقْ بِاللّهِ تكُنْ عارِفاً و اِرْض بِما قسمهُ لك تكُنْ غنِيّاً صاحِبْ بِمِثْلِ ما يُصاحِبُونك بِهِ تزْددْ إِيماناً و لا تُصاحِبِ الْفاجِر فيُعلِّمك مِنْ فُجُورِهِ و شاوِرْ فِي أمْرِك الّذِين يخْشوْن اللّه عزّ و جلّ ثُمّ أمْسك ع فقُلْتُ يا اِبْن بِنْتِ رسُولِ اللّهِ زِدْنِي فقال ع ياسُفْيانُ منْ أراد عِزّاً بِلا سُلْطانٍ و كثْرةً بِلا إِخْوانٍ و هيْبةً بِلا مالٍ فلْينْتقِلْ مِنْ ذُلِّ معاصِي اللّهِ إِلى عِزِّ طاعتِهِ (4) ثُمّ أمْسك ع فقُلْتُ يا اِبْن بِنْتِ رسُولِ اللّهِ زِدْنِي فقال ع ياسُفْيانُ أدّبنِي أبِي ع بِثلاثٍ و نهانِي عنْ ثلاثٍ (5) فأمّا اللّواتِي أدّبنِي بِهِنّ فإِنّهُ قال لِي يا بُني منْ يصْحبْ صاحِب السّوْءِ لا يسْلمْ و منْ لا يُقيِّدْ ألْفاظهُ ينْدمْ و منْ يدْخُلْ مداخِل السّوْءِ يُتّهمْ قُلْتُ يا اِبْن بِنْتِ رسُولِ اللّهِ فما الثّلاثُ اللّواتِي نهاك عنْهُنّ قال ع نهانِي أنْ أُصاحِب حاسِد نِعْمةٍ و شامِتاً بِمُصِيبةٍ أوْ حامِل نمِيمةٍ .

.


1- ..في بعض النسخ [و لم يقم ].و في الكافي [و ما قسم في الناس شي ء أقل من اليقين ].
2- ..أوطناه أي اتّخذاه وطنا و أقاما.
3- ..المذود-كمنبر-:معتلف الدوابّ.
4- ..هو المفضل بن عمر المعروف الذي تقدم ذكره.
5- ..السؤدد-إحدى مصادر ساد يسود-:الشرف و المجد.

ص: 377

و قال ع سِتّةٌ لا تكُونُ فِي مُؤْمِنٍ الْعُسْرُ و النّكدُ1 و الْحسدُ و اللّجاجةُ و الْكذِبُ و الْبغْيُ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ بيْن مخافتيْنِ ذنْبٍ قدْ مضى لا يدْرِي ما يصْنعُ اللّهُ فِيهِ و عُمُرٍ قدْ بقِي لا يدْرِي ما يكْتسِبُ فِيهِ مِن الْمهالِكِ فهُو لا يُصْبِحُ إِلاّ خائِفاً و لا يُمْسِي إِلاّ خائِفاً و لا يُصْلِحُهُ إِلاّ الْخوْفُ.

و قال ع منْ رضِي بِالْقلِيلِ مِن الرِّزْقِ قبِل اللّهُ مِنْهُ الْيسِير مِن الْعملِ و منْ رضِي بِالْيسِيرِ مِن الْحلالِ خفّتْ مئُونتُهُ و زكتْ مكْسبتُهُ و خرج مِنْ حدِّ الْعجْزِ.

و قال سُفْيانُ الثّوْرِيُ دخلْتُ على أبِي عبْدِ اللّهِ ع فقُلْتُ كيْف أصْبحْت يا اِبْن رسُولِ اللّهِ فقال ع و اللّهِ إِنِّي لمحْزُونٌ و إِنِّي لمُشْتغِلُ الْقلْبِ فقُلْتُ لهُ و ما أحْزنك و ما أشْغل قلْبك فقال ع لِي ياثوْرِيُ إِنّهُ منْ داخل قلْبهُ صافِي خالِصِ دِينِ اللّهِ شغلهُ عمّا سِواهُ ياثوْرِيُ ما الدُّنْيا و ما عسى أنْ تكُون هلِ الدُّنْيا إِلاّ أكْلٌ أكلْتهُ أوْ ثوْبٌ لبِسْتهُ أوْ مرْكبٌ ركِبْتهُ إِنّ الْمُؤْمِنِين لمْ يطْمئِنُّوا فِي الدُّنْيا و لمْ يأْمنُوا قُدُوم الْآخِرةِ دارُ الدُّنْيا دارُ زوالٍ و دارُ الْآخِرةِ دارُ قرارٍ أهْلُ الدُّنْيا أهْلُ غفْلةٍ إِنّ أهْل التّقْوى أخفُّ أهْلِ الدُّنْيا مئُونةً و أكْثرُهُمْ معُونةً إِنْ نسِيت ذكّرُوك و إِنْ ذكّرُوك أعْلمُوك فأنْزِلِ الدُّنْيا كمنْزِلٍ نزلْتهُ فارْتحلْت عنْهُ أوْ كمالٍ أصبْتهُ فِي منامِك فاسْتيْقظْت و ليْس فِي يدِك شيْ ءٌ مِنْهُ فكمْ مِنْ حرِيصٍ على أمْرٍ قدْ شقِي بِهِ حِين أتاهُ و كمْ مِنْ تارِكٍ لِأمْرٍ قدْ سعِد بِهِ حِين أتاهُ (1) .

و قِيل لهُ ما الدّلِيلُ على الْواحِدِ فقال ع ما بِالْخلْقِ مِن الْحاجةِ .

و قال ع لنْ تكُونُوا مُؤْمِنِين حتّى تعُدُّوا الْبلاء نِعْمةً و الرّخاء مُصِيبةً.

و قال ع الْمالُ أرْبعةُ آلافٍ و اِثْنا عشر ألْف دِرْهمٍ كنْزٌ و لمْ يجْتمِعْ عِشْرُون ألْفاً مِنْ حلالٍ و صاحِبُ الثّلاثِين ألْفاً هالِكٌ و ليْس مِنْ شِيعتِنا منْ يمْلِكُ مِائة ألْفِ دِرْهمٍ.

و قال ع مِنْ صِحّةِ يقِينِ الْمرْءِ الْمُسْلِمِ أنْ لا يُرْضِي النّاس بِسخطِ اللّهِ و لا يحْمدهُمْ على ما رزق اللّهُ و لا يلُومهُمْ على ما لمْ يُؤْتِهِ اللّهُ فإِنّ رِزْقهُ (2) لا يسُوقُهُ حِرْصُ حرِيصٍ و لا يرُدُّهُ كُرْهُ كارِهٍ و لوْ أنّ أحدكُمْ فرّ مِنْ رِزْقِهِ كما يفِرُّ مِن الْموْتِ لأدْركهُ رِزْقُهُ قبْل موْتِهِ كما يُدْرِكُهُ الْموْتُ.

و قال ع مِنْ شِيعتِنا منْ لا يعْدُو صوْتُهُ سمْعهُ و لا شحْنُهُ أُذُنهُ (3) و لا يمْتدِحُ بِنا مُعْلِناً5 و لا يُواصِلُ لنا مُبْغِضاً و لا يُخاصِمُ لنا ولِيّاً و لا يُجالِسُ لنا عائِباً قال لهُ مِهْزمٌ (4)فكيْف أصْنعُ بِهؤُلاءِ الْمُتشيِّعةِ (5)قال ع فِيهِمُ التّمْحِيصُ (6) و فِيهِمُ التّمْيِيزُ و فِيهِمُ التّنْزِيلُ تأْتِي عليْهِمْ سِنُون تُفْنِيهِمْ و طاعُونٌ يقْتُلُهُمْ و اِخْتِلافٌ يُبدِّدُهُمْ شِيعتُنا منْ لا يهِرُّ هرِير الْكلْبِ (7) و لا يطْمعُ طمع الْغُرابِ و لا يسْألُ و إِنْ مات جُوعاً قُلْتُ فأيْن أطْلُبُ هؤُلاءِ قال ع اُطْلُبْهُمْ فِي أطْرافِ الْأرْضِ أُولئِك الْخفِيضُ عيْشُهُمْ (8) الْمُنْتقِلةُ دارُهُمْ الّذِين إِنْ شهِدُوا لمْ يُعْرفُوا و إِنْ غابُوا لمْ يُفْتقدُوا و إِنْ مرِضُوا لمْ يُعادُوا و إِنْ خطبُوا لمْ يُزوّجُوا و إِنْ رأوْا مُنْكراً أنْكرُوا و إِنْ خاطبهُمْ جاهِلٌ سلّمُوا و إِنْ لجأ إِليْهِمْ ذُو الْحاجةِ مِنْهُمْ رحِمُوا و عِنْد الْموْتِ هُمْ لا يحْزنُون لمْ تخْتلِفْ قُلُوبُهُمْ و إِنْ رأيْتهُمْ اِخْتلفتْ بِهِمُ الْبُلْدانُ .

و قال ع منْ أراد أنْ يُطوِّل اللّه عُمُرهُ فلْيُقِمْ أمْرهُ و منْ أراد أنْ يحُطّ وِزْرهُ فلْيُرْخِ سِتْرهُ (9) و منْ أراد أنْ يُرْفع ذِكْرُهُ فلْيُخْمِلْ أمْرهُ (10).

و قال ع ثلاثُ خِصالٍ هُنّ أشدُّ ما عمِل بِهِ الْعبْدُ إِنْصافُ الْمُؤْمِنِ مِنْ نفْسِهِ و مُواساةُالْمرْءِ لِأخِيهِ و ذِكْرُ اللّهِ على كُلِّ حالٍ قِيل لهُ فما معْنى ذِكْرِ اللّهِ على كُلِّ حالٍ قال ع يذْكُرُ اللّه عِنْد كُلِّ معْصِيةٍ يهُمُّ بِها فيحُولُ بيْنهُ و بيْن الْمعْصِيةِ .

و قال ع الْهمْزُ زِيادةٌ فِي الْقُرْآنِ (11) .

و قال ع إِيّاكُمْ 14 و الْمِزاح فإِنّهُ يجُرُّ السّخِيمة و يُورِثُ الضّغِينة و هُو السّبُّ الْأصْغرُ.

و قال الْحسنُ بْنُ راشِدٍ(12)قال أبُو عبْدِ اللّهِ ع إِذا نزلتْ بِك نازِلةٌ فلا تشْكُها إِلى أحدٍ مِنْ أهْلِ الْخِلافِ و لكِنِ اُذْكُرْها لِبعْضِ إِخْوانِك فإِنّك لنْ تُعْدم خصْلةً مِنْ أرْبعِ خِصالٍ إِمّا كِفايةً و إِمّا معُونةً بِجاهٍ أوْ دعْوةً مُسْتجابةً أوْ مشُورةً بِرأْيٍ.

و قال ع لا تكُوننّ دوّاراً فِي الْأسْواقِ و لا تكُنْ شرّاء دقائِقِ الْأشْياءِ بِنفْسِك فإِنّهُ يُكْرهُ لِلْمرْءِ ذِي الْحسبِ و الدِّينِ أنْ يلِي دقائِق الْأشْياءِ بِنفْسِهِ (13) إِلاّ فِي ثلاثةِ أشْياء شِراءِ الْعقارِ و الرّقِيقِ و الْإِبِلِ.

و قال ع لا تكلّمْ بِما لا يعْنِيك و دعْ كثِيراً مِن الْكلامِ فِيما يعْنِيك حتّى تجِد لهُ موْضِعاً فرُبّ مُتكلِّمٍ تكلّم بِالْحقِّ بِما يعْنِيهِ فِي غيْرِ موْضِعِهِ فتعِب و لا تُمارِينّ سفِيهاً و لا حلِيماً فإِنّ الْحلِيم يغْلِبُك و السّفِيه يُرْدِيك و اُذْكُرْ أخاك إِذا تغيّب بِأحْسنِ ما تُحِبُّ أنْ يذْكُرك بِهِ إِذا تغيّبْت عنْهُ فإِنّ هذا هُو الْعملُ و اِعْملْ عمل منْ يعْلمُ أنّهُ مجْزِيٌّ بِالْإِحْسانِ مأْخُوذٌ بِالْإِجْرامِ.

و قال لهُ يُونُسُ (14) لوِلائِي لكُمْ و ما عرّفنِي اللّهُ مِنْ حقِّكُمْ أحبُّ إِليّ مِن الدُّنْيابِحذافِيرِها قال يُونُسُ فتبيّنْتُ الْغضب فِيهِ ثُمّ قال ع يا يُونُسُ قِسْتنا بِغيْرِ قِياسٍ ما الدُّنْيا و ما فِيها هلْ هِي إِلاّ سدُّ فوْرةٍ أوْ ستْرُ عوْرةٍ و أنْت لك بِمحبّتِنا الْحياةُ الدّائِمةُ .

و قال ع يا شِيعة آلِ مُحمّدٍ إِنّهُ ليْس مِنّا منْ لمْ يمْلِكْ نفْسهُ عِنْد الْغضبِ و لمْ يُحْسِنْ صُحْبة منْ صحِبهُ و مُرافقة منْ رافقهُ و مُصالحة منْ صالحهُ و مُخالفة منْ خالفهُ يا شِيعة آلِ مُحمّدٍ اِتّقُوا اللّه ما اِسْتطعْتُمْ [2-4](64:16) و لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ.

6,14-و قال عبْدُ الْأعْلى (15)كُنْتُ فِي حلْقةٍ بِالْمدِينةِ فذكرُوا الْجُود فأكْثرُوا فقال رجُلٌ مِنْها يُكنّى أبا دُليْنٍ إِن جعْفراً و إِنّهُ لوْ لا أنّهُ ضمّ يدهُ فقال لِي أبُو عبْدِ اللّهِ ع تُجالِسُ أهْل الْمدِينةِ قُلْتُ نعمْ قال ع فما حُدِّثْت بلِّغْنِي فقصصْتُ عليْهِ الْحدِيث فقال ع ويْح أبا دُليْنٍ إِنّما مثلُهُ مثلُ الرِّيشةِ تمُرُّ بِها الرِّيحُ فتُطيِّرُها(16) ثُمّ قال قال رسُولُ اللّهِ ص كُلُّ معْرُوفٍ صدقةٌ و أفْضلُ الصّدقةِ صدقةٌ عنْ ظهْرِ غِنًى (17) و اِبْدأْ بِمنْ تعُولُ و الْيدُ الْعُلْيا خيْرٌ مِن السُّفْلى و لا يلُومُ اللّهُ على الْكفافِ أ تظُنُّون أنّ اللّه بِخيْلٌ و تروْن أنّ شيْئاً أجْودُ مِن اللّهِ إِنّ الْجواد السّيِّد منْ وضع حقّ اللّهِ موْضِعهُ و ليْس الْجوادُ منْ يأْخُذُ الْمال مِنْ غيْرِ حِلِّهِ و يضعُ فِي غيْرِ حقِّهِ أمّا و اللّهِ إِنِّي لأرْجُو أنْ ألْقى اللّه و لمْ أتناولْ ما لا يحِلُّ بِي و ما ورد عليّ حقُّ اللّهِ إِلاّ أمْضيْتُهُ و ما بِتُّ ليْلةً قطُّ و لِلّهِ فِي مالِي حقٌّ لمْ أُؤدِّهِ .

.


1- ..أي لا يكون موضعه جيّدا من جهة الحسب و النسب.
2- ..سورة يوسف آية 55.و الظاهر أن سفيان هو سفيان الثوري المعروف الذي تقدم آنفا.
3- ..سورة الأعراف آية 66.
4- ..الخفتان-بالفتح-:ضرب من الثياب.
5- ..هو يحيى بن أبي القاسم الذي مرّ ترجمته آنفا.
6- ..سورة الصافّات آية 98.
7- ..السورة آية 99.
8- ..السورة آية 112.
9- ..رواه الصدوق في الخصال مع اختلاف في ألفاظه أشرنا إلى بعضه.
10- ..في الخصال [يا ابن رسول اللّه ]هاهنا و ما يأتي.
11- ..السودد و السودد:الشرف و المجد.
12- ..في الخصال [أمرنى والدى عليه السلام بثلاث و نهانى عن ثلاث...إلخ ].
13- ..عسر الرجل:ضاق خلقه و ضدّ يسر و سهل.و النكد-بفتح و ضم-:قليل الخير و العطاء.
14- ..روى الكليني مضمون هذا الخبر في الكافي ج 2 ص 133 عن جابر عن عليّ بن الحسين عليه السلام.
15- ..في الكافي ج 2 ص 57 و فيه [فان الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يردّه كراهية كاره ].
16- ..كذا.و في الكافي [و لا شحناؤه بدنه ].
17- ..في بعض النسخ [و لا يمتدح بمعاملنا].«و لا يواصل لنا مبغضا»أي لا يواصل عدوّنا.

ص: 378

. .

ص: 379

. .

ص: 380

. .

ص: 381

و قال ع لا رضاع بعْد فِطامٍ (1) و لا وِصال فِي صِيامٍ و لا يُتْم بعْد اِحْتِلامٍ و لا صمْت يوْمٍ إِلى اللّيْلِ و لا تعرُّب بعْد الْهِجْرةِ(2) و لا هِجْرة بعْد الْفتْحِ و لا طلاق قبْل النِّكاحِ و لا عِتْق قبْل مِلْكٍ و لا يمِين لِولدٍ مع والِدِهِ 3 و لا لِلْممْلُوكِ مع موْلاهُ و لا لِلْمرْأةِ مع زوْجِها و لا نذْر فِي معْصِيةٍ و لا يمِين فِي قطِيعةٍ.

و قال ع ليْس مِنْ أحدٍ و إِنْ ساعدتْهُ الْأُمُورُ بِمُسْتخْلِصٍ غضارة عيْشٍ (3) إِلاّ مِنْ خِلالٍ مكْرُوهٍ و منِ اِنْتظر بِمُعاجلةِ الْفُرْصةِ مُؤاجلة الاِسْتِقْصاءِ(4) سلبْتُهُ الْأيّامُ فُرْصتهُ لِأنّ مِنْ شأْنِ الْأيّامِ السّلْب و سبِيل الزّمنِ الْفوْتُ.

و قال ع الْمعْرُوفُ زكاةُ النِّعمِ و الشّفاعةُ زكاةُ الْجاهِ و الْعِللُ زكاةُ الْأبْدانِ و الْعفْوُ زكاةُ الظّفرِ و ما أدّيْت زكاتهُ فهُو مأْمُونُ السّلبِ.

و كان ع يقُولُ عِنْد الْمُصِيبةِ الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي لمْ يجْعلْ مُصِيبتِي فِي دِينِي و الْحمْدُ لِلّهِ الّذِي لوْ شاء أنْ تكُون مُصِيبتِي أعْظم مِمّا كان كانتْ و الْحمْدُ لِلّهِ على الْأمْرِ الّذِي شاء أنْ يكُون و كان.

.


1- ..هو مهزم بن أبي برزة الأسدى الكوفيّ من أصحاب الباقر و الصادق و الكاظم عليهم السلام.
2- ..في بعض النسخ [الشيعة].
3- ..الهرير:صوت الكلب دون نباحة من قلة صبره على البرد.
4- ..خفض العيش.دناءته.

ص: 382

و قال ع يقُولُ اللّهُ منِ اِسْتنْقذ حيْراناً مِنْ حيْرتِهِ سمّيْتُهُ حمِيداً و أسْكنْتُهُ جنّتِي (1).

و قال ع إِذا أقْبلتْ دُنْيا قوْمٍ كُسُوا محاسِن غيْرِهِمْ و إِذا أدْبرتْ سُلِبُوا محاسِن أنْفُسِهِمْ (2).

و قال ع الْبناتُ حسناتٌ و الْبنُون نِعمٌ فالْحسناتُ تُثابُ عليْهِنّ و النِّعْمةُ تُسْألُ عنْها.

.


1- ..أرخى الستر:أرسله و أسدله.و المراد بالستر الحياء و الخوف.
2- .و أخمله:جعله خاملا أي خفيا و مستورا.و في بعض النسخ [فليحمل ]و بعضها[فليجمل ].

ص: 383

و روي عن الإمام الكاظم الأمين أبي إبراهيم و يكنى أبا الحسن موسى بن جعفر ع في طوال هذه المعاني

وصيته ع لهشام و صفته للعقل

جنود العقل و الجهل

و روي عن الإمام الكاظم الأمين أبي إبراهيم و يكنى أبا الحسن موسى بن جعفر ع في طوال هذه المعانيوصيته ع لهشام و صفته للعقل7,1,2,4,14-إِنّ اللّه تبارك و تعالى 1 بشّر أهْل الْعقْلِ و الْفهْمِ فِي كِتابِهِ فقال فبشِّرْ عِبادِ `الّذِين يسْتمِعُون الْقوْل فيتّبِعُون أحْسنهُ أُولئِك الّذِين هداهُمُ اللّهُ و أُولئِك هُمْ أُولُوا الْألْبابِ (1)[13-28](39:17-18) -يا هِشام بْن الْحكمِ إِنّ اللّه عزّ و جلّ أكْمل لِلنّاسِ 3 الْحُجج بِالْعُقُولِ و أفْضى إِليْهِمْ بِالْبيانِ و دلّهُمْ على رُبُوبِيّتِهِ بِالْأدِلاّءِ فقال و إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِله إِلاّ هُو الرّحْمنُ الرّحِيمُ 4[1-10](2:163) إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ و الْأرْضِ و اِخْتِلافِ اللّيْلِ و النّهارِ[1-11](2:164) إِلى قوْلِهِ لآياتٍ لِقوْمٍ يعْقِلُون 5[50-52](2:164) يا هِشامُ قدْ جعل اللّهُ عزّ و جلّ ذلِك دلِيلاً على معْرِفتِهِ بِأنّ لهُمْ مُدبِّراً فقال و سخّر لكُمُ اللّيْل و النّهار و الشّمْس و الْقمر و النُّجُومُ مُسخّراتٌ بِأمْرِهِ إِنّ فِي ذلِك لآياتٍ لِقوْمٍ يعْقِلُون 6[1-20](16:12) و قال حم `و الْكِتابِ الْمُبِينِ.`إِنّا جعلْناهُ قُرْآناً عربِيًّا لعلّكُمْ تعْقِلُون 7[1-10](43:1-3) و قال و مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبرْق خوْفاً و طمعاً و يُنزِّلُ مِن السّماءِ ماءً فيُحْيِي بِهِ الْأرْض بعْد موْتِها إِنّ فِي ذلِك لآياتٍ لِقوْمٍ يعْقِلُون 8[1-24](30:24) يا هِشامُ ثُمّ وعظ أهْل الْعقْلِ و رغّبهُمْ فِي الْآخِرةِ فقال و ما الْحياةُ الدُّنْيا إِلاّ لعِبٌ و لهْوٌ و للدّارُ الْآخِرةُ خيْرٌ لِلّذِين يتّقُون أ فلا تعْقِلُون 9[1-17](6:32) و قال و ما أُوتِيتُمْ مِنْ شيْ ءٍ فمتاعُ الْحياةِ الدُّنْيا و زِينتُها و ما عِنْد اللّهِ خيْرٌ و أبْقى أ فلا تعْقِلُون 10[1-20](28:60) يا هِشامُ ثُمّ خوّف الّذِين لا يعْقِلُون عذابهُ فقال عزّ و جل ثُمّ دمّرْنا الْآخرِين.`و إِنّكُمْ لتمُرُّون عليْهِمْ مُصْبِحِين `و بِاللّيْلِ أ فلا تعْقِلُون 11[1-13](37:136-138) يا هِشامُ ثُمّ بيّن أنّ الْعقْل مع الْعِلْمِ فقال و تِلْك الْأمْثالُ نضْرِبُها لِلنّاسِ و ما يعْقِلُها إِلاّ الْعالِمُون 12[1-10](29:43) يا هِشامُ ثُمّ ذمّ الّذِين لا يعْقِلُون فقال و إِذا قِيل لهُمُ اِتّبِعُوا ما أنْزل اللّهُ قالُوا بلْ نتّبِعُ ما ألْفيْنا عليْهِ آباءنا أ و لوْ كان آباؤُهُمْ لا يعْقِلُون شيْئاً و لا يهْتدُون 13[1-26](2:170) و قال إِن شرّ الدّوابِّ عِنْد اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الّذِين لا يعْقِلُون (2)[1-10](8:22) و قال و لئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّماواتِ و الْأرْض ليقُولُنّ اللّهُ قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ بلْ أكْثرُهُمْ لا يعْلمُون (3)[1-17](31:25) ثُمّ ذمّ الْكثْرة فقال و إِنْ تُطِعْ أكْثر منْ فِي الْأرْضِ يُضِلُّوك عنْ سبِيلِ اللّهِ 16[1-11](6:116) و قال و لكِنّ أكْثرهُمْ لا يعْلمُون (4)[18-22](6:37) و أكْثرُهُمْ لا يشْعُرُون (5) يا هِشامُ ثُمّ مدح الْقِلّة فقال و قلِيلٌ مِنْ عِبادِي الشّكُورُ(6)[19-23](34:13) و قال و قلِيلٌ ما هُمْ (7)[23-26](38:24) و قال و ما آمن معهُ إِلاّ قلِيلٌ (8)[25-30](11:40) يا هِشامُ ثُمّ ذكر أُولِي الْألْبابِ بِأحْسنِ الذِّكْرِ و حلاّهُمْ بِأحْسنِ الْحِلْيةِ فقال يُؤْتِي الْحِكْمة منْ يشاءُ و منْ يُؤْت الْحِكْمة فقدْ أُوتِي خيْراً كثِيراً و ما يذّكّرُ إِلاّ أُولُوا الْألْبابِ (9)[1-18](2:269) يا هِشامُ إِنّ اللّه يقُولُ- إِنّ فِي ذلِك لذِكْرى لِمنْ كان لهُ قلْبٌ (10)[1-8](50:37) يعْنِي الْعقْل و قال و لقدْ آتيْنالُقْمان

الْحِكْمة(11)[1-5](31:12) قال الْفهْم و الْعقْل-يا هِشامُ إِن لُقْمان

قال لاِبْنِهِ تواضعْ لِلْحقِّ تكُنْ أعْقل النّاسِ (12) يا بُنيّ إِنّ الدُّنْيا بحْرٌ عمِيقٌ قدْ غرِق فِيهِ عالمٌ كثِيرٌ فلْتكُنْ سفِينتُك فِيها تقْوى اللّهِ و حشْوُها الْإِيمان (13) و شِراعُها التّوكُّل و قيِّمُها الْعقْل و دلِيلُها الْعِلْم و سُكّانُها الصّبْر يا هِشامُ لِكُلِّ شيْ ءٍ دلِيلٌ و دلِيلُ الْعاقِلِ التّفكُّرُ و دلِيلُ التّفكُّرِ الصّمْتُ و لِكُلِّ شيْ ءٍ مطِيّةٌ و مطِيّةُ الْعاقِلِ التّواضُعُ (14) و كفى بِك جهْلاً أنْ ترْكب ما نُهِيت عنْهُ يا هِشامُ لوْ كان فِي يدِك جوْزةٌ و قال النّاسُ فِي يدِك لُؤْلُؤةٌ ما كان ينْفعُك و أنْت تعْلمُ أنّها جوْزةٌ و لوْ كان فِي يدِك لُؤْلُؤةٌ و قال النّاسُ إِنّها جوْزةٌ ما ضرّك و أنْت تعْلمُ أنّها لُؤْلُؤةٌ يا هِشامُ ما بعث اللّهُ أنْبِياءهُ و رُسُلهُ إِلى عِبادِهِ إِلاّ لِيعْقِلُوا عنِ اللّهِ فأحْسنُهُمْ اِسْتِجابةً أحْسنُهُمْ معْرِفةً لِلّهِ و أعْلمُهُمْ بِأمْرِ اللّهِ أحْسنُهُمْ عقْلاً و أعْقلُهُمْ (15) أرْفعُهُمْ درجةً فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ يا هِشامُ ما مِنْ عبْدٍ إِلاّ و ملكٌ آخِذٌ بِناصِيتِهِ فلا يتواضعُ إِلاّ رفعهُ اللّهُ و لا يتعاظمُ إِلاّ وضعهُ اللّهُ يا هِشامُ إِنّ لِلّهِ على النّاسِ حُجّتيْنِ حُجّةً ظاهِرةً و حُجّةً باطِنةً فأمّا الظّاهِرةُ فالرُّسُلُ و الْأنْبِياءُ و الْأئِمّةُ و أمّا الْباطِنةُ فالْعُقُولُ يا هِشامُ إِنّ الْعاقِل الّذِي لا يشْغلُ الْحلالُ شُكْرهُ و لا يغْلِبُ الْحرامُ صبْرهُ يا هِشامُ منْ سلّط ثلاثاً على ثلاثٍ فكأنّما أعان هواهُ على هدْمِ عقْلِهِ منْ أظْلم نُور فِكْرِهِ 29 بِطُولِ أملِهِ و محا طرائِف حِكْمتِهِ بِفُضُولِ كلامِهِ و أطْفأ نُور عِبْرتِهِ بِشهواتِ نفْسِهِ فكأنّما أعان هواهُ على هدْمِ عقْلِهِ و منْ هدم عقْلهُ أفْسد عليْهِ دِينهُ و دُنْياهُ يا هِشامُ كيْف يزْكُو عِنْد اللّهِ عملُك و أنْت قدْ شغلْت عقْلك عنْ أمْرِ ربِّك و أطعْت هواك على غلبةِ عقْلِك يا هِشامُ الصّبْرُ على الْوحْدةِ علامةُ قُوّةِ الْعقْلِ فمنْ عقل عنِ اللّهِ تبارك و تعالى اِعْتزل أهْل الدُّنْيا و الرّاغِبِين فِيها و رغِب فِيما عِنْد ربِّهِ و كان اللّهُ آنِسهُ فِي الْوحْشةِ و صاحِبهُ فِي الْوحْدةِ و غِناهُ فِي الْعيْلةِ و مُعِزّهُ فِي غيْرِ عشِيرةٍ30 يا هِشامُ نُصِب الْخلْقُ لِطاعةِ اللّهِ (16) و لا نجاة إِلاّ بِالطّاعةِ و الطّاعةُ بِالْعِلْمِ و الْعِلْمُ بِالتّعلُّمِ و التّعلُّمُ بِالْعقْلِ يُعْتقدُ32 و لا عِلْم إِلاّ مِنْ عالِمٍ ربّانِيٍّ و معْرِفةُ الْعالِمِ بِالْعقْلِ يا هِشامُ قلِيلُ الْعملِ مِن الْعاقِلِ مقْبُولٌ مُضاعفٌ و كثِيرُ الْعملِ مِنْ أهْلِ الْهوى و الْجهْلِ مرْدُودٌ يا هِشامُ إِنّ الْعاقِل رضِي بِالدُّونِ مِن الدُّنْيا مع الْحِكْمةِ و لمْ يرْض بِالدُّونِ مِن الْحِكْمةِ مع الدُّنْيا فلِذلِك ربِحتْ تِجارتُهُمْ [7-8](2:16) يا هِشامُ إِنْ كان يُغْنِيك ما يكْفِيك فأدْنى ما فِي الدُّنْيا يكْفِيك و إِنْ كان لا يُغْنِيك ما يكْفِيك فليْس شيْ ءٌ مِن الدُّنْيا يُغْنِيك يا هِشامُ إِنّ الْعُقلاء تركُوا فُضُول الدُّنْيا فكيْف الذُّنُوبُ و ترْكُ الدُّنْيا مِن الْفضْلِ و ترْكُ الذُّنُوبِ مِن الْفرْضِ (17) يا هِشامُ إِنّ الْعُقلاء زهِدُوا فِي الدُّنْيا و رغِبُوا فِي الْآخِرةِ لِأنّهُمْ علِمُوا أنّ الدُّنْيا طالِبةٌ و مطْلُوبةٌ و الْآخِرة طالِبةٌ و مطْلُوبةٌ(18) فمنْ طلب الْآخِرة طلبتْهُ الدُّنْيا حتّى يسْتوْفِي مِنْها رِزْقهُ و منْ طلب الدُّنْيا طلبتْهُ الْآخِرةُ فيأْتِيهِ الْموْتُ فيُفْسِدُ عليْهِ دُنْياهُ و آخِرتهُ يا هِشامُ منْ أراد الْغِنى بِلا مالٍ و راحة الْقلْبِ مِن الْحسدِ و السّلامة فِي الدِّينِ فلْيتضرّعْ إِلى اللّهِ فِي مسْألتِهِ بِأنْ يُكمِّل عقْلهُ فمنْ عقل قنِع بِما يكْفِيهِ و منْ قنِع بِما يكْفِيهِ اِسْتغْنى و منْ لمْ يقْنعْ بِما يكْفِيهِ لمْ يُدْرِكِ الْغِنى أبداً يا هِشامُ إِنّ اللّه جلّ و عزّ حكى عنْ قوْمٍ صالِحِين أنّهُمْ قالُوا- ربّنا لا تُزِغْ قُلُوبنا بعْد إِذْ هديْتنا و هبْ لنا مِنْ لدُنْك رحْمةً إِنّك أنْت الْوهّابُ (19)[1-16](3:8) حِين علِمُوا أنّ الْقُلُوب تزِيغُ و تعُودُ إِلى عماها و رداها(20) إِنّهُ لمْ يخفِ اللّه منْ لمْ يعْقِلْ عنِ اللّهِ و منْ لمْ يعْقِلْ عنِ اللّهِ لمْ يُعْقدْ قلْبُهُ على معْرِفةٍ ثابِتةٍ يُبْصِرُها و يجِدُ حقِيقتها فِي قلْبِهِ و لا يكُونُ أحدٌ كذلِك إِلاّ منْ كان قوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصدِّقاً و سِرُّهُ لِعلانِيتِهِ مُوافِقاً لِأنّ اللّه لمْ يدُل 37 على الْباطِنِ الْخفِيِّ مِن الْعقْلِ إِلاّ بِظاهِرٍ مِنْهُ و ناطِقٍ عنْهُ يا هِشامُ كان أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع يقُولُ ما مِنْ شيْ ءٍ عُبِد اللّهُ بِهِ (21) أفْضل مِن الْعقْلِ و ما تمّ عقْلُ اِمْرِئٍ حتّى يكُون فِيهِ خِصالٌ شتّى الْكُفْرُ و الشّرُّ مِنْهُ مأْمُونانِ (22) و الرُّشْدُ و الْخيْرُ مِنْهُ مأْمُولانِ (23) و فضْلُ مالِهِ مبْذُولٌ و فضْلُ قوْلِهِ مكْفُوفٌ نصِيبُهُ مِن الدُّنْيا الْقُوتُ و لا يشْبعُ مِن الْعِلْمِ دهْرهُ الذُّلُّ أحبُّ إِليْهِ مع اللّهِ مِن الْعِزِّ مع غيْرِهِ و التّواضُعُ أحبُّ إِليْهِ مِن الشّرفِ يسْتكْثِرُ قلِيل الْمعْرُوفِ مِنْ غيْرِهِ و يسْتقِلُّ كثِير الْمعْرُوفِ مِنْ نفْسِهِ و يرى النّاس كُلّهُمْ خيْراً مِنْهُ و أنّهُ شرُّهُمْ فِي نفْسِهِ و هُو تمامُ الْأمْرِ41 يا هِشامُ منْ صدق لِسانُهُ زكا عملُهُ و منْ حسُنتْ نِيّتُهُ زِيد فِي رِزْقِهِ و منْ حسُن بِرُّهُ بِإِخْوانِهِ و أهْلِهِ مُدّ فِي عُمُرِهِ-يا هِشامُ لا تمْنحُوا الْجُهّال الْحِكْمة فتظْلِمُوها(24) و لا تمْنعُوها أهْلها فتظْلِمُوهُمْ يا هِشامُ كما تركُوا لكُمُ الْحِكْمة فاتْرُكُوا لهُمُ الدُّنْيا(25) يا هِشامُ لا دِين لِمنْ لا مُرُوّة لهُ و لا مُرُوّة لِمنْ لا عقْل لهُ و إِنّ أعْظم النّاسِ قدْراً الّذِي لا يرى الدُّنْيا لِنفْسِهِ خطراً(26) أما إِنّ أبْدانكُمْ ليْس لها ثمنٌ إِلاّ الْجنّةُ فلا تبِيعُوها بِغيْرِها(27) يا هِشامُ إِن أمِير الْمُؤْمِنِين ع كان يقُولُ 46 لا يجْلِسُ فِي صدْرِ الْمجْلِسِ إِلاّ رجُلٌ فِيهِ ثلاثُ خِصالٍ يُجِيبُ إِذا سُئِل و ينْطِقُ إِذا عجز الْقوْمُ عنِ الْكلامِ و يُشِيرُ بِالرّأْيِ الّذِي فِيهِ صلاحُ أهْلِهِ فمنْ لمْ يكُنْ فِيهِ شيْ ءٌ مِنْهُنّ فجلس فهُو أحْمقُ و قال الْحسنُ بْنُ علِيٍّ ع إِذا طلبْتُمُ الْحوائِج فاطْلُبُوها مِنْ أهْلِها قِيل يا اِبْن رسُولِ اللّهِ و منْ أهْلُها قال الّذِين قصّ اللّهُ فِي كِتابِهِ و ذكرهُمْ فقال إِنّما يتذكّرُ أُولُوا الْألْبابِ (28)[13-16](13:19) قال هُمْ أُولُو الْعُقُولِ و قال علِيُّ بْنُ الْحُسيْنِ ع مُجالسةُ الصّالِحِين داعِيةٌ إِلى الصّلاحِ و أدبُ الْعُلماءِ48 زِيادةٌ فِي الْعقْلِ و طاعةُ وُلاةِ الْعدْلِ تمامُ الْعِزِّ و اِسْتِثْمارُ الْمالِ (29) تمامُ الْمُرُوّةِ و إِرْشادُ الْمُسْتشِيرِ قضاءٌ لِحقِّ النِّعْمةِ و كفُّ الْأذى مِنْ كمالِ الْعقْلِ و فِيهِ راحةُ الْبدنِ عاجِلاً و آجِلاً يا هِشامُ إِنّ الْعاقِل لا يُحدِّثُ منْ يخافُ تكْذِيبهُ و لا يسْألُ منْ يخافُ منْعهُ و لا يعِدُ ما لا يقْدِرُ عليْهِ و لا يرْجُو ما يُعنّفُ بِرجائِهِ (30) و لا يتقدّمُ على ما يخافُ الْعجْز عنْهُ (31) و كان أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع يُوصِي أصْحابهُ يقُولُ أُوصِيكُمْ بِالْخشْيةِ مِن اللّهِ فِي السِّرِّ و الْعلانِيةِ و الْعدْلِ فِي الرِّضا و الْغضبِ و الاِكْتِسابِ فِي الْفقْرِ و الْغِنى و أنْ تصِلُوا منْ قطعكُمْ و تعْفُوا عمّنْ ظلمكُمْ و تعْطِفُوا(32) على منْ حرمكُمْ و لْيكُنْ نظرُكُمْ عبراً و صمْتُكُمْ فِكْراً و قوْلُكُمْ ذِكْراً و طبِيعتُكُمُ السّخاء(33) فإِنّهُ لا يدْخُلُ الْجنّة بخِيلٌ و لا يدْخُلُ النّار سخِيٌّ يا هِشامُ رحِم اللّهُ منِ اِسْتحْيا مِن اللّهِ حقّ الْحياءِ فحفِظ الرّأْس و ما حوى (34) و الْبطْن و ما وعى و ذكر الْموْت و الْبِلى و علِم أن الْجنّة محْفُوفةٌ بِالْمكارِهِ (35) و النّار محْفُوفةٌ بِالشّهواتِ-يا هِشامُ منْ كفّ نفْسهُ عنْ أعْراضِ النّاسِ أقالهُ اللّهُ عثْرتهُ يوْم الْقِيامةِ و منْ كفّ غضبهُ عنِ النّاسِ كفّ اللّهُ عنْهُ غضبهُ يوْم الْقِيامةِ يا هِشامُ إِنّ الْعاقِل لا يكْذِبُ و إِنْ كان فِيهِ هواهُ يا هِشامُ وُجِد فِي ذُؤابةِ56 سيْفِ رسُولِ اللّهِ ص إِنّ أعْتى النّاسِ على اللّهِ منْ ضرب غيْر ضارِبِهِ و قتل غيْر قاتِلِهِ و منْ تولّى غيْر موالِيهِ فهُو كافِرٌ بِما أنْزل اللّهُ على نبِيِّهِ مُحمّدٍ ص و منْ أحْدث حدثاً(36) أوْ آوى مُحْدِثاً لمْ يقْبلِ اللّهُ مِنْهُ يوْم الْقِيامةِ صرْفاً و لا عدْلاً يا هِشامُ أفْضلُ ما يتقرّبُ بِهِ الْعبْدُ إِلى اللّهِ بعْد الْمعْرِفةِ بِهِ الصّلاةُ و بِرُّ الْوالِديْنِ و ترْكُ الْحسدِ و الْعُجْبِ و الْفخْرِ يا هِشامُ أصْلحُ أيّامِك الّذِي هُو أمامك فانْظُرْ أيُّ يوْمٍ هُو و أعِدّ لهُ الْجواب فإِنّك موْقُوفٌ و مسْئُولٌ و خُذْ موْعِظتك مِن الدّهْرِ و أهْلِهِ فإِنّ الدّهْر طوِيلةٌ قصِيرةٌ فاعْملْ كأنّك ترى ثواب عملِك لِتكُون أطْمع فِي ذلِك و اِعْقِلْ عنِ اللّهِ و اُنْظُرْ(37) فِي تصرُّفِ الدّهْرِ و أحْوالِهِ فإِنّ ما هُو آتٍ مِن الدُّنْيا كما ولّى مِنْها فاعْتبِرْ بِها و قال علِيُّ بْنُ الْحُسيْنِ ع إِنّ جمِيع ما طلعتْ عليْهِ الشّمْسُ فِي مشارِقِ الْأرْضِ و مغارِبِها بحْرِها و برِّها و سهْلِها و جبلِها عِنْد ولِيٍّ مِنْ أوْلِياءِ اللّهِ و أهْلِ الْمعْرِفةِ بِحقِّ اللّهِ كفيْ ءِ الظِّلالِ ثُمّ قال ع أ و لا حُرٌّ يدعُ هذِهِ اللُّماظة لِأهْلِها(38) يعْنِي الدُّنْيا فليْس لِأنْفُسِكُمْ ثمنٌ إِلاّ الْجنّةُ فلا تبِيعُوها بِغيْرِها فإِنّهُ منْ رضِي مِن اللّهِ بِالدُّنْيا فقدْ رضِي بِالْخسِيسِ.يا هِشامُ إِنّ كُلّ النّاسِ يُبْصِرُ النُّجُوم و لكِنْ لا يهْتدِي بِها إِلاّ منْ يعْرِفُ مجارِيها و منازِلها و كذلِك أنْتُمْ تدْرُسُون الْحِكْمة و لكِنْ لا يهْتدِي بِها مِنْكُمْ إِلاّ منْ عمِل بِها يا هِشامُ إِن الْمسِيح ع

قال لِلْحوارِيِّين يا عبِيد السّوْءِ يهُولُكُمْ طُولُ النّخْلةِ60 و تذْكُرُون شوْكها و مئُونة مراقِيها و تنْسوْن طِيب ثمرِها و مرافِقها61 كذلِك تذْكُرُون مئُونة عملِ الْآخِرةِ فيطُولُ عليْكُمْ أمدُهُ (39) و تنْسوْن ما تُفْضُون إِليْهِ مِنْ نعِيمِها و نوْرِها و ثمرِها يا عبِيد السّوْءِ نقُّوا الْقمْح و طيِّبُوهُ و أدِقُّوا طحْنهُ تجِدُوا طعْمهُ و يهْنِئْكُمْ أكْلُهُ كذلِك فأخْلِصُوا الْإِيمان و أكْمِلُوهُ تجِدُوا حلاوتهُ و ينْفعْكُمْ غِبُّهُ (40) بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ لوْ وجدْتُمْ سِراجاً يتوقّدُ بِالْقطِرانِ (41) فِي ليْلةٍ مُظْلِمةٍ لاسْتضأْتُمْ بِهِ و لمْ يمْنعْكُمْ مِنْهُ رِيحُ نتْنِهِ كذلِك ينْبغِي لكُمْ أنْ تأْخُذُوا الْحِكْمة مِمّنْ وجدْتُمُوها معهُ و لا يمْنعْكُمْ مِنْهُ سُوءُ رغْبتِهِ فِيها يا عبِيد الدُّنْيا بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ لا تُدْرِكُون شرف الْآخِرةِ إِلاّ بِترْكِ ما تُحِبُّون فلا تُنْظِرُوا بِالتّوْبةِ غداً فإِنّ دُون غدٍ يوْماً و ليْلةً و قضاء اللّهِ فِيهِما65 يغْدُو و يرُوحُ بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ منْ ليْس عليْهِ ديْنٌ مِن النّاسِ أرْوحُ و أقلُّ همّاً مِمّنْ عليْهِ الدّيْنُ و إِنْ أحْسن الْقضاء و كذلِك منْ لمْ يعْملِ الْخطِيئة أرْوحُ همّاً مِمّنْ عمِل الْخطِيئة و إِنْ أخْلص التّوْبة و أناب و إِنّ صِغار الذُّنُوبِ و مُحقّراتِها66 مِنْ مكايِدِCإِبْلِيس Cيُحقِّرُها لكُمْ و يُصغِّرُها فِي أعْيُنِكُمْ فتجْتمِعُ و تكْثُرُ فتُحِيطُ بِكُمْ بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ النّاس فِي الْحِكْمةِ رجُلانِ فرجُلٌ أتْقنها بِقوْلِهِ و صدّقها بِفِعْلِهِ و رجُلٌ أتْقنها بِقوْلِهِ و ضيّعها بِسُوءِ فِعْلِهِ-فشتّان بيْنهُما فطُوبى لِلْعُلماءِ بِالْفِعْلِ و ويْلٌ لِلْعُلماءِ بِالْقوْلِ يا عبِيد السّوْءِ اِتّخِذُوا مساجِد ربِّكُمْ سُجُوناً لِأجْسادِكُمْ و جِباهِكُمْ و اِجْعلُوا قُلُوبكُمْ بُيُوتاً لِلتّقْوى و لا تجْعلُوا قُلُوبكُمْ مأْوًى لِلشّهواتِ إِنّ أجْزعكُمْ عِنْد الْبلاءِ لأشدُّكُمْ حُبّاً لِلدُّنْيا و إِنّ أصْبركُمْ على الْبلاءِ لأزْهدُكُمْ فِي الدُّنْيا يا عبِيد السّوْءِ لا تكُونُوا شبِيهاً بِالْحِداءِ الْخاطِفةِ(42) و لا بِالثّعالِبِ الْخادِعةِ و لا بِالذِّئابِ الْغادِرةِ و لا بِالْأُسُدِ الْعاتِيةِ كما تفْعلُ بِالْفرائِسِ (43) كذلِك تفْعلُون بِالنّاسِ فرِيقاً تخْطفُون و فرِيقاً تخْدعُون و فرِيقاً تغْدِرُون بِهِمْ 69 بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ لا يُغْنِي عنِ الْجسدِ أنْ يكُون ظاهِرُهُ صحِيحاً و باطِنُهُ فاسِداً كذلِك لا تُغْنِي أجْسادُكُمُ الّتِي قدْ أعْجبتْكُمْ و قدْ فسدتْ قُلُوبُكُمْ و ما يُغْنِي عنْكُمْ أنْ تُنقُّوا جُلُودكُمْ و قُلُوبُكُمْ دنِسةٌ لا تكُونُوا كالْمُنْخُلِ 70 يُخْرِجُ مِنْهُ الدّقِيق الطّيِّب و يُمْسِكُ النُّخالة كذلِك أنْتُمْ تُخْرِجُون الْحِكْمة مِنْ أفْواهِكُمْ و يبْقى الْغِلُّ فِي صُدُورِكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا إِنّما مثلُكُمْ مثلُ السِّراجِ يُضِي ءُ لِلنّاسِ و يُحْرِقُ نفْسهُ يا بنِي إِسْرائِيل زاحِمُوا الْعُلماء فِي مجالِسِهِمْ و لوْ جُثُوّاً على الرُّكبِ 71 فإِنّ اللّه يُحْيِي الْقُلُوب الْميْتة بِنُورِ الْحِكْمةِ كما يُحْيِي الْأرْض الْميْتة بِوابِلِ الْمطرِ(44) يا هِشامُ مكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ طُوبى لِلْمُتراحِمِين أُولئِك هُمُ الْمرْحُومُون يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمُصْلِحِين بيْن النّاسِ أُولئِك هُمُ الْمُقرّبُون يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمُطهّرةِ قُلُوبُهُمْ-أُولئِك هُمُ الْمُتّقُون يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمُتواضِعِين فِي الدُّنْيا أُولئِك يرْتقُون منابِر الْمُلْكِ يوْم الْقِيامةِ يا هِشامُ قِلّةُ الْمنْطِقِ حُكْمٌ عظِيمٌ فعليْكُمْ بِالصّمْتِ فإِنّهُ دعةٌ حسنةٌ و قِلّةُ وِزْرٍ و خِفّةٌ مِن الذُّنُوبِ فحصِّنُوا باب الْحِلْمِ فإِنّ بابهُ الصّبْرُ و إِنّ اللّه عزّ و جلّ يُبْغِضُ الضّحّاك مِنْ غيْرِ عجبٍ و الْمشّاء إِلى غيْرِ أربٍ 73 و يجِبُ على الْوالِي أنْ يكُون كالرّاعِي لا يغْفُلُ عنْ رعِيّتِهِ و لا يتكبّرُ عليْهِمْ فاسْتحْيُوا مِن اللّهِ فِي سرائِرِكُمْ كما تسْتحْيُون مِن النّاسِ فِي علانِيتِكُمْ و اِعْلمُوا أنّ الْكلِمة مِن الْحِكْمةِ ضالّةُ الْمُؤْمِنِ فعليْكُمْ بِالْعِلْمِ قبْل أنْ يُرْفع و رفْعُهُ غيْبةُ عالِمِكُمْ بيْن أظْهُرِكُمْ يا هِشامُ تعلّمْ مِن الْعِلْمِ ما جهِلْت و علِّمِ الْجاهِل مِمّا عُلِّمْت عظِّمِ الْعالِم لِعِلْمِهِ و دعْ مُنازعتهُ و صغِّرِ الْجاهِل لِجهْلِهِ و لا تطْرُدْهُ و لكِنْ قرِّبْهُ و علِّمْهُ يا هِشامُ إِنّ كُلّ نِعْمةٍ عجزْت عنْ شُكْرِها بِمنْزِلةِ سيِّئةٍ تُؤاخذُ بِها و قال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ص إِنّ لِلّهِ عِباداً كسرتْ قُلُوبهُمْ خشْيتُهُ فأسْكتتْهُمْ عنِ الْمنْطِقِ (45) و إِنّهُمْ لفُصحاءُ عُقلاءُ يسْتبِقُون إِلى اللّهِ بِالْأعْمالِ الزّكِيّةِ لا يسْتكْثِرُون لهُ الْكثِير و لا يرْضوْن لهُمْ مِنْ أنْفُسِهِمْ بِالْقلِيلِ يروْن فِي أنْفُسِهِمْ أنّهُمْ أشْرارٌ و إِنّهُمْ لأكْياسٌ و أبْرارٌ(46) يا هِشامُ الْحياءُ مِن الْإِيمانِ و الْإِيمانُ فِي الْجنّةِ و الْبذاءُ مِن الْجفاءِ و الْجفاءُ(47) فِي النّارِ يا هِشامُ الْمُتكلِّمُون ثلاثةٌ فرابِحٌ و سالِمٌ و شاجِبٌ (48) فأمّا الرّابِحُ فالذّاكِرُ لِلّهِ و أمّا السّالِمُ فالسّاكِتُ و أمّا الشّاجِبُ فالّذِي يخُوضُ فِي الْباطِلِ إِنّ اللّه حرّم الْجنّة على كُلِّ فاحِشٍ بذِي ءٍ قلِيلِ الْحياءِ لا يُبالِي ما قال و لا ما قِيل فِيهِ و كان أبُو ذرٍّ رضِي اللّهُ عنْهُ يقُولُ يا مُبْتغِي الْعِلْمِ إِنّ هذا اللِّسان مِفْتاحُ خيْرٍ و مِفْتاحُ شرٍّ فاخْتِمْ على فِيك كما تخْتِمُ على ذهبِك و ورِقِك يا هِشامُ بِئْس الْعبْدُ عبْدٌ يكُونُ ذا وجْهيْنِ و ذا لِسانيْنِ يُطْرِي أخاهُ إِذا شاهدهُ (49) و يأْكُلُهُ إِذا غاب عنْهُ إِنْ أُعْطِي حسدهُ و إِنِ اُبْتُلِي خذلهُ إِنّ أسْرع الْخيْرِ ثواباً الْبِرُّ و أسْرع الشّرِّ عُقُوبةً الْبغْيُ و إِنّ شرّ عِبادِ اللّهِ منْ تُكْرهُ مُجالستُهُ لِفُحْشِهِ و هلْ يكُبُّ النّاس على مناخِرِهِمْ فِي النّارِ إِلاّ حصائِدُ ألْسِنتِهِمْ و مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمرْءِ ترْكُ ما لا يعْنِيهِ يا هِشامُ لا يكُونُ الرّجُلُ مُؤْمِناً حتّى يكُون خائِفاً راجِياً و لا يكُونُ خائِفاً راجِياً حتّى يكُون عامِلاً لِما يخافُ و يرْجُو يا هِشامُ قال اللّهُ جلّ و عزّ و عِزّتِي و جلالِي و عظمتِي و قُدْرتِي و بهائِي و عُلُوِّي فِي مكانِي لا يُؤْثِرُ عبْدٌ هواي على هواهُ إِلاّ جعلْتُ الْغِنى فِي نفْسِهِ و همّهُ فِي آخِرتِهِ و كففْتُ عليْهِ فِي ضيْعتِهِ 79 و ضمّنْتُ السّماواتِ و الْأرْض رِزْقهُ و كُنْتُ لهُ مِنْ وراءِ تِجارةِ كُلِّ تاجِرٍ يا هِشامُ الْغضبُ مِفْتاحُ الشّرِّ و أكْملُ الْمُؤْمِنِين إِيماناً أحْسنُهُمْ خُلُقاً و إِنْ خالطْت النّاس فإِنِ اِسْتطعْت أنْ لا تُخالِط أحداً مِنْهُمْ إِلاّ منْ كانتْ يدُك عليْهِ الْعُلْيا(50) فافْعلْ يا هِشامُ عليْك بِالرِّفْقِ فإِنّ الرِّفْق يُمْنٌ و الْخُرْق شُؤْمٌ إِنّ الرِّفْق و الْبِرّ و حُسْن الْخُلُقِ يعْمُرُ الدِّيار و يزِيدُ فِي الرِّزْقِ يا هِشامُ قوْلُ اللّهِ هلْ جزاءُ الْإِحْسانِ إِلاّ الْإِحْسانُ [1-5](55:60) (51)جرتْ فِي الْمُؤْمِنِ و الْكافِرِ و الْبرِّ و الْفاجِرِ منْ صُنِع إِليْهِ معْرُوفٌ فعليْهِ أنْ يُكافِئ بِهِ و ليْستِ الْمُكافأةُ أنْ تصْنع كما صنع حتّى ترى فضْلك فإِنْ صنعْت كما صنع فلهُ الْفضْلُ بِالاِبْتِداءِ82-يا هِشامُ إِنّ مثل الدُّنْيا مثلُ الْحيّةِ مسُّها ليِّنٌ و فِي جوْفِها السّمُّ الْقاتِلُ يحْذرُها الرِّجالُ ذوُو الْعُقُولِ و يهْوِي إِليْها الصِّبْيانُ بِأيْدِيهِمْ يا هِشامُ اِصْبِرْ على طاعةِ اللّهِ و اِصْبِرْ عنْ معاصِي اللّهِ فإِنّما الدُّنْيا ساعةٌ فما مضى مِنْها فليْس تجِدُ لهُ سُرُوراً و لا حُزْناً و ما لمْ يأْتِ مِنْها فليْس تعْرِفُهُ فاصْبِرْ على تِلْك السّاعةِ الّتِي أنْت فِيها فكأنّك قدِ اِغْتبطْت (52) يا هِشامُ مثلُ الدُّنْيا مثلُ ماءِ الْبحْرِ كُلّما شرِب مِنْهُ الْعطْشانُ اِزْداد عطشاً حتّى يقْتُلهُ يا هِشامُ إِيّاك و الْكِبْر فإِنّهُ لا يدْخُلُ الْجنّة منْ كان فِي قلْبِهِ مِثْقالُ حبّةٍ مِنْ كِبْرٍ الْكِبْرُ رِداءُ اللّهِ فمنْ نازعهُ رِداءهُ أكبّهُ اللّهُ فِي النّارِ على وجْهِهِ يا هِشامُ ليْس مِنّا منْ لمْ يُحاسِبْ نفْسهُ فِي كُلِّ يوْمٍ فإِنْ عمِل حسناً اِسْتزاد مِنْهُ و إِنْ عمِل سيِّئاً اِسْتغْفر اللّه مِنْهُ و تاب إِليْهِ يا هِشامُ تمثّلتِ الدُّنْيالِلْمسِيحِ ع

فِي صُورةِ اِمْرأةٍ زرْقاء فقال لها كمْ تزوّجْتِ فقالتْ كثِيراً قال فكُلٌّ طلّقكِ قالتْ لا بلْ كُلاًّ قتلْتُ قال الْمسِيحُ ع

فويْحُ لِأزْواجِكِ الْباقِين كيْف لا يعْتبِرُون بِالْماضِين يا هِشامُ إِنّ ضوْء الْجسدِ فِي عيْنِهِ فإِنْ كان الْبصرُ مُضِيئاً اِسْتضاء الْجسدُ كُلُّهُ و إِنّ ضوْء الرُّوحِ الْعقْلُ فإِذا كان الْعبْدُ عاقِلاً كان عالِماً بِربِّهِ و إِذا كان عالِماً بِربِّهِ أبْصر دِينهُ و إِنْ كان جاهِلاً بِربِّهِ لمْ يقُمْ لهُ دِينٌ و كما لا يقُومُ الْجسدُ إِلاّ بِالنّفْسِ الْحيّةِ فكذلِك لا يقُومُ الدِّينُ إِلاّ بِالنِّيّةِ الصّادِقةِ و لا تثْبُتُ النِّيّةُ الصّادِقةُ إِلاّ بِالْعقْلِ يا هِشامُ إِنّ الزّرْع ينْبُتُ فِي السّهْلِ و لا ينْبُتُ فِي الصّفا(53) فكذلِك الْحِكْمةُ تعْمُرُ فِي قلْبِ الْمُتواضِعِ و لا تعْمُرُ فِي قلْبِ الْمُتكبِّرِ الْجبّارِ لِأنّ اللّه جعل التّواضُع آلة الْعقْلِ و جعل التّكبُّر مِنْ آلةِ الْجهْلِ أ لمْ تعْلمْ أنّ منْ شمخ إِلى السّقْفِ 85 بِرأْسِهِ شجّهُ 86 و منْ خفض رأْسهُ اِسْتظلّ تحْتهُ و أكنّهُ و كذلِك منْ لمْ يتواضعْ لِلّهِ خفضهُ اللّهُ و منْ تواضع لِلّهِ رفعهُ يا هِشامُ ما أقْبح الْفقْر بعْد الْغِنى و أقْبح الْخطِيئة بعْد النُّسُكِ و أقْبحُ مِنْ ذلِك الْعابِدُ لِلّهِ ثُمّ يتْرُكُ عِبادتهُ يا هِشامُ لا خيْر فِي الْعيْشِ إِلاّ لِرجُليْنِ لِمُسْتمِعٍ واعٍ و عالِمٍ ناطِقٍ يا هِشامُ ما قُسِم بيْن الْعِبادِ أفْضلُ مِن الْعقْلِ نوْمُ الْعاقِلِ أفْضلُ مِنْ سهرِ الْجاهِلِ و ما بعث اللّهُ نبِيّاً إِلاّ عاقِلاً حتّى يكُون عقْلُهُ أفْضل مِنْ جمِيعِ جهْدِ الْمُجْتهِدِين و ما أدّى الْعبْدُ فرِيضةً مِنْ فرائِضِ اللّهِ حتّى عقل عنْهُ (54) يا هِشامُ قال رسُولُ اللّهِ ص إِذا رأيْتُمُ الْمُؤْمِن صمُوتاً فادْنُوا مِنْهُ فإِنّهُ يُلْقِي الْحِكْمة و الْمُؤْمِنُ قلِيلُ الْكلامِ كثِيرُ الْعملِ و الْمُنافِقُ كثِيرُ الْكلامِ قلِيلُ الْعملِ يا هِشامُ أوْحى اللّهُ تعالى إِلى داوُد ع

قُلْ لِعِبادِي لا يجْعلُوا بيْنِي و بيْنهُمْ عالِماً مفْتُوناً بِالدُّنْيا فيصُدّهُمْ عنْ ذِكْرِي و عنْ طرِيقِ محبّتِي و مُناجاتِي أُولئِك قُطّاعُ الطّرِيقِ مِنْ عِبادِي إِنّ أدْنى ما أنا صانِعٌ بِهِمْ أنْ أنْزِع حلاوة محبّتِي 88 و مُناجاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ يا هِشامُ منْ تعظّم فِي نفْسِهِ لعنتْهُ ملائِكةُ السّماءِ و ملائِكةُ الْأرْضِ و منْ تكبّر على إِخْوانِهِ و اِسْتطال عليْهِمْ فقدْ ضادّ اللّه (55) و منِ اِدّعى ما ليْس لهُ فهُو أعْنى لِغيْرِ رُشْدِهِ (56) يا هِشامُ أوْحى اللّهُ تعالى إِلى داوُد ع

ياداوُدُ

حذِّرْ و أنْذِرْ(57) أصْحابك عنْ حُبِّ الشّهواتِ فإِنّ الْمُعلّقة قُلُوبُهُمْ بِشهواتِ الدُّنْيا قُلُوبُهُمْ محْجُوبةٌ عنِّي يا هِشامُ إِيّاك و الْكِبْر على أوْلِيائِي و الاِسْتِطالة بِعِلْمِك فيمْقُتُك اللّهُ فلا تنْفعُك بعْد مقْتِهِ دُنْياك و لا آخِرتُك و كُنْ فِي الدُّنْيا كساكِنِ دارٍ ليْستْ لهُ إِنّما ينْتظِرُ الرّحِيل يا هِشامُ مُجالسةُ أهْلِ الدِّينِ شرفُ الدُّنْيا و الْآخِرةِ و مُشاورةُ الْعاقِلِ النّاصِحِ يُمْنٌ و بركةٌ و رُشْدٌ و توْفِيقٌ مِن اللّهِ فإِذا أشار(58) عليْك الْعاقِلُ النّاصِحُ فإِيّاك و الْخِلاف فإِنّ فِي ذلِك الْعطب (59) يا هِشامُ إِيّاك و مُخالطة النّاسِ و الْأُنْس بِهِمْ إِلاّ أنْ تجِد مِنْهُمْ عاقِلاً و مأْمُوناً فآنِسْ بِهِ و اُهْرُبْ مِنْ سائِرِهِمْ كهربِك مِن السِّباعِ الضّارِيةِ(60) و ينْبغِي لِلْعاقِلِ إِذا عمِل عملاً أنْ يسْتحْيِي مِن اللّهِ و إِذا تفرّد لهُ بِالنِّعمِ أنْ يُشارِك فِي عملِهِ أحداً غيْرهُ (61) و إِذا مرّ بِك (62) أمْرانِ لا تدْرِي أيُّهُما خيْرٌ و أصْوبُ فانْظُرْ أيُّهُما أقْربُ إِلى هواك فخالِفْهُ فإِنّ كثِير الصّوابِ فِي مُخالفةِ هواك و إِيّاك أنْ تغْلِب الْحِكْمة و تضعها فِي أهْلِ الْجهالةِ(63) قال هِشامٌ فقُلْتُ لهُ فإِنْ وجدْتُ رجُلاً طالِباً لهُ غيْر أنّ عقْلهُ لا يتّسِعُ لِضبْطِ ما أُلْقِي إِليْهِ قال ع فتلطّفْ لهُ فِي النّصِيحةِ فإِنْ ضاق قلْبُهُ فلا تعْرِضنّ نفْسك لِلْفِتْنةِ و اِحْذرْ ردّ الْمُتكبِّرِين فإِنّ الْعِلْم يدِلُّ على أنْ يُمْلى على منْ لا يُفِيقُ (64) قُلْتُ فإِنْ لمْ أجِدْمنْ يعْقِلُ السُّؤال عنْها قال ع فاغْتنِمْ جهْلهُ عنِ السُّؤالِ حتّى تسْلم مِنْ فِتْنةِ الْقوْلِ و عظِيمِ فِتْنةِ الرّدِّ و اِعْلمْ أنّ اللّه لمْ يرْفعِ الْمُتواضِعِين بِقدْرِ تواضُعِهِمْ و لكِنْ رفعهُمْ بِقدْرِ عظمتِهِ و مجْدِهِ و لمْ يُؤْمِنِ الْخائِفِين بِقدْرِ خوْفِهِمْ و لكِنْ آمنهُمْ بِقدْرِ كرمِهِ و جُودِهِ و لمْ يُفرِّجِ الْمحْزُونِين (65) بِقدْرِ حُزْنِهِمْ و لكِنْ بِقدْرِ رأْفتِهِ و رحْمتِهِ فما ظنُّك بِالرّءُوفِ الرّحِيمِ الّذِي يتودّدُ إِلى منْ يُؤْذِيهِ بِأوْلِيائِهِ فكيْف بِمنْ يُؤْذى فِيهِ و ما ظنُّك بِالتّوّابِ الرّحِيمِ الّذِي يتُوبُ على منْ يُعادِيهِ فكيْف بِمنْ يترضّاهُ (66) و يخْتارُ عداوة الْخلْقِ فِيهِ.يا هِشامُ منْ أحبّ الدُّنْيا ذهب خوْفُ الْآخِرةِ مِنْ قلْبِهِ و ما أُوتِي عبْدٌ عِلْماً فازْداد لِلدُّنْيا حُبّاً إِلاّ اِزْداد مِن اللّهِ بُعْداً و اِزْداد اللّهُ عليْهِ غضباً يا هِشامُ إِنّ الْعاقِل اللّبِيب منْ ترك ما لا طاقة لهُ بِهِ و أكْثرُ الصّوابِ فِي خِلافِ الْهوى و منْ طال أملُهُ ساء عملُهُ يا هِشامُ لوْ رأيْت مسِير الْأجلِ لألْهاك عنِ الْأملِ يا هِشامُ إِيّاك و الطّمع و عليْك بِالْيأْسِ مِمّا فِي أيْدِي النّاسِ و أمِتِ الطّمع مِن الْمخْلُوقِين فإِنّ الطّمع مِفْتاحٌ لِلذُّلِ (67) و اِخْتِلاسُ الْعقْلِ و اِخْتِلاقُ الْمُرُوّاتِ (68) و تدْنِيسُ الْعِرْضِ و الذّهابُ بِالْعِلْمِ و عليْك بِالاِعْتِصامِ بِربِّك و التّوكُّلِ عليْهِ و جاهِدْ نفْسك لِترُدّها عنْ هواها فإِنّهُ واجِبٌ عليْك كجِهادِ عدُوِّك قال هِشامٌ فقُلْتُ لهُ فأيُّ الْأعْداءِ أوْجبُهُمْ مُجاهدةً قال ع أقْربُهُمْ إِليْك و أعْداهُمْ لك و أضرُّهُمْ بِك و أعْظمُهُمْ لك عداوةً و أخْفاهُمْ لك شخْصاً مع دُنُوِّهِ مِنْك و منْ يُحرِّضُ (69) أعْداءك عليْك-و هُو(70)Cإِبْلِيسُ Cالْمُوكّلُ بِوسْواسٍ مِن الْقُلُوبِ فلهُ فلْتشْتدّ عداوتُك 105 و لا يكُوننّ أصْبر على مُجاهدتِهِ لِهلكتِك مِنْك على صبْرِك لِمُجاهدتِهِ فإِنّهُ أضْعفُ مِنْك رُكْناً فِي قُوّتِهِ (71) و أقلُّ مِنْك ضرراً فِي كثْرةِ شرِّهِ إِذا أنْت اِعْتصمْت بِاللّهِ فقدْ هُدِيت إِلى صِراطٍ مُسْتقِيمٍ [19-21](3:101) يا هِشامُ منْ أكْرمهُ اللّهُ بِثلاثٍ فقدْ لطُف لهُ عقْلٌ يكْفِيهِ مئُونة هواهُ و عِلْمٌ يكْفِيهِ مئُونة جهْلِهِ و غِنًى يكْفِيهِ مخافة الْفقْرِ يا هِشامُ اِحْذرْ هذِهِ الدُّنْيا و اِحْذرْ أهْلها فإِنّ النّاس فِيها على أرْبعةِ أصْنافٍ رجُلٍ مُتردٍّ مُعانِقٍ لِهواهُ و مُتعلِّمٍ مُقْرِئٍ (72) كُلّما اِزْداد عِلْماً اِزْداد كِبْراً يسْتعْلِي (73) بِقِراءتِهِ و عِلْمِهِ على منْ هُو دُونهُ و عابِدٍ جاهِلٍ يسْتصْغِرُ منْ هُو دُونهُ فِي عِبادتِهِ يُحِبُّ أنْ يُعظّم و يُوقّر و ذِي بصِيرةٍ عالِمٍ عارِفٍ بِطرِيقِ الْحقِّ يُحِبُّ الْقِيام بِهِ فهُو عاجِزٌ أوْ مغْلُوبٌ و لا يقْدِرُ على الْقِيامِ بِما يعْرِفُهُ فهُو محْزُونٌ مغْمُومٌ بِذلِك فهُو أمْثلُ أهْلِ زمانِهِ 109 و أوْجهُهُمْ عقْلاً يا هِشامُ اِعْرِفْ الْعقْل و جُنْدهُ و الْجهْل و جُنْدهُ تكُنْ مِن الْمُهْتدِين قال هِشامٌ فقُلْتُ جُعِلْتُ فِداك لا نعْرِفُ إِلاّ ما عرّفْتنا فقال ع يا هِشامُ إِنّ اللّه خلق الْعقْل و هُو أوّلُ خلْقٍ خلقهُ اللّهُ مِن الرُّوحانِيِّين 110-عنْ يمِينِ الْعرْشِ مِنْ نُورِهِ (74) فقال لهُ أدْبِرْ فأدْبر ثُمّ قال لهُ أقْبِلْ فأقْبل فقال اللّهُ جلّ و عزّ خلقْتُك خلْقاً عظِيماً و كرّمْتُك على جمِيعِ خلْقِي ثُمّ خلق الْجهْل مِن الْبحْرِ الْأُجاجِ الظُّلْمانِيِّ فقال لهُ أدْبِرْ فأدْبر ثُمّ قال لهُ أقْبِلْ فلمْ يُقْبِلْ فقال لهُ اِسْتكْبرْت فلعنهُ ثُمّ جعل لِلْعقْلِ خمْسةً و سبْعِين جُنْداً فلمّا رأى الْجهْلُ ما كرّم اللّهُ بِهِ الْعقْل و ما أعْطاهُ أضْمر لهُ الْعداوة فقال الْجهْلُ يا ربِّ هذا خلْقٌ مِثْلِي خلقْتهُ و كرّمْتهُ و قوّيْتهُ و أنا ضِدُّهُ و لا قُوّة لِي بِهِ أعْطِنِي مِن الْجُنْدِ مِثْل ما أعْطيْتهُ فقال تبارك و تعالى نعمْ فإِنْ عصيْتنِي بعْد ذلِك أخْرجْتُك و جُنْدك مِنْ جِوارِي و مِنْ رحْمتِي فقال قدْ رضِيتُ فأعْطاهُ اللّهُ خمْسةً و سبْعِين جُنْداً فكان مِمّا أعْطى الْعقْل مِن الْخمْسةِ و السّبْعِين جُنْداً الْخيْرُ و هُو وزِيرُ الْعقْلِ و جعل ضِدّهُ الشّرّ و هُو وزِيرُ الْجهْلِ.

جنود العقل و الجهلالْإِيمانُ الْكُفْرُ التّصْدِيقُ التّكْذِيبُ الْإِخْلاصُ النِّفاقُ الرّجاءُ الْقُنُوطُ الْعدْلُ الْجوْرُ الرِّضا السُّخْطُ الشُّكْرُ الْكُفْرانُ الْيأْسُ الطّمعُ التّوكُّلُ الْحِرْصُ الرّأْفةُ الْغِلْظةُ الْعِلْمُ الْجهْلُ الْعِفّةُ التّهتُّكُ الزُّهْدُ الرّغْبةُ الرِّفْقُ الْخُرْقُ الرّهْبةُ الْجُرْأةُ التّواضُعُ الْكِبْرُ التُّؤدةُ112 الْعجلةُ الْحِلْمُ السّفهُ الصّمْتُ الْهذرُ113 الاِسْتِسْلامُ الاِسْتِكْبارُ التّسْلِيمُ التّجبُّرُ الْعفْوُ الْحِقْدُ الرّحْمةُ الْقسْوةُ الْيقِينُ الشّكُّ الصّبْرُ الْجزعُ الصّفْحُ الاِنْتِقامُ الْغِنى الْفقْرُ التّفكُّرُ السّهْوُ الْحِفْظُ النِّسْيانُ التّواصُلُ الْقطِيعةُ الْقناعةُ الشّرهُ (75) الْمُواساةُ الْمنْعُ-الْمودّةُ الْعداوةُ الْوفاءُ الْغدْرُ الطّاعةُ الْمعْصِيةُ الْخُضُوعُ التّطاوُلُ (76) السّلامةُ الْبلاءُ الْفهْمُ الْغباوةُ(77) الْمعْرِفةُ الْإِنْكارُ الْمُداراةُ الْمُكاشفةُ سلامةُ الْغيْبِ الْمُماكرةُ117 الْكِتْمانُ الْإِفْشاءُ الْبِرُّ الْعُقُوقُ الْحقِيقةُ التّسْوِيفُ (78) الْمعْرُوفُ الْمُنْكرُ التّقِيّةُ الْإِذاعةُ الْإِنْصافُ الظُّلْمُ التُّقى الْحسدُ(79) النّظافةُ الْقذرُ الْحياءُ الْقِحةُ(80) الْقصْدُ الْإِسْرافُ الرّاحةُ التّعبُ السُّهُولةُ الصُّعُوبةُ الْعافِيةُ الْبلْوى الْقوامُ الْمُكاثرةُ121 الْحِكْمةُ الْهوى الْوقارُ الْخِفّةُ السّعادةُ الشّقاءُ التّوْبةُ الْإِصْرارُ الْمُحافظةُ التّهاوُنُ (81) الدُّعاءُ الاِسْتِنْكافُ النّشاطُ الْكسلُ الْفرحُ الْحزنُ الْأُلْفةُ الْفُرْقةُ السّخاءُ الْبُخْلُ الْخُشُوعُ الْعُجْبُ صوْنُ الْحدِيثِ (82) النّمِيمةُ الاِسْتِغْفارُ الاِغْتِرارُ الْكِياسةُ الْحُمْقُ (83) يا هِشامُ لا تُجْمعُ 125 هذِهِ الْخِصالُ إِلاّ لِنبِيٍّ أوْ وصِيٍّ أوْ مُؤْمِنٍ اِمْتحن اللّهُ قلْبهُ لِلْإِيمانِ و أمّا سائِرُ ذلِك مِن الْمُؤْمِنِين فإِنّ أحدهُمْ لا يخْلُو مِنْ أنْ يكُون فِيهِ بعْضُ هذِهِ الْجُنُودِ مِن أجْنادِ الْعقْلِ حتّى يسْتكْمِل الْعقْل و يتخلّص مِنْ جُنُودِ الْجهْلِ فعِنْد ذلِك يكُونُ فِي الدّرجةِ الْعُلْيا مع الْأنْبِياءِ و الْأوْصِياءِ ع وفّقنا اللّهُ و إِيّاكُمْ لِطاعتِهِ.

.


1- ..في بعض النسخ [إياك ].
2- ..في بعض النسخ [اسميه ].«حميدا»كذا.و في بعض النسخ:«جهيدا».
3- ..قد مضى في كلمات مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما في معناه.
4- ..سورة الزمر آية 19.
5- ..في بعض النسخ [اكمل الناس ].
6- ..سورة البقرة آية 162.
7- ..سورة البقرة آية 163.
8- ..سورة النحل آية 12.
9- ..سورة الزخرف آية 1،2،3.
10- ..سورة الروم آية 23.
11- ..سورة الأنعام آية 32.
12- ..سورة القصص آية 60.
13- ..سورة الصافّات آية 137،138.
14- .سورة العنكبوت آية 43.
15- ..سورة البقرة آية 165.
16- ..سورة الأنعام آية 116.
17- ..مضمون مأخوذ من آى القرآن.
18- ..سورة سبأ آية 13.
19- ..سورة ص آية 23.
20- ..سورة هود آية 42.
21- .سورة ق آية 36.
22- ..سورة لقمان آية 11.إلى هنا في الكافي تقديم و تأخير.
23- ..و زاد في الكافي [و ان الكيّس لدى الحق يسير].
24- ..في الكافي مكان العاقل [العقل ]فى الموضعين.
25- ..في الكافي [و أكملهم عقلا].
26- ..في الكافي [من أظلم نور تفكره ].
27- ..العيلة:الفاقة.
28- ..اعتقد الشي ء:نقيض حله.و في بعض النسخ [يعتقل ]هو أيضا نقيض حل أي يمسك و بشدّ.
29- ..في الكافي [أن الدنيا طالبة مطلوبة و أن الآخرة طالبة و مطلوبة].
30- ..سورة آل عمران آية 7.
31- ..الردى:الهلاك.
32- ..في بعض النسخ [لا يدل ].
33- ..في الكافي [ما عبد اللّه بشي ء].
34- ..الكفر في الاعتقاد و الشر في القول و العمل و الكل ينشأ من الجهل.و في بعض النسخ [مأمون ].
35- ..الرشد في الاعتقاد و الخير في القول و الكل ناش من العقل.و في بعض النسخ [مأمول ].
36- ..لا تمنحوا الجهال أي لا تعطوهم و لا تعلموهم.و المنحة:العطاء.
37- ..في الكافي هاهنا[يا هشام انّ العاقل لا يكذب و إن كان فيه هواه ].
38- ..أي قدرا و رفعة.و الخطر:الحظّ و النصيب و القدر و المنزلة.
39- ..سورة الزمر آية 12.
40- ..في الكافي [و آداب العلماء].و قد مرّ شرح هذا الكلام في مواعظ الإمام السجّاد عليه السلام.
41- ..أي استنماؤه بالكسب و التجارة.
42- ..في بعض النسخ [و تعطوا].
43- ..في بعض النسخ [و إيّاكم و البخل و عليكم بالسخاء].
44- ..الحدث:الامر الحادث الذي ليس بمعتاد و لا معروف في السنّة.
45- ..اللمّاظة-بالضم-:بقية الطعام في الغم.و أيضا بقية الشي ء القليل.و المراد بها هنا الدنيا.
46- ..يهولكم أي يفزعكم و عظم عليكم.
47- ..مئونة المراقى:شدة الارتقاء.و المرافق:المنافع و هي جمع مرفق-بالفتح-:ما انتفع به.
48- ..الامد:الغاية و منتهى الشي ء،يقال:طال عليهم الامد أي الأجل.و النور-بالفتح-:الزهرة.
49- ..الغبّ-بالكسر-:العاقبة.و أيضا بمعنى البعد.
50- ..كناية عن الموت فانه يأتي في الغداة و الرواح.
51- ..في بعض النسخ [و محقّرتها].
52- ..الفريسة:ما يفترسه الأسد و نحوه.و في بعض النسخ [بالفراش ].
53- ..في بعض النسخ [و فريقا تقدرون بهم ].
54- ..الوابل:المطر الشديد الضخم القطر.
55- ..في بعض النسخ [و استكتهم عن المنطق ].
56- ..الاكياس:جمع كيّس-كسيّد-:الفطن،الظريف،الحسن الفهم و الأدب.
57- ..البذاء:الفحش.و البذى-على فعيل-:السفيه و الذي أفحش في منطقه.
58- ..الشاجب:الهذّاء المكثار أي كثير الهذيان و كثير الكلام.و أيضا الهالك.و هو الانسب.
59- ..أي يحسن الثناء و بالغ في مدحه إذا شاهده:و يعيبه بالسوء و يذمّه إذا غاب.
60- ..الضيعة-بالفتح-:حرفة الرجل و صناعته و في بعض النسخ [صنعته ].
61- ..اليد العليا:المعطية المتعففة.
62- ..سورة الرحمن آية 60.
63- ..أي له الفضيلة بسبب ابتدائه بالاحسان،فهو أفضل منك.
64- ..اغتبط:كان في مسرة و حسن حال.و في بعض النسخ [قد احتبطت ].
65- ..الصفا:الحجر الصلد الضخم.
66- ..شمخ-من باب منع-:علا و رفع.
67- ..أي كسره و جرحه.
68- ..أي عرفه إلى حدّ التعقل.
69- ..في بعض النسخ [عبادتى ].
70- ..استطال عليهم:أى تفضل عليهم.
71- ..في بعض النسخ [فانذر].و في بعضها[و نذّر].
72- ..في بعض النسخ [فاذا استشار].
73- ..العطب:الهلاك.
74- ..في بعض النسخ [و إذا خربك أمران ]و خرّبه أمر أي نزل به و أهمه.
75- ..في بعض النسخ [و لم يفرح المحزونين ].
76- ..يترضّاه:أى يطلب رضاه.
77- ..في بعض النسخ [الذل ].
78- ..في بعض النسخ [و من يحرص ].و في بعضها[و يحرص من ].
79- ..في بعض النسخ [فهو].
80- ..في بعض النسخ [فلتشد].
81- ..في بعض النسخ [متقرئ ].
82- ..في بعض النسخ [يستعلن ].
83- ..الامثل:الافضل.

ص: 384

. .

ص: 385

. .

ص: 386

. .

ص: 387

. .

ص: 388

. .

ص: 389

. .

ص: 390

. .

ص: 391

. .

ص: 392

. .

ص: 393

. .

ص: 394

. .

ص: 395

. .

ص: 396

. .

ص: 397

. .

ص: 398

. .

ص: 399

. .

ص: 400

. .

ص: 401

. .

ص: 402

. .

ص: 403

و من حكمه ع

و من حكمه عرُوِي عنْهُ ع أنّهُ قال صلاةُ النّوافِلِ قُرْبانٌ إِلى اللّهِ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ و الْحجُّ جِهادُ كُلِّ ضعِيفٍ و لِكُلِّ شيْ ءٍ زكاةٌ و زكاةُ الْجسدِ صِيامُ النّوافِلِ و أفْضلُ الْعِبادةِ بعْد الْمعْرِفةِ اِنْتِظارُ الْفرجِ- و منْ دعا قبْل الثّناءِ على اللّهِ و الصّلاةِ على النّبِيِّ ص كان كمنْ رمى بِسهْمٍ بِلا وترٍ و منْ أيْقن بِالْخلفِ جاد بِالْعطِيّةِ و ما عال اِمْرُؤٌ اِقْتصد و التّدْبِيرُ نِصْفُ الْعيْشِ و التّودُّدُ إِلى النّاسِ نِصْفُ الْعقْلِ و كثْرةُ الْهمِّ يُورِثُ الْهرم و الْعجلةُ هِي الْخُرْقُ و قِلّةُ الْعِيالِ أحدُ الْيساريْنِ و منْ أحْزن والِديْهِ فقدْ عقّهُما و منْ ضرب بِيدِهِ على فخِذِهِ أوْ ضرب بِيدِهِ الْواحِدةِ على الْأُخْرى عِنْد الْمُصِيبةِ فقدْ حبِط أجْرُهُ و الْمُصِيبةُ لا تكُونُ مُصِيبةً يسْتوْجِبُ صاحِبُها أجْرها إِلاّ بِالصّبْرِ و الاِسْتِرْجاعِ عِنْد الصّدْمةِ و الصّنِيعةُ لا تكُونُ صنِيعةً إِلاّ عِنْد ذِي دِينٍ أوْ حسبٍ و اللّهُ يُنْزِلُ الْمعُونة على قدْرِ الْمئُونةِ و يُنْزِلُ الصّبْر على قدْرِ الْمُصِيبةِ و منِ اِقْتصد و قنِع بقِيتْ عليْهِ النِّعْمةُ و منْ بذّر و أسْرف زالتْ عنْهُ النِّعْمةُ و أداءُ الْأمانةِ و الصِّدْقُ يجْلِبانِ الرِّزْق و الْخِيانةُ و الْكذِبُ يجْلِبانِ الْفقْر و النِّفاق و إِذا أراد اللّهُ بِالذّرّةِ1 شرّاً أنْبت لها جناحيْنِ فطارتْ فأكلها الطّيْرُ و الصّنِيعةُ لا تتِمُّ صنِيعةً عِنْد الْمُؤْمِنِ لِصاحِبِها إِلاّ بِثلاثةِ أشْياء تصْغِيرِها و ستْرِها و تعْجِيلِها فمنْ صغّر الصّنِيعة عِنْد الْمُؤْمِنِ فقدْ عظّم أخاهُ و منْ عظّم الصّنِيعة عِنْدهُ فقدْ صغّر أخاهُ و منْ كتم ما أوْلاهُ (1) مِنْ صنِيعةٍ فقدْ كرُم فعالُهُ و منْ عجّل ما وعد فقدْ هنِئ 3 الْعطِيّة.

.


1- ..التؤدة-بالضم-:الرزانة و التأنى،يقال:توأد في الامر أي تأنى و تمهّل.

ص: 404

و من كلامه ع مع الرشيد في خبر طويل ذكرنا موضع الحاجة إليه

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

و من كلامه ع مع الرشيد في خبر طويل ذكرنا موضع الحاجة إليه7,14,1,2,3-دخل إِليْهِ و قدْ عمد على الْقبْضِ عليْهِ لِأشْياء كُذِبتْ عليْهِ عِنْدهُ فأعْطاهُ طُوماراً طوِيلاً فِيهِ مذاهِبُ شُنْعةٌ1 نسبها إِلى شِيعتِهِ فقرأهُ ثُمّ قال لهُ يا أمِير الْمُؤْمِنِين نحْنُ أهْلُ بيْتٍ مُنِينا بِالتّقوُّلِ عليْنا(1) و ربُّنا غفُورٌ ستُورٌ أبى أنْ يكْشِف أسْرار عِبادِهِ إِلاّ فِي وقْتِ مُحاسبتِهِ- يوْم لا ينْفعُ مالٌ و لا بنُون.`إِلاّ منْ أتى اللّه بِقلْبٍ سلِيمٍ [1-13](26:88-89) ثُمّ قال حدّثنِي أبِي عنْ أبِيهِ عنْ علِيٍ عنِ النّبِيِّ ص الرّحِمُ إِذا مسّتِ الرّحِم اِضْطربتْ ثُمّ سكنتْ فإِنْ رأى أمِيرُ الْمُؤْمِنِين أنْ تمسّ رحِمِي رحِمهُ و يُصافِحنِي فعل فتحوّل عِنْد ذلِك عنْ سرِيرِهِ و مدّ يمِينهُ إِلى مُوسى ع فأخذ بِيمِينِهِ ثُمّ ضمّهُ إِلى صدْرِهِ فاعْتنقهُ و أقْعدهُ عنْ يمِينِهِ و قال أشْهدُ أنّك صادِقٌ و أباك صادِقٌ و جدّك صادِقٌ و رسُول اللّهِ ص صادِقٌ و لقدْ دخلْت و أنا أشدُّ النّاسِ عليْك حنقاً(2) و غضباً لِما رُقِي إِلي (3) فِيك فلمّا تكلّمْت بِما تكلّمْت و صافحْتنِي سُرِي عنِّي (4) و تحوّل غضبِي عليْك رِضًا و سكت ساعةً ثُمّ قال لهُ أُرِيدُ أنْ أسْألك عنِ الْعبّاسِ و علِيٍ بِم صار علِيٌ أوْلى بِمِيراثِ رسُولِ اللّهِ ص مِن الْعبّاسِ و الْعبّاسُ عمُ رسُولِ اللّهِ ص و صِنْوُ أبِيهِ (5) فقال لهُ مُوسى ع أعْفِنِي قال و اللّهِ لا أعْفيْتُك فأجِبْنِي قال فإِنْ لمْ تُعْفِنِي فآمِنِّي قال آمنْتُك قال مُوسى ع إِن النّبِيّ ص لمْ يُورِّثْ منْ قدر على الْهِجْرةِ فلمْ يُهاجِرْ إِنّ أباك الْعبّاس آمن و لمْ يُهاجِرْ و إِن علِيّاً ع آمن و هاجر و قال اللّهُ الّذِين آمنُوا و لمْ يُهاجِرُوا ما لكُمْ مِنْ ولايتِهِمْ مِنْ شيْ ءٍ حتّى يُهاجِرُوا7[24-36](8:72) فالْتمع لوْنُ هارُون و تغيّر و قال ما لكُمْ لا تنْسُبُون إِلى علِيٍ هُو أبُوكُمْ و تنْسُبُون إِلى رسُولِ اللّهِ ص و هُو جدُّكُمْ فقال مُوسى ع إِنّ اللّه نسب الْمسِيح عِيسى اِبْن مرْيم ع

إِلى خلِيلِهِ إِبْراهِيم ع

بِأُمِّهِ مرْيم الْبِكْرِ الْبتُولِ الّتِي لمْ يمسّها بشرٌ فِي قوْلِهِ- و مِنْ ذُرِّيّتِهِ داوُد

وسُليْمان

وأيُّوب

ويُوسُف

ومُوسى

وهارُون

و كذلِك نجْزِي الْمُحْسِنِين.`وزكرِيّا

ويحْيى

وعِيسى

وإِلْياس

كُلٌّ مِن الصّالِحِين 8[14-42](6:84-85) فنسبهُ بِأُمِّهِ وحْدها إِلى خلِيلِهِ إِبْراهِيم ع

كما نسب داوُد

وسُليْمان

وأيُّوب

ومُوسى

وهارُون ع

بِآبائِهِمْ و أُمّهاتِهِمْ فضِيلةًلِعِيسى ع

و منْزِلةً رفِيعةً بِأُمِّهِ وحْدها و ذلِك قوْلُهُ فِي قِصّةِ مرْيم ع إِنّ اللّه اِصْطفاكِ و طهّركِ و اِصْطفاكِ على نِساءِ الْعالمِين (6)[7-16](3:42) بِالْمسِيحِ

مِنْ غيْرِ بشرٍ و كذلِك اِصْطفى ربُّنا فاطِمة ع و طهّرها و فضّلها على نِساءِ الْعالمِين بِالْحسنِ و الْحُسيْنِ سيِّديْ شبابِ أهْلِ الْجنّةِ فقال لهُ هارُونُ و قدِ اِضْطرب و ساءهُ ما سمِع مِنْ أيْن قُلْتُمُ الْإِنْسانُ يدْخُلُهُ الْفسادُ(7) مِنْ قِبلِ النِّساءِ و مِنْ قِبلِ الْآباءِ لِحالِ الْخُمُسِ الّذِي لمْ يدْفعْ إِلى أهْلِهِ فقال مُوسى ع هذِهِ مسْألةٌ ما سأل عنْها أحدٌ مِن السّلاطِينِ غيْرُك يا أمِير الْمُؤْمِنِين و لا تيْمٌ و لا عدِيٌ و لا بنُو أُميّة و لا سُئِل عنْها أحدٌ مِنْ آبائِي فلا تكْشِفْنِي عنْها قال فإِنْ بلغنِي عنْك كشْفُ هذا رجعْتُ عمّا آمنْتُك فقال مُوسى ع لك ذلِك قال فإِنّ الزّنْدقة قدْ كثُرتْ فِي الْإِسْلامِ و هؤُلاءِ الزّنادِقةُ الّذِين يرْفعُون إِليْنا فِي الْأخْبارِ هُمُ الْمنْسُوبُون إِليْكُمْ فما الزِّنْدِيقُ عِنْدكُمْ أهْل الْبيْتِ فقال ع الزِّنْدِيقُ هُو الرّادُّ على اللّهِ و على رسُولِهِ و هُمُ الّذِين يُحادُّون اللّه و رسُولهُ قال اللّهُ لا تجِدُ قوْماً يُؤْمِنُون بِاللّهِ و الْيوْمِ الْآخِرِ يُوادُّون منْ حادّ اللّه و رسُولهُ و لوْ كانُواآباءهُمْ أوْ أبْناءهُمْ أوْ إِخْوانهُمْ أوْ عشِيرتهُمْ [1-24](58:22) إِلى آخِرِ الْآيةِ(8) و هُمُ الْمُلْحِدُون عدلُوا عنِ التّوْحِيدِ إِلى الْإِلْحادِ فقال هارُونُ أخْبِرْنِي عنْ أوّلِ منْ ألْحد و تزنْدق فقال مُوسى ع أوّلُ منْ ألْحد و تزنْدق فِي السّماءِCإِبْلِيسُ Cاللّعِينُ فاسْتكْبر و اِفْتخر على صفِيِّ اللّهِ و نجِيِّهِ آدم ع

فقال اللّعِينُ أنا خيْرٌ مِنْهُ خلقْتنِي مِنْ نارٍ و خلقْتهُ مِنْ طِينٍ (9)[2-11](38:76) فعتا عنْ أمْرِ ربِّهِ و ألْحد فتوارث الْإِلْحاد ذُرِّيّتُهُ إِلى أنْ تقُوم السّاعةُ فقال وCلِإِبْلِيس Cذُرِّيّةٌ فقال ع نعمْ أ لمْ تسْمعْ إِلى قوْلِ اللّهِ- إِلاّCإِبْلِيس Cكان مِن الْجِنِّ ففسق عنْ أمْرِ ربِّهِ أ فتتّخِذُونهُ و ذُرِّيّتهُ أوْلِياء مِنْ دُونِي و هُمْ لكُمْ عدُوٌّ بِئْس لِلظّالِمِين بدلاً.`ما أشْهدْتُهُمْ خلْق السّماواتِ و الْأرْضِ و لا خلْق أنْفُسِهِمْ و ما كُنْتُ مُتّخِذ الْمُضِلِّين عضُداً(10)[8-46](18:50-51) لِأنّهُمْ يُضِلُّون ذُرِّيّة آدم

بِزخارِفِهِمْ و كذِبِهِمْ و يشْهدُون أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ كما وصفهُمُ اللّهُ فِي قوْلِهِ- و لئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّماواتِ و الْأرْض ليقُولُنّ اللّهُ قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ بلْ أكْثرُهُمْ لا يعْلمُون (11)[1-17](31:25) أيْ إِنّهُمْ لا يقُولُون ذلِك إِلاّ تلْقِيناً و تأْدِيباً و تسْمِيةً و منْ لمْ يعْلمْ و إِنْ شهِد كان شاكّاً حاسِداً مُعانِداً و لِذلِك قالتِ الْعربُ منْ جهِل أمْراً عاداهُ و منْ قصّر عنْهُ عابهُ و ألْحد فِيهِ لِأنّهُ جاهِلٌ غيْرُ عالِمٍ و كان لهُ ع مع أبِي يُوسُف الْقاضِي كلامٌ طوِيلٌ ليْس هُنا موْضِعُهُ 15-ثُمّ قال الرّشِيدُ بِحقِّ آبائِك لمّا اِخْتصرْت كلِماتٍ جامِعةً(12) لِما تجاريْناهُ فقال ع نعمْ و أُتِي بِدواةٍ و قِرْطاسٍ فكتب - بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)* جمِيعُ أُمُورِ الْأدْيانِ أرْبعةٌ أمْرٌ لا اِخْتِلاف فِيهِ و هُو إِجْماعُ الْأُمّةِ على الضّرُورةِ الّتِي يُضْطرُّون إِليْها و الْأخْبارُ الْمُجْمعُ عليْها و هِي الْغايةُ الْمعْرُوضُ عليْها كُلُّ شُبْهةٍ و الْمُسْتنْبطُ مِنْها كُلُّ حادِثةٍ و هُو إِجْماعُ الْأُمّةِ و أمْرٌ يحْتمِلُ الشّكّ و الْإِنْكار فسبِيلُهُ اِسْتِيضاحُ أهْلِهِ 17 لِمُنْتحِلِيهِ بِحُجّةٍ مِنْ كِتابِ اللّهِ مُجْمعٍ على تأْوِيلِها و سُنّةٍ مُجْمعٍ عليْها لا اِخْتِلاف فِيها أوْ قِياسٍ تعْرِفُ الْعُقُولُ عدْلهُ و لا يسعُ خاصّة الْأُمّةِ و عامّتها الشّكُّ فِيهِ و الْإِنْكارُ لهُ (13) و هذانِ الْأمْرانِ مِنْ أمْرِ التّوْحِيدِ فما دُونهُ و أرْشِ الْخدْشِ (14) فما فوْقهُ فهذا الْمعْرُوضُ الّذِي يُعْرضُ عليْهِ أمْرُ الدِّينِ فما ثبت لك بُرْهانُهُ اِصْطفيْتهُ و ما غمض عليْك صوابُهُ (15) نفيْتهُ فمنْ أوْرد واحِدةً مِنْ هذِهِ الثّلاثِ (16) فهِي الْحُجّةُ الْبالِغةُ الّتِي بيّنها اللّهُ فِي قوْلِهِ لِنبِيِّهِ - قُلْ فلِلّهِ الْحُجّةُ الْبالِغةُ فلوْ شاء لهداكُمْ أجْمعِين (17)[1-8](6:149) يبْلُغُ الْحُجّةُ الْبالِغةُ الْجاهِل فيعْلمُها بِجهْلِهِ كما يعْلمُهُ الْعالِمُ بِعِلْمِهِ لِأنّ اللّه عدْلٌ لا يجُورُ يحْتجُّ على خلْقِهِ بِما يعْلمُون و يدْعُوهُمْ إِلى ما يعْرِفُون لا إِلى ما يجْهلُون و يُنْكِرُون فأجازهُ الرّشِيدُ و ردّهُ و الْخبرُ طوِيلٌ (18) .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع ينْبغِي لِمنْ عقل عنِ اللّهِ أنْ لا يسْتبْطِئهُ (19) فِي رِزْقِهِ و لا يتّهِمهُ فِي قضائِهِ.

و قال رجُلٌ سألْتُهُ عنِ الْيقِينِ فقال ع يتوكّلُ على اللّهِ و يُسلِّمُ لِلّهِ و يرْضى بِقضاءِ اللّهِ و يُفوِّضُ إِلى اللّهِ .

-و قال عبْدُ اللّهِ بْنُ يحْيى 25كتبْتُ إِليْهِ فِي دُعاءٍ الْحمْدُ لِلّهِ مُنْتهى عِلْمِهِ فكتب ع لا تقُولنّ مُنْتهى عِلْمِهِ فإِنّهُ ليْس لِعِلْمِهِ مُنْتهًى و لكِنْ قُلْ مُنْتهى رِضاهُ .

و سألهُ رجُلٌ عنِ الْجوادِ فقال ع إِنّ لِكلامِك وجْهيْنِ فإِنْ كُنْت تسْألُ عنِ الْمخْلُوقِين فإِنّ الْجواد الّذِي يُؤدِّي ما اِفْترض اللّهُ عليْهِ و الْبخِيل منْ بخِل بِما اِفْترض اللّهُ و إِنْ كُنْت تعْنِي الْخالِق فهُو الْجوادُ إِنْ أعْطى و هُو الْجوادُ إِنْ منع لِأنّهُ إِنْ أعْطاك أعْطاك ما ليْس لك و إِنْ منعك منعك ما ليْس لك .

و قال لِبعْضِ شِيعتِهِ أيْ فُلانُ اِتّقِ اللّه و قُلِ الْحقّ و إِنْ كان فِيهِ هلاكُك فإِنّ فِيهِ نجاتك أيْ فُلانُ اِتّقِ اللّه و دعِ الْباطِل و إِنْ كان فِيهِ نجاتُك فإِنّ فِيهِ هلاكك.

و قال لهُ وكِيلُهُ و اللّهِ ما خُنْتُك فقال ع لهُ خِيانتُك و تضْيِيعُك عليّ مالِي سواءٌ و الْخِيانةُ شرُّهُما عليْك .

و قال ع إِيّاك أنْ تمْنع فِي طاعةِ اللّهِ فتُنْفِقُ مِثْليْهِ فِي معْصِيةِ اللّهِ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ مِثْلُ كفّتيِ الْمِيزانِ كُلّما زِيد فِي إِيمانِهِ زِيد فِي بلائِهِ.

و قال ع عِنْد قبْرٍ حضرهُ (20) إِنّ شيْئاً هذا آخِرُهُ لحقِيقٌ أنْ يُزْهد فِي أوّلِهِ و إِنّ شيْئاً هذا أوّلُهُ لحقِيقٌ أنْ يُخاف آخِرُهُ .

.


1- ..التطاول:التكبر و الترفع.
2- ..الغباوة:الغفلة و قلّة الفطنة.
3- ..المماكرة:المخادعة.
4- ..كذا.و التسويف:المطل و التأخير.و في الكافي [الرياء].
5- ..في بعض النسخ [النفي،الحسد]و لعله تصحيف.
6- ..في بعض النسخ [المخالفة].
7- ..في بعض النسخ [صدق الحديث ].
8- .لا يخفى أن عدد ما ذكر تفصيلا لا يبلغ ما ذكره اجمالا.
9- ..في بعض النسخ [لا تجتمع ].
10- ..في بعض النسخ [بالنملة].
11- ..يقال:أولى معروفا أي صنعه إليه.
12- ..الشّنعة-كنتنة-الفظيعة و القبيحة.
13- ..الحنق-بالتحريك-شدّة الاغتياظ.
14- ..أي كتب إلى.
15- ..سرى عنى أي ألقى و انكشف عنى.
16- ..الصنو:المثل و الابن و العم و الأخ الشقيق.
17- ..سورة الأنفال آية 73.و قوله:«فالتمع لون هارون»أي ذهب و تغيّر.
18- ..سورة الأنعام آية 85،86.
19- ..سورة آل عمران آية 40.
20- ..سورة المجادلة آية 22.

ص: 405

. .

ص: 406

. .

ص: 407

. .

ص: 408

. .

ص: 409

و قال ع منْ تكلّم فِي اللّهِ هلك و منْ طلب الرِّئاسة هلك و منْ دخلهُ الْعُجْبُ هلك.

و قال ع اِشْتدّتْ مئُونةُ الدُّنْيا و الدِّينِ فأمّا مئُونةُ الدُّنْيا فإِنّك لا تمُدُّ يدك إِلى شيْ ءٍ مِنْها إِلاّ وجدْت فاجِراً قدْ سبقك إِليْهِ و أمّا مئُونةُ الْآخِرةِ فإِنّك لا تجِدُ أعْواناً يُعِينُونك عليْهِ.

و قال ع أرْبعةٌ مِن الْوسْواسِ أكْلُ الطِّينِ و فتُّ الطِّينِ و تقْلِيمُ الْأظْفارِ بِالْأسْنانِ و أكْلُ اللِّحْيةِ و ثلاثٌ يجْلِين الْبصر النّظرُ إِلى الْخُضْرةِ و النّظرُ إِلى الْماءِ الْجارِي و النّظرُ إِلى الْوجْهِ الْحسنِ.

و قال ع ليْس حُسْنُ الْجِوارِ كفّ الْأذى و لكِنّ حُسْن الْجِوارِ الصّبْرُ على الْأذى.

و قال ع لا تُذْهِبِ الْحِشْمة بيْنك و بيْن أخِيك (1) و أبْقِ مِنْها فإِنّ ذهابها ذهابُ الْحياءِ.

و قال ع لِبعْضِ وُلْدِهِ يا بُنيّ إِيّاك أنْ يراك اللّهُ فِي معْصِيةٍ نهاك عنْها و إِيّاك أنْ يفْقِدك اللّهُ عِنْد طاعةٍ أمرك بِها و عليْك بِالْجِدِّ و لا تُخْرِجنّ نفْسك مِن التّقْصِيرِ فِي عِبادةِ اللّهِ و طاعتِهِ فإِنّ اللّه لا يُعْبدُ حقّ عِبادتِهِ و إِيّاك و الْمِزاح فإِنّهُ يذْهبُ بِنُورِ إِيمانِك و يسْتخِفُّ مُرُوّتك و إِيّاك و الضّجر و الْكسل فإِنّهُما يمْنعانِ حظّك مِن الدُّنْيا و الْآخِرةِ.

و قال ع إِذا كان الْجوْرُ أغْلب مِن الْحقِّ لمْ يحِلّ لِأحدٍ أنْ يظُنّ بِأحدٍ خيْراً حتّى يعْرِف ذلِك مِنْهُ.

و قال ع ليْس الْقُبْلةُ على الْفمِ إِلاّ لِلزّوْجةِ و الْولدِ الصّغِيرِ.

و قال ع اِجْتهِدُوا فِي أنْ يكُون زمانُكُمْ أرْبع ساعاتٍ ساعةً لِمُناجاةِ اللّهِ و ساعةً لِأمْرِ الْمعاشِ و ساعةً لِمُعاشرةِ الْإِخْوانِ و الثِّقاتِ الّذِين يُعرِّفُونكُمْ عُيُوبكُمْ و يُخْلِصُون لكُمْ فِي الْباطِنِ و ساعةً تخْلُون فِيها لِلذّاتِكُمْ فِي غيْرِ مُحرّمٍ و بِهذِهِ السّاعةِتقْدِرُون على الثّلاثِ ساعاتٍ لا تُحدِّثُوا أنْفُسكُمْ بِفقْرٍ و لا بِطُولِ عُمُرٍ فإِنّهُ منْ حدّث نفْسهُ بِالْفقْرِ بخِل و منْ حدّثها بِطُولِ الْعُمُرِ يحْرِصُ اِجْعلُوا لِأنْفُسِكُمْ حظّاً مِن الدُّنْيا بِإِعْطائِها ما تشْتهِي مِن الْحلالِ و ما لا يثْلِمُ الْمُرُوّة و ما لا سرف فِيهِ و اِسْتعِينُوا بِذلِك على أُمُورِ الدِّينِ فإِنّهُ رُوِي ليْس مِنّا منْ ترك دُنْياهُ لِدِينِهِ أوْ ترك دِينهُ لِدُنْياهُ.

و قال ع تفقّهُوا فِي دِينِ اللّهِ فإِنّ الْفِقْه مِفْتاحُ الْبصِيرةِ و تمامُ الْعِبادةِ و السّببُ إِلى الْمنازِلِ الرّفِيعةِ و الرُّتبِ الْجلِيلةِ فِي الدِّينِ و الدُّنْيا و فضْلُ الْفقِيهِ على الْعابِدِ كفضْلِ الشّمْسِ على الْكواكِبِ و منْ لمْ يتفقّهْ فِي دِينِهِ لمْ يرْض اللّهُ لهُ عملاً.

و قال ع لِعلِيِّ بْنِ يقْطِينٍ (2)كفّارةُ عملِ السُّلْطانِ الْإِحْسانُ إِلى الْإِخْوانِ.

و قال ع كُلّما أحْدث النّاسُ مِن الذُّنُوبِ ما لمْ يكُونُوا يعْملُون أحْدث اللّهُ لهُمْ مِن الْبلاءِ ما لمْ يكُونُوا يعُدُّون.

.


1- ..سورة الأعراف آية 11.و سورة ص آية 77.
2- ..سورة الكهف آية 49،50.

ص: 410

. .

ص: 411

و قال ع إِذا كان الْإِمامُ عادِلاً كان لهُ الْأجْرُ و عليْك الشُّكْرُ و إِذا كان جائِراً كان عليْهِ الْوِزْرُ و عليْك الصّبْرُ.

6,7-و قال أبُو حنِيفة(1)حججْتُ فِي أيّامِ أبِي عبْدِ اللّهِ الصّادِقِ ع فلمّا أتيْتُ الْمدِينة دخلْتُ دارهُ فجلسْتُ فِي الدِّهْلِيزِ أنْتظِرُ إِذْنهُ إِذْ خرج صبِيٌّ يدْرُجُ 2 فقُلْتُ يا غُلامُ أيْن يضعُ الْغرِيبُ الْغائِط مِنْ بلدِكُمْ قال على رسْلِك 3 ثُمّ جلس مُسْتنِداً إِلى الْحائِطِ ثُمّ قال توقّ شُطُوط الْأنْهارِ و مساقِط الثِّمارِ و أفْنِية الْمساجِدِ و قارِعة الطّرِيقِ (2) و توار خلْف جِدارٍ و شُلْ ثوْبك 5 و لا تسْتقْبِلِ الْقِبْلة و لا تسْتدْبِرْها و ضعْ حيْثُ شِئْت فأعْجبنِي ما سمِعْتُ مِن الصّبِيِّ فقُلْتُ لهُ ما اِسْمُك فقال أنا مُوسى بْنُ جعْفرِ بْنِ مُحمّدِ بْنِ علِيِّ بْنِ الْحُسيْنِ بْنِ علِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ فقُلْتُ لهُ يا غُلامُ مِمّنِ الْمعْصِيةُ فقال ع إِنّ السّيِّئاتِ لا تخْلُو مِنْ إِحْدى ثلاثٍ إِمّا أنْ تكُون مِن اللّهِ و ليْستْ مِنْهُ فلا ينْبغِي لِلرّبِّ أنْ يُعذِّب الْعبْد على ما لا يرْتكِبُ و إِمّا أنْ تكُون مِنْهُ و مِن الْعبْدِ و ليْستْ كذلِك فلا ينْبغِي لِلشّرِيكِ الْقوِيِّ أنْ يظْلِم الشّرِيك الضّعِيف و إِمّا أنْ تكُون مِن الْعبْدِ و هِي مِنْهُ فإِنْ عفا فبِكرمِهِ و جُودِهِ و إِنْ عاقب فبِذنْبِ الْعبْدِ و جرِيرتِهِ قال أبُو حنِيفة فانْصرفْتُ و لمْ ألْق أبا عبْدِ اللّهِ ع و اِسْتغْنيْتُ بِما سمِعْتُ .

و قال لهُ أبُو أحْمد الْخُراسانِيُ الْكُفْرُ أقْدمُ أمِ الشِّرْكُ (3) فقال ع لهُ ما لك و لِهذا ما عهْدِي بِك تُكلِّمُ النّاس قُلْتُ أمرنِي هِشامُ بْنُ الْحكمِ (4) أنْ أسْألك فقال قُلْ لهُ الْكُفْرُ أقْدمُ أوّلُ منْ كفرCإِبْلِيسُ C أبى و اِسْتكْبر و كان مِن الْكافِرِين (5)[10-16](2:34) و الْكُفْرُ شيْ ءٌ واحِدٌ و الشِّرْكُ يُثْبِتُ واحِداً و يُشْرِكُ معهُ غيْرهُ .

و رأى رجُليْنِ يتسابّانِ فقال ع الْبادِئُ أظْلمُ و وِزْرُهُ و وِزْرُ صاحِبِهِ عليْهِ ما لمْ يعْتدِ الْمظْلُومُ .

و قال ع يُنادِي مُنادٍ يوْم الْقِيامةِ ألا منْ كان لهُ على اللّهِ أجْرٌ فلْيقُمْ فلا يقُومُ إِلاّ منْ عفا و أصْلح فأجْرُهُ على اللّهِ [7-12](42:40)

7,6-و قال ع السّخِيُّ الْحسنُ الْخُلُقِ فِي كنفِ اللّهِ لا يتخلّى اللّهُ عنْهُ حتّى يُدْخِلهُ الْجنّة و ما بعث اللّهُ نبِيّاً إِلاّ سخِيّاً و ما زال أبِي يُوصِينِي بِالسّخاءِ و حُسْنِ الْخُلُقِ حتّى مضى .

و قال السِّنْدِيُّ بْنُ شاهك و كان الّذِي وكّلهُ الرّشِيدُ بِحبْسِ مُوسى ع لمّا حضرتْهُ الْوفاةُ دعْنِي أُكفِّنْك فقال ع إِنّا أهْلُ بيْتٍ حجُّ صرُورتِنا(6) و مُهُورُ نِسائِنا و أكْفانُنا مِنْ طهُورِ أمْوالِنا .

.


1- ..سورة لقمان آية 24.
2- ..في بعض النسخ [استنصاح أهله ].
3- ..في الاختصاص [إلى ارش الخدش ].
4- ..في الاختصاص [و ما غمض عنك ضوؤه ].
5- ..و الظاهر ان المراد بهذه الثلاث:الكتاب و السنة و القياس الذي تعرف العقول عدله.
6- ..سورة الأنعام آية 150.

ص: 412

. .

ص: 413

7,14-و قال ع لِفضْلِ بْنِ يُونُس أبْلِغْ خيْراً و قُلْ خيْراً و لا تكُنْ إِمّعةً(1) قُلْتُ و ما الْإِمّعةُ قال لا تقُلْ أنا مع النّاسِ و أنا كواحِدٍ مِن النّاسِ إِن رسُول اللّهِ ص قال يا أيُّها النّاسُ إِنّما هُما نجْدانِ نجْدُ خيْرٍ و نجْدُ شرٍّ فلا يكُنْ نجْدُ الشّرِّ أحبّ إِليْكُمْ مِنْ نجْدِ الْخيْرِ(2) .

و رُوِي أنّهُ مرّ بِرجُلٍ مِنْ أهْلِ السّوادِ دمِيمِ الْمنْظرِ3 فسلّم عليْهِ و نزل عِنْدهُ و حادثهُ طوِيلاً ثُمّ عرض ع عليْهِ نفْسهُ فِي الْقِيامِ بِحاجةٍ إِنْ عرضتْ لهُ فقِيل لهُ يا اِبْن رسُولِ اللّهِ أ تنْزِلُ إِلى هذا ثُمّ تسْألُهُ عنْ حوائِجِك و هُو إِليْك أحْوجُ فقال ع عبْدٌ مِنْ عبِيدِ اللّهِ و أخٌ فِي كِتابِ اللّهِ و جارٌ فِي بِلادِ اللّهِ يجْمعُنا و إِيّاهُ خيْرُ الْآباءِآدمُ ع

و أفْضلُ الْأدْيانِ الْإِسْلامُ و لعلّ الدّهْر يرُدُّ مِنْ حاجاتِنا إِليْهِ فيرانا بعْد الزّهْوِ عليْهِ (3) مُتواضِعِين بيْن يديْهِ ثُمّ قال ع نُواصِلُ منْ لا يسْتحِقُّ وِصالنامخافة أنْ نبْقى بِغيْرِ صدِيقٍ .

.


1- ..تمام الخبر في الاختصاص للمفيد-رحمه اللّه-
2- ..أي لا يجده بطيئا.
3- ..و في بعض النسخ [حفره ].

ص: 414

و قال ع لا تصْلُحُ الْمسْألةُ إِلاّ فِي ثلاثةٍ فِي دمٍ مُنْقطِعٍ (1) أوْ غُرْمٍ مُثْقِلٍ أوْ حاجةٍ مُدْقِعةٍ.

و قال ع عوْنُك لِلضّعِيفِ مِنْ أفْضلِ الصّدقةِ.

و قال ع تعجُّبُ الْجاهِلِ مِن الْعاقِلِ أكْثرُ مِنْ تعجُّبِ الْعاقِلِ مِن الْجاهِلِ.

و قال ع الْمُصِيبةُ لِلصّابِرِ واحِدةٌ و لِلْجازِعِ اِثْنتانِ.

و قال ع يعْرِفُ شِدّة الْجوْرِ منْ حُكِم بِهِ عليْهِ.

.


1- ..الحشمة:الانقباض و الاستحياء.

ص: 415

و روي عن الإمام الهمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع في طوال هذه المعاني

جوابه ع للمأمون في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك

و من كلامه ع في التوحيد

و من كلامه ع في الاصطفاء.الجرّى-كذمّى-:سمك طويل املس ليس له عظم إلاّ عظم الرأس و السلسلة و ليس

عليه فصوص.و الطافى:سمك يموت في الماء فيعلو و يظهر،من طفا يطفو:علا فوق الماء و لم يرسب

و الزمير-كسكيت-:سمك له شوك ناتئ على ظهره،قيل:أكثر ما يكون في المياه العذبة.و في

بعض النسخ [الزمار].

وصفه ع الإمامة و الإمام و منزلته

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام الهمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع في طوال هذه المعانيجوابه ع للمأمون في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك8,1,14,6-رُوِي أن الْمأْمُون بعث الْفضْل بْن سهْلٍ ذا الرِّئاستيْنِ 1 إِلى الرِّضا ع فقال لهُ إِنِّي أُحِبُّ أنْ تجْمع لِي مِن الْحلالِ و الْحرامِ و الْفرائِضِ و السُّننِ فإِنّك حُجّةُ اللّهِ على خلْقِهِ و معْدِنُ الْعِلْمِ فدعا الرِّضا ع بِدواةٍ و قِرْطاسٍ و قال ع لِلْفضْلِ اُكْتُبْ- بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1) حسْبُنا شهادةُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ أحداً صمداً لمْ يتّخِذْ صاحِبةً و لا ولداً[8-11](72:3) قيُّوماًسمِيعاً بصِيراً قوِيّاً قائِماً باقِياً نُوراً عالِماً لا يجْهلُ قادِراً لا يعْجِزُ غنِيّاً لا يحْتاجُ عدْلاً لا يجُورُ خلق كُلّ شيْ ءٍ ليْس كمِثْلِهِ شيْ ءٌ[16-18](42:11) لا شِبْه لهُ و لا ضِدّ و لا نِدّ و لا كُفْو و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ و أمِينُهُ و صفْوتُهُ مِنْ خلْقِهِ سيِّدُ الْمُرْسلِين و خاتمُ النّبِيِّين و أفْضلُ الْعالمِين لا نبِيّ بعْدهُ و لا تبْدِيل لِمِلّتِهِ و لا تغْيِير و أنّ جمِيع ما جاء بِهِ مُحمّدٌ ص أنّهُ هُو الْحقُّ الْمُبِينُ نُصدِّقُ بِهِ و بِجمِيعِ منْ مضى قبْلهُ مِنْ رُسُلِ اللّهِ و أنْبِيائِهِ و حُججِهِ و نُصدِّقُ بِكِتابِهِ الصّادِقِ- لا يأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بيْنِ يديْهِ و لا مِنْ خلْفِهِ تنْزِيلٌ مِنْ حكِيمٍ حمِيدٍ[1-14](41:42) و أنّهُ كِتابُهُ الْمُهيْمِنُ على الْكُتُبِ كُلِّها و أنّهُ حقٌّ مِنْ فاتِحتِهِ إِلى خاتِمتِهِ نُؤْمِنُ بِمُحْكمِهِ و مُتشابِهِهِ و خاصِّهِ و عامِّهِ و وعْدِهِ و وعِيدِهِ و ناسِخِهِ و منْسُوخِهِ و أخْبارِهِ لا يقْدِرُ واحِدٌ مِن الْمخْلُوقِين أنْ يأْتِي بِمِثْلِهِ و أنّ الدّلِيل و الْحُجّة مِنْ بعْدِهِ على الْمُؤْمِنِين و الْقائِم بِأُمُورِ الْمُسْلِمِين و النّاطِق عنِ الْقُرْآنِ و الْعالِم بِأحْكامِهِ أخُوهُ و خلِيفتُهُ و وصِيُّهُ و الّذِي كان مِنْهُ بِمنْزِلةِهارُون

مِنْ مُوسى

علِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ ع أمِيرُ الْمُؤْمِنِين و إِمامُ الْمُتّقِين و قائِدُ الْغُرِّ الْمُحجّلِين يعْسُوبُ الْمُؤْمِنِين و أفْضلُ الْوصِيِّين بعْد النّبِيِّين و بعْدهُ الْحسنُ و الْحُسيْنُ ع واحِداً بعْد واحِدٍ إِلى يوْمِنا هذا عِتْرةُ الرّسُولِ و أعْلمُهُمْ بِالْكِتابِ و السُّنّةِ و أعْدلُهُمْ بِالْقضِيّةِ و أوْلاهُمْ بِالْإِمامةِ فِي كُلِّ عصْرٍ و زمانٍ و أنّهُمُ الْعُرْوةُ الْوُثْقى و أئِمّةُ الْهُدى و الْحُجّةُ على أهْلِ الدُّنْيا حتّى يرِث اللّهُ الْأرْض و منْ عليْها[4-7](19:40) و هُو خيْرُ الْوارِثِين و أنّ كُلّ منْ خالفهُمْ ضالٌّ مُضِلٌّ تارِكٌ لِلْحقِّ و الْهُدى و أنّهُمُ الْمُعبِّرُون عنِ الْقُرْآنِ النّاطِقُون عنِ الرّسُولِ بِالْبيانِ منْ مات لا يعْرِفُهُمْ و لا يتولاّهُمْ بِأسْمائِهِمْ و أسْماءِ آبائِهِمْ مات مِيتةً جاهِلِيّةً و أنّ مِنْ دِينِهِمُ الْورع و الْعِفّة و الصِّدْق و الصّلاح و الاِجْتِهاد و أداء الْأمانةِ إِلى الْبرِّ و الْفاجِرِ و طُول السُّجُودِ و الْقِيام بِاللّيْلِ و اِجْتِناب الْمحارِمِ و اِنْتِظار الْفرجِ بِالصّبْرِ و حُسْن الصُّحْبةِ و حُسْن الْجِوارِ و بذْل الْمعْرُوفِ و كفّ الْأذى و بسْط الْوجْهِ و النّصِيحة و الرّحْمة لِلْمُؤْمِنِين و الْوُضُوءُ كما أمر اللّهُ فِي كِتابِهِ غسْلُ الْوجْهِ و الْيديْنِ و مسْحُ الرّأْسِ و الرِّجْليْنِ واحِدٌ فرِيضةٌ و اِثْنانِ إِسْباغٌ و منْ زاد أثِم و لمْ يُؤْجرْ و لا ينْقُضُ الْوُضُوء إِلاّ الرِّيحُ و الْبوْلُ و الْغائِطُ و النّوْمُ و الْجنابةُ و منْ مسح على الْخُفّيْنِ فقدْ خالف اللّه و رسُولهُ و كِتابهُ و لمْ يُجْزِ عنْهُ وُضُوؤُهُ و ذلِك أن علِيّاً ع خالف الْقوْم فِي الْمسْحِ على الْخُفّيْنِ فقال لهُ عُمرُ رأيْتُ النّبِيّ ص يمْسحُ فقال علِيٌّ ع قبْل نُزُولِ سُورةِ الْمائِدةِ أوْ بعْدها قال لا أدْرِي قال علِيٌّ ع لكِنِّي أدْرِي أن رسُول اللّهِ ص لمْ يمْسحْ على خُفّيْهِ مُذْ نزلتْ سُورةُ الْمائِدةِ و الاِغْتِسالُ مِن الْجنابةِ و الاِحْتِلامِ و الْحيْضِ و غُسْلُ منْ غسّل الْميِّت فرْضٌ و الْغُسْلُ يوْم الْجُمُعةِ و الْعِيديْنِ و دُخُولِ مكّة و الْمدِينةِ و غُسْلُ الزِّيارةِ و غُسْلُ الْإِحْرامِ و يوْمِ عرفة و أوّلِ ليْلةٍ مِنْ شهْرِ رمضان و ليْلةِ تِسْع عشْرة مِنْهُ و إِحْدى و عِشْرِين و ثلاثٍ و عِشْرِين مِنْهُ سُنّةٌ و صلاةُ الْفرِيضةِ الظُّهْرُ أرْبعُ ركعاتٍ و الْعصْرُ أرْبعُ ركعاتٍ و الْمغْرِبُ ثلاثُ ركعاتٍ و الْعِشاءُ الْآخِرةُ أرْبعُ ركعاتٍ و الْفجْرُ ركْعتانِ فذلِك سبْع عشْرة ركْعةً و السُّنّةُ أرْبعٌ و ثلاثُون ركْعةً مِنْها ثمانٌ قبْل الظُّهْرِ و ثمانٌ بعْدها و أرْبعٌ بعْد الْمغْرِبِ و ركْعتانِ مِنْ جُلُوسٍ بعْد الْعِشاءِ الْآخِرةِ تُعدُّ بِواحِدةٍ و ثمانٌ فِي السّحرِ و الْوتْرُ ثلاثُ ركعاتٍ 2 و ركْعتانِ بعْد الْوتْرِ و الصّلاةُ فِي أوّلِ الْأوْقاتِ (1) و فضْلُ الْجماعةِ على الْفرْدِ كُلُّ ركْعةٍ بِألْفيْ ركْعةٍ و لا تُصلِّ خلْف فاجِرٍ(2) و لا تقْتدِي إِلاّ بِأهْلِ الْولايةِ و لا تُصلِّ فِي جُلُودِ الْميْتةِ و لا جُلُودِ السِّباعِ و التّقْصِيرُ فِي أرْبعِ فراسِخ برِيدٌ ذاهِباً و برِيدٌ جائِياً(3) اِثْنا عشر مِيلاً و إِذا قصّرْت أفْطرْت و الْقُنُوتُ فِي أرْبعِ صلواتٍ فِي الْغداةِ و الْمغْرِبِ و الْعتمةِ(4) و يوْمِ الْجُمُعةِ و صلاةِ الظُّهْرِ7 و كُلُّ الْقُنُوتِ قبْل الرُّكُوعِ وبعْد الْقِراءةِ و الصّلاةُ على الْميِّتِ خمْسُ تكْبِيراتٍ و ليْس فِي صلاةِ الْجنائِزِ تسْلِيمٌ لِأنّ التّسْلِيم فِي الرُّكُوعِ و السُّجُودِ و ليْس لِصلاةِ الْجِنازةِ رُكُوعٌ و لا سُجُودٌ و يُربّعُ قبْرُ الْميِّتِ و لا يُسنّمُ (5) و الْجهْرُ بِ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1) فِي الصّلاةِ مع فاتِحةِ الْكِتابِ و الزّكاةُ الْمفْرُوضةُ مِنْ كُلِّ مِائتيْ دِرْهمٍ خمْسةُ دراهِم و لا تجِبُ فِي ما دُون ذلِك و فِي ما زاد فِي كُلِّ أرْبعِين دِرْهماً دِرْهمٌ و لا تجِبُ فِي ما دُون الْأرْبعِيناتِ شيْ ءٌ(6) و لا تجِبُ حتّى يحُول الْحوْلُ و لا تُعْطى إِلاّ أهْل الْولايةِ و الْمعْرِفةِ و فِي كُلِّ عِشْرِين دِيناراً نِصْفُ دِينارٍ و الْخُمُسُ مِنْ جمِيعِ الْمالِ مرّةً واحِدةً(7) و الْعُشْرُ مِن الْحِنْطةِ و الشّعِيرِ و التّمْرِ و الزّبِيبِ و كُلُّ شيْ ءٍ يخْرُجُ مِن الْأرْضِ مِن الْحُبُوبِ إِذا بلغتْ خمْسة أوْسُقٍ ففِيهِ الْعُشْرُ إِنْ كان يُسْقى سيْحاً11 و إِنْ كان يُسْقى بِالدّوالِي ففِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ لِلْمُعْسِرِ و الْمُوسِرِ و تُخْرجُ مِن الْحُبُوبِ الْقبْضةُ و الْقبْضتانِ لِأنّ اللّه لا يُكلِّفُ نفْساً إِلاّ وُسْعها[4-6](2:286) و لا يُكلِّفُ الْعبْد فوْق طاقتِهِ و الْوسْقُ سِتُّون صاعاً و الصّاعُ سِتّةُ أرْطالٍ و هُو أرْبعةُ أمْدادٍ و الْمُدُّ رِطْلانِ و رُبُعٌ بِرِطْلِ الْعِراقِيِّ و قال الصّادِقُ ع 12 هُو تِسْعةُ أرْطالٍ بِالْعِراقِيِّ و سِتّةُ أرْطالٍ بِالْمدنِيِّ و زكاةُ الْفِطْرِ فرِيضةٌ على رأْسِ كُلِّ صغِيرٍ أوْ كبِيرٍ حُرٍّ أوْ عبْدٍ مِن الْحِنْطةِ نِصْفُ صاعٍ (8) و مِن التّمْرِ و الزّبِيبِ صاعٌ و لا يجُوزُ أنْ تُعْطى غيْر أهْلِ الْولايةِ لِأنّها فرِيضةٌ-و أكْثرُ الْحيْضِ عشرةُ أيّامٍ و أقلُّهُ ثلاثةُ أيّامٍ و الْمُسْتحاضةُ تغْتسِلُ و تُصلِّي و الْحائِضُ تتْرُكُ الصّلاة و لا تقْضِي و تتْرُكُ الصِّيام و تقْضِيهِ و يُصامُ شهْرُ رمضان لِرُؤْيتِهِ و يُفْطرُ لِرُؤْيتِهِ و لا يجُوزُ التّراوِيحُ فِي جماعةٍ14 و صوْمُ ثلاثةِ أيّامٍ فِي كُلِّ شهْرٍ سُنّة مِنْ كُلِّ عشرةِ أيّامٍ يوْمٌ خمِيسٌ مِن الْعشْرِ الْأوّلِ و الْأرْبِعاءُ مِن الْعشْرِ الْأوْسطِ و الْخمِيسُ مِن الْعشْرِ الْآخِرِ و صوْمُ شعْبان حسنٌ و هُو سُنّةٌ و قال رسُولُ اللّهِ ص شعْبانُ شهْرِي و شهْرُ رمضان شهْرُ اللّهِ و إِنْ قضيْت فائِت شهْرِ رمضان مُتفرِّقاً أجْزأك 15 و حِجُ الْبيْتِ منِ اِسْتطاع إِليْهِ سبِيلاً[15-20](3:97) و السّبِيلُ زادٌ و راحِلةٌ16 و لا يجُوزُ الْحجُّ إِلاّ مُتمتِّعاً17 و لا يجُوزُ الْإِفْرادُ و الْقِرانُ الّذِي تعْملُهُ الْعامّةُ و الْإِحْرامُ دُون الْمِيقاتِ لا يجُوزُ قال اللّهُ و أتِمُّوا الْحجّ و الْعُمْرة لِلّهِ (9)[1-6](2:196) و لا يجُوزُ فِي النُّسُكِ الْخصِيُّ لِأنّهُ ناقِصٌ و يجُوزُ الْموْجُوءُ(10) و الْجِهادُ مع إِمامٍ عادِلٍ و منْ قاتل فقُتِل دُون مالِهِ و رحْلِهِ و نفْسِهِ فهُو شهِيدٌ و لا يحِلُ قتْلُ أحدٍ مِن الْكُفّارِ فِي دارِ التّقِيّةِ إِلاّ قاتِلٍ أوْ باغٍ و ذلِك إِذا لمْ تحْذرْ على نفْسِك 20 و لا أكْلُ أمْوالِ النّاسِ مِن الْمُخالِفِين و غيْرِهِمْ و التّقِيّةُ فِي دارِ التّقِيّةِ واجِبةٌ و لا حِنْث على منْ حلف تقِيّةً يدْفعُ بِها ظُلْماً عنْ نفْسِهِ و الطّلاقُ بِالسُّنّةِ على ما ذكر اللّهُ جلّ و عزّ و سُنّةِ نبِيِّهِ ص و لا يكُونُ طلاقٌ بِغيْرِ سُنّةٍ و كُلُّ طلاقٍ يُخالِفُ الْكِتاب فليْس بِطلاقٍ و كُلُّ نِكاحٍ يُخالِفُ السُّنّة فليْس بِنِكاحٍ و لا تُجْمعُ بيْن أكْثر مِنْ أرْبعِ حرائِر و إِذا طُلِّقتِ الْمرْأةُ ثلاث مرّاتٍ لِلسُّنّةِ لمْ تحِلّ لهُ حتّى تنْكِح زوْجاً غيْرهُ [8-11](2:230) و قال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع اِتّقُوا الْمُطلّقاتِ ثلاثاً فإِنّهُنّ ذواتُ أزْواجٍ 21 و الصّلاةُ على النّبِيِّ ص فِي كُلِّ الْمواطِنِ عِنْد الرِّياحِ و الْعُطاسِ و غيْرِ ذلِك و حُبُّ أوْلِياءِ اللّهِ و أوْلِيائِهِمْ و بُغْضُ أعْدائِهِ و الْبراءةُ مِنْهُمْ و مِنْ أئِمّتِهِمْ (11) و بِرُّ الْوالِديْنِ و إِنْ كانا مُشْرِكيْنِ فلا تُطِعْهُما23 و صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا معْرُوفاً[13-19](31:15) لِأنّ اللّه يقُولُ اُشْكُرْ لِي و لِوالِديْك إِليّ الْمصِيرُ.`و إِنْ جاهداك على أنْ تُشْرِك بِي ما ليْس لك بِهِ عِلْمٌ فلا تُطِعْهُما(12)[15-34](31:14-15) قال أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع ما صامُوا لهُمْ و لا صلّوْا و لكِنْ أمرُوهُمْ بِمعْصِيةِ اللّهِ فأطاعُوهُمْ ثُمّ قال سمِعْتُ رسُول اللّهِ ص يقُولُ منْ أطاع مخْلُوقاً فِي غيْرِ طاعةِ اللّهِ جلّ و عزّ فقدْ كفر و اِتّخذ إِلهاً مِنْ دُونِ اللّهِ و ذكاةُ الْجنِينِ ذكاةُ أُمِّهِ و ذُنُوبُ الْأنْبِياءِ صِغارٌ موْهُوبةٌ لهُمْ بِالنُّبُوّةِ و الْفرائِضُ على ما أمر اللّهُ لا عوْل فِيها25 و لا يرِثُ مع الْوالِديْنِ و الْولدِ أحدٌ إِلاّ الزّوْجُ و الْمرْأةُ و ذُو السّهْمِ أحقُّ مِمّنْ لا سهْم لهُ و ليْستِ الْعصبةُ مِنْ دِينِ اللّهِ 26 و الْعقِيقةُ عنِ الْموْلُودِ الذّكرِ و الْأُنْثى يوْم السّابِعِ و يُحْلقُ رأْسُهُ يوْم السّابِعِ و يُسمّى يوْم السّابِعِ و يُتصدّقُ بِوزْنِ شعْرِهِ ذهباً أوْ فِضّةً يوْم السّابِعِ و إِنّ أفْعال الْعِبادِ مخْلُوقةٌ خلْق تقْدِيرٍ لا خلْق تكْوِينٍ و لا تقُلْ بِالْجبْرِ و لا بِالتّفْوِيضِ و لا يأْخُذُ اللّهُ عزّ و جلّ الْبرِي ء بِجُرْمِ السّقِيمِ و لا يُعذِّبُ اللّهُ الْأبْناء و الْأطْفال بِذُنُوبِ الْآباءِ و إِنّهُ قال و لا تزِرُ وازِرةٌ وِزْر أُخْرى (13)[19-24](6:164) و أنْ ليْس لِلْإِنْسانِ إِلاّ ما سعى (14)[1-7](53:39) و اللّهُ يغْفِرُ و لا يظْلِمُ و لا يفْرِضُ اللّهُ على الْعِبادِ طاعة منْ يعْلمُ أنّهُ يظْلِمُهُمْ و يُغْوِيهِمْ و لا يخْتارُ لِرِسالتِهِ و يصْطفِي مِنْ عِبادِهِ منْ يعْلمُ أنّهُ يكْفُرُ و يعْبُدُCالشّيْطان Cمِنْ دُونِهِ و أن الْإِسْلام غيْرُ الْإِيمانِ و كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ و ليْس كُلُ مُسْلِمٍ مُؤْمِناً لا يسْرِقُ السّارِقُ حِين يسْرِقُ و هُو مُؤْمِنٌ و لا يشْربُ الشّارِبُ حِين يشْربُ الْخمْر و هُو مُؤْمِنٌ و لا يقْتُلُ النّفْس الّتِي حرّم اللّهُ [38-41](6:151)* بِغيْرِ الْحقِّ و هُو مُؤْمِنٌ و أصْحابُ الْحُدُودِ لا بِمُؤْمِنِين و لا بِكافِرِين 29 و إِنّ اللّه لا يُدْخِلُ النّار مُؤْمِناً و قدْ وعدهُ الْجنّة و الْخُلُود فِيها و منْ وجبتْ لهُ النّارُ بِنِفاقٍ أوْ فِسْقٍ أوْ كبِيرةٍ مِن الْكبائِرِ لمْ يُبْعثْ مع الْمُؤْمِنِين و لا مِنْهُمْ و لا تُحِيطُ جهنّمُ إِلاّ بِالْكافِرِين و كُلُّ إِثْمٍ دخل صاحِبُهُ بِلُزُومِهِ النّار فهُو فاسِقٌ (15) و منْ أشْرك أوْ كفر أوْ نافق أوْ أتى كبِيرةً مِن الْكبائِرِ(16) و الشّفاعةُ جائِزةٌ لِلْمُسْتشْفِعِين و الْأمْرُ بِالْمعْرُوفِ و النّهْيُ عنِ الْمُنْكرِ بِاللِّسانِ واجِبٌ-و الْإِيمانُ أداءُ الْفرائِضِ و اِجْتِنابُ الْمحارِمِ و الْإِيمانُ هُو معْرِفةٌ بِالْقلْبِ و إِقْرارٌ بِاللِّسانِ و عملٌ بِالْأرْكانِ و التّكْبِيرُ فِي الْأضْحى خلْف عشْرِ صلواتٍ يُبْتدأُ مِنْ صلاةِ الظُّهْرِ مِنْ يوْمِ النّحْرِ و فِي الْفِطْرِ فِي خمْسِ صلواتٍ يُبْتدأُ بِصلاةِ الْمغْرِبِ مِنْ ليْلةِ الْفِطْرِ - و النُّفساءُ تقْعُدُ عِشْرِين يوْماً لا أكْثر مِنْها32 فإِنْ طهُرتْ قبْل ذلِك صلّتْ و إِلاّ فإِلى عِشْرِين يوْماً ثُمّ تغْتسِلُ و تُصلِّي و تعْملُ عمل الْمُسْتحاضةِ و يُؤْمِنُ بِعذابِ الْقبْرِ وCمُنْكرٍCوCنكِيرٍCو الْبعْثِ بعْد الْموْتِ و الْحِسابِ و الْمِيزانِ و الصِّراطِ و الْبراءةِ مِنْ أئِمّةِ الضّلالِ و أتْباعِهِمْ و الْمُوالاةِ لِأوْلِياءِ اللّهِ (17) و تحْرِيمِ الْخمْرِ قلِيلِها و كثِيرِها و كُلُّ مُسْكِرٍ خمْرٌ و كُلُّ ما أسْكر كثِيرُهُ فقلِيلُهُ حرامٌ و الْمُضْطرُّ لا يشْربُ الْخمْر فإِنّها تقْتُلُهُ و تحْرِيمُ كُلِّ ذِي نابٍ مِن السِّباعِ و كُلِّ ذِي مِخْلبٍ مِن الطّيْرِ و تحْرِيمُ الطِّحالِ فإِنّهُ دمٌ و الْجِرِّيِّ و الطّافِي و الْمارْماهِي و الزِّمِّيرِ34 و كُلِّ شيْ ءٍ لا يكُونُ لهُ قُشُورٌ و مِن الطّيْرِ ما لا تكُونُ لهُ قانِصةٌ(18) و مِن الْبيْضِ كُلُّ ما اِخْتلف طرفاهُ فحلالٌ أكْلُهُ و ما اِسْتوى طرفاهُ فحرامٌ أكْلُهُ و اِجْتِنابِ الْكبائِرِ و هِي قتْلُ النّفْسِ الّتِي حرّم اللّهُ [39-41](6:151) و شُرْبُ الْخمْرِ و عُقُوقُ الْوالِديْنِ و الْفِرارُ مِن الزّحْفِ (19) و أكْلُ مالِ الْيتامى ظُلْماً[5-6](4:10) و أكْلُ الْميْتةِ و الدّمِ و لحْمِ الْخِنْزِيرِ و ما أُهِلّ بِهِ لِغيْرِ اللّهِ [10-15](2:173) مِنْ غيْرِ ضرُورةٍ بِهِ و أكْلُ الرِّبا و السُّحْتِ بعْد الْبيِّنةِ و الْميْسِرُ و الْبخْسُ فِي الْمِيزانِ و الْمِكْيالِ و قذْفُ الْمُحْصناتِ و الزِّنا و اللِّواطُ و الشّهاداتُ الزُّورُ و الْيأْسُ مِنْ روْحِ اللّهِ و الْأمْنُ مِنْ مكْرِ اللّهِ-و الْقُنُوطُ مِنْ رحْمةِ اللّهِ و مُعاونةُ الظّالِمِين و الرُّكُونُ إِليْهِمْ و الْيمِينُ الْغمُوسُ (20) و حبْسُ الْحُقُوقِ مِنْ غيْرِ عُسْرٍ و الْكِبْرُ و الْكُفْرُ و الْإِسْرافُ و التّبْذِيرُ و الْخِيانةُ و كِتْمانُ الشّهادةِ و الْملاهِي الّتِي تصُدُّ عنْ ذِكْرِ اللّهِ مِثْلُ الْغِناءِ و ضرْبُ الْأوْتارِ و الْإِصْرارُ على الصّغائِرِ مِن الذُّنُوبِ فهذا أُصُولُ الدِّينِ- و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و صلّى اللّهُ على نبِيِّهِ و آلِهِ و سلّم تسْلِيماً .

و من كلامه ع في التوحيدسألهُ عِمْرانُ الصّابِي فِي مجْلِسٍ كبِيرٍ جمع لهُ الْمأْمُونُ فِيهِ مُتكلِّمِي الْمِللِ كُلّهُمُ الْمُخالِفِين لِلْإِسْلامِ فخصم جمِيعهُمْ 38 و الْخبرُ طوِيلٌ و الْمجْلِسُ مشْهُورٌ ذكرْنا مِنْهُ ما اِقْتضاهُ الْكِتابُ (21) قال لهُ عِمْرانُ الصّابِي أخْبِرْنِي نُوحِّدُ اللّه بِحقِيقةٍ أمْ نُوحِّدُهُ بِوصْفٍ (22) فقال لهُ الرِّضا ع إِنّ النُّور الْبدِي ء41 الْواحِد الْكوْن الْأوّل واحِدٌ لا شرِيك لهُ و لا شيْ ء معهُ 42 فرْدٌ لا ثانِي معهُ و لا معْلُومٌ و لا مجْهُولٌ (23) و لا مُحْكمٌ و لا مُتشابِهٌ و لا مذْكُورٌ و لا منْسِيٌ (24) و لا شيْ ءٌ يقعُ عليْهِ اِسْمُ شيْ ءٍ مِن الْأشْياءِ(25) كُلِّها فكان الْبدِي ءُ قائِماً بِنفْسِهِ نُورٌ غنِيٌّ مُسْتغْنٍ عنْ غيْرِهِ لا مِنْ وقْتٍ كان و لا إِلى وقْتٍ يكُونُ و لا على شيْ ءٍ قام و لا إِلى شيْ ءٍ اِسْتتر(26) و لا فِي شيْ ءٍ اِسْتكنّ و لا يُدْرِكُ الْقائِلُ مقالاً إِذا خطر بِبالِهِ ضوْءٌ أوْ مِثالٌ أوْ شبحٌ أوْ ظِلٌّ و ذلِك كُلُّهُ قبْل الْخلْقِ فِي الْحالِ الّتِي لا شيْ ء فِيها غيْرُهُ (27) و الْحالُ أيْضاً فِي هذا الْموْضِعِ فإِنّما هِي صِفاتٌ مُحْدثةٌ و ترْجمةٌ مِنْ مُتوهِّمٍ لِيفْهم أ فهِمْت يا عِمْرانُ قال نعمْ قال الرِّضا ع اِعْلمْ أنّ التّوهُّم و الْمشِيئة و الْإِرادة معْناها واحِدٌ و أسْماؤُها ثلاثةٌ و كان أوّلُ توهُّمِهِ و إِرادتِهِ و مشِيئتِهِ الْحُرُوف الّتِي جعلها أصْلاً لِكُلِّ شيْ ءٍ و فاصِلاً لِكُلِّ مُشْكِلٍ و لمْ يجْعلْ فِي توهُّمِهِ معْنًى غيْر أنْفُسِها متناهي مُتناهٍ و لا وُجُود لِأنّها مُتوهّمةٌ بِالتّوهُّمِ و اللّهُ سابِقُ التّوهُّمِ لِأنّهُ ليْس قبْلهُ شيْ ءٌ و لا كان معهُ شيْ ءٌ و التّوهُّمُ سابِقٌ لِلْحُرُوفِ فكانتِ الْحُرُوفُ مُحْدثةً بِالتّوهُّمِ و كان التّوهُّمُ و ليْس قبْل اللّهِ مذْهبٌ و التّوهُّمُ مِن اللّهِ غيْرُ اللّهِ و لِذلِك صار فِعْلُ كُلِّ شيْ ءٍ غيْرهُ و حدُّ كُلِّ شيْ ءٍ غيْرهُ و صِفةُ كُلِّ شيْ ءٍ غيْر الْموْصُوفِ و حدُّ كُلِّ شيْ ءٍ غيْرُ الْمحْدُودِ و ذلِك لِأنّ الْحُرُوف إِنّما هِي مُقطّعةٌ قائِمةٌ بِرُءُوسِها لا تدُلُّ غيْر نُفُوسِها فإِذا ألّفْتها و جمعْت مِنْها أحْرُفاً كانتْ تدُلُّ على غيْرِها مِنْ أسْماءٍ و صِفاتٍ و اِعْلمْ أنّهُ لا يكُونُ صِفةٌ لِغيْرِ موْصُوفٍ و لا اِسْمٌ لِغيْرِ معْنًى و لا حدٌّ لِغيْرِ محْدُودٍ و الْأسْماءُ و الصِّفاتُ كُلُّها تدُلُّ على الْكمالِ و الْوُجُودِ و لا تدُلُّ على الْإِحاطةِ كما تدُلُ على الْوُجُودِ الّذِي هُو التّرْبِيعُ و التّدْوِيرُ و التّثْلِيثُ لِأنّ اللّه يُدْركُ بِالْأسْماءِ و الصِّفاتِ و لا يُدْركُ بِالتّحْدِيدِ فليْس ينْزِلُ بِاللّهِ شيْ ءٌ مِنْ ذلِك حتّى يعْرِفهُ خلْقُهُ معْرِفتهُمْ لِأنْفُسِهِمْ و لوْ كانتْ صِفاتُهُ لا تدُلُّ عليْهِ و أسْماؤُهُ لا تدْعُو إِليْهِ لكانتِ الْعِبادةُ مِن الْخلْقِ لِأسْمائِهِ و صِفاتِهِ دُون معْناهُ و لوْ كان كذلِك لكان الْمعْبُودُ الْواحِدُ غيْر اللّهِ لِأنّ صِفاتِهِ غيْرُهُ قال لهُ عِمْرانُ أخْبِرْنِي عنِ التّوهُّمِ خلْقٌ هُو(28) أمْ غيْرُ خلْقٍ قال الرِّضا ع بلْ خلْقٌ ساكِنٌ لا يُدْركُ بِالسُّكُونِ و إِنّما صار خلْقاً لِأنّهُ شيْ ءٌ مُحْدثٌ اللّهُ الّذِي أحْدثهُ فلمّا سُمِّي شيْئاً صار خلْقاً و إِنّما هُو اللّهُ و خلْقُهُ لا ثالِث غيْرُهُما و قدْ يكُونُ الْخلْقُ ساكِناً و مُتحرِّكاً و مُخْتلِفاً و مُؤْتلِفاً و معْلُوماً و مُتشابِهاً و كُلُّ ما وقع عليْهِ اِسْمُ شيْ ءٍ فهُو خلْقٌ .

و من كلامه ع في الاصطفاء498,14,1,15,2,3-لمّا حضر علِيُّ بْنُ مُوسى ع مجْلِس الْمأْمُونِ (29) و قدِ اِجْتمع فِيهِ جماعةُ عُلماءِ أهْلِ الْعِراقِ و خُراسان فقال الْمأْمُونُ أخْبِرُونِي عنْ معْنى هذِهِ الْآيةِ- ثُمّ أوْرثْنا الْكِتاب الّذِين اِصْطفيْنا مِنْ عِبادِنا(30)[1-7](35:32) الْآية فقالتِ الْعُلماءُ أراد اللّهُ الْأُمّة كُلّها فقال الْمأْمُونُ ما تقُولُ يا أبا الْحسنِ فقال الرِّضا ع لا أقُولُ كما قالُوا و لكِنْ أقُولُ أراد اللّهُ تبارك و تعالى بِذلِك الْعِتْرة الطّاهِرة ع فقال الْمأْمُونُ و كيْف عنى الْعِتْرة دُون الْأُمّةِ فقال الرِّضا ع لوْ أراد الْأُمّة لكانتْ بِأجْمعِها فِي الْجنّةِ لِقوْلِ اللّهِ فمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنفْسِهِ و مِنْهُمْ مُقْتصِدٌ و مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِك هُو الْفضْلُ الْكبِيرُ52[8-23](35:32) ثُمّ جعلهُمْ كُلّهُمْ فِي الْجنّةِ(31) فقال عزّ و جل جنّاتُ عدْنٍ يدْخُلُونها54[1-3](13:23) فصارتِ الْوِراثةُ لِلْعِتْرةِ الطّاهِرةِ لا لِغيْرِهِمْ ثُمّ قال الرِّضا ع (32)هُمُ الّذِين وصفهُمُ اللّهُ فِي كِتابِهِ فقال إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِب عنْكُمُ الرِّجْس أهْل الْبيْتِ و يُطهِّركُمْ تطْهِيراً(33)[22-32](33:33) و هُمُ الّذِين قال رسُولُ اللّهِ ص إِنِّي مُخلِّفٌ فِيكُمُ الثّقليْنِ كِتاب اللّهِ و عِتْرتِي أهْل بيْتِي لنْ يفْترِقا حتّى يرِدا عليّ الْحوْض اُنْظُرُوا كيْف تخْلُفُونِّي فِيهِما يا أيُّها النّاسُ لا تُعلِّمُوهُمْ فإِنّهُمْ أعْلمُ مِنْكُمْ قالتِ الْعُلماءُ أخْبِرْنا يا أبا الْحسنِ عنِ الْعِتْرةِ هُمُ الْآلُ أوْ غيْرُ الْآلِ فقال الرِّضا ع هُمُ الْآلُ فقالتِ الْعُلماءُ فهذا رسُولُ اللّهُ يُؤْثرُ عنْهُ (34) أنّهُ قال أُمّتِي آلِي و هؤُلاءِ أصْحابُهُ يقُولُون بِالْخبرِ الْمُسْتفِيضِ الّذِي لا يُمْكِنُ دفْعُهُ آلُ مُحمّدٍ أُمّتُهُ فقال الرِّضا ع أخْبِرُونِي هلْ تحْرُمُ الصّدقةُ على آلِ مُحمّدٍ قالُوا نعمْ قال ع فتحْرُمُ على الْأُمّةِ قالُوا لا قال ع هذا فرْقٌ بيْن الْآلِ و بيْن الْأُمّةِ ويْحكُمْ أيْن يُذْهبُ بِكُمْ أ صُرِفْتُمْ عنِ الذِّكْرِ صفْحاً أمْ أنْتُمْ قوْمٌ مُسْرِفُون أ ما علِمْتُمْ أنّما وقعتِ الرِّوايةُ فِي الظّاهِرِ(35) على الْمُصْطفيْن الْمُهْتدِين دُون سائِرِهِمْ قالُوا مِنْ أيْن قُلْت يا أبا الْحسنِ قال ع مِنْ قوْلِ اللّهِ لقدْ أرْسلْنانُوحاً

وإِبْراهِيم

و جعلْنا فِي ذُرِّيّتِهِما النُّبُوّة و الْكِتاب-فمِنْهُمْ مُهْتدٍ و كثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُون (36)[2-19](57:26) فصارتْ وِراثةُ النُّبُوّةِ و الْكِتابِ فِي الْمُهْتدِين دُون الْفاسِقِين أ ما علِمْتُمْ أن نُوحاً

سأل ربّهُ- فقال ربِّ إِنّ اِبْنِي مِنْ أهْلِي و إِنّ وعْدك الْحقُ (37)[5-14](11:45) و ذلِك أنّ اللّه وعدهُ أنْ يُنْجِيهُ و أهْلهُ فقال لهُ ربُّهُ تبارك و تعالى- إِنّهُ ليْس مِنْ أهْلِك إِنّهُ عملٌ غيْرُ صالِحٍ فلا تسْئلْنِ ما ليْس لك بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أعِظُك أنْ تكُون مِن الْجاهِلِين (38)[4-24](11:46) فقال الْمأْمُونُ فهلْ فضّل اللّهُ الْعِتْرة على سائِرِ النّاسِ 62 فقال الرِّضا ع إِنّ اللّه الْعزِيز الْجبّار فضّل الْعِتْرة (39)على سائِرِ النّاسِ فِي مُحْكمِ كِتابِهِ قال الْمأْمُونُ أيْن ذلِك مِنْ كِتابِ اللّهِ قال الرِّضا ع فِي قوْلِهِ تعالى- إِنّ اللّه اِصْطفى آدم

ونُوحاً

و آل إِبْراهِيم

و آل عِمْران

على الْعالمِين.`ذُرِّيّةً بعْضُها مِنْ بعْضٍ (40)[1-18](3:33-34) و قال اللّهُ فِي موْضِعٍ آخر- أمْ يحْسُدُون النّاس على ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فضْلِهِ فقدْ آتيْنا آل إِبْراهِيم

الْكِتاب و الْحِكْمة و آتيْناهُمْ مُلْكاً عظِيماً(41)[1-20](4:54) ثُمّ ردّ الْمُخاطبة فِي أثرِ هذا إِلى سائِرِ الْمُؤْمِنِين فقال يا أيُّها الّذِين آمنُوا أطِيعُوا اللّه و أطِيعُوا الرّسُول و أُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ (42)[1-13](4:59) يعْنِي الّذِين أوْرثهُمُ الْكِتاب و الْحِكْمة(43) و حسدُوا عليْهِما بِقوْلِهِ- أمْ يحْسُدُون النّاس على ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فضْلِهِ فقدْ آتيْنا آل إِبْراهِيم

الْكِتاب و الْحِكْمة و آتيْناهُمْ مُلْكاً عظِيماً[1-20](4:54) يعْنِي الطّاعة لِلْمُصْطفيْن الطّاهِرِين و الْمُلْكُ هاهُنا الطّاعةُ لهُمْ-قالتِ الْعُلماءُ هلْ فسّر اللّهُ تعالى الاِصْطِفاء فِي الْكِتابِ فقال الرِّضا ع فسّر الاِصْطِفاء فِي الظّاهِرِ سِوى الْباطِنِ فِي اِثْنيْ عشر موْضِعاً فأوّلُ ذلِك قوْلُ اللّهِ- و أنْذِرْ عشِيرتك الْأقْربِين (44)[1-4](26:214) ?و رهْطك الْمُخْلصِين (26:214)? هكذا فِي قِراءةِ أُبيِّ بْنِ كعْبٍ (45) و هِي ثابِتةٌ فِي مُصْحفِ عبْدِ اللّهِ بْنِ مسْعُودٍ(46) فلمّا أمر عُثْمانُ زيْد بْن ثابِتٍ (47) أنْ يجْمع الْقُرْآن خنس هذِهِ الْآية(48) و هذِهِ منْزِلةٌ رفِيعةٌ و فضْلٌ عظِيمٌ و شرفٌ عالٍ حِين عنى اللّهُ عزّ و جلّ بِذلِك الْآل فهذِهِ واحِدةٌ و الْآيةُ الثّانِيةُ فِي الاِصْطِفاءِ قوْلُ اللّهِ- إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِب عنْكُمُ الرِّجْس أهْل الْبيْتِ و يُطهِّركُمْ تطْهِيراً[22-32](33:33) و هذا الْفضْلُ الّذِي لا يجْحدُهُ مُعانِدٌ لِأنّهُ فضْلٌ بيِّنٌ (49) و الْآيةُ الثّالِثةُ حِين ميّز اللّهُ الطّاهِرِين مِنْ خلْقِهِ أمر نبِيّهُ فِي آيةِ الاِبْتِهالِ فقال فقُلْ [10-10](3:61) يا مُحمّدُ تعالوْا ندْعُ أبْناءنا و أبْناءكُمْ و نِساءنا و نِساءكُمْ و أنْفُسنا و أنْفُسكُمْ ثُمّ نبْتهِلْ فنجْعلْ لعْنت اللّهِ على الْكاذِبِين (50)[11-30](3:61) فأبْرز النّبِيُّ ص علِيّاً و الْحسن و الْحُسيْن و فاطِمة ع فقرن أنْفُسهُمْ بِنفْسِهِ فهلْ تدْرُون ما معْنى قوْلِهِ و أنْفُسنا و أنْفُسكُمْ [20-23](3:61) قالتِ الْعُلماءُ عنى بِهِ نفْسهُ قال أبُو الْحسنِ ع غلِطْتُمْ إِنّما عنى بِهِ علِيّاً ع و مِمّا يدُلُّ على ذلِك قوْلُ النّبِيِّ ص حِين قال لينْتهِين بنُو ولِيعة(51) أوْ لأبْعثنّ إِليْهِمْ رجُلاً كنفْسِي يعْنِي علِيّاً ع (52)فهذِهِ خُصُوصِيّةٌ لا يتقدّمُها أحدٌ و فضْلٌ لا يخْتلِفُ فِيهِ بشرٌ و شرفٌ لا يسْبِقُهُ إِليْهِ خلْقٌ (53) إِذْ جعل نفْس علِيٍّ ع كنفْسِهِ فهذِهِ الثّالِثةُ-و أمّا الرّابِعةُ فإِخْراجُهُ النّاس مِنْ مسْجِدِهِ ما خلا الْعِتْرة حِين تكلّم النّاسُ فِي ذلِك و تكلّم الْعبّاسُ فقال يا رسُول اللّهِ تركْت علِيّاً و أخْرجْتنا فقال رسُولُ اللّهِ ص ما أنا تركْتُهُ و أخْرجْتُكُمْ و لكِنّ اللّه تركهُ و أخْرجكُمْ و فِي هذا بيانُ قوْلِهِ لِعلِيٍّ ع أنْت مِنِّي بِمنْزِلةِهارُون

مِنْ مُوسى

قالتِ الْعُلماءُ فأيْن هذا مِن الْقُرْآنِ قال أبُو الْحسنِ ع أُوجِدُكُمْ فِي ذلِك قُرْآناً أقْرؤُهُ عليْكُمْ قالُوا هاتِ قال ع قوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- و أوْحيْنا إِلى مُوسى

و أخِيهِ أنْ تبوّءا لِقوْمِكُما بِمِصْر بُيُوتاً و اِجْعلُوا بُيُوتكُمْ قِبْلةً(54)[1-15](10:87) ففِي هذِهِ الْآيةِ منْزِلةُهارُون

مِنْ مُوسى

و فِيها أيْضاً منْزِلةُ علِيٍّ ع مِنْ رسُولِ اللّهِ ص و مع هذا دلِيلٌ ظاهِرٌ فِي قوْلِ رسُولِ اللّهِ ص حِين قال إِنّ هذا الْمسْجِد لا يحِلُّ لِجُنُبٍ و لا لِحائِضٍ إِلاّ لِمُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ فقالتِ الْعُلماءُ هذا الشّرْحُ و هذا الْبيانُ لا يُوجدُ إِلاّ عِنْدكُمْ معْشر أهْلِ بيْتِ رسُولِ اللّهِ ص قال أبُو الْحسنِ ع و منْ يُنْكِرُ لنا ذلِك و رسُولُ اللّهِ ص يقُولُ أنا مدِينةُ الْعِلْمِ و علِيٌ بابُها فمنْ أراد مدِينة الْعِلْ(55)مِ فلْيأْتِها مِنْ بابِها ففِيما أوْضحْنا و شرحْنا مِن الْفضْلِ و الشّرفِ و التّقْدِمةِ و الاِصْطِفاءِ و الطّهارةِ ما لا يُنْكِرُهُ إِلاّ مُعانِدٌ و لِلّهِ عزّ و جلّ الْحمْدُ على ذلِك فهذِهِ الرّابِعةُ و أمّا الْخامِسةُ فقوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- و آتِ ذا الْقُرْبى (56) حقّهُ [1-5](17:26) خُصُوصِيةٌ خصّهُمُ اللّهُ الْعزِيزُ الْجبّارُ بِها و اِصْطفاهُمْ على الْأُمّةِ فلمّا نزلتْ هذِهِ الْآيةُ على رسُولِ اللّهِ ص قال اُدْعُوا لِي فاطِمة فدعوْها لهُ فقال يا فاطِمةُ قالتْ لبّيْك يا رسُول اللّهِ فقال إِن فدك لمْ يُوجفْ عليْها بِ خيْلٍ و لا رِكابٍ (57)[12-15](59:6) و هِي لِي خاصّةً دُون الْمُسْلِمِين و قدْ جعلْتُها لكِ لِما أمرنِي اللّهُ بِهِ فخُذِيها لكِ و لِوُلْدِكِ فهذِهِ الْخامِسةُ-و أمّا السّادِسةُ فقوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- قُلْ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِلاّ الْمودّة فِي الْقُرْبى (58)[11-19](42:23) فهذِهِ خُصُوصِيةٌ لِلنّبِيِّ ص دُون الْأنْبِياءِ و خُصُوصِيّةٌ لِلْآلِ دُون غيْرِهِمْ و ذلِك أنّ اللّه حكى عنِ الْأنْبِياءِ فِي ذِكْرِنُوحٍ ع

يا قوْمِ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ مالاً إِنْ أجرِي إِلاّ على اللّهِ و ما أنا بِطارِدِ الّذِين آمنُوا إِنّهُمْ مُلاقُوا ربِّهِمْ و لكِنِّي أراكُمْ قوْماً تجْهلُون 83[2-26](11:29) و حكى عنْ هُودٍ ع

قال ...لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِنْ أجْرِي إِلاّ على الّذِي فطرنِي أ فلا تعْقِلُون 84[3-15](11:51) و قال لِنبِيِّهِ ص - قُلْ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِلاّ الْمودّة فِي الْقُرْبى [11-19](42:23) و لمْ يفْرِضِ اللّهُ مودّتهُمْ إِلاّ و قدْ علِم أنّهُمْ لا يرْتدُّون عنِ الدِّينِ أبداً و لا يرْجِعُون إِلى ضلالةٍ أبداً و أُخْرى أنْ يكُون الرّجُلُ وادّاً لِلرّجُلِ فيكُونُ بعْضُ أهْلِ بيْتِهِ عدُوّاً لهُ فلا يسْلمُ قلْبٌ فأحبّ اللّهُ أنْ لا يكُون فِي قلْبِ رسُولِ اللّهِ ص على الْمُؤْمِنِين شيْ ءٌ إِذْ فرض عليْهِمْ مودّة ذِي الْقُرْبى فمنْ أخذ بِها و أحب رسُول اللّهِ ص و أحب أهْل بيْتِهِ ع لمْ يسْتطِعْ رسُولُ اللّهِ أنْ يُبْغِضهُ و منْ تركها و لمْ يأْخُذْ بِها و أبْغض أهْل بيْتِ نبِيِّهِ ص فعلى رسُولِ اللّهِ ص أنْ يُبْغِضهُ لِأنّهُ قدْ ترك فرِيضةً مِنْ فرائِضِ اللّهِ و أيُّ فضِيلةٍ و أيُّ شرفٍ يتقدّمُ هذا85 و لمّا أنْزل اللّهُ هذِهِ الْآية على نبِيِّهِ ص - قُلْ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِلاّ الْمودّة فِي الْقُرْبى [11-19](42:23) قام رسُولُ اللّهِ ص فِي أصْحابِهِ فحمِد اللّه و أثْنى عليْهِ و قال أيُّها النّاسُ إِنّ اللّه قدْ فرض عليْكُمْ فرْضاً فهلْ أنْتُمْ مُؤدُّوهُ فلمْ يُجِبْهُ أحدٌ فقام فِيهِمْ يوْماً ثانِياً فقال مِثْل ذلِك فلمْ يُجِبْهُ أحدٌ فقام 86 فِيهِمْ يوْم الثّالِثِ فقال أيُّها النّاسُ إِنّ اللّه قدْ فرض عليْكُمْ فرْضاً فهلْ أنْتُمْ مُؤدُّوهُ فلمْ يُجِبْهُ أحدٌ فقال أيُّها النّاسُ إِنّهُ ليْس ذهباً و لا فِضّةً و لا مأْكُولاً و لا مشْرُوباً قالُوا:فهاتِ إِذاً فتلا عليْهِمْ هذِهِ الْآية فقالُوا أمّا هذا فنعمْ فما وفى بِهِ أكْثرُهُمْ (59) ثُمّ قال أبُو الْحسنِ ع حدّثنِي أبِي عنْ جدِّي عنْ آبائِهِ عنِ الْحُسيْنِ بْنِ علِيٍّ ع قال اِجْتمع الْمُهاجِرُون و الْأنْصارُ إِلى رسُولِ اللّهِ ص فقالُوا إِنّ لك يا رسُول اللّهِ مئُونةً فِي نفقتِك و فِيمنْ يأْتِيك مِن الْوُفُودِ و هذِهِ أمْوالُنا مع دِمائِنا فاحْكُمْ فِيها بارّاً مأْجُوراً أعْطِ ما شِئْت و أمْسِكْ ما شِئْت مِنْ غيْرِ حرجٍ فأنْزل اللّهُ عزّ و جلّ عليْهِ Cالرُّوح الْأمِين Cفقال يا مُحمّدُ قُلْ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِلاّ الْمودّة فِي الْقُرْبى [11-19](42:23) لا تُؤْذُوا قرابتِي مِنْ بعْدِي فخرجُوا فقال أُناسٌ مِنْهُمْ (60) ما حمل رسُول اللّهِ على ترْكِ ما عرضْنا عليْهِ إِلاّ لِيحُثّنا على قرابتِهِ مِنْ بعْدِهِ إِنْ هُو إِلاّ شيْ ءٌ اِفْتراهُ فِي مجْلِسِهِ و كان ذلِك مِنْ قوْلِهِمْ عظِيماً فأنْزل اللّهُ هذِهِ الْآية أمْ يقُولُون اِفْتراهُ قُلْ إِنِ اِفْتريْتُهُ فلا تمْلِكُون لِي مِن اللّهِ شيْئاً هُو أعْلمُ بِما تُفِيضُون فِيهِ كفى بِهِ شهِيداً بيْنِي و بيْنكُمْ و هُو الْغفُورُ الرّحِيمُ (61)[1-27](46:8) فبعث إِليْهِمُ النّبِيُّ ص فقال هلْ مِنْ حدثٍ فقالُوا إِي و اللّهِ يا رسُول اللّهِ لقدْ تكلّم بعْضُنا كلاماً عظِيماً فكرِهْناهُ فتلا عليْهِمْ رسُولُ اللّهُ فبكوْا و اِشْتدّ بُكاؤُهُمْ فأنْزل اللّهُ تعالى- و هُو الّذِي يقْبلُ التّوْبة عنْ عِبادِهِ و يعْفُوا عنِ السّيِّئاتِ و يعْلمُ ما تفْعلُون 90[1-15](42:25) فهذِهِ السّادِسةُ و أمّا السّابِعةُ فيقُولُ اللّهُ- إِنّ اللّه و ملائِكتهُ يُصلُّون على النّبِيِ يا أيُّها الّذِين آمنُوا صلُّوا عليْهِ و سلِّمُوا تسْلِيماً(62)[1-16](33:56) و قدْ علِم الْمُعانِدُون مِنْهُمْ أنّهُ لمّا نزلتْ هذِهِ الْآيةُ قِيل يا رسُول اللّهِ قدْ عرفْنا التّسْلِيم عليْك فكيْف الصّلاةُ عليْك فقال تقُولُون اللّهُمّ صلِّ على مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ كما صلّيْت على إِبْراهِيم

و آلِ إِبْراهِيم إِنّك حمِيدٌ مجِيدٌو هلْ بيْنكُمْ معاشِر النّاسِ فِي هذا اِخْتِلافٌ قالُوا لا فقال الْمأْمُونُ هذا ما لا اِخْتِلاف فِيهِ أصْلاً و عليْهِ الْإِجْماعُ فهلْ عِنْدك فِي الْآلِ شيْ ءٌ أوْضحُ مِنْ هذا فِي الْقُرْآنِ قال أبُو الْحسنِ ع أخْبِرُونِي عنْ قوْلِ اللّهِ- يس `و الْقُرْآنِ الْحكِيمِ.`إِنّك لمِن الْمُرْسلِين `على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ [1-10](36:1-4) فمنْ عنى بِقوْلِهِ يس [1-1](36:1) قال الْعُلماءُ يس مُحمّدٌ ليْس فِيهِ شكٌّ قال أبُو الْحسنِ ع أعْطى اللّهُ مُحمّداً و آل مُحمّدٍ مِنْ ذلِك فضْلاً لمْ يبْلُغْ أحدٌ كُنْه وصْفِهِ لِمنْ عقلهُ و ذلِك أنّ اللّه لمْ يُسلِّمْ على أحدٍ إِلاّ على الْأنْبِياءِ ص فقال تبارك و تعالى سلامٌ على نُوحٍ

فِي الْعالمِين (63)[1-5](37:79) و قال سلامٌ على إِبْراهِيم (64)

[1-3](37:109) و قال سلامٌ على مُوسى

وهارُون

(65)[1-5](37:120) و لمْ يقُلْ سلامٌ على آلِ نُوحٍ

و لمْ يقُلْ سلامٌ على آلِ إِبْراهِيم

و لا قال سلامٌ على آلِ مُوسى

وهارُون

و قال عزّ و جل ?سلامٌ على آلِ ياسِين 95(37:130)?يعْنِي آل مُحمّدٍ فقال الْمأْمُونُ لقدْ علِمْتُ أنّ فِي معْدِنِ النُّبُوّةِ شرْح هذا و بيانهُ فهذِهِ السّابِعةُ و أمّا الثّامِنةُ فقوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ- و اِعْلمُوا أنّما غنِمْتُمْ مِنْ شيْ ءٍ فأنّ لِلّهِ خُمُسهُ و لِلرّسُولِ و لِذِي الْقُرْبى (66)[1-14](8:41) فقرن سهْم ذِي الْقُرْبى مع سهْمِهِ و سهْمِ رسُولِهِ ص فهذا فصْلُ بيْنِ الْآلِ و الْأُمّةِ لِأنّ اللّه جعلهُمْ فِي حيِّزٍ و جعل النّاس كُلّهُمْ فِي حيِّزٍ دُون ذلِك و رضِي لهُمْ ما رضِي لِنفْسِهِ و اِصْطفاهُمْ فِيهِ و اِبْتدأ بِنفْسِهِ ثُمّ ثنّى بِرسُولِهِ ثُمّ بِذِي الْقُرْبى فِي كُلِّ ما كان مِن الْفيْ ءِ و الْغنِيمةِ و غيْرِ ذلِك مِمّا رضِيهُ عزّ و جلّ لِنفْسِهِ و رضِيهُ لهُمْ فقال و قوْلُهُ الْحقُّ- و اِعْلمُوا أنّما غنِمْتُمْ مِنْ شيْ ءٍ فأنّ لِلّهِ خُمُسهُ و لِلرّسُولِ و لِذِي الْقُرْبى [1-14](8:41) فهذا توْكِيدٌ مُؤكّدٌ و أمْرٌ دائِمٌ لهُمْ إِلى يوْمِ الْقِيامةِ(67) فِي كِتابِ اللّهِ النّاطِقِ الّذِي- لا يأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بيْنِ يديْهِ و لا مِنْ خلْفِهِ تنْزِيلٌ مِنْ حكِيمٍ حمِيدٍ[1-14](41:42) و أمّا قوْلُهُ و الْيتامى و الْمساكِينِ [15-18](8:41) فإِنّ الْيتِيم إِذا اِنْقطع يُتْمُهُ (68) خرج مِن الْمغانِمِ و لمْ يكُنْ لهُ نصِيبٌ و كذلِك الْمِسْكِينُ إِذا اِنْقطعتْ مسْكنتُهُ لمْ يكُنْ لهُ نصِيبٌ (69) فِي الْمغْنمِ و لا يحِلُّ لهُ أخْذُهُ و سهْمُ ذِي الْقُرْبى إِلى يوْمِ الْقِيامةِ قائِمٌ فِيهِمْ لِلْغنِيِّ و الْفقِيرِ لِأنّهُ لا أحد أغْنى مِن اللّهِ و لا مِنْ رسُولِهِ ص فجعل لِنفْسِهِ مِنْها سهْماً و لِرسُولِهِ ص سهْماً فما رضِي لِنفْسِهِ و لِرسُولِهِ رضِيهُ لهُمْ و كذلِك الْفيْ ءُ ما رضِيهُ لِنفْسِهِ و لِنبِيِّهِ ص رضِيهُ لِذِي الْقُرْبى كما جاز لهُمْ فِي الْغنِيمةِ فبدأ بِنفْسِهِ ثُم بِرسُولِهِ ص ثُمّ بِهِمْ و قرن سهْمهُمْ بِسهْمِ اللّهِ و سهْمِ رسُولِهِ ص و كذلِك فِي الطّاعةِ قال عزّ و جلّ- يا أيُّها الّذِين آمنُوا أطِيعُوا اللّه و أطِيعُوا الرّسُول و أُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ (70)[1-13](4:59) فبدأ بِنفْسِهِ ثُم بِرسُولِهِ ص ثُم بِأهْلِ بيْتِهِ و كذلِك آيةُ الْولايةِ - إِنّما ولِيُّكُمُ اللّهُ و رسُولُهُ و الّذِين آمنُوا101[1-8](5:55) فجعل ولايتهُمْ مع طاعةِ الرّسُولِ مقْرُونةً بِطاعتِهِ كما جعل سهْمهُ مع سهْمِ الرّسُولِ مقْرُوناً بِأسْهُمِهِمْ فِي الْغنِيمةِ و الْفيْ ءِ(71) فتبارك اللّهُ ما أعْظم نِعْمتهُ على أهْلِ هذا الْبيْتِ فلمّا جاءتْ قِصّةُ الصّدقةِ نزّه نفْسهُ عزّ ذِكْرُهُ و نزّه رسُولهُ ص و نزّه أهْل بيْتِهِ عنْها فقال إِنّما الصّدقاتُ لِلْفُقراءِ و الْمساكِينِ و الْعامِلِين عليْها و الْمُؤلّفةِ قُلُوبُهُمْ و فِي الرِّقابِ و الْغارِمِين و فِي سبِيلِ اللّهِ و اِبْنِ السّبِيلِ فرِيضةً مِن اللّهِ (72)[1-26](9:60) فهلْ تجِدُ فِي شيْ ءٍ مِنْ ذلِك أنّهُ جعل لِنفْسِهِ سهْماً أوْ لِرسُولِهِ ص أوْ لِذِي الْقُرْبى لِأنّهُ لمّا نزّههُمْ عنِ الصّدقةِ نزّه نفْسهُ و نزّه رسُولهُ و نزّه أهْل بيْتِهِ لا بلْ حرّم عليْهِمْ لِأنّ الصّدقة مُحرّمةٌ على مُحمّدٍ و أهْلِ بيْتِهِ و هِي أوْساخُ النّاسِ لا تحِلُّ لهُمْ لِأنّهُمْ طُهِّرُوا مِنْ كُلِّ دنسٍ و وسخٍ فلمّا طهّرهُمْ و اِصْطفاهُمْ رضِي لهُمْ ما رضِي لِنفْسِهِ و كرِه لهُمْ ما كرِه لِنفْسِهِ (73) و أمّا التّاسِعةُ فنحْنُ أهْلُ الذِّكْرِ الّذِين قال اللّهُ فِي مُحْكمِ كِتابِهِ - فسْئلُوا أهْل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تعْلمُون (74)[10-16](16:43) قال الْعُلماءُ106 إِنّما عنى بِذلِك الْيهُود و النّصارى قال أبُو الْحسنِ ع و هلْ يجُوزُ ذلِك إِذاً يدْعُونّا إِلى دِينِهِمْ و يقُولُون إِنّهُ أفْضلُ مِنْ دِينِ الْإِسْلامِ فقال الْمأْمُونُ فهلْ عِنْدك فِي ذلِك شرْحٌ يُخالِفُ ما قالُوا يا أبا الْحسنِ قال نعمْ الذِّكْرُ رسُولُ اللّهِ و نحْنُ أهْلُهُ و ذلِك بيِّنٌ فِي كِتابِ اللّهِ بِقوْلِهِ فِي سُورةِ الطّلاقِ فاتّقُوا اللّه يا أُولِي الْألْبابِ الّذِين آمنُوا قدْ أنْزل اللّهُ إِليْكُمْ ذِكْراً `رسُولاً يتْلُوا عليْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبيِّناتٍ [6-23](65:10-11) فالذِّكْرُ رسُولُ اللّهِ و نحْنُ أهْلُهُ فهذِهِ التّاسِعةُ و أمّا الْعاشِرةُ فقوْلُ اللّهِ عزّ و جلّ فِي آيةِ التّحْرِيمِ - حُرِّمتْ عليْكُمْ أُمّهاتُكُمْ و بناتُكُمْ و أخواتُكُمْ (75)[1-7](4:23) إِلى آخِرِها أخْبِرُونِي هلْ تصْلُحُ اِبْنتِي أوْ اِبْنةُ اِبْنِي أوْ ما تناسلُ مِنْ صُلْبِي لِرسُولِ اللّهِ أنْ يتزوّجها لوْ كان حيّاً قالُوا لا قال ع فأخْبِرُونِي هلْ كانتْ اِبْنةُ أحدِكُمْ تصْلُحُ لهُ أنْ يتزوّجها قالُوا بلى قال فقال ع ففِي هذا بيانُ أنّا مِنْ آلِهِ و لسْتُمْ مِنْ آلِهِ و لوْ كُنْتُمْ مِنْ آلِهِ لحُرِّمتْ عليْهِ بناتُكُمْ كما حُرِّمتْ عليْهِ بناتِي لِأنّا مِنْ آلِهِ و أنْتُمْ مِنْ أُمّتِهِ فهذا فرْقٌ بيْن الْآلِ و الْأُمّةِ لِأن الْآل مِنْهُ و الْأُمّةُ إِذا لمْ تكُنِ الْآل فليْستْ مِنْهُ فهذِهِ الْعاشِرةُ-و أمّا الْحادِية عشر فقوْلُهُ فِي سُورةِ الْمُؤْمِنِ حِكايةً عنْ قوْلِ رجُلٍ- و قال رجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعوْن يكْتُمُ إِيمانهُ أ تقْتُلُون رجُلاً أنْ يقُول ربِّي اللّهُ و قدْ جاءكُمْ بِالْبيِّناتِ مِنْ ربِّكُمْ [1-22](40:28) الْآية(76) و كان اِبْن خالِ فِرْعوْن فنسبهُ إِلى فِرْعوْن بِنسبِهِ و لمْ يُضِفْهُ إِليْهِ بِدِينِهِ و كذلِك خُصِّصْنا نحْنُ إِذْ كُنّا مِنْ آلِ رسُولِ اللّهِ ص بِوِلادتِنا مِنْهُ و عُمِّمْنا النّاس بِدِينِهِ فهذا فرْقُ ما بيْن الْآلِ و الْأُمّةِ فهذِهِ الْحادِية عشر و أمّا الثّانِية عشر فقوْلُهُ- و أْمُرْ أهْلك بِالصّلاةِ و اِصْطبِرْ عليْها(77)3[1-7](20:132) فخصّنا بِهذِهِ الْخُصُوصِيّةِ إِذْ أمرنا مع أمْرِهِ ثُمّ خصّنا دُون الْأُمّةِ(78) فكان رسُولُ اللّهِ ص يجِي ءُ إِلى بابِ علِيٍ و فاطِمة ع بعْد نُزُولِ هذِهِ الْآيةِ تِسْعة أشْهُرٍ فِي كُلِّ يوْمٍ عِنْد حُضُورِ كُلِّ صلاةٍ خمْس مرّاتٍ فيقُولُ الصّلاة يرْحمُكُمُ اللّهُ و ما أكْرم اللّهُ أحداً مِنْ ذرارِيِّ الْأنْبِياءِ بِهذِهِ الْكرامةِ الّتِي أكْرمنا اللّهُ بِها و خصّنا مِنْ جمِيعِ أهْلِ بيْتِهِ (79) فهذا فرْقُ ما بيْن الْآلِ و الْأُمّةِ(80)- و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ نبِيِّهِ .

وصفه ع الإمامة و الإمام و منزلته8,14,1-قال عبْدُ الْعزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ (81)كُنّا مع الرِّضا ع بِمرْو فاجْتمعْنا فِي الْمسْجِدِ الْجامِعِ بِها فأدار النّاسُ بيْنهُمْ أمْر الْإِمامةِ فذكرُوا كثْرة الاِخْتِلافِ فِيها فدخلْتُ على سيِّدِي و موْلاي الرِّضا ع فأعْلمْتُهُ بِما خاض النّاسُ فِيهِ فتبسّم ع ثُمّ قال ع ياعبْد الْعزِيزِجهِل الْقوْمُ و خُدِعُوا عنْ أدْيانِهِمْ إِنّ اللّه جلّ و عزّ لمْ يقْبِضْ نبِيّهُ ص حتّى أكْمل لهُ الدِّين و أنْزل عليْهِ الْقُرْآن فِيهِ تِبْيانُ كُلِّ شيْ ءٍ و بيّن فِيهِ الْحلال و الْحرام و الْحُدُود و الْأحْكام و جمِيع ما يحْتاجُ إِليْهِ النّاسُ كملاً فقال ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْ ءٍ(82)[15-20](6:38) و أنْزل عليْهِ فِي حِجّةِ الْوداعِ و هِي آخِرُ عُمُرِهِ ص- الْيوْم أكْملْتُ لكُمْ دِينكُمْ و أتْممْتُ عليْكُمْ نِعْمتِي و رضِيتُ لكُمُ الْإِسْلام دِيناً(83)[51-63](5:3) و أمْرُ الْإِمامةِ مِنْ كمالِ الدِّينِ و لمْ يمْضِ ص حتّى بيّن لِأُمّتِهِ معالِم دِينِهِ و أوْضح لهُمْ سُبُلهُمْ و تركهُمْ على قصْدِ الْحقِّ و أقام لهُمْ علِيّاً ع علماً و إِماماً و ما ترك شيْئاً مِمّا تحْتاجُ إِليْهِ الْأُمّةُ إِلاّ و قدْ بيّنهُ فمنْ زعم أنّ اللّه لمْ يُكْمِلْ دِينهُ فقدْ ردّ كِتاب اللّهِ و منْ ردّ كِتاب اللّهِ فقدْ كفر هلْ يعْرِفُون قدْر الْإِمامةِ و محلّها مِن الْأُمّةِ فيجُوز فِيها اِخْتِيارُهُمْ 116 إِنّ الْإِمامة خصّ اللّهُ بِهاإِبْراهِيم الْخلِيل ع

بعْد النُّبُوّةِ و الْخُلّةِ مرْتبةً ثالِثةً و فضِيلةً شرّفهُ بِها و أشاد بِها ذِكْرهُ (84) فقال جلّ و عزّ و إِذِ اِبْتلى إِبْراهِيم

ربُّهُ بِكلِماتٍ فأتمّهُنّ قال إِنِّي جاعِلُك لِلنّاسِ إِماماً قال [1-13](2:124) الْخلِيلُ

سُرُوراً بِها و مِنْ ذُرِّيّتِي قال لا ينالُ عهْدِي الظّالِمِين (85)[14-21](2:124) فأبْطلتْ هذِهِ الْآيةُ إِمامة كُلِّ ظالِمٍ إِلى يوْمِ الْقِيامةِ و صارتْ فِي الصّفْوةِ ثُمّ أكْرمها اللّهُ بِأنْ جعلها فِي ذُرِّيّةِ أهْلِ الصّفْوةِ و الطّهارةِ فقال و وهبْنا لهُ إِسْحاق

ويعْقُوب

نافِلةً و كُلاًّ جعلْنا صالِحِين.`و جعلْناهُمْ أئِمّةً يهْدُون بِأمْرِنا و أوْحيْنا إِليْهِمْ فِعْل الْخيْراتِ و إِقام الصّلاةِ و إِيتاء الزّكاةِ و كانُوا لنا عابِدِين (86)[1-31](21:72-73) فلمْ تزلْ ترِثُها ذُرِّيّتُهُ ع بعْضٌ عنْ بعْضٍ قرْناً فقرْناً حتّى ورِثها النّبِيُّ ص فقال اللّهُ إِنّ أوْلى النّاسِ بِإِبْراهِيم

للّذِين اِتّبعُوهُ و هذا النّبِيُ و الّذِين آمنُوا(87)[1-12](3:68) فكانتْ لهُمْ خاصّةًفقلّدها النّبِيُّ ص علِيّاً ع (88)فصارتْ فِي ذُرِّيّتِهِ الْأصْفِياءِ الّذِين آتاهُمُ اللّهُ الْعِلْم و الْإِيمان و ذلِك قوْلُهُ و قال الّذِين أُوتُوا الْعِلْم و الْإِيمان لقدْ لبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللّهِ إِلى يوْمِ الْبعْثِ فهذا يوْمُ الْبعْثِ و لكِنّكُمْ كُنْتُمْ لا تعْلمُون (89)[1-23](30:56) على رسْمِ ما جرى و ما فرضهُ اللّهُ فِي وُلْدِهِ إِلى يوْمِ الْقِيامةِ(90) إِذْ لا نبِيّ بعْد مُحمّدٍ ص فمِنْ أيْن يخْتارُ هذِهِ الْجُهّالُ الْإِمامة بِآرائِهِمْ إِنّ الْإِمامة منْزِلةُ الْأنْبِياءِ و إِرْثُ الْأوْصِياءِ إِنّ الْإِمامة خِلافةُ اللّهِ و خِلافةُ رسُولِهِ ص و مقامُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع و خِلافةُ الْحسنِ و الْحُسيْنِ ع إِنّ الْإِمام (91) زِمامُ الدِّينِ و نِظامُ الْمُسْلِمِين و صلاحُ الدُّنْيا و عِزُّ الْمُؤْمِنِين الْإِمامُ (92) أُسُ الْإِسْلامِ النّامِي و فرْعُهُ السّامِي بِالْإِمامِ تمامُ الصّلاةِ و الزّكاةِ و الصِّيامِ و الْحجِّ و الْجِهادِ و توْفِيرُ الْفيْ ءِ و الصّدقاتِ و إِمْضاءُ الْحُدُودِ و الْأحْكامِ و منْعُ الثُّغُورِ و الْأطْرافِ الْإِمامُ يُحلِّلُ حلال اللّهِ و يُحرِّمُ حرامهُ و يُقِيمُ حُدُود اللّهِ و يذُبُّ عنْ دِينِ اللّهِ و يدْعُو إِلى سبِيلِ اللّهِ بِالْحِكْمةِ و الْموْعِظةِ الْحسنةِ[5-8](16:125) و الْحُجّةِ الْبالِغةِ الْإِمامُ كالشّمْسِ الطّالِعةِ الْمُجلِّلةِ بِنُورِها لِلْعالمِ و هُو بِالْأُفُقِ حيْثُ لا تنالُهُ الْأبْصارُ و لا الْأيْدِي الْإِمامُ الْبدْرُ الْمُنِيرُ و السِّراجُ الزّاهِرُ و النُّورُ الطّالِعُ و النّجْمُ الْهادِي فِي غياباتِ الدُّجى 126 و الدّلِيلُ على الْهُدى و الْمُنْجِي مِن الرّدى 127-الْإِمامُ النّارُ على الْيفاعِ (93) الْحارُّ لِمنِ اِصْطلى و الدّلِيلُ فِي الْمهالِكِ منْ فارقهُ فهالِكٌ الْإِمامُ السّحابُ الْماطِرُ و الْغيْثُ الْهاطِلُ (94) و السّماءُ الظّلِيلةُ و الْأرْضُ الْبسِيطةُ و الْعيْنُ الْغزِيرةُ و الْغدِيرُ و الرّوْضةُ130 الْإِمامُ الْأمِينُ الرّفِيقُ و الْولدُ الشّفِيقُ و الْأخُ الشّقِيقُ و كالْأُمِّ الْبرّةِ بِالْولدِ الصّغِيرِ و مفْزعُ الْعِبادِ(95) الْإِمامُ أمِينُ اللّهِ فِي أرْضِهِ و خلْقِهِ و حُجّتُهُ على عِبادِهِ و خلِيفتُهُ فِي بِلادِهِ و الدّاعِي إِلى اللّهِ و الذّابُّ عنْ حرِيمِ اللّهِ الْإِمامُ مُطهّرٌ مِن الذُّنُوبِ مُبرّأٌ مِن الْعُيُوبِ مخْصُوصٌ بِالْعِلْمِ موْسُومٌ بِالْحِلْمِ نِظامُ الدِّينِ و عِزُّ الْمُسْلِمِين و غيْظُ الْمُنافِقِين و بوارُ الْكافِرِين الْإِمامُ واحِدُ دهْرِهِ لا يُدانِيهِ أحدٌ(96) و لا يُعادِلُهُ عالِمٌ و لا يُوجدُ لهُ بدلٌ و لا لهُ مِثْلٌ و لا نظِيرٌ مخْصُوصٌ بِالْفضْلِ كُلِّهِ مِنْ غيْرِ طلبٍ مِنْهُ و لا اِكْتِسابٍ بلِ اِخْتِصاصٌ مِن الْمُفْضِلِ الْوهّابِ فمنْ ذا يبْلُغُ معْرِفة الْإِمامِ أوْ كُنْه وصْفِهِ (97) هيْهات هيْهات ضلّتِ الْعُقُولُ و تاهتِ الْحُلُومُ و حارتِ الْألْبابُ (98) و حصِرتِ الْخُطباءُ و كلّتِ الشُّعراءُ(99) و عجزتِ الْأُدباءُ و عيِيتِ الْبُلغاءُ و فحمتِ الْعُلماءُ(100) عنْ وصْفِ شأْنٍ مِنْ شأْنِهِ أوْ فضِيلةٍ مِنْ فضائِلِهِ فأقرّتْ بِالْعجْزِ و التّقْصِيرِ فكيْف يُوصفُ بِكُلِّيّتِهِ أوْ يُنْعتُ بِكيْفِيّتِهِ (101) أوْ يُوجدُ منْ يقُومُ مقامهُ أوْ يُغْنِي غِناهُ و أنّى و هُو بِحيْثُ النّجْمُ عنْ أيْدِي الْمُتناوِلِين و وصْفِ الْواصِفِين (102) أ يظُنُّون أنّهُ يُوجدُ ذلِك فِي غيْرِ آلِ رسُولِ اللّهِ ص كذبتْهُمْ و اللّهِ أنْفُسُهُمْ و منّتْهُمُ الْأباطِيلُ إِذِ اِرْتقوْا مُرْتقًى 139 صعْباً و منْزِلاً دحْضاً زلّتْ بِهِمْ إِلى الْحضِيضِ أقْدامُهُمْ إِذْ رامُوا إِقامة إِمامٍ بِآرائِهِمْ (103) و كيْف لهُمْ بِاخْتِيارِ إِمامٍ و الْإِمامُ عالِمٌ لا يجْهلُ و راعٍ لا يمْكُرُ141 معْدِنُ النُّبُوّةِ(104) لا يُغْمزُ فِيهِ بِنسبٍ 143-و لا يُدانِيهِ ذُو حسبٍ فالْبيْتُ مِنْ قُريْشٍ و الذِّرْوةُ مِنْ هاشِمٍ و الْعِتْرةُ مِن الرّسُولِ ص (105)شرفُ الْأشْرافِ و الْفرْعُ عنْ عبْدِ منافٍ نامِي الْعِلْمِ كامِلُ الْحِلْمِ مُضْطلِعٌ بِالْأمْرِ(106) عالِمٌ بِالسِّياسةِ مُسْتحِقٌّ لِلرِّئاسةِ مُفْترضُ الطّاعةِ قائِمٌ بِأمْرِ اللّهِ ناصِحٌ لِعِبادِ اللّهِ إِنّ الْأنْبِياء و الْأوْصِياء ص يُوفِّقُهُمُ اللّهُ و يُسدِّدُهُمْ و يُؤْتِيهِمْ مِنْ مخْزُونِ عِلْمِهِ و حِكْمتِهِ ما لا يُؤْتِيهِ غيْرُهُمْ يكُونُ عِلْمُهُمْ فوْق عِلْمِ أهْلِ زمانِهِمْ و قدْ قال اللّهُ جلّ و عزّ- أ فمنْ يهْدِي إِلى الْحقِّ أحقُّ أنْ يُتّبع أمّنْ لا يهِدِّي إِلاّ أنْ يُهْدى فما لكُمْ كيْف تحْكُمُون (107)[13-30](10:35) و قال تعالى فِي قِصّةِ طالُوت إِنّ اللّه اِصْطفاهُ عليْكُمْ و زادهُ بسْطةً فِي الْعِلْمِ و الْجِسْمِ و اللّهُ يُؤْتِي مُلْكهُ منْ يشاءُ(108)[30-46](2:247) و قال فِي قِصّةِداوُد ع

و قتل داوُدُ

جالُوت و آتاهُ اللّهُ الْمُلْك و الْحِكْمة و علّمهُ مِمّا يشاءُ(109)[4-17](2:251) و قال لِنبِيِّهِ ص و أنْزل اللّهُ عليْك الْكِتاب و الْحِكْمة و علّمك ما لمْ تكُنْ تعْلمُ و كان فضْلُ اللّهِ عليْك عظِيماً(110)[24-42](4:113) و قال فِي الْأئِمّةِ مِنْ أهْلِ بيْتِهِ و عِتْرتِهِ و ذُرِّيّتِهِ- أمْ يحْسُدُون النّاس على ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فضْلِهِ [1-9](4:54) إِلى قوْلِهِ سعِيراً(111)[13-13](4:55) و إِنّ الْعبْد إِذا اِخْتارهُ اللّهُ لِأُمُورِ عِبادِهِ شرح صدْرهُ لِذلِك و أوْدع قلْبهُ ينابِيع الْحِكْمةِ و أطْلق على لِسانِهِ 151 فلمْ يعْي بعْدهُ بِجوابٍ و لمْ تجِدْ فِيهِ غيْر صوابٍ 152 فهُو مُوفّقُ مُسدّدٌ مُؤيّدٌ قدْ أمِن مِن الْخطإِ و الزّللِ خصّهُ بِذلِك لِيكُون ذلِك حُجّةً على خلْقِهِ شاهِداً على عِبادِهِ 153 فهلْ يقْدِرُون على مِثْلِ هذافيخْتارُونهُ فيكُونُ مُخْتارُهُمْ بِهذِهِ الصِّفةِ(112) .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال الرِّضا ع لا يكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حتّى تكُون فِيهِ ثلاثُ خِصالٍ سُنّةٌ مِنْ ربِّهِ و سُنّةٌ مِنْ نبِيِّهِ ص و سُنّةٌ مِنْ ولِيِّهِ ع فأمّا السُّنّةُ مِنْ ربِّهِ فكِتْمانُ السِّرِّ و أمّا السُّنّةُ مِنْ نبِيِّهِ ص فمُداراةُ النّاسِ و أمّا السُّنّةُ مِنْ ولِيِّهِ ع فالصّبْرُ فِي الْبأْساءِ و الضّرّاءِ.

و قال ع صاحِبُ النِّعْمةِ يجِبُ أنْ يُوسِّع على عِيالِهِ.

و قال ع ليْستِ الْعِبادةُ كثْرة الصِّيامِ و الصّلاةِ و إِنّما الْعِبادةُ كثْرةُ التّفكُّرِ فِي أمْرِ اللّهِ.

و قال ع مِنْ أخْلاقِ الْأنْبِياءِ التّنظُّفُ.

و قال ع ثلاثٌ مِنْ سُننِ الْمُرْسلِين الْعِطْرُ و إِحْفاءُ الشّعْرِ و كثْرةُ الطّرُوقةِ155.

و قال ع لمْ يخُنْك الْأمِينُ و لكِنِ اِئْتمنْت الْخائِن.

و قال ع إِذا أراد اللّهُ أمْراً سلب الْعِباد عُقُولهُمْ فأنْفذ أمْرهُ و تمّتْ إِرادتُهُ فإِذا أنْفذ أمْرهُ ردّ إِلى كُلِّ ذِي عقْلٍ عقْلهُ فيقُولُ كيْف ذا و مِنْ أيْن ذا.

و قال ع الصّمْتُ بابٌ مِنْ أبْوابِ الْحِكْمةِ إِنّ الصّمْت يكْسِبُ الْمحبّة إِنّهُ دلِيلٌ على كُلِّ خيْرٍ.

و قال ع ما مِنْ شيْ ءٍ مِن الْفُضُولِ إِلاّ و هُو يحْتاجُ إِلى الْفُضُولِ مِن الْكلامِ.

و قال ع الْأخُ الْأكْبرُ بِمنْزِلةِ الْأبِ.

و سُئِل ع عنِ السّفِلةِ فقال منْ كان لهُ شيْ ءٌ يُلْهِيهِ عنِ اللّهِ .

.


1- ..درج الصبى:مشى قليلا في أول ما يمشى.
2- ..الرسل و الرسلة:الرفق و التمهل.يقال:على رسلك يا رجل أي على مهلك.
3- ..قارعة الطريق:أعلاه و معظمه و هي موضع قرع المارة.
4- ..أي ارفع ثوبك.-من شال يشول شولا الشي ء-أى رفعه.
5- ..و كذا في تفسير العيّاشيّ و لكن في الكافي [هشام بن سالم ].
6- ..سورة البقرة آية 32.
7- ..الصرور-بالصاد المهلة-الذي لم يتزوّج أو لم يحج.
8- ..دميم المنظر أي قبيح المنظر من دمّ دمامة:كان حقيرا و قبح منظره.
9- ..أي إتيانها في أول وقتها.و في العيون [و الصلاة في اول وقتها أفضل ].
10- ..في العيون [و فضل الجماعة على الفرد أربع و عشرون.و لا صلاة خلف فاجر].
11- ..كذا،فاراد بصلاة الظهر معنى عاما تشمل الظهر و العصر.و في بعض النسخ [صلوات الظهر].
12- ..أي من الغلات الأربعة.
13- ..أي الصاع.
14- ..في العيون [من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب صاع و هو أربعة امداد].
15- ..و زاد في نسخة[و صوم رجب هو شهر اللّه الأصمّ و فيه البركة].
16- ..في العيون [و السبيل الزاد و الراحلة مع الصحة].
17- ..سورة البقرة آية 194.
18- ..في العيون [و ذلك إذا لم تخف على نفسك و على أصحابك ].
19- ..في العيون [اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا].
20- ..في العيون [و حبّ أولياء اللّه واجب و كذلك بغض اعداء اللّه و البراءة منهم و من أئمتهم ].
21- ..سورة لقمان آية 14،15.
22- ..العول:الجور و الميل عن الحق لغة.و استعمل في سهم الارث و التناقص فيه.
23- ..سورة النجم آية 40.
24- ..أي أنهم مسلمون.لا بمؤمنين و لا بكافرين كما في العيون.
25- ..كذا.و الصحيح«فهو فسق»و هو من النسّاخ.
26- ..كذا.و الظاهر ان خبر«من»محذوف.أو ساقط من قلم النسّاخ.
27- ..في العيون [و النفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوما].
28- ..زاد هنا في العيون نحوا من ثلاث و ثلاثين سطرا.
29- ..مر معناها في ص 105.
30- ..الزحف:الجيش يزحفون إلى العدوّ.
31- ..أي غلبهم في الخصومة.
32- ..في العيون [يوحّد]فى الموضعين.و في بعض نسخه [يوجد]بالجيم في الموضعين أيضا.
33- ..البدي ء:كبديع لفظا و معنى.و في العيون [ان اللّه المبدئ ].
34- ..في العيون [الكائن الأول لم يزل واحدا لا شي ء معه ].
35- ..لا معلوم عندنا من جهة الذات فنعرف حقيقته.و لا مجهول عندنا بحيث لا نعرف وجوده.
36- ..في العيون [و لا منسيا].
37- ..في العيون [من الأشياء غيره ].
38- ..في العيون [و لا بشي ء قام و لا إلى شي ء يقوم و لا إلى شي ء استند].
39- ..في العيون [أ لا تخبرنى عن الابداع خلق هو أم غير خلق ].
40- ..رواه الصدوق في المجالس و العيون مع اختلاف أشرنا إلى بعضها.
41- ..في العيون [بمرو].
42- ..سورة فاطر آية 29.
43- ..في العيون.[ثم جمعهم كلهم في الجنة].
44- ..سورة فاطر آية 30.و زاد و في العيون [ يُحلّوْن فِيها مِنْ أساوِر مِنْ ذهبٍ [4-9](35:33) ].
45- ..في العيون [فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟فقال الرضا عليه السلام:هم...الخ ].
46- ..سورة الأحزاب آية 33.
47- ..أي ينقل عنه،يقال أثر الحديث من بابى-ضرب و نصر-:نقله.
48- ..العيون [انما وقعت الوراثة و الطهارة].
49- ..سورة الحديد آية 26.
50- ..سورة هود آية 45.و زاد في العيون بقيّة الآية:[ و أنْت أحْكمُ الْحاكِمِين [15-18](11:45) ].
51- ..سورة هود آية 46.
52- ..في العيون [فى محكم كتابه ].
53- ..في العيون [إن اللّه عزّ و جلّ قد أبان فضل العترة].
54- ..سورة آل عمران آية 32.
55- ..النساء آية 57.
56- ..النساء آية 59.
57- ..في العيون [يعنى الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة].
58- ..سورة الشعراء آية 214.
59- ..في العيون [لانه فضل بعد الطهارة تتنظر فهذه الثانية].
60- ..سورة آل عمران آية 58 و ليس في القرآن كلمة«يا محمد»و هو تفسير و توضيح منه عليه السلام.
61- ..بنو وليعة-كسفينة-:حىّ من كندة.
62- ..في العيون [لا يتقدمهم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر،و شرف لا يسبقهم إليه خلق ].
63- ..سورة يونس آية 87.
64- ..في العيون [و من أراد المدينة].
65- ..سورة الاسرى آية 28.
66- ..سورة الشورى آية 22.
67- ..سورة هود آية 31.
68- ..سورة هود آية 53.
69- ..في العيون [يتقدم هذا أو يدانيه ].
70- ..في العيون هاهنا[فلم يجبه أحد فقال:أيها الناس انه ليس ذهبا و لا فضة إلخ ].
71- ..في العيون [فقال المنافقون ].
72- ..سورة الاحقاف آية 7.
73- ..سورة الشورى آية 24.
74- ..سورة الأحزاب آية 56.
75- ..السورة آية 109.
76- ..السورة آية 120.
77- ..السورة آية 130.
78- ..سورة الأنفال آية 42.
79- ..في العيون [و أثر قائم لهم إلى يوم القيامة].
80- ..اليتم-بالضم مصدر يتم ييتم-:الانفراد.و أيضا حالة اليتيم.
81- ..في العيون [خرج من الغنائم و لم يكن له نصيب فيها].
82- ..سورة النساء آية 62.
83- ..سورة المائدة آية 60.
84- ..سورة التوبة آية 60.
85- ..زاد في العيون [فهذه الثامنة].
86- ..سورة النحل آية 45.و الأنبياء آية 7.
87- ..في العيون [فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء:...الخ ].
88- ..سورة النساء آية 22.
89- ..سورة المؤمن آية 28.
90- ..سورة طه آية 132.
91- ..في العيون [إذ امرنا مع الامّة بإقامة الصلاة ثمّ خصصنا من دون الامّة].
92- ..في العيون [فخصّنا من دون جميع أهل بيتهم ].
93- ..سورة الأنعام آية 38.
94- ..سورة المائدة آية 5.
95- ..الاشادة رفع الصوت بالشي ء.
96- ..سورة البقرة آية 124.
97- ..سورة الأنبياء آية 72.
98- ..سورة آل عمران آية 67.
99- ..و زاد في الكافي و العيون [بأمر اللّه تعالى على رسم ما فرض اللّه ].
100- ..سورة الروم آية 56.
101- ..في الكافي و العيون [فهى في ولد عليّ عليه السلام خاصّة إلى يوم القيامة].
102- .،5)في الكافي و العيون [ان الإمامة].
103- ..الردى-بالفتح-:الهلاك.
104- ..الهاطل:المطر الشديد المتفرق العظيم القطر.و زاد هنا في الكافي [و الشمس المضيئة].
105- ..زاد في الكافي و العيون [فى الداهية و النآد].أى الامر العظيم.
106- ..قد يقرأ في بعض النسخ [يداينه ]أى يعامله و يحاكمه.
107- ..في الكافي و العيون [فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره ].
108- ..زاد فيهما[و خسئت العيون و تصاغرت العظماء و تحيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء].
109- ..«حصرت الخطباء»أي ضاق صدرهم.و كلت أي عييت و عجزت.
110- ..«فحمت العلماء»أي سكتت و عجزت و لم تستطع جوابا و ليست هذه الجملة في الكافي و العيون.
111- ..في الكافي و العيون [و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شي ء من أمره ].
112- ..راع أي حافظ للامّة.و في الكافي و العيون [لا ينكل ]أى لا يضعف و لا يجبن.

ص: 416

. .

ص: 417

. .

ص: 418

. .

ص: 419

. .

ص: 420

. .

ص: 421

. .

ص: 422

. .

ص: 423

. .

ص: 424

. .

ص: 425

. .

ص: 426

. .

ص: 427

. .

ص: 428

. .

ص: 429

. .

ص: 430

. .

ص: 431

. .

ص: 432

. .

ص: 433

. .

ص: 434

. .

ص: 435

. .

ص: 436

. .

ص: 437

. .

ص: 438

. .

ص: 439

. .

ص: 440

. .

ص: 441

. .

ص: 442

. .

ص: 443

و كان ع يُترِّبُ الْكِتاب 1 و يقُولُ لا بأْس بِهِ و كان إِذا أراد أنْ يكْتُب تذكُّراتِ حوائِجِهِ كتب بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)* أذْكُرُ إِنْ شاء اللّهُ ثُمّ يكْتُبُ ما يُرِيدُ .

و قال ع إِذا ذكرْت الرّجُل و هُو حاضِرٌ فكنِّهِ و إِذا كان غائِباً فسمِّهِ.

و قال ع صدِيقُ كُلِّ اِمْرِئٍ عقْلُهُ و عدُوُّهُ جهْلُهُ.

و قال ع التّودُّدُ إِلى النّاسِ نِصْفُ الْعقْلِ.

و قال ع إِنّ اللّه يُبْغِضُ الْقِيل و الْقال و إِضاعة الْمالِ و كثْرة السُّؤالِ.

و قال ع لا يتِمُّ عقْلُ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ حتّى تكُون فِيهِ عشْرُ خِصالٍ الْخيْرُ مِنْهُ مأْمُولٌ و الشّرُّ مِنْهُ مأْمُونٌ يسْتكْثِرُ قلِيل الْخيْرِ مِنْ غيْرِهِ و يسْتقِلُّ كثِير الْخيْرِ مِنْ نفْسِهِ لا يسْأمُ مِنْ طلبِ الْحوائِجِ إِليْهِ و لا يملُّ مِنْ طلبِ الْعِلْمِ طُول دهْرِهِ الْفقْرُ فِي اللّهِ أحبُّ إِليْهِ مِن الْغِنى و الذُّلُّ فِي اللّهِ أحبُّ إِليْهِ مِن الْعِزِّ فِي عدُوِّهِ و الْخُمُولُ أشْهى إِليْهِ مِن الشُّهْرةِ ثُمّ قال ع الْعاشِرةُ و ما الْعاشِرةُ قِيل لهُ ما هِي قال ع لا يرى أحداً إِلاّ قال هُو خيْرٌ مِنِّي و أتْقى إِنّما النّاسُ رجُلانِ رجُلٌ خيْرٌ مِنْهُ و أتْقى و رجُلٌ شرٌّ مِنْهُ و أدْنى فإِذا لقِي الّذِي شرٌّ مِنْهُ و أدْنى قال لعلّ خيْر هذا باطِنٌ و هُو خيْرٌ لهُ و خيْرِي ظاهِرٌ و هُو شرٌّ لِي و إِذا رأى الّذِي هُو خيْرٌ مِنْهُ و أتْقى تواضع لهُ لِيلْحق بِهِ فإِذا فعل ذلِك فقدْ علا مجْدُهُ و طاب خيْرُهُ و حسُن ذِكْرُهُ و ساد أهْل زمانِهِ .

و سألهُ رجُلٌ عنْ قوْلِ اللّهِ- و منْ يتوكّلْ على اللّهِ فهُو حسْبُهُ (1)[7-13](65:3) فقال ع التّوكُّلُ درجاتٌ مِنْها أنْ تثِق بِهِ فِي أمْرِك كُلِّهِ فِيما فعل بِك فما فعل بِك كُنْت راضِياً و تعْلم أنّهُ لمْ يأْلُك خيْراً و نظراً3 و تعْلم أنّ الْحُكْم فِي ذلِك لهُ فتتوكّل عليْهِ بِتفْوِيضِ ذلِك إِليْهِ و مِنْ ذلِك الْإِيمانُ بِغُيُوبِ اللّهِ الّتِي لمْ يُحِطْ عِلْمُك بِها فوكلْت عِلْمها إِليْهِ و إِلى أُمنائِهِ عليْها و وثِقْت بِهِ فِيها و فِي غيْرِها .

.


1- ..أغمز فيه:عابه و صفّر من شأنه.

ص: 444

و سألهُ أحْمدُ بْنُ نجْمٍ (1) عنِ الْعُجْبِ الّذِي يُفْسِدُ الْعمل فقال ع الْعُجْبُ درجاتٌ مِنْها أنْ يُزيّن لِلْعبْدِ سُوءُ عملِهِ فيراهُ حسناً فيُعْجِبُهُ و يحْسبُ أنّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً و مِنْها أنْ يُؤْمِن الْعبْدُ بِربِّهِ فيمُنُّ على اللّهِ 2 و لِلّهِ الْمِنّةُ عليْهِ فِيهِ .

قال الْفضْلُ (2)قُلْتُ لِأبِي الْحسنِ الرِّضا ع يُونُسُ بْنُ عبْدِ الرّحْمنِ يزْعُمُ أنّ الْمعْرِفة إِنّما هِي اِكْتِسابٌ قال ع لا ما أصاب إِنّ اللّه يُعْطِي منْ يشاءُ فمِنْهُمْ منْ يجْعلُهُ مُسْتقرّاً فِيهِ و مِنْهُمْ منْ يجْعلُهُ مُسْتوْدعاً عِنْدهُ فأمّا الْمُسْتقرُّ فالّذِي لا يسْلُبُ اللّهُ ذلِك أبداً و أمّا الْمُسْتوْدعُ فالّذِي يُعْطاهُ الرّجُلُ ثُمّ يُسْلبُهُ إِيّاهُ .

و قال صفْوانُ بْنُ يحْيى (3)سألْتُ الرِّضا ع عنِ الْمعْرِفةِ هلْ لِلْعِبادِ فِيها صُنْعٌ-قال ع لا قُلْتُ لهُمْ فِيها أجْرٌ قال ع نعمْ تطوّل عليْهِمْ بِالْمعْرِفةِ و تطوّل عليْهِمْ بِالصّوابِ (4) .

و قال الْفُضيْلُ بْنُ يسارٍ(5)سألْتُ الرِّضا ع عنْ أفاعِيلِ الْعِبادِ مخْلُوقةٌ هِي أمْ غيْرُ مخْلُوقةٍ قال ع هِي و اللّهِ مخْلُوقةٌ أراد خلْق تقْدِيرٍ لا خلْق تكْوِينٍ ثُمّ قال ع إِنّ الْإِيمان أفْضلُ مِن الْإِسْلامِ بِدرجةٍ و التّقْوى أفْضلُ مِن الْإِيمانِ بِدرجةٍ و لمْ يُعْط بنُو آدم أفْضل مِن الْيقِينِ .

و سُئِل عنْ خِيارِ الْعِبادِ فقال ع الّذِين إِذا أحْسنُوا اِسْتبْشرُوا و إِذا أساءُوا اِسْتغْفرُوا و إِذا أُعْطُوا شكرُوا و إِذا اُبْتُلُوا صبرُوا و إِذا غضِبُوا عفوْا .

و سُئِل ع عنْ حدِّ التّوكُّلِ فقال ع أنْ لا تخاف أحداً إِلاّ اللّه .

و قال ع مِن السُّنّةِ إِطْعامُ الطّعامِ عِنْد التّزْوِيجِ.

و قال ع الْإِيمانُ أرْبعةُ أرْكانٍ التّوكُّلُ على اللّهِ و الرِّضا بِقضاءِ اللّهِ و التّسْلِيمُ لِأمْرِ اللّهِ و التّفْوِيضُ إِلى اللّهِ قال الْعبْدُ الصّالِحُ

(6)- و أُفوِّضُ أمْرِي إِلى اللّهِ [5-9](40:44) - فوقاهُ اللّهُ سيِّئاتِ ما مكرُوا[1-5](40:45)

و قال ع صِلْ رحِمك و لوْ بِشرْبةٍ مِنْ ماءٍ و أفْضلُ ما تُوصلُ بِهِ الرّحِمُ كفُّ الْأذى عنْها و قال فِي كِتابِ اللّهِ لا تُبْطِلُوا صدقاتِكُمْ بِالْمنِّ و الْأذى (7)[5-10](2:264)

و قال ع إِنّ مِنْ علاماتِ الْفِقْهِ الْحِلْم و الْعِلْم و الصّمْتُ بابٌ مِنْ أبْوابِ الْحِكْمةِ إِنّ الصّمْت يكْسِبُ الْمحبّة إِنّهُ دلِيلٌ على كُلِّ خيْرٍ(8).

و قال ع إِنّ الّذِي يطْلُبُ مِنْ فضْلٍ يكُفُّ بِهِ عِيالهُ أعْظمُ أجْراً مِن الْمُجاهِدِ فِي سبِيلِ اللّهِ.

.


1- ..اضطلع بهذا الامر:قوى و قدر عليه فكأنّه قوى عليه ضلوعه بحمله.
2- ..سورة البقرة آية 247.و زادا بقية الآية[ و اللّهُ واسِعٌ علِيمٌ [47-50](2:247) ].
3- ..سورة البقرة آية 255.و من رقم(4)إلى(5)ليست فيهما.
4- ..سورة النساء آية 113.و فيها «و أنْزل اللّهُ عليْك الْكِتاب...[24-28](4:113) الخ».
5- ..سورة النساء آية 55،57.
6- ..في الكافي و العيون [و ألهمه العلم إلهاما].
7- ..في الكافي و العيون [و لا يحير فيه عن الصواب فهو معصوم،مؤيد،موفق ].
8- .زاد في الكافي و العيون [و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم ].

ص: 445

. .

ص: 446

و قِيل لهُ كيْف أصْبحْت فقال ع أصْبحْتُ بِأجلٍ منْقُوصٍ و عملٍ محْفُوظٍ و الْموْتُ فِي رِقابِنا و النّارُ مِنْ ورائِنا و لا ندْرِي ما يُفْعلُ بِنا .

و قال ع خمْسٌ منْ لمْ تكُنْ فِيهِ فلا ترْجُوهُ لِشيْ ءٍ مِن الدُّنْيا و الْآخِرةِ منْ لمْ تعْرِفِ الْوثاقة فِي أرُومتِهِ و الْكرم فِي طِباعِهِ و الرّصانة فِي خُلُقِهِ 1 و النُّبْل فِي نفْسِهِ و الْمخافة لِربِّهِ.

و قال ع ما اِلْتقتْ فِئتانِ قطُّ إِلاّ نُصِر أعْظمُهُما عفْواً.

و قال ع السّخِيُّ يأْكُلُ مِنْ طعامِ النّاسِ لِيأْكُلُوا مِنْ طعامِهِ و الْبخِيلُ لا يأْكُلُ مِنْ طعامِ النّاسِ لِئلاّ يأْكُلُوا مِنْ طعامِهِ.

8,14-و قال ع إِنّا أهْلُ بيْتٍ نرى وعْدنا عليْنا ديْناً كما صنع رسُولُ اللّهِ ص (1) .

و قال ع يأْتِي على النّاسِ زمانٌ تكُونُ الْعافِيةُ فِيهِ عشرة أجْزاءٍ تِسْعةٌ مِنْها فِي اِعْتِزالِ النّاسِ و واحِدٌ فِي الصّمْتِ.

و قال لهُ مُعمّرُ بْنُ خلاّدٍ(2) عجّل اللّهُ فرجك فقال ع يا مُعمّرُ ذاك فرجُكُمْ أنْتُمْ فأمّا أنا فو اللّهِ ما هُو إِلاّ مِزْودٌ فِيهِ كفُّ سوِيقٍ مخْتُومٌ بِخاتمٍ .

و قال ع عوْنُك لِلضّعِيفِ مِنْ أفْضلِ الصّدقةِ.

و قال ع لا يسْتكْمِلُ عبْدٌ حقِيقة الْإِيمانِ حتّى تكُون فِيهِ خِصالٌ ثلاثٌ التّفقُّهُ فِي الدِّينِ و حُسْنُ التّقْدِيرِ فِي الْمعِيشةِ و الصّبْرُ على الرّزايا.

و قال ع لِأبِي هاشِمٍ داوُد بْنِ الْقاسِمِ الْجعْفرِيِ (3) يا داوُدُ إِنّ لنا عليْكُمْ حقّاً بِرسُولِ اللّهِ ص و إِنّ لكُمْ عليْنا حقّاً فمنْ عرف حقّنا وجب حقُّهُ و منْ لمْ يعْرِفْ حقّنا فلا حقّ لهُ.

و حضر ع يوْماً مجْلِس الْمأْمُونِ و ذُو الرِّئاستيْنِ حاضِرٌ فتذاكرُوا اللّيْل و النّهار و أيُّهُما خُلِق قبْل صاحِبِهِ فسأل ذُو الرِّئاستيْنِ الرِّضا ع عنْ ذلِك فقال ع لهُ تُحِبُّ أنْ أُعْطِيك الْجواب مِنْ كِتابِ اللّهِ أمْ حِسابِك فقال أُرِيدُهُ أوّلاً مِن الْحِسابِ فقال ع أ ليْس تقُولُون إِنّ طالِع الدُّنْياالسّرطانُ و إِنّ الْكواكِب كانتْ فِي أشْرافِها قال نعمْ قال فزُحلُ فِي الْمِيزانِ والْمُشْترِي فِي السّرطانِ والْمِرِّيخُ فِي الْجدْيِ والزُّهرةُفِي الْحُوتِ و الْقمرُ فِي الثّوْرِو الشّمْسُ فِي وسطِ السّماءِ فِي الْحملِ و هذا لا يكُونُ إِلاّ نهاراً قال نعمْ قال فمِنْ كِتابِ اللّهِ قال ع قوْلُهُ لا الشّمْسُ ينْبغِي لها أنْ تُدْرِك الْقمر و لا اللّيْلُ سابِقُ النّهارِ[1-12](36:40) أيْ إِنّ النّهار سبقهُ (4) .

.


1- ..الاحفاء:القصّ.و الطروقة:الجماع.و في بعض النسخ [و إخفاء السرّ].
2- ..أي يجعل عليه التراب ليجفّه.ترب و أترب الشي ء:جعل عليه التراب.
3- ..سورة الطلاق آية 3.
4- ..ألا في الامر:قصر و أبطأ و ترك الجهد و منه يقال:«لم يأل جهدا».

ص: 447

. .

ص: 448

قال علِيُّ بْنُ شُعيْبٍ 1دخلْتُ على أبِي الْحسنِ الرِّضا ع فقال لِي ياعلِيُ منْ أحْسنُ النّاسِ معاشاً قُلْتُ أنْت يا سيِّدِي أعْلمُ بِهِ مِنِّي فقال ع ياعلِيُ منْ حسّن معاش غيْرِهِ فِي معاشِهِ ياعلِيُ منْ أسْوأُ النّاسِ معاشاً قُلْتُ أنْت أعْلمُ قال منْ لمْ يُعِشْ غيْرهُ فِي معاشِهِ ياعلِيُ أحْسِنُوا جِوار النِّعمِ فإِنّها وحْشِيّةٌ ما نأتْ عنْ قوْمٍ فعادتْ إِليْهِمْ (1) ياعلِيُ إِنّ شرّ النّاسِ منْ منع رِفْدهُ و أكل وحْدهُ و جلد عبْدهُ .

و قال لهُ ع رجُلٌ فِي يوْمِ الْفِطْرِ إِنِّي أفْطرْتُ الْيوْم على تمْرٍ و طِينِ الْقبْرِ فقال ع جمعْت السُّنّة و الْبركة .

و قال ع لِأبِي هاشِمٍ الْجعْفرِيِ يا أبا هاشِمٍ الْعقْلُ حِباءٌ مِن اللّهِ و الْأدبُ كُلْفةٌ فمنْ تكلّف الْأدب قدر عليْهِ و منْ تكلّف الْعقْل لمْ يزْددْ بِذلِك إِلاّ جهْلاً3.

و قال أحْمدُ بْنُ عُمروالْحُسيْنُ بْنُ يزِيد4دخلْنا على الرِّضا ع فقُلْنا إِنّا كُنّا فِي سعةٍ مِن الرِّزْقِ و غضارةٍ مِن الْعيْشِ فتغيّرتِ الْحالُ بعْض التّغيُّرِ فادْعُ اللّه أنْ يرُدّ ذلِك إِليْنا فقال ع أيّ شيْ ءٍ تُرِيدُون تكُونُون مُلُوكاً أ يسُرُّكُمْ أنْ تكُونُوا مِثْل طاهِرٍ و هرْثمة(2) و إِنّكُمْ على خِلافِ ما أنْتُمْ عليْهِ فقُلْتُ لا و اللّهِ ما سرّنِي أنّ لِي الدُّنْيا بِما فِيها ذهباً و فِضّةً و إِنِّي على خِلافِ ما أنا عليْهِ فقال ع إِنّ اللّه يقُولُ اِعْملُوا آل داوُد

شُكْراً و قلِيلٌ مِنْ عِبادِي الشّكُورُ6[15-23](34:13) أحْسِنِ الظّنّ بِاللّهِ فإِنّ منْ حسُن ظنُّهُ بِاللّهِ كان اللّهُ عِنْد ظنِّهِ (3) و منْ رضِي بِالْقلِيلِ مِن الرِّزْقِ قُبِل مِنْهُ الْيسِيرُ مِن الْعملِ و منْ رضِي بِالْيسِيرِ مِن الْحلالِ خفّتْ مئُونتُهُ و نُعِّم أهْلُهُ و بصّرهُ اللّهُ داء الدُّنْيا و دواءها و أخْرجهُ مِنْها سالِماً إِلى دارِ السّلامِ .

.


1- ..و في بعض النسخ [فيمتن ].
2- ..كذا.و تطول عليه:امتن عليه.و الصحيح«الثواب»و السهو من قلم النسّاخ.
3- ..أراد عليه السلام بالعبد الصالح مؤمن آل فرعون و الآية في سورة غافر آية 44.

ص: 449

. .

ص: 450

و قال لهُ اِبْنُ السِّكِّيتِ (1) ما الْحُجّةُ على الْخلْقِ الْيوْم فقال ع الْعقْلُ يعْرِفُ بِهِ الصّادِق على اللّهِ فيُصدِّقُهُ و الْكاذِب على اللّهِ فيُكذِّبُهُ فقال اِبْنُ السِّكِّيتِ هذا و اللّهِ هُو الْجوابُ .

و قال ع لا يُقبِّلِ الرّجُلُ يد الرّجُلِ فإِنّ قُبْلة يدِهِ كالصّلاةِ لهُ (2).

و قال ع قُبْلةُ الْأُمِّ على الْفمِ و قُبْلةُ الْأُخْتِ على الْخدِّ و قُبْلةُ الْإِمامِ بيْن عيْنيْهِ.

و قال ع ليْس لِبخِيلٍ راحةٌ و لا لِحسُودٍ لذّةٌ و لا لِملُولٍ وفاءٌ و لا لِكذُوبٍ مُرُوّةٌ.

.


1- ..سورة البقرة آية 266.
2- ..و في بعض النسخ [على كل حق ].

ص: 451

و روي عن الإمام الناصح الهادي أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعاني

جوابه ع في محرم قتل صيدا

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام الناصح الهادي أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعانيجوابه ع في محرم قتل صيدا9,14,2,3,1-لمّا عزم الْمأْمُونُ على أنْ يُزوِّج اِبْنتهُ أُمّ الْفضْلِ أبا جعْفرٍ مُحمّد بْن علِيٍّ الرِّضا ع 1اِجْتمع إِليْهِ أهْلُ بيْتِهِ الْأدْنوْن مِنْهُ فقالُوا لهُ يا أمِير الْمُؤْمِنِين ناشدْناك أنْ تُخْرِج عنّا أمْراً قدْ ملِكْناهُ و تنْزِع عنّا عِزّاً قدْ لبِسْناهُ و تعْلمُ الْأمْر الّذِي بيْننا و بيْن آلِ علِيٍ قدِيماً و حدِيثاً فقال الْمأْمُونُ أمْسِكُوا و اللّهِ لا قبِلْتُ مِنْ واحِدٍ مِنْكُمْ فِي أمْرِهِ فقالُوا يا أمِير الْمُؤْمِنِين أ تُزوِّجُ اِبْنتك و قُرّة عيْنِك صبِيّاً لمْ يتفقّهْ فِي دِينِ اللّهِ و لا يعْرِفُ حلالهُ مِنْ حرامِهِ و لا فرْضاً مِنْ سُنّةٍ و لِأبِي جعْفرٍ ع إِذْ ذاك تِسْعُ سِنِين 2 فلوْ صبرْت لهُ حتّى يتأدّب و يقْرأ الْقُرْآن و يعْرِف الْحلال مِن الْحرامِ فقال الْمأْمُونُ إِنّهُ لأفْقهُ مِنْكُمْ و أعْلمُ بِاللّهِ و رسُولِهِ و سُنّتِهِ و أحْكامِهِ و أقْرأُ لِكِتابِ اللّهِ مِنْكُمْ و أعْلمُ بِمُحْكمِهِ و مُتشابِهِهِ و ناسِخِهِ و منْسُوخِهِ و ظاهِرِهِ و باطِنِهِ و خاصِّهِ و عامِّهِ و تنْزِيلِهِ و تأْوِيلِهِ مِنْكُمْ فاسْألُوهُ فإِنْ كان الْأمْرُ كما وصفْتُمْ قبِلْتُ مِنْكُمْ و إِنْ كان الْأمْرُ على ما وصفْتُ علِمْتُ أنّ الرّجُل خلفٌ مِنْكُمْ (1) فخرجُوا مِنْ عِنْدِهِ و بعثُوا إِلى يحْيى بْنِ أكْثم 4 و هُو يوْمئِذٍقاضِي الْقُضاةِ فجعلُوا حاجتهُمْ إِليْهِ و أطْمعُوهُ فِي هدايا على أنْ يحْتال على أبِي جعْفرٍ ع بِمسْألةٍ فِي الْفِقْهِ لا يدْرِي ما الْجوابُ فِيها فلمّا حضرُوا و حضر أبُو جعْفرٍ ع قالُوا يا أمِير الْمُؤْمِنِين هذا الْقاضِي إِنْ أذِنْت لهُ أنْ يسْأل فقال الْمأْمُونُ يا يحْيى سلْ أبا جعْفرٍ عنْ مسْألةٍ فِي الْفِقْهِ لِتنْظُر كيْف فِقْهُهُ فقال يحْيى يا أبا جعْفرٍ أصْلحك اللّهُ ما تقُولُ فِي مُحْرِمٍ قتل صيْداً فقال أبُو جعْفرٍ ع قتلهُ فِي حِلٍّ أمْ حرمٍ عالِماً أوْ جاهِلاً عمْداً أوْ خطأً عبْداً أوْ حُرّاً صغِيراً أوْ كبِيراً مُبْدِئاً أوْ مُعِيداً مِنْ ذواتِ الطّيْرِ أوْ غيْرِهِ مِنْ صِغارِ الطّيْرِ أوْ كِبارِهِ مُصِرّاً أوْ نادِماً بِاللّيْلِ فِي أوْكارِها أوْ بِالنّهارِ و عِياناً مُحْرِماً لِلْحجِّ أوْ لِلْعُمْرةِ قال فانْقطع يحْيى اِنْقِطاعاً لمْ يخْف على أحدٍ مِنْ أهْلِ الْمجْلِسِ اِنْقِطاعُهُ و تحيّر النّاسُ عجباً مِنْ جوابِ أبِي جعْفرٍ ع فقال الْمأْمُونُ أخْطُبُ أبا جعْفرٍ فقال ع نعمْ يا أمِير الْمُؤْمِنِين فقال الْحمْدُ لِلّهِ إِقْراراً بِنِعْمتِهِ و لا إِله إِلاّ اللّهُ إِجْلالاً لِعظمتِهِ و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ و آلِهِ عِنْد ذِكْرِهِ أمّا بعْدُ فقدْ كان مِنْ قضاءِ اللّهِ على الْأنامِ أنْ أغْناهُمْ بِالْحلالِ عنِ الْحرامِ فقال جلّ و عزّ و أنْكِحُوا الْأيامى مِنْكُمْ و الصّالِحِين مِنْ عِبادِكُمْ و إِمائِكُمْ إِنْ يكُونُوا فُقراء يُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فضْلِهِ و اللّهُ واسِعٌ علِيمٌ 5[1-21](24:32) ثُمّ إِن مُحمّد بْن علِيٍ خطب أُمّ الْفضْلِ اِبْنة عبْدِ اللّهِ و قدْ بذل لها مِن الصّداقِ خمْسمِائةِ دِرْهمٍ فقدْ زوّجْتُهُ فهلْ قبِلْت يا أبا جعْفرٍ فقال ع قدْ قبِلْتُ هذا التّزْوِيج بِهذا الصّداقِ فأوْلم الْمأْمُونُ 6 و أجاز النّاس على مراتِبِهِمْ أهْل الْخاصّةِ و أهْل الْعامّةِ و الْأشْراف و الْعُمّال و أوْصل إِلى كُلِّ طبقةٍ بِرّاً على ما يسْتحِقُّهُ فلمّا تفرّق أكْثرُ النّاسِ قال الْمأْمُونُ يا أبا جعْفرٍ إِنْ رأيْت أنْ تُعرِّفنا ما يجِبُ على كُلِّ صِنْفٍ مِنْ هذِهِ الْأصْنافِ فِي قتْلِ الصّيْدِ فقال ع إِنّ الْمُحْرِم إِذا قتل صيْداً فِي الْحِلِ و كان الصّيْدُ مِنْ ذواتِ الطّيْرِ مِنْ كِبارِها فعليْهِ شاةٌ فإِنْ أصابهُ فِي الْحرمِ فعليْهِ الْجزاءُ مُضاعفاً و إِنْ قتل فرْخاً فِي الْحِلِ فعليْهِ حملٌ قدْ فُطِم فليْستْ عليْهِ الْقِيمةُ لِأنّهُ ليْس فِي الْحرمِ و إِذا قتلهُ فِي الْحرمِ فعليْهِ الْحملُ و قِيمةُ الْفرْخِ 7 و إِنْ كان مِن الْوحْشِ فعليْهِ فِي حِمارِ الْوحْشِ بقرةٌ و إِنْ كان نعامةً فعليْهِ بدنةٌ8 فإِنْ لمْ يقْدِرْ فإِطْعامُ سِتِّين مِسْكِيناً فإِنْ لمْ يقْدِرْ فلْيصُمْ ثمانِية عشر يوْماً و إِنْ كان بقرةً فعليْهِ بقرةٌ فإِنْ لمْ يقْدِرْ فلْيُطْعِمْ ثلاثِين مِسْكِيناً فإِنْ لمْ يقْدِرْ فلْيصُمْ تِسْعة أيّامٍ و إِنْ كان ظبْياً فعليْهِ شاةٌ فإِنْ لمْ يقْدِرْ فلْيُطْعِمْ عشرة مساكِين فإِنْ لمْ يجِدْ فلْيصُمْ ثلاثة أيّامٍ و إِنْ أصابهُ فِي الْحرمِ فعليْهِ الْجزاءُ مُضاعفاً- هدْياً بالِغ الْكعْبةِ [27-29](5:95) حقّاً واجِباً أنْ ينْحرهُ إِنْ كان فِي حجٍ بِمِنًى حيْثُ ينْحرُ النّاسُ و إِنْ كان فِي عُمْرةٍ ينْحرُهُ بِمكّة فِي فِناءِ الْكعْبةِ و يتصدّقُ بِمِثْلِ ثمنِهِ حتّى يكُون مُضاعفاً و كذلِك إِذا أصاب أرْنباً أوْ ثعْلباً فعليْهِ شاةٌ و يتصدّقُ بِمِثْلِ ثمنِ شاةٍ و إِنْ قتل حماماً مِنْ حمامِ الْحرمِ فعليْهِ دِرْهمٌ يتصدّقُ بِهِ و دِرْهمٌ 9 يشْترِي بِهِ علفاً لِحمامِ الْحرمِ و فِي الْفرْخِ نِصْفُ دِرْهمٍ و فِي الْبيْضةِ رُبُعُ دِرْهمٍ و كُلُّ ما أتى بِهِ الْمُحْرِمُ بِجهالةٍ أوْ خطإٍ فلا شيْ ء عليْهِ إِلاّ الصّيْد فإِنّ عليْهِ فِيهِ الْفِداء بِجهالةٍ كان أمْ بِعِلْمٍ بِخطإٍ كان أمْ بِعمْدٍ و كُلُّ ما أتى بِهِ الْعبْدُ فكفّارتُهُ على صاحِبِهِ مِثْل ما يلْزمُ صاحِبهُ و كُلُّ ما أتى بِهِ الصّغِيرُ الّذِي ليْس بِبالِغٍ فلا شيْ ء عليْهِ فإِنْ عاد فهُو مِمّنْ ينْتقِمُ اللّهُ مِنْهُ و إِنْ دلّ على الصّيْدِ و هُو مُحْرِمٌ و قُتِل الصّيْدُ فعليْهِ فِيهِ الْفِداءُ و الْمُصِرُّ عليْهِ يلْزمُهُ بعْد الْفِداءِ الْعُقُوبةُ فِي الْآخِرةِ و النّادِمُ لا شيْ ء عليْهِ بعْد الْفِداءِ فِي الْآخِرةِ و إِنْ أصابهُ ليْلاً أوْكارها10 خطأً فلا شيْ ء عليْهِ إِلاّ أنْ يتصيّد فإِنْ تصيّد بِليْلٍ أوْ نهارٍ فعليْهِ فِيهِ الْفِداءُ و الْمُحْرِمُ لِلْحجِّ ينْحرُ الْفِداء بِمكّة قال فأمر أنْ يُكْتب ذلِك عنْ أبِي جعْفرٍ ع ثُمّ اِلْتفت إِلى أهْلِ بيْتِهِ الّذِين أنْكرُوا تزْوِيجهُ فقال هلْ فِيكُمْ منْ يُجِيبُ بِهذا الْجوابِ قالُوا لا و اللّهِ و لا الْقاضِي فقالُوا يا أمِير الْمُؤْمِنِين كُنْت أعْلم بِهِ مِنّا فقال ويْحكُمْ أ ما علِمْتُمْ أنّ أهْل هذا الْبيْتِ ليْسُوا خلْقاً مِنْ هذا الْخلْقِ أ ما علِمْتُمْ أن رسُول اللّهِ ص بايع الْحسن و الْحُسيْن ع و هُما صبِيّانِ و لمْ يُبايِعْ غيْرهُما طِفْليْنِ أ و لمْ تعْلمُوا أنّ أباهُمْ علِيّاً ع آمن بِرسُولِ اللّهِ ص و هُو اِبْنُ تِسْعِ سِنِين فقبِل اللّهُ و رسُولُهُ إِيمانهُ و لمْ يقْبلْ مِنْ طِفْلٍ غيْرِهِ و لا دعا رسُولُ اللّهِ ص طِفْلاً غيْرهُ أ و لمْ تعْلمُوا أنّها ذُرِّيّةٌ بعْضُها مِنْ بعْضٍ [2-4](3:34) يجْرِي لآِخِرِهِمْ ما يجْرِي لِأوّلِهِمْ .

.


1- ..هو أبو خلاّد معمر بن خلاّد بن أبي خلاّد بغداديّ ثقة من أصحاب الرضا عليه السلام و له كتب.

ص: 452

. .

ص: 453

. .

ص: 454

مسألة غريبة

مسألة غريبة9,14-قال الْمأْمُونُ لِيحْيى بْنِ أكْثم 1 اِطْرحْ على أبِي جعْفرٍ مُحمّدِ بْنِ الرِّضا ع مسْألةً تقْطعُهُ فِيها فقال يا أبا جعْفرٍ ما تقُولُ فِي رجُلٍ نكح اِمْرأةً على زِنًا أ يحِلُّ أنْ يتزوّجها فقال ع يدعُها حتّى يسْتبْرِئها مِنْ نُطْفتِهِ و نُطْفةِ غيْرِهِ إِذْ لا يُؤْمنُ مِنْها أنْ تكُون قدْ أحْدثتْ مع غيْرِهِ حدثاً كما أحْدثتْ معهُ ثُمّ يتزوّجُ بِها إِنْ أراد فإِنّما مثلُها مثلُ نخْلةٍ أكل رجُلٌ مِنْها حراماً ثُمّ اِشْتراها فأكل مِنْها حلالاً فانْقطع يحْيى فقال لهُ أبُو جعْفرٍ ع يا أبا مُحمّدٍ ما تقُولُ فِي رجُلٍ حرُمتْ عليْهِ اِمْرأةٌ بِالْغداةِ و حلّتْ لهُ اِرْتِفاع النّهارِ و حرُمتْ عليْهِ نِصْف النّهارِ ثُمّ حلّتْ لهُ الظُّهْر ثُمّ حرُمتْ عليْهِ الْعصْر ثُمّ حلّتْ لهُ الْمغْرِب ثُمّ حرُمتْ عليْهِ نِصْف اللّيْلِ ثُمّ حلّتْ لهُ الْفجْر ثُمّ حرُمتْ عليْهِ اِرْتِفاع النّهارِ ثُمّ حلّتْ لهُ نِصْف النّهارِ فبقِي يحْيى و الْفُقهاءُ بُلْساً خُرْساً(1) فقال الْمأْمُونُ يا أبا جعْفرٍ أعزّك اللّهُ بيِّنْ لنا هذا قال ع هذا رجُلٌ نظر إِلى ممْلُوكةٍ لا تحِلُّ لهُ اِشْتراها فحلّتْ لهُ ثُمّ أعْتقها فحرُمتْ عليْهِ ثُمّ تزوّجها فحلّتْ لهُ فظاهر مِنْها فحرُمتْ عليْهِ فكفّر الظِّهار فحلّتْ لهُ ثُمّ طلّقها تطْلِيقةً فحرُمتْ عليْهِ ثُمّ راجعها فحلّتْ لهُ فارْتدّ عنِ الْإِسْلامِ فحرُمتْ عليْهِ فتاب و رجع إِلى الْإِسْلامِ فحلّتْ لهُ بِالنِّكاحِ الْأوّلِ كما أقرّ رسُولُ اللّهِ ص نِكاح زيْنب مع أبِي الْعاصِ بْنِ الرّبِيعِ حيْثُ أسْلم على النِّكاحِ الْأوّلِ 3 .

.


1- ..سورة سبأ آية 12.

ص: 455

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال لهُ 1 رجُلٌ أوْصِنِي قال ع و تقْبلُ قال نعمْ قال توسّدِ الصّبْر و اِعْتنِقِ الْفقْر و اِرْفضِ الشّهواتِ و خالِفِ الْهوى و اِعْلمْ أنّك لنْ تخْلُو مِنْ عيْنِ اللّهِ فانْظُرْ كيْف تكُونُ .

و قال ع أوْحى اللّهُ إِلى بعْضِ الْأنْبِياءِ أمّا زُهْدُك فِي الدُّنْيا فتُعجِّلُك الرّاحةُ-و أمّا اِنْقِطاعُك إِليّ فيُعزِّزُك بِي و لكِنْ هلْ عاديْت لِي عدُوّاً و واليْت لِي ولِيّاً.

-و رُوِي أنّهُ حُمِل لهُ حِمْلُ بزٍّ2 لهُ قِيمةٌ كثِيرةٌ فسُلّ فِي الطّرِيقِ فكتب إِليْهِ الّذِي حملهُ يُعرِّفُهُ الْخبر فوقّع بِخطِّهِ إِنّ أنْفُسنا و أمْوالنا مِنْ مواهِبِ اللّهِ الْهنِيئةِ و عوارِيهِ الْمُسْتوْدعةِ يُمتِّعُ بِما متّع مِنْها فِي سُرُورٍ و غِبْطةٍ و يأْخُذُ ما أخذ مِنْها فِي أجْرٍ و حِسْبةٍ3 فمنْ غلب جزعُهُ على صبْرِهِ حبِط أجْرُهُ و نعُوذُ بِاللّهِ مِنْ ذلِك .

و قال ع منْ شهِد أمْراً فكرِههُ كان كمنْ غاب عنْهُ و منْ غاب عنْ أمْرٍ فرضِيهُ كان كمنْ شهِدهُ.

و قال ع منْ أصْغى إِلى ناطِقٍ فقدْ عبدهُ فإِنْ كان النّاطِقُ عنِ اللّهِ فقدْ عبد اللّه و إِنْ كان النّاطِقُ ينْطِقُ عنْ لِسانِ {Cإِبْلِيس C}فقدْ عبد{Cإِبْلِيس C}.

و قال داوُدُ بْنُ الْقاسِمِ (1)سألْتُهُ عنِ الصّمدِ فقال ع الّذِي لا سُرّة لهُ (2) قُلْتُ فإِنّهُمْ يقُولُون إِنّهُ الّذِي لا جوْف لهُ فقال ع كُلُّ ذِي جوْفٍ لهُ سُرّةٌ .

فقال لهُ أبُو هاشِمٍ الْجعْفرِيُ فِي يوْمٍ تزوّج أُمّ الْفضْلِ اِبْنة الْمأْمُونِ يا موْلاي لقدْ عظُمتْ عليْنا بركةُ هذا الْيوْمِ فقال ع يا أبا هاشِمٍ عظُمتْ بركاتُ اللّهِ عليْنا فِيهِ قُلْتُ نعمْ يا موْلاي فما أقُولُ فِي الْيوْمِ فقال قُلْ فِيهِ خيْراً فإِنّهُ يُصِيبُك قُلْتُ يا موْلاي أفْعلُ هذا و لا أُخالِفُهُ قال ع إِذاً تُرْشدُ و لا ترى إِلاّ خيْراً .

-و كتب إِلى بعْضِ أوْلِيائِهِ أمّا هذِهِ الدُّنْيا فإِنّا فِيها مُغْترِفُون و لكِنْ منْ كان هواهُ هوى صاحِبِهِ و دان بِدِينِهِ فهُو معهُ حيْثُ كان 6 و الْآخِرةُ هِي دارُ الْقرارِ .

و قال ع تأْخِيرُ التّوْبةِ اِغْتِرارٌ و طُولُ التّسْوِيفِ حيْرةٌ و الاِعْتِلالُ على اللّهِ هلكةٌ(3) و الْإِصْرارُ على الذّنْبِ أمْنٌ لِمكْرِ اللّهِ- فلا يأْمنُ مكْر اللّهِ إِلاّ الْقوْمُ الْخاسِرُون (4)[5-11](7:99)

.


1- ..في التفسير[عشر سنين أو إحدى عشرة سنة]و في الإرشاد[سبع سنين ].
2- ..أي قائم مقامكم و بدل منكم.الخلف-بالتحريك-:البدل و العوض.
3- ..سورة النور آية 32.
4- ..«أولم»من الوليمة.

ص: 456

. .

ص: 457

و رُوِي أنّ جمّالاً حملهُ مِن الْمدِينةِ إِلى الْكُوفةِ (1)فكلّمهُ فِي صِلتِهِ و قدْ كان أبُو جعْفرٍ ع وصلهُ بِأرْبعِمِائةِ دِينارٍ فقال ع سُبْحان اللّهِ أ ما علِمْت أنّهُ لا ينْقطِعُ الْمزِيدُ مِن اللّهِ حتّى ينْقطِع الشُّكْرُ مِن الْعِبادِ .

و قال ع كانتْ مُبايعةُ رسُولِ اللّهِ ص النِّساء أنْ يغْمِس يدهُ فِي إِناءٍ فِيهِ ماءٌ ثُمّ يُخْرِجُها و تغْمِسُ النِّساءُ بِأيْدِيهِنّ فِي ذلِك الْإِناءِ بِالْإِقْرارِ و الْإِيمانِ بِاللّهِ و التّصْدِيقِ بِرسُولِهِ على ما أخذ عليْهِن .

و قال ع إِظْهارُ الشّيْ ءِ قبْل أنْ يُسْتحْكم مفْسدةٌ لهُ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ يحْتاجُ إِلى توْفِيقٍ مِن اللّهِ و واعِظٍ مِنْ نفْسِهِ و قبُولٍ مِمّنْ ينْصحُهُ.

.


1- ..في التفسير[فعليه الحمل و قيمته ].

ص: 458

و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد ع في طوال هذه المعاني

رسالته ع في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد ع في طوال هذه المعانيرسالته ع في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين10,14,1,6-مِنْ علِيِّ بْنِ مُحمّدٍ سلامٌ عليْكُمْ و على منِ اِتّبع الْهُدى [20-23](20:47) و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ فإِنّهُ ورد عليّ كِتابُكُمْ (1) و فهِمْتُ ما ذكرْتُمْ مِنِ اِخْتِلافِكُمْ فِي دِينِكُمْ و خوْضِكُمْ فِي الْقدرِ و مقالةِ منْ يقُولُ مِنْكُمْ بِالْجبْرِ و منْ يقُولُ بِالتّفْوِيضِ و تفرُّقِكُمْ فِي ذلِك و تقاطُعِكُمْ و ما ظهر مِن الْعداوةِ بيْنكُمْ ثُمّ سألْتُمُونِي عنْهُ و بيانِهِ لكُمْ و فهِمْتُ ذلِك كُلّهُ اِعْلمُوا رحِمكُمُ اللّهُ أنّا نظرْنا فِي الْآثارِ و كثْرةِ ما جاءتْ بِهِ الْأخْبارُ فوجدْناها عِنْد جمِيعِ منْ ينْتحِلُ الْإِسْلام مِمّنْ يعْقِلُ عنِ اللّهِ جلّ و عزّ لا تخْلُو مِنْ معْنييْنِ إِمّا حقٌّ فيُتّبعُ و إِمّا باطِلٌ فيُجْتنبُ و قدِ اِجْتمعتِ الْأُمّةُ قاطِبةً لا اِخْتِلاف بيْنهُمْ أن الْقُرْآن حقٌّ لا ريْب فِيهِ عِنْد جمِيعِ أهْلِ الْفِرقِ و فِي حالِ اِجْتِماعِهِمْ مُقِرُّون بِتصْدِيقِ الْكِتابِ و تحْقِيقِهِ مُصِيبُون مُهْتدُون و ذلِك بِقوْلِ رسُولِ اللّهِ ص لا تجْتمِعُ أُمّتِي على ضلالةٍ فأخْبر أنّ جمِيع ما اِجْتمعتْ عليْهِ الْأُمّةُ كُلُّها حقٌّ هذا إِذا لمْ يُخالِفْ بعْضُها بعْضاً و الْقُرْآنُ حقٌّ لا اِخْتِلاف بيْنهُمْ فِي تنْزِيلِهِ و تصْدِيقِهِ فإِذا شهِد الْقُرْآنُ بِتصْدِيقِ خبرٍ و تحْقِيقِهِ و أنْكر الْخبر طائِفةٌ مِن الْأُمّةِ لزِمهُمُ الْإِقْرارُ بِهِ ضرُورةً حِين اِجْتمعتْ فِي الْأصْلِ على تصْدِيقِ الْكِتابِ فإِنْ هِي جحدتْ و أنْكرتْ لزِمها الْخُرُوجُ مِن الْمِلّةِ فأوّلُ خبرٍ يُعْرفُ تحْقِيقُهُ مِن الْكِتابِ و تصْدِيقُهُ و اِلْتِماسُ شهادتِهِ عليْهِ خبرٌ ورد عنْ رسُولِ اللّهِ ص و وُجِد بِمُوافقةِ الْكِتابِ و تصْدِيقِهِ بِحيْثُ لا تُخالِفُهُ أقاوِيلُهُمْ حيْثُ قال إِنِّي مُخلِّفٌ فِيكُمُ الثّقليْنِ كِتاب اللّهِ و عِتْرتِي أهْل بيْتِي لنْ تضِلُّوا ما تمسّكْتُمْ بِهِما و إِنّهُما لنْ يفْترِقا حتّى يرِدا عليّ الْحوْض فلمّا وجدْنا شواهِد هذا الْحدِيثِ فِي كِتابِ اللّهِ نصّاً مِثْل قوْلِهِ جلّ و عزّ- إِنّما ولِيُّكُمُ اللّهُ و رسُولُهُ و الّذِين آمنُوا الّذِين يُقِيمُون الصّلاة و يُؤْتُون الزّكاة و هُمْ راكِعُون.`و منْ يتولّ اللّه و رسُولهُ و الّذِين آمنُوا فإِنّ حِزْب اللّهِ هُمُ الْغالِبُون (2)[1-31](5:55-56) و روتِ الْعامّةُ فِي ذلِك أخْباراً لِأمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع أنّهُ تصدّق بِخاتمِهِ و هُو راكِعٌ فشكر اللّهُ ذلِك لهُ و أنْزل الْآية فِيهِ فوجدْنا رسُول اللّهِ ص قدْ أتى بِقوْلِهِ منْ كُنْتُ موْلاهُ فعلِيٌ موْلاهُ و بِقوْلِهِ أنْت مِنِّي بِمنْزِلةِهارُون

مِنْ مُوسى

إِلاّ أنّهُ لا نبِيّ بعْدِي و وجدْناهُ يقُولُ علِيٌ يقْضِي ديْنِي و يُنْجِزُ موْعِدِي و هُو خلِيفتِي عليْكُمْ مِنْ بعْدِي فالْخبرُ الْأوّلُ الّذِي اُسْتُنْبِطتْ مِنْهُ هذِهِ الْأخْبارُ خبرٌ صحِيحٌ مُجْمعٌ عليْهِ لا اِخْتِلاف فِيهِ عِنْدهُمْ و هُو أيْضاً مُوافِقٌ لِلْكِتابِ فلمّا شهِد الْكِتابُ بِتصْدِيقِ الْخبرِ و هذِهِ الشّواهِدُ الْأُخرُ لزِم على الْأُمّةِ الْإِقْرارُ بِها ضرُورةً إِذْ كانتْ هذِهِ الْأخْبارُ شواهِدُها مِن الْقُرْآنِ ناطِقةٌ و وافقتِ الْقُرْآن و الْقُرْآنُ وافقها ثُمّ وردتْ حقائِقُ الْأخْبارِ مِنْ رسُولِ اللّهِ ص عنِ الصّادِقِين ع و نقلها قوْمٌ ثِقاتٌ معْرُوفُون فصار الاِقْتِداءُ بِهذِهِ الْأخْبارِ فرْضاً واجِباً على كُلِّ مُؤْمِنٍ و مُؤْمِنةٍ لا يتعدّاهُ إِلاّ أهْلُ الْعِنادِ و ذلِك أنّ أقاوِيل آلِ رسُولِ اللّهِ ص مُتّصِلةٌ بِقوْلِ اللّهِ و ذلِك مِثْلُ قوْلِهِ فِي مُحْكمِ كِتابِهِ - إِنّ الّذِين يُؤْذُون اللّه و رسُولهُ لعنهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا و الْآخِرةِ و أعدّ لهُمْ عذاباً مُهِيناً(3)[1-17](33:57) و وجدْنا نظِير هذِهِ الْآيةِ قوْل رسُولِ اللّهِ ص منْ آذى علِيّاً فقدْ آذانِي و منْ آذانِي فقدْ آذى اللّه و منْ آذى اللّه يُوشِكُ أنْ ينْتقِم مِنْهُ و كذلِك قوْلُهُ ص منْ أحب علِيّاً فقدْ أحبّنِي و منْ أحبّنِي فقدْ أحبّ اللّه و مِثْلُ قوْلِهِ ص فِي بنِي ولِيعة لأبْعثنّ إِليْهِمْ رجُلاً كنفْسِي يُحِبُّ اللّه و رسُولهُ و يُحِبُّهُ اللّهُ و رسُولُهُ قُمْ يا علِيُ فسِرْ إِليْهِمْ (4) و قوْلُهُ ص يوْم خيْبر لأبْعثنّ إِليْهِمْ غداً رجُلاً يُحِبُّ اللّه و رسُولهُ و يُحِبُّهُ اللّهُ و رسُولُهُ كرّاراً غيْر فرّارٍ لا يرْجِعُ حتّى يفْتح اللّهُ عليْهِ فقضى رسُولُ اللّهِ ص بِالْفتْحِ قبْل التّوْجِيهِ فاسْتشْرف لِكلامِهِ أصْحابُ رسُولِ اللّهِ ص فلمّا كان مِن الْغدِ دعا علِيّاً ع فبعثهُ إِليْهِمْ فاصْطفاهُ بِهذِهِ الْمنْقبةِ5 و سمّاهُ كرّاراً غيْر فرّارٍ فسمّاهُ اللّهُ مُحِبّاً لِلّهِ و لِرسُولِهِ فأخْبر أنّ اللّه و رسُولهُ يُحِبّانِهِ و إِنّما قدّمْنا هذا الشّرْح و الْبيان دلِيلاً على ما أردْنا و قُوّةً لِما نحْنُ مُبيِّنُوهُ مِنْ أمْرِ الْجبْرِ و التّفْوِيضِ و الْمنْزِلةِ بيْن الْمنْزِلتيْنِ و بِاللّهِ الْعوْنُ و الْقُوّةُ و عليْهِ نتوكّلُ فِي جمِيعِ أُمُورِنا فإِنّا نبْدأُ مِنْ ذلِك بِقوْلِ الصّادِقِ ع لا جبْر و لا تفْوِيض و لكِنْ منْزِلةٌ بيْن الْمنْزِلتيْنِ و هِي صِحّةُ الْخِلْقةِ و تخْلِيةُ السّرْبِ 6 و الْمُهْلةُ فِي الْوقْتِ و الزّادُ مِثْلُ الرّاحِلةِ و السّببُ الْمُهيِّجُ لِلْفاعِلِ على فِعْلِهِ فهذِهِ خمْسةُ أشْياء جمع بِهِ الصّادِقُ ع جوامِع الْفضْلِ فإِذا نقص الْعبْدُ مِنْها خلّةً كان الْعملُ عنْهُ مطْرُوحاً بِحسبِهِ فأخْبر الصّادِقُ ع بِأصْلِ ما يجِبُ على النّاسِ مِنْ طلبِ معْرِفتِهِ و نطق الْكِتابُ بِتصْدِيقِهِ فشهِد بِذلِك مُحْكماتُ آياتِ رسُولِهِ لِأن الرّسُول ص و آلهُ ع لا يعْدُون شيْئاً مِنْ قوْلِهِ و أقاوِيلُهُمْ حُدُودُ الْقُرْآنِ فإِذا وردتْ حقائِقُ الْأخْبارِ و اُلْتُمِستْ شواهِدُها مِن التّنْزِيلِ فوُجِد لها مُوافِقاً و عليْها دلِيلاً كان الاِقْتِداءُ بِها فرْضاً لا يتعدّاهُ إِلاّ أهْلُ الْعِنادِ كما ذكرْنا فِي أوّلِ الْكِتابِ و لمّا اِلْتمسْنا تحْقِيق ما قالهُ الصّادِقُ ع مِن الْمنْزِلةِ بيْن الْمنْزِلتيْنِ و إِنْكارِهِ الْجبْر و التّفْوِيض وجدْنا الْكِتاب قدْ شهِد لهُ و صدّق مقالتهُ فِي هذا و خبرٌ عنْهُ أيْضاً مُوافِقٌ لِهذا أن الصّادِق ع سُئِل هلْ أجْبر اللّهُ الْعِباد على الْمعاصِي فقال الصّادِقُ ع هُو أعْدلُ مِنْ ذلِك فقِيل لهُ فهلْ فوّض إِليْهِمْ فقال ع هُو أعزُّ و أقْهرُ لهُمْ مِنْ ذلِك و رُوِي عنْهُ أنّهُ قال النّاسُ فِي الْقدرِ على ثلاثةِ أوْجُهٍ رجُلٍ يزْعُمُ أنّ الْأمْر مُفوّضٌ إِليْهِ فقدْ وهّن اللّه فِي سُلْطانِهِ فهُو هالِكٌ و رجُلٍ يزْعُمُ أنّ اللّه جلّ و عزّ أجْبر الْعِباد على الْمعاصِي و كلّفهُمْ ما لا يُطِيقُون فقدْ ظلّم اللّه فِي حُكْمِهِ فهُو هالِكٌ و رجُلٍ يزْعُمُ أنّ اللّه كلّف الْعِباد ما يُطِيقُون و لمْ يُكلِّفْهُمْ ما لايُطِيقُون فإِذا أحْسن حمِد اللّه و إِذا أساء اِسْتغْفر اللّه فهذا مُسْلِمٌ بالِغٌ فأخْبر ع أنّ منْ تقلّد الْجبْر و التّفْوِيض و دان بِهِما فهُو على خِلافِ الْحقِّ فقدْ شرحْتُ الْجبْر الّذِي منْ دان بِهِ يلْزمُهُ الْخطأُ و أنّ الّذِي يتقلّدُ التّفْوِيض يلْزمُهُ الْباطِلُ فصارتِ الْمنْزِلةُ بيْن الْمنْزِلتيْنِ بيْنهُما ثُمّ قال ع و أضْرِبُ لِكُلِّ بابٍ مِنْ هذِهِ الْأبْوابِ مثلاً يُقرِّبُ الْمعْنى لِلطّالِبِ و يُسهِّلُ لهُ الْبحْث عنْ شرْحِهِ تشْهدُ بِهِ مُحْكماتُ آياتِ الْكِتابِ و تحقّق تصْدِيقُهُ عِنْد ذوِي الْألْبابِ و بِاللّهِ التّوْفِيقُ و الْعِصْمةُ فأمّا الْجبْرُ الّذِي يلْزمُ منْ دان بِهِ الْخطأُ فهُو قوْلُ منْ زعم أنّ اللّه جلّ و عزّ أجْبر الْعِباد على الْمعاصِي و عاقبهُمْ عليْها و منْ قال بِهذا الْقوْلِ فقدْ ظلّم اللّه فِي حُكْمِهِ و كذّبهُ و ردّ عليْهِ قوْلهُ و لا يظْلِمُ ربُّك أحداً7[29-33](18:49) و قوْلهُ ذلِك بِما قدّمتْ يداك و أنّ اللّه ليْس بِظلاّمٍ لِلْعبِيدِ(5)[1-10](22:10) و قوْلهُ إِنّ اللّه لا يظْلِمُ النّاس شيْئاً و لكِنّ النّاس أنْفُسهُمْ يظْلِمُون 9[1-11](10:44) مع آيٍ كثِيرةٍ فِي ذِكْرِ هذا فمنْ زعم أنّهُ مُجْبرٌ على الْمعاصِي فقدْ أحال بِذنْبِهِ على اللّهِ و قدْ ظلّمهُ فِي عُقُوبتِهِ و منْ ظلّم اللّه فقدْ كذّب كِتابهُ و منْ كذّب كِتابهُ فقدْ لزِمهُ الْكُفْرُ بِاجْتِماعِ الْأُمّةِ و مثلُ ذلِك مثلُ رجُلٍ ملك عبْداً ممْلُوكاً لا يمْلِكُ نفْسهُ و لا يمْلِكُ عرضاً مِنْ عرضِ الدُّنْيا و يعْلمُ موْلاهُ ذلِك مِنْهُ فأمرهُ على عِلْمٍ مِنْهُ بِالْمصِيرِ إِلى السُّوقِ لِحاجةٍ يأْتِيهِ بِها و لمْ يُملِّكْهُ ثمن ما يأْتِيهِ بِهِ مِنْ حاجتِهِ و علِم الْمالِكُ أنّ على الْحاجةِ رقِيباً لا يطْمعُ أحدٌ فِي أخْذِها مِنْهُ إِلاّ بِما يرْضى بِهِ مِن الثّمنِ و قدْ وصف مالِكُ هذا الْعبْدِ نفْسهُ بِالْعدْلِ و النّصفةِ و إِظْهارِ الْحِكْمةِ و نفْيِ الْجوْرِ و أوْعد عبْدهُ إِنْ لمْ يأْتِهِ بِحاجتِهِ أنْ يُعاقِبهُ على عِلْمٍ مِنْهُ بِالرّقِيبِ الّذِي على حاجتِهِ أنّهُ سيمْنعُهُ و علِم أنّ الْممْلُوك لا يمْلِكُ ثمنها و لمْ يُملِّكْهُ ذلِك فلمّا صار الْعبْدُ إِلى السُّوقِ و جاء لِيأْخُذ حاجتهُ الّتِي بعثهُ الْموْلى لها وجد عليْها مانِعاً يمْنعُ مِنْها إِلاّ بِشِراءٍ و ليْس يمْلِكُ الْعبْدُ ثمنها فانْصرف إِلى موْلاهُ خائِباً بِغيْرِ قضاءِ حاجتِهِ فاغْتاظ موْلاهُ مِنْ ذلِك و عاقبهُ عليْهِ أ ليْس يجِبُ فِي عدْلِهِ و حُكْمِهِ أنْ لا يُعاقِبهُ و هُو يعْلمُ أنّ عبْدهُ لا يمْلِكُ عرضاً مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيا و لمْ يُملِّكْهُ ثمن حاجتِهِ فإِنْ عاقبهُ عاقبهُ ظالِماً مُتعدِّياً عليْهِ مُبْطِلاً لِما وصف مِنْ عدْلِهِ و حِكْمتِهِ و نصفتِهِ و إِنْ لمْ يُعاقِبْهُ كذّب نفْسهُ فِي وعِيدِهِ إِيّاهُ حِين أوْعدهُ بِالْكذِبِ و الظُّلْمِ اللّذيْنِ ينْفِيانِ الْعدْل و الْحِكْمة تعالى عمّا يقُولُون عُلُوّاً كبِيراً فمنْ دان بِالْجبْرِ أوْ بِما يدْعُو إِلى الْجبْرِ فقدْ ظلّم اللّه و نسبهُ إِلى الْجوْرِ و الْعُدْوانِ إِذْ أوْجب على منْ أجْبرهُ الْعُقُوبة و منْ زعم أنّ اللّه أجْبر الْعِباد فقدْ أوْجب على قِياسِ قوْلِهِ إِنّ اللّه يدْفعُ عنْهُمُ الْعُقُوبة و منْ زعم أنّ اللّه يدْفعُ عنْ أهْلِ الْمعاصِي الْعذاب فقدْ كذّب اللّه فِي وعِيدِهِ حيْثُ يقُولُ- بلى منْ كسب سيِّئةً و أحاطتْ بِهِ خطِيئتُهُ فأُولئِك أصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُون (6)[1-14](2:81) و قوْلهُ إِنّ الّذِين يأْكُلُون أمْوال الْيتامى ظُلْماً إِنّما يأْكُلُون فِي بُطُونِهِمْ ناراً و سيصْلوْن سعِيراً (7)[1-14](4:10) و قوْلهُ إِنّ الّذِين كفرُوا بِآياتِنا سوْف نُصْلِيهِمْ ناراً كُلّما نضِجتْ جُلُودُهُمْ بدّلْناهُمْ جُلُوداً غيْرها لِيذُوقُوا الْعذاب إِنّ اللّه كان عزِيزاً حكِيماً(8)[1-20](4:56) مع آيٍ كثِيرةٍ فِي هذا الْفنِّ مِمّنْ كذّب وعِيد اللّهِ و يلْزمُهُ فِي تكْذِيبِهِ آيةً مِنْ كِتابِ اللّهِ الْكُفْرُ و هُو مِمّنْ قال اللّهُ- أ فتُؤْمِنُون بِبعْضِ الْكِتابِ و تكْفُرُون بِبعْضٍ فما جزاءُ منْ يفْعلُ ذلِك مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و يوْم الْقِيامةِ يُردُّون إِلى أشدِّ الْعذابِ و ما اللّهُ بِغافِلٍ عمّا تعْملُون (9)[27-57](2:85) بلْ نقُولُ إِنّ اللّه جلّ و عزّ جازى الْعِباد على أعْمالِهِمْ و يُعاقِبُهُمْ على أفْعالِهِمْ بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي ملّكهُمْ إِيّاها فأمرهُمْ و نهاهُمْ بِذلِك و نطق كِتابُهُ - منْ جاء بِالْحسنةِ فلهُ عشْرُ أمْثالِها و منْ جاء بِالسّيِّئةِ فلا يُجْزى إِلاّ مِثْلها و هُمْ لا يُظْلمُون (10)[1-18](6:160) و قال جلّ ذِكْرُهُ- يوْم تجِدُ كُلُّ نفْسٍ ما عمِلتْ مِنْ خيْرٍ مُحْضراً و ما عمِلتْ مِنْ سُوءٍ تودُّ لوْ أنّ بيْنها و بيْنهُ أمداً بعِيداً-و يُحذِّرُكُمُ اللّهُ نفْسهُ (11)[1-26](3:30) و قال الْيوْم تُجْزى كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ لا ظُلْم الْيوْم 16[1-9](40:17) فهذِهِ آياتٌ مُحْكماتٌ تنْفِي الْجبْر و منْ دان بِهِ و مِثْلُها فِي الْقُرْآنِ كثِيرٌ اِخْتصرْنا ذلِك لِئلاّ يطُول الْكِتابُ و بِاللّهِ التّوْفِيقُ و أمّا التّفْوِيضُ الّذِي أبْطلهُ الصّادِقُ ع و أخْطأ17 منْ دان بِهِ و تقلّدهُ فهُو قوْلُ الْقائِلِ إِنّ اللّه جلّ ذِكْرُهُ فوّض إِلى الْعِبادِ اِخْتِيار أمْرِهِ و نهْيِهِ و أهْملهُمْ و فِي هذا كلامٌ دقِيقٌ لِمنْ يذْهبُ إِلى تحْرِيرِهِ و دِقّتِهِ و إِلى هذا ذهبتِ الْأئِمّةُ الْمُهْتدِيةُ مِنْ عِتْرةِ الرّسُولِ ص فإِنّهُمْ قالُوا لوْ فوّض إِليْهِمْ على جِهةِ الْإِهْمالِ لكان لازِماً لهُ رِضا ما اِخْتارُوهُ و اِسْتوْجبُوا مِنْهُ الثّواب (12) و لمْ يكُنْ عليْهِمْ فِيما جنوْهُ الْعِقابُ إِذا كان الْإِهْمالُ واقِعاً و تنْصرِفُ هذِهِ الْمقالةُ على معْنييْنِ إِمّا أنْ يكُون الْعِبادُ تظاهرُوا عليْهِ فألْزمُوهُ قبُول اِخْتِيارِهِمْ بِآرائِهِمْ ضرُورةً كرِه ذلِك أمْ أحبّ فقدْ لزِمهُ الْوهْنُ أوْ يكُون جلّ و عزّ عجز عنْ تعبُّدِهِمْ بِالْأمْرِ و النّهْيِ على إِرادتِهِ كرِهُوا أوْ أحبُّوا ففوّض أمْرهُ و نهْيهُ إِليْهِمْ و أجْراهُما على محبّتِهِمْ إِذْ عجز عنْ تعبُّدِهِمْ بِإِرادتِهِ فجعل الاِخْتِيار إِليْهِمْ فِي الْكُفْرِ و الْإِيمانِ و مثلُ ذلِك مثلُ رجُلٍ ملك عبْداً اِبْتاعهُ لِيخْدُمهُ و يُعرِّف لهُ فضْل وِلايتِهِ و يقِف عِنْد أمْرِهِ و نهْيِهِ و اِدّعى مالِكُ الْعبْدِ أنّهُ قاهِرٌ عزِيزٌ حكِيمٌ فأمر عبْدهُ و نهاهُ و وعدهُ على اِتِّباعِ أمْرِهِ عظِيم الثّوابِ و أوْعدهُ على معْصِيتِهِ ألِيم الْعِقابِ فخالف الْعبْدُ إِرادة مالِكِهِ و لمْ يقِفْ عِنْد أمْرِهِ و نهْيِهِ فأيُّ أمْرٍ أمرهُ أوْ أيُّ نهْيٍ نهاهُ عنْهُ لمْ يأْتِهِ على إِرادةِ الْموْلى بلْ كان الْعبْدُ يتّبِعُ إِرادة نفْسِهِ و اِتِّباع هواهُ و لا يُطِيقُ الْموْلى أنْ يرُدّهُ إِلى اِتِّباعِ أمْرِهِ و نهْيِهِ و الْوُقُوفِ على إِرادتِهِ ففوّض اِخْتِيار أمْرِهِ و نهْيِهِ إِليْهِ و رضِي مِنْهُ بِكُلِّ ما فعلهُ على إِرادةِ الْعبْدِ لا على إِرادةِ الْمالِكِ و بعثهُ فِي بعْضِ حوائِجِهِ و سمّى لهُ الْحاجة فخالف على موْلاهُ و قصد لِإِرادةِ نفْسِهِ و اِتّبع هواهُ فلمّا رجع إِلى موْلاهُ نظر إِلى ما أتاهُ بِهِ فإِذا هُو خِلافُ ما أمرهُ بِهِ فقال لهُ لِم أتيْتنِي بِخِلافِ ما أمرْتُك فقال الْعبْدُ اِتّكلْتُ على تفْوِيضِك الْأمْر إِليّ فاتّبعْتُ هواي و إِرادتِي لِأنّ الْمُفوّض إِليْهِ غيْرُ محْظُورٍ عليْهِ فاسْتحال التّفْوِيضُ-أ و ليْس يجِبُ على هذا السّببِ إِمّا أنْ يكُون الْمالِكُ لِلْعبْدِ قادِراً يأْمُرُ عبْدهُ بِاتِّباعِ أمْرِهِ و نهْيِهِ على إِرادتِهِ لا على إِرادةِ الْعبْدِ و يُملِّكُهُ مِن الطّاقةِ(13) بِقدْرِ ما يأْمُرُهُ بِهِ و ينْهاهُ عنْهُ فإِذا أمرهُ بِأمْرٍ و نهاهُ عنْ نهْيٍ عرّفهُ الثّواب و الْعِقاب عليْهِما و حذّرهُ و رغّبهُ بِصِفةِ ثوابِهِ و عِقابِهِ لِيعْرِف الْعبْدُ قُدْرة موْلاهُ بِما ملّكهُ مِن الطّاقةِ لِأمْرِهِ و نهْيِهِ و ترْغِيبِهِ و ترْهِيبِهِ فيكُون عدْلُهُ و إِنْصافُهُ شامِلاً لهُ و حُجّتُهُ واضِحةً عليْهِ لِلْإِعْذارِ و الْإِنْذارِ فإِذا اِتّبع الْعبْدُ أمْر موْلاهُ جازاهُ و إِذا لمْ يزْدجِرْ عنْ نهْيِهِ عاقبهُ أوْ يكُون عاجِزاً غيْر قادِرٍ ففوّض أمْرهُ إِليْهِ أحْسن أمْ أساء أطاع أمْ عصى عاجِزٌ عنْ عُقُوبتِهِ و ردّهُ إِلى اِتِّباعِ أمْرِهِ و فِي إِثْباتِ الْعجْزِ نفْيُ الْقُدْرةِ و التّألُّهِ و إِبْطالُ الْأمْرِ و النّهْيِ و الثّوابِ و الْعِقابِ و مُخالفةُ الْكِتابِ إِذْ يقُولُ و لا يرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْر و إِنْ تشْكُرُوا يرْضهُ لكُمْ 20[7-16](39:7) و قوْلُهُ عزّ و جل اِتّقُوا اللّه حقّ تُقاتِهِ و لا تمُوتُنّ إِلاّ و أنْتُمْ مُسْلِمُون (14) [5-15](3:102) و قوْلُهُ و ما خلقْتُ الْجِنّ و الْإِنْس إِلاّ لِيعْبُدُونِ.`ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ و ما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونِ 22[1-18](51:56-57) و قوْلُهُ اُعْبُدُوا اللّه و لا تُشْرِكُوا بِهِ شيْئاً(15)[2-8](4:36) و قوْلُهُ أطِيعُوا اللّه و رسُولهُ و لا تولّوْا عنْهُ و أنْتُمْ تسْمعُون (16)[5-15](8:20) فمنْ زعم أنّ اللّه تعالى فوّض أمْرهُ و نهْيهُ إِلى عِبادِهِ فقدْ أثْبت عليْهِ الْعجْز و أوْجب عليْهِ قبُول كُلِّ ما عمِلُوا مِنْ خيْرٍ و شرٍّ و أبْطل أمْر اللّهِ و نهْيهُ و وعْدهُ و وعِيدهُ لِعِلّةِ ما زعم أنّ اللّه فوّضها إِليْهِ لِأنّ الْمُفوّض إِليْهِ يعْملُ بِمشِيئتِهِ فإِنْ شاء الْكُفْر أوْ الْإِيمان كان غيْر مرْدُودٍ عليْهِ و لا محْظُورٍ فمنْ دان بِالتّفْوِيضِ على هذا الْمعْنى فقدْ أبْطل جمِيع ما ذكرْنا مِنْ وعْدِهِ و وعِيدِهِ و أمْرِهِ و نهْيِهِ و هُو مِنْ أهْلِ هذِهِ الْآيةِ- أ فتُؤْمِنُون بِبعْضِ الْكِتابِ و تكْفُرُون بِبعْضٍ فما جزاءُ منْ يفْعلُ ذلِك مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و يوْم الْقِيامةِ يُردُّون إِلى أشدِّ الْعذابِ و ما اللّهُ بِغافِلٍ عمّا تعْملُون (17)[27-57](2:85) تعالى اللّهُ عمّا يدِينُ بِهِ أهْلُ التّفْوِيضِ عُلُوّاً كبِيراً لكِنْ نقُولُ إِنّ اللّه جلّ و عزّ خلق الْخلْق بِقُدْرتِهِ و ملّكهُمْ اِسْتِطاعة تعبُّدِهِمْ بِها فأمرهُمْ و نهاهُمْ بِما أراد(18) فقبِل مِنْهُمُ اِتِّباع أمْرِهِ و رضِي بِذلِك لهُمْ و نهاهُمْ عنْ معْصِيتِهِ و ذمّ منْ عصاهُ و عاقبهُ عليْها و لِلّهِ الْخِيرةُ فِي الْأمْرِ و النّهْيِ يخْتارُ ما يُرِيدُ و يأْمُرُ بِهِ و ينْهى عمّا يكْرهُ و يُعاقِبُ عليْهِ بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي ملّكها عِبادهُ لاِتِّباعِ أمْرِهِ و اِجْتِنابِ معاصِيهِ لِأنّهُ ظاهِرُ الْعدْلِ و النّصفةِ و الْحِكْمةِ الْبالِغةِ بالغ الْحُجّة بِالْإِعْذارِ و الْإِنْذارِ و إِليْهِ الصّفْوةُ يصْطفِي مِنْ عِبادِهِ منْ يشاءُ لِتبْلِيغِ رِسالتِهِ و اِحْتِجاجِهِ على عِبادِهِ اِصْطفى مُحمّداً ص و بعثهُ بِرِسالاتِهِ إِلى خلْقِهِ فقال منْ قال مِنْ كُفّارِ قوْمِهِ حسداً و اِسْتِكْباراً- لوْ لا نُزِّل هذا الْقُرْآنُ على رجُلٍ مِن الْقرْيتيْنِ عظِيمٍ (19)[3-12](43:31) يعْنِي بِذلِك أُميّة بْن أبِي الصّلْتِ و أبا مسْعُودٍ الثّقفِي (20) فأبْطل اللّهُ اِخْتِيارهُمْ و لمْ يُجِزْ لهُمْ آراءهُمْ حيْثُ يقُولُ- أ هُمْ يقْسِمُون رحْمت ربِّك نحْنُ قسمْنا بيْنهُمْ معِيشتهُمْ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و رفعْنا بعْضهُمْ فوْق بعْضٍ درجاتٍ لِيتّخِذ بعْضُهُمْ بعْضاً سُخْرِيًّا و رحْمتُ ربِّك خيْرٌ مِمّا يجْمعُون (21)[1-28](43:32) و لِذلِك اِخْتار مِن الْأُمُورِ ما أحبّ و نهى عمّا كرِه فمنْ أطاعهُ أثابهُ و منْ عصاهُ عاقبهُ و لوْ فوّض اِخْتِيار أمْرِهِ إِلى عِبادِهِ لأجاز لِقُريْشٍ اِخْتِيار أُميّة بْنِ أبِي الصّلْتِ و أبِي مسْعُودٍ الثّقفِيِ إِذْ كانا عِنْدهُمْ أفْضل مِنْ مُحمّدٍ ص فلمّا أدّب اللّهُ الْمُؤْمِنِين بِقوْلِهِ- و ما كان لِمُؤْمِنٍ و لا مُؤْمِنةٍ إِذا قضى اللّهُ و رسُولُهُ أمْراً أنْ يكُون لهُمُ الْخِيرةُ مِنْ أمْرِهِمْ (22)[1-19](33:36) فلمْ يُجِزْ لهُمُ الاِخْتِيار بِأهْوائِهِمْ و لمْ يقْبلْ مِنْهُمْ إِلاّ اِتِّباع أمْرِهِ و اِجْتِناب نهْيِهِ على يديْ منِ اِصْطفاهُ فمنْ أطاعهُ رشد و منْ عصاهُ ضلّ و غوى و لزِمتْهُ الْحُجّةُ بِما ملّكهُ مِن الاِسْتِطاعةِ لاِتِّباعِ أمْرِهِ و اِجْتِنابِ نهْيِهِ فمِنْ أجْلِ ذلِك حرمهُ ثوابهُ و أنْزل بِهِ عِقابهُ و هذا الْقوْلُ بيْن الْقوْليْنِ ليْس بِجبْرٍ و لا تفْوِيضٍ و بِذلِك أخْبر أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ص عباية بْن رِبْعِيٍّ الْأسدِي (23) حِين سألهُ عنِ الاِسْتِطاعةِ الّتِي بِها يقُومُ و يقْعُدُ و يفْعلُ-فقال لهُ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع سألْت عنِ الاِسْتِطاعةِ تمْلِكُها مِنْ دُونِ اللّهِ أوْ مع اللّهِ فسكت عبايةُ فقال لهُ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع قُلْ يا عبايةُ قال و ما أقُولُ قال ع إِنْ قُلْت إِنّك تمْلِكُها مع اللّهِ قتلْتُك و إِنْ قُلْت تمْلِكُها دُون اللّهِ قتلْتُك قال عبايةُ فما أقُولُ يا أمِير الْمُؤْمِنِين قال ع تقُولُ إِنّك تمْلِكُها بِاللّهِ الّذِي يمْلِكُها مِنْ دُونِك فإِنْ يُملِّكْها إِيّاك كان ذلِك مِنْ عطائِهِ و إِنْ يسْلُبْكها كان ذلِك مِنْ بلائِهِ هُو الْمالِكُ لِما ملّكك و الْقادِرُ على ما عليْهِ أقْدرك أ ما سمِعْت النّاس يسْألُون الْحوْل و الْقُوّة حِين يقُولُون لا حوْل و لا قُوّة إِلاّ بِاللّهِ قال عبايةُ و ما تأْوِيلُها يا أمِير الْمُؤْمِنِين قال ع لا حوْل عنْ معاصِي اللّهِ إِلاّ بِعِصْمةِ اللّهِ و لا قُوّة لنا على طاعةِ اللّهِ إِلاّ بِعوْنِ اللّهِ قال فوثب عبايةُ فقبّل يديْهِ و رِجْليْهِ و رُوِي عنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع حِين أتاهُ نجْدةُ يسْألُهُ عنْ معْرِفةِ اللّهِ قال يا أمِير الْمُؤْمِنِين بِما ذا عرفْت ربّك قال ع بِالتّمْيِيزِ الّذِي خوّلنِي و الْعقْلِ الّذِي دلّنِي قال أ فمجْبُولٌ أنْت عليْهِ قال لوْ كُنْتُ مجْبُولاً ما كُنْتُ محْمُوداً على إِحْسانٍ و لا مذْمُوماً على إِساءةٍ و كان الْمُحْسِنُ أوْلى بِاللاّئِمةِ مِن الْمُسِي ءِ فعلِمْتُ أنّ اللّه قائِمٌ باقٍ و ما دُونهُ حدثٌ حائِلٌ زائِلٌ و ليْس الْقدِيمُ الْباقِي كالْحدثِ الزّائِلِ قال نجْدةُ أجِدُك أصْبحْت حكِيماً يا أمِير الْمُؤْمِنِين قال أصْبحْتُ مُخيّراً فإِنْ أتيْتُ السّيِّئة بِمكانِ الْحسنةِ فأنا الْمُعاقبُ عليْها و رُوِي عنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع أنّهُ قال لِرجُلٍ سألهُ بعْد اِنْصِرافِهِ مِن الشّامِ فقال يا أمِير الْمُؤْمِنِين أخْبِرْنا عنْ خُرُوجِنا إِلى الشّامِ بِقضاءٍ و قدرٍ قال ع نعمْ يا شيْخُ ما علوْتُمْ تلْعةً(24) و لا هبطْتُمْ وادِياً إِلاّ بِقضاءٍ و قدرٍ مِن اللّهِ فقال الشّيْخُ عِنْد اللّهِ أحْتسِبُ عنائِي يا أمِير الْمُؤْمِنِين فقال ع مهْ يا شيْخُ فإِنّ اللّه قدْ عظّم أجْركُمْ فِي مسِيرِكُمْ و أنْتُمْ سائِرُون و فِي مقامِكُمْ و أنْتُمْ مُقِيمُون و فِي اِنْصِرافِكُمْ و أنْتُمْ مُنْصرِفُون و لمْ تكُونُوا فِي شيْ ءٍ مِنْ أُمُورِكُمْ مُكْرهِين و لا إِليْهِ مُضْطرِّين لعلّك ظننْت أنّهُ قضاءٌ حتْمٌ و قدرٌ لازِمٌ لوْ كان ذلِك كذلِك لبطل الثّوابُ و الْعِقابُ و لسقط الْوعْدُ و الْوعِيدُ و لما أُلْزِمتِ الْأشْياءُ أهْلها(25) على الْحقائِقِ ذلِك مقالةُ عبدةِ الْأوْثانِ و أوْلِياءِCالشّيْطانِ Cإِنّ اللّه جلّ و عزّ أمر تخْيِيراً و نهى تحْذِيراً و لمْ يُطعْ مُكْرهاً و لمْ يُعْص مغْلُوباً و لمْ يخْلُقِ السّماواتِ و الْأرْضِ و ما بيْنهُما باطِلاً- ذلِك ظنُّ الّذِين كفرُوا فويْلٌ لِلّذِين كفرُوا مِن النّارِ [11-19](38:27) فقام الشّيْخُ فقبّل رأْس أمِيرِ الْمُؤْمِنِين ع و أنْشأ يقُولُ-أنْت الْإِمامُ الّذِي نرْجُو بِطاعتِهِيوْم النّجاةِ مِن الرّحْمنِ غُفْراناًأوْضحْت مِنْ دِينِنا ما كان مُلْتبِساًجزاك ربُّك عنّا فِيهِ رِضْواناً(26)فليْس معْذِرةٌ فِي فِعْلِ فاحِشةٍقدْ كُنْتُ راكِبها ظُلْماً و عِصْياناً(27)فقدْ دل أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع على مُوافقةِ الْكِتابِ و نفْيِ الْجبْرِ و التّفْوِيضِ اللّذيْنِ يلْزمانِ منْ دان بِهِما و تقلّدهُما الْباطِل و الْكُفْر و تكْذِيب الْكِتابِ و نعُوذُ بِاللّهِ مِن الضّلالةِ و الْكُفْرِ و لسْنا ندِينُ بِجبْرٍ و لا تفْوِيضٍ لكِنّا نقُولُ بِمنْزِلةٍ بيْن الْمنْزِلتيْنِ و هُو الاِمْتِحانُ و الاِخْتِبارُ بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي ملّكنا اللّهُ و تعبّدنا بِها على ما شهِد بِهِ الْكِتابُ و دان بِهِ الْأئِمّةُ الْأبْرارُ مِنْ آلِ الرّسُولِ ص و مثلُ الاِخْتِبارِ بِالاِسْتِطاعةِ مثلُ رجُلٍ ملك عبْداً و ملك مالاً كثِيراً أحبّ أنْ يخْتبِر عبْدهُ على عِلْمٍ مِنْهُ بِما يئُولُ إِليْهِ فملّكهُ مِنْ مالِهِ بعْض ما أحبّ و وقفهُ (28) على أُمُورٍ عرّفها الْعبْد فأمرهُ أنْ يصْرِف ذلِك الْمال فِيها و نهاهُ عنْ أسْبابٍ لمْ يُحِبّها و تقدّم إِليْهِ أنْ يجْتنِبها و لا يُنْفِق مِنْ مالِهِ فِيها و الْمالُ يُتصرّفُ فِي أيِّ الْوجْهيْنِ فصرف الْمال (29) أحدُهُما فِي اِتِّباعِ أمْرِ الْموْلى و رِضاهُ و الْآخرُ صرفهُ فِي اِتِّباعِ نهْيِهِ و سخطِهِ و أسْكنهُ دار اِخْتِبارٍ أعْلمهُ أنّهُ غيْرُ دائِمٍ لهُ السُّكْنى فِي الدّارِ و أنّ لهُ داراً غيْرها و هُو مُخْرِجُهُ إِليْها فِيها ثوابٌ و عِقابٌ دائِمانِ فإِنْ أنْفذ الْعبْدُ الْمال الّذِي ملّكهُ موْلاهُ فِي الْوجْهِ الّذِي أمرهُ بِهِ جعل لهُ ذلِك الثّواب الدّائِم فِي تِلْك الدّارِ الّتِي أعْلمهُ أنّهُ مُخْرِجُهُ إِليْها و إِنْ أنْفق الْمال فِي الْوجْهِ الّذِي نهاهُ عنْ إِنْفاقِهِ فِيهِ جعل لهُ ذلِك الْعِقاب الدّائِم فِي دارِ الْخُلُودِ و قدْ حدّ الْموْلى فِي ذلِك حدّاً معْرُوفاً و هُو الْمسْكنُ الّذِي أسْكنهُ فِي الدّارِ الْأُولى فإِذا بلغ الْحدّ اِسْتبْدل الْموْلى بِالْمالِ و بِالْعبْدِ على أنّهُ لمْ يزلْ مالِكاً لِلْمالِ و الْعبْدِ فِي الْأوْقاتِ كُلِّها إِلاّ أنّهُ وعد أنْ لا يسْلُبهُ ذلِك الْمال ما كان فِي تِلْك الدّارِ الْأُولى إِلى أنْ يسْتتِمّ سُكْناهُ فِيها.فوفى لهُ لِأنّ مِنْ صِفاتِ الْموْلى الْعدْل و الْوفاء و النّصفة و الْحِكْمة أ و ليْس يجِبُ إِنْ كان ذلِك الْعبْدُ صرف ذلِك الْمال فِي الْوجْهِ الْمأْمُورِ بِهِ أنْ يفِي لهُ بِما وعدهُ مِن الثّوابِ و تفضّل عليْهِ بِأنِ اِسْتعْملهُ فِي دارٍ فانِيةٍ و أثابهُ على طاعتِهِ فِيها نعِيماً دائِماً فِي دارٍ باقِيةٍ دائِمةٍ و إِنْ صرف الْعبْدُ الْمال الّذِي ملّكهُ موْلاهُ أيّام سُكْناهُ تِلْك الدّار الْأُولى فِي الْوجْهِ الْمنْهِيِّ عنْهُ و خالف أمْر موْلاهُ كذلِك تجِبُ عليْهِ الْعُقُوبةُ الدّائِمةُ الّتِي حذّرهُ إِيّاها غيْر ظالِمٍ لهُ لِما تقدّم إِليْهِ و أعْلمهُ و عرّفهُ و أوْجب لهُ الْوفاء بِوعْدِهِ و وعِيدِهِ بِذلِك يُوصفُ الْقادِرُ الْقاهِرُ و أمّا الْموْلى فهُو اللّهُ جلّ و عزّ و أمّا الْعبْدُ فهُو اِبْنُ آدم الْمخْلُوقُ و الْمالُ قُدْرةُ اللّهِ الْواسِعةُ و مِحْنتُهُ (30) إِظْهارُهُ الْحِكْمة و الْقُدْرة و الدّارُ الْفانِيةُ هِي الدُّنْيا و بعْضُ الْمالِ الّذِي ملّكهُ موْلاهُ هُو الاِسْتِطاعةُ الّتِي ملّك اِبْن آدم و الْأُمُورُ الّتِي أمر اللّهُ بِصرْفِ الْمالِ إِليْها هُو الاِسْتِطاعةُ لاِتِّباعِ الْأنْبِياءِ و الْإِقْرارُ بِما أوْردُوهُ عنِ اللّهِ جلّ و عزّ و اِجْتِنابُ الْأسْبابِ الّتِي نهى عنْها هِي طُرُقُ Cإِبْلِيس Cو أمّا وعْدُهُ فالنّعِيمُ الدّائِمُ و هِي الْجنّةُ و أمّا الدّارُ الْفانِيةُ فهِي الدُّنْيا و أمّا الدّارُ الْأُخْرى فهِي الدّارُ الْباقِيةُ و هِي الْآخِرةُ و الْقوْلُ بيْن الْجبْرِ و التّفْوِيضِ هُو الاِخْتِبارُ و الاِمْتِحانُ و الْبلْوى بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي ملّك الْعبْد و شرْحُها فِي الْخمْسةِ الْأمْثالِ الّتِي ذكرها الصّادِقُ ع (31)أنّها جمعتْ جوامِع الْفضْلِ و أنا مُفسِّرُها بِشواهِد مِن الْقُرْآنِ و الْبيانِ إِنْ شاء اللّهُ- تفْسِيرُ صِحّةِ الْخِلْقةِ أمّا قوْلُ الصّادِقِ ع فإِنّ معْناهُ كمالُ الْخلْقِ لِلْإِنْسانِ و كمالُ الْحواسِّ و ثباتُ الْعقْلِ و التّمْيِيزِ و إِطْلاقُ اللِّسانِ بِالنُّطْقِ و ذلِك قوْلُ اللّهِ و لقدْ كرّمْنا بنِي آدم و حملْناهُمْ فِي الْبرِّ و الْبحْرِ و رزقْناهُمْ مِن الطّيِّباتِ و فضّلْناهُمْ على كثِيرٍ مِمّنْ خلقْنا تفْضِيلاً(32)[1-22](17:70) فقدْ أخْبر عزّ و جلّ عنْ تفْضِيلِهِ بنِي آدم على سائِرِ خلْقِهِ مِن الْبهائِمِ و السِّباعِ و دوابِّ الْبحْرِ و الطّيْرِ و كُلِّ ذِي حركةٍ تُدْرِكُهُ حواسُّ بنِي آدم بِتمْيِيزِ الْعقْلِ و النُّطْقِ و ذلِك قوْلُهُ لقدْ خلقْنا الْإِنْسان فِي أحْسنِ تقْوِيمٍ (33)[1-6](95:4) و قوْلُهُ يا أيُّها الْإِنْسانُ ما غرّك بِربِّك الْكرِيمِ.`الّذِي خلقك فسوّاك فعدلك.`فِي أيِّ صُورةٍ ما شاء ركّبك 42[1-17](82:6-8) و فِي آياتٍ كثِيرةٍ فأوّلُ نِعْمةِ اللّهِ على الْإِنْسانِ صِحّةُ عقْلِهِ و تفْضِيلُهُ على كثِيرٍ مِنْ خلْقِهِ بِكمالِ الْعقْلِ و تمْيِيزِ الْبيانِ و ذلِك أنّ كُلّ ذِي حركةٍ على بسِيطِ الْأرْضِ هُو قائِمٌ بِنفْسِهِ بِحواسِّهِ مُسْتكْمِلٌ فِي ذاتِهِ ففضّل بنِي آدم بِالنُّطْقِ الّذِي ليْس فِي غيْرِهِ مِن الْخلْقِ الْمُدْرِكِ بِالْحواسِّ فمِنْ أجْلِ النُّطْقِ ملّك اللّهُ اِبْن آدم غيْرهُ مِن الْخلْقِ حتّى صار آمِراً ناهِياً و غيْرُهُ مُسخّرٌ لهُ كما قال اللّهُ كذلِك سخّرها لكُمْ لِتُكبِّرُوا اللّه على ما هداكُمْ 43[13-20](22:37) و قال و هُو الّذِي سخّر الْبحْر لِتأْكُلُوا مِنْهُ لحْماً طرِيًّا و تسْتخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيةً تلْبسُونها44[1-14](16:14) و قال و الْأنْعام خلقها لكُمْ فِيها دِفْ ءٌ و منافِعُ و مِنْها تأْكُلُون.`و لكُمْ فِيها جمالٌ حِين تُرِيحُون و حِين تسْرحُون.`و تحْمِلُ أثْقالكُمْ إِلى بلدٍ لمْ تكُونُوا بالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأنْفُسِ 45[1-31](16:5-7) فمِنْ أجْلِ ذلِك دعا اللّهُ الْإِنْسان إِلى اِتِّباعِ أمْرِهِ و إِلى طاعتِهِ بِتفْضِيلِهِ إِيّاهُ بِاسْتِواءِ الْخلْقِ و كمالِ النُّطْقِ و الْمعْرِفةِ بعْد أنْ ملّكهُمْ اِسْتِطاعة ما كان تعبّدهُمْ بِهِ بِقوْلِهِ فاتّقُوا اللّه ما اِسْتطعْتُمْ و اِسْمعُوا و أطِيعُوا(34)[1-8](64:16) و قوْلِهِ لا يُكلِّفُ اللّهُ نفْساً إِلاّ وُسْعها(35)[1-6](2:286) و قوْلِهِ لا يُكلِّفُ اللّهُ نفْساً إِلاّ ما آتاها(36)[15-21](65:7) و فِي آياتٍ كثِيرةٍ فإِذا سلب مِن الْعبْدِ حاسّةً مِنْ حواسِّهِ رفع الْعمل عنْهُ بِحاسّتِهِ كقوْلِهِ ليْس على الْأعْمى حرجٌ و لا على الْأعْرجِ حرجٌ (37)[1-9](24:61) الْآية فقدْ رفع عنْ كُلِّ منْ كان بِهذِهِ الصِّفةِ الْجِهاد و جمِيع الْأعْمالِ الّتِي لا يقُومُ بِها و كذلِك أوْجب على ذِي الْيسارِ الْحجّ و الزّكاة لِما ملّكهُ مِنِ اِسْتِطاعةِ ذلِك و لمْ يُوجِبْ على الْفقِيرِ الزّكاة و الْحجّ قوْلُهُ و لِلّهِ على النّاسِ حِجُ الْبيْتِ منِ اِسْتطاع إِليْهِ سبِيلاً(38)[11-20](3:97) و قوْلُهُ فِي الظِّهارِ- و الّذِين يُظاهِرُون مِنْ نِسائِهِمْ ثُمّ يعُودُون لِما قالُوا فتحْرِيرُ رقبةٍ[1-11](58:3) إِلى قوْلِهِ فمنْ لمْ يسْتطِعْ فإِطْعامُ سِتِّين مِسْكِيناً(39)[11-16](58:4) كُلُّ ذلِك دلِيلٌ على أنّ اللّه تبارك و تعالى لمْ يُكلِّفْ عِبادهُ إِلاّ ما ملّكهُمْ اِسْتِطاعتهُ بِقُوّةِ الْعملِ بِهِ و نهاهُمْ عنْ مِثْلِ ذلِك فهذِهِ صِحّةُ الْخِلْقةِ و أمّا قوْلُهُ تخْلِيةُ السّرْبِ (40) فهُو الّذِي ليْس عليْهِ رقِيبٌ يحْظُرُ عليْهِ و يمْنعُهُ الْعمل بِما أمرهُ اللّهُ بِهِ و ذلِك قوْلُهُ فِيمنِ اُسْتُضْعِف و حُظِر عليْهِ الْعملُ فلمْ يجِدْ حِيلةً و لا يهْتدِي سبِيلاً كما قال اللّهُ تعالى- إِلاّ الْمُسْتضْعفِين مِن الرِّجالِ و النِّساءِ و الْوِلْدانِ لا يسْتطِيعُون حِيلةً و لا يهْتدُون سبِيلاً(41)[1-15](4:98) فأخْبر أنّ الْمُسْتضْعف لمْ يُخلّ سرْبُهُ و ليْس عليْهِ مِن الْقوْلِ شيْ ءٌ إِذا كان مُطْمئِنّ الْقلْبِ بِالْإِيمانِ و أمّا الْمُهْلةُ فِي الْوقْتِ فهُو الْعُمُرُ الّذِي يُمتّعُ الْإِنْسانُ مِنْ حدِّ ما تجِبُ عليْهِ الْمعْرِفةُ إِلى أجلِ الْوقْتِ و ذلِك مِنْ وقْتِ تمْيِيزِهِ و بُلُوغِ الْحُلُمِ إِلى أنْ يأْتِيهُ أجلُهُ فمنْ مات على طلبِ الْحقِّ و لمْ يُدْرِكْ كمالهُ فهُو على خيْرٍ و ذلِك قوْلُهُ و منْ يخْرُجْ مِنْ بيْتِهِ مُهاجِراً إِلى اللّهِ و رسُولِهِ [14-23](4:100) الْآية(42) و إِنْ كان لمْ يعْملْ بِكمالِ شرائِعِهِ لِعِلّةِ ما لمْ يُمْهِلْهُ فِي الْوقْتِ إِلى اِسْتِتْمامِ أمْرِهِ و قدْ حظر على الْبالِغِ ما لمْ يحْظُرْ على الطِّفْلِ إِذا لمْ يبْلُغِ الْحُلُم فِي قوْلِهِ- و قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يغْضُضْن مِنْ أبْصارِهِن [1-6](24:31) الْآية(43) فلمْ يجْعلْ عليْهِنّ حرجاً فِي إِبْداءِ الزِّينةِ لِلطِّفْلِ و كذلِك لا تجْرِي عليْهِ الْأحْكامُ و أمّا قوْلُهُ الزّادُ فمعْناهُ الْجِدةُ(44) و الْبُلْغةُ الّتِي يسْتعِينُ بِها الْعبْدُ على ما أمرهُ اللّهُ بِهِ و ذلِك قوْلُهُ ما على الْمُحْسِنِين مِنْ سبِيلٍ [22-26](9:91) الْآية(45) أ لا ترى أنّهُ قبِل عُذْرمنْ لمْ يجِدْ ما يُنْفِقُ و ألْزم الْحُجّة كُلّ منْ أمْكنتْهُ الْبُلْغةُ و الرّاحِلةُ لِلْحجِّ و الْجِهادِ و أشْباهِ ذلِك و كذلِك قبِل عُذْر الْفُقراءِ و أوْجب لهُمْ حقّاً فِي مالِ الْأغْنِياءِ بِقوْلِهِ- لِلْفُقراءِ الّذِين أُحْصِرُوا فِي سبِيلِ اللّهِ [1-6](2:273) الْآية(46) فأمر بِإِعْفائِهِمْ و لمْ يُكلِّفْهُمُ الْإِعْداد لِما لا يسْتطِيعُون و لا يمْلِكُون و أمّا قوْلُهُ فِي السّببِ الْمُهيِّجِ فهُو النِّيّةُ الّتِي هِي داعِيةُ الْإِنْسانِ إِلى جمِيعِ الْأفْعالِ و حاسّتُها الْقلْبُ (47) فمنْ فعل فِعْلاً و كان بِدِينٍ لمْ يُعْقدْ قلْبُهُ على ذلِك لمْ يقْبلِ اللّهُ مِنْهُ عملاً إِلاّ بِصِدْقِ النِّيّةِ و لِذلِك أخْبر عنِ الْمُنافِقِين بِقوْلِهِ- يقُولُون بِأفْواهِهِمْ ما ليْس فِي قُلُوبِهِمْ و اللّهُ أعْلمُ بِما يكْتُمُون (48)[26-36](3:167) ثُمّ أنْزل على نبِيِّهِ ص توْبِيخاً لِلْمُؤْمِنِين- يا أيُّها الّذِين آمنُوا لِم تقُولُون ما لا تفْعلُون 61[1-9](61:2) الْآية فإِذا قال الرّجُلُ قوْلاً و اِعْتقد فِي قوْلِهِ دعتْهُ النِّيّةُ إِلى تصْدِيقِ الْقوْلِ بِإِظْهارِ الْفِعْلِ و إِذا لمْ يعْتقِدِ الْقوْل لمْ تتبيّنْ حقِيقتُهُ و قدْ أجاز اللّهُ صِدْق النِّيّةِ و إِنْ كان الْفِعْلُ غيْر مُوافِقٍ لها لِعِلّةِ مانِعٍ يمْنعُ إِظْهار الْفِعْلِ فِي قوْلِهِ- إِلاّ منْ أُكْرِه و قلْبُهُ مُطْمئِنٌّ بِالْإِيمانِ 62[7-13](16:106) و قوْلِهِ لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللّغْوِ فِي أيْمانِكُمْ (49)[1-6](2:225) فدل الْقُرْآنُ و أخْبارُ الرّسُولِ ص أنّ الْقلْب مالِكٌ لِجمِيعِ الْحواسِّ يُصحِّحُ أفْعالها و لا يُبْطِلُ ما يُصحِّحُ الْقلْبُ شيْئاً فهذا شرْحُ جمِيعِ الْخمْسةِ الْأمْثالِ الّتِي ذكرها الصّادِقُ ع أنّها تجْمعُ الْمنْزِلة بيْن الْمنْزِلتيْنِ و هُما الْجبْرُ و التّفْوِيضُ فإِذا اِجْتمع فِي الْإِنْسانِ كمالُ هذِهِ الْخمْسةِ الْأمْثالِ وجب عليْهِ الْعملُ كملاً لِما أمر اللّهُ عزّ و جلّ بِهِ و رسُولُهُ و إِذا نقص الْعبْدُ مِنْها خلّةً كان الْعملُ عنْها(50) مطْرُوحاً بِحسبِ ذلِك-فأمّا شواهِدُ الْقُرْآنِ على الاِخْتِبارِ و الْبلْوى بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي تجْمعُ الْقوْل بيْن الْقوْليْنِ فكثِيرةٌ و مِنْ ذلِك قوْلُهُ لنبْلُونّكُمْ حتّى نعْلم الْمُجاهِدِين مِنْكُمْ و الصّابِرِين و نبْلُوا أخْباركُمْ (51)[2-11](47:31) و قال سنسْتدْرِجُهُمْ مِنْ حيْثُ لا يعْلمُون (52)[5-9](7:182) و قال الم.`أ حسِب النّاسُ أنْ يُتْركُوا أنْ يقُولُوا آمنّا و هُمْ لا يُفْتنُون (53)[1-13](29:1-2) و قال فِي الْفِتنِ الّتِي معْناها الاِخْتِبارُ- و لقدْ فتنّاسُليْمان

[1-4](38:34) الْآية(54) و قال فِي قِصّةِمُوسى ع

فإِنّا قدْ فتنّا قوْمك مِنْ بعْدِك و أضلّهُمُ السّامِرِيُ (55)[2-10](20:85) و قوْلُ مُوسى

إِنْ هِي إِلاّ فِتْنتُك (56)[26-29](7:155) أيْ اِخْتِبارُك فهذِهِ الْآياتُ يُقاسُ بعْضُها بِبعْضٍ و يشْهدُ بعْضُها لِبعْضِ و أمّا آياتُ الْبلْوى بِمعْنى الاِخْتِبارِ قوْلُهُ لِيبْلُوكُمْ فِي ما آتاكُمْ (57)[43-46](5:48) و قوْلُهُ ثُمّ صرفكُمْ عنْهُمْ لِيبْتلِيكُمْ (58)[33-36](3:152) و قوْلُهُ إِنّا بلوْناهُمْ كما بلوْنا أصْحاب الْجنّةِ(59)[1-6](68:17) و قوْلُهُ خلق الْموْت و الْحياة لِيبْلُوكُمْ أيُّكُمْ أحْسنُ عملاً(60)[2-9](67:2) و قوْلُهُ و إِذِ اِبْتلى إِبْراهِيم

ربُّهُ بِكلِماتٍ (61)[1-6](2:124) و قوْلُهُ و لوْ يشاءُ اللّهُ لانْتصر مِنْهُمْ و لكِنْ لِيبْلُوا بعْضكُمْ بِبعْضٍ (62)[23-33](47:4) و كُلُّ ما فِي الْقُرْآنِ مِنْ بلْوى هذِهِ الْآياتِ الّتِي شرح أوّلها فهِي اِخْتِبارٌ و أمْثالُها فِي الْقُرْآنِ كثِيرةٌ فهِي إِثْباتُ الاِخْتِبارِ و الْبلْوى إِنّ اللّه جلّ و عزّ لمْ يخْلُقِ الْخلْق عبثاً و لا أهْملهُمْ سُدًى و لا أظْهر حِكْمتهُ لعِباً و بِذلِك أخْبر فِي قوْلِهِ أ فحسِبْتُمْ أنّما خلقْناكُمْ عبثاً(63)[1-5](23:115) فإِنْ قال قائِلٌ فلمْ يعْلمِ اللّهُ ما يكُونُ مِن الْعِبادِ حتّى اِخْتبرهُمْ قُلْنا بلى قدْ علِم ما يكُونُ مِنْهُمْ قبْل كوْنِهِ و ذلِك قوْلُهُ و لوْ رُدُّوا لعادُوا لِما نُهُوا عنْهُ (64)[9-15](6:28) و إِنّما اِخْتبرهُمْ لِيُعلِّمهُمْ عدْلهُ و لا يُعذِّبهُمْ إِلاّ بِحُجّةٍ بعْد الْفِعْلِ و قدْ أخْبر بِقوْلِهِ و لوْ أنّا أهْلكْناهُمْ بِعذابٍ مِنْ قبْلِهِ لقالُوا ربّنا لوْ لا أرْسلْت إِليْنا رسُولاً(65)[1-14](20:134) و قوْلِهِ و ما كُنّا مُعذِّبِين حتّى نبْعث رسُولاً(66)[18-24](17:15) و قوْلِهِ رُسُلاً مُبشِّرِين و مُنْذِرِين 81[1-4](4:165) فالاِخْتِبارُ مِن اللّهِ بِالاِسْتِطاعةِ الّتِي ملّكها عبْدهُ و هُو الْقوْلُ بيْن الْجبْرِ و التّفْوِيضِ و بِهذا نطق الْقُرْآنُ و جرتِ الْأخْبارُ عنِ الْأئِمّةِ مِنْ آلِ الرّسُولِ ص فإِنْ قالُوا ما الْحُجّةُ فِي قوْلِ اللّهِ- يُضِلُّ منْ يشاءُ و يهْدِي منْ يشاءُ[10-16](16:93) و ما أشْبهها قِيل مجازُ هذِهِ الْآياتِ كُلِّها على معْنييْنِ أمّا أحدُهُما فإِخْبارٌ عنْ قُدْرتِهِ أيْ إِنّهُ قادِرٌ على هِدايةِ منْ يشاءُ و ضلالِ منْ يشاءُ و إِذا أجْبرهُمْ بِقُدْرتِهِ على أحدِهِما لمْ يجِبْ لهُمْ ثوابٌ و لا عليْهِمْ عِقابٌ على نحْوِ ما شرحْنا فِي الْكِتابِ و الْمعْنى الْآخرُ أنّ الْهِداية مِنْهُ تعْرِيفُهُ كقوْلِهِ و أمّا ثمُودُ فهديْناهُمْ [1-4](41:17) أيْ عرّفْناهُمْ- فاسْتحبُّوا الْعمى على الْهُدى (67)[5-8](41:17) فلوْ أجْبرهُمْ على الْهُدى لمْ يقْدِرُوا أنْ يضِلُّوا و ليْس كُلّما وردتْ آيةٌ مُشْتبِهةٌ كانتِ الْآيةُ حُجّةً على مُحْكمِ الْآياتِ اللّواتِي أُمِرْنا بِالْأخْذِ بِها مِنْ ذلِك قوْلُهُ مِنْهُ آياتٌ مُحْكماتٌ هُنّ أُمُّ الْكِتابِ و أُخرُ مُتشابِهاتٌ فأمّا الّذِين فِي قُلُوبِهِمْ زيْغٌ فيتّبِعُون ما تشابه مِنْهُ اِبْتِغاء الْفِتْنةِ و اِبْتِغاء تأْوِيلِهِ و ما يعْلمُ [6-31](3:7) الْآية83 و قال فبشِّرْ عِبادِ `الّذِين يسْتمِعُون الْقوْل فيتّبِعُون أحْسنهُ [13-19](39:17-18) أيْ أحْكمهُ و أشْرحهُ- أُولئِك الّذِين هداهُمُ اللّهُ و أُولئِك هُمْ أُولُوا الْألْبابِ 84[6-14](39:18) وفّقنا اللّهُ و إِيّاكُمْ إِلى الْقوْلِ و الْعملِ لِما يُحِبُّ و يرْضى و جنّبنا و إِيّاكُمْ معاصِيهُ بِمنِّهِ و فضْلِهِ و الْحمْدُ لِلّهِ كثِيراً كما هُو أهْلُهُ و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ و آلِهِ الطّيِّبِين و حسْبُنا اللّهُ و نِعْم الْوكِيلُ [15-19](3:173) .

.


1- ..في التفسير[فعليه في الحمار الوحش بدنة و كذلك في النعامة].
2- ..في التفسير[أو درهم ].
3- ..في التفسير[فى وكرها].
4- ..رواه المفيد-رحمه اللّه-في الإرشاد و فتّال النيسابوريّ في الروضة بادنى تغيير.
5- ..في بعض النسخ [قال للجواد عليه السلام رجل ].
6- ..الحسبة-بالكسر-:الاجر.
7- ..مرّ ترجمته آنفا.
8- ..السرّة-بالضم و التشديد-:التجويف الصغير المعهود في وسط البطن.
9- ..فاذا كان ميلك و هواك إلى و تحبنى كنت انت معى حيث كنت انا.
10- ..أي من تجنى على اللّه باثم فقد فسد روحه و خبث طينته فكان فيه هلاكه.
11- ..سورة الأعراف آية 97.
12- ..سورة المائدة آية 60،61.
13- ..سورة الأحزاب آية 57.
14- ..في بعض النسخ [بهذه الصفة].
15- ..سورة الكهف آية 47.
16- ..سورة الحجّ آية 10.
17- ..سورة يونس آية 45.
18- ..سورة البقرة آية 76.
19- ..سورة النساء آية 11.
20- ..سورة النساء آية 59.
21- ..سورة البقرة آية 79.
22- ..سورة الأنفال آية 161.
23- ..سورة آل عمران آية 28.
24- ..سورة المؤمن آية 17.
25- ..في بعض النسخ [و خطأ].
26- ..في بعض النسخ [به الثواب ].
27- ..في بعض النسخ [من الطاعة].
28- ..سورة الزمر آية 9.
29- ..سورة آل عمران آية 97.
30- ..سورة الذاريات آية 56،57.
31- ..سورة النساء آية 40.
32- ..مضمون مأخوذ من الآية الواردة في سورة الأنفال آية 20 لا لفظها.
33- ..في الاحتجاج [و ملكهم استطاعة ما تعبّدهم به من الامر و النهى ].
34- ..سورة الزخرف آية 31.
35- ..سورة الأحزاب آية 36.
36- ..قد مضى ترجمة عباية بن ربعى و حديثه ص 213.
37- ..التلعة:ما علا من الأرض.
38- ..في بعض النسخ [الأسماء أهلها].
39- ..رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 156 و فيه [جزاك ربك بالاحسان إحسانا].
40- ..في بعض النسخ [عندي لراكبها ظلما و عصيانا].
41- ..في بعض النسخ [و وافقه ].
42- ..في بعض النسخ [فصرف الآن ].
43- ..أي اختباره و امتحانه.
44- ..أي صحة الخلقة.و تخلية السرب.و المهلة في الوقت.و الزاد.و السبب المهيج.
45- ..سورة الإسراء آية 72.
46- ..سورة التين آية 4.
47- ..سورة الانفطار آيات 6 و 7 و 8.
48- ..سورة الحجّ آية 38.
49- ..سورة التغابن آية 16.
50- ..سورة البقرة آية 286.
51- ..سورة الطلاق آية 7.
52- ..سورة النور آية 60.و سورة الفتح آية 17.
53- ..سورة آل عمران آية 91.
54- ..سورة المجادلة آية 4،5.
55- ..السرب-بالفتح و السكون-:الطريق،يقال:«فلان مخلّى السّرب»أي غير مضيق عليه.
56- ..سورة النساء آية 100.
57- ..سورة النور آية 31.
58- ..الجدة-بالكسر-:الغنى و القدرة.
59- ..سورة التوبة آية 91.
60- ..سورة البقرة آية 273.
61- ..في بعض النسخ [و حاسنه العقل ].و حاسنه اي غالبه في الحسن.أو لاطفه و عامله بالحسنى.
62- ..سورة آل عمران آية 166.
63- ..سورة الصف آية 2.
64- ..سورة النحل آية 106.
65- ..سورة البقرة آية 225.
66- ..كذا.و الظاهر[عنه ].
67- ..سورة الأعراف آية 181.و القلم آية 44.

ص: 459

. .

ص: 460

. .

ص: 461

. .

ص: 462

. .

ص: 463

. .

ص: 464

. .

ص: 465

. .

ص: 466

. .

ص: 467

. .

ص: 468

. .

ص: 469

. .

ص: 470

. .

ص: 471

. .

ص: 472

. .

ص: 473

. .

ص: 474

. .

ص: 475

. .

ص: 476

أجوبته ع ليحيى بن أكثم عن مسائله .سورة العنكبوت آية 1.

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

أجوبته ع ليحيى بن أكثم عن مسائله (1)10,14,1-قال مُوسى بْنُ مُحمّدِ بْنِ الرِّضا(2)لقِيتُ يحْيى بْن أكْثم فِي دارِ الْعامّةِ فسألنِي عنْ مسائِل فجِئْتُ إِلى أخِي علِيِّ بْنِ مُحمّدٍ ع فدار بيْنِي و بيْنهُ مِن الْمواعِظِ ما حملنِي و بصّرنِي طاعتهُ فقُلْتُ لهُ جُعِلْتُ فِداك إِن اِبْن أكْثم كتب يسْألُنِي عنْ مسائِل لِأُفْتِيهُ فِيها فضحِك ع ثُمّ قال فهلْ أفْتيْتهُ قُلْتُ لا لمْ أعْرِفْها(3) قال ع و ما هِي قُلْتُ كتب يسْألُنِي عنْ قوْلِ اللّهِ- قال الّذِي عِنْدهُ عِلْمٌ مِن الْكِتابِ أنا آتِيك بِهِ قبْل أنْ يرْتدّ إِليْك طرْفُك (4)[1-14](27:40) نبِيُّ اللّهِ كان مُحْتاجاً إِلى عِلْمِ آصف (5)و عنْ قوْلِهِ و رفع أبويْهِ على الْعرْشِ و خرُّوا لهُ سُجّداً(6)[1-9](12:100) سجديعْقُوبُ

و وُلْدُهُ لِيُوسُف

و هُمْ أنْبِياءُ و عنْ قوْلِهِ فإِنْ كُنْت فِي شكٍّ مِمّا أنْزلْنا إِليْك فسْئلِ الّذِين يقْرؤُن الْكِتاب (7)[1-11](10:94) منِ الْمُخاطبُ بِالْآيةِ فإِنْ كان الْمُخاطبُ النّبِيّ ص فقدْ شكّ و إِنْ كان الْمُخاطبُ غيْرهُ فعلى منْ إِذاً أُنْزِل الْكِتابُ و عنْ قوْلِهِ و لوْ أنّ ما فِي الْأرْضِ مِنْ شجرةٍ أقْلامٌ و الْبحْرُ يمُدُّهُ مِنْ بعْدِهِ سبْعةُ أبْحُرٍ ما نفِدتْ كلِماتُ اللّهِ (8)[1-20](31:27) ما هذِهِ الْأبْحُرُ و أيْن هِي و عنْ قوْلِهِ و فِيها ما تشْتهِيهِ الْأنْفُسُ و تلذُّ الْأعْيُنُ (9)[8-15](43:71) فاشْتهتْ نفْسُ آدم ع

أكْل الْبُرِّ فأكل و أطْعم و فِيها ما تشْتهِي الْأنْفُسُ فكيْف عُوقِب و عنْ قوْلِهِ أوْ يُزوِّجُهُمْ ذُكْراناً و إِناثاً10[1-5](42:50) يُزوِّجُ اللّهُ عِبادهُ الذُّكْران و قدْ عاقب قوْماً فعلُوا ذلِك و عنْ شهادةِ الْمرْأةِ جازتْ وحْدها و قدْ قال اللّهُ و أشْهِدُوا ذويْ عدْلٍ مِنْكُمْ (10)[9-13](65:2) و عنِ الْخُنْثى و قوْلِ علِيٍّ ع يُورثُ مِن الْمبالِ فمنْ ينْظُرُ إِذا بال إِليْهِ مع أنّهُ عسى أنْ يكُون اِمْرأةً و قدْ نظر إِليْها الرِّجالُ أوْ عسى أنْ يكُون رجُلاً و قدْ نظرتْ إِليْهِ النِّساءُ و هذا ما لا يحِلُ و شهادةُ الْجارِّ إِلى نفْسِهِ لا تُقْبلُ و عنْ رجُلٍ أتى إِلى قطِيعِ غنمٍ فرأى الرّاعِي ينْزُو على شاةٍ مِنْها فلمّا بصُر بِصاحِبِها خلّى سبِيلها فدخلتْ بيْن الْغنمِ كيْف تُذْبحُ و هلْ يجُوزُ أكْلُها أمْ لا و عنْ صلاةِ الْفجْرِ لِم يُجْهرُ فِيها بِالْقِراءةِ و هِي مِنْ صلاةِ النّهارِ و إِنّما يُجْهرُ فِي صلاةِ اللّيْلِ و عنْ قوْلِ علِيٍّ ع لاِبْنِ جُرْمُوزٍ بشِّرْ قاتِل اِبْنِ صفِيّة بِالنّارِ(11) فلمْ يقْتُلْهُ و هُو إِمامٌ و أخْبِرْنِي عنْ علِيٍّ ع لِم قتل أهْل صِفِّين و أمر بِذلِك مُقْبِلِين و مُدْبِرِين و أجاز على الْجرْحى (12) و كان حُكْمُهُ يوْم الْجملِ أنّهُ لمْ يقْتُلْ مُولِّياً و لمْ يُجِزْ على جرِيحٍ و لمْ يأْمُرْ بِذلِك و قال منْ دخل دارهُ فهُو آمِنٌ و منْ ألْقى سِلاحهُ فهُو آمِنٌ لِم فعل ذلِك فإِنْ كان الْحُكْمُ الْأوّلُ صواباً فالثّانِي خطأٌ و أخْبِرْنِي عنْ رجُلٍ أقرّ بِاللِّواطِ على نفْسِهِ أ يُحدُّ أمْ يُدْرأُ عنْهُ الْحدُّ قال ع اُكْتُبْ إِليْهِ قُلْتُ و ما أكْتُبُ قال ع اُكْتُبْ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)* و أنْت فألْهمك اللّهُ الرُّشْد أتانِي كِتابُك فامْتحنْتنا بِهِ مِنْ تعنُّتِك لِتجِد إِلى الطّعْنِ سبِيلاً إِنْ قصرْنا فِيها و اللّهُ يُكافِيك على نِيّتِك و قدْ شرحْنا مسائِلك فأصْغِ إِليْها سمْعك و ذلِّلْ لها فهْمك و اِشْغلْ بِها قلْبك فقدْ لزِمتْك الْحُجّةُ و السّلامُ سألْت عنْ قوْلِ اللّهِ جلّ و عزّ- قال الّذِي عِنْدهُ عِلْمٌ مِن الْكِتابِ [1-6](27:40) فهُو آصفُ بْنُ برْخِيا و لمْ يعْجِزْسُليْمانُ ع

عنْ معْرِفةِ ما عرف آصفُ لكِنّهُ ص أحبّ أنْ يُعرِّف أُمّتهُ مِن الْجِنِّ و الْإِنْسِ أنّهُ الْحُجّةُ مِنْ بعْدِهِ و ذلِك مِنْ عِلْمِ سُليْمان ع

أوْدعهُ عِنْد آصف بِأمْرِ اللّهِ ففهّمهُ ذلِك لِئلاّ يخْتلِف عليْهِ فِي إِمامتِهِ و دلالتِهِ كما فُهِّم سُليْمانُ ع

فِي حياةِداوُد ع

لِتُعْرف نُبُوّتُهُ و إِمامتُهُ مِنْ بعْدِهِ لِتأكُّدِ الْحُجّةِ على الْخلْقِ و أمّا سُجُودُيعْقُوب ع

و وُلْدِهِ فكان طاعةً لِلّهِ و محبّةًلِيُوسُف ع

كما أنّ السُّجُود مِن الْملائِكةِلآِدم ع

لمْ يكُنْ لآِدم ع

و إِنّما كان ذلِك طاعةً لِلّهِ و محبّةً مِنْهُمْ لآِدم ع

فسُجُودُيعْقُوب ع

و وُلْدِهِ ويُوسُفُ ع

معهُمْ كان شُكْراً لِلّهِ بِاجْتِماعِ شمْلِهِمْ أ لمْ ترهُ يقُولُ فِي شُكْرِهِ ذلِك الْوقْت- ربِّ قدْ آتيْتنِي مِن الْمُلْكِ و علّمْتنِي مِنْ تأْوِيلِ الْأحادِيثِ [1-10](12:101) إِلى آخِرِ الْآيةِ(13) و أمّا قوْلُهُ فإِنْ كُنْت فِي شكٍّ مِمّا أنْزلْنا إِليْك فسْئلِ الّذِين يقْرؤُن الْكِتاب [1-11](10:94) فإِنّ الْمُخاطب بِهِ رسُولُ اللّهِ ص و لمْ يكُنْ فِي شكٍّ مِمّا أُنْزِل إِليْهِ و لكِنْ قالتِ الْجهلةُ كيْف لمْ يبْعثِ اللّهُ نبِيّاً مِن الْملائِكةِ إِذْ لمْ يُفرِّقْ بيْن نبِيِّهِ و بيْننا فِي الاِسْتِغْناءِ عنِ الْمآكِلِ و الْمشارِبِ و الْمشْيِ فِي الْأسْواقِ فأوْحى اللّهُ إِلى نبِيِّهِ - فسْئلِ الّذِين يقْرؤُن الْكِتاب [8-11](10:94) بِمحْضرِ الْجهلةِ هلْ بعث اللّهُ رسُولاً قبْلك إِلاّ و هُو يأْكُلُ الطّعام و يمْشِي فِي الْأسْواقِ [6-11](25:7) و لك بِهِمْ أُسْوةٌ و إِنّما قال فإِنْ كُنْت فِي شكٍ [1-4](10:94) و لمْ يكُنْ شكٌّ و لكِنْ لِلنّصفةِ كما قال تعالوْا ندْعُ أبْناءنا و أبْناءكُمْ و نِساءنا و نِساءكُمْ و أنْفُسنا و أنْفُسكُمْ ثُمّ نبْتهِلْ-فنجْعلْ لعْنت اللّهِ على الْكاذِبِين (14)[11-30](3:61) و لوْ قال عليْكُمْ لمْ يُجِيبُوا إِلى الْمُباهلةِ و قدْ علِم اللّهُ أن نبِيّهُ يُؤدِّي عنْهُ رِسالاتِهِ و ما هُو مِن الْكاذِبِين فكذلِك عرف النّبِيُ أنّهُ صادِقٌ فِيما يقُولُ و لكِنْ أحبّ أنْ يُنْصِف مِنْ نفْسِهِ و أمّا قوْلُهُ و لوْ أنّ ما فِي الْأرْضِ مِنْ شجرةٍ أقْلامٌ و الْبحْرُ يمُدُّهُ مِنْ بعْدِهِ سبْعةُ أبْحُرٍ ما نفِدتْ كلِماتُ اللّهِ [1-20](31:27) فهُو كذلِك لوْ أنّ أشْجار الدُّنْيا أقْلامٌ و الْبحْرُ يمُدُّهُ سبْعةُ أبْحُرٍ و اِنْفجرتِ الْأرْضُ عُيُوناً لنفدتْ قبْل أنْ تنْفد كلِماتُ اللّهِ و هِي عيْنُ الْكِبْرِيتِ و عيْنُ النّمِرِ(15) و عيْنُ الْبرهُوتِ و عيْنُ طبرِيّة و حمّةُ ماسبذان (16) و حمّةُ إِفْرِيقِية يُدْعى لسنان (17) و عيْنُ بحرون 19 و نحْنُ كلِماتُ اللّهِ الّتِي لا تنْفدُ و لا تُدْركُ فضائِلُنا و أمّا الْجنّةُ فإِنّ فِيها مِن الْمآكِلِ و الْمشارِبِ و الْملاهِي ما تشْتهِي الْأنْفُسُ و تلذُّ الْأعْيُنُ [12-15](43:71) و أباح اللّهُ ذلِك كُلّهُ لآِدم ع

و الشّجرةُ الّتِي نهى اللّهُ عنْهاآدم ع

و زوْجتهُ أنْ يأْكُلا مِنْها شجرةُ الْحسدِ عهِد إِليْهِما أنْ لا ينْظُرا إِلى منْ فضّل اللّهُ على خلائِقِهِ بِعيْنِ الْحسدِ فنسِي و نظر بِعيْنِ الْحسدِ و لمْ يجِدْ لهُ عزْماً[12-13](20:115) و أمّا قوْلُهُ أوْ يُزوِّجُهُمْ ذُكْراناً و إِناثاً[1-5](42:50) أيْ يُولدُ لهُ ذُكُورٌ و يُولدُ لهُ إِناثٌ يُقالُ لِكُلِّ اِثْنيْنِ مُقْرِنيْنِ زوْجانِ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما زوْجٌ و معاذ اللّهِ أنْ يكُون عنى الْجلِيلُ ما لبّسْت بِهِ على نفْسِك تطْلُبُ الرُّخص لاِرْتِكابِ الْمآثِمِ- و منْ يفْعلْ ذلِك يلْق أثاماً.`يُضاعفْ لهُ الْعذابُ يوْم الْقِيامةِ و يخْلُدْ فِيهِ مُهاناً20[21-35](25:68-69) إِنْ لمْ يتُبْ و أمّا شهادةُ الْمرْأةِ وحْدها الّتِي جازتْ فهِي الْقابِلةُ جازتْ شهادتُها مع الرِّضا فإِنْ لمْ يكُنْ رِضًا فلا أقلّ مِنِ اِمْرأتيْنِ تقُومُ الْمرْأتانِ بدل الرّجُلِ لِلضّرُورةِ لِأنّ الرّجُل لا يُمْكِنُهُ أنْ يقُوم مقامها فإِنْ كانتْ وحْدها قُبِل قوْلُها مع يمِينِها و أمّا قوْلُ علِيٍّ ع فِي الْخُنْثى فهِي كما قال (18) ينْظُرُ قوْمٌ عُدُولٌ يأْخُذُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ مِرْآةً و تقُومُ الْخُنْثى خلْفهُمْ عُرْيانةً و ينْظُرُون فِي الْمرايا فيروْن الشّبح فيحْكُمُون عليْهِ و أمّا الرّجُلُ النّاظِرُ إِلى الرّاعِي و قدْ نزا على شاةٍ فإِنْ عرفها ذبحها و أحْرقها و إِنْ لمْ يعْرِفْها قسم الْغنم نِصْفيْنِ و ساهم بيْنهُما(19) فإِذا وقع على أحدِ النِّصْفيْنِ فقدْ نجا النِّصْفُ الْآخرُ ثُمّ يُفرِّقُ النِّصْف الْآخر فلا يزالُ كذلِك حتّى تبْقى شاتانِ فيُقْرِعُ بيْنهُما فأيّتُها وقع السّهْمُ بِها ذُبِحتْ و أُحْرِقتْ و نجا سائِرُ الْغنمِ (20) و أمّا صلاةُ الْفجْرِ فالْجهْرُ فِيها بِالْقِراءةِ لِأن النّبِيّ ص كان يُغلِّسُ بِها(21) فقِراءتُها مِن اللّيْلِ و أمّا قوْلُ علِيٍّ ع بشِّرْ قاتِل اِبْنِ صفِيّة بِالنّارِ فهُو لِقوْلِ رسُولِ اللّهِ ص و كان مِمّنْ خرج يوْم النّهْروان فلمْ يقْتُلْهُ أمِيرُ الْمُؤْمِنِين ع بِالْبصْرةِ لِأنّهُ علِم أنّهُ يُقْتلُ فِي فِتْنةِ النّهْروانِ و أمّا قوْلُك إِن علِيّاً ع قتل أهْل الصِّفِّين مُقْبِلِين و مُدْبِرِين و أجاز على جرِيحِهِمْ (22) و إِنّهُ يوْم الْجملِ لمْ يتْبعْ مُولِّياً و لمْ يُجِزْ على جرِيحٍ و منْ ألْقى سِلاحهُ آمنهُ و منْ دخل دارهُ آمنهُ فإِن أهْل الْجملِ قُتِل إِمامُهُمْ و لمْ تكُنْ لهُمْ فِئةٌ يرْجِعُون إِليْها و إِنّما رجع الْقوْمُ إِلى منازِلِهِمْ غيْر مُحارِبِين و لا مُخالِفِين و لا مُنابِذِين (23) رضُوا بِالْكفِّ عنْهُمْ فكان الْحُكْمُ فِيهِمْ رفْع السّيْفِ عنْهُمْ و الْكفّ عنْ أذاهُمْ إِذْ لمْ يطْلُبُوا عليْهِ أعْواناً و أهْلُ صِفِّين كانُوا يرْجِعُون إِلى فِئةٍ مُسْتعِدّةٍ و إِمامٍ (24) يجْمعُ لهُمُ السِّلاح الدُّرُوع و الرِّماح و السُّيُوف و يُسْنِي لهُمُ الْعطاء(25) يُهيِّئُ لهُمُ الْأنْزال و يعُودُ مرِيضهُمْ و يجْبُرُ كسِيرهُمْ (26) و يُداوِي جرِيحهُمْ و يحْمِلُ راجِلهُمْ و يكْسُو حاسِرهُمْ 30 و يرُدُّهُمْ فيرْجِعُون إِلى مُحاربتِهِمْ و قِتالِهِمْ (27) فلمْ يُساوِ بيْن الْفرِيقيْنِ فِي الْحُكْمِ لِما عرف مِن الْحُكْمِ فِي قِتالِ أهْلِ التّوْحِيدِ(28) لكِنّهُ شرح ذلِك لهُمْ فمنْ رغِب عُرِض على السّيْفِ أوْ يتُوب مِنْ ذلِك و أمّا الرّجُلُ الّذِي اِعْترف بِاللِّواطِ فإِنّهُ لمْ تقُمْ عليْهِ بيِّنةٌ و إِنّما تطوّع بِالْإِقْرارِ مِنْ نفْسِهِ و إِذا كان لِلْإِمامِ الّذِي مِن اللّهِ أنْ يُعاقِب عنِ اللّهِ كان لهُ أنْ يمُنّ عنِ اللّهِ أ ما سمِعْت قوْل اللّهِ هذا عطاؤُنا[1-2](38:39) الْآية(29) قدْ أنْبأْناك بِجمِيعِ ما سألْتنا عنْهُ فاعْلمْ ذلِك .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع لِبعْضِ موالِيهِعاتِبْ فُلاناً و قُلْ لهُ إِنّ اللّه إِذا أراد بِعبْدٍ خيْراً إِذا عُوتِب قبِل.

و كان الْمُتوكِّلُ نذر أنْ يتصدّق بِمالٍ كثِيرٍ إِنْ عافاهُ اللّهُ مِنْ عِلّتِهِ فلمّا عُوفِي سأل الْعُلماء عنْ حدِّ الْمالِ الْكثِيرِ فاخْتلفُوا و لمْ يُصِيبُوا الْمعْنى فسأل أبا الْحسنِ ع عنْ ذلِك فقال ع يتصدّقُ بِثمانِين دِرْهماً فسأل عنْ عِلّةِ ذلِك فقال إِنّ اللّه قال لِنبِيِّهِ ص - لقدْ نصركُمُ اللّهُ فِي مواطِن كثِيرةٍ(30)[1-6](9:25) فعددْنا مواطِن رسُولِ اللّهِ ص فبلغتْ ثمانِين موْطِناً و سمّاها اللّهُ كثِيرةً فسُرّ الْمُتوكِّلُ بِذلِك و صدق تصدّق بِثمانِين دِرْهماً .

و قال ع إِنّ لِلّهِ بِقاعاً يُحِبُّ أنْ يُدْعى فِيها فيسْتجِيب لِمنْ دعاهُ و الْحيْرُ مِنْها(31).

و قال ع منِ اِتّقى اللّه يُتّقى و منْ أطاع اللّه يُطاعُ و منْ أطاع الْخالِق لمْ يُبالِ سخط الْمخْلُوقِين و منْ أسْخط الْخالِق فلْييْقنْ أنْ يحُلّ بِهِ سخطُ الْمخْلُوقِين.

و قال ع إِنّ اللّه لا يُوصفُ إِلاّ بِما وصف بِهِ نفْسهُ و أنّى يُوصفُ الّذِي تعْجِزُ الْحواسُّ أنْ تُدْرِكهُ و الْأوْهامُ أنْ تنالهُ و الْخطراتُ أنْ تحُدّهُ و الْأبْصارُ عنِ الْإِحاطةِ بِهِ نأى فِي قُرْبِهِ و قرُب فِي نأْيِهِ كيّف الْكيْف بِغيْرِ أنْ يُقال كيْف و أيّن الْأيْن بِلا أنْ يُقال أيْن هُو مُنْقطِعُ الْكيْفِيّةِ و الْأيْنِيّةِ الْواحِدُ الْأحدُ جلّ جلالُهُ و تقدّستْ أسْماؤُهُ.

و قال الْحسنُ بْنُ مسْعُودٍ36دخلْتُ على أبِي الْحسنِ علِيِّ بْنِ مُحمّدٍ ع و قدْ نُكِبتْ إِصْبعِي (32) و تلقّانِي راكِبٌ و صدم كتِفِي و دخلْتُ فِي زحْمةٍ(33) فخرقُوا عليّ بعْض ثِيابِي فقُلْتُ كفانِي اللّهُ شرّك مِنْ يوْمٍ فما أيْشمك (34) فقال ع لِي ياحسنُ هذا و أنْت تغْشانا(35) ترْمِي بِذنْبِك منْ لا ذنْب لهُ قال الْحسنُ فأثاب إِليّ عقْلِي و تبيّنْتُ خطئِي فقُلْتُ يا موْلاي أسْتغْفِرُ اللّه فقال ياحُسْنُ ما ذنْبُ الْأيّامِ حتّى صِرْتُمْ تتشأّمُون بِها إِذا جُوزِيتُمْ بِأعْمالِكُمْ فِيها قال الْحسنُ أنا أسْتغْفِرُ اللّه أبداً و هِي توْبتِي يا اِبْن رسُولِ اللّهِ قال ع و اللّهِ ما ينْفعُكُمْ و لكِنّ اللّه يُعاقِبُكُمْ بِذمِّها على ما لا ذمّ عليْها فِيهِ أ ماعلِمْت ياحسنُ أنّ اللّه هُو الْمُثِيبُ و الْمُعاقِبُ و الْمُجازِي بِالْأعْمالِ عاجِلاً و آجِلاً قُلْتُ بلى يا موْلاي قال ع لا تعُدْ و لا تجْعلْ لِلْأيّامِ صُنْعاً فِي حُكْمِ اللّهِ قال الْحسنُ بلى يا موْلاي .

و قال ع منْ أمِن مكْر اللّهِ و ألِيم أخْذِهِ تكبّر حتّى يحُلّ بِهِ قضاؤُهُ و نافِذُ أمْرِهِ و منْ كان على بيِّنةٍ مِنْ ربِّهِ هانتْ عليْهِ مصائِبُ الدُّنْيا و لوْ قُرِّض و نُشِر.

,8-و قال داوُدُ الصّرْمِيُ (36)أمرنِي سيِّدِي بِحوائِج كثِيرةٍ فقال ع لِي قُلْ كيْف تقُولُ فلمْ أحْفظْ مِثْل ما قال لِي فمدّ الدّواة و كتب بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)* أذْكُرُهُ إِنْ شاء اللّهُ و الْأمْرُ بِيدِ اللّهِ فتبسّمْتُ فقال ع ما لك قُلْتُ خيْرٌ فقال أخْبِرْنِي قُلْتُ جُعِلْتُ فِداك ذكرْتُ حدِيثاً حدّثنِي بِهِ رجُلٌ مِنْ أصْحابِنا عنْ جدِّك الرِّضا ع إِذا أمر بِحاجةٍ كتب بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)* أذْكُرُ إِنْ شاء اللّهُ فتبسّمْتُ فقال ع لِي ياداوُدُو لوْ قُلْتُ إِنّ تارِك التّقِيّةِ كتارِكِ الصّلاةِ لكُنْتُ صادِقاً .

و قال ع يوْماً إِنّ أكْل الْبِطِّيخِ يُورِثُ الْجُذام فقِيل لهُ أ ليْس قدْ أمِن الْمُؤْمِنُ إِذا أتى عليْهِ أرْبعُون سنةً مِن الْجُنُونِ و الْجُذامِ و الْبرصِ قال ع نعمْ و لكِنْ إِذا خالف الْمُؤْمِنُ ما أُمِر بِهِ مِمّنْ آمنهُ لمْ يأْمنْ أنْ تُصِيبهُ عُقُوبةُ الْخِلافِ .

و قال ع الشّاكِرُ أسْعدُ بِالشُّكْرِ مِنْهُ بِالنِّعْمةِ الّتِي أوْجبتِ الشُّكْر لِأنّ النِّعم متاعٌ و الشُّكْر نِعمٌ و عُقْبى.

و قال ع إِنّ اللّه جعل الدُّنْيا دار بلْوى و الْآخِرة دار عُقْبى و جعل بلْوى الدُّنْيا لِثوابِ الْآخِرةِ سبباً و ثواب الْآخِرةِ مِنْ بلْوى الدُّنْيا عِوضاً.

و قال ع إِنّ الظّالِم الْحالِم يكادُ أنْ يُعْفى على ظُلْمِهِ بِحِلْمِهِ و إِنّ الْمُحِقّ السّفِيه يكادُ أنْ يُطْفِئ نُور حقِّهِ بِسفهِهِ.

و قال ع منْ جمع لك وُدّهُ و رأْيهُ فاجْمعْ لهُ طاعتك.

و قال ع منْ هانتْ عليْهِ نفْسُهُ فلا تأْمنْ شرّهُ.

و قال ع الدُّنْيا سُوقٌ ربِح فِيها قوْمٌ و خسِر آخرُون.

.


1- ..سورة العنكبوت آية 1.
2- ..سورة ص آية 33.
3- ..سورة طه آية 87.
4- ..سورة الأعراف آية 154.
5- ..سورة المائدة آية 48.و الانعام من 165.
6- ..سورة آل عمران آية 152.
7- ..سورة القلم آية 17.
8- .سورة الملك آية 2.
9- ..سورة البقرة آية 123.
10- ..سورة المؤمنون آية 110.
11- ..سورة الأنعام آية 28.
12- ..سورة طه آية 134.
13- ..سورة الإسراء آية 16.
14- ..سورة النساء آية 163.
15- ..سورة فصلت آية 17.
16- ..سورة آل عمران آية 7.
17- ..سورة الزمر آية 19.
18- ..في بعض النسخ [قلت:لا،قال و لم قلت لم أعرفها].
19- ..سورة النمل آية 40.
20- ..هو آصف بن برخيا.
21- ..سورة يوسف آية 100.
22- ..سورة يونس آية 94.
23- ..سورة لقمان آية 26.
24- ..سورة الزخرف آية 71.
25- ..سورة الشورى آية 49.
26- ..سورة الطلاق آية 2.
27- ..أجاز على الجريح:أجهز عليه أي شد عليه و اتم قتله.
28- ..سورة يوسف آية 102.
29- ..سورة آل عمران آية 60.
30- ..و في المناقب [و عين اليمن ].
31- ..في المناقب [ماسيدان تدعى لسان ].
32- ..في المناقب [و عين باحوران ].
33- ..سورة الفرقان آية 68 و 69.
34- ..في المناقب [فهو كما قال:يرث من المبال ].
35- ..و ساهم بينهما أي قارع بينهما.
36- ..زاد في المناقب [و سهم الامام سهم اللّه لا يخيب ].

ص: 477

. .

ص: 478

. .

ص: 479

. .

ص: 480

. .

ص: 481

. .

ص: 482

. .

ص: 483

. .

ص: 484

و روي عن الإمام الخالص الهادي أبي محمد الحسن بن علي ع في طوال هذه المعاني

كتابه ع إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري .يغلس بها أي يصلى بالغلس و هو بالتحريك:ظلمة آخر الليل.

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1)*

و روي عن الإمام الخالص الهادي أبي محمد الحسن بن علي ع في طوال هذه المعانيكتابه ع إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري (1)-سترنا اللّهُ و إِيّاك بِستْرِهِ و تولاّك فِي جمِيعِ أُمُورِك بِصُنْعِهِ فهِمْتُ كِتابك يرْحمُك اللّهُ و نحْنُ بِحمْدِ اللّهِ و نِعْمتِهِ أهْلُ بيْتٍ نرِقُّ على أوْلِيائِنا و نسُرُّ بِتتابُعِ إِحْسانِ اللّهِ إِليْهِمْ و فضْلِهِ لديْهِمْ و نعْتدُّ بِكُلِّ نِعْمةٍ يُنْعِمُها اللّهُ تبارك و تعالى عليْهِمْ فأتمّ اللّهُ عليْك يا إِسْحاقُ و على منْ كان مِثْلك مِمّنْ قدْ رحِمهُ اللّهُ و بصّرهُ بصِيرتك نِعْمتهُ و قدّر تمام نِعْمتِهِ دُخُول الْجنّةِ و ليْس مِنْ نِعْمةٍ و إِنْ جلّ أمْرُها و عظُم خطرُها إِلاّ و الْحمْدُ لِلّهِ تقدّستْ أسْماؤُهُ عليْها مُؤدٍّ شُكْرها و أنا أقُولُ (2) الْحمْدُ لِلّهِ أفْضل ما حمِدهُ حامِدُهُ إِلى أبدِ الْأبدِ بِما منّ اللّهُ عليْك مِنْ رحْمتِهِ و نجّاك مِن الْهلكةِ و سهّل سبِيلك على الْعقبةِ و ايْمُ اللّهِ إِنّها(3) لعقبةٌ كئُودٌ شدِيدٌ أمْرُها صعْبٌ مسْلكُها عظِيمٌ بلاؤُها قدِيمٌ فِي الزُّبُرِ الْأُولى ذِكْرُها و لقدْ كانتْ مِنْكُمْ فِي أيّامِ الْماضِي ع إِلى أنْ مضى لِسبِيلِهِ و فِي أيّامِي هذِهِ أُمُورٌ كُنْتُمْ فِيها عِنْدِي غيْر محْمُودِي الرّأْيِ و لا مُسدّدِي التّوْفِيقِ فاعْلمْ يقِيناً يا إِسْحاقُ أنّهُ منْ خرج مِنْ هذِهِ الدُّنْيا أعْمى- فهُو فِي الْآخِرةِ أعْمى و أضلُّ سبِيلاً(4)[7-13](17:72) يا إِسْحاقُ ليْس تعْمى الْأبْصارُ- و لكِنْ تعْمى الْقُلُوبُ الّتِي فِي الصُّدُورِ[19-25](22:46) و ذلِك قوْلُ اللّهِ فِي مُحْكمِ كِتابِهِ حِكايةً عنِ الظّالِمِ إِذْ يقُولُ- ربِّ لِم حشرْتنِي أعْمى و قدْ كُنْتُ بصِيراً.`قال كذلِك أتتْك آياتُنا فنسِيتها و كذلِك الْيوْم تُنْسى 5[2-18](20:125-126) و أيُّ آيةٍ أعْظمُ مِنْ حُجّةِ اللّهِ على خلْقِهِ و أمِينِهِ فِي بِلادِهِ و شهِيدِهِ على عِبادِهِ مِنْ بعْدِ منْ سلف مِنْ آبائِهِ الْأوّلِين النّبِيِّين و آبائِهِ الْآخِرِين الْوصِيِّين عليْهِمْ أجْمعِين السّلامُ و رحْمةُ اللّهِ و بركاتُهُ فأيْن يُتاهُ بِكُمْ (5) و أيْن تذْهبُون كالْأنْعامِ على وُجُوهِكُمْ عنِ الْحقِّ تصْدِفُون و بِالْباطِلِ تُؤْمِنُون و بِنِعْمةِ اللّهِ تكْفُرُون أوْ تكُونُون مِمّنْ يُؤْمِنُ بِبعْضِ الْكِتابِ و يكْفُرُ بِبعْضِ- فما جزاءُ منْ يفْعلُ ذلِك مِنْكُمْ [34-39](2:85) و مِنْ غيْرِكُمْ- إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحياةِ الدُّنْيا[40-44](2:85) و طُولُ عذابٍ فِي الْآخِرةِ الْباقِيةِ و ذلِك و اللّهِ الْخِزْيُ الْعظِيمُ إِنّ اللّه بِمنِّهِ و رحْمتِهِ لمّا فرض عليْكُمُ الْفرائِض لمْ يفْرِضْ ذلِك عليْكُمْ لِحاجةٍ مِنْهُ إِليْكُمْ بلْ بِرحْمةٍ مِنْهُ لا إِله إِلاّ هُو عليْكُمْ لِيمِيز الْخبِيث مِن الطّيِّبِ [3-5](8:37) و لِيبْتلِي ما فِي صُدُورِكُمْ و لِيُمحِّص ما فِي قُلُوبِكُمْ [67-74](3:154) لِتُسابِقُوا إِلى رحْمةِ اللّهِ و لِتتفاضل منازِلُكُمْ فِي جنّتِهِ ففرض عليْكُمُ الْحجّ و الْعُمْرة و إِقام الصّلاةِ و إِيتاء الزّكاةِ و الصّوْم و الْولاية و جعل لكُمْ باباً تسْتفْتِحُون بِهِ أبْواب الْفرائِضِ و مِفْتاحاً إِلى سبِيلِهِ لوْ لا مُحمّدٌ ص و الْأوْصِياءُ مِنْ وُلْدِهِ لكُنْتُمْ حيارى (6) كالْبهائِمِ لا تعْرِفُون فرْضاً مِن الْفرائِضِ و هلْ تُدْخلُ مدِينةٌ8 إِلاّ مِنْ بابِها فلمّا منّ عليْكُمْ بِإِقامةِ الْأوْلِياءِ بعْد نبِيِّكُمْ قال اللّهُ فِي كِتابِهِ الْيوْم أكْملْتُ لكُمْ دِينكُمْ و أتْممْتُ عليْكُمْ نِعْمتِي و رضِيتُ لكُمُ الْإِسْلام دِيناً9[51-63](5:3) ففرض عليْكُمْ لِأوْلِيائِهِ حُقُوقاً أمركُمْ بِأدائِها لِيحِلّ لكُمْ ما وراء ظُهُورِكُمْ مِنْ أزْواجِكُمْ و أمْوالِكُمْ و مآكِلِكُمْ و مشارِبِكُمْ قال اللّهُ قُلْ لا أسْئلُكُمْ عليْهِ أجْراً إِلاّ الْمودّة فِي الْقُرْبى (7)[11-19](42:23) و اِعْلمُوا أن منْ يبْخلْ فإِنّما يبْخلُ عنْ نفْسِهِ و اللّهُ الْغنِيُّ و أنْتُمُ الْفُقراءُ[13-24](47:38) لا إِله إِلاّ هُو و لقدْ طالتِ الْمُخاطبةُ فِيما هُو لكُمْ و عليْكُمْ و لوْ لا ما يُحِبُ اللّهُ مِنْ تمامِ النِّعْمةِ مِن اللّهِ عليْكُمْ لما رأيْتُمْ لِي خطّاً و لا سمِعْتُمْ مِنِّي حرْفاً مِنْ بعْدِ مُضِيِّ الْماضِي ع و أنْتُمْ فِي غفْلةٍ مِمّا إِليْهِ معادُكُمْ (8) و مِنْ بعْدِ إِقامتِي لكُمْ إِبْراهِيم بْن عبْدة(9) و كِتابِي الّذِي حملهُ إِليْكُمْ مُحمّدُ بْنُ مُوسى النّيْسابُورِيُ و اللّهُ الْمُسْتعانُ [15-17](12:18) على كُلِّ حالٍ و إِيّاكُمْ أنْ تُفرِّطُوا فِي جنْبِ اللّهِ [9-11](39:56) فتكُونُوا مِن الْخاسِرِين فبُعْداً و سُحْقاً لِمنْ رغِب عنْ طاعةِ اللّهِ و لمْ يقْبلْ مواعِظ أوْلِيائِهِ فقدْ أمركُمُ اللّهُ بِطاعتِهِ و طاعةِ رسُولِهِ و طاعةِ أُولِي الْأمْرِ رحِم اللّهُ ضعْفكُمْ و غفْلتكُمْ و صبّركُمْ على أمْرِكُمْ فما أغرّ الْإِنْسان بِربِّهِ الْكرِيمِ و لوْ فهِمتِ الصُّمُّ الصِّلابُ بعْض ما هُو فِي هذا الْكِتابِ لتصدّعتْ 13 قلقاً و خوْفاً مِنْ خشْيةِ اللّهِ و رُجُوعاً إِلى طاعةِ اللّهِ اِعْملُوا ما شِئْتُمْ- فسيرى اللّهُ عملكُمْ و رسُولُهُ و الْمُؤْمِنُون و ستُردُّون إِلى عالِمِ الْغيْبِ و الشّهادةِ فيُنبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تعْملُون (10)[4-21](9:105) - و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و صلّى اللّهُ على مُحمّدٍ و آلِهِ أجْمعِين .

و روي عنه ع في قصار هذه المعانيقال ع لا تُمارِ فيذْهب بهاؤُك و لا تُمازِحْ فيُجْترأ عليْك.

و قال ع منْ رضِي بِدُونِ الشّرفِ مِن الْمجْلِسِ لمْ يزلِ اللّهُ و ملائِكتُهُ يُصلُّون عليْهِ حتّى يقُوم.

-و كتب ع إِلى رجُلٍ سألهُ دلِيلاً منْ سأل آيةً أوْ بُرْهاناً فأُعْطِي ما سأل ثُمّ رجع عمّنْ طلب مِنْهُ الْآية عُذِّب ضِعْف الْعذابِ و منْ صبر أُعْطِي التّأْيِيد مِن اللّهِ و النّاسُ مجْبُولُون على حِيلةِ إِيثارِ الْكُتُبِ الْمُنشّرةِ نسْألُ اللّه السّداد فإِنّما هُو التّسْلِيمُ أوِ الْعطبُ 15 و لِلّهِ عاقِبةُ الْأُمُورِ[18-21](22:41) .

-و كتب إِليْهِ بعْضُ شِيعتِهِ يُعرِّفُهُ اِخْتِلاف الشِّيعةِ فكتب ع إِنّما خاطب اللّهُ الْعاقِل و النّاسُ فِيّ على طبقاتٍ الْمُسْتبْصِرُ على سبِيلِ نجاةٍ مُتمسِّكٌ بِالْحقِّ مُتعلِّقٌ بِفرْعِ الْأصْلِ غيْرُ شاكٍّ و لا مُرْتابٍ لا يجِدُ عنِّي ملْجأً و طبقةٌ لمْ تأْخُذِ الْحقّ مِنْ أهْلِهِ فهُمْ كراكِبِ الْبحْرِ يمُوجُ عِنْد موْجِهِ و يسْكُنُ عِنْد سُكُونِهِ و طبقةٌ اِسْتحْوذ عليْهِمُ {Cالشّيْطانُ C}[1-3](58:19) شأْنُهُمُ الرّدُّ على أهْلِ الْحقِّ و دفْعُ الْحقِّ بِالْباطِلِ حسداً مِنْ عِنْدِ أنْفُسِهِمْ [12-15](2:109) فدعْ منْ ذهب يمِيناً و شِمالاً فإِنّ الرّاعِي إِذا أراد أنْ يجْمع غنمهُ جمعها بِأهْونِ سعْيٍ و إِيّاك و الْإِذاعة و طلب الرِّئاسةِ فإِنّهُما يدْعُوانِ إِلى الْهلكةِ .

و قال ع مِن الذُّنُوبِ الّتِي لا تُغْفرُ ليْتنِي لا أُؤاخذُ إِلاّ بِهذا(11) ثُمّ قال ع الْإِشْراكُ فِي النّاسِ أخْفى مِنْ دبِيبِ النّمْلِ على الْمِسْحِ الْأسْودِ فِي اللّيْلةِ الْمُظْلِمةِ(12).

و قال ع بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ [1-4](1:1) أقْربُ إِلى اِسْمِ اللّهِ الْأعْظمِ مِنْ سوادِ الْعيْنِ إِلى بياضِها.

-و خرج فِي بعْضِ توْقِيعاتِهِ ع عِنْد اِخْتِلافِ قوْمٍ مِنْ شِيعتِهِ فِي أمْرِهِ ما مُنِي أحدٌ مِنْ آبائِي بِمِثْلِ ما مُنِيتُ بِهِ مِنْ شكِّ هذِهِ الْعِصابةِ فِيّ فإِنْ كان هذا الْأمْرُ أمْراً اِعْتقدْتُمُوهُ و دِنْتُمْ بِهِ إِلى وقْتٍ ثُمّ ينْقطِعُ فلِلشّكِّ موْضِعٌ و إِنْ كان مُتّصِلاً ما اِتّصلتْ أُمُورُ اللّهِ فما معْنى هذا الشّكِ .

و قال ع حُبُّ الْأبْرارِ لِلْأبْرارِ ثوابٌ لِلْأبْرارِ و حُبُّ الْفُجّارِ لِلْأبْرارِ فضِيلةٌ لِلْأبْرارِ و بُغْضُ الْفُجّارِ لِلْأبْرارِ زيْنٌ لِلْأبْرارِ و بُغْضُ الْأبْرارِ لِلْفُجّارِ خِزْيٌ على الْفُجّارِ.

و قال ع مِن التّواضُعِ السّلامُ على كُلِّ منْ تمُرُّ بِهِ و الْجُلُوسُ دُون شرفِ الْمجْلِسِ.

و قال ع مِن الْجهْلِ الضّحِكُ مِنْ غيْرِ عجبٍ.

و قال ع مِن الْفواقِرِ الّتِي تقْصِمُ الظّهْر18 جارٌ إِنْ رأى حسنةً أطْفأها و إِنْ رأى سيِّئةً أفْشاها.

11,14-و قال ع لِشِيعتِهِ أُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ و الْورعِ فِي دِينِكُمْ و الاِجْتِهادِ لِلّهِ و صِدْقِ الْحدِيثِ و أداءِ الْأمانةِ إِلى منِ اِئْتمنكُمْ مِنْ برٍّ أوْ فاجِرٍ و طُولِ السُّجُودِ و حُسْنِ الْجِوارِ فبِهذا جاء مُحمّدٌ ص صلُّوا فِي عشائِرِهِمْ و اِشْهدُوا جنائِزهُمْ و عُودُوا مرْضاهُمْ و أدُّوا حُقُوقهُمْ 19 فإِنّ الرّجُل مِنْكُمْ إِذا ورِع فِي دِينِهِ و صدق فِي حدِيثِهِ و أدّى الْأمانة-و حسّن خُلُقهُ مع النّاسِ قِيل هذا شِيعِيٌ فيسُرُّنِي ذلِك اِتّقُوا اللّه و كُونُوا زيْناً و لا تكُونُوا شيْناً جُرُّوا إِليْنا كُلّ مودّةٍ و اِدْفعُوا عنّا كُلّ قبِيحٍ فإِنّهُ ما قِيل فِينا مِنْ حُسْنٍ فنحْنُ أهْلُهُ و ما قِيل فِينا مِنْ سُوءٍ فما نحْنُ كذلِك لنا حقٌّ فِي كِتابِ اللّهِ و قرابةٌ مِنْ رسُولِ اللّهِ و تطْهِيرٌ مِن اللّهِ لا يدّعِيهِ أحدٌ غيْرُنا إِلاّ كذّابٌ أكْثِرُوا ذِكْر اللّهِ و ذِكْر الْموْتِ و تِلاوة الْقُرْآنِ و الصّلاة على النّبِيِّ ص فإِنّ الصّلاة على رسُولِ اللّهِ عشْرُ حسناتٍ اِحْفظُوا ما وصّيْتُكُمْ بِهِ و أسْتوْدِعُكُمُ اللّه و أقْرأُ عليْكُمُ السّلام .

و قال ع ليْستِ الْعِبادةُ كثْرة الصِّيامِ و الصّلاةِ و إِنّما الْعِبادةُ كثْرةُ التّفكُّرِ فِي أمْرِ اللّهِ.

و قال ع بِئْس الْعبْدُ عبْدٌ يكُونُ ذا وجْهيْنِ و ذا لِسانيْنِ يُطْرِي أخاهُ شاهِداً(13) و يأْكُلُهُ غائِباً إِنْ أُعْطِي حسدهُ و إِنِ اُبْتُلِي خذلهُ (14).

و قال ع الْغضبُ مِفْتاحُ كُلِّ شرٍّ.

و قال ع لِشِيعتِهِ فِي سنةِ سِتِّين و مِائتيْنِ أمرْناكُمْ بِالتّختُّمِ فِي الْيمِينِ و نحْنُ بيْن ظهْرانيْكُمْ (15) و الْآن نأْمُرُكُمْ بِالتّختُّمِ فِي الشِّمالِ لِغيْبتِنا عنْكُمْ إِلى أنْ يُظْهِر اللّهُ أمْرنا و أمْركُمْ فإِنّهُ مِنْ أدلِّ دلِيلٍ عليْكُمْ فِي ولايتِنا أهْل الْبيْتِ فخلعُوا خواتِيمهُمْ مِنْ أيْمانِهِمْ بيْن يديْهِ و لبِسُوها فِي شمائِلِهِمْ (16) و قال ع لهُمْ حدِّثُوا بِهذا شِيعتنا .

و قال ع أقلُّ النّاسِ راحةً الْحقُودُ(17).

.


1- ..يغلس بها أي يصلى بالغلس و هو بالتحريك:ظلمة آخر الليل.
2- ..أي أجهز عليهم.
3- ..في المناقب [غير محاربين و لا محتالين و لا متجسسين و لا مبارزين ].
4- ..في المناقب [و امام منتصب ].
5- ..الكسير بمعنى المكسور و يجبر الكسير أي يصلحه.
6- ..الحاسر:العارى و المراد الذي كان بلا درع و ثوب.
7- ..سورة ص آية 38.و بقية الآية «فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغيْرِ حِسابٍ»[3-7](38:39)
8- ..سورة التوبة آية 25.
9- ..الحير-بالفتح-:مخفف حائر و المراد انّ الحائر الحسيني عليه السلام من هذه البقاع.
10- ..نكبت اصبعى:خدشت و اصابته خدشة.
11- ..كذا.و الظاهر[فما أشأمك ].
12- ..غشا يغشو-فلانا-:اتاه.و غشى يغشى-المكان-:اتاه.
13- ..في بعض النسخ [فأنا أقول ].
14- ..في بعض النسخ [و إنها أيم اللّه ].
15- ..في بعض النسخ [يا ابن إسماعيل ].
16- ..سورة طه آية 126.
17- ..تاه يتيه:ضل و ذهب متحيرا.

ص: 485

. .

ص: 486

. .

ص: 487

. .

ص: 488

. .

ص: 489

و قال ع أوْرعُ النّاسِ منْ وقف عِنْد الشُّبْهةِ أعْبدُ النّاسِ منْ أقام على الْفرائِضِ أزْهدُ النّاسِ منْ ترك الْحرام أشدُّ النّاسِ اِجْتِهاداً منْ ترك الذُّنُوب.

و قال ع إِنّكُمْ فِي آجالٍ منْقُوصةٍ و أيّامٍ معْدُودةٍ و الْموْتُ يأْتِي بغْتةً منْ يزْرعْ خيْراً يحْصُدْ غِبْطةً و منْ يزْرعْ شرّاً يحْصُدْ ندامةً لِكُلِّ زارِعٍ ما زرع لا يُسْبقُ بطِي ءٌ بِحظِّهِ و لا يُدْرِكُ حرِيصٌ ما لمْ يُقدّرْ لهُ منْ أُعْطِي خيْراً فاللّهُ أعْطاهُ و منْ وُقِي شرّاً فاللّهُ وقاهُ.

و قال ع الْمُؤْمِنُ بركةٌ على الْمُؤْمِنِ و حُجّةٌ على الْكافِرِ .

و قال ع قلْبُ الْأحْمقِ فِي فمِهِ و فمُ الْحكِيمِ فِي قلْبِهِ.

و قال ع لا يشْغلْك رِزْقٌ مضْمُونٌ عنْ عملٍ مفْرُوضٍ.

و قال ع منْ تعدّى فِي طهُورِهِ كان كناقِضِهِ.

و قال ع ما ترك الْحقّ عزِيزٌ إِلاّ ذلّ و لا أخذ بِهِ ذلِيلٌ إِلاّ عزّ.

و قال ع صدِيقُ الْجاهِلِ تعِبٌ.

و قال ع خصْلتانِ ليْس فوْقهُما شيْ ءٌ الْإِيمانُ بِاللّهِ و نفْعُ الْإِخْوانِ.

و قال ع جُرْأةُ الْولدِ على والِدِهِ فِي صِغرِهِ تدْعُو إِلى الْعُقُوقِ فِي كِبرِهِ.

و قال ع ليْس مِن الْأدبِ إِظْهارُ الْفرحِ عِنْد الْمحْزُونِ.

و قال ع خيْرٌ مِن الْحياةِ ما إِذا فقدْتهُ أبْغضْت الْحياة و شرٌّ مِن الْموْتِ ما إِذا نزل بِك أحْببْت الْموْت.

و قال ع رِياضةُ الْجاهِلِ و ردُّ الْمُعْتادِ عنْ عادتِهِ كالْمُعْجِزِ.

و قال ع التّواضُعُ نِعْمةٌ لا يُحْسدُ عليْها.

و قال ع لا تُكْرِمِ الرّجُل بِما يشُقُّ عليْهِ.

و قال ع منْ وعظ أخاهُ سِرّاً فقدْ زانهُ و منْ وعظهُ علانِيةً فقدْ شانهُ.

و قال ع ما مِنْ بلِيّةٍ إِلاّ و لِلّهِ فِيها نِعْمةٌ تُحِيطُ بِها.

و قال ع ما أقْبح بِالْمُؤْمِنِ أنْ تكُون لهُ رغْبةٌ تُذِلُّهُ.

تم ما انتهى إلينا من أخبار النبي و الأئمة الطاهرين ع في المعاني

.

ص: 490

مناجاة الله عز و جل لموسى بن عمران ع .الحيارى-بالفتح و الضم-:جمع حيران.

مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى ابن مريم ص .زاد في الروضة[يا موسى الموت يأتيك لا محالة فتزود زاد من هو على ما يتزود].

مواعظالمسيح ع في الإنجيل و غيره و من حكمه

وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة

التي ذكرناها و الآثار التي اشترطناها و لم نذكر شيئا من توقيعات صاحب زماننا و الحجة في عصرنا على تواترها في الشيعة المستبصرين و استفاضتها فيهم لأنه لم يصل إلينا ما اقتضاه كتابنا و ضاهاه تأليفنا و الاعتقاد فيه مثله فيمن سلف من آبائه الماضين الأئمة الراشدين عليهم السلام أجمعين و أتبعت ذلك بما جانسه و شاكله لتزاد الفوائد و تتضاعف المواعظ و الله ولي التوفيق و هو حسبنا و نِعْم الْوكِيلُ [17-19](3:173)

مناجاة الله عز و جل لموسى بن عمران ع (1)

يامُوسى

لا تُطِلْ فِي الدُّنْيا أملك فيقْسُو قلْبُك (2) و قاسِي الْقلْبِ مِنِّي بعِيدٌ(3) أمِتْ قلْبك بِالْخشْيةِ و كُنْ خلق الثِّيابِ جدِيد الْقلْبِ تُخْفى على أهْلِ الْأرْضِ و تُعْرفُ بيْن أهْلِ السّماءِ و صِحْ إِليّ مِنْ كثْرةِ الذُّنُوبِ صِياح الْهارِبِ مِنْ عدُوِّهِ و اِسْتعِنْ بِي على ذلِك فإِنِّي نِعْم الْمُسْتعانُ (4) يامُوسى

إِنِّي أنا فوْق الْعِبادِ و الْعِبادُ دُونِي و كُلٌّ لِي داخِرُون فاتّهِمْ نفْسك على نفْسِك و لا تأْتمِنْ ولدك على دِينِك إِلاّ أنْ يكُون ولدُك مِثْلك يُحِبُّ الصّالِحِين يامُوسى

اِغْسِلْ و اِغْتسِلْ و اِقْترِبْ مِنْ عِبادِي الصّالِحِين يامُوسى

كُنْ إِمامهُمْ فِي صلاتِهِمْ و فِيما يتشاجرُون و اُحْكُمْ بيْنهُمْ بِالْحقِّ بِما أنْزلْتُ عليْك فقدْ أنْزلْتُهُ حُكْماً بيِّناً و بُرْهاناً نيِّراً و نُوراً ينْطِقُ بِما فِي الْأوّلِين و بِما هُو كائِنٌ فِي الْآخِرِين يامُوسى

أُوصِيك وصِيّة الشّفِيقِ الْمُشْفِقِ بِابْنِ الْبتُولِ عِيسى اِبْنِ مرْيم

صاحِبِ الْأتانِ (5) و الْبُرْنُسِ و الزّيْتِ و الزّيْتُونِ و الْمِحْرابِ و مِنْ بعْدِهِ بِصاحِبِ الْجملِ الْأحْمرِ-الطّيِّبِ الطّاهِرِ الْمُطهّرِ فمثلُهُ فِي كِتابِك أنّهُ مُؤْمِنٌ مُهيْمِنٌ على الْكُتُبِ 6 و أنّهُ راكِعٌ ساجِدٌ راغِبٌ راهِبٌ إِخْوانُهُ الْمساكِينُ و أنْصارُهُ قوْمٌ آخرُون و سيكُونُ فِي زمانِهِ أزْلٌ و زلازِلُ و قتْلٌ (6) اِسْمُهُ أحْمدُ و مُحمّدٌ الْأمِينُ مِن الْباقِين (7) الْأوّلِين يُؤْمِنُ بِالْكُتُبِ كُلِّها و يُصدِّقُ جمِيع الْمُرْسلِين أُمّتُهُ مرْحُومةٌ مُباركةٌ لهُمْ ساعاتٌ مُوقّتاتٌ يُؤذِّنُون فِيها بِالصّلواتِ فبِهِ صدِّقْ فإِنّهُ أخُوك (8) يامُوسى

إِنّهُ أمِينِي و هُو عبْدُ صِدْقٍ مُباركٌ لهُ فِيما وضع يدهُ نُبارِكُ عليْهِ (9) كذلِك كان فِي عِلْمِي و كذلِك خلقْتُهُ بِهِ أفْتحُ السّاعة و بِأُمّتِهِ أخْتِمُ مفاتِيح الدُّنْيا فمُرْ ظلمة بنِي إِسْرائِيل أنْ لا يدْرُسُوا اِسْمهُ و لا يخْذُلُوهُ و إِنّهُمْ لفاعِلُون و حُبُّهُ لِي حسنةٌ و أنا معهُ و أنا مِنْ حِزْبِهِ و هُو مِنْ حِزْبِي و حِزْبِي هُمُ الْغالِبُون 11 يامُوسى

أنْت عبْدِي و أنا إِلهُك لا تسْتذِلّ الْحقِير الْفقِير و لا تغْبِطِ الْغنِيّ و كُنْ عِنْد ذِكْرِي خاشِعاً و عِنْد تِلاوتِهِ بِرحْمتِي طامِعاً فأسْمِعْنِي لذاذة التّوْراةِ بِصوْتٍ خاشِعٍ حزِينٍ اِطْمئِنّ عِنْد ذِكْرِي و اُعْبُدْنِي و لا تُشْرِكْ بِي (10) إِنِّي أنا السّيِّدُ الْكبِيرُ إِنِّي خلقْتُك مِنْ نُطْفةٍ مِنْ ماءٍ مهِينٍ [6-8](32:8)* مِنْ طِينةٍ أخْرجْتُها مِنْ أرْضٍ ذلِيلةٍ ممْشُوجةٍ(11) فكانتْ بشراً فأنا صانِعُها خلْقاً فتبارك وجْهِي و تقدّس صُنْعِي ليْس كمِثْلِي شيْ ءٌ و أنا الْحيُّ الدّائِمُ لا أزُولُ (12) يامُوسى

كُنْ إِذا دعوْتنِي خائِفاً مُشْفِقاً وجِلاً(13) و ناجِنِي حِين تُناجِينِي بِخشْيةٍ مِنْ قلْبٍ وجِلٍ و أحْيِ بِتوْراتِي أيّام الْحياةِ و علِّمِ الْجاهِلِين محامِدِي و ذكِّرْهُمْ آلائِي و نِعمِي و قُلْ لهُمْ لا يتمادوْن فِي غيِّ ما هُمْ فِيهِ فإِنّ أخْذِي لهُمْ شدِيدٌ يامُوسى

إِنِ اِنْقطع حبْلُك مِنِّي لمْ يتّصِلْ بِحبْلِ غيْرِي فاعْبُدْنِي و قُمْ بيْن يديّ مقام الْعبْدِ الْحقِيرِ ذُمّ نفْسك و هِي أوْلى بِالذّمِّ و لا تتطاولْ (14) على بنِي إِسْرائِيل بِكِتابِي فكفى بِهذا واعِظاً لِقلْبِك مُنِيراً و هُو كلامُ ربِّ الْعالمِين جلّ و تعالى يامُوسى

متى ما دعوْتنِي وجدْتنِي 17 فإِنِّي سأغْفِرُ لك على ما كان مِنْك السّماءُ تُسبِّحُ لِي وجِلاً و الْملائِكةُ مِنْ مخافتِي مُشْفِقُون و الْأرْضُ تُسبِّحُ لِي طمعاً و كُلُّ الْخلْقِ يُسبِّحُون لِي داخِرِين ثُمّ عليْك بِالصّلاةِ(15) فإِنّها مِنِّي بِمكانٍ و لها عِنْدِي عهْدٌ وثِيقٌ و أُلْحِق بِها ما هُو مِنْها ذكاةُ الْقُرْبانِ مِنْ طيِّبِ الْمالِ و الطّعامِ فإِنِّي لا أقْبلُ إِلاّ الطّيِّب يُرادُ بِهِ وجْهِي أقْرنُ مع ذلِك صِلة الْأرْحامِ فإِنِّي أنا الرّحْمنُ الرّحِيمُ و الرّحِمُ أنا خلقْتُها فضْلاً مِنْ رحْمتِي لِيتعاطف بِها الْعِبادُ و لها عِنْدِي سُلْطانٌ فِي معادِ الْآخِرةِ و أنا قاطِعٌ منْ قطعها و واصِلٌ منْ وصلها و كذلِك أفْعلُ بِمنْ ضيّع أمْرِي يامُوسى

أكْرِمِ السّائِل إِذا أتاك بِردٍّ جمِيلٍ أوْ إِعْطاءٍ يسِيرٍ فإِنّهُ يأْتِيك منْ ليْس بِإِنْسٍ و لا جانٍّ ملائِكةُ الرّحْمنِ يبْلُونك كيْف أنْت صانِعٌ فِيما أوْليْتُك و كيْف مُواساتُك فِيما خوّلْتُك فاخْشعْ لِي بِالتّضرُّعِ و اِهْتِفْ بِولْولةِ الْكِتابِ 19 و اِعْلمْ أنِّي أدْعُوك دُعاء السّيِّدِ ممْلُوكهُ لِتبْلُغ بِهِ شرف الْمنازِلِ و ذلِك مِنْ فضْلِي عليْك و على آبائِك الْأوّلِين يامُوسى

لا تنْسنِي على كُلِّ حالٍ و لا تفْرحْ بِكثْرةِ الْمالِ فإِنّ نِسْيانِي يُقْسِي الْقُلُوب و مع كثْرةِ الْمالِ كثْرةُ الذُّنُوبِ الْأرْضُ مُطِيعةٌ و السّماءُ مُطِيعةٌ و الْبِحارُ مُطِيعةٌ فمنْ عصانِي شقِي فأنا الرّحْمنُ الرّحِيمُ رحْمانُ كُلِّ زمانٍ آتِي بِالشِّدّةِ بعْد الرّخاءِ و بِالرّخاءِ بعْد الشِّدّةِ و بِالْمُلُوكِ بعْد الْمُلُوكِ و مُلْكِي دائِمٌ قائِمٌ لا يزُولُ و لا يخْفى علي شيْ ءٌ فِي الْأرْضِ و لا فِي السّماءِ[6-12](3:5) و كيْف يخْفى عليّ ما مِنِّي مُبْتدؤُهُ و كيْف لا يكُونُ همُّك فِيما عِنْدِي و إِليّ ترْجِعُ لا محالة يامُوسى

اِجْعلْنِي حِرْزك و ضعْ عِنْدِي كنْزك مِن الصّالِحاتِ و خفْنِي و لا تخفْ غيْرِي إِليّ الْمصِيرُ(16)[13-14](22:48) يامُوسى

عجِّلِ التّوْبة و أخِّرِ الذّنْب و تأنّ فِي الْمكْثِ بيْن يديّ فِي الصّلاةِ و لا ترْجُ غيْرِي اِتّخِذْنِي جُنّةً لِلشّدائِدِ و حِصْناً لِمُلِمّاتِ الْأُمُورِ(17) يامُوسى

نافِسْ فِي الْخيْرِ أهْلهُ فإِنّ الْخيْر كاسْمِهِ و دعِ الشّرّ لِكُلِّ مفْتُونٍ يامُوسى

اِجْعلْ لِسانك مِنْ وراءِ قلْبِك تسْلمْ و أكْثِرْ ذِكْرِي بِاللّيْلِ و النّهارِ تغْنمْ و لا تتّبِعِ الْخطايا فتنْدم فإِنّ الْخطايا موْعِدُها النّارُ يامُوسى

أطِبِ الْكلام لِأهْلِ التّرْكِ لِلذُّنُوبِ و كُنْ لهُمْ جلِيساً و اِتّخِذْهُمْ لِغيْبِك إِخْواناً و جِدّ معهُمْ يجِدُّون معك (18) يامُوسى

ما أُرِيد بِهِ وجْهِي فكثِيرٌ قلِيلُهُ و ما أُرِيد بِهِ غيْرِي فقلِيلٌ كثِيرُهُ و إِنّ أصْلح أيّامِك الّذِي أمامك فانْظُرْ أيُّ يوْمٍ هُو فأعِدّ لهُ الْجواب فإِنّك موْقُوفٌ و مسْئُولٌ و خُذْ موْعِظتك مِن الدّهْرِ و أهْلِهِ فإِنّ الدّهْر طوِيلُهُ قصِيرٌ و قصِيرُهُ طوِيلٌ و كُلُّ شيْ ءٍ فانٍ فاعْملْ كأنّك ترى ثواب عملِك لِكيْ يكُون أطْمع لك فِي الْآخِرةِ لا محالة فإِنّ ما بقِي مِن الدُّنْيا كما ولّى مِنْها و كُلُّ عامِلٍ يعْملُ على بصِيرةٍ و مِثالٍ فكُنْ مُرْتاداً لِنفْسِك 23 يااِبْن عِمْران

لعلّك تفُوزُ غداً يوْم السُّؤالِ و هُنالِك يخْسرُ الْمُبْطِلُون (19)[12-13](45:27) يامُوسى

طِبْ نفْساً عنِ الدُّنْيا و اِنْطوِ عنْها فإِنّها ليْستْ لك و لسْت لها ما لك و لِدارِ الظّالِمِين إِلاّ لِعامِلٍ فِيها بِالْخيْرِ فإِنّها لهُ نِعْم الدّارُ25 يامُوسى

الدُّنْيا و أهْلُها فِتنٌ بعْضُها لِبعْضٍ (20) فكُلٌّ مُزيّنٌ لهُ ما هُو فِيهِ و الْمُؤْمِنُ زُيِّنتْ لهُ الْآخِرةُ فهُو ينْظُرُ إِليْها ما يفْتُرُ(21) قدْ حالتْ شهْوتُها بيْنهُ و بيْن لذّةِ الْعيْشِ فأدْلجتْهُ بِالْأسْحارِ28 كفِعْلِ الرّاكِبِ السّابِقِ إِلى غايتِهِ يظلُّ كئِيباً و يُمْسِي حزِيناً فطُوبى لهُ أما لوْ قدْ كُشِف الْغِطاءُ ما ذا يُعايِنُ مِن السُّرُورِ29-يامُوسى

إِذا رأيْت الْغِنى مُقْبِلاً فقُلْ ذنْبٌ عُجِّلتْ عُقُوبتُهُ و إِذا رأيْت الْفقْر مُقْبِلاً فقُلْ مرْحباً بِشِعارِ الصّالِحِين و لا تكُنْ جبّاراً ظلُوماً و لا تكُنْ لِلظّالِمِين قرِيناً يامُوسى

ما عُمُرٌ و إِنْ طال يُذمُّ آخِرُهُ و ما ضرّك ما زُوِي عنْك إِذا حُمِدتْ مغبّتُهُ (22) يامُوسى

صرّح الْكِتابُ صراحاً(23) بِما أنْت إِليْهِ صائِرٌ فكيْف ترْقُدُ على هذا الْعُيُونُ أمْ كيْف يجِدُ قوْمٌ لذّة الْعيْشِ لوْ لا التّمادِي فِي الْغفْلةِ(24) و التّتابُعُ فِي الشّهواتِ و مِنْ دُونِ هذا جزِع الصِّدِّيقُون يامُوسى

مُرْ عِبادِي يدْعُونِي على ما كانُوا بعْد أنْ يُقِرُّوا بِي أنِّي أرْحمُ الرّاحِمِين أُجِيبُ الْمُضْطرِّين 33 و أكْشِفُ السُّوء و أُبدِّلُ الزّمان و آتِي بِالرّخاءِ و أشْكُرُ الْيسِير و أُثِيبُ بِالْكثِيرِ و أُغْنِي الْفقِير و أنا الدّائِمُ الْعزِيزُ الْقدِيرُ فمنْ لجأ إِليْك و اِنْضوى إِليْك مِن الْخاطِئِين (25) فقُلْ أهْلاً و سهْلاً بِأرْحبِ الْفِناءِ نزلْت بِفِناءِ ربِّ الْعالمِين و اِسْتغْفِرْ لهُمْ و كُنْ لهُمْ كأحدِهِمْ و لا تسْتطِلْ عليْهِمْ بِما أنا أعْطيْتُك فضْلهُ و قُلْ لهُمْ فيسْألُونِي مِنْ فضْلِي و رحْمتِي فإِنّهُ لا يمْلِكُها أحدٌ غيْرِي و أنا ذُو الْفضْلِ الْعظِيمِ كهْفُ الْخاطِئِين و جلِيسُ الْمُضْطرِّين (26) و مُسْتغْفِرٌ لِلْمُذْنِبِين إِنّك مِنِّي بِالْمكانِ الرّضِيِّ فادْعُنِي بِالْقلْبِ النّقِيِّ و اللِّسانِ الصّادِقِ و كُنْ كما أمرْتُك أطِعْ أمْرِي و لا تسْتطِلْ على عِبادِي بِما ليْس مِنْك مُبْتدؤُهُ و تقرّبْ إِليّ فإِنِّي مِنْك قرِيبٌ فإِنِّي لمْ أسْألْك ما يُؤْذِيك ثِقلُهُ و لا حمْلُهُ إِنّما سألْتُك أنْ تدْعُونِي فأُجِيبك و أنْ تسْألنِي فأُعْطِيك و أنْ تتقرّب بِما مِنِّي أخذْت تأْوِيلهُ و عليّ تمامُ تنْزِيلِهِ يامُوسى

اُنْظُرْ إِلى الْأرْضِ فإِنّها عنْ قرِيبٍ قبْرُك و اِرْفعْ عيْنيْك إِلى السّماءِ فإِن فوْقك فِيها ملِكاً عظِيماً و اِبْكِ على نفْسِك ما كُنْت فِي الدُّنْيا(27) و تخوّفِ الْعطب و الْمهالِك و لا تغُرّنّك زِينةُ الدُّنْيا و زهْرتُها و لا ترْض بِالظُّلْمِ و لا تكُنْ ظالِماً فإِنِّي لِلظّالِمِ بِمرْصدٍ حتّى أُدِيل مِنْهُ الْمظْلُوم (28) يامُوسى

إِنّ الْحسنة عشرةُ أضْعافٍ و مِن السّيِّئةِ الْواحِدةِ الْهلاكُ و لا تُشْرِكْ بِي لا يحِلُّ لك أنْ تُشْرِك بِي قارِبْ و سدِّدْ اُدْعُ دُعاء الرّاغِبِ فِيما عِنْدِي النّادِمِ على ما قدّمتْ يداهُ 38 فإِنّ سواد اللّيْلِ يمْحُوهُ النّهارُ كذلِك السّيِّئةُ تمْحُوها الْحسنةُ و عشْوةُ اللّيْلِ 39 تأْتِي على ضوْءِ النّهارِ فكذلِك السّيِّئةُ تأْتِي على الْحسنةِ فتُسوِّدُها .

مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى ابن مريم ص (29)

ياعِيسى

أنا ربُّك و ربُّ آبائِك اِسْمِي واحِدٌ و أنا الْأحدُ الْمُتفرِّدُ بِخلْقِ كُلِّ شيْ ءٍ و كُلُّ شيْ ءٍ مِنْ صُنْعِي و كُلٌّ إِليّ راجِعُون ياعِيسى

أنْت الْمسِيحُ

بِأمْرِي و أنْت تخْلُقُ مِن الطِّينِ بِإِذْنِي و أنْت تُحْيِي الْموْتى بِكلامِي فكُنْ إِليّ راغِباً و مِنِّي راهِباً و لنْ تجِد مِنِّي ملْجأً إِلاّ إِليّ ياعِيسى

أُوصِيك وصِيّة الْمُتحنِّنِ عليْك بِالرّحْمةِ حتّى حقّتْ لك مِنِّي الْولايةُ بِتحرِّيك (30) مِنِّي الْمسرّة فبُورِكْت كبِيراً و بُورِكْت صغِيراً حيْثُ ما كُنْت أشْهدُ أنّك عبْدِي مِنْ أمتِي تقرّبْ إِليّ بِالنّوافِلِ و توكّلْ عليّ أكْفِك و لا تولّ غيْرِي فأخْذُلك-ياعِيسى

اِصْبِرْ على الْبلاءِ و اِرْض بِالْقضاءِ و كُنْ كمسرّتِي فِيك فإِنّ مسرّتِي أنْ أُطاع فلا أُعْصى ياعِيسى

أحْيِ ذِكْرِي بِلِسانِك و لْيكُنْ وُدِّي فِي قلْبِك ياعِيسى

تيقّظْ فِي ساعاتِ الْغفْلةِ و اُحْكُمْ لِي لطِيف الْحِكْمةِ ياعِيسى

كُنْ راغِباً راهِباً و أمِتْ قلْبك بِالْخشْيةِ ياعِيسى

راعِ اللّيْل لِتحرِّي مسرّتِي و اِظْمأْ نهارك لِيوْمِ حاجتِك ياعِيسى

إِنّك مسْئُولٌ فارْحمِ الضّعِيف كرحْمتِي إِيّاك و لا تقْهرِ الْيتِيم ياعِيسى

اِبْكِ على نفْسِك فِي الْخلواتِ و اُنْقُلْ قدميْك إِلى مواقِيتِ الصّلواتِ و أسْمِعْنِي لذاذة نُطْقِك بِذِكْرِي فإِنّ صنِيعِي إِليْك حسنٌ ياعِيسى

كمْ مِنْ أُمّةٍ قدْ أهْلكْتُها بِسالِفِ ذُنُوبٍ قدْ عصمْتُك مِنْها ياعِيسى

اُرْفُقْ بِالضّعِيفِ و اِرْفعْ طرْفك الْكلِيل 42 إِلى السّماءِ و اُدْعُنِي فإِنِّي مِنْك قرِيبٌ و لا تذْكُرْنِي إِلاّ مُتضرِّعاً إِليّ و همُّك واحِدٌ فإِنّك متى دعوْتنِي كذلِك أُجِبْك ياعِيسى

لا يغُرُّك الْمُتمرِّدُ عليّ بِالْعِصْيانِ يأْكُلُ رِزْقِي و يعْبُدُ غيْرِي ثُمّ يدْعُونِي عِنْد الْكرْبِ فأُجِيبُهُ ثُمّ يرْجِعُ إِلى ما كان عليْهِ فعليّ يتمرّدُ أمْ بِسخطِي يتعرّضُ و بِي حلفْتُ لآخُذنّهُ أخْذةً ليْس لهُ مِنْها منْجًى و لا دُونِي ملْجأٌ أيْن يهْرُبُ مِنْ سمائِي و أرْضِي ياعِيسى

قُلْ لِظلمةِ بنِي إِسْرائِيل لا تدْعُونِي و السُّحْتُ تحْت أحْضانِكُمْ و الْأصْنامُ فِي بُيُوتِكُمْ 43 فإِنِّي آليْتُ أنْ أُجِيب منْ دعانِي و أنْ أجْعل إِجابتِي إِيّاهُمْ لعْناً عليْهِمْ حتّى يتفرّقُوا ياعِيسى

ما خيْرُ لذاذةٍ لا تدُومُ و عيْشٍ عنْ صاحِبِهِ يزُولُ يااِبْن مرْيم

لوْ رأتْ عيْنُك ما أعْددْتُ لِأوْلِيائِي الصّالِحِين ذاب قلْبُك و زهقتْ نفْسُك شوْقاً إِليْهِ فليْس كدارِ الْآخِرةِ دارٌ تجاور فِيها الطّيِّبُون و تدْخُلُ عليْهِمْ فِيها الْملائِكةُ الْمُقرّبُون و هُمْ مِمّا يأْتِي يوْم الْقِيامةِ مِنْ أهْوالِها آمِنُون دارٌ لا يتغيّرُ فِيها النّعِيمُ و لا يزُولُ عنْ أهْلِها يااِبْن مرْيم

نافِسْ فِيها مع الْمُتنافِسِين فإِنّها أُمْنِيّةُ الْمُتمكِّنِين حسنةُ الْمنْظرِ طُوبى لك يااِبْن مرْيم

إِنْ كُنْت لها مِن الْعامِلِين مع آبائِك آدم

وإِبْراهِيم

فِي جنّاتٍ و نعِيمٍ [3-6](52:17) لا تبْغِي بِها بدلاً و لا تحْوِيلاً كذلِك أفْعلُ بِالْمُتّقِين ياعِيسى

اُهْرُبْ إِليّ مع منْ يهْرُبُ مِنْ نارٍ ذاتِ لهبٍ و نارٍ ذاتِ أغْلالٍ و أنْكالٍ (31) لا يدْخُلُها روْحٌ و لا يخْرُجُ مِنْها غمٌّ أبداً قِطعٌ كقِطعِ اللّيْلِ الْمُظْلِمِ منْ ينْجُ مِنْها يفُزْ هِي دارُ الْجبّارِين و الْعُتاةِ الظّالِمِين و كُلِّ فظٍّ غلِيظٍ ياعِيسى

بِئْستِ الدّارُ لِمنْ ركِن إِليْها و بِئْس الْقرارُ دارُ الظّالِمِين إِنِّي أُحذِّرُك نفْسك فكُنْ بِي خبِيراً ياعِيسى

كُنْ حيْثُ ما كُنْت مُراقِباً لِي و اِشْهدْ عليّ أنِّي خلقْتُك و أنّك عبْدِي و أنِّي صوّرْتُك و إِلى الْأرْضِ أهْبطْتُك ياعِيسى

اِفْطِمْ نفْسك عنِ الشّهواتِ الْمُوبِقاتِ و كُلُّ شهْوةٍ تُباعِدُك مِنِّي فاهْجُرْها و اِعْلمْ أنّك مِنِّي بِمكانِ الرّسُولِ الْأمِينِ فكُنْ مِنِّي على حذرٍ ياعِيسى

كُنْتُ خلقْتُك بِكلامِي ولدتْك مرْيمُ بِأمْرِي الْمُرْسلُ إِليْها رُوحِي Cجبْرئِيلُ Cالْأمِينُ مِنْ ملائِكتِي حتّى قُمْت على الْأرْضِ حيّاً تمْشِي و كُلُّ ذلِك فِي سابِقِ عِلْمِي ياعِيسى

إِنْ غضِبْتُ عليْك لمْ ينْفعْك منْ رضِي عنْك و إِنْ رضِيتُ عنْك لمْ يضُرّك غضبُ الْمُتغضِّبِين عليْك ياعِيسى

اُذْكُرْنِي فِي نفْسِك و اُذْكُرْنِي فِي ملإِك أذْكُرْك فِي ملإٍ خيْرٍ مِن الْآدمِيِّين ياعِيسى

اُدْعُنِي دُعاء الْغرِيقِ الّذِي ليْس لهُ مُغِيثٌ ياعِيسى

لا تحْلِفْ بِي كاذِباً فيهْتزّ عرْشِي غضباً الدُّنْيا قصِيرةُ الْعُمُرِ طوِيلةُ الْأملِ و عِنْدِي دارٌ خيْرٌ مِمّا يجْمعُون [14-16](3:157) ياعِيسى

كيْف أنْتُمْ صانِعُون إِذا أخْرجْتُ لكُمْ كِتاباً ينْطِقُ بِالْحقِ [10-11](23:62) و أنْتُمْ تشْهدُون بِسرائِر قدْ كتمْتُمُوها و أعْمالٍ كُنْتُمْ بِها عامِلِين ياعِيسى

قُلْ لِظلمةِ بنِي إِسْرائِيل غسلْتُمْ وُجُوهكُمْ و دنّسْتُمْ قُلُوبكُمْ أ بِي تغْترُّون أمْ عليّ تجْترِءُون تطيّبُون بِالطِّيبِ لِأهْلِ الدُّنْيا و أجْوافُكُمْ عِنْدِي بِمنْزِلةِ الْجِيفِ الْمُنْتِنةِ كأنّكُمْ أقْوامٌ ميِّتُون ياعِيسى

قُلْ لهُمْ قلِّمُوا أظْفاركُمْ مِنْ كسْبِ الْحرامِ و أصِمُّوا أسْماعكُمْ مِنْ ذِكْرِ الْخنا و أقْبِلُوا عليّ بِقُلُوبِكُمْ فإِنِّي لسْتُ أُرِيدُ صُوركُمْ ياعِيسى

اِفْرحْ بِالْحسنةِ فإِنّها لِي رِضاً و اِبْكِ على السّيِّئةِ فإِنّها شيْنٌ و ما لا تُحِبُّ أنْ يُصْنع بِك فلا تصْنعْهُ بِغيْرِك و إِنْ لطم أحدٌ خدّك الْأيْمن فأعْطِهِ الْأيْسر و تقرّبْ إِليّ بِالْمودّةِ جُهْدك و أعْرِضْ عنِ الْجاهِلِين [6-9](7:199) ياعِيسى

دُلّ لِأهْلِ الْحسنةِ(32) و شارِكْهُمْ فِيها و كُنْ عليْهِمْ شهِيداً و قُلْ لِظلمةِ بنِي إِسْرائِيل يا أخْدان السّوْءِ إِنْ لمْ تنْتهُوا أمْسخُكُمْ قِردةً و خنازِير ياعِيسى

قُلْ لِظلمةِ بنِي إِسْرائِيل الْحِكْمةُ تبْكِي فرقاً مِنِّي و أنْتُمْ بِالضّحِكِ تهْجُرُون أتتْكُمْ براءتِي أمْ لديْكُمْ أمانٌ مِنْ عذابِي أمْ تعرّضُون لِعُقُوبتِي فبِي حلفْتُ لأتْرُكنّكُمْ مثلاً لِلْغابِرِين ثُمّ أُوصِيك يااِبْن مرْيم

الْبِكْرِ الْبتُولِ بِسيِّدِ الْمُرْسلِين و حبِيبِي أحْمد صاحِبِ الْجملِ الْأحْمرِ و الْوجْهِ الْأزْهرِ الْمُشْرِقِ بِالنُّورِ الطّاهِرِ الْقلْبِ الشّدِيدِ الْبأْسِ الْحيِيِ 46 الْمُتكرِّمِ فإِنّهُ رحْمةٌ لِلْعالمِين و سيِّدُ وُلْدِ آدم يوْم يلْقانِي أكْرمُ السّابِقِين عليّ و أقْربُ الْمُسْلِمِين مِنِّي الْعربِيُّ الْأُمِّيُّ الدّيّانُ بِدِينِي الصّابِرُ فِي ذاتِي الْمُجاهِدُ لِلْمُشْرِكِين بِذبِّهِ عنْ دِينِي و أنْ تُخْبِر بِهِ بنِي إِسْرائِيل و تأْمُرهُمْ أنْ يُصدِّقُوهُ و أنْ يُؤْمِنُوا بِهِ و أنْ يتّبِعُوهُ و ينْصُرُوهُ قال إِلهِي منْ هُو حتّى أُرْضِيهُ ذلِك الرِّضا قال هُو مُحمّدٌ رسُولُ اللّهِ إِلى النّاسِ كافّةً و أقْربُهُمْ مِنِّي منْزِلةً و أحْضرُهُمْ شفاعةً طُوبى لهُ مِنْ نبِيٍّ و طُوبى لِأُمّتِهِ-إِنّهُمْ لقُونِي على سبِيلِهِ يحْمدُهُ أهْلُ الْأرْضِ و يسْتغْفِرُ لهُ أهْلُ السّماءِ أمِينٌ ميْمُونٌ طيِّبٌ خيْرُ الْباقِين عِنْدِي يكُونُ فِي آخِرِ الزّمانِ إِذا خرج أرْختِ السّماءُ عزالِيها47 و أخْرجتِ الْأرْضُ زهْرتها حتّى يروُا الْبركة و أُبارِكُ لهُمْ فِيما وضع يدهُ عليْهِ كثِيرُ الْأزْواجِ قلِيلُ الْأوْلادِ ياعِيسى

كُلُّ ما يُقرِّبُك مِنِّي قدْ دللْتُك عليْهِ و كُلُّ ما يُباعِدُك مِنِّي قدْ نهيْتُك عنْهُ فارْتدْ لِنفْسِك ياعِيسى

الدُّنْيا حُلْوةٌ و إِنّما اِسْتعْملْتُك فِيها فجانِبْ مِنْها ما حذّرْتُك و خُذْ مِنْها ما أعْطيْتُك عفْواً ياعِيسى

اُنْظُرْ فِي عملِك نظر الْعبْدِ الْمُذْنِبِ الْخاطِئِ و لا تنْظُرْ فِي عملِ غيْرِك كُنْ فِيها زاهِداً و لا ترْهبْ فِيها فتعْطب ياعِيسى

اِعْقِلْ و تفكّرْ و اُنْظُرْ فِي نواحِي الْأرْضِ كيْف كان عاقِبةُ الظّالِمِين ياعِيسى

كُلُّ وصْفِي لك نصِيحةٌ و كُلُّ قوْلِي لك حقٌّ و أنا الْحقُّ الْمُبِينُ فحقّاً أقُولُ لئِنْ أنْت عصيْتنِي بعْد أنْ أنْبأْتُك ما لك مِنْ دُونِي ولِيٌّ و لا نصِيرٌ ياعِيسى

أدِّبْ قلْبك بِالْخشْيةِ و اُنْظُرْ إِلى منْ أسْفل مِنْك و لا تنْظُرْ إِلى منْ فوْقك و اِعْلمْ أنّ رأْس كُلِّ خطِيئةٍ و ذنْبٍ هُو حُبُّ الدُّنْيا فلا تُحِبّها فإِنِّي لا أُحِبُّها ياعِيسى

أطِبْ لِي قلْبك و أكْثِرْ ذِكْرِي فِي الْخلواتِ و اِعْلمْ أنّ سُرُورِي أنْ تُبصْبِص إِلي (33) كُنْ فِي ذلِك حيّاً و لا تكُنْ ميِّتاً ياعِيسى

لا تُشْرِكْ بِي و كُنْ مِنِّي على حذرٍ و لا تغْترّ بِالصِّحّةِ و لا تُغبِّطْ نفْسك فإِنّ الدُّنْيا كفيْ ءٍ زائِلٍ و ما أقْبل مِنْها كما أدْبر فنافِسْ فِي الصّالِحاتِ جُهْدك و كُنْ مع الْحقِّ و إِنْ قُطِعْت و أُحْرِقْت بِالنّارِ فلا تكْفُرْ بِي بعْد الْمعْرِفةِ و لا تكُنْ مع الْجاهِلِين فإِنّ الشّيْ ء يكُونُ مع الشّيْ ءِ-ياعِيسى

صُبّ لِي الدُّمُوع مِنْ عيْنيْك و اِخْشعْ بِقلْبِك ياعِيسى

اِسْتغِثْ لِي فِي حالِ الشِدّةِ فإِنِّي أُغِيثُ الْمكْرُوبِين و أُجِيبُ الْمُضْطرِّين و أنا أرْحمُ الرّاحِمِين .

مواعظالمسيح ع

في الإنجيل و غيره و من حكمهطُوبى لِلْمُتراحِمِين أُولئِك هُمُ الْمرْحُومُون يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمُصْلِحِين بيْن النّاسِ أُولئِك هُمُ الْمُقرّبُون يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمُطهّرةِ قُلُوبُهُمْ أُولئِك يزُورُون اللّه يوْم الْقِيامةِ(34) طُوبى لِلْمُتواضِعِين فِي الدُّنْيا أُولئِك يرِثُون منابِر الْمُلْكِ يوْم الْقِيامةِ طُوبى لِلْمساكِينِ و لهُمْ ملكُوتُ السّماءِ طُوبى لِلْمحْزُونِين هُمُ الّذِين يسُرُّون طُوبى لِلّذِين يجُوعُون و يظْمئُون خُشُوعاً هُمُ الّذِين يُسْقوْن طُوبى لِلّذِين يعْملُون الْخيْر أصْفِياءُ اللّهِ يُدْعوْن طُوبى لِلْمسْبُوبِين مِنْ أجْلِ الطّهارةِ فإِنّ لهُمْ ملكُوت السّماءِ طُوبى لكُمْ إِذا حُسِدْتُمْ و شُتِمْتُمْ و قِيل فِيكُمْ كُلُّ كلِمةٍ قبِيحةٍ كاذِبةٍ حِينئِذٍ فافْرحُوا و اِبْتهِجُوا فإِنّ أجْركُمْ قدْ كثُر فِي السّماءِ و قال يا عبِيد السّوْءِ تلُومُون النّاس على الظّنِّ و لا تلُومُون أنْفُسكُمْ على الْيقِينِ يا عبِيد الدُّنْيا تُحِبُّون أنْ يُقال فِيكُمْ ما ليْس فِيكُمْ و أنْ يُشار إِليْكُمْ بِالْأصابِعِ يا عبِيد الدُّنْيا تحْلِقُون رُءُوسكُمْ و تقْصُرُون قُمُصكُمْ (35) و تنْكِسُون رُءُوسكُمْ و لا تنْزِعُون الْغِلّ مِنْ قُلُوبِكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا مثلُكُمْ كمثلِ الْقُبُورِ الْمُشيّدةِ يُعْجِبُ النّاظِر ظهْرُها و داخِلُها عِظامُ الْموْتى ممْلُوءةٌ خطايا يا عبِيد الدُّنْيا إِنّما مثلُكُمْ كمثلِ السِّراجِ يُضِي ءُ لِلنّاسِ و يُحْرِقُ نفْسهُ يا بنِي إِسْرائِيل زاحِمُوا الْعُلماء فِي مجالِسِهِمْ و لوْ حبْواً على الرُّكبِ (36) فإِنّ اللّه يُحْيِي الْقُلُوب الْميْتة بِنُورِ الْحِكْمةِ كما يُحْيِي الْأرْض الْميْتة بِوابِلِ الْمطرِ يا بنِي إِسْرائِيل قِلّةُ الْمنْطِقِ حُكْمٌ عظِيمٌ فعليْكُمْ بِالصّمْتِ فإِنّهُ دعةٌ حسنةٌ و قِلّةُ وِزْرٍ و خِفّةٌ مِن الذُّنُوبِ (37) فحصِّنُوا باب الْعِلْمِ فإِنّ بابهُ الصّبْرُ و إِنّ اللّه يُبْغِضُ الضّحّاك مِنْ غيْرِ عجبٍ و الْمشّاء إِلى غيْرِ أدبٍ و يُحِبُّ الْوالِي الّذِي يكُونُ كالرّاعِي لا يغْفُلُ عنْ رعِيّتِهِ فاسْتحْيُوا اللّه فِي سرائِرِكُمْ كما تسْتحْيُون النّاس فِي علانِيتِكُمْ و اِعْلمُوا أنّ كلِمة الْحِكْمةِ ضالّةُ الْمُؤْمِنِ فعليْكُمْ بِها قبْل أنْ تُرْفع و رفْعُها أنْ تذْهب رُواتُها يا صاحِب الْعِلْمِ عظِّمِ الْعُلماء لِعِلْمِهِمْ و دعْ مُنازعتهُمْ (38) و صغِّرِ الْجُهّال لِجهْلِهِمْ و لا تطْرُدْهُمْ و لكِنْ قرِّبْهُمْ و علِّمْهُمْ يا صاحِب الْعِلْمِ اِعْلمْ أنّ كُلّ نِعْمةٍ عجزْت عنْ شُكْرِها بِمنْزِلةِ سيِّئةٍ تُؤاخذُ عليْها يا صاحِب الْعِلْمِ اِعْلمْ أنّ كُلّ معْصِيةٍ عجزْت عنْ توْبتِها بِمنْزِلةِ عُقُوبةٍ تُعاقبُ بِها يا صاحِب الْعِلْمِ كُربٌ (39) لا تدْرِي متى تغْشاك فاسْتعِدّ لها قبْل أنْ تفْجأك.

و قال ع لِأصْحابِهِ أ رأيْتُمْ لوْ أنّ أحداً مرّ بِأخِيهِ فرأى ثوْبهُ قدِ اِنْكشف عنْ عوْرتِهِ أ كان كاشِفاً عنْها أمْ يرُدُّ على ما اِنْكشف مِنْها قالُوا بلْ يرُدُّ على ما اِنْكشف مِنْها قال كلاّ بلْ تكْشِفُون عنْها فعرفُوا أنّهُ مثلٌ ضربهُ لهُمْ فقالُوا يا رُوح اللّهِ

و كيْف ذاك قال ذاك الرّجُلُ مِنْكُمْ يطّلِعُ على الْعوْرةِ مِنْ أخِيهِ فلا يسْتُرُها بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ أُعلِّمُكُمْ لِتعْلمُوا و لا أُعلِّمُكُمْ لِتُعْجبُوا بِأنْفُسِكُمْ إِنّكُمْ لنْ تنالُوا ما تُرِيدُون إِلاّ بِترْكِ ما تشْتهُون و لنْ تظْفرُوا بِما تأْمُلُون إِلاّ بِالصّبْرِ على ما تكْرهُون إِيّاكُمْ و النّظْرة فإِنّها تزْرعُ فِي الْقُلُوبِ الشّهْوة و كفى بِها لِصاحِبِها فِتْنةً طُوبى لِمنْ جعل بصرهُ فِي قلْبِهِ و لمْ يجْعلْ قلْبهُ فِي نظرِ عيْنِهِ 55 لا تنْظُرُوا فِي عُيُوبِ النّاسِ كالْأرْبابِ و اُنْظُرُوا فِي عُيُوبِهِمْ كهيْئةِ عبِيدِ النّاسِ إِنّما النّاسُ رجُلانِ مُبْتلًى و مُعافًى فارْحمُوا الْمُبْتلى و اِحْمدُوا اللّه على الْعافِيةِ-يا بنِي إِسْرائِيل أ ما تسْتحْيُون مِن اللّهِ إِنّ أحدكُمْ لا يسُوغُ لهُ شرابُهُ حتّى يُصفِّيهُ مِن الْقذى و لا يُبالِي أنْ يبْلُغ أمْثال الْفِيلةِ مِن الْحرامِ أ لمْ تسْمعُوا أنّهُ قِيل لكُمْ فِي التّوْراةِ صِلُوا أرْحامكُمْ و كافِئُوا أرْحامكُمْ و أنا أقُولُ لكُمْ صِلُوا منْ قطعكُمْ و أعْطُوا منْ منعكُمْ و أحْسِنُوا إِلى منْ أساء إِليْكُمْ و سلِّمُوا على منْ سبّكُمْ و أنْصِفُوا منْ خاصمكُمْ و اُعْفُوا عمّنْ ظلمكُمْ كما أنّكُمْ تُحِبُّون أنْ يُعْفى عنْ إِساءتِكُمْ فاعْتبِرُوا بِعفْوِ اللّهِ عنْكُمْ أ لا تروْن أنّ شمْسهُ أشْرقتْ على الْأبْرارِ و الْفُجّارِ مِنْكُمْ و أنّ مطرهُ ينْزِلُ على الصّالِحِين و الْخاطِئِين مِنْكُمْ فإِنْ كُنْتُمْ لا تُحِبُّون إِلاّ منْ أحبّكُمْ و لا تُحْسِنُون إِلاّ إِلى منْ أحْسن إِليْكُمْ و لا تُكافِئُون إِلاّ منْ أعْطاكُمْ فما فضْلُكُمْ إِذاً على غيْرِكُمْ و قدْ يصْنعُ هذا السُّفهاءُ الّذِين ليْستْ عِنْدهُمْ فُضُولٌ (40) و لا لهُمْ أحْلامٌ و لكِنْ إِنْ أردْتُمْ أنْ تكُونُوا أحِبّاء اللّهِ و أصْفِياء اللّهِ فأحْسِنُوا إِلى منْ أساء إِليْكُمْ و اُعْفُوا عمّنْ ظلمكُمْ و سلِّمُوا على منْ أعْرض عنْكُمْ اِسْمعُوا قوْلِي و اِحْفظُوا وصِيّتِي و اِرْعوْا عهْدِي كيْما تكُونُوا عُلماء فُقهاء بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ قُلُوبكُمْ بِحيْثُ تكُونُ كُنُوزكُمْ (41) و لِذلِك النّاسُ يُحِبُّون أمْوالهُمْ و تتُوقُ إِليْها أنْفُسُهُمْ (42) فضعُوا كُنُوزكُمْ فِي السّماءِ حيْثُ لا يأْكُلُها السُّوسُ و لا ينالُها اللُّصُوصُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْعبْد لا يقْدِرُ على أنْ يخْدُم ربّيْنِ و لا محالة أنّهُ يُؤْثِرُ أحدهُما على الْآخرِ و إِنْ جهد كذلِك لا يجْتمِعُ لكُمْ حُبُّ اللّهِ و حُبُّ الدُّنْيا بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ شرّ النّاسِ لرجُلٌ عالِمٌ آثر دُنْياهُ على عِلْمِهِ فأحبّها و طلبها و جهد عليْها حتّى لوِ اِسْتطاع أنْ يجْعل النّاس فِي حيْرةٍ لفعل و ما ذا يُغْنِي عنِ الْأعْمى سعةُ نُورِ الشّمْسِ و هُو لا يُبْصِرُها كذلِك لا يُغْنِي عنِ الْعالِمِ عِلْمُهُ إِذْ هُو لمْ يعْملْ بِهِ ما أكْثر ثِمار الشّجرِ و ليْس كُلُّها ينْفعُ و يُؤْكلُ و ما أكْثر الْعُلماء و ليْس كُلُّهُمْ ينْتفِعُ بِما علِم و ما أوْسع الْأرْض و ليْس كُلُّها تُسْكنُ و ما أكْثر الْمُتكلِّمِين و ليْس كُلُّ كلامِهِمْ يُصدّقُ فاحْتفِظُوا مِن الْعُلماءِ الْكذبةِ الّذِين عليْهِمْ ثِيابُ الصُّوفِ مُنكِّسِي رُءُوسِهِمْ إِلى الْأرْضِ يُزوِّرُون 59 بِهِ الْخطايا يرْمقُون مِنْ تحْتِ حواجِبِهِمْ (43) كما ترْمُقُ الذِّئابُ و قوْلُهُمْ يُخالِفُ فِعْلهُمْ و هلْ يُجْتنى مِن الْعوْسجِ الْعِنبُ و مِن الْحنْظلِ التِّينُ و كذلِك لا يُؤثِّرُ قوْلُ الْعالِمِ الْكاذِبِ إِلاّ زُوراً و ليْس كُلُّ منْ يقُولُ يصْدُقُ.بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الزّرْع ينْبُتُ فِي السّهْلِ و لا ينْبُتُ فِي الصّفا و كذلِك الْحِكْمةُ تعْمُرُ فِي قلْبِ الْمُتواضِعِ و لا تعْمُرُ فِي قلْبِ الْمُتكبِّرِ الْجبّارِ أ لمْ تعْلمُوا أنّهُ منْ شمخ بِرأْسِهِ إِلى السّقْفِ شجّهُ و منْ خفض بِرأْسِهِ عنْهُ اِسْتظلّ تحْتهُ و أكنّهُ و كذلِك منْ لمْ يتواضعْ لِلّهِ خفضهُ و منْ تواضع لِلّهِ رفعهُ إِنّهُ ليْس على كُلِّ حالٍ يصْلُحُ الْعسلُ فِي الزِّقاقِ 61 و كذلِك الْقُلُوبُ ليْس على كُلِّ حالٍ تعْمُرُ الْحِكْمةُ فِيها إِنّ الزِّقّ ما لمْ ينْخرِقْ أوْ يقْحلْ أوْ يتْفلْ فسوْف يكُونُ لِلْعسلِ وِعاءً و كذلِك الْقُلُوبُ ما لمْ تخْرِقْها الشّهواتُ و يُدنِّسْها الطّمعُ و يُقْسِها النّعِيمُ فسوْف تكُونُ أوْعِيةً لِلْحِكْمةِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْحرِيق ليقعُ فِي الْبيْتِ الْواحِدِ فلا يزالُ ينْتقِلُ مِنْ بيْتٍ إِلى بيْتٍ حتّى تحْترِق بُيُوتٌ كثِيرةٌ إِلاّ أنْ يُسْتدْرك الْبيْتُ الْأوّلُ فيُهْدم مِنْ قواعِدِهِ فلا تجِد فِيهِ النّارُ معْملاً و كذلِك الظّالِمُ الْأوّلُ لوْ يُؤْخذُ على يديْهِ لمْ يُوجدْ مِنْ بعْدِهِ إِمامٌ ظالِمٌ فيأْتمُّون بِهِ كما لوْ لمْ تجِدِ النّارُ فِي الْبيْتِ الْأوّلِ خشباً و ألْواحاً لمْ تُحْرِقْ شيْئاً بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ منْ نظر إِلى الْحيّةِ تؤُمُّ أخاهُ لِتلْدغهُ و لمْ يُحذِّرْهُ حتّى قتلتْهُ فلا يأْمنُ أنْ يكُون قدْ شرِك فِي دمِهِ و كذلِك منْ نظر إِلى أخِيهِ يعْملُ الْخطِيئة و لمْ يُحذِّرْهُ عاقِبتها حتّى أحاطتْ بِهِ فلا يأْمنْ أنْ يكُون قدْ شرِك فِي إِثْمِهِ و منْ قدر على أنْ يُغيِّر6263الظّالِم ثُمّ لمْ يُغيِّرْهُ فهُو كفاعِلِهِ (44) و كيْف يهابُ الظّالِمُ و قدْ أمِن بيْن أظْهُرِكُمْ لا يُنْهى و لا يُغيّرُ عليْهِ و لا يُؤْخذُ على يديْهِ فمِنْ أيْن يقْصُرُ الظّالِمُون أمْ كيْف لا يغْترُّون فحسْبُ أنْ يقُول أحدُكُمْ لا أظْلِمُ و منْ شاء فلْيظْلِمْ و يرى الظُّلْم فلا يُغيِّرهُ فلوْ كان الْأمْرُ على ما تقُولُون لمْ تُعاقبُوا مع الظّالِمِين الّذِين لمْ تعْملُوا بِأعْمالِهِمْ حِين تنْزِلُ بِهِمُ الْعثْرةُ فِي الدُّنْيا ويْلكُمْ يا عبِيد السّوْءِ كيْف ترْجُون أنْ يُؤْمِنكُمُ اللّهُ مِنْ فزعِ يوْمِ الْقِيامةِ و أنْتُمْ تخافُون النّاس فِي طاعةِ اللّهِ و تُطِيعُونهُمْ فِي معْصِيتِهِ و تفُون لهُمْ بِالْعُهُودِ النّاقِضةِ لِعهْدِهِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ لا يُؤْمِنُ اللّهُ مِنْ فزعِ ذلِك الْيوْمِ منِ اِتّخذ الْعِباد أرْباباً مِنْ دُونِهِ ويْلكُمْ يا عبِيد السّوْءِ مِنْ أجْلِ دُنْيا دنِيّةٍ و شهْوةٍ ردِيّةٍ تُفرِّطُون فِي مُلْكِ الْجنّةِ و تنْسوْن هوْل يوْمِ الْقِيامةِ ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا مِنْ أجْلِ نِعْمةٍ زائِلةٍ و حياةٍ مُنْقطِعةٍ تفِرُّون مِن اللّهِ و تكْرهُون لِقاءهُ فكيْف يُحِبُّ اللّهُ لِقاءكُمْ و أنْتُمْ تكْرهُون لِقاءهُ فإِنّما يُحِبُّ اللّهُ لِقاء منْ يُحِبُّ لِقاءهُ و يكْرهُ لِقاء منْ يكْرهُ لِقاءهُ و كيْف تزْعُمُون أنّكُمْ أوْلِياءُ اللّهِ مِنْ دُونِ النّاسِ و أنْتُمْ تفِرُّون مِن الْموْتِ و تعْتصِمُون بِالدُّنْيا فما ذا يُغْنِي عنِ الْميِّتِ 65طِيبُ رِيحِ حُنُوطِهِ و بياضُ أكْفانِهِ و كُلُّ ذلِك يكُونُ فِي التُّرابِ كذلِك لا يُغْنِي عنْكُمْ بهْجةُ دُنْياكُمُ الّتِي زُيِّنتْ لكُمْ و كُلُّ ذلِك إِلى سلْبٍ و زوالٍ ما ذا يُغْنِي عنْكُمْ نقاءُ أجْسادِكُمْ و صفاءُ ألْوانِكُمْ و إِلى الْموْتِ تصِيرُون و فِي التُّرابِ تُنْسوْن و فِي ظُلْمةِ الْقبْرِ تُغْمرُون ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا تحْمِلُون السِّراج فِي ضوْءِ الشّمْسِ و ضوْؤُها كان يكْفِيكُمْ و تدعُون أنْ تسْتضِيئُوا بِها فِي الظُّلمِ و مِنْ أجْلِ ذلِك سُخِّرتْ لكُمْ كذلِك اِسْتضأْتُمْ بِنُورِ الْعِلْمِ لِأمْرِ الدُّنْيا و قدْ كُفِيتُمُوهُ و تركْتُمْ أنْ تسْتضِيئُوا بِهِ لِأمْرِ الْآخِرةِ و مِنْ أجْلِ ذلِك أُعْطِيتُمُوهُ تقُولُون إِنّ الْآخِرة حقٌّ و أنْتُمْ تُمهِّدُون الدُّنْيا و تقُولُون إِنّ الْموْت حقٌّ و أنْتُمْ تفِرُّون مِنْهُ و تقُولُون إِنّ اللّه يسْمعُ و يرى و لا تخافُون إِحْصاءهُ عليْكُمْ و كيْف يُصدِّقُكُمْ منْ سمِعكُمْ فإِنّ منْ كذّب مِنْ غيْرِ عِلْمٍ أعْذرُ مِمّنْ كذّب على عِلْمٍ و إِنْ كان لا عُذْر فِي شيْ ءٍ مِن الْكذِبِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الدّابّة إِذا لمْ تُرْتكبْ و لمْ تُمْتهنْ (45) و تُسْتعْملْ لتصْعُبُ و يتغيّرُ خُلُقُها و كذلِك الْقُلُوبُ إِذا لمْ تُرْفقْ بِذِكْرِ الْموْتِ و تتْعبُها دءُوبٌ الْعِبادةِ(46) تقْسُو و تغْلُظُ ما ذا يُغْنِي عنِ الْبيْتِ الْمُظْلِمِ أنْ يُوضع السِّراجُ فوْق ظهْرِهِ و جوْفُهُ وحْشٌ مُظْلِمٌ كذلِك لا يُغْنِي عنْكُمْ أنْ يكُون نُورُ الْعِلْمِ بِأفْواهِكُمْ و أجْوافُكُمْ مِنْهُ وحْشةٌ مُعطّلةٌ فأسْرِعُوا إِلى بُيُوتِكُمُ الْمُظْلِمةِ فأنِيرُوا فِيها كذلِك فأسْرِعُوا إِلى قُلُوبِكُمُ الْقاسِيةِ بِالْحِكْمةِ قبْل أنْ ترِين عليْها الْخطايا فتكُون أقْسى مِن الْحِجارةِ كيْف يُطِيقُ حمْل الْأثْقالِ منْ لا يسْتعِينُ على حمْلِها أمْ كيْف تُحطُّ أوْزارُ منْ لا يسْتغْفِرُ اللّه مِنْها أمْ كيْف تنْقى ثِيابُ منْ لا يغْسِلُها و كيْف يبْرأُ مِن الْخطايا منْ لا يُكفِّرُها أمْ كيْف ينْجُو مِنْ غرقِ الْبحْرِ منْ يعْبُرُ بِغيْرِ سفِينةٍ و كيْف ينْجُو مِنْ فِتنِ الدُّنْيا منْ لمْ يُداوِها بِالْجِدِّ و الاِجْتِهادِ و كيْف يبْلُغُ منْ يُسافِرُ بِغيْرِ دلِيلٍ و كيْف يصِيرُ إِلى الْجنّةِ منْ لا يُبْصِرُ معالِم الدِّينِ و كيْف ينالُ مرْضاة اللّهِ منْ لا يُطِيعُهُ و كيْف يُبْصِرُ عيْب وجْهِهِ منْ لا ينْظُرُ فِي الْمِرْآةِ و كيْف يسْتكْمِلُ 68(47)حُبّ خلِيلِهِ منْ لا يبْذُلُ لهُ بعْض ما عِنْدهُ و كيْف يسْتكْمِلُ حُبّ ربِّهِ منْ لا يُقْرِضُهُ بعْض ما رزقهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّهُ كما لا ينْقُصُ الْبحْر أنْ تغْرق فِيهِ السّفِينةُ و لا يضُرُّهُ ذلِك شيْئاً كذلِك لا تنْقُصُون اللّه بِمعاصِيكُمْ شيْئاً و لا تضُرُّونهُ بلْ أنْفُسكُمْ تضُرُّون و إِيّاها تنْقُصُون و كما لا تنْقُصُ نُور الشّمْسِ كثْرةُ منْ يتقلّبُ فِيها بلْ بِهِ يعِيشُ و يحْيى كذلِك لا ينْقُصُ اللّه كثْرةُ ما يُعْطِيكُمْ و يرْزُقُكُمْ بلْ بِرِزْقِهِ تعِيشُون و بِهِ تحْيوْن يزِيدُ منْ شكرهُ إِنّهُ شاكِرٌ علِيمٌ ويْلكُمْ يا أُجراء السّوْءِ الْأجْر تسْتوْفُون و الرِّزْق تأْكُلُون و الْكِسْوة تلْبسُون و الْمنازِل تبْنُون و عمل منِ اِسْتأْجركُمْ تُفْسِدُون يُوشِكُ ربُّ هذا الْعملِ أنْ يُطالِبكُمْ 70 فينْظُر فِي عملِهِ الّذِي أفْسدْتُمْ فيُنْزِل بِكُمْ ما يُخْزِيكُمْ و يأْمُر بِرِقابِكُمْ فتُجذّ مِنْ أُصُولِها و يأْمُر بِأيْدِيكُمْ فتُقْطع مِنْ مفاصِلِها ثُمّ يأْمُر بِجُثثِكُمْ فتُجرّ على بُطُونِها حتّى تُوضع على قوارِعِ الطّرِيقِ حتّى تكُونُوا عِظةً لِلْمُتّقِين و نكالاً لِلظّالِمِين ويْلكُمْ يا عُلماء السّوْءِ لا تُحدِّثُوا أنْفُسكُمْ أنّ آجالكُمْ تسْتأْخِرُ مِنْ أجْلِ أنّ الْموْت لمْ ينْزِلْ بِكُمْ فكأنّهُ قدْ حلّ بِكُمْ فأظْعنكُمْ فمِن الْآن فاجْعلُوا الدّعْوة فِي آذانِكُمْ و مِن الْآن فنُوحُوا على أنْفُسِكُمْ و مِن الْآن فابْكُوا على خطاياكُمْ و مِن الْآن فتجهّزُوا و خُذُوا أُهْبتكُمْ و بادِرُوا التّوْبة إِلى ربِّكُمْ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّهُ كما ينْظُرُ الْمرِيضُ إِلى طِيبِ الطّعامِ فلا يلْتذُّهُ مع ما يجِدُهُ مِنْ شِدّةِ الْوجعِ كذلِك صاحِبُ الدُّنْيا لا يلْتذُّ بِالْعِبادةِ و لا يجِدُ حلاوتها مع ما يجِدُ مِنْ حُبِّ الْمالِ و كما يلْتذُّ الْمرِيضُ نعْت الطّبِيبِ الْعالِمِ بِما يرْجُو فِيهِ مِن الشِّفاءِ فإِذا ذكر مرارة الدّواءِ و طعْمهُ كدّر عليْهِ الشِّفاء كذلِك أهْلُ الدُّنْيا يلْتذُّون بِبهْجتِها و أنْواعِ ما فِيها فإِذا ذكرُوا فجْأة الْموْتِ كدّرها عليْهِمْ و أفْسدها بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ كُلّ النّاسِ يُبْصِرُ النُّجُوم و لكِنْ لا يهْتدِي بِها إِلاّ منْ يعْرِفُ مجارِيها و منازِلها و كذلِك تدْرُسُون الْحِكْمة و لكِنْ لا يهْتدِي لها مِنْكُمْ إِلاّ منْ عمِل بِها ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا نقُّوا الْقمْح و طيِّبُوهُ و أدِقُّوا طحْنهُ تجِدُوا طعْمهُ يهْنِئْكُمْ (48)أكْلُهُ كذلِك فأخْلِصُوا الْإِيمان تجِدُوا حلاوتهُ و ينْفعْكُمْ غِبُّهُ بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ لوْ وجدْتُمْ سِراجاً يتوقّدُ بِالْقطِرانِ فِي ليْلةٍ مُظْلِمةٍ لاسْتضأْتُمْ بِهِ و لمْ يمْنعْكُمْ مِنْهُ رِيحُ قطِرانِهِ كذلِك ينْبغِي لكُمْ أنْ تأْخُذُوا الْحِكْمة مِمّنْ وجدْتُمُوها معهُ و لا يمْنعْكُمْ مِنْهُ سُوءُ رغْبتِهِ فِيها ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا لا كحُكماء تعْقِلُون و لا كحُلماء تفْقهُون و لا كعُلماء تعْلمُون و لا كعبِيدٍ أتْقِياء و لا كأحْرارٍ كِرامٍ تُوشِكُ الدُّنْيا أنْ تقْتلِعكُمْ مِنْ أُصُولِكُمْ فتُقلِّبكُمْ على وُجُوهِكُمْ ثُمّ تكُبّكُمْ على مناخِرِكُمْ ثُمّ تأْخُذ خطاياكُمْ بِنواصِيكُمْ و يدْفعكُمُ الْعِلْمُ مِنْ خلْفِكُمْ حتّى يُسلِّماكُمْ إِلى الْملِكِ الدّيّانِ عُراةً فُرادى فيجْزِيكُمْ بِسُوءِ أعْمالِكُمْ ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا أ ليْس بِالْعِلْمِ أُعْطِيتُمُ السُّلْطان على جمِيعِ الْخلائِقِ فنبذْتُمُوهُ فلمْ تعْملُوا بِهِ و أقْبلْتُمْ على الدُّنْيا فبِها تحْكُمُون و لها تُمهِّدُون و إِيّاها تُؤْثِرُون و تعْمُرُون فحتّى متى أنْتُمْ لِلدُّنْيا ليْس لِلّهِ فِيكُمْ نصِيبٌ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ لا تُدْرِكُون شرف الْآخِرةِ إِلاّ بِترْكِ ما تُحِبُّون فلا تنْتظِرُوا بِالتّوْبةِ غداً فإِنّ دُون غدٍ يوْماً و ليْلةً قضاءُ اللّهِ فِيهِما يغْدُو و يرُوحُ بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ صِغار الْخطايا و مُحقّراتِها لمِنْ مكايِدِCإِبْلِيس Cيُحقِّرُها لكُمْ و يُصغِّرُها فِي أعْيُنِكُمْ فتجْتمِعُ فتكْثُرُ و تُحِيطُ بِكُمْ بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْمِدْحة بِالْكذِبِ و التّزْكِية فِي الدِّينِ لمِنْ رأْسِ الشُّرُورِ الْمعْلُومةِ و إِنّ حُبّ الدُّنْيا لرأْسُ كُلِّ خطِيئةٍ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ ليْس شيْ ءٌ أبْلغ فِي شرفِ الْآخِرةِ و أعْون على حوادِثِ الدُّنْيا مِن الصّلاةِ الدّائِمةِ و ليْس شيْ ءٌ أقْرب إِلى الرّحْمنِ مِنْها فدُومُوا عليْها و اِسْتكْثِرُوا مِنْها و كُلُّ عملٍ صالِحٍ يُقرِّبُ إِلى اللّهِ فالصّلاةُ أقْربُ إِليْهِ و آثرُ عِنْدهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ كُلّ عملِ الْمظْلُومِ الّذِي لمْ ينْتصِرْ بِقوْلٍ و لا فِعْلٍ و لا حِقْدٍ هُو فِي ملكُوتِ السّماءِ عظِيمٌ أيُّكُمْ رأى نُوراً اِسْمُهُ ظُلْمةٌ أوْ ظُلْمةً اِسْمُها نُورٌ كذلِك لا يجْتمِعُ لِلْعبْدِ أنْ يكُون مُؤْمِناً كافِراً و لا مُؤْثِراً لِلدُّنْيا راغِباً فِي الْآخِرةِ و هلْ زارِعُ شعِيرٍ يحْصُدُ قمْحاً أوْ زارِعُ قمْحٍ يحْصُدُ شعِيراً كذلِك يحْصُدُ كُلُّ عبْدٍ فِي الْآخِرةِ ما زرع و يُجْزى بِما عمِل-بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ النّاس فِي الْحِكْمةِ رجُلانِ فرجُلٌ أتْقنها بِقوْلِهِ و ضيّعها بِسُوءِ فِعْلِهِ و رجُلٌ أتْقنها بِقوْلِهِ و صدّقها بِفِعْلِهِ و شتّان بيْنهُما فطُوبى لِلْعُلماءِ بِالْفِعْلِ و ويْلٌ لِلْعُلماءِ بِالْقوْلِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ منْ لا يُنقِّي مِنْ زرْعِهِ الْحشِيش يكْثُرُ فِيهِ حتّى يغْمُرهُ فيُفْسِدهُ و كذلِك منْ لا يُخْرِجُ مِنْ قلْبِهِ حُبّ الدُّنْيا يغْمُرُهُ حتّى لا يجِد لِحُبِّ الْآخِرةِ طعْماً ويْلكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا اِتّخِذُوا مساجِد ربِّكُمْ سُجُوناً لِأجْسادِكُمْ و اِجْعلُوا قُلُوبكُمْ بُيُوتاً لِلتّقْوى و لا تجْعلُوا قُلُوبكُمْ مأْوًى لِلشّهواتِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ أجْزعكُمْ على الْبلاءِ لأشدُّكُمْ حُبّاً لِلدُّنْيا و إِنّ أصْبركُمْ على الْبلاءِ لأزْهدُكُمْ فِي الدُّنْيا ويْلكُمْ يا عُلماء السّوْءِ أ لمْ تكُونُوا أمْواتاً فأحْياكُمْ فلمّا أحْياكُمْ مِتُّمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا أُمِّيِّين فعلّمكُمْ فلمّا علّمكُمْ نسِيتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا جُفاةً ففقّهكُمُ اللّهُ فلمّا فقّهكُمْ جهِلْتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا ضُلاّلاً فهداكُمْ فلمّا هداكُمْ ضللْتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا عُمْياً فبصّركُمْ فلمّا بصّركُمْ عمِيتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا صُمّاً فأسْمعكُمْ فلمّا أسْمعكُمْ صممْتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا بُكْماً فأنْطقكُمْ فلمّا أنْطقكُمْ بكِمْتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تسْتفْتِحُوا فلمّا فتح لكُمْ نكصْتُمْ على أعْقابِكُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا أذِلّةً فأعزّكُمْ فلمّا عززْتُمْ قهرْتُمْ و اِعْتديْتُمْ و عصيْتُمْ ويْلكُمْ أ لمْ تكُونُوا مُسْتضْعفِين فِي الْأرْضِ تخافُون أنْ يتخطّفكُمُ النّاسُ [7-12](8:26) فنصركُمْ و أيّدكُمْ فلمّا نصركُمْ اِسْتكْبرْتُمْ و تجبّرْتُمْ فيا ويْلكُمْ مِنْ ذُلِ يوْمِ الْقِيامةِ كيْف يُهِينُكُمْ و يُصغِّرُكُمْ و يا ويْلكُمْ يا عُلماء السّوْءِ إِنّكُمْ لتعْملُون عمل الْمُلْحِدِين و تأْمُلُون أمل الْوارِثِين (49) و تطْمئِنُّون بِطُمأْنِينةِ الْآمِنِين و ليْس أمْرُ اللّهِ على ما تتمنّوْن و تتخيّرُون بلْ لِلْموْتِ تتوالدُون و لِلْخرابِ تبْنُون و تعْمُرُون و لِلْوارِثِين تُمهِّدُون بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِن مُوسى ع

كان يأْمُرُكُمْ أنْ لا تحْلِفُوا بِاللّهِ صادِقِين و لا كاذِبِين و لكِنْ قُولُوا لا و نعمْ يا بنِي إِسْرائِيل عليْكُمْ بِالْبقْلِ الْبرِّيِّ و خُبْزِ الشّعِيرِ و إِيّاكُمْ (50)و خُبْز الْبُرِّ فإِنِّي أخافُ عليْكُمْ أنْ لا تقُومُوا بِشُكْرِهِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ النّاس مُعافًى و مُبْتلًى فاحْمدُوا اللّه على الْعافِيةِ و اِرْحمُوا أهْل الْبلاءِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ كُلّ كلِمةٍ سيِّئةٍ تقُولُون بِها تُعْطوْن جوابها يوْم الْقِيامةِ يا عبِيد السّوْءِ إِذا قرّب أحدُكُمْ قُرْبانهُ لِيذْبحهُ فذكر أنّ أخاهُ واجِدٌ عليْهِ (51) فلْيتْرُكْ قُرْبانهُ و لْيذْهبْ إِلى أخِيهِ فلْيُرْضِهِ ثُمّ لْيرْجِعْ إِلى قُرْبانِهِ فلْيذْبحْهُ يا عبِيد السّوْءِ إِنْ أُخِذ(52) قمِيصُ أحدِكُمْ فلْيُعْطِ رِداءهُ معهُ و منْ لُطِم خدُّهُ مِنْكُمْ فلْيُمكِّنْ مِنْ خدِّهِ الْآخرِ و منْ سُخِّر مِنْكُمْ مِيلاً76 فلْيذْهبْ مِيلاً آخر معهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ ما ذا يُغْنِي عنِ الْجسدِ إِذا كان ظاهِرُهُ صحِيحاً و باطِنُهُ فاسِداً و ما تُغْنِي عنْكُمْ أجْسادُكُمْ إِذا أعْجبتْكُمْ و قدْ فسدتْ قُلُوبُكُمْ و ما يُغْنِي عنْكُمْ أنْ تُنقُّوا جُلُودكُمْ و قُلُوبُكُمْ دنِسةٌ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ لا تكُونُوا كالْمُنْخُلِ يُخْرِجُ الدّقِيق الطّيِّب و يُمْسِكُ النُّخالة كذلِك أنْتُمْ تُخْرِجُون الْحِكْمة مِنْ أفْواهِكُمْ و يبْقى الْغِلُّ فِي صُدُورِكُمْ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ اِبْدءُوا بِالشّرِّ فاتْرُكُوهُ ثُمّ اُطْلُبُوا الْخيْر ينْفعْكُمْ فإِنّكُمْ إِذا جمعْتُمُ الْخيْر مع الشّرِّ لمْ ينْفعْكُمُ الْخيْرُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الّذِي يخُوضُ النّهر لا بُدّ أنْ يُصِيب ثوْبهُ الْماءُ و إِنْ جهد أنْ لا يُصِيبهُ كذلِك منْ يُحِبُّ الدُّنْيا لا ينْجُو مِن الْخطايا- بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ طُوبى لِلّذِين يتهجّدُون مِن اللّيْلِ أُولئِك الّذِين يرِثُون النُّور الدّائِم مِنْ أجْلِ أنّهُمْ قامُوا فِي ظُلْمةِ اللّيْلِ على أرْجُلِهِمْ فِي مساجِدِهِمْ يتضرّعُون إِلى ربِّهِمْ رجاء أنْ يُنْجِيهُمْ فِي الشِّدّةِ غداً بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الدُّنْيا خُلِقتْ مزْرعةً تزْرعُ فِيها الْعِبادُ الْحُلْو و الْمُرّ و الشّرّ(53)(54)79و الْخيْر و الْخيْرُ لهُ مغبّةٌ نافِعةٌ يوْم الْحِسابِ و الشّرُّ لهُ عناءٌ و شقاءٌ يوْم الْحصادِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْحكِيم يعْتبِرُ بِالْجاهِلِ و الْجاهِل يعْتبِرُ بِهواهُ أُوصِيكُمْ أنْ تخْتِمُوا على أفْواهِكُمْ بِالصّمْتِ حتّى لا يخْرُج مِنْها ما لا يحِلُّ لكُمْ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّكُمْ لا تُدْرِكُون ما تأْمُلُون إِلاّ بِالصّبْرِ على ما تكْرهُون و لا تبْتغُون ما تُرِيدُون إِلاّ بِترْكِ ما تشْتهُون بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا كيْف يُدْرِكُ الْآخِرة منْ لا تنْقُصُ شهْوتُهُ مِن الدُّنْيا و لا تنْقطِعُ مِنْها رغْبتُهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا ما الدُّنْيا تُحِبُّون و لا الْآخِرة ترْجُون لوْ كُنْتُمْ تُحِبُّون الدُّنْيا أكْرمْتُمُ الْعمل الّذِي بِهِ أدْركْتُمُوها و لوْ كُنْتُمْ تُرِيدُون الْآخِرة عمِلْتُمْ عمل منْ يرْجُوها بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ يا عبِيد الدُّنْيا إِنّ أحدكُمْ يُبْغِضُ صاحِبهُ على الظّنِّ و لا يُبْغِضُ نفْسهُ على الْيقِينُ بِحقِّ أقُولُ لكُمْ إِنّ أحدكُمْ ليغْضبُ إِذا ذُكِر لهُ بعْضُ عُيُوبِهِ و هِي حقٌّ و يفْرحُ إِذا مُدِح بِما ليْس فِيهِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ أرْواح الشّياطِينِ ما عُمِّرتْ فِي شيْ ءٍ ما عُمِّرتْ فِي قُلُوبِكُمْ فإِنّما أعْطاكُمُ اللّهُ الدُّنْيا لِتعْملُوا فِيها لِلْآخِرةِ و لمْ يُعْطِكُمُوها لِتشْغلكُمْ عنِ الْآخِرةِ و إِنّما بسطها لكُمْ لِتعْلمُوا أنّهُ أعانكُمْ بِها على الْعِبادةِ و لمْ يُعِنْكُمْ بِها على الْخطايا و إِنّما أمركُمْ فِيها بِطاعتِهِ و لمْ يأْمُرْكُمْ فِيها بِمعْصِيتِهِ و إِنّما أعانكُمْ بِها على الْحلالِ و لمْ يُحِلّ لكُمْ بِها الْحرام و إِنّما وسّعها لكُمْ لِتواصلُوا فِيها و لمْ يُوسِّعْها لكُمْ لِتقاطعُوا فِيها بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْأجْر محْرُوصٌ عليْهِ و لا يُدْرِكُهُ إِلاّ منْ عمِل لهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الشّجرة لا تكْمُلُ إِلاّ بِثمرةٍ طيِّبةٍ كذلِك لا يكْمُلُ الدِّينُ إِلاّ بِالتّحرُّجِ عنِ الْمحارِمِ (55)-(56)بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الزّرْع لا يصْلُحُ إِلاّ بِالْماءِ و التُّرابِ كذلِك الْإِيمانُ لا يصْلُحُ إِلاّ بِالْعِلْمِ و الْعملِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الْماء يُطْفِئُ النّار كذلِك الْحِلْمُ يُطْفِئُ الْغضب بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ لا يجْتمِعُ الْماءُ و النّارُ فِي إِناءٍ واحِدٍ كذلِك لا يجْتمِعُ الْفِقْهُ و الْعمى فِي قلْبٍ واحِدٍ(57) بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّهُ لا يكُونُ مطرٌ بِغيْرِ سحابٍ كذلِك لا يكُونُ عملٌ فِي مرْضاةِ الرّبِّ إِلاّ بِقلْبٍ نقِيٍ (58) بِحقٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الشّمْس (59) نُورُ كُلِّ شيْ ءٍ و إِنّ الْحِكْمة نُورُ كُلِّ قلْبٍ و التّقْوى رأْسُ كُلِّ حِكْمةٍ و الْحقّ بابُ كُلِّ خيْرٍ و رحْمة اللّهِ بابُ كُلِّ حقٍّ و مفاتِيحُ ذلِك الدُّعاءُ و التّضرُّعُ و الْعملُ و كيْف يُفْتحُ بابٌ بِغيْرِ مِفْتاحٍ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الرّجُل الْحكِيم لا يغْرِسُ شجرةً إِلاّ شجرةً يرْضاها و لا يحْمِلُ على خيْلِهِ إِلاّ فرساً يرْضاهُ كذلِك الْمُؤْمِنُ الْعالِمُ لا يعْملُ إِلاّ عملاً يرْضاهُ ربُّهُ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ الصّقالة تُصْلِحُ السّيْف و تجْلُوهُ كذلِك الْحِكْمةُ لِلْقلْبِ تصْقُلُهُ و تجْلُوهُ و هِي فِي قلْبِ الْحكِيمِ مِثْلُ الْماءِ فِي الْأرْضِ الْميْتةِ تُحْيِي قلْبهُ كما يُحْيِي الْماءُ الْأرْض الْميْتة و هِي فِي قلْبِ الْحكِيمِ مِثْلُ النُّورِ فِي الظُّلْمةِ يمْشِي بِها فِي النّاسِ بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ إِنّ نقْل الْحِجارةِ مِنْ رُءُوسِ الْجِبالِ أفْضلُ مِنْ أنْ تُحدِّث منْ لا يعْقِلُ عنْك حدِيثك كمثلِ الّذِي ينْقعُ الْحِجارة لِتلِين (60) و كمثلِ الّذِي يصْنعُ الطّعام لِأهْلِ الْقُبُورِ طُوبى لِمنْ حبس الْفضْل مِنْ قوْلِهِ الّذِي يخافُ عليْهِ الْمقْت مِنْ ربِّهِ و لا يُحدِّثُ حدِيثاً إِلاّ يفْهمُ 86 و لا يغْبِطُ اِمْرأً فِي قوْلِهِ حتّى يسْتبِين لهُ فِعْلُهُ طُوبى لِمنْ تعلّم مِن الْعُلماءِ ما جهِل و علّم الْجاهِل مِمّا عُلِّم طُوبى لِمنْ عظّم الْعُلماء لِعِلْمِهِمْ و ترك مُنازعتهُمْ و صغّر الْجُهّال لِجهْلِهِمْ و لا يطْرُدُهُمْ و لكِنْ يُقرِّبُهُمْ و يُعلِّمُهُمْ-(61)(62)(63)(64)(65)بِحقِ ٍّ أقُولُ لكُمْ يا معْشر الْحوارِيِّين إِنّكُمُ الْيوْم فِي النّاسِ كالْأحْياءِ مِن الْموْتى فلا تمُوتُوا بِموْتِ الْأحْياءِ.

و قال الْمسِيحُ

يقُولُ اللّهُ تبارك و تعالىيحْزنُ عبْدِي الْمُؤْمِنُ أنْ أصْرِف عنْهُ الدُّنْيا و ذلِك أحبُّ ما يكُونُ إِليّ و أقْربُ ما يكُونُ مِنِّي و يفْرحُ أنْ أُوسِّع عليْهِ فِي الدُّنْيا و ذلِك أبْغضُ ما يكُونُ إِليّ و أبْعدُ ما يكُونُ مِنِّي.

و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما

وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة6,5-أُوصِيكُمْ بِتقْوى اللّهِ وحْدهُ لا شرِيك لهُ و شهادةِ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ و أن مُحمّداً عبْدُهُ و رسُولُهُ اِتّقُوا اللّه و قُولُوا قوْلاً معْرُوفاً و اِبْتغُوا رِضْوان اللّهِ و اِخْشوْا سخطهُ و حافِظُوا على سُنّةِ اللّهِ و لا تتعدّوْا حُدُود اللّهِ و راقِبُوا اللّه فِي جمِيعِ أُمُورِكُمْ و اِرْضوْا بِقضائِهِ فِيما لكُمْ و عليْكُمْ ألا و عليْكُمْ بِالْأمْرِ بِالْمعْرُوفِ و النّهْيِ عنِ الْمُنْكرِ ألا و منْ أحْسن إِليْكُمْ فزِيدُوهُ إِحْساناً و اُعْفُوا عمّنْ أساء إِليْكُمْ و اِفْعلُوا بِالنّاسِ ما تُحِبُّون أنْ يفْعلُوهُ بِكُمْ ألا و خالِطُوهُمْ بِأحْسنِ ما تقْدِرُون عليْهِ و إِنّكُمْ أحْرى أنْ لا تجْعلُوا عليْكُمْ سبِيلاً عليْكُمْ بِالْفِقْهِ فِي دِينِ اللّهِ و الْورعِ عنْ محارِمِهِ و حُسْنِ الصِّحابةِ لِمنْ صحِبكُمْ برّاً كان أوْ فاجِراً ألا و عليْكُمْ بِالْورعِ الشّدِيدِ فإِنّ مِلاك الدِّينِ الْورعُ صلُّوا الصّلواتِ لِمواقِيتِها و أدّوُا الْفرائِض على حُدُودِها ألا و لا تُقصِّرُوا فِيما فرض اللّهُ عليْكُمْ و بِما يرْضى عنْكُمْ فإِنِّي سمِعْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع يقُولُ تفقّهُوا فِي دِينِ اللّهِ و لا تكُونُوا أعْراباً فإِنّهُ منْ لمْ يتفقّهْ فِي دِينِ اللّهِ لمْ ينْظُرِ اللّهُ إِليْهِ يوْم الْقِيامةِ و عليْكُمْ بِالْقصْدِ فِي الْغِنى و الْفقْرِ و اِسْتعِينُوا بِبعْضِ الدُّنْيا على الْآخِرةِ فإِنِّي سمِعْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع يقُولُ اِسْتعِينُوا بِبعْضِ هذِهِ على هذِهِ و لا تكُونُوا كلاًّ على النّاسِ عليْكُمْ بِالْبِرِّ بِجمِيعِ منْ خالطْتُمُوهُ و حُسْنِ الصّنِيعِ إِليْهِ-ألا و إِيّاكُمْ و الْبغْي فإِن أبا عبْدِ اللّهِ ع كان يقُولُ إِنّ أسْرع الشّرِّ عُقُوبةً الْبغْيُ أدُّوا ما اِفْترض اللّهُ عليْكُمْ مِن الصّلاةِ و الصّوْمِ و سائِرِ فرائِضِ اللّهِ و أدُّوا الزّكاة الْمفْرُوضة إِلى أهْلِها فإِن أبا عبْدِ اللّهِ ع قال يا مُفضّلُ قُلْ لِأصْحابِك يضعُون الزّكاة فِي أهْلِها و إِنِّي ضامِنٌ لِما ذهب لهُمْ عليْكُمْ بِولايةِ آلِ مُحمّدٍ ص أصْلِحُوا ذات بيْنِكُمْ [12-14](8:1) و لا يغْتبْ بعْضُكُمْ بعْضاً[17-20](49:12) تزاورُوا و تحابُّوا و لْيُحْسِنْ بعْضُكُمْ إِلى بعْضٍ و تلاقوْا و تحدّثُوا و لا يُبْطِننّ بعْضُكُمْ عنْ بعْضٍ (66) و إِيّاكُمْ و التّصارُم و إِيّاكُمْ و الْهِجْران فإِنِّي سمِعْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع يقُولُ و اللّهِ لا يفْترِقُ رجُلانِ مِنْ شِيعتِنا على الْهِجْرانِ إِلاّ برِئْتُ مِنْ أحدِهِما و لعنْتُهُ و أكْثرُ ما أفْعلُ ذلِك بِكِليْهِما فقال لهُ مُعتِّبٌ (67)جُعِلْتُ فِداك هذا الظّالِمُ فما بالُ الْمظْلُومِ قال لِأنّهُ لا يدْعُو أخاهُ إِلى صِلتِهِ سمِعْتُ أبِي و هُو يقُولُ إِذا تنازع اِثْنانِ مِنْ شِيعتِنا ففارق أحدُهُما الْآخر فلْيرْجِعِ الْمظْلُومُ إِلى صاحِبِهِ حتّى يقُول لهُ يا أخِي أنا الظّالِمُ حتّى ينْقطِع الْهِجْرانُ فِيما بيْنهُما إِنّ اللّه تبارك و تعالى حكمٌ عدْلٌ يأْخُذُ لِلْمظْلُومِ مِن الظّالِمِ لا تُحقِّرُوا و لا تجْفُوا فُقراء شِيعةِ آلِ مُحمّدٍ ع و ألْطِفُوهُمْ و أعْطُوهُمْ مِن الْحقِّ الّذِي جعلهُ اللّهُ لهُمْ فِي أمْوالِكُمْ و أحْسِنُوا إِليْهِمْ لا تأْكُلُوا النّاس بِآلِ مُحمّدٍ فإِنِّي سمِعْتُ أبا عبْدِ اللّهِ ع يقُولُ اِفْترق النّاسُ فِينا على ثلاثِ فِرقٍ فِرْقةٌ أحبُّونا اِنْتِظار قائِمِنا لِيُصِيبُوا مِنْ دُنْيانا فقالُوا و حفِظُوا كلامنا و قصّرُوا عنْ فِعْلِنا فسيحْشُرُهُمُ اللّهُ إِلى النّارِ و فِرْقةٌ أحبُّونا و سمِعُوا كلامنا و لمْ يُقصِّرُوا عنْ _عْلِنا لِيسْتأْكِلُوا النّاس بِنا فيمْلأُ اللّهُ بُطُونهُمْ ناراً يُسلِّطُ عليْهِمُ الْجُوع و الْعطش و فِرْقةٌ أحبُّونا و حفِظُوا قوْلنا و أطاعُوا أمْرنا و لمْ يُخالِفُوا فِعْلنا فأُولئِك مِنّا و نحْنُ مِنْهُمْ و لا تدعُوا صِلة آلِ مُحمّدٍ ع مِنْ أمْوالِكُمْ منْ كان غنِيّاً فبِقدْرِ غِناهُ و منْ كان فقِيراً فبِقدْرِ فقْرِهِ فمنْ أراد أنْ يقْضِي اللّهُ لهُ أهمّ الْحوائِجِ إِليْهِ فلْيصِلْ آل مُحمّدٍ و شِيعتهُمْ 9495بِأحْوجِ ما يكُونُ إِليْهِ مِنْ مالِهِ لا تغْضبُوا مِن الْحقِ إِذا قِيل لكُمْ و لا تُبْغِضُوا أهْل الْحقِّ إِذا صدعُوكُمْ بِهِ فإِنّ الْمُؤْمِن لا يغْضبُ مِن الْحقِّ إِذا صُدِع بِهِ و قال أبُو عبْدِ اللّهِ ع مرّةً و أنا معهُ يا مُفضّلُ كمْ أصْحابُك فقُلْتُ قلِيلٌ فلمّا اِنْصرفْتُ إِلى الْكُوفةِ أقْبلتْ علي الشِّيعةُ فمزّقُونِي كُلّ مُمزّقٍ يأْكُلُون لحْمِي و يشْتِمُون عِرْضِي حتّى إِنّ بعْضهُمْ اِسْتقْبلنِي فوثب فِي وجْهِي و بعْضُهُمْ قعد لِي فِي سِككِ الْكُوفةِ يُرِيدُ ضرْبِي و رموْنِي بِكُلِّ بُهْتانٍ حتّى بلغ ذلِك أبا عبْدِ اللّهِ ع فلمّا رجعْتُ إِليْهِ فِي السّنةِ الثّانِيةِ كان أوّل ما اِسْتقْبلنِي بِهِ بعْد تسْلِيمِهِ عليّ أنْ قال يا مُفضّلُ ما هذا الّذِي بلغنِي أنّ هؤُلاءِ يقُولُون لك و فِيك قُلْتُ و ما عليّ مِنْ قوْلِهِمْ قال أجلْ بلْ ذلِك عليْهِمْ أ يغْضبُون بُؤْساً لهُمْ إِنّك قُلْت إِنّ أصْحابك قلِيلٌ لا و اللّهِ ما هُمْ لنا شِيعةً و لوْ كانُوا لنا شِيعةً ما غضِبُوا مِنْ قوْلِك و ما اِشْمأزُّوا مِنْهُ لقدْ وصف اللّهُ شِيعتنا بِغيْرِ ما هُمْ عليْهِ و ما شِيعةُ جعْفرٍ إِلاّ منْ كفّ لِسانهُ و عمِل لِخالِقِهِ و رجا سيِّدهُ و خاف اللّه حقّ خِيفتِهِ ويْحهُمْ أ فِيهِمْ منْ قدْ صار كالْحنايا مِنْ كثْرةِ الصّلاةِ أوْ قدْ صار كالتّائِهِ مِنْ شِدّةِ الْخوْفِ أوْ كالضّرِيرِ مِن الْخُشُوعِ أوْ كالضّنِي مِن الصِّيامِ أوْ كالْأخْرسِ مِنْ طُولِ الصّمْتِ و السُّكُوتِ أوْ هلْ فِيهِمْ منْ قدْ أدْأب ليْلهُ مِنْ طُولِ الْقِيامِ و أدْأب نهارهُ مِن الصِّيامِ أوْ منع نفْسهُ لذّاتِ الدُّنْيا و نعِيمها خوْفاً مِن اللّهِ و شوْقاً إِليْنا أهْل الْبيْتِ أنّى يكُونُون لنا شِيعةً و إِنّهُمْ ليُخاصِمُون عدُوّنا فِينا حتّى يزِيدُوهُمْ عداوةً و إِنّهُمْ ليهِرُّون هرِير الْكلْبِ و يطْمعُون طمع الْغُرابِ و أما إِنِّي لوْ لا أنّنِي أتخوّفُ عليْهِمْ أنْ أُغْرِيهُمْ بِك لأمرْتُك أنْ تدْخُل بيْتك و تُغْلِق بابك ثُمّ لا تنْظُر إِليْهِمْ ما بقِيت و لكِنْ إِنْ جاءُوك فاقْبلْ مِنْهُمْ فإِنّ اللّه قدْ جعلهُمْ حُجّةً على أنْفُسِهِمْ و اِحْتجّ بِهِمْ على غيْرِهِمْ لا تغُرّنّكُمُ الدُّنْيا و ما تروْن فِيها مِنْ نعِيمِها و زهْرتِها و بهْجتِها و مُلْكِها فإِنّها لا تصْلُحُ لكُمْ فو اللّهِ ما صلحتْ لِأهْلِها .

و الْحمْدُ لِلّهِ ربِّ الْعالمِين [1-5](37:182) و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين .تم الكتاب بعون الملك الوهاب و الحمد لله الذي من علي فضلا منه بتصحيح هذا السفر القيم و التعليق عليه و وفقني لإتمامه و ذلك من فضله و منه

.


1- ..الحيارى-بالفتح و الضم-:جمع حيران.
2- ..في بعض النسخ [قرية].
3- ..سورة المائدة آية 5.
4- ..سورة الشورى آية 23.
5- ..في بعض النسخ [معاذكم ].
6- ..في بعض النسخ [لصدعت ].
7- ..اقتباس من الآية الواردة في سورة التوبة آية 106.
8- ..العطب:الهلاك.
9- ..أي قول الرجل المذنب ذلك إذا قيل له:لا تعص.
10- ..الفواقر:جمع فاقرة أي الداعية العظيمة فكأنها تكسر فقر الظهر.
11- ..فالضمير يرجع إلى المخالفين أو مطلق الناس.
12- ..أطرى فلانا:أحسن الثناء عليه و بالغ في مدحه.
13- ..في بعض النسخ [خانه ].
14- ..أي بينكم و في جماعتكم.
15- ..الحقود:الكثير الحقد.
16- ..في الروضة[يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك ].
17- ..زاد في الروضة[كن كمسرتى فيك فان مسرتى أن اطاع فلا اعصى ].
18- ..في الروضة[فانى نعم العون و المستعان يا موسى انى أنا اللّه فوق العباد].
19- ..في الروضة[على الكتب كلها].
20- ..في الروضة[اسمه أحمد محمّد الأمين من الباقين من ثلة الاولين الماضين ].
21- ..في الروضة[يؤدون فيها الصلوات أداء العيد إلى سيده نافلته فبه فصدّق و منهاجه فاتّبع ].
22- ..زاد في الروضة[و ذكر بى من يطمئن إلى و اعبدنى و لا تشرك بى شيئا و تحر مسرتى ].
23- ..أي مختلطة من عناصر شتّى.و الامشاج الاخلاط.
24- ..في الروضة[و أنا الحى الدائم الذي لا أزول ].
25- ..التطاول:التكبر.
26- ..في الروضة[متى دعوتنى و رجوتنى ].
27- ..في الروضة[بالصلاة و الصلاة فانها].
28- ..الولولة:رفع الصوت بالبكاء و الصياح.
29- ..زاد في الروضة[يا موسى الموت يأتيك لا محالة فتزود زاد من هو على ما يتزود].
30- ..ارتاد الشي ء:طلبه.
31- ..في الروضة[ابناء الدنيا و أهلها فتن بعضهم من بعض ].
32- ..أي لا ينقطع و لا يقصر عنه و ضمير شهوتها راجع إلى الآخرة.
33- ..زوى:صرف.و المغبّة-بالفتح و تشديد الباء-:العاقبة.
34- ..في الروضة[يا موسى صرّح الكتاب إليك صراحا]و في بعض نسخها بالخاء المعجمة.
35- ..زاد في الروضة[و الاتباع للشقوة].
36- ..في الروضة[يجيب المضطرين ].
37- ..انضوى إليه:انضمّ.
38- ..في الروضة[طوبى لك يا موسى كهف الخاطئين و أخ المذنبين و جليس المضطرين ].
39- ..في الروضة[ما دمت في الدنيا].
40- ..في الروضة[و ادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي النادم على ما قدمت يداك ].
41- ..عشوة الليل:ظلمتها.
42- ..رواها الكليني في الروضة من الكافي مع اختلاف و زيادات جازت ستين سطرا.
43- ..الكليل:الضعيف.
44- ..النكل-بالكسر-:القيد و الجمع أنكال.
45- ..دلّ فلان الى الشي ء-من باب نصر-:أرشده و هداه إليه.
46- ..الحيى-كشريف-:المحتشم،من حيى حياء.
47- .(2).دأب في العمل دءوبا اي جد و تعب و استمر عليه.
48- .(1).في بعض النسخ [يطالعكم ].
49- ..أي ان تقبل الى بخوف و طمع.
50- .(1).أي الذين يرثون الفردوس.
51- ..أي يلاقون نعيمه و ما أعد لهم فيه.
52- ..كذا.
53- .(1).وجد عليه-من بابى ضرب و نصر-:غضب.
54- .(2).في بعض النسخ [اذا أخذ].
55- ..في بعض النسخ [و حطة من الذنوب ].
56- .(1).تحرّج عن المحارم أي تجنّب عنها.
57- ..في بعض النسخ [ودع مناظرتهم ].
58- ..الكرب-بالضم فالفتح-:جمع كربة-بالضم-:الحزن و المشقة.
59- ..في بعض النسخ [بصره في نظر عينه ].
60- ..أي فضل علم و كمال.و الاحلام:جمع الحلم أي العقل.
61- .(1).في بعض النسخ [يجتمع الفقه و الغى في قلب واحد]و في بعضها[الفقه و العى ].
62- .(2).في بعض النسخ [تقىّ ].
63- .(3).في بعض النسخ [ان النفس ].
64- .(4).لعل المراد تنظيفها من الغبار و نحوه.
65- .(5).في بعض النسخ [لا يفهمه ].
66- ..تاق إليها:اشتاق و أسرع.
67- ..زور:زين الكذب.الزور:الكذب و الباطل.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.